آخر 10 مشاركات
عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          582 - الصحافية الجميلة - جاين دونيللي - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          590ـ غابة الأشواق ـ ميراندا لي. ق ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-16, 11:35 PM   #1411

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:35 PM   #1412

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ... أنا حنزل الفصل حالا ... أرجو الإمتناع عن التعليق دقائق

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:36 PM   #1413

mona mohamed

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وفراشة متالقة بعالم الازياء الاناقة

 
الصورة الرمزية mona mohamed

? العضوٌ??? » 162860
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 3,165
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » mona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond reputemona mohamed has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء النور عليكم تسجيل حضور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 133 ( الأعضاء 105 والزوار 28) mona mohamed, ‏Nor sy, ‏:-)Smile(-:, ‏حنان الرزقي, ‏la luz de la luna, ‏mimi0000, ‏fattima2020, ‏roro.rona, ‏ميار111, ‏secret angel, ‏زالاتان, ‏رزان الحاتم, ‏Whispers, ‏hnoo .s, ‏lina eltayeb, ‏خريف الحياة, ‏ن و ا ر ى, ‏11Sozan, ‏أُمْنِيـَّــآتـٌ أُنــْثَوِيــَّـﮧْ, ‏قسامية الهوى, ‏RazanB, ‏boosyzyad, ‏maimickey, ‏monaaa, ‏الهنود, ‏marwaadel, ‏الشوق والحب, ‏samasemo mahran, ‏mouna ABD, ‏مى عبد الرحيم, ‏بوفارديا92, ‏suzyy, ‏رحيق زهرة, ‏asmaa ayman, ‏bassa, ‏elizabithbenet+, ‏الامل هو طموحي, ‏كترين, ‏سارقة الظلام, ‏Bo33, ‏براءة الجزائرية, ‏amar_nirmen, ‏ام لينووو@, ‏ebrU, ‏Fay~, ‏fatma ahmad, ‏سمراء الجنوب, ‏تسبيح الداودي, ‏noda youssef, ‏sara alaa, ‏mo'aa, ‏basmati, ‏فرح أيامي, ‏LOVELEY, ‏ban jubrail, ‏هبه الطيب, ‏shegidy, ‏omnue2006, ‏smile as you can, ‏احلام البكاتوشى, ‏سرى النجود, ‏عشق القلم, ‏حياة محمود 78, ‏منى مصري, ‏ارض اللبان, ‏ensho, ‏الحب الأول, ‏haya hassan, ‏beauty anastasia, ‏أنا لك علي طول, ‏intissar2, ‏كريستنا, ‏شوقا, ‏الفراشة جين, ‏majda sarito, ‏الياقوته الحمراء, ‏amoud, ‏flower90, ‏jello, ‏métallurgier, ‏"lara", ‏ام هنا, ‏hadeer fathi, ‏eng semsema, ‏بريق العابرين, ‏نيو ستار, ‏lolo ahmed, ‏yassminaa, ‏الفجر الخجول, ‏celinenodahend, ‏الاميره بونى, ‏الثقلين, ‏نـوار, ‏رعشه قلب, ‏رهفه, ‏omniah alroh, ‏sasad, ‏ليله طويله, ‏رشه عطر, ‏umryum, ‏غروري مصدره أهلي, ‏Aya youo, ‏نعمة الرحمن


mona mohamed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية جراح الماضي
الفصل الاخير
رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:37 PM   #1414

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثاني
............................
: راقبته وهو يغلق أزرار قميصه باعتداد أقرب للغرور .... نظرات عينيه الفجتين دائما , كانتا الآن متكاسلتان بإكتفاء مرضي ... و كأنه قد نال للتو وجبة مرضية ... ليست وجبة شديدة الفخامة ... الا أنها فقط مرضية ... هكذا هي ترى نفسها .... جذبت بدور الغطاء حتى ذقنها بأصابع مرتجفة و هي ترمقه بنفس حالة الهلع الصامتة بعد كل مرة ... رفع راجح عينيه المغرورتين اليها و قال بلا مبالاة ... كانت تشعر بها و تدمر دائما ....
( هل ستستلقين عندك طويلا ؟!! ... يجب أن نتحرك حالا في طريق السفر عودة للبلد ..... علينا أن نكون ببيت الرافعية قبل المغيب و إن كنت أشك أن نستطيع ..... )
ابتلعت بدور ريقها بتوتر و هي تتأمل جسده الضخم قوي العضلات .. ووسامته الفجة ككل ما به .... راجح الرافعي كان حلم لكل فتاة تقع عيناها عليه ... ربما ليس أكثر الرجال وسامة ... الا أنه بالتأكيد يمتلك جاذبية صريحة أقرب للعبث الصريح .... نظراته التي لا تعرف الخجل أو الحياء ... و التي تشعر أي أنثى بأنوثتها ..... عينان تكاد ان تنطا بالرغبة الحسية لكل ما تراه و تقدره .... أسبلت جفنيها فوق عينيها الحزينتين و و هي تتمسك بالغطاء الأبيض جيدا حول جسدها العاري بأصابع مرتجفة .. و كأنها بهذه الحركة تنفي ما يحدث بينها و بين راجح .... انتفض جسدها برهبة ما يحدث بينهما منذ عام كامل .... عادت لترفع عينيها اليه لتراقب غروره ... و عنجهيته الواثقة من قدراته .... لم تصدق مدى سعادة حظها حين أخبرتها أمها أن راجح ابن عمها قد خطبها رسميا ..... صحيح أنه يكبرها باثني عشر عاما كاملة .... الا أنه كان على الرغم من ذلك مطمع معظم بنات العائلة ... و متأكدة هي بأنه مطمع الفتيات من خارج العائلة كذلك .... و على الرغم من ذلك لم يتزوج حتى الثالثة و الثلاثين من عمره ..... الى أن فجأها هي بخطبتها دون غيرها ..... تعلم أنها جميلة بطريقة ما .... أو على الأقل هذا هو ما تغذي به أمها ثقتها المزعزعة بنفسها .... لكنها لم تكن متميزة بشيء .... بل على العكس ... ساقها العرجاء كانت هي دائما ما يلفت النظر اليها , و ليس جمالها .... لذا لم تصدق حظها فعلا حين خطبها راجح ..... و عقد قرانه عليها سريعا .... انتفضت بدور من أفكارها الشاردة البائسة على صوت راجح الذي قصف متحولا الى الفظاظة و لهجة الأمر
( بدور !! ...... توقفي عن احلام اليقظة التي تنتابك تلك و انهضي لتعدي نفسك , لقد تأخرنا ... )
لعقت بدور شفتيها المرتجفتين و سارعت بالإيماء طائعة دون كلام .... لكن قبل ان تتحرك ... بدتت مترددة ... متخاذلة .... تريد النطق ... الى أن همست أخيرا بصوت بدى اشبه بالتوسل دون ان تدري ... (
راجح ..... متى سيتم زفافنا ؟؟ ........ )
لم يبدو عليه انه قد سمعها وهو يتابع تحضير نفسه .... بإغداقها بكمية ضخمة من رذاذ عطره الذي يشابهه في الفجاجة .... اوشكت بدور أن تلقي عليه السؤال مجددا بتوتر أكبر حين شكت أنه لم يسمعها .... الا أنه قال بهدوء دون ان يلتفت اليها
( ما الذي جعلك تفكرين بالزفاف الآن ؟!! .......... ) ا
تسعت عيناها بهلع لم تقصد اظهاره ... بينما تمسكت أصابعها أكثر بالغطاء و كأنه يمنحها سترا خادعا ... ثم قالت متلعثمة بقلق
(لقد مضى عام على عقد قراننا يا راجح ..... لو ... لو ... علم أبي بما يحدث بيننا ..... فقد يقتلني ... ستكون كارثة لو فضح أمري ... )
رفع راجح عينيه الوقحتين الى عينيها الضائعتين في المرآة ... ثم قال ببرود
( و من أين له أن يعلم ؟!! ...... نحن نتقابل هنا , على بعد مئات الأميال من والدك ... حيث كليتك .... ) عضت بدور على شفتيها و هي تنظر اليه متضرعة ... ثم همست بخفوت
( أخشى أن يراني أحد مثلا ..... أو أن ..... أو أن يحدث شيء ما ... لم نحسب له حساب .... ) عاد لينظر اليها بنفس الوقاحة ... قبل أن يقول بهدوءٍ يماثل في وقاحته وقاحة عينيه ....
( الا تتناولين حبوب منع الحمل بإنتظام ؟!! ....... ) احمر وجهها بشدة و أخفضت وجهها .. مخفية عينيها عن عينيه الجريئتين ... غير مصدقة لبساطة سؤاله .. تماما كبساطة الأمر الذي وجهه لها منذ عام بالإنتظام على تلك الحبوب .... كأي متزوجين اعتادا على بعضهما .... ارتجف جسدها حين قال راجح بصوتٍ أعلى كي ينبهها من شرودها ... دون أن يرحم خجلها الذي لم يمت على الرغم من العام الذي مر بينهما وهو يعاشرها به ...
( الا تفعلين ؟!! ........ )
همست بدور دون أن ترفع عينيها اليه
( بلى ........ )
عادت ملامحه المشتدة لتلين ببرود ... وهو يبتسم قائلا
( جيد ....... لا مشكلة اذن ...... )
تجرأت بدور على رفع عينيها اليه مجددا و هي تقول بخفوت .. الا أنه بدا أكثر اصرارا ... و خوفا ... ( راجح أرجوك سرع من موعد الزفاف .... أنت تعلم أن أن ما يحدث بيننا لن يرضي والدانا أو جدنا .... ستكون كارثة في العائلة .... كما .... كما أنني أشعر أن ما يحدث بيننا خاطىء .... ) ظلت عيناه تحاصرانها بصمت ... و هي لا تستطيع تفسير نظراتهما .... قبل أن يقول بابتسامة متملقة ... أوهنتها
( كيف يكون خطأ ؟! ..... ألستِ زوجتي ؟!! ..... ) همست بدور بترجي
( لكنه يخالف العرف ... و يحط من قدر أبي ..... و في عوائلنا ستصبح كارثة لو عرف الأمر , أنت تعرف أن العروس يجب أن تزف الى بيت زوجها في حفلٍ يرفع رأس والدها يستمر لسبع أيام كاملة .... و اطلاق الأعيرة .... و الولائم ... )
كان صوتها قد بدأ يخفت تدريجيا و تشرد عيناها و هي تتحسر على تلك المنزلة التي ضيعتها على نفسها ... حتى بعد الزفاف .... لن تنسى أنها كانت له خلال فترة عقد القران بمنتهى السهولة .... قال راجح بخفوت أكبر و قد تغيرت نبرة صوته و تحولت الى نغمةٍ أكثر عبثا ...
( هذا موضوع جدي تماما ... على أن تتحدثي به و أنت مستلقية مكانك على هذا النحو ... هممم ) رفعت بدور وجهها اليه بسرعة و هي تتعرف على تلك النغمة بسهولة ... لتراه يتقرب منها و عيناه تتحولان الى الجوع مجددا بعد الشبع .... و من الجوع الى النهم ... ذلك هو راجح .... زوجها كما يفترض ... تراجعت قليلا حتى التصق ظهرها بالسرير من خلفها ... بينما هو يقترب و عيناه تترصادانها كالنمر .. حتى وصل اليها فجلس على حافة السرير بجوارها وهو يميل بالقرب منها حتى لفحت أنفاسه ذات العطر المحفوظ بشرتها الحساسة ... لاسعة نهاية أطرافها العصبية .... مما جعلها ترتعش على الفور في ردة فعل مألوفة ... و تمسكت بالغطاء أكثر و أكثر و هي ترفعه حتى ذقنها ... ضحك راجح وهو يهمس بخفوت ملامسا فكها الناعم بشفتيه الشهوانيتين ....
( الا ترين بأنكِ قد تأخرتِ قليلا في اظهار هذا الخجل الشهي و الرغبة المفاجئة في الإحتشام ؟!! .... ) أغمضت عينيها بأسى و هي تبعد وجهها عنه بغير مقاومة فعلية ... هامسة بمرارة
( أرجوك لا تقل هذا ......... )
اقترب منها أكثر .. بينما تحركت شفتاه تعرفان سبيلهما حق المعرفة , فيضعفان من عزمها الزائل أكثر ليهمس في أذنها مزمجرا
( معك حق ..... لا داعي للقول , فالفعل أشهى ....... )
مالت برأسها للخلف و هي تئن متوسلة
( لا يا راجح .... كفى أرجوك .... يجب أن نغادر الآن , سنتأخر .... )
الا أنه كالعادة ... لا يسمع الا رغباته , بينما باقي الأصوات بالنسبة له تضيع هباءا .... حاولت جاهدة التمسك بالغطاء ... الا أنه كان أكثر منها قوة وهو يبعده بسيطرة .... ليلحق به قميصه .... بعد ساعتين ... كانت بدور تجلس بجواره في السيارة شاردة .... تنظر من نافذتها الجانبية و رأسها مستند بتعب الى زجاجها ... المقاومة عبثية مع راجح ... هذا ما اكتشفته منذ المرة الأولى التي عاشرها بها ..... يومها كانت مسحورة بذهول بقبلاته المجتاحة على شفتيها المتبتلتين ... و اللتين لما تعرفا معنى العشق من قبل ..... المرة الأولى التي اصطحبها فيها من كليتها بعد عقد قرانهما ..... كم كانت سعادتها مشرقة بخجل و هي تتباهى بزوجها الوسيم أمام صديقاتها بعد سنوات قليلة ... كانت ترى بها الإرتباط من حولها في الجامعة .... و قصص الحب شديدة التعقيد .... دون أن تجرؤ يوما على خوض التجربة ....
فهذا كان معناه أن تندلع كارثة في العائلة لو حدث و ارتبطت بزميل لها من خارج نطاق اسم الرافعية .... لذا نائت بنفسها منذ البداية عن أي محاولة ... لكن في الحقيقة ,
لم تكن هناك أي محاولات حثيثة تتقدم لها .. فقد كانت تمثل صورة الفتاة العرجاء .... الصامتة المتباعدة .... التي لا تمتلك حضورا طاغيا أو شعبية مثيرة للنظر بأي شكل ... مجرد جاذبية شكلية لم يلتفت اليها احد ..... لذا كان اليوم الذي جاء فيه راجح الى كليتها بعد عقد قرانهما بشهرين ....
هو أجمل يوم بحياتها ...... فقط في بدايته .... لا تزال تتذكر تفاصيل هذا اليوم جيدا ....
يوم الذي هاتفها به ... و أخبرها بنبرة تسلطية ذكورية غير مبالية تماما .... بأنه في الخارج و ينتظرها ليقلها معه ...
حينها عرفت الإبتسامة طريقها لوجهها الأقرب للطفولية الحزينة ... وشعرت بنفسها كفراشة تخرج من شرنقتها المغبرة أخيرا ....
للمرة الأولى تشعر بنفسها جميلة و هي تخرج بتباهٍ و تسير اليه برشاقة متسارعة .... و كأن عرجها قد اختفى فجأة ... لن تنسى وقفته المهيبة مستندا الى سيارته الفخمة ...
و لن تنسى نظرات أغلب الفتيات اليه بانبهار وهو يبدو متشاغلا عنهن بصلف .... لن تنسى أنها همست لنفسها بعدم تصديق تتوجه سعادة متباهية " هذا الوسيم ...... هو زوجي ......
" لن تنسى نظرته لها حين رفع رأسه اليها فجأة من على بعد ... كانت نظرة غامضة , لم تستطع تفسيرها أبدا كانت خالية من الإبتسامة .... متفرسة بكل تفاصيلها بجرأة , و مع هذا كانت تفتقد الى الرقة ... بل كانت ... كانت أقرب الى غضبٍ مستتر .... غضب جعلها ترتجف قليلا و تتعثر بخطواتها ... لكن ابتسامته ما أن وصلت اليه أدفأت قلبها ... على الرغم من عبثيتها و جرأة فحواها .... ذلك اليوم أخذها الى شقته هنا في المدينة ..... بدلا من أن يصطحبها للبيت الذي تسكنه مع مجموعة من نساء البلد أتين خصيصا لخدمتها و محاوطتها بأمرٍ من والدها كي تكمل دراستها الجامعية وحدها في المدينة .... فقد كان والدها يستقر في بلده منذ مولده على عكس كثير من الأعمام ممن سافروا الى المدن و الى الخارج ... والدها شديد الصرامة و البأس .... قسوته في بعض الأحيان تكاد أن تكون أقرب الى البطش و العنف ... ووالدتها لم تسلم من بطشه في الكثير من سنوات حياتها معه ....
و قرار ان تكمل دراستها متغربة وحدها في المدينة كان أقرب للمعجزة .....
لم تظن أنها ستتحقق أبدا .. و بالعودة الى راجح في ذلك اليوم .... كانت تتبعه كالمسحورة ... حتى وهو يطلب منها المجىء الى شقته كي تراها .... كانت تسير خلفه مغمضة العقل ... بينما عينيها متسعتان , تتشربان من جاذبية رجولته الفجة .... على تلك الأريكة الأنيقة ... و هي تجلس مرتبكة و كفيها متشابكين ... مخفضة وجهها الأحمر .... كان هو جالسا بعنجهية بالقرب منها و بينهما مسافة مطمئنة .... ظهره مستندا للخلف و ذراعه مرتاحة على ظهر الأريكة ... يضع ساقا فوق أخرى وهو يتأملها بصمتٍ مربك ...
بينما دخان سيجارته الذي ينفثه ... يجعل وعيها يدور قليلا ... رفعت عينيها اليه ...
لتجد أنه لم يبتسم ... فقط كان يرمقها بتلك النظرات الغامضة ... قبل أن يرمي سيجارته بعيدا غير عابئا أن حطت و ماذا أتلفت .... و اقترب منها ..... ارتجفت بدور بقوةٍ و هي تتذكر هول المشاعر التي انتابتها وهو يقتحم شفتيها اللتين لم تعرفا معنى القبلات يوما ....
اعصار لفها و جعلها تقع به دون هوادة أو رحمة .... أغمضت بدور عينيها و هي تتذكر هتافها برعب " أرجوك يا راجح كفى ..... لا تفعل ....
" الا أنه بدا في تلك اللحظة كالمجنون .... و صم أذنيه عن توسلاتها .... بينما عضلاته القوية هزمت كل مقاومة لها شر هزيمة .... نعم أول مرة بينهما كانت ضد رغبتها .... على الأقل بعد الدقائق الأولى التي استسلمت فيها لمشاعر لم تعرفها من قبل .... لكن ما حدث فيما بعد كان بالتأكيد ضد ارادتها ..... على أنه لم يستخدم العنف تماما ....
لكنه نجح في هزيمة كل محاولات مقاومتها الضعيفة .... لا يزال نحيبها هذا اليوم يزعج أذنها بصخبه .... و ملابسها الممزقة المرمية أرضا ترهق عينيها ..... كان هو نهما و شديد الإنفعال ....

بينما كانت هي واهنة الأوصال , مضعضعة القوى .... من بعدها لم يتوقف راجح عن نيالها كزوجته .... حتى اعتادته و اعتادت العلاقة معه ... و كأنها أمر مسلم به ... يطمئنها دائما بأنها زوجته و أنه لا داعي للقلق ....
لكن العرف له رأي آخر ... هامة والدها لها اعتبار ... لم تشأ يوما أن تحنيها , على الرغم من قسوته .... أغمضت بدور عينيها و قد انسابت منها دمعة ندم .... فسارعت الى مسحها بظاهر يدها ..... فالتفت اليها راجح ..
ليقول بعدم اهتمام
( ماذا بك ؟؟؟ ......... )
نظرت اليه بدوراليه منتفضة و سارعت بالقول
( لا شيء ..... مجرد ذرة غبار آلمت عيني ...... )
لم يعبأ راجح ... او على الأرجح لم يسمع جوابها .... كانت عيناه على الطريق ... ضيقتان .... باردتان كالجليد .... بينما روحه أبعد ما يكون عن البرود ...
بل كانت تحترق مستعرة وهو لا يرى أمام طريقه سوى العينين العسليتين القويتين .... سوار .... تلك اللعنة التي ولدت و دمغته بتعويذة سحر ... لا يستطيع التحرر منها حتى الآن ....
ضاقت عيناه أكثر وهو يزيد من سرعة السيارة ... بينما صوتها القوي الذي لم يفقد يوما نعومته على الرغم من صلابته .... يداعب أذنيه و يزهق غروره .... تسارعت انفاسه وهو يراها أمامه بكل بهائها الجلي .... تلك الملكة التي طارت من بين أصابعه و لم يستطع نيلها ...
كان مخطئا حين ظن بأن امتلاكه لها كان أمرا مسلما به .... و غباءه في تقدير قدرات خصمه الحقيقة جعله يخسر تلك الحرب .... لم يكن الخصم هو سليم يوما ..... بل كانت سوار نفسها ....... .................................................. .................................................. .................. فتحت فمها لتجيب ... الا أن الكلمات توقفت في حلقها و ماتت منصهرة و هي ترى القادم و الذي دخل الى المكان بهيمنة و سيطرة .... ذلك المهندم بعد ترويض فرسٍ جامحة منذ ساعتين فقط .....
ذلك اللذي دخل و عيناه مسلطتان على عينيها بقسوة ....... بينما هالة من الرجولة تحيط به وهو يتقدم و كأنه يملك المكان .........
قاصي الحكيم .....
ساد صمت قصير المكان ... صمت مشحون و متوتر ... بينما قال قاصي بصوتٍ واثق هادىء
( السلام عليكم يا كبير الرفاعية ........ )
كان سلامه موجها الى جدها وحدها ... مما يعد هذا أقرب للإهانة للكثير من المتواجدين ... فنظرت تيماء بصدمة الى جدها و هي تتوقع منه أن يطرده و أن يطردها معه كذلك ..... كيف يفعل ذلك ؟!! .... بل لماذا يفعل هذا ؟!!! .... الآن سيطردها جدها ... أو ربما سيذيقها بعض مما أذاقها والدها منه قديما ... الا انها انتفضت مذهولة و هي تسمع صوت جدها الرخيم وهو يقول بصوته الرخيم
( وعليكم السلام و رحمة الله .... اجلس يا قاصي .... )
كانت تيماء فاغرة شفتيها لا تعرف ما يحدث بالضبط .... ألا يعد مجرد عاملا لديهم ؟!! .... و مما أكد ظنها ... هو صوت والدها الذي اندفع يقول هاتفا بقوة
( ماذا يفعل هذا هنا يا حاج سليمان ؟!! ..... ماذا يفعل هذا الحقير هنا ؟!! ..... مجرد وجوده هنا باجتماع عائلي ما هو الا إهانة لنا ....إن لم يغادر حالا فسأغادر أنا .... . )
ساد صوت همسات متوترة ... و الأعمام ينقلون أنظارهم بين سالم ... و قاصي
الذي بقى مكانه صامتا بوجه ذو ملامح غامضة .... ناظرا أرضا ... لا خوفا أو شعور بالإهانة .... انما تيماء تعرفه جيدا .... فهو يخفض عينيه فقط حين لا يكون له القدرة على ترويض نظراته المستعرة .... كانت ترتجف فعليا ... ووجدت نفسها تشد بيديها على كفي جدها التي لا تزال ممسكة بهما ....
و قفزت في جلوسها على صوت ضرب جدها للأرض بعصاه القوية ... تلك الضربة التي تذكرها جيدا و لم تنقص قوة صلابتها بذرة .... ثم هدر صوته بسلطة
( منذ متى يهين أحد منكم ضيوفي يا سالم ؟؟؟!!ّ ......... )
الا أن سالم هتف بقوة هو الآخر
( إنه ليس من الضيوف يا حاج .... ما هو الا مجرد وضيع ابن ح ........ )
هدر صوت سليمان بقوةٍ زلزلت الجدران بصداها
( اياك يا سالم بإكمال ما تنوي قوله ..... لا يهان من هو بدار سليمان الرافعي ..... )
أشتد احمرار وجه سالم غضبا مجنونا وهو يرمق قاصي بنظراتٍ تقتل بسمٍ زعاف ....
الا أن تيماء لم تهتم به في تلك اللحظة ... بل كان كل اهتمامها المذعور منصب على قاصي على قاصي وحده ..... كان وجهه لا يزال مخفضا ...
هو الوحيد القادر على اخفاض وجهه بينما تظل القوة مهيمنة على الهالة المحيطة به ... لكنها رأت بوضوح اشتداد فكه ... قبضتيه المضمومتين بقوة .... عضلاته النافرة المتشنجة ....
استطاعت أن تشعر بالنار في داخله تلفحها محرقة .... منذ ساعةٍ واحدة.......
سمعت احدى العاملات بالدار تتكلم عنه .... تتكلم عن الفتى مروض خيول الرافعية ....
كانت كبيرة في السن و لا تزال تراه مجرد فتى .... الفتى البائس الشرس ... حين سألتها عنه أخرى أصغر سنا .... فأجابتها بهدوء
" قاصي الحكيم !! ........
منذ سنوات و هو متواجد في هذه البلد باستمرار ... و كأنه يرفض مغادرتها .... من له مثل وضعه كان ليغادرها هربا من نظرة الناس اليه .... الا أنه لم يفعل .... بل كان يعود دوما .... يعود متحديا كل من يجرؤ على الإساءة اليه .... أتذكر وهو صبي ....
كان يدخل في حروبٍ ضارية مع الجميع ... حتى مع من هم أكبر منه عمرا .... و كان يخرج مصابا نازفا ... الا أنه لم يستسلم يوما .... و يوما بعد يوم تحولت شراسته في الدفاع الى قوة ....
حتى زادت انتصاراته في حروبه الصغيرة .... و بات الجميع يعلم أن من يدخل معه في تحدي يخرج منه خاسرا مهزوما .....
" صمتت قليلا ثم همست بخفوت " لقد قطع لسان أحدهم ذات يوم ........ "
شهقت الأخرى و الأصغر سنا و هي تضع يدها على صدرها .... بينما أومأت المرأة قائلة
" أحدهم نعت امه بلفظٍ شائن .... و لقبه بابن حرام ..... لم يظن أن قاصي لم يعد ذلك الصبي الذي يتعارك بالعصي و الحصى ..... بل أشتد عوده و زادت شراسته في الدفاع ..... لذا قطع لسانه دون رأفة .... " قالت الصغرى "
و ماذا عنها ؟!! ....... أمه ؟!! ....... "
تنهدت تلك المرأة و هي تقول بخفوت " أتذكرها .... كانت مليحة و طيبة القلب ..... لكنها كانت بسيطة العقل كذلك .... اختفت ذات يوم ..... و سمعنا أنها سافرت من بلد الى بلد ..... الى أن عاد أخاها ذات يوم مبشرا بأنه قد غسل يديه بدمها .... المسكينة ... عاشت سنواتها الأخيرة تفر من منفى الى آخر و في النهاية لحقها القدر ..... "
في تلك اللحظة كانت تيماء تستمع اليهما خارج المطبخ و هي مستندة الى الجدار ... و رأسها متراجع للخلف ... مغمضة العينين و يدها على صدرها ....
نعم لقد كبرت على يديه ... سنوات قليلة جدا الا أنها نقلتها أمامه من الطفولة الى الشباب .... و باتت تعلم أن أمه خط أمر بالنسبة اليه ..... لا يسمح مطلقا بالكلام عنها .... و كلما كبرت يوما .... علمت أن هناك من هم ابناء غير شرعيين ..... لذا استنتجت الأمر وحدها منذ سنوات .... و لم تعيره أهمية ..... لم يكن يهمها في ذلك الوقت سواه ..... قاصي فقط .... دون أي ألقاب ...... لكنها لم تصدق أن يقطع لسان أحد !!
.... ألم تعرفه حقا ؟!! ..... أم عرفت منه ما أرادت رؤيته لا غير ...... أفاقت تيماء من شرودها الحزين على صوت والدها يقول برفض
( اعذرني يا حاج ...... أنا سأنسحب الآن ..... لن يجمعني بهذا الشخص مكان واحد .... )
الا أن قبضة جدها اشتدت على يدها حتى تألمت من قوة تلك القبضة المجعدة ..... و سمعت صوته يقول بشدة
( لا يغادر أحد من ابنائي المكان و أنا حي يا سالم ...... انتظر حتى وفاتي و افعل ما شئت ..... فهي لم تعد بعيدة ..... )
قال سالم بصوتٍ قاتم مكتوم ... بينما عيناه القاسيتان ترمقان قاصي بنظرةٍ حاقدة مهينة
( أطال الله عمرك يا ابي ...... )
رفع قاصي عينيه في عيني سالم بنظرة تحكي الكثير فيها من التحدي ... و القوة ... و الثقة التي اكتسبها بالطريقة الصعبة و فرضها فرضا على من حوله .... قبل أن يقول سليمان الرافعي بصوتٍ قوي سلطوي
( اجلس يا قاصي ....... )
لكن قبل أن يلتفت الى تيماء مجددا ... قال بصوتٍ عالٍ وهو ينظر الى أبناءه و أحفاده
( لقد طلب مني قاصي الحضور اليوم لأمرٍ يخصه يريد قوله أمامكم .... و دار الرافعية لا تطرد ضيفا حتى لو يوم العائلي ...و لقد ذكرتها سابقا و سأكررها ... قاصي في حمايتي .... فلا يحاول أحدكم التطاول عليه ... )
نظر الى الجميع ... ليرى من سيحاول الإعتراض على أوامره ... الا أن أحدا لم يجرؤ على معارضة كبير الرافعية ... لذا نظر راضيا ... ثم قال بصوتٍ آمر
( اتخذ مقعدا يا قاصي و اجلس .... ليس هناك من أسرار ..... بل الليلة ليلة فرح عندنا و مرحب بك ... ) نظرت تيماء اليه مصعوقة وهو يسير بتمهل و ثقة الى ان جلس على أحد المقاعد ... ثم رفع عينيه الى عينيها مباشرة .... حاولت جاهدة ابعاد عينيها ... صدقا حاولت ....
لكنها فشلت ... و كأنه دائما يرمي شباكا مسيطرة على نظراتها فيأسرها الى قربه .. دون حتى أن يحرك اصبعا واحدا ... انتفضت مجددا على صوت جدها وهو يربت على كفها قائلا بهدوء به بعض الدلال
( الآن أخبريني عنكِ يا صغيرة ...... كيف أصبحتِ و ان كنت أراكِ في أفضل حال كما تمنيت دائما ... )
نظرت تيماء بذهول الى جدها و هي لا تزال فاغرة الشفتين ... شاحبة بدرجة كبيرة ... و طال بها النظر اليه .. قبل أن ترمش بعينيها و هي تهز رأسها قليلا كي تجلي تفكيرها المزعزع ...
ثم ابتلعت ريقها و هي تخفض وجهها قليلا ....
كيف ستفعل ذلك بوجود قاصي ؟!! ..... لم تتخيل هذا ولو في أسوأ كوابيسها ..... همست لنفسها دون صوت
" ياللهي !! ........ انقذني ... "
لكنها رفعت وجهها الشاحب الى جدها ... ذو الوجه المتغضن و مع ذلك لم يفقد قوته ... لحيته ازدادت بياضا رغم أنها كانت بيضاء يوم رأته ... الا أنها كانت رمادية ... تمنحه الهيبة و الوقار .... همست تيماء بخفوت
( سأبدأ في التحضير لرسالة الدكتوراة ..... أنوى نيالها من الخارج ان شاء الله .... قد يطول سفري هذه المرة يا جدي )
ما هذا الغباء الذي تقوله ؟!! ..... ما علاقته بأي شيء ؟!! .... الا أن جدها لم يظهر عليه الإستهجان أو حتى اللامبالاة ... بل قال بصوتٍ فخور
( ماشاء الله .... ماشاء الله ..... أولاد عمك ناولها في عمرٍ أكبر منكِ .... أما الفتيات فقلة منهم من اهتمت و ثابرت ..... أما أنتِ فكأختك مسك تماما .... قوية ... صلبة .... من عصب الرافعية ... لقد أفلح سالم في تورثكما دم هذه العائلة .... )
لم تستطع تيماء منع الإبتسامة الساخرة من الظهور على شفتيها ... لم يكن هناك أي فضل لسالم الرافعي في نشأتها سوى تمرير بعض الجينات المنسوبة لهذه العائلة .....
و هذا ما يدركه جدها .... و لم يجد بالفعل أي ميزة أبوية له غيرها ليشيد بها ... على الأقل بالنسبة لها .... أما مع مسك فالأمر مختلف ....
فمسك كانت و ستظل دائما ضياء عينه .... تعلم هذا منذ سنوات طويلة ... و توقفت عن الإهتمام بالأمر منذ آخر مواجهة بينهما ....
رفعت تيماء وجهها الحزين الى جدها حين ناداها كي تستفيق من شرودها ... ثم قال بهدوء
( آن الأوان كي تعودي الى عائلتك يا صغيرة .... الا أن تعمدي الى السفر و الابتعاد من جديد كطائر مهاجر بلا وطن !! ..... )
أسبلت تيماء جفنيها و قالت بهدوء خافت
( الطريق يرسم نفسه يا جدي ....و يناسب طموحي ... لدي هدف و أريد تحقيقه .... )
قال جدها مبتسما بهدوء و رضا ظاهريين
( ليس لي أن أمنعك عن تحقيق هدفك .... فالأمر سيكون بين يدي زوجك , فأحسني الإختيار ... ) ارتجفت تيماء و هي تشعر بعيني قاصي تتسلطان عليها أكثر بعد كلمات جدها .... و نارهما تلفحها بشدة .... ياللهي تكاد أن تشعر به يرمقها دون رحمة .... لكنها لم تكن لتخافه .... ما تخافه ليس الأذى من قاصي ..... ما تخافه هو الضعف .... و قد اتخذت قرارا ذات يوم و اقسمت عليه ... الا تضعف أبدا ... لذا رفعت وجهها الى جدها و ابتسمت بصمت .... قبل أن تقول بخفوت و تمهل كي يسمعها قاصي بوضوح قبل جدها
( هذا ما أردت مكالمتك به يا جدي ...... هناك أمر خاص أريد أن اتحدث معك به ..... )
قال سليمان بهدوء مبتسما ) أيا كان ما تريدينه يا صغيرة تكلمي براحةٍ .... أم أنه سر ؟!! ..... )
نظرت اليه و قلبها يدق بقوة و عنف .... كم تمنت لو ترد عليه بالايجاب و تخبره بأنه سر لعل و عسى أن تنجح في الانفراد به ... فتطلب منه طلبها , ثم تهرب سريعا ... و تتجنب مواجهة قاصي .... الذي اكتشفت أنه كان ..... ينتظرها !!! تبا يا قاصي ... تبا .... لكنها لم تعتاد الهرب ...
فلتقطع عرقا ليسيح دمه و تنهي الأمر مهما بلغ ألمها .... و الذي كانت تعتقد أنه سكن منذ سنوات طويلة .... رفعت تيماء ذقنها و شجعت نفسها قائلة بهدوء و بصوتٍ أعلى نبرة قليلا
( ليس هناك أي أسرار يا جدي ...... )
صمتت قليلا تلتقط نفسها قبل أن تقول و هي تشد على كف جدها
( لي زميل لي في الجامعة .... في الواقع هو استاذ ... كان استاذي قبل أن يصبح زميلي الآن ... وهو من أسرة محترمة عريقة .... طلب أن ..... )
بينما هي تتكلم .... شعرت بقاصي يتحرك من مكانه .... دون أن ينهض , الا أنها شعرت بجسده القوي ينتفض !! لمحته بطرف عينيها ... و رأت وجهه يرتفع ... بينما ازداد وهج نظارته الصامتة ... فأغمضت عينيها متشبثة بالقوة و تابعت بصوتٍ أكثر صلابة
( طلب مني ابلاغك بأن ........ )
لكن هذه المرة لم يكن قاصي هو السبب في مقاطعتها .... بل سليمان الرافعي ... الذي شعرت بيده فجأة تطبق على كفها بقوةٍ ... فرفعت وجهها اليه لتجد ان الرضا قد تبخر من ملامح وجهه .. و ظهر الاستياء عليه ...
بينما تحولت نظرات عينيه الى نظرة اقرب للقسوة .. للمرة الأولى ... لكنه حين تكلم ... قال بصوتٍ عالٍ سعيد مخالف لنظرة الرفض في عينيه
( قبل أن تتابعي كلامك يا صغيرة ..... لما لا أبدأ أنا بحكم العمر ؟؟ ..... )
أجفلت تيماء قليلا و هي ترى عدم الرضا بوضوح على ملامحه ... و كأنه قد فهم تماما فحوى حوارها .. مثلما فهمه قاصي ...... لكنها لم تجد سوى أن تجيب بهدوء
( طبعا يا جدي ....... تفضل ......... )
امسك بساعدها الرقيق يشد عليه وهو يتأمل وجهها مبتسما .... قبل أن يشير بعصاه الى أفراد عائلتها المتجمعين بقاعته الخاصة قائلا بقوة
( أنت يا صغيرة قد كبرتِ و اصبحتِ عروسا ترفع الرأس .... هؤلاء هم أبناء عمومتك .... اختاري منهم زوجا لكِ ...... )
للحظات لم تستوعب .... لم تستوعب ما نطق به و كأنه تكلم بلغةٍ غريبة عليها .... لكن الكلام الذي علا بعدها كان دليلا على أن ما سمعته صحيحا ... فنظرت بذهول الى أفراد عائلتها وهو يتحدثون بدهشة و تعجب فيما بينهم ...
بعضهم مبتسم و البعض الآخر مستنكر وجودها من الأساس .... بينما الشباب منهم ليسو مستائين أبدا .... فقد علت وجوههم نظرات تشبه نظرات الاستعداد للتزاوج ... خاصة و أن أمامهم أنثى جذابة الملامح .. غريبة الشكل عن معظم بنات عمومتهم ... بعينيها الفيروزيتين ...
قد ترضي غرور أي منهم حين تختاره دون الباقين ..... وحده فريد هو من كان ينظر بهدوء الى ما يحدث وهو يقضم عصا من البقسماط قدمت له قبل أن يدخل ...
استقرت عينا تيماء على وجه والدها الذي ازداد لونه الداكن و كأن سوادا قد انتشر به ... ليزيدها نفورا منه ... على الأرجح أنه يراها قد احتلت مكانة كانت تخص مسك ابنته وحدها ....
شيئا ما جعلها تحرك عينيها عنه في اتجاه آخر .... اتجاه جذبها كمغناطيس لا سبيل للفرار من قوته .... فاصطدمنا بعيني قاصي ....
حينها فغرت شفتيها أكثر و تراجعت قليلا لهول ما رأت بهما ... كان ظهره قد انتصب في جلسته ....
و تحفزت عضلاته الضخمة بتشنج .... بينما استعرت عيناه في ذهولٍ بدا أقرب للرغبة في قتل أحدهم .... وهو ينقل نظراته المصعوقة بينها و بين جدها .... ارتجف قلبها بين أضلعها و هي تراه لم يكن مستعدا لما سمعه للتو ..... إنها المرة الأولى التي ترى بها قاصي غير مستعدا لشيء ما ....
و كأن الأمور قد خرجت عن نطاق سيطرته لأول مرة ......
عاد جدها ليشد على يدها ... فأقافت من هذه المسرحية الهزلية على صوته الذي يقول راضيا انما لا يخلو من الحزم و الصلابة ... و كأنها لهجة تحمل شيئا ما .... كتحذير خفي ...
( اختاري يا تيماء ....... أرى أن كلا منهم الآن يتخيل نفسه سعيد الحظ ...... )
كانت تنظر اليه بذهول ظهر على وجهها بملامح من الغباء .... و قد غادرتها القدرة على النطق .... رمشت تيماء بعينيها قبل ان تتكلم ببطىء ..... كي يحاول جدها أن يفهمها بوضوح
( جدي ..... أنت لم تسمع ما جئت كي أخبرك به بعد ..... أنا ....... )
قاطعها جدها قائلا بصوتٍ اكثر وضوحا
( اختاري زوجك أولا ..... لنقرأ الفاتحة ..... ثم بعدها لنسمع ما تودين قوله .... )
هزت رأسها قليلا و هي ترفع يدها الى جبهتها الباردة المتعرقة ... اي موقف هذا الذي وضعت به للتو ؟!!..... على العلن أمام عدد ضخم من أشد الرجال .... أعمامها ... الأشقاء و الغير أشقاء ... و أبناء أعمامهم .... و الشباب الأصغر سنا من ابنائهم .... و هم المفروض من عليها أن تختار بينهم .....
كيف ترفض بلباقة أمام هذا الحشد محرجة جدها ؟!! .... تكلم جدها قائلا مجددا بسرور وهو يشير بعصاه

( ربما لم تتعرفي عليهم بعض .... انظري اولا الى العازبين ممن ستختارين منهم .... زاهر ابن عمك الاكبر مهندس زراعي .... ولقد أصبح حديثا من أعمدة هذه العائلة ... بعد أن استقر هنا منذ عدة سنوات .... و هذا أمين ابن عمك راشد ..... يدير تجارة والده حديثا ايضا بعد أن عمل معه لسنوات منذ طفولته ..... بينما الذي يجلس هناك هذا هو عرابي ابن عمتك مشيرة و ابن ابن عم والدك .... وهو مهندس ناجح و لديه شركة ضخمة .... مستقر في المدينة ..... لكنه لا ينقطع عن زيارة البلد ابدا ..... )

صمت قليلا عابسا ... ثم تنحنح قائلا بعدم رضا و كأنه يحاول الا تسمعه
( أما هذا الذي يجلس هناك في الطرف .... هذا المتفرج و الذي لم يتوقف عن تناول العصي في يده .... متناثر الشعر هذا ... فهو فريد .... ابن عمك غانم و شقيق سوار .... طبيب مستقر في المدينة .... الا أنه متمرد قليلا ... سيتعبك جدا في الواقع ..... )

أبعد فريد البقسماط عن فمه عابسا وهو يسمع نبرة جده التي اختلفت عين تحدث عنه ... بينما كانت تيماء تنظر اليه و هي لا تزال في حالة من حالات الطفو فوق سطح هذا الكابوس الذي تعيشه .... أغمضت تيماء عينيها و هي تقول بصلابة خافتة
( جدي ...... أعطني فرصة رجاءا ........ )
الا أن جدها قاطعها قائلا بهدوء ووضوح
( أنتِ لن تخرجي من هنا الا و أنتِ مخطوبة لواحدٍ من أبنائنا ..... آن أوان عودتك يا صغيرة .... )
فتحت عينيها فجأة و هي تنظر اليه بصمت مشتد الحدة .... العبارة الأخيرة جعلت عضلات جسدها تتحفز بقوة .... و أنفاسها تتسارع بغضب حاولت إخفاءه .....
كانت عيناها شديدة الشبه في تلك اللحظة بعيني جدها وهو يبادلها النظر بنظرةٍ أكثر صلابة .... لكنها لم تكن لتستسلم رغم فظاعة الموقف ... لذا رفعت وجهها أكثر و قالت
( أنا ................. )
صمتت فجأة و هي تشعر بمن كان يراقبها مصعوقا يتحرك و ينهض من مكانه ..... فالتفتت و هي ترى قاصي واقفا .... و عيناه عليها , قبل أن يتحرك تجاههما ببطىء و تحفز .....
تسمرت تيماء مكانها و هي تتسائل بذهول
" ما الذي يفعله هذا المجنون ؟!! ......... هل ينوي ايقاف ما يحدث ؟!! .... ترحب بهذا بشدة لكنها لا تثق بطبيعة تصرف قاصي .... فقد يتسبب في احداث كارثة !! "
أرادت أن تأمره بأن يعود مكانه ..... و أنها كفيلة بأن تحرر نفسها من هذا المأزق ..... فقد كان قاصي دائما فرسا جامحا مع الجميع ... مروضا على يديها وحدها .... لكنها لم تستطع النطق أمام هذا الجمع ..... فقط اعتمدت على عينيها اللتين طالما فهم نظرتهما ...
و أمرته بهما أن يعود الى مكانه .... لكن عيناه جوابت عينيها ... و رفضتا الإمتثال للأمر .... كانتا صارختي النظرة .... و ملامحه تنذر بالشر ... بينما صدره يعلو و يهبط بسرعة .... كان غريبا .... غريبا جدا ... و كأنه كان ينتوي شيئا بينما قرر أن يسارع به قبل موعده ..... توقفت أنفاس تيماء تماما و هي ترى خطورة الوضع ... بينما بدأ السكون يعم المكان والجميع يرون اقتراب قاص بتحفز من جدها ... جدها الذي انتبه الى اقترابه .... فرمقه بصمت قبل أن يقول بصوتٍ أجش
( ماذا تريد يا قاصي ؟!! .......... )
الا أن قاصي لم يجب ..... بل ظلت عيناه على تيماء ووجهه متصلب ... فاقد للروح و الحياة ... بعكس عينيه الغامضتين ... المحتدتين بقوةٍ ممتزجة بعذابٍ خفي ... لا يراه الا هي فقط !! .... توقف قاصي على بعد عدة خطوات قليلة منهما وهو ينظر اليهما بصمت ...
بينما عم السكون المكان كله .... و فجأة مد قاصي يده الى ظهره .... و أخرج سلاحا من حزام بنطاله ليوجهه ناحيتهما ....
بينما أقل ما يقال عن عينيه في تلك اللحظة .... انهما كانتا فاقدتي أي أثر للرحمة !!! .................................................. .................................................. .................... لم تصدق تيماء منظر السلاح في يد قاصي و كأنها في فيلم اشد هزلية .... فصرخت صرخة صغيرة و هي تتراجع للخلف قليلا في جلستها .... بينما سمعت صوت أسلحة الغفر من خلفها ترتفع في وجه قاصي ... بعد عدة لحظات من الصدمة ... و بدأ الهتاف المستنكر مما يحدث ....
ظنت تيماء أن قاصي قد وصل الى مرحلةٍ قصوى من الجنون و فقد السيطرة على نفسه و قرر تهديدهما بالسلاح ... الا انها بعد لحظةٍ واحدةٍ فقط .... أدركت أن فوهة السلاح لم تكن موجهة اليها و جدها .... بل كانت منحرفة عنها بمقدار مقعد ..... مقعد واحد فقط .....
و حين أدارت عينيها المذعورتين قليلا .... رأته يصوب السلاح تجاه الرجل الذي يجلس بجوارها بعد مقعد واحد ..... رجل ذو هيبة لا تختلف عن باقي المتواجدين .... لكن عينيه كانتا تشبهان عيني أفعى خطيرة وهو يبادل قاصي النظر ..... لم تعرف من هو .... لكن على ما يبدو أنه أحد أعمامها .... فهو شديد الشبه بوالدها ....
ضرب سليمان الرافعي بعصاه على الأرض مجددا بقوة وهو يهدر بقوة
( كفى ..... لا أريد صوتا ...... )
عم سكون جزئي المكان المشتعل ... بينما لم تتوقف الهمهمات الهلعة .... بينما نظر سليمان الى قاصي بعينين نافذتين وهو يقول بصرامة
( ما هذا الذي تفعله يا قاصي ؟!! ......... )
الا أن قاصي لم يجبه .... و لم ينظر اليه .... بل كانت عيناه مصوبتان على هذا العم الذي يجلس بجوارها .... و هو يبادله النظر بنظرة جامدة ... تحمل في طياتها الحقد ..... كانت بينهما موجات من الكره و الإنتقام .... ثم قال قاصي فجأة بصوتٍ هادىء تماما .... الا أنه صلب و كأنه الصوت الأخير و لا حديث بعده ...
( برىء سمعة أمي ........ الآن .... و أمام الجميع .... )
نقلت تيماء عينيها بينهما بذهول .... بينما بقى هذا العم مكانه .... صامتا ... لا يتحرك ... لم يهتز .... لكن عيناه كانتا شديدتي البرود بدرجة أثارت النفور بنفسها .... أما سليمان الرافعي فقد اكتفى بالنظر بينهما بصمت ليدرس ملامح كلا منهما ....
قبل أن يهدر بصوتٍ قاتم
( أغلقوا باب هذه القاعة ...... على الفور .....لا أريد لأي غريب الدخول الى هنا ..... )

هرول أحد الغفر الى الباب ليغلقه .... الا أنه سمح أولا للشابة التي وصلت للتو بالدخول قبل أن يغلق الباب و يحكم رتاجه ... وقفت مسك عند الباب ... تنظر بذهول الى المشهد الذي وصلت لتراه في تلك اللحظة .... قاصي واقفا أمام جدها .... ممسكا بسلاح و مصوبا اياه الى عمها عمران الرافعي ..... همست مسك بذهول دون أن يسمعها أحد " ياللهي ..... ماذا تفعل يا قاصي ؟!!! .....
" أما سليمان الرافعي ... فكان ينظر الى قاصي برباطة جأش ... مستندا الى عصاه ... ثم قال أخيرا بصوتٍ قوي
( تعرف يا قاصي أن رجالي من الممكن أن يردوك قتيلا على الفور ...... )
شهقت تيماء بذعر و هي تلتفت خلفها لترى صفا من الأسلحة المصوبة الى قاصي .... ثم عادت و استدارت اليه هاتفة برعب
( لااا ....... أخفض سلاحك أرجوك ..... )
الا أن جدها ربت على يدها ليقول ناظرا الى قاصي
( لا تخافي يا صغيرة ..... لا يستطيع أن يمس أحد فرد من أفراد عائلتي بسوء .....أنت في أمان .. )
لا لم تكن في أمان ..... لن تكون في أمان أبدا و هي تتخيل صورة قاصي مرميا أرضا و الدم يسيل من جسده .... شهقت مجددا و هي ترفع يدها الى فمها .... نهض سليم من مكانه و سبحته بيده .... ليقترب من قاصي بسرعة قائلا بلهجة حذرة كمن يهمس لفرسٍ شرس

( وحد الله يا قاصي و اخفض سلاحك ..... لا تقدم الدم ..... )
لم يلتفت اليه قاصي ... بل توحدت عيناه مع عيني ذلك العم المدعو عمران الرافعي .... وهو يقول ( الدم سبق و سال ظلما يا سليم .... و أنت تعرف ذلك .... و العدل في أن يسيل دمه المدنس كذلك ..... )
اقترب سليم خطوة أخرى وهو يقول مترجيا
( لا يا قاصي ...... أبعد سلاحك و استعذ بالله من الشيطان ..... )
الا أن قاصي قال بصوتٍ حاد كالسيف المصقول ( أمثاله لا يختلفون عن الشياطين ...... )
هدر سليمان الرافعي بقوة ( ماذا تعرف عن هذا الأمر يا سليم ؟!! .......... )
أطرق سليم بوجهه بعيدا عن وجه جده ..... بينما تسارعت أصابعه على السبحة وهو يستغفر الله همسا ... و حين طال الصمت ضرب سليمان الأرض مجددا و صرخ عاليا صرخة هزت جدران المكان
( ماذا يعلم الجميع و أنا لا أعلمه ؟!! .... هل انخفضت هامتي و بت لا أعلم ما يدور من حولي ؟!!! .... )
التفت اليه سليم بصمت ولسانه لا يزال يستغفر الله همسا .... قبل أن يقول بخفوت
( اخفض السلاح يا قاصي .... لا تفعل ما ستندم عمرك كله على اقترفته يداك ..... )
هز قاصي رأسه نفيا وهو ينظر الى عمران دون أن يحيد بعينيه عن العينين الحاقدتين ... ثم قال بخفوت بدا كمشرط حاد في الحرير
( بل العدل أن يعاقب على ما اقترفته يداه .... بدمه يسيل على يدي ... ستكون تلك اللذة التي انتظرتها طويلا .... )
اقترب سليم مجددا وهو يحاول ان يتفاهم معه و كأنه يراضي طفلا صغيرا ( لن تجد اي لذة .... صدقني ..... اخفض السلاح قبل ان تجد هذه اللذة تحولت الى مرارٍ كالعلقم .... ) قال قاصي بصوتٍ كالجليد الصلب
( ليس قبل أن يبرىء سمعة أمي ..... فليعترف أمام الجميع أنها لم تكن خاطئة ....... )
نظر سليمان الى عمران طويلا بتفكير صامت .... قبل أن يقول بصوتٍ غريب
( هل قاصي يكون ابنك ؟؟ ..........لن تستطيع اخفاء هذا لو قررت التحقق من الأمر يا عمران ..... ) ظلت عينا عمران على عيني قاصي .... قبل أن يرفع كتفه قائلا بصوتٍ بدا منفرا ... مثيرا للتقزز
( و اذا !! ...... ابن زنا ..... لا أحد يجبرني على الإعتراف بابن زنا ...... كانت نزوة و مرت و الخاطئة هي أمه ..... )
دون تفكير ضرب قاصي عدد من الأعيرة النارية .... وهو يبدو مخيف الهيئة و النظرة .... مما جعل تيماء تصرخ عاليا و هي تضع كفيها على أذنيها و تحني رأسها على ركبة جدها ... مرتعبة من رؤية المنظر .... لكن بعد عدد من الصرخات ...
لم تسمع شيئا ... فتجرأت على رفع وجهها الشاحب المذعور ... لترى قاصي واقفا مكانه بنفس الهيئة دون أن تتحرك به شعرة .... لكن عيناه ... ياللهي ... بدا مرعبتين أكثر ...
نظرت بهلع الى عمها ... فوجدته قد تراجع للخلف وقد ارتسم الذعر على ملامحه بأبشع صوره .... و قد فقد سيطرته اخيرا ....
حيث كان يلهث غير مصدقا أن الاعيرة النارية مرت فوق رأسه تماما .... عم صمت مرعب المكان و الكل مذهول .... بينما كان قاصي هو أول من تكلم ... فقال بصوتٍ خفيض النبرة ...
شديد في ارعابه ...
( أنا أجيد التصويب إن كنت لا تعلم ..... فلا تعيد ما قلته للتو .... فلا أضمن أن تظل رأسك فوق عنقك المرة المقابلة لو اهتزت أعصابي و اختلت أصابعي ...... )
شهقت تيماء زفيرا كان مكتوما ... فخرج بصوتٍ بدا كالتأوه .... قال سليمان الرافعي .... بهدوء غريب ... ذو سطوة جبارة .....
( أريد أن يخرج الجميع و يبقى أبنائي فقط ....... )
بدا الجميع ينظرون الى بعضهم بقلق ... و حاول بعضهم الكلام , الا أن سليمان رفع يده قائلا بقوة ( لا مزيد من الكلام ...... فقط أبنائي ..... و قاصي و سليم و مسك ..... ) بدأ أبناء الأعمام و الأحفاد في المغادرة .... الا أن سليمان قال قبلا بصوتٍ آمر ( لا أريد لكلمة مما ذكرت هنا أن تخرج من هذا الباب ...... ) أومأ البعض .. و همهم البعض الآخر ... الى أن خرج آخرهم و أغلق الغفير الباب مجددا خلفهم .... كانت تيماء لا تزال مبهوتة مكانها و هي تمسك بكف يدها منذ فترة طويلة و كأنها تتشبث بها ... بينما عيناها المعذبتين لم تتركا قاصي للحظة ... انتبه اليها سليمان الرافعي ... ثم قال بصوتٍ بدا أقل سطوة و أكثر تعبا ...
( لماذا لم تنفذي أمري و تخرجي يا صغيرة ؟؟ ...... ليس عليكِ التواجد هنا ... )
انتفضت تيماء ناظرة اليه ثم قالت بتوسل
( سأبقى .... أرجوك .... دعني أبقى ...... )
نظر اليها جدها طويلا .... قبل أن يومىء برأسه مجددا ... ثم رفع عينيه الى قاصي ليقول بصوتٍ مثقل بالهم
( أخفض سلاحك في حضرتي يا قاصي ...... )
الا أن قاصي بدا كمن فقد السمع او الطاعة .... كان محاطا بعالم يخصه وحده ... عالم من الحقد و النشوة معا ... كانت عيناه تفيضان بهما و هما تراقبان ذعر عمران الرافعي للمرة الأولى ..... ثم قال بصوت مشتد ... صلب ... باتر كالشفرة السارقة
( اربعة و ثلاثون عاما ...... اضطررت لانتظارها كاملة كي احيا تلك اللحظة ..... اربعة و ثلاثون عاما ... سن متأخر جدا كي أنال منك ... الا أنه كان علي أن أشحذ كل قوة و كل سلاحٍ عندي كي أكون قادرا على مواجهتك ...... )
نظرت تيماء الى عمران الذي أخذ يلهث بصوتٍ خشن .... بينما تابع قاصي قائلا
( دم أمي الذي رأيته بعيني يسيل في خطٍ حاد ببطىء .. من عنقها الذي ينشطر بسكينٍ أشد حدة .... أشرف من دمك الذي سأريقه الآن .... لكن ليس قبل أن تعترف ..... )
أخذ يلهث بتحشرج .... و عيناه تتسعان ... بينما ملامحه المتغضنة بدت أكبر من سنه , على أنه أكبرهم بالفعل ... سنواتٍ طويلة مضت ... اربعة و ثلاثون عاما فعلا !! ... عمرُ فوق العمر .... سنوات قفزت بعمره الى الستينات من عمره .... و لم يظن أن حادثة بسيطة كهذه ستطارده لتقف أمامه مجسدة و فاضحة بهذا الشكل العلني .... قال عمران بصوتٍ خشن ... كريه
( بماذا أعترف ؟!! ......... )
كانت ملامح قاصي قاسية ... قاسية كالرخام البارد ... الا أن فكه التوى رغم عنه ... و كأنما لمحت تيماء شفتيه و قد خانتاه و ارتجفتا للحظة .... الا أن صوته بدا قاصفا وهو يقول
( أمي ..... لم تكن خاطئة ..... .... كانت مغتصبة ...... )
أغمض سليمان الرافعي عينيه وهو يحني رأسه ليستند بها على كلتا كفيه فوق عصاه الواقفة أرضا .... بينما همست تيماء بعذاب
( قاصي ........... )
لم تدرك أن دموعها كانت قد انسابت من عينيها على وجنتيها بصمت ..... أما مسك فقد كانت واقفة مكانها ... مستندة بظهرها الى الباب .. .... تنظر اليه بحزن ...... مر وقت طويل .... قبل أن يتمكن عمران من افتعال ضحكة متحشرجة ... قصيرة .... ثم قال بصوتٍ خائب
( اغتصاب !! ....... من تظنها كانت ؟!! ..... عاملة جاهلة ... حافية القدمين ..... من هي تلك ليغتصبها عمران الرافعي !!!..... )
عادت أصابع قاصي لتشتد على زناد السلاح ... أما ملامحه فللمرة الأولى فقدت السيطرة على جمودها الجليدي ... و عيناه اشتعلتا أكثر .... و فكه بدا و كأنه يلتوى بإرادة شخصٍ آخر .... لا إرادته هو .... كل عضلة به كانت مشتدة ... و غير متحكم بها .... سحب ابهامه الزناد ... حينها لم تدري تيماء الا و هي تقفز واقفة أمام عمها فاتحة ذراعيها صارخة ( لا يا قاصي ... استحلفك بالله .... أرجوك لا تفعل ..... ) تسمر مكانه و عيناه عليها .... لكنه قال بصرامة ( ابتعدي يا تيماء ......... ) صرخت دون أن تتحرك من مكانها ( لن أبتعد .... لو استعطت أن ترديني قتيلة قبله فلتفعل ...... ) ساد صمت طويل قبل أن يقول بصوتٍ خافت ( أنتِ لا تعلمين من تدافعين عنه ....... ) هزت رأسها يأسا و هي تهمس بمرارة و عذاب ( أدافع عن من يا أحمق !!! ......لو تحرك ابهامك حركة أخرى ستسقط صريعا قبل حتى أن تصبه برصاصة واحدة ..... )

لم يبدو على قاصي الإهتمام بل قال بفتور ميت ( لا بأس في ذلك اذن .... ثمن بخس في سبيل المحاولة .... )
اقترب سليم المرتاع .... ليقف بجوارها وهو يقول
( اذن تخطاني أنا أيضا ........ )
.................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة انثى الهوى ; 23-01-16 الساعة 11:59 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:38 PM   #1415

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

تنفس قاصي بنفاذ صبر ...
قبل أن يهدر بغضب
( ابتعد يا سليم ..... )
سمعت تيماء صوت مسك يقول بهدوء و ترفع
( حتى أنا يا قاصي ؟!! ...... لو طلبت منك أن تخفض سلاحك ... )
نظر قاصي الى مسك بطرف عينيه ... قبل ان تظهر شبه ابتسامة باهتة على شفتيه ... لكنه عاد و قتلها سريعا .... حينها استدارت تيماء برأسها الى جدها صارخة
( جدي افعل شيئا ....... اجعل رجالك يقيدونه أو أي شيء ... اامنعه من أن يتهور .... أرجوك )
ظل سليمان الرافعي على جلسته .... رأسه محنية فوق عصاه .... لفترة قصيرة , قبل أن يرفع رأسه ناظرا الى أحفاده ... و أبناءه .... ثم نظر أخيرا الى عمران ... و قال بصوتٍ غير مفسر
( اذن فهو ابن زنا ؟!! ........... )
ارتبك عمران ... و شحب وجهه قبل أن يقول بصوتٍ مهتز ( كانت مجرد نزوة يا حاج ... كنت شابا ... و من منا لم يخطىء ؟؟!! ..... ) هدر قاصي بقوة
( لم تكن نزوة ..... كانت اغ .......... ) ا
لا أن صرخة سليمان الرافعي كانت أعلى و أقوى و أشد رغم سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين
... ( كفى يا قاصي ...... كفى ........... )
صمت قاص بصعوبة , بينما صدره يعلو و يهبط بسرعة شديدة ... بينما نظر سليمان الرافعي أمامه وهو
يقول دون أن يلتفت الى ابنه عمران
( أصدقك يا عمران ......... )
شحب وجه الأحفاد جميعهم .... مسك و تيماء و سليم .... أما قاصي فقد بدا وجهه غير مفسر .... مزيج من القسوة والقهر ...... الا ان سليمان قال بهدوء متابعا
( قد لا يستطيع أحد اجبارك على الإعتراف بابن زنا .... حد الزاني الرجم حتى الموت ..... و أنت اعترفت أمامنا الآن بارتكاب الزنا .... )
شحب وجه عمران حتى الموت .... لكنه ضحك بعدم تصديق ليقول بعدها بتعثر
( ماذا تقول يا حاج ؟!! ....... كانت مجرد ...... )
هنا هدر سليمان بصوتٍ أفزعهم جميعا .....
( اصمت ..... اصمت .......)
عم المكان صمت مرعب .... قبل أن يتابع سليمان بصوتٍ مجهد
( لطالما كنت بذرة فاسدة و كنت أقنع نفسي أنك ستتغير يوما ....حتى ملأ الشيب رأسك و أنا لم أقتنع بعد ... ) أ

غمض عينيه و قد بان عليه العمر بوضوح في تلك اللحظة ... قبل أن يسأل سؤالا مباشرا
( من أيضا يعلم بهذا الأمر ؟!! ........ )
ساد صمت طويل و الجميع ينظرون الى بعضهم في نظرات اتهام ... فمن منهم أغفل الشبه الواضح بين عائلة قاصي و هذه العائلة ... و العوائل هنا تتزاوج فيما بينها منذ عقود طويلة ....
لذا تكون كل عائلة واضحة الملامح و التشابه ... الا أن أحدا لم يحاول نبش الأمر .... أحدا لم يهتم بالفتى مروض الخيول ابن الخاطئة التي ماتت مذبوحة على يد أخيها منذ سنوات .....
قال سليمان دون انتظار الجواب
( سالم ......... )
انتفض سالم مكانه وهو يقول بصوتٍ خافت
( نعم يا حاج ......... )
صمت سليمان عدة لحظات قبل أن يقول دون أن ينظر اليه
( أنت من اهتممت به حين شب عن الطوق ..... ربما كنت قد تكفلت أنا بتعليمه ... لكنك استلمته و أوجدت له العمل حتى لم يعد لك غنى عنه ..... )

كان سالم ينقل عينيه بين قاصي و تيماء بكره أسود ... قبل أن يقوم بصوتٍ مشتد
( و ليتني لم أفعل يا حاج .... لقد آويت أفعى سامة .... لدغتني ما أن آمنت لها ...... )
شحب وجه تيماء بشدة .... و نظرت الى قاصي خوفا .... لكن قاصي كان ثابتا ... لم يلتفت الى سالم ... بل كانت ملامحه صلبه ... عيناه تنظران الى عيني تيماء .... بينما السلاح لا يزال في يده موجها الى صدرها و كأنه و السلاح أصبحا جزءا واحدا ..... شعرت تيماء
في تلك اللحظة أن العالم قد اختفى من حولهما و هي تقف أمامه مفتوحة الذراعين ... و عيناه أصبحتا ملكا لها وحدها مجددا .... فهمست بتوسل
( أرجوك ......... ابتعد ..... )
ابتسمت شفتاه لها !!....... بهذا الموقف الكارثي المجنون .... ابتسمت شفتاه لها فعلا !! ..... ابتسامة خافتة حزينة ... مالت لها شفته المشقوقة قليلا .... لم تكن شبيهة للإبتسامة التي ابتسمها لمسك منذ لحظات .....
بل كانت خاصة بها وحدها دون غيرها .... تبا لحنان ابتسامتك في أشد الأوقات خطرا .... و كأنه قد اختار أن يوهن ساقيها في تلك اللحظة بالذات كي تكف عن مجادلته ..... اختار سليمان تلك اللحظة كي يقطع حوارهما الصامت ... قبل أن يقول بصلابة
( أعرفك أكثر مما تعرف نفسك يا سالم .... لو لم يكن لديك فائدة عائدة من وراء الصبي لما اهتممت به لذرة .... )
انتفض سالم وهو يهتف مستنكرا
( هل هذا جزائي يا حاج ؟!! .... بعد كل ما نالني من دنائته و تطاوله على حرمة بيتي ؟!! .... )
رفع سليمان وجهه الى سالم ليقول بعد فترة طويلة

( من تظن نفسك تحادث ؟!! ..... إنه أنا .... والدك .... أعرف شرهك و أطماعك و كل نقطة ضعف كنت تستخدمها ضد أخيك .....

الأرض هي غاية همك و كل مطمعك .... يقتلك أنك لم تنجب الولد الذي يرثها .... و أن الفتيات لدينا لا يرثن الارض .... حاولت مرة و اثنتين و ثلاث و لم تفلح .... لذا قررت في النهاية استخدام طابة تذل بها شقيقك ..... )
بهت وجه سالم وهو يستمع الى والده .... الذي تابع قائلا بهدوء
( أعترف بأنك لم تكن شديد الوطأة في الفساد مثله .... الا أن أطماعك مختلفة ... ثابتة .... طويلة النفس ... )
تنهد سليمان وهو ينظر أرضا بتعب .... قائلا و كأنه يكلم نفسه
( كيف أغفلت الشبه الواضح كل تلك السنوات ؟!! ..... متى ضعف بي النظر و كبر العمر ؟!! ... لم تكن تفوتني صغيرة أو كبيرة ..... كنت أعرف مكان خطوة كل منكما قبل أت تطئها قدمه ...... )

صمت مجددا ... و قد بدا شديد التعب و الإرهاق ... قبل أن يرفع عينيه الى قاصي قائلا بخفوت ( لا أستطيع قتل ابني ...... لا يمكنني فعلها .... لم ألمس الدم يوما ..... و لن أستطيع البدء به ...و لا أظنك ستفعل .... ها هو أمامك و رجالي لن يحركوا ساكنا ... . )
شهقت تيماء بصوتٍ عالٍ و هي لا تزال مكانها مفتوحة الذراعين ترفض التحرك من مكانها ..... بينما قال سليم بقوة
( لا يا قاصي .... لا ........ )
كانت عينا قاصي مسمرتين على وجه عمران الذي تحول الى مذهول بمنظر مخزي .... و يده تحيد بالسلاح عن تيماء كي تطال عمران وحده ... حينها هتفت مسك بقوة
( لم تكن أمك لترضى بذلك يا قاصي ..... نعم ستحقق العدل الا أنك ستضيع رحلتها الطويلة في سبيل الحفاظ عليك ...
لقد حمتك بحياتها و ضحت بنفسها كي تحيا أنت .... و انت ستقضي على حياتك لو فعلتها .... أي أنك ستكون أنت و هي قد خسرتما حياتكما .. لا واحد ....عملية حسابية بسيطة ...
و ما النتيجة ؟!! ... لا شيء ..... لقد عاش عمره و عاث فسادا ..... لا أظنك ستكسب الكثير بتلويث يدك بدمه .... )
ظل قاصي صامتا طويلا ... قبل أن يقول بصوتٍ ميت ...
( لقد اغتصب أمي ...... و ها أنا أقف هنا و انطق هذه الجملة على مسمع عشرات الرجال .... ماذا تتوقعين مني ؟! ..... )
اقتربت مسك خطوة ثابتة دون أن تتوسله ... و هي تقول بقوة
( لن تستطيع العدل بيدك .... هذه جريمة لا يمكن اثباتها و قد مر عليها دهر .... )
هتف عمران بقوة
( ماذا تريد ؟؟؟ .... اسمي سأمنحه لك على العلن .... و سأعوضك بالمال عن السنوات الماضية .... ستخرج رابحا من تلك الصفقة ...... )
التوت شفتي سليمان بتقزز وهو يبعد وجهه عن مرآى ابنه .... بينما ابتسم قاصي بتلذذ و احتقار في آن واحد ... ثم قال بهدوء
( اسمك يلوثني و لا أتشرف به .... لم أستطع يوما نطقه كاملا .... احتفظ به لنفسك و لتأخذ مالك معك الى قبرك ..... )
اطرقت تيماء بعينيها و هي تهمس لنفسها مصدومة " k r !!! ....
كل عام .... كان قريبا مني كل عام من سنوات سفري !! " أغمضت عينيها بقوةٍ و ألم .... بينما هتف عمران
( افعل شيئا يا حاج ....... لا يمكنك تركي هكذا و أنت لديك كل هؤلاء الرجال و السلاح ... افعل شيئا ... )
زم سليمان شفتيه وهو ينظر ارضا .. قبل أن يضرب الأرض بعصاه لينهض واقفا ... قائلا
( نعم سأفعل ........... )
ثم نادى أحد الغفر ليقول بعدها
( خذوه من هنا الى مخزن المواشي .... قيدوه و اطلب محامي العائلة ... افعلوا معه كل ما يجب الى أن يصل المحامي ...
فحين يصل أريده أن يكون مستعدا للتنازل عن كل قرش من أملاكه ... ثم يخرج بعدها من البلد كلها و لو عاد أردوه قتيلا على الفور .....
أما إن لم يكن مستعدا فدعوه هناك تحت حراسة ... يوم ... اثنين ... اسبوع ... عام .... الى أن ينتهى عمره الذي أفناه في تدنيس كل مكان يذهب اليه ..... )
مر سليمان بقاصي فوقف بينه و بين تيماء ... ليقول بخفوت متعب
( لا أظنك تقتله يا ولدي ..... انت حفيدي ..... فلا تعاقبني على تقدم عمري و ضعف نظري و اغفالي ... بفقدك مجددا ...... )
تحرك مبتعدا عنه دون أن ينتظر الجواب ... لكن قبل أن يخرج الباب ... نادى قائلا
( حين أعود أريد أربعتكم فقط هنا ..... سالم و مسك و تيماء و قاصي ..... أحتاج للتفكير قليلا ... )
ثم خرج بوقار .... قبل أن يرى جميع الأعمام الرجال وهم يقتادون عمران الذي كان أكبر و اكثر و هنا من النجاح في المقاومة .... بينما كانت ملامحه مخزية وهو يهتف متوسلا
( يا حاج ..... يا حاج ....... )
ارتمت ذراع قاصي الى جانبه وهو لا يزال ممسكا بسلاحه .... و حينها ترك لملامحه حرية التعبير عن مشاعره ... كم بدا وجهه في تلك اللحظة لوحة لن يستطيع أعظم الفنانين رسمها بدقة .... أمسك سليم بذراعه يقول بقوة
( أحسنت يا قاصي ..... لن تندم ..... لن تندم ....... )
نظر اليه قاصي بصمت وهو يتنفس بسرعةٍ و تعب ... و كأنه عاد للتو من سباقٍ مضنٍ ..... ثم قال بصوت غريب ... خافت .... مشتد على حافة الخطر
( اذن لماذا لا أشعر بالراحة ؟!! ........ )
شد سليم على ذراعه ليقول بقوة و اصرار
( لا بأس .... لا بأس .... كل هذا سيمر ..... صدقني .... )
قالت مسك بهدوء و ثقة
( لديك غاية أكبر .... فعلت كل هذا لأجلها ..... هل ستتركها الآن بعد أن وصلت الى هذه النقطة ؟؟ ... ) رفع قاصي عينيه الى عيني تيماء الباكيتين بعد أن ارتمت جالسة على الكرسي من خلفها ...
قبل أن تجش ببكاء عنيف ..... دافنة وجهها بين كفيها ... بدأ باقي الأعمام في الخروج واحدا تلو الآخر وهم يشعرون بالذهول من صدمة ما حدث أمامهم للتو ...
و أخاهم الذي سيق في لحظةٍ أمام أنظارهم الى مخزن المواشي !!! .... بينما قاصي يقف أمامهم بسطوةٍ لم يضيعها عذاب عينيه المشتعلتين ...... يتحدى أيا منهم في الكلام معه ... لكن أحدا لم يفعل ... كانو أكثر توترا من المحاولة .....
و لم يبقى في القاعة سوى خمسة أفراد فقط .... ظل قاصي واقفا مكانه ينظر الى تيماء التي كانت منخطرة في بكاء عنيف .....
فعقد حاجبيه و التوى حلقه بتشنج قبل أن يطرق الأرض فجأة وهو يندفع للخروج سريعا .... رفعت تيماء وجهها المحمر المغرق بالدموع و هي تسمع خطوات قاصي القوية ....
فرأته وهو يخرج ... حينها لم تستطع منع نفسها من الفقز واقفة لتجري خلفه ....
الا أنها و قبل أن تتحرك وجدت نفسها وجها لوجه مع سالم الرافعي ...
و على الرغم من عينيها المتورمتين من البكاء ووجهها الأحمر ... الا أنها رفعت ذقنها بكبرياء و تحدي ... تنظر اليه طويلا ... كانت نظرته لها باردة .... جليدية ... لم يظهر بها أي أثر لعاطفة الابوة .... و هذا ما كانت تنتظره منه تماما ....
تكلم سالم ليقول بصوتٍ قاسي
(ستجرين خلفه .... اليس كذلك ؟ّ!! .... بعد كل ما تدعين الوصول اليه ,.ها أنتِ تركضين خلف شخصٍ لم يكن أكثر من خادمِ عندي .... بالكاد أشعر بالشفقة عليه .... ابن زنا .... لا يمكنك التغير أبدا ...... العبث بدمك و زيك هذا لن يخدعني كما خدع والدي .... أنا آسف لانكِ ابنتي ..... )
ظلت تيماء تنظر اليه ببرود ملامح .... بعكس عينيها اللتين تحولتا الى شظيتين من لهبٍ أخضر داكن .... و ساد صمت قليل قبل أن تقول بخفوت ... لكنها شددت على كل حرف من حروف كلماتها
( و أنا أخجل من أبوتك و اسمك الملتصق باسمي ..... قاصي كان محظوظا بأنه ولد متطهرا من اسمٍ دنس شرف والدته .... أما أنت فقد اجبرني اسمك على الالتصاق بك كل يوم من أيام حياتي .... )
ابتسم سالم ابتسامة اكثر قسوة ... قبل أن يمد يده ليجذب كم سترتها الفخمة بقوةٍ كادت أن تمزقها ... وهو يقول
( ليس اسمي فقط .... بل أجبرتِ نفسك مسكينة على تحمل تدفق مالي عليكما انتِ و أمك .... ) تراجع وجهها الشاحب للخلف قليلا و كأنه ضربها في مقتل .... و لم تحيد عيناها عن عينيه و هي تبصق فجأة في الأرض بصقة وهمية ... الغرض منها التحقير و هي تقول بصلابة
( هذا هو رأيي بمالك ...... )
اتسعت عينا سالم بغضب ... قبل أن يمد يده ليصفعها بقوةٍ على وجهها جعلتها تترنح قليلا ... هتفت مسك بقوة و صدمة
( أبي ....... لا تفعل ....... )
بينما وقف سليم بينهما بسرعةٍ وهو يهتف بتوتر و استنكار
( لا داعي لهذا يا عمي ..... إنها ابنتك ...... )
نظر سالم الى تيماء التي استقامت تنظر اليه بتحدٍ كاره ... و هي تلهث من شدة الغضب ... بينما انخفضت يدها من على وجنتها الحمراء و هي ترفض أن تظهر أي ذرة ضعف .... و استمرت بينهما النظرات في حربٍ ضارية من التحدي و القسوة ... الى أن استدار سالم يريد الخروج ... لكن ليس قبل أن يمسك بكتفي مسك بقوةٍ متوترة ..... و قال بحنان متشنج الصوت و الغضب
( حمد لله على سلامة وصولك يا قرة عيني ..... سأراك فيما بعد ... اما الآن فيجب أن أبتعد عنها .... قبل أن أرتكب جريمة ..... )
ثم اندفع خارجا بعنف تاركا ثلاثتهم ..... لكن تيماء لم تنتظر ... مجرد نظرة واحدة الى مسك ... التي حظيت للتو بلقب
" قرة عيني " من والدها ...
بينما حظيت هي بصفعة ...... لكنها لم تتخاذل و تنهار .... ولى زمن البكاء على الأب المنشود .... لا يهمها الآن سوى اللحاق بقاصي .... بادلتها مسك بنظرة صامتة ... لا تنم عن شيء ....
لا تشبه نظرة مسك القديمة الودودة .... لا تسبه اللطف و الرقة .... بل مجرد نظرة فاترة و هي تقول بهدوء خافت
( كيف حالك يا تيماء ؟؟ .... مر وقت طويل منذ رأيتك آخر مرة ..... )
للحظات وقفت تيماء مكانها تبتسم .... تبتسم بسخرية سوداء و هي تهز رأسها قليلا ... قبل أن تقول بصوتٍ جامد
( كما ترين .... لست في أفضل حالاتي ..... و تحديدا مرت اربعة سنوات منذ أن رأيتك آخر مرة ... )

ارتفع حاجب مسك و هي ترمقها بهدوء قبل أن تقول بصوت ناعم لكن شديد الأنفة
( لو تنتظرين مني التعاطف أو الشفقة .... فللأسف لقد نفذ المخزون لدي ..... )
ارتجفت شفتي تيماء قليلا ... قبل أن تقول ببرود جارح
( لا أنتظر منكِ شيئا ..... اكتشفت الآن انك لم تكوني سوى كما مهملا في حياتي .... )
لم يبد على مسك أنها قد اهتمت بالإهانة .... فهزت كتفها بلامبالاة ... جعلت تيماء تتنفس بصوتٍ متحشرج مختنق و هي تهز رأسها يأسا لتندفع خارجة ... لكن و ما أن تجاوزت مسك ببضع خطوات حتى قالت الأخيرة بصوتٍ أكثر برودا
( و أنا اكتشفت أنكِ كذلك بالنسبة لي في وقتٍ أبكر ...... لذا كنت محظوظة عنكِ ... )
وقفت تيماء مكانها قليلا ... بوجهها الشاحب ووجنتها المتورمة ... قبل ان تكمل جريها دون ان تنظر للخلف .... بقت مسك و سليم بعد خروج الجميع في صمتٍ قاتم ... ثقيل ... الى أن ارتفع حاجبي مسك وهي تقول بفتور
( جو عائلي رائع بصراحة .... كان هذا المشهد الأول الذي وصلت عليه ... فماذا ينتظرني بعد ؟! ..... ) قال سليم بتوتر

( و عليكم السلام و رحمة الله و بركته يا مسك .... طالت غيبتك و اشتقنا لك .... )
نظرت اليه مسك بحاجب مرفوع .... قبل أن تقول ببساطة
( أنا لم ألقى عليك التحية !! .......... ) زم سليم شفتيه وهو يقول بصبر
( كانت هذه اشارة لتلك .......... ) ظلت مسك واقفة تنظر اليه مجددا .... ثم قالت بهدوء
( آه حسنا .... أنا لست ذكية في التقاط الإشارات ..... )
أغمض سليم عينيه وهو يزيد من التسبيح على سبحته قبل ان يقول بصبرٍ أوشك على النفاذ
( لن أستفز هذه المرة يا مسك .... فلا تحاولي .... حاولي فقط معاملة الباقين بلطف , ترين بنفسك ما مررنا به للتو .... و كل منا به ما يكفيه عوضا عن الشعور بتعاليكِ الميؤس منه .... )
ثم تحرك مبتعدا عنها بينما ظلت هي واقفة مكانها تتأمل نفس المكان ... الذي لا يزال على نفس شكله منذ طفولتها قديما .... عريقا ..... هسمت مسك أخيرا بخفوت " كل منا به ما يكفيه....... هذه عبارة سليمة تماما " .................................................. .................................................. ...................... خرجت تيماء ركضا من البيت و هي تدير راسها يمينا و يسارا بحثا عنه ... الا أن لمحت ظهره من بعيد ....يقف في الحديقة ... بجوار سيارة فخمة ... فلم تفكر قبل الجري اليه دون أن تلحظ تغير ملابسه .... وصلت اليه لاهثة فهتفت من على بعد بضعة خطوات
( قاصي ........... )
استدار الكيان الرجولي الضخم اليها ببطىء .... قبل أن تجفل بقوة و هي ترى بأنه ليس قاصي ... بل كان شابا له نفس الهيئة ... يشبهه تماما ... لا ليس تماما .... لا يشبهه .... كانت ملامحهما قريبة و الهيئة واحدة ..... لكن عيني ذلك الواقف أمامها كانتا وقحتين جدا ... لا تشبهان عيني قاصي من قريب أو من بعيد .... تراجعت تيماء خطوة و هي تمسح وجنتها بظاهر يدها ... قبل أن تقول بانقباض
( آسفة .... ظننتك شخصا آخر ...... )
مرت عيناه عليها ببطىء و جرأة مما جعلها تقشعر نفورا ...
قبل أن تصعدا الى عينيها و تتأملان لونهما الفيروزي وسط دموعها التي بللتهما و جعلت منهما بحرا عميقا .... ثم قال مبتسما بعنجهية
( هذا من حسن حظي ....... أن أرى فتاة بجمالك تناديني بعد أن تجرأ أحدهم على ابكائها ... )
مد يده اليها قائلا بلهجة لم تعجبها
( راجح الرافعي ........... )
نظرت الى يده بصمت .... قبل أن تقول بخفوت
( أنا لا اصافح باليد .... اعذرني ..... )
تركته دون أن تطيل معه الحوار .... و خطت تتجاوزه مسرعة تبحث عن قاصي .... نظر راجح اليها في ابتعادها متأملا كل جزء منها بحرية .. مبتسما ابتسامة فجة .... قبل أن يستدير على صوت بدور تقول بحدة
( راجح ..... الى ماذا تنظر ؟!! ... هيا بنا ..... ) استدار ينظر الى بدور التي كانت قد خرجت للتو من السيارة ..... لم يفقد ابتسامته ...
حتى وهو يقترب منها الى أن مال عليها و همس في أذنها
( لا تحادثيني مجددا بتلك الطريقة .... كي لا أغضب منكِ و قد جربتِ غضبي مرة ..... )
ابتلعت بدور ريقها ... قبل أن تومىء برأسها هامسة بخفوت
( حاضر ............ )
ربت على وجنتها قائلا بنعومة
( فتاة عاقلة .......... ) تركها و استدار لينادي أحد الغفر الذي جاءه مسرعا ... فسأله بصلف
( أين أبي ؟!! .... الحاج عمران الرافعي ....... ) ابتلع الغفير ريقه و تلعثم وهو يتأتىء في الكلام ....خائفا ..... فعقد راجح حاجبيه ليقول آمرا
( ماذا بك ؟!! .... اتحولت الى صنم ؟!! ..... هل هم مع جدي ؟!! ..... )
تراجع الرجل للخلف وهو يهتف بقلق
( اعذرني .... اعذرني يا سيد راجح .... لا أعلم ....... )
نظر اليه راجح بدهشة وهو يهرول مبتعدا ... ثم قال بغضب
( تبا لأشكال مثل هذه البشر .... أغبياء و لا جدوى منهم في الحياة ...... )
هدر مناديا بقسوةٍ على أي من الغفر كي ينزل له حقائب .... ووقف مستندا الى السيارة ... منتظرا أن يأتي أحد هؤلاء الرعاع كي يريه مقامه .... .................................................. .................................................. ................. وصلت تيماء جريا الى نهاية الحديقة ... و هي تبحث عنه يائسة ... تبا له ... هل قدماه ملحقتان بالعجل ؟!! ....
لقد اختفى تماما .... انحنت قليلا مستندة بكفيها الى ساقيها و هي تلهث بتعب ....
قبل أن تستقيم ناظرة حولها .... أخذت تدور بيأس و هي ترسل عينيها للحديقة المظلمة ... الى أن رأته واقفا من بعيد .... اتسعت عيناها و أسرعت اليه ... هذه المرة قلبها هو الذي نادى عليه لم تخطه أبدا ... كيف تخطئه و قد انتفض قلبها انتفاضته المعروفة ..... وصلت اليه لاهثة حتى وقفت خلفه ... و قبل أن تنطق كان قد استدار اليها بقوة قائلا
( أريد أن أضمك الى صدري ....... )
انتفضت تيماء و هي تسمع نبرته القوية الأقرب للعنف ...
بينما كانت ملامحه التي سيطر عليها طويلا كانت معذبه .... و عيناه .... عيناه الجمرتان ... أطفأ جمرهما ... بريق الدموع الحبيسة !! ......
عيناه تدمعان !! ...
و جسده كله يرتجف بوضوح من شدة ضخامته .... فغرت تيماء شفتيها ... قبل أن تبتلع غصة شديدة الألم في حلقها ... لتهمس بألم ( لا .... لا استطيع .... ) اقترب منها قاصي خطوة مندفعا ثم توقف وهو يهمس بشراسة
( أحتاج أن أضمك الى صدري بقوة .... بقوة ..... أرجوك .... )
أغمضت تيماء عينيها بألم دون أن تخشاه ... و همست مجددا و هي تبكي بصمت
( لا يمكن هذا يا قاصي ...... لن أفعل .... )
فتحت عينيها لتجده يمد يديه اليها و كأنه سيخطفها الى صدره بالقوة ... لكن ذراعاه توقفتا في الهواء ... قبل أن تسقطا الى جانبيه وهو ينظر اليها كلها ... نظرة أفلحت دائما في اشعارها بأنهما باتا كيانا واحدا ...
رفعت تيماء يدها و كأنها تريد أن تلامس فكه المشتد ... لكنها توقفت في الهواء كذلك ... فأغمض قاصي عينيه وهو يهمس بقسوة
( المسيني ..... )
همست تيماء مبتسمة بألم
( لا استطيع ........ )
سحب قاصي نفسا أجشا ... قبل أن يفتح عينيه و ينظر الى عينيها طويلا ... قبل أن يقول بصوته الأجش العميق
( اشتقت اليكِ تيمائي المهلكة ....... )
تأوهت تيماء بصوتٍ متحشرج ...
" تيمائي المهلكة ..... "
كان هذا هو اللقب الذي منحه لها مع بداية نموها الأنثوي ... كلما كانت تكبر يوما و تزداد أنوثة ... كانت تشعر بشيء غريب مختلف في نظراته ... تلك النظرات التي حاول جاهدا اخفائها ... لكنها كنت تضبطه كثيرا
وهو ينظر اليها في الخفاء ... تتوتر ملامحه ... يفغر شفتيه و هي تتمايل مع لحن جيتاره ....
و مع أول مرة همس فيها بذلك اللقب ...
" تيمائي المهلكة ...... "
وقفت أمامه لتقول بصدمة
" تعرف بأنني لا أحب معنى اسمي .... فلماذا تزيد من كرهي له .!! ... " حينها رد عليها بكلماتٍ لم تنساها يوما "
أنتِ أرض أينعت جمالا .... فأهلكت الأعين بسحرها .... " أفاقت من ذكراها على صوته يقول باحتياج أخافها ( اشتقت الى حبيبتي ......اشتقت للأرض التي انتمي اليها ..... )
عضت تيماء على شفتها السفلى و هي تهمس بعذاب
( كفى ..... كفى ..... أنت لا زلت تحت تأثير صدمة ما حدث ...... ) ضاقت عينا قاصي بعذابٍ لم يهدأ أبدا ... و قال بقوة ( لقد فعلت ذلك لأجلك ..... )
تسمرت مكانها و اتسعت عينيها قبل أن تهمس بذهول
( لاجلي أنا ؟!! ..... ما هذا الذي تقوله ؟؟!! ..... )
رفع قاصي قبضتين مضموتين .. و كأنهما كفتي ميزان .... يقارن بينهما ... ثم قال بقسوة
( بين القوة ..... و نبذ الدم ..... كان ليث و سليم .... حرب بداخلي طالت لسنوات .... )
هزت تيماء برأسها قائلة بصعوبة
( لا أفهم ..... ماذا تقصد ؟!! ..... )
كان لا يزال رافعا قبضتيه ... فمد واحدة منهما ليقول بقسوة
( كان ليث هو الحارس الذي يقنعني بالأقتصاص ..... أما سليم فكان من يمسك بي و يمنعني .... ) هزت تيماء وجهها بصعوبة و كأنها تفك شفرة طلاسم ... قبل أن تهمس بحيرة
( لا أفهم .... من هو ليث ؟!! ..... و سليم أحد أبناء أعمامي ..... لكنني لم أفهم .... )
تقدم منها قاصي رافعا القبضة التي تمثل ليث ... ليقول بقسوة وهو يضمها أكثر حتى ابيضت مفاصل أصابعه
( كان المفترض أن أقتله .... و أريق دمه .... و انال حق أمي .... )
ارتجفت تيماء بشدة و اتسعت عيناها ... بينما تابع قاصي بصوتٍ مشتد
( بينما كان سليم يمنعني .... يحذرني من طريق الدم ... فأنا لا أملك الدليل .. و لا مجال للخطأ في الدم .... )
صمت قليلا قبل أن يهمس بشراسة
( هتفت به أن الدليل هو أمي .... لن تكذب .... فرد علي بخفوت أن هذا ليس دليلا لأريق الدم على يدي ... )
صمت قاصي مجددا وهو يحني رأسه لاهثا ..... قبل أن يتابع بحدة
( فضربته حتى نزفت أنفه ...... لكنه لم يحيد عن رأيه ..... ..... )
رفعت تيماء يدها الى فمها الشاهق المرتجف ... بينما استدار قاصي ليضرب بقبضنه التي تمثل راي ليث لوحا من الزجاج خلفه ليهشمه بقوة فصرخت تيماء مرتعبة .... بينما وقف قاصي بصمت و قبضته تنزف مع لهاثه السريع ... يوليها ظهره المتشنج ...فهتفت تيماء بقوة
( اهدا .... اهدا يا قاصي ..... )
كانت دائما تفلح في تهدئة غضبه المستعر .... على الرغم من سنوات عمرها التي تصغره بعشرة اعوام كاملة الا انها كانت تنجح في تهدئته ..... لكنها الآن متشنجة أكثر منه ....
لا تعلم ان كانت ستفلح في ايقاف رغبته الحالية في العنف ....
ساد صمت مخيف و هي تهمس برقة
( اهدا ...... انظر الى و اهدأ .... )
ظل صامتا عدة لحظات ليهمس بعدها أخيرا متابعا بجهد
( الى أن ظهرت لي غاية أكبر ...... نافست رغبتي في الدم و قهرتها .... )
عم سكون مقبض المكان ... لم يقطعها سوى صوت حشراتٍ ليلية صغيرة .... قبل أن يستدير اليها لينظر لعينيها طويلا ... طويلا جدا .... قبل أن يقول بهدوء مجهد
( أنتِ كنتِ غايتي يا تيماء ........ )
فغرت شفتيها المرتجفتين ... بينما امتلأت عيناها دموعا .... وهو يتابع قائلا
( فعلت هذا لأحصل على اسم عائلتك بدلا من الدم ..... و تصبحين لي .... )
اقترب منها خطوة ليقول بخفوت مضني
( هل تدركين التضحية التي قمت بها ؟!! ..... أن أراه يخرج أمامي على قدميه حيا !! ... ليس هذا فحسب ... بل أخرج أنا موصوما باسمه خلف اسمي !! ...... )
أطبقت تيماء بكفها على فمها المرتعش ... بينما أغمضت عينيها على سيلٍ من الدموع ... قبل أن تسمع صوته يقول بألم
( غايتي هي أرضي ... و أنتِ أرضي يا تيماء .... ستحملين أطفالي و أكون أنا دارك ..... )
رفعت تيماء كلتا يديها لتغطي بهما وجنتيها و كأنها تصرخ هلعا على الرغم من أنها لم تصدر صوتا ... بل كانت تنظر اليه بوهنٍ و دوار .... فتحت فمها لتهمس باسمه ... الا أن صوت أحد الغفر أتى من خلفها ليقول صارما
( سيد قاصي .... الحاج سليمان يريدكما أنت و الآنسة .... على الفور ..... ) .................................................. .................................................. .................. كانت قد سبقته الى قاعة أخرى ضيقة ... أشار اليها الغفير .... فدخلت بقدمين تتعثران ... و هي ترى سالم ... جالسا و ذراعه ممتدة على ظهر المقعد التي كانت تجلس عليه مسك ... قريبه من أحضانه .... بينما ليس هناك أحدا آخرا سوى سيلمان الرافعي .... حتى دون غفره ....
مستندا الى عصاه ... شارد الذهن ... مهموم الفكر ... مثقل الكتفين .... تحركت تيماء لتجلس على أبعد كرسي عن سالم و مسك ..... بينما دخل قاصي بعد فترة مناسبة ... متجنبا النظر اليها كي لا تفضحها عيناه ...
و جلس على كرسي أبعد من الجميع ..... أربعتهم تجنبوا النظر الى بعضهم .... و كل منهم متجمد الوجه ... صلب الملامح ...
الى أن رفع سليمان وجهه أخيرا لينظر اليهم ... قبل أن يقول بهدوء حازم
( سالم .... ... )
رفع سالم رأسه ليقول بتوتر
( آمرني يا حاج ........ )
قال سليمان بصوتٍ سلطوي
( لقد شاركت في دم والدة قاصي ظلما ....... )
رأت تيماء قبضتي قاصي تشتدان على ركبتيه ... فارتجفت و دعت الله الا ينفعل ... لكنها كانت أهدأ قليلا ... فلقد أمرته أن يسلمها سلاحه قبل أن يدخلا الى جدهما .... و قد فعل ...
وضعه في كفها الممتد ... و هي تتجنب النظر اليه ... بينما كانت تعلم ان شفتاه تبتسمان لها في أحلك المواقف .... هتف سالم بقوة
( أنا يا والدي ...... انت تظلمني ..... )
رفع سليمان يده كي يوقف سالم الكلام ....
ثم قال بصوتٍ جهوري
( عليك دين لقاصي ..... و ستعوضه ...... و خير تعويض هو اغلى ما لديك .... مسك ستكون لابن عمها قاصي ..... و مهرها أرض تجري بها الخيل و لا تبلغ نهايتها .... مني لهما قد لا يرث قاصي .. لكنني سأمنحه في حياتي ما سيعوضه من أرضي ... و جزء منها لك .... فماذا قلت ؟؟ ..... )
اتسعت عينا تيماء بذهول ... و هي تهتف بقسوةٍ محتدة
( ماذا ؟!!! ........... )
و كانت أول من أفاق بشراسة .... تلاها مسك و سالم وهما يهتفان
( ماذا ؟!!!! ................. )
بينما هتف قاصي بشراسة
( و تيماء ؟!!!!!!!! ........... )
رد الجد وهو ينظر الى تيماء ... ظنا منه أن قاصي يسأل عن مصيرها ... بينما هو في الواقع يخبره واقعا أن تيماء لن تكون الا له ... ( تيماء ستختار احد ابناء اعمامها ......
لم أنسى ما وعدتها به في خضم ما حدث ...... ) نهض سليمان من مكانه وهو يقول بصرامة

( لقد كبرت ابنتك يا سالم .. و آن لها نسيان خطبتها الأولى و الزواج .... و قاصي هو خير من يناسبها ..... )
.................................................. .................................................. ...................... خرجت مسك مندفعة تضرب الأرض بكعبي حذائيها ... بينما شعرها يطاير مندفعا حول وجهها بعنف .... و قاصي يسرع خلفها حتى امسكها من ذراعها و ادارها اليه بالقوة ...
فاغرق شعرها الحريري وجهها قبل ان يستقر بالكاد ملامسا كتفيها ....
رفعت عينيها اليه و هي تهتف بغضب
( ما الذي حدث للتو ؟!!! .... ما دخلي أنا يا قاصي ؟!!...... )
قال قاصي بقوة محاولا تهدئتها
( اهدئي يا مسك ..... سأحل الأمر ..... لا تخافي ....... )
هتفت مسك بعنف و ألم
(.... لقد ساعدتك يا قاصي , فما ذنبي أنا ؟!! .....أنت تعرف أن أمر جدي كالسيف ....لا تنقصني المزيد من المآسي ..... لا تنقصني أقسم بالله لا تنقصني ..... . )
أمسك قاصي بكلتا قبضتيها معا بين كفيه وهو يهمس ناظرا الى عينيها بوعد ... ليقول محاولا أن يبث بها الهدوء
( أعلم ..... أعلم ..... لا تخشين شيئا .... أقسم الا يؤذيك شيئا في هذه الدنيا و أنا حي ..... )
واقفة مكانها متسمرة .... تنظر تيماء الى قاصي وهو يمسك بكفي مسك بين قبضتيه !!!!!!
يقطع لها وعدا و عيناه في عينيها .... و هي تبدو كمن فقدت كل غرورها و سلمت كبريائها أمامه !!! لم تصدق تيماء ما تراه أمامها !!!
قاصي ممسكا بكفي مسك بين يديه !! ......... شعرت بنارٍ حارقة تكوي أحشائها ..... بينما اندفعت دمائها بأوردتها عنيفة كالحمم .... شعور غريب بالغثيان اكتنفها من هول ما ترى و تشعر في تلك اللحظة ..... ساقتها خطاها اليهما ....

و ما أن رآها قاصي حتى أخفض كفي مسك لينظر الى تيماء طويلا ... حينها رفعت مسك عينيها للسماء و هي تهتف بقسوة و غضب
( يجب أن اذهب ...... ابتعدا عني كلاكما ...... ) سحبت كفيها من بين يدي قاصي .... قبل ان تندفع كالفرس الغير مروضة مبتعدة عنهما ...... نظرت تيماء في اثرها ببرود ....
قبل ان تعيد عينيها الى قاصي و قد لفهما جو صقيعي ...... طال الصمت قبل أن تقول بصوتٍ لا تعبير له ( كيف لم ترفض على الفور ؟!!! ........... ) ضاقت عينا قاصي قليلا وهو ينظر اليها متفرسا بها ... قبل أن يقول أخيرا ...
( و لماذا أرفض ؟؟ و على الفور أيضا ؟!! ............. ) اتسعت عينا تيماء و هي تنظر اليه بعدم تصديق ... قبل أن تهتف بغضب و جنون
( لا أعرف تحديدا .... ربما لأنك منذ ما يقل عن ساعة أخبرتني أنك فعلت ما فعلت لأصبح ملكا لك !!!!!!! )
فتح قاصي فمه ليجيب ... الا أنه عاد و صمت وهو يدقق النظر اليها أكثر ... ثم قال بصوتٍ قاطع
( و هل تريدين مني الرفض لأنك ستكونين ؟!! ..... ملكا لي ؟!! ...... )
تسمرت تيماء مكانها و هي تنظر اليه بصدمة .... لقد غافلها السؤال ...
و لم تحسب له حسابا ... سؤال أعادها من الكابوس الذي تحياه الى الواقع الذي أتت منه .... إنها على وشك الزواج و السفر
...... حياتها المستقرة التي عملت طويلا على التخطيط لها .... بينما هنا عالما من الجنون يحيط بها و يهزم قوتها ... رفع قاصي اصبعه فجأة ليلامس الكدمة بزاوية شفتيها و التي لم يراها سابقا في الظلام .... الا أنها فرت منه الغزال الخائف ... بينما احتدت نظراته بشدة و بان العنف على وجهه وهو يهمس بوحشية
( من فعل بكِ هذا ؟!!! ........ )
رفعت تيماء يدها تتلمس الكدمة في وجنتها بشرود ... قبل أن تقول بخفوت
( أخبرتك أنني اكره الإهانة يا قاصي .... و ها أنا نلتها مجددا .... )
احتدمت عيناه و زادت وحشيتهما .... قبل أن يهمس بشراسة
( سأنال لكِ حقك ...... )
قالت تيماء بقوة و حدة
( كم حقا تنوي أن تناله ؟!!! ...... كفى يا قاصي كفى ....... كان مجيئي الى هنا هو اكبر خطوة مجنونة قمت بها في حياتي ...... )
صمتت تلتقط أنفاسها المتحشرجة الغاضبة .... النارية المنفعلة ... ثم اشارت باصبعها الى حيث كان جدها و هتفت بقوة
( ستدخل الآن و تخبر جدي أنك ترفض الزواج من مسك ....... )
قال قاصي بسرعة و قوة أكبر من قوتها اضعافا
( و اخبره أنني أريدك أنتِ ؟؟ .... و ستكونين لي ؟؟؟ ...... )
عاد وجهها ليمتقع قبل أن ترفع كلتا يداها الى جبهتها ... ثم أخفضتهما بعنف و هي تنظر اليه طويلا قبل أن تقول بخفوت
( لا ..... لا يا قاصي ...... لن أكون لك ...... ) استعرت عيناه بنظراتٍ أخافتها .... فهمست بخفوت أكبر و كأنه ترجي
( لا تنظر الي هكذا ..... ليس لك الحق في أن تخيفني ...... )
قال قاصي بصوتٍ أسود ... حالك السواد كجناح غراب في الظلام ......
( و هل أخيفك ؟!! ..... أذكر يوما كنت تهمسين فيه لي .... " قد تخيف العالم ... لكنك لن تخيفني , فاستسلم و لا تحاول ابعادي ... سأظل كظلك " .... )
بهت وجهها أكثر و هي تسمع منه اقرار استسلامها المحارب
" سأظل كظلك ....... "
قالت تيماء بخفوت متداعٍ و هي تتجنب النظر اليه ...
( كان هذا في الماضي ........... انساه يا قاصي ... انسى الماضي بكل آثامه و مآسيه ... و انساني معه ) قال قاصي بقسوة ووحشية
( اذن لا دخل لكِ بزواجي أو عدمه من مسك ....... ) نظرت اليه مصعوقة ....
غير مصدقة لتحول حاله من ساعةٍ لأخرى .... لكنها هتفت همسا بألم
( كنت تمسك يدها !!!! ..... كنت تمسك يدها يا قاصي ؟!! .... كيف أمكنك ذلك ؟!!! .... )
نظر قاصي متلذذا بعينيها المعذبتين ..... قبل أن يقول ببرود جليدي
( و اذا !! ...... لقد أمسكت كفها مرارا من قبل ...... )
فغرت تيماء شفتيها بذهول و اتسعت عينيها ارتياعا و هي تهمس
( ماذا ؟!! ...... كيف تقف هنا أمامي و تنطق بهذا ؟!!! ....... )
اقترب منها وهو يهدر همسا بوحشية كي يصل صوته الى أذنيها المصدومتين
( لأنها الحقيقة .... لقد أمسكت بكف أختك مسك من قبل عددا لا يحصى من المرات ..... )
كانت تيماء تهز رأسها نفيا بعدم تصديق ... بينما شحب وجهها تماما ... الى أن هتفت أخيرا بقوة و ألم
( أنت تقرفني ..... تقرفني ...... اياك و الإقتراب مني مجددا .... اياك ...... )
استدارت لتجري مبتعدة عنه .... بينما وقف هو مكانه .... ينظر اليها و قبضتاه تجعلان من الصخرِ طميٌ بالمقارنة .... و النفس بصدره لاهث بالعذاب .... لقد ضحى بدم أمه لأجلها ..... أهو الندم ؟؟ ...... أم مرارة الإختيار ..... .................................................. .................................................. ..................... انهى صلاته و هي من خلفه .... كما عودها منذ أن تزوجا .... ليجلس بعدها مرتاحا .... ممسكا بسبحته بين أصابعه ... يسبح و يستغفر .... بينما نهضت هي .... انهى أذكاره ليأخذ نفسا مرتاحا قبل أن يقول بخفوت حزين
( كانت ليلة صعبة يا سوار .... آلمتني و أوجعت نفسي ....... )
قالت سوار من خلفه
( أعلم أن صداقتك بقاصي كان لها الأثر فيما تشعر به الآن ..... )
قال سليم وهو يحرك حبات السبحة بين أصابعه دون أن ينهض أو أن يلتفت اليها .....
( ليست الصداقة هي السبب .... كنا ثلاثة اصدقاء ... انا و ليث و راجح .... الا أن ليث و راجع فرقت بينهما الأيام في وقت أبكر ..... لنصبح أنا و قاصي و ليث أصدقاء ..... دائرة تدور و تبدل البشر ... ما بين حالٍ لحال ...... لقد ضغطنا عليه اكثر من اللازم ...أنا و ليث .... كل منا متشبث برأيه و نسينا ألمه و عذابه ..... ) همست سوار بخفوت من خلفه
( لا أصدق أن قاصي و راجح أخوة ........... ) قال سليم بقلق
( و لن يصدق راجح أيضا .... اتسائل متى ستهب عاصفته و عاصفة راجح تأتي على الأخضر و اليابس و لا تسبب غير الدمار ...... )
همست سوار مجددا من خلفه ...
( سليم ...... كفى كلاما و تعال لترتاح ....... )

الا أن سليم بقى مكانه أرضا وهو يحرك حبات سبحته قائلا بخفوت
( سأبقى قليلا يا سوار ..... ليهدىء الإستغفار مما أشعر به .... )
همست سوار ....
( لما لا أحاول أنا أن أهدئك .... لعلي أفلح و اكسب ثواب نيل رضا زوجي .... )
عقد سليم حاجبيه ... قبل أن يستدير اليها قليلا .... لكنه تسمر مكانه على صورة أذهلت كيانه .... كانت سوار مستلقية على السرير الواسع ذو الأربع أعمدة ..... كما لم يراها من قبل ....
فقد كانت ترتدي قميصا حريرا أحمر اللون بأشد درجاته قتامة ...
ليتناقض مع بياض بشرتها التي لا يدخر القميص جهدا في اخفاء ذراعيها و نحرها ..... بينما انسدل شعرها مرتاحا على جانبها كله حتى وصل الى فخذها بسواده الحريري .... اتسعت عينا سليم بانبهار أوجع قلبها ..... و همس بخفوت
( سوار !! ............... )
مدت سوار يده اليها و هي تقول مبتسمة بإغراء
( تعال الي .......... )
نهض سليم من مكانه ببطىء و عينيه عليها لا تبارحانها .... الى أن وصل لحافة السرير فوقف عنده بعبائته البيضاء التي تماثل جبينه الناصع لونا .... قال أخيرا بخفوت
( لا تفعلي ذلك يا سوار ........ )
تعمدت إخفاء ابتسامتها و هي تهمس بدلال
( الا تراني جميلة يا سليم ؟!! .......... )
تنهد بصمت ... ثم قال أخيرا بهدوء
( تعلمين جيدا أنك جزء من الجمال نفسه ....... )
ابتسمت سوار لتقول بصوتها ذو النغم الشجي القوي ( اذن تعال و تمتع بجمال زوجتك ....... )
لم يبتسم سليم .... بل ظهر في عينيه شيئا آخر ... شبيه بالتسليم بالقدر .... ثم قال بخفوت
( ليس عليكِ فعل هذا ..... لا أريدك أن تفعلي .... )
هذه المرة زالت ابتسامتها بصدق و هي تستقيم جالسة ... ثم قالت بقوة ( ان كنت لا تريدني فقل ذلك فحسب ....... ) لم يهتز سليم لعنفوانها ..... بل قال بخفوت ( لا ترغمي نفسك يا سوار ..... أخبرتك من قبل .... ) قالت سوار بنفس القوة ( هل تراني مرغمة الآن ؟!!! ...... ) نظر اليها سليم و عيناه تنحدران عليها رغما عنه ... ثم همس بإختناق ( لا ..... لا يبدو عليكِ ذلك ...... )
ابتسمت سوار مجددا ... ثم أمسكت بكفه لتشده اليها بقوتها البدنية ... فسقط مستلقيا على جانبه ... مواجها لها ... بينما قالت برقة
( اذن دع لي القرار كما طلبت مني ......... )
كانت عينا سليم مترددتين .... متألمتين .... فرفعت سوار أصابعها لتمس العقدة الصغيرة بين حاجبيه و هي تهمس له
( ربما لم نقع معا في احدى قصص الحب يا سليم ..... لكن بيننا شيء جميل ... سيكون أجمل بوجود طفل .....)
نظر اليها سليم بسرعة مصدوما .... و لسانه يهمس بداخله " ذرية ضعافا ...... " همست سوار و هي تقترب منه اكثر
( بماذا تفكر ؟؟ ..... ... مما تخشى ؟؟ . )
نظر سليم اليها قبل أن يقول بخفوت وهو يبعد شعرها الناعم عن جانب وجهها
( أخشى عليكِ من الوجع ....... )
اتسعت عينيها قليلا ... قبل أن تنفج ضاحكة و هي ترجع وجهها للخلف فيظهر له خط عنقها الطويل ... ليمتع عينيه .... ثم قالت بمرح ( سليم بالله عليك ..... الفتيات هنا يتزوجن في سن الثالثة عشر .... بينما أنا اقترب من الثلاثين ... و تخاف علي من الوجع ؟!! ....بالله عليك لو سمعك أحد لضحك على طيبة قلبك ..... . ) همست روحه بتردد بينما تبسمت شفتاه بصمت " لم تفهمي قصدي يا سوار ....أخشى عليكِ من ألمٍ لم تحسبي له حساب ... فلماذا الآن ؟ .... لماذا ؟؟؟ " تنهد سليم وهو يستغفر الله همسا ... و يستعيذ من الشيطان .... اقتربت منه سوار
و هي تحيط عنقه بذراعها الغض ... لتهمس بالقرب من شفتيه
( اجعلني زوجتك يا سليم ..... حلالك و اعطني طفل .... و لتكن الصداقة بيننا أقوى من أي قصة عشق ... )
ابتلع سليم ريقه وهو يضعف أمام سحرها المجنون ... و لم يستمر تردده أكثر من لحظة .... ليطبق بعدها على شهرها وهو يقبل شفتيها بعاطفة مجتاحة و خالصة ....
أغمضت سوار عينيها وهو يميل بها الى أن استلقت على فراشهما الزوجي ....
بينما يداه ترسمان على جسدها الحريري جسورا من المشاعر ..... التي لم يعرفاها سابقا ....



التعديل الأخير تم بواسطة انثى الهوى ; 24-01-16 الساعة 12:15 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:39 PM   #1416

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل يا سكاكر .... لا اوصيكم بقى على التعليقات و اللايكات و التقييمات و كل ما هو آت

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:49 PM   #1417

soma saif
alkap ~
 
الصورة الرمزية soma saif

? العضوٌ??? » 319348
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » soma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

نسجيل حضور
في انتظارك حبيبتي


soma saif غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:51 PM   #1418

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

التعليق بكرة لأني بقرأ الفصل وينام تسلمين تميمة على الفصل .

روح هاربة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-16, 11:52 PM   #1419

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 220 ( الأعضاء 175 والزوار 45) ‏tamima nabil, ‏Dndn1992, ‏rontii+, ‏ن و ا ر ى, ‏ام لينووو@, ‏روح هاربة, ‏جعلنى عاشقه, ‏ميار111, ‏bassa, ‏Alzeer78, ‏نادية 25+, ‏ثمرو, ‏just dreem, ‏camela, ‏mona_90, ‏haeinjoan, ‏دوسة 93+, ‏احلام البكاتوشى, ‏ghader, ‏عبيركك, ‏soma saif, ‏آيه ♡, ‏safy mostafa, ‏Miraal+, ‏رحيق الحياه, ‏نسمه الصباح, ‏حور الجنان, ‏rosetears, ‏c-moon, ‏sese69, ‏شوقا, ‏الشوق والحب, ‏تلوشه, ‏yarawaheed+, ‏i3lawi94, ‏red tulip, ‏هامة المجد, ‏mai ahmed 2020, ‏yassminaa, ‏salwa shazly, ‏Nora28+, ‏غيدائي, ‏ام غيث, ‏fatmeh, ‏عبث الحروف, ‏MS_1993, ‏الهنود, ‏suzyy, ‏11_roro, ‏قسامية الهوى, ‏11Sozan, ‏رعشه قلب, ‏البيضاء, ‏محمد معاذ, ‏celinenodahend, ‏omom, ‏fattima2020, ‏Whispers, ‏الامل هو طموحي+, ‏ليلة القمر, ‏ayatdima, ‏MaNiiLa, ‏amoula24, ‏marwaadel, ‏خريف الحياة, ‏دادا, ‏asmaa ayman, ‏براءة الجزائرية, ‏khaoula Ci, ‏bonoquo, ‏angle2008, ‏emmi, ‏أروى1986, ‏hayaty alquran, ‏jene, ‏modyblue, ‏Rouh+, ‏ام معتوق, ‏حائرة انا, ‏najla1982, ‏starmoon+, ‏صمت الزوايا, ‏maimickey, ‏rosemary.e, ‏hassnaa+, ‏maha kamal, ‏سوما, ‏Fay~, ‏همس الرموش, ‏نهيل نونا, ‏noda youssef, ‏secret angel, ‏mona mohamed+, ‏متعثرهـ, ‏samasemo mahran, ‏مزوووووون, ‏nashwashosho, ‏Gogy ashry, ‏shahd shosho, ‏la luz de la luna, ‏زالاتان, ‏:-)Smile(-:, ‏mimi0000, ‏roro.rona, ‏رزان الحاتم, ‏hnoo .s, ‏lina eltayeb, ‏أُمْنِيـَّــآتـٌ أُنــْثَوِيــَّـﮧْ+, ‏RazanB, ‏boosyzyad, ‏monaaa, ‏mouna ABD, ‏مى عبد الرحيم, ‏بوفارديا92+, ‏رحيق زهرة+, ‏elizabithbenet+, ‏كترين, ‏سارقة الظلام, ‏Bo33, ‏amar_nirmen, ‏ebrU, ‏fatma ahmad, ‏سمراء الجنوب, ‏تسبيح الداودي, ‏sara alaa, ‏basmati, ‏فرح أيامي, ‏LOVELEY+, ‏ban jubrail, ‏هبه الطيب, ‏shegidy+, ‏omnue2006, ‏smile as you can, ‏عشق القلم, ‏حياة محمود 78, ‏منى مصري, ‏ارض اللبان, ‏ensho, ‏الحب الأول, ‏haya hassan+, ‏beauty anastasia, ‏أنا لك علي طول, ‏intissar2, ‏كريستنا, ‏الفراشة جين, ‏majda sarito+, ‏الياقوته الحمراء, ‏amoud, ‏Nor sy, ‏flower90, ‏jello, ‏métallurgier, ‏"lara", ‏ام هنا, ‏hadeer fathi, ‏eng semsema, ‏بريق العابرين, ‏نيو ستار, ‏lolo ahmed, ‏الفجر الخجول, ‏الاميره بونى, ‏الثقلين, ‏نـوار, ‏رهفه, ‏omniah alroh, ‏sasad, ‏ليله طويله+, ‏رشه عطر, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 24-01-16, 12:00 AM   #1420

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 244 ( الأعضاء 187 والزوار 57) ‏tamima nabil, ‏Dndn1992, ‏organza+, ‏نزووف, ‏أنا لك علي طول, ‏Indiana, ‏najla1982, ‏secret angel, ‏nona amien+, ‏الفجر الخجول, ‏rontii+, ‏غيدائي, ‏meryamaaa, ‏ذكريات الأمس, ‏almaas muhamed, ‏canad, ‏بريق العابرين, ‏سوما, ‏haeinjoan, ‏sara zentar, ‏حياة محمود 78, ‏ayatdima, ‏dina adel, ‏shmo3, ‏روكارو, ‏maryema, ‏زهرة برية, ‏MS_1993, ‏sweet123, ‏رعشه قلب, ‏suzyy, ‏دوسة 93+, ‏jinin, ‏bassa, ‏سمسمه المصريه, ‏روح هاربة, ‏camela, ‏yassminaa, ‏ام لينووو@, ‏جعلنى عاشقه, ‏ميار111, ‏Alzeer78, ‏نادية 25+, ‏ثمرو, ‏just dreem, ‏mona_90, ‏احلام البكاتوشى, ‏ghader, ‏soma saif, ‏آيه ♡, ‏safy mostafa, ‏Miraal+, ‏رحيق الحياه, ‏نسمه الصباح, ‏حور الجنان, ‏rosetears, ‏c-moon, ‏sese69, ‏شوقا, ‏الشوق والحب, ‏تلوشه, ‏yarawaheed+, ‏i3lawi94, ‏red tulip, ‏هامة المجد, ‏mai ahmed 2020, ‏salwa shazly, ‏Nora28+, ‏ام غيث, ‏fatmeh, ‏عبث الحروف, ‏الهنود, ‏11_roro, ‏قسامية الهوى, ‏11Sozan, ‏محمد معاذ, ‏celinenodahend, ‏omom, ‏fattima2020, ‏Whispers, ‏الامل هو طموحي+, ‏ليلة القمر, ‏MaNiiLa, ‏amoula24, ‏marwaadel, ‏خريف الحياة, ‏دادا, ‏asmaa ayman, ‏براءة الجزائرية, ‏khaoula Ci, ‏bonoquo, ‏angle2008, ‏emmi, ‏أروى1986, ‏hayaty alquran, ‏jene, ‏Rouh+, ‏ام معتوق, ‏starmoon+, ‏صمت الزوايا, ‏maimickey, ‏rosemary.e, ‏hassnaa+, ‏maha kamal, ‏Fay~, ‏همس الرموش, ‏نهيل نونا, ‏noda youssef, ‏mona mohamed+, ‏متعثرهـ, ‏samasemo mahran, ‏مزوووووون, ‏nashwashosho, ‏Gogy ashry, ‏shahd shosho, ‏la luz de la luna, ‏زالاتان, ‏:-)Smile(-:, ‏mimi0000, ‏roro.rona, ‏رزان الحاتم, ‏hnoo .s, ‏lina eltayeb, ‏RazanB, ‏boosyzyad, ‏monaaa, ‏mouna ABD, ‏مى عبد الرحيم, ‏بوفارديا92+, ‏رحيق زهرة+, ‏elizabithbenet+, ‏كترين, ‏سارقة الظلام, ‏Bo33, ‏amar_nirmen, ‏ebrU, ‏fatma ahmad, ‏سمراء الجنوب, ‏تسبيح الداودي, ‏sara alaa, ‏basmati, ‏فرح أيامي, ‏LOVELEY+, ‏ban jubrail, ‏هبه الطيب, ‏shegidy+, ‏omnue2006, ‏smile as you can, ‏عشق القلم, ‏منى مصري, ‏ارض اللبان, ‏ensho, ‏الحب الأول, ‏haya hassan+, ‏beauty anastasia, ‏intissar2, ‏كريستنا, ‏الفراشة جين, ‏majda sarito+, ‏الياقوته الحمراء, ‏amoud, ‏Nor sy, ‏flower90, ‏jello, ‏métallurgier, ‏"lara", ‏ام هنا, ‏hadeer fathi, ‏eng semsema, ‏نيو ستار, ‏lolo ahmed, ‏الاميره بونى, ‏الثقلين, ‏نـوار, ‏رهفه, ‏omniah alroh, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.