آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-16, 11:57 PM   #3471

Hiba Ab

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Hiba Ab

? العضوٌ??? » 290317
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 235
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Hiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond reputeHiba Ab has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخيير وتسجيل حضور ♥

Hiba Ab غير متواجد حالياً  
التوقيع
[Peace begins with a smile]
رد مع اقتباس
قديم 26-03-16, 11:57 PM   #3472

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:01 AM   #3473

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتكم سعيدة...

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 309 ( الأعضاء 246 والزوار 63)
‏ebti, ‏layanmansour, ‏Hams3, ‏@شمعة الجلاس@, ‏Bassmet Amal, ‏hanene**, ‏نجدي 21, ‏نوت2009, ‏modyblue, ‏رحيل الامل, ‏The yellow rose, ‏لمى المصري, ‏رمـاد الشوق, ‏lolo.khalili, ‏بيبوبن, ‏Moi Esraa, ‏رودينة محمد, ‏kokisemsem, ‏أنا لك علي طول, ‏Miraal, ‏amiraa22bk, ‏نداء الحق+, ‏زهره ربيع عمري, ‏واثق الخطا, ‏الود 3, ‏Fatima hfz, ‏ام سم, ‏najla1982+, ‏اميرة كيليسا, ‏Amoolh_1411, ‏يا من تحب, ‏fofa ali, ‏سودوكو, ‏شيمو عصام, ‏زالاتان, ‏Hiba Ab, ‏لما سعيد, ‏gentle dona, ‏do3a, ‏totoranosh, ‏khma44, ‏zjasmine, ‏Mary~), ‏سهى منصور, ‏omniakilany, ‏ايماااا, ‏khouloudxx, ‏mona mohamed, ‏دودو 2000, ‏براءة الجزائرية, ‏انسيآب..!, ‏Roro adam, ‏روزمارى, ‏رانيا فتحى, ‏tamima nabil, ‏كتكوته زعلانه, ‏شطح نطح, ‏توني 26, ‏MaNiiLa, ‏deegoo+, ‏dreamamira, ‏انكساري, ‏ريناد السيد, ‏صمت الزوايا, ‏آيه ♡, ‏عاشقه المطر, ‏safy mostafa, ‏ثمرو, ‏بيبه الجميله, ‏غروري مصدره أهلي, ‏شموسه3, ‏doudo, ‏بنتن ل محمد, ‏sara sarita, ‏sonal, ‏لوحة رسم, ‏engasmaamekawy, ‏ghader, ‏ronita1417, ‏forbescaroline, ‏last hope, ‏نهاد على+, ‏fattima2020, ‏rontii, ‏Lara swif, ‏سارقة الظلام, ‏Roro2005, ‏sosobarra, ‏canad, ‏princessran, ‏فله45, ‏موج البحر33, ‏mouna ABD, ‏bonoquo, ‏la feuille blanche, ‏secret angel, ‏MS_1993, ‏khadibima 52, ‏دعاء 99, ‏اسراء حجازى, ‏rosemary.e, ‏مهرة..!, ‏noran assal, ‏a girl, ‏سمر لولو, ‏اجمل غموض, ‏هدوء الدوشة, ‏حنين مريم, ‏sara alaa, ‏كيوانو, ‏الحب غالي, ‏شيزكيك, ‏ماريمارر, ‏soma saif, ‏فتكات هانم, ‏gooore, ‏smeha, ‏الاميرة نور, ‏*جوود*, ‏زهرة الليلك4891, ‏ولاء محمد قاسم, ‏النوت*, ‏saraa_2_, ‏نادية 25, ‏miss mari, ‏crazygirl-1995, ‏الشوق والحب, ‏الفتاة المسلمة, ‏حنان ياسمين, ‏sara osama, ‏khaoula Ci, ‏هبه غالى, ‏lolo575, ‏lelly, ‏عبير المسك, ‏منى مصري, ‏haneen el nada, ‏JOURI05101, ‏métallurgier, ‏sajanody, ‏روح هاربة, ‏ghdzo, ‏فادو., ‏RAHPH, ‏ميمي الحالمة, ‏سكر نبات, ‏Pure angel, ‏ام هنا, ‏فرح أيامي, ‏lola taha, ‏Whispers, ‏ريمين, ‏الوية احمد علي, ‏mima love, ‏Noor2568, ‏c-moon, ‏islamabdo017, ‏sweet123, ‏صبا القلب, ‏تشاندريكا, ‏الفجر الخجول, ‏عفاف المرواني, ‏لين محمد, ‏nousssa, ‏Bo33, ‏غيدائي, ‏أنت عمري, ‏دوسة 93, ‏hussin ali, ‏amira 70, ‏سحر الخيال, ‏maryema, ‏dounya, ‏rere star, ‏escape, ‏ورد الخال, ‏sasad, ‏عبث الحروف, ‏زهرة برية, ‏Maryam haji, ‏Dodo Diab, ‏hanan adnan, ‏سوما, ‏ToOoOmy, ‏esoooo, ‏Riham hassanien, ‏وردة شقى, ‏fatima zahraa, ‏حائرة انا, ‏maha_1966, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏dalia mostafa, ‏Nor sy, ‏متعثرهـ, ‏القمر المضئ, ‏summer cloud, ‏نوراني, ‏hadeer badawy, ‏نوارطب, ‏نزووف, ‏ام فارس طويل, ‏aa_ksa, ‏مزوووووون, ‏لؤلؤةأبوها, ‏nona amien, ‏ام معتوق, ‏hnoo .s, ‏asmaa ayman, ‏ayaahmedmohamed, ‏eng miroo, ‏alone girl, ‏أسماء ابراهيم ابراهيم, ‏KHAD.A, ‏lizabennete, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏noof11, ‏soe, ‏syrinaaa, ‏Dndn1992, ‏ايفيان, ‏نادر حلاها, ‏mar mar, ‏عبير على محمد, ‏قايد الغيد, ‏b3sh0, ‏هيا علي, ‏كبرياء امراة, ‏غار, ‏meryamaaa, ‏Iraqia, ‏Alzeer78, ‏روحى الأمل, ‏حلم رواية, ‏اميرة250, ‏al3nood, ‏intissar2


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:02 AM   #3474

summer cloud

? العضوٌ??? » 336622
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 203
?  نُقآطِيْ » summer cloud is on a distinguished road
افتراضي

مبرووك وسام التميز تيمووو تستاهلي كل خير حبيبتي❤❤❤❤

summer cloud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:06 AM   #3475

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

حنزل الفصل يا بنات .... معلش توقفوا عن التعليق للحظات فقط

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:08 AM   #3476

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثامن :

ربت ليث على الفرس التي تم معالجتها حديثا ... بعد أن جند الجميع في احضار و مساعدة الطبيب و معاونه ...
بدت الفرس متعبة ..... و الألم ظاهر عليها رغم العنفوان الذي لم تضيع هيبته ....
كانت أبية .... صلبة العينين و هي تراقبه بتحفز ... تنفر برأسها كلما داعبتها يده الغريبة عنها ....
همس ليث بخفوت
( ما كان على قاصي اجبارك و الخروج بك اليوم ..... لازلتِ غريبة .... تملكين المقاومة و الرفض .... )
يعرف قاصي حق المعرفة ... تتملكه روحا هاجعة ... لا تقبل المقاومة أبدا ....
و هذا منذ أن بدأ يتعرف عليه عن قرب ....
على الرغم من جنون شخصيته و عنفها , الا أنه يظل الإبن الأفضل لدى عمران الرافعي ......
الابن الغير شرعي ... شتان بينه و بين الإبن الشرعي ....
منذ صباه ... بدأ قاصي في الظهور و التواجد في البلد ....
كان غريبا منطويا ....غامض العينين دائما و كان سالم يرعاه و يضمه تحت جناحه أينما ذهب ......
يتذكر يوما ....حين كان أول لقاء حقيقي بينهما .....
كان قاصي في الثامنة عشر تقريبا ......
بينما ليث يكبره باربع سنوات .... و قد أتى الى البلد بعد سفر لمدة عام كامل ....
وجد ذلك الصبي المدعو قاصي الحكيم يتحرك تحركات غريبة .....
منذ بداية اليوم وهو يطوف حول دار الرافعية .....
و بداخله شعر ليث أن شيئا مريبا يحدث ..... لذا وضعه تحت مجهر مراقبته لحظة بلحظة عن بعد ....
و سرعان ما صدمه رؤية سلاح في يده .. أشهره ما أن خرج عمران على قدميه من الدار و معه بعض الرجال .....
كان قاصي مختفيا و لم يره أحد سوى ليث ... الذي سرعان ما أنقض عليه و اسقطه أرضا ....
كانت معركة محتدمة بينهما و ليث يقبض على ساعد قاصي الممسك بالسلاح و يضربه في الأرض الى أن أوقعه من يده أخيرا .....
كان كلا منهما يلهث و ينظر الى الآخر .... و ساد السكون الى أن أبتعد عمران تماما و اختفى عن مرمى النظر ...
حينها نهض ليث و انهض قاصي بالقوة .... فحاول قاصي لكمه بكل قوته
الا أن ليث تلقى اللكمة على معصمه .... حاول قاصي مجددا فتلقى ليث اللكمة على معصمه الآخر بمنتهى السهولة ... قبل أن يلكم قاصي بكل قوته ليسقطه أرضا مجددا ...
قفز قاصي وحاول ضرب ليث مجددا الا أن ليث عرقله بقدمه و لكمه و أوقعه للمرة الثالثة ....
ووقف يشرف عليه من علو ثم هدر بقوة
( هل اكتفيت الآن ؟!! ...... أم تريد المتابعة الى أن تخلع فكك بالكامل !! .... )
و حين ظل قاصي مكانه يلهث ناظرا الى ليث بعينين كالجمر المتقد سوادا بينما الدم يندفع من شفتيه عنيفا ....
انحنى ليث اليه و جذبه من قميصه المهترىء و جره معه ... و السلاح في يده قائلا بغضب
( هذا الحوار يجب أن يتم في مكانٍ خالٍ .......... )
و بالفعل جره معه بتهديد سلاحه حتى أحد الإسطبلات القريبة ثم دفعه و وقف ينظر اليه بأعينٍ قاتمة قبل أن يقول بصرامة
( الآن أريد أن اسمع منك ....... لماذا كنت تريد أن تقتل عمران الرافعي ؟!! ..... )
عاد ليث من ذاكرته وهو ينظر الى الفرس المتحركة بتعب .. قبل أن تنحني و تستقر جاثية كي ترتاح .....
و ضيق عينيه وهو يتذكر عبارته لقاصي منذ عشر سنوات
( كي تنال حقك بالقوة ..... عليك أن تمتلكها أولا , و الا فلن تصبح أكثر من لقمة يابسة ملقاة أرضا ... تدهسها أول قدم لتسحقها في شظايا ...... )
في ذلك الوقت كان راجح و سليم صديقيه اللذين يعود اليهما بعد السفر دائما .....
لكن راجح بدأ يتغير .... و بدأت أخلاقه في التدنس شيئا فشيئا بشكلٍ جعل ليث يراه بصورة أخرى ...
مغايرة تماما لصورة الصديق القديم .....
و انفجر كل شيء أمام عينيه لاحقا حين بدأ يلاحظ اهتمامه ب ...... سوار ....
ابنة خالته التي بدأت في النضج المبكر جدا ..... و هي تنتقل من مرحلة الطفولة الى المراهقة كزهرة تتفتح بمنتهى الجمال .....
حينها أوشك على أن يسحقه بكل معنى للكلمة ......... , لولا أن رأى الإهتمام متبادلا بعينيها !!!
حاول خداع نفسه طويلا .....
لكنه لم يكن يوما غبيا ..... لم يكن أبدا أعمى .....
رفع ليث رأسه عاليا يتنهد تنهيدة بدت كبخار مرجلٍ يغلي .... محاولا نفض تلك الأفكار عن ذهنه
و للأبد هذه المرة .....
عليه أن يسافر .....
سيأخذ زوجته و يسافر ...... عليه أن يبتعد عن أرضٍ تسكنها أمرأة تهاجم أفكاره دون أن يمتلك الحق في ذلك ...
لن يكون كراجح الرافعي ..... لن يتدنى الى هذا المستوى أبدا حتى و لو في أفكاره فقط ....
رفع ليث ذقته بعزمٍ حقيقي و اتجه الى بيته ......
.................................................. .................................................. ......................
كانت قد استيقظت و هي تشعر بمنتهى الظفر.... عيناها تبرقان ......
بالغت كثيرا في تزيين نفسها بما لا يتناسب مع بداية النهار ... و أسرفت في ارتداء حليها الذهبية ....
تهادت ميسرة و هي تنزل السلالم بخيلاء ... تشعر بنفسها كملكة متوجة على الأرض ....
لقد أثمر السحر هذه المرة ....
و أصبح سيد عائلة الهلالي مسيرا لها دون أي مقدمات ...
اقباله عليها صباحا كان غريبا و صادما .... ليس له أي تفسير سوى أنه بفعلِ سحرٍ لا يخيب ...
شعرت بنفسها تمتلك القوة و السيطرة ... و مقاليد الأمور ...
لم تكن مجرد وقتا حميميا بين زوج و زوجته ..... بل كان تسليما لها بفعل قوة أكبر , تملكها بين أصابعها ....
اتجهت الى المطبخ على صوت ضاحكة و مزاح منبعثة من داخله .... فدخلت تتهادى و تنظر من فوق أنفها
الى هريرة شقيقة ليث ....
كانت جالسة الى طاولة المطبخ و هي تقوم بحشو بعض الخضراوات ... بينما تتضاحك مع الخادمة المتوسطة العمر ...
قالت ميسرة بلهجةٍ فاترة متعالية
( صباح الخير يا هريرة ..... أرى أنكِ أبكرتِ في المجيء , ماذا تفعلين هنا و قد تركتِ زوجك في مثل هذا الوقت !! ..... )
رفعت هريرة عينيها اليها ... ثم اتسعتا فجأة و هي ترى ميسرة و كأنها على وشك تقديم أحد العروض على منصة مسرح !!
كانت ترتدي عباءة شرقية من الحرير الأحمر .... مطرزة بالذهبي من اولها و حتى قدميها ....
و على الرغم من التطريز الزائد ... فقد ارتدت فوقه عددا من السلاسل الذهبية الخالصة ....
و أساور تقيد كلتا معصميها .....
أما زينة وجهها فقد فاقت الحد .... ما بين الكحل الأسود و الألوان التي تعلوه و حتى أحمر الشفاه الفاقع بأشد درجات الإحمرار ....
حتى بشرتها لم تكن تتنفس ... فقد غطتها بعدة طبقات من الدهان الأبيض أخفت معالمها تماما ....
ميسرة تتقن استخدام أدوات التجميل كخبيرة ...
الا أنها لا تضع سوى ما يناسب السهرات و حفلات الزفاف .... حتى لو كان ذلك منذ بداية الصباح !! ....
حين طال الصمت و بدت هريرة مشدوهة فاغرة فمها ... مطت ميسرة شفتيها و تابعت
( أغلقي فمك يا هريرة حبيبتي ...... هل رأيتِ عفريتا أمامك ؟!! ..... )
ارتبكت هريرة و سارعت بغلق فمها و هي تنظر بطرف عينيها بتأنيب الى الخادمة التي كانت تحاول جاهدة ابتلاع ضحكتها ....
ثم قالت ببشاشة
( صباح الخير و السرور يا ميسرة ...... هل أزعجتكما بحضوري الباكر ؟!! ..... )
تمطت ميسرة بدلال و هي تقترب منها .... قبل أن تجلس على الكرسي قبالتها و تضع ساقا فوق الاخرى لتقول بلهجةٍ ممطوطة مستفزة
( إطلاقا حبيبتي ... الدار دارك , لكن كنت أتعجب من سماحه لكِ بالخروج من فراشه مبكرا هكذا ... وهو الذي يبدو مدلها بحبك كلما أتيتما معا ..... )
ارتفع حاجبي هريرة بصدمة ... قبل أن تقول بحذر
( و ما التناقض في سماحه لي بالحضور مع حبه ؟!! ....... )
ابتسمت ميسرة بخبث و مالت اليها لتقول بدلال
( الا تعرفين غرام الصباح ؟!! ....... )
احمر وجه هريرة بشدة .... و زمت شفتيها لتقول بارتباك
( الناس لا تعيش فقط لهذا السبب يا ميسرة ....... )
ضحكت ميسرة بصوتٍ رنان و حدقتي عينيها تتلاعبان بخبث قبل أن تميل الى هريرة لتهمس لها بغنج و دلال
( يمكنك اخبار شقيقك بهذا ....... )
التهبت وجنتي هريرة أكثر بينما التمعت عيناها غضبا و هي تلتفت الى الخادمة لتقول بحزم
( هلا ذهبتِ و أحضرت لي حقيبتي من الخارج رجاءا ...... )
و ما أن خرجت الخادمة مسرعة حتى التفتت هريرة الى ميسرة لتقول بقوة
( ميسرة لا تتكلمي هكذا أمام الخدم .... تعلمين أن ليث لا يحب التجاوز في الأحاديث الشخصية ....)
ارتفع حاجبي ميسرة و تمطت بلامبالاة و هي تقول ببرود
( أنا في داري يا هريرة .... لذا من حقي التكلم كما أريد ...... )
قالت هريرة بغيظ
( لكن تلك الأمور خاصة .... و عليكِ الإحتفاظ بها لنفسك ...... )
تظاهرت ميسرة بالبراءة و هي تهز كتفيها قائلة من بين شفتيها المتكورتين
( و هل صورت لكِ ما حدث بيننا ؟!! ...... لقد كانت مجرد مزحة ..... )
زفرت هريرة بقوة و شعرت بالغثيان فنهضت و هي تحمل وعاء الخضروات معها ....
لقد أوصلت ميسرة المعلومة التي تريد منذ بداية الصباح
و كم يثير هذا نفورها .... و في نفس الوقت تشعر بالشفقة عليها
فالوضع الطبيعي .. تحب ميسرة اظاهره للعلن بمنتهى الوقاحة , ربما كان ذلك بسبب النقص الذي تشعر به ...
ربما تشعر في قرارة نفسها أن ليث لم ينجح في حبها يوما .....
دلف ليث الى المطبخ في تلك اللحظة و ما أن رأى هريرة أمامه حتى تهللت ملامحه القاسية المجهدة ... و فتح ذراعيه قائلا بدلال اعتادته منه دوما
( مرحبا ..... مرحبا ........ و أنا الذي كنت أتسائل عن سر جمال هذا الصباح .... )
اسرعت هريرة اليه مبتسمة و هي ترفع رأسها لتتلقى قبلته على جبهتها ... ثم قالت بسعادة
( صباح الخير و الهناء يا ليث ..... اشتقت اليك منذ يومين كاملين ...... )
تنهد ليث و هو ينظر اليها متظاهرا بالعبوس ... ثم قال بخشونة
( لقد بدأت أندم على تزويجك يا فتاة ..... بعد أن صرتِ عروسا شابة , يأتي من يخطفك بهذه السرعة .... بماذا تعب هو كي يأخذك هكذا ببساطة !!! ...... )
تخضبت وجنتاها و قالت بدلال طفولي
( ليث توقف ....... و كأنك منحتني إياه بسهولة !!! ..... لقد كاد أن ييأس من شدة تعنتك .... )
ازداد انعقاد حاجبي ليث وهو يقول بخشونة أكبر
( احمدي ربك ...... أنا نفسي لا أعلم كيف واتتني كل تلك القوة في الدفاع عن تلك الزيجة .... و انتهى الأمر بسفرك معه ..... )
ابتسمت هريرة ابتسامة براقة وهي تنظر الى عينيه الصارمتين ثم قالت بامتنان واضح
( لن أنسى أبدا حربك من أجلي يا ليث ...... أبدا ...... يا أبي و أخي و كل من لي في هذه الدنيا .... )
ضيق عينيه و قال محذرا
( و ماذا عن زوجك ؟!!! ......... )
قالت بثقة و دون لحظة تردد
( أنت قبل زوجي ..... وهو يعلم و يغار و أنا لا أهتم ....... )
ضحك ليث وهو يتلمس شعرها الناعم ليقول بخفوت
( حسنا .... عليه التحمل فهو دخيل بيننا ..... )
رفعت هريرة عينيها لأعلى و هي تقول بيأس
( ليث ...... ليس مجددا !!!! ......... )
ارفع حاجبيه وهو يقول
( ماذا ؟!! ...... لم أقل سوى الحقيقة , فهو دخيل ..... )
هزت هريرة رأسها يأسا ثم لم تلبث أن أشارت بعينيها اشارة خفية و هي تقول بمودة
( ألن تلقي تحية الصباح على زوجتك ؟!! .......... )
انتبه ليث فجأة الى وجود ميسرة .... جالسة الى أحد الكراسي , تضع ساقا فوق أخرى و هي تنظر اليهما نظراتٍ نارية سوداء ....
فقال ليث بخفوت رقيق وهو يمد ذراعه
( صباح الخير يا ميسرة ..... تعالي ..... )
ظلت مكانها ترمقهما من أعلى رأسهما و حتى أخمص قدميهما قبل أن تنفض ساقها و تنهض مقتربة منه , تتمايل بسحرٍ مغوي و عيناها ترسلان اليه رسائل غرامهما الصباحي ....
الى أن وصلت الى فضمها بذراعه ليقبل وجنتها قائلا بهدوء
( تبدين جميلة ........ )
تألقت شفتاها الحمراوين في ابتسامة أكثر إغواءا ... قبل أن تهمس بنعومة
( أين اختفيت منذ الصباح ؟!! ..... توقعت أن أجدك ما أن أفتح عيني .... )
ضاقت عينا ليث و ارسل اليها اشارة محذرة الا تتمادى في كلامها الجريء و الذي اعتادته دائما مع النساء من شقيقاتها و أمها و زوجات أشقائها ..... و هذا أكثر ما يبغضه من تصرفاتها , و كأنه موضوع به مدعاة للتفاخر !! .....
قال ليث بصوتٍ جاف
( لم أرغب في أزعاجك فخرجت كي لا أوقظك ....... )
اتسعت ابتسامتها أكثر و ازدادا اقترابا منه دون حياء ... بينما سحب نفسا خشنا وهو يحاول افهامها بعينيه أن هريرة لا تزال واقفة هنا ....
لكنها قالت بنعومة
( أردت اليوم دعوة أمي و نساء عائلتنا ......... فهل لديك مانع ؟!! .... )
قال ليث بهدوء
( مرحبا بهن ..... الدار دارهن ......... و لماذا يكون لدي مانع .... )
عند هذه النقطة قالت هريرة دون تفكير
( لكن ماذا عن الطعام الذي سهرت في اعداده و أتيت مبكرا من أجل اكماله !! ...... ظننت أننا سنتناول الغذاء معا سويا ..... بمفردنا ..... )
نظرت اليها ميسرة بعينين شرستين و هي تقول بقوة
( ماذا تقصدين يا هريرة ؟!! ...... هل أهلي ليس مرحبا بهم في داري ؟!! ..... )
ردت هريرة بقوة دون أن تجفل من شراسة ميسرة
( مرحبا بهم طبعا ..... كما كان مرحبا بهم أمس و أول و أول ...... أنا فقط أرغب في يومٍ واحد من عطلة أخي كي أقضيه معه ...... لقد تعبنا كثيرا حتى قمنا بتوفيق موعد عودتنا سويا من السفر بنفس الوقت ... و مع ذلك لم استطع قضاء يوما واحدا معه ....... )
وضعت ميسرة يديها في خصرها و هتفت بقوة أكبر
( ليس ذنبي سفرك و سفره ..... يكفي أن زواجك كان هو السبب في ابتعادكما دائما بخزي أمام عائلتنا .... )
امتقع وجه هريرة فجأة و تراجعت خطوة و هي تقول بجمود
( ماذا تقصدين ؟!! ........ )
هتفت ميسرة بقوةٍ أكبر دون أن تلجم لسانها
( أقصد ما فهمته تماما ..... بسبب زواجك من رجل ليس من عائلتنا و حرب ليث من أجلك .... جعلنا ذلك في وضعٍ مخزي .... و بسببه سافرتِ أنتِ مع زوجك لتتهربي من نظرة الأقارب لكِ.... و ليث أيضا أصبح يسافر دائما و لا يستقر هنا سوى قليلا .... بسببك أنتِ زوجي يبتعد عني و عن أرضه ..... )
همست هريرة ووجهها شاحب تماما
( هذا ليس صحيحا ......... )
لكن همستها ضاعت في صرخة ليث الصارمة
( اصمتي يا ميسرة ...... أي هراء هذا الذي تنطقين به ؟!! ....... )
الا أن صوته المزلزل لم يردعها .... بل نظرت اليه و قالت بتصميم عنيف
( هذا ليس هراءا ..... أنت تعلم كم أنزل هذا الزواج من مكانتك لدى العائلة .... و من الممكن أن أن يتسبب في ابتعادك أكثر ... و ضياع منصب كبير العائلة من بين يديك .... )
كانت عينا ليث قد ازدادتا خطرا من شدة الغضب البادي بهما .... وهو يقترب ليقبض على ذراع زوجته فجأة قائلا من بين أسنانه ... بلهجةٍ جعلتها ترتجف رغم خفوت نبرته وهو ينظر الى عمق عينيها
( تعلمين جيدا أن سفر هريرة مع زوجها كان بسبب عمله لا أكثر ..... أما أنا فأسافر دائما و كان هذا من قبل زواجي بكِ و قد رفضتِ دائما مرافقتي كما تفعل هريرة مع زوجها ..... )
صمت قليلا ثم ازداد صوته خفوتا ... و صرامة في ذات الوقت
( و هذا هو نهاية الحوار ..... إياكِ و محاكمة هريرة مجددا كما فعلتِ للتو .... إياكِ .... فقط حين أموت يمكنك فعل ذلك ..... )
هتفت هريرة متأوهة
( أطال الله عمرك يا ليث .... لا تقل هذا أرجوك ..... )
الا أن ليث لم يلتفت اليها .... بل ظلت عيناه على عيني ميسرة وهو يقول بصوتٍ لا يقبل الجدل
( فهمتِ ؟!! ...... أم أقحم الكلام برأسك مجددا ؟؟ ...... )
كان جو المطبخ قد تحول الى جوٍ مشحون متوتر و ميسرة تتحدى نظرات ليث الجبلية دون أن يرف لها جفن على الرغم من أنها ترتجف داخليا .... لكنها تعاند بكل غباء ...
الا أن التوتر لم يطل كثيرا .... فقد تعالى صوت زعيقٍ صاخب من أعلى البيت ...
بدا صوت صراخ رجلٍ في أشد حالات جنونه و غضبه .... جعل ليث يلتفت خلفه متفاجئا وهو يضيق عينيه و يعقد حاجبيه ... قبل أن يخرج مسرعا من المطبخ تلحق به هريرة و ميسرة و ملامح الذهول تحيط بهما ....
و ما أن فتح ليث باب الدار حتى استطاع جيدا التعرف على صوت هذا الرجل و هويته ...
فاستدار مخاطبا أخته و زوجته ليقول آمرا بلهجة قاتمة
( ابقيا هنا و لا تخرجا من البيت مطلقا ...... )
أغلق الباب خلف بقوةٍ هزت أرجائه بينما برقت عيناه بكرهٍ قديم .... قاتم , شديد السواد .... وهو يستمع الى الصوت الصارخ بجنون
( ليث ...... أخرج وواجهني ....... )
أبصر راجح وهو يبدو في أسوأ حالاته ... عيناه بلون الدم الأحمر ...... و فمه يصرخ بشكلٍ منفر ....
بينما أحد الغفر يحاول جاهدا الإمساك به كي لا يقتحم البيت ....
فهدر ليث بقوة
( أتركه ............... )
تركه الغفير بالفعل مترددا و لم يتوانى راجح عن الهجوم على ليث صارخا
( أين هو ........ اين تخفيه ؟!!! ........... )
أوقف ليث اندفاعه وهو يمسك بذراعه بقبضةٍ من حديد ... ليهدر بنبرةٍ أشد سطوة
( إن أردت أن أكرمك كضيف .... اذن احترم حرمة بيتي أولا و أخفض صوتك ...... )
الا أن راجح بدا كمن تلبسه شيطان من الغضب وهو يضرب ليث بصدره صارخا بجنون
( أنا لم آتي الى هنا من أجل ضيافتك ...... أخرج ذلك اللقيط الذي تخفيه بدارك حالا و اجعله يواجهني رجلا لرجل بدلا من التخفي كالجبناء الذي هو منهم .... عديم الأصل و النسب .... )
حينها دفعه ليث بدفعة أقوى جعلته يترنح قليلا وهو يصرخ بصوتٍ بدا مخيفا
( أحترم المكان الذي تقف على أرضه و راقب ألفاظك و تصرفاتك ..... هناك نساء في الداخل أم أنكِ بت لا تستطيع تمييز الأصول .......... )
حينها قبض راجح على قميص ليث بكلتا كفيه وهو يضحك عاليا بصوتٍ مقيت ....
بينما المرح كان أبعد ما يكون عن عينيه الشرستين .... وهو يقول بحقدٍ أسود
( الأصول !!! ..... تقول الأصول ؟!! .... و هل تعرف أنت شيئا عن الأصول ؟!! ...... هل زوجتك في البيت ؟!!! ...... هل تسمعنا الآن ؟!!! .... )
برقت عينا ليث فجأة ببريق عاصف متوحش قبل أن ينتزع قبضتي راجح بعنف ...
تلاه بلكمة حطت على فكه بمنتهى القوة ألقته ارضا .....
اهتزت حدقتي راجح بينما نزف الدم عن انفه غزيرا ....
للحظات تذكر ليث نفس الموقف ... و نفس اللكمة التي لكمها لقاصي و اسقطته أرضا وهو في عمر الثامنة عشر ....
كان مستلقيا أمامه مثل راجح الآن و الدم يندفع من فمه ...
لكن شتان بين الابن الشرعي و الغير شرعي ....
شتان ما بين الأخوين .......
تكلم ليث أخيرا بصوتٍ مرعب
( إياك و التجرؤ على حرمة بيتي ........ و الا قطعت لك لسانك ...... )
ضحك راجح مجددا وهو يبصق الدم من فمه قبل أن يرفع عينين شيطانيتين الى عيني ليث الهادرتين ليقول بصوتٍ مقيت
( اليس من الأولى أن ترعاها أنت أولا ؟!!! ........ )
عقد ليث حاجبيه بشدة و ضاقت عيناه .... بينما تابع راجح بصوتٍ بدا أعلى من اللازم
( أتعرف زوجتك سبب إيوائك للقيط في بيتك ؟!! ..... و ما هو الا لتنتقم مني .... بسبب المرأة الوحيدة التي لم تستطع نيلها و لن تستطيع عمرك كله ..... )
إن كانت عينا ليث متوحشتين قبلا .... فقد ازدادتا توحشنا و دون تفكير اندفع ليركل راجح في جانبه بقدمه مما جعله يتلوى وهو يتأوه بقوة ... لكن ليث لم يكتفي ... بل انحنى اليه ليجذبه من قميصه حتى أنهضه على قدميه , ثم لكمه بقوةٍ أكبر أسقطته أرضا مجددا وهو يهدر به بجنون
( إياك و نطق اسمها على لسانك القذر ..... إن كنت أنت غير قادرا على صون اسم ابنة عمك فأنا أكثر من قادر على الدفاع عن اسم ابنة عمتي ...... )
ضحك راجح وهو يهز رأسه بشراسة ... قبل أن ينظر الى ليث قائلا بنفس اللهجة المنفرة
( و ما أدراك أنني أتكلم عنها ؟!!! ...... أرأيت كم أنت مثير للشفقة !! .... )
لم يجفل ليث و لم يتراجع .... بل قال بازدراء
( هي عقدتك الوحيدة المريضة ..... و أنت من تستحق الشفقة و العلاج كذلك و حتى ذلك الحين ... أقسم أن اقطع لك لسانك لو تكرر تجاوزك في الحديث عن نساء عائلتي ..... )
نهض راجح على قدميه وهو يمسح فمه بظاهر يده .... قبل أن ينظر الى ليث ليهدر فجأة بصوتٍ عالٍ
( أخرج أيها الجبان ........ أخرج بدلا من تخفيك بين النساء ........ )
حينها لم يتحمل ليث أكثر .... بل قبض على قميصه و جره جرا الى خارج اسوار الدار .... ثم ألقى به بعيدا ... وهو يصرخ
( اخرج من داري و لا تقترب من أرضي مجددا ....... و الا قسما بالله أن المرة القادمة لن تخرج على قدميك أبدا ...... )
التقت عينا راجح الشيطانيتين بعيني ليث المتوحشتين وهو يلهث بجنون ... قبل أن يهدر بعنف
( لنا لقاء يا ليث ..... لنا لقاء ..... و حينها ستتمنى لو لم تتحداني يوما بمساندة اللقيط ابن الزنا في دارك الذي تدعي طهر أرضه ..... لكن أخبره بشيءٍ واحد فقط .... دمه الفاسد سيراق على يدي .... )
استدار ليرحل مندفعا ..... بينما وقف ليث يرمقه باحتقار و عيناه مشتعلتان بنيران الغضب ....
بينما صدره يكاد أن يؤلمه من شدة الغضب المستعر بداخله .... فلقد أيقظ ذلك المعتوه وحشا كان يحاول جاهدا أن يخمد نيرانه ....
ما أن دخل ليث الى بيته حتى اندفعت اليه هريرة لتضع يدها على صدره و هي تهتف بخوف
( هل أنت بخير يا ليث ؟!! ..... هل أصابك هذا المجنون بشيء ؟!! ..... )
ربت ليث على ظاهر يدها برفق ليقول بصوتٍ خشن
( لا تخافي يا هريرة .... إنه مجرد مجنون ...... )
قالت ميسرة بنبرة غريبة قاتمة
( مجنون قلت !!!! .......... )
رفع ليث عينيه الى عينيها السوداوين دون أن يرد فمن نظرتها عرف بأنها سمعت كل ما نطق به راجح .....
لقد سمعت حوارهما عن سوار .... و عرفت أنها المقصودة ....
لكنها تابعت قائلة بصوتٍ بارد كالجليد
( الى متى سنستمر في هذه الحروب ؟!! ...... و لأي سبب ؟!! ..... )
صمت ليث طويلا وهو ينظر اليها بغموض .... قبل أن يقول أخيرا بصوتٍ مفاجىء في قراره
( لن نستمر طويلا ...... لقد قررت هذا الصباح السفر و الإستقرار في الخارج ...... )
اتسعت عينا ميسرة بذهول قبل أن تهتف
( ماذا ؟!!!! .............ما معنى أن تستقر في الخارج ؟!! , وماذا عني ؟!! ..... )
عقد ليث حاجبيه و قال بقوة
( ستأتين معي بالطبع ........... )
برقت عيناها برفضٍ فوري و هتفت بغضب
( مستحيل ...... مستحيل ...... كنت اتحمل سفرك المتكرر و الآن تريد مني ترك بيتي و أهلي و مرافقتك للأبد ؟!! ...... )
قال ليث بغضب
( سنأتي لزيارة أهلك كلما رغبتِ .......... )
ضربت ميسرة الأرض بقدمها و هي تصرخ
( هل تريد أن تصيبني بالجنون ؟!!! .... و ماذا عن كونك كبير عائلة الهلالي ؟!! .... هل ستتنازل عن ذلك ببساطة ؟!! ...... )
قال ليث بعنف
( أنا لا أريد أن أكون كبير العائلة ..... تتكلمين و كأنها وظيفة !! .... )
صرخت ميسرة و هي تلوح بذراعيها
( أنت لا تريد ؟!! .... ياللهي !! .... إن كنت أنت لا تريد فأنا لن أتنازل عن كوني زوجة كبير العائلة ...... )
ضاقت عيناه أكثر و هو يلتفت اليها بكليته و كأنه يحاول استيعاب غضبها الجنوني
كان يظنها ستكون أكثر من سعيدة بالإبتعاد عن البلد التي تضم سوار ....
لكن غضبها المستعر هذا أثار تعجبه و حنقه ..... فقال بصوتٍ خفيض غريب
( هل هذا هو كل ما يهمك ؟!!!! ....... )
صرخت بكل تأكيد ....
( و هو ما يجب أن يهمك أنت أيضا ......بالله عليك أنا لا أصدق ما تقول !! .... تريد التنازل عن كل شيء لمجرد أنك لا تتحمل وجودك بقرب الأميرة التي رفضتك من قبل و اختارت غيرك ..... )
صرخ ليث بها بغضبٍ هادر
( اخرسي يا ميسرة ....... )
الا أنها صرخت مجددا
( لن أخرس هذه المرة ...... لقد بت مفضوحا لدرجة أن ابن عمها المدله بعشقها صارحك بهذا على أرض بيتك ..... و ماذا كان تصرفك ؟!! .... تريد الهرب و ترك كل شيء خلفك ..... )
اندفع ليث ليرفع يده فجأة ... الا أن هريرة قفزت بينهما و هي تمسك بمعصمه صارخة
( لا يا ليث .... لا تتهور ....... )
هدر ليث وهو يبعدها عنه
( ابتعدي يا هريرة .......... )
و صرخت ميسرة هي الأخرى
( نعم ابتعدي و افسحي له الطريق كي يضرب زوجته لأجل حبه القديم ..... تلك التي كانت امها مجرد صفقة صلح ...... لا معززة مكرمة تتزوج أحد أبناء أعمامها كنسائنا ....... )
حينها لم يتمالك نفسه من رفع يده و صفعها قبل أن تستطع هريرة منعه ......
رفعت ميسرة يدها الى وجنتها و هي تصرخ بجنون
( تضربني ؟!!! ... تضربني أنا ابنة الأصول لأجل الساحرة التي تسحر للرجال و تسقطهم بهواها ؟!!! ....)
اندفع اليها مجددا لكن هريرة ارتمت على صدره و هي تصرخ
( كفى يا ليث انها تستفزك فقط ....... كفى ...... )
الا أن ميسرة صرخت دون تفكير
( أقسم أن أنشر قصتها في كل مكان لو أقدمت على تنفيذ قرارك يا ليث ..... أقسم على ذلك ..... )
ثم اندفعت تجري لتصعد درجات السلالم و عبائتها تطير من خلفها بينما أراد ليث اللحاق بها و جنون الغضب يسيطر عليه ... لكن هريرة تشبثت بذراعه و هي تصرخ باكية
( أرجوك يا ليث اتركها ...... أنت تعرفها حين تغضب تصبح حمقاء ... لا تعاقبها الآن و تندم فيما بعد .... )
وقف ليث مكانه و هو يلهث بقوة .... بينما هريرة تربت على صدره و هي تهمس له
( اذكر الله يا ليث أرجوك و ابعد الشيطان عنكما ........ )
ظل على حاله عدة لحظات قبل أن يزفر بقوة ... ثم قال بصوتٍ عنيف خافت
( الشياطين تحيط بالبيت بسبب أفعالها .... بت أشعر أن صلاتي ليست مقبولة هنا بين أرجاءه بسببها .... )
ابتلعت هريرة ريقها و همست
( لا تبالغ يا ليث و تخلط الأمور ببعضها ........ لقد توقفت ميسرة عن كل ما يغضبك و ما فعلته الآن ليس سوى زلة لسان بفعل الغضب مما سمعته .... اعذرها فلا زوجة تتحمل أن تسمع عن زوجها ما سمعته من ذلك الحقير راجح ........ )
ضحك ليث ضحكة ساخرة مريرة وهو يقول
( أي زوجة يا هريرة ..... ألم تسمعي سبب اعتراضها على السفر ؟!! .... إنها لا تريد فقدان ذلك المركز المريض بين النساء كزوجة كبير العائلة ليس الا ..... )
قالت هريرة بارتباك
( إنها تهذي فقط من شدة الغضب ..... دعك منها الآن و اخبرني بصدق .... هل تستطيع حقا الإبتعاد عن أرضك للأبد ؟!!! ...... )
نظر ليث الى عيني هريرة الباكيتين الصامتتين و هي تنظر اليه .... و سؤالها يقع على قلبه أشد وقعا من كل هذيان ميسرة الأحمق .....
بعد وفاة والدته و زواج هريرة و سفرها مع زوجها .... فكر كثيرا في السفر و الإبتعاد عن مرآى سوار دائما أمامه ....
و حبه لهذه الأرض هو الشيء الوحيد الذي كان يمنعه من اتخاذ هذا القرار .....
ترى أيهما أشد ألما .... انتزاع نفسه من أرضه أم البقاء بجوار الهوى المحرم ؟!! ........
.................................................. .................................................. .....................
" قبل عشر سنوات ..... "

ثريا حبيبتي ....
أم أقول هذه المرة " أمي "؟ ....
على الرغم من معرفتي بأنكِ تبغضين هذه الكلمة لأنها تزيدك عمرا ...
لكن تحمليني هذه المرة و أنا أكتبها ... لعلها تكن شفيعة لي عندك و تخفف من غضبك الذي أتخيله و أنت تقرأين تلك الرسالة ....
أمي .... ارجوكِ خذي نفسا عميقا و عدي للعشر و انتِ تقرأين ...
ربما لاحظتِ أنني لم أنم في غرفتي ليلة أمس ... و لم تجدي سوى تلك الرسالة على هاتفك ....
أنا سأتزوج يا أمي ....
و قبل أن تصرخي اسمعي المتبقي من الصدمة مرة واحدة
أنا سأتزوج قاصي ....
أعلم بأنكِ كنتِ تشعرين بوجود شيء ما بيننا ... و كنتِ تكذبين شعورك طويلا , لكنك في النهاية أم و قلبك يشعر بما بداخلي دون الحاجة للنطق به ....
قاصي كان لي و كنت له منذ اليوم الأول الذي عرفته به .... انه القدر المرسوم لنا ....
اعلم أن العواقب ستكون وخيمة ... و أنني سأظلمك معي , لكنني لن أتركك أبدا يا أمي
ما أن نتزوج و تستقر امورنا حتى اعود اليكِ و آخذك معي .....
لن اتركك ابدا مثلما فعل والدي ....
لا تحاسبيني بذنبه يا أمي و تمني لي السعادة ارجوكِ .......
تيماء "
نظرت تيماء الى الرسالة طويلا و هي تدقق بكل حرف بينما قلبها يقصف بعنف ... قبل ان يتهور اصبعها و يضغط على زر الإرسال كي لا تمنح نفسها أي لحظة تردد ...
أخذت نفسا عميقا مرتجفا ... ثم نهضت من على حافة سريرها ببطىء جالت بعينيها تنظر ربما للمرة الأخيرة لأنحاء غرفتها التي لم تعرف غيرها منذ طفولتها ...
لقد بقت الغرفة على حالها .... لم يتغير بها شيء ....
كانت غرفتها و هي طفلة ... و غرفتها و هي شابة .... و الآن ستغادرها عروس ...
ما أن سمع ذهنها المتعب كلمة " عروس "
حتى اظلمت عيناها الفيروزيتين قليلا ... على الرغم من التصميم البادي فيهما ...
الا أنها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالمرارة و هي تغادر بيتها ليلا مثل اللصوص و السارقين ....
لم يكن هذا هو الفخر الذي تخيلت نفسها ستخرج به رافعة ذقنها منزهة عن مال أبيها ...
لقد تخلت عن ماله بالفعل .. الا أنها تخرج مطئطئة الرأس , متسسللة على أقدام أصابعها .....
رفعت ذقنها بتصميم .... و رفعت يدها لتمسح دمعة خائنة أوشكت على أن تفلت من زاوية عينها ...
ستخرج مرفوعة الرأس بالقوة .... فهي ذاهبة للزواج من الرجل الذي اختارت ....
التقطت تيماء حقيبة ملابسها .... و لم تنسى القاء نظرة أخيرة مريرة على كتب دراستها التي لم يع لها داعٍ الآن .... فتركتها مكانها على سطح مكتبها ...
لكنها عادت و همست بقسوة
( اجمدي يا تيماء ....... قد يؤلمك ترك كليتك , لكن فراق قاصي يميتك ...... لا مجال للحزن أو الندم ... )
أن تفترق عن قاصي هو رابع المستحيلات بالنسبة لها .... لذا فلتذهب اليه أولا , ثم تبكي على دراستها ثانيا ....
خرجت تيماء في سكون الليل و هي تحمل حقيبتها محاولة الا تصدر صوت ..... و حانت منها نظرة الى باب غرفة أمها المغلق ....
كم كانت تتمنى لو دخلت اليها و عانقتها ... حتى قبل أن تنام ثريا لم تستطع تيماء أن تعانقها خوفا من أن تشك بشيء مريب ...
فثريا لم تعتد منها على مثل تلك التصرفات العاطفية .....
برقت الدموع المؤلمة في عينيها تلسع حدقتيها ... فأبعدت وجهها بسرعة و هي تهمس بإصرار
( سأعود اليكِ يا أمي ....... أعدك أنني لن أتركك أبدا ..... )
خرجت تيماء مسرعة و أغلقت الباب خلفها بحرص .... بينما كانت الدنيا تدور من حولها من فرط الإنفعال ..
و ما أن خرجت من بنايتها حتى وجدت قاصي يقف مستندا الى سيارة قديمة ينتظرها ....
وقفت للحظة تتأمله ... فعلى الرغم من هيئته الساخرة دائما بكل ما حوله الا أنه كان يبدو في تلك اللحظة متوترا .... يوشك على الإنقضاض على أول شخص يمر به ...
ما ان رفع رأسه و نظر اليها .... ابتسمت له بارتجاف .... تتمنى لو بادلها الإبتسام كي يزيل القليل من الرعب القابع في زاوية عميقة من زوايا قلبها ...
الا أنه لم يجد الوقت للإبتسام .... بل استقام و أسرع اليها على الفور فوقفت مكانها تنتظر بعينين واسعتين براقتين .. الى ان وصل اليها ...
وقف كل منهما ينظر للآخر قد بدت ملامحه .... مترددة !!
منعقد الحاجبين .... الصراع يتداخل مع نظرات عينيه وهو يدقق النظر بها و كأنه يتفحصها ليقرأ ما تشعر به .....
ثم تكلم أخيرا بصوتٍ خشن خافت ....
( هل أنتِ بخير ؟!! .......... )
ابتسمت تيماء رغم عنها و همست
( ليس هذا هو السؤال المناسب ... من المفترض أن تسألني إن كنت مستعدة !! .....)
لم يبتسم قاصي ... بل أخفض عينيه الحارقتين الى حقيبتها ثم قال بخفوت أجش
( أرى أنكِ مستعدة تماما .......)
لكنه أعاد عينيه الى عينيها بإصرار و قال بنبرةٍ أقوى
( هل أنتِ بخير ؟!! ......)
ترددت للحظة .... تلكها الخوف لجزء من اللحظة , كانت كفيلة لأن يلحظ قاصي ترددها ... فازداد إنعقاد حاجبيه بشدة ... الا أنها قالت و هي تفتعل ابتسامة قوية
( أنا بخير ...... لا تقلق ....)
قال قاصي بصوتٍ أكثر خشونة
( و ثريا !! ..........)
ارتجفت ابتسامة تيماء ... و اهتزت حدقتاها , فأبعدت وجهها و هي تقول بتوتر
( نائمة ..... هلا ذهبنا رجاءا , تبادل الحديث هنا أمام بيتي ليست الطريقة المثلى للهرب ..... )
تشنج حلق قاصي وهو يبتلع ريقه .... يراقبها طويلا بعينين ناريتين و مظلمتين
و كأنه يريد قول شيء ما ... الا أنه انحنى و التقط منها حقيبتها كي يحملها عنها , فلامست يده يدها عفويا ..
حينها شعرت أن تيارا كهربيا قد سرى في جسدها و انتقل الى جسده الضخم .... فرفع عينيه الى عينيها بصمت .... بينما احمرت وجنتاها بشدة ...
لمسته العفوية الآن كانت متفجرة التأثير بسبب ما سيقدمان عليه ...
و في الظلام استطاعت أن تلمح التواء زاوية شفتيه في شبه ابتسامة زادت من ارتجافها ....
الا أنه لم يتكلم .... بل أشار بيده صامتا كي تتقدمه ... فسارت امامه بخطى متعثرة و هي تشعر بعينيه تحرقان ظهرها ...
وصلت الى السيارة القديمة التي كان يستند اليها منذ لحظات ... فوقفت تراقبه و هو يضع حقيبتها في الصندوق الخلفي العتيق ... و ما أن استدار اليها حتى قالت بفضول
( سيارة من هذه ؟!! ........)
نظر اليها قاصي ثم قال بخفوت
( سيارة صديق ........لا أظنك تفضلين السفر ثلاث ساعات فوق الدراجة !! ....)
نظرت تيماء الى السيارة نظرة طويلة قبل أن تقول
( و لماذا لم تأت بسيارة والدي ؟!! ........ هل ستصمد تلك السيارة القديمة طوال الطريق ؟!! ....)
ندمت على الفور ما ن خرج السؤال الغبي من بين شفتيها .....
فقد أظلمت عينا قاصي و ازداد توتر ملامحه .... بينما قالت تيماء بتلعثم محاولة أن تصحح ما قالته
( أقصد ..... أن نسافر بها فقط , ثم نتركها قبل أنت نتزو ..... نتزوج ..... )
حتى و هي تنطق الكلمة كانت ترتجف غير مصدقة ....
الا أن قاصي قال بجفاء قاطع
( من اليوم ستنسين كل ممتلكات والدك يا تيماء ..... )
رفعت عينيها الى عينيه الحادتين كعيني صقر .... وهو بادلها النظر و كأنه ينتظر منها جدالا أو يتوقعه ... الا أنها قالت بخفوت
( هيا لنذهب .......... )
استدارت و فتحت الباب الأمامي .... الا أن يده قبضت على ساعدها تديرها اليه بقوة حترى رفعت وجهها اليه و خصلات شعرها تتطاير أمام عينيها ....
عيناه تتحركان عل عينيها بتعبير قاسي لم تستطع فهمه .... و انتظرت منه أن يكلمها و يهدىء من خوفها ...
الا أنه نطق بسؤالٍ واحد فقط .... بصوتٍ غريب
( هل أنتِ نادمة ؟!! ........... )
رمشت تيماء بعينيها و ارتجفت شفتيها و هي تطالع السؤال القاسي مترجما بوضوح في عينيه ....
الا أنها جاوبت تلقائيا بثقة
( لا .............. )
ضاقت عيناه قليلا الا أنه قال بنفس الصوت القاسي ....
( لا أصدقك .......... )
نظرت اليه طويلا بعدم تصديق ..... هل سيتخاذل الآن ؟!!
أخذت نفسا غاضبا ثم نظرت الى عينيه و همست بشراسة
( و ماذا إن كنت نادمة ؟!! ...... هل ستتراجع ؟!! .... )
ضاقت عيناه أكثر و زاد سعير النار بهما ... بينما ازداد ضغط أصابعه على معصمها حتى آلمتها ...
لكنها قالت من بين أسنانها
( أجبني قاصي ..... إن تراجعت الآن , هل ستسمح لي بالإستدارة و العودة الى بيتي مغلقة الباب خلفي ... و الزواج بقريبي كما يريد والدي ؟!!! ....... )
لم تستوعب في تلك اللحظة الدوامة التي جعلتها تدور حول نفسها بقسوة وهويديرها ليدفعها الى المقعد الأمامي ... قبل أن يصفق الباب بقوة !!
فجلست مكانها ترتجف و هي تنظر اليه بعينين متسعتين وهو يدور حول السيارة بملامح متوحشة ليجلس خلف المقود و ينطلق بالسيارة دون لحظة إنتظار ....
جلست تيماء بقلب يرتجف و هي ترى الظلام يشتد حولهما شيئا فشيئا ......
بينما كانت تبتسم بحماقة .... رفعت كفيها لتلامس بهما وجنتيها المشتعلتين ... فلمحها قاصي و قال بغضب
( لماذا تضحكين ؟!! ......... )
اتسعت عيناها من غضبه ... لكنها لم تفقد ابتسامتها و هي تقول بخفوت
( أضحك على التملك الأحمق لديك ..... كلمة عابرة بإمكانها أن تجعلك ترمي ترددك بعيدا .... )
نظر اليها بطرف عينيه غاضبا .... الا أنه ما أن لمح عينيها الفيروزيتين الواسعتين في الظلام عيني قطة ....
لم يستطع الا أن ترك لقناعه الصلب أن يسقط عن وجهه .....
و ساد صمت قليل قبل أن يقول بجفاء
( فات أوان الندم يا تيماء ...... تدركين ذلك ؟!! ..... )
تحولت ملامحها الى ملامح امراة .... ناعمة واثقة .... عاشقة و مدلهة في حبه .... ثم قالت أخيرا بهدوء
( نادمة , لا ....... لكن خائفة قليلا ...... )
صمتت للحظة واحدة فقط قبل أن تهمس بصوتٍ أجمل من أن ينساه يوما , مهما طال به الزمن
( بدد خوفي يا قاصي ......... )
تحررت عيناه من الطريق المظلم أمامه ... و نظر الي عينيها لحظتين , قبل أن يقول بصوتٍ أجش متحشرج واعدا
( سأفعل ........ )
كلمته المختصرة ساهمت في تبديد خوفها كله .... و في نفس الوقت ضاعفت من ارتجاف جسدها لدرجة الإنتفاض .....
نظرت امامها و هي تفرك أصابع كفها بتوتر ... تخشى أن يسمع صوت دقات قلبها الصاخبة فيضحك منها ...
لا تصدق ... لا تصدق ...
تخشى ان يكون مجرد حلما و تصحو منه سريعا قبل أن تنهل من سعادته ....
لكن حين لم تعد تحتمل الصمت أكثر .. نظرت الى قاصي تتأمل جانب وجهه الصلب الذي لا ينم عن شيء ..
لكن عينيه كانتا غارقتين في تفكير عميق كالمحيط الأسود ليلا ...
فهمست بصوتٍ رقيق ... و كأنها تخشى أن تبدد ذلك الجو الأثيري المحيط بهما ....
( بماذا تفكر ؟!! ........... )
نظر اليها نفس النظرة الصامتة ... قبل أن يعيد عينيه الى الطريق و ساد صمت قصير ظنت معه أنه لن يجيبها .... لكنه همس أخيرا بصوتٍ أجش خافت
( أنكِ ستصبحين زوجتي خلال ساعات من الآن ........ )
انتفض قلبها مرة و مرتين ... حتى بدت ضرباته مؤلمة , بل شديدة الألم ... لكنها همست بصوتٍ متأوه شديد الخفوت
( و هل هذا شيء سيء أم جيد ؟!! ....... )
نظر اليها نظرة طويلة هذه المرة ..... نظرة أسقطت كل أقنعته و شكوكها ....
ابتسامته تحولت الى عبثية أذابتها ....و اشتعل الجمر بعينيه وهو يقول بصوتٍ مداعب
( ستعرفين حينها .......... )
ارتفع حاجبيها و عضت على شفتها و سارعت بالنظر أمامها و هي ترتجف بشدة من الخجل ...
نظراته تحولت الى مشاعرٍ عاصفة أكثر وضوحا مما يحاول أخفائه دائما ....
نظرات شبيهة بتلك النظرات التي رمقها بها في المرة الوحيدة حين فقد السيطرة فيها على نفسه و علمها كم يرغبها كامرأة .. و ليس كطفلة ....
ساد الصمت مجددا , فقال قاصي بلهجة ممازحة
( هل ابتلعت القطة لسانك ؟!! ........ ظننتك قادرة على ابتلاع ثلاث قطط وحدك ... )
نظرت اليه بضيق ثم هتفت بحنق ينبع من شدة خجلها
( سخافتك المعتادة ليس محلها الآن ......... )
ضحك بصوتٍ أجش قبل أن يقول بخفوت دون أن يحيد بعينيه عن الطريق
( لا أستطيع تمالك نفسي ...فأنتِ تبدين شهية جدا في خجلك ... و لحظات خجلك تلك نادرة جدا يا وقحة ... )
عقدت حاجبيها ومدت كفها لتضربه في صدره بقوة و هي تهتف مستاءة
( لماذا أنت هكذا ؟!!! ..... حقا لماذا ؟!!! ..... لماذا تفسد ليلة زفافي ؟!! .... )
تسمر مكانه فجأة وهو ينظر الى الطريق دون أن يلتفت اليها ... و ساد صمت قصير قبل أن يجيب مبتسما بشرود
( ليلة زفافك ؟!! ........ )
ابتلعت ريقها بتوتر ... الا أنها قالت باستياء و هي لا تزال حانقة
( نعم هذه ليلة زفافي ..... هل لدى جنابك أدنى مانع ؟!! ....... )
لم يلتفت اليها ... بل زاد انقباض أصابعه على المقود ثم قال بخفوت رافعا أحد حاجبيه
( حسنا ..... ليلة زفافك لم تبدأ بعد ...... لكنها لن تتأخر .... )
اشتعلت وجنتاها و هتفت
( احترم نفسك يا قاصي و لا تكن قليل الأدب و الا ...... )
نظر اليها و قال مبتسما ممازحا بثقة
( و الا ماذا ؟!!! ..... ماذا لو أحببت أن أكون عديم الأدب معكِ الليلة ؟! ... ماذا لو قررت كسر تلك الحواجز اللعينة التي فرضتها على نفسي لسنواتٍ طويلة .... ماذا لو سمحت للوحش الكان بداخلي على التحرر أخيرا ليلتهمك يا صغيرة .... بعد عذاااااااب .... عذاااااب ... )
متى تحول مزاحه خلال الأحرف الى جدية من أعماق صدره ؟!! .... متى تحولت المداعبة الى تلك التنهيدة المتعبة ؟!! .....
متى اشتعلت عيناه أكثر في عمق الظلام المحيط بهما ؟!! ....
كل ما تعرفع أن الجدية التي يتكلم بها من عمق عمق قلبه جعلتها تفغر شفتيها بذهول !!
فنظر اليها بملامح جدية ليقول بصوتٍ غريب
( لا تراجع يا تيماء ..... أنتِ لي منذ الأزل ..... و قد انتظرت طويلا , فحرريني الليلة .... حرريني ... )
تاهت عيناها الفروزيتين في عينيه المشتعلتين ....
لقد همست له
بدد خوفي .... فهمس لها حرريني .......
ابتسمت تيماء و لمعت عيناها ... بينما زفر قاصي بنفاذ صبر وهو يمد أصابعه ليفتح المذياع بحركاتٍ خرقاء ... ثم قال بعصبية ناظرا من نافذته الجانبية الى الظلام الدامس
( اشغلي نفسك بالموسيقى قليلا حتى نظل يا تيماء ...... أو نامي سيكون أفضل للجميع ..... )
عضت على شفتها و رفعت يدها لتتلمس صدرها الخافق حد الألم ... و فعلا تراجعت برأسها الى ظهر المقعد .. وجهها ملتفتا اليه ...
تتأمل كل ذرة من ملامحه التي عادت الى توترها و صراعه الداخلي ... عاد لرفع قناعه مجددا ...
الا أنها كانت أكثر من راضية بتلك اللحظات القليلة التي تحرر بها أمامها ....
كم هو وسيم في عينيها و كم تعشق شعره الذي ربطه بعقدة خلف عنقه .... يجعله أشبه بقرصان عديم الرحمة
الا أنها هي وحدها من تعلم ماذا يخفي هذا المنظر القاسي من روحٍ كانت لها كل ما تمنته يوما ....
فعلت الموسيقى الحالمة المنبعثة من المذياع مفعولها بها .... فابتسمت و هي تتأمله أكثر على سحر الالحان الليلة ....
زفر قاصي بقوةٍ فجأة ثم قال بخشونةٍ آمرة
( انظري أمامك ........ )
لم تتفاجىء و لم تجفل حتى .... لقد اعتادت ردات فعله الغريبة دائما ... فابتسمت و همست بسحر
( لا أريد ........ )
عاد ليزفر بقوة ... قبل أن يقول بعصبية
( الطريق لا يزال طويلا يا تيماء ..... لا تزيدي من توتري .... )
ضحكت برقة خافتة دون أن ترد ... و دون أن تبعد عينيها الحالمتين عنه .... فقال بلهجة أشد امرا
( لا تضحكي .......,.... )
حينها ضحكت بصوتٍ عالٍ ... فزفر أكثر حينها قالت بصوتٍ واضح
( أنا احبك ........... )
انعقد حاجباه قليلا .... و توترت عضلة في فكه .....و زادت سرعة حركة صدره .....
بدا و كأنه يعاني من شدة توتره ... على الرغم من أنه لن يقبل حتى بالتفكير في التراجع عن قراره ....
لكن هذا لم يمنع أنه يعاني من التوتر ... و ماذا ؟!!
لماذا ترى علامات الشعور بالذنب على ملامحه ؟!! ........
همست تيماء بخفوت تريد أن تخفف عنه
( قاصي ........... )
لكن فجأة أصدر محرك السيارة عدة أصوات ... و ماجت حركتها و ترنحت ... مما جعل قاصي يهدىء من سرعته و ينحرف الى جانب الطريق و السيارة ترتج الى أن توقفت تماما .....
شتم قاصي فجأة بشتيمة بذيئة جعلت تيماء تجفل .... فهمست بقلق
( قاصي .... ماذا حدث ؟!!! ........ )
هدر قاصي بعصبية
( اصمتي الآن يا تيماء ............)
ارتبكت من مدى العنف و العصبية التي يبدو عليهما ....ففضلت الصمت و هي تراقبه يخرج من السيارة و يفتح مقدمتها ليرى سبب الخلل .... و كان من الواضح أن دخانا كثيفا أبيض اللون يتصاعد من المحرك ...
انتفضت تيماء و هي تراه من مكانها كظلٍ ضخم اسود .... يهدر صوته وهو يشق الليل ما أن مد يده ليمسك بأحد الاجزاء الساخنة .... و أخذ يلتفت حوله بحثا عن شيء ...
و حين يئس ... أمسك بحافة قميصه و مزقها في شريط طويل !!!!
شهقت تيماء و هي ترى ما فعله للتو !!! ..... لقد مزق قميصه !!!!
هكذا بكل بساطة !!! .....
اليس هذا القميص الذي سيرتديه أثناء عقد القران ؟!! ..
رمشت تيماء بعينيها و هي تهدىء من نفسها ... تلومها على تفكيرها في امورٍ تافهة في حين يبدو قاصي متألما وهو يلف قطعة القماش حول كفه ليفتح الجزء الساخن في مقدمة السيارة ....
في الحقيقة ليس القميص هو ما أثار ضيقها .... بل عصبيته الزائدة عليها
تعرف أنه عنيف عادة في ردات فعله .... لكنها كانت تظن أنه سيوليها معاملة مميزة في يومٍ كهذا .....

انتفضت تيماء فجأة و هي تراه يصفق مقدمة السيارة بعنف بعد ما يقرب من الساعة من محاولة التصليح و تشغيلها مئات المرات دون جدوى .. فارتجت و اهتزت هي معها ....
خرجت من السيارة بسرعة و دارت حولها لتضع يدها على كتفه برقة .... فانتفض ناظرا اليها وهو يهتف بغضب
( ماذا ؟!! ....... )
انتزعت يدها و تراجعت خطوة ... أمام نظرات عينيه الغاضبتين لكنها همست
( هدىء نفسك قليلا يا قاصي ..... لا شيء يستحق كل هذا العنف ...... )
عصفت عيناه أضعافا و كأن عبارتها الهادئة أثارت جنونه أكثر فهدر بوحشية وهو يضرب بقبضته على مقدمة السيارة ....
( لا شيء يستحق ؟!!! ..... هل أنت عمياء !!!! .... السيارة توقفت تماما و نحن في منتصف الطريق .... )
فغرت شفتيها قليلا ... و رمشت بعينيها قبل أن تستدير عنه كي لا تراه بينما شعرت بثقلٍ غريب في صدرها ....
ساد صمت مشحون بينهما لا يقطعه سوى صوت الريح ... و مرور السيارات المسرعة ...
الى أن قال قاصي أخيرا بلهجةٍ آمرة
( لا تقفي هكذا أمام السيارات المارة ... ادخلي السيارة ..... )
رفعت عينيها الجامدتين اليه ثم قالت بفتور
( و انت ..... كيف ستتصرف ؟!! ....... )
رفع وجهه اليها و هتف بصرامة
(كيف سأتصرف ؟!! .... و هل لو كان لدي تصرف كنت سأقف هنا بهذا الشكل ؟!!! ادخلي يا تيماء بالله عليكِ....... لا أريد الكلام الآن ..... )
الا أنها تابعت بقوة تحاول مساعدته ....
( لما لا نترك السيارة هنا و نحاول ايقاف أي سيارة لتقلنا ؟؟ ........... )
نظر قاصي الى عينيها باستهجان واضح .... ثم لم يلبث أن هز رأسه وهو يقول من بين أسنانه
( لا يمكننا المجازفة بذلك ....... نحن وحدنا هنا و في هذا الوقت من الليل ... لا نرتدي حتى خواتم زواج ... و أنت ..... انتِ تبدين صغيرة جدا .... اللعنة , أنت بالفعل صغيرة جدا .... منظرنا سيكون مثيرا للشبهات لأي غريب قد يقف لنا .... و قد يبدأ في القاء الأسئلة عن درجة قرابتنا ...حاولي تشغيل عقلك قليلا .. )
كان ينطق عباراته متشنجا ..... و كأنه يعض على الأحرف بتوتر .... فقالت تيماء بحيرة
( هل تحاسبني الآن لأنني ...... صغيرة من وجهة نظرك ؟!!! ..... )
رفع رأسه لأعلى وهو يزفر بغضب ..... ثم نظر اليه مجددا بنظراتٍ قاتلة ليهتف من بين أسنانه
( مجرد سؤالك الساذج لا يترك لي الفرصة كي أتظاهر العكس محاولا خداع نفسي .... أنتِ لا تقدرين خطورة الوضع ........ )
حينها لم تستطع السيطرة على نفسها أكثر فصرخت هي الأخرى
( لماذا تعاملني بتلك الطريقة ؟!! ..... فيما أخطأت أنا ؟!! ........ )
فتح فمه ينوي الصراخ بعصبية أكثر ... الا أنه امسك نفسه عن المزيد وهو يرفع يده ليغرز أصابعه في خصلات شعره محاولا التقاط أنفاسه الخشنة ناظرا الى السماء الداكنة البعيدة ...
لكن تيماء كانت تنظر اليه بعينين مبللتين بدموعِ الغضب .... تعلم جيدا انه يعاني احدى تلك النوبات التي تفقده السيطرة على نفسه دون ان يملك الرغبة في ذلك ...
الا أنها كانت أكثر غضبا و قهرا من أن تتعاطف معه في تلك اللحظة .... لذا كتفت ذراعيها تراقبه بملامح جامدة طويلا .... ثم قالت أخيرا بصوتٍ قاسٍ كالصخر ...
( أتعرف عن ماذا تخليت في سبيل اختيارك ؟!!! ......... )
رفع وجهه اليها بملامح أكثر جمودا من ملامحها ... الا أن تعبيرا غريبا ظهر بعينيه كان عنيفا مزلزلا و خاطفا .... و كأن سؤالها البسيط قد ضربه في مقتل ..
الا أنها تابعت بصوتٍ أكثر صلابة و هي تجابه عمق عينيه بعينيها ...
( لقد تركت أمي و بيتي و ...... دراستي ..... و تخليت عن مال أبي و جازفت بتفجير براكين غضبه ....
كل هذا في سبيل اللحاق بك الى آخر العالم باشارة من اصبعك ....... )
ضاقت عينا قاصي وهو يسمع صوتها الباتر الذي كان يشق ثقل ظلام الليل من حولهما ....
بينما تسارعت أنفاسه ... و خفق صدره بعنفٍ حتى شعرت بالخوف عليه بالفعل ...
لكنها .قوت قلبها و رفعت ذقنها متابعة ... بنبرةٍ حادة .... كشفرةٍ خاطفة
( لقد قدرت كل ما تركته لأجلك ...... و أريد تعويضا ...... )
تسمر مكانه بعد أن تجمد طلبها الباتر بينهما ....
كان صوت أنفاسه الخشنة مسموعا لها ..... و عيناه تحولتا الى اسيرتين في قيود عينيها الفيروزيتين القاسيتين ...
ثم قالت مجددا و هي تضرب الأرض بقدمها
( أريد تعويضا يا قاصي يناسب حجم ما تخليت عنه ...... )
ساد صمت مؤلم و كل منهما لا يملك التحرر من عيني الآخر
الى ان قال قاصي أخيرا بصوتٍ أجش .... بعيدا عن صوته الحقيقي
( ماذا تطلبين كتعويض ؟!! .......... )
رفعت ذقنها أكثر و هي تنظر الى عينيه المظلمتين .... ثم أجابت بقوة و دون تردد
( أفضل مما تقدمه الآن ...... أريد الأفضل يا قاصي ..... بل الأكثر من الأفضل ... )
أرجع رأسه للخلف وهو يستمع الى صوتها الآمر الصلب .... و الذي يناقض تماما اتهام الصغر الذي رماها به منذ لحظات ....
برقت عيناه .... و هو يرى التحدي المستفز في عينيها يزداد بوقاحة ....
لكن في صدره كانت هناك مضخة عملاقة ... تزداد ضخا مع كل كلمة تنطق بها .... حتى تحولت ضرباتها الى هديرٍ عنيف ..... و أكثر وقعا مما تتطلبه تلك اللحظة ....
انتهى الكلام عند هذا الحد .... و لم تنتظر هي جوابا ..... بل يكفيها وقوفه أمامها مسمرا وهو يتنفس بقوةٍ هادرة .... دون أن يجرؤ على ابعاد عينيه عن عينيها ...
لن تضغط عليه أكثر ..... يكفيه أن يستمد الصلابة من عينيها ليجابه بها خوفه الذي يجعله عنيفا الى هذا الحد .....
لحظات و سمع رنين هاتفه ... فانتفض وهو يخرجه من جيبه بسرعة ليرد ...
كان صوته خشنا متوترا و ملامحه اكثر توترا و هو يستمع الى من يكلمه ... بينما انعقد حاجبيه بشدة ....
سمعته تيماء يقول بتوتر و قبضته تنقبض بعنف
( لا ..... ليس بعد , السيارة تعطلت بنا و لا نزال ننتظر أن تتحرك .... أو أن نجد أي مساعدة .... )
ثم لم يلبث أن هتف بقوة
( لا هذا لا يمكن أبدا ...... نحن في منتصف الطريق أمامنا ساعتين على الأقل ... هذا إن تحركت السيارة ...... )
ازداد انعقاد حاجبيه ليدور حول نفسه بتوتر هاتفا
( هل سمعتني .... ليس قبل ساعتين في أحسن الظروف , لا تدع أي منهم يغادر .... )
ارتجفت شفتا تيماء و هي تتوقع المزيد من الأخبار السيئة ....
بينما هدر قاصي بعنف
( لا يمكننا التأجيل ..... مستحيل فالأمر خطير ... أخطر مما تظن .... )
زفر قاصي نفسا من أعماق صدره وهو ينظر الى السماء بجنون بينما تكاد أصابعه أن تقتلع خصلات شعره ....
ثم هتف بترجي يتناقض مع ملامحه الشرسة
( حاول فقط أن تجعلهم ينتظرون قليلا ..... لا يزال الليل في منتصفه .... )
خفق قلب تيماء بعنف .... و هي تراه يدور حول نفسه هادرا
( تبا لك و لهم ..... اغلق الهاتف ...... )
و ما أن أخفض هاتفه حتى صرخ عاليا وهو يركل اطار السيارة عدة مرات بعنف .....
( تبا ...... تبا ...... تبا ....... )
اندفعت تيماء لتمسك بذراعه و هي تهتف بتوتر عنيف
( توقف يا قاصي ........ توقف أرجوك ..... )
أبعد يدها عن ذراعه بقوة وهو يهتف
( ابتعدي عني الآن يا تيماء ....... لا أستطيع السيطرة على غضبي في تلك اللحظة .... )
الا أنها عادت و تمسكت به بكل قوتها لتهتف بتصميم
( لا بأس ..... لا تسيطر على نفسك , لكن لا تبعدني عنك ...... )
أسند كفه الى سطح السيارة و احنى رأسه وهو يحاول التنفس بصعوبة .... بينما تيماء تنشب مخالبها في لحم ذراعه و هي تحاول أن تساعده كي يهدأ .....
و ما أن بدأت أنفاسه تهدأ قليلا .... حتى تجرأت و سألت ببطىء
( ماذا حدث ؟؟ ...... أخبرني ..... )
ظل صامتا قليلا , قبل ان يقول بجمود دون أن ينظر اليها ...
( لقد غادر المأذون فغادر معه الشاهدين بسبب تأخرنا ........ )
أومأت تيماء برأسها متفهمة رغم البؤس الذي اكتنفها عنيفا في تلك اللحظة .... لكنها قالت بجدية
( لا بأس ..... نبحث عن مأذون آخر و امر الشاهدين سهل ...... )
هز قاصي رأسه بيأس .... قبل أن يقول بصوتٍ غاضب مكبوت
( ليس الامر بهذه البساطة ......... )
قالت تيماء بلهفة
( لماذا لا يكون ؟!! ........... )
رفع وجهه ينظر الى ملامحها الفتية بيأس قاتم .... قبل أن يقول بخفوت مشددا على كل حرف كي لا ينفجر غضبا مجددا
( لا يمكننا عقد قراننا بهذه البساطة ...... أخبرتك أننا نثير الشبهات , أنتِ لم تتجاوزي التاسعة عشر حتى دون أهلك و دون ولي .... لذا كان علي الإستعداد لهذا ...... )
رمشت تيماء بعينيها مدركة أن هناك الكثير من الأمور كانت غافلة عنها ..... بينما شعرت باليأس يكتنفها بشدة
فانتظرت عدة لحظات قبل ان تقول بخفوت بائس
( اذن هل ....... هل ستعيدني الى بيتي ؟!! ..... )
برقت عينا قاصي بشراسة و هو يقول
( مستحيل ............. )
شعرت بالراحة الآن من شدة عنف اجابته .... كانت تخشى أن يعيد التفكير في الأمر ....
فقالت بخفوت
( و ماذا سنفعل ؟؟؟ ......... )
قال قاصي بخشونة
( تم تأجيل الموعد لصباح الغد ........ )







يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:10 AM   #3477

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

( تم تأجيل الموعد لصباح الغد ........ )


شعرت بخيبة الأمل .... كانت تعد لدقائق لتصبح زوجته بالفعل , الا انها شعرت على الأقل بالراحة و هي تقول
( ها قد حلت المشكلة ..... لا بأس اذن ... آآآآآه لكن أين سأذهب أن لم تعيدني الى بيتي ؟؟ ..... )
بدأ القلق الآن يعتمل بداخلها مجددا .... فنظر اليها قاصي بملامح كئيبة ....
رمشت بعينيها و همست بخفوت
( يمكنني قضاء ليلتي في فندق .......... )
لم تتحرك ملامحه الصخرية وهو ينظر اليها بصمت قبل أن يقول بجفاء
( لن يقبل أي فندق محترم مكوثك لليلة واحدة دون حجز مسبق و أنتِ في مثل هذا السن .....كما أنني لن أسمح بذلك ..... )
تنهدت تيماء و قد بدأت تشعر بأنه محق في كل الغضب الذي يشعر به .....
فقالت بقلق
( اذن أعود الى بيتي و نسافر غدا صباحا ......... )
ضحك بسخرية سوداء وهو يقول بخفوت
( بعد ان أرسلتِ الرسالة الى امك ؟!! .......... هل تتوقعين أن تودعك غدا صباحا و تتمنى لكِ التوفيق ؟!! .... )
قالت تيماء بشجاعة
( أمي لا تستيقظ قبل الظهيرة ..... كما أنها تتناول أقراص قوية للنوم .... )
هتف قاصي بعنف
( لا أستطيع المجازفة ..... و لو كان احتمال الخطأ واحد بالمئة ..... لقد بدأنا طريق اللاعودة يا تيماء .... افهمي ذلك ..... )
ابتعد عنها لجلس أرضا مستندا الى اطار السيارة .... رافعا ساقيه و قد أراح مرفقيه اليهما غير مباليا باتساخ ملابسه .....
و هي أيضا لم تبالي بملابسها حين انخفضت لتجلس بجواره و قد طوت ساقيها تحتها .... تنظر اليه و تود لو تضمه الى أحضانها طويلا كي يرتاح قليلا من شدة التوتر الذي يعصف به منذ أن أتى اليها ....
مدت يدها لتريحها على ساعده برفق و همست
( قاصي ...... بماذا تفكر ؟!! ...... )
كان وجهه جامدا وهو ينظر الى الليل أمامه قبل أن يقول بخفوت
( أفكر عما سأفعله بكِ الآن ........... )
زمت شفتيها و قالت بنفور
( و كأنني طرد أو بضاعة ...... ليس هذا الشعور المناسب لعروس في ليلة زفافها .... )
رفع قاصي عينيه الى عينيها و هالها التعبير الخائن المزلزل بهما قبل أن يقول بصوتٍ قاتم ..... اسود
( كما ترين ...... لا ليلة زفاف اليوم ..... لذا من الأسلم لكِ أن أفكر بكِ كطرد ...... )
ضحكت تيماء رغم خيبة الامل الشنيعة و احمرت وجنتيها قليلا و هي تخفض وجهها .... و قد بدأت تشعر بالأمان يتسلل اليها لأنه بجوارها ..... في هذا المكان الموحش المظلم .....
ساد الصمت بينهما قليلا و هي تستمتع بتلك اللحظات الموحشة .... يكفيها أنه هنا ....
الى ان قال قاصي بجمود بعد تفكير عميق
( ستبيتين في شقتي الليلة ......... )
انتفضت تيماء و هي ترفع وجهها اليه مصدومة .... ثم قالت متلعثمة ....
( لكن ..... ليس .... هذا لا ...... )
نظر الي عينيها طويلا بعينيه العاصفتين ... ثم قال اخيرا بفتور لا يتناسب مع نظرات عينيه
( و انا سأقضي ليلتي خارجا ....... )
أفلت نفسا مرتجفا من بين شفتيها و هي تنظر أمامها ... حاولت الجدال من باب المجاملة كي تثنيه عن هذا التعب الذي سيتكلفه .... لكنها كانت تعلم أنها ستكون محاولة حمقاء .... فلا حل آخر سوى هذا ....
تكلم قاصي أخيرا بصوتٍ غريب خافت .... و شارد في البعيد
( لم أعرف معنى الخوف قبل أن أعرفك ...... )
اتسعت عيناها و هي تنظر اليه .... بينما لم يلتفت اليها و كأنه لم يخاطبها للتو ....
همست تيماء بخفوت
( أنا معك ...... و انتهى الأمر ...... )
قال قاصي بنفس النبرة الشاردة
( لن ينتهي قبل أن تصبحي زوجتي .... ملكي ..... و آخذك بعيدا .... )
ابتسمت تيماء بارتجاف لكن ابتسامتها فشلت و تهاوت و هي تقول
( فقط بضع ساعات و ينتهي الأمر ..... بضع ساعات أزيد قليلا ..... )
نظر قاصي اليها .... ينظر الي عينيها طويلا ... و لأول مرة منذ أن رآها يتأمل شكلها ....
كانت قد اهتمت بنفسها كعروس .... و هذا ما لم يلحظه من قبل !!! ....
كانت ترتدي فستانا أبيض رقيق من الشيفون يتراقص حول ركبتيها .... و فوقه سترة من الجينز الأزرق ...
أما شعرها فقد جمعته في ربطة أنيقة محاطة بوردتين كبيرتين من الجوري الأبيض .... ذكرته بشكلها يوم مولدها حين اعترفت له بحبها .....
لقد تنازلت عن فستان الزفاف ضمن الكثير من التنازلات التي قدمتها .... لكنها لم تتنازل عن كونها عروس !! ....
لكنه لم يلاحظ ..... لم يلاحظ أي من هذا .... بل بدا و كأنه لم ينظر سوى لعينيها فقط
هل تدرك كم كان ممزقا ما بين الخوف من أن يفتضح أمرها قبل زواجهما و ينالها الأذى من والدها ....
و ما بين عذاب الضمير ....
كم كان يشعر بالحقارة و الدونية .... حتى الآن منحته تيماء كل شيء ... تنازلت عن كل شيء لأجل البقاء معه ....
تيماء كانت هي الجانب السخي في هذه العلاقة منذ البداية .... كانت تعطي بلا حدود ....
لكن ماذا أعطاها هو في المقابل ؟!! ......
ماذا أعطاها سوى التخلي عن دراستها و حلم حياتها .... و خزي أبدي سيلازمها العمر كله !! ......
همست تيماء تخرجه من أفكاره برقة
( بماذا تفكر ؟!! ...... هلا أرحتني و ادخلتني الى رأسك ذات الأسرار السوداء ...... )
نظر اليها طويلا بصمت قبل أن يقول بصوتٍ أجش صادق ...
( أفكر كم أنتِ جميلة !! ....... و كم تبدين كأجمل من أجمل عروس رأيتها من قبل !! ...... )
و كانت ابتسامتها في تلك اللحظة هي أجمل هدية تلقاها في حياته .....
ابتسامة منحته الحياة التي اندفعت في جسده الخامد .... فقفز من مكانه و مد اليها كفه ليقول بصوتٍ صارم
( انهضي لنصلح تلك السيارة اللعينة ...... سنصل حتى لو اضطررت الى جرها بنفسي .... )
كانت تيماء مصدومة من سرعة تغير مزاجه ..... لقد غازلها للحظة .... فقط لحظة ....
قبل أن يعود الى أحد أقنعته ... وهو القناع الصارم .....
مدت يدها لتضعها في كفه .... فوجدت نفسها تطير واقفة كالريشة و فستانها يتطاير من حولها ....
و قبل أن تستعيد أنفاسها قال قاصي بنفس النبرة الصارمة وهو يتركها و يتجه الى مقدمة السيارة
( تعالي لتساعديني ..... )
فغرت تيماء شفتيها و همست بعدم استيعاب
( ها ؟!! ...... حاضر , انا قادمة ...... )
.................................................. .................................................. .....................
فتح قاصي باب شقته القديمة .... ثم التفت الى تيماء التي كانت تقف خله مكتفة ذراعيها بتوتر ... تنظر حولها كاللصوص ... فقال بخفوت
( ادخلي .......... )
اجفلت تيماء من أمره الهادىء ... فنظرت الى عينيه بتردد ...
الا أنها ابتلعت ريقها و أومأت برأسها متظاهرة بالإبتسام .... فتقدمته بتعثر و تركت له أمر حمل حقيبتها ...
كان الظلام دامس و قد اقترب الوقت من الثالثة صباحا ...
السكون بدا مخيفا و ثقيلا من حولها ... لكنها تشجعت و خطت الى داخل البيت و ما ان تقدمت بخطوتين حتى استدارت اليه و هي تهمس بخوف
( أين مفتاح الضوء ؟!! ..... آآآآه .... )
لم تكمل عبارتها المرتجفة فقد اصطدمت بصدره الرحب ما ان التفتتت ... فلم تكن تعلم انه خلفها مباشرة ....
شهقت تيماء و حاولت التراجع الا ان ذراعه امتدت لتحيط بخصرها تمنعها من الإبتعاد ... بينما سمعت صوت الحقيبة و هي تسقط ارضا ..... أما ذراعه الأخرى فقد امتدت خلفه لتغلق باب الشقة ....
فضاع بصيص الضوء الوحيد المنبعث من السلم الخارجي ...... و غرقا معا في بحرٍ اسود عميق ...
هتفت تيماء همسا و هي ترتجف
( قاصي ....... اشعل الضوء ..... )
أما يداها فقد ارتحاتا على صدره الذي كان يخفق متسارعا ... ينقل ارتجافه لها ......
و شعرت بشفتيه تقتربان من أذنها وهو يهمس بصوتٍ أجش
( ألم تخبريني مرة سابقا أنكِ لا تخافين الظلام ........ )
شعرت تيماء بالدوار و همست مرتعشة
( لست خائفة ....... لست خائفة ....... )
همس قاصي بصوته الأجش الذي يذيب عظامها وهو يزيد من تقريبها اليه ... بينما انثنى ذراعيها بينهما
( لماذا ترتجفين اذن ؟!! ..... لأنني معك ؟!! ..... )
أغمضت تيماء عينيها كي لا تراه ... على الرغم من أنها لم تكن تراه من الأساس بسبب الظلام الدامس
كان بإمكانها دفعه و الإبتعاد .... الا أن عقلها توقف عن اعطاء الإشارة الى ساقيها بالتحرك ... و تحولت الى دمية فاقدة الإرادة على ذراعه .....
تابع قاصي بصوته الأجش الهامس
( الا تثقين بي ؟!! ............ ألم تخبريني أنكِ تثقين بي أكثر من نفسك ..... )
أخفضت تيماء وجهها حتى لامست جبهتها كتفه الصلبة و همست بإختناق
( أثق بك أكثر من ثقتي بنفسي ...... و هذه اللحظة أكثر من اي لحظة مضت , أثق بك .... لكني لا أثق بنفسي ..... )
لم تكد تهمس بكلماتها المثيرة للشفقة حتى رمشت عينيها و شهقت و هي ترى الضوء الساطع يغمرهما و يغشي عينيها ....
و ما أن استطاعت استجماع تركيزها حتى تركتها ذراعه ... فقفزت للخلف و هي تنظر اليه مرتبكة متسارعة التنفس ... بينما استند هو بظهره الى باب الشقة يبادلها النظر بتكاسل ..... على الرغم من تسارع نفسه و اشتعال عينيه ....
ثم قال أخيرا بخشونة و بصوت متحشرج
( مرحبا بكِ في بيتك ...... أتتذكرينه ؟!....... )
رمشت تيماء بعينيها عدة مرات و هي تحاول التقاط أنفاسها .... ثم ابتسمت رغم عنها و همست
( طبعا أتذكره ......... )
و انتهزت الفرصة كي تبتعد عن حصار عينيه الجامحتين .... فتظاهرت بتفقد المكان ....
كانت الشقة تبدو كما هي تماما ..... لم تتغير بها قشة .....
نفس أماكن الأريكة و الكراسي ..... حتى الجيتار موضوع مكانه !! ..... و كأنها تركته في الأمس .....
فشعرت بحنين غريب ... و كأنه بالفعل بيتها بالفعل , على الرغم من أنها لم تقضي به سوى بضع ساعات فقط ...
همست تيماء بصوت مبتسم مشتاق
( حين غادرته سابقا .... لم أعرف يومها أنه سيكون اكثر بيت أشتاق اليه فيما بعد .... أنه سيكون بيتي ... )
كان قاصي يتأملها دون أن يتحرك من مكانه بصمت ... و كأنه يخاف من نفسه إن تحرك خطوة تجاهها ...
ثم قال أخيرا بصوتٍ خافت
( ليت بإمكاننا أن نقيم به بعد زواجنا ..... لكن ما أن نعقد قراننا حتى سيتعين علينا الرحيل .... )
شعرت بالحسرة على هذا البيت على الرغم من انها لم تقم به يوما ....
كم تخيلت نفسها تعد الطعام به لقاصي .... تخيلت نفسها و هي تجلس أرضا بالقرب من الأريكة عند ساقيه وهو يعزف على جيتاره ...
تسائلت كثيرا عن شكل غرفة نومه .... كما رآى هو غرفة نومها ...
همست تيماء بابتسامة حزينة
( خسارة ............ )
تكلم قاصي بصوته المذيب للمفاصل
( كم تخيلتك هنا ...... كانت صورة أقرب الى المعجزة و تلك الطفلة التي أتت الى هذا البيت ذات يوم تكبر أمامي يوما بعد يوم حتى تتحول الى فراشة فاتنة ..... )
استدارت تيماء اليه فدار فستانها حول نفسها ... ثم قالت مبتسمة
( هل تراني فراشة فاتنة ؟!! .............. )
ابتسم دون أن يرد .... و تكفلت عيناه بالإجابة ...... فأخفضت وجهها و قلبها ينتفض ....
ازداد الجو حولهما توترا من هول مشاعرهما .... فقالت تيماء بخفوت و تلعثم
( هل ستذهب الآن ؟!! ........ )
رد عليها قاصي بجفاء
( علي الذهاب حالا ......... )
رفعت وجهها اليه تشجعه بعينيها رغم الإحباط العارم الذي يساورها و همست مطمئنة
( لم يتبقى سوى بضع ساعات ........ )
لم يرد عليها على الفور ... بل ظل ينظر اليها الى أن قال أخيرا
( سأذهب الى الحمام أولا كي أنظف نفسي من و أغير قميصي ثم أخرج على الفور .... )
ياللهي !! ...
لقد شعرت بالخوف و الشوق له قبل حتى أن يخرج .... فماذا ستفعل بعد يغلق الباب خلفه و يتركها هنا في مثل هذا الوقت ... الا أنها حاولت السيطرة على مشاعر وجهها كي لا يتخاذل فابتسمت له مشجعة
تحرك قاصي ببطىء و كأنه لا يرغب في مغادرتها ....
بينما استدارت تيماء عنه .... تبتعد عن عينيه المشتعلتين و قلبها يخفق بشدة .....
ما أن سمعت صوت اغلاق باب الحمام من خلفها .... حتى أخرجت النفس المتحشرج الذي كتمته طويلا ....
نظرت حولها و أرادت اخراج أغراضها الخاصة من حقيبتها .... لكنها لا تستطيع فتحها هنا في الردهة ...
لذا تقدمت اليها و حملتها و هي تتحرك بتعثر على اطراف اصابعها بحثا عن أي غرفة تتخبأ بها ....
لكنها لم تحتاج الى البحث طويلا ....
فالشقة لم تحتوي سوى على غرفة واحدة في نهاية الرواق .... و بينما هي تمر اليها مرت بالحمام و سمعت صوت انهمار الماء به بقوة ...
فأغمضت عينيها و هي تلتقط نفسا متحشرجا ... قبل ان تسرع الخطا هاربة الى الغرفة ...
ما أن أشعلت الضوء بها ... حتى ابتسمت تلقائيا و هي ترى غرفة نومه أخيرا ....
كانت تقريبا كما تخيلتها ...
السرير صغير لفرد واحد ... معظمه من النحاس المشغول ببساطة .....
و دولاب صغير ..... أما البساط فقد اهترأ من عنف خطواته ....
و على الرغم من بساطتها الا أنها كانت من أجمل الغرف التي دخلتها يوما ..... يكفي عطره الذي داهمها ما أن أخذت بها أول نفس عميق ....
تحركت ببطىء و هي تتقدم الى السرير فوضعت حقيبتها عليه ....
ثم اتجهت الى المرآة القديمة المعلقة الحائط و أمامها طاولة خشبية صغيرة , من المفترض ان تكون تشكل مع المرآة طاولة زينة !!
ابتسمت بحب و هي تتأمل تكوينه لأجزاء الغرفة من أغراض مختلفة ....
ثم التقطت أحدى زجاجات عطره و أغمضت عينيها و هي ترش بعض منه على وجهها ...
و صدر عنها تأوه عميق و هي تتعرف على هذا العطر ....
هو ما يستخدمه كلما أتى اليها .... نفس العطر لم يتغير منذ سنوات .....
همست تيماء بعشق
( آه من عطرك يا قاصي ...... أخيرا لم يعد يفصلني عنك سوى هذا النفس من عطرك ... و ما أن يتخلل أنفاسي حتى تصبح أقرب الي من نفسي ..... )
فتحت عينيها لتتأمل نفسها في مرآته .....
لقد اختفت كل زينة وجهها التي وضعتها في بداية الليل .... و هناك بقعة سوداء أسفل وجنتها ....
لكن البريق في عينيها العاشقتين و احمرار وجهها كان أروع زينة وضعتها يوما
و بالفعل رأت نفسها فراشة جميلة ......
تحركت تيماء و هي تبتعد عن المرآة محتضنة زجاجة عطره ... و دون تردد فتحت حقيبتها لتضع بها قنينة العطر ... ستحتفظ بها لنفسها ....
شرعت تبحث عما تريده في حقيبتها و الإبتسامة تزين فمها ....
الا أن حركة خلفها جعلتها تتوقف و تستدير حول نفسها مجفلة ..... لتجد أن قاصي يقف عند باب الغرفة وهو يرتدي بنطالا من الجينز فقط .... بينما صدره عارٍ كأول مرة تراه بها .... و الماء لا يزال يقطر من شعره وهو يمسك بمنشفة سوداء يجفف بها عنقه ...
تسمر كل منهما وكأنهما يريان بعضهما للمرة الأولى .....
فغرت تيماء شفتيها ثم همست مرتجفة
( أنا ..... انا آسفة .... لقد تحركت بحرية ... قبل أن تأذن لي ...... )
هز رأسه قليلا و كأنه يحاول أن يجلي تفكيره .... ثم قال بصوتٍ باهت قليلا
( بالطبع ...... أنا أعتذر لأنني دخلت دون اذن ...... هذا بيتك حتى الغد , فاعتاديه ..... سآخذ قميصا آخر و أخرج على الفور .... )
أومأت تيماء و عضت على شفتيها دون أن ترد ..... فتحرك قاصي أمام عينيها المبهورتين به ليخرج قميصا له من الدولاب بجوارها ... لكن و ما أن استدار اليها ... حتى وقعت عيناه على حقيبتها المفتوحة فوق السرير ....
شهقت تيماء و هي تدرك أنها قد تركتها مفتوحة .... فسارعت الى محاولة اغلاقها , الا أن قاصي كان أسرع منها وهو يمنعها و فتحها بقوة فهتفت تيماء ووجهها يلتهب
( ابتعد يا قاصي ......... لا تنظر في حقيبتي , اخرج من هنا ..... )
الا أنه أمسك بمعصمها يبعدها عن الحقيبة .... ليرفع حاجبيه وهو ينظر الى العدد اللا متناهي من الملابس النسائية الحريرية الخاصة ... و التي احتلت مساحة كبيرة من الحقيبة ....
تناول قاصي قميص نوم حريري قرمزي اللون ..... شديد الجرأة و رفعه وهو ينظر اليه بذهول ...
بينما رفعت تيماء يديها تغطي بهما وجنتيها المتوهجتين و هي تشهق برعب ......
أما قاصي فلم يسمعها .... و لم تظهر على ملامحه الجامدة أي تعبير .... بل تناول واحدا آخر بلون أرجواني أشد جرأة لا يترك شيئا للمخيلة !! .....
خاصة بعد ان رفعه أمامه و استطاع أن يرى الرؤية واضحة من خلاله بكل بساطة ..... و كأنه منسوج من شباك العنكبوت .... قبل أن يقول بخفوت مصدوم
( ماهذا ؟!! .......... )
كانت تيماء تبكي من شدة الخجل فاختطفت القميص من يده و هي تهتف بغضب و عذاب
( لا يحق لك أن تفتش في أغراضي الخاصة ..... اخرج من هنا ..... )
كان قاصي لا يزال على حاله وهو ينظر اليها بملامحه الجامدة و التي تعلوها بعض الصدمة ....
يراها و هي تبكي و تكافح مع الحقيبة كي تغلقها بجنون ....
فقال بنفس الصوت المصدوم الباهت
( و من يحق له اذن ؟!! ........ لماذا اشتريتِ هذه الأغراض يا تيماء ؟!! .... )
لم ترد عليه .... و لم تستدير له , فقد انسابت دموع الإحراج على وجنتيها .... فازداد اقترابا منها الى أن شعرت بحرارته على ظهرها و هو يهمس في أذنها بجدية
( أو السؤال الأصح .... لمن اشتريتِ هذه الأغراض ؟!! ....... )
كتفت ذراعيها حول خصرها و هي تغمض عينيها دون أن تستدير اليه ..... بينما قال قاصي بخفوت متابعا
( طبعا لا داعي للسؤال إن كانت أمك قد اصطحبتكِ لشرائها ....... )
لم تفتح عينيها ... لكنها هزت رأسها نفيا دون أن تستدير اليه ..... فأومأ قاصي برأسه وهو ينظر الى عنقها و رأسها المنخفض .... ثم همس بصوتٍ أجش
( و من اين اشتريتها وحدك ؟!!! ......... )
لعقت تيماء شفتيها و همست باختناق
( هناك ..... محلا للألبسة النسائية الخاصة في أول الشارع الذي به بيتنا .... مررت عليه و ابتعت تلك الأشياء ....... )
ابتسم قاصي ببطىء .... لكنها لم تكن ابتسامة شهوة أو رغبة ....
بل كانت شيئا اعمق ... و أكبر بكثير , ترك اثره في عينيه المشتعلتين ....
تعاطف لكن عاطفته بعيدة عن الشفقة ..... بل أقرب الى وجع القلب .......
همس قاصي بخفوت اكبر يكاد ان يكون تحشرجا مشفقا ...
( و اخترتها قطعة قطعة ؟!!! ... ظننت أنني سآخذ وقتا اطول في محاولة تقريبك مني يا تيماء الوقحة .... )
شهقت تيماء مجفلة .... لكنها لم تتجرأ على الإستدارة اليه ....
الا أن نبرة صوته لم تكن تحمل الإهانة ..... بل كانت تحمل الإدراك ....
الإدراك للمزيد و المزيد مما تمنحه اياه دون أي تحفظ .... يشعر بها ترتجف , بعيدة عن أمها للمرة الاولى ....
لم تعرف يوما معنى رعاية الأب .... و مع ذلك حبها الغير مشروط له يتفجر بسخاء .....
تيماء هي كل حياته و كل أهله .... و هي أرضه المزهرة .....
ابتعد عنها منتفضا بقوة و تراجع بظهره قائلا بابتسامة نادرة .... نادرة جدا من شدة اتساعها وهو يقول بصوتٍ مبحوح ... غريب عنه .... غريب عن سخريته و أقنعته كلها ....
( سأغادر الآن تيمائي المهلكة ..... و سأبيت ليلتي بخيالٍ لتلك الأشياء الخلابة و هي تضمك , على أملِ أن ألبسك إياها بنفسي قريبا ..... قريبا جدا .....)
فغرت تيماء فمها بذهول بينما شعرت أن وجنتيها لم تكن لتتحمل المزيد من الحرارة ...
بينما ضحك قاصي بخشونة وهو يتابع
( من كان يتوقع ذلك منذ عشر سنوات ؟!!! ....... )
ضحك مجددا .... فرفعت يديها الى وجهها المشتعل و هي تبدو كالحمقاء المذهولة بغباء ......
و ما أن ساد الصمت خلفها حتى استدارت بسرعة لتجد أنها أصبحت وحيدة تماما في غرفته ...
و قبل أن تسحب النفس الثاني ... سمعت صوت باب الشقة يصفق بقوة , مخبرا إياها أنه قد رحل ....
خرجت تيماء بسرعة الى الردهة و هي تهتف بلوعة
( قاصي !!!! ....... )
لكنها لم تسمع سوى صدى صوتها .... فسقط كتفاها بأسى و هي تهمس باسمه مجددا .....
و لأول مرة تشعر أنها وحيدة بهذا الشكل .... الذي يفوق حتى تخلي والدها عنها .....
استدارت تيماء و جرت قدميها بتثاقل عائدة الى غرفته .....
لقد أشعل بداخلها مشاعر لم تعرفها مع رجل غيره من قبل ..... و لم تعرف بوجودها اصلا الا معه ....
ثم غادر ......
نعم هي تثق به و لا تثق في نفسها .......

لا تعلم متى نامت و متى استيقظت .......
كل ما تعرفه هو أنها فتحت عينيها على صوت مزعج .... صوت رنين الباب و طرق عليه ....
رمشت تيماء بعينيها و هي تحاول استيعاب ذلك الصخب العالي ....
و ما ان عادت بادراكها لوجودها في غرفة قاصي ... نائمة على سريره حتى انتفضت جالسة بقوة و هي تبعد شعرها الهمجي عن وجهها ....
و همست بلهفة
( هل أتى الموعد بهذه السرعة ؟!! ......... )
لكن نظرة واحدة الى ساعة معصمها جعلتها تعقد حاجبيها .... لم تكن الساعة قد تجاوزت السادسة صباحا بعد ...
لقد نامت ساعتين فقط .....
انتفضت مجددا على صوت رنين جرس الباب الصاخب .... ففغرت شفتيها بهلع و هي تهمس
( و لماذا يستخدم قاصي الجرس بهذا الإلحاح و هو يمتلك المفتاح ؟!!! ..... ياللهي !!! .... )
قفزت من السرير و جرت حافية القدمين حتى وصلت الى باب الشقة .... و يدها على صدرها الخافق برعب .....
كانت تشعر بانها تموت مع كل خطوة تخطوها تجاهه ......
ما سيحدث الآن لن يكون خيرا أبدا .... قلبها يخبرها بذلك .....
كانت تجر قدميها جرا كمن يساق الى حبل المشنقة .... قبل ان تلتصق بباب الشقة و هي ترهف السمع ....
و كان ما سمعته كفيلا بان يجعلها تسقط من شدة رعبها
فقد سمعت صوت والدها يقول بخفوت شرس كي لا يسمعه الجيران
( افتح الباب أيها القذر .... أعلم أنها معك في الداخل ...أقسم بالله إن لم تفتح الباب فسأكسره و أقتلكما معا أمام الجميع ..... )
شهقت تيماء بصوتٍ عالي و هي تضرب وجنتها بيدها بقوة ... بينما اتسعت عيناها بذعر ...
لكن مع ثاني ضربة على الباب تعالى صوته قليلا و قد فقد سيطرته على نفسه وهو يهتف
( اذن انت طلبت ذلك ...... ..... )
حينها أسرعت تيماء بفتح الباب دون تفكير ووقفت أمام سالم الرافعي ترتعش بعنف ....
الا أنها حاولت جاهدة اخفاء رعبها عن ملامحها و هي تواجهه ....
تسمر سالم مكانه وهو ينظر اليها بصمت غريب ....
عيناه كالمجانين و فمه يغلي و يرتجف .... وهو يتأملها ترتدي قميص بيتي قطني يصل الى ركبتيها .... و شعرها أشعث بجنون في هالةٍ مجعدة حول وجهها المتورم من أثر النوم ....
دخل سالم الى البيت ببطىء دون أن يرفع عينيه الذاهلتين عنها .... ثم أغلق الباب خلفه ....
كان يتقدم اليها ..... و هي تتراجع أمامه و صدرها يرتج و ينتفض ...
والدها في تلك اللحظة بدا مجنونا ... مرعبا ....
لم تراه يوما على مثل هذا الحال من قبل .......
تكلم سالم الرافعي أخيرا بصوتٍ خفيض ذاهل .... شرس .... مرعب ....
( لم أصدق ....... لم أصدق حين أخبرني أحد رجالي ...... كدت أن أبطش به ...... القذر الذي آمنته على حرمة بيتي .... و أنتِ .... أنتِ التي يجري الفجر بدمك ..... كيف استطعت أن تسقطي رأسي في هذا الوحل المدنس ؟!!! ...... كيف ؟!!! ....... تقفزين الى سرير أول خادم من خدمي تتعرفين اليه !!!!!!!! )
صرخت تيماء بوحشية فجأة
( اخرس ........... )
كانت تلك الكلمة هي الشرارة التي جعلت والدها يفيق من ذهوله ... لتشتعل ملامحه و عينيه فجأة بكل الإجرام وهو يخرج سلاحا ناريا من حزام بنطاله و يصوبه الى صدرها
شهقت تيماء و هي تفغر شفتيها برعبٍ ناظرة الى السلاح المصوب اليها ..... فهتفت
( أبي أخفض سلاحك ........ لم يحدث شيء .... أقسم لك .... )
الا أن سالم الرافعي هجم عليها و أمسك بشعرها المجعد بكل عنف وهو يخفض رأسها حتى صرخت ألما ......
لكنه لم يبالي بصراخها المتوجع و جرها خلفه كحيوانٍ معذب حتى غرفة النوم ....
كانت تيماء تحاول مقاومته و هي تبكي بصوتٍ عالٍ الا أن قبضته في تلك اللحظة تحولت الى مصيدة من حديد .... و زاده الغضب قوة مهولة كانت أضعف من أن تنجح في التحرر منها ......
ما أن دخل معها حتى ارتطمت بطاولة الزينة مسقطة اياها أرضا بصوتٍ عالٍ فصرخت و ساقها تضرب بها و تتمزق بفعل الإطار الحديدي لها ......
لكن سالم لم يهتم ونظر في أنحاء الغرفة حتى رأى حقيبتها المفتوحة .... فتنقلت عيناه المتوحشتين على الأقمصة الحريرية الجريئة المتناثرة في كل مكان ....
حينها لم يستطع منع نفسه وهو يضربها مؤخرة سلاحه في صفعة قوية شجت أعلى وجنتها .... مما جعلها تصرخ عاليا كحيوانٍ جريح ... و سقطت أرضا ....
الا أن يده الممسكة بشعرها لم تسمح لها بالوقوع تماما ... فبقت رأسها مرفوعة في قبضة يده و الدماء تتفجر بغزارة من جانب وجهها .....
كانت تبكي و تصرخ بعنف من شدة الوجع ....
( لم يحدث شيء ...... أقسم لم ....... )
لكنه لم يمهلها وهو يترك شعرها ليصفعها مجددا بيده الحرة ....
صرخت تيماء و هي تقع أرضا ... محاولة حماية وجهها بذراعيها و هي تصرخ و تنتحب ....
الا أن قدمي والدها لم ترحمانها وهو يركلها بكل قسوة و هي تتلوى صارخة
( أرجوك توقف ...... لم أفعل شيئا , اقسم أنني لم أفعل شيئا .... )
الا أن والدها كان كالمجنون في تلك اللحظة وهو يصرخ بصوتٍ أعلى من صوتها
( اين هو ..... اين شريكك يا فاجرة ؟!! ... سأقتلكما معا و أنظف شرفي بدمكما ...... )
تجمدت تيماء مكانها للحظة و هي تسمع تهديده بقتل قاصي ....
فرفعت وجهها المتورم النازف بصعوبة و همست و هي تلهث
( لم يفعل شيء ..... استوعب ذلك , ستتسبب في فضيحة لنفسك دون سبب ..... لم يحدث بيننا شيء ... )
ضربها سالم بقدمه مرة أخرى وهو يصرخ بهياج
( أيتها الكلبة الحقيرة كيف تتجرأين على الكذب و انتِ هنا في غرفة نومه و بملابس النوم و تلك القذارة المتناثرة في كل مكان ؟!! ...... )
أغمضت عينيها بألم و هي تتأوه من شدة ضرباته و الدموع تنساب على وجهها لتمتزج بخيط الدم السائل من وجنتها و زاوية شفتيها .....
ثم قالت تئن بعذاب ...
(كنا سنتزوج .... أقسم بالله كنا سنتزوج على سنة الله و رسوله .... لهذا أعددت ملابسي , لكنه بات خارج البيت و كنا سنعقد قراننا اليوم ....... لكن لم يحدث بيننا شيء .... )
برقت عينا سالم بجنون و لم يتمالك نفسه وهو ينتزع حزامه الجلدي من حافة خصر بنطاله .... ليرفعه عاليا و يهبط به بكل قوته على جسدها دون تمييز وهو يصرخ بجنون
( أيتها الحقيرة ...... تتزوجين من خادمي ..... و تحطين من قدري ....... هل أنتِ حامل منه ؟!! .... انطقي ...... الهذا سيتزوجك يا فاجرة ؟!! ..... )
صراخه اختلط بصراخها العالي و هي تتلوى يمينا و يسارا .... اخذت تصرخ و تصرخ حتى راح صوتها و تجرحت حنجرتها فطفقت تشهق بعذاب من شدة الالم .....
لكن صوتا مختنقا جعلها تئن بإختناق
( أنا لم أفرط في شرفي ....... اقسم ...... أنا أحبه ..... لقد أحببته فقط ..... )
لكن شيطان سالم كان مسيطرا عليه وهو يواصل ضرباته بكل قوته ...... و ما أن رمى حزامه أرضا أخيرا حتى جثا بجوارها و عاد الى جذب رأسها من شعرها فصرخت بانين ...
الا أنه هز رأسها بعنف وهو يهدر أمام وجهها رافعا يده ليلطمها مرة بعد أخرى
( أين هو ؟!! ........ أين هو ؟!! ............ )

صرخت تيماء بجنون و هي تبكي متوجعة بينما تحول وجهها الى كومة من اللحم النازف المكدوم
( لن أخبرك لتقتله ...... لن أفعل , أقتلني إن كنت ترغب .... لكنني لن أخبرك شيئا عنه .... )
كلماتها أثارت غضبه أكثر .... فضربها مجددا ,
أغمضت تيماء عينيها و أرجعت رأسها للخلف تنتحب بقوة و هي تنادي
( أنجدني يا قاصي ........... )
لكن لطمة أخرى جعلتها تبتلع المتبقي من كلماتها .... ثم أعاد والدها جذب رأسها اليه من جديد وهو يهمس بشراسة
( أين هو ؟!! ......... سأجده في كل الأحوال لكن لو أخبرتني الآن فربما قتلتك قتلا رحيما دون عذاب .... )
شهقت و انتحبت اكثر ..... الا انها صرخت بكل عنف و هي تبصق دما من وجهها
( لن أخبرك ...... نحن لم نفعل شيئا ..... أقسم انني كما أنا و لم أفرط في شرفي ..... )
ساد صمت قصير ... و انفاس سالم عالية مرعبة وهو يتأمل وجهها المضروب و شعرها بين قبضته ....
ثم قال أخيرا وهو يلهث بصعوبة
( هل أنت مستعدة لإثبات برائتك ؟؟ ........ )
فتحت عينيها تنظر اليها من بين الدم الذي اختلط بدموعها ... الا أنها همست باختناق
( ماذا تقصد ؟!! ......... )
هز سالم رأسها بقوة فتأوهت و قال مشددا من بين أسنانه
( هل أنتِ مستعدة للتأكيد على أنك لازلتِ عذراء ؟!! ........ )
تراخت عضلاتها ... و نظرت اليه بضياع ...... كان وجهه متحجرا كتمثالٍ نحت للشيطان ....
ظنت وقتها أن ما نطق به هو اسوأ ما قد يحدث لها في حياتها ..... لم تكن تعلم أن الأسوأ لم يأتي بعد .....
بل لم يقاربه حتى .....
لكن فكرة واحدة سيطرت عليها .... أن والدها فعلا قد يقتل قاصي دفاعا عن شرفه ....
و لو تطلب الحفاظ على حياته أن تتنازل عن كرامتها ... فستفعل ....
لذا فتحت شفتيها المتورمتين و همست بضياع
( مستعدة ........ لكن عدني أن تتركه ..... أرجوك ...... )
نظر اليها سالم طويلا ... ثم قال أخيرا بصوتٍ خفيض مرعب
( الكلام عن حياة هذا الفاسق سابق لاوانه ...... أولا سآخذك معي للطبيبة خاصة ...... )
كانت تتنفس بصعوبة .... و هي مستلقية تنظر الى السقف .... تتمنى لو غابت عن الوعي .......
لكنها همست أخيرا بصوتٍ ميت
( سآتي معك ............ )
.................................................. .................................................. .........
كان يصعد كل درجتين معا .....
لقد أتى مبكرا جدا عن الموعد .... لكن خوفه عليها كان أكبر من أن ينتظر ...
منذ ليلة أمس وهو يشعر بإنقباض عنيف في صدره ... جعله متناقض التصرفات ... حقيرا في معظمها ...
لقد أغضبها أكثر من مرة و احتد عليها ...
لكن هذه هي شخصيته السوداء القاتمة .... لا يملك أن يغيرها .....
لكنه سيراضيها الآن .... سيبقى معها الى ان يحين موعد الذهاب الى المأذون ..... ثم لن يتركها للحظة واحدة بعدها ....
و سيحرسها دائما ........
تباطئت خطواته المسرعة فجأة .... و توقفت تماما .... وهو يقف أمام باب شقته المفتوح على مصرعيه !!!
لا يعلم كم طال وقوفه بهذا الشكل .... ربما لدقيقة كاملة .....
قبل أن يجبر قدميه على التحرك للدخول بملامح وجه ميت .......
و كأن عقله قد امتلك جوابا ترفض عيناه و قلبه أن يصدقاه .....
دخل قاصي ببطىء الى الردهة .... ثم توقف مناديا بصوتٍ أجوف ..... ميت
( تيمااء ......... )
لا صوت .... لا مجيب .....
لم تتغير ملامحه .... و لم تعد الحياة اليها .... لكنه نادى مجددا بصوتٍ أكثر تقعرا
( تيماااااااااااء ...... )
أيضا لا جواب .... حينها وجد قدماه تسرعان الخطا الى غرفة النوم ... فاقتحمها صارخا بقوة
( تيمااااء ........... )
لكنه صمت فجأة ... و تسمر مكانه وهو يرى طاولة الزينة مقلوبة أرضا ......
و حقيبة تيماء موجودة كما تركها مفتوحة ..... بها ملابسها و أقمصتها الداخلية الحريرية ....
و زجاجة عطره ......
شعر أن روحه تسحب من صدره ببطىء وهو يجيل نظره فوق الأرض ... ليرى بقعا واضحة من الدم القاني ....
حتى طاولة الزينة .... فإن اطارها المعدني مغطى ببقعة حمراء ... من الواضح أنها دما .....
فغر قاصي شفتيه وهو يشعر بقبضةٍ من حديدٍ منصهر تطبق على صدره ....
و همس بضياع مجنون
( تيماء !!! ............. )
رفع يده ليتحسس بها صدره الهائج برعب .... نعم رعب ...... رعب لم يعرفه من قبل ....
ثم لم يلبث أن صرخ عاليا بكل قوته
( تيمااااااااااااء ......... )
سمع فجأة صوت وصول رسالة الى هاتفه .....
فأسرع كالملسوع يخرجه من جيبه بأصابع ترتجف .... علها تكون من تيماء بأملٍ خائب ...
الا أن عيناه ضاعتا فوق الأحرف التي أعمتها وهو يقرأ بأنفاسٍ متهدجة .....
" تيماء معي في البلد .....
تعال الى هناك لو كنت تمتلك ذرة من رجولةٍ متبقية ......
و أنصحك الا تحاول الهرب ..... فسأحضرك مسحولا بالحبال على أرض الرافعية أمام الجميع ....
أمامك فرصة أخيرة لتأتي على قدميك ..... "
رفع قاصي وجها بلون الرماد ... و عينين بلون الدم ....
تيماء في البلد .... ما كان يخشاه قد حدث
لقد وقعت بين أيدي الرافعية .......
دار حول نفسه كثورٍ هائج ... يعاين قوة احتجازه ..... قبل أن يضرب المرآة فجأة بقبضته و بكل قوته فتحطمت الى شظايا عنيفة قاتلة وهو يصرخ بجنون
( لاااااااا .. لااااااااااا .... لااااااااااااااااا .... )
صمت وهو يلهث بعنف ... ما بين الشراسة و الرعب كانت ملامحه بعينين متسعتين وهو يريح قبضتيه على الحائط من جانبي المرآة المحطمة ....
محنيا رأسه وهو لا يصدق .... لا يريد أن يصدق ......
تيماء ضاعت للأبد ........
أي عذابٍ تتلقاه الآن !!!!!! ......
رفع وجهه ببطىء ينظر الى صورته المشوهة في الأجزاء المتبقية من المرآة ......
ثم و دون أن يدرك ما يفعله .... التقط شظية من الشظايا ....
نظر اليها طويلا ... قبل ان يطبق عليها كفه بكل قوته .... و أخذ يضغط و يضغط ... حتى سال الدم عليها بغزارة ... دون أن يظهر الألم على ملامح وجهه الحجري ......
و اخذت القطرات تتوالى على الأرض عند قدميه .... بجوار بقعة الدم الخاصة بتيماء .....
لكن قاصي لم يدرك ذلك كله .... بل بدا و كأنه يستمد الموت من الألم ....
يريد الموت ... كي يذهب الى سالم بلا حياة ....
حتى يستوعب ما تعرضت له تيماء ..... بسببه ........
.................................................. .................................................. ......................
" بعد عشر سنوات ...... "
وهو يجلس في مقعده بغرفة المشفى ..... محدقا في الأرض بعينين زاد عمرهما عشر سنواتٍ كاملة عن تلك العينين اللتين عاشتا الذكرى التي رآها للتو ....
عشر سنواتٍ مضت ... و لن ينسى أبدا ذلك الشعور الذي اكتنفه حين اكتشف اختفائها ....
و الأسوأ .... حين علم أنها قد اختطفت الى البلد التي لا تتعامل سوى بالدم .... دون حتى اعطاء فرصة للدفاع ....
تغضنت زوايا عينيه بفعل السنوات ... و ازداد قناع وجهه سخرية و تحجرا ....
بينما تظل تيماء هي نقطة الضعف الوحيدة في رحلته التي كتبها على نفسه ... دون قلب ... دون رغبة فعلية في الحياة ....
سمع صوتها و هي تتألم و تئن متوجعة ..... بسبب تقلبها ....
إنها المرة الثالثة التي تعاني فيها كابوسا ... و تهتف به دون أن تدرك وجوده الى جوارها ....
أخذت تتلوى بقوى وتئن من الألم دون أن تستيقظ ....
فخشي قاصي على جرحها المقطب حديثا ... لذا نهض من مكانه و أمسك بكتفيها وهو يقول بخفوت جاف
( توقفي عن الحركة ......... تيماء , لا تتحركي , ..... )
لكنها كانت مستغرقة في سابع درجة من درجات السبات العميق ...... و كانت تعيش الكابوس بكل تفاصيله حتى بدأت تهتف برعب
( لا ..... لا ...... لاااااا ............)
ضاقت عينا قاصي و اظلمتا .... فشدد من قبضتيه على كتفيها و ناداها بسطوة آمرة ....
يخرجها بسلطانه من كابوسها غصبا عنها
( تيماء ....... استيقظي ....... )
لم تسمعه و لم تستيقظ ..... فترك احدى كتفيها ليضربها فجأة ضربة خفيفة على وجنتها ...
شهقت تيماء و هي تفتح عينيها .... ثم شهقت مرة أخرى شهقة أكبر و هي تراه منحنيا اليها ... ووجهه قريبا من وجهها ......
فهتفت بخوف
( أين أنا ؟!! .............. )
زفر قاصي بقوة وهو يهز رأسه نفيا .... ثم قال بنفاذ صبر
( إنها ثالث مرة تستيقظين و تسألين نفس السؤال ... حتى أنك في المرة السابقة سألتِ بأي عامٍ نحن !!! .... )
عقدت حاجبيها و هي تنظر اليه ... و كأنها تتأكد بالفعل من العام .... فقدت تداخلت عندها الذكريات بالكوابيس و غطت على الواقع ...
تركها قاصي و استقام وهو يقول بضيق
( ما باله هذا المخدر ؟!! ..... إنه فاسد على الأرجح , أنتِ في ضياعٍ تام .... )
رفعت تيماء يدها الى جبهتها و هي ترجع رأسها للخلف .... ناظرة الى السقف , محاولة أن تستيقظ تماما ....
نعم لقد نامت عدة مرات ....
من الألم ... و من الخوف .....
لقد أصابها الرعب منذ أن سمعت عبارة قاصي الاخيرة .....
" سيأتي بنفسه ....... و كم أتوق الى مقابلته يا تيماء ..... "
منذ أن سمعت منه هذا الوعد الشيطاني حتى هبط قلبها بين قدميها .... فهي تعلم جيدا كيف يمكن لقاصي أن يكون همجيا حين يتعلق الأمر بممتلكاته .....
وهو يعتبرها ملكية خاصة كما يبدو .....
ماذا سيفعل حين يأتي أيمن ؟!!! ... و كيف سيفضحها أمامه ؟!!!
إنه أستاذها .... و سيكون زوجها ......
عند هذه النقطة شعرت تيماء بالقنوط فجأة .... و كأنه دلوا من الماء البارد قد سقط فوق رأسها ....
تخيل الزواج من أيمن ....
بعد اليومين اللذي عاشت بهما ذكريات الماضي مع قاصي ....
بعد انتفاضة قلبها برؤيته مجددا .... نفس التاثير و نفس المشاعر ......
لم يغيرها الزمن مطلقا .......
التفتت اليه ... فصدمتها عيناه اللاهبتين .....
حينها قالت بغضب و عصبية
( ماذا تفعل هنا مجددا يا قاصي ؟!! .......أخرج من الغرفة , وجودك هنا لا يصح ... بالله عليك كلما استيقظت أجدك فوق رأسي ... الا تعرف معنى الخصوصية ؟!! ..... )
نظر اليها نظرة بازدراء ألجمت المتبقي من كلامها الحاد .... ثم قال بصوتٍ ساخر
( والله و جاء اليوم الذي تتبجحين فيه بحاجتك للخصوصية .... أذكر قديما أن الخصوصية كانت كلمة منعدمة بيننا ...... )
انتفض كيانها .... و تزلزل قلبها محتضرا متصدعا .....
الا أنها هتفت بحدة كي تخبيء مشاعرها عنه
( كان هذا من الماضي ... و كان خطأ ..... كنت مراهقة و أخطأت .... و الآن أريد أن أتوب و أكون انسانة محترمة ....... )
اظلمت عينا قاصي فجأة .... و تجمدت ملامحه ....
ثم قال بصوتٍ غامض
( تتوبين ؟!! ........ هل كنت معي ..... انسانة غير محترمة ؟!! ....... )
ابتلعت ريقها و هي ترى وجهه و ملامحه ..... لقد أوجعته بحق .....
كان عليها قول شيء مختلف ..... انتقاء كلمات أخرى ......
لكنها أبعدت وجهها عنه و أصرت على ايلامه .... لربما نجحت في ابعاده ... فقالت بفتور و هي تتجنب النظر الى عينيه
( نعم كنت فتاة غير محترمة ...... هل تنكر ذلك ؟!! ........ لا أريد الإختلاء بك في أي مكان مجددا ... اريد بدء حياتي الجديدة بشكلٍ نظيف ..... )
ساد صمت قصير .... قبل ان تصدر عن قاصي ضحكة ساخرة .... خافتة و قاسية ....
ثم قال هازئا
( شكلٍ نظيف !!! ....... يالكِ من منافقة ........ )
التفتت اليه مندفعة و هتفت بقوة و غضب
( قاصي أنا لا أسمح لك ........ )
الا أنها صدمت حين هتف بها بغضب فجأة
( تبا لكِ و لسماحك .... من طلب منكِ الإذن اصلا , لقد تحولتِ الى شخصية منافقة قميئة ..... )
اتسعت عيناها بذهول و هتفت
( منافقة قميئة ؟!!! ....... لأنني أريد تصحيح ما عشته معك سابقا !!! ..... )
اقترب منها خطوة مندفعا وهو يهدر بقوة بينما عيناه تشتعلان
( التصحيح الوحيد بزواجك مني ...... لا زواجك من رجلٍ آخر ...... )
بهتت ملامحها حتى بدت كالأموات و هي ترى السلسال الذي كانت تضعه حول عنقها كل هذه السنوات ...
عاد الى عنقه !!! ....
لاحظ قاصي نظرتها .... فأخفض عينيه الى السلسال ثم رفعهما اليها و قال ساخرا
( هل تريدين استعادته ؟!! ....... )
بان الألم في عينيها بوضوح ....
نعم تريد استعادته .... إنه ملكها هي
بعد كل تلك السنوات تشعر بنفسها عارية الروح بدونه ......
الا أنها قالت بفتورٍ كاذبة
( لا ..... لا أريده .......... )
ارتفع حاجبي قاصي و قال دون رحمة
( لكنك كنتِ تضعينه كل تلك السنوات ..... أخبريني يا تيماء , هل كنتِ تنوين الزواج و أنت تضعينه أيضا ..... هل كان سيزين سلسالي صدرك و رجل آخر يضمك بين ذراعيه ؟!! ..... و لا تقبلين بنعتك بالمنافقة !!! .... بالله عليك ... على الأقل كوني صادقة مع نفسك قبل ان تقرري التوبة ..... مني .... )
ارتجفت شفتي تيماء بقوة .... و نظرت اليه بعينين متسعتين .... متألمتين .....
الا أنه كان يبدالها النظر بعينين قاسيتين لا تعرفان الرحمة .....
فتح باب الغرفة فجأة ....
و سمعت تيماء صوت جدها بعد لحظات يقول بنبرته المهيبة الصارمة ......
( ماذا تفعل هنا يا قاصي ؟؟ ............. )
اندفع وجه تيماء تنظر الى جدها الذي دخل بهيمنته و كأنه يملك المكان ... ترافقه سوار .....
احمر وجه تيماء بشدة .... و شعرت بالذعر من تواجد قاصي هنا في غرفتها .....
و دخول جدها عليهما ليراهما بهذا الشكل المريب .... مجددا .....
لم تكن تريد المشاكل .... كانت تريد الهرب سريعا .....
الا ان قاصي بدا هادئا .... صلبا كالجبل ..... وهو يقول بثقة
( أنا هنا مع تيماء يا حاج سليمان ..... لم أكن لأتركها وحيدة بعد أن أجرت الجراحة بعيدة عن بلدتها و أمها ..... )
قال سليمان الرافعي بنفس النبرة المهيمنة
( ألم يكن ممكنا أن ترافقها و أنت خارج الغرفة ؟!! ..... لا داخلها , وحدكما بهذا الشكل المسيء لها ..... )
ارتبكت تيماء و نقلت عينيها بينهما بقلق قاتل بينما رفع قاصي وجهه و قال بصلابة
( لا ..... لم يمكن هذا ........ )
رفعت تيماء يدها الباردة الى وجهها المشتعل و أغمضت عينيها و هي تهمس بيأس
" ياللهي ...... ياللكارثة ... "
أما سليمان فقد تحولت ملامح وجهه الى تلك الملامح القاسية التي تظهر ببأس في المواقف التي تحتاج الى سطوته .....
لكنه ضيق عينيه و لم يفقد أعصابه .... بل قال آمرا بقوة
( أخرج من هنا يا قاصي ........ لم تعد لك أي صلة بتيماء منذ اليوم ....... )
ساد صمت و سوار تنظر الى جدها تعض على شفتها بقلق ... اما تيماء فقد اغمضت عينيها هربا من تلك المواجهة البائسة ......
الا ان قاصي تكلم بصوتٍ قاتم ... بل شديد القتامة
( منذ سنوات طويلة .... منحني والدها تكليف رعايتها و تحقيق طلباتها ...... و الآن و بعد أن انتفت الحاجة لي تطلب مني الخروج هكذا ببساطة !!! ....لم تكن بضاعة .... كانت انسانة من لحم و دم رعيتها طويلا .. )
ضاقت عينا سليمان أكثر .... و حربا شعواء تدور بين عينيه و عينا قاصي المشتعلتين .....
الى أن قال سليمان وهو يشدد على كل حرف
( تلك المشاعر لا مكان لها مع الأصول يا قاصي .... وجودك هنا غير مرحبا به ...... اخرج و لا تعد .... )
تأوهت تيماء بصوتٍ مكسورٍ خافت ......
بداخلها وحش صغير ينشب مخالبه في صدرها .... يأمرها أن تهب من رقادها و تدافع عن قاصي بشراسة ...
و تأمر الجميع الا يهينه أحد في وجودها .....
لكنها كانت جبانة ....
تحولت الى جبانة على مر السنين .........
أجبن من أن تدافع عنه مجددا ..... لقد نالها الكثير من الأذى سابقا .... و لا تريد المزيد ... له و لها ....
شعرت أن الغرفة تحترق ببطىء بسبب المواجهة بين هذين الجبلين العاليين ....
حينها تدخلت سوار و هي تقول مرتبكة
( كيف حالك يا قاصي .......... )
كان السؤال شديد الغباء .... لكنها استخدمت مكانتها في العائلة لتطلق سؤالها بصوتها الجميل بينهما كي تنهي تلك الحرب الصامتة .... أكثر من حرب الكلمات المتقاذفة .....
رفع قاصي عينيه الى وجهها ... ثم قال مرتبكا قليلا
( بخير يا سيدة سوار ........ شكرا لكِ ..... )
ارتفع حاجبي سوار بتعاطف ....
دائما كان قاصي يناديها بلفظ " سيدة سوار "
لكنه حين خرج منه الآن .... بدا محرجا .... مؤلما ....
فقالت برقة ناعمة
( لا ألقاب بيننا يا قاصي بعد اليوم ........ لفظ سيدة هذا شديد التكلف ...... )
رفع قاصي عينيه الى عيني جده ... يراقب تعبيره ...
الا ان سليمان اخفض وجهه يداري عنه علامات تفكيره وهو يربت على الأرض بعصاه في شرود ....
لذا سارعت سوار بالقول مبتسمة باتزان
( سليم في الخارج ..... هلا خرجت اليه من فضلك يا قاصي , إنه لا يريد الدخول الا بعد أن نأذن له و تكون تيماء مستعدة ..... )
نظرت تيماء الى قاصي بطرف عينيها ....
كفاه ينقبضان جانبيه بتوتر .... يريد المقاومة و البقاء ....
الا انه على ما يبدو أنه يقدر مكانة سوار ..... و يمنحها احتراما مرتبكا ........
التقت أعينهما فجأة ... فرمشت تيماء بعينيها و هربت من عينيه الصريحتين القويتين .....
الى ان سمعته يقول بخفوت مختصر
( حسنا ............. )
خرج قاصي أمام عيني سليمان الغامضتين ..... ثم أغلق الباب خلفه ....
حينها التفت سليمان الى تيماء ينظر اليها بدقة و كأنه يحاول قراءة أفكارها .......
أما سوار فتحركت و جلست على حافة السرير بجوار تيماء و ربتت على كفها قائلة بهدوء و قلق
( كيف حالك الآن حبيبتي ؟!! ...... لقد انتابنا الخوف عليكِ ما أن عرفنا بالخبر ....... )
كانت تيماء لا تزال تنظر الى عيني جدها الغامضتين ....
ثم نظرت الى سوار و همست بخفوت
( كيف عرفتم ؟!! ......... )
قالت سوار و هي تنظر الى جدها
( اتصل قاصي منذ قليل و أخبرنا بالأمر ............فجئنا من فورنا .... )
عند هذه النقطة قال سليمان الرافعي بصوته المهيب
( ماذا كنتِ تفعلين في محطة القطار منذ الصباح الباكر يا تيماء دون أن تخبري أحدا ؟!!! ...... )
ساد صمت مربك على ثلاثتهم ..... لكن تيماء أخذت نفسا عميقا ثم قالت بخفوت مسبلة جفنيها
( كنت أنوى السفر يا جدي ......... )
عاد الصمت مجددا و تجنبت تيماء النظر اليه ... بينما هو يراقبها بدقة , ثم قال أخيرا
( هكذا دون أخذ الإذن من كبير العائلة ...... من جدك !!! ..... )
عضت تيماء على شفتيها و هي لا تزال مسبلة بعينيها ثم قالت بهدوء خافت و أصابعها تتلاعب بحافة الغطاء الذي يحيط بها
( اعذرني يا جدي إن لم أكن على دراية بكل العادات هنا .... لقد اعتدت السفر دون أخذ الإذن .... و بات من الصعب علي التعود على ذلك الآن ..... )
أطرق سليمان برأسه وهو يتنهد تنهيدة غاضبة .... مفكرا كعادته كي لا يزيد من الكلام ....
لذا قالت سوار بهدوء
( سيزورك أبناء أعمامك جميعهم ما أن تتمكني من استعادة قوتك ........متلهفين لرؤيتك ..... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تتأوه يأسا .... بينما قال سليمان بقوة
( و خلال مكوثك معنا اسبوع ستكونين قادرة على اتخاذ قرارك و اختيار احدهم ...... )
فتحت تيماء عينيها ... وقد شعرت بالغضب يملأها فجأة ... بعد كل ما مرت به و جدها لا يفكر سوى بشيء واحد .... تزويجها الى احد ابناء عمها قبل ان تهرب الى رجل غريب !!! ....
ما السر في هذا القانون الغريب ... و الذي يجعلهم متشددي الصرامة في تنفيذه ؟!! ....
للحظات عادت بها الذاكرة الى الللقاء القديم مع والدها حين أتاها بكل صلف و أخبرها متباهيا أنه ينوي تزويجها ....
برقت عينا تيماء كقطة نافرة .... ثم انتابتها الشجاعة المفاجئة و قالت بقوة
( جدي أنت لم تسمعني منذ أن خطت قدمي الى هذه البلد ...... لقد أتيت الى هنا لأن أستاذي يريد التقدم الى عائلتي لطلب يدي ... )
عضت سوار على شفتها و هي تطرق برأسها ..... أما ملامح جدها فقد كانت غير مقروءة بعد ان ألقت تيماء بقنبلتها الموقوتة .....
و ساد صمت مشحون قبل ان يقول سليمان بصوتٍ اكثر صلابة
( هذا الأمر مرفوضا رفضا باتا .... و قد ظننت أنكِ التقطتِ الإشارة في وقتٍ مبكر عن هذا ......)
هتفت تيماء بقوة مماثلة رغم ألمها
( أنا لا أخضع لقوانين عائلتكم يا جدي ..... متى كانت عائلتي لأخضع لقوانينها ؟!!! .... )
ضرب سليمان الرافعي الأرض بعصاه وهو يهدر قائلا بصوتٍ مزلزلا
( أخفضي صوتك يا فتاة و تعلمي الأدب ....... )
.................................................. .................................................. ......................
كان قاصي واقفا أمام باب غرفتها ...فسمع هتاف سليمان الصارم ....
حينها لم يتمالك نفسه و حاول الإندفاع ليفتح الباب و ينقذها من بطش جدها ....
الا أن سليم كان أسرع منه وهو يمسك بذراعه هامسا بقوة
( تعال هنا يا مجنون ...... الى أين تظن نفسك ذاهبا .... هل هي وكالة بلا بواب ؟!!! .... الا يكفي صدمتي برؤيتك خارجا من غرفتها !!! ...... احمد الله أن جدك سمح لك بالخروج على قدميك .... )
هتف قاصي بعنف وهو ينظر الى سليم
( يجب أن أدخل اليها ..... قد يضربها أو يهبط بعصاه على رأسها فتتخلف أكثر من تخلفها الأصلي ... )
قال سليم بقوة
( أنت تعلم أن هذا ليس اسلوب جدك .... فهو لم يضرب أي فتاة من بنات الرافعية مطلقا , بل على العكس ... يدللهن الى درجة الفساد .... فقط اتركهما معا ليتواصلا ...... )
نظر قاصي الى سليم بعينين قاتمتين ثم أبعد وجهه وهو يزفر بقوة ....
راقبه سليم مبتسما .... ثم قال أخيرا برقة
( ألهذه الدرجة تحبها ؟!!! ............ )
نظر قاصي اليه بصمت ... مقطب الجبين , قاسي الملامح .... ثم قال أخيرا بصوتٍ أجش
( لم أنطق بلفظ الحب مطلقا أمامك أو أمام أي أحد .......)
ابتسم سليم أكثر .... ثم قال بخفوت
( لكنك كنت تكلمني دائما عنها .... أرهقت أذني بها ...... بينما تجنبت ذكرها تماما لليث .... هكذا كنت دائما , حين تريد الإنتقام و استمداد القوة تلجأ الى ليث .... و حين تريد الحب , تكلمني أنا عنها ...... مشكلتك يا قاصي انك تقع تحت ضغط هدفين متناقضين منذ سنوات ... و لا تعلم لمن الأولوية فيهما ..... الثأر ... أم الحب ...... )
تصلبت ملامح قاصي أكثر .... و تحولت عيناه الى شعلتين مخيفتين وهو يقول بخفوت غامض
( ليس ثأرا يا سليم .... بل اسمه قصاص ........ )
خرج سليمان فجأة من غرفة تيماء و قد بدا الغضب عليه ... أكثر من المعتاد ... تلحقه سوار مرتبكة و قلقة و هي تنظر الى سليم بنظراتٍ ذات مغزى ...
الى أن قال سليمان بلهجةٍ آمرة
( الحق بي على الفور يا سليم ....... )
ثم اشار الى قاصي بعصاه و قال غاضبا
( و أنت ...... إياك أن تدخل الى غرفة الفتاة مجددا .... و لا تستفز غضبي أكثر ...... )
قال قاصي بعنف
( هل أتركها حبيسة أربع جدران و قد رفض والدها حتى القدوم للإطمئنان عليها !!! ..... )
سارعت سوار لتقول بلطف
( أنا سأبقى معها بالداخل يا قاصي ..... ابقى انت هنا أمام الغرفة في حال إن احتجنا لشيء .... )
بدا قاصي رافضا تلك الحواجز التي يفرضونها عليه ... حولها ......
من هم ليمنعوه عن تيماء ؟!! ..... أين كانوا من قبل ؟!! .......
الا أن نظرة محذرة من سليم جعلته يمتنع عن الرد الغاضب الذي كان ينوي رمي جده به .......
ابتعد سليمان بكل سطوته دون انتظار الرد .... بينما استدار قاصي زافرا بعنف ....
أما سليم فقد اقترب من سوار هامسا برقة
( الأجواء شديدة التكهرب ..... لا أعلم كيف سأتركك هنا و اسافر ...... )
ابتسمت سوار له ابتسامة بهية جميلة ... و همست
( يكفي أنك ستسافر لتحضر الى استقرارنا بعيدا عن كل هذا قريبا ..... على هذا الأمل سأتحمل .... كم أتوق الى رؤية البيت الجديد ..... )
اتسعت ابتسامة سليم أكثر و أمسك بكفيها ليقول بخفوت
( أتمنى تحقيق كل ما يسعدك يا سوار ...... اتمنى من الله أن يمنحني العمر كي أسعدك و أحقق القليل مما تستحقيه ....... )
برقت عينا سوار بمودة .... و همست
( لقد فعلت و أكثر يا سليم ..... أطال الله عمرك و حفظك لي ...... )
رفع يده و ربت على وجنتها برفق ..... فقالت سوار بضيق
( أنا لن أذهب وحدي الى عرس ابنة خالي يا سليم ..... سأعتذر لهم ..... )
انعقد حاجبي سليم و قال بجدية
( لا يصح يا سوار .... انتِ بالفعل أصبحتِ نادرة الزيارة لعائلة أمك رحمها الله .... لذا سيكون معيبا جدا الا تحضري الأعراس كذلك .... اذهبي و اسعدي بعائلتك الثانية حبيبتي .... )
تنهدت سوار و همست بضيق
( لكن ...... بت أشعر بنفسي غريبة بين عائلة الهلالي ...... )
قال سليم وهو يربت على وجنتها مجددا
( لهذا عليكِ الذهاب ..... لا تنسي أننا سنستقر بعيدا لفترة طويلة ....... )
أومأت سوار برأسها على مضض .....
لكن فجأة انطلقت صرخة سليمان الرافعي من بعيد هادرا بقسوة
( سليييييييم ...... قلت لك أن تلحق بي , اترك زوجتك المصون الآن .... هذا ليس وقت تنهدات ....)
هز سليم رأسه وهو يقول محركا حبات سبحته
( لا حول ولا قوة الا بالله .........سأذهب الآن حبيبتي )
ابتسمت سوار بتعاطف و همست
( لا تتأخر الليلة ............ )
هدر سليمان مجددا بقوة
( سليييييييييييم ................. )
تنهد سليم و ارسل الى سوار قبلة في الهواء قبل أن يغادر مسرعا .......
بينما كان قاصي لا يزال مكانه ناظرا الى اختفاء جده .... هادم اللذات و مفرق الجماعات بنظراتٍ قاتمة سوداء ....
مرت به سوار تنوي الدخول الى تيماء ... فقال قاصي بسرعة
( سيدة سوار ........... )
نظرت سوار اليه و قالت برقة
( سوار يا قاصي ....... سوار يا ابن عمي ....... )
ظهر الم مفاجىء في عيني قاصي .... الم مقترنا بغضبٍ سحيق .... لا يختفي ابدا ... بل تتراكم عليه الأيام ليس الا .......
فتح قاصي شفتيه و همس بخفوت
( هل رفض عمك سالم الحضور ؟!!! ..........)
ارتبكت سوار و أبعدت عينيها عنه ...... فعلم الجواب , حينها قال من بين أسنانه
( هذا أفضل له ........... )
رفعت سوار وجهها و قالت بخفوت
( عادة تأثير سليم يكون كبيرا على كل من يجالسه .... لكن من الواضح أنه يحتاج الى جهدٍ أكبر معك .... )
نظر اليها قاصي عاقدا حاجبيه ... فابتسمت له , ثم دخلت الى الغرفة ......
جلس قاصي على المقعد المجاور لباب غرفة تيماء .... مستندا بمرفقيه الى ركبتيه ....
يحدق الى الأرض بشرود ......
و مر الوقت طويلا .... ربما ساعة أو ساعتين .... أو أكثر ..........
كل ما يعرفه هو أنه سمع وقع أقدام تقترب منه ...... و صوت رجولي يقول بتهذيب
( هل هذه غرفة تيماء الرافعي من فضلك ؟!!! ........ )
رفع قاصي وجهه ببطىء .... لينظر الى شاب من عمره تقريبا ..... شديد التنمق ...
مصفف الشعر يحمل علبة مغلفة جميلة و باقة ورد ضخمة ... ....
و معه امرأة متوسطة العمر .... انيقة و يبدو عليها علامات الصلف و هي تنظر حولها بتعالٍ .....
أخذ قاصي وقته قبل أن يقول بخفوت خطير
( من أنت ؟!!! .............. )
عقد الشاب حاجبيه من فظاظة قاصي الأقرب الى الوقاحة .... لكنه قال بترفع شبيه بترفع أمه
( أنا الدكتور أيمن .... استاذها الجامعي و هذه والدتي .... السيدة راقية ...أنت ابن عمها الذي أجابني في الهاتف على ما أظن .. )
ساد صمت قاتل ... و قاصي ينظر اليه بتعابير غريبة .... أخذت تتوهج و تتوهج ... و تشتعل ....
و قد استقرت عيناه على باقة الورد !!!!! .... قبل أن ينهض ببطىء شديد !!!! ......







انتهى الفصل الثامن .... قراءة سعيدة

























tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:18 AM   #3478

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 349 ( الأعضاء 265 والزوار 84) ‏قمر الليالى44, ‏a7bk 77, ‏kajio60, ‏ام علي اياد, ‏rasha emade, ‏Riham hassanien, ‏Pure angel, ‏سوسا العتيبي, ‏دمعه نسيان, ‏الربابة, ‏خضره, ‏esraa93, ‏amira 70, ‏زهره ربيع عمري, ‏bas bas, ‏fatima zahraa, ‏يا من تحب, ‏anisa, ‏hayaty alquran, ‏rare heart, ‏زهرة الكاميلي, ‏fofa ali, ‏marokina, ‏Roro adam, ‏c-moon, ‏لمى المصري, ‏isoldea, ‏غروري مصدره أهلي, ‏la feuille blanche, ‏totoranosh, ‏ميمي الحالمة, ‏deegoo+, ‏omniakilany, ‏meryamaaa, ‏Mary~), ‏أنا لك علي طول, ‏sara alaa, ‏forbescaroline, ‏انت عشقي, ‏الامل هو طموحي, ‏Light dream, ‏khadibima 52, ‏رحيل الامل, ‏kokaaa, ‏nada yahia, ‏بنتن ل محمد, ‏modyblue, ‏ghdzo, ‏escape, ‏SORAYA M+, ‏ماريمارر, ‏ام ديما, ‏حنان ياسمين, ‏الشوق والحب, ‏بيبه الجميله, ‏انكساري, ‏gogo3046, ‏najla1982, ‏الحب غالي, ‏Alzeer78, ‏اميرة كيليسا, ‏sonal, ‏حواء بلا تفاح^, ‏سمر لولو, ‏شكرإن+, ‏rainfall, ‏khaoula Ci, ‏islamabdo017, ‏صباح الهلالي, ‏زمردة التربوية, ‏métallurgier, ‏engasmaamekawy, ‏عاشقه المطر, ‏زهرة الليلك4891, ‏lolo.khalili, ‏last hope, ‏ايماااا, ‏rosemary.e, ‏حياة زوجية, ‏hanene**, ‏Shsomia, ‏آيه ♡, ‏بيبوبن, ‏رانيا فتحى, ‏ebti, ‏شموسه3, ‏Fatima hfz+, ‏Hiba Ab, ‏hnoo .s, ‏princessran, ‏زالاتان, ‏الود 3, ‏canad, ‏شوقا, ‏Bassmet Amal, ‏Dndn1992, ‏لين محمد, ‏نهولة, ‏نداء الحق+, ‏ghader, ‏doudo, ‏رودينة محمد, ‏fattima2020, ‏Fay~, ‏MaNiiLa, ‏Hams3, ‏سهى منصور, ‏rontii+, ‏kokisemsem, ‏كيوانو, ‏ن و ا ر ى, ‏safy mostafa, ‏rashid07, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏نوت2009, ‏amiraa22bk, ‏amana 98, ‏رمـاد الشوق, ‏soma saif, ‏khma44, ‏فله45, ‏maimickey, ‏ريناد السيد, ‏tomcruise, ‏أحلام الوادي, ‏hope 21, ‏حنين مريم, ‏مهرة..!, ‏نهاد على+, ‏do3a, ‏روح هاربة+, ‏لولة العسولة, ‏الجميله2, ‏noran assal, ‏ام فارس طويل, ‏crazygirl-1995, ‏meryeme, ‏لؤلؤةأبوها, ‏Miraal, ‏hassnaa, ‏secret angel, ‏علياء نبيل, ‏@شمعة الجلاس@, ‏omboody, ‏gentle dona, ‏dalloula, ‏yawaw, ‏AROOJ, ‏براءة الجزائرية, ‏Lara swif, ‏واثق الخطا, ‏كتكوته زعلانه, ‏ToOoOmy, ‏توكااا, ‏bonoquo, ‏sara sarita+, ‏نجدي 21, ‏Moi Esraa, ‏nada alaa, ‏layanmansour, ‏Amoolh_1411, ‏سودوكو, ‏zjasmine, ‏khouloudxx, ‏mona mohamed+, ‏دودو 2000, ‏انسيآب..!, ‏روزمارى, ‏شطح نطح, ‏dreamamira, ‏صمت الزوايا, ‏ثمرو, ‏لوحة رسم, ‏ronita1417, ‏سارقة الظلام, ‏Roro2005, ‏mouna ABD, ‏MS_1993, ‏دعاء 99, ‏اسراء حجازى, ‏a girl, ‏اجمل غموض, ‏هدوء الدوشة, ‏شيزكيك, ‏فتكات هانم, ‏smeha, ‏الاميرة نور, ‏*جوود*, ‏ولاء محمد قاسم, ‏النوت*, ‏saraa_2_, ‏نادية 25, ‏الفتاة المسلمة, ‏sara osama, ‏lolo575, ‏lelly, ‏عبير المسك, ‏منى مصري, ‏haneen el nada, ‏JOURI05101, ‏sajanody, ‏فادو., ‏RAHPH, ‏سكر نبات, ‏ام هنا, ‏فرح أيامي, ‏lola taha, ‏Whispers, ‏ريمين, ‏mima love, ‏Noor2568, ‏sweet123, ‏صبا القلب, ‏تشاندريكا, ‏الفجر الخجول, ‏عفاف المرواني, ‏nousssa, ‏Bo33, ‏غيدائي, ‏أنت عمري, ‏دوسة 93, ‏hussin ali, ‏سحر الخيال, ‏maryema, ‏dounya, ‏rere star, ‏ورد الخال, ‏sasad, ‏عبث الحروف, ‏زهرة برية, ‏Maryam haji, ‏Dodo Diab, ‏hanan adnan, ‏سوما+, ‏esoooo, ‏وردة شقى, ‏حائرة انا, ‏maha_1966, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏dalia mostafa, ‏Nor sy, ‏متعثرهـ, ‏القمر المضئ, ‏نوراني, ‏hadeer badawy, ‏نوارطب, ‏نزووف, ‏aa_ksa, ‏مزوووووون, ‏nona amien, ‏ام معتوق, ‏asmaa ayman

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:20 AM   #3479

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 377 ( الأعضاء 284 والزوار 93)‏tamima nabil, ‏علا علي, ‏noof11+, ‏dalloula, ‏kajio60, ‏Ryanaaa, ‏أحلام الوادي, ‏براءة الجزائرية, ‏REEM HASSAN, ‏ronita1417, ‏monica g+, ‏Skoon_hilal, ‏mona mohamed+, ‏esoooo, ‏نادية 25+, ‏احلام البكاتوشى, ‏نور الضى, ‏rare heart, ‏قمر الليالى44+, ‏ام ديما, ‏za.zaza, ‏حنان الرزقي, ‏Bassantota, ‏fatima zahraa, ‏NOOR ALKHFAF, ‏gogo3046, ‏وردة شقى, ‏لما سعيد, ‏liveflower, ‏samahss+, ‏محمد معاذ, ‏زهرة الكاميلي, ‏dalia mostafa, ‏ام علي اياد+, ‏دمعه نسيان, ‏deegoo+, ‏amira 70, ‏a7bk 77, ‏forbescaroline, ‏secret angel, ‏يا من تحب, ‏esraa93, ‏صباح الهلالي, ‏حنين مريم, ‏gooore, ‏عبير على محمد, ‏sara sarita+, ‏شيمو عصام, ‏اميرة فارس+, ‏الوية احمد علي, ‏نهاد على+, ‏rasha emade, ‏Riham hassanien, ‏Pure angel, ‏سوسا العتيبي, ‏الربابة, ‏خضره, ‏زهره ربيع عمري+, ‏bas bas, ‏anisa, ‏hayaty alquran, ‏fofa ali, ‏marokina, ‏Roro adam, ‏c-moon, ‏لمى المصري, ‏isoldea, ‏غروري مصدره أهلي, ‏la feuille blanche, ‏totoranosh, ‏ميمي الحالمة, ‏omniakilany, ‏meryamaaa, ‏Mary~), ‏أنا لك علي طول, ‏sara alaa, ‏انت عشقي, ‏الامل هو طموحي+, ‏Light dream, ‏khadibima 52+, ‏رحيل الامل, ‏kokaaa+, ‏nada yahia, ‏بنتن ل محمد, ‏modyblue+, ‏ghdzo, ‏escape, ‏SORAYA M+, ‏ماريمارر, ‏حنان ياسمين, ‏الشوق والحب, ‏بيبه الجميله+, ‏انكساري, ‏najla1982, ‏الحب غالي, ‏Alzeer78, ‏اميرة كيليسا+, ‏sonal, ‏حواء بلا تفاح^, ‏سمر لولو, ‏شكرإن+, ‏rainfall+, ‏khaoula Ci, ‏islamabdo017, ‏زمردة التربوية, ‏métallurgier, ‏engasmaamekawy, ‏عاشقه المطر, ‏زهرة الليلك4891, ‏lolo.khalili, ‏last hope, ‏ايماااا, ‏rosemary.e, ‏حياة زوجية, ‏hanene**, ‏Shsomia, ‏آيه ♡, ‏بيبوبن, ‏رانيا فتحى, ‏ebti, ‏شموسه3, ‏Fatima hfz+, ‏Hiba Ab+, ‏hnoo .s, ‏princessran, ‏زالاتان, ‏الود 3, ‏canad, ‏شوقا, ‏Bassmet Amal, ‏Dndn1992, ‏لين محمد, ‏نهولة, ‏نداء الحق+, ‏ghader, ‏doudo+, ‏رودينة محمد, ‏fattima2020, ‏Fay~, ‏MaNiiLa, ‏Hams3, ‏سهى منصور+, ‏rontii+, ‏kokisemsem, ‏كيوانو, ‏ن و ا ر ى, ‏safy mostafa, ‏rashid07, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏نوت2009, ‏amiraa22bk+, ‏amana 98, ‏رمـاد الشوق, ‏soma saif, ‏khma44, ‏فله45, ‏maimickey, ‏ريناد السيد, ‏tomcruise, ‏hope 21, ‏مهرة..!, ‏do3a, ‏روح هاربة, ‏لولة العسولة, ‏الجميله2, ‏noran assal, ‏ام فارس طويل, ‏crazygirl-1995+, ‏meryeme, ‏لؤلؤةأبوها, ‏Miraal+, ‏hassnaa+, ‏علياء نبيل, ‏@شمعة الجلاس@, ‏omboody, ‏gentle dona, ‏yawaw, ‏AROOJ, ‏Lara swif+, ‏واثق الخطا, ‏كتكوته زعلانه, ‏ToOoOmy, ‏توكااا, ‏bonoquo, ‏نجدي 21, ‏Moi Esraa, ‏nada alaa, ‏layanmansour, ‏Amoolh_1411, ‏سودوكو, ‏zjasmine, ‏khouloudxx, ‏دودو 2000, ‏انسيآب..!, ‏روزمارى, ‏شطح نطح, ‏dreamamira, ‏صمت الزوايا, ‏ثمرو, ‏لوحة رسم, ‏سارقة الظلام, ‏Roro2005+, ‏mouna ABD, ‏MS_1993, ‏دعاء 99, ‏اسراء حجازى, ‏a girl, ‏اجمل غموض, ‏هدوء الدوشة, ‏شيزكيك, ‏فتكات هانم, ‏smeha, ‏الاميرة نور, ‏*جوود*, ‏ولاء محمد قاسم, ‏النوت*, ‏saraa_2_, ‏الفتاة المسلمة, ‏sara osama, ‏lolo575, ‏lelly+, ‏عبير المسك, ‏منى مصري, ‏haneen el nada, ‏JOURI05101, ‏sajanody, ‏فادو., ‏RAHPH, ‏سكر نبات, ‏ام هنا, ‏فرح أيامي, ‏lola taha, ‏Whispers, ‏ريمين, ‏mima love, ‏Noor2568, ‏sweet123, ‏صبا القلب, ‏تشاندريكا, ‏الفجر الخجول, ‏عفاف المرواني, ‏nousssa, ‏Bo33, ‏غيدائي, ‏أنت عمري, ‏دوسة 93+, ‏hussin ali, ‏سحر الخيال, ‏maryema, ‏dounya, ‏rere star, ‏ورد الخال, ‏sasad, ‏عبث الحروف, ‏زهرة برية, ‏Maryam haji, ‏Dodo Diab, ‏hanan adnan, ‏سوما, ‏حائرة انا, ‏maha_1966, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏Nor sy, ‏متعثرهـ, ‏القمر المضئ, ‏نوراني, ‏hadeer badawy, ‏نوارطب, ‏نزووف, ‏aa_ksa, ‏مزوووووون, ‏nona amien+

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-03-16, 12:27 AM   #3480

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 349 ( الأعضاء 265 والزوار 84)
‏نهاد على, ‏قمر الليالى44+, ‏a7bk 77, ‏kajio60, ‏ام علي اياد, ‏rasha emade, ‏Riham hassanien, ‏Pure angel, ‏سوسا العتيبي, ‏دمعه نسيان, ‏الربابة, ‏خضره, ‏esraa93, ‏amira 70, ‏زهره ربيع عمري, ‏bas bas, ‏fatima zahraa, ‏يا من تحب, ‏anisa, ‏hayaty alquran, ‏rare heart, ‏زهرة الكاميلي, ‏fofa ali, ‏marokina, ‏Roro adam, ‏c-moon, ‏لمى المصري, ‏isoldea, ‏غروري مصدره أهلي, ‏la feuille blanche, ‏totoranosh, ‏ميمي الحالمة, ‏deegoo, ‏omniakilany, ‏meryamaaa, ‏Mary~), ‏أنا لك علي طول, ‏sara alaa, ‏forbescaroline, ‏انت عشقي, ‏الامل هو طموحي, ‏Light dream, ‏khadibima 52, ‏رحيل الامل, ‏kokaaa, ‏nada yahia, ‏بنتن ل محمد, ‏modyblue, ‏ghdzo, ‏escape, ‏SORAYA M, ‏ماريمارر, ‏ام ديما, ‏حنان ياسمين, ‏الشوق والحب, ‏بيبه الجميله, ‏انكساري, ‏gogo3046, ‏najla1982, ‏الحب غالي, ‏Alzeer78, ‏اميرة كيليسا, ‏sonal, ‏حواء بلا تفاح^, ‏سمر لولو, ‏شكرإن, ‏rainfall, ‏khaoula Ci, ‏islamabdo017, ‏صباح الهلالي, ‏زمردة التربوية, ‏métallurgier, ‏engasmaamekawy, ‏عاشقه المطر, ‏زهرة الليلك4891, ‏lolo.khalili, ‏last hope, ‏ايماااا, ‏rosemary.e, ‏حياة زوجية, ‏hanene**, ‏Shsomia, ‏آيه ♡, ‏بيبوبن, ‏رانيا فتحى, ‏ebti+, ‏شموسه3, ‏Fatima hfz, ‏Hiba Ab, ‏hnoo .s, ‏princessran, ‏زالاتان, ‏الود 3, ‏canad, ‏شوقا, ‏Bassmet Amal, ‏Dndn1992, ‏لين محمد, ‏نهولة, ‏نداء الحق+, ‏ghader, ‏doudo, ‏رودينة محمد, ‏fattima2020, ‏Fay~, ‏MaNiiLa, ‏Hams3, ‏سهى منصور, ‏rontii+, ‏kokisemsem, ‏كيوانو, ‏ن و ا ر ى, ‏safy mostafa, ‏rashid07, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏نوت2009, ‏amiraa22bk, ‏amana 98, ‏رمـاد الشوق, ‏soma saif, ‏khma44, ‏فله45, ‏maimickey, ‏ريناد السيد, ‏tomcruise, ‏أحلام الوادي, ‏hope 21, ‏حنين مريم, ‏مهرة..!, ‏do3a, ‏روح هاربة, ‏لولة العسولة, ‏الجميله2, ‏noran assal, ‏ام فارس طويل, ‏crazygirl-1995, ‏meryeme, ‏لؤلؤةأبوها, ‏Miraal, ‏hassnaa, ‏secret angel, ‏علياء نبيل, ‏@شمعة الجلاس@, ‏omboody, ‏gentle dona, ‏dalloula, ‏yawaw, ‏AROOJ, ‏براءة الجزائرية, ‏Lara swif, ‏واثق الخطا, ‏كتكوته زعلانه, ‏ToOoOmy, ‏توكااا, ‏bonoquo, ‏sara sarita, ‏نجدي 21, ‏Moi Esraa, ‏nada alaa, ‏layanmansour, ‏Amoolh_1411, ‏سودوكو, ‏zjasmine, ‏khouloudxx, ‏mona mohamed, ‏دودو 2000, ‏انسيآب..!, ‏روزمارى, ‏شطح نطح, ‏dreamamira, ‏صمت الزوايا, ‏ثمرو, ‏لوحة رسم, ‏ronita1417, ‏سارقة الظلام, ‏Roro2005, ‏mouna ABD, ‏MS_1993, ‏دعاء 99, ‏اسراء حجازى, ‏a girl, ‏اجمل غموض, ‏هدوء الدوشة, ‏شيزكيك, ‏فتكات هانم, ‏smeha, ‏الاميرة نور, ‏*جوود*, ‏ولاء محمد قاسم, ‏النوت*, ‏saraa_2_, ‏نادية 25, ‏الفتاة المسلمة, ‏sara osama, ‏lolo575, ‏lelly, ‏عبير المسك, ‏منى مصري, ‏haneen el nada, ‏JOURI05101, ‏sajanody, ‏فادو., ‏RAHPH, ‏سكر نبات, ‏ام هنا, ‏فرح أيامي, ‏lola taha, ‏Whispers, ‏ريمين, ‏mima love, ‏Noor2568, ‏sweet123, ‏صبا القلب, ‏تشاندريكا, ‏الفجر الخجول, ‏عفاف المرواني, ‏nousssa, ‏Bo33, ‏غيدائي, ‏أنت عمري, ‏دوسة 93, ‏hussin ali, ‏سحر الخيال, ‏maryema, ‏dounya, ‏rere star, ‏ورد الخال, ‏sasad, ‏عبث الحروف, ‏زهرة برية, ‏Maryam haji, ‏Dodo Diab, ‏hanan adnan, ‏سوما, ‏esoooo, ‏وردة شقى, ‏حائرة انا, ‏maha_1966, ‏دادا, ‏nadahosney, ‏dalia mostafa, ‏Nor sy, ‏متعثرهـ, ‏القمر المضئ, ‏نوراني, ‏hadeer badawy, ‏نوارطب, ‏نزووف, ‏aa_ksa, ‏مزوووووون, ‏nona amien, ‏ام معتوق, ‏asmaa ayman


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.