آخر 10 مشاركات
497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,117 58.56%
مسك و امجد 737 20.39%
ليث و سوار 761 21.05%
المصوتون: 3615. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-16, 11:44 PM   #4151

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


مسا الورد يا سكاكر .... أنا حنزل الفصل حالا ... أرجو الأمتناع عن التعليق مؤقتا

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 11:44 PM   #4152

haa lo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية haa lo

? العضوٌ??? » 343680
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » haa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond reputehaa lo has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 255 ( الأعضاء 202 والزوار 53)
‏haa lo, ‏ام علي اياد, ‏starmoon, ‏علا علي, ‏سماح الحسين, ‏métallurgier, ‏سومة111, ‏meryamaaa, ‏najla1982, ‏هبوش 2000, ‏bosy el-dmardash, ‏رانيا فتحى, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏الاوركيدا., ‏سوسا العتيبي, ‏deegoo, ‏princess sara, ‏safy mostafa, ‏hanene**, ‏mesho ahmed, ‏AyOyaT, ‏asma.alg, ‏omniakilany, ‏mrmr momo, ‏mar mar, ‏mona_90, ‏نوف بنت ابوها, ‏amatoallah, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏زالاتان, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏la feuille blanche, ‏بنتن ل محمد, ‏Hams3, ‏نهيل نونا, ‏رؤى الرؤى, ‏روح طرياك, ‏maimickey, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏modyblue, ‏maryema, ‏كيوانو, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK, ‏fattima2020, ‏سارة امينة, ‏Nora28, ‏دادا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏دعاء 99, ‏beauty anastasia, ‏مهرة..!, ‏موج البحر33, ‏lolo575, ‏noran assal, ‏فتكات هانم, ‏hawa500, ‏amolty, ‏دمعه نسيان, ‏ToOoOmy, ‏rosetears, ‏MaNiiLa, ‏ولاء محمد قاسم, ‏فادو., ‏صمت الزوايا, ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏انا اوشة, ‏flower90, ‏dosha, ‏واحدة من عباد الله, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏Ellaaf, ‏اخر رد, ‏luz del sol, ‏نوراني, ‏um soso+, ‏سارقة الظلام, ‏منيتي رضاك, ‏وردة شقى, ‏rontii+, ‏روح هاربة, ‏ياسمين نور, ‏bassa, ‏اللوتس, ‏jinin, ‏tomcruise, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏الصقر الصقر, ‏MS_1993, ‏Roro2005, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏جالاتيا, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal, ‏رمـاد الشوق, ‏Aya youo, ‏hager_samir, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏الشوق والحب, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏forbescaroline, ‏noof11, ‏سكر نبات, ‏ايماااا, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏لين محمد, ‏ghader, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان, ‏a girl, ‏همسات حب, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏al3nood, ‏doudo, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏لجين عمر, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏khma44, ‏ارض اللبان, ‏*جوود*, ‏ام^عزووز, ‏Shahrdi, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏جميلة الجميلات, ‏ريناد السيد, ‏عمر عصام, ‏Alzeer78, ‏انت عشقي, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏tamima nabil+, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏aisha makki, ‏باربرة, ‏هبه رمضان, ‏jjeje, ‏..swan.., ‏ام لينووو@, ‏princess of romance, ‏زهرة اللوتتس, ‏سهى منصور, ‏abirAbirou, ‏Gogy ashry, ‏فاطمة تتريت, ‏c-moon


haa lo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 11:46 PM   #4153

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفاصل الحادي عشر :

"الليلة السابقة ..... بعد الزفاف "
كانت تجلس في سيارة سليمان الرافعي و التي يقودها عبد الكريم في الطريق الرملي المتعرج .... و بجوارها تجلس سوار في المقعد الخلفي ....
كانت كل منهما تبدو شاردة و هي تنظر من نافذتها الى الظلام الدامس في الخارج ....
و أصابع كل منهما متوترة و متشابكة ......
أخفضت تيماء نظرها الى الهاتف في يدها المتعرقة ... يبدو صامتا خاويا .... شديدة البرودة ....
منذ متى أرسلت الرسالة ؟!!! .....
منذ نصف ساعة ؟!! .... أم ساعة ؟!! ....... لا تستطيع التحديد من فرط انفعالها و خفقان قلبها المؤلم ....
لا هي لم ترسلها .... لقد ضغط اصبعها على زر الإرسال بالخطأ .....
ساد صمت اجوف في داخلها ... و كأنه فراغ قاتم .... لينبعث صوتٍ تردد صداه داخل هذا الفراغ وهو يقول
" لكن أنتِ من كتبتِ الرسالة ....... "
أغمضت تيماء عينيها و هي تتأوه بصوتٍ عالٍ ..... رافعة يدها الى صدرها المتألم ....
لم تنتبه الى أن سوار قد سمعت صوت تنهيدتها العالية الا حين قالت بخفوت
( ماذا حدث ؟!! ........... )
أجفلت تيماء و انتفضت تنظر الى سوار في ظلام السيارة المتأرجحة بهما .... فقالت بصوت مرتجف خوفا من ان تكون قد نطقت بأفكارها علنا في غمرة شرودها السحيق ....
( ماذا ؟!! ...... هل سمعتني نطقت بشيء ؟؟ ..... )
عقدت سوار حاجبيها و هي تتامل تيماء بدقة ... ثم قالت مبتسمة برقة
( لا ..... كنتِ تتأوهين فقط ....... )
رمشت تيماء بعينيها و همست بتوتر ...
( آه نعم .... لا ..... كنت فقط ...... شاردة ..... )
ابتسمت سوار بصمت شارد .... و هي تراقب تيماء عن كثب , ثم قالت بخفوت
( أتفكرين فيمن ستختارين ؟!! ........ )
رفعت تيماء اليها عينين متسعتين متوترتين و هي تقول متشنجة
( ماذا تقصدين ؟!! ......... )
ردت عليها سوار مبتسمة بتعاطف
( أنتِ تبدين كمن يقف على صفيحٍ ساخن منذ وصلتِ الى هنا .... تنتفضين لأقل همسة , على الرغم من وقاحتك و لسانك المحارب ..... الا أنك متوترة كقطة منتفشة الشعر ...... أعرف أن أمر اختيار أحد ابناء أعمامك صعب جدا عليكِ و أنتِ لم تعرفي أي منهم الا منذ ايام قليلة .... )
ابتلعت تيماء ريقها و هي تخفض عينيها ناظرة الى الهاتف البارد بين أصابعها .... ثم قالت بفتور خافت
( آه نعم ...... صعب جدا ..... )
قالت سوار مترددة قليلا , لكن دون أن تفقد ابتسامتها
( حسنا ..... أنا لا أريد الضغط عليكِ أكثر , لكن يمكنني تفضيل أخي أكثر من الجميع ..... إنكما مناسبين لبعضكما جدا .... وهو يمتلك كالذهب , على الرغم من مظهره اللامبالي ..... )
اتسعت عينا تيماء و هي تنظر الى سوار مصدومة .... منتظرة أن تضحك سوار أو أن تصدر اي شيء ينم عن مزاحها ....
الا انها على ما يبدو كانت جادة تماما .....
فغرت تيماء شفتيها و هي تنقل نظرها بين سوار الهادئة و عبد الكريم الذي يقود السيارة ببساطة و كأنه اعتاد الكتمان و السرية ...
ثم لم تلبث أن ضحكت بعصبية و قالت بتوتر
( لا ...... لا صدقيني , أنا لست الزوجة المناسبة لاخيكِ ..... لو كنتِ تملكين ذرة حب أخوي له , لن تعيدي هذا الإقتراح مجددا .... أنا مجنونة في أغلب الاوقات ..... عصبية .... شديدة التملك ...... مشعثة الشعر , وهو على ما يبدو يتوقع شعرا شبيه بشعر أخته ....... أنا كارثة و حلت على من يختارني ...... )
اتسعت ابتسامة سوار حتى ظهرت أسنانها ثم قالت بهدوء
( الجميل في الأمر أنكِ أنتِ من تملكين حق الإختيار ... بأمرٍ من جدي , و يبدو أن أبناء أعمامك ليس لديهم أي مانع أو اعتراض و كل منهم يتمناكِ لنفسه ..... )
مطت تيماء شفتيها و هي تبتسم بسخرية ... ثم قالت بضيق
( ألم تدركي بعد أنهم لا يتمنوني لشخصي أو لجمالي المبهر !! ....... )
قالت سوار بلطف
( لا تكوني قاسية في الحكم عليهم ...... إنهم من أفضل الشباب , معدن شخصيتهم نقي ......)
هزت تيماء رأسها بيأس و هي تحاول انهاء هذا الحوار اليائس ... الا ان سوار تابعت تقول بمرح
( ثم أنني كنت أرشح أخي الآن .... وهو يختلف جدا عنهم , إن كان هناك ما أستطيع أن أضمنه لكِ هو انه مختلف ..... مختلف عن الجميع ..... )
هزت تيماء رأسها و قالت معترفة بمضض
( نعم ..... هو مختلف ..... مختلف لدرجة أنني لو تزوجته لدخلت أنا يمينا و دخل هو يسارا ..... )
صمتت و هي تخفض وجهها تعاود النظر الى الهاتف المظلم كظلام الليل ....
حسنا من تخدع ؟!! ......
من المؤكد أنه قد رأى الرسالة و تجاهل الرد عليها ....
لكن حتى و هي تفكر بهذا الاحتمال كان قلبها يكذبه ....... قلبها يصرخ بها معنفا , الا تتخيل ذلك ....
لكن ها هو الهاتف بارد جامد .... يتحدى صراخ قلبها .....
تنهدت تيماء و هي تنظر من النافذة ..... فقالت سوار بهدوء
( ها قد عدتِ الى التنهد من جديد ....... )
نظرت اليها تيماء بقنوط ثم قالت بخفوت و تردد
( لقد قمت بشيء غبي ........ )
توقعت أن تسألها سوار عما فعلته ... الا أنها كانت تبدو شاردة و تركيزها بعيد ... حتى أنها قالت و عيناها تسرحان في البعيد
( و أنا كذلك ..... قمت بفعل شيءٍ غبي .... جدا ..... )
عقدت تيماء حاجبيها قليلا ... و انتبهت الى سوارفقالت بخفوت
( ماذا فعلتِ ؟!! ............. )
لم ترد سوار على الفور ... بل كانت تبدو و كأنها تسبح في عالمٍ آخر و هي تقول بعد فترة
( تعاملت بطريقة طبيعية مع أمرٍ ظننت أنه ......... )
صمتت قليلا ثم لم تلبث أن قالت بخفوت أكبر و كأنها تحادث نفسها
( كم عمري الآن ؟!! ...... و كم عاما مضى منذ وقتها ؟!! .... مضى عمر كامل !! ....... ترى هل ظني في محله ؟!! ...... )
قالت تيماء بعدم فهم
( عما تتكلمين ؟!! ....... من الواضح أن زيارتك لهذه العائلة قد أثر عليكِ , أنهم ...... )
نظرت اليها سوار مقاطعة بقوة
( لا يا تيماء .... لا تتابعي .... أنها عائلتي كذلك , ربما كنت أنا من ابتعد لفترة طويلة .... اطول مما انتويت .... )
ردت تيماء بخفوت كي لا يسمعهما عبد الكريم
( لكن هذا الرجل الذي أمرك بتغطية وجهك .... بدا شديد التعنت وهو يأمرك بذلك بينما لا يحق له هذا ... من يكون هذا الفظ ؟!! .... )
هتفت سوار معترضة همسا
( لا تصفيه بهذا يا تيماء .... انه ابن خالي و معلمي ..... كان شيئا كبيرا جدا بالنسبة لي .... له مكانة مميزة لم يحتلها أحد سواه .... )
كانت تيماء تسمعها بتركيز .... و كأنها تصف نفس المكانة الخاصة التي وضعت بها قاصي قديما .... فوق جميع البشر ....
لكن مكانة قاصي عندها كان العشق يكللها .... أما سوار فكانت تتحدث عن رمز أكثر منه رجلا .....
أما قاصي فكان الرجل الوحيد بحياتها .....
قالت تيماء و هي تحاول الخروج من دائرة قاصي المحيطة بروحها ولو بالقوة
( لكن لماذا بدا شديد التسلط ؟؟ ....... هل يتصرف بتلك الطريقة مع زوجته ؟!! ..... )
نظرت اليها سوار مصدومة من السؤال العفوي .... فترددت قليلا ثم همست باتزان مضطرب قليلا
( لا أظن ذلك .... زوجته تلك التي استفزتني ذات الفستان الأحمر.... إنها ابنة خالي هي الأخرى و ابنه عمه .... )
فغرت تيماء فمها بذهول قبل أن تهتف همسا
( العقرباء المطرزة ؟!! ..... ياللهي !! .... لا عجب اذن أن عقله قد اختل بعد العشرة الطويلة معها !! ..... إنهما كثنائي يشكلان كارثة في حق البشرية ...... )
أفلتت ضحكة متشفية من بين شفتي سوار ... الا أنها كتمتها و قالت بحزم غاضب
( لا يصح هذا يا تيماء ...... )
همست تيماء من بين أسنانها
( و هل تعرف تلك العقرباء الفرق بين ما يصح و ما لا يصح ؟!! .... أقسم بالله لو كان أحدهم قد وجه لي كلاما كالذي وجهته لكِ لكنت اقتلعت عينيها و اقحمتهما في فمها .... ما قالته كان خطأ رهيبا .... فادحا .... حتى أنها ادركت ذلك على الرغم من أنني لست من هذه البلد ..... لقد سمعت ..... )
صمتت تيماء قليلا ... ثم همست بخفوت أكبر متعاطف و غاضب
( لقد سمعت ما همست به في أذنك ....... )
اجفلت سوار و برقت عيناها برفضٍ غاضب و نفور .... الا أنها لم تلبث أن استعادت توازنها بقدرة تثير الإعجاب ....
و رفعت ذقنها و هي ترد عليها همسا بثقة ....
( أنا أكبر من أن اهتز لكلماتٍ وضيعة كتلك ....... أو حتى التنازل الى مستوى الرد عليها )
أبعدت سوار وجهها تنظر الى النافذة في الظلام منهية الحوار ... الا أن بداخلها كانت تتوهج شعلة من الغضب .... فما فعلته و قالته ميسرة لا يغتفر ...
لكن الأكثر دناءة منها هو راجح ...... ذلك الذي يتعمد حتى هذه اللحظة أن يفضحها و يسيء الى سمعتها دون شرفٍ أو نخوة .....
حتى وصل به الأمر أن يشهر بها أمام .... ليث ... ...
لم تكرك أنها كانت تقبض كفيها معا بشدة .... و هي تتخيل ردة فهل ليث على كلام راجح ......
أغمضت عينيها و هي تتنفس نفسا غاضبا ... لافحا ... و هي تهمس في داخلها ....
" لقد ثقل حسابك معي يا راجح ..... ثقل جدا .... "

أرادت تيماء الكلام .... هناك شيء ما يخصها في ما سمعته ....
لا لا يخصها تماما .....
لكن راجع الرافعي الذي ذكرته .... اليس هو أخ قاصي ؟!! ... هل يحب سوار ؟!! ...
توقفت تيماء و هي تنظر الى سوار مطولا .....
كل الطرق تطوف حول قاصي من قريب أو من بعيد .... أو ربما كانت هي من تربط العلاقات دون ارادة .....
أطرقت تيماء قليلا بوجهها و هي تفكر أن راجح هذا يبدو شرسا ... من نظرات عينيه الغير متزنة و الأقرب للعبث ....
و منذ المواجهة التي سمعت عنها بينه و بين قاصي .... لم ترى قاصي .....
رفعت تيماء وجهها مصدومة و قلبها يخفق بعنف !! ....
ترى أيكون قد آذاه ؟!! .....
لكن قاصي أقوى و اعنف و هي أدرى الناس به .... لا يمكن لشاب مدلل مثل راجح أن يهزمه بشيء !! ....
أغمضت تيماء عينيها و هزت رأسها بيأس ....
إنها على وشك الإصابة بالجنون حتما ......
أجفلت فجأة حين سمعت صوت رنين مميز لوصول رسالة على هاتفها !! .....
فانتفض قلبها في اللحظة الواحدة آلاف المرات ... حتى أصبح بقائها حية يعد معجزة في حد ذاته ....
أخذت تتنفس بصعوبة و هي غير قادرة على النظر للهاتف ...
لا تزال مغمضة عينيها و قلبها يعزف لحنا صاخبا ...
و حين استجمعت كل قواها ... استطاعت رفع جفنيها بصعوبة و هي تفتح الرسالة بأصابع خرقاء مرتجفة ....
هبط قلبها دفعة واحدة وكأنه أعلن فجأة عدم رغبته في الحياة ...
فقد كانت الرسالة من أيمن ...
و كان هو الشخص الوحيد الذي تتمنى سماع اي كلمة منه ...
رسالة مترددة ... تحمل اطارا من التهذيب و بعدا من الإحراج ..... لكن مما لا شك فيه انها كانت انسحاب لبق كلي ....
" مساء الخير يا تيماء ..... أعرف أنها رسالة متأخرة جدا ....
لكن موقفي كان غاية في الحرج , و انا أعلم أنني قد تسببت في الالم لكِ دون قصد .... الأمر كان أكبر مني و أرجو أن تدركي ذلك و تقدري أنكِ لم تكوني تامة الوضوح أمامي .....
لم أعرف عن ظروفك كاملة و كان هذا ليوفر علينا الكثير من الحرج ....
لازال رأيي هو نفسه .... أنتِ انسانة رائعة و قوية و تشرفين أي رجل .... و ربما ستكون عائلتك أكثر حظا مني بكِ ....
سبب ارسالي لهذه الرسالة هو أبلاغك أنني على استعداد تام لمساندتك في نيل المنحة التي كنتِ تسعين لها ... و سأساعدك بكل ما أستطيعه ..... و هذا أبسط ما أقدمه لكِ .....
أنا انتظرك في الكلية متى كنتِ جاهزة .... و أتمنى رؤيتك بأعلى المراكز .... "
ظلت تيماء تنظر الى الكلمات طويلا ... بعينين فاترتين .. خاليتين من الحياة ....
ثم لم تلبث أن أغلقت الرسالة و هي تلتقط نفسا عميقا ... ناظرة الى الليل المظلم أمامها .....
هل من المفترض أن تشعرها تلك الرسالة بالتحسن ؟!! .....
حسنا لا يمكنها لومه تماما .... ربما كان معه بعض الحق في أنها اخفت عنه بعض الحقائق ...
مثل حقيقة وضعها و امها كدرجة دنيا في هذه العائلة ....
اخفضت عينيها الكسيرتين .... و هي تفكر أن موقف أيمن كسر جزء منها ...
الجزء المعطوب منها و الذي يشعر بالنبذ و الدونية منذ سنوات طويلة ....
الا انه لم يمس قلبها أبدا ....
رجل واحد هو الوحيد القادر على جعل قلبها ينتفض انتفاضته المعروفة المؤلمة ......
رجل واحد وهو الذي ارسلت له نداء احتياج ما أن رأت عروس ترتدي ثوبا أبيض .... و الابتسامة تظلل وجهها بسعادة واضحة ...
حينها لم تدري الا و اصبعها يبعث بتلك الكلمة المثيرة للشفقة اليه ....
فغرت تيماء شفتيها المرتجفتين قليلا بألم ...هامسة لنفسها
" لكنه لم يرد ...... لم يرد ..... "
لقد هربت جريا من حفل الزفاف بجنون خوفا من أن تجده منبعثا من العدم .... لكن ها هي تقف أمام نفسها لترى مدى الغباء الذي تتصف به ...
فقاصي لم يبادر بالإتصال بها حتى !! ...
ربما كان مع مسك حاليا ... يشكو لها من معاناته و تعنتها .... و ربما خففت عنه مسك مربتة على كفه و هي تنصحه أن يتخلى عن أمله فيها ....
و ربما وجد حينها أن مسك هي الأنسب فعلا !! ....
زفرت تيماء بأنين غاضب من نفسها و هي تصل بتفكيرها المشوش الى كل هذه القصص الوهمية المتداخلة ...
تكلم عبد الكريم فجأة قائلا بصوتٍ خشن حائر ...
( من هذا اللذي يشير اليّ على جانب الطريق ؟!! .....)
انتبهت كل من سوار و تيماء من شرودهما الى ما يقوله عبد الكريم ... الا أن الرجل الملوح لهما كان خفي الملامح في هذا الظلام الدامس بالطريق الغير ممهد أو مضيء ....
أبطأ السيارة قليلا الى ان وقف بمحاذاة الرجل الذي انحنى ممسكا باطار نافذة عبد الكريم المفتوحة وهو يقول بصوتٍ عميق مألوف
( السلام عليكم ..... مرحبا يا عبد الكريم .....)
شهقت تيماء بصمت فاغرة شفتيها و هي تتطلع من مقعدها الخلفي الى صاحب الصوت الكفيل بانتفاضة قلبها بين أضلعها ...
وهو ...
هو وحده من سمع شهقتها .... فرفع عينيه الى عينيها مباشرة ....
استطاعت تيماء أن ترى الوهج بهما رغم الظلام الكثيف ... فرفعت يدها الى فمها , غير قادرة على التنفس أو ابعاد عينيها عن عينيه المتربصتين بها ....
تكلم عبد الكريم قائلا
( آه و عليكم السلام يا قاصي ... ماذا تفعل هنا ؟!! ..... )
رد قاصي عليه بصوتٍ عفوي طبيعي ... بينما شعرت تيماء أن كل حرف من كلامح موجها اليها , يتخللها كالسهام
( كنت متوجها الى دار الرافعية ... لسبب هام جدا , لكن السيارة تعطلت مني على الطريق ..... أيمكنك المساعدة ؟!! ..... )
رد عبد الكريم متفهما
( آه ... حسنا لا بأس , انتظرني هنا حتى أصل بالسيدتين حتى الدار ثم أعود اليك ...... )
رد قاصي بهدوء طبيعي تماما
( و لما لا أذهب أنا بهما الى الدار , فقد تأخرت على من يحتاجني جدا ...... )
انهى عبارته وهو ينظر الى تيماء بنظراتٍ حارقة جعلتها تخفض وجهها الملون بسرعة و هي تتنفس بسرعة خيالية ... جعلتها تريد أن تنشق الأرض و تبتلعها ...
و بنفس الوقت تتملكها مشاعر همجية تجعلها راغبة في الصراخ عاليا .... ابتهاجا مجنونا ,... و ذعرا !!!
وبمنتهى العفوية تابع قاصي وهو يشير بذقنه
( مرحبا سيدة سوار ......... )
ردت سوار عليه بقلق
( كيف حالك يا قاصي ؟؟ ..... لقد قلق عليك جدي الفترة الماضية , لقد اختفيت تماما ..... )
رد عليها قاصي بنفس الصوت العميق الراسخ
( ليس وحده على ما يبدو ............ )
التاع قلب تيماء و اختلج بعنف , فنظرت من نافذتها الجانبية متهربة منه و هي تنتفض داخليا بذعر و بهجة خائنة آلاف المرات .....
تابع قاصي ببساطة
( أنا ذاهب عليه على الفور بكل حال ......... )
ردت سوار بهدوء
( لا بأس اذن ...... سيقلنا قاصي يا عم عبد الكريم ليرى جدي وحاول ان تصلح سيارته الى أن أرسل اليك أحد الرجال على وجه السرعة .... فقاصي يبدو مرهقا بشكل محزن .... )
لم يتردد عبد الكريم طويلا قبل ان يخرج من السيارة و يتبادل مع قاصي بضعة كلمات عن السيارة ... و خلال ثوانٍ كان قاصي داخل سيارة يحتل المقعد الأمامي بكل ثقله ... فاهتزت السيارة و شعرت تيماء و كأن وجوده احتل المكان بأكلمه و ضمها .... بقوة ....
الا أنها أبقت عينيها المتسعتين المذعورتين على النافذة المظلمة باصرار و هي ترتجف بعنف
و ما أن تحركت السيارة بهم حتى قالت سوار باهتمام صادق
( أين كنت يا قاصي طوال اسبوع ؟!! ...... صوتك يبدو مجهدا حد الإعياء .... )
رد قاصي بصوتٍ عميق بشدة .... و عيناه على تيماء في المرآة بينما يقود السيارة بثقة و سرعة
( كنت في القرب سيدة سوار .... لم أكن لأبتعد و أنا أترك جزء من نفسي هنا .... و ما أن علمت أن هناك من يحتاجني أتيت على الفور .... لم أكن لأتأخر أبدا ..... )
قالت سوار باهتمام
( هل اتصل بك جدي ؟!! ........... )
قال قاصي ببساطة
( لقد أتيت قبل أن يتصل .... أعرف أنه يريد رؤيتي .... )
صمت قليلا ثم قال بصوت بدا ذون نغمة مجنونة ... محتوية للمحيط ان امكنه
( كيف حالك الآن يا تيماء ؟؟ ....... )
قفزت تيماء في مكانها و هي تنظر اليه عبر المرآة ... ثم قالت بغباء مثير للشفقة
( ها ....... ماذا ؟!! .......... )
نظر اليها قاصي عبر المرآة و بدا غافلا عن الطريق تماما ...
( سألتك كيف حالك ؟!! ..... هل زال ألم الجرح تماما ؟! ..... )
بدت كالمجنونة و هي تنظر اليه بارتياع قبل أن تهمس بارتجاف
( أي جرح ؟!! ........... )
قال قاصي مبتسما بخفوت
( الجراحة التي أجريتها .... من الفترض أن يكون موعد نزع خيط الجراحة أمس ..... )
رمشت بعينيها و هي تبعد عينيها عن عينيه قائلة بخشونة بدت زائدة عن الحد من فرط ارتباكها
( نعم ........ كل شيء بخير ..... )
كانت تشعر بالذعر من جنونه .... خاصة مع أريحية تعامله معها أمام سوار , فهو حتى الآن يدعو سوار بلقب " سيدة " .... بينما ينادي اسمها هي مجردا ببساطة و حميمية ... دون أن يهتم لوجود سوار ...
لاح دار الرافعية من على بعد ..... فساد الصمت المشحون بالتوتر الى أن انحدر قاصي عبر الممر المؤدي اليه ....
و ما أن فتحت بوابته حتى دخل بالسيارة ..... الى أن وقف بها دون أن يبطل محركها .....
فقالت سوار بهدوء
( هيا يا قاصي ابطل المحرك و انزل لمقابلة الحاج سليمان ..... )
رد قاصي بصوت غريب
( سيحدث سيدة سوار ..... لكن قبلا هناك حوار بيني و بين تيماء لم ينتهي بعد و أنا حتى الآن لم أملك الفرصة لإنهائه ..... لذا سأصطحبها معي لدقائق ..... )
شهقت تيماء بصوتٍ عالٍ و هي تنظر اليه بذهول ....
هل اختل عقله تماما ؟!!!! ...... المعتوه ؟!! ...... المجرم ؟!!! .........
الا أن سوار قالت بهدوء
( لما لا تكملان حواركما في الداخل اذن ؟!! .......... )
رد قاصي بثقة
( لن أجد الوقت لذلك .... كلما أردت مكالمتها منعنا أحد أفراد العائلة من ذلك ..... بضعة دقائق فقط و سأعيدها ,...... )
نقلت سوار نظرها بينهما في الضوء الشاحب المعتم المنبعث من مصابيح حدائق الدار ..... ثم قالت بخفوت
( لا أظن أنني سأتركها لك في مثل هذا الوقت يا قاصي ....... لا أستطيع السماح بذلك .... )
ضحك قاصي بخفوت مجهد ...
( لا تخافي سيدة سوار ...... لقد اعتدت ايصال تيماء لسنواتٍ طويلة حتى بت أشعر بالغرابة كلما منعني أحد من محادثتها ..... انها في رعايتي منذ أن كانت طفلة .... )
قالت سوار و هي تراقبهما باهتمام متفحص ....
( لكنها لم تعد طفلة الآن يا قاصي ..... و الوقت متأخر .... )
قال قاصي بنفس الثقة
( انها التاسعة ليس الا ..... و خلال دقائق ان لم أعدها .......... )
صمت عن عمد وهو ينظر الى عيني تيماء المذعورتين في المرآة ..... فسحبت نفسا طويلا مرتجفا برعب قبل أن يقول متابعا بهدوء
( يمكنك ارسالة فرقة من رجال جدي بحثا عنا ....... )
تعمده لفظ كلمة " جدي " كانت حركة في منتهى الخبث كي سيتدر عطف سوار .... و بالفعل نقلت نظرها بينهما بتفحص غامض .... قبل أن تقول بخفوت
( الى أين ستذهبا ؟!! ..... البلد صغيرة و نحن لا نريد فضائح رجاءا ... )
رد قاصي بهدوء
( سنخرج من أبواب القصر ليس الا ....... و اطمئني , لن أتسبب في الفضائح لتيماء أبدا .... فهي جزء مني ..... )
اغمضت تيماء عينيها و هي تتأوه دون صوت بيأس صارخة في داخلها بعنف
" ياللهي ..... ياللهي !! ...... ماذا يفعل المختل المجنون المعتوه ؟!! ..... "
الا أن قاصي تابع بهدوء بريء
( كل فرد منكم هو جزء مني ..... و أنا لن أؤذي اي منكم أبدا سيدة سوار ..... )
ساد صمت طويل مريع قبل أن تقول سوار موجهة كلامها الى تيماء
( أتريدين الكلام مع قاصي يا تيماء ؟؟ ........ )
نظرت اليها تيماء بهلع وودت بجنون لو تشبثت بطرف عبائتها و بكت متوسلة اليها الا تتركها بمفردها معه كالأطفال ... الا أن ذرة النضوج المتبقية بداخلها جعلتها ترفع وجهها و تستجمع كل قوتها كي تقول بصوتٍ هادىء كذبا ...
( نعم رجاءا يا سوار ...... هناك .... حوار هام بيني و بين قاصي أحتاج .... لإنهاءه و سأعود سريعا ... )
بقت سوار مكانها و هي تنظر اليهما .... متسائلة بداخلها
" كيف لم تدرك الأمر من قبل ؟!! .... ترى أيعلم جدها بالأمر ؟!! .... أن هاذين الإثنين مغرمين ببعضهما ؟!!!!! ...... "
تحركت سوار من مقعدها و هي تقول بنبرة صارمة قليلا
( فقط دقائق يا قاصي ........قد يسأل جدي عنها بأي وقت .. )
قال قاصي ببساطة
( فقط دقائق سيدة سوار ......... )
خرجت سوار من السيارة على مضض و كأنها لا تريد ..... الا أنها كانت مدركة بأنها لن تستطيع منعهما لو أرادا .... و قد يتهورا بأي تصرف ...
قد يظن جدها ان بامكانه احتجاز تيماء و طرد قاصي ....
لكنها تعرف جيدا العالم الجديد خارج اسوار هذا القصر بخلاف جدها .....
و أن قيود العائلة لم تعد مخيفة الى هذا الحد .... خاصة لو امتلك احد افرادها جزءا مات من قلبه ....
اغلقت سوار باب السيارة خلفها و تعمدت صعود السلالم برأس مرتفع دون ان تنظر خلفها كي لا تثير انتباه اي احد الى وجود تيماء في السيارة ....
كانت تتسائل بداخلها هل ما فعلته كان صحيحا او خاطئا .... لكن بداخلها كانت هناك مراهقة مختفية في احد زواياها .... لا تزال تنظر الى قصص الحب بدافع من الأمل .... الا أنه أمل ضعيف جدا , يكاد أن يكون يائسا .... لقد أحبت ذات يوم و كانت النتيجة خذلان مريع لا تزال تعاني من آثاره حتى الآن ....
تنهدت سوار و هي تهمس لنفسها
" عامة ما تأكدت منه الآن ..... ان تيماء لن تكون لفريد مطلقا .... "
أما في السيارة فقد كانت تيماء في حالة من الذهول جعلتها تعجز عن الكلام لعدة لحظات و كان هذا أكثر من كافي لقاصي كي يقول بهدوء آمر
( اخفضي رأسك ........ )
لم تفهم على الفور فقالت بغباء بائس
( ماذا ؟!! ............. )
قال قاصي وهو يتحرك بالسيارة
( أخفضي رأسك كي لا يراكِ أحد ....... بسرعة ..... )
لم تفكر و هي تخفض رأسها ... نصف مستلقية على المقعد الخلفي وهو ينطلق بالسيارة خارجا من بوابة دار الرافعية .......
أغمضت تيماء عينيها و هي تتأرجح بقوة على مقعد السيارة ... أثناء انطلاق السيارة فوق الطريق الغير ممهد مخلفة زوبعة من الغبار الأبيض الكثيف .......
طالت الدقائق و هي تحاول تهدئة قلبها المجنون ...... لكن الدقائق كانت تمر و ابتعدا عن قصر الرافعي جدا ... فتجرأت على رفع رأسها أخيرا و استقامت ناظرة حولها بخوف
لتجد أنهما قد ابتعدا عن الطريق الذي وصلا منه ..... كان طريقا آخر مهجورا محاطا بالزراعات من مكان ......
حينها فقط نظرت الى قاصي و هتفت
( الى أين تأخذني ؟!! ......... )
لم يرد قاصي على الفور فهتفت بغضب بدأ يتفجر بعد الصدمة الأولى و تراجع تأثيرها
( الى أين تأخذني يا قاصي ؟؟؟ ...... )
ابتسم قاصي ابتسامة رأتها في المرآة بوضوح ... قبل أن يقول بخفوت بريء
( الى مكان بعيد ...... أستطيع فيه أن أشبع احتياجك .... )
فغرت تيماء شفتيها بذعر ... بينما تلون وجهها بلونٍ أحمر قاني وهي تصرخ
( احترم نفسك يا قاصي و أعدني فورا ...... )
لم يبذل قاصي أي مجهود كي يغير وجهته .... و لم تهتز به عضلة واحدة ..... الا أنه قال ببساطة
( لا زال تفكيرك ملتويا دائما تجاه المعاني ال ......... )
الا أن تيماء لم تسمح له بالمزيد فصرخت بقوة
( قلت اخرس ...... لا اسمح لك بمثل هذا الكلام .... )
ارتفع حاجبي قاصي و قال ضاحكا
( لم أقل شيئا ..... عقلك الملوث هو الذي تكفل بالأمر , أنا فقط استمتع ...... )
احمر وجهها اكثر حتى لم يعد هناك مجالا أكبر للإحمرار أكثر ... فصرخت بعنف و هي تضرب مقعده بكفها
( ارجعني للدار يا قاصي ...... )
ضحك قاصي ضحكة خافتة خالية من المرح قبل أن يقول بخفوت
( أصبحتِ تقولين " دار " ........ لقد أثرت عليكِ فترة بقائك هنا ..... )
صمتت تيماء و هي تنظر الى جانب وجهه المظلم .... و قد بدا صوته متباعدا , متعبا ..... و به شيء غريب ...
لذا سكنت مكانها عدة لحظات قبل أن تقول بخفوت
( أين كنت طوال هذه الفترة ؟؟ ............. )
ترى هل لمح العتاب في صوتها الخافت ؟!! .....
لم تكن تنوي أبدا أن تظهر شيئا منه ... الا أن صوتها بدا عاتبا متألما بدرجة أكبر من أن تستطيع اخفائها ...
لم تدرك أن ألمها كان كبيرا الى هذه الدرجة حتى رأته مجددا .....
رد عليها قاصي قائلا بجدية
( كنت بالقرب منكِ ..... لم أكن لأتركك هنا بمفردك بعد أن أتيت بكِ و ارحل أبدا .... )
لم تدري من أين اندفعت العبارة المتهورة لتنطق بها دون تفكير .... بصوتٍ غامض
( سبق و فعلتها ........... )
ساد صمت مرعب بينهما ......
كانت تشير بوضوح الى فراقهما منذ خمس سنوات , حين أحضرها الى هنا و تركها ..... لمصيرها وحيدة منبوذة ......
لم يتكلم قاصي .... فازداد خوفها .....
أرادت أن تتكلم .... أن تخبره أنها لم تقصد ما لمحت اليه , الا أنها لم تستطع .....
لم يرد قاصي عليها ..... و لم تصدر منه أي حركة أو حتى ايماءة ساخرة يطمئنها بها .......
أوقف السيارة أخيرا , فنظرت حولها بتوتر ....
كان مكان مهجور تماما .... لا وجود لأي أثر من معالم التحضر ....
جزء مكشوف من الصحراء المترامية .... على جانبي طريق خلت منه الزراعات أخيرا .....
ابتلعت تيماء ريقها و هي تلتفت اليه قائلة بخفوت
( لماذا أحضرتني الى هنا يا قاصي ؟؟ ........ )
لم يجبها .... بل خرج من السيارة بهدوء و استند الى مقدمتها و كأنه غير مهتم وجودها .....
انتابتها موجة عارمة من الغضب الهائج و لم تشعر بنفسها الا و هي تخرج خلفه صافقة باب السيارة بعنف لتدور حول السيارة و تواجهه بكل قوتها هاتفة بغضب
( قاصي أجبني ............ و إياك أن تتجاهلني بهذا الشكل مجددا ..... )
و كأن السنوات لم تمر .....
كان على نفس هدوءه اللا مبالي و أحد أقنعته الساخرة .... و هي كانت على اندفاعها المتهور دون تعقل أو اتزان ....
اختلج قلبها و كأنها تشعر بالسنوات تعود بها في لمح البصر الى حبهما الأول .....
عيناه كانتا تتفحصانها بدقة دون تعبير واضح ...... ثم قال أخيرا بصوت خافت غريب
( تبدين جميلة ............ )
لم يكن صوته يحمل انبهارا حقيقيا .... ربما عيناه كانتا تلتهمانها بنفس النظرة القديمة دون أن يتغير منها شيئا ... لكن صوته .... لا ....
صوته كان غامضا و متباعدا و كأنه غير راضيا تماما .....
ارتبكت قليلا الا أنها رفضت أن تظهر له فقالت بخفوت
( كنت أحضر حفل زفاف .......... )
قال قاصي بصوت خافت وهو يتأملها دون رحمه
( هذا ما اراه ......... )
كانت واقفة أمامه ترتدي تنورة سوداء طويلة حتى كاحليها ... مخملية جميلة و فوقها كنزة كحلية اللون ... متناثر عليها بعد الخيوط الفضية ....
كانت هذه هي الملابس الوحيدة التي أحضرتها معها و أمكنها أن ترتديها لحفل الزفاف ....
و من فوق ملابسها كانت عباءة سوار الحريرية السوداء المفتوحة تتطاير خلفها بمنظر مهيب ....
و السلسال الذهبي الثقيل يستقر على صدرها و يثقلها .....
قال قاصي أخيرا متابعا وهو ينظر الى عينيها المكحلتين بحكلٍ ثقيل أسود يتناقض مع لونها الفيروزي ...
( تبدين رافعية أبا عن جد ........ )
عبارته الخافتة جعلتها تتسمر مكانها ..... و كأنه كان يتهمها بشيء ما أبعد من ملابسها .....
كانت هذه العبارة دائما ما تمثل لها اتهام تنكره بكل قوتها ... و هي تشعر بالنفور
الا انها وجدت نفسها تقول بخفوت و هي تنظر الى عينيه
( أنا رافعية أبا عن جد ........ لا أحتاج الى القليل من الملابس كي أثبت ذلك .... )
ارتفع حاجب قاصي بصمت و كأنها قد صدمته بكلامها الهادىء .....
فقال ساخرا يستفزها
( هل اقتنعتِ بذلك أخيرا ؟!! ..... كنتِ دائما تنفرين من الفكرة .... )
ازعجتها سخريته و زادتها مرارة ... فقالت بفتور
( ربما قررت أخيرا الاستفادة من الأمر الواقع المفروض علي ...... و لماذا يضايقك ذلك ؟!! )
نظر قاصي الي عينيها طويلا ... نظرة اذابت عظامها قبل ان يقول بهدوء و قد تداعت سخريته حطاما ...
( ربما لأنني أعتدت أن تلجأين الي دائما ..... أعتدت أن اكون أهلك و عائلتك الوحيدة ..... )
لم تدري بنفسها الا و هي تتأوه بخفوت .... و عيناها تتشربان رجولته التي تاقت الى كل ملمحٍ منها منذ زمنٍ طويل ....
هوا قاصي رغم تغير شكله الا أنه بنفس الوسامة الخشنة التي تمس القلب قبل العينين ...
فكه القوي الذي يبدو و كأنه قد نحت خصيصا للألم ....
و عيناه الهادرتين .... بالجمر المتوهج بهما .....
اقتربت منه تيماء ببطىء و العباءة الحريرية السوداء تتطاير من خلفها , الى أن وصلت اليه ....
ووقفت أمامه مباشرة ....
كان قد ترك ضوء مصابيح السيارة مضاءا من خلفه .... فبدا وجهه مظلما بعيدة عنه .,,,
لكن ما أن اقتربت منه الى هذه الدرجة حتى اتسعت عيناها و شهقت بهلع و بصوتٍ عالٍ و هي ترفع يدها الي فمها الصارخ
( قاصي ..... ماذا أصاب وجهك ؟!! ..... )
كان هناك خط رفيع من قطبات حديثة ... ممتد على طول وجهه من حاجبه االأيمن مرورا بأنفه حتى وجنته اليسرى ......
لم يتحرك قاصي من مكانه ... بل ظل قريبا منها بعطره التي تستطيع تمييزه جيدا ... ينظر اليها بنظرة هادرة .... نظرة تشملها و تبتلعها لتغرقها بأعمق أعماقه ....
الى أن قال أخيرا بصوتٍ ساخر خافت
( لقد أصبحت مشوه الوجه ...... هل سيؤثر هذا في ارتباطنا ؟!! ..... )
ارتباطنا ؟!! .....
انه يتكلم بمنتهى الثقة ..... و البهجة المجنونة تشتعل في صدرها بفعل كلمته الساخرة العابرة ....
الا أنها تغاطت عنها بأعجوبة و هتفت بقوة من وقع صدمتها
( من فعل هذا بوجهك يا قاصي ؟!! ..... هذا ليس حادثا عابرا أبدا ...... )
قال قاصي ببساطة وهو يهز كتفيه غير مهتما
( لا تبالي بها ...... لقد اخبرتني الممرضة انها تزيدني جاذبية ... )
لم ترد تيماء على استفزازه الواضح .... كان يحاول ان يبعدها عن السؤال , الا انها قالت بقوة و الم مجددا
( قاصي تكلم فورا ..... من فعل بك هذا ؟؟ ........ )
الا أن قاصي ابتسم .... ابتسامته التي اشتاقت اليها ....
تلك الإبتسامة المشاغبة الشهية .... و التي جعلته الآن أضغر سنا و كأنه عاد للعشرينات مجددا ....
وهو يقول بمرح
( كانت ممرضة صغيرة و لطيفة .... عيناها خضراوين جميلتين , .... و شعرها ناعم كالحرير ... )
المرح في صوته لم يطال عينيه .... عينيه الغائرتين و صوته الأجش ....
فقالت تيماء بحدة و قد بدأت غيرتها الحمقاء تشتعل مجددا على الرغم من معرفتها أنه لا يقول ذلك الا كي يستفزها فقط
( قاصي ......... توقف عن هذه السخافة , لم تعد شابا عابثا ..... )
الا أنه استقام من استناده الى السيارة فوقف أمامها , حتى اضطرت الى رفع وجهها اليه و ابتلعت ريقها بصعوبة ... بينما عيناه لن تحررا عينيها من الأسر مطلقا وهو يهمس بصوتٍ أجش
( الا أن عينيها لم تحملا درجة اللون الأزرق الموجودة بعينيكِ ...... )
كانت على وشك السقوط أمامه من شدة ارتجاف ساقيها فأفلت تنفسها المرتجف من بين شفتيها ....
و دون أن تدري وجدت يدها ترتفع لتلامس الجرح الممتد على طول وجهه و هي تهمس باختناق بينما غلالة من الدموع تتجمع على حدقتيها اللتين تغزل بهما للتو ....
( من فعل بكِ هذا ؟!! .......... أهو أخيك ؟!! ....... كنت أعلم انه سيحاول أذيتك .... )
ارفعت يد قاصي لتقبض على كفها فجأة وهو يخفضها عن وجهه ... الا أنها ما أن حاولت نزع يدها لم يحررها بكل أحكم قبضته عليها ....
أخذت تيماء تجذب يدها بقوة دون جدوى و هي تهمس بخوف و قد بدأت مشاعرها تهدد بالإنهيار
( قاصي اترك يدي ...... اترك يدي , لا تفعل ذلك .... )
الا أن ملامحه تحولت الى ملامح مخيفة ... مخيفة في عنف المشاعر التي ظهرت عليها وهو يهمس بصوتٍ أجش
( اشتقت الى كفك الصغيرة مثل العصفور بين أصابعي .....اشتقت اليكِ كلك .... عناقك .... همسك .... هتافك القوي بأنكِ لي و لن تكوني لغيري أبدا ..... أين ذهبت تلك المرأة التي أحبتني يوما ؟!! ... )
كانت أصابعه تتحسس كفها فزادها ذعرا و هي تحاول عبثا سحب يدها .... فهتفت بترجي
( اترك يدي يا قاصي .... أرجوك ...... قد يرانا أحد ..... أرجوك .... )
الا أنه اقترب منها خطوة وهو يهمس بصوتٍ أكثر عنفا
( لن يرانا أحد هنا .......... )
هتفت تيماء بعذاب
( أرجوك يا قاصي ..... أنا لم أعد كما كنت , و لن أسمح لك بالتمادي .... )
يده الأخرى وجدت طريقها الى خصرها تحت العباءة المفتوحة وهو يجذبها اليه هامسا بالقرب من فكها الناعم
( اشقت الى تلك القبلة الوحيدة بيننا .... تلك التي أحلم بها كل ليلة لتفترسني ببطىء و أنا أعيدها و أعيدها .....بأحلامي فقط ..... )
كانت تيماء تتلوى بعنف لتتخلص من يده على خصرها و ما أن أبعدتها حتى امتدت يدها الحرة و صفعت وجنته بكل قوتها ......
ساد صمت مريع بينهما .... و كل منهما ينظر للآخر .... هي ترتجف من هول مشاعرها وهو متسارع النفس لدرجة الجنون و الألم ....
الى أن همست تيماء بصوتٍ منتحب ... صارم ... و قاسي ....
( اترك يدي ......... )
ترك يدها ببطىء .... ثم لم يلبث ان رفع يده يتحسس بها وجنته ليقول بسخرية على الرغم من نفسه الذي لا يزال غير ثابتا بعد ..
( لازلتِ شرسة يا تيمائي المهلكة .... الا أنكِ كنتِ قديما شرسة اندفاعا نحو عواطفي , لا هربا منها ... )
أسبلت تيماء جفنيها و هي تدلك يدها كي تمحو أثر يده الحارق عن كفها ...
ثم قالت بصرامة و جفاء دون أن تنظر اليه ...
( هل آذيت الجرح في وجهك ؟؟ ....... )
سمعت صوت ضحكتة الخافتة ... قبل أن يهمس بصوتٍ أجش
( انظري الي و تأكدي بنفسك .......... )
كان يريدها أن ترفع عينيها اليه مجددا .... و قد فعلت , رفعت اليه عينين دامعتين و قاسيتين ... تنظران الى جرحه ثم همست أخيرا بنفس الجفاء ... الا أنها لم تستطع أن تخفي اللهفة في صوتها المرتجف
( لماذا لم تدافع عن نفسك ؟؟ ....... )
ابتسم قاصي بسخرية وهو يتحسس وجنته ثم قال
( كانت صفعتك سريعة خاطفة .... لم استطع تداركها .... )
هتفت تيماء بجنون غاضب
( توقف عن ذلك ..... أنت تفهم تماما ما أعنيه , لماذا لم تدافع عن نفسك قبل أن يفعل بك أخاك ما فعل ..... )
قال قاصي ببرود مفاجىء
( انسي أمره ....... يوما ما سيوفي كل ديونه ..... ليس هو وحده .... لقد تركته يرسم هذا الجرح كي لا أنسى أبدا ..... )
شعرت تيماء فجأة بخوفٍ بارد كقبضة جليدية حول قلبها ....
و هي ترى تحول نبرة صوته من لونٍ الى آخر ..... و كأنه شخص آخر تماما ....
فقالت بعد فترة من العذاب النفسي و الصراع ما بين ضعفها تجاهه و صلابة ما ربت نفسها عليه خلال السنوات الماضية ...
( لماذا أتيت اليوم يا قاصي ؟!! ..... )
نظر الى عينيها طويلا قبل أن يقول بصوتٍ أجش خافت
( الا تعلمين لماذا ؟!! ....... لأن المرأة التي تخصني نادتني .... و صرخت " احتاجك " .... فلم أكن لأتخلف عنها الا بموتي ..... )
رفعت اليه عينين صامتتين ... متهمتين ... التقط اتهامهما بوضوح فقعد حاجبيه .....
الا أنها استدارت عنه و قالت بجمود
( لقد أرسلتها اليك بالخطأ ......... )
سمعت ضحكته الخافتة مجددا من خلفها .... ثم قال بهدوء
( لمن كانت اذن ؟؟ ..... قبل أن تخطئي و ترسلي بها اليّ ؟!! ..... )
لم تجد جوابا .... حاولت أن تبحث عن أي تفسير عملي بارد الا أنها لم تجد ....
لأنها ببساطة لم تستطع أن تخادع نفسها أكثر من ذلك ... و كأنه كان يقرأ أفكارها رغم عندم التفاتها اليه ...
فقال بخفوت وهو يقترب منها
( اهمسي بها ...... أريد سماعها مرة واحدة , ليس من العدل أن أقرأها لأول مرة بعد كل هذه السنوات ... )
أغمضت تيماء عينيها و أطرقت بوجهها و هي ترفع يدها الى جبهتها .... فهمس قاصي مجددا بصوتٍ أكثر تحشرجا و سخونة
( اهمسي بها ......... هل هذا طلب عسير جدا ؟!! ..... )
هزت تيماء رأسها نفيا دون أن تجيب .... فقال قاصي بخفوت وهو يقترب منها خطوة أخرى
( في السيارة قلتِ شيئا ..... لم تخطئه أذناي ...... قلتِ " سبق و فعلتها " ..... )
فتحت تيماء عينيها و هي تتنفس بصعوبة ناظرة الى الظلام المدقع أمامها .....
الا أن قاصي لم يرحمها .... بل قال بقسوة مفاجئة
( هل تلومينني لأنني تركتك لجدك منذ سنوات ؟؟ ....... )
شهقت تيماء شهقة نجحت في كتمها بكل قوتها .... الا أن قاصي استطاع ان يلمح ارتجاف جسدها رغم الظلام المحيط بهما ....
و حين لم ترد .. همس بصوتٍ أكثر تحشرجا
( هل تلومينني أيضا على ما أصابك من والدك ؟؟ ....... )
هتفت تيماء بصوتٍ متشنج
( هذا موضوع محرج ..... شديد الخصوصية لا تطرق اليه مجددا ..... )
قال قاصي بقسوة و انفاسه الهادرة تلفحها
( لا خصوصية أو احراج بيننا .... كنت أقرب اليكِ من نفسك ........ )
صرخت تيماء فجأة بغضب
( يؤلمني اذن ..... هل هذا ايضا لا يؤثر بك ؟!! .... )
لم تتوقع اليد التي قبضت على ذراعها و تديرها اليه بعنف .... ليصدمها وجهه القاتم المخيف و قد زاده الجرح شراسة ....
( انظري الي و أنتِ تنطقين بتلك الكلمات .... انظري لعيني و انطقيها .... )
ساد صمت طويل و هي تتهرب من عينيه و تحاول جاهدة ان تفك قيد اصابعه عن ذراعها
... الى أن هدر بها قاصي بعنف
( هل تفعلين ؟؟؟ ........هل تلومينني على ما أصابك ؟؟ .. )
رفعت تيماء وجهها اليه تنظر الى عينيه أخيرا كما امر ... ثم قالت بصوتٍ أجوف فاتر ... مرتجف قليلا
( الا تظن أنه من المنطقي أن ألومك ؟!!......... )
عاد الصمت بينهما مجددا ..... و كل منهما ينظر لاهثا الى الآخر ....
عينا قاصي اظلمتا فجأة ... و شحبت ملامحه . أم أنها تتوهم ذلك ؟! .... لا تعلم تماما
الى أن قال قاصي أخيرا بصوتٍ فاتر بلا حياة ...به طيف من السخرية
( ربما لأنكِ لم تخضعي للمنطق أبدا في علاقتك بي ..... لذا تخيلت .... أو ربما تمنيت أن تكوني غير منطقية في هذا الأمر تحديدا كذلك ...... )
أطرقت برأسها .... و هي تتهرب من عينيه لتهمس بخفوت
( اخبرتك أنه أمر مؤلم لكلينا .... فلا داعي لفتحه مجددا , لقد كبرت و نسيت ... لكنك تصر على تذكيري به ... )
أمسك بذقنها يرفع وجهها اليه و همس بصوتٍ خشن أجش
( انظري الى عيني ..... لا ... لا تسبلي جفنيكِ .... انظري الى عيني ... )
رفعت جفنيها و نظرت الى عينيه ببطىء .... فأغشتها العواطف الجامحة بهما .....الى أن همست متأوهة
( آآآه يا قاصي ....... )
انسابت دمعتان ثقيلتان من عينيها على وجنتيها ببطىء .... فشدد على ذقنها يقول مترجيا بصوته العميق الخشن
( اهمسي بها ..... اهمسي بندائك , أريد سماعه .... أرجوكِ تيمائي ..... )
نظرت اليه نظرة أخيرة كانت كفيلة بأن تجعلها تشهق باكية متأوهة بعذاب ... هاتفة بكل كيانها الذائب في عشقه
( أحتاجك ..... أحتاجك يا قاصي أكثر من أي وقتٍ مضى بحياتي ... )
توهجت عيناه وهو يهتف همسا باسمها قبل أن يضمها الى صدره بكل قوته .......
شعرت في تلك اللحظة أنها قد عادت الى وطنها كما كان يخبرها ....
تحت وجنتها كانت مضخة قلبه تضخ الحياة الى سائر جسده و كأنه ارض جافة ترتوي بعد ظمأ .....
وكان اسمها يخرج مرتجفا من بين شفتيه و هي ترفع يديها ببطىء الى ظهره .... مغمضة عينيها تنهل من تلك الراحة التي اشتاقت اليها طويلا .....
الا أنها انتفضت فجأة و دفعته في صدره لتتراجع شاهقة و هي تهتف بذعر
( لا أستطيع ....... )
شعر وهي تبتعد عنه أنها قد انتزعت معها جزء من صدره ... الجزء الأهم و النابض بالحياة ....
لكنه لم يستطع ارجاعها الى أحضانه دون ارادتها لذا تأوه ساحبا نفسا خشنا متفجرا قبل أن يقول بقوة و غضب
( سنتزوج ............)
هتفت تيماء بذعر و هي تلمس وجنتيها المحترقتين
( هذا جنون ...... جنون و مستحيل .... )
قال قاصي وهو يقترب منها خطوة الا أنه توقف قبل أن يفقد سيطرته على نفسه مجددا
( جنون نعم ..... لكن مستحيل لا ....... سترحلين معي الآن و نتزوج .... )
فغرت شفتيها و هي تنظر اليه غير مصدقة ....
كلمة واحدة .... فقط كلمة واحدة منها تجعل بها نفسها تعود الى وطنها الوحيد الذي عرفته ....
الا أنها هزت رأسها بقوة تجليه من تلك الأحلام الصاخبة المجنونة و هي تهتف رافعة يدها الى جبهتها
( توقف ....... ارجوك توقف عن هذا الجنون ....... أنا لم اعد مراهقة في الثامنة عشر من عمري تهرب معك من أهلها ....... )
هتف قاصي بغضب مستعر
( تلك المراهقة التي تتحدثين عنها كانت أكثر امرأة دافعت يوما عن الرجل الذي احبت ...... )
نظرت اليه تيماء و صرخت و هي تقبض كفيها حتى أدمت أظافرها راحتهما ...
( تلك المراهقة لم تكن تملك ما تخاف عليه ...... أما الآن فلدي حياة و عمل و دراسة .... و أم تنتظرني ... )
هتف قاصي بجنون
( كان لديكِ أكثر و أنت أصغر سنا .... لقد تخليتِ عن كل شيء لاجلي .... )
هتفت فجأة بشراسة مفاجئة و هي تضربه في صدره
( نعم أنت محق .... لقد تخليت عن كل شيء لأجلك و أنت في المقابل تخليت عني ..... )
ساد صمت مريع بينهما ... بينما كان قاصي ينظر اليها غاضبا هائجا كحيوان شرس .... ثم قال من بين أسنانه بتهديد
( تعلمين أن هذا ليس صحيحا ...... كنت أحميك من شيء اسوأ قد يحدث لكِ ... )
صرخت بجنون و هي تضربه في صدره مجددا
( ليس هناك أسوأ مما تعرضت له ..... لقد ذبحوني يا قاصي دون رأفة ...... )
التوت عضلة بعنقه و تشنج حلقه وهو يهمس
( أعرف ....... )
الا أنها ضربته صارخة بحالة هيستيرية
( لا تعرف ...... لا تعرف ....... )
كانت تضربه بلا هوادة ... الى أن أمسك بكتفيها و هزها بقوة هادرا بها
( بلى أعرف ....... أعرف و أموت كل ليلة و أنا أتخيل ما حدث لكِ بسببي ..... و لا أملك ما أقدمه لكِ سوى أن أنتزعك من بين براثن الجميع و أهرب بكِ بعيدا .... و حينها سأنسيكِ ما حدث لكِ , أقسم أنني سأنسيكِ ..... )
كانت تشهق و تبكي بعنف متلوية كي تتحرر من يديه .... هاتفة باختناق
( لن تستطيع يا قاصي .... اتركني , أنا لم أعد كما كنت .... لقد تغيرت و فقدت كل تلك المشاعر التي كانت تملأني شجاعة و تهور ..... )
هزها بعنف الى أن ارتمى رأسها للخلف .... فنظر على ضوء مصباحي السيارة الى وجهها المغطى بالدموع السوداء و الكحل الكثيف السائل على وجنتيها حتى بدت كصورة بائسة للعذاب ....
و ما أن التقط تركيزها معه بعد مرحلة الإنهيار هتف بها مشددا على كل حرف كي تسمعه
( لن أسمح لكِ ..... أسمعتِ ذلك ؟!! ..... سأعيدك الى نفسك القديمة .... أنا المسؤول عما أصابك و أنا من سيعيدك ...... لما لا تستوعبين أنكِ لن تصلحي لغيري .... ما بيننا أكبر من الحب أو اي مشاعر يتغنى بها الآخرون .... ما بيننا حياة لن تستقيم الا بوضع الأمور في نصابها الصحيح ... أنتِ لي ... تخصيني .... أنا و أنت أسرة واحدة مكتملة في حد ذاتها .... أنتى أرضي و أنا عائلتك ..... لن تصلحي لغيري يا تيماء .... أنتِ معطوبة بدوني ..... )
همست بإعياء و تعب و هي تنظر الى عينيه
( أنت وغد ..... نذل ......... )
لم يهتم باتهامها المؤلم له على الرغم من أنه قد ضرب قلبه بقوة قاتلة ... الا انه كرر بكل تصميم
( أنتِ معطوبة بدوني .... و أنا ميت بدونك ....لا نصلح الا لبعضنا ...المنطق هو أنكِ قد تكونين أفضل و أعلى شأنا و تستحقين من هو أفضل .... لكن الواقع هو أننا لا نصلح الا لبعضنا .... )
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تئن بصراع عنيف ....
دوامة من الصراخ العالي تحيط بها و تغرقها في أعماق صخبها ....
كيانها كله يرجوها أن تقبل .... أن تضرب بكل المنطق عرض الحائط و تقبل .....
أن تعيد الروح الى جسدها الواهن .... و تقبل ......
لكن عقلها كان يقاوم و يذكرها بمرارة ما تعرضت له .... و بالمستقبل الذي ينتظرها ....
و قاصي أيضا لم يرحمها بل ذكرها بكل قسوة وهو يهزها مجددا
( حين آذوكِ لم تنادي باسم أمك .... و لم تترجي والدك .... بل ناديتِ باسمي أنا يا تيماء .... الا يخبرك ذلك بشيء ؟!! ....... )
همست بعناء البغال
( يذكرني بأنك تخليت عني و تركتني .... و انا ناديت حتى غبت عن الوعي ..... )
كان هذا فوق احتماله فتركها وهو يستدير عنها يخفي عنف مشاعره المتألمة .....
ثم همس باختناق
( كم أنتِ قاسية .......... لا ترحمين رجولة عاجزة لتلك الذكرى .... )
قالت تيماء بألم من خلفه
( هل تلومني و تدعي أنني أنا القاسية !!..... كنت مجرد مراهقة و الحياة بالنسبة لي ما هي الا غنيمة كبيرة أغتنم منها ما أستطيعه بكل قوة و دون تراجع ..... أما الآن ..... الآن عرفت معنى الذل و الألم و الإنكسار على يد أقرب الناس لي ..... )
استدار اليها قاصي ليهتف بقوة
( أنا أقرب الناس اليكِ يا تيماء .... لما لا تعيدين تلك العبارة الى عقلك الغبي علك تسوعبينها من جديد ... )
نظرت اليه بصمت و هي تلهث تعبا ... عناءا ....
و بعد فترة طويلة رفعت يدها لتمسح وجهها بصمت .... و هي تبتلع ريقها باختناق ثم قالت بخفوت
( لا بأس .... أعترف أنني لا أصلح لغيرك و أنني معطوبة بك .... لذا لن أفكر مجددا في الزواج , هل يرضيك هذا ؟!! ..... )
نظر اليها مذهولا , ثم ضحك عاليا بقوة بثت الرجفة بها .... أخذت تنظر الى ضحكه الصاخب و الخالي من المرح ... بعينين عميقتين ضائعتين ... الى ان هدأ أخيرا , لينظر اليها بعينين براقتين مشتعلتين وهو يهمس بصوتٍ حنون
( لقد خلقتِ لتكوني زوجة و أم ..... زوجتي و أمي ... و أم أطفالي .... من تخدعين ؟!! .... )
فغرت شفتيها و شعرت بقلبها يرجف بقوة ...
أم أطفاله !! .... ياللها من عبارة أدفأت قلبها و ربتت على جرحه .....
لم تشعر أن شفتيها قد ابتسمتا بارتجاف شارد ....
و قد التقط قاصي ابتسامتها فتنفس بعمق وهو يقول بخفوت دون أن يبتسم
( كم أنتِ جميلة !! ...... و كم هي جميلة غمازة خدك الحزينة تلك !! ...... )
رفعت عينيها الغائرتين اليه .... و هي تعض على شفتيها , ثم استدارت عنه تريد أن تبتعد عن تأثيره المدمر عليها ...
الا أنه لم يسمح لها بل قبض على ذراعها و أدارها اليه بالقوة ثم تركها و قال صارما
( سنتزوج ........ هل فهمتِ هذه الكلمة جيدا ؟!! ... )
شعرت نفسها على وشك الإغماء .... فابتلعت ريقها و قالت ببرود زائف خافت
( قاصي .... نحن لم نلتقي سوى منذ اسبوع واحد فقط .... بعد سنوات من الفراق , دعني أفكر بحياتي لفترة ..... )
كان موقفها المفاجىء أكثر لينا ... و بدا هذا انتصارا عليه أن يصرخ طربا به ....
الا أنه رفض التنازل للحظة .... بل قال بشراسة يحاصرها من كل اتجاه
( لا مزيد من التفكير العقيم و ضياع السنوات ...... سنتزوج ..... و هذه المرة لن أتركك الا جثة هامدة .. )
نظرت اليه و هي ترتعش بشكلٍ واضح .... و الصراع بداخلها بدأ ينحسر تجاه جهة واحدة .... شاطئه ...
همست أخيرا
( جدي لن يوافق على هذا أبدا ......... )
قال قاصي من بين أسنانه
( جدك يريد تزويجك من أحد أحفاده ..... فهل ستقبلين ؟!! ..... )
ردت تيماء دون تفكير
( لا ..... هذا لن يحدث أبدا ...... )
قال قاصي بوقاحة يرد عليها حد الغرور
( بالطبع لن يحدث .... هل ظننتِ أنني أستشيرك ؟! .... انا فقط كنت أقر أمرا واقعا , لذا جدك سيغضب في كل الأحوال ..... لكن أنا من سأواجهه هذه المرة , أما أنتِ فسأبعدك عنهم للأبد .... )
رفعت قبضتيها المضمومتين الى فمها و هي ترتجف بشدة و عيناها زائغتين .... حينها مد قاصي يديه يمسك بقبضتيها بين كفيه يبعدهما عن شفتيها وهو يقول بصوتٍ مقنعا ...
( الا تريدين الإستيقاظ كل يوم بين أحضاني ؟؟ ....... )
نعم أريد .... أريد الراحة و النوم على صدرك للأبد ......
الا انها حين تكلمت قالت بخفوت
( اترك يدي ...... أرجوك .... )
ترك قبضتيها على مضض لكنه تابع اقناعه المسيطر ....
( الا تريدين أن تكوني حلالي بعد كل تلك السنوات ؟؟ .... تبثين الي آلامك وتبددين وحدتي ؟؟ .... )
رمشت بعينيها ثم قالت بجفاء مرتجف
( ماذا عن مسك ؟؟ .......... )
عقد قاصي حاجبيه وهو يقول بقوة
( ماذا بها مسك ؟!! .......... )
همست تيماء بتردد
( أنت ..... هي ..... علاقتكما تبدو أقوى من علاقتك بي ...... و أنت تبدو على وشك الارتباط بها لو لم أرضخ أنا الى طلبك .... و أنا أظنك مختلا مثيرا للتقزز بما تفعله .... )
ساد صمت متوتر بينهما .... و قاصي يعض على زاوية شفته السفلى و هو يحدق بها بنظراتٍ مستعرة ...
ثم قال بخفوت شرس
( أتعلمين من هو المختل نفسيا ؟!! ....... لا أحد غيرك يا مهووسة يا عقيمة الروح و عمياء النظر ... )
هتفت تيماء باعتراض متخاذل
( أنت تحرجني بالكلمات فقط كي أتغاضى عن علاقتكما ...... )
أمسك بذراعها يهزها وهو يقول من بين أسنانه
( توقفي عن ذكر كلمة علاقة تلك كيلا أقحم الكلمة في فمك ...... )
ردت تيماء بصعوبة بينما هو يمسكها كمن قبض على لص محافظ هارب ....
( أنا لا أقصد شيئا شائنا ..... لكن الأعمى يستطيع رؤية العلاقة القوية بينكما ...... )
قبض قاصي على ذراعها أكثر فهتفت متوجعة و مصححة
( روحية ..... أقصد علاقة روحية ..... عميقة ..... )
ظل ينظر اليها قليلا دون رحمة ... ثم لم يلبث أن قال مكررا كلماتها بقرف
( روحية ..... عميقة ...... الا تخجلين من نفسك و أنتِ بهذه التفاهة , بدلا من أن تكوني بجوار أختك الوحيدة ... تفكرين بهذا الاسلوب الملتوي ؟!! ..... )
رفعت عينيها الى عينيه .... و قالت بجدية و بصوتٍ خافت .... حزين
( فقط أخبرني شيئا واحد .... لو رفضت طلبك , هل سترضخ لقرار جدك و تتزوج مسك ؟!! .... أرجوك أرحني ..... أرجوك .... )
نظر اليها طويلا بعينين عليهما قناع غريب أخفى مشاعره تماما ... ثم لم يلبث أن قال ببرود
( ربما ....... سبق و اجبتك ...... )
ابتلعت تيماء ريقها و هي تنظر اليه بعينين متسعتين .... مشتلعتين باللهب الأزرق بهما قبل أن تقول فجأة قاذفة الكلمات بوجهه و هي تحرر ذراعها من كفه
( اذن أنا أرفض ......... اشبع بها أيها النذل .... )
لكنه أمسك بذراعها فجأة بكل قوته حتى حفر أصابعه بشدة في بشرتها وهو يهمس من بين أسنانه
( سأتزوج مسك لو قبلت بي .... و سيداوي كل منا جرح الآخر ..... هل تتخيلين وقتها الحجيم الذي ستحيين به كل يوم و كل لحظة ؟!! ..... سأكون وقتها أكثر من راضيا برؤيتك تحترقين حية .... )
فغرت تيماء شفتيها و هي تنظر الى الغضب الاسود المرتسم على ملامحه ثم همست مرتجفة
( أنت متوحش ........ )
قال قاصي بمنتهى العنف و الصدق
( كان عليكِ ادراك ذلك منذ وقت طويل ...... أنا شخص ذبحت أمه أمام عينيه طفلا ...... و مزق أخيه وجهه رجلا ..... و عشت تحت وصمة ابن حرام لعمري كله .... ماذا تنتظرين مني أفضل من ذلك ؟!! .... )
اتسعت عيناها ارتياعا و هي تنظر الى ملامحه الشيطانية في الظلام و ضوء مصابيح السيارة من خلفه يزيد من قساوة تلك الملامح .... و للحظة شعرت و كأنها لا تعرفه ....
الا انها تعرف جيدا انه في بعض الأحيان يصل الى تلك الحالة من العنف الغير مسيطر عليه ....
كانت تتفهمه دائما و تحاول ان تضمه اليها القدر الذي تستطيعه حتى تهدأ نوباته ...
الا انها لم تتخيل ان يكون عنيفا معها هي ... و بهذا الشكل المؤلم .....
ترى هل هو صادقا ؟!! .....
فغرت شفتيها تنتوي ان تشتمه و تقذفه بكل اللعنات .... و تخبره ان يذهب الى الجحيم ....
لكنها حين تكلمت ... كانت مأسورة بفعل عينيه الشيطانيتين في تلك اللحظة .... فقالت بخفوت دون ان تحيد بعينيها عنهما ...
( لن أستطيع ........... لا امتلك القوة .... )
اشتدت قبضته على ذراعها اكثر و اكثر بينما انعقد حاجبيه و برقت عيناه بغضبٍ أسود .... يحمل خيبة الأمل بها ....
تأوهت في داخلها من الألم الذي تسببه أصابعه في ذراعها ....
بدا مخيفا ... مخيفا ... و على استعدادٍ لخنقها ...
الا انها لم ترتعب ... بل تابعت بنفس الخفوت و هي تنظر الي عينيه
( لن استطيع تحمل فكرة ارتباطك بمسك ..... ألمها يفوق قدرتي على الإحتمال .... )
تسمر قاصي مكانه فجأة .... و شحب وجهه ....
و رأت شفتيه تنفتحان قليلا وهو يحدق في ملامحها محاولا استيعاب ردها ....
فقالت بخفوت اكبر .... همسا رائعا و هي ترفع يدها تلامس فكه المتصلب
( ظننت أنني فقدت كل قدراتي على المحاربة في سبيل الحصول على حقي بك .... الا أنك و بعد أسبوع أعدتها الي , ليس الآن و ليس حين كتبت لك أنني أحتاجك ..... بل أنني لم أفقدها من الأساس )





يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 11:48 PM   #4154

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

كانت عيناه تضيقان ... و الذهول بادٍ بهما .... و على الرغم من ضيقهما الا أنهما كانا كفضاءٍ واسع تسبح به طافية .....
ارتجفت شفتيها و همست بألم ....
( سأكون لك ...... كما كنت دائما ...... لكن لا تخذلني , أرجوك ...... )
هز رأسه قليلا وهو يلتهم ملامحها الفتية بعينيه .... قبل أن يقول بصوتٍ أجش ... خافت في خفوت صوت الريح من حولهما ...
( آآآه يا تيمائي المهلكة ........... )
تحشرج صوته و صمت تماما وهو يخفف ضغط أصابعه عن ذراعها الى أن تركها الآن .... دون أن تتركها عيناه ..... بدا و كأنه يحارب كي يتخلص من غصة بحلقه .... يهز رأسه قليلا محاولا السيطرة على انفعاله ...
بينما دموعها هي لا تزال تجري بسخاء على وجنتيها ... تشاركها ابتسامة جديدة على شفتيها جعلت غمازتيها تزدادان عمقا ....
الا أنها تمكنت من الهمس بصوتٍ خافت و هي تربت على ذراعه
( لا بأس ..... اهدأ ..... خفف من انفعالك هذا و ارخي جسدك ..... )
رفع عينيه الى عينيها الغارقتين في بركة من الدموع و همس بصوتٍ أجش
( لا أستطيع ..... اشعر أنني على وشك سحقك فوق صدري ..... سأموت إن لم افعل .... )
تراجعت تيماء خطوة للخلف و هي تعرف بأنه جاد في ما يقول و همست و هي تضحك باختناق باكي ....
( لا تفعل ..... فكر في أنك ستموت قبل أن نتزوج , و هذه الفكرة تبقيك مؤقتا على قيد الحياة .... )
كانت عيناه حمراوان بلون الدم و انفعالها على قدر شكله المخيف الا انه يحمل عمقا لم تحلم به يوما ....
فبكت مغمضة عينيها رغم عنها و هي ترخي سيطرتها أخيرا ....
مد يداه يريد الإمساك بها الا انه عاد و تراجع ليستدير عنها وهو يرفع راسه عاليا ... ينظر الى السماء الداكنة الواسعة لا يضيئها سوى النجوم البعيدة الشاحبة ....
ثم همس بتعب
( يالله ....... أتعبتني معكِ تيمائي ...... )
نظرت الى ظهره المتصلب و ارتجفت بشدة و هي تدرك هول الخطوة التي ستقدم عليها بكل غباء و تهور ....
لكنها كانت أضعف من الرفض ..... أضعف من الإبتعاد عنه للمرة الثانية دون أن تسلخ جزءا آخر من روحها ....
و هي قد تألمت بما يكفي في حياتها و تريد بعض الراحة ......
قال قاصي قاطعا الصمت المهيب بينهما ....
(غدا في الصباح الباكر ستتجهين الى محطة القطار سأكون في انتظارك هناك ....
لقد اعددت كل شيء .... و خلال ساعات بعدها سنتزوج ..... )
رفعت يدها تلامس وجنتها الحارة على الرغم من الرجفة التي تكتنفها .....
ياللهي !!! ..... و كأنه الزمن يعيد نفسه !!! ....
و لولا أنها ترفض التشاؤم لكانت أرجعت خوفها الى تطابق الاحداث .....
قالت تيماء بصوتٍ مرتجف
( لكن جدي ........ أنا لا أريد أن أحط من قدره بهذا الشكل , عليك اقناعه أولا .... )
استدار اليها قاصي بسرعة وهو ينظر اليها مذهولا غاضبا ... ليقول بقوة
( لن أجازف مجددا يا تيماء ...... لن أحيا العذاب الذي عشته من قبل ..... سنتزوج ثم أتكفل بمواجهته ... )
هزت تيماء رأسها و هي تقول بحدة بينما قلبها يخفق بجنون و خوف من سرعة ما تمر به
( أنا لن أفعل به ذلك يا قاصي ....... قد أرفض قراراته , لكن ليس بتلك الطريقة ..... أنا لم اعد في الثامنة عشر .... لقد اصبحت مسؤولة عن نتائج تصرفاتي و عواقبها وهو لا يستحق ذلك مني ..... )
اندفع اليها بقوة فتراجعت أكثر حتى كادت أن تتعثر في حجرٍ ناتيء الا انها تماسكت و وقفت ثابته و هي تمنعه من التقدم هامسة بارتجاف
( هذا هو شرطي يا قاصي ..... أن تقنع جدي و تخطبني منه علنا أمام الجميع .... و أكون مرفوعة الرأس أمام سالم الرافعي تحديدا .... )
نظر اليها بغضب الا أنها تابعت تتحداه بصوت مرتجف
( الا أستحق ذلك ؟!! ........... )
ضاقت عيناه عليها و ترمي اليه التحدي الصعب , فقال بصوتٍ جامد صلب
( تعلمين أنكِ تستحقين .... لكن بنسبة أكبر سأفشل في اقناعه , فماذا ستفعلين حينها ؟!! ...... )
نظرت الى عينيه طويلا ثم قالت بهدوء خافت
( سأخبرك ماذا سأفعل ..... لن يجبرني أحد مطلقا على الزواج بمن لا أريد .... هل هذا كافي لإقناعك ؟؟ .... )
هتف قاصي بعنف
( أنا خائف عليكِ ......... )
ابتسمت تيماء و هتفت بقوة مماثلة
( و أنا كنت خائفة حين وصلت الى هنا بعد كل تلك السنوات .... بل كنت مرتعبة و لم أتجرأ حتى على النظر اليك دون أن أشعر بالمزيد من الرعب من أن أكون مراقبة .... لكن الآن بدأت أشعر أنهم لا يخيفونني ....
و انني قادرة على مواجهتهم دون الهرب ..... الهرب قد يؤذيني أكثر .... لدي عمل و حياة أنوي التمسك بها و انا لن أتنازل عنهما مجددا ..... )
بهت وجه قاصي قليلا وهو يستمع اليها .... و للمرة الأولى شعر بأنها قد كبرت بالفعل .....
تملي شروطها و تخبره بما لن تتخلى عنه في حياتها ......
احساس التملك لديه اصابته بجديتها و صرامة شرطها .......
لو كان الأمر بيده لقيدها و رماها في تلك اللحظة و ألقى بها في المقعد الخلفي ليسافر بها بعيدا .....
لكنها تيماء ... تلك الأرض المهلكة , لا ينجو منها الا من تزدهر له ....
أما من يخطو أرضها القاحلة فهو هالك لا محالة ,......
حين تكلم أخيرا قال بصوتٍ خافت ... صلب و صارم .... و الغضب يلوح بنبراته
( اذن سأطلب يدك من جدك غدا ..... لكن اعلمي يا تيماء أنها ما هي الا شكليات فلو رفض كما أنا متوقع تماما , فسوف أخطفك و أهرب بك و لو غصب عن ارادتك .... )
ارتجفت من تهديده و هي تعلم أنه جاد تماما .... الا أنها ابتلعت خوفها و اومأت برأسها بتردد ....
فقال عابسا بشدة
( تبدين غير واثقة .......... )
هل يتوقع أن تصرخ موافقة بكل ثقة بعد كل تلك السنوات ؟!!
كم هو مغرور !! ,.,......
الا يدرك انها مقدمة على كارثة ..... كارثة بكل معنى الكلمة بعد أن حكمت قلبها فوق عقلها .....
تدرك كم هما مختلفان ... و كم هو رجل يعاني الكثير و هي لا تخلو من الأكثر .....
قالت تيماء بصوت مرتجف
( كل منا يعاني الكثير يا قاصي ..... كل منا يحمل ندوبا غير قابلة للتجميل , فهل تدرك العواقب جيدا ؟؟ .....)
نظر اليها طويلا و صوت الريح يعلو بينهما بصفير خافت و يطير عبائتها السوداء الحريرية ....
ثم قال أخيرا بصوتٍ مهدد
( أدرك جيدا معاناة خمس سنوات من الفراق ....... فهل ستستطيعين متابعة تلك المعاناة ؟!! ..... )
تنهدت تيماء و هي تحصل على الجواب الواضح داخلها قبل أن تنطق به .... لكن و ما ان فغرت شفتيها كي ترد حتى أسكتها صوت اطلاق عدة أعيرة نارية ليست بعيدة ......
انتفضت تيماء و هي تهتف مفزوعة .....
( ماهذا ؟!! .......... )
نظرت الى قاصي الذي كان قد أجفل أيضا من الصوت وهو ينظر الى البعيد بنظراتٍ قلقة ....
فقالت تيماء حين لم تسمع رده
( ربما كانت طلقات الزفاف ........ )
لم ترتاح ملامح قاصي .... بل ظل ينظر الى نفس الإتجاه بعينين غير مطمئنتين ثم قال اخيرا
( لا ..... الصوت آتٍ من الناحية الشرقية ..... أما الزفاف فعلى الناحية المقابلة .... و لن نسمع صوت طلقاته من هنا ..... )
شعرت بخوفها يتضاعف و كتفت ذراعيها و هي تدلكهما بكفيها .... لكن قاصي آمرا بقوة
( ادخلي الى السيارة حالا و اخفضي رأسك ........ )
لم تجادله و جلست في المقعد الخلفي بينما انطلق بالسيارة وهو يعود بها ......
قالت تيماء بخوف و هي مخفضة رأسها
( لا تتحرى عما حدث يا قاصي ..... لا تذهب الى مكان اطلاق الأعيرة النارية ..... )
ابتسم قاصي و عيناه على الطريق الترابي , ثم قال اخيرا بنبرةٍ تتوهج
( هل أنتِ خائفة عليّ ؟!! ........ )
اسبلت جفنيها دون ان ترد .... و شعرت ان دقات قلبها تتسارع بعنفٍ كبير ... فتابع قاصي يقول بخشونة
( ألن تغيري شرطك فتصبحين زوجتي غدا ؟؟ ........ )
لكم تتمنى هذا .... على الرغم من الرعب الهائج بها الا أنها تتمنى ان تصبح له و يصبح لها بالفعل ....
لكنها همست بقنوط
( لا ....... لن أغير شرطي مطلقا ..... )
زفر قاصي زفرة مثقلة وهو يقول بغضب
( في الغد او بعد غد ..... او بعد شهر ..... ستكونين لي يا تيماء و سأرتوي من نبع جمالك بما يعوضني عن فراق السنين .... و لن اكتفي ..... )
كانت عيناها متسعتين .... براقتين كنجومٍ من الفيروز الطبيعي ... تطالعان السماء الداكنة و هي شاردة في كلماته العنيفة ..... و مدى سحرها ....
تاركة لوم عقلها للغد ......
.................................................. .................................................. ...................
دخلت ميسرة الى غرفة نومها و هي تلقي بعبائتها ووشاحها ارضا بغضب ....
دون ان تتكلف عناء رفعهما ....
كانت في حالة من الحقد الأسود ...... حقد لا يهدأ أبدا مهما نجح مسعاها ....
لقد رأتهما بعينيها ....
رأتهما يتحدثان .... لقد خرجت الساحرة اليه تناديه بنفسها ......
ووقفا معا وحدهما يتحدثان دون اي اعتبار لمكانتها ووجودها .......
و منذ أن استقلت معه السيارة و مع اخته التافهة هريرة وهو يبدو شارد الذهن ... لا ينظر اليها و لا ينطق بكلمة .....
و كي تزداد نيرانها اندلاعا ...... فقد نادته هريرة عند مدخل البيت تريد محادثته على انفراد ...
في اشارة واضحة لها كي تبتعد !! ....
صرخت ميسرة بعنف و هي تضرب احدى زجاجات عطرها الكثيف المسكر ... فسقطت ارضا و تصاعدت الرائحة الخانقة في كل مكان .... لكنها لم تهتم و هي تهتف بغليانٍ ناري
( اللعنة عليكِ يا فاجرة ...... اللعنة عليكِ و على سحرك الذي تسلطينه على الجميع ....... )
سقطت جالسة على سريرها و هي تقضم أظافرها الحمراء بكل غل .... بينما عيناها تبرقان بنيرانٍ من الحقد الاعمى .....
لقد حضرت لها كل الأعمال و السحر الذي بيعدها و يشل اغوائها .....
لكنها تعلو و تعلو و كأنها تستمد طاقة من السحر الموجه ضدها ..... فتحوله الى سحرٍ مغوي خاص بها ....
ترى ما الذي قالاه من خلف ظهرها ؟!! ....
لم تتمكن من سماع كلمة واحدة من أي منهما و هي تنظر عبر النافذة المزينة الخشبية لقاعة النساء و التي أطلت منها ما ان خرجت سوار من القاعة ....
و كما توقعت كان ليث واقفا .... ينتظرها ؟!!! ......
ترى هل تواعدا على اللقاء في هذا المكان ؟!! ..... لكن هذا معناه أنهما يتواصلان في الخفاء !! ....
نهضت ميسرة من مكانها قافزة بجنون و هي تصرخ
( اللعنة عليكِ ...... فاجرة ..... فاجرة ........ )
انفتح باب الغرفة فجأة بعنف حتى أنه ضرب في الحائط المجاور مصدرا صوتا عاليا ...
فاستدارت تنظر الى ليث الذي كان واقفا في اطار الباب و عينيه تقدحان شررا ... و بدت ملامحه غاضبة بشكل لم تراه به من قبل ....
ارتجفت قليلا و هي تتراجع للخلف قائلة بتوتر
( ماذا ..... ماذا بك ؟!! ........ )
لم يرد عليها ليث على الفور ... بل اقترب منها ببطىء و عيناه تنظران اليها بنظراتٍ مخيفة .... أرعبتها ...
الى أن قال أخيرا بصوتٍ مهدد خافت
( من كنتِ تقصدين بالفاجرة للتو ؟!! ........ )
ابتلعت ريقها بخوف الا أنها قالت كاذبة بتحدي ....
( احدى الخادمات في الزفاف .... كانت تتعمد اغواء كل من تقع عيناها عليه من رجال ..... )
أزكمته رائحة العطر الثقيل المنتشرة في الغرفة .... و نظر الى القارورة المحطمة أرضا ... و قد أشعرته بالغثيان من شدة ما اقترنت بنظرات الحقد الأعمى بعيني ميسرة ....
لكنه نظر اليها و قال بصوتٍ خطير
( كل هذا الغضب الأعمى من أجل ..... خادمة !! ..... )
تحدت نظراته بعينيها السوداوين المتسعتين ببريقٍ حاقد .... لتقول بصوتٍ متشنج
( تعرفني جيدا ..... لا أحب تلك التصرفات المغوية و التي تدل على تربية وضيعة .... و أصلٍ مدنس .... )
ضاقت عينا ليث وهو يكاد أن يحطم المكان من حولها و لم يترك نفسه طويلا ...
فتحرك تجاهها و دون أن تلمحه كانت يده قد ارتفعت و سقطت على وجنتها لتلطمها دون مقدمات !! ...
شهقت ميسرة بذعر و هي ترفع يدها لتلامس وجنتها الحمراء ... ناظرة الى وجه ليث المجنون من شدة الغضب و هتفت بجنون
( هل جننت ؟!! ... كيف تتجرأ و تمد يدك علي مجددا ؟!! ..... أقسم أنني لن أتراجع هذه المرة عن جمع كبار العائلة كلهم و فضحك أمامهم .... ليعلموا جيدا حقيقة كبيرهم الهمجي ..... )
أطبقت يده على مقدمة فستانها يجذبها اليه دون هوادة , حتى انقطعت احدى قلاداتها الذهبية و سقطت أرضا الا انه لم يبالي بها ....
بل كان ينظر الى عيني ميسرة المشتعلتين غضبا و ذعرا .... ثم قال بصوتٍ باتر كحد السيف
( كيف تجرأت على نطق تلك القذارة عن سوار أمام الجميع ؟!! ....... )
فغرت شفتيها بذعر ... ثم لم تلبث أن هتفت بجنون و هي تداري ذعرها
( الآآآن فهمت ..... أختك المصون أتتك جريا كي تشي بي و أنت يا محترم لم تتأخر لحظة بعد سماعها في ضرب زوجتك ..... )
لم يتأثر ليث لكلامها الحاقد .... بل على العكس .... جذبها اليه اكثر وهو يهدر مشددا على كل حرف
( اخرسي ..... و لكِ الجرأة على التحدي بعد فعلتك السوداء تلك ؟!! .... زوجتي أنا , زوجة ليث الهلالي تقف أمام النساء لتشهر بسمعة ابنة عمته دون خجل أو ضمير ..... )
صرخت ميسرة بجنون
( كل ذلك لأنني أخطأت في اسم زوجها ؟!! ..... و ما أدراني انا بتلك العائلة الفاسدة كي أتذكر من تزوجت و من اغوت ...... )
جن جنون ليث و هو يسمع المزيد و المزيد من الخوض في عرض عمته و ابنتها .... فدفعها عنه بكل قوته حتى سقطت أرضا كي لا يتهور و يصيبها هذه المرة ....
لكنه أطل عليها هادرا بصوتٍ زلزل الجدران ....
( اخرسي و امنعي سفالتك عن البشر .... الا تخجلين من نفسك و أنت تدعين الكذب بتلك الطريقة المروعة ؟!! ... أراهن أنكِ تعرفين ما تنطق به سوار في بيتها كل يوم .... لا مجرد اسم زوجها ..... ثم أنني لا أتحدث عن خطأك في اسم زوجها و الذي بدا مفضوحا لدرجة السذاجة .... انما اقصد ما همست به في أذنها و انت تظنين ان لا أحد يسمعك .... أو تظنين .... فأنا لم أعد أستبعد عنكِ شيئا .... )
صرخت ميسرة و هي واقعة أرضا بجنون
( إنها أختك .... أختك الوضيعة ال ..... )
انحنى اليها فجأة و أمسك بخصلات شعرها حتى شهقت ألما فصمتت و ابتلعت الباقي من شتائمها ,.. بينما قال ليث بصوتٍ مهدد هادر
( كلمة أخرى عن هريرة و سألقي عليك يمين الطلاق .... ثلاثا ..... )
اتسعت عينا ميسرة أكثر و اكثر بذعر و هي ترى الحقيقية في عينيه و كأنه يتمناها ..... لكنها لن تمنحه الفرصة مطلقا ....
لذا أخذت نفسا مرتجفا ثم قالت بصوتٍ متشنج متأوه من جذب أصابعه لشعرها
( لم يسمعني أحد .......... كانت مجرد كلمات همست بها من ضيقي ... )
هدر بها ليث بغضب جامح
( هريرة سمعتك ... و ابنة عمها سمعت كذلك والله أعلم من سمع أيضا ...... كيف تتجرأين على فضح ما حدث داخل بيتي أمام الجميع و التشهير بابنة عمي علنا ..... كيف ... )
صرخت ميسرة بعنف و هي تحاول دفعه عنها دون جدوى
( أنا لم اكذب .... هذا ما حدث و أنا لا أريده أن يتكرر في بيتي مجددا , فلتبعد رجالها عن بيتي ..... )
اتسعت عينا ليث فرفع يده ليصفعها مجددا و الغضب يغشاه كالأعمى ....
حينها أغمضت ميسرة عينيها و هي صرخ بقوة متوقعة نزول الصفعة على وجهها في أي لحظة ....
الا ان يده بقت معلقة في الهواء وهو ينظر اليها قبل ان يدفعها عنه باشمئزاز ...
هامسا من عمق أعماقه الهادرة بتنهيدة محترقة
( استغفر الله العظيم ....... أنتِ حقا حالة ميؤوس منها ...... )
نهض واقفا ليلتقط أنفاسه الهادرة .... ثم لم يلبث أن قال بصوتٍ يحترق
( لم أشعر يوما بالخزي كما أشعر به حاليا .... و زوجتي تخرج أسرارا من بيتي لتشهر بأحد أفراد عائلتي ...... و على مسمع من الجميع .... )
نظرت اليه ميسرة بغل و هي تقول هاتفة
( ألم تشعر بالخزي و أنت تقف مع امرأة متزوجة .... بينما زوجها قرير العين وهو يرى الرجال يتهافتون لنيل رضا زوجته المصون ..... )
اندفع ملتفتا اليها و قد زادته جنونا فوق جنون .... فانحنى اليها ليجذبها من الأرض حتى وقفت على قدميها ليهزها بعنف هادرا بها
( أتتمنين الضرب ؟!! ..... صدقا أخبريني , أتتمنينه و هذا ما يجعلك تنطقين بكل هذا الكم من قمامة المتناثرة من فمك ؟!! ...... )
صرخت ميسرة به بجنون دون مراعاة لأنها قد استفزته الى الأحد الأقصى و الأخطر ...
( أنا رأيتكما ..... و سمعتكما ....... )
هدر بها وهو يهزها
( طالما سمعتِنا كالمتلصصين و أدركتِ أننا لم نقل ما يخجلنا لماذا تتفوهين بتلك المعاني القذرة ؟!! .... )
صرخت به كي توقعه في الفخ بسذاجة
( بل سمعت كل كلمة و عرفت بمواعدتكما في هذا المكان من وراء زوجها الساذج .... )
لم يتمالك نفسه هذه المرة فصفعها مجددا .... حينها أخذت تضربه بجنون أعمى وهو يتفادى ضرباتها ليبعدها عنه الى أن رماها على السرير .... و قيد معصميها بينما هي تلهث و تصرخ في حالةٍ هياج عاصف ...
الى ان صرخ بها ليث هادرا
( أصمتي حالا ...... اخرسي ...... )
أخذت تلهث وهي تصمت ناظرة اليه بعينين حاقدتين شديدتي السواد ..... بينما كان ليث يبادلها النظر بجنون من الكره لكل ما تفعل و تنطق حتى بات ينفر منها ....
و ما أن تاكد من سكوتها تماما .... حتى هدر بها بكل وضوح كي تستوعب ما يقول
( اسمعيني جيدا لأنني لن أكرر ما سأقول ..... ستذهبين اليها و تعتذرين منها ....... )
فغرت شفتيها على أقصى اتساع و هي تشهق بصوتٍ مقيت .... قبل أن تصرخ بهياج الثيران
( على جثتي ...... على جثتي يا ليث لن يحدث ...... أقسم أن ..... )
لكنها لم تقسم فقد صرخ مقاطعا قسمها قبل أن تقسم به .....
( و إن لم تفعلي فسأطلقك و سأكون ممتنا للفرصة ........ )
بهت وجهها و سكنت مكانها و هي تنظر اليه بصمت .... تتنفس بصعوبة و اختناق , لكن العجيب أنها لم تذرف دمعة واحدة ....
لم تستثر عطفه بدمعة تجعله يندم ولو للحظة .... فنظرات عينيها في تلك اللحظة كانت كريهة لدرجة تخيف
ثم قالت أخيرا بصوتٍ بارد كالجليد
( أتفعل هذا بي ؟!! ...... بعد هذه العشرة ؟!! ..... )
قال بكل وضوح
( نعم و دون ذرة ندم طالما لا تحترمين حرمة بيت أو عرض أو حتى تحترمين كلمتي .... بالله عليكِ على ماذا أبقيتِ كي أندم ؟!! .... )
أخذت تلهث بعنف و هي تنظر اليه .... ثم قالت بصوت أجوف
( لن أقول ما قلت .... لكن لن أذهب لأعتذر اليها .... لا يمكنك أن تكون قاسيا الى هذا الحد !! .... )
قال ليث بغضب هادر
( لو كان كلامك المخزي قد اقتصر عليه سمعي أنا فقط لكنت تغاضيت عن اعتذارك لها .... لكنك فعلت فعلتك على مسمع من الجميع .... لذا ستعتذرين اليها و بعدها سنترك هذه البلد و نغادر كي لا يكون لديك أي دافع للشك في الوساوس التي تتلاعب برأسك الأحمق ..... )
هتفت ميسرة بترجي متوسلة
( لا تجبرني على ذلك يا ليث .... أرجوك .... أرجوك أنت تقتلني .... ستكسر روحي و تذلني ... لا تفعل )
ترك ذراعيها بعنف وهو يجلس على حافة السرير.. يفك الزرين العلويين من قميصه و قد بدأ يشعر بضيق في النفس من شدة الغضب المحيطة به ....
و ما أن تمكن من التقاط أنفاسه حتى قال اخيرا بصوت بارد كالجليد
( ستفعلين يا ميسرة ..... لم تتركي لي حلا آخر ..... انت امرأة يجب ايقافها عند حدها كي لا تتمادى في أذية الآخرين .... )
لم يكن واعيا الى النظرات الشريرة التي ترمقه بها وهو يوليها ظهره ....
الا أنها استقامت نصف جالسة في السرير خلفه .... ثم اقتربت منه الى أن أحاطته بذراعيها من الخلف فتشنج نفورا على الفور ...
الا أنها لم تيأس .... بل همست بصوتٍ ساحر في أذنه
( لا تجبرني على ذلك أرجوك ...... آنا آسفة ..... )
استطالت قليلا لتقبل عنقه هامسة مجددا
( آسفة ....... )
بينما أخذت أصابعها تكمل فتح أزرار قميصه و تتلمس صدره القوى و هي تهمس بصوت أكثر خفوتا
مقبلة كتفه
( آسفة ............ )
أغمض ليث عينيه وهو يزفر بضيق ... شاعرا بغضبه يتحول الى غيمة من الرماد تملأ رئتيه فتعيقه عن التنفس ... و ما ان شعر بعدم القدرة على التحمل أكثر .... دفعها عنه ليقول بغضب
( ابتعدي ........ )
و دون المزيد من الكلام خرج من الغرفة وهو يشعر بحاجة شديدة لاستنشاق هواءا باردا ...
كي يبعد عنه رائحة العطر المهدور أرضا ... و استجدائها العقيم .....
بقت ميسرة جالسة مكانها و هي تنظر الى الباب المفتوح حيث خرج .... بنظراتٍ شبيهة بنظرات الأفاعي ...
و هي تهمس
( لا شيء يفلح أمامك يا بنت وهدة ...... لكن حتى لو وصلت الى أسفل سافلين الأرض و ما تحتها سأحرق قلبك بجني يقترن بكِ و لا يتركك لرجلٍ أبدا ..... )
خرج ليث في تلك اللحظات الى سطح الدار ... وهو يمسك بالسور الرخامي ... ناظرا الى الأراضي المترامية حتى الجبل ....
تلك الليلة بكل ما حملته كانت أكبر من السيطرة الواهية التي يفرضها فرضا على قلبه .....
مرآى سوار الليلة .... و عتابها له ....
جعل قلبه يسقط صريع هواها من جديد ......
لقد أحبها مجددا ....من نظرةٍ واحدة ......
أغمض عينيه وهو يهمس بصوتٍ أجش
( لماذا يا سوار العسل ؟!! ..... لماذا نبشتِ قبورا أغلقتها على حبٍ دفنته منذ سنوات بتلك البساطة ؟.... )
أخذ نفسا عميقا وهو يهمس بعذاب
( استغفر الله ...... استغفر الله .......... )
فتح عينيه فجأة على صوت اطلاق أعيرة نارية ..... آتية من الجهة الشرقية للبلد .....
كان صوتا عاليا زاد من عواء الكلاب و صهيل الخيل ,.......
فعقد ليث حاجبيه وهو يشعر بشيء غير مريح !! ....
فهمس بتعب
( يالله .... فلتنتهي تلك الليلة على خير ........ )
.................................................. .................................................. ...................
أدرك أن الامر غير مريح ما أن وجد الجمع و الهتاف .....
لقد سقط أحدهم مصابا .... أو قتيلا .....
لم يكن صوت اطلاق الأعيرة النارية طبيعيا كما توقع تماما ........
فما أن أوصل تيماء الى دار الرافعية حتى شعر بشيء ما يجذبه الى مكان اطلاق النار ..... لذا عاد الى سيارته التي كان قد تعمد اتلافها على نحوٍ بسيط .... فاستطاع عبد الكريم احضار من ساعده على اصلاح هذا العطل ....
و انطلق بها عائدا الى جهة اطلاق النار بذلك الدافع الغريب المقبض ....
و كما توقع كان هناك هتافا من بعيد و رجالا يركضون هلعا ....
لم يكن الأمر هينا أبدا .....
و ما أن أوقف السيارة حتى خرج منها و سار ببطىء و كأنه يحاول تجنب معرفة ما حدث ....
اخترق الجموع التي كانت تضرب كفا على كف .... يطلقون الشهادتين و على وجوهم علامات الفزع ....
الى أن سمع الأسم بذهول
" سليم الرافعي ....... "
حينها لم يتمالك قاصي نفسه من دفع الجميع بهمجية وهو يقترب من الجسد المسجى أرضا ... مغطا بغطاء أبيض تخضب بدماء حمراء ....
ما أن نظر اليه حتى امتقع وجهه و شعر بصدره يتوقف عن التنفس ....
فجثا على ركبتيه بعينين متسعتين ذهولا دون أن ترمشا ... و سحب الغطاء عن الجسد الملقى ارضا ببطىء ...
الى أن رآى وجهه .....
نعم لقد كان سليم .... نفس الوجه الابيض المنير بنورٍ هادىء يدخل الى القلب و يريح الروح ......
كانت ملامحه مرتاحة ... و كأنه نائم فقط لا غير , بينما الدم يغرق صدره .....
رفع قاصي يديه الى خصلات شعره بعنف وهو يستقيم واقفا ... متراجعا للخلف وهو غير قادرا عن ابعاد نظره عن جسد سليم ووجهه ...
الى أن ارتطم بأحدهم و الذي صرخ بقوة
( ماذا حدث يا قاصي ؟!! ...... من هو ؟؟ ..... )
استدار قاصي لينظر الى ليث الذي أقبل بكل ما أوتي من سرعة ما أن سمع بخبر وجود قتيل و شجار مع أحد أبناء عائلة الهلالي .....
هز قاصي رأسه غير واعيا ... فشحب وجه ليث وهو يهدر بقوة
( تكلم بالله عليك ........ )
فتح قاصي فمه و همس و كأنه يكلم نفسه
( سليم !!! ......... )
شحب وجه ليث ... و تسمر مكانه قبل ان يندفع بين جموع الرجال وهو يهتف بقوة
( لا اله الا الله ..... لا اله الا الله ....... )
و ما أن انحنى الى جسد سليم حتى همس باخنتاق و ذهول
( سليم ...... .... ياللهي ..... )
مد يده يلامس الوجه البارد .... قبل ان يهمس بصوت مرتاع مختنق
( كنت تعلم .... كنت تعلم يا صديقي ...... لا اله الا الله ..... )
و دون أن يدري كانت عيناه تغرقان بدموعٍ على رجلٍ من أنقى من عرفهم .....
أما قاصي فكان ينظر الى ما يحدث بجسدٍ من فصل عن العالم المحيط به .....
قبل ان يعود الى سيارته و ينطلق بها بأقصى سرعته ....
كان يقود كالمجنون و عيناه ثابتتان على الطريق ....
لا يعلم الى اين هو ذاهب .... لا يدرك أنه يقود السيارة اصلا ....
لم يكن في اذنه سوى صوت سليم المتسامح وهو يقول له
" اعتني بنفسك يا قاصي و تصالح معها .... هون عليها و ترفق بها .... دع عنك الألم و الكره فلن تجني منهما سوى المزيد من الشقاء ..... "
" خذ من الحياة ما يمنحك الله بحلاله .... و تمتع به و انسى الماضي .... لا يملك القلوب الا رب العالمين فترفق بقلبك و لا تسرف في اثقاله بمرارة الإنتقام .... "
داس قاصي بقدمه أكثر وهو يزيد من سرعة السيارة بكل جنون ....
وصورة سليم أمامه ... وهو يضحك ضحكته الوضاءة ليعانقه كلما رآه .... و كأنه الأخ الوحيد الذي عرفه في هذه الحياة ...
لم يدرك قاصي الى أين يتجه ... الى ان وجد نفسه عائدا الى نفس المكان الذي كان واقفا فيه مع تيماء ...
أوقف السيارة و خرج منها دون أن يطفىء المحرك ....
خرج متعثرا حتى كاد أن يقع أرضا الا أنه استقام بترنح وهو يدور حول نفسه لينظر الى الفضاء الأسود من حوله بذهول ...
و خلال لحظة كان يصرخ صرخة متوحشة باعلى صوته ......
فاردا ذراعيه ... يصرخ و يصرخ ....
حتى سقط على كبتيه .... منهزما .... مسقطا رأسه و دموعه ... فقد راح الجانب الأبيض منه , و لم يتبقى سوى القاتم فقط ....
.................................................. .................................................. .....................
أنتهى من اعطاء أمه الدواء .....
و قال سريعا محاولا الهرب
( أتحتاجين شيئا آخر حبيبتي ؟؟ ....... )
تركت أمه كوب الماء فسارع ليضعه منها على الطاولة بجانبها ..... الا أنها امسكت بيده قبل أن يهرب و هتفت بلهفة
( الى أين أنت ذاهب ...لقد بقيت صامتا في السيارة ترفض الكلام و الآن تريد الهرب مني بهذه السرعة ؟!! )
تنهد أمجد قبل أن يقول مستسلما وهو يجلس على حافة سرير أمه دون أن يترك كفها ...
( و لماذا أهرب منكِ حبيبتي ؟ ..... تفضلي احكي ما تشائين .... )
عقدت حاجبيها و قالت باستياء
( لا تتلاعب بي يا ولد ..... هل أنا من تحكي أم أنت ؟!! .... هيا أطفىء نار لهفتي ... تكلم ... )
ضحك أمجد وهو يهز رأسه يأسا .... قبل أن يقول بهدوء
( ما الذي يثير لهفتك .... أسألي و انا أجيب ..... )
قالت أمه بلهفة و هي تتشبث بكفه كي لا يهرب منها
( ما رأيك في العروس ؟؟ ........ هل واقفت عليها ؟!! ..... )
ضحك أمجد بخفوت , ثم قال بجدية و اتزان
( أتعلمين أنكما أنت و ابنة أختك المصون قد وضعتماني في موقف لا أحسد عليه .... بالله عليك يا أمي كيف وافقت على هذا الامر و اخفيته عني ؟!! ...كنت تعلمين أن مسك تعمل معي في نفس الشركة ... اليس كذلك ؟!! ... )
ظهرت معالم الشعور بالذنب على وجه والدته الطفولي السمين ... و قالت بتردد
( نعم ..... أعرف , لكن ظننا أنه لو تم الأمر بالصدفة ..... فسيجعلك هذا تراها بعين مختلفة .... وفاء تكاد تطير بهذه الشابة تحديدا ... تحكي عنها اشعارا ..... في جمالها و أخلاقها ..... )
زفر أمجد بضيق و هو يسمع كلام أمه البريء ... لكنه فضل تأجيل رأيه الى أن يستدرجها في الكلام ... فقال بصرامة
( أما ابنة أختك تلك فلها معي حساب آخر ........ كيف سأحافظ على هيبتي أمام موظفة معي في العمل بعد ما حدث ؟!! ..... )
شدت أمه على كفه و هي تهتف مترجية
( بالله عليك يا امجد يا ولدي لا تعنف المسكينة وفاء .... فلديها ما يكفيها من عناء مع مرض طفلتها و ذلك هو السبب الرئيسي في تمسكها بالعروس .... لأنها ساعدتها و قدمت لها توصية في علاج طفلتها .... )
عقد أمجد حاجبيه قليلا ثم قال
( و هل من تقدم خدمة لوفاء ترشحها كعروس لي ؟!! ....... الهذه الدرجة أصبحت يائسا في الاختيار ؟!! ..... انا لا زال وسيما ... رياضيا .... خلاب الإبتسامة ....و لدي سيارة تفرح القلب ... . )
ضحكت أمه و هي تقول
( أنت زين الشباب يا حبيبي و اكثر .... و هل هناك من يماثلك ؟!! ... الآن توقف عن مدح نفسك فأنت تعيش معي أكثر من ستة و ثلاثين عاما و قد سئمت منك بصراحة ... كلمنى عن العروس ... ما رأيك بها .... و هل تعرف عائلتها ؟!! ..... )
تنهد أمجد وهو يقول
( عائلتها معروفة و والدها من المؤسسين المشاركين في الشركة ...... )
ابتسمت والدته و هي تقول
( ممتاز ..... و هل هم أناس محترمين ؟!! ........ )
قال أمجد مستسلما
( لا يوجد تعامل شخصي بيني و بين والدها .... الا أنني لم أسمع عنه ما يشين .... )
قالت أمه مستبشرة
( عظيم ..... عظيم ......الآن كلمني عنها هي ..... اوصفها لي ..... )
ضحك أمجد بخفوت ثم قال يعاملها كما يعامل طفلته ...
( حسنا أبتعدي قليلا كي أستلقي بجوارك ...... )
ابتعدت امه بلهفة .... فتراجع الى ان استلقى نصف جالسا بجوارها ... واضعا ذراعه تحت رأسه وهو يحدق في السقف قائلا بلهجة لطيفة زائفة وهو يمثل الدور
( من أين نبدأ ؟!! ...... أولا هي شديدة الغرور ..... وفظة اللسان الى حدٍ لا يطاق .... )
عبست أمه بشدة و خيبة الأمل ترتسم على وجهها .... لكنها ضربته على ظاهر يده و هي تقول
( حسنا .... حسنا .... لنتغاضى عن الجانب المعنوي حاليا ....صف لي شكلها .... كيف تبدو ؟!! ... هل هي جميلة ؟!! ..... )
شرد أمجد قليلا و قال متنازلا
( لا بأس بها ...... مقبولة ...... )
عقدت أمه حاجبيها و قالت
( فقط مقبولة ؟!! ........ وفاء تقول أنها جميلة جدا .... )
قال أمجد مستاءا ناظرا الى أمه بطرف عينيه
( من سيتزوجها ؟!! ..... انا أم وفاء ؟!! ...... )
قالت أمه موافقة .... بأسف
( نعم معك حق ... أنت من يجب أن تكون راضيا عن شكلها , إنها المرأة التي ستعيش معك العمر كله .... )
قال أمجد موافقا
( نعم .... يجب أن تكون ذات جودة عالية و شديدة التحمل .... و غير قابلة للكسر ... )
عبست أمه و قالت فجأة
( أنت تسخر مني يا ولد ......... )
ضحك أمجد وهو يضغط بين عينيه باصبعيه .... ثم قال بعفوية
( لا أعلم ماذا أقول بصراحة ...... )
قالت أمه بصرامة
( لا تدعي البراءة أمامي و كأنك لا تنظر الى فتيات مطلقا .... هل تتذكر المرة التي قبضت فيها عليك و أنت تغازل ابنة الجيران قبل أن أفقد بصري ؟!! ...... )
نظر امجد اليها و قال مدافعا
( حدث ذلك منذ خمسة عشر عاما يا أمي !! ........ )
قالت أمه ببراءة
( المهم أنك تمتلك الخبرة في تقييم جمال الفتيات .... الآن صف لي العروس ... ما هو شكل شعرها ؟؟ .... )
قال أمجد غاضبا
( لقد أمسكته و تحسسته يا أمي و قلتِ أنه مثل الحرير ...... )
قالت أمه لهفة
( ما لونه ؟!! ....... )
شرد أمجد بعينيه قليلا وهو يقول كأنه يكلم نفسه
( أسود براق كجناح الغراب ........ )
قالت أمه متفهمة و هي تومىء برأسها ....
( نعم كان هناك غرابا يهاجم الأطفال و يأكل من أواني الزبادي الفخارية التي نضعها في الشمس في بيتنا القديم.... قامت ام محمد باصطياده ذات يوم ... ريشه شديد السواد و لامع فعلا .... )
نظر اليها أمجد و قال
( صورة بديعة يا أمي و مناسبة تماما ......نشكر لكِ المداخلة .... )
قالت أمه تسأله باهتمام ...
( و ماذا عن عينيها ؟!! ........ )
نظر أمجد الى السقف و كأنه في حاجة الى تذكر لون عينيها ... فقال بلامبالاة ...
( اممممم ... عينيها بلون العنبر ... )
ابتسمت أمه و قالت تتخيل منظر العروس بسعادة
( عينيها عنبر و عطرها مسك .... الفتاة قصيدة في حد ذاتها و تخبرني أنها مقبولة ؟!! ..... )
نظر اليها أمجد بطرفي عينيه ثم زفر بضيق وهو يقول
( اصبحتِ ماكرة يا ام أمجد و المكر لا يليق بكِ ....... )
ضحكت أمه و قالت ببرائتها المعهودة
( والله الكلام كلامك و ليس كلامي ....... )
شرد أمجد بتفكيره قليلا قبل أن يقول
( هناك ما لا تعرفينه يا أمي ..... العروس كانت مخطوبة من قبل الى ابن عمها , لكن لم يكتمل النصيب بينهما .... )
قال هذا على امل ان تكون حجة كي تتراجع أمه عن لهفتها على مسك .... الا أنه فوجىء بأمه تقول بخفوت بعد توترها للوهلة الأولى ....
( والله يا ابني .... صحيح أنني لا أبصر , الا أن الوقت القصير الذي قضيته مع الفتاة و رغم فظاظتها الا أن طباعها أخبرتني كم هي حازمة .... و تبدو غير متساهلة , و لو أنها من أسرة محترمة فلا أظن أن موضوع الخطبة السابقة يؤثر عليها بشيء ..... لا أظنها من النوع المتساهل مع خطيبها ابدا ....)
عقد أمجد حاجبيه وهو يشعر بالحوار قد اتخذ منحنى خطر .... فقال بشرود
( ربما ........ لا أعلم الكثير عن خطبتها على أي حال ... )
قالت أمه متلهفة
( حسنا .... لنكمل كلامنا , ماذا عن قوامها ؟ .... كيف يبدو ؟؟ ... )
انتفض أمجد واقفا وهو يقول بحزم
( تصبحين على خير يا أمي ....... )
ارتفع حاجباها و هي تقول بتحسر
( لكن يا أمجد .... لم نكمل كلامنا !! .... انتظر قليلا .... )
الا انه كان قد وصل الى الباب وهو يقول بحزمٍ اكبر
( تصبحين على خير يا امي .... أراكِ صباحا .... )
أغلق الباب خلفه ... ليتنهد بضيق .... ممسكا بمقبض الباب وهو يطرق برأسه قليلا ... مفكرا
" لقد تعشمت أمه أكثر من اللازم ...... و هذا غير سليم أبدا .... "
.................................................. .................................................. .................
كان قد قرر أن ينهي الأمر بأكبر قدر يستطيعه من الأدب ....
الا أنه لم يقرر أبدا أن يجلس خلف مكتبه يتأملها بهذه الدقة !! .....
حسنا هو رجل و هي تبدو جاذبة للنظر بشكل يفقده التركيز ....أما طباعها المغرورة فتفقده أعصابه ....
اليوم حين نظر اليها صباحا ما أن وصلت الى العمل .. وجدها قد عادت مجددا الى الشخصية المتعجرفة التي تعامل الجميع من فوق أنفها الكلاسيكي ...
حتى أنها حيته بمجرد ايماءة باردة و ابتعدت .....
قليلة الذوق .... و عديمة الأدب ....
لكن قليلة الذوق كانت ملفتة للنظر اكثر من اللازم .....
على الرغم من احتشام ملابسها التي لا تظهر منها شيئا .... الا ان شعرها ملفت , و اصابعها الرفيعة ملفتة للنظر جدا !!
هل تدرك ذلك لهذا تتعمد التلاعب بالقلم كثيرا ؟!! ...
تأفف أمجد بصوتٍ عالٍ وهو يكتشف مسار أفكاره منذ أن دخلت الى مكتبه في اجتماع مصغر يشمل كليهما فقط ..
سمعت مسك تأففه فرفعت وجهها تنظر اليه متسائلة ....
الا أنها ارتبكت قليلا و هي تراه متراجعا في مقعده ينظر اليها بتركيز دون أن يظهر شيئا على ملامحه ...
اخفضت وجهها قليلا .. قبل أن تقول مرجعة خصلة من شعرها الحريري الأسود الى خلف اذنها ...
( أعتقد أننا قد انتهينا من اجتماعنا اليوم ...... و على ما يبدو أنك أكثر من متلهف لإنهاءه .... )
رد أمجد بهدوء متباطىء دون عجل
( لو كنت متلهفا لإنهاءه لطلبت منك المغادرة ...... )
اتسعت عيناها و هي تنظر اليه بذهول الا أنه تابع ملطفا طريقة حواره ...
( بكل تهذيب ........ )
ابتسمت مسك بامتعاض و هي تقول ببرود
( نعم .... هذا يشكل فارقا بالفعل ...... )
نهضت من مكانها و هي تلملم أوراقها , قائلة بهدوء دون أن تنظر اليه
( سأنصرف الآن .... شكرا لوقتك ..... )
تحركت خطوتين ... الا أنه قال بهدوء
( مسك ........ )
استدارت تنظر اليه بتساؤل .... متغاضية عن نطقه اسمها مجردا .... فقد ملت من محاربة ذلك الجلف عديم الذوق ....
أشار أمجد الى الكرسي الذي غادرته مجددا وهو يقول بهدوء
( اجلسي رجاءا ..... هناك ما أريد أن أحدثك بشأنه .... )
ارتفع حاجبها الرفيع المستفز ... فزفر أمجد وهو يحاول السيطرة على كل ما يستفزه فيها ....
حتى حاجبها مستفزا ....
الا أنها جلست بهدوء واضعة ساقا فوق أخرى بوقاحة منتظرة أن يتكلم ....
طرق أمجد على سطح المكتب قليلا بشرود قبل أن يرفع وجهه اليها قائلا بتهذيب
( بداية أريد الإعتذار لكِ عن مقابلة الأمس ....... أدرك أن الوضع كان و لا يزال شديد الإحراج بالنسبة لكلينا ..... لكن .... )
رفعت مسك يدها توقفه عن المتابعة و قالت بترفع
( لا داعي للإعتذار ..... صحيح أنني لم أمر بتلك المواقف من قبل الا أنني أعرف جيدا الجملة التي تقال في مثلها .... كل شيء قسمة و نصيب ..... و من المؤكد أنك لو تعرف بأنني أنا العروس المقصودة لما أتيت .... )
ارتبك أمجد قليلا و قال بخفوت
( لم أقصد أن أوصل هذا الإنطباع اليكِ ....... )
قالت مسك بكبرياء و أنفة
( الا أنه وصلني ..... لذا أقدر لك اعتذارك عن عدم اعجاب سيادتك بي و رفضك لي كعروس محتملة .... هلا أبقينا علاقتنا عملية من فضلك .... )
نظر اليها أمجد ليجد نفسه يقول فجأة
( لم أقل أنني رفضتك !! ........ )
ساد صمت غريب بينهما و كل منهما ينظر الى الآخر مجفلا .... قبل أن تقول مسك عاقدة حاجبيها
( عفوا !! ....... لم أفهم !! ...... )
وهو أيضا لم يفهم ما نطق به للتو !! .... ما هذا الغباء الذي يحدث هنا !! .....
لكنه تكلم و انتهى الأمر ... لذا عليه إنهاءه بأكبر قدر من الصراحة .... فقال بهدوء
( ما قصدته أن تلك الأمور من المستحيل أن يتم تقريرها في مقابلة واحدة ........ )
كانت مسك تراقبه بعينيه ضيقتين و شفتين مفتوحتين قليلا ... و حاجبين منعقدين ... ووجهٍ مائل ...
و هي الملامح المثالية لشخص يحاول أن يستوعب ..... ولو كان في وضع آخر لكان ضحك على منظرها الجديد ....
قالت مسك أخيرا ....
( عفوا لم أفهم ..... هل تطلب مني مقابلة أخرى كي تتخذ قرارا ؟!! ....... )
حسنا انه ينزلق دون ارادته ... و لا يعرف كيف يتصرف ..... الا أن شيئا لم يظهر على وجهه البارد وهو يقول بهدوء
( أفضل عبارة " للتعارف أكثر " ..... في حضور والدك طبعا .... )
حسنا لقد ازدادت زاوية فتحة فمها الآن و هي تهمس مكررة
( والدي !!! ........... )
ارتفع حاجبي أمجد قليلا وهو يقول
( أكيد ....... )
ظلت مسك على نفس الملامح حتى ابتسم رغم عنه ....
قالت مسك أخيرا بهدوء بعد أن استجمعت ادراكها ....
( حسنا الأمر معقدا جدا ..... والدي لا يمكن أن ........ )
قاطعها طرق على باب غرفة أمجد .... قبل أن يدخل فرد أمن مستئذنا وهو يقول
( عذرا سيد أمجد .... السيد أشرف زوج السيدة غدير ... سأل عن مكان الآنسة مسك و يريدها في أمر هام لا يحتمل التأجيل ..... )
ساد صمت غريب في الغرفة و أمجد ينظر الى مسك التى بدا و كأنها أجفلت ..... عاقدة حاجبيها ...
قال أمجد أخيرا بصوتٍ لا يحمل أي تعبير
( دعه يدخل بالطبع ....... )
ابتعد فرد الأمن عن الباب و دخل أشرف و عينيه على مسك التي نهضت واقفة لتقول بصلابة
( ما الأمر يا أشرف ؟!! ..... لماذا أتيت الى هنا ؟!! ....... )
أومأ أشرف الى أمجد معتذرا قبل أن يتجه الى مسك حتى وقف أمامها و كان شكله غريبا جدا ... عيناه غائرتين ووجهه شاحب ثم قال بخفوت
( لماذا لا تردين على هاتفك ؟!! .... اتصلت بكِ عشرات المرات ..... )
عقدت حاجبيها وشعرت بالخطر تلقائيا ... لكنها أجابت همسا
( أنا أطفىء الصوت حين أكون في اجتماع ...... ماذا حدث ؟!! .... )
دون مقدمات مد أشرف يديه ليمسك بيدي مسك أمام عيني أمجد اللتين ضاقتا بعنفٍ مفاجىء ....
لكن أشرف لم يلاحظه وهو يقول بخفوت
( يجب أن أصطحبك الى البلد على الفور .... لقد حجزت لنا في أقرب طائرة ...... )
شعرت مسك بالخوف و همست بتداعي
( لماذا ؟!!........ )
تنهد أشرف وهو يضغط كفيها قائلا بخفوت
( البقاء لله .........ابن عمك سليم توفي . )
فغرت مسك شفتيها و شحب وجهها بشدة ... قبل أن تتراجع للخلف و توشك على السقوط ...
نهض أمجد من مقعده مسرعا ... الا أنه تسمر مكانه حين سبقه أشرف وهو يمسك بمسك و يسندها اليه قبل أن يجلسها على الكرسي و يجثو أمامها .... قائلا بقلق
( مسك ..... هل أنتِ بخير ؟؟ .... ردي علي .... )
نظرت اليه مسك بعدم استيعاب و همست مذهولة
( سليم مات ؟!! ........ كيف ؟!! .... لقد .... رأيته منذ اسبوع ... شابا وافر الصحة ..... كيف مات ؟!! ...)
هز أشرف رأسه وهو يقول بخفوت متألم
( لا أملك أي تفاصيل ..... لقد هاتفني والدك و طلب مني اصطحابك للبلد كان منشغلا باجراءات الدفن و غيرها ....ما فهمته أن الامر تعقد ... و طال ....لكن لا أعلم لماذا .....)
همست مسك بارتياع و هي ترفع يدها الى صدرها و كأنها تحادث نفسها
( دفن ....... دفن ,,,,,,,, )
ضغط أشرف كفيها معا وهو يقول بقلق
( مسك ....... هل أنت بخير ؟!! ...... خذي نفسا عميقا ..... )
أخذت نفسا عميقا مرتجفا ... قبل أن تنظر حولها قائلة بخفوت
( سوار ..... يجب أن أكون معها الآن ...... )
نهض أشرف و انهضها معه .... وهو يقول
( هيا بنا ............)
تحركت و هي تترنح محاولة أن تصلب نفسها بمعجزة .... لكن قبل أن تخرج ناداها أمجد قائلا
( مسك ...... )
التفتت مسك تنظر اليه بعينين زائغتين ... فعقد حاجبيه وهو يقول بخفوت
( البقاء لله ........ )
فتحت فمها لترد .... الا انها بدت كمن تهز رأسها نفيا غير مستوعبة بعد .... فأومأ برأسه هامسا
( لا بأس ....... لا تتكلمي الآن ..... )
أطرقت مسك بوجهها بينما سمحت لأشرف أن يسحبها برفق خارج المكتب ....
أما امجد فقد . .... جلس مكانه و بداخله شعور ..... مستاء ..... غير متعاطف عكس المطلوب .....
في الممر خارجا ... تسمرت مكانها و هي ترى المنظر أمامها ....
كان زوجها أشرف يسير مع مسك ممسكا بكفها !!!! .... و مسك تبدو متقبلة لما يحدث تماما .....
لم تدري بنفسها الا و هي تجري اليه هاتفة بقوة و غضب
( أشرف ....... أشرف ...... )
توقف مكانه و التفت اليها دون أن يترك مسك .... فقال بهدوء
( ليس الآن يا غدير رجاءا ..... نحن مسافران الى البلد و قد تأخرنا على موعد الطائرة ... )
نقلت غدير عينيها بينهما بذهول لم يلبث أن تحول الى غضب عارم و هي تهمس من بين أسنانها بشراسة
( أشرف ..... هل تمازحني ؟!! ...... )
زفر أشرف بقوة وهو يقول باستياء
( ابن عمنا توفي يا غدير ....... و يجب أن نلحق بالعزاء في أسرع وقت ..... اذهبي الى البيت اليوم بمفردك و سأهاتفك ما أن أستطيع .... )
لكن ما أن تحرك يجذب مسك معه برفق ....
حتى استعادت غدير وعيها بسرعة و هتفت تدافع عن حقها
( سآتي معكما ........ أنا زوجتك و يجب أن أكون بجوارك ...... )
نظر اليها أشرف نظرة محذرة وهو يقول دون أي تردد
( مستحيل ..... تعرفين جيدا أن وجودك هناك غير مقبول ...... انتظريني هنا رجاءا لقد تأخرنا بالفعل ... )
و أمام عينيها المذهولتين العاصفتين ...... انصرفا .....
تراجعت غدير مترنحة و هي تستند بظهرها الى الجدار من خلفها ..... عيناها جامدتين و صدرها يتنفس نفسا ..... هادرا .... و لسانها يهمس
" عدت بكل قوتك يا مسك ...... حسنا لنرى ...... "
.................................................. .................................................. ....................
جالسة مكانها تنظر الى النساء المتشحات بالسواد يجلسن في دائرة ضخمة ....
ينحن بلحنٍ رتيب .... ما بين العويل و النواح ....
و ما بينها صراخ منغم ....
كانت تلك عاداتهم .....
النوح الملحن .... بصوتٍ كئيب ..... دون تعبير .... دون ألم كالذي يمزق صدرها .....
جلست سوار مكانها رافعة وجهها .....
عيناها حمراوان بلون الدم ... مبللتين قليلا ... لكنها لم تكن تبكي !! ....
بل كانت ملامحها قوية ... و قبضتيها منقبضتين على ذراعي المقعد بقوة ......
ترتدي السواد الا ان وشاح رأسها كان أبيض ......
تراقب الجميع بنفس النظرات الهادرة القوية .... دون بكاء .... لا تقبل بالإنهيار ......
نظراتها غريبة و شديدة البأس .....
الوحيدة التي كانت خائفة عليها هي تيماء ......
كانت تجلس بجوارها تراقبها بقلق .... بعينين دامعتين .....
تمسك بذراعها كي تمدها بالقوة ... على الرغم من ان منظر سوار يا يظهرها تحتاج الى قوة ...
هي نفسها تبدو ككتلة من القوة ...... و هذا ما كان يخيفها عليها ...
ترى هل تعاني من صدمة متأخرة ؟!! ....
لماذا لا تبكي ؟!! .... لا تصرخ ؟!!! ......
أما ذلك النواح الملحن فكاد أن يدمر أعصابها ..... لذا لم تشعر بنفسها الا و هي تترك ذراع سوار و تنهض صارخة فجأة
( كفى ........ كفى .......... )
ساد صمت مريع للحظة .... قبل أن تتعالى الشهقات المستنكرة من حولها ....
الا أن تيماء لم تهتم ..... بل دارت حول نفسها و هي تصرخ بعنف
( ما يحدث هنا يعد حراما ..... كفى نواحا بهذا الرتم العقيم ..... اقرأن في المصاحف و أدعين له لكن توقفن عن هذا العويل .... الا ترين أن زوجته على وشك الإنهيار ؟!! .... )
تعالت الشهقات المستنكرة أكثر و أكثر .....
بينما بقت سوار مكانها تنظر الى تيماء بصمت .... دون أن تصدر صوتا أو تنطق بكلمة ....
حين سكتت تيماء بيأس ... بدأت النساء في النواح مجددا ....
فأغمضت عينيها و هي تهز رأسها بتعب و أعصاب على وشك الإنهيار ....
الى أن قصف صوت سوار فجأة
( كفى ............... )
كان صوتها أمرا .... و كلمتها سيفا .......
فلزم الجميع الصمت دون أن تتجرأ احداهن على اصدار شهقة استنكار واحدة .....
سارعت تيماء تجلس بجوارها و هي تمسك بذراعها مجددا لتهمس بلهفة
( هل أنت بخير يا سوار ؟!! ....... )
التفتت سوار تنظر اليها بصمت قبل أن تقول بصوت صلب قاتم
( أنا بخير .......... )
قالت تيماء بخفوت و ترجي
( ابكي أرجوكِ كي أطمئن عليكِ ......... )
نظرت سوار اليها بصمت .... قبل أن تقول بخفوت جامد ... قوي
( لم يحن أوان البكاء بعد يا تيماء ......... )
عقدت تيماء حاجبيها و همست
( لست أفهم ........ )
لم ترد سوار على الفور .... بل نهضت من مكانها و هي تقول
( ابقي هنا قليلا يا تيماء ...... أحتاج الى الخروج قليلا .... )
راقبتها تيماء و هي تخرج رافعة رأسها ..... بينما نفسها يرتجف و هي تنظر حولها بألم .....
.................................................. .................................................. .................
( سوار ........... )
توقفت مكانها دون حراك و هي تسمع ذلك الصوت من خلفها .....
فقال وهو يقترب منها
( انظري الي رجاءا ........ )
بقت سوار مكانها متسمرة لا تتحرك .... قبل أن تستدير ببطىء كي تنظر اليه .... تواجه عينيه ....
لم تغطي وجهها هذه المرة .... بل وقفت مكانها بملامحها مكشوفة لعينيه المتشربتين لملامحها دون تحفظ ....
تكلم راجح قائلا أخيرا بصوتٍ غريب
( لماذا تنظرين الي بتلك الطريقة ؟!! ..... ماذا تقصدين من نظرتك هذه ؟!! ....اياك أن تظني بأنني .... )
تحركت عيناها على ملامح وجهه ...... تلك الملامح الوسيمة بشدة ..... لكنها وسامة فجة .... و عيناه أكثر فجاجة ....
كتفت سوار ذراعيها متلحفة بالشال حول كتفيها و هي تصعد بعينيها ببطىء الى عينيه ... و استقرتا عليهما ....
ثم قالت أخيرا بصوتٍ غريب ... قوي
( أتمنى ....... أتمنى أن تخيب ظنوني , لأن ثأري لن يخيب ..... )



انتهى الفصل الحادي عشر ... قراءة سعيدة
























tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 11:55 PM   #4155

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 310 ( الأعضاء 247 والزوار 63)‏tamima nabil, ‏la feuille blanche, ‏rontii+, ‏lelly+, ‏هبه رمضان, ‏halaasi, ‏جاسمينات باسو, ‏Aya youo, ‏hnoo .s, ‏angela11, ‏واحدة من عباد الله, ‏الصقر الصقر, ‏فتكات هانم, ‏شيمو عصام, ‏princess sara+, ‏Sanamero, ‏doudo+, ‏حواء بلا تفاح^, ‏رانيا فتحى, ‏bassa, ‏دلووعة2, ‏sosobarra, ‏noran assal, ‏دوسة 93+, ‏mar mar, ‏MS_1993, ‏ToOoOmy, ‏مصطفى ابراهيم, ‏الاوركيدا., ‏meryamaaa, ‏ايماااا, ‏hayaty alquran, ‏a girl, ‏emanmostafa, ‏جانيت ديلى, ‏خفوق انفاس, ‏Shahrdi, ‏زهره ربيع عمري+, ‏رسوو1435, ‏رمـاد الشوق, ‏ام هنا, ‏modyblue+, ‏noof11+, ‏جميلة الجميلات, ‏haa lo+, ‏safy mostafa, ‏رؤى الرؤى, ‏sara osama, ‏nahlaallam, ‏الجميله2, ‏ghader, ‏شوقا, ‏الطاف ام ملك, ‏starmoon+, ‏lolo575, ‏غارقة في البحر, ‏mima love, ‏MaNiiLa, ‏هدوء الدوشة, ‏نوف بنت ابوها, ‏sara-khawla, ‏hanene**, ‏khaoula Ci, ‏عاشقة الحرف, ‏mando mano, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏lolo75, ‏أم الريان, ‏انت عشقي, ‏fattoma2020, ‏هبوش 2000, ‏صبا القلب, ‏nouhailanouha, ‏يا من تحب+, ‏al3nood, ‏موج البحر33, ‏amatoallah, ‏مسره الجوريه, ‏س?ر, ‏mirasmith+, ‏سكر نبات, ‏mesho ahmed, ‏ebti, ‏زالاتان, ‏ياسمين نور, ‏bosy el-dmardash, ‏صمت الزوايا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏maha_1966, ‏dosha, ‏حب الدنيا, ‏mona_90, ‏آيه ♡, ‏Nora28+, ‏um soso+, ‏mrmr momo, ‏*جوود*, ‏سوسا العتيبي, ‏تسبيح الداودي, ‏ALana, ‏ام علي اياد+, ‏وردة شقى, ‏غرررام الورد, ‏Pure angel, ‏بعثرة مشاعر, ‏نداء الحق+, ‏سارقة الظلام, ‏دمعه نسيان, ‏نهى حسام, ‏نوت2009, ‏سومة111, ‏fattima2020, ‏دعاء 99, ‏asma.alg, ‏نوراني, ‏لين محمد, ‏بيبه الجميله+, ‏علا علي, ‏métallurgier, ‏maimickey, ‏سماح الحسين, ‏deegoo+, ‏AyOyaT+, ‏omniakilany, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏نهيل نونا, ‏روح طرياك, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏كيوانو, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK+, ‏سارة امينة+, ‏دادا, ‏beauty anastasia, ‏مهرة..!, ‏hawa500, ‏amolty, ‏rosetears, ‏ولاء محمد قاسم, ‏فادو., ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏flower90, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏اخر رد, ‏luz del sol+, ‏منيتي رضاك, ‏روح هاربة, ‏اللوتس, ‏jinin, ‏tomcruise, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏Roro2005+, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏جالاتيا, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal+, ‏hager_samir, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏الشوق والحب, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏forbescaroline, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان+, ‏همسات حب, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏لجين عمر, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏khma44, ‏ارض اللبان, ‏ام^عزووز, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد+, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏ريناد السيد, ‏عمر عصام, ‏Alzeer78, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏aisha makki, ‏باربرة, ‏jjeje, ‏..swan.., ‏ام لينووو@, ‏princess of romance, ‏زهرة اللوتتس, ‏سهى منصور+

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-04-16, 11:59 PM   #4156

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 336 ( الأعضاء 263 والزوار 73)‏tamima nabil, ‏سومة111, ‏forbescaroline, ‏وعد بالخير, ‏sweet hime, ‏Tifany=, ‏كيوانو, ‏halaasi, ‏نجله على, ‏أنا لك علي طول, ‏mrmr momo, ‏كتكوته زعلانه, ‏كريستنا, ‏AyOyaT+, ‏الاوركيدا., ‏اجمل غموض+, ‏deegoo+, ‏ماريمارر, ‏ابابيل, ‏thetwin, ‏هبه رمضان, ‏marmar nona, ‏حب الدنيا, ‏الفراشه السودااء, ‏ليله طويله+, ‏نوراني, ‏bassa, ‏أنت عمري, ‏zezeabedanaby, ‏أمنية السعيد سعد, ‏ward allel, ‏Pure angel, ‏lelly+, ‏فتكات هانم, ‏نهيل نونا, ‏rody ali, ‏maysleem, ‏egyptian and proud, ‏reem112, ‏fattoma2020, ‏la feuille blanche, ‏ورد الحياة, ‏fattima2020, ‏جاسمينات باسو, ‏Aya youo, ‏hnoo .s, ‏angela11, ‏واحدة من عباد الله, ‏الصقر الصقر, ‏شيمو عصام, ‏princess sara+, ‏Sanamero, ‏doudo+, ‏حواء بلا تفاح^, ‏رانيا فتحى, ‏دلووعة2, ‏sosobarra, ‏noran assal, ‏دوسة 93+, ‏mar mar, ‏MS_1993, ‏ToOoOmy, ‏مصطفى ابراهيم, ‏meryamaaa, ‏ايماااا, ‏hayaty alquran, ‏a girl, ‏emanmostafa, ‏جانيت ديلى, ‏خفوق انفاس, ‏Shahrdi, ‏زهره ربيع عمري+, ‏رسوو1435, ‏رمـاد الشوق, ‏ام هنا, ‏modyblue+, ‏جميلة الجميلات, ‏haa lo+, ‏safy mostafa, ‏رؤى الرؤى, ‏sara osama, ‏nahlaallam, ‏الجميله2, ‏ghader, ‏شوقا, ‏الطاف ام ملك, ‏starmoon+, ‏lolo575, ‏غارقة في البحر, ‏mima love, ‏MaNiiLa, ‏هدوء الدوشة, ‏نوف بنت ابوها, ‏sara-khawla, ‏hanene**, ‏khaoula Ci, ‏عاشقة الحرف, ‏mando mano, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏lolo75, ‏أم الريان, ‏انت عشقي, ‏هبوش 2000, ‏صبا القلب, ‏nouhailanouha, ‏يا من تحب+, ‏al3nood, ‏موج البحر33, ‏amatoallah, ‏مسره الجوريه, ‏س?ر, ‏mirasmith+, ‏سكر نبات, ‏mesho ahmed, ‏ebti, ‏زالاتان, ‏ياسمين نور, ‏bosy el-dmardash, ‏صمت الزوايا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏maha_1966, ‏dosha, ‏mona_90, ‏آيه ♡, ‏Nora28+, ‏um soso+, ‏*جوود*, ‏سوسا العتيبي, ‏تسبيح الداودي, ‏ALana, ‏ام علي اياد+, ‏وردة شقى, ‏غرررام الورد, ‏بعثرة مشاعر, ‏نداء الحق+, ‏سارقة الظلام, ‏دمعه نسيان, ‏نهى حسام, ‏نوت2009, ‏دعاء 99, ‏asma.alg, ‏لين محمد, ‏بيبه الجميله+, ‏علا علي, ‏métallurgier, ‏maimickey, ‏سماح الحسين, ‏omniakilany, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏روح طرياك, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK+, ‏سارة امينة+, ‏دادا, ‏beauty anastasia, ‏مهرة..!, ‏hawa500, ‏amolty, ‏rosetears, ‏ولاء محمد قاسم, ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏flower90, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏اخر رد, ‏luz del sol+, ‏منيتي رضاك, ‏روح هاربة, ‏اللوتس, ‏jinin, ‏tomcruise, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏Roro2005+, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏جالاتيا, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal+, ‏hager_samir, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏الشوق والحب, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان+, ‏همسات حب, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏لجين عمر, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏khma44, ‏ارض اللبان, ‏ام^عزووز, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد+, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏عمر عصام, ‏Alzeer78, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏aisha makki, ‏باربرة, ‏jjeje, ‏..swan.., ‏ام لينووو@

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-04-16, 12:02 AM   #4157

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 368 ( الأعضاء 286 والزوار 82)‏tamima nabil, ‏زهرة الاوركيدة, ‏rola2065+, ‏لجين عمر, ‏دمعه نسيان, ‏métallurgier, ‏منة السيد أحمد, ‏جالاتيا, ‏dallou3a, ‏هبه رمضان, ‏rontii+, ‏نجله على, ‏samiataha, ‏كتكوته زعلانه, ‏judy el masry, ‏ام علي اياد+, ‏najla1982, ‏rere star, ‏بسمة بسومة, ‏hager_samir, ‏الاوركيدا., ‏NOOR ALKHFAF, ‏emanmostafa, ‏القمر الفيروزي, ‏همسات حب, ‏Aya youo, ‏sara.n., ‏أنت عمري, ‏دودي الخليفي, ‏فتكات هانم, ‏اجمل غموض+, ‏أنا لك علي طول, ‏shosha2001, ‏Light dream, ‏Honayida, ‏Nora28+, ‏zezeabedanaby, ‏nour hana, ‏محمد معاذ, ‏ايه الشرقاوي, ‏a girl, ‏حواء بلا تفاح^, ‏Velvety, ‏flower90, ‏شاهي 23, ‏rasha shourub, ‏ام ياسر., ‏غرررام الورد, ‏leila21, ‏عمر عصام, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sweet hime, ‏سومة111, ‏وعد بالخير, ‏huzayma, ‏forbescaroline, ‏Tifany=, ‏كيوانو, ‏halaasi, ‏mrmr momo, ‏كريستنا, ‏AyOyaT+, ‏deegoo+, ‏ماريمارر, ‏ابابيل, ‏thetwin, ‏marmar nona, ‏حب الدنيا, ‏الفراشه السودااء, ‏ليله طويله+, ‏نوراني, ‏bassa, ‏أمنية السعيد سعد, ‏ward allel, ‏Pure angel, ‏lelly+, ‏نهيل نونا, ‏rody ali, ‏maysleem, ‏egyptian and proud, ‏reem112, ‏fattoma2020, ‏la feuille blanche, ‏ورد الحياة, ‏fattima2020, ‏جاسمينات باسو, ‏hnoo .s, ‏angela11, ‏واحدة من عباد الله, ‏الصقر الصقر, ‏شيمو عصام, ‏princess sara+, ‏Sanamero, ‏doudo+, ‏رانيا فتحى, ‏دلووعة2, ‏sosobarra, ‏noran assal, ‏دوسة 93+, ‏mar mar, ‏MS_1993, ‏ToOoOmy, ‏مصطفى ابراهيم, ‏meryamaaa, ‏ايماااا, ‏hayaty alquran, ‏جانيت ديلى, ‏خفوق انفاس, ‏Shahrdi, ‏زهره ربيع عمري+, ‏رسوو1435, ‏رمـاد الشوق, ‏ام هنا, ‏modyblue+, ‏جميلة الجميلات, ‏haa lo+, ‏safy mostafa, ‏رؤى الرؤى, ‏sara osama, ‏nahlaallam, ‏الجميله2, ‏ghader, ‏شوقا, ‏الطاف ام ملك, ‏starmoon+, ‏lolo575, ‏غارقة في البحر, ‏mima love, ‏MaNiiLa, ‏هدوء الدوشة, ‏نوف بنت ابوها, ‏sara-khawla, ‏hanene**, ‏khaoula Ci, ‏عاشقة الحرف, ‏mando mano, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏lolo75, ‏أم الريان, ‏انت عشقي, ‏هبوش 2000, ‏صبا القلب, ‏nouhailanouha, ‏يا من تحب+, ‏al3nood, ‏موج البحر33, ‏amatoallah, ‏مسره الجوريه, ‏س?ر, ‏mirasmith+, ‏سكر نبات, ‏mesho ahmed, ‏ebti, ‏زالاتان, ‏ياسمين نور, ‏bosy el-dmardash, ‏صمت الزوايا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏maha_1966, ‏dosha, ‏mona_90, ‏آيه ♡, ‏um soso+, ‏*جوود*, ‏سوسا العتيبي, ‏تسبيح الداودي, ‏ALana, ‏وردة شقى, ‏بعثرة مشاعر, ‏نداء الحق+, ‏سارقة الظلام, ‏نهى حسام, ‏نوت2009, ‏دعاء 99, ‏asma.alg, ‏لين محمد, ‏بيبه الجميله+, ‏علا علي, ‏maimickey, ‏سماح الحسين, ‏omniakilany, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏روح طرياك, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK+, ‏سارة امينة+, ‏دادا, ‏beauty anastasia, ‏مهرة..!, ‏hawa500, ‏amolty, ‏rosetears, ‏ولاء محمد قاسم, ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏اخر رد, ‏luz del sol+, ‏منيتي رضاك, ‏روح هاربة, ‏اللوتس, ‏jinin, ‏tomcruise, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏Roro2005+, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal+, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏الشوق والحب, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان+, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏khma44, ‏ارض اللبان, ‏ام^عزووز, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد+, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏Alzeer78, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-04-16, 12:03 AM   #4158

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 381 ( الأعضاء 297 والزوار 84)‏tamima nabil, ‏Nody Nody, ‏منة السيد أحمد, ‏rola2065+, ‏flower90, ‏rosetears, ‏Meesho, ‏*جوود*, ‏ghader, ‏ronita1417, ‏Aya youo, ‏جالاتيا, ‏totoranosh, ‏أم الريان, ‏dallou3a, ‏غروري مصدره أهلي, ‏لجين عمر, ‏الشوق والحب, ‏nashwa magdy+, ‏Honayida, ‏Nora28+, ‏شطح نطح, ‏اجمل غموض+, ‏او مي جا, ‏khma44, ‏métallurgier, ‏gom, ‏ebrU, ‏samiataha, ‏الربابة, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهرة الاوركيدة, ‏الاوركيدا., ‏دودي الخليفي, ‏اللوتس, ‏دمعه نسيان, ‏هبه رمضان, ‏rontii+, ‏نجله على, ‏judy el masry, ‏ام علي اياد+, ‏najla1982, ‏rere star, ‏بسمة بسومة, ‏hager_samir, ‏NOOR ALKHFAF, ‏emanmostafa, ‏القمر الفيروزي, ‏همسات حب, ‏sara.n., ‏أنت عمري, ‏فتكات هانم, ‏أنا لك علي طول, ‏shosha2001, ‏Light dream, ‏zezeabedanaby, ‏nour hana, ‏محمد معاذ, ‏ايه الشرقاوي, ‏a girl, ‏حواء بلا تفاح^, ‏Velvety, ‏شاهي 23, ‏rasha shourub, ‏ام ياسر., ‏غرررام الورد, ‏leila21, ‏عمر عصام, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sweet hime, ‏سومة111, ‏وعد بالخير, ‏huzayma, ‏forbescaroline, ‏Tifany=, ‏كيوانو, ‏halaasi, ‏mrmr momo, ‏كريستنا, ‏AyOyaT+, ‏deegoo+, ‏ماريمارر, ‏ابابيل, ‏thetwin, ‏marmar nona, ‏حب الدنيا, ‏الفراشه السودااء, ‏ليله طويله+, ‏نوراني, ‏bassa, ‏أمنية السعيد سعد, ‏ward allel, ‏Pure angel, ‏lelly+, ‏نهيل نونا, ‏rody ali, ‏maysleem, ‏egyptian and proud, ‏reem112, ‏fattoma2020, ‏la feuille blanche, ‏ورد الحياة, ‏fattima2020, ‏جاسمينات باسو, ‏hnoo .s, ‏angela11, ‏واحدة من عباد الله, ‏الصقر الصقر, ‏شيمو عصام, ‏princess sara+, ‏Sanamero, ‏doudo+, ‏رانيا فتحى, ‏دلووعة2, ‏sosobarra, ‏noran assal, ‏دوسة 93+, ‏mar mar, ‏MS_1993, ‏ToOoOmy, ‏مصطفى ابراهيم, ‏meryamaaa, ‏ايماااا, ‏hayaty alquran, ‏جانيت ديلى, ‏خفوق انفاس, ‏Shahrdi, ‏زهره ربيع عمري+, ‏رسوو1435, ‏رمـاد الشوق, ‏ام هنا, ‏modyblue+, ‏جميلة الجميلات, ‏haa lo+, ‏safy mostafa, ‏رؤى الرؤى, ‏sara osama, ‏nahlaallam, ‏الجميله2, ‏شوقا, ‏الطاف ام ملك, ‏starmoon+, ‏lolo575, ‏غارقة في البحر, ‏mima love, ‏MaNiiLa, ‏هدوء الدوشة, ‏نوف بنت ابوها, ‏sara-khawla, ‏hanene**, ‏khaoula Ci, ‏عاشقة الحرف, ‏mando mano, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏lolo75, ‏انت عشقي, ‏هبوش 2000, ‏صبا القلب, ‏nouhailanouha, ‏يا من تحب+, ‏al3nood, ‏موج البحر33, ‏amatoallah, ‏مسره الجوريه, ‏س?ر, ‏mirasmith+, ‏سكر نبات, ‏mesho ahmed, ‏ebti, ‏زالاتان, ‏ياسمين نور, ‏bosy el-dmardash, ‏صمت الزوايا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏maha_1966, ‏dosha, ‏mona_90, ‏آيه ♡, ‏um soso+, ‏سوسا العتيبي, ‏تسبيح الداودي, ‏ALana, ‏وردة شقى, ‏بعثرة مشاعر, ‏نداء الحق+, ‏سارقة الظلام, ‏نهى حسام, ‏نوت2009, ‏دعاء 99, ‏asma.alg, ‏لين محمد, ‏بيبه الجميله+, ‏علا علي, ‏maimickey, ‏سماح الحسين, ‏omniakilany, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏روح طرياك, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK+, ‏سارة امينة+, ‏دادا, ‏beauty anastasia, ‏مهرة..!, ‏hawa500, ‏amolty, ‏ولاء محمد قاسم, ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏اخر رد, ‏luz del sol+, ‏منيتي رضاك, ‏روح هاربة, ‏jinin, ‏tomcruise, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏Roro2005+, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal+, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان+, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏ارض اللبان, ‏ام^عزووز, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد+, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏Alzeer78, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-04-16, 12:05 AM   #4159

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 391 ( الأعضاء 301 والزوار 90)‏tamima nabil, ‏luz del sol+, ‏هبه رمضان, ‏Meesho, ‏ياسمين نور, ‏princess miroo, ‏منة السيد أحمد, ‏القمر الفيروزي, ‏زهور ساكورا, ‏مهرة..!, ‏rola2065+, ‏princess of romance, ‏nouhailanouha, ‏ronita1417, ‏اسفة, ‏عزيز الروح, ‏khma44, ‏flower90, ‏قسامية الهوى, ‏Nody Nody, ‏Aya youo, ‏عمر عصام, ‏shosho43, ‏samiataha, ‏mona_90, ‏rosetears, ‏*جوود*, ‏ghader, ‏جالاتيا, ‏totoranosh, ‏أم الريان, ‏dallou3a, ‏غروري مصدره أهلي, ‏لجين عمر, ‏الشوق والحب, ‏Honayida, ‏Nora28+, ‏شطح نطح, ‏اجمل غموض+, ‏او مي جا, ‏métallurgier, ‏ebrU, ‏الربابة, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهرة الاوركيدة, ‏الاوركيدا., ‏دودي الخليفي, ‏اللوتس, ‏دمعه نسيان, ‏rontii+, ‏نجله على, ‏judy el masry, ‏ام علي اياد+, ‏najla1982, ‏rere star, ‏بسمة بسومة, ‏hager_samir, ‏NOOR ALKHFAF, ‏emanmostafa, ‏همسات حب, ‏sara.n., ‏أنت عمري, ‏فتكات هانم, ‏أنا لك علي طول, ‏shosha2001, ‏Light dream, ‏zezeabedanaby, ‏nour hana, ‏محمد معاذ, ‏ايه الشرقاوي, ‏a girl, ‏حواء بلا تفاح^, ‏Velvety, ‏شاهي 23, ‏rasha shourub, ‏ام ياسر., ‏غرررام الورد, ‏leila21, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sweet hime, ‏سومة111, ‏وعد بالخير, ‏huzayma, ‏forbescaroline, ‏Tifany=, ‏كيوانو, ‏halaasi, ‏mrmr momo, ‏كريستنا, ‏AyOyaT+, ‏deegoo+, ‏ماريمارر, ‏ابابيل, ‏thetwin, ‏marmar nona, ‏حب الدنيا, ‏الفراشه السودااء, ‏ليله طويله+, ‏نوراني, ‏bassa, ‏أمنية السعيد سعد, ‏ward allel, ‏Pure angel, ‏lelly+, ‏نهيل نونا, ‏rody ali, ‏maysleem, ‏egyptian and proud, ‏reem112, ‏fattoma2020, ‏la feuille blanche, ‏ورد الحياة, ‏fattima2020, ‏جاسمينات باسو, ‏hnoo .s, ‏angela11, ‏واحدة من عباد الله, ‏الصقر الصقر, ‏شيمو عصام, ‏princess sara+, ‏Sanamero, ‏doudo+, ‏رانيا فتحى, ‏دلووعة2, ‏sosobarra, ‏noran assal, ‏دوسة 93+, ‏mar mar, ‏MS_1993, ‏ToOoOmy, ‏مصطفى ابراهيم, ‏meryamaaa, ‏ايماااا, ‏hayaty alquran, ‏جانيت ديلى, ‏خفوق انفاس, ‏Shahrdi, ‏زهره ربيع عمري+, ‏رسوو1435, ‏رمـاد الشوق, ‏ام هنا, ‏modyblue+, ‏جميلة الجميلات, ‏haa lo+, ‏safy mostafa, ‏رؤى الرؤى, ‏sara osama, ‏nahlaallam, ‏الجميله2, ‏شوقا, ‏الطاف ام ملك, ‏starmoon+, ‏lolo575, ‏غارقة في البحر, ‏mima love, ‏MaNiiLa, ‏هدوء الدوشة, ‏نوف بنت ابوها, ‏sara-khawla, ‏hanene**, ‏khaoula Ci, ‏عاشقة الحرف, ‏mando mano, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏lolo75, ‏انت عشقي, ‏هبوش 2000, ‏صبا القلب, ‏يا من تحب+, ‏al3nood, ‏موج البحر33, ‏amatoallah, ‏مسره الجوريه, ‏س?ر, ‏mirasmith+, ‏سكر نبات, ‏mesho ahmed, ‏ebti, ‏زالاتان, ‏bosy el-dmardash, ‏صمت الزوايا, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏maha_1966, ‏dosha, ‏آيه ♡, ‏um soso+, ‏سوسا العتيبي, ‏تسبيح الداودي, ‏ALana, ‏وردة شقى, ‏بعثرة مشاعر, ‏نداء الحق+, ‏سارقة الظلام, ‏نهى حسام, ‏نوت2009, ‏دعاء 99, ‏asma.alg, ‏لين محمد, ‏بيبه الجميله+, ‏علا علي, ‏maimickey, ‏سماح الحسين, ‏omniakilany, ‏بيلسآن, ‏اسية232, ‏Waf4sa, ‏ميمي الحالمة, ‏Indiana, ‏روح طرياك, ‏Whispers, ‏فرنسيس, ‏حنان ياسمين, ‏الاميرة نور, ‏RAHPH, ‏KoToK+, ‏سارة امينة+, ‏دادا, ‏beauty anastasia, ‏hawa500, ‏amolty, ‏ولاء محمد قاسم, ‏nada alaa, ‏Semara, ‏طوطه, ‏noda youssef, ‏بيوونا, ‏زهرة مغتربة, ‏اخر رد, ‏منيتي رضاك, ‏روح هاربة, ‏jinin, ‏Rose Smile, ‏be merciful, ‏Roro2005+, ‏برديس, ‏mnmhsth, ‏حور الجنان, ‏b3sh0, ‏ميثاني, ‏Miraal+, ‏دودو 2000, ‏esam80, ‏متعثرهـ, ‏أودي رشاد, ‏الود 3, ‏سلمي و نقطة, ‏R..*, ‏يمنى اياد, ‏زهرة الليلك4891, ‏هِــيم, ‏حووووووور, ‏marameblue, ‏nadiazin, ‏ايفيان+, ‏sweet123, ‏prue, ‏ام مريم ومالك, ‏mouna ABD, ‏jojo333, ‏@همس انثى@, ‏عيوني تذبح, ‏reehab, ‏أم لين, ‏كبرياء امراة, ‏عبيركك, ‏zjasmine, ‏sara zentar, ‏thebluestar, ‏ارض اللبان, ‏ام^عزووز, ‏هالة الحسن, ‏نور محمد+, ‏رحيق الجنان, ‏sonal, ‏نورالسادة, ‏butter fly, ‏7oda174, ‏Alzeer78, ‏hamza askar, ‏sasad, ‏Riham**, ‏..خلوب.., ‏قايد الغيد, ‏rosemary.e, ‏تلوشه, ‏ghdzo, ‏كترين, ‏عمر السعيد, ‏نهولة, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-04-16, 12:09 AM   #4160

smeha

? العضوٌ??? » 353431
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 923
?  نُقآطِيْ » smeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond reputesmeha has a reputation beyond repute
افتراضي

وين الفصل يا سكر

smeha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.