آخر 10 مشاركات
دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,117 58.56%
مسك و امجد 737 20.39%
ليث و سوار 761 21.05%
المصوتون: 3615. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-16, 12:00 AM   #4461

riyami

? العضوٌ??? » 298758
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 956
?  نُقآطِيْ » riyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond reputeriyami has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور

riyami غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:02 AM   #4462

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثاني عشر :

"بعد أربعة أشهر ..... و عشرة أيام "

أول يوم بعد انتهاء عدتها .... تمالكت نفسها و نزلت من جناحها أخيرا .......
أربعة أشهر امتنعت فيها عن الكلام و اكتفت بالسمع .....
كان الدار يعج بالبشر ....ما بين عوييل النساء و عزاء الرجال ... الى البدء في المناقشات المحتدمة و التي كانت أحيانا أصواتها تتعالى و تصل جناحها ...
و هي ثابتة لا تهتز ... و كأنها تحولت الى تمثال حجري ... يراقب و لا يتحرك ....
كانت الكارثة قد بدأت آثارها تهدد أمن البلدة بأكملها ...
لكنها لم تهتم بالبلد .... كانت حاليا أكثر أنانية في التفكير في احتراق صدرها الذي لا يخمد .....
نزلت سوار السلالم و هي ممسكة بالسياج الخشبي ....
هادئة مرتفعة الرأس .... عيناها لا تحملان أي تعبير أو شعور ... لا تحملان سوى القوة و العزم ....
تعرف أن اليوم سيعقد اجتماع ضخم لكبار رجال البلد من العائلتين .. في القاعة الكبرى ...
و كلما نزلت درجة سمعت أصوات الرجال تصلها أكثر وضوحا ...
حتى أنها استطاعت تمييز صوت ليث من بينهم ... كانت نبرة صوته مميزة و يمكن تحديدها من باقي الأصوات ....
وصلت الى الطابق الأرضي و اتجهت مباشرة الى القاعة التي يجتمعون بها ....
و لامست الباب الخشبي الضخم و هي تضيق عينيها العسليتين كي تستمع جيدا ....
الآن علا صوت جدها ...
كان مرهقا ... مثقلا بالحزن , الا أنه بدا كمن يغالب نفسه كي يستجمع آخر قواه وهو يقول بهيمنة ....
( لقد هرب بعد ان ارتكب جريمته الخسيس ..... و لو كان ثأرا بحق لما كان هرب و لكان بقى رافعا رأسه بين الرجال ..... لو كنت تعلم مكانه و تخفيه يا ليث فأنت بهذا الشكل تنزل من قدر عائلتك .... )
علا صوت ليث يقول بسطوة
( لست أنا من يخفي قاتلا بغير حق يا حاج سليمان .... اننا نبحث عنه في كل ما كان , و كل ما عرفناه حتى الآن هو شهادة من رجلين برؤيتهما لما حدث , ثم اختفى فواز الهلالي من بعدها ..... و نحن لا نكف عن البحث عنه ..... لقد ترك خلفه زوجة و طفلين ... )
سمعت سوار صوت رجلا آخر و كأنه الشيخ اسماعيل يقول
( هذه الحادثة ستفتح باب الدم من جديد .... لقد ضاع من قبل رجالا أشداء بعد فعلة متهورة مثل تلك .... لقد فقدنا في احداها خمسة رجال دفعة واحدة .... و أربعة من العائلة الأخرى تلوهم باشهر قليلة ... ترملت نساء و تيتمت أطفال ... و فقد أمهات أولادها .... )
سمعت سوار صوت عصاة جدها و هي تضرب الأرض بقوة ...
( الدم كان قد جف ... و تشربته الأرض منذ سنواتٍ طويلة , و بسبب هذا الخسيس فقدت أحب أبنائي و احفادي الى قلبي ... لقد قتل فخر تلك العائلة .... قتل سليم الرافعي .... )
أغمضت سوار عينيها و هي تلامس الباب كأنها تستند اليه خوفا من أن تسقط أرضا ....
تحارب الدموع العنيدة التي تريد الإندفاع من عينيها و كانت حربا شعواء الى أن انتصرت عليها و ابتلعتها فانسكبت على قلبها و لم تذرفها عينيها ....
أخذت نفسا عميقا بدا و كأنه يحفر في صدرها من شدة المه ...
الا أنها عادت و فتحت عينيها و قد بدتا أقوى .... و اكثر صلابة .... فاقدتي لأي أثر للشفقة أو التخاذل ....
عاد صوت الشيخ اسماعيل يقول
( يا حاج سليمان هون على نفسك ..... ما اجتمعنا هنا الا لنفكر في اغلاق هذا الباب من جديد قبل أن تتجدد الكوارث و يتيتم المزيد من الاطفال .... )
هدر صوت سليمان الرافعي مزلزلا ...
( الكارثة حدثت و انتهى الامر .... أحفادي مصممين على الأخذ بثأر ابن عمهم و أنا لا أستطيع منعهم .... )
هنا سمعت سوار صوت رجلا آخر .... أستغرق منها الأمر عدة لحظات كي تعرف أنه مدير الأمن ...
مدير الأمن بنفسه يحضر هذه الجلسة !! ...
فقال بصوت حازم
( يا حاج سليمان أنت تعترف الآن باقبال احفادك على ارتكاب المزيد من الجرائم امامي .... و القانون لن يتهاون .... )
ضرب الحاج سليمان الأرض مجددا وهو يهدر
( و أين كان هذا القانون وهذا الخسيس يهرب بعد فعلته ؟!! .... و كيف أمنع أحفادي من ان يكونوا رجالا و ينالو ثأرهم ... رافعين رؤوسهم ..... )
هتف مدير الأمن يقول بقوة
( أنت ستخسر المزيد من أحفادك بهذا الشكل يا حاج سليمان .... و هذا الثأر لن يجلب الا الخراب , و أما عن فواز فنحن نبحث عنه و لن نتهاون في ايجاده .... الآن علينا أخذ ميثاق من العائلتين في ايقاف الأمر الآن و حالا ..... )
ساد صمت مهيب في الداخل .....
جعل سوار تستند الى الباب بأصابعها و تقترب أكثر .... كي تسمع و عيناها تبرقان كالرخام الصلب دون حياة .... بل بعزمٍ لا يلين ....
الى أن قال سليمان أخيرا بصرامة رغم الألم الظاهر في نبراته
( لا كلام الا بعد أن يظهر هذا الخسيس و يقدم كفنه بيده .... حتى أبصق عليه و ....... )
اختفى صوته بعد أن تحشرج و اختنق .... و بدا و كأن القوة التي حارب لاستجماعها قد نفذت .....
سمعت سوار صوت ليث يعلو ليقول بقوة
( أنا لن أخفيه يا حاج ...... ولو وجدته فسأسلمه للعدالة بيدي ....ثق بهذا .... )
علا صوت آخر يقول
( و منذ متى كنا نسلم أولادنا للشرطة ؟!! .... تلك الأمور تظل بيننا و نتعامل معها برجولة ...)
هدر صوت مدير الأمن ليقول بغضب
( أنتم لا تقدرون وجودي هنا و أنا لن أقف مكتوف الأيدي بهذه الطريقة .... أرى ان يتم حسم الأمر الآن و حالا لأنني لن أسمح بالتغطية على المزيد من الجرائم مطلقا مهما كانت مسمياتها ..... )
تصلبت عيني سوار أكثر و أكثر ... و و بدت كعيني الفهود في قوتها و هي ترهف السمع ...
الى أن قال الشيخ اسماعيل ...
( لقد أخذنا عهد على كبار رجال عائلة الهلالي بالبحث عن فواز و ايجاده و تسليمه ..... على أن يتم عقد الصلح بين العائلتين و أخذ عهد من عائلة الرافعي بأن يتم وقف الدم قبل أن يبدأ ....)
قال صوت سليمان الذي بدا بعيدا ... ميتا .... فاقدا للروح
( أولم يبدأ الدم بعد يا شيخ اسماعيل ؟!! ..... لقد بدأ بدم أغلى الناس ... دم سليم ولد ولدي .... )
عادت سوار لتغمض عينيها و هي تهمس في دعاء لله أن يمدها بالمزيد من القوة كي لا تسقط الآن ...
بينما قال الشيخ اسماعيل ...
( ليس هناك دم أغلى من دم يا حاج سليمان ... يشهد الله على معزه سليم رحمه الله لدى الجميع , لكننا الآن نحاول أن نمنع اراقة المزيد من الدماء .... كفى هذه الأرض ألما , لقد كانت حروبا أنت شهدت عليها و على الوجع الذي ملأ كل بيت .... )
عم الصمت ... فحفرت أظافر سوار في خشب الباب الضخم القديم و عيناها تبرقان ببأس شديد و هي توشك على الصراخ كي تدمر هذا الصمت المتهاون !! ....
أخيرا سمعت صوت ليث يقول بنبرة غامضة
( أنا مستعد لتقديم الكفن بنفسي لو قبل الحاج سليمان بذلك ...... )
اتسعت عينا سوار فجأة بنظرةٍ مخيفة ... بدت مذهولة أولا ثم لم تلبث أن أستوعبت ما نطق به ليث للتو فتحول الذهول خلال لحظات الى غضبٍ وحشي ..... رافض !! ....
أما في الداخل فكأن عاصفة هوجاء قد هبت بأعاصيرها ما أن نطق ليث بتلك الكارثة ...
صيحاتٍ رجولية غاضبة و رافضة ... بل و ذاهلة معنفة ...
و طبعا كانت من رجال عائلة الهلالي .....
لم تشعر سوار بنفسها و هي تهمس بصوتٍ قاسي كالحجر
" امنعوه ..... نعم امنعوه ..... والله سأفعل أنا قبل أن يفعل هو , ثأري لن أتركه لمن يحمل الكفن ... أبدا ..."
هدر أحد الأصوات بعنفٍ و قسوة
( اسحب اقتراحك على الفور يا ليث .... أتريد أن تحط من قامة عائلتنا بعد هذا العمر !! .... )
ضاقت عينا سوار و هي ترهف السمع منتظرة أن تسمع رد ليث ...
الا أن صوت مدير الأمن هو الذي تكلم قائلا بهدوء و تردد
( أرى أن هذا هو الحل الأمثل ...... و هو لا يحط من قدر السيد ليث أو عائلته بل على العكس سيحقن الدماء ..... )
تعالت الصيحات الهادرة الغاضبة .... حتى أن سوار سمعت صوت خطواتٍ متسارعة و كأنها صوت خطواتِ خيولٍ جامحة ....
و استنتجت أن رجال عائلة الهلالي قد اتخذوا قرارهم بالنهوض و المغادرة ....
فتراجعت بسرعة خطوتين و هي تتوقع فتح الباب في أي لحظة .... الا أن صوت ليث هدر قائلا
( فليبق الجميع و لا يغادر أحد ...... لم ننهي كلامنا بعد ... )
الا أن صوت أحد رجال عائلة الهلالي قال بصرامة
( لا مزيد من الكلام يا ليث .... سنرحل قبل أن تمرغ من كرامتنا في الوحل ..... )
هنا تعالى صوت جدها سليمان الرافعي وهو يهدر بعنفٍ زلزل جدران القاعة ....
( الوحل سيمتزج بالدم حين أترك لأحفادي القيد كي ينالو ثأر ابن عمهم .... أو ظننتنم أننا نحن من نقبل بالوحل الذي تتكلمون عنه !! ..... )
هتف مدير الأمن بعنف
( أنا مضطر في هذه الحالة الى محاوطة كلا الدارين بقوة من الأمن و هذا ليس بالشيء الجيد ..... أنا لن أتهاون فيما تهاون به من سبقوا فترة خدمتي هنا .... )
سمعت سوار صوت جدها يقول بصرامة وهو ينهض واقفا
( اتخذ اجراءاتك ..... لعلها تفلح في منع النار التي اشتعلت في الصدور ..... و حولت الأنفس الى جمراتٍ لا تهدأ .... والله لو حاوطت البلدة كلها بألفِ قوة ... فإنها لن تخمد تلك النيران أبدا ..... من راح هو سليم .... سليم ابن ولدي صالح ..... و مقامه لدينا بعشرةِ رجال ...... )
برقت عينا سوار و هي تخفض وجهها بينما حدقتاها مثبتتان على الباب المغلق ... منتظرة ... و صدرها ينفث نارا هوجاء .....
سمعت صوت أحد رجال عائلة الهلالي يقول بقوة
( لم نخف من قبل يا حاج سليمان و لن نفعل الآن ..... فلتفعل ما تراه و لتبدأ الحرب من جديد و ما فائدة الرجال اذن ..... )
عندها هدر ليث قائلا
( بهذه البساطة !!! ...... و ماذا عن كل امرأة ستفقد زوجها او ابنها و الأطفال التي ستنشأ على الكره و حب الدم من جديد بعد فقدهم آبائهم !! ...... جيلنا نحن لا يزال يعاني حتى هذه اللحظة و بعد كل هذه السنوات ..... )
قال الرجل بخشونة
( هذا قدرهم يا ليث ...... قدر مكتوب و لا مفر منه ..... )
هدر ليث مجددا بصرامة
( هذا ليس قدر ...... هذا نيران عنادٍ و غل لا تسمحون لها بأن تخمد .... و قد ضاع بها الكثير ممن لا ذنب لهم .... فكيف تقنعون عائلته بانه قدر بعد أن غذيتم الحقد بين العائلتين كل هذه السنوات !! ..... )
صرخ الرجل بصرامة
( توقف عندك و حالا يا ليث ..... انت تهين عائلتك بهذا الشكل ..... انت عار على العائلة و لو اتممت ما تنتويه من حمل كفنك .... أقسم بالله سنتبرأ منك و تخرج من هذه البلد للأبد .... )
ساد صمت مشحون بطاقاتِ من الغضب و النيران تكاد أن تلتهم الباب و تصل الى سوار التي كانت تستمع بعينين فاقدتين للحياة .... صلبتين ... قويتين .... لا ترجفان ....
سمعت صوت الرجل يقول اخيرا بصرامة
( سنغادر يا حاج سليمان ..... هذه الجلسة لن تصل الى نتيجة ..... )
اسرعت سوار تبتعد عن الباب و هي تغطي وجهها ...توليه ظهرها مختبئة عند أحد الأركان ....
مختلسة النظر الى خروج الرجال غاضبين و غضبهم يكاد أن يلفح المكان بأكمله ....
و خطواتهم تضرب الأرض كخطوات جنودِ جيشٍ جرار .....
و ما أن خرج آخرهم من باب الدار .... حتى عادت ببطىء و دون صوت في اتجاه باب القاعة التي كانو بها للتو .....
كان الباب مفتوح ..... و جدها يجلس مكانه مطرق الوجه .... مستندا الى عصاه الواقف أرضا ....
و أمامه لم يتبقى سوى رجلين فقط !!!
مدير الأمن .... و ليث !! ....
كان ليث يوليه ظهره ..... وهو ينظر الى البعيد .... بينما مدير الأمن واقفا يواجهه الى أن قال بغضب
( يجب انهاء تلك الكارثة قبل وقوعها يا حاج سليمان .... علينا أن نضع ألمنا خلف ظهورنا حين يتعلق الأمر بمصلحة الجميع .... و الثأر لم يكن مصلحة أبدا , بل كان نارا و خراب .... أتذكر أن هذه هي كانت كلماتك لسنواتٍ عديدة .... حكم عقلك قبل قلبك يا حاج سليمان .... و حكم قلبك فيما يخص غيرك لا ما يخصك .... )
و دون كلمة اضافية ... تحرك ليخرج من القاعة فأولته سوار ظهرها سريعا الى أن انصرف ....
ثم عادت لتنظر الى ليث بنظراتٍ قاتمة .... حولت العسل بعينيها الى بركتين من الحمم الداكنة ....
كان قد التفت الى جدها و أخذ ينظر اليه طويلا بنظراتٍ ساكنة حزينة ... و حين تكلم أخيرا قال بصوتٍ غريب ... يقطر ألما و يحفر نقوشا من الوجع في هذا الجدار الصخري الذي لم تره متألما من قبل ....
( سليم كان بالنسبة لي أكثر من أخي ...... لا ليس أخ ..... سليم كان الطيبة التي أستمدها منه كلما عدت الى هنا ...... كان خشبة الخلاص لكل من عرفه ..... و ألمي بفراقه أكبر حتى من قدرتي على التحمل .... )
امتلأت عيني سوار بدموعٍ حارقة ... الا أنها رفضت أن تسمح لها بتجاوز حدود عينيها ..... احجمتها بقوة ارادة جبارة ....
بينما رفع سليمان وجهه ينظر الى ليث ليقول بصوتٍ مجهد غريب
( و هل تترك حقه ؟!! .............. )
اظلمت عينا ليث و قال بصوتٍ خافت قاسي
( اخبرتك انني على استعداد حمل كفني و التعرض للخزي من عائلتي .... و أما فواز فأنا سأسلمه للعدالة بيدي .....لكن سليم لم يكن ليقبل بان يُقتل من ليس له ذنب ...... )
قال سليمان بصوتٍ موجع
( تلك عاداتنا ...... و ولد ولدي غالي .... أغلي من تقديم الكفن ...أغلى بكثير .. )
أخذ ليث نفسا أجشا خشنا وهو يرفع رأسه مغمضا عينيه ....و كأنه يحاول الصمود أمام المٍ أكبر منه ...
أمام هذا المقدار من الألم كان من الصعب جدا التعامل مع معضلة كمعضلة الثأر .....
لكن كان عليه أن يوقفها قبل أن تبدأ ......
فتح ليث عينيه و قال بخفوت
( لن تسمعني الآن يا حاج سليمان .... مهما حاولت الكلام فأنت لن تسمعني , لكنني لن أوقف مسعاي في ايقاف نهر الدم قبل أن يتفجر ...... كفانا ألما .... )
خرج ليث من القاعة وهو مطرق الرأس .... الا أن شيئا ما جعله يرفع رأسه على غير عادته .....
و عندئذ رآها ......
كانت واقفة على بعدٍ منه متشحة بالسواد ووجهها مغطى ..... لكنه لم يكن ليخطىء عينيها أبدا ....
تلك العينين العسليتين .... اللتين واجهاتاه منذ أشهر قليلة .... عيني الشهد الصافي
كانتا مختلفتين الآن ..... قاتمتين حتى بدا لونهما شديد القتامة ....
همس قلبه باسمها ... دون أن تصعد احرفه الى شفتيه ..... و استمر في النظر الى عينيها طويلا الى أن قال بصوتٍ خافت و دون مقدمات
( لا تنظري الي بتلك النظرة يا ابنة عمتي ....... )
لم تحاول سوار الإنكار ... و لم تبعد عينيها ... بل ازدادت قتامتهما أكثر و أكثر .... قبل أن تقول بصوت خافت ... لا حياة به .... فقط البأس ... البأس الشديد
( لا تقدم على خطوة تقديم كفنك ........ )
كان أمرا هادئا .... واثقا ..... و كأنها ملكة اعتادت الأمر فتطاع .....
صوتها جعل قلبه يرتجف بين أضلعه ... ذلك الصوت الرخيم القوي رغم خفوته .....
و حين تمكن من النطق أخيرا .... قال بصوتٍ خافت
( هل تخشين من خزيٍ سيطال عائلة الهلالي ؟!! ...... أعرف أنكِ لا تقبلين للنسيم أن يمس اسم والدتك و عائلتها .... التي هي عائلتك ..... )
لم تتحرك سوار من مكانها ... و لم ترتعش عيناها أو ترمش بهما ....
بل نظرت الى عينيه طويلا قبل أن تقول بنفس الصوت الهادىء و الذي ازدادت نبرة الأمر به رغم خفوته
( أنا من عائلة الرافعي .... و لا احمل لقب عائلة الهلالي ..... اسمي هو سوار غانم .. الرافعي ... )
عقد ليث حاجبيه و بدا مجفلا للحظة من نبرتها الغريبة .... فقال بخفوت متسائلا
( سوار !! .......... )
الا أنها قاطعته بصوتٍ أكثر سطوة
( و زوجة سليم صالح الرافعي ....... اللذي قتله أحد رجال عائلة الهلالي , و الذي تنتوي انت أن تحط من قدرك في سبيل انقاذه !!..... )
تسمر ليث مكانه و تصلبت ملامحه و قد وصلته الصورة كاملة ....
لقد طعنته بأكثر الصور ايلاما .... الا أن الألم الأكبر كان عليها ... لا منها ...
حبيبته القوية التي رباها على يده... تتوجع .... تلك العينين القويتين تخفيان خلفهما نهرا من الألم .....
لا يدري ان كان عليه أن يغار أم يربت على جرحها و يخبرها أنه كان على استعداد لدفع حياته و يبقى سليم لها لو أمكنه ذلك .... فقط كي لا تتألم هذا الألم ....
تمنى لو ضمها الى صدره و مسح دموعها التي ستنهمر حتما ... حين يسمح هو لها بأن تتحرر من مقلتيها ...
أغمض عينيه للحظة ثم أخذ نفسا عميقا ليرفع وجهه قائلا بصوتٍ قوي لا يحمل تعبير واضح
( دعي الأمر للرجال يا سوار ..... )
لم يعلم أنه بتلك العبارة قد أشعل بها نيران الغضب ....فارتفع حاجبيها و رأى عينيها العسليتين تتسعان و هي تنظر اليه بوهجٍ لم يلبث أن انفجر و هي تصرخ به فجأة
( هذا الأمر ..... يخصني ..... يخصني أنا يا ليث ...... )
رفعت قبضة مضمومة لتضرب صدرها بكل قوة أمام عينيه الصامتتين المتغضنتين بألم و هي تتابع
( هذا الوجع يخصني أنا .... تلك النار تشتعل بصدري أنا ...... و أنت هنا لتقترح الحل الأمثل !!!!!! .... أي حلٍ أمثل هذا يا ليث اللذي يجعلني أفكر بكم كرجال و أنسى دم زوجي !! ..... )
لم يرد عليها ليث ...... بل بقى صامتا ينظر الى عينيها بنفس النظرات الساكنة بوجعٍ لا يختفي .....
و حين فتح شفتيه ... قال بصوتٍ خافت .... صلب
( يجب أن أغادر .......... )
و امام عينيها المتسعتين الصارختين ... تجاوزها و ابتعد دون كلمة اضافية ...
فاستدارت لتصرخ بقوة
( ليث ...... توقف ........ )
الا أنه لم يتوقف .... و لم يستدر حتى اليها .... فصرخت مجددا بكل قوة و عنف
( ليث ......... )
الا أن صيحتها اختلطت بصيحة أخرى ..... كانت صيحة سليمان الرافعي الذي خرج من القاعة على صوت صراخها ... فصاح بقوة
( سوار .......... )
صمتت سوار ما أن سمعت صوت صيحة جدها .... فوقفت في مكانها للحظة و هي تراقب خروج ليث من الدار , قبل أن تستدير لمواجهة جدها .....
وجها لوجه واقفة امامه .... تنظر الى عينيه و يبادلها النظر .....
كانت تلهث بقوة .... كتسابقٍ في سباقٍ طويل و لم ينتهي بعد ......
الى أن قال جدها أخيرا بهدوء
( اصعدي الى جناحك يا سوار ...... ليس مكانك هنا على باب القاعة ....... )
رفعت سوار ذقنها و هي تحدق به قبل أن تقول بخفوت
( مكاني بأي مكان ...... يخبرني بالحقيقة , ...... أحتاج أن أعرفها يا جدي .... )
ساد صمت مشحون بينهما .... قبل أن يطرق سليمان برأسه يحدق في الارض و يتشبث أكثر بقبضة عصاه ثم قال أخيرا بصوتٍ غريب
( اصعدي الى غرفتك ........ )
كانت انفاسها تبدو كشهقاتٍ هادر كهدير البحر .... الا أنها سيطرت عليها بقوة , و اخذت نفسا قويا ثم لملمت طرف عبائتها لتستدير الى السلم و هي تسرع الخطى ... تنهب درجاته نهبا ..... بينما عيناها لا تهدآن ....
لا تعرفان الراحة ....
وصلت سوار الى جناحها .... فدخلته و صفقت الباب خلفها ... لتستند اليه و هي تتنفس بسرعة , ناظرة أمامها بتصميم قبل ان تمد يدها و تنزع غطاء وجهها و حجابها بعنف و تلقي بهما على اقرب كرسي ....
كانت تنظر امامها بعنف و حاجبيها منعقدان ....
النار تزيد و تزيد ..... و الألم لا يطاق .....
نظرت الى سريرها الضخم ذو الأربعة اعمدة .... حيث كانت عباءة سليم ممددة هناك كما تركتها ...
اخذت تنظر اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تنهض على الباب و تتحرك اليها و عيناها لا تفارقانها ....
و ما أن وصلت اليها حتى انحنت و أمسكت بها برفق .... تتلمس أصابعها قماشها الناعم الجميل ...
كان عطره الخاص لا يزال بها ... و كم حمدت الله أنها لم تسارع بغسل تلك العباءة و أبقت على عطره بها يذكرها به دائما ...
و كأنها ستنساه يوما !! ....
رفعت عبائته الى انفها ... تنهل من عطره و هي تغمض عينيها قبل أن تنخفض ببطىء لتجلس أرضا , مستندة الى الفراش بظهرها و هي لا تزال تحتضن العباءة بقوة الى قلبها علها تريح من وجعه قليلا ....
سمعت طرقا على الباب ....
الا أنها لم تفتح عينيها و لم ترد .... و لم تبعد العباءة عن وجهها .....
حينها فتح باب غرفتها ببطىء ... و سمعت وقع أقدام تدخل ببطىء , قبل أن يجلس أحدهم بجوارها أرضا ....
و شعرت بذراع حنونة و قوية تحيط بكتفيها ....
حينها فقط مالت برأسها الى الكتف الصلب ترتاح عليه و هي لا تزال مغمضة عينيها ... و مرت عدة لحظات قبل أن تقول بخفوت صلب
( أريد أن أشعر بسليم على كتفك يا فريد ..... هل يمكنني ذلك ؟!! .... )
همس لها بخفوت أجش وهو يضمها اليه
( طبعا يمكنك ........اقتربي مني .... )
ضمها فريد اليه و هي لا تزال محتضنة العباءة ترفض التخلي عنها ... و ترفض حتى فتح عينيها كي لا تسمح لدموعها بالانهمار ....ثم همست باختناق
( اشتقت اليه جدا ...... جدا ...... )
شدد فريد على كتفيها بقوة اكبر وهو يهمس بصوتٍ جاف متحشرج
( و أنا أيضا ......... )
بقي يربت على ذراعها برفق كي يمدها بكل ما يستطيعه من دعم ....
اما انفاسها فكانت متحشرجة و غير ثابتة ..... فقال فريد بخفوت
( ابكي يا سوار ......... لن ارتاح قبل أن أراكِ تبكين ..... )
التقطت سوار نفسا جارحا ... قطع رئتيها قبل ان تقول بصوتٍ خافت مشتد كوتر على وشك الانقطاع
( لن أفعل ....... أختك لن تبكي يا فريد ....أنا أقوى من ذلك .. )
زاد فريد من ضمها اليه و لفها بذراعه الأخرى وهو يهمس لها بصوتٍ مختنق
( لا ... لست قوية يا سوار ..... أنت فقط تخفين ضعفك ... )
ضمت شفتيها و هي تتعذب كي تمنع انهيارها ..... ثم همست أخيرا
( ليس هذا وقت ضعف ........ )
رفع فريد يده الى رأسها ... يربت على شعرها برفق قبل أن يقبل جبهتها بقوة .... حينها صدر عنها نشيج مختنق , التقطته اذناه فأمسك بوجهها يرفعه اليه لكنها أبت أن تفتح عينيها فقال فريد بخشونة متحشرجة
( انظري الي حبيبتي ...... )
فتحت سوار عينيها ببطىء تنظر الى عينيه المتألمتين .... بينما كانت عينيها حمراوين منتفختين دون بكاء ... من شدة ما ضغطت عليهما و خنقت بهما دموعا حارقة ....
طال بهما الصمت قبل أن تقول بصوتٍ قوي خافت
( لماذا لا زلت هنا يا فريد .... أربعة أشهر و أنت لا تذهب الى عملك , هل جننت !! ..... )
لم يترك وجهها وهو ينظر الى عينيها .... ثم قال أخيرا بصوت صلب
( و من لي سواكِ بعد والدينا ؟!! .......... )
ابتسمت سوار الا ان ابتسامتها تداعت و سقطت ... فرفت يديها و ربتت على كفيه فوق وجنتيها , قبل أن تقول بهدوء
( عد الى حياتك و عملك يا فريد ..... انا بخير .... تعلم أن أختك مؤمنة بقضاء الله .... )
نظر اليها عدة لحظات ثم قال بصوتٍ غريب
( هل انتِ كذلك فعلا ؟؟ .......... )
اتسعت عينيها بصدمة و هي تقول بتأكيد
( استغفر الله العليَ العظيم ..... بالطبع انا كذلك , كيف تسألني سؤال كهذا ؟!! .... )
استمر فريد في النظر اليها دون ان يترك وجهها .... ثم قال أخيرا ناظرا الى عينيها
( اذن الى ماذا تسعين ؟!! ...... )
عقدت حاجبيها و قالت بتردد
( ماذا تقصد ؟!! ........... )
قال فريد دون مواربة
( تريدين الثأر ............ أين ايمانك يا سوار )
قالت سوار بقوة هجومية مدافعة
( بل القصاص ........ و هناك فرق كبير .... )
قال فريد بصرامة
( و هل عُثِر على الفاعل ؟!!! ....... أم تنوين أخذ الثأر من أي كان ؟!! ..... )
قالت سوار و هي تبعد يديه عن وجهها
( ظننتك تعرفني أكثر من ذلك يا ابن امي و أبي ...... )
قال فريد دون أن يبتعد عنها
( لطالما كان بداخلك بحر لا قرار له ..... حتى أنا لم أبلغ عمقه ...... )
صمت قليلا .... ثم ضاقت عيناه وهو يقول بحذر
( هل تلومينني يا سوار ؟!! ...... )
ارتفع حاجباها و قالت بتردد
( على ماذا ألومك تحديدا ؟!! .......... )
قال فريد دون مقدمات
( لأنكِ تعرفين رأيي جيدا ......... و انني لم أبادر بالصياح طلبا للثأر بيدي أو بيد غيري كما فعل أبناء أعمامك ..... )
رفعت سوار ذقنها و قالت بهدوء
( عد الى عملك و حياتك يا أخي و لا تفكر في هذا الامر مجددا ..... لم أكن يوما ممن ينتظرون العون , أنا فقط أسمع ..... و أراقب ..... لكن لا أحتاج لأحد .... )
زفر فريد نفسا خشنا وهو يراقبها بعدم ارتياح قبل أن يقول بصرامة
( لن أغادر قريبا ...... هل لديكِ مانع ؟!! ..... )
قالت سوار بغضب
( أنت تفسد حياتك بهذا الشكل يا فريد .... الى متى ستبقى ؟!! ..... الجميع عادوا الى أعمالهم و دارت الحياة في مسارها و لم تتوقف ..... )
قال فريد بغموض
( و كأنك تلقين باللوم عليهم لذلك ........ )
زفرت سوار بنفاذ صبر و هي تهز رأسها بعنف قائلة
( توقف عن هذا التحقيق المستفز يا فريد .... أتراني في حالٍ يسمح لذلك الآن !! ..... )
نظر اليها فريد بدقة و كأنه يحاول تخلل ذلك العقل الصلب المغلق , الا أنه قال في النهاية
( لا بأس يا سوار ....... لن أضغط عليكِ أكثر , لكن ضعي في عقلك العنيد هذا شيئا واحدا فقط ... أنا أخاك و لن أتركك لنفسك أبدا ...... و عليكِ تقبل هذا .... )
أظلمت عينا سوار قليلا ... الا أنها قالت أخيرا بصوتٍ خافت جامد لا يحمل اي حياة ....
( افعل ما يحلو لك يا فريد ..... فقط اتركني , لا أريد الكلام في هذا الموضوع مطلقا ..... أريد البقاء وحدي , أحتاج لذلك ..... )
نهض فريد من مكانه و قد بدا كارها لان يتركها ... ثم وقف مكانه ينظر اليها من علو فأبعدت وجهها عنه باصرار .... الى ان تنهد و قال أخيرا بصوتٍ خافت
( أنا هنا يا سوار ..... كلما احتجتِ الى كتفي فقط تعالي ...... لن تجدي من يحبك و يخاف عليكِ اكثر مني .... )
ابتلعت سوار غصة مؤلمة في حلقها و هي تهمس باختناق دون ان ترفع وجهها اليه
( شكرا حبيبي ...... اعرف ذلك دون ان تقوله ....... )
أومأ فريد بيأس .... ثم تنهد ليغادر بعد أن نظر اليها نظرة طويلة حزينة .... ثم أغلق الباب خلفه بهدوء ....
أما سوار فقد بقت مكانها جالسة أرضا مبعدة وجهها الى أن سمعت صوت اغلاق الباب ....
فقط عند هذه اللحظة رفعت العباءة الى وجهها الذي دفنته بها و هي تنشج بقوة و ألم .... دون دموع !!!
فقد أخذت على نفسها عهدا .....
بينما اخذت تهمس في القماش الناعم
( اشتقت اليك يا حبيبي ...... اشتقت اليك جدا ........... )
رفعت وجهها المتورم أخيرا من شدة ما كتمت دموعها بصلابة .... تنظر امامها بعينين منتفختين متورمتين ....
ثم همست مجددا بصوت ميت
( أقسم بأنني لن أرتاح و لن يخمد سعير قلبي الا بالنيل ممن فعل بك هذا ........ و هذا عهد علي يا أغلى الناس ...... )
.................................................. .................................................. ..................
في مكان آخر .... كانت حربا أخرى محتدمة ....
حيث كان زاهر يهتف بغضب ..
( لا أعلم كيف يوقفنا الحاج سليمان حتى الآن !! ..... حتى أننا تلقينا العزاء في وفاة سليم !! ..... أنا لا أستطيع السير في البلد الا و الجميع ينظرون الي بطريقة مخزية .... )
رفع عرابي وجهه الى وجه زاهر العنيف بصمت وهو جالسا مكانه مستندا بمرفقيه الى ركبتيه بتوتر ....
و حين طال صمته نظر اليه زاهر قائلا بقوة و غضب
( لماذا أنت صامتا ؟!! .... منذ ساعة و أنا أحادثك و أنت لا ترد !! ..... )
قال عرابي بتوتر
( ماذا تريد مني القول ؟!! ..... لا أفهم في تلك الأمور , لقد انتهت قبل مولدي و لا أعرف ما المتوقع منا الآن !!! .... )
برقت عينا زاهر بغضب جنوني وهو يقول بعنف
( المتوقع منك أن تكون رجلا ... تشعر بالدم يغلي في عروقك و تهب تطالب بالثأر لدم ابن عمك .... حتى و ان كنت لم تعايش الثأر من قبل ..... أم ستتخاذل مثل ولدي أعمامك المثيرين للشفقة , أمين الذي عاد الى عمله و لم يهتم .... و فريد الذي يلازم أخته ليل نهار كالنساء !!! .... شيء يثير الغثيان في هذا الدار ... و الآخر راجح الذي اختفى و لا نعرف له مكان كي يتهرب من المسؤولية ... )
استقام عرابي قليلا و قد شعر بالإهانة و فتح فمه يريد الرد بغضب ...
الا ان صوتا آخر ... هادئا .... متكاسلا .... قال بسخرية
( لو انتظرت قليلا لما تهورت و اتهمتني من الإختفاء .... فأنا لن أغادر هذا المكان قريبا .... )
التفت زاهر ينظر الي راجح الذي كان يقف مستندا بمرفقه الى مقبض الباب يراقبهما بعينين متكاسلتين .....
فهتف زاهر يقول بحنق
( اين كنت اذن .... لم نراك منذ ايام ........ و ماذا عن ذلك الذي جعله جدنا اخا لك بالقوة , اين هو اذن بما أنه أخاك ...... )
عند هذه النقطة استقام راجح من مكانه و برقت عيناه كعيني شيطان وهو يقول بصوتٍ خافت كفحيح افعى تهدد بالشر ....
( اياك ..... اياك ..... ان تلقب ابن الحرام .. بأخي .... مطلقا .... )
اشتعلت عينا زاهر وهو يواجه راجح بتحفز مستعدا للشجار ... بينما زفر عرابي بنفاذ صبر

( بالله عليكما .... فيما تتشاجران الآن !! ..... لنركز في تلك الكارثة التي تنتظرنا ..... )
قال راجح بصوتٍ بارد
( أي كارثة .............. أنتما تعقدان الأمور جدا .... )
قال زاهر من بين أسنانه
( ياللدمك البارد ......... الا تعتريك رغبة و لو ضئيلة في الثأر لدم ابن عمك !! ..... )
ارتفع حاجبي راجح وهو يقول مبتسما ابتسامة باردة ... غامضة
( الثأر !!! ...... ظننتك أكثر تحضرا من هذا يا زاهر , لا ..... أنا لن أطلب الثأر و تضييع حياتي خلف القضبان أو الموت ..... أنا أريد الحياة ..... أريد الاستمتاع بها ...... و لدي خططا أهم من الثأر و أكثر جدية ..... و نفعا لذكرى ابن عمك رحمه الله ..... )
ضاقت عينا زاهر وهو يقول غير مرتاحا
( ماذا تقصد ؟!! ...... أي خطط تلك التي قد تنفع سليم رحمه الله أكثر من الأخذ بثأره !! ...... )
ساد صمت متوتر لعدة لحظات قبل أن يضع راجح كفيه في جيبي بنطاله و ينظر الى عيني زاهر مباشرة و يقول ببطىء و بمنتهى الوضوح
( أسرة ابن عمك ....... زوجته التي تركها شابة , أنا أنوي الزواج بها ....... )
و كأنه قد ألقي بقنبلةٍ من الذهول و الصدمة و الصمت !!! ..... عمت المكان و نزلت فوق رؤوسهم كالصاعقة
ففغر عرابي فمه بذهول وهو ينظر الى زاهر الذي كان قد تسمر مكانه كتمثالٍ من الصدمة ....
و ما ان استوعب ما قيل ... حتى هز رأسه قليلا ليقول بخفوت مخيف
( ماذا قلت للتو ؟!! ....... تتزوج من ؟!! .......... )
لم يحيد راجح بعينيه عن عيني زاهر المخيفتين وهو يقول بهدوء
( ابنة عمك سوار ...... لن نتركها أرملة شابة دون زواج , و أنت تعلم أنها ستتزوج عاجلا أو آجلا ..... )
مرت عدة لحظات من الصدمة قبل أن ينفجر زاهر أخيرا بعنف ووحشية وهو يقبض على مقدمة قميص راجح بكلتا كفيه صارخا
( هل جننت أم أنك متعاطيا صنفا من المخدرات !!!!! ..... هل نسيت أنك متزوج من اختي ؟!! .... )
أبعد راجح كفي زاهر عن قميصه بالقوة و دفعهما بعيدا وهو يهدر بقوة
( الشرع يسمح يا زاهر ...... كما أنني كرجل متزوج , تناسب ظروفي ظروف سوار تماما ...... )
أمسك به زاهر مجددا و هزه بقوة وهو يصرخ بجنون
( و من سيسمح لك !! ...... اختي لن تكون لها شريكة أبدا و ماذا ينقصها كي تقبل بوضعٍ كهذا !!! .....)
ابتسم راجح ابتسامة غريبة غامضة و قال بهدوء
( أنا متأكد أن بدور لن تمانع ..... و سترضخ .... لرغبات زوجها ..... فهي لا ترفض لي طلبا أبدا , خاصة و انني لا أفعل ما لا يرضي الله مطلقا .....)
هزه زاهر بكل قوة وهو يصرخ بعنف
( على جثتي ..... لن يتم هذا أبدا ..... أبدا .......)
قفز عرابي من مكانه و هو يحاول جاهدا أن يفك كفي زاهر الحديدتين عن قميص راجح محاولا تهدئته وهو يقول بتوتر و قلق
( اتركه يا زاهر ..... لا نريد أن يصل صوتنا الى جدك و يعلم أننا نتشاجر على موضوع زواج بينما دم ابن عمك لم يبرد بعد .....)
هز زاهر راجح بعنف وهو يهدر بقوة و جنون
( قل هذا للحقير الذي تجرأ على اخبارنا عن عزمه الزواج من ابنة عمه بينما زوجها لم يرتح في قبره بعد ..... و الأدهى أنه يخبرني أنا بالذات.... شقيق خطيبته ..... )
كان راجح هادئا تماما .... مبتسم الوجه , يبدو لا مباليا بجنون زاهر , بل أنه حتى لم يحاول رفع يدا لابعاده .....
و ما أن صمت زاهر قليلا يلتقط انفاسه الهادرة ... حتى قال راجح ببساطة
( نعم أخبرك أنت بالذات يا زاهر ..... و كنت أظن أنك أكثر من سيقدر موقفي , بما أنك ستفعل المثل .....)
عقد زاهر حاجبيه فجأة وهو يضيق عينيه قائلا بحذر و غضب
( ماذا تقصد ؟!! ......... )
ابتسم راجح أكثر ... وهو ينظر الى عيني زاهر بكل قوة و تحدي ثم قال بهدوء
( ابنة عمنا مسك ............. )
ازداد انعقاد حاجبي زاهر بشراسة وهو يهز راجح قائلا بغضب
( لا تذكر اسمها على لسانك لو كنت ستسيء لها ........ )
ضحك راجح بتسلية وهو يبعد قبضتي زاهر عن قميصه بالقوة .... ثم تحرك بأريحية في القاعة وهو يتمتع باشعال المزيد من التوتر فيها قبل أن يستدير الى زاهر ناظرا الى عينيه قائلا دون مواربة
( أنت تنوي الزواج من ابنة عمك مسك ...... اليس كذلك ؟! , كان هذا سرا قديما لم تستطع اخفاؤه .... )
تصلبت عينا زاهر بنظرات هادرة قبل أن يقول بصوت غريب
( و ما المشكلة في ذلك ؟!! ..... و ما دخلك أنت ؟!! ...... )
تظاهر راجح بالبراءة وهو يرفع حاجبيه هاتفا ببساطة
( لا مشكلة مطلقا ..... لكن لي دخل كبير في الأمر , ...... أخبرني ماذا تنتظر ؟!!! ..... الست تنتظر أن تتزوج واحدة من بنات أعمامك .... صغيرة و قادرة على الإنجاب لتكون العروس المناسبة لك , ثم بعد فترة مناسبة تعود و تتزوج مسك ؟!! ...... )
أتسعت عينا عرابي بذهول وهو ينقل أنظاره بينهما .... بينما تسمر زاهر مكانه , بينما قال راجح متابعا ببساطة
( و على الأرجح تنوي الزواج من نورا أخت أمين .... رغم أنها تصغرك بالكثير , الا أنها كقطة صغيرة و مناسبة تماما ..... )
هنا تحول ذهول زاهر الى غضب جارف وهو يندفع اليه ينوي ضربه , الا أن عرابي دخل بينهما بسرعة و محاولا ايقاف جنون زاهر و تهوره .... بينما بقى راجح مكانه مرتاحا دون حركة ..... ينظر اليه مبتسما و كأنه يتسلى ..... الى ان قال في النهاية
( لن تستطيع منعي من شيء تعتزم الإقدام عليه يا زاهر ..... كما أنني أخبرتك أن اختك لن ترفض لي رغبة , فلما لا تترك هذا الأمر و لا تتدخل به .... و تركز على حياتك ... و زيجتيك .... )
هدر زاهر بقوة
( أتركني يا عرابي سأقتله .......... )
الا أن راجح ضحك وهو يقول بهدوء
( أخبرني يا زاهر .... هل تستطيع التخلي عن الوريث ؟!! .... أم تدفن رغبتك في مسك ابنة عمك ؟!! ..... أيهما تختار ؟!! ....... )
سكت للحظة .... ثم ابتسم ابتسامة تشع مكرا و خبثا وهو يقول بنعومة
( أم كليهما ؟!! .......... تستحقها يا ابن عمي .... تستحق أن تغترف من الحياة كل ما تتمناه ..... )
كان زاهر ينظر اليه لاهثا بجنون ... و لم يدرك أن عرابي لم يعد ممسكا به .... و كان بإمكانه الهجوم على راجح و قتله ...... لو أراد !!! ....







يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:05 AM   #4463

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

صعدت الى السطح في عتمة الليل ......
كانت تحتاج الى بعض النسيم .... بعض الراحة من الألم الذي يعتصر صدرها .....
ذلك الألم المحمل بالغضب ......
وقفت مكانها مرتفعة الرأس ..... وشاحها يتطاير من حول رأسها بنعومة .....
كانت و كأنها تسمع صوت سليم يهمس لها .....
إنها حتى تسمع ابتهالاته ...... صوته واضح و ليس من محض تخيلها أبدا ..... فأغمضت عينيها و ابتسمت .....
لتهمس بعد فترة طويلة
( أسمعك ........... اسمعك ......... )
الا أن صوت سليم انقطع فجأة ..... تاه عنها .... حاولت أن ترهف السمع فلم تجده فعقدت حاجبيها بألم ....
حينها سمعت صوتا آخر ...... صوتا تعرفه جيدا .....
صوتا باتت تنفر منه ....... صوت رجولي يقول من خلفها
( كنت أعلم أنني سأجدك هنا ........... )
تسمر جسدها و تصلبت أطرافها .... الا أنها لم تلتفت على الفور ..... بل ظلت واقفة مكانها تلتقط نفسا عميقا قويا , قبل أن تعدل من وشاحها دون أن تغطي وجهها .....
ثم استدارت اليه اخيرا .......
وقف راجح مكانه ينظر اليها مبهورا ......
لا تزال بنفس جمالها .......
ذلك الجمال الذي كان من حقه هو .... هو وحده دون غيره ......
الا تدري كل لحظة جحيم عاشها وهو يتخيل غيره يلامسها .... يقبلها ..... ينهل من شفتيها الشهيتين ......
جحيم لم يهدأ و وعودٍ بالإنتقام منها على تلك النار المستعرة التي ألقته بها ......بقلبٍ قاسٍ ......
سنوات وهو غير قادر على نسيان تلك الفرس الجامحة التي امتلك قلبها ذات يوم .... و كان بإمكانه امتلك لجامها ......
تكلم اخيرا يقول بصوتٍ يرتجف ببريق يثير القشعرة بالنفس
( كنت أعلم أنكِ ستأتين الى مكان لقائنا .... لم تنسيه ..... لم تنسيني للحظة واحدة خلال تلك السنوات .... )
لم ترتجف سوار و لم تتحرك من مكانها و هي تنظر اليه بنظراتٍ فارغة .... لا تحوي نبض حياة ....
ثم قالت أخيرا بصوتٍ جامد
( كان دوما مكاني ..... و أنت من كنت تلحقني الى ان سميته بمكاننا , كذبت الكذبة و صدقتها ..... )
ضحك راجح عاليا ثم قال ناظرا اليها بعينين تبرقان .... تلتهمان ملامحها التهاما
( تحاولين دوما اقناع نفسك بما يخالف قلبك ...... لما لا تستسلمين يا سوار و تعرفين ان لا مفر لكِ من حبك لي ؟....... )
لم تتحرك و هي تنظر اليه بصمت .... ثم قالت اخيرا بصوتٍ جاف

( ما أحقرك ......... أين كنت تخفي كل تلك الحقارة قديما !! ........ )
لم يفقد راجح ابتسامته و لم يشعر بالإهانة ... بل اقترب منها خطوة ليقول بخفوت
( هل ازيدك من الحقارة ما يرضي نفسك ؟!! ...... ستكونين لي يا سوار اخيرا ..... لقد وضع القدر كلمته دون جهد مني , هل أدركتِ الآن أنكِ قدري مهما طالت السنوات ؟؟ ...... )
شعرت سوار بغثيان رهيب يكاد أن يفتك بها ...... لكنها تحاملت على نفسها و تماسكت كي لا تترنح أمامه ..... و قالت بخفوتٍ يشبه صفير النسيم الليلي من حولهما
( الا تخجل ؟!! ....... الا تمتلك ذرة من ضمير انساني يجعلك رجلا لمرة واحدة بحياتك !! ..... )
أيضا لم يفقد ابتسامته ..... بل ظل ينظر اليها بتفصيل دون خجل وهو يقول بنفس الخفوت
( فيما يخصك لا أمتلك أي خجل ....... أنتِ حقي الذي أضعتيه و أضعتِ سنواتٍ من عمرنا بسبب عنادك الغبي ....... )
همست سوار من بين شفتيها بنبرةٍ بطيئة مشمئزة
( اخرس ......... )
اقترب منها خطوة اخرى وهو يقول بهدوء ... لكن بجدية بعد أن ألقى بابتسامته المتسلية وكأنه قد فقد التسلية أخيرا ....
( لن أخرس ....... منذ اليوم ستسمعينها مني كل يوم و كل ليلة , أنتِ ملكي ..... بجسدك الفاتن و روحك المقاتلة .... و شعرك الليلي الطويل و الذي سيفترش وسادتي قريبا ..... )
لم يدرك أنها كانت قد انحنت فجأة و بمنتهى السرعة التقطت احدى قوالب الطوب اللبن التي كانت ملقاة أرضا .... لتنهض بقوة فرس تقفز الحواجز و تقذفه بها بعنف فأصابت جبهته بمنتهى المهارة !!ّ! .....
صرخ راجح وهو يمسك بجبهته النازفة و التي قطرت دما على الفور .....
( أيتها المجنونة !!!! .......... )
لكنها لم تنتظر لتسمع المزيد من هذيانه .... بل جرت بسرعة تتجاوزه و غدا سيكون لها تصرف آخر معه , الا أنها ما أن مرت به حتى انتفض و استقام و قبض بكفه على ذراعها بقوة يوقفها ....
برقت عينا سوار بشراسة و هي تنظر الى ملامحه الشيطانية في ضوء القمر ..... و همست بصوتٍ مرعب
( ارفع يدك عني .......)
الا أن راجح لم يرفع يده ... بل زاد من قبضته حتى اتسعت عيناها ذهولا و هي تنظر الى ذلك الوجه النازف و الذي ينظر اليها ببريقٍ ما بين الشهوة و الأمتلاك .... ثم همس أخيرا
( ستكونين ملكي قريبا جدا يا سوار .... و سأعاقبك على كل ما فعلتهِ , أعدك بذلك ....... )
حاولت سوار ضربه بشراسة .... الا أنه كان أسرع منها و التقط يدها قبل أن تسقط على وجهه و كبلها تماما ليقول أمام عينيها المتسعتين ووجهها المرتفع اليه ....
( لقد طلبتك للزواج اليوم من جدي ............. )
تسمرت سوار مكانها فجأة .... و أتسعت عيناها بذهولٍ أكبر و هي تستوعب ما نطق به ....
فما كان منه الا أن ابتسم لملامح وجهها المصدومة .... فقال مستمتعا بسادية ...
( نعم ..... لقد حجزتك قبل أن يسبقني أحد , و لقد صمت جدك ...... لم يستطع الرد ..... أخفض وجهه و صمت ....... هل يخبرك هذا عن رده ؟!!! ........ )
كانت نظراتها تشبه نظراتِ انثى النمر و هي تدور في قفصٍ محكم ..... لا مفر لها ......
و ساد بينهما الصمت الطويل .....
قبل أن تواجهه بهدوء .... هامسة و هي تشدد على كل حرف
( لن يحدث يا راجح ..... لن اكون لرجلٍ غير سليم أبدا و لو كنت أنت آخر رجلٍ في هذا العالم لن أكون حلالك أبدا ...... )
ظهر الغضب المجنون في عينيه للحظة دون أن يستطيع السيطرة عليه ..... الا أنه خلال لحظة تمكن من اخفاءه و ضحك ضحكة صغيرة ساخرة خالية من المرح وهو يتشرب جمال ملامحها الشرسة المرتفعة اليه .... ثم قال أخيرا ببساطة
( سنرى ....... سنرى يا سوار ...... عودي الى سريرك الخالي و اقنعي نفسك بذلك ...... )
ترك ذراعها يدفعه بقوة ... فانتزعته و هي تهمس بتقزز
( انت قذر ............. و لو تجرأت على لمسي مجددا أقسم أنه لن يرضيني وقتها سوى قطع يدك ..... )
ابتسم راجح ابتسامة قاسية دون أن يرد ..... و نظر اليها و هي تبتعد عنه في الظلام ....
الا أنه نادى بهدوء قبل أن ترحل
( بالمناسبة ........ ابن خالك الشهم , الذي جاء الى هنا يمثل دور البطولة ..... ما هو الا جبان و مستعد لتقبل العار على أن يتحمل عواقب الثأر كالرجال ...... لقد أوهمكم بأنه لم يجد فواز الهلالي ..... بينما هو في الحقيقة يخفيه في داره , استعدادا الى مساعدته في الهرب للخارج ....... )
تسمرت سوار مكانها في الظلام دون أن تستدير اليه ........
و كأن خطا من الثلج قد سرى في عمودها الفقري فمنعها من الحركة تماما بعد ان سمعت ما قاله راجح .....
بقت واقفة كتمثال حجري قاسي العينين .... وهو خلفها ينظر اليها متشفيا .... جائعا .... نهما لها ......
الا انها في النهاية أجبرت ساقيها على التحرك بهدوء .... بكل كبرياء .... و عزم ......
أما راجح فقد استدار الى السماء المظلمة و زفر بقوة وهو يهمس بجنون
" تبا لكِ يا سوار ....... اقترب وقت الحساب ..... اقترب الوقت الذي أستعيد فيه ما هو ملكي ...... "
.................................................. .................................................. ...................
دخلت سوار الى غرفتها و أغلقت الباب قبل أن تستند اليه مغمضة عينيها تتنفس بسرعة ....
و ظلت مكانها الى أن سمعت صوت آذان الفجر ......
حينها فتحت عينيها ..... و بدت و كأنهما عينين جديدتين ..... اكثر بريقا و اصرارا .......
فتحركت بهدوء الى حمام غرفتها كي تغتسل و تتوضأ ...... و بعد أن أنهت صلاتها بقت مكانها ممسكة بالسبحة الخاصة بسليم و هي منتظرة لأول شعاع في السماء .......
و خلال ساعاتٍ قليلة ....
كانت قد خرجت متسللة الى اسطبل الخيول و هي تعلم أن اللجوء الى عبد الكريم طلبا للسيارة هو أمرا مستحيلا ......
لذا ما أن دخلت الاسطبل حتى أمرت العامل بهدوء و ثبات
( أريد فرسا قوية ...... سأخرج للتنزه بها قليلا ..... )
وقف العامل ينظر اليها بذهول و بدا مرتبكا من دخولها المبكر الى الاسطبل ...... ثم قال بتوتر
( لكن ....... لكن ......... هل يعلم الحاج سليمان بذلك يا سيدة سوار ؟!! ....... )
ارتفع حاجب سوار و ظلت ملامحها على هدوءها و هي تقول
( ماذا قلت ؟!!! ........ هل ترفض أم أنك تريد التحقق من جدي ؟!! ....... )
ارتبك الصبي وقد احمر وجهه بشدة .... الا أنه قال بسرعة
( أعتذر يا سيدة سوار ...... لم أقصد ...... سأ ...... سأجهز الفرس ..... حالا ..... )
استدار عنها متوترا لا يعلم كيف تتصرف .... بينما بقت هي واقفة مكانها هادئة رافعة رأسها ....
تعلم جيدا أن فكرة خروجها بعد فترة العدة مباشرة غير مقبولة أبدا و منتقدة ...
الا أنها لم تهتم ...... لتنجز ما تريده ثم ستكون مستعدة تماما للعاصفة التي ستهب بعدها .....
نظرت سوار الى الفرس التي اقتربت منها .... فرفعت يدها تتلمس أنفها بهدوء و بعينين جامدتين قويتين ....
قبل أن تهمس لها
" لقد علمني سليم ركوب الخيل على ظهرك ...... أتتذكرين ؟؟ ........ لقد كبرتِ قليلا يا فتاة , لكنك لم تشيخي بعد كي لا تثأري له ...... "
رفعت سوار قدمها و أمسكت بالسرج جيدا قبل أن تعتليها .....
و خلال دقائق كانت قد انطلقت بها ..... خارجة من بوابة دار الرافعية .......
.................................................. .................................................. ......................
مع بداية الصباح .....
كان ليث لا يزال جالسا مكانه بصمت .... ينظر الى البعيد دون أن يغمض عينيه منذ الأمس .......
لم يستطع النوم وهو يتذكر نظرات سوار اللائمة ...... و صوتها ذو النبرة الرخيمة و الذي حفر في قلبها ألما أكبر من ألمها ......
أرجع رأسه للخلف وهو يغمض عينيه ..... محاولا قدر امكانه تخليص أفكاره منها و التركيز على حل لتلك المعضلة التي تعيشها البلدة ....
لكن لا فائدة .... تعود و تسيطر على تفكيره و تحتل خياله ........
همس أخيرا بصوت خافت متعب
( أما آن الأوان بعد يا ليث !! ........ الى متى ...... الى متى ........ )
سمع طرقا سريعا على باب القاعة التي يجلس بها ففتح عينيه و قال بهدوء
( ادخل .......... )
دخل أحد الحراس من الواقفين على بوابة داره يقول متوترا
( صباح الخير يا سيد ليث ........ أعتذر عن الدخول في مثل هذا الوقت المبكر , لكن هناك زائرا لك ......)
عقد ليث حاجبيه وهو يقول
( زائر في مثل هذا الوقت ؟!! ...... من يكون ؟!! ...... )
قال الرجل مرتبكا
( السيدة سوار الرافعي ابنة عمتك ...... لقد جائت على ظهر فرسٍ و تريد رؤيتك ..... )
كان ليث قد فقز من مكانه ما أن سمع اسم سوار و اسرع يخرج من القاعة قبل حتى أن يكمل الرجل كلامه .....
و ما أن خرج من الدار حتى تسمر مكانه وهو يراها بالفعل !!! .....
كانت سوار على ظهر الفرس .... مكشوفة الوجه ,...... تنظر الى عينيه مباشرة دون أن تحيد بعينيها عنهما .....
انتاب ليث غضب جارف وود لو ضربها على تهورها
" ماذا تفعل تلك المجنونة !! ..... و كيف تتجرأ على الخروج أمام الناس بهذا الشكل !! .... "
سيطر على غضبه بمهارة وهو يصرخ في احد الرجال بأن يأخذ الفرس الى الاسطبل الخاص به ....
ثم نظر الى عيني سوار بعينين صارمتين وهو يهتف بصلابة
( انزلي يا ابنة عمتي ....... تفضلي ...... )
قفزت سوار من على ظهر الفرس و ترنحت قليلا .... الا أنها امسكت بالسرج كي تستعيد توازنها و تتوقف الأرض عن الدوار بها قبل أن يلاحظ أحد .....
اخذت نفسا عميقا تحارب به اعيائها ثم رفعت وجهها و استدارت الى ليث ......
تسمر ليث مكانه وهو يواجه تلك النظرات الغريبة منها ....
انها المرة الاولى التي تنظر اليه بمثل تلك الطريقة .......
نظرات جعلت العسل في عينيها يتجمد .....
ثم قالت أخيرا
( أريد محادثتك في أمرٍ هام .......... )
زم ليث شفتيه بغضب الا انه قال بصوتٍ هادىء من بين اسنانه
( تفضلي بالدخول ....... لا تقفي هكذا ........ )
دخل ليث اولا ..... تاركا لها أمر اللحاق به .........
و بالفعل دخلت خلفه .... تنظر الى قامته الصلبة بعينين جامدتين الى أن قادها للقاعة التي كان يجلس بها للتو .....
فتح الباب و دخل دون أن ينظر اليها ...... و كانت هي خلفه .....
وقف ليث أمام احدى النوافذ ينظر الى الأراضي الواسعة .... و هو يحاول التعامل مع حقيقة أن سوار تقف هنا خلفه ..... في داره .....
المكان الوحيد الذي تمنى وجودها به ......
و في نفس الوقت يحاول السيطرة على غضبه منها ......
لا يصدق أنه ...... أنه لا يزال يغار عليها حتى الآن .........
من كل عينٍ لمحتها و هي آتية على ظهر الفرس كملكة متوجة بكل جمالها !!! .....
والله لو الأمر يعود له لضربها على ما فعلته ....
الا أنه لا يملك الآن سوى أن يبقى مكانه عاجزا ... محاولا السيطرة على العنف المكبوت بداخله .....
وضع يديه في جيبي بنطاله وهو ينظر شاردا من النافذة ... ليجد ابتسامة قد زحفت الى شفتيه رغم العاصفة التي تتلاعب بروحه .....
ابتسامة لا محل لها من الإعراب ..... سوى أنها هنا تقف خلفه تماما و لو أمكنه أن يوقف الزمن عند هذه اللحظة لفعل .....
سمع صوت حفيف عبائتها من خلفه ..... لقد كانت تتحرك ....
ترى ماذا تفعل ؟!! .... و مع ذلك لم يستدر اليها .... الى أن سمع صوت سمره مكانه و أرسل قبضة من جليد الى صدره ....
كان صوت اعداد السلاح !!!! ......
لا يمكنه أن يخطىء هذا الصوت مطلقا و قد علمها بنفسه فعل ذلك .......
التفت اليها ببطىء ......
كانت سوار قد فتحت عبائتها و اخرجت السلاح الآالي الذي كانت تخفيه على ظهرها ....
و الآن هي توجهه اليه مباشرة !! ....
لم يجفل ليث ... و لم يتحرك من مكانه , بل ظل واقفا ينظر اليها بهدوء الى ان قال أخيرا
( ماذا تنتظرين ؟!! ......... أطلقي أعيرتك ..... ها هو صدري الرحب مفتوح لكِ ...... )
الا أن سوار لم تتحرك وهو تهتز عضلة من ملامحها و هي لا تزال على وقفتها ممسكة بالسلاح الآلي بكلتا ذراعيها توجهه اليه .... ثم قالت أخيرا بهدوء
( لم آتي لأقتلك ......... )
ابتسم ليث ..... ابتسامة ليست بالسعيدة أو بالحزينة ..... بل هي ابتسامة لها وحدها .....
ابتسامة لسوار لا غيرها ...... ثم قال بخفوت
( اذن لماذا أتيتِ ؟؟ ............ )
قالت سوار و السلاح لا زال مصوبا اليه
( أريد فواز الهلالي حالا ......... )
نظر ليث الى عينيها العسليتين و لمح حبات العرق التي تتلألأ هعلى جبينها الناصع .....
ثم قال بهدوء
( طلبك ليس هنا يا سوار ........ لقد أخبرتك بذلك بالأمس ..... )
ردت عليه سوار بصوتٍ أكثر جمودا
( أعلم انك تخفيه هنا في بيتك ..... و انك تعمل على تهريبه للخارج .... )
لا يزال واقفا .... هادئا .....
حتى انه لم يخرج كفيه من جيبي بنطاله .... ثم قال بهدوء
( من أخبرك بذلك لا يريد سوى اشعال المزيد من النيران بينك و بين عائلتك .... عائلة وهدة الهلالي ... امك ... )
قالت سوار من بين أسنانها
( لا تبدأ بذكر أمي الآن يا ليث كي تبتزني عاطفيا ..... أريد فواز الهلالي و لن أخرج من هنا قبل ان أجده أمامي ...... )
أخرج ليث يديه من جيبي بنطاله و مد ذراعيه يقول ببساطة
( لا علم لي بمكانه ..... لذا ليس أمامك غيري , يمكنك أخذ ثأرك مني ..... )
استمرت حرب الأعين بينهما الى ان قالت بصرامة و صوتها يرتفع
( لا أريد الثأر ..... أريد القصاص ..... )
قال ليث وهو ينظر الى عينيها
( أعلم ............ )
الا أن سوار صرخت فجأة
( لا ...... لا تعلم , لو كنت تعلم لما اخفيته عني ........ لم أتخيل أن تفعل ذلك .... )
قال ليث بصرامة رغم خفوت صوته
( لا أخفيه يا سوار ........ الدار أمامك , ابحثي بكل شبر منها لو أردتِ ...... )
أغمضت سوار عينيها للحظة قبل أن تفتحهما و هي تنظر الى عيني ليث المدققتين بها و قالت بهدوء مرتجف قليلا
( أرجوك ....... لم أرجو أحدا من قبل , و لم أظن أن تجبرني على ذلك .... )
عقد ليث حاجبيه قليلا و قال بصوتٍ غريب
( سوار ....... انتِ لستِ بخير ........ )
ابتسمت .....
ابتسمت سوار ابتسامة أقرب الى ضحكة مريرة دون صوت ...... ثم قالت أخيرا و هي ترفع حاجبها
( اعذرني ....... زوجي قتل بيد واحد من عائلة أمي ..... و ابن خالي يخفيه ..... لذا أعتقد أنني لست بخير تماما ..... )
قال ليث بصوت غامض
( أنا لا أخفيه .......... و مع ذلك ها أنا أمامك ..... أطلقي أعيرة سلاحك الى صدري فقد علمتك الأمساك به و التصويب ....... )
سمع صوت زوجته ميسرة يأتي من عند الباب فجأة و هي تقول
( ما الذي يحدث هنا ؟!!! ........... )
الا أنها و ما أن رأت سوار في وقفتها ممسكة بالسلاح و توجهه الى صدر ليث حتى ضربت صدرها و صرخت عاليا ....
حينها هدر ليث بقوة
( تراجعي يا ميسرة و عودي الى غرفتك ...... حالا .... )
الا أن ميسرة بدأت تولول و تنادي على رجال الدار و الحراس .......
أما ليث فهتف الى سوار
( لا تلتفتي خلفك ....... ابقي سلاحك موجها اليً ....... )
كان يعلم أنها في حالة غير طبيعية .... و أصابعها غير ثابتة على السلاح ......
و هذا السلاح الذي تمسك به سلاح آلي .... لو أهتزت أصابعها على زناده فستحدث كارثة ستتعدى قتله هو وحده الى عدد لا بأس به ....
لذا قال بصرامة و بصوتٍ هادىء بطيء ..... آمر
( اخفضي السلاح يا سوار ........ )
الا أنها لم تخفضه ..... بل ابقته موجها اليه , فقال مجددا بنبرة أشد وطأة
( أخفضي السلاح يا سوار فأنتِ لا تريدين أذية أشخاص لا ذنب لهم ........ )
همست سوار بصوتٍ متداعي
( أخبرني بمكانه .......... أرجوك ..... )
لكن حين شعرت بأنها غير قادرة على الإمساك بالسلاح أكثر ..... أخفضته ببطىء و حذر الى ان وضعته أرضا ...... و ما أن بات في أمان .....
حتى رفعت حدقتيها الى ليث المذهول قبل أن تغيب عنها الدنيا و تستلم للدوامة المظلمة التي ابتلعتها مرحبة بها .... كي تريح من ألم روحها ..... و جسدها النازف !!!! ....
صرخ ليث بقوة
( سوااار ............. )
و لم يشعر بنفسه الا وهو يندفع الى جسدها المسجى أرضا بعد أن سقطت أمامه .....
انحنى اليها يربت على وجنتها الشاحبة بقوة وهو يهتف
( سوااار ..... سوااار ..... اجيبيني ....... سوااار .... )
لكن دون ابطاء ... كان قد حملها بين ذراعيه و نهض بها , ليهتف في أحد الرجال اللذين نادتهم ميسرة
( استدعوا الطبيب حالا .......... )
.................................................. .................................................. ..............
( حالة اجهاض ...... يجب نقلها للمشفى ..... )
نظر ليث الى الطبيب الذي أخبره بذلك بعد ان فحصها و خرج من الغرفة ......
ثم تابع يقول
( من الواضح أنها قامت بمجهود عنيف أو حركة قوية ....... لكن يجب نقلها الآن لأنها تعاني من نزيف قوي ..... )
كان ليث مكانه ينظر الى الطبيب بدون تعبير .... و كأنه لم يسمعه .... و لم يفهمه .... أو أن الكلام لم يكن موجها اليه ......
و ما أن فتح فمه ... حتى قال بعدم تركيز
( آآه ..... نعم ..... نعم ........ )
غادر الطبيب بينما بقى ليث مكانه غير واعيا ....
سوار كانت حامل !!! ....... سوار كانت حامل !! ..........
أغمض عينيه و استند الى الجدار من خلفه .... بينما رفع يده الى صدره بقوة .........
ياللهي ما هذا الألم الذي يعصف به في تلك اللحظة و كأنه لم يكن مدركا أنها كانت متزوجة .... وحلالا لرجلٍ آخر ......

أما ميسرة فقد دخلت الى غرفتها و صفقت الباب من خلفها ... تدور بها كالمهووسة و هي تهمس بشراسة
( كانت حامل !!!! ...... كانت حامل !!! ..... بإمكانها الحمل !!! ...... ماذا ينقصها اذن ؟!!! ..... )
صرخت ميسرة بقوة و غل
( ماذا ينقصها ؟!!! ............. تزوجت و حملت و رجلين واقعين في هواها ...... ماذا ينقصها ؟!!! ........ إنها تمتلك كل شيء ...... كل شيء ....... )
رفعت وجهها فجأة تنظر الى نفسها في المرآة .....
كانت ملامحها قد تحولت الى شكلٍ مشوه شرس ....... و همست الى صورتها بصوتٍ غريب
( يا معتوهة !!! ..... و أنتِ التي ظننتِ أن موت زوجها كان بسبب ما فعله الشيخ من سحر ...... الآن فقط انتبهت أنها أصبحت حرة ...... أصبحت حرة ..... امرأة حرة و بامكانها الحمل !!! ..... اما أنتِ !! )
أخفضت نظرها الى بطنها المسطحة ..... فمدت يدها تعتصرها فجأة بكل قوة و على الرغم من ذلك لم تشعر بأي ألم و هي تعاود النظر الى عينيها الشرستين ..... و تقول
( مغوية الرجال باتت حرة و نائمة في دارك ..... رحمها خصب و مستعد لاستقبال المزيد من الأجنة .... و زوجك واقف على بابها ينتظر اشارة منها ...... قلبه معلق بهواها و لا يملك نسيانها ..... )
استدارت ميسرة و استندت الى طاولة الزينة تنظر الى البعيد بعينين ناريتين غريبتي الحقد و الغل ....
ثم همست بصوتٍ واهٍ
( ماذا أفعل بها أكثر ؟!! ..... بداخلها شيء يقاوم السحر و يقلبه الى صالحها !! ..... تماما كما قال الشيخ و تحتاج الى سحرٍ أسود ..... من أسوأ الجن ...... )
زفرت نفسا لاهبا و هي تخفض وجهها بينما صدرها يحتقن بالكره ... البغض .... الرغبة في الذهاب اليها و قتلها .....
فتح باب الغرفة فجأة ودخل ليث .... ينظر الى ميسرة التي كانت لا تزال مكانها مستندة الى طاولة الزينة ...
فرفعت رأسها اليه .... تنظر الى عينيه دون كلام , و كان هو يحدق بها و قد سرت في جسده رعشة من تلك الروح السوداء المرتسمة على ملامحها ....
الا أنه لم يكن في حالٍ يسمح له بسؤالها .... فقال بخفوت و بصوتٍ ميت لا يحمل أي حياة .....
( سآخذ سوار الى المشفى ...... ثم أتدبر أمر عودتها الى بيتها دون معرفة أحد من عائلة الرافعي .... )
صمت لعدة لحظات .... قبل أن يقول بهدوء آمررغم نبرة التعب في صوته و التي التقطتها اذنها و ترجمتها الى قصائد في عشقه لسوار
( ميسرة ..... انا احذرك من ان يعلم أحد بما حدث , لمرة واحدة كوني أهلا للثقة ....... هذه الأمور لا مجازفة فيها ..... )
ظلت على صمتها و هي تنظر الى عينيه بعينيها المخيفتين دون رد .... فتنهد بصمت وهو يخرج من الغرفة ....
حينها تحركت ميسرة من مكانها ...... و هي تهمس بوحشية
( اعذرني يا ابن عمي ....أوامرك ليست مجابة هذه المرة , فلتبقى بجوارها الآن ..... قبل أن تفقدها للأبد )
.................................................. .................................................. ....................
إن كانت للأمور أن تتأزم ..... فالأحداث التالية كانت مثالية لذلك .....
كان ليث يظن واهما أنه يستطيع اعادة سوار الى البيت دون علم أحد .... لكن ليس و ميسرة يمتلك قلبها كل هذا القدر من الحقد ....
لذا و اثناء تواجدهم في المشفى ..... أتى كلا من جدها وشقيقها فريد الذي دخل اليها مباشرة و ملامح الغضب و القلق تعلو وجهه ..... وراجح .....
و حدثت مشادة بينهما .... انتهت بأن نزل الخبر على رأسه كالصاعقة ....
خبر تقدم راجح للزواج منها .... و حذره من أن يقترب منها ......
بقى ليث مكانه ينظر الى كل من راجح و الحاج سليمان بصمت محاولا الوصول الى الحقيقة .....
لكنه لم يحصل على جواب قاطع ......
فسأل الحاج سليمان مباشرة بصوتٍ خافت مخيف
( هل هذا حقيقي ؟!! ....... )
لم يرد الحاج سليمان على الفور ..... بل قال بعد فترة طويلة بصوتٍ مجهد
( هذا أمر يخص عائلتنا يا ليث .... و أنت تحديدا كفرد من عائلة الهلالي لا يحق لك التدخل بعد أن كنتم السبب في أن ترملت حفيدتي ..... )
ساد صمت مشحون طويل ...... حينها قال راجح بصوتٍ ساخر
( أظن أن هذا أبلغ رد لك ...... حاول أن تستوعبه كي لا تفقد رأسك و نحن أهل لذلك .... سوار ستكون زوجتي ...... و لو اقتربت منها مجددا ..... )
و كأن الزمان يعيد نفسه ......
نفس العبارة و نفس الشخص ...... و نفس الحبيبة ......
حينها قال ليث بصوتٍ خافت ....
( قبل أن يتوفي سليم رحمه الله ...... أوصاني على زوجته , و يومها سألته عن السبب .... على الرغم من وجود عائلتها كاملة ...... الآن فقط عرفت السبب ..... )
ارتفع حاجبي سليمان قليلا ... و كـأن ذكر سليم قد هزه شخصيا ....
لكن و قبل أن يرد .... قال ليث متابعا
( لكن أريد اخبارك شيئا يا حاج سليمان ...... أنا لن أخذل وصية سليم , حتى لو فعلتم أنتم .... و سوار لن تكون له و لو على جثتي ...... )
اندفع راجح صارخا يريد الهجوم عليه الا أن الحاج سليم هتف بقوة
( كفى يا راجح ......... سنرحل الآن ......... )
كان فريد قد خرج من الغرفة وهو ينظر اليهم و على وجهه ملامح تنذر بالشر .... لكنه قال بهدوء غريب
( حالة سوار لا تسمح بخروجها على الفور ..... و أنا لن أسمح لها بالتحرك خطوة واحدة و قسما بالله لو تكلم اي منكم كلمة اخرى فسأحضر الأمن و أعمل على طرده خارج المشفى ..... )
نظر كلا من الحاج سليمان و راجح الى فريد بذهول .... وحاول راجح الاعتراض الا ان سليمان قال بصرامةٍ آمرا
( هيا بنا يا راجح ....... كفانا ما نالنا من بنات الرافعي حتى الآن ...... )

أما سوار فمنذ أن افاقت و علمت بفقدانها لجنينها فقد التزمت الصمت تماما ...... بدت ملامحها شاحبة مجهدة و لا تعبر عن شيء .....
تنظر الى الجميع بصمت دون أن تأبه ...... أو أن تهتم .......
اقترب منها فريد و جلس بجوارها على حافة سريرها يضمها اليه و يقبل اعلى رأسها ..... ثم همس في اذنها
( أعلم أنكِ كنتِ تحبين هذا الوغد يا سوار منذ سنوات ..... و أنا لا أريد في هذه الحياة سوى سعادتك ..... لكن اعذريني , فسعادتك ليست معه و لن أسمح لكِ بالزواج منه ...... حتى لو كرهتني .... )
كانت على نفس ملامحها الباهتة و نظرتها الصامتة للبعيد .... فظنها لا تزال تحت تأثير الصدمة و أنها لم تسمع شيئا ..... الا أنها بعد فترة قصيرة همست بصوتٍ ميت
( ألم أخبرك أنك لم تعرفني بعد حق المعرفة يا ابن أبي و أمي ......... )
.................................................. .................................................. .................
جرت قدميها الى شقتها الصغيرة التي استأجرتها منذ حوالي أربعة أشهر !! ....
كانت شقة تناسب راتبها الذي تتقاضاه من الجامعة ..... لا أكثر !!! ...
فمنذ أن عادت من بلدة والدها و جدها الى مدينتها و صدمتها الفاجعة .... حتى خرجت من شقتها جريا لتبحث عن شقة جديدة .....
حتى الآن لا تزال تتخيل صدمة هذا اليوم ....
حين عادت من السفر تجر حقيبتها بتعب .... نفسها حزينة مثقلة بسبب ما مرت به من احداث كانت أكبر من احتمالها .... فما أن اطمئنت على سوار و أنها لن تنهار قريبا حتى قطعت أول تذكرة لتغادر من فورها .....
يومها دقت جرس الباب منتظرة ان تفتح والدتها ....
و فتح الباب .... لكن ثريا لم تكن هي من فتحته .......
بل شاب في عمرها تقريبا ..... أو أكبر ببضعة أعوام !!!! ......
يومها رمشت تيماء و هي تنظر الى ذلك الشاب عاري الصدر الواقف أمامها بوقاحة ... فتراجعت خطوة تتأكد من رقم الشقة و الطابق ... و حين تأكدت بما لا يسمح الشك ...
عادت لتنظر اليه و قالت بصوت أجوف و هي مستعدة للصدمة
( من أنت ؟!!! .......... )
بدا الشاب الضخم مترددا وهو يقول بصوت الدفاع
( أنا من يجب أن أسألك نفس السؤال ...... )
هتفت تيماء فجأة بغضب
( هذا بيتي ........... )
بدا الشاب مجفلا قليلا ... الى أن سمع صوتا من الداخل يناديه .... كان صوت أمها !! .... ثريا !! ....
و التي خرجت من غرفة النوم على ما يبدو ترتدي قميص نوم يليق بعروس شابة و لا يناسب عمرها أبدا .... مظهرا الكثير من جسدها .... جسد أمها !!!! ....
بهت وجه تيماء ... بينما تسمرت ثريا مكانها و هي تلمح تيماء عند الباب المفتوح !! ......
اقتربت ثريا بأقدام ترتجف من الباب .... حتى وقفت و قالت بصوتٍ مرتجف و حدقتين مهتزتين
( تيماء !!! ....... لم تخبريني بالأمس أنكِ قادمة اليوم ......)
كانت تيماء تبدو شاحبة كشحوب الأموات و هي تنظر الى أمها بذلك القميص العاري .... و لم تستطع النطق سوى بكلمة واحدة فقط
( نعم !! ........... )
لكن صوتها لم يلبث أن اختنق و اختفى تماما ..... فصمتت و هي تنظر الى عيني ثريا المتخاذلتين ...
تنحنحت ثريا و همست بخفوت
( تعالي يا تيماء ........ ادخلي ....... )
تقدمت تيماء لتدخل ... الا انها فوجئت بذلك الثور يقف أمامها و يسد الباب فرفعت عينيها الضائعتين اليه .... حينها هتفت أمها به بغضب
( اذهب أنت الى الداخل ...... و اخبرتك مئة مرة الا تفتح الباب , هل أنت راضٍ الآن ؟!! ......)
لا تعلم كيف انتابتها حالة من الضحك الهيستيري و هي تسمع تأنيب أمها ؟!!
ماذا كانت تتوقع إن لم يفتح الباب ؟!! .... ان تخفيه في الشرفة مثلا ؟!! .......
رمشت تيماء بعينيها لتبعد عنهما دموع الضحك المجنون .... بينما التفتت اليها ثريا و قالت بخفوت بعد اختفاء هذا الشاب من أمامهما .... الى الداخل !!!!
لقد دخل الى الغرف .... غرف النوم ؟!! .......
هل يستخدم غرفتها ؟!!! .....
شتمت تيماء غبائها ....
بالطبع لن يستخدم غرفتها , فمن الواضح أنه يستخدم غرفة نوم أمها !!!! ..... ياللهي !!! .....
ابتلعت تيماء تلك الصدمة التي جمدتها كلطمة قوية .... ثم توجهت للداخل كغريبة ... خجولة ....
فجلست على حافة الأريكة في غرفة الجلوس تنظر الى ثريا التي جلست أمامها بارتباك .....
ودت لو صرخت بها
" رجاءا اخفي جسدك أو غطيه باي شيء عني ..... فأنتِ أمي رغم كل شيء "
الا انها تماسكت و أبقت وجهها أرضا ... مشبكة كفيها في حجرها الى أن تكرمت ثريا و قالت بخفوت و توتر
( قبل اي شيء ...... أريدك أن تعرفي بأنه ..... زوجي ....)
أغمضت تيماء عينيها للحظة ... ثم التقطت نفسا متحشرجا و هي تحاول الإفاقة من الصدمة تلو الأخرى ...
لتقول بخفوت أحمق
( آه ..... هذا جيد ..... مطمئن ...... )
أخفضت ثريا وجهها بخجل و صمتت و كأنها غير قادرة على الكلام .... و حين طال الصمت , رفعت تيماء وجهها تنظر اليها ...
كانت ثريا تبدو أكبر سنا .... على الرغم من جمالها الا ان الخطوط و التجاعيد بدت واضحة تحت عينيها ... و عنقها ليس أملسا ..... و العروق الزرقاء في ساقيها بدت بارزة أكثر ....
لكن على الرغم من كل هذا الوضع المخزي لكليهما ... فقد شعرت تيماء بالشفقة عليها و من الموقف الذي لا تحسد عليه ...
لذا نظرت اليها قليلا قبل أن تقول أخيرا بخفوت
( فقط أخبريني يا أمي لماذا هو ؟!! ...... لماذا رفضتِ العم ابراهيم وهو رجل مناسب و يتمناك منذ سنوات ؟؟ .... )
رفعت ثريا عينيها الى عيني تيماء المحدقتين بها طويلا .... ثم قالت أخيرا
( أتريدين معرفة السبب ؟!! ..... لأنه شاب يا تيماء ..... لا أريد رجلا أناوله أقراص الدواء , أنا أريد شابا يعيد الي بعض السنوات التي ضاعت من عمري ....و يشعرني بأنوثتي .... )
أي أنوثة تلك ؟!! .....
هل ثريا من الحماقة بحيث تظن أن ذلك الطفل يشعر بها كأنثى ؟!!! ....
هل هي عمياء تماما ؟!!
فقط رجل من عمرها هو من يشعرها بالأنوثة عبر احتياجه الحقيقي لرفقتها ......
أطرقت تيماء بعينيها الجامدتين قبل أن تقول بفتور
( منذ متى ؟!! ......و لماذا تزوجتِ في الخفاء ؟!! ..... )
رمشت ثريا بعينيها و همست بخجل مرتبكة
( منذ اسبوعين فقط ..... بعد سفرك بعدة أيام ........ )
ارتفع حاجبي تيماء بصدمة و قالت
( و لماذا اذن كنت تهاتفيني و تبكين و تسألين عن موعد عودتي بكل هذا الألحاح مدعية أنه ليس هناك من يعتني بكِ ؟!! ...... )
رفعت ثريا عينيها الى تيماء تقول بصدقة و دفاع
( أنا فعلا كنت محتاجة اليكِ .... هل ظننتِ أنه قادر على الإعتناء بي ؟!! ...... )
ارتفع حاجبي تيماء و قالت بعدم تصديق
( هل تتوقعين مني خدمتكما ؟!! ......... )
أغمضت ثريا عينيها و هي تهز رأسها قائلة
( أمر الخدمة يمكن تدبيره بخادمة يا تيماء .... ليس هذا ما أتحدث عنه .... أنا أتحدث عن كل حياتي , أنا معتمدة عليكِ كليا ...... أحيانا أشعر و كأنكِ أنتِ هي أمي لا العكس ..... )
ابتلعت تيماء غصة مؤلمة في حلقها و هي تطرق برأسها قبل أن تقول بجمود
( حسنا ..... نعود للسؤال الاول .... لماذا تزوجتما في الخفاء و تعرضان نفسيكما لتلك الشبهة ؟!! .... )
نظرت اليها ثريا بدهشة و كأنها تتعجب سذاجة السؤال ... ثم قالت ببساطة
( خوفا من أن يمنع عنا والدك و جدك المال بالطبع .... هل نسيتِ شرط والدك ؟!! .... )
لا تعلم تيماء كم ظلت تنظر الى أمها طويلا و كأنها تتأملها للمرة لأولى ..... ثم قالت بصوتٍ بارد كالجليد
( أفهم من ذلك أن هذا الطفل الذي تزوجتِ منه لن ينفق عليكِ و تنويان الإنفاق من مال أبي دون علمه !!! . )
عقدت ثريا حاجبيها و قالت بغضب و توتر
( لماذا تظهرين والدك و كأنه الضحية ؟!! .... هل نسيتِ ما فعله بنا ؟!! .... )
نهضت تيماء من مكانها ببطىء و نظرت الى ثريا لتقول بهدوء
( لم أنسى يا أمي ..... لكن كان عليكِ اخباري انا على الأقل قبل أن تتزوجي , كنت لأخبرتك وقتها أن جدي سيمنع عنا المال في كل حال .... لأنني أرفض الزواج من عائلة الرافعي , حواراتٍ طويلة لم أجد الوقت و الفرصة كي أقصها عليكِ و على ما يبدو أنني لن أجده مطلقا .... )
اتسعت عينا ثريا بذعر و هي تنهض واقفة ... تهتف
( ماذا ؟!!! ..... كيف سيمنع المال ؟!! ...... أخبريني التفاصيل ..... )
نظرت تيماء نظرة ذات مغزى الى المرر المؤدي الى غرفة النوم و حاربت الدموع في عينيها و هي تقول بفتور
( ليس هذا وقت كلام يا .... أمي ..... عودي الى زوجك وأنا سأرحل , و لن أزعجكما ..... )
هتفت ثريا بخوف
( ترحلين .... الى أين ترحلين يا تيماء ؟!! ..... هل جننتِ ؟! .... لن تغادري لأي مكان ... هذا بيتك و رامي لا يقطن هنا ..... )
فغرت تيماء شفتيها و قالت تردد الأسم
( رامي !!! ......... )
أغمضت عينيها و هي تهز رأسها قليلا ... ثم نظرت الى أمها لتقول بقوة
( لا يا أمي لم يعد هذا بيتي .... أنا سأتدبر أمري و تمتعي انتِ بشهر عسلك ..... )
ابتعدت تيماء عن أمها المرتعبة .... لكن ثريا هتفت بتوسل
( لكن يا تيماء من أين سنحصل على المال منذ اليوم ؟!! ...... )
توقفت تيماء مكانها ... ثم التفتت الى أمها لتقول بهدوء
( عليكِ أن تتدبري أمرك أنتِ و ..... رامي .... بعد أن تزوجتما في الخفاء .... )
هتفت أمها بقوة و غضب
( هل تعاقبينني يا تيماء ؟!! ....... هل نسيتِ أنكِ سبق و فعلتها و هربتِ مع خادم من خدم والدك بغية الزواج في الخفاء ؟!! ..... على الأقل أنا ناضجة .... أضعت عمري كله في تربيتك وحدي بعد أن تخلي أباكِ عنا ... و الآن تعاقبينني ؟!! ..... )
ظلت تيماء تنظر الى ثريا و كأنها تتلقى منها صفعاتٍ واحدة تلو الأخرى ....
لكن دون ألم .... و كأن ثريا تصفع جثة هامدة ..... فقالت أخيرا بفتور
( خطأي دفعت ثمنه غاليا يا امي .... و لم تحركي اصبعا لنيل حقي ..... و لازلت أدفعه حتى الآن لأنني أدرك بأن كل انسان مسؤول عن عواقب أفعاله ..... و هذا ما عليكِ فعله الآن , تحمل عواقب فعلتك .... )
بهت وجه ثريا و بدت مذعورة كفتاة مراهقة القيت للتو في الطريق بلا ملابس تسترها ....
فأبعدت تيماء وجهها و استدارت تنوي المغادرة ... الا انها توقفت عند الباب و التفتت الى أمها لتقول رافعة حاجبها بتعجب
( رامي !!!! ..... لا حول و لا قوة الا بالله ..... ماذا كان يعيب العم ابراهيم ؟!! ..... )
استدارت تيماء و غادرت البيت و هي تغلق الباب خلفها .... لتغمض عينيها مطلقة النفس المرتجف الذي حبسته طويلا ...
و دون أن تدري وجدت نفسها تبكي فجأة دون صوت ....
كانت تنشج و تبكي و قد ارتعشت شفتيها كفتاة صغيرة دون أن تصر صوتا ..... و حين فتحت عينينها الحمراوين ... وجدت حقيبة ملابسها التي كانت قد تركتها قبل ان تدخل الى الشقة ....
و كأن الحقيبة كانت تنتظرها لتغادر بها و تبتعد دون أن تحتاج الى الدخول الى هناك مجددا .....
ابتسمت تيماء بمرارة لمنظر الحقيبة الوحيدة الواقفة بإباء في الطابق أمام المصعد .....
فتحركت اليها تجرها و تغادر تلك الشقة التي كانت بيتا لها يوما ....
عادت تيماء بذاكرتها من هذا اليوم و تلك الذكرى الصعبة لتجد نفسها مستلقية على الأريكة الوحيدة الموجودة في الشقة التي استأجرتها ....
كل يوم تطوف ذكرى منظر أمها الاخير في ذهنها و يجعل نفسها تموج بالشفقة المذلة عليها .....
و يقشعر جسدها و هي تتخيل طفلا غبيا يلامس أمها و يشاركها الفراش !! .....
رفعت يدها لتمسح دمعة طرفت من زاوية عينيها ....
مضت حوالي أربعة أشهر و هي تقطن بمفردها ...تعيش حالة من التقشف المادي لم تعرفها قبلا ....
فهي الآن تعيش على راتبها فقط و الذي يطير معظمه في ايجار الشقة على الرغم من صغر اسمها
الحقيقة أن المكسب الوحيد من تلك العائلة كان عبارة عن الرفاهية المادية التي أجبر جدها والدها الا يقطعها أبدا ....
كانت مرتاحة تنظر الى السقف على الرغم من أن روحها أبعد ما تكون عن الراحة ....
تاهت نظراتها بعيدا و هي تهمس
( اربعة أشهر يا قاصي ؟!! ...... اربعة أشهر اختفيت بهم مجددا .. .... )
تأفتت بتعب و هي تلوم غبائها على التسليم له سريعا .... مجددا .......
و ها هو ابتعد و تركها فريسة لذئاب الرافعي ....
لكنها تعرف أنه يتألم ..... وفاة سليم أوقعت بنفسه شيئا لم تستطع تفسيره ,.......
شيء جعله يهرب من العالم بأسره ....
تأوهت بعذاب و هي تتذكر الليلة التس سبقت وفاة سليم و التي قطعت بها وعدا بأن تكون زوجة لقاصي على أن يقنع جدها ....
لكن ها هو اختفى .... لم يقنع جدها و لم يتقدم لطلب يدها حتى !!! .....
ضربت جبهتها بقوة و هي تغمض عينيها هامسة من بين أسنانها بغضب
( ياللغباء يا تيماء ..... الى متى ..... فقط أخبريني الى متى ستظلين رهينة لديه ..... )
لكنها كانت تعلم أنها غير منصفة تماما .....
فتحت عينيها و هي تتأوه مجددا .... ناظرة الى السقف , شاعرة بألم في صدرها يحرقها عليه
فإن كانت قد عاشت شهورا صعبة .... لكن قاصي عاش شهورا أصعب منها ....
و مع ذلك فهو لم يتخلى عنها تماما ....
على الرغم من أنها لم تسمع صوته خلال الأربعة أشهر ... الا أنه كان موجودا .... موجودا لكنه غير قادر على النطق ....
نظرت الى ساعة الحائط .... فانتفض قلبها معلنا عن قرب موعد اتصاله .....
لم تكد تفكر في هذا الا و علا رنين هاتفها بجوارها .... فزغرد قلبها الغبي و هي تنتفض جالسة لترد على الرقم الغريب الذي يكلمها كل يوم في نفس الموعد و يظل صامتا ....
لا يفعل شيء سوى سماع صوتها .....
أحيانا ينطق اسمها .... مرة يسألها عن حالها !!! .....
مراتٍ كثيرة يتعمد الصمت و كأنه غير قادر على الكلام ثم يغلق الخط ....
ردت تيماء على الاتصال و هي تعلم بأنه لن يجيبها كالعادة فقالت بخفوت
( مرحبا ........ )
رفعت عينيها الى السقف و هي تستمع الى صوت أنفاسه القوية التي تستطيع تمييزها جيدا ....
فتابعت قائلة لا تنتظر ردا
( هل سنظل نلعب لعبة المراهقين تلك طويلا ؟!! ......... ماذا تريد أن تثبت بالضبط ؟!! ..... أنك طفل و غير قادر على تحمل الفواجع ؟!! .... حسنا لقد أثبت لي هذا بوضوح ...... ماذا بعد ؟!!! ......
أم أنك تريد أثبات تلاعبك بي و ما أن سلمت لك حتى ابتعدت مجددا !! ...... )
ساد صمت طويل ثم قالت تيماء بخفوت
( أكره أن أقاطع حدادك ..... لكن أريد اجابة على سؤال واحد فقط , ماذا تريد مني يا قاصي ؟!! ..... )
تنهدت حين شعرت بنفسها تحادث الحائط و لا جواب شافٍ ستحصل عليه .....
لكن فجأة سمعت صوته يقول بخفوت
( أحتاجك ...... أحتاجك تيمائي , ربما كان هذا دوري ..... )
اتسعت عيناها بذهول و دون أن تدري أغروقتا بالدموع المترقرقة و هي تسمع صوته المتحشرج و الذي بدا أكثر وهنا مما ظنت .... فشدت أصابعها على الهاتف و قالت بقوة
( أين أنت ..... اخبرني بمكانك و سآتي اليك ...... )
سمعت صوت أنفاسه مجددا وودت لو توسلت اليه كي يخبرها بمكانه .... الا أنها فضلت الا تفعل , فقاصي بخلاف جميع البشر ... كلما زاد الضغط عليه فر كالزئبق ....
لذا أمسكت لسانها عن المزيد من الرجاء الى أن قال أخيرا بخشونة
( ليس الآن تيمائي ....... قد تفرين مني و هذا هو ما لن أطيقه ..... )
رمشت تيماء بعينيها و قالت بقوة صارمة
( لو كنت أردت الفرار منك لفعلت بقوة أكبر يا قاصي ..... لكنني عدت اليك و بملىء ارادتي , فلا تخذلني مجددا ..... )
سمعت صوت نفسه المتحشرج قبل أن يقول
( ها أنتِ تتحدثين عن الخذلان مجددا ........ )
زفرت تيماء مجددا بنفاذ صبر قبل أن تقول بشراسة
( أنا أهددك من مغبة خذلاني ..... هناك فارق .... )
ضحك قاصي بخفوت ... فاغمضت تيماء أخيرا و هي تهمس براحة
( أخيرا ضحكت يا قاصي ......... )
لم يرد على الفور ثم قال بخفوت
( أنا متعب ...... أريد الإرتماء بين أحضانك ..... الآن .... الآن يا تيماء .... )
ابتلعت ريقها و قلبها يعزف ألحانا .... ثم همست بصوتٍ مرتجف
( هل كان يعني لك الكثير ؟؟ .......... )
كانت تقصد سليم .... و لم يتظاهر هو بعدم معرفة قصدها , فقال بصوتٍ أقسى مما توقعت
( كان الدرع الذي يحميني من سواد روحي ...... )
ارتجفت تيماء لعبارته الخافتة البطيئة .... و شعرت بالخوف يدب في أوصالها , الا أنها قررت التغاضي عن هذا الخوف و رميه بعيدا و هي تقول بخفوت
( يموت القلم و تبقى الفكرة ..... من المؤكد أنه قد ترك بك أثرا تحتمي و تتمسك به ..... )
سمعت صوت حلقه يتشنج و كأنه يبتلع ريقه بصعوبة .... فهمست بقلق
( قاصي !!! ........ )
قال قاصي بصوتٍ متحشرج
( أنتِ لا تفهمين ...... الفكرة بداخلي سوداء و لا ألوان أخرى لها , أما هو فكان يمنعني و لا ييأس .... كان بعض الرحمة المتبقية بداخلي ..... )
عاد الخوف ليشملها مجددا ...... ليست خائفة منه على الرغم من أنها تعرف ندوب روحه و تفاصيله الممزقة منذ سنوات ... و ما يترتب عليها من تصرفاته الغير مسيطر عليها احيانا ... و لهذا السبب يبتعد عنها كل فترة ...
كي يحميها من ان ترى المزيد .... و يحمي نفسه من الا يراها و هي تفر منه !! ...
هكذا قال .....
بدأت تفهم الآن أكثر و أكثر ...... فأغمضت عينيها و هي تهمس بخفوت شديد
" آه يا حبيبي ........ "
لم تظن انه قد سمعها فقال بتوتر
( ماذا قلتِ للتو ؟!! ....... )
اتسعت عيناها بذعر و سارعت تقول
( لم أقل شيئا ...... )
الا أن قاصي قال بخشونة آمرة
( بلى قلتِ ....... و سمعتها .... )
زفرت دون صوت بينما احمر وجهها بشدة .... ثم قالت باختناق مغيرة الموضوع
( اذن هل سأراك ..... هناك الكثير مما أريد أخبرك به عن حياتي ...... )
قال قاصي فجأة
( لنتزوج .......... )
اتسعت عيناها بذهول و همست
( ماذا ؟!! .......... )
هتف قاصي بقسوة
( لنتزوج يا تيماء ..... أحتاجك ..... أحتاج لأن أضمك بين ذراعيً ... بشدة .... )
ارتجفت شفتي تيماء و هي تقول بصوتٍ خجول على استحياء
( أنت ..... أنا ..... أنا واقفت و أنت لم تتقدم لطلب يدي من جدي كما وعدتني ...... )
كان هذا محرجا جدا بالنسبة لها بعد كل هذه الأعوام من الفراق , فلم تعد المراهقة المتهورة الجريئة .... بل باتت تشعر بالحرج و الكبرياء ....
الا أن قاصي قال بصرامة على الرغم من الإجهاد في صوته
( بوفاة سليم سيتأخر كل شيء يا تيماء .... لن يقبل سليمان الرافعي بمناقشة الأمر حتى , هذا لو كان في الأمر مناقشة من الأساس .... تيماء .... جدك لن يقبل بهذا , فاستسلمي .... )
كانت على وشك التردد .... التخاذل .... الا أنها شعرت بالغضب فجاة
انها تعاني الكثير و عليه تقدير ذلك .... عليه الانتظار من أجلها لو تطلب الأمر ....
انها تخاطر بالكثير ..... و ماذا يقدم هو ؟!! ....
أغمضت تيماء عينيها و هي تحاول اخراج نفسها من دائرة الحقد عليه .....
عليها أن تعيش عشقها أخيرا ....
عليها مداواة نفسها ......
و ما أن فتحت شفتيها لتجيبه حتى هدر بها فجأة بقوة
( كما تشائين عليكِ اللعنة ....... )
و قبل أن ترد مذهولة ... كان قد صفق الخط في وجهها !!!!
نظرت تيماء الى الهاتف بصدمة .... ثم همست
" لا يزال هو كما هو !! ....... لم يتغير أبدا !! ....
تلاشت الصدمة و حل محلها الغضب العنيف و هي تلقي بالهاتف جانبا شاعرة بالنقمة عليه و على مدى أنانيته و تسلطه ....
زفرت بقوة و هي تكتف ذراعيها ناظرة الى الشقة الصغيرة الخالية من حولها ......
عضت تيماء على شفتيها و هي تشعر بالوحدة تعتريها ..... فثريا رغم كل عيوبها الا انها كانت المعين لها على الشعور بالغربة و النبذ في هذه الحياة ....
لكنها في النهاية كانت ككل من عبروا حياتها فاختاروا حياتهم في النهاية .....
الا قاصي .....
على الرغم من أنانيته ... الا أنه أخلف توقعاتها و لم يتخاذل و يتركها .... بل عاد اليها متمسكا بحقه فيها ....
نهضت تيماء من مكانها ببطىء لتحكم غلق باب الشقة و النوافذ .... كي تقضي ليلة بائسة وحيدة اخرى ...
و ما ان ارتدت منامتها و حضرت كوبا من الحليب لتجلس في سريرها شاردة ...
حتى فكرت في الذهاب الى قاصي بنفسها كي تسترضيه ...... فقط هذه المرة فهو يمر بوقت عصيب ...
لكنها و قبل أن تطلبه من جديد رأت اسم ثريا تتصل بها فزفرت بنفاذ صبر ... الا أنها ردت عليها في النهاية قائلة بفتور
( نعم يا أمي .......... )







يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:07 AM   #4464

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

( نعم يا أمي .......... )
ردت عليها ثريا بصوت خافت متردد
( كيف حالك يا تيموءة ....... اشتقت اليكِ .... )
ردت تيماء بصوتٍ خالٍ من المشاعر تقرر أمرا واقعا ....
( أنتِ تحتاجين الى المال يا أمي ......... )
قالت أمها بصوتٍ موجوع
( لا تتصرفي معي بتلك الطريقة يا تيماء ..... الا تصدقين أنني اشتقت اليكِ ؟!! ..... أنا لا أنظر بأي مكان في الشقة الا و رأيتكِ به ..... )
قالت تيماء و هي ترفع عينيها للسماء
( أصدقك يا أمي ..... و انا أيضا اشتقت اليكِ على الرغم من حنقي عليكِ , الا أنك على الرغم من ذلك تحتاجين الى المال ...... )
ساد صمت متوتر فابتسمت تيماء ابتسامة ساخرة خالية من المرح قبل أن تقول بخفوت
( أمي .... هل أنفقت كل ما أعطيتك اياه في بداية الشهر ؟!!! ..... ألم أوصيك أن تقتصدي لأننا الآن نعتمد على راتبي فقط ؟!! ....... ليس معي مال يا أمي أقسم لكِ ..... )
ترددت ثريا ثم قالت بخفوت
( الوضع لن يفلح بهذا الشكل يا تيماء .... من نخدع ؟!! ..... أنا و أنتِ لم نعتد تلك الحياة المتقشفة ...... )
قالت تيماء ببرود
( لديكِ رجلا ينفق عليكِ يا امي ..... أي أنكِ نظريا افضل حالا مني ..... )
لكن أمها قالت بأسى
( لا تبدأي في هذا الامر مجددا يا تيماء .... تعرفين أنه لن يفلح في ذلك .....)
قالت تيماء بامتعاض و تقزز
( اذن بماذا يفلح غير ذلك يا ..... امي .....)
صمتت ثريا بخزي و تخاذل , بينما شعرت تيماء بالنفور يملأ جسدها .... الا انها قالت بعد فترة بصوتٍ خالٍ من العاطفة
( عامة دعينا من أمر زوجك الغالي ...... صدقيني أنا أفعل أقصى ما أستطيع يا أمي و لا أملك المزيد ....)
قالت ثريا بتردد
( ألم يرسل والدك أو جدك أي مال ؟!! ........)
قالت تيماء دون تردد
( لم أتحقق من الأمر , الا انني واثقة يا أمي .... فجدي كان واضحا و غير متعاون اطلاقا .... و أنا لن أحرج نفسي بالطلب .....)
قالت ثريا بتردد أكبر
( لكن يا تيماء ........)
قاطعتها تيماء بعنف
( لا يا ثريا ...... لن أطلب منهم مالا مجددا ..... )
صمتت ثريا عدة لحظات ثم همست بترجي
( لماذا ..... لماذا لا تفكرين جديا في عرض جدك و تقبلين بالزواج من احد أبناء أعمامك يا تيماء .... إنها فرصة لا تعوض ... تتمناها الكثيرات و ستنقلنا الى مستوى آخر تماما ......)
اتسعت عينا تيماء و فغرت شفتيها ... بينما شعرت بثقل كبير في قلبها .... و ضمور في احساسها بالعاطفي تجاه أمها في تلك اللحظة ....
لم تصرخ و لم تغضب ...... لن تنهار حتى ....
بل قالت بمنتهى الهدوء
( لا ...... لن يحدث , و لا تحاولي مناقشة الأمر أكثر ....... )
قالت ثريا بتوسل
( لكن يا تيماء ...... )
الا أن تيماء هتفت بقوة و غضب
( لااااا ............. )
ساد الصمت لعدة لحظات قبل أن تقول ثريا بصوت ضعيف
( كنت سأقترح أن تعودي للسكن معي .... و بذلك توفري قيمة الإيجار العالي ..... نحن أولى به ... )
ظلت تيماء تنظر أمامها بلا اي تعبير سوى الغباء و بعض البلاهة ....
ثم لم تلبث أن قالت بصوت غريب
( الى اللقاء يا أمي .... أنا متعبة و أحتاج الى النوم , سأرى ما استطيع تدبيره لكِ غدا الا أنه سيطون مبلغا ضئيلا جدا .... الى اللقاء )
و أغلقت الخط على صوت نداء أمها اليائس ....
ظلت تيماء مكانها مستلقية تنظر الى السقف بعينين جامدتين واسعتين ..... قبل أن تبكي فجأة دون سبب معروف ...
أمها و تعرفها منذ سنوات طويلة .... لم و لن يتغير طبعها , الا أنها طيبة القلب ...
هي فقط طفولية و مادية قليلا ..... لماذا تبكي الآن ؟!!! ....
ابتلعت غصة في حلقها و همست و كأنها ترد على سؤالها
( أشعر بالوحدة ..... أشعر بالنبذ ....... أشعر ..... أريد ...... )
صمتت قليلا و قد اختنق صوتها قبل أن تهمس بشرود حالم
( أريد رؤية قاصي ..... أريده كعائلتي الوحيدة ..... هو بالفعل عائلتي الوحيدة التي ابتعدت عنها لسنوات من الإغتراب و ها أنا عدت اليها من جديد .... )
لم تدري من أين ظهرت تلك الإبتسامة الوردية الحزينة ....
ابتسامة جميلة أظهرت غمازتيها .... فرفعت يدها تمسح دموعها قبل أن تمسك الهاتف و تعاود الاتصال به ...
لكن هاتفه كان مغلقا !!! .....
لقد أغلقه و هرب !!! .......
تأففت تيماء من تلك التصرفات التي كبرت عليها , فهي لم تعد تمتلك الطاقة لها بعد .......
ظلت تيماء تفكر بطريقة تصلها به .... الى أن وصلت في النهاية الى نتيجة واحدة غير مرضية ....
غير مرضية اطلاقا ..... بل حارقة و موجعة .....
أمسكت بهاتفها و بامتعاض هاتفت مسك !! .....
.................................................. .................................................. .................
كانت مسك تعمل على حاسبها مساءا بعد يوم طويل .....
كان من المفترض أن ترتاح .... الا أن الراحة تجلب لها القلق و التفكير , لذا فكرت في العمل كي ترهق به نفسها فترتمي متعبة في النهاية و تنام مباشرة .....
رفعت مسك هاتفها لترد بعد أن سمعت رنينه , وصلها صوت تيماء تقول بخفوت
( مرحبا مسك ......... )
توقفت أصابعها عن العمل و هي ترفع حاجبها لتقول بدهشة قليلا
( آه .... تيماء ..... اتصال غير متوقع , مرحبا ....... )
زفرت تيماء و هي تشعر بمدى برود مسك و عدم ترحيبها .... بل و غرورها أيضا ....
الا أنها تحاملت و أجبرت نفسها على القول بفتور
( أنا .... أعتذر عن الإتصال في مثل هذا الوقت .... لكنني كنت أريد سؤالك عن شيء هام ....)
قالت مسك ببساطة و هي تتابع العمل على حاسوبها بيدها الحرة ...
( ماذا تريدين ؟!! ...... )
زمت تيماء شفتيها بحنق ... لكنها قالت بصلابة
( كنت أود سؤالك عن .... عن قاصي ...... كيف يمكنني ايجاده ؟؟!! .... )
رفعت مسك حاجبها و ابتسمت بسخرية بينما هي تتابع عملها , لكنها قالت باختصار
( لماذا ؟!! ........ )
اتسعت عينا تيماء بغضب فهتفت حانقة قبل أن تستطيع منع نفسها
( أمر شخصي .... من فضلك ...... )
قالت مسك بلهجة مستفزة
( أمر شخصي بينك و بيني خطيبي حبيبي ؟!! ...... كيف يكون ذلك ؟!! ... )
تعرف تيماء جيدا ان مسك ما أضافت كلمة حبيبي تلك الا لتستفزها .... و قد بالغت كثيرا .....
لكن ما شغل بال تيماء في هذه اللحظة ....
ألم يخبر قاصي مسك بخططه في الزواج منها هي ؟!!! .....
هل كان ينوي الزواج منها تاركا لمسك أمر فسخ الخطبة أمام جدها ؟!! ........
لا .... لا تظن أن قاصي بهذه الدناءة .....
لم تعرف ان كانت سعيدة لأن أسرار قاصي الشخصية ليست مع مسك ..... أم تعيسة لأنه لم يخبرها بعد بفسخ تلك الخطبة العقيمة .......
أخذت تيماء نفسا متوترا قبل أن تقول ببرود
( لا أظنك ستتمين هذه الخطبة يا مسك .... بل أنا متأكدة من ذلك , لذا كفي عن التلاعب ..... هلا أخبرتني عن مكانه رجاءا .... مرة واحدة قومي فيها بمساعدتي بعد أن ختنتني المرة الماضية و تركتني في محطة القطار وحيدة ..... )
قالت مسك بلامبالاة .....
( لا اعرف مكانه ......... )
ضاع أمل تيماء الأخير .... الا أنها قالت بشك
( الا ترينه مطلقا ؟!! ....الا يتصل بكِ ؟!! ... )
قالت مسك بعفوية
( بلى يتصل بي كثيرا ..... لكنني لم أره منذ الاجتماع العائلي , لكن و بما أنكِ قد سألتِ اليوم بالصدفة ..... فأنا سأراه غدا .... فلدينا موعدا هاما .... )
فغرت تيماء شفتيها و استقامت جالسة لتهتف بقوة
( ستريه غدا؟!!! ......... )
قالت مسك ببساطة
( نعم ...... سيمر بي أمام مقر الشركة ظهرا ليصطحبني ....... )
كانت تيماء تشعر بالجنون مما تسمع ....
و ما اشد خطرا من جنون امرأة تغار على عشقها الوحيد ......
لذا قالت بوقاحة غاضبة
( أي موعد هذا ؟!! ......... الى أين ستذهبان ؟!! ....... )
رفعت مسك حاجبيها و توقفت يدها عن العمل لتقول فجأة ببرود
( موعد يخصني ..... لا شأن لكِ ...... )
الا أن تيماء هتفت بغضب جارف
( أنت ..... انتما ........ لا يمكنكما ....... )
ظلت مسك تستمع الى هتافها المتعثر المذهول الغاضب .... قبل أن تقول ببرود جليدي
( أقترح أن تغلقي الخط الآن كي تنامي .... علكِ تتحلصين من تلك الشحنة السلبية المسيطرة عليكِ , الى اللقاء ..... )
أغلقت مسك الخط مباشرة ..... لتنظر تيماء الى الهاتف بذهول و هي تهمس لنفسها
" لقد أغلقت الخط !!! ........ لقد أغلقا الخط بوجهي كليهما في ليلة واحدة ..... و لديهما موعدا سويا غدا !!! .... "
برقت عينا تيماء بشيطانية و هي تهتف بجنون
( تبا لك يا قاصي .... لو كنت تظن بأنني سأصبح لعبة في يدك مجددا فأعد التفكير ...... غدا لنا لقاء .... لقاء مغبر فوق رأسيكما معا ان شاء الله ..... )
أما مسك فبعد أن أغلقت الخط مع تيماء ....
تراجعت في مقعدها تشرد قليلا و هي تفكر في الغد .....
لماذا تبدو قلقة كل هذا الحد ؟!!! .....
كانت قد سلمت أمرها لله منذ وقتٍ طويل .... و باتت متصالحة مع الأمر بشكل صحي .......
الا أنها الآن تشعر بالتوتر ......
و لا تعلم لماذا تحديدا ؟!! .......
في اليوم الذي تم تشخيص حالتها بالسرطان ... شعرت مسك فيه بالذهول ... الصدمة .....
ثم انتابتها نوبة من الصراخ المجنون ....
" لماذا أنا ؟!! ....... لماذا أنا ؟!!! ....... "
لم تصدق أن تنقلب حياتها هكذا في لحظة واحدة!! ...
تلك الحياة البراقة التي يعد كل يومٍ منها حفلا غنائيا سعيدا .......
لم تفكر يوما بأنها قد تمرض مثل باقي من تتعاطف معهم .....
عاشت أياما عصيبة .... مرتعبة فيها من الموت ....
لا تريد فقدان حياتها .... فهي لم تشبع منها بعد .....
تريد الزواج بحبيبها ... و انجاب الكثير من الأطفال له ......
تريد العمل و تحقيق أهدافها ...
لا تريد خسارة شعرها الذي حسدها عليه الجميع ......
و استمر رفضها للبلاء عدة أيام .... تعد نقطة سوداء في حياتها كلها ....
الى أن بدأت تهدأ ..... و تبقى مع نفسها قليلا .... ثم تسألها
" و لماذا لست أنا ؟!! ..... ماذا أزيد عن المبتلين كي أرفض و أتبجح ؟!! ..... "
حينها بدأت السكينة تتسلسل اليها .... و بدأت تتمسك بالأمل و الرغبة في الشفاء ....
المحاربة ....
لكن الخوف من الموت لم يختفي ....
كانت ترتعب من أن تفقد حياتها بسرعة .....
فقد كان لديها ما تخاف عليه ....
لكن بعد أن ضربتها الصدمة التالية .... و هي ارتباط خطيبها بأعز صديقة لها !! .....
حينها تغير كل شيء ....
كم تضائلت الدنيا في نظرها ..... علا قدر أناس و اهبط قدر آخرين ...
لم تعد تخشى الموت , بل سلمت أن لا أحد يملك تقرير عمره زيادة أو نقصانا ......
و باتت لديها نظريات في مدى مكانة البشر في حياتها .... و في حياة أنفسهم ....
أفاقت مسك على صوت جرس باب شقتها ....
فعقدت حاجبيها و هي تتسائل عن القادم في تلك الساعة .....
لكنها نهضت من مكانها لتفتح الباب ....
حينها صدمت برؤية .... غدير .......
كانت واقفة أمامها بالباب بكامل أناقتها ......
شعرها القصير مصفف كإبرٍ حادة مدببة ..... و سترتها الجلدية الزرقاء الزاهية تظهر نحافة خصرها على بنطالها الأسود الضيق و كعبي حذائيها العاليين .....
من الواضح أنها بذلت مجهودا ضخما في التحضير لأناقتها قبل أن تقرر زيارتها !! ....
تمالكت مسك نفسها سريعا و ابتسمت ببرود و هي تقول
( وقت غريب للزيارة يا غدير !! ..... و دون اتصال مسبق ؟!! .... تعرفين أننا لم نعد كالأول , تأتين بأي موعد و دون اذن و كأن البيت بيتك !! ..... )
ابتسمت غدير ببرود مماثل و هي تقول
( لا داعي للإهانة يا مسك ...... لم آتي الى هنا كي نجدد الماضي السعيد , لدي كلمتين و سأغادر بعدها فورا .... )
رمقتها مسك من أعلى رأسها و حتى أخمص قدميها بتعالي ..... قبل أن تقول بسخرية مترفعة
( تبدوان كلمتين بالغتي الأهمية كي تأتين بمثل هذا التأنق و في مثل هذه الساعة !! .... )
مالت غدير برأسها و هي تقول بغرور مقصود
( لم أتأنق خصيصا يا مسك .... هذه هي أنا الجديدة ..... بات هذا هو طرازي الحالي .... غدير القديمة لم يعد لها وجود ..... )
صدرت عن مسك ضحكة ساخرة مستهينة قبل أن تبتعد عن الباب قائلة ببرود
( تفضلي ..... لكن اختصري رجاءا , .... )
دخلت غدير تتهادى أمامها الى ان وقفت في منتصف غرفة الجلوس تتأملها ببرود و بعينين فاقدتي للمودة ...
بينما مسك تراقبها بسخرية .... الى أن استدارت غدير اليها قائلة بقوة
( دون مقدمات يا مسك ..... ابتعدي عن أشرف , فهو لم يكن لكِ منذ البداية , و لن يكون .... )
ارتفع حاجبي مسك و هي تقول بدهشة تمط شفتيها
( هل هاتين الكلمتين هما ما جئت لأجله ؟!! ..... لا جديد اذن .... سبق و قلتها من قبل .... لكن عامة شرفتِ يا غدير .... الى اللقاء و اغلقي الباب خلفك .... )
برقت عينا غدير و هي تقول بصرامة
( بل لدي بعد الكثير يا مسك ....... زوجي لن يسقط لأجلك .... كما سقط لأجلي من قبل .... أتدرين لماذا ؟!! ... لان حبه لكِ كان وهما .... واجبا مقررا عليكما تم تحفيظكما اياه منذ الصغر .... لذلك وقع بحبي مع أول فرصة ..... )
ابتسمت مسك دون تعبير و هي تنظر اليها بدقة .... ثم قالت ببساطة
( نعم .... أول فرصةٍ استغليتها في مرضي و سرقتهِ...... )
قالت غدير بهدوء ... مشددة على كل حرف
( الرجل الذي يحب حقا .... لا يسرق .... و لا يبعده مرضا أيا كان بل على العكس ..... )
ابتسمت مسك و قالت ببساطة مشيرة اليها متظاهرة بالبراءة
( أنتِ محقة .... صدقا , أتفق في هذه النقطة معكِ تماما ...... لكن فاتكِ شيئا .... )
صمتت للحظة ثم مالت الى غدير تقول بتركيز
( أنه قد يندم مثلا ...... يعاود الاتصال بي بحجة الاعتذار ..... يخبرني كم هو متألم لما فعله ..... يطلب مني أن نكون أصدقاء .... تتطور صداقتنا شيئا فشيئا .... يخبرني بمشاكل حياتكما الخاصة مثلا ..... )
امتقع وجه غدير و فقدت اتزانها للحظة .... قبل ان تبتسم مسك قائلة بصوتٍ ماكر
( أخبره أنني أفهمه جيدا .... و ربما كان السبب هو مديرك في الشركة و الذي تخرجين من مكتبه باكية عادة !! ...... )
فغرت غدير شفتيها قبل أن تقول مسك متاوهة و كأنها تذكرت شيئا هاما ... واضعة اصبعها على فكها
( بالمناسبة !! ........ أتدرين أن أمجد الحسيني تقدم لخطبتي ؟!! ...... )
عند هذه النقطة ترنحت غدير مكانها و قد شعرت بالدنيا تميد بها فجأة .... فقالت بخفوت متداعٍ
( لا ..... لا يمكن أن يحدث هذا !! ...... )
قالت مسك بنفس البراءة
( بلى حدث ...... و تقابلنا سويا خارج العمل للتعارف أكثر ولولا حالة الوفاة لكان طلب يدي من أبي .... )
بهت وجه غدير تماما .... و هي تنظر بعيدا بنظراتٍ زائغة ....
بينما ابتسمت مسك بخبث و غمزت قائلة بنعومة
( هل تحبينه ؟!! ......... )
شهقت غدير و هتفت فجأة فاقدة السيطرة على نفسها
( لا أسمح لكِ ......... )
قالت مسك ببرود و تعالي
( بلى ستسمحين .... فأنتِ في بيتي و أنا من يسمح أو لا يسمح ....... هل هناك شيء آخر تريدين اخباري به قبل أن تغادري مشكورة .... اظنك الآن قد اطمئننت على زوجك العزيز مني ..... )
ابتلعت غدير غصة مؤلمة في حلقها و هي لا تزال تنظر بعيدا ..... ثم نظرت الى مسك تقول بخفوت
( نعم ..... جئت لأخبرك بأنني .... حامل , لذا لا ..... تحاولي .... )
شعرت مسك و كأنها قد تلقت لكمة بمعدتها .... لكن شيئا لم يظهر على وجهها المرتفع بكبرياء ..... فقالت بهدوء جليدي
( مبارك لكِ يا غدير ....... اطمئني لن أحاول ... لن أكون سوى نفسي و سنرى ان كان زوجك سيسقط من تلقاء نفسه أم لا ..... حينها فقط قد تتاكيدن من حبه لكِ و تتوقفين عن ملاحقة كل امرأة ينظر اليها بتلك الطريقة المثيرة للشفقة ..... )
ارتجفت شفتي غدير و استدارت لتغادر ... الا أن مسك قالت بهدوء توقفها
( آه صحيح نسيت ...... أنا متأذية نفسيا من والدتك جدا !! .... كنت أظنها تغيرت .... )
انتفضت غدير تنظر اليها و هي تقول بذهول
( أمي ؟!! ...... هل قابلتها !! ........ )
قالت مسك آسفة
( آها نعم .... بنفس اليوم الذي رفضتِ استقبالها في العمل , وجدتها جالسة تبكي على الرصيف تستنجد بالمارة ..... حينها لم أستطع التخلي عنها لأجل العشرة فاصطحبتها معي للبيت و فعلا بقت معي لفترة .... لكن بعد أن سافرت لأجل واجب العزاء ..... و عدت .... اكتشفت أنها قد سرقت الكثير من مشغولاتي الذهبية و مبلغا من المال ...... )
ترنحت غدير قليلا .... الا ان مسك قالت بهدوء بارد
( لا تقلقي يا غدير .....لن يعلم أحد بذلك , فلقد اعتدت الإلتقاط خلفك ........ )
.................................................. .................................................. ......................
اوشكت على انهاء عملها لكنها كانت في حاجة الى بعض الأوراق من غرفة العاملين لذا فضلت الذهاب اليها بنفسها قبل ان يصل قاصي ...
اقتربت من الباب المفتوح فوجدت أسماء جالسة مكانها .... و كانت تبكي أما بعض العاملين كانو جالسين معها و يقومون بتطييب خاطرها ....
على الفور تسمرت مسك و تشنجت عضلاتها ..... و هي تتذكر قريبتها الطفلة الصغيرة المصابة باللوكيميا ....
هل ماتت ؟!!! .....
بهت وجه مسك و هي تراقبهم .... فدخلت بساقين متباطئتين .....
لكنها سمعت أسماء تقول من بين بكائها
( المسكينة الصغيرة ..... بدلا من أن تقضي وقتها في اللعب مثل باقي الاطفال , تتنقل من مشفى لآخر ... وخز إبر و أدوية و عقاقير .... و لم نبدأ في العلاج بعد ..... كل يوم آخذها بين ذراعيً و لا أتمالك نفسي من البكاء .... حتى ننام سويا .... )
تنفست مسك بغضب و راحة ....
لكن غضبها ازداد و تفجر و هي ترى الجميع يطيبون من خاطرها ....
و ملامح التعاطف تعلو وجوههم .... و البعض منهم يقدم لها الحلوى و العصير !!! ....
زمت مسك شفيتها و دخلت المكان و هي تقول بصرامة
( ماذا يحدث هنا ؟!!! ..... ألم ينتهى وقت الراحة منذ فترة طويلة ؟!! ...... )
انتفضت أسماء واقفة .... بينما وقف معها الباقين وهم يشعرون بالتوتر .....
تكلم أحدهم قائلا بارتباك
( أسماء كانت منهارة قليلا .... لذا كنا نواسيها .... )
هنا انفجرت بها مسك و هي تهتف بغضب
( تضيعون وقت العمل لأن أسماء منهارة ؟!! ..... ما شاء الله ..... و انتِ يا سيدة أسماء , لماذا أنتِ منهارة ؟!!! .... مريضة ؟! ... تعانين من اي خلل بصحتك ؟!!! ..... تعانين من دواء مجهد و عناء طويل ؟!!! ..... الإجابة هي لا ..... أنت ببساطة من المفترض أنك مسؤولة عن طفلة مريضة تعاني .... و هذا من سوء حظها .... فبدلا من ان تمنحينها الأمل , فإنكِ تبثين الخوف بداخلها كل ليلة و هي تنام على منظر عويلك و بكائك .... أتعرفين ماذا أنتِ ؟!! ..... انتِ مجرد فتاة راغبة في الظهور بمظهر البطولة و الشقاء ... و امثالك يثيرون تقززي ...... )
ساد صمت رهيب المكان و الجميع ينظرون اليها و كأنها مجنونة ....
حينها اكتشفت مسك عمق التهور الذي انفجرت به للتو !!!! ....
أطرقت برأسها و هي تشعر بالإختناق فجأة قائلة بخفوت
( أنا ....... ... )
لكنها لم تجد ما تنطق به ..... فاستدارت لتغادر بسرعة , لكنها ما ان فعلت حتى اصطدمت بآخر شخص تتمنى رؤيته ....
رفعت وجهها الشاحب الى أمجد .... الذي كان واقفا في الباب ينظر اليها ....
و من نظراته الصارمة الغاضبة .... بات واضحا أنه سمع الجنون الذي تفوهت به للتو .....
لم تعد مسك قادرة على تحمل نظراته أكثر .... فتجاوزته خارجة بسرعة و صوت كعبي حذائيها يملأن الرواق الرخامي برنين عصبي ....
كانت تسمع صوت خطواته خلفها بوضوح ....
و كلما أسرعت .... تسارعت خطواته تلاحقها ....
حينها استدارت اليه و هتفت بغضب
( ماذا تريد مني ؟!!! ....... لماذا تلاحقني ؟!!! ..... )
توقف أمجد مكانه ينظر اليها بصمت بينما الغضب البارد لم يتبدد عن وجهه .... الى أن قال أخيرا بصوتٍ خافت
( أنتِ نقمة على كل حياة تدخلينها ...... )
أجفلت مسك من قساوة كلماته فتراجع وجهها قليلا ... الا أنه تابع بنفس الصوت الخافت القاسي
( بغرورك التافه .... و عليائك الوهمي و تسلطك على من هم اقل منك .... و عدم مراعاتك لآلام غيرك ..... ما انتِ الا شابة مدللة تافهة مغرورة ..... )
اقتربت منها خطوتين وهو ينظر الى عينيها .... ثم قال بفتور
( حين سألتني أمي عنكِ ..... أخبرتها بأنكِ قاسية .... لديك قشرة صلبة لا يمكن لأحد تخللها , لكنها أجابتني بشيء واحد ..... أن من لها مثل هذه القشرة الصلبة , ليست بقادرة على ايذاء أحد ..... لكنني اكتشفت الآن مدى طيبة قلبها و سذاجة شعورها .... أنت لا تستمدين قوتك المجوفة الا من ايذاء الآخرين .... )
ابتلعت مسك ريقها و رمشت بعينيها و هي تشعر بالدوار فجأة .... فسقطت على الجدار من خلفها , الا ان أمجد سارع بالامساك بها قبل ان تسقط ارضا .....
و حين اوقفها على قدميها ابعد شعرها المتناثر عن وجهها بيده وهو يقول بقلق
( مسك ....... هل أنتِ بخير ؟!! ....... )
هزت مسك رأسها قليلا قبل أن تقول بخفوت
( نعم ....... نعم أنا بخير ...... )
قال أمجد بقوة
( تعالي آخذك الى الطبيب ....... )
رفعت مسك رأسها و قالت بسرعة
( لا ...... لا أنا بخير ..... في الواقع ابن عمي سيصطحبني الى الطبيب بالفعل فنحن على موعد .... )
عقد أمجد حاجبيه و هو يبعد يديه عنها بسرعةٍ قائلا بتعجب
( زوج غدير !!! ............ )
رفعت عينينها العنبريتين اليه و هي ترى غضبه المفاجىء و المختلف عن غضبه الأولي ....
و تسائلت عن مدى معرفته بشجرة العائلة ..... عن طريق غدير !!! ....
لكنها حين تكلمت قالت بجهد
( لا ....... في الواقع ابن عم آخر ..... )
نظر اليها أمجد مدققا ... وهو يضع يديه في جيبي بنطاله قائلا ببرود
( كم ابن عم لديكِ بالضبط ؟!! ....... )
ابتسمت مسك و هي تقول بصدق
( الكثير جدا ..... أكثر مما استطيع عده .......... )
سمعت رنين هاتفها في جيب تنورتها , فأخرجته تنظر اليه ثم قالت بخفوت
( ها هو قد وصل ........)
ابتعدت مسك عنه و هي تستند بيدها الى الجدار كي لا تقع ..... فما كان منه الا ان سار بجوارها وهو ينظر اليها بقلق
( هل انتِ متاكدة بأنكِ قادرة على الخروج وحدك ؟!!......)
أومأت برأسها دون أن ترد ..... فنظر اليها بطرف عينيه شاعرا بنفس الضيق الغريب ....
يشعر بالمتعة وهو يؤذيها نيلا لحق من تطاول عليهم ... ثم لا يلبث أن يشعر بالضيق و الندم بعدها ....
قال أخيرا بجفاء
( سأرافقك على أي حال ..........)
.................................................. .................................................. ......................
أمسكت تيماء بمقود سيارتها و هي تنتظره أمام الشركة التي تعمل بها مسك ....
كانت تغلي غضبا و غيرة ......
اصابعها تطرق بعصبية على المقود و هي تضع كل الاحتمالات الممكنة لموعده مع مسك .....
لكن ايا كان الموعد .... فهي لا تقبل .....
منذ اليوم لن تقبل بتلك التخاذلات منه , و بما أنه أعادها الى حياته فليتحمل اذن .....
رفعت تيماء و تسمرت أصابعها على المقود ما أن لمحت وجه قاصي خلف مقود سيارة .... يقودها من بداية الطريق .... و دار بها حتى و قف أمام مدخل الشركة .....
كان يضع نظارة داكنة على عينيه !!! .....
هل يتأنق كذلك ؟!!!
شعرت تيماء في تلك اللحظة ان اي سيطرة قد تعلمتها في حياتها قد اختفت فجأة ....
حاولت التقاط انفاسها و العد الى العشر كي لا تتهور ...
الا أنها لم تستطع .... كانت طاقة الغضب بداخلها تتزايد و تتضاعف ....
التفتت تيماء الى مدخل الشركة و رأت مسك خارجة منه بأناقتها الملفتة .... يرافقها أحدهم ......
شعرت تيماء بأنها تقف وحيدة منبوذة في سيارتها الصغيرة على قارعة الطريق في الجهة المقابلة ....
لكم اشتاقت اليه !!!
و ما بين هذا الإشتياق المضني و بين الغضب العنيف كانت أعصابها على حافة الإنهيار ....
أدركت بأنها ستتهور خاصة وهي تراه يبتسم لمسك من تحت نظارته السوداء ابتسامة هادئة ... مشجعة !!
تقبلتها مسك و حيته بابتسامة أجمل منها .....
حينها قامت بتشغيل سيارتها و تحركت بها تدور في الطريق حتى وصلت الى نفس الصف .... خلف سيارة قاصي تماما !!! ....
لم يكن قد انتبه الى وقوفها خلفه بعد ..... فحركت عصا السرعة و هي تتراجع للخلف قليلا ... ثم عادت و تقدمت بكل قوتها حتى ضربت مؤخرة سيارة قاصي بمقدمة سيارتها ....
انتفض قاصي مكانه وهو يهدر غاضبا ناظرا في مرآته ....
الا أنه ذهل حين رأى وجه تيماء الشرس مواجها له في المرآة .....
قبل أن تتراجع بسيارتها .... ثم تتقدم مرة اخرى بكل قوتها و تضرب مؤخرة سيارته و هي مبتسمة بغضب !!
صرخ قاصي بجنون وهو يخرج من سيارته صافقا الباب ....
بينما كان مسك و امجد يراقبان ما يحدث بذهول
و مسك تشهق عاليا واضعة يدها على فمها .... فهتف أمجد بعجب
( هل اطلب الشرطة لها ؟!!! ....... )
كان قاصي قد وصل اليها ففتح بابها .... و امسك بذراعها يجذبها بقوة حتى اخرجها من السيارة بعنف ...
كادت تيماء أن تسقط أرضا و هي تتعثر أثناء خروجها الا أنه أحكم الإمساك بذراعها ...
ثم خلع نظارته الداكنة ليصرخ بها بقلق حقيقي
( هل أنتِ بخير ؟!! ........ )
تاهت عينا تيماء في عينيه .... فقد كانتا حمراوين بلون الدم ... و زاد الجرح القطعي بوجهه من قساوة ملامحه أكثر ...
ذقنه غير حليقة و قد بدأ شعره يستطيل مجددا !! .....بالكاد يلامس ياقة قميصه الأنيق ....
كان يشبه القراصنة بجدارة .....
و كان يشبه أيضا رجلا يتألم .... منذ أشهر ......
شعرت بقبضة من الألم تطبق على قلبها لاجله ... الا أنها قالت بفتور
( أنا بخير ........ لا تقلق .... )
عندها دفعها قاصي الى أن ارتطمت بالسيارة وهو يصرخ فيها كالمجنون
( هل أنتِ مجنونة ؟!!! ......... غبية حمقاء .... ماذا تظنين نفسك فاعلة !!! ..... )
كان امجد و مسك قد وصلا أليهما فأمسكت به مسك تقول بقوة
( ابتعد عنها يا قاصي و كفى فضائح ........ )
لكن قاصي كان كمن أفلت لجام غضبه ..... فصرخ في تيماء وهو يهزها
( هل خرس لسانك الآن ؟!! ...... )
كانت تيماء تنظر اليه من عينيها المرتفعتين اليه كعيني قطة شرسة موشكة على نبش وجهه بأظافرها ....
لذا صرخت هي الاخرى
( لم و لن أخرس يا قاصي ..... لقد تعبت منك و من أسلوبك الملتوي في التعامل معي .... بينما تقدم لمسك كل الدعم الذي تحتاجه ..... )
نظر أمجد حوله و قد بدأ الناس في التجمع على هذا الشجار .... ثم نظر الى مسك قائلا بتوجس
( ألن تعرفينا يا مسك ..... لعل النفوس تهدأ قليلا .... )
قالت مسك بتوتر
( هذه تيماء ...... أختي الصغيرة ..... و هذا هو قاصي .... )
لم تكمل مسك باقي التعارف .... فقد تطوعت تيماء و سبقتها و هي تنظر الى أمجد مبتسمة بوحشية قائلة
( ابن عمها .... و خطيبها ..... )
توتر المكان أكثر و اشتعل .... بينما تسمرت مسك مكانها و فغرت شفتيها بذهول ....
أما امجد فقد نظر اليها بصدمة .... و سأل بصوتٍ غريب
( هل انتِ مخطوبة ؟!!! ....... )
نظرت اليه مسك لا تدري ماذا تقول ...... فما كان منه الا أن نظر اليها نظرة محتقرة , قبل أن يبتعد و يتركهم لجنونهم ....
أما قاصي فصرخ في تيماء مجددا بعنف
( أنتِ قليلة الأدب و مجنونة ..... و فضلا عن هذا كله معتوهة .... )
اما تيماء فلم تتخاذل بل ضربت الأرض بقدمها و هي تصرخ من بين دموعها
( و أنت أكثر من عرفتهم تلاعبا بمشاعر البشر ..... هل أنت سادي ؟!!! ...... الا تعرف الظروف التي مررت بها لتتركني كل تلك الفترة بمفردي ..... الا تعلم أنني بت أسكن وحدي الآن لان .... )
قاطعها قاصي صارخا وهو يهزها بعنف
( لأن أمك تزوجت .......... عرفت للتو , فقد ممرت بها .... بكِ .... قبل مجيئي الى هنا , و فتح لي ذلك البغل عاري الصدر ..... )
اربكتها الصدمة ....
فسكنت مكانها و هي تنظر اليه من بين دموعها .... تلهث بعنف .... و لم تجد سوى ان تقول بصوتٍ واهٍ ضعيف
( الا زال عاري الصدر منذ أربعة أشهر !!! ..... من الواضح أنه مختلا نفسيا .... )
هتف بها قاصي بجنون
( اخرسي ........ )
أما مسك فقد صرخت هي هذه المرة بعنف
( بل اخرسا أنتما الاثنين ........ )
ثم استدارت ناظرة الى تيماء بنظرة تجمد الماء في منابعه .... و قالت ببرود و كبرياء
( كان هذا موعد الكشف الدوري بعد الشفاء من مرض خبيث .... وهو اول كشف لي لذا كنت متوترة ..... هل ارتحت الآن ؟!! ..... )
تمنت تيماء في تلك اللحظة لو انشقت الأرض و ابتلعتها ..... فهمست بصوت مرتجف
( أنا ................... )
الا أن مسك قاطعتها و هي تقول لقاصي بثقة و ترفع
( أنا سأذهب وحدي يا قاصي ....... و ابقى أنت معها فمن الواضح انها هي من تحتاج المساعدة .... لا أنا ... )
هتف قاصي بغضب
( لن اتركك وحدك ..... فلترحل هي وحدها عسى أن ترتطم بعامود انارة يريحنا منها ..... )
نظرت اليه تيماء بنظراتِ متألمة بحق ... الا أن قاصي قابل نظراتها بأخرى مجافية .... غير قابلة للصفح ...
حينها قالت مسك بهدوء
( لا بأس يا قاصي ..... أحتاج لفعل هذا بمفردي , لعل هذا أفضل لي ....... أراك لاحقا )
ثم غادرت دون حتى أن تلقي نظرة على تيماء ... التي كانت بدورها واقفة مكانها ناظرة الى أرض كتلميذة مذنبة ....
حينها قال قاصي بصوتٍ جليدي خافت .... مرعب ...
( اغلقي سيارتك و اتركيها هنا ..... ستأتين معي حالا ..... )
ترددت تيماء قليلا ثم همست بصوتٍ ضائع وحيد
( الى أين ........... )
التفت اليها قاصي ليقول بهدوء غريب
( سأفعل ما كان علي فعله منذ سنواتٍ طويلة ..... سأتزوجك .... و حينها سأعمل على شفائك من تلك النوبات ..... حين تدركين أخيرا و يستوعب عقلك الغبي انتمائنا لبعضنا .... )
نظرت اليه تيماء فاغرة فمها و هي تشعر أن الكون من حولها أصبح كعجلة دوارة في مدينة ملاهٍ صاخبة !!!



انتهى الفصل 12 قراءة سعيدة






















tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:11 AM   #4465

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا على الفصل لي عودة بعد قراءة الفصل

روح هاربة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:12 AM   #4466

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 382 ( الأعضاء 289 والزوار 93)‏tamima nabil, ‏esraa93, ‏سودوكو, ‏روح هاربة, ‏Meesho, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sosobarra, ‏رؤى الرؤى, ‏ريمين, ‏ghader, ‏amolty, ‏khouloudxx, ‏سندريلا ساسو, ‏بيبه الجميله+, ‏أنا لك علي طول, ‏prue, ‏سوما, ‏آيه ♡, ‏rimi ramrouma, ‏كيوانو, ‏marwaadel, ‏بسنت احمد بسنت, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏سوسة العراقية+, ‏فتكات هانم, ‏noda youssef, ‏mona_90, ‏yoda5, ‏omniakilany, ‏الراجيةرضاربها, ‏modyblue+, ‏منى مصري, ‏Whispers, ‏rontii+, ‏fattima2020, ‏monica g+, ‏عفراء الطاهر+, ‏deegoo+, ‏هامة المجد, ‏جميلة الجميلات, ‏manal abass, ‏ايماااا, ‏Lolita ,,, ‏زهرة مغتربة, ‏najla1982, ‏angela11, ‏يا من تحب+, ‏lolo.khalili, ‏khadibima 52+, ‏ننوؤشة الابراهيمي, ‏حنان ياسمين, ‏beau, ‏fattoma2020, ‏mrmr momo, ‏ثمرو, ‏محمد الناصري, ‏RazanB, ‏نوف بنت ابوها, ‏dody abo elwafa, ‏mesho ahmed, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏enashady, ‏ساما555, ‏hnoo .s, ‏فاطمه توتي, ‏رانيا فتحى, ‏الشعر الاسود, ‏ورد الخال, ‏د/عين الحياة, ‏sara sarita+, ‏jello, ‏a girl, ‏توقه, ‏Ryanaaa, ‏asmaa kamal, ‏karmen83, ‏عيون1, ‏ebti, ‏صمت الزوايا, ‏mai ahmed 2020, ‏riyami, ‏قسامية الهوى, ‏safy mostafa, ‏bonoquo, ‏ليال الود, ‏butter fly, ‏رحيل الامل, ‏ana sara+, ‏سومة111, ‏doctoraaf, ‏دودي الخليفي, ‏حسناء18, ‏نجله على, ‏خفوق انفاس, ‏princessran, ‏amatoallah, ‏تلوشه, ‏luz del sol+, ‏رهفه, ‏khaoula Ci, ‏princess sara+, ‏الفجر الخجول, ‏لؤلؤة الحزن, ‏سفيرة الأدب, ‏عاشقة الحرف, ‏احاسيس ضائعه, ‏meryamaaa, ‏rosetears, ‏samar1987, ‏haa lo+, ‏سهى منصور+, ‏زالاتان, ‏samahss+, ‏yasser20, ‏نور محمد+, ‏REEM HASSAN, ‏AROOJ, ‏رمـاد الشوق, ‏نداء الحق+, ‏زاهية, ‏القمر المضئ, ‏mesaw, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏نوراني, ‏la feuille blanche, ‏زهره ربيع عمري+, ‏sara-khawla, ‏nashwa magdy+, ‏هبوش 2000, ‏*جوود*, ‏saeer60+, ‏مسره الجوريه, ‏amiraa22bk+, ‏Riham**, ‏yurii, ‏rosemary.e, ‏رقاوي, ‏علا علي, ‏القلب النابض+, ‏métallurgier, ‏نجمه الصباح, ‏amoud, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏Ellaaf, ‏maimickey, ‏ام احمدوايادواسر, ‏ghada salah, ‏ملكة بأخلاقي, ‏Light dream, ‏رودينة محمد, ‏a1ya, ‏amira 70, ‏خضره, ‏Hams3, ‏حائرة انا, ‏فله45, ‏الآنسة تاء, ‏dalloula, ‏حنان الرزقي, ‏rasha emade, ‏sonal, ‏Nora28+, ‏Miraal+, ‏fofoo92, ‏همس الرموش, ‏روح طرياك, ‏khma44, ‏شطح نطح, ‏RAHPH, ‏نزووف, ‏*ماريان*+, ‏هدوء الدوشة, ‏abomadleen1, ‏جنى تامر, ‏اميرة بيتنا, ‏نجدي 21, ‏hager_samir, ‏obaida10, ‏نوت2009, ‏lolo575, ‏WAFAS, ‏engasmaamekawy, ‏بقلبك اسراري, ‏secret angel, ‏R.mm, ‏يمنى اياد, ‏جالاتيا, ‏emanmostafa, ‏doudo+, ‏dosha, ‏بريق العابرين, ‏صرخة وداع, ‏طوطه, ‏sweet hime, ‏الشوق والحب, ‏nadahosney, ‏سيم سيم 18, ‏بيلسآن, ‏Neda nofal, ‏نهيل نونا, ‏الصقر الصقر, ‏لمحة من الكون, ‏hidaya 2+, ‏ام الانس, ‏عزيز الروح, ‏محبة النجوم, ‏amal.h.a, ‏hadelosh, ‏س?ر, ‏Souriana, ‏H A M, ‏asma.alg, ‏دوسة 93+, ‏intissar2, ‏lelly+, ‏سارقة الظلام, ‏11_roro, ‏دلووعة2, ‏Lara swif+, ‏lizabennete, ‏meriam 1992, ‏بناتي حياتي, ‏MODEY, ‏ayaoya, ‏thebluestar, ‏Roro adam, ‏رعشه قلب, ‏دعاء 99, ‏دلال الدلال, ‏nawaraa, ‏sajanody, ‏bosy el-dmardash, ‏hassnaa+, ‏dalia mostafa, ‏مى عبد الرحيم, ‏kiara003, ‏leila21, ‏totoranosh, ‏الشيماءعمر, ‏عشقي لديار الخير, ‏نادية 25+, ‏khokha.el+, ‏سكر نبات, ‏المثقفة الصغيرة, ‏شمائل, ‏ToOoOmy, ‏هدير22, ‏هوس الماضي+, ‏aa elkordi, ‏hawa500, ‏براءة الجزائرية, ‏ماريمارر, ‏Hedy mohamed, ‏Totooولا أحلا, ‏habiba bibo+, ‏bas bas, ‏ذهب, ‏الثقلين, ‏Engineer Esraa, ‏زهره الرماد, ‏lola lotus, ‏سحر الحياة, ‏sasad, ‏do3a, ‏حووووووور, ‏Tifany=, ‏الغزال الشارد, ‏onediraction, ‏فخر الإمارات, ‏لؤلؤ واصداف, ‏celinenodahend, ‏dallou3a, ‏aya biry, ‏alinoor, ‏جود الفرح, ‏ons_ons, ‏shammaf, ‏شيمو عصام, ‏سلمي و نقطة, ‏إشراق الشمس, ‏Rivan mohammad, ‏rourou24, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:15 AM   #4467

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 405 ( الأعضاء 307 والزوار 98)‏tamima nabil, ‏ensho, ‏lobna_asker, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏محمد معاذ, ‏Nora28+, ‏نسمة صيف 1+, ‏facemoon, ‏وردة شقى, ‏Heba sharafe, ‏زهرة اللوتتس, ‏ام هنا, ‏johayna123, ‏prue, ‏عشق العين, ‏ban jubrail, ‏دوسة 93+, ‏khadibima 52+, ‏fatma ahmad, ‏أنا لك علي طول, ‏رؤى الرؤى, ‏زهرة الليلك4891, ‏starmoon+, ‏رحيل الامل, ‏روح هاربة, ‏Alzeer78, ‏noha 3, ‏جانيت ديلى, ‏نوراني, ‏modyblue+, ‏سودوكو, ‏ghader, ‏عبث الحروف, ‏esraa93, ‏Meesho, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sosobarra, ‏ريمين, ‏khouloudxx, ‏سندريلا ساسو, ‏بيبه الجميله+, ‏سوما, ‏آيه ♡, ‏rimi ramrouma, ‏كيوانو, ‏marwaadel, ‏بسنت احمد بسنت, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏سوسة العراقية+, ‏فتكات هانم, ‏noda youssef, ‏mona_90, ‏yoda5, ‏omniakilany, ‏الراجيةرضاربها, ‏منى مصري, ‏Whispers, ‏rontii+, ‏fattima2020, ‏monica g+, ‏عفراء الطاهر+, ‏deegoo+, ‏هامة المجد, ‏جميلة الجميلات, ‏manal abass, ‏ايماااا, ‏Lolita ,,, ‏زهرة مغتربة, ‏najla1982, ‏angela11, ‏يا من تحب+, ‏lolo.khalili, ‏ننوؤشة الابراهيمي, ‏حنان ياسمين, ‏beau, ‏fattoma2020, ‏mrmr momo, ‏ثمرو, ‏محمد الناصري, ‏RazanB, ‏نوف بنت ابوها, ‏dody abo elwafa, ‏mesho ahmed, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏enashady, ‏ساما555, ‏hnoo .s, ‏فاطمه توتي, ‏رانيا فتحى, ‏الشعر الاسود, ‏ورد الخال, ‏د/عين الحياة, ‏sara sarita+, ‏jello, ‏a girl, ‏توقه, ‏Ryanaaa, ‏asmaa kamal, ‏karmen83, ‏عيون1, ‏ebti, ‏صمت الزوايا, ‏mai ahmed 2020, ‏riyami, ‏قسامية الهوى, ‏safy mostafa, ‏bonoquo, ‏ليال الود, ‏butter fly, ‏ana sara+, ‏سومة111, ‏doctoraaf, ‏دودي الخليفي, ‏حسناء18, ‏نجله على, ‏خفوق انفاس, ‏princessran, ‏amatoallah, ‏تلوشه, ‏luz del sol+, ‏رهفه, ‏khaoula Ci, ‏princess sara+, ‏الفجر الخجول, ‏لؤلؤة الحزن, ‏سفيرة الأدب, ‏عاشقة الحرف, ‏احاسيس ضائعه, ‏meryamaaa, ‏rosetears, ‏samar1987, ‏haa lo+, ‏سهى منصور+, ‏زالاتان, ‏samahss+, ‏yasser20, ‏نور محمد+, ‏REEM HASSAN, ‏AROOJ, ‏رمـاد الشوق, ‏نداء الحق+, ‏زاهية, ‏القمر المضئ, ‏mesaw, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏la feuille blanche, ‏زهره ربيع عمري+, ‏sara-khawla, ‏nashwa magdy+, ‏هبوش 2000, ‏*جوود*, ‏saeer60+, ‏مسره الجوريه, ‏amiraa22bk+, ‏Riham**, ‏yurii, ‏rosemary.e, ‏رقاوي, ‏علا علي, ‏القلب النابض+, ‏métallurgier, ‏نجمه الصباح, ‏amoud, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏Ellaaf, ‏maimickey, ‏ام احمدوايادواسر, ‏ghada salah, ‏ملكة بأخلاقي, ‏Light dream, ‏رودينة محمد, ‏a1ya, ‏amira 70, ‏خضره, ‏Hams3, ‏حائرة انا, ‏فله45, ‏الآنسة تاء, ‏dalloula, ‏حنان الرزقي, ‏rasha emade, ‏sonal, ‏Miraal+, ‏fofoo92, ‏همس الرموش, ‏روح طرياك, ‏khma44, ‏شطح نطح, ‏RAHPH, ‏نزووف, ‏*ماريان*+, ‏هدوء الدوشة, ‏abomadleen1, ‏جنى تامر, ‏اميرة بيتنا, ‏نجدي 21, ‏hager_samir, ‏obaida10, ‏نوت2009, ‏lolo575, ‏WAFAS, ‏engasmaamekawy, ‏بقلبك اسراري, ‏secret angel, ‏R.mm, ‏يمنى اياد, ‏جالاتيا, ‏emanmostafa, ‏doudo+, ‏dosha, ‏بريق العابرين, ‏صرخة وداع, ‏طوطه, ‏sweet hime, ‏الشوق والحب, ‏nadahosney, ‏سيم سيم 18, ‏بيلسآن, ‏Neda nofal, ‏نهيل نونا, ‏الصقر الصقر, ‏لمحة من الكون, ‏hidaya 2+, ‏ام الانس, ‏عزيز الروح, ‏محبة النجوم, ‏amal.h.a, ‏hadelosh, ‏س?ر, ‏Souriana, ‏H A M, ‏asma.alg, ‏intissar2, ‏lelly+, ‏سارقة الظلام, ‏11_roro, ‏دلووعة2, ‏Lara swif+, ‏lizabennete, ‏meriam 1992, ‏بناتي حياتي, ‏MODEY, ‏ayaoya, ‏thebluestar, ‏Roro adam, ‏رعشه قلب, ‏دعاء 99, ‏دلال الدلال, ‏nawaraa, ‏sajanody, ‏bosy el-dmardash, ‏hassnaa+, ‏dalia mostafa, ‏مى عبد الرحيم, ‏kiara003, ‏leila21, ‏totoranosh, ‏الشيماءعمر, ‏عشقي لديار الخير, ‏نادية 25+, ‏khokha.el+, ‏سكر نبات, ‏المثقفة الصغيرة, ‏شمائل, ‏ToOoOmy, ‏هدير22, ‏هوس الماضي+, ‏aa elkordi, ‏hawa500, ‏براءة الجزائرية, ‏ماريمارر, ‏Hedy mohamed, ‏Totooولا أحلا, ‏habiba bibo+, ‏bas bas, ‏ذهب, ‏الثقلين, ‏Engineer Esraa, ‏زهره الرماد, ‏lola lotus, ‏سحر الحياة, ‏sasad, ‏do3a, ‏حووووووور, ‏Tifany=, ‏الغزال الشارد, ‏onediraction, ‏فخر الإمارات, ‏لؤلؤ واصداف, ‏celinenodahend, ‏dallou3a, ‏aya biry, ‏alinoor, ‏جود الفرح, ‏ons_ons, ‏shammaf, ‏شيمو عصام, ‏سلمي و نقطة, ‏إشراق الشمس, ‏Rivan mohammad, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:15 AM   #4468

نوآعم

? العضوٌ??? » 273312
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,379
?  نُقآطِيْ » نوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond reputeنوآعم has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نوآعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:15 AM   #4469

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 431 ( الأعضاء 324 والزوار 107)‏tamima nabil, ‏نور محمد+, ‏ناي محمد, ‏meryamaaa, ‏نوآعم, ‏رحيل الامل, ‏ننوؤشة الابراهيمي, ‏*جولي روز*+, ‏الربابة, ‏maimickey, ‏sajanody, ‏الشعر الاسود, ‏نهولة, ‏Heba sharafe, ‏لؤلؤة الحزن, ‏سمر لولو, ‏نوراني, ‏loulouys, ‏هبه رمضان, ‏اجمل غموض+, ‏حنان الرزقي, ‏عفراء الطاهر+, ‏صمت الصحراء, ‏*جوود*, ‏حسناء18, ‏hayaty alquran, ‏ensho, ‏تميمة الخير, ‏amolty, ‏سندريلا ساسو, ‏palmoon, ‏Fatima hfz+, ‏Riarika, ‏ساميحة, ‏زهرة اللوتتس, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏عشق العين, ‏همس الرموش, ‏doctoraaf, ‏محمد معاذ, ‏facemoon, ‏lobna_asker, ‏Nora28+, ‏نسمة صيف 1+, ‏وردة شقى, ‏ام هنا, ‏johayna123, ‏prue, ‏ban jubrail, ‏دوسة 93+, ‏khadibima 52+, ‏fatma ahmad, ‏أنا لك علي طول, ‏رؤى الرؤى, ‏زهرة الليلك4891, ‏starmoon+, ‏Alzeer78, ‏noha 3, ‏جانيت ديلى, ‏modyblue+, ‏سودوكو, ‏ghader, ‏عبث الحروف, ‏esraa93, ‏Meesho, ‏أزعجهم هدوئي, ‏sosobarra, ‏ريمين, ‏khouloudxx, ‏بيبه الجميله+, ‏سوما, ‏آيه ♡, ‏rimi ramrouma, ‏كيوانو, ‏marwaadel, ‏بسنت احمد بسنت, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏سوسة العراقية+, ‏فتكات هانم, ‏noda youssef, ‏mona_90, ‏yoda5, ‏omniakilany, ‏الراجيةرضاربها, ‏منى مصري, ‏Whispers, ‏rontii+, ‏fattima2020, ‏monica g+, ‏deegoo+, ‏هامة المجد, ‏جميلة الجميلات, ‏manal abass, ‏ايماااا, ‏Lolita ,,, ‏زهرة مغتربة, ‏najla1982, ‏angela11, ‏يا من تحب+, ‏lolo.khalili, ‏حنان ياسمين, ‏beau, ‏fattoma2020, ‏mrmr momo, ‏ثمرو, ‏محمد الناصري, ‏RazanB, ‏نوف بنت ابوها, ‏dody abo elwafa, ‏mesho ahmed, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏enashady, ‏ساما555, ‏hnoo .s, ‏فاطمه توتي, ‏رانيا فتحى, ‏ورد الخال, ‏د/عين الحياة, ‏sara sarita+, ‏jello, ‏a girl, ‏توقه, ‏Ryanaaa, ‏asmaa kamal, ‏karmen83, ‏عيون1, ‏ebti, ‏صمت الزوايا, ‏mai ahmed 2020, ‏riyami, ‏قسامية الهوى, ‏safy mostafa, ‏bonoquo, ‏ليال الود, ‏butter fly, ‏ana sara+, ‏سومة111, ‏دودي الخليفي, ‏نجله على, ‏خفوق انفاس, ‏princessran, ‏amatoallah, ‏تلوشه, ‏luz del sol+, ‏رهفه, ‏khaoula Ci, ‏princess sara+, ‏الفجر الخجول, ‏سفيرة الأدب, ‏عاشقة الحرف, ‏احاسيس ضائعه, ‏rosetears, ‏samar1987, ‏haa lo+, ‏سهى منصور+, ‏زالاتان, ‏samahss+, ‏yasser20, ‏REEM HASSAN, ‏AROOJ, ‏رمـاد الشوق, ‏نداء الحق+, ‏زاهية, ‏القمر المضئ, ‏mesaw, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏la feuille blanche, ‏زهره ربيع عمري+, ‏sara-khawla, ‏nashwa magdy+, ‏هبوش 2000, ‏saeer60+, ‏مسره الجوريه, ‏amiraa22bk+, ‏Riham**, ‏yurii, ‏rosemary.e, ‏رقاوي, ‏علا علي, ‏القلب النابض+, ‏métallurgier, ‏نجمه الصباح, ‏amoud, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏Ellaaf, ‏ام احمدوايادواسر, ‏ghada salah, ‏ملكة بأخلاقي, ‏Light dream, ‏رودينة محمد, ‏a1ya, ‏amira 70, ‏خضره, ‏Hams3, ‏حائرة انا, ‏فله45, ‏الآنسة تاء, ‏dalloula, ‏rasha emade, ‏sonal, ‏Miraal+, ‏fofoo92, ‏روح طرياك, ‏khma44, ‏شطح نطح, ‏RAHPH, ‏نزووف, ‏*ماريان*+, ‏هدوء الدوشة, ‏abomadleen1, ‏جنى تامر, ‏اميرة بيتنا, ‏نجدي 21, ‏hager_samir, ‏obaida10, ‏نوت2009, ‏lolo575, ‏WAFAS, ‏engasmaamekawy, ‏بقلبك اسراري, ‏secret angel, ‏R.mm, ‏يمنى اياد, ‏جالاتيا, ‏emanmostafa, ‏doudo+, ‏dosha, ‏بريق العابرين, ‏صرخة وداع, ‏طوطه, ‏sweet hime, ‏الشوق والحب, ‏nadahosney, ‏سيم سيم 18, ‏بيلسآن, ‏Neda nofal, ‏نهيل نونا, ‏الصقر الصقر, ‏لمحة من الكون, ‏hidaya 2+, ‏ام الانس, ‏عزيز الروح, ‏محبة النجوم, ‏amal.h.a, ‏hadelosh, ‏س?ر, ‏Souriana, ‏H A M, ‏asma.alg, ‏intissar2, ‏lelly+, ‏سارقة الظلام, ‏11_roro, ‏دلووعة2, ‏Lara swif+, ‏lizabennete, ‏meriam 1992, ‏بناتي حياتي, ‏MODEY, ‏ayaoya, ‏thebluestar, ‏Roro adam, ‏رعشه قلب, ‏دعاء 99, ‏دلال الدلال, ‏nawaraa, ‏bosy el-dmardash, ‏hassnaa+, ‏dalia mostafa, ‏مى عبد الرحيم, ‏kiara003, ‏leila21, ‏totoranosh, ‏الشيماءعمر, ‏عشقي لديار الخير, ‏نادية 25+, ‏khokha.el+, ‏سكر نبات, ‏المثقفة الصغيرة, ‏شمائل, ‏ToOoOmy, ‏هدير22, ‏هوس الماضي+, ‏aa elkordi, ‏hawa500, ‏براءة الجزائرية, ‏ماريمارر, ‏Hedy mohamed, ‏Totooولا أحلا, ‏habiba bibo+, ‏bas bas, ‏ذهب, ‏الثقلين, ‏Engineer Esraa, ‏زهره الرماد, ‏lola lotus, ‏سحر الحياة, ‏sasad, ‏do3a, ‏حووووووور, ‏Tifany=, ‏الغزال الشارد, ‏onediraction, ‏فخر الإمارات, ‏لؤلؤ واصداف, ‏celinenodahend, ‏dallou3a, ‏aya biry, ‏alinoor, ‏جود الفرح, ‏ons_ons, ‏shammaf, ‏شيمو عصام, ‏سلمي و نقطة, ‏إشراق الشمس, ‏Rivan mohammad, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-16, 12:18 AM   #4470

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,872
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور مساء الخير

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.