آخر 10 مشاركات
[تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          93- الحب الأول -أليزبيث هنتر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-16, 11:00 PM   #6291

الأنثى الجريحه

? العضوٌ??? » 341583
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » الأنثى الجريحه is on a distinguished road
افتراضي


مساء الخييير
وين البارت هاد السبت التاني من بعد رمضان ؟؟
رح يكون اليوم في بارت او لا ؟؟
بلييييييييييز بسررررعه ، انا متشوقه كتيييير شو رح يصير


الأنثى الجريحه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:01 PM   #6292

سهى منصور

? العضوٌ??? » 364575
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 210
?  نُقآطِيْ » سهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond reputeسهى منصور has a reputation beyond repute
افتراضي

الرحمة والله دبنا واحنا نستنى 😔😔

سهى منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:03 PM   #6293

غروري مصدره أهلي

? العضوٌ??? » 266132
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 553
?  نُقآطِيْ » غروري مصدره أهلي is on a distinguished road
افتراضي

كن نفسك ولن تجد من هو أفضل منك


تسجييييييل دخول


غروري مصدره أهلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:04 PM   #6294

sara osama

? العضوٌ??? » 356140
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » sara osama is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووور

sara osama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:06 PM   #6295

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:21 PM   #6296

Radwa muhammad

? العضوٌ??? » 373402
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » Radwa muhammad is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

Radwa muhammad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:27 PM   #6297

أنا لك علي طول

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية أنا لك علي طول

? العضوٌ??? » 118610
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,542
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond reputeأنا لك علي طول has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

تسجيل حضور
يسعد مساكم


أنا لك علي طول غير متواجد حالياً  
التوقيع
بيني وبين وطني نبض انتفاضة وعنفوان شهيد وطلقة رصاص تزف الكرامة وتقتنص الحياة من كل محتل جبان .noor esmail madrid




رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:27 PM   #6298

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ... أنا حنزل الفصل حالا على 3 مشاركات

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:28 PM   #6299

ن و ا ر ى
alkap ~
 
الصورة الرمزية ن و ا ر ى

? العضوٌ??? » 325764
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ن و ا ر ى is on a distinguished road
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حظوررررررررررر����❤️❤️❤️

ن و ا ر ى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-16, 11:28 PM   #6300

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السادس عشر :

( أنت تنظر اليه منذ ساعة ...... ظننت أنني أنا التي كانت تعاني من حالةٍ هيستيرية , بينما أنت واثق كل الثقة في حبيبتك الصغيرة ....لكن على ما يبدو أنني كنت مخطئة , .... )
لم يحركه صوت ريماس من مكانه .... و كأنه لم يسمعها من الاساس ... بل بقى جالسا على الكرسي بجوار سرير عمرو ... ينظر اليه في الظلام بملامح تماثل الظلام قتامة ....
فقط ينظر الى ملامح الصغير النائم بصمت و تفكير و كأنه يعيش في عالم آخر غير هذا الذي يحيط به ....
حين استمر الصمت لفترة أطول ... تنهدت ريماس و قالت بخفوت
( تعال يا قاصي لترتاح قليلا ....... أنت متعب , لقد قدت ست ساعات متواصلة و أنت تعيش حالة من الرعب ..... لكن انتهى كل شيء الآن .....)
لكن قاصي لم يرد ... و لم تلن ملامحه , .... فاقتربت منه ببطىء لتضع يدها على كتفه برفق , و ما أن لامسته حتى انتفض بقوة وهو ينظر اليها بملامح قاسية متفاجئة .... فسارعت بنزع يدها و هي تشعر بالخوف من نظراته المخيفة ...
ففركت أصابعها بتوتر و هي تهمس بتشنج
( الهذه الدرجة تزعجك لمستي ؟!! ....... )
سمعت صوت نفسه الذي خرج كزفير نافذ الصبر ... وهو يهز رأسه قليلا و كأنما يحاول الإفاقة من شروده العميق , ثم نهض من مكانه ببطىء ... ووقف ليلقي على عمرو نظرة أخيرة أخرى قبل أن يستدير الى ريماس قائلا بخفوت
( دعينا نخرج من هنا كي لا نوقظه من نومه العميق .... فقد تعب اليوم جدا .... )
تحرك قاصي باتجاه الباب ... الا أن صوت ريماس تصاعد خلفه بغضب
( و الفضل في هذا يعود الى حبيبتك المعتوهة ...... )
توقف قاصي مكانه عدة لحظات .... و بدا و كأن ملامحه قد تصلبت تماما , قبل أن يستدير الى ريماس الواقفة خلفه , فمد يده و قبض على ذراعها فجاة .... قبل أن يجرها خلفه ليخرجا من غرفة عمرو ... مغلقا الباب الخلفهما .....
و لم يتركها و هي تئن بغضب
( اتركني يا قاصي .... أنت تؤلم ذراعي ..... )
لكنه لم يتوقف الا حينا وصلا الى غرفة الجلوس , حينها فقط أدارها اليه و شدد على ذراعها قائلا بصوتٍ غاضب مكتوم
( لا تتكلمي بتلك الطريقة عن تيماء أمامي يا ريماس .... لأنني لن أتهاون المرة القادمة ... )
تصلبت مكانها و توقفت عن المقاومة و هي تنظر اليه بعينين مصدومتين ... ثم قالت أخيرا بصوتٍ واهٍ
( يؤلمك سماع كلمة عنها ؟!! ....... )
قال قاصي دون تردد و دون أن يترك ذراعها و عيناه تتوهجان بانفعالاتٍ عميقة
( يغضبني ..... و أنا لا أريد أن أريكِ شيئا من غضبي ..... )
زمت ريماس شفتيها و و رفعت ذقنها , تنظر اليه بعينين فيهما لهيبٍ جليدي ... تواجهه بصمتٍ مشحون , ثم قالت أخيرا بصوتٍ غريب
( زوجتك تختطف أبني و تتركه لدي أناس لا أعرفهم في منتصف الليل .... و عوضا عن أن تعاقبها , ها أنت تقف أمامي و تهددني بغضبك !!! ...... )
ضاقت عينا قاصي وهو يقف أمامها محنى الكتفين بثقلٍ مهلك ... لكنه لم يتراجع وهو يقول بصوتٍ أقل سطوة
( الخطأ ليس خطأ تيماء ..... انا المخطىء, فأنا من تركت عمرو لها دون مراعاة لما مرت به في ساعات قليلة ..... إن أردتِ معاقبة أحد فعاقبيني أنا .... لكن هي ... لا ..... )
لم تتحرك ريماس من مكانها و هي تنظر اليه بصمت ... ملامحها مظلمة قليلا , و عيناها تبدوان من الزجاج القاسي ... بينما لم ترف عينا قاصي وهو ينظر اليها , فقالت أخيرا بصوتٍ جامد
( أخبرني عنها ..... أخبرني عن ليلتكما معا ؟؟ ..... هل كانت العروس التي حلمت بها لسنواتٍ طويلة ؟!! ... هل أشبعت بداخلك رغباتٍ تحكمت بها لئلا تكون لغيرها أبدا ؟!! ..... هل حققت توقعات انتظارك و أشفت ظمأ انتظارك ؟؟ ....... )
برقت عينا قاصي قليلا ببريق خاطف .... وحشي قليلا بلونٍ داكن سرعان ما اختفى وهو يقول ساخرا
( أتريدين سماع بعض التفاصيل المثيرة الرخيصة عن ليلة زفافنا يا ريماس ؟!! ..... )
لم ترمش بعينيها و هي تنظر اليه قائلة بوقاحة
( ربما .......... )
نظر قاصي اليها طويلا قبل أن يترك ذراعها أخيرا ببطىء ... مستديرا عنها وهو يحرك كتفيه و كأنه يسوي حملا عليهما يفوق قدرته على الاحتمال ... ثم قال أخيرا بصوتٍ قاتم دون أن ينظر اليها
( اذن سيخيب أملك .... لا تفاصيل رخيصة أو قذرة .... لأنها لم تكن ليلة عادية بين اثنين .... بل كانت عودة .... عودة من سباق طويل .... شيء لن يعجبك و لن يثير اهتمامك , فكلا منا عاش الكثير مما يجعل الإثارة هي آخر ما قد يبحث عنه .... و خاصة هي ..... فقد كانت بين ذراعي ك ..... )
صمت فجأة وهو يحني رأسه و كأن الكلمات قد ضاعت منه .... محاولا البحث عن مرادفاتٍ مناسبة دون أن يجدها ....
فقالت ريماس من خلفه بصوتٍ مهتز قليلا ... خفيض
( تابع ..... كانت بين ذراعيك ؟!! .... ماذا ...... )
سمعت تنهيدة حارقة صدرت من اعماقه .... تنهيدة شعرت بلهيبها دون حتى ان يستدير اليها ....
لكنه قال في النهاية بصوتٍ قاسي خافت
( لقد أصابوها منذ سنواتٍ طويلة ...... أصابوها بشدة و قتلو روحها المتمردة الصاخبة .... قتلو حبها للحياة بعدم رحمة , و كنت أنا السبب في ذلك ..... كانت بين ذراعي كطير مذبوح , يرتجف بشدة .... كانت تحتاجني و تحتاج مساعدتي لاجتياز تلك المحنة التي تتخيل انها تجاوزتها .... و لا تزال تحتاجني .... لن تكون لغيري حتى و ان ارادت .... انا الوحيد القادر على مساعدتها على تخطي ألمها .... )
ابتلعت ريماس غصة في حلقها و هي تنظر الى ظهره ذو الكتفين المثقلتين , ثم قالت أخيرا بصوتٍ أجش خافت
( هذا عنها ..... لكن ماذا عنك ؟؟ !! ..... لم تجب سؤالي بعد , هل فتاة مثلها قادرة على تلبية كل رغباتك ......هل وجدتها كما كنت تتخيلها ؟!! ..... )
لم يكن سؤالها سؤال ,.... بل اجابة لم تعجبه , فاستدار ببطىء ينظر اليها طويلا قبل ان يقول بصوت هادىء غريب
( بل أفضل ............ )
اهتزت حدقتيها قليلا و كأن جوابه قد صدمها ,,,, فقالت بلهجة مندفعة
( هي لا تناسبك ..... ستملها بعد أشهرٍ قليلة , أنت جمرةٍ من نار يا قاصي ..... )
التوت شفتاه في ابتسامة ساخرة وهو يقول
( أنت لا تعرفين تيماء كما أعرفها أنا ..... إنها وهج يحتل النفس و لا يبارحها الا و قد احتلها ......)
تحركت عضلات حلقها بصعوبة , الا انها قالت بقوة و اندفاع
( و أنت بالتأكيد لا تناسبها ......... )
عند هذه النقطة صمت قاصي و لمع نفس البريق الخطير في عينيه .... و في عمق تلك العينين ادراك بما تقوله ريماس .. أما هي فقد تابعت بلا رحمة و هي ترى أنها قد نجحت في ارباكه قائلة
( سرعان ما ستدرك أنها قد ارتكبت خطأ متهورا .... كما سمعت عنها أنها مهتمة بعملها و دراستها و لديها طموح .... لديها مستقبل عريض تريض خوضه و تحقيق ذاتها به , و أنت ستكون لها عقبة في هذا الطريق ... ستضيع بهجة النزوة و تظل بعدها تكرهك المتبقي من عمرها ..... )
لم يتحرك قاصي و لم يرد ... بل اكتست ملامحه بقناع حجري غير مقروء .... أما ريماس فتابعت بانتصار
( هذا لو غفرت لك كذبك و خداعك من الأساس ..... أي امرأة تسامح الرجل الذي أحبت على زواجه من أخرى دون علمها ؟!! ..... زواجكما قضية خاسرة يا قاصي ..... )
ظل على صمته .....
و الملامح الحجرية تزداد قسوة و شيء اعمق في عينيه ... يشبه الألم ...
لذا اختارت ريماس تلك اللحظة بالذات و اقتربت منه ببطىء الى أن رفعت يدها تتلمس مكان قلبه برفق هامسة بخفوت مغوي
( أنا و أنت نشبه بعضنا يا قاصي ..... ماضِ غير مشرف و مستقبل لا يبشر بشيء .... لكن الرائع في الأمر أننا لا نهتم لذلك .... لا خطط أو احلام مضنية , بامكاننا ان نحيا معا ساعات مذهلة من التوق و الرغبة .... دون مبررات او تفكير .... كما لدينا ابننا يكبر بيننا ...... هذا افضل ما نستطيع الحصول عليه , لكن ان تتوقع أكثر من هذا , حينها ستكون خادعا لنفسك .... و أنا لا أظنك أحمقا أبدا .... )
ظل قاصي على صمته بينما استطالت ريماس على أطراف اصابعها و داعبت عنقه بكفيها هامسة في اذنه
( ابقى معي الليلة و دعني أريك كيف بامكاني أن أسكن من ألمك و توقك المراهق لها ..... انها مجرد حلم في حياتك يا قاصي ..... أما أنا فواقع مر ..... اقبل به .... )
تحركت شفتاها باقناعٍ مغري تنوي ملامسة شفتيه , هامسة فوق فكه القوي , بينما صدره يتصارع مع أنفاسه المؤلمة تحت كفها ...
( أتظن أنني لا أشعر بألمك و ألمها ؟!! .... أنت واهم أذن ..... أنا أكثر من ستشعر بكما , فقد كنت مثلها يوما ما .... فتاة عاشقة للحياة بكل مباهجها ... لدي عائلة و أحلام ..... عبث بها رجل اقتحم تلك الحياة تملكني و أنا مسلوبة الارادة أمام سحره ..... مرة بعد مرة حتى حولني الى مسخ مثير للشفقة .... و الآن لا أحيا الا بكرهه و تمني الموت له كل لحظة ...... هل هذا ما تريده لكما ؟!! ..... أجبني .... )
وصلت شفتاها الى شفتيه بنعومة و هي تهمس مكررة
( أجبني ............. )
الا أنها و قبل أن تلامس شفتيه مقبلة .... ارتفعت يده لتقبض على ذقنها بقوة , ليبعد وجهها عن مرماها , الا انه رفع لينظر الى عينيها قائلا بصوتٍ غريب
( أخطأتِ في تشبيهي براجح الرافعي يا ريماس ....... )
اظلمت عيناها فجأة و هبطت قدميها و كأنه صفعها بقسوة .... فقالت بعنف
( إن كان ابن الأصول و الحلال قد فعل ذلك ..... فماذا ستفعل أنت معها ؟!! ..... أفق يا قاصي .... أفق قبل أن تؤذيها أكثر و تقبل ما هو معروض أمامك لانه كل ما ستحصل عليه .... لا تكن غبيا .... )
ترك وجهها بقوة و ابتعد عنها ناظرا اليها بعينين تشعان بالخطر .... فقد داست أرضا خطرة و هي المرة الأولى التي تطئها .... كانت تعلم خطورة المساس بتلك المنطقة المحظورة في حياته , الا أن رفضه المتكرر لها أرهق المتبقي من أنوثتها المهدورة المنهكة .....
و جعلها ككائن متوحش لا يريد سوى ايلام من يقف بطريقه ....
طال الصمت بينهما وكلا منهما ينظر للآخر لاهثا بمشاعر متناقضة ... الى أن قال قاصي أخيرا بصوت شديد الخفوت
( بامكاني ايلامك حتى تصرخين طالبة الرحمة ..... فعلتها مع غيرك من رجالٍ في ضعف حجمك و ربما هذا ما تريدينه ..... أهذا هو ما تطلبين لمزيدٍ من المتعة ؟!! .... )
ارتفع حاجبها قليلا و لمعت عيناها , قبل أن تقول بصوتٍ مرتجف يكاد أن يكون متوسلا
( ربما ......... )
حينها ضحك قاصي ضحكة خافتة قاسية دون مرح وهو يقول بصوتٍ بعيد
( لست راجح ...... وتيماء لن تكون أنتِ أبدا ......... )
تراجعت خطوة و هي مصدومة من الطريقة التي بصق بها كلامه تجاهها .... الا أنه تقدم اليها و أمسك بذراعها فجأة ليديرها الى مرآة كبيرة في الغرفة فصرخت ريماس تقاومه , الا أنه لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يقول بصوته الخافت الشرير
( أنظري الى نفسك قليلا و تذكري كيف كنتِ .... كيف وصلتِ الى الحضيض يوما ما ... حتى طفلك الثاني كنتِ علي وشكِ فقدانه بسبب ضعفك و غبائك ..... أما تيماء فلم و لن تكون ضعيفة أبدا ..... لم يكن لديكِ أي سبب مقنع كي تنحدري الى ذاك المستوى ... لكنك فعلتِ و أضعتِ أثمن سنوات حياتك .... )
هتفت ريماس بغضب و هي تحاول مقاومته دون طائل
( ابتعد عني ..... اتركني ........ )
لكن قاصي لم يتركها , بل شدد على ذراعها قائلا بنفس النبرة
( تقارينني أنا براجح ؟!! .... ابن الاصول ؟!! ..... أنسيت ما فعله بك و كيف القى بك مرة بعد أخرى كمنشفة قذرة ..... أنسيت أنه لم يلقي نظرة على طفليه ....حتى موت طفله الأول لم يرقق قلبه ولو للحظة ..... أنسيتِ الحالة التي كنتِ عليها قبل أن نتزوج و توسالتك لي أن أتكفل بكِ .؟!! ...لم تطمحي يومها لأكثر من سقفٍ يأويكِ و رجل ينفق عليكِ و على طفلك ... ولولا زواجنا لكنتِ حملتِ الطفل و رحلتِ الى مكانِ لا يعلمه الا الله .... و ربما لكنتِ ميتة الآن من جرعة مخدرات زائدة .... )
تركها فجأة بقوة جعلتها ترتطم بالمرآة ... بينما هو يقول متابعا بغضبٍ لاهث
( تيماء لن تكون أنتِ .... و عديم الأصل لن يفعل بها ما فعله ابن الأصول بكِ ....... )
أمسكت ريماس باطار المرآة بكلتا كفيها ... منحنية الرأس ..... تتنفس بصعوبة وقد استمر الصمت بينهما طويلا بعد أن أنهى قاصي كلامه المرير ...
ثم رفعت وجهها ببطىء لتنظر الى نفسها في المرآة .... فهالها المنظر المشوه الذي تراه في ملامحها الملطخة بالدموع ..... بدا وجهها و كأنه وجه عجوز دميمة . و عينيها الحمراوين بلون الدم كبركتين من المرار ...
بعيدة كل البعد عن الاغراء ....
و في تلك اللحظة شعرت بالكره له و هي تبعد حدقتيها عن صورتها لتنظر الى صورته الماثلة خلفها ....
فقالت اخيرا بصوتٍ اجش يرتجف
( كان هذا ما انتظرت سماعه منك منذ سنوات ..... لقد تأخرت كثيرا في تذكيري .... )
قال قاصي دون ندم
( لم يكن عليكِ التطرق الى هذا الجزء من حياتي .... لقد حذرتك سابقا ..... يوم اخبرتك بأن دم عمرو من دمي مضطرا ........ )
ظلت ريماس على صمتها طويلا و هي تنظر اليه بينما الدموع تنهمر ببطىء على وجهها ثم قالت اخيرا بصوت قاتم
( لكنك نسيت تذكير نفسك بأنك لم تفعل ذلك لمجرد الشفقة و الاحسان ..... كنت تريد ابني .... كنت تريده بأي وسيلة ..... )
تواجهت اعينهما قبل ان يقول بهدوء
( نعم كنت اريده اكثر من اي شيء اخر .... كنت اريده أن يربى في بيتي و يأكل من حر مالي و لا يعرف والدا غيري .... )
صمت قليلا ثم رفع ذقنه ليقول مؤكدا وهو يضرب صدره بقبضته
( حفيد عمران الرافعي الذي يحمل اسمه .... ابني انا الذي يأكل من مالي و من عرق جبيني ..... )
استدرات ريماس تنظر اليه بنظرات عميقة ... شديدة العمق ... ثم قالت بخفوت أجش
( الاسم الذي لن يحصل عليه أي من أبنائك ..... إن وجد لك طفل في يوم من الأيام ...... )
ظل قاصي على صمته قليلا , قبل ان يقول بصوت هادىء
( اذهبي لتنامي يا ريماس ..... و تغاضي عن رغباتك في سبيل الحياة التي تحيينها الان ... انتِ في حاجة لي و أنا في حاجة لعمرو , فلا تدعي مجرد رغبة لحظية تتسبب في ضياع الأهم ....... )
ابتعد قاصي عنها متجها الى الباب ينوي الخروج , فصرخت ريماس من خلفه
( لكنك تظلمني .......... )
توقف قاصي مكانه يوليها ظهره .... و ساد الصمت لعدة لحظات , قبل ان يرفع رأسه ليقول بصوت جامد
( أتريدين الطلاق ؟؟ ......... )
تسمرت ريماس مكانها و اتسعت عيناها قليلا و قد باغتها بهذا السؤال للمرة الاولى منذ زواجهما ....
و كان وقعه عنيفا عليها فتلجمت تماما و لم تستطع النطق ...
فقال قاصي مجددا بصوت أكثر صلابة
( أتريدين الطلاق لعلك تجدي فرصة أخرى في زواج يلائم توقعاتك ؟؟ ...... )
كانت تعرف جيدا الجواب على هذا السؤال .... أي زوجٍ ستجده ؟!! ... بكل ماضيها المخزي و طفل يمسك بكفها .....
حين طال صمتها قال قاصي بهدوء
( لو اردت الطلاق فسيكون لكِ و سأستمر في التكفل بعمرو لآخر يوم في عمري ..... )
عاد الصمت من جديد وهو يضع الخيار في يدها , فقالت بصوت مرتجف
( تعلم جيدا انني بت اعتمد عليك في كل شيء .... اين سأذهب ..... و كيف سأعيش ؟؟ ..... )
التفت اليها قاصي ناظرا اليها نظرة قاطعة , ثم قال
( ستظلين في بيتك ..... لن اخرجك منه ......... )
أطرقت ريماس بوجهها و هي تستند بتعب الى المرآة من خلفها ... ثم قالت أخيرا بصوت مستسلم
( لا اريد الطلاق ...... لا استطيع تدمير حياتي الان و بعد كل هذه السنوات ..... )
صمتت و هي تبتلع غصة في حلقها , ثم رفعت وجهها لتنظر الى عينيه هامسة
( لكنني أريدك ........ ... )
فتح قاصي ذراعيه وهو يقول مستسلما
( و أنا لا أستطيع أن اكون لغيرها .... حتى و لو حاولت فلن أستطيع ... جسدي سيرفض ... كل عصب سينتفض ممانعا ..... )
سقط وجهها بيأس و أخذت تبكي بخفوت مطبقة جفنيها بينما ظل قاصي ينظر اليها بلا تعبير , ثم قال اخيرا بهدوء
( اذهبي لترتاحي و في الصباح ستكونين بحالٍ أفضل ....... )
استدار ليغادر الا أنها صرخت مجددا
( و ماذا لو تصافيتما و طلبت منك أن تطلقني ؟؟؟ ....... )
فتح قاصي الباب ووقف مكانه قليلا ... ثم قال أخيرا بصوتٍ مجهد
( لن تفعل ...... لن يرضيها طلاقك , لن يرضيها الا ألمي ....... )
.................................................. .................................................. ......................
فتحت باب شقتها أخيرا و هي تجر قدميها المنهكتين جرا .....
الساعة تتجاوز الرابعة صباحا و قد نال منها التعب الى ان وصلت لبيتها اخيرا .....
رمت تيماء مفاتيحها جانبا و اغلقت الباب .... بينما اضائت الانوار الخافتة و هي تجيل عينيها في انحاء شقتها الصغيرة المستأجرة حديثا .....
مرتبة و لطيفة كما تركتها .....
لكنها عادت و قد تركت نفسها بعيدا ......
لم تتخيل حين غادرتها منذ يومين أن تعود اليها و هي زوجة لقاصي حبيب عمرها روحا و جسدا ....
و لم تتخيل أن تكون نهاية الحلم , عودتها الى هذه الشقة ميتة !! .....
ظلت واقفة مكانها لا تعلم الى أين تتجه .... و كأن الضياع قد لازمها و سيظل يلازمها للأبد ....
ثم تحركت ببطىء متعثر الى ان وصلت لغرفتها , فرفعت يديها المرتعشتين لتخلع حجابها و القت به بعيدا , قبل ان ترتمي على سريرها بكل قوة تعبها و عذابها ...
و دون أن تملك القدرة على منع نفسها وجدت نفسها تصرخ بأعلى صوتها ....
كانت صرخة متوحشة لحيوانٍ شرس يحتضر ....
ترافق الدموع صرختها و هي تغطي عينيها بكفيها متلوية فوق فراشها الصغير ....
و قد فقدت السيطرة على نفسها تماما بعد ساعات يوم طويل من السيطرة و التحكم في الذات ...
لا تعلم كم ظلت تصرخ .....
لا تعلم متى توقفت و متى اختنقت الصرخات متحولة الى دموعٍ صامتة .....
كل ما تعلمه أنها ظلت مرتمية على ظهرها تنظر الى سقف الغرفة طويلا بصمت .... عيناها ترسمان صورا من الماضي مختلطة بصورٍ من أقسى ايام حياتها ...
لا تتذكر أنها قد عاشت ألما يفوق هذا الألم من قبل ......
و بينما هي على حالها .... تعالى رنين الهاتف الأرضي الموضوع بجوار السرير ....
رمشت تيماء بعينيها المتورمتين ببطىء مرتين .... و أوشكت على تجاهل الرنين الغريب في مثل هذا الوقت
الا انه و قبل ان يتوقف ... امرها عقلها ان تحرك ذراعا ميتة لتلتقط سماعة الهاتف ,ثم وضعتها على أذنها بملامح ساكنة دون حياة ... و عينين فاقدتي الروح .....
ساد صمت طويل في الجهة المقابلة .... صمت يتخلله صوت نفس أجش ....
يتردد .... يتردد بخشونة رتيبة ....
كان صوت نفس أحد يطمئن الى وصولها لشقتها ....
ظلت السماعة على اذنها طويلا ... تستمتع بخشونة تلك الانفاس و هي على حالها مستلقية على ظهرها , تنظر الى السقف بفراق موجع ...
ثم فتحت شفتيها أخيرا و همست
( أرجو أن تتعذب أكثر ...... لأنها ستكون مهمتي من اليوم .... )
تحشرجت الانفاس فجأة بفعل كلماتها اللئيمة ... لكنها لم تسمع اكثر , فقد اغلق الخط في اذنها بمنتهى العنف ....
سقطت ذراع تيماء ... و سقطت منها السماعة على الارض دون ان تبالي حتى برفعها ....
بينما ظلت مقيدة الحركة من فرط تعبها و ألمها .....
تلعن كل ذرة غباء اكتنفتها بعد هذا العمر الطويل و جعلتها تثق في مشوه الروح ....
انسابت آخر دمعتين تملكهما من عينيها المتورمتين و هي تهمس بألمٍ شرس ..
" أقسم على ذلك ........... "
.................................................. .................................................. .....................
كانت تشعر بشيء غريب في نومها المتقلقل ....
شيء خانق جاثم على صدرها يكاد ان يخنقها .... و كأنها رائحة مألوفة تعرفها جيدا .....
فانعقد حاجبيها و هي تحرك رأسها من اليمين الى اليسار بعنف محاولة التخلص من تأثير تلك الرائحة المزكمة ...
شهقت فجأة بقوة و هي تفتح عينيها مرة واحدة و قد انتابها رعب غير مفسر !! ....
أخذت سوار عدة لحظات كي تستوعب تماما اين هي !!
كانت الغرفة ليست غرفتها ... السقف مختلف !! .... الجدران بلونٍ آخر متقشر الدهان و باهت !! ...
أثاث متناثر و متهالك !!! .... أين أثاث غرفتها الفخم ؟!! ...
و في حركة واحدة انتفضت جالسة بكل عنف لتجد نفسها مستلقية على فراش قديم مغبر و بأغطية مهترئة ....
اتسعت عيناها الناعستين تدريجيا و فغرت فمها و هي تتلفت في انحاء الغرفة الغريبة ... و هي تشعر بأنها لم تستيقظ بعد !!
هل تحلم ؟!! .... هل هي في كابوس من تلك الكوابيس التي تراودها منذ مقتل سليم و التي تعرف خلالها أنها لا تزال في سبات عميق ؟!! .....
أخفضت عينيها تنظر بعنف الى جسدها , فوجدت أنها تضع عباءة سوداء لم ترتديها قبل النوم !!! ...
لقد كانت ترتدي أحدى أقمصة النوم الخاصة بها حين خلدت للنوم ... أما شعرها فقد كان منسدلا طويلا غجريا حول جسدها يماثل عبائتها سوادا ...
كانت شفتيها فاغرتين و هي تتلمس نفسها تتأكد من أنها لا تحلم ....
محاولة التذكر ....
لقد خلدت للنوم .... و حلمت بسليم ..... ثم ...ثم ... ثم .....
قفزت سوار فجأة كفرسٍ جامحة متوحشة لتقف على قدميها و قد استفاقت تماما ناظراة حولها بوحشية ... الى أن سمعت صوتا خافتا يقول من احدى الزوايا المظلمة للغرفة ...
( تبدين رائعة ...... ازددتِ جمالا بشكلٍ يأسر القلب يا سوار .... )
استدارت سوار بعنف على عقبيها ما ان سمعت الصوت الهادىء .... و رأته هناك , يجلس على كرسي ضخم في زاوية مظلمة ... لا يضيىء ملامح جسده سوى الضوء الشاحب المنبعث من النافذة المجاورة له ...
تسمرت مكانها و هي تنظر اليه نظرة صاعقة ....مذهولة ...
و عادت لتنظر الى نفسها مجددا تتأكد من تسترها تماما , فضحك راجح وهو يقول بنفس الصوت الخافت
( لا تخافي يا فرسي الأصيل .... لقد استجمعت كل ذرة سيطرة أمتلكها لأغطيكِ بعبائتك و أحجبك عن عيني ..... مؤقتا .... )
شدد على كلمته الأخيرة بتحذيرٍ لا يقبل الشك ....
بينما سوار تنظر اليه بنفس الذهول الذي يطفو على حافة بركانٍ يوشك على قذف حممه القاتلة ....
لكنها تمالكت قوتها بمعجزة و سيطرت على ارتجافة التوحش بداخلها و هي تهمس بصوت غريب
( أين أنا ؟!! ......... )
كان جالسا في مكانه بأريحية في مقعده ... يضع ساقا فوق أخرى وهو ينظز اليها بنظراتٍ نهمة ... مشتعلة و عميقة ....
عاد ليضحك بخفوت ثم قال بخفوت
( أنت معي ....أخيرا .... الا يكفيكِ هذا ؟!! ..... )
حينها صرخت سوار بوحشية و جنون
( هل جننت ؟!!! ..... أيها المختل المعتوه هل جننت ؟!!! .... ماذا فعلت بي ؟!! .... )
أنزل راجح ساقه و نهض من مكانه دون ان يبعد عينيه عنها وهو يقول بخفوت دون ان يفقد ابتسامته الغامضة
( اطمئني حبيبتي .... أنت سليمة تماما , و لم أفعل بكِ أي شيء .... )
كانت سوار لا تزال تتفحص نفسها بجنون , قبل أن ترفع وجهها المشتعل اليه و صرخت بهياج
( ما الذي حدث ؟!!! ..... هل كنت في غرفتي ؟!! .... كيف أحضرتني الى هنا و أين أنا ؟!!!!!!!!! ..... )
كان راجح أثناء صراخها المجنون يقترب منها بخطوات حيوان مفترس ... يستعد للانقضاض على فريسته ....
بينما همست شفتاه المغويتين
( الكثير من الاسئلة يا سوار .... الكثير ... الكثير من الأسئلة تفقدني متعة هذه اللحظة التي انتظرتها طويلا .... )
كان قد وصل اليها بينما هي تتراجع الى ان ارتطم ظهرها بالجدار من خلفها فشهقت بصمت و هي لا تزال على ذهولها و جنونها ... بينما هو يتأملها و كأنه يراها للمرة الأولى ...
ثم وقف على بعد خطوة واحدة منها ينظر اليها مجددا و كأنه يرتوي و يرتوي بعينيه الجائعتين قبل ان يقول بخفوت
( حين أصل الى نهاية الطريق .... لا يوقفني شيء يا سوار ..... لا شيء .... )
ارتفع حاجبيها و ازداد انفراج شفتيها اللاهثتين و هي تنظر اليه غير مصدقة ...يرفع قبضته المضمومة امام وجهها ليتابع بلهجة اكثر صلابة و سيطرة
( لا شيء ....... حصون جدك كلها لم تفلح في حمايتك حين قررت استعادتك .... استعادة ما هو ملكي ....)
همست سوار و هي لا تزال على ذهولها
( لقد جننت تماما ...... ياللهي لقد اصابك الجنون .....)
ضحك راجح بخفوت ثم قال
( الجنون علة العاجز .... حين يفشل في الحصول على ما يريد ..... أما أنا فواعٍ تماما لما أفعله .... )
رمشت سوار بعينيها و هي تنظر حولها بهلع , ثم نظرت اليه مجددا قبل أن تقول بصوت متشنج تحاول السيطرة عليه
( دعني أفهم هذا .... هل اقتحمت غرفتي و خدرتني و أخرجتني منها ....... بعد أن .... وضعت علي عبائتي !!!!!! .... ثم خطفتني ؟!!!!!! )
خرجت كلمتها الأخيرة صراخا بجنون .... فزاد جنونها من علو صوت ضحكات راجح حتى باتت مقيتة
أمام عينيها المصعوقتين ... ثم قال أخيرا
( اهدئي أيتها الفرس الجامحة ........)
لكن و قبل أن يتم كلمته الأخيرة ... كان كفها قد ارتفع تصفعه على وجهه بكل قوتها .....
التوى وجه راجح جانبا .... و ساد صمت مخيف قبل أن يحرك فكه ليتحسس وجنته الحمراء اثر صفعتها القوية ... قبل أن يعاود النظر اليها بعينين مخيفتين ليقول بهدوء
( هذه ثاني صفعة يا سوار ..... انصحك بتفادي غضبي , فوضعك الآن بالغ الخطورة .... )
كانت تهز رأسها بعدم تصديق و هي تنظر اليه و كأنما تنظر الى الشيطان نفسه , و صرخت بجنون
( هل تظنني قد أخاف منك أيها القذر ؟!! ....... أنا قادرة على حماية نفسي من معتوه مثلك , كيف تملكتك الجرأة في التعدي على عرض ابنة عمك يا قذر ؟!!!! ..... )
زالت السخرية عن شفتيه وهو ينظر الى وجهها الثائر بجنون .... قبل ان يقول بخفوت
( لن أعتدي على عرضك يا سوار ..... لن أفعل هذا معكِ أنتِ بالذات , الا تدركين هذا بعد ؟!! ..... أنت لستِ نزوة في حياتي .... أنت المرأة الوحيدة التي تمنيتها .... أحببتها ...... لم أحب غيرك ..... )
التوت شفتي سوار بامتعاض و تقزز و هي تهتف بعنف
( و هل من هو مثلك يعرف معنى الحب ؟!!! ........ لقد اخطأت فهمي , انا قادرة على حماية نفسي منك و لو فكرت في مد اصبعٍ واحد تجاهي فسأقتلع قلبك من بين اضلعك ..... لكن دخولك غرفتي و تعديك على شرف ارملة ابن عمك , فعقابها عسير يا راجح ..... لقد حفرت قبرك بيدك ....... )
كانت قد رفعت ذراعيها محاولة جمع شعرها الكث بأصابع خرقاء مجنونة دون جدوى .... فقال راجح مسحورا
( لا تحاولي .... لن تنجحي في جمع هذا الليل الطويل ...... اتركيه يا سوار , فقد رايته و انتهى الامر ..هل يبطل جمعه مفعول سحره ؟!! ... . )
حين فشلت , سقطت ذراعيها الى جانبيها بعنف و هي تنظر اليه بعينين مبللتين بدموعٍ الكرامة المنتهكة ...
دموع أنثى قوية تعرضت للقذارة رغم عنها ....
الا أنها رفضت لدمعة واحدة بالتساقط .... بكل القوة التي تمتلكها وقفت أمامه مرفوعة الذقن تواجهه لتقول بصوت يرتجف غضبا
( سيكون حسابك على يدي عسيرا يا راجح ...... لن تمر فعلتك دون أن افقدك المتبقي من رجولتك المتخاذلة و نخوتك الميتة ...... )
ابتسم ابتسامة ميتة , لم تصل الي عينيه المأسورتين بها .... ثم قال ببرود
( اتركي الوعيد جانبا يا سوار ..... تعلمين جيدا في خفايا نفسك أنك ما أن تكوني بين ذراعي و تصبحي زوجتي ... حلالي و ملكي فعلا و ليس قولا ستنسين تهديدك و تدركين أن قلبك قد شاب بدوني .... الحب الذي جمعنا كبر عمرا جدا يا سوار و آن له أن يرتاح .... )
رفعت ذقنها أكثر و نظرت الى عينيه و هي تقول بلهجة باترة كالشفرة ... كارهة و نافرة
( أي حب تظن أنني أملكه لعديم شرفٍ مثلك ؟!!! ..... انت لا تعرفني اذن يا راجح .... أنا سوار غانم الرافعي .... الرجولة لدي تطمس اي هوى ملوث قذر ...... و انت فقدت رجولتك في نظري منذ سنواتٍ طويلة ...... )
ظل مكانه ... يدس قبضتيه في جيبي بنطاله وهو يراقبها بنفس النظرات الجائعة , الا أنها نجحت بالفعل في ضربه بقوة .... فقال بصوت غريب
( اهانتي لن تفيدك يا سوار ..... لن تفعل اكثر من استفزازي و اشعال الجنون بداخلي و انا احاول جاهدا السيطرة على نفسي .... لذا اقترح عليكِ ان تتمالكي اعصابك و تجلسي , فلدينا وقت طويل لنقضيه معا .... )
ارتجفت شفتي سوار قليلا ... الا انها جمدت ملامحها , فلن تخافه مهما حاول .... فقالت بصوت صلب
( ما الذي تتخيل انكِ ستفعله ؟!! ...... )
ابتسم راجح وهو يبتعد عنها ببساطة يوليها ظهره .... ثم قال ببساطة
( انوي استعادتك ..... و ازالة أي أمل فيكِ لرجل غيري , هذا ما كان علي فعله منذ سنوات طويلة , لكنكم تحديتموني كثيرا .... فلم تتركو لي الخيار .... )
استدار لها عن بعد و نظر الى عينيها قائلا بلهجة غريبة
( القدر منحني فيكِ فرصة جديدة ..... فهل تخيلتِ أن أضيعها مجددا ؟!! ...... قديما كنت فتى اهوج , غر لا يملك مواجهة تلك العائلة الكبيرة وحده .... أما الآن فلم يعد في العمر المزيد من السنوات كي نهدرها .... خاصة و قد أصبحت حرة ..... انها اشارة من القدر يا سوار , فلما لا تفهمين و تستسلمين ؟!! ..... )
ظلت مكانها و هي تنظر حولها و عيناها تلتقطان الباب القريب منها ... وهو المنفذ الوحيد باستثناء النافذة خلف راجح .... و الذي قرأ أفكارها بسهولة , فضحك قائلا
( لا تهيني ذكائي يا سوار .... الباب مغلق حبيبتي , .... أنت و أنا محتجزين هنا لفترة طويلة .... )
نظرت سوار اليه نظرة كرهٍ خالصة ... ثم أعادت عينيها بقهر الى العباءة التي تسترها و أخذت تتحسسها بأصابع محترقة ... و قد ظهر انفعالها في عينيها , و رآه راجح فقال بخفوت
( لا تخافي ..... كنت مسيطرا على نفسي بأعجوبة و أنا أضع عبائتك عليكِ , .... بخلاف ما تعتقدين يا سوار , فأنا لا أريدك الا في الحلال .... بقيدٍ لا ينفصم ..... )
رفعت عينيها الحارقتين المبللين لتنظر اليه في عمق عينيه و هي تهمس بصوتٍ شرس مقهور
( ستدفع ثمن وضع اصابعك على جسدي يا راجح .... ستدفع ثمن هذا باهظا .... )
لكنه كان في عالم آخر .... ينظر الى شعرها مبهورا مسحورا بذات الجمال الملوكي الرائع ....
لم يكن يظن انها قد بلغت تلك المرحلة من الجمال الناضج الا بعد ان استقامت جالسة في الفراش القديم و شعرها المبهر من حولها ....
ذلك الشعر الحرير الذي افترشه سليم من قبله ....
وجد قبضته تنقبض اكثر دون ارادة منه .... و النار تحرق صدره بعنف وهو يهمس و كأنما يحادث نفسه غير آبه لتهديدها
( نعم .... القدر منحني فرصة فيكِ ..... لم اكن لاضيعها و لو كلفني ذلك حياتي .... )
شحبت ملامح سوار بشدة و هي تسمع عبارته الشاردة , فقالت بصوت ميت
( هل كان لك دخل في موت سليم ؟؟ ......... )
رفع راجح راسه متفاجئا بسؤالها الخافت الواضح ... فنظر اليها طويلا قبل ان يضحك باستياء قائلا
( اخبرتك من قبل انني لن اصل الى حد القتل .... كيف اقتل و تضيع حياتي بين القضبان أو على حبل المشنقة بينما أنا أريد الحياة .... كان يكفيني رؤيتك فقد و تجرع مرارة رفضك لي , و اختيارك لسليم .... أما الآن .... و بعد أن نلت فرصتي , فأنا أشعر بأنني على وشك قتل أي رجل يحاول سلبك مني مجددا .... لم تلده امه بعد من ستكونين حلاله سواي .... )
أغمضت سوار عينيها و هي تحني رأسها .... الألم في داخلها عنيف و الكره يضاهيه عنفا ...
لا تصدق ما يحدث !!! .....
لقد جن تماما ؟!! ..... توقعت منه الكثير , الا أنها لم تتخيل أن يصل الى هذه المرحلة من الفجر ...
رفعت سوار ذقنها و نظرت اليه لتقول بعنف
( ماذا الذي تنوي عليه ؟..... أجبني مباشرة دون المزيد من الألاعيب )
عاد راجح ليجلس على المقعد الذي احتله منذ قليل ... ليضع ساقا فوق أخرى وهو يقول بهدوء بينما عرق في عنقه ينتفض بقوة
( الأمر بسيط .... ستبقين معي هنا , الى أن يوافق جدك على زواجنا ...... )
ارتفع حاجبي سوار و اتسعت عيناها بذهول قبل ان تهمس بعدم استيعاب
( اتنوي احتجازي لحين قبوله ؟!! ..... أنت مجنون .... )
ضحك راجح وهو يقول ببساطة
( الأمر لن يستغرق الكثير كما تظنين , .... أنت تعرفين جدك , لديه ثوابت لا تقبل الجدل .... فبعد عاصفة الغضب الأولى , سيكون عليه إما أن يقتلني .... و إما أن يوافق ببساطة على زواجنا , و بعد أن يهدأ و يفكر جيدا .... سيرى أن الزواج خير من الفضيحة ..... )
فغرت سوار شفتيها و هي تهمس
( أتنوي أن تفضحني في البلد ؟!! ..... هل وصل جنونك لهذه الدرجة ؟!! .... )
ابتسم راجح باستياء و قال غاضبا
( للمرة الثانية تسيئي تقدير موقفي ...... كيف أفضح المرأة التي أريد الزواج منها ؟!! .... الأمر سيظل بين ثلاثتنا .... و جدك لن يقبل بخروجك من هنا الا و انت زوجة لي .... )
كانت تنظر اليه بصمت غريب ... حذر ... ثم قالت بصوت اجش
( و ماذا ان رفض ؟!!............ هل ستنفذ تهديدك ؟؟ ..... )
ابتسم راجح و هو يقول
( لن يرفض ..... فكري في الامر , حفيدته الأرملة قضت ليلتها مع ابن عمها , ..... الحل الوحيد هو زواجهما .... دون كلمة جدال واحدة ...... اما لو قتلني او فعل اي شيء حيال الامر فسيكون عليه التفسير أمام الجميع .... )
التوت شفتي سوار و هي تهمس
( و ماذا عن رأيي في الأمر ؟!! ..... هل تظن أنني سأوافق ؟!! ...... هل تتخيل أنني سأتزوجك غصبا ؟!! .... يبدو أنك نسيت من تكون سوار !! ..... )
هز رأسه نفيا وهو يقول
( لم أنسى من هي سوار ..... و أتوقع أن تنتفض روحك الجامحة الحمقاء لترفضني لثالث مرة , الا أنني لن أمنحك القرار هذه المرة يا سوار ..... أما الغصب فهي ليست الكلمة المناسبة بيننا و انت تدركين ذلك لكنك تنكرين .....لذا ستوافقين صاغرة و تتركين امر ارضائي لك فيما بعد .... . )
كانت سوار أثناء كلامه المقيت تنظر اليه بملامح ساكنة ....
ساكنة تماما .....
تستجمع كل قوة امتلكتها يوما كي تسيطر على نفسها في مثل تلك اللحظات العصيبة ....
ثم قالت أخيرا بصوت غريب
( لقد خططت نهايتك بفعلتك تلك يا راجح ....... )
ابتسم بقسوة وهو يقول ببرود
( أتركي لي تقرير هذا ........ كل ما عليك الآن هو الجلوس هادئة كي لا تزيدي من سحرك البهي في عيناي .... فأنار أعاني بما يكفي .... )
كانت تعلم أنه محق في هذه النقطة .... المزيد من استفزازه قد يخرج المزيد من قذارته و قيح نفسه ....
وجدت سوار نفسها تستند الى الجدار من خلفها و تنزلق عليه ببطىء الى أن جلست أرضا و هي تضم ساقيها تحتها , بينما عينيها القويتين تنظران الى عيني راجح المستعرتين بها دون أن تسمح لنفسها بالخوف
كان في داخلها عاصفة عاتية من موجات الرغبة في قتله بعد هذا الإنتهاك الذي اقترفته يداه ...
صدرها يلهث بعنف .... غضبا و ليس خوفا .... فلو اقترب منها لنهشت لحمه قبل أن يمسها ...
لكن القذر أمسك بها و تجرأ على جسدها و حملها حملا من غرفتها بعد أن خدرها .... مفقدا اياها قوتها على الدفاع عن نفسها ..... لم يمتلك حتى ذرة من الشجاعة ليهاجمها و هي واعية !! .....
شعرها المكشوف و الذي تجري عليه عيناه كان يزيد من جنون غضبها و سرعة انفاسها ....
وصلت عيناه أخيرا الى عينيها الواسعتين و رأى فيهما مشاعرها بوضوح تام ... فالتوى فكه قليلا ....
الا أنه تكلم قائلا بهدوء
( أعلم أنكِ تودين قتلي الآن يا سوار ......... عيناكِ تنطقان بهذا دون الحاجة للكلام ... )
ردت سوار دون أن تحيد بعينيها عن عينيه
( القتل سيكون رحمة لك ... مقارنة بما سأفعله بك يا راجح صدقني ...... كنت أعلم عنك الحقارة و الدناءة , الا أنني لم اتخيل أن تصل الى هذا الدرك !! ..... كيف تحولت لتبدو مثل هذه الصورة التي أراها الآن ؟!! .... صورة مسخ ... دميم ..... )
التوى فكه أكثر وهو ينظر اليها ... سامعا نبرة الكره في صوتها , و نظرة الاحتقار بعينيها ...
فقال بصوتٍ يرتجف من شدة الغضب
( أتعجب من جرأتك على السؤال !! ...... كنتِ حقي منذ طفولتنا , لكن و بمجرد كلمة حمقاء منكِ , ضيعتِ كل تلك السنوات التي جمعتنا ... و أخرى كانت لنحياها سويا ..... )
صمت قليلا وهو ينتفض من شدة الجنون الذي بدأ في اجتياحه .... قبل ان يضرب بقبضته على ذراع المقعد ليصرخ بهياج
( خمس سنوات و أنا أحترق في جحيم رؤيتك مع سليم .... كلما مررتِ أمامي , أجد كياني يصرخ بأن تلك المرأة ملكي أنا ... و ليس هو ..... خمس سنوات طويلة من طاقات الغضب التي أخذت تتعاظم .... و الآن ..... الآن ..... بعد أن لاح لي الأمل في الحصول عليكِ , تقررين الزواج من ابن الهلالية !!! ..... )
صمت لحظة قبل أن يصرخ بكل هياج و جنون
( هل أنت مجنونة ؟!!!! ........ من تظنين نفسك لتتلاعبي بي طوال هذه السنوات ؟!!!! ..... )
كانت سوار تراقب ملامح الجنون التي بدات تحول ملامحه الى ملامح شيطان ناري
أما هي فقد حولت وجهها الى وجهٍ رخامي ... تراقبه بصمت , مستجمعة كل قواها .....
تركته ينتهي من كل ما يقذف به من سمومٍ قاتلة ....
و ما ان سكت ليتنفس بصعوبة .... حتى قالت ببرود
( هل انتهيت ؟؟ ........ اذن فالجرم هو جرمي لأنني اخترت سليم .... بينما أنت لم تخطىء حين اغتصبت فتاة ثم القيت بها تحمل طفلك ... الى ان اجبرك جدي على الزواج منها !!! ...... و من بعدها لم ترى ابنك ولو لمرة واحدة .... لا هذه ليست جرائم اطلاقا .... انا السبب فعلا ..... )
صرخ راجح بجنون وهو ينتفض من مكانه قافزا على قدميه
( لم أغتصبها ..... أقسم بالله لم يحدث هذا ..... كانت راضية , حتى انني كنت متزوج منها عرفيا .... كانت وضيعة خادعة .... )
وجدت سوار نفسها تبتسم فجأة ..... ابتسامة غريبة .... قاسية , فاقدة لاي شعور ...
ثم قالت بهدوء
( اذن فقد كانت راضية ...... كنتما زوجين و قد ..... عاشرتها مرارا , في نفس الوقت الذي كنت تبثني غرامك .... و تعدني أنك لم تعد ترى سواي .... !! ..... كيف بامكانك ان تكون دنيئا الى تلك الدرجة و تطلب مني القبول بهذا !! .... بخلاف ما تعتقد يا راجح , فليس الجميع يتقبل رائحة القمامة..... )
شحب وجهه وهو ينظر اليها من علو ....
على الرغم من جلوسها ارضا امامه ... تحت سطوته و سيطرته في مصير لا يعلمه الا الله ...
الا انها كانت تجلس بإباء ملكة !! ...
رافعة وجهها المزدري .... تنظر اليه باحتقار رافضة أن يظهر عليها الخوف الذي يعرف جيدا أنه يعتريها ....
لم يتمالك راجح من الصراخ بغضب
( اذن و ماذا بعد ؟!! ..... كانت نزوة !! ....مجرد نزوة رخيصة , اخترتِ معاقبتي عليها المتبقي من العمر بكل غباء ..... )
حسنا انه يفقد اعصابه الآن .... بينما سوار كانت تتقوى اكثر و هي تقول ببرود و ازدراء
( مجرد نزوة !!! .... و ماذا عن طفلك الثاني من نفس الفتاة ؟!! ....... )
تسمر راجح مكانه وهو ينظر اليها مصدوما ... بينما هي تبادله النظر مبتسمة باحتقار ...
لقد فاجأته بمعرفتها عن طفله الثاني ...
و الحق يقال أنها نفسها صدمت ما أن سمعت سؤال تيماء في الهاتف ....
و حين قصت عليها تفاصيل ما حدث ... اخذت سوار فترة لتركب قطع الاحجية ...
فهي تعرف راجح جيدا و بدت لها الصورة منطقية في النهاية ...
من الواضح انه لم يترك تلك الفتاة الا بعد ان انتقم منها لما فعلته و غرر بها مجددا تحت وعود الاسف و الزواج ....
و مجرد النظر اليه الان يؤكد لها ظنها ....
تكلم راجح أخيرا ليقول بصوت قاتم
( كيف عرفت عنه ؟!! .......... )
ضحكت سوار و هي تهز رأسها بغضب ... ثم نظرت اليه بشراسة لتقول من بين أسنانها
( عيبك يا راجح أنك تظن الغباء في الجميع .... بينما تعتقد أنك شديد المكر و الدهاء .... )
رأت عينيه تلمعان بنظراتٍ مخيفة وهو يقول بخفوت
( انه ابن الحرام .... هو الذي اخبرك , اليس كذلك ؟!! ..... )
ابتسمت سوار بازدراء و تقزز و هي تقول
( ابن الحرام !! .... أهو الذي تركت له ابنك كي ينظف القذارة التي تخلفها ...أي رجل أنت ؟!! .. . )
ضاقت عينا راجح وهو يومىء برأسه بشرود قائلا بلهجة خطرة
( لا بأس ..... لا بأس ...... يومه في مواجهتي قادم ..... )
كانت سوار جالسة مكانها تراقبه بصمت و هي تشعر بالغثيان , الى ان بادلها النظر و قال بصوت مخيف رغم خفوته
( هذه المرأة ليست الا نزوة في حياتي ... و ان اردت الحق , فأنا نعم كنت اعاقبها , ... فلو كان الأمر بيدي لأزهقت روحها لأنها كانت السبب في ضايعك مني ..... أما لجوئها للحمل كل مرة فهي خدعة رخيصة لم يدفع ثمنها الا هي ...... هذه نهاية الأمر و لن ننقاشه مجددا ..... )
كانت تريد الصراخ بعنف و أقتلاع قلبه من صدره ... علها تجد في هذا القلب الميت بعض الروح ...
الا أنها اكتفت بان قالت بمنتهى الهدوء
( ليست نزوة .... بل قذارة ..... و أنا سوار غانم الرافعي يا راجح , التي لا تقبل الا بالأفضل ..... و سليم رحمه الله كان الأفضل ...... )
ازداد غضبه هياجا وهو يجثو بجوارها فجأة على عقبيه ... حتى أصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوى بشعراتٍ ضئيلة .... فأبعدت وجهها جانبا بعنف و هي تشعر بالنفور من أنفاسه الساخنة على بشرتها ...
بينما قال من بين اسنانه الحادة
( يؤسفني اذن اخبارك أن سليمك المفضل مات .... مات ....... و لن يعود مجددا و عليك القبول بالاحياء فقط .... )
كل القوى التي كانت تستجمعها انهارت فجأة وهي تسمع عبارته الفاقدة للرحمة ....
و هي تشعر بألم خنجرٍ حاد ينحر صدرها ..... بوجع غير مسبوق و دون ارادة , افلتت منها شهقة بكاء مكتومة و هي تطبق جفنيها بشدة كي لا يرى دموعها
الا انه أطبق بيده على ذقنها يرفع وجهها اليه بعنف رغم مقاومتها التي بدأت مستميتة و شرسة ....
حتى واجه عينيها الحمراوين ليهمس بوحشية
( نعم سليم مات يا سوار .... و ها قد عدتِ الي و ...... )
لكن و قبل أن يكمل عبارته المقيتة ... كانت روح انثى الاسد قد هاجت بداخلها .... و كأنه كان للسيطرة حدود و آن أوان الهجوم بروحها الحرة الشرسة ....
مالت سوار برأسها قليلا حتى طالت باسنانها جانب كفه فقبضت عليها بكل قوتها و هي تصرخ من بين أسنانها بكل قوتها ... و لم يجعلها مذاق الدم تتراجع بكل تحرك كل جسدها لتضربه بكل قوته وهو يصرخ خاليا محاولا انتزاع قبضته منها ....
كانت عيناه متسعتين بذهول و الم وهو يحاول نزع قبضته من فمها ... بينما عينيها براقتين بغضب مخيف و هي تنظر الى عمق عينيه دون أن تجفل للدماء التي انسابت على زاوية شفتها ....
حين فقد الأمل في انتزاع قبضته دون استخدام قبضته الأخرى .... رفعها أخيرا ليقبض على شعر سوار يلفه حول قبضته و ارجع رأسها للخلف بعنف ... ومهما حاولت المقاومة , يظل جسده أقوى ...
ظلت متشبثة بكفه الى آخر ذرة من قوتها ... الى أن جذب رأسها فجأة بعنف أكبر فانتزع قبضته من أسنانها الحادة ....
ونظر بذهول الى الدائرة الدامية المخيفة بجانب كفه للحظة ... و دون تفكير رفع يده و صفع سوار على وجهها !! ...
أجفلت سوار من الصفعة للحظات !! ... كانت المرة الأولى في حياتها كلها و التي تمتد عليها يد لتضربها ...
الا أنها زمت شفتيها رافضة أن تبكي .... فقط عيناها المهتزتان , امتلآتا بالتقزز منه ...
بدا و كأنه هو الآخر قد صدم مما فعله للتو ... فظل ينظر اليها عدة لحظات بارتباك قبل أن يزفر قائلا بتعب
( لماذا تجبريني على فعل ذلك ؟!! ...... أنا لست ملاكا كي أتحمل منكِ ما تفعلين .... )
صمت قليلا و كأنه قد فقد صوته ... ثم نظر الى وجنتها الحمراء و رفع يده ينوي ملامستها قائلا بخفوت
( هل آذيتك ؟؟ ........ )
الا أن سوار انتفضت بعنف و ابعدت وجهها عنه و هي تضربه في صدره بكل قوتها صارخة بصوت أجش مرعب
( لا تلمسني أيها الحقير ........ )
صرخ بها بعنف
( توقفي عن نعتي بهذه الصفات يا سوار .... تعلمين أنني لست ذلك الحقير الذي يجبرك كما تحاولين اقناع نفسك ..... أفيقي .... أفيقي يا سوار أنه أنا .... راجح حبك الوحيد .... )
كانت سوار تلهث من فرط الغضب و دموع الإهانة تزيد من بريق عينيها ... الا أنها تمكنت من الهمس من بين أسنانها
( في أحلامك فقط ....... )
تنهد راجح بتعب .... ثم لم يلبث أن استقام واقفا على قدميه ليتجه الى النافذة البعيدة مجددا , ينظر منها واضعا كفيه في خصره و كأنه يراقب البعيد بجدية و اهتمام .... ثم قال أخيرا بهدوء
( لا بأس .... لن اضيع المزيد من طاقتي في محاولة اقناعك الآن بلا جدوى .... انت غاضبة و كرامتك اللعينة تطمس اي شعورٍ لديكِ .... لكن لاحقا ... حين تصبحين زوجتي , ستدركين انني الرجل الوحيد الذي امتلك قلبك .... و ربما حينها تحاولين التعويض عما ضيعته من بين ايدينا من سعادة حلمنا بها سويا منذ طفولتنا .... )
ظلت سوار مكانها و هي تنظر اليه بنظراتٍ ميتة .... و قلب ساكن سكون ما قبل العاصفة ....



يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t338280-631.html



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-11-17 الساعة 03:08 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.