آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-16, 04:30 AM   #7641

body222

? العضوٌ??? » 381199
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » body222 is on a distinguished road
افتراضي


تسجييييييييل حضوووووووووووووور

body222 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 04:53 AM   #7642

esraa93

? العضوٌ??? » 347018
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » esraa93 is on a distinguished road
افتراضي

هاااااأاااااااانت

esraa93 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 04:56 AM   #7643

meryana

? العضوٌ??? » 373918
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 128
?  نُقآطِيْ » meryana is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم تسجيل حضور.........

meryana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 04:57 AM   #7644

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجييييييييل حضوووووووووووووور


modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:21 AM   #7645

amolty

? العضوٌ??? » 370174
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » amolty is on a distinguished road
افتراضي

صباااااح الفل
صبح صبح يا عّم الحج


amolty غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:29 AM   #7646

nornor
alkap ~
 
الصورة الرمزية nornor

? العضوٌ??? » 119599
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,087
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond reputenornor has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انا قريت الفصل على الفيس بوك قبل كده وقريته دلوقتي كمان انا خايفة جدا من ميسرة وراجح ناوين على حاجه مش كويسة عايزين يأذوا اما أمجد و مسك فهم اكثر ثنائي انا بحبه امجد كل يوم بكبر في نظري و مسك انسانة هايلة بجد لاقين على بعض والمجاانين في نعيم والله تيماء و قاصي ااقولك بحبك تقولي افكر دووول حبهم غريب اوي لكن قوي وهيصمد يخوي من سوار ودماغها الناشفة وغيرة ليث عاليها هتمشي الحكاية دي مع ميسر وﻻعه روووعه تسلم ايديك
Sanaa ss likes this.

nornor غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:29 AM   #7647

Kawtarallaoui1

? العضوٌ??? » 381404
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » Kawtarallaoui1 is on a distinguished road
افتراضي

طب و الله منا نايمة الا لما اقرا الفصل... اوعي يا تيمو تكوني نمتي و احنا قاعدين بنستنا هههههههه

Kawtarallaoui1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:34 AM   #7648

Sarah*Swan

نجم روايتي ومشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنا فين ؟ومشارك في puzzle star

 
الصورة الرمزية Sarah*Swan

? العضوٌ??? » 356139
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,332
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » Sarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond reputeSarah*Swan has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
( لعمري! كـــــم حويت الناس قلباً ومافي الناس -قلباً يحتوينــــي! انا الحزن الذي لاحزن بعــــدي ولا يغني حنينٌ .. عن حنينـــي )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 193 ( الأعضاء 103 والزوار 90)
‏Sarah sone, ‏بيوونا, ‏pretty dede, ‏Rymi, ‏اويكو, ‏bosy el-dmardash, ‏سكنت قلبي, ‏نوف بنت ابوها, ‏ساما555, ‏الثقلين, ‏ذهب, ‏نور الضى, ‏Mosheira, ‏sasad, ‏giba.2200, ‏Kawtarallaoui1, ‏nornor, ‏منة ميمو, ‏امونتى المسكرة, ‏yawaw, ‏عنق الريم, ‏meryana, ‏ميمي الحالمة, ‏esraa93, ‏فتكات هانم, ‏سارة امينة, ‏mai2, ‏samiataha, ‏maha_1966, ‏ابابيل, ‏ايمما, ‏mrmr momo, ‏najla1982, ‏amolty, ‏ام ياسر., ‏canad, ‏hnoo .s, ‏mnmhsth, ‏nashwa magdy, ‏حياتى هى خواتى, ‏Souriana, ‏deegoo+, ‏yasser20, ‏hadb, ‏اميرة فارس, ‏هبه ياسين, ‏(شهد العسل), ‏soma samsoma, ‏سمسمونة, ‏سومة111, ‏عاشقة الحرف, ‏ايه الشرقاوي, ‏samir, ‏Hope&, ‏kiara003, ‏رااما, ‏غائبة101, ‏ام زياد محمود, ‏ام غيث, ‏Noors, ‏خريف الحياة, ‏WANT2000, ‏هاني المداني, ‏مروة, ‏Tuta Al3fifi, ‏khaoula Ci, ‏ghdzo, ‏لجين عمر, ‏soe, ‏توقه, ‏ام بيبو, ‏همهماتى, ‏احمد كيمو, ‏I amAsia, ‏زهره محروس, ‏almaas muhamed, ‏Hhaya, ‏Lolita ,,, ‏عروب 55, ‏الوية احمد علي, ‏Honayida, ‏tarteel, ‏ملكةالقمر, ‏بيبوبن, ‏johayna123, ‏gentle dona, ‏RINCKYPINKY, ‏سمر مجدي الديب, ‏شيمو عصام, ‏fattoma2020, ‏Rbarebo, ‏OOomniaOO, ‏hadelosh, ‏bint_balad, ‏إيمان العنزي, ‏Khaledya, ‏need.you, ‏Aysen Ataman, ‏نورهان ج, ‏smallhome, ‏زموردة, ‏GAZALH, ‏بيلسآن

صباح الورد ..نزل ؟؟؟👀👀


Sarah*Swan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:34 AM   #7649

Rymi

? العضوٌ??? » 382117
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 130
?  نُقآطِيْ » Rymi is on a distinguished road
افتراضي

هو الليل متاخر عندكم يعني الصبح ولا ايه يا جماعة ؟؟؟ شكله مافيش فصل ������������

Rymi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 05:41 AM   #7650

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الرابع و العشرون :

( مفاجأة سعيدة يا تيماء ...... أنرتِ بيتي المتواضع ..... )
لم تجب تيماء التحية الرخيمة ذات النبرة التي تشبه خرير القطط ... بل تمعنت بها و بصاحبتها ...
فوقفت تنظر الى ريماس بصمت ... و بملامح ساكنة و عينين عميقتين .. غائرتين ....
اذن هذه هي زوجة قاصي ؟!! ...... زوجة زوجها .... شريكة عمرها و حياتها .... نعم فقاصي هو عمرها و حياتها و هي شريكته ....
اي سخرية سوداء تلك !! ....
لم تشك في لحظة في أنها سترى امرأة جذابة ....و لا تعلم سر هذا التأكيد قبل أن تراها
هل لأن المنطق يخبرها بأن شخص كراجح الرافعي لن يختار لرفقته النسائية الا أجمل النساء ...
أو ربما لأن قاصي يميل الى النوع الجذاب في مساعداته التي تتسم بالشهامة .... لطالما كان شهما مع النساء الجذابات ...
أو هي النزعة السادية في تعذيب النفس ... كعقاب على رضوخها لهذا النوع من الحياة !! ....
أي كان السبب فهو ليس المهم الآن ....
المهم أنها كانت محقة .... و ريماس زوجة قاصي , امرأة جذابة ...
طويلة , تماثله عمرا تقريبا .... بشعرٍ طويل أسود , و ناعم .... صحيح أنه لا يقارن بشعر مسك أو الأسطورة سوار ابنه عمها ..... فهو باهت قليلا و منسدل في حزن و جفاف يماثل بشرة ذراعيها ...
الا أنه مقارنة بشعرها يعتبر حريري ....
ملامحها حادة الزوايا و فمها عريض .... لكن جذابة , بطريقة جسدية قد تعجب الرجال ....
انخفضت عينا تيماء تتأمل جسدها الظاهر من قميص نومها الحريري .....
فابتسمت ريماس بخبث و هي ترفع حاجبا واحدا لتقول
( هل جئت الى هنا و قطعت كل تلك المسافة ... لمجرد أن تراقبيني ؟!! ...... )
بقت تيماء صامتة لعدة لحظات اضافية قبل أن تجيبها بصدق وبصوت لا يحمل حياة ... فاتر
( أتيت كي أراكِ ......... )
ازدادت ابتسامة ريماس تلاعبا و هي تقول مأرجحة الباب بين أصابعها
( أتيت كل تلك المسافة كي ترينني ؟! ...... لو كنت اتصلتِ بي و اخبرتني برغبتك في رؤيتي فقط , لارسلت اليكِ صورتي و وفرت عليكِ عناء السفر ...... )
لم تبتسم تيماء و لم تنفعل عيناها الفيروزيتان ... و لم تظهر بهما لمحة من حياة , بينما ريماس تقول متابعة ببساطة
( اذن و بما أنكِ رأيتِني ..... فهل ستدخلين الى بيتي أم تغادرين ؟!! ..... )
رفعت تيماء وجهها و هي تقول بهدوء
( بل أريد الدخول ...... لو سمحتِ بذلك ..... )
ظلت ريماس صامتة لعدة لحظات و هي تراقبها مبتسمة دون مرح .... تتأملها بدورها , بل تتفحصها بكل حدة و دقة ......قبل أن تتنازل أخيرا و تتنحى عن الباب قائلة ببرود , رغم الإبتسامة المتلاعبة المرتسمة على فمها
( تفضلي .......... كيف لي منعك ؟!! .... )
دخلت تيماء ببطىء تتجاوز ريماس , و اقتربت منها حتى اشتمت عطرها الثقيل ... عطر أزكم أنفها و أعطاها لمحة أخرى عن تلك المرأة ....
قبل أن تقف في منتصف الشقة صامتة , و قبل أن تستدير الى ريماس وقفت تسأل نفسها للمرة الثانية
" ما الذي تفعلينه هنا يا تيماء ؟!! ..... أتهوين تعذيب نفسك الى تلك الدرجة ؟! أي حماقة دفعت بكِ الى السفر لمجرد رؤية المرأة التي تحتل تفكيرك و تمزق روحك في كل لحظة ..... "
أغلقت ريماس الباب , ثم كتفت ذراعيها قائلة بسخرية
( دعيني استنتج أن قاصي لا علم له بهذه الزيارة الكريمة .... فهو لم يخبرني بها قبل نزوله للعمل صباحا .... )
نزوله للعمل صباحا ؟!! .......
كانت تيماء تتأمل المكان بعينين واسعتين ... ساكنتين ... تلمح تفاصيله , تراقب كل لون به , عسى ان يشي بوجود صاحبه و يخبرها عن حقيقة وضعه هنا ....
استدارت تيماء ناظرة الى ريماس بهدوء , ثم قالت بصوتٍ خافت الا انه صلب و غير مهتز
( لا ..... لا يعلم , كانت خطوة طرأت على بالي فنفذتها دون تفكير مسبق .... )
ارتفع حاجبي ريماس و هي تتلاعب بابتسامتها قائلة
( و هل من عادتك تنفيذ كل ما يطرأ على بالك ؟!! ..... هكذا و دون تفكير ؟ .... )
ردت تيماء باختصار و دون مواربة
( نعم ....... دائما ..... )
تهكمت ريماس بضحكة خافتة قبل ان تهز كتفيها قائلة بسخرية
( عامة لا تقلقي .. لن اخبره , لو كنتِ خائفة من ردة فعله , فقاصي أحيانا يبدو مرعبا في نوبات غضبه ... )
قالت تيماء بهدوء
( يمكنك اخباره ..... ِأنا لا أخشى قاصي , و لم أخشاه يوما ..... هل يخشى الآنسان من ملاذه ؟! .... )
مطت ريماس شفتيها و هي تقول ببرود
( رائع ........ من المؤسف انه لم يكن الملاذ لكِ في كل اوقات حياتك ..... )
ظلت تيماء صامتة , تراقبها عن كثب ثم قالت بفتور
( من الواضح انكِ تعرفين عني الكثير ........ )
هزت ريماس كتفيها و هي تقول ببساطة خبيثة
( خمس سنوات ليست بالفترة الهينة بين اي زوجين ..... و قاصي رغم انغلاقه الا إنه شخص وحيد , يحتاج للكلام .... و كانت هناك مناسبات عديدة للكلام عنكِ ...... )
صمتت و هي تراقب توتر حدقتي تيماء للحظة فتابعت بصوتٍ اكثر نعومة و مكرا
( ارجو الا تكوني قد تضايقتِ ...... كلامه ينبع من احساسه بالذنب لما تعرضتِ له بسببه .... )
بهتت ملامح تيماء ... ووقفت تنظر الى ريماس دون ان ترمش بعينيها حتى , ثم قالت اخيرا بصوتٍ غريب
ليس بصوتها مطلقا , وكأنه صوت طرق على اسطوانة مجوفة ... فارغة ....
( هل تتكلمان عن حياتي الخاصة ؟؟ ......... )
تظاهرت ريماس باللامبالاة و هي تقول
( فقط ما يترك في نفسه أثرا قويا ....... أنه رجل موجوع , يحتاج أحيانا الى من يسمعه , فلا تقسي في الحكم عليه , ...... )
قالت تيماء بنفس الصوت الخافت
( أتعرفين من هو قاصي لتيماء ؟؟!! ........ هو حياة راهنت عليها , رغم تحذير العالم لها ..... هو طفولتي و شبابي ..... وهو الأب الوحيد الذي عرفته , لذا آخر ما أحتاج اليه هو من يعلمني كيف أتعامل معه .... أشعر و كأنكِ تمزحين بنصيحة كهذه و أشعر بالرغبة في الضحك ..... )
لمعت عينا ريماس بخطر , ثم قالت بقساوة رغم الإبتسامة المرتسمة على شفتيها الواسعتين
( يسرني أنني رفهت عنكِ قليلا ........ لما لا تجلسين اذن , تبدين شاحبة جدا .... )
بدت تيماء و كأنها على وشك السقوط ارضا , ... الا انها تماسكت بمهارة و تحركت تجاه الأريكة فجلست بثقة , بينما وقفت ريماس تنظر اليها بصمت ...
لقد جلست في نفس المكان الذي جلس به راجح .... و كأن ماضيها و ماضي قاصي يصران على التفريق بينهما .... لكن هل تيماء ماضٍ في حياة قاصي !! ...
تحركت ريماس ببطىء متعمد حتى جلست باهمال على مقعد مواجه لها , تراقب تيماء و هي بدورها تتأمل المكان و كأنها لم تحفظه عن ظهر قلب بعد ....
الى أن لمعت عيناها بظفرٍ و هي ترى عيني تيماء تقعان على قميص قاصي الملقى باهمال على الأريكة بجوارها ....
مدت تيماء يدها تلتقطه ببطىء و أصابعها تتحسس قماشه بينما عيناها شاردتان تماما ...
فقالت ريماس بنبرة منتشية
( عذرا على الفوضى .... قاصي معتاد على ترك ملابسه في كل مكان , و هذا القميص من المفترض أن يرسل للتنظيف .... )
صمتت للحظة ثم ضحكت قائلة بدلال
( أنا فاشلة تماما في الغسل ..... لقد أفسدت له معظم ملابسه وهو لا يتذمر , لكنه أقتنع بعد خمس سنوات من ضرورة ارسال ملابسه للتنظيف خارج البيت .... )
لم تكن تيماء تنظر اليها , بل كانت شاردة تتحسس القميص , حتى قالت أخيرا بصوت هادىء
( لكنني ظننت أن قاصي لا يقيم هنا .... بل في شقته القديمة ... )
ردت ريماس مبتسمة و هي تتراجع للخلف بأريحية قائلة
( معظم الوقت نعم ..... لكن في أحيانٍ كثيرة يقيم معنا هنا , فهو يعلم أننا نحتاجه .....لقد قضى معنا الثلاث أيام السابقة مثلا لأنني كنت أعاني من بعض الدوار ... )
وضعت تيماء القميص بترتيب على ذراع الأريكة ثم رفعت ذقنها لتنظر الى ريماس قائلة بصوت قوي , ذو صدى متردد في المكان على الرغم من أنه لم يعلو ...
( أعلم أن قاصي لا يشاركك الفراش يا ريماس .... فلا تحاولي اقناعي بالعكس لأنك لن تنجحي .فأنا أثق بكلامه ... )
ساد صمت طويل بينهما و كل منهما تنظر الى الأخرى بنظرة حادة .... نظرة تيماء كانت قوية و صريحة و لم تسمح لنفسها بالإنهزام في هذا التحدي .... بينما ضاع الهزل من عيني ريماس و هي تواجه تيماء بعينين قاتمتين .... ثم قالت أخيرا بهدوء
( أنت وقحة ...... بل شديدة الوقاحة .... لو يعلم قاصي أنه صغيرته البريئة , تتكلم بمثل تلك الوقاحة لما ائتمنك على عمرو مجددا .... و هذا ما أفضله أنا أيضا .... )
أمالت تيماء وجهها و هي تنظر الى ريماس دون تعبير محدد ... فقط ملامح رقيقة لكنها ذات بأس و هي تقول
( لا تشغلي بالك بهذه النقطة ..... قاصي يعلم حق المعرفة أنني لست بريئة , بل قوية ..... في استعادة ما هو لي ....أنا لم آتي الى هنا كي أتأكد من علاقتكما ال ..... الحميمية . )
ارتفع حاجبي ريماس وهي تقول بصوت بطيء النبرة
( لماذا أتيتِ اذن ؟ ......... )
قالت تيماء بهدوء
( سبق و اخبرتك ... أتيت كي ارى المرأة التي تشاركني زوجي ....... )
ارتفع حاجب ريماس دون أن تتغير ملامحها أو تتحرك من مكانها ثم قالت بسخرية
( لم أعد أفهم .... انتِ كنت متأكدة بأننا لا ..... )
قاطعتها تيماء و هي تقول بصلابة
( دعيني افهمك اذن يا ريماس ..... دعيني أفهمك ما هو قاصي بالنسبة لي , فهو ليس مجرد زوج أغار عليه .... قاصي ملك لي ... رجلي بكل ما تحمل الكلمة من معنى .... بمميزاته بعيوبه ... بتلك الأنفاق القاتمة المتشابكة بداخله .... كله ملكا لي كما أنا ملك له .... قديما منذ ما يزيد عن الخمس سنوات التي تتشدقين بها .... وقعنا على عقد امتلاك أنا وهو ..... منحته كامل حياتي راضية , على أن يسلمني حياته بالمثل .... حتى ما مررنا به و حكاه لكِ بدعوى حاجته لمن " تسمعه " كما تقولين .... جعل منا شخص واحد , لا يمكن لأحد منا أن يكون الثالث .... هذا مستحيل ....
مع هذا العقد ... وجدتك تشاركينني في قاصي دون أن أرتب لذلك أو أوافق عليه حتى ....
تتعمدين الإتصال به وهو معي .... تدعين المرض بل و تدعينه على ابنك أيضا .... تستقطبين كل لحظات قاصي كي يبقى معكِ , .....
كل لحظة تجذبين فيها سمعه اليك هي ملكي ..... لك نظرة تستقطبينها من عينيه هي لي .....
أنت تأخذين مما هو لي ... ملكي ..... )
صمت تيماء و هي تراقب نظرات ريماس الحادة اليها .... ثم قالت متابعة بهدوء جليدي
( و بناءا على ما قلته ..... أرى أن من حقي تماما المجيء الى هنا و رؤية المرأة التي تأخذ ما هو حق لي ..... )
ساد الصمت بينهما , طويلا و كل منهما تنظر الى الاخرى دون ان تحيد بعينيها .... الى ان قالت ريماس اخيرا
( و ها قد رأيتني ...... ما هي خطتك التالية ؟؟ ..... تهديدي كي أبتعد عنه ؟!! ..... هل علي تذكيرك بأن هناك ولد بيننا ... حتى و ان كان ليس ابن قاصي , الا أنه يعده اكثر من ابنه و لن يسمح مطلقا بأن يبتعد عنه ..... )
نهضت تيماء واقفة و هي تقول بثقة جبارة اكتسبتها من التعامل مع كافة فئات الطلاب و التي تستجلبها كلما دعت الحاجة ...
( لا حبيبتي ..... جئت فقط كي أراكِ و اتعرف عليكِ .... و قد عرفت ما أتيت لمعرفته بالفعل , ...... سعدت بمقابلتك يا ريماس ..... )
تحركت تيماء لتبتعد , الا أنها عادت و استدارت لتقول مبتسمة ابتسامة جليدية
( معلومة صغيرة يبدو أنها قد تاهت عنكِ أو ربما فضل قاصي تأجيلها قليلا ..... إن كان قاصي يرفض ابتعاد الابن الذي رباه .... فكيف يكون ارتباطه بأبنه .... من صلبه .... ابنه من تيماء , أرضه ووطنه كما يخبرني دائما ... )
تصلبت ملامح ريماس في لمحة لم تستطع مداراتها , لكن تيماء التقطتها بمهارة و تابعت قائلة برقة
( نعم أنا حامل ..... نحن على وشك تحقيق حلم كان يعد من المعجزات قديما ..... لكن القدر ربط بيننا في النهاية .... لأننا مقدرين لبعضنا ..... )
لوحت لها بأناقة ثم استدارت لتخرج قبل أن تغلق باب الشقة خلفها باحكام ....
و ما أن أغلقته حتى استندت اليه للحظة و هي تلتقط أنفاسها شاعرة بأن قدرتها على التمثيل قد تلاشت تماما ....
حالة من الإعياء قد انتابتها ... اعياء نفسي مريع .... اعياء قلبي .....
أخذت تيماء نفسا عميقا و هي تهمس لنفسها بقوة
" لا تنهاري ..... لا تنهاري .... ليس الآن على الأقل ... "
رفعت عينيها تطرف بهما كي لا تبكي , ثم شعرت أنها غير قادرة أبدا على معاودة السفر و هي في تلك الحالة .... كانت في حاجة الى شخص ما .... شخص يمنحها القوة
شخص لا يملك سوى القوة .....
.................................................. .................................................. ................
لم تكد تبدل ملابسها و ترتاح بعد العمل ... حتى سمعت رنين جرس الباب ,
رفعت مسك وجهها عاقدة حاجبيها لتقول بغيظ
( لا ... لا .... ليس الآن , تبا إنه لا ينسى مطلقا .... اليوم الثالث على التوالي وهو يرسل وفاء لي بصينية الطعام و كأنني أحد أطفالها تطعمهم كالدجاجة ...... )
أغمضت عينيها و هي تنوي اغماض عينيها مدعية النوم فربما رحلت ... الا أن الرنين عاد من جديد ..
فتحت مسك عينيها بعنف لتنهض قافزة و هي تهمس من بين أسنانها بشراسة
( تبا .... تبا .... هو و عائلته فردا فردا .... و ايصاله لي كل يوم ... و مزاحه الثقيل و تدخله في حياتي بوقاحة ... و تضحيته التي يظن بها أنه البطل الأول في حياة الجميع ... )
كانت تعرج و هي تستند الى عصاها الطبية التي اشتراها لها أمجد حتى وصلت الى الباب ففتحته بقوة و هي تقول بفظاظة
( حقا يا وفاء لم يكن هناك داعٍ ل .............. )
الا أنها صمتت فجأة و هي ترفع حاجبها ناظرة الى قامة تيماء القصيرة , منخفضة الرأس أمامها ... تبدو و كأنها دائخة ... فقالت مسك بدهشة
( تيماء ! ....... ماذا تفعلين هنا و متى وصلتِ ؟؟ .... )
رفعت تيماء وجهها الى مسك ثم قالت بصوت باهت كوجهها
( كنت أنتظرك منذ فترة في سيارتي .... و منحتك الفرصة كي تبدلي ملابسك ثم صعدت , كنت على وشك المغادرة لكن ...... )
عادت تيماء لتصمت و هي تلتقط نفسا متحشرجا , فقالت مسك بحزم
( لن نتكلم لدى الباب .... تعالي و ادخلي ..... )
بدت تيماء مترددة قليلا و هي تنظر عن عمد خلف كتف مسك ثم قالت بخفوت
( هل ..... والدك هنا , أو سيأتي قريبا ؟؟ ........ )
ابتعدت مسك عن الباب و هي تجيبها بحسم
( والدك ليس هنا .... لا يزال مسافرا , كان لديه عمل عقب سفرة البلد و التي كنت أنا سببها , .... على ما يبدو فهو لا يريد رؤية وجهي لفترة قبل أن يتغاضى عما فعلته .... )
تحركت تيماء لتدخل الشقة بحذر و هي تقول مترددة ...
( كيف حاله ..... الآن .... بعد الوعكة التي اصابته ...... )
اغلقت مسك باب الشقة ثم قالت بهدوء
( أتريدين الإطمئنان عليه حقا ؟!! .......... )
قالت تيماء بصوت باهت
( لا أتمنى له السوء ....... )
ردت مسك و هي تتحرك بعرج بسيط أمامها
( آه نعم ...... سبق و أخبرتني ذلك ...... تعالي و ارتاحي ... )
راقبتها تيماء عابسة و هي تعرج ... ثم قالت بقلق
( ماذا حدث لساقك ؟!! ..... رأيتك و أنت تخرجين من سيارة اممممم رجل ... أعتقد زميلك فقد رأيته سابقا في المرة التي ..... )
التفتت اليها مسك قائلة بغيظ
( نعم أتذكر جيدا ..... في المرة التي اصابك فيها الجنون و جئت خلف خائب الرجاء قاصي كي تتقصي عن علاقتنا , و ضربت سيارته بكل عاطفية مسببة فضيحة أمام ..... أممممم نعم زميلي ...ما الذي تريدين معرفته أكثر ؟!! ... الفضول يقفز من عينينك ... )
رفعت تيماء يديها و هي تقول بحدة
( لم أكن أريد استدراجك في الكلام ..... أنا كنت فقط أريد أن أطمئن منكِ على حالة قدمك , أنتِ من تطوعتِ بالكلام عنه ..... )
قالت مسك من بين أسنانها
( لو كنتِ مهتمة لكنتِ خرجتِ من مخبئك و قمت بمساعدتي في حمل الحاسوب و الحقيبة ... لا الا نتظار الى أن أبدل ملابسي !!!!! ..... حقا كلفتِ خاطرك .... )
ارتبكت تيماء و هي تقول
( اممممم حسنا ... كنت على وشك مساعدتك , الا أن زميلك هذا خرج من سيارته و حمل لكِ أغراضك و دخل الى البناية معكِ .... فخفت أن أكون قد أتيت في وقتٍ غير مناسب ... )
استدارت اليها مسك و هي تهتف بحدة
( احترمي نفسك ..... ماذا تقصدين بوقتٍ غير مناسب ؟؟ .... )
قالت تيماء بقوة
( هدئي من أعصابك .... لم أقصد شيئا مخلا , بالتأكيد لن يقوم بشيء مخل صاعدا معكِ بنايتك أمام الجميع بمنتهى الصفاقة ....بالمناسبة , لماذا يدخل معكِ الى بنايتك ؟! قد يسيء هذا الى سمعتك !! .. )
أغمضت مسك عينيها و هي تلتقط نفسا حادا ... غاضبا و هي تعد للعشرة كي تسيطر على نفسها قبل أن تقول من بين أسنانها
( اسمعي أيتها القصيرة ...... العصبية تملأني دون الحاجة الى فضولك المتخلف , ان أردتِ الجلوس بأدبك فأهلا بكِ أما اذا نويت على مراقبة تصرفاتي فاستديري و عودي من حيث أتيتِ .... )
ارتفع حاجبي تيماء و هي تقول بذهول
( هل تطردينني لأجله ؟!! ..... متى أنشئتِ تلك العلاقة بالله عليكِ , لقد خربت حفل زفافك منذ أيامٍ قليلة !! ....... كم أنتِ متمكنة !! .... و أنا التي كنت أشعر بالذنب لأنني .... )
قاطعتها مسك و هي تتجه الى باب الشقة قائلة بحدة
( لقد اكتفيت .... اخرجي بدون مطرود ..... )
الا أنها تعثرت في طرف البساط فالتوى كاحلها المصاب مما جعلها تشهق ألما و تغمض عينيها متمسكة بالعصا بقوة ....
مصمصت تيماء شفتيها و هي تتحرك اليها قائلة
( تعالي يا اختي تعالي و هدئي من أعصابك ..... قلبك أبيض .... )
ساعدتها تيماء و هي تسندها بينما مسك تتنفس بصعوبة من كاحلها المتورم بشدة .... فقالت تيماء ببساطة
( كيف اصبتِ نفسك بهذا الشكل المريع ؟!! ....... )
قالت مسك من بين أنفاسها اللاهثة ألما
( سقطت من فوق ظهر الفرس ... خلال سبق فروسية في النادي ..... )
أجلستها تيماء على الأريكة ثم قالت بذهول رافعة حاجبيها
( الا زلتِ تركبين الخيل يا مسك ؟!! ..... لا حول و لا قوة الا بالله , ...... )
رفعت مسك وجهها الغاضب و هي تقول بحدة
( و ما الذي يعيب ركوب الخيل ؟!!! ......... )
قالت تيماء بتعجب
( لا عيب به ...... لكنك لم تعودي صغيرة لتتقافزي فوق ظهور الخيول .... لكل نشاطٍ سنه المناسب .......... )
رمت مسك رأسها للخلف و هي تهمس من بين أسنانها
( كم هذا رائع ..... الآن لدي اثنين منهما , ... يحملان نفس التخلف في التفكير .... )
قالت تيماء باتزان
( لن أرد على اهانتك ..... و لن أسألك من هو الثاني معي .... ذو الفكر المتخلف , أعتقد أنني استنتجت هويته على أي حال ...... )
قالت مسك بخفوت و هي تنظر الى السقف
( الصبر يا رب ........... )
الا أن تيماء ردت عليها بحزم أستاذة
( لا مانع من أن تمارسي رياضة .... الرياضة مفيدة , لكن اختاري رياضة أكثر أمانا و مناسبة لسنك ..... )
صمت للحظة و هي تعدل من وضع ساق مسك المصابة لترفعها فوق الأريكة ثم قالت متابعة
( ارقصي زومبا مثلا ......... )
أغمضت مسك عينيها و ارتاحت برأسها الى ذراع الأريكة قائلة ببرود
( لقد نمت .......... )
جلست تيماء على الكرسي بجوار مسك و هي تراقبها بصمت قبل أن تخفض رأسها و تشرد بعينيها ... و حين طال الصمت , فتحت مسك عينيها بحذر تنظر اليها .....
زفرت مسك بعنف قبل أن ترفع نفسها لتستند بجذعها الى مرفقها ناظرة الى تيماء و هي تقول بحزم
( حسنا ..... أبهريني , عن سبب سفرك من مدينتك الى هنا ..... بالتأكيد لستِ هنا في زيارة عائلية ...... )
ظلت تيماء مطرقة الرأس .... صامتة العينين ....
فقالت مسك بتسليم للأمر الواقع
( لقد أتيتِ خلف قاصي ...... اليس كذلك ؟؟ ..... )
رفعت تيماء وجهها تنظر الى مسك ثم قالت بخفوت
( أتيت كي أرى زوجته ...... تلك التي سرقت مكانتي قبل أن أحظى أنا بها , في الوقت الذي كنت أعاني أنا فيه جراء ما فعلوه بي ...... )
كانت مسك تراقبها بصمت ... زامة شفتيها و بعينين حادتين غاضبتين , الا أنها سيطرت على غضبها و قالت بهدوء
( كم أنتِ غبية ...... كم أنتِ غبية و مثيرة للشفقة ... )
رفعت تيماء وجهها الشاحب الى مسك و قالت بخفوت
( أنا لست عدوتك .... فلا تؤلميني رجاءا , لم أعد أحتمل المزيد من الألم ..... )
قالت مسك بحدة و غضب
( يا غبية ..... يا غبية , لأنكِ لستِ عدوتي اؤلمك .... علكِ تستفيقين من غفلتك .... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تهمس بألم
( ليس مجددا أرجوكِ ........ )
الا أن مسك كانت قد وصلت الى أقصى قدرتها على تحمل هذا الخزي و امتهان الكرامة فهتفت بها
( ما هو الذي لا تريدين سماعه مجددا ..... افتحي عينيكِ يا جبانة وواجهيني ..... ماذا فعلتِ حين نظرتِ الى عينيها ؟!! .... بكيتِ كامرأة مثيرة للشفقة ؟!! ..... )
رفعت تيماء وجها صلبا فجأة و هتفت بقوة
( والله لن يحدث ..........هل أبكي و أنا صاحبة الحق ؟!! أنا هي من تملك قاصي .... أنا هي روح قاصي و عائلته الوحيدة ..... )
صمتت مسك و هي تراقبها بتفكير عميق , ثم قالت بهدوء
( اذن ماذا فعلتِ ؟؟ ......... )
هتفت تيماء بقوة و حدة أكبر
( أخبرتها تماما كل كلمة أردتها أن تسمعها ..... أخبرتها عن وضعها في حياته , و الفرق بينه و بين وضعي أنا .... )
ضربت تيماء على صدرها و هي تهتف بحدة
( أنا ....... أنا المرأة الوحيدة التي تملك قاصي و تملك قلبه , ...... أخبرتها أن كل نفس يتنفسه كان عليه مشاركتي أنا به ... و ليس هي ..... )
صمتت و هي تتنفس بعنف , ثم صرخت فجأة
( كنت سأموت يا مسك لو لم يحدث ذلك ..... كنت سأموت ببطىء لو لم آتي اليوم و أبين لها حقيقة وضعها كي تتوقف عن محاولة اجتذاب قاصي ..... خمس سنوات و لم تيأس منه بعد , ..... لا تريد تركه و لا تقبل برفضه ..... لذا كان علي أن أتدخل ..... )
ساد صمت مشحون بينهما و مسك تراقبها بحذر ... ثم قالت أخيرا بهدوء
( هل أخبرتِها كل هذا ؟!! .... وفي أول لقاءٍ لكما ؟!! ...... )
أومأت تيماء بصمت و هي تنظر الى مسك بعينيها الفيروزيتين الحزينتين .... فبادلتها مسك النظر قبل أن تبتسم ابتسامة صغيرة لتقول
( حسنا .... على الرغم من أنه ليس الموقف الذي أتمناه منكِ تماما , الا أنه أفضل من البكاء أمامها على الأقل ...... )
صمتت للحظة , و هي تنظر الى نظرة تيماء المنكسرة , فقالت بصلابة
( لماذا اذن تلك النظرة ؟!! ..... ألم يكن هذا هو ما أردتِ فعله ؟؟ لما لستِ مرتاحة ؟؟ ..... )
رفعت تيماء وجهها قليلا و ارتجفت شفتيها لتقول بخفوت
( إنه يقتلني يا مسك .... يقتلني حية و بدم بارد ..... لديه عمل و بيت آخر و امرأة يعود اليها , ... تخيلي أنه يحكي لها عني ..... أخبرها بكل أسراري .... )
صمتت لتبتلع غصة مؤلمة شطرت حلقها , قبل أن تتابع بصوت مختنق
( تخيلي هذا ...... هي أخبرتني بذلك و عيناها تلمعان بالتشفي , تمنحني الرسائل المبطنة بأنها تعلم أدق أسراري ..... و كل هذا لأن سيادته موجوع و يحتاج الى امرأةٍ يحكي لها .... بينما أنا كنت أموت وحيدة كل ليلة ..... )
عقدت مسك حاجبيها بشدة .... لكنها فضلت الا تتكلم , فلو تكلمت فستزيد من ألم تيماء و تصب لعناتها على قاصي .... الذي على ما يبدو قد جن على كبر .....
أطرقت تيماء بوجهها الشاحب لتتابع بصوتٍ اكثر همسا و اختناقا
( كان مقيما معها لمدة ثلاث أيام كاملة.... و أنا في شقتي وحيدة , يترك لها ملابسه كي تغسلها و تعد له طعامه ...... ثم يعود مهموما آخر النهار ليحكي لها عني ...... )
رفعت وجها مغرقا بالدموع و التي لم تستطع السيطرة عليها الآن ..... أمام عيني مسك النافذتين الغاضبتين ....
ثم همست بعذاب
( ماذا تبقى كي تصبح زوجته فعلا يا مسك ؟!! ..... أخبريني ماذا تبقى ؟!! ..... العلاقة الزوجية ؟!! ..... كم هي كلمة بخسة أمام كل ما يقدمه لها و يحرمني منه ..... )
أخفضت وجهها و هي تلامس جبهتها بأصابعها المرتعشة ..... فقالت مسك بصوتٍ قاتم ,
( أكره أن أقولها و أزيد من ألمك ...... لكن أنتِ من فعلتِ هذا بنفسك ..... )
رفعت وجهها الى مسك و هتفت بألم
( لم أكن أعرف .... أقسم بالله , لم أكن أعرف أنه متزوج ...... )
هتقت بها مسك بصرامة
( و حين عرفت ..... ماذا كان رد فعلك ؟!! للمرة الألف بعتِ الجميع و ركضت خلفه كمعدومي ال ..... )
صمتت مسك و هي تزفر بغضب , الا أن تيماء قالت بخفوت ساخر
( تابعي يا مسك ..... لا تتوقفي , كمعدومي الكرامة ...... لقد سمعتها من والدك و سمعتها من قاصي ..... )
تنهدت مسك و هي تقول باستياء , محاولة أن تحد من عنفها
( فقط أخبريني ...... هل يستحق الحب منكِ كل هذه التضحية ؟!!! ..... هل هناك مشاعر في هذا الكون من القوة بحيث يضحي المرء أمامها و يسلم كل حصونه كما تفعلين ؟!! ..... )
ارتجفت شفتي تيماء و هي تقول بخفوت
( ربما يوما ما ستجدين أن هناك حبا يستحق التضحية ...... )
فغرت مسك شفتيها تنوي ان تصب جام غضبها على رأس تلك القصيرة المعتوهة ... الا أنها عادت و ابتلعت لعناتها بقوة و صبر و هي تزفر بعصبية .... ثم رفعت وجهها و قالت اخيرا بهدوء
( اختبرت الحب ذات يوم يا تيماء .... كان أحبا أقوى من حبك , و عرفته طوال عمري .... أي أكثر مما عرفت أنت قاصي ..... كانت الحياة تلمع ببريقٍ مضوي أمام عيوني حين يقول الكلمة السحرية " أحبك .... لن أحب غيرك " ...... ظننت يوما أنني أسعد امرأة في الوجود ..... الى أن استيقظت في اليوم التالي على ضياع كل شيء من بين يدي ..... و من ضمنها حبي ... و قلبي ..و ثقتي . و الخاتم في اصبعي ....)
صمتت و هي تطرق بوجهها ... تلامس المكان الخالي في اصبعها , لتقول بجمود
( أتظنين أنني لم أتألم ؟!! ...... هل تظنين أنني خلقت هكذا دون مشاعر ؟!! ..... أم ربما لم أحبه بما يكفي ؟؟؟ ..... )
رفعت وجهها لتواجه عيني تيماء .... ثم تابعت قائلة ببرود
( تألمت بما يفوق قدرتك على التخيل حتى ..... و أحببته يوما ما أكثر مما أحببت نفسي أو أي مخلوق على سطح هذا الكوكب ..... تظنين أن قاصي هو ابنك ؟!! أنا أيضا شعرت أن أشرف هو طفلي الأول .... بعبثه و شقاوته و العفرتة التي تطل من عينيه الكحيلتين ..... كنت أنا الأقوى في هذه العلاقة و كان هذا يغضبه و يثير حنقه , حيحاول السيطرة علي بأوامر ذكورية متسلطة ..... و على الرغم من صغر سني , الا أنني كنت أحاول أن أجعله يعتاد طبعي ..... و بأنني لا أخضع لسلطان أحد بالقوة .... الى أن أتى اليوم الذي تخلى عني فيه بكل بساطة ..... لكن البساطة التي تركته أنا يخرج من قلبي بها كانت أسرع و في لمح البصر .... كلصق طبي نزعته بسرعة عن جرحٍ متجلط ..... تركته بعدها للزمن فهو كفيل بمداواته ...... )
كانت تيماء تستمع اليها بصمت و تراقب الحزن الذي أطل من عينيها رغم هدوء صوتها ....
نعم .... من الواضح أنها أحبت و بقوة ذات يوم .....
لا تزال بقايا الألم ظاهرة في عينيها .... و الخيانة , جرحها لم يندمل بعد ......
نظرت مسك الى تيماء و قالت بلهجة شديدة ... قوية
( لا يمكنك البقاء بمثل هذا التخاذل يا تيماء ...... أنت امرأة متعلمة و مثقفة و ابنة عائلة عريقة ..... حتى لو كان كل ما أخذته من هذه العائلة هو الاسم فقط , الا أنه نقطة ... نقطة تحسب في سيرتك الذاتية .... و التي كل سطر بها يعلي من قدرك و يرفعك ..... يخبرك أنكِ تستحقين الأفضل .... و ليست معاملة من الدرجة الثانية .... اهتمي بدراستك و تابعي التقدم في رسالة الدكتوراة خاصتك .... سافري و حققي لنفسك ما هو افضل و أفضل .... و ضعي قلبك في ثلاجة .... لا تسمحي للدجاجة المجمدة فيها أن تكون أفضل حظا من قلبك أبدا ..... )
كانت تيماء تستمع الى مسك .... و كل كلمة منها تضربها كصفعة على وجهها ....
و كأنما تريد من مسك أن تصفعها الصفعة الأخيرة كي تستفيق تماما , همست بملىء ارادتها بصوتٍ معذب
( أخبرتني أنه مكث معها ثلاثة أيام لأنها تشعر بالدوار يا مسك ..... بينما أنا من هي تحمل طفله , تركني وحيدة و سافر , ...... )
و قبل أن تستطع المتابعة افلتت شهقة بكاء من بين شفتيها و هي تطرق برأسها لتترك لدموعها العنان و هي تنتحب بخفوت ...
أما مسك فقد تصلبت تماما , و ارتجفت شفتيها للحظة ققبل أن تقول بصوتٍ شارد خفيض
( أنتِ حامل ؟!!!! ..... بهذه السرعة ؟!! ..... )
أومأت تيماء برأسها و هي تبكي بقوة ... غير قادرة على النطق , بينما تاهت عينا مسك و هي تنظر الى بطن تيماء بشرود ..... شرود حزين قبل أن تتنهد قائلة باستسلام
( ألم أخبرك أنكِ قصيرة الطول ... طويلة اللسان ... صغيرة العقل ..... لماذا لم تتمهلي قليلا , بعد أن عرفتِ بأمر زواجه ؟!! ....... لما العجلة , هل سيغلق باب الإنجاب لو تمهلت قليلا يا غبية ؟!!!! .... )
رفعت تيماء وجهها الأحمر و هتفت باختناق
( لا أعلم .... كل شيء حدث بسرعة , لم أخطط ..... فقط حدث منذ الأسبوع الأول لزواجنا ..... )
أغمضت مسك عينيها و هي تقول ببرود
( أنتِ مبهرة يا تيماء .... حقا ... لا أعلم إن كان هذا الغباء صفة متأصلة فيكِ أم مكتسبة .... لكن ما أنا متأكدة منه أنكِ فعلا تبهريني كل مرة أقابلك فيها بمدى تطويرك لصفة الغباء و صقلها .... )
هتفت تيماء باختناق من بين دموعها
( هل هذه هي كلمة مبارك التي أنتظرها منكِ ؟!!! ....... ألف تهنئة !! ..)
هتفت مسك و هي تستقيم لتسحب وسادة من تحتها لتضرب بها وجه تيماء بكل قوتها
( ألف عفريت و عفريتِ يزيدونكِ غباءا ..... )
ألقت مسك رأسها للخلف و هي تضغط أعلى انفها بين عينيها قائلة بغضب
( منك لله يا ابنة سالم .... ضغطي ارتفع بسببك ..... )
أخذ نحيب تيماء يتعالى بقوة ... بينما هتفت مسك فيها بقوة دون أن تفتح عينيها أو ترفع رأسها عن ذراع الأريكة
( كفى صداعا ........ )
صمتت تيماء و هي تبتلع عبراتها حتى غصت بها و سعلت و اختنقت و تحشرج صوتها .....
فزفرت مسك بضيق , قبل أن تلقي بساقيها كي تستقيم جالسة على الأريكة لتقول بتذمر و عصبية
( كفى ..... كفي عن البكاء , كم تظنين عمرك بالله عليكِ ؟!!! ..... )
شهقت تيماء و هي تلملم دموعها و تمسح وجهها بظاهر يدها ... محاولة التقاط أنفاسها قبل أن تقول بهدوء متجنبة النظر الى عيني مسك ...
( أنا آسفة ...... لقد خانتني مشاعري , يبدو أنها هرمونات الحمل قد بدأت تتلاعب بأعصابي .... )
ساد الصمت بينهما طويلا و مسك تراقبها ..... كانت كطفلة , تتلاعب باصابعها ببطىء و هي شاردة تماما , كأنها تحاول ايجاد حلا لمعضلة حياتها ....
للحظة شعرت مسك بالإشفاق عليها من هذا العشق الملعون .....
شعرت بالعطف عليها لأنها لا تملك الا أن تكون غبية في حبه ......
قالت مسك بهدوء أخيرا
( مبارك يا تيماء ........... )
رفعت تيماء وجهها الشاحب تنظر الى مسك متفاجئة من تهنئتها الهادئة .... و حين رأت النظرة الصافية في عينيها .... ارتجفت شفتيها بابتسامة خجولة و مشاعر دافئة لم تحس بها من قبل .... ثم قالت بخفوت
( بارك الله فيك يا مسك .... عقبالك .... )
و قبل أن تتم الكلمة رفعت كفها لتضرب بها فمها بكل قوة و عيناها تتسعان بذعر ...
بينما هزت مسك رأسها و هي تقول بيأس ...
( ألم أخبرك ... مهمة ابهاري لا تتوقف على يديك ..... )
ابعدت تيماء يدها عن فمها و هي تنهض بسرعة لتجلس بجوار مسك على حافة الأريكة ممسكة بكفها ...هاتفة بقلق
( مسك أنا آسفة جدا جدا ..... أرجوكِ سامحيني ....... لم أقصد ... )
أبعدت مسك كفها من بين يدي تيماء لتقول بنفاذ صبر
( كفى .... كفى ..... لقد أصبحت مملة جدا ....هل تظنين أن كلمة تافهة كتلك قادرة على ايلامي !! .... )
التزمت تيماء الصمت و هي تنظر الى مسك بطرف عينيها , تتمنى لو كانت قد ابتلعت لسانها قبل أن تنطق ما نطقت ......
نظرت اليها مسك قليلا بحاجبين منعقدين , قبل ان تتنهد قائلة بهدوء و لطف
( كيف كان رد فعل قاصي حين علم بحملك ؟؟ ......... )
ارتفع حاجبي تيماء و بدت مترددة قبل ان تقول بحذر
( هل أنت متأكدة من السؤال ؟!! ........ )
هزت مسك كتفيها بلامبالاة و قالت بهدوء
( طبعا ......... أخبريني ....... )
ابتسمت تيماء , رغم ألمها ..... و شردت عيناها و هي تتذكر رد فعله , قبل أن تهمس بنغمة ساحرة
( كان كالمجنون ...... حملني و دار بي حتى كدت أفقد الوعي .... عيناه تحولتا فجأة الى طاقتين من جمر مشتعل .... يبرق كالألعاب النارية و للحظة تخيلت انني أرى ظل الدموع بهما .. كان و كأنه حصل على جائزة مليونية ....., الحلم الذي طالما حلم به .......)
صمتت للحظة و الذكريات الحلوة تعود اليها بخيانة ....ثم ضحكت برقة و هي تتابع
(هل تتخيلين أنني كنت أستيقظ من النوم لأجده يجلس بجواري , يداعب بطني بكفه وهو شاردا تماما .... و كل هذا قبل حتى أن نتأكد من الحمل ....)
كانت مسك تستمع اليها بصمت ... بينما غامت عينها بحزن دفين , شارد كشرود تيماء ... الا أنه شرود مختلف , فوعت تيماء اليها و صمتت على الفور قبل أن تقول بخفوت
( مسك .... هل يؤلمك كلامي ؟؟ ...... )
نظرت اليها مسك لتقول بجمود
( اطلاقا ..... و لماذا يؤلمني ؟! ....... على العكس , أنا سعيدة لقاصي , رغم كل غضبي منه و نقمتي عليه لما يفعله بكِ .... الا أنه الصديق الوحيد المتبقي لي , كان أكثر من عرفتهم اخلاصا و رجولة حين احتجته .... ووجدته بجواري ...... لطالما تمنيت له أن يجد السعادة التي يحتاجها ..... لكنني لم أتخيل أن يقتلعها عنوة بيديه .... من أختي .... )
قالت تيماء بهدوء
( لا ...... لا يا مسك , لقد ارتضيت بكل ما فعله , .... أنا ملامة مثله تماما و شريكة له في تلك التعاسة التي أحياها الآن ..... )
تنهدت مسك و هي تنظر اليها قائلة بقنوط
( لا تزالي تدافعين عنه .......... و بكل قوة .... )
نظرت تيماء أمامها بصمت .... ثم قالت بخفوت
( الغريب أنني أشعر بالغضب ما أن يمسه غيري بسوء ..... أشعر و كأنه يسيء الى طفلي , رغم معرفتي بكل عيوبه ..... )
زفرت مسك و هي تنهض بصعوبة من جوارها قائلة بصلابة
( كفى كلاما عن سيادته ..... و اخلعي حجابك و خففي من ملابسك كي ترتاحي قليلا و تأكلي ..... تبدين متعبة للغاية ..... )
نهضت تيماء و هي تحاول اسنادها قائلة بقلق
( ربما عليكِ أن ترتاحي ..... و أنا سأعد لكِ ما تأكلين ...... )
مطت مسك شفتيها و هي تقول ببرود
( اطمئني ..... لن نحتاج لأن نعد شيئا , فالطعام سيصلنا خلال دقائق دون مجهود .... )
عقدت تيماء حاجبيها ... لكن قبل أن تسأل مسك عما تقصده , كان رنين جرس الباب يرتفع ..... لتتنهد قائلة
( ليتني تمنيت شيئا آخر ...... ها هو الطعام قد أتى ..... )
ثم اتجهت الى باب الشقة تتبعها تيماء و هي تقول بحيرة
( هل طلبتِ طعاما جاهزا ؟؟ ........ )
لكن مسك لم تجبها , بل فتحت باب الشقة و هي تقول بفتور
( مرحبا وفاء ...... لم يكن هناكِ داعٍ للمجهود و التكلفة ..... ككل يوم ....)
دخلت وفاء مبتسمة بعينين براقتين و هي تهتف بسعادة
( مرحبا بكِ أنتِ يا غالية ..... أي مجهود و أي تكلفة , و هي يعد هذا شيء مقارنة بما قدمته لي ..... )
وضعت الصينية على الطاولة قبل أن تلتفت الى مسك متابعة بنبرة متوهجة
( ثم أنني لا أستطيع أن أرفض أمرا لأمجد .... فهو حبيب العائلة كلها ..... يحبه الجميع والله يا مسك , و خالتي أم أمجد .... لا حاجة لي باخبارك عنها , والله كالعسل ... توضع على الجرح فيطيب من طيبة قلبها .... يا سعد و هناء من ستكون من نصيب أمجد .... أنا لا أقول هذا لأنه ابن خالتي .... لا والله ... هي شهادة حق والله العالم ..... )
كانت مسك واقفة تستند بكلتا كفيها الى العصاة كقرصان مبتور الساق و هي نتظر تلك الوصلة كي تنتهي ...
و الدم يغلي في عروقها .... و يتفاعل .... و يفور .... و يهدد بالتهور ....
بينما أمسكت تيماء بذراعها تشدها اليها لتهمس في أذنها بفضول
( من أمجد هذا ..... ها .... من أمجد ؟؟ .... )
الا أن مسك جذبت ذراعها من يدي تيماء بقوة و هي تدفعها عنها بنفاذ صبر .... فانتبهت وفاء أخيرا لوجود تيماء وقالت بحرج
( عذرا يا مسك ..... لم أعرف بأن لديكِ ضيوف !! .... حين اتصل بي أمجد بعد ايصالك , لم يخبرني أن معكِ ضيوف ..... )
ارتفع حاجبي تيماء قبل أن تلمع عيناها بخبث و هي تهمس لمسك بفهم خبيث أخيرا ....
( ما شاء الله .... و اسمه أمجد أيضا !!! ..... أشقر و بلحية و اسمه أمجد !! .... ماذا ينقصه بعد ؟! .... )
دفعتها مسك و هي تقول بقوة
( اذهبي للداخل يا تيماء ..... )
الا أن وفاء قالت بسعادة و هي تنقل نظرها بينهما
( ألن تعرفيني بضيفتك يا مسك ؟!! ...... )
أغمضت مسك عينيها بيأس , بينما مدت تيماء كفها مصافحة و هي تقول بمودة
( أنا تيماء ...... أخت مسك ..... تشرفت بمعرفتك ... )
هتفت وفاء و هي تضمها اليها لتقبل وجنتيها بمحبة
( غير معقول ....... أختها !! ... لم أكن لأخمن أبدا , لا يوجد أي شبه بينكما مطلقا .... )
استسلمت تيماء لقبلات وفاء و هي تقول ببساطة
( أنا من أم و هي من ام أخرى ....... والدنا كانت له شقاوته في سنوات شبابه .... )
قالت وفاء باهتمام و هي تراقب اصابع تيماء
( هل أنت متزوجة يا تيماء ؟؟ ......... )
ردت تيماء و هي تبعد الغطاء عن الصينية لترى ما بها ....
( نعم .... متزوجة من شهر تقريبا ...... )
هتفت وفاء بمودة و كانها تعرفها .....
( عروس اذن .... ما شاء الله .... الف مبروك ..... الف مبروك ..... )
كانت تيماء قد التقطت احدى اصابع المحشو لتلتهم نصفها بنهم و هي تكاد أن تسقط من شدة الجوع الذي لم تدركه الا الآن .... ثم وضعت النصف الآخر في فمها قبل حتى أن تبتلع النصف الأول , بينما تابعت وفاء تسألها بخبث السؤال المعتاد
( و هل هناك شيء قادم في الطريق أم أنه السؤال مبكر جدا ؟!! ...... )
ثم ضحكت بقوة بينما مسك تتأكد بذهول مما سمعته للتو ... لكن تيماء كانت تلتهم شيئا من كل طبق , ثم قالت ممتلئة الفم
( أنا حامل فعلا ............ )
هتفت وفاء بسعادة و انبهار
( ما شاء الله ...... ما شاء الله ...... لم أكن أظن أن تجيبيني هكذا بصراحة , فقد كنت أمزح معكِ فقط .... مبارك لكِ حبيبتي ... )
أومأت تيماء برأسها دون أن ترد و هي تسحب كرسي كي تجلس و تأكل بينما وفاء تتابعها بفخر مفكرة ...
أما مسك فقد كانت تراقبهما بنظرة غريبة .... مدركة تماما ما يدور في ذهن وفاء , ....
على الأرجح تفكر أنها تنتمي لعائلة ذات خصوبة عالية ....
لقد تطوعت ذات يوم و شرحت لها انها تؤمن تماما بخصوبة بعض العائلات اكثر من عائلات اخرى ....
بل و تكرمت باخبارها .أن كل نساء عائلتها قد حملن منذ الشهر الأول في زواجهن ......
و مسك كانت يومها تستمع اليها صامتة دون أن تبدي أي راي ....
أما الآن ..... فالنفور بداخلها بدأ يتزايد سريعا قبل أن ترفع وجهها لتقول بحسم
( أشكرك يا وفاء على تعبك معي و مساعدتك لي , لكن رجاءا كفى ..... لقد طلبت من أمجد أن يخبرك بذلك , لكن الواضح أنه شعر بالحرج ..... )
نظرت اليها وفاء بدهشة قبل أن تنفجر ضاحكة لتقول
( من هذا الذي شعر بالحرج ؟!! ......... أمجد أصدر لي أمرا مباشرا كي لا أتوقف عن تحضير الطعام لكِ الى أن تصح قدمك تماما ..... )
هتفت مسك بغضب
( ليس من حقه أن يأمرك بخدمتي ..... أنا سأكلمه في هذا الأمر لاحقا , لكن رجاءا كفى ... )
اقتربت منها وفاء لتمسك بذراعها قائلة
( أنا لا أعتبره أمرا .... يوم المنى الذي أرى فيه أمجد يريد الزواج ... و من الشابة التي أسرتني بصنيعها لآخر العمر ...... لقد طلب مني أن أحاول اقناعك من جديد و أنا و خالتي نتمنى هذا اليوم قبل الغد .... )
توقفت تيماء عن الأكل و هي تنظر اليهما بذهول ... فتابعت وفاء تقول بجدية
( سانديني يا تيماء في اقناع اختك ...... ابن خالتي زميلها و تعرفه حق المعرفة .... رجل طول و عرض و هيبة ..... أخلاقه يشهد لها الجميع و لن يؤخر لها طلبا , .... )
ظلت تيماء تنظر اليهما بنفس الذهول بينما قالت مسك بحسم
( وفاء ..... رجاءا هذا الموضوع منتهي , أنا امتنعت عن التفكير في الزواج لفترة طويلة ..... رجاءا كفى .... )
نهضت من تيماء مكانها و قالت بحذر محاولة ابتلاع الطعام في فمها بصعوبة
( اتركيني معها و أنا سأحاول اقناعها ..... انها عصبية الآن ليس اكثر .... )
ابتسمت وفاء و هي تشد على معصم تيماء قائلة
( انا الآن مطمئنة .... سأترك الموضوع بيني أيدٍ أمينة , ابذلي قصارى جهدك يا تيماء .... الرجل يتمناها في بيته اليوم قبل الغد .... )
أومأت تيماء و هي تقول الحقيقة الوحيدة القادرة عليها
( اطمئني ..... سأحاول ما بوسعي ..... )
ابتسمت لهما وفاء ثم غمزت لمسك و هي تقول
( أنا سأصعد الآن الى شقتي .... و من يعلم , قد تحمل الصينية المقبلة شراب الورد الأحمر بعد أن نحصل على البشرى ..... )
لم ترد مسك .... بل زفرت بعصبية , بينما رافقت تيماء وفاء الى الباب مودعة , ثم اغلقت الباب خلفها لتستدير عائدة ركضا الى مسك ....
ثم جذبتها لتجلسها بالقوة الى احدى كراسي المائدة و جلست في مواجهتها لتقول بنبرة آمرة
( اخبريني بكل شيء ..... لن أرحل قبل أن أعرف .... )
قالت مسك بحدة
( لا شيء لتعرفينه ..... مجرد زميل يريد الزواج مني و أنا لا أريده ...... نقطة آخر السطر ... )
رفعت تيماء حاجبيها و قالت بحذر
( و هل ترفضين الزواج من المجرد زميل ... بينما تقبلين أن يقلك نفس المجرد زميل يوميا .. و يحمل لكِ الحاسوب و الحقيبة .. و تأكلين الطعام الذي تحضره ابنة خالة نفس المجرد زميل ؟!!....
شيء من اثنين .... إما أنكِ مستغلة .... أو تتغابين ..... و أنا أرجح الإحتمال الثاني .... )
زفرت مسك و هي تنهض من مكانها بالقوة
( أتعملمين ...... أنتِ محقة , لقد تساهلت معه بما يكفي و الخطأ خطأي ..... سأتصل به على الفور لأنهي هذه المهزلة ... )
أمسكت تيماء بذراع مسك لتنظر في عينيها ثم قالت بجدية و خفوت
( هل يعلم ؟؟ .......... )
نظرت مسك الى عينيها بجمود .... ثم قالت ببساطة
( نعم يعلم ..... و مصمم أكثر من ذي قبل .... )
صرخت تيماء فجأة بغضب
( و ترفضين ؟!! .......... )
برقت عينا مسك بغضب أشد و هي تقول ببرود جليدي
( تقصدين لأن من هي في مثل وضعي لا تتجرأ على رفض الفرصة ..... بل عليها أن تقبلها شاكرة لليد التي امتدت لها و قبلت بها .... اليس كذلك ؟! ... )
هتفت تيماء بجنون
( بل لأن لا امرأة عاقلة ترفض رجل يتمناها الى تلك الدرجة , و على استعداد لأن يضحي بهذا القدر لأجلها ...... أين عقلك ؟!! ... أشقر و بلحية و يحمل لك الحقيبة !! هل أنت مجنونة لترفضين رجل مثله ؟!! ...... )
قالت مسك بجمود بعد صمت طويل
( أنا لا أقبل التضحية ........ الزواج القائم على تضحية نهايته معروفة ما أن يزول بريقه ..... )
تحركت بصعوبة و هي تستند الى العصاة التي اشتراها لها .... فنادت تيماء من خلفها بأسى
( ترفقي بالرجل ......... لا تكسري قلبه .... )
استدارت اليها مسك لتقول بخفوت
( حمقاء ...... و ستظلين هكذا الى يوم مماتك ...... )
ثم اتجهت الى غرفتها لتصفق بابها بكل عنف خلفها .... أما تيماء فقد جلست الى الكرسي بملامح حزينة و هي تهمس بخفوت شارد
( ترفقي به ....... ليتني اجد من يترفق بحالي ..... )


يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t338280-766.html

ru'a and esoo As like this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 19-11-16 الساعة 09:12 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.