آخر 10 مشاركات
527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-16, 01:53 AM   #8411

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


مسا الورد يا بنات ... أنا حنزل الفصل حالا

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 01:54 AM   #8412

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السادس و العشرون :

( سوار غانم الرافعي ....... هل ستبقيني على الباب أكثر ؟!! ........ )
ساد الصمت ثقيلا بينهما ... بينما راقبت سوار اتساع عيني المرأة أمامها حد الهلع .... فظلت واقفة بصبر و هي تنتظر منها أن تفتح الباب ... و حين طالت بها الصدمة , تابعت سوار بصوتٍ بارد ثقيل
( يمكنك ادخالي دون قلق .... فلن آخذ من وقتك الكثير .... )
الا أن عيني سوار انخفضت الى أصابع المرأة التي تصلبت فوق حافة الباب حتى ابيضت مفاصلها بشدة ....
فعادت و رفعتهما الى عيني المرأة و قالت بهدوء ساخر
( يمكنك تفتيشي قبل أن تسمحي لي بالدخول إن أحببتِ ..... لكن أنصحك بسماع ما أريد قوله , لأنه هام .... لذا لا تتسرعي بصرفي من هنا .... )
ظلت المرأة متشبثة بالباب .... و كأنها تحولت الى تمثالٍ حجري لا ينطق و لا يسمح ...... حينها قالت سوار مجددا بهدوء آمر
( افتحي الباب و لا تخافي ... أعطيتك الأمان , و سوار الرافعي لن تغدر مطلقا ...... )
رمشت المرأة بعينيها مرة , فأدركت سوار بأن كلماتها قد بدأت تتسلل الى ذهنها المرتعب أخيرا ... الى أن تراجعت خطوة و هي تزيح الباب بتردد , مصدرا صوت صرير مزعج زاد من توتر الجو بينهما ...
انتظرت سوار مرتفعة الرأس بإباء ... حتى فتح الباب أمامها بأقصى اتساعه .... ثم همست المرأة أخيرا بصوتٍ ضائع
( تفضلي ................ )
رفعت سوار حافة عبائتها , ثم خطت الى داخل الدار .....
بنظرة واحدة كانت قد ألمت بالمكان المحيط بها .... دار بسيطة التأثيث .... متواضعة أكثر و تعبر عن ضيق الحال ....
الا انها نظيفة و مرتبة .....
توقفت نظرات سوار على طاولة صغيرة عليها عدد من الكتب و الدفاتر المفتوحة .... خاصة بطفلٍ في مرحلة دراسية مبكرة على ما يبدو .....
ثم عادت لتدور بوجهها الى أن رأت طفلا صغيرا عند ممر داخلي يتعثر في خطاه !! ...
تصلبت عينا سوار عليه للحظة ... كان طفل جميل أسمر الملامح , لا يتعدى عمره العام ... يترتدي جلباب صغير زاد من قربه للقلب لكل من يراه للنظرة الأولى ....
مرت لحظتين و هي شاردة النظر في الطفل الصغير مما جعل أمه تنتفض و هي تندفع اليه معمية القلب , تحمله بين ذراعيها لتترفعه عن الأرض و تضمه الى صدرها بكل قوة و كأنها تخشى عليه منها ...
ضيقت سوار عينيها و هي تنظر الى المرأة ذات العينين الواسعتين المذعورتين , و هي تضم الطفل بشدة تكاد أن تخنقه و تضيق عليه أنفاسه .... فبدأ يتململ منها , غير مستوعب لتقييدها له بهذه الطريقة ...
الا أنها لم تتركه و لم تخفف من ضغطها عليه ....
فقالت سوار بصوت صلبٍ جامد و هي تشير بسطوة بذقنها الى الطفل
( كم عمره ؟!! ........ )
ازداد الهلع في عيني المرأة و هي تضم طفلها أكثر و اكثر قائلة برعب
( لماذا تسألين ؟!! ......... )
ارتفع حاجبي سوار بسخرية و هي تقول ببرود
( الا تعرفين طريقة الرد بتهذيب قليلا ؟!! .... على الأقل احتراما لكوني ضيفة في دارك .... )
ابتلعت المرأة ريقها بصعوبة , ثم قالت باختناق
( لقد أعطيتني الامان ........ )
تصلبت عيني سوار أكثر حتى باتت أشبه بالرخام العسلي الخام البارد , قبل أن تقول بصرامة
( سبق و أخبرتك بذلك , و لن أتنازل و أكرر ما وعدتك به .... فهلا أجبتني .... )
ترددت المرأة و بدت على وشك الإصابة بالإغماء من شدة شحوب وجهها ... لكنها أطرقت برأسها تدس أنفها في عنق طفلها و هي تهمس بصوتٍ مرتعش
( عام ......... )
ظلت سوار على نفس الملامح المترفعة الجامدة و هي تنظر الى المرأة دون تعاطف ..... ثم قالت أخيرا بصوتٍ خافت غريب
( و أنا أيضا كنت أحمل طفلا .... منذ أشهر , .... ربما بعد ولادتك بشهر أو شهرين ..... )
سحبت المرأة نفسا حادا سريعا و هي تنظر تلقائيا الى بطن سوار ... و كأنها تفكر , لكن سوار تطوعت و تابعت بصوتٍ أكثر جمودا ....
( كان هذا قبل زواجي من ليث الهلالي ....... من زوجي الأول رحمه الله , .... سليم الرافعي , أسمعتِ عنه من قبل ؟! ..... )
ازداد اتساع عيني المرأة و تراجعت خطوتين حتى التصقت بالجدار خلفها ... فاغرة الفم و كأنها فقدت صوتها , لا تملك سوى النظر الى سوار بعجز و هي تضم طفلها اليها بشدة ...
أما سوار , ..... فتنهدت و هي تتحرك في بهو الدار ببطىء , شاردة العينين , تنظر حولها بلا اهتمام .... ثم تابعت بهدوء
( الا أنني فقدته ...... من شدة حزني على والده ...... )
توقفت للحظة و ظهرها للمرأة .... و مدت يدها تمسك دمية على شكل حصان صغير مصنوع من القماش و الجلد .... أخذت تلامسها بأصابعها بشرود , قبل أن تقول بصوتٍ فاتر
( مكتوب أن يلحق بوالده كي لا يحيا يتيما ........ )
شعرت المرأة خلف سوار بأنها , على وشك فقد آخر أنفاسها , قبل أن تهمس بتوسل و نحيب صامت بلا دموع ....فقد كانت أكثر خوفا حتى من أن تبكي ....
( ياللهي .......... )
ثم حاولت الجري الى باب الدار في حركة غبية , غير محسوبة , الا أن سوار استدارت اليها حين شعرت بحركتها , فقالت بصوت حازم آمر ذو سطوة
( توقفي مكانك ....... )
تسمرت المرأة مكانها و هي تنتفض بوضوح و قد تصبب العرق البارد من جبينها , قبل ان تستدير الى سوار مرتعشة .... حينها ابتسمت سوار بسخرية و هي تفتح ذراعيها و هي تقول ببرود
( يمكنك تفتيشي كي يطمئن قلبك ..... فأنا لا أحمل سلاحا .... )
انحنى حاجبي المرأة بتوسل و هي تنظر الى سوار بذعر , قبل أن تستجمع شجاعتها لتقول بصوت مرتعش مختنق
( ماذا تريدين مني و من أطفالي سيدة سوار ؟؟ .......... )
لم تهتز حدقتي سوار و هي تنظر الى الطفل الأسمر الصغير بين ذراعي المرأة , .... ثم سألتها بهدوء دون أن تجيب سؤالها
( كم طفلا لديكِ ؟؟ ......... )
افلتت شهقة بكاء و ذعر من بين شفتي المرأة و هي تغمض عينيها , فقالت سوار بنفاذ صبر رغم هدوء صوتها
( لماذا تبكين الآن ؟!! .... ما فعلت سوى أن سألتك سؤالا بسيطا !! ..... )
الا أن المرأة لم تتوقف عن البكاء و الخافت , قبل أن تجيب بصوت مختنق
( أربعة أطفال ..... أكبرهم في الرابعة عشر .... و أصغرهم عوض عمره عام واحد .... )
نظرت سوار الى عيني الطفل الكحيلتين , ثم سألتها بهدوء آمر دون مقدمات
( أين زوجك ؟؟ ............ )
بهت وجه المرأة أكثر حتى بدا كوجوه الأموات ... و توقفت دموعها فجأة و كأن منابعها جفت من شدة الخوف قبل أن تسأل بصوتٍ أجوف كالصدى
( لماذا تسألين عنه ؟!! ...... ماذا تريدين منه ؟!! ..... )
نظرت اليها سوار بثبات لعدة لحظات , قبل أن تجيبها بمنتهى الهدوء
( القصاص ............. )
صرخت المرأة بهلع و هي تضم طفلها الى صدرها بهلع
( ياللهي لاااااااا.......... )
لم تتحرك سوار من مكانها و لم تفقد هدوء نظراتها .... ثم قالت بثقة
( لا تخافي ..... لا أطلب القصاص من اطفالك .... في صغرهم أو كبرهم كما كان الثأر و لا زال في قوانين بلدنا .... أنا يحكمني الشرع , .... و القصاص عندي من زوجك فقط .....أما أطفالك في أمان ... )
أغمضت المرأة عينيها بشدة و هي تهتف همسا برعب
( ياللهي .... ياللهي .... ياللهي ....... )
لكن سوار لم تتعاطف معها و هي ترى حالتها المنهارة .....
لماذا تتعاطف معها ؟!! من تعاطف معها هي حين قتلو سليم ... أنقى و اطهر قلب فيهم , و أجبروها على أن تتناسى و تبدأ حياة جديدة .... بينما الحريق لا يزال في صدرها حيا ....
مرت عدة لحظات قبل أن تفتح المرأة عينيها الحمراوين الدامعتين ... لكن الغريب , أن نظرة شراسة كانت تلمع بهما عن بعد .... نظرة دفاع عن الحياة , حتى ولو لآخر لحظة ...
فقالت بخشونة مختنقة و هي ترتعش و تنتفض
( لقد انتهى الأمر بالصلح .... و تزوجتِ من السيد ليث , .... لا يمكنك خرق اتفاق كبار البلد .... )
لم تهتز حدقتي سوار ... و لم تنتفض فيها عضلة واحدة و هي تنظر الى المرأة بهدوء ساخر قبل أن تقول بتأني مهيب
( أتظنين أن امرأة فقدت زوجها و طفلها قبل أن يرى النور .... ستحفل كثيرا باتفاق الكبار ؟!! .... )
اتسعت عينا المرأة بهلع ... و تسارع ارتفاع و انخفاض صدرها , الا أنها هتفت بقوة رغم ارتعاش صوتها
( سأخبرهم ...... سأخبر الجميع بزيارتك و سيقفون أمامك .... لن يسمحوا لكِ بفتح باب الدم من جديد .... )
ارتفع حاجب سوار و قالت بهدوء مبتسمة
( سأنكر ....... , ترى من سيصدقون ؟!! فأنا تزوجت ليث و أتتمت واجبي من هذا الإتفاق عن طيب خاطر ... )
تأوهت المرأة برعبٍ أكبر الا أنها هتفت مجددا بيأس و في محاولة جديدة
( لن يرضى السيد ليث بهذا ...... لن يرضى .... هو يرعانا منذ أن غاب فواز ..... و لم يغفل ليومٍ واحد عن مطالبنا ....... لن يأتي الآن و يسمح لكِ بالإقدام على ما تنوينه .... )
قست عينا سوار للحظة .... و اشتدت شفتاها في خطٍ حاد , الا أنها سرعان ما استعادت قناع هدوءها قبل أن تقول بصوتٍ بارد ناعم كسطحٍ أملس قاسي
( ربما لن يعرف السيد ليث بذلك ...... يمكنك اخباره و لنرى من سيصدق هو الآخر .... زوجته ؟!! أم زوجة قاتل صديق عمره ...... )
كان صوت تنفس المرأة عالٍ جدا ...كمضخة عنيفة , الا أنها لم تتوقف عن التشبث بحياتها حتى آخر رمق , فهتفت مجددا بوحشية
( لن تستطيع امرأة الأخذ بثأرها ..... لن تستطيعي بمفردك ....... )
" اذن أنت لا تعرفين سوار الرافعي جيدا ..... "
هذا هو ما فكرت به سوار , الا أنها لم تنطق به , بل ابتسمت بسخرية ذات ثقة قاتلة .... قبل أن ترفع حاجبها و تقول بنعومة
( و من قال لكِ أنني بمفردي ؟!! ........ )
اتسعت عينا المرأة أكثر و فغرت فمها بحماقة قبل أن تهمس بصوتٍ و كأنها تهذي
( من معك ؟!! .............. )
ازدادت ابتسامة سوار جميلة , ثم قالت بصوتٍ هادىء متمايل و كأنها تخشى أن تشي بسرٍ كبير
( لنقل أن لدي جناح سري ..... افراده يرفضون الصلح و يطلبون القصاص .... لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة .......
شهقت المرأة فجأة بنحيب مكتوم و هي تطبق جفنيها بشدة هاتفة من بين بكائها بيأس
( توقفي عن هذا ..... أرجوكِ , الا ترين أنكِ تقتليني بدمٍ بارد ..... )
اختفت ابتسامة سوار و ظهر الوجه الحقيقي لروحها الجامحة دون سخرية أو مكر و هي تقول آمرة بنبرة ذات سطوة
( الى أين هرب زوجك ؟!! .............. )
فتحت المرأة عينيها المتورمتين و نظرت الى سوار بيأس الا أنها هتفت بقساوة
( لا أعلم ..... حتى و إن كنت أعلم مكانه , ما الذي يجعلك تظنين أنني سأسلم لكِ عنق زوجي هكذا و بكل بساطة ؟!! ...... )
رفعت سوار وجهها و قالت بثبات و بنبرة قاطعة
( لأن لدي عرض أخير ..... قد يكون فيه بعض الأمل لزوجك , لأنه حتى الآن هالك في نظري لا محالة ....... )
تداخلت شهقاتها الخافتة الخائفة ... و رفعت كفها لتمسح دموعها بطرف وشاحها قبل أن تهمس بصوتٍ مختنق
( أي عرض ؟؟!! ........ )
قالت سوار دون مقدمات
( مستعدة للتنازل أنا و من معي عن الثأر حقنا للدماء .... على أن يسلم نفسه للشرطة ....)
فغرت المرأة فمها واسعا .... قبل أن تضحك ضحكة عالية عصبية أبعد ما تكون عن المرح ... بل كانت صيحة احتضار ساخرة ....
ثم هتفت بعدها بجنون
( أي أنكِ تخيرينه بين الموت بسلاحكم ..... أو الموت على حبل المشنقة !! ..... ماذا سيستفيد اذن ؟! ... )
أظلمت عينا سوار بقسوة و هي تقول بصوت جامد
( لن يتم اعدامه .... على الأرجح سيقضي وقتا طويلا في السجن ...... )
عادت المرأة لتضحك بأسى و عذاب ... ثم قالت باختناق
( أي سيموت بعد وقت طويل في السجن .... كوالده تماما , .... لقد انتظره طويلا ,.... لكن القدر لم يمهله فمات قبل خروجه مباشرة ....... أي ظلم يجعلك الآن تأمرين له بنفس حياة والده !! ..... )
كانت سوار تستمع اليها بصمت صلب .... لا يحمل أثرا للتعاطف أو الرحمة , الا أنها كانت مهتمة بمعرفة كل معلومة عن فواز الهلالي ..... فقالت بصوتٍ ميت
( والده الذي كان صاحب الدم الأخير ..... قبل الصلح , اليس كذلك ؟! .... ذلك الصلح الذي تزوجت فيه وهدة الهلالي من غانم الرافعي ايقافا لسيل الدم !! .....)
أومأت المرأة بصمت و دموعها تجري على وجنتيها ... قبل أن تهمس بصعوبة
( نعم هو ..... لقد هرب لفترة , ثم تم القبض عليه و قضي عليه بالسجن المؤبد .... و قد تشرد أولاده بعد سجنه , لقد ذاق فواز الأمرين كي يساعد أمه و أسرته ..... عرف معنى الجوع و الشقاء .... لم يهتم أحد بهم و نسوهم تماما بعد ان تم الصلح ... فعاش وحيدا لا يعرف معنى الطفولة أو الراحة ..... حين علم أن والده قد توفي بعد خمسة و عشرين عاما .... ظننت أنه لن يهتم , و ربما أرجع ذلك الى تقدم عمر والده .... لكنني صدمت بمدى انهياره ..... و كأن سنوات الشقاء قد تجمعت كلها في لحظة واحدة و تفجرت بداخله كي يستسلم للتعب و الإحساس بالظلم اخيرا ..... )
صمتت أخيرا و هي تنخطر في بكاء خافت متعب .... بينما سوار تتابعها بصمت , تستمع اليها باهتمام جامد ميت المشاعر .... ثم قالت أخيرا بفتور
( كان يمككني التعاطف معه .... لو لم يقدم على قتل زوجي ..... )
خفت صوت سوار في كلمتها الأخيرة , و هي تشعر بغصة مؤلمة مريرة حادة ....
التقطتت نفسا عميقا كي تستعيد هدوءها ... ثم قالت بنفس النبرة الميتة
( هل كنت تعرفين من هو سليم الرافعي ؟!! ....... )
ظلت المرأة تبكي بصمت و هي توميء برأسها دون كلام ... فسألتها سوار بهدوء
( هل سبق و رأيته ؟؟ ......... )
أومأت المرأة برأسها مجددا و هي تبكي و تنتحب بصمت ... قبل ان تهمس بصوت مختنق
( كان زين شباب عائلة الرافعي ..... معروف بابتسامته ذات النور الداخلي .... تفرح من يراها , البلد كلها كانت تحكي و تتحاكي عن طيب أخلاقه وطهارة روحه .... )
غطت غلالة من الدموع الباردة حدقتي سوار ... رفضت أن تذرفها , لكنها أومأت برأسها و هي تهمس بخفوت

( نعم ..... كان كذلك و أكثر ...... هكذا تتكلمين عنه و أنت انسانة غريبة عنه , فماذا تتوقعين أن يكون شعوري أنا ؟!! ..... زوجته التي فقدت تلك الروح الطيبة النقية للأبد ..... )
رفعت المرأة وجهها المتورم الى سوار , قبل أن تندفع اليها لترمي نفسها ارضا عند قدميها ممسكة بكفها محاولة تقبيلها و هي تهتف متوسلة
( أرجوكِ يا سيدة سوار .... أتوسل اليكِ , أعفي و اغفري ..... اقنعي من معك أن يتركوا فواز لحاله .... الا يكفي أنه سيظل مطاردا طوال عمره !! .... انظري الى حال أطفاله من بعده .... انظري الى حالي بعد أن صفا بي الحال وحيدة أنا و كوم اللحم و الأفواه المفتوحة كل ليلة .... والله لولا عطف السيد ليث علينا لكنا ذقنا الويل ..... أرجوك اقنعيهم ...الرحمة ارجوكِ . )
كانت سوار قد نزعت كفها من يد زوجة فواز ... ثم تراجعت خطوة لتقول بخفوت
( و أنا من يقنعني ؟!! ...... من يقنعني أن أتناسى زوجي و حبيبي ؟؟ .... من يقنعني أن أنسى طفلي الذي فقدته من شدة حزني على والده ؟!! ..... تريدين مني الإبقاء على حياة زوجك كي يبقى لكِ و لأطفاله ..... بعد ان سلبني زوجي و طفلي !! ..... اي عدل و رحمةٍ تلك التي تطلبينها بوقاحة ؟! ............ )
انخفض وجه المرأة و استمرت في بكائها و هي تضم طفلها الى صدرها بقوة .... بينما اتجهت سوار الى باب البيت ببطىء قبل أن تستدير اليها قائلة ببرود
( بلغي زوجك الرسالة .... فليسلم نفسه و حينها فقط سنتنازل عن ارسال من يبحث عنه و يريق دمه .... )
لم تستطع زوجته الرد .... و لم تنتظر سوار الرد من الأساس , بل فتحت باب الدار و خرجت , لتغلقه خلفها بهدوء ....
حينها فقط , رفعت وجهها الى الهواء النقي و أغمضت عينيها , تاركة الدموع الحبيسة تنساب على وجنتيها بصمت بعد أن حبستها طويلا ....
بينما ارتفع كفها الى قلبها النازف ليرتاح عليه .... تربت على ألمها الحي , و لسانها يهمس دون أن يتجاوز الصوت شفتيها
" يا حبيبي يا سليم ..... آه يا حبيبي ....... "
كانت تود الصراخ ...... تتمناه , حتى ينضب الألم مع آخر أنفاسها مرافقة لآخر صرخة .... علها ترتاح أخيرا ....
مرت بضعة لحظات كانت تحاول خلالها أن تتعامل مع ألمها كي تستطيع متابعة طريقها ... ثم فتحت عينيها أخيرا و هي تاخذ نفسا عميقا , تغطي وجهها بطرف وشاحها باحكام ....
لكن و ما أن خطت خطوة تبتعد عن باب دار فواز الهلالي حتى أجفلها صهيل فرسٍ قريب منها ... رفعت سوار وجهها و هي تظلل عينيها من أشعة الشمس حي تتحقق ممن يقف أمامها ... حينها فقط تسمرت وهي ترى ليث أمامها على ظهر جواده ... ينظر اليها بعينين غامضتين ....تحملان مشاعرا غريبة متناقضة ... بالتأكيد الغضب احداها ....
همست سوار بصوت متداعي
( ليث !! ................ )
لم يرد عليها ليث على الفور .... بل ظل مكانه ينظر اليها بصمت و خيبة أمل قبل أن ينزل عن ظهر فرسه ليقترب منها ببطىء ممسكا بلجام الفرس .. الى أن وصل اليها ووقف أمامها فارتبكت نظراتها للحظة , الا انه قال بصوتٍ خافت له نبرة غريبة
( ماذا تفعلين هنا ؟,............... )
رفعت جفنيها تنظر الى عينيه , ثم قالت بثبات , رغم سرعة نبضات قلبها
( هل تراقبني يا ليث ؟!! ........ )
رأت عضلة في فكه تشتد و تضطرب و كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته , ثم قال أخيرا بنفس النبرة الخافتة الآمرة
( سألتك سؤالا و أريد جوابا في الحال ......... )
ظلت سوار تنظر اليه مرفوعة الرأس بصمت دون أن ترمش بحدقتيها و كأنها تواجهه بهما فهما سلاحها الوحيد في تلك اللحظة ... الى ان قالت أخيرا بصوت هادىء
( أتيت أتفقد الأسرة التي ترعاها ..... ربما احتاجوا شيئا .... )
أظلمت عينا ليث , و تعمقت بشكل مقلق ... الا أنه شد من ظهره و سوى كتفيه ليقول بصوت خافت شديد النبرة
( لن نتابع حديثنا هنا يا حرمي ..... هيا , تعالي معي .... )
قالت سوار بنبرة متوترة قليلا ...
( رجاءا لا تشغل نفسك بي .... تابع طريقك و أنا سأذهب الى عبد الكريم , انه ينتظرني اول الطريق ... )
رفعت حاجبها , و قالت عن قصد
( هذا ان كنت متجها الى مكان معين من الأساس .... أم أنك خرجت خصيصا كي تراقبني فقط ؟! ... )
زم ليث شفتيه بقسوة , الا أنه لم يفقد أعصابه .... بل قال من بين أسنانه
( لقد صرفت عبد الكريم .... و أخبرته أنني سأقلك للبيت بنفسي ... )
لمعت عينا سوار ببريقٍ رافض لهذه السيطرة , الا أنها قالت بحدة
( من المفترض أن أذهب لزيارة جدي ...... هل غيرت رأيك و تراجعت عن الكرم الصباحي ؟!! .... )
مالت شفتي ليث بسخرية قاسية , الا أنه قال ببرود و بصوتٍ بدأ يرتجف من شدة الغضب الذي يشعر به في تلك اللحظة
( نعم ..... نعم كان من المفترض أن تذهبي لزيارة جدك كما أخبرتني اليوم صباحا , لا أن تأتين الى هنا تحديدا .... و نعم لقد غيرت رأيي و تراجعت عن كرمي الصباحي , و الآن تقدمي أمامي ... )
كانت سوار على وشك الرفض بتمرد و هي غير قابلة بتلك المعاملة .... الا أنها آثرت عدم التمادي , فنظرت اليه بثبات و قالت آمرة
( حسنا امتطي فرسك و أنا سأسير على قدمي حتى البيت ..... )
لم يبدو على ليث أنه قد سمعها من الأساس وهو يتقدم خطوة اليها ليلتقط كفها يسحبها خلفه بهدوء قبل أن تشعر بكفيه على خصرها ثابتتين قويتين و دافئتين , فرفعت وجهها اليه و هي تقول بذهول
( ما الذي تفعله ؟!! ....... )
الا أن سؤالها تطاير في الهواء , و هي تشعر بقدميها ترتفعان عن الأرض فجأة .... و قوة ما تحملها لأعلى الى أن حطت على ظهر الفرس فنظرت حولها بذهول , قبل أن تعيد عينيها الغاضبتين الى عيني ليث و قالت بذهول
( أنزلني يا ليث .... ما الذي تفعله ؟!! ....... )
الا أنه لم يرد عليها , بل تحرك فجأة , و شعرت بضغطةٍ على الحصان , قبل أن تراه يرتفع , ليمتطيه جالسا خلفها ..... اتسعت عينا سوار و التفتت اليه و هي تقول بقلق
( انزل يا ليث .... أو أنزلني , لا يمكننا الذهاب الى الدار بهذا الشكل أمام أهل البلد , سنصبح حكاية يتناقلونها .... )
أمسك ليث باللجام من حولها و بدأ يحث الفرس على التحرك .... ثم قال ببرود قاسي
( كان عليك الإهتمام بهذا قبل تهورك في المجيء الى هنا ..... )
قالت سوار بحدة
( لم يعرفني أحد و أنا أغطي وجههي .... لكن الآن الجميع تعرفوا الي و أنت تجلس خلفي على ظهر الفرس بما لا يدع الشك لأي بشر ..... أنزلني يا ليث , سأعود للدار بنفسي .... )
الا أن ليث همس في أذنها بصوتٍ أجش
( تشبثي باللجام جيدا ..... فأنا لدي ما أريد قوله لكِ , و لن يكون هذا في الدار .... )
قالت سوار برفض و توتر
( لا ..... لن أذهب الى أي مكان بهذا الشكل , أنزلني يا ليث .... )
لكنه بالفعل كان قد انطلق بالفرس .... فتشبثت بلجامها بقوة و هي تشعر بنفسها تطير على بساطٍ من الأساطير ....
كان يجري بها و هي أمامه , شاعرة بدفء صدره على ظهرها رغم برودة النسيم الملامس لوجهها ....
ذراعاه تحيطان بها , تحتضانها و تبقيانها ملاصقة له ... و كأنه ينوي الهرب بها من هذا العالم الى عالم لهما وحدهما .... لا يشاركهما به مخلوق ...
الا أن الواقع كان يصر على اقتحام تلك اللحظة , فكلما فتفحت عينيها , رأت بعضا من سكان البلدة ينظرون اليهما بذهول كلما مرا بمجموعةٍ منهم .... و أصواتهم تصل الى أذنيها في لحظة خاطفة ...
" ليث الهلالي و زوجته ...... ليث الهلالي و زوجته ...... أهذه هي ابنة الرافعية ؟!! ..... "
أغمضت سوار عينيها أمام الأنظار الفضولية لمن ينظران اليهما .... و صمت أذنيها عن هتافهم .... فقد شعرت في قرارة نفسها برغبةٍ في الإستمتاع بتلك اللحظات المسروقة من الزمن .....
مرت بهما الدقائق وهو يجري بها فوق الطريق الرملية الضيقة .... الى أن وصل الى جرف واسع ... خالٍ من البشر .... يطل على منحنى , يرى الأراضي الممتدة و النخيل الزاهية .... و الجبل الشامخ من بعيد ....
حينها فقط فتحت سوار عينيها لتنظر الى المكان من حولها و هي تشعر بليث يتوقف بالفرس .... قبل أن يقفز من فوقه , ثم انحنى ليثبت لجامه جيدا قبل أن يبتعد الى حافة الجرف ....
راقبته سوار وهو يقف على حافته , يديه في خصره وهو يوليها ظهره ناظرا الى الأراضي المنخفضة و الممتدة أمامه ....
لطالما عشق سحر هذه الأرض .... هذا هو ما أخبرها به لسنواتٍ طويلة وهو يدربها على حمل السلاح ...
" لأجل هذه الأرض يا سوار خسر رجال أرواحهم ... و ارتوى ترابها بدمهم و عرقهم ... خسائرها قد تكون كثيرة و مؤلمة , الا أن خيرها أكثر ... منذ أجيالٍ و أجيال ... "
لا تزال كل كلمة كان يتفوه بها ترن في أذنيها كلحن قديم ... فقد كان كلامه بالنسبة اليها كتاب جميل , تتفنن في قرائته و التهام كلماته بجذل ....
قفزت سوار من على ظهر الفرس , ثم تحركت اليه عدة خطوات الى ان وقفت خلفه , تتأمل كتفيه المثقلتين بالهموم .... ثم قالت أخيرا بهدوء و بصوتٍ خافت و كأنها خافت من أن توتر السكون المهيب من حولهما
( ها نحن قد أتينا الى المكان الذي أردته ...... لما أنت صامت الآن ؟! .... )
ساد الصمت لعدة لحظات , قبل أن يقول ليث بصوت أجش خافت ...
( كنت أتذكر تلك الأيام التي علمتك فيها حمل السلاح ....... )
ابتسمت سوار رغما عنها ابتسامة صغيرة , الا أنها قالت بثبات
( كانت أياما جميلة ..... كنت معلمي الأول في كل شيء تقريبا .... )
قال ليث بصوتٍ أجوف بعيد
( ليت هذا كان حقيقة ..... لو كنت معلمك في كل شيء , لما كنتِ الآن تبحثين عن الدم معمية البصيرة .... )
اجفلت سوار و تراجعت خطوة و هي تنظر اليه , تتحقق مما سمعته للتو , فقالت بتوتر
( ماذا تقصد ؟؟ ........... )
اندفع ليث يستدير اليها , ليمسك بكتفيها فجأة يهزها حتى ارتمى رأسها للخلف ووقع الغطاء عن وجهها , فتجلت ملامحها البهية أمام عينيه الغاضبتين .... العاشقتين ....
بعينيها الواسعتين كبحرين من العسل الصافي .... الا أن كل جمالها لم يفلح في تهدئة غضبه , بل في الواقع زاده .... زاده وهو يشعر بأنه قد يخسر هذا الجمال .... الذي لا يعادل ذرة من جمال روحها بكل عنفوانها و أصالتها ....
تأوه في داخله خوفا ... نعم خوفا ..... و قد تكون المرة الأولى التي شعر فيها بالخوف , الخوف من فقد أغلى من يملك بعد سكن اليه .... و بات بين يديه أخيرا ,
خوفه من فقدها قديما ... لا يقارن بخوفه الآن ,
رغم سنوات عمره التي تقارب الأربعين , الا ان خوفه بات أقوى و أفظع .... سيموت قلبه لو خسرها مجددا
والله لن يسمح بهذا , حتى لو حاربها بكل قوته ...
هدر بها فجأة بصوت صادم , لفح وجهها بنفس ٍ ساخن ...
( كيف تتخيلين أن تركك ؟؟ ...... كيف ؟!! ....... )
رمشت سوار بعينيها أمام صوته الجهوري الذي بدا و كأنه يخترق كيانها كله .... فقالت بخفوت متردد
( لا ...... لا أفهم .....أنا فقط كنت أطمئن على ....... )
هدر بها ليث مجددا وهو يهزها بقوة
( كاذبة ..... كاذبة و غبية ...... لم أعهدك غبية يا سوار , قبل ...... )
حاولت سوار الكلام , الا أن صوتها اختنق في حلقها تماما ... ...
حاولت و حاولت .... لكن الكلمات لم تغادر شفتيها , و بقت عيناها تنظران الى عينيه الغاضبتين بعذابٍ مضني ....
زفر ليث نفسا مشتعلا لامس وجهها وهو يتابع بهمسٍ أجش .... من أعماق صدره وهو يشدد من قبضتيه على كفيها
( غبية حين تظنين أنني لا أستطيع قراءة ما تفكرين به , مسطورا في عينيك الشفافتين ..... غبية جدا , حين تتخيلين أنني لم ألحظ شرارات الإنتقام و هي تبرق في عينيكِ كلما سمعتِ كلمة بالصدفة تخص فواز الهلالي ...... )
صرخت سوار فجأة و دون أن تستطيع منع نفسها
( اسمه قصاص .... و ليس انتقام ...... )
تسمر ليث مكانه بعد أن أجفلته صرختها المعترفة للمرة الأولى ..... فظل ينظر اليها فاغر الفم لعدة لحظات و كأنه كان لا يزال يمتلك بعض الأمل في أن تنكر ... و حينها كان سيحاول تصديقها ....
سيخدع نفسه , كي يطمئن قلبه الخائف ....
تركها ليث فجأة وهو يستدير عنها هاتفا بقوة
( يا الله !! ............... )
ظلت سوار تنظر الى ظهره لاهثة و هي لا تصدق أنها قد اعترفت أمامه الآن في لحظة جنون ... و اعترافها هذا في حد ذاته كفيلا بأن يفسد كل شيء ....
فعلا غبية كما قال ....
أغمضت سوار عينيها و أطرقت برأسها و هي تحاول تهدئة نفسها و مشاعرها المضطربة , ...
واقفة خلفه و عبائتها السوداء الحريرية تتطاير قليلا .... بينما الأرض ممتدة أمامهما , تغرقهما بسحرها ...
الا أن سحرها في تلك اللحظة تحديدا بدا سحرا حزينا .... لا يعد بالكثير ...
رفعت سوار وجهها و نظرت اليه مجددا , ثم قالت بهدوء
( نعم القصاص يا ليث .... فيما أجرمت حين طلبته ؟! ..... )
رفع ليث رأسه الى السماء وهو يهدر عاليا
( يالله ........... )
نظرت اليه سوار بحزن , و هي تراه خارجا عن حدود سيطرته للمرة الأولى .... كمن ينازع شيئا أكبر منه ...
فقالت بخفوت
( نصحتك الا تتورط معي ....... لقد أغلقت حياتي أبوابها من بعد موت سليم رحمه الله ... )
أغمض ليث عينيه وهو يحاول الصمود امام قسوة كلماتها , الا أنها تابعت تقول بخفوت و هي تقترب منه قائلة
( ليتني وافقت على الزواج منك يا ليث يوم طلبته مني منذ سنواتٍ طويلة ..... لكنه قدر و مكتوب , حتى لو وافقت لما وافق جدي ..... نحن مسيرون في هذه الحياة , لا مخيرون .... )
صمتت للحظة و هي تطرق بوجهها تتلاعب بقدمها بين الحصوات و الرمال الترابية .... ترسم خطوطا مستقيمة .... ثم تابعت همسا
( أنت رجل رائع , تستحق من هي أفضل مني .... أما أنا فلم أستطع يوما التأقلم سوى مع سليم رحمه الله , كان يفهمني , يدرك ما أريد دون أن أنطق ..... ضحى من أجلي بأشياء أنت لا تعرفها ..... مهما بلغت صداقتك بسليم , الا أنك لم تعرفه كما عرفته أنا ..... لقد منحني كل شيء يمكنك أن تتخيله دون شرط أو قيد ..... كان علي أن أعرف أن انسان مثله , لا يناسب هذه الدنيا بقتامة لونها .... كان أنقى منها ... كان انسانا غريبا , لم و لن أعرف مثله .... )
تأوه ليث بصوت خافت ... قبل أن يهمس من بين أسنانه بصوتِ رجلٍ يتعذب
( كفى ..... كفاكِ قسوة يا ذات القلب الحجري ...... )
نظرت اليه بحزن ثم قالت بخفوت
( هل تغار يا ليث ؟!! ....... أعرف أنني أؤلمك , لكنك تفكر و تشعر كرجل عاشق ... يحب و يغار .... أما أنا فلا .... أنا لا أشعر الا كامرأة فقدت الانسان الذي وقف بجوارها و منحها اكثر من اي شخص اخر في هذه الحياة ...... )
اطرقت بوجهها و هي تلتقط انفاسها المتحشرجة المختنقة ... ثم همست ناظرة الى الأرض باختناق
( من المفترض بي الآن .... أنا أحيا كعروس سعيدة , تبدل لك الأثواب الحريرية و تضع الزينة , متناسية الزوج الراحل بكل نقاء روحه و جمالها .... بعد كان حل دمه , بصفقة زواج .... و هرب الجاني فلم يحاول احدا حتى البحث عنه .... )
صمتت للحظة , ثم رفعت وجهها و صرخت عاليا
( أتظنونني حجرا ؟!!!!!! ........... )
لم يرد ليث , و لم يستدير اليها .... فلم تتبين ملامحه , الا أنها كانت تدرك بأن ما ستراه لن يعجبها ... و سيؤلمها , لذا كانت ممتنة انه ظل يوليها ظهره , رافضا النظر اليها ....
كانت تلهث بصعوبة و هي تنظر الى الأرض الممتدة من فوق كتفه , ثم تابعت بصوتٍ مختنق
( أصعب شيء في هذه الحياة , أن يسلبوك ما تملك , ثم يجبروك على تقبل ما يملونه هم كبديل ..... )
ساد صمت قاتم بينهما , لم يسمع به سوى صوت الريح الخافتة .... قبل أن يستدير ليث اليها ببطىء ...
كانت مطرقة الرأس تنظر الى الأرض ... لكن كل ذرة في جسدها أخبرتها أنه واجهها ...
عيناه بدت كسلاح ضوئي حارق .... فلم تتجرأ على رفع وجهها اليه ,
تكلم ليث أخيرا ... قائلا بصوت غريب , لا يشبه صوته
( بديل يا سوار ؟!! .......... )
أغمضت عينيها بألم و رفعت كفها دون أن تشعر لتضعها على صدرها , ثم همست بألم
( العيب مني أنا , ليس منك ....... الصفقة التي وضعوني بها جعلتك بديلا و جعلت مني قربانا .... آسفة .... إن كنت تتألم قيراطا ... فأنا أتألم أفدنة تجري فيها الخيول دون أن تدرك مداها .... )
صمت ليث للحظة قبل أن يقول بصوتٍ واهٍ
( غبية ....... غبية حين لا تدركين مبلغ ألمي ....... )
رفعت سوار وجهها اليه فواجت عينيه .... صدمتها النظرة الغريبة فيهما , ففغرت شفتيها قليلا مذهولة من عمق الألم في عمقهما ...
تابع ليث بصوت خافت مجهد
( ربما كنت بديلا في حياتك يا سوار .... الا أنكِ كنت بالنسبة لي الحياة , و ما سواكِ بدائل واهية .... لم يفلح أي منها ..... )
التقطت سوار أنفاسها و هي تنظر اليه بحسرة ثم همست بعذاب
( ليس بيدي .... ليته كان بيدي ......... )
هدر بها ليث بقوة
( بل هو بيدك ...... بيدك يا سوار لو منحتني الفرصة لأجذبك الى حياتنا معا , فقط فلتتركي الماضي ... )
صرخت سوار به و هي تلوح بكفيها
( لا أريد ..... لا أريد ترك الماضي , ... لا أريد رمي ذكرى سليم من قلبي ..... كان أكبر من أن أنساه ... )
هتف بها ليث بعذابٍ يماثل عذابها
( و أنا لم أطلب منك نسيانه ..... لكن على الأقل لا تلقي بذكراه في وجههي يا ذات الروح الصخرية ... )
صرخت سوار بألم
( تلك الروح لم تتحول صخرا الا على أيديكم جميعا ..... و أنت أولهم .... )
تراجع رأسه للخلف قليلا قبل أن يقول بخفوت
( صرت أنا أول من آذوكِ !! ........ )
أومأت سوار برأسها دامعة العينين ترفض البكاء , ثم همست بعذاب و بنبرة شرسة
( نعم أنت يا ليث ....... أنت , من تتعمد هزيمة حصوني كلها , .... أنت من اخترقت جسدي و عقلي و لا تكتفي بهذا بل تحاول جاهدا نيل قلبي .... أنت من .... )
أطرقت بوجهها و هي تنظر بعيدا .... بينما كان ليث ينظر اليها بصمت ... لا تعبير على وجهه سوى الألم الذي يحفر نظراته , ثم قال اخيرا بهدوء خافت
( تابعي ..... أنا ماذا بعد ؟!! ........ )
استدارت اليه بعنف و هي تشير باصبعها و كأنها تشير الى دار فواز الهلالي
( أنت تساعد أسرته .... تتولاهم و تعتني بهم , بينما أنا فقدت زوجي و طفلي .... )
صمتت للحظة تلتقط نفسا مختنقا قبل أن تصرخ و كأنها تكلم نفسها
( أعلم .... أعلم ..... أن لا ذنب لهم ... و لا عائل بعد هروب فواز , .... و لا يمكنني لومك ولو للحظة ... )
عادت لتصمت , ثم نظرت اليه و هتفت بيأس و هي تشير الى قلبها باصبع مرتعش
( الا أنني أشعر بالغضب منك و لا أملك أن أمنع هذا الشعور ..... بداخلي بعض الشر و الحقد لا أستطيع السيطرة عليه ...... الأمر خارج عن ارادتي ..... لذا أنا غاضبة منك و بشدة ..... )
كانت تصرخ كلماتها الأخيرة ... و هي تضرب الأرض بقدميها ,و دون أن تدرك ما تقوم به كانت قد انحنت و التقطت حصاة من الأرض ثم استقامت و قذفتها به دون تفكير !! ......
لم يتحرك ليث من مكانه بعد أن ضربت الحصاة صدره القوي ثم سقطت أرضا بصوتٍ خافت ....
أما سوار فوقفت تنظر الى ما فعلت بذهول و كأنها قد استعادت وعيها فجأة ....
فاغرة شفتيها لا تصدق أنها قد تصرفت هكذا للتو .... بينما وقف ليث أمامها بثباتٍ كتمثال حجري قوي ....
همست بصوتٍ غريب ميت
( آسفة ..... لقد بالغت قليلا ...... )
انسابت دمعة خائنة من عينها فمسحتها بقسوة ثم استدارت عنه كي لا يراها .....
ساد الصمت لعدة لحظات .... لم يرد عليها ليث , الى ان سمعت وقع خطواته على الحصوات من خلفها , الى ان شعرت بدفئه وهو يضمها الي صدره برفق دون ان يديرها اليه و كأنه يمنحها خصوصية الدموع و التي يعرف جيدا أنها تعد هزيمة لسوار الرافعي في حال رآها أحد تبكي ... حتى هو ....
تصلب جسد سوار لعدة لحظات الا أنها عادت و ارخته متعبة من سيل المشاعر التي مرت بها خلال هذا النهار .... أطبق ليث ذراعيه من حولها بقوة حتى بات هروبها منه مستحيلا ...
فأطرقت وجهها و هي تبكي بخفوت ... كانت المرة الأولى التي تبكي فيها بحرية تماما أمامه دون أن تحاول المقاومة .... همس ليث أخيرا في أذنها
( أعرف ....... اعرف أنكِ غاضبة مني ... والله اعرف .... لكن ماذا بيدي سوى الا أكون كما تمنيتِ .... )
ظلت سوار تبكي دون صوت ... بينما تابع هامسا بصوتٍ أجش متألم ....
( تقبلتك بكل ما تؤلميني به .... الا يمكنك أن تتقبليني بكل ما لم تتمنيه في ؟!! ...... )
شهقت سوار بنفس صلب و هي تحاول السيطرة على بكائها فرفعت وجهها تنظر الى البعيد , ثم قالت بخفوت جامد ....
( لا أستطيع ..... زواجنا لن يفلح يا ليث , و هذا ما حاولت افهامك اياه ...... )
استدارت ببطىء حتى واجهته , بين ذراعيه و رفعت وجهها المحمر تنظر اليه بحزن قائلة بنفس النبرة الباهتة ....
( أنت تريد الحب و الحياة و الأطفال .... تريد كل جميل ,.... أما أنا , فلا أريد سوى القصاص , الدم .... و حين يحل الليل لا تبارحني ذكرى سليم رحمه الله .... ذكراه خيانة لك , و نسيانه خيانة له .... لذا فزواجنا لن يفلح ....... )
رفع ليث كفيه فجأة يطبق على جانبيه وجهها بقوة وهو يرفعه اليه .... و استمر في النظر الى عينيها
ثم قال مشددا من بين أسنانه كي تستوعب كل حرف ولو تطلبه ذلك العمر كله ..
( زواجنا سيفلح لآخر يومٍ في عمري .... يوم يومان ... شهر ... سنوات ... سيفلح خلالها , و أنا لن أسمح لكِ بافساده مطلقا .... سأمنعك و أحاربك ..... و بكل قسوة لو تطلب الأمر ..... لن تقتلي يا غبية , .... لن تضيعي مني للمرة الثانية , خلف القضبان ...... ستبقين زوجتي و تحملين أطفالي .... )
صرخت سوار بعنفوان و غضب و عيناها تلمعان بشدة من تحت الدموع
( سيحدث ..... حتى لو منعتموني كلكم ..... سآخذ بقصاص زوجي ..... )
ساد الصمت بينهما و تراجع رأس ليث للخلف قليلا بينما تصلبت ملامحه بشدة .... أما سوار فقد أخفضت وجهها و هي تعدل من كلامها بصوتٍ خافت
( قصاص سليم رحمه الله ......... )
رفع ليث ذقنه بكفه فاسبلت جفنيها رافضة النظر اليه ...
( لو اقتضى الأمر سأساعده على الهرب اذن ....... )
عندئذ ارتفع جفناها و اتسعت عيناها بذهول و هي تقول بصوتٍ خافت
( ألهذه الدرجة أنت أناني ؟!! .......... )
لم تهتز عضلة في وجه ليث وهو يقول بكل شدة و دون تردد
( و لأقصى درجة ........... )
تلوت سوار من بين ذراعيهحتى تحررت منه و تراجعت للخلف و هي تنظر اليه مرفوعة الرأس .... ثم قالت بصوت ذو بأس و دون روح
( أرجوك عد الى الدار و سألحق بك .......... أريد البقاء وحدي قليلا ... )
هز ليث رأسه رفضا بثبات وهو يقول بصوتٍ صارم قوي
( بل ستعودين معي , و لن أغلف عنكِ منذ اليوم ..... حتى لو اقتضى الأمر أن تسكني مع ميسرة في دارٍ واحد ..... )
اتسعت عيناها أكثر و أكثر بذهولٍ و كأنها لم تستوعب بعد هذه السطوة التي يظهرها حين يقتضي الأمر ... فقالت بصوتٍ خافت غير مصدق
( لن تفعل ............ )
ابتسم ليث بسخرية لا تعرف المرح أو المزاح وهو يقول بصلابة
( أنت طلبتِ ذلك بنفسك ..... و أنا لن أسمح بالمجازفة ...... )
تركها ليذهب الى الفرس , فنحنى ليفك رباطه قبل أن يستقيم و ينظر اليها قائلا بصوتٍ آمر ...
( تعالي ........ )
الا أن سوار بقت مكانها و هي تنظر اليه بصدمة , ثم قالت أخيرا بصوتٍ أشد صلابة
( لن أركب أمامك على الفرس في مثل هذا المشهد العلني المثير للشقفة مجددا .... والله لن أفعل , و لنرى كيف يمكنك أن تسقط قسمي ..... )
ظل ليث واقفا مكانه ينظر اليها بملامح باردة .... ثم قال أخيرا بهدوء قاطع
( اذن سنعود سيرا على الأقدام , ..... المسافة طويلة و ستتورم قدماكِ , لكنك تستحقين هذا ..... هيا .... )
زمت سوار شفتيها و رفعت طرف عبائتها بعنف قبل أن تبدأ الطريق تتجاوزه مرفوعة الرأس ... الا أن ليث سار بجوارها خطوتين قبل أن يقول بصوتٍ آمر ....
( غطي وجهك ............ )
.................................................. .................................................. ..................
لاح دارهما من بعيد ....
بعد صمتٍ دام لحوالي عشرين دقيقة .... كلا منهما يفكر في عالمٍ آخر ....
حرب شعواء صامتة تدور بينهما ... حرب العشق و الدم ....
سيطرة كل منهما على حافة الإنهيار , و ما يفصل بينهما أكثر مما جمعهما ... على الأقل بالنسبة لها , بينما هو يأبى الإعتراف ...
تعثرت سوار في حجرٍ ناتىء ... فسارع ليث لإسنادها حتى وقفت تماما , فقال لها بصوتٍ خافت أجش
( هل أنتِ بخير ؟!! ....... )
رفعت اليها وجهها المخفي ... لا يظهر منه سوى عيناها ..... الا أنه و على الرغم من ذلك بدا احمرار الإرهاق باديا عليها .... خاصة بعد الإنفعال الذي عاشته ....
عيناها العسليتان تسبحان في احمرارٍ خجول خلفه بكائها السابق .... لم يعلم وقتها هل يشعر بالشفقة عليها أم يرى السحر في اندماج لون العسل بالإحمرار الذائب فيهما ....
أجابت سوار بصوت فاتر خافت
( أنا بخير ....... أستطيع السير أميالا ..... )
تركها ليث ببطىء ثم قال بنفس الفتور ...
( لا تكابري .... المسافة كانت طويلة جدا , أستطيع حملك حتى الدار .... لن يرانا أحد , فبدئا من هنا يعتبر هذا طريقا خاصا في أرضي ..... )
رفعت سوار وجهها و قالت بقوة
( لا أريد أن تحملني مجددا .... لا صباحا او مساءا ... و لا في أي وقت ...... أستطيع السير بكفاءة ... )
اندفع ذراعه ليحيط بخصرها فجأة قبل أن يجذبها اليه .... ثم انحنى برأسه ليهمس في أذنها بصوتٍ أجش
( سأحملك كما أريد ..... وقتما أريد .... لن يوقفني سوى التقدم في العمر , لو كتب الله لي ..... )
قاومته سوار بقوة و عنف حتى أبعدت ذراعه ثم قالت ببرود
( كفى هراءا ............ )
ثم سارت أمامه بصلابة و كبرياء .... الا أن ساقاها كانتا تترنحان تحتها بارهاق .... راقبها ليث واقفا عدة لحظات بعينين عميقتين ... عنيفتي المشاعر بينما صدره يموج بالقلق و المخاوف ....
لكنه زفر بخفوت ثم تبعها ببطىء ساحبا الفرس خلفه ......
وصلا الى الدار اخيرا ... فسارعت سوار لاهثة تصعد السلالم القصيرة أمامها و هي تتمنى لو تغمر قدميها في الماء الساخن ثم تأخذ حماما , تريح به جسدها المرهق و ذهنها المشتت ....
لكن ما ان دقت جرس الباب , حتى سارعت ام مبروك الى فتحه و كأنها كانت تقف خلفه مباشرة ...
عقدت سوار حاجبيها و هي تنظر الى ملامح ام مبروك ....
كانت المرأة تنظر الى سوار بهلع .... صامتة فاغرة فمها دون ان تنطق , فقالت سوار بعد عدة لحظات
( ماذا بكِ يا أم مبروك ؟!! ...... هل أنت مريضة ؟!! ...... )
ابتلعت أم مبروك ريقها و هي تهز رأسها نفيا دون أن تجيب .... و دون أن تختفي ملامح هلعها , فازداد انعقاد حاجبي سوار و هي تراقبها بارتياب ... ثم قالت بهدوء مرهق
( اذن ..... هلا فتحت الباب قليلا كي أمر ؟!! ...... )
كان ليث قد سلم الفرس الى احد العاملين بالاسطبل و لحق بها ... فصعد كل درجتين معا الى ان وصل بجوارها ينقل عينيه بينهما في وقفتهما الغريبة .. ثم قال بصوتٍ أجش
( ما الأمر ؟!! ......... )
انتفضت أم مبروك من صوت ليث على الرغم من هدوءه .... ثم قالت بصوتٍ متعثر متردد
( جاء ضيوف لزيارتك سيد ليث ...... اثنان من أعمامك و أحد كبار البلد ... هما في المضيفة ينتظرونك .... )
ارتفع حاجبي ليث قليلا حائرا من تلك الزيارة الصباحية المبكرة .... فهو لم يكد يصل من سفره سوى منذ بضعة ساعات ....الا أنه قال بهدوء
( حسنا أنا داخل اليهما مباشرة .......... )
لكن أم مبروك ظلت على حالها ممسكة الباب و تقف في شقه بملامحها الشاحبة الغريبة .... فعقد ليث حاجبيه وهو يقول
( ابتعدي قليلا يا أم مبروك ........ )
راقبتها سوار بعدم ارتياح .... بينما انعقد حاجبي ليث , الى ان استجابت أم مبروك أخيرا و ابعدت الباب باستسلام و هي تزفر بصوت مرتجف ....
نظر ليث الى سوار ثم مد يده يقول بخفوت فاتر
( تفضلي .......... )
التقت نظراتهما للحظة ... قبل أن تشيح بوجهها عنه , ثم استدارت لتدخل البيت , بينما لحقها ليث متجها الى المضيفة من فوره ....
كانت سوار على وشك الصعود الى غرفتها , الا أنها شعرت بالعطش الشديد فاتجهت الى المطبخ أولا ...
لكن ما أن دخلته حتى توقفت مكانها على منظر نسيم .....
كانت واقفة في احد الأركان شاحبة الوجه .... تبدو مذعورة و هي تضرب وجنتيها ببطىء ....
الآن تأكدت سوار من أن في الأمر سوءا .... خاصة بعد أن دخلت أم مبروك وجلست على احدى كراسي المطبخ و هي ترفع كفيها الى قمة رأسها هامسة
( الستر يا رب .... الستر يا رب ..... )
نقلت سوار عينيها بينهما قبل أن تقول بصوت خافت ..... هامس
( من مات ؟!! ........ )
الا أن أيا منهما لم تجبها , بل تجنبا النظر اليها ..... أما نسيم فشعرت فجأة أن قدماها أصبحتا غير قادرتين على حملها ... فانحنت حتى وقعت جالسة أرضا و هي لا تزال تضرب وجنتيها ببطىء .....
عيناها واسعتان بهلع .... و كأنها على وشكِ التقدم للإعدام .....
التفتت سوار تنظر الى حيث باب المضيفة المغلق البعيد .... ثم ودون ان تدري استدارت و جرت اليه و عبائتها ترفل خلفها ...
أما نسيم .... فظلت تضرب وجنتيها و هي تهمس دون صوتٍ بفزع
( ما اللذي فعلته بنفسي !! ...... سيعرف السيد ليث بما نقلته ..... و حينها سيدفنني دون أن يعرف أحد عني شيئا ...... لقد كتبت نهايتي بيدي ...... كتبت نهايتي بيدي ..... )
.................................................. .................................................. ....................
وصلت سوار الى باب المضيفة المغلق .... الا أنها و قبل أن تصله تماما و على بعد خطوتين , انتفضت متسمرة مكانها على صرخة ليث بعنف ووحشية
( ما تقولانه تطير له الرقاب .... و من يتجرأ على مس سمعة زوجتي فليواجهنا لأقطع من لحمه و انتزع قلبه بقبضتي .... )
ارتجفت سوار بعنف و هي تسمع تلك الصرخة المتوحشة و التي لم تسمع كنبرتها من ليث سابقا ابدا ....
فغرت سوار شفتيها المرتعشتين بذهول ... قبل أن تجر قدميها جرا حتى التصقت بالباب مرهفة السمع ....
لكنها لم تكن في حاجة الى ذلك ..... فصوت عمه كان يماثل صوت ليث وحشية وهو يهدر قائلا
( تمزق من ؟ أو من ؟!!! ...... البلد كلها تتكلم عن سمعة زوجتك التي أصبحت في الوحل , و علاقتها المحرمة بابن عمها ..... لقد ضبتها عائلتها معه بعد أن فرا سويا في احدى الليالي .... و عوضا عن تطهير شرفهم بدمها ...... قاموا ببالإسراع في تزويجها لك و نحن من كنا نتسائل عن السبب ..... لكن أنت .... أنت .... كيف كنت بمثل هذا الغباء و العته ... فلم تشم الرائحة القذرة في رغبتهم في التعجيل من الزواج ؟!! ... هل أنت فتى غر أم تنقصك الخبرة ؟!! ..... )
ضربت سوار وجنتيها برعب ... بينما قفزت من مكانها على صوت صرخة اخرى من ليث وهو يهدر بجنون
( قسما بالله لو لم تكن عمي , لأطبقت على عنقك بقبضتي حتى أزهقت روحك .... )
هدر عمه هو الآخر بذهول
( تأدب يا عديم النخوة ........ )
حينها بدأت جلبة و أصواتٍ ... ثم سمعت سوار صوت عمه الآخر يهتف بعنف
( اترك عمك يا ليث ...... أترك عمك ...... هل جننت ؟!! ..... )
صرخ ليث وهو في حالة عقلية غير سليمة
( يخوض في عرضي و شرفي و تريد مني أن أحترم القرابة ؟!! ...... ... )
صرخ عمه يقول بغضب
( ليس وحده يا ليث .... البلد كلها في الجانب الشرقي منها لا قصة لديهم سوى قصة ضبط زوجتك مع .... )
صمت فجأة وهو يهتف مختنقا ....
( اتركني يا ليث ..... اتركني يا ولد ستخنقني ...... )
أما عمه الآخر فصرخ هادرا
( هل أخبرتك أنها حامل ؟!! ............ طبعا و أنت كال ..... )
لم يستطع المتابعة , فقد تأوه فجأة على صوت لكمة سمعتها سوار بوضوح .... مما جعلها تشهق بصوتٍ عالٍ و هي تلطم نفسها بعنف ...
اما عمه فصرخ بجنون
( هل تضرب عمك يا مجنون .... أتركه .... أتركه ...... )
الا أن ليث هدر قائلا دون رحمه
( فليحمد الله أنني لم أقتله ....... )
هنا تكلم رجل ثالث ... هو أحد الكبار على ما يبدو .... فقال هاتفا بقوة كي يسمعه الجميع ....
( اسمعني يا ليث ..... قبل أن تزيد من جنونك أكثر , لو كانت زوجتك قد ارتكبت خطيئة أثناء زواجك منها , لكان أعمامك الزموك الآن بدمها ..... لكن و بما أنها فعلت ما فعلت قبل زواجكما , و قامت بخداعك هي و أسرتها فأكبر عقاب لهم هو أن تعود الى بيت عائلتها ليعرف الجميع بما أقدمت عليه عائلة الرافعي ..... و سيعيشون في ذلٍ الى الأبد ..... )
همست سوار و هي تكاد أن تسقط أرضا
( ياللهي !! ....... ياللهي !! ......... )
الا ن صرخة ليث المذهولة دوت في أرجاء الدار بجنون
( هل أنت مجنون ؟!! .........الا تتقون الله فيما تدعون ؟!! أين شهودكم ؟!! ... أين أدلتكم قبل أن تقومو بقصف زوجتي ..... سوار ابنة وهدة الهلالي ..... هل هي غريبة عنكم أم أنكم نسيتم من تكون ؟!! ....... )
قال عمه الآخر بعنف
( لم ننسى ..... لكن على مايبدو أن أشيائا كثيرة قد تغيرت على مدى السنوات .... )
صرخ ليث بنفس الصوت المتوحش
( اخرجوا ...... اخرجوا جميعا من داري .... و حين تعلمون أي ذنبٍ اقترفتم , تعالوا و ابكوا بندمٍ على خوضكم في عرض ابنتكم .... دون بينة أو برهان .... أقسم بالله لن أسامحكم على عدم ردكم لغيبتي ... بل و مساندة من كان السبب في نشر تلك الشائعة .... )
قال الرجل الثالث بتوتر و قد بدأوا يستشعرون تسرعهم و جريهم خلف الشائعة التي انتشرت دون دليل
( اسمع يا ليث .... الضرر قد حدث و انتهى الأمر , و أنت لن تستطيع العيش مرفوع الرأس مجددا في البلد وهي لا تزال على ذمتك .... طلقها يا ولدي و أعدها الى بيت أهلها .. )
صرخ ليث بقوة
( الى الخارج ...... جميعكم الى الخارج ..... هيا ...... )
فتح باب المضيفة فجأة و اندفعوا يخرجون متوعدين بغضب , الا أن ثلاثتهم توقفوا وهم يرون سوار تقف في مواجهتهم مرفوعة الرأس قاسية العينين ... صلبة الملامح ....
تكلم عم ليث قائلا بازدراء وهو يحك فكه
( و تملكين الجرأة على مواجهتنا دون خجل أو خزي ؟!! ....... )
علا صوت سوار و هي تتكلم بثبات رج ارجاء البهو
( بل و أملك الجرأة على مواجهة بلدين كتلك البلد ..... و ليأتي من يدعي على شرفي باطلا و يواجهني .... أنا سوار غانم الرافعي ..... ابنة وهدة الهلالي .... لا عاش و لا كان من يتجرأ على الخوض في عرضي ..... )
تبادلوا النظر فيما بينهم بغضبٍ و صمت ... الى أن قال العم الآخر بصرامة
( المصيبة حدثت و الله أعلم بالحق ..... و الأفضل لكِ هو رجوعك الى دار أهلك , لكن زوجك يرفض و أنتما من ستتحملان العواقب ..... لكن اعلمي يا بنت وهدة , لو امتلكنا الدليل أو حتى شاهدا واحدا على ما انتشر .... حينها لن يرحمك منا مخلوق ..... )
هدر ليث من خلفهم بقسوة
( اخرجوا حالا قبل أن أتهور و أرفع سلاحي عليكم .......... )
اندفعوا خارجين غاضبين و الجنون يعلو ملامحهم .... بينما أغمضت سوار عينيها على وجعٍ انتشر في روحها الجامحة يوشك أن يهزمها الا أنها تقاومه حتى الرمق الأخير .....
فتحت عينيها فاصطدمتا بعيني ليث الحمراوين العنيفتين كرجلٍ يوشك على القتل كسفاح .... انها المرة الأولى التي تراه على هذا الحال .... لكن من يلومه , لقد مس شرفه و تدنست سمعته بسببها ...
همست سوار بصوتٍ خائف
( لقد حدث ما كنت أخشاه يا ليث ....... يجب أن أتركك و أذهب ..... أنت لا ذنب لك في .... )
الا أنها صمتت فجأة و هي تنظر اليه بقلق قبل أن تهتف
( ليث ..... ماذا بك ؟!! ....... هل أنت بخير ؟!!! .... )
رأته يترنح قليلا بجسده الضخم مغمضا عينيه .... بينما تحول لون شفتيه الى لونٍ رمادي غريب و قال فجأة بخفوت مادا يده لها
( اسنديني يا سوار ............ )
هتفت سوار بقوة و هي تندفع ممسكة كفه بيدٍ بينما تحيط خصره بذراعها .... تسنده بكل قوتها
( ليث ...... ليث ........ )
تراجعت به للخلف عدة خطوات و هي تحاول أن تتلقى وزنه الضخم كله حتى أجلسته على احدى المقاعد الوثيرة .....ثم التفتت تصرخ بقوة
( أم مبروك ..... هاتي ماءا للسيد ليث بسرعة ..... بسرعة يا أم مبروك .... )
ثم عادت لتنظر اليه برعب .... لتجد وجهه الصلب قد فقد ألوانه ... و عيناه لا تزالان مغمضتين .... فهمست و هي تجس جبهته
( ليث ..... أفق ....أفق يا حبيبي , ماذا حدث لك ؟!! ...... )
فتح ليث عينيه ببطىء لينظر مباشرة الى عينيها المرتعبتين ... بينما وصلت أم مبروك في تلك اللحظة مهرولة و هي تحمل كوب الماء هاتفة برعب
( سلامتك ...... سلامتك يا غالي يا ابن الغالي .... حسبي الله و نعم الوكيل ... حسبي الله ..... اللهم انتقم ممن كان السبب ... )
خطفت سوار الكوب من يد ام مبروك ... ثم اسندت مؤخرة رأس ليث بذراعها ترفعه قليلا و هي تقرب الكوب من فمه .... حتى ارتشف منه القليل قبل أن يبعده .... فسكبت منه على كفها و اخذت تمسح به وجهه و عنقه و جبهته و هي تهتف بحزم
( اتصلي بطبيب البلد يا أم مبروك ..... ليحضر الى هنا حالا .... هيا أسرعي .... )
سارعت أم مبروك لتنفذ أمر سوار , بينما قامت باسناده بكل قوتها و هي تقول
( سأساعدك حتى تصل الى فراشك ..... استند علي ...لن أسمح لك بالوقوع .... . )





يتبع



tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 01:55 AM   #8413

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

فى اﻻنتظار تيمو

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 01:56 AM   #8414

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الطيبيب من تجميع أدواته وهو يقول بهدوء
( لقد علا ضغطك جدا يا ليث .... و هذا مؤشر غير جيد ..... )
كانت سوار تقف على بعد منهما تراقبهما بصمت و قلق ... ثم قالت بثبات
( و ماذا عن وجع صدره ؟!! ..... كان يشكو منه منذ قليل ........ الا يتعين علينا اجراء فحوصاتٍ في المشفى .... )
قال الطبيب وهو يومىء برأسه
( بالفعل ..... سأسجل لكِ ما ستقومان به من فحوص و أشعات و تحاليل فقط لنطمئن .... لكن بالمعاينة , لا شيء مخيف سوى الضغط ..... )
ابتلعت سوار ريقها ... ثم قالت بتوتر و هي تتشبث بطرف وشاحها ...
( لقد تعرض لضغط عصبي مفاجىء ..... اوشك على فقدان الوعي بعدها مباشرة .... )
استدار اليها الطبيب ليقول بهدوء
( هذا هو السبب .... لكل سن ما يناسبه و عليه الآن تجنب تلك الضغوط السريعة ...... )
ارتجفت شفتيها قليلا ... ثم رفعت وجهها و قالت بقلق
( كما أنه يحمل ..... أحمالا ثقيلة كل ليلة , لا تتناسب مع سنه ..... هل أثر ذلك على قلبه ؟!! بعيد الشر عنه ..... )
ابتسم الطبيب وهو يقول
( ليس الى هذه الدرجة ..... لا تقلقي , عليه فقط أن يقوم بالفحوص المطلوبة و نهتم بضغطه ....لكن لا تخافي على القلب , ان شاء الله حديد .... )
ابتسمت سوار ابتسامة قصيرة قلقة ... ثم همست و هي ترافقه الى الباب ...
( شكرا ..... شكرا لك , سأتابعك معك حالته في كل خطوة ...... )
عادت سوار خلال لحظات حتى وصلت اليه و جلست على حافة السرير بجواره و هي تمس صدره برفق بينما هو مستلقٍ مغمض العينين
راقبته لعدة لحظات قبل أن تهمس بخفوت
( هل أنت بخير الآن ؟!! ........ )
رفع ليث يده ببطىء حتى أطبق على كفها و أبقاها على صدره قائلا بخفوت دون أن يفتح عينيه ....
( سأكون ..... لو أبقيتِ يدك على صدري ..... لا تبعديها ..... )
أطرقت سوار بوجهها و ظلت صامتة لبضعة لحظات دون أن تبعد كفها كما طلب ... ثم قالت بخفوت
( ظننتك لا ترغب في رؤية وجهي ........ )
فتح عينيه ببطىء وهو ينظر الى ملامحها .... كل ذرة منها , قبل أن يقول بصوتٍ أجش خافت
( من ذا الذي لا يرغب في رؤية الشمس لحظة شروقها ..... )
رفعت سوار عينيها اليه و قالت بصدمة
( هل أنت واعٍ لما تقول ؟!! ....... لقد دمرت سمعتي و طالك الضرر بسببي , بينما أنت تتغزل في جمالي ؟!! ....... )
لم يبتسم ليث , بل ظل ينظر اليها بجدية مجهدة ..... و اصابعه تتحسس ظاهر كفها , الى أن قال أخيرا
( لأن رؤية وجهك هي ما سأحمله معي و أنا أواجه الطوفان القريب ...... )
قالت سوار بتوسل و قوة
( دعني أعد الى دار أهلي يا ليث ...... لا ذنب لك فيما طالك ...... )
شدد ليث يده على قبضتها وهو يقول من بين أسنانه مناقضا الشحوب في وجهه
( أبدا ............. )
فتحت سوار فمها لترد محاولة اثناءه عما يريد ...... الا أن صوت طرقٍ عالٍ على باب غرفتهما جعلها تعقد حاجبيها و تتنهد بنفاذ صبر .... ثم نادت بقوة
( ادخلي يا أم مبروك ........ )
فتحت أم مبروك الباب و دخلت مهرولة حتى كادت أن تتعثر و تسقط أرضا ... فأغمضت سوار عينيها بيأس و هي تدرك من ملامحها أن وراءها مصيبة جديدة ....
هتفت أم مبروك بالفعل ...
( مصيبة ...... مصيبة يا سيدة سوار ....... )
انعقد حاجبي سوار و تصلبت ملامحها بقسوة و هي اقول بصوتٍ ذو بأس و قوة
( اصمتي يا امرأة ........ )
ثم حاولت نزع يدها عن صدر ليث كي تخرج و تعرف ما حدث بعيدا عن مسامعه , الا أنه شدد على قبضتها أكثر حتى بات من المستحيل عليها نزع يدها .... ثم قصف صوته مهيبا وهو يقول بصلابة
( تكلمي في وجودي يا أم مبروك ........ )
اتسعت عينا سوار و هي تنظر الى أم مبروك ... محاولة افهامها بلغة الإشارة الا تفعل .....
الا أن أم مبروك لم تستطع مقاومة نبرة ليث السلطوية .... فقالت بخوف
( عرفت الآن أن بعض أعمام السيدة سوار و ابن عمها السيد زاهر , أتوا الى دار عمك الأكبر .... يحملون معهم السلاح و لا ينون خيرا ........ )
سحبت سوار نفسا مرتجفا و أغمضت عينيها و هي تهمس
( يالله ...... يالله ساعدني و كن في عوني ....... )
التفتت الى ليث و قالت بصرامة و صوتٍ مرتفع
( اتركني يا ليث ..... اتركني اذهب لأمنع الكارثة قبل حدوثها ..... )
لكن عيني ليث كانتا قد تحولتا الى عيني أسدٍ أدرك أن هناك من يحاول تهديد مملكته .... فقال بصوتٍ هادىء دون أن يفقد أعصابه هذه المرة و بدا مسيطرا .... مخيفا في ذات الوقت ....
( بل سنذهب معا ..... ساعديني لأبدل ملابسي يا سوار ...... )
هتفت سوار بقلق
( لا ..... لن أسمح لك , صحتك لا تحتمل هذه المواجهة ..... لن أسمح لك .... )
التقت عيناه بعينيها لعدة لحظات ... اربكتها .... وترت القوة بداخلها و خلخلتها ....
فأسبلت جفنيها قليلا أمام تلك النظرة النافذة من عينيه ..... الى أن قال أخيرا بصوته العميق ....
( سانديني ..... و كفى ......... )
.................................................. .................................................. ...................
كانت المضيفة في دار عم ليث الهلالي الأكبر ... وهو يعد كبير عائلة الهلالي ليخلفه ليث مباشرة , وفقا لاختيار الجميع .... كساحة حربٍ شعواء ...
حتى ان الجميع كانوا واقفين و قد ارتفعت الأسلحة .... بينما الأصوات تتعالى .... ما بين هجومٍ و آخر ...
و الخوف كل الخوف من عيارٍ واحد يطلق .....
حينها ستفرغ كل هذه الأسلحة خزائنها في صدور كبار العائلتين .....
هدر زاهر بقوة وهو يتشبث بسلاحه
( ما وصلنا من كلامٍ عن عرض ابنة عمنا لن نسكت عنه و لن نخرج بدونها ...... سلمناها لكم أمانة بعد أن قتل أحدكم , سليم الرافعي .... و كنا نظن أن تحملون هذا الجميل بعرفانٍ ,لا أن تتجرأوا على التطاول على شرف أسيادكم ... )
صرخ أحد أعمام ليث بقوة
( أسياد من أيها ال .............. )
دوى صوت ليث فجأة ليوقف الجميع
( كفى ............... )
كانت صيحته أعلا و اوضح و أكثر سطوة من الجميع ...... فالتفتوا اليه ما بين غاضبين و ذاهلين ....
فقد دخل الى المضيفة بكامل هيبته و أناقة ملابسه العصرية , تعلوها العباءة الصوفية على كتفيه ....
ملامح وجهه ثابتة هادئة .... و عيناه لا تهتزان أو ترمشان .... بل ينظر الى الجميع بثباتٍ يحسد عليه ....
لكن الأكثر عجبا أنه لم يكن وحيدا .... بل كان ممسكا بكف سوار الرافعي ....
مرفوعة الذقن .... تستمد الثقة منه و هي تقف بجواره , لا خلفه ........
يلصقها به ..... متحديا أكبرهم الى أقواهم أن يأتي أمامه و يواجهه ...........
.................................................. .................................................. ......................
صفقت مسك الباب بقوة بعد رحيل قاصي ....و هي تهتف بغضب و انفعال
( تبا لك مجنون و أحمق ......... )
ثم استدارت الى تيماء تنظر اليها بعدم تصديق لما حدث للتو ....
كانت تيماء هادئة الملامح .... تتحرك ببطىء الى أن وقفت أمام مرآة مؤطرة و معلقة للزينة ....
فأبعدت كفها عن وجنتها تتأمل الإحمرار المنتشر بها , دون تعبير أو حتى اجفال .....
اقتربت منها مسك لتقول
( لماذا قلتِ ما قلتهِ ؟!!! ........ أعلم جيدا أنكِ لم تتواصلي مع راجح بأي طريقة من الطرق .... )
ظلت تيماء على حالها تنظر الى نفسها بطريقة هادئة غريبة .... ثم قالت بصوتٍ بارد ... متباعد .... شارد و كأنها تحادث نفسها
( كيف لكِ أن تكوني واثقة بهذا الشكل ؟!! ..... كم مرة تقابلنا كي تعرفينني و تثقين بي ؟! ..... بل و تعرفين متي أقول الصدق من عدمه !!..... )
عقدت مسك حاجبيها و هي تقول بعدم فهم
( لا أحتاج الى عمرٍ كامل كي أعرفك ..... و أعرف أنكِ تكذبين ..... أنتِ لم تخوني قاصي و لم تتواصلي مع راجح ..... )
نظرت تيماء الى نفسها مرة أخيرة قبل أن تستدير لتنظر الى مسك بهدوء .... بعينيها الجامدتين , لا تحملان أي تعبير ... ثم قالت أخيرا بصوتٍ خافت ميت
( اذن فقد أجبتِ على سؤالك بنفسك ......... )
عقدت مسك حاجبيها و هي تنظر الى تيماء , ثم قالت بخفوت مضطرب
( حسنا صحيح أنني نصحتك كثيرا بضرورة الابتعاد عنه ..... لكن العناد بغباء , أنا لا أطيقه .... )
هزت تيماء رأسها قليلا قبل أن تقول بخفوت
( لا ..... ليس عنادا , لقد انتهى الأمر عند هذا الحد ..... )
ابتسمت قليلا و هي تهز كتفها باستسلام قائلة بمرح زائف
( ماذا أقول ؟!! ..... أنا أغبى قليلا من باقي البشر , أحتاج الى وقتٍ أطول كي أستوعب الدرس .... الا أنني أستوعبه في النهاية , مهما طال الزمن .... كما فعلت مع ابي و استوعبت درسي .... )
عقدت مسك حاجبيها اكثر , و هي تقترب منها ببطىء , الى أن وصلت اليها و مست كتفها برفقٍ و هي تقول بحذر
( تيماء ..... هل أنتِ بخير ؟!! ....... )
ضحكت تيماء ضحكة لطيفة و هي تقول
( بالطبع ....... أنا لست هشة كما تظنين ........ )
كانت مسك تنظر اليها بشكٍ و ارتياب .... و كأنها تنظر الى انسانة غير سوية .... ثم ردت بعدم ارتياح
( لا أظن أنكِ بخيرٍ أبدا ..... لما لا تأتين معي لأضع بعض مكعبات الثلج على وجنتك .... )
رفعت تيماء تلمس الكدمة المحمرة و هي تضحك مجددا بسخرية قائلة
( ثلج !! ..... لصفعة كهذه ؟!! .... أنا لم أشعر بها حتى ...... )
تنهدت مسك و هي تنظر اليها بصمت , ثم قالت أخيرا بهدوء حازم
( على الأغلب ستتحول الى لونٍ أزرق غدا .... و أنت لديك عمل وكلية .... لا ينبغي أن يراكِ طلابك بهذه الصورة .... )
لعقت تيماء شفتها و هي تقول ببساطة
( لا تشغلي بالك ..... .... أنا سأكون بخير , )
أخذت نفسا عميقا , ثم قالت بهدوء مبتسمة
( و بمناسبة العمل و الكلية .... أنا يجب أن أخرج الآن كي أعود الى حياتي , فلقد تغيبت ليومين حتى الآن دون سبب ..... )
قالت مسك بصرامة و هي تمسك بذراعها قائلة
( لن أسمح لكِ بالسفر مطلقا و أنتِ في هذه الحالة ........ )
ردت تيماء باصرار و هي تبتسم ابتسامة عريضة ...
( أخبرتك أنني بخير .... لكنني يجب أن أسافر اليوم , عملي ينتظرني ...... )
عقدت مسك حاجبيها و هي تراقب تيماء لتقول بخفوت أجش
( قد أفهم ما تقولين , لو كنت أنا مكانك .... فأنا أذهب لعملي متحدية أي ألم يهدد بهزيمتي ..... )
صمتت للحظة قبل أن تتابع بصوت صلب
( لكنك لستِ أنا ...... لذا لا ..... أنا لا أصدق أنكِ بخير فلا تحاولي خداعي .... )
قالت تيماء بهدوء دون أن تفقد ابتسامتها
( ربما أنا و انت نحمل نفس الموروثات رغم كل شيء ..... أنت نشأت في مكان و مع عائلة ..... بينما أنا في مكانٍ آخر و مع عائلة أخرى .... و بالرغم من ذلك , يظل هناك تشابه بيني و بينك .... تشابه خفي لا يظهر الا في المواقف الصعبة .... )
خفت صوتها في النهاية و صمتت تماما .... فهزت كتفها مبتسمة و كأنها تقنع مسك ....
ثم تابعت بصوتٍ واهٍ خافت ممازحة
( هذا مجال دراستي فلا تجادليني ........... )
الا أن مسك كانت تنظر اليها مكتفة ذراعيها , رافعة حاجب واحد و هي تراقب تيماء كجهاز كشف الكذب ...
ثم قالت أخيرا بجمود دون ان تهتز لها شعرة
( لست مقتنعة ........... )
ضحكت تيماء , ضحكة غريبة ..... عالية قليلا و أكثر مرحا من اللازم ..... ثم استدارت و هي تقول بسرعة
( ثم أنني يجب أن أغادر قبل وصول والدك ...... فربما كان .... )
لم تكد تتابع كلامها حتى سمعا صوت المفتاح في باب الشقة .... مما جعل كل منهما تتسمر مكانها لتنظر الى الأخرى بصدمة ..... ثم تكلمت تيماء بصوتٍ خافت مصدوم
( لقد تأخرت ...... اليس كذلك ؟!! .... تبا .... )
نظرتا الى سالم الرافعي وهو يدخل من باب الشقة .... ثم يغلقه خلفه , قبل ان يستدير وهو يقول بصوت مجهد
( صباح الخير يا ........ )
صمت فجأة و هو يرى تيماء واقفة بجوار مسك .... ترتدي منامة و مطلقة شعرها بأريحية , بينما قدميها حافيتين ....
كانت شفتاها فاغرتان و هي تنظر اليه بصمت .... متوقعة الطرد في لحظة .... الا أنه بادلها النظر بصمت متجهم , قبل ان يقول بجمود
( يبدو أن لدينا ضيوف اليوم ......... أو على الأصح منذ أمس .... )
تراجعت تيماء خطوة قبل أن تبادر بالتوضيح بحزم رغم الحرج الذي تشعر به و هي تشتم غباء تأخرها في المغادرة ....
( كنت راحلة على الفور ........ )
استدارت كي تجري الى الغرفة و ترتدي ملابسها و تفر من هنا , الا أن صوت سالم أوقفها وهو يناديها صارما
( انتظري .......... )
توقفت تيماء مكانها و هي ترفع عينيها الى السماء مفكرة
" ها هي مزيدٍ من الإهانة قادمة ...... "
لكنها أخذت نفسا طويلا قبل أن تستدير ناظرة اليها بهدوء و هي تقول بصوتٍ عملي باهت
( تحت أمرك .......... )
تحركت نظرات سالم عليها ببطىء تتفحصها قبل ان تتوقف على وجنتها المحمرة لعدة لحظات قبل أن يقول ببرود ساخر
( ترى ماذا فعل التعيس مجددا ... و تحاولين الهرب بسرعة كي تتجنبين الإجابة ؟!! ..... )
زفرت تيماء و هي تنظر بعيدا مكتفة ذراعيها , بينما تحركت مسك و قالت
( دعها الآن يا أبي رجاءا ......... فهي ليست في حالة تسمح لها ب ..... )
الا ان تيماء قاطعتها قائلة ببرود
( لا يا مسك ..... أنا في خير حالٍ يسمح لي بالمواجهة .... )
ثم استدارت الى والدها و قالت بنفس البرود مبتسمة
( نعم ...... تشاجرت مع قاصي مجددا و اتهمني أنني أتآمر ضده كي يسترد راجح طفله منه .... ثم صفعني .... هذه هي آخر اخباري , شكرا لك على السؤال ...... )
استدارت لتتجه للغرف , الا أن صوته قصف من خلفها وهو يقول بعنف
( الى متى ستتحملين هذه المعاملة ؟!! ,,,,,,,, كم يلزمكِ كي تتعظي و تتراجعي قبل أن تفسدي المتبقي من حياتك ؟.!! ........ )
اندفعت تيماء تنظر اليه ثم قالت بنفس القسوة و البرود
( يا عديمة الكرامة ........ هيا قلها , خطابك ينقصها ....... )
انعقد حاجبي سالم بشدة وهو يقول دون تردد
( بالطبع عديمة الكرامة ...... انظري الى نفسك في المرآة و ستعرفين هذا دون الحاجة الى سماعه , اليوم ضربك و غدا سيخونك .... و ستتوالى صفعاته , بينما أنتِ تعودين اليه كل مرة بتذلل قذر .... )
ضحكت تيماء و هي تهز رأسها قليلا بعدم تصديق .... ثم رفعت وجهها تنظر اليها بسخرية منبهرة ... قبل أن تقول بوقاحة
( أتدري ماذا !! ..... يليق بك دور الأب والله ..... صدقا أتكلم , أنت تصلح لأن تكون والدا مراعيا مهتما , ولولا ماضينا البائس معا ... لصدقت أنك مهتم بمصلحتي فعلا .... )
هتف سالم بغضب
( لطالما كنت حقودة و لا تشكرين المعروف مطلقا ..... لو لم أكن والدا صالحا , لما قضيت كل تلك السنوات و أنا أحاول منعك بكل طريقة عن هذا الطريق المظلم الذي تمشين فيه .... تركتِ كل ما أفعل لحمايتك و لا تتذكرين سوى عدم قدرتي على التواصل معكِ بالشكل الذي تريدين .... )
هتفت تيماء بحدة و هي تشير اليه
( تقصد على الأطلاق ..... عدم تواصلك معي على الإطلاق ..... انتقِ كلامك يا سيد سالم .... )
هتف بها هو الآخر
( ها قد عدتِ الى وقاحتك , كما هو اسلوبك دائما ..... أتتذكرين سلة المهملات التي ألقيتِ بها من فمك ما أن عرضت عليك الزواج من أحد ابناء أعمامك منذ سنوات ؟!!! ...... أتعلمين ماذا أصبح منصبه الآن ؟! بخلاف أنه متزوج و لديه طفلين ...... )
نظرت مسك الى ساعة معصمها بملل ... قبل أن تعاود النظر اليهما مكتفة ذراعيها بصمت , بينما هتفت تيماء بغضب مماثل
( هذا لأنك لم ترد سوى التخلص من همي كفتاة تتربى وحيدة .... و قد تجلب لك الفضيحة في أي يوم , ... )
هتف بها سالم
( و كنت محقا ..... أم نسيتِ سقطتك ؟!! ..... كنتِ تواعدين خادمي دون علمي , بل وحاولتِ الهرب معه ..... )
هزت تيماء رأسها بيأسٍ و هي تضحك قائلة بسخرية سوداء
( لا فائدة ..... لا فائدة ....... لا أعلم لماذا نتابع هذا الحوار كل مرة ...... )
قال سالم بصوتٍ مزدري
( نتابعه كل مرة ..... لأنكِ تذلين من نفسك كل مرة أكثر , فأعاود تذكيرك علكِ تفيقين لنفسك .... )
عضت تيماء زاوية شفتها و هي تكتف ذراعيها , شاردة بملامح قاتمة .... ثم رفعت وجهها الجامد أخيرا و قالت ببرود
( هذه المرة ستكون الأخيرة ....... لن تحتاج الى تذكيري مجددا , فقد تركت قاصي , و للأبد هذه المرة )
رد سالم بقوة و ازدراء و دون تردد
( لا أصدقك ............. )
هزت تيماء كتفها و هي تقول ببساطة
( كما تشاء , لست مهتمة بنيل تصديقك على كل حال ...... )
ظل سالم ينظر اليها قليلا متجهم الوجه , ثم نظر الى مسك و كأنه يسألها , الا أن مسك بدت غير راضية عما يحدث , لكنها رفعت حاجبيها في اشارة منها الى أن هذا هو ما يبدو ....
أعاد سالم عينيه الى تيماء يدقق بها ثم قال بتجهم
( ان كان هذا حقيقيا ...... فهل سيتركك هذا الحيوان لحالك بهذه البساطة ؟! .... )
ردت تيماء بصوتٍ صلب
( لم يعد القرار بيده بعد الآن ..... انتهى الأمر ..... )
ضاقت عينا سالم قليلا وهو يفكر , ثم قال رافعا وجهه بغلظة
( لكنه سيظل يلاحقك ... من شقتك الى كليتك و حتى بيت أمك ...... لن يتركك أبدا الا بعد أن يستفذ كل قواكِ ... )
ابتسمت تيماء بسخرية حزينة و هي تقول بصوتٍ باهت
( و كأنك تهتم حقا ........ بدأت أتأثر صدقا .... )
زفر سالم وهو يرفع رأسه عاليا بغضب , ثم هتف بنفاذ صبر
( ها قد عدنا الى الوقاحة و قلة الأدب من جديد ...... )
نظر اليها و قال بصوته الجهوري
( اسمعيني جيدا يا فتاة .... هل أنتِ جادة تماما في رغبتك للخلاص منه ؟!! .... أريد ردا قاطعا ... نعم ام لا .... الآن حالا , و لن أكرر سؤالي مجددا ..... )
نظرت تيماء الى مسك و كأنها تسألها المشورة ... الا أن مسك ظلت صامتة , صلبة الملامح و هي تواجه نظرات تيماء بتحدي ... و كأنها تخبرها بأن هذا هو قرارها لا قرار غيرها .... و عليها أن تتخذه بملىء ارادتها دون الرجوع الى أحد ....
ظل التواصل بين عيني مسك و تيماء لبضعة لحظات ... الى أن استدارت تيماء الى والدها رافعة وجهها و هي تقول بهدوء و ثبات ...
( نعم جادة ........ ... كل الجد ...... )
لمحت في عيني سالم بريقا لم تخطىء فهمه أبدا ..... كان كل همه هو قهر قاصي بأي طريقة كانت , حتى لو كانت بطلاق ابنته منه ....و سلبه عمرو الذي رباه كطفله ....
ظلت ملامحها ثابتة ... هادئة و كأنها تراقب الفصل الاخير من نفس المسرحية القديمة و التي تنازلت عن بطولتها بعد أن سئمت منها ...
قال سالم فجأة بصوتٍ أجش قوي
( إن كان الأمر كذلك ..... يمكنني التصرف اذن ..... )
صمت للحظة وهو يراقبها مفكرا , ثم قال بنبرة آمرة
( لقد خسرتِ منحتك لتحضير الدكتوراة بسببه .....اليس كذلك ؟! ..... )
أطرقت تيماء بوجهها و هي تفكر بشرود ...
كم خسرت بسببه ؟!! ... دراسة و منحة ... كرامة و أسرة ... كيانا و ..... قلبا ...
حين ظلت صامتة , ابتسم سالم بسخرية ثم قال بسلطة
( يمكنني تعويضك عنها ...... سأساعدك على السفر للخارج , و أنفق عليكِ حتى تتابعين دراستك ..... )
رفعت تيماء وجهها تنظر اليه بدهشة .... ثم قالت بصوتٍ فاتر
( سيكلفك هذا كثيرا .... و ستستغرق سنوات ..... )
مط سالم شفتيه بسخرية , ثم قال ببرود
( لم تقدري يوما الحياة المرفهة التي منحتها لكِ ....... فلماذا تفعلين الآن ؟! .... )
لم ترد تيماء عليه , بل ظلت تنظر اليه مفكرة , بينما مسك تراقبهما بصمت ...... شاعرة بالغثيان ....
أخيرا ردت تيماء بصوتٍ قوي و دون تردد
( قبل أن أجيبك ..... هناك أمر يجب أن تضعه في حساباتك , قد يغير مخططاتك كلها .... )
توجست ملامح سالم وهو يقول بتجهم
( ما هو ؟!! ............ هل بدأتِ في التردد من الآن ؟!! ...... )
نظرت تيماء الى عينيه مباشرة و قالت بنبرة تحمل بعض الظفر و التشفي ...
( أنا حامل .......... )
برقت عاصفة من الغضب في عيني سالم فجأة و كأن شجرة القيت في اللهيب مما جعلها تشتعل محرقة ما حولها ....
و استمر تحدي النظر بينهما .... ما بين غضبٍ و خزي منه ... و انتصار و تشفي منها ....
الى أن قال سالم بصوت مكتوم عنيف
( ايتها الغبية .... عديمة الأخلاق و التربية ..... )
ضحكت تيماء ضحكة عالية ... لكنها ميتة و شبعت موتا .... قبل ان تقول من بين ضحكاتها
( لما عديمة الأخلاق يا والدي العزيز ؟!! ...... إنه زوجي و من الطبيعي أن ..... )
هدر بها سالم مقاطعا بقسوة
( عديمة التربية ......حقا تربية امرأة )
عادت لتضحك و هي تسعل قليلا تغطي فمها باصابعها .... ثم قالت ببرود و تسلية
( اعذرني ..... فلم يكن هناك سوى هذه المرأة التي تتحدث عنها كي تربيني .... لذا لا يمكنك لومي أو لومها ... )
زم سالم شفتيه قد تحولت ملامحه الى لونٍ شبيه بالأسود .....
ثم لم يلبث أن زفر نفسا ساخنا حادا , قبل أن يقول بنبرة ذات مغزى
( طالما أنكِ قررتِ الإنفصال عنه للأبد ..... الم تفكري في ....... )
لم تحتاج تيماء الى سماع المزيد , فقد فهمت للتو ما يقصد , فهدرت بصوتٍ أجفله شخصيا و هي تضع يدها على بطنها في حركة حماية غريزية ....
( لن أجهض طفلي ...... سأحافظ عليه حتى آخر يوم في عمري , فإن كان هذا هو شرطك , فانسى الأمر ...... أنا لست مثلك , أفتقد غريزة الأبوة و التي تمتلكها الحيوانات .... )
صرخ فيها سالم وهو يرفع كفه ينوي صفعها
( اخرسي يا ................)
الا أن مسك هتفت به بقوة
( لا يا أبي يكفيها ما نالها ..... أرجوك كفى ......)
بينما لم تتحرك تيماء من مكانها .... بل ظلت ثابتة , مرفوعة الوجه و هي تنظر اليه بعينين قويتين ... فقدتا الخوف .....
بقت كف سالم مرفوعة في الهواء ... و كل منهما ينظر الى عين الآخر , الى أن اسقط ذراعه أخيرا وهو يهمس من بين أسنانه
( الخطأ خطأي .... أنا من لم يربيكِ و تركك لأمك .... أنت محقة .... الخطأ خطأي .... )
ابتسمت تيماء ابتسامة عريضة و هي تقول بنبرة رياضية متفائلة
( ها قد اتفقنا على شيء واحد أخيرا ....... بمزيدٍ من المجهود قد نجد المزيد مما نشترك به ..... )
رمقها سالم بنظرة ساخطة , ثم قال أخيرا بصوت متذمر
( هذا الحمل سيؤخرك جدا في طريقك ........ بالله عليكِ كيف تكوني بمثل هذا الغباء ؟! ... )
ابتسمت تيماء باستهزاء , ثم قالت ببرود
( رجاءا اترك لي أمر تقرير ما سيؤخرني و ما سيقدمني ...... لقد اعتدت التصرف في شؤون حياتي بنفسي طوال سنوات عمري ...... )
قال سالم بعنف
( أنا سأدفع مالا ..... أريد ان أرى نتيجة لقاء هذا الثمن ..... أريد أن أراك و قد نلت رسالتك في أسرع وقتٍ ممكن و هذا الحمل سيؤخرك ..... )
أظلمت عيناها و هي ترد عليه بنبرة لا تقبل الجدل
( هذا هو ما لدي ..... إما أن تقبل أو ترفض ...... فما هو رأيك ؟!! ..... )
ارتفع حاجبي سالم وهو ينظر اليها بذهول قبل أن يهتف باستنكار
( أنت تضعين شروطك و كأنني أنا المستفيد من نجاحك ؟!! ..... ما تلك الوقاحة و التبحج الذي تملكينه ؟!!! ...... )
ابتسمت تيماء ابتسامة قاتلة و هي تقول بهدوء
( دعنا نكن واضحين أولا ..... أنت لا تفعل هذا لأنك مهتم بمستقبلي , أنا لست غبية لأظن ذلك .... أنت لا تفعل هذا الا لتقهر قاصي و تنتصر عليه ليس الا ..... و أنا أحقق لك ما تريد , لذا فأنا من سيطلب الثمن .... ثمن الغربة .... و بدل طلاق كذلك ... )
ارتفع حاجبيه أكثر .... قبل ان يضحك رغما عنه ضاربا كفا على كف وهو يقول
( آخر الزمن صحيح ........... )
لم تهتم تيماء بسخريته بل قالت بقسوة
( و هناك شرطا آخر بعد ........ )
ضحك سالم عاليا وهو غير قادر على منع نفسه , بينما تابعت تيماء ببرود
( ان كنت قد انتهيت من الضحك ...فشرطي الثاني هو أن تنفق على أمي في غيابي , و لا ينقصها شيء ... )
فغر سالم شفتيه , ذاهلا أكثر , ثم سألها محاولا التأكد مما سمع للتو ...
( لحظة واحدة .... هل حقا قلتِ ما سمعته للتو ؟!! .... هل تريدين مني الإنفاق على والدتك بعد أن تزوجت ؟!! ..... ربما تريدين مني الإنفاق على زوجها أيضا !! ...... )
قالت تيماء بنبرة جامدة ... خالية المشاعر
( زواجها من مراهق يصغرها بالكثير سينتهي آجلا أم عاجلا ..... فهو زواج لم يعقد ليستمر , بل كان زواجا تحاول فيه ان تتمتع ببعض أنوثتها الزائلة , التي ضاعت خلال سنوات احتكارك لها رغم الطلاق .... كشرطٍ كي تنفق عليها .... لقد ضاع شبابها , لذا أنا لا ألومها لو تمسكت بالقليل من المتعة .... )
مط سالم شفتيه بقرف وهو يقول
( متى اكتسبتِ كل هذا القدر من القذارة ؟!! ........ )
ابتسمت تيماء و ردت بهدوء
( في غيابك ............. )
واجها بعضهما بصمت .... قبل أن يقول سالم أخيرا بجمود
( أنتِ تتمادين كثيرا يا بنت ثريا ........ و انا لست مجبرا على القبول ... )
هزت كتفها و هي تقول ببساطة
( حقك طبعا ........ لذا فكر و أخبرني برأيك ..... )
أطرق سالم ينظر الى الأرض بملامحه القاتمة و عينيه الحاقدتين , بينما تابعت تيماء بصوتٍ أكثر بأسا
( شيء أخير ..... لو وافقت , فأنا لا أريد أذية قاصي ....... )
ارتفع وجه سالم وهو يهتف قائلا باستياء
( هل بدأنا في الحنين ؟!! ......... )
قالت تيماء بصلابة و جمود
( لا حنين أو أي شيء آخر ...... كل ما في الأمر أنني أحمل طفله , و أي شيء يمسه , فهو يمس طفلي في المقابل ..... أخبرتك أنني لست مثل غيري من الآباء , أنا أنوي أن أنشئه كما ينبغي أن ينشأ الطفل السوي ... .... )
نظر اليها سالم لعدة لحظات , ..... و كان صمتا ثقيلا , أرخى ستاره علىى كلاهما ثم قال أخيرا بجمود
( حسنا يا تيماء ..... سأمنحك هذه الفرصة ,بكل شروطك .....لكن ليكن في معلومك ... أنها المرة الأخيرة قبل أن تفسدي الأمور مجددا .... حينها أقسم أن أساعدك بنفسي على افساد حياتك .... )
ابتسمت تيماء ببرود دون أن ترد ....
بينما رفعت مسك وجهها الأنيق و هي تقول بهدوء
( أكره أن أقاطع هذا الجو الرائع من الصفقات الدنيئة ..... لكن أنا تأخرت على عملي بالفعل , لذا سأخرج وأترككما ..... )
قال سالم بصوتٍ صلب
( سآتي معك يا مسك ..... فأنا في حاجة للذهاب الى الشركة ..... )
قالت مسك بقلق
( لكنك وصلت من السفر للتو ..... اليس في هذا ارهاق عليك ؟!!! ..... )
وضع سالم يده على ظهرها وهو ينحني ليقبل جبهتها قائلا بصوتٍ مجهد
( أنا بخير ....... تعالي معي و سأقلك ..... )
أومأت مسك بصمت .... بينما كانت تيماء تنظر اليهما بعينين ميتتين ... , وهما يتجهان الى الباب , لكن و قبل خروجهما استدار سالم ينظر الى تيماء نظرة طويلة قبل أن يقول بصوتٍ آمر
( سنتركك حتى تفكرين في قرارك للمرة الأخيرة ...... و حين أعود أرجو أن يكون قرارك كما هو ... )
لم تتنازل تيماء و ترد ... بل ظلت واقفة مكانها مكتفة ذراعيها و هي تنظر اليهما بصمت , فلوحت مسك لها مبتسمة ابتسامة قصيرة ....
ذكرتها بأول لقاء بينهما .... حين اقلها قاصي معه .... حينها ابتعدت مسك , الا أنها استدارت ولوحت لها مبتسمة ....
لكن شتان بين الإبتسامتين .... فابتسامة مسك كانت باردة ... باهتة .... و كأنها رافضة لما أقدمت عليه تيماء للتو ...
فعلى الرغم من أنها هي من كان يحثها على التمرد و ترك قاصي و التفرغ لعملها و مركزها ... الا أن النتيجة الآن لم تعجبها ...
و بالفعل حين أقلت المسك الباب بعد أن خرجت مع والدها .... استقلت معه المصعد , لتشرد بعينيها و هي تفكر بداخلها
" قلبي معك يا حبيبي .... قلبي معك يا قاصي .... رغم كل ما فعلته , الا أن الضربة التي ستتلقاها أوجعتني قبلك ..... أنت لا تستحق تلك الضربة , كما أنك لا تستحق تيماء .... فأي فوضى تلك !! ... "
.................................................. .................................................. ......................
وقفت تيماء في منتصف البهو ...
تنظر الى الباب المغلق بعد خروجهما .... و مضت الدقائق ....
دقائق طويلة تكفي ان يستقلا سيارتهما و يبتعدا .... بينما هي لا تزال واقفة مكانها مكتفة ذراعيها , و ملامحها جامدة ...
و ما أن تأكدت من رحيلهما حتى أخفضت ذراعيها ... ثم رفعت وجهها و دون مقدمات صرخت صرخة عالية جدا ..... كصرخة حيوانٍ يحتضر ....
صرخة استمرت و استمرت دون انقطاع ... حتى باتت صراخا مدوي لا ينتهي ....
رأسها مرتفعة و عروق عنقها بارزة و هي تصرخ و تصرخ و تصرخ ......
بينما يدها تغطي بطنها و كأنها تترجى جنينها أن يتحمل صعوبة هذه اللحظة معها .......
كان صراخها جافا .... دون دموع , فكان موجعا أكثر .... شق أحبالها الصوتية و جرح حلقها .... لكنها لم تأبه .... بل استمرت في الصراخ ... .....
.................................................. .................................................. ...................
كان رنين جرس الباب مستمر لا ينقطع بإلحاح ..... رافقه طرق قوي ...
و مضت عدة لحظات قبل أن تفتح تيماء الباب مبتسمة بهدوء بعد أن نظرت من ثقبه لترى وفاء جارة مسك تقف و يديها على الباب و الجرس .... ملامحها مرتعبة , و هي تتفحص تيماء من أعلى راسها و حتى أخمص قدميها ....
و لم تستطع النطق لعدة لحظات , فبادرتها تيماء قائلة بنبرة شبابية ودودة
( مرحبا ....... كيف حالك ؟؟ ......... )
لم ترد وفاء على الفور بل ظلت تنظر الى تيماء و تتفحصها بخوف .... الى أن قالت بصوتٍ مرتجف
( هل أنتِ بخير حبيبتي ؟!! ........ )
ردت تيماء بابتسامتها الذهبية المشرقة
( بالطبع ..... لما تسألين بهذا القلق ؟!! ........ )
اشارت وفاء باصبعٍ مرتجف اشارة واهية و هي تلتقط أنفاسها قائلة بتلعثم
( سمعت صراخا عاليا آتيا من شقة مسك فأتيت جريا ..... لكِ أن تتخيلي حالة ارتجاف أطرافي ... )
اتسعت ابتسامة تيماء و هي تبعد شعرها الكث خلف أذنها , ثم قالت ببساطة
( آه حبيبتي أنا آسفة جدا ..... كان هذا مجرد تدريب صوتي آمارسه بين الحين و الآخر , فانسى نفسي و يعلو صوتي .... أنا آسفة جدا جدا ...... )
ابتسمت وفاء ابتسامة مرتجفة , و هي تتفحص تيماء مجددا , ثم قالت بتوتر
( لا عليكِ .... لقد خفت عليكِ ليس أكثر ...... )
أمالت تيماء رأسها مبتسمة بتعاطف و هي تقول
( كم هذا لطيف منكِ ..... انا في غاية الحرج حقا ..... )
قالت وفاء و قد بدأت ترتاح قليلا ,
( سأعود اذن الى شقتي ......... )
الا أن تيماء أوقفتها قائلة ببشاشة
( انتظري ....... كيف حال السيد أمجد ؟!! ...... )
عند هذه النقطة , تهللت أسارير وفاء و نسيت خوفها تماما و هي تعود الى باب الشقة قائلة بنبرة ما بين التعاطف و التوسل
( أمجد يكاد يسترق كلمة الرضا من أختك ..... فاتحيها في أمره مجددا يا تيماء بالله عليكِ , والله لن تجد من هو افضل منه ..... )
ابتسمت تيماء دون أن ترد ..... بينما تابعت وفاء متنهدة بصمت
( حلم أمه في الحياة أن تحمل طفله ..... و هو لم اراه يميل الى امرأة كما فعل مع أختك مطلقا .... كلنا نتمنى له السعادة ... )
صمتت للحظة قبل أن تنظر الى تيماء مبتسمة بسعادة و أمل
( و سعادته مع مسك ... لذا همتك معنا كي نقنعها .... )
أومأت تيماء بوجهها المبتسم .... و أيضا دون رد ....
.................................................. .................................................. ....................
( اعترفت بنفسها ؟!!! ....... فعلا ؟!! ...... )
هتفت ريماس بهذا و هي تنظر الى قاصي بعدم تصديق .... بينما كان هو مرتميا على الأريكة ... رأسه متراجعا للخلف .... ينظر الى السقف بصمت ,
شعره طويل و لحيته واضحة داكنة .... بدا في شكله و نظرة عينيه البعيدة كالقراصنة ....
اقتربت منه ريماس بسرعة الى أن جلست بجواره على حافة الأريكة و قالت محاولة الإستيعاب
( قالت بلسانها أنها تساند راجح ؟!! ....... )
ظل قاصي صامتا وهو ينظر الى السقف بصمتٍ و بملامحه الغريبة .... ثم قال اخيرا بصوتٍ أجوف
( هذا ما قالته ......... )
اتسعت عينا ريماس و هي تنظر أمامها هامسة بعجب و تشفي
" و كانت تمثل دور الواعظة !! ....... ياللها من جنية خبيثة .... "
التفتت الى قاصي بسرعة , الا أنه بدا و كأنه لم يسمعها , فمدت يدها و هي تمسد معصمه قائلة بنعومة
( لا تحزن بهذا الشكل .... الحمد لله أنك اكتشفتها على حقيقتها .... )
لم يرد قاصي لبضعة لحظات .... بينما تجرأت ريماس على مراقبته بصمت ....
تحب وجهه جدا .... تحب فيه شيئا خاصا يختلف عن راجح ....
على الرغم من ضعفها الأبدي أمام جاذبية راجح و روحه الفاسدة ...... الا أن روحها تشتاق الى هذا الشيء الخاص في قاصي ... و الذي لم تستطع تمييزه حتى الآن ....
مدت أصابعها ببطء تلامس بظاهرها ذقنه الغير حليقة .... و التي كانت ناعمة كشعره ....
مستمتعة بتلك الجذور القوية التي تمرر أصابعها عليها .... و هي تتحسس فكه القوي , ثم همست بخفوت
( لا تتألم بهذا الشكل ..... لا شيء يستحق .... )
ظل قاصي مكانه صامتا .... لا يتحرك , تاركا لأصابعها حرية ما تفعل ..... فابتسمت قليلا بحزنٍ شارد ...
ثم همست بنعومتها ذات الخرير المغوي و الذي لم تفقده بعد
( لو أعلم ماذا تمتلك تلك الفتاة لتأسرك اليها بتلك الصورة الميؤوس منها ؟!! ...... )
لم يرد قاصي , بل و لم يرمش بعينيه ... فتنهدت بكبت , ثم قالت بيأس حاد
( سبق و اخبرتك أنكما لا تليقان ببعضكما .... و علاقتكما لن تنجح , فماذا ربحت من المحاولة سوى ألم الإدراك ..... أنتما غير متناسبين , ..... )
صمتت للحظة و هي ترى صمت ملامحه النحيلة بعد أن فقد بعض الوزن مؤخرا .... ثم لم تلبث أن قالت بخفوت
( قاصي أفق أرجوك .... أنا في حاجة اليك كي نواجه راجح ..... صدقني أنت لا تعرفه كما أعرفه أنا ... إنه قادر على سرقة الكحل من العين ..... )
ساد الصمت لبضعة لحظات قبل أن يتكلم قاصي بصوت خافت متباعد ... عميق كالمحيط في آخر ساعات الليل ....
( أريد البقاء وحدي ......... )
اشتدت شفتي ريماس بصلابة .... و غضب , قبل أن تنتفض لتنهض و تبتعد .... بينما بقى قاصي على حاله ناظرا للسقف ....
بداخله دوامة لا تهدأ ...... دوامة عنيفة تزيد ذهنه جنونا ....
كان عليه استنتاج ما حدث ..... كان عليه ادراك هذا , فمنذ فترة أتاه اتصال ليث محذرا ....
لا يزال يتذكر كلماته المقتضبة حتى الآن
" اتصلت بك كي أنبهك ان تحذر من راجح ..... راجح الآن كالوحش المطعون , يبحث عن فريسة كي تسد جوعه و تشفي اصابته .... "
كان قاصي يعلم جيدا أي نوع من أنواع المخلوقات هو راجح ..... لكن مكالمة ليث أثارت شكوكه أكثر , فسأله بصوتٍ قاتم
" ماذا حدث في البلد أثناء غيابي يا ليث ؟!! ..... من طعن راجح ليجعله أكثر وحشية و دناءة مما هو عليه ؟!! .... "
رد عليه ليث قائلا بصوتٍ متصلب خشن ....
" لا أستطيع الإفصاح عن الكثير يا قاصي ..... لكن احذر راجح ...... و احذر ممن قد يتعاون معه .... "
حينها سأله قاصي بشك
" هل فعل لك شيئا يا ليث ؟!! ..... أخبرني , فأنا على اتم استعداد لأن أنتقم منه لك قبل أن يكون لي .... "
رد عليه ليث يومها بصوتٍ عنيف مكتوم , لم يسمعه منه من قبل
" ليس الآن يا قاصي ...... حسابه يثقل , فدعه يزد مما ينوي فعله , كي يكون الحساب عسيرا .... "
قال قاصي يومها بصوتٍ حزين شارد
" رحم الله سليم ..... لم يصدق أن الإنتقام واجب مع بعض البشر .... و اخذ الحق غصبا , كرامة بخلافنا أنا و أنت ....""
ساد الصمت بينهما فقال قاصي بتعجب
" ليث ..... هل تسمعني ؟؟ ........ "
أجابه ليث بخفوت أجش
" نعم سمعتك .......... "
قال قاصي بصوتٍ خافت مشتد
" بالمناسبة ..... علمت أن فواز هنا في المدينة , الا انني لم اصل الى مكانه بعد ...... "
ساد صمت غريب بينهما , الى أن قال ليث بصوتٍ خشن
" ما أن تعرف مكانه بلغ عنه الشرطة ...... "
قال قاصي بشك
" ظننتك تريد أخذ القصاص منه بنفسك ......... "
رد ليث بصوتٍ متباعد ....
" لن أضحي بسوار يا قاصي ...... لن أفعل .... و لم يكن سليم ليقبل بهذا "
عقد قاصي حاجبيه وهو يبعد الهاتف عن أذنه ينظر اليه , يتاكد من أن المتحدث هو ليث الهلالي فعلا ....
كانت تلك هي آخر مكالمة هاتفية بينهما ....
لقد اختار ليث الهلالي سوار ... و ترك الإنتقام جانبا .....
بينما لم يأبه هو بتحذير ليث .... كان عليه توقع هذا .....
رفع قاصي كفه ببطىء حتى فردها أمام وجهه ينظر اليها دون تعبير ..... ضخمة .... ضخمة جدا و قادرة على كسر قالبٍ حجري .... لا وجنة في رقة الورد ....
اطبق قبضته ببطىء و شدة حتى ابيضت مفاصل أصابعه ....... بينما انعقد حاجباه ... بألم ....
.................................................. .................................................. .....................
خرجت تيماء من مبنى الكلية الرئيسي و هي تجر قدميها بتعب ....
فمنذ أن وصلت الى مدينتها , حتى تابعت حياتها بروتين مجهد ..... و طفلها لا يساعد , بل يزيد من ارهاقها , بالغثيان و الدوار الذي يسببه لها ....
الا أنها كانت مبتسمة و هي تقول مداعبة
( جيناتك الوراثية شبية باجدادك ..... متعب لغيرك من يومك ..... هلا ترفقت بأمك قليلا ... )
اتسعت ابتسامتها حتى بانت غمازتي وجنتيها .... تحت النظارة التي باتت تضعها مؤخرا .....
كانت تبدو من بعيد شهية المنظر .... لا تختلف عن الطلاب نفسهم , فهي لا تكبرهم بالكثير ... خاصة مع الكتب التي تحملها على ذراعها .....
رفعت وجهها المحمر كي تتلقى المزيد من النسيم على بشرتها علها تستفيق قليلا من الغثيان الذي أصابها في نهاية المحاضرة .....
لكنها توقفت مكانها و هي تراه واقفا من بعيد ....
كان ينظر اليها مباشرة بابتسامةٍ عابثة , وهو يستند الى سيارته .... واضعا نظارته الداكنة على عينيه .... لكنه كان ينظر اليها , .... فمرت بضعة لحظات قبل أن تأخذ نفسا حازما و هي تعاود السير ....
تقدمت تيماء ببطىء و هي تقر بأنه شديد الجاذبية ,....... لا يمكنها انكار ذلك , ......
وصلت اليه أخيرا , و دون تردد قالت بهدوء
( لا تخبرني أن وجودك هنا صدفة !! ..... فأنا لا أصدق الصدف شديدة الغرابة ... )
ابتسم أكثر وهو يقول بنبرته العابثة التي تتذكرها
( لستِ جميلة فقط .... بل و ذكية أيضا ....... )
رفعت تيماء يدها تظلل بها عينيها من أشعة الشمس ثم قالت
( ماذا تريد يا راجح ؟!! .......... )
أبعد النظارة الداكنة عن عينيه فرأت بهما لمعانا خاطفا وهو يقول بمرح
( أتتذكرين اسمي ؟!! ......... )
مطت تيماء شفتيها و هي تقول بهدوء و دون أن تجفل
( أنت أخ زوجي ............. )
زالت الإبتسامة عن وجهه , استطاعت تيماء رؤية الشر الذي ظهر في نظرته للحظات , لكنه سرعان ما سيطر عليه و ابتسم قائلا بنعومة
( و أنا أتشرف بأن لي زوجة أخ .... في مثل جمالك ..... )
ظلت تيماء تنظر اليه , ثم قالت ببساطة
( أترك عنك المقدمات و أخبرني بما أتيت لقوله ...... )
وضع راجح كفيه في جيبي بنطاله وهو يقول بمكرٍ متلاعب
( أتصدقين لو أخبرتك أنني أتيت للتعرف اليكِ دون أهداف ؟! ....... )
ردت تيماء بمنتهى الهدوء و الرقة ...
( لا ..... لا اصدقك , هات التالي ..... )
برقت عيناه قليلا ثم قال بصوته الأجش ذو النبرة البطيئة الخاصة
( لا تنسي أنكِ ابنة عمي ..... أي أقرب لي من أخٍ غير شرعي ..... )
ارتفع حاجبيها و هي تنظر اليه بدهشة قبل أن تقول
( قديم جدا هذا المدخل ....... هناك مقدمات أكثر تطورا , تعلمتها من طول فترة تعاملي مع الطلاب ... )
ضحك راجح بصوتٍ عالٍ حتى جذب اليه عددا من الأنظار , الا هي فقد ظلت هادئة ثابتة , منتظرة أن يذكر سبب زيارته ... و ما أن انتهى من الضحك حتى أخفض وجهه اليها يتأملها مليا ... ثم قال أخيرا بتكاسل
( أنت مزيج غريب من كل شيء .... قصيرة جدا بالنسبة لعائلتنا , و ذات عينين غربتي اللون , بعيدة عنا ..... طاقة من الإنفعال , محتجزة داخل أستاذة هادئة , صارمة .... تنتظر الإشارة كي تترك لنفسها حرية الجنون ..... )
مطت تيماء شفتيها .... ثم قالت بفتور
( و بعد يا راجح .... رجاءا انجز ما جئت لقوله فقد كان يومي مرهقا ..... )
تأوه راجح مصدرا صوتا رافضا وهو يقول بتلاعب
( أنت لستِ ودودة أبدا ..... بينما من المفترض بكِ أن تكوني ممتنة لي , حيث أنني سأريحك من ابني , و حينها سيبقى ..... " زوجك " لك وحدك , دون شركاء .... )
لم تتغير ملامح تيماء و هي تنظر اليه بملل , ثم قالت أخيرا بعد فترة انتظار
( هل هذه الرسالة التي أتيت الي خصيصا كي تسمعني اياها ؟!! ..... لقد قطعت الطريق هباءا فهو خبر قديم , و إن كنت تريد التشفي فعليك الذهاب الى قاصي مباشرة .... )
صمتت للحظة , قبل أن تتابع بخبث
( أم أنك تخصص مواجهة نساء فقط ؟!! ........ )
زال بريق العبث عن عيني راجح وهو ينظر اليها بشر , قبل أن يقول بنبرته الخفيضة
( وقحة .......... )
مطت تيماء شفتيها و قالت بمللٍ أكبر
( سمعتها قريبا جدا من والدي والله ..... قديم أنت جدا بصراحة .... )
ظل يراقبها بغضب و استياء واضح .... قبل أن تفلت من بين شفتيه ضحكة لم يستطع منعها وهو يقول بدهشة
( أنتِ حكاية .......... )
زفرت تيماء و ي تقول
( من الواضح أنك أتيت لتتسلى ليس الا ..... لذا تشرفت بقائك سيد راجح , وداعا .... )
حاولت أن تتجاوزه , الا أنه مس مرفقها وهو يقول
( انتظري ........... )
انتفضت تيماء و هي تبعد ذراعها عنه بقسوة لتقول من بين أسنانها ,
( لو مددت يدك مجددا , لقطعتها لك ....... )
ضاقت عينا راجح وهو يطلق صفيرا خافت طويل ,ثم همس وهو يعض على شفته
( شرس .............. )
قالت تيماء بصرامة
( انا ذاهبة ............. )
الا أنه قاطعها مجددا وهو يعترض طريقها , رافعا كفيه باستسلام
( انتظري للحظة ....... لن أفعل ما يغضبك , أريد فقط سؤالك عن شيء .... )
وقفت تيماء أمامه و هي تزفر مكتفة ذراعيها حول كتبها و حقيبتها , ثم قالت ببرود
( هات ما تريد .......... انجز .... )
رمقها راجح بنظرة متفحصة , ثم قال أخيرا بهدوء
( ما رأيك في رغبتي بضم عمرو الي ؟.......... )
هزت تيماء رأسها يأسا .... قبل ان تقول بصلابة
( هل تظنني حمقاء ؟!! ........ لأصدق أنك أتيت الى هنا فقط لتعرف رأيي فيما تنوي فعله ؟!! .... )
لم يفقد راجح ابتسامته , الا أنه قال بهدوء
( اجيبي سؤالي ..... فلدي مغزى ....... )
ظلت تيماء تنظر اليه بدقة طويلا ,. قبل أن تقول رافعة وجهها أكثر
( حسنا أنا لا أصدقك ...... و أعرف أنك لا تأتي الا لتجلب الخراب معك , لكنني سأنتهز الفرصة و أجيب سؤالك ...... )
صمتت للحظة قبل أن تتابع بهدوء
( اترك عمرو لقاصي يا راجح ....... اكرهه كما تشاء , لكن لا تأخذ عمرو منه ... هو من رباه و يعلم عنه ما لا تعرفه أنت ..... أعلم أنك لا تشعر باي تعاطف من كلامي هذا , لكنني لا أقوله دفاعا عن قاصي .... بل أدافع عن عمرو .... ستتسبب له في صدمة كبيرة , فهو لم يعرف سوى أب واحد ..... و أنت لا تريد أخذه الاآن الا لتؤلم قاصي ...... دون أن تهتم لمشاعر ابنك أو ما يريد ..... أنت ستسلبه والده , و لا تتفضل بإخباري بأنك ستعوضه ..... فأنت لو أخذته سرعان ما ستفقد لذة الإنتقام .. و تدرك أن لديك طفلا بكل مسؤوليته ..... حينها ستهمله , و تؤلمه ..... إنه أبنك في النهاية , اشعر نحوه ببعض الشفقة و أتركه للوزالد الذي يعرفه .... )
كان راجح يستمع اليها بصمت وهو ينظر اليها بنظرته المتفحصة الوقحة .... قبل أن تتابع تيماء بهدوء
( لقد قلت ما عندي .... و أتعشم أن تتحلى ببعض الضمير ......الآن عن اذنك ... )
حاولت الابتعاد , الا أن راجح قال بهدوء ساخر وهو يراقبها
( و أنا الذي كنت أتعشم أن تساعديني ..... لأفاجأ بكِ تلقين على مسامعي محاضرة طويلة , كتلك التي تقدمينها الى طلابك ..... )
توقفت تيماء مكانها و هي تقول رافعة حاجبيها
( أساعدك ؟!! ....... كيف ؟!! ........ )
قال راجح ببساطة
( تشهدين في صالحي , حين ارفع قضية ضم عمرو ..... )
قالت تيماء بصوتٍ جامد بطيء
( اذن فأنت سترفعها على كل حال !! ....... خسارة الكلام معك .... عن اذنك ... )
الا أن راجح قال من خلفها
( انتظري لحظة ........ ألن تسمعي الخطة أولا ؟!! ..... )
استدارت تيماء تنظر اليه , قبل أن تقول بدهشة
( خطة ؟!! ...... هل أنت أحمق تماما , كي تأتيني أنا , كي أساعدك على طعن قاصي في ظهره ؟!!! ..... )
رد راجح ساخرا وهو يتأملها دون كوابح أخلاقية
( فهمت من عمي سالم أنكِ ستحصلين على الطلاق قريبا .......... )
رفعت تيماء وجهها و هي تقول ساخرة بصوتٍ مدرك
( عمك سالم ...... الآن فهمت , ....... عامة , لا أهتم بخطة عمك سالم , فأنا وهو لدينا خطة خاصة ’ أما عن موضوع عمرو . فلقد بلغت رأيي بوضوح كي أخلي ضميري .... )
بينما كانت تتكلم مع راجح ....
كانت هناك عينان تراقبانهما من بعيد .... عينان بلون الجمر , و كفين يطبقان على مقود سيارة ....
رجل أشبه بالقراصنة , طويل الذقن و الشعر .....
بينما يهمس بخفوت من بين أسنانه
" خائنة ....... خائنة ........ "
نظر اليه الشاب الذي يجلس بجواره , فضحك بعصبية وهو يقول متوترا
( اهتدي بالله يا رجل ..... من هي تلك الخائنة ؟! ..... هيا بنا لننهي أمر بيع السيارة , و دع عنك من تراقبها تلك ...... )
نظر اليه قاصي بصمت .... قبل أن يعاود النظر اليهما وهو يتنفس بسرعة و خطورة ....

انتهى الفصل 26 ... قراءة سعيدة









tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 01:56 AM   #8415

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 416 ( الأعضاء 246 والزوار 170) ‏tamima nabil, ‏جونسينا, ‏timo_antimo, ‏الاميره الجميله, ‏سمر عثمان سمر, ‏Rymi, ‏mai el, ‏بسنت محمد, ‏mai ahmed 2020, ‏mayuoyi+, ‏ToOoOmy, ‏ebrU, ‏سكاى, ‏mesaw, ‏ام توتو وسوسو, ‏a7bk 77, ‏شام الهوى, ‏socomisso+, ‏sosobarra, ‏Layl mohammad, ‏لولة العسولة, ‏سومة111, ‏منة السيد أحمد, ‏amirat elqasr, ‏أنت عمري, ‏شوقا, ‏ليل سوسو, ‏loveme2, ‏ايوتة بنت ليبيا, ‏Meen Ana, ‏ساره الحمد, ‏زهره ربيع عمري+, ‏starmoon+, ‏سوسا العتيبي, ‏asmaa kamal, ‏Alzeer78, ‏بن محوج, ‏majda sarito+, ‏جود الفرح, ‏ذهب, ‏dilsa, ‏Abeer Hida, ‏فطومة الامورة, ‏نِوران, ‏khouloudxx, ‏hope 21, ‏بريق العابرين, ‏nanash, ‏omboody, ‏ميار111, ‏دودي الخليفي, ‏luz del sol+, ‏ريمين, ‏الغفار, ‏ام احمدوايادواسر, ‏عزيز الروح, ‏ام زياد محمود, ‏ايه الشرقاوي, ‏نوف بنت ابوها, ‏أ م ن ع ش ت, ‏sahar shokry, ‏kokisemsem, ‏H A M, ‏mola_elec, ‏doudo+, ‏(شهد العسل), ‏نجله على, ‏yasser20, ‏mayna123, ‏حبوبة حبيبى, ‏eng semsema, ‏Aya Reda, ‏زالاتان, ‏فتكات هانم, ‏الطاف ام ملك, ‏Hhaya, ‏شكولاين, ‏menna z, ‏Ino77, ‏doc khadija, ‏mimi0000, ‏علياء نبيل, ‏نشوى فريد, ‏مها 33, ‏sweet123, ‏غروب الامل, ‏eiman hashem+, ‏لمى المصري, ‏hayaty alquran, ‏bosy el-dmardash, ‏Nowara, ‏sese69, ‏شهد محمد صالح, ‏زهرة الكاميلي, ‏RINCKYPINKY, ‏lasha, ‏نرمين البنجي, ‏alilox, ‏مروة صادق+, ‏jus6me010, ‏nour-love-mohand, ‏sajanody, ‏اشراق الشمس, ‏عشق القلم, ‏ميريزااد, ‏loto, ‏zain alhla, ‏mona karkoura, ‏جميلة النادي, ‏Hendalaa, ‏س?ر, ‏monica g+, ‏عاشقه الرحمن, ‏hanan ashraf, ‏métallurgier, ‏nourhan5, ‏الروح الهائمه, ‏من هم, ‏Ana farah, ‏سارة امينة+, ‏Eman Js, ‏دلووعة2, ‏نور المعز, ‏متعثرهـ, ‏ترف اهلها, ‏amowaaj, ‏مى عبد الرحيم, ‏gentle dona, ‏dr_rona1, ‏assia elçin sangu, ‏كوثر الغاشي, ‏sosoangle, ‏flower90, ‏شوشو بيرو, ‏Semsemakoki, ‏لينا الحربي, ‏Israa Ehab, ‏princess of romance, ‏الشوق والحب, ‏هبوش 2000, ‏nody d, ‏جوافه., ‏حووووووور, ‏اغلى ناااسي, ‏aiten adhm, ‏reemaabdullah, ‏انسام الهوى, ‏ندى احمد90, ‏طفول, ‏ام يسر, ‏ندى طيبة, ‏Light dream, ‏summer cloud, ‏rosemary.e, ‏angela11, ‏reman111, ‏toma kobese, ‏eng miroo, ‏حنان ياسمين, ‏giba.2200, ‏Khaledya, ‏احباب الروح, ‏راما منصور, ‏شمائل, ‏كريستنا, ‏Om fatema, ‏د/عين الحياة, ‏جنون امراه, ‏دارسي مى, ‏هاجر شلبية, ‏ندى المطر, ‏توقه, ‏لارين الشمري, ‏@شمعة الجلاس@, ‏bassa, ‏جنى التوت, ‏ديما 79, ‏sona badr, ‏الصقر الصقر, ‏dalloula, ‏maha_1966, ‏SORAYA M+, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏Nary sorour, ‏jojo333, ‏ليزا الرومانسيه, ‏mama roca, ‏babo altaa, ‏shaimaa alos, ‏شوشو العالم, ‏palmoon, ‏زهراء ش, ‏إيمان العنزي, ‏ح.ع.خ, ‏Rand issa, ‏Margo mego, ‏ماريمارر, ‏مملكة الاوهام, ‏سمر مجدي الديب, ‏sosomaya, ‏pearla, ‏وصال العارف, ‏Souriana, ‏للفرح ثمن, ‏نادية المشري, ‏Pure angel, ‏هدوء الدوشة, ‏Qwert yuiop, ‏دانة أمها, ‏بيبوبن, ‏Essonew, ‏sasad, ‏عبق الاخلاص, ‏hidaya 2+, ‏remasa997, ‏صمت الزوايا, ‏la rose noir, ‏Roro adam, ‏حمبصيصة, ‏احلام عادل, ‏حنان عفج, ‏lamia31, ‏ايمان الحسيني, ‏كتكوته زعلانه, ‏lolo lili, ‏loulouys, ‏najla1982, ‏tarteel, ‏MaNiiLa, ‏غروري مصدره أهلي, ‏sara-khawla, ‏hebaa, ‏حياه حلم+, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏وعد بالخير, ‏نور بن مبروك, ‏marameblue, ‏القمر المضئ, ‏Yara Ali, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 02:01 AM   #8416

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 430 ( الأعضاء 245 والزوار 185) ‏tamima nabil, ‏khouloudxx, ‏doudo+, ‏roro.rona, ‏nour sabah, ‏manosh, ‏حلمي سفر, ‏حنان ياسمين, ‏imy amouna, ‏رزان عبدالواحد, ‏Aysen Ataman, ‏غروري مصدره أهلي, ‏شام الهوى, ‏ايمان الحسيني, ‏I amAsia+, ‏اميرة العصرر, ‏sosobarra, ‏dilsa, ‏Ino77, ‏ياسمين على احمد+, ‏ام يسر, ‏smsma20, ‏بريق العابرين, ‏زهره ربيع عمري+, ‏سمر مجدي الديب, ‏gentle dona, ‏ريمين, ‏فطومة الامورة, ‏Souriana, ‏سكاى, ‏ام لينووو@, ‏maha_1966, ‏حواء بلا تفاح^, ‏سمر عثمان سمر, ‏شوقا, ‏Mosheira, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏نور ضياء, ‏الاميره الجميله, ‏Light dream, ‏داليا انور, ‏ندى طيبة, ‏حبوبة حبيبى, ‏من هم, ‏mayna123, ‏Meen Ana, ‏Aya Reda, ‏سوسا العتيبي, ‏جونسينا, ‏ensho, ‏métallurgier, ‏Rymi, ‏mai el, ‏بسنت محمد, ‏mai ahmed 2020, ‏mayuoyi+, ‏ToOoOmy, ‏ebrU, ‏mesaw, ‏ام توتو وسوسو, ‏a7bk 77, ‏socomisso+, ‏Layl mohammad, ‏لولة العسولة, ‏سومة111, ‏منة السيد أحمد, ‏amirat elqasr, ‏أنت عمري, ‏loveme2, ‏ايوتة بنت ليبيا, ‏ساره الحمد, ‏starmoon+, ‏asmaa kamal, ‏Alzeer78, ‏بن محوج, ‏جود الفرح, ‏ذهب, ‏Abeer Hida, ‏نِوران, ‏hope 21, ‏nanash, ‏omboody, ‏ميار111, ‏دودي الخليفي, ‏luz del sol+, ‏الغفار, ‏ام احمدوايادواسر, ‏عزيز الروح, ‏ام زياد محمود, ‏ايه الشرقاوي, ‏نوف بنت ابوها, ‏أ م ن ع ش ت, ‏sahar shokry, ‏kokisemsem, ‏H A M, ‏mola_elec, ‏(شهد العسل), ‏نجله على, ‏yasser20, ‏eng semsema, ‏زالاتان, ‏فتكات هانم, ‏الطاف ام ملك, ‏Hhaya, ‏شكولاين, ‏menna z, ‏mimi0000, ‏علياء نبيل, ‏نشوى فريد, ‏مها 33, ‏sweet123, ‏غروب الامل, ‏eiman hashem+, ‏لمى المصري, ‏hayaty alquran, ‏bosy el-dmardash, ‏Nowara, ‏sese69, ‏شهد محمد صالح, ‏زهرة الكاميلي, ‏RINCKYPINKY, ‏lasha, ‏نرمين البنجي, ‏alilox, ‏مروة صادق+, ‏jus6me010, ‏nour-love-mohand, ‏sajanody, ‏اشراق الشمس, ‏عشق القلم, ‏loto, ‏zain alhla, ‏mona karkoura, ‏جميلة النادي, ‏Hendalaa, ‏س?ر, ‏monica g+, ‏عاشقه الرحمن, ‏hanan ashraf, ‏nourhan5, ‏الروح الهائمه, ‏Ana farah, ‏سارة امينة+, ‏Eman Js, ‏متعثرهـ, ‏ترف اهلها, ‏amowaaj, ‏مى عبد الرحيم, ‏dr_rona1, ‏assia elçin sangu, ‏sosoangle, ‏flower90, ‏شوشو بيرو, ‏Semsemakoki, ‏لينا الحربي, ‏Israa Ehab, ‏princess of romance, ‏الشوق والحب, ‏هبوش 2000, ‏nody d, ‏جوافه., ‏حووووووور, ‏اغلى ناااسي, ‏aiten adhm, ‏reemaabdullah, ‏انسام الهوى, ‏ندى احمد90, ‏طفول, ‏summer cloud, ‏rosemary.e, ‏angela11, ‏reman111, ‏toma kobese, ‏eng miroo, ‏giba.2200, ‏Khaledya, ‏احباب الروح, ‏راما منصور, ‏شمائل, ‏كريستنا, ‏Om fatema, ‏د/عين الحياة, ‏جنون امراه, ‏دارسي مى, ‏هاجر شلبية, ‏ندى المطر, ‏توقه, ‏لارين الشمري, ‏@شمعة الجلاس@, ‏جنى التوت, ‏ديما 79, ‏sona badr, ‏الصقر الصقر, ‏dalloula, ‏SORAYA M+, ‏Nary sorour, ‏jojo333, ‏ليزا الرومانسيه, ‏mama roca, ‏babo altaa, ‏shaimaa alos, ‏شوشو العالم, ‏palmoon, ‏زهراء ش, ‏إيمان العنزي, ‏ح.ع.خ, ‏Rand issa, ‏Margo mego, ‏ماريمارر, ‏مملكة الاوهام, ‏sosomaya, ‏pearla, ‏وصال العارف, ‏للفرح ثمن, ‏نادية المشري, ‏Pure angel, ‏هدوء الدوشة, ‏Qwert yuiop, ‏دانة أمها, ‏بيبوبن, ‏Essonew, ‏sasad, ‏عبق الاخلاص, ‏hidaya 2+, ‏remasa997, ‏صمت الزوايا, ‏la rose noir, ‏Roro adam, ‏حمبصيصة, ‏احلام عادل, ‏حنان عفج, ‏lamia31, ‏كتكوته زعلانه, ‏lolo lili, ‏loulouys, ‏najla1982, ‏tarteel, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 02:03 AM   #8417

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 440 ( الأعضاء 251 والزوار 189) ‏tamima nabil, ‏roro.rona, ‏nadoshlibya, ‏a7bk 77, ‏Hayat gipi+, ‏علياء نبيل, ‏syrinaaa, ‏منة السيد أحمد, ‏شام الهوى, ‏بسنت محمد, ‏totana23, ‏nadiazin, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏khouloudxx, ‏doudo+, ‏nour sabah, ‏manosh, ‏حلمي سفر, ‏حنان ياسمين, ‏imy amouna, ‏رزان عبدالواحد, ‏Aysen Ataman, ‏غروري مصدره أهلي, ‏ايمان الحسيني, ‏I amAsia+, ‏اميرة العصرر, ‏sosobarra, ‏dilsa, ‏Ino77, ‏ياسمين على احمد+, ‏ام يسر, ‏smsma20, ‏بريق العابرين, ‏زهره ربيع عمري+, ‏سمر مجدي الديب, ‏gentle dona, ‏ريمين, ‏فطومة الامورة, ‏Souriana, ‏سكاى, ‏ام لينووو@, ‏maha_1966, ‏حواء بلا تفاح^, ‏سمر عثمان سمر, ‏شوقا, ‏Mosheira, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏نور ضياء, ‏الاميره الجميله, ‏Light dream, ‏داليا انور, ‏ندى طيبة, ‏حبوبة حبيبى, ‏من هم, ‏mayna123, ‏Meen Ana, ‏Aya Reda, ‏سوسا العتيبي, ‏جونسينا, ‏ensho, ‏métallurgier, ‏Rymi, ‏mai el, ‏mai ahmed 2020, ‏mayuoyi+, ‏ToOoOmy, ‏ebrU, ‏mesaw, ‏ام توتو وسوسو, ‏socomisso+, ‏Layl mohammad, ‏لولة العسولة, ‏سومة111, ‏amirat elqasr, ‏أنت عمري, ‏loveme2, ‏ايوتة بنت ليبيا, ‏ساره الحمد, ‏starmoon+, ‏asmaa kamal, ‏Alzeer78, ‏بن محوج, ‏جود الفرح, ‏ذهب, ‏Abeer Hida, ‏نِوران, ‏hope 21, ‏nanash, ‏omboody, ‏ميار111, ‏دودي الخليفي, ‏luz del sol+, ‏الغفار, ‏ام احمدوايادواسر, ‏عزيز الروح, ‏ام زياد محمود, ‏ايه الشرقاوي, ‏نوف بنت ابوها, ‏أ م ن ع ش ت, ‏sahar shokry, ‏kokisemsem, ‏H A M, ‏mola_elec, ‏(شهد العسل), ‏نجله على, ‏yasser20, ‏eng semsema, ‏زالاتان, ‏فتكات هانم, ‏الطاف ام ملك, ‏Hhaya, ‏شكولاين, ‏menna z, ‏mimi0000, ‏نشوى فريد, ‏مها 33, ‏sweet123, ‏غروب الامل, ‏eiman hashem+, ‏لمى المصري, ‏hayaty alquran, ‏bosy el-dmardash, ‏Nowara, ‏sese69, ‏شهد محمد صالح, ‏زهرة الكاميلي, ‏RINCKYPINKY, ‏lasha, ‏نرمين البنجي, ‏alilox, ‏مروة صادق+, ‏jus6me010, ‏nour-love-mohand, ‏sajanody, ‏اشراق الشمس, ‏عشق القلم, ‏loto, ‏zain alhla, ‏mona karkoura, ‏جميلة النادي, ‏Hendalaa, ‏س?ر, ‏monica g+, ‏عاشقه الرحمن, ‏hanan ashraf, ‏nourhan5, ‏الروح الهائمه, ‏Ana farah, ‏سارة امينة+, ‏Eman Js, ‏متعثرهـ, ‏ترف اهلها, ‏amowaaj, ‏مى عبد الرحيم, ‏dr_rona1, ‏assia elçin sangu, ‏sosoangle, ‏flower90, ‏شوشو بيرو, ‏Semsemakoki, ‏لينا الحربي, ‏Israa Ehab, ‏princess of romance, ‏الشوق والحب, ‏هبوش 2000, ‏nody d, ‏جوافه., ‏حووووووور, ‏اغلى ناااسي, ‏aiten adhm, ‏reemaabdullah, ‏انسام الهوى, ‏ندى احمد90, ‏طفول, ‏summer cloud, ‏rosemary.e, ‏angela11, ‏reman111, ‏toma kobese, ‏eng miroo, ‏giba.2200, ‏Khaledya, ‏احباب الروح, ‏راما منصور, ‏شمائل, ‏كريستنا, ‏Om fatema, ‏د/عين الحياة, ‏جنون امراه, ‏دارسي مى, ‏هاجر شلبية, ‏ندى المطر, ‏توقه, ‏لارين الشمري, ‏@شمعة الجلاس@, ‏جنى التوت, ‏ديما 79, ‏sona badr, ‏الصقر الصقر, ‏dalloula, ‏SORAYA M+, ‏Nary sorour, ‏jojo333, ‏ليزا الرومانسيه, ‏mama roca, ‏babo altaa, ‏shaimaa alos, ‏شوشو العالم, ‏palmoon, ‏زهراء ش, ‏إيمان العنزي, ‏ح.ع.خ, ‏Rand issa, ‏Margo mego, ‏ماريمارر, ‏مملكة الاوهام, ‏sosomaya, ‏pearla, ‏وصال العارف, ‏للفرح ثمن, ‏نادية المشري, ‏Pure angel, ‏هدوء الدوشة, ‏Qwert yuiop, ‏دانة أمها, ‏بيبوبن, ‏Essonew, ‏sasad, ‏عبق الاخلاص, ‏hidaya 2+, ‏remasa997, ‏صمت الزوايا, ‏la rose noir, ‏Roro adam, ‏حمبصيصة, ‏احلام عادل, ‏حنان عفج, ‏lamia31, ‏كتكوته زعلانه, ‏lolo lili, ‏loulouys, ‏najla1982, ‏tarteel, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 02:06 AM   #8418

nadoshlibya

? العضوٌ??? » 380947
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » nadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond reputenadoshlibya has a reputation beyond repute
Icon26

تسجيل حضووووووووور😍😍😍😍😍😍

nadoshlibya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 02:12 AM   #8419

kifok

? العضوٌ??? » 352705
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » kifok is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور......

kifok غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 02:14 AM   #8420

ام يسر

? العضوٌ??? » 375997
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » ام يسر is on a distinguished road
افتراضي

منتظرة الرواية على نااااار 😍😍😍😍

ام يسر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.