آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-16, 04:25 AM   #9111

عطر الأندلس
 
الصورة الرمزية عطر الأندلس

? العضوٌ??? » 383722
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 58
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » عطر الأندلس is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 245 ( الأعضاء 154 والزوار 91)
‏عطر الأندلس, ‏a girl, ‏رحيق السوسن, ‏esraa93, ‏hayaty alquran, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏nooor12, ‏فله45, ‏Souriana, ‏rere87, ‏Roomah khalood, ‏sara-khawla, ‏ام لينووو@, ‏s.m..ssous.m.s, ‏نجدي 21, ‏الماسيه, ‏mayna123, ‏hadb, ‏loleety, ‏loveme2, ‏بنتن ل محمد, ‏beau, ‏Eman Js, ‏هدى الحجاجى, ‏صمت الزوايا, ‏شيماء عبده, ‏bassa, ‏soma_77, ‏mouna09, ‏جنى عمري, ‏monica g, ‏saraa_2_, ‏rare heart, ‏جود الفرح, ‏نهي طارق3, ‏Rofy totos, ‏لبنى أحمد, ‏dosha, ‏majda sarito, ‏..swan.., ‏حبيبي نصيبي, ‏خريف الحياة, ‏مهيف ..., ‏موجة هادئة, ‏11Sozan, ‏samiataha, ‏دوسة 93, ‏gentle dona, ‏mrmr momo, ‏^_*, ‏bosy el-dmardash, ‏ماري ماري, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏مرام خالد, ‏Qwert yuiop, ‏babo altaa, ‏Lolita ,,, ‏AYOYAAA, ‏mo'aa, ‏قسامية الهوى, ‏catkoth6, ‏لولة العسولة, ‏b3sh0, ‏roaa14, ‏ana saso, ‏ميمات4, ‏رحيل الامل, ‏besbesnao, ‏لارين الشمري, ‏esraa1797, ‏ليش ؟, ‏Meen Ana, ‏جنة الفردوووس, ‏عزيز الروح, ‏nouhailanouha, ‏ام زياد محمود, ‏فتكات هانم, ‏sara alaa, ‏سيلاسادن, ‏سمر عثمان سمر, ‏Bo33, ‏yasser20, ‏زهرة الحنى, ‏alyaa elsaid, ‏الفجر الخجول, ‏حواء بلا تفاح^, ‏*رسل*, ‏Dydy mostafa, ‏a7bk 77, ‏nona amien, ‏I amAsia, ‏maha_1966, ‏EMMO, ‏nadiazin, ‏همسات حب, ‏زهرة الكاميلي, ‏شوشو العالم, ‏رحمه السماء, ‏احلام حزينة, ‏توتا مازن, ‏Dona ashraf, ‏noran assal, ‏esraa roaa, ‏101So so, ‏basma athmani, ‏ghdzo, ‏سمر حسين, ‏johayna123, ‏حياك حبيبي, ‏duha_al, ‏ninaa, ‏أورور, ‏islamabdo017, ‏fatima zahraa, ‏Rohianana, ‏ميرو وليد, ‏ستبرق, ‏دودي الخليفي, ‏ضميري, ‏Nada Abdelrahman, ‏Riham hassanien, ‏جنون امراه, ‏Rymi, ‏الشيماءعمر, ‏amana 98, ‏عشق العين, ‏بعثرة مشاعر, ‏amatoallah, ‏sahar shokry, ‏aa elkordi, ‏lola taha, ‏ورد الخال, ‏ام منير آدم, ‏رؤى الرؤى, ‏deegoo, ‏ندى طيبة, ‏سما مصر, ‏نور الضى, ‏دينا عبيدالله, ‏(شهد العسل), ‏eng miroo, ‏غيداء هلال, ‏مارية مرمر, ‏forbescaroline, ‏لجين عمر, ‏koki_2011, ‏تلوشه, ‏Nwarena, ‏ام احمدوايادواسر


عطر الأندلس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 04:26 AM   #9112

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل التاسع و العشرون :

لقد زاد وزنها خمسة كيلو جرامات منذ ان انتقلت للسكن وحدها في هذه الشقة ....
نظرت ياسمين مليا الى مؤشر ميزان الوزن ... ثم نزلت عنه قبل أن تعاود الصعود عليه مجددا , كي تتأكد من حقيقة تلك الفاجعة ....
لكن للأسف , نفس القياس للمرة الثانية , لم يترك لها مجالا للشك ..... لقد زادت الخمس فعلا !! ...
نزلت عن الميزان بملامح واجمة و هي تشعر و كأنها قد تحولت الى بقرةٍ لا تستطيع جر قدميها من شدة ثقل وزنها , على الرغم من أنها ليست ممتلئة الى هذه الدرجة ,
لكن الحالة النفسية التي تنتابها مؤخرا زادت من قوة احساسها بالكره الذاتي لنفسها ...
اتجهت ياسمين الى مرآتها و نظرت الى نفسها بصمت .....
ليس هذا ما عزمت عليه بعد الطلاق مطلقا !! ....
كانت تتخيل بداية منطلقة وردية , و أحلاما واسعة ..... لم تحقق منها شيئا على الإطلاق .....
كانت تتخيل نفسها و قد التحقت بنادي رياضي و تحول جسدها الى جسدٍ أشبه بعارضات الأزياء .....
لكن لم تنجح سوى في دفع ثمن الإشتراك فقط كأكبر انجاز .... بينما لم ينقص وزنها جراما واحدا , بل حقيقة الأمر أنها زادت خمسة كيلو جرامات ...
كانت تنوي على بدء عمل خاص بها .... مشروع صغير من تصميم و تنفيذ عرائس يدوية غالية الثمن .... خاصة و أن الكثير من زميلاتها في العمل قد أثنين على مدى جمالها .... الا أنها لم تبدأ حتى , و لا تزال حتى الآن أسيرة كرسي الحكومة في شركة المياه .... تتعامل مع عشرات المواطنين الناقمين يوميا ...
كانت قد ادخرت مبلغا معقولا لشراء سيارة صغيرة , الا أنها عدلت عن رأيها و قررت في لحظة تهور ان تستخدمه لإجراء جراحة تجميلية لشفط الدهون ... و التعديل من شكل ذقنها ...
لكن انتهى الأمر بأنها أنفقت ما يقرب من ربع المبلغ على أشياء لا قيمة لها ..... فلم تشتري السيارة و بالتأكيد لم تجري الجراحة ...
رفعت نظرها الى عينيها البنيتين الصافيتين ... كانت لها نظرة صافية حنونة بالفطرة , الا أنها تحمل لمحة تمرد نابعة من بقايا الأحلام العريضة التي كانت تتملكها ....
نفس تلك الأحلام هي التي جعلتها تصر على الطلاق متحدية أسرتها و تفر بعيدا ......
تم طلاقها منذ عام تقريبا .... و ها هي الآن في التاسعة و العشرين من عمرها , .... لم تحقق أيا مما وعدت نفسها بتحقيقه ....
لقد تزوجت على مضض في سن الثامنة و العشرين , بعد الحاح من أمها , .... تذكرها كل يوم أنها لو عبرت بوابة الثلاثين , فلن تجد رجلا تتزوجه , خاصة و أنها ليست تلك البارعة الجمال , كما أن أسرتهم مستورة الحال .... لا تمتلك ما يغري أي شاب للتنازل و الزواج من فتاة تجاوزت حاجز الثلاثين المرعب في اسمه ...
لذا في لحظة تعب و ارهاق من كل الضغط عليها من جميع النواحي .... خاصة بعد زواج ابنة خالتها ذات الثمانية عشر عاما .... رضخت ياسمين و قبلت بأحد الخاطبين , أؤلائك الذين يأتون بشروط محددة و أسئلة عن راتب العروس و عن جدية نيتها في تسليمه كاملا في يده أول كل شهر , كي يضمه الى راتبه و ينفق على البيت فتستمر الحياة ....
منذ اليوم الأول .... شعرت بصدمة , ...
لقد تكسرت كل أحلامها الوردية و المتطلبة لزوجٍ شغوف محب على صخور الواقع مع علاء ......
لم تشعر بأنوثتها معه للحظة... سواء في فترة خطبتهما القصيرة , أو خلال زواجهما القصير ....
كان رجلا بارد المشاعر .... لم يسمعها مرة كلمة تغذي بها شغفها الجائع أو أنوثتها الجافة ...
و أول ليلة لهما معا كزوجين .... كانت كارثة بكل المقاييس .....
شعرت به مجرد آلة , تقوم بمهمة باردة , حتى أنه نهرها أكثر من مرة بسبب توترها .... الى أن زال خجلها لا اثارة ... بل جمودا و رغبة في الانتهاء بأي شكل كان ...
و على هذا الحال استمرت حياتهما الحميمية .... هذا إن صح تسميتها بهذا الإسم .....
لقد كانت مجرد علاقة زوجية رتيبة , تحاول التهرب منها قدر الإمكان .... دافنة الجانب الحسي منها تحت تراب الواقع الصادم ....
لكن هذه لم تكن المشكلة الوحيدة ..... بل كان كل ما فيه , عكس ما تمنته يوما ....
كان مادي و بخيل الى حدٍ لا يطاق .... صحيح أنه مواطن شريف و لم يقم بسرقتها مطلقا ....
لكنه كان يسرق أحلامها كلها ...
كان يأخذ راتبها كله .... كي يضعه في الخطة التي قام بتسجيلها في جدول , كي يتم الانفاق على البيت و ايضا الإدخار في حسابٍ مشترك بينهما ....
كانت تتمنى شراء بعض أدوات الزينة .... ملابس جديدة .... الخروج الى مقهى راقي ....
لكنه لم يكن ليسمح بهذا , مدعيا أنها رفاهيات تافهة , يرفض أن يضيع عليها قرشا واحدا ...من راتبها !!! ....
و حين صدمته يوما برغبتها في الإستقالة من عملها .... أوشك على الإصابة بنوبة قلبية , لدرجة أنها خافت عليه .... و ما أن استعاد اتزانه حتى انفجر بها مقسما أغلظ الأيمان أن تكون طالقا ان فعلت ...
فراتبها ليس هينا وهو تقريبا يعادل راتبه .... و من تظن نفسها كي تبقى في البيت مدللة و يقم هو بالإنفاق عليها بشكلٍ كامل !! ....
يومها صرخت به أن أحد مدرائها يتحرش بها لفظيا كلما دخلت الى المكتب .....و قد ضاقت ذرعا به , الا أن شعرة لم تهتز برأسه .... بل قال لها بكل برود
" أدخلي ما يقوله من أذن .... و أخرجيه من الأذن الأخرى !! .... "
يومها صمتت ... و فغرت فمها بسكون و هي تنظر اليه و كأنها تراه للمرة الأولى .....
و لا تعلم كم بقت من الوقت تنظر اليه , الى أن ردت عليه أخيرا بفتور
" اذن سأقدم شكوى ضده ...... "
و هنا كانت الصدمة الثانية ..... حين تطلع اليها بحدة و هتف بها
" لن يمسه أحد بسوء .... و لن تنالي الا الضغط عليكِ الى أن تتركي العمل بإرادتك . اياكِ أن تكوني غبية و تقومي بهذا ..... "
اتسعت عيناها بذهول و هي تهتف
" يا رجل ... أخبرتك للتو بأنه يتحرش بي قولا كلما تواجدنا وحدنا , الا تخشى إن يتمادى حين يجدني صامتة متنازلة .... فيتحول من القول الى الفعل !! .... "
ابتسم زوجها بسخرية ... أو المدعو زوجها , .... و رمقها بسخرية من قمة رأسها حتى أخمص قدميها بنظرة مستهينة وهو يقول باستهزاء
" على ماذا سيتمادى ؟!! ...... على بدانتك و جسدك الممتلىء الذي مللت من تنبيهك الى الإخفاض من وزنه قليلا !! ...... إنه على الارجح يستفزك فقط لا غير , لكن بالنسبة للتحرش , فلا تقلقي ..... أنتِ محصنة تجاهه طالما تأكلين و تأكلين دون شبع .... "
لن تنسى مطلقا ما شعرت به في تلك اللحظة , ... فقد انعقد حاجباها بتقزز و هي تقر بأن هذا الرجل قد سقط من نظرها للأبد .... و ما هي الا مسألة وقت و ستتركه للأبد ....
لم تدرك ياسمين و هي تقف أمام المرآة أن عيناها قد انحيتا بألم ... و هي تتذكر تلك الأيام التعيسة من حياتها , كم شعرت بالأسى و الكبت في تلك الأشهر القليلة التي بقت فيها زوجته .....
و حين حصلت على الطلاق .... كانت تتوهج من فرط السعادة , عيناها تتألقان بجنون الفرح و هي تعد نفسها بحياة من نوعٍ آخر ....
كانت قد قررت ترك عملها و التفرغ لهوايتها فقط .. و الإبتعاد عن التعامل مع المواطنين ...
و في نفس الوقت لم تتعقد و تكره الزواج , بل على العكس .... شعرت بأن القدر قد كتب لها فرصة جديدة في الحصول على رجلٍ آخر .... فارس أحلامها على حق , يغار و يقمعها في البيت , من شدة حبه فيها ....
رجل حار الدماء , لا يتوانى عن الدفاع عنها و بثها كلمات حبه و اعجابه بجمالها ليل نهار , خاصة بعد أن تفقد الكثير من الوزن كما قررت ....
ألم تسمع أكثر من مرة أن المطلقات يتزوجن أسرع من الآنسات !! ..... لذا آمنت بهذه المقولة و صدقتها و انتظرت الفرصة الثانية ....
نظرت الى المرآة و هي تكلم نفسها بحدة فاتحة ذرعيها
( أين هي الفرص الأكثر للمطلقات !! ...... اين الحرية و الإنطلاق اللذان سمعت عنهما ..... أين هي البداية الجديدة و الطيران بجناحين محلقين !! ....... لقد خدعت و أنا أسمع تلك الشعارات ممن يساندون المرأة في حصولها على الطلاق قبل أن تضيع حياتها ..... لم أجد شيئا من هذا بعد !!! .... )
الحياة من بعد طلاقها لم تكن بمثل هذه الوردية التي توقعتها .... فقد قاطعتها أمها بسبب الطلاق الذي اصرت عليه رغما عن الجميع , و زادت القطيعة , حين لم تتحمل البقاء في البيت أكثر , فقررت الحصول على شقة بالإيجار ..... لذا أخرها هذا عن ترك وظيفتها , نظرا لحاجتها للراتب .......
و من بعدها بدأت الحياة حولها في القتامة شيئا فشيئا و هي تصطدم بمعاملة المجتمع لها كمطلقة , .... أسوأ من معاملته لها و هي تقترب من الثلاثين دون زواج .....
شيء واحد فقط .... هو المتبقي من حلمها الوردي الشاحب .....
جارها ...... أمين .....
استفاقت ياسمين من شرودها الكئيب على صوت هاتفها , فالتقطته بكسل و هي ترد متوقعة المزيد من اللوم و التقريع ....
( مساء الخير يا أمي ...... كيف حالك ؟! أمي أنا أحتاجك جدا في هذه اللحظة , فرجاءا لا تبدأي شجارا و شتائم ...... أمي أنا ...... )
الا أن أمها قاطعتها بصوتٍ مختنق مجهد .... ذاهب الأنفاس
( ياسمين ..... تعالي بسرعة , أنا متعبة جدا .......نوبة سكر مجددا .. )
انتفضت ياسمين و هي تهتف
( أمي ..... ماذا بكِ يا أمي .؟؟ ......... ردي علي .... )
همست أمها بتعب
( أشعر بأنني لست على ما يرام , ...... لقد خرجت أختك مع زوجها , و هاتفها مغلق ..... )
كانت ياسمين قد جرت بالفعل لتبدل ملابس النوم و هي تهتف
( دقائق و سأكون عندك يا أمي ..... تماسكي حبيبتي , هل نسيتِ دوائك أم أسرفتِ في طعامك .... )
لكن أمها كانت قد بدأت تهمس بكلمات غير مفهومة , مما جعل ياسمين تغلق الخط و هي تبكي هامسة بقلق
( ياللهي ...... يا رب , احفظها يارب .... ليس لي غيرها .... )
.................................................. .................................................. ..................
تعالى رنين جرس الباب .... فخرجت والدة أمين من غرفتها عابسة بقلق و هي تقول
( بسم الله الحفيظ ..... من سيطرق بابنا في هذا الوقت , إنها الحادية عشر ....... )
كان أمين قد تجاوزها وهو يقول بجدية
( انتظري أنتِ يا أمي ...... أنا سأفتح الباب ......... )
فتح أمين الباب , الا أنه توقف وهو يرى جارته التي دب الخلاف بينه و بينها أكثر من مرة .....
لكن هذه المرة , استوعبت عيناه المشهد بسرعة , فقد كانت متورمة العينين , تهز ساقها بسرعة و هي على وشك الإنهيار قلقا .... تفرك أصابعها فوق حزام جقيبة كتفها البسيطة ..... بينما ارتدت ملابس عشوائية بسيطة .... تتناسب مع شعرها المشعث .... و قبل أن يتكلم , كانت هي قد سبقته قائلة , متجنبة النظر الى عينيه ....
( السلام عليكم ... أنا آسفة جدا أنني قد ..... طرقت بابكم في وقتٍ ..... لم أكن ...... ف.... )
سكتت للحظة و هي تغمض عينيها محاولة السيطرة على بعثرة كلماتها , فتولى أمين الأمر وهو يقول بهدوء
( اهدئي أولا ........ أنتِ لستِ في حالٍ متزنة , تعالي ادخلي ..... أمي مستيقظة و.... )
رفعت ياسمين كفها و هي تقول بسرعة و لهفة ....
( لا ..... لا وقت لدي أنا ........... )
صمتت للحظة و هي تلتقط نفسا عميقا , قبل أن تعاود الكلام بسيطرةٍ أكبر هذه المرة
( أمي اتصلت بي للتو ...... و هي متعبة جدا , و لا أحد معها ...... لذا كنت أتمنى , لو ساعدني ابن عمك الدكتور فريد في الدخول الى المشفى بأسرع وقت ما أن نصل الى هناك ..... لقد طلب مني أن ألجأ اليه إن احتجت اليه في مثل هذه الأمور ..... لكنني لم أعرف رقم هاتفه .... و أرجو الا أكون قد ازدت من التطفل ..... )
قال أمين بسرعة , وهو يبتعد عن الباب يوليها ظهره ,
( ادخلي ...... لحظة و سأحضر مفاتيح سيارتي لأقلك ..... و في الطريق سنهاتفه .... )
فغرت ياسمين شفتيها المتورمتين المرتعشتين و هي تراه يحضر المفاتيح بالفعل دون حتى أن يهتم بتبديل طاقمه الرياضي القطني الذي يرتديه , ..... فقط وضع قدميه في حذاء رياضي بسيط بجوار الباب وهو يقول بسرعة
( أنا جاهز ........ هيا بنا ......... )
كانت أمه قد خرجت و هي تقول بطيبة و قلق أمومي
( سلامة الوالدة يا ابنتي ...... عسى الله أن يشفيها و يحفظها لكِ من كل شر ..ستكون بخير ان شاء الله .... )
ابتسمت ياسمين لها بارتجاف بينما امتلأت عيناها بالدموع مجددا , فأومأت لها برأسها غير قادرة على الكلام ...
فهتفت والدة أمين بلهفة من خلفهما
( لا تنسى أن تتصل بي كي تطمئنني يا أمين ........ )
التفت اليها قائلا بهدوء قبل أن يغلق الباب
( ان شاء الله يا أمي ...... لا تفتحا الباب لأحد ....... )
كانت نورا قد خرجت من غرفتها قبل خروجهما بلحظة , فوقفت بجوار أمها تراقب ما يحدث , قبل أن تقول بتعجب
( ولدك هذا غريب الطباع يا أمي ...... لا أصدق ما رأته عيناي للتو , هل خرج مع ياسمين فعلا بعد أن كان يتمنى لو طردها من البناية كلها ؟!! ....... )
نظرت اليها أمها بعتابٍ و هي تقول بصرامة
( أخاكِ لا يتأخر عن مساعدة أي محتاج يا نورا .... عيب عليكِ أن تشكي بهذا ..... )
ابتعدت أمها , بينما بقت نورا تنظر الى الباب المغلق بتفكير .... قبل أن تحادث نفسها بخفوت
( لكن بمثل هذه السرعة و دون تردد !! ........... )
.................................................. .................................................. ................
( لا داعي يا فريد أن تأتي بنفسك ..... فقط قم باتصالاتك كي ندخل اي قسم دون انتظار ...... )
راقبت ياسمين وجه أمين الجانبي الحازم , وهو يملي أوامره بقوة و كأن الجميع يعملون لديه ..... لكن على الرغم من هذا شعرت بإحساسٍ غريب من الأمان ......
لقد اعتادت على فعل كل شيء بمفردها ..... معتمدة على نفسها في كل كبيرة و صغيرة و اي اجراء ....
سواء قبل زواجها أو خلاله .... أو حاليا في طلاقها ....
لذا كانت المرة الأولى التي تشعر فيها بالراحة و الطمأنينة .... مسلمة كل قلقها و خوفها الى الرجل الذي يقود السيارة بجوارها و كأنه قد استلم مقاليد أمورها كلها ....
تكلم مجددا قائلا بهدوء
( حسنا كما تريد ................. )
أغلق الهاتف ليضعه بإهمال بجوار المقود قائلا بجدية
( دقائق و سنصل ........ لا تقلقي...... )
أومأت ياسمين برأسها دون أن ترد , الا أنه لم يكن ينظر اليها من الأساس وهو يستدير بالسيارة , ....
ثم قال فجأة
( هل ستسطيع أمك فتح الباب ؟؟ ........ )
قالت ياسمين بسرعة و هي تدرك أنه يحادثها مجددا ...
( معي المفتاح ........ إنها شقتنا ..... بيت والدي رحمه الله .... )
عبس أمين قليلا , ثم قال بتردد و بصوتٍ أجش
( هل تسكن والدتك وحدها حاليا ؟! ......... )
راقبته ياسمين مليا و هي تعرف دون شك فيما يفكر حاليا , مما أشعرها يقنوط غريب , الا أنها قالت بخفوت
( لا ...... بل تسكن معها أختي و زوجها ..... لكنهما خرجا و هاتفها مغلق , لذا اتصلت بي أمي ما أن شعرت بالتعب ..... )
أومأ أمين برأسه و قد بدا التفكير على وجهه بصمت ..... تفكير عميق , حتى أنها بدأت تظن في أنه قد شرد عنها و يفكر في أمورٍ تخصه ....
فنظرت أمامها بصمت كئيب و هي ترى الطريق المظلم أمامها يكاد يطبق على أنفاسها المتهدجة ....
لم تدري أن أنفاسها كانت مسموعة في شهقات خافتة .... بل لم تدري أنها قد عاودت البكاء بصوتٍ خافت ...
فالتفت اليها أمين عابسا , ثم قال عاقدا حاجبيه
( لما البكاء الآن ؟!! ......... ستكون بخير ان شاء الله , من المؤكد أنها ليست المرة الأولى ..... يجب أن تكوني قد اعتدت التعامل مع الأمر بسرعة و دون انهيار ..... )
رمشت ياسمين بعينيها و هي تقول بصوتٍ متداعي
( ولو تكرر ألف مرة ...... سيظل الخوف يسيطر علي إن أصابها مكروه ...... لم يعد لي سواها بعد وفاة والدي .... خاصة و أن أختي قد انحصرت كل حياتها في زوجها و أطفالها .... )
ألقى عليها أمين نظرة جانبية , قبل أن يقول بصوتٍ مقتضب كاره
( لكنك على الرغم من هذا تركتها و قمت بالسكن وحيدة ..... تصرف غريب ....... )
انعقد حاجبي ياسمين , بينما انحنت عيناها بألم و كأنه قد صفعها للتو ... على الرغم من صوته الهادىء الذي ألقى به كلماته الحادة كالشظايا دون احساسٍ أو مراعاة لحالها ....
فأطرقت برأسها دون حتى أن تتكفل عناء الرد ... فحالها لا يسمح الآن ,....
تكلم أمين ليقول بصوتٍ حازم ..
( ها قد وصلنا ................ )
انتفضت ياسمين و هي ترفع وجهها , ناظرة حولها ,.... فهي لم تكن تدرك أنهما قد وصلا بمثل هذه السرعة بالفعل .....
أوقف أمين السيارة فسارعت لفتح الباب و هي تقول بتعثر و اختناق
( سأخرج الآن ..... لن أتاخر , دقيقة واحدة فقط ان شاء الله ....... )
, لكنها لم تتوقع أن تلتفت فتراه يخرج قبلها وهو يقول بحزم
( سأصعد معكِ , فمن المؤكد تحتاج الى مساندة ............. )
حين سمعت هذه العبارة البسيطة , شعرت بشيء ما أكبر ..... شيء أوشك على فضح الإعجاب المدفون بداخلها منذ أشهر طويلة ....
.................................................. .................................................. ................
في المشفى ...
جلست ياسمين بجوار أمها على حافة سريرها ممسكة بكفها تقبله بقوة و هي تضم رأسها بقوة الى صدرها قائلة بإختناق
( سلامتك يا أمي ..... كدت أموت خوفا عليكِ ....... بعيد الشر عنكِ ... )
كانت أمها مجهدة الملامح , و قد برزت عروق كفها أكثر .... الا أنها همست بعتاب رافض ...
( خفتِ على أمك حقا !!! ...... )
رفعت ياسمين وجهها و هي تهتف بقوة
( بالطبع يا أمي , كيف يمكنك أن تسألي سؤالٍ كهذا !! ....... ارتعبت حين سمعت صوتك في الهاتف .... )
قالت أمها بغضب و عدم رضا
( إن كنتِ مهتمة بأمك , لكنتِ فعلتِ ما يرضيها .... أنت السبب في مرضي و تعبي .... لطالما كنتِ مصدر شقائي ....... )
أغمضت ياسمين عينيها و هي تحاول أن تلتمس الصبر , رغم الغضب الذي بدأ يتسلل اليها مجددا ثم قالت بفتور
( رجاءا يا أمي ..... لا تبدأي بهذا الكلام مجددا , سيتعبك و لن نصل الى أي طريق ......... )
التفتت اليها أمها و هي تهتف بصوتها المتعثر المختنق
( أنت مصممة على قتلي ..... لازلت لا أصدق أننا وجدنا لكِ زوجا أخيرا , كي تصرين على الطلاق منه بعد أشهر قليلة من زواجكما دون سببٍ مقنع ..... لا هو مجرم أو خائن .... ليس به عيب واحد جدي كي تصرين على الطلاق منه بهذا الدلال التافه و الأنانية الغير مسبوقة ...... لا زلت لا أصدق ... )
شعرت ياسمين بأن كلام أمها يطبق على أنفاسها ككل مرة ... يكاد أن يخنقها و كأنها تغرق ببطىء , فتركت كف أمها برفق قبل أن تنهض من مكانها و هي تقول بصوتٍ جامد لا شعور فيه
( لم أستطع الحياة معه يا أمي .... كنت كارهة له و لطباعه و كان زواجي منه خطأ من البداية .... أنتِ من ضغطتِ علي كي أقبل به غصبا , و أنت تملين على مسامعي أنني لن أجد فرصة أفضل للزواج .... لكن بضعة أشهر معه كانت أكثر من كافية كي أهرب بالمتبقي من حياتي قبل أن أفنيها مع شخص أنفر منه .... )
هتفت أمها بغضب و استياء
( الرجل لم يكن يعيبه شيء ..... رجل محترم , و مناسب لك .... من كنتِ تتمنين ؟! و من تتمنينه لماذا ينظر اليكِ و أنت عادية الجمال , ظروفك المادية بالكاد تكفيكِ ..... و سنك ..... )
استدارت ياسمين على عقبيها و هي تهتف فجأة بأسى
( ماذا به سني يا أمي ؟!! ..... ماذا به سني ..... لم أكن كبيرة الى هذا الحد حين ألححتِ علي في الزواج منه !! .... كنت في السابعة و العشرين فقط !! .... و حتى إن تجاوزت الثلاثين أو أكثر .... و حتى إن تجاوزت الأربعين ..... لما لا أختار من يرضي روحي , هذه أبسط حقوقي في الحياة ..... أتدرين ماذا ... أنا الآن أقترب من التاسعة و العشرين و مع ذلك أشعر بنفسي لازلت صغيرة .... و لو عاد بي الزمن و تجاوزت الثلاثين لم أكن لاتزوجه مطلقا ...... )
هتفت أمها بها بأسى
( ابنة خالتك التي أتمت العشرين , لديها طفل و حامل في الآخر ......... )
رفعت ياسمين كفيها الى جبهتها و هي تهتف بغضب و ألم
( ياللهي .... كفى ...... كفى ........ لم أعد أريد السماع مجددا , حتى و أنت مريضة رقيدة فراش في المشفى لا تفكرين الا بنفس الشيء ..... أرجوكِ كفى ...... )
رفعت أمها كفها الى فمها و هي تنشج باكية هامسة
( تصرخين بي و أنا مريضة يا ياسمين !! ...... هل هذه هي ثمرة تربيتي لكِ ؟! هذا إن كنت قد ربيتك من الأساس !! .....)
اغمضت ياسمين عينيها و هي تطرق برأسها بكبت و رغبة في رمي نفسها من النافذة كي ترتاح .... الا أنها تماسكت , ثم رفعت وجهها الباهت و هي تنظر الى أمها قائلة بخفوت , محاولة أن تبتسم
( أنا آسفة ...... آسفة حبيبتي , دعينا فقط الا نفتح مواضيعا مؤلمة مجددا , تزيد من الهوة بيننا .... )
هتفت أمها بغضب
( كيف لا نفتحها و أنت لم تكتفي بطلاقك ....... بل ذهبتِ للسكن بمفردك و أنت مطلقة دون اعتبار لأقاويل الناس ؟!! .......... )
هتفت ياسمين بها بقوة
( لم أعد أطيق السكن مع زوج أختي يا أمي .... أردت الحرية في بيتي , ألبس ما أريد و أتحرك كيفما أشاء ..... لم أعد اتحمل الكلام المبطن منهما عن ضيقهما بعودتي للبيت .... بيت أبي , الذي كان من المفترض أن يسكنه المحترم زوج اختي لفترة قصيرة قبل أن يتدبر مسكن خاص لهما .... لكنه تراخى و ارتاح و مرت السنوات وهو يسكن معنا .... يخنق أنفاسنا ..... و اضافة الى هذا يتذمر من عودتي لبيت والدي ...الأستاذ المبجل المحترم ...... )
هتفت أمها بها ....
( هل تريدين مني طرد اختك كي تتطلق هي الأخرى و تصبح النكبة اثنتين !! ....... )
زفرت ياسمين بجنون و هي تهز ساقها بعصبية , ثم نظرت الى أمها قائلة بجمود
( لا يا أمي ..... لا تطرديها , لكن تعالي للسكن معي , في مسكني الخاص , براتبي .....كي أقوم على خدمتك و رعايتك بنفسي .... )
قالت أمها باستياء و استنكار
( و أترك بيتي !! ....... لن يحدث , الا بمماتي .... )
نظرت ياسمين اليها طويلا قبل أن تقول بخفوت
( الصحة و طول العمر لكِ يا أمي ................ )
هزت أمها رأسها و هي تقول بصوتٍ مختنق
( أنتِ السبب في كل هذا , لو كنتِ قد ارتضيتِ بحياتك .... لما كنتِ الآن قد تسببتِ لنا في كل هذه الفوضى و الفضائح ....... أنتِ السبب , قلبي ليس راضيا عنكِ يا ياسمين ..... أبدا .... )
لمعت الدموع في عيني ياسمين بغزارة , الا أنها عضت على شفتيها , كي تمنع نفسها من البكاء , ثم قالت بهدوء
( ارتاحي الآن يا أمي و لا ترهقي نفسك أكثر ..... سأذهب للطبيب كي أتابع حالتك .... )
اندفعت ياسمين كي تخرج من الغرفة و هي تشعر بالإختناق يزيد و يزيد ..... و كل حياتها باتت مظلمة , كئيبة , لا بصيص للنور بها مطلقا ....
الا أنها ما أن خرجت و أغلقت الباب خلفها , تاركة لدموعها العنان , حتى صدمها وجود أمين الذي كانت قد نسيته تماما في خضم ما حدث .... ليس هذا فحسب , بل معه ابن عمه فريد أيضا !! ....
متى جاء ؟!! ... و بهذه السرعة !! ....
اثنين من الشباب كالورد على باب غرفتها .... فرصة لم تحدث من قبل و لن تحدث مجددا مهما راق لها الزمن و صفا ....
و عوضا عن أن تكون في قمة زينتها .... كان منظرها كمن تستعد لمسح السلالم من أمام باب بيتها ...
فبنطالها الجينز مهترىء و قديم .... و ترتدي عليه كنزة خفيفة فضفاضة ملتمة قرب ركبتيها مما زاد من حجمها و جعلها تشبه ثمرة البطيخ الناضجة , خاصة و أن الكنزة خضراء اللون ....
أما شعرها , فلم يكن من الممكن أن يكون أسوأ من حاله الآن .....
بكل أمانة كان في أقذر حالاته من التشعث , خاصة و أنها كانت قد غسلته , و خرجت دون أن تمشطه .... فبدا كلوحة فنية شبيهة بلوحة الصرخة ....
ارتبكت ياسمين وودت لو تراجعت للغرفة و أغلقت بابها أمامهما .....
خاصة أمين .....
الذي لم تمكنها حالتها قبلا من التفكير بشكلها أمامه ....
لكن الآن .... لو اهتم و نظر اليها , فسيكون هذا لسببٍ واحد فقط ... وهو أن يبصق عليها و يغادر ...
تكلم فريد مبتسما وهو يقول مرحبا
( و ها قد التقينا ثانية .... بل ثالثة ........ كيف حالك الآن يا فتاة البيتزا ؟؟ ..... )
مطت ياسمين شفتيها و هي تستمع منه الى آخر لقب قد تتمناه امرأة في الوجود
فتاة البيتزا !! ...
بالطبع من حقه ..... فبهذه الكنزة المستديرة , تبدو كعجينة بيتزا متخمرة , كإحتمال ثانٍ إن كان لم يراها أحد كثمرة بطيخ ....
تمالكت ياسمين نفسها و قالت بحرج و بصوتٍ خافت
( أنا آسفة جدا لكل ما تسببت فيه لكما .... الساعة تقترب من الثانية صباحا و أنتما لديكما عملا غدا .... أو اليوم بالأصح ...... )
قال فريد دون أن يفقد ابتسامته وهو يقترب منها ....
( أنا مرابط في المشفيات ..... هذا هو عملي , لذا قدومي الى هنا يعد كالعودة للبيت ..... )
صمت للحظة وهو يتأملها ثم قال بخفوت
( كيف حالك ؟؟ ............ )
ارتبكت ياسمين قليلا , ثم قالت و هي تختلس النظر الى أمين الذي كان ينظر اليها في المقابل عن بعد ...
( لست أنا المريضة ...... إنها امي ..... )
قال فريد بهدوء
( لقد اطئننت على استقرار حالة والدتك من الطبيب الذي أسعفها .... أما الآن ...... )
صمت للحظة , ثم أعاد بتأكيد
( كيف حالك ؟؟ .............. )
ابتسمت قليلا و هي تنظر الى ملامحه الفتية الجذابة , بامتنان , قبل أن تقول بصوتٍ هادىء
( أنا بخير الآن .... الحمد لله , ..... و أشعر بالحرج لما تسببت فيه من كل قلبي , لقد شلني الرعب , فجعلتكما تأتيان الى هنا , بينما كان بإمكاني التصرف وحدي ..... )
قال فريد بجدية
( أخبرتك من قبل أن تتصلي بي لأي سببٍ خاص بوالدتك .... مهما كان بسيطا , بإمكاني تقديم بعض المساعدة تيسر لكٍ الأمور ..... )
ابتسمت ياسمين أكثر و هي تقول بعرفان للجميل
( و هذا ما حدث ..... خلال دقائق كانت أمي في غرفة و الطبيب يسعفها ...... لا أعرف كيف أشكرك حقا ..... )
قال فريد يتأملها بتفحص
( ربما يوما ما ............ )
تقدم أمين أخيرا بخطواتٍ متمهلة و ملامح متحفظة ليقول بصوته الجاد دائما ...
( حمد لله على سلامة والدتك ....... )
شعرت ياسمين بدقات قلبها تتسارع بشكلٍ لم تتوقعه مطلقا .... كلما خاطبها هذا الكائن تجد نفسها ترتبك و تتلجلج كفتاة خرقاء .... و عادت اليها كل أحلامها الوردية القديمة , لمجرد سماع صوته فقط ....
أومأت برأسها و هي تنظر اليه من أعلى عينيها
هكذا يكون الرجال الأشداء .... هكذا يتحول حلمها الى حقيقة .... هكذا يجب أن ....
قاطعها بصوته وهو يقول بتشديد
( سيدة ياسمين .... هل أنتِ بخير ؟! أنتِ لا تردين و تبدين على وشك الإصابة بالإغماء !! ... )
حسنا هذا ما ينقصها بالإضافة للكنزة الخضراء الحقيرة .... أن تكون فاغرة الفم و هي تنظر اليه بعدم استيعاب حتى ظن الرجل أنها ستسقط عند قدميه .... لذا ابتلعت ريقها و هي تقول
( نعم .... أقصد لا بالطبع أنا بخير ..... شكرا لك , سلامتك أنت ..... )
" سلامتك أنت !!!!!! .... "
عقدت ياسمين حاجبيها و هي تعض لسانها بغضب .... تبا لهذا الغباء
" سلامتك أنت !!!!! .... "
زفرت بعنف قبل أن تعاود النظر اليه لتقول بخفوت
( رجاءا عد الى بيتك الآن ..... فلقد أتعبتك معي بما يكفي ...... )
قال أمين بجدية و دون أن يظهر أي نوع من المشاعر الإنسانية
( سأنتظر لأقلك معي كما أحضرتك ........ )
برقت عيناها كقلبين أحمقين , و همست روحها بجنون
" سلم لي سيد الرجال ...... أنت أكيد من كوكب آخر .... "
الا أنها تمالكت نفسها و قالت مسرعة
( لا بالتأكيد , لن يصلح هذا .... فأنا سأقضي الليلة هنا مع أمي حتى الصباح , و أنت لا يمكنك ترك أمك و أختك وحدهما ..... رجاءا اذهب و لا تؤخر نفسك أكثر .... )
بدا أمين مترددا قليلا , فربت أمين على ذراعه وهو يقول بجدية
( اذهب أنت ..... فأنا سأبقى , و لا تقلق ...... )
نظر أمين اليهما , ثم هز كتفيه ببساطة وهو يقول مومئا برأسه الى ياسمين
( حسنا ........ حمد لله على سلامة الوالدة مجددا ..... )
ثم ربت على كتف فريد وهو يتكلم بصورة طبيعية ,
( سننتظرك على الغذاء بعد غد ....... لا تتأخر ..... )
فتح فريد كفيه وهو يقول
( هل سبق و تأخرت عن طعام الحاجة والدتك !! ........ أنا ابنها المتبنى غذائيا ..... )
رحل أمين أمام عينيها و هي تكاد أن تصرخ خلفه
" بهذه السرعة ؟!! ..... أما صدقت أن قلت لك انصرف ؟!! ...... انتظر لحظة .... كلمة .... نظرة أخيرة .... "
بقت ياسمين واقفة في مكانها تشيع مغادرته بعينيها البائستين , فاقترب منها فريد ليقول بخفوت
( ياسمين ......... )
نظرت اليه مجفلة و هي تقول
( ها ..... نعم ........... )
ابتسم لها بحنان محبب وهو يقول بصوته الشقي و الذي يصبح رائعا في جديته
( ستكون بخير ....... لا تقلقي ..... )
ابتسمت بحرج .... ربما هي لا تشعر بالخزي لأنها تفكر في أمين في تلك اللحظة , فتفكيرها فيه , كان رغبة منها في الحصول على أقصى درجات الدعم و الحماية التي افتقدتها طويلا , حتى بدت أشبه بالرجال في تعاملاتها و اعتمادها على نفسها ....
لذا قالت بخفوت
( شكرا .......... ان شاء الله ستكون بخير .... )
أخذت نفسا عميقا ثم قالت بجدية
( رجاءا اذهب الآن دكتور فريد ...... أنا بخير حقا و لا أحتاج لأي مساعدة , ما قدمته كان أكثر من كافيا .... )
فتح فريد ذراعيه وهو يقول ببراءة
( أنا لا أخوات و لا أمهات لدي ..... لذا يمكنك اعتباري , مرافقك الخاص الليلة .... )
ابتسمت قليلا و هي تقول بخفوت
( الا أخوات لديك حقا !! ........ )
حك فريد شعره وهو يقول بحرج
( حسنا في الحقيقة لدي أخت أكبر ....... لكنها متزوجة حديثا و تعيش أجمل لحظات حياتها في البلد ... )
ارتفع حاجبيها و قالت باهتمام
( مبارك ........ الف مبروك ........ )
بدت مهتمة اكثر من اللازم بالموضوع , فتراجعت و جلست الى احد المقاعد و هي تنظر اليه بحيرة , وهو لم ينتظر دعوة , بل اتجه اليها و جلس بجوارها وهو ينظر اليها مبتسما دون حرج ...
ملامحها غريبة جدا .... لا يستطيع التحديد إن كانت قريبة للقلب لجمالها أم لشكلها الصافي الأقرب للدهشة دائما ....
بدت ياسمين مترددة ثم قالت فجأة بجنون
( اعذرني سأسألك سؤال ...... لكنه بصراحة سؤال فضولي و في منتهى قلة الأدب .... )
اتسعت ابتسامة فريد دون ان يرد .... بينما همس لسان حاله
" فلتحيا قلة الأدب ......... "
الا أن ياسمين قالت مترددة بحرج ..... مرتبكة من وقاحتها
( أختك التي تزوجت حديثا ..... أكبر منك .... أي أنها على الأرجح تقارب الثلاثين الآن .... اليس كذلك ؟!! .... )
مط فريد شفتيه وهو يقول
( لقد أتمت التاسعة و العشرين منذ شهرين ......... )
ارتفع حاجبي ياسمين , ثم قالت بخفوت
( لكن نظرا الى أنكما من بلدةٍ في الجنوب , كيف تمكنت من البقاء الى هذا السن دون زواج ؟!! .... ظننت أن هذا يحدث عندنا هنا فقط ..... هل عانت من تلك النقطة و من كلام الناس قبل أن تتزوج ؟!! .... )
نظر اليها فريد طويلا بنظرة متفحصة , فأبعدت وجهها و هي تغمض عينيها هاتفة بحرج
( ياللهي ..... لا تجب , أنا آسفة جدا على وقاحتي و تطفلي .... فعلا آسفة )
الا أن فريد قال ببساطة
( كيف عرفتِ أنني من الجنوب , فعلى حد علمي , لهجتي لا تدل على ذلك بحكم النشأة ..... )
ازداد ارتباكها و هي تقول بغباء
( لأن أمين من الجنوب ..... أقصد ...... أن نورا و أخاها .... أنا صديقة نورا و أعرف أسرتها ... )
اتسعت ابتسامة فريد أكثر , بينما ازدادت خفقات قلبها جنونا و هي تهمس لنفسها
" ركزي و الجمي لسانك ..... ستفضحينا ..... "
تكلم فريد أخيرا ليعفيها من الحرج الذي ظهر على وجهها بمنتهى الحماقة , فقال ببساطة
( حسنا لأكون صادقا معكِ .... لا فتاة تبقى في البلد دون زواج الى مثل هذا السن , أو سينتهي أملها في الزواج بنسبة كبيرة ..... لكن لأختي وضع خاص , فلقد سبق و تزوجت ... لكن زوجها توفي رحمه الله , و تزوجت من بعده بحكم من العائلة .... )
فغرت ياسمين فمها و هي تهمس متعاطفة
( آآه ...... المسكينة , هل كانت تحب زوجها ؟؟ ..... أقصد الذي توفي رحمه الله .... و هل أرغموها على الزواج من آخر دون ارادتها ؟!! ...... )
تنهد فريد وهو يتراجع في مقعده , واضعا كفيه في جيبي بنطاله قائلا بصوتٍ شارد حزين
( لم يكن هناك من لم يحب سليم رحمه الله , و بالتأكيد سوار كانت تحبه جدا .... لقد أوشكت على الإنهيار حزنا بعد وفاته , ولولا قوتها الجبارة , لما احتملت الألم .....
بالنسبة لأنهم أجبروها , فهم بالتأكيد أجبروها .... لكن يمكنك القول أنه اجبار برضا الطرفين , فسوار أحبت قوانين العائلة .... و منذ مراهقتها , قررت أن تبقى في البلد , و تتبع العادات و تحترم الأعراف .... لذا وافقت على الزواج مرة أخرى حين رأته في صالح العائلة ..... )
كانت ياسمين تستمع اليه بملامح مرتاعة حزينة , ثم همست
( لكن هذا ..... ظلم ؟!! ...... لماذا يجبرها أي قانون في العالم على حياة لا تريدها , على الأقل لتأخذ وقتها في الحزن على زوجها المتوفي و تنعي حبهما ...... )
ابتسم فريد بحزن وهو يقول
( ربما ..... لكن لكل عملة وجهان , فليث الذي تزوجته فيما بعد , كان يتمناها منذ الصغر .... و هو يهيم بها عشقا , على الرغم من الشعر الأبيض الذي غزا لحيته و جانبي شعره ...... و هي إن كانت حرة أمرها منذ سنوات طويلة و فكرت قليلا , لاختارت ليث .... لكن كل شيء نصيب .... )
ابتسمت ياسمين قليلا منبهرة و هي تهمس
( هل يحبها على الرغم من كونها أرملة ؟!! ........... )
نظر اليها فريد و قال بثقة
( أكثر من أي عروسٍ بكر لم تتم العشرين حتى ...... عشقه يكاد أن يراه الأعمى ..... )
هزت ياسمين رأسها و هي تبتسم بذهول و بارقة الأمل لديها تتوهج من جديد فهمست
( لا أعلم إن كانت قصة محزنة أم مبهرة ....... لقد وجدت فرصة حب ثانية بعد أن أغلقت الحياة أبوابها في وجهها ...... كدت أفقد الأمل ...... )
لمعت عينا فريد للحظة , قبل أن يقول باهتمام
( ما الذي كدتِ أن تفقدين الأمل به ؟!! ............. )
ارتبكت و احمرت وجنتاها , فنظرت أمامها و هي تقول بتعلثم
( ال .... الأمل ..... الأمل بحياة جديدة مفرحة , رغم كل شيء ..... )
ابتسم ابتسامة أعرض دون أن يرد ..... فمالت ياسمين تستند بمرفقيها الى ركبتيها تنظر للأرض بشرود , فحذا حذوها وهو ينظر للأرض مبتسما قبل أن يقول بمرح
( ياسمين .... أدرك أنكِ كنتِ قلقة على والدتك فلم تجدي الوقت كي تختاري ملابسك بعناية , لكن .... هل تدركين أنكِ ترتدين حذائين غير متطابقين ؟!!! ..... )
لم ترفع ياسمين وجهها عن الأرض و هي تقول بفتور
( أعرف ..... لم أجد الحذاء المتطابق لأي منهما , فأنا أرمي بأحذيتي تحت السرير و لم يكن لدي الوقت الكافي لأبحث ..... )
رفع فريد حاجبيه قائلا
( لو كنتِ ارتديتِ خف الحمام لكان هذا أكرم لكِ ....... على الأقل سيكون متطابق .... )
هزت ياسمين رأسها نفيا دون أن تضحك و هي تقول بجمود
( حتى خف الحمام غير متطابق .... فهو بوردة .... و قد فقد احداهما وردته و لم أعثر عليها حتى الآن .... )
عقد فريد حاجبيه قائلا
( حتى إن لم يفقده ...... فلشكر الظروف التي منعتك من ارتداء خف بوردة .....تكفينا الكنزة اللطيفة ... )
رفعت وجهها و هي تقول بحدة
( هل هي بشعة تماما ؟!! .......... )
قال فريد دون تردد
( جدا ....... ينقصها رباط عند العنق و ستشبهين سرة دنانير ..... )
ازداد انعقاد حاجبيها بغضب و حرج , قبل أن تزفر و هي تستسلم للضحك الذي لم تستطع كبته أمام ملامحه الشقية الطيبة .....
فلم ترى كيف تحولت ابتسامته أمام ضحكاتها الى ..... شيء آخر ....
.................................................. .................................................. ......................
انتفض من نومه وهو يشعر باختناق مفاجيء و قبضة جليدية فوق صدره جعلته يمسك بأول ما طالته يداه , الا أن التأوه الخافت , جعله يستفيق مباشرة وهو يرى نفسه ممسكا بذراع عمرو بقسوة بينما هو يهتف بخوف
( أبي ..... أبي ..... انك تؤلم ذراعي ..... )
نظر قاصي اليه بعينين حادتين مخيفتين في الظلام , الى أن استوعب هويته فخفف قبضته مباشرة وهو يستقيم ليجلس ناظرا الى غرفة الجلوس المظلمة من حوله , قبل أن يعاود النظر الى عمرو فقربه منه وهو يقول بصوتٍ أجش
( من أغلق الضوء الجانبي ؟!! ........ )
مط عمر شفته السفلى وهو يقول بخفوت
( لا أعلم ......... )
رفع قاصي كفه يدلك به عنقه من وضعية النوم المتعبة فوق الأريكة , ثم نظر الى عمر و سأله بصوتٍ أجش أكثر خفوتا
( لماذا خرجت من سريرك في مثل هذه الساعة ؟؟ ....... )
بدت وجنتي عمرو مكتنزتين بشدة وهو يبدو شديد القنوط ثم همس بصوتٍ مضطرب
( أمي تبكي ......... )
عقد قاصي حاجبيه وهو يقول بخفوت
( ربما كانت ترى كابوس .... كاللذي أفزعك منذ يومين , ألم نتفق أن هناك أحلاما مزعجة و ما هي الا مجرد أحلام و لن تتحقق في الواقع أبدا ...... )
هز عمرو رأسه نفيا , ثم اقترب من قاصي أكثر و همس بصوت سري
( هي لا ترى حلما .... بل تكلم الرجل الشرير في الهاتف .... )
سكن جسد قاصي تماما وهو ينظر الى عمرو بصمت , كمن تحول الى تمثال ... ثم لم يلبث أن ضم عمرو اليه أكثر ... هامسا في أذنه بنبرة غريبة
( أي رجل يا عمرو ؟!! ........... )
بكى عمرو فجأة بصوتٍ مختنق وهو يغطي عينيه بقبضتيه , فضمه قاصي مطبقا عليه بين ذراعيه بقوة وهو يهمس بقوة و عنف في أذنه
( هششششش ..... لا رجل يبكي , ... ابن قاصي الحكيم لا يبكي مطلقا , أخبرني عما تعرفه ..... بالتفصيل .... )
أخذ عمرو يشهق باختناق , الا أن قاصي وضع كفه على فمه بصلابة وهو يهمس مجددا
( هشششش .... أخبرني بسرك , و لن تعلمه أمك ...... )
التقط عمرو أنفاسه بصعوبة , ثم همس بصوتٍ خائف
( الرجل الذي يريد اختطافي ...... أتى الى البيت و كانت أمي تبكي ..... لكنه ضمها و .... )
انقبضت أصابع قاصي على ذراع عمرو فجأة , بينما بدت عيناه و كأنهما تحولتا الى عيني شيطانٍ هارب من الجحيم .... لكن بسبب الظلام , لم تظهر عيناه الى عمرو فترعباه اكثر , الا أنه تأوه من قسوة أصابع قاصي ...
انتبه قاصي الى تأوه عمرو فخفف قبضته على الفور , ثم نظر الى غرفة ريماس المغلقة البعيدة , و همس بصوتٍ أجش
( هل هي تكلمه الآن ؟؟ .............. )
أومأ عمرو برأسه دون أن يرد ...... حينها فقط , نهض قاصي من مكانه ببطىء , ممسكا بكف عمرو بقوة , وهو يجره خلفه دون أن يحدثا صوت , الى أن أدخله غرفته و انحنى على عقبيه أمامه ليهمس له بصوته الأجش الخطير ....
( سنلعب لعبة معا ..... ادخل فراشك , و اختبىء تحت غطائك و مهما حث لا تخرج الا بعد أن آتي اليك و أخرجك بنفسي ..... اتفقنا ؟؟ ..... )
أومأ عمرو برأسه , فأشار قاصي اليه أن يذهب و لم يغلق الباب الا بعد أن تأكد من اختباء عمرو تحت غطائه ....
أحكم قاصي غلق الباب و نظر أمامه بعينين مظلمتين , لا تعرفان الثقة ... و لا تأمنان لحبيب ...
كان يتحرك بقدميه الحافيتين ,.....دون صوت الى باب غرفتها , حتى وضع كفيه على سطح الباب و أقترب بأذنه يرهف السمع .....
كانت تبكي بالفعل و أكثر كلماتها غير مفهومة , الا أنه استطاع التقاط بعضها .... حين كان يعلو صوتها درجة واحدة فقط ...
( أرجوك كفى ..... لا ..... أنت مصمم على خراب بيتي , قاصي هو الزوج الوحيد الذي أعرف ...... أنت تتصل باستمرار , حتى أنه بدأ يتسائل عن سبب اغلاقي المستمر للهاتف .... وهو لا يغادر البيت مطلقا في الأيام الأخيرة ...... سيقتلك لو عرف أنك تحاول التواصل معي , فضلا عن محاولة أخذ ابنه ..... )
صمتت للحظة قبل أن تهتف همسا بنشيج مختنق
( لا تصرخ .... لا تصرخ .... أنت من رماه قبل حتى أن يرى نور الشمس , بينما قاصي رباه .... لم يعرف والدا غيره و أنت المتسبب في هذا .... )
عادت لتصمت مجددا , الا أن قاصي سمع صوت نحيبها الخافت , ثم قالت باختناق
( قاصي لو عرف بمحاولاتك للقدوم في غيابه سيقتلك .... يكفي أن التافهة زوجته جائت الى هنا , و هددتني بعد أن عرفت من عمرو بتماديك معي المرة السابقة ....... أنت السبب في وقوفي أمامها صاغرة و هي تلقي علي محاضرة في الحفاظ على اسم زوجها و الا تصرفت بنفسها .... انت السبب في أنني لم أستطع اسماعها ما يليق بها ...... أنا لست حمقاء , أنت تريد أن تسلبه كل ما يملك ... أنا و هي .... هو أخبرني عن محاولاتك في استدراجها ...... )
صمتت للحظة قبل أن تهتف بصوتٍ أعلى قليلا ..
( لا تضحك ..... تبا لك , لا تضحك ....... لقد أفسدت حياتي كلها و لم تكتفي بعد , أي عذابٍ ستكبدنا أنا و ابني مجددا!!!! ,,,,, أرجوك تحلى ببعض الرحمة ...... )
مد قاصي يده ليفتح الباب بهدوء و بطىء ...... ليقف في اطاره , و في الظلام بدا مخيفا بشكل يثير الفزع مما جعل ريماس تشهق بصوتٍ عالٍ و الهاتف يسقط من يدها ....
الا أن قاصي لم يتحرك على الفور .... بل ظل واقفا مكانه ينظر اليها في الظلام دون أن تتبين ملامحه و عينيه .... ثم تحرك ...
سار بقدميه الحافيتين ببطىء و ثقة حتى وصل الى الهاتف الملقى أرضا , فرفعه الى أذنه ....
بينما تراجعت ريماس بذعر الى مؤخرة السرير تضم ركبتيها الى صدرها , و هي تشهق منتحبة ....
أما قاصي فتكلم بهدوء دون أن يفقد أعصابه ...
( سأتلذذ بقتلك ..... أعدك بهذا ...... )
و قبل أن يسمع ردا كان يلقي بالهاتف بكل قوته حتى ارتطم بالحائط و تهشم تماما , الى عدة أجزاء ... كما سبق و فعل مع هاتف تيماء من قبل ...
ثم استدار ينظر الى ريماس .... في الظلام الذي يغرقهما , بدا الوضع مخيفا أكثر .... بينما هي تشهق بأنفاسٍ ذاهبة
( كنت أحاول اقناعه ..... أقسم أنني أجبت اتصاله فقط لإحاول اثنائه عما يريد فعله .... )
لم يتكلم قاصي على الفور .... بل وقف مكانه صامتا .... مما جعلها تخفض وجهها بين ركبتيها و تنتحب أكثر محاولة السيطرة على رعبها منه , و الذي لا تدري له سببا ....
فهو لم يؤذها مطلقا من قبل ... و على الرغم من هذا فهي تعرف أنه ليس متزنا تماما في غضبه و إن حدث و مسه أحد بسوء ... في عرضه او شرفه أو كرامته .... ألم تخبرها تيماء أنه سبق و قطع لسان شخص ما تجاوز معه من قبل !! .....
ازدادت رعبا و هي ترتجف باكية بشدة .....
لم يحاول قاصي أن يطمئنها , بل نظر اليها بصمت , الى أن قال أخيرا بصوتٍ لا تعبير به
( لقد سمحتِ له بلمسك ......... )
تسمرت ريماس تماما , حتى أن ارتجافها توقف من الوصول الى أكبر درجات الذعر , و ما أن تمكنت من الحركة حتى رفعت وجهها اليه مصدومة ....
لم يكن يسألها , بل كان يقر أمرا واقعا ....
حاولت الكذب , حتى أنها فتحت فمها لتجيب , الا أنه قال بصوتٍ قاطع , أجفلها
( لا تحاولي الكذب ...... أنا اعرفك جيدا ....... إياك و المحاولة حتى ..... )
كانت تنظر الي هيئته المظلمة و كأنها ترى ملامحه تماما , بينما سكنت تماما , و لم تشعر بنفسها الا و هي تقول بخفوت
( تعرفني جيدا ..... اليس كذلك !! .......... يمكنني تخيل مدى معرفتك بي , معرفتك بتلك المرأة المثيرة للشفقة و التي تحاول جاهدة منذ سنوات , أن تجذبك اليها ... كي ترضي بعضا من أنوثتها الجائعة , لكن دون جدوى ..... بكل غرور و عنجهية ترفضني و كأنني مجرد بقايا متفضلة من رجلٍ آخر في حياتك .... حتى أنك تزوجت و أرضيت رغباتك , بينما من المفترض أن أبقى أنا أسيرة هذا الإحتياج البارد الموجع الى الأبد .....)
لم يرد على الفور , بل قال بعد عدة لحظات بصوتٍ غير مفهوم
( كنت صريحا معكِ منذ البداية و أنتِ قبلتِ .... حتى أنني خيرتك بالطلاق فرفضتِ ....... أردت الحماية و البيت و الأب لابنك أكثر من أي رغبات أخرى ...... و صدقتك ..... لكن من يعاني طبعا عطنا , لن يغادره مطلقا ...... و ما أن ظهر أمامك حتى تحكمت بكِ كل رغباتك و سمحتِ له بتدنيس اسمي الذي تحملينه .....لو كنتِ تحليتِ بالشجاعة و طلبت الطلاق لما رفضت ..... لكنك تريدين كل شيء .... ,إما أن أمنحك ما لا أقدر عليه , و إما أن ترتمين تحت قدميه عند أول مرة يظهر بها بعد سنوات من احتقاره لكِ ..... )



يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 04:28 AM   #9113

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


كانت ريماس تنظر اليه بعينين واسعتين , لا تصدق ما نطقت به أمامه عوضا عن التحايل على الموقف ... لذا همست بصوت متوسل مرتجف
( كانت زلة .... مجرد زلة من شدة صدمتي يا قاصي ....... لا شيء حدث يسيء اليك صدقني .... )
ضاقت عيناه و هو ينظر اليها , ثم قال أخيرا بصوتٍ غريب
( الزلة في قاموسي لا تعني سوى معنى واحد ..... الخيانة , .....)
فغرت فمها غير مستوعبة لما يقول .... فهمست بتلعثم مثير للشفقة
( ماذا ...... ماذا تعني ؟!! ........... )
قال قاصي بصوتٍ قاطع زلزل الغرفة
( أعني أنكِ طالق ................)
صرخت فجأة بهلع و هي تقفز عن السرير كغزال مذعور , لتتشبث بذراعه بأظافرها
( لا ..... لا ..... أرجوك , أتوسل اليك , لا تتركني ..... لا أستطيع الحياة بمفردي , سأضيع وحدي مجددا ..... لا تفعلها , تراجع بها أرجوك ..... )
نفض قاصي ذراعه منها وهو يقول باحتقار
( اذهبي اليه و اركعي على ركبتيه .... عله يشفق عليكِ ........ )
عادت لتتشبث به حتى أنها خدشت لحم ساعده بأظافرها الطويلة و هي تصرخ
( لن يفعل ...... لن يفعل مطلقا ........ لو قبلت قدميه , فلن يعطف على حالي , أنه أكثر الخلق شرا و قسوة و انعداما للضمير ...... )
نظر اليها قاصي وهو يقول بتقزز
( كان عليكِ التفكير بهذا قبل السماح له بلمسك و أنتِ على ذمتي ........ )
دفعها مرة أخرى , ثم استدار اليها ليواجهها بكليته , وهو يقول بصوتٍ ميت
( أنتِ مدينة لتيماء بشيء ........... )
فغرت شفتيها و هي تعقد حاجبيها , غير مستوعبة لما يقول
( ها !! ............... )
لم يتكلم , بل رفع كفه و صفعها قبل حتى أن ترى حركة يده ......
اختل توازن ريماس و سقطت على السرير من خلفها و هي تضع كفها على وجنتها تنظر اليه بذهول , بينما تراجع هو للباب قائلا بصوتٍ قاطع ....
( أما ابني ...... فأنا لا أنوي التنازل عنه ....... لأي منكما .... )
خرج قاصي من غرفتها فور أن ألقى بقنبلته الصادمة على مسامعها مما جعل اتساع عينيها يتحول الى ذهول أكبر و هي تهمس
( ماذا ؟!! ....... ماذا تقصد ؟!! .......... )
لكنه كان قد اختفى دون رد , فصرخت فجأة بذعر و هي تنهض مندفعة خلفه
( قاصي ..... ماذا ستفعل ؟؟ ...... قاصي ..... )
خرجت من غرفتها متعثرة و هي تحاول اللحاق بخطواته الواسعة , لكن و ما أن انطلقت تجري في الرواق حتى وجدته خارجا من غرفة عمرو وهو يحمله بين ذراعيه دون أن ينظر اليها , ...
صلب الملامح , لا يعرف التردد أو الرحمة ....
صرخت ريماس مجددا و هي تجري خلفه ,
( قاصي ...... الى أين تأخذ ابني .... قاصي ..... )
لكنه لم يرد وهو يندفع الى باب الشقة , ليفتحه و يخرج و هي خلفه تجري نزولا على السلالم ...
صارخة باسمه و هي بقميص نومها ,,,,, لكنه لم يبطىء من خطوات نزوله , بل تابع بسرعة و غضب ....
أما هي فتعثرت و سقطت أكثر من مرة مما أخر نزولها من خلفهما .......
و بدأت الأبواب تفتح على صوت صراخها و نزولها جريا .... لكن ما أن وصلت للطابق الأرضي و خرجت للطريق أخيرا .... حتى كانا قد اختفيا تماما من أمامها ....
جرت بضعة خطوات في منتصف الطريق ناظرة حولها في الظلام بكل اتجاه و هي تصرخ
( قاصي ...... قاصي ........ عمرو ....... )
و لم تحصل الا على صدى صوتها الملتاع بحثا عنهما ..........
.................................................. .................................................. .....................
نظر راجح الى والده الذي كان يدور في المكان مقلبا كفيه بقلق ..... لم يهدأ منذ ساعتين كاملتين , .....
حتى بدأ توتره ينتقل في الجو وصولا اليه , رغما عنه ...
فرفع وجهه فاتحا كفيه وهو يقول باستياء
( بالله عليك يا أبي اجلس و استرح قليلا ...... لقد توترت بسببك , من يراك يظن أنها المرة الأولى ... )
توقف عمران وهو ينظر اليه بغضب و انفعال هاتفا
( أريد أن أعرف مما خلقت دمائك ؟!! ..... أمن ماءٍ بارد !! ...... عملية , و بها مجازفة مالية ضخمة ..... و نحن في انتظار يطئننا بوصول رجلنا بالبضاعة و مروره للخارج بها .... أي برود هذا الذي ينتابك حاليا !!! ...... )
قال راجح بنفاذ صبر
( ليست المرة الأولى يا أبي ..... اهدأ و استرح ....... )
هتف والده بغضب
( لكن الرجل الذي سنتعامل معه هذه المرة , أول تعامل لنا معه .... و البضاعة ضخمة , مدفوع بها أكثر من نصف السيولة التي نمتلكها حاليا , خاصة بعد ما صادره جدك منا ..... )
قال راجح بعنف مكبوت
( ألم تحضر الجلسة و تسمع من خبيرنا الخاص بنفسك أن البضاعة أصلية مئة بالمئة و تساوي اضعاف وزنها ذهبا .... )
حك عمران فكه وهو يقول بتوتر
( لولا تأكيد الخبير بهذا شخصيا لما كنت جازفت , .... لكن قلبي ليس مرتاحا و أشعر بأن شيئا سيئا سيحدث ...... )
تأفف راجح بصوتٍ عالٍ وهو يقول غاضبا
( لقد كبرت يا حاج و أصبح قلبك ضعيفا ...... يبدو أنك محتاج للراحة لفترة طويلة بعد هذه العملية ... )
نظر عمران الى ساعة معصمه ليقول بجنون
( كم الساعة الآن ؟؟ ..... اليس من المفترض أن يكون قد خرج من البلاد الآن !! ...... )
نظر راجح الى ساعة معصمه ثم قال بملل
( بالكاد يا حاج ..... .... سنطمئن قريبا ..... )
قال عمران بحدة ,
( لن أطمئن قبل أن يصلني الخبر باستلام التاجر الأجنبي للبضاعة , و اضافة المبلغ المتفق عليه بحسابنا في الخارج ..... )
لم يرد راجح .... بل ظل جالسا مكانه , يتلاعب بكفيه , منتظرا الإتصال الأهم على الإطلاق .....
بعد دقائق , سمعا صوت رنين هاتفه , فاندفع راجح ليجيب بسرعة
( ما الأخبار ؟؟ .................. )
راقبه عمران بلهفة و قلق ... سرعان ما تحولا الى جزع وهو يرى الصدمة ترتسم على ملامحه ببطىء , قبل أن يسقط جالسا على الأريكة وهو يقول بفتور
( كيف ؟؟ ........ كيف وصلهم الخبر عنها ؟!! ........ )
استمع للحظات قبل أن ينتفض صارخا بجنون و توحش فجأة
( اهي المرة الأولى !!!!!!!! .... كيف وصلهم الخبر !!!! ......... )
أغلق راجح الخط و ألقى بهاتفه بعيدا وهو يصرخ
( اللعنة ..... اللعنة ........ )
سقط والده جالسا على أقرب مقعد وهو يقول بصوتٍ مذهول رغم معرفته بما حدث دون الحاجة للسؤال
( ماذا ...... ماذا حدث ؟!! ......... )
ظل راجح مكانه يغرس أصابعه في خصلات شعره , قبل أن يقول بصوتٍ غير مفسر
( تمت مصادرة البضاعة ....... الشرطة اكتشفتها و صادرتها بخبرية سبق وصولها ...... )
ضرب عمران رأسه بكفيه وهو يهتف بذعر
( ياللمصيبة !! ........ ياللمصيبة !! ........... )
هدر راجح بجنون وهو ينهض من مكانه ليتحرك بوحشية في المكان
( كفى ...... توقف عن الولولة كالنساء و دعني أفكر قليلا ....... )
نهض والده هو الآخر وهو يهتف بذهول
( فيما تفكر , يجب أن نختفي قليلا , الى أن يتم الإنتهاء من هذه الكارثة ...... فقد يشي بنا الوسيط .... )
التفت اليه راجح وهو يلوح بذراعيه صارخا
( بالله عليك هل نحن هواة !! ........ لن تمسنا التهمة , أنا أفكر في الخسارة التي لحقت بنا ..... كارثة .... كارثة بكل المقاييس ..... )
صرخ والده بجنون
( لم أعد أثق بك و بحكمك على الأمور ..... لقد حذرتك أيها الغبي , حذرتك ...... )
صرخ راجح هو الآخر
( كفى ...... هذا ليس وقت كلامك عديم الفائدة , فكر معي بالحل ...... هل نبحث عن من قد يتقاضى رشوة كي يحرر لنا البضاعة و يغلق المحضر ..... أم ...... )
أغمض عينيه وهو يحرك رأسه محاولا التفكير , بينما همس والده بصوتٍ مريع
( ياللكارثة ..... إنها خسارة , تقصم الظهر ...... ياللكارثة ....... )
لكن بعد أسبوع وصلهما المحامي الخاص بهما و المكلف بمتابعة المحضر كي يتأكد من ضمان سلامة اسم عمران الرافعي وولده في قضية ضبط كمية ضخمة من الآثار .... قبل تهريبها خارج البلد ....
و ما أن بدأ الكلام , حتى قال بصوتٍ قاتم ....
( لا خوف عليكما و لا حتى على الوسيط أو أي مخلوق ....... تم ارسال البضاعة للمعاينة و ثبت أنها ليست أصلية ...... مجرد تحف مقلدة و مغطاة بقشرة من الذهب لا أكثر ..... )
نظر كلا من راجح و والده الى بعضهما بذهول , قبل أن يقول راجح بعدم فهم و صدمة
( ماذا ...... ماذا ..... تعني تحديدا !!! ...... )
تنهد المحامي وهو يقول باستسلام
( أعني أنكما قد دفعتما المبلغ الضخم في مجموعة رخيصة مقلدة لا أكثر ..... )
ضحك راجح وهو يهز اصبعه نفيا , ليقول بعصبية مجنونة
( لا ...... لا .... هذا لا يمكن , لقد عاينها خبيرنا الخاص و أكد أنها أصلية ....... )
مط المحامي شفتيه وهو يقول بحيرة
( إما أن يكون الخبير خائن ...... أو أن البضاعة قد تم تبديلها , في اللحظة الأخيرة ......... )
ضحك راجح مجددا بوجهٍ شاحب أقرب الى معالم الجنون .... ثم قال يصرخ
( كيف يتم تبديلها !!!! ...... من سيعلم بتفاصيل كل قطعة , كي يتم تقليدها بهذه المهارة !!! .... هذا ضرب من الخيال ...... و الخبير مستحيل أن يخون , فحياته في يدنا و مكسبه منا نحن فقط .... لن يستطيع الهرب منا إن حاول خيانتنا ....... )
قال المحامي بجدية
( على الأرجح هناك من نصب لكما فخا تم التخطيط له منذ فترة طويلة ..... ببطىء و عناية ..... كي يعلم كل قطعة و يقم بتبديلها ..... الأمر يحتاج الى فنان خاص , لقد رأيت البضاعة بنفسي , هذه ليست مجرد بضاعة مصنوعة لبيعها في الأسواق السياحية ...... بل هي قطع فنية مقلدة بدقة غريبة , و تتكلف مبلغا من المال ليس هينا كي يتم تقليدها على هذا النحو النادر ...... )
كان راجح يستمع الى ما يقوله المحامي , وهو يتنفس بصوتِ هسيسٍ مرعب ....
بينما أسقط عمران رأسه بين كفيه ...........
.................................................. .................................................. .................
خرجت تيماء من محاضرتها بملامحها التي باتت تحمل الفراق كعلامة مميزة لها في الآونة الأخيرة ,,,,
يوم بعد يوم ..... تشعر بالحمل وهو يدب في أعماقها أكثر ...
قرصة في بطنها ... و ألم في ظهرها ....
نعاسٍ متعب لا يزول .... و غثيان متعب , يفقدها من الوزن عوضا عن الزيادة المفترضة ......
و رغم كل الحزن ووجع الفراق , الا أن السعادة بداخلها كانت تتوهج كلما ازدادت أعراض الحمل واحدا اضافيا ....
و كأنه دليل جديد على اثبات وجود جزء من قاصي الحكيم بداخلها .... و كم كان يحفزها هذا على الإستمرار و مقاومة الألم و الحزن ....
و كأنها لم تعد سوى وسيلة لتسليم هذا الطفل بأمان الى نور الحياة ......
أغمضت عينيها لحظات و هي تسير في طريقها ببطىء , تريح كفها على بطنها التي لا تزال ضامرة و هي تهمس
" كانت محاضرة موفقة اليوم يا صغير ...... لكن هلا خففت الألم عن ظهري قليلا !! إن كنت تتسبب في ألمي الآن , فكيف بعد أن يزداد حجمك و ثقلك على ظهري ...... لكن أتعلم ماذا .... كن بخير و أوجعني كما تشاء , إن كنت قد سمحت لوالدك بإيلامي دون شروط , فهل أبخل عليك بنفس المكانة !! ..... لا والله أنت أغلى منه , لكن لا تخبره بهذا ...... "
فتحت عينيها لتقف مجفلة من وقوف الدكتور أيمن أمامها وهو ينظر اليها مبتسما بسخرية .... الا أنه رفع حاجبه و قال بمرح
( هل تكلمين نفسك و أنتِ تسيرين مغمضة العينين يا أستاذة ؟! ...... هذا ليس مؤشرا جيدا مطلقا .... )
لم تهتز ملامح تيماء و هي تراقبه بصمت , الى أن انتهى من دعابته السمجة , و حين انتهى بالفعل
قالت تيماء بجمود
( دكتور أيمن ...... لا أعلم حتى الآن سر مضايقاتك لي في الجامعة , كان بيننا أمر و انتهى قبل أن يبدأ ..... حتى خلافك مع زوجي اعتذرت لك عنه ...... و الآن لا تجمعنا سوى الزمالة , فلماذا تضعني برأسك و تتعمد اعتراض طريقي كلما سمحت لك الفرصة ...... )
ارتفع حاجبي أيمن وهو يقول ضاحكا ضحة مستهجنة ...
( زمالة !! ... أي زمالة يا أستاذة !! ..... أنا أستاذ المادة بينما أنتِ مجرد معيدة ..... الا تبالغين قليلا!! .... )
مطت تيماء شفتيها و هي تقول بتقزز
( بل المبالغة الحقيقية هي ما تفعله أنت الآن ..... أنا على وشك السفر , كي أبدأ في التحضير لرسالة الدكتوراة .... )
وضع أيمن كفيه في جيبي سترته وهو ينظر اليها من فوق نظارته , ليقول باستهانة
( نعم ..... علمت بتقديمك طلبا للأجازة ....... هل سيسافر زوجك معك ؟! .... )
رفعت تيماء وجهها لتقول بصرامة
( ليس مسموحا لك بالتدخل في أمورٍ خاصة مع احترامي ........ )
ضحك أيمن مجددا وهو يقول بازدراء
( و هل تركتِ لحياتك الخاصة أي مجال كي تبقى خاصة !! ..... خاصة بعد الشجار بالاسلحة الذي تم مؤخرا في ساحة الحرم الجامعي ...... لا أكاد أصدق .... )
زفرت تيماء و قد بدأت تشعر بحرارة التهور بداخلها تزداد , الا أنها قالت بسماجة تماثل سماجته
( صدق اذن ..... الآن هلا ابتعدت عن طريقي من فضلك ...... )
ظل واقفا أمامها كاللوح الخشبي ينظر اليها بنفس النظرات المقيتة , ثم قال ببرود ساخر مستهزىء
( ربما عليكِ أولا التبليغ عن زوجك المحترم كي تتخلصي منه , و تسافرين دون فضائحه التي ...... )
لم تدري تيماء بنفسها الا و قد استطالت على أطراف أصابع قدميها , لتقبض على مقدمة ربطة عنقه حتى ضاقت من حولها و جحظت عيناه ... الا أنها جذبتها بكل قوتها حتى انحنى رأسه الي مجال وجهها فهمست أمامه من بين أسنانها
( كلمة أخرى عن زوجي ..... و سوف أصرخ و أتهمك بالتحرش زورا في قلب الكلية و لن أتورع عن فعل هذا .....)
اتسعت عينا أيمن بذهول , لكن قبل أن يتخذ أي اجراء لابعادها , كانت قد دفعته بعيدا و هي تقول بقرف
( اشغل نفسك بحياتك و ابحث لكِ عن عروسٍ تعيسة الحظ ترضي السيدة أمك عوضا عن اعتراض طريق كل فتاة سبق و تقدمت اليها ...... ارتقي قليلا , .... أثرت قرفي و أنا منذ الصباح أشتم رائحة كريهة .... لذا لا تنقصك حياتي حاليا .... صدقا ...... )
ابتعدت عنه عدة خطوات و هي تهمس لنفسها متذمرة
( منك لله .... أثرت بداخلي الغثيان مجددا , ليتني تقيأت فوق حذائك الذي يشبه حذاء السندباد .... )
تابعت تيماء طريقها وهو يهتف من خلفها
( ما حدث لن يمر على خير يا أستاذة تيماء ..... تأكدي من ذلك ..... )
لوحت تيماء بيدها دون أن تستدير اليه , متابعة طريقها و هي تهمس
( فلتشرب من البحر , حتى تصاب بتتعقد أمعائك ...... ضربة في أمعائك .... )
سارت تيماء و هي تقاوم الدوار الذي بات لا يفارقها مطلقا , الى أن سمعت إحدى العاملات تنادي عليها من بعيد
( أستاذة تيماء ...... استاذة تيماء ........ )
توقفت تيماء و استدارت اليها عاقدة حاجبيها , حتى وصلتها العاملة و أبلغتها قائلة
( هناك أمرأة تنتظرك في مكتبك يا أستاذة تيماء .......... )
ازداد انعقاد حاجبيها و هي تقول بحيرة
( امرأة هنا في الكلية !! ........ من تكون ؟!! ......... )
قالت العاملة ,
( لم تذكر اسمها , لكن حالتها ليست على ما يرام ....... )
تنهدت تيماء و هي تستدير متجهة الى مكتبها و هي تهمس لنفسها
" الستر يا رب ....... ففضائحي هنا في الكلية أصبحت أكثر عددا من محاضراتي ..الستر يا رب الى أن أسافر .... "
دخلت تيماء الى مكتبها , الا أنها توقفت مكانها و هي ترى الزائرة المشعثة ذات الهيئة الفوضوية و العينين المتورمتين و التي تفرك أصابعها بتوتر في انتظارها ...
ها هي دفعة ألم جديدة , فمجرد النظر الى هذه المرأة يتجدد الألم و يتضاعف بداخلها ....
قالت تيماء بجمود و دون ترحيب
( ماذا تفعلين هنا ؟!!! ................ )
نهضت ريماس من مكانها بسرعة ما أن سمعت صوت تيماء .... فاندفعت اليها تقول بتوسل
( لا أعرف عنوانك ..... لذا أتيت مباشرة الى الكلية و سألت عنكِ فوجدتك ...... )
ضاقت عينا تيماء و هي ترمق ريماس بنظراتٍ متفحصة .... كانت في حالة غريبة من الهذيان و الشكل المضطرب , و عيناها متورمتان من شدة البكاء على ما يبدو .....
شعرت فجأة بالرعب و هي تتوقع شيئا خطيرا قد حدث لقاصي , فهتفت بها فجأة بقوة
( هل قاصي بخير ؟!! ...... ماذا حدث له ؟!! تكلمي ..... )
صرخت ريماس فجاة بتوسل و غضب ...
( لا تتلاعبي بي يا تيماء ..... أين عمرو ؟؟ ...... )
انعقد حاجبي تيماء بشدة , فهزت رأسها قليلا و هي تقول بحدة
( لحظة , دعيني أستوعب الأمر ..... هل تاه عمرو ؟!!! .... و اين هو قاصي الآن ؟؟؟ ..... )
صرخت بها ريماس بتوسل أكبر
( أرجوكِ يا تيماء ..... أرجوكِ .... اتوسل اليكِ مهما كان خلافنا حول رجل , لكن لا تجعلي ابني سلاحا في هذه الحرب .... أرجوكِ ..... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تهز رأسها قبل أن تفتحهما و تهتف بقوة صارمة
( اصمتي و أفهميني ما حدث ؟!!! ...... ما الذي أصاب عمرو و أين هو قاصي ؟؟ ...... )
هتفت ريماس بلوعة و هي تبكي
( لقد خطف قاصي عمرو و هرب به بعد أن طلقني .... و أنا أعرف أنه سيعطيه لكِ ..... )
فغرت تيماء شفتيها بذهول و هي تقول
( طلقك ؟!!! ...... قاصي طلقك ؟!!!! ......... )
صرخت بها ريماس بغضب و الم
( هل هذا هو كل ما سمعته من كلامي ...... لقد خطف ابني و هرب به ...... أنا أريد ابني , أعيديه الي أرجوكِ ...... هذا لا يرضي الله , انه ابني أنا ...... )
كانت تيماء تدور في حالة من الذهول و عدم استيعاب الموقف بعد , الا أنها قالت بقوة كي تسمعها ريماس
( أقسم بالله أنا لم ارى قاصي أو عمرو منذ فترة .... و أنا أقيم في شقتي وحيدة منذ أن تركته .... لا علم لي بمكان عمرو ..... لم أكن لأفعل هذا بأمٍ و أحرمها من ابنها مطلقا مهما بلغت عداوتي لها .... )
كانت ريماس تنظر اليها بضياع , لا تعلم إن كانت تصدقها فعلا .... أم تشعر برعبٍ أكبر لأنها فقدت الأمل الوحيد في ايجاد عمرو ....
تنهدت تيماء بقوة و هي تقول
( عودي الى بيتك , و أنا سأحاول جاهدة الوصول اليه بأي طريقة ...... )
لم تحسب تيماء حساب اندفاع ريماس اليها كي تطبق على يدها بكلتا كفيها و هي تقول بصوت مدمر خافت
( تيماء ..... عمرو هو الشيء الوحيد الذي منحته لي الدنيا ..... بعد أن سبق و أخذت مني كل شيء آخر , أرجوكِ لا تحرموني من ابني .... أرجوكِ ..... أتوسل اليكِ , هل يمكنك أن تتفهمي ما أقول ... )
رفعت تيماء يدها الحرة تلمس بها بطنها و هي تقول بخفوت
( أفهم تماما ما تقولين ....... )
ثم راقبت ريماس و للمرة الأولى شعرت بها متقدمة في السن ... تودع الشباب بملامحها الجافة , خاصة بعد خلوها من أي أثرٍ للزينة .... و شعرها الباهت المشعث ....
حتى كفيها لم تكونا ناعمتين , بل كفي امرأة في نهاية مرحلة الشباب ..... جافتين و العروق نافرة منهما قليلا بعكس كف تيماء البيضاء الغضة بينهما ...
و لأول مرة تشعر بما يشبه الشفقة على تلك المرأة الضائعة و راء المتبقي من رغباتها .... و آخر ما تمتلكه في هذه الحياة ....
.................................................. .................................................. ....................
ظلت تيماء تدور في شقتها بجنون و هي تضع الهاتف على اذنها .... لكن ككل المرات السابقة , ظل هاتفه مغلقا ....
أخفضت الهاتف و هي تهتف بغضب
( تبا لك يا قاصي هل جننت ؟!!!!!! ........ تبا لجنونك و حماقة تصرفاتك .... )
زمت شفتيها و هي تلتقط أنفاسها لا تدرك كيف تتصرف .... و أين تعثر عليه , ....
الأحمق تحول الى مجرم و خاطف أطفال ......
رفعت وجهها تنظر الى السقف و هي تهمس لنفسها بتوتر
" يالله ماذا أفعل ؟!! ....... لقد اقترب سفري , كيف سأسافر و أتركه وحيدا يواجه عواقب فعلته المجنونة !! ...... "
كم تشعر في تلك اللحظة بالنقمة عليه أكثر من أي وقتٍ آخر ..... كم ..... كم تشعر بأنها ستموت لو لم تبلغه بمشاعرها في تلك اللحظة تحديدا ..... لكن كيف ...... و أين تجده ؟!! ......
نظرت الى هاتفها بصمت لبضعة لحظات , و هي تتذكر الرقم الغريب الذي اتصل منه بها منذ أيام .....
و دون مزيد من التردد و التفكير طلبت الرقم ....
.................................................. .................................................. ......................
نفث دخان سيجارته في النافذة وهو ينظر للظلام المسدل أمامه بوجهٍ قاتم و عينين تتوعدان بالقتل , بعد التعذيب ببطىء لمن تجرأ على سرقة راجح الرافعي .....
كان الشيطان الكامن بداخله يزداد شرا ... و القيح بروحه يوشك على أن يفيض على ملامحه ....
سحق الطرف المشتعل من سيجارة بين اصبعيه بقوة قبل أن يلقي بها أرضا ثم يجهز عليها بقدمه ......
تعالى فجأة صوت رنين هاتفه فنظر اليه بصمت و بملامحه الشيطانية أوشك على سحقه هو الآخر ... لكن نداء خافت جعله يتجه اليه لينظر الى الرقم ...
و ما أن أبصره حتى ارتسمت على شفتيه الشهوانيتين ابتسامة جذلة و عيناه تلمعان برضا غريب , قبل أن يفتح الخط و يضع الهاتف على أذنه ...... و انتظر ....
سمع تنهيدة خافتة منها , قبل أن يأتيه صوتها و هي تقول بفتور
( ألن تجيب هذه المرة أيضا ؟!! .......... )
ابتسم راجح ابتسامة أكبر وهو يتراجع ليستلقي على فراشه ناظرا الى السقف بينما الهاتف لا يزال على أذنه ....
فقالت تيماء بخفوت
( ما الذي تفعله يا قاصي ؟!! ..... هل تحولت الى مجرم مجنون ؟!!..... كيف أمكنك أن تخطف طفلا من أمه , مهما كانت مكانته لديك .... لكنها تظل أمه , هل جننت ؟ ...... )
اتسعت عينا راجح بذهول و عنف وهو يستقيم جالسا بسرعة في فراشه دون أن يرد , فتابعت تيماء بحدة
( أعرف أنك تسمعني ...... أجبني يا قاصي , ..... ريماس تموت ببطء , حرام عليك ما تفعل .... أعد لها طفلها ..... )
صمتت قليلا , ثم همست بصوتٍ غريب
( هل تعرف أكثر ما يؤلمني ؟؟ ..... أنك طلقتها بمنتهى البساطة لأمرٍ يخصها ..... لكنك رفضت فعل هذا حين طلبته منك ..... خطفت طفلها و هربت به ..... بينما تركت طفلك مني , بل طلبت مني السفر أيضا ..... أحيانا حين أبقى وحيدة , أنظر للبعيد و أتسائل .... ماذا كنت أنا في حياتك حقا ؟!! .... هل كنت أمثل لك شيئا في أي يوم من الايام ؟!! ...... )
أظلمت عينا راجح وهو يستمع اليها بصمت , بينما تابعت تقول بصوتها الخافت ذو النغمة المميزة
( بينما كنت أنت كل شيء لي في هذه الدنيا ....... لأول مرة لا اغار من امرأة في حياتك , بل أشعر بالغيرة من طفل لا يتعدى عمره الخمس سنوات , كان أهم لديك من الدنيا و من فيها ... فحملته على كتفك و هربت به ..... طفل كرست له كل حياتك .... تخيل امرأة بمثل عمري تشعر بالغيرة من طفلك , و تشعر بالأسى على طفلها ..... )
عادت لتصمت للحظة , ثم همست بصوت أشد خفوتا
( أنا سأسافر آخر الإسبوع يا قاصي ..... منذ أن عرفت بخبر خطفك لعمرو أوشكت على الغاء سفري .... لكن الآن , عاد قراري أكثر تصميما من ذي قبل ..... فلتواجه نتيجة أفعالك , فكر فقط بشيء واحد ..... أن هناك طفل لا يزال على الطريق , يستحق أن يولد لأبٍ محترم ...... )
لم يستطع راجح منع ضحكة مستنكرة .... ساخرة و سوداء من الإفلات من بين شفتيه ....
سمعتها تيماء ....
ففغرت شفتيها قليلا و هي تنظر الى هاتفها عاقدة حاجبيها , ثم لم تلبث أن شهقت بصوتٍ عالٍ و هي تلقي بالهاتف بعيدا .... بينما أغلق راجح الهاتف بهدوء و هو يعض على شفته السفلى , ليعاود الإستلقاء على سريره وهو يحدق في السقف ... هامسا بنعومة
" أخذ ابني .... و نصب علي في أكبر عملية نصب مررت بها في حياتي كلها ..... "
ضحكة بنعومة , قبل أن ينفجر ضاحكا بجنون ..... و استمرت ضحكاته طويلا , الى أن تحولت فجأة الى صرخة وحشية عنيفة .... تردد صداها بين جدران غرفته .....
ظل مكانه يلهث قليلا ..... و ما أن التقط أنفاسه ,حتى أمسك هاتفه مجددا ,كي ينام على صورها ككل ليلة .... سوار الرافعي ..... تلك التي لم تمتلك ذرة من مشاعر الحمقاء القصيرة ابنة عمه سالم تجاه ابن الحرام .....
.................................................. .................................................. ......................
تحركت مسك في رواق الطابق الثالث ... و هي تسمع نفس الضحكات التي تسمعها منهم كل يوم ....
نفس العبث و اضاعة وقت العمل في التفاهات ....
لكن اليوم تحديدا , لم تشعر بنفس الغضب و النقمة عليهم .... بل وصلت الي باب المكتب الواسع فوقفت به و هي تراقب ضحكاتهم .....
و لأول مرة تبتسم و هي تسمع مزحة من اسماعيل , ..... بل و ضحكت أيضا ,و ما أن ضحكت حتى رآها بعض العاملين فنبهوا بعضهم الى وقوفها مما جعل حالة من الصمت تسود المكان ....
تحولت ضحكتها الى ابتسامة رزينة , و هي تلاحظ أنها قد استرعت انتباههم جميعا , فتحركت كي تدخل الى المكتب و تنقل عينيها بينهم جميعا .... ثم قالت بهدوء
( اليوم ليس عليكم ايقاف الضحك لدخولي ..... لقد جئت كي أودعكم , فقد تركت العمل هنا ..... )
سادت بعض تأوهات الدهشة بينما أخذو ينظرون الى بعضهم , فقالت مسك متابعة بخفوت
( لم آتِ فقط كي أودعكم ..... بل جئت كي أقول .... أنني لو كنت قد جرحت شعور أي منكم بقول أو فعل , فهذا ما كان تصرفا شخصيا ..... بل حفاظا على مصلحة العمل ليس الا و عامة أنا لا أريد الرحيل و في نفس أي منكم ضغينة تجاهي ....)
قال اسماعيل بتردد
( لكن لماذا ستتركين العمل يا آنسة مسك ؟!!! .... كنت متحمسة له جدا و قد تطور الحال للأفضل منذ انتقالك الى هنا .... )
ردت مسك بهدوء و دون أن تفقد ابتسامتها
( إنه أمر معقد , ....... و كل ما عليكم معرفته هو أنني أتمنى الخير لكل منكم ..... و إن احتاج أحد منكم الى اي شيء , فليتصل بي , سأترك رقما خاصا بالعمل لدى السيكرتارية ... مسموح لكم جميعا باستخدامه دون حرج .... و لا يتردد أي منكم في الطلب ...... )
بدت ملامح الأسى تتغلب على الدهشة , فارتفع حاجبي مسك و هي تقول بدهشة
( لماذا أرى تلك الملامح البائسة الآن ؟!! ........ كنت أظنكم ستسعدون لرحيلي عن كاهلكم .... )
تكلم راشد بصوته المجهد دائما
( لا ..... لسنا سعداء برحيلك يا آنسة مسك ...... )
ابتسمت مسك و هي تشعر بغصة حادة تؤلم حلقها , الا أن هذا الشعور لم تسمح له بالظهور على ملامحها , بل ظلت متماسكة , صحيح أنها تكره وداع اي شخصٍ يدخل حياتها مهما كان بسيط الأثر .... الا أنها لا تسمح لهذا بأن يؤثر عليها ......
قالت في النهاية ما أن تخلصت من تلك الغصة
( أنا سعيدة جدا بالتقدم الذي حققتموه خلال الفترة الوجيزة السابقة .... شتان بين مستوى عملكم ما أن جئت الى العمل , و بين المستوى اليوم ...... هذا شيء يشعرني بالسعادة و يقلل من كرهي لوداعكم .... أتمنى لكم كل التوفيق ..... )
لم يستطع أحد الرد ... كانت الصدمة لا تزال بادية عليهم و كأنهم قد أخذوا بغتتة , بمسألة رحيلها بعد أن أصبحت جزءا لا يتجزء من عمل كل منهم .....
لعقت مسك شفتيها و قالت مبتسمة
( أراكم بخيرٍ دائما ..... حافظوا على نفس مستوى الأداء في العمل ...... بالتوفيق .... )
و قبل ان تضعف أكثر استدارت مرفوعة الرأس , تنوي المغادرة .....
الا أنها توقفت و هي ترى أمجد يقف مستندا الي اطار الباب , ينظر اليها مبتسما و هي تلقي بكلمتها الهادئة ....
فرفعت حاجبها بتحدي و هي تقول بصوتٍ طبيعي
( سأشتاق اليك يا سيد أمجد .......... )
لم يرد أمجد على الفور , بل زادت ابتسامته عرضا رغم الغضب في عينيه من الظلم الذي تعرضت له مسك ...
الا أنه لم يستطع مقاومة مدى بهائها و هي تنطق بعبارتها الخبيثة , بمنتهى البساطة , لذا قرر أن يجاريها في لعبتها وهو يقول بنفس البساطة غامزا لها مبتسما
( و أنا سأشتاق اليكِ أكثر يا آنسة مسك ..... أتمنى في المرة المقبلة التي أراكِ فيها تكوني قد حصلتِ على لقب سيدة عوضا عن لقب آنسة ..... )
شهق العمال من وقاحة أمجد , الا أن مسك زمت شفتيها بغضب و هي تشعر بالحرج من مزاحه الثقيل ....
ماذا سيقول العمال عنها الآن ؟!! ......
لذا رفعت أنفها أكثر و هي تقول ببرود
( من يعلم ..... قد أظل آنسة حتى آخر العمر ...... )
لم يفقد أمجد ابتسامته الخلابة ذات الغمازة وهو يهز رأسه نفيا , قائلا بثقة و تأكيد
( مستحيل ........ متأكد من أن ليس كل الرجال قد أصيبوا بالعمى كي لا يقوم احدهم بإختطافك اليوم قبل الغد ..... )
ازداد اتساع العاملين دهشة و ذهولا .....
فقالت مسك بجدية و هي تتحرك تنوي تجاوزه
( لقد تماديت كثيرا يا سيد أمجد .............)
همس لها في أذنها دون أن يتحرك من مكانه أثناء مرورها به
( لا أملك الا أتمادى و أنتِ بمثل هذا الجمال .........)
زمت مسك شفتيها و قالت بصوتٍ آمر
( ابتعد عن الباب .......... )
قال أمجد بصوتٍ طبيعي
( اطلبي بذوق أولا .............. )
زادت شهقاتهم قليلا و امتزجت ببعض ضحكات الذهول وهو ينقلون أنظارهم بين أمجد و مسك الا أسماء , فقد كانت الوحيدة التي تقف بعيدا و هي تنظر اليهما بأسى .....
رفعت مسك حاجبها و قالت بصوتٍ محذر أقرب الى التهديد
( ابتعد يا امجد .......... )
عقد حاجبيه وهو يتظاهر بالتفكير , ثم مط شفتيه قائلا
( لا ...... لم تصلي الى نفس درجة الذوق التي أنشدها بعد , حاولي أكثر ........ )
و دون أن تفكر , التقطت كوب ماء موضوعا على أقرب مكتب لها , فغمست به أصابعها لتنثرها أمام وجه أمجد بسرعة مما جعله يجفل من القطرات التي أغرقت وجهه .....
تعالى الضحك من حولهما , بينما هتف أمجد بقوة وهو يمسح وجهه بمنديله
( ليس الى هذه الدرجة يا مسك ..... هذا مزاح اسطوات .... )
رفعت مسك كتفها و هي تقول بتحدي خبيث ,
( لم أعد أعمل هنا كي ألتزم بأي قوانين ....... لذا يمكنني العبث مرة .... )
توقف أمجد وهو ينظر اليها بابتسامة شاردة جذابة و ما أن مرت به للمرة الثانية حتى همس لها
( يليق بك العبث يا جميل ......... )
لكنه سمح لها بالمرور أخيرا , فتجاوزته مرفوعة الرأس .... حتى أولته ظهرها و تابعت طريقها , حينها فقط تركت لشفتيها عنان الإبتسام بمرح ..... مرحٍ لم تعرفه منذ فترة طويلة .....
لحق بها أمجد في الممر الطويل , حتى أصبح يسير في محاذاتها , و شعر به جسدها بكل وضوح , الا أنها لم تبطىء خطواتها و لم تنظر اليه حتى , .....
فقال أمجد ببساطة
( الشيء الوحيد الذي هون علي الوداع ..... هو معرفتي بأنكِ ستكونين لي خلال أيام ..... )
ابتسمت مسك ابتسامة رزينة يشوبها بعض الخجل الا أنها أجابت بثقة
( أنا لست لأحد ........ أنا لنفسي فقط ...... )
تظاهر أمجد بالتفكير مجددا , ثم قال بنفس البساطة
( بل ستكونين لي ......... ربما لستِ مستوعبة للمعنى بعد نظرا لبرائتك و أدب أخلاقك , الا أنني سأكون حريصا على أفهامك كل شيء في وقته ..... )
قالت مسك بهدوء
( إن ظننت أن بعض الملاحظات الخارجة قد تربك خطواتي لأتعثر و أسقط بين ذراعيك ..... فأنت اذن مخطىء ...... )
ضحك أمجد بصوتٍ عالٍ ., ثم نظر اليها بخبث وهو يقول
( عبارة ملاحظات خارجة ..... تخرج من بين شفتيكِ شهية الى درجة أنني أريد قضاء حياتي كلها اسمعك فيها من الملاحظات الخارجة , ما قد يخدش حيائك .... )
توقفت مسك و التفتت اليه , لتقول رافعة حاجبها
( أمجد الحسيني ...... أنت حالتك صعبة جدا , هل أنت أول من تزوج في العالم أو آخرهم !!!! .... )
رفع أمجد يده ليضعها على صدره وهو يقول بصوتٍ رزين شبه جاد
( اعذريني , فالكبت يفعل بالرجل أكثر من هذا ............. )
مطت مسك شفتيها و هي تتابع طريقها قائلة
( و ما الذي أجبرك على تحمل الكبت كل هذه السنوات ... لماذا لم تتزوج في سن أصغر من هذا ؟!!! ..... )
قال أمجد بصوتٍ حنون وهو ينظر اليها مبتسما
( الا تعلمين ؟!! ...... كان للقدر كلمته , و انتظرتك الى أن أتيتِ أخيرا ....... )
تعثرت مسك ,و كادت ان تسقط أرضا , لولا أن أمجد أمسك بمرفقيها يسندها حتى اتزنت و استقامت , فقالت بحرج
( حسنا ........ يمكنك تركي الآن .......... )
تركها أمجد على الفور وهو ينظر اليها ابتسامة أشاحت وجهها عنها مباشرة , قبل ان يهمس لها ....
( أيام و تكونين في بيتي ..... هل تشعرين بما أشعر به في تلك اللحظة ؟؟ ..... )
عقدت مسك حاجبيها فجأة و توترت ملامحها , قبل أن تقول بحيرة
( أمجد ....... هناك ما علينا مناقشته , هلا ذهبنا الى مكانٍ كي نتحدث قليلا ؟؟ ..... )
ابتسم لها وهو يقول بسعادة
( تعالي الى كرسينا الخاص في الحديقة ..... هناك لن يقاطعنا أحد ..... )
لم تبتسم مسك استجابة له , بل أومأت براسها بصمت و هي تتحرك أمامه دون أن تنتظره حتى ......
جلس أمجد على كرسي الحديقة ينظر اليها بمتعة .... حيث كانت لا تزال واقفة مكانها تنظر للبعيد , مكتفة ذراعيها .... ثم قال مبتسما وهو يربت على المكان الخالي بالمقعد بجواره
( ألن تجلسي ؟؟ ........... )
ظلت مسك على وقفتها بضعة لحظات قبل أن تستدير اليه قائلة دون مقدمات
( أمجد ...... هناك اشياء كثيرة أغفلنا ذكرها , أولها أن عقد القران ..... سيكون عقد قران فقط , و ليس زواجا كاملا ........ )
انعقد حاجبي أمجد بشدة قبل أن ينهض من مكانه هاتفا بحدة
( ماذا ؟!!! ...... من قال هذا ؟!!! ........ )
ردت مسك بقوة و هي تشير لنفسها
( أنا قلت هذا .......... و أنت لم تحاول الإستفسار مني عن معلومة بديهية كهذه ...... )
أخذ أمجد نفسا عميقا قبل أن يحاول السيطرة على غضبه و انفعاله , ثم ننظر اليها ليقول بصوتٍ هادىء محاولا اقناعها بالعقل
( حسنا ....... ها أنا أسألك , لماذا ؟!! ...... ماذا ينقصنا ؟!! ...... )
ارتفع حاجبيها و هتفت بقوة
( أنا متعجبة جدا من سؤالك ينقصنا بيت ......... هل لديك شقة كي نبدأ في تأثيثها ؟!! .... )
انعقد حاجبي أمجد بشدة وهو ينظر اليها بجدية , ثم لم يلبث أن قال بعدم فهم
( ليس لدي شقة ..... لأنني ظننت أن اقامتنا مع أمي , بديهية ..... )
كان هذا هو دورها كي تعتلي الصدمة وجهها , فقالت بدهشة
( ماذا ؟!! ........ كيف تقرر أمرٍ كهذا دون الرجوع لي ؟؟ ........ )
ازداد انعقاد حاجبي أمجد , لكنه قال بايجاز مختصرا أي شرح آخر
( أمي كفيفة !!! ............ )
ارتبكت مسك قليلا من النبرة الحزينة التي نطق بها تفسيره , فنظرت أرضا قبل أن تستدير عنه و هي تنظر بعيدا , ثم قالت بخفوت
( لا أظن أننا سنتفق يا أمجد , رغم تفاهة المشكلة ...... لكن أنت لا تستطيع ترك والدتك و لا أنا أستطيع الإقامة معها ...... )
هتف بها أمجد غير مصدقا
( لماذا ..... لماذا لا تستطيعين الإقامة معها ؟!! ..... )
استدارت اليه مسك و هي تهتف أيضا
( لأنني أريد الوحدة .... أحتاجها , لقد فكرت آلاف المرات قبل أن اقرر ادخالك حياتي ..... لكن هذا أقصى ما أستطيع , .... لا يمكنني الإقامة مع أحد آخر ..... استقبال أختك كل يوم ,يوما تغادر ,.... و أيامٍ تبيت معنا بأطفالها , ...... لا ... لا أستطيع ..... )
كان من المفترض به أن يغضب و يستشعر مدى أنانية تبريرها ..... لكنه لم يفعل , بل على العكس .... استطاع تفهم ما هو خلف الأنانية الظاهرة في كلامها .... لذا قال بخفوت
( أمي امرأة فقدت زوجها و نظرها منذ سنواتٍ طويلة .... و كل ما تطلبه هو البقاء مع أبنائها و أحفادها ..... الا يمكنك تحملها في السنوات المتبقية من عمرها ؟!! ...... )
هتفت مسك بحدة
( أنا آخر انسان يمكنك ابتزازه عاطفيا بهذه الطريقة يا أمجد .... أتعلم لماذا ؟!! .... لأنني ببساطة قد أموت قبلها ..... و هذا الإحتمال أكبر ......)
رفع أمجد كفه فجأة ليطبق بها على فمها بحزم فارتفع حاجباها و اتسعت عيناها بينما قال أمجد بهدوء آمر ....
( اصمتي ........ )
كانت مسك تنظر اليه بدهشة , الى أن تابع بصوتٍ أجش
( هذه النقطة لن تكون مجالا نتطرق البه خلال خلافاتنا مطلقا ..... لأنني لأظن نفسي قادرة على التحمل , فلا تعيديها .... مفهوم ؟!! ..... )
ظلت مسك تنظر اليه بضعة لحظات و كفه على فمها الى أن أومأت برأسها بصمت ., فأبعد كفه عن فمها ببطىء ليستدير عنها .... يوليها ظهره , .....
طال بهما الصمت الى أن قال أخيرا بهدوء
( الشقة المتواجدة أسفل شقتنا مباشرة معروضة للبيع , سأقوم بشرائها لكِ ..... لكن عليك اعتياد تواجدي مع أمي معظم الوقت لأقوم على خدمتها ...... فهل يرضيك هذا ؟؟ ...... )
أومأت مسك برأسها ببطىء ... الا أنه لم يرها بل استدار اليها و قال بصوتٍ آمر
( هل يرضيكِ هذا ؟!!! ......... )
فغرت مسك شفتيها , ثم قالت بخفوت
( يرضيني ............. )
.................................................. .................................................. ......................
وضعت اللمسات الأخيرة على زينتها .... قبل أن تعتدل لتقيم نفسها تماما , ....
فستانها الوردي الشاحب كان يلمع بالماسات الدقيقة التي تغطي صدره ووركيه تماما , مما جعله يعكس الأضواء بألوان قوس قزح من كل ماسة , فبدت خلابة ....... كانت تضوي كألفِ نجمة .....
ليتسع من عند ركبتيها بطبقاتٍ من التل الناعم بنفس اللون .....
أما شعرها فقد جمعته في ربطة أنيقة خلف عنقها , و زينتها كانت تناسب هذه البساطة و الرقي ....
اليوم عقد قرانها على أمجد الحسيني , بوجود أسرته فقط ..... و كان هذا هو أشد القرارات التي اتخذتها تهورا و دون تفكير طويل ...... ربما لأنها إن فكرت فستتراجع في اللحظة الأخيرة .....
فهذه الزيجة ليست وجه خير على كلتا العائلتين ......
تنهدت مسك و هي تتأمل حالها , قبل أن تهمس لنفسها بخفوت
( آن الوقت كي نقوم بهذا ......... و على المتضرر اللجوء للقضاء , ...... )
سمعت جرس هاتفها فجأة , مما جعلها تنظر الى ساعة معصمها ظنا منها أنه أمجد .... لكن ما أن رأت الرقم حتى رفعت الهاتف الى أذنها و هي تهتف به بعنف و غضب
( أخيرا تكرمت و أجبت على واحدا من اتصالاتي و بعد عشرات الرسائل التي أرسلتها لك .... أين أنت يا قاصي ؟!! .... و كيف تختطف طفلا ليس ابنك ؟!! ..... تيماء تعاني رعبا انعكس على صحتها منذ أيام ...... ما الذي تفعله بالله عليك ؟!!!! ...... )
ساد الصمت بضعة لحظات من الطرف الآخر قبل ان يصلها صوته وهو يقول بنبرة ميتة
( هل ارتحتم الآن يا مسك بعد أن سلبتموها مني ؟!! .......... )
عقدت مسك حاجبيها و هي تقول بخفوت أمام تلك النبرة التي هزتها من الاعماق
( لم نسلبها منك يا قاصي , بل أنت الذي لم تنجح في الحفاظ عليها ...... وكان هذا متوقعا ..... فلا تقسو على نفسك أكثر .... ارتكبتما خطأ و عليكما الآن تصحيحه ..... تيماء ستكون بخير , و أنت أيضا ...... صدقني ..... )
قال قاصي بنفس النبرة المتباعدة
( يوما ما أمسكت بيدك , فتشبثتِ بها و أنت تبكين هامسة " لن أنسى لك يا قاصي وقوفك بجواري في أشد الأوقات احتياجا لمن يمسك بيدي كما تفعل الآن ..... أتتذكرين ؟!! ...... بالطبع لا تتذكرين , فأنت عوضا عن الإمساك بيدي وقت الحاجة لهذا ..... اقتطعتِ مني ما هو اهم و اغلا ..... تيماء ..... )
كانت مسك تنظر الى نفسها في المرآة بعينين حزينتين و هي تتذكر تلك الأيام الموجعة ..... و ما أن انتهى من كلماته حتى قالت بجمود
( أنا يا قاصي !!!! ...... هل تلقي علي ذنب عدم قدرتك على الحفاظ عليها ؟!!! ..... إن كنت مقتنعا بما تقول , فأرح ضميرك به ....... )
هتف قاصي فجأة بصوتٍ أجش عنيف
( لقد حولتها الى نسخة منكِ ..... لا تأبه لشيء , ..... قلبها من جليد ..... )
انحنى حاجبي مسك و هي تقول بفتور
( أنا يا قاصي !!............. )
هتف قاصي مجددا بعنفٍ أكبر
( نعم أنتِ ........ أنتِ يا مسك , لم تكن تيماء لتتصرف بمثل هذه القسوة مطلقا لولا اعجابها بكِ ..... و كأنني كنت أراكِ و أنا اكلمها آخر لقاء بيننا ....سلبتِ مني بيتي الوحيد ... . )
سمعت صوت شيء ما يركل بقوة ......
اخذت مسك نفسا عميقا , ثم قالت بهدوء خافت
( لماذا لم تمنعها اذن من السفر طالما ان هذا هو شعورك ؟!! ......... )
قال بغضب قاتم , على الرغم من النبرة المختنقة التي يحادثها بها منذ بداية الإتصال
( لدي سبب هام كي أحثها على السفر ...... لا أريدها أن تبقى هنا هذه الفترة ...... )
تنهدت مسك و هي تقول ببرود
( لا تزال تفكر بنفسك و قراراتك دون الإهتمام بما تشعر هي ........ )
قال قاصي بصوتٍ متباعد
( هي اختارت ........ ..... )
قالت مسك بتردد , و هي تنظر الى الساعة
( قاصي ......... تيماء هنا , في نفس المدينة , ..... تحديدا ستكون قد وصلت للمطار , حيث ستسافر الليلة .... )
ساد صمت غريب , كادت أن تقسم بأنها قد سمعت شهقة مختنقة منه , الا أنه حين تكلم قال بصوتٍ غريب , ضائع
( بهذه السرعة ؟!! ....... كيف استطاعت أن تبدأ دراستها بمثل هذه السرعة ؟!! ....... )
قالت مسك بخفوت
( في الواقع لن تبدأ في الحال ...... لا يزال أمامها وقت كي تسجل بالجامعة و تبدأ فعليا , لكنها أرادت الإبتعاد و الحصول على بعض الراحة .... لذا قامت بتقديم طلب اجازة , كي تسارع بالسفر علها تهدىء من نفسها قليلا , بعد كل الإنفعالات التي مرت بها ...... )
ساد الصمت مجددا , الى أن قال فجأة بصوتٍ غريب
( علي الذهاب يا مسك ............ )
همست مسك و كأنها تناديه ......
" قاصي ........ "
الا أنها كانت تعرف بأنه قد أغلق الخط بالفعل ...... مندفعا خلف وطنه الضائع منه , عله يجده يوما ما ....
.................................................. .................................................. ......................
خرجت من غرفتها و هي تجر ذيل فستانها , لكنها توقفت و هي ترى سالم واقفا , ينظر من النافذة .....
نظرت الى ظهره بضعة لحظات قبل أن تقول بخفوت
( هل ستأتِي معي يا أبي ؟!! ........... )
ضحك سالم ضحكة ساخرة , قبل أن يقول بصوتٍ ميت
( يالها من دعوةٍ يحلم بها كل والد , تعب في تربية ابنته و تدليلها ......... )
ظلت مسك تنظر اليه طويلا , ثم قالت أخيرا بجمود
( لقد تأخرنا ....... هل ستأتي معي ؟؟ ....... )
قال سالم ببرود
( و إن لم أحضر ؟!! ........... )
لعقت مسك شفتيها و هي تنظر أرضا , ثم قالت بهدوء
( حينها سأبحث عن وليً آخر ........... )
استدار سالم ينظر اليها وهو يهتف بعدم تصديق
( هل انتِ مسك حقا !! .......... هل تستغلين عدم قدرتي على رفض أي طلبٍ لكِ منذ ..... )
صمت و هو يلتفت عنها مبتلعا غصة في حلقه , أما مسك فقالت تتم كلامه بنفس نبرتها الهادئة
( منذ اصابتي بالمرض ..... قلها و لا تخجل يا أبي , لكنني الآن لست مريضة ..... حاليا على الأقل , و أريد أن أعرف اكثر من اي وقتٍ مضى .... هل تهمك سعادتي فعلا !! .... أم أنك قادر على تفويت الفرصة الوحيدة في حصولي على زواجٍ مناسب لا يقلل من قدري !! ...... )
ظل سالم صامتا ..... ينظر من النافذة , بينما مسك تنتظر ما لم تستطع تيماء تحمله , فهربت قبل أن تراه ....
وهو رضوخ والدها أمام رغبة مسك ..... بعكس ما حدث معها .....
.................................................. .................................................. ......................
دخلت مسك الى قاعة الجامع و هي تتأبط ذراع والدها , بينما نهض أمجد من مكانه ينظر اليهما بذهول
تلك الفارسة نجحت فيما وعدت به ..... و أحضرت والدها دون أي حربٍ أو مقاومة ......
لأن مثلها لا يرفض لها أمرا .......
كان يتأملها مشدوها , بينما هي تبادله النظر بقوة و تحدي و على شفتيها ابتسامتها المستفزة التي يعشقها الى أن وصلت اليه ..... و جلست في المكان المحدد لها , تعدل من وضع فستانها بينما الزغاريد تتعالى من حولها بقوة .....
زغاريد ممتزجة ببكاء والدة أمجد و أخته ..... و لم تكن تلك هي دموع الفرح مطلقا , ....
ظلت تنظر اليهما بملامح جامدة ميتة , الى أن جلس أمجد بجوارها وهو يهمس لها بنعومة
( لا أصدق نفسي ........... )
التفتت مسك تنظر اليه , ثم ابتسمت بهدوء و هي تقول
( بصراحة و لا أنا أصدق مدى تسرعي ........ )
انعقد حاجبي أمجد بشدة , بينما بدأ المأذون في الإجراءات الكتابية .......
و ما أن بدأ في الكلام , حتى قاطعه أمجد يقول و عينيه على مسك الجالسة بجواره
( لحظة واحدة سيدي الشيخ ...... إن أرادت العروس اضافة شرط عدم زواجي بأخرى في عقد الزواج فلها هذا ....... )
اتسعت أعين الجميع , و أكثرهم أخته التي كادت أن تترك المكان و تغادر من شدة غضبها مما يحدث ....
أما مسك فنظرت اليه بعينين واسعتين و هي تتأكد مما سمعته للتو ..... تحاول قراءة عينيه , وهو لم يمنعها , فنظر الى عينيها بتحدي يسبر أعماقهما .... لكن بداخله كان يهمس متمنيا بشدة
" لا تفعلي ........ لا تفعلي ....... امنحيني ثقتك دون الحاجة لعقودٍ أو شروط ..... أرجوكِ لا تفعلي .... "
حين طال الصمت , قال الشيخ
( ما هي رغبتك يا ابنتي ؟!! ............ )
كانت مسك لا تزال تنظر الى امجد و كأنها أسيرة عينيه , لكنها ما أن سمعت صوت المأذون حتى رفعت وجهها و قالت بهدوء
( نعم ........ أريد وضع الشرط ........ )
أخفض امجد وجهه , وهو يسبل جفنيه , كي لا ترى نظرة عينيه في تلك اللحظة ..... نظرة خذلان و .... خيبة امل .....






انتهى الفصل 29 ... قراءة سعيدة










mareen and دانه عبد like this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 04:29 AM   #9114

عطر الأندلس
 
الصورة الرمزية عطر الأندلس

? العضوٌ??? » 383722
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 58
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » عطر الأندلس is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

اول تسجيل حضور ليا فحضور الملكة ��
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 244 ( الأعضاء 158 والزوار 86)
‏عطر الأندلس, ‏ebti, ‏remasa997, ‏gentle dona, ‏sweera, ‏مروة صادق, ‏tamima nabil, ‏saso barakat, ‏esraa93, ‏yassminaa, ‏صمت الزوايا, ‏Souriana, ‏Roomah khalood, ‏sara-khawla, ‏ايه الشرقاوي, ‏a girl, ‏رحيق السوسن, ‏hayaty alquran, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏nooor12, ‏فله45, ‏rere87, ‏ام لينووو@, ‏s.m..ssous.m.s, ‏نجدي 21, ‏الماسيه, ‏mayna123, ‏hadb, ‏loleety, ‏بنتن ل محمد, ‏beau, ‏Eman Js, ‏هدى الحجاجى, ‏شيماء عبده, ‏bassa, ‏soma_77, ‏mouna09, ‏جنى عمري, ‏monica g, ‏saraa_2_, ‏rare heart, ‏جود الفرح, ‏نهي طارق3, ‏Rofy totos, ‏لبنى أحمد, ‏dosha, ‏majda sarito, ‏..swan.., ‏حبيبي نصيبي, ‏خريف الحياة, ‏مهيف ..., ‏موجة هادئة, ‏11Sozan, ‏samiataha, ‏دوسة 93, ‏mrmr momo, ‏^_*, ‏bosy el-dmardash, ‏ماري ماري, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏مرام خالد, ‏Qwert yuiop, ‏babo altaa, ‏Lolita ,,, ‏AYOYAAA, ‏قسامية الهوى, ‏catkoth6, ‏لولة العسولة, ‏b3sh0, ‏ana saso, ‏ميمات4, ‏رحيل الامل, ‏besbesnao, ‏لارين الشمري, ‏esraa1797, ‏ليش ؟, ‏Meen Ana, ‏جنة الفردوووس, ‏عزيز الروح, ‏nouhailanouha, ‏ام زياد محمود, ‏فتكات هانم, ‏sara alaa, ‏سيلاسادن, ‏سمر عثمان سمر, ‏Bo33, ‏yasser20, ‏زهرة الحنى, ‏alyaa elsaid, ‏الفجر الخجول, ‏حواء بلا تفاح^, ‏*رسل*, ‏Dydy mostafa, ‏a7bk 77, ‏nona amien, ‏I amAsia, ‏maha_1966, ‏EMMO, ‏nadiazin, ‏همسات حب, ‏زهرة الكاميلي, ‏شوشو العالم, ‏رحمه السماء, ‏احلام حزينة, ‏توتا مازن, ‏Dona ashraf, ‏noran assal, ‏esraa roaa, ‏101So so, ‏basma athmani, ‏ghdzo, ‏سمر حسين, ‏johayna123, ‏حياك حبيبي, ‏duha_al, ‏ninaa, ‏أورور, ‏islamabdo017, ‏fatima zahraa, ‏Rohianana, ‏ميرو وليد, ‏ستبرق, ‏دودي الخليفي, ‏ضميري, ‏Nada Abdelrahman, ‏Riham hassanien, ‏جنون امراه, ‏Rymi, ‏الشيماءعمر, ‏amana 98, ‏عشق العين, ‏بعثرة مشاعر, ‏amatoallah, ‏sahar shokry, ‏aa elkordi, ‏lola taha, ‏ورد الخال, ‏ام منير آدم, ‏رؤى الرؤى, ‏deegoo, ‏ندى طيبة, ‏سما مصر, ‏نور الضى, ‏دينا عبيدالله, ‏(شهد العسل), ‏eng miroo, ‏غيداء هلال, ‏مارية مرمر, ‏forbescaroline, ‏لجين عمر, ‏koki_2011, ‏تلوشه, ‏Nwarena


عطر الأندلس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 04:55 AM   #9115

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

الحمدلله وصلت تيموووو ونزلت الفصل

نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 05:06 AM   #9116

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 285 ( الأعضاء 168 والزوار 117)
‏امونتى المسكرة, ‏queenroby, ‏noran assal, ‏هبه ياسين, ‏ghdzo, ‏Eman Js, ‏AYOYAAA, ‏ياسمين نور, ‏الماسيه, ‏s.m..ssous.m.s, ‏..swan.., ‏Ino77, ‏لين محمد, ‏نهى حسام, ‏hayaty alquran, ‏zezeabedanaby, ‏la princesse * malak, ‏lola taha, ‏Tuta Al3fifi, ‏بيبه الجميله, ‏Zaaed, ‏نوف بنت ابوها, ‏مها 33, ‏مزوووووون, ‏زهرة الغردينيا, ‏جوافه., ‏fattima2020, ‏Yomna e, ‏Souriana, ‏nourhan5, ‏ورد العتيبي, ‏فتكات هانم, ‏reem fleur, ‏نجله على, ‏قلب السكر, ‏Nusseibeh, ‏sweera, ‏منة السيد أحمد, ‏remasa997, ‏Marale, ‏نرم 11, ‏سميرة احمد, ‏جود الفرح, ‏rere87, ‏menna z, ‏ام لينووو@, ‏حبيبي نصيبي, ‏الله اكبر و الله, ‏دوسة 93, ‏roaa14, ‏خلود المشاعر, ‏الفراشه السودااء, ‏دانة jeddah, ‏رحيق السوسن, ‏جنة الفردوووس, ‏اية اسماعيل, ‏الياقوته الحمراء, ‏Ana farah, ‏سهرانة الليل, ‏mesaw, ‏عيوني تذبح, ‏rosemary.e, ‏Honayida, ‏esraa93, ‏yassminaa, ‏موجة هادئة, ‏basma athmani, ‏7oda174, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏أم أحلام, ‏شيماء عزيز, ‏loveme2, ‏angle2008, ‏bassa, ‏ام احمدوايادواسر, ‏بنتن ل محمد, ‏صمت الزوايا, ‏Sanamero, ‏رحيل الامل, ‏Hope&, ‏عطر الأندلس, ‏assami sima, ‏ازهار دلال, ‏نركيزا, ‏مرمر1, ‏mayna123, ‏sara-khawla, ‏شيماء الزواوى, ‏beau, ‏سندريلا ساسو, ‏umryum, ‏أ م ن ع ش ت, ‏انت عشقي, ‏Roomah khalood, ‏gentle dona, ‏همسه ود, ‏tamima nabil, ‏نزووف, ‏ninaa, ‏رسوو1435, ‏ebti, ‏مروة صادق, ‏ايه الشرقاوي, ‏a girl, ‏nooor12, ‏فله45, ‏نجدي 21, ‏hadb, ‏loleety, ‏هدى الحجاجى, ‏شيماء عبده, ‏soma_77, ‏جنى عمري, ‏monica g, ‏saraa_2_, ‏rare heart, ‏نهي طارق3, ‏Rofy totos, ‏لبنى أحمد, ‏dosha, ‏خريف الحياة, ‏مهيف ..., ‏11Sozan, ‏samiataha, ‏mrmr momo, ‏^_*, ‏bosy el-dmardash, ‏ماري ماري, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏مرام خالد, ‏Qwert yuiop, ‏babo altaa, ‏Lolita ,,, ‏قسامية الهوى, ‏catkoth6, ‏لولة العسولة, ‏b3sh0, ‏ana saso, ‏ميمات4, ‏besbesnao, ‏لارين الشمري, ‏esraa1797, ‏ليش ؟, ‏Meen Ana, ‏عزيز الروح, ‏nouhailanouha, ‏ام زياد محمود, ‏sara alaa, ‏سيلاسادن, ‏سمر عثمان سمر, ‏Bo33, ‏yasser20, ‏زهرة الحنى, ‏alyaa elsaid, ‏الفجر الخجول, ‏حواء بلا تفاح^, ‏*رسل*, ‏Dydy mostafa, ‏a7bk 77, ‏nona amien


امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 05:25 AM   #9117

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميل يا نيموووو واخيراا طلق ريماااس مبرووووك بس ياترى هيعمل اية مع تيماااء

مسك وامجد وقصة معقدة صعبان عليا مامتة اوووى هيا مسك لها ظروفها بس بردو صعب على امة احساس ان ابنها بيدفن نفسة فى الجوازة دى وبيحرم نفسة من اغلى شئ وهو الابوة

مش عارفة معنى انها حطت الشرط انها فعلا مش واثفة فية ولا اية تحيرت بطباعها

ياسمين شخصية حالمة ومتعلقة بامين وهو مش شايفها اساس وفريد متعلق بيها وشكلها اكبر منة بس سهل تتجذب لة لانها عايزة اى عاطفة وتحقيق لحلمها

تيماء بحس بالغباء لما تفتح الراديو بتاعها بالتليفو ن وهى مش عارفة بتكلم مين لتانى مرة مع راجح والمصيبة هيا الى متصلة المرة دى

افتقدنا ليث وسوار اافصل دة ونفسى يكشف ميسرة قبل مياخدها معاه

بدورر اية اخبارها انت سيبتيها خالص ووقعت منك يا تيموووو

تسلم ايديك كاتبتى المفضلة

delicate butterfly


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 05:30 AM   #9118

Sanamero

? العضوٌ??? » 354467
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 336
?  نُقآطِيْ » Sanamero is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قلب من جليد جتك خيبه قفلتيني يا مسك و الله
يا فرحتك بخلفتك يا سالم واحدة فروزن و التانيه هبله ايه يا تيماء ايه الهبل ده انت استاذة و تنميه بشريه وكده ده انت محصلتيش
قبل ما انسي بس هي سوار قد ياسمين يعني ياسمين اكبر من فريد .....يا اختااااااااي بصي هي امين يعقل كده ويتجوز البنت حتي نفس الوزن ياسمين و امين


Sanamero غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 05:36 AM   #9119

حنان عاشوري

? العضوٌ??? » 385910
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 108
?  نُقآطِيْ » حنان عاشوري is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . انا عضوة جديدة وبهنيكي علي روايتك ااجديدة ومن تميز الي تميز

حنان عاشوري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-16, 05:43 AM   #9120

ياسمين نور

? العضوٌ??? » 359852
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,830
?  نُقآطِيْ » ياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond reputeياسمين نور has a reputation beyond repute
افتراضي

للمرة الثانية أعيد نشر تلك الخاطرة سعيدة بنزول الفصل الجديد
شكرا تميمة على كلماتك الرائعة
شكرا على كل لحظة مع روائعك

ما زال قاصي بالنسبة لي هو ينبوع يفجر بداخلي مشاعر لا حصر لها
ما زال تعاطفي معه بلا حدود
ولذلك كانت هذه الخاطرة على لسان قاصي



هل كنت يوما طفلا صغيرا ؟
هل كنت يوما حالما بريئا ؟
هل كنت يوما أمارس ألعاب الطفولة
ألهو وأجري وأعدو وراء أحلام جميلة
هل كنت يوما مثل باقي البشر
أجول وأثور وألهو باحثا عن خبر
لا لم أكن أبدا مثل باقي البشر
فقد وْلدت موصوما
مقتولا منفيا عن كل البشر
لقد وُلدت مهزوما شرسا
جارحا ومجروحا ..
لا أنا لست مثل باقي البشر
ففي حياتي مآساة صغيرة !
لا يوجد في حياتي وطن !
قضيت جل حياتي أبحث عن
وطن يأويني
حضن يحميني
قصة حب ليست مثل باقي البشر
وبعد بحث طويل
استغرق بضع سنين
جئتِ أنت يا حزني الجميل
يا وطني الجريح
جئتِ تبحثين عن شعبِ
عن أمل
وبدون أن أدري
جرحتكِ يا وطني
فقررتِ إبعادي
عن حضن الوطن
فهل بعد كل هذا
هل أستيقظ من حلمي
لأجد نفسي وحيدا
منفيا من الوطن
هل بعد كل هذا
سأعيد السباق من جديد
لعلي أجتاز كل الحواجز
لأستقر معكِ داخل وطن !


ياسمين نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.