آخر 10 مشاركات
62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          [تحميل] لمحت سهيل في عرض الجنوب للكاتبه : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ (جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          75 - كن صديقي (الكاتـب : فرح - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4- عمري بين يديك -كاي ثورب - (كتابة /كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-17, 06:17 AM   #14381

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


الفصل الخمسون :

( بدور ........ هل استيقظتِ حبيبتي ؟؟؟ .......... )
دقت والدة أمين على باب غرفتهما برفق لتناديها .... لكنها لم تسمع ردا , مما جعلها تنادي مرة أخرى
( بدور حبيبتي , هل أدخل ؟ ........ )
مجددا لم تسمع ردا مما جعلها تفتح الباب برفق و هي تتنحنح قائلة بمودة
( تأخرتِ اليوم في الإستيقاظ فشعرت بالقلق عليكِ ...... صباح ال ..... )
توقفت عن الكلام و هي ترى الغرفة خالية .... فاستدارت لتخرج بحثا عنها .... لكن شيئا ما جعلها تتوقف لتعقد حاجبيها ... ثم التفتت لتتأكد مما لمحته للتو ...
كان هناك فراشا مرتبا على الأرض ووسادة أعلاه !! .....
ظلت تحدق في الفراش للحظات قبل أن تطال بعينيها الى السرير المزدوج ... فرأته مرفوع الأغطية من جهة واحدة بينما الأخرى مرتبة تماما .... مما يدل على شيء واحد فقط
أن هناك فرد ينام وحيدا في السرير بينما الآخر ينام على الأرض !! .....

في تلك اللحظة كانت بدور قد خرجت من الحمام و اتجهت بإعياء عائدة الى غرفتها .... لكن ما أن رأت بابها مفتوحا عن بعد حتى تجمدت في مكانها للحظة متسعة العينين ... قبل أن تهمس بقلق
" ياللهي !! ..... لقد نسيت الفراش على الأرض !! ..... "
ثم أسرعت الخطى داعية الله أن تكون قد نسيت الباب مفتوح .... لكن ما أن وصلت اليه و هي تلهث حتى توقفت دفعة واحدة شاهقة دون صوت و هي ترى حماتها تقف ناظرة بتفحص الى الفراش على الأرض ....
و من الواضح أنها كانت غير راضية على الإطلاق ...
شعرت أم أمين بحركةٍ مما خلفها فاستدارت ببطىء و هي تنظر الى بدور الواقفة أمامها بملامح شاحبة و عينين متوترتين .... غير قادرة على الكلام ...
فبادرتها حماتها قائلة بهدوء
( صباح الخير يا بدور ..... أتيت كي أطمئن عليكِ , فقد شعرت بقلق طوال الليل ... كنت تخرجين و تدخلين عدة مرات .... و حين سألت أمين قبل خروجه للعمل أخبرني أنكِ كنتِ متعبة قليلا و طلب مني أن أتركك نائمة ..... لكن .... قلقت عليكِ .... )
ظلت بدور صامتة و لسانها منعقد .... فمن الواضح أن القلق الذي كانت تعانيه حماتها تحول الى قلقٍ من نوعٍ آخر ....
لا تصدق مدى غبائها في خروجها من الغرفة قبل أن تخبىء الفراش الأرضي الذي يستخدمه أمين و تعيد كل شيء الى مكانه ....
لكن ربما يعود السبب الى مدى الإرهاق الذي تعانيه وعدم قدرتها على النوم ....
كانت ليلة مريعة ....
مر يومان منذ الليلة التي عاد فيها أمين الى البيت غاضبا كالمجنون ... لا تعلم إن كان قد تقدم بالفعل لخطبة فتاة أخرى أو ما الذي حدث .... كل ما تعرفه هو وعده لها بأن يتزوج فتاة بكر كي يحرق لها قلبها ....
و منذ ذلك الحين وهو يعاملها بشكلٍ أسوا من قبل ....
نظراتٍ قادرة على أن ترديها قتيلة .... و الأفظع أنه أحيانا يغمض عيناه عنها و كأن مجرد رؤيته لها تذكره بالخداع الذي تعرض عله على يديها ....
كان حريصا كل الحرص في الا يظهر شيئا أمام والدته .... لكنه لم يكن بنفس الحرص أمام أخته ...
و كأن قدرته على تحملها ذات طاقةٍ محدودة .... فكان يتجاهلها أمام نورا و أحيانا يحتد عليها في أمورٍ تافهة ...
مما جعل نورا تدرك أن العروس الجديدة غير مرغوبة بالنسبة لشقيقها ....
و على ما يبدو أن هذا قد أرضى غيرتها الأخوية ... و جعل عينيها تلمعان بإنتصارٍ خفي ....
ليلة أمس ككل ليلة كانت مندسة تحت الغطاء بعد أن سبقته للغرفة الا أنها كانت تكتم إعصارا من الدموع الحارقة .... دخل في صمتٍ تام
و ظلت هي تنظر اليه في الظلام حتى القى بنفسه على فراشه الأرضي الذي تعده له بنفسها ...
و لم تستطع السيطرة على انتفاضات جسدها بسبب بكائها المخنوق و هي تظن أنه لن يسمعها ... حتى أوشك الضغط أن يفجر عينيها ...
مما جعله يقول فجأة بجفاء
( كفي عن البكاء ..... لا أستطيع النوم و لدي عمل باكر ..... )
عضت على شفتها للحظاتٍ موجعة ثم تكلمت بصوتٍ مخنوق حاولت جاهدة أن تجعله يبدو طبيعيا
( أنا ...... لا .... لا أبكي ....... )
صدرت عنه ضحكة ساخرة ... فقد كان صوتها مريعا , كصوت طفلة تحاول اخفاء نحيبها العنيف ...
ثم قال أخيرا بجفاء
( هل كنتِ تبكين كل ليلة بهذا الشكل في بيت والدك ؟؟ ......... )
ظلت صامتة قليلا ثم همست بألم
( لا ............. )
فإبتسم مجددا بسخريةٍ مريرة قبل أن يسألها ببرود قاسٍ
( ما الذي ذكرك بجرمك الآن اذن ؟! ...... أهي نوبة ضمير متأخرة ؟! ..... )
لعقت بدور شفتيها و همست بضعف
( هل تعطيني الأمان إن أجبتك بصدق ؟؟ ......... )
ظل أمين صامتا وهو يحدق في السقف و ذراعاه خلف رأسه .... ثم قال أخيرا ببرود
( افعلي ما تشائين ..... لم يعد هناك ما قد يصدمني في أخلاقك أكثر .... )
أغمضت بدور عينيها للحظة , ثم همست بألم دون أن تفتحهما و كأنها غير قادرة على مواجهته ولو حتى في الظلام ...
( أحيانا ..... أحيانا كنت ...... أشعر بالتشفي تجاه أبي ...... )
هتف أمين فجأة بقوة
( ياللهي ...... كنت مخطئا ..... كم أنت ماهرة في تجديد صدمتي , كم أنتِ فتاة حقيرة النفس .... )
لم تهتز بدور من هتافه الغاضب .... بل ظلت ساكنة مكانها متشبثة في الغطاء بأظافرها ثم همست متابعة بإعياء
( كان يحدث هذا كلما ضربني ...... أبي حين يتعامل معي لا يتعامل كما يتعامل الآباء مع أبنائهم حتى في الضرب .... كان مسيئا مهينا , لا يحمل أي قدر من التربية .... فقط إهانة موجعة .... منذ صغري و حتى بعد زواجي ..... كان يضربني كثيرا و أنا على ذمة ابن شقيقه .... و لا أتذكر أبدا أنني فعلت قبلها أي شيء يستحق كل هذا القدر من الضرب و الإهانة .... ربما كنت فتاة وهو لا يحب انجاب الفتيات ,.... و ربما أيضا كان مستواي التعليمي أقل من المتوسط و ذكائي محدود و مما زاد من سوء حظي هو اصابتي بشلل الأطفال حتى أنني سمعته مرة منذ سنوات يقول لأمي بحرقةٍ " انظري الى مسك ابنة سالم و سوار ابنة غانم ... و قارني بينهما و بين ابنتك " كان يغار من كل من لديه ابنةٍ أفضل مني ..... لكنني كنت طفلة لا يسمع لها صوت و مراهقة عديمة التمرد و المغامرة ..... لم أرتكب جريمة تستحق طريقة عقابه لي .....
و بعد أن ....... بعد أن حدث ما حدث ...... ندمت و بكيت و صفعت نفسي مرارا على خيانة ثقته
لكن مع أول مرة ضربني فيها بعدها .... وجدت نفسي أنظر اليه صامتة و بداخلي نوع من ال ..... التشفي .... و التساؤل عن ردِ فعله لو علم بما فعلت ..... و كم كانت سعادتي و أنا أتخيله يضع يده على صدره من فرط صدمته .....

ثم عدت للندم مجددا و لعنت نفسي على هذا الحقد الأسود بداخلي ....
لكن تكرر الأمر مرة بعد أخرى .... كلما أهانني علنا أو ضربني أبدأ في تخيل شكله إن عرف بما فعلت ....
هذا التخيل بدأ يخفف من قوة ضرباته ... و يجعلها محتملة ....
و كنت أريح ضميري بأنني لست خاطئة و أنني لم أفعل شيئا في الحرام ... و كنت أقنع نفسي بأنه مجرد خيال يشعرني بالتحسن ..... بينما في الواقع سيكون كل شيء على ما يرام .... سأتزوج في حفل زفاف ضخم و .... و سيكون لأبي ما يريد و سيرفع رأسه بين الرجال .... لذا .... ما هو الضير من بعض الخيال المتلذذ ..... )
صمتت فجأة غير قادرة على تعرية نفسها أكثر أمامه .... و ساد الصمت القاتم بينهما و كانت تسمع صوت أنفاسه حادة تقطع هذا الصمت بلحنٍ مزعج ...
لا تعلم لماذا تفعل هذا ؟!! ....
و كأنها ترغب في أن تصدمه بها أكثر !!! ..... لماذا تخبره بأقصى خبايا نفسها سوادا ؟!!! ......
تكلم أمين أخيرا بصوتٍ باهت ... عكس ظنها في أن يكلمها بإزدراء كعادته
( و لماذا لم تعترفي له اذن بعد أن تأكد لكِ فشل زواجك ؟؟ ..... لماذا لم تحولي خيالك الى واقع كي يرضيكِ أكثر ؟!! ..... )
لم ترد على الفور .... بل ظلت ساكنة طويلا قبل أن تهمس بجهد
( أنا أرتعب منه ..... لا أتخيل أن أواجهه بشيء كهذا , أنا أكثر جبنا مما تظنني .... و ربما .... ربما كان بداخلي بعض الشفقة تجاهه ....... لست متأكدة أي السببين هو الأرجح ...... )
سألها أمين بصوتٍ أجش بطيء
( و لماذا لا تفكين عن البكاء الآن اذن ؟!! ...... ألم تنتهي فضيحتك للأبد ؟!! يجدر بكِ أن تسجدي لله شكرا كل ليلة على هذا ..... )
ترقرقت الدموع في عينيها من جديد و انقبضت أصابعها على غطائها أكثر ... ثم همست بإختناق
( لأنني نادمة ....... نادمة لأنني أدخلتك الى هذه الدائرة المشوهة .... و خدعتك بتلك الصورة ...... لقد كنت خشبة خلاصٍ لي تعلقت بها بأظافري ..... )
عاد الصمت الثقيل ليسود بينهما لكن صوت نحيبها الخافت هو ما كان يقطعه هذه المرة ....
الى أن قال أمين أخيرا بصوتٍ بارد خفيض لا يحمل أي شعور
( سرعان ما سأطردك أنا من دائرتي .... يمكنك أن تريحي ضميرك بهذا الى حين ..... )
رفعت بدور كفها لتغطي بها فمها .... ثم أبعدت الغطاء عنها بسرعة و قفزت واقفة قبل أن تجري الى الباب ... ففتحته و خرجت من الغرفة مندفعة ....
و حين عادت كانت تترنح بصعوبة .... لكنها رأت ضوء الغرفة مضاءا و أمين واقفا يداه في خصره ينظر اليها بتفحص ...
و عيناه تجولان على شحوب وجهها ... ثم سألها بجفاء
( ماذا بكِ ؟!! ........... )
همست بتعب و هي تبعد عينيها عنه
( شعرت بغثيان مفاجىء .........آسفة , لقد أخرتك عن موعد نومك سأطفىء الأنوار و لن أصدر صوتا ... )
لكن أمين سألها و كأنها لم تتكلم من الأساس
( أنتِ لا تأكلين شيئا منذ أيام ..... تدعين الأكل أمام أمي بينما تبالغين في أعمال المنزل , و هي من أخبرتني بهذا .... لقد نقص وزنك كثيرا خلال أيام قليلة ..... )
رفعت بدور وجهها الباهت اليه و حاولت أن تستدر منه أي نوع من أنواع التعاطف الا أن وجهه كان جافا كقناع يخفي كل ما يشعر به .... حتى عيناه فقدتا كرهما المعتاد و تحولتا الى قطعتي زجاج معتمتين ....
ليته يخاف عليها ولو قليلا ....
رمشت بعينيها و همست بخفوت
( كيف يمكنني الأكل في مثل هذه الظروف ؟! ...... أتخيل شعورك ازاء كل لقمة تدخل جوفي .... )
ضحك أمين بسخريةٍ وهو يقول بقسوة
( تحملت منكِ أشياءا أفظع من بعض لقيماتٍ نطعمك بها ...... )
أخفضت بدور وجهها و هي تشبك أصابعها بتوتر غير قادرة على النطق ..... فسألها مجددا بجفاء
( لم تتناولي شيئا من وجبة العشاء التي أعددتِها .... فهل تناولتِ غذائك ؟؟ ....... )
هزت رأسها نفيا ببطىء و همست قائلة
( سآكل بدئا من الغد بشكلٍ مناسب كي لا أثير شكوك خالتي ........ اطمئن ... )
أشار أمين الى السرير و قال بنبرةٍ آمرة
( اجلسي في السرير و سأحضر لكِ بعض الشطائر محاولا الا أسترعي انتباه أمي .... )
نظرت اليه بذهول .... هل حقا يعرض عليها أن يعد لها شيئا تأكله ؟!! ......
لاحظ أمين نظرة الأمل في عينيها فابتسم بسخريةٍ و قال على الفور بإستهانة
( ماذا ؟!! ...... هل لاح لكِ بعض الأمل من البعيد ؟!! ..... يؤسفني اذن أن أقتله لكِ في مهده و هذا لمصلحتك الشخصية .... كي لا تحيين على الأوهام .. أنا أراكِ مجرد كائن يحيا تحت سقف بيتي و لن يسرني أن أراكِ تموتين جوعا أمامي ..... )
حينها ابتسمت بضعف ... بشفتيها المتشققتين الباهتتين .... و همست دون تفكير
( هذا يدعو للأمل .... فقد كنت تتمنى موتي منذ يومين فقط ..... )
اتسعت عينا أمين للحظة .... قبل أن تشتعلا بجنونٍ انفجر في لحظةٍ فأدركت للتو مدى غبائها ... فهمست بذعر
( آسفة .... آسفة ..... أقسم بالله لم أقصد أن .... )
لكن رجائها جاء بعدِ فوات الأوان ... فقد اندفع اليها وهو يهمس من بين أسنانه كحيوانٍ شرس مجروح
( أتملكين الجرأة على تذكيري بموقفِ المغفل أمام سوار و زوجها الذي وضعتيني بهِ !!! و تمزحين !! ... )
فتحت بدور فمها و هي تتمنى لو قطعت لسانها الغبي الذي نطق بهمسةٍ لا تعرف من أين نبعت !! ...
كل ما تعرفه أن قوله الفظ أثار بها بعض الحنان المعتوه ...
لكنها لم تجد الفرصة لتنطق بشيء قد يهدىء من ثورة اندفاعه المفاجىء .... فما أن وصل اليها حتى ضربها بصفعةٍ جعلتها تشهق مبتلعةٍ كل ما كانت تنوي قوله ....
فغرت بدور شفتيها بصدمةٍ و هي ترفع يدها الى وجنتها ببطىء تتأكد من أنه قد صفعها بالفعل ..... فقد كانت ضربة خفيفة لم تشعر بها تماما .... على الرغم من اندفاع يده عاليا , الا أنه تراجع في اللحظة الأخيرة مما جعل يده تربت على وجنتها في ضربة خفيفة قبل أن يستطيع منع نفسه ....
نظر كلا منهما الى الآخر بصدمة .... و كان أمين هو أول من تحرك فاستدار عنها وهو يزفر بعنف متخللا شعره بأصابعه بقوة وهو يهمس بعنف
( تبا لهذا ............... )
أطرقت بدور بوجهها و هي تتلمس وجنتها برفق .... بينما تشوشت الرؤية أمام عينيها من غلالة الدموع التي تكونت عليهما في لمح البصر .... فاستدارت هي أيضا ووقف كلا منهما ظهره الى الآخر ....

( بدور ...... بدور ....... )
انتفضت بدور على صوت حماتها التي كانت واقفة أمامها بينما هي شاردة تماما في أحداث ليلة أمس ...
فأخذت نفسا مرتجفا و هي تقول بصوت متلعثم بسرعة
( نعم ..... نعم يا خالتي ...... )
عقدت أم أمين حاجبيها أكثر ثم زمت شفتيها و هي تنظر الى السرير و الغطاء الموضوع أرضا في نظرةٍ سريعة قبل أن تعيد عينيها الى بدور و سألتها بجدية
( هل أنتِ بخير يا بدور ؟؟ ........ )
سارعت لتهز رأسها بالإيجاب و قالت بلهفة
( أنا بخير يا خالتي ...... أنا آسفة جدا أنني أطلت النوم لكنني ....... )
قاطعتها حماتها تسألها بنبرةٍ قاطعة
( منذ متى تنامان منفصلين يا بدور ؟!!! .......... )
فغرت بدور شفتيها و نظرت تلقائيا الى الفراش المطوي أرضا ... ثم نظرت الى حماتها و قالت بسرعة و دفاع مستميت
( لا يا خالتي لقد أسئتِ فهم الموقف ..... ليلة أمس كنت متعبة , شديدة الحركة و التقلب , فلم أشاء أن يظل أمين مستيقظا فطلبت منه أن ينام أرضا ..... و كنت ..... )
قاطعتها حماتها بصرامة قائلة
( بدوووور ...... لا تكذبي , سألتك سؤالا , منذ متى تنامان منفصلين ؟؟ ....و لماذا ؟؟ ... )
ظلت بدور صامتة و هي تنظر الى حماتها بذعر و قد عاد اليها شحوب وجهها بصورةٍ أشد .....
فقالت أم أمين بجدية
( ظننت نفسي في مكانة أمك ..... و أن أي شيء يؤرقك خلال الزواج ستفضين به الي .... )
ارتجفت شفتي بدور و تلاعبت بأصابعها بتوتر و هي تهمس بقلق
( و أنت كذلك فعلا يا خالتي ..... لكنني أقول الصدق ...صدقيني .. )
زمت حماتها شفتيها و هي تحاصر بدور بنظراتها , بينما ارتبكت بدور أكثر و نظرت جانبا مشبكة أصابعها بقوة ...
فتنهدت أم أمين بقلقٍ متضاعف .... ثم قالت أخيرا بأسى
( حضرت لكِ طعام الفطور و جئت أطلب منكِ الخروج لتأكلي معي ..... لكنك متعبة للغاية , استلقي على السرير و أنا سأحضره لكِ ثم تعاودين للنوم بعدها .... )
هتفت بدور قائلة بحرارة
( أنا بخير حالٍ الآن يا خالتي ... لما لا أعد لكِ قهوتك ثم نبدأ في تحضير طعام الغذاء معا ؟!! .... )
الا أن حماتها أجابتها بهدوء حازم
( لن تقومي بأي شيءٍ اليوم .... فقط ارتاحي , و حين يعود ابني لي كلام معه .... )
اتسعت عينا بدور بصدمةٍ قبل أن تندفع لتمسك بكفها متوسلة
( لا أرجوكِ .... أتوسل اليكِ يا خالتي , ليس هناك شيئا لتتكلمي معه به ..... أرجوكِ لا تفعلي .... )
أمسكت أم أمين بذراع بدور قائلة بصرامة
( اسمعيني جيدا يا بدور .... لن أستطيع فرض نفسي كأمٍ لكِ , الا أنني أستطيع مع أمين فهو ابني الوحيد و حين أقرر الكلام معه سأفعل .... )
صدر أنين من حلق بدور و هي تهتف بأسى
( لا تفعلي أرجوكِ ........... )
الا أن أم أمين كانت قد خرجت من الغرفة بالفعل تاركة بدور ترفع كفيها الى جبهتها و هي تدور حول نفسها هامسة بتعب
( ياللهي ..... ما العمل الآن !! ......... ما العمل .... )
.................................................. .................................................. ....................
( أمين ..... انتظر , أريد الكلام معك ....... )
كان قد أنهى طعامه و صلاته بعد يوم طويل و في استعداد لدخول الغرفة ليلا كي ينام بعد أن شاهد أكثر من موضوعٍ اخباري على التلفاز دون تركيز ..... بل كان شارد الذهن كئيب الملامح بشكل واضح ...
التفت أمين الى أمه و قال بفتور
( الآن يا أمي ؟!! ...... الا ينتظر الأمر حتى الصباح ؟؟ ....... )
أجابته أمه بصرامة و هي تقف عند باب غرفتها
( بل الآن ...... تعال الى غرفتي حالا ..... )
أغمض أمين عينيه وهو يتنهد بتعب , ثم تحرك دون حماسٍ الى غرفة أمه التي سحبته برفق و أغلقت الباب خلفهما ثم قالت بجدية
( تعال اجلس ......... )
جلس أمين في أحد المقعدين الموجودين بينما جلست أمه أمامه و هي تنظر اليه بنظرةٍ لم يرها منذ أن كان طفلا قبل معاقبته ... فابتسم قائلا دون مرح
( يبدو أنه أمر جلل ......... )
قالت أمه دون تجاريه في الإبتسام
( هو كذلك ...... علاقتك ببدور ........ )
رفع أمين عينيه لأعلى وهو يقول بنفاذ صبر
( بالله عليكِ يا أمي ...... ألن ننتهي من هذا الأمر ؟! ............ )
الا أن والدته لم تجفل بل قاطعته بقوةٍ قائلة
( لن ننتهي الى أن أحصل على جوابٍ مطمئن الى ما تراه عيني منذ زواجكما ...... أريد معرفة لماذا تسيء معاملة الفتاة الى هذا الحد ؟! ..... )
نظر أمين الى أمه بطرفِ عينيه و قال متذمرا على الرغم من الطعم الصدىء الذي ظهر في حلقه
( أنا أسيء معاملتها !! ............... )
حتى وهو ينطق بهذه العبارة بدا صوته غير مقنعا لأذنيه .... منذ خرج صباحا وهو في مزاج شرسٍ عنيف تجاه نفسه ...
كان قد عاهد نفسه أن يكظم غيظه و لا يمد لها يدا بالضرب مطلقا ......
لكن ليلة أمس لم يستطع السيطرة على دفعة الغضب التي أشعلت به النار فجأة جراء مزحتها السخيفة ....
قبل أن تلمس يده وجهها أدرك ما يفعل فتراجع بعد أن لسعت يده بشرتها بحدة .....
و على الرغم من تفاهة الضربة , الا أن الدموع التي ظهرت في عينيها لحظتها أخبرته أن تلك الصفعة لم تقل ايذاءا نفسيا عن صفعات والدها التي حكت له عنها في الظلام .....
ما لم يحسب له حسابا هو شعور غريب وهو يسمع صوتها و هي تحكي له عن والدها ....
كان صوتها يتدرج بنغمات مخيفة ...
فحين تصل الى مرادفات التشفي كانت تنطقها بجذل و كأنها لا تزال تشعل بنفس الشيء ... ثم تعود لتحكي عن الندم فيختنق صوتها ....
مستحيل أن يمتلك أي انسان هذه القدرة العالية في التمثيل مهما بلغت درجة خداعه ...
كان يعلم أن عمه قد ترك أثرا سيئا في نفس كل من بدور و زاهر منذ طفولتهما .... لكنه لم يتخيل أن يكون هذا الأثر بشعا الى هذا الحد ......
انتابه شعور مجنون و هي تحكي له ... شعور جعله يتمنى لو لم يكن قد تزوجها , و ظلت بالنسبة له بدورة الصغيرة ... التي يراها على فتراتٍ متباعدة .... فيبتسم لها بحنو الى أن تقرر ذات يوم اختياره كي تحكي له عن قسوة والدها عليها ..... ليته ظل لها مجرد ابن عم و قد يكون أخا .....
لكن مجرد تعاطفه تجاهها يشعره بأنه شخص مغفل قليل النخوة .....
لكن في نفس الوقت لم يتخيل أن تثير غضبه الى الحد الذي يجبره على ضربها بعد أن حكت له كل ما عانته مع والدها ....
طوال اليوم وهو يشعر بإحساسٍ خانق و منظر عينيها المصدومتين الدامعتين لا يبارح ذهنه أبدا .....

تكلمت أمه تقاطع شروده الكئيب
( هل تريد اقناعي انكما عروسان في شهر العسل ؟!! ...... أنت لم تأخذها في نزهةٍ واحدة .... لم تطأ قدمها خارج باب البيت منذ زواجكما .... لم تجلب لها اي هدية مهما كانت بسيطة .... بل إنك لم تتكلم معها كلمة أمامي .... بل لم تبتسم لها ابتسامة واحدة ..... هل تعتقد أنك تخدعني بتهذيبك الصامت طوال الأيام الماضية ؟!! ..... مشكلتك أنك لا تصدق حتى الآن أنني أعرف جيدا كيف تكون سعيدا و متى تكون غاضبا حتى لو ادعيت الأدب و الصمت ..... )
ضغط أمين جبهته وهو يرد عليها بجفاء خافت
( كل ما في الأمر أنني عدت الى العمل بسرعةٍ و لدينا حاليا ضغط عمل و مشكلة في ال ...... )
قاطعته أمه قائلة بجفاء شبيهٍ بنبرته لكن أكثر تسلطا كي تمنعه من المزيد من الكذب
( لماذا تنام على الأرض و لا تنام بجوار عروسك ؟؟؟ ......... )
رفع أمين رأسه اليها و بدا مجفلا مرتبكا و قد فاجئته دون مقدمات مما جعله يقول بتوتر
( ماذا ؟! .... ما الذي ؟؟؟ ......... هل هي من ..... )
قاطعته أمه قائلة بقوة عاقدة حاجبيها
( قبل أن تزيد من اتهام الفتاة المسكينة ..... هي لم تخبرني شيئا , بل حاولت أن تدعي أن تعبها هو السبب لكنكما لن تخدعا قلب الأم حين يشك بخطبٍ ما في حياة ابنها الوحيد ...... )
صمتت للحظة و هي تنظر اليه بحرج و قلق .... ثم سألته مباشرة و دون خجل
( هل تهجر زوجتك في الفراش يا أمين ؟؟ .......... )
ارتفع حاجباه أكثر قبل أن يبعد وجهه عنها متمتما بغضب كلماتٍ غير مفهومة ... فأعادت السؤال بصرامةٍ أكبر
( هل تفعل ؟؟؟؟؟ .............. )
ظل مشيحا بوجهه عنها مغمضا عينيه يعض على فمه بغضب و نفاذ صبر .... و حين أعادت سؤالها للمرة الثالثة التفت اليها هاتفا بحدة
( نعم ..... نعم يا أمي ..... هل ارتحتِ الآن ؟!!! ........ )
كان هذا دورها كي ترفع حاجبيها و هي تنظر اليه مصدومة ثم سألته بصوتٍ متهدج
( ارتحت !! ...... هل تلقي بقنبلتك أمامي , ثم تتخيل أنني قد ارتحت لمجرد أنني اثبت شيئا !! ..... )
تأوه أمين بصوتٍ مخنوق وهو يقول بتعب و يأس
( بالله عليكِ يا أمي كفى ..... أنا لن أحتمل ألمك الآن ؟؟ ... أنا أعاني بما يكفي .... )
اقتربت أمه منه حتى جلست على حافة مقعدها و هي تقول بخوف حقيقي
( مما تعاني يا ولدي أرح قلبي ؟؟ ...... بدأت تنتابني وساوس مرعبة ..... هل ..... هل هناك ما يسوء الفتاة ؟؟؟ ....... لأنك منذ اليوم الأول و أنت .... )
هتف أمين فجأة وهو يقفز من مكانه واقفا
( لا ........... )
نظرت والدته الى ظهره بقلق .... بينما أخذ نفسا عميقا وهو يحاول تهدئة نبرته , ثم قال بصوتٍ خشن أخيرا
( لا تدعي ظنونك تأخذك بعيدا يا أمي ....... )
نهضت والدته من خلفه و سألته بحدة
( اذن لماذا لا تقارب زوجتك و لم يمضي شهر واحد على زواجكما ؟!!! ........ )
هتف أمين بحدة وهو يتجنب الإلتفات لها
( هذا أمر خاص بيني و بينها ............. )
هتفت أمه كذلك في حربٍ للقوى
( لا ...... في هذه الحالة الأمر ليس خاصا أبدا ...... ماذا لو صبرت الفتاة قليلا ثم شكت الى والديها !! .... )
لم يستطع أمين منع ضحكة ساخرة من الخروج الى شفتيه , ثم قال بإستهزاء قاتم
( دعيها تفعل هذا ........ لنرى إن كانت تستطيع ..... )
في تلك اللحظات كانت بدور تسترق السمع اليهما خارج الباب ..... و قلبها يخفق بعنفٍ مرتعب ....
لم تستطع منع نفسها بعد أن تعهدت والدته أن تتكلم معه في أمر نومه منفصلا عنها ..... و خافت أن يظنها اشتكت الى حماتها فيحيل حياتها الى جحيم ....
حين سمعت سخريته الأخيرة شعرتٍ بخنجرٍ يدب في صدرها .... ليشعرها بمرارة رخصها حتى و إن لم تكن قد ارتكبت حراما .....
أما والدته فقد نظرت مصدومة الى ابنها وهو يوليها ظهره .... ثم سألته هاتفة
( هل تتجبر على الفتاة يا ابن بطني !!! ...... ما هذا الجبروت الذي تتحدث به ؟! .... هل أخطأت الفتاة في شيء ؟! أخبرني إن كان السبب منها ...... )
ظل أمين صامتا للحظاتٍ جعلت بدور تضع يدها على صدرها الخافق بشدة .....
ثم قال أخيرا بصدرٍ يحترق كمدا
( السبب مني أنا ............... )
شهقت أمه و هي تضرب على صدرها هامسة برعب
( هل أنت مريض ؟! ....... هل تعاني شيئا ؟!! ....... )
زفر أمين عاليا قبل أن يهتف و قد عيل صبره ملوحا بكفيه
( لا أعاني شيئا ...... كفى ..... كفى ............. لا أحتمل كل هذا التدخل يا أمي ... )
استدار اليها بملامح قاتمة سوداوية و هو يشعر بأنه على وشك فقدان سيطرته على نفسه مجددا و حينها ستدفع بدور الثمن في جراء واحدة من نوبات حسرته على ذاته .... فصرخ قبل أن يترك نفسه لشيطانها
( أتريدين معرفة السبب ..... السبب أن نفسي تعافها , أنفر منها ...... لا أجد سعادتي معها .... و كي يكون الأمر معروفا لديكِ لقد اتفقنا على الإنفصال بعد فترة ..... )
صمت أخيرا وهو يلهث .... بينما أغمضت بدور عينيها بألم فانسابت الدموع على وجنتيها من هول ما سمعت حتى و إن كان كذبا ...
لا ليس كذبا .... بل هو صادق تماما فيما يقول ...
أما أمه فقد نظرت اليه فاغرة فمها مصعوقة ... لفترةٍ طويلة ... ثم لم تلبث أن هزت رأسها بصدمة و هي تقول بخفوت متلعثمة
( ماذا يعني هذا ؟!! ...... في أقل من شهر اكتشفت أن نفسك تعافها و سرعان ما تقرر الإنفصال عنها !! .... هل بنات الناس لعبة بين يديك !! ...... أتظن الأمر بهذه البساطة ؟!! .... )
ابتعد أمين عن أمه شاعرا بالضغط أشد مما يحتمل لكنه تابع قائلا بفظاظة
( لا أريد قربها يا أمي .... لذا من الأفضل أن يذهب كل منها الى طريقه قبل أن يربطنا أطفال فنعيش تعساء الى الأبد ..... أنا أفعل هذا لمصلحتها فقد تجد شخصا يناسبها أكثر مني .... )
وجدت بدور نفسها تهمس بلوعة و هي لا تزال مغمضة عينيها بقوة
" أتظن أنني قد أجد رجلا بعدك !!! ....... ياللحسرة , ..... ياللحسرة التي سأحياها عمري كله .... "
أما أمه فكانت تحاول جاهدة استيعاب ما تسمعه من ابنها .... هذا ليس ابنها أبدا ....
ليس أمين الذي تعرفه ....
لطالما كان أمين هادئا مترويا في اتخاذ قراراته المصيرية منها و حتى أبسط قرار .....
لم تعرفه متهورا مندفعا .... لا تحكمه أهوائه أبدا .... وهو بالتأكيد ليس ظالما كي يفعل هذا في ابنة الناس و بهذه السرعة ....
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تحاول جاهدة الا تستفز المزيد من تمرده ..... ثم قالت بصوتٍ يغص في حلقها بصبر
( يا ابني اهتدي بالله .... هذا حسد و أصابكما , أو عمل شرير ..... هل حاولت منح نفسك فرصة ؟ .... حاول التقرب اليها ..... حاول أن تلمح لها بما تكرهه فيها .... اطرق كل الأبواب قبل أن تتخذ قرارا ظالما كهذا في حقها ..... )
التزم أمين بالدور الذي اتخذه بمهارة وهو يقول بصلف
( و نكون حينها قد رزقنا بطفل أو اثنين و أصبحنا مقيدين للأبد ..... صديقيني يا أمي أنا أتكلم للأصلح .... )
صرخت أمه فجأة و هي غير قادرة على التحمل اكثر
( لقد جننت ...... لقد جننت يا أمين و لن أسمح لجنونك أن يحط اسم والدك رحمه الله في الأرض بين أشقائه .... ليتني لم أتدخل لك في زيجة قبل أن تخذلني بهذه الطريقة ...... )
كانت بدور تعصر عينيها عصرا كي لا تنفجر في البكاء و هي تسمع كل كلمةٍ و كأنها ألف قرارٍ بإعدامها ...
لكن صوتٍ مفاجىء من خلفها جعلها تستدير بفزع
( ما الذي تفعلينه بالضبط ؟؟!!!!! ......... )
نظرت بدور بصدمة الى نورا التي خرجت من غرفتها و رأتها تتنصت على باب غرفة أمها ....
فلم تستطع النطق و فغرت شفتيها و قد ماتت لديها كل التبريرات الممكنة ... أما نورا فقد اقتربت منها و هي تهمس بغضبٍ مذهول
( هل تتنصتين على أمي و أخي ؟!!!! ......... هل جننتِ ؟؟ أين تظنين نفسك ؟! ..... سأفضحك أمامهما ... )
اسرعت بدور لتعترض طريقها و هي تهمس بتوسل مثير للشفقة
( لا أرجوكِ يا نورا ارحميني ...... انها المرة الأولى التي أقوم فيها بأمرٍ مماثل و هذا فقط لأنهما يتحدثان في امرٍ يخصني ..... أنا قلقة على أمين من تعنيف خالتي ليس أكثر .... صدقيني ... )
هتفت نورا بعينين تفيضان شررا
( و هل يمنحك هذا الحق في التعدي على خصوصيتهما بهذه الصورة المقرفة ؟! ...... كنت أتسائل لماذا يعاملك أمين بجفاء , و الآن فقط عرفت السبب و عذرته .... أنتِ بشعة .... نحن هنا في بيت محترم لا زريبة كي تتصرفين بهذا الشكل .... )
امتقع وجه بدور بشدة و تراجعت للخلف و هي تتلقي تلك الإهانة الموجعة .... أما نورا فقد اقتربت منها و مالت بوجهها اليها و هي تهمس بنبرةٍ آمرة محتقرة
( لن أفضحك هذه المرة لكن أقسم بالله سأفعل لو أعدتيها ........ مفهوم ؟؟ ... )
أطرقت بدور برأسها تشعر بنفسها كخرقةٍ مهترئة ... الا أنها أومأت براسها في صغر ,,,, فقالت نورا بقرف
( عودي الى غرفتك ..... و ابتعدي عن غرفة أمي للأبد ..... )
تحركت بدور تجر قدميها جرا الى الغرفة .... فأغلقت الباب و استندت اليه و هي تبكي مرارة الإهانة تلو الإهانة .....
لكن هذا ما تستحقه حين تخسر الفتاة أسرتها فلا تجرؤ على شكوى أو اعتراض ......
و على الرغم من ذلك مستعدة لتحمل كل اهانات الكون لو يضمن هذا لها أن تبقى زوجة أمين و تحت سقف بيته و لا تعود الى بيت والدها أبدا .....
لكن كلامه مع والدته كان تأكيدا قاطعا لا يقبل الشك ....
غطت بدور وجهها بكفيها و هي تمسح دموعها بقوةٍ ناظرة الى السقف .....
لا يمكنها المحاربة في قضية خاسرة .... من أين واتتها الجرأة في الأساس كي تتخيل العكس !! ......
.................................................. .................................................. ......................
في الصباح وهو يستعد للخروج كانت بدور مغاطة حتى رأسها و هي تدعي النوم ....على تلك الحالة منذ دخوله هائجا ليلة أمس صافقا الباب خلفه ....
و ظل واقفا مكانه حتى ظنت بأنه سينهال عليها ضربا في أي لحظة .... لكن ما أوجعها بشدة هو أنه أخذ نفسا عميقا وهو يستغفر الله و يستعيذ به مرة بعد مرة ... الى أن رمى نفسه رميا على فراشه الأرضي بصوتٍ مكتوم .....
و بعد فترة طويلة همس لها في الظلام بصوتٍ أشد سوادا
( ماذا فعلت كي أبتلى بكِ في حياتي ............ )
فنامت على دموعها الغزيرة و هذا السؤال يدور في ذهنها حتى اخترق أحلامها المشوشة ....
الآن في الصباح كان صامتا تماما ..... وهو يخرج الى الحمام ... ثم عاد الى الغرفة ليرتدي ملابسه التي حضرتها له بنفسها .... لكنه شعر بورقةٍ في جيب بنطاله ...
عقد أمين حاجبيه وهو يخرج تلك الورقة المطوية .... ففتحها ببطىء ليقرأ ما بها
" لم أقصد المزاح ليلة أمس ..... لقد أسرني الإمتنان لقولك أنك لا تريد أن تراني ميتة فوجدت نفسي أبتسم و لساني ينطق بمنتهى الغباء ..... سامحني .... على كل شيء .... )
رفع أمين وجهه لينظر في المرآة , لكن ليس لصورته بل الى تلك الكومة الحزينة المندسة تحت الغطاء حتى رأسها و كأنها تختبىء منه منذ ليلة أمس .... أراد أن يمزق الورقة بصوتٍ عالٍ و كاد أن يفعل ....
الا أنه في النهاية ألقى بها على طاولة الزينة ثم خرج من الغرفة دون كلمة ..... فرفعت بدور رأسها من تحت الغطاء لتترقب الوضع ... الى ان رأت الورقة التي كتبتها مطوية و ملقاة أمام المرآة ... فتنهدت بأسى و هي تلقي بنفسها للخلف على السرير ناظرة الى السقف بملامح ميتة ......
نادى أمين عاليا
( نورا ......... لقد تأخرنا , هيا بنا ......)
خرجت نورا من غرفتها و هي تحاول دس أغراضها في حقيبتها هاتفة بتذمر
( قادمة ...... قادمة ..... لا أعرف لماذا أخرج قبل موعد محاضراتي بساعةٍ كاملة ........)
قال أمين بجفاء
( اليس هذا أفضل من أن تستقلي المواصلات ........)
رفعت نورا وجهها المتمرد اليه و قالت بنبرة حادة
( لو أعدت النظر في أمر القيادة لإنتهينا من هذه المشكلة و أرحنا جميع الأفراد .......)
قال أمين ببطىء مشددا على كل حرف
( لقد انتهينا بالفعل ..... من الكلام في هذا الموضوع فأرجوكِ لا تحاولي الآن ...... فأنا لا أمتلك المزاج المناسب للجدال ....)
سارت معه حتى باب الشقة ثم قالت بإمتعاض
( اذن وظف لي سائق يقلني ..............)
رد أمين قاطعا
( لا أثق في أحد .... حتى إن كان محل ثقة ......)
تأفتت نورا عاليا و خرجت معه و هي تغلق باب الشقة خلفهما .... و ما أن وقفا في انتظار المصعد حتى نظرت اليه بطرف عينيها ثم قالت بخبث
( لم تخرج أمي من غرفتها كي تدعو لك ككل صباح ..... هل هي غاضبة منك الى هذه الدرجة ؟!! ...)
لم يرد أمين .... بل ظل واقفا مكانه ينظر الى الأرقام المضيئة بملامح جامدة و عينين مظلمتين ....
فمطت شفتيها و هي تقول من بين أسنانها
( ابنة عمك كانت فأل .........)
قاطعها أمين قائلا بجفاء
( نورا ....... كفى , اليوم لا يحتملك أنت أيضا .....)
زمت شفتيها و هي تراقب الأرقام المضيئة مثل بصمت .... لكن كان أمين هو من نظر اليها هذه المرة طويلا بملامح شاردة .... ثم قال أخيرا بنبرة خافتة غريبة
( نورا .........)
أجابته بملل دون أن تلتفت اليه
( هممممم ...........)
ساد الصمت لبضعة لحظات و بدى مترددا قبل أن يسألها بخفوت أكبر
( اليس هناك ما تريدين اخباري به ؟؟ ........)
نظرت اليه بحيرة ثم سألته دون اهتمام
( ما هو الذي أريد اخبارك عنه ؟؟!! .......)
بدا أمين أكثر ترددا وهو يجيبها
( هذا ما أسألك عنه ....... شيء تودين أن ...... تخبريني به لكن تشعرين بالقلق أو الخوف .....)
عقدت نورا حاجبيها أكثر ثم قالت بحذر
( لم أفهم شيئا ....... لما لا تتكلم بوضوح ؟؟ ........ أشعر أن بدور أوقعت بيننا في شيء ما ....)
أغمض عينيه بنفاذ صبر ثم نظر اليها قائلا بجدية
( أخرجي بدور من تفكيرك ...... أنا أريد سؤالك عن أسرارك .... حياتك الخاصة ..... )
ارتفع حاجبيها و هي تقول بدهشة
( حياتي الخاصة ؟!! ...... ماذا تقصد ؟!!! .......)
بدا مرتبكا وهو ينظر اليها بقلق ثم قال أخيرا ببطىء
( لا أعرف كيف أبدأ حوار كهذا .... بإختصار ...... هل يمكن أن يكون هناك شخص في حياتك ؟؟ ....)
فتحت نورا فمها و هي تردد من بعده بذهول
( شخص في حياتي ؟!!! ...... تقصد شابا ؟!! ...... هل تسألني إن كان هناك شابا في حياتي بمثل هذا الهدوء ؟؟؟؟!! .... هل أنت طبيعي ؟؟ ......)
زم أمين شفتيه وهو ينظر الى أرقام المصعد .... ثم قال أخيرا بتوتر دون أن ينظر اليها
( لا ..... ليس بمثل هذا الهدوء , أشعر و كأن آلاف الإبر تخترق جسدي و أنا أسألك هذا السؤال ..... )
بدت نورا غريبة الملامح هي تنظر اليه مكتفة ذراعيها ... ثم سألته بحدة غير مصدقة
( هل أخبرك أحد بكلامٍ باطل عني ؟؟؟ .......... )
نظر اليها أمين طويلا ثم قال بهدوء
( لا أريد أن يخبرني أحد عنكِ أي شيء يا نورا .... أفضل المعرفة منكِ , بلسانك ..... قد أنفعل وربما أصاب بالجنون ....... لكنني سأظل أخيك و سأبقى كذلك طوال العمر .... أريد معرفة ان كان هناك شخص في حياتك ....... و أعدك أنني سأستمع الى كل كلمة تنطقين بها و أتفهمك .....لكن اشركيني معك منذ البداية , أنا ظهرك , ..... )
ظلت نورا صامتة قليلا و هي غير مصدقة لما تسمع ثم سألته أخيرا بخفوت
( الا تثق بي ؟! ........... )
رد عليها أمين دون تردد
( أثق بكِ ..... الا أنني لا أثق بغيرك ...... أعرف كيف يمكن لشيطانٍ أن يتسلط على حياة فتاة فيدمرها بدعوى الحب ..... ثقي أنتِ أن أخاك هو الوحيد الذي يخاف عليكِ أكثر من نفسه ..... لا تجعلي خوفك من غضبي يبني بينك و بيني حاجزا مما يسمح لأي كان بالتسلل الى حياتك .... )
ارتفع حاجبي نورا قليلا و هي تمط شفتيها مبتسمة .... ثم قالت بخفوت
( لا أصدق أنني أسمع هذا الكلام منك يا أمين ..... أعرف جيدا أن مجرد نطقك به و استعدادك لسماع الجواب يعد تضحية كبيرة منك ..... )
أومأ أمين برأسه وهو يقول موافقا بصدق
( نعم هي تضحية كبيرة ...... الآن اخبريني ....... )
فتح المصعد أبوابه أمامهما في تلك اللحظة فابتسمت له و هي تقول بثقة
( مهما تمردت عليك يا أمين , سأظل ابنة الحاج راشد ..... من يريد ودي لا يملك الا طريقا واحدا فقط ... الطريق لباب بيتي لمقابلتك .... لأنني لا أقبل مكانة أقل من هذه و إن كنت أعرف رأيك مسبقا ... )
ابتسم أمين هو يسألها بجدية
( وعد ؟؟ ............... )
أومأت برأسها قائلة بهدوء
( وعد ........... )
ثم دخلت الى المصعد فتبعها بتمهل و ما أن وقف بجوارها و قبل أن يغلق المصعد أحاط كتفيها بذراعه فجأة و ضمها الى صدره ثم قبل أعلى رأسها وهو يهمس لها
( أشكرك ........... )
.................................................. .................................................. ......................
خرجت أم أمين من غرفتها حزينة الملامح ما أن سمعت صوت باب الشقة يغلق .....
لقد قاومت نفسها كي لا تخرج الى ابنها لتودعه و تدعو له ككل يوم .... حتى الا آن لا تعرف كيف طاوعها قلبها ...... لكنها كانت غاضبة منه بشدة ....
و الآن ندمت أنها سمحت له أن يخرج من البيت و هي غاضبة عليه ...
أغمضت عينيها و همست
( اللهم اني استودعتك ولدي .... و أنا راضية عنه حتى مماتي .... )
تنهدت بأسى و هي تتحرك للنافذة كي تنظر اليه قبل أن يستقل سيارته , لكنها توقفت مكانها و هي ترى أن بدور قد سبقتها ووقفت ساكنة تماما تنظر عبر زجاج النافذة منتظرة أن يخرج أمين من البناية كي تراقبه للحظات ....
شعرت أمه بأن قلبها يوجعها من منظر بدور الذي يكسر الخاطر فاقتربت منها ببطىء الى أن وضعت يدها على كتفها برفق , فانتفضت بدور لتنظر اليها مجفلة ...
لكن أم أمين سألتها بمحبة
( هل خرج أمين من البناية ؟؟؟ .......... )
هزت بدور رأسها نفيا و هي تخفض عينيها هامسة
( ليس بعد ......... )
فوقفت بجوارها و هي تزيح الستار قليلا لتراقب الطريق الى أن رأت أمين و نورا يخرجان بعد فترة , فنظرت بطرف عينيها الى بدور الى ابتسمت و لامست الزجاج بحزن و كأنها تلوح له ..... على الرغم من أنه لم يرفع وجهه لها و لم يرها من الأساس ....
ظلتا صامتتان الى أن اختفى أمين بسيارته .... حينها استدارت بدور بملامح يائسة كي تتجه لعملها اليومي ... الا أن أم أمين أمسكت بذراعها و سألتها بحنان
( الى أين أنتِ ذاهبة ؟؟ ........ )
أجابتها بدور بخفوت
( سأعد لك القهوة .... ثم أباشر في التنظيف و التحضير للغذاء ..... )
منعتها حماتها و هي تقول بحزم
( اليوم أيضا لن تقومي بشيء ........... )
لكن ما أن حاولت بدور الإعتراض حتى قاطعتها أم أمين قائلة بجدية على الرغم من ابتسامتها التي لم تختفي عن شفتيها
( اليوم لدي خطط أخرى لكِ ........... )
ارتفع حاجبي بدور و هي تهمس بعدم فهم
( أي خطط ؟!!!! ............. )
تألقت ابتسامة حماتها بشقاوة و هي تجيبها
( يوم نسائي بحت و خاص جدا ..... سنمر على الأسواق التجارية ...... و صالون التجميل .... و سنأكل في الخارج أيضا ...... )
هتفت بدور بخوف
( لن يوافق أمين أبدا ............. )
أجابتها والدته بصرامة
( و من قال أنني سأطلب منه الإذن ؟! ...... أنتِ بصحبة من أنجبته لذا لنرى كيف سيجرؤ على الإعتراض ..... )
.................................................. .................................................. ......................
( ماذا تفعلين يا خالتي ؟!!! ........ لن ألبس هذا الشيء مطلقا ...... )
هتفت بدور همسا بهلع و هي تنظر الي تلك القطعة الصغيرة الشفافة بين كفي حماتها و هي تتفرج بأريحية و البائعة تريها كل التصميمات .... و كلها أكثر جرأة من بعضها .....
بينما كانت بدور تقف بينهما ناظرة الى كل منهما بذهول لا تصدق أنها سمحت لحماتها بأن تجرها الى محل ملابس العرائس الخاصة ..... الخاصة جدا ...
أجابتها أم أمين مبتسمة دون أن تنظر اليها بل كانت أكثر تركيزا على ما تتفحصه بعناية
( بل ستفعلين لزوجك ...... هذا جميل جدا , أريد أن أرى منه الأزرق و الوردي القاتم من فضلك .... )
أغمضت بدور عينيها و هي تستدير عنهما غير قادرة على متابعة هذه المحاولات عديمة الفائدة .....
الا أن أم أمين سألتها بإهتمام قائلة
( ما رأيك بهذا يا بدور ؟! ....... سيليق بكِ جدا ...... )
لم تستطع بدور مقاومة النظر الى قميص نوم شفاف بين يدي حماتها حتى أنها رأت وجهها من خلاله .... بلونٍ وردي قاتم و شريط من الحرير الخاص .... أما صدره فكان من الدانتيل الرقيق ...
كان رقيقا و شديد الوقاحة في نفس الوقت مما جعل بدور تتنهد هامسة بيأس
( مستحيل ......... لن أرتدي شيء كهذا ....... )
تجاهلتها أم أمين و نظرت الى البائعة قائلة بلطف
( نريد هذا أيضا مع الأحمر .... و سنأخذ الخمس الآخرين ...... و البسةِ داخلية كذلك ... )
ذهبت البائعة لتجمع ما طلبته أم أمين بينما استدارت هي الى بدور و أمرتها بنبرة حازمة
( ابسطي وجهك يا زوجة ابني ....... لم أخرجك معي كي تلوين فمك هكذا ..... )
ردت عليها بدور بنبرتها اليائسة
( يا خالتي أنتِ تكلفين نفسك دون أمل ........ أنا لن أرتدي هذه الأشياء و حتى و إن ارتديتها فهي لن تجدي نفعا أبدا ....... كل شيء نصيب و أنا و أمين س ..... )
قاطعتها أم أمين محذرة بغضب
( لا أريد سماع المزيد ........... كفاكما عبثا ..... و انضجا ..... )
ثم لانت ملامحها قليلا و هي تضم بدور اليها قليلا هامسة بحنان
( انتظري الى أن يراكِ في مشترياتك الجديدة ..... سيطير عقله و هذا ما أريده .... أن تفقدي ابني عقله حبا فيكِ .... )
نظرت اليها بدور بتعاطف ثم سألتها بمرارة
( هل هذه الألبسة هي ما ستفقده عقله حبا في ؟! .,.......بالله عليكِ يا خالتي , لو كان هذا حقيقيا فأمي سبق و اشترت لي ..... )
قاطعتها حماتها قائلة بإستنكار
( و هل ذوق أمك هذا ذوق ؟!!! ...... عشرات الأشياء التي لا معنى لها مغطاة بالريش لا تظهر منكِ شيئا .... و ليته ثابتا .... بل يتطاير و يتساقط أيضا ..... لقد انتابتني حساسية عطس و أنا أرتب لكِ ملابسك داخل الدولاب لكنني امتنعت عن ابداء رأيي ..... بصراحة الولد له الحق .... يريد امرأة فاتنة , لا وسادة ريش محشوة ...... )
ضحكت بدور و هي تغمض عينيها .... فضحكت حماتها أيضا ثم قالت برقة
( أنا سعيدة لإعترافك لي بما سمعتِ ...... و آسفة كذلك لأنه آلمك , لكن يا حبيبتي لا تصدقي كلمة واحدة مما يقول الرجل في بداية الزواج .... سرعان ما سيهيم بكِ و سيكون كل ما قاله مجرد ذكرى مضحكة تستخدميها كنقطة ضعف ضده لمقايضته بعد أن تقرب بينكما الأيام ...... )
ظلت بدور صامتة دون رد ....
ليت كل مشاكل الحياة كانت سهلة الحل كما تتخيل حماتها .... تنتهي بمجرد ارتداء قميص وردي .....



يتبع



tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 06:26 AM   #14382

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

( لا أفهم ..... كيف تتحداني و تخرج رغم ارادتي و دون اذنٍ مني ؟؟!!! ...... )
جلست نورا على الأريكة تنظر الى أخيها الذي كان يدور غاضبا و ملامحه تنذر بالشر بعد أن عاد مساءا ليفاجأ بأن والدته و بدور قد خرجتا دون علمه و لم يعودا حتى الآن ...
تكلمت نورا قائلة و هي تمط شفتيها
( حين اتصلت بأمي قالت أنهما ستصلان الى البيت خلال دقائق .... و أنهما أمضيا يوما سعيدا .... )
برقت عينا أمين بغضبٍ مجنون وهو يقول ساخرا
( يوم سعيد ..... كم هذا رائع , هي تخرج و تتنزه و تقضي يوما سعيدا بينما أنا أكاد أموت قهرا ... )
تجرأت نورا على القول بتردد
( لماذا تشعر بالقهر ؟! ..... صحيح أنني لا أحب بدور و أشعر بها دخيلة في هذا البيت كسحابةٍ ثقيلة قاتمة .... لكن الا ترى أنك تبالغ قليلا في رد فعلك ؟! ..... لقد خرجت مع أمي و ليس وحدها , ما الضير في هذا ؟!! ...... )
نظر أمين اليها و قد ازدادت ملامحه قتامة و عجز عن الرد ... فاكتفى بأن دار في أرجاء المكان شاعرا بالرغبةِ في القتل .....
و ظل على هذا الحال الى أن سمعا صوت المفتاح في باب الشقة فتوقف مكانه و كل عصبٍ في جسده ينتفض بضراوة .....
دخلت أمه أولا ثم تبعتها بدور التي ما ان التقت عيناها بشعلتي الغضب في عيني أمين حتى تسمرت مكانها و هي تبتلع ريقها بصعوبةٍ .... أما والدته فقالت ببشاشة
( السلام عليكما ........ هل تناولتما الطعام الذي تركته لكما ؟! أرجو أن تكون نورا قد سخنته دون ان يحترق ..... أما نحن فقد أكلنا في الخارج .... )
حين نقلت عينيها بين ولديها و ملامحهما الغاضبة .... تابعت قائلة
( شكرا على السؤال ......... )
ثم التفتت الى بدور و أمرتها بلطف
( ادخلي لتبدلي ملابسك و ترتاحي يا بدور ...... .... )
تحركت بدور بخوف و حذر و هي تنظر الى أمين متوقعة أن يهجم عليها في أي لحظة ..... الا أنه ظل ينظر اليها بطرف عينيه القاتلتين حتى أسرعت الخطى و هي تعرج حتى وصلت الى غرفتهما حاملة الأكياس متمنية أن تخفيها قبل أن يدخل للغرفة ....
وضعت الأكياس على السرير و هي تخلع الحجاب عن شعرها الذي انساب تلقائيا بسبب تصفيفه الحار لدى صالون التزيين و قصه لتدريجاتٍ صعبة الجمع و الثبات .....
ثم تراجعت لتفتح الدولاب كي تدسهم داخله , الا أنها توقفت و هي تسمع صوت أمين يهدر قائلا
( أنا حر يا أمي ...... هي زوجتي و أنا أمرتها الا تخرج من باب البيت , وحيدة أو معك أو مع أي مخلوق ..... )
شحب وجه بدور و هي ترهف السمع ..... بينما قلبها يدق في صدرها كأرنب مذعور ....
فوصلها صوت أمه و هي تهتف بصرامة
( اخفض صوتك يا ولد و لا تنسى أنك تكلم والدتك .......... )
رفعت بدور يدها الى وجنتها و هي تتخيل شكل أمين حاليا و أمه تعنفه كولدٍ صغير ..... و هي السبب ....
حينها تدخلت نورا و هي تهتف بعصبية
( يا أمي هذه الفتاة تدخل بيننا و تقلبنا تجاه بعضنا ...... لا تسمحي لها بهذا .... )
قاطعتها أمها بصرامة أكبر قائلة
( حين تتكلمين عن زوجة أخيكِ تحدثي باحترام يا بنت ......... )
ردت عليها نورا بغضب
( إن كان زوجها نفسه لا يحترمها .... هل تريدين مني أنا أن أحترمها ؟!! ........ )
شعرت بدور بطعنةٍ من قسوة كلمات نورا .... الا أن أمها قالت بحدة
( هل سمعت ؟! ..... لا يمكنني لومها , فحين يحترم الرجل زوجته فإنه يجبر الجميع على احترامها .... و العكس صحيح ..... )
هتف أمين بحنقٍ بدا واضحا أنه يغلي حتى من خلف الأبواب
( أنا لا أريد سماع المزيد ...... فقط لا تتحديني يا أمي فيما يخصها , رجاءا .... )
ساد الصمت بضعة لحظات و بدور واقفة مكانها منتظرة ما سينتهي به الحوار , الا أن باب الغرفة فتح فجأة و اقتحم أمين المكان قبل أن يصفقه بقوة و يحكم غلقه بالمفتاح ...
ثم تقدم خطوتين وهو يقيمها بعينيه .... كانت واقفة بجوار السرير تتنفس بسرعة و توتر ...
ترتدي عبائتها السوداء , الا أن شعرها الطويل منسدل على ظهرها و كتفيها في تدرجاته الجديدة .....
و على السرير العديد من الأكياس .....
ارتفع حاجبي أمين وهو يسألها بنبرة ساخرة ذاهلة و غير مطمئنة ....
( هل ذهبتِ الى صالون تزيين ؟!!!! .... لا أصدق ...... )
ابتلعت بدور ريقها و هي تتراجع خطوة مشبكة أصابعها هامسة بترجي
( خالتي هي من أصرت ..... صدقني أرجوك , لم أملك الإستمرار في الرفض .... )
رفع امين اصبعه الى شفتيه وهو يهمس بتهديد
( هشششش أخفضي صوتك ..... لا نريد ازعاج أمي بالمزيد من مشاحناتنا .... كفاها ما تراه من ابنها الضال القاسي الذي يسيء معاملة زوجته دون سبب .... ابنها الحقير الذي لم تربيه كما يجب ... )
هزت بدور رأسها نفيا و هي تهمس و كأنها تنتحب
( لم أنطق بكلمةٍ مما تقول ..... بل كنت أحاول أن أفهمها أن سبب ما يحدث بيننا مني أنا ....... )
ابتسم أمين ابتسامةٍ عنيفة , ثم قال ببطىءٍ متعمد
( الجزء الأروع من الخطة الأكثر مهارة ..... تتعمدين انساب الخطأ الى نفسك كي تزيدي من تعاطف أمي معكِ ... و أظل أنا الدنيء بينكما .... )
أغمضت بدور عينيها و هي تعلم أن أي كلام منها حاليا لن يفيد ..... الا أنها انتفضت بعنف و هي تسمعه يقول بحرارةٍ
( و ماذا اشتريتِ اذن ؟!!!! ..... ما هي مكافئتك على تحمل زوجك النذل ؟!!! .... ها ... )
لكن قبل أن يسمع ردها اتجه الى السرير و بدأ في فتح الأكياس , مما جعلها تهجم عليه و هي تهتف
( لااااااا ............... )
الا أن قيد معصميها بقوةٍ ليهمس أمام وجهها بينما هي تحاول مقاومته كي لا يفتح أكياس مشترياتها ... ستموت لو رآها ....
( اخرسي يا بدور ......... اخرسي ..... )
ثم دفعها عنه حتى اصطدم ظهرها بالدولاب من خلفها بينما بدأ هو في فتح الأكياس ليخرج ما بها واحدا تلو الآخر مذهولا ....
كان يفرد كل قطعة مخزية أمام وجهه الذاهل بجنون ... ثم قبض على اثنين منهما في كلا من قبضتيه وهو يستدير اليها وهو يهمس بجنون
( هل هذا فعلا ما أراه ؟!!!! ......... حقا ؟!!!!! ...... )
بكت بدور محملرة الوجه بشدة و هي تهمس كي لا يصل صوتها للخارج
( أقسم لك أنني حاولت و رفضت ..... لكن خالتي أصرت ......كنت أريد مجاراتها فحسب لكنني كنت سألقي بهم للتو في أرض الدولاب و أخفيهم للأبد .... أقسم لك .... أقسم لك ..... )
ضحك أمين فجأة بصوتٍ عالي مجنون و استمر ضحكه طويلا و هي تبكي أمامه هامسة بخزي
( أرجوك اخفض صوتك ........ )
و حين انتهى من ضحكاته أخيرا نظر اليها لاهثا متنهدا ..... ثم قال بنبرةٍ تفيض بالغل و الكره ...
( تظن أمي المسكينة أن بضعة من القطع العارية ستجعلني أفقد عقلي ...... بينما تساعدك للتغلب على خجلك !!!.... )
صمت للحظات ثم مال اليها وهو يهمس بنبرة خفيضة مخيفة و أصابعه تزيد من انقباضها على القطعة الشفافة الصغيرة بجنون
( لا تعلم أنكِ سبق و عريتِ نفسك بالكامل لرجلٍ آخر ...... )
اطبقت بدور كفيها على اذنيها بقوة و هي تغمض عينيها الباكيتين بشدة ..... لكن كفاها لم يمنعا صوته من الوصول الى أذنيها بوضوح
( حسنا ..... لماذا لا نحقق لوالدتي ما تريد ..... )
فتحت بدور عينيها على أقصى اتساعهما و هي تحاول استيعاب ما همس به .... بينما رفع القطع أمام وجهها و بدأ يمزقها واحدا تلو الآخر قائلا بنفور
( لكن لا حاجة لنا بمثل هذه الأشياء السخيفة ....... يكفيني أن أخلع عنكِ ملابسك فهذا هو كل ما تحتاجينه كي تسلمين نفسك ..... )
ثم اقترب منها و هي لا تزال متسمرة مكانها تنظر اليه بغباء غير قادرة حتى على الهرب .... ثم حاول فتح عباتها بالقوة الا أنها شهقت و هي تتمسك بها بكل قوتها هاتفة
( لاااااااااا ........ )
لكنه أمرها هامسا
( اخرسي ........ لا نريد أن يصل صوتك الى والدتي فهي تظننا الآن نحاول تجربة ما اشتريته .... )
بكت بدور بعنف و هي تحاول مقاومته دون جدوى ثم همست بتوسل
( أنا لم افعل شيئا صدقني ...... خالتي هي من أصرت , أرجوك اتركني ....... )
ضحك أمين بصوتٍ خافت ثم سألها بصوتٍ مزدري
( ليس المهم من الذي أصر .... فالنتيجة واحدة , اليس هذا هو ما تريدين ؟! ..... الا تريدين أن تكوني أم أولادي ؟! .... الا تعرفين كيف يأتي الأولاد ؟؟؟ ...... )
تلوت بقوة لكن ساقها لا تساعدها على الهرب فبدأت تسقط للأسفل لكنه لف خصرها بذراعه مما جعله يحمل وزنها المتساقط بسهولةٍ بينما كشف الجزء العلوي من جسدها مما جعلها تختبىء منه به ... فدفعت نفسها الى بين أحضانه و هي تحمي نفسها من عينيه المتفرستين بها .... و تعالى صوت بكائها المختنق ....
ظل أمين واقفا مكانه يتنفس بغضب و هي مندسة به تطلب منه أن يحميها من غضبه ....
فأعاد على مسامعها بصوتٍ مهتزٍ من شدة انفعاله
( اليس هذا هو ما تريدين ؟؟ .............. )
هزت رأسها نفيا بسرعةٍ و هي تقول بإختناق من بين بكائها القوي
( لا ........ ليس هذا ما أريد , لم يكن ما أريده أبدا ...... حتى أنني لم أفعله سابقا لأنني أريد .... لم أفعله لأنني لم أستطع السيطرة على شهواتي ..... أنا أريد أن أكون أم أولادك لكنك لن تسمح بهذا ..... أنت تريد أن تهينني ثم تطلقني .... و أنا لا أريدك أن تفعل هذا و أنت تكرهني ..... أرجوك .... )
ساد صمت طويل بينهما لا يقطعه سوى صوت نحيبها المختنق في صدره ..... حاول ابعادها عنه بعد فترةٍ طويلة .... الا أنها زادت من تشبثها به رافضة أن تبتعد .... فقال بصوتٍ أجش متعب
( اتركيني ......... هيا حالا .... )
ترددت بدور للحظة ثم أبعدت كفيها المتشنجتين باصابعها المتيبسة بصعوبة و هي تجمع طرفي العباءة لتحيط بهما جسدها و هي تبكي بخفوت مطرقةٍ برأسها .....
أما هو فقد استدار عنها مبتعدا ..... و ظل صامتا طويلا قبل أن يقول أخيرا ببطىء
( ابتعدي عن أمي ...... لا تمنحيها أملا كاذبا ..... لمرةٍ واحدة تصرفي بضمير ..... )
و دون انتظار ردٍ منها ..... خرج من الغرفة و ما هي الا لحظات حتى سمع صوت باب الشقة يصفق بعنف ....
حينها فقط سمحت لنفسها بأن تهبط ببطىء الى الأرض حتى جلست عليها تبكي بقوةٍ و هي تدفن وجهها بين ركبتيها و هي ترتجف بشدة ......
سمعت طرقا على الباب و صوت أم أمين ينادي بقلق
( بدور ..... هل أنتِ بخير حبيبتي ؟؟؟ ..... بدور ....... )
رفعت بدور وجهها و مسحت دموعها ثم نادت بصوتٍ حاولت جعله متزنا قد الإمكان
( أنا بخير يا خالتي ..... أنا فقط أريد البقاء بمفردي قليلا ..... أرجوك يا خالتي .... )
مرت بضع لحظات من الصمت .... ثم قالت حماتها بحزن
( كما تريدين حبيبتي ..... كما تريدين ..... ارتاحي ......)
لكن بدور لم ترتاح بل أرجعت رأسها للخلف و هي تنظر الى السقف بعينيها المتجمدتين .....
لقد انتهى كل شيء و عليها الإعتراف بذلك .......
.................................................. .................................................. ......................
بينما هو في عمله مرهق الذهن مجهد الملامح ...... وصله اتصالا من أمه و التي كانت تهتف قلقا
( أمين ....... بدور ليست في البيت ...... طلبت مني أن تنام قليلا فتركتها لكن طال الوقت و شعرت بالقلق عليها .... دخلت الى غرفتها فلم أجدها ....... )
نهض أمين من مكانه وهو يقول بصوتٍ متشنج محتد
( خرجت وحدها دون اخبار أحد ؟!!! ....... والله لن يمر هذا على خير مطلقا .... منذ متى خرجت ؟!!! ......... )
ردت أمه بصوتٍ متعثر
( لا أعلم ...... فأنا لم أعرف بخروجها الا حين دخلت للغرفة ..... لقد مر بي الوقت و قمت بتشغيل عدة أجهزة من المؤكد لم أسمعها و هي تخرج .... )
كان أمين يقبض كفه بشدة .... و كل ذرة منه توشك على أن تتدمر ذاتيا من شدة الضغط الذي يعانيه مؤخرا ....
و ما أن أغلق اتصال والدته حتى بدأ يطلب رقم بدور وهو يهمس من بين أسنانه بعنفٍ كلمات غير مفهومة ....
مر وقت ظن به أنها لن ترد عليه ..... لكنها فعلت ..... ردت في النهاية قائلة بصوتٍ خافت
( مرحبا أمين .............. )
أخذ نفسا عميقا ثم قال ببطىء من بين أسنانه
( أريدك أن تكوني في البيت خلال عشر دقائق .... و حسابك سيكون عسيرا ..... )
ساد الصمت للحظات ثم قالت بخفوت
( للأسف هذا ليس ممكنا .......... )
اتسعت عينا أمين وهو يتمنى لو كانت أمامه حاليا كي يزهق روحها , الا أنه سألها آمرا بتوجس
( أين أنتِ ؟!!! ............ )
ردت بدور بهدوء ميت خالي من المشاعر
( أنا في القطار .... في طريقي لبيت أبي ....... )
تسمر أمين مكانه وهو يقول ببطىء غير مستوعبا
( ماذا ؟!! ............. أي قطار ؟! ...... )
ردت بدور بصوتٍ مرتجف قليلا
( أنا عائدة الى البلدة ..... و سأخبر أبي أنني أريد الطلاق منك ...... و أنت سيكون معك العذر في تطليقي , كي لا تبقيني رغما عني ..... )
صرخ أمين فيها غاضبا بجنون
( أيتها الغبية ..... انزلي في أول محطة .... أين أنتِ تحديدا ؟!! ....... )
لكن بدور ردت عليه و كأنها لم تسمعه
( لكنني لن أستطيع اخباره السبب الحقيقي ..... في كل الأحوال سيكون رد فعله واحدا ..... لكنني أجبن من أخبره بالحقيقة ......سيظل التشفي الذي اخبرتك عنه مجرد خيال ...... )
أغمض أمين عينيه وهو ينادي بنفاذ صبر
( بدور ....... اسمعيني , اياك و فعل هذا ...... حسنا اذهبي و ادعي انك ذاهبة في مجرد زيارةٍ عادية والله اعلم كيف سنفسر سفرك بمفردك بعد ايامٍ من زواجك..... لكن لا تنطقي بشيء من هذا الهراء ....... هل فقدتِ عقلك ؟! ..... هل تريدين اخبار والدك أنكِ تريدين الطلاق بعد أقل من شهر من الزواج !!!! ....... )
ردت عليه بدور بصوتٍ اكثر خفوتا
( هذا يمنحك العذر لتطلقني ...... و هذا أقل شيء أستطيع تقديمه لك , لن أسمح بأن تكون الوغد في القصة جددا ...... الى القاء يا أمين .... أتمنى لك السعادة من كل قلبي و أن تنسى تلك التجربة المريرة , لكن لا تكرهني أرجوك ..... )
هتف أمين محتدا ...
( بدور ..... بدور , اياكِ و اغلاق الخط ......... )
لكن صوته راح في فراغٍ كئيب و هي تغلق الخط بكل بساطة .......
نظر أمين الى الهاتف مصدوما .... ثم هتف بقسوة
( تبا .... تبا .... تبا لغبائك ..... ماذا أفعل الآن ؟!! ....... ماذا أفعل ؟!! ...... )
و دون أن يضيع المزيد من الوقت بدأ رحلة البحث عن أي تذكرةٍ متوفرةٍ للسفر على الفور ... لكن للأسف لم يجد طائرة خلال اليوم بأكمله ....
و أول تذكرة قطار بعد ساعاتٍ من الآن ..... قضاها وهو يكاد أن يفقد عقله بسببها .....
ثم ساعات و ساعات في القطار وهو يحاول تخيل ما قد تتعرض له ..... لا يمكنه استنتاج ما يحدث الآن مهما حاول , فكل الإحتمالات متاحة ....
لكن الصدمة جائت على حين غفلة .... فقد سمع صوت رنين هاتفه وهو يجلس في القطار يهز ساقه بعصبية و يعض على أصابعه .... فأخرج الهاتف بسرعة علها تكون هي المتصلة تخبره أنها خافت من مواجهة والدها ...
لكنها لم تكن المتصلة ..... بل أمها ....
كانت أم بدور تهتف عبر الهاتف باكية بعنف .... حتى استطاع تفسير ما تقول بصعوبةٍ بالغة ....
( أمين ..... أدركنا يا ولدي ....... بدور ستموت بين يدي والدها .....الباب مغلق عليهما منذ ساعتين و صراخها لا يتوقف ... ابنتي ستموت على يد والدها ..... )
اتسعت عينا أمين وهو يشعر بأنفاسه تتوقف ... حتى أنه نهض من كرسيه ببطىء وهو ينظر حوله و كأنه يحاول ايجاد وسيلة تجعل القطار يزيد من سرعته .... ثم لم يلبث أن صرخ بقوة
( ما بالك تقفين ساكنة ؟!! ...... اكسري الباب .... استدعي الغفر أو اتصلي بالحاج سليمان .... )
شهقت أم بدور باكية و هي تقول بعويل
( لكن الفضيحة ....... حين يعرف الجميع بخروجها من بيت زوجها بعد اسبوعين فقط ... و عودتها و طلبها الطلاق ...... فضيحة كبيرة يا أمين .... )
شعر أمين و كأنه على وشك الإصابة بالجنون فعليا .... فصرخ فيها بعنف
( أفيقي يا امرأة ..... هذه ابنتك و قد تموت ........ لا تقفي عاجزة هكذا و الا طلبت الشرطة ....... )
.................................................. .................................................. ......................
( بيتك يا مهلكة ...... الدية التي دفعها جدي عن أمي .... )
وقفت تيماء مكانها تنظر الى البيت الشامخ أمامها بشفتين فاغرتين ترتجفان بشدة .... تحاول استيعاب ما يحدث ....
بينما كان قاصي ينظر اليها مبتسما بحنان و عشقٍ محتجز خلف عينيه البراقتين ....
التفتت تيماء بسرعة ما أن استردت وعيها و همست بصوتٍ مرتعش
( هل تحاول القول أن هذا البيت ...... هو بيتنا ؟!!! .......... )
أومأ قاصي برأسه ببطىء ناظرا الى عينيها ثم قال بصوتٍ أجش
( هذا البيت دفعت أمي ثمنه بدمها ..... فهل يخيفك هذا ؟!! ...... )
عضت تيماء شفتيها معا و هي تحاول تحمل ألم الغصة التي مزقت حلقها فاستدارت اليه بالكامل و رفعت يدها تلامس بها ذقنه و همست بإختناق
( أنا بخير ..... أنت المهم , كيف تشعر ؟؟ ......... )
كانت ملامحه هادئة جامدة .... كقناعٍ غير مقروء ... لكن عيناه لا ... عيناه متقدتان و حلقه تحرك بصعوبةٍ تحت يدها وهو يحاول ابتلاع الغصة مثلها تماما .... ثم قال أخيرا بصوتٍ متحشرج
( سأكون بخير فقط حين تدخلين و تنظرين الى كل جزءٍ فيه بنفسك ..... )
أعادت تيماء عينيها الى البيت مشدوهة و همست و كأنها تحدث نفسها
( أتعني أنه لنا ؟!!! .........أي هل قمت بدفع ثمنه بالفعل ؟! و العقد ؟!! .... هل وقعت عقدا ؟!! .... )
أمسك قاصي بكفها و كان يرتجف بين راحته الخشنة القوية .... مما جعله يغلق أصابعه على كفها برفق , ثم قال بصوتٍ أجش قوي
( اهدئي يا مهلكة ....... البيت لنا و انتهى الأمر ...... هل تودين الدخول أم ستقفين هنا المتبقي من اليوم ؟!! ..... )
نظرت اليه بلهفة و هتفت بحرارة
( هل تمتلك مفتاحا ؟!!! ............. )
ضحك قاصي بصوتٍ خشن وهو يسألها ساخرا
( اطمئني يا مهلكة ..... لن أسمح بأن تتسخ ملابسك الثمينة بالجير الأبيض و الغبار فيما أنت تتسلقين السور و تقتحمين البيت دخولا عبر النافذة .؟!!! ........)
ثم مد أصابعه ليخرج من جيب بنطاله المهترىء سلسلة مفاتيحه .... لينتقي أحدها و فتح باب البوابة الموجودة في السور ..... ثم مد يد لها داعيا وهو يقول بمشاغبة
( تفضلي ............... )
خطت تيماء بقدمها اليمين و هي تشعر بصدرها ينبض بشعورٍ غريب غير قادرة على وصفه .....
كانت حديقة البيت عبارة عن غابةٍ من الأشواك المتناثرة .... و الأعشاب الطويلة المهملة ....
فتحركت في الممر الوحيد بينها و قاصي خلفها ... تجيل رأسها في كل مكان ..... ثم همست بجذل
( حديقة كبيرة !!! ............ )
أجابها قاصي خلفها بصوتٍ متكاسل لكن يحمل بريقا ذو رنة مختلفة
( تحتاج عملا طويلا ........ )
لم ترد عليه تيماء ... بل تابعت طريقها و هي تميل برأسها ناظرة الى كل زاوية .... ثم هتفت بصوتٍ مختنق يشع حرارة
( تلك الزاوية سأضع بها أرجوحة كبيرة للأطفال ........ )
لم يرد قاصي وهو يشعر بالغصة في حلقه تتجدد ... فاستدارت تيماء و سألته برجاء و عدم تصديق هاتفة
( هل هذا بيتنا حقا يا قاصي أم أنه أحد مقالبك ؟! ..... أرجوك أصدقني القول الآن أو اصمت الى الأبد ... )
ظل قاصي صامتا طويلا وهو ينظر الى عينيها المتوسلتين مبتسما بنظرةٍ عميقة مما جعلها تفقد ابتسامتها و هي تصرخ بهلع
( ليس بيتنا ؟!!!!! .......... )
رفع قاصي كفيه ليحيط بهما وجهها يرفعه اليه ثم مال اليها حتى لامست شفتاه شفتيها فهمس فوقهما ببطىء مشددا على كل حرف
( هذا .... بيتنا ..... و سيظل لنهاية عمرنا ...... و الثمن مدفوع ... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تتجاوب مع قبلته التي تشكلت مع كلماته ثم همست بصوت مرتجف
( اقتنعت ..... يمكنك تركي الآن كي لا يتخذ الجيران عنا فكرة سيئة ...... )
لم يتركها قاصي على الفور ... بل قبلها مجددا وهو يهمس بصوتٍ أجش
( سيحدث هذا عاجلا أو آجلا ........ لا نملك منع أنفسنا .... )
ابعدت تيماء وجهها عنه بالقوة و هي تقول حازمة على الرغم من الرعشة في صوتها
( بل سنفعل ....... أنا أريد احترام هذا البيت المبجل بكل ما أستطيع .... هيا اتبعني فأنا لا أطيق الإنتظار لحظة واحدة اضافية .... )
مد قاصي كفه لها و قال بلباقة لا تليق بمظهره الرث
( بعدك يا مهلكة ............... )
تحركت أمامه قافزة كالفراشة من حجرٍ لآخر من أحجار الممر المرصوف الى أن صعدت أربع درجات و هي تقف أمام باب حديدي مزخرف و مغطى بالزجاج من خلفه .... فغطت وجهها بكفيها منتظرة الى أن أتى قاصي من خلفها و همس في أذنها بصوتٍ أجش خفيض
( ابتعدي قليلا ........... )
تحركت لليمين فمد يده يفتح الباب بمفتاحٍ آخر ثم دفعه بقوة ..... أصدر الباب صريرا عاليا و بدا ثقيلا الا أنها لم تلحظ كل هذا .... بل كان كل اهتمامها منصبا على النظر للداخل .....
أشعة الشمس كانت تغرق المكان عبر فتحات النوافذ الزجاجية التي تغرق البهو كخطوطٍ حادة مستقيمة .... لكنها لم تتبين شيئا من الغبار الذي يتطاير عبر تلك الخطوط فيجعلها وهمية و براقةٍ أكثر ....و منعها من رؤية واضحة للداخل
تقدمت تيماء تنوي الدخول الا أنها شهقت فجأة و هي تشعر بنفسها تطير في الهواء عاليا حتى حطت بين ذراعي قاصي و هي تحيط عنقه بذراعيها فتقابل وجهيهما .... فابتسم لها قائلا
( وعدت نفسي الا تدخلي هذا البيت الا محمولة بين ذراعي ........ )
ابتسمت تيماء و قلبها يخفق بعنفٍ و انفعال شديدين ... الا أنها همست مبتسمةٍ
( و أنا لا يرضيني الا تفي بوعدك لنفسك .... لذا تفضل .... )
تحرك بها قاصي ليدخل من باب البيت , الا أنه ضرب رأسها غي الإطار المعدني دون أن ينتبه ... فأمسكت تيماء برأسها و هي تتأوه عاليا مما جعل قاصي يقول مجفلا
( ياللهي !!! ..... هل أنتِ بخير ؟!! .... لقد ارتج الباب من شدة الضربة ..... )
رمشت تيماء بعينيها اللتين دمعتا من الألم و هي تقول
( لا بأس ...... شعرت أن رأسي تفتت لكن لا بأس .... حاول فقط أن تتأكد من ادخال رأسي أولا ... )
دخل قاصي بجانبه حتى يطمئن الى دخول رأسها ثم خطى الى داخل البيت بينما تيماء تنظر حولها مبهورة ....
ثم وقف كي يمنحها الفرصة لتنظر الى المكان بدقةٍ .... و همس يسألها بترقب
( ما رأيك ؟؟؟ ............ )
ظلت تيماء تنظر حولها بنوعٍ من الرهبة أو السحر ... ثم قالت بصوت مختنق ...
( هلا أنزلتني من فضلك ...... )
أنزلها قاصي ببطىء حتى حطت قدماها أرضا فاستقامت و هي تبتعد عنه لتدور حول نفسها في المكان ...
كان خاويا .... لكن بطراز كلاسيكي قديم .....
الأرض من الرخام .... بعض مربعاته مقتلعة .... لكن معظمه متواجد و ظاهر جماله على الرغم من الغبار الذي يغطيه .... و هناك عمود في المنتصف من الأرض و حتى السقف المرتفع ... ملتف و مزخرف بنحتٍ بسيط و قديم للغاية ....
السلم من بعيد رخامي و له حاجز من المعدن المشغول كذلك ...
و جدران البهو جميعا من الزجاج المموه و المزين بالمعدن المشغول .....
كانت تشعر بنفسها و كأنها قد عادت الى فيلم قديم ...... في زمن آخر .....
توقفت مكانها و رفعت يديها الى فمها ... ثم همست مذهولة
( بيانو !!! .............. )
ابتسم قاصي و همس من خلفها بصوتٍ أجش
( أراد صاحب البيت بيعه بثمنٍ عالٍ و كاد أن ينقله قبل أن يبيع البيت لي .... لكنني أصريت على شرائه كذلك ..... فكرت أنه قد يعجبك .... )
اتجهت تيماء الى البيانو ببطىء ثم ضغطت على أحد مفاتيحه فأصدر صوتا غير متزنا .... مما جعل قاصي يقول مبررا
( فقط يحتاج الى صيانة و تعديل أوتار .... لكنه بحالة رائعة .... كما أنه يعتبر أثري لقدمه .... )
لم ترد تيماء , بل عضت على شفتيها و هي تترك البيانو ثم استدارت الى قاصي و همست بصوتٍ مختنق
( الا يمكنك العزف عليه ؟!! ..... لا أتذكر أنك عزفت على بيانو من قبل .... )
قال قاصي ببطىء خافت
( بلى يمكنني ......... ابتعدنا لسنواتٍ طويلة عزفت خلالها القليل .... )
نظرت تيماء الى عينيه و همست تطلب منه برجاء
( هل يمكنك أن تعزف لي ؟ ........ )
ذابت عينا قاصي وهو ينظر الى وجهها المستدير ثم اتجه الى البيانو و بدأ في العزف ببطىء ... فأغمضت تيماء عينيها و هي تدور تاركة لساقيها التراقص بحرية .....
رمت من قدميها الحذاء .... ثم الآخر .... و تابعت رقصها و هي تخلع وشاح رأسها و تلقي به بعيدا ....
و رقصت .... رقصت .... دارت حول العمود و كأنها راقصة باليه فوق المسرح ....
سمعت فجأة صوت الباب يغلق بإحكام .... ففتحت عينيها لتجد أن قاصي قد توقف عن العزف و اتجه الى الباب ليغلقه فأصبحا في عزلةٍ تامة عن العالم بأكمله ....
ثم استدار اليها و عيناه على عينيها .... يقترب منها ببطىء ... فتوقفت تترنح قبل أن تهمس بلهفة
( في عينيك نوايا مخيفة ........... )
لم يرد قاصي على الفور , ثم قال بصوتٍ متحشرج
( و في قلبي عواصف رعدية تهدد بإقتلاعك ......... )
افتر ثغرها عن ابتسامة مسحورة و هي تنظر اليه الى أن وصل اليها فأحاط خصرها بكفه .... و أمسك بيدها الأخرى .... ثم تقدم بها مما جعلها تتراجع للخلف تلقائيا في خطى واسعة تحفظها جيدا ....
و تابعا رقصهما دون عزف أو لحن ..... يحركهما لحن واحد ينبعث من أذنه الى أذنيها ....
دار بها حول العمود عيناه بعينيها .... ثم ابعدها عنه لتدور حول نفسها و تعود اليه .... تنورتها الواسعة دارت و ارتفعت مظهرة ساقيها الجميلتين .....
ملابسها شديدة الأناقة رغم بساطتها .... تتناقض بشدة مع بنطاله المهترىء و بقايا القميص القديم الذي يرتديه ....
لكنهما مثلا معا أجمل لوحةٍ متناسقة ...... لم يكن هناك في هذا العالم أكثر منه ليليق بها ....
فغرت تيماء شفتيها مبتسمة بروعة و سلساله حول عنقها يدور بسرعةٍ مع رقصها ذو الخطوات الواسعة ....
و ما أن دارت مرة أخيرة حتى ارتطمت بصدره فتلقاها بين ذراعيه و استبقاها هناك .....
بللت تيماء شفتيها و هي تنظر الى تلك النظرات في عينيه و همست بإختناق
( الطابق العلوي .......... )
ابتسم قاصي و أجابها بخفوت
( ليس به أي أسرة ..... لذا يمكننا البقاء هنا ..... )
رفعت تيماء حاجبيها و همست محذرة بإرتباك .....على الرغم من زواجهما الذي طال .... لا تزال ترتبك من تلك النبرة التي يخصها بها قبل أن يصهرها معه روحا قبل الجسد ....
( قاصي ...... لا يمكنك فعل هذا .... تعقل ..... )
أجابها قائلا بنفس النبرة دون أن يبعد عينيه عن عينيها
( لم يكن عليكِ الرقص أمامي اذن ..... فكلما رقصتِ أمامي يمر شريط حياتنا سويا أمام عيني ... يدور مع دورانك .... فأرى كم مرةٍ أوشكت فيها على فقدانك من رقصة لأخرى .... هذا يجعلني راغبا في دمغك على صدري وشما لا يزول مطلقا .... )
أغمضت تيماء عينيها و همست متوسلة تئن بغير حزم
( قاصي ..... لا تفعل ....... )
الا أن رجائها ذهب أدراج الرياح و هي تطير مجددا بين ذراعيه وهو يغلق كل توسلاتها بقبلةٍ عنيفة جعلتها تغمض عينيها و تضمه الى صدرها وهو يدور بها ....
حتى انخفض بها أخيرا و هي تشعر بالدوار فلم تفتح عينيها .... لكنها أحست ببرودة الرخام من تحتها وهو يميل بها و شفتاه تسافران الى عنقها هامسا بصوته الأجش المنفعل
( لو كان هناك أكثر من جسدك و قلبك و روحك .... لطالبت به .... لكن للأسف لا أكتفي منكِ أبدا ..... )
تأوهت تيماء برقة و يداه يتعزفان لحنا من نوعٍ آخر .... نوعا جنونه في مدى رقته ....
بعد فترةٍ طويلة استلقى كلا منهما على الأرض ذات الغبار الكثيف و الذي غطى جسديهما بالكامل ...
غير قادرين على الكلام أو الإشاحة بأعينهما عن السقف ذو اللوحة القديمة المرسومة عليه ....
ثم همس قاصي بصوتٍ أجش أخيرا
( حين خرجت للعمل اليوم .... لم اتخيل أن ينتهي النهار بهذه الطريقة ..... ربما لا أحتاج للعمل المضني و أنت موجودة معي ..... يكفيني أن ألقي بنفسي في دوامة محمومة لا تنتهي .... )
ابتسمت تيماء بألم و عشق .... ثم التفتت تنظر اليه طويلا .... ثم مدت أصابعها ترسم بها على كتفه و ذراعه ببطىء قبل أن تهمس بخفوت
( و حين خرجت خلفك اليوم كنت أعرف أن شجارا عنيفا سيدور بيننا .... لكنني لم أتخيل أن تسقطني أرضا بين أحضانك ...... )
أفلتت منه ضحكةٍ خشنة كزمجرةٍ متسلية .... فهمست تيماء تسأله بضعف و ذهول
( قاصي ..... هل هذا بيتنا حقا ؟!! ......... )
استدار اليها فجأة حتى استند بمرفقه الى الأرض وهو يعلوها لينظر الى وجهها المغبر و الذي لم يخفي احمراره .... ثم لمعت عيناه وهو يسألها بنبرةٍ مشتعلة
( هل لديكِ المزيد من الطاقة كي أثبت لكِ مجددا ؟!!! ...... )
رفعت تيماء كفيها و غطت بهما وجهها و هي تضحك بإنفعال شاعرة بنفسها تتمنى أن تنزل تحت الأرض من شدة خجلها ... ثم هتفت بجنون
( أنت مجنون ...... لا أصدق أنني أفعل هذا معك .... )
ضحك قاصي هو الآخر .... لكن الإنفعال في عينيه كان أبعد ما يكون عن المرح ثم قال لها بصوتٍ يرتجف
( مع من اذن إن لم يكن معي ؟!! .... معي ستفعلين كل شيء ..... اعتادي على هذا ..... أريدك أن تحيين كل ما لم تتخيليه أبدا ...... )
أبعدت كفيها عن وجهها ببطىء و هي تنظر الى وجهه الذي يعلو وجهها بإنشاتٍ قليلة ....
ثم رفعت كفها تلامس به وجهه و همست بصوت بطيء
( و أنا أريدك أن تحيا حياة طبيعية فقط ..... هذه هي أقصى أحلامي .... أن تهدأ نفسك و يتراخى جسدك و يزول عنفك ...... )
أظلمت عينا قاصي بشدة وهو يشيح بوجهه عنها , الا أنها استقامت نصف جالسة لتحيط عنقه بذراعيها تمنعه من الإبتعاد قائلة بحرارة
( لا تبتعد عني مطلقا بعد الآن ...... لن أسمح لك ..... سنحل هذا سويا و ستشفى روحك من جروحها ... )
ابتسم قاصي بقسوة و دون أن يدري حفرت أصابعه في ذراعها دون أن يبعدها عن عنقه .... ثم قال بنبرةٍ ساخرة
( أي حلٍ و أي شفاء ؟!! ...... لم يعد في العمر أكثر مما راح ..... دعينا نحيا كل الجنون الذي نتمناه سويا و انسي نوازعك الأمومية يا مهلكة .... )
أمسكت تيماء بوجهه بين كفيها و نظرت الى عينيه قائلة بجدية و ثقة
( ولو كان عمرك تسعون عاما ..... لن أيأس ..... أريد لوالد أطفالي أن يربيهم بنفسه , لا أن يخشى أشباح روحه ...... أريدك أن تعلمهم الصبر و الثقة و الإيمان .... أريدك أن تطمئنهم أن هذا العالم لا زال بخير .... ليس شديد القتامة .... أريدك أن تعلمهم معنى العائلة .... أريدك أن تتعلم كيف تكون أبا فيهم ....هل فهمتني ؟؟ ..... )
لم يرد عليها , لكنها اكتفت بأن كل جوارحه معها ... فشددت على وجهه و هي تهمس
( لأجل هذا البيت سنحاول سويا ... كي نعمره معا كما ينبغي .. لا مزيد من تعذيب نفسك بكافة الأشكال ... )
أبعدها قاصي عنه برفق وهو يعود الى الإستلقاء أرضا و يداه أسفل رأسه ..... فقالت تيماء بقوة
( ستعمل عمل جاد يا قاصي أو والله سوف ..... )
صمتت للحظة فأدار عينيه الى عينيها و سألها ساخرا
( أو ماذا .... تهجرينني ؟!! ....... )
زمت شفتيها , ثم قالت بجفاء صارم
( لا تكن متفائلا الى هذا الحد ...... لكنني لن أنتقل الى هذا البيت الا و أنت تقدم لي عملا معه .... عملا يليق بوالد أطفالي ..... سأنجب طفلا بعد طفل و نظل في شقتنا القديمة الى أن تعمل بشيء مستقر .... اريدك مستقرا لا مجنونا .... مستقرا نفسيا و جسديا و اجتماعيا .... هل ما أطلبه صعب ؟! .... )
ضحك قاصي و قال بجفاء
( لا يمكنك التخيل ...... لو طلبتِ النجوم لكانت أسهل ..... )
مدت يدها و أحاطت بها جانب وجهه لتعيده اليها ثم همست قائلة
( لا أريد النجوم ..... أريد مهري ........ )
رفع قاصي كفه ليحيط بها عنقها وهو يجذبها اليه ... الا أن صوت طرقا مدويا على الباب الزجاجي الخارجي جعلهما يفترقان بسرعة قبل أن تشهق تيماء هاتفة بهمس
( ياللهي !!! ....... من يمكن أن يكون هذا ؟!! ...... )
نظر قاصي الى ظل رجلٍ بدين من خلف الباب الزجاجي المموه ... و قال عابسا بحدة
( على الأرجح أحد غفر المنطقة ..... )
ضربت تيماء على وجنتها و هي تهمس بذعر
( هل رآنا ؟!! ..... هل فعل ؟!!! ........ )
نهض قاصي مسرعا ليلتقط ملابسه و يرتديها بكل سرعة قائلا
( اهدئي يا مهلكة .... الزجاج مموه بالكامل .... لا يمكن لأحد أن يرانا ... )
الا أن تيماء هتفت برعب
( البيت قديم و مهجور .... ماذا لو كان هناك كسرا في الزجاج بأي مكان منه ؟!! ..... ياللفضيحة ... كنت بإحترامي حتى تبعتك الى هنا ..... لا أصدق أن تفعل بي هذا ... )
وقف قاصي ينظر اليها ثم قال بخشونة
( أكره أن أحرمك من فقرة عويلك اليومي على كل شيء و اللاشيء .... لكن أليس من الأفضل أن ترتدي ملابسك أولا ؟!! ... )
شهقت تيماء و هي تنهض مسرعة تجمع ملابسها ... ثم هتفت بهلع
( أحتاج الى عشر حمامات ..... سيكون من الواضح جدا ما كنا نفعله ..... كلانا مغطى بالغبار و الجير الأبيض ... )
زفر قاصي وهو يقول بحدة
( تيماء ..... انتهي مما تفعلين بسرعة ..... الرجل سيقتلع الباب .... )
كانت تيماء قد انتهت بالفعل ... مشعثة و فوضوية المظهر تماما .... ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تومىء له بأن يفتح الباب ....
ذهب قاصي الى الباب ليفتحه عابسا وهو يقول بحدة
( ماذا ؟!! ......... أهذه طريقة لطرق الأبواب ؟!! ..... )
رمقه الرجل الضخم بتوجس وهو يرى ملابسه المهترئة الممزقة و شعره الطويل المغطى بالجير الأبيض
ثم سأله بحد
( هل أنت عامل هنا ؟!! .......... )
عقد قاصي حاجبيه بينما تقدمت تيماء من خلفه و هي تقول بحدة
( اي عامل هذا ؟! ...... إنه زوجي ....... )
رفع الرجل ذو الجلباب حاجبيه و هتف بغضب ...
( الله الله الله ...... و من هذه خادمة من تعمل لديهم ؟! ..... نهاركم لن يمر على خير .... )
فغرت تيماء فمها بذهول ثم هتفت و هي تحاول نفض ملابسها من الغبار
( أنا خادمة !!! ...... هل أنت عديم النظر ؟! .... من أنت من الأساس ؟! .... )
رد الرجل بخشونة
( أنا غفير الأرض المجاورة ..... و ما يحدث في هذا البيت لن يمر على خير ..... )

هتف قاصي بصرامة وهو يقبض على مقدمة جلباب الرجل
( لقد تجاوزت حدودك .... هذه زوجتي و هي استاذة جامعية ....و نحن أصحاب البيت الجدد )

قال الرجل ساخرا
( و أنا المحافظ أمر للإطمئنان على المكان .... أخرج أنت و هي من هنا حالا قبل أن تكون فضيحة لكما سويا .... )
أوشك قاصي على ضربه .... الا أن هاتف تيماء أصدر رنينا مفاجئا مما جعلها تخرجه من جيب كنزتها الخفيفة ... و ابتعدت قليلا لتسمع بإهتمام .... بينما قاصي يصرخ في الرجل
( ابتعد عن أملاكي حالا ....... )
فيجيبه الرجل بهمجية
( أي أملاك يا جربوع ..... ألم تنظر الى نفسك في المرآة مؤخرا , قم بقص شعرك على الأقل ... )
رفع قاصي قبضته ليضربه فعلا ... الا أن تيماء عادت اليه جريا و أمسكت بذراعه هاتفة بجزع
( قاصي ..... ثريا اتصلت بي للتو و أخبرتني أن راجح كان عندها و أخذ عمرو بالقوة .... )










انتهى الفصل 50 ... قراءة سعيدة


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 06:46 AM   #14383

loveme2

? العضوٌ??? » 381359
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 240
?  نُقآطِيْ » loveme2 is on a distinguished road
افتراضي

احلى مافي الفصل حبايب قلبي و جنونهم وعشقهم ياه شرحولي صدري يا رب ياقاصي تطيب كل جروح روحك و تعيش و انت متنعم براحة البال و هدوء النفس و تكون متصالح مع نفسك يا غالي بس الحقير راجح شو بدو بعمرو اكيد مش قصة حب ابوي صحى فجاة انت مابتزهقش يا عم بففففف الله يصرعك عمايلك
يالا مشكورة يا تيمو على الفصل ة القلب برضو مشتاق لمجد و مسك


loveme2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 06:57 AM   #14384

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

هو راجح ما بيتهدش مش ممكن البني آدم ده. أمين ودور وفصل طويل لهم بدور غبية غباء السنين السوداء مش ممكن مالقتش غير أبوها تروح ليه دي عاملة زي ماتكون رايحة لموتها برجليها للأسف فيه آباء مايستاهلوش الأبوة وابوها من النوع ده بني آدم قاسي و غليظ وحقود ومش عارف نعمة ربنا في مجرد انه رزقه بالذرية. أما آمين انا فعلا متعاطفة معاه قاصي وتيار ثنائي جميل وأين مسك وامجد وفريد . تسلم ايديك

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 07:08 AM   #14385

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

روعة الفصل تيمو يا ريته كان أطول ....ززبدور حرقت قلبي يا حرام ,,,,قاصي وتيماء يسعد قلبهم ....اشتقنا لمسك وأمجد وفريد وياسمين

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 07:25 AM   #14386

عبدالسلام احمد

? العضوٌ??? » 384001
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 344
?  نُقآطِيْ » عبدالسلام احمد is on a distinguished road
افتراضي

رواية تنسيك الوقت بقراءتها، دمت مبدعة استاذه.

عبدالسلام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 07:32 AM   #14387

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

بارت حلو و جميل ، بس اشتقنا لمسك و أمجد كثيييييييير

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 07:38 AM   #14388

mo'aa

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mo'aa

? العضوٌ??? » 6110
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,213
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

مش عارفة على الرغم انى مش حابه بدور
بس عينى دمعت معاها
تيمو بجد الفصل تحفة


mo'aa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 07:51 AM   #14389

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

الا أن رجائها ذهب أدراج الرياح و هي تطير مجددا بين ذراعيه وهو يغلق كل توسلاتها بقبلةٍ عنيفة جعلتها تغمض عينيها و تضمه الى صدرها وهو يدور بها ....
حتى انخفض بها أخيرا و هي تشعر بالدوار فلم تفتح عينيها .... لكنها أحست ببرودة الرخام من تحتها وهو يميل بها و شفتاه تسافران الى عنقها هامسا بصوته الأجش المنفعل
( لو كان هناك أكثر من جسدك و قلبك و روحك .... لطالبت به .... لكن للأسف لا أكتفي منكِ أبدا ..... )
تأوهت تيماء برقة و يداه يتعزفان لحنا من نوعٍ آخر .... نوعا جنونه في مدى رقته ....
بعد فترةٍ طويلة استلقى كلا منهما على الأرض ذات الغبار الكثيف و الذي غطى جسديهما بالكامل ...
غير قادرين على الكلام أو الإشاحة بأعينهما عن السقف ذو اللوحة القديمة المرسومة عليه ....
ثم همس قاصي بصوتٍ أجش أخيرا
( حين خرجت للعمل اليوم .... لم اتخيل أن ينتهي النهار بهذه الطريقة ..... ربما لا أحتاج للعمل المضني و أنت موجودة معي ..... يكفيني أن ألقي بنفسي في دوامة محمومة لا تنتهي .... )
ابتسمت تيماء بألم و عشق .... ثم التفتت تنظر اليه طويلا .... ثم مدت أصابعها ترسم بها على كتفه و ذراعه ببطىء قبل أن تهمس بخفوت
( و حين خرجت خلفك اليوم كنت أعرف أن شجارا عنيفا سيدور بيننا .... لكنني لم أتخيل أن تسقطني أرضا بين أحضانك ...... )
أفلتت منه ضحكةٍ خشنة كزمجرةٍ متسلية .... فهمست تيماء تسأله بضعف و ذهول
( قاصي ..... هل هذا بيتنا حقا ؟!! ......... )
استدار اليها فجأة حتى استند بمرفقه الى الأرض وهو يعلوها لينظر الى وجهها المغبر و الذي لم يخفي احمراره .... ثم لمعت عيناه وهو يسألها بنبرةٍ مشتعلة
( هل لديكِ المزيد من الطاقة كي أثبت لكِ مجددا ؟!!! ...... )
رفعت تيماء كفيها و غطت بهما وجهها و هي تضحك بإنفعال شاعرة بنفسها تتمنى أن تنزل تحت الأرض من شدة خجلها ... ثم هتفت بجنون
( أنت مجنون ...... لا أصدق أنني أفعل هذا معك .... )
ضحك قاصي هو الآخر .... لكن الإنفعال في عينيه كان أبعد ما يكون عن المرح ثم قال لها بصوتٍ يرتجف
( مع من اذن إن لم يكن معي ؟!! .... معي ستفعلين كل شيء ..... اعتادي على هذا ..... أريدك أن تحيين كل ما لم تتخيليه أبدا ...... )
أبعدت كفيها عن وجهها ببطىء و هي تنظر الى وجهه الذي يعلو وجهها بإنشاتٍ قليلة ....
ثم رفعت كفها تلامس به وجهه و همست بصوت بطيء
( و أنا أريدك أن تحيا حياة طبيعية فقط ..... هذه هي أقصى أحلامي .... أن تهدأ نفسك و يتراخى جسدك و يزول عنفك ...... )
أظلمت عينا قاصي بشدة وهو يشيح بوجهه عنها , الا أنها استقامت نصف جالسة لتحيط عنقه بذراعيها تمنعه من الإبتعاد قائلة بحرارة
( لا تبتعد عني مطلقا بعد الآن ...... لن أسمح لك ..... سنحل هذا سويا و ستشفى روحك من جروحها ... )
ابتسم قاصي بقسوة و دون أن يدري حفرت أصابعه في ذراعها دون أن يبعدها عن عنقه .... ثم قال بنبرةٍ ساخرة
( أي حلٍ و أي شفاء ؟!! ...... لم يعد في العمر أكثر مما راح ..... دعينا نحيا كل الجنون الذي نتمناه سويا و انسي نوازعك الأمومية يا مهلكة .... )
أمسكت تيماء بوجهه بين كفيها و نظرت الى عينيه قائلة بجدية و ثقة
( ولو كان عمرك تسعون عاما ..... لن أيأس ..... أريد لوالد أطفالي أن يربيهم بنفسه , لا أن يخشى أشباح روحه ...... أريدك أن تعلمهم الصبر و الثقة و الإيمان .... أريدك أن تطمئنهم أن هذا العالم لا زال بخير .... ليس شديد القتامة .... أريدك أن تعلمهم معنى العائلة .... أريدك أن تتعلم كيف تكون أبا فيهم ....هل فهمتني ؟؟ ..... )


نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-17, 08:02 AM   #14390

ام ادهم الحسين

? العضوٌ??? » 372112
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » ام ادهم الحسين is on a distinguished road
افتراضي

على قد سعادتي بالروايه قد ما انا زعلانه انها قربت تخلص
تسلمي تميمه ودامت ابداعاتك


ام ادهم الحسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.