آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-20, 02:48 AM   #1791

alloucha

? العضوٌ??? » 180045
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 601
?  نُقآطِيْ » alloucha is on a distinguished road
افتراضي


شمرا💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖

alloucha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 10:41 PM   #1792

قراءة

? العضوٌ??? » 136346
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » قراءة is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قراءة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 01:16 AM   #1793

razank1

? العضوٌ??? » 248753
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 764
?  مُ?إني » بالسعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » razank1 is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
اتمنى أن لاتقطعوا الرواتب وانواعها وان أتموا انزال ال وآية بالكامل
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة

الـــــفـــــصـــــل الـــثــــامــــن


- " سوف تتجلدين ثانية " كان فم كورد يلتوى فى ابتسامة غريبة عندما استدارت ايلين لتواجهه فى الظلام , وبانت أسنانه بيضاء فى وجهه الاسمر:"سوف يصبح هذا عادة عندك " وقف ينظر اليها بصمت , فيما أصوات الحفلة تتناهى إلى سمعها من تلك المسافة وصوت حفيف الرمل يصدر رقيقا تحت أقدامهما :" ماذا تفعلين فى الخارج هنا ؟ " اقترب منها خطوة لينظر مباشرة إلى وجهها : " كنت تبكين."

- " شعرت برغبة للتنزه . هذا كل مافى الامر " اختلست نظرة خلفه بسرعة " أين كلوديا ؟ "

- " كيف لى أن أعرف ؟ " أجاب منفعلا وعيناه مركزتان على وجهها الشاحب " أنا لست وصيا عليها "

- هزت كتفيها غير مبالية عندما أبعدت نظرها عنه "حسنا , فهى لم تبتعد عنك طيلة الليلة , فقط اعتقدت ..."

- " فقط اعتقدت ماذا؟ " لمعت أسنانه مجددا ولكن الابتسامة هذه المرة كانت تحمل سخرية خفيفة "إنها الغيرة , أليس كذلك؟ "

- " الغيرة " كانت سعيدة لأن الظلام أخفى لون وجنتيها وهى تستدير مبتعدة " صعب "

- " أنت محقة , انه اقتراح سخيف " كان الصوت العميق حادا وأدركت انها لمست وترا حساسا . حسن سوف يسرها أن تؤلمه بعد الألم الذى سببه لها هذه الليلة.

- " لا شك أنك تفضلين رفقة هؤلاء المهرجين الصغار الذين كنت تراقصينهم هناك ؟ "

- التقت نظراته ورأت فى وجهه القاتم خطوطا قاسية, جعلت من المستحيل قراءة أفكاره "نعم,كماحصل " تجرأت وتحدته الآن ولا يوجد شىء لتخسره " إنهم مرحون , لقد كانوا ودودين وأحبونى . ما الخطب فى ذلك ؟ "

- كانت تعابيره تشير الى أنها لم تمنحه الجواب الذى كان يتوقعه , وبعد لحظة صمت لوى فمه فى حركة بشعه " الصدق؟ فى هذه المرحلة المتأخرة؟ حسنا ,حسنا " لف ذراعيه وهو يحملق فيها بعينين ضيقتين باردتين " وهل كنت رقصت معى لو طلبت منك هذا الشرف ؟ "

- " لم يكن هناك أى خطورة فى الموضوع , أليس كذلك ؟ " أجابت بهدوء عندما استدارت لتنظر الى السماء الملطخة بالسواد , تصلى حتى لا يسمع نبضات قلبها " قد اعتبر نفسى فوق منزلتى لو منحتنى امتيازا نادرا كهذا , بالإضافة إلى ذلك ,إن هذا الامر لن يروق لكلوديا ."

- " كلوديا مجددا" كان صوته يعكس اهتمامه , مد يده اليها فجأة و أدارها حتى أصبحت أمامه أسيرة قبضته " إنها المرة الثانية فى عدة دقائق تذكرين فيها تلك المرأة بشكل خاص . هل من سبب لذلك؟"

- " أنت من يجب أن يعرف " بدا ذلك تصرفا طفوليا, ولكنها شعرت كأنها مثل طفل صغير قد تأذى . كان فى داخلها شىء يتوق إلى أن ترمى بنفسها أمامه على الرمال وتولول وتلطم وتصرخ وتبكى نفسها بقسوة . لم يلعب هذه الألاعيب القاسية ؟ ماهو الفرح اللعين الذى يحصل عليه من رؤيتها تتألم ؟

- " لندعى للحظات أننى لا أعرف " كان فى صوته رنة حادة تشير إلى أن صبره بدأ ينفد . كثيرا ماسمعت هذه الرنة منذ أن عملت معه حتى استطاعت أن تتبين لسعتها . وما أثار دهشتها أنها وجدت نفسها للمرة الأولى غير آبهة باثارة غضبة, وكأن أسوأ مايمكن أن يحصل قد حصل وقد حرر شىء ما . " لندعى أننى لست ذكيا جدا وأنت سوف توضحين لى الأمر."

- " آه , ما الهدف من ذاك ؟" حاولت أن تبعد نفسها جانبا ولكن قبضته كانت شديدة الاحكام , وبدلا من ذلك دفعت باتجاهه للحظة قصيرة . شعرت بتشنج أعصابه ودفعها بعناية الى مسافة ذراع , وعندما تكلم مجددا كان وجهه قاسيا.

- " الهدف هو , أريد أن أعلم ! الآن . أعلم أنك حتما لا تستطيعين الانتظار لتعودى الى المعجبين بك , ولكن أرجوكى اضبطى نفسك لعدة دقائق فقط وأجيبينى فى لغة أستطيع استيعابها , عندئذ سوف أزيل وجودى غير المرغوب به فى أسرع ما يمكن".

- " المعجبون بى !" حملقت به " على الاقل انهم أصدقاء وأنا لا اتسلل فى الظلام طلبا للهو . إذا اهتممت بما يكفى بشخص لأن أتزوج منه , لن أخجل من اعلان ذلك , وأنا بكل تأكيد لن أكذب فى ذلك الشأن ".

- " استنتج أن هذه ملاحظة تسخر منى , ولكن عليك أن تكونى أكثر تحديدا " أصبح صوته قاسيا صلبا وأخذت أصابعه تغرز فى الجلد الرقيق فى ذراعيها.

- " إنك تؤلمنى " حاولت أن تحرر نفسها مرة ثانية وانسدل شعرها فوق وجهها فى غيوم فضية مشرقة.

- " أود ذلك !" أصبح وجهه وحشيا فجأة " صدقينى , حقا أود ذلك , ايتها الاستفزازية الصغيرة الجميلة. أنت لم تفعلى شيئا إلا إثارتى طيلة السهرة".

- " لم أفعل! " انحنت الى الخلف فجأة لتنظر الى وجهه الغاضب :" لا تستطيع أن تتهمنى بذلك؛ لقد رأيتك مرة واحدة فقط وذلك عندما جررتنى الى غرفة مكتبك ".

- " لا توجهى إلى تلك النظرة البريئة و فهى لن تنفع! أنت تعلمين تماما ما كنت تفعلين بى , ترقصين مع كل هؤلاء الرجال الآخرين , وتسمحين لهم بإمساكك..." كان صوته خشنا أجش وصدرت عنه تنهيدة خافتة عندما نظر الى بشرتها الشاحبة فى ضوء القمر . شتم بهدوء وهو يقربها منه.

- " لا تفعل "

- " لا تفعل " ردد صوتها وهو يتنهد " إن الحاجة الى ذلك كادت تقودنى الى الجنون طيلة الليلة ,وأنت تقولين لا تفعل ". وعانقها وحاولت دفعه فوقعا معا فوق الرمال .

- " دعنى وشأنى " فاجأته فى هذه المرة عندما ابتعدت فجأة ودفعته بقوة حتى أصبح مستلقيا على ظهره وانتصبت واقفة على قدميها , تاركة مسافة بينهما .

- كان تنفسه خشنا وعسيرا عندما وقف بدوره , ومرر يدا فوق وجهه وهو يتكلم " ماهى المسألة الآن بحق الجحيم ؟ لم أكن أنوى الإعتداء عليك , حتى تصرخى بتلك الطريقة !"

- " إذا أردت القيام بذلك ,اذهب وابحث عن كلوديا!" راحت تصرخ بصوت عال , ولكنها لم تستطع التوقف " إنها هى التى سوف تتزوج منها! هى التى سوف تعيش معك فى بيتك!" كانت تقريبا لا تعى ما تقول بمزيج من الغضب والحزن , ونظر اليها فى دهشة تامة عندما قفزت بقوة , وقد تلاشى اللون من وجهها واتسعت عيناها محدقتين .

- بقى هادئا للحظة ثم وقف ببطء , وأطلق تنهيدة عميقة عندما أدخل يديه فى جيبى بنطاله الجينز "واين سمعت تلك الثرثرة المفعمة ؟"

- " إنها ليست ثرثرة " نطقت كلماتها ببطء عندما أخفضت صوتها " لقد أخبرتنى كلوديا بنفسها, هذا المساء . لقد اعتزمت شراء البيت كى تستطيع هى البقاء بجانب والدها بعد زواجكما . هى اخبرتنى! هذا على الاقل سوف يوفر عليك نقلها الى البيت كل ليلة ...أو ربما لن تزعج نفسك ؟ ربما والدها لا يمانع فى أن تلعب ابنته دور مومس ؟"

- حدة كلماتها عبّرت عن درجة غضبها , وهالتها فجأة بشاعة تلك الكلمات .استدارت مبتعدة عنه,واضعه يديها المرتجفتين فوق وجنتيها الملتهبتين وهزت رأسها برقة. " أنا آسفة. ماكان يجب أن أقول ذلك ". طالت فترة الصمت بينهما ولم تكن تجرؤ على الابتعاد." لا علاقة لى كيف تعيش حياتك وأى شىء هى قد تكون ,أنا أعرف أن كلوديا ليست مومسا"

- أيضا لم يقل شيئا وأخيرا نظرت باتجاهه .كان واقفا يتأمل البحر وكأنه منحوتة صخرية ,تمثال ضخم مجمد على الرمال البيضاء, واطاره اسود تحت سماء الليل الزرقاء.

- " كورد " همست باسمه مترددة ؛ وقد أرعبها جمودة .

- " ماذا تعرفين عن المومس ؟" لم يكن صوته غاضبا أو عاليا , فقط خاليا تماما من المشاعر بفتور مميت أرعبها أكثر من غضبه كله .

- " لقد كنت متزوجا من واحدة لمدة ثلاث سنوات , لذا , باستطاعتك القول إننى نوعا ما خبير".

- " ماذا ؟" لم تع أنها نطقت تلك الكلمة بصوت عال , ولكن لابد وأنها قد فعلت , لأنه استدار فجأة باتجاهها ووجهه مرعب لا تقوى على النظر اليه.

- " آه , لم تأخذ مالا على ذلك , فهمت , لا شىء أقسى من ذلك . وكل ذلك تحت غطاء خاتم الزواج. بامكانها أن تجعل الشخص يعتقد نفسه أنه الانسان الوحيد على الارض الذى تقيم معه علاقة, الأول و الأخير , واعتقدت أن ذلك كان فقط لأجلى" ضحك برقة ولكن كان لضحكته صوت لم تسمع له مثيلا فى حياتها قط. " حتى عندما اكتشفت ما كانت تقوم به لم أستطع أن أصدق ذلك, ولكن حين وجدتها مع أقرب أصدقائى كنت فى وضع أبعد من ان أهتم بما فعلت . وأعتقد أننى تمنيت له حظا سعيدا تلك الليلة ؛ فهو حتما سيكون بحاجة لذلك ."

- تفرست به فى صمت مخيف وهز رأسه بخفة "عودى الى الحفلة , يا ايلين ".

- " أرجوك , كورد ...." تقدمت خطوة باتجاهه ولكن عينيه كانتا تنظران الى شىء لا تستطيع رؤيته ولوح لها بتعب لتبتعد . " عودى يا ايلين؛ عودى قبل ان اقول شيئا أندم عليه . فقد قال كلانا الشىء الكثير ."

- تركته واقفا الى حافة المياه ومشت ببطء بمحاذاة الشاطىء , رأسها يدور فيما حاولت أن تستوعب ما سمعته . هذا إذا , سبب سخريته اللاذعة فى كل ما يتعلق بالإناث . إنها أبدا لم تواجه فرصة فى اللحظة الأولى . لم لم تلتقى به قبل أن تضع ميغان سمومها فى دمائه ؟ عندما اقتربت من الأنوار والضجيج استدارت لمرة واحدة قبل أن تغادر الشاطىء , كان واقفا حيث تركته , ينظر الى البحر , شكلا بعيدا أسود على خط الساحل المظلم, أكثر بعدا الآن من أى وقت.

- لم تشأ أن تستيقظ فى اليوم التالى . سمعت ويندى تنهض وتدخل غرفة الحمام التى تتشاركان فيها وبعد عدة دقائق سمعت اللحن المتناغم للمرشاش وكأنه يهدهد على ظهرها لتغفو , إنه لأمر مريح جدا أن لا تفكر ولا تشعر .

- بعد وقت قصير كانت تدرك بشكل مبهم أن أحدا ما يسحب الستائر ويفتح النافذة كى يتسرب الهواء المالح المنعش البراق إلى غرفة النوم , وعندما تناثر شعاع من نور الشمس الساطع على وجهها, قررت أن عليها مواجهة العالم على أى حال .فتحت عينيها ببطء , متوقعة ان ترى وجه ويندى المرح .

- كان كورد واقفا إلى أحد جوانب السرير يحملق بها, وجسده الكبير يبدو قاتما مقارنة بنور الشمس الاصفر المتدفق خلفه , وجهه صلب ونظراته غامضة ." مرحبا ".

- رمقته ايلين فى دهشة وفمها على شكل دائرة من شدة دهشتها , وبعد لحظة ارتسمت ابتسامة خفيفة على زاوية فمه " لن ألتهمك و مع اننى لن أقول ان الفكرة لم ترد على خاطرى .إن الساعة تجاوزت الحادية عشر ؛ألن تنهضى أبدا ؟"

- " لا يمكن أن تكون كذلك ." نظرت حولها حائرة عندما جلست فى سريرها ." أين ويندى ؟"

- " ذهبت مع الآخرين فى نزهة على الشاطىء, وأعترف أنها تمنعت قليلا . اعتقد أنها أدركت أننى كنت سأصعد إلى هنا وأقوم بألاعيبى معك عندما يخلو الجو " لقد فهمت انه لم يكن مسرورا من السخرية التى بدت فى صوته العميق .

- قالت بصوت رقيق " آه , كان يجب ان توقظنى قبل الآن " .

- قال بصوت خال من التعبير: " لقد بدت عليكى الحاجة الى النوم . لابد واننى كنت اتعبك فى العمل"

- " بالطبع لم تفعل " اعترضت بسرعة ولكنها جمدت عندما انحنى ولمس الدوائر الداكنة تحت عينيها بأصابع رقيقة. " حسنا , شىء ما يسبب ظهور هذه البقع هنا "

- كانت رقته كثيرة لتتحملها وانزلقت فى سريرها مرة ثانية ورفعت الغطاء حتى ذقنها " إذا, سوف أرتدى ملابسى " .

- " هناك فطور خفيف بانتظارك فى المطبخ عندما تكونين جاهزة " مشى ببطء الى الباب " سوف احضر بعض القهوة ".

- " شكرا لك " لم يكن هناك دفء فى الوجه المتجهم ولم تعرف كيف يفترض أن تكون ردة فعلها , عندما دخلت الى المطبخ بعد وقت قصير رأته جالسا يقرأ بعض الأوراق . ثم دفعها جانبا وراحت نظراته تتفحصها باستحسان . وراحت نظراته تتفحصها باستحسان , وثبتت نظراته على شعرها المتمايل فى ربطة على شكل ذيل حصان ز وقال برقة :" أنت تبدين فى السادسة عشرة عندما تسرحين شعرك بهذه الطريقة بالطبع , إلى ان يلاحظ المرء البقية "

- توردت بشكل متوهج وابتسم فيما اشار الى مقصف الطعام البارد الى جهة من المطبخ " لا أحد يستطيع أن يجد الكثير بعد الليلة الماضية ؛ اخدمى نفسك " ملأت طبقا باللحم البارد والسلطة , وقطب جبينه عندما جلست بجانبه " أنت لا تأكلين ما يكفى" نظرت إليه مندهشة ولاحظت بريقا رقيقا غريبا فى عينيه الرماديتين قبل أن يستدير ليسكب القهوة .

- " هل ذهب الجميع فى نزهة ؟" لم تستطع أن تذكر اسم كلوديا , ولكن صورة المرأة الصهباء الطويلة الانيقة تتنزه على الشاطىء مع موظفى كورد غير ملائمة , لقد علمت ان كلوديا تعتزم البقاء ؛وقد قامت بعرض كبير فى الاصرار على ان تنزل فى الغرفة المجاورة لغرفة كورد عندما جال بهم فى ارجاء المنزل الليلة السابقة.

- تفرس بها للحظة فى صمت مبهم ثم تكلم بخفة , صوته هادىء وساخر " اضطرت كلوديا الى ان تغادر الليلة الماضية بشكل غير متوقع ؛ أما من النواحى الأخرى فإن الحفلة كانت كما هى والجميع الآن خارجا ".

- تحول لون وجنتيها قرمزيا وارتشفت قليلا من قهوتها الساخنة , بسبب سرعتها حرقت مؤخرة حنجرتها , لقد علم أنها تساءلت أين كانت كلوديا؛ وشعرت فى معدتها بذلك المغص الذى يسببه قربه منها دائما .هذا الرجل يستطيع باستمرار أن يقرأ ما يجول فى خاطرها! وأجبرت نفسها على الابتسام بأدب " آمل ألا تكون على غير ما يرام !"

- استرخى فى مقعده وهو يبتسم , وبدا واضحا انه قد سر بنفاقها :" ليس حسبما أعلم".

- " حسن "

- نهض وملأ طبقه , جلس الى الطاولة وأخذ يتناول طعامه باستمتاع , لكن ايلين شعرت وكأن كل لقمة سوف تخنقها . يجب ان تكون محصنة من تأثير هاتين العينين الرماديتين الصافيتين ولكن نظرة واحدة قادرة على تذويبها كالهلام الضعيف . هو, من الجهة الثانية , من الواضح أنه لا يقيم عدلا حينما تكون هى معنية .

- عندما عاد الآخرون بعد عدة لحظات , كان امتنانها عظيما ودخل الجميع , فى عصبة واحدة الى الحديقة . مرت بقية اليوم بسرعة , وجاهدت بأن تتجنب كورد عندما يكون ذلك ممكنا ؛ إن علمها بعزمه على الزواج من كلوديا والحقائق التى علمتها عن ماضيه فى الليلة الماضية شوشت عقلها وأربكت مشاعرها لدرجة أنه أصبح يوجد عملاق واحد من الألم حيث يفترض أن يوجد دماغها . أرادت ان تكون فى البيت بمفردها لتتبين حقيقة مشاعرها ثم تبدأ بالتآلف مع ذلك .

- كانت الساعة قد جاوزت السابعة عندما وصلت قافلة السيارات لتقل الجميع فى طريق العودة . فيما كانت ايلين تهبط الدرجات وهى تحمل حقيبتها الليلية , ظهر كورد من غرفة مكتبه ونادى بإسمها.

- " نعم ؟" نظرت إليه بحذر ؛ لقد كانت تحسب الدقائق حتى تستطيع الهرب.

- قال بهدوء :" لقد تلقيت لتوى اتصالا هاتفيا من هانتن . أحتاج مساعدتك لمدة ساعتين إذا كان ذلك يلائمك ؟ سوف أقلك الى المنزل فور انهاء العمل."

- هزت رأسها موافقة وقد غاص قلبها . ألن تنتهى أبدا هذه العطلة ؟ سمعت اسمها من احدى السيارات المنتظرة وقطب جبينه بنفاذ صبر " قولى لهم بأن يذهبوا " إنه هو نفسه , كورد بطبيعته الانانية , وارتسمت فوق شفتيها ابتسامة سريعة مصطنعة . قفل عائدا الى وضع العمل . وبعد ذلك كان كل شىء أعمالا .

- بعد أكثر من ساعتين , عندما شارفا على الانتهاء, رفعت رأسها لتجد أن عينيه القاتمتين كانتا تنظران الى وجهها .

- " متعبة " كان صوته رقيقا , ولكن فى وجهه شىء وتّر أعصابها " اذهبى وانتعشى وأنا سوف أسكب شرابا لكلانا قبل أن نغادر "

- نهضت ممتنة وهى تمط جسدها النحيل . لقد كان الجو دافئا فى المكتب وشعرت بالحرارة والرطوبة داخل سترتها وبنطالها , اللذين ارتدتهما طيلة النهار " لن اتأخر أكثر من دقيقة "

- هز رأسه حائرا فيما هو ينهى كتابة آخر الأرقام التى حسبها , وعندما اجتازت القاعة التقطت حقيبتها الليلية بحركة سريعة , بعد أن قررت أن تبدل سترتها بالسترة الاضافية التى أحضرتها معها. ذهبت الى الغرفة التى شاركتها فيها ويندى, وضعت السترة النظيفة على سريرها , وقلعت سترتها بشعور من الارتياح فشعرت بروعة نسيم الليل باردا على بشرتها الحارة.

- بعد أن رطبت أعلى جسدها بسرعة على المغسلة فى غرفة الحمام وسرحت شعرها بشكل أملس , ذهبت الى غرفة النوم لترتدى ملابسها ثانية , ما كادت تصل الى ملابسها حتى سمعت الخطوات الثابتة الثقيلة على منبسط الدرج فى الخارج, وقبل أن تتمكن من الحراك كان كورد قد فتح الباب , وهو يتكلم :" لابد أنك جائعة ؛ لدينا فى الثلاجة كل انواع الطعام اللذيذ...."

- جمدت تحت وطأة نظراته المحدقة فيما تلاشى صوته , ثم أطلقت صرخة من الارتباك وهى تلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تصد نظراته الصامته.

- " كنت أتكلم عن الطعام ..." كان يحاول أن يكون ثرثارا ليتدارك الوضع , ولكن لونا احمر قاتما صبغ لون بشرتها الشاحب وبدا أنه غير قادر على توجيه نظره بعيدا عنها فقال بصوت أجش :" أنا آسف . اعتقدت أنك فقط تسرحين شعرك ؛ لم أتوقع أن ...."

- أغمضت عينيها للحظة وعندما فتحتهما ثانية كانت الرقة تصهر الوجه القاسى :" إنك جميلة جدا يا ايلين ... لا شىء يدعو للخجل "

- " إنه ليس ..." وجدت نفسها تتلعثم وتمنت لو أنه يغادر حتى تتمكن من الانتهاء من ارتداء ملابسها .

- " هل هو أنا؟" اقترب خطوة والنار تحترق فى عينيه " لا تريدين ان اراك ؟ ولكن لم ؟ أنت أمرأة وأنا رجل ؛ إذا كان هناك أحد سوف يقدر كل ما لديك لتقدميه , أنا أفعل "

- " أرجوك , كورد "

- " لا ترتعبى . لا أريد أذيتك ؛ ألا تعلمين ذلك ؟"

- قالت بصوت هامس :" ولكنك سوف تفعل , أليس كذلك ؟" وقطب جبينه وهو ينظر إليها , والعاطفة تحول عينيه الى بركتين رماديتين , وبشرته السمراء تبدو قاتمة بالمقارنة مع جمالها .

- " سوف أفعل ماذا؟"

- " تأذينى " رفعت وجهها الى وجهه عندما تكلمت وكانت عيناها رقيقتين ومتوسلتين مثل عينى انثى ظبى وهى مجروحة أمام صياد " أنت لن تريد ذلك , ولكنك سوف تفعل ."

- جمدت تعابير وجهه واجاب " هل هذه فكرتك عنى ؟"

- " ولكن ذلك ما أخبرتنى به أنت نفسك " اهتز صوتها فيما هى تنظر اليه " أنت لا تريد التورط, الحب , الأشياء الطبيعية . حتى هذا الامر مع كلوديا ...أنت لا تحبها فعلا , أليس كذلك ؟"

- " هل مازلت تعتقدين بوجود شىء كالحب ؟" كان وجهه باردا جليديا .

- " بالطبع " تناولت سترتها عندما تكلمت وتشبثت بها , مسرورة بالانحناءة لتخبىء وجهها للحظة, هل هى تؤمن بالحب ؟ إنه أبدا لن يعرف مدى سخرية كلماته .

- " ما تتكلمين عنه , الزواج , تذكرة للحصول على المال ثمن يدفعه الرجل " كانت العينان الغامضتان باردتين .

- " إنه ليس ثمنا , ليس كما تعتقد " استطاعت ان تشعر بالدموع تهدد بخنق كلماتها ولكنها أرادته بيأس أن يفهم . " الزواج الحقيقى لا علاقة له بكمية الاموال التى تمتلكها أو لا تمتلكها . إنه مبنى على الحب , المشاركة فى السراء والضراء , العناية... لا استطيع التورط بأى علاقة ليست مبنية على هذه الأمور".

- " أنت تتلفظين كلاما زائفا " وبدا كئيبا بشكل هائل.

- " لا و انظر الى العم رون إنه متزوج وسعيد منذ سنوات , ووالدى احبا بعضهما بعضا حتى اليوم الذى توفيا فيه ".

- قال بهدوء " لا يمكنك ان تكونى واثقة من ذلك "

- " حسنا , والداك اذا ؟"

- قال وفى عينيه نظرة ألم :" ذلك كان شيئا مختلفا. حبهما هو الاستثناء الذى يثبت القاعدة . أما الذى تقولينه لى فهو من متطلبات العصر القديم , إذا اردت على أن أدفع ثمن ذلك الزواج "

- قالت برقة :" لا , ليس ذلك ما أقوله لك "

- " لا ؟" لوى فمه بمرارة " أنت لست صادقة الان. إذا تقدمت للزواج منك ,لأجعلك ىمنة فى ورقة صغيرة لا تستحق كل ..." طرق أصابعه الطويله باحتقار
"....سوف تسجدين أمام قدمى . لا توجد أى أمرأة ترفض عرضا فى الثراء الذى لا حدود له , مع الضمان لتذكرة طعام مباحة لمدى الحياة إذا لم تتم الأمور بشكل حسن ". كان فى صوته غطرسة مفاجئة.

- " سوف أفعل " نظرت فى وجهه مباشرة " أستطيع أن أقول بكل صدق إننى لن أوافق على الزواج منك لو كنت آخر انسان على وجه الأرض " فكرت يائسة , لأننى لا استطيع ان اعيش معك وانا اعلم أنك لا تحبنى , يا عزيزى , أنت سوف تدمرنى فى أسابيع .

- " لا أصدقك " شقت نظراته طريقها الى عينيها كأنه ينظر الى عقلها وكرر ببطء :" لا أصدقك "لكنها استطاعت ان ترى من الوعى المتزايد على وجهه أنه أدرك أنها تقول الحقيقة , وأصبح فمه مثل خيط أبيض رفيع.

- " لو أقمت معك علاقة الآن , سوف تتوسلين لى للزواج منك"

- " يجب عليك أن تفعل ذلك بالقوة أولا "

- " هل تعتقدين بأنى لن أفعل ؟"

- نظرت اليه بعناية " قد لا أعرفك بشكل جيد , يا كورد , أشك فى وجود أحد يعرفك بشكل جيد , ولكننى اراهن بحياتى على أنك لن تتدخل نفسك فى مكان غير مرحب بك فيه "

- تجمد وابتعد عنها قائلا :" لم أسمع أبدا مثل هذه الاهانة الرائعة محبوكة بتلك الطريقة الجميلة " استدار ومشى باتجاه الباب ببطء :" لن ازعجك ثانية , هذا وعد منى "

- " كورد ..." للحظة كادت ان تقول له إنه لم يفهم , إنها تحبه , وعلى استعداد لأن تقوم بأى شىء لأجله . لكنه استدار عندئذ وكان وجهه وجه انسان غريب بارد . نظر اليها بعينين خاليتين من الانفعالات . فجمدت الكلمات فوق شفتيها , وحملقت فيه يائسة وقد أرعبها الجليد فى عينيه.

- أتى صوته مختلفا وهو يقول :"سوف نتجاوز الوجبة المعدة للأكل . كونى جاهزة خلال خمس دقائق . سوف أنتظر فى السيارة ".

- فور مغادرته الغرفة انهارت فوق السرير وكامل جسدها يهتز من ردة فعلها . كيف حصل كل ذلك؟ أخذ عقلها يدور بجنون وتأوهت بألم . لا شىء آخر كان باستطاعتها أن تقوم به أو تقوله . ليس بمقدورها ان تجعله يعلم بحبها له ؛ حتى هذا الألم أفضل لديها من العذاب الذى كانت ستعانى منه . عندئذ . تأرجحت الى الامام والى الخلف فوق السرير ويداها حول جسدها . تبحث عن الراحة التى لم تكن موجودة.

- كانت الايام التالية القليلة صعبة ومشحونة , وقد تألمت ايلين بشدة لأنه لم يظهر على كورد أية آثار للمعاناة التى كانت تتآكل روحها . صحيح .أن تصرفه كان أكثر برودة من المعتاد مع موظفيه. وهو يتقبل شكرهم على العطلة بهزة باردة خالية من الابتسام وهو يعاملها بتحفظ جليدى لم يتغير للحظة .

- لقد مضى حتى الان أكثر من اسبوع على الحفلة , وكان من المفترض أن يصل بيار أسفانا بعد ظهر ذلك اليوم للقاء كورد . تمنت ايلين لو ان ابنته لا ترافقه ؛ إنها لم تر كلوديا منذ تلك الليلة فى حديقة كورد وهى تبغض اى مواجهة قد تقوم بها المرأة الجميلة ذات الشعر الأحمر .

- فى وقت متأخر من فترة ما بعد الظهيرة سمعت أصواتا فى الخارج وغاص قلبها وهى تدرك الطرقات الحادة التى لا يمكن أن تخطىء تمييزها , لوقع خطوات كلوديا التى سمعت قبل لحظة من دخولها مع والدها . وجه المرأة الأكبر سنا كان باردا ونظرتها الرقيقة حذرت ايلين لتبقى وجهها منخفضا ولكنها اندهشت من موقف بيار أسفانا الذى وقف بصورة طبيعية امام مكتبها وتبادل معها التحية . لكن بعد ظهر ذلك اليوم مر مسرعا وكأنها غير موجودة , دخل مكتب كورد مع كلوديا خلفه بخطوة واحدة قبل أن تستطيع ايلين أن تتفوه بكلمة.

- صدرت عن ايلين تنهيدة ارتياح عندما اغلق الباب. شعرت للحظة أنها مثل طائر محطم الجناحين , وكلوديا ستكون سريعة باستغلال أى موقف ضعف.

- خلال دقائق سمعت أصواتا ترتفع من الغرفة الداخلية , خمدت بسرعة , لتعود وترتفع من جديد بعد لحظة . تبينت صوت كورد بدهشة شديدة ؛لم تعهده أبدا يصرخ خلال المدة التى عملت معه فيها. إنه معروف بمحافظته على هدوء أعصابه تحت أى ظرف . رمقت الباب بتوتر ؛ يبدو وكأن حربا قد اندلعت هناك فى الداخل . مهما كان الخطب ؟ لم تبق تراقب لوقت طويل. فقد فتح الباب فجأة ووقف كورد عند مدخله , وجهه الوسيم قاتم من الغضب وعيناه الرماديتان باردتان كالجليد.

- " هلا أتيت لحظة الى مكتبى , من فضلك , يا ايلين " أخفى صوته الغضب الذى كان يحول ملامحه الى لون قاتم ؛ وكان وجهه باردا وساكنا.

- تبعته الى الغرفة وهى تترقب شرا , لمحت عيناها الشخصين الآخرين اللذين كانا يحملقان باتجاهها . وللحظة واحدة سمحت كلوديا لنظراتها أن تنتقل وتقابل عينى ايلين , ورأت السم يقطر من تينك العينين المائلتين .

- " يبدو أنه لدينا مشكلة " كان وجه كورد قناعا مشدودا , وفوق عينيه ظلال منعتها من قراءة أعماقهما .

- " نعم ؟" نظرت مباشرة الى وجه كورد وهى تتكلم محاولة تركيز اهتمامها عليه وعليه وحده " هل أستطيع المساعدة ؟".

- صدر عن كلوديا انفجار ضحكة قصيرة:"المساعدة؟ " مطت شفتيها بعيدا عن أسنانها البيضاء الصغيرة فى حركة ساخرة جعلت مظهر وجهها الجميل يبدو مثل صورة رسم كاريكاتورى ساخر " أعتقد أنك فعلت ما فيه الكفاية"

- " كلوديا " انطلق صوت والدها مثل طلقة مسدس:"دعى كورد يتولى هذا الأمر ".

- "إيلين " انحنى كورد باتجاه مكتبه فيما هو يتكلم متجاهلا تماما وجود الشخصين الآخرين :" هل تذكرين بعض الأوراق كنت قد طلبت منك العمل فيها منذ أسابيع قليلة لها علاقة بالأمور المادية للمؤسسة المندمجة ؟ إنها تتضمن مصالح بعض الممولين وفيها كل شىء بالتفصيل ".

- " لست واثقة من ذلك " عقدت حاجبيها وهى تحاول أن تتذكر :" كان يوجد العديد من التقارير والرسائل بحاجة للترجمة ".

- " تذكرى جيدا .إنها مسألة مهمة جدا " كان صوت كورد مشجعا وهو ينظر الى عينيها .

- " آه , ان هذا شىء محزن حقا ". تحركت كلوديا بعدم ارتياح فى مقعدها , وهى تضع قدما فوق قدم, ثم تعيدها الى مكانها . " ولماذا هذا الأمر؟ إنه شىء واضح , أليس كذلك ؟ بالله عليك ..."

- " كلمة إضافية واحدة وأنا شخصيا سوف أتولى أمر إخراجك من هذا المبنى . هل هذا واضح؟" استدار كورد باتجاه كلوديا بوحشية جعلتها تقفز والآن علا وجهها لون أحمر من الغضب . ووجهت نظرة رجاء حادة باتجاه والدها . لكنه كان مايزال يحملق أمامه بوجه ثابت متحجر.

- " انا اعرف من تعنى " عادت عينا كورد لتثبت فوق وجه إيلين الشاحب عندما تكلمت :" لقد أبقيناها محفوظة فى الخزانة إلا عندما كنا نعمل فيها بالفعل ؟"

- " نعم " استرخى بخفة " كان يوجد نسختان فقط من بين كل الوثائق ؛ أنا أملك واحدة وبيار يملك الثانية . لقد أعتقدنا اننا قد اتخذنا كل الاحتياطات الضرورية للحفاظ عليها بسرية تامة ولكن الآن يبدو أن شركة منافسة قد وضعت يديها على احدى النسخ . ولحسن الحظ أنا أعرف المدير المسئول معرفة قوية , وعندما نقل له أحد مرؤوسيه هذا النبأ المثير اتصل بى هاتفيا فى الوقت نفسه كى يضعنى فى الصورة , التى فى تلك الظروف كانت سخيفة بشكل مطلق . هذا يعنى ان الاتفاق بكامله أصبح الآن شائعا . إذا شاء منافسنا أن يعلن عن هذه الوثائق للعامة , سوف يسبب ذلك متاعب غير ضرورية , وبيار و أنا سوف نخسر مبلغا معتبرا من المال "

- " أنا أفهم ذلك " قالت ايلين ببطء , مع ان شيئا لم يكن قريبا من الحقيقة " كيف أستطيع المساعدة؟"

- " باطلاعنا على أسماء المتعاملين معك وعلى القيمة التى سيدفعونها لك " كانت عينا كلوديا اللامعتين مليئتين بالحقد والكراهية.

- " هذا يكفى " وقف كورد على قدميه بسرعة وفى لحظة دار حول المكتب " لقد حذرتك , يا كلوديا"

- " أرجوك , يا كورد " وقف بيار أسفانا ايضا ووضع يدا متعبة فوق كتف صديقه :"كان هذا الأمر صدمة لنا جميعا ولا داعى لمزيد من الجدال, أرجوك . ألا نستطيع أن نناقش الأمر مثل الراشدين المنطقيين ؟ أنا لا أتهم أحدا فى هذا الوقت".

- " أنا أفعل!" عزمت كلوديا على نيل نصيبها من هذا الموضوع .

- " هل تعتقد أننى بعت هذه الأوراق لشخص ما؟" كان وجه ايلين شاحبا فيما هى تنظر الى وجه كورد مباشرة :" هل هذا كل ما يجرى حوله هذا الموضوع ؟"

- سمعته يأخذ نفسا عميقا قبل أن يجيب , وصوته هادىء ورقيق :" لا أحد يتهمك , يا ايلين. لا يوجد أى دليل على شىء. لسوء الحظ لا يوجد أحد سوى نحن الأربعة يعرف طريقا للوصول إلى الوثائق فى أى وقت طالما نحن نعلم ذلك , ولذلك اضطررت لن أسألك إذا كنتى تعلمين شيئا لا أعلمه. ربما قد حضر أحد عندما كنت تعملين فى تلك الأوراق ؟تركتها بالصدفة لليلة فوق مكتبك؟ شىء كهذا؟"

- " لا " لم تبعد نظرها عن وجهه :"بل أنا دائما أقفل عليها ثانية . مازلت أحتفظ بالمفتاح الإضافى للخزانة ".

- " نعم , أنا أعلم ". نظر إليها بهدوء.

- " تملكين مفتاحا ؟" صرخت كلوديا بتلك الكلمات , وقد علت وجهها الملتهب علامات الرضى التام التى لم تخف على احد. " حسنا , هذا لب الموضوع , إذا ! لم تخبرنا أنها تملك مفتاحا ". حملقت فى كورد شاحبة الوجه.

- قال بصوت متحجر :" هذا ليس من شأنك ".

- ردت بحدة :" ليس من شأنى ؟ آه , رائع , رائع! كورد لاشونى العظيم يقع فى مصيدة سكرتيرة صغيرة وسوف يواكب العصر! لا أستطيع الانتظار حتى يكتشفوا الموضوع حول ذلك . أنت سوف تكون موضع سخرية الجميع , يا عزيزى, مصداقيتك سوف تكون لا شىء , صفرا حجريا باردا!".

- "إحضارك الى هنا كان غلطة " صوت بيار أسفانا الهادىء أوقف فجأة الخطبة المسهبة العنيفة الحقودة. فيما هو ينظر الى ابنته الوحيدة , كان يعلو وجهه أثر رمادى وعيناه كانتا غامضتين, وشىء ما فى الوجه النحيف المجعد جعل كلوديا ترفع يدها الى فمها .

- " أنا آسفة , يا أبى " مدت له يدا ولكنه أبعدها جانبا واستدار نحو كورد ببطء.

- " أعتذر لك على هذه المماحكة المضحكة فى اللقاء, يا كورد. لقد اعتقدت أننا نستطيع سبر غور هذا الموضوع , ولكن يبدو ان ذلك ليس بهذه البساطة . سوف تقوم بالتحقيقات ؟" هز كورد رأسه ببطء :" سوف أكون فى المنزل إذا احتجت إلى ".

- مشى خارجا من المكتب وهو ينحنى قليلا الى الأمام و كأن مرضا قد ألم به , وكلوديا تسير بصمت خلفه . راقبهما كورد يغادران وتعبير عميق من الاهتمام يعلو وجهه , وعندما تلاشى صوت وقع أقدامهما استدار لمواجهة ايلين التى كانت ما تزال جالسة على مقعدها مجمدة من الصدمة.

- " يجب أن أجرى تحقيقا , هل تفهمين ؟" هزت رأسها فاقدة الأحساس. " ألا يوجد شىء تريدين قوله لى , أى شىء كان منسيا ؟".

- حملقت به فيما تجمد الدم فى عروقها :" تعتقد أنى من فعل ذلك , ألا تفعل ؟" نهضت عن مقعدها حتى أصبحت واقفة أمامه,ووجهها شاحب وعيناها متسعتان من الألم . قالت وهى تصرخ :" أنت تصدق كل كلمة قالتها كلوديا !"

- " هدئى من روعك " نظر اليها ببرود " إنك تصبحين هيستيرية ".

- "هيستيرية! " لقد علمت ان ذلك لا يقنع العقل المحلل , الصعب ,ولكن كل الألم المتراكم منذ أسابيع تفجر فجأة فى سيلان غضب ما كانت تستطيع إيقافه حتى لو حاولت :" كنت فى انتظار حدوث أى شىء لتثبت أنك على حق , أليس كذلك؟ أى شىء! تنسى إذا كانت الحقيقة أم لا!" تجمد وجهه القاتم . " حسنا , لن أبقى هنا حتى تستجوبنى أنت أو أى شخص آخر! تستطيع ان تهتم بعملك الثمين , يا كورد لاشونى . أنا أنسحب!"

- عبرت الغرفة وذهبت الى مكتبها , ووجنتاها تلتهبان بلون قرمزى وأذناها تطنان بطريقة جعلتها صماء . رأت أن الباب المؤدى الى المكتب الرئيسى كان مفتوحا والجميع متوقفون عن العمل, فخيم صمت مطبق .

- تبعها كورد الى مكتبها , لطم الباب فاغلق بقوة بعدما حملق غاضبا فى موظفيه جاحظى العيون:" ماذا تعتقدين أنك تفعلين ؟"

- كانت ترمى ببعض الأشياء الشخصية الموجودة على المكتب داخل حقيبتها , بحركات سريعه مرتبكة , وكامل جسدها يرتجف وكأنها كانت تقف على حبل :" ماذا يبدو أننى أفعل ؟" صرخت تقريبا بتلك الكلمات فى وجهه وللحظة بدا وكأنه سوف يضربها لشدة غضبه .

- " يبدو وكأنك أصبت بالجنون !" لقد كان يصرخ الآن وفى وسط آلامها شعرت للحظة برضى عميق لأنه لمرة واحدة لم يكن فى سيطرة تامة على أعصابه :" أنا من يجب ان يثور غاضبا لا أنت!"

- " آه , اذهب إلى الجحيم !" كانت أبعد من الخوف أو أى تفكير منطقى . لم تشعر قط مثل هذا الغضب التام :" منذ اليوم الاول الذى التقيتك فيه لم أعرف شيئا إل المآسى وقد نلت ما يكفى! أكثر مما يكفى ! لم آخذ أوراقك الغبية التى لها علاقة بألاعيب قوتك الصغيرة , ولكننى أتمنى لو أننى فعلت . أى شىء لرمى مفتاح إلى أعمال الآله البشرية العظيمة , كورد لاشونى !"

- كانت عيناها تلتهبان بغضب جعله يقف صامتا . " لقد نعتنى بالغشاشة والمزورة , أبدا لم تصدق أية كلمة قلتها ..." كان فى الجهة الثانية من المكتب وفتحت الباب قبل أن يتمكن من الحراك , وعندما خطت خطوة واسعة مبتعدة الى المكتب الخارجى تقدم ليتبعها لكنه توقف فجأة عندما لاحظ وجوه موظفيه المهتزة بحركة تنم عن عدم التصديق . جمد للحظة ثم استدار باتجاه مكتبه وصفق الباب بقوة جعلت قطعة من الجص تقتلع نفسها من السقف وتقع محطمة على الأرض .



شكرا بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا المجهود الرائع عزبزتي ما ماشاء الله تبارك الله


razank1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 03:25 PM   #1794

جهاد احمد عبد

? العضوٌ??? » 477100
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » جهاد احمد عبد is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة جدآ تسلمي علي المجهود وشكرآ

جهاد احمد عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 04:21 PM   #1795

جهاد احمد عبد

? العضوٌ??? » 477100
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » جهاد احمد عبد is on a distinguished road
افتراضي

حلوة اوي اوي تسلمي

جهاد احمد عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 02:56 AM   #1796

*ماسه*
 
الصورة الرمزية *ماسه*

? العضوٌ??? » 399897
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » *ماسه* is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووو ياقمر بارك الله فيكى

*ماسه* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 03:20 AM   #1797

norasabah

? العضوٌ??? » 365852
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » norasabah is on a distinguished road
افتراضي

:heeheeh::heeheeh:كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

norasabah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 07:23 PM   #1798

اكرام31

? العضوٌ??? » 395218
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » اكرام31 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على جهودك الرومانية رااااااااائعة

اكرام31 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 12:33 PM   #1799

Nice lady 1

? العضوٌ??? » 390640
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » Nice lady 1 is on a distinguished road
افتراضي

روايه جميله شكرا للمجهود

Nice lady 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-20, 02:22 AM   #1800

aymyfit

? العضوٌ??? » 388004
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » aymyfit is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووورين علي المجهود الرائع

aymyfit غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.