شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   عيد ميلاد (https://www.rewity.com/forum/t341682.html)

sawsanlily 13-02-16 06:07 PM

عيد ميلاد
 
عيد الميلاد
استيقظت وهى متثاقلة تود العودة للنوم . لكنها قاومت حتى استطاعت النهوض . فاليوم يجب ان تنهض سريعا . فاليوم هو عيد ميلادها . لكنها لا تشعر بالسعادة ككل مرة كانها قد سرقت سعادتها . ففى ذلك اليوم من العام الماضى علقت الزينات وحضرت التورته بنفسها واستقبلت ابناءها واحفادها الصغار . فكانت سعيدة بهم وهم ايضا سعداء بها
اما اليوم فهى تشعر ببعض المرارة الاكتئاب ولا تعرف السبب . لا بل هى تعرفه وجاءها فى شكل هواجس فهى تشعر بضياع العمر منها فقد ذهب كالريح ولم تستطع امساكه اسعدت كل من حولها الا هى لم تفعل شيئا لنفسها حتى انها رفضت الزواج بعد ان توفى زوجها وتعيش من اجلهم
وقد تمت اليوم التاسعة والاربعين وها هى على مشارف الخمسينات انها تقترب من مرحلة الشيخوخة . لكن اين شبابها ؟ اولا فقد ذهب سدى والكل يعيش من اجل نفسه وهى تعيش من اجل نفسها
ذهبت للمطبخ لتعد الفطور ولم تجد شيئا تاكله او قل انها لم ترد اعداد شيئا سوى كوب النيس كافيه واكلت معه بعض البسكويت وهي تجلس بمقعدها الوثير بحجرة المعيشه .. وقطع رنين التليفون خواطرها لا تريد ان ترد تعلم انه ابنها او ابنتها يريدان تهنئتها بعيد ميلادها وهمست في نفسها انها سوف تعيد حسابتها من جديد . توجهت لحجرة النوم حتى سريرها لم تحاول ترتيبه بداخلها ثورة عارمه فهي متمرده على كل شىء ولا تهتم بشىء ... نظرت للمرأه وجدت امراه امامها انهكتها السنون ذات بشره متعبه وشعر غير مرتب وتوجد به بعض الشعيرات البيضاء وتمردت على شكلها كما هي متمرده على حياتها . فيجب اللحاق باخر محطه وان بقى محطات اخرى فهي يجب ان تتغير . ولتجعل اليوم بداية حياة جديدة حياه تختارها هي لنفسها لا الاخرين حياة تعيد بها شبابها وايامها المنصرمه .. وعلى عجل ارتدت ملابسها لتخرج توجهت لبيت التجميل ستصبح انسانه اخرى وليكن ميلاد حقيقي لها ,
خرجت من صالون التجميل مشرقه وجميله وحمام الساونا زادها حيويه ورشاقه ولم تشعر بانها لم تصغر عشر سنوات فحسب بل قل عشرين عاما فقد شعرت بذلك في عيون من رأها . ولمحت فندق سياحي على النيل فليكن ولتحتفل هنا بعيد ميلادها . اختارت ركن هادىء تنساب به الموسيقى الناعمه والاضواء الخافته . ولمحت شاب وسيم يمعن لها النظر على الترابيزة المقابله ولمحت بنظراته الاعجاب الشديد لكنه كان صغير السن جدا وربما اصغر من ابنها فهو يبدو انه مازال بالجامعه . وكانت دهشتها حينما وجدته مبتسما لها موحييا ثم اقترب من مائدتها واستأذنها بالجلوس معها كادت ترفض فهي لا تهوى اصطياد الشباب الصغير كبعض السيدات لكنه خطر ببالها ولما لا تحتفل معه بعيد ميلادها ؟ ! . فهى تحب التحدث مع الشباب سواء اولاد او بنات تحب سماع احاديثهم المرحه وطموحاتهم الجريئه ولما لا تسعد شاب صغير ؟ فربما يحتاج لها في اي مشكله وما اكثرها عند الشباب ! فربما يريد ان يفضي اليها بمشكله مع صديقته مثلا او شيىء من هذا القبيل ..,
واذنت له اخيرا ليجلس وعرفت منه انه شاب جامعي فعلا وبدا لها انه حسن الخلق مهذب شيق الحديث ثم تطرق الحديث عنها وافضى لها باعجابه الشديد باناقتها وتسريحتها وكانت دهشته بالغه حينما علم ان لها احفاد فهي تبدو اصغر من ذلك كثيرا واخذ يهمس لها بكلمات حلوه ولم تصده كعادتها بل خطر ببالها يمكن تكون هذه اخر فرصه لها . تركته حتى ليلمس يدها وتعلوا شفتيه كلمات الحب والهيام وانه عشقها من اول نظره وفكرت لبرهه في التراجع وان تعرض عنه لكنها لم تستطع كفاها تتضيع الفرص التى اتيحت في حياتها فلم يعد للعمر بقيه .
استمتعت بامسيه جميله تشابكت ايديهما وشعرت بحرارة شبابه المتدفق ولمحت بعينيه صدق مشاعره لم يكن ليتلاعب بها وسمعت لكلمات حب لم تسمعها منذ سنوات ولم تسمح بسامعها من اى رجل اخر قبل ذلك ولا تؤثر بها كلمات ..
اليوم وجدت نفسها تذوب من همسه وتطرب لكلمات حلوه وتعلقت بعيونه السوداء الواسعه وذهب الامر بهما انه طلبها للزواج وسرحت طويلا هل تبدو صغيرة لهذه الدرجه ؟ اه ايظنني من سنه ؟! .. وذهب لابعد من ذلك هل توافق ؟ ولم لا ؟ سيقولون انها جنت .. فليكن ! تود ان تعيش حياتها وايامها التى فلتت منها ولتعش البقيه الباقيه من حياتها . واسترسل هو في الحديث عن نفسه تمهيدا للزواج فيجب ان يعلما كل منهما كل شيء عن الاخر . تكلم عن والده ووالدته وعرفت منه انهم ناس طيبين واثرياء بعض الشىء فوالده محامي ناجح لكنه اعترف لها ذلك الشاب الوسيم الذي امامها انه يعاني من مرض نفسي قالها وهو خجول ولا يريد الافصاح عنه واكد لها انه ليس بمرض خطير لكنه يعالج منه لكنها اصرت على معرفته وقد اعترف لها انه يعاني عقدة اوديب ويحب السيدات اللاتي يكبرنه في السن ووقعت كلماته كالصاعقة عليها انه مريض ولا يحبها لصغر سنها بل لكبر سنها يالها من صدمه وافاقت على كلماتها المسموعه .. لا .. ولا .. ولا .. لا يمكن ان استغل مرضك واتزوجك ويجب ان تعالج وتتزوج من صغيرة مثلك وتركت المكان مهروله للخارج .
استقلت سيارتها واندفعت بها ولا تعرف الى اين تقودها فهي صدمت لكلامه ترى هل مازالت تبدو كبيره ؟ الم يصغرها فيما فعلته بنفسها في بيوت التجميل اصغر ؟ او هي لم تبد جميله ؟ , اذا لم تنجح محاولاتها هل ذهب كل شيء سدى ؟ العمر والشباب والاحلام والحب ! الم يعد لها مكان لكل ذلك .., ياربي انه مريض يعاني عقدة اوديب .. ياله من شاب مسكين ! .. لا بل هي المسكينه فلم تستطع اللحاق باخر قطار او قل اخر امل .
توقفت برهه بالعربه لتستريح وتهدأ من فعلتها ونظرت بوجهها مراه السيارة وشعرت انها الوحيده التى تشعر بجمالها . ترى هل تخدعها مرأتها ؟ ام هي التى تخدع نفسها ! .. لا لا فهي مشهورة بجملها دائما ربما لم تستطع بيوت التجميل محو اثار السنين ورجعت ياسه تقود سيارتها وهي تحول التماسك وتوجهت لمنزلها فيجب ان تعود لمنزلها فيجب ان تعود على ماكانت عليه تعود تتمتع بالاشياء الصغيرة التى بحياتها .. حديقتها الصغيرة الجميله التى اودعت بها اجمل الزهور وانضرها وقطتها الصغيرة المدللـه وجيرانها واصدقاؤها اللذين يحبونها وتحبهم وقبل كل شيء ابناؤها واحفادها ورن في اذنيها صوت حفيدها ابن السنتين .. انا بحبك اوي يا تيته .. , نعم ان في حياتها اشياء لتسعد بها كثيرا وتستطيع ان تكمل حياتها هكذا ولتكن سعيدة دائما فالسعاده نسبيه احيانا نسعد بيوم مشرق ونسعد برؤية طفل جميل او نسعد بالوقوف بجانب شخص يحتاج الينها حتى يمكننا ان نسعد بصوت طائر يغرد واحيانا نبتهج باكله جميله نعدها لنا وللاخرين ونشعر بالدفء اللذيذ بالمنزل ونحن نشاهد برنامج نحبه او لفيلم لنا ذكريات معه ووجدت لنفسها دفعه قوية بان تكون سعيده ولما لا ؟ فاليوم عيد ميلادها وهو فعلا مختلف فقد غيرت من شكلها وحتى مكان الحفلة في هذا العام في بيت ابنها فهو اختلاف تحبه فانها كانت تقضي معظم وقتها في ذلك اليوم في الاعداد للحفله وكانت تبدو متعبه فلم تجد حتى وقت للذهاب للكوافير ..
دخلت غرفتها فيجب ان تلبس ثوب السهرة للذهاب لحفلة عيد ميلادها . ارتدت اجمل الاثواب لديها فزادها جمالا ووضعت بعض اللمسات الرقيقه بوجهها فهي الان مستعده للذهاب للحفله وها هي في قمة الاناقه والجمال . هكذا همست لنفسها وهي تنظر للمرأه التى في مدخل الباب وعند وصولها للباب الخارجي للفيلا . قابلها جارهم المستشار فكري وهو ارمل ايضا ويقطن بجانبها منذ سنوات , حياها ثم امعن النظر بها قائلا تبدين متغيرة اليوم اجابته بمرح انه عيد ميلادي هز رأسه مؤكدا عيد ميلادك فعلا ! ودعته لحضور عيد ميلادها فوافق على الفور ولم تخطىء عينيها هذه المره نظرته لها واحساس الانثى بمدى اعجابه بها بل قل انه يبدو متيم بها وهمست لنفسها : اننى ابدو جميله .. وصغيرة ايضا الى حد ما لكن ليست لدرجة طالبه جامعيه ..

um soso 16-02-16 01:09 PM

قصه جميله
نحتاج ان نشعر اننا نحيا وليس نعيش فقط
ان نشعر اانا كيان لنا اهميته وليس مجرد شيء انتهت صلاحيته
لابأس من الحصول على السعاده ان كانت لاتؤثر على الاخرين
اعجبتني الفكره
بالتوفيق


الساعة الآن 01:55 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.