شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   صدفة بحر *مميزة* (https://www.rewity.com/forum/t341862.html)

أنشودة الندى 15-02-16 10:52 PM

صدفة بحر *مميزة*
 
https://upload.rewity.com/upfiles/q4a71558.gif



بسم الله الرحمن الرحيم



صدفة بحر

https://upload.rewity.com/upfiles/fcK72322.jpg



وقفتْ على حافة الجرف تتأمل البحر الممتد أمام عينيها الحزينتين. كانت تعرف أنّه في مكان ما هناك بين موجة وأخرى، يلعب لعبته الأثيرة مع الهواء والرمال وأشعة الشمس المتناثرة في سويعات الغروب. أخبرها أكثر من مرّة أن له فيها مخبأً سريًّا وأنّه سيَدُلُّها عليه ذات يوم، لكنها كانت تضحك ساخرة في كل مرة وتشيح بوجهها عنه إلى جوّالها وعالمه الأزرق الوهمي. زرقة ٌكاذبة خطفته منها إلى الأزرق العميق الحقيقي الوحيد المسفوح على جدران الأرض.

إنه الشهر الثاني على اختفائه أو ربما اختبائه. وهذه المرة الأولى التي تَجرُأُ فيها على زيارة البحر. شهران مَرّا يُجرجِران في نفسها المعذبة تيجان شوكٍ وشوقٍ ووجدٍ مُستعر. لو كان الدمع يُجدي فيعيده إلى حضنها المشتاق كما تعود قطرة المطر المهاجرة إلى أديم الأرض لِتُطفئ أُواره، لكنها تُدرك حقيقة الأشياء الآن؛ حقيقة قبيحة فاغرة الفم تبتلع أيَّ أملٍ لها باحتضانه من جديد.

حرّكت قدميها الحافيتين فوق نتوءات الصخور القاسية فأدمتها، ثم نزلت مُنحدرةً نحو رمال الشاطئ تتقصى أثره الذي دَثَرَتْه موجاتُ البحر الهائجات. لطخاتٌ من الدم تركتها خطواتُها المتمهلة السَّارحةِ فامتصها الرمل بِشَرَهٍ. أكملتْ طريقها غير عابئةٍ بالغيومِ المُكفهرةِ المُتجهمةِ، ولا بلسعاتِ الرِّيح الصافِرةِ في أُذنيها بالشّؤمِ، ولا بخصلاتِ شعرها التي غشتْ رؤيتها وغطّت وجهها كعصابةٍ من ظلام. كان كلُّ شيءٍ حولها يستحيل للرطوبة، بينما تخطو قدماها وكأنهما تعرفان المسار. ما فائدة البصر إن كان القلب غارقًا في العمى؟! حقيقةٌ أدركتها بعد مأساتها المريرة، ومع أن عينيها فقدت رَسْمَهُ، كما فقدتْ يَدُها لَمسَهُ، لكنَّ دِفْأَهُ لايزال مُشِعًّا في فؤادها، يُناديها بلثغته الطفولية المحببة "ماما" فيُعشِبُ القلبُ اِخضرارًا وتُومِضُ جمرةُ الرُّوحِ اشتياقًا ويتلفَّتُ الرَّأسُ باحثًا عن جهة النِّداءِ فلا تُسعِفُها الأُذنان ولا تُنجِدُها الحدقتان.

ينبثق الصوتُ من تلافيف ذاكرتِها ليطرُقَ طَبْلَتَي أذنيها مُعيدًا وجعه، لكنه هذه المرة يزداد وضوحًا مع خطوات قدميها العاثرتين. اختفتْ الرِّمال ولامست قدماها سطحًا أملسَ باردًا تحدَّدَت حوافُه ليستحيلَ درجاتٍ زلقةٍ منحدرة تُفضي إلى كهفٍ زجاجيٍّ مهيبٍ تلألأتْ جدرانُه و تشعشعتْ بزرقةٍ مُخضرةٍ كشفتْ وراءَها غاباتٍ من مَرجان وغماماتٍ من أسراب السردين. أبعدتْ خصلات شعرها الثائرة التي حطّت على وجهها، كانت مُقلتاها تائهتين أين تنظران، بينما كان عقلها حائرا في تفسير ما يراه: أدخلتْ عالم الحلم أم سقطت في هُوّةِ الغرق؟! كلّ شيءٍ حولها كان سحريا مقدودًا من خيال: مكعبات جليدية متراكبة كحِصنٍ صغيرٍ يبحث عن فاتح، نجماتِ بحرٍ متراكبة كقطع أحجية شارفتْ على الانكشاف، أصداف ملونة غريبة الأشكال مكوّمة في طَبَقٍ صخري كبير، وكأنها تُطهى على جمر المياه. تشمُّ رائحته هنا، في رَصْفِ النجوم، وتكويم المكعبات، وطهو الأصداف. رسماتٌ ملونةٌ على الجدار الزجاجي بطحالبَ خضراء، تكاد تُقْسِمُ أنّها لها، تلك الشعثاء الشعر، الواسعة البسمة، الرابتة على رأس الطفل، تلك طريقته في رسم العيون، وذاك ولعه في تكرار الخطوط، إنّه هنا عنده، أو ربما هي هناك عنده! ما الفارق بين هنا وهناك إن كان سيعود إلى حضنها، وتلتقطه ذراعاها وتزرعه في صدرها. أتستطيع شفتاها لثمه في عالم الهنا هناك؟ أو تحيط حدقتاها بِجُرْمِهِ وهي التي حَلِمَتْ به كل صباح ومساء؟، أتصِلُ إليه أخيرا ولو كلّفها ذاك سنين العمر وطِيبه وريّاه؟ وأي طيب بقي فيه وقد غاب عنه جوهر الروح وسبب بقائه؟

ينبثق أمامها كشعاعِ نور هاربٍ من ديلج الظلام. وينطلق إلى أحضانها مندفعا كشهاب يتلألأ البِشر و الحبور من مُحياّه. هو هو لم يتغير: لم تنبت بعد سنّته المقلوعة، ولم تختفِ لثغته الجميلة، ولم تطل خصلات شعره الحبرية. ارتمى بين ذراعيها مُرحبا، فاحتوته بشوقٍ عارم. كانت تضمه حتى لتكاد تدخله بين ثنايا الضلوع، هناك حيث تستطيع أن تلمسه وتشمّه كلما شاءت، علّه لا يبتعد مجددا ولا يغيب. شدّها من يدها كعادته حين يتوق ليُريها شيئا مثيرا، وجال بها في جنبات كهفه المنيف، أهداها أجمل أصدافه، وأخبرها أن سمكة دولفين صغيرة تزوره كل حين، تهبه من أصداف البحر الأجمل و الأبهى، وتحدثه عما وراء الزجاج البلوري السميك من حكايات وأخبار تؤنسه. أخبرها أن حوتا ضخما مرّ به ذات يوم، أخبرها كيف رآه ينفث من رأسه بخارا، ويبتلع بين فكيه حبّارا. كانت تُنصت إليه وتشرد محتارة في كيفية إطفاء نيران قلبها المستعرة، فتارة تلصق خدها بدفء خده، وتارة تغمس عينيها في سحر عينيه، بينما تجول كفّاها على مسام جلده وتتغلغل بين طيات شعره فتتنشق عبيره وعطره. لهيب أمٍّ مُتقد منذ شهرين فكيف ستستطيع بحور الدنيا إطفاءه بضمة؟ وفي غمرة بهجتها المنسابة من أكفّ القدر فاجأها وميضٌ هازئ، أتراها تحلم؟ أم تراها فقدت رشدها؟ فما تراه يكذبه عقلها، وما تشعر به يستطيبه قلبها، كأمنية طفولية صغيرة انزلقت فوق شلال الأحاجي المستحيلة لتتحقق.

- تعالي لنسبح. شدّها ثانية باتجاه الدرجات المبللة الزلقة. تذكر جيدا أنها لا تجيد السباحة ، لكنها تطاوعه. لا تريد أن ترفض له طلبا بعد الآن، لا تريد أن ترى مرارة الخيبة في وجهه الحبيب. تغمس قدميها في لُجّة الماء فيهوي بها الموج إلى مكان سحيق. تلمحه أمامها مُبتهجا يلوّح لها ممسكا بزعنفة دولفينه، فتبتسم تبادله السرور، بينما تنزلق نحو القاع، وتقتحم المياه رئتيها بقوة، فيطغى طعم الملح على ما سواه، ويتعانق الجفنان حابسين ظلال لقطة اكتمل فيها الحسن والحب و الحنان.

- استيقظي! يصرخ الصوت الأجش مُكرِّرًا. تتكالب الأصابعُ على الجفنين كي ينفرجا. ويتحرّك الرأسُ المُغيَّبُ رافضا، ويتعكَّر الوجه المُعَانِد ساخطا، ويسيل دمعُ الفقدِ مُرًّا دافقا من كلتا العيون؛ عينٌ مغمّضةُ تريدُ الغوصَ في بحر الغياب، وأخرى مُحدِّقة تريد نجاتها، يكفي حبيبا واحدا رَكِبَ البعاد.
يُصِرُّ الصوتُ. يطرق أبواب جفنيها وأذنيها، ويربت على خديها، ينتشلها رغما عنها، يشدها إليه، يُعيدها إلى بوابات الوجود. يتخلى المِلحُ عن جفنيها، ويرمي أقفال الوداع، لتلمحَ من خلفِ رموشِها المُتباعدةِ وجهَ زوجِها المذعور الباكي. تشعر بكفِّهِ تمسحُ شعرها المُبلل، وتقرأ على شفاههِ ترتيلةَ حمدٍ. تشعرُ بجسدها مُتصلبا وباردا، ترفع يدها لتمسح دمعاتها المُنسكبة، فتجدُ يدها قابضةً على صدفةِ بحرٍ.

انتهى

ROSES LEAVES 15-02-16 11:33 PM

عودة حميدة صديقتي الغالية
أم مكلومة غيَّب عقلها عمق حزنها على ولدها حتى راحت تطلبه بين الأمواج التي أخذته منها
(زرقة كاذبة خطفته منها إلى الأزرق العميق ) إشارة بالغة الروعة إلى بعض المصائب التي يجلبها سوء استخدام الانترنت و كثرة الانغماس في عالمه
أحببت التشابيه الجميلة و العبارات الرنانة التي زينت قصتك، أحببتها رغم الحزن الطاغي على جوها
شكرا لك أن أمتعتنا بجمال و بلاغة حروفك
و بانتظار المزيد و المزيد من جود قلمك.. يعطيك العافية :elk:

اسفة 16-02-16 01:14 AM

الله عليكى ندوشة عود أحمد غاليتى
ورجوع متألق بأعلى درجات السوداوية الوردية الزرقاء وجع مغموس بالرقة ودموع القلب والشجن وكعادتك تتلاعبين بعقولنا لنسافر إلى عالم جميل مابين الحقيقة والخيال هناك فى بلاد حيث لا يوجد محال حيث لاحزن دائم ولا فرح تخشين عليهما الوحدة وكسر قد ينالهما من سهام الأيام فيحتضن كل منهما الآخر ليعلمه ويعلم فيه ببصمته لعل وعسى قد يستفيد عابر سبيل ولكن للأسف الأنسان لا يوجعه إلا جرحه ولايقتنع إلا عندما تلسع جنباته النار
ياترى أدخلنا لكهف مسحور أم أدخلتينا إلى مكنون صمتكِ العميق
حيث تنام فراشات البوح .. سبحان من وهبك سحر البيان لتكونى اسم على مسمى تأتين ومعكِ صدفة بحر همساتها كأنها أنشودة آتية من عمق ذاك الأزرق غرقت الأم فى العالم الأفتراضى الأزرق فغرقت قطعة من روحها فى الأزرق الحقيقى لتصيبها حالة من هذيان ومابين الحلم والواقع تربت عليها يد حنونة تأخذها للقاء ضن عليها به الواقع لينبت لها جناحان ونحن معها نطفو على غيمات من كلمات وفى الكهف المسحور نشهد لقائها بصغيرها وبامتزاج دموعنا ودموعها ويد تربت على خدها تستيقظ وبين جنباتها مناد يردد صدى صوته
ولـيس لــنـا في الحَـنين يـدْ
وفي البُـعدِ كان لنا ألفُ يدْ

سلامٌ عليك افتقدتك جـداً
وعليَّ السلامُ فيما افتـقد
.
محموددرويش

تتلفت يمين ويسارا تبحث عن مصدر الصوت لتجد يدها بالقرب من أذنها مطبقة على صدفة بحر
برافو بطاطس دومى مبدعة
ياسلالالام دلوقتى بس عرفت فينك مختفية ألهام لازقة فيكى ههههههههه

أنشودة الندى 16-02-16 02:56 PM

مساء الخير

شكرا روريتا وسوفتي على تعليقكما اللذين أبهجاني جدا

Just Faith 16-02-16 05:51 PM

ماشاء الله ندوش
ابحرنا معك برحلة الفقد التى أكلت قلب تلك الأم
ادمعت عيني بسبب وصفك وتراكيب واسلوبك المتفرد
شكرا لك متعتينا يارائعة
دوما يا قلبي على طول بتوفيق
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووه

bessoum 16-02-16 06:15 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسعد الله اوقاتك بكل خير يا بلغية القلم
قصة بقدر جمال حروفها وبلاغة معانيها كان وجعها ،وجع يحاكي الواقع ، أم سحرها ذلك الازرق الوهمي ،انساقت وراءه وغيبت الواقع لتستفيق على وجع ما كان وهما كجدارها الافتراضي الملتصقة به ،بل حقيقة مفجعة مزقت اوصالها ، حقيقة ما ينفع لها ندم أو حسرة لذنب الانشغال بملهيات اصبحت تقاسمنا الحياة ووجب التعامل معها باتزان وحذر تماما كالبحر الذي ابتلع ابنها قربان اخطائها ،البحر غادر كما هو ساحر ، يبتلع همومنا وضيقنا فهل سيمتنع عن شقاف أجسادنا !
جماله يحاكي تلك الصدفة ذات المنظر الساحر لكن صدى جوفها واهم ... حتى كاد أن يبتلع عقلها وكلها من شدة يأسها ... ومن رحمة الله وجدت في طريقها من ينتشلها ،زوجها الموجوع مثلها والخائف فقدان آخر ...

https://up.harajgulf.com/do.php?img=541793
العنوان الساحر *_^
ربطته بطريقة رائعة مع محتوى القصة بكل أبعادها وايحاءاتها ...
عنوان القصة مثير ،ساحر والجوف حاد بفضفضات الواقع ...الجدار الأزرق كذلك صدفته ،تجذبنا ودون شعور منا تلهينا وتجعلنا نجذف في صفحاته ...لو سلكنا الاتجاه السلبي حتما سنستفيق على خسارة ما ...كالوقت أو الجهد في ألطف المرات ... ثم صدفة البحر الحقيقية هي كذلك بديعة المنظر ولا تفقد من جمالها حتى وان فقدت اللؤلؤة داخلها ،دائما يأخذنا شكلها وصوت الهواء العابر لجوفها فيسافرا خيالنا وسمعنا عنوة الى أجواء البحر وموسيقاه الواهمة داخل تلك القوقعة . التمسك بقشرة الشيء ستجعلنا نعيش حياة زائفة وغير حقيقية لاتدل على جوهر الاشياء أو الحياة .

دمت مبدعة انشودتي

صدى الامواج 17-02-16 04:48 AM

قلم مبدع
 
ألم الفقد شعور موجع جدا جسدته قصتك المليئة بالمشاعر بكل حرف كتبته
من جد احساسك رائع في الكتابة وصل الي قلبي دمعت عيوني واني اقرأ انتي من اقلام المبدعة في الكتابة الله يوفقك ويحفظك حبيبتي :amwa7::amwa7:

دنيازادة 18-02-16 09:27 PM




مساء الورد البنفسجي غاليتي ندوش :*
في صدفة بحر أضئتي قضية غاية في الاهمية عن مخاطر ادمان الامهات على مواقع التواصل الاجتماعي واهمال اطفالهن..
الامومة منحة ربانية عظيمة جاحدة وغبية ولا تستحق حمل لقب ام كل من تعبث بمعانيها باحثة عن سعادة زائفة في عالم وهمي..
الامومة هي السر الازلي للانسانية.. الامومة قوة تحدي التحمل ومدى انكار انانية الذات والقدرة على العطاء الامتناهي ولهذا جعل الخالق عز وجل الجنة تحت اقدامها..
نعم افهم واستوعب ان هناك اسباب قوية جدا قد تدفع الام في معترك الحياة المليئة بالمطبات والازمات ان تقصر بغير ارادتها برعايتها ومسؤولياتها اتجاه اطفالها لكن عليها دوما ان تضعهم في اعلى قائمة اولوياتها واهتمامها..
تلك الام المفجوعة بعد ان غرقت في الفضاء الازرق الوهمي اكتشفت متاخرة وبعد فوات الاوان انها اضاعت روح قلبها في البحر الازرق.. في غفلة عينيها المنساقة لصندوق جروبات نميمة الدردشات ومنافسات الايكات لم تبصر غدر البحر .. فكرها الشارد بالرد على الكومنتات واندماجها بملاحقة صوت نغمات التنبيهات المستعجلة التي تطلبها بالحاح جعلها لا تسمع نداء النجدة الذي ابتعد وتلاشى مختفيا في اعماق الامواج المتلاطمة ليعانق الابدية..
لن يكفيها العمر كلة ندما.. ستبقى معلقه بالشوق توقا للحظة تلهو فيها معه بمكعباته وتصغوا لحكاياته وخيالاته.. لتغمره ويغفو في حنان حضنها..
غاليتي ندوڜ تسلم الايادي اجدتي بامتياز ومهارة لغوية بلاغية..
صدفة بحر اجدها مقدمة رائعة لرواية ^_*


كاردينيا الغوازي 10-04-16 10:14 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز القصة القصيرة وتثبيتها في القسم العام (لمدة ثلاثة ايام)
لتميز كاتبتنا الرائعة ذات القلم المتمكن الخلاب

الف مبروك حبيبتي ندوش :29-1-rewity:


https://upload.rewity.com/upfiles/fcK72322.jpg

زهرة نيسان 84 10-04-16 01:34 PM

مبروك ندوشة التميز
لوحة فنية متميزة مرسومة بكلمات و تعابير بثت احاسيس تلمس القلب مرسلة تنبيها يقرع اجراس الخطر في زمن اصبحت الهواتف الذكية لصيقا لنا
صدفة البحر ابدعت كما عهدناك


الساعة الآن 06:10 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.