آخر 10 مشاركات
68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          075- رجل لكل العصور -جانيت ديلى(د.ك.ع)...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          عدد ممتاز - شبابى والقدر - جين سومرز - روابات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-20, 02:21 AM   #1031

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


لا اصدق واخيراراح ينزل الفصل الجديد
الحمد لله على سلامتك كونتيسة




mansou غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-20, 02:34 AM   #1032

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏mansou, ‏fati saloua, ‏Msmrs, ‏الكونتيسة نسرينا


mansou غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-20, 03:32 AM   #1033

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفــصــل 43

~ لا تَعْبَث معَ السَّاحِرَات ؛ فهُنَّ لا يَعرِفْنَ المُزاح ~

أنا القارئُ لهذِهِ الأحرُف
أقسمُ أنني لن أتوقف
سَأتابعُ تلاوَة الكلِمات
وأوافقُ على ما سَيُصِيبُني
سأتورَّطُ عن سَابق إدرَاك
أملكُ الحَق في تحَمُّل المَسئوليَّة
لن أترَاجع ..
(سُكوووووووون تاااام)
_قـُشـَـعريـــرَة_
(ثم ارتجااااااف)
ما هذِه الهَالة ؟
ماذا يَحدُث ؟
لا أتمَكَّنُ من التراجُع فِعلا
أريدُ التوقف ، لا أقدر !!
شَيءٌ ما يُسيطرُ عليَّ الآن
إننِي أتابعُ القرَاءة
أستطيعُ مُجاراة تبعَات هذا الاقتحَام
أرغبُ بالمُتابعة
أريدُ المزيد ..أريدُ المزيد
لديَّ فُضُول ، أشعرُ بالخوف
لن أترَاجع
أوافقُ على إصَابتي
بلعنة كَاتبة هذه اليَوميات
أصَدِّقُها ، أصَدقُ سِحرها ، وُجودَهاااا
أصدِّقُ أنها لن تَغفر لِي تورٌّطِي هذا
أنا ضَحيَّتها الآن ، ملكُها
لقد قرأتُ تعويذتها
إذن ….وَقعتُ في الفخ
ههههاهاهـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــاااا ا ضحكة شريرة
"قبلَ أيِّ شَيء أجل لقد وقعتَ في الفخ !!
قرأت للتو تعويذتي ، أنصحك بعدم التراجُع طالمَا لمستَ كتابَ يومياتي فقد أصابتك لعنتي ، أخبرني هل توضَّأتَ بماءِ طاهرْ هل قرأتَ المُعوذتين قبل القيام بذلك ؛ لا تملكُ فكرة عما أقحمتَ نفسكَ فيه لكنني أعرفُ ذلك جيدا فأنتَ الآن تحتَ سيطرةِ الأرواح الشِّريرَة عليكَ بالتعوذ والتطهر لكي تنقيَ رُوحك وتنفذَ منها ، لا تُصدقني لكنك حقا يا عزيزي مُحاط بالطاقة السلبية حتى أنك تبحثُ عني الآن ، صوتي قريبٌ منك ، يُشبه الهمسَ البعيد هل تظنُ نفسكَ مجنُونا لا ، أنا موجودة بقربك هل تبحثُ عني مُجددا إنكَ تنظرُ في كل اتجاهٍ كالطفل المرتبك ، هل أنت خائف أستشعرُ خفقاتِ قلبك المتصَاعدة تكادُ تكسرُ سُكون المكان ههه هل تظن أنك ستفلتُ مني …هل صدَّقتني ؟ أنت تُشككُ بي الآن ..، أعطيتُكَ سبيلا للنجاةِ لكنكَ لم تثق بي إذن انتظرنِي عندما تدخل لمخدعكَ كي تخلدُ للنوم سأحضرُ حينها ستشعرُ بحرارة في جسمك ، سيسري تخدُّر بإحدى يديك ستظنُّ أنكَ وحيدٌ في الغرفة لكنني بقربك أراقبُك ، أنظر أنت تعرق الآن تبتلع ريقك وتُحاول استحضارَ الجسارة والقوة لمقاومة وساوسي لكنكَ لن تستطيع لأنني سأمنعُك حين أبدأ مَعكَ مرحلة القصاص لأقتلعَ السكينة من قلبك وأحولها لحُطاااااام ، فلا أحدَ يفتحُ يومياتي ولا يُصاب بلعنة غضبي ، حقا أنتَ في ورطةِ كبيرة فادعُ لنفسك بالخلاص الغير ممكن ،انتظرنــــــــــي فمن الآن وصاعدا قد صرتَ تحتَ رحمتـــــــــي….
أنا تمارا… "
زفرت عميقا عميقا جدااا وهي تلف الورقة الموالية من يوميات ذلك الكتاب فلم تجد شيئا آخر ،كانت تلك نبذة تهديد لم تتمكن من معرفة الهدف لكنها أرجحت أن الأمر معمم لمن سيقرأ تلك اليوميات ذات مرة … بتجاهل أغلقت الكتاب ووضعته بحقيبتها المدرسية وهي تسخر من هراء الكُتاب فلم يصل بهم الأمر لخلق سحر من خلال تلاوة بضعة أحرف مزخرفة …
بيلي:- ههه ما سر هذه الابتسامة يا فتاة ؟
هانا:- عثرت على كتاب غريب في علية المكتبة
بيلي(بفزع):- الجاااانب المحظور ؟
هانا(همست له):- شتتت بهدوء
نيل:- ماذا حصل ؟
بيلي:- هذه المجنونة دخلت للجانب المحظور من المكتبة
نيل(بدهشة):- واووووو
هانا:- لن تصدقوا يا رفاق كيف شعرت ؟
نيل:- جعلتنا نشعر بالفضول ، أرنا الكتاب ؟
هانا(ضمت الحقيبة جيدا):- ليس هنا …لنجتمع في بيت الشجرة بعد الدوام أخبروا البقية
بيلي:- هههه طالما سرقته إذن لنلقي نظرة ، هه هيا لنعش مغامرة جديدة مللنا من الروتين ، بسسس أخبر الرفاق سألحق حصتي
نيل(بعث رسائل نصية):- لنلتقي يا رفااااق في بيت الشجرة ، هانا لديها سر خطيرررر
هانا ، بيلي ، نيل ..ووو ..مجموعة من المراهقين من مدينة روما والذين عثروا على كتاب خطير حقا ، كيف وصل إلى تلك المكتبة هذا ما سنكتشفه فور اجتماعهم ببيت الشجرة …هاه بعد فترة كان هنالك سبعة طلاب يجلسون في دائرة بذلك البيت ينظرون لبعضهم على ضوء الشموع بينما كانت هانا تضع الكتاب وسط دائرتهم …
هانا:- لقد عثرت على هذا الكتاب في الجانب المحظور ، تسللت لكي أعثر على تسلية لنا وجيد ما فعلته قد وجدت هذاااااا
بيلي:- إنه كتاب السحر الأسود ، يوجد في تلك الصفحات يوميات لساحرة قوية هانا قامت بقراءة الصفحة الأولى
نيل:- ولم أنت تعرف هذه المعلومات قبلنا ؟
بيلي:- هههه الفضول
هانا:- وعدني بشراء بيتزا لفترة أسبوع لو تركته يقرأ الصفحة الأولى
سوي:- وأنا أريد قراءتها
بيلي:- سنقرؤها جميعا لقد صورتها وسأبعثها على هواتفكم ، نتلوها جميعا كي نتمكن من قراءة الصفحة الموالية
نيل:- لم أفهم ؟
هانا:- هذا الكتاب ليس كتابا عاديا ، لا يمكننا قراءة الصفحة الموالية لأنها فارغة لكن ما إن يتلو الجميع ما كتب في الأولى ستظهر التتمة
سوي:- أشعر بالغرابة
جاكي:- إذن لما لم تتابعا القراءة أنتما ، لم انتظرتمونا يعني ؟
بيلي:- ونحرمكم من هذه المتعة ، ثم نحن فريق أليس كذلك ؟
هانا:- من يشعر بالخوف فليغادر بيت الشجرة (نظرت إليهم تباعا) جميل طالما موافقون ابعث الصورة يا بيلي سنتلوها سوية يا رفاااااق
بعد أن بعث الصورة بدئوا بتلاوتها بصوت موحد بينما كانوا يتبادلون ضحكات سخرية تحولت إلى جدية مع نهاية آخر سطر ، انتابتهم رهبة غريبة مرفقة بقشعريرة باردة جعلتهم يستكينون حين هبت ريح عاتية من حولهم أضفت رعبا على الأجواء …
بيلي:- هههه لن نهتم إنها تقلبات الجو ، هيا لنقلب الصفحة يا هانا.. اقتربوا يا جماعة
هانا(بعد أن اقتربوا وأخذوا يحدقون في الكتاب ابتلعت ريقها وقلبت الصفحة):- هففف أقلبها لنقرأ سوية
تمارا(صوتها):- ما زلت مصرا على إصابتك بلعنتي ، وأنا أصر على منحك أياما من الشقاء ، أول بوادرها ريح تهز كل ما يعز على قلبك ، أمطار تسحب كل ما تشتهيه نفسك ، ونيران تلتهم كل ما حافظت عليه …..ما زلت لا تصدقني إذن أخبرني كيف انطفأت الشموع ؟
فعلا انطفأت الشموع لترتفع صرخاتهم تلك اللحظة ، حين هبوا بإشعال وميض هواتفهم وصوبوها لأنفسهم ثم للكتاب الذي اختفت منه تلك السطور ، ابتلعوا ريقهم ثم أغلقوه فقد تأخر الوقت وكان عليهم العودة لمنازلهم ..لكنهم خافوا من أخذ الكتاب لذلك تركوه في بيت الشجرة وأغلقوا بابها ثم رحلوا من هناك على أمل العودة في اليوم الموالي لإتمام القراءة …
لكن الغريب الذي حصل تلك الليلة أنه فعلا هبت ريح عاتية وانهمرت أمطار كثيرة ، واندلعت نيران ملتهبة غريبة في آن الوقت بمنزل كل واحد منهم … وهذا ما جعلهم يوقنون أن هنالك خطب ما لذلك تراسلوا بسرعة وقرروا الالتقاء مجددا أسفل بيت الشجرة
بيلي:- الرياح حطمت أغراضنا ، والأمطار جرفت أشياءنا أما النيران فقد اندلعت بغرفنا الخاصة ولم تلتهم إلا فراشنا وكل ما يوجد بخزاناتنا …
هانا:- أمر غريب جدا
سوي:- إنه مرتبط بذلك الكتاب الأخرق ، أنظروا لما حصل معنا
نيل:- ماذا لو كان أحد منا هو الفاعل
جاكي:- من سيقوم بفعل ذلك في نفس الوقت يا نيل ؟
بريتني:- ما ربما كانا شخصين متفقين من فريقنا
هانا:- أنتم تهذووون جميعا
بوب:- ولم نهذي ما ربما كنتِ أنتِ وبيلي الفاعلين ، طالما أنتما من جلب الكتااااب
نيل:- كنت هناك هانا من وجدته أولا
هانا:- يا أصدقاء إننا نشتت انتباهنا هكذاااا ، ما حصل كان مجرد صدفة
بريتني:- صدفة ..يا ابنتي لقد احترقت كل حاجياتنا الخاصة هل ذلك مجرد صدفة ؟
سوي:- ثم عائلتي قلقة جدا مما حصل لكنهم أرجحوا الأمر لتماس كهربائي
جاكي:- ماذا لو كان الكتاب حقيقيا فعلا ؟
بيلي:- أتصدق ، بدأت أؤمن بتلك الأسطر فقد قيل أن الريح ستهب
بريتني:- والأمطار ستجرف
هانا:- والنيران ستندلع ، لكن مهلا لماذا بقيت أغراض عائلتنا سليمة ، لماذا كانت حاجياتنا هي المتضررة فقط ؟
نيل:- لأن هذا ما دُوِّن في الكتاب ، يعني نحن الآن …
بريتني:- هئ ..ملعونووووون ؟؟؟
بيلي(ابتلع ريقه):- أيا كان …نحن فعلا قد تورطنا بالأمر ويجب إتمامه كي نفهم
سوي:- نتممه لا لا أنا أنسحب
جاكي:- وأنا أنسحب
هانا:- مع الأسف لا يمكننا الانسحاب ، فالسطر الأخير كان وعيدا بإتمام الصفحات أو سينتقل الأمر للدم
ارتعب الرفاق مما يحصل معهم لذلك غادروا لمنازلهم والرعب يتملك فؤادهم ، فما الورطة التي تورطوا بها وإلى أي مدى ستندحر … انتهوا لبيوتهم في تلك الليلة على أمل متابعة النقاش في ما يحصل معهم للبحث في أمر هذه اللعنة الغريبة التي أصابتهم ..وكي يتيقنوا من صدقها فعلا وبأن الأمر ليس مجرد مصادفة خارقة للعادة …
في اليوم الموالي اجتمعوا مرة أخرى في بيت الشجرة حين فتحت هانا الكتاب وانتقلت رفقتهم مباشرة للصفحة الثالثة ، حيث ظهرت حروف جديدة من العدم
تمارا(صوتها):- هل وصلتك نفحات لعنتي ، تصدقني الآن إذن أنت صرت عبدا لي من اللحظة ، ستنفذ كل أوامري ستعطيني ما أريده أو أنتقل لفقرة دموية لن تحب مشاهدتها … أنا أعرف من تكون …أعرفكم جميعااااااااا هاهاهاااا ….
هانا(أغلقت الكتاب وهي تغمض عينيها):- من منكن ضحكت هكذا ؟
بريتني:- لست أنا فمي مغلق افففف
سوي:- و لا أنااااا
بيلي:- متأكد أنني سمعت صوت ضحكات صاخبة ، ربما الجيران ؟
جاكي:- أي جيران نحن فوق شجرة
نيل:- أصدقائي …. الأمر جدي نحن متورطون وعلينا الإصغاء أو نصل لمكان غير جيد
سوي:- هل ستقوم صاحبة الكتاب بأذيتنا ، يا إلهي ليتكِ ما اقتحمتِ العلية يا هانا ولا سرقته ….تعالوا نعيده للمكتبة ونطلب الغفران من صاحبته ما رأيكم ؟
بريتني:- ما ربما غفرت لنا على هذه الزلة ، يعني كان الأمر ساخراااا في البداية لكنه تحول لحقيقة الآن
جاكي:- سنقوم بالتصويت ، من يدعم إعادة الكتاب ؟
بيلي(نظر إليهم جميعا):- هانا الكل يرفع يده ، لا يسعكِ التمسك به لقد وصل الأمر لنقطة غير محبذة …إنه يتحول لحقيقة بصراحة أنا خائف والجميع هنا يدعمون فكرة إعادته
هانا(بتوجس أمسكت الكتاب):- موافقة ..لكنني لن أذهب بمفردي ، طالما بدأنا سوية سنتمم الأمر معا
جاكي:- سنفعل هيا بنا للمدرسة
نيل:- لن يسعنا ذلك الآن ، لنلتقي هنا ليلا ونقتحم المدرسة ونعيده دون أن يشعر بنا أحد
بريتني:- هكذا أضمن ..اتفقنااااا
توجهوا تلك الليلة للمدرسة وهم يتلصصون بحرص خشية من أن يراهم الحارس ، استطاعوا الدخول من السور الخلفي ليلجوا زوايا المدرسة وهم متوجهين صوب المكتبة …كان السبعة ينظرون لبعضهم مرة بعد مرة وهم يتفقدون بعضهم بقلق ، وحين وصلوا لباب المكتبة فتحه نيل أولا ليقتحمه بيلي رفقة جاكي بعدها دخلت الفتيات … نظرت هانا إليهم حين صعدت بالدرج الفرعي للعلية كي تضع الكتاب من حيث جلبته …لكنها شعرت بالرهبة فلحقوها جميعا مصوبين هواتفهم المضاءة لينيروا الطريق ، دخلت للباب المحظور لتشير لهم بإنارة المكان فوجدوه معطلا لذلك صوبت هاتفها لتتذكر الزاوية التي التقطت منها الكتاب ، استمرت بمفردها بينما بقي الجميع بجانب الباب في انتظارها ،..تابعت بتوجس حتى وصلت للرف الذي أخذته منه فانتبهت لآثار دماء تتقاطر من السقف لترفع رأسها وتجد أمين المكتبة وهو معلق من ذراعيه ودماءه تغطي كل المكان ….
صرخة واحدة أعلنت عن الطوارئ لحظتها وبعد وقت كانت الشرطة تملأ المكان ، بينما أهاليهم كانوا يتفقدون سلامتهم ليجتمعوا بعد فراغ التحقيق وسحب الجثة في زاوية مرفقين بدموع الخوف بأعينهم جميعا …
هانا:- آسفة اهئ آسفة لقد بحثت عن المتعة ولكنني لم أقصد التورط هكذااااا
سوي(وهي تعانق بريتني):- هل قرأتم ما كتب في الكتاب حين سقط أرضا ؟
جاكي(بفزع):-قلبت الصفحات وحدها لتصل للصفحة الرابعة حيث حيث
بيلي(مسح على وجهه):- قالت الساحرة أن ميلاد الدم قد بدأ ، إن كنا سننسحب فلن تتوقف لذلك يجب أن نستمر بقراءة الكتاب كل يوم لننفذ طلباتها أو
بريتني:- اهئ تؤذييييييينا مثلما فعلت مع أمين المكتبة
نيل:- هذااااا جنون هذاااا جنوووووون
بيلي:- اخرس يا نيل وأخفض صوتك ، أساسا نجونا من التحقيق بمشقة حين ذكرنا أننا كنا نقوم ببحث علمي لأجل الأستاذ
هانا:- أهالينا متوجسون حيال تصرفاتنا يجب أن نبدو أكثر هدوءا يا رفاق
سوي:- متى ينتهي هذا الهراااااء ، أنا لا أتمكن من النوووووم أشعر بالتوجس كلما ولجت الحمام كلما أغمض عيني أشعر بأحدهم يقف فوق رأسي
بريتني:- وكأن هنالك عيونا ترااااااقبنا عن كثب
بيلي:- أجد نفسي متعرقا وأنا أتخيل وجود شبح سيفتح عينيه بوجهي
جاكي:- وأنا كلما ولجت للحمام تفحصت المرايا خشية من رؤية شيء غريب
سوي:- هذا الأمر تجاوز حده لقد لقد أصبحنا مهووسين
نيل:- دعونا نخبر أحدا من أهالينا ربما يتمكنون من مساعدتنا ؟
هانا:- إطلاقا لو فعلنا ذلك ستؤذيهم الساحرة ، يجب أن نستمر وسنفعل ..هيا لننصرف لبيوتنا قبل أن يقلق أهلنا أكثر …
نيل:- نلتقي غدا ونتابع هذا الحوار ، باي رفاقي
هانا(حكت جبينها ثم نظرت لساعتها):- أينكِ ماما هممم
بيلي:- هانا نوصلكِ بطريقنا لو أردتِ ؟
هانا(عانقت سترتها ثم تراجعت):- أمي على وصول لا بأس …وداااعا هه …/ أسخر ممن ع أساس أنها مهتمة …
وضعت قبعتها الصوفية ثم تحركت في غير اتجاه لغاية ما وصلت للطريق العام ، حين سمعت بوق سيارة اتضح أنها قد أفلحت في الوصول أخيرا لأخذ حصيلة الأحداث وليس لعيشها مثلما قام بقية الأهل مع رفاقها …
هانا(ركبت بجوارها ببرودة ثم أزالت قبعتها):- تأخرتِ………كالعادة
لانا:- عذرا يا حبيبتي كانت لدي عملية حرجة ، ما تمكنت من ترك المستشفى حتى الآن
هانا:- ليس مهما
لانا(مسحت على شعر ابنتها):- أنتِ بخير صحيح ؟
هانا(نظرت إليها):- لنعد للبيت ، هناك سأكون بخير
لانا:- هانا هل أنتِ غاضبة مني ، ابنتي إنه عملي ونحن تحدثنا مطولا بالموضوع ثم ..
هانا:- أمي …حقا أحترم هذا الحوار وقد أغلقنا سيرته من قبل ..،لطفا لنذهب للبيت
لانا(مسحت على جبينها ثم أقلعت السيارة):- لنذهب …
هانا(بسخرية أشارت للهاتف):- انظري لا يتركون ياقتكِ حتى بعد فراغ العمل ، يمكنني التجاهل وكأنني غير متوفرة ولذلك أجيبي قبل أن تصابي بالتوتر
لانا:- تعلمين ..العمل لا ينتظر ../ ألو معكم الدكتورة لانا أي خدمة ؟
الممرض:- دكتورة لانا ، خاصة الحالة 207 يطلبون تقريرا بالوضع صباح الغد ، ..يأملون حضوركِ شخصيا لتقييم الوضع
لانا:- هل أخبرتهم أن تقييمنا المبدئي ينافي تماما أي عوارض خارقة للطبيعة ، نحن نحاول إيجاد روابط علمية ثابتة تشرح لنا سبب وجود تلك الحروق على جسمها رغم أنها لم تتعرض للحرق …أكيد شيء ما بخلايا جلدها قد تسبب بذلك ، رجاء أخبرهم أن التقييم سيكون جاهزا يوم غد وسيكون شيئا منطقيا بعكس ما يقول بقية الفريق الطبي
الممرض:- سأتواصل معهم على الفور …
لانا(أغلقت الخط):- ما هذا الهراء ..يحبون تصديق الخرافات بدلا من التعامل بشكل منطقي
هانا(ابتلعت ريقها):- ماذا يحدث أمي …يمكنكِ مشاركتي بالأمر إن أردتِ
لانا:- منذ فترة وصلتنا حالة غريبة ، فتاة تتقيأ مياها وكأنها ابتلعت غالونا منها ، ..لم نعرف السبب الحقيقي وراء ذلك ، لتعود إلينا ليلة أمس وعلى جسمها بعض الحروق ، أرجحوا أنها لم تلامس أي نيران وأن حرارة غرفتها معتدلة وأنه ليس لديها أي شيء قابل للاشتعال ..إذن أخبريني كيف احترق جسمها ؟
هانا:- ربما أحدهم يعبث معها ومن الخوف هي ترفض الاعتراف
لانا:- غالبا هذا هو التقييم الصحيح … المهم لا تشتتي انتباهكِ فما حصل الليلة كاف عليكِ
هانا:- أمي …ألا تؤمنين بالخوارق الطبيعية ، مثل السحر والشعوذة ؟
لانا:- لا أؤمن بها وأنتِ لا تملئي رأسكِ بتلك الأمور الغير واقعية ، انتبهي لدراستكِ وحاولي تدارك حادثة الليلة الشرطة ستقوم بإيجاد مرتكب تلك الجريمة وسيعاقب
هانا(زفرت عميقا ونظرت للجانب):- أجل …سيعاقب هئئئئ أمي هل رأيتِ ما رأيته ؟؟؟
لانا(أوقفت السيارة لتنظر معها):- ماذااااا ؟
هانا(رمشت وهي تستوعب أنه لا يوجد أحد في ذلك الطرف):- كأن شخصا يرتدي الأسود كان يقف بالوسط هناك ، تتت …أعصابي تالفة
لانا(مسحت على وجه هانا):- وجهكِ بارد …لنذهب للبيت صغيرتي سأدعكِ تنامين جواري فإصلاحات غرفتكِ لم تجهز بعد , وتعرفين لماذا ؟
هانا(تابعت معها الفكرة المزيفة):- عوقبت لأنني أنسى مجفف الشعر يعمل ، فهمت
لانا:- كل شيء سيكون بخير حبيبتي ، نبهت على المصلح أن يعيد غرفتكِ كما كانت عليه قبل الحريق الذي نشب عن إهمالك
هانا(أغمضت عينيها):- حقا ذلك …آه مام أنتِ لا تعرفين شيئا فابنتكِ قد تورطت …
احم الآن فقط بدأت الصورة تتضح ، مجموعة المراهقين يبدو أنهم قريبون جدا من معارفنا الخاصين لكن ما العلاقة ، ثم ما حكاية ذلك الكتاب الرهيب الموجود بتلك المكتبة ، على ذكره أين هو الآن فعلى حد علمنا قد وضعته هانا على الرف قبل أن يسقط أرضا ويقلب للصفحة الرابعة مباشرة ….. حينها تشتت انتباههم حين وصلت الشرطة والأهالي ووو ، إلخ والخلاصة الكتاب بحوزة من ؟
هانا(أغلقت باب الحمام):- لم أحمله يا نيل أقسم ليس معي ، بيلي هل أخذته ؟
بيلي(وهو يحادثهم محادثة جماعية على الهاتف):- ظننتكِ أخذته هانا في تلك الجلبة
بريتني:- اففف ألن ننتهي من حكاية هذا الكتاب اللعين
سوي:- إياكم وأن تطلبوا مني العودة إلى هناك ، أنا مريييضة بالزكام لمدة شهر كامل
جاكي:- يجب أن نجده قبل أن يعثر عليه غيرنا ويصاب بما أصبنا به نحن ، علينا إتمامه للتخلص من تلك الشرور اليوم مات أمين المكتبة لكن غدا من سيكون التالي ؟
بيلي:- أوه يا إلهي حقا حقا أشعر بالندم … لقد تورطنا رفاق
هانا:- بوب ألن تقول شيئا ؟
بوب(يظل صامتا طوال الجلسة):- لم أرى شيئا لم آخذ شيئا
بيلي:- دعونا منه إنه لا ينطق إلا على هواه ، المهم غدا المدرسة مغلقة بعد تلك الحادثة لذلك فور افتتاحها سنتوجه مباشرة للمكتبة كي نجد الكتاب اتفقنا ؟
هانا:- اتفقنا …
أغلقت الخط ونظرت للمرآة وضعت هاتفها بجيبها ثم انحنت لتغسل وجهها ، حين رفعته انتبهت لبثرة غريبة ظهرت على وجنتها اقتربت لتدقق فيها فلاحظت أنها تفرز دما جعلها ترتد بفزع للخلف حين ارتطمت بالجدار ، التقطت مناديل ورقية وأخذت تمسح البثرة لتفتح عينيها وتجد نفسها تمسح خدها فقط حيث انتبهت أنه لا وجود لأي بثرة …ضحكت بجنون ثم مسحت على شعرها لتخرج هربا من هناك وتغلق باب الحمام بإحكام ، دلفت لسريرها بثيابها التي لم تغيرها من الخوف
لانا:- هانا …ماذا تفعلين هنا أخبرتكِ ألا تستخدمي غرفتكِ حتى ينتهي المصلح من إصلاحها
هانا(انتفضت من السرير ثم ركضت لتعانقها):- مام …مام …عانقيني من فضلك
لانا(ابتسمت فشتان ما تعانقها ابنتها):- طيب طيب اهدئي حبيبتي
هانا(ابتعدت):- أحتاج للنوم …
لانا(نظرت لغرفة هانا المحترقة جدرانها ثم أغلقت الباب):- دعيني أرافقكِ أشعر بالنعاس ، فغدا يجب أن أجهز تقريرا معاكسا للخوارق الطبيعية ههه هرااااء …
اصطحبتها لغرفتها لكن ما إن غفيت برهة حتى رن الهاتف مستدركا حالة مستعجلة اضطرتها لترك ابنتها والتوجه للمشفى بأقصى ما يمكنها لإغاثة الرجل المصاب برصاصة خطيرة ..
(أيقون يرفع) عينيه للسماء مستغربا همممم ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:34 AM   #1034

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

آنذاك في الوكر
كان ّأربد يكتف يديه ويقف عند الجدار ، بينما كان روبيرتو يزيل الملصقات ليضعها برفق على جسمها ، كانت تئن من شدة الألم لذلك حقنتها ليزا في ذراعها بمهدأ ويداها ترتعد خوفا منها … لاحظ روبيرتو ذلك لكنه قرر الاستفسار بعد فراغهم
روبيرتو:- ستكونين بخير حاولي النوم رومينا
ميرنا(وهي في حالة حمى):- …أخبرني أنني لم أكن أهذي ، و..وائل كلمني صح ، لم يكن ذلك من المرض ومن هذه الحروق ، واااائل كلمني
روبيرتو:- كنتِ تحلمين فقط …
ميرنا(أمسكته من ياقته بتعب):- لم أكن أحلم …. أخبر سيدك أنني أريد الخروج من هنا
روبيرتو:- متى يبدأ تأثير المهدأ سيدة ليزا ؟
ليزا:- لابد وأن يظهر الآن …لكن على ما يبدو أن الحالة مقاومة
ميرنا(تهاوت على السرير وهي تتقلب يمنة ويسرة):- دعني أخرج …يجب أن أخرج …. يجب أن أخر….أخرج …
روبيرتو:- هاه الآن نقول أنه أعطى مفعوله ، انتبهوا لها جيدا لن تبرح سريرها ذاك مفهوم؟
ليزا(بتوجس لحقته):- أربد …عينك لا تغفل عنها إنها مهمتك
أربد(كتف يديه):- هممم
روبيرتو(طالعه ثم خرج):- ماذا تطعمون هذا الوحش ؟
ليزا(نظرت للكاميرات حين تم إغلاق الباب خلفهم أوتوماتيكيا):- يكلفنا الكثير
روبيرتو(استوقفها في الزاوية):-اختصري قبل أن أكلفكِ صف أسنانكِ الأمامية
ليزا:-الاصطناعية ، ههه عيب أن تخاطب امرأة كبيرة في العمر هكذا يا روبيرتو
روبيرتو:- سيدي لا يهتم بالأعمار ، وبالنسبة لي الأمر سيان فأجيبيني بلطف ما حكايتكِ مع الرقم 207
ليزا(فركت يديها):- حدث أمر غريب يوم أمس …صدقني لوهلة ظننت بأنني أهذي لكن أربد كان رفقتي وقد رأى تماما ما رأيته
روبيرتو:- والذي يكون ؟
ليزا:- الفتاة بها أمر مريب ، لقد لمعت عيناها ببريق ذهبي ، يعني بؤبؤ عينيها تحول إلى لون ذهبي كأن بهما ضوء أو هالة من النور غريبة …ولأضيف قد دفعت أربد ذاك على الجدار ولكي أكمل ما في جعبتي رافقني للقاعة كي تشاهد الضرر الذي أحدثته
روبيرتو(وهو يضع على فكه وينظر للضرر بعد لحظات):- متأكدة أن تلك الفتاة قامت بذلك ، يا امرأة إنها لا تملك القوة لإزاحة كرسي من مكانه فكيف بهذا حبا بالله
ليزا:- إن لم تصدقني ….لدي شريط مصور وهي تفعل ذلك
روبيرتو(برقت عيناه):- من رآه غيركِ ؟
ليزا(ارتعبت):- بمفردي أقسم …
روبيرتو:- ستسحبينه وتعطينني إياه في حامل معلومات ثم تقومين بالحذف ، تحركي أمامي
ليزا:- أريد أن أعرف ، هل تلك الفتاة مثلها مثل بقية الفتيات أم أنها معاقبة فقط ؟
روبيرتو:- لا تسألي كثيرا ، هيا تصرفي دعيني أرحل فلدينا عمل مهم غدا
ليزا:- طيب …
روبيرتو:- ولا تنسي ، جهزيها غدا على الساعة الرابعة سأمر لأخذها
أعطته ذلك الفيديو المصور في حامل للمعلومات بينما تأكد من حذفها للمشهد ، بعدها رحل من الوكر ليبعث بالفيديو للسينيور الذي كان يجلس في ذلك الظلام وهو ينظر بموت لشاشة هاتفه التي كانت تضاء في فترات متقطعة ، مما يبدو أن هنالك من كان يتصل به باستمرار ..
خوري(سحب نفسا عميقا ثم بعد وقت طويل رفعه):- نعم ؟
ناريانا(بانفعال):- أتصل بك باستمرار لما لا تجيبييييييييني ؟
خوري:- ….لارد
ناريانا:- اسمعني جيدا ،ستخرج من أي حفرة كنت فيها وتأتي للمجمع حااااااااالا يا خوري
خوري:- سبب ؟
ناريانا:- يا لبرودك ، يا لبرووووووودك أنا أريد ذلك ، تعال حالا للمجمع ولا تجعلني أغادره فلا تجد لي طريقا لا أنا ولا ابنك
خوري:- ما هذه الجملة المبتذلة التي تستعملها النساء المملات في كل حوار زوجيْ؟
ناريانا:- خوري …تعال للمجمع من فضلك
خوري(نظر للساعة):- نامي نارو
ناريانا:- الموضوع لا يخص أختك إنها بخير والأطفال كذلك …المسألة تخصني
خوري(بعد لحظة صمت):- عائد … انتظريني
ناريانا(بسخرية):- هل أملك شيئا آخر لأفعله غير انتظارك يا حبيبي
خوري:- هههمم .. مثير للاهتمام
ناريانا:- فظ ، متعجرف هففف ../ هيا يا خوري يجب أن أستدرجك إلى هنا فإن ذهبت للمشفى وأتى ذلك المعتوه سنصبح في ويلات لا إحصاء لها …
هبة(هزت كتفيها):- نحن نلعب بالنار يا ناريانا ؟
ناريانا(ألقت هاتفها جانبا):- أخبريني ما الحل هبة ، جوزيت في وضع حساس وكان من الضروري أن يعرف ميار
هبة:- وها قد عرف ، ما الذي سيحصل الآن ؟
ناريانا:- جدتي نبيلة قالت أنه كالقنبلة الموقوتة ، لم ينفجر بعد لكن بوادره لا تبشر بالخير
هبة(مطت شفتيها):- الست نبيلة قادرة على السيطرة عليه ، هي لن تفارقه ستكون معه
ناريانا:- آمل ذلك … لكن من المهم جدا السيطرة على الغول القادم للمجمع ، أما صبيانه فتلك مهمتكِ يا هبة ، أرجوكِ رقبتنا تحت سيفهم
هبة:- لا تقلقي أكثرت من المنوم الذي جلبته معكِ من المستشفى لن يستيقظوا حتى الصباح
ناريانا:- يبقى الأمر في قبضة الحظ ، أوصيت جدتي أن يكون دخولهما من البوابة الخاصة بالعاملين فيكو وعنبر سيكونان بالخدمة مع رجالنا
هبة:- هففف …لن أخفي الأمر قلبي غير مطمئن
ناريانا:- هبة …عديني بشيء مهما حصل لن تتدخلي
هبة(نظرت لبطن ناريانا):- لا تجهدي نفسكِ معه فقط … تمام سأغادر للبيت قبل مجيئه لا نعرف في أي مكان هو
ناريانا:- معكِ حق قد يكون بعيدا وقد يكون أقرب لنا من الوريد ، آآآآه سأستعد إذن
كيف ستتحكم بالسينيور خوري ، بل السؤال الأهم هل سيغفل عن أخته وطفليها ،..لندع هذا جانبا… أين هو الآن ؟؟؟؟؟
خوري(عدل ياقته ثم نظر للكهف بثقل):- كنت قد أقسمت ألا أعود إليك ، لكن يبدو أن الأصل يبقى أصلا ..متى سأتخلص من آثارك التي حفرتها على جدار عقلي يا ترى ؟؟؟؟
تأوه بثقل ثم غادره لينزل من ذلك المرتفع ويركب بالخلف ويأمر سائقه بالانطلاق ، لم يغفل عن التواصل مع الحراسة بالمشفى فعلم منهم أن كل شيء تحت السيطرة وأن جوزيت غافية بسلام بينما الصغيرين كانا أيضا بصحة وعافية … لذلك انتقل من المكالمة الوطنية إلا الدولية حين أعطاه روبيرتو فيديو ميرنا حيث شاهده على شاشة شاحنته وأوصاه أن يتابع الخطة كما رسمها ، أنو خطة …مهلا مهلا يبدو هادئا ولا كأن وائل خرب مخططاته ولا غوستافو مصاب برصاصة قاتلة ولا كأنه مأسور مع خوانيتا في قبضة العدو الجديد الذي نهض من غيبوبته إنسانا آخر ….
ضحك بهزل حين تذكر حوارهما في القلعة ولكنه لم يطل الأمر ، ففعلا قد وضعه وائل في قبضته ولأجل ذلك وجد نفسه في حيرة تتطلب منه اتخاذ قرارات حاسمة لن تكلفه خسارة عرابيْه وأيضا لن تحرمه من الرومينا خاصته ….
كل هذا فكر فيه وهو في طريق العودة إلى المجمع ، والذي ما إن وصله حتى تذكر حمراء الشعر التي توعد وعيدا أسودا بإيلامها حد الموت فور العثور عليها ، ..لكنه بحاجة لبعض الوقت بحاجة لفسحة هدوء…. هدووووء ….
خوري(نظر لمنزلها ثم زفر عميقا):- لا تحدثوا جلبة وانصرفوا لعملكم …
تحرك إلى المنزل ليطرق الباب فوجده مفتوحا دخل وهو يفرك رقبته ، أزال سترته وألقى بها فوق الكنبة ثم زفر عميقا حين مد يده ملتقطا كوبا من الماء تجرعه ومسح بقيته من شفتيه وهو يتكأ على حافة المطبخ …
كان ينظر بشرود صوب السلم الذي كان يعلم أنه سيصعده طواعية ليجد راحته عندها ، حسنا هذا ما كان يعتقده لنرى ناره هل ستخمد لهيبه أم ستؤججه … دخل للغرفة حين وجدها جالسة على الكنبة في هالة غريبة ، طالع ساقها العاري من الأسفل للأعلى حيث كان ينتهي بقميص نوم قصير يبرز كتفيها من الروب الذي كانت تبقيه مفتوحا فوقه ، أما شعرها فقد كان يسبح خلف ظهرها حتى لامس الأرض بينما كانت ترفع قدمها الأخرى وتضع يدها على عينها غافية باستكانة مصطنعة …
مسح على لحيته الخفيفة ليغلق الباب خلفه ويتقدم نحوها حين جلس مقابلها على طرف السرير ، نظر لذلك الانتفاخ البارز ببطنها حيث كانت تضع يدها عليها كمن تحتوي صغيرها فعلا كانت تبدو آسرة لنظره بهالتها تلك ..سواء كانت عفوية أم مصطنعة لم يهتم فقد كانت صورة مجسدة أمامه آنذاك، صورة جعلته يسحب أنفاسا عميقة وهو يتأملها لدقائق طويلة حتى سقطت يدها التي كانت فوق جبينها وجعلتها تستيقظ ، فالأخت كانت تنوي التمثيل لكنه حين تأخر فعلا غفيت على وضعها يعني بعض قد خدم بعضه ههه …
ناريانا(فتحت عينيها ورمقته):- خوري …أتيت
خوري(نهض واضعا يديه بجيوبه ليقف عند نافذتها):- غالبا
ناريانا(عدلت جلستها وهي تفرك عينيها):- أشعر بالدوار
خوري(عقد حاجبيه وعاد إليها):- تحتاجين طبيبا ؟
ناريانا(نظرت إليه):- إن قلت أنني أشعر بالدوار فهذا لأن ذلك عائد للحمل يا خوري ، ليس كل شيء يستحق معاينة
خوري(بعدم فهم):- يعني ؟
ناريانا(رمقت اهتزاز حدقتيه):- هل حقا تهتم لأمره ؟
خوري(رمش مبتعدا):- أليس طفلي ؟
ناريانا(رمشت وهي تضع خصلة خلف أذنها):- أشعر بالعطش
خوري(أولاها ظهره):- اشربي الماء
ناريانا:- أنظر فرغت قنينتي ، هل لك أن تنزل وتجلب لي ماء لأشربه ؟
خوري(أشار لنفسه):- أنا …أنزل لأجلب الماء لكِ ؟
ناريانا:- وماذا في ذلك يعني هل ستنزل من السيادة حضرتك ، ستسقي أمَّ ابنك ع فكرة
خوري(هز كتفه):- ماشي
ناريانا(ابتسمت من خضوعه ثم نظرت للسرير):- والآن …سننتقل للخطة باء
خوري(بعد لحظات دخل بقنينة ماء وكوب):- أحضرت ….ماذا بكِ الآن ؟
ناريانا(كانت تجلس على السرير تربع رجليها وهي تبكي):- اهئ اهئئئئئ
خوري(وضع الكوب والقنينة جانبا وجلس باهتمام):- سبب البكاء في جملة واحدة ؟
ناريانا(دفنت وجهها بين يديها):- أنت لا تفهم شيئا ، لا تحترم مشاعر أمومتي ولا فترة حملي أنت اغتصبتني وبسبب اغتصابك نشأ هذا الصغير هنا …فعلى الأقل عوضني عن ذلك باهتمامك بي ولا تحسسني وكأنني أجبرك على القيام بأمور ستسعده قبل أن تسعدني ، اهئئئئئئئئئئ
خوري(أغمض عينيه ليتمالك أعصابه):- هرمونات صحيح، لأنه إن لم تكن هرمونات سأقوم بتنفيذ وعيدي الذي وعدتكِ به في المشفى
ناريانا(برعب عانقت بطنها):- أنو وعيد ؟
خوري(أشار بجدية):- سأنزع ابني من أحشائكِ وأ
ناريانا:- لا تكمل …إنه يسمعنا وسيحزن
خوري:- ما هذا الهراء ؟
ناريانا(سحبت يده ووضعتها على بطنها):- أنظر بنفسك …أشعر به سوف يتحرك
خوري(سحب يده لينهض):- لا تفعلي ذلك … لا أسمح
ناريانا:- لماذا تخاااااف من طفلك يا خوري ، طالما تهدد بسحبه من بطني على الأقل ليطمئن قلبي كونك ستصبح أبا جيدا له
خوري(ابتلع ريقه):- توقفي عما تفعلينه أنتِ تثيرين أعصابي ، هيا اشربي الماء ثم نامي كي أذهب لمنزلي أحتاج للراحة
ناريانا(نظرت إليه بغبن):- ستتركني وحدي مرة أخرى ؟
خوري:- أنتِ لوحدكِ دائما نارو ما الجديد ؟
ناريانا(ارتمت بسريرها):- اهئئئئئئئئ أنا وحييييييدة
خوري(مسح على جبينه متأففا):- كفي عن الاستعراض واجمعي جسمكِ أنتِ ..أنتِ
ناريانا(ببراءة مصطنعة نظرت لجسمها):- ماذااا ؟
خوري(طالعها بنظرة غريبة ثم أشاح بصره):- استري نفسكِ فورا
ناريانا:- هههههههههه …الله أكبر على مثال الشهامة والعفة ، لا يا رجل كدت أصدق رجوووولتك ففعلا لو يهمك عِرضي ما كنت انتهكته ليلتها بتلك الوحشية
خوري(زفر عميقا ليمسكها من ذراعها):- إلى أين ترغبين بالوصوووول في ليلتكِ المشئومة هذه ؟
ناريانا(نظرت إليه بجوع):- إليك !!
خوري:- بمعنى ؟
ناريانا:- حمراء الشعر هجرتك أليس كذلك ، أنظر لا أحد سيدوم لك سوانا أخبرتك بذلك يومها ….لن يبقى معك أحد غيرنا
خوري:- نارو..لا أرغب بإيلامكِ إن كنت أعطيكِ مساحة للتجاوز ليس لأنني غير قادر على لجم لسانك بل لأنني لا أملك رغبة في ذلك
ناريانا(أخرجت لسانها لتمرر إصبعها عليه بإغراء):- همممم …يمكنك معاقبتي
خوري(نظر لحركاتها ثم أغمض عينيه):- …نامي
ناريانا(أمسكته من قميصه لتجذبه إليها):- لن تهرب …أنا أريد هذا
خوري:- ماذا نارو ، ستسلمينني جسمكِ الذي كنتِ تقولين أنكِ ستقدمينه في الأحلام فقط ؟
ناريانا(رمشت وهي تتذكر وعودها لتفلت ياقته):- معك حق …الهرمونات تجعلني حساسة ومتلهفة لهذه المشاعر الغريبة …اعذرني ممكن ؟
خوري(برقت عيناه حين استوقفها ليجذبها من شق قميصها):- لم أنهي كلامي بعد
ناريانا(مأسورة في قربه وعينيه لحظتها):- هااااا ؟؟؟
خوري(نزل بقبلة طفيفة لشفتيها):- هذه قبلة مني ، نامي نارو كي لا تندمي صباحا وتهُبين كالإعصار في منزلي متهمة إياي بالاستغلال
ناريانا(رمقته وهو يبتعد):- لن أفعل …
خوري(عقد حاجبيه وهو ينهض):- لن تفعلي ماذا بالضبط ؟
ناريانا(بارتباك):- لن أندم ..
خوري:- غالبا مشاعر الغيرة خاطئة عندكِ وذلك راجع للحمل ، ثم أنتِ لا تعنين لي شيئا كما أنني موقن أن حضرتي لا يعني لكِ شيئا …ما يجمعنا هو ذلك الجنين ، وفقط
ناريانا(انتفضت من سريرها):- لم يكن هذا كلامك قبل أن تحط حمراء الشعر تلك المسمومة قدمها النحس في المجمع …ماذاااا هل جعلتك تعشقها في غضون أسابيع قليلة ؟
خوري:- لم أنسى فعلتكِ بها حين ملأتِ حوض حمامها بالقمل
ناريانا(ضحكت):- ههه كان ذلك قليلا في حقها ، لكن الغبية ردتها لي حين جعلتني أعتقد أنني شربت دماء بدلا من عصير العنب
خوري:- واحدة لقاء واحدة تعادل
ناريانا:- شكلك اشتقت لخصام امرأتين عليك ، هيا لا تنكر أنك استمتعت بخصامنا كل تلك الأسابيع يا حضرة البارون ؟
خوري(رمقها وهي تقترب منه):- ألا يستحق البارون ؟
ناريانا(طالعته بلهفة):- يستحق أن تكون نسائه بنفس مستواه
خوري(لف خصرها بقبضتيه ودفعها إلى صدره):-وهل تعدين من ضمن نسائه عجبا ؟
ناريانا(مأخوذة معه):- أظنني كذلك
خوري(اعتصرها بقوة):- هل أنتِ حقا ترغبين بي معكِ الليلة ؟
ناريانا(أحاطت عنقه بذراعيها):- لكن ليس بالشكل الذي تعهده ، ستكون معي بهدوء لأن هنالك صغير يغفو هنا لن نزعجه والذي أعتقد أنك قريبا ستجعله يختنق بقبضتك الحديدية
خوري(أفلتها قليلا):- وبعد ؟
ناريانا(همست بأذنه):- الطبيبة نصحتني بالجماع مع زوج المستقبل كي يتسع عنق الرحم
خوري(همس بهزل):- هذا ينصحون به النساء المقبلات على الولادة وليس اللواتي ما زلن في أشهرهن الأولى
ناريانا(عضت شفتيها):- الاستعداد أمر ضروري
خوري(أمسك وجهها بيديه ثم مال برأسه ليطالعها):- شكلكِ هذا يحثني على التقاط صورة تذكارية أذلكِ بها مستقبلا ، لكن …محاولتكِ فاشلة نارو لن تخدعيني بهذه الحركات المكشوفة
ناريانا(تحركت حنجرتها وهي ترمقه مغادرا غرفتها):- هيييه أين تذهب ،ماذا تقصد خووووووري ….
خوري(وهو ينزل الدرج بسرعة):- ذاهب للمستشفى ، يا ويلكِ مني إن كان ما خمنته صحيحاااااااااااا
ناريانا(ضربت على درابزين الدرج):- يا إلهي الحيوان الغبي كيف فهم ذلك ، افففف سأتصل سأتصل …. آآآآه يا ربي استر ،/ ألوووو جدتي أرجوكِ قومي بأي شيء ولا تدعي ميار يذهب للمستشفى الآن
نبيلة(نظرت إليه بجوارها في السيارة):- تأخرتِ …قد وصلنا ، هيه ولد انتظر انتظر هل ستدع جدتك تنادي عليك هكذا …ولد …آآآخ افصلي يا ابنتي لدي أمر جلل للاهتمام به
ناريانا(جلست على طرف الدرج وهي تعانق الهاتف):- يا ربي …ماذا سأفعل الآن ؟؟؟؟؟
نبيلة(نظرت حولها لتتبعه للداخل):- ميااااااار …انتظر يا ولد
كيف سيسمعها وهو مغلف الأعين والآذان ، لا شيء بمسمعه سوى طنين تضاعف ليصيبه بالصداع الذي تضاعف كلما اقتربت السيارة من المشفى …طوال الطريق حاولت نبيلة الاحتكاك به ولكنه لم يكن مركزا معها ، فقد كان يفكر في أكثر شيء مؤلم ليصيب به قلب جوزيت عقابا لها على ما فعلته به …كان يفكر في الخطأ الذي ارتكبه حتى جعلها تؤذيه بتلك الطريقة ، كان يحاول البحث في ذاكرته عن الخلل الذي سبب ذلك الشرخ بينهماااااا …لم يتمكن من استجماع فكرة واحدة بل كان كله يفوق قدرته على الاستيعاب ، وما سيعيده لأرض الواقع هو عينيها فقط ، نظراتها هي التي ستجيييييب على كل شيء …..
لوهلة نظر خلفه لنبيلة التي كانت تحاول اللحاق به ولكنه استمر وهو يضرب بضربات متوالية على رأسه ليحث عقله على التركيز ، فما سيحدث بعد قليل لن يروقها البتة …
~ ميار يتذكر في المقبرة ~
ميار:- أستأذن منكِ فلدي طفل علي رعايته
نبيلة(سحبت نفسا عميقا):- لديك أطفال عليك رعايتهم
ميار(توقف وهو ينظر للسماء ويفرقع رقبته):- ههه …هل ضربت رائحة المقابر عقلكِ جدتي نبيلة ، خيرا إن شاء الله ؟
نبيلة(أخرجت هاتفها): اقترب سأريك شيئا
ميار(اقترب وهو يحك لحيته):- صورتي وأنا بيبي هههه يا حياتي يا جدتي
نبيلة:- اخرس وانظر لتاريخ الصورة
ميار:- بتاريخ اليوم
نبيلة:- أنظر إليهما جيدا
ميار(أمسك الهاتف ونظر إليهما):- حلوين حلوين ، يعني من يكونان لنقوم بمباركتهما بما يلزم ؟؟؟؟
نبيلة(ابتلعت ريقها لتردف بثقة):- أولادك !
ميار(اختفت بسمته لتتهجم ملامحه):- ….ههه …جدتي أنتِ بخير ، حرارتكِ معتدلة شكل هواء المقابر سحبكِ لعالمهم ،، كنت أقول لحكيم أن زيارة القبور ليلا تعود علينا بالسوء
نبيلة:- اقطع حسك واسمعني … هذين ،هما ولديك تيم وصبا
ميار(سحب نفسا عميقا):- …لارد
نبيلة:- من جوزيت .. جوزيت التي تقف حياتها على المحك بسبب قلبها الضعيف ، فيا إما تدفن غضبك وحنقك ضدها لأنها أخفتهما لأجل حمايتهما منك بعد أن قتلت ثالثهم حين اغتصبتهااااااا …أو اركض إليها إنها بانتظار إنقاذك لها ولأولادكمااااا ..
ميار(نظر إليها نظرة غريبة ليعود برأسه للخلف ثم يتحرك):- ههههه …ههه تتتت ت ت ت ت ت ت لا أصدق …هذا هراء كي أسامحها على افتتاح الفندق دون علمي أجل هذا هو هي خائفة مني لذلك افتعلت هذا الهراء كي تسخر مني…ألووووو يا بني اقترب اقترب أقول احفر نصف قبر هنا ونصف قبر بمقبرة الراجي سأقسم نفسي وتدفنوني بمعرفتكم كي لا يحزن الأموات هههههههه قال ولديك قال …..ههههههههههههههههههه ….أمييييييييييييييييييييي يييي …أتسمعين يا حووووووورية حوووووورية ….ولديك تقول جدتي ولديك …أبنائي احم ….رامي …ثم تيم …ثم صبااااا ….يااااااااااااااااااه
أخرج مسدسا وصوبه لرأسه وهو ينظر إليها بابتسامة تيه وتشتت
نبيلة(برعب):- مياااااااااااااااااار ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- صدقيني ..كنت أتوق لأسمع اسمي منكِ أنتِ شخصيا دونا عن أي أحد ، لكن لم أتوقع أن أسمعه قبل أن أمووووت ، ههههه سامحيني جدتي هذا كثير ….
أطلق رصاصة لا نعرف هل ضربت جمجمته الصدئة أم ضربت جدران المقبرة أم السماء ، له له له من يصدق ما حدث فقد ضربت في قبر من قبور أجدادهم لحظتها جحظ عينيه ونظر لنبيلة التي كانت تفتح فمها بصدمة وهي تشير للقبر …
نبيلة(بغضب):- دنست حرمة القبر يا موبوووووء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(أغمض عينيه وهو يحك جبينه بحافة مسدسه):- هيا يا نبيلة هل سينهض ليلومني يعني في وضعي الحساس هذااااااااا ؟
نبيلة:- إنه جدك الأكبر عبد السميع آآآآآه لَسَوف يلعنك ويسقط عليك غضبه
ميار(أمسك على صدره):- جدتي ….كأن الغضب الذي حل علي لا يكفيني ، جدتييييييييي هل ما تقولييييييييينه صحيح ، هل هل كانت حاملا كل تلك الفترة بأولادي ، لماااااااااذا فعلت ؟
نبيلة(أشارت له):- اقترب اقترب لحظة …ارمي ذلك الشيء واقترب مني لأخبرك لماذا فعلت ، اقترب يا حفيدي الحبيب تعال تعال
ميار(اقترب بوهن بعد أن ألقاه جانبيا):- هممم ماذا ستضييييفين بعد ؟
نبيلة(ألقت عصاها جانبا):- اجثُ على ركبك لأرى ، هيا كي أتمكن من السيطرة عليك
ميار(جثا على ركبه أمامها بطواعية طفل):- ماذاااااا ؟
نبيلة(أمسكته من ياقته وراحت تصفعه بظاهر وباطن يدها):- هذااااااااااااااا لأنك أفزعت جدتك بهذا العمر أنا بشيبتي بهيبتي تجرجرني وترعب قلبي في هذا الليل اللعين ، وهذه لأنه لم يكفيك الضجيج الذي تزعج به الأحياء اقتحمت حرمة الأموات وقضضت مضجعهم أيضا ، وهذاااااااا لأنك تهورت وضربت قبر جدك الأكبر عبد السميع رحمة الله عليه دنست قبره برصاصتك الطائشة ليتها أصابت مخك العفن يا عفن ، وهاااااته لأنك جعلتني أشعر بمرارة فقدانك بعد أن وجدتك ووجدت أطفاااااااااااااالك …وهذاااااااااااا لأنك تستحق الضرب يا حمااااااااااار والله والله بحق قسمي الذي لا يسقط أرضا سأعيد تربيتك من الصفر أقسم سأعيدهااااااااااا …ولد حيوان غير مؤدب ، لا يحترم أحداااااااااااااا إنك فااااسق فااااااسق، آآآآآآآه للغضب الذي ملأته بجوفي تجاهك الآآآآآآن ، ألا تخجل على لحيتك يا وجه السلعفان اليتييييييييييييييم هاااا أجبني أجبني ماذا تريد مني ومن قلبي الذي سيموت قهرا عليكم ؟؟؟؟
ميار(بعيون دامعة نظر إليها):- ….لارد
نبيلة(توقفت عن ضربه لتجلس أرضا وتشير له بلهفة):- آآآآآآآآآآه يا ابن حوووووووورية آآآآه تعااااال لحضني يا حفيدي تعاااال
ميار(انفجر باكيا بحضنها كالطفل الصغير متمسكا بثيابها):- جدتييييييييييي …لقد غدرت بييييييييي خدعتنيييييييييي جوزيت خدعتني خدعتنييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآه كيف سأتحمل
نبيلة(وهي تضمه وتمسح على رأسه):- ستمر يا أغلى أحفادي ستمر
ميار(رفع حاجبه ونظر إليها):- نعــــــــم أغلى أحفاااااادي ..هاااااه كم من مرة رشوتِ بها قطيع أحفادكِ يا ست نبيلة ؟؟؟
نبيلة(ضربته لرأسه لتعيده لحضنها):- سأربي لسانك الفاسد وطبعك الفاسد وخلقك الفاسد وأفكارك الفاسدة وكل ما هو فاسد فيييييك أنا سأعدله ، جدتك ستفعل
ميار:- نينااااا لأذكركِ إنني رجل كبير وأب لثلاثة أطفال
نبيلة(عقدت حاجبيها):- تشرفنا بابنك قبلك …
ميار:- يشبهني صحيح ؟
نبيلة(نظرت جانبيا ثم مسحت على شعره):- …يعني
ميار(ببؤس عدل جلسته):- لم فعلت جوزيت ذلك يا جدتي ؟
نبيلة:-لأنها كانت خائفة منك ، بعد الذي فعلته ذلك اليوم و
ميار(بتنبه):- كذبببببببببت علي بموضوووووووووع الإجهااااااااااض ؟؟؟؟؟؟
نبيلة:- لم تكذب …هي بنفسها كانت تظن أنها فقدت كل شيء فمع الأسف كان لديكما ثلاثة توائم وفقدتما واحدا منهم ليلتها
ميار(عض يده لينظر أرضا):- طب ….و…والتوأم يعني ..هههههه أنا لا أصدق لا أصدق
نبيلة:- صدق …وتجاوز تلك المرحلة لأن وضعها حقا في ظروف صعبة
ميار(أغمض عينيه ليفتحهما بعد لحظة):- جدتي نبيلة، رغم أن جلستنا تبدو مؤنسة في المقابر المليئة بريح الغوالي لكن لدي لقاء علي اللحاق به
نبيلة(مدت يدها لكي يساعدها على النهوض):- لقاء بدون عنوان ؟
ميار(ساعدها على النهوض وأعطاها عصاها ليكفكف دموعه):- أكيد سآخذه منكِ …هيا أعطني العنوان …هيا بلبلة
نبيلة(اتكأت على عصاها جيدا ثم نظرت للقبر):- أنظر لرصاصتك …مرت على قبر جدك عبد الشفيع وأصابت صدر جدك عبد السميع مباشرة أكيد هو غاضب منك
ميار(نظر بتوجس):- ليتها ضربت الشاهد …لماذا تمركزت بصدره أكيد لن ينساها لي ، تمام جدي عبد السميع أستسمح منك لكن يا رجل عرفت للتو أن لدي توأما اعتبرها هدية تعويض
نبيلة:- لا يجوز طبعا ، يجب عليك دفع كفارة
ميار:- نــــــــــــعم يختييييييييي ، دفع كفارة لماذااااا هل قتلت قتيلا أم قتلت قتييييييييلا ؟
نبيلة:- دنست قبر جدك عبد السميع وهذه تعتبر جريمة وانتهاك لحرمة الأموات
ميار(ضرب كفا بالآخر):- أنتِ تماطلين هنا ، أعطني عنواااااان حفيدتكِ الآآآآآآآآآآآن فهي لن تهرب مني ولا من عقابي ، إن كنت قد همدت قليلا فلأنني أحترمكِ
نبيلة:- الله الله على احترامك الذي أبديته بشكل واضح قبل قليل
ميار(بتباهي):- وهو يعني من حقي أن أعرب عن غضبي ، ثم غضبي ما يزاااااااااال متأججااااااااااااا أعطني عنواااااااااااانها الآن الآن الآآآآآآآآآآآن
نبيلة(أغمضت عينيها):- صرخة أخرى سأقحم مؤخرة عصاي في حلقك
ميار(مصمص شفتيه وهو يجرب حنجرته):- ….اححح تخيلت الألم لا يمكنني تحمله ع فكرة
نبيلة(أشارت للقبر):- رحمة الله عليك يا عبد الشفيع
ميار(جحظ عينيه):- قلتِ اسمه عبد السميع ياااااااا امرأة
نبيلة(أشارت للقبرين المتقاربين):- أخوه عبد الشفيع بقربه ، أما الذي أزعجت نومته فهو جدك عبد السميع
ميار:- تبالغين إنه كومة عظااااام لا غير يعني بعض التراب يغطي ذلك الثقب وخلص
نبيلة(نظرت إليه):- أتحب أن يضربك أحد أحفادك المتهورين الفاسقين الفاسدين خلقيا وفكريا ولسانيا برصاصة طائشة ويزعجوا ميتتك ؟
ميار(كتف يديه بتخمين):- يعني …ياااااعني التفكير في ذلك يجعل بدني يقشعر ، طبعا لن أحب ذلك وسأتبع ذلك الحفيد المتهور الفاسق الفاسد خلقيا وفكريا ولسانيا بلعناتي حتى يتوب ، هئئئئئئئئئئئ أنا هو ذلك الحفيييييييييد حرام عليكِ يا جدتي لخمتني معكِ هكذاااااااا
نبيلة:- هههه …الله يرحم تراب أمك التي لم يأتها وحمها بك إلا على الفستق الضاحك
ميار(برقت عيناه):- أنا فستق ضاااااحك وحبيبتي جوزة وأولادي بندق ولوزة وفول سوداني يلزمنا التتمة كستنة وحمص مملح وكاجو و
نبيلة(ضربته بعصاها لظهره):- ما حصة المكسرات التي تنطق بها يا ولد ، هل جننت والله لن أسمح لك بفقدان عقلك لديك مسؤولية وعليك تحملها ، قبل كل شيء عليك أن تتزوج أم أولادك على سنة الله ورسوله …ثانيا عليك أن تسامحها لأنها مريضة قلب ووضعها حرج ،ثالثا عليك أن تقسم لي بهذا التراب أنك لن تتصرف بطيش وستثبت لي أن هنالك أمل في عروقك بإعادتك للطريق الصواب
ميار(وهو يدلك ظهره من الألم):- العنوان يا نبيلة الراجي خلصينا يا امرأة، جعلتِ غضبي يبرد من كثرة الثرثرة ، هيا الجميع ينتظر ثورتي منذ أشهر بعد معرفتي بهذه المصيبة فلا تسودي وجهي أمام القراااااااااء الله الله
نبيلة(رفعت حاجبها):- رجلي على رجلك
ميار(طاف بعينيه وأشار من حوله):- هل تسمعين ؟
نبيلة(بانتباه):- أسمع ماذااااااا ؟
ميار:- هتاف القراء وهم يحثونني على إطلاق زئيري في هذه المقابر احتجاجا على ما فعلته حفيدتكِ بي كل هذه الأشهر ….. أجل أجل الصوت يرتفع هتاف تصفيقات صفير ياااااه الكل يؤازرني ويرغبون بالقصاااااااااااااااص
نبيلة(تجاوزته):- معذرة منهم أنا الكبيرة وكلمتي هي المسموعة ، القراء سيصغون لجدتهم لأنهم يحترمونها لكن ماذا عنك ؟
ومن يجرؤ أصلا على ثني كلمة لكِ يا كبيرة الراجياااااات أحييييه ^^
ميار(ضرب كفا بآخر ثم تبعها):- هممم بالنسبة لي سأسايركِ …لأنني ما زلت أحتفظ برجاجة عقلي لكن مهلا لأصل إليها ووقتها سيبدأ زمن الحسااااااااب ….
هكذا كان رغم تضارب مشاعره بين سعادة وبين عدم تصديق إلا أن الوجع والحزن كانا غالبين على قلبه ، فقد شعر بالخياااااانة بالكذب بالخدااااع وممن من جوزته الغالية التي حرمته من أبسط حقوقه ألا وهو عيش فترة الحمل معها ومشاهدة ولادة صغيريه ، كان يريد أن يكون موجوووودااااااا هناك ، كان يعتقد أن ذلك أقل شيء يمكنه الحصول عليه بعد المعاناة التي شعر بها كل تلك الأشهر بعد فقدان ابنهم …تأنيب الضمير كان يلتهمه وصبره على هروبها المتكرر كان لأنه لم يملك الحق في أسرها أو الغضب منها ففعلته لا تغتفر ..، لكن يبدو أن فعلتها هي التي لن تغتفر بالنسبة له …..
وصل إلى جناح الأطفال الصغار حين أطل من تلك النافذة وهو يبتلع ريقه ، يمسك على قلبه وينظر بعيون تالفة مشتتة إلى تلك الصناديق الزجاجية حيث كان الأطفال مرتبين …لم يعرف أين هما ولديه ولم يكن ضليعا في الأبوة التي لم يعهدها إلا عن قريب مع غامي حتى يستشعرهما ، لذلك كان عليه أن يتبع غريزته ويسأل عنهما …خرجت إحدى الممرضات ورمقته باكيا عند النافذة اقتربت منه حين التف ورتب نفسه ليسألها مباشرة عنهما …
الممرضة:- آه …إنهما هناك بقرب بعضهما
ميار(أغمض عينيه وفتحهما بثقل):- عذرا …أشعر ببعض الدوخة وكأن عيوني محولة ، لطفا أشيري مرة أخرى ؟
الممرضة:- ذاك الذي يرتدي الأزرق وبجانبه أخته ترتدي الزهري ، بالجانب الأيمن رأيتهما ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما وهو يلتصق بوجهه على الإطار الزجاجي):- متأكدة يا حضرة الممرضة …حقا هما تيم وصبا تأكدي من فضلكِ لأنه إن لم تتأكدي سأجعلكِ تندمين على مهنة التمريض التي اخترتها مهنة لحضرتك
الممرضة(بفزع):- ما الذي تقوله حضرتك ، هل أنت والدهما حقا ؟
ميار(عاد لينظر حيث أشارت):- يبدو أنني كذلك … ابتعدي هكذاااا
دفعها ليدخل لجناح الأطفال ويتحرك إليهما رغم منعها وركض الممرضات إليه ، لكنه لم يكن يصغي لأي واحدة فيهن بل كان مشدوها في المخلوقين الصغيرين اللذين كانا يحركان أذرعهما الصغيرة جدا وأقدامهما بشكل مريح للنظر ، نظراتهما البريئة كسرت عنفوانه تلك اللحظة وأسرت قلبه مما يدل على أنهما تملَّكا من محبته حتما ……
ميار(ببحة متحشرجة):- مرحبا يا حبيبيْ أنا أبوكما ميار ، تيم مرحبا يا صغيري أيها الوسيم …صبا يااااه إنكِ راجية يا فتاة هنالك وحمة وردية بكتفكِ صح ، جدتي نبيلة ستفرح كثيرااااا ….يا عمري أنتما أنتما جئتما في زمن فقدت فيه الثقة بالمعجزات لكن أخوكما رامي جعلني أؤمن من جديد لتمجدا حلاوة تلك الفرحة بمقدمكما لكنني عاتب عليكما هاه ، عاتب كثيرا لما لم تجعلا أمكما تشاركني بكما كل هذه الفترة …حزين أنااااا بسبب ذلك
ظل يهمس لهما ولم يشعر أن نبرة صوته ترتفع بحرقة حتى تحولت لصراخ يترجم هول ما جعلته أمهما يشعر به ،، أخيرا شعر على نفسه حين ارتفع صراخ الأطفال الممتزج بصراخ الممرضات اللواتي كن يأمرنه بالرحيل …نظر إليهن ثم حك جبينه ليخرج مسدسه من خلف ظهره ببرودة تامة
ميار:- ماذا بكن الآن …هاه خرستن أخيرا إنني أتفقد أولادي أليس من حقي رؤيتهمااااا ، هذا إبني تيم وهذه ابنتي صبا من منكن تتجرأ على منعي من رؤيتهما هيا لتتقدم وتجبني ….هممم جميل جميل صمتكن يدل على مؤازرتكن لي فأناااااا لم أعرف بأمرهما حتى الآن ، أجل صدقن ذلك فأمهن لم تكلف نفسها لإخباري بحملهما ، لم تدعني أعيش تلك الفترة المحببة لكل أب ، لم تدعني أمسك بيدها أثناء الولادة ، حرمتني من رؤيتهما فور خروجهما من بطنها حرمتني من كل ذلك لماذااااا ..هل أبدو لكن مجنونا أم أنني غير مؤهل لأكون أبااااااا ؟؟؟؟؟…لتجبني إحداكن لم هذااااا السكووووت ؟
الممرضة(برعب نظرت حولها ولصديقاتها):- سيدي من فضلك لقد أفزعت الأطفال ، من فضلك أنزل سلاحك نحن لا نرغب بمعارضة رؤيتك لصغارك ولكن الطريقة ….الطريقة غير ملائمة ثم هم رٌضع وحساسون يعني لم يتآلفوا بعد مع الوضع الطبيعي ، من فضلك من فضلك أبعد سلاحك إنهم مجرد أطفال صغار لماذاااا تفعل ذلك ؟
ميار:- لم أفقد رشدي حتى أهدد أطفالا صغارا يا هذه ، أنا أخرجته لكي أخرسكن وأنتن من تسبب بكل هذه الفوضى ولست أنا …أنظرن لموقعي لم أتعدى الخط الأحمر حتى إنني أتفقدهما من بعيد إذن البقية تقع على عاتقكن
الممرضة:- نتأسف منك لكن مع ذلك ، رجاء أبعده من يدك ممكن ؟
ميار(زفر عميقا):- الرحمة يا ربي الرحمة ….لن أفعل حتى تغادرن وتدعنني أبقى مع أولادي
الممرضة:- لن نسمح وستضع سلاحك وتخرج من هناااااا
ميار(بعناد):- هيا أخبريني كيف ستجبرينني على ذلك هااااا ماذاااااا هل ستطلبين الأمن هيا تفضلي تفضلييي
نبيلة(دخلت مزمجرة):- ميااااااااااار ….ضع سلاحك بخصرك واخرج من عندك حالا
ميار(وضعه بأدب ونظر إليهن):- هي فقط من يمكنها إجباري على ذلك ، احم جدتي تعالي تعالي وانظري إليهما أنظري إنهما نسخة عني الأنف والعينان صحيح يا نبيلة ؟
نبيلة(أومأت لهن بالهدوء):- هممم …دعني ألقي نظرة عن كثب ، ما شاء الله الله أكبر …احمل الصبي يا ميار أنتِ …ساعديه على ذلك
الممرضة(زفرت عميقا):- تمام …يبدو أنها ليلة لن تمر على خير ، لحظة لأساعدك
ميار(نظر لنبيلة ثم تراجع بتردد):- لا …لا أريد
نبيلة(عقدت حاجبيها):- ماذا تقصد يااااا ولد ؟
ميار:- لن ألمسهما …ليس قبل أن أقتص من أمهماااااا …بأي غرفة هي جوزيت الراجي
الممرضة:- 316…بالممر المقابل
نبيلة(التفتت إليها كي تخرسها):- تتت مياااار لا تتهور لا تتهور
ميار(قفز ليغادر الجناح ونظر إلى المفتاح الإلكتروني):- عذرا جدتي هذه المحطة تخصني بمفردي …
نبيلة(نظرت إليهن):- ماذاااا فعل ماذااااااا فعل ؟؟؟
الممرضة:- أغلق الغرفة علينا….يجب التواصل مع الأمن حالا يا بناااااات
نبيلة(اقتربت من النافذة لتلاحقه بعينيها):- أرجو ألا تفرط يا بني …يا الله احفظهما
كل خطوة كانت تركل قلبه بحجرة أثقل من التي قبلها ، كأن جسمه يتعرض للصلب بينما فكره حائر في استفسار عقيم هل ألم تلك الضربات أكبر من ألم الخيانة التي يشعر بها ؟؟ …ماذا سيفعل كيف سيتصرف ، كيف سيخرج كل ذلك البركان الذي يتأجج بداخله ينتظر لحظة القصاص ، …ماذاااا قد بدأ للتو يتأقلم بحياته مع غامي مع أبوته لهذا الصغير الذي عرف به بطريقة مؤلمة صعبة على أي إنسان ، عرف بأمره وهو ميت في قبره بحث عن جثته رغم كل ذلك الوجع ليدفنه حسب الأصول لكن حكمة الأقدار صححت مسار مواجعه وحولتها لفرحة حين اتضح أن الصبي حي يرزق ، تمام قد تقبل ذلك وحمد الله وشكره على هذا العطااااء الباذخ….لكن أن يظهر له توأم من جوزته التي أخفتهما عنه طوال فترة الحمل دون أن تعطيه حتى الحق في الاختيار في اتخاذ قرار أو إبداء حتى ردة فعل تجاه الأمر ، لم يحصل على شيء على أي شيء سوى خبر ولادتهما من نبيلة التي واجهته بحقيقته تلك الليلة عينها …
ياااااه كفى كفـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــى
قااااااالها وهو يمسح على شعره كمن يقتلعه من جذوره ، حين وصل لباب الغرفة توقف بجمود وهو ينظر نحو الفراغ ….ماذا ستفعل يا ميار نجيب ؟؟؟؟؟
سؤال في محله سؤال توقعنا أجوبته كل هذه الفترة لكن يبقى الفعل الأخير له فما هو فاعل ؟
مال مقبض الباب قليلا ليرتفع بتردد لحظتها أمسكت على قلبها اللاهث وهي تنتظر بلهفة دخوله ، كانت قد علمت بمقدمه من ناريانا التي حثتها على الهرب منه بطفليها ولكن جوزيت أبت ذلك بل رفضت الهرب منه وليفعل ما هو قادر على فعله ، تعبت أصلا من ذلك ولم تعد تملك طاقة لأجل الهرب من أساسه …لذلك تلك الخفقات التي كانت ترتفع في قلبها الضعيف كانت تبعث ذبذبات إليه كي ترغمه على الانصياع لحيلولة العشق ، إذ يكفي أنها أهدته ورد وزهرة بحياته يكفي هممم ؟
عيونها الباكية كانتا جوابا لمعاناتها حقا فتلك اللحظات كانت أرعب لحظات عمرها ، كانت تنتظر دخوله بشكل هستيري سيجعلها تفقد وعيها بعد قليل…لذلك كانت تكابر وستكاااابر حتى ترى عينيه اللتين تتلهف لمعانقتهمااااا بكل ما في قلبها من استطااااعة … يااااه يبدو أن الدقائق تطول وتطووول وتطووووول ، ببؤس حانت منها هالة الخيبة لكن المقبض مال كليا واندفع الباب ليطل عليها …. وجهها
نبيلة(ابتلعت ريقها ثم نظرت حولها):- جوزيت …حفيدتييييي
جوزيت(انفجرت ببكاء):- ميار …اهئ ميااااار يا جدتي كان هنا صحيح ،، لم يدخل لم يدخل لم يدخلللللللللل اهئئئئئ
نبيلة(هرولت نحوها لتعانقها):- هشش اهدئي اهدئي يا حبيبتي ، هو لا يملك الجرأة لا يملك القوة لكسر قلبكِ أو مواجهتكِ ، امنحيه بعض الوقت
جوزيت(وهي تمسك على قلبها):- أشعر ….أشعر ….
نبيلة(جحظت عينيها وهي تصرخ):- طبيب …أحضروا طبيبا هنااااا حفيدتي تضيع منييييي ، طبييييب
جوزيت(سقطت يدها في الفراغ):- ….لارد
نبيلة(شهقت وهي ممسكة على صدرها):- ج…جوزييييييييييييت
هرع الأطباء لغرفتها ليقوموا بالمعاينة السريعة فنظروا إلى بعضهم بعضا بشكل مرتاب ، أخرجوا نبيلة من هناك لتجلس على الكرسي وهي تحاول التقاط أنفاسها من فرط الخوف على حفيدتها المسكينة ،..كلمت ناريانا التي كانت قد وصلت تلك الدقيقة
ناريانا(وضعت الهاتف بجيبها وركضت نحوها):- جدتي نبيلة …جدتي نبيلة لا لا تقولي لي أن أن جوووووزيت في حالة صعبة ، ماذااااااا فعل ميااااااااااااار ماذااااا فعل ذلك الحيوااااااان ؟
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):- لم يرها أصلا ….
ناريانا(أغمضت عينيها):- وهذا ما أتعبها صحيح ، يا ربي يا ربي اففففف اهئئئئئ
نبيلة:- انهضي …انهضي وابحثي عنه ، أخرجيه من أي قمقم دفن نفسه فيه فهذاااا ليس وقت انهياره الآن ، يجب أن يكون رجلا هذه اللحظة ، هياااا يا ابنتي تحركييييي
ناريانا(مسحت دموعها ثم نظرت حولها):- ألم يأتي أحد آخر إلى هنا ؟
نبيلة:- من سيأتي غيرنا ؟
ناريانا(بتوجس ابتلعت ريقها وهي تتحرك):- برق أسود سيصيبنا بلعنة غضبه …آآآه
نبيلة(نظرت لباب الغرفة):- ليخرج أحدكم ويطمئنني على حفيدتي ، يا الله احميها يا الله
ناريانا(زفرت عميقا ونظرت للدرج الجانبي):- أين ستهرب يعني يا فهد ؟؟؟؟
دخلت من تلك البوابة الجانبية لتصعد الدرج لبلوغ السطح حيث كان يجلس أرضا يضم ركبتيه لصدره ويحني رأسه بشكل يكسر الخاطر ، لم يقدر على مواجهتها ليس لأنه لا يستطيع بل لأن قلبه الغبي ما يزال يخشى عليها من الألم ….لم يتمكن من إحزانها رغم أنها ملأت وجدانه بأطنان من الحزن اللامتناهي بعد تلك الفعلة القذرة التي أقدمت عليها ، مسح دموعه بذراعه ثم رفع بصره حين سمع صوت انضمام أحدهم …
ميار(رفع رأسه):- من فضلك غادر هذا الجانب فالسطح طويل عريض
خوري(عدل وقفته):- سيجارة ؟
ميار(أحنى رأسه مجددا دون أن يكلف نفسه لتفقد الشخص):- …لا رغبة لي
خوري:- حالة وفاة ؟
ميار(بجزع هز رأسه على وضعه):- وفاة ثقة
خوري:- هممم …يمكنك أن تفضفض
ميار:- لو سمحت لا أريد أي تواصل مع أي مخلوق حاليا ، فغادر أو أجعلك تغادر بعاهة
خوري:- مزاجك مضروب على الآخر ، أرجح أن في الأمر فتاة هل خانتك حبيبتك ؟
ميار:- أبشع خيانة …أشعر بطعم المرارة في جوفي شيء لا أتمكن من ابتلاعه أحاول والله أحاول هضمه لكنه يلتصق بحنجرتي هناااااا
خوري:- أوه يبدو أن فعلتها لا تغتفر ، ماذا فعلت أنت إذن ؟
ميار:- لم أتمكن من مواجهتها ، لأنني غبي وحمااااار أخشى من رؤية الدموع في عينيها فكيف سأنفجر بوجهها وأحاسبها كيف سأفرط بها ؟
خوري:- يبدو أنك تعشقها حد النخاع ، لكن من تملك عاشقا مثلك هل تفكر بخيانته ؟
ميار:- خيانتها ليست خيانة عادية ، يعني …أخفت عني أمرا مهما كان سيغير مجرى حياتنا كليا لو تجرأت وصارحتني لو أنها وثقت بي بقدر شعرة فقط ، لكن يا خسارة
خوري(توارى في البقعة المظلمة):- امم أحيانا لا يمكنك التنبؤ بما تحمله الدنيا من مفاجآت ، لكن يمكنك أن تعلم أن كل ما يحدث معك إلا وهو نتاج عن حصيلة أفعالك
ميار(رفع نظره ليتفقد المتحدث):- أراك تأخذ وتعطي معي من حضرتك ، أقوووول انصرف لا أرغب بمتابعة هذا الحديث أصلا من تكوووون الله الله عالم فضولي
خوري:- لا تكن جبانا يمكنك أن تجابهها
ميار:- لن أفعل لأنها مريضة بالقلب لو ضغطت قد أخسرها وأنا لا أعيش بدونها مهما فعلت ، رغم الأسى الذي أشعر به إلا أنني ما زلت متيما بها أتفهم ؟
خوري:- هممم متوقع
ميار:- فقط لو أعرف كيف فعلت ذلك بي ، كيف استطاعت أن تقدم على هذااا أكيد هنالك من ساااااعدها أكيد جوزيت لا تجرؤ على ذلك بمفردها حتى الغبية ناريانا ليست بتلك القوة ، تتتتت ما الذي حصل كل هذه الأشهر ؟
خوري(ابتسم بخبث):- كانت تمر المياه تحت قدميك دون أن تشعر
ميار(رمش وهو يحدق في الظلام):- لم تتحدث متواريا هكذا ، أقبل أقبل علي يا متطفل ودعني أراك كي أعرف في أي منطقة سألكمك بعد أن أفرغ من حصة مواجعي
خوري(برقت عيناه بشرر حين اهتز عرقه العصبي):- أنااااااا أكون …
ناريانا(أغلقت فمه حين جذبته لفمها بقبلة كظمت ثورته):- شتتتت …ارحم …أتوسل منك الرحمة للحظة
خوري(ابتلع ريقه من قبلتها تلك):- ماااااذا تفعلين ؟
ناريانا(أمسكت وجهه بيديها وهي تهمس بخفوت):- ارحم لمرة واحدة في حياتك ، أختك بالأسفل تصارع الموت وهذا الغبي لوحده القادر على استعادتها …ارحمه الآن ولا تخبره بشيء ودعه ينقذها…أرجوك خوري أرجوك لأجلهاااا لأجل أختك الوحيدة
ميار(هدر):- ألووو هل كنت طيفا من البداية أصلا حديثك نابع مثل مجلة ناطقة ، جيد أنك غربت من سطحي هففف ناس فضوليين بشدة تبا لكم ، تبا لوجودكم ، تبا لكل شيء يأتي منكككككككم ، آآآآه تبا لهذه الحيااااااااااااااااااااا اة
خوري(هم بالرد لكنها هزت رأسها بنفي):- الوغد …
ناريانا:- رجااااء رجااااااء اهئ ...أفعل أي شيء تريده أي شيء
خوري(بعد لحظة صمت):- جميل … ستكونين بفراشي الليلة
ناريانا(عقدت حاجبيها بصدمة لتغمض عينيها وهي تزفر نفسا أليما):- صدمتني
خوري(جذب رأسها بقبضته لجانب كتفه ليهمس):- يفضل أن تقنعيني هذه الليلة بالتريث قبل أن يطل صباحكم السعيد بخبر وفاته ، وبدلا من أن يبقى أولاد أختي بدون أم لنضيف الأب للحسبة
ناريانا(بخوف):- مواااافقة …موافقة
خوري(وهو ينتبه لرجفتها الواضحة):- سأحااااسبه
ناريانا(تمسكت بقميصه):- أجل ستفعل حبيبي ستفعل أي شيء تريده ، لكن الآن ثق بي وغادر المشفى أنا سأحمي أختك ولن أجعله يحزنهاااا
خوري(تحركت حنجرته بثقل وهو يطالعها):- لم تحاولين التأثير بي هكذاااا ؟
ناريانا(بعدم فهم):- خوووري أرجوك ، لخاطر ابننا حتى هممم ؟
خوري(سحب نفسا عميقا):- لن أفعل أي شيء إلا لأجل خاطر أختي فقط … ابتعدي عني
ناريانا(ارتعش جسمها من دفعه):- …لارد
خوري(توقف ثم عاد مشيرا لها بهمس):- إن تعرضت أختي لأي أذية ستكونين قاتلته نارو
ناريانا(ابتلعت ريقها برعب):- هئئ ….
مسحت دموعها الحارقة تلك اللحظة لتستعيد رباطة جأشها فليس لديها وقت للأسف حيال تصرفات خوري معها ،استجمعت نفسها و تحركت من ذلك الجانب المظلم حين جثت على ركبتيها معا ومدت يدها لترفع رأسه نحوها وقبل أن يبدي ردة فعل جنونية تجاهها أشارت لبطنها المنتفخ
ميار(جحظ عينيه بعدم تصديق):- أنتِ أيضاااااااااا حامل ، أين كنتن تختبئن في مركز تأهيل الولادة الحديثة يا بنتتتتتت ..ردي علي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(سحبت نفسا عميقا):- كنا في مكان بعيد … وقبل أن تسأل هذا ابن نادر
ميار:- أيوة أيوة طلع الربان ليس سهلا بالمرة ، حين ظنناه سافر للعمل نكتشف أنه هرب من المسئولية ….إذن إذن أنتِ من زرع في عقلها فكرة اللامسئولية من الرجال هااااه ، أنتِ من جعلها يهرب مني أليس كذلك نارياناااااااااا ؟؟؟؟
ناريانا(أطلت عليها):- أنت لا تصدق ما تتفوه به وأنا سأتجاوزه لأنه ماذا …الطفلين بخير وقد أنجبتهما جوزيت بعد ولادة عسيرة لم يكن شيئا هينا بالمرة ، أرادتك بجوارها وفي كل لحظة وجع كانت تنطق باسمك أنت فقط لا غير … تلك المرأة صارعت فترة الحمل كلها لكي تصل لهذه المرحلة وهي أخذ الصغيرين والقدوم بهما إليك ، كانت تحلم بوضعهما في حضنك لكي تغفر لها وتسامحها وتعيشا سوية مع أطفالكم في هناء …حلمها جميل جدا يا ميار من منا لا يسعى لذلك هممم وأنت في أعماقك تريد هذااا لكن …كيف سيتحقق لو فقدناها ميار إن جوزيت الآن بين أيدي الأطباء تصارع الحياة هل ستترك حبيبتك تموت مقهورة ؟؟؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- ماذا تقووووووليييييين ؟
ناريانا:- جوزيت في حالة حرجة ، انتظارها لك ولهفتها لأجل رؤيتك خلقا الحماسة والرعب بقلبها الضعيف لذلك فقدت وعيها مما اضطرهم للتدخل السريع …وهنا يأتي السؤال المهم بعيدا عن خداعها بعيدا عن فعلتها كلها ، هل ستتخلى عن ثعلبتك أيها الفهد البري ؟
هل سيتخلى ؟
أخذوا جوزيت للعناية المشددة وربطوها بعدة أجهزة وكأنها كانت تنتظر مقدمه كي تنهار كل قواها ، كأن مقاومتها تلك الفترة كلها كانت لأجل انتظاره وما إن شعرت بريحه قريب منها لم تتمالك نفسها وسمحت لكل ذلك الألم أن يغلف جسمها وكأنه شيء من العشق السامي الذي يفوق كل المشاعر …..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:35 AM   #1035

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

عرف بوضعها لذلك تحت تشجيع من نبيلة التي كانت تقرأ آيات من الذكر الحكيم لأجل سلامتها ، ودعم من ناريانا التي كانت تجاوره كتفا بكتف في اتجاههما لغرفتها كان هو كالمسحوب نحو بوابة سعادته التي اشتاق لها كل تلك الأشهر الطويلة المريرة … لكن الغريب في الأمر أن سعادته تلك مصحوبة بجحيم يحرق دواخله بشكل منتظم منذ أن عرف بما أخفته عنه ، ويا ليته كان هينا لكان غفر إنما ….
الطبيب:-أين تظن نفسك ذاهبا ..من حضرتك ؟
ميار(نظر لناريانا):- أخبريه من أكون قبل أن أنكح فضول حضرة الدكتور
ناريانا(رفعت عينيها في الطبيب الذي امتقع وجهه):- زوجها ….أبو الأولاد
الطبيب(نظر إليه من فوق لتحت):- هذا هو المدعو ميار ؟
ميار(فرقع رقبته وهو يندفع نحوه بصدره):-وما بك تنطقها كمن يمتلأ السم بفمه الذي تفوح منه رائحة القيء الصباحي للحوامل ، نعم أنا هو المدعو ميار شخصيا ،.. أي خدمة ؟
الطبيب(وهو ينظر للتقارير):- لا عجب أن تصاب المرأة بضعف في القلب مع زوج متسكع كهذا ، هممم
ناريانا(أغمضت عينيها وفتحتهما لتنبه ميار بالتحمل):- أ…من الضروري أن يزورها قليلا ، هو قادر على شفائها هي تنتظر قدومه منذ أن أنجبت اسمح له برؤيتها لخمس دقائق دوك
ميار(رفع حاجبه فيها):- وما بكِ تستجدينه كالمتسولة التي امتهنت التشرد حديثا ؟؟؟؟
ناريانا:- اصمت يا ميار من فضلك
ميار(أشار لها في نقطة على الأرض):- ابتعدي هناك لحظة ، هيا هيا تحركي
ناريانا:- ماذا ستفعل ياااا مجنون ؟
ميار(التقط التقارير وألقاهم أرضا ليمسك الطبيب من ياقته ويلصقه على الجدار):- حبيبي حبيبي يا دكترة هل تشتهي كسر قلب الماما على فقدانك ، أتريدني أن أقوم بتشريحك أمام طاقم هذا المستشفى اللعين ….تجرأ وأخبرني ؟
الطبيب:-أسلوب حضرتك لا يليق في مستشفى محترم كهذا ، سأجعل الأمن يخرجونك
ناريانا(وضعت يدها على كتف ميار):- أنت تزيد الأمور سوءا يا ميااااار ، رجاء اسمعني يا
ميار:- اخرسي ….مثلما سأحاسب صديقتكِ أنتِ أيضا ستحاسبين يعني لا تتحمسي كثيرا فدوركِ قادم
ناريانا:- آآآآآآه يا ربي …تمام نقوم بالآتي حضرة الطبيب هذا زوجها يجب أن يكون جوارها فاسمح بذلك ولو لخمس دقائق
الطبيب:- بشرط …سأكون معهما فلن أدعه بمفرده جوار مريضتي وهو على حاله هذا خصوصا وأنها ستستيقظ بعد قليل
ميار(حول عينيه ثم بعد أن أمعن النظر فيه مطولا كمن يبحث عن طريقة لقتله):- ذكريني بأن أجعلهم يحضرون لي كِليته اليمنى أرغب بإعطائها لعزيزي صولي على الفطور
ناريانا(تنحنحت حين أفلت ياقته):- هننن تمام دكتور موافقون صح ميار ؟
ميار(نظر خلفه):- ماذا سيفعلون لها ؟
الطبيب:- لن أخفي الأمر ، زوجتك تحتاج لعملية ولكن الوضع خطير في الوقت الراهن ..يجب أن ننتظر بضعة أيام حتى تستعيد عافيتها أو تجد شيئا تتشبث به يعطيها دافعا للمقاومة
ميار(رفت عينه ثم هز رأسه متجاوزا إياه):- أتمم حصيلة الأخبار لعزيزتي ناريانا فهي مهتمة بالأنباء العاجلة ، حضرتي اختصاص فواصل إعلان
الطبيب(ضرب كفا بآخر):- لا عجب أن يكون السبب في سوء حالتها يا سيدة
ناريانا(حكت جبينها بتعب):- آآآآآىه
وضع لابد منه ، لقد سقط في خانة ضيقة يجب عليه أن يستمر بداخلها ليجعلها تتسع وتمنحه فرصة للتنفس … ما يزال يحترق لكن هنالك من تحترق أكثر منه لذلك هو قادر على إخماد نارها ويترك جوفه في قبضة النيران الملتهبة .،، الحب شيء كهذاااا بل العشق السامي ، ها هو ذا يخطو خطواته الواثقة لداخل العناية المشددة حيث كانت موصولة بتلك الخيوط الغريبة التي كان يناظرها بنظرة عتب ، كأنها كثيرة زيادة على جوزته الغالية ، هكذا فكر ثم أخذ يتفحص المكان ليبحث عن أي ثغرة كي يحاسب أصحاب المشفى عليها …أجل سيفعل فهو يريدها في راحة تامة حتى ولو كانت قد سلبت منه ذلك الطعم بعد إنجازها الخارق ….
سحب نفسا عميقا حين وقف عند رأسها حين دنا ليتفحصها عن كثب وهو يطالع وجهها الشاحب ، شعرها الذابل وهالاتها الداكنة حتى أنه لاحظ بعض الاحمرار أسفل جفنها وعينها دال على بكائها الحارق … تابع النظر إليها حين وصلت عينه لبطنها أمسك على فمه وهو يجذب الكرسي خلفه ليجلس بفشل أمامها ، التقط يدها وقبَّلها بدموع خرجت رغما عنه تلك اللحظة
ميار:- أنا هنا … لقد جئت ، وعرفت أنكِ كنتِ حاملا بطفلينا اللذين حلمنا بهما في ليالينا الجامحة ، سميتهما بالاسم الذي اخترناه لأجلهما منذ وقت طويل … تيم كناية عن عشقنا وصبا عن الحب الذي جمعنا منذ الصغر … ياااه هل رأيتِ يا فتاة إنهما يشبهانني كثيراااا يقولون أنه إذا شبه الطفل أباه فهذا يعني أن أمه تحبه كثيرا ، والعكس أيضا وبما أنهم نجيبيون يشبهونني إذن ..، أنتِ حقا تعشقينني كثيرا يا جوزتي الغالية ولكن ….لم يكن كافيا ذلك الغرام ليقنعكِ ليجعلكِ تثقين بي… لم تثقي يا جوزيت هل كنت سيئا لتلك الدرجة حتى تخفي عني صغارنا ، لم حرمتني من ذلك هااااا ، ألم أستحق بعد كل الحرمان الذي عشته في حياتي الساااالفة ، حين هجرتني أمي حورية ، حين ظننتكِ ميتة ، حين حرمت من أخي إياد وتركته يعيش في الملجأ ..حين هجرت عائلتي حتى امتهنت عالم المافيا وصرت قاتلا مجرما حقيرااااا في هذا العالم ، حين تخليت عن ابن خالي وكسرته وعذبته ، حين آلمت دمي وأنا أنظر من بعييييد، حين اغتصبتكِ وتسببت بمقتل ابننااااا …. ياه يا حبيبتي هل استخسرتِ فيني أملا صغيرا يجعلني أتمسك بالحلم ولو قليلا ، ألم يكن من حقي ؟؟؟
أحنى رأسه وهو يمسح دموعه بيدها مستمدا طاقة تحمله من ملمسها ، كم اشتااااق إليها كم اشتاق لرائحتها ، لصوتها ، لرؤيتها وضمها إلى صدره …ارتفع من محله وانحنى برأسه ليقبل وجنتها ويشم خصلاتها وهو يتأملها بحزن بااااالغ … حين فتحت عينيها لتسقط دمعتين حارقتين من الجانبين ، لحظتها صعق بنظرتها حيث ارتد برأسه للخلف عندما استعطفته بنظراتها ألا يبتعد ، تمسكت بيده بوهن وهي تحاول النطق بشيء ملتصق بجوفها …
ميار(نظر حوله ثم عاد لينظر للآلات التي كانت ترن جوارها):- اهدئي …اهدئي لا تنفعلي أنا لم أفعل شيئا ، يعني لن أفعل … لأنه …أ..يعني ..
جوزيت(بصوت مبحوح):- اغفر لي ….ح..حبيبي
ميار(ابتلع ريقه):-غفرت …غفرت يا جوزيت ..أنا هنا معكِ حبيبتي ، يا رووووحي اشتقت إليكِ كثيراااا
جوزيت(ببكاء):- س…سامحتني ميااااااار اهئ سامحتني ؟
ميار(وهو يمسح على وجهها):- سامحتكِ يا جوزتي الغالية ، ألا يكفي أنكِ أنجبتِ لي طفلين ما أجملهماااا ، طبعا الشبه لي
جوزيت(وهي ترتجف):- أنا أنا ….
ميار(بلهفة):- شتتتت تنفسي عميقا …أنا هنا موجود بجواركِ يا روحي ، ستتحسنين وتكونين على ما يرام لأنه لدينا أولاد علينا تربيتهم وقبل ذلك يجب أن نفرح بهم أمام العائلة …ما رأيكِ بحفل عقيقة جميلة ببيت الراجية ؟
جوزيت(وهي تهز رأسها وترمش):- أنا أحلم …اهئئئئ يا رب لا توقظني من هذا الحلم ، ميار نجيب الذي أعرفه لا يقوم بهذااااا …اهئئئئئ
ميار(قبل شفتيها ثم ارتفع):- هل ميار نجيب الذي تنتظرينه يجيد التقبيل مثلي ؟
جوزيت(بصدمة أخذت تبحلق فيه):- أنت ….مياااااري هناااا حقااااا ، أنت سامحتني لقد لقد كنت خائفة مرعووووبة من موقفك ، لكنني ما استطعت التحمل أردتك أن تعرف بهمااااا …تعبت من الهرب منك و
ميار:- شتتت ستخبرينني بكل هذا بعد أن ترتاحي ، نامي حبيبتي عيونكِ ثقيلة ونظراتكِ مشتتة أنا لن أذهب لمكان …حين تستيقظين ستجدينني بقربكِ
جوزيت(جذبت ذراعه بتعب لينحني إليها):- عانقني
ميار(بابتسامة حب عانقها):- يا قلبي …أعطيكِ إياه فقط لتعيشي وتفرحي
جوزيت(أغمضت عينيها):- آآآآآآه كم اشتقت لراااائحتك ياااا مياااار …أنا…أ…..أنااا اشتقت
ميار(مسح على وجنتها وقبَّلها بمحبة):- أنا هنا …استسلمي للنوم بيبي
جوزيت(تمسكت بيده):- لن تذهب
ميار:- ت ت لن أذهب أنا هنا معكِ
جوزيت(أغمضت عينيها):- …دواار …همممم
ميار(نظر خلفه للطبيب الذي كان يتفرج على المشهد):- هل أحضر لأجلك بعض الفشار الملون ، أي نكهة تفضل ؟
الطبيب(أومأ له بالخروج):- لحظة من فضلك
ميار(رتب يدها ثم غطاها لينهض إليه ، نظر إليها ثم أغلق الباب):- أفندم ؟
الطبيب(ابتعد به لوسط الرواق):- فهمت الموضوع من قريبتكم قبل قليل ، أقدر موقفك وشهامتك وأتأسف من حكمي السابق عليك فبعد ما رأيته للتو موقن أنني تسرعت
ميار:- ….لآرد
الطبيب:- غفرانك لها سيعطيها دافعا للمقاومة لكن لا تثق بذلك كثيرا ، يجب أن تستمر لأزيد من يوم لكي تستعد أكثر
ميار:- تستعد لماذا عفوا ؟
الطبيب:- ألم يخبروك …لقد وجدنا قلبا متطابقا لأجلها
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- ممم …ماذاااا تقول ، هل ستغيرون قلب جوزيت بقلب بديل؟
الطبيب:- مع الأسف ، الأمر محزن ولكنه السبيل الوحيد لنجاتها ..ثم ظننت أننا حظينا بالموافقة والعملية ستجرى بعد أيام بسيطة فصاحب القلب في حالة موت سريري يعني مسألة وقت لا غير ..نفضل أن تكون مريضتنا جاهزة نفسيا حينها
ميار(زفر عميقا):- من قام بهذه الأمور هل تملك اسما ؟
الطبيب(بعدم فهم):- أخوها حسبما أذكر ..
ناريانا(توقفت عن الركض فلم تلحق):- يااااا إلهي …
ميار(رمق نظرتها المرتعبة ثم ابتسم له دون لفت انتباه):- سأسامحك لو قمت بعملك بشكل جيد وأنقذت جوزتي زوجتي أقصد …شكرا دكتور
ناريانا(اقتربت منه بتوجس):- …ميار …أنت بخير ؟
ميار(بابتسامة):- ماذا سيفعل ميار يعني …قلبي الصغير لا يتحمل الغضب كثيرا لذلك ما إن رأيتها غفرت لها ..إنني أحبها يا بنت ستعيش صحيح ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها من تصرفاته المبهمة):- أكيد ، سنبذل قصارى جهدنا
ميار:- سأطمئن على جدتي قد أفزعتها اليوم كثيرا
ناريانا:- فهمت أنها عرفت بحقيقتك
ميار(تحرك وهو يحدق في الفراغ):- في نظركِ لم خلقت الحقائق ، لتُكتَشف يا ريانا
ناريانا(أمسكت على بطنها):- ما هذاااا الآن ؟؟؟؟
أخوها …بين قوسين هل الطبيب ساذج أو أنه ليس من صف خوري وأتباعه ، فعلا هذا هو فقد أخذوها لمشفى خاص ولكنه لم يكن تابعا لهم ولم يحسبوا أن الأمور ستخرج عن السيطرة هكذاااااا ….أخوها لم يفكر مرتين ولم يشكك في كلام الطبيب الواثق من نفسه ، فهم فهم ما يحصل لكنه لم يبرز شيئا لناريانا التي سمعت ذلك بشكل واضح ، لكنها لم تفهم لم ميار اختار الصمت ولم يسأل عن ماهية ما سمعه من الدكتور ….
ميار(جلس بجوار نبيلة):- تقبل الله منكِ يا بلبلة
نبيلة(جمعت التسبيح لتلتفت إليه):- أراك مشرقا ، أبشر
ميار:- يعني بم سينفعني الغضب والصراخ في حالتها هذه …سامحتها يا جدتي أتراني تسرعت يعني كأنها خيبة أمل للقراء كانوا ينتظرون ثورة مني وهكذا دواليك
نبيلة:- دعك من ذلك فأولادكما سيمحوان كل آه ، ثم وضعها الصحي أهم بكثير من أي عراك
ميار:- صحيح صحيح يا جدتي …أنتِ سعيدة بي أليس كذلك يعني العائلة تنمو وجيش الراجيين يستمر ، سبحان الله لا ندري من سيظهر غدا أو في الأيام المقبلة …فطالما بدأت السلسلة بالتفكك أكيد سيقبل البقية المختبئة خلف الكواليس
نبيلة(تحركت حنجرتها لتمعن نظرها فيه):- لديك كلام تحت طرف لسانك
ميار(رفع حاجبه بإعجاب):- ذكاؤكِ وراثي يا جدة ..وكي أعفيكِ من الاستفهام أخبريني لأرى هل كانت جوزيت الفتاة الوحيدة لخالو مختار ؟
نبيلة(برقت عيناها بعدم فهم):- ماذااا تقصد يا ولد ؟
ميار:- ياااعني ، أنتِ كبيرة العارفين أيعقل أنكِ غفلتِ عن هذه المعلومة المهمة ؟
نبيلة:- انطق بما يوجد بخلدك وتوقف عن النزق هنااااا
ميار:- قبل فترة …علمنا أنه كان لجوزيت أخ من كهرمانة ومختار
نبيلة(سحبت نفسا عميقا):- تاااابع
ميار:- الولد انشقت الأرض وبلعته ، كهرمانة كانت تحت قبضة خنجر جوزيت يعني على حافة الموت حين اعترفت لها بوجود أخ من مختار الذي اغتصبها ليلة زفافها من زوجها الذي ذبحه ذبحة الخرفان …
نبيلة(أمسكت على قلبها):- ….يعني ….يعني …كهرمانة من قامت بالانتقام بقتله بنفس الطريقة ؟
ميار:- عليكِ نووور
نبيلة:- يااااااااه …وأين هو الولد ؟؟؟
ميار:- لا ندري ، ولا كهرمانة تعرف قد تخلت عنه منذ زمن بعيد لأنها ما زالت تكره مختار وتكره آل الراجي بالجملة
نبيلة:- هل بحثتم عنه هل وجدتم أثرا ، بني إنه راجي ، ولدنااااا يجب أن يعود لحضننا
ميار(باستغراب):- ألم يكن هذا السطر مناسبا لي أنا أيضا ولدكم يا نبيلة الراجي ؟
نبيلة(أشارت له):- أنت كنت تحت نظرنا وبيننا يا أحمق ، بينما هو لا ندري عنه أي شيء …ياااااه أحمدك يا رب خلَفُ الراجيين لن ينقطع وسيمتد لسابع جد
ميار:- أنو واحد فيهم عبد الشفيع ولا عبد السميع ؟
نبيلة:- لن ننسى كفارتك يا متهور ستدفعها ويدك على رأسك ، لكن الآن ستخبرني كل شيء عن هذا الولد ما كان اسمه ؟
ميار(بإمعان):- مختار …مختار الراجي
رمشت بثقل ثم هزت رأسها باستغراب وهي تنظر لهذه الصدف الغريبة التي تصدر كل يوم في حياتهم ، عرفت بأمر خوري من ميار الذي أخفى عنها المعلومة التي التقطها عفويا من الطبيب ….لكن ما الذي يفعله أصلا ما ردة الفعل الباردة التي أبداها حيال الموضوع ، أيعقل أنه أصيب بفيروس تحجير الألم في نقطة النكران ؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:36 AM   #1036

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المخيم الجبلي
كانت مجموعتنا قد وصلت إلى هناك في صباح ذلك اليوم ، حيث تمركزوا في الغرف المهيأة بذلك المخيم الجبلي ، بقيت شيماء ونهال بغرفة مستقلة بينما كانت مرام رفقة جمانة بغرفة أخرى …حيث اتخذ تامر ويزن بغرفة أيضا بجوارهن حين بقي فياض في غرفة مستقلة انتقاها لتكون وسط غرفهم ، لينتشر بقية الطلاب في الغرف المجاورة إلخ …المؤطر الذي سهر على هذا المخيم كان الأستاذ نديم بمساعدة بقية الأساتذة والمختصين في الرحلات الجماعية ، والذين بدئوا مباشرة فور وصولهم واستقرارهم بالغرف بجولة خفيفة حول المكان للتعرف على برنامج الرحلة …فقد قرروا أن يكون اليوم الأول عبارة عن زيارة جبلية مرفقة بسياحة للشلالات القريبة إضافة لكهف مشهور بتلك المنطقة ، وصولا لسهرة ممتعة وفقرات تتضمن مسابقات للشباب …أما عن اليوم الثاني فقد كان من المقرر تسلق الجبل بعده القيام ببعض النشاطات الرياضية ، إلى أمسية فنية تنتهي بسهرة أخرى عبارة عن مشاهد مسرحية سيؤديها بقية الزملاء …
قد كان برنامجا محسوبا لذلك بعد أن أتمموا خاصة اليوم الأول حان الوقت لبدء السهرة
نهال(وهي تضبط أحمر شفاهها):- ضعي قليلا يا بنتي لن يضركِ ، يعني إننا برحلة
شيماء:- ما وضعته إلا بالسهرات يعني بشكل خفيف ، هنا لا يوجد داع
نهال:- كما تحبين
شيماء:- أصلا أعرف أنكِ تبالغين في التزين لأنكِ ستتسللين من السهرة كي ترينه
نهال:- وهل لديكِ اعتراض ؟
شيماء:- أنا خائفة عليكِ يا نهال ، لو شم أحدهم خبرا بوجوده هنا سنقع بمشكلة
نهال:- مشكلة لن نقع فيها إن أطبقتِ فمكِ حبي شيمو
شيماء:- هممم ..لن تتأخري ؟
نهال(أغلقت الملمع ثم قبلت نفسها في المرآة وهي تنكش شعرها):- لن أتأخر ، ثم بيته المقابل للمخيم من الجهة الخلفية يعني لست ببعيدة
شيماء:- طيب سأحاول تلفيق أي شيء لخالتو مرام كي لا تشك ، وربي يغفر لي
نهال:- إن الله غفور رحيم ثم أنتِ تسعين لإسعاد حبيبتكِ نهولة وهذا فعل خير
شيماء(بتوجس):- فقط لا تتأخري وتجعلي فعل الخير هذا يقلب دراما
نهال(ارتدت سترة الجينز فوق فستانها وركضت):- موااااح حبوبي إنتي
شيماء:- حماكِ الله يا ابنة خالي
تسللت على خطوات خفيفة وهي تراقب الأجواء المجهزة على أكمل وجه في الجوار لأجل السهرة المميزة التي يحضرونها لأجلهم …خرجت من جانب الغرف لتستمر نحو الباب الخلفي وتغلقه بهدوء وترتطم بباب آخر
فياض(ألقى السيجارة وغمز لها):- إلى أين يا خفاشة الراجيين ؟
نهال(كتفت يديها):- خفاشة الراجيين أوووه أرى أن الحارس يغازلنا هنا
فياض:- عفوا لست حارسا هنا ولكنني صائد خفافيش وحشرات ضارة ، تلك الأنواع التي تتسلل ليلا بغية خلق المشاكل ودوري هو الحؤول دون ذلك
نهال(استشاطت غضبا):- من تقصد بالحشرات والخفافيش يا هذاااااا ، من تكون أصلا ؟
فياض(اقترب منها خطوة):- الراعي الرسمي لحمايتكم في هذه الرحلة ، يعني ستتفضلين وتعودين أدراجكِ رفقة بنات عائلتكِ قبل أن يبدأ عرق الأعصاب بالنبض في جبهتي
نهال(بعناد):- وماذا يحصل لو نبض عرق أعصابك في جبهتك العريضة يا باشا ؟
فياض(أشار بيده):- عضلاتي تتصلب ولا أتمكن من تحريرها إلا بلكم فكِّ أحدهم وإسقاط بعض الأسنان اللبنية
نهال(احمرت بغيظ):- أتقصد بأنني صغيرة ، أتقصد بأنك ستضربني ، أتقصد بأنك تعترض طريقييييييييي ؟
فياض(أشار ثلاثة مرات بسبابته):- تمااااما هذاااا هو بالضبط
نهال(عادت خطوة للخلف ثم رجعت إليه):- طالما أنت حارس حريص وصائد شاطر ، لم تركت جمانة تأخذ جولة حول المخيم في هذا الوقت من الليل …أم أنه حرام علينا وحلال عليها ؟
فياض(ألقى السيجارة ودعكها بقدمه والغضب يتملكه):- أعيدي ما قلته ؟
نهال(مالت برأسها):- سمعتني جيدا يا فيااااض بيه …
فياض(أشار لها):- عودي للداااااخل حالا ، سأبحث عن تلك الفتاة وأعيدها أيضا تحركي
نهالّ:- أنت غير مهذب ولا تتمتع بحس اللباقة ، داغر ومهدي لا يعاملوننا هكذااااا …أنت لم أتمكن من فهم وضعك بعد
فياض(أدخلها من الباب الخلفي):- أحسن لكِ ألا تعرفي أكثر من ذلك ، هيا هيااااا أملك الصلاحية المطلقة بفعل كل ما أراه مناسبا لحمايتكن ، أسرعي لنرى تلك أين ذهبت
نهال(بتلاعب):- طااايب لنرى أين ذهبت هممم …
تركته يسبقها حين خرج من الباب الرئيسي بحثا عن جمانة ، بينما عادت أدراجها وهي تبتسم بخبث حين خرجت مجددا من الباب الخلفي وركضت صوب البيت الذي كان يستقر فيه ، مرت عبر الأشجار ركضا تحول لخطوات متثاقلة وهي تستشعر بعض التوجس من ذلك الظلام …أخرجت هاتفها لتضيء الطريق وهي تلتفت من كل جانب
نهال(وهي تشتمه):- لم لا يأتي هو عندي ، ما هذا الهراااااء اففف المكان مخيف هنا أين هذا البيت لا يوجد أمامي سوى الظلام …تبا لك يا أسعد تباااااا لمن ..ماذا يا نهال أنتِ رغبتِ بذلك إذن استمري واخرسي
أخذت تشتم حين سمعت صوت أغصان جافة تنكسر خلفها ، استدارت برعب فلم تجد أحدا لذلك ركضت نحو الأمام بأقصى سرعة حتى لاح لها ضوء ذلك البيت ..تنفست الصعداء لتصل إليه وتطرق الباب بقوة ، لم تجد مجيبا فحاولت فتح الباب لا رد ،التفتت لتطل من النوافذ فلم تجد له وجودا …أخذت تتصل به فلم يجبها فنظرت أمامها للغابة الفاصلة بينها وبين المخيم وخشيت العودة فيعترض أحد المخبولين طريقها ، مطت شفتيها وشعرت بأنها تهورت في تلك اللحظة جلست على حواف الدرج الخشبي وهي تعانق سترتها وتجرب الاتصال لكن دونما جدوى ….ابتلعت ريقها وهي تستخرج شجاعتها وقررت العودة بسرعة فإن ركضت لن يحصل شيء ، لذلك ما إن خطت خطوتين بغية الذهاب حتى ظهر من الظلام
أسعد:- إلى أين يا طرزانة
نهال(ركضت نحوه وارتمت بحضنه):- أسعد
أسعد(رفع الأكياس من الجانبين):- أوووه كل هذا اشتياق لي ؟
نهال(استمرت بعناقه):- كنت كنت أنتظرك
أسعد:- ما بكِ ترتجفين ، ماذا حصل ؟
نهال(ابتعدت وهي تنظر ليديه):- أين كنت ؟
أسعد:- ذهبت لأحضر بعض الأغراض للبيت ، نهاااال ؟
نهال:- لم يحدث شيء قلقت قليلا في هذا المكان الموحش ، ثم ثاني مرة تعال إلي أنا لا يمكنني الابتعاد ففياض يقف كحارس المقبرة على رأسنا
أسعد:- طيب لندخل شكلكِ بردتِ من الخوف
نهال:- لم أخف الله الله
أسعد:- ههه لا لا خفتِ خفتِ يا ابنتي
نهال:- هففف …شوي فقط
أسعد(فتح الباب بالمفتاح):- ماذا كنتِ تقولين عن حارسكم ؟
نهال(وهي تنتظر خلفها بتوجس):- هممم
أسعد:- هل هنالك مشكلة ؟
نهال:- لالا لندخل …أسرع أشعر بالجوع ماذا أحضرت ؟
أسعد(أغلق الباب خلفهما ثم وضع الأكياس):- أنظري بنفسك
نهال(فتحت الأكياس):- يااااااس ، ملئونا بتلك الأكلات الصحية وكأننا في منتجع طبي
أسعد:- ههه توقعت ذلك …
نهال(أخرجت علب البيتزا):- أخرج الهامبرغر خاصتي من تلك العلبة
أسعد(أخرجه ومده لها بابتسامة):- .. لا أحد يعرف بتواجدي هنا صحيح ؟
نهال:- فقط شيمو …اكتشفت ذلك دون رغبتي
أسعد:- لا بأس ..يعني لنتجنب أي مشكلة مع أبيكِ فهو ينتظرنا على الغلطة
نهال:- لماذا تقلق من أبي هكذا ، ثم نحن ما زلنا على معاهدتنا أسعد أفندي
أسعد:- ما زلنا …لا تنسي أن امتحان رخصة السياقة قريب ، عليكِ مضاعفة التدريبات الفترة المقبلة كي تحصلي عليها
نهال:- يسسس سأحصل عليها وأتمكن من قيادتها كما أحب …همم طيب وماذا عن الأمر الآخر ؟
أسعد:- أي أمر ؟
نهال(وهي تمسح فمها بعد أن قضمت قضمة):- … وعدتني بأن تجد عملا في أقرب فرصة
أسعد:- ما زلت أبحث يا نهال هل وجدت فرصة وقلت لا ؟
نهال:- بم أنه لا يمكنك العمل بشركاتنا فأبي لن يوظفك ساعيا حتى ههه ، لنتجه لشركة أخرى يمكنها مد يد العون
أسعد:- قصدكِ شركة الرشوانيين ؟
نهال(غمزت له):- وأملك شخصا قديرا سيوظفك في لمح البصر ، توافق ؟
أسعد:- طبعا أوااافق ، لكن ذلك لن يحدث بدون مقابل لا أحب الواسطة خصوصا من فتاتي
نهال(توقفت عن الأكل حين شردت في كلمته):- نعم ؟
أسعد(ابتلع ريقه):- أقصد صديقتي ..
نهال:- آه …لا تقلق سيخدمني هذه الخدمة لأنه بيننا عمل مشترك كهذا ، ثم أبي سيجلط عقله حين يعلم بأنك توظفت بشركات المنافسين
أسعد:- يناسبني ذلك ..لكِ موافقتي ومقابلها أيضا
نهال:- سأفكر بالمقابل ، يا سيدي ما يزال هنالك يوم آخر في هذه الرحلة لا ندري ما قد يصدفناااا
أسعد(أخرج قطعة وهو يلتهمها):- ممكن … شغلي شيئا على هاتفكِ ما هذا الهدوء
نهال:- موسيقى المخيم تبدو بعيدة من هنا …رغم أن المكان قريب
أسعد:- تعلمين يخشون إيقاظ أرواح الغابة الشريرة هههه
نهال(جحظت عينيها):- أسسسسعد أنت تخيفني
أسعد:- ههه إن خفتِ امكثي معي ، البيت يتسع
نهال(نظرت للسرير الواحد):- لا يظهر أنه يتسع بشدة حتى …
أسعد:- لم تهربين إلي دائما نهال ؟
نهال:- لأنك الخيار المتوفر أمامي يا عزيزي
أسعد:- لنتحدث بصدق
نهال:- تحدث أنت ولك مني المثل
أسعد:- أنا…
نهال:- ها هو ذا سيتجمد في كلمة أنا ثم ينتقل إلى اسمي الذي سيبقى يردده مرتين ثلاثة حتى يصمت ويغير الموضوع ، تمام غيره واختصر علينا الوقت
أسعد(طأطأ رأسه):- أنتِ تشعرين مثلي ؟
نهال(تحركت حنجرتها):- أشعر بماذا ؟
أسعد:- تشعرين ب…الجوووع يا نهال …آه
نهال(أغمضت عينيها وهي تقضم قطعة بيتزا):- أجل هذااا ما أشعر به ، وحين سننهي أكلنا ستصطحبني للمخيم لا يمكنني التأخر أكثر ففياض س…
فياض(دفع الباب بقدمه وهو يفرقع قبضته):- نقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أم نتطرق لصلب الموضووووووع ؟
أسعد(تابع أكله ببرودة):- ماذا كنتِ تهمسين يا راجية ؟
نهال(انتفضت بقلق):- فياض …أ….كيف وصلت إلى هناااااا ؟
شيماء(ظهرت من خلفه هي وجمانة):- …علينا العودة للمخيم يا نهال ، ما تفعلينه غير جاااائز
نهال:- وشيتِ بيييييييييي يا شيموووو …..؟؟؟
شيماء(اختبأت خلف جمانة):- ستأكلني هذه
جمانة:- صدقينا لم نفعل شيئا ، لكن فياض حشرنا في الزاوية ولم نتمكن من إخفاء الأمر
نهال:- وهذه كانت تعرف ؟
شيماء(بتوتر):- سمعتنا يا نهاااال
فياض:- الآن …ستخرجن بأدب من هذا البيت ريثما أكلم الأخ قليلا
أسعد(أشار له بعد أن وضع رجلا فوق الطاولة ممددا بأريحية):- تفضل عزيزي أكلنا ما يزال ساخنا
نهال(بغيظ خرجت):- سأحاسبكمااااااااا …همممم
فياض:- أغلقي الباب جمانة وانتظرن خارجاااا ، تحرررركن
شيماء:- ييي ما به يرعبنا هكذااا ، لقد أرسلوا وحشا معنا وليس حارسا
جمانة(ممسكة على قلبها):- صرخة أخرى منه سأجد نفسي في البيت
نهال(بعيون دامعة):- لماذاااا …؟؟؟
شيماء(نظرت لجمانة):- كيف لماذا وتسألين بعد ، هل رأيتِ الغابة الممتدة أمامنا إنها مخيفة ثم الأستاذ نديم كان يحصي الطلاب وحين وصل لاسمكِ اضطررنا لتلفيق كذبة لم تخيل على خالتو مرام
جمانة:- ولأنها كانت ضمن الفقرة الموسيقية لم تتمكن من ترك المكان
نهال(كتفت يديها وجلست على الدرج الخشبي):- اخرسا تمام فهمت
جمانة(همست لشيماء):- شكلنا كسرنا لحظة مهمة
شيماء:- تعتقدين ؟
أسعد:- لا تخجل مني يا رجل تفضل والتقط ما تشتهيه بطنك
فياض(نظر للأكل بطرف عين ثم سحب كرسيا ليجلس مقابله):- ماذا تحاول أن تصنع ؟
أسعد:- أكلا يشبع جوعي ربما ؟
فياض:- لا تتحاذق علي …كلانا نعرف عما أقصده ، ما أمرك مع الفتاة ؟
أسعد(وضع الطعام ثم نفض يديه وهو يعدل جلسته):- ومن حضرتك كي أجيبه على هذا السؤاااال ؟
فياض:- فيااااض …حارسهم الشخصي ، أنت ملزم بالإجابة لأنك لم تكن ضمن برنامج الرحلة قد أتيتَ رغم معرفتك المسبقة برفض تقربك من الآنسة ، إذن ؟
أسعد:- أظن أن هذا البيت لا ينتمي لمجموعتكم ، ثم أنا حر في استقبال ضيوفي وغيره لا أملك أي سبب يجعلني أمنع نهال من زيارتي
فياض:- ستمنعها لأنك تعرضها للخطر هكذا ، أرأيت تلك الغابة المخيفة هل تركت فتاة شابة مثلها تعبرها لأجل الحصول على بعض الألفة هنا ؟
أسعد:- لا أسمح لك ، أنا لم أعرضها لأي خطر ثم المكان آمن ، إنها محمية يا سيد فياض
فياض:- محمية من الحيوانات المفترسة ، لكن ماذا عن الحيوانات البشرية …غيره ماذا عن أعدائنا ألا تعلم أنك تعبث مع عائلة أعدائها أكثر من أحبائها ؟
أسعد:- دخلت لتلك العائلة قبلك فلا أحتاج لكُتيّْبٍ تعريفيِّ عنهم يا عزيزي
فياض:- جميل اختصرت علينا الكثير ، آخر تحذير مني سأكتفي به شفهيا لأن الثاني سيكون تطبيقيا وسيرغمني على تخريب وسامتك
اسعد(بابتسامة):- تخريب وسامتي ، يا لجرأتك كونك حارسا شخصيا …ع العموم أنا ماكث هنا ولن أذهب لمكان ، يمكن لنهال زيارتي وقتما تشاء مفهوم ؟
فياض(نهض بهدوء):- أتمنى ألا نلتقي في ظروف تجبرني على تحويل غرورك إلى قصة موت مرعبة نزين بها قصص هذا المكان الجبلي
أسعد:- أنتظر إعادتك للزيارة يا غالي لم تتناول شيئا حتى ..يا للعيب
فياض(حك رقبته وهو يفتح الباب):- تحركن أمامي سنعود للمخيم
نهال(نهضت ونظرت بغضب لأسعد):- …هممم ..
أسعد(قطب حاجبيه):- تت …
جمانة(وهي تنظر لفياض):- ماذا قلتما ؟
فياض:- …لارد
نهال(نظرت لشيماء):- اخرسي شيمو لا أطيق سماع حرف منكِ الآن
شيماء:- تت لمصلحتكِ يا بنتي اففف أستغفر الله العظيم
نهال(نظرت خلفها وهي تبتعد معهم):- جباااان
شيماء:- لا تلوميه إنه مجبر …
نهال(نظرت جانبيا):- قلت اخرسي تمام ؟
جمانة(خلفهما تلاحق فياض):- ألن تجيبني …ما الذي دار بينكما ؟
فياض:- تمشَّي بجوارهما أمامي ..سارعي خطواتكِ هيا
جمانة(باستسلام):- تمام اكتفي بصمتك لنفسك الله الله …نهال أنتِ بخير ؟
شيماء(أشارت لها بالصمت):- شتتت …
عدن للمخيم رفقة فياض الذي أعادهن للسهرة حيث ابتسمت مرام بأريحية بعد أن رمقتهن ، في حين أن تامر اقترب ليستفهم سبب غيابهن بينما يزن كان يلتقط الصور غير مدرك لما يحصل أصلا ….أما عن نهال فقد اتخذت كرسيا وجلست بدون حياة منتظرة انتهاء تلك السهرة القميئة ، حاول التراسل معها لكنها لم تعطه فرصة بل خرجت من كل المواقع وتركته بلا جوااااب ..، أما فياض فقد كان يجلس مقابلهم في كرسي لا يرمش رمشة إلا وعينه عليهن ، فعلا كان يحرسهن بشكل حريص ودون أي تقصير…
طارق(اتصل لحظتها):- …فياض …ما الأخبار ؟
فياض:- كله تحت السيطرة البنات أمامي
طارق:- جيد ، ونهال كيف حالها ؟
فياض:- تحت المجهر لا تقلق
طارق:- عفاف تريد محادثتها تقول أنها تحاول الاتصال بها لا تجيب
فياض:- غالبا لم تنتبه ، لحظة ….أمكِ على الخط
نهال(نظرت إليه بكره ثم التقطت الهاتف):- أمي
طارق(زفر عميقا):- ناديتها …ستأتي بعد لحظات
نهال:- آه ماشي
طارق:- كيف الأجواء ؟
نهال:- جميلة …نستمتع بها
طارق:- يجدر ذلك لأنكِ إن لم تستمعي لن أسمح لكم برحلة أخرى مستقبلا
نهال(طافت بعينيها):- يعني …أيمكنك السماح بتكرارها مجددا ؟
طارق:- إن أقنعتموني بتعقلكم وأدبكم وسماعكم للكلمة ، لا أجد مانعا من المعارضة
نهال:- أيعقل أنك أخذت لقاحا ضد العرق الخشن الذي كان يتملكك سابقا ، همم أنت لا تدبر شيئا يعني في الآونة الأخيرة تبدو حنونا بزيادة
طارق:- ههه … ألا يروقكِ أي شيء منا يا حضرة الابنة ؟
نهال(ابتسمت):- …جميل ..
طارق(زفر عميقا):- استمتعي بقدر ما تستطيعين تمام ، أمكِ معكِ
نهال(ابتلعت ريقها):- طيب …ماما
عفاف:- حبيبتي اشتقنا لكن ، كيف أنتن هل الجو بارد البسن جيدا كي لا تصبن بالبرد …آه يا قلبي البيت فارغ حقا بدونكن
نهال:- يلا لتشتاقوا لنا قليلا
عفاف(رفعت الصوت ليسمعن جميعا):- فعلا اشتقنا صح ؟
إخلاص:- طبعا اشتقنا لفلذات أكبادنا ، كيف ابنة خالتكِ شيماء يا بنتي
نهال(رفعت الصوت أيضا):- شيمو إنهم على الخط
شيماء:- أمي إننا بخير لا تقلقن ، خذن راحتكن بدوننا فبعد غد سنكون بالبيت مجددا وأهلا بالرعونة
جلنار:- من تكلمن فتيات المخيم ، ايييييييييه تركتموني وحدي أخاصم الجدران من الملل ، كل واحدة فيهن تستذكر لي أمجاد الأموات وكأنني امرأة سبعينية هنااااا
إخلاص:- ههههه يصلح عقلك يا أختي المسكينة ، هيا يا حبيباتي انتبهن لأنفسكن
عفاف:- جمانة بخير صحيح ؟
جمانة:- بخير خالة عفاف يسلمو
عواطف:- الحمدلله كن كذلك يا غاليات
سماح:- والولد يزن أين هو لا نسمع له صوتا ؟
شيماء:- يصور الفرقة الموسيقية خاصة خالتي مرام
عواطف:- هي مستمتعة ؟
نهال:- في أحسن أحوال
مديحة:- طيب افصلن الخط دعوهن يفرحن بوقتهن إلا التصقتن بياقتهن كالجراد
عواطف:- هيا عفاف افصلي
عفاف:- انتبهن لأنفسكن كثيرا ، رافقتكن السلامة
إخلاص:- لا تنفصلن عن بعضكن هاه ، ولا تخرجن إلا مع الأساتذة والمؤطرين
عواطف:- ولا تدخلن للمراحيض إلا وأنتن مع بعضكن أجل
مديحة:- ها ولا تغفلن في الاستحمام لتكن إحداكن بالغرفة
عفاف:- والباب أغلقنه بإحكام ماشي
نهال(حولت عينيها):-بفففف لنعد للبيت أحسن ما رأيكن …؟؟؟؟؟
انفجرن ضحكا من جملتها الساخرة حين فصل الخط وأعادته لفياض الذي زفر بتأفف كمن يخدم عند أبيه، ليعود ويتخذ مجلسه أمامهن كحارس المرمى المتربص.. ، أما عفاف فقد أعادت الهاتف لطارق الذي وضعه بجيبه وهو يشرب فنجان الشاي
مديحة:- صدقا البيت بدونهن فارغ ، لكن يلا ليبتهجن ويغيرن بعضا من الجو الكئيب
عواطف:- كانت ليان لترافقهن بدلا من رقدتها بالبيت هكذا
سماح:- ما شأنكِ بحفيدتي يا عواطف ، دعيها ترتاح إنها تعاني من فقر الدم
إخلاص:- سلامتها يا عمتي لكن خالتي قصدت أ
عواطف:- لا داعي للمتابعة كانت مجرد فكرة عابرة …طارق بني ألن تبحث عن جدتك التي أخذت بعضها وخرجت دون حس أو خبر ؟
طارق:-اتصلت بها ..منعتني من التدخل لذلك أنا أشرب فنجاني بهدوء
إخلاص(نظرت إليهن):- منعتك من ماذا يا ابن عمي ؟
طارق:- كما سمعتِ يا ابنة عمي
عفاف:- لكنها بخير …يعني مشوارها مشوار خير أليس كذلك ؟
طارق:- يبدو لي أنكن ترغبن بالبقاء وحدكن هذه الليلة ، تمام لأخرج للبحث عنها إذن
مديحة:-ليس هكذا ولكننا قلقنا الوقت تأخر ويجب أن تكون بيننا الآن
طارق(تجرع آخر رشفة لينهض):- ها هو ذا مغادر
عفاف:- هل ارتحتن الآن ها قد غضب ، يا طاااارق
جلنار:- شوفو المرأة كيف تغري عقلي بفكرة الزواج من خلال أفعالها الدافئة ؟
مديحة:- له له أترغبين بالزواج يا ابنة بطني ؟
جلنار(شردت جانبيا لتجمع ضحكتها):- … تعبنا اليوم ، سأخلد للنوم
مديحة:- ما بكِ يا جلنار ، هل ما زال موضوع مراد وبناته يضايقكِ ؟
جلنار:- غدا جنازة المرأة يعني بعض الاحترام ، ثم كنت أرغب بالبقاء معهم لولا أن ابن عمي طارق عارض ذلك
إخلاص:- تبقين بصفتكِ ماذا يا جلنار أختي ، ثم نور أخذت الصغيرة لمى معها للبيت وغدا صباحا سنكون جميعا هناك رفقتهم
جلنار(بحزن):- تصبحون على خير
عواطف:- ضحكنا من خلف قلبنا والله ، ما زلنا نشعر بالحزن على وفاتها رحمة الله عليها
سماح:- طيب لم تكملوا لي ما حصل مع أخيها الشرطي يعني هل قام فعلا بتشريح الجثة ؟
عواطف:- لا ندري كيف فعلها لكن النتائج قد ظهرت في غضون ساعات ليسمح فجأة بالدفن يوم غد ، يعني من يراه وهو يصرخ ويندد متهما زوجها بقتلها ما كان يقول أنه سيتحول لحمل وديع ويسمح للأمور باتخاذ مجراها
مديحة:- في الأمر إن أقطع ذراعي إن لم يكن هنالك أمر في الموضوع
إخلاص:- أيا كان ، أحزن بشدة على بناتها المساكين أكيد ستكون الليلة الأولى أصعب ليلة عليهن وحدهن بدون أمهن
عواطف(طأطأت رأسها):- رحمة الله عليها ، ربي يصبر أباهم لأجلهم
جلنار(ابتلعت ريقها لتستمر لغرفتها بعد أن سمعت حوارهن):- يجب أن أكون هناك …أشعر بأن تواجدي هنا خاطئ لكن …ماذا سأفعل ؟؟؟؟؟
عفاف:- رحل طارق …يقول أنه سيبيت في القصر لديهم عمل مهم
مديحة:- وماذا عن أمي ؟
عفاف:- لا معلومات لدينا لكنه سيكون رفقتها يعني لا داعي للقلق
عواطف:- إذا كان هكذا لنخلد للنوم إذن ، غدا ينتظرنا يوم مهم مع واجب المرحومة نرجس
إخلاص:- سأقرأ بعض القرآن الكريم على روحها قبل النوم ،ـ تصبحون على خير
جلنار(برقت عيناها وهي تركض صوب غرفتها):- …هذه فرصتي … هممم
بعد أن توجهن لغرفهن واستقرين بها ، خرجت هي متسللة من البيت مستغلة السطح المعتاد وقد امتنت كون مهدي وزوجته غادرا البيت المجاور كي يتسنى لها الخروج براحة …أخذت سيارة أجرة وتوجهت مباشرة لعنوان بيته ، لم تعرف لماذا تتصرف هكذا لكنها أرجحت أن مكانها هنااااك ولن تدعه بمفرده في هذه الليلة …
أما عند طارق فقد كان متوجها للعرين ليأخذ رامي ويجلبه معه لبيت الراجية تحت طلب ملح من إياد الذي لم يعرف أين هو أخوه ولا ما يحصل معه …خصوصا وأنه مختف رفقة نبيلة ولم يعرفوا موقعهما بالمرة …فآخر معلومة لديهم هي عودتهما من البلدة هذا فقط والتتمة في علم الغيب لذلك كيف سيتقبلون خبر التوأم أيضااااا ؟
ميار(نظر للهاتف ثم أجاب):- نسيته على الصامت يا إياد لا تكثر جلبة هنا
طارق(أخذ الهاتف منه):- موقعك باختصار ؟
ميار:- لا يمكنني إخباركم بأي شيء
طارق:- لا تخبرنا ، لكننا سنجعل نضال تقوم بتتبعك وستعطينا عنوانك وسنأتيك مع ابنك هل يعجبك ذلك ؟
ميار:- طارق …الوقت غير مناسب
طارق(أشار لإياد بالسكوت):- ماذا فعلت جدتي نبيلة ، هل جرحتك بكلمة يخي لا تغضب منها إنها تحبك ومن حرصها عليك قالت ..
ميار:- تمهل لحظة ، سأعيد الاتصال بكما عبر فيديو
إياد:- لم فصلت هل صدقته سيغلق هاتفه وإن اتصل هذا وجهي ابصق عليه
طارق(زفر عميقا ليجلس):- ما بك على هذا الضجيج الولد نائم أعلاه يعني بعض الهدوء
إياد:- لقد ركنتم إياد كالسيارة البالية هنا ورحتم تمارسون يومياتكم ببساطة ، لكن ماذا عني ؟
طارق:- فيم يضرك ذلك ، أهنالك ما لا نعرفه ؟
إياد:- أحاول تجميع بعض الصور الفوتوغرافية لقد تأخرت في معرضي الثالث ، طبعا لأنكم مشغولين بالأحداث المتوالية كفصل الشتاء لم يلاحظ أحدكم أنني عدت للتصوير
طارق(برقت عيناه):- حقا …هل عدت للتصوير يا إياد ؟
إياد('برتابة):- مساء الخير
طارق:- أمر جميل حقا ، يعني في ظل كل ما نعيشه فرحت أنك استعدت رغبتك
إياد:- جاء الأمر تلقائيا
طارق:- طيب لا أفهم في هذه الشؤون لكن حسبما علمت فإنك تستلهم من أشياء ملموسة ، فما الذي استلهمته لتعاود التصوير ؟
إياد(نظر جانبيا):- …وحمة … السبب كان وحمة
طارق(بعدم فهم):- وحمة ماذا …هاه ميار يتصل فيديو اقترب بجواري لنرى الأخطل ماذا يدبر ../ ألو ميار معك ، مياار أينك لا نراك ؟
إياد:- ما هذااا ، إنهما طفلين صغيرين أين هو هذا المجنون ؟؟؟؟
ميار(رفع الهاتف ليظهر جوار الأنبوبتين):- أنظرا جيدا لهذين الطفلين ، لأعرفكما هذا تيم وهذه صبا إنهما توأم ولدا قبل فترة وجيزة
طارق:- إيه …وما علاقتك أنت من غير مؤاخذة ؟
إياد:- له له هل أجبرتك جدتي نبيلة على مزاولة الأعمال الخيرية لتكفر عن فعلتك ، يا إلهي أنا غالبا ستجعلني أكنس أرصفة الشوارع المحيطة ببيت الراجية كلهااااااا
طارق(رمق عيون ميار):- مياااار …من هماااا ؟
ميار(بعيون دامعة):- ابني …وابنتي … من جوزيت
طارق(جحظ عينيه ونظر لإياد ثم لميار):-ماذاااااااااا ؟
إياد(في نفس الوقت):- ولديك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(رفع كتفيه):- من كااااان يصدق ؟؟
سرد لهما بالمختصر كل الحكاية حين انتفض إياد منددا باسم المشفى للوقوف مع أخته في محنتها ، وحتى طارق للأمانة أراد القدوم ولذلك أعطى لإياد مهمة أخذ رامي لبيت الراجية فالجدة لن تتقبل وجوده في ظل هذه الظروف ، والأحسن ذهاب شخص يتمكن من السيطرة على الأوضاع وعلى جنون ميار بالتحديد ،…فغفرانه لجوزيت بهذه السهولة لم يمر بعقل طارق مرور الكرام …..
طارق(قبَّل يدها ثم رأسها):- لو تسمعين مني وتدعينني آخذكِ للبيت ، لستِ حمل هذا التعب جدتي الحبيبة
نبيلة(أومأت له):- اتخذ مجلسك بجواري إن كنت ستبقي فمك مطبقا فرأسي يؤلمني
طارق(جلس جوارها):- أحضر لكِ حبة وجع رأس ، أجعلهم يفحصون ضغطكِ ؟
نبيلة(نظرت إليه):- حريص هاااا ..أين كان حرصك وأنت تكذب علي وجها لوجه ؟
طارق:- لم أكذب ، فقط أخفيت الحقائق وهذه عن هذه تفرق
نبيلة:- يعني تقول بأننا نلعب نفس اللعبة ، أنا أيضا أخفي هبة إذن لتقم أنت بإخفاء ما تريده لكنك مخطئ ….أنا نبيلة الراجي كبيرة الراجيات لا يحق لأي واحد فيكم استغفالي
طارق:- هل ستعاقبينني أيضا مثلهم ؟
نبيلة(نظرت جانبيا):- جوزيت أخفت الحمل خوفا من ابن عمتك الأهبل ، شجعتها على التكتم حين رمقت رعونته فعلا هو طائش ولا يمكن ائتمانه على إوزة يتيمة
طارق:- تظلمينه جدتي ، ميار رجل بحق
نبيلة:- لم أنكر ، ولكنه في موضوع الأولاد والتعاملات الأسرية فااااشل …أبوته فاشلة لا يغرنك تعامله مع الولد رامي إنها مجرد فترة بسيطة وسيجد صعوبة في التواصل ، أنظر كتبتها هنا فما بالك بتوأم
طارق:- كيفما كان طبعه سيتأقلم مع الوضع الجديد ، سيتعلم أصول الأبوة سيخطئ وسيصحح أخطاءه لأنه لا يوجد أحد يعلم ذلك من فراغ …كلنا نتعلم
نبيلة(التفتت إليه بجدعها):- تكاد تدمع أعيني من أبوتك يا بني طارق
طارق(حول عينيه):- موضوعي مع ابنتي غير
نبيلة:- وين الاختلاف ؟
طارق:- يا الله يا جدتي هل نحن في ميار أم فيني وفي نهال ؟؟؟؟
نبيلة:- اسمعني جيدا ، ذلك الولد ستذهب إليه وتعقله إن ضايق حفيدتي التي تصارع الموت بالداخل قسما عظما سأجعله يندم على معرفتي بأمره
طارق(رمق جديتها):- تمام يا نبيلة اهدئي أنا وقد توجست من وعيدك ، اهدئي سأتصرف هو فقط مندهش ومصدوم فالأمر ليس سهلا
نبيلة:- دعه يعقل سمعتني ؟
طارق(وهو يعدل سترته):- أي اتجاه ؟
نبيلة(أشارت بعصاها):- اذهب من هناك سيدلونك على جناح الأطفال …أخبره بدلا من الالتصاق بزجاج نافذتهم ليبحث عن مأذون ليكتب على الفتاة صبيحة الغد وتصبح زوجته
طارق:- ..تت سأكلمه
تحرك من ذلك الجانب ليبحث عنه حين أشاروا للممر المتواجد فيه ، لاحظ أنه فعلا كان يقف عند الزجاج وهو يراقب صغيريه لكن قبل الوصول إليه انتبه لصاحبة الشعر الطويل
ناريانا(وهي تضرب آلة المشروبات الغازية):- تبا لهذه الخردة افففف
طارق(تقدم إليها):- مساعدة ؟
ناريانا(رمقته وهو يضربها بذراعه حين سقطت قنينة الماء):- يسلمو …
طارق(همَّ بالنطق حين انتبه لبطنها):- …..أنتِ ؟؟؟؟؟؟
ميار(أشار بيديه):- حاااااامل …السيدة هي وصديقتها اتفقتا على تطبيق سلسلة سنة الحياة ، بقدرة قادر بدأتا من المرحلة الأخيرة
ناريانا(بعد أن شربت رشفة ماء):- ها ها أضحكتني رغم أنه لا نفس لي
طارق(عقد حاجبيه):- من أبوه ؟
ناريانا:- أوووه ما شاء الله على شباب الراجية كلهم خشنون هكذا وتحس برجولتهم تزفر من عيونهم ، كم تمنيت أن يكون ابني منتميا لعرقكم لكن هدئ روعك منك له هذا الطفل لنادر
ميار:- حضرة الربان نسي طائرته بمدرج خاصتنا وهذه النتيجة ، عُطلٌ سيكلفه عمره كله
ناريانا:- ههه … لا يمكن لأحد مجاراة سخريتك في المواقف الحرجة
طارق(مسح على فكه):- يجب أن تتزوجي منكِ لجوزيت ، هذا الوضع غير جائز
ناريانا:- والله لنبدأ بالتي أنجبت توأما وبعدها ننتقل إلي بالدور يعني …
ميار:- دعك منها لن تأخذ لا حقا ولا باطلا ، ألا ترغب برؤيتهما ؟
طارق(استوقفه حين أمسكه من ذراعه):- تمهل
ميار(طأطأ رأسه):- نعم ؟
طارق(جذبه لحضنه):- تعال قليلا هكذاااا ، تبدو لي متعبا كثيرا يا أخي
ميار(استسلم لذلك الحضن):- والله متعب …متعب حد الوجع
ناريانا(رمقتهما لتنسحب):- ماذا فعلنا يا جوزيت كسرنا الرجل حتمااااا ، آآآآه
ميار(مسح على وجهه ليبتسم):- يشبهاااانني كثيرااااا ، تعال تعال ألقي نظرة على سلالتي التي ستنتشر في الأرض …ياه يا طارق كل دعواتي تستجاب أتصدق ذلك ؟
طارق(مشدوها فيهما):- ما شاء الله ..قل الحمدلله على نعمه الله الذي يعطيك فرصة للتوبة
ميار(نظر إليهما):- ما رأيك ؟
طارق(مسح على فكه ثم شعره بعيون دامعة):- لساني تربط يا رجل …الحمدلله على هذه النعمة يعني …يعني ابنة عمنا لم تهجرك رغبة منها بل لأجلهمااااا
ميار:- خدعتني
طارق:- بل حافظت على نسلك وأنجبته بسلام وسكينة ، حتى لو كلف ذلك تدهور صحتها يا ميااااار إنها تصارع تصاااارع …لا يمكنني تخيل مرور هذه الأشهر عليها أكيد افتقدتك وبحثت عنك ورغبت بمصارحتك لكنها خافت ، ليتها صارحتني على الأقل لما تركتها بمفردها
ميار:- ههه ..أتتوقع أن الأخت كانت بمفردها كل هذه الأشهر ؟
طارق:- كان صعبا عليها هي وناريانا متأكد من ذلك
ميار(ربت على كتف طارق ليبتعد من هناك):- ….آه آه
طارق(ألقى نظرة أخيرة عليهما):- مرحبا أنا عمكما طارق سنتعرف لاحقا فقط لأصلح قلب أبيكما المكسور …مياااار تمهل ، ماذا قصدت بكلامك
ميار:- ما شيء …ألا تريد رؤية جوزيت أيضا لنذهب إليها
طارق(وضع يده بجيبه):- ميار …هل حقا سامحتها أم أنك تضمر شيئا سيؤلمنا جميعا ؟
ميار:- لا أفعل شيئا يؤذي أطفالي ولا حتى أمهم …رامي تيم صبا ، أولاد جوزيت من اللحظة
طارق:- لندع موضوع رامي ع جنب ، نورسي سوف تعلم به عاجلا أم آجلا
ميار:- لكن هل ستتجرأ على المطالبة به ، في الأحلام ولن تفعل
طارق:- فقط لو أعرف ما الذي يجعلك تمتلك كل هذه الثقة ، لكن صارحني يا أخي ماذا تنوي ؟
ميار(رفع حاجبه):- كل خير … من هناك
طارق(بتوجس):- لا أقتنع بردود أفعالك ، الطبيعي أن تقوم قيامة هنا ولكنك هادئ جدا
ميار:- ربما مرضها كبت جموحي وأوقف بركان غضبي
طارق(توقف عن المسير):- أوقف بركان غضبك …هذا هو تماما ما قصدته يعني أنت
ميار:- ماذا تعتقد أنني نذل لتلك الدرجة حتى أحزنها وأنا أعلم أنني الوحيد القادر على استرجاعها ، طبعا لست حقيرا لتلك الدرجة ثم أنا أعشقهااااا هذا ما لا يمكنني تغييره …لكنني لن أمرر فعلتها فبعد أن تتعافى سيحين وقت الحساب
طارق(ضرب كفا بآخر):- أصلا لو لم أسمع منك هذه الجملة لقلت بأنك تحت تأثير الصدمة
ميار:- ليس ميار نجيب من يعيش هذا الألم مرتين …. ابنة عمك هناك سأستنشق بعض الهوااااء أشعر بالضيق …، ابني ؟
طارق:- ببيت الراجية اطمئن .. سأتفقد جوزيت قليلا ها جدتي تريدك أن تحضر مأذونا يوم غد لتتزوجها ستفعل صحيح ؟
ميار(لوح بيده):- …لآرد
طارق(هز كتفيه):- يااا للأقدار الغريبة ، لو يسمع حكيم هذا الخبر كيف سيبلي هه ، والله الحياة لا تتوقف عن مفاجأتنا …جوزيت ابنة عمي
ما إن رآها من النافذة الزجاجية حتى حزن لوضعها ، شعر بالمسئولية لحظتها حين طلب مقابلة طبيبها لاستفهام الوضع بشكل عام ، فعلا تواصل معه وشرح له ماهية وضعها بالتفصيل ليعود ويقف مقابل نافذتها ويدعو لأجلها بالنجاة … بينما كان ميار يسير في حديقة المشفى الخارجية وهو ينظر للسماء ويزفر زفرات حارقة ، كأنه كان يفرغ ذلك البركان المتأجج بداخله على شكل دفعات فإن لم يفعل سينفجر سينفجر لا محالة ….
ناريانا(تنهدت بأسف):- لينفجر …لكن على الأقل لا داعي لتمثيله أمامنا
نبيلة:- جوزيت تصدقه وهذا يكفينا ناريانا … هل سينصت لكلامي ؟
ناريانا:- سيفعل …سيتزوجها فهذا أقصى ما يتمناه ولكن … هي ستشعر بأنه ليس بالطريقة التي كانت تحلم بها يعني …لكل فتاة أحلامها بزواجها من الرجل الذي تهواه ؟
نبيلة(أشارت لبطنها):- وماذا عن الرجل الذي تهوينه والذي رحل تاركا هذا الشيء ببطنك؟
ناريانا(ابتلعت ريقها ثم هربت بنظراتها):- لا داعي للتطرق لموضوعي ، ثم جوزيت أهم الآن لنهتم بها وبعدها لكل حادث حديث
نبيلة:- كما قلتِ …نبدأ بجوزيت وننتقل إليكِ …ابحثي لي عن غرفة مستقلة أرغب بالتمدد
ناريانا(نهضت):- حاضر حاضر جدتي حالا … هيه آنسة من فضلك أيوجد هنا غرفة
الممرضة:- سأسأل الاستعلامات لحظة ..
ناريانا:- لأرافقكِ لطفا ، جدتي دقائق وأعود
نبيلة(نهضت):- سأذهب للحمامات تجدينني هنا …هممم
نظرت لممر جوزيت بطرف عينها حين لاحظت وقوف طارق هناك ، تنهدت عميقا لتستمر من الزاوية الأخرى في اتجاه الحمامات التي ولجتها لتقضي حاجتها ثم تغسل وجهها بعد لحظات ، أوقفت عصاها على الحافة لتنزلق وتسقط منها بينما كانت تجفف يديها …لكن يدا عريضة التقطتها من الأرض ومدتها لها …
نبيلة(عدلت وشاحها لتستدير لملتقط العصا):- يسلمو يا …
خوري(بابتسامة عريضة قاطعها بنغمة مؤدبة):- العفو
نبيلة(أمسكت العصا منه لتتحرك حنجرتها ببطء تحكمت فيه):- .. جزاك الله خيرا بني
خوري(وهو ينظر لعينيها بعمق):- رافقتكِ السلامة يا …جدة
نبيلة(بابتسامة مصطنعة تحركت للخروج من جانب الغسل المشترك بين الرجال والنساء):- همممم
خوري(نظر لنفسه بالمرآة ثم للفراغ من خلفها):- هه صدقا التعرف على أفراد العائلة متعة
نبيلة(أمسكت على صدرها وهي تسير بخطوات وهنة وتتوكأ بصعوبة على عصاها):- …هذا …هذااااا الولد به شيء مريب ..هذاااا الولد … أشعر به هل …هل يكون ههه …لا يعقل ميار قال أنهم لا يعرفون له طريقا لكن … كأن ..
ناريانا(قاطعتها):- تأخرتِ جدتي الأخت الممرضة ستريكِ الغرفة
الممرضة:- من هنا يا خالة
نبيلة(نظرت خلفها):- …لارد
ناريانا(عقدت حاجبيها لتغمض عينيها باستسلام):- الممرضة تنتظركِ جدتي نبيلة
نبيلة:- آه آه …خذيني يا ابنتي …
ناريانا(دكت الأرض بقدميها لتدخل عليه الحمامات):- ….أنت ، ما الذي تظن نفسك فاعلا ؟
خوري(رفع سلسال بنطلونه):- أقضي حاجتي ربما ، ثم لاحظي أنكِ بجانب الذكور
ناريانا(اتكأت على الباب):- لا تخبرني أنك تغار علي ؟
خوري(وهو يغسل يديه):- لا أريد أن يرى أحدهم ما يخصني بعيونه القذرة
ناريانا:- ما الذي تفعله هنا …طارق موجود وميار كالبارود الذي سينفجر في أي لحظة .يعني ما الذي يجري معك ، ثم ثم الجدة نبيلة كانت هنا قبل لحظات هل رأتك ؟
خوري(وهو يجفف يديه بآلة الهواء):- وإن رأتني …هل ستعرفني يعني ؟
ناريانا(مسحت على وجهها من ضجيج الآلة المزعج):- حبيبي …الجدة نبيلة تكتفي بنظرة لتكتشف أصلك وفصلك ، كيف تفعل ذلك لا أعرف لكنها امرأة حكيمة ويمكنها فهم أي شيء …خصوصااااا دم الراجيين فهي تستشعره مع الجميع
خوري(اقترب منها):- لتستشعر يعني المرأة على حافة الموت
ناريانا(اقتربت منه بنظرات نارية):- إن لمست جدتكم بخدش واحد سأقتلك يا خوري
خوري:- هوووبا ..إنها جدتي ع فكرة ثم أنا لم أفقد بعد رشدي لكي أؤذي امرأة قديرة مثلها ، يعني قلت لأدع ذلك للأقدار
ناريانا:- آآآآآه …غادر غادر هذا الجانب قد يأتي طارق أو ميار في أي وقت ، هيا خوري أرجوك لقد وعدتني أن …
خوري:- أن آخذكِ لفراشي الليلة وها أنا ذا سأفي بوعدي ...لنذهب
ناريانا:- وأختك… أختك …أختك ؟
خوري:- ستكون بخير … إن نفذتِ وعدكِ لأنه إن لم تنفذيه سوف أقتلع كبد حبيبها وبعدها ننعي فراق الاثنين سوية
ناريانا:- ألا تتمكن من تنسيق جملة تخلو من عبارات القتل والتهديد ؟
خوري(تجاوزها):- اتبعيني ولا تلفتي الانتباه ، سأكون بسيارتي ما رأيكِ بأن أصطحبكِ ؟
ناريانا(بدهشة):- أنت …تقود السيارة لم يسبق وأن رأيتك تفعلها
خوري:- جربي قيادتي إذن …ثم خطر ع بالي إعادتكِ للمجمع قبل بزوغ الفجر
ناريانا:- فعلا الوقت تأخر ، أشعر بالجوع
خوري:- هففف ..ستبدأ بموال الحمل الآن ، تحركييييي
ناريانا(انتفضت):- لا تصرخ أنت تفزعه
خوري:- ما الذي ينويه ميار ، كيف سامح أختي هنالك شيء يحدث هل يضمر شرا لها ؟
ناريانا:- لهذا بقيتَ ولم تغادر ، لأنك لم تثق بي ؟
خوري:- كاذبة مثلكِ لا يجوز ذكر مصطلح الثقة في جملة واحدة مع اسمها
ناريانا(تلكأتِ الحروف بجوفها):- …لنرحل قد تعبت فعلا ,.,.
خوري(رمقها وهي تتجاوزه بعنفوان):- …. لارد
ناريانا:-أساسا الثقة تفقد وعيها عندما تُذكر في مجلس حضرتك ، هممم ولا كلمة ضقت درعا بحق من كل ما يحصل ورأسي يؤلمني ومعدتي خاوية من الجوع وابنك ….
خوري(كان يصغي إليها وهو يلاحقها بعينيه):- …لارد
ناريانا(رمشت حين توقفت عن المسير وهي تتفحص نظراته):- خيرا يعني هل تعد خطواتي من الخلف أم أنك تقيس قوامي أبعرف ؟
خوري(تجاوزها ليمسح على شعره):- من القطن أو النايلون ؟
ناريانا(فتحت عينيها ببطء لتتسع حدقتها بصدمة):- أيها الحقييييييير الساااااااااافل
خوري(غمز لها وهو يومئ لها لتلحقه):- وافيني بسرعة فعرضي محدود
ناريانا(دكت الأرض بقدمها وهي تمسح على بطنها):- أبوك سافل يا ابني العزيز دعني أخبرك من الآن حتى لا تلومني حين تكتشف صياعته بنفسك ، آه يا ربي قال قطن أو نايلون قال ساااااافل وقح كيااااااان لا أخلاقي بالمرة بالمررررررررة … هفف إنه من ريش النعام يا حبيبي
ماذا ستفعل إنه خوري وغالبا غالبا قد تعودت على كلماته الناقصة وآرائه السافلة ، يعني بحمد الله هذا النمط عائد للجينات الوراثية فعلا فعلا هو ابن تلك العائلة ههههه
المهم رحلا بالفعل من هناك حين وقفت بموقف السيارات تنتظر مجيئه فلم يكن بالشاحنة الخاصة به ولا بسيارات رجاله المنتشرين هناك ، لفحها البرد قليلا حين مسحت على كتفيها وهي تنظر من كل جانب لغاية ما ظهرت سيارة تكاد تلامس الأرض كأنها صرصور ضخم يقترب دون صوت ، وجدته يطل عليها حين فتح نافذته السوداء كي تركب بجواره …ابتلعت ريقها وهي تتأمل السيارة الغريبة ذات الكرسيين فقط ..رتبت نفسها لتركب وهي تنظر بدهشة
ناريانا:- هل سرقتها من باتمان ؟
خوري(أضحكته فعلا بجملتها):- هههه …يمكنكِ قول ذلك
ناريانا:- من أين جئت بها يعني ..أنت بالعادة لا تقود السيارات ثم لم ألمحها بالمجمع قط
خوري:- أملك مصادري
ناريانا(وهي تهرب بعينيها نحوه):- …أشعر بالحب تجاهك
خوري(دون أن يتحرك فيه شيء من ملامحه):- أعرف ذلك
ناريانا:- هرموناتي تحثني على ذلك يعني لا تعتبره أمرا دائما ، حين أنجب سألفظ هذه المشاعر
خوري(التفت إليها بينما كانت الريح ترسل شعرها للخلف):- ممكن
ناريانا(عدلت جلستها وهي تفرك يديها):- جيد أننا تصافينا من الأول ثم …أحب لو تتقبل تصرفاتي التي تزداد جنونا مع مرور الأشهر ، وعليك تلبية احتياجاتي العاطفية لا أريد أن أنجب طفلا يتيم المشاعر مثلما ترعرعنا نحن
خوري(شرد في كلامها):- بمعنى ؟
ناريانا(دمعت عيناها ونظرت للطريق من جانبها):- يعني ..كلانا نشأنا يتيمين وظروفنا الحياتية كانت سيئة ، تخلو من ذلك الدفء العائلي الذي عرفناه حديثاااا …طفلنا أريده أن يكون مشبعا بالحنان الأسري ، أنت مجبر على أن تكون أبا لأجله حتى لو مثلت ذلك لن يضر المهم ألا ينقصه شيء …تتفق معي ؟
خوري(أغمض عينيه حين ضاعف سرعته):- باكر جدا على هذا الحديث …ماذا تسمعين سأعطيكِ شرف الانتقاء
ناريانا:- أنت تفعل لي أشياء عديدة لا تسمح بها مع أي أحد آخر ، لماذا ؟
خوري:- لنعتبره من أساسيات ماذا سميته أنتِ …آه الاحتياجات العاطفية للأم الحامل
ناريانا(مصمصت شفتيها بمتعة):- أختار إذن … لِـــي حبِيبٌ - للحلاج
لِي حَبيبٌ أزُورُه فِي الخلوَات
حاضِرُ غائبْ عَن اللحَظات
مَا تراني أصغي إليه بسِرِّي
كي أعي ما يَقولُ مِن كلمَات
كَلماتٍ من غير شَكل..ولا نُطقِ.. ولا مِثل نَغمة الأصوَات
فكَأني مُخاطبٌ كُنت إيَّاهْ
على خاطِري بذاتي لذاتــــِي
لِي حبــــــِيــــبٌ
حاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ ،،هُو لم تحوِهِ رُسومُ الصِّفات
هُوَ أدنى من الضَّمير إلى الوَهمِ ..وأخفى من لائحِ الخطَــــــــرات….
كلماتِ من شَكل ولا نُطق ولا مثلِ نغمة الأصوات
فكَأني مُخاطبٌ كُنت إيَّاهْ
على خاطِري بذاتي لذاتــــِي …..!!
نظرت إليه بشكل عميق حين بادلها نفس النظرة ليلتفت للطريق ببرودة جعلتها تهز رأسها بدون فائدة فإن تحرك الجبل الجليدي فهذا الصخر لا يتزحزح … أغمضت عينيها لتستلم لأنة التعب التي تملكت منها بينما كان هو ينظر إليها وهي نائمة مرة بعد مرة ، ليسهو في كلماتها العميقة فعلا اكتشف أنه لا يريد لطفله أن يكون محروما من أمومة أمه مثلما حصل معه هو ..لذلك تنهد عميقا فعليه البدء في مرحلة التأقلم بالحكمة الإلهية فناريانا ستبقى بحياته شاء أم أبى لكن …ماذا عن صاحبة الشعر الأحمر ؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:38 AM   #1037

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في مكان آخر
كانت منكبة على نفسها وهي تفرك يديها حتى أنها أدمت ذراعها دون أن تشعر، مرات كانت تغرس أظافرها بشعرها تكاد تقتلع من جذوره لتمسح على وجهها وهي تشهق بشهقات غريبة كأنها تسحبها بحبال شاقة ، كانت تبدو فعليا كالمهووسة التي قطعوا عنها المادة الممنوعة التي تتعاطاها …إنها تغلق على نفسها منذ أن نفذت بروحها من قبضته القاتلة … لكنها لم تحسب حساب التبعات النفسية لهروبها فطوال أسابيع كانت تتعاط أنفاسه كل ليلة ، لمساته حفرتها بذاكرة أطراف جسمها نقطة نقطة ، همساته آهاته حتى دمعات عرقه كانت تتحسسها وهي تسري على جزيئاتها الدقيقة … كل ذلك كان يفقدها صوابها فكيف السبيل لنجاتها من ذلك الإدمان والهوس الجنوني ؟؟؟؟
ناهد(وهي تمسح دموعها):- أخبرني …هل هل سنتفرج عليها هكذااا يا فرات ..ما هذا العشق هاااا ما هذاااا العشق ؟
فرات(بأسف كان ينظر لستيلا من خلال النافذة):- لا أعرف يا ناهد ..أختكِ لأول مرة أشاهدها هكذاااا حتى ابنتها تهملها منذ ظهوره حتى أنها لم تنظر إليها منذ عودتها …
ناهد(مسحت على النافذة):- علينا إيجاد حل …نحقنها بمهدآت ؟
فرات:- لن ينفع … ذلك لن يخرس جوعها يا ناهد ، وحده ذلك الحيوان المختل المريض النفسي القادر على منحها ما تريده …ليتني ليتني منعتها ليتني فعلت ولا رأيتها هكذاااا كالمجنوووونة
ناهد:- …حالة نفسية كما قلتَ صح يعني أكيد ستكون بخير ؟
فرات:- أعرف أنها ستكون بخير كما سلف وأخبرتكِ …وضعها ليس به شيء مخيف لكنه خطير في نفس الوقت ، أخشى ألا تتمالك نفسها فتذهب إليه
ناهد:- هئئئ كيف تذهب ، لو فعلت سوف يحبسها هذا إن لم يقتلهااااااا
فرات(نظر حوله):- ثم ما هذا المكان الذي جعلتموني أدبره في أقل من ساعة …أنظري للرطوبة ستمرض الصغيرة يجب أن نقوم بالعديد من الإصلاحات أولها المدفئة
ناهد:- لنفعل لكن ..هذا المكان آمن يعني لن يجدنا فيه فرات
فرات(نظر إليها):- اففف لا أعرف كيف سأبرر لأبيكم كل هذاااا ؟
ناهد(اقتربت منه):- أخبرناه أننا نذهب في إجازة للتنفيس عن روحنا كأختين ، ثم هو يظن أنها تحاول التقرب مني لتقصير مسافة الجفاء بيننا يعني فهمتني ؟
فرات:- إيه إيه كأن سليمان العنبري غبي لكي يصدق ، عمتي مرت أسابيع والجليد الذي بينكما ذاب ونبتت بمياهه شجيرة سعادة أخوية تقال فيها الأشعاااار
ناهد:- أتجده وقتا مناسبا للسخرية يا فراااااات ؟
فرات(بانفعال):- ماذااااا تنتظريييييين مني ، أنظري معي أنظري للنتيجة التي حصلنا عليها حين لحقت بهراااااائكم ، أنظري يا ناهد ..أنظري لما فعلناااااه ؟
ناهد:- ماذا كنت تريد أن يحصل ، أن يأخذني فيعذبني ويحولني إلى عشيقة لأنه يريد استرجاع أمجاده مع أختي المسكينة ؟؟؟؟
فرات:- ذلك الحيوان يجب أن يقف عند حده ، لو تركتني أواجهه لو تركتني أضربه لنجونا
ناهد:- ههههه تضربه ، تضرب من يا عمري احمد الله أنك لم تراه بعد فذلك الشخص مخيييييف مخيييف لدرجة لا يمكنك تخيلها …مريض نفسي بالفعل
فرات:- إذن ليتعااااالج طالما هو هكذا لما نتركها في قبضته ؟
ناهد:- أنت لا تفهم لا تفهم لالالالالالا تفهم
فرات:- لا ترفعي صوتكِ يااااا هذه
ناهد(بغيظ أشارت إليه):- كف أنت على التلفظ بالكلام المعتووووه وقتها سنجد حلا لوضعنا الحالي ، يعني لن نبقى هاربين لوقت طويل
فرات(فرك رقبته):- أنتمااااا تجعلان المرء يخرج عن طوووووووره
وهج(وقفت أمامهما تبكي وتفرك عينيها):- ماماااااا اهئئئ
ناهد(أغمضت عينيها وانحنت أرضا):- اقتربي حبيبتي
وهج(اقتربت ببطء):- همم
فرات(مسح على فمه وهو يراقبهما):- وهج حبيبي هل أزعجناكِ بصوتنا هااا ؟
وهج(ارتمت بحضن ناهد حين وضعت رأسها على كتفها بغية النوم):- باباااا
فرات(أمسك كفها الصغيرة وقبلها):- شتتت بابا هنااا
وهج(انسحبت من حضن ناهد لتعانقه وترتمي بحضنه):- اهئئئئئ
فرات(أغمض عينيه بتعب ليسحبها معه):- سأحاول جعلها تغفو ، أنتِ ضعي حبة مهدأ بكوب حليب وأعطه لأختكِ كي تنام وغدا نفكر بحل …
ناهد:- تقول لنوقفها بالمهدآت صحيح …طيب
وهج(سمعت الحليب):- حليييبي
فرات:- حضري زجاجتها أيضا يا ناهد
ناهد:- طيب لأسقي الأم والبنت حليبهما على عيني …آآآآآآه يا ربي السلامة
ضربت كفا بآخر ثم أطلت بطرف عين على أختها لتتوجه للمطبخ ، حضرت حليب وهج ثم كوب حليب لأجل ستيلا وضعت بداخله حبة مهدأ حركتها جيدا ثم أخذتها إليها …رفضت شربها في البداية لكن صداع رأسها كان يشتد لذلك التقطت ذلك الكوب وكأنه السبيل لنجاتها مما هي فيه ، انهارت بكاء وشتمت سيرة خوري مطولا حين بدأ أثر المهدأ يبرز عليها لتساعدها ناهد على الاضطجاع على سريرها بحجة متابعة الشتم عندما تستيقظ … هذا فقط ما جعلها تستسلم وتخنع للنوم الإجباري ..غطتها جيدا ثم أغلقت الباب عليها بالمفتاح لتضعه بجيبها وترج زجاجة وهج وهي في طريقها لغرفتها …
ناهد:- نامت ؟
فرات(استدار بجدعه حيث كان يضطجع جوار الصغيرة):- هل هذه الحشرة تعرف النوم ..تنتظر زجاجتها غالبا
وهج(تسلقته لتطل عليها ببراءة):- حليبيييي مامااا
ناهد(أغلقت الباب خلفها):- الجو بارد لا تجعلها تخرج من الفراش ، أجل زجاجتكِ حلوتي
وهج(صفقت وهي تميل برأسها برقصة فرح):- هههه
فرات(وضع يده تحت رأسه متأملا إياها):- شكلها فرحت …أرضعيها إذن
ناهد(رفعت حاجبها لتجلس من الجانب الآخر):- ولم لا ترضعها أنت ؟
فرات:- أحب مشاهدتكِ وأنتِ تتلكئين في إرضاعها بكل فشل ، حين يحدث تطلبين مساعدتي ذلك التوسل والاستجداء يروقني مشاهدته ، هيا ابدئي
ناهد:- أنت معتوه تعلم ذلك يا فرات ؟
فرات(غمز لها):- أعلم …
ناهد(عدلت جلستها حين أزالت خفيها لتدخل بالفراش وتسحب وهج لحضنها):- اقتربي ، ثم أنتِ كبرتِ يا وهج عليكِ شربها لوحدكِ هممم ، غير ذلك يجب أن تتوقفي عن شربها من الزجاجة أصلا ما هذا ياااا
فرات:- أمها لم تشأ نزعها ..أرادت أن تسلمها لأبيها ببعض الذكريات الطفولية كهذه
ناهد:- كانت أبقت على لهاية الفم أيضا لم أزالتها الأخت الكريمة ؟
فرات:- مكروب بمعدة وهج حال دون الاستمرار بأخذها
ناهد(هزت رأسها بدون فائدة وهي تمسح على جبين وهج التي التقطت زجاجتها ببهجة):- ههه أنظر عيونها تبرق ببريق الفرح ، إنها ماكرة كأمها
وهج(أبعدت فم الزجاجة لتضحك ثم أعادته لترضع منه):-هممم
فرات:- هههه خبيثة وراثيا ما شاء الله
ناهد:- الله الله …
فرات(رمقها وهي تحرر مشبك شعرها):-… لم يقترب منكِ أليس كذلك ؟
ناهد(نظرت إليه):- أجبتك عن هذا السؤال مرارا وتكرارا ، لم يفعل حين كان يقترب كنت أهرب أو أتحجج بشيء ثم ما شاء الله على أختي لم تمنحه الفرصة قط
فرات:- مع أنه غير جائز لكن هذه الصغيرة تجعلني أقف مكان المنتظر ، فقط ليحين الوقت المناسب وقتها سأحاسبه كثيرااااا على ما جعلنا نعيشه ، قبل ذلك سيضع هذه بكتاب عائلي
ناهد:- لا أتصور ما سيفعل إذا ما وجدنا ، ثم ستيلا ترفض الإفصاح عن التفاصيل قالت أننا في خطر وأربكتنا بجمع أغراضنا لنغادر قصر بابا هكذا فجأة
فرات:- وصلنا للحد الأقصى غالبا .. له أيعقل أن تكووووووون حااااااملا ؟
ناهد(انتفضت فاندلق بعض الحليب على وجنة وهج):- هششش أعطني منديلا ثم لا تتفوه بالحماقات ، مهلا حبيبتي سنمسحها لا تتضايقي …
فرات(ارتفع ليمسح القطرات):- تابعي إرضاعها هي لا تحب إيقاف ذلك ستبدأ بالبكاء
ناهد:- تمام …لكن اطمئن كانت ستيلا بدورتها الأسبوع الماضي
فرات(صغر عينيه):- هممم وأنتِ ؟
ناهد:- تت توأم ماذا تتوقع يعني ؟
فرات:- ارتاح قلبي ، يكفينا هذه أي والله لا ينقصنا صغار آخرين
ناهد:- لماذا ..ألا تحب الأطفال ، ألا تريد أن تكون أبا وتحصل على طفلة لذيذة كهذه الحلوة ؟
فرات(لاحظ ابتسامتها الحنونة):- أحببتها أليس كذلك ؟
ناهد:- جدااا ..حبيبة خالتها
فرات(تحركت حنجرته):- صفي لي أباها …كيف هو ؟
ناهد(عقدت حاجبيها ليهتز بدنها بتوتر):- مخيف…رجل تشعر وكأن أنفاسك تهرب منك في حضرته ، يوترك ويجعل أدق شعيرة فيك ترتجف قلقا من ردود أفعاله الغير متوقعة …متسلط ومسيطر لأقصى درجة … نظرته ثاقبة ويجيد التلاعب بمشاعر الماثل أمامه فمن توتر قد يأخذك لكوكب الرعب مباشرة لكن تارة قد يأخذك إلى بلاد النعومة الباذخة فلا تعرف أي شيء حينهاااا …يعني كيان مربك بمعنى الكلمة
فرات:- أختكِ …هزل جسمها كثيرا وتبدو في حالة صحية مريعة يلزمها رااااحة ، سنحاول السيطرة عليها في الفترة القادمة ، ستحاول الفرار من المنزل والعودة إليه للحصول على حاجتها الملحة رفقته ..نحن لن نسمح بذلك ..، سأبدأ بحصص العلاج من هذا الهوس لكنكِ ستتفرغين لوهج فقط لا غير ، لا يجب أن تشعر بغياب ستيلا أكثر مما حصل في الأسابيع المنصرمة
ناهد(وهي شاردة في حركاته وهو يلاعب خصلات وهج):- …كيف تفهم كل هذا ، ما علاقتك بالعلاج النفسي ثم ….ما هو عملك ؟
فرات(نظر إليها):- هههه …أنا أعمل أي شيء وكل شيء ، لا يمكنكِ تحديد مهنتي
ناهد:- بالفعل …أنت تدهشني تارة أجدك منسق ديكورات ومرة أجدك طباخا ماهرا ، مرة تكون مربيا عظيما ومرة لاعب رالي محترف … نضيف التطبيب النفسي للحسبة وغيره أنت .. تبدو ملما بكل الأمور
فرات(ابتسم):- … لن يمكنكِ معرفة عملي يا ناهد …لست أخفيه مثل سر غامض ، لكن لا أحد يملك فكرة
ناهد:- طيب ما كان اختصاص دراستك ، شهادة تخرجك همم ؟
فرات:- سؤال مفخخ لن أجيب عليه …الصغيرة نامت والزجاجة فرغت
ناهد(لاحظت ذلك لتبعد الزجاجة من فم وهج):- يا قلبي …ما أحلاها وهي هادئة
فرات:- مزاجها يزداد صعوبة مع غياب ستيلا ، هذا ما حصلنا عليه
ناهد(أعطته الزجاجة لتضع وهج بينهما برفق):- نسيت أنك طبيب أطفال أيضاااا
فرات:- ههه سأخفف الإنارة …
ناهد:- هيا يمكنك الذهاب لغرفتك
فرات:- لا
ناهد(اضطجعت جوار وهج):- ماذا تعني بلا ؟
فرات(دخل جوارهما):- سأنام هنا ، وهج تبحث عني ليلا وهي لم تحفظ بعد زوايا البيت لذلك أخشى عليها
ناهد:- إذن ابق معها أنا سأنتقل للغرفة الأخرى
فرات(بحدة):- ستنامين هنا ..
ناهد(نظرت إليه):- هل تأمرني أم أنه يخطر ع بالي فقط ؟
فرات(عدل الوسادة ليمسك كف وهج ويقبله):- نامي هنا معنا …ممكن ؟
ناهد(أزالت خفيها مجددا ثم اضطجعت أيضا):- إن شعرت بالضيق سوف
فرات:- اروي لي قصة ناهد
ناهد(رمشت مرتين لتضع رأسها على الوسادة بينما كانت تعدل الغطاء):- … لا أجد أكثر القصص إثارة من قصتي أنا وأختي
فرات:- ماذا عن بيت الراجي …احكي لي شيئا عن بناته
ناهد(استشاطت غضبا):- لماذاااااااا هل تنوي أن نخطب لك من بيتهم ؟
فرات:- هههه …لن نجد أحلى من بنات الراجية ، ثم الحمدلله الجنون داء يصيبكن جميعا
ناهد:- ارتاح يخويا كلهن مرتبطات ، وإن كن غير متزوجات لكنهن يملكن حظا وفيرا في العشاق
فرات:- مثل الفتاة التي تتملك قلب الرجل الذي وقعتِ بحبه ؟
ناهد:- لم أقع بحبه كان مجرد إعجاب ، اكتشفت ذلك لاحقا …لكن لكنني لن أنكر أن له معزة خاصة بقلبي وحين أراه وجها لوجه ، أشعر بالارتباك
فرات:- عقلكِ يخدعكِ فقط …أنتِ فعلا لا تحبينه لكنكِ تريدينه لأنكِ تجيدينه شخصا مناسبا لكِ ، يعني شيء كفارس الأحلام الذي تنتظره كل فتاة عاطفية
ناهد:- ربما ..
فرات:- ناهيك عن الفراغ الذي تستشعرينه منذ فترة ، وحدتكِ وعدم حصولكِ على علاقة مثل باقي الفتيات المحيطات بكِ جعلكِ تجدين فيه المواصفات اللازمة للوقوع بحب رجل لكنه لم يحصل فالحب لا يأتي بالاختيار …إنه يغمرنا صدفة وبدون سابق إنذار
ناهد:- وما الذي تعرفه عن تجربتي معه ، أنا أيضا التقيت به صدفة وجمعتنا العديد من اللقاءات المجنونة والمزاجية التي جعلتني أتعلق بذلك الحلم مرة بعد مرة لكنه لم يحصل …
فرات:- لأنه متشبع بحب حياته لم يتمكن من رؤيتكِ ، حتى لو لاحظ فهو لا يشعر
ناهد(تألمت من جملته حين مسحت على رقبتها):- نسيت أنك فيلسوف فظ أيضا
فرات(ارتفع ليلف وجهها إليه):- أنظري إلي يا ناهد …أنتِ ، لم تقعي في الحب بعد اطمئني هذا الذي ستحبينه سيبادلكِ نفس المشاعر التي تستحقينها …، إن لم يفعل سأسحقه
ناهد(رمقت نظرته ثم ابتسمت):- ههه أجل ستفعل لأنك أخونا الثالث الذي سيحمينا من الرجال
فرات:- أخونااااا …لا يمكن قول ذلك عن رجل قبَّلكما معا هههههههههه
ناهد(ارتفعت لتضربه لكتفه):- غبي حقيرررر متعجرف ، نم يا فرات أو غاااادر
فرات:- ههههه خرسنا يا آنسة إغماء اهدئي
ناهد(بصوت خافت):- هل قبَّلت ستيلا أيضا ؟؟؟؟
تركها تتآكل بذلك السؤال الأهبل لتغمض عينيها وهي تداعب كف وهج ، في نفس اللحظة وضع يده على يدها وحين حاولت سحبها تمسك بها برفق لتسمح بذلك وتستسلم لذلك الشعور الآمن معه ومع ابنة أختها الغافية ….أختها التي كانت نائمة بسكينة بعد أن تسرب المهدأ في شرايينها ليجبرها على الانصياع لسعة النوم وترحم حالها من ذلك الجنون ، فعلا قد هربت من أمامه لكنها لم تهرب من تأثيرررره ،..أما بالنسبة له فلم ينسها ولم تذهب عن باله بالعكس قد كان يتذكرها حتى وهو يحمل أم طفله بين ذراعيه غافية ليأخذها لغرفته ويجعلها تنام بأريحية ..وضعها على السرير ليغطيها ثم تحرك صوب النافذة لينظر للسماء التي ستشرق شمسها بعد لحظاااات بسيطة
أخذ يتنفس بعمق وهو ينظر بإمعان للسماء وكأنه يقاوم وكأنه يحاول تحدي شيء لا يمكنه مجارااااااته …ولكن ..ما إن بزغ أول خيط حتى جذب الستائر بسرعة وهو يلهث لينسحب من هناك ويجلس على الكرسي ممتنا من ظلامه .. رمق ناريانا بطرف عين حيث كانت تنام بعمق ثم نظر لبطنها ليبتلع ريقه ويجلس جوارها ويمسح عليه برفق
خوري:- ستكون طبيعيا ، لن تصاب مثلي يعني عيب أمك من عشيرة الشمس أتصدق أن هنالك علاقة بين النور والظلام ، صدق ذلك فأنت نتيجتها يا طفل … هل تعلم أنني عشت في كذبة كبيرة أنني سأتصرف بوحشية أكثر من أي وقت عرفته ، أنني سأحاسبهم جميعا بالواحد على هذه الخيااااااانة …ثق بأبيك لن أدعهم يفرحون بهربهم طويلا …
اتكأ بذراعه على حافة السرير لتتحرك بغنج وتلامس صدره بيدها ، زفر عميقا ليسحب الغطاء عليها ويمد قدميه على السرير ويسمح لها بذلك الاقتراب ..أغمض عينيه ورأسه على الجدار بينما عقله غااااائب غائب في البعيد
بعد مدة
فتح عينيه بثقل حين استشعر أناملها وهي تلاعب خصلات شعره ، نظر إليها وهي تتأمله بعينيها الذابلتين قطب حاجبيه من منظرها ذاك ، فاستغرب خصوصا حين انحنت بشفتيها لتقبّْل خده …ابتسم بخبث ثم نظر إليها
خوري:- خيرا ؟
ناريانا:- أردت فعل ذلك… كتعبير على شكري كونك لم تنفذ ما اتفقنا عليه أمس وتركتني نائمة
خوري:- اممم ..تثقين بنفسكِ كثيرا ، أمر يحرض انتباهي
ناريانا(ابتسمت):- ممتنة حقا
خوري(أغمض عينيه ليهمس):- سنفعل ذلك الآن
ناريانا(برقت عيناها):- ماذاااا قلت ؟
خوري(قبل أن ترتفع أكثر جذبها بقبضته):- طفلنا نائم …دعينا لا نوقظه فما سنفعله لا يليق بالناشئة الصغيرة
ناريانا:- مهلا مهلا اعتقدت بأن بأن ….
خوري(أمسكها من شعرها برفق ليلفه حول ذراعه ويدفع برأسها نحوه):- اعتقدتِ بأنني غضضت بصري هااا ، لا يا نارو كنت أنتظر استيقاظكِ والآن ما عاد هنالك سبيل للتأجيل
ناريانا(نظرت جانبيا):- طبعا …أنت خوري الذي لا تلامس كلمته الأرض ، تمام لنفعل
خوري(رفع حاجبه):- أسلوب المراوغة بطريقة الاستسلام لكن بكرامة
ناريانا:- طبعا أنت كلمتك لن تثنى لذلك أنا جاهزة ، المهم أن تسمح لميار بمداواة جوزي …هي بحاجته خصوصا في الفترة المقبلة
خوري:- هل أبصرتِ شيئا وأنتِ هناك ؟
ناريانا:- أخبرتك ، ما أراه لم يعد ثابتا بسبب الحمل يعني النظرة مشوشة
خوري(جذب شعرها أكثر):- انطقيييي
ناريانا(تألمت):- إن لم تشده أكثر ربما سأنطق
خوري(خفف قبضته):- أسمع
ناريانا:- ….أبصرت جوزيت وهي فوق طاولة بيضاء ، هذا يدل على أنها ستدخل للعملية وأبصرت ميار بجوارها وهو يمسح الدم النازف من صدرها ، يعني أنه سيداويها فعلا …و
خوري:- و ؟؟؟؟
ناريانا(ابتلعت ريقها لتكظم بقية الجملة):- هذا فقط
خوري:- هممم …سمحنا له ، لأجل المصلحة الشخصية لأختي فقط لكن ، أولادها لن يحلم بملامستهم سأجعلهم يخرجونهم من هناك
ناريانا(ارتفعت لتلامس صدره):- لن تفعل …لن تفعل يا خوري ، اسمح له ببعض الوقت مع صغاره لغاية ما تسترد جوزي عافيتها وبعدها تأخذهم وتعود بهما إليك همم
خوري:- تراوغين مجددا ، عموما سأفعل ما أراه مناسبااااا لي…الآن سترتفعين لتعرضي علي مفاتنكِ التي سبق وعرضتها أمامي بحركاتكِ السافلة
ناريانا:- لن أفعل … أنا لست بديلا هنا يا خوري
خوري:- بمعنى ؟
ناريانا:- أنت تفكر بحمراء الشعر ، ناهد يعني لا أعرف كيف أسرتك في شباكها ولكنك متأثر بها وبغيابها وهذا أمر واضح …لولا ذلك الفراغ الذي بدأ يتسرب بداخلك لما طلبت ليلة معي ولا جعلت هذا العرض شرطا بيننا …احتياجك جعلك تطلبه خوفا من أن تبقى بمفردك مرة أخرى بدونها بدون جوزيت ..وبدوني
خوري(ينظر إليها وهو يرخي قبضة يده):- ….لارد
ناريانا:- أشتهي علاقة بيننا لن أنكر ، لكنني أريدها بحب حتى وإن لم يكن بيننا شيء من هذه المشاعر النبيلة لكن ، ربما ستكون لكظم الاحتياج وأيضا لأجل هرموناتي المجنونة
خوري:- نارو ، لا يمكنكِ أن تقعي بغرامي
ناريانا(اهتزت حنجرتها بثقل):- لن أفعل …ذلك لا يشرفني ولا يناسبني أصلا ولكن ، هذا الطفل مني ومنك أكيد سأخرج أنا وهو بحزمة مشاعر تجاهك ، حتى وإن كنت أراك وحشا مظلما شخصا قذرا حتى وإن لم أغفر لك إلا أنك تتخذ حيزا قلبي
خوري:- كأنه اعتراف حب مبطن ؟
ناريانا(اهتزت لتنسحب من السرير):- إياك وأن تحسبه نوعا من الحب المقدس ، ما سيجمعنا هو هذا الطفل الذي لن أجعله يكرهك بالعكس سأزرع حبك في قلبه قبل أن يفتح عينيه حتى
خوري(تبلدت ملامحه):- …لماذا ؟
ناريانا(عدلت سترتها):- بداخلك جانب يستحق أن يُحَب
خوري(قاطعها بصرامة):- آمل ألا تخذلكِ توقعات الأبراج لهذا اليوم يا منجمة !!
ناريانا(همت بالرد لكن طرق الباب استوقفها):- هممم جاء صاحب المهمات الصعبة والأخبار التعيسة ….أفندم يا جااااابر
جابر(تفاجأ بها لكنه نظر مباشرة لخوري):- سينيور آسف لقلب الأدوار واقتحام خلوتك هذه المرة ولكن الأمر …جد جد عاااااجل
خوري:- آخر مرة ذكرت بها هذه الجملة لم أجد خيرا بعدها ، يفضل ألا تلعب بعداد عمرك لأنني لن أتحمل انعدام مسئولية مرة أخرى
ناريانا:- لماذا …ماذا حصل ولا نعرفه ؟؟؟
جابر:- احم
خوري(استقام وهو يعدل شعره):- غادري لبيتكِ نارو …هيا وأنت رافقها حتى تدخل لمنزلها إذ أنها تهوى التلصص في الآونة الأخيرة ، وهذه عادة لا أغفرهااااا
ناريانا(سحبت نفسا عميقا):- عنك جبووور أعرف الطريق ، ها يمكنك مشاهدتي من نافذتك هذا إن كنت تملك الجرأة للخروج من ظلامك
خوري(توقف ليستدير بجدعه حين وجدها قد مرت كالبرق هربا):- ….ماذا قصدت هذه الآن ؟
جابر(رفع يديه باستسلام مضحك):- هل أعود في وقت لاحق سينيور ؟
خوري:- إن كنت ستعود ومعك كفنك تفضل بالخروج
جابر:- آآآآآآه …جاءتنا معلومات من المشفى السيدة جوزيت استيقظت والمدعو ميار لم يفارق جانب صغاره
خوري(التقط قميصا):- أين الخبر العاجل ؟
جابر:- أن سيدات الراجي كلهن في ضيافتنا بالمشفى ، احم الجدة نبيلة أخبرتهم
خوري(رمش مرتين قبل أن يبتسم):- ولو …أختي تستحق حفل عقيقة يليق بطفليها …انصرف يا جابر وحاول العثور على ناهد لأنني لم أتغاضى عن تهاونكم الذي تسبب في هربها من مجمع يعج بالحراس وكاميرات المراقبة مفهوووم ؟
جابر(ابتلع ريقه وتراجع للخلف):- نستمر بالبحث سينيور بالإذن …
خوري(همس في خلده):- أين ستهربين يا حبيبتي ، ستعودين إلي ستعودين بقدميكِ إلى سجَّانكِ ههه…لكن قبل ذلك لنصفي ما يقف على عاتقنا
فعلا كانت الراجيات بالمشفى رفقة جوزيت التي امتنت من حضورهن ، فما بين أحضان وما بين مباركات حظيت بالكثير من المحبة والعاطفة الأمومية التي غمرتها بها سيداتنا القديرات
مديحة(وهي تمسح نظاراتها):- امتلأت نظارتي بالدموع ، آه يا أمي عائلتنا تكبر يوما بعد يوم مااااا شاء الله
عواطف(وهي تمسح على شعر جوزيت):- يا حبيبتي ، كيف هان عليكِ أن تعيشي ذلك الوجع بمفردكِ ، لم حرمتنا من مد يد العون …أنا مثل أمكِ وهذه مديحة وسماح كذلك
سماح:- أجل يا ابنة أخي ، الله وحده يشهد كم فرحت بهذا الخبر الذي كان فجائياااا بطبيعة الحال ، ها بالمناسبة من يكون الأب أنتِ متزوجة صحيح ؟
عواطف(رمقت نظرة جوزيت المنكسرة):- … سماح …. لا عليكِ صغيرتي المهم أنكِ بخير ، سنتحدث في الباقي لاحقا ، هااا ألن نرى أحفادنا الحلوين ؟
مديحة:- أكيد سميتهما على اسم أبويكِ ، زهرة ومختااااار ؟
جوزيت(هزت رأسها بنفي):- سميتهما أنا وأبوهما … تيم وصبا
مديحة(مطت شفتيها):- ماذا قالت ؟
سماح(تحاول الحفظ):- صيب وتما ؟؟؟
عواطف:- ههههه …الله يخرب عقلك يا ولية ، أمي لم لا تشاركيننا الحديث ؟
نبيلة(وهي جالسة في ركن وتطالع جوزيت):- أراقب …
جوزيت:- هل عرف الجميع بخبر ولادتي ؟
مديحة:- يعني …ما كان محصورا في البيت ، أساسا كنا مستعدات للذهاب لجنازة لكن الأقدار شاءت أن نقلب طريقنا إلى هنا أولا
جوزيت(عقدت حاجبيها):- تت
عواطف:- ههه لا تؤاخذيها يا ابنتي …. الحمدلله على سلامتكِ لا تحتاجين شيئا ؟
جوزيت(امتنت من حنان عواطف):- صغاري …لم أرهم منذ فترة أنا مشتاقة ولكنهم لا يسمحون لي برؤيتهم
مديحة:- الله الله
سماح(شمرت على ساعديها):- أخبريني من الغبي ابن الغبي الذي دعت عليه أمه ليمنعكِ من رؤية أطفالكِ هاااااااه ؟
نبيلة:- ستجدينه في جناح الأطفال يمكنكِ محاسبته
جوزيت:- جدتييييييي …ما الذي تفعلينه ؟
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):- لم أخبركن بولادتها كي تُخيمن فوق رأسنا هكذا ، ستقمن باللازم معها لتسترد عافيتها وتستعد للعملية التي ستجريها
عواطف:- أنو عملية ….ما الذي تقوله جدتكِ يا جوزيت ؟
جوزيت(ببؤس):- عملية نقل قلب …
مديحة(أمسكت على فمها):- ياااا ويلي
عواطف(انحنت لتمسح على وجه جوزيت):- حبيبتي …ستكونين بخير وتتجاوزينها لكي تجتمعي بصغاركِ ، ثقي بكلامي
جوزيت(انفجرت ببكاء):- ههه ألا يحق لي رؤيتهم أولا قبل ذلك ؟
سماح(مسحت دموعها):- سوف آتيكِ بهما …لحظة لأحاسب الغبي الذي يمنع ذلك
مديحة:- من أبوهم يا جوزيت هل هو شخص نعرفه ؟
نبيلة:- يا الله ، ستترك كل ما يحصل وتمسك بهذا الأمر …
مديحة:- ولم سأنتظر الجواب منها ، هيييه سمااااح انتظري يا امرأة سأرافقكِ فلدي سعة واسعة للشتم هذا الصبااااح
نبيلة:- عواطف اجمعي الوضع بعد قليل سترحلن
عواطف:- تت … جوزي أخبريني ماذا تحتاجين ؟
سماح(كانت تسير في الممر وهي تشتم):- إن لم أقتلع عينيه من محجرهما لن أكون سماح الراجية ، ذلك الغبي يجب أن يتزوجهاااا ليس لدينا بنات تعشن هذا الوضع …يجب أن يحااااسب يحااااسب
مديحة:- مهلا يا امرأة جعلتني أهرول خلفكِ كالصبية ..ماذا تقولين كي أتمم عنكِ ؟
سماح:- كنت أشتم في جد جد هذا الحيواااان
مديحة(رفعت يديها بدعاء):- إلهي ….هئئئئ ما الذي يفعله إياد بجوار النافذة هناك ؟؟؟
سماح:- ماذا سيفعل اللقطاء غير الالتصاق بياقتنا يمينا وشمالا
مديحة:- عيب يا سماح عيب لا تدري بما سيبتليكِ الله غدا ، استغفري ودعينا نستفهم منه …إيااااد عزيزي
ميار(حول عينيه ليستدير نحوهما بابتسامة مدبرة):- أعرف هذا الصوت جيدا إنه للخالة مدحدح ، ومعها العمة سماح الشريرة …ي صباح اللوز
سماح(بطرف عين):- ما الذي تفعله هنا ، أقصد ما الذي يفعله أنفك الحشري بالمستشفى ؟
مديحة(تفتفت):- لا تؤاخذها يا غالي أعصابها تالفة من خبر ولادة جوزيت المفاجئ ، ها هل كنت تعرف ؟
ميار(بغبن):- هههههههههههههههههه ….ههههه إييييه كنت أعرف تصدقي بالله ؟
سماح(بتوجس):- ما به هذا الأهبل ؟
مديحة:- أنت بخير يا إياد ؟
ميار(مسح على وجهه التعب):- لو كنت أعرف هل كنتِ ستجدينني هنا كالغبي المحتار في أمره ….الله الله قال كنت تعرف قال ، أصلا ابنتكم لم تعطني فرصة لذلك
سماح(أبعدته لتطل من النافذة):- أين أحفادنا هاااه ؟
ميار:- أمامكِ يختي ..ثم سَمّْيَا الله أولا فعيونكما تحفر آبارا من الحسد
سماح(شهقت):- هئئئئئئ
مديحة(تقدمت لتطل عليهما):-اخرسي ولا تنكري ذلك فالولد معه حق ،… بسم الله ما شاء الله ، دم راجي أصييييل أنظري للجمال ما شاء الله
سماح(أمسكت على فمها):- لم تذكرين هذا الاسم الآن يجعلني أرتجف ، همم فعلا ما شاء الله
مديحة(رمقتها وهي تبكي):- ما بها هذه ، يا امرأة سمااااح أين تذهبين تت ؟
سماح:- سأغسل وجهي تأثرت قليلا
مديحة:- غريبة …المهم أخبرني يا حبيبي إياد بكل التفاصيل ماشي ؟
ميار:- لا أملكها ، عزيزتكم جوزيت في جعبتها الكثير أما أنا مثلي مثلكم لم أعرف إلا أمس
مديحة:- أتعرف من يكون أبوهم هاااا ؟
ميار:- يقف أمامكِ الآن …
مديحة(فتحت فمها لتستدير إليه وهي تعدل نظاراتها):- هننننن لا تسخر مني يا ولد …هيا لن أفضح السر سأكتمه هنا وأدفنه في بئر أسراري
ميار:- لم لا تصدقين ، إنه حقا ماثل أمامكِ
مديحة(نظرت إليه ثم للأطفال):- إياااااد أنت تزعجني الآن …اففف تمام فهمت لن تخبرني وأنا سأحظى بالإجابة من صاحبة الشأن شخصيا هممم
ميار(ضحك بجنون وهو يتراجع للجدار):- أحيانا لا يصدقونك رغم أنك تخبرهم بالحقيقة ههه يا للعجب
مديحة(وهي تلوح لهما ببلاهة):- أهلا وسهلا بأحلى طفلين بعائلتنا ، تيم صبا أنا خالتكم مدييييحة ستسمعون كلامي هااااه ، أصلا ستتربيان تحت جناحنا لذلك ستكونان ابنا البيت ، بيت الراجييييين ههه …
ميار(تلكأت الحروف بجوفه):- بيت الراجيين …انتماء العائلة كلها ، هل سيأتي يوم ويفتح أبوابه لنا جميييعا ؟
مديحة:- أي …أنظر أنظر إنها تفتح عينيها الله ، إنها تأخذ من جوزيت الكثير حتى من زهرة نجيب ههه يااااه لن نسمح بذلك فعليكِ أن تكوني راجية هاه
ميار(اقترب ليدقق معها):- كيف كانت زهرة نجيب ؟
مديحة(تملكها الحزن):- كانت زهرة …اسم على مسمى لكن بطش أخيها عامر وطغيان مختار جعلا الزهرة تذبل …الله يرحمها
ميار(مسح على وجهه):- آمين …من فضلكِ غادري هذا الجانب يعني جوزيت تحتاجكِ أكثر
مديحة:- تطردني يا ولد ، ثم هل تركت الشركة لكي ترافق الصبيان هنا ؟
ميار:- خالة مديحة من فضلك
مديحة(رمقته وهو يشير لها بالرحيل):- اهدأ …انصرفنا أصلا لدينا جنازة يجب التوجه إليها
ميار:- جيد لا تقصروا في أداء الواجبات اللازمة …
مديحة:- لكنني سأعرف من يكون أبوه ، أخفوه بقدر ما تشاءون سنعرف يعني سنعرف
ميار:- يا سبحان الله، العالم حقا غريب يصدقون الكذب ويكذبون الصدق !
عواطف(كانت تتحرك صوبها):- إلى أين ؟
مديحة:- لقد طردني الولد إياد ، ثم تأخرنا على جنازة نرجس سنحضر الولية سماح ونرحل
عواطف:- لكننا سنعود إلى هنا مجددا عيب أن نترك ابنتنا في وضع حرج ، يعني لولا العيب لبقيت واحدة منا معها ولكن …. الظروف لا تسمح
سماح(انضمت وهي تمسح عينيها):- أنا جاهزة
عواطف:- غريبة يا سماح يعني لم نشهد دموعكِ إلا في المواقف المفجعة ، خيرا ؟
سماح:- بدون سخرية أنا قلبي يتأثر بسبب أخي مختار يعني ..ابنته أنجبت إذن حسه ما يزال في الأرض
مديحة(لعبت بشفتيها بحركة مضحكة):- يا حليوة على السلالة المبشرة بالخير
عواطف:- أختيييي ؟
مديحة:- ماذا ..ع أساس أننا أنجبنا ملائكة كلهم يحملون نفس العرق الملعون …
سماح:- هل سنذهب أم سنسمع تاريخنا بالمقلوب من فم المفتية مديحة ؟
عواطف(هزت رأسها منهما):- نتحرك نتحرك هيا …
سماح:- هل وفقتم في معرفة أبيه ، هل البنت متزوجة ؟
عواطف:- لم تفصح بحرف ، لكن أمي نبيلة تعرف جلستها المرتاحة تؤكد ذلك
مديحة:- والولد إياد يمازحني ويقول أنه الأب ههه شكل الصدمات أذهبت عقله
سماح:- هه هذا ما سيصيب الدخلاء بيننا
طارق(قاطع طريقهن):- ….صبـــــاح الخــــير
مديحة(همست لهما):- ما تلك الوقفة مثل شرطي المرور ؟
سماح:- بنت يا عواطف شكل وجه ابنكِ يحمل مصيبة جديدة
مديحة:- أي والله حتى أن تيار غضبه الهوائي بدأ يزحف نحونا
عواطف(بتوجس):- الله ..نظراته لا تبشر بالخير ، ما الذي يحصل …بني طارق ما بك ؟
طارق(كتف يديه ووضعهما خلف ظهره لينظر إليهن ثلاثتهن ثم يطلق صوت حلقه):- سيدااااااات الراجي …أمهااااتنا القديراااات الساهرات على رعاية بناتهن …
مديحة:- لأخلي ذمتي بدايته هذه لا تطمئنني
سماح(عدلت وشاحها):- اللهم سترك
عواطف(ابتلعت ريقها):- قممم …إيه نحن يعني تقصدنا نحن تابع يا بني
طارق(أشار بسبابته نحوهن ثم للأرض):- يعني لم تشعر أي واحدة فيكن بما حصل ؟
مديحة:- هيييء المخيم هل فعلت بناتنا شيئااااااا ؟
طارق(رفع كفه موقفا إياها):- دعونا في الماكثين ببيتنا ليلة أمس ، ألم تشعروا بخروج واحدة فيهن وعدم مبيتها فيه ؟
سماح(فتحت عينيها):- يا ويلي لياااااان هل فعلتها الغبية ؟؟؟؟؟
عواطف(سمعت همسها):- ماذا قلتِ ؟
طارق:- ليست ليان
مديحة(ضحكت):- إخلاص استيقظت لصلاة الفجر ،يعني إن لم تكن هي فأكيد لن تزحف زوجتك من فراشك وتبيت خارجا
عواطف(جحظت عينيها لتستدير نحوها):- أقول لو يلفحكِ تيار غضبه أولا يا أختي
سماح(دفعتها للمقدمة):- وأنا أخلي ذمة رقبتي
طارق(دك عظمة أنفه):- جملتكِ مضحكة يا خالتي مديحة ، لكن لغرابة الأقدار فابنتكِ المصونة هي التي خرجت من البيت …….الآآآآآآآآآآآآآن هل يمكن لواحدة فيكن أن تخبرني لما ناااامت ابنة عمي جلنار في بيت مراد اليزيدي ليلة البااااااارحة ؟؟؟؟؟؟؟؟
التصقت الثلاثة جوار بعضهن من صرخته وجملته وزمجرته فقد كن في مواجهة ذلك البركان الذي تقدمهن مغادرا المشفى ، كان يسوقهن كالخرفان المطيعة وهن يسرن خلفه برتم محدد جعله يحرك رأسه بدون فائدة …فهن حقا حقا كن مضحكات فحين توقف توقفن خطوة واحدة موحدة وكأنهن في عرض مسرحي يتطلب الدقة …لكنه مجرد خوف يتسرب بخلدهن من غضبه
طارق(أشار للسيارة):- اركبن ..اركبن ودعوني أقول يا صباااااااح، وتلك المتهورة سأحاسبها وأجعلها تبرر لي سبب مبيتها في بيت رجل لم يدفن زوجته بعد …حممممم
مديحة(هزت رأسها وهي تهمس):- سيقتلني أولاد الراجية يا أختي ، ماذا كان سيحصل لو تقدم ابن الحطاب لخطبتي ؟
عواطف:- إيييه كنت لأرضى بأخيه الأعور أي والله ولا هذا العرق الفااااااااسد
سماح(شهقت):- وتخونااااا أخويَّ عبد النووووور وسليييييييييييم ؟
عواطف:- يختي على الرابطة الأخوية التي تستحضرها سماح كل فترة
مديحة:- كتبتها هنااااا … ابنتنا جلنار استعجلت نهااااايتنا بأشواااط
أخذهن من هناك نحو بيت مراد اليزيدي حيث كان يعج بالحاضرين ، ومن بينهم ابنتهم القديرة التي كانت تلبس لمى فستانها بينما كانت نور تدعم جنان بمساعدة دينا ….كان هنالك ضيفة أخرى وهي لورينا التي كانت تجلس في الزاوية وهي تراقب ما يحصل بينما كانت جنى تجلس جوارها …
جنى:- ماذا سيحصل الآن ؟
لورينا(وهي ترمق جلنار بنظرات جليدية):- سيقومون بتشييع الجنازة ، يعني نحو المقبرة لدفنها
جنى:- ونحن نذهب لنرى قبر أمي ؟
لورينا:- إن وافق أبوكِ …يعني هو أمر غير جائز لكن لست أعرف
جنى:- شكرا لأنكِ موجودة …لورينا
لورينا(ابتسمت):- موقف الأمس لا يعد شيئا ،أنا من أشكركِ لدفاعكِ عني أمام جلنار التي حاولت طردي من بيتكم
جنى(بلؤم):- لا يمكنها ذلك …أنتِ ضيفتنا وصديقة بابا ، ليت أمي بقيت على قيد الحياة لتعرفت عليكِ وأحبَّتكِ …اهئئئ
لورينا(مسحت على رأسها):- هشش حبيبتي ..كل شيء سيكون بخير …
جلنار:- هكذا صرتِ جاهزة ..هل تحتاجين شيئا آخر ؟
لمى:- لا شيء جورلنااار ..آه ليلبس بابا ، ألبسيه جرلنااار
جلنار:- لنعطيه مساحته الخاصة كي يفعل ذلك حبيبتي همم
لمى(مطت شفتيها ببكاء):- اهئئئ مامي كانت تلبسه أين ذهبت ماماااا ؟؟؟
جلنار(بألم مسحت على وجنتيها):- تمام تمام رافقيني لأفعل …
لمى(مسحت دمعها بكفها لتمسك يدها):- هممم
نور(صغرت عينيها وهي تهمس من بعيد):- إلى أين ؟
جلنار(تفتفت):- الحماااام
نور(أومأت لها بالموافقة):- أوكي ..
فؤاد:- يا همام الوضع يجب أن يكون كاملا ، يجب أن يكون عزاء يليق بصديقنا مراد ..تعلم أنه غير قادر على متابعة كل شيء لذلك لنرح الرجل ونتركه متفرغا لبناته فقط
همام:- كله سيكون قائما على أكمل وجه سيدي فؤاد
هند(وهي تبكي):- آه يا نرجس آه يا زهرة ذهبتِ باكرا باكرااااااااا اهئ
نور:- يا الله …هند تماسكي قليلا ليس أمام البنات تت دينا حبيبتي رافقي صديقتكِ لغرفتها ، الوقت باكر على صلاة الظهر
دينا:- جنان ..تعالي لنذهب لغرفتكِ قليلا هيا
جنان:- حاضر …
نور(نظرت لفؤاد):- كنا سنشيع جنازتك لكنها الأقدار …هييه كله في وقته جميل
فؤاد:- عيب عيب يا نور عيني أن تقولي ذلك …
نور(طافت بعينيها):- فعلا عيب …سامحني يا رب لأنني لم أوفق بنقل هذا العبد إلى مثواه
همام(:- احم سأتفقد الأوضاع بالإذن
هند(هربت خلفه):- وأنا وأنا لأرى المطبخ …احم
فؤاد(هز رأسه بقلة فائدة):- تت يا ربي على هذه المرأة لا تهمد …
لورينا:- سأرى الاستعدادات قليلا يا جنى ..انتظريني هنا
جنى(مسحت على وجهها):- تمام …
لورينا(بشراسة تحركت صوب الرواق):- أين اختفت تلك الملعونة الآن ؟
لمى:- لاء أسود ربطة عنق ، بنطلون أسود ، قميص أسود كله أسود بابا تخيفني
مراد(وهو يحني رأسه للأرض):- لمى …لا تتعبيني لطفااا
جلنار:- حبيبتي لندعه بمفرده اسمعي مني
لمى(دكت الأرض بقدمها الصغيرة):- لا لا لا ستلبسينه جورلنار مثلما كانت تفعل ماما وعدتِ لمى أنتِ
مراد(أغمض عينيه ليزفر نفسا عميقا):- تمام موافق افعلي ودعيني أخلص ..
جلنار:- آسفة بحق ..
مراد:- ذاك هو دولابي تصرفي بسرعة من فضلك
جلنار(بحثت بين القمصان لتلقط واحدا رماديا):- هذا يناسب
لمى(بتخمين):- يلبسه وأختار
مراد(التقطه ليدخل للحمام):- سأعود بعد لحظات
جلنار(انحنت أرضا):- لمى ..بابا منزعج قليلا دعينا لا نضايقه أكثر
لمى:- لأن ماما لم تعد للبيت ؟
جلنار(بألم):- …أجل …لأنها لن تعود للبيت
لمى:- نتصل بها ..ربما تأخرت سيارتها فقط ثم هي ليست وحدها إنها مع ناس كثيرون
جلنار(عقدت حاجبيها):- ماذا ؟
لمى:- ناس يلبسون أبيض كلهم …حتى ماما تلبس أبيض هي لا تريد الذهاب معهم إنها تنتظرنا في مكان لا تعرفه لمى
جلنار(عانقتها عميقا):- يا عمري …ستكونين بخير لن أفرط بكِ صغيرتي …
مراد(خرج من الحمام بزمجرة ليلتقط السترة ويلبسها فوق القميص):- جيد هكذا ؟
لمى(تحاول النطق):- لم ترززر لم ترررز لم تززرزر تت لم تقفل زراير اهئئئ
جلنار:- ليست مشكلة ليست مشكلة سيغلقها الآن
مراد(أغلق زرين ثم انهار ليضرب الكرسي بقدمه):- اللعنة اللعنة ….اففف يا الله
لمى(التصقت بقدم جلنار):- هئئ
جلنار:- مرااااد
مراد:- آسف آسف …لا أستطيع لا أستطييييع
جلنار(اقتربت منه لتربت على كتفه):- أنظر إلي ستتمالك نفسك وتقوم باللازم لأجل بناتك
مراد(بحزن):- …كيف سأفعل أخبريني ؟
جلنار(نظرت لقميصه ثم بدأت تزرره):- ستستجمع نفسك ، بناتك لا يستطعن لأنهن صغيرات لكنك الكبير والراشد ستقوم بكل ما يليق بجنازة أمهن …ستقف على قدميك وتقدم أقصى ما يمكنك تقديمه وحين يأتي الليل وتعود لبيتك ، ستنهار كيفما تشااااء
مراد(مال برأسه وهو يتابع حديثها):- … لارد
جلنار(رتبت سترته ثم ياقته لتلتفت للمى التي مدت ربطة العنق):- هممم …
لمى(وهي تتابعهما بحرص):- …هه
مراد(أحنى رأسه):- … ليتنا بقينا بعمرها لا نشعر بما يحصل حولنا من آلام
جلنار(ابتلعت ريقها وهي ترتفع على قدميها):- أحني رقبتك قليلا مراد …
مراد:- عذرا أنتِ قصيرة
جلنار(صغرت عينها اليمنى لتكظم شتيمتها):- لأن الوضع لا يسمح ، احممم ما ذنبي أنك طويل زيادة ؟
لورينا(كتفت يديها وهي تتكئ على حافة الباب):- مرااااد
جلنار(رفعت بصرها نحوها):- مراااد حاف تكررها للمرة الثالثة ، حمممم خيرا يا أم ابنة أخي ، أتحتاجين شيئا ؟
لورينا(حركت فكها وهي تنضم إليهم):- بل أنتِ التي يجب أن أعرف إن كانت تحتاج لشيء ما
جلنار(رمقتها وهي تدفعها بقامتها لتبدأ هي بتعديل ياقته):- الله الله
لورينا(ربطت العقدة ودفعتها لحنجرته):- هل هي جيدة هكذاااا دكتور ؟
مراد(شعر باختناق):- ….جيدة جيدة …لمى تعالي صغيرتي لنبحث عن حذائي
لورينا(كتفت يديها وهي تستدير نحوها):- ما الذي تحاولين فعله جلنار ؟
جلنار(اندفعت نحوها):- بل أنتِ التي يجب سؤالها ما علاقتكِ بهذه العائلة وما سبب تواجدك هنا من أصله ، على الأقل نحن صحبة معهم لكن أنتِ ماذا تكونين لهم ؟
لورينا(رفعت حاجبها):- لا أستطيع التبرير لأن مراد يريد إبقاء الأمر سريا ، لكن …يمكنكِ اعتباري جزءا من هذا البيت
جلنار(ارتدت للخلف):- ماذا تقصدين لورينااا ؟
لورينا(مطت شفتيها بسخرية):- لا تحاولي التمركز في مكان لن تتمكني من أخذه
جلنار:- أكيد فهمتِ ما يحصل خطئا ، ليس لدي غاية حقا
لورينا:- ههه …إذن لماذا هربتِ من بيتكم ليلة أمس لتكوني هنا ؟
جلنار:- لم أحسب أنكِ ستكونين موجودة كالضيفة الغير مرغوب فيها
لورينا:- متأكدة أنني المقصودة بهذه الجملة جلنار ؟
جلنار(رمشت وهي تلحقها لخارج الغرفة):- كلامكِ يحمل الكثير من المعاني الخبيثة ، أجيبيني ماذاااااا تقصدين ؟
لورينا(وهي تخرج من الغرفة):- الأرجح أن تبرري لأخيكِ أولا …أنظري
جلنار(اهتز بدنها حين رؤيتهم):- طااااارق
مديحة(تجاوزتهم):- جلنار …لوريناااا ما الذي تفعله كلتاكما هنااااا ؟
لورينا:- حماتي الغالية لا يسعني التبرير فابنكِ لم يكتب كتابه علي بعد
مديحة:- أنظروا للسااااان …
عواطف(وهي تحاول تلطيف الأجواء):- كيف تفعلين ذلك بنا جلنار ، ابن عمكِ لا يسعكِ تخيل حجم غضبه لكننا أخمدنا ذلك يعني لغاية عودتنا للبيت
سماح:- ارتاحي لن يفتعل مشكلة عيب في منزل الناس خصوصي في هذا الوضع
جلنار:- لست خائفة منه ولا منكم ، أتيت لأنه كان واجبا علي ثم وجدت هذه هنا أيضا
لورينا:- هذه تملك اسمااا
جلنار(بعصبية):- قلنا يكفي
سماح:- ما الذي يحدث هناااااااا يا جماعة …؟
مديحة(سحبت جلنار):- تعالي جانبي هكذا وأخبريني ماذا يعني الهروب من البيت ؟؟؟
جلنار:- هففف
عواطف:- وأنتِ …ما علاقتكِ بمراد وأطفاله ؟
لورينا(تحركت لتعود لموقعها الأول):- اسأليه إن كنتِ تجدينه وقتا مناسبا وستعرفين
سماح:- أي أي أنظري لوقاحة هذه الكنة التي لم تستحق هذا الشرف …أحمد الله أن ابن أخي لم يأخذها على ذمته لا ينقصنا مياعة ، أي أنظري لفستانها الغير محتشم هل هي بجنازة أم بعرض أزياء سوداوي اللون ؟
طارق(جلس جوار نور):- أهضم غضبي بمشقة الأنفس يا أختي ، ما فعلته جلنار لا يليق
نور:- تحاسبها لاحقا ، الآن ليس وقته
طارق:- أعرف الأصول …أنتِ بخير أموركِ مع زوجكِ كيف أحوالها ؟
نور(رمقته بطرف عين):- نتوااااصل يا اخي اطمئن
طارق:- أرجو أن تُبقي التواصل في النطاق الشفهي ابتعدي عن التطبيقي رجاء أختي
نور:- حاااضر حاااااااضر …
طارق(عدل جلسته):- … هل كلموا الشيخ والمقرئ ؟
نور:- لست أعرف …فؤاد كان سيدبر الأمر تحاور معه أنا سأنظر للمطبخ
طارق(حول عينيه):- هذا ما ينقصني
فؤاد(كان يصغي إليهما):- ريح بالك كله تحت السيطرة
طارق:- هاه أرحتني يا صهر …
حمزة(دخل من الباب مع رجال الشرطة):- مراااااااااد اليزيديييييييييي
نظر الجميع صوبه حيث دخل عليهم مع فريق الشرطة كالقضاء المستعجل … نهض الجميع ليستفهموا أمره حين انضم مراد وبناته للرواق الذي كان الكل فيه على أهبة الاستعداد لمعرفة سر هذا الاقتحام المتوقع …
مراد(أشار للحاضرين ثم للشرطة):- ما هذا الدخول العسكري يا حمزة ؟
حمزة:- نشيع جنازة أخت المحقق حمزة وردان ابنة عائلة وأصول ، إذن هي تستحق جنازة تليق بمقام عااااائلتناااا
مراد:- أنت تخيف ضيوفنا يا حمزة ، لطفا دع رفاقك ينتظرونك بالخارج هذا إن كان سبب مجيئهم واجبا كما تفضلت بالقول
حمزة(أشار بأصابعه):- انتظروني خارجا سنتوجه سوية للجامع
مراد:- صغيراتي اهدئن لا يوجد شيء يستحق قلقكن … وأنت إن كنت ستبقى بأدبك البيت بيتك أما إن كنت ستزعجنا فانتظر خارجا مع رجالك
حمزة(التفت صوب نور ليبتسم):- ولا آخذ عزاء الأحبة ، عيب في حق اسمنا يا رجل ..
نور(شددت قبضتها لتزحف عفويا كي تقترب من كرسي فؤاد المتحرك):- هممم
فؤاد(استشعر حركتها ثم نظر لحمزة بعيون مظلمة):- ….لارد
طارق(التقط النظرة ثم زفر عميقا):- ما الذي يحدث هنا بحق السمااااء ؟
حمزة(اتخذ مجلسا بجوار جنى ولورينا):- ابنة أختي …من الضيفة العتيقة بجانبكِ ؟
جنى:- صديقتنا …
لورينا:- أدعى لورينا
حمزة(طالعها شزرا ثم ابتسم):- تشرفنا لورينا هانم ، معكِ المحقق حمزة وردان إن احتجتِ أية خدمة اتصلي بي في أي وقت
لورينا:- يشرفني …
مديحة:- أنظري لحركات هذه المرأة جيد أن ابني لم يتزوجها
سماح:- الغدر والخداع باد على ملامحها السافلة ، إنها ماء من تحت تبن
عواطف:- حسبنا الله ، لنكف عن النميمة ونقرأ بعض الذكر على روح المرحومة
مديحة:- إي إي لنقرأ …
غامي(دخل بأدب ممسكا بكف ميسون):- هل حقا سنجد لمى داخلا ؟
ميسون:- أجل ستكون بالداخل ، وعدتني أن تتصرف بأدب لذلك وافقت على جلبك معي
غامي(بامتعاض):- كيف يعني هل غامي ليس مؤدب ويستحق الثقة ؟
ميسون:- هه لا يا روحي ليس كذلك لكنني أوصيتك فحسب
غامي:- غامي يحسن التصغف في بيوت الناس
ميسون:- لندخل إذن ..شكرا داغر لاصطحابك لنا
غامي:- داغغ شكغاااا
داغر:- أنتظر عند باب الشقة يناسبني ، سيد طارق الأمانة وصلت
طارق(أشار لهما):- اقتربا يا صغيريْ …ميسون رامي اقتربا هنا
دينا(خرجت للباب):- صهيب وصلت مع ميسون مباشرة
صهيب:- أتيت مع أبي وأمي لذلك تأخرنا قليلا …
ميسون(عانقت جنان):- صديقتي ..تعازي الحارة
جنان:- اهئ …شكرا ميسون
غامي:- لمى
لمى(بابتسامة واسعة):- غاااامي
غامي(نظر لميسون):- ماذا يجب أن يقول غامي الآن ؟؟
ميسون(همست له):- تعازيك الحارة
غامي:- هاه ..تعازيك الحاغة لمى
لمى:- شكرا غامي ...لكني لست أفهم ماذا يعني ذلك ؟
جنان(عانقت ميسون):- اهئ اهئ
صهيب:- متأسف يا جنان …
دينا:- نحن معكِ يا جنان لن تكوني وحيدة . اهئئئ
غامي:- لماذا يبكون جميعا هل هم مصابون بوجع الأسنان كلهم ؟
لمى:- وأنا سقطت سنتي ووضعتها تحت الوسادة ، حصلت على ورقة مالية
غامي(فتح عينيه على وسعهما):- وأنا سقطت سناني ولكنني لم أحصل على فلوس ، هل سغقوووا غااامي ؟
لمى(شهقت بفزع):- هئئئ من قام بسرقتك غامي ؟
ميسون(هزت رأسها):- آآآآه …
صهيب:- نحن أين وهذين أين …
دينا:- لمى غامي توجها لتلك الزاوية وتابعا هذا الحوار
لمى:- أريك غرفتي ؟
غامي(أمسك على وجنته):- غامي لم يدخل غغفة فتاة من قبل ، غامي يخجل
لمى(ببسمة واسعة):- ولمى لم يدخل غرفتها فتى من قبل ههه
غامي(قطب حاجبيه بجدية):- إن دخلت غغفتكِ الآن لن تسمحي إلا لغامي بالدخول لاحقا ؟
لمى(بأدب وطاعة):- حااااضر ….
غامي(تقدمها بخيلاء):- أين غغفتكِ لمى نذهب لها
لمى:- ههه ..هناك هناك
صهيب(أغمض عينيه وفتحهما ليشير خلفهما):- تمام …الوقت لا يسمح ولكن
دينا:- آه …على الصغار
ميسون(وهي شاردة فيهما):- جيد أنهما تفاهما لكي لا يستشعرا أي شيء مما يحصل
جنان:- لأنه موجع موووجع ويحرق في القلب اهئئئئ
إخلاص(دخلت رفقة عفاف):- هذا هو العنوان يا بنت أخطأنا وطرقنا الشقة الغلط ..امشي
عفاف(اقتربت من طارق):- طارق
طارق(نهض لاستقبالهما):- أدخلا … أمهاتنا هناك ، عفاف تعالي جواري
عفاف(جلست جنبه وجنب نور):- أنتِ بخير يا نور ؟
نور:- جيدة …كيف الأمور مع بنات المخيم ؟
عفاف:- لم نخبرهن بما حصل لكي لا نكسر راحتهن …يعني تعرفين
نور:- لا بأس ، ما زلن صغيرات على الفواجع .. رغم أن جملتي خاطئة فقد تجرعن رفقتنا كل كأس مرير
عفاف:- نتمنى أن يكون آخر قدح … لكنكِ تبدين متعبة ألم تنامي ؟
نور:- ليس كثيرا أخذنا لمى معنا للبيت ليلة أمس ، كان نومها متكسرا لذلك رافقتها
عفاف:- خيرا فعلتِ يا حبيبتي ..
نور:- إيه …
هناء(أم صهيب):- فؤاااد …كيف حالك والله أردنا زيارتك ولكن الوقت لم يسمح
فؤاد:- أنا بخير يا هناء شكرا لسؤالك
هناء(أومأت لنور بالتزحزح):- من فضلكِ قليلا كي أطمئن على صديقي الغالي …
نور:- أيوة تفضلي يا ست هناء المكان مكانكِ أنا سأكون بالمطبخ فالضيوف يتوافدون
فؤاد(رمق غضبها الخفي):- إذن يا صديقتي طمئنيني عن أحوالكِ أنتِ ، كيفك ؟
عفاف(رمقت الوضع لتهمس لطارق):- إنه يغيظها عمدا يعني لا تدقق يا طارق …أمر شخصي بينهما ثم هذه أم صهيب صديق البنات
طارق(شارد فيها):- خصلة شعركِ الأمامية بارزة ، عدليها عفاف
عفاف(تلعثمت لتمسح على خصلتها وتعيدها للداخل):- ما شعرت
طارق(نحنح وهو يستقيم):- احم …اذهبي لزاوية عائلتنا سأتفقد الجو خارجا …
عفاف:- حسن …
فؤاد(استأذن من هناء):- بالإذن يا هناء حقا سعدت بحديثنا القصير …أحتاج لبعض الماء
هناء:- تمام لأرى زوجي تركته يحادث السيد حمزة هناك …
فؤاد(دفع كرسيه ليدلف للمطبخ ويجدها تملأ الصحون مع هند):- …نور
نور(التفتت إليه بنظرة نارية):- هل جعت ، أم عطشت ، دوائك لم يحن وقته بعد
فؤاد(نظر هند):- هممم
هند:- أ…لآخذ هذه الأطباق كي يوزعها همام على الرجال ، تجوز فيهم الصدقة أكثر
نور(وضعت الملعقة ثم رمقته وهو يزحف بكرسيه للداخل):- ماذا هل انتهى حديثك الشيق مع صديقتك هناء ؟
فؤاد:- تغارين علي مثلا ؟
نور:- هه لا ي عمري لكن الوضع غير لائق للدردشة حبذا لو تحسب ذلك
فؤاد:- نحسبه إن كان سيخفف من وتيرة غيرتكِ يا زوجتي العزيزة
نور:- فؤاد…عيب نحن في عزاء
فؤاد:- أنا جائع
نور:- هاه قل ذلك من الأول ، دعني أصب لك شيئا لتأكله وتريحني من طلباتك
فؤاد(نظر جانبيا):- لم تكرهين حمزة وردان لتلك الدرجة ؟
نور(تحركت حنجرتها وهي تصب صحنه):- تعرف السبب …أنا لا أطيقه لأنه إنسان مزعج
فؤاد:- هل ضايقكِ في أمر لا أعرفه نور ؟
نور:- أنا قادرة على الدفاع عن نفسي فلا تتحمس عبثاااا ، ثم …حين تتمكن من النهوض وقتها ابحث عن المشاكل يا زوجي الغالي
فؤاد:- يعني هنالك شيء …شعرت بذلك
نور(بتوتر):- أبداااا …أقول ذلك في إطار السخرية منك لا غير
فؤاد:- هممم
نور(أغمضت عينيها لتعطيه صحنه):- تناوله بالصالون بالصحة والعافية
فؤاد:- نتناوله يا نور …نتناوله
ساعات من التوتر تبادلها أطراف الحاضرين هناك ، لغاية ما دخل الشيخ ليقرأ بعض الذكر الحكيم قبل التوجه إلى الجامع لتأدية صلاة الظهر على المرحومة …توجه كل الرجال إلى المسجد بالنسبة لفؤاد فقد دفعه همام لكي يحضر أيضا لتلك الصلاة ، أما بالنسبة للنسوة فقد توجهن لجانب النساء حيث تسطرن لتأدية صلاة الجنازة ، وبعد فراغهم منها خرج الرجال وهم يحملون نعش نرجس حين تقدم مراد وحمزة ليمسكا المقدمة بكل حرقة .. هنا انهارت الصغيرات بالبكاء على أمهن ولم يجدن الدعم إلا في نساء الراجية اللواتي أبدين عطفهن ودعمهن لهن في تلك الظروف المحزنة ….توجهوا للمقابر المحلية حيث قاموا بدفنها والعودة للبيت لأجل تناول طعام عزائها وإتمام اللازم …
ميسون(وضعت وشاح رأسها على الكنبة):- أظن أنه يكفي صح خالتو عفاف ؟
عفاف:- أجل يكفي صغيراتي يمكنكن إزالته الآن ..
لمى(وهي تحاول نزعه فانحشرت به):- لا يريد الابتعاااااد اهئئئ
غامي:- لم تبكين كل وقت لمى ؟
لمى(ابتلعت دموعها):- وماذا أفعل إن لم أبكي ؟
غامي:- حاولي إزالتها إن صعب الأمغ اطلبي المساعدة
لمى:- ومن سيساعدني ؟
غامي:- غامي لا يعغف
لمى:- خالتو إخلاص تزيلين معي وشاح ملتصق ؟
إخلاص:- أزيله يا قطعة الشهد أنتِ ما شاء الله وبارك الله في تربيتكِ صغيرتي
لمى(مسحت على خدها):- خدي الأيمن ساخن أكثر من خدي الأيسر
غامي:- خطأ ما وضعت يدكِ عليه الجانب الأيسغ
لمى(بعناد):- بل أيمن
غامي:- أيسغ
لمى:- أنت حتى لا تنطقها صحيحا
غامي(مط شفتيه بحزن لينظر لإخلاص):- عمتي أنا لست كسولا
لمى:- لم أقصد كسل آسفة غامي
غامي(ابتسم ملء فاهه):- قبلت أسفكِ لمى
إخلاص:- يا حبايبي والله البقاء معكما يسعد الروح حتى وإن كنا في عمق مأساة …رحمك الله يا بني عبد الجليل ، رحمك الله آآآآآه
صهيب:- وبالإجازات يمكنكِ المكوث في بيت واحد فينا جنان ، عمو مراد لن يرفض
دينا:- حتى وقت الامتحانات تارة تزوريننا وتارة نزوركِ ، المهم أن نبقى معا
صهيب:- أجل هذه هي معاهدة مجموعتنا ، معنا ميسون ؟
ميسون:- طبعا معكم …جنان توافقين ؟
جنان:- تمام … أريد أن أستنشق بعض الهواء سأعود بعد قليل
دينا(بعد ذهابها):- لا يجب أن نتركها بمفردها هي ولمى ..كلما احتوينا الاثنتين كان أمر تأقلمهما مع فقدان أمهما يسيرا
ميسون:- سنبذل قصارى جهدنا دينا
صهيب:- لنعطيهم مساحة أولية قبل ذلك …يعني الوضع ما يزال حديثا مع الأسف
دينا(حكت حاجبها لتنظر صوب الباب):- ….ع ذكر الحداثة ، أجد أن أخونا في الله أخذ وجها زيادة على مجموعتنا ، ليخبرني أحدكما ما الذي يفعله هنا ؟
ميسون(ابتلعت ريقها وهي تستدير عفويا):- ….أتى …
رامي(تقدم نحوهم وهو ينظر إلى الحاضرين):- أين جنان ؟
صهيب(اعترض طريقه):- لماذا …هل تنوي تعزيتها ؟
رامي(ببرودة):- أجل ..هذا إن تنحيت جانبا
دينا:- الناس تقول مساء الخير قبل أي شيء يا أخ …صهيب لا تطل معه إنه واجب وليس عيبا إن قام بتأديته ورحل سريعا
رامي(التفت صوب ميسون وكأنه لا يصغي لحرف):- …أريدكِ بكلمة
صهيب(رفع حاجبه):- الله الله
ميسون(نظرت إليهما ثم أومأت له بالموافقة):- ممكن …
رامي(ابتعد معها قليلا فقط):- أردت الاعتذار عن رحيلي من حفلتكِ بتلك الطريقة .. تلقيت توبيخا عنيفا من المربي خاصتي ووعدته ألا أذهب لمكان دون علمه
ميسون:- إي …هو يعلم أنك هنا الآن ؟
رامي(وضع يديه بجيوبه):- لو كان يعلم أكنت هنا حقا ؟
ميسون:- ولكنك وعدته ، اسمع لا يجب عليك أن تعيش هكذا عليك فرض نفسك إطلاق صوتك ما يدريني المهم ألا تعيش في الظلال
رامي:- ههه لا تحسبين أن دخولكِ لغرفتي وتبادلنا بعض الألغاز وحضوري لعيد ميلادكِ سيعطيكِ مساحة لكي تتجاوزي المسافة بيننا ميسون …أنا وأنتِ بعيدان جدا ولا يمكننا أن نصبح أصدقاء ولا يشرفني أصلا حدوث ذلك
ميسون(تحركت حنجرتها بثقل):- لم هذا الكلام الآن ؟
رامي(اقترب خطوة):- لكي تقومي برفع المراقبة التي حددتها صوبي بعينيكِ الثاقبتين ، ذلك يضايقني
ميسون(اقتربت خطوة وهي تكز على أسنانها):- إذن اسمعني جيدا ..أنا دعوتك وأدخلتك لنطاق عائلتي التي لا أسمح لأحد بالاقتراب منها ولو خطوة ، مع ذلك وثقت بك وأنا مدركة أنك لن تخون تلك الثقة …لكن لا تحسب أنك قادر على الاعتقاد بأن تعاطفي معك هو أمر له تبعات وهمية ينسجها خيالك …ما يدريك ربما كانت مجرد شفقة ؟
رامي(ارتد برأسه للخلف وهو يرمش مستوعبا يقين جملتها):- تشفقين علي …ههه من تكونين أصلا لتشفقي علي ؟؟؟؟؟
ميسون(بحدة أشارت صوبه):- تحدث معي بأدب يااااا هذااا بدأت تضايقني
صهيب(اقترب منهما):- عمكِ قادم نحوكما اقفلا السيرة المشتعبة…هياااا أنت تحرك معي قليلا
رامي(انسحب معه):- كلامنا لم ينتهي آنسة ميسون
ميسون(كتفت يديها):- أنا موجودة في كل وقت لا تقلق سننهيه بما يليق
طارق(أمسكها من كتفيها):- ماذا يحدث هل يضايقكِ ذلك الولد ؟
ميسون(حاولت إخفاء توترها):- أحتاج لغسل وجهي لقد تأثرت فقط بموت الخالة نرجس
طارق(رمش حين أفلتت من يده):- من يكون هذا المدلل ؟
لورينا(نهضت لتتبعها للحمام):- …ميسون …أنتِ بخير حبيبتي ؟
ميسون(وهي تغسل وجهها لتخفف امتقاعه):- هفف هفف أنا بخير أنا بخير أنا بخير …هف هففف …
لورينا(ابتعدت عن الباب حين سمعت مفتاحه):- حبيبتي
ميسون(خرجت بهدوء):- لا تناديني بذلك لورينا …ثم أنا بخير لا داعي للقلق
لورينا:- رأيت ما حدث ..زميلكِ ما حكايته معكِ ؟
ميسون:- لقد وشيت به في المدرسة لأنه تلميذ غشاش ، أمسكها ضغينة وقرر محاسبتي
لورينا:- اممم أحسنتِ صنعا ميسون
ميسون(نظرت إليها بطرف عين ثم استمرت):- شكرا
لورينا:- هل هنالك ما ترغبين بالسؤال عنه ؟
ميسون(توقفت ثم نظرت لها):- وجودكِ هنا …أمر أستغربه لكنني واثقة أن هنالك غاية بشعة تكمن خلفه
لورينا(ارتعش جسمها):- إن كان حكيم قد أفلح في شيء معكِ فهو زرع بذور الكره تجاهي ، ما شاء الله الحصاد يانع حتى أن قطافه لم يعد ضروريا
ميسون(سحبت نفسا عميقا):- بابا نهاني عن محادثتكِ لوري ..متأسفة
لورينا:- ألا تفكرين بي حتى ..ألا تعتقدين أنكِ تظلمينني في هذه النقطة ..تمام تصرفت بعدم مسئولية معكِ خنت ثقتكِ استغليتكِ ولكنني أيضا ضحية
ميسون:- لكنكِ راشدة …أنا لست بنفس عمركِ حتى أحدد خياراتي
لورينا:- الفصاحة التي ورثتها من أبيكِ تجعلني منبهرة
ميسون:- أستأذن …
لورينا(مسحت على وجهها):- هففف … ماذا سأفعل كي أرضيها
جنان(خرجت من غرفتها):- ميسون ..كنتِ بالحمام ؟
ميسون:- جاء …الولد العبقري يرغب بتقديم التعازي
جنان(فتحت عينيها على وسعهما):- ما توقعت ذلك …أين هو تعالي تعالي
ميسون(تبعتها على مضض):- همم
صهيب:- جنان قادمة هيا قم بالواجب وارحل مع سعيك المشكور
رامي(انتظر مجيئها وعيونه تفترس نظرات ميسون):- جنان …أقدم لكِ خالص التعازي
جنان:- شكرا كلفت نفسك بالحضور
رامي:- وجدته أمرا ضروريا مهما كان أنتِ زميلة الصف ..انتهيت سأرحل
جنان:- ليس قبل أن تتناول شيئا من طعام العزاء …تفضل لطفا
دينا(حولت عينيها):- جنان ؟؟
جنان:- ماذا الأصول أصول …تعال قليلا يا ….زميل الصف كما تفضل
رامي(سحب نفسا عميقا وتقدم معها):- لبعض الوقت فقط ..
غامي:- همم لمى أنتِ تسألين أسئلة غامي لا يعلم أجوبتها
لمى:- مفترض أنك تكبرني يعني تعرف
غامي(تضايق):- غامي لا يعلم لا يعلم هفف …
لمى(انفجرت باكية):- اهئ اهئ جناااااااان جناااااان غامي صرخ بوجهي
جنان:- آه…لمى اهدئي يجب أن نهتم بضيوفنا …
ميسون:- غامي..لم صرخت بلمى الصغيرة ؟
غامي(أشار نحوها):- تضايقني بأسئلة كثيرة أنا لا يفهم
ميسون:- همم مع ذلك لا يجب الصراخ بوجهها ، هي صغيرة
غامي:- وأنا صغيغ
ميسون:- أجل وأنت صغير …لنرضيها ما رأيك ؟
غامي(طاف بعينيه):- غامي جائع آكل وأغضيها تمام ؟
ميسون:- طيب تعال لنسكب لك بعض الأكل ..
غامي(تبعها ليجلس بالكنبة):- هل أنتظغكِ هنا ميسان ؟
ميسون:- أجل عزيزي قادمة …
جنان:- ضعيها هنا يا هند يسلمو
هند:- العفو حبيبتي ليأكل رفاقكِ بالهناء والشفاء
غامي(أمسك الطبق وبدأ بالأكل):- هممم يبدووو لذيذااااااااا ، ميسااان وجدت طعاما تعالي هه
بدأ بالأكل فعلا من الطبق حين انضم رامي الذي ذهب لغسل يديه ، وجده يتناوله برقة حين جلس جواره وهو يتنفس بشكل متسارع …كانت قدمه تهتز وهو يربت عليها ليهدئها كي لا تبرز أعصابه النافذة ، لكن بديهة غامي لابد وأن تنتبه
غامي(مسح فمه ونظر إليه):- لا يجب أن نفقد أعصابنا كي لا يحدث هذا
رامي:- آه حقا …
غامي:- غأيتك بعيد ميلاد ميسان ، أنت الولد الذي بحث عنه بابا مياغ ووجده ذهب
رامي(عقد حاجبيه):- بحث عني ؟
غامي:- أجل بعث غجالا ليجدوك هذا ما كان يقول
رامي:- أين هو ؟
غامي(مط شفتيه):- لا يعغف غامي ..تغكني عند الجدة المخيفة وذهب
رامي:- أكيد هي نفس الجدة المشهورة ، أتمنى لو ألتقي بها وجها لوجه كي أقيس درجة تخويفها الشهير
غامي(ابتسم ليمد له الطبق):- تأكل مع غامي ؟
رامي(رمش مبتعدا عنه):- ابق بعيدا من فضلك ..ثم ذلك الطبق يخصني لكن بما أنك لمسته فلم يعد من نصيبي
غامي(بعدم فهم):- قلت كلاما طويلا ماذا يعني ؟
رامي(هم بالتفسير):- يعني …
ميسون:- هل أنت جاد لتفسر له حقا…غامي حبيبي لا تهتم تناوله براحة فقد جلبنا للأخ طبقا خاصا تعويضا لطبقه تفضل
رامي(بعنفوان):- ضعيه على الطاولة سأحمله حين أشعر بالجوع
ميسون(وضعته لتلتفت لجنان التي وضعت العصير):- حممم
جنان(وهي تلطف الجو):- شكرا لمجيئك مجددا بالإذن …
ميسون:- خذيني أيضا لو بقيت سأنفجر
غامي:- ميساااان لماذا ستنفجغين هل أنتِ بالون ؟
ميسون(ضحكت بخفوت):- تتت …
غامي:- اجلسي معي كي يأكل غامي أنتِ تفتحين شهية بطني الجائع
ميسون(جلست مقابلهما ونظرات الصقر تكاد تثقب جمجمتها):- …بصحة وعافية
رامي(التقط ملعقة صغيرة من ذلك الأكل ثم وضعها جانبا):- … شكرا
ميسون:- العفو أهلا وسهلا
رامي(نطق بعض لحظات):- كيف ماتت ؟
ميسون:- كانت مريضة آخر فترة
رامي:- ماذا سيحدث الآن ؟
ميسون:- ما فهمت ؟
رامي:- يعني كيف سيعيشون بعدها ؟
ميسون(نظرت حولها):- لا أعلم لكن أكيد عمو مراد سيوفر وقتا لأجلهم كي يعوض غيابها ، ثم نحن لن نتخلى عنهم يعني عمتي نور صديقة مقربة منهم
رامي:- لكنه ليس كافيا ..أكيد سيتزوج عمكم مراد لكي يجلب امرأة ترعى بناته
ميسون:- هذا الكلام غير لائق …رجاء
رامي(نظر لغامي الذي كان يصدر صوتا مزعجا):- فهمنا …أنت لا تجيد استخدام الشوكة فلا تستعملها
غامي(رفع حاجبه):- غامي يجيد استعمالها
ميسون:- لطفاااا ؟
رامي:- يدك ليست معاقة فاستعملها وكف عن التمثيل
غامي(فك قبضة يده لينظر نحوه):- أنت ولد ذكي ، ددي يقول أن من يستطيع رؤية ذلك هو شخص ذكي …
ميسون:- كيف لاحظت ذلك فغامي يجيد إخفاءه جيدا
رامي:-لكنه لا يخفيه معكِ ، شكله يحبكِ كثيرا
غامي(بابتسامة عميقة):- أجل غامي يحب ميساااان كثيغا ، يااائ مجددا يشعغ قلبي بالخجل
ميسون(احمرت وجنتاها):- هه ..
رامي(نظر إليها عميقا):- تتمكنين من خداع القلوب المرهفة ، لكن مع ذلك دلالكِ يحول دون رؤية الصورة بشكل كبير …انتهى واجبي وداعا
ميسون(تحركت حنجرتها بثقل):- وانتهى إزعاجك أيضا ، آنست وشرفت مجددا
غامي:- ههههه ولد ذكي صح ميسان ؟
ميسون:- تابع أكلك حبيبي غامي …هفف
رامي(خرج من الشقة ليعود أدراجه لكن بشكل سريع):- أحتاج منكِ خدمة هي سبب مجيئي الأصلي …أريدكِ أن تأخذيني إلى عمكِ المغرور الذي خاطبني بفظاظة ليلة ميلادك
ميسون:- عمو مياااار …ولماذاااا ؟
رامي(نظر خلفه ثم إليها):- الوقت …الوقت لا يسمح أحتاج للذهاب إليه فورا
ميسون:- آسفة لا أعرف مكانه ثم أنت …أنت تتصرف بشكل غريب
أمجد(دخل من الشقة):- السلام عليكم
رامي(أغمض عينيه ليجلس بجوار غامي):- هممم
مراد(تقدم نحوه):- حضرة النائب …أستغرب مجيئك
أمجد:- ألا تريد تعزية لأجل زوجتك المرحومة يا دكتور مراد ، إنك تستحق يا طيب
مراد:- يسلمو لمجيئك حقا ، سعيك مشكور أين السيدة زوجتك ؟
أمجد:- وصفة الفيتامينات التي أعطيتها لها مؤخرا نفعتها بشكل كبير لا يسعني شكرك
مراد:- هذا عملي …تفضل بالدخول
أمجد(تفحص الحضور):- سأتفضل بطبيعة الحال خذ راحتك أعرف الوضع
طارق(مسح على فكه ليقف لاستقباله):- سيد أمجد ما توقعت رؤيتك هنا
أمجد:- ما بال الجميع متفاجئ بمجيئي …إنه واجبي فمراد طبيب زوجتي
طارق:- لم يكن لدي فكرة …مع ذلك أهلا وسهلا
أمجد:- أحتاج لفسحة لحديث خاص معك عن هبة …خصص لي من وقتك قبل مغادرتي
طارق:- لا يوجد ما نتحدث فيه بخصوصها ، لقد غادرت برغبتها إذن حين تعود برغبتها أيضا سنسألها سوية عن سبب رحيلها
أمجد:- ما زلت لم تعرف أمك يا طارق
طارق(همس له بقلق):- حذار …عائلتي في كل مكان
أمجد:- سأستقر في الصالون المجاور لا تلفت انتباها أكثر ..
طارق(فك زر قميصه):- تت صبر يا رب
أمجد(جلس بالقرب):- …صغاري كيف الحال ؟
ميسون(انتبهت لجلوسه بالكنبة الخلفية لكنبتهم):- أهلا عمو أمجد … تذكرتك لقد سبق والتقينا في إحدى المناسبات
أمجد:- ذاكرتكِ منتعشة …سعدت لذلك ..
ميسون(رمقته وهو يراقب رامي وغامي):- أصدقاء العائلة …
أمجد(صغر عينيه):- أعرف …
رامي(انتفض مستقيما وهو يومئ لها):- تعالي …حااااالا
ميسون:- الله كيف يأمر وكأنني خادمته …تت انتظر أين تذهب
رامي(أخذ ينظر للغرف حين دخل غرفة البنات عشوائيا):- تبا تبااااا
ميسون:- ستخبرني الآن ما الذي يحدث يا راااامي ؟
رامي:- أحتاج للذهاب إليه لأن المربي خاصتي لن يغفر لي هذه المرة ، نبهني من عدم الاقتراب من عائلات رفاقي لكنني لم أصغي
ميسون:- وما علاقة ذلك بعمي ميار ؟
رامي:- وعدني أنه سيحميني …سيفعل إن لجأت إليه صحيح ؟
ميسون(بقلق):- طبعا سيفعل …هل أنت في خطر يا رامي هل يسيء معاملتك ..أيضربك ؟
رامي(عقد حاجبيه):- الوقت ينفذ منا …هل ستأخذينني أم أبحث عن خطة بديلة ؟
ميسون(نظرت حولها بتوتر ثم):- ….سنذهب معك إلى العم ميار
رامي(بعدم فهم):- نذهب …تقصدين أنتِ ومن ؟؟؟؟؟؟
بعد لحظات
غامي(وهو ينظر إليه):- أنزلها غامي يشعغ بالاختناق أغيد شم هوااااء ، ميسان أطلبي منه ذلك
رامي(حول عينيه):- لن أفتح النافذة فكف عن التدلل
غامي(أمسك على رقبته بتمثيل مصطنع):- ميساااان أنا يختنق
رامي(كتف يديه):- هل كان علينا جلبه معنا ؟
ميسون(هزت كتفيها):- وسيلتنا المثلى يا أفندي ثم أخفض صوتك كي لا يسمعنا عمو داغر
داغر:- عمكِ داغر سيتعرض لتوبيخ حين يكتشفون مغادرتنا بتلك الطريقة
ميسون:- سأتحمل كامل المسئولية فقط خذنا …
داغر:- نتحرك …
رامي:- تثقين به ؟
ميسون:- صحيح هو تحت إمرة الجميع لكنه مخلص لأبي بالدرجة الأولى ، لذلك أولويته أنا
رامي:- اممم بالأخير اتضح أنكِ لستِ سهلة ، أرى أن محيطكِ ليس ضيق الأفق
ميسون:- لكننا نتعارض …فأنت تحت إمرة أمنية بينما أنا ..يعني
رامي:- ضد القانون … ما تفرق عندي حاليا لا نملك صلاحية لمحاسبة محيطنا بشيء ، لكن حين نكبر حين يصبح لدينا سلطة على أنفسنا سنبتعد
ميسون:- هل تريد أن تكبر بهذه السرعة ؟
رامي(بحزن نظر من نافذته):- صدقيني …تلك أمنيتي منذ أن فتحت عيناي على الدنيا ، حسبت أن الأمر متعلق برغبة المربي خاصتي الذي جعلني أكبرَ من عمري عقليا وقلبيا لكن وجدتني أتوق لذلك بشدة ، ..حينها سأتمكن من فرض رأيي والاعترااااض
ميسون(بتأثر):- … فهمت
رامي:- لا تشفقي، لا تفكري حتى بذلك لأنني سآمر حارسكِ بإنزالي هنا والانسحاب
ميسون:- حتى لو فكرت فحضرتك لا تترك فرصة … عمو داغر كم تبقى ؟؟؟
داغر:- بضع دقائق
غامي(وهو يلعب بهاتفها):- ميسان … أجد أشياء غغيبة تظهغُ لي شكلها مخل بالحياء،، النساء يلبسن قطعتين بينما الرجال قطعة واحدة.. أين العدل ؟؟؟؟
ميسون(أمسكت على وجنتيها بخجل):- يا ويليييييي
رامي(ضحك وهو يلتقط الهاتف منه):- إنها إعلانات الدمى المخلة بالآداب ، أين دخلت يا سيد غامي ؟
غامي(ببراءة رفع يده اليمنى):- في لعبة لم أفعل شيئا آخغ غامي يقسم
رامي(خرج من تلك النوافذ الإعلانية):- سأقوم بحظرها بدلا من ميسان خاصتك ، إذ يبدو أنها ليست ضليعة بالمجال الإلكتروني
ميسون:- سمعت أنك عبقري في ذلك ..اندهشت
رامي(وهو يطقطق على هاتفها):- انتهينا ..ستلعب براحة
غامي:- لكنني ما زلت ينتظغ جواب لسؤالي ، لماذا هن قطعتين ونحن قطعة واحدة ثم لماذا صدورهن منتفخة ونحن مسطحة هكذااا ؟
رامي(حك جبينه):- لأنه
ميسون(أغلقت أذنيها):- إياااااااااك …. عمو دااااغر أسرع لطفا قريبا سنصل مع غامي لمرحلة التوالد
لا ويسأل الولد ومصر ع الإجابة هههههه هذا ما ينقص
أخذهم داغر للمستشفى الذي أخذ عنوانه من فيكو الذي كان مرابض هناك هو وعنبر …أدخلهم من بوابة صغيرة ليبحثوا عن أثر ميار لكن كيف سيتم ذلك بتلك السهولة دون أن يمروا بتلسكوب الجدة نبيلة ؟؟؟؟
نبيلة(دكت الأرض بعصاها):- ميسون يا فتااااااة ، أخبريني ما الذي تفعلينه هنااااااا ؟
رامي(أثقل خطواته):- أوكي …بدأت أفهم سبب خوف الجميع منها
ميسون(عضعضت شفتيها وهي تومئ لهما بالمسير خلفها بالتوالي):- جدتي …أنا أنا
غامي(التصق بذراعها):- تخيفني هييئ
ميسون:- اهدأ غامي إنها غير مؤذية ، إنها جدتنا
غامي(نظر صوبه):- وأنت ألا تخاف منها ؟
رامي(وضع يديه بجيوبه وتقدم بإباء):- قشعريرة صغيرة ، الواضح أن كل ماثل أمامها لابد وأن يستشعرها
نبيلة(نظرت إليهم تباعا ثم أغمضت عينيها لتدعو في سرها ثم):- …أنتظر إجابة
ميسون:- بصراحة …يعني غامي غامي أراد أن ..أصيب ب…
رامي:- نبحث عن شخص موجود هنا بالمستشفى ، نلتقي به وبعدها نرحل
نبيلة(أشارت لميسون بالابتعاد):- اقترب اقترب خطوة لأقيس درجة جرأتك الزائدة ،هممم من يكون يا ميسون ؟
ميسون:- زميلي في الصف
نبيلة(وهي تتفحصه عن كثب):- زميلكِ في الصف وماذا يفعل هنا رفقتكِ ؟
ميسون:- هفف ..هو يبحث عن ..عن بحث في مجال الصحة
غامي(استدار عفويا ليجده مقبلا):- هئئئ بابا ميااااااااغ بابااااا مياااااااغ
ميار(أخرج يديه من جيوبه مندهشا بوجوده):- رامي …راااامي ما الذي تفعله هنا؟
رامي(نظر إليه وطأطئ رأسه من سماع اسمه أيضا):- …لارد
غامي(ركض نحوه ليرتمي بحضنه):- غامي اشتاق لك
ميار(رفعه بحضنه ثم قبل وجنته):- حبيبي أنت …أيضا اشتاق لك أبوك ، لكن ما الذي جاء بكم ؟؟؟ هااااا والولد المتطفل موجود أيضا أهلا أهلا
رامي(حول عينيه):- ها هو ذا سيبدأ بالتباهي
ميار(أنزل غامي حين وصل إليهم):- ميسون …أنتظر تفسيرا ؟
ميسون:-أولا …أنا بحثت عنك أخبروني أنك هنا فجئنا صدقني لا نعلم حتى سبب تواجدك هنا عمو إياد
نبيلة:- ميار …لا داعي للإخفاء فقد كشفت الحقيقة بيننا
ميسون(نظرت إليه لتتأكد):- هممم
ميار:- الجدة تعرف …
ميسون(أمسكت على قلبها):- هففف الحمدلله لن أضطر للكذب مجددا
رامي:- ههه علما أنه طقس بديهي في طقوسكم العائلية
ميار:- ماذا تقصد الآن يا هذاااا ؟
نبيلة(دفعت عصاها لتلامس كتف رامي):- أنت …بك شيء غريب اقترب لأتفحصك عن كثب هنالك أمر لست أفهمه فيك …
رامي(ابتعد ليقترب من ميار):- أنا من جلبت ميسون لأجل لقائك العاجل ، فهل لديك وقت؟
ميار:- نخصصها لحضرة جنابك هل نذهب للمكتب العلوي أم السفلي سعادتك ؟
ميسون(ضحكت تحت أنفها):- كخمم ههه …
غامي(ضحك بصخب):- هههه بابا مياغ يقول كلاما لا أفهمه لكنه يضحكني هههه
نبيلة(أغمضت عينيها لتزفر عميقا):- يا الله ..
ميسون:- قبل ذلك هل ستخبرونني ما الذي تفعلونه بالمشفى ؟
ميار:- نبدأ بالعاجل فننتقل إليكِ …ابقيا مع الجدة
غامي:- تأكل غاااامي إنها لا تحبه
نبيلة:- لا تقلق لآكل أباك أولا وبعدها سأنتقل لبقية الأسرة
ميسون(راقبته وهو يحتمي بظهرها):- جدتييي
نبيلة(ضحكت من منظره):- أمزح يا ولد أيعقل أن آكلك ، يعني ربما سأبلعك بدون مضغ
غامي(أخفى وجهه):- غامي سيموت خوفااااا
ضحكت نبيلة على منظره لكن سرعان ما استجمعت نفسها حين التفتت للرواق حيث كان يبتعد ميار برامي الذي كان يسير بنفس خطواته وعينه في البعيد …كان هنالك تيار غريب بينهما لكنهما لم ينبسا ببنت شفة حتى بلغا نهاية الرواق ليلتفتا لبعضهما بعضا في وقفة غريبة ، كأن هنالك قطعة صغيرة وكبيرة بنفس التصرفات والحركات وكأنهما لقطة مكررة …
ميار:- أسمعك
رامي:- أحتاج حماية
ميار(اقترب بحرص):- لماذاااا ..من يهددك ؟
رامي:- ولي أمري ..خرجت عن طوع أوامره لذلك أنا في مأزق حاليا
ميار:- أوووه أراك تستنجد بنا يا متطفل
رامي:- أنت وعدت بحمايتي ، أنت مجبر على حمايتي يا رجل
ميار(أشار نحوه):- راااااقب نبرة صوتك يا ولد
رامي:- وأنت لا تستغل حاجتي لتقوم بإذلالي ، إما تفي بوعدك أو أنسحب واللحظة
ميار(حك لحيته):- ولد ولد أخفض صوتك فلدي صداع منذ الأمس لم يغمض لي جفن …لذلك حبذا لو تأخذني على قدر صبري وتبدأ بالشرح
رامي:- قبل ذلك أريد كلمة واضحة ، هل ستساعدني أم أرحل ؟
ميار(نظر إليه مليا):- لأجل خاطر الغالية ميسون سأفعل ، لك وعدي وكلمتي هيا أفضي
رامي:- أريدك أن تكلمه عبر الهاتف وتخبره أنك ولي أمر ميسون ، زيارتي لم تكن لأجلكم بل لأجل صديقتنا جنان التي توفيت أمها البارحة
ميار:- هممم …يعني تريدني أن أرتب لك إذن تجول ؟
رامي:- تبرير لحظي ، ولي أمري يعتمد على كل شيء مثبت لذلك أحتاج لهذا
ميار:- أعطني رقمه سأتصل أمامك ونخلص
رامي:- لا يجوز بهاتفي ولا بهاتفك ، يجب أن يكون هاتفا آخر يمكنك استخدام واحد عشوائي كي لا
ميار(صغر عينيه):- يتتبع المكالمة ، تأكدت الآن من تصرفاتك وكلامك أنك ابن شخصية أمنية اسمعني جيدا …إن عرضت أي واحد في محيطنا للخطر لن أرحم صغر سنك صدقني ..أنا سيء سيء التصرفاااات لدرجة لا يمكنك تصورها
رامي(رفع حاجبه):- هل هذه هي طريقتك في تخويف الآخرين ، بلييز عليك تغييرها فعني لم يرتجف داخلي إلا رغبة في الضحك من أسلوبك ههه
ميار(امتقع وجهه بالحمرة):- ولد ولد أنت فظ وسيء النواياااا …هممم تحذيري وصل إذن لنطبق الأمر كي ترحل وتدعنا بسلام
رامي(راقبه وهو يلوح لميسون كي تتقدم نحوهما):-أحضر هاتفا سأنتظرك هنا…
ميار(حول عينيه):- لا تبتعد كثيرا سأعود بعد قليل …بسس ميسون راقبي هذا ولا تدعيه يغيب عن ناظريكِ فقلبي غير مطمئن له
ميسون(توقفت عندهم):- هممم حاضر عمو ميار
رامي:- سمعت جملته لكنني لن أهتم … حاجتي لديه لذلك سآخذها
ميسون:- ما الذي يجعلك متأكدا منه رغم أنك لم تلتقي به سوى مرة واحدة ؟
رامي:- أيقنت أنه رجل جدي رغم الهرج والمرج الذي يمتهنه في كل مناسبة
ميسون:- عيب عيب ما تقوله عنه يا رامي …
رامي:- حاولي ألا تناديني كثيرررررا من فضلك
ميسون(بعناد):- ولماذااااااا ؟
رامي(بخفوت):- كي لا أتعود عليه …
ميسون:- ما فهمت ؟
رامي(استدار للجانب الآخر):- أحسن …
غامي(يسير جوار نبيلة):- هكذا يقول ددي ، النساء الكبيغات بالعمغ بَغكة البيت والعائلة
نبيلة:- بركة البيت والعائلة ، معقول
غامي:- لماذا تخيفيننا ؟
نبيلة:- كي لا تخرجوا عن طوع أوامري وتزعجونني
غامي:- غامي مؤدب لا يفعل أشياء مزعجة
نبيلة(ابتسمت له):- أعرف ذلك بني …ميسون أحضري ضيفكِ واتبعوني قليلا
ميسون:- عمو ميار طلب منا الانتظار هنا جدتي
نبيلة(توقفت لتنظر إليها مليا):- أمري الذي يسري بالعائلة أم أمر عمكِ ميار ؟
ميسون(نظرت لرامي ثم ابتلعت ريقها):- أمركِ جدتي
نبيلة:- هاه إذن اتبعيني أنتِ ورفيقكِ دون جدال
غامي(أمسك على قلبه وهو يشهق):- هئ وماذا عن غامي ؟
نبيلة:- هه وأنت معنا يا ولد
غامي(تبسم وهو يرفع ذقنه بسعادة):- أجل …
رامي(تأمله بألم):- …إنه طفل مُهمَل جدا ، لم لا تعتنون به ؟
ميسون(رفعت حاجبها وهي تسير جواره):- نعتني به جيدا ، حتى أنه تفاعل معنا بشكل رائع
رامي:- إذا كنتم تحسنون معاملته حاليا ، فهذا يعني أن ما عاشه كان عبارة عن حرمان كبير
ميسون:- ماذا تقصد ؟
رامي:- احتكاكه بالعائلة ومحاولة تفاعله مع الكل بطريقة مؤدبة وحريصة ، تدل على غايته ورغبته في الاندماج والحصول على رفقة جديدة تؤنس وحدته
ميسون(رمشت وهي تلاحق غامي بعينيها):- كيف عرفت ذلك ؟
رامي(بصوت أجش):- ربما لأنني أعيشه ؟
ميسون(رمقته وهو يتجاوزها):- أ….مهلا
نبيلة(استوقفتهم بيدها حين همست للممرضة):- أحضريهما إلى الغرفة ويفضل أن تنفذي أمري لأنني لن أكرره …
الممرضة:- معذرة يا خالة لا أستطيع
نبيلة:- لست خالتكِ …لست أعرفكِ ، لكن يمكنني أن أخبركِ بأنكِ تقفين ضد الشخص الغلط ، غايتي خيِّرة وهي إسعاد قلب أم ترغب برؤية أطفالها
الممرضة(بتردد):- سيدتي قبل قليل افتعل حفيدكِ مشكلة كبيرة في ذلك الجناح ، لطفا لا نرغب بمشاكل مستجدة بسبب هذا
نبيلة:- اعتمدي علي …أنتِ أحضري الطفلين ودعيني أضعه أمام الأمر الواقع كي يتجاوزه ويكف عن التصرف بطيش ..ثقي بي يا فتاة
الممرضة:- طالما هكذا ..سأفعل لأنني واثقة أنهما بحاجة لحضن أمهما حقا
ميسون:- جدتي عمن تتحدث الخالة الممرضة ؟
نبيلة(ابتسمت وهي تفتح الباب):- ستعرفين بعد قليل ..أدخلوا
رامي:- سأنتظر هنا لا علاقة لي بمشاكلكم العائلية
ميسون:- لو تحترم ألفاظك قليلا هففف
نبيلة(أومأت لميسون وغامي):- أدخلا أولا …وأنت ستدخل معي لأنني أريد ذلك مفهوم ؟
رامي(رمق نظرتها العميقة):- كما تريدين …
نبيلة(لانت ملامحها لتدخلهم ثلاثتهم وتستمر بعدهم لتغلق الباب خلفهم):- هممم
ميسون(فتحت عينيها على وسعهما):- عمة عمتيييييي جووووزييييت …ماذاااا بهااااا ؟
غامي:- جوووزة بابا مياااااغ الغالية ؟
جوزيت(فتحت عينيها بثقل لتندهش بوجودهم):- هئئ …ميسووون و..و رامي ؟
غامي:- تعغف اسمي يااااه
رامي(اتكأ على الجدار ليتابع الأحداث):- …لارد
ميسون(ركضت لتعانقها):- عمتي جوزيييت هل أنتِ بخير ؟
جوزيت:- ببخير بخير ..بخير اهدئي يا ميسون
ميسون(حكت وجنتها بكتف جوزيت والدموع تنهمر من مقلتيها):- هل تتألمين ؟
جوزيت(رمشت من حنان ميسون ثم ابتلعت ريقها):- أجل ..أقصد لا أنا بخير الآن ..ماذا تفعلون هنا ….جدتي ؟؟؟
نبيلة(اتخذت مجلسها على الكرسي وهي تراقبهم):- جاؤوا لزيارتكِ …وللمباركة أيضا
ميسون(بعدم فهم):- نبارك مرضهااا جدتي ماذا تقولين ؟
جوزيت(ضحكت):- ههه ..يا لبراءتكِ يا صغيرة ..اهدئي
غامي(جذب يد ميسون):- أغيد أن أقبلها من وجنتها هل تسمح لي جوزة بابا مياغ الغالية ؟
جوزيت(دمعت عيناها):- …اقترب لأراك عن كثب .. ما أجملك أنت فعلا تشبهه قليلا
غامي:- وأنتِ جميلة مثلما قال عنكِ …ههه
جوزيت:-اممم يبدو لي شبه الألفاظ الدعابية جليا فيك ،اقترب إذن
غامي(اقترب خطوة):- قلبي يخفق كثيغاااا ما هذا الإحساس ميسان ؟
ميسون:- لا أعرف غامي لكنه جميل
جوزيت(ابتلعت ريقها لتمد يدها وتلامس شعره):- هل أنت سعيد مع أبيك ميار ؟
غامي:- بابا مياغ يحبني ويجعلني ألعب مع صولي في الحديقة ، لكنه لم يعد يلاعبني كما السابق دائما بعيد ولا يكلمني إلا قليل ..اشتاقه قلبي
جوزيت:- متأسفة يا صغيري ..حدث ذلك بسببي
الممرضة(دخلت):- هل أنتِ مستعدة ست جوزيت ؟
جوزيت(نظرت للجدة):- جدتي …ماذا يحدث ؟
نبيلة:- أدخليهما …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:39 AM   #1038

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

فتحت جوزيت فمها بدهشة لتشهق وتسحب يدها من غامي لتحث نفسها على الجلوس في وضعية مريحة لاستقبال صغيريها ، انفجرت بكاء وهي ترمقهما في عربتهما التي كانت تجرها الممرضتين اللتين اقتربتا لوضعهما بحضنها …. أمسكت صبا بيد وتيم بيد أخرى وهي تشهق وتقبل رأس كل منهما بمحبة عارمة ،،
بكت ميسون حين فهمت كل شيء ، بينما اغرورقت عيون نبيلة بتأثر لذلك المنظر في حين أن غامي كان ينظر بعدم فهم لكن بابتسامة كبيرة من منظر الصغيرين ….أما هذاااا فقد كان يهز رأسه برتم متسارع ليهضم الدموع التي كانت تتقافز في مقلتيه ، مسحهما بأكمام يديه ليهم بالخروج قبل أن يصطدم به ….نظر إليه ميار مستغربا من بكائه لكن قبل أن يطرح السؤال الطبيعي التفت للجانب حين رآها على ذلك المنظر ، تحمل طفليه بين ذراعيها وتقبل جبين كل منهما بينما غامي يحاول الارتفاع لرؤيتهما أكثر ، في حين أن ميسون كانت تحتضنها نبيلة لتهدهدها من حصة البكاء التي اعترتها فرحا بما عرفته …. صورة تشكلت مثلما كان يحلم دوما
سحب نفسا عميقا عميقاااا جدا حين نظر لرامي الذي كان يراقبه مشدوها في حركاته ، لكن ما إن التقت نظراتهما حتى تنحنح ليفسح له المجال كي يعود أدراجه ليتابع بقية الحلقة الأسرية التي تمر أمامه ..عاد للجدار ليقف ثابتا عليه بينما تقدم ميار منهم ونظره مشدوه بما يراه
جوزيت(ابتلعت ريقها بخوف):- أرجووووك …دقائق دقااائق فقط وسيعودان للجناح ، أرجوك لم أشبع منهما حتى لم أرهما جيدااااا
ميسون:- لماذا تمنع عمتي جوزيت من رؤية طفليها …لقد دعوتَ الله أن يمنحك طفلا واحدا لكنه أعطاك غامي وبعده هذين الجميلين …أحببت ذلك أكيد بابا حبيبي سيفرح للخبر
نبيلة:- سيفرحون جميعا يا حبيبتي …هذا خبر لا يجب أن نخفيه كثيرا طبعا من جانب عمتكِ جوزيت فقط
جوزيت(وهي تنظر إليه):- …اقترب لو سمحت واحمل تيم قليلا ، إنهما بحاجتك مثلي
ميار(اقترب طوعا ليمسك تيم بين يديه):- هممم …تيم
غامي(عاد خطوة للخلف ليقف خلف كرسي نبيلة):- …لارد
نبيلة:- أرأيت يا ميار ، كم هو جميل هذا الإحساس الله لا يحرم أي واحد منه
جوزيت:- آآآمين يا جدتي …ميار أنظر لصبا إنها تلعب بيديها
ميار(ابتسم من منظرها حين اتكأ بجانب جوزيت ممسكا بصغيره):- ما أحلاهما …فعلا
جوزيت:- هل أنت سعيد بهما حقا ؟
ميار:- طبعاا جوزي …سعيد بهما كثيراااا
غامي(كان يتراجع خطوة للخلف مع كل كلمة):- …لارد
رامي(أمسكه من كتفيه ليدفعه لحضنه من الخلف هامسا):- لست وحدك
غامي(استدار نحوه ليرمق نظراته العميقة):- ….أنت معي ؟
رامي(وهو يتفحص وجهه كمن يحفظ تقاسيمه):- أجل …إن رغبتَ بذلك
غامي(نظر خلفه للصورة العائلية):- بابا مياغ نسيني
رامي:- لم ينسك …هو فقط منشغل بالصغيرين ثم هما ما يزالان رضيعين بينما أنت أخوهما الكبير عليك حمايتهما ورعايتهما ومحبتهما أيضا
غامي(ابتسم):- أجل أحببتهما من أول …ههه وأنت هل أحببتهما مثلي ؟
رامي(تحركت حنجرته بثقل لينظر إليهم مجددا):- لا أعرف …
ميار(نظر إليهما):- اقتربا ماذا تفعلان هناك بعيدا ..؟
رامي(أفلت غامي ليمسح على أنفه):- …اقترب أنت سأنتظر هنا بالزاوية …الأمر عائلي
ميسون(التقطت جملته):- … همم
ميار(مسح على شعر جوزيت):- أرأيتِ غامي يا جوزي ،، يشبهني صح ؟
جوزيت(نظرت له):- قليلا ..هنالك شيء منك فيه ، لكنه وسيم ولطيف جداااا
غامي(أشار بسبابته نحو نفسه):- جوزة بابا مياغ الغالية تقول كلاما جميلا عن غامي
ميار(أطلق ضحكة):- ههههههه أحببت مطلع الجملة
جوزيت(انتبهت لبكاء تيم):- انتبه لصوتك يا ميار شكلنا سنبدأ معك دروس التعامل مع الرضع
ميار:- يا ستي لقد نشأنا على صراخ عامر نجيب فماذا حصل لنا ههه …حضرة الممرضة شكله حان وقت عودتهما ، هيا جوزيت
جوزيت(احتضنت صبا كثيرا لتقبلها وتعطيها للممرضة):- ستسمح لي برؤيتهما مجددا ؟
ميار:- ممكن لكن لا تفعلوا ذلك من وراء ظهري مرة أخرى …أخاطبكِ جدتي
نبيلة:- نفكر …
جوزيت(أمسكت تيم أيضا لتقبله وتمده للممرضة الأخرى):- انتبها لهما جيدا من فضلكما
الممرضة:- لا تقلقي ارتاحي سيدتي ، بالإذن
جوزيت(لاحقتهما وهما يسحبانهما خارج الغرفة):- …لآرد
ميار(أمسك يديها):- سيكونان بخير ، لكن أنتِ عليكِ استعادة صحتكِ حبيبتي
ميسون:- أجل عمتو جوزيت كما أنه يليق بكِ أن تكوني أما ، لقد ازددتِ جمالا
جوزيت(نظرت إليه):- أرأيت ما رمم جمالي يا ميار
ميار:- مع ذلك مصر على أن البعد مفيد لترميمه ههه …
غامي(قاطعهم):- هل أنتِ ماما ؟
سؤال قطع وصل تلك اللحظة حين سحبته ميسون لتخرج به من الغرفة كي يتجولا بأروقة المشفى قليلا مع الجدة نبيلة …بينما ميار خرج رفقة رامي بعد أن غفت جوزيت ببكاء بعد جملته التي جعلتهم يخرسون جميعا ولم يحصل على إجابتها حتى …
تمكن ميار من التواصل مع ولي أمر رامي الذي بدا وكأنه شخصية عصبية ومزعجة ، لم يعطي لميار فرصة التحدث ولا حتى الإفصاح عن هويته بل سرعان ما فصل الخط وأمره بإبقاء رامي برهة هناك لغاية ما يصل سائقه الخاص …
ميار(يجلس بالدرج الأمامي للمشفى):- نفذت وعدي إذن لا دين بيننا
رامي(وهو يجلس بجواره ويديه على ركبتيه):- هل يجب أن أشكرك على صنيعك مثلا ؟
ميار:- هذا أقل واجب تفعله يا ولد
رامي:- من غير شكر ، فنظرا لتباهيك المتواصل أمامي فإن هذا يقع على عاتقك كتعويض
ميار:- الله الله ، أريد أن اعرف من أين تستورد هذه الثقة التي تخاطبني بها ؟
رامي:- من كتاب الحياة الواقعية
ميار(صمت قليلا ليسترسل):- كلامك عميق نظرا لطفل صغير مثلك
رامي(باحتدام):- لست طفلا …ثم العقل ليس له عمر فلا يغرنك صغر سني
ميار:- إيه إيه طالما لدينا فصيحة لغوية في العائلة رغم صغر سنها ، فلم سأستغرب وجود نابغة ما زالت أضراسه اللبنية تنبت
رامي(فتح عينيه بدهشة وهو يعدل نظاراته البصرية):- من فضلك أنت تكرر إهانتي ، ثم …على الأقل أنا أتصرف بما يليق في الظروف المتوفرة أمامي ..، لكن ماذا عنك لقد لمحتك وأنت ترتجف حين حملت طفلك ألهذه الدرجة أنت جبااااان ؟
ميار(رمش مرتين ليستدير برأسه نحوه):- كرر آخر كلمة لو سمحت
رامي(كررها بثقة):- جباااان ؟
ميار(أغمض عينيه):- تذكر يا ميار أنه طفل صغير ، تذكر أنه صديق الغالية ابنة الغالي قلبك النابض ، تذكر أنك أب …. هممم للمرة الثانية لا أعرف سبب انتظاري معك هنا
رامي:- ربما لأنني ما زلت تحت مسئوليتك الشخصية
ميار:- ما اسمك ؟
رامي:- شيء لا يهمك
ميار:- لقبك ؟
رامي:- بعيد عنك
ميار:- اسم أبيك ، مهنته ، لقبه ؟
رامي:- أمور لا تخصك
ميار:- لماذا أنت معقد هكذا ؟
رامي(شرد في البعيد):- سألت نفسي كثيرا لماذا الحياة معقدة معي ، لماذا لست أعيش طفلا كبقية أقراني ، لماذا ينبغي علي أن أحسب حساب كلامي وآرائي وتصرفاتي …لماذا لا أتصرف بطيش وأعبث مثل البقية ..أتعرف لماذااا ؟
ميار(أشار إليه):- أنر بصيرتي العمياء
رامي(بعمق):- لأنني لا أملك أبا يصحح أخطائي ويربت على كتفي قائلا أنه لا يهم ، أن كل شيء سيكون بخير يطمئنني ويخبرني أنني قادر على اقتراف الأغلاط فلدي أب سيدلني على الطريق الصواب …. هذا هو ببساطة ، وطالما لا أملكه فليس من حقي أن أفعل أي شيء خارج القواعد التي رُسمت لأجلي منذ صغري
ميار(شعر بوخز في قلبه عليه):- آسف …خاطبتك بقسوة
رامي(ضحك من جملته):- تصرفاتك كانت أقسى
ميار(بعدم فهم):- ماذااا تقصد ؟؟؟؟
رامي(نهض وهو يرتب هندامه):- اجمع أطفالك ولا تدعهم يعيشون بعيدا عنك ، لا نريد مضاعفة العدد إذ يكفي المشردين أمثالنا
ميار(عاد برأسه للخلف):- ما الذي يقوله هذا ، هيييه أين تذهب مهلا فسر لي جملتك يا قطعة الزبدة السائلة …ألوووو
رامي(قفز بسيارة سائقه الذي وقف بسرعة):- …همممم
السائق(انطلق مسرعا):- السيد ينتظرك وشكله غاضب جدااا
رامي(وهو ينظر من خلال نافذته بأسف):- أعلم ، وأنا مستعد
ميار(ضرب كفا بآخر لينهض):- من أين تجلب ابنة الغالي هؤلاء المعاتيه ، هفف شكلي سأجعلها تمتنع عن الدراسة طالما كل معارفها مضروبين هكذاااا … مهلا يا ميار كأنك نسيت أن تحاسب جدتك على فعلتها كيف تجرؤ على معارضة كلامي وأخذ الصغار لأمهم حمممم
والله توَّك تذكرت يا حبيبي ، يلا نتركك مع جدتك قليلا فلدينا مراقبة دورية لأصحاب الرحلة..

في المخيم الجبلي
بعد أحداث أمس هدأت الأمور قليلا فيما بينهم ، لذلك الجولة الموالية كانت المشي عبر فجاج الجبل هنالك انطلقت ثنائيات مزدوجة مع كل ثنائي يوجد مؤطر أو مرشد …لكي يضبطوا الرواد ولا يحدث أمر خارج نطاق المألوف ..بالنسبة لمرام فقد امتنعت عن هذه الجولة نظرا لوضعها الصحي ، وأصلا كانت في انتظار فريد الذي كان من المرجح أن يصل قبل الظهيرة
مرام:- تأخرت يا فريد أين بقيت ؟
فريد(وهو يقود سيارته):- لقد ضعت في الطريق الفرعي يا مرامي ، أنا قريب من المخيم
مرام:- طيب أسرع فقد ضجرت هنا بمفردي ، الجميع ذهب للمشي
فريد:- أوووه يعني أنتِ وحدكِ هنااااك ، أمر يعجبني
مرام:- بت تتحدث بطريقة غير لائقة مؤخرا فريد أفندي ، احم احم
فريد:- هههه طيب مزحنا آنستي الجميلة ، قريبا سنجتمع لم يتبقى سوى القليل
مرام:- تمام فريدي بانتظارك
فريد(أغلق الخط ليرن هاتفه مجددا):- نعم هويدة …لقد اتصلتِ قبل لحظات وأظن بأنني وضحت لكِ ماهية العلاقة بيننا ، ما حصل بتلك الندوة لن يتكرر
هويدة:- اسمعني فريد ..ما حصل كان كاااان طواعية مني ومنك يعني لم أجبرك على شيء
فريد(أغمض عينيه):- اففف …كانت هفوة ولم أكن بوعيي لحظتها ، دعينا ننساها لأنني أحب مرام ولست مستعدا لخسارتها ، يعني لا داعي للدخول في تلك الحكايات المبتذلة التي نراها كل يوم في التلفزيون
هويدة:- تمام يا فريد …أنا لن أزعجك بتلك الروتينيات التي كبرنا عليها ، لكنك ستأتي إلي ستأتيني بقدميك تذكر ذلك …سلام
فريد(فصل الخط وهو يشتم نفسه):- تبا لك يا فريد كيف وقعت في ذلك كيف …هففف
وصل للمخيم بعض دقائق حيث وجدها ترسم على جدار الفناء الخلفي ، منغمسة في شكل فتاة قروية ترعى الغنم ، كان العمل شاقا لكن يبدو أنها بذلت مجهودا لكنها بحاجة لمساعدة فقد تبقى بعض اللمسات التي جعلته ينزع سترته ويحمل فرشاة ويبدأ بالرسم …ابتسمت له فلم يتحدثا بل دار بينهما حديث لطالما عرفاه أثناء علاقتهما ، حديث عبر الرسم والألوان ، والنظرات التي تدور بينهما بين الفينة والأخرى كانت هي الفواصل التي تجعل قلبهما ينبض بشكل عميق جدااااا …
مرام(رفعت الفرشاة):- انتهينا
فريد(مسح يديه لينحني ويطبع قبلة على وجنتها):- انتهينا يا بسمتي …كيفك ؟
مرام(بخجل):- حلوة …وأنت هل تعبت من الطريق ؟
فريد:- أفادني السفر كثيرا
مرام:- حتى لم ترتح يا حبيبي يعني من الندوة إلى هنا مباشرة
فريد(تلكأتِ الحروف بجوفه):- دعينا في الوقت الحالي …هيا احكي لي ما برنامج الليلة ؟
أخذت تشرح له فقرات تلك الليلة ولم يشعرا بالوقت الذي مر حين عاد أول ثنائي من فقرة المشي ، كان الأستاذ نديم ومعه شيماء وتامر
تامر:- فكري بعرضي جيدا ، أنا جاد فيه ولا أرغب بمحادثتكِ بشكل غير سليم ..أخشى عليكِ من كلام الناس شيماء
شيماء(وقلبها يخفق بشدة):- …سأفاتح أمي وإن وافقت سنخبر خالي طارق كي تتقدم رسميا احم يعني …هكذا الأصول
تامر(نظر إليها):- سينتهي هذا الخجل يوما ما ، لكن بشكل جميل
شيماء(سارعت خطاها):- احم شكرا أستاذ نديم كانت جولة رائعة
نديم(وهو يتابع البقية عبر هاتفه):- لا شكر على واجب ، استريحوا فبعض قليل سيجهز الغذاء
تامر:- إن شاء الله … أووه فريدو هنا أهلا بك يا صاح
فريد(صافحه):- أهلا تامر ، كيف الأخبار ؟
تامر(لاحق شيماء بعينيه):- جيدة …مرام بخير ؟
مرام(تحركت بكرسيها):- فريد هنا إذن أنا بخير
تامر(جلس مقابله على الكرسي الخشبي):- يا عيني …
فريد:- أين البقية ؟
تامر:- خلفنا … همم أي أخبار عن مازن ؟
فريد(بعد ذهاب مرام):- عثر على اسم الولد الذي كان مع أخته ، لكن لم يتمكن من الحصول على عنوانه ما زال يبحث
تامر:- متى تنتهي هذه المعاناة يا رجل ، فردوس كيف حالها ؟
فريد:- والله تكابر ..يعني وجدت نفسها بمكتب محاماة وائل رشوان وهي تحاول الانشغال بعملها أكثر هذه الفترة
تامر:- على الله …
بدأت الثنائيات بالعودة وقد كانت نهال رفقة أحد زملاء المخيم اسمه رحيم ، بدا عليهما الاستئناس ببعضهما في محادثتهما أثناء تلك الجولة … بينما كانت خلفها جمانة مع فياض الذي لم يطق هذا الرحيم ولم ينزل له من بلعومه ، لذلك عيونه كانت تتربص به كل الجولة
جمانة:- لو كانت عيناك بندقية لحطمت جمجمة الشاب برصاص نظراتك
فياض:- أنتن تحت حمايتي لذلك الاحتياط واجب ، ثم هذا الإنسان لم يعجبني بالمرة
جمانة:- حتى أن اسمه رحيم ؟؟؟؟
فياض:- وأنا اسمي فياااااض يا آنسة
جمانة(تحت أنفها):- فائض بدون فائدة احم
فياض:- أفندم ماذا تفضلتِ ؟
جمانة":- كنت أقول يعني …
فياض(تجاوزها):- لا تقولي يختي …آنسة نهال وصلنا للمخيم ألم تنتهي بعد جولة حديثك ؟
نهال:- تمام رحيم ألقاك بالغذاء ونتابع كلامنا …
رحيم:- ماشي نهالو
فياض(حول عينيه):- آآآآآه يا سيد طارق بماذا ابتليتني …إلى الداااااخل حاااالا
جمانة(قفزت لتتأبط ذراع نهال):- اركضي اركضي جاءته الحالة الغريبة مجددا
نهال:- ههه … أرى أن فريد هنا أكيد عمتو مرام مغردة الآن
جمانة:- لنتفقدها لقد شعرت بغيابها في الجولة
نهال(دخلت لغرفتها):- أراكِ على الغذاء جمان ، شيمووو …أسرعي أريد أن أستحم ما هذا التأخير الله الله
شيماء(خرجت وهي تمسح وجهها المبلل):- لم أستحم توضأت فقط
نهال:- أحسن كي أستغله بمفردي
شيماء:- نهال حصل شيء يجب أن تعرفيه
نهال(جحظت عينيها وهي تقترب منها):- قبَّلكِ الشريف العفيف ؟
شيماء(بجزع):- أعوذ بالله …لم يحصل ذلك ولن يحصل إلا حلالا
نهال:- إيه لم يقبلكِ إذن هل أمسك يدكِ أم ماذااا ؟
شيماء:- لماذا تفكيركِ خبيث دائما يا نهال ، الموضوع شريف بالعكس
نهال:- يعني ؟
شيماء(امتصت شفتيها):- تامر يريد أن يتقدم لي رسميا
نهال(رمشت وهي تستجمع ضحكتها):- هل أنتِ جادة ؟؟؟؟
شيماء :- أقسم فاتحني أثناء عودتنا من الجولة ، يعني لن تتصوري فرحتي التي ضبطتها بصعوبة كي لا يحس علينا الأستاذ نديم …لكن لكنني حقا حقا شعرت بالدفء فهذا هو الحب العفيف الذي كنت أحلم به والذي ينتهي بالحلال
نهال(تحركت حنجرتها بثقل):- …فرحت لأجلكِ …يعني تامر شاب مميز وهو يثبت نفسه بالشركة وأكيد يمكننا الاعتماد عليه في حمايتكِ يعني بعد الزواج الذي لن يتم قريبا صح ؟
شيماء:- طبعا …ستكون خطوبة فقط على سنة الله ورسوله وأمام الكل ، لن أتزوج قبل أن يستقر في عمله جيدا وإن حظيت بفرصة عمل أيضا سيكون جيدا لكي نبدأ سوية في إنشاء بيتنااااا …، يااااه بدأت أحلم من الآن أبوكِ سيوافق صحيح لن يعرقل فرحتنا ؟
نهال(عانقتها بهدوء لتنسحب نحو الحمام):- لا تقلقي بابا سيعجب بتامر بعد هذه الخطوة ، حقا فرحت لأجلكِ هيا صلي الظهر سنخرج للغذاء بعد قليل ..أنا أنا سأستحم سريعا
شيماء(أخرجت إسدال الصلاة من حقيبتها):- ماشي حبيبتي ..هه
نهال(دخلت للحمام وأمسكت على قلبها لتبكي بصمت):- …لماذا أنا حظي عثر معه ، حتى لم يصارحني بمشاعره حتى لم يملك الجرأة …هل يتلاعب بي ماذااا يريد مني …لم لا يتصرف مثل تامر الذي حدد غايته وها هو ذا يحققها ؟؟؟؟؟
ظلت تفكر هكذا ولم تشعر حتى طرقت شيماء الباب كي تستعجلها لأجل الغذاء ، بسرعة جففت شعرها فلم تتذكر حتى كيف استحمت ولا ماذا فعلت ..سرعان ما لملمت نفسها فلديها مواجهة حاسمة ستجريها معه بعد ذلك الغذاء الذي اجتمع فيه الطلاب رفقة أساتذتهم بالحديقة المخصصة لتناول أشهى الأطعمة …. تبادلوا أطراف الحديث والنكات وحتى أنهم تحمسوا لأجل مشاهدة فيلم سينمائي عبر الشاشة الكبيرة التي حضرها الساهرون على ذلك المخيم مساء ذلك اليوم …
تامر:- إلى أين ؟
فريد:- أثقلنا بالغذاء لذلك فكرنا بأخذ جولة خفيفة أنا ومرامي في الغابة
مرام:- سنعود بعد قليل تامر لا تقلق
فريد:- هيا ..لنتجول قليلا حبيبتي
تامر:- رافقتكم السلامة
جمانة:- أين يذهبان ؟
تامر:- جولة قصيرة ، تفضلي آنسة جمانة خذي قسطا من الراحة رفقة البنات
جمانة:- أشعر بنعاس ثقيل حقا …
يزن(وهو يمسك على بطنه):- ما هذا الألم ، إنه يرافقني منذ الصباح لا جلت جولتي بسلام ولا أكلت طعام الغذاء براحة … هذا المغص غريييب
فياض:- ههه …أنت توأم ألا يمكن أن يكون مغص الدورة الشهرية
يزن:- ت ت عيب يا فياض عيب يا صاح تلك محارم
فياض:- ههه …معذرة شكلي أثقلت بالأكل أيضا ، لكن راجع ممرض المخيم سيفيدك
يزن:- آآآه أنا كيف لم أفكر بذلك ، حتى أنه لدينا دكتور أين ذهب ؟
تامر:- مع خالتك مرام يعني غير متوفر حاليا
يزن:- يا للخيبة …سأحاول النوم قليلا إن لم ينفع سأستشير الممرض
فياض:- اطمئن بطريقك على أخواتك لا يسعني طرق الباب كل لحظة
يزن:- ماشي سأفعل …
تامر:- لقد نفذت مشورتك ، سأقوم بالتقدم رسميا لشيماء
فياض:- أووه سعدت لأجلك ، فعلا هي خطوة جيدة لكما يعني لم المماطلة والتأخير …خطوبتكما ستريح بالكما ولن يفتح أحد فمه عنكما بعد ذلك
تامر:- فعلا …كنت أقلق من كلام الناس خشية على مشاعر شيماء ، لكن بعد هذه الخطوة الله سيبارك لنا وسيكون كله في السليم
فياض:- إن شاء الله يا غالي
تامر:- شكرا من القلب لأنك سمعتني ، ونصحتني كنت أخا كبيرا لي في هذا الموقف
فياض:- في أي وقت يا رجل لا داعي للشكر …خذ راحتك
تامر:- أراك بعد قليل إذن …
فياض(رفع هاتفه):- التوقيت المناسب …هه ..ألو نعم يا سيد طارق كنت أتناول طعامي ولم أشأ الرد لأن فمي ممتلئ ويدي أيضا
طارق:- ما شاء الله الأجوبة عندك دمااااار ، إذن يا سبع الغابة كيف حال بناتنا؟
فياض:- في أمان ، الوضع مستقر والأمن مستتب أنت لا تقلق فخلفك رجال
طارق:- هممم اليوم الأول مر على خير، لندعو أن يمر اليوم الثاني مثل سابقه كي تعودوا غدا صباحا للبيت ونرتاح من أمر هذه الرحلة
فياض:- لعله خير
طارق:- نهال ..هل هي بخير لا تقوم بشيء خاطئ صحيح ؟
فياض(صمت قليلا):- كله تحت السيطرة
طارق:- تمام فياض أبقني على اطلاع بأي جديد ، مع السلامة
فياض(أغلق الخط):- ستجعلني أقترف جريمة ابنة هذا المدير ، لكن على أسعد الرحيل لقد كلمته بطريقة مهذبة إن لم يرضخ سأعطي الحق لذراعي
لا يا طرزان لا تفعلها إلا ذراعك ، ثنية منها ستجعلنا في عداد الأموات ، لا يا روحي ما زلنا بحاجتك استهدي بالله وخلينا نقول يا مساء الخير …هههه ^^
بعد مرور ساعات
جهزوا جلسة بالحديقة حين غربت الشمس وعلى أنغام كمان مرام وفريد اللذين أعطيا لتلك الأمسية لمحة رومانسية عميقة ، جعلت القلوب تنبض والأشواق تستيقظ ….بالنسبة لنهال فقد تسللت لأجل الذهاب لكوخ أسعد ولكن فياض منعها قائلا أنه قد رحل ، لم تصدقه لكنها حاولت التواصل مع أسعد الذي لم يجبها بحرف ، هذا شغل بالها طوال تلك الساعات ولم تتمكن من تبديده إلا بالانشغال بما تعيشه تلك اللحظات ، ….مرافقة رحيم لها كانت مؤنسة قليلا فنقاشه حول فكرة الفيلم جعلتها تشرد قليلا عن أفكارها …بالنسبة لمرام وفريد فما بينهما يترجمانه بكل رقة وعذوبة عبر تلك الأنغام عبر اللمسات عبر الرسمة التي أتمماها وأعطت لمحة جميلة للمخيم حيث أعجب بها الجميع وقاموا بتصويرها بكل فخر ….بالنسبة لشيماء وتامر فقد كان هنالك نظرات بينهما لكنها تكللت بالخجل والفرحة المنتظرة لأجلهما بعد عودتهم من ذلك المخيم …أما عن يزن فقد كان نائما بغرفته ففعلا قد مرضت معدته وقام الممرض بإعطائه بعض الأدوية لأجل راحته ، عاينه فريد أيضا ولم يفد بشيء مخيف هي مجرد تخمة لا غير ….وهنا نصل للسالب والموجب جمانة وفياض الذي لم يشاهد لقطة من الفيلم فنظره كان مصوبا نحوهن لا غير ، لقد كان يحرم نفسه من كل شيء مسخرا جل وقته واهتمامه لأجل مراقبتهن …حتى لو بوجود فريد تامر ويزن لم يكن يؤمن لغير نفسه مهمة حمايتهن …
شيماء:- كانت النهاية واقعية يعني ليست كل علاقة تنتهي بشكل جميل ورومانسي
مرام:- أتفق معكِ شيماء أعجبني اختيار الكاتب فقد وضع كل شيء بشكل واقعي ، بالأخير البطلة حظيت بحياة سعيدة والبطل أيضا رغم أنه لم يحصل عليها آخر شيء إلا أنه حظي بذكريات معها
نهال:- وماذا كان ينتظر هو اختار السفر والتجوال والاكتشافات على الاستقرار والزواج ، لذلك وجدت البطلة حقها في الاختيار لأجل أحلامها البسيطة
رحيم:- بعض الآراء مناقضة للنهاية ، فلو تزوجا البطلين ما كانا ليسعدا فهما غير متوافقين فكريا ولا يملكان نفس الأحلام مع ذلك عشقا بعضهما بطريقة جنونية انتهت بامتحان
تامر:- امتحان خسرا فيه بعضهما لكنهما كسبا حياتهما وفق خياراتهما
جمانة:- لكن …أشفقت على البطلة كانت متمسكة به لآخر لحظة ، حتى أنها انتظرت عودته من تلك المحطة ولكنه ركب القطار ولم يعد
فريد:- لن ننسى أن الرجل الذي تزوجت منه كان يحبها رغم معرفته بمشاعرها تجاه البطل ، هذه تضحية عميقة وأظن أنه كان الراااابح فقد أحبته أيضا ولم تحرمه من شيء
مرام:- أحببت أطفالها كانوا رائعين بآخر صورة للبطلة في الختام
فريد:- بينما ظهر البطل في أحد ندواته وهو يشرح آخر اكتشافاته بكل فخر
نهال:- يعني كلا منهما حقق أحلامه بكل قناعة ويقين …والحب كان شيئا عابرا لم يعرقل سير حياتهما بالمرة
رحيم:- هذا هو بالضبط ما أراد الكاتب إيصاله من خلال رسالة الفيلم ، ليس ضروريا أن تنتهي كل علاقة بالزواج أو بالتضحيات وووو ..هنالك علاقات تنتهي بالتراضي لأجل الطرفين سوية
تامر:- أعجبني كثيرا ، عن نفسي أعطيه تقييما مرتفعا رغم بعض التحفظ على لقطاته
فريد:- هه ضروري من بعض المشاهد الرومانسية لشد المتفرج يا تامر …
جمانة:- هممم وأنت فياض ما رأيك بالفيلم عامة ؟
فياض(نظر إليهم جميعا وهم مركزين لسماع رأيه):- مضيعة وقت !!
رحيم:- ههههههه آخر الكلام
نهال(نظرت لرحيم كي تنبهه):- احم
فياض(فرقع رقبته):- لم أسمعك جيدا يا أخ حشري …هنا معارف مع بعضهم أنت ما موقعك ؟
رحيم:- ععهه قرب الناصية الشرقية
نهال:- فيااااض هذا صديقنا في الجامعة أيضا
فياض(يكاد يفترسه بنظراته):- أنتظر جواب الأخ
نديم:- والآآآآن حان وقت اللعبة يا أحبائي ، لنجتمع سوية في الحديقة كي نبدأ
رحيم:- معك أستاذ نديم
نهال(اقترب من فياض بعد ذهابهما):- لم تحاول إرهابه ، إنه شاب عادي وزميلنا بالجامعة يعني لم يقل شيئا مزعجا لحضرتك ؟
فياض:- يفضل أن تبرري ذلك لأبيكِ أنتِ هنا تحت حمايتي
فريد(هز كتفيه):- معه حق …لا تنظري إلينا هو الوصي عليكم جميعا
مرام:- أشعر بالبرد شيمو أحضري لي وشاحي حبيبتي
شيماء:- ماشي عمتي ..نهال رافقيني …نهاااال
نهال(انسحبت معها وعينها على فياض):- سأقطع تلك العضلات التي يخيفنا بها ، ماذاااا يحسب نفسه إنه مجرد حااااارس
شيماء:- إنه يقوم بعمله هيا لا تطيلي، أصلا أنتِ كالوقود تنتظرين فقط جرعة بنزين لتنفجري
نهال:- أسعد لا يرد على اتصالاتي وذلك الصنم خارجا يقول أنه غادر ، كيف يغادر أسعد دون إخطاااااري…حاولت الذهاب لكنه منعني هفففف ماذا سأفعل ؟
شيماء:- ستجلسين كالعاقلة ما هي إلا ساعات وننام وغدا صباحا نعود للمدينة ، هناك يمكنكِ البحث عن أسعدكِ كما تحبين لن يمنعكِ أحد
نهال:- هل يظهر علي أنني سأنتظر حتى نعود للمدينة ، لكن تلك الغابة مهيبة لن أمر منها ليلا مرة أخرى …تمام لنتابع سير سهرتنا وغدا أبحث عنه مرة أخرى ، لا يؤذيه صح ؟
شيماء:- إن كان هذا الصنم بعضلات لا تنسي أن خاصتكِ يملك بعضها ، يعني لن يموت بسهولة
نهال:- لا ياختي اطمئن قلبي هكذا الآن …ادخلي ادخلي بلا فهامتك
شيماء:- ماذا سيجعلنا الأستاذ نديم نلعب مع الرفاق ؟
نهال:- أكيد صراحة أم جرأة يعني الروتين المعتاد للرحلات البرية ..
أحضرتا وشاحا لمرام التي لفته حول كتفيها واتخذت موقعها رفقتهم في تلك الجلسة المستديرة التي شملت الطلاب والأساتذة بطريقة مرتبة … خاصتنا كانوا جوار بعضهم بينما الشباب أمامهم بالمقابل ، أما عن فياض فحتى هو كان بينهم ولو ..لا يبتعد في أي ظرف…
الأستاذ نديم:- والآن ، تعلمون أساسيات اللعبة المعتادة بالزجاجة …سأقوم بتدويرها ومن تقع الواجهة أمامه سيكون السائل أما من يكون ظهرها أمامه فسيكون هو المجيب ،..هيا سنبدأ
لف الزجاجة لتمثل بين رحيم وتامر حيث قام الأستاذ بطرح سؤال عليهما أجابا عنه بكل مصداقية ، ليقوم بلف القنينة مرة أخرى حيث كانت من نصيب جمانة وفريد
فريد(حك جبينه):- آه …سأسألكِ جمان ، بعد خمس سنوات كيف تتوقعين حياتكِ ؟
جمانة:- امممم سؤال لم أفكر به قط لكن ..أكيد سأكون حظيت بشهادتي الخاصة من الكلية كي أتمكن من القيام بأول معرض لي ، أحاول حذو طريق إياد خاصتنا ولكن بطريقتي يعني ليس مصورة فوتوغرافية إنما سأسخر عملي للمجسمات الهندسية أكثر
فريد:- غيره ؟
جمانة:- يعني ..سأكون قد تصالحت مع أختي كوثر ، وأمي تكون معنا مستقرين ربما ألتقي بنصفي الثاني وأكون متزوجة حينها
فياض(برقت عيناه لحظتها):- ههه …طموحة البنت عندكم
جمانة(استشاطت غضبا):- هذه تخيلاتي فريد بعد خمس سنوات شكرا لسؤالك
فريد:- أتمنى أن تحققيها إذن …
جمانة(نظرت لفياض):- آمل ذلك ..
نديم:- لنلف الزجاجة مرة أخرى ، همممم شيماء وفريد
شيماء(ابتسمت ونظرت لمرام):- هممم ..سؤالي هو كالتالي ، هل سبق وأخفيت شيئا عن خالتي مرام وإن حدث هل تفضل مصارحتها أم أنك تتكتم عن الأمر ؟
فريد(تحركت حنجرته بثقل):- أ…
مرام:- فريد لا يخفي عني أي شيء ، أثق به ثقة عمياء لذلك هذه هي الإجابة ع سؤاله هههه
فريد:- آه آه طبعا
شيماء:- الله يسعدكما انتهيت أستاذ نديم
نديم:- والأستاذ نديم سيلف الزجاجة مرة أخرى هممم …نهال وفياض
فياض:- أنا لا ألعب أنا متفرج هنا
نديم:- أنت وسط الدائرة إذن ستجيب ، نهال تفضلي
نهال(حركت حاجبيها بمكر):- كنت أنتظر هذه الفرصة لأسألك عزيزي فياض ، من التي ستنجدها من بيننا لو تعرضت كل واحدة فينا لخطر محدق في نفس الوقت …أنا مرام عمتي شيمو و ….جمان ، أي واحدة ستنقذها أولا يا فياااااض ؟
تامر:- أوووووه سؤال مفخخ
فريد:- هههه عميق
فياض(حك لحيته):- فعلا سؤال مضلل لكن إجابته جدا واضحة
جمانة(فركت يديها متحمسة للإجابة):- هممم
نهال:- ننتظر سماعها
فياض:- أنا لن أسمح أصلا بتعرضكن لذلك الخطر ، وعليه أنتن بمأمن رفقتي ولن يبقى هنالك داع للإجابة
نديم:- حقه ، إجابته منطقية أعانك الله
نهال(حركت فكها):- محسوبة لك فياض
فياض(غمز لها):- على الرحب والسعة
شيماء:- يا لخبثكِ يا ابنة خالي
نهال(همست لها):- شوفي ابتسامة البنت جمانة ههه
جمانة(كانت تبتسم له):- هه …
فياض:- احم …
تابعوا اللعبة إلى أن انتصف الليل وتفرق الجميع لأجل النوم في غرفهم الخاصة ، كانوا متعبين جدا لذلك غطوا في نوم عميق إلا واحدة فيهم كان فيها عرق جامح يجب أن تطيعه كي تتمكن من التواضع قليلا ….تسللت مرة أخرى من هناك لتلج تلك الغابة لكن هذه المرة لم تكن بمفردها بل سحبت معها شابة مسكينة كانت تتثاءب أثناء المسير …
جمانة:- ما الذي أفعله معكِ أصلا كيف أثرتِ بي وجعلتني أطيعكِ نهال
نهال:- هشش اخرسي جمانة ستفضحين أمرنا ، مسافة الطريق ونعود يعني لن يشعر أحد
جمانة(تفرك يديها):- الجو بارد والغابة موحشة ، ليتنا بقينا على الأقل حتى تشرق الشمس
نهال:- إيه تشرق الشمس ونأتي رفقة الجميع إلى هنا ما رأيكِ ؟
جمانة:- آه وهذا ممكن
نهال:- الصبر يا ربي ، لا تدعيني أبدأ بشتم فكرتي بجلبكِ رفقتي فلو جئت مع حضرة المفتية لجعلتني أذهب حفيا إلى الحبشة
جمانة(أطلقت ضحكة):- ههههههههه حفيا إلى الحبشة يااااه على جملكِ نهال
نهال:- اخرسي ياااااا فضيحة اخرسي …
استمرتا في تلك الغابة وحين تعمقتا شعرتا ببعض الرهبة رغم أن نهال طمأنتها كونها جلبت معها سكين المطبخ هذه المرة يعني ليست خاوية الوفاض …رغم ذلك كان القلق رفيقهما وما إن لاحت إنارة الكوخ حتى استشعرتا دفئا مريحا ، سارعتا خطاهما نحوه حين طرقت نهال الباب ولم يجب أحد ، فتحت مقبضه لتلج المنزل حين كانت جمانة تنظر خلفها للاطمئنان على الوضع ولم تنتبها لذلك الجالس على الكرسي وهو يبتسم بابتسامة عريضة ، في انتظارهما
فياض:- هل نشعل المدفأة أكيد الجو بارد في الخارج ؟
جمانة(شهقت رفقة نهال):- هئئئئ
نهال(بحثت بعينيها):- فيااااااااض …ماذا تفعل هنااااا ، أين أسعد ؟
فياض:- أطرح السؤال نفسه عليكما ، لماذا غادرتما سريركما وأتيتما إلى هنا في حين أن الجميع نائم بالمخيم ؟
جمانة(أشارت لنهال):- هي هي أجبرتني على المجيء
نهال:- بعتني في لحظة يا خاااائنة ، إي تمام أتيت لأبحث عن أسعد الذي منعتني من رؤيته
فياض(نهض ليشير حوله):- أترين أسعدا خاصتكِ في زاوية من زاويا هذا الكوخ البارد ، غير موجود لقد جمع أغراضه ورحل لأنه خاف من تحذيراتي وقرر شراء راحة باله
نهال:- أسعد لا يرحل لأجل هذا السبب ، ثم ثم هو لا يتخلى عني ، و..غيره هو لا يهاب أحدا
فياض:- تثقين به كثيرا على ما يبدو آنسة نهال .، مع العلم أنكِ في ظرف سيء الآن فأنتِ متهمة أمامي لترككِ المخيم ولتعريض نفسكِ للأذية وللخروج عن قوانين حمايتي ، بغض النظر عن سحبكِ لتلك المعتوهة التي يبدو أن الهواء الذي يأتي يجذبها رفقته ، مرة هديل رشوان والآن نهال الراجي …إيه إلى أين الوجهة المقبلة ؟؟؟؟
جمانة(فتحت عينيها):- أتهينني الآن يا فيااااااااض ، لالا أكاد لا أصدق
فياض:- اخرسي …ستحاسبين مثلهاااا
نهال:- هيييه خلصوني من خصام العشاق المدلهين ، أريد أن أعرف أين أخذت أسعد
فياض:- لن أدقق في بداية جملتكِ لأنني أتخذ الجانب الأقوى في هذا الحوار ، تحركا أمامي للمخيم وهذا الكوخ تم تشميعه من اللحظة أساسا ما هي إلا ساعات وتشرق الشمس ونغادر
نهال(رمقت سترة أسعد مخفية خلف الدولاب):- متأكد أنه رحل ؟
فياض:- إن وجدته أعلميني يعني ربما عيوني مصابة بقصر نظر لتلك الدرجة
جمانة:- دعينا نقصر الشر فشكله ينوي على محاسبتنا حقا …فياض لقد
فياض(قاطعها):- إلــــــــى المخيم …أو أفعل الاتصال للسيد طارق ما رأيكما ؟
جمانة(نظرت لنهال التي تحركت رفقتها بحركة مضحكة):- إلا ,…
نهال(تابعت عنها):- أبتااااه …نرحل بصمت يا فياض لم الغضب يا صاح ، هفوة اعتبرها هفوة والآن صدقني اقتنعت أنه رحل وتخلى عني ..أتعلم سوف أتجاهله فلست فتاة تبحث عن رجل قام بهجرها تتفقين جمانة ؟
جمانة(همست):- أقطع لساني إن كانت جملتكِ كلها فَبْرَكة في فبركة
نهال: دعينا ندخل عين هذا الغول بأدبنا سيبيعنا يا بنتي ..احم فياض ما قولك ؟
فياض(أومأ لهما بالخروج حين أغلق الباب خلفه):- الصمت …
جمانة:- شكله وافق
نهال(تأبطت ذراعها):- الصلح جميل …ياه إنني أكاد أرى ألوان قوس قزح في السماء
جمانة:- يا لشاعريتكِ يا نهال يا راجي في ظروف البؤس التي نعيشها الآن …
فياض(وضع يديه بجيوبه وهو يسير خلفهما):- الصصصصصصمت
نظرتا إليه برعب ثم صوبتا بصرهما للأمام كي تدخلا للغابة رفقته عائدين للمخيم ، ضباب الغابة الذي زامن الغسق القريب أعطى لفحة رهبة للمكان أكثر مما كان عليه قبل قليل ..لذلك ارتعبتا حقا ولكن ذلك لم يحرك فيه ساكنا حتى سمعوا صوت انكسار الأغصان الجافة …
نهال(توقفت):- نفس الصوت سمعته أمس ، أحدهم هناااا
فياض(أخرج مسدسه من خصره):- تابعا المسير ولا تتوقفا …هيا
جمانة:- يا الله …أنا خاااائفة
نهال(أمسكت يدها بقوة):- لنذهب لنذهب …فياض لا تبتعد ..ف…فياااااااااض أين فيااااض
جمانة(توقفت برجفة):- ك ك كاااان هنا قبل لحظات ، يا إلهي هل هي غابة مسكونة بالأشباح هل اختطفوه هل سيأكلونه بعد أداء طقوس القربان المعظم ؟؟؟؟
نهال(مطت شفتيها):- أفلام الرعب التي تتفرجين عليها ليلا تؤثر عليكِ سلبا …فيااااااض ؟
جمانة(وهي تنادي):- ففياااااض أين ذهبت …نهااااال لنهرب لنهررررب
نهال(رمشت لتنظر للمكان بخوف أيضا):- اركضي اركضيييييي …
ركضتا في تلك الغابة وهما ممسكتين بكف بعضهما حين سمعتا صوتا استوقفهما ، كان صوتا غليظا يقترب منهما أخذتا تنظران برعب من كل اتجاه كلما اقترب الصوت أكثر …نظرتا لبعضهما بصيغة النهاية حين ظهر فياض خلفهما وصرخ بصوت مخيف جعلهما تعانقان بعضهما من شدة الجزع
فياض:- ههه طالما تخافان هكذا لم المجازفة
جمانة(أمسكت على قلبها والدموع تنساب من عينيها):- أفزعتنا أفزعتنا
نهال:- تبا لك يا فياض قسما بالله سقط قلبي مني افففففف
جمانة(وهي تمسح دموعها):- لست بخير أشعر بالدوااار ….
نهال(رمقتها وهي تميل):- أسند هذه الحلوى وهي لا تقوى على مجابهة موقف
فياض:- ما شاء الله على الخبرة …قبل قليل كدتِ تبللين تحتكِ من الرعب
نهال:- من أنااااا …لا لا كانت ردة فعل معدية من جمانة فقط لا غير
جمانة(نظرت إليه):- أرعبتنا
فياض:- متأسف لكنكما تستحقان ذلك ، هيا استجمعي نفسكِ لنعد للمخيم
نهال:- هههه ماذا هل توقعتِ أن يحملكِ يا بنتي هذا الفائض بدون فائدة أحيانا يقتلني بمواقفه
جمانة(وهي تتحرك بثقل):- لا أشعر بأني بخير …حرام عليكِ نهال كله بسببكِ كله بسببك
نظر خلفه للظلام وهو يصغر عينيه حين سارع خطواته ليجبرهما على اللحاق به، أعادهما للغرف حين اتخذ مضجعه بعد أن اطمئن على نومهما …لكن لم يغفل على التساؤل عن ماهية الشخص الذي كان في الغابة مرتين على التوالي بتلك الأوقات المخييييفة ، من يكون عجبا ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:41 AM   #1039

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

على ذكر العجب العجاب
في روما ذلك المساء كان هنالك لقاء قرب نافورة تريفي صحيح ؟؟؟؟
لنعد بالذاكرة للوراء قليلا قبل سويعات قليلة
في روما
رشاد:- سيد وائل ألح بشدة على ارتداء السترة المضادة للرصاص فنحن لا نعرف أعدائنا ، ولا مدى دهائهم
وائل:- لن ألبسها رشاد كلمتي انتهت ..الآن ستتخذ موقعك من بعيد وإذا شعرت بأي خطر ستنبهني بالطريقة المتفق عليها
رشاد:- جهزت كل شيء
وائل:- هل من أخبار عن وضعه ؟
رشاد:- يقولون أنه سيعيش
وائل(وهو يمشط شعره ببرودة):- صلني بطبيبه
رشاد:- يبدو أنها ليست سهلة الإقناع ، غلبت معها حتى تعاطفت مع وضعنا ولم تكتب تقريرا
وائل:- لتكتب سنرمي المسئولية على صاحبه
رشاد(فعَّل الاتصال):- أتصل
وائل(رش عطره مبتسما):- هممم …ألو دكتور
لانا:- ألو مرحبا
وائل(أتمم):- تُـــورة أهلا دكتورة
رشاد(يهمس له):- لانا دكتورة لانا
وائل:- دكتورة لانا سعدت بسماع هذا الصوت ، أنا حريص على معرفة التقرير الطبي للحالة التي وصلتكِ فجرا
لانا:- أنت المسئول عما أصاب الرجل العجوز ؟
وائل:- عيب دكتورتي الحلوة ، أنتِ حتى لا تعرفينني كيف تلقين باللوم علي ..ثم لو كنت مسئولا عما حصل معه هل سأجلبكِ من بيتكِ فجرا لإنقاذ حياته ؟
لانا(بتخمين):- معك حق ، لكن مع ذلك لست مضطرة لإبقاء الأمر متسترا أكثر من قدره
وائل:- لا حاجة لذلك لو أردتِ التبليغ تفضلي لكن حبذا لو تأخذي رأي المريض، أكيد سيعارض
لانا:- أليس من الحقير أن تعذبوا رجلا بعمره هكذااا ، لقد كاد يموت
وائل:- ولم يمت …الأعمار بيد الله
لانا:- ماذا تريد باتصالك هذااا لأن الحديث معك مستفز
وائل:- الاطمئنان الداخلي
لانا:- سيعيش ، سيبقى تحت العناية لفترة وبعدها يمكنكم أخذه ، ..وع فكرة لن أسمح بمغادرته قبل أن توقع شخصيا على خروجه لأنني أرغب برؤيتك وجها لوجه
وائل:- كأنه موعد غرامي دكتورتي ؟
لانا(استشاطت غضبا):- من فضلك ؟؟؟
وائل:- هه أمازحكِ فقط ، انتظري زيارتي الخاصة بعد قليل دكتورة لانا تشرفت
لانا:- أنا …هل فصل بوجهي هذاااا السيد ، يا إلهي من أين تأتي هذه النوعية ؟؟؟؟
والله نحن نعاشره منذ عقود ولم نعد نتعرف عليه فلا تسألي يختي لا تسألي …
المهم أخذ سيارته وانطلق صوب المستشفى لغاية أخرى سنشاهدها بعد قليل …فوجهته التالية كانت نحو نافورة تريفي التي كانت كما العادة تعج بالسياح المنبهرين بجمال تلك النافورة ، الوضع كان جد عادي لا شيء غريب لكنه كان هادئا بطريقة مهيبة ، صحيح الناس منتشرة في كل زاوية لكن مع ذلك يوجد سكون استطاع استشعاره ما إن ترجل من سيارته ووضع نظاراته الشمسية …مط يديه للأعلى وهو في سكينة روحية غريبة ، أخرج هاتفه وأخذ يلتقط لنفسه سيلفي بجوار النافورة ، حتى أنه أخرج قطعة نقدية ورماها شأنه شأن كل سائح موجود هناك … بالأخير أخذ يلف بالمكان ويحادث الفتيات من كل الأجناس تعرف على بعضهن وأخذ أرقام الأخريات ، كأن الأخ في مهمة التعرف على البنات وليس إنقاذ حبيبة روحه التي تفرق بكثير عن كل فتاة يراها أمااااامه …تلك الفريدة من نوعها هي الوحيدة التي تزعزع داخله لعلها توقظه من اللامبالاة التي بات عليها مؤخرا
وائل(غمز لإحداهن):- نلتقي بالحانة ليلا يا جميلة ، الآن لدي عمل
الفتاة:- لا تتأخر لولي
وائل:- دلال غضنفر النسخة الثانية يا حبيبي ههه …
روبيرتو(وقف خلفه على غفلة):- وائل رشوان ؟
وائل(أتمم تلويحه للفتاة ثم أنزل نظاراته قليلا ليطالع قوامها من الخلف):- مثيرة أليس كذلك ؟
روبيرتو(مال برأسه ليعاين الفتاة):- ربما
وائل(التفت ونظر إليها):- أهلا … أين طلبيتي ؟
روبيرتو:- طالما اقتحمت قلعتنا واختطفت خاصتنا دعنا ندخل في صلب الموضوع
وائل(أشار بيديه):- الحياة …أخذ وعطاء ، تعطيني تأخذ أعطيك آخذ بهذا القدر
روبيرتو(فرقع إصبعه):- وطلبك موجود
وائل:- عيوني …عيوني لا ترى سوى جمال صدفات قميصك يا عزيزي
روبيرتو(بتأفف):- دعني أرى السيد غوستافو والسيدة خوانيتا ، أجعلك ترى طلبيتك كما تسميها
وائل:- أتصدق … حتى معاينة السلعة تدخل ضمن التجارة ، أجدني متفقا معك لكن …أنت تملك طلبية واحدة تخصني بينما أملك طلبيتين تخصكم ، من البديهي أن نبدأ بالطرف الضعيف ألا تتفق معي الآن ؟
روبيرتو(وهو يصغي لكلام خوري عبر السماعة بأذنه):- سأجعلك تراها …
وائل(أزال نظاراته ووضعهم بجيب قميصه):- هاه تااااجر شاطر ، أنتظرك
روبيرتو(أومأ لرجاله):- قوموا بذلك
كان يميل برأسه وينظر للنافورة برتابة ، حتى أنه كان يدندن برتم سريع يدل على استمتاعه بما يحصل … أو على تحضيره لنفسه مسبقا قبل الذي سيحدث بعد قليل ، لكن وهو في ظل هذه الحيرة الشكلية استشعر شيئا يوخزه بيسار صدره ، شيء تسرب من قلبه ليقع بجوفه كالخواء كلكمة في بطنه غير متوقعة … شعر بالصمت من حوله فجأة وكأن كل الأفواه صمتت ، كأن خرير النافورة توقف ، كأن طيور السماء جمدت ،كأن كل أطرافه تعرت من جلدتها المزيفة ، كأن الكون تسمر في تلك الرقعة التي وجد نفسه ينجذب نحوها بعينيه اللتين ارتفعتا مباشرة لتصيبا عينيها …..
نظرة واحدة ، نظرة واحدة ولو من بعيد كانت كفيلة لتعيد إعدادات العمل في كيانه كله ، كاد يسمع صوت مضخات القطار التي يزودها العاملون بالفحم لتزداد سرعة ، هكذا شعر حين كانت تقترب بخطوات هادئة نحوه …عقد حاجبيه ففي لحظة شعر وكأنه يحلم وأن تلك القادمة ليست وهم قلبه ، ليست شمس لياليه التي أفلت منذ ليلة ميلاد السنة ….أفلت عن شهقة أخيرا ليبدي ردة فعل جعلته يعود خطوة للوراء ، آنذاك توقفت هي عن المسير ورمشت بين دموعها وهي غير قادرة على التصديق ،…
إنه أمامها وااائل أمااااامها ، خطوات خطواااات بينهما فقط ، كيف ستتمكن من مواجهته كيف ستحكي له ما حصل معها كل تلك الفترة أين الجمل التي ستصوغها لإخباره أصلا ، بم ستبدأ ماذااا ستفعل فالرجفة التي تسري بجسمها الآن تجعلها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ، حتى أشعة الشمس التي كانت تشعرها بالدوخة إثر غيابها الطويل عن أشعتها لم تصب عمقها مثلما فعلت عيناه الحبيبة …ابتلعت ريقها وهي تلعقه من بين شفتيها كي تتحمل وتثبت حتى لا تخرج عن قانون اللعبة فتخرب كل شيء ….أما عنده فقد كان مجبرا على الثبات الذي استجمعه بسرعة مع رباطة جأشه حين رفع ذقنه مبتسما لها …
ميرنا(وصلت إليه لتقف على بعد خطوتين):- وائل
وائل(أغمض عينيه ليفتحها بثقل):- أسمعكِ …ميرنا .
ميرنا(رمشت وهي تنظر إليه بعدم تصديق):- …أنت ..هنا ؟
وائل(نظر حولهما):- نافورة تريفي .. تتذكرين ؟
ميرنا(نظرت للنافورة بحرقة):- أذكر …لكن يبدو أنك نسيت
وائل(مط شفتيه):- لاء …فور مقدمي استرجعت تلك الذكريات فرد مرة
ميرنا(باستغراب):- توقعت أن …
وائل(اقترب فجأة ليصافح يدها):-…الحمدلله على سلامتكِ ميرنا
ميرنا(وهي مشدوهة في تصرفاته):- أنت …
روبيرتو:- أفف ..متى سينتهي هذا المشهد الغريب ، أين خاصتنا ؟
وائل(رفع حاجبه):- كدت أنسى نصفي الثاني من الاتفاق ، أنظر هناك على الجانب تلك السيارة الكبيرة آه لحظة يمكنكم فتح البوابة
روبيرتو(نظر للشاحنة حيث ظهر غوستافو فوق نقالة وجواره خوانيتا ممسكة بيده):- …هل هو ؟
وائل:- حي يرزق عيب أن أقوم بقتل رجل عجوز ليست أخلاقي ّ، رغم أنني أصادق عيّْنة يمكنها فعل ذلك بكل سرور
ميرنا(أمسكت على فمها):- غوستافو خوانيتا ، لم لم يقتلهمااااا لقد خدعني و هئ …
وائل:- ماذا تقولين ؟
روبيرتو(أمسكها من ذراعها ليعيدها خلفه):- سلم تستلم
وائل:- هششش…بهدوء سأعطيكم خاصتكم بالتأكيد لكن لآخذها أولا إلى جانبي
روبيرتو:- تمام ليقترب رجالي من الشاحنة إذن …
وائل:- ممكن ، ميرنا أكيد اشتقتِ لهواء الوطن ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها حين برقت عيناها وهي تنزل عينها ليدها):- اشتقت فعلا
وائل(غمز لها):- وهو اشتاق ..
ميرنا(نظرت لروبيرتو الذي كان يتابع مسير الرجال):- …لا أريد …
وائل(عقد حاجبيه):- ماذا تقصدين بلا تريدين ميرنا ؟
ميرنا(احتمت بروبيرتو):- لا أريد الذهاب معك …روبيرتو أعدني للوكر حالا
روبيرتو(تحدث عبر سماعته):- تغيير في الخطة تغيير في الخطة
خوري:- سلمها لواااائل ولا تدعهم يخدعونك
روبيرتو:- الاتفاق اتفاق خذهاااا وائل رشوان
وائل(أمسك كفها لتمر شرارة غريبة بينهما ليتبادلا نظرة):- …تعالي
ميرنا(بنفس الإحساس):- أ…ولكن
روبيرتو:- ليصعد أحدكم لتلك الشاحنة تحركووووا …انتهى العمل هنا
ميرنا(نظرت إليهم):- لالالالالا …لا تذهبوا أعيدوني معكم أعيدوني
وائل:- ما الذي تفعلينه ميرناااااا ؟
ميرنا(نظرت إليه بتشتت):- لا أريدك
وائل(أغمض عينيه حين أفلت يدها):- تمام اذهبي حيث تشائين
ميرنا(نظرت إليهم وهم ينسحبون وراحت تبحث بعينيها):- ….أنت لست وائل ، لست الشخص الذي كنت أعرفه ….أتعلم لا أرغب بأن أعيش نفس الشيء مجددا سأرحل
وائل:- اذهبي هل حاولت إمساككِ حتى ؟
ميرنا(امتلأت عيناها بالدموع):- هممم…مع الأسف لا أملك نقودا
وائل:- أعطيكِ …واذهبي حيث تريدين أنقذتكِ وانتهينا هاه لو أردتِ الذهاب لبيت السفيرة أقوم بتوصيلكِ فعزيزكِ ما يزال بضيافتها
ميرنا(ابتلعت ريقها):- أنت غير معقول …يبدو أنك استحليت حياة الأزواج
وائل(صغر عينيه):- ويبدو أن الأخبار كلها بحوزتكِ ، سجَّانكِ رجل كريم جدا فقد منحكِ كل التفاصيل لم يجعلكِ بعيدة عن الأحداث برافو عليه
ميرنا(أمسكت على فمها بشهقة):- ابتعد ابتعدددددد …أنا لا أعرفك
وائل(لاحقها بعينيه مبتسما):- إلى أين تذهبين من غير نقود غاليتي ، تمهلي
دخلت وسط الزحام لتهرب منه حين كان يلحقها ببطء شديد ، ارتدى نظاراته الشمسية وغير الاتجاه ليصعد بالدرج الحجري ويمر بين عدة أماكن قبل أن يعترض طريقها حين سحبها من ذراعها وجذبها خلف زقاق خفي هناك ….
وائل(أشار لها بيديه):- أين ؟
ميرنا(أشارت بإصبعها خلف أذنها):- همم
وائل(رمش بعينيه ليخرج هاتفه ويكتب):- …سأنتظركِ بهذا العنوان ، هنالك سيارة أجرة ستقلكِ حاولي أن تتبعي التفاصيل لأنكِ مراقبة
ميرنا(وهي تلاحق نظراته أمسكت هاتفه):- كان تمثيلا كلما حصل قبل قليل …أنت لست هكذا وائل ؟
وائل(رمق تساؤلها ليكتب):- …تذكري جيدا أن تبقي باللعبة ، من اختطفكِ ينوي استعادتكِ إن قمنا بعمل جيد سنكسب وننقلب عليه ونكون من الرابحين
ميرنا(كتبت):- …. أنا
وائل(أخذ الهاتف وأشار لها):- …لارد
ميرنا(اقتربت منه خطوة لتبتعد اثنتين):- …لارد
وائل(أعاد هاتفه بعد أن بعث برسالة):- تحملي بعد…
في ناحية أخرى
خوري(عبر السماعة):- تتبع الإشارة لا تفلتها وإلا لن يكفيني قتلك يا روبيرتو ، سأعطي ليزا أمرا بزجك في سجن الxxxxب وبعدها ستستضيفك فئة الثعالب ..وأنت تعرف التتمة
روبيرتو(تحركت حنجرته):- ستبيت رومينا في غرفتها بالوكر هذه الليلة
خوري:- يفضل أن تسير الخطة وفق ما خططنا له ، ماذا عن الشاحنة ؟
روبيرتو:- سننقلهم في شاحنة أخرى ما إن نبتعد عن الزحام …
خوري(زفر عميقا):- …تمام … لتعد رومينا للوكر وبعدها لكل حادث حديث ..
كانت هذه هي الخطة من البداية ، يوهمون وائل بنيل ميرنا وإنقاذها وبعدها يسحبونها منه ما إن يطمئنوا على غوستافو وخوانيتا بقبضتهم ، لذلك استعانوا بالرقاقة التي زرعتها نورسي خلف أذنها أول مجيئها هي لم تكن رقاقة عادية تخص رقمها في الوكر ، بل بها جهاز تعقب استغله خوري ليتبعها في كل خطواتها ويعرف موقعها كي يستعيدها كما يريد …فلم يحن بعد تحريرها ولن يعطي لوائل رشوان فرصة إنقاذها بل سيحاسبه بشراسة عن الجرأة التي قام بها حين اختطف عرابيه وآذاهما بتلك الطريقة …لكن هل ستفلح الخطة إذ يبدو أن وائلا قد حسب حساب كل شيء ؟؟؟؟
أما عند ميرنا فقد تفاجأت بتصرفاته لكنها فهمت منه خطته وتماشت معه وفق ما يريد ، لذلك لم تتمكن من فعل شيء سوى المجاراة ، فعلا هربت من وائل كما كان متفقا لتقفز في سيارة أجرة دون تحديد الوجهة …حينها يصل وائل للطريق ويفقد الأمل في البحث عنها فيعمم الخبر لرجاله كي يمشطوا المكان رأسا على عقب …كل هذا نقله جواسيس خوري الذين كانوا يلاحقونه خطوة بخطوة ، فلا يجب ترك شيء للصدف حتمااااا
ميرنا:- خذني لأي فندق قريب من فضلك ، لو سمحت أعطني هاتفك أحتاج لإجراء مكالمة
السائق(أعطاها ورقة):- تمام آخذكِ سيدتي
ميرنا(أخذت الورقة وقرأتها):- …"قومي بما يملى عليكِ بالورقة" ….أ… أعطني هاتفك سأقوم بدفع ثمن المكالمة
السائق:- مع الأسف هاتفي لا شحن فيه ، لكن يمكنني شراء بطاقة لكِ
ميرنا:- لا داعي سأتحدث من الفندق … خذني من فضلك بسرعة
السائق:- أنتِ سائحة محلية ؟
ميرنا:- لطفا لا أريد خوض أي حديث أنا متوترة ولا يسعني متابعتك
السائق(أشار لها بالهدوء):- تمام سيدتي
عضعضت أطراف أصابعها وهي تنظر حولها للشوارع والسماء وكل شيء طبيعي اشتاقت لرؤيته منذ شهووور …فتحت زجاج النافذة لتتنفس عميقا لكن سرعان ما أغلقته وانكمشت حول نفسها مطأطئة رأسها للأرض ، تصرفها كان غريبا لكن يبدو أنها ما تزال تعيش في هالة الأسر اللعين الذي لن يترك ياقتها باكرا على ما يبدو ..
بعد مدة
نظرت إلى موقف سيارات الأجرة الذي دخلوا وسطه ففهمت أن وائل دبر أمر كل هؤلاء ، لذلك أشار لها السائق بالخروج من تلك السيارة وركوب أخرى رفقته بنفس الرقم المدبر …انطلق ثانية بها لأجل الاحتياط حتى أوصلها إلى مكان مهجور على شكل بناية أثرية قديمة ..
السائق:- هذا هو الفندق سيدتي ، وهذا الحساب
ميرنا:- لا أملك نقدا الآن لكن ..ضع الحساب على وائل رشوان سيقوم باللازم
السائق:- لا أتعامل هكذا سيدتي أريد نقودي حالا
ميرنا:- اسمعني جيدا لست أملك شيئا لذلك لا تتعب نفسك ، لأنك لا تملك سوى هذا الحل
السائق:- انزلي من فضلك أتعبتني بمشوار طويل مجااااانا ، سوف أبحث عن هذا الرجل وإن لم يعطني سأرفع شكوى ضدكم …انزلي لطفا
ميرنا:- نزلنا يااااه ألا يوجد خدمة في سبيل الله
السائق:- من أين يظهر هؤلاء ،هففف
ميرنا(حكت ذراعيها من برودة الجو لتدخل لذلك البناء):- هممم
وجدت الباب مفتوحا لتدخل متحمسة لتجده يقف بجوار مكتب صغير حيث كان يجلس شاب يحرك أصابعه بخفة على شاشة الحاسوب ، شعرت بوخز في رقبتها لتلمح وائل وهو يشير لها بالصمت والاقتراب …اقتربت بعد برهة وأخذت تنظر نحوهما بعدم فهم وحين أشار الشاب بإبهامه فهمت الغاية
وائل:- قمنا بتشويش قصير لرقاقتكِ ميرنا لن يسمعنا أحد
ميرنا(أفلتت عن شهقة لتمسك على قلبها):- شكرا …
وائل(نظر إليها ليشيح بصره جانبيا):- سنقوم بالتالي ، كي نتمكن من إخراجكِ من أرض الوطن سيستغرق الأمر بضعة أيام قليلة ،..خاطفكِ جاد في مسألة استعادتك
ميرنا(حركت فكها باشمئزاز):- لم أندهش
وائل:- أتعرفين من يكون ، لم فعل ذلك بكِ ، ما غايته ؟
ميرنا(نظرت جانبيا):- أحتاج للهاتف …أريد سماع صوت ابنتي
وائل(عقد حاجبيه):- … لا مكالمات ميرنا ..متأسف
ميرنا:- أحتاج لذلك وااائل …ما زلت محتجزة لا أشعر أنني محررة الآن ، أريد يقينا فمعك لست أستشعر سوى الفراغ
وائل(عاد برأسه للخلف):- حقكِ …
ميرنا(حركت رأسها بقلة حيلة من تصرفاته الغريبة جدا):- تتت
وائل(فهم امتعاضها):- خذي هاتف رشاد إنه مُؤمن
رشاد(ظهر من خلفها):- تفضلي ست ميرنا
ميرنا(مطت شفتيها وهي تنظر إلى الأرض):- أنا جائعة…
وائل(حدد بصره فيها):- …تكلف يا رشاد
رشاد:- على الفور
ميرنا(تحركت لتجلس بكنبة جانبية معانقة الهاتف):- أتمنى أن تجيبني صغيرتي..هه …تيييت تييييت تييت …تيي …
ميسون:- يجب أن أرد على هاتفي يا غامي انتظر قليلا
غامي:- غامي لا ينتظغ ميساااان سأغضب
ميسون(هزت كتفيها):- لطفا يا غامي فقط دقيقة ، ألو
ميرنا(ابتسمت ببكاء):- ههه…روووحي حبيبتي
ميسون(فتحت فمها بشهقة لتنساب الدموع فجأة من عينيها):- ماماااا …ماماااا ميرنا هذه أنتِ مامااااااااااااا ؟؟؟؟؟
ميرنا:- ميسووون اهئ ياااا قلبي أتعرفين أنا أنا أرغب باحتضانكِ كثيرااااا ، حينها سأكون سعييييدة جداااا يا روح قلبي
ميسون(وهي تشهق ممسكة على قلبها):- أنتِ حقا تكلمينني ، أين أين اختفيتِ متى ستعووووديييين ؟
غامي:- هل هذه ماما أيضاااا ، هئئئ مامات غامي ؟
ميسون:- اهدأ لطفا يا غامي دعني دعني أكلمها
ميرنا:- من معكِ ميسون ؟
ميسون:- إنه رامي ابن عمو ميار يعني …وجدناه قبل فترة
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما):- كيف ….ماذا تقولين ؟
ميسون:- وعمتو جوزيت اتضح أنها لم تهرب منه بل كانت حاملا بتوأم ، أنجبتهما قبل أسابيع اليوم مساء عرفنا بالأمر
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ….ههه …وماذا بعد أجدني متفاجئة بكل ما أسمعه
ميسون:- أنتِ بخير ماما ميرنا ، قلبي اشتااااااق لحضنك
ميرنا:/- وأنا أنا سأعد الأيام والساعات حتى أجتمع بكِ صغيرتي ، قريبا قريبا سنكون معا
ميسون(بلهفة):- هل ستعودين مع بابا حبيبي ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- من يدري
ميسون(لاحظت خفوت صوتها فمطت شفتيها بحزن):- طيب أين أنتِ الآن ؟
ميرنا:- مع عمكِ وائل …هو الذي ….
وائل(أخذ الهاتف مشيرا لها بالصمت):- لكي أعيد لكِ أمكِ الغالية ستعدينني أنكِ ستلتزمين الصمت ، لن يعرف أحد بهذه المكالمة ولا بأنني متورط بالأمر مفهوم يا ميسون ؟
ميسون(أمسكت على فمها):- كيف …كيف عمو وائل ألم تكن بالغيبوبة ؟
وائل:- كنا بالغيبوبة قد مضى ذلك وانتهى ، الآن ستتصرفين بتعقل وتعدينني ؟
ميسون(امتصت شفتيها):- ستعيدها لي ؟
وائل:- وعد
ميسون:- لك وعدي إذن …لن أتفوه بحرف لكن اعتني بها جيدا أرجوووك ، ماماااا
ميرنا(استجدته بإعادة الهاتف):- لطفا
وائل:- لا تقولي الكثير …
ميرنا:- ميسون حبيبتي …اسمعي كلام عمكِ وائل و …اعتني بنفسكِ جيدا لم يبقى سوى القليل
ميسون:- أحبكِ ماماااا
ميرنا(أمسكت على فمها بانهيار):- وأنا …وأنا أحبكِ حبيبتي و ..حزنت لأنني لم أكن معكِ بعيد ميلادكِ لكنني فكرت فيكِ كثيرا
ميسون:- لا بأس
ميرنا:- انتبهي ..إلى اللقاء
ميسون(نظرت لهاتفها حين فصلت ميرنا):- لم تسألني عن بابا حبيبي ؟
ميرنا(أعطته الهاتف):- … نحن مركبون على الطمع
وائل:- لكنه أحيانا لا ينفع …مكالمة قصيرة وأنا واثق من وعد ميسون، لكنني غير واثق منكِ إذ أنكِ تبدين لي هشة
ميرنا:- لم لم تبحثوا عني و تجدونني ؟
وائل:- ربما لأنهم بحثوا في الرقعة الخطأ
ميرنا:- وأنت …لماذا لم تحاول ؟
وائل:- تعلمين …كنت متزوجا حديثا لذلك أمور شهر العسل والذي يليه
ميرنا(تحركت حنجرتها بثقل):- أنت حقا قد تغيرت
وائل:- ماذا توقعتِ ؟
ميرنا(مسحت دموعها):- متى نبدأ رحلة العودة إلى الوطن ؟
وائل:- عندما نؤمنكِ جيدا ، سننتقل من هذا الموقع إلى منزل بعيد عن الأنظار ..من هناك سنبدأ رحلتنا بعد مرور بعض الأيام
ميرنا:- فهمت ..
لم تضف حرفا آخر لأنها تعلم أنه لم يعد هنالك مجال للخوض في حوار عقيم سيؤدي إلى غرابة أكثر من الغرابة التي تعيشها حاليا …أصلا هي غير مستوعبة لكل ما يحدث معها لذلك ستتريث غيره هي بحاجة للثبات لكي تعايش ما ينتظرها لاحقا .، أما بالنسبة لوائل فلم يكن يقاوم شيئا بالعكس كان هادئا جدا يتحاور بطريقته الجديدة المتسمة باللامبالاة ، أعجبها كان بها ما أعجبها فتلك مشكلتها …..لكن هنالك شيء لا يمكن تجاوزه يا سيد وائل إنه القلب ..
بعد برهة انتقلوا من ذلك المكان ليستقروا في بيت يقع بمرتفع بسيط ، منفرد وبعيد عن كل البيوت المجاورة شيء شبيه بالمزرعة الصغيرة .. جعل ميرنا تستقر بغرفة هناك ليتخذ هو مجلسه أمام المدفئة ، حين كان رشاد يجهز الشاي لأجل المناوبة على الحراسة ..
لقد كان الوضع شبيها بالصقيع ، بارد الزوايا بارد المكان بارد المشاعر أيضا ..فلا هي عرفت كيف تتواصل أو تفرغ غضبها حرقتها ودموع نجاتها التي لم تصدقها بعد .، ولا هو تمكن من استرجاع نفسه والخروج من هالته التي لازمته منذ ليلة الميلاد بل تضاعفت مع آخر صدمة عاشها ، ليصبح ملك البرودة بامتياز … لكن هذا اللقب مخصص لشخص ظننا أنه خطط ودبر لاستعادتها إنما وعلى ما يبدو ، سينتظر قليلا لاسترجاعها …
خوري(فرقع إصبعه):- جهزوا طائرتي الخاصة ، سأطير ظهر الغد
هاجر:- أمرك سينيور خوري
خوري:- جابر … سيتعين عليك ملازمة المستشفى لأجل مراقبة وضع أختي ، أما عنكِ هاجر فأريدكِ في بحث آخر ستصبين اهتمامكِ نحوه طالما فشل زوجكِ في تنفيذه ، ستخرجين لي ناهد العنبري من تحت الأرض ، حين أعود سأجدها هنا بالمنزل مفهوووووم ؟
هاجر:- سنبذل جهدنا
جابر(أشار خلفه):- وماذا عن الجارات ذواتِ الشعر الطويل ؟
هاجر:- احم …اللواتي يملكن أعصابا مستثارة بسبب الحمل
خوري(نظر إليهما ليتفحص جديتهما في هذا القول):- بغض النظر عن تجاوزكما ..أنتما على حق يجب أن أتدبر أمر نارو شخصيا قبل أن تفتعل الفوضى بالمجمع السكني ..
هاجر(تحركت رفقة جابر):- لنجهز الأمور …سينيور ستغادر للمشفى ؟
خوري:- انتظروا إشارتي …
جابر(وهو يسير معها):- …لماذا علق على ناهد العنبري كأنه لا ينقصنا ، ثم تلك الفتاة لم أطقها هكذا فيها شيء غريب
هاجر(ابتلعت ريقها):- مثل ماذا ؟
جابر:- لا أعرف تصرفاتها متناقضة ، قلبي لم يطمئن لها لست أعرف السبب ..المهم كثفي البحث يجب أن نعثر عليها ونعيدها إلى هنا قبل رجوعه من السفر
هاجر:- أتمنى أن يطول ذلك السفر كي لا ننحصر في بؤرة الضغط النفسي
جابر:-الله يلطف ..هاه سينيورنا متوجه لبيت العصبية ، أخبرتكِ أنها قد أثرت به حتى لم يعد يعرف كيف يتصرف
هاجر:- لا أثق به يا جابر ، لذلك لا تثق أنت أيضا فإن كنت أعرف شيئا فهو أن السينيور لا يفقد توازنه ولا سيطرته على نفسه إلا بحساب
جابر(حك أنفه بعدم فهم):- كيف يعني ؟
هاجر(راقبت خوري وهو يسير تجاه بيت ناريانا):- يعني أن كل ما يفعله يحسب حسابه ، وإن كان يمن عليها الآن بزياراته وتعاطفه فذلك لأجل البيبي … حينما تنجبه أنا متأكدة مثلما أراك الآن أنه سيفطر قلبها عليه
جابر:- هئئ الله يلطف أُسْ عشرة
دخل للبيت حين وجدها تجلس أمام شاشة التلفزيون وهي تتناول بعض الطعام وعينها على الفيلم ، وثب من خلفها قليلا حين تقدم ليجلس مقابلها واضعا رجلا على رجل ليتفرج عليها …تضايقت من جثته التي أخفت عنها نصف الشاشة لذلك امتعضت بتذمر
ناريانا:- هل لك أن ترفع جثتك فأنت تخفي الشاشة بنصفك
خوري:- ألن تذهبي معي للمشفى ؟
ناريانا:- أذهب ..لكن لأنهي هذا فالحلقة اليوم جد مميزة ولا أرغب بتفويتها
خوري:- إيه ما المميز فيها ؟
ناريانا:- أوووه أكيد خوري الراجي لن يترك كل أعماله الخارقة للعادة والتي لا تحتمل تأجيلا كي يهتم بحلقة مسلسل ربة بيت حامل بابنه ؟
خوري:- لنعتبر أن هذا السطر هو ما يحدث حاليا
ناريانا(حولت عينيها):- البطلة ستأخذ ابن البطل إلى الطبيب البيطري
خوري(وضع يده على خده):- وما المناسبة هل ستعطيه تطعيما ضد الحمى القلاعية ؟
ناريانا:- ههه … لأن الطبيب البيطري هو حبيبها المرتقب فالبطل رجل غير شريف
خوري:- شريف أو غيره ذلك ابنه وهو من يحق له تربيته
ناريانا:- ولكنه قد يؤثر عليه سلبا ، أكيد الطبيب البيطري سيكون أحسن خيار للطفل
خوري:- هل ترغب أمه بتربيته في حظيرة أبقار كي يتعلم الدفاع عن نفسه ، ما هذا الهراء ؟
ناريانا:- نحن نتناقش عن حلقة مسلسل خوري لم العصبية ؟
خوري:- لأن هذه المسلسلات هي التي أفسدت عقول نساء المجتمع ، كل واحدة فيهن تضع نفسها موضع البطلات وحين تنتهي الحلقة تجد الواقع المرير أمامها فيبدأ عقلها بتصوير أمور غريبة تجعلها تخلق مشاكل مع المحيط بسبب أو بدون
ناريانا:- من يسمعك يقول أنك ترعرعت في محيط ممتلئ بالعوانس، أتراك تأثرت بنا يا حبيبي المسكين ؟
خوري(استقام وهو يعدل سترته):- … أمهلكِ بضع دقائق لتكوني جواري بالشاحنة
ناريانا:- أريد ممارسة الحب معك بسيارتك
خوري(رفع حاجبه):- في أي مشهد ؟
ناريانا(ضحكت لتلاحقه بعينيها):- ههههه هذه جملة البطلة تقولها للبطل حين توهمه بأن الولد لم يكن منه من البداية
خوري(حول عينيه):- لا تتأخري
ناريانا(ابتسمت لأنها تخرجه عن طوره):- ستنتظر بعد أرغب بالدخول إلى دورة المياه
خوري(مسح على شعره):-آآآآآفغففففف
بعد دقائق مرت طويلة عليه كان ينطلق رفقتها صوب المستشفى مجددا بسيارة باتمان خاصته ، قد كانت ممتنة من سرعته بل كانت تطالبه بمضاعفتها فقد وجدها أغرب حامل في الدنيا ، في حين أنه يجب عليها مراعاة وضعها بالعكس كانت ترغب بالمزيد من التهور وكأنها تتذوق بعض الجنون رفقته ، كأنها تخزن تلك الذكريات خوفا من اختفائها ذات يوم حين تستيقظ من حلم الواقع الذي تحياه ..
ناريانا(وهي تنتظره ليفتح لها باب السيارة):- أصلا جولاتك كلها ليلية يا باتماني سو لا تنزعج إن تدللنا عليك قليلا أنا وهذا الولد
خوري(بصمت):-إن فرغتِ من استعراض سيدات الأعمال تحركي إذن
ناريانا(لفت الوشاح حول عنقها):- الجو بارد
خوري(رفع حاجبه وهو يومئ لها برأسه):- لو تسرعين خطواتكِ ستجدين الدفء المستحب
ناريانا(رمقته بطرف عين):- خوري
خوري:- همم
ناريانا(وضعت يدها بذراعه لتتأبطها وتضع رأسها على كتفه):- أدفأ هكذا بسرعة
خوري(راقبها وهي تتخذ وضعيتها بجواره في ذلك الرواق):- …افعلي ما تحبينه لكن لا تتمادي
ناريانا(امتنت من موقفه وعدم اعتراضه لذلك تأبطت ذراعه بأريحية أكثر):- شكراااا
خوري(شتم في سره):- لولا الطفل آخخخخ …
ما إن دخلا من باب العاملين حتى تركها تسبقه إلى غرفة أخته ، في حين علم أن ميار بغرفة الطبيب المراقب لوضع جوزيت وقد كان بانتظار بعض التحاليل مما سيعطيه بعض المجال لرؤيتها بسرعة ..
خوري(دخل متخفيا):- جوزيت ؟
جوزيت(ابتعدت عن حضن ناريانا وأجهشت بالبكاء):- خيري اهئئئ
خوري(اقترب منها بثقل لاحظ أنه يتضاعف ليكون بوتيرة أسرع):- لقد أتيت …أتينا يعني
جوزيت(ارتمت بحضنه):- رأيتُ أطفالي أحضروهم هذه الأمسية …إنهما حلوين جداااا
خوري(نظر بطرف عين لبطن ناريانا):- ليكونا بصحة جيدة فهذا أكثر ما نتمناه ..وأنتِ يعني يجب أن تستعيدي عافيتكِ لأجل العملية المقبلة علينا
جوزيت(نظرت لناريانا):- ألم تخبريه ؟
ناريانا(برقت عيناها بتحذير لجوزيت):- أ…تبادلا أطراف الحديث سوف أشغل ميار يعني لسنا مستعدين للمفاجآت احم ..
خوري(صغر عينيه فيها بوعيد):- نتحاسب لاحقا ،وأنتِ يفضل أن تبدئي بالحديث
جوزيت(تملصت من جواره لتعود لوضعيتها وتتكئ على وسائدها):- قررت ألا أقوم بها
خوري:- قررتِ ماذا ؟؟؟
جوزيت:- لن أنجز العملية ، سبق وأخبرت الطبيب بذلك
خوري(رمش مرتين قبل أن يفلت عن ضحكة غبن تجلت فيها كل المعاناة التي يستشعرها ذلك اليوم):- أيصور لكِ عقلكِ أنه بإمكانكِ الاعتراض ، مهلا هل تظنين أنكِ تملكين الحق في الرفض والقبول سيدة جوزيت؟
جوزيت(عقدت حاجبيها من نبرته المخيفة):- خيري لماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟
خوري(رفع سبابته بوجهها):- اسمعيني جيدا يا جوزيت الراجي ، عملية القلب خاصتكِ ستتم ما إن تستردي عافيتكِ هذا أولا …ثانيا لا مجال للاعتراض أو التراجع ، ثالثا وهو أهم بند في الحكاية هو أنه سبق وتم اختيار القلب الذي سنضعه بجسدكِ يعني …لا فرصة أمامكِ سوى الرضوخ أو ..لأعطيكِ نبذة قصيرة عما سيحدث إن رفضتها
جوزيت(رمشت بقلق من جمله):- أظنني مستعدة لسماع التتمة طالما اتخذت طريق الوعيد
خوري(بدأ يعد بأصابع كفه):- أول شيء ستموتين سيبكون عليكِ طبعا فالراجية فئة درامية بامتياز من الكبير إلى الصغير ، ثاني شيء حبيب قلبكِ سيمزق وتينه بعد فراقكِ ولكن …فترة فترتين سيتعود مجبرا المسكين فلديه طفلين عليه رعايتهما لن يتحمل فهو لا يملك فكرة أصلا ، سو سيعطي المجال لإحداهن وبما أن نساء الراجية ضليعات بالتربية فسيقترحن المساعدة ولكنه معتد بنفسه لذلك اقتراح عروس متوفرة سيكون مناسبا جدا …إذا لماذا سنذهب بعيدا أم رامي موجودة سيبحث عنها لترعى طفلهما وبالمرة ترعى الاثنين وتكون قد أخذت الجمل بما حمل …هذا مجرد تصور يعني ما لم تضع الراجيات احتمالات الزوجات المتوفرات فذلك أبعد خيار أمامنا ، بينما أنتِ هووه ألف رحمة ونور عليكِ حبيبتي
جوزيت(مطت شفتيها بحزن):- كيف تخبرني بذلك لم أنت قاس هكذا ؟
خوري(بنفاذ صبر ارتفع مزمجرا):- لأنكِ تخوضين حوارا فاشلا في شأن تم الاتفاق حوله ، عمليتكِ لن ترفض بل ستنجزينها مجبرة إما ستموتين مستسلمة أو تموتين وأنتِ تحاولين على الأقل ليعرف أبنائكِ أنكِ قد حاولتِ البقاااااااء ولم تنجحي
جوزيت:- أسلوبك جارح في إيصال الأفكار ، عليك تعلم بعض اللباقة يا خيري كي تجيد التعامل مع الجنس اللطيف
خوري(سحب نفسا عميقا):- …ليس أمامكِ خيار
جوزيت:- وأنا سبق واتخذت قراري
خوري(عاد إليها وهو يشير نحوها):- لن أسمح لكِ لن أدعكِ تحرمينني منكِ فهمتِ ….؟
جوزيت(عقدت حاجبيها):- لماااااااااذا …ماذا أكون لك حتى تتمسك بي لتلك الدرجة ؟
خوري(أفلت عن تنهيدة عميقة):- أختي…إن كنتِ قد تغاضيتِ عن ذلك فأنا لا أنساه
جوزيت(رفعت ظاهر يدها لتتحسس جبينها):- تمام تمام أنا لم أجد إيصال الفكرة لك، إنما يا خيري هذا موضوع شخصي يخصني أنا بمفردي ولا أسمح لأحد بالتدخل فيه
خوري:- ولا حتى أبو أولادك ؟
جوزيت:- ذلك المجنون لن يعرف وإلا سيفطر قلبي أكثر مما يفعل الآن ،أنا لم أصدق غفرانه لي ولا حتى تعامله الجيد معي بعد إخفائي للقنبلتين خاصته …ميار لا يجيد الكذب فيما يخص المشاعر أي نعم قد ضغط على نفسه لأجل وضعي الصحي وهو يعاملني بلطف لكنه لا ينسى الأذية بسهولة …لا يستطيع أن ينسى
خوري:- وماذا أستنتج من جملتكِ هذه ؟
جوزيت:- أنه سينتقم مني وسيؤلمني وأنا لن أتحمل ذلك منه …ولهذا
خوري(جلس على الكرسي ليفلت عن تنهيدة عميقة):- قررتِ الهرب بكل جسارة
جوزيت(مسحت دموعها):- أفضل لي من أعيش حرمان أولادي الذي لن أتحمله ، لا هو ولا جفاء حبيبي الذي انتظرت شهورا طويلة كي أجتمع به …قد ظننت أنه فعلا سيفرح بهما وسيغفر لي ولكنه ممثل فاشل فاشل لدرجة الإقناع
خوري:- قد غفلتِ عن شيء مهم جوزي
جوزيت(نظرت إلى الألم المرتسم بملامحه والذي لاحظته لأول مرة):- ماذا ؟
خوري(بتأثر):- أنني موجود في ظهركِ ، يعني أنتِ لستِ وحدكِ أنا هنا بجانبكِ ولن أسمح له بسلبكِ من أولادكِ ولو اضطررت لاختطافهما وإبعادهم رفقتكِ لقاع الدنيا …تعلمين أنني سأفعل
جوزيت:- لماذا ….صارحني لماذا تتكبد عناء هذا الوجع خيري ، لماذا أنت مصر على حمايتي لماذا تعاملني بهذا الدفء الغريييييب ؟؟؟
خوري(نهض من كرسيه):- أمر إلغاء العملية غير وارد ، ستنجزينها وستنجح وستعودين للحياة التي ستستقبل أحلامكِ مع أطفالكِ من جديد
جوزيت(وهي تلاحقه بعينيها):- خيري …خيري لا تذهب لا….
ناريانا(دخلت ركضا وأغلقت الباب خلفها):- ميار في طريقه إلى هنا مع الطبيب
خوري(زفر عميقا ثم نظر لجوزيت):- لا تقلقي
جوزيت(برعب):- سيراك سيفهم أمورا غير لائقة ماذااااا سنفعل ؟
ناريانا(نظرت إليه ثم إليها ثم للباب وعضعضت شفتيها):- لدي فكرة……
ميار(فتح الباب):- تعال وتفقدها من فضلك مرة أخرى لأنها لا تصغي للكلام ، إنها تتناول الأطعمة على سجيتها وهذا سيضر بصحتها فرجاء أقنعها بدلا من استعمال أساليب التعنيف
الطبيب(حول عينيه):- تمنيت سماع جملة واحدة من فمك لا تحمل أدنى تهديد حممم ، مدام جوزيت ما الأخبار ؟
جوزيت(بتلعثم):- بخير …كنت أستعد للنوم حضرة الطبيب
ميار(جاء جوارها):- ليس قبل أن تسمعي كلام الطبيب ها دكتور هل تنتظر الضغط على زر التشغيل أم ماذا ؟
الطبيب:- سمعت أنكِ لا تنتبهين لأغذيتكِ يا ست جوزيت، وضعت البرنامج لأجل صحتكِ فأرجو ألا تخرجي عنه
جوزيت:- حاضر دكتور سأفعل
ميار:- هذا ما استطعت قوله ، تمام سنرى لأنها لو كررته سآخذها من هنا وسيبقى ذنبها برقبتك
الطبيب(انتبه للشرفة):- يوجد تيار هوائي سيجعلكِ تصابين بزكام نحن في غنى عنه
ميار(تحرك لأجل إقفال الشرفة):- نقفله نقفله ولا يهمك
ابتلعت ريقها وهي تراقب اقترابه من الشرفة التي كلما اقترب منها تضاعفت أنفاسها المختنقة رعبا مما يوجد هناك…لذلك أخذت تبحلق في كل مكان فلمعت ببالها فكرة أخرى لإنقاذ الوضع وعليه أمسكت على قلبها وبدأت الاستعراض …عاد ركضا إليها بينما اقترب الطبيب منها لقياس ضربات قلبها وتفقدها مما أعطى لناريانا فرصة للخروج من الشرفة رفقة خوري الذي كان ممتعضا مما يحصل برمته..
ناريانا(وهي تشتم تحت أنفها وتعدل شعرها):- تبا للصدف لولا إصرارك على رؤيتها لما حصل ما حصل
خوري(وهو يسير جوارها منزعجا):- والله لولا التصاقكِ بي كدودة القز لما انحشرنا في تلك الشرفة
ناريانا:- أنا التصقت بك كدودة القز هاها ، أتنكر أنك استمتعت بذلك الوضع ؟
خوري:- ليس أكثر منكِ فقد كنتِ تأملين الارتماء بأحضاني منذ البارحة
ناريانا:- أتعرف شيئا دعنا نصمت فقد بدأ الحوار يتخذ مجالا قبيحا
نبيلة(نادتها من الخلف):- ناريانا
ناريانا(جمد الدم بأوصالها حين لفت وجهها لتنظر إليه بينما هو رفع ذقنه واستمر):- قممم
نبيلة(صغرت عينيها في جثته التي ابتعدت مولية ظهرها):- من ذاك الذي كان معكِ ؟
ناريانا:- أ….شخص تعرفت عليه بالمشفى كنت أدله على الأروقة جدتي
نبيلة(صغرت عينيها):- تدلينه على الأروقة ، قد بدا لي وكأنكِ تتشاجرين معه يا ابنتي ؟
ناريانا:- لالا لا أتشاجر إطلااقا يعني ، أ…آه آه يعني انزعجت لأنني دللته على الطريق وما كان يدرك لذلك أجبرني على المساعدة التطبيقية أجل هذا هو
نبيلة:- أنا راحلة للبيت ، حفيدتي بأمانتكِ غدا صباحا سأعود لتفقدها
ناريانا:- ممكن يا جدتي غادري أنتِ ألف سلامة
نبيلة:- حاولي أن تأخذي وقتا للراحة فأنتِ أيضا بحاجة إليها
ناريانا(نظرت لعيون نبيلة التي كانت تتفرس بطنها):-حممم حاضر جدتي
ناريانا(فركت يديها حين رمقت إصبعه وهو يشير لها باللحاق به):- لم أتبعه في كل مكان ، كيف يسيطر عليكِ يا غبية أبفهم ؟؟؟؟
خوري(وهو ينظر حوله حين جذبها للزاوية القصية):- كلمتان وبعدها سأغادر
ناريانا:- بدوني ؟
خوري:- سيعيدكِ رجالي
ناريانا(عقدت حاجبيها):- ماذا يحدث ؟
خوري(زفر عميقا):- غدا سأسافر
ناريانا(عقدت حاجبيها ونظرت حولها ثم إليه):- في ظل هذه الظروف ستتركنا يا خوري ؟
خوري:- الأمر عاجل
ناريانا(زمت شفتيها):- أجٍّله ؟
خوري:- لا ينفع
ناريانا(طأطأت رأسها وهي تشعر بقشعريرة برد في جسمها):- أنت أدرى ..هيا تفضل وقل وصاياك حتى يتسنى لك العودة لجمع حقائبك
خوري(أمسكها من ذراعها ليجذبها نحوه):- اسمعيني أسلوب العبط لا يعجبني ، أنا مسافر لأجل عملي ولست مجبرا للتبرير لأي كان …لذلك
ناريانا:- هاااه وصلنا لفقرة الوصايا ، سأهتم بنفسي وبابننا جيدا ، لن أخرج إلا للضرورة سأرعى جوزيت والصغيرين وسأحميها من ميار أساسا ستكون عيون رجالك حريصة لكن مع ذلك حمايتي واجبة بطبيعة الحال …هل وُفقتُ في تعدادها بشكل جيد ؟
خوري(عض طرف شفتيه وهو ينظر إلى بريق عينيها الدامعة):- لولا معرفتي بكرهكِ لي لقلت أنكِ قد حزنتِ لسماع خبر سفري …ماذا هل ستشتاقين لي ؟
ناريانا(دكت الأرض بقدمها لتمسح على شعره):- والله قد أشتاق لكن ليس لحضرتك بل لشتمك وإغضابك وإخراجك عن طورك من فرط العصبية ، أجل
خوري(لانت ملامحه):- كيف تورطت بسبائككِ يا ابنة الشمس ؟
ناريانا(فتحت عينيها بدهشة):- خوري ؟
خوري(أمسك خدها بيده ليجذب فكها نحوه):- حذار من اللعب فعيوني سترصد أخطائكِ الواحدة تلو الأخرى ، ثم لو احتجتِ أي شيء جابر في الذمة
ناريانا(وضعت جبينها على فكه لتستريح بضعف):- متى ستعود ؟
خوري:- متأكدة أنكِ لن تشتاقي لي ؟
ناريانا:- هه …طيب لا تتأخر فحسب واطمئن سنكون بخير
خوري:- سيكون ذلك سأحرص عليه ..هيا أطلنا كثيرا في هذا ستتبعين أوامري وإلا
ناريانا(برتابة كمن حفظت كلامه عن ظهر قلب):- نلت شرف غضبك يا روحي
خوري:- جيد قد حفظتِ الدرس جيدا ، إلى اللقاء
ناريانا(أردفت من بعده وهي تمسح على بطنها):- القريب …انتبه لنفسك
خوري:- انتبهي لأختي
ناريانا(رف قلبها لتتبعه بخطوات عفويا):- لحظة …
خوري(توقف عن المسير ليلتفت نحوها):- أفندم نارو ماذا بعد ي….
ناريانا(لم تقل شيئا بل ارتمت بحضنه فجأة لتعتصر نفسها بداخله):- لست أحبك لكنني أقلق عليك فلا تتأخر بالعودة ..هيا رافقتك السلامة
خوري(عقد حاجبيه من تصرفاتها):- هذه أول مرة أحظى بهذا التوديع المفرط بالحرارة
ناريانا(مسحت دمعاتها):- هه لا تتعود فهي مجرد هرمونات زائلة
خوري(هز رأسه منسحبا):- متأكد من ذلك
ناريانا(همست من بعده وهي تلاحقه بعينيها):- أتمنى أن تكون كذلك وإلا سأكون قد تورطت بك يا لعنة الظلام ..آآآآه


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-04-20, 03:43 AM   #1040

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في نفس الليلة بروما
في ذلك المنزل الجبلي الذي وجدت نفسها أسيرة بداخله حين انتفضت من إغفاءتها وهي تصرخ وتمسح عرق جبينها ، ترتجف والدموع تنهمر من مقلتيها بدون توقف ..تنظر من حولها بريبة تمسح على شعرها وتعيد الكرة وكأنها تحاول استعادة رشدها أو معرفة موقعها الذي تتواجد فيه حاليا …فجأة فتح الباب وأطل عليها حين رمقت وجهه لم تستوعبه للوهلة الأولى لكن بعد لحظة شهقت بعمق وهي تهز رأسها بعدم تصديق وكأنها علمت للتو بأنها فعلا قد تحررت من براثن الوكر …
وائل(صب كوب ماء):- اهدئي كان كابوسا وانتهى
ميرنا(وهي تفرك يديها):- أنا ….حرة الآن صح ؟
وائل(أعطاها تشرب ليسحب يده في جيبه):- غالبا ذلك ما حدث
ميرنا(وهي تشرب برجفة):- …متى نعود للوطن أريد العودة لا أستطيع التحمل بعد ، هنا هنا يخنقني وأشعر بالخوف ما ربما كان مجرد حلم عابر ، …لا أثق بأنه سيتركني وشأني ..هو لا يفعلها هو قريب منا جدا ..، يعرف كل شيء وكل شخص حولنا حتى أنه ملم بأسرارنا الدفينة إنه إنه شببببح مخييييف لالا اهئ لن أتحمل العودة إلى هناااااااااك لن أتحممممممممل
وائل(كتف يديه ليجلس مقابلها على الكرسي حين دفنت وجهها بين يديها):- استجمعي نفسكِ لن نتمكن من عبور الحدود بهذا الهوان ، لقد تحررتِ الآن قايضته بأغلى ما يملكه لذلك لن يسعه المجازفة
ميرنا(ناظرته باستغراب):- برودك يوازي جمود هذه الحيطان
وائل:- فيم يهمكِ ذلك…أنتِ مدينة لي بإنقاذ حياتكِ هيا على الأقل ستفرح ميسون
ميرنا:- أنت تعاملني بهذا الجفاء لأنني هجرتك ليلة رأس السنة وذهبت إليه ، جازفت بكل شيء لأكون معه وعرضت نفسي لهذا الخطر الذي جعلني مختطفة كل هذا الوقت …تعاقبني لأنني خذلتك وكسرت أملك فينا بل حطمت إيمانك في علاقتنا وخنت تلك الثقة
وائل:- حديثكِ يصيب العمق لكن مع الأسف وائل السابق كان ليتأثر ، أما أنا فما شعرت بشيء
ميرنا(مسحت دموعها بظاهر يدها):- أستحق …أستحق منك الجفاء ومن حكيم النفي ، أستحق من ذلك الوحش العقاب ومن هذه الحياة جحيما لا يتوقف ، أستحق كوني لم أعرف قيمة حياتي ولا المحيط الذي أعيش وسطه ، لم أقدر شيئا كنت مستهترة لدرجة الغرور قد اعتقدت أن تلك الوعود ثابتة ، أن المشاعر لا تزول ، أن الحب لا ينتهي لكن …ههه أيقنت أن لا شيء يدوم
وائل(مسح على ركبته):- هييه يا ميرنا إنها الحيااااااة !
ميرنا(نظرت إليه بعتب ثم هزت رأسها بدون فائدة):- لو سمحت أرغب بالبقاء بمفردي
وائل:- خففي فقط من صراخكِ أثناء نوم رشاد فمناوبته ستبدأ قريبا
ميرنا(أردفت بعد وقوفه):- كيف هي زوجتك ؟
وائل(وضع يده بجيبه والأخرى أخذ يلوح بها بكل غرور):- تنتظرني ، أجزم أنها زوجة صالحة لن تتعبني مستقبلا
ميرنا(مطت شفتيها):- أتمنى ذلك ..أنت تستحق كل الخير وائل
وائل(رمق جديتها وعقد حاجبيه):- من قلبك ؟
ميرنا(بوداعة جدية حقا):- من قلبي ، نلت كفايتك من خيباتي آن الأوان كي تنظر لبقية الكأس الممتلئ
وائل(جذب مقبض الباب):- لأعيدكِ أولا سالمة ، وبعدها أحدد طريقي إلى زوجتي
ابتسمت بمرارة وهي تعتصر قبضة يديها التي لم يلاحظها كما ظنت …ما إن أغلق الباب حتى أفلتت عن آه عميقة تلتها دموع كظمتها بكفها كي تخرسها ولا تفضح أمامه ، اتكأت بجدعها على السرير لتتكور كما تعودت خلال الأشهر الماضية وتدخل لقوقعتها التي تخرس جوفها المحترق …أما عنه فقد كان جاثما أمام بابها ينظر للفراغ الذي سحب بعده نفسا عميقا جعله يهز رأسه ليتوجه للمطبخ ويعد لنفسه كوب قهوة ويجلس بالشرفة متأملا الأجواء الهادئة بابتسامة ثقة تبرز خلفها الكثير من الخبايا ….
"الخبَايا التي تُغلفُ أنة الأسرَار المُستعصِية هي التي تَكسرُ جسرَ المَودة ، تُخلفُ هُوَّة سَحيقة من الجَفاء الذي يُعطي للبُعد مِسَاحة تزيدُ الوضعيَّة إحباطا يمدِّدُ مسافَة الفُراق المُعنونِ باسم الظرُوف السَيّئة"
"ماذا يأتي بَعد النِّسيَان ..لا شَيء ؛ سوى حَزمة ذٍكريات تلتصقُ بجُدران العَقل تقفزُ مَرة بعدَ مَرَّة لتًذكِّرنا بأننا كُنا شَيئا بالمَاضِي ولم نعُد …لم نعُد !!"
جرب أن تلمسني
حكيم(فتح عينيه لينهض من فراشه وهو ينظر حوله):- أتعبتني بترهاتك ، يكفي لم أعد أصدق هذا الهراء مجرد أوهام جعلني سجن الشمطاء أبنيها من فرط الملل …أيا كان ذلك ليتوقف فلم أعد أرغب بالاستمرار في هذا الهراااااااااء …
الصوت(همس بأذنه لينفخ ريحا بوجهه):- لكنك تَشْعُرُني
حكيم(أغمض عينيه):- دعيني ألمسكِ
الصوت:- جرب ….لكن ليس هنا ، بالأسفل بجواري
حكيم(نفض الغطاء لينهض):- لنرى أين ستنتهي حماقاتك العقلية يا حكيم يا راجي ، ع آخر زمن سيقولون أنك جننت بسبب ليندا الحقيرة ، تبا حتى أنها عيبة في حق مسيرتي آآآىه
نزل من غرفته وسط الظلام وهو يتسحب كي لا يشعر به أحدهم ، اتخذ الممر القصي لكي ينزل بجانب القبو حيث كان التمثال ما يزال في مكانه اقترب منه بهدوء لكنه لم يتمكن من الاستمرار ، استشعر حاجزا يحول بينه وبين التمثال لكنه مد يده ليتفحص الأمر فوجده كالبوابة المتذبذبة ، مخفية بسبب سحر ليندا التي حرصت على حماية القبو بعد الخسارة الفادحة التي تسبب فيها آخر مرة … لكنها لم تشك قط في حكيم مما أعطاه ميزة راحة جعلته يتحرك كما يحلو له ، والآن عليه تجاوز تلك البوابة المخفية فالتمثال أمامه لكنه غير قادر على لمسه أو الاقتراب منه ، لكن لم كل هذه الحماية يا ليندا ؟
أغمض عينيه ثم تراجع خطوة ليتقدم خطوة أخرى بقوة أكبر لكن شيئا ما كان يعيده للخلف ويجعله يرتد ، لذلك أشار نحوها بإصبعه وهو يشتم ببذيء الكلام سوء وضعه الذي آل إليه مع جنون الحجارة التي أطبقت على أنفاسه آخر فترة …لكنه لم يتوقع البتة أن يكون لشتمه صدى حين استشعر هالة غريبة من الطاقة التي شملت زوايا المكان لتندثر تلك البوابة اللامرئية من أمامه ، هنا صفق بعدم تصديق وتقدم مندهشا صوب التمثال الذي لامس كفه وهو يشيد بجدوى احترام قدراتها
موجة من الوميض الأبيض انبثق من التمثال الذي أعمى بصيرته وجعلته ينسحب معها في تلك الهالة الملامسة للحقيقة الواقعية …
في رقعة خضراء كانت تلامس بيديها كومة تراب تحاول أن ترفعها بجهد جهيد ، لكن على ما يبدو قد استعصى عليها الأمر لذلك نفضت التراب بيديها غضبا ونهضت لتعاود الدخول للكوخ الذي شاهده من قبل ….
الفتاة:- لم أفلح في إلقاء التعويذة اليوم أيضا
الساحرة:- ستعيدين الكرة مرة تلو الأخرى حتى تنجزيها ، لا وقت لنضيعه قد اقترب موعد الفصال
الفتاة(طأطأت رأسها):- لكنني مرهقة
الساحرة:- وما شأني …عودي لعملكِ وكفي عن التذمر وإلا أرديتكِ قتيلة
الفتاة(سحبت شعرها الطويل للخلف وعادت لموقعها):- لم تلاحقني ؟
حكيم(توقف عن المسير واستدار خلفه ثم عاد ليناظرها):- هل تستطيعين رؤيتي ؟
الفتاة(هزت كتفها لتستمر):- أنا أدخلتك إلى عالمي إن كنت تتذكر ذلك
حكيم:- لماذا اخترتني ، ماذا تكونين أنتِ …أجيبي عن أسئلتي فقريبا سأفقد صوابي بسببك ؟
الفتاة(جلست على طرف الحجرة):- أنت ستساعدني في التحرر لأنك الشخص القادر على ذلك
حكيم(اتكأ على جدع الشجرة أمامها):- أبعرف لماذا أنا تحديدا ؟
الفتاة(نظرت إليه عميقا):- لأنك نصفي الثاني ، شبيهي ، وتوأم روحي
حكيم(رفع حاجبه لتتبلد ملامحه بضحكة):- هههه … في أي حلم نحن كي أوقظ نفسي ؟
الفتاة(رفعت يدها لتدفعه بدون لمس):- في حلمي
حكيم(اندفع للخلف):- رويدكِ …شكلكِ تحبين المتاعب
الفتاة(نفضت يديها):- حكيم الراجي … سنبدأ رحلة استعادتي
حكيم:-وما الذي سأستفيد منه هذا لو افترضنا أنني أصدقكِ ما ربما كان كل هذا مجرد تهيؤات ينسجها عقلي المريض ؟
الفتاة(نهضت لتقترب منه):- عقلك أم عقلي ؟
حكيم(صغر عينيه وهو يتفحص تفاصيل وجهها الذي يراه لأول مرة عن قرب):- أنتِ …تبدين مألوفة جدا …كأنني رأيتكِ من قبل ؟؟؟
الفتاة(رمشت وهي تناظر ملامحه أيضا):- ربما …في زاوية من زوايا عقلك المريض
حكيم(رمش وهو يلاحقها):- انتظري …متأكد مما أقوله ، هل سبق والتقينا ؟؟
الفتاة(استوقفته بحركة يدها):- ستناديني الآن …لا يجب أن تراك ، أمسك كومة تراب وامسح بها على وجهك كي لا تستشعر وجودك
حكيم(عقد حاجبيه):- ماذا تقولين ؟
الفتاة:- الآآآآآن …إنها قادمة
حكيم(فعل كما طلبت على مضض):- هففف لنرى آخر هذا العبط
الفتاة(أشارت له ليختبأ خلف الشجرة):- أسرع …
الساحرة(وثبت خلفها):- ماذا تفعلين هل تتقاعسين الآن ، بعد أن قطعنا كل تلك الأشواط لأجل الفصال ستتكاسلين في الحصول على الطاقة اللازمة ؟؟؟
الفتاة:- إنني أفعل ذلك ، أفعل ذلك
الساحرة(حركت إصبعها لتخنق الفتاة بشعرها الطويل الذي التف حول رقبتها):- اسمعيني جيدا لم أجازف بسنوات عمري كي أخسر في النهاية ، ستجعلينني أحصل على ما أريده أو سأقتلكِ وأقتل كل سلالتك
الفتاة(مختنقة بشعرها وتشير له كي لا يحاول الاقتراب):- سأف…سأفعل لكن لا تؤذيهم لا
الساحرة:- عرقكم متخم بالشاعرية التي لا تسمن من جوع ، لكنه مفيد ..انصرفي لعملك
الفتاة(أخذت تعدل شعرها بعد أن فكته):- هففف … هل جننت أكنت ستقترب حقا ؟
حكيم:- وهل كنت سأدعها تخنقكِ هذا لو صدقنا جميعا أننا في واقع الأحلام ؟
الفتاة:- واقع الأحلام ..هه أنت تتحدث بلكنة غريبة وأفكارك كلها خليط من الترهات
حكيم(فتح فمه بدهشة):- هل شتمتني للتو ؟
الفتاة( تجاوزته):- إن شئتَ هو كذلك
حكيم:- تمالك نفسك يا حكيم هل ستضرب فتاة في واقع الأحلام ؟؟
الفتاة(نظرت إليه ثم تابعت المسير):- عليك أن تتبع خطواتي كي لا تستشعر وجود غريب على أرضنا ، غير ذلك يجب أن تحفظ كل ما ستراني أفعله كي تطبقه وتعيدني لواقعك المريض
حكيم:- عفوا هل أنا مجبر على سماع شتمك طوال الوقت ، لالا لأفهم أولا مع من أتعامل من أنتِ يا فتاة ولم تحبسكِ تلك المرأة ؟
الفتاة:- لا يزال أمامنا الكثير من الوقت لتبادل بطاقات التعريف ، الآن يجب أن تجاريني كي نكسب الوقت وإلا ستعرف خاصتي وخاصتك بلقائنا وقتها سيتبدد أمل عودتي للأبد
حكيم:- تمام ..لنقل أنني صدقتكِ ، ألا أحتاج دليلا للتأكد من ذلك ؟
الفتاة(رفعت إصبعها فجأة وأشارت لجبينه):- أغمض عينيك لحظة .. وتذكر فأنت كنت هناك حين سلبوني منكم ، كنت هناك ولكنك لم تفعل شيئا لإنقاذي يا حكيييييييييم
حكيم(انتفض للخلف من قوة صرختها التي هزت سكون ذلك المكان):- وُووو ماذا حصل ؟
الفتاة(أخذت تلهث وتمسك على صدرها من الطاقة التي انبثقت منها):- لا تجبرني على اتخاذ هذا الطريق ، أنت لست مستعدا لفتح كتاب الأسرار ..أنت هنا لمساعدتي أنت مجبر على ذلك وستفعل ستنقذني من هذااااااااا السسسسسسجن
حكيم(أشار إليها):- تمام تمام أساعدكِ لكن تمهلي لا داعي للصراخ ..أملك آذانا جيدة
الفتاة(ناظرته بعصبية ثم تابعت مسيرها):- معتوه معجب بطوله وعرضه ولحيته ويعتبر نفسه آية في الوسامة ، تبا لعرق الرجال الفاسد كلهم من نفس العينة
حكيم(عقد حاجبيه وهو يعدل قميصه الذي تبعثر من الريح التي عصفت به):- لماذا أشعر أن حديثها مألوف لدي ، لالا ليس الحديث فحسب بل هنالك شبه في طباعها بعينات عاشرتها طويلا جداااااااا ….آه يا الله إن كنت في بداية الجنون فاجعلني سليما لأجل طفلتي
حمامتي
ميسون(انتفضت من سريرها فجأة):- هئ بابا حبيبي …بابااااا حبيبي
مديحة:- هذا صوت حفيدتي ؟؟
عواطف(فتحت الباب):- ميسون …ماذا يا حبيبتي ؟
ميسون:- هفف كان حلما غريبا ، بابا حبيبي كان يناديني
مديحة:- الماء يا عواطف ، حبيبتي كنتِ تحلمين
عواطف(صبت الماء لأجلها):- اشربي القليل كان مجرد حلم
ميسون(التقطت أنفاسها بعد أن شربت القليل):- همم …كان حلما غريبا شعرت وكأنه يلامس الحقيقة ، قد كان في أرض بعيدة وكأنه محتجز هناك مع امرأة تشبه عماتي
عواطف(عقدت حاجبيها ونظرت لمديحة):- تشبه عماتك ، هاه إذن هي ميرنا يعني غالبا هي موجودة هناك أيضا
ميسون:-لم تكن ماما …لم تكن ماما
مديحة:- إذن هي إحدى عماتك الله الله مجرد حلم يا ابنتي هل سندقق فيه أيضا ظ
عواطف(ابتلعت ريقها):- كيف كانت تبدو ؟
مديحة(أومأت لها):- حبا بالله يا عواااااطف لا تبدئي
عواطف(جلست بجوارها):- اخرسي يا مديحة دعيني أسمع
ميسون(بشرود تحاول تذكر تفاصيلها):- كانت تشبه عماتي ، لا أعرف كيف أصفها ولكنها مألوفة جدااا هكذا شعرت أنا وبابا حبيبي
مديحة(نظرت لاهتزاز حدقتي عواطف):- …حسنا حسن إنه مجرد منام أليس كذلك ؟
عواطف(أفلتت عن شهقة لتعدل غطاءها):- أجل مجرد حلم ليس إلا
مديحة:- هيا لنحصل على بعض النوم صغيرتي ..وأنتِ …اسبقيني
عواطف(نظرت لميسون التي عانقت دوبي خاصتها واستسلمت للنوم):- تت …
مديحة(أغلقت الباب بعدها وجذبت عواطف من ذراعها):- ماذا يختي فيم سرح عقلكِ ؟
عواطف:- يعني …لم يسرح بعيدا فالموتى لا يعودون لكن … قالت أنها ليست واحدة من عماتها ولكنها تشبههن إذن من ستكون غير …
مديحة:- تئ رحمة الله عليها ربما زارتها في الحلم ، ثم هي طفلة يعني وارد أن ترى الكثير لأنها بريئة ولم تذنب بعد
عواطف:- معكِ حق …معكِ حق يا أختي هيا دعينا لا نطل الحديث لتنصرف كل واحدة لغرفتها قد تعبنا اليوم وغدا سنستقبل حفيداتنا بخير وسلامة
مديحة(رفعت كفيها للسماء):- إن شاء الله يا رب ..تصبحين ع خير يا أختي
عواطف(اعتصرت صدرها وهي تتحرك بعيدا):- ميسم …..
حكيم(توقف عن المسير حين توقفت قبله):- ما بكِ تجمدتِ يا آنسة ، ؟؟
الفتاة(عقدت حاجبيها ونظرت للسماء):- هل سمعت شيئا ؟
حكيم:- صوتكِ الرخيم أجل سمعته
الفتاة(حولت عينيها):- هممم …لنستمر
حكيم:- نسير منذ وقت يعني كي أقيس المدة الزمنية بين واقعي وواقعك عليكِ إمدادي بالقيمة ؟
الفتاة:- لا يوجد توقيت هنا يا حكيم ، أنت في المجهول الذي لا نعلم إن كان سيطول أم سينقص عليك أن تجاريه لا غير
حكيم:- غالبا سأعود لواقعي وأنا كهل عانس
الفتاة:- ههه .. لكنك تزوجت مرة
حكيم(برقت عيناه):- هل تعلمين كل شيء عني ؟
الفتاة:- وأحفظ كل أسرارك عن ظهر قلب ، حتى تلك التي تخفيها بينك وبين نفسك
حكيم:- هذا ليس من الإنصاف بينما تعرفين كل شيء عني أنا لا أعرف حتى اسمكِ
الفتاة:- أعطيتك سبيلا للمعرفة ولكنك استهنت به إذن لا عتب ..انتهى الحديث سنبدأ العمل من هنا هيا
حكيم:- ما المطلوب من باب العلم بالشيء آنستي الغريبة ؟
الفتاة:- سنحفر
حكيم:- أفندم ؟؟؟؟؟
بعد مدة
حكيم(وهو يمسح عرق جبينه بعد أن حفر نسبة معينة في الأرض):- أخبريني إلى أين ستمتد هذه الحفرة يعني ما الخطة فحضرتي يحفر منذ ساعات طويلة دون معرفة بالهدف
الفتاة(وهي تحاول تجربة التعويذة خاصتها):- هففف لو تخرس منذ أن بدأت الحفر وأنت تتذمر كالقطيع الضائع في البراري
حكيم(وضع الفأس وثبته أرضا ليتكأ بيده عليه):- هذه الشتيمة رقم عشرين لو أضفتِ رقما بعدها سأرحل
الفتاة:- هه لو علمت طريق الخروج فافعل ، عزيزي أنت أسيري هنا ووحدي من يمكنه تحريرك لذا تابع عملك ولا تجعلني أغضب
حكيم(رمى الفأس):- اغضبي يا هذه لا توجد هنالك امرأة تلوي ذراعي …هيا أنا راحل
الفتاة(ببرودة):- الطريق طويل أمامك تفضل
حكيم(جلس على حجرة):- لماذا أنا مجبر على الإصغاء لعبط فتاة مشبعة بالسحر والشعوذة ، لا أدري إن كانت حقيقة أم مجرد هراء ينسجه عقلي …اسمعي قد اكتفيت هنا أعيديني من فضلك ولا تستدعيني لأنني غير مستعد لفقدان عقلي بعد أن
الفتاة:- اقترب موعد عودتك لأحبائك ، أعرف أنك متلهف للرجوع لكن العودة لا تكون دوما بذلك الشغف فنادرا ما تتحقق الأشياء التي كان يترقبها عقلك ..قد تصدمك الوقائع وتخبو حماستك وتصاب بالخيبة ولذلك …أنت مجبر على الإيمان يقينا أن لا شيء يبقى على حاله
حكيم:- كان لدي نسبة معينة من الإحباط حضرتكِ أوصلتها للحد الأعلى
الفتاة(شردت في البعيد):- أنت مشرد مثلي ..
حكيم(سرح في نظراتها الشاردة):- حتى لو أخفيتِ ذلك …نحن فعلا نعرف بعضنا مسبقا
الفتاة(نهضت):- وأنا لم أنكر ، اتبعني سترى الحاصل الذي وصلنا إليه من حفرك
حكيم:- سألقي نظرة وستعيدينني لا أريد البقاء هنا
الفتاة(انتظرته حتى أطل على الحفرة):- هل ترى ؟
حكيم:- ماذا سأرى لا يوجد سوى التراب هنا
الفتاة:- راقب جيدا ما سيحدث بعد لحظات
رفعت تلك الحفنة التي كانت تحتفظ بها بين كفيها وألقتها بداخل الحفرة ، أخذت تدمدم تحت أنفها بكلام مبهم لم يفقه فيه أي شيء ، بل ظل شاردا في تقاسيم وجهها وشفتيها اللتين كانتا تتحركا بليونة جذبت انتباهه بشكل غريب … خصوصا حين نفخت بهما في التراب الذي تناثر ليتساقط ككتل ثقيلة وسط الحفرة التي زادت عمقا أكثر مما كانت عليه ..
الفتاة:- دعنا نلقي نظرة هل أنت مستعد ؟
حكيم(مسلوب بحديثها):- نعم ؟
الفتاة(رفعت ثنية فستانها لتستعد للقفز):- اتبعني
حكيم:- هيييه أين تقفزين يا مجنونة …أنتِ انتظري ؟؟؟؟
الفتاة:- اتبعنييي
حكيم(حرك رأسه بجنون الجنون ليقفز خلفها):- اللهم سجن ليندا الشمطااااء ولا جنون هذه الحمقاااااااء !!!
قفز خلفها ليكتشف أنها لم تكن حفرة بل بوابة امتدت للأسفل حتى تثاقلت سرعته لتقارب الجمود حين وصل لأرض مسطحة ، نظر للأعلى لم يكن هنالك شيء سوى الظلام الدامس بينما كان يلاحقها بعينيه وهي تختفي عن ناظريه بين زوايا تلك الرقعة الغريبة …
حكيم(يبحث عنها وهي تختفي من هنا وهناك):- تمهلي …أين تختفين ، أين نحن كيف وصلنا إلى هذااا المكان هل تريدين إخراجي عن صوابي لقد اكتفيت ، أعيديني حااااالا حااااالا إلى الوبال الذي كنت أعيشه ياخي اشتقت لليندا أي والله أعيديني من فضلك …ألوووو من أكلم أناااا يا ربي الحيطان وكومة حجر آخخخخ كملت ياربي كملت
وجدها تقف وسط قاعة صغيرة وهي ترفع كفيها مناشدة السماء ، هذا ما ظنه في البداية لكن كلما اقترب اتضحت الصورة أكثر حيث كان هنالك مرآة توازيها في الطول لكنها لا تعطي صورتها بل تعطي صورتها الحجرية وهي تمثال كما عرفها أولا …عقد حاجبيه وهو يحاول ربط أفكاره لفهم ما يحصل أمامه
الفتاة(بعد أن عرفته قد وثب من خلفها أفلتت تنهيدة):- هذه أنا … التمثال الحجري الذي تعرفه والذي أوصلك إلي
حكيم(بصدق):- كيف أستعيدكِ ؟
الفتاة(برقت عيناها بدموع حين رفعت رأسها لتنظر لوجهه العالي):- ذلك ليس مستحيلا ولكنه صعب عليك ، هل أنت مستعد لدفع القربان لأجل كومة حجرية مثلي ؟
حكيم:- أنا مستعد لفعل أي شيء لأعيدكِ للحياة ، لا أقبل بأن تكوني ضحية أخرى لهن
الفتاة:- هذه هي شيم الراجية ولكن القربان لا يكون بسيطا ..يجب أن تكون التضحية غالية على قلبك حتى تتمكن من استعادتي فهل أنت مدرك لما ستضحي به ؟
حكيم(بعدم فهم=):-كيف يعني ؟
الفتاة:- عندما يحين وقت استعادتي يجب عليك دفع الدية ، وقتها ستضحي بأغلى ما تملكه لأجلي فهل ستفعلها وتخسر ما تحبه ؟
حكيم(شرد في كلامها):- يعني …سأفعل ما باستطاعتي
الفتاة(أفلتت عن بسمة تافهة):- متوقع …أساسا لست أنتظر الكثير من شخص أقحمته عنوة في هذا العالم الهستيري
حكيم(صفق مرتين):- عليكِ نور ، إذن من أين الطريق ؟
الفتاة(فرقعت إصبعها):- في المرة المقبلة سأجلبك بدون فظاظتك المزعجة ، ثق بهذا
حكيم(هم برد الشتيمة):- أنتِ قليلة ذوق و ….هففف أعادتني الوضيعة تبا لهاااااا
نفض نفسه وعاد لغرفته حيث دخل لحمامه ليستذكر ما حصل معه فقد أصبح موقنا بأنه في خضم لن يتمكن من تلافيه مع الأسف ، تنهد عميقا فهو مجبر طالما قد وقع بنفسه على تصديق كل ما يحصل إلا وهو أمام مهمة استعادة المرأة الحجرية التي لم يعلم بعد ما علاقته بها ، ولا سبب اختيارها له ولا ما الذي حشر أنفه وسط الحجارة والشعوذة أما كان يكفيه البشر اللعين ؟
مغدور(وهو يشعر بشيء يخزه):- هممم هممم ماذا ماذااا يا مولاتي ماذا تفعلييين ؟
ليندا(جمعت الإبرة وهي تشير بها):- انهض من نومتك اللعينة يا وجه الشؤم
مغدور(أخذ يمسح لعابه وهو يفرك بيده عينه المحولة):- هاه أيوجد شخص يوقظ خادمه بإبرة ، خلص خلاص لا تزمجري ها أنا ذا مركز معكِ يا مولاتي خيرا في نص الليل ؟
ليندا:- أتعرف ما الليلة يا مغدور ؟
مغدور(بتذمر):- ليلة ليس لها نهااااار على ما يبدو
ليندا(تحركت للنافذة):- أتتذكر المكتوب الذي وصلنا قبل أشهر يحدد موعدا لكل السحرة
مغدور(يتذكر):- آه آه اجتماع السحرة الذي ستترأسه الساحرة المجهولة … لكن ما علاقته بالليلة يا مولاتي ما علاقته ؟
ليندا:- بعد ليال أخرى سيكون الموعد ، أنا لا يسعني الدخول لأرض الوطن إذن ؟
مغدور:- اللقاء سيتم هنا غير معقووول لاء لاء سيكون في الوطن
ليندا:- أنا موقنة أن هذه الساحرة تعرف أكثر مما نتوقع ، إنها ستجمعنا في البلدة يعني في جبل الساحرااااات ..ذلك الموقع أنا لا يسعني دخوله لكن إن حصل وفلحت فاعلم أن هذه المرأة تفوقني قوة بأشوااااااااط
مغدور:- آهاه معكِ حق لقد تعبنا ونحن نحاول صنع تعويذة تمكنكِ من الدخول للبلدة ، لكن طالما هذه الساحرة تعلم يقينا عدم تمكنكِ من ذلك فأكيد هي تجهز لأجلكِ سبيلا
ليندا:- أشعر بطاقتها في داخلي ، هذه المرأة ليست بعادية صدقني
مغدور:- طيب ما التدابير اللازمة التي سنجهزها ؟
ليندا:-لنرى ما ستفعله أخواتي المعتوهات وبعدها يبقى لي حسن الخاتمة
مغدور:- فهمتكِ فهمتكِ لكن ما لم أفهمه هو ما الداعي من هذا الحديث ؟
ليندا(وخزته بالإبرة في أنفه):- كي تكون يقظا أيها الأبله فلم أتجاوز بعد خسارة القبو ، جيد أن حكيم لم يملك فكرة عما حصل وإلا كان قد نجا مني ومن سجني طالما ضاعت كل الدلائل التي تدينه
مغدور:- هيييئ حتى التفكير في الأمر يرعبني ، أي تألم أنفي يا مولاتي والله تألم أي أي كنت أتحدث بنصف أنفي الآن اجتمع النصفين معاااااا
ليندا(خرجت من غرفته وانتقلت للقبو):- سأعرف ما حصل ليلتها هنا ، سأعرف فالجرذان لن تفقد سيطرتها دون داااافع …ليندا أنتِ لن تخسري كل أوراقكِ الرابحة إطلاقا ..، أكيد ستجدين شيئا جديدا ينفعكِ لإبقائه هنا
والله ع حسب ما نراه فهو سيفلت من بين يديكِ عاجلا أم آجلا ، يعني إلى متى سيستمر أسره هذا إن أخذنا بعين الاعتبار حامل المعلومات الذي وصل لقبضة ميار …هل حقا هو بحوزته ؟
طارق:- وضعت الحامل في أيدي أمينة يا ميار اطمئن
ميار(وهو يدعك صدره):- جيد جيد
طارق:- ما بالك تحك صدرك كمن قرصته نحلة صيفية ؟
ميار:- لا أدري شيء يؤلمني في داخل صدري ، شيء يوخز ها هنا يا صاحبي صدقني …أمر غريب لكنني أشعر بشيء ما
طارق:- ماذا سيكون سوى عسر في الهضم من فرط الفلفل الحار الذي التهمته على الغذاء ؟
ميار(ناظره مليا):- أريد أن أعتبره كذلك لكنه لا يشبه عسر الهضم ، إنه مثل الهوة السحيقة التي تجعلني شاردا هكذا تتت …سأتفقد ابني
طارق:- لن تفعل فهو نائم الآن ثم ما صدقنا الولد بدأ يعتاد على مكانه ، دعه على سجيته يا ميار
ميار:- إذن سأطمئن على صولي
طارق:- هاه ذاك لا يسعني منعك عنه اذهب ودعني أتوجه لبيتي
ميار:- ألا تحس بشيء يحدث يا طارق ؟
طارق(نظر حوله بغرابة):- ماذا سيحدث يا ميار …كل الأمور عادية شكل صدمة جوزيت والفندق ما تزال تضرب مخك المضروب أساسا
ميار:- لا تذكرني بفعلتها التي لن أغفرها ما حييت …اففف ضاق صدري مجددا سأرى شبلي
طارق(ألقى سترته على ظهره وانطلق):- شبلك ههه قريبا سنزوجه وما زال يقول عنه شبلا روح روح يخويا أراك غدا
ميار(غادر معه القصر):- سي يو براذر…أخرجوا صولي
الحارس:- أمرك سيدي
ميار(ابتسم عند خروجه وصفر له ليركض نحوه):-اقترب يا غيور ، هل تغار من ابني رامي يا ولد ، سأخبرك سرا أنت ستبقى ابني الأول يا صولي الغالي …أنظر إلي وأخبرني ما الذي يؤلمني بداخل صدري هاه ، هل الأمر متعلق بجوزيت يعني …طعنتني خدعتني لكنني تجاوزت الصدمة منذ أيام فما الذي حصل فجأة هكذا ، ما رأيك هل نكلم أمك ونسقيها وابلا من الشتائم هممم توافقني ؟…لحظة لن أتصل هي من سيتصل ويعتذر مني لكنها لم تفعل لم تجرب حتى الاعتذار هل توقفت عن حبنا يا ولد همم ؟
هبة(حولت عينيها):- آآآآه على كهن النساء آآه …أنا أنسحب يا سيداتي تفضلا للمطبخ واطبخا للسينيور ما تحبانه أنا اكتفيت
ناريانا(صغرت عينيها في ستيلا):- هي لا تعرف ما تحبه كيف ستعرف وقد أتينا بها منذ أيام من زقاق الجواري ؟
ستيلا(بضحكة ساخرة):- هه …هل أنتِ متأكدة يا من دخلت فراشه إرضاء للشهوات لا غير ؟
ناريانا(استشاطت غضبا):- تزعجينني يا ناهد …فعلا أنتِ تزعجينني فلا تجبريني على رمي الفلفل الحار بعينيكِ الخائنة فأعميها لكِ
ستيلا:- افعلي ولتري كيف سأغمس شعركِ الذي تتباهين به في الزيت الساخن
ناريانا(صغرت عينيها):- لن أتعارك معكِ ..سأطبخ لخوري ما أشتهيه وسيختاره
ستيلا:- إذن لتطبخ كل منا طبقها ولنقدمه له ، ومن سيعجبه صحنها ستنسحب من أمامه بكل شرف وأمانة وتقوم بتدليك للأخرى في اليوم التالي
ناريانا:- أعجبني الرهان موافقة
ستيلا(بخبث):- بدون غش
ناريانا(بمكر):- بدون غش
بدأت كل منهما تجهز طبقا معينا لأجل سعادة السينيور الذي كان يشاهد برنامجا تلفزيونيا للأمهات المقبلات على الولادة رفقة أخته التي كانت ترتعب من المشاهدة ، كانت بدورها مصابة بمغص في داخل صدرها وفي بطنها ولكنها لم توليه اهتماما فموعد ولادتها كان محددا بعد وقت
جوزيت(أغلقت الشاشة):- أي آلمني قلبي من هول ما رأيته ، أتمنى ألا أكون قد ضايقتك بمشاهدي
خوري(كان ينظر إليها):- لا عليكِ أحب مشاهدتكِ وأنتِ مرتعبة
جوزيت:- لا والله …هه لكنني أشعر بأنني لست بخير يعني حاولت التمالك لكن بطني تؤلمني
خوري(انتفض):- نستدعي طبيبا ؟
جوزيت:- يكون جيدا لو فعلت
خوري(نظر للجو المكفهر من نافذتها):- الجو سيء جدا ، لكنني سأجعلهم يجلبونه من فراشه
جوزيت:- ذلك سيريحني كي أكون مطمئنة على صغاري، منذ الصباح وهما يتحركان بكثرة لا أدري ما بالهما
خوري:- قد يكونان متحمسان للخروج فلم يتبقى سوى القليل
جوزيت:- القليل أجل
راقب شحوب وجهها وأيقن أن هنالك شيء غريب يحدث لكنه آثر التريث ، لذلك أعطى أوامره لرجاله كي يسحبوا الطبيب من فراشه ويجلبونه على الفور إلى أخته التي قررت الخلود للنوم ما ربما انتهى ذلك المغص ..يعني قيلولة صغيرة ريثما يحضر الطبيب وأثناء ذلك توجه لمنزله ليرم عظمه ببعض الطعام لكنه لم يتوقع بتاتا أن يجد الشيف ناريانا في معركة حامية ضد الشيف ستيلا التي كانت تطبخ بكل شر في حالة من التحدي الثائر ، الذي جعله يكتف يديه ويراقبهما بانبهار لم يتمكنا من تلافيه حين اصطدمت كل منهما بالأخرى في لحظة لأجل أخذ أغراضهما ووجدتاه يحدق فيهما ..
ستيلا(ابتسمت له):- سينيور ، نحن نحن نطبخ بعض الأشياء لأجلك ، يعني بشكل محدد ستقوم كل منا بالطبخ وعليك اختيار الألذ
ناريانا(وهي تصغي لها وتحرك ما بطبقها):- أنتِ حالمة جدا ، لا تعلمين في أي معركة أقحمتِ نفسكِ فشكل حضرتكِ لا يبرز أي علاقة لكِ بالطبخ
ستيلا(حركت فكها بلؤم لتستدير إليها):- أعيدي ما قلته ؟
ناريانا(نفضت الملعقة بالقدر لترفعها بوجه ستيلا):- سمعتني جيدا ، لا داعي للتكرار الغير مفيد
ستيلا(تلاعبت بلسانها داخل فمها):- سأتابع طبخي فوحده السينيور من سيحكم بيننا ، أليس كذلك ؟
خوري(كتف يديه وجلس على الكرسي الطويل ليتابع المراقبة):- تابعا …متى ستنتقلان لنتف الشعر وإقحامه في حنجرتي ؟
ستيلا:- أبداااا
ناريانا:- ياعني ، لا أجزم لك إن لم تمر شعرة حمراء في حلقك اللطيف فزميلتي هنا لا تفقه شيئا في التنظيم
ستيلا:- لو سمحتِ كفي عن رمي الكلام بوجهي لقد ضقت درعا من هرائك ، ثم أنتِ من تملك خصلات أطول من عمري فأكيد سنجدها مستديرة حول الطبق مثل حلقة السيرك
ناريانا(ببرودة):- لن أفسد مزاجي فأنا واثقة مما أفعله
خوري(ناظرها ببسمة):- شكلها واثقة فعلا فهي لا تتصرف بطريقة هوجاء على الإطلاق ، إنها تعلم علم اليقين ما تفعله …لكن
ستيلا(رمقته وهو يبتسم لها أيضا):- لكن …؟؟
خوري(لف نظره لستيلا):- لا تستهيني يا ناريانا بغريمتكِ فهي تملك نفسا طيبا في الأكل أيضا ، يعني حسبما تعرفه معلوماتي عنكِ ناهد
ستيلا(ابتلعت ريقها):- أ….إن شاء الله يعجبك ، ثم لما لا ترتاح وحين يجهز الأكل نستدعيك ما رأيك ؟
خوري:- أفضل مراقبتكما ، أيزعجكما ذلك ؟
ناريانا(بنظرة نارية صوبها):- تفضل
ستيلا(بادلتها نفس النظرة):- كما تشاء
ابتسم خفية عنهما وهو يرمق شرارة الغيرة المستثارة بينهما ، لم يعلم لم شعر بدغدغة صغيرة حيال شابتين تتنافسان لأجله …فعلا ما كذبت ناريانا عندما قالت أنه يستمتع بعراكهما المتواصل ، كان يعلم علم اليقين أن ذلك المطبخ سيتحول لمعركة دامية ولم يخب ظنه فبعد برهة بدأت الحرب حول الملح الذي صبته ناريانا في صحن ستيلا التي صبت الفلفل الحار بطبق الأخرى ، ففسد الطعم وصارتا مذنبتين أمامه تحنيان كتفيهما بأسف جعله يهز رأسه متجاهلا إياهما ومتوجها لثلاجته التي سحب منها قنينة عصير وبعض البسكويت المعلب ليجلس على الطاولة ويبدأ بتناولها بصمت مهيب ..صمت سينتهي بأوامر ستنفي كل واحدة فيهما في قارة …
خوري(مسح فمه بعد أن تناول القليل ثم قرر أن يخاطبهما):- هممم اقتربا
تنفستا الصعداء بعد أن وقفتا قرابة النصف ساعة أمامه بدون حراك ، فقط نظرات الرعد والبرق التي كن يتبادلنها هي التي كانت حديث الساعة …
ناريانا:- لو تستعجل وتخبرنا عن عقوبتنا كي تلتفت كل منا لعملها
ستيلا(كتفت يديها):- أوافقها لأول مرة فنحن ننتظر منذ وقت ، يعني نعتذر لما حصل لكن لولا أنها قررت اللعب بقذارة معي لما وقع ما وقع
ناريانا:- لا والله هل أنا من صبت الملح في طبقي ؟
ستيلا:- كانت مجرد حادثة يا بلهااااء
ناريانا:- لا تنعتيني بالبلهاء وإلا صفعتكِ يا معتوهة
ستيلا:- هييه تماديتِ كثيرا ماذا تحسبين نفسكِ هنااااا يا هذه هل …
خوري(ضرب على سطح الطاولة):- اخرسااااااااا…ما قلة الحياء هذه ألا يوجد احترام لحضرتي ، هل نسيتما نفسيكما أمامي أم ماذاااااا …اسمعاني جيدا كلتاكما ستبتعد عن الأخرى لن تزعجاني بهبل النساء على آخر زمن ، وما حصل في المطبخ لن يتكرر أتعلمان لماذاااا ، لأنكما ستصبان طبقين لكل واحدة منكما مما صنعته الأخرى وستتناولانه أمام مرأى عيني لعله يكون درسا جميلا لكما ، هياااااااااا تحركا لأرى
ناريانا(أمسكت على بطنها):- لالا لا يمكن طبقها حاااار جدا سيؤلمني
ستيلا:- وخاصتها مااااالح لن يمكنني تناوله
خوري(أغمض عينيه وفتحهما بنظرة شريرة):- إلـــــى المطبخ فوراااااا
فعلا تحركتا المسكينتين للمطبخ وصبتا طبقين لنفسهما وجلستا مقابله ، نظرتا لبعضهما بأسف وكره ثم أمسكتا الملعقتين لتبدآ تناول ذلك الزقوم ، لم تتمكنا من فعلها لكنه لم يرحمهما بل كان صامتا ينتظر انتهاء الأطباق على آخر ملعقة …
ستيلا(وهي تمسح حنجرتها):- آآآآح آآآح ماااالح جداااا حنجرتي ذابت
ناريانا(فقدت حاسة النطق):- أأأأأهح …أههههححح لم يعد بإمكاني الن…النطق آآآآح معدتي تؤلمني اهئئئئئئئ
ركضت كل منهما في غير اتجاه لتنقذا أنفسهما بينما كان هو مبتسما لما جعلهما تعيشانه على تلك المائدة ، يلا ليكن درسا لهما …
أغمض عينيه وهو يسند رأسه على الكرسي قبل أن يلجه اتصال
خوري:- أسمع
جابر:- الجو سيء جدا لن يتمكن الرجال من إحضار الطبيب فقد قطعت الطرقات الفاصلة بين الوادي وبين مجمعنا
خوري(انتفض بخفة):- ما الذي تقوله يا جابر ، ستأتي بذلك الطبيب من تحت الأرض من فوق الأرض لا يهمني ، المهم أن يفحص أختي فهي ليست بخييييير مفهوووووم ؟
جابر:- تت يا سينيور لقد حاولنا جهدنا أن نتدبر حلا لكنه لن يتمكن من الوصول للمجمع إلا بعد ساعات
خوري:- اسمعني جابر ، ذلك الطبيب سيدخل للمجمع بعد ساعة ولن أ
ناريانا(دخلت ركضا إليه بمنظر مخيف):- خووووووووووري
خوري(التقط أنفاسه):- لا تقوليهااااا ، لالا ليس الآن
ناريانا(والدموع منهمرة من عينيها):- إنهاااااا تنجبببببببب
خوري(تجمد محله):- ……لارد
بعد مدة
جوزيت(وهي تبكي وتصرخ):- مياااااااااااااااار ….لن أنجبببببهما بدون ميااااااااار أحضروووه لي اهئئئ اهئئئ
هبة(وهي تمسح العرق على جبين جوزيت):- اهدئي يا جوزيت ستؤذين نفسكِ ، لقد نزل ماء المشيمة أنتِ تنجبييييين
ناريانا(دخلت وهي تجره من ذراعه):- هل آن لك أن تتجمد الآن يا أيقونة العقاب المتواصل ، أنظر أنظر إنها تنجب ماذااا سنفعل ؟
خوري(حرك رأسه بدهشة):- لن يسعني فعل شيء ….الطبيب الطبيب قادم أجل هو من سيتصرف
ناريانا(هزته من قميصه):- يااااااااااا غبي إنها تنجببب عليك أن تتصرررررف كي نأخذها للمشفى هل تسمعنييييييي ؟
خوري(وهو ينظر لجوزيت بشرود):- ماذا علي أن أفعل ؟
ناريانا(أمسكته من وجهه):- ليس وقت جمودك ، ستسمعني جيدا أنت مجبر على أخذها للمشفى كي تنجب طفليها بسلام ، أنت مسئول عن حمايتها هي والطفلين وعليه أنت ستجد حلا والآآآآآآآآن
جوزيت:- اهئئئئ خييييري أنقذني سأمووووتتتت
خوري(مسح على فكه):- طيب طيب ما الوضع الآن ؟
هاجر(دخلت خلفهما ركضا وهي تغلق مظلتها):- لن نتمكن من الطيران بالهيلكوبتر سينيور الجو سيء جدااااا
خوري:- غيره ؟
هاجر:- لن نتمكن من التحرك بالشاحنة فالطرقات مقطوعة بسبب الأمطار الجارفة ، والوادي مرتفع أي حركة ستعتبر مجازفة
جوزيت(وهي تبكي):- اهئ اهئ هل هذا وقت إمدادنا بالنشرة الجوية ، أطفالي سيخرجوووون الآن أرجوكم ساعدووووووني اهئئئئئ
ناريانا:- يخرب الحظ هل هذا يوم مناسب للولادة يا جوزيت تتتت حبيبي اهدئي اهدئي أنا معكِ
جوزيت(أمسكت كفها):- تعالي تعالي اقتربي اهئ اقتربي وأمسكي يدي جيدا لن يحدث مكروه هاه سأنجبهما وسيكونان جميلين كما أنتظر ، ثم ثم سيأتي ميار ليشهد الولادة وسيسااااامحني اهئئئئ أجل صحيح سيفعل
هبة(نهضت إليه):- ستبدأ بعد قليل بالهذيان إنها في مرحلة الإنجاب ، يجب أن نتصرف هنا بشكل سريع ما قرارك ؟
خوري(نظر لهاجر ثم لناريانا ثم لهبة):- تتت
ستيلا(دخلت بعدهم ثم نظرت إليها):- لتنجب هنا … نحن أربع نساء سنتمكن من إخراج طفلين من بطنها
ناريانا(عقدت حاجبيها)"- ستتسبب هذه البلهاء بقتل صديقتي ، من أين لأين تفقهين في أمور الإنجاب وغيره أنتِ ؟؟؟؟
ستيلا:- أملك فكرة لا تأتي على عقلكِ يا هذه
هاجر:- تمام ليس وقته سيدَتيْ علينا التصرف بشكل سريع
هبة:- قرارك يا سينيور ؟
خوري:- هل أنتن واثقات من النجاح ، إن تعرض أي منهم لمكروه لن تخرج أي واحدة فيكن حية من هذا الباااااااااب
هاجر(ابتلعت ريقها):- أوافق على المجازفة
ناريانا(رمقت جديته):- وأنا سأفعل ما بوسعي
ستيلا(رفعت كميها واقتربت):- سأبدأ بتسخين الماء ، علينا اصطحابها للدور العلوي في غرفتها سيكون الأمر سهلا
هبة:- لن نحركها من مكانها ستنجب في الصالون ، لقد رأيت رأس الطفل
خوري(انسحب خطوة للخلف):- هذه المحطة لا تخصني الآن …جوزيت سأجد طريقة لأخذكِ للمشفى حتى لو حاربت هذا الجو المكفهر سأجعلكِ تنجين أنتِ وأطفالك
جوزيت(برجاء):- لالالالا لا تذهب لا تتركني وحدي ، أريدك معي أرجوك أنا خااااااائفة لا أرغب بفقدانهما سأمووووت لو تركتني
خوري(اقترب بلهفة متجاوزا إياهن):- تمالكي نفسكِ ، أنا هنا حبيبتي أنا هنا
استغربت ستيلا جملته وحنانه وأخذت تراقب حركاته الغريبة تجاه جوزيت ، قد كان دفئا غير عادي استشعره داخلها بشكل صفع ذاكرتها بيوم ولادة وهج حيث لم يكن بقربها سوى فرات ..حتى أبوها كان خارج البلد آنذاك …تذكرت كيف تألمت وكيف تمزق وتينها وهي تناديه لكي يكون بقربها لكن مع الأسف أنجبتها بدونه وربتها بدونه وها هي ذي بعيدة وما تزال …
حتى ناريانا رمقت نظرته ولهفته ومسحت عفويا على بطنها مترجية أن تجد نفس اللهفة بعينيه حين يعلم بأنها حامل بطفله وبأنها ستنجب منه ، تساءلت إن كان سيكون حاضرا بولادة طفلهما أم لا ، هل سيكون متحمسا كما الآن أم أنه سينبذها هي وصغيرها ..أفكار مريبة طغت على عقلها تمكنت جوزيت من سحبها بسبب صراخها وخوفها الذي أعلن حالة استنفار في المجمع السكني ما يعني أنه دق ناقوس الخطر وحان موعد الولادة …..
تكاتفت مجهودات الأربعة فعلا حيث كن ينظمن أنفسهن لبدء عملية التوليد التي ستشرف عليها هبة بما أنها أكثرهن خبرة ، وأكبرهن عمرا طبعا تحت وعيد خوري الذي دخل من هذه الأذن وخرج من الأخرى فهي حريصة مثلها على الصغيرين اللذين سيكونان بداية صلح مع ميار …أما ستيلا فقد كانت تحاول المساعدة بحكم تجربتها التي استغربتها ناريانا فقد وجدتها عالمة بأمور التوليد وكأنها سبق وأنجبت من قبل ، أما هاجر فالمسكينة كانت بين هواتف ومراسلات مع جابر وسيارة الإسعاف والأطباء وغيره ..في حين أن نارو كانت تمسك بيد صديقتها بيد بينما خوري يمسكها باليد الأخرى وهو يمسح على جبينها العرق ولا يعلم ما موقعه من ذلك الأمر …ود لو هرب حتى أنه حاول الخروج والركض بعيدا بعيدا فلم يتمالك نفسه أمام صراخها ، لكنها ترجته ألا يتخلى عنها ولم يفعل …الشيء الذي جعلهن يستغربن حنانه الواضح وخوفه الحريص على صحة جوزيت وطفليها ، قد بدت عليه رعشة القلق من ملامحه التي كانت لينة جدا بعكس ما اعتدن عليه …لكن ربما كان ذلك الوجه من عمق خوري الخفي ، الوجه الذي لا يظهر إلا مع جوزيت الراجي أخته الغالية …
بدأ كل شيء يأخذ نصابه ولكن …لم تجري عملية الولادة كما كانوا يتوقعون حين صرخت هبة فيهم ليتوقفوا جميعا فالطفلين مقلوبين بشكل عكسي سيؤذي كل منهما لو قاموا بحركة خاطئة …هنا كان يجب أن يتم التدخل بشكل جراحي يعني ولادة قيصرية ، ما إن سمعوا ذلك حتى شهق الجميع ونظروا لجوزيت التي ابتلعت ريقها وهي تمسح على بطنها برعب
جوزيت:- لالالا أطفالي أنقذوووووهما ولا تكترثواااا لي ….أطفاااااااليييي
ناريانا(وهي تبكي):- اهدئي اهدئي ستؤذي نفسكِ اهئ ماذاااا سنفعل
هبة:- يا الله ارحمنا يا الله
ستيلا(نظرت إليه):- هل أنت بخير ؟
خوري(هز رأسه ونظر إليها ثم انسحب ركضا للخارج):- لن يسعني ذلك
هرب من هناك وترك الأمر معقدا أكثر مما كان يتوقع ، يعني ماذا شهور طويلة وهم ينتظرون تلك اللحظة ويجهزون أنفسهم لأجلهما ، فماذا يحصل تكفهر الأجواء في ذلك اليوم فتغلق الطرقات ويصعب الطيران تتأزم الأوضاع ويستحيل وصول سيارات الإسعاف ولا فريق الأطباء لنجدة أخته …للا لا شيء ما خاطئ أخذ يسارع خطواته في الطريق وسط المنازل وهو يزيد من وتيرة سرعته التي تحولت لركض تحت تلك الأمطار الغزيرة التي بللته بالكامل …لم يكن يشعر بها فالنار التي كانت تلسعه خوفا على أخته جعلته يشعر بشعور يكرهه كرها أعمى ألا وهو العجز …لكن هل خوري الراجي من سيسمح للعجز بأن يتملكه ، فجأة توقف عن الركض وأخذ يلهث ليرفع رأسه للسماء الدامعة ويتحسس جيبه فترتسم على وجهه بسمة أمل …هو لن يسمح بأذية أخته ولا بحرمانها من صغيريها اللذين حلمت بهما أشهرا طوووويلة وعليه …..
خوري(ألقى سترته المبللة ودخل عليهن):- سأقوم بتوليدها ، هاجر ستحضرين شاشة إلكترونية وستصلينني بطبيبها الذي سيعطينا تعليمات بالعملية …ناهد ستدخلين للغرفة المجهزة وتجلبين الأجهزة المعقمة الموجودة هناك ، هبة ساعديها وأنتِ ناريانا جهزي جوزيت
جوزيت(وهي تنظر إليهم مشدوهين في ما يسمعنه):- ستنفذن ما يقوله ، أنااااا أثق به
خوري(نظر بعمق لها وأخرج مشرطه ثم نظر لناريانا وستيلا اللتين تبادلتا نظرة مبهمة):- هذه المرة لن يكون للأذية ، سيكون للإنقاذ
ستيلا(بابتسامة):- سأفعل ما طلبته
هاجر:- وأنا سأتواصل مع الطبيب حاااالا لحظة يا حراااااس اجلبوا شاشة إلكترونية كبيرة إلى هنا فوراااا …
هبة:- لنحضر الأجهزة المعقمة وبعض المناشف النظيفة
ناريانا(أمسكت يد جوزيت وقبلتها):- حبيبي ، سنفعلها تثقين بنا همم ؟
جوزيت(برعب ارتجفت):- سأفقد وعيي في أي لحظة لذلك ، أوصيكِ بطفليَّ يا ناريانا خذيهما لأبيهما وأخبريه أنني أحبه كثيرا ، دعيه يسامحني تمام أخبريه كل شيء و و …هففف هفف سأتنفس سأتنفس
خوري(مسح يديه بالمعقم ثم ارتدى القفازات الطبية التي تمزقت):- تت
ناريانا:- عقمها فقط فيديك تحتاجان لفستان وليس لقفازات
خوري(اقترب منهما):- لنتجاوز عن كلامك ، ساعديني في ترتيب الوضع هنا فالنظافة مهمة … هيا
هل حقا سيقوم بتوليدها ، هل سيفعلها همم شكله مصر على فعلها حتى ، …فهو لن يتخلى بل سينقذها باستعمال مشرطه الذي سيكون منقذا تلك الليلة …كما أمرهم قاموا بتجهيز كل شيء وتواصل مع الطبيب المختص لتوليدها والذي أعطاه التعاليم اللازمة التي سيتبعها لأجل بدء العملية التي كانت مقررة من البداية ، فنظرا لمرضها بالقلب فهي غير قادرة على الإنجاب بشكل طبيعي مثلما حاولوا في البداية ..لذلك الأمر رهين بما سيفعله خوري والبقية ….
جوزيت(وهي تنظر إليه):- أنا أعلم جيدا أنني حين أفتح عيني لاحقا سأجد نفسي بالمستشفى وبجواري صغيريْ ، أنت ستكون معي بالغرفة وستخبرني أن كل شيء مر على ما يرام …أثق أنك ستفعل يا خيري …لكن إن لم تجري الأمور بشكل جيد أنقذهما ولا تكترث لأمري
خوري(تألم لحظتها من جملتها ثم نظر لناريانا):- لا تقولي كلاما معتوها ثلاثتكم ستكونون بضيافتنا صباح الغد ، هيا ستقوم ناريانا بحقنكِ الآن
هبة:- اهئ حبيبتي سنفعل كل ما يلزم لإنقاذكم …اطمئني
جوزيت:- أشعر بالدفء معكِ هبة بغض النظر عن عراكنا لكن ..أنا ممتنة لوجودكِ فأنتِ حنونة مثل عمتي عواطف ومديحة …ليت جدتي كانت هنا أيضاااا
هاجر:- سينيور الطبيب يأمرنا بالبدء فورا
خوري:- يكفي حديثا ستنهونه فيما بعد، ناريانا تصرفي
ستيلا(وقفت بجواره وهي تهمس):- هل أنت واثق مما ستفعله ؟
خوري(نظر إليها واستذكر ستيلا فجأة):- إن كان لديكِ ذرة شك فانسحبي
ستيلا(ببسمة):- لا أشك فيك أبدا لأنني أعلم أنك ستحرق الدنيا لو حدث مكروه لم تكن موافقا عليه ، أنت تريد هذين الصغيرين وتريد جوزيت لكن …ربما الأقدار تريد شيئا آخر
خوري:- دعينا لا نخلط الأمور ونعقدها فهي لا تتحمل …ساعدينا أو انصرفي من هنا
ستيلا(رتبت المناشف): - وأفلت هذه اللحظة ، مستحيل
لم يضف حرفا بل انتظر فقدان وعي جوزيت التي أرخت يديها بيد صديقتها التي أشارت له بالبدء ، قام بشق بطنها بحرفية معتادة جعلتهم يرتعشون من رؤية ذلك المنظر ولكنه لم يغفل عن تعاليم الطبيب الذي كان يعطيه الأوامر التي لم تخلو من شتم خوري حين يجعل أعصابه تفلت منه بسبب تعقيدات الطب التي يتفوه بها الدكتور المسكين …لذلك كان يحاول تسهيل الشرح بأكثر طريقة ملائمة بسطت الأمر أمام خوري الذي كان مركزا في عمله ، وبالفعل استطاع القيام بها حين أمسك الصغير بين يديه وسحبه من بطنها حيث تقدمت ناريانا بالمقص وقصت الحبل السري وعيناها الدامعة تتفقد عيون خوري الذي لم يحرم نفسه من تلك اللحظة المؤثرة …
وضع الطفل وسط المنشفة التي كانت تحملها هبة التي أبعدته لتنظفه رفقة هاجر ، والآن حان دوره ليسحب الصغيرة حيث قامت ناريانا بتقطيع الحبل أيضا حين قامت ستيلا برفع المنشفة لكن ناريانا لم تسمح لها بل أومأت له بوضعها في حضنها هي ، فعلا قدمها لناريانا التي ضمتها بحرارة وهي تذرف دموعا باكية وتنظر لصديقتها ، في حين كان هو ينظر ليديه الداميتين حين أصغى للطبيب الذي أخبره بطريقة الخياطة فوجد خوري ضليعا بتلك الأمور الاعتيادية حين قام بتخييط بطن جوزيت بشكل منظم ، ليقوم بتنظيفها بعد ذلك وتغطيتها بالرداء ليسحب نفسه من هناك ويركض صوب منزله ، لم يتوقف لنداء ستيلا التي تبعته بل صعد لجناحه حين رمى ثيابه ودخل وسط المياه الساخنة المنهمرة من فوقه وسمح لتلك الدمعتين الدافئتين بالانسياب رغما عنه ….فما زال يستشعر حركات الطفلين بين يديه..ياه لطالما حارب تلك المشاعر الدافئة ليعطيه الله فرصة الحصول على عملية توليد مزدوجة جعلته طبيب الليلة ومنقذا لأخته وطفليها اللذين وجدا الحياة على يديه ، فلو لم يتدخل لكان فقد الثلاثة مع الأسف …
رفع رأسه للعالي وهو يسمح للمياه بأن تخترقه بغية تخليصه من ذلك الشعور البريء ، فهيهات له أن يتذوق طعم البراءة أو النقاء …إحساسه بكل هذا جعله قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف طعم الطهارة التي لم يعهدها من قبل ، الطيبة التي ولدت في الصغيرين الطاهرين الخاليين من أي عيوب أو ذنوب ، لا يحملان أي آثام أو خطايا قد وجدهما صافيين من أي قذارة ، بعكس ما تعلمه في طفولته التي بدأت صورها ترتاد على عقله ، حيث بدون إدراك تحسس الندوب الموجودة على جسده وبدأ يستعرض شريط تعذيب كهرمانة أمه فبينما كان في دنيا النعومة انتقل إلى الظلام الذي لا يعرف شيئا غيره ….لهاثه المتواصل وسط تلك الأدخنة المتصاعدة من حوله جعلها تدرك أنه قد وصل إلى مرحلة اللاإدراك التي يدفن نفسه في قوقعتها حين يستذكر آلامه ومآسيه …
وضعت يديها العاريتين على ظهره والتصقت بجسمها على جسمه حين فتح عينيه على وسعهما مستذكرا حركة ستيلا القديمة …. بسرعة قياسية كان يمسكها من عنقها ويلصقها بالجدار الزجاجي حين لم تبدي أي ردة فعله ، بل رفعت يديها لتمسح على ذقنه ووجهه وتخبره أنه لا داعي للقلق ، أنها موجودة ولن تدعه بمفرده في وقت عصيب مثل ذاك
ستيلا(بصوتها الشجي):- لا تعتب على نفسك لقد فعلت ما وجدته صائبا ، أنت أنقذتهم لذا لا يمكنك لوم نفسك كونك فعلت شيئا جيدا يا خوري …أحيانا تشاء الأقدار عكس ما نستحب وقوعه والليلة خير مثال
خوري:- أنتِ ….لستِ ناهد
ستيلا(اهتزت حنجرتها تحت قبضته لتلتصق بجرأة):- وما المانع إن كنت جارية أم حبيبة ، صاحبة أم دمية …أنا هنا لأجلك
خوري(فك رقبتها ليجذبها إلى فمه بقبلة دامية):- هذا ليس وقته
ستيلا(من بين أنفاسها الذائبة):- أنت لا تعرف مواعيد خاصة للوصال يا خوري ، متى ما أردت يكون وقته وساعته
خوري(دفعها عنه ليمسكها من ذراعها ويجذبها خلفه للسرير):- تحفظينني عن ظهر قلب
ستيلا(انتفضت على السرير لتفتح له مجالا كي يقترب منها):- أيعيبك ذلك ؟
خوري(انقض عليها):- اقطعي صوتكِ لا أرغب بسماع شيء
ستيلا:- ولا حتى صراخي ؟
خوري(أغلق عينيه):- ولا حتى صراخكِ …ليس الليلة
استغربت معاشرته التي كانت خالية من العنف تماما ، بل كانت في غاية اللطف والنعومة حتى أنها غفت بين أحضانه دون أن تشعر بتتمة الأمر حتى ..حين ارتفع ليستحم بسرعة ويرتدي ملابسه بعد أن وصلته رسالة تفيد فك الطرقات ووصول النجدة …أخذت سيارات الإسعاف جوزيت وأطفالها رفقة ناريانا وهاجر بينما لحقهم هو وجابر بشاحنته ، وانتقلوا جميعا لأقرب مستشفى حيث لم تكن حالة جوزيت مبشرة بالخير فهي لم تستيقظ بعد تلك الحقنة مما جعلهم جميعا يدخلون في حلقة تساؤلات مرعبة
ناريانا(تمسح على بطنها الذي آلمها):- هففف هفف
خوري(أطل عليها):- ما بكِ أنتِ الأخرى ؟
ناريانا:- لا أشعر بأنني بخير قلبي يؤلمني
خوري:- انتهى الأمر لقد أنجبت
ناريانا:- لو أخبر ميار ؟
خوري:- لو ماذااااااا …إن فعلتِ سأغضب منكِ وتعلمين عواقب غضبي جيدا نارو
ناريانا:- من حقه أن يعلم من حقه أن يكون هنا بجوارها، جوزيت بحاجته إلى متى تنوي إخفاء الأمر؟
خوري:- إلى ما لا نهاية مفهوم ، هذا الموضوع مقفل بالنسبة لي والخوض فيه ممنوع وإن كان لديكِ نية في البقاء بجوار صديقتكِ احترسي مني
ناريانا:- أنت هكذا تظلمها
خوري:- لتستيقظ أولا وبعدها سنصغي لأناشيدك
ناريانا:- هففف
خوري(راقبها وهي تمسح مجددا على بطنها):- ما بكِ؟ ؟
ناريانا:- لا أعلم ، غالبا سأرى طبيبا لا أشعر بأني بخير
خوري:- حسن تفقديه ، سأنتظر هنا
ناريانا(أمسكت على رأسها ثم انفجرت ببكاء):- اهئئئئ اهئئئئ لقد أنجبت صديقتي اهئئئئئئ
خوري:- كنت أتساءل هل يحق لهذه الليلة ألا تُخلَّد من قبل دموعكِ يا ذات السبائك الذهبية
ناريانا(فتحت يديها لتنهض إليه):- اهئئئئئ لست بخير لست بخير
خوري(ضمها عميقا إلى صدره):- اهدئي لقد نجت
ناريانا(عقدت حاجبيها من ضمته التي تشهدها أول مرة):- هااا
خوري(أغمض عينيه مستريحا على عنقها):- انتهى الأمر ، ستستيقظ بعد قليل وسنحتفل جميعا بهذا النجاح
ناريانا(باستغراب):- هممم
خوري(مسح على شعرها):- وأنتِ ستكونين بخير … فلا تخافي سأكون موجودا معكِ عندما يحين الوقت
ناريانا(ابتعدت عنه لتناظره برعب):- أنو وقت ؟
خوري(نظر لبطنها):- هيا …تعلمين تحديدا عمن أتحدث
ناريانا(ابتلعت ريقها وتراجعت خطوة):- سأتفقد جوزيت
خوري(أغمض عينيه):- تفضلي
ناريانا(مسحت دموعها وهي تهمس في سرها مبتعدة عنه):- هل علم بأمر الطفل لا لا كيف سيعرف يا ربي ، إنه رجل غامض غاااااامض
الطبيب:- عذرا أين أخو المريضة ؟
ناريانا(بخوف):- هناك لماذا ماذاااا حصل ؟
خوري(انتبه للطبيب):- ما الأمر ؟
الطبيب:- مع الأسف المريضة في وضع سيء للغاية ، لنأمل أن تمر الساعات المقبلة على خير وإلا …سنضطر للبحث عن قلب مناسب لها
ناريانا(أمسكت على فمها):- لالا لا تقلها لا تقلها أرجوووووك
خوري:- ما احتمال حدوث ذلك ؟
الطبيب:- تسعين بالمئة لحد اللحظة … كما أخبرتك الساعات المقبلة ستحدد كل شيء ، دعواتكم لها
ناريانا(التفتت إليه):- لا يمكنها أن تتخلى عنا بتلك السهولة ، سنجد القلب يا خوري سنجد قلبا مناسبا لأجلها عدني بذلك
خوري(ينظر للبعيد):- سنفعل …
ناريانا:- ليت ميار هنا ….
ميار(انتفض من سريره الذي كان يتقلب عليه يمنة ويسرة):- جافاني النوم هذه الليلة اللعينة حتى الأجواء مكفهرة ، تبا ما الذي يحصل …هفف قلبي مقبوض ولا أعرف ماذا بي ، هل أتصل بتلك الحقيرة ما ربما كانت بالخارج في هذا الجو فهي مجنونة مستهترة لا تحافظ على نفسها قط …هممم
ناريانا(انتبهت لاهتزاز الهاتف بحقيبتها):- تبا إنه ميار ما به يتصل بهذه الساعة المتأخرة ، تت لو رآني خوري سيصفعني صفعتين إن كلمته تبا
ميار:- لما لا تجيبين على هاتفكِ يا سيدة جوزي ؟
ناريانا:- أوه يا ميار هل هذا وقت مناسب لاتصالاتك الحميمية ، رجاء عاود الاتصال عندما تصبح الشمس فوق رأسك ممكن ؟
ميار:- ماذا يفعل هاتف صديقتكِ بحوزتكِ ، لما تجيبين عليه بدلا عنها ؟
ناريانا:- مديرة أعمالها وأملك صلاحية الرد على هاتفها وقتما أحببت
ميار:- طيب يا وقتما أحببت أعطني إياها لأكلمها قليلا فلم أشفي غليلي بعد
ناريانا:- ألم تهجرها وتقطع صلتك بها ، لماذا تتصل الآن لتسمم خاطرها بكلامك اللاسع لا سامحني لن أمنحك الفرصة …سلام
ميار:- انتظري …فصلت الغبية والله لأحاسبنكم جميعا صبركم علي
ناريانا(توجهت نحو أنابيب الصغيرين):- أبوكما شعر بكما يا حبيبيْ ، لو نخبره بكما سيحرق الدنيا ويأتي إلى هنا …لكن ما الذي ستفعله خالتكما ريانا هااااه ، أمكما وضعها مجهول وخالكما الوحش لا يعرف معنى للرحمة ..يعني صدقت لوهلة في هذه الليلة أن هنالك أملا فيه لكنه صدمني بالتتمة حين عاشر حمراء الشعر في ذلك الوقت العصيب ، كيف عرفت هه ذهبت لأناديه وأخبره أننا مستعدين للذهاب للمشفى فسمعت آهاتها المتألمة فتراجعت هربا …آسفة كوني أخبركما بسفاهة خالكما وأيضا أنتما لا يجب أن تسمعا هذا الكلام السافل معذرة لم أجد لمن أشكو إلا لكما …، لا أعرف ماذا أفعل ، حقا أنا حائرة ليتني أتواصل مع أخي فيرشدني للطريق السليم
،وأيضا ينتشلني من قلبي الذي لا أعرفه حكايته مع ملك الظلام ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.