آخر 10 مشاركات
ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          طبيب قلبي .. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          651 - الجميلة والسجين - Iris Carole - د.م (الكاتـب : الحبــ الكبير - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-16, 11:09 AM   #111

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخييير ...تسجيل حضور من الان



انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 13-03-16, 05:31 PM   #112

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma.alg مشاهدة المشاركة
سلااام

بداية : عاقرَ الهوى فِي مجَرَّاتِ الذنُوب
هذي العبارة عطوول كل ماادخل لموضوعك بقراها جذبتني كتييييير

نعود للفصل
دعاء وجيدا ء

صراحة الاثنين وجعني قلبي عليهم هن الاثنين ضحية رجال او شبه رجال من جهة زوجته وام ابنائه ومن جهةاخرى دعاء اللي تحبو يعني احساسي كامراة ماقدرت الومها وهي تحبو+ عجبتني حركة جيداء لهلاء بس لانتبهت انها لازم تحارب مشان بيتها وابو ولادها ..... المهم الله يعينهم عليه ما بيستحق ولا وحدا منهم

رقية واياد اكيد فيه حب بالافق .. وكيف جارتو متزوجة وتحبو لاء وترسلو ابنها كمان كان لازم يحطلها حد مشان ما تتخطى حدودها معاه

وائل وميرنا

احساسهم الاثنين مشترك انو شافو بعض من قبل ويعرفو بعض بس كيف ميرنا تبكي على شهاب وعرفت انو لساتها عندها مشاعر تجاهو وهي تحس هالاحساس مع وائل

لالالا يا شهاب ابدا ما توقعت هالحركة منو معقولة يكون ضربها لميرا بحزامو؟؟؟ وهي ساكتى عادي؟؟ هما عملت ما تستحق هيك معاملة صراحة اول مرة اشفق عليها من جد واكيد هو ندمان ندمان وراح يندم اكثر

ما عرفت شو علاقة عموائلوشهاب بنور وبنتها ؟معقولة يعرفها من قبل؟ وليش بدو يحمي دينا الصغيرةظ اكيد فيه سر وراه متشوقتلو كتييير

وصال وجاسر ليش مبين وكانو يحقد عليها؟ وهل ممكن تتغير علاقتهم بالمستقبل ؟؟معقولة يحبها


رنيم(صفعتها على وجهها)
هههههه تستاهل والله تستاهل ياريتها زادتلها كف تاني لحتى لا تفتح تمها مرة اخرى

بقالي جزء صغيير جدا لكملوو

في انتظار الفصل القادم ان شاء الله
اهلا حبيبتي اسما منورة غاليتي ومسرورة ان جملة الخاطرة نالت اعجابك تسلميلي يارب ، اممم صراحة معك حق نساء حسام لا يسحقونه فهو مخادع باسم الحب وهذا ما سينعكس عليه لاحقا فما بني على باطل يبقى باطلا ، رقية واياد اعجاب متبادل لكن لازال سيمر ايضا بعقبات خصوصا ان اياد حياته لا تخلو من المشاكل منها أحلام جارته التي تعشقه الكثير من الخفايا ستتوضح وتقف بطريقه ، وائل وميرنا هناك شيء بينهما شيء قديم سيحيا من جديد بمعنى أن شهاب كان جسرا للقائهما فحسب لكن ليس بسهولة ستمضي الأمور ، شهاب وميرا علاقة العنف والحرب ضربه لها وصمتها فيه الكثير من الاسرار حالتهما معا معقدة ومريضة ، نور و فؤاد رشوان هادي اسرار سنكتشفها في لاحق الفصول لأنه حتما يعرفها سابقا ويعرف كل شيء عنها بحجة حمايته لدينا ، أما وصال وجاسر هادو حب في المعسكر هههه لا ندري بعد كيف ستترجم حكايتهم سطورها للان نحن في حرب باردة .. اما رنيم ههه استغلت حملها لتخرس ام تحسين صفعة على الوجه وانتهى الصراع البركة في هرمونات الامومة ههه في انتظارك حبيبتي دوما خليكي بالقرب واتمنى يعجبك الفصل القادم ان شاء الله


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 05:47 PM   #113

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
واضح انها هتكون عادة تعليقي المتاخر مع اني خلصت الفصل في يومها بس الزهايمر بقي
نعلق بقي علي الاحداث
دعاء و جيداء و حسام الواكي اللي زمان خلي طفله عندها 14 سنه تعمل معاه علاقة غير شرعيه عشان يتجوزو غصب عن اهلهم
حتي لو هي اللي عرضت الموضوع هو كان ﻻزم يرغض لو كان بيحبها و كان راجل كان استني لحد ما تكبر و تقدر تقنع اهلها
بما انه واكي من يومهفاستغل هبل دعاء و اتجوزها فس الرس او من غير حواز اصلا مش فارقه كله مرار و اديها ايه رتبه عشيقة مش اكتر
شاجي الواطي التاني مع ميرا
فيه مثل بيقول لا احبه و ﻻ اقدر علي بعده
و ده حالهم الاتنين ه مش طايق وشها و عايزها مش قادر يتحكم برغبته فيها شهورة رغبة مجون غريزة وي اي حيوان جه موسم ااتزواج بتاعه
بنفس الوقت عايز لسه يرجع لاختها
شوفتو وطيان اكتر من كدن
وائل شخص محترم واضح علي قدر المسؤليه دخلت بيته و خرجت و هي متصانه و بكل احترام
لقاءهم كان تحفة و كشاعرهم جميله جدااا
اياد الصجيق الصدوق لميرنا برغم تفهمي لعلاقتهم الجميلة لكن غير متفهمه انها تزوا بيبته و تلبس هدومه و تستحمي عنده العلاقة مهما كانت صداقة ممكن بلحظة تقلب لحاجة تانيه و الشيطان منور وسطهم
علاقة اياد برقية واضح انها هتاخد شكل مشاعر حلوة و فعلا دي علاقة منطقية عشان يفضل الرباعي مع بعض رقيه و اياد و ميرنا و وائل
كوثر المنفلته اللي بتشرب و تسكر كان نفسي زميلها يرزعها قلمين يفوقها
وصال و قط و فار مع جاسر و هنشوف هيوصلو لفين
فريد و مرام و اعجاب منه ليها و غزو عالي المستوي ههههههه
ام تحسين يعني مثال حي للمثل اللي بيته من ازاز ميحجفش الناس بالطوب
خليكي في حالك يا خالتي و بصي لابنك اهم باهتاماك و رعايتك بدل ما تتكلمي علي الناس
بانتظارك يا نسرين و ربنا يوفقك
ههه لا عليكِ اختي رونتي المهم انك تجي وتنوريني غاليتي ربي يخليك
نبدأ بحسام اكيد سيقع في شر أعماله ونواياه حتى لو كان يرفع شعار الحب إلا أنه استغلالي اناني لا يفكر إلا بنفسه ، دعاء وجيداء ضحيتين لرجل مستبد دخوله لحياتهما خاطئ لا قديما مع جيداء ولا حاليا مع دعاء سنرى ما قد يحدث بعد معهم ،
أما شهاب وميرا ههه اذا قلتي واطي فهو واطي ما فعله سيؤثر عليه سلبا في لاحق الأيام لكنه ذئب سيجد ثغرة للقصاص منها والحصول على ما يريد والضحية الموالية ستكون ميرنا على الاغلب سيفاجئنا ^^ ... نجي لابن عمه الروعة والأصيل فعلا شخص محترم لكن الطيبين دايما حظهم سيء لن تكتمل الفرحة مع الاسف ...
اياد فعلا علاقتهم متينة وقوية جدا لدرجة انها تؤمن على نفسها بييته وكأنها في بيتها وهنا جانب سنراه في ما بعد لنستوعب اكثر علاقتهما ، خصوصا ان رقية ستدخل الخط و الباقي ايضا ، اما كوثر هههه اكيد سيربيها زياد بطريقتو وان تطلب كفين على الوش تمشي مثل المسطرة ههههه حكايتهم غير عن حكاية توم وجيري اللي فالمعسكر علاقة ديناميكية الله يسترها بس ههه ،
مرام و فريد شرارة اعجاب تدور هنا ارض جو حتى هههه وام تحسين مثل ما قلتي اللي بيتو من ازاز ميحدفش الناس بالطوب طبعا لن تترك الناس في حالها وسنرى فصولها كثيرا كثيرا ...
إلى هنا اشكركِ عزيزتي على حلاوة ردك المرح ويارب يعجبك الفصل القادم حبيبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 05:51 PM   #114

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم نجمة مشاهدة المشاركة
تسارعت الاحداث في هذا الفصل
ماذا سيحصل لميرا ؟،لا ارى معنى لانتقام شهاب ابدا وكم ستظل محبوسة ؟وما سر مشاعر شهاب المختلطة؟ ،
من هي ايمان وما سر ظهورها ؟
اعجبت بوصال وقوتها لكن ما قصة جاسر معها ؟
اما الاسوء في نظري فهي دعاء الى متى ستستمر في علاقتها هذه مع مديرها ؟ على الاقل ميرا تصرفت في العلن ولم تخفي فعلتها .وزوجته الى متى ستظل تدافع عن وهم اسمه الزواج انه لا يستحقهما معا.
الفصل مثير ويحمل الكثير من التساولات بانتظار الفصل التالي ...
أهلا بكِ يا مريم منورة أختي امممم والله سنرى بهذا الفصل ماذا سيحصل لها مع شهاب وكيف سيعيدها لقصرها وماذا سيحل فيما بعد لأن الأمر سيتفاقم ولن يمر على خير ، ايمان الصديقة الغيورة سيظهر وجهها الحقيقي في هذا الفصل تحديدا ونرى نواياها السيئة تجاه ميرنا واياد ، دعاء لا تزال عمياء حتى الآن لكن سوف تفتح عينيها في الوقت المناسب وترى انها ركضت وراء سراب حالها حال جيداء التي تضيع نفسها مع شخص أناني مثله ... اتمنى تجدي بالفصل الموالي اجوبة لاسئلتك غالتي مريم تسلميلي على الحضور الدائم يارب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 05:52 PM   #115

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل عمري مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
إن شاء الله يارب ولك ايضا كل التوفيق تحياتي لك


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 05:53 PM   #116

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
صباح الخييير ...تسجيل حضور من الان
أهلا حبيبتي أنجوانا دقايق ويكون الفصل حاضر تسلميلي يارب على تشجيعك الدائم يارب ما انحرم منك اختي الغالية


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 06:06 PM   #117

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 4


في بيت الراجي
نزلت بعد أن استطاعت إخفاء آثار دموعها وتوقعت أن تجد الكل في عمله هي دوما تتوقع وتخيب توقعاتها كحالها مع حسام فكل ما توقعته منه انعكس عليها ، حسن حسن لن أفكر به بعد الآن سأتناول شيئا أشعر بالجوع …
دعاء(باستغراب شاهدت أمها بالبيت):- أمي ؟؟؟ ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت من المفروض أن تكونوا بالمحل صحيح ؟
مديحة(بابتسامة دخلت للمطبخ لتكمل طبخاتها):- هههههه
رنيم(ظهرت من خلفها):- مفااااااااااجأة
دعاء(التفتت وصرخت بحماس):- ياااااااااي رنيييييييم .. متى جئتِ يا بنت؟؟
رنيم:- أثناء سباتكِ الشتوي ههه لكني فضلت أن تستيقظي على سجيتك وأفاجئكِ بعدها
دعاء(بدموع برقت في عينيها وهي تتفحص ملامح رنيم وبطنها المنتفخ):- أوووه يا حبيبتي حقا اشتقت لكِ وجدااا ، كيف حال الأمير معكِ هل تعذبكِ يا ترى ؟
رنيم(سمحت لدعاء بتحسس بطنها):- طبعا تعذبني الحمل متعب جدا يا دعاااء لذلك من الصعب أن أشرح لكِ آلامه حتى تدخلي قفص الزوجية
دعاء(ابتلعت ريقها واهتزت حدقاتهاّ):- فعلا ههه .. أ.. أين هو وسيمي الصغير ؟؟
رنيم:- من المؤكد أن خالتكِ قد اختطفته تعالي تعالي لدينا الكثير لنرويه قبل عودة العصابة
دعاء(وجدت نفسها تنساب بتلقائية معها وكأن هذا ما كانت بحاجته وعانقتها فجأة):- صدقا اشتقت لكِ يا ابنة عمي الحبيبة
رنيم(اعتصرتها):- أوووه من المؤكد أن سجى تقفز فرحا من هذا العناق الفجائي
دعاء(ابتعدت بضحك):- هههه حسن يا حبيبة خالتك أنا هذا هو تعبير الإشتياق عندي
رنيم:- هههه يا مجنونة هيا هيا افتني لي عن أسرار هذا البيت مذ أن وصلت و بنات نبيلة تحاولن إخفاء أمر ماااا
دعاء(عقدت حاجبيها إذ كانت هي الأخرى بدنيا غير الدنيا):- ماذا تقصدين ؟
رنيم:- لا أعلم لكن هناك خطب ما على الأغلب
دعاء(صغرت عينيها):- أوتعلمين من قد تفتن عليهما ؟؟
رنيم(لمعت في عينيها الفكرة):- جدتنا ههه هيا ساعديني على الوقوف ودعينا نشاهد نشرة الأخبار بطريقتها المرحة
دعاء(ابتسمت):- ههه على الأغلب ستكون نشرة حافلة
رنيم(وهما بطريقهما):- آه لم أقل لكِ لقد وقعت مشكلة بالحي قبل قليل مع أم تحسين وقمت بصفعها على وجهها وسط الجيران لن تصدقي منظرها
دعاء(شهقت بعنف):- هئئئئئ يا لجنونك كيف فعلتها هيا احكيلي ههه
مديحة(بخفوت):- أرى ألا أفاتحها بما ادعته عنها أم تحسين تعلمين أنها تتحسس بسرعة
عواطف(تعطي لأيهم زبادي الفراولة):- طبعا لا يا أختي دعيها على سجيتها اليوم وسنقوم بفتح حديث معها فيما بعد ، اليوم خاص برنيم لن نجعل البنت تكتئب في اليوم الوحيد الذي زارتنا فيه بعد مضي أشهر
مديحة:- هذا نفسه ما فكرت به ، لكن قلبي ليس مرتاحا نور تأخرت كثيرا ولا خبر حتى الآن عن سمر
عواطف(مسحت فم أيهم برجفة وحاولت تمالك أعصابها):- أيا كان ما سيحدث سنعلم به
مديحة:- لعله خيرا عزيزتي
نهال(دخلت للبيت):- لققققققققد عددددددت أيوجد أحد هنااااا ..(نظرت لغرفة نبيلة ووجدتهما بجانبها) أوووووووه عمتي رنيم يا لسعدي لقد اشتقت لكِ كثيرا عمتي
رنيم(عانقتها):- ياروح عمتك .. مهلا مهلا أنتِ تزدادين جمالا يوما بعد يوم يا فتاة
نهال:- هههه حقا عمتي وأنتِ رائعة جعلتني أشتاق لأن أصبح أمَّا أيضا ههه إنه يناسبكِ
رنيم:- أنظري لجرأة هذه الفتاة ليس قبل أن تكملي دراستكِ وتجدي عملا مناسبا بعدها فقط سنفكر بمن يناسبكِ ونقوم بتزويجك أرأيتِ كم من مرحلة عليكِ أن تتخطي ؟
نبيلة:- المرأة مستقرها ببيت زوجها حتى لو أصبحت حاكمة الكون سيأتي رجل ويعادل الكون
رنيم:- يااا عيني يا عين جدتي تقول أشعارا الله الله
نهال(قبلت دعاء والجدة نبيلة):- هههه أكثرتم علي حسن سأدع لكِ الأمر الآن ولعمتي دعاء من بعدك فهي على الأغلب ستسبقني ههه
دعاء(انقلبت معدتها):- أممم حسن إذن لم لا تسلمين على أيهم إنه مختطف من قبل جدتك
نهال(ركضت بمرح بعد أن رمت زوجي حذائها بالباب):- حبيبي حبيبي حبيبي
رنيم:- فليسعدها الله حبيبة قلبي ههه ..أو أو جرس الباب ترى من ؟؟
نبيلة:- تعالي يا رنيم لا يصح وقوفكِ بكثرة يا ابنتي
دعاء(فتحت الباب واندفعت دينا):- لقد عدناااااااااااااااا
عواطف(بلهفة خرجت من المطبخ وفي حضنها أيهم):- دينااا أين أمك ؟
دينا:- تحاسب سيارة الأجرة يا نانا .. يااااااااي أليس هذا أيهم يا حلاوة ههه
دعاء(بعدم فهم):- تحاسب سيارة أجرة ولكن … أين ذهبت سيارتها ؟؟؟
نور(دخلت وهي تشتم):- تبا للحقير ابن الحقير الذي وضعني في هذا الموقف أتمنى أن يصاب بعمى الألوان حتى لا يبصر سوى الظلام على مدى الفصول
دعاء(رأتها وهي على ذلك الحال وقد نزعت كعبها بعصبية):- مهلكِ يا نور مالذي حدث ؟
نور:- لا تسأليني يا دعاااء لقد .. هئئئئئئ رنيييييييييييييييييم يا هلا بالغوالي آه يا أختي كدت أشتم هذا اليوم إن استمر بسوداويته لكن ظهوركِ به جعلني أغير رأيي …
رنيم:- ههه تعالي لحضني يا أختي الكبرى اشتقت شتمكِ حتما هههه
نور(مسحت على شعرها):- يا حبيبتي أنا … كيف صحتكِ ؟؟
رنيم:- بخير بخير
نور(فتحت يدها لتسرق أيهم من أنامل نهال):- هاتي يا بنت دعيلي نصيبي مواااح أيهم حبيب خالتك كيف حالك يا شقي ؟؟؟
عواطف(تتحرق شوقا لمعرفة الأخبار لكنها لن تسأل):- مديحة
مديحة(مسحت يديها بالفوطة وأومأت لها برأسها):- سأسألها لا تقلقي ..
نور(جلست نور بالصالون وهي تقبل أيهم الصغير الذي كان يبتسم لها):- آآآآآآآه كم اشتقت لهذا الولد تأخرتِ بزيارتنا كثيرا يا رنيم
رنيم:- على أساس أنني أقطن في المريخ لما لا يزورني أحد منكم ؟؟
عواطف(جلست بجانبها):- تعلمين حبيبتي المشاغل لا تنتهي
نور(همست لها):- حماتكِ لا تحبذ ذلك
عواطف(نظرت إليها وهي تعض على شفتيها):- بنت
نور:- ماذا ؟؟؟ تعلمين انني لا أنافق أنا أتكلم بوضوح
دعاء:- على سيرة الوضوح هل لكِ أن تشرحي لنا ما الذي حدث بسيارتك ؟؟
نور(أعطت أيهم لنهال التي التقطته لتغرقه بقبلاتها هي الأخرى):- أووووه لا تسأليني كان يوما سيئا بحق ، تخيلي ما حدث أمام عيادة الطبيبة نرجس لقد اصطدم أحد بسيارتي عمدا لن نسميه اصطداما أكثر منه تدميرا
رنيم:- يا إلهي الحمدلله لم تكوني بها أنتِ أو دينا
نور:- تت الحمدلله
دعاء:- طيب وماذا فعلتِ هل تركته في حال سبيله ؟؟
نور(ابتسمت لها بثقة):- وهل هذا يجوز طبعا وضعت بصمة الراجية على جبينه ووعدني أن يساعدني امممممممم مستعدون لسماع البقية ؟؟؟
مديحة:- تكلمي يا بنت وكفانا فضولا
نور:- لقد اتضح أنه يعمل بمحل شراء للسيارات ووعدني أن يعرفني برئيسه كي أقتني السيارة التي أريد بالتقسيط المناسب كتعويض عما حدث لسيارتي المسكينة
نهال(قفزت بمرح):- ياااااااااااااااااهووو هذه الأخبار نارية أخيرا سوف أفتخر بتوصيلتكِ لي إلى الثانوية عمتي نوووور
نور(صغرت عينيها):- أهاااه هذا بدلا من الترحُّم على روح الفقيدة لقد ساندتنا في أحلك ظروفنا بئسا لتفكيركم همممم
عواطف:- ههه الحمدلله ارتحنا من صوتها الصباحي حين تستفيق مزمجرة
مديحة(أكملت عنها):- وتأبى أن تعمل ياااا إلهي
نور(حركت يدها لهم بدعابة):- هيا هيا أفرغوا ما بقلوبكم ناحية سيارتي حبيبتي ولعلمكم لن تركب أيكن بالسيارة الجديدة هذا وعد
دعاء:- ههههه هنيئا لكِ رب ضرة نافعة
نور:- حقا لو لم أخنقه بكلتا يداي ما كان عرض علي هذا التعويض المناسب بدلا من زجه في السجن إبن اللعينة
عواطف:- شتتت بجانبنا أطفال يا بنت تأدبي ..
رنيم(بحماس):- كما يتضح أن زيارتي زيارة خير
مديحة:- ومنذ الصباح بدئا بأم تحسين للآن هههههه
نور(بانتباه):- أم تحسين ؟؟؟ ماذا فعلت هذه المرة ؟؟؟
عواطف:- ههه احكي لهم يا رنيم بما أنكِ بطلة الموقف
رنيم:- احم احم ههههه اسمعو إذن …
بعد أن روت لهم القصة وأتممتها عواطف وحكت لهم السبب الرئيسي وراء الخلاف انتفضت نور من محلها حين رأت انقباض ملامح دعاء ..
نور:- تلك البائسة الشمطاء هي وابنها الأهوج سيدفعان الثمن ، كيف يتبليان على دعاااء أين نعيش كله كذب وتلفيق دعاء عادت باكرا و أنا من استقبلها وكل ما ذكر محض خداع
مديحة(باطمئنان نظرت لابنتها ونظرت لعواطف التي ابتسمت):- أووه الحمدلله كم كنت قلقة أ أقصد طبعا ابنتي لن تفعل أمرا كهذا صحيح يا دعاء ؟
دعاء(برجفة قلب):- أكيد يا أمي ..
عواطف:- افف الله يسامحهم لا يتركون الناس في حالها …
رنيم:- لا تقلقوا لقد كفيت ووفيت بصفعتي لها هههه
نور:- خطيرة أنتِ يا أخت ههههه .. سأرى دينا قليلا و أعود لكم
صعدت إلى غرفتها وفي عقلها تدور الكثير من الأحداث و أكثرها تحطم سيارتها الحبيبة ، وجدت دينا جالسة على مكتبها وتكمل وظيفتها وابتسمت لمنظرها وتقدمت إليها وقبلتها
نور:- حبيبتي
دينا(قبلتها أيضا):- مامي
نور(مسحت على شعرها):- هل أنتِ بخير ؟
دينا:- أجل ماما
نور:- لم تجزعي حين وقع ذلك بالسيارة صحيح ؟
دينا(تأوهت):- قليلا يعني رغم أنني سأفتقدها لكنني سعيدة بالسيارة الجديدة صحيح متى سنراها ؟
نور:- اممم سأكلم ذلك الرجل وهو سيدلني على معرضهم وسآخذكِ رفقتي لنختار السيارة التي تناسب ميزانية ماما هاه
دينا:- ههه المهم أن تكون صامتة ولا تصدر صريرا مزعجا مثل القديمة
نور(بفم معوج):- حتى أنتِ كنت تحملين ضغائن تجاهها مسكينة يا سيارتي ههه أوووه لحظة ما هذا يا دينا ؟؟
دينا(بهلع):-هئئئ لا ماما
نور(مدت يدها لداخل قميصها وجذبت السلسال من عنقها):- دينااااااااااا كيف وصل هذا إلى هنااااا ألم أعدها لصاحبها ؟؟؟
دينا(عضت شفتيها ونظرت لها بقلق):- لكنه وضعها بجيبي بخفة وغمزني كي أسكت
نور(فتحت عينيها على وسعهما مع فمها):- هكذا إذن وأنتِ ببساطة سكتت لا مخلصة ونعم الإخلاص حتى … انزعيها هيا
دينا(تمسكت بها بقوة):- لكن لماذا ماما لقد أعجبتني ثم الهدية ليست ممنوعة
نور:- لن تجادليني يا دينا قلت هاتِ القلادة يعني هاتيها
دينا(عقدت حاجبيها ومطت شفتيها دلالا وتمسكت بها أكثر):- أنا أريدها ماما أرجوكِ
نور(وضعت يديها على خصرها):- يا بنتي لا تتعبيني نحن لا نعرف هوية الرجل حتى كي نعيدها إليه ، هل أعجبكِ الحال هكذااا ؟
دينا(رفعت حاجبيها ببسمة):- آه أعجبني كي أحتفظ بها
نور(نظرت للسلسال):- ما الذي أعجبكِ به فقط أخبريني ؟؟
دينا(أمسكت الصفيحة بيديها):- لا أعلم إنها جميلة و أعجبتني وأريد الإحتفاظ بها
نور(وضعت يديها على خصرها):- دون رضاي ؟؟؟؟
دينا(نزلت من كرسيها وعانقتها):- طبعا لا يا ماما أنتِ ستوافقين لأنني أريد ذلك
نور(تفاجئت من ردها):- أجزم أن جلستكِ مع ذلك الرجل أفسدت عقلكِ أخبريني ماذا قال لكِ وأنتِ معه ؟
دينا(مالت بشفتيها):- لقد مدح فيكِ كثيرا حتى قال لي يا ليته يملك أما حريصة مثلكِ
نور(عدلت هندامها وتنحنحت بغرور):- أهاااه هكذا قال إذن وماذا أيضا
دينا(تبتسم):- اممم قال أنه يتحرق شوقا للتعرف على أم العسل التي تحادثه بلطافة
نور(بنظرة شر):-هل قال عنكِ عسل ؟
دينا(دق جرس الإنذار على الأغلب):- لالا لم يقل عسلا بل فراولة على الأغلب
نور(مسحت على شعرها):- عموما يمكنكِ الإحتفاظ بها كما تشائين
دينا(ارتمت في حضنها):- تسلميلي ماما حلوتي ..
نور:- لكن أخفيها جيدا وأنتِ بالمدرسة كي لا تفقديها مفهوووم ؟؟
دينا:- حاضر ماما ..
نور:- تمام أكملي وظائفكِ إذن … همممم
خرجت وهي تفكر بذلك الغريب لم يترك مجالا لم يعاتبها فيه على تركها لدينا بالسيارة لوحدها فكيف مدح فيها بذلك الشكل غريب ، أخذت تفكر به بينما كان هو الآخر في سيارته مع همام يفكر بها أيضا ..
فؤاد:- كم ازدادت جمالا طقمها النسائي جد جميل لطالما كانت أنيقة
همام:- أكيد سيدي
فؤاد:- إسمعني أريدك أن تنهي موضوع السيارة وتتفق مع عملائنا أريد أن يعوضوها في أسرع وقت بالمعاملات كي تتسلمها ، أعلم أنها مجنونة لا تطيق صبرا قبل وقوع الأشياء
همام(نظر إليه عبر المرآة من الأمام وهو يقود السيارة):-هل لي بسؤال سيدي ؟
فؤاد:- همممم هاتِ ما عندك
همام:- لما تصارحها بهويتك يعني على الأغلب ستتفهم هي والآنسة الصغيرة
فؤاد(بملامح جليدية):- تتفهم ماذا يا هذا هل جننت ؟؟ أغلق موضوعها للأبد و إياك والتطرق إليه إلا بمشورتي مفهووووم ؟؟
همام(ابتلع ريقه):- مفهوم سيدي
نظر من شباك نافذته نحو البعيد كي يظهر بحياتها هكذا فجأة طبعا هذا جنون هي لن تتفهم أي شيء وعليه أن يدخل لحياتها بالطريقة التي رسمها لعلها تغفر له خطاياه السابقة ..

في المعسكر
لقد كان الرائد جاسر جاثما على أنفاسها مثل المعلم منذ أن خربت مخططاته في إقصائها من المكان ، لكنها عمدت على أن تقلب موازين الأمور وذلك بالحرب الباردة ، امممم ماذا ستفعلين ياوصال أرجو ألا توقعي قرار فصلك بطيشك ^^
كان يترأس عدة كتائب مسطرة أمامه بانتظام بينما كان يسير من الطرف إلى الطرف وأحيانا يتوسطهم لكي يقحم حديثه في عقولهم بحزم …
جاسر(بملامح شرسة):- هل فهمتم يا أغبااااااااء ؟؟؟ سلاح الجندي يجب أن يكون عضوا آخر من أعضاء جسمه ، يتحكم فيه حسيا يتغلغل في أعماقه لا يتهاون في حمايته كما يحمي بقية أعضائه … عيون الجندي يجب أن تكون عيون صقر يتصيد فريسته من على بعد ، أما جسده فهو وسيلة لتحقيق غاية النصر ، أيدي الجندي دفاعه الأول ومادة فاعلة للقصاص من الخصم ، بينما رجليه ركيزته التي يتحول فيها إلى نمر غاضب ، الجندي لا يسمع لا يتكلم فقط يرى ويراقب بحرص .. أكفأ العمليات تمت بالمراقبة واختيار الوقت المناسب للإنقضاض على الخصم … من اللازم أن يكون التركيز حاضرااااااا لا نساء لا أولاد لا عائلة تجتاح العقل فقط الوطن و تحقيق النصر … إنتباااااااه
كان طوال الوقت يحاول أن يستمر في الشرح مغمضا أذنيه عن إزعاج تلك البعيدة هناك والتي على الأغلب بدأت الحرب بطريقة مزعجة مزعجة مزعجة …
جاسر(ينفث شررا):- عريف زاهر عريف زاهر
زاهر:- أوامرك يا رائد جاسر
جاسر(مص شفتيه بغضب):- أكمل عني سأرى ما تفعله النقيب هناك
زاهر(أخفى ابتسامته بصعوبة):- تمام يا سيدي
تلاعب بلسانه من داخل فمه وعيناه تنويان قتلها لا محالة على الإزعاج الذي تسببه ، انطلق تجاهها هادرا بعصبية بينما كانت هي في عالم آخر تحاول أن توصل فكرتها
وصال(تصوب تجاه لوحة التصويب ببندقيتها):- من الجدير أن نطلق العنان لأرواحنا ، فقبل أن نصوب بأيدينا يجب أن نستشعر المسافة التي تفصل ما بيننا وبين العدو … لنقس المسافة وبعدها نركز أعيننا ونحاول ضبط تنفسنا وضربات قلبنا فالرصاصة ستنطلق مع الخفقة الموالية وعليه سنتمكن من التصويب بجدارة … راقبوا ذلك
باعدت بين رجليها وركزت وقفتها في مكان ثابت ، استجمعت قواها و ضبطت أنفاسها واستمعت لخفقاتها بعدها صغرت عينيها لتصل إلى اللوحة وتعود ومن ثم صوبت لتصيب لب الهدف بالضبط فصفق لها الجنود إضافة له أيضا
جاسر(لم يتوقف من التصفيق رغم توقفهم ولفت انتباهها):- ما شاء الله أصبتِ لب الهدف
وصال(التفتت إليهم و تقدمت إليه ببندقيتها):- خيرا إن شاء الله ؟؟
جاسر:- ما رأيكِ بما أنكِ تقترحين طريقة رومانسية في التصويب أن نقع في غرام العدو بالمرة هاااه أراها فكرة دارجة صح ؟؟
وصال(ابتعدت عنهم كي لا يسمعهما الجنود يكفيهم فضائح):- هل هناك ما يزعجك سيدي؟
جاسر(جمع يديه في حضنه):- لا أبدا كل ما هنالك أنني أحاول شرح درس للجنود منذ الصباح وحضرتكِ لم تسمحي لي باستجماع فكرة واحدة وإقحامها برؤوس البغال تلك
وصال(فتحت عينيها على وسعهما):- كيف تنعتهم بالبغال ؟؟
جاسر(فتح حاجبيه بتلاعب):- ماذا ماذا هل ستتطاولين علي مجددا للتذكير فقط لقد وقعتِ على تعهد بعدم إزعاجي منذ ساعات بسيطة
وصال(عضت شفتيها إنه يستفزني اضبطي أعصابكِ يا بنت معه حق):- طيب لم أفهم حتى الآن لم أوقفت تدريبي ؟
جاسر(عقد حاجبيه وبعصبية):- يا حضرة النقيب أنتِ تزعجين حضرتي لم أستطيع شرح القواعد لهم من رعونتك
وصال(رفعت بندقيتها على كتفها):- ولكن هذا موعد تدريب الجنود على التصويب يمكنك أن تبتعد قدرما شئت
جاسر(كز على أسنانه):- أوقفي تدريبكِ النتن هذا الآن و قومي بشيء غيره لن أبقى طوال اليوم محاصرا في قاعدة واحدة بسببك
وصال(نظرت إليه ببراءة):- حاضر سيدي الرائد
جاسر(نظر إليها بارتياب هل وافقت حقا دون عناد):- كيف يعني ؟؟
وصال(بتلاعب خفي):- كيف يعني يا سيدي أنا أنفذ الأوامر ، سوف أؤجل موعد تدريب التصويب لغير مرة ..
جاسر(أصبح الآن يغلي غليانا ، استدار وولى مبتعدا عنها):- تبااااااا للنسااااااااااء
وصال(تضحك من منظره):- لم ترى شيئا بعد يا جاااااسر ههههه …. إنتباااااااااه يا جنوووود سنتدرب على الحركات القتالية هيااا إلى قاعة التدريب جميعا
أكمل محاضرته بتفكير مشوش كل ما يعرفه أنها قد أصابت تفكيره بفيروس يدعى وصال ، أغمض عينيه و ترك الكتائب في عهدة العريف زاهر ، بينما ابتعد عن المكان ليتوجه لمكتبه لعله يجد خلاصه بداخله .. لكن أثناء مغادرته انتابه الفضول ليعلم أين ذهبت بها بالجنود بعد طرده لها بلباقة .. وفي طريقه أخذ يستمع لأصوات أنين مرتفع وفزع لذلك ثم ركض تجاه الصوت و اقتحم قاعة التدريب وإذ به أمام وحش وصالي على الأغلب لم تترك جنديا سليما كلهم مسطرون على الأرض يتألمون .. بعضهم ممسك بعنقه وبعضهم بيده وبعضهم برجله وبعضهم بصدره والآخرون لا يدرون مكان الإصابة تحديدا كل ما يعرفونه أنهم يتألمون ، وآخر الضحايا كانت ممسكة بيده وقد أدارتها وراء ظهره بينما رجلها تفصل بين رجليه بحركة كاراطمانية ستخرج بروحه في الأخير … من المؤكد أنها سليلة جاكي تشان قالها وهو يضحك لم يتمالك نفسه من المنظر أمامه لقد فتكت بالجميع ، لكنه استجمع ضحكته و صاح فيها لترحم الجندي
جاسر:- حضرة النقيب … يا حضرة النقييييييب
وصال(رفعت خصلة ثارت من شعرها المربوط بذيل حصان عن عينها والتفتت إليه وهي على وضعها):- نعم سيدي الرائد
جاسر(عقد حاجبيه بصعوبة فملامحه كلها تضحك):- إلحقي بي لمكتبي على الفور
وصال(استغربت):- لم نكمل تدريبنا بعد يا سيدي
جاسر(تخطى الجنود المساكين واقترب منها):- ارحمي الجندي .. والحقي بي الآن
وصال(تركت الجندي ومسحت يديها):- كان هذا تدريبنا لليوم يا جنود عمل جيد
لم يجبها أحد فكل في معضتله يتأقلم تصاعد فقط أنين متشابه منهم يدل على الإحترام المتبادل ، ارتدت سترتها العلوية فوق القميص الأسود الذي سهل عليها عملية إفراغ غضبها الجامح بجنودها المساكين وعدلت نفسها ثم طرقت بوابة مكتبه ، وسمعت أمره بالدخول
وصال:- هل طلبتني ؟
جاسر(كان موليا ظهره لها يبذل جهده كي يضبط نفسه):- ما هذا الذي فعلته بالأسفل ؟
وصال(عقدت حاجبيها بعدم فهم):- ماهو ؟
جاسر(إنها تتعمد إخراجي عن صوابي):- لقد أوشكتِ على أن تصيبي الجنود بعاهات مستديمة .. أكان ذلك تدريبا أم تخليص حق ؟؟؟
وصال:- إنه تدريب أيها الرائد وكان لا بد أن يعلموا أنه لا تهاون معي أثناء التدريب كي يشتد عودهم ويكونوا أسوة لحمل السلاح فيما بعد
جاسر(شيء ما يجعل وجدانه يضحك وبصعوبة نطق):- أسوة !! كيف تريدين منهم أن يكونوا أسوة و أنتِ قد تركتهم يشهقون وجعاااا ؟؟
وصال(صغرت عينيها):- تلك مشكلتهم فنحن لسنا هنا بسيرك للترفيه بل بمعسكر للتدريب وذوي القلوب المرهفة لا مكان لهم بيننا ..
جاسر(أعجب بردها وأدار وجهه عنها):- حسن ترفقي بهم لم يتعودوا بعد على المصارعة التي مارستها عليهم …
وصال:- حاضر سيدي
جاسر(يال تعقلكِ المفاجئ):- يمكنكِ الذهاب الآن …
وصال(رفعت حاجبها بتوعد له وأمالت بفمها تقلده):- عن إذنك سيدي الرائد
بعد خروجها أفرج عن ضحكته فالمنظر الذي رآها به يستحيل أن يذهب من عقله ، لكن لحظة لم يضحك لالا يا جاسر استفق إنها عدوتك وعليك أن تخرجها من المكان بأسرع وقت ،، لا مجال للعب هناااا إما أنت أو هي وانتهى النقاش …

في الثانوية
كانت تجلس على جنب بالفسحة تحاول أن تتأقلم مع درسها في مراجعة شريدة ، حتى وقف ظل على رأسها حجب الضوء عليها وجعلها ترتعش توترا من عطره الذي سرب لها ذبذبات قلق ، أخذت تصعد بعينيها متفحصة هيأة الشخص الماثل أمامها بدئا بحذائه الرياضي الأنيق لبنطلونه الجينز لقميصه الشبابي وربطة عنقه الثائرة وصولا لملامح وجهه و إلى عينيه ياااااااااااااااه ما أجمله .. قالت هذا وفمها مفتوح به 180 درجة كالبلهاء
مازن:- عذرا منكِ .. ألستِ شيماء ابنة إخلاص ؟؟
شيماء(فتحت فمها إنه يعرفني هذا الكيان كله يعرفني أنا دهايهه لحظة لحظة هناك خطأ ما):-….لارد
مازن(أشار لها بيده):- آنسة شيماااء آنسة شيمااااء
شيماء(انتبهت وأغلقت فمها من الذهول يا لفضيحتي):- أ…هل تعرفني ؟
مازن(مد يده ليصافحها):- أنا مازن الحمداني صهركم … هل نسيتيني لقد التقينا في حفل ولادة أيهم ؟
شيماء(تذكرت وفتحت فاهها مجددا وبتلعثم):- آآآه الوسيم أحم ..أكح أحح أقصد أخو رأفت زوج خالتي رنيم أ.. الآن تذكرتك احم .. ماذا تفعل بثانويتنا ما أعرفه أنك بالجامعة الآن ؟
مازن(ابتسم لها):- لدي بعض الأبحاث لأقوم بها هنا .. تمام أردت أن ألقي التحية عليكِ فقط سوف أنهي عملي بسرعة اليوم إن أردتِ أوصلكِ في طريقي ؟
شيماء(وقفت مرتبكة):- لالا لآلآ أقصد أنا .. سأذهب بالباص شكرا لك
مازن:- على فكرة لقد سرقتم منا أميرنا الصغير هذا اليوم … رنيم وأيهم ببيت العائلة
شيماء(قفزت بدون شعور):- ياااااااي خالتي رنيم و أيهم ما أحلاه خبر ..أ يعني اشتقت لهما كثيرا وخصوصا أيهم لم أره منذ مدة طويييلة
مازن(رفع حاجبيه بمرح):- إذن هو لكم ليومين كاملين أكثر من ذلك لن نسمح بابتعاد سليلنا البطل ههه
شيماء(عضت شفتيها ما أجمل ابتسامته يا إلهي):- أ..ههه جميل
مازن(ابتسم وارتدى نظارته الشمسية):- حسن إذن أراكِ لاحقا ..
شيماء(بتلعثم ورجفة وحالة مرتبكة):- حسن حسين حسن أقصد ههه وداااعا .. يالكِ من حمقااااء تبا لكِ أكان يجب أن تضحكي ببلاهة هكذا معه اففف سيحسبني مجنونة الآن تتت
جيهان(زميلة بنفس الصف ركضت نحوها):- شيماااء شيمااااء
شيماء(رفعت حاجبها):- ماذا هناك يا جيهان ؟
جيهان(بميوعة):- من ذاك الوسيم الذي كنتِ تحادثينه قبل قليل ؟؟
شيماء(جلست متأففة):- قريبنا
جيهان(عضت شفتيها وجلست بجانبها):- هل لكِ أن تعرفيني عليه ؟؟؟ أرجوووكِ ؟؟
شيماء(ابتلعت ريقها وبرفض):- هل جننتِ هذا لا يجوووز
جيهان:- ولم سلمتِ عليه طالما لا يجوز أم أنكِ تحرمين على غيركِ بينما تأخذين كامل راحتك معه كونه قريبكِ هذا لا يعطيك الحق في إقصائه عنا هممم رجاء يا شيموئتي عرفيني به وستنالين ثوابا عظيماااااا
شيماء(جمعت كتبها):- لا حول ولا قوة إلا بالله .. أين الثواب في المعصية التي تودين ارتكابها بالله عليكِ ؟
جيهان:- هل ستستذكرين علي مواعظكِ يا شيماء ؟ على فكرة لا مانع لدي فقط عرفيني به
شيماء(استقامت مبتعدة عنها ولحقت بها جيهان):- رجاء يا جيهان لا أريد أن أساهم في هذا المنكر .. دعيني وشأني
جيهان(بحركة كره لشيماء لكن عليها أن تتمم طالما تريد الوسيم):- سأحقق لكِ أي شيء تريدينه يا شيماء فقط عرفيني به ودعي الباقي علي
شيماء(بشعور داخلي يأبى الرضوخ):- وأنا قلت لا … دعيني وشأني …
جيهان(وضعت يدها على خصرها وهي تلمح شيماء مبتعدة عنها):- تتت يا لرأسها الحجري تبا كيف سأتعرف على الوسيم أنا الآن هاااه ؟؟ همممم وجدتها ههه كم أحبك يا عقلي النير
في غضون دقائق فقط كانت جيهان تعدل ثيابها بحماس وانطلقت تبحث عن فريستها ، آه وجدته ها هو ذا يتناقش مع عدة أساتذة مبتسما ، شعرت بالإطراء إذ أنه شكله وحضوره يكفي ليرفرف قلبها الذي زادت خفقاته حين ودع رفاقه و اتخذ طريقا إليها حسن ليس إليها بالضبط لكن بجوارها وعلى حين غرة قفزت أمامه متعثرة …
مازن:- هيييه رويدكِ آنستي .. هل تأذيتِ ؟؟
جيهان(بميوعة فتيات):- أمممم آه أظنني بخير … جيد أنك أمسكتني
مازن(باهتمام):- سلامتك آنستي
جيهان:- ههه شكرااا ..أ.. أظنني لمحتك قبل قليل مع صديقتي شيماااء ؟؟
مازن(حرك رأسه إيجابا):- أهاااه صحيح إنها قريبتي
جيهان(تلوي خصلات شعرها):- أمممم جميل جدا
شيماء(لمحتها تقف معه فاستشاطت غضباا وتوجهت إليهما):- جيهاااااان
جيهان(مصت شفتيها وابتسمت كي لا تكشف):- آآآه كنا الآن تحديدا في سيرتكِ عزيزتي
مازن(نظر لساعته):- تمام آنستي أتمنى لكما بقية دوام جيد .. بالمناسبة يا شيماء مجموعتنا تحضر حفلة تضامنية بمناسبة اليوم الخاص بالأساتذة يجب أن تحضري التكريم
جيهان(قفزت بمرح):- وأنا وأنا أود أن أحضر
شيماء(نظرت إليها إنها تنتهز الفرص تبا):- أ.. سأحاول الحضور
مازن(ابتسم لهما):- إذن سأنتظركما .. فرصة سعيدة
جيهان(تشير له بدلال):- ودااااعا يا وسيم أوووه ما أحلاه قلبي يرفرف من الفرح لقد قام بدعوتي هل تصدقين هههه
شيماء:-ماذا تريدين من الشاب ؟؟ أنا أفهم ألاعيبكِ جيدااا يا جيهان
جيهان(تأبطت ذراعها تمشيان بالإتجاه المعاكس و في عالم آخر):- علينا أن نفكر بما سنرتديه إنها حفلة مميزة وعلينا أن نكون مميزتين هههه يااااااااااااي كم أنا متشوقة
شيماء(بشعور بالغيظ):- لقد رميتِ بحالك على الشاب فقط كي تنالي هذه الفرصة
جيهان(نظرت إليها):- وفيما يزعجكِ الأمر ؟ هل هو يعجبكِ ؟
شيماء(فغرت فاهها):- أستغفر الله العظيم ما هذا الذي تقولينه يا بنت
جيهان(عضت شفتيها إذن وعادت لتحلم):- إذن اصمتي ودعيني أخطط ليوم الحفلة ستأتين صحيح ؟؟
شيماء(عقدت حاجبيها):- لا أدري أبي مستحيل يوافق على هذا الأمر
جيهان(رفعت حاجبها بتأفف):- ولم أصلا ستخبرين السيد الوالد وتنتظرين توقيعه بالموافقة؟
شيماء(توقفت ونظرت إليها):- ماذا تقصدين ؟
جيهان:- ما أقصده أن تأتي لدوامكِ كأي يوم عادي و ها أنتِ ذي بالحفلة .. مارأيكِ ؟
شيماء(بتوجس ابتلعت ريقها):- مستحيل أنا لن أخون ثقة والديَّ بالكذب
جيهان(رفعت حاجبها):- إذن سأستمتع لوحدي مع الوسيم هههه هيا أراكِ لاحقا
شعرت بحرقة تؤلم معدتها ، من جهة تود الحضور ومن جهة أخرى لا تستطيع الكذب وإن أخبرتهم لن يسمحوا لها بذلك زيادة على الضرب و الشتم الذي ستناله من والدها ومن عبد الجليل ، سيجدانها فرصة للتنفيس عن عقدهما لكن أليس من حقها أن تحضر حفلات أيضا و ترى الجانب الآخر من العالم ؟؟ عليها أن تتعرف بأناس آخرين وما أكثر من ذلك الدعوة الرقيقة التي تقدم بها مازن جعلتها في غيبوبة حلم لم تستيقظ منه إلا على صوت أمها
إخلاص(بمريلة المطبخ تمسح يديها):- أدخلي يا شيماء لم تقفين عندكِ بالباب تعلمين أن والدكِ لا يحبذ ذلك .. يا بنت
شيماء(عقدت حاجبيها بتنبه طوال طريق العودة للبيت لم تفكر بشيء سوى مازن):- السلام عليكم يا أمي
إخلاص(هزت حاجبها وأغلقت الباب خلفها):- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ما بالكِ يا شيماء هل أنتِ مريضة ؟
شيماء(التفتت إليها بسكون):- لا ماما أنا بخير .. سأوظب أغراضي و آتي لأساعدكِ في تحضير الغذاء
إخلاص(بعدم فهم):- ماشي يا ابنتي
شيماء(توقفت برهة):- خالتي رنيم ببيت العائلة
إخلاص:- ومن أخبركِ بذلك ؟
شيماء(فزعت كيف تفوهت بهذا دون وعي كيف ستخبرها أنه صهرهم يا حلاوة):- ن .. نهال طبعا احم تمنيت لو نوافيهم نحن أيضا اشتقت لخالاتي و جدتي
إخلاص(أمالت فمها بقلة حيلة):- عندما يعود والدكِ سأحاول استمالة عطفه وسأطلب منه الإذن ماربما سمح لنا بالزيارة
شيماء(بتأفف):- فهمت يعني من الأجدر أن أنسى رغبتي ههه لا عليكِ ماما
إخلاص(بأسف وحزن على ابنتها):- همممم ..
دخلت إلى غرفتها وفكرها لا يتحرر من موقف هذا الصباح أحست بالغباء وفي نفس الوقت بالرغبة الجامحة لقبول تلك الدعوة وكأن شعورا خفيا يقنعنها بأن ما سيحدث بتلك الأمسية قد يشعرها بالكمال والإختلاف ، وقفت أمام مرآتها و بصوت متحشرج
شيماء:- لقد ابتسم لي وتذكر اسمي رغم أننا لم نرى بعضنا منذ سنتين هل تراه معجبا بي ؟ لكن كيف يعجب بواحدة مثلي هممم هل سيتحقق ذلك ؟؟؟ أنا بحاجة للذهاب لبيت العائلة أحتاج لمحادثة نهال هي من ستؤيدني وتفيدني أيضا … يارب يوافق بابا يارب
بعد عودته بقليل دخل وتوضأ وصلى عدة ركعات بينما كانت إخلاص تحضر له طعام الغذاء ، والتحق عبد الجليل أيضا وجلس الأربعة على طاولة الأكل
عبد الجليل(نظر لشيماء):- أنتِ .. قومي وأحضري لي صحنا آخر
شيماء(استقامت):- حاضر أخي
عبد الجليل:- اسكبي لي من الحساء أريد المزيد
شيماء(بشرود):- أوك
عبد الجليل(بسخرية):- هههه أوك أسمعتها أبتي ؟؟
عمر:- أوك ؟؟؟؟؟ ما هذه الكلمة يا بنت هل نحن في بلاد الغرب كي تقولي أوك ؟؟ هل وصل بكِ الأمر للتشبه بأعدائنا ؟؟ حري بي تناول الأكل أنا وولدي دون الإلتقاء بوجهكم الذي يسد الشهية
شيماء(صبت بارتباك الحساء وأحضرته):- آسفة بابا لن أعيدها
عمر:- لا أعيديها وساعتها سأعلقكِ من لسانكِ في سقيفة البيت
إخلاص(رأت احمرار وجه شيماء):- هون عليك يا عمر البنت اعتذرت .. تناول يا عبد الجليل حساءك صحة وهنا
شيماء(أخذت تأكل بصمت):- همممم
إخلاص:- عمر أود أن أستأذنك في الذهاب لبيت العائلة لقد طلبت إذنك سابقا ووعدتني
عمر(صغر عينيه):- أنتِ اذهبي لكن هي لا
شيماء:-ل .. لم بابا والله لن أفعل شيئا يزعجك سأكون مؤدبة
عمر:- وأنا لا أثق بكِ فلن تذهبي
شيماء(بغلالة دمع):- لكن بابا أنا اشتقت لجدتي وخالاتي أعدك ألا أخذلك هي ساعات قليلة وأعود أنا ووالدتي
إخلاص:- أرجوك وافق يا عمر
عمر(زفر بكره):- أوووه
عبد الجليل:- دعنا نرتاح من النعيق .. سأوصلهما بنفسي قبل ذهابي للجامعة
عمر:- الله يرضى عليك يا ولدي حسن إذن يمكنكما الذهاب .. ولكن إن حدث ش..
شيماء(انتفضت بفرح وقبلت يده):- شكرا يا والدي لن يكون سوى رضاك
عمر(بعدم ارتياح):- سنرى ذلك …

في هذه الأثناء وصلت ميرنا و إياد لقصر ميرا
ميرنا(وهي لا تزال بالسيارة وضعت يدها على بطنها):- تتتت
إياد(التفت إليها بقلق):- ما بكِ ياميرنا هل أنتِ متوعكة ؟؟
ميرنا(مصت شفتيها):- أفف لا عليك من المؤكد أن حضوري لهذا المكان مرتين في نفس الأسبوع يعيد لي ذكريات بشعة ويسبب لي التوتر
إياد(أومأ لها برأسه):- هذا واجبنا … هممم ؟؟
ميرنا(أخذت نفسا عميقا):- دعنا ندخل علينا أن نحل هذا المشكل
فور سماع هنادي وباتريك بهوية الزائرين خرجا بنفسيهما لاستقبالهما وعلى ملامحهما تساؤلات شتى عن مكان سيدتهم
هنادي(ابتلعت ريقها):- مرحبا آنسة ميرناااا
باتريك(بأنف محمر):- سيد إياد هل .. هل توصلتما لأي شيء عن سيدتي ميرا ؟؟
ميرنا(نظرت إليهما بتأفف وتجاوزتهما لتدخل للقصر):- هفففف
إياد:- ما نفهمه منكما أنها لم تعد بعد صحيح ؟؟
هنادي(أشارت له أيضا بالدخول وجلس الكل بالصالون مقابل بعضهم البعض):- ليس بعد
ميرنا(لم تستطع الجلوس أكثر فوقفت تتحرك جيئة وذهابا):- أرجو أن تحكيا لنا ما حدث بالتفصيل وتخبرانا كل ما تعرفانه عن ليلة أمس وعما دار بينهما ؟؟
باتريك(نظر لهنادي التي أنزلت رأسها):- ا.. أ ليس هنالك ما نضيفه كل ما نعرفه قد أخبرناكم به سابقا
إياد(قاطع ميرنا قبل أن تجيبه):- رجاء ساعدونا نحن جميعا نود إعادتها فأخبرونا رجاء بما تعلمون ودون إغفال شيء
هنادي(مطت شفتيها):- الموضوع وما فيه أن السيد شهاب قد اتصل بها قبل يومين من الحفل وطلب منها أن تضغط على الآنسة ميرنا من أجل الحضور للحفلة وهددها إن لم تقم بذلك سيزج بها في السجن
ميرنا(بعينين متسعتين من الذهول):- ماذااااااا ؟؟؟؟
باتريك:- ليس هذا فحسب … بل توعدها بانتقام وفضيحة على مدى الوسط الإعلامي إن لم يعدكِ إليه … وليلة أمس باءت كل محاولاته بالفشل وهذا ما ضاعف غيظه منها
هنادي:- وبقية القصة تعلمانها ..
ميرنا(عقدت حاجبيها وجلست بارتياب):- هل … هل من الممكن أن يؤذيها حقا ؟؟
هنادي(بحزن):- لم يكن يضمر لها خيرا خصوصا بعد أن كانت السبب الرئيسي في تفرقتكما
ميرنا(أحست بضيق في التنفس من هذه الجملة واستقامت مغادرة المكان):- هفففف
إياد(وقف وتبعها):- توقفي ميرنا إلى أين ؟؟؟
ميرنا:- أنا لن أستطيع التعايش مع هذا الأمر ببساطة تعايشهما معا وجودهما معا … كله يجعلني أشعر برغبة لتفجير هذا المكان ، بداخلي قهر لن أتكمن من كبح جماحه أنا متأكدة … لذا يجدر بي المغادرة
إياد(أمسك بيدها):- توقفي … نحن لن نبرح مكاننا قبل أن نتوصل لما يساعدنا في إيجاد سمر لا تنسي أن ما تقومين به الآن من أجل الخالة عواطف
ميرنا(بغلالة دمع وشعور بالحرقة):- الأمر صعب .. التحدث عنهما هكذا يشعرني بالضيق
إياد(تنفس الصعداء):- ميرناااا تذكري أن هذا واجبكِ تجاهها حتى و إن كانت ..
ميرنا(أكملت عنه):- …لا تستحق
إياد(جمع شفتيه وأفرج عن ابتسامة تأييد وعاد بها):- هل لنا أن نرى غرفتها ؟؟
هنادي(وقفت باستغراب):- ولكن لماذا ؟؟ أقصد بما سيفيدكما ذلك ؟
ميرنا(توجهت نحو الصالون لتجلس):- سأبقى هنا
باتريك(كاد أن يقف لكن آثر أن يبقى رفقتها وترك هنادي تصعد مع إياد):- آنسة ميرنا ؟؟
ميرنا(وضعت يدها على جبينها هذا ما ينقصني):- أمممم
باتريك:- سيدتي لا تكرهكِ لتلك الدرجة التي تتوقعينها أرجو ألا تتركي أثر فعلتها يبلغ عندكِ مكامن الحقد و تتوقفي عن مساعدتها
ميرنا(نظرت إليه بعصبية):- وهل برأيك أنا هنا كي آخذ توقيعها مثلا ؟؟ الأجدر أن ألحق بإياد قبل أن أفقد صوابي داخل أركان هذا القصر …. هففف
باتريك(عقد حاجبيه بحركة مضحكة):- لكن ماذا قلت حتى انزعجت مني هكذااا … تتت
لحقت بإياد الذي وجدته في جناح ميرا وما إن ولجته حتى أحست بشيء يتحرك بداخلها ، وضعت يدها على قلبها و أخذت تتفحصه وتنظر لكل زاوية منه في حين كانت هنادي و إياد في حديث عن بعض الأمور التي ستفيد في البحث الذي لا يظهر له بداية من نهاية … أخذت تنظر لنفسها بالمرآة الأرضية للحظة خالجها شعور بالحنين لرؤية تلك الأنثى المتعففة والتي لا ترضخ لقوانين أحد ، أختها الإستثنائية والتي لا يشبهها أحد ، وجدت نفسها تحن لصورتها المتعجرفة وسلاطة لسانها و إن كانت قد ضربت بمعاني الأخوة عرض الحائط فمع الأسف لا تزال هناك أوردة تقلق عليها ، مسحت على شعرها والتفتت لمنضدة زينتها تتحسس مشطها و أدوات زينتها وصورتها الموضوعة على جنب ، حملتها بين يديها كانت فيها ميرا تجلس أمام المسبح وتضحك لم تستطع أن تتذكر متى آخر مرة رأت فيها ميرا تضحك ، وحتى التي بالصورة ليست سوى ومضة مرح فضحكة ميرا على الأرجح لم تزين ثغرها منذ أن غادرت سقف بيتهم … أعادت الصورة لمحلها و شعور الضيق يزيد ضغطا على قلبها ، همت بالمغادرة لكن انتبهت لصندوق صغير موضوع على المنضدة عينها ، انتابها الفضول ورفعت غطاءه وجدت قماشة حمراء من الحرير بداخله ، لمستها وشعرت بشيء صلب يوجد تحتها رفعتها بهدوء ووجدت شيئا لم يكن بحسبانها .. كانت قلادة حديدية صنعتها بنفسها لميرا و أهدتها إياها في عيد ميلادها الذي كان آخر عيد ميلاد لها داخل جدران بيتهم ….
~ ميرنا تتذكر ~
ميرنا(بعمر 10 سنوات):- لم تبكين يا سمر ؟
سمر(أكبر منها بقليل بالسادسة عشرة تقريبا):- ميرنا غادري غرفتي لا أريد أن أراكِ هنا .. أنتِ أصلا أساس المشاكل و كان حريا بي أن أجعلكِ تضيعين ذلك اليوم لكنت ارتحت من خلقتك
ميرنا(ارتبكت و أنزلت رأسها أرضا وغلالة الدمع تغلف أعينها):- لم تكرهينني بهذا الشكل ؟
سمر(مسحت دمعها ونظرت إليها بلؤم):- غادري الآن لا أرغب برؤية وجهكِ النحس ألا تسمعييييييين ؟؟؟
ميرنا(ضمت يديها لصدرها برعب وانسحبت للخلف):- كنت أود أن أهنئكِ بعيد ميلادكِ أختي و ..و صنعت لكِ هذا العقد صحيح هو بال لكنه جميل ..أنظري أ..إنه جميل أليس كذلك ؟
سمر(نظرت إليه شزرا وبتأفف):- ما هذه القذارة التي تحملينها بين يديكِ هااااه ؟
ميرنا(تشنجت حركتها وبغمغمة حزن):- ألم يعجبكِ ؟؟
سمر(وقفت بعصبية وأمسكته من بين يديها فانتبهت لجروح أصابعها):- من أين أتت هذه الجروح هنا ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها خوفا):- ممم من لا شيء ؟؟
سمر(أمسكت بيدها بعصبية):- انطقي ؟؟؟؟
ميرنا:- م.. من القلادة ف فلم يكن سهلا علي أن أعدلها كما ترينها الآن
سمر(أطلقت يدها وتمعنت في القلادة البالية وابتلعت ريقها):- حسن دعيني وشأني لقد أزعجتني بما فيه الكفاية
ميرنا(بغبن كانت تنتظر كلمة شكر أو امتنان):- هل سترمي بها في القمامة ؟
سمر:- ولم سأفعل ذلك ؟
ميرنا:- لأنها لم تعجبكِ
سمر:- طالما أهديتني إياها فلا شأن لكِ بما سأفعله بها … ثم اذهبي لقد انزعجت منكِ بما فيه الكفاية
ميرنا(بشبح ابتسامة):- أنا أحبكِ لا تنسي ذلك
سمر(أغمضت عينيها بتأفف):- أوووووف
ميرنا(تراجعت خلفيا وأشارت لها بيدها):- عيد ميلاد سعيد أختي سمر …
سمر(بشبح ابتسامة أيضا نظرت للقلادة وضمتها لصدرها ثم سرعان ما هوت على الأرض):- اهئ اهئ …ذلك الحقير يود أن يفلت منها لكنني سأجعله يدفع الثمن غاليا …
أمسكت هاتفها الذي اقتنته خفية عن أهلها بعد أن وقفت ومسحت دموعها و اتصلت برقمه
سمر(سحبت نفسا قبل أن تنفجر بوجهه):- أين أنت أيها السافل الحقير البغيض لقد اتصلت بك مرارا وتكرارا لما لم ترد على اتصالاتي ؟؟؟
رشيد(يلف سيجارة الحشيش بيده ويمسك الهاتف بأذنه):- ماذا الآن يا سمر ؟؟
سمر(بعصبية):- ماذا الآن يا سمر ؟؟ هل تعلم حجم المصيبة التي نحن بها أنا حامل يا أستاذ إن كنت تعي حجم معاناتنا وقريبا جدا سألد فلتترجل ولو قليلا وتحس على دمك لتحل معي هذه المشكلة أنا لن أستطيع إخفاء معالم حملي أكثر بعد ؟؟؟
رشيد(بعد أن أخذ وقته في إشعال السيجارة وتدخينها):- قلت لكِ نزليه عندما كان لا يزال الحمل في بدايته لكنكِ رفضتِ ذلك فاشربي من البحر الآن حبيبتي
سمر(اهتزت حدقات عيونها):- هل … هل ستتخلى عني الآن ألن تقدم على فعل أي شيء من أجلناااا ؟؟؟
رشيد(بسخرية واستهزاء):- هههه هههه لا تضحكيني رجاء يا سمر وكأننا صدقا كنا نحب بعضنا لقد أردتِ شيئا لتكسري به عين والدكِ وقمت بواجبي بالكامل لكن بما يخص وضعكِ فلا علاقة لي بذلك آخر كلمة ستسمعينها مني هي هل حقا أنا والده الحقيقي ؟؟؟ هه ههه
سمر:- تبا لرجولتك النتنة أيها السافل الحقير صدقني صدقني إن لم أزج بك في السجن حتى تتعفن لن أكون سمر أقسم لك يا رشيد سأفطر قلب أمك زهرة عليك … بئسا لك
رشيد(بضحك ساخر ترتفع وتيرته مع كل حرف قالته سمر):- هههه أرني ما لديكِ حلوتي
سمر(أقفلت الهاتف ورمت به على السرير بينما نظرت لبطنها الذي تلف حوله الكثير من الخيوط لتخفي بروزه ، بوهن جلست بجانب هاتفها وعيونها شلال من الدموع):- لن أتزوج به يا أبي ولو كان آخر رجل بالدنيا هممم وأنت يا رشيد أتوعدك بالجحييييم فقط انتظرني … أوووه ماذا ستفعلين الآن يا سمر ؟؟ أكان يجب في ثورة غضبكِ أن تقعي في فخ نفسك ؟؟ ألم تجدي أفضل من رشيد النذل هاااه هل ستسمحين له بالنفاذ من العقاب ؟؟ لقد أخل بالإتفاق وعدني بالزواج الصوري فقط حتى أخرب زواجي من ذلك الثعلب العجووووووز رمَّاح …تأوهت وهي تتذكر حين استدعاها سليم لغرفته عشية إحدى الليالي السوداء ..
عواطف(بارتباك):- سمر .. سمر انهضي والدكِ يود رؤيتكِ
سمر(استقامت بتأفف وعيناها تتلاعبان):- ماذا يريد هذه المرة أن أكنس الشارع ليحس بالغبطة حين يذلني ؟؟؟ أو لحظة لعل عقدة السادية التي يحس بها تجاهي يود تطعيمها بذل آخر يا ترى ؟؟
عواطف(أقفلت الباب بهلع واقتربت منها):- اقصري الشر يا سمر و اذهبي لغرفته دعي هذا اليوم يمر على خير
سمر(بغمغمة قهر):- أشعر وكأنه مقدر علي أن أكون الضحية الوحيدة التي تدفع ثمن أخطاء الآخرين .. مثلا لما لا يستدعي مفضلته ويؤنبها كما يفعل بي كل ليلة يا أمي كل ليلة ؟؟؟؟
عواطف(مصت شفتيها):- سمر سمر يكفي رجاء لن نبدأ من جديد
سمر:- أتخشينه لهذه الدرجة هااااه ؟؟ ألن تدافعي عن ابنتك ولو لمرة واحدة في حياتكِ يا امرأة اجعليني فقط أستشعر أن هناك حقا رابطة تجمع ما بيني وبينكِ … هههه لا تبكي الآن كلما حاولت استمالة قلبكِ بكيتِ وكأنني بنت حرام هههه هل أنا حقا بنت حرام ؟؟؟ أجيبي ؟
عواطف(صفعتها على وجهها):- طالما لا تعرفين حفظ لسانكِ القذر هذا فدوما ستتعرضين للتأنيب لأنك بحاجة لتربية
سمر(مسحت على خدها بألم):- ههه أساسا أنتِ امرأة خاضعة وستظلين كذلك طالما ترضخين لعنفه معكِ طوال تلك السنين ستأتين الآن وتطالبي بحق ابنتك هههه لا عليكِ ماما سأذهب إليه و سأتعرض للتعنيف مجددا لكن هناك سؤال يجول بخاطري لم أنا بالذات ؟؟؟
عواطف(بوجع دفين رمقتها):- أ…
سمر:- لا إجابة ههه كما توقعت لكن ليكن في بالكِ حتى لو أكلت ضربا مبرحا ليل نهار سيظل يعنفني أتدرين لماذا ؟؟ ههه لأنه رغم كل ما يفعله بي يجد بعيناي الإمتناع والتمرد إنه يستشعر رفضي لأبوته وللرضوخ له وهذا ما يجعلني دوما مكبا لتفريغ عقده المكبوتة
عواطف(نظرت لها بعطف قبل أن تهم بالخروج وجذبتها لحضنها):- سمر
سمر(تملصت من حضنها ببرودة):- ألا تظنين أنه فات الأوان على لعب دور الأم سيدة عواطف ههههه إذهبي ومارسي هذا الدور على مدللتكم ميرنا وأغدقي حنانكِ عليها أما أنااااا ونور هه فلنا بعضنا البعض عن إذنك أمي قد تأخرت على مولانا سليم الراجي هههه هههههههههه ههههه
عواطف(جلست بوهن على سرير ابنتها):- لم أنتِ عاصية كالصبار يا ابنة بطني يا غضب الكون الجامح اهئ اهئ ……
بخفقات قلب موجوع خطت خطواتها نحو غرفته وكم كانت المسافة تعذبها كلما عبرتها ، مهما جار عليها بقسوته إلا أنها في كل مرة كانت ترتعش خوفا منه ومن معاملته السيئة لها ، حتى لو تصلب جسمها ولم يعد يقر فيه الضرب المبرح إلا أن نفسها المجروحة لا تزال تئن كلما ارتفع سوط والدها ليذيقها مرارة الحياة أكثر فأكثر … استجمعت شجاعتها و قوتها التي تستفزه بها وتزيده شراسة فهو يكرهها حينما تتحداه وتجابهه ندا لند … طرقت الباب برجفة تلاها ابتلاعها لريقها المرتعب حين سمعت صوته الرخيم يأذن لها بالدخول لتمثل أمامه … سليم الراجي الرجل الأول الذي كرهته في حياتها الجحيمية فبواسطته كانت كل أيامها سوداء كلما ولجت غرفته كرهته أكثر وتمنت لو تستطيع قتله ببساطة لربما وضعت حدا لتجبره القاسي و ظلمه .. وجدته كعادته جالسا على مقعده الوفير متكئا عليه بجلسة ملوكية لا تليق بشخص شيطاني يحمل صفة الجلاد .. عيناه تقدحان شررا و أنفاسه الهادئة توحي بزوبعة شتائم أوشكت على اقتحام سكون الغرفة ، أما نظراته لها فكانت تفهم مغزاها بشكل مؤلم يضعها في خانة حثالة البشر طوال الوقت بذنب أو بدون ..
سليم(بصوت مرعب قاطع وصلة تذمرها):- لم خرجتِ ؟
سمر(أجفلت بعينيها وهي تحس برجفة توتر تضرب بكل دفاعاتها وشجاعتها السابقة عرض الحائط):- أ.. لقد أردت أن .. أن أبتاع شيئا خاصا لي هذا … ف .. فقط سبب خروجي
سليم(مال ثغره بابتسامة توعد وهو يتلاعب بسبحته بين يديه):- خرجتِ لتبتاعي شيئا خاصا لكِ … وبدون إذني ؟
سمر(رمشت بعينيها):- طلبت إذن أمي
سليم(تشنج فكه وقبضة يده قد اشتدت):- أمك ؟ وهل تحسبينني في هذا البيت جدارا مثلا ؟؟
سمر:- لالالا العفو يا أبي
سليم:- لا تنطقي بتلك الكلمة مجددا و إلا قطعت لسانك لنصفين
سمر(بخوف رفعت نظرها إليه):- أستسمح منك لخروجي دون إذنك ..
سليم(صغر عينيه):- تقدمي إلي
سمر(أفرجت عن تنهيداتها المحتبسة بصدرها وتقدمت إليه):- أنا لم أقدم على شيء خاطئ كما أن نور تبتاع أيضا لها ولميرنا و ..
سليم(هدر فيها بعنف):- إياكِ والتحدث عن صغيرتي بحرف يا غبية لا شأن لكِ ولا تحتكي بها نهائيا كي لا تفسديها بأفكاركِ الخبيثة مفهوووووم ؟؟؟
سمر(ابتلعت ريقها لتواجهه مجددا):- ولكن يا أبي أنا ابنتك أيضا لم تعاملني بهذا الشكل ؟؟
سليم(تصلبت عيناه بنظرة نارية):- لقد طال لسانكِ والأجدر لكِ أن تبقي فمكِ مطبقا أنتِ هنا لتنفيذ الأوامر وفقط ، احتجاجاتكِ الواهية لن تنطلي علي فالثمرة الفاسدة لن تصبح جيدة مهما طال بها الزمن فمصيرها مكب النفايات
سمر(بغلالة دمع):- وهل أنا كذلك ؟؟؟
سليم(استقام بعصبية وأرعبها بطوله الفارع والصفعة التي تلت ذلك):- ستبقين حثالة مهما حاولتِ تنظيف نفسكِ لأن الوسخ قابع بداخلك و أنا الوحيد القادر على ذلك ستتزوجين بعمك رمَّاح لقد طلب يدكِ مني و أنا وافقت وفور عودته من سفرته ستكونين عروسا ببيته
سمر(بهلع شهقت):- ما هذا الذي تقوله ؟؟ إنه يكبرني ب40 سنة أو ما يزيد كيف ستزوجني برجل عجوز مثله ؟؟؟
سليم:- اصمتي .. أنا الوحيد الذي يعلم مصلحتكِ لقد سبق وأعطيت كلمتي للرجل وانتهى الأمر
سمر(شعرت بالوهن لحظتها وكأن حروفها في سلسلة جبال شاهقة):- لقد قلت ستتزوجين بعمكِ رمَّاح عمك أتعلم ما معنى ذلك ؟؟ أنت موقن تماما أنه يكبرني حتى لو كان صديقك هذا لا يمنحك الحق لتبيعه ابنتك
سليم(اقترب منها بنرفزة):- إخرسي … من تكونين لترفضي رغبتي هااااه أنتِ خطيئة وأنا وحدي من سيصححها أسمعتني سوف تتزوجينه شئتِ أم أبيتِ
سمر(أخذت نفسا عميقا إلى هنا وطفح الكيل):- لن أتزوجه يا أبي لن تفرح بهذا الزفاف أبدااا أنا لست حيوانا لترميني هذه الرمية السودااااااء لرجل متزوج أولاده أكبر مني يرغب بتجديد شبابه بي أنااااااااااااا أنا ابنتك التي من صلبك أترضى لي مثل هذا الزواج ؟؟؟
سليم(صفعها مجددا وأمسكها من شعرها بقوة):- ستتزوجينه يا سمر جربي أن تعصي أوامري ، سيعود رماح من سفرته بعد عدة أشهر سيكون هذا كافيا لتجهزكِ أمك لعلنا نرتاح من لعنتكِ المشؤومة للأبد
سمر(تألمت بحرقة والدموع ترتسم على خديها بمرارة):- إن كنت تود إسعاد صديقك حقا فزوجه ميرنااااا طالما تحبه لهذا القدر زوجه محبوبة قلبك
سليم(دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض):- إياكِ يا لعينة و ذكرها على لسانكِ النتن ولو همسا حتى … تلك ابنتي الحبيبة وليست مثلكِ خطيئة لعينة بلاني بها رب العالمين
سمر(بشعور بالظلم):-لم تكرهني بهذا القدر يا أبي اهئ قل لي لماذا فقط ؟؟
سليم(ولاها ظهره وأغمض عينيه والتفت إليها بعصبية):- اغربي عن وجهي الآن
سمر(استقامت بوهن):- لن أبرح مكاني قبل أن أعرف لم تكرهني لهذه الدرجة و تفضل عني ميرنا دونا عن بقية إخوتي لماذاااااااا ؟؟ لماااااااااااذا ؟؟؟
سليم(لاحظ وتيرة صوتها التي ارتفعت فتقدم تجاهها):- لعنة الله عليكِ أترفعين صوتكِ بحضوري وبوجهي يا غبية ؟؟؟؟
سمر(انفجرت به بقوة):- لأنك أب ظااااااااااااالم ظاااااااااااااالم
سليم(جحظ بعينيه من جرأتها):- يا ابنة العاهرة كيف تجرؤييييييييييييين ؟؟؟؟؟
سمر(رفعت رأسها إليه مجابهة عينيه تقاوم أوجاعها بصعوبة):- إن كانت أمي عاهرة كما تنعتها فمن المؤكد أنك تماثلها نفس القذارة وطبيعي جدا أن تنجبا فسادا مثلي ههه هههه
سليم(بملامح شر حدجها):- لقد وقَّعتِ لتوكِ على قرار موتكِ يا سمر الراجي
انطلق وأقفل الباب عليهما بالمفتاح والتقط من دولابه سوطه الجلدي والتفت إليها بنظرة غادرة جاحدة حاقدة كلها كره وظلم وتجبر ونزل على جسمها الغض بسوطه الذي لا يرحم ، لم تشفع عنده لاصرخاتها ولا رجاؤها بالتوقف ، لم يهتم بطرق عواطف الباب وبكائها هي الأخرى لم يولي بالا لبناته الباكيات بقرب أمهما ، بل انهمر ضربا عليها وفي كل رجاء تزيد حدة صوته كأنه يقتل فيها الحياة يتعمد أن يؤذيها أن يراها مدرجة في دمائها لعله يطفي لهيب ناره ، لعله يرتاح من وجودها الذي أثر على مسار حياته بالمجمل و عذبها هي الأخرى وجعل أيامها عسيرة مذ كانت طفلة للآن … كان منظرها يفطر القلب مشهد تدمع له العين وهي تستقبل ضربات أبيها بروح جريحة سافرت بين الغيوم لعلها تهرب لعالم آخر يغيبها عن الواقع وعن الآلام وعن أوجاع الضرب المبرح الذي يغزو كل شبر في جسمها … تركها جثة هامدة لا حياة فيها حتى أنينها لم يعد له صوت ، فتح الباب أخيرا وبيده السوط الجلدي وعلى عبائته البيضاء تناثرت قطرات من دمها ،، كانت عواطف تقف عند الباب وهي تحيط بذراعيها بناتها المرتسمة على ملامحهم آثار رعب وذعر …
سليم(مسح فمه وبنظرة قاتلة):- عقليها و دعيها تعود لرشدها قريبا ستتزوج من رمَّاح وأي جدال في الأمر غير مقبوووول أسمعتم ؟؟؟؟؟ تباااا لكم عائلة فاسقة ميرنا …ميرناااااااا
ميرنا(انسحبت من خلف أمها برجفة وأطلت بوجهها نحوه):- أنا .. هنا …ب ..بابا
سليم(ابتسم ومد له يدها):- تعالي معي سآخذكِ بجولة وأشتري لكِ بوظة تحبينها صحيح ؟
ميرنا:- هل ضربت سمر مجددا ؟
سليم(بنظرة خطيرة):- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ يا ميرنا .. هيا دعينا نخرج ..
ميرنا(اقتربت منه بخوف):- ولكن .. ملابسك بها دماء
سليم(نظر لثيابه وبقع الدم عليها):- تلك الغبية لطخت ثيابي … عواطف عواطف هيه أنتِ هل أصبتِ بالخرس .. أحضري لي ثيابا نظيفة والحقي بي لغرفة المعيشة قبل أن يفور غضبي لا أريد أن أتأخر على حبيبة قلبي ميرنا بالبوظة التي وعدتها بها
عواطف(كانت تنظر لسمر تود الهرع إليها ولكنه يمنعها):- نور ..خذي أخواتكِ لغرفهن وبعدها انزلي إلى أختكِ مفهوم ؟؟
نور(بدموع قهر):- حاضر أمي
سليم(أمسك بيد ميرنا وتوجه وإياها نحو غرفة المعيشة):- ميرناا أتحبين بابا ؟
ميرنا(نظرت خلفها وطيف أختها الملقى على الأرض يشعرها بالرعب):- هل ماتت ؟؟
سليم(جلس على الكنبة ووضعها بحجره):- من ؟
ميرنا:- أختي سمر
سليم(مسح على شعرها):- لا تفكري بها هي لا تستحق الإهتمام قد جعلتكِ تضيعين ذات مرة متعمدة وهذا ما لن أغفره لها أبداااا … يا ليتها ضاعت هي ولا أنتِ
ميرنا:- ولكن بابا … أنا التي تركت يدها و ذهبت لرؤية البهلوانات وسمر هي من وجدتني لا تلقي باللوم عليها أرجوك لا تعاقبها
سليم:- ههه أنتِ صغيرة على هذا الكلام ولا تفقهين شيئا أختكِ تعمدت ذلك التصرف لتبعث في أنفسنا الذعر حين فقدكِ وبعدها ادعت أنها وجدتكِ فقط لتظهر بمظهر البطلة ، ههه تلك الألاعيب ليست بجديدة عن سمر
ميرنا(برفض):- ولكن بابا أ…
سليم:- شتتتتتتتتتتتتت يكفي
عواطف(أحضرت له الثياب برجفة):- ثيابك النظيفة
سليم(أمسكها منها):- هاتِ و أسكتي بناتكِ لا أريد أن أسمع نحيبا داخل هذا البيت ومن ثم نظفي تلك القذارة التي بالغرفة حين عودتي أريد أن أجدها نظيفة تلمع
عواطف(مسحت فمها):- بالنسبة لطارق و .. عفاف هل
سليم(نظر إليها شزرا):- قلت كلمتي ولن أكررها سيتم زواجهما بنفس الموعد قبل زواج سمر ورمَّاح أريد أن أرتاح لأزوج أولاد أخي عبد النور رحمه الله فلن أعيش أبد الدهر لهم ويجب علي أن أطمئن عليهم .. سأجالس شيخنا غدا لنرى بخصوص حكيم أما إخلاص فالحمدلله هي بدار زوجها ذلك العُمر أنسب شخص لها
عواطف(انتفضت حين سمعت أنين ابنتها ورغبت بالهرع إليها لكن ثقل سليم في الرد شل حركتها):- بأمرك
تنفست الصعداء بعد مغادرته وبرفقته ميرنا وركضت نحو الغرفة تتفحص ابنتها الجريحة ودموعها لا تسعفها فقد بدأت بالنحيب فور رؤيتها بذلك الشكل …
مديحة(نزلت من الدرج بعد أن استغاثت بها نور التي حبست إخوتها بالغرفة أعلاه):- أختي يا إلهي يا إلهي مالذي حدث هناااا
عواطف(تلطم على وجهها):- أرأيتِ أرأيتِ سيقتلها سيقتل طفلتي سيقتلها ههئئئئئ آآآآآه يا ربي ماذا فعلت ماذا فعلت لأعاقب برجل مثله ؟؟ اهئ اهئ أرأيتِ لقد شوه جسمها بضربه لم يترك فيها مكانا لم يطأه بسوطه
مديحة(تبكي وتشهق لحال سمر التي كانت غائبة عن الوعي):- يا بنااات نوووور دعاااء أين أنتماااا يا بنات تعاليا وساعدانا في حملها
عواطف(تبكي بحرقة):- آه على حظكِ التعيس يا ابنتي الحبيبة آه على حظكِ التعيس
مديحة(مسحت على رأس أختها):- ما ربما كان خيرا لها هذا الزواج
عواطف:- أي خير تتكلمين عنه وكلانا نعلم ماوراء هذا الزواج ؟؟ إنها طفلة لا تزال بالسادسة عشر كيف تودين منها أن تتزوج وتعمر بيتا مع ضرتها وأولادها هاااه مع زوج بعمر والدها؟؟ كيف ستكون هذه العلاقة أخبريني بالله عليكِ؟؟
مديحة:- لا تجعليني أذكركِ بأي عمر تزوجنا أنا و أنتِ لقد كنا أقل منها وببيت زوجينا وبأولاد حتى
عواطف(ابتلعت ريقها من الذكرى):- سليم ظلمني في طفولتي ولا يزال يظلمني في بناتي
مديحة(تذكرت نفس الذكرى الأليمة التي جعلت أختها تستذكرها):- سامحي زلة لساني أرجوكِ أختي لم أقصد
عواطف(نظرت لسمر):- ساعديني لأخذها لغرفتها قبل عودة أولادنا فساعتها ستحدث مجزرة إن علم طارق أو حكيم أنه قام بضربها مجددا
مديحة(ولولت بهلع وهمت للمساعدة):- هيا هيا رحماك ياربي ألطف بنا …
عواطف(بصرامة):- نور … دعاء لا تقفن كالتماثيل هكذا أحضرن لوازم التنظيف ونظفا الغرفة حاااالا
نور(تبكي):- لم يفعل بها بابا ذلك كل مرة إن هذا أمر شنيع
دعاء(تبكي هي الأخرى):- هل سيضربني عمي مثلها يوما ما ؟؟
مديحة(تأوهت وعانقتهما):- لن يحدث ذلك إن قمتما بتنفيذ كل ما يطلبه منكما والآن هيا نظفا المكان واجعلنه يبرق مفهوووم ؟
نور(هزت رأسها إيجابا):- هل ستكون بخير ؟
عواطف(وضعت رأس ابنتها بين يديها وببكاء هي الأخرى):- ستكون بخير ستكون بخير أجل اهئ ستكوووون بخير
انقلب البيت رأسا على عقب فور عودة طارق وحكيم من ورشة العمل اللذين انقطعا عن الدراسة منذ سنوات بأمر من سليم الراجي نفسه لأنهما باتا ناضجين كفاية لتحمل المسؤولية وأمرهما بالمباشرة في العمل من أجل المساعدة في إعالة أسرته وأسرة أخوه المرحوم ..
حكيم(دخل مازحا):- ههه لا يا ابن عمي أنا الذي نلت رضى المعلم هذا اليوم يعني تفوقت عليك للمرة الثانية
طارق:- صحيح صحيح نسيت أنك الأكبر وطبيعي تبججك هذا لكن لا تنسى أن الوالد ينوي تزويجك بعدي
حكيم(علق معطفه بمحله وأخرج منه حصالة على شكل عصفور):- لن أتزوج أبدا حتى لو طلب عمي مني ذلك ..
طارق(رفع رأسه ليتفحص العصفور):- ستفرح به ميرنا كثيرا
حكيم(تحسسه بلطف):- طبعا فهي من تمنت الحصول على واحد مثله
طارق:- أهاه لأجل ذلك تميزت اليوم في العمل كي تأخذ إكرامية فوق الراتب الذي يستقر بجيب رب الأسرة
حكيم(بأسف):- هكذا تماما
طارق(مط شفتيه):- أعلم أنه صارم معكم منذ وفاة عمي عبد النور لكنه لا يفرقكم عنا كلنا بنظره في ذات المقام ..
حكيم(توجه ناحية الصالون):- ألا تلاحظ معي شيئا غريبا ؟؟ كأن البيت مهجوور هييه يا أهل البيت يا بناااااات .. أمي خالتي ..
طارق(رمى بنفسه على الكنبة):- أوووف إبحث عنهم المهم أن تجد لي ما آكله
نور(خرجت من الرواق بمنظر مؤثر عيون متورمة ودموع متكومة وصوت مخنوق):- هل عدتم ؟
طارق:- لم نعد بعد هههه … نور نور أختي ما بكِ؟؟؟
حكيم:- ما الذي حدث لم تبكين يا أختي ؟؟
نور(سمحت لدموعها بالنزول رغما عنها):- بابا …
مديحة(نزلت بسرعة):- نور .. اصعدي لأخواتك فورااا وانتبهي لمرام وجلنار هيا
نور(ابتلعت ريقها وانسحبت للأعلى):- هممم
حكيم(قبل رأسها ويدها):- ماذا يجري يا أمي ؟؟ لم جعلتِ نور تنسحب كانت تود قول شيء ما صحيح ؟؟
طارق(استقام وقبلها أيضا):- هل الأمر يخص أبي ؟
مديحة(بحيرة كيف ستكتم الأمر عليهما):- بصراحة والدكما أحضر عريسا لسمر هذا كل ما في الأمر .. أ.. أنتما جائعين أكيد سأجهز لكما الأكل فورااا …
طارق(بارتياب):- أين هي أمي ؟
حكيم(تبادلا نظرة انتباه):- هل ضربهاااااا مجدداا ؟؟؟؟؟
لم ينتظرا الرد هرع طارق بسرعة نحو غرفة سمر وحكيم لحق به بينما مديحة تحاول إيقافهما ، لكن كان من المستحيل إيقاف ثائرين لن يقبلا بتكرار الأمر معها مجددا ، اقتحما الغرفة كثورين جامحين ووجدا عواطف تحاول تضميد جراحها وبجانبها صحن مليء بالقطن المتشبع بدم سمر التي كانت لا تزال غائبة عن الوعي وحالها يصعب على الكافر ..
طارق(بغضب):- هل ضربها يا أمي هل ضربهااااااااا ؟؟؟؟؟
عواطف(استقامت متلعثمة تحاول تهدئته):- يا بني أرجوك تمهل الأمر بسيط
طارق(ينظر ببؤس لأخته):- بسيييييط بسيط أنظري إليها يا أمي بالله عليكِ لم يترك مكانا لم يبصمه بسوطه الظالم ماذا يريد منها إشرحيلي فقط ماذا يريد منها ؟؟؟
حكيم(تقدم ناحيتها وعيناه متألمة على الحال الذي وصلت إليه):- لا يجب السكوت يا خالتي إن عمي يظلمها بشدة ، سوف أشتكي عليه في مغفر الشرطة ولن أسكت بعد اليوم
مديحة(فزعت):- يا إلهي هل تود أن تكون ابنا عاصيا وتشكي عمك هااااه ، أبوك لن يكون راضيا في قبره فرجااااء تمهل يا ولدي
طارق:- حكيم على حق إن سكتنا اليوم فالمرة المقبلة سوف يقتلها لا محالة أو يصيبها بعاهة مستديمة لا سمح الله …
حكيم:- ما كان السبب هل حقا يريد تزويجها ؟؟؟
عواطف(ابتلعت ريقها وببكاء):- لصديقه رمَّاح
طارق(بعصبية انفجر):- ماذا قلتِ ؟؟؟؟؟ رمَّاح ولكنه متزوج زيادة على أنه أكبر منها بكثير ماذا يحاول أبي أن يفعل هل يريد أن يرمي بها في تلك الدوامة ليرتاح ؟؟؟
عواطف(بجنون جلست):- لا أعلم لا أعلم اهئ اهئ أنا بدوري لا أعلم ما الذي يدور بخلد والدك لقد تعبت من التفكير تعبت من الظلم تعبت تعبت اهئ اهئ
مديحة(عانقتها بلطف):- لا تبكي يا أختي ربك سيفرجها علينا
طارق(هز رأسه يمينا وشمالا برفض):- لن أسمح بهذا الزواج مهما حصل لن أسمح له أن يرمي بها في داخل هذه اللعبة القذرة جراء ثمن مهرها أو غير ذلك
حكيم:- من المؤكد أن هذه غايته قبل كل شيء المال فرمَّاح ميسور الحال ولا يعود من سفراته إلا وفي جعبته ما يغدقه في الخير لكن هذا ليس سببا كافيا ليضحي بها ..
طارق(بصراخ حين سمع أنين سمر):- أرأيتِ إنها ميتة حية أتريدين مني أن أصمت بعد أن فعل بها كل هذاااااااا ؟؟؟؟؟ لن أسكت على الظلم بعد اليوم أمي سوف أوقفه عند حده ؟؟؟
سليم(من الباب وبصوت جهوري):- طاااااااااااااااااااااارق
طارق(أغمض عينيه بغلالة غضب والتفت إليه بقوة):- أنا أعني ما قلته يا أبي
سليم:- احترم نفسك يا ولد وأنت في حضوري .. والزم حدودك من أنت لتحاسبني على أفعالي وقراراتي لقد قلت كلمتي للرجل وبعد عدة أشهر ستكون أختك عروسا ببيته ولا يهمني شيء آخر
طارق:- ولكنها لا تزال صغيرة لما تريد التضحية بها هكذااااا ؟؟
سليم(ضحك بخشونة):- صغيرة ؟؟؟ إنها بالسادسة عشرة و أمك في سنها كانت قد أنجبتكم
عواطف(أغمضت عينيها بألم حين انتبهت لاستيقاظ سمر وبكائها الصامت):- اهئ اهئ
سليم:- كفي عن النحيب ، لقد قررت ذلك حين اكتشفت أنها كانت تهرب من البيت لتصبح غانية في الأعراس أهذا ما تودووووونه أن تضع سمعتنا في الأرض .. فرقوا هذه الإجتماع المتمرد فلن يتغير شيء وسمر ستتزوج من رمَّاح يعني ستتزوج من رمَّاح
حكيم(بعد صمت وبصوت خشن):- لا
الكل التفت إليه حتى سمر نظرت إليه بصعوبة بعينين دمويتين ، أما سليم فلقد ترك يد ميرنا الواقفة بجنبه وتقدم تجاهه بينما وقفت مديحة في طريقهما وطارق مسح على جبينه ليتدخل
طارق:- أبي
سليم(أبعد طارق بيده وتقدم):- كيف تعارض قراري وفي وجهي يا حكيم ؟؟؟؟؟؟
مديحة(تضرب بصدرها):- أرجوك يا سليم ولدي لم يقصد
حكيم(تنفس الصعداء و أمسك مديحة من كتفيها و أبعدها بلطف وجابهه دون تردد):- ما سمعته يا عمي سمر لن تتزوج من ذلك الرجل طالما أنا على قيد الحياة
سمر(لم تصدق أنه يفعل ذلك من أجلها هل شعر بها أخيراااااا):- هئئ
سليم(أصبح وجهه مجابها لوجه حكيم):- أخبرني كيف ستمنعني ؟
حكيم(ابتلع ريقه ونظر خلفه لميرنا الصغيرة الخائفة والتي تحتمي هلعا بالظلم عينه وتحسس العصفور بجيبه و أغمض عينيه ليصارع شعورا دفينا):- أنا سأتزوجها
لحظة صمت عمت الأرجاء كانت كفيلة لينحبس الهواء في رئتيها أيعقل ما سمعته للتو ؟ لكن لحظة مرت كالرياح حين أطلق سليم ضحكة جلجلت الأرجاء
سليم:- تتزوجها ؟؟؟ هل جننت يا ولد ؟؟ هل بينك وبينها علاقة حب ؟؟
حكيم(نظر تجاه سمر و عاد بكل ثقة ليجابه عمه):- أنا أطلب يدها للزواج
سليم(اختفت معالم الضحك من وجهه وبعنف):- لآخر مرة سأسألك هل بينكما علاقة ؟؟
حكيم(تنفس بغضب):- لا يجب أن تكون هناك علاقة بيننا كي أطلبها للزواج هي ابنة عمي وتحق لي أنا أولى من الغريب
سليم(ضحك بسخرية وضرب كتفه باستهزاء):- ههه مرة أخرى حين تهم بطلب يد أي فتاة إعمل على أن يكون جيبك مليئا فبقدر كل جملة تتفوه بها في مجالس الكبار بقدر المال الذي في حوزتك
حكيم(عقد حاجبيه بألم):- سأعمل و أعطيك كل ما تشاء فقط ألغي زواجها من رماح وسأكون عند حسن ظنك
سليم:- ههههه ههههه أسمعتم نكتة مثل هذه ؟؟؟ يريد الزواج منها لينقذها هل تحسب أنني أرمي بها في المستقنع أنا أقوم بشرع الله وحان وقت تزويجها ليس لدي بنات يقبعن ببيتي فوق 16 عشر …
طارق(في محاولة أخيرة):- لم نسمع جوابك يا أبي ؟؟
سليم:- الآن فهمت لم هي لا تود الزواج من رمَّاح كان ذلك من أجلك ، أنتما تستغفلانني من وراء ظهري وتعيشان في قصة محرمة أليس كذلك ؟؟؟
سمر(بهلع هزت رأسها المتنمل بصعوبة):- هئئ لا
سليم(صرخ بعنف في وجه حكيم):- تكللللللللم واعترررررررف
حكيم(اهتزت حدقاته ونظر إليها بضعف):- لا علاقة لسمر بالأمر أنا الذي اقترح عليك فكرة الزواج وها أنا ذا أمامك عاقبني أو حاسبني
سليم(ضحك بشراسة قبل أن يصفعه بقوة على وجهه):- ههه ههه ذلك لأنك تجرأت و فكرت بابنة عمك بشكل مخزي وثانيا لكي تتعلم أن قرارات عمك كحد السيف لا رجعة فيها
حكيم(أنزل رأسه أرضا وعروق صدغيه تزداد شدة):- أنا لم أقم بشيء يعيب ابنة عمي أو يسيء لسمعتها وأظن أنه من حقي أن أطلب يدها للزواج طالما أنني الأولى بها
سليم(نظر إليهما بكره):- وأنا أرفض لأن البنت تعد مخطوبة الآن وقد أعطيت كلمتي للرجل ولن أتراجع عنها تحت أي ظرف كان ولحين يتم ذلك يا حكيم سأتغاضى عن وقاحتك في حضرتي و أنسى تطاولك تمجيدا لذكرى والدك وينتج عليه أن هذه آخر مرة أراك بهذا البيت لا تعد إليه قبل أن أزوجها مفهووووووم ؟؟؟
مديحة(صرخت ببكاء):- لالالا أين تريد أن تطرد ابن أخيك يا سليم ؟؟؟ أنا أرجوك لا تبعد إبني عني ولدي حكيييييم
حكيم(تصلبت أعضاء جسمه وبنظرة حقد رغب بكسر المكان فوق رأس عمه ردا لاعتبار سمر):- سأهاجر ولن أعود لهذا البيت إلا و جيبي ممتلئ بما يكفي جشعك وستكون حينها مضطرا لمجابهتي مرة أخرى يا عمي
مديحة(تنظر لسليم وحكيم):- عواااااطف الحقي إبني يا عواااااااااااطف
عواطف(وضعت وجهها بين يديها تبكي بضعف):- اهئئئئئ أرجوك يا سليم لا تفعل ذلك
طارق(برفض):- لماذا يا أبي أليس حكيم ابن الغالي على قلبك هل ستتركه يهاجر هكذا ببساطة إفعل شيئا أرجوك أبتي ؟؟
سليم(ابتلع ريقه ونظر إليه شزرا):- لقد قلت كلمتي وانتهى الأمر ، جهز نفسك الشهر المقبل سيتم زواجك من عفاف ولا تتدخل فيما لا يعنيك لا أنت ولا غيرك .. وأنتِ أيتها الفاجرة ستتزوجين من رمَّاح و إن تطلب الأمر مني زفك إليه فوق نقالة سأفعلها هل فهمتِ ؟؟؟
عواطف(غطت عليها دفاعا كي لا يقترب أكثر منها):- دعها وشأنها
سليم:- لن أدعها وشأنها حتى أرتاح من همها
مديحة(لحقت بابنها حتى الممر):- توقف حكيييييييييم حكييييييييييم لا تذهب يا ولدي اهئئ
حكيم(التفت إليها):- اهتمي بأخواتي يا أمي و بأخي أنا سأكون بخير سوف أعود لأبعدكم أنتِ وخالتي عن هذا البيت لن أدعكم تعيشون تحت رحمة ظالم مثله
مديحة(تضرب في صدرها وتبكي):- يا حبيبي يا ولدي أرجووووك لا تفعل بي هذا أنت زينة قلبي فلا تهجر أمك أنا أرجوك اهئ
حكيم(قبل جبينها):- بقائي لن ينفع وقد سمعتِ بنفسك ما لمح له عمي رغم أنكِ تعلمين ماهية شعوري ، لا تقلقي يا أمي الحبيبة هذا واجبي الآن علي أن أرحل
مديحة(تعض على يدها وهي بين أحضانه تبكي ولدها بحرقة):- اهئ اهئ ولدي
حكيم(توقف رغما عنه حين اصطدم بتلك العيون الصغيرة التي تنظر إليه بدموع يجزم أنها حتما لا تفهم مغزاها تأوه بعمق وتوجه إليها وانحنى القرفصاء لمستواها):- ميرنا
ميرنا(وضعت يدها على خده):- هل سترحل ؟
حكيم(أغمض عينيه):- أنا مجبر على ذلك لكنني سأعود
ميرنا(نظرت للعصفور الذي أخرجه من جيبه):- إنه العصفور ذاته الذي أردت الحصول عليه
حكيم(ابتسم بألم):- وستجدين به أول مبلغ تدخرينه .. ميرنا عديني أن تنتبهي لسمر في غيابي لا تجعليها تبكي
ميرنا(ببراءة):- هل ستعود سريعا أنا أخاف حين يغضب بابا
حكيم(جذبها لحضنه بقوة):- انتبهي لنفسكِ ولا تنسي أبدا أن هناك حارسا سيرعاكِ يدعى حكيم الراجي
ميرنا(بيديها الصغيرتين تشبتت به):- لن أنسى ذلك
غادرهم حكيم تلك الليلة عينها برغم محاولات عواطف ومديحة و أيضا طارق لإقناعه بالعدول عن قراره إلا أنه لم يكن ليسمح لهم باستمالة موافقته ، فلقد وقف أمام عمه في جبهة تحدي وعليه أن يثبت جدارته ولن يبقى داخل ذلك البيت ولا لحظة أخرى … جمع أغراضه بسرعة وقبل رحيله مر بغرفتها ووقف عند الباب ، نظرت إليه بعيون باكية تستجدي بقائه لكن ماكان ذلك لينفع ، تلاشى بعدها تاركا إياهم في حالة بكاء وذهول وفاجعة علَّمت في ذاكرة كل منهم أما سليم فانصب فكره في جرأة ابن أخيه الذي تحداه بكل ما تسميه الكلمة من معنى و توعده بالعودة للقصاص منه في الوقت المناسب قصاص من نوع الكبرياء الذي انعدم وجوده عند سليم …
كان صعبا عليها أن تلملم شتات نفسها بعد رحيل حكيم وبعد الفرمان الذي أصدره والدها في حقها بالزواج من ذلك العجوز البغيض ، لكنها ثابرت على شفاء نفسها بنفسها واستسلمت لرغبته لكن في سرها كانت تخفي طريقة أخرى للإنتقام من والدها ، بعد أن تعافت وكسبت رضاه بموافقتها التي لا طائل منها فهي بكل الحالات ستتزوج بمن اختاره لها ، لكنها حاولت أن تكسب ثقته بها واستغرقت وقتا حتى تعافت من جراحها الخارجية لكن جراحها الداخلية أخذت مجلدات على الأغلب ستتذكرها طوال حياتها ..
إياد:- ميرنااا ميرنا عزيزتي
ميرنا(لم تشعر بنفسها ولا بدموعها التي تملأ وجهها نظرت بتفاجئ للمرآة):- هئئئ
إياد(أمسك العقد منها بهدوء وأعاده لمحله ثم أخرج منديلا من جيبه وضمد به إصبعها الجريح):- لقد آذيتِ نفسكِ ما الذي حدث ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها من كمية الذكريات التي استذكرتها بسبب العقد نفسه ونظرت إليه):- لقد لقد كنت أفكر فقط … أأعتذر
إياد(عقد حاجبيه لكنه لم يدقق لأنه تفهم مشاعرها):- لا عليكِ دعينا ننزل لنبحث عن شيء نضمد به إصبعكِ …
ميرنا(مسحت دمعها بكف يدها):- هل توصلتم لشيء يساعدنا في إيجادها ؟
إياد:- تت ليس بعد .. لقد طلبت منهم أن يحضروا لكِ كوب عصير ليمون لتهدئي أعصابكِ قليلا فلقد توترتِ بما فيه الكفاية
ميرنا:- أيعقل أن أشرب شيئا في غيابها تتت لا أريد شيئا أريد أن أجدها و أرحل في حال سبيلي لأنني لن أغفر لها ما فعلته بي ما حييت … هي لا تنفك تلومني على الماضي وكأنني أنا من فعل بها ذلك
إياد:- لا تلوميها يا ميرنا أنتِ تعلمين ما مرَّ بها ليس بالأمر السهل
ميرنا(شعرت بالضيق):- دعنا نخرج من هذا الجناح قلبي يضيق هنا هففف
إياد(أمسك يدها بلطف):- تعالي …

في هذه الأثناء كانت قد وصلت إخلاص و شيماء وعبد الجليل وانضموا للعائلة قد التمَّ شملهم بعد غياب نتج عن الظروف الحياتية لكل منهن …
عبد الجليل(في الباب):- لا لن أبقى أتيت فقط لأوصل أمي و أسلم عليكم
دعاء:- يا رجل أدخل هل ستنهج منهج أبيك في التحريم والتحليل ثم لا أحد غريب كلهن خالاتك وجداتك يا ولد … هيا ستشرب معنا كوب شاي وبعدها أنت حر
إخلاص:- هيا يا ولدي لا تخجل خالتك دعاء
عبد الجليل(دخل بتطاول):- أممم حسن إذن ..
عفاف(عادت من الدوام قبل دخول إخلاص وأولادها وسلمت عليهم):- دقائق والشاي يجهز
شيماء:- خالتي عفاف أين نهال ؟؟
دينا:- بغرفتهااااا .. سأناديها على الفور .. أوووه لا داعي هاهي
نهال(ركضت لتعانق صديقتها):- شيموو حبيبتي لم أركِ …
شيماء(بسرعة أمسكت يدها وهمست):- ههههنن شتت لا تفضحيني
نور(ربتت على يد إخلاص):- من كان يتوقع أن بهذا اليوم ستجتمع العائلة
عواطف:- حتما كانت صدفة جميلة
رنيم:- والله يا إخلاص صرت أراكِ بأحلامي من كثر الإشتياق
إخلاص:- ههه حتى أنا يا ابنة عمي كنت مشتاقة لرؤيتكِ والإطمئنان عليكِ والبركة في نهال هي من بلغت شيماء بزيارتكِ واستغلينا الفرصة
نهال(بعدم فهم):- أهاااه ؟؟
شيماء(غمزتها بخفة):- امممم طبعا
نهال:- آه آه طبعا يا عمتي إخلاص .. عبد الجليل لم نرك منذ زمن إنها لمعجزة أن نراك هنا
عبد الجليل(يحاول تحاشي النظر إليها):- طبيعي يبقى هذا بيت العائلة وأنا إليه أنتمي
نهال(رفعت حاجبها):- حقا ذلك ..
عبد الجليل(استقام):- أظن أنني لن أنتظر شرب الشاي تذكرت أن لدي موعد مع رفاقي
مديحة:- الشاي على وشك الوصول يا ولدي ابقى قليلا
عبد الجليل:- لا عليكِ جدتي وكأنني شربته
إخلاص:- شيماء رافقي أخاك حتى الباب
نهال(قفزت بمرح):- لا عليكِ شيماء سأرافقه أنا …
عبد الجليل(يهمس بخفوت):- هممم صبرا يا رب
نهال(تسير بجانبه):- عبد الجليل
عبد الجليل:- نعم ؟
نهال(استوقفته عند الباب الخارجي):- لا تغب علينا على الأقل عمتي إخلاص و شيماء لهما عذر أما أنت فتستطيع زيارتنا متى أردت
عبد الجليل(رفع حاجبه):- تمام يا ابنة خالي خيرا إن شاء الله
نهال(ابتسمت بوداعة):- حسن إذن في أمان الله
عبد الجليل(نظر إليها بخفة):- شكرا ..
فور عودتها للصالون خطفت من قبل شيماء وصعدتا ركضا لغرفة نهال
نهال:- هوووه هووه رويدكِ يا فتاة
شيماء(أقفلت الباب خلفهما):- الأمر مستعجل لا يقبل التأجيل
نهال:- تعالي هنا اشرحيلي أولا ، لم كذبتِ بالأسفل أنا لم أخبركِ عن حضور عمتي رنيم
شيماء(جلست بمرح بجانبها):- وهنا أساسا ما سأخبركِ به اسمعي ، كنت بالثانوية
نهال(بلهفة وحماس):- يا إلهي هل ستحكين لي من الصفر اختصري يا بنت فضولي يتعبني
شيماء:- لو تصمتين ستعرفين .. المهم كنت حسن حسن سأتجاوز هذا المقطع ، بينما أنا أراجع دروسي في حديقة الثانوية احزري من وقف على رأسي .. طيب لا تنظري إلي بتلك النظرة سأقول
نهال:- أسرعييييييييي
شيماء:- مازن الحمداني
نهال(فغرت فاهها):- هئئئئئئ صهر عمتي رنيم لا تقووووليها يا بنت لكن كيف ؟؟
شيماء:- صدفة .. قال أن لديه أشغال مع أساتذة الثانوية لكن ليس هذا المهم بل دعوته لي لحضور تكريم سيقام هذا الأسبوع
نهال(عقدت حاجبيها):- هل دعاكِ حقا ؟
شيماء:- أجل أقسم وبالمرة كانت بجانبي تلك اللعوب جيهان واضطر لدعوتها من باب اللباقة أو لنقل أنها دعت نفسها بدون خجل
نهال(استقامت):- لكن لما لم يخبرني أحد عن الأمر ؟؟
شيماء:- لم أفهم ؟
نهال:- لقد رشحني أستاذي للمساعدة بهذا التكريم ولم يصدف أن علمت بأن مازن مشترك به أيضا غريب
شيماء(بشعور بالضيق جعل حماستها تخف):- هل ستأتين أنتِ أيضا ؟؟
نهال:- طبيعي يا بنتي … عموما ماذا ستلبسين ؟
شيماء(بقلق دفين):- لا أدري لأنني أساسا لن أستطيع أن أحضرها كذبا
نهال:- لقد كذبتِ يا شيماء ومن يكذب مرة يكذب ألف مرة
شيماء(بتوجس):- ماذا تقصدين ؟؟
دينا(اقتحمت الغرفة):- ياااااا بنات جدتي تناديكن لتناول الحلوى والشاي هياااا الآن
نهال:- سنكمل حديثنا فيما بعد يا شيماء هيا بنا
نظرت إليها شيماء بقلق وريبة وشعور بالخوف اعتراها ، انضمت إلى العائلة التي حاولت مديحة وعواطف ونور ألا يبعثوا القلق في تلك الأجواء بخصوص موضوع ميرا سينتظرون على الأغلب .. هكذا كان مقررا قبل أن يرن هاتف نور
نور(ابتعدت عنهم):- ميرنا ؟؟
ميرنا:- نور .. عليكِ أن تأتي فورا لقصر ميرااااا
نور(بهلع):- ماذا حدث ؟؟
ميرنا(نظرت بقلق لإياد):- تعالي الآن …أرجوكِ
نور نظرت خلفها لهم وهم في حديث مرح سعيد وشعرت بشيء بقلبها يؤلمها ..حان الوقت اعتذرت بصعوبة منهم متحججة بأن عاملتها ريمة التي بالمركز التجميلي استغاثت بها هناك وبجهد جهيد اقتنعوا ، استقلت سيارة أجرة وانطلقت إليهم في حين كانوا هؤلاء جميعا في حيرة من أمرهم
ميرنا:- ماذا قالت عندما اتصلت انطق يا باتريك ؟؟
باتريك(محاصر فيما بينهم):- ل.. لقد قالت أنها بخير وبأنه يجب ألا نقلق
ميرنا(أمسكت حقيبتها):- تمام إذن كما توقعت يا إياد السيدة تعيش جوها معه ونحن هنا نغلي قلقا عليها فعلا قمة التفاهة
هنادي:- لكن هناك خطب ما
ميرنا:- أنا لن أصدق تفاهة أخرى لقد اتصلت بأختها الحبيبة وستأتي لتتسلم زمام الأمور من هذه الناحية هذا إن صدقتها …
إيادّ(أمسكها من يدها):- لحظة ميرنا … أخبرانا ماذا لديكما ؟؟
باتريك(بتوجس):- لقد عملنا مع السيدة منذ أعوام وطوال تلك المدة لم تقل سيدتي أنها بخير و أنه يجب ألا نقلق
هنادي:- هنا مربط الفرس … لأنها على الأرجح ليست بخير
ميرنا(ضحكت وجلست بارتباك):- ههه ههه وهل سنحل أحجيات الآن ؟؟؟
إياد:- ماذا نفهم باختصار من هذا الحديث
هنادي:- نحن نفهمها أكثر من أي أحد آخر ، نفهم مزاجيتها وطبعها حين تنزعج حين تتذمر حين تتعصب من شيء ما وحين تكون منكسرة
باتريك:- صوتها كان مكسورا مهزوزا لا أدري لكن لم تكن سيدتي ميرا على عادتها
هنادي:- ما يعني أنه عليكما التدخل وحل المشكل الآن وبما أنها قد اتصلت هذا يعني أن هناك أمل في عودتها .. لكنه أمل ضئيل جدااااا
وكان حقا ضئيلا ، وقف على رأسها حين كانت جالسة على الكرسي لا تزال بفستان أمه وتضع فوقه فروها وعيونها المنتفخة مسمرة في الفراغ
شهاب:- هل أنتِ جاهزة ؟
ميرا(أخيرا سأخرج من هذا السجن أخيرااا سأتحرر):- أجل
شهاب(ابتعد ليفسح لها الطريق كي تمر):- ..أ.. ميرااا
ميرا(وقفت بجهد عند منتصف الطريق):- …هممم
شهاب(اقترب ووقف خلفها مباشرة شعر برغبة في ضمها لعله يعتذر عما فعله لكنه طرد فكرته واستجمع أنفاسه):- أود أن … أعتذر عن همجيتي و
ميرا(بدموع حارقة لم تلتفت له):- لا عليك …
كلمة بسيطة "لا عليك" اختصرت بها ليلة كاملة من التعذيب النفسي والذاتي من سوء المعاملة من الإعتداء من حالة الجنون من الضرب العنيف ، حالة أعادتها أحقابا نحو الماضي ، أعادتها لنفس الفتاة الكسيرة التي كانت عليها سابقا ،،، نفس الضعف والوهن نفس التعب اعترى وجدانها وكأن شهاب لم يكتفي بنبش صور الألم القديم بل جعلها تعيشه مجددا بعد أن كانت قد صدقت أنها تخلصت منه للأبد .. لم يضف كلمة أخرى ولم يعلق بل استمر صامتا في قيادته وهي بجانبه مستندة على جدار باب السيارة وعيناها مغمضتين .. كان يسترق نظرات إليها كم هي بريئة الآن فقط لو أن لسانها و أفكارها أيضا بريئة لكان الوضع سليما .. لا يعلم إن كان يفعل الصواب أم أنها قد هوت به نحو القاع وجعلته إنسانا سيئا ، وجد نفسه في ضياع مطلق والخروج من هذه الحالة هو إعادتها لمكانها الطبيعي والإبتعاد قدر المستطاع عنها فهو لن يزيدها سوى الألم ولن يزيد نفسه سوى العقاب على ما فعلته يداه ، حاول أن يزيح من تفكيره هذه الأفكار التي تزيد صدره تضخما .. أما هي فكانت عيناها مغمضتين لا تزال تضع يدها على جبهتها ويدها الأخرى تضم فروها لصدرها أكثر .. بينما كان كل شيء بها يئن وجعا وأكثر الآلام وطأة هي آلام الخيبة والخذلان ، لقد صدمها شهاب صدمة شديدة لن تشفى منها مهما حاولت أن تمحي تلك الصورة إلا أنها لن تستطيع ، أغمضت عينيها على عبرات قاسية ينزفها قلبها المكلوم ..

في الشركة
كان يقف شاردا أمام نافذته يغوص في دنيا وردية جمعته ليلة أمس بذات العينين العسليتين ، لم يستطع إبعادها عن تفكيره حتى وهو في خضم كل تلك المشاكل وجد صاحبة الوشم تحتل تفكيره دون إذن منه ، نظرتها خوفها رعشتها كلهم اتحدوا ليصيبوه بالحيرة ، مسح على فمه وعقله يبحث عن تلك الذكرى التي جمعته بها هذا ما هو متؤكد منه تمام اليقين ، ولا أحد يمكنه تغيير هذه الفكرة بتاتا .. في مكتب آخر بالشركة عينها كانت رقية تلوي خصلة من شعرها وهي الأخرى تفكر في الشاب الذي ساعدها دون عناء ودون تفكير أيضا أمسكت هاتفها وراسلته
إياد(نظر لهاتفه فوجدها رسالة من رقية تقول):- كيف حال بطلي ؟
إياد(تنحنح في محله وهو ينظر لباتريك الذي كان يمسح أنفه بينما هنادي تحاول الإتصال أما ميرنا فقد كانت في الحديقة الخلفية للقصر):- بصراحة هو ليس بحال جيدة .. هل سمعتِ الأخبار ؟
رقية(كانت تتلاعب بالهاتف بأناملها حتى وصلها الرد فانتبهت):- أجل سمعت البركة في الأخت نور لم تترك أحدا لم يعلم بما فعله شهاب
إياد:- آهاااه أخبرتني ميرنا بالأمر لكن ألم يصلكم أي جديد حيال الأمر ؟
رقية(ردت أيضا برسالة):- ليس بعد أردت سؤالك لأن الوضع هنا سيء جدا
إياد:- صدقيني وهنا أيضا
رقية(باستغراب):- أين أنت ؟
إياد:- لن تصدقي ..أنا بقصر ميرا
رقية(فتحت عينيها وردت):- غير ممكن لا تخبرني أنك وميرنا هناك أيضا
إياد:- أهاااه هكذا تماما
رقية:- صعقتني بالخبر !! .. لكن كيف حال ميرنا هل هي بخير ؟؟؟
ليست بخير بالمرة ، كانت تدور بين الشجيرات الفارعة وتنظر إلى الأزهار بشرود كيف وصلت بهم الأمور لهذا النحو ، لقد كانوا بخير كلهم كانوا يعيشون بخير .. لالا لم الكذب لقد كانت حياتهم منذ الصغر حياة جحيمية فسليم الراجي لم يترك لهم مجالا للعيش بسلام ، قد نفَّس عن عقده بشتى الطرق الممكنة ، وأولى ضحاياه كانت هي سمر الإبنة الخطيئة .. هكذا كان يلقبها معظم الوقت حين يغضب ويثور لا تزال تتذكر صورته وهو يشتم أو يضرب سمر كم كانت ترتعب وتهرب لتختبأ في أقرب مكان كي لا تصل إليها يداه ، سمر و طارق وحكيم ونور أربعتهم نالوا من بطشه ولم يسلم أحد إلا طارق وحكيم بعد أن كبرا وأصبح بحاجتهما ليعيلا البيت و يطعما الأفواه الجائعة ، وقتها فقط توقف عن ضربهمبعد أن وقف كلاهما بوجهه وقفة رجال لن يستطيع تخطيها ، وهذا ما جعل سمر تأخذ نصيب كل منهم وكان يستغل ذهابهم كي لا يوقفوه حين يعاقبها كم كان يتصيد الفرص لذلك وكأن ذلك بات كإشباع ذاتي له ، يخرس أنين الضغائن والحقد المتغلغل فيه منذ الصغر بضربها المبرح لم يحبها يوما وزاد كرهه لها وقسوته عليها حين قررت إعلان العصيان
~ ميرنا عادت لتتذكر ~
نور(بذهول):- هل ستغني ؟؟ ألم ينهكِ بابا على ذلك يا سمر
سمر:- مابالكِ ترتعبين منه ؟ أنا دوما أغني ولن يمنعني أحد
نور:- أخشى عليكِ من بطشه يا أختي
سمر:- ههه لا تخشي فهو سيضربني في كل الأحوال حتى وإن بقيت عاقلة
نور:- ماذا تودين أن تفعلين ؟
سمر:- لقد تعرفت على سيدة بصالون التجميل الذي أعمل فيه تقول أنها تملك محلا للسهرات ستعطيني مالا لقاء أغنية واحدة مني
نور(فغرت فاهها وقفزت لتغلق الباب عليهما ثم عادت إليها):- هل جننتِ أتودين الغناء بملهى ليلي يا أختي ؟؟
سمر(تأففت):- قالت أنها ستعطيني الكثير من المال إن هم أحبوا صوتي فرجاء لا تحبطيني
نور:- وكأنكِ حقا قررتِ ذلك مع نفسكِ دون مشورة أحد … إن علم طارق أو حكيم س..
سمر:- لن يعلم أحد لقد أخبرتكِ أنتِ وفقط .. ثم أنا أيضا أساهم في هذا البيت بيوميتي ولن أتعب بعد الآن يكفي أن أغني أغنية واحدة وسيمتلأ جيبي بالمال ، سنشتري ما نريد يا أختي من الملابس والأكلات التي نحب وأيضا لن نكون بحاجة لنمد أيدينا له
نور:- أنا خائفة
سمر:- لا تخافي تلك المرأة أكدتلي أن الأمر ليس به أدنى خطورة ، لكن تبقى هناك مرحلة صعبة ولن يساعدني بها غيركِ
نور:- أهاااه وأنا التي أقول لم أختي تفضي لي بسر خطير كهذاااااا ..
سمر:- ههه أصمتي واسمعي أنتِ يجب عليكِ أن تغطي على غيابي يا نور لا يجب أن يعلم أحد أنني غادرت البيت وكلها ساعتين غياب .. تستطيعين تدبر الأمر صحيح ؟؟
نور(بهلع استقامت):- لالالالا لا يمكن أن أشترك بأمر كهذا إن علم والدنا سيقتلنا لا محالة
سمر:- يوووه لن يموت أحد يا ابنتي … لم تصعبين الأمر حلمنا البسيط على شفة التحقيق فهل ستتخلين عنه بهذه السهولة ؟؟
نور(عقدت حاجبيها بقلق):- الأمر خطير يا سمر ، فرضا ناداكِ والدي في ذلك الوقت تحديدا ماذا سأفعل أنا هااااه ؟؟
سمر:- بسيطة جدا ستقولين أنني مريضة أو أنني بالمطبخ أو بالحمام تدبري أمركِ أختي ودعيني أحقق ما أحلم به أنا أريد أن أكون مغنية مشهوووورة .. فساعديني أرجوكِ أرجوكِ
نور(بقلة حيلة زفرت):- حسن إذن .. لعلنا لا نقحم أنفسنا بالمشاكل أو نكتب أسمائنا في قائمة الشهداء المنكوبين
سمر:- ههه ههه ليس لهذه الدرجة يا بنت
نور(أمسكت بيدها):- ألستِ خائفة يا سمر ؟؟
سمر(صمتت للحظة):- لا لست خائفة طالما أنا أحقق ما أريده فلن يقف شيء بطريقي ..
وهذا ما كان خرجت سمر خلسة من البيت بينما تركت نور ترتعد خوفا مما يقدمان عليه ، لم تتردد ولم تشعر قط بذرة خوف لقد كانت جريئة لدرجة الخوف ، وصلت لناصية الشارع وهي ترتدي جلبابا طويلا يخص أمها و تضع وشاحا على رأسها كي لا يتعرف عليها أي أحد من أهل الحي وهي تغادر ليلا بذلك الشكل ، ركبت بسيارة أجرة وانطلقت صوب تحقيق الحلم بعدما أعطته عنوان المحل الذي لا يزال مجهولا بالنسبة لها حتى الآن ، بعد مدة وجيزة وصلت إلى الملهى الليلي ودخلت من الباب الخلفي بسرعة ..
سمر:- أووه أين سأجد السيدة الآن .. تتت من سأسأل ربما هيييه هييه همَّام همَّام
همام:- وأخيرا ظهرتِ السيدة تنتظركِ منذ وقت هيا أسرعي بالدخول لغرفة التبديل سأجعلها توافيكِ بعد لحظات .. أسرعي يا فتاة
سمر(بتوتر):- حسن إذن …
دخلت لغرفة تبديل الملابس وأخذت نفسا عميقا تحاول أن تصدق الخطوة التي أقدمت عليها ، إذ لم يكن هناك مجال للتراجع وحسبما أرى لم تكن لتتراجع تحت أي ظرف كان .. قاطعها دخول السيدة التي كان لها فضل في قلب حياتها رأسا على عقب …
كهرمانة:- سمر … حبيبتي ها قد أتيتِ ، حقا تفاجئت
سمر(استقبلت أحضان كهرمانة لها بارتياب):- كيف ذلك يا سيدتي لقد وعدتكِ ؟؟
كهرمانة(تنظر لجمالها بحب):- ما أروعكِ يا قطعة قُدَّت من القمر
سمر(عقدت حاجبيها بخجل ثم ابتسمت):- سيدة كهرمانة ..
كهرمانة(مسحت على وجهها بلطف):- وجهكِ كالبدر وعيناكِ سبحان خالقهما أما شعركِ الطويل هذا إياك و أن يغركِ الشيطان وتقومي بقصه فهو يليق بكِ هكذا يا غجريتي
سمر(أحست بشعور بالدفء):- كلامكِ جميل جدا سيدتي
كهرمانة(ابتسمت):- سأنادي البنات ليلبسنكِ وسأكون بالصالة في انتظاركِ لتبهري ضيوفنا الليلة وأي شيء تحتاجينه أطلبيه منهن
سمر(مصت شفتيها بارتعاش):- حسن إذن سأقوم بذلك
بالفعل قامت المزينات بتجهيزها وكم كانت مرتعبة وجسمها كله يرتعش قلقا وريبة ، هي ستقف لأول مرة على المنصة ستمسك الميكرفون وتغني ، كيف سيتم الأمر لا تدري حتما لكن طالما قامت بهذه المجازفة فستكملها للأخير .. ألبسنها ثيابا مناسبة للغناء و قمن بتزيين شعرها ووضع مايكاب مناسب لها أيضا وبعد وقت وجيز حان وقت ظهورها … وقفت خلف الباب تستمع للمقدم وهو يعلن عن دخولها لتغني وبعد لحظات هاهي ذي تخطو خطواتها صعودا إلى المنصة الخشبية وها هي ذي تقف أمام العشرات من الضيوف وها هو ذا الميكروفون أمامها ، أحست بدوار شديد وبالدهشة كل الأضواء مصوبة لها العازفون بانتظار الحضور كذلك ، عيناها كانتا تهربان من طاولة لأخرى ارتبكت من تلك النظرات لكن وجدت أمانها بتلك العيون المبتسمة عيون كهرمانة التي أومأت لها برأسها أن تبدأ ولا تخشى شيئا ، بالفعل تبدد الخوف وسرى بجسمها أفيون القوة و همست همسة واحدة وبعدها انطلقت في بحار أغنيتها لتوقع دخولها لعالم الغناء لأول مرة … نسيت تماما جحيم البيت وغاصت في دنيا وردية بعصافير تناديها أن تعالي وانضمي إلينا ، لامست عالما جميلا جعلها تنسى كل أحزانها وتتنعم به.. هكذا حتى انتهت وصلتها تحت تصفيقات الحضور فلقد أعجب الجميع بصوت تلك الفاتنة الصغيرة وأولهم كهرمانة التي لحقت بها إلى غرفة التبديل
كهرمانة(دخلت بإعجاب باسطة يديها):- الله الله … تعالي إلى هنا حبيبة قلبي يا كنز علي بابا وجدتكِ يا جوهرتي المكنونة أخيراااا .. تعالي لحضني
سمر(بتوتر):- هل غنيت جيدا ؟ هل أنتِ راضية عني ؟ هل أعجبت الحضور ؟؟
كهرمانة(جلست وجعلتها تجلس بجانبها):- طبعا طبعا لقد أبهرتِ الجميع صدقيني ستكونين قنبلة الموسم يا ابنتي فقط إن استخدمتِ عقلكِ جيدا ووثقتِ بي
سمر:- طبعا سيدتي أنا أثق بكِ
كهرمانة:- أماني … يا أماني
أماني(هرعت لسيدتها وبتلعثم):- هنن …هننااا أأأنا .. ههنن هنااا ي ييا أمم أمي
كهرمانة(تأوهت بعمق ومسحت على رأس أماني):- أعطني المال الخاص بابنتنا سمر
أماني(فتحت حقيبة صغيرة):- خخ خذي يي يا أمم أمي هههذا هه هو اللل م الماال
كهرمانة(بحب أمسكته من يدها):- خذي يا سمر هذا نصيبكِ من اليوم وسيتضاعف إن سارت وتيرة إبداعكِ على هذا النحو ..
سمر(ابتلعت ريقها حين رمقت المبلغ الذي لم تحلم في حياتها بالحصول عليه):- يا إلهي لو عملت في صالون التجميل الذي بالحي لمدة 10 سنوات كاملة ما تحصلت على هذا المبلغ
كهرمانة:- ههه ههه أماني ألا ترين أن ابنتنا سمر خفيفة ظل
أماني(هزت رأسها بتلعثم):- أ.. ج جججل يا أممممي
كهرمانة(رفعت رأسها لأماني):- إذهبي و دعي همام يجهز السيارة سوف نأخذ سمر في طريقنا لبيتها
سمر:- لالا سيدتي يمكنني تدبر الأمر
كهرمانة:- لا .. سنوصلكِ فأنا لن أخاطر بحمايتكِ بعد اليوم ثم كيف تودين الخروج بهذا المبلغ وأنتِ فتاة تتهافت عليها الذئاب هاااه ؟؟ هيا يا أماني ماذا تنتظرين ..
سمر(لمعت عيناها من المبلغ):- حسن إذن سأجهز نفسي للمغادرة
كانت سعيدة جدااا بما تحصلت عليه من وصلة غناء واحدة المبلغ الذي حظيت به على الأغلب سيحقق لها ولإخوتها الكثير من الأمنيات التي يحلمون بها ، ارتدت عباية أمها من جديد ووضعت الوشاح وقامت بركوب سيارة كهرمانة التي كانت تجلس بالخلف بجانبها بينما في الأمام كل من أماني وهمام … أوصلوها بجانب حيهم وانتهت رحلتهم هناك لتشق طريقها نحو البيت وهنا فقط أحست أنها في ورطة كبيرة إذا لم يسر كل شيء كما اتفقت مع نور ، إن خذلتها أكيد أكيد ستكون في عداد الموتى ، ابتلعت ريقها وشجعت نفسها لتكمل مهمتها حتى الأخير .. بخطى ناعمة سارت نحو بيتهم اطمئنت حين كان الشارع خاليا من المارة ، وصلت للبيت وطرقت نافذة الغرفة المطلة على الشارع طرقتين خفيفتين وبعدها مباشرة أضيئ النور وحمدت الله أن أختها لم تخذلها …فتحت لها الباب بسرعة ودخلتا ركضا نحو الغرفة
نور(أقفلت الباب بعدهما):- يا إلهي لقد مت رعبا تأخرتِ يا سمر
سمر(أزالت العباية بسرعة ووضعتها بدولابها هي والوشاح وارتدت لباسها البيتي):- هل كل شيء مر بخير ؟؟ هل شك أحدهم ؟؟
نور:- لالا لم يشك أحد لقد سأل عنكِ حكيم وقلت له أنكِ نائمة
سمر:- طيب وماذا عن أبي ؟
نور:- لم يسأل أبدا ولم يغادر غرفته
سمر(بفرحة):- يااااه يعني كل شيء مر بسلام حمدا لله … تعالي وانظري ماذا جنيت تعالي
نور(بحماس جلست بجانبها وهي تخرج من صدرها ذلك المبلغ):- واوووو سمر أكاد لا أصدق هل هذا المال لنا ؟؟
سمر:- أجل أجل أختي يمكنكِ أخذ ما تشائين سنشتري به ثيابا جديدة وأيضا سنحضر لميرنا و دعاء كتبا وأحذية ولأمي وشاحا جديدا وعباية هي وخالتي مديحة وحتى جدتي سأحضر لها شيئا ما وسأحضر قمصانا جديدة لطارق وحكيم أما إخوتنا الصغار سأحضر لهم ألعابا مرام و رنيم جلنار و غازي هههه
نور(عانقتها بفرح):- أنا سعيدة جدا جدا
سمر:- ياااه يا أختي لن تصدقي مهما أخبرتكِ عن تلك الحياة إنها مذهلة ومثمرة خلال ساعتين فقط أنظري ماذا جنيت
نور(بخوف):- لكن يا أختي لا تجعلي هذا التيار يجرفكِ نحن نعلم نهايته
سمر(جمعت المال في المنديل):- لا أريد سماع مواعظ دعيني أستمتع بليلتي الجميلة
نور:- متى موعد ذهابكِ مجددا ؟
سمر:- ستكون مرتين بالأسبوع و إن أحبوني سوف نزيد العدد حسب الطلب هكذا أخبرتني معلمتي كهرمانة
نور:- ياااه إسمها غريب جدا ومخيف
سمر:- ههه بالعكس يا غبية إنه اسم جوهرة ثمينة هكذا سمعت من أماني
نور:- ومن تكون هذه الأخرى ؟
سمر:- إنها فتاة درويشة ربتها معلمتي مذ كانت صغيرة وتعاني خطبا في النطق المسكينة
نور:- اممم طيب ألستِ جائعة ؟؟
سمر(استلقت على السرير حالمة):- لست جائعة يا أختي بعدما رأيته أصبحت شبعة من كل شيء هههه
كما يقول المثل الشهير ليس في كل مرة تسلم الجرة ، تكرر تسلل سمر من البيت لفترة معينة وحصدت مبلغا مهما كانت تدخره هي ونور وينتقصوا منه شيئا فشيئا ليبتاعوا ما يحتاجون إليه … ولكن في ليلة ما وهي عائدة من الملهى الليلي وعند ناصية الشارع حدث ما لم يكن في الحسبان … نزلت بخفة من السيارة الضخمة ودعتهم وركضت بسرعة في الشارع كما تعودت وحين استدارتها لتبلغ بيتهم … سمعت اسمها بصوت جهوري جعلها تتسمر محلها وشلت حركتها
سمر(ترتجف):- يا إلهي يا إلهي لقد كشف أمري كشف أمري يا ويلي
حكيم(بعصبية وغضب):- سمر ….
سمر(تجمدت محلها):- هئئئئئ حكيم أ..أنا
حكيم(ابتلع ريقه وتقدم إليها وجذبها من يدها مبتعدا بها للجانب الخلفي من البيت):- تعالي
سمر(بهلع ورجفة):- دعني أشرح لك سأشرح لك الأمر .. اسمعني فقط
حكيم(دفعها على الحائط و همَّ بصفعها):- سأسأل مرة واحدة و أريد إجابة محددة ..أين كنتِ بهذا الوقت يا سمر ؟؟؟؟؟؟
سمر(وضعت يدها على خدها وانهمرت دموعها وهي ترى به نظرة قاسية لم تتعودها سابقا):- لقد.. أنا كنت في عمل م مع معلمتي في صالون التجميل
حكيم(أمسك بيدها بقوة):- عمل وبهذا الوقت ؟؟ هل تحسبينني ساذجا أمامكِ لتستغبيني يا سمر أنا أعلم أنكِ تنهين عملكِ على الساعة الرابعة والآن أنظري إنها العاشرة ليلا سأكرر سؤالي مجددا يا ابنة عمي والأخيَرُ لكِ أن تصارحيني
سمر(ارتجفت ثم رفعت رأسها له بإباء):- لقد كنت أعمل حقا ولكن ليس بالصالون بل كنت أغني لقد غنيت في إحدى الأعراس و حصلت على إكراميتي
حكيم(فتح فاهه من هول الصدمة):- ماذا قلتِ ؟؟ غنيتِ و بحفل زفاف للغرباااااء ؟؟؟ هل جننتِ تماما هل جننتِ ؟؟
سمر(صرخت أيضا):- ماذا كنت تنتظر مني أن أقف في بوابة البيت وأنتظرك أنت وطارق لتعطياننا تلك الملاليم خفية من والدي هااااه ؟؟؟ لقد تدبرت أمري وأنا جنيت الكثير من المال ولم أقم بجهد أبدا فقط غنيت
حكيم:- يا سلام فقط غنيتِ !! سمر لا تجبريني على ضربكِ لأن هذا آخر شيء أود فعله
سمر(بدموع):- اضربني يا حكيم إن كان هذا يرضي ضميرك فلم يعد هنالك أحد بهذا البيت لم يضع يده على جسمي فأنا الخرقة المتسخة التي يمسح الجميع فيها رجليه
حكيم(جذبها إليه بعنف):- اخرسي ….
أغمضت عينيها وهي تستشعر أنفاسه الهادرة أمامها ، رؤية وجهه عن قرب تجعلها تغيب عن الوجود ، نظر إلى عينيها باستغراب
حكيم :- إياكِ والتفوه بهذا الكلام مجددا أنتِ سمر الراجي ولستِ حثالة المجتمع كي تنتقصي من قدركِ بهذا الشكل أسمعتِ ؟؟؟ والآن لا أريد جدالا ستكون هذه آخر مرة تقومين بهذا الأمر هذه المرة قد نفذتِ لأنني أنا من رآك لكن مرة أخرى لن يسعني إنقاذكِ يا ابنة عمي فضعي عقلكِ برأسكِ وكفاكِ جنونااااااا
سمر(ابتلعت ريقها ونظرت لشهامته لطالما أبهرها بأقل الأمور بساطة):- يعني لن تشي بي لوالدي صحيح ؟
حكيم(مسح على شعرها):- طبعا لا .. لكن هذا جراء وعد سآخذه منكِ بألا تكرريها
سمر(سامحني لكني سأنكث بوعدي لك حتما):- أعدك يا ابن عمي
حكيم(ربت على كتفها وعدل شالها على شعرها):- دعيني أتدبر لكِ طريقا لا نريد أن ننفضح ليلا بجرم مشهود
ابتسمت سمر وهي ترمق جسمه الذي اتخذ بنية رياضية تشهق لها أنفاسها بينما شعره الأسود الكثيف كان ضياعا بالنسبة لها لطالما أبهرها بوسامته وكان حلما دفينا بقلبها ، نفذت منها حقا تلك الليلة وكم كانت ممتنة لحكيم الذي حماها ليلتها من بطش أبيها ولكنها كانت آخر مرة تنفذ منها رغم أنها قطعت وعدا له إلا أنها سرا نكثت به وربما كانت هذه إشارة من السماء لتضع حدا لجنونها .. اكتشف والدها كذب نور عليه ولم يجدها بغرفتها وانتظرها في الصالون بعد أن جعل الجميع يتسمر في غرفهم وينتظروا بدورهم مآل سمر التي عادت وهي مرحة وتمت الخطة كما اتفقت مع نور عليها ، وهذه الأخيرة أجبرت تحت الضرب المبرح أن تكمل المخطط دون أخطاء فحين طرقت سمر النافذة ركضت بوهن وفتحت لها الباب فدخلت متحمسة مبتهجة بما حصلته هذه الليلة لكن سرعان ما تبددت فرحتها عندما أضاء والدها النور وبجانبه سوطه الجلدي
سليم:- أهلا وسهلا يا ابنتي الحبيبة ها قد عدتِ أخيرا هل نجهز لكِ وجبة العشاء أم أنكِ تناولتها مع شلة الصعاليك الذين تخالطينهم هااااه …؟؟
سمر(برعب نظرت لنور التي اتضحت آثار الضرب على جسمها بعد إنارة الضوء):- أ..
سليم(بصراخ):- تعالي إلى هنا و أخبريني أين كنتِ ؟؟
سمر(تقدمت وهي ترتجف):- ل.. لقد خرجت مع صاحبة الصالون التجميلي إلى .. إلى زفاف إحدى قريباتها و وقمت بالغناء فيه وجنيت مالا يا أبي مالا وفيرا أنظر …
سليم(نظر للمال الذي أخرجته من المنديل):- ضعيه على الطاولة لنرى
سمر(بلمحة فرح قفزت ووضعته):- أرأيت يا أبي يمكنني أن أجني الكثير من وصلة غناء واحدة لقد أحبَّ الجميع صوتي
سليم(أومأ لها رأسه بتشجيع):- نور .. أقفلي الباب الخارجي بالمفتاح
نور(فزعت):- لماذا يا أبي …؟؟؟
سليم(هدر فيها بعصبية):- أقفلييييييييييييييه
سمر(أغمضت عينيها بهلع):- هئ
نور(أقفلته وعادت لتقف بجانبها):- أنا آسفة آسفة
سمر(همست لها):- لا تقولي شيئا عما مضى لا تقلقي أختي
سليم:- نور .. إلى الغرفة الآن
نور:- لكن أبي أ…
سليم:- إلى غرفتكِ يااااااا غبية الآآآآآآآآآآآن هيااااااااا
نور(بعد ذهاب أختها عرفت أنها لن تنجو منها هذه المرة):- بابا
عواطف(لم تستطع البقاء في الغرفة رغم تحذيره لها فخرجت):- أرجوك يا سليم سامحها هذه المرة ولن يتكرر ذلك وعد مني لك …
سليم:- ههه … إبتعدي عن طريقي و إلا نلتِ ما ستناله هي
عواطف(وقفت بينه وبينها):- إذن سأناله يا سليم سأناله ولا تقرب ابنتي
سليم(رفع رأسه للسماء وضرب بسوطه الأرض حتى أطلق صوتا تقشعر له الأبدان):-إذهبي من أمامي يا عواطف ودعيني أربيها
عواطف(جثت على ركبتيها تقبل يديه):- سامحها أرجوك سامحها أرجوك
سليم(تنفس بعمق وأمسك عواطف من شعرها وسحبها بقوة نحو الغرفة):- تعالي تعالي يا امرأة ولا تفقديني صوابي
عواطف(تمد يدها لسمر في الفراغ بينما كان يجرها ولم يهتم بصراخها ولا نحيبها):- اهئ اهئ لا تضربها أرجوك يا سليم أنا أعدك أنها ستكون آخر مرة أقسم لك بذلك أرجووووك
سليم(دفعها للغرفة وأقفل عليها الباب وعاد إلى سمر التي انتظرت مصيرها):- هكذا إذن بتِّ الآن تغنين في الأعراس كغانية هاااه هل رقصتِ أيضااااا ؟؟؟
سمر(جحظت بعينيها):- هئئئئ لا يا أبي لم أرقص أقسم لك
سليم:- هه وبم ستفرق فالمغنية والراقصة سوااااااء …..
رفع سوطه من على الأرض ونزل به على جسمها المتهالك ضربة تلي الأخرى دون رحمة دون شفقة دون ذرة شعور أو إنسانية ، وكأن التي أمامه حيوانة حقيرة لا تصلح سوى للضرب حتى وإن كان ما فعلته أمرا منافيا وخاطئا إلا أنها لم تكن تستحق كل ذلك العنف .. صرخات حكيم وطارق تعالت من الشارع حين لم يفتح لهم الباب فصراخ سمر كان يصل الشارع وعلموا أنه يقوم بضربها ووضحت لهم نور ماهية الأمر من النافذة ، وهنا جن جنون حكيم فلقد وعدته ولكنها أخلفت واستلقت وعدها بأبيها … لم يوقف أباهم المتجبر سوى الطفلة التي خرجت من غرفتها دونا عن بقية إخوتها لتقف أمام ذلك المشهد المريع أمامها ، أختها الكبرى تتعرض للضرب بسوط أبيها قمة البشاعة قمة الألم قمة الظلم .. أغمضت عينيها على دمعتين حارقتين وصرخت بكل ما تملكه من قوة
ميرنا:- يكفيييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييي يكفييييييي اهئ اهئ
يكفييييييي يكفيييييييي يا أبي يكفييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآه اهئ اهئ
إياد(عانقها بقوة):- هششش هشش ميرناااا ما بكِ عزيزتي لم تبكيييين ؟؟؟
ميرنا(انتبهت لمكانها واكتشفت أنها كانت في ذكرى أخرى على الأغلب كانتواضعة يديها على أذنيها وعيناها مغمضتين والدموع منهمرة):- اهئئئئئئ اهئئئئئ ما الذي يحدث لي يا إيااااد ؟؟؟ ما الذي يحدث ؟؟ اهئ اهئ
إياد(ضمها إليه بقوة بينما مسح على شعرها بلطف):- شتت حسن يكفي ميرنا أنا هنا أنا هنا معكِ لا تخافي لا تخافي كل شيء على ما يرااااام
ميرنا(تبكي بحرقة):- اهئ اهئئئئئئئئ
إياد:- إنها نوبة هلع يا ميرنا لا تقلقي أنتِ معي الآن … هيا تذكري أنكِ معي نحن هنا في بيت سمر نحن نبحث عن سمر .. هيا يا ميرنا لا تجزعي الآن أرجووووكِ ميرناااا
ميرنا(بصعوبة فتحت عينيها وابتعدت وهي تنظر له بتشكيك):- أ.. إياد .. إياد
إياد(مسح على وجهها):- أجل أجل إياد أنا هنا إياد هنا معكِ لستِ وحدكِ
ميرنا(بتعب اختل توازنها):- لم أعرف كيف حصل ذلك ؟؟
إياد(أجلسها على حافة النافورة):- على الأغلب هذا المكان يعيد لكِ الذكريات القديمة
ميرنا(مسحت على وجهها بتعب):- حقا لم أصب بنوبة هلع منذ عدة سنوات اففف افف
إياد:- تنفسي يا ميرنا وسأحضر لكِ ماء لتشربيه
ميرنا(أمسكت يده):- تت لا تتركني وحدي
إياد(زفر بتعب وأمسك بيدها بين يديه وانحنى القرفصاء أمامها):- أنا بجانبكِ الآن هممم
ميرنا(مسحت على جبينها وعادت لتبكي بصمت):- لقد مررنا بأيام سوداااء يا إياد سوداء جدا .. اعتقدت أنني تجاوزت هذه النوبات ولكن على ما يبدو كنت واهمة
إياد:- ربما ظرف اختفائها هو ما شجع ذكرياتكِ القديمة على الظهور مجددا .. دعينا لا نعطي الأمر أكثر من حجمه ونتناساه
ميرنا(مصت شفتيها):- ألم تصل نور بعد ؟؟
إياد(تنهد بعمق):- تعالي لنرى … أووه أليس هذا باتريك ؟؟؟
باتريك(يركض مهرولا باتجاههما وعلى ملامحه تبدو معالم الدهشة):- لقد عااادت لقد عادت سيدتي عااااادت عااااادت ههههه
ميرنا(بلمعة فرح همست):- سمر
ركضت هي وإياد ولحقا بباتريك ناحية البوابة الرئيسية ودخلت لتجدها واقفة أمامها مولية ظهرها لهم ، توقفت محلها وهي تنظر لهيأتها الغريبة وبتوجس نطقت
ميرنا:- هل أنتِ بخير ؟
ميرا(انتفضت برعشة برد لكنها تنهدت بعمق لتنظم أنفاسها والتفتت):- ولم لا أكون بخير ؟
فتحت عينيها على وسعهما بذهول لتشاهد ملامح وجه ميرا الغريبة عيون منتفخة هالات متورمة شعر غير منتظم وهزيلة لقد بدت هزيلة في ذلك الفستان المهترئ وفروها الذي تتمسك به بكلتا يديها برغم حجمه المنتفخ إلا أنه لم يساعد في إخفاء ذلك عن ميرنا ..
ميرنا(اقتربت ببطء):- هل أنتِ متأكدة ؟
ميرا(اهتزت مكانها ونظرت إليها):- أجل متأكدة
إياد:- لقد بحثنا عنكِ طوال الصباح أين كنتِ ؟
ميرا(رفعت حاجبها):- ماذا هل عينوك وصيا على تصرفاتي أستاذ إياد ؟؟
إياد(وضع يده على جنبه بتأفف):- ها قد بدأنا
هنادي:- لقد قلقنا عليكِ سيدتي لذلك لجأنا للعائلة
ميرنا(عضت شفتيها قبل أن تنطق):- هل أخذكِ شهاب عنوة حقا ؟؟؟
ميرا(برجفة):- طبعا لا من أين أتيتِ بهذا الكلام ؟؟؟ لقد كنت معه برضاي حتى أننا استمتعنا بوقتنا كثيراااا هممم
ميرنا(تنظر إليها بنظرة متمازجة ما بين التصديق وعدمه):- هل ستقنعينني أنه لم يأخذكِ بالقوة … حتما لن أصدقكِ ؟؟
ميرا(واقفة بإباء):- لا يهمني إن صدقتِ أم لا ما أوده الآن هو أن أصعد لأرتاح بغرفتي …
إياد:- ميرااا … إن كان يهددكِ أخبريني فقط وسوف أتصرف
ميرا(نظرت إليهما بحيرة):- كيف يهددني هل جننتما ؟؟ وأنتما حسابكما معي عسير
هنادي وباتريك(على التوالي):- قلقنا عليكِ
ميرنا(نظرت إليها بعمق):- من الواضح أننا استعجلنا
ميرا:- طبعاااا استعجلتم وسمحتم لمخيلتكم أن تذهب لبعيد هههه قال خطفي قال ما هذا الهراء
نور(دخلت بركض):- سمر … سمر أختي هل أنتِ بخير ؟؟
ميرا:- أوووه ما هذا هل عقدتم اجتماعا أخويا هنا ببيتي أم ماذا ؟؟؟
نور(توقفت وهي ترمقها بنظرات غريبة متفحصة إياها):- هئ
ميرنا(أمسكت حقيبتها بغضب):- من الواضح أننا ضيعنا وقتنا في ألعوبة من ألاعيبكِ … فقط كفي عن ذلك لأننا اكتفينا منكِ ومن كل ما تفتعلينه ارحمي نفسكِ ولو قليلاااا
ميرا(بجهد جهيد):- يا سلام أنظروا من يعطيني النصيحة
ميرنا(ولتها ظهرها):- إسمعيني جيدا إن كانت لديكِ مشكلة معي فتعالي وواجهيني لا تؤذي من هم حولكِ لتصلي لمآربك … وذلك الشهاب صدقيني لقد طويت صفحته فاشبعي به هذا إن لم يهجركِ أنتِ الأخرى في أقرب فرصة … هيا بنا إياد
إياد(ابتلع ريقه):- يا خسارة …
ميرا(نظرت لهنادي وباتريك):- أقسم أنكما ستنالا مني ما لم ينله غيركما …
نور(اقتربت منها أكثر وحاولت لمس وجهها لكن ميرا انتفضت):- مهلكِ … لن ينطلي على هذا الفيلم الذي قدمتيه أمام ميرنا و إياد … هذه أنا نورررر ..
ميرا(عرَّت روحها في لمح البصر وتأوهت بعمق ثم هوت على الأرض جاثية على الأرض وخرَّت كل محاولاتها في الصمود):-لقد … اهئ اهئئ لقد آذاااااااني كثيراااا
نور(نزلت لمستواها وأمسكتها في حضنها):- … يا أختي يا حبيبتي كنت أعلم منذ أن رأيتكِ أنكِ تمثلين فقط أمامهما كي لا تبرزي ضعفكِ .. يا حبيبتي أنا معكِ
ميرا(ارتمت في حضنها بوهن):- أهئ اهئئئ
نور:- هناااادي … باتريك اتصلوا بطبيبها على الفور واطلبوا المساعدة من الحراس كي نأخذها لغرفتها هيا أسرعاااااااااا
باتريك(يبكي ويتحسر وهو يركض للخارج):- حسرتي عليكِ يا سيدتي
هنادي(أخرجت الهاتف برجفة):- سأطلب الطبيب فورااا
نور(تمسح على شعر ميرا):- يكفي يا أختي أنتِ بأمان الآن أنتِ بأماااااان ….
ميرنا:- ألم أقل لك أنها ألعوبة من البداية ههه تبا لسذاجتي لقد صدقت فعلا أنها في خطر كم كنت حمقاااااااء كيف سمحت لها بالسخرية مني الآن أنا في نظرها مجرد ساذجة غبية
إياد(يقود سيارته):- يكفي يا ميرنا لم يحدث شيء حمدا لله أنها بخير … اتصلي بالبيت على الفور أكيد هم قلقون عليها
ميرنا:- هههه يا حبيبي ما رأيك أيضا لو كنت صورت لهم صورة من قلب الحدث لربما جعلناها صورة تذكارية بمناسبة سلامتها …
إياد(أخرج هاتفه):- أووووه شكلكِ يوحي بالمصاعب .. سأتصل أنا
ميرنا(بعصبية):- قبل ذلك قف جانبا
إياد(أوقف السيارة قبل أن تنطق بجملتها حتى):- أعلم ذلك
ميرنا(نظرت بامتنان له بينما وضعت يدها على فمها وسمحت لدمعها بالإنسكاب):- تتت مرة أخرى تفاجئينني يا سمر ..

بعد مدة عاينها الطبيب و شخَّص حالتها بالمجمل وأعطاها مهدأ لتنام وخرجت رفقته نور بعد أن انتهى من عمله ولحقت بها هنادي وباتريك ..
نور:- هاه يا دكتور ما الأخبار ؟
الطبيب:- بصراحة السيدة تعرضت لاعتداء جسدي و ضرب وحشي ..
نور(شهقت ووضعت يديها على فمها):- هئئ لا تقلهااااا ؟؟
باتريك:- ويلي ويلاه
الطبيب:- هذا مجرد تخمين لست متأكدا يلزمني فحوصات عدة لأجل ذلك وحالتها لا تسمح في هذا الوضع لكن إجمالا هي ستكون بخير مع الراحة التامة وقد وصفت لها عدة أدوية بهذه الورقة احرصوا على إمدادها بها في الأوقات المدرجة بها …
هنادي(أمسكت الورقة):- لا تقلق سأهتم بذلك بنفسي
نور:- أخي هل لك أن تمدني بتقرير شامل لحالتها ؟
هنادي:- طبعا لا
نور(حدجتها بشر):- ولم لا ؟؟
هنادي:- سيدتي لن توافق على أمر كهذا
الطبيب:- آسف لا يمكنني أن أمدكِ بشيء دون علمها وأخذ إذنها شخصيا
نور(صغرت عينيها):- حسن إذن وأنا لن أبالي بالتشخيص فلدي الكثير لأفعله
هنادي(بقلق):- ماذا تنوين يا سيد نور ؟
نور:- يجب أن أفعل الصواب … إن لم أستطع حماية أختي في الماضي سأحميها الآن
باتريك(رآها قد حملت حقيبتها وغادرت):- هل لي بسؤال ؟؟ هل تلك العائلة مجنونة بالفرد أم أن هذا يتهيأ لي ؟؟؟
هنادي والطبيب(رمقاه بتشكيك):- همممممم

شهاب(يتحدث عبر الهاتف):-أقول لك أنني وضعتها عند باب قصرها وغادرت …
وائل(مسح على جبينه بتعب):- شهاب ماذا فعلت بها ؟؟
شهاب(بعد صمت ضرب في المقود بعدة ضربات متتالية):- لقد تصرفت بقذارة يا صاحبي لقد عدت لوحشيتي من جديد بعد أن تعافيت ببساطة أعادتني ميرا لحال أسوأ مما كنت عليه
وائل(بغضب أغمض جفنيه):- لا تأتي إلى الشركة إذهب للبيت مباشرة ستجدني هناك بانتظارك
شهاب(مسح على شعره بعصبية كادت أن تقتلعه من جذوره):- لقد تماديت كثيرا لن تسامحني لا هي ولا ميرنا عما فعلته لقد انتهيت يا وائل … انتهيت
وائل(التقط مفاتيح سيارته وسترته من الكرسي وخرج):- أنا متوجه لبيتك الآن ، لا تتأخر كل شيء سيكون على مايرام
شهاب:- لن أتمكن من مسامحة نفسي لقد قمت بأمر فظيييييع لقد …تبا تباااااااااا
وائل(بقوة):- اسمعني يا شهااااااب .. تمالك أعصابك ريثما نلتقي أفهمت أنا بانتظارك
شهاب(ابتلع ريقه بمرارة وهدأ قليلا):- طيب …
وائل(وضع هاتفه بجيبه):- يا الله على هذا الأمر تتتت … هييه رقية
رقية(ركضت إليه بالممر):- ماذا هناك يا وائل ؟ وإلى أين أنت ذاهب لم ينتهي الدوام بعد ؟
وائل(جذبها جانبا):- ظهر شهاب .. وميرا بقصرها الآن
رقية:- أهااااه لكن ماذا حدث ؟؟
وائل:- من الأجدر أن أنطلق الآن لأنه ليس بحالة جيدة ..إسمعيني تولي الأمر هنا ريثما أطمئن عليه من الواضح أنه قام بفعل شنيع صوته لم يكن يبشر بالخير
رقية(عضت شفتيها):- لكن طمني باتصال على الوضع ماشي ..
وائل(انطلق بسرعة):- لا تقلقي سأتدبر ذلك … لنرى يا شهاب إلى أي مدى بلغ جنونك
انطلق صوب شقة شهاب و في باله لا تدور سوى فكرة تورط ابن عم في مشكلة العنف التي يجزم أنها عادت له ، لقد اتخذ علاجا بسببها لكن على ما يظهر أنه لم يشفى منه نهائيا بل عاد لطبعه السابق من أول زلة … بعد مدة وصل إلى الشقة وفتح الباب بالمفتاح الثانوي اذي يملكه واكتشف أن شهاب لم يصل بعد فجلس في انتظاره برهة زمنية والقلق يساوره ، ولم يهنأ باله حتى سمع صوت صرير باب الشقة ..
وائل(هرع إليه):- شهااااب
شهاب(رمى بالمفاتيح أرضا وبحالة متعبة):- لقد دمرت كل شيء
وائل(بسرعة أمسكه وعانقه بقوة):- لا تقلق سنحل الأمر يا ابن عمي أنا معك ولن أدعك تتأذى مرة أخرى أو تؤذي من هم حولك
شهاب(بقلة حيلة نظر إليه):- لقد حاولت أن أتوقف لكنني لم أستطع حاولت أقسم لك حاولت لكنني لم أتمكن من كبح جماح غضبي
وائل(جذبه للصالون):- حسن إهدأ إهدأ سآتيك بأدويتك من المؤكد أنك انقطعت عنها صحيح
شهاب(بنظرة تشتت):- لقد ضاعت ميرنا أولا والآن ميرااااا ستكرهني هي الأخرى .. لقد أصبحت وحشا آدميا بنظرهما أنا وحش حيوان أجل أنا لست بخير .. لست بخير
لم يكن أمام وائل سوى إعطائه حبة مهدأ من دوائه الخاص ، بخفة جعله يتجرع حباتها لعله يهدأ من روعه قليلا ، لكن لم يحدث ذلك ومن الأرجح مفعول الدواء لم يعمل الآن
شهاب(كسر كل أواني مطبخه بعصبية):- لقد ضربتهاا ضربتهاااااااا لم أشأ ذلك لكنني ضربتهااااا يا وائل أتصدق ذلك ؟؟
وائل(واضعا يده على جنبه ويحاول أن يوقفه لكن بدون فائدة):- توقف يا شهاب ستؤذي نفسك يا صاح
شهاب(كسر طاولته الزجاجية):- لن أتوقف أنا يجب أن أمووووت حياتي تمر هباء منثوووورا أنا أفسد الأمور ميرنا هجرتني ميرا دمرتني لا أريد أن أسبب المزيد من الألم للآخرين لا أريد ذلك
وائل(أمسكه بقوة وضمه لصدره):- يكفي يا شهاب أنا هنا يا رجل يكفي … توقف قليلا سوف تؤذي نفسك هكذا ..تعال معي لتأخذ حماما منعشا سيجعلك تشعر بعدها بتحسن
شهاب:- لكن هل ستشعر هي بتحسن ؟؟؟؟
وائل(لم يجد الإجابة وماكان عليه إلا أن يصطحبه بنفسه لحمام غرفته):- تعال معي ..
شهاب(كالطفل المذنب):- أنا لست سيئا يا وائل
وائل(أدخله للحمام):- إبقى هنا سأحضر لك ثيابا نظيفة
شهاب(أمسكه من معصمه بقوة):- أجبني هل أنا إنسان سيء ؟؟
وائل(توقف بتعب ونظر إليه برفق):- لست سيئا لكن الظروف هي التي تضعك في أمور سيئة
شهاب(رفع حاجبه بمرارة ثم رمى بنفسه على الحائط):- آآآآآآآآه رأسي يؤلمني كثيرااا
وائل(بخفة انتقى له ملابسا من دولابه ووافاه):- خذ حماما سريعا وارتدي هذه الثياب سأجهز لك شيئا لتأكله …
شهاب(تأوه بعمق وهز له رأسه بشرود):- هممممم
أنا لست إنسانا سيئا لقد وضعت بظروف سيئة ميرا أجبرتني على التصرف بذاك النحو ، ميرا مسؤولة عما حدث هي من أخرجتني عن طوري وجعلتني أقوم بما قمت به ، لكن كيف طاوعك قلبك يا شهاب أن تؤذيها بتلك الطريقة لقد كانت رقيقة جدا معك ولم تطلب شيئا سوى أن تحبها .. ماكان الداعي لتدمرها بذاك الشكل ، وقف تحت صنبور الماء مغمضا عينيه وصور الأمس تراود مخيلته على الأغلب سينعكس الأمر عليه أيضا .. في هذه الأثناء كان وائل يحضر له حساء ليساعده على الإسترخاء ، بعد أن وضعه على النار أخذ يلملم شظايا الزجاج المتناثر من كل جانب باهتمام بالغ وعقله شارد في ابن عمه الذي أصيب بالضياع ووضعه ليس بجيد على الإطلاق ..
شهاب(خرج ينشف شعره بفوطة صغيرة):- وائل
وائل:- أنا هنا بالمطبخ …
شهاب(وضع الفوطة على كتفيه وتقدم إليه):- ماذا تفعل ؟
وائل(نظر إليه بابتسامة):- أوووه الآن أصبحت وسيما هممم أنا أحضر حساء لك سيساعدك كثيرا وبعدها ستنال قسطا من النوم
شهاب(اتكأ على حافة المطبخ ضاما يديه لصدره):- شكرا لك
وائل(التفت إليه ببسمة):- وهل هناك شكر بين الإخوة ؟
شهاب(أنزل عينيه للأرض):- لولاك لما كنت أعلم كيف سأتخطى هذه الأزمة وحدك من يفهمني يا وائل ..وأنا بحاجتك يا صديقي وبحاجة ميرنااا عليك أن تساعدني بإعادتها لي وإلا أصبت بالجنون
وائل(عقد حاجبيه):- ستقول لي ميرنا ثانية ألم يكفك ما أتاك منها حتى الآن ؟؟ أفق يا رجل تلك العائلة شؤم عليك
شهاب(مط شفتيه بتعب):- لا شأن لي راحتي لن تكون إلا وميرنا معي
وائل(أطفأ النار على الحساء):- حسن إجلس هناك ودعني أطعمك قبل أن تتدلل وتجبرني على فعل ذلك
شهاب:- ليس لتلك الدرجة … الجرس يرن أنظر من بالباب
وائل:- أمرك معالي الباشا هل أحضر لك جارية من الجواري لخلوتك أيضا ؟؟؟
شهاب(رمى بنفسه على الكنبة بطيش):- هووووف مزاحك ثقيل
وائل(فتح الباب):- ههه يعني .. أ…نعم ماذا هناك ؟؟
الشرطي(وخلفه عدة آخرون):- نحن الشرطة .. هل أنت السيد شهاب رشوان ؟؟
وائل(ابتلع ريقه ونظر لشهاب بتوجس):- أ…
شهاب(تقدم نحو وائل واستقام بجانبه باستغراب):- أنا هو
الشرطي:- مطلوب القبض عليك فورا .. خذوووه
وائل(وقف أمامهم):- هييه هيييه لحظة أنا محامي هل لي أن أرى أمر الإيقاف ؟
الشرطي(زفر بعمق):- أعطه الأمر يا بني
وائل(أمسك الورقة وقرأها لقد تم التقدم بشكوى ضده):- شهااااب ..
شهاب(نظر إليه بوهن):- كنت أعلم …
قبض على شهاب في الحين والساعة وتم أخذه بسيارة الشرطة بينما لحق بهم وائل على وجه السرعة بسيارته بعدما اتصل برقية لتوافيه بمقر الشرطة على الفور …
رقية(بعد مدة جاءت تركض بين الممرات حتى وجدته):- واااااائل
وائل:- رقية أخيرا حضرتِ
رقية:- لقد أتيت من فوري … ما الذي حدث ؟ من الذي تقدم بشكوى ضده ؟
وائل(بأسف):- نور الراجي ..
رقية(جلست بجانبه وزفرت بتأفف):- كنت أعلم أن تلك المرأة لن تمرر هذا اليوم على خير
وائل:- ما يهم الآن أن يبقى الأمر قيد الكتمان .. إن انتشر بالصحافة سيكون شهاب بموقف صعب اففف سأحاول السيطرة على الموضوع من هذا المنبر لكنني طلبتكِ في أمر آخر
رقية:- ما هو يا وائل ؟
وائل:- لقد دخلت لتوي إليهم بصفته موكلي و حاولت أن أتعرف على جوانب الشكوى و اتضح لي أنه لا يوجد حل سيساعد شهاب سوى تنازل رسمي من ميرا شخصيا
رقية(بتفكير):- وهل تظن أنها ستمانع بعد ما فعله بها ؟؟ صحيح على ماذا أقدم ؟؟
وائل(زفر بعمق):- على أمر شنيع يا رقية لقد ضربها فعلا واعتدى عليها
رقية(وضعت يدها على فمها):- لا تقلها كيف استطاع فعل ذلك بها ؟؟ يعني مهما كان لم يكن عليه أن يصل إلى هذا الحد .. تتت آه منك يا شهاااااب
وائل:- رقية لا أريد أن أعطي لنفسي أملا لكن إن لم تجبر ميرا أختها على التنازل لن يكون أمامي حل سوى طرح ملفه الطبي أمامهم
رقية:- إيااااااك يا وائل وقتها لن يسامحك شهااااب سيرضى بالسجن ولا ينبش ماضيه
وائل(استقام بعصبية ومسح على فمه):- عليكِ الذهاب فورا لقصرها أنا لن أبرح مكاني سأحاول إيجاد وسيلة للتحدث منفردا مع شهاب ، وأنتِ ابذلي جهدكِ يا رقية شهاب يعتمد عليكِ.. وإن لم تجدي صدى لطلبكِ سأضطر للتدخل بنفسي
رقية(وقفت بجانبه وربتت على كتفه):- أزمة وستمر يا وائل دعنا لا نفقد الأمل
وائل(بوجع على حال ابن عمه):- أتمنى ذلك حقا .. شهاب لا يستحق هذا أعلم أعلم أنه اقترف أخطاء كثيرة لكنه يبقى أخي وسأحاول جهدي أن أجعله يجد السعادة التي يستحقها ..
رقية(عانقته بمساندة):- أنت أخ رائع يا وائل شهاب محظوظ بك …
وائل(بأسى):- هذا ما يجب علي فعله …
زفر بعمق وهو متأسف على حال ابن عمه الذي آل إليه وجلب معه الويلات ، فنور عادت للقصر بعد أن قدمت الشكوى ضد شهاب ، ووجدت أن ميرا لا تزال نائمة حتى الآن وبقيت بجانبها في جناحها بينما هنادي تؤجل كل مواعيدها وتحاول تدبير الأمور ، وباتريك المسكين أصيب بحمى الهلع لا يزال ممسكا بمبردة الثلج ويضعها فوق رأسه من التوتر الذي عايشه ، أما في بيت الراجي فقد وصلت ميرنا ووجدت كل العائلة هناك
ميرنا(بصوت مختنق):- مساء الخير
رنيم(عانقتها بحب):- ميرنا عزيزتي
ميرنا:- أهلا يا رنيم .. كيف حالكِ أختي ؟
رنيم(ابتعدت وهي ترمقها بحذر):- أنا بخير
ميرنا(عانقت إخلاص أيضا):- مرحبا يا إخلاص ..
إخلاص:- أهلا بكِ يا ابنة عمي اشتقنا لكِ
ميرنا(بملامح متعبة سلمت عليهم جميعا):- أنا ايضا اشتقت لكم .. أ يا جماعة سأستأذنكم قليلا أمي أنا بغرفتي
عواطف(ابتلعت ريقها):- سأرافقكِ …
رنيم:- ما بها ؟
دعاء:- على الأغلب موضوع ميرا أثر عليها
إخلاص:- آه على سمر متى ستعقل وتكف عن المتاعب ؟
رنيم(بشرود):- الله أعلم
مديحة(وقفت):- حسن دعونا لا نتوقع شرا ستأتي نور ونفهم منها كل شيء ..
دعاء:- ماذا ماذا هل سأنتظر حتى تأتي سأتصل الآن بها وعلى الفور …
نور(انسحبت من الغرفة لتجيب):- مرحبا دعاء
دعاء:- نور ما الأخبار لقد وصلت ميرنا لتوها إلى البيت وملامحها تدل على خصام بينها وبين ميرا أخبرينا ما الذي حدث ؟؟
نور:- دعاء ما سأقوله إياكِ و أن تعلم به أمي أو خالتي مديحة حتى عودتي عديني بذلك ؟؟
دعاء(ابتعدت عنهم مبتسمة):- أقلقتني يا نور ماذا حصل ؟
نور:- ذلك الحقير شهاب حقا اختطفها يوم أمس وقام بضربها الخبيث ولم أسكت لقد قدمت فيه شكوى
دعاء(بصوت عال صرخت):- ماذا فعلتِ؟؟؟؟ هل سجنته يا لجنونك يا نووور كيف تقدمين على فعلة كهذه هاااه ؟
نور:- ماذا كنتِ تنتظرين مني يا دعااااء لقد آذاها كثيرة لو رأيتها لرافقتني لأقرب دائرة شرطة لكن لأنكِ بعيدة ولأن أختي هي الوحيدة التي تعاني ستقولين ذلك …
دعاء:- أوك أوك لا داعي لهجومكِ علي ومازلت على رأيي كان من الأجدر أن تقدم ميرا على ذلك ليس أنتِ … هل هي موافقة على ذلك ؟؟
نور(رفعت حاجبيها بحركة مضحكة وتلاعبت بلسانها):- أ.. يعني .. أكيد ستجد أنني فعلت الصواب في نهاية المطاف
دعاء(مسحت على جبينها بتعب):- يا إلهي على تصرفاتك يا نور لن تتغيري أبدا … عموما كيف حالها الآن ؟
نور:- مرهقة وقد استدعينا طبيبها وهي نائمة الآن تحت تأثير المهدأ بعد قليل ستستيقظ على ما أظن ، أفف المهم انتبهي ل دينا يا دعاء ولا تخبري أي أحد بما قلته لكِ ولا حتى ميرنا حتى أعود وأشرح لهم الأمر بنفسي ، دعينا نحل هذا المشكل على خير ..
دعاء:- طيب طيب سأحاول فبركة الأمر هنا لا عليكِ
نور:- تمام سأوافيكِ بأي جديد إلى اللقاء
دعاء(بتنهيدة بؤس):- إلى اللقاء …. يا جماعة الأمر كله على ما يرام نور ستمر لعملها مباشرة عليها أن تستقبل طلبية مواد تجميلية وحضورها إجباري للتوقيع وهكذا ..
رنيم(مصت شفتيها):- حسن لا بأس …
إخلاص:- رحمتك يا رب
عواطف(مسحت على شعر ميرنا التي كانت بفراشها تبكي):- أخبريني ماذا يبكيكِ الآن ؟
ميرنا:- لم أكن أظن أنها تكن لي كل هذا الحقد يا أمي .. في كل لقاء يتم بيننا أكتشف أنها لن تحبني يوما كما كنت صغيرة .. إنها في كل مرة تعاقبني بأفعال أبي
عواطف(زفرت بعمق وشريط حياتها المرير يمر أمامها):- أنتِ لا ذنب لكِ في كل ما حدث صغيرتي ، والدكِ سامحه الله هو من فرق بينكما بتعامله
ميرنا:- أنا الوحيدة دونا عن الجميع التي حظيت بمعاملة خاصة حتى أخواتي الصغيرات رنيم ومرام لم يحظيا بثلثه
عواطف:- كانتا رضيعتين أما أنتِ فقد كنتِ نور عينيه ، لا تسأليني عن أسباب لا يسعني شرحها لكِ فما دفن في الماضي يجب أن يبقى هناك .. لكن الذنب كله يقع على عاتقه وما وصلت إليه أحوال سمر كان بسببه لو كان أبا حنونا رحيما بها لما كسرت قواعد هذا البيت و أقدمت على العصيان
ميرنا(بشرود):- أجد أن معها حق فيما فعلته يا أمي .. لقد عاشت طفولة سيئة وتمردها لم يأتي من فراغ حتى رحيل حكيم سبب لها أزمة نفسية عادت بوابل من الأخطاء بعدها
عواطف:- آآآآه على حكيم لم يترك مجالا للغفران ، لقد رحل بغصة في قلبه يصعب عليه نسيانها والعودة كأن شيئا لم يكن
ميرنا:- لكنه علم أن أبي قد مات ومع ذلك لم يأتِ .. ألم يحن بعد موعد عودته ؟
عواطف(مسحت على خدها):- هل اشتقتِ إليه ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- طبعا أليس أخي …
عواطف(بابتسامة):- كان يحبكِ كثيرا معزتكِ خاصة بقلبه لم تحظى بها أي من بنات الراجي حتى أخواته حتى سمر لم تكن تملك تلك المساحة
ميرنا(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
عواطف:- لم أقصد شيئا فقط لا تأتي على ذكره أمام خالتكِ فهي سرعان ما تبكي شوقا إليه خصوصا أنها لا تعرف له طريقا سوى اتصالاته القصيرة التي تردنا منه بين الفينة والأخرى
ميرنا(وضعت رأسها بتثاقل على وسادتها):- لقد كانت معه برضاها يا أمي هكذا قالت لي
عواطف:- وهل صدقتها ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وثارت بعصبية):- ومنذ متى كانت تقول الصدق إنها كاذبة ..أمي دعيني أرتاح قليلا لا أود أن أنفس عن غضبي أمامكِ …
عواطف(قبلتها على وجنتها):- ارتاحي يا صغيرتي …
فور خروجها من غرفة ميرنا وضعت يدها على فمها وبدأت بالبكاء ووجدت قدماها تقودانها تلقائيا نحو تلك الغرفة المقفلة منذ ما يقارب 16 سنة ، فتحتها بهدوء ودخلت إليها كانت ممتلئة بأعشاش العنكبوت والغبار يملأها من كل جانب بينما الأغطية البيضاء التي تغطي أثاثها تحول لونها للبني البارد ، أخذت تتأمل كل زاوية فيها وقد غزا قلبها وجع قديم لما حدث في آخر ليلة فتحت بها تلك الغرفة ، كانت ستستذكر لولا سماعها لوقع أقدام قريبة .. خرجت بسرعة وأقفلتها ثم نزلت لتوافيهم من جديد ….

رقية:- آنسة هنادي رجاء افهميني أنا أود رؤية السيدة ميرا بشكل سريع وأنتِ هنا تتحججين بأمور غريبة عكس ما أعرفه
هنادي(بحزم):- قلت لكِ أن السيدة ميرا غير موجودة بالقصر يمكنكِ العودة لاحقا بعد أخذ موعد شخصي طبعا
رقية(مسحت على فمها بابتسامة ثم أزاحتها من طريقها ودخلت):- ميراااا سيدة ميرااا
هنادي(ركضت واعترضت طريقها):- رجاء لا تجبريني على استعمال القوة معك آنستي وغادري من فورك
رقية:- لن أغادر قبل أن أحادثها أنا أعلم جيدا أنها فوق وأعلم أيضا ما فعله شهاب بها
هنادي(تسمرت في محلها):- من تكونين ؟؟
رقية:- رقية الفارسي محامية السيد شهاب وموظفة بشركة دابليو إر
هنادي:- أهاااه هكذا إذن
نور(نزلت):- ما هذا الصراخ ؟؟ ماذا يجري هنا ؟؟ أأن آنسة رقية صحيح ؟
رقية(تقدمت إليها):- جيد أنكِ تذكرتِ اسمي سيدة نور .. هل يمكننا التحدث بمفردنا قليلا ؟
نور(أومأت برأسها لهنادي التي انسحبت):- تفضلي هناك
رقية(جلست بعنفوان أمامها):- سأختصر الأمر بسرعة ، أحتاجكِ لتتنازلي عن الشكوى التي قدمتها في حق شهاب رشوان
نور(وضعت رجلا على رجل):- لم يا حبيبتي سأفعل ذلك هاااه ؟؟؟ لسواد عيونه أم لجمال أفعاله مع أختاي ؟؟؟
رقية:- دعينا نتفاهم وديا لأنكِ لن تصلي لشيء بهذا الشأن
نور:- لا مشكلة لدي المهم أن يأخذ التحقيق مجراه وستأتي الشرطة إلى عين المكان للتيقن من الأمر وقتها سنصبح في قضية اعتداء على فنانة مشهورة وأنتِ تعلمين الباقي
رقية(بعصبية):- ماذا ستستفيدين من زجكِ به في السجن ؟ ثم الكلمة الأولى والأخيرة لميرا هي صاحبة الحق هل هي على علم بهذا الخصوص أم أنكِ تصرفت من نفسك ؟
نور(وقفت بامتعاض):- وهل أنتِ هنا لتحاسبيني ؟ ثم ماذا كنتِ تنتظرين مني شهاب اعتدى على أختي لو رأيتها لما دافعتِ عنه
رقية:- هو موكلي و أنا أدرى به
نور(باحتدام):- وآخر كلمة ستسمعينها مني هي أنني لن أتنازل عن شكواي وسأصعد الأمر ليصل للرأي العام صدقيني سأخرب بيته كما خرب بيتنا
رقية(تقدمت إليها بنرفزة):- ستخسرين معركتكِ من أول نزال .. ثقي بكلامي
نور(تصرخ وهي مغادرة):- أرني ماذا ستفعلين أنتِ وشهابك لن أخشاكم وسآخذ بحق أختي منكم جميعااااا … تبا لكم كلكم ..
باتريك(نزل من فوق):- لقد استيقظت سيدتي لقد استيقظت
نور(صغرت عينيها وهي ترمق رقية التي خرجت):- باتريك .. دعهم يقفلون البوابة الخارجية لن نستقبل زوارا إلا بإذني مفهوووووووووم ؟؟
باتريك(رفع حاجبه متأففا من صراخها):- مازلت أتساءل هل هي جينات أم تقلبات الحياة ؟؟
صعدت ركضا وهرعا لأختها يجب أن تجدها بجانبها في وقت حرج كهذاااا ، دخلت بسرعة وجلست بجانبها تمسح على شعرها وجبينها بعيون دامعة
نور(أمسكت بيدها):- أختي
ميرا(فتحت عينها بتثاقل):- نور … ماذا تفعلين هنا ؟
نور(مصت شفتيها):- أنا بجانبكِ يا أختي
ميرا(تنظر لزوايا غرفتها):- ماذا حدث لي ؟
نور:- لا عليكِ لقد عاينكِ الطبيب وطمأننا على صحتك ستكونين بخير
ميرا(تذكرت ليلتها البائسة):- هل أخبرتِ أحدا ؟
نور:- طبعا لا .. لقد تدبرت الأمر
ميرا(أغمضت عينيها وتساقطت منهما دمعة حارقة):- أنا متعبة وجدا …أحس بجبل شاهق يثقل صدري
نور(مسحت على شعرها بحنان):- ماذا حدث ؟
ميرا(نظرت إليها بعمق قبل أن تفرج على آه مريرة):- ااهئ … لقد كان أبي ولم يكن شهاب أبدااا لقد لقد رجوت أبي أن يتوقف لكنه لم يتوقف … كان أبي وليس شهااااب لقد عاد أبي ليعاقبني يا نور … اهئ اهئ أبي لن يتركني وشأني .. لقد كان أبي الذي فعل بي هذا وليس شهااااب لقد كنت أراه أبي بنظرة عينه القاسية بأنفاسه الظالمة بضربه المؤلم لقد أعادني للماضي وكنت أرى به أبي وليس شهااااااااب …آآآآآآه اهئ اهئ
عضت على غطائها بألم وانفجرت باكية قهر السنين وجور الماضي الأليم ، لم تتمكن نور من تحريك ساكن فقد بكت هي الأخرى على أختها ولم تجد سبيلا لتخفيف الوجع عنها ..
نور:- لا تنهاري يا أختي لا وجود لأبي لقد مات وارتحنا من ظلمه … لا تبكي
ميرا:- ماااااااات و أخذ معه أغلى الناس يا نووووووووور أبي الطاغية خرب بيتنا ولم يرحم أحداااا وآخر ضحاياه لم يكن له يد فيما حصل اهئ اهئ أنا الملامة الوحيدة أنا أنا وليس غيري أنا التي دمرت كل شيء
نور(مسحت على كتفها برفض):- لستِ أنتِ يا سمر لا تلقي اللوم على نفسكِ كلنا نعلم أن أبانا جنى على نفسه بنفسه
ميرا(تبكي بحرقة):- آآآآه يا نووووور أنا خائفة
نور(استسلمت للوهن واتكأت على حائط السرير تحتضن أختها بجانبها):- أنا معكِ يا أختي ولن أترككِ أنا هنا …
ميرا:- لقد آذااااااني اهئ .. ببشاعة
نور(أغمضت عينيها بعصبية ثم نطقت):- سيدفع ثمن فعلته بكِ أنا لم أسكت يا أختي لقد قدمت فيه شكوى وسيقبع في السجن ويأخذ جزااااااءه
ميرا(انتفضت ونظرت إليها):- ماذا قلتِ ؟؟
نور:- ما سمعته لقد رفعت شكوى ضده وتم القبض عليه بالفعل ونحن لن نتنازل حين تأتي الشرطة لاستجوابك وأخذ أقوالك ستؤكدين شكواي ليتعفن في السجن
ميرا(بتعب في كل أطراف جسدها تحركت وجلست بوهن تنظر إليها):- ماذا فعلتِ ؟؟؟ ماذا فعلتِ يا نووووووووووور هل طلبت منكِ أنا ذلك هاااه ؟؟ كيف قمتِ بهذااااااااا ؟؟
نور(تفاجئت منها):- ماذا كنتِ تتوقعين مني أن أدعه وشأنه بعد أذيته لكِ ؟؟
ميرا:- وما شأنكِ أنتِ أخبريني كيف تجرأتِ وقمت بتلك الفعلة أكاد لا أصدق ؟؟؟ هل حقا قمتِ بإدخاله السجن ؟
نور(نهضت منتفضة):- أراكِ تلقين باللوم علي وكأنكِ نسيت أنكِ وقبل قليل فقط كنتِ تبكين أذيته وبشاعة فعلته
ميرا(رفعت الغطاء بقوة ومسحت دمعها):- ليس لكِ حق بالتدخل بحياتي وخصوصياتها أسمعتِ يا نور ؟؟؟
نور(اهتزت من كلامها ورجعت خطوة للخلف):- أحقا ؟؟ آسفة أختي لم أكن أعلم أنكِ واقعة في حب من مسح بكرامتكِ الأرض .. عذرا منكِ آه يمكنكِ التنازل و إثبات أنه بلاغ كاذب زجي بي أنا في السجن بدلا عنه فأنتِ تقدرين الغرباء أكثر من أخواتك … أخطأت حين دافعت عنكِ بدلا من أرافق أختي التي كسرتِ قلبها مئات المرات ….
ميرا(تصرخ بانهيار):- أركضي إليها وعانقيها هيا يا نوووور لطالما كانت حبيبتكم لطالما كانت مفضلتكم أنا ماذاااااا أنا ماذا حتى تبقي معي وتتحملي غضبي هاااااااه ؟؟ ستتنازلين يا نور أنتِ مجبرة على ذلك
نور(وقفت محلها قبل أن تغادر):- وما الذي سيجبرني على ذلك ؟؟؟
ميرا(تأوهت داخليا لن تتمكن من إخبارها):- أنا أود ذلك
نور:- عذرا أختي لن أفعل .. فأنا لن أسمح بعد اليوم بأن تُهدر حقوق بنات الراجي مهما كان حجم الماثل أمامي … عن إذنك
ميرا(صرخت بعلو صوتها):- ستتنازليييييييييييييين يا نووور … هنااااااااااااااااااادي هناااااااااااااادي
هنادي(ركضت في الدرج والتقت بنور في الدرج وزعابيب أبشير تنتفض من وجهها):- أنا قاااااادمة يا سيدتي ها أنذا …..
ميرا(بنظرة شر):- ستأتي الشرطة بعد قليل لاستجوابي سننفي أمر ليلة الأمس سنقول أنني عدت لبيتي بعد الحفلة مباشرة ولم ألتقي بالسيد شهاب رشوان بالمرة … نادي على باتريك ليقوم بتدبر أمر هذه الرضوض التي تملأني هياااا أسرعي
هنادي(بارتباك):- ماذا عن السيدة نور ؟؟
ميرا(صغرت عينيها و أغلقتهما ثم فتحتهما بحنق):- لم أضربها على يدها كي تقوم برفع شكوى ضده هي المسؤولة على تصرفاتها
هنادي(أنزلت رأسها بتردد):- لكنها دافعت عنكِ هي لا تستحق
ميرا(بوجع على أختها رمت بنفسها على حائط سريرها):- حسن كيف سأتدبر الأمر كي لا يتأذي أحد منهما ؟؟
هنادي(ابتلعت ريقها):- سأشرح لكِ سيدتي ..
اكفهرت الأجواء بكل مكان حتى لم يعد هنالك متنفس للخروج من قوقعة الغضب المسيطر على كل منهم ، حتى هذين كان لهما نصيب من الغضب أو بالأحرى طيش ممزوج بالعناد .. إنها تتحاشاه منذ الصباح لكنه يشعر بأنه عليه أن يفهمها أن ما قاله ليلة أمس يصب في مصلحتها ، وأن رأيه الخاص بها مختلف وإن لم تفهم ذلك بالحسنى سيقحمه برأسها … هاهي ذي تقدمت ناحية آلة القهوة الخاصة بشركتهم تصنع قهوتها كالعادة باهتمام تام كأنها تهندس مبنى حكوميا في قمة الدقة ، تسير بخيلاء بكوبها دون أن تخطأ في خطوة واحدة بكعبها العالي .. كيف سيجعلها تغادر مكتبها الآن لم يجد بدا سوى اللجوء للعب فجعل أحد الموظفين يطلب مكتبها لتنزل لورشة العمل من أجل استشارة معينة ، هذا ما كان ارتشفت من قهوتها القليل وبعد أن وردها الإتصال استقامت بإباء وهي لا تعبر أحدا من الموظفين ، ضغطت على زر المصعد للنزول ودخلت وقبل أن تضغط على رقم الطابق فتح باب المصعد قبل أن يكتمل قفله ودخل زياد إليها .. تسمرت محلها وهي تنظر لعينيه اللتان كانتا تعبران عن الكثير .. ضغط على مفتاح إيقاف المصعد مباشرة بعد غلق الباب ونظر إليها بنظرة أنكِ لن تفلتي مني الآن سنتواجه ..
كوثر:- أأستاذ زياد هل هناك خطب ما ؟؟
زياد(تقدم إليها بخطوات حتى التصقت بالحائط خلفها):- أجل هناك خطب يا كوثر ..أنتِ يجب أن تسمعي ما أود قوله دون مقاطعتي ودون أن تتلفظي بشعائر القيم الواهية التي أشبعتِ فضولي بها صباحا
كوثر(زفرت بعمق من فرط قربه ونظرت إليه بقوة):- مجددا سنتطرق لذلك الأمر لكن آسفة منك لا توجد هنا فرقة موسيقية لتستعرض فيها مواهبك
زياد(رفع يده للأعلى وكأنه يبحث عن كلمات مناسبة):- دعيني أشرح لكِ الأمر من وجهة نظري يا كوثر … ما قلته لا يعني أن تقاطعي كل من حولكِ عليكِ أن تحسني من نفسك وتقللي من تعاطيك مع الآخرين في أمور سطحية تزيدكِ سوءا ولا تفيدكِ بشيء
كوثر(اهتزت حدقات أعينها):- أهذا ما كنت تود قوله ؟؟؟ إذن دعني أنا أقول شيئا لك من اليوم فصاعدا لا أريد أن أتحدث وإياك في أي شيء سوى العمل وفقط …
زياد(أغمض عينيه وفتحهما وأمسكها من يدها بقوة):- أنتِ تخطئين التقدير كثيرا بمن هم حولكِ وحين توقنين الأمر ستجدين نفسكِ قد خسرتِ كل شيء …
انفتح باب المصعد على آخر كلمة منه وتركها جامدة في محلها تلعن وتشتم في أهله على الأغلب ، طبعا كما سلف وذكرت اليوم مشحون على الأغلبية وربما كان اليوم العالمي للأعصاب من يدري ^^
وائل:- إهدأ يا شهاب لقد تدبرت هذا اللقاء لنضع الأمور في نصابها لا أن تريني موجة غضبك الآن
شهاب(يسير جيئة وذهابا أمامه بغضب جامح ممتزج بالقهر):- كيف تريدني أن أهدأ أنا مسجووون هنا وأولئك الأغبياء لم يحركوا ساكنا يجب عليك أن تخرجني يا وااااائل أنا سأموووت في هذا المكاااان حتما
وائل(استقام وأمسك بذراعه واستوقف):- هدئ من روعك ودعنا نتفاهم بهدوء ، الأمور لن تحل بهذا الشكل وأنت لا تساعدني على فكرة
شهاب(نظر إليه بعمق وبعدها امتثل لطلبه وجلس مقابله على الكرسي):- أخبرني كيف ستحل الأمر ؟؟؟
وائل:- بعثت قبل قليل رقية لقصر ميرا لتطلب منهم أن يتنازلوا عن الشكوى
شهاب(فتح عينيه على وسعهما):- ماذااااااااا ؟
وائل:- ما سمعته يا شهاب نحن نريد أن نخرجك من هذا المكان بأي شكل كان
شهاب:- هل أنا بدون قيمة لهذه الدرجة بنظرك حتى تسحق كرامتي أمامها ؟؟
وائل(ضرب على سطح الطاولة بعصبية):- إن كنت سأخرجك من هنا هذا لا يعني أنني أقبل ما فعلته بها لأنك ستصححه بطريقة أو بأخرى وسأحرص على ذلك ، لا يمكن أن تفلت من العقاب يا شهااااب ونظرا لظروفك الصحية أنا أتعاطف معك لكنني لن أغفر لك فعلتك بها تحت أي ظرف كان ..
شهاب(بعد تفكير):- وماذا قالت ؟؟
وائل:- لم تتمكن من رؤيتها فقط أختها التي أوضحت أنهم لن يتنازلوا عنها
شهاب:- تلك البغيضة نور كم أمقتها
وائل:- والله حسب ما تحكيه رقية هي أيضا تبادلك نفس الشعور .. على العموم إن تطلب الأمر سألتقي ميرا بنفسي وأقنعها بالتنازل لكن بعد أن أجعلك توقع على تعهد رسمي بعدم التعرض لها
شهاب(فزع من ثورة وائل بوجهه):- أحقا ستفعل ذلك بي ؟؟؟ هل أنت بصفها ؟؟
وائل(بغضب جامح):- أنا بصفك أنت إن كنت حقا تمتثل للعلاج لكن أن تتركه بدون سابق إنذار تلك مشكلتك التي أودت بك للمكان الذي تجلس فيه الآن
شهاب:- على فكرة أنت هكذا تعاملني بسوء وسأفكر جديا بتعيين محام غيرك ليخرجني من هذا المستنقع البغيض
وائل(مسح على وجهه بتعب):-أرى أن الحوار بيننا قد اتخذ مجرى آخر على الأغلب … اسمعني جيدا كل ما أفعله الآن لأنقذ أخي من ورطته وكل ما سأفعله بعد خروجه سيكون من أجله أيضا وسأحرص على أن تتابع مع طبيبك لنرتاح من هذا المشكل الذي يسيطر عليك أسمعتني ؟؟؟
شهاب(مص شفتيه وبتعب):- أريد رؤية ميرنا دبر لي موعدا معها وستخدمني كثيرا
وائل(انتفض بعصبية):- يا إلهي يا إلهي أنا أتحدث يمينا وهو يتحدث شمالا .. الآن ركز معي ألم تخرب أم الدنيا بفعلتك مع أختها كيف تطلب رؤيتها بالله عليك هل تود أن تجلطني ؟؟
شهاب(مال بشفتيه وعيناه تسرحان في البعيد):- شفائي هو ميرنا أرجوك كلمها من أجلي
وائل(جمع حقيبته وهم بالخروج):- لنحل معضلتك أولا ونخرجك من هذا المكان وبعدها نرى مصائب قلبك يا سيد شهاب …
شهاب(وقف وتقدم خلفه مباشرة):- أشكرك يا وائل لولاك لما تمكنت من السيطرة على أعصابي سأفعل كل ما تريده شريطة أن تعدني
وائل(التفت إليه):- أن أحضر لك ميرنا ههه حقا سيكون من الغريب أن تحس بالندم لما فعلته بأختها حين تنظر لوجهها … أنا لم أعد أعرفك يا شهاااب تفكيرك مشوش وأفعالك تودي بك إلى الهاوية أصبحت تناقض نفسك أنت تؤذي كل من حولك أرجوك عد لصوابك وكف عن هذا الحب الهستيري لأنك لن تجني منه سوى التعب …
شهاب(مص شفتيه):- لن أتخلى عن حب ميرنااااا وسأسحق كل من يقف بطريقنا ضع هذا في حسبانك يا ابن عمي
وائل(أحس بغصة في حلقه وغادر):- كن عاقلا .. أراك لاحقا …
شهاب:- سأحاول
وائل(في سره):- أحضر له ميرنا حقا هذا ما كان ينقص تتت أقسم أنه لم يعد هنالك عقل برأسه لالا من الواضح أن فقد رشده على ذا الحال … يريد ميرنا يا حبيبي ….

في عرين الفهد البري
الفهد:- إحرص على أن تصل بطاقات الدعوة لهؤلاء الأشخاص بالإسم الواحد
مساعده:- أمرك سيدي سأكتب الملاحظات
الفهد(بابتسامة):- ميرنا الراجي - نور الراجي - وائل رشوان - فؤاد رشوان ههه - إياد نجيب - رقية الفارسي … هؤلاء أهم مدعوين إحرص على أن تصلهم بطاقات دعوتنا باليد
مساعده:- علم وسينفذ يا سيدي لكن ..
الفهد(رمقه بتحذير):- لكن ؟؟
مساعده:- ماذا عن السيد شهاب و السيدة ميرا ؟
الفهد(ابتسم وهز حاجبه):- ههههههاهاها على الأغلب كلاهما ليسا مستعدين لهكذا حفلة لن تتم دعوتهما فانسخ ذلك في عقلك
مساعده:- تمام قد توضحت الصورة الآن
الفهد:- بالنسبة للفتاة التي بعثها فتحي ألم تحضر بعد ؟
مساعده:- هي على وصول يا سيدي
الفهد(التفت إليه بكرسي مكتبه):- إذن قابلها و أخبرني بنواياها و إن كانت جاسوسة إجعلها تدفع ثمن تهورها ..
مساعده(ببسمة):- بأمرك … ألن تطمئن على السيدة كهرمانة ؟
الفهد(نظر إليه بعمق وبعد صمت):- طبعا .. سأرى شبلي وبعدها سأتفقد أمي
خرج من مكتبه وتوجه لحديقة قصره مباشرة نحو شبله الصغير أخذ يلاعبه بلطف ويعانقه بمودة وألفة نمت بينهما ، وهنا غادر مساعده لمكان آخر بعيد عن الشبهات و دخل لغرفة مظلمة بها مصباح متدلي على طاولة وكرسيين ..
مساعده(نادى على رجاله):- أحضروووها ..
الفتاة(أدخلها رجاله وبارتياب):- مرحبا سيدي
مساعده:- اجلسي هناك وعرفي عن نفسك
الفتاة(رفعت حاجبها):- هل أنت الفهد البري ؟
مساعده(ابتسم بخبث):- أنا هو بعينه تفضلي بما أخدمكِ ؟
الفتاة(بفرح):- أنا أدعى إيمان بركات صحفية بجريدة الحقيقة
مساعده(باهتمام):- اممم وماذا تريدين ؟
إيمان:- أعلم أنكم تسعون خلف ميرنا الراجي و إياد نجيب أستطيع أن أساعدكما
مساعده:- وكيف ذلك ؟
إيمان:- ميرنا صديقتي وتثق بي وبوسعي إحضارها إليكم وقتما شئتم وبدون عناء أو إثارة شكوك
مساعده(ابتسم):- من الواضح أنكِ تعزينها كثيرا
إيمان(ضحكت بخبث وبحقد متغلغل فيها):- أحبها جداااا
مساعده(أشار لرجله):- أعجبتني جرأتكِ ستعملين تحت أنظارنا وتمديننا بكل الأخبار الخاصة بقضيتي وأيضا تخبريني بتحركاتها أولا بأول ، ستخضعين للتجريب وإن اتضح تلاعبكِ ستدفعين الثمن غاليا
إيمان:- ثق بي أنني أود خدمتك بأعيني
مساعده:- أعطوها ما يلزم ولا تنسوا إكراميتها فهي ضيفتنا .. مرحبا بكِ في عالمنا آنسة إيمان بركات
إيمان(صافحته بفرح):- شكرا لك أيها الفهد البري ..
ابتسم بخبث واتصل مباشرة برئيسه وبلغه بالجديد و شعر بالغبطة لوضع عين أخرى له بذات الجريدة .. بعد مدة معينة قضاها برفقة شبله الصغير أمرهم بإعادته لقفصه وتوجه صعودا نحو الغرفة المخصصة للسيدة كهرمانة … طرق الباب وسمع جوابها بعد عدة لحظات
الفهد:- أماه
كهرمانة(التفتت إليه وهي جالسة على الكنبة الوفيرة):- ولدي .. تعال إلى حضني
الفهد(ابتسم وعانقها):- تعلمين أنني أشتاق زياراتكِ المتعددة لي .. كنت أود لو تستقري هنا بجانبي دوما
كهرمانة:- وماذا عن بناتي هل أتركهن بدون أم علي الحفاظ على سلامتهن وها أنذا أزورك بين الفينة والأخرى
الفهد(قبل يدها):- مكانكِ عميق يا أمي فلا تبعدي عن ناظري مهما كانت المشاغل بيننا لكن سلامة العائلة أهم بكثير
كهرمانة:- لطالما كنت ولدي وإن لم أنجبك فأنت كبيري وكبيرنا يا حبيبي
الفهد(بامتنان):- أنتِ قدري الذي تعثرته به لأجد الملاذ
ربتت على كتفه ومسحت على وجهه بحب بينما سرح هو بها وبأشياء عديدة تشغل فكره ، في هذه الأثناء وببيت الراجي كانت قد غادرت إخلاص وشيماء بينما دخلت رنيم لترتاح قليلا هي و أيهم أما نبيلة فكانت بغرفتها بينما مديحة وعواطف كانتا بالمطبخ رفقة عفاف ، أما نهال بغرفتها تدرس ومرام لم تعد بعد من مؤسستها وقد كانت في درسها المعتاد
فريد:- أرى أنكِ قد تدربتِ جيدا حقا أدهشتني ؟
مرام(ابتسمت بخفوت):- يعني أنني قطعت شوطا مهما
فريد(انحنى إليها على غفلة معتمدا على مساند كرسيها):- لكن هذا لا يعني أنكِ تمكنتِ منها لا يزال أمامنا الكثير
مرام(ابتلعت ريقها ورجعت برأسها للخلف):- أ.. شيئا فشيئا سأتمكن منها
فريد(غاص في بحر فيروزياتها وشرد):- عيناكِ بحر فيروزي أمواجه عاتية من يقرب منها تغرقه في لججها دونما رجعة .. أ..أقصد يعني اممم لا تهتمي
مرام(ارتبكت وتنفست الصعداء حين ابتعاده):- كلام جميل .. لكنني لا أحب الأشعار
فريد(وضع يده على جنبه):- أنتِ ستصبحين عازفة كمان يعني أمر حسي مرتبط بالفن لذا عليكِ أن تكوني متذوقة لكل الفنون وليس فقط أن تكون ذات أذن موسيقية .. مثلا عليكِ أن تقرئي كتابا رومانسيا أو تكتبي شعرا خواطرا هذا يساعد على تنمية الفكر الشعوري للعازف ويُمكِّنه من إتقان معزوفاته ولا ينشز بها
مرام(عقدت حاجبيها):- كأن النصيحة دارت دورة حول الأرض وعادت إلي ؟
فريد(فتح عينيه باندهاش):- أهاااه واتضح أن لكِ حس فكاهي حتما لم أكن لأراهن بذلك
مرام(أخفت ابتسامتها بيدها):- هههه
فريد(عض شفتيه):- وتضحكين يا سلام أظن أنني حققت إنجازا كبيراااا هذا اليوم
مرام(تحركت بكرسيها وعلقت كمانها بمحله):- سأذهب الآن
فريد(مسح على ذقنه ونظر إليها بعمق):- أ.. هل لي أن أدعوكِ لمكان ما ؟؟ أ يعني سيساهم في تفتح حسِّك الفني
مرام(عقدت حاجبيها):- أين ؟
فريد(ابتسم بخفوت):- مكان غريب سترينه حين نذهب
مرام(نظرت لساعتها):- لكنني لا أود أن أتأخر على البيت أمامي ساعتين فقط
فريد:- وهذا قمة الكرم ههه هيا بنا إذن ..
مرام(ترددت بداخلها كيف سأذهب معه):- أأجد أنها فكرة غير صائبة دعنا نؤجلها ليوم آخر
فريد(فهمها تماما):- المكان قريب جدا يمكننا أن نذهب سوية إن شئتِ
مرام(ارتاحت قليلا حين ذكر أنه قريب):- أهاااه طيب دعنا لا نتأخر
ابتسم لها وسبقها خارجا بينما لحقت به بكرسيها المدولب تتطلع إلى هامة هذا الشخص الذي اكتسح محيطها بطريقة لم تستوعبها حتى الآن .. ساعدها في قطع الطريق للجانب الآخر وكم كانت محرجة ومتوترة من الأمر بعكسه هو كان يشعر بسعادة عارمة تتدفق بأوردته إذ لم يكن ينتظر أن تمنحه هذا الشرف ، لم يثقل عليها ترك لها حرية التحرك كي لا يقيدها ويسبب لها القلق ، فعلا المكان كان قريبا من المؤسسة والذي تشكل في مرأب كبير خاص بالفنانين المختصين بالرسم على الحيطان ، كانت الجدران مزينة بمختلف التشكيلات الفنية التي رسمها على الأغلب شباب محترفون .. نظرت حولها باندهاش لروعة المكان بينما كان هو يتأمل نظرتها اللامعة وفرحتها المرتسمة على ملامحها ، شعر بامتنان لأنه استطاع ببساطة أن يلفت انتباهها لشيء آخر غير المؤسسة والبيت والمسابقة ..
فريد(ركض بخفة وسلم على أحد الشباب):- تيمو كيف حالك يا رجل ؟؟
تيمو(عانقه بمحبة):- فريدو اشتقنا لك يا صاح لم نرك منذ مدة ؟؟؟
فريد(غمزه بخفة):- مشاغل يا تيمو ههه هل يوجد مكان من أجل صديقتي ؟
تيمو:- المكان كله تحت أمرك
فريد(ربت على كتفه بمحبة):- تعال سأعرفك عليها .. هذا صديقي تيمو .. تيمو مرام
مرام(بحرج سلمت عليه وشعرت بالضيق):- مرحبا
فريد(لاحظ أنها تمسح خلف عنقها بتوتر):- إذن يا تيمو أرشدنااا
تيمو:- هيا الحقا بي …
أخذها نحو غرفة خاصة لا يزال إحدى حوائطها غير مكتمل و قدم إليهما قنينات صغيرة خاصة بالطلاء بمختلف الألوان وغادر بابتسامة مرحة
مرام(بعدم فهم):- ما الذي سنفعله هنا بالضبط ؟
فريد(حرك القنينة ليتحرك الطلاء):- امممم سنعمل أنا وأنتِ على هذا الجدار وسنرسم به ما نريد ليتلائم مع باقي الجدران ما رأيكِ ؟
مرام(بذهول):- ماذا ولكنني لا أفقه شيئا في الرسم يا فريد …
فريد(رمى إليها القنينة فالتقطتها بسرعة):- ومن قال لكِ أنني بارع فيه .. هيا سنجرب شيئا لم نجربه يوما وستلمسين بنفسكِ أن الأمر ممتع
مرام(نظرت إليه وقد باشر الرسم على جانبه ورفعت حاجبها تنظر لقنينتها):- ماذا علي أن أفعل ؟
فريد(يتساير مع الخط الذي رسمه بالطلاء):- أي شيء تتوقين إليه تلك مساحتكِ
مرام(ابتلعت ريقها):- حسن إذن …
نظرت إلى رسمته وحاولت أن تحذو حذوه واقتربت بكرسيها المدولب من الجدار و رجت القنينة كما فعل سابقا وبدأت بالرسم ، في البدء كان شيئا جديدا عليها لكن وجدت نفسها تنسجم معه خصوصا بعد أن شغل تيمو موسيقى صادحة بالمكان زادت من وتيرة الأجواء هناك فأخذ فريد يتمايل مع نغمتها بحركات مضحكة جعلتها توقف الرسم وتضحك عليه ، تابعا تلك الرسمة الغريبة التي جمعت بينهما في أجواء جد مرحة لم تعهدها قبلا أو اشتاقت لها فلم تضحك من أعماق قلبها كما فعلت اليوم ، فعلا فريد استطاع أن يجعلها تطل على عالم آخر مميز .. أكملوا الرسمات واتضح أنه رسم قطارا مندفعا وبدخان متصاعد أما هي فقد رسمت ساعة حائطية من الطراز العتيق وبجانبها ساعة رملية تكاد حباتها تمتلأ في القاع .. فتح فاهه من رسمتها و أخذ يبحلق فيها باندهاش وأخذ جام وقته في تأملها …
فريد:- ما هذا يا مرام حقا حقا أدهشتني
مرام(مسحت يدها بمنديل قدمه لها):- أ.. لا تبالغ لقد حاولت أن أجاريك فقط
فريد(قفز وذهب لينادي تيمو):- هييه تيموو تيموو تعال لحظة
تيمو(بعد لحظات وافاهم):- أوووووووووه ما هذاااا إنه لتقدم مبهر يا فريد رسمت ساعة بدقة أتعلم سأطلب منك نفس الرسمة بمعرض الشارع مارأيك ؟
فريد(ضحك هو ومرام):- على الأرجح أنني فاشل فمرام هي صاحبة رسمة الساعة
تيمو(فتح عينيه واندفع إليها ببطنه المنفوخ وحجمه التخين):- غير معقول هل أنتِ هاوية ؟
مرام(بعدم فهم):- كيف يعني ؟
تيمو:- يعني هل جربتِ الرسم قبلا ؟؟
مرام:- لا أبدا هذه كانت أول مرة
تيمو(زاد اتساع عينه):- غير معقول فريدوو أقنعها يا رجل عليها أن تشترك سنقضي وقتا ممتعا مع الشباب .. يا إلهي شكرا لك بعثت لي بفنانتي التي ستنقذ فريقي يا الله
مرام(رجعت بكرسيها قليلا ونادت فريد بعينيها):- أ.. أنا لا أستطيع ذلك يا فريد أرجوك إجلعه ينسى الفكرة
فريد(نظر لحماسته وقد غاص في بحر أحلامه بالنجاح في المسابقة):- أخشى أن يصاب بسكتة قلبية إن نحن رفضنا
مرام(أمسكت بقميصه):- قلت لك لن أستطيع أن أرسم بجانب أحد أو أمام أحد
فريد(نظر إليها مباشرة):- ولم رسمتِ أمامي أنا ؟
مرام(تلعثمت وتاهت في عينيه القريبة منها):- أ.. كان ذلك لأنه لأنك أستاذي أقصد يعني سبق و تدربنا و
فريد(ابتسم بخفة):- لا عليكِ هل ستسردين حكاية تعارفنا أيضا كنت أمزح ههه عموما أراها فرصة لن تعوض
تيمو:- ماذا توشوشان هناك ألازلتما تفكران أنتما أملي لقد كنت بحاجة متطوعين وقد بعثكما الله لي من السماء ، موعدنا يوم السبت لا تتأخرا في نفس التوقيت آه وإذا أردتما التدريب في مرأبي مرحب بكما 24 ساعة على 24 هههه سأبشر بقية الفريق ستحبونهم أكيد دعوني أناديهم … ياااااي يووووبي
مرام(ابتلعت ريقها بقلة حيلة):- هل وافقنا للتو ؟؟
فريد(رفع حاجبيه يتأمل ركض تيمو المضحك):- على الأغلب قد تم ذلك …
تيمو(اندفع عائدا وخلفه عدة شباب):- دعوني يا شباب أعرفكم بالأصدقاء الجدد الذين انضموا لفريقنا فريد ومرام
فريد ومرام:- مرحبا
تيمو:- هذا زيكو وهذا ميلو وهذا ميدو وهذه ايميلي وهذه جيجي وهذه شوشو طبعا اختيار إسم الدلع اختصاصي وطبعا أنتما فريدو وميمي …جميل هو ميمي صحيح ؟
فريد(نظر إليها):- أه آه جميل جميل
مرام:- اممم ممكن جدا … هننن تشرفنا
المجموعة كل بهيأته الطائشة وتسريحاتهم الغريبة:- مرحبا
تيمو:- إذن سيكون موعدنا يوم السبت فريدو إياك وأن تخدل صديقك أنا أعتمد عليكما
فريد:- طبعا سنحضر أليس كذلك يا ميمي ؟؟
مرام(حدجته بشر):- احم …. إن شاء الله
فريد(بخفة وقف خلفها وربت على كتفها بتلقائية):- الآن ستسمحون لنا
مرام(أحست بشعور غريب كله دفء ونظرت ليده الساكنة على كتفها وابتلعت ريقها):- اممم
تيمو(ضرب بقبضة يده قبضة فريد):- اتفقنا إذن … هيا يا شباب ودعوهم ودعونا نعود لعملنا …
ودعهم كل من المجموعة الشبابية ببسمة وترحيب وغادرا عائدين للمؤسسة وأمام بوابتها توقفا ونظر إليها بابتسامة
فريد:- ما رأيكِ ؟؟
مرام(بشعور جميل جدا يرقص بداخلها):- أنا لم أعايش شعورا كهذا حقا كان شيئا مميزا
فريد:- واووو إذن استطعت أن ألفت انتباهكِ لشيء آخر غير العزف
مرام:- لكن ذهابنا بكثرة للمرأب ألن يؤثر هذا على تدريباتنا ؟
فريد:- لن يؤثر بالعكس هذا مفيد جدا ، حين ستباشرين العزف لاحقا ستشعرين باختلاف باطني يعطيك مساحة أوسع لإتقان المعزوفة
مرام(نظرت إليه تتأمله بخفية):- أ.. شكرا لك
فريد(نظر إلى سيارة المؤسسة التي وقفت بجانبهم):- لا شكر على واجب أراكِ لاحقا
العم ناصر نزل كي يفتح لها الباب لكن فريد أشار إليه أن يبقى بمحله وقام بنفسه بمساعدتها على الصعود بكرسيها ثم ابتعد
مرام(بخجل):- وداعا
فريد(قبل أن يقفل الباب همس لها):- دعي المياه تنساب فمجرى النهر في الأخير سيلتقي بنفس المكان
مرام(لم تفهم جملته رغم أنها جعلتها تقشعر):- أ.. تمام
ودعها و بعد ذهاب السيارة قفز قفزة الحماس والمرح وغادر المكان برمته عائدا لروتين حياته بعد أن أدخل البهجة لقلب مرامه التي ذهبت مرفرفة فوق الغيوم بسبب التجربة التي خاضتها حقا عرف فريد كيف يجذب انتباهها ببساطة مطلقة .. لم تستشعر الطريق فلقد كانت تتعايش مع الأجواء السابقة في مخيلتها حتى قام العم ناصر بإعادتها من أحلام اليقظة ..أنزل الحديدة العريضة الخاصة بالحالات مثلها وساعدها على النزول ثم أعادها وانطلق وطرقت هي باب بيتهم ولكن لم تجد ردا … وأخذت تطرق تطرق حتى انفعلت من نظرات المارة لها في العادة تنتظرها عواطف بالباب لكن اليوم كأنهم نسوا أمرها …
رنيم(خرجت من غرفتها ببطنها المنتفخ):- أحدهم يطرق الباب يا أمي …
عواطف:- يووه سيكون أحد أولاد الجيران .. دعيني أرى هئئئئئئئئئ يا إلهي كيف نسيت إنها مرام على الأغلب ….
ركضت بسرعة وفتحت الباب ووجدتها مطأطأة رأسها ساعدتها على الدخول وفور تمكنها من تحريك الكرسي توجهت داخل البيت ووجدت رنيم بانتظارها
رنيم:- مراااام أخيرا أتيتِ يا أختي ؟
مرام(قبلتها بحب):- رنيم لقد أصبحتِ دبة يا أختي ما كل هذا ؟؟
رنيم:- أنتِ الوحيدة التي تصارحني هل أصبحت بشعة ؟
مرام:- لالا إنه يليق بكِ يا بنت ههه
عواطف(استغربت حالتها وكيف لم تعلق على التأخير الذي نتج):- مرام عذرا قد تأخرت في فتح الباب كنت في المطبخ و
مرام(ابتسمت):- لا عليكِ ماما … دعيني أغير ثيابي وأوافيكم للصالون كي أرى أيهم أين هو يا ترى ؟
رنيم:- نائم لكن لعيونكِ سأوقظه ههه
مرام:- طيب أختي … عن إذنكما
عواطف(وقفت بجانب رنيم):- إنها تضحك
مرام:- لم يسبق لي أن رأيتها بهذا المرح منذ الحادث
عواطف(بعيون مكومة بالدمع):- ولا أنا …
رنيم(عانقتها):- اممم هيا يا مدللتنا لا زلت أنا وحفيدتكِ بانتظار حسائكِ الشهي
عواطف(عانقتها أيضا واتجهتا صوب المطبخ):- تعالي إذن ..
في نفس البيت استطاعت أن تتملص منهم لتعود لقوقعتها التي حبست فيها نفسها منذ الأمس ، لم تقم بتشغيل هاتفها بعد أن استمعت لرسائله الصوتية ولن تقدم على ذلك أقله خلال اليومين التاليين هي مجروحة و إن أقدمت على تكذيب ذلك ستزيد الطين بلة ، أخذت تتأمل سقف غرفتها الذي حفظته شبرا شبرا ، فكرت في كل ما خسرته جراء هذا الحب فكرت في أنها قد تعبت بما فيه الكفاية و أن على حسام أن يتحرك هذا إن كان حقا يودها زوجة له ، فكرت في أنها قدمت له الكثير بينما هو لم يعطيها سوى قلة قليلة مما تستحقه منه ، في هذه اللحظة وحين تصل إلى نقطة عجز تنحبس أنفاسها وتضيق روحها فجرحها لا يزال جديدا ومن المؤكد أنها ستتعذب الأيام المقبلة ، حتى معاد فكرت به وباعترافه على الأغلب قد أتى بالتوقيت الخطأ ولن يكون له أدنى صفة سوى الزميل في حياتها هذا إن لم تقطع صلتها به نهائيا بعد عودتها لكن الفكرة غريبة جدا فهو نفسه كان قلقا حيال هذا الأمر ، وعليه أن يسمع رأيها على الأقل لقد اكتفى من صمتها ويلزمه رد محدد لكن كيف وهي لم تحضر للشركة بعد .. استطاع أن يزرع الرعب في قلب تهاني التي هرعت لمكتب المدير الذي وصل لتوه إلى الشركة
تهاني:- سيدي المدير أعتذر على إزعاجك
حسام(بحالة عصبية شديدة):- اختصري ما تودين قوله ودعيني أنهي عملي
تهاني:- الآنسة دعاء
حسام(اهتز حلقه ونظر إليها):- ما بها ؟
تهاني:- لم تأتِ للشركة حتى الآن ولم تبعث اعتذارا أو إشارة أنها ستغيب كما أن هاتفها مقفل منذ الصباح ، ربما كانت مريضة أنا أرجح ذهابي في زيارة خاطفة لأطمئن عليها
حسام(فتح عينيه كيف لم يفكر بذلك يا لها من فكرة):- أهاه من الواجب الإطمئنان عليها حقا إذن .. أ حضري نفسكِ سنذهب الآن لبيتها
تهاني(رفعت حاجبها باستغراب):- أنت أيضا سيدي ؟
حسام:- أليست سكرتيرتي وعلي أن أطمئن عليها أيضا هيا هيا لا تكثري الكلام وحضري نفسك ..
تهاني(هزت رأسها إيجابا):- حاضر سأجهز نفسي على الفور …
بعد خروجها تقدم إليها معاد بلهفة عاشق مفطور القلب
معاد:- ماذا قال سيادة المدير ؟
تهاني:- سيوصلني بنفسه لأطمئن عليها … آه حقا لم أرى في طيبوبته قط …
معاد(جمع قبضة يده حتى ابيضت مفاصله):- حقا لا توجد هففف .. المهم طمنيني عليها فور عودتك
تهاني:- سيحدث ذلك ..
معاد(في سره غادر لمكتبه):- لنرى إلى أين ستؤوول الأوضاع … لنرى !!
حاول معاد أن يتصل بها مجددا لعله يطفي لهيب تساؤلاته المتعبة ولكن بدون فائدة هاتفها لا يزال مغلقا وحسبما أرى فقد غطت في نوم عميق الآن ، في غرفة أخرى من نفس البيت كانت ميرنا تحادث كوثر عبر الهاتف
ميرنا:- كما سمعتِ لقد جاءت نور قبل قليل و أخبرتنا بكل شيء
كوثر(فزعت):- يا إلهي أيعقل ذلك ؟ طيب هل سيسجن ؟
ميرنا(مسحت دموعها بمنديلها):- لا أدري يا كوثر ربما لا لأن ميرا ستتنازل عن الإدعاء على الأغلب هكذا قالت نور
كوثر:- هل هي مجنونة لتتنازل عن الشكوى المقدمة ضد المعتدي عليها
ميرنا:- والله هي أدرى بحالها أنا لم يعد لي شأن بذلك الخصوص رميت بهما بعيدا عن قلبي يكفيني ما جاءني بسببهما حتى الآن .. لقد أهملت عملي كثيرا من أجلهما
كوثر:- طيب فهمت ...وماذا فعلت الخالة عواطف حين علمت ؟
ميرنا:- لم تقدم ولم تؤخر بمعنى أصح لم تعلق ربما هي الأخرى توصلت لنفس القرار الذي توصلت له وهو أن نتركها على راحتها طالما رفضت مساعدة نور لها إذن هي ترفض اقتراب أي منا من محيطها بالمرة
كوثر:- والله الأمر مربك بعض الشيء اففف حقا شيء لم يكن بالحسبان
ميرنا:- دعينا من موضوعهما فلقد تحدثت به طوال اليوم حتى انتفخ رأسي .. متى ستأتين إلى هنا ؟
كوثر:- اليوم لن أتمكن من ذلك لدي عمل كثير ولن أغادر حتى أنهيه يعني سنلتقي غدا
ميرنا:- و إياد يعمل الآن بالمعرض كما تعلمين لم يبقى سوى القليل والمسكين قد شاب معي لم ينهي عمله بعد
كوثر:- والله من يعرفكِ لن يشيب معكِ فقط بل سيُحنط في الأخير
ميرنا(وردها اتصال آخر):- آه كوثر لدي اتصال آخر على الخط سأكلمكِ لاحقا
كوثر:- أوك حبيبتي باي ..
ميرنا(فصلت الخط معها واستقبلت الخط الثاني):- ألو نعم
وائل(عقد حاجبيه وصغر عينيه باهتمام فجائي):- آنسة ميرنا الراجي ؟
بارتباك استقامت من محلها وكأن ريحا هبت عليها وجعلته تتوتر وتبتلع ريقها
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها):- أجل أنا هي
وائل(باستغراب من تقلب مشاعره لحظتها حقا أمر غريب):- عذرا لإزعاجك أنا وائل رشوان ابن عم شهاب رشوان ..
ميرنا(وضعت يدها تلقائيا على قلبها):- مم من أين لك برقمي ..؟؟
وائل(يا عيني بداية موفقة للحديث):- لقد بحثت عنه ووصلني للتو .. هل لي أن آخذ من وقتكِ عدة دقائق ؟
ميرنا(بتردد):- .. أسمعك ؟
وائل(تنهد بعمق):- لن ينفع ذلك عبر الهاتف يجب أن نلتقي .. لن أؤخركِ على عملك لكن الموضوع مستعجل
ميرنا(جلست بوهن):- هل لك أن تمدني بخلفية عن الموضوع ؟
وائل(وضع يده بجيبه وزفر بعمق):- شهاب يريد رؤيتكِ على وجه السرعة .. أعلم أننا لم نلتقي من قبل لكن لولا حرصي الشديد على سلامته ما كنت لأتجرأ وأشجع هذا الطلب
ميرنا(مصت شفتيها):- بصراحة لقد أتعبت نفسك فأنا يستحيل أن أوافق على زيارته و يمكنك حل الأمر مع ميرا لقد أخطأت العنوان …
وائل(بخفة):- مهلكِ لا تفصلي الخط … دعينا نتحدث بواقعية أكثر الآن ابن عمي وأختك قد أخطآ كثيرا فيما سبق وقاما بأذية بعضهما بشكل مريع ومن واجبنا تقديم المساعدة ألا توافقينني الرأي ؟
ميرنا:- والله كنت لأهب لمساعدة أختي لو كانت موافقة على ذلك ولذلك لا شأن لي بها ولا بك ولا بابن عمك .. فرصة سعيدة
وائل(بلهفة):- رجاااء منكِ … شهاب يعاني من خطب هو ليس بخير
ميرنا(كادت أن تفصل لكنه استوقفها بحديثه الأخير):- ماذا يعني هذا ؟؟
وائل:- قبل عدة سنوات أصبح أكثر جموحا وغضبا وتحول ذلك لعنف زائد بات يعبر عنه بالضرب العنيف ، لقد تعبنا تلك الفترة من المشاكل التي كان يقحم بها نفسه وارتأينا عرضه على أخصائي نفسي قام بعلاجه لكن منذ فترة توقف عن أخذ العلاج وهذا سبب له تشويشا وعليه نتج ما حدث ليلة أمس أعلم أنه لم يكن لديكِ علم بهذا الخصوص .. هو بحاجة لرؤيتك فقط أعدكِ وعد شرف أنها ستكون زيارة واحدة رجاء لا تخذليني بما أنها أول مرة نتعامل فيها مع بعضنا ..
ميرنا(بعصبية):- وستكون آخر مرة لأن كل ما سمعته عنه لم يعد يعنيلي شيئا وآخر همي أن أعلم تفاصيل ماضيه ففي الأخير كلنا نعاني من مشاكل حياتية لن يحلها غيرنا .. عذرا أطلت الحديث عليك فرصة سعيدة سيد وائل
وائل(بعد الإستماع لها):- قمة الأنانية ألا نستطيع تقديم المساعدة لغيرنا في عزة حاجتهم على العموم كانت فرصة سعيدة آنسة ميرنا
ميرنا(ابتلعت ريقها وكأن شيئا يحثها على الذهاب وبعد صمت):- بأي مركز أنتم ؟
وائل(رفع حاجبه أيقعل أنها لا تزال تحبه برغم كل مافعله حقا محظوظ شهاب بها):-سأرسل لكِ العنوان برسالة نصية … أشكركِ على هذا الجميل
ميرنا:- أنا أيضا بحاجة لرؤيته أنا أيضا لدي الكثير لأقوله حتما … بانتظارك
وائل:- آنسة ميرنا ؟؟
ميرنا(ارتعشت):- سيد وائل !!
وائل(عقد حاجبيه بنظرة حيرة):- شكرا
ميرنا(بعد صمت):- …. سآتي على الفور
رقية(باندهاش بعد استماعها للمكالمة):- كيف أقنعتها بسهولة هكذا يا وائل ؟
وائل(أغلق الهاتف ونظر إليها بشرود):- ربما كانت تأمل هذه الفرصة
رقية(هزت رأسها):- أنت حقا داهية حمدا لله ها قد ظهر بصيص أمل
وائل(لم يستطع التركيز مع رقية):- أظنني سمعت صوتها من قبل
رقية(حولت عينيها بتعب):- يا إلهي ما بالك مع النساء يا وائل واحدة التقيتها قبلا ولا تدري أين وأخرى سمعت صوتها قبلا و غيرهما باتت تظهر بأحلامك قل لي يا رجل ما الذي يؤرق تركيزك لهذه الدرجة ؟؟
وائل(أغلق فمه وعقد حاجبيه):- في خضم ما نمر به عزيزتي ربما علينا التفكير بجدية حول السبب الرئيسي الذي جعل أحوالنا تتدهور بهذا الشكل
رقية وهو بآن واحد:- الحرمان …..
هل ستذهبين هل ستذهبين هل ستذهبين أجل أجل يا ميرنا ستذهبين لتضعي النقاط فوق الحروف ، ستذهبين وتواجهين دون الحاجة لإياد كي يدعمكِ ولا لكوثر كي تشجعكِ ولا لنور كي تشحنكِ بالحماس .. أنتِ وفقط يا ميرنا في مواجهة معه تستطيعين ذلك أجل تستطيعين يجب أن يبتعد عنكِ وعن ميرا أنتِ التي ستحمين أختكِ منه بعد اليوم ، حتى و إن كانت قد كسرت كل أواصر العلاقة بينكما عليكِ أن تكوني أفضل منها وتحميها منه … هيا يا ميرنا كوني قوية هيا
انطلقت بعد مشورة دامت لعدة دقائق مع نفسها ، أضافت معطفا على ثيابها وحملت حقيبتها وهاتفها وانطلقت صوب مركز الشرطة الذي وصلها عنوانه من الرقم المتصل عينه .. خرجت بسرعة دون أن تشرح شيئا لأحد وخصوصا نور التي اصطدمت بها أثناء نزولها .. استقلت أول سيارة أجرة وجدتها بطريقها واتجهت صوب موقف محدد هي مجبرة على عيشه لكي تمضي قدما للأمام … فكرت بالكثير أثناء الطريق ماذا يريد منها شهاب بعد ؟ لم طلب رؤيتها ؟ ألا يزال يحبها كما قال لكن لو كان كذلك هل كان سيؤذي ميرا بذلك الشكل انتقاما فقط ؟ هناك حلقة مفقودة بالأمر وعلى الأغلب هي الوحيدة التي ستجدها وتربط الأمور ببعضها ..
بعد مدة معينة وصلت إلى مركز الشرطة المحدد و حاسبت سائق سيارة الأجرة ونزلت منها ، وقفت أمام المبنى تناظره من الخارج وقلبها يكاد يتوقف ماذا سيحدث إن دخلت وكيف ستكون بعد خروجها كل هذه الأسئلة لا أجوبة لها سوى اكتشافها بنفسها ، تأوهت بعمق ودخلت للمركز سألت عنه و جعلوها تتجه صوب ممر معين وهناك سيدلها أحدهم على غرفة الإنتظار .. سارت بخطى ثابتة وقلبها يكاد يتوقف وكأنها تسير بممر لا ينتهي ، أما هو فغادر غرفة الإنتظار بعد أن ورده اتصال مهم وهم بالخروج متوجها نحو الخارج من أجل المغادرة ... كانت شاردة الذهن تفكر بعمق عماذا سيحدث أثناء محادثها مع شهاب هل ستنهي هذا الصراع كما يجب أم أنها ستقحم نفسها في دوامة أخرى لكن يجب أن تراه لتوقفه عند حده من أجلها و من أجل أختها يجب أن تضع حدا لمسألة شهاب رشوان إلى الباب لكن عند المنعطف وقبل أن تستدير اصطدمت بأحدهم مجددا ..



يتبع..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-03-16, 06:08 PM   #118

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

تم تنزيل الفصل 4 أعزائي أتمنى أن ينال إعجابكم و أعرف آرائكم حول تصاعد الأحداث
قراءة ممتعة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-03-16, 12:45 AM   #119

نادية 25

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 325684
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,717
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » نادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond reputeنادية 25 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك dubi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعني شلون وية ابطالج
شهاب والعقدة العدة
الفهذ والعقدة العدة
فؤاد والظاهر عدة عقدة
وائل عدة عقدة
اياد الوحيد فرييي
الحمد لله
وايوهن
هذا وحدة كارثة
الله لا يرحمة.
تسلمين حبي


نادية 25 غير متواجد حالياً  
قديم 14-03-16, 07:27 AM   #120

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير كونتيسا ....فصل جميل كما قلتي تصاعدت فيه الأحداث ...
فهمنا جزء من حقيقه كره وشخصيه ميرا ....الاب ظالم وبشده ويكره ميرا ويعتبرها عارا ويميز ميرنا عنها بالتأكيد سيجعل ميرا تتحدى
وتعاند الان استطيع فهم سبب شخصيه ميرا العدائيه فابالتاكيد ما مرت به من طفوله بائسه من ضرب وشتم وسب وتجريح بنى شخصيه ناقصه تحاول تعويض ما مرت به بالقوه والسيطره وتحقيق ما تريده باي وسيله انا لا ابرر لها سوء معاملتها لاهلها واختها بالذات ولكن هذا شيئ خارج عن ارادتها ....كانت تحاول كسر قيود والدها ومجتمعها وبالنهايه نجحت ولكن لاتزال غير سعيده ابدا ...هناك شيئ لم افهمه لما كان يكرها ابوها جدا ويحب ميرنا اكتر ...طارق وحكيم حاولا التصدي له ولكن دون فائده وحكيم انه يحب ميرنا بالتأكيد وسافر ولم يعد للان هل يعقل ان يكون هو نفسه الفهد البري! !!!!
زياد وكوثر وعلاقتهما متوتره جدا ..
وصال وجاسر والتحدي مستمر وكل منهما ينتظر الزله للاخر كانهما توم وجيري ...
دعاء وحسام خير ماﻻفعلت دعاء الان انها لم ترد عليه لكي لا تضعف وهو قادم الان للاطمئنان عليها كيف سيكون لقائهما ياترى؟؟؟
ميمي وفريدو اجواء رائعه جمعت بينهما وقاربت المسافات بينهما من الجيد هو من سيخرجها من حالتها ...
شيماء ومازن الحمداني هل ستكون علاقه بينهما وكيف ستفعل وهي تملك اب كوالدها ...
شهاب مريض لم اتوقع ذلك ...هل سيغير ذلك من موقف ميرنا معه ..كيف سيكون لقائها به ولقائها بوائل ...لما قام الفهد بدعوتهم ياترى ..ايمان ماسبب كرهها لميرنا وعملها مع الفهد ضدها ...
مشوقه جدا والكثير من الامور لم تكشف بعد ...اتمنى ما اكون نسيت احد بالتعليق ...
شكرا كونتيسا على الفصل الجميل والشامل ...
بانتظارك دائما ...


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.