آخر 10 مشاركات
121 - خاتم الأنتقام - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة(حصريا)( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : miya orasini - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-16, 10:03 PM   #121

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية 25 مشاهدة المشاركة
يعني شلون وية ابطالج
شهاب والعقدة العدة
الفهذ والعقدة العدة
فؤاد والظاهر عدة عقدة
وائل عدة عقدة
اياد الوحيد فرييي
الحمد لله
وايوهن
هذا وحدة كارثة
الله لا يرحمة.
تسلمين حبي
هههه كلهم عندهم عقد معقدة يا نادية سنكتشفها مع الوقت ان شاء الله وابوهم سليم الظلم بعينو سنرى بعد كيف اثر على حياتهم جميعا ، مسرورة بمرورك حبيبتي وموعدنا بالفصل القادم




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-03-16, 08:27 PM   #122

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
صباح الخير كونتيسا ....فصل جميل كما قلتي تصاعدت فيه الأحداث ...
فهمنا جزء من حقيقه كره وشخصيه ميرا ....الاب ظالم وبشده ويكره ميرا ويعتبرها عارا ويميز ميرنا عنها بالتأكيد سيجعل ميرا تتحدى
وتعاند الان استطيع فهم سبب شخصيه ميرا العدائيه فابالتاكيد ما مرت به من طفوله بائسه من ضرب وشتم وسب وتجريح بنى شخصيه ناقصه تحاول تعويض ما مرت به بالقوه والسيطره وتحقيق ما تريده باي وسيله انا لا ابرر لها سوء معاملتها لاهلها واختها بالذات ولكن هذا شيئ خارج عن ارادتها ....كانت تحاول كسر قيود والدها ومجتمعها وبالنهايه نجحت ولكن لاتزال غير سعيده ابدا ...هناك شيئ لم افهمه لما كان يكرها ابوها جدا ويحب ميرنا اكتر ...طارق وحكيم حاولا التصدي له ولكن دون فائده وحكيم انه يحب ميرنا بالتأكيد وسافر ولم يعد للان هل يعقل ان يكون هو نفسه الفهد البري! !!!!
زياد وكوثر وعلاقتهما متوتره جدا ..
وصال وجاسر والتحدي مستمر وكل منهما ينتظر الزله للاخر كانهما توم وجيري ...
دعاء وحسام خير ماﻻفعلت دعاء الان انها لم ترد عليه لكي لا تضعف وهو قادم الان للاطمئنان عليها كيف سيكون لقائهما ياترى؟؟؟
ميمي وفريدو اجواء رائعه جمعت بينهما وقاربت المسافات بينهما من الجيد هو من سيخرجها من حالتها ...
شيماء ومازن الحمداني هل ستكون علاقه بينهما وكيف ستفعل وهي تملك اب كوالدها ...
شهاب مريض لم اتوقع ذلك ...هل سيغير ذلك من موقف ميرنا معه ..كيف سيكون لقائها به ولقائها بوائل ...لما قام الفهد بدعوتهم ياترى ..ايمان ماسبب كرهها لميرنا وعملها مع الفهد ضدها ...
مشوقه جدا والكثير من الامور لم تكشف بعد ...اتمنى ما اكون نسيت احد بالتعليق ...
شكرا كونتيسا على الفصل الجميل والشامل ...
بانتظارك دائما ...
صباحك ورد يا أحلى أنجوانا منورة غاليتي وتسلمي ع الحضور البهي فرحتيني ، حقا كان فصلا مليئا بالأحداث و أعطانا لمحة عن الماضي وعرفنا خلفية عن حياة ميرا وكرهها الشدي لوالدها و أختها وعائلتها كليا ، الأب الظالم قد أثر عليهم جميعا بسلبية حتى حكيم لم يسلم منه وحقيقة ان يكون هو نفسه الفهد البري رهينة بالايام ربما يكون هو ام احد غيره ههه ، بقية الابطال في حلبة مصارعة مثل جاسر ووصال زياد وكوثر لا ندري بعد كيف ستنتهي حكاياهم ، أما دعاء وحسام هناك مفاجأة ستظهر بالفصل الخامس غير متوقعة هي التي ستقلب الموازين في حياتهم ،، اما فريد ومرام حكاية حب وليدة الظروف المستحيلة لكن سنرى كيف سيستطيع اعادة الحيوية لقلبها الكسير ،، اما شهاب فحقا اتضح مرضه الذي سيستغله استغلالا مقيتا ليقلب تفكيرها سنرى ذلك بالفصل 5 ان شاء الله لذلك أتمنى لك من هنا حتى ذلك الوقت أن تكوني بخير ولنا موعد مجدد يوم الأحد غاليتي ، تسلميلي على روعة حضورك الذي يبهجني ولكِ من احلى تحية اختي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 18-03-16, 12:29 PM   #123

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزتي نسرينا الفصل الر ابع روعة لكن به أحداث وذكريات حزينه لسمروابيها القاسي عليها والقسوة لها سبب غامض نتمنى أن نعرفه بالأحداث التالية كما انا متحمسة لوائل وميرنا وطريقة لقاءهم ومواجهة شهاب وبقية الأبطال واسرارهم الغامضة عن جد فصل الرابع جميل ومتحفز بأحداثه المتنوعة سلمت يداك نسرينا وبانتظار الفصل الخامس ياقمر.

ban jubrail غير متواجد حالياً  
قديم 19-03-16, 05:19 PM   #124

سامراء النيل

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سامراء النيل

? العضوٌ??? » 313048
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 931
?  نُقآطِيْ » سامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم نسرينا
كل بطل من ابطال قصتك كتبتيهم بشكل يجعلنا نتعلق فيهم حتى شهاب المسكين وسمر ....واضح ان الاثنين تعرضوا لماضى مؤلم متعب اثر على شخصيتهم .
ونا صراحه اعلن تعاطفى مع الاثنين اللى محتاجين للامان والحب
وائل وميرنا طريقه تعارفهم جميله جداااا ومميزه المشكله الحين لما يعرف وائل ان ميرنا حبيبه شهاب راح يتركها ولا يحارب
دعاء ياريت تفكرى بعقلك شويه وتعرفى انك خسرانه مع حسام وان معاد هو الحب الحقيقى ...وواضح ان معاد قرر انه يقتحم حياتها وده شى رائع فى التوقيت ده لازم يظهر ويدافع عن حبه
نسرين متتاخريش بالبارت منتظرينك


سامراء النيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 19-03-16, 11:50 PM   #125

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
عزيزتي نسرينا الفصل الر ابع روعة لكن به أحداث وذكريات حزينه لسمروابيها القاسي عليها والقسوة لها سبب غامض نتمنى أن نعرفه بالأحداث التالية كما انا متحمسة لوائل وميرنا وطريقة لقاءهم ومواجهة شهاب وبقية الأبطال واسرارهم الغامضة عن جد فصل الرابع جميل ومتحفز بأحداثه المتنوعة سلمت يداك نسرينا وبانتظار الفصل الخامس ياقمر.
اممم اجل كان الفصل الرابع لفتة حزينة عن الماضي الاليم لذلك سنرى الكثير منها في لاحق الفصول كي تتوضح لنا اسباب كرهها لميرنا وعائلتها اختي الغالية ، لقاء ميرنا ووائل سيكون تاريخيا وبالفصل 5 غدا ان شاء الله تسلمي اختي على التشجيع سعيدة حقا أن الفصول نالت اعجابك ولنا لقاء يوم غد مع الفصل الخامس لك مودتي وتقديري


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 19-03-16, 11:53 PM   #126

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامراء النيل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم نسرينا
كل بطل من ابطال قصتك كتبتيهم بشكل يجعلنا نتعلق فيهم حتى شهاب المسكين وسمر ....واضح ان الاثنين تعرضوا لماضى مؤلم متعب اثر على شخصيتهم .
ونا صراحه اعلن تعاطفى مع الاثنين اللى محتاجين للامان والحب
وائل وميرنا طريقه تعارفهم جميله جداااا ومميزه المشكله الحين لما يعرف وائل ان ميرنا حبيبه شهاب راح يتركها ولا يحارب
دعاء ياريت تفكرى بعقلك شويه وتعرفى انك خسرانه مع حسام وان معاد هو الحب الحقيقى ...وواضح ان معاد قرر انه يقتحم حياتها وده شى رائع فى التوقيت ده لازم يظهر ويدافع عن حبه
نسرين متتاخريش بالبارت منتظرينك
مرحبا اختي سمراء وعليكم السلام غاليتي اهلا بك من جديد ، حتما مسرورة برأيكِ الجميل حول شخصيات الرواية وفعلا حتى سمر وشهاب لهما مكانة خاصة برغم نفسياتهم المريضة الا أنهما مرتبطان ببعضهما حسب ما تبتغيه الاقدار لاحقا ، وائل وميرنا هناك صدمة قوية بانتظارهما حين يعرف كلاهما أن علاقتهما محظورة بوجود شهاب لذا هناك العديد من المتاعب بانتظارهما ،، دعاء ستجد نفسها مجبرة على اتخاذ قرار بحياتها سيجعلها تنظر لحسام بنظرة واقعية اكثر وهذا ما سنشهد بالفصل الخامس ان شاء الله ، تسلمي اختي ع المرور العطر وع ردك الجميل اللي فرحني جدا جدااااا موعدنا يتجدد يوم غد ان شاء الله


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-03-16, 12:12 AM   #127

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

انا جيييييييييت
الفصل جميل نفاصيل كتير من الماضي خلتنا نتعرف اكتر علي معاناة سمر و اخوتها وحكسم و طارق اللي اختفو و لحد دلوقتي فيه غموض في اختفاءهم و اسبابه
ابوهم كان مش طبيعي اكيد سمر مش بنته او علي الاقل تقدير ان مراته حملت بيها قبل الجواز و اطضر ستجوزها فحس انها سبب جوازو
طيب ليه ميرنا المفضلة عنده و بالطريبة المبالغ فيها دي
ليه طارق و حكيم مرجعوش بعد ما ع فو موت ابوهم
نيجي للحاضر شهاب و مرضة الغريب بللعنف و الضرب اكيد له سبب
وائل اخ و صديق حيقيقي
عمهم و علاقته الغريبة بنور ياتري وراه ايه
نور مسخرة و تصرفتها وهمية ياتري هتسحب البلاغ و ﻻ ميرا هتتصرف ازاي
ميرنا للمشتته بين الواجب و المشاعر برغم كل اللي عملته ميرا حسيت انها لسه بتحب اختها
دعاء اتمني تفوق من وهم حب حسام ليها
فصل جميل طويل مهم جداااا بانتظارك بكرة ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 20-03-16, 09:48 PM   #128

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
انا جيييييييييت
الفصل جميل نفاصيل كتير من الماضي خلتنا نتعرف اكتر علي معاناة سمر و اخوتها وحكسم و طارق اللي اختفو و لحد دلوقتي فيه غموض في اختفاءهم و اسبابه
ابوهم كان مش طبيعي اكيد سمر مش بنته او علي الاقل تقدير ان مراته حملت بيها قبل الجواز و اطضر ستجوزها فحس انها سبب جوازو
طيب ليه ميرنا المفضلة عنده و بالطريبة المبالغ فيها دي
ليه طارق و حكيم مرجعوش بعد ما ع فو موت ابوهم
نيجي للحاضر شهاب و مرضة الغريب بللعنف و الضرب اكيد له سبب
وائل اخ و صديق حيقيقي
عمهم و علاقته الغريبة بنور ياتري وراه ايه
نور مسخرة و تصرفتها وهمية ياتري هتسحب البلاغ و ﻻ ميرا هتتصرف ازاي
ميرنا للمشتته بين الواجب و المشاعر برغم كل اللي عملته ميرا حسيت انها لسه بتحب اختها
دعاء اتمني تفوق من وهم حب حسام ليها
فصل جميل طويل مهم جداااا بانتظارك بكرة ان شاء الله
يا اهلا وسهلا بالغالية رونتي نورتِ االمكان كلووو
امم رجعنا للماضي في هذا الفصل ورأينا بعض أساب سمر التي جعلتها تكره كل عائلتها و خصوصا اختها ميرنا كونها المفضلة لابيهم ، وهناك سبب خفي وراء كرهه لها سيتضح إن شاء الله مع الوقت أما طارق وحكيم فكل اختفى بعيدا عن الآخر في ظروف معينة اجبرتهم على ذلك مع الاسف ، بالنسبة لشهاب اكيد عانى الكثير في ماضيه ولذلك تحول ذلك لضرب وعنف سيعود عليه بالمشاكل لكن هل سيحميه وائل أم أنه سيقف ضده خصوصا أن ميرنا ستدخل بالخط ؟
عمهم ونور قصة معقدة سنفك عقدها المرة تلو المرة ، وحتى دعاء ستبصر النور لا محالة فحب المصالح لا يدوم ومصيرها تعرف حسام على حقيقته
هممم تسلميلي يا حبيبتي ع المرور اللطيف واتمنى يكون الفصل ده ايضا عند حسن الظن


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-03-16, 09:59 PM   #129

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 5


أنا لا أعلمُ إن كُنت في المسَار الصَّحيح أو أنني قُمت بتفعيل جَيدٍ لقراراتِي ، أو أنَّ اختِياراتي ستنعكِسُ على طريقةِ حياتي بما يُفيد .. كلُّ ما أعلمهُ أنني أغامرُ على الأغلب ، أغامرُ و أراهنُ بأيَّامي القادمة لعلني أصلُ نحوَ برِّ الأمان و لا أهدرُ دقيقة في البُكاء على الخذلان .. مصِيري أنا من سيُحدده و لي مُطلق الحرِّية في بناء ذاتي من جديد بالشكلِ الذي أستحقه ، لكن ليسَ قبل أن أطوي صفحاتي القديمة فالحاضرُ لن يقبل بعقدِ هُدنة صفح إن لم يَرمي الماضي جُلَّ رواسبه ويُسلمَ بفاعلية الوقت الراهن بكشفِ كل الأوراق …
ميرنا(بخطوات واثقة تخط أرضية الممر تحادث نفسها بخفوت):- ها أنذا قادمة إليك.. لا يفصل بيننا سوى خطوات و ذكريات .. أحلام و حكايات .. خيانة و انسكارات ، ها أنذا آتية لأهدم سور الضعف و أضع بيدقك خارج لعبتي فلم يعد هنالك متسع لخيبة أخرى تأتيني منك لقد أوجعني حبك واكتويت بنار غدرك .. اكتفيت منك ومما طالني بسببك ، ستغادر حياتي مثلما اقتحمتها ذات يوم غابر ..أنا لن هئئئ أووه آسفة آسفة منكِ …
رقية(أوقعت حقيبتها بسبب الإصطدام):- لا عليكِ آنستي .. هذا يحدث
ميرنا(انحنت و أمسكت بحقيبة رقية ومدتها لها):- عذرا منكِ كنت شاردة الذهن..
رقية(مسحت على شعرها وهي تبتسم):- لالا لاتعتذري أنا أيضا كنت شاردة ولم ألاحظكِ ههه ..أ مهلا ألستِ أنتِ ميرنا الراجي ؟؟
ميرنا(صافحتها):- أجل .. آه لقد تذكرتكِ كنتِ بالحفلة صحيح ؟؟
رقية:- أجل أجل أنا رقية صديقة مقربة من آل رشوان تشرفت بمعرفتك وقد كنت بانتظارك
ميرنا(تنفست بعمق):- شكرا لكِ .. لكن السيد وائل ؟؟
رقية(بأسف):- مع الأسف ورده اتصال مهم وغادر لتوه ألم تلتقي به ؟؟ آه عذرا منكِ كيف ستعرفينه أصلا وأنتِ لم تريه سابقا يا لغبائي ههه
ميرنا(بشعور عميق نظرت للخلف):- قلتِ غادر للتو !!
رقية:- أجل وهو يقدم اعتذاره الخالص لكِ لقد طرأ ظرف طارئ واضطر للمغادرة و أنا كنت بانتظارك للتحدث معكِ قليلا بخصوص موضوعنا الأساسي
ميرنا(وضعت خصلة شعرها خلف أذنها بتفكير مشوش):- لحظة لحظة .. أ..
رقية(عقدت حاجبها لتستمع لها):- نعم ؟؟
ميرنا بشرود عقدت حاجبيها من أفكارها ، كيف ذلك ولِم تربط هذا الأمر بالذي وقع قبل دقائق
~ قبل دقائق من ولوجها المقر ~
أوقفت سيارة الأجرة بجانب المركز بقلب مرتجف ونظرات شاردة وعقل مشوش تحاول لملمة حروفها قبل أن تضيع منها في زحمة التوتر فهي عازمة على المواجهة ولن تتراجع أبدا ، أثناء ترجلها من سيارة الأجرة لفت انتباهها مرور سيارة بجانبهم و يا إلهي انحبست أنفاسها حين عرفت هوية السائق لقد كان هو نفس الشخص الذي أرق مضجع تفكيرها ، لم تشعر بالدنيا من حولها حتى باب السيارة لم تقفله و نداء السائق لم تجبه والذي اضطر المسكين للنزول بنفسه وإقفالها ، تسمرت محلها وقلبها يخفق بخفقات غريبة تلتها نسائم هبت لتداعب خصلات شعرها من حولها ، أما هو فأثناء مروره نظر من مرآته للخلف بتلقائية وشاهدها أجل كانت هي صاحبة الوشم الفتاة الغريبة … برجفة ولهفة حاول إيقاف السيارة لكنه ومع الأسف غرق وسط زحمة سير لا فكاك منها ..
وائل(وصوت زمور السيارات يرتفع من حول ضرب على مقوده):- تبا للحظ … حسن آسف آسف ما بكم يا إلهي هففف علي أن أصف بسرعة في مكان ما .. إنها هي أنا متأكد
ميرنا(انتبهت لنفسها وحركت رجليها بسرعة هربا من المكان):- أيعقل أن يكون هو لكن ماذا كان يفعل بهذا المكان ؟؟ تتت ربما كان بمركز التسوق ما أدراني أنا الحمدلله لم يرني هفف أوه هذا ليس جيدا ستطير كل أفكاري الآن لقد ساهم في تشتت عقلي ..ربما ليس هو ها قد بدأت أهلوس تتت ، هيا يا ميرنا لا تجعلي شيئا يشتت تركيزكِ … همممم
أخيرا وجد مكانا يصف فيه السيارة نزل بسرعة وعاد ناحية المركز لكن لا وجود للفتاة لقد اختفت ولا يدري أين .. نظر بعينيه الملتاعة لرؤيتها في كل اتجاه لكن لا جدوى لقد تبخرت من المكان كله ، انزعج ومسح على جبينه بعصبية وانتبه لرنين هاتفه
وائل:- ألو منذر يا رجل لقد أخبرتك أنني في طريقي حسن حسن … في أمان الله
شعر بخيبة أمل تملكت صدره ، لقد كانت قريبة منه لدرجة كبيرة ولكن مع الأسف لم يجري الأمر كما يريد لذا انطلق بخيبة عائدا إلى حياته الطبيعية …
رقية(مالت برأسها وهي تتفحص ملامحها):- آنسة ميرنا آنسة ميرنا هل أنتِ معي ؟؟
ميرنا(أغلقت فمها وعادت من ذكرى الدقائق السابقة وشعورها الغريب):- آه آه معكِ تفضلي
رقية(زفرت بعمق وربتت على كتف ميرنا):- أعلم أن ما نفعله أنا ووائل بالنسبة لكِ هو في منتهى الأنانية لكننا نقدر حالة شهاب التي ستزداد حالته سوءا إن بقي هنا ، ولا يخفى علي أن أخبركِ أنه جد نادم على ما فعله بأختك وبكِ
ميرنا(رفعت يدها تمسح خلف عنقها وقد بدأت سلسلة الاختناقات باقتحام صدرها):- اسمعيني يا آنسة رقية أنا لن أجعل هذا الموضوع يمر مرور الكرام لقد آذى أختي كثيرا وهذا ما يجب أن يعاقب عليه
رقية(تجرأت وأمسكت بيدها):- مهلكِ .. أنا معكِ في كل ما ذكرته شهاب يستحق العقاب لكن لنرى معا من كان وراء وصوله لهذه المرحلة من اليأس والتشتت …
ميرنا(فتحت عينيها بدهشة):- أتلقين باللوم علي ؟؟
رقية(تنهدت بعمق):- أنتِ السبب يا ميرنا حبه لكِ هو الذي أخرجه عن طوره وجعله يدرك ما أقدم عليه بعد فقدك … ساءت أحواله كثيرا خلال السنتين الماضيتين و بالتالي عادت له ثورات الغضب اعتقدنا أنه قد شفي تماما لكن بعد تلك المأساة عادت له وانقطع عن الدواء … لقد تألم بدوره أتحسبين أنه لم يعاني من الأمر ؟؟ أنه لم يندم أو يلعن الساعة التي التقى فيها بميرا ؟؟ بلى لقد كانت أيامه سوداوية لدرجة التعب ، لكنه وضع كل هذا على جنب ورفض أن يستسلم لفكرة خسارتك لأنه كان دوما يأمل ويتمنى أن يفلح ذات يوم ويعيدكِ إليه إنما لم تسر الخطوات كما يجب ويوم أمس طفح كيله وميرا جنت على نفسها بنفسها حين اقتربت من شيء لا يخصها .. شيء لا يتحكم بثورات غضبه الجامحة
ميرنا(ابتلعت ريقها قلقا):- هل تقصدين أنه لن يتركها وشأنها ؟؟؟
رقية(جذبت يدها ومصت شفتيها):- شهاب سيء الطباع .. إن أحب فهو يحب بجنون ولا يسمح لأحد بسلبه ما يحق له أيا كان يكون ، وأنتِ بالنسبة له جوهرته المقدسة يصعب أن أشرح لكِ ونحن في هذا المكان لكن ما أستطيع أن أفيدكِ به .. أنكِ علته ودوائه ..
ميرنا(زفرت بعمق):- مع أنني ضد الموضوع إلا أن ميرا حقا تفكر بالتنازل وتكذيب الشكوى
رقية(عقدت حاجبيها):- معقوووول ؟؟؟
ميرنا(بتعب مالت برأسها):- أرشديني آنستي أريد رؤيته ومغادرة هذا المكان لن أتمالك أعصابي أكثر ..
رقية(مصت شفتيها وأضافت):- كوني رحيمة معه يا ميرنا ، أدري أنني أطلب المستحيل لكن شهاب ليس سيئا بالمرة وأنتِ تعرفينه سابقا
ميرنا(ضحكت بسخرية):- أجل تعرفت عليه بشكل لن يتمكن أحد من استيعابه هه عموما دعينا من هذا الحديث فلن يتغير شيء من موقفي تجاهه ، أتيت لأنهي تواصله بأختي وأطلب منه أن يخرج بسلام من حياتي كما دخلها .. أنا لا أريد رؤيته من جديد ولو حتى صدفة وهذا آخر ما عندي
رقية(نظرت إليها بعمق):- أرى أن حجم وجعكِ منه لا يزال مؤلما .. لن أزعجكِ أكثر من ذلك قومي بما تجدينه مناسبا
ميرنا(ابتسمت لها بوهن):- أشكركِ على تفهمك وحبذا لو توصلي أسفي للسيد وائل فلقد كلمته عبر الهاتف بطريقة ليست بجيدة وهذا ليس من طبعي
رقية:- لا تقلقي وائل متفهم جدا ولا يدقق بمثل هذه الأمور .. عموما فرصة سعيدة
ميرنا(بلطف):- أنا الأسعد .. شكرا لكِ
كان بودها أن تقول الكثير والكثير لها لعلها تضغط عليها من أجل شهاب ، لكن وجدت الصد من ميرنا فهذه الأخيرة اتخذت قرارها بالابتعاد الأبدي منذ أن علمت بالخيانة وهذا ما لا رجعة فيه ، ولجت بعد برهة لغرفة الانتظار وجلست على الطاولة المخصصة هناك مسحت على شعرها وعدلت قميصها وأخذت تقرع على سطح الطاولة بإصبعها بضربات شريدة تترجم توترا داخليا لن تتمكن من إخفائه ، زفرت بعمق وهي تنتظره .. أجل وصل بها الحال أن تنتظر الشخص الذي كسرها وآذاها ولم يكف عن اللحاق بها طوال سنتين لم يتوانى في اقتحام حياتها بل بلغ به الأمر أن اصطحب أختها عنوة و قام بأذيتها انتقاما .. فأي قدر هذا الذي يجمع ما بين الصالح والطالح في مكان واحد ، لم تكمل فكرتها الأخيرة حتى سمعت صوت فتح الباب ورفعت عينيها لتراه أمامها عقدت حاجبيها وهي تناظر ملامح وجهه الذابلة لحيته الغير منتظمة عيناه المحمرَّة ، شعره المشعث أنفاسه اللاهثة كل شيء به غريب هل أحبت ذات يوم هذا الشخص ؟؟؟ لم يترك لها مجالا للتفكير بل هرع إليها وأمسك يدها بحب
شهاب(بلهفة):- كنت متأكدا من أنكِ ستأتين إلي حبيبتي .. اشتقت لكِ كثيرا اسمعي أنا مستعد للتكفير عن كل أخطائي فقط سامحيني وعودي لي يا ميرنا .. أرأيتِ ما حل بي حين رفضتني هاااه أنظري إلي أكاد أفقد صوابي بسببك
ميرنا(ابتلعت ريقها إذ تفاجأت من مداخلته وحاولت جذب يدها):- شهاب دعنا نتحدث قليلا
شهاب(جلس أمامها بعد أن قبل يدها ولم يفلتها بل ضمها بين يديه):- ميرنا أنا أعلم ما تودين قوله أنا آسف لما فعلته بميرا و أعدكِ أنها ستكون آخر مرة أزعجها فيها ، سوف أبعدها عن تفكيري ولن أجعلها تعرقل حياتنا معا حبيبتي
ميرنا(أغمضت عينيها بعمق و جذبت يدها بصعوبة ليس هكذا كانت تنوي بدء المحاورة أين ذهبت أفكارها التي رتبتها بحرص ؟؟):- دعني أتحدث يا شهاب وكفَّ عن مناداتي بحبيبتي أنا لم آت زيارة بل أتيت لأضع النقاط فوق الحروف .. علاقتنا انتهت يا شهاب هذا ما عليك التأقلم معه وهذا أمر لا يخصني أنت حر في حياتك لكني لن أسمح أبدا بإزعاجي بعد اليوم …
شهاب(ابتلع ريقه بانكسار وانحنى على الكرسي بصعوبة يحاول أن يستوعب ما تصدمه به):- تابعي
ميرنا(أنتِ في الطريق الصحيح تابعي يا ميرنا تابعي ولا تستسلمي):- لقد صدمتني يا شهاب لم أتوقعك أبدا بهذا الشكل لقد جعلتني أتساءل هل حقا أحببتك يوما ما هل وهبتك ثقتي و قلبي ؟؟؟ صدقا لم أعد أعرف شيئا من تصرفاتك .. وآخر الصدمات هي أنك تختطف أختي عنوة وتقوم بأذيتها هل أعماك الانتقام لهذه الدرجة ؟؟؟
شهاب(ضرب على سطح الطاولة حتى ارتعشت):- هي التي فرقتنا يا ميرنا وكان يجب عليها أن تدفع ثمن ذلك.. أعلم أعلم ما كان علي أن أتصرف بوحشية معها لكنني لم أستطع السيطرة على نفسي لقد استنزفت ميرا آخر درجات صبري وحين قوبلت بالرفض منكِ لم أعد أرى شيئا أمامي فحياتي بدونكِ دمااااار
ميرنا(تنهدت بعمق وهي تستمع لرده):- شهاااب … أريدك أن تخرج من حياتي إلى الأبد يكفي ما حدث حتى الآن لا أنا ولا ميرا نستحق منك كل هذا الخذلان أيا كانت أسبابها فهي أيضا لا تستحق منك ذلك ..
شهاب:- هل تدافعين عنهااااااا هاااه ؟؟ لقد حرمتكِ حبيبكِ لقد دمرت خطبتكِ وفرقتنااااا ألا يعني لكِ هذا شيئا ؟؟
ميرنا(ابتسمت بغبن):- وهل كانت لوحدها في ذلك ههه لا تضحكني يا شهاب أنت مثلك مثلها والعتب عليكما معااا .. بغض النظر عن كونها أختي .. لقد خنتني وهذا كاف لتنتهي العلاقة وأرجوك لا تحاول الاقتراب منها أنا أحذرك الآن
شهاب(بعصبية استقام وجذبها بقوة إليه):- ههه آسف حبيبتي لكن كل ما ذكرته لا يعني لي شيئا لأنكِ ملكي أنا وحدي وستبقين كذلك ولو فرقت بيننا سنين وليست أيام … لذلك تعقلي ودعينا نعيد أواصر علاقتنا فلن تتمكني من التملص من طيفي ومجابهة غضبي أيضااااا
ميرنا(بغلالة دموع نظرت إليه):- ماذا تقصد ؟؟
شهاب(اشتم عطرها بطريقة وقحة ومسح على شعرها بجوع):- أقصد يا حلوتي أنني سأترك أختكِ وشأنها شريطة أن تعودي لي
ميرنا(فزعت وحاولت الابتعاد عنه لكنه أحكم قبضته عليها بإحكام):- هئئئ ماذا تقوووول ؟؟ هل جننت ؟
شهاب(بتفكير جاحد):- أجل أنا مجنووون أنا مجنون وما قلته هو الذي سيسري حبيبتي ستعودين لي وإلا حولت حياة أختكِ لجحيم أكثر من الذي جعلتها تعيشه ليلة أمس ههه واسأليها إن أردتِ معرفة خفايا تلك الليلة لتلقيْ الجواب المبين
ميرنا(انتفضت مشاعرها ما هذا الذي يجري):- ألهذا دعوتني لكي تهددني بدلا من أن تعتذر مني وتعدني بعدم التعرض لي أو لأختي ؟؟؟ أهذا هو الحب عندك ؟؟
شهاب(أغمض عينيه ووضع جبينه على جبينها في حركة تملك):- حبكِ أوكسجيني .. حياتي ميرنا تفكيري ميرنا أحلامي ميرنا آمالي ميرنا رغباتي ميرنا عالمي ميرنا أيامي ميرنااا وجودي ميرناااا وهذا يكفي لتعلمي قيمتكِ لدي يا ميرناااا .. أنتِ أيضا لا تزالين تفكرين بي و إلا لما آلمكِ ما فعلته بأختكِ لما شعرتِ بكل هذا الحنق لو لم تكوني تحبينني أيضا وتغفرين لي خطاياي ..
ميرنا(وجدت أنه يترجم القليل مما جال بخاطرها لكن لا يمكن ذلك هل هي مكشوفة لهذه الدرجة أمامه):- شهاب دعني وشأني لا يمكنك أن تهددني هكذا .. الحب ليس بهذا الشكل الحب لا يقبل ضغائن ولا أحقاد لا يجلب الانتقام ولا الغضب ... أنت لا تحب يا شهاب أنت مهووس فقط بي وهذا أمر يرعبني كيف سأؤمن على حياتي معك هااااه ؟؟
شهاب(نظر إليها بعمق):- أنظري لعينيَّ الكسيرة وستعلمين أنني صادق في كلامي لدرجة أنني قادر على أذيتها من جديد وبشكل أسوأ إن لم تعودي لي يا ميرنااااااا
ميرنا(ابتلعت ريقها رعبا):- شهاب … أنت تخيفني
شهاب(أفرج عن آه رافقت فتح انعقاد حاجبيه):- صدقيني سأكون شخصا آخر سأحبكِ وأرعاكِ سأهبكِ عمري وحياتي إن سامحتني ميرنا وبدأتِ معي صفحة جديدة .. سأعوضكِ على كل ما فات
ميرنا(حاولت التملص منه بشراسة):- ابتعد عني … أنا لا أريد منك شيئا يكفيني ما عانيته بسببك طوال سنتين .. لقد ذقت العذاب .. فقدت صلتي بالحياة فقدت ثقتي بكل الناس ، لقد دمرتني …و كأنك أدخلتني لدنيا السعادة وفي رمشة عين رميتني خارجها وسط الأحزان والآلام… وجعك كان قاتلا بكيتك لليالي طويلة دون توقف حتى فقد أهلي أملهم مني كل هذا لماذا لماذاااا لأنك وجدت فرصتك مع غيري !!
شهاب(مسح على شعره بندم):- وندمت ندمت على اللحظة التي بعت فيها حبكِ يا ميرنا والله ندمت و أقسم لكِ أنني لن أقدم على أي خطأ إن عدتِ لي …
ميرنا(بعدم تصديق):- صعب يا شهاب صعب أن أنسى جرحك لي لأن ما كسرته بداخلي أبدا لن يعود كما كان
شهاب(بأمل):- سأحاول أن أعدل من نفسي سوف أتقدم لخطبتكِ من جديد ونقيم حفل الزفاف إن شئتِ وائل سيساعدني لأكون إنسانا صالحا سوف أصبح مثله كي ترضي عني يا ميرنا أنا لست سيئا لتلك الدرجة لقد أحببنا بعضنا أم أنكِ نسيت كيف وقعنا في لعبة الغرام هممم
ميرنا(تذكرت أيام فرحها معه وتأوهت بدموع):- لكنني ما عدت بقادرة على تذكر أي شيء منها يا شهاب لقد محوتها بفعلتك المشينة لقد تلاشت بسبب خيانتك لي
شهاب(ضرب بيده عرض الحائط حتى أفزعها):- قلت لكِ أنني مستعد للبدء من جديد لما لا تعطينني فرصة ؟؟ لما لا تساعدينني وتساعدين نفسكِ يا ميرنا أنتِ أيضا تودين ذلك
ميرنا(بدموع متتالية وقلب موجوع):- كيف سأثق بك مجددا أخبرني ؟؟ كيف سأشعر بالأمان معك و أنت قد تركتني أتخبط في أوجاعي ما بين خيانتك وخذلان أختي أتعي معنى ذلك هاه ؟؟ هل تخيلت يوما أن يخونك ابن عمك كيف كنت ستشعر أجبني ؟؟؟
شهاب(فزع وفتح عينيه على وسعهما و ردد بسرعة):- ابن عمي أخي لا يخونني ولو على حساب الكون
ميرنا(مالت بشفتيها بألم تبتلع غصتها):- هنيئا لك به إذن فأنا أختي التي من لحمي ودمي لا أستطيع تأمينها على حياتي ههه
شهاب(مص شفتيه):- ميرنا أنا أحبكِ عودي لي ..
ميرنا(بوجع عميق):- لن أستطيع العودة يا شهاب لن أستطيع الوثوق بك من جديد أنا أمقت الكذب وهو أعدى شيء بالنسبة لي وعليه تنبني علاقاتي كنت تعلم هذا الأمر ومع ذلك استنكرته ، لقد وثقت بك مرة وخذلتني ولن أعيدها … (أغمضت عينيها لتلملم أنفاسها المختنقة ولم تستطع إخفاء شهقتها عنه) اهئ لقد لقد تركتني وحيدة في غابة موحشة .. جعلتني أفتقد حياتي التي حلمت بعيشها رفقتك .. اشتقت لأحلامي التي حلمت أن أحققها في بيتك تحت سقفك مع الأسف قد قتلتها وهي لا تزال في رحم قلبي .. أظنني أحببتك أكثر مما ينبغي وأنت لم تحبني وما تعانيه الآن ناتج عن هوسك بي فأنا لعبتك التي سلبتها منك أفعالك وتريد استردادها كي تشبع غرورك لكن لا يا شهاب لا لقد نلت كفايتي منك حقااا ولم يعد باستطاعتي أن أهبك شيئا من وقتي ..
شهاب(أمسك بيدها وكل ما يسمعه منها يزيده تشبثا بها):- بلى تستطعين .. هذه المرة مختلفة يا ميرنا لقد أيقنت أنكِ عشقي الوحيد في هذه الحياة ، أنتِ التي أود إكمال حياتي رفقتها أنتِ هي نصفي الثاني يا ميرنا أرجوكِ لا تحرميني منكِ .. طوال سنتين و أنا ألاحقكِ لقد تعبت وقد رأيتِ آخر تعبي من دفع ثمنه
ميرنا(لاحظت ضغطه على يدها وتأوهت عميقا):- أتركني شهااااب أنت لم تدع مجالا للصفح ما فعلته شيء لا يغتفر ، ولن تنطلي علي خدعك مجددا وإن اقتربت من أختي أنا التي سأقدم الشكوى ضدك هذه المرة وأحاسبك بنفسي
شهاب(انتفضت من بين يديه بعنف وهمت بحمل حقيبتها):- أجيبيني على سؤال واحد وسأدعكِ وشأنكِ ميرناااا
ميرنا(رفعت رأسها للسماء مولية ظهرها له ثم التفتت بخفة):- ….لا رد
شهاب(اقترب منها بهدوء وأضاف):- سؤال واحد وسأختفي من حياتكِ نهائيا
ميرنا(ابتلعت ريقها وأعادت رباطة جأشها):- ما هو ؟؟
شهاب(نظر إلى عمق عينيها بنظرة آسرة):- أقنعيني يا ميرنا أنكِ لا تكنين لشهاب رشوان مشاعر حب ؟
شهقت بعمق وهي تنظر إليه بذهول !! وتبادلا نظرات عميقة مطولة لا يدري أيهما ما الذي سيلي من بعدها رغم أنها كانت واضحة بشكل عميق … غادرت المركز وهي باكية مندهشة من نفسها لا تدري إن كانت قد قامت بالصواب أم أنها على خطأ … غاصت وسط ذكريات سالفة قام فيها شهاب من إعادة برمجتها في عقلها بسلاسة مطلقة وكأنه يملك أداة تحكم مكنته من التلاعب بعقلها بتقنية مشاعر صدمتها للأمانة ..

في بيت الراجي
عفاف:- يا نهال افتحي الباب ألا تسمعين الجرس
نهال(متوجهة صوبه بتأفف):- نهااال افتحي الباب نهاااال أحضري الصحون نهاال اشطفي الأرضية نهااال إكوي الثيااااب نهال نهال نهال لا لا هذا كثييييييييييييير
عفاف(أطلت عليها من المطبخ ويدها على خصرها):- هئئئئئ سنتحاسب على هذا الأسلوب يا بنت سترين …
نهال(قبلتها في الهواء وفتحت الباب):- ههه .. أآن .. مرحبا
تهاني:- مرحبا عزيزتي هل هذا بيت الآنسة دعاء ؟
نهال:- أجل هو من حضرتكِ ؟
تهاني(بابتسامة):- أنا زميلتها في العمل هل هي موجودة بالبيت ؟
نهال(مسحت على شعرها):- أجل أجل موجودة تفضلي تفضلي سيدتي
تهاني:- مشكورة عزيزتي .. هل لكِ أن تناديها لو سمحتِ ؟
نهال:- ماما ماما لدينا ضيوووف زميلة عمتي دعاااء بالعمل
عفاف(أطلت مجددا ومسحت يديها بالمنديل وهمت بالترحيب):- يا أهلا وسهلا .. تفضلي أختي مرحبا بكِ ببيتنا
تهاني(صافحتها بود):- شكرا لكِ عزيزتي
نهال:- سأنادي عمتي دعاء حالا
عفاف:- تفضلي بالجلوس .. ماذا تشربين ؟
تهاني(نظرت للمطبخ ورأت حلويات):- يعني امممم فنجان قهوة سيكون مناسبا
عفاف(ابتسمت):- تمام سأوافيكِ بفنجان قهوة معتبر وصحن حلوى لزوم الضيافة
تهاني(بفرح):- تسلمي تسلمي …
نهال(طرقت باب غرفتها):- عمتي دعاااء .. عمتي دعاء
دعاء(فتحت لها الباب):- نهال ماذا هناك ؟
نهال:- لديكِ زائرة تقول أنها زميلتكِ في العمل
دعاء(جحظت بعينيها بهلع):- زميلتي هئ … طيب طيب دعيني أبدل ثيابي سأنزل فورا
بسرعة ارتدت ملابس مناسبة لاستقبال تهاني ، بعد مدة وافتها في الصالون وجدتها تلتهم قطع الحلوى وتمتن من لذتها وبجانبها عفاف
عفاف:- تمام .. صحة وهنا سأترككما لدي عمل كثير بالمطبخ
تهاني(بفم ممتلئ):- تسلمي يا ست عفاف
دعاء(برجفة):- تهاني .. ما سر الزيارة عزيزتي ؟
تهاني:-آه لقد قلقنا عليكِ بالشركة هاتفكِ خارج التغطية و أنتِ لم تبلغينا بغيابك لذلك السيد معاد صرع رأسي بالسؤال عنكِ في الأخير طلبت إذن المدير لزيارتك
دعاء(حساااام):- وماذا بعد ؟
تهاني(همت بالتهام قطعة أخرى):- ها أنا ذا أمامكِ على فكرة المدير أيضا في سيارته بالخارج لقد أصر على إحضاري بنفسه للاطمئنان عليكِ
دعاء(جحظت بعينيها):- هئئئ ماذا قلتِ أهو بالخارج ؟؟؟؟
مديحة(تهلل وترحب):- يا أهلا وسهلا بك تفضل تفضل البيت بيتك .. يا دعاااء دعاء أليس عيبا أن تتركي مديركِ في الشركة بالشارع أوووه اعذرها يا بني فهي متعبة بعض الشيء تفضل هناك تفضل ..
دعاء(استقامت بضعف وهي تراه أمامها يعبر باب البيت المفتوح):- سيد حسام
حسام(تنهد أخيرا حين رآها وهمس):- دعااائي
دعاء(بارتباك زفرت بعمق):- أ.. تفضل هنا رجاااء
مديحة:- تفضل تفضل .. عفاف احسبي حساب السيد في القهوة عذرا منك لو لم أذهب لأحضر بعض الأغراض للبيت لكنت بقيت خارجا ..
حسام:- احم لالا لا مشكلة أنا لم أرد أن أحرجكِ سيدتي أردت فقط الاطمئنان على الآنسة دعاء بما أنها لم تعلمنا بغيابها .. هي غالية علينا جداا
دعاء(ابتلعت ريقها وهي تنظر إلى عينيه بارتباك):- لقد .. أ.. كنت متعبة
حسام(استقام):- أهااااه أ.. هل لنا بدقيقة على انفراد من أجل بعض الملفات .. كي تنهيها تهاني تعلمين العمل لا يتوقف ووقتنا ضيق
دعاء(وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها):- أكيد تفضل من هنا رجاء … عن إذنكم
مديحة:- أ.. تمام تفضلي عزيزتي
تهاني(ممسكة بالصحن في حضنها):- هذه الحلوى لا تقاووووم تسلم الأيادي
مديحة:- سأبعث لكِ بين الفينة والأخرى نصيبا مع دعاء بما أنها نالت إعجابكِ لهذه الدرجة
تهاني:- أوووه سأكون ممتنة لكِ على ذلك ..
حسام(بعد أن دخلا غرفة الضيوف اقترب منها بلهفة):- قلقت عليكِ يا دعاء
دعاء(أشارت له بيدها كي يتوقف محله):- حسام أنت ببيتنا
حسام(زفر بعمق وهو لا يستطع الابتعاد عنها):- لا تفقديني صوابي يا دعاء كنتِ ردي على هاتفكِ وقولي بأنكِ مريضة كنت أحضرت لكِ طبيبا أو أخذتكِ للمشفى أو لا أدري المهم أن تكوني بخير
دعاء(ضحكت بسخرية وهي تجمع يديها في حضنها):- ولم ستقوم بذلك ؟؟ هل أنا زوجتك مثلا ولا أدري ؟؟؟
حسام(تفاجئ من ردها ووضع يده على جنبه):- دعينا من هذا الحديث الآن … لقد تركت كل شيء وجئت إلى بيتكِ من أجل الاطمئنان عليكِ يا حبيبتي
دعاء(بمرارة):- ههه أتعلم ما المضحك في الأمر ؟؟ أن حبك لي كان حب امتلاك وفقط أنا لعبتك يا حسام لعبة في حياتك تريدها أوقات فراغك لتلعب بها وتطفئ نار شوقك ، أنا لا شيء في حياتك فلو كنت كما تدعي لما تركتني ليلة أمس تحت أي ظرف كان
حسام(رفع صوته وخفضه بعدها):- لقد تفاجئت بها أيضا .. جيداء خططت لتخريب ليلة أمس لأنها تشك بي فعليا وأنا لا أستطيع أن أظهر لها شيئا عكس ذلك ، لو كنت أرسلتها وبقيت رفقتكِ لكانت قد وضعتني في موقف محرج أعرفها حين تصاب بنزعة الشك ..
دعاء:- وأنا أنا ما شأني بها ..ما شأني بها … دعني أذكرك بكلامك في البداية كيف كان ، لقد وعدتني بحل مشاكلك معها و كلها فترة وتهدأ فيها الأمور وبعدها تتقدم لخطبتي لكن ماذا حدث بعد ذلك ماذا حدث ؟؟؟ مرت شهووور وشهوور حتى بلغنا السنتين ونحن لا زلنا في مكاننا لا زلنا على وعود كاذبة وأحلام واهية … ماذا تنتظر مني بعد يا حسام ؟؟؟
حسام(ابتلع ريقه واقترب منها):- أرى أن المكان هنا ليس مناسبا لإكمال هذا الحديث ، ارتاحي يومين أو قدر ما تشائين ولنا كلام في شقتنا
دعاء(مصت شفتيها بغبن ودموعها تخونها):- لا يا حسام يكفي خضوعا لقد تعبت من دور العشيقة وحان وقتك لتضعني في المكان الذي أستحقه أنت مجبر على ذلك ..
حسام(عقد حاجبيه وهو ينظر إليها باستفهام):- كيف يعني ؟؟
دعاء(نظرت للسماء وبعدها وضعت يدها على بطنها):- اكتشفت أنني حامل
حسام(فغر فاهه):- ماذاااااااااا ؟؟؟ ولكن كيف ؟؟؟
دعاء(نظرت إليه بعدم تصديق):- هه ولكن كيف ؟؟ أتسألني جديا يا حسام كيف ؟؟
حسام(مسح على جبينه بصدمة):- قصدت يعني .. لقد كنتِ تأخذين حبوب منع الحمل وقد أخذنا جميع التدابير فكيف وقع هذا الحمل ؟؟
دعاء(فتحت فمها بذهول):- إنها إرادة رب العالمين يا حسام هل ستحاسبني عليها ؟؟؟
حسام(هذا الأمر غير قابل للنقاش بتاتا ، بثورة غضب انفجر في وجهها):- كان يجب أن تأخذي تدابيرك أكثر يا دعاء ماذا سنفعل الآن هاااه أخبريني كيف سأحل هذا الموضوع ؟؟ لقد تعمدتِ ذلك صحيح من أجل الضغط علي .. برافو عليكِ دعاء برافوووو
دعاء(وضعت يدها على قلبها ودموعها المتألمة تنساب بخذلان):- هكذا يا حسام .. أتتهمني بأنني تعمدت ذلك ؟؟
حسام(مسح على شعره بتعب وجلس على الكرسي بانهزام):- لقد فاجأتني يا دعااااء هذا أمر لم أكن أتوقعه بالمرة ولم أحسب حساب وقوعه في هذا التوقيت تحديدااااا
دعاء(جلست تبكي ورمت وجهها بين يديها بألم عميق):- اهئ اهئ
حسام(عقد حاجبيه وزفر بعمق قبل أن يستقيم ويجلس القرفصاء أمامها):- لا تبكي .. متى عرفتِ بالأمر ؟؟؟
دعاء(من بين دموعها):- اليوم صباحا
حسام(بغصة في قلبه مسح على يدها بحركة متتالية تطمئنه هو وليس هي):- سأحل هذا الأمر حبيبتي طالما نحن نحب بعضنا يمكننا إخفاء موضوع الحمل لحين ترتيب الأمور
دعاء(نظرت إليه بدهشة من بين دموعها):- ماذا تقصد ؟
حسام(استقام وجعلها تقف أمامه أيضا):- امسحي دموعكِ تعلمين أنني لا أقوى على رؤيتكِ و أنتِ تبكين ، أنا سأحل الأمر سأرى ما قد أفعله أنتِ لا تقلقي
دعاء(بتمني):- هل .. هل سنتزوج ؟
حسام(قبل رأسها بحب):- طبعا حبيبتي وهل سأتخلى عنكِ في ظرف كهذا مستحيل هذا إبني أنا أيضا .. أمهليني بعضا من الوقت فقط روحي ممكن ؟؟
دعاء(بفرح عارم ارتمت في حضنه وقبلته):- طبعا طبعا حبيبي أنا سأنتظرك حتى تطرق باب بيتنا بفرح … أكاد لا أصدق هل سيتحقق حلمي أخيرا ؟
حسام(تأوه بعمق ومسح على شعرها):- طبعا يا عمري أنتِ حبيبتي وستصبحين زوجتي وأم طفلي هه هيا امسحي هذه الدموع لا نريد من تهاني أو أهلكِ أن يروكِ بهذا الشكل من اليوم فصاعدا لن يجدوا سوى البسمة مرتسمة على وجهكِ الجميل ..
دعاء(بعدم تصديق انهمرت دموع فرحتها على وجنتيها وهي تتطلع إلى حبيب قلبها الذي لم يخذلها وعادت وعانقته):- أنا سعيدة جدا أحبك أحبك حبيبي أحبك
حسام(ضمها من جديد لصدره وهو مبتسم بارتياح قلق):- يا روحي أنا …
استطاع أن يعيد البسمة لثغرها وجعل الفرحة أيضا تتراقص في قلبها ، هي تنتظره الآن على أحر من الجمر ، ولكي تكتمل فرحتها عليه أن يعيد قيمتها أمام أهلها ويتصرف في أسرع وقت حيال هذا الأمر المفاجئ هكذا توقعت منه و أملت ، لقد قلب حسام مزاجها في لمح البصر بذكائه المعهود أو ممكن تسميته بالخبث الخفي ، غادر هو وتهاني وتركا دعاء ترقص مرفرفة فوق غيمة من الأحلام بيومها الموعود مع حسام ويدها تتحسس بطنها بكل حب ..أما هو فلقد كان شارد الذهن بينما لم تسكت تهاني طوال عودتهم للشركة وهي تمجد وتشكر في حلوى أم دعاء ، لم يكن يسمعها بالمرة لأنه يفكر بمصيبته التي حلت عليه وفور وصولهم للشركة أمرها بالنزول والعودة للعمل بينما هو انطلق لمكان مجهول وقبل ذلك أمسك بهاتفه
حسام(ابتلع ريقه وتنهد بعمق):- أحتاج مساعدتكِ على الفور الأمر ضروري .. سأمر بعيادتكِ بعد ساعة شكرا نجلاء .. تمام أنا في طريقي ..

"سَهلٌ أن نزرَع الحُلم في قلوبنا ونعيشَه بكُلِّ مَشاعِرنا لكن صَعبٌ أن تَخذلنا الظرُوف ولا نُحقق شيئا من المُراد "
كانت تبكي على حجر أمها الذي افتقدته منذ مدة طويلة لطالما كانت مدللتها الصغيرة لكن الصغيرة كبرت و أصبحت أما ولا تزال تشعر باحتياجها لحضن نبع الحنان ..
عواطف(تمسح على شعر رنيم):- ألم تشبعي بعد من حصة الدموع يا طفلتي ؟
رنيم(مسحت أنفها بمنديلها ونظرت إليها):- أنا متعبة يا أمي ولكنني أخفي ألمي وأوجاعي على رأفت كي لا أزيده هما على هم إنما لم يعد بإمكاني السكوت أكثر على ما تفعله بي ، إنها لا تفلت فرصة واحدة دون التقليل من شأني وتمجيد سيرة قريبتها اللعوب ..
عواطف:- أخبريني يا رنيم .. كيف هي معاملة زوجكِ معكِ ؟
رنيم(لمعت أعينها بحب):- رائعة .. إنه يحبني يا أمي ورغم تذمري المتواصل إلا أنه يستمع إلي ويحثني على الصمود ، هو يلبي كل رغباتي وطلباتي دون تردد ، أنا وأيهم نعيش معه بشكل أكثر من رائع لكن ذلك لا يكفيني فأمه لا تترك لنا مجالا للتنفس إنها تنقص من قدري طوال الوقت وأخشى أن تلعب بعقله وينظر يوما ما لفارق المستوى بيننا يعني هو متخرج من أرقى الجامعات بينما أنا لم أفلح في دراستي أنتِ تعلمين البقية …
عواطف:- طالما يحبكِ يا ابنتي فلا تخربي بيتكِ بيديكِ ولا تطالبيه بما ليس في قدرته ، لا يوجد ما هو أسهل من أن يجهز شقة لكم لكنه لا يريد الابتعاد عن أهله وهذا حقه يا صغيرتي
رنيم:- لكن إن كنا نعيش حياة غير مستقرة من واجبي أن أطالب بحريتي يا أمي
عواطف(مسحت على خد ابنتها):- اسمعيني جيدا ما دام زوجكِ يحبكِ فهذا أقصى ما تتمنيه لأنه سيكون من الأنانية أن تحرميه من شيء يحبه لترضي نفسكِ أنتِ .. أعلم أنكِ تريدين حياة مستقرة مع رأفت و أطفالك لكن ضعي نفسكِ مكانه ولو مرة واحدة أجزم أنكِ ستجدين له ألف سبب لرفضه الرحيل ..
رنيم(هزأت):- هه أمي أرى أنه قد سبقني ونال مساندتكِ له
عواطف(ربتت على يدها):- اكسبي زوجكِ ولا تجعليه ينزعج من دلالك يا رنيم ، لا تعطي الفرصة لغيركِ كي يفسر تصرفاتك بشكل خاطئ هممم
رنيم(بصداع في رأسها):- طيب ماما طيب .. أريد أن أنام قليلا أحس بالتعب
عواطف(ساعدتها على الاستلقاء بشكل مريح وغطتها بالغطاء):- تمام صغيرتي أنا هنا ناديني فقط إن احتجتِ لشيء .. لا تقلقي على أيهم حين يستيقظ سأهتم به خذي راحتكِ فقط
رنيم(ابتسمت بحب لها):- أحبكِ ماما
عواطف:- وأنا أحبكِ يا نور قلب ماما ..
زفرت بعمق وهي تقفل الباب خلف ابنتها وقلبها يعتصر آلاما متعددة كل من بناتها تعاني المر ولا واحدة فيهن تعيش السعادة التي تستحقها لا بد وأن يكون هناك ما يعيق تلك الفرحة ، خصوصا سمر وميرنا فكلتاهما تعاني الآن من جرح القلب وهذا ما لا يطيب بسهولة ، رفعت يديها للسماء تدعو لهن وانضمت لبقية الأهل ..

في الشركة
رقية:- دعني أفهم شيئا فقط فمنذر لم يفدني بأدنى معلومات عن صاحب الدعوات قال أنه لم يمده بأدنى اسم أو معلومة
وائل(يتفحص بطاقة الدعوة السوداء والتي كانت مكتوبة باللون الذهبي ومعقودة من الأطراف بورد أسود يزينها):- هي دعوة أنيقة لحفلة مجهولة مكتوب هنا شيء كلاسيكي لأول مرة يصدفني هذا الأمر والغريب أن كلانا مدعو لها باستثناء شهاب ..
رقية(جذبت الكرسي وجلست أمامه وهي تتفحص بطاقتها أيضا واسمها المنقوش بداخلها بشكل أنيق):- اممممم صدقا أمر محير ربما كانوا من عملاء مكتبنا مثلا ؟
وائل(استقام وزفر بعمق):-من يدري .. لكن أيا كانوا فأنا لا وقت لدي لمثل هذه الحفلات التافهة .. علي أن أخرج ابن عمي من ورطته
رقية(رفعت حاجبها ووقفت خلفه):- لا يا حبيبي لا من قال ذلك من قال .. أنت ستحضر إجباري عليك ألم تلاحظ أن الدعوة اقتصرت عليك دونا عن شهاب يعني أن حضورك ضروري كواجهة لدابليو إر ... أرجوك وائل أرجوك لا تخذلني تعلم أنني عاشقة للحفلات
وائل(عاد لمكتبه ونظر لموعد الحفلة):- الموعد ليلة غد .. برأيكِ هل هو توقيت مناسب للاحتفال وابن عمي مسجووون ؟؟؟
رقية(مطت شفتيها و اقتربت منه):- اسمعني جيدا من أجل اسم شركتنا يجب أن نكون ضمن قائمة الضيوف لا يهمني أصحاب الدعوة فمؤكد أنه عملاء لنا ، ما يهمني هو أن تريح بالك تماما من جهة شهاب على الأغلب سيطلق صراحة في أقرب وقت
وائل(رفع حاجبيه باستغراب):- وكيف عرفتِ ؟
رقية(ابتسمت وهزت رأسها):- بصراحة ميرنا لمحت لي أن أختها تنوي التنازل لكن لا زلت لا أملك الخبر اليقين ، لكن لا تقلق لا تقلق أنا في طريق معرفة ذلك
وائل(بتفكير):- اممممم وكيف ستعرفين ذلك يا فهيمة ؟
رقية(هزت حاجبيها بمرح):- امم أنت تهزأ بي يا صديق لكنني سآتيك بالمفيد من نشرة الأخبار عينها
وائل(اختفت بسمته ونظر إليها باستغراب):- ميرنا ؟؟
رقية(تلاعبت بعينيها):- تتت بل إياد
وائل:- آآآآه إياااد .. اممم غريب كيف كونتِ صداقة سريعة معه لتلك الدرجة ؟
رقية(ابتلعت ريقها وبتلعثم):- عادي ما الغريب يعني يا روحي .. الرجل في قمة الأدب و الرقي وقدم لي مساعدة لن أنساها ما حييت
وائل(رفع رأسه بدعابة جدية):- أنقذ كعبكِ صحيح صحيح تذكرت
رقية(عقدت حاجبيها وبشفتين متدليتين):- وكأنني ألمس نبرة سخرية في حديثك ؟؟
وائل(رفع يديه للسماء وجلس على كرسي مكتبه):- ههه أبدا أنا فقط أشيد بإنجازاته العظيمة
رقية(صغرت عينيها بمكر):- على الأقل أنا أعلم هوية منقذي الدور عليك يا جاهل
وائل(مسح على فمه بشرود):- هل أخبرتكِ أنني لمحتها اليوم بجانب مركز الشرطة ؟
رقية(فتحت عينيها على وسعهما وجذبت الكرسي بجانبه وتحركت إليه بخفة كمن وجد كنز علي بابا):- واووو وائل لم أكن أحسب أن الأمر وصل بك لهذا المدى ، لقد تطورت حالتك من أحلام النوم لأحلام اليقظة أظنك تخطيت مرحلة الهلوسة فأصبحت تراها في وضح النهار تتتت أظنها ساحرة علي أن أسألها عن أشياء تخطر ببالي… ساعدني وائل
وائل(بنظرة قتل مرتقب):- رقية غادري غرفتي الآن قبل أن أصُب فيكِ جام غضبي
رقية(رفعت حاجبها واقتربت منه):- هههه كنت أمزح هيا أخبرني مجددا أين رأيتها ؟؟
وائل(تنهد بأسف وأغمض عينيه):- أظن أنني لست بخير لقد قلبت كياني تلك المرأة منذ أن رأيتها ليلة أمس لم تبرح تفكيري .. أظنني قد وقعت في شباكها
رقية(تغيرت ملامحها من الهزل للجدية فورا):- ماذا قلت هووه وائل رويدك يا صديقي هل جننت أنت حتى لا تعرف وضعها إن كانت متزوجة أو مرتبطة أو كانت مجرد وهم ؟؟
وائل(نهض من محله وتوجه صوب النافذة ماثلا أمامها ونظره للبعيد):- ليست وهما ليست وهما أنا واثق أنني تعلقت بها دون أن أعرف عنها شيئا .. أنا متأكد مما أشعره هي قريبة مني جدااا ولكنها بعيدة في آن الوقت هل رأيتِ جنونا مثل هذا ؟؟
رقية(وقفت وتقدمت إليه ثم ربتت على كتفه بمساندة):- إن كانت من نصيبك يا وائل فسيجمعك بها القدر ذات يوم .. لا تبتئس ولا تخشى على قلبك فليست كل النساء كاذبات
وائل:- تعلمين أن حكايتي مع سعاد لم تكتمل حتى حين عرفت أن مطمعها الأول والأخير هو ثروتي لكن مع ذلك وثقت بها وكم هو مؤلم حين تثق بأحد ما ثقة عمياء ويخذلك ..
رقية(تنهدت بألم عليه):- أعلم يا وائل أعلم لكن لا تتذكر تلك المرحلة قد انتهت .
وائل(نظر إليها بعمق وبعد صمت):- كيف سأجد وهم قلبي "عسل الغروب" ؟؟
رقية(رفعت شفتها بعدم فهم):- من ؟؟؟ لالالا من الواضح أن حالتك ميؤووس منها
ابتسم لها بشرود بينما تركته في حالة هذيان مطلقة .. لملمت حاجياتها وغادرت مكتبه لتتجه صوب موعدها الذي حددته مع البطل الهمام بالضبط في مكان التحضير لعرضه المرتقب .. وصلت بعد مدة لمقر عمله وخرجت من المصعد وهي في حالة ارتباك مرح ، ابتسمت وهي تلج المعرض الذي كان لا يزال في ترتيباته الأولية توجد صور معلقة صور موضوعة على الجوانب غيرها على الأرض والعديد من الأشياء الغير مرتبة .. لاحظته في إحدى الزوايا واضعا قلم رصاص خلف أذنه كاميرته متدلية من صدره يده على جنبه بينما عيناه شاردتان في تلك الصورة على الأغلب كان ينتقي الموضع المناسب لها ، رفضت أن تقطع على نفسها تلك اللوحة الممتعة لهيأته لكن …
رقية(تنحنحت بصوت عال):- أحم أحم …
إياد(بانتباه التفت لها وأفرج عن ابتسامة مشرقة):- رقية
رقية(يا لها من ابتسامة لا لا هذا كثير علي):- بعينها .. كيف حالك إياد ؟؟
إياد(لنقل أنني تائه منذ اتصالكِ بي):- بخير بخير .. اعذري فوضويتي المعرض على الأبواب ويلزمني عمل كثير .. أ تفضلي هناك تعالي
رقية(تبعته لإحدى الطاولات الموضوعة عند الزاوية):- آسفة أني أعطلك عن عملك ..
إياد(بابتسامة):- بعض الاستراحة مفيدة .. ماذا تشربين ؟
رقية(وضعت حقيبتها على الطاولة):- أي شيء ..
إياد(استقام وأخرج من ثلاجته علبتي عصير):- سأفرغ لكِ هذه ..دقيقة فقط
رقية(وقفت أيضا واتجهت صوب الصور المعلقة تتأملها بإعجاب):- واووو ما كنت أحسب أنك بارع لهذه الدرجة الصور جد جميلة
إياد(وهو يصب العصير بكوب مناسب):- إنها حصريا لكِ فقط لم يرها أحد غيركِ حتى ميرنا
رقية:- اممم أظن أنني نلت شرفا مهما خولني لاتخاذ هذا المنصب
إياد(تقدم إليها بكوبي العصير):- هو كذلك حتما .. تفضلي
رقية(أمسكته منه):- شكرا لك .. متحمسة جدا ليوم المعرض أكيد سيحدث ضجة مثل المعرض السابق قد تداولته الفئات لفترة طويلة
إياد(بخبث):- وكأن أحدا هنا قام بتحري عن معارضي السابقة ؟؟
رقية(شربت العصير وابتسمت بخجل):- يعني أردت الإطلاع على معلومات بسيطة لأفهم ما أنا مقدمة عليه .. أ يعني لآخذ فكرة
إياد(ابتسم وشرب من كوبه أيضا):- امممم على العموم شكرا لإطرائك
رقية:- عليك أن تكون فخورا أنت موهبة نادرة صدقا رأيت معارض شتى أثناء سفري مع وائل أنت تضاهيها عالمية وقيمة
إياد:- يا عيني لقد ارتفعت نسبة الغرور لدي .. ما كنت أحسب أنكِ مجاملة بامتياز
رقية:- ليست مجاملة أنا أقول ما تراه عيني
إياد(نظر إليها):- وهل كل ما تراه عيناكِ جميل هكذا ؟؟ ..
اختفت بسمتها بدهشة هل هذا غزل مثلا أم أنها جملة عابرة ، نظرت إليه وهو يشير إلى إحدى الصور ويشرح لها موقع التقاطه لها وموضوعها الأساسي ، كانت فاغرة فاهها تحاول بصعوبة أن تركز معه لكن حركات يده التي تبرز إيحاءات شرحه شوشت تركيزها بينما عيناه اللتان تنتقلان من الصور إليها فيهما بريق يدغدغ قلبها ، عقدت حاجبيها مبتلعة ريقها بجهد جهيد ..
إياد(وضع الكوب على الطاولة):- أرأيتِ كانت محض صدفة لكنها خلقت لي مجالا إبداعيا ساهم في التقاط ما يناسب
رقية(بانتباه هذا ما سمعته في الأخير وبعدم فهم):- هااااه ؟؟؟ أ.. آه آه جميل جدا
إياد(صغر عينيه وتقدم إليها):- هل انتهيتِ ؟؟
رقية(مرتبكة من قربه):- انتهيت من ماذا ؟
إياد(ببسمة):- الكوب ؟؟
رقية(نظرت له ووجدته فارغا لكن متى شربته كله آه آه وقت نومي لكن ماذا يحدث لي أين ذهب بقية حديثه تبا لكي يا رقية):- تفضل ههه
إياد(وضعه برفق على الكرسي وضم يديه لصدره وهو متكأ براحة على الجدار):- تمام أخبريني إذن قلتِ أن لديكِ موضوعا مهما تودين التحدث به معي ..
رقية(مسحت على شعرها وهي تتجول تحاول إخفاء توترها الغريب):- آه صحيح كنت .. كنت أود أن أكلمك بشأن ميرا هل لديك معلومات مؤكدة على أنها تود التنازل حقا ؟
إياد:- ما أعلمه أنها تنوي تكذيب بلاغ نور ليس لدي معلومات أخرى
رقية(زفرت بعمق):- لكن ميرنا قالت لي أنها فعليا تنوي التنازل إنما لا أدري متى ..
إياد(عقد حاجبيه):- دقيقة واحدة أين رأيتِ ميرنا ؟
رقية(باستغراب):- بمركز الشرطة لقد أتت لرؤية شهاب
إياد(فتح عينيه بذهول):- ماذا قلتِ ؟؟؟ (بعد صمت) هل أنتِ متأكدة ؟
رقية(بدون فهم):- أجل متأكدة ..
إياد(دار بعينيه حول المكان بتفكير):- لماذا لم تخبريني بذلك يا ميرنا لمَ .. ؟؟؟
رقية(رفعت حاجبيها مندهشة من انزعاجه المفاجئ):- لكن ما الضير من ذلك أنا لا أفهم شيئا ما سبب انزعاجك من زيارته ؟؟
إياد(مال بضحكة ساخرة والتقط هاتفه بسرعة):- أنتِ لا تعلمين شيئا … لحظة فقط
رقية(كتفت يديها بزفرة تأفف):- تتت
إياد(أغمض عينيه بعمق حين وجد هاتف ميرنا خارج التغطية):- طبيعي طبيعي أن تهربي يا ميرنا وكأنني لا أعرفك هففف .. آنسة رقية هل هناك عيب إن اعتذرت منكِ الآن يجب أن أغادر على الفور ؟؟
رقية(بانزعاج توجهت صوب حقيبتها):- لا عليك كنت مغادرة أصلا .. سلام
إياد(حاول إيقافها لكنها غادرت بسرعة):- تت يا إلهي .. تبا يا ميرنا وهل هذه فعل تقدمين عليها هفففف …
انطلق من فوره بعد أن أقفل معرضه بسرعة وغادره ، ركب سيارته واتجه صوب المكان الذي تهرب إليه في العادة حين تضيق بها الدنيا ، متوقعا و جدا أن يكون شهاب قد أزعجها بما فيه الكفاية لذلك قررت الانعزال عن العالم والتقوقع في حالة البؤس … كان موقنا تمام اليقين أنه سيجدها هناك وبالفعل كانت هناك بين الأشجار جالسة على الكرسي الخشبي تناظر البحر أمامها وعقلها على الأغلب يسبح بعيدا في ملكوت الله .. زفر بارتياح لأنه وجدها بسرعة واتجه نحوها بخطوات مسرعة تخفي وراءها ارتياحا ذاتيا …
إياد(جلس بقربها فجأة وأخذ يتأمل):- على حد علمي من يملك صديقا حميما في محيطه يجب عليه أن يشاركه هذه المناظر الخلابة لا أن يهرب منفردا إليها …
ميرنا(مسحت دمعها والتفتت إليه):- إياد ..
إياد(وضع يديه بارتياح على حافة الكرسي ملتفتا إليها):- ببرودة إياد .. أجل يا روحي إياد إياد بعينه الذي لم تكلفي نفسكِ الاتصال به وإخباره بالمستجدات … هل زرتِ شهاب حقا ؟
ميرنا(بملامح بائسة):- نعم
إياد(بقلق اقترب منها قليلا):- ماذا يجري ؟؟
ميرنا(بغمغمة دمع نظرت إليه مطولا قبل أن تنفجر باكية):- اهئئ إياااااد… لقد وقعت في ورطة اسمها شهاب لن أتخلص منها ما حييت …
لم يفهم شيئا من جملتها تلك لكن علم أنها بحاجة لمواساة روحية قبل أن تباشر الحديث ، وضع يده على كتفها بمساندة من الواضح أنها كانت بحاجتها لأنها بكت كثيرا وبدون توقف حتى استكانت أخيرا شهقاتها و جفت أدمعها الحزينة ..
إياد:- ألن تقولي شيئا ؟؟
ميرنا(بأسى):- لا يوجد شيء يقال يا إياد .. أنت تعلم أن سيرة شهاب ترهقني فما بالك برؤيته يعني حاولت إبعاده عن ميرا وذلك لم يفلح إلا بشروط
إياد(ابتعد عنها ونظر إليها بنظرة ارتياب):- شروط ؟
ميرنا(نظرت إليه نفس النظرة وابتلعت ريقها):- لكي يتركها و شأنها كان علي أن أقبل بشروطه
إياد(انتفض واقفا بعصبية وجذبها من يدها حتى استقامت مقابله):- أية شروط تلك يا ميرنا ... تكلمي؟؟
ميرنا(لاحظت وتيرة حديثه العصبية):- إياد أنت تؤلمني ..
إياد(فتح انعقاد حاجبيه وترك يدها ومسح على وجهه بتعب بعدها وضع يده على جنبه وهو يزفر براكينا من أعماقه):- قولي يا ميرنا ..أي شروووط قبلتِ بها ؟؟
ميرنا(بدمعتين ساخنتين رمقته):- لقد .. لقد جعلني أعده ب .. بإعطائه فرصة
إياد(كأنها فتحت باب الغضب لديه):- ماذاااااااااااااااااااااا اااااا ؟؟؟؟؟ هل قبلتِ بذلك يا ميرنا من أجلها من أجلها بعد أن فعلت بكِ كل ذلك ؟؟ هل جننتِ ؟؟؟ فلتحترق و إياه لا شأن لكِ بها لا شأن لكِ بها أسمعتِني أم لا سوف تنسين وعودكِ له يا ميرنا أنتِ لن تعودي لشهاب لن تعودي
ميرنا(بفم مفتوح ونظرة ذهول احتبست أنفاسها من ثورته الغريبة):- إيااااد ..
إياد(مسح فمه بغضب ونظر إليها بعد أن هدأ هدير أنفاسه ثم أشار لها بإصبعه):- ستغادرين معي الآن .. ستنسين أمر زيارتكِ له إن سجن أو لم يسجن لا شأن لنا بذلك ،،، لا شأن لناااا
ميرنا(لنا ؟؟؟؟):- ولكن …
إياد(أمسك بيدها بعصبية وجذبها إليه):- كما سمعتِ … لا أريد نقاشا في الموضوع هيا بنا سنمر بالجريدة لأخذ بعض الملفات لدينا عمل علينا إنجازه …
بدهشة اعترت ملامحها غادرت معه ذلك المكان نحو سيارته ، لم ينظر تجاهها أو ينبس ببنت شفة ضل صامتا طوال قيادته وكأنه يصارع نفسه ، لم تتوقع أن تكون ردة فعله بهذا الجموح لقد فاجئها حقا لكن بما أنه استقبل قرارها بذلك الشكل فالقادم أشد وأصعب من المؤكد أنها ستلقى الويلات من أهلها ، وأولهم نور لن ترحمها إن هي فكرت بالعودة لشهاب لن ترحمها حتى لو كانت لا تزال فكرة مختمرة في عقلها … بعد صمت طويل أوقف سيارته بجانب مقر جريدتهم وأخذ وقتا قبل أن يلتفت إليها
إياد(نظر لملامحها الساكنة والمذهولة في آن الوقت):- آسف لأنني انفجرت بوجهك ميرنا عذرا إن أخفتك ..
ميرنا(ابتلعت ريقها ونظرت إليه بقلق):- أ.. لقد فاجأتني لم أرك بذلك الشكل قبلا يعني .. لا أعرف لم يسبق أن غضبت لتلك الدرجة
إياد(نظر من جانب نافذته يبحث عن كلمات مناسبة):- لا تؤاخذيني لقد طار عقلي من محله حين سماعي بجنونك
ميرنا(بحدة):- ليس جنونا يا إياد أظن أنه من واجبي أن أقوم بذلك من أجلها حتى لو كانت لا تستحق ذلك .. جزء مني يود لو أتركها لقدرها هي التي جنت على نفسها بتلك الفعلة الشنعاء .. لكن جزء آخر يطالبني بحمايتها لعلني أكفر عن ذنب لم أرتكبه برغبتي .. لم أحسب يوما أن حب والدي سيصبح وصمة عار ..
إياد(أمسك بيدها برفق):- ميرنا أنتِ لست مطالبة بالتكفير عن أي شيء .. كفي عن طيبوبتكِ تلك لأنها لن تجلب وراءها سوى التعاسة ، عودتكِ لشهاب يعني معاناة جديدة و أظن أننا قد قطعنا شوطا كبيرا يخولنا للاستمرار بعيدا عن مداره هممم
ميرنا:- أنت أنا … لن أخفي شيئا عنك حين سألني شهاب إذا ما كنت لا أزال أكن له مشاعر حب ، شعرت بشيء ما يرتعش في خافقي و أحسست بشيء من تلك المشاعر التي كانت تنتابني بقربه لا أعرف تفسيرها لكنها موجودة وقد ظهرت وقت الحقيقة ..
إياد(نظر جانبيا للفراغ وقال بخفوت):- واهمة أنتِ يا صديقتي .. لا يوجد شيء في قلبكِ تجاهه ولم يكن أصلا
ميرنا(عقدت حاجبها وأطلت بوجهها عليه):- ماذا تقصد ؟؟
إياد(ربت على يدها قبل أن يزيل حزام السيارة من عليه):- دعينا نصعد للجريدة على الأغلب هناك الكثير من العمل المتراكم بانتظارنا ..
ميرنا(رمقته وهو يترجل من سيارته ولم تفهم منه شيئا البتة):- ترى ما به إياد ؟؟
إياد(في سره):- لن تفهمي أبدا يا ميرنا لن تفهمي أنكِ ترمين بنفسكِ نحو الهلاك ، شهاب موت وليس حياة ليس حيااااااة ... آآآه يا ميرنا …
اتجه كل إلى مكتبه وفي قلبه الكثير من الزفرات المتتالية من جهة كانت تحترق قلقا من خطوتها تلك ومن جهة أخرى كان يرتجف خوفا عليها من الخطوة عينها .. لحظة لحظتين و إذ بهما التقيا بالممر وبملامحهما نفس النظرة
إياد(تقدم إليها و أقفل الباب خلفه):- أنتِ أيضا ؟؟
ميرنا(رفعت بطاقة الدعوة السوداء):- نفسها ..
إياد(أظهر بطاقته باستغراب):- ممن الدعوة يا ترى ؟؟ لا يوجد هنا إسم أو أي دلالة تدل على صاحب الدعوة ..
ميرنا(تتفحصها باستغراب):- ثم لم أفهم ما معنى حفل كلاسيكي هل يجب أن تكون الأزياء قديمة كالحفلات التنكرية مثلا ؟؟
إياد(قلب البطاقة ووجد ملحوظة):-أنظري هنا لهذه الجملة"كن نبيلا لتحظى بقلب أميرتك" هههه ماذا الآن هل يلعبون معنا لعبة مثلا ما هذا الهراء ؟؟
ميرنا(نظرت لملحوظة بطاقتها):- "كوني أميرة لتحظي بقلب فارسك"ههه من الواضح أننا سنكون أمام متعة حقيقية … إياد
إياد(رفع حاجبه بتأييد):- ولووو سنذهب سنذهب وهل هذه حفلة تفوت يعني ..
ميرنا(مالت بشفتيها ببسمة أشرقت على وجهها مسحت كل الغبن الذي كان):- ههه أحبك عندما تفهمني
إياد(عض شفتيه وعاد لينظر لبطاقته):- ميرنا الراجي .. استعدي لدينا سر عظيم يكمن خلف هذه الدعوة وعلينا اكتشافه
ميرنا(تنهدت بعمق):- علي الاتصال بنور على الفور
إياد(لاحظ حماستها التي عادت إليها):- ميرنا
ميرنا(غمزته بخفة):- ههه هيا دعني أجهز نفسي لا وقت لدينا لنضيعه ..
إياد(ببسمة غمزها أيضا):- يسلملي المرح أنا هههه … أفرح حين أرى ابتسامتكِ ميرنتي
ميرنا(رفعت حاجبها وبغمرة فرح عانقته):- ههه أتمنى ألا يحرمني منك الله أبدا أبدااا
إيمان(دخلت فجأة عليهما):- أآن .. عذرا منكما
ميرنا(بنفس الابتسامة المرحة):- إيمان مرحبا
إيمان(بوجه ممتقع بالغضب نظرت إليهما و إلى إياد الذي ابتعد عن المدار برمته واتجه صوب مكتبه):- ميرنا انتظريني سنغادر سوية
ميرنا:- تمام لا تتأخر .. أدخلي إيمان تعالي
إيمان(بوجع داخلي):- أ.. ما سر البهجة هنا ؟؟
ميرنا(مسحت على جبينها بهدوء وجلست على مكتبها):- شيء عابر فقط .. أخبريني أنتِ هل تأقلمتِ مع العمل هنا ؟
إيمان(شيء عابر هاااه ماشي):- اممم يعني لا زلت أحاول .. لم تخبريني ميرنا بخصوص قضية الفهد البري هل توصلتما أنتِ وشهاب لأي شيء يعني دليل معلومة ؟
ميرنا(تجمع بعض الأوراق باهتمام):- ليس بعد .. توصلنا لمعلومة تقول أن هناك حمولة ستمر مطلع الشهر المقبل ولا ندري بعد كيف سنتعامل مع هذا الأمر …
إيمان(بمكر):- أهاااه قلتِ مطلع الشهر المقبل طيب من ينظمها يعني كيف عرفتم ؟؟
ميرنا(ارتدت نظارتها البصرية وشرعت تتفحص ملفاتها):- بم سيفيدكِ معرفة المخبر نحن نعلم وكفى
إيمان(رفعت حاجبها):- وهل تشكين بأمانتي يعني ؟؟ أنا فقط أود تقديم المساعدة
ميرنا:- لا تقلقي أنا و إياد نتسلم الأمر .. تمني لنا التوفيق فقط
إيمان(خبيثة):- أوك على راحتك … لحظة ما هذه هناك أوووه دعوة …
ميرنا(نظرت إليها ووجدتها تتفحصها):- دعيت أنا وإياد إليها
إيمان(بغصة مسننة في حلقها):- فقط أنتما ؟
ميرنا(عادت لتركز بعملها):- أجل ..
إيمان(رمت بالدعوة على سطح المكتب واستقامت بغضب):- هل ستذهبان ؟؟
ميرنا(مطت شفتيها):- أكيد سنذهب وهل هذه حفلة تفوت ؟؟
إيمان(عضت باطن فمها من شدة الغيظ):- إذن سهرة ممتعة
ميرنا(ما بالها تنتفخ كالبالون هكذا بوجهي تتت):- تمام .. أ.. أوك أوك لم يدفع ذلك الباب المسكين ثمن غضبك الغير مفهوووم .. يا إلهي
إيمان(حين خرجت من مكتبها رمقت إياد وهو يضحك رفقة عدة عاملين معهم):- امم سنرى
التحقت بمكتبها بسرعة ورفعت هاتفها وهي تتأجج غضبا ..
إيمان:- ألو مرحبا سيدي .. لقد اتصلت بخصوص الحفلة ، أجل وصلتهما الدعوة سيأتيان أكدت لي ميرنا ذلك حاضر سيدي في خدمتك دوما ..
مساعد(الفهد البري):- تمام .. أبقي عيونكِ مفتوحة ووافينا بكل جديد
إيمان:- بأمرك سيدي ..
مساعده(أقفل الخط):- الجميلة قادمة للحفلة
الفهد:- اممم أخيرااا ..
مساعده(مسح على فكه بتفكير):- سيدي حاشا إن كنت أتدخل في قراراتك لكن هل أنت متأكد من خطوة لقائهما ما ربما انقلب الأمر و صار حقيقة ؟؟
الفهد(استقام من كرسيه بخفة):- ههه فكرت في هذا الاحتمال أيضا لكن لا تقلق سأضبط الأمور بيدي حين أجدها تفلت مني سأعدلها بنفسي
مساعده(بعدم فهم):- أهذا يعني أن حضرتك ؟؟
الفهد(بابتسامة ماكرة):- دعنا لا نستبق الأحداث ونترك الأمر للأقدار ..
مساعده:- ترتيبات الحفلة كما طلبتها يا سيدي وغرفتك جاهزة
الفهد(بتفكير عميق):- جيد جدا .. يا ترى هل سيأتي البقية أيضا ؟
مساعده(بعدم معرفة):- سنرى ذلك في الحفل عينه ..

في السجن
كان يدور في تلك الزنزانة الصغيرة وهو ينظر من وراء القضبان للفراغ حوله ، كيف آلت به الأوضاع حتى وصل لهذا المكان ؟؟ كيف سمح لغضبه أن يسيطر على تصرفاته لقد تصرف كحيوان دنيء و أي شخص سيلومه على حقارة أفعاله ، فميرا برغم تلاعبها لم تكن تستحق ذلك العقاب لم تكن تستحقه بصريح هذه العبارة ..الندم يتآكله ويصعب عليه إبعاد ما حدث عن باله أمسك بشعره بعصبية يحاول طرد هذه النقطة فكلما لاحت في فكره صورتها وهي تتألم وهي تبكي وهي تنظر إليه بعينين مصدومتين كسيرتين يجن جنونه و يزيد تدفق الألم في صدره ويشعر بالضيق .. جلس بوهن وتثاقل على الكرسي العريض وضرب رأسه بالحائط البارد خلفه وأخذ ينظر لشريط حياته المرير وهو يمر أمامه بطريقة مؤلمة جعلت الأنين يعتمر قلبه .. لقد أصبح متسببا رئيسيا في الصدع الذي فرق ما بين الإخوة مهما كانت بينهم من عداوة قديما إلا أنه قد أحيى تلك الآلام وساهم في تكبير الفجوة بصدر الأسرة من جديد .. تأوه بعمق وهو يحاول طرد صورة ميرا من مخيلته بينما ميرنا تأخذ حيزا من فكره فهي قد جاءت إليه و أعربت على أنها ستعطيه فرصة إن أثبت لها صدق نواياه وابتعد عن ميرا بشكل نهائي حتى لو قام بإخافتها وتهديدها لا يهم طالما أنها ستعود إليه في نهاية المطاف سواء خوفا على أختها أم رضوخا له لن يهتم فمع الوقت ستنسى وتعود لتحبه من جديد كما كانت و أفضل .. يكاد لا يصدق أنها ستعطيه تلك الفرصة و بات ينتظر موعد خروجه بفارغ الصبر ليزف الخبر لوائل فهذا الخبر هو الذي سيساهم في تغيير مسار حياة شهاب رشوان أكيد .. وعلى هذه الجملة عقد حاجبيه وقرر أن يبعد ميرا من تفكيره ومن حياته لن يلاحقها ولن يقربها مهما كان لأنه سيفي بوعده ويعتذر منها عن كل ما قام به من أذية لها هذه هي خطوته الأولى بعد خروجه … وعلى ذكرها كانت تجلس بأنوثة مرهفة في صالون قصرها شكلها لم يكن يوحي أبدا بتعبها فقد قام باتريك بإخفاء كل الرضوض بمهارة ، تنهدت بتعب وهي تنتظر خفية قدوم الشرطة الذين انضموا إليهم بعد مدة ..
هنادي:- أهلا بكما هل من خدمة ؟
الشرطي:- أنا المحقق ناجي وهذا المفتش رشدي نود رؤية السيدة ميرا لو سمحتِ ؟
هنادي:- أهاه تفضلا معي من هنا …
ميرا(برجفة استقامت ورأسها يدور لكنها حاولت الصمود):- .. مرحبا
ناجي:- سيدة ميرا عمتِ مساءا
ميرا(صافحته بود):- أنت أيضا ..
ناجي:- أنا المحقق ناجي تشرفت بمعرفتكِ سيدتي لدينا بعد الأسئلة أنا وزميلي المفتش رشدي فهل نأخذ من وقتكِ القليل ؟؟
ميرا(ببسمة أشارت لهما):- ولو مرحب بكما في أي وقت .. هنادي
هنادي:- ماذا تشربان ؟
رشدي:- لا شكرا سنختصر الأمر ونغادر على الفور
ميرا(ضحكت بميوعة):- هههه وهل هذا يجوز في قصري طبعا لا ..
رشدي(ابتسم):- امم طيب فنجانيْ قهوة بدون سكر
هنادي:- دقائق فقط وتكون أمامكم
رشدي:- شكرا لكِ .. أ سيدة ميرا سندخل في صلب الموضوع لقد تقدمت نور الراجي بشكوى ضد رجل الأعمال شهاب رشوان بتهمة الاعتداء عليكِ واختطافكِ عنوة من سيارتكِ الشخصية ماذا تقولين عن هذا الأمر ؟
ميرا(ضحكت بصخب):- هههه وهل شكلي يوحي بأنني قد تعرضت لاعتداء واختطاف ؟
ناجي(ابتلع ريقه من فتنتها):- بصراحة لا .. لكننا نتعامل بالأوراق سيدة ميرا رجاء أخبرينا أين كنتِ ليلة أمس وما هي علاقتكِ بالسيدة نور الراجي ؟
ميرا:- كنت بقصري .. فور انتهاء حفلتي ليلة أمس عدت إلى هنا مباشرة و نور الراجي تكون شقيقتي
رشدي:- أهاااه يعني أنتِ تنكرين كل التهم المنسوبة للسيد شهاب رشوان ؟
ميرا(استقبلت هنادي ببسمة وهي تضع فناجين القهوة):- أكيد أنكرها لأنها لم تحدث
ناجي:- مع الأسف هو مقبوض عليه حاليا وقيد التحقيق
ميرا:- أوه أحزنتني يجب أن تفعلوا شيئا السيد مظلوم وبالنسبة لأختي اممم لقد وعدني المستشار بلملمة الأمر وكأنه لم يحدث .. يعني إكراما لي حدث ذلك ، أختي قد كانت منزعجة منه بسبب أمور شخصية وتقدمت بهذه الشكوى كرد اعتبار أرجو ألا تؤاخذوها
رشدي(عقد حاجبه ونظر لناجي):- وماذا عن إزعاج السيد شهاب لقد سجن الرجل وليس مزاحا .. أرى أن هناك تظلم هنا ؟؟
ناجي:- أحم .. السيدة ميرا تقول أن المستشار تولى الأمر بنفسه لا تصعبها يا رشدي
ميرا(ببسمة):- سيتصل بكما سيادة المستشار على الأغلب لتتأكدا من صحة قولي
رشدي:- العفو لم أقصد تكذيبكِ سيدتي
ميرا(بنظرات فاتنة):- همم لا عليك أعلم أن هذا عملكم وأحترم ذلك وبالنسبة للسيد شهاب سأسوي الأمر معه بنفسي لا تشغلا بالكما
ناجي(رن هاتفه على الفور):- عن إذنكم لحظة .. ألو نعم .. أ.. مرحبا سيدي المستشار أجل أجل الموضوع عندي حسن لا تقلق أكيد أكيد سيغلق الملف على الفور أكيد أوامرك سيدي تمام نحن بقصرها بالفعل ،، سيحدث أوامرك .. إلى اللقاء
ميرا(ابتسمت بانتصار لهنادي):- ماذا ؟؟
ناجي:- السيد المستشار يطالبنا بقفل الملف على الفور و إخراج السيد شهاب
ميرا(صفقت):- ها قد حلت الأمور هل يجب أن أوافيكما لمركز الشرطة لأدلي بأقوالي ؟؟
ناجي:- لا داعي لذلك سنتولى الأمر بمعرفتنا
ميرا(بمكر):- أووه أشكركما جزيل الشكر على تعاونكما
رشدي(باستغراب نظر إليها):- سيدة ميرا لآخر مرة سأسألكِ هل سبق وتعرضتِ لاعتداء من قبل السيد شهاب رشوان ؟
هنادي:- بعد إذنك لقد أجابتكم سيدتي عن كل استفساراتكم ولا شيء آخر لتضيفه
ميرا(وقفت لتودعهم):- فرصة سعيدة تشرفت بمعرفتكما
ناجي(وقف هو ورشدي):- شكرا وعذرا للإزعاج
ميرا:- هنادي رافقي السيدين للباب ..
ناجي(ابتسم واقترب من رشدي وهما متجهان صوب الباب):- كلامها مفبرك
رشدي:- وأنا لم أصدق حرفا مما قالته ..
ناجي:- يجب علينا أن نمتثل لأوامر سيادة المستشار مجبرون على ذلك
رشدي:- وما شأننا فليحلوا مشاكلهم لوحدهم .. هيا دعنا نتوجه للمركز لنوقع أوراق خروجه الليلة
ناجي:- أففف هيا بنا .. علما أنني أمقت عالم المشاهير كله خداع و نفاق
هنادي(أمسكت بيد ميرا):- تعالي لنعد إلى غرفتكِ لقد أجهدتِ نفسكِ بما فيه الكفاية سيدتي
ميرا(بتعب):- ابعثي أحدهم ليلحق بهما أريد أن أعرف متى سيطلق سراحه
هنادي:- تمام سأقوم بالأمر لا تقلقي ..
ميرا:- أكيد نور سوف تنزعج لكنني قمت بما يجب ، ما كان عليها التدخل من البداية ..
توجهت صوب غرفتها من جديد رفقة هنادي لترتاح من أوجاعها المثقلة على عاتقها ، بينما كانت أختها ذاتها تستقبل زائرتها ريمة ببيتهم ..
ريمة:- والله يا سيدتي ما إن بلغني الأمر ووصلت الدعوة حتى جئتكِ هرعا
نور:- شطورة يا بنت .. أعطني إياها لأرى … همممم إلى السيدة المتألقة نور الراجي يشرفنا ويسرنا هممم هممم وبعد هئ … ممن هذه الدعوة يا ترى ؟
ريمة:- والله إن لم تذهبي لن تعرفي يا ست نور
نور(صغرت عينيها ونظرت إليها):- أفهم من كلامكِ أنني سأجد عريسي هناك أليس كذلك يا ريمة هانم ؟؟
ريمة(دوما ما تحثها على ذلك بلهجة مرحة):- ولم لا تتعرفين على شخصية مهمة و تعيشين قصة حب ثم تتزوجين هل ذلك عيب أم عيب ؟؟
نور:- لن أنسى أنكِ تزوجتِ دون رضاي بذلك المفلس رجب ..
ريمة(عضت شفتيها خجلا):- حبيبي رجب لا يوجد أطيب منه .. الدنيا فقط هي التي تظلمه
نور(بعصبية):- الدنيا يا بغيضة الدنيا أم يديه اللتان تستحقان القطع أيوجد شخص عاقل يقامر بميراثكِ ومجوهراتكِ كلها مقابل قطعة أرضية اتضح أنها ملك لأشخاص آخرين … طبعا لن أنسى لمحة الغباء التي تكتسيها ملامحه
ريمة(مطت شفتيها بانزعاج):- ألم أقل لكِ أن الدنيا لم تنصفه مع ذلك حين يعود إلى البيت آخر النهار حاملا بين يديه علب حلوى للأولاد أو كيس فواكه وقتها فقط أشعر بأني امرأة مكتملة لا ينقصها شيء
نور(انزعجت من حديثها):- بل ينقصها يختي ينقصها العقل .. ريمة عودي للمركز قبل أن أعيدك عاطلة عن العمل إلى بيتك عند حبيب قلبك رجب بيك
ريمة(بمزاح دفعت كتفها بجرأة):- أنتِ تغارين قوليها قوليها يا ست نور …
نور(عضت شفتيها وابتسمت بابتسامة خطيرة):- ريمة ..أنا أتساءل مع نفسي هل سيشتاق لكِ زوجكِ يا ترى إن دفنتكِ بحديقة بيتنا ؟؟
ريمة(رفعت حاجبها بهلع وخرجت ركضا):- سلام سلام … يا إلهي
نور:- هههه مجنونة … تت ممن الدعوة هففف ما كل هذا الغموض ثم كيف سأذهب كيف سأذهب بدون سيارة منك لله يا من فعلت بي ذلك هفف …
عفاف(دخلت عليها لغرفة الضيوف بعد مغادرة ريمة):- ما بكِ تكلمين نفسكِ يا نور ؟؟
نور(جلست بتعب):- أريد سيارتي وااااااااااع
عفاف(جلست مقابلها):- ههههه والله إنكِ لبنت مدللة ألم يكلمكِ ذلك السيد بشأن المرور بمعرض السيارات الخاص بهم ؟
نور:- طلب مني أن أزورهم يوم غد ولا أعتقد أنهم سيمدونني بها إلا ببداية الأسبوع
عفاف:- طيب أين المشكلة ؟؟
نور(رفعت لها الدعوة في السماء):- أنا أحتاجها لدي حفلة غدا و علي حضورها
عفاف:- حفلة ؟؟؟ أهاه ليلة غد وممن جاءت الدعوة ؟؟
نور(أغمضت عينيها):- لو كنت أعلم لما وجدتني شاردة هكذا يا عفاف ..هممم دعينا نحضر العشاء فالليلة لدينا أعضاء عائلية منضمة لنا …
عفاف(ضحكت ولحقت بها):- الآن أصبحت رنيم وأيهم أعضاء عائلية صبرا يارب هههه

في إحدى العيادات
الممرضة:- تفضل سيد حسام وعذرا لتأخيرك
حسام:- لا عليكِ شكرا ..
نجلاء(بعد دخول حسام):- أهلا أهلا حسام النهواني بشحمه ولحمه في عيادتي
حسام(صافحها بود):- نجلاء .. سعيد برؤيتك
نجلاء(جلست مقابله):- أنا الأسعد تفضل يا رجل اشتقنا لك لم نعد نراك كما السابق
حسام(وضع رجلا على رجل):- مشاغل يا عزيزتي
نجلاء(رفعت السماعة):- ماذا تشرب ؟؟
حسام(بسرعة):- لا شيء .. أريد فقط أن ندخل بصلب الموضوع فلا وقت لدي
نجلاء:- اعذرني حسام لقد أتيتني في وقت ضيق لم أرك حتى خرجت آخر مريضاتي .. هيا أخبرني ماذا يجري معك ؟
حسام(عض شفتيه وأغمض عينيه):- لدي حالة طارئة
نجلاء(بعدم فهم):- جيداااء ؟؟
حسام(هز رأسه نفيا):- تتت بل دعاء
نجلاء:- يا عيني .. احكيلي احكيلي يا زميل الدراسة ماذا فعلت ؟؟
حسام:- دعاء سكرتيرتي الشخصية وقد حدث حمل سيتسبب بفراقنا على الأغلب ، هي تود الزواج و أنا غير مستعد لذلك إن علمت جيداء بخيانتي لها وزواجي من غيرها ستسلب مني الشركة التي كبرت على يدي وبمجهودي والمطالبة بها سيكون أبسط حقوقها
نجلاء:- أووه صحيح تذكرت فالشركة أصبحت لها من بعد وفاة أهلها وأنت تديرها من يومها … لكن كيف تورطت في هذا الأمر يا حسام ؟
حسام:- أحببتها يا نجلاء ولا تسأليني كيف ولا متى هذا ما حدث .. هل ستساعدينني ؟؟
نجلاء(زفرت بعمق):- اشرحلي ماذا تريد ؟
حسام(بوجع داخلي):- يحزنني ذلك لكن هذا الطفل إن أتى لهذه الحياة سيدمرني .. أريدكِ أن تساعديني في إجهاضه
نجلاء(فتحت عينيها على وسعيهما بتفاجئ):- حساااام هذه تعد جريمة أنا لا أستطيع القيام بها أرجوك لا تورطني بذلك … هذا مناف لمهنتي
حسام(أمسك بيدها بسرعة):- نجلاء .. نجلاء لا تخذلي صديقكِ أرجوكِ أريد أن أبدأ بداية جديدة مع دعاء أعلم أنها ستنهار من فقدانه لكن أنا بالنسبة لها أهم بكثير منه .. أرجوكِ الأمر بيدكِ يا نجلاء و لا أستطيع طلب ذلك من غيرك
نجلاء(جذبت يدها ووقفت بتأفف):- حسام .. حسام هذا الأمر خطير
حسام(وقف خلفها محاولا إقناعها):- نجلاء .. أرجوكِ ساعديني أنا في ورطة إن لم تتصرفي سينخرب بيتي وسيضيع أولادي فردوس وفريد أتريدين ذلك هاااه ؟؟
نجلاء:- كنت فكر بهذا أثناء تتت.. الآن لا وقت ل اللوم أخبرني كم مضى على حملها ؟
حسام(بلمحة فرح):- ليس كثيرا هو في بدايته
نجلاء(زفرت بعمق):- جيد جدا يعني أن الحمل ليس ثابت لتلك الدرجة .. دعها تزورني وسأهتم بالأمر
حسام:- هل ستتأذى ؟
نجلاء:- يا لجنونك طبعا لن أجهضها بنفسي .. بل سأتلاعب بالأدوية لتأخذها وهي ستفي بالغرض
حسام(حك خلف رأسه):- آه فهمت الآن .. طيب طيب افعلي ما ترينه صائبا لكن أهم شيء ألا تشعر أنني لا أريد الطفل بالعكس حاولي قصارى جهدكِ أن تبعديني عن هذا الاتفاق
نجلاء(ابتلعت ريقها):- أفف سأساعدك هذه المرة بحكم الزمالة يا حسام لكن أرجوك فلتكن هذه آخر مرة لن أستطيع قتل نفس بريئة مرة ثانية ..
حسام(ربت على يدها بحب):- لن أنسى هذا لكِ أبدا يا نجلاء
نجلاء(ابتسمت):- ولوو .. حبذا لو تحضرها في أقرب فرصة لمعاينتها
حسام:- سأبعثها لكِ في أقرب فرصة تعلمين أنني لا أستطيع الظهور رفقتها
نجلاء:- طيب سأتكلف بالأمر و أتصل بك فور خروجها لأخبرك عن نتائج الفحص
حسام:- هذا عز الطلب يا رفيقتي الغالية هممم …
نجلاء:- حاول أن تجد حلا يا حسام فإن سلم الأمر هذه المرة مؤكد أنه لن يسلم المرة القادمة
حسام(بتفكير):- دعيها على الله …

" مُنذ متى ونحنُ نشتهي وصلَ الأماني ولا شيءَ ينتجُ عنها سِوى الانتظارُ المُميت"
طالما استغرقت زمنا في تجميع حطام ذاتها وشظايا الهشيم الذي فتك بأراضي حلمها منذ سنتين ، فلا مجال للتراجع الآن بعد أن أعطته وعدا بالتفكير لكن التفكير في ماذا ؟؟ كيف ستثق به بعد أن هوت ثقتها الأرض وانكسرت .. وعدها بكل بساطة بالتعويض لكن هل يمزح معها مثلا ؟ عن ماذا سيعوضها على أنهار الدموع التي بكتها أو عن خيبة الأمل التي أرهقتها ليال طوال ، عن ماذا يحلم بتعويضها لقد استنزف كل رغباتها و أحلامها .. فقدت كينونتها و لم تعد تؤمن بالمعجزات ولا بالحظ .. باتت الأيام بالنسبة لها شبيهة ببعضها واختلط نهارها بليلها حتى الوجوه ما عادت تفرق بينها ، كان صعبا صعبا أن تعود للحياة بعد الخيانة التي تعرضت لها بعد أن قطعت تواصلها بكل الأشياء من حولها .. انهارت كل المدائن من حولها وانعزلت عن العالم وحيدة بائسة ، لم يكن سهلا أن يحتفل أهلها بعودتها و يشكروا الله على سلامتها فحقا قد عادت من الظلمات إلى النور .. لقد استغرق شفائها وقتا طويلا حتى استعادت نفسها وشخصيتها وكان ميلادها الجديد يوم ذهابها لمحاضرة بالجامعة الخاصة بالصحافة والإعلام و إلقائها هذا الخطاب الذي كان بمثابة بداية صفحة في كتاب حياتها من جديد …
~ ميرنا تتذكر ~
دخلت الجامعة بخطوات واثقة ترتدي طقما نسائيا أنيقا في اللون الزهري القريب من البياض ، بتسريحة شعرها المتألقة والتي كانت بتموجات على مدى طوله ، إضافة لزينة خفيفة أعطتها لمحة جدية لم تقل نظيرا عن بسمتها التي ترسمها على شفاهها وهي تنتقل عبر الممرات وصولا إلى قاعة المحاضرات … خطت بكعبها العالي درجاتها وصولا إليها ، وجدت هناك العشرات من الطلبة المصطفين في المدرج والمقبلين على عالم الصحافة والإعلام بقلب شجاع و أحلام متفرقة في عقل كل منهم .. ابتسمت وتوجهت صوب المنصة و أمسكت بالميكروفون المخصص للأساتذة و ألقت التحية عليهم
ميرنا(أخذت نفسا عميقا):- مرحبا بالجميع .. معكم الصحفية ميرنا الراجي طبعا تعلمون جميعا أنني قد غبت بسبب ظروف معينة لكنني عدت من فترة لأباشر عملي الذي أجده متنفسا لي وليس مهنة أزاولها من أجل قوت العيش ، لقد دخلت مجال الصحافة في البداية لتجربة الفكرة فقط يعني هذا المجال كان يعتبر أمرا مغريا بالنسبة لي ، و أن أكون صحفية تنقل الحدث وتنمق الحقيقة وتخطها للقراء كان هذا حلما بعيد المناص ، لكن بعد أول سبق صحفي لي أحسست بمتعة الأمر ووقعت في غرام المهنة .. أصبح محور حياتي يدور حولها وهذا ما أعطاني قوة للمتابعة والتميز فيها وليس فقط أن أكون ناقلة للحدث بضمير حي بل وضعت بها كل شغفي و رغبتي في التفرد فلم أكن لأرضى بغير الذي وصلت إليه ، وهذا بفضل الله عز وجل وأيضا بفضل اجتهادي وطموحي للوصول لأبعد مدى يخولني لأضع ركيزة اسمي في هذا العالم ، لذا يتوجب عليكم أن تحبوها لا أن تدخلوا مجالها فقط من أجل امتلاك مهنة فهي أمانة تحط على عاتق كل صحفي .. قد أعطِيَّت له لكي يصونها ويهبها من فكره وكيانه الكثير ، الإخلاص في المهنة نابع من ذات كل إنسان فمثلما يتعامل مع الآخر يجب عليه أن يتعامل مع القلم ، كن مبدعا في مجالك وقدم ما عندك لكن بأمانة وصدق إن وفيت كل شروطها ستجد أنك تنقش اسما لك بين الآلاف وهذا تابع لحنكتك وذكائك و رباطة جأشك فيما تقدمه للغير …دعونا نجتمع في رسالة موحدة نقدمها للعالم تترجم ذواتنا وتشمل مصداقية حرفنا نبعثها للقارئ كي يجد مبتغاه بين سطورنا ولا يفقد ثقته بالناطق بالحق …(تصفيقات حارة)
شكرا لكم على دعمكم و أرجو أن أفيدكم في هذه المحاضرة من خبرتي المتواضعة .. تفضلوا واطرحوا أسئلتكم بكل سرور …
بعد مضي ساعتين غادرت المحاضرة وهي تشعر وكأنها ولدت من جديد وفور خروجها وصلتها رسالة نصية من رقم مجهول .. " كانت محاضرة موفقة .. أنتِ دوما مذهلة ولسانكِ خلق ليبدع ، سلمتِ من كل شر يا ميرنا الراجي "
ميرنا(نظرت إليها باندهاش):- لسانكِ ؟؟؟ ألا يوجد كلمة أخرى أكثر تعبيرا ما هذا الأسلوب افف جيد أنني لا أعرف هوية المرسل و إلا لكنت وبخته .. هممم
إياد(بطقم رجالي أنيق أتى من الرواق الثاني):- نعم يا معلمة هههه صيت قاعتكِ فاق صيت قاعتي ماذا فعلتِ بالطلاب ؟؟
ميرنا(تسير بجنبه بإباء):- يا سلام .. قليل من مقولاتك الشهيرة على بعض من خبرتي و أشعلت فتيل الحماس بهم ، ماذا عنك ؟
إياد(بحماس غمزها):- امم أخذت أرقام هواتف لعدة فتيات ياااي يا ميرنا لن تصدقي كل واحدة فيهن أجمل من الأخرى ..
ميرنا(رفعت حاجبها):- أنت تمزح ؟؟
إياد:- طبعا أمزح يا مجنونة .. لكن لم تخبريني الغذاء على من يا زميلة ؟؟
ميرنا(وقفت ونظرت إليه ثم تقدمته):- ههه الرجال قوامون على النساء
إياد(واضعا يده على جنبه):- على فكرة هذه المقولة أصبحت مستهلكة جدا جداااا
انطلقا صوب مطعم قريب و تدللت ميرنا على إياد بطريقة مضحكة بحيث استهلكت جيبه بدون تردد ولم يتذمر بالعكس كاد أن يطعمها كل ما يوجد بمطبخهم
ميرنا(مسحت فمها):- ههه يكفي يكفي لقد أكلت حتى انتفخت بطني
إياد(يتأمل ابتسامتها بفرح):- أنا محتفل بصديقتي التي عادت إلي ، ولعلني عوضت قلة قليلة من عزوماتي المتكررة التي رفضتها من قبل
ميرنا(ببسمة خجولة):- يكفي تعلم أنني فاشلة في أمور المجاملات هذه ههه
إياد:- حسن حسن لن أحرجكِ أكثر يا مدللة …
ميرنا(تمطت وربتت على مرفقها):- اممم
إياد(اختفت بسمته):- ما بكِ ميرنا هل هي تؤلمكِ ؟؟
ميرنا:- تت أحيانا فقط يشتد وجعها علي
إياد(ربت على مكان الوجع):- إنها أثر طيشكِ يا ميرنا ما شأنكِ وشأن الجبال ، لقد كنتِ مرافقة لأطفال المدرسة وهذا لا يعطيكِ حقا لتلعبي دور المرشدة وكأنكِ بمخيم
ميرنا(ضربت يده بلطف):- يا إلهي هل ستعاقبني على ذلك طوال عمرنا يا إياد لقد مضت على الذكرى قرابة 7 سنوات يا رجل هههه
إياد:- حتى لو … لقد ندمت لأنني لم أرافقكِ لتلك الرحلة
ميرنا:- لا والله لكنت فعلت ما هو أكثر و قدت الأطفال بنفسك للهلاك وما كنت لأعرف هل أسيطر عليهم أم عليك
إياد:- هههه تعلمين أنني طفل كبير
ميرنا:- كان ذلك اليوم الأخير لي في العمل بتلك المدرسة وقد ختمته بذكرى خالدة هههه أجزم أنهم من بعدي ألغوا فكرة أخذ الأطفال في رحلة جبلية نهائيا
إياد:- هذا الطبيعي يا بنت .. لكنكِ شهمة وشجاعة يا ميرنا لولا تلك الطفلة لما تعرضتِ لتلك الحادثة أنقذتها وتم إنقاذك هههه مفارقة غريبة حقا
ميرنا:- تلك الذكرى لن تمَّحي من خيالي أبدا وهذه الندبة التصقت بي من يومها
إياد(نظر لندبة ذراعها ببؤس):- هممم لنشكر الله على سلامتك كيف كنت سأكمل حياتي بدونك يا عفريتة البركة في منقذكِ الغريب
ميرنا(برعشة غريبة):- ههههه .. حقا ذلك الشاب خاطر بحياته من أجلي تمنيت لو شكرته كما يجب لكن كان يتوجب علينا العودة ولم يتسنى لي الوقت اللازم لذلك
إياد(مص شفتيه ببسمة):-طيب لندعو الله أن يرافقه الخير أينما حل وارتحل ..
ميرنا(رفعت كفيها بدعاء صادق):- يارب ..
عادت من ذكرياتها كلها للوقت الحالي وهي تمسح على مرفقها بشرود تتذكر ذلك الشخص الذي عرض نفسه للخطر من أجلها غير آبه بالمخاطر ، شخص لن تنسى رجولته أبدا شخص تمنت لو عرفت هويته لتشكره على كل ما فعله من أجلها لكن مع الأسف لا تسير الأمور كما يجب في العادة ، تحسست عنقها وهي تتوجه صوب بيتهم تسير بخطوات متثاقلة بعد أن أوصلها إياد عند ناصية الشارع وغادر .. فتحت الباب ووجدت البيت يعج بالضجيج و كيف لا والسيد أيهم على قمة المحتجين ..
ميرنا(وضعت حقيبتها):- يا أيهم باشا ما بالنا على هذا الضجيج تعال يا ولد تعال …
رنيم:- آه يا ميرنا لقد ارتحت منه اليوم لن تصدقي كم وددت لو أقطن هنا معكم دوما ههه
ميرنا(تقبل أيهم):- يا حلاوة الحقي يا نور تود استعمار بيتنا هي ونملها
نور(جحظت بعينيها):- لا يا روحي بيت زوجكِ مفتوح لكِ ومشتاق لكِ حرام أن تحرمي قلب أب من أولاده و أم أولاده هههه
رنيم:- كأنكم استلمتماني هنا .. يا عواطف تعالي و خذي بناتك من أمامي قبل أن ألد قبل أواني أحذركن هااااه ههههه
نبيلة:- فليحفظكن الله يا بنات .. الأمومة نبع من العطاء تجرف كل امرأة وتجعل كبريائها ينخفض أمام ذلك الملاك الصغير .. نقطة ضعف النساء هن الأطفال
ميرنا:- حكم والله حكم ههه تسلمي يا ست نبيلة ذكريني بفتح مدونة أقوالكِ وإضافة القليل من أقاويلك الحكيمة فلم نفتحها منذ مدة والمتابعون يبحثون عنكِ هههه
نبيلة(ضحكت):- أسكتي يا خبيثة نصف كلامكِ لا أفهمه
عواطف(وضعت الأطباق الأخيرة على طاولة الأكل التي كانوا مسطرين عليها):- إحداكن تنادي على دعاء ..
ميرنا:- أنا سأناديها بعد أن أبدل ثيابي سريعا سريعا و نوافيكم ..
عواطف:- تمام ..
مديحة(وضعت صحنا آخر):- هذا لأيهم يا رنيم احرصي على أن يكون باردا
نور:- حذاري أن تصلقي لسان الولد ستأتي جدته وجدان لترمي بنا في الشارع .. كله إلا ولي عهد عائلة الحمداني هههه
رنيم:- ليس لتلك الدرجة يا نور
مرام(خرجت من غرفتها واتخذت محلها بجنبهم):- ماما أكثري الفلفل الحار في صحني
عواطف(التفتت لها بدهشة هي وكلهم):- أ.. حسن يا صغيرتي
مرام(أمسكت يد أيهم وابتسمت):- أيهم قل مرام هيا قل …. مراااااام
أيهم(بصوت طفولي لا يعرف سوى الأمأمة أصلا):- ممممم مم
مرام(بدعابة):- فلنعتبر أن حرف الميم كاف اللحظة
رنيم:- هههههه لم تكذبي ..
عفاف:- يا بناااات ميرنا .. دعاااء … نهال العشاء جاهز هياااا
دينا:- مامي أريد صحنا مثل أيهم
نور(وضعت يدها على رأسها):- يا إلهي ما رأيكِ لو أطعمكِ بنفسي أيضا هاااه
عواطف:- ههه سآتيكِ بمثله دينا لحظة فقط
بعد فترة قضاها الأهل في مرح وضحك كعادتهم حين يجتمعون ، نهضت نور وميرنا لجمع الصحون بينما جلست عواطف ومديحة رفقة البقية بالصالون ..
نور(تغسل الأطباق):- ربما خرج لا أعلم لقد اتصلت هنادي قبل ساعات وأخبرتني أنه قد سوي الأمر وأقفل الملف طبعا بتدخل من ميرا
ميرنا(بغصة في قلبها):- الله أعلم .. أرجو أن تنتهي مشاكلها عند الحد وكفى
نور:- أرجو ذلك .. على فكرة أمكِ سألتني عن أحوالها وطمأنتُها عليها يعني تعلمين قلب عواطف كله عواطف في عواطف
ميرنا(بشبح ابتسامة):- ومن أجل تلك العواطف نحن نقوم بهذا .. فليحفظها الله لنا
نور:- آمين ..
ميرنا(تمسح الأواني):- لدي حفلة ليلة غد أحتاج مساعدة منكِ يا مزينتي الشهيرة
نور(اممم وأنا لدي حفلة أيضا لكن ميرنا الأولى):- هههه آه يا حبيبي هذه الأخبار التي تسعد القلب .. طيب يا روحي أنا معكِ
ميرنا:- يجب أن أقتني شيئا مناسبا وهذا اختصاص الآنسة كوثر اشتقتها اللعينة لم أرها طوال اليوم تحادثنا صباحا فقط
نور:- كلميها الآن إن أردتِ أنا سأنهي هذه
ميرنا(قبلتها ومسحت يدها وجذبت هاتفها ثم اتصلت):- كوكو ..
كوثر(رمت بكعبها في كل اتجاه من رجليها بعصبية):- لا كوكو ولا توتو لقد كرهت نفسي اليوم تخيلي الآن فقط دخلت للبيت … كم أنا مرهقة اففف
ميرنا(خرجت من المطبخ):- ههه متذمرة وستظلين كذلك حتى المشيب
كوثر(ارتمت على سريرها بتعب):- طيب يا صديقة المتذمرة ما أخبارك ؟؟
ميرنا(صعدت لغرفتها):- لن تصدقي ما حدث هذا اليوم لحظة فقط … (أقفلت الباب خلفها) اممم لقد اتصل بي ابن عم شهاب وطلب مني زيارة شهاب بمركز الشرطة
كوثر(انتفضت وجلست برجفة):- أهاااه لا تخبريني أنكِ زرته طبعا لن تفعلي ذلك ولو انطبقت السماء على الأرض هه هو مجنون ما هذا الطلب الغريب .. ميرنا ههننهن لم تذهبي صحيح ؟؟؟
ميرنا(عضت شفيتها وحولت عينيها بقلق):- ذهبت
كوثر(عود كبريت واشتعل وقفت وأخذت تدور بغرفتها):- ذهبتِ ذهبتِ يا ميرنا كيف واتتكِ الجرأة فقط أخبريني ثم ماذا استفدتِ هاه مهلا أنتِ تتحدثين بأريحية لِم قلبي يخبرني بأن هناك خطب ما في القصة ؟؟
ميرنا(جلست على سريرها):- لأنني أصلا لم أحكي لكِ شيئا فحضرتكِ هجمتِ علي
كوثر:- حسن حسن خذيني على قدر عقلي و احكي لي بروية ماذا حدث ؟؟
ميرنا(بعد أن روت لكوثر خلاصة ما حدث انتظرت برجفة انفجار كوثر بوجهها والتي صمتت طويلا):- هل أنتِ معي على الخط ؟؟ كوثر .. كوثر
كوثر(مصت شفتيها):- وهل سيفيدكِ رأيي مثلا أو سيغير شيئا ؟؟ أنتِ قمت بما شعرتِ به ولن أستحضر لكِ معاناتكِ فأنتِ أدرى بها ، ولكن تمهلي يا ميرنا شهاب ليس أهلا للثقة خصوصا بعد ظهور عصبيته المفرطة بت أخشى عليكِ منه أكثر من الأول
ميرنا(عقدت حاجبيها من هدوء كوثر):- كوثر .. هل أنتِ بخير ؟؟
كوثر(مسحت على شعرها وجلست):- قلقة عليكِ لكن لماذا ؟؟
ميرنا:- يعني أراكِ لم تصرخي بوجهي بل صمتتِ وتتكلمين بهدوء فاستغربت تقبلك للأمر
كوثر:- لم أتقبله ولم أرفضه أيضا لكنني أحاول البحث عن حل وسط لأنني أعلم جيدا كيف هو عنادكِ فهو أشبه بعناد البغال
ميرنا(شهقت بفزع):- أنا بغلة ؟؟
كوثر(برفض):-هئئ لم أقل ذلك لم تسيئين لنفسكِ يا ميرنا
ميرنا(قلبت الموازين عليها):- لالا أنتِ لستِ على ما يرام تكلمي ماذا هناك ؟؟
كوثر(عضت شفتها من الداخل وعقدت حاجبها):- لقد تخاصمت مع مديرنا اليوم (انفجرت)الغبي البغيض اللعين يود مني الدخول مع زياد وهبي في مشروع التعمير الإقتصااااااادي أنا أنا كوثر الهلالي أتشارك مع ذلك الحقيرر في مشروع ونعمل عليه سوية .. مستحيييييييل
ميرنا(ضحكت):- هذه هي كوثر التي أعرف … إيتيني بالمفيد ماذا فعل لكِ هذا الوهبي الذي دعت عليه أمه المسكين حتى قبل أن يرى الدنيا ..
كوثر(وقفت وهي تهدر بعصبية):- ممل .. تافه .. لا يفلت فرصة دون أن ينتقدني مستفزززززز و أكثر صفة أكرهها به هي أنه جدي زيادة على اللزوم لا مجال للمزاح معه أنا أمقته ومديرنا النذل أمرني بتسلم المشروع رفقته ولذلك أنا حانقة على الكون كله
ميرنا:- وأنا التي أتساءل عن سر هدوئك اتضح أنه يسبق العاصفة .. طيب يا كوثر هدئي من روعكِ واشرحيلي الأمر بروية .. ما مشكلتكِ مع الشاب ؟؟
كوثر(مصت شفتيها ويدها على جنبها):- يعتقد أنه الفهيم الوحيد فوق سطح البسيطة ، وأن كل الناس من حوله مخطئون هو الوحيد الذي على صواب .. أنا يستحيل أن أشاركه هذا المشروع و إن تطلب الأمر استقالتي .. أ.. ليس استقالة استقالة يعني لالا سيقتلني الأستاذ عبد المالك إن فعلتها لكني تعبت المدير رفض طلبي بحجة أنه لن يستلمه سوى مهندسين كفؤ ولم يجد سواي و زيااااااااااااد وهبيييييييييييييييييي
ميرنا(وضعت يدها على فمها):- ههههه أضحكتني يا مجنونة لقد حفظت اسمه عن ظهر قلب يا كوثر لا تحملي الأمر أكثر من حجمه ما يهمكِ أنتِ هو العمل لا شأن لكِ بطباعه أو آرائه
كوثر(مسحت على شعرها ميرنا على حق هي ما شأنها بشخصه):- ميرنا أتعلمين أنكِ داهية أفدتني يا بنت وأنا التي حاولت إمساك العصا من الطرف
ميرنا(ببسمة):- جيد أنكِ أمسكتها من النصف هكذا سترتاحين وتريحين بالك ..
كوثر:- هممم أنتِ ساعدتني لكن أنا لا أزيدكِ سوى المتاعب
ميرنا:- وافيني غدا بعد الظهيرة في مطعمنا المعتاد وستعوضينني أحتاج رؤيتكِ يا كوثر واستشارتك لدي حفلة مستعجلة وعلي انتقاء شيء يليق بموضة الخمسينات
كوثر:- الخمسينات ؟؟؟ لما يا ميرنا هل ستشاركين بمسابقة مهتمة بهذه الأزياء ؟؟
ميرنا(مسحت على فمها):- الآن أنا عنادي يشبه عناد البغال لكنَّ عقلكِ يا حبيبتي شبيه بعقل النعام يا بنت لدي حفلة حفلة هلووو حفلة …
كوثر:- آآآآه حفلة قلتِ .. لا تؤاخذيني أختكِ جائعة محبطة حزينة كل هذا يقف ضد تركيزي معك لكن لا تقلقي سأساعدكِ
ميرنا(مطت شفتيها بدون فائدة):- طيب طيب لأترككِ وشأنكِ الليلة نلتقي غدا و أشرح لكِ الأمر بروية .. هيا تصبحين على خير
كوثر(بدلال):- وأنتِ من أهله …
أقفلت الهاتف ومطت يديها بتعب لكنها فجأة سمعت صراخا عاليا يصدر من الأسفل ، بقلق وضعته بجيبها ونزلت لترى ماذا يجري وجدت العائلة كلها ملتفة حول رنيم التي كانت تتألم وتبكي ..
ميرنا:- ماذا يحدث هنا ؟؟
عواطف:- افف لا أدري أختكِ أصيبت بمغص ببطنها
ميرنا:- يا إلهي رنييييم هل أنتِ بخير ؟؟
نور(تحاول الإتصال):- هاتف رأفت خارج التغطية يا رنييييييييم
دعاء(جالسة بجانبها):- أوووف علينا اصطحابها للطبيب
رنيم(تبكي وهي تتحسس بطنها بقلق):- أخشى أن تكون صغيرتي ليست بخير .. يجب أن أذهب للطبيب الآن تتت
نور:- آآآآآآآآه يا ربي حتى سيارتي ضاعت تتت اللعنة
مديحة:- اتصلوا بإياد يا جماعة
ميرنا(جذبت هاتفها بسرعة):- آه كيف نسيت ذلك .. سأكلمه فورا .. لحظة إنه يرن ففف ففف هيا يا إياد هياااا تتت لا يجيب هو الأغلب بمعرضه الآن وهاتفه على الصامت
عواطف(بدون انتظار):- رافقيني يا مديحة سنخرج ونأتي بسيارة أجرة ونصطحبها نحن
نور(باعتراض):- لا والله يا عواطف هل هذا يجوز ؟؟ سأخرج أنا
نهال(ابتلعت ريقها ونطقت فجأة):- اتصلوا بمازن
عفاف(والكل التفت إليها):- أخو رأفت ؟؟
نهال(بارتباك):- أجل عم أيهم لنتصل به وهو يبلغ رأفت
رنيم(لمعت في رأسها الفكرة):- هاتفي .. أين هاتفي مازن هو من سيحل المشكلة … أمي أين هاتفيييييي .. ؟؟؟
عواطف(أتتها به بسرعة):- خذي ..
رنيم(أعطته لنور):- ابحثي عن اسمه واتصلي به فورا أرجوكِ يا نوور أسرعي
نور(أخذت تبحث عن اسمه حتى وجدته واتصلت):- ..تيييت تيييت تي ألو مرحبا مازن الحمداني صحيح ؟
مازن(عقد حاجبيه):- أجل هذا رقم رنيم
نور:- أجل أنا أختها نور .. أ.. بصراحة رنيم ليست بخير هي تحس بآلام ببطنها ونود أخذها للمشفى لكن مع الأسف هاتف أخوك خارج التغطية هل لك أن تخبره بالأمر ؟
مازن:- آه بصراحة أنا لم أعد للبيت بعد لكنني قريب منكم مسألة 10 دقائق و أكون عندكم سآخذها بنفسي تمام ؟؟
نور(بلمحة أمل):- آه آه يناسبنا وجدا في انتظارك أكيد .. شكرا لك
مازن(بقلق):- ولوو رنيم مثل أختي أنا قادم ..
نور(أغلقت الخط):- سيأتي مازن بنفسه … هيا لنجهزكِ يا رنيم
عواطف(مسحت على شعرها):- لا تخشي شيئا هو مغص عادي وسيذهب بعد رؤية الطبيب
مديحة:- أجل يا ابنتي موعد ولادتكِ لم يحن بعد .. اذكري الله في نفسك
رنيم:- أريد أن آخذ إبني معي … تعالي معي يا نور أنتِ وماما
عواطف:- يا ابنتي ستعذبينه فقط في هذا الليل البارد دعيه ينام وخالتكِ ستهتم به
رنيم(ابتلعت ريقها):- طيب اهتموا به رجاء لحين عودتي
ميرنا:- لا تقلقي يا رنيم هو في الحفظ والصون كوني مطمئنة
دعاء(برجفة تجلس بعيدا بجانب مرام):- هففف
بعد قليل رن جرس الباب وركضت نهال لتفتحه بينما بقي الآخرون في الانتظار
نهال(بخفقة بقلبها):- مرحبا مازن
مازن(بابتسامة ود):- أهلا نهال ..
عفاف(انضمت إليهم):- تفضل يا مازن .. الكل بانتظارك بالداخل
مازن:- شكرا لكِ ..
بعد مدة بسيطة استطاعوا أخذ رنيم للمشفى وكان أمرها عادي جدا مغص طبيعي في مثل هذه الأوقات من الحمل ، أعادهم مازن لبيتهم لكن أبت رنيم أن تبقى هناك ورغم محاولات عواطف في حثها على البقاء هي والبنات إلا أنها أرادت العودة مع مازن هي وطفلها عليها رؤية رأفت لكي تشعر براحتها ، لم يكن بمقدورهم فعل شيء سوى الإمتثال لرغبتها ، غادرت رفقة مازن نحو الفيلا وطول الطريق كانت هادئة وتنتظر اللحظة التي ترى بها رأفت اشتاقت له بشدة .. بعد وصولهم استغربت هي ومازن وجود سيارة غريبة مصطفة بحديقة الفيلا .. نزل هو أولا و أمرها بالبقاء لحين قدوم رأفت وهكذا كان بعد دخوله للحظات هرع إليهم رأفت بقلق ..
رأفت(ساعدها على النزول بينما أخذ مازن أيهم بين يديه):- حبيبتي
رنيم(بدموع ارتمت في حضنه):- اشتقت لك كثيرا
رأفت:- هل أنتِ بخير ؟
رنيم:- أممم لقد أخذني مازن للمشفى لا تقلق وضعي ووضع سجى بألف خير
رأفت:- لكن لما لم تتصلي بي ؟؟
رنيم:- اتصلنا ولكن هاتفك كان خارج التغطية
رأفت(بخوف عانقها):- آسف آسف حبيبتي لم أنتبه .. هيا هيا لندخل الجو بارد هنا
مازن(وبين يديه أيهم):- مساء الخير جميعا ..
وجدان(على طاولة العشاء):- هل هذا حفيدي ؟ هل عادت رنيم ؟
مازن(بحنق):- أجل .. إنها مع رأفت بالخارج …
حاتم(وقف باهتمام):- نجية نجية .. خذي حفيدي الصغير لغرفته
نجية(اقتربت وأمسكته منه):- حاضر سيدي
نورهان(بميوعة):- أففف هذا ما كان ينقصنا الليلة ، كانت السهرة جميلة لكنها أتت لتحرمنا منها تبااا
وجدان:- هشش لا تقلقي سوف تصعد لغرفتها ونكمل سهرتنا كما خططنا لها
رأفت(دخل وهو يحتضنها بقربه):- .. على مهلكِ حبيبتي
حاتم(بقلق اقترب منها):- رنيم عزيزتي كيف حالكِ الآن ؟
رنيم(بهدوء):- عمي لا تقلق علي أنا بخير كان مغصا عاديا
نورهان(تهمس لوجدان):- أجزم أنها قامت بذلك لتنغس علينا سهرتنا .. خبيثة
وجدان(بخفوت أيضا):- راقبي ما سأفعله … اممم حمدا لله على سلامتكِ يا رنيم
رنيم(نظرت إليها وانتبهت لنورهان بجانبها وهي تتهامز و تتغامز بمكر مع وجدان والتفتت لرأفت بنظرة نارية):- ماذا تفعل تلك المرأة هنا ؟؟
رأفت(همس لها بهدوء):- دعيني أصطحبكِ لغرفتنا هيا رنيم
رنيم(انتفضت من يده):- قل لي ماذا تفعل تلك المرأة هناااا ؟؟ ألهذا لم تجب على هاتفك لأن حضرتك في سهرة ممتعة رفقتهااااااا ؟؟؟
رأفت(تمالك أعصابه):- رنيم تعالي معي وكفاكِ جنونا
نورهان(تقدمت إليها وهي تعلم تماما كيف تستفزها):- لا عليك يا عزيزي رأفت فهي لا تعلم مقدار العلاقة التي تربطنا ، هو قريبي قبل أن يكون زوجكِ
رنيم(لمحت ابتسامة نورهان الخبيثة ونظرتها المولعة برأفت واشتعلت غضبا ثم حاورت حماتها):-طبعا أنا لست موجودة وحضرتكِ لن تفلتي فرصة كهذه كي تصلي لمآربك
رأفت(بصوت عال):- رنيييييييييم
وجدان(وقفت واتجهت إليها مكتفة ذراعيها مستغلة الفرصة طبعا):- الله الله هل ستملين علي قائمة ضيوفي الآن من يجب علي أن أستقبل ومن أرفض ؟؟؟
حاتم(التفت إليها):- عودي إلى حيث كنتِ يا وجدان رنيم متعبة قدِّري ذلك
وجدان(زادت من وتيرة صوتها):- فلتحترم هي وجودي وضيوفي ما هذا التطفل ؟؟
رنيم(أغمضت عينيها وفتحتهما لترى مكر نورهان المرتسم على وجهها):- إن كنتِ تملكين ذرة إحساس كنتِ تركتِ زوجي وشأنه وبحثتِ لكِ عن عريس بدلا من ملاحقة رجل متزوج
نورهان(استقامت لتزيد الفحم):- هئئئئئئئ أسمعتها يا رأفت كيف تحدثني ياااي ما هذا الأسلوووب ؟؟
رأفت(حاول الإمساك بيد رنيم لكنها جذبتها منه بقوة):- إهدئي يا رنيم
رنيم(تقدمت تجاهها مندفعة):- أنتِ تهوين استغلال الفرص ماذا كنتِ تتوقعين أنكِ في غيابي قد تأخذينه مني هل هو بنظركِ طفل رضيع ؟؟؟
رأفت(هدر بعصبية وصراخ):- رنيييييييييييييييم .. يكفي إلى غرفتكِ الآن
رنيم(التفتت إليه بدموع متحجرة غير مصدقة أنه صرخ بوجهها للتو):- هئئ …
كيف يفعلون بها ذلك هل يتآمرون كلهم ضدها ؟؟؟ في لحظة جنون ثائرة لم تتمالك نفسها وهي ترى خبث نورهان يتراقص أمام عينيها ، لم توقف نفسها بالمرة بل دفعت نورهان التي سقطت على الأرض متأوهة وتوجهت لغطاء الطاولة وجذبته به بأوانيه بأكله بكل ما فيه وأصبح كله ملقيا على الأرض بعد أن أحدث صوتا حبس الأنفاس في قلوب الجميع … أخذت تلهث وقد انتبهت للتو للشيء الذي أقدمت عليه نظرت لعيونهم المصدومة والمتجهة جميعها صوبها ولم ينبهها لورطتها إلا يده التي غرست في معصمها وجذبتها رفقته نحو الأعلى للحد من شعلة الغضب … فتح باب غرفتهما وأدخلها بقوة
رأفت(بعصبية):- ما هذا الذي قمتِ به في الأسفل ؟؟ هل فقدتِ عقلكِ ؟
رنيم(تبكي):- أنا .. لقد
رأفت(يشير لها بغضب):- لقد قللتِ من احترام ضيفتنا و أمام أهلي لم تضعي اعتبارا لوالديَّ أو لإخوتي أو لحضوري أنا حتى ما هذا الذي فعلته يا رنيم بالله عليكِ ؟؟؟؟
رنيم(وضعت يدها على بطنها بتعب):- أنت لا تعلم شيئا لا تعلم شيئا أمك لا تفلت فرصة واحدة دون إحضار نورهان لعرض مفاتنها أمامك بفستانها الضيق ذاك ، أتحسبني غبية لتلك الدرجة كي لا أفهم تصرفاتها ؟؟
رأفت:- وما شأني أنا بنورهان ما شأني.. أنتِ هي زوجتي و حبيبتي وأم أولادي الباقي لا يهمني فمتى ستقفلين باب هذا الصراااااع ؟؟
رنيم:- أنت تلومني أليس كذلك ؟؟ طيب عاتبهم هم أيضا على تصرفاتهم لما لم تأتي نورهان في زيارة إلا بغيابي هاااااه ؟؟ كله واضح يا رأفت لا تكذب على نفسك
رأفت(بأسف نظر إليها):- أين ذهبت الثقة يا رنيم ؟؟ لقد أسأتِ لي كثيرا كثيرا و أسأتِ لعائلتي بتصرفكِ ذاك ؟؟ لا أدري كيف سأتعامل مع جنونكِ بعد الآن ..
رنيم(انتفضت بهلع):- أنا آسفة يا رأفت لم أتمالك نفسي
رأفت(أدار ظهره لها):- يكفي يا رنيم خذي قسطا من الراحة … ورجاء لا تغادري غرفتكِ نامي فقط مفهوووم … تتت
شهقت وهي تنظر إليه وهو يغادر غرفتهما بعنجهية لم تعهدها قبلا .. اختل توازنها وعادت تدريجيا لتجلس على السرير بوهن تام ، ما أقدمت عليه لن يكون بصالحها لكن وجدان عرفت كيف تستغل الموقف لصالحها هذه المرة ..
وجدان(واضعة يدها على جنبها وتدور بالمكان):- هذه همجية ما هذا الأسلوب المنحط ؟ ما هذه الرجعية التي تتخلل تصرفاتها ؟ أرأيت الفتاة التي تدافع عنها ماذا فعلت يا حاتم أنظر حولك أنظر لعلك تستوعب ذرة من كلامي ؟؟
حاتم:- يكفي يا وجدان لا تصعبي الأمر أكثر …
وجدان(بعصبية):- نجية … نجية أسرعوا ولملموا هذه الفوضى …
مازن(كتف يديه ينظر لنورهان التي استغلت بدورها الوضع):- يا إلهي …
هدى(بجانبه همست):- ليلة تحفة
مازن:- هه أنظري لحركاتها سأموت من شدة الضحك ..
هدى(لمحت رأفت):- الآن سترى التمثيل على أصوله
رأفت(نزل بعصبية):- كيف حالكِ يا نورهان ؟
نورهان(جالسة على الكنبة واضعة يدها على رأسها وتعيش الدور):- آه يا رأفت آه زوجتك المتوحشة آلمتني كثيرا جسمي كله يؤلمني لن أقوى على الحركة الليلة أبدا
رأفت:- أولا حسني ألفاظكِ رجاء زوجتي ليست متوحشة لولا تصرفكِ لما فعلت ذلك
نورهان(فغرت فاهها):- هئئئئئ أتلومني أنا الآن ؟؟
وجدان:- طبعا طبعا طبييييييعي أنت ستساندها وتعارض الحقيقة …
رأفت(بتنبيه لأمه):- مرة أخرى لا تحتكي بها بأي شكل من الأشكال رجاااء .. عن إذنكم
نورهان:- يا إلهي أرأيتِ كيف يعاملني حتى لم يعتذر مني على ما فعلته بي ؟؟؟
حاتم(زفر بعمق):- عن إذنكم ..
وجدان:- اهربوا اهربوا أساسا هذا ما تجيدونه .. وأنتما إلى غرفكما الآن ماذا تنتظران ؟؟
مازن(مط شفتيه بملل):- وكانت ليلة ثائرة من ليالي آل الحمداني
هدى(تشاركه نفس الانطباع):- خذني معك يا شقيق ..
وجدان(جلست بجانب نورهان):- يكفي نحيبا يا بنت … كل ذلك في مصلحتنا دعيها تحصد غضب رأفت
نورهان(بمكر):- ولكن يا خالتي لقد رأيتِ كيف لم يأبه لي بل دافع عنها وعاتبني أنا ، لا أرى أملا هنا
وجدان:- حبيبتي .. شيئا فشيئا سنصل لمبتغانا ونطردها من قلب رأفت ومن المكان كله
نورهان:- خالتي طوال ثلاث سنوات و أنا أسمع نفس الديباجة ولا شيء يحدث ..
وجدان(بنفاذ صبر):- الآن اخرسي حسن ودعيني أفكر كيف سأستغل هذه الحادثة .. آه أنتِ ستبقين بالفيلا هذه الفترة لأنكِ متعبة كما أرى صحيح ؟
نورهان(فهمت غاية خالتها وابتسمت لها بخبث):- ولووو أنا غير قادرة على تحريك شبر من جسدي حتى ههههه
وجدان(نظرت لنجية التي كانت لا تزال تلملم هي والخدم):- دعيني أجهز لكِ غرفة ونخطط على مهلنا في القادم ..
نورهان(صفقت بيدها):- كفكِ خالتي
وجدان:- يا غبية … انتبهي لتصرفاتك هل ستقلدين تلك السوقية الآن ت ت
نورهان(انتبهت وابتسمت وفي عمقها حلم تود تحقيقه):- آآآآآه … هههه
من الواضح أنها أعطت لغيرها فرصة ذهبية من أجل القصاص منها ، ستدفع ثمن ما اقترفته لحظة جنونها بأكثر الطرق إيلاما و أولها موقف رأفت منها وغضبه ، كان بغرفة المكتب لا يدري ما كان الداعي لتفقد رنيم أعصابها أمامهم ، هو يخشى عليها من أي شيء والآن ليس بيده التدخل لقد آذته بدوره .. يعلم علم اليقين أنها الآن تبكي بحرقة وتشعر بالندم على ما فعلته لكن هذا ليس كاف لقد تخطت حدودا كثيرة وجرأتها المتصاعدة ستزيد الأمور تعقيدا ، تمردها طوال ذلك اليوم بدءا بصفعها لامرأة بعمر أمها صباحا والآن بهذا العرض الدرامي الذي قامت به أمام الجميع ، من المؤكد أنها مضغوطة وهناك خطب ما يجعلها تتصرف على هذا النحو ليس فقط مسألة حمل وهرمونات .. مسح على وجهه وهو يزفر آهات عديدة ونهض من محله ويده تمسح على جبينه بتفكير .. الوضع سيتأزم وعليه حماية محبوبته نفض يديه في الفراغ باستسلام لن يستطيع أن يكابر أكثر احتياجه لها ، نظر تجاه الباب ووجد نفسه يصعد تلقائيا نحو غرفته وكما توقع كانت مستلقية على سريرها و ترتج ببكاء جارح ، مط شفتيه وأقفل الباب خلفه نزع حذائه وانضم إليها في الفراش وضمها إليه خلفيا بكل دفء وهو يشتم عطر خصلات شعرها ووجهه مطل عليها ..
رأفت(بصوت دافئ):- ما بها قطتي المتمردة ؟
رنيم(تبكي بحرقة):- اهئ .. أنا آسفة
رأفت(ضمها إليه بقوة):- شتت لا تعتذري مني يجب أن تعتذري من نورهان ما فعلته بها سيء يا رنيم و أنا قطتي الجميلة لا تتصرف على هذا النحو
رنيم(تلاعبت بفمها بغمغمة ندم والتفتت إليه بجذعها):- أسأت إليك حبيبي .. لم أفكر بشيء أنت تعلم وجودها بالمجمل يستفزني ، نظراتها إليك مفضوحة و أنا لا أطيق ذلك
رأفت:- ولكنكِ حبيبتي أنا وليست هي فهل ستفهمين ذلك وتكفي عن غيرتك أم أننا سنمضي حياتنا كلها في هذا الصراع ؟؟
رنيم(عقدت حاجبيها دلالا ونظرت إليه):- لكن حماتي تتعمد ذلك هل لاحظت أنها لم تزرنا حتى اليوم يعني في غيابي ؟؟ هي تريد تزويجها بك فكيف تريدني أن أتحمل ؟
رأفت:- ليس صحيحا لقد تسرعتِ بالحكم أمي لم تقم بدعوتها بل جاءت من تلقاء نفسها
رنيم(ضحكت باستهزاء):- وهل صدقت ؟
رأفت(وضع يده على خصرها وجعلها تلتف إليه أكثر بينما شرع يمسح دموعها):- رأفت مِلك رنيم ورنيم مِلك رأفت وانتهى النقاش .. غدا ستعتذرين على الفطور ماشي ؟
رنيم(بشبح ابتسامة وعيناها تتطلعان إليه):- هل ستمسك بيدي ؟
رأفت(ابتسم لها بحب):- أستطيع أن أمسك بشيء آخر إن أردتِ ..
رنيم(احمرت خجلا وهي تعض شفتيها):- أحبك
رأفت(انتبه لصوت بكاء أيهم):- و أنا أحبكِ قطتي المشاكسة ههه دعيني أحضر ابنكِ قبل أن يكمل ما بدأته أمه
نظرت له بحب وابتسامة لطالما استطاع تغيير مزاجها بابتسامته وحديثه الهادئ ، كيف لا وهو بطل أحلامها الذي من أجله ستحرق نورهان ووجدان حتى إن تطلب ذلك …

كانت مستلقية على سريرها تحاول كتابة مقالها الأسبوعي والذي أخذ منها وقتا طويلا ولم تكمله بعد ، أشياء كثيرة تشغل بالها هل ما قامت به هو الصواب ، ربما كان من الجدير التريث ولكن كيف ستتقبل أسرتها خبر عودتها لشهاب إن كانت هي أساسا لم تتقبل ذلك .. لم ضعفت وقتها و أعطته تلك الفرصة شيء ما غير مشاعرها حرك جنونها لتقدم على تلك الخطوة وحري بها أن تكتشفه قبل أن تتعب نفسيتها من جديد أيعقل أن خوفها منه على سمر أثر على قرارها ذاك ..أشياء كثيرة ساهمت في تلك الخطوة الأمور تزداد تعقيدا والوضع أبدا لا يحمد .. قاطع شرودها رنين هاتفها وما إن لمحت اسم المتصل حتى خفق قلبها مئة خفقة وخفقة ، وضعت يدها على صدرها وهي تستغرب تلك الحالة لكنها استجمعت أنفاسها وتوترها ورمت بأوراقها على السرير واستقامت بمنامتها الزرقاء ….
ميرنا(نزعت ملقط شعرها وعدلته بيدها ثم ردت):- أ… ألو
وائل(بتنهيدة):- آنسة ميرنا عذرا إن كنت أتصل بوقت متأخر
ميرنا(أين جملي يا إلهي):- لا وو أجل .. أ لالا لا مشكلة لا عليك .. أحم .. خيرا ؟؟
وائل(بصوت هادئ):- أردت شكركِ على تلبيتكِ لطلبي
ميرنا(تنهدت بعمق):- أ.. كان هذا ضروريا يعني من واجبي
وائل(رفع حاجبيه بتأمل وهل من واجبكِ أن تسامحي الخيانة):- عذرا إن كنت أتطفل طبعا يسرني أن تكوني متسامحة وما قمتِ به من أجل ابن عمي يعني لي الكثير ، إنما استغربت تصرفكِ ولم أجد له تفسيرا منطقيا حتى لو فرضنا أن الحب فوق كل شيء هناك عقل يقف حاجزا أمام ذلك
ميرنا(مسحت على فكها وجلست على طرف السرير):- الأمر بسيط جدا سيد وائل ولا يحتاج لكل هذا التعقيد ، أنا ارتأيت أنها فرصة مناسبة لنا واستغليتها هذا كل ما في الأمر
وائل(استقام من مكتبه وتوجه صوب نافذته):- هل أنتِ واثقة من كلامك ؟
ميرنا(بارتباك وتوتر):- وهل في ذلك إشكال بالنسبة لك ؟
وائل(بابتسامة):- ليس كذلك وإنما أنا حريص على راحة ابن عمي
ميرنا(صغرت عينيها بغيظ):- نشكرك يا سيد وائل على كل ما تقدمه من أجلنا ….
وائل(ضحك بخفوت حتى صمتت):- هه عموما أردت أن أشكركِ بدوري وأعتذر على عدم انتظاري لكِ اضطررت للمغادرة وبالمناسبة لقد أطلقوا سراحه هو نائم بغرفتي الآن ..
ميرنا(شهاب ببيته إذن هممم فعلتها يا ميرا):- طيب .. قد قامت ميرا بما يتوجب عليها
وائل:- وكوني أكيدة أنه لن يخل بقسمه الثاني من واجبه سوف يبتعد عنها بشكل نهائي
ميرنا(تأوهت بعمق):- جيد جدا
وائل(أشار لنزار بالدخول إليه):- تصبحين على خير
ميرنا(مستفز):- وأنت أيضا ..
نزار:- هل هذه خطيبته السابقة ؟
وائل(وضع الهاتف على الطاولة):- هي بعينها .. أخبرتها عن خروج شهاب
نزار(لاحظ توتر وائل):- ربما يتوجب دعوتها في زيارة لنتعرف عليها
وائل(بارتباك أخذ يلامس حافة مكتبه):- صحيح سنقوم بذلك في يوم ما ..
نزار(رفع حاجبه):- لقد تدبرت أمر الطقم
وائل(ببسمة شرود):- أممم كنت أعلم أنك ستفيدني يا عم نزار
نزار(هز شفته العلوية ساخرا):- أوامرك يا حضرة الدوق هننهه … هذا الجيل جيل جنون مطلق الله يرحم أيامك يا عندليب
وائل:- يا إلهي الآن لم قلبت وجهك علي .. هل حضرت الأكل لشهاب ؟
نزار(بتأفف):- حضرته
وائل(اقترب منه):- شهاب ابن عمي يعني أخي يعني لا تزعجه أعلم أنك لا تحبذ تصرفاته وخصوصا آخر ما اقترفه لكن ليس له أحد سوانا ويجب أن نقف بجانبه لا أن نزيد همومه همم
نزار:- تذكر أن بطيبوبتك هذه سوف تخسر نفسك ليمضي هو
وائل(رفع حاجبيه بحركة إصرار على ما طلبه منه):- عم نزاااااااار
نزار(بانزعاج يشتم تحت أنفه وهو خارج):- عم نزان عم نزااان هففف شباب ثائر …
ضحك من طرفة العم نزار ونظر لهاتفه الموجود على سطح طاولته وتأوه عميقا ، مسمعه يهفو لتلك الفتاة الغريبة وصوتها المألوف بالنسبة له قد استشعره بطريقة غريبة ، نفض من رأسه هذه الأفكار التالفة فالبنت تعتبر خطيبة ابن عمه ومؤكد أن هذا ما ترك بنفسه انطباعا أوليا عنها وغير ذلك لا شيء … مسح على وجهه وتوجه صوب غرفته ليجد شهابا غارقا في نوم عميق والله أحسده على راحة باله كيف لا وقد ضمن عودة محبوبته رغم كل شيء ، بات يحلم بعودتهما الآن والعالم لا يسعه من شدة الفرح لا يعلم أنه قد وضعها في حيرة كبيرة تحت وطأة تهديداته كانت مجبرة ورغم ذلك قررت أن تغامر .. فأي جنون هذا ؟؟ نظرت لنفسها بالمرآة واستغربت لم فتحت شعرها يا إلهي على الأغلب قد دخلت في مرحلة الهذيان حتى قبل أن تخرب الدنيا … تنهدت بعمق وهي تعيد ترتيبه فوق رأسها كيفما اتفق وعقلها لا يستوعب حالتها التي ترتبك كلما اتصل بها هذا الشخص يستفز أدنى ذرات شعورها ببساطة ، زفرت بعمق وعادت لتكمل مقالها قبل أن تسمح للنوم بسرقة تركيزها المتبقي لها تلك الليلة ..

"كل منهم يحمل معاناته في عمقه ، يتأقلم معها حينا وحينا آخر يحاول الدحض من آثارها المدمغة في قلبه .. وعلى غرار ذلك تتوالى الخطوات بدئا بمحاولة شاقة لاستقبال اليوم التالي بابتسامة تفاؤل لعلهم يمسحون الأسى المرتسم على جبين أنفسهم "..
و سنبتدئه نحن بزيارة للمعسكر اشتقنا لأحداثه المربكة ويوم أمس كان بداية شيقة للحرب الباردة ما بين النقيب والرائد .. يا ترى ماذا سيحدث اليوم أيضا ^^
ها هي ذي تملأ مجموعة من القوارير بالرمال وتضعها بالتوازي بقرب بعضها لقد صنعت العشرات ولم يتضح بعد لأي غرض ستستعملهم ، فور انتهائها نادت على كامل لكي يأمر كتائب الجنود للالتحاق بها في ساحة التدريب ، نظرت بامتنان لعملها ويداها على جنبها في وقفة ثابتة تنظر نحو جنودها المتقدمين نحوها بتنظيم ثابت ..
وصال:- إنتباااااااااه .. تدريبنا اليوم سيكون مختلفا ونوعا جديدا من التحديات ، أترون هذه القوارير المليئة بالرمال هنا .. كما يتضح لكم فهي ممتلئة حتى القاع الذي أحدثت به ثقبا صغيرا ، تدريبكم هو كالتالي يتوجب على كل جندي أن يعلق قارورة منهم على خصره باستعمال حزامه الجلدي ويدور حول المعسكر دورتين كاملتين وبعدها مباشرة يجب الصعود بها إلى حائط التدريب الذي ترونه هناك ثم النزول بيد واحدة بالحبل فاليد الأخرى يتوجب حمل القارورة بها و إنزالها سليمة ، بالنسبة للرمل المتواجد بها هناك نسبة محددة إن مثلتم أمامي بالحد الذي وضعته لكم ستكون الأولوية في لاحق التدريبات للرابحين ويليهم الكسالى فيما بعد .. هل فهمتم الآن ؟؟
الجنود(بصوت موحد):- نعم حضرة النقيب
وصال(بابتسامة):- هيا إذن ليعلق كل واحد فيكم قنينته الخاصة ولنرى ما بوسعكم يا رجاااال لا تخذلوني هااااه … هيا على بركة الله
صفرت بصفارتها لهم بعد أن علقوا القوارير المتدلية من جوانبهم بشكل مرتب وانطلقوا بعد إشارتها للقيام بما هو مطلوب منهم .. ويا عيني عليه حين خرج ليصطدم بذلك المنظر كتف يديه و أخذ يتطلع إلى أين ستصل بجنونها هذه المرة … لم يخلو المشهد من المناظر المضحكة فبعض الجنود أسقطوا قواريرهم وبعضهم قبل حتى أن يصعدوا بها طارت في الهوى لم يسلم إلا قلة قليلة وهذا شكل خيبة أمل لها وانتظرت آخرهم وهو يلهث متجها صوب زملائه منتصرا بالفشل و نظرت إليهم بنظرة غضب
وصال:- ما هذا ما هذا أبهذه الأجسام تودون أن تصبحوا جنودا يعتمد عليها هااااه ؟؟ أين اللياقة البدنية كيف لم تستطيعوا تنفيذ ما طلبته في وقت وجيز ؟؟ لا أعلم حقا كيف سننهي بقية التدريبات معكم أشعر بالخذلان … ولا واحد ولا واحد استطاع أن ينفذ ما طلبته
كامل(يلهث بتعب):- ولكننا يا حضرة النقيب قمنا بما يلزم التدريب صعب علينا
الجنود(بصوت موحد):- نعم صعب صعب
وصال:- يا سلام … ما رأيكم كتعويض لنجلس في جلسة دائرة ونتبادل قصص الطفولة ؟؟
الجنود(بلمحة فرح):- أجل أجل
وصال(بصراخ وحزم):- صمتااااااااا …. انتبااااااااه سيتكرر هذا التدريب يوميا و أقسم لكم إن لم تفلحوا به سوف آتيكم بتدريب من نوع آخر أصعب بكثير من هذا …
جاسر(تقدم إليها):- هذا التدريب صعب هل تودين تطبيق ألعاب القوى في معسكر ؟؟
وصال(بغيظ : أهلا أهلا هلت البشائر):- نعم سيدي الرائد هذا هو قد اقتربت من الفكرة التي أود تطبيقها هاهنا بالفعل
جاسر(خفتت بسمته ونظر لعمق عينيها المتمردتين إنها لفرسة جامحة يجب أن تروض حتما):- عموما أنا شخصيا أستبعد فكرة تحقيقها كما رأيتِ فلا أحد من الجند أقدم على ذلك بما يعني أن فكرتكِ فاشلة
وصال(فتحت عينيها وسمعت شهيق الجنود خلفها):- أنا أتحداك
جاسر(اتسعت ابتسامته وبنظرة تحدي كان ينتظرها):- و أنا لها
وصال(نظرت للجنود من خلفها والذين بدا على ملامحهم الفزع وعدم التصديق):- بنفس الطريقة من يصل أولا يربح .. إن ربحت أنا سأدرج هذا التدريب في فترات الأسبوع و إن ربحت أنت سنلغيه كليا
جاسر(عض شفتيه):- هذا تحدي خطير أتمنى أن تكوني مقدرة لذلك
وصال(تقدمت تجاهه بقوة):- قلت أنك لها هل ستتراجع من البداية ؟
جاسر(مط يديه بحماس):- أبدااا ..
وصال(صافحته بمكر):- إذن اتفقنا … أيها الجندي كامل
كامل(تقدم منهما بارتياب):- نعم حضرة النقيب
وصال(وعيناها لم تتزحزحا من مدار عيني جاسر):- أريدك أن تكون الحكم هل توافق ؟
كامل(ابتلع ريقه وهو ينظر لشرارة النار المتأججة بينهما):- مم … مواافق
جاسر(مال برأسه في حركة قرقعة الرقبة):- مستعدة !
ابتسمت له بابتسامة سترى أنك ستصبح مهزلة أمام كل الجنود فقط انتظرني ..
قام كامل المسكين بتولي التحكيم ما بينهما بينما عقد كل منهما قارورة الرمل بحزامه الجلدي ووقفا بنقطة الانطلاقة التي حددها كامل ، وتحت هتافات الجنود وتصفيرهم أعطاهم الإشارة ونظر كل منهما للآخر وبلمح البصر انطلقا للركض حول المعسكر بسرعة نمر يتسابق مع ذئب لم يكن ليسمح لها بالفوز ولا هي كانت ستسمح له بذلك ، هذا التحدي بينهما جاء بموعده فهو ذريعة لتفريغ كل شحنات الغضب المسيطرة على كليهما ..
جاسر(يركض بأقصى سرعته):- هههه ستصبحين أضحوكة
وصال(بجانبه تحاول ألا تمنحه فرصة):- من يضحك أخيرا يضحك كثيرا
جاسر:- هههه لا تتحديني يا فتاة
وصال:- إياك و أن تدخل في تحدي مرة ثانية مع فتاة لأنك ستندم بعد قليل على ذلك
جاسر(يلهث بقوة):- ههه سنرى ..
تغلغلت وكأنه شحنها بشحنة غضب زادت من سرعتها حتى سبقته لحائط التسلق وأمسكت بالحبل وبخفة لحق بها حتى اختفت معالمهما للجنود من الغبار الذي انتفض إثر سرعتهما ، صعدا كلاهما نحو الأعلى وأمسك كل منهما بقارورته بيده و أمسكا بالحبل الآخر من أجل النزول وقبلا …
جاسر(بتنفس منقطع):- حانت نهايتكِ
وصال(أمسكت الحبل بيدها):- ولما لا نقول نهايتك أنت أيها الرائد
لم يجبها بل أمسك بحبله أيضا وانطلقا معا في رحلة للنزول هذه المرة وطبعا لم تكن لتسمح له بالفوز فقبل أن يسبقها للأسفل قفزت من نصف المسافة واستقرت على الأرض وبحضنها القارورة سليمة معافاة ، صفق لها الجنود بحرارة بينما نزل هو ووضع القارورة على الأرض وصفق لها بدوره
جاسر(همس بخفة):- فاجأتِني
وصال(وضعت قارورتها والتفتت إليه):- لا تلعب مع امرأة مطلقا خصوصا إن كانت هي صاحبة اللعبة هممم .. تحياتي سيدي الرائد
جاسر(عض شفته من الداخل):- تحياتي لكِ حضرة النقيب
كامل(بفرح):- برافو سيدتي كنتِ مذهلة
وصال:- هل ستصاحبني ؟؟؟ هيا إلى التدريب مع العريف زاهر هياااااا ولا تنسى أن تدرج هذا التدريب ضمن الملف الأسبوعي
كامل(بتذمر وفم معوج):- يعني على ما كانتِ الفرحة على خيبتنا هففف
وصال(نظرت إليه):- أنا أسمعك أسمعك همم …
سمعها جاسر ولم يتمكن من الغضب رغم أنها فازت عليه وعبرت عن غبطتها باستفزازه ، فقط ضحك ولم يعلق أكثر بل انسحب من فوره تجاه مكتبه .. تلك المرأة تجعله في تضارب داخلي من جهة يود طردها ومن جهة أخرى يخرج ليستطلع جنونها اليومي ويبحث عنها في كل مكان ربما تحول الأمر لهلوسة وليس غاية قصاص من ملكة الرمال …
أما بالنسبة لصديقها الصدوق لم يكن ينتوي القيام بهذه الخطوة ولكن لم يشعر بالارتياح منذ عشية أمس ، بطريقة فظة سلبته راحته ولكي يتخلص من ذلك الشعور قرر أن يصلح الأمر وذلك بزيارة مفاجئة لبيتها صبيحة ذلك اليوم بالذات …
نعمة(فتحت الباب):- السلام عليكم
إياد(بابتسامة ود):- عذرا لإزعاجكم أنا إياد نجيب أنتِ العمة نعمة صحيح ؟
نعمة(بفرح):- آه أهلا أهلا يا بني .. تفضل بالدخول
إياد(مد لها علبة فطائر):- لقد أحضرت لكم عدة فطائر إنها من أروع مكان يتم تحضيرها فيه
نعمة(أمسكتها بحب منه وهي تشير لها بجهة الصالون):- من المؤكد أنها تستحق فنجان شاي تفضل هناك وسأنادي على رقية
إياد:- شكرا لكِ سيدتي
نعمة(بمحبة التفتت إليه):- ناديني بالعمة نعمة … خذ راحتك عائدة لك بعد قليل
أخذ يتأمل ديكورات البيت وصوره المعلقة على الجدران بينما اقتحمت نعمة غرفة رقية التي كانت لا تزال تجهز نفسها للذهاب للشركة ..
رقية(بفزع):- قلتِ إياد …
نعمة(ببسمة):- أجل هو بعينه أسرعي بينما أجهز لكما الفطور لا تتأخري على الشاب عيب
رقية(رفعت حاجبها وقد عاد لها انزعاجها منه ليلة أمس):- همممم
أتممت قفل سترتها وعدلت شعرها فوق طقمها الأسود و خرجت إليه بعد أن أكملت زينتها
إياد(سمع صوت كعبها والتفت إليها):- صباح الخير
رقية(كتفت يديها ونظرت إليه):- صباح الخير
إياد(أغمض عينيه وعطرها يملأ المكان ثم نظر إليها):- جئت لأعتذر منكِ عن تصرفي معكِ بالمعرض .. عندما علمت بما أقدمت عليه ميرنا فقدت عقلي وكان يجب أن ألحق بصديقتي
رقية(ابتلعت ريقها):- أنا لا ألومك إياد حقا لم يحدث شيء .. تفضل بالجلوس
إياد(نظر إليها بمرح):- لا تتصرفي على هذا النحو وكأن شيئا لم يحدث قلت لكِ لا تؤاخذيني على يوم أمس وعليكِ أن تجيبي أنه حصل خير يا إياد لا تعدها يا إياد حسن يا إياد وليس لا ألومك إياد وحقا من فوق ذلك !!
رقية(ضحكت بخفوت):- ههه حسن حسن يا إياد حصل خير .. ما رأيك الآن ؟؟
إياد(بابتسامة):- هكذا ضميري ارتاح ولم أعد أشعر بمغص معوي
رقية(اختفت بسمتها وبقلق):- أحقا تشعر به أخبرني ؟؟
إياد(بارتياح):- تت أمزح فقط
رقية(عضت شفتيها بينما انضمت لهم العمة نعمة):- أحم .. اجلسي أنتِ عمتي سآتي بالبقية
نعمة(جلست محلها بعد أن وضعت بعض الأطباق على الطاولة):- انتبهي للشاي لا يزال على النار يا رقية
رقية(من الرواق):- حااااضر …
نعمة(بنظرة أمومة):- إنها مثل الفراشة عندما أرى ابتسامتها كأن العالم كله يبتسم لي ..
إياد(وهو ينظر لطيفها الذي اختفى في الرواق):- أحم .. فليحفظها الله لكِ
نعمة(نظرت إليه بتمعن):- رقية عانت الكثير في حياتها بعد انفصال والديها و اختيار كل منهما مسارا آخر للعيش تأزمت نفسيتها وانقسمت ما بينهما ، لم تستطع التأقلم مع الحياة الجديدة لكل منهما لذلك قررت التدخل وقمت بتربيتها مذ كانت بالعاشرة تقريبا لذلك معزتها في قلبي لا توصف هي التي تجعلني أمتن لوجودي بهذه الحياة الصعبة ..
إياد:- ومن المؤكد أنها أيضا ممتنة لوجودكِ بحياتها
نعمة(ابتسمت وهي ترى رقية تضع المخبوزات):- اممم رائحتها شهية .. هيا يا ولدي تفضل للمائدة لكن قبلا رقية أرشديه للحمام
رقية(عضت شفتيها لعمتها):- عمتي احم ليس الآن
نعمة:- ماذا ماذا .. غسل اليدين من آداب الطعام و إياد لم يعد غريبا
إياد(مسح على شعره):- أساسا كنت سأطلب ذلك ههه .. أرشديني يا رقية
رقية(بحرج أشارت له ليتبعها):- من هنا
إياد(سارع خطاه حتى وصل بجانبها):- لما لا تسمعين الكلام يا رقية ها أنتِ قد أقحمتنا في ضروريات التعايش مع العمة نعمة
رقية:- هههه من أين تأتي بهذه المصطلحات يا رجل ..
إياد(نظر إليها بعمق قبل أن يلج الحمام):- ههه هذا شيء بسيط أنتِ لم تتعرفي علي بعد كما يجب آنسة رقية الفارسي
رقية(مصت شفتيها بخجل ونظرت إليه):- الفوط بالدرج … أ تفضل
ابتسم لها وقضى رفقتها والعمة نعمة وقتا ممتعا صبيحة ذلك اليوم ، وفي ذات الصباح كان العم نزار في حرب شعواء مع هذين
العم نزار(كجبل جليدي):- لن أعيد طهيه ستأكلانه هكذااااا
وائل:- يا عم نزار أنت تعلم أنني لا أحب مخفوقا بل مسلوقا
شهاب:- و أنا لا أحبه مسلوقا بل مخفوقا
نزار(تحرك متأففا):-وأنا لن أتعب مجددا كلا غيره ودعاني وشأني حان وقت الذهاب للسوق
شهاب:- ذكرني متى تنوي طرده من عمله ؟
وائل(ضرب شهاب برجله من أسفل الطاولة):- هننن إنه يقصد شيئا آخر
شهاب(بألم):- أجل أجل كنت أنوي أخذك للعمل عندي هذا كل شيء
نزار(صغر عينيه وبنظرة تهديد):- تناولا الفطور بصمت ولا كلمة حتى أغادر البيت مفهووم
وائل(نظر لشهاب بضحكة):- احم
شهاب(قام بحركة فم مغلق):- همممم ..
وائل(شرب فنجان قهوته وبعد خروج نزار):- ماذا ستفعل ؟
شهاب(تذكر كل مآسيه لحظتها):- لن أذهب للشركة اليوم أشعر بكسل و إرهاق .. خذ مكاني
وائل:- عليك أن تزور طبيبك هل حددت موعدا ؟
شهاب(تشنجت أعصابه ونظر إليه):- وما حاجتي إلى الطبيب الآن أنا بخير ؟
وائل(بحزم):- لست بخير … يجب عليك أن تزوره يا شهاب ليصف لك الأدوية من جديد ستأخذها في مواعيدها قبل أن يتفاقم الأمر دعنا نسيطر عليه من بدايته
شهاب(قضم بسكويتة):- لا ترهق نفسك بالتفكير يا ابن العم كانت غلطة ولن تتكرر أنا بخير الآن حبيبتي ستعود لي وهذا هو دوائي ..
وائل(نظر لفنجانه بشرود):- هل ستتصل بها ؟
شهاب(ابتسم بسرعة):- طبعا أود سماع صوتِ حبيبتي أكاد لا أصدق أنها ستعود إلي
وائل(حرك فنجانه):- جيد … لكن ألن تخبرني كيف أقنعتها حسب علمي كانت ترفض ذلك بشدة أيعقل أنك هددتها ؟؟
شهاب(نظر إليه عميقا):- يا رجل كيف طاوعك قلبك لتظن بي هذا الظن ؟؟؟ أنا لم أهددها فقط يعني وضحت لها أسباب قيامي بذلك الأمر الشنيع
وائل:- آخ منك يا شهاب آخ يعني ستستمر في فصول النذالة كما أرى اسمعني جيدا لقد ساهمت نوعا ما في لقائكما يوم أمس فلا تجعلني أندم على فعلتي تلك لأن البنت ستكون بدئا من اليوم في أمانتي أسمعت ؟؟؟
شهاب:- أوووه طيب طيب كل هذا من اتصال لو كنت رأيتها كنت أعلنت نفسك وكيلا لأعمالها حتى هفف
وائل(استقام وهو يزفر):- لا أريد شغبا .. نسيت ليلة أمس ولم أخبرك أن غدا لدينا حفلة أنا ورقية فتدبر أمرك يا ابن العم
شهاب:- جيد أنك أخبرتني لأهرب لشقتي فأنا أخشى على وجودي في مكان واحد مع عمك نزار ذاك أحس بكرهه لي ينفجر من عينيه
وائل(ارتدى سترته بضحك):- هو لا يكرهك شخصيا بل يكره تصرفاتك ومعه حق ..
شهاب(نهض أيضا):- سأعدل من نفسي بدئا من اليوم سأكون شهابا جديدا سأبعث باقة ورد لقصر ميرا وبطاقة اعتذار مرفقة بها ثم سأحضر نفسي لألتقي بمحبوبة قلبي هذا المساء ما رأيك بأن تأتي أيضا ؟؟
وائل:- لا اليوم لكما سألتقي بها فيما بعد لدي أعمال متراكمة بالمكتب وبالشركة وحضرتك هنا تعطلني يكفي حديثا أراك لاحقا
شهاب:- تمام فلنبقى على اتصال …
غادر وائل وهو يشعر بغصة في قلبه تؤلمه لا يدري أساسا سببها ، أما شهاب فقد اتصل بمحل الورد الذي يتعامل معه وأمرهم ببعث باقة ورد لقصر ميرا مرفقا بكلام لقنهم إياه ، وبعدها بعث برسالة نصية لمحبوبة قلبه التي لم تجبه لذلك آثر الاتصال بها لحظتها بالذات ..
ميرنا:- فف ماذا تريد يا شهاب من الصباح يا إلهي ماذا فعلتِ بنفسكِ يا ميرنا ؟؟ تتت ألو
شهاب:- حبيبتي صباح الخير ؟
ميرنا(بعصبية حاولت السيطرة عليها):- شهاب ..
شهاب:- جهزي نفسكِ هذا المساء سوف نذهب للسينما لمشاهدة فيلم يعجبني
ميرنا(فتحت شفتيها باندهاش هذا الشهاب سريع التأقلم وكأنه لم يخرب الدنيا منذ يومين تحديدا):- لا وقت عندي .. لدي عمل كثير أجلها لغير يوم يا شهاب
شهاب(كطفل صغير مشتاق لأمه):- لن أتنازل عن رؤيتكِ اليوم يا ميرنا فرجاء تصرفي ولو لمدة 10 دقائق سأكون ممتنا لقد اشتقت لكِ وجدا
ميرنا(زفرت بعمق):- لن أستطيع أجلها لمساء غد يا شهاب
شهاب(لاحظ أنها لن توافق):- اممم حسن إذن مساء غد سأنتظركِ حبيبتي لا تتأخري
ميرنا:- طيب طيب ..
أقفلت الخط وهي تعلم أنها قد تورطت في ما ليس لها قدرة على التعامل وإياه ، غادرت لعملها لعلها تنسى قليلا ما ينتظرها في حين كان الجميع في دوامه اليومي إلا رنيم التي لم تبرح غرفتها قط طوال ذلك الصباح ومع ذلك لم تسلم من كيد حماتها التي انتظرت مغادرة رأفت للشركة وبعدها صعدت إليها ..
رنيم(كانت تلاعب أيهم فوق السرير):- حبيبي هممم … ها هي لعبتك أمسكها هيا هه
وجدان(دخلت وأقفلت الباب خلفها بقوة):- اسمعي يا أنتِ ستحترمين نفسكِ بدئا من اللحظة وإلا رميت بكِ خارج هذه الفيلا
رنيم(صغرت عينيها ونظرت إليها):- لم لا تظهرين وجهكِ الحقيقي هذا حين يكون هنا رأفت أم أنكِ تخشين تلطيخ صورة الأم المثالية ؟؟
وجدان(كتفت يديها وهي تضحك):- ههه لتظهري أنتِ أولا وجهك الحقيقي أما ابني المخدوع فيكِ لا أدري بما تعلق فكلكِ أخطاء ومساوئ
رنيم(وقفت أمامها):- والله مع ذلك يعشقني ولا يتخيل يوما نفسه بدوني .. تلك إرادة رب العالمين ولا يمكنكِ تغييرها
وجدان(تقدمت إليها بشر):- سأغيرها صدقيني سوف أجعله يتزوج بنورهان حتى وإن لم يطلقكِ لا بأس سيتزوجها عليكِ وستصبحين زوجة أولى لا غاية ترجى منها فقط سبيل لإحضار الأحفاد أما نورهان حبيبة قلبي فسيعيش معها الحب والسعادة
رنيم(شعرت بالغضب يزداد شيئا فشيئا بداخلها):- لن تصلي لذلك فرأفت يحبني أنا
وجدان:- ههه من كذب عليكِ هذه الكذبة أصدقتِ أنه لم يكن يعلم بحضورها لو ترين هاتفه لوجدتِ رسائلهما معا ليلة عيد الحب .. آه عذرا ربما كنتِ نائمة وقتها
رنيم(تحول وجهها لشعلة نارية):- ماذا تقووولين ؟
وجدان(اهتزت للمغادرة):- أقول أنه يجب أن تعرفي قدر نفسكِ في هذا البيت ولا تتطاولي على من هو أرفع منكِ شأنا وسوف تدفعين ثمن ما اقترفته ليلة أمس صدقيني سأجعلكِ تندمين
رنيم(بغلالة دمع وحرقة كادت أن تصمت احتراما لحاتم والد زوجها لكن أمه لا تستحق الإحترام وبغيظ ردت عليها):- افعلي ما تشائين لم يعد يهمني طالما حبيبي معي
وجدان(وضعت يدها على مقبض الباب):- لن يطول ذلك الأمر انتظريني فقط .. ههه
شعرت بالدنيا تدور من حولها بعد هذا التهديد نظرت لنفسها بالمرآة وحاولت ضبط تنفسها ، مسحت على عنقها وسارعت خطاها نحو حمامها وغسلت وجهها المحمر بسرعة لعلها تضبط من توترها ، لقد استنزفت وجدان كل صبرها لكن ماذا ستفعل ماذا ستفعل ؟ ورأفت لا يرى تصرفات أمه فهي أمامه تكون مثل الملاك لكن ما إن يذهب حتى تبرز أنيابها .. تنهدت بعمق وعادت لابنها و شرعت تبكي لعلها تخفف من وتيرة حزنها وآلامها .. ليست وحدها التي استشعرت البؤس ذلك الصباح حتى أختها كان لها نصيب من ذلك ،
في قصر ميرا كانت في غرفتها نائمة لكن مهلا إنها تتحرك وتنازع هي تحلم من جديد
~ حلم ميرا ~
ميرا(تنظر حولها لا يوجد شيء سوى الظلام):- أين أنتم ؟؟ أين ذهبتم ؟؟ لم تركتموني لوحدي أنا خااائفة .. ماما ماما
شهاب(ظهر من خلفها فأرعبها بصوت كفحيح الأفاعي):- ميرااااااااااااا
ميرا(فزعت ونظرت إليه بملامح خوف أخذت تتراجع خلفيا):- شهاااااب لا تؤذني أرجووك أنا لم أفعل شيئا لا تؤذني لا تؤذني
شهاب(رفع حزامه للسماء يهددها بضحكة مريعة):- ههه سوف أؤذيكِ يا ميرا سوف أضربكِ هاهاهااااا
ميرا(أغمضت عينيها لتتلقى ضربته الأولى وفتحتهما وتفاجئت بأبيها):- هئ بابا لا تضربني أنا لم أفعل شيئا لقد مشطت شعرها فقط هي طلبت مني ذلك
سليم(بعينين حمراوتين كالجمر):- لا تقتربي من صغيرتي يا غبية لا تمشطي شعرها لا تكلميها لا تأتي نحوها إياك يا غبية و الإقتراب منهااااااااا
ميرا(برفض) :- لم بابا أنا أحب أختي ميرنا صدقني
سليم(رفع سوطه الجلدي وضرب به الأرض):- سمرررررررررررر أنتِ نقطة سوداء عكرت صفو حيااااااتي أكرهكِ يا خطيئة أكره كل ما يربطني بكِ
ميرا(تبكي):- أعد لي طفلي بابا إنه بريء يا بابا أين أخذت طفلي اهئ اهئ أريده أنا أريده
سليم(ضحك بقوة):- ابنكِ لم يعد له وجووووود يا فاجرة لم يعد له وجووووووود لقد انتهى انتهى هاهاهااااا
ميرا(سقطت على الأرض وسط الظلام تبكي وتصرخ):- أعيدووووووه لي أريد إبني أعيدوا لي إبني اهئ
عواطف(بلباس أبيض مضيء اقتربت منها):- سمر ..
ميرا(رفعت رأسها لأمها وبملامح بؤس):- ماما
عواطف(بصوت حنون يرتد كالصدى مدت لها يدها المضيئة):- تعالي معي …
ميرا(هزت رأسها نفيا):- لا أريد ماما أنتِ لم تساعديني
عواطف(بدموع متلألئة تتساقط على الأرض السوداء فتزيده لمعانا):- تعالي يا سمر هيا
ميرا(نظرت إلى عواطف وهي تبتعد عنها قليلا مسحت عينيها ونهضت):- إلى أين سنذهب ؟
عواطف(التفتت إليها وأمسكت بيدها):- سنعود إلى البيت
ميرا(ابتسمت وأمسكت بقوة يد أمها):- سنعود إلى البيت ..
سليم(ظهر من جديد واعترض طريقهم وبصوت ساخر مخيف):- لن تعودي لن تعودي لن لن تعوديييييييي
ميرا(صرخت فيه بجنون):- سأعوووووود سأعوووووووود سأعووود
ميرا(انتفضت من فراشها وهي تصرخ):- سأعووووووود …. هئئ اففف يا إلهي كان كابوسا من جديد تتت اففف
وضعت رأسها على سطح السرير ويدها على صدرها تحاول أن تهدأ من روعها قليلا براحة واستكانة قد كان مجرد كابوس فقط ، بثقل جذبت كأس الماء من جانب منضدتها وشربت القليل منه ثم أعادته محله وعادت لتنام في فراشها ملتفة حول نفسها تحمي ذاتها وكأنها تجبر خاطرها الكسير ، فجأة اهتز جسدها و انسابت دموع من عينيها دموع مريرة تترجم حرقة أوجاعها .. منها دموع الماضي دموع خذلان شهاب دموع كره أبيها دموع ظلم الحياة لها كله تراكم حينها ، إنها بائسة محطمة بعد فعلة شهاب اهتزت كل مشاعرها وسقط قناع القوة الذي ترتديه دوما وتجابه به العقبات ، رغم كل ما تملكه سلطتها قوتها شهرتها ثروتها إلا أنها تفتقد لكل شيء معنوي مهم في حياة الإنسان ، بكت كثيرا حتى غفت من جديد على فراش دمعها الحزين .. وبعد مدة لا بأس بها
هنادي(أدخلت طاولة الفطور وبجانبها باقة ورد جوري أحمر):- سيدتي صباحكِ سعيد
ميرا(تمطت في فراشها بتعب):- لا أريد تناول شيء وأنزلي تلك الستائر
هنادي:- عليكِ أن تأخذي الدواء يا سيدة ميرا وذلك بعد الفطور رجاء
ميرا(انتفضت بتعب في جسدها وهي متأففة):- طيب طيب ضعيلي أولا من ذلك المرهم جسمي يؤلمني
هنادي:- طيب في الحال .. لكن قبلا لقد أتتكِ هذه الباقة قبل قليل
ميرا(فتحت عينيها ونظرت للباقة وبمجرد أن رأتها عرفت صاحبها):- أعطيني إياها
هنادي(مدت لها الباقة)- البطاقة بالوسط
ميرا(اشتمت الورد وجذبت البطاقة):- آسف … كلمة واحدة فقط آسف هئئئ هل يهزأ بي مثلا خذي ارمي بها في كيس القمامة لا أريد منه شيئا ولا أن أسمع عنه شيئا
هنادي:- هل أنتِ متأكدة سيدتي ؟؟
ميرا(صغرت عينيها وبنظرة حانقة):- ارميها يا هناااااااادي ..(بعد خروج هنادي) آسف آسف على ماذا يا شهاب كل ما فعلته بي لا تليق به مواويل من الأسف لقد قتلتني وتتأسف بئسا لك ولي أنا التي جنيت على نفسي أففففف .. هنااااااااادي ابعثي لي باترييييييييك
بنفسية محطمة كانت كالمجنونة الثائرة استصغرت نفسها كثيرا لدرجة أنها سمحت له بأن يحط من قدرها بذلك الشكل المهين ، حتى كلمة آسف زادتها غضبا ولم تشفي شيئا على الأغلب ستفكر بطريقة أخرى للانتقام لكن ليس قبل أن تتعافى وتفكر بتمعن بحالها المتذبذب في حضرته .. ولو كان أمامها الآن لضربته في نصف وجهه على تلك الكلمة فهي تستحق أكثر من ذلك لعلها تغفر له زلته معها لكن من الواضح أنه لم يدرك بعد حجم الورطة التي ورط نفسه بها فليست ميرا التي تسكت عن الإساءة لها .. ليس بعد كل هذه السنين كادت أن تتذكر ماضيها الأليم لكن دخول باتريك بصندوق الزينة رحمها من الغرق في أوجاعها الدفينة …
أما في معرض السيارات فقد وصلت إليه نور و أخذت تتفحص ما يعجبها هناك والعامل بجانبها يشرح لها مميزات كل سيارة ، وبعد أن أخذت جل وقتها في التجريب والتمحيص وبعد أن أخرجت المسكين عن طوره وقع اختيارها على إحداها ولكن كانت هنالك مشكلة ..
نور(بعصبية):- ماذا ماذا أنا لا دخل لي لا دخل لي لقد قالوا لي أنني سأستلمها اليوم فكلم ذلك الأخ الذي تسبب في تحطيم سيارتي يوم أمس ودعه يوافينا هنا كي يقحم هذه الفكرة برأسك الكبير هذا أسمعت ؟؟
العامل:- يا سيدتي الأمر مستحيل نحن في إطار عملنا لم يحدث أن سلمنا سيارة في نفس اليوم هذه فارقة لم تحدث
نور(تتمالك نفسها بصعوبة):- وستحدث يا غالي ستحدث الآن .. أريد هذه السيارة وسأوقع لك على كل الإجراءات لدي حفلة الليلة وطبعا لن أذهب بدونها ..
العامل(زفر بعمق):- دعيني أقوم باتصال
نور(أشارت له بيدها وعادت لتركب بالسيارة المختارة):- آه يا صديقتي من اليوم فصاعدا سنتشارك همومنا وأفراحنا أيضا .. مرحبا بكِ في معمعة آل الراجي هههه
العامل(يتحدث بالهاتف):- إنها تريدها اليوم يا سيدي وهذا مستحيل حتى لو وقعت على كل الإجراءات لا يزال هناك العديد من الأمور يعني ستأخذ المسألة أسبوعا على الأقل ، ولكن السيدة تأبى فهم ذلك تقول أنها مستعجلة وتريد السيارة الليلة لحفلة مهمة لم أفهم ..
همام:- تصرف وأعطها السيارة وتدبر بقية الأمور مفهوووم
العامل:- إذا كانت هذه هي الأوامر تمام سأقوم بذلك ..
همام(بتأييد):- أسرع ولا تدعها تنزعج و إلا نالك غضب السيد .. فور تسليمها المفاتيح اتصل بي وأخبرني ماشي
العامل:- حاضر حاضر سيدي ..
تنهد وتوجه إليها وهو يرسم بسمة ارتياح على وجهه وخرجت إليه
نور:- ماذا الآن ؟
العامل(أومأ لها برأسه):- مبارك سيدتي
نور:- يا عيني لك إكرامية على بشارتك هذه هيا هيا دعني أوقع على إجراءاتك فلدي يوم طويل ينتظرني ..
بابتسامة دلها على مكتبه وقامت بتوقيع كل الأوراق اللازمة وغادرت بسيارتها وأول مكان ذهبت إليه كان محل الحلويات الخاص بهم وقامت هناك بافتعال ضجيج متواصل بزمورها حتى اضطرتهم للخروج والمباركة لها على السيارة الجديدة التي سترى معهم أياما بعدد ألوان قوس قزح ^^..

عنوان حفلة ليلتنا تجلى في هاتين الكلمتين " شمس الليالي " أيا كان الذي سيحدث فهو من المؤكد سيغير مجريات كثيرة في حياة كل منهم .. التحضيرات على أكمل وجه في بيت كوثر كانت ميرنا قد وصلت من صالون نور بعد أن قامت بتعديل تسريحة لشعرها وتمثلت في جعله لولبيا وجمعته خلف رأسها بشكل متناسق ، وارتدت فستانا من موضة الخمسينات في الأعلى كان بذرع صدري يتمازج ما بين اللون الوردي الفاتح والأخضر الناصع وعدة ورود متلألئة تزينه ومن على الكتفين كان متدليا ابتداء من شق صدرها ثوب وردي شفاف يبرز رشاقة كتفيها ، أما في الأسفل كان دائريا ومنفوخا بشكل جعلها تشعر وكأنها ملكة بحق ، أضافت لها كوثر سلسلة لؤلؤ على عنقها منتصفة بشمس مشرقة أعلى صدرها ، أما زينتها فكانت متمازجة مع ألوان الفستان إضافة لقفازين من ذات اللون يصلان لمرفقيها ..
كوثر(وضعت يدها على قلبها):- يا إلهي أكاد أقسم أنكِ لأميرة هاربة من الحكايات
ميرنا(نظرت لنفسها في المرآة):- لا تبالغي
كوثر(عضت شفتيها بحماس):- دعيني أنادي سيادة الدوق إياد هو الوحيد الذي سيحكم
ميرنا:- هههه أسرعي إذن
كوثر(خرجت تركض):- إياااد سيدي الدوووق يا سيدي الدووق أميرتك جاهزة
انضم إليهم إياد بطقم رجالي من نفس الحقبة ببنطلون مخطط في اللون الأسود والأبيض إضافة لسترة سوداء طويلة تتدلى من خلفه ومن الأمام قميص في اللون الأبيض تغطيه سترة داخلية في الرمادي إضافة لياقة حمراء معقودة في عنقه و بجيب سترته كان يضع منديلا أبيض بطريقة منمقة ، ولم يغفل عن تسريحة شعره التي ناسبت الحقبة حتما هي وحذاؤه الأسود ، لكنه مع كل هذا التحضير فتح فاهه حين رآها أمامه ولم يتمالك نفسه
إياد:- واووووو ميرنا هل أنتِ أنتِ حقا ؟؟
ميرنا(أمسكت حقيبتها الصغيرة وخرجت إليه ودارت حول نفسها):- هي بعينها ما رأيك ؟
إياد(عض شفتيه وصفق بيده):- الليلة لن تغيبي عن عيني لن يخطفكِ أحد مني هاه
كوثر(بحس دعابة):- هوووش هل ألمح هنا شرارة حب أم ماذا ؟؟
إياد(صغر عينيه):- اخرسي أنتِ ما الذي يحشركِ بيننا
ميرنا(فتحت عينيها بهلع):- هئئئئ نسيت العطر العطر يا كوثر
كوثر(مسحت على شعرها بحركة مضحكة):- وكأنها نسيت نفسها تعالي يا ستي لأعطركِ فاليوم تركت كل شيء من أجلك أينكِ يا وصال لتستلمي عني القليل
إياد:- هههه والله لو كانت هنا لأخذت لنا صورة للذكرى
كوثر:- سآخذها أنا و أرسلها لها كن مرتاحا آه إياك وأن تبعد ناظريك عنها أنت تعلم أنها تهوى ترك الحفلات والاختلاء بنفسها كالمومياء
ميرنا(تستقبل العطر بمرح):-أنا مومياء هي جملة تستحق التفكير .. لكن حرام عليك
إياد(نظر لساعته المتدلية من سترته):- هههه أعجبتني هذه الساعة القديمة سأستعملها كل يوم .. هيا يا أميرتي حان موعد الاحتفال
ميرنا(ابتسمت له وتأبطت ذراعه):- كوثر .. أراكِ لاحقا
كوثر(واضعة يديها على خصرها):- يا ليتكما أخذتماني معكما هفف ماذا سأفعل أنا الآن ؟؟
ميرنا:- حضري عشاء لوالدكِ المسكين ههه
كوثر:- هاهاها غليظة .. آآآآه كدت أنسى لحظة لحظة
إياد:- أسرعي لقد تأخرنا يا بنت
كوثر(عادت إليهم وفي يدها قبعة صغيرة ذات ريش ناعم متناسبة مع الفستان):-ارتدي هذا يا ميرنا ستعطي انطباعا فريدا بقلب الأمراء ههههه
ميرنا:- كأنكِ عشتِ الدور زيادة على اللزوم ؟
كوثر(وضعته فوق رأسها بدقة واكتمل البدر):- خذيه واخرسي .. هاتي قبلة
إياد(زفر بتأفف):- مارأيكِ أيضا بعناق ؟؟؟ هياااااااا يا ميرنااااااااا
ميرنا(أمسكت بيده وغادرا بمرح):- ها أنا ذااااا قد أتيت .. هيا بنا
إياد:- أتمنى من كل قلبي أن تكون حفلة ممتعة هذه المرة خالية من أي توتر
ميرنا:- أتمنى أيضا ذلك لأنني متحمسة جدا لها منها سنستمتع
إياد:- ومنها سنكتشف الأسرار أشم رائحة غريبة هنا لكن دعينا لا نستبق الأحداث ..
ذهبت ميرنا و إياد في اتجاه هذه الحفلة المجهولة والتي اتجهت إليها أيضا كل من رقية ووائل والتي استقرت في ثوب من نوع فستان ميرنا لكن في اللون البني الغامق وشعرها أيضا وضعت له تسريحة خلف رأسها إضافة لمايكاب مناسب ، بينما كان وائل بطقم من نوع إياد لكن باللون الرمادي الغامق أيضا كم كان وسيما حتى رقية لم تزح عينيها من عليه
رقية:- لو لم تكن صديقي لوقعت بحبك يا رجل ما كل هذه الوسامة ؟
وائل:- لا تبالغي هذا كله من أجل البرستيج
رقية:- لو لم أكن أعرفك لقلت أنك ممثل من تلك الحقبة هههه
وائل:- أكملي لولوتكِ حتى نصل يا رقيتي والله أنتِ التي ستسرق الأضواء لا أنا
رقية:- امم حركات أمير نبيل آآآآه منك ههه
وائل:- أود اكتشاف هوية أصحاب الدعوة المجهولين ، لأنني لن أتوانى في رفع دعوى قضائية عليهم إن اتضح أنها مكيدة فمع بذلنا لكل هذا الجهد يتوجب أن يكون الأمر يستحق
رقية:- إحساسي يقول أنه يستحق .. ولم يبقى سوى القليل لنكتشف ذلك
وائل(بشعور فضولي):- دعينا نرى …
في قاعة الحفلة التي كانت شبيهة بقاعات حفلات الخمسينات بديكوراته القديمة والأنتيكات الراقية وحضور ضيوفها الفاتن حقا كأننا بعالم آخر غير عالمنا الحالي .. حتى عاملي الطلبات كانوا يرتدون طقما موحدا في اللون الأبيض ستايل قديم بتسريحات جانبية موحدة أيضا ويقومون بتلبية الحضور الذين تفرقوا كلا في اتجاه ، يعتريهم الفضول لإحياء هذه الحفلة وفي آن الوقت يستمتعون بالموسيقى الكلاسيكية الصادحة من إحدى الجوانب تحت أيدي فرقة موسيقية منظمة .. أما في أعلى القاعة كانت هناك غرفة مجهزة بعدة شاشات تلفزيونية تعرض عدة مواقع بالقاعة .. كان جالسا على كرسي وفير يده على ذراع الكرسي وبيده الأخرى كأس مشروب وعيناه مسمرتان على شاشة المدخل الرئيسي للقاعة
مساعده:- لم يحضر أحد منهم بعد ؟
الفهد(بابتسامة):- هممم نور الراجي صدقا لم أتوقع حضورها …تصرف
مساعده(حرك رأسه إيجابا):- أوامرك …
كانت تدور في المكان وتشتم نفسها لما أتت لحفلة مجهولة لا تعرف فيها أحدا ، أمسكت كأس عصير من العامل ووقفت بطاولة بعيدة عن الحضور ، كانت بفستان ذو الطابع نفسه في اللون الذهبي مشرقة بزينتها وشعرها الأسود الذي شكلته بطريقة تدريجية ناسبت ملامح وجهها وقد غطت عينيها بقناع أعين ذهبي بناء على شروط الحفلة هكذا أخبرها العامل الذي استقبلها وهو الذي انتقاها لها لتناسب فستانها ، وكان ذلك أول ما لفت انتباهه ، تقدم إليها بطقمه الأسود و قناع عينيه الأسود أيضا وبيده أيضا كأس عصير
فؤاد:- مساء الخير
نور(انتفضت ونظرت إليه وصغرت عينيها وهي تتذكر هذا الصوت الرخيم ثم عرفته من يكون):- أنت .. ماذا تفعل هنا ؟؟
فؤاد(بابتسامة):- نحن مدعوان لنفس الحفلة كما أرى
نور(رفعت حاجبها):- هاها طيب خذ راحتك ودعني وحدي
فؤاد:- لا توقفي
نور(نظرت إليه وجرس الإنذار ضرب في رأسها):- لا .. ههه إذن أنا من سيذهب
فؤاد:- لحظة .. أنا لا أعرف أحدا هنا وأنتِ أيضا لذلك لتكن جلسة عملية ما رأيكِ ؟
نور(نظرت حولها المكان يعج بالغرباء وهذا الأهبل ربما يتكلم بواقعية):- لكن لا تكثر حديثا كي لا أصاب بالصداع
فؤاد:- هه كيف حال دينا ؟
نور:- ما شاء الله ذاكرتك حديد ..ذكرني باسمك ؟
فؤاد:- دعينا من الأسماء الآن فالحفلة غامضة ولتكن معرفتنا كذلك لأننا لن نلتقي على الأغلب بعد هذه الليلة
نور(نظرت إليه باستغراب وكلامه قد اكتسح في عقلها):- أ.. طبعا هي حفلة عملية وستنتهي لحال سبيلها يعني ما المعضلة ؟؟ هممم
فؤاد:- هيأتكِ جدا رائعة
نور(صغرت عينيها من خلف قناعها):- هل تتغزل بي حضرتك ؟؟
فؤاد(بملامح باردة):- أبديت برأيي فقط
نور(شربت من عصيرها):- ليكن الصمت شريك الجلسة هكذا أفضل ..
فؤاد(بطرف عين نظر إليها):- بأمرك سيدتي ..
في هذه الأثناء دخل وائل و رقية يرتديان ذات الأقنعة واتضح أنه شرط معمم لكل الضيوف وانضما للحضور متخذين طاولة بينهم
رقية:- واوووو وكأنني عدت بالزمن إلى الوراء يا إلهي ما أروعها
وائل(ابتسم للعامل وأخذ كأسين منه):- خذي وكفاكِ ولولة يا رقية ..
رقية:- هههه أتعلم شيئا أنا لن أبرح هذه الحفلة قبل أن أعرف من هو منظمها أريد أخذ حسابه الشخصي لربما ساعدته أفكارنا متقاربة ههه
وائل(ابتسم بخفوت):- ستخربين منظمتهم على الأغلب إن انضممتِ لهم ..
في نفس الوقت وخارج القاعة نزل إياد من سيارته واتجه صوبها وفتح لها الباب
إياد(يضحك):- هههه أكل هذا فستان يا إلهي حشرتني في الزاوية وكتمتِ أنفاسي بضخامته
ميرنا(بصعوبة تحاول الخروج):- هذا لأنك تملك سيارة تليق بالفئران
إياد(يساعدها):- والله لم أحسب يوما أنني سأقل بقرة بهذا الحجم
ميرنا(نظرت إليه بتهديد وخرجت أخيرا):- هفففف وأخيرا
إياد(عدل قبعتها وابتسم لها):- ههه أهلا بكِ أميرتي
ميرنا(نظرت إليه ببسمة):- ههه من الواضح أنني لن أسلم منك الليلة هيا أعطني حقيبتي ولندخل فوراءنا عمل كثير
أعطاها حقيبتها بينما سلم مفتاحه لعامل المرأب كي يأخذها ، وصعدا معا الدرج دخولا للقاعة وجدا أمامهما عامل الاستقبالات وقد أمدهما بقناعين خاصين بالأعين
ميرنا(باستغراب):- ولم هذه ؟
العامل:- إنها قوانين الحفلة سيدتي كل الضيوف ترتدي مثلها
إياد(أعطاها قناعها):- خذي ودعينا نكمل هذه الليلة كما يتوجب ..
أمسك بيدها بعد أن ارتديا الأقنعة ودخلا صوب القاعة الفسيحة والتي كانت شبيهة بفيلم سينيمائي يعرض من فترة الزمن الجميل .. اتخذا أيضا طاولة و بدآ بتفحص المكان كلا على حدة لعلهما يصلان إلى ما ينتويان الوصول إليه ..
ميرنا:- المكان يعج بالحضور ما كنت أتوقع أن تكون بمثل هذه الضخامة
إياد(أتمم عنها):- والفخامة أيضا صاحب الحفلة قد بذل مجهودا جبارا
ميرنا:- المكان يتلحَّفه الغموض كذلك الحضور
إياد:- إذن فكرتنا صائبة صاحب الدعوة يود إبقاء الأمور غامضة وسرية و إلا لم اشترط وضع أقنعة و أزياء غير معاصرة
ميرنا:- أيعقل أن يكون الفهد البري وراء ذلك ؟
إياد(نظر حوله):- محتمل وجدا … ابقي قريبة مني
وائل(بعد مدة):- أريد أن أكتشف المكان
رقية(أمسكت بيده وهي تتمايل مع الموسيقى):- لالا ليس الآن أرجوك قليلا بعد
وائل:- يا إلهي … قد تبيعين العالم كله من أجل حفلة
رقية:- هههه صحيح .. هئ ما ذاك ؟؟؟
وائل(نظر لرجل يضع قناعا رماديا لامعا يغطي كل وجهه وبنفس نوعية الثياب):- ربما المستضيف عينه
الرجل:- أعزائي الحضور نبلاء و أميرات أشكركم جزيل الشكر على تلبيتكم لدعوتي ، باسم شركة الدعاية والإنتاج هيرمِكانا الجديدة أدعوكم للاحتفال بافتتاحيتها رفقتنا ، وبما أننا قطاع فني فقد ارتأينا أن نستمتع بأجوائنا معكم ونجرب معا أشياء جديدة ممتعة ، سوف يمر بكم فريق العمل لإعطاء كل واحد منكم ورقة تحمل رقما معينا وهذا الرقم له شبيه عند أميراتنا أيضا ويتوجب إحياء رقصة بين الثنائيات التي تحمل نفس الأرقام .. أرجو تفاعلكم معنا أتمنى لكم قضاء وقت ممتع .. ولنعش اللحظة
وائل(نظر إليه مليا):- ما هذا هل أتينا هنا لنلعب ؟؟
رقية(متحمسة):- ياااااي يا ترى من سيكون رفيقي في الرقص
وائل(نظر إليها ووجدها في عالم آخر):- يا حبيبي …
إياد:- هذه الشركة جديدة ولأول مرة أسمع بها
ميرنا(بتفكير):- هيرمِكانا إسم غريب …
إياد:- أيقعل أننا أخطأنا التقدير تت علي أن أبحث في الأمر بشكل دقيق لنرى من يجلس خلف هذا الاسم
ميرنا:- ما ربما كانت واجهة لتغطية جرائمهم كل شيء وارد
إياد(وصل إليه العامل والتقط ورقة):- سنرى إلى أين ستصل بهم هذه الليلة .. انتبهي وابقي قريبة من هنا
ميرنا:- افف لو تركوني أرقص معك لا أطيق الغرباء
إياد:- يا ربي لا ترحمين ولا تتركين رحمة الله تنزل .. لنتوسع يا روحي كي نصل لأكبر قدر من المعلومات أجد أنها لعبة مفيدة لكلينا
ميرنا(اختارت ورقة أيضا):- ههه طيب يا فيلسوف .. آه أرى مثل رقمك هناك صحيح ؟
إياد:- ياعيني وجدت أميرتي ههه رقم 77 أراكِ يا حلوتي
ميرنا:- ههه عفريت سأنتظر قدري إذن ..
فؤاد(فتح رقمه):- 98 و أنتِ ؟
نور(بامتعاض أدارت وجهها ورفعت له رقمها):- مثله
فؤاد(ضحك بانتصار):- هههه أرأيتِ أن القدر حريص على لقائنا .. تفضلي
نور(نظرت إليه واستحضرت نصيحة ريمة كي تفتح قلبها لا عقلها في الوقت المناسب .. صبرا يارب):- هممم
أمسكها بلطف وفي أعماقه ترقص فرحة عارمة فلم يكن يصدق أنه سيصل لهذا اليوم وتراقصه نور الراجي هو بشخصه ، كانت محرجة وتنظر باتجاه كتفه فقط لم تتجرأ على رفع عينيها لمجابهة عينيه ، أحكمت جماح الجنون اللحظي الذي ينتابها طوال الوقت وقامت بمجاراة الرقصة التي ما إن تنتهي ستغادر إلى مالا رجعة وبدون تردد فهذه الأجواء لا علاقة لها بها ندمت ندما شديدا لسماع نصيحة ريمة على الأغلب ستجعلها تدفع ثمن النصيحة غاليا …لم يزح عينيه من عليها وهذا ما زادها إحراجا حتى أغمضت عينيها وعادت لها صور الماضي وبصمة الألم التي لحقت بها منذ زواجها من ذلك النذل وهي تكره الرجال فكيف تسمح لهذا بأن يراقصها ، فتحت عينيها ونظرت إليه عميقا … تلك العينان
نور(بتهرب):- أعتذر منك أنا .. لا أريد الرقص عن إذنك
فؤاد(عقد حاجبيه وأبى أن يفلت يدها):- لماذا ؟
نور(بشراسة جذبتها منه):- لا يوجد لماذا لا أريد يعني لا أريد .. وداعا
تملصت من أمامه بسرعة وتركته في اندهاش تام ، ابتلع ريقه ونظر حوله ثم تبعها للخارج وجدها قد رمت بقناعها على الأرض ممسكة بفستانها وتركض في الرواق
فؤاد(اهتز قلبه ونزع قناعه ورمى به أرضا):- نووووووور
نور(توقفت بعيدا باندهاش والتفتت إليه):- هئئئ
فؤاد(اقترب منها بحذر والمسافة لا زالت طويلة بينهما):- لحظة
هزت رأسها يمينا وشمالا بدموع "تلك العينان" … لم تطل التفكير بل أمسكت أطراف فستانها وركضت بعيدا عنه بعيدا عن المكان برمته بعيدا حتى عن مدار أحلامه .. غادرت ببساطة تاركة إياه في خيبة أخرى فقد اعتاد على لسعتها وهذه ليست المرة الأولى .. نظر حوله للمكان بنظرة حزن و ظهر همام من خلفه
همام:- سيدي
فؤاد(نظر لهمام ببؤس):- لقد ذهبت
همام(ربت على كتفه بمساندة):- ستعود إليك ذات يوم ..
هز رأسه بيأس و الكثير من أوجاع قلبه قد استفاقت حينها .. أما في داخل القاعة وصل إياد لصاحبة الرقم المشترك وفتح فاهه من روعتها وروعة الصدفة
إياد(أمعن النظر إليها وعرفها للتو حين اقترب):- الحظ يبتسم لي اليوم ..
رقية(ضحكت):- ههه لا تقلها إياااااد
إياد(بمرح):- واوو رقية .. إنها لمصادفة غريبة
رقية(أنزلت يدها التي كانت بها الرقم و أرته إياه):- ههه حتى الأرقام مشتركة
إياد(أمسك ورقتها ووضعها بأقرب طويلة واقترب منها):- إذن فأنتِ اختياري هذه الليلة
رقية(ارتعش خافقها وانحنت بانحناءة الأميرات له):- سيدي المبجل
إياد(أمسك يدها بلطف):- راقصيني أميرتي
ارتبكت وهي تمسك بطرف فستانها بطريقة راقية ووضعت يدها على كتفه برقة بينما جذبها برفق تجاهه أكثر وتجانسا في تلك الرقصة التي بدأت تتشكل بين الثنائيات إذ وجد كل من الموجودين شريكه في الرقص .. و هذين لا زالا يبحثان عن بعضهما البعض لا يعرفان أن الأقدار لا تأبى إلا أن يلتقيا .. أخذ يدور بين الحضور حتى انتبه لفتاة هناك تقف وحيدة شعر وكأنها مغناطيس تجذبه إليها شيئا فشيئا وكأن سلطة آمرة توجهه نحوها ..
وائل(من خلفها نطق بهمس):- 57
ميرنا(اهتز قلبها والتفتت بهدوء وهي مبتسمة):- أنا أيضا 57 .. أ
التقت الأعين وتوقف الزمن لحظتها وجمدت الصورة بينهما هو ينظر إليها بعدم تصديق وهي بعدم فهم كيف ظهر أمامها فجأة وكيف لعبت الأقدار لعبتها ، الحفلة والأرقام المتشابهة كل شيء … رمشت بعينها وهي تبتلع ريقها تتطلع إليه لتصدق ما تراه أمامها بينما ابتسم هو بدون إدراك لهذه الصدفة العجيبة … فتح فاهه بدهشة أمام الفاتنة التي توجد أمامه في حين سافرت نظراته بين ملامحها المألوفة وعينيها أيضا اللتان لم يحجبهما القناع عنه قط ، حرك رأسه بحركة رفض سريعة وهو يكاد يجزم أنه يحلم
وائل(بدفء):- هل وجدتكِ ؟؟؟
بحثت عن صوتها و أحرفها إنها في حيرة من أمرها ، اندهشت بطريقة ضربت تفكيرها كله عرض الحائط وبقي أمر مترسخ بين جنباتها فقط أنه هو نفسه الذي هربت منه ..
ميرنا(هو أجل يا ميرنا لكن كيف ما هذه الصدفة الغريبة قلبي يكاد يخرج من محله يارب صبرني كي لا أفقد وعيي الآن هفف هفف):- أنت شريكي بالرقصة
وائل(رفع رأسه بجهد جهيد عنها ولاحظ أن الكل يرقص فزفر بعمق وهو يحاول ضبط أنفاسه المرتبكة ثم انحنى أمامها باحترام بادلته إياه عفويا):- أعتذر .. تفضلي
أمسك بيدها بينما رفعت فستانها ببطء وتقدما ناحية منصة الرقص بين الكثير من الثنائيات ، لم يزح عينيه من عليها وابتسامته لم تفارق ملامحه مذ أن تيقن أنها هي عينها الفتاة الهاربة من أحلامه ، "وهم قلبه عسل الغروب" .. اشتدت خفقاتها حين أمسك بيدها بين يديه برقة و قربها منه في وضعية جاهزة للرقص ، أحاطها بيديه كأنه يخبرها أنه سيحميها من أي شيء بينما انصاعت له وكأنها تترجم له فرحتها بوجوده بقربها .. انغمسا تلقائيا في تلك الرقصة منسجمان مع أنغامها الكلاسيكية التي ترجمت ما قد تعتمره الأفئدة ، دون عناء وجدها بعد أن كادت تفقده عقله بظهورها حينا واختفائها حينا آخر .. لم يصدق بعد أنه يراقصها فما يحدث الآن معهما أشبه بالخيال ، عيناه تتطلعان إليها في محاولة لحفظ تقاسيم وجهها عيونها العسلية البارزة من القناع يكاد يتعمق في غموض أسرارهما الكامن خلف تلك النظرة ، آه منها كيف أفقدته تركيزه لم يستطع إزاحة بصره عنها فقد نسي الوجود والحضور والحفلة وكل العالم بقربها منه ، هي صاحبة الوشم التي أذاقته علقم الفقد حتى قبل أن يتيقن من جريانها في أوردته وشرايينه ، أما هي فلم تتمكن من مجاراة أنفاسها فقد تدفقت بأعماقها الكثير من الرعشات المتتالية تكاد تنجرف مع التيار الحالم الذي يحيط بها بقربه ، استغربت كمية الأشياء التي تنتابها تلك اللحظة فهي لم تعايش أيها قبلا إلا مرتين فقط وهذه المرة جدا غريبة ولم تكن في الحسبان لذلك كل شيء بها تفاجئ بدوره من سيطرة ذلك الكيان الذي يراقصها وعيناه تكادان تفقدانها توازنها ، فنظرته إليها تترجم الكثير من الخبايا وبدورها لم تستطع إخفاء حقيقة ما يعتريها فلقد كانت كالكتاب المفتوح وبسمتها الشريدة الحالمة تبحث عن عالم آخر لتهرب و إياه إليه .. هما فقط ولا أحد غير ….
وائل(دون تفكير همس بخفوت):- هل هذا حلم ؟
ميرنا(وقلبها يرتعش بشكل تحاول كبحه بصعوبة):- أ.. لا
وائل(بنظرة آسرة):- لقد اختفيتِ فجأة ليلتها
ميرنا(إنه يعرف بأنني المجنونة التي لجأت إليه وهربت من بيته يا ويلي على شكلي الآن ربما يقول عني مجنونة صدقا):- كان يجب أن أغادر
وائل(ممسكا بها بحذر كأنه يتأكد من حقيقتها):- لم تبرحي فكري ولا لحظة
ميرنا(ابتلعت ريقها وشيء ما يزلزل وجدانها):- …لارد
وائل(أغمض عينيه لحظة ليتسرب عطرها أكثر فأكثر إليه ويغيبه عن الواقع):- هل تشعرين بما أشعر به ؟
ميرنا(أشعر وهذا الغريب في الأمر ، رفعت عينيها باستجداء ضعيف له وقد بدأت تثمل من ذلك الإحساس نفسه):- لا أدري
وائل(أخذ يحدق فيها بذهول وكأنه وجد ضالته التي أهلكت فرقده):- أنتِ حقيقة وفي نفس الوقت أنتِ أقرب من الخيال !!
لم تجبه بل ازداد اضطراب نبضها و أنفاسها ارتبكت وتضخمت عدة أشياء بصدرها وكأنها تود الهروب من تلك المشاعر ولا تقوى على مقاومتها لأنها مكبلة باللحظة بالنظرة بالشعور الغريب الذي سيطر على كينونتها بجانبه … طوال الرقصة لم يستشعرا مضي الوقت ولا الزمن أو المكان الذي يحيط بهما بل غرقا معا وسط هالة من الأحاسيس الدافئة ، وحدهما في أرض بعيدة والطبيعة تعزف لهما موسيقاها الناعمة احتفاء بلقائهما … بعد برهة زمنية سمعا تصفيقات حارة حولهما أجبرتهما على التوقف وانتابهما هلع خفي ترجمته نظرة خاطفة منهما كأن العالم يود أن يفصل بينهما ، لم يترك لها مجالا للحركة بل أمسك بيدها وجذبها خلفه من بين الحضور كله واتجه بها صوب شرفة بعيدة عن الأنظار .. لم تجذب يدها بل طاوعته وكأن كل ما فيها يأمرها بأن ترضخ له ولا تقاوم تيار الرفض الآن …
وائل(ترك يدها وابتعد قليلا عنها ، تنهد بعمق ونزع قناعه والتفت إليها وجدها قد وضعت يديها على حافة الشرفة تناظر السماء وصدرها يعلو ويهبط بأنفاس مرتبكة):- من تكونين ؟؟
ميرنا(أنزلت رأسها تبحث عن أجوبة لن تستطيع الرد عليه فهي الآن ليست حرة وما تشعر به تجاهه الآن غريب وفوق استيعابها أو تحملها):- لا أحد و أرجوك .. علي المغادرة
وائل(أمسك بيدها وجذبها إليه بسلطة آمرة):- انتظري ..
ميرنا(نظرت إليه مباشرة وقد برزت لها ملامحه التي سكنت عقلها منذ اللحظة التي رأته فيها يوم الحفل وبضعف تابعت):- يا سيد أنا ..
وائل(بعينين سالبتين مد يديه خلف رأسها وفتح خيط القناع ونزعه بلطف ، ثم أخذ نفسا عميقا ليتأملها وكأن آيات الجمال ترجمت فيها تلك اللحظة):- أنتِ شمس ليلتي ..
ميرنا(مصت شفتيها حرجا وهي ترتعش في داخلها من كلماته العميقة):- …لآرد
وائل(يسبح بعينيه في ملامح وجهها ويكاد لا يصدق بعد أنها أمامه):- كنت سأفقد عقلي حين لم أجدكِ ، منذ اللحظة التي رأيتكِ فيها و أنتِ في عقلي وتفكيري .. حاولت البحث عنكِ لكنني لم أعرف لكِ اسما من عنوان واستحال الأمر بالنسبة لي
ميرنا(مندهشة من كلامه وكأنه يترجم ما تصارعه بداخلها):-أنا شكرتك على ما قدمته لي وحان وقت ذهابي
وائل(أمسكها من خصرها بخفة وجذبها إليه حتى اصطدمت بصدره وجهها إلى وجهه عيناها صريعتا عينيه وأنفاسهما في صراع متضارب):- لحظة .. لن أترككِ بعد أن وجدتكِ
ميرنا(تكاد أن تفقد وعيها مما تحسه الآن ، ابتلعت ريقها و كل شيء فيها يهتز بضعف متمازج بالتعب الروحي من قربه الصاعق وعطره المدمر):- أرجوك …
نظر إلى شفتيها ورفع بصره لعينيها اللتين سلبتاه عقله ، بينما أخذت تسحب من أعماقها نفسا لعلها ترحم نفسها من هذا الأسر الغريب ، لم يقاوم رغبته و لم يترك لها مجالا للتفكير بل وضع يده خلف رأسها وأصابعه تتخلل خصلات شعرها بلطف و جذبها إليه في حركة تملك.. أغمض عينيه ثم برفق طبع شفتيه على شفتيها بقبلة جارفة حبست أنفاس كل منهما لدقيقة كاملة تعتبر من اللحظات التي أخذت زمنا طويلا وستبقى خالدة لأبد الأبدين بينهما ، يداها تلقائيا وضعتا على صدره باستسلام لقبلته التي أسرتها ، دون إنذار وجدت كل مشاعرها تتجاوب معه وكأنها كانت ترقص فرحا بعد انتظار دام سنين .. أما هو فكأنه تناول الفاكهة المحرمة للتو وتذوق لذتها بكل ما في الكلمة من معنى ..
وائل(بصعوبة ابتعد عنها وهو يلهث غير مصدق لما أقدم عليه):- أ.. آسف منكِ
ميرنا(عضت شفتيها وهي تشعر بالوهن والضعف وابتعدت خلفيا لتتكئ على جدار الشرفة كي لا تسقط أرضا من غرابة ما عايشته للتو : لقد قبلها قبلهااااا):- ……لارد
وائل(مسح على وجهه ووضع يديه على حافة الشرفة وهو يزفر عميقا):- أعتذر منكِ بشدة آنستي تت لا أعرف ماذا علي أن أقول صدقا انجرفت وراء مشاعري .. آسف
ميرنا(تهتز بهذيان وغلالة الدموع تشاركها الغبطة الممتزجة بالدهشة):- ل.. أ..
وائل(عض شفتيه بندم ممتزج بمتعة تتراقص بقلبه):- آنستي ؟؟
ميرنا(بنظرة ضبابية من الدموع نظرت إليه):- علي أن أذهب …
إياد(قاطعهما وهو يشير لرقية):- ميرناااااااا ها أنتِ ذي هنا .. قد وجدناكِ
رقية(أمسكت بطرف فستانها ووقفت بجنبه بعد رحلة بحثهما عنها):- أوووه آنسة ميرنا أخيرا تعرفتِ على السيد وائل .. يا وائل إنها الآنسة ميرنا الراجي
طنننن طننننن طننننننن "
صوت قرع أجراس الحروب"
فجأة ودون سابق إنذار انتهى الحلم الوردي انتهت السعادة انتهت اللحظة الجميلة المربكة التي اعترتهما قبل قليل انتهت كل المشاعر التي عبرت على مكنونات خفية في قلبهما …. نظرا إلى بعضهما وكأنهما تلقيا للتو صفعة على وجههما ،
(خطيبة ابن عمي & ابن عم خطيبي)
لم يستطيعا التصديق فهذا الذي يحدث لا يجوووز غير قابل للتصديق من المستحيل أن تلعب الأقدار بهما هذه اللعبة الخبيثة .. هز رأسه يمينا وشمالا يبحث بعينيها عن أي شيء ينفي صدق ما استنتجه أما هي فقد امتلأت أعينها بالدموع أيعقل أن تسحب منهما الدنيا يدها بعد أن أذاقتهما من شهدها للتو ، استغرقا مدة زمنية وهما ينظران لبعضهما البعض بنظرات مبهمة لا يستوعبها غيرهما ..
آه يا شَمس الليالي
يا ثورَة بقاءٍ حائرةِ المصِير
ها أنذا أتكوَّمُ في شرنقةِ الصَّمت
فكلامي مَوؤودٌ
و شُعوري مَغضوبٌ عليه ،
بذاتِ الغفلة يا وَهم قلبي
اكتويتُ بنار الفقد
فلا تمتهِني الإبتسامة
قد كُسر الوصلُ و ضَاعت الأماني
فبعضِي يُلملمُ الصُّدف التي جمعتنِي بكِ
وبعضِي الآخرُ يُبعثرُها ظُنونا !
مهما تعثَّرتِ بدُروبي
سيلوكُني الخوفُ عليكِ ولأجلك
فأنا تائهٌ في غمرة عشق
قُتلَ في رَحمِ اللقاء
بدايتي معكِ لم تستطِع مَنحِي الأمل
ونهايتي أجادت بترَ أحلامي ..
أتأرجحُ بين أوجاعي
لأحاولَ التكَهُّن بآتٍ لن يحين
وغدٍ على الأغلب
سيكُون جَحيمًا مُبين !
الذنب و الخطيئة و العشق و الشغف و الذهول ، الهذيان والندم واللهفة و الألم والجنون…
كلها اجتمعت لتمسح اللحظة الوحيدة التي جمعتهما قبل دقائق معدودة
فهل كانت تلك القبلة قبلة لقاء أم قبلة وداع ؟؟
سنرى ذلك في الفصل القادم
لكن قبلا قد حدث هذا ، في غرفة شاشات كاميرات المراقبة كان تحديدا يقف بقرب الشاشة التي تعرض ما يحدث بالشرفة عينها ، وقد شاهد كل ما حدث هناك بين وائل وميرنا و بعصبية أمسك كأس مشروبه وضرب به الشاشة بأقسى قوة حتى خربها وهدير أنفاسه يكاد يحرق كل شيء من حوله دون أن يرف له جفن ..
مساعده:- إهدأ يا سيدي فما حدث نحن قد سعينا إليه و …
الفهد(يلهث بأنفاس حارقة):- أغرب عن وجهي الآن..الآن..(أضاف بغبن ولوعة قلب)
آه يا ميرنا آه….


يتبع ..

رقية سامي likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-03-16, 11:56 PM   #130

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل جميل شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.