آخر 10 مشاركات
الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          الرواية الثانية بقلمي..أسألك الرحيلا.. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : sweettara - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-16, 12:26 AM   #161

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


واااو فصل قوي نسرين
نور رهيييييب بجد ملهاش حل لما راحت قابلت حسام ضحكت ضحك عجباني شخصيتها جدااااا بصراحة
ميرنا و وائل ووحع القلوب و شهابىعديم الاحساس هنشوف هيعمل ايه ميرنا و ﻻ ميرا
اقولو بلاها نادية بلاها سوسو هههههههههه
وصال و جاسر و حرب الارادات اردة مين هتصمد هنشوف
رقية و اياد عسل الاتنين
اما بقي كوثر و زياد ملهمش حل قط و فار كوثر مسخرة بحبها زي البت نور
دعاء الغبية اهي شافت غباءها وصلها لفين ليها خق نور تنفخها علي غباءها و تفريطها في نفسها
اخيرا ميرا حاولت الانتخار ياتري تمثليه و ﻻ حقيقة و شهاب هيعمل ايه لما يوصلها




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 03-04-16, 02:36 PM   #162

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
فصل جمييل طويل مشوق جدا ...
ميرنا الان واقعه بتخبط وحيره من امرها ومشاعرها مابين وائل وشهاب
والضغط يزداد عليها كلما قابلته هي تشعر تجاه وائل بمشاعر لاتعرف تفسيرها والندبه تركت اثر لديهما الاثنان اذن التقيا بالماضي وهي الان
تحاول ان تنكر لكي لا تنجرف وراء مشاعرها وخاصة بعد عودتها
لشهاب وشهاب الان سيحرص على ارضائها باي شيئ
لتبقى معه ووائل يعيش صراع مابين قلبه وعقله فبعد ان وجدها
الان تضيع من بين يديه كونها خطيبه ابن عمه وعليه رويتهما
سويه وهذا صعب جدا
رنيم المسكينه لم تعد تحتمل ما يحدث وهي ترى اخرى تحاول سرقه زوجها
منها هي بحاجه لبعض الراحه والتفكير بحياتها ...ووالد رافت بهحره لزوجته هل
سيغير من الامور شيئ اظن سيزيد من حقد وجدان
دعاء كانت صدمه ان سمعت الطبييه واتفقاها مع حسام ولكن عرفت تلجأ لمن
لنور المصلحه لاخطاء بنات الراجي وتصرفت بطريقه صحيحه ولكن هل ستستطيع اجباره على الزواج من دعاء ورده فعلها من الامر منطقيه وجيداء بعد ان طلبت مراقبه حسام ماذا سيحدث
كوثر وزياد بانتظارهم الكثير زياد دخل بسهوله لحياتها وجميل علاقتهما سويه
ميرا هل هي خطه للايقاع بشهاب ام هل هي صحيحه محاوله انتحارها
مافائده عقد الشراكة مع الفهد البري وعلى ما يخطط ياترى .؟؟
شكرا على الفصل الجميل ....والأحداث المشوقه
مرحبا أنجوانتي الغالية بتمناكي بخير وجيد انو الفصل كان بالمستوى ، فعلا ميرنا هذه الفترة واقعة بلخبطة روحية كبيرة من جهة وائل ومن جهة شهاب لكن الكفة تميل للطرف الاول رغما عنها فهل ستساير مشاعرها ام تحكم عقلها ، ووائل لن يتخلى عنها بسهولة ان شعر بأنها تبادله نفس الاحاسيس ولكن هل سيقف شهاب مكتوف الايادي وهذا الأخير هل يدري حقا أنه متيم بأختها أم أنها لا يزال في وهم ميرنا يعيش سنرى كل هذا تقريبا بفصل اليوم ان شاء الله ، رنيم شكلت مقولة عندما يمتلأ الكأس يندلق وهذا ما حدث معها لم تتحمل العيش وسط الxxxxب لذلك غادرت البيت ، أما دعاااء فهي ستعاني وستحصد ما زرعته مع الأسف لكن هل ستحقق نور الانتصار أم أنه سيتصرف بقذارة معهما لا يزال الامر مبهما لحد الان .. اما محاولة انتحار ميرا فهي حقيقية لكن ما سبب ذلك ؟؟ في الفصل ستتوضح الفكرة تسلميلي يارب على المتابعة الجميلة ولكي مني كل الورد حبيبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 02:41 PM   #163

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم نجمة مشاهدة المشاركة
سلام
الاحداث مثيرة .
يبدو ان ميرنا سبق وتقابلت مع واءل من قبل ،
لكن الى اي مدى ستكون علاقتها الان معه،
دعاء تستحق ما اصابها ،
وميرنا هل ستنتحر حقا؟
ما حكاية الشراكة ‏
هل ستبقى ميرنا مع شهاب ‏‎،
أهلا حبيبتي مريم سلام الله عليكِ اممم فعلا ميرنا ووائل التقيا قبل سنوات لكن لا يزال مبهما كيف ستستقر علاقتهما خصوصا وان شهاب بالنص بينمهما ، دعاء تعاني الان من ابشع فترة بحياتها صدمتها بحسام حملها يعني الكثير اما ميرا فعلا ستحاول الانتحار انما لماذا ولأجل ماذا خصوصا وأن كل شيء متشابك في بعضه اما حكاية الشراكة وراها سر سنعرفه لاحقا اضافة الى مصير علاقة ميرنا وشهاب المبهم
سلمتِ غاليتي على المتابعة ويارب يعجبك الفصل الموالي ان شاء الله


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 02:54 PM   #164

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل غموض مشاهدة المشاركة
وااااااااااوفصل جميل ورائع الصراحه ابدعتي ..ياترا ايش راح ايصير لميرنا وراح تعرف الشركه تبع منو وائل شو راح يعمل بين حبه لميرنا ..ووفائه لشهاب..وميرا وانتحارهه بس ما اتوقع السالفه جد...والفهد وراؤف عمهم اعتقد بينهم علاقه ياما الفهد يشتغل وياه او راؤف هو الفهد......والله يستر من الجاي ....مشكوره حبيبتي كثير عل الفصل وسلمت اناملك....
مرحبا حبيبتي سعيدة ان الفصل عجبك وكان بالمستوى ، لا يزال هناك غمووض بالاحداث لكن ستتوضح بعضها في هذا الفصل ونعرف بعض الامور التي وقع بالماضي ، أما ميرنا ووائل لا يزالان يتخبطان في مشاعرهما المتضاربة بسبب شهاب الذي لحد الان لا يعرف ماذا يريد خصوصا بعد هرعه لميرا كي ينقذها من الانتحاااار ، اما الفهد البري و فؤاد عمهم اكيد هناك سر بينهما لكن لن ينكشف بسهولة وعلى ذلك سنرى ما قد يحدث في القادم ان شاء الله تسلميلي على المرور المشجع والله ربي يحفظك لي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 02:58 PM   #165

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل غموض مشاهدة المشاركة
ههههههههههه اي رمضان ههههه اسفه بس التعليق من المبايل ومرات ايعك اشويه
هههه معليش حبيبتي المهم انو وصل لقلبي جزاك الله كل خير


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 03:13 PM   #166

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
واااو فصل قوي نسرين
نور رهيييييب بجد ملهاش حل لما راحت قابلت حسام ضحكت ضحك عجباني شخصيتها جدااااا بصراحة
ميرنا و وائل ووحع القلوب و شهابىعديم الاحساس هنشوف هيعمل ايه ميرنا و ﻻ ميرا
اقولو بلاها نادية بلاها سوسو هههههههههه
وصال و جاسر و حرب الارادات اردة مين هتصمد هنشوف
رقية و اياد عسل الاتنين
اما بقي كوثر و زياد ملهمش حل قط و فار كوثر مسخرة بحبها زي البت نور
دعاء الغبية اهي شافت غباءها وصلها لفين ليها خق نور تنفخها علي غباءها و تفريطها في نفسها
اخيرا ميرا حاولت الانتخار ياتري تمثليه و ﻻ حقيقة و شهاب هيعمل ايه لما يوصلها

اهلا بيكي حبيبتي رونتي نورتِ امممم نور الراجي كبيرة العيلة بكل معنى الكلمة تستحق الاشادة لمواقفها القوية وتصرفاتها الصارمة مع كل من يحاول الاضرار بأسرتها ، وائل يخشى الاقتراب من ميرنا لان ابن عمه في النص ولأنه يعتقد أنها تحب شهاب لا يدري أنها بدورها تتخبط في مشاعرها تجاهه والتي حسمت على الأغلب لصالحه ، اما وصال وجاسر فعلا حرب لا ندري إلى اين سترسو حالهم حال كوثر وزياد دونا عن رقية واياد اللي علاقتهم تأخذ مسارها الصحيح بسلاسة ، ونجي لدعاء اللي جنت على نفسها بنفسها لا ندري الى أين ستؤول حالتها مع رجل حقير كحسام ..... اما بالاخير فهل ميرا ستنتحر فعلا أم أنها ستتراجع سنعرف ذلك بالفصل
تسلميلي عزيزتي على المرور الشيق ولكِ مني كل الود


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 08:48 PM   #167

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور ..بانتظارك

انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 03-04-16, 08:49 PM   #168

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)
‏انجوانا, ‏اجمل غموض, ‏سامراء النيل


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 03-04-16, 09:03 PM   #169

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير جاري وضع الفصل 7 حبيباتي الحلوين ^^


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-16, 09:06 PM   #170

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 7


" لا جَدوى من حياتي ، وُجودي مثلَ عدمه ، أشعُر وكأنني عالة على هذا المُجتمع الظالم ، حتى لو رحَلت لن يبكِيني أحد ، لن يفتقدني أحد ، لن يشعُر بغيابي أحَد … آه على حُرقتِي وعمقِ جراحي ما عُدت أفرِّقُ ما بينَ جَورِي وصَبرهم قد بات كلُّ شيء سواء ، أقاومُ تيَّاراتِ السَّأم بقلبٍ مَفطور ورُوحٍ قتيلة ، فما جدوى بقائي في دُنيا أراقت نبضِي في معصَمِ الحياة منذ ولادتي المريرَة .. "
~ قبل 16 سنة تقريبا ~
سمر(تبكي):- يا رشيد سيقتلني أبي إن علم بحملي أليس لديك أية ذرة إنسانية لتشعر بهول المصيبة التي أنا بهاااا لقد وعدتني بأن تعتني بي أهذا هو وعدك لي ؟
رشيد(ببرودة):- أنا لا دخل لي بحملك أنتِ طلبتِ علاقة بكل وضوح وأنا ساعدتكِ غير ذلك لست مسؤولا عما يحدث معكِ يعني لن أنكر أنني استمتعت ونلت شرف العملية لكن هذا لا يعني أننا مرتبطان ، ثم الآن ما الذي سيجعلني بحاجتكِ فأنتِ لا تفيدين بهذه البطن المنتفخة وأنا تعرفينني يعني …. هههه ؟
سمر(برجاء آخر):- أنا ألاحقك مذ عرفت بالحمل وأنت لا تنفك تسمعني هذا الكلام المنحط دون أدنى إحساس أو تقدير لمعاناتي
رشيد(بعنجهية):- والله تلك مشكلتكِ عزيزتي
سمر(استجمعت كرامتها المهدورة أمامه):- أهذا آخر كلام لديك ؟؟
رشيد(أغمض عينيه واقترب منها):- وليس لدي غيره
سمر(نظرت إليه وهو ينفث في وجهها دخان سيجارته بطريقة مقززة وصغرت عينيها فيه وهي مشمئزة منه):- دخن جيدا ربما ستكون هذه آخر سيجارة ستدخنها في الهواء الطلق
رشيد(هز حاجبه وانفجر ضاحكا):- هههه والله أفزعتني حتى ارتجَّ كل شيء فيني
سمر(بشعور بالغثيان عدلت وشاحها ونظرت إليه مليا قبل أن تذهب):- صدقني أنت لا تعلم بعد ما ينتظرك !!
رشيد(يدخن بشراهة):- ههه هههه سمري دعكِ من هذه التهديدات لأنه لا حول لكِ ولا قوة أنتِ تحت رحمتي أنا ومصيركِ بين يداي
سمر(مسحت دموعها):- ههه حقا ؟؟ سنرى إذن من القابع تحت رحمة الآخر يا ابن زهرة
غادرت ذلك الركن المظلم فوق سقيفة بيتهم المليئة بالكراكيب والأشياء الغير صالحة للاستعمال وغيرها … جعلت رشيد يتسلل إليها بسهولة عبر بيت الجيران لتلتقي به هناك لأنها لا تستطيع الخروج من البيت ، بخفي حنين نزلت خلسة وخيبة الأمل تعتريها كانت تتمنى لو يهديه الله هذه المرة ويوافق على التقدم لها ، حتى وإن كان سيقابل بالرفض ساعتها ستكشف عن حملها ويضطر والدها للرضوخ هكذا خططت قبلا ولكن الآن وقعت في شر أفكارها الخاطئة ولم يتحقق شيء مما خططت له .. زفرت بعمق وهي تدلف لغرفتها بسرعة كي لا يكتشف أحد أمرها وأقفلت بابها عليها ثم نزعت وشاحها وأخرجت الهاتف السري الذي تخبؤه بين ثيابها ولم تلبث كثيرا في التفكير واتخاذ قرار بل فورا اتصلت ..
سمر(ابتلعت ريقها لتدلي بحكمها في حقه):- سيدة كهرمانة .. أنا موافقة يمكنهم التنفيذ
كهرمانة:- هل أنتِ متأكدة يا سمر .. هذا حكم إن لم يكن إعداما سيكون مؤبدااااا ؟
سمر(بشر):- أنا واثقة هو يستحق ذلك فرجاء دعي همام يقوم بالأمر أود سماع خبره صباح غد مدويا في الشارع كله
كهرمانة(بابتسامة):- سمر أستطيع حمايتكِ .. في أي وقت الجئي لي يا ابنتي
سمر(بطمأنينة):- أعرف يا سيدتي .. لكن علي التعامل مع مشكلتي بنفسي لقد فعلت ذلك لأكسر عين أبي ولن أبرح مكاني قبل أن أقوم بذلك أعدكِ أنكِ ستكونين ملجئي في أقرب وقت لأنه لم يعد لي مكان هنا … المهم علي أن أفصل الخط سيدتي سوف أحادثكِ لاحقا
كهرمانة(مطت شفتيها بقلة حيلة وزفرت بعمق وهي تمد الهاتف لأماني):- يا أماني نادي على همام بسرعة
أماني(بركض):- حح حاااضضرر أأميي
همام(بعد مدة وثب أمامها):- نعم سيدتي
كهرمانة(بقلة حيلة):- ذلك المدعو رشيد لقد آذى ابنتنا سمر عليه أن يتأدب
همام(عقد حاجبيه):- ما هي أوامركِ ؟
كهرمانة(بحنق):- هل سأتدخل في عملكم مثلا يا همام ؟ إفعل أي شيء المهم أن يتعفن في السجن مؤبد أو أي شيء من ذا القبيل .. تصرف
همام:- علم وسينفذ اطمئني سيدتي غدا سيكون في خبر كان
كهرمانة(ابتسمت):- أتمنى أن تجد البسمة طريقها لابنتنا سمر بعد هذا الانتقام ..
أماني(بتلعثم):- مم أأأنا أحبها اش ..اشتقت لل لأغانيهاا
كهرمانة(مسحت على رأسها بحنان):- ستأتي إلينا يا حبيبتي لكن في الوقت المناسب ليس بعد … ليس بعد …
وضعت رأسها على وسادتها وأخذت تفكر في مآلها ماذا ستفعل الآن ، ابن زهرة لن يسكت وسيفضحها هل يجب عليها أن تهرب الليلة لتحمي نفسها وابنها من بطش والدها أم ستتمهل حتى تفضحه أمام رماح حين يأتيهم في زيارة الأسبوع المقبل هه من أجل إتمام أمور الزواج طبعا ورؤية العروس … سخرت عميقا بدمعتين مؤلمتين قد غادرتا محاجرها بأسى شديد ، ورطت نفسها في أمر أكبر منها والآن هي مسؤولة على حله ، مسحت على بطنها بحنان وعطف وأغلقت عينيها لتستقبل يوما سيغير كل شيء من حولها ، بجهد جهيد استطاعت أن تغفو لتفتح عينيها على صراخ وعويل آتٍ من الشارع .. انتفضت من محلها بقلب يخفق بقوة من شدة الخوف ، نهضت من فراشها وعدلت ثيابها كيفما اتفق وركضت للنافذة .. وبمجرد أن فتحتها وضعت يدها على فمها قد كانت زهرة تبكي وتصرخ والنسوة يمسكنها كي لا تنهار وهي تنظر في اتجاه محدد وتضرب على صدرها ، فتحت سمر النافذة أكثر وأطلت برأسها للأسفل ووجدت الشرطة تسوق رشيد بعنف وهو يصرخ بعلو صوته بأنه مظلوم وبريء من هذه التهمة وأنه لم يرتكب أي جريمة كله تلفيق في تلفيق، لكن لم يسمعه أحد بل سحبوه بعنف لسيارتهم وقبل أن يركبها التفت تجاه بيتها ونظر بقهر مباشرة نحو نافذتها .. شعرت أن عيناه ستقتلانها من النظرة المريبة التي رمقها بها والتي تعني أنني أعرف بأنكِ من فعل بي ذلك فانتظري انتقامي … ابتلعت ريقها وبسرعة ورعب ابتعدت وأغلقت النافذة ويدها على قلبها … وصراخ زهرة المكلوم يخترق مسمعها
زهرة(بصوت مبحوح تبكي على فلذة كبدها):- آآآآآآآآآآآآآآآه يا ولدي آه أخذووووك مني سرقوا منك شبابك يا حسرتي عليك يا ولدي آآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي ولمن تركتني يا ولدي آآآآآآآه يا رشيييييييييييييييييييد يا حرقة قلبي عليك يا رشييييييييييد يا حرقة قلبي عليك اهئ ائ
نور(اقتحمت غرفتها فأفزعتها):- سمر سمر … هل رأيتِ ما حدث لرشيد ابن زهرة ؟؟
سمر(ابتلعت ريقها وقد فزعت من دخولها السريع):- أ.. ماذا حدث ؟
نور:- اتهموه بجريمة قتل راح فيها المسكين ضاع شبابه أكيد أكيد سيأخذ مؤبد .. لقد قالوا أنه كان منتشيا وقد ارتكب الجريمة وهو في حالة لا وعي الله يسترنا تتت
سمر(برجفة في سائر جسدها جلست على الكنبة):- يا الله
نور(عقدت حاجبيها):- ما به لون وجهكِ مخطوووف ؟؟
سمر(بتوتر):- لا شيء .. فقط فزعت لما حدث ..
عواطف(دخلت عليهما):- يا بنات .. ألا زلتن هنا هيا أمامي للمطبخ بعد قليل ستأتي عائلة عفاف ويجب أن نجهز أنفسنا كما يجب
سمر:- اففف العروس الجديدة لقد مضت عدة أشهر وأنتم على نفس الموااااال
نور(نظرت لسمر):- والله أنتِ التي صرت عروسا لقد ازداد وزنكِ كثيرا ماذا تأكلين هههه
عواطف(عقدت حاجبيها ونظرت لتوتر سمر وابتعادها عنهما):- المهم لا تتأخرن نظفن البيت بسرعة وانضما إلينا بالمطبخ
نور(حولت عينيها وتبعتها):- أففف تمنيت لو ترحموننا يوما ما من هذا العذاب اليومي أففف كل يوم تنظيف تنظيف وكأن سيادة السفير يزوركم ليل نهار تتتت
سمر(برعشة خوف جلست وهي تضم رداءها حولها بعد خروج نور):- كدت أموت رعبا يا إلهي علي أن أتصرف لم يعد هنالك ما أخفيه …
طارق(في غرفته عبر الهاتف):- والله إنك بعنادك هذا ستزيد الطين بلة يا رجل لقد مر على زواجي عدة أشهر وأنت حتى لم تفكر بتهنئتي كما يجب
حكيم(حك على جبينه):- طارق أنا لست في سفرة سياحية أنا أعمل بجد علي أن أكون عند كلمتي وسعر الاتصال بكم كل مرة يهلك ميزانيتي الحالية .. المهم لا تقحمني في هذه الأحاديث التي تزيد من عصبيتي طمئني عن الجميع كيف حالكم ؟
طارق:- أنا تزوجت بحبيبتي هل تتخيل هههه أنا سعيد جدا وهي لطيفة ورقيقة
حكيم(بدون فائدة):- يا رجل يا رجل سألتك عن العائلة أما حالك فأنا أتخيله أمام عيني فلن أنسى أنني من شهد على قصة عشقكما …
طارق(بحالة هيمان):- وآه كيف اكتملت قصة عشقنا يا روحي يا عفاف ..
حكيم(هدر فيه بعصبية):- طااااااااااااارق هل ستتغزل بزوجتك لي ؟؟
طارق(عاد من غمرة عشقه):- أمك بخير خالتك بخير جدتك بخير الكل الكل بدون استثناء بخير ماذا تريد بعد ؟
حكيم(عض على شفتيه):- كيف حال سمر ؟
طارق:- إنها عاقلة هذه الفترة هي تتحاشى الوقوع في المشاكل كي لا تلقى سخط والدي
حكيم(اطمئن قليلا):- طيب وميرنا ؟
طارق:- تلك العفريتة حصدت المركز الأول بالمدرسة إنها مجتهدة وأتنبأ لها بمستقبل جميل
حكيم(بفرحة وفخر):- تلك هي عصفورتي الصغيرة
عفاف(دخلت الغرفة):- طارق ؟؟
طارق(بذوبان فيها):- يا عيون طارق وروح طارق
حكيم(ضرب على وجهه بدعابة):- مؤكد أنه نسي وجودي تماما .. أ .. طيب السلام عليكم بلغهم سلامي يا عيون حكيم يا روح حكيم ههه
طارق(شتمه بهمس):- هههه تبا لك .. نتحدث لاحقا يا ابن عمي ..
عفاف(بخجل عدلت شالها):- أ..أمي عواطف تسألك إن كنت تود الالتحاق بنا في المطبخ لاحتساء الشاي قبل قدوم عائلتي
طارق(بابتسامة حب وضع هاتفه بجيبه وتقدم إليها):- طيب وماذا عن زوجتي حبيبتي ألا تود مني الالتحاق أيضا ؟
عفاف(ابتلعت ريقها بحرج لا تقوى على مجابهة عينيه):- أ.. أريد طبعا احم
طارق(وضع يده على فكها ورفع رأسها لينظر لعينيها):- ألا زلتِ تخجلين مني يا مجنونة لقد تزوجنا منذ فترة يعني لم يبقى هنالك مجال للخجل بيننا ، لقد أصبحتِ أنتِ هي أنا و أنا هو أنتِ هممم
عفاف(بتلعثم ورجفة في كل أطرافها):- طارق !
طارق(أغمض عينيه ليستسيغ اسمه من شفتيها):- يا قلب طارق ووجوده كله
عفاف(بمرح ابتسمت له):- كلامك جميل جدااا إنه يجعلني أطير
طارق(أحاط خصرها بيده وجذبها إليه):- أليس عيبا أن تطيري لوحدكِ بدووووني ؟؟
عفاف(بارتباك قبل أن تجيبه كان قد استوقفها بقبلته المفاجئة):- أ ..
طارق(وضع جبينه على جبينها وهو يداعب خصلات شعرها الظاهرة من تحت شالها بلمعة في عينيه):- وردتي أنتِ يا عفافي
عفاف(احمرت خجلا):- طاااارق أنت تحرجني بكلماتك تلك
طارق(يقلدها وهو مبتسم):- اممم طاااارق ههه متى سيأتي صغيرنا ليزين حياتنا أكثر وأكثر متشوق لذلك اليوم جدااا
عفاف(وضعت يدها على بطنها):- نحن لم نعرف بعد إن كان صبيا أم بنتا
طارق(وضع يده على يدها فوق بطنها):- المهم أن يكون بصحة وعافية فأي شيء منكِ حبيبتي من المؤكد أنه سيكون جميلا …
عفاف(بعشق):- لحد الآن لا زلت لم أصدق أننا قد تزوجنا
طارق:- ههه استغلينا مقولة "عليك أن تعترض لتصيب" وقمنا بشحن أهالينا بالرفض لذلك كان قبولهم أمرا حتميا ، تخيلي معي لو قلت لهم متحديا أريد الزواج من تلك الفتاة هي تخصني لم يكن سيُسمع أي صدى لكلامي لكن طالما أخبرتهم أنني لن أتزوجكِ ولو كنتِ الفتاة الوحيدة بالكون رأيتِ كيف قامت القيامة وأجبرونا على الزواج وفي غضون أشهر بسيطة كنتِ يا عمري زوجة طارق الراجي
عفاف(ابتسمت بلوعة):- أفكارك ماكرة يا طارق سعيدة جدا أنها فلحت وجمعتني بك
نور(طرقت الباب بمرح):- احم احم أمي تنادي عليكما
عفاف(تملصت منه بخفة وهي تضحك ولحقتها):- لا تتأخر ..
بعد مدة معينة التحق الجميع واجتمعوا على طاولة الأكل بمن فيهم عائلة عفاف أيضا
معتز(بحاجبين معقودين):- والله حين سمعت بما جرى لرشيد المسكين انقبض قلبي
سليم(بتجبر):- لقد أخذ جزائه قتل الروح جريمة نكراء لا يغفرها الله ويعاقب عليها القانون من المؤكد أن الأمل مفقود من وضعه
طارق:- ما يفطر القلب هي والدته الخالة زهرة لقد بكته وكأنه ميت
عواطف:- انفطر قلب الأم يا بني .. فليكن الله بعونها إنها لمصيبة وحلت عليهم
خلود(زوجة معتز):- كان سِكيرا صاحب مشاكل يتسكع دوما مع رفاق السوء ماذا كنتم تنتظرون منه ؟
معتز:- معكِ حق لولا انحرافه لما ارتكب تلك الجريمة بعقل غائب أي دون وعي
عفاف:- الله يهديه ويصلح باله
خلود(فتحت عينيها بفزع):- يقولون أنه فصل رأس الضحية عن جسمه
مديحة(اقشعر بدنها):- أعوذ بالله
نور:- لا أظن أنه بلا قلب لتلك الدرجة حتى يقوم بهذه الجريمة لوحده
طارق:- وهل تظنين أن معه شركاااء ؟؟
نور(لوت فمها):- من يدري
سليم:- ميرنا صغيرتي .. أكملي طعامكِ ؟
ميرنا(برفض):- أنا خائفة
سليم(ربت على رأسها):- ما كان يجب أن تسمعي هذه الأحاديث بالمرة
دعاء:- ههه أنتِ جبانة يا ميرنا
سليم(حدج دعاء بنظرة أخرستها):- .. أين هي سمر ؟
عواطف(ابتلعت ريقها وتمتمت):- أ.. هي متعبة قليلا وقد اعتذرت
سليم(بكره):- أحسن
ميرنا:- هل أذهب إليها بابا ؟
سليم(هدر فيها بعصبية):- إبقي حيث أنتِ من يريد الطعام يأتي إليه هممم
عواطف(نهضت لتلطف الجو وجذبت صحن عفاف):- دعيني أصب لكِ يا عروسنا الجميلة
خلود(بمكر):- أممم كانت لتفرح خالتي شريفة بخبر حمل عفاف لكن ليرحمها الله
عفاف(أخفضت عينيها لأنها تعلم نوايا خلود جيدا وقد ارتاحت بزواجها وخروجها من تحت رحمتها):- رحمها الله …
طارق(بحب نظر لعفاف):- خذي عزيزتي ..
خلود(رمقتهما وبكل غل وحقد زفرت):- هففففففف …
كانت في غرفتها تدور في حلقة مفرغة مثل أفكارها القابعة في عقلها ، ها قد تسببت بسجن رشيد ماذا كسبت من فعلتها تلك بل كيف ستتصرف بعد الآن ؟؟ من سينجدها من فضيحتها هل تهرب الآن أم تنتظر موتها على يد أبيها .. هي تريد أن تحرجه أمام رماح بكشف بطنها وهذا سيجعلها تقدم على عملية انتحارية فوالدها لن يكترث لا لرماح ولا لغيره وسيفرغ فيها جام غضبه وسخطه ، .. الآن قد فعلتها ولا مجال للتراجع لا مجال لإعادة الزمن كي لا تقدم على ما أقدمت عليه تورطها مع رشيد تلفيق التهمة له وزجه في السجن والكثير الكثير من الذنوووب وجدت نفسها تزفر بعمق دون توقف وحركات بطنها تزيدها ضيقا ، من جهة تود حماية هذا الطفل لأنه في نهاية المطاف يعد ابنها ومن جهة أخرى قلقة من ردة فعل والدها والتي في الغالب ستكون قتلا مع سبق الاصرار والترصد على أقل تقدير …. مسحت على وجهها وانتفضت حين فتح الباب عليها دون استئذان ، بسرعة استقامت وأسدلت فستانها والرداء الذي ترتديه فوقه ونظرت إليه بطمأنينة
طارق:- سمر .. لما لم تنضمي لنا على طاولة الأكل هل أنتِ مريضة ؟
سمر(مسحت على شعرها):- تت لا لا فقط لا مزاج لي هذا كل شيء ، هل ذهب الضيوف؟
طارق(هز لها رأسه إيجابا):- نعم منذ قليل ولذلك جئت لأطمئن عليكِ
سمر:- أنا بخير
طارق(بمودة اقترب منها):- حكيم يسلم عليكِ
سمر(بلهفة):- هل اتصل بك ؟ متى ؟؟ أين هو وكيفه ؟
طارق:- هو بخير أوصاني بكِ خيرا وأخبرته أنكِ عاقلة ويطلب منكِ أن تعتني بنفسكِ جيدا
سمر(بغلالة دمع):- فيه الخير
طارق(بقلق حيال سكونها):- سمر .. ليس لديكِ ما تحكينه لي صحيح أختي ؟
سمر(بارتباك):- لا يعني ماذا سيوجد لأحكيه لك أخي طارق أنا أنا أموري بخير يعني ارتأيت أن أبتعد عن المشاكل كي لا أنال غضب الوالد
طارق(مسح على رأسها بقلة حيلة):- سلمتِ من كل شر يا سمر أنا لن أتوانى على تقديم أي مساعدة لكِ أنتِ أختي الغالية هممم
سمر(عانقته بحب):- وأنت حمايتي يا طارق ..
قبل جبينها وغادر لحال سبيله تاركا إياها في حيرة من أمرها ، ستفطر قلب الجميع لكن والدها لم يترك لها حلا آخر فقد اختار قتلها منذ أن ولدت ولكن الأقدار تشبثت بها حتى وصلت لمفترق طريق يا إما تنجو هي وطفلها يا إما تواجه مصيرها وتقرأ الفاتحة على روحها .. زفرت بعمق وقد اتخذت قرارها بالهرب تلك الليلة تحديدا لكي تنجو من بطش أبيها ، اتصلت بكهرمانة التي فرحت كثيرا بهذا الخبر فسمر بالنسبة لها تعد كنزا حقيقيا وعليها استغلاله بالشكل اللازم ..مر الوقت سريعا في البييت وحلَّت تلك الليلة السوداوية منذ بدايتها ، لملمت بعض الأغراض في حقيبة صغيرة وجهزت نفسها للخروج وقبل أن تهب لفتح الباب كي تستطلع المكان صدمها بدخوله ورمقته بقلق وريبة وهي ترمي بسرعة الحقيبة بجانب السرير …كي لا يراها
سليم(بنظرة نارية حدق فيها وتجاوزها ليدخل للغرفة):- ماذا تفعلين ؟
سمر(برجفة خطت عدة خطوات لتخفي الحقيبة بجسمها وتدفعها تحت السرير):- ل..لا شيء
سليم(يتفحص كل زوايا الغرفة):- هدوئكِ لا يعجبني
سمر(أخذت تدفعها خلفيا لعلها تفلح):- لما يا أبي أنا عاقلة
سليم(يداه خلف ظهره):- ولأجل ذلك أنا أتساءل
سمر(عضت شفتيها ولم تعرف بما تجيبه):- ..هممم
سليم(بنظرات نارية):- ماذا تخفين خلف هذا الهدوووء من المؤكد أنكِ تدبرين وتخططين لمكيدة ما …. تكلمي ؟؟
سمر(اهتزت نظراتها وحاولت لملمة ارتباكها):- ل .. لما تقول ذلك بابا أنا لم أفعل شيئا؟؟
سليم(صغر عينيه):- تماما هذا هو مربط الفرس لأنكِ لم تفعلي شيئا منذ مدة أشك فيكِ
سمر(نظرت للأسفل ثم جابهت عينيه):- يعني حتى لو بقيت عاقلة هذا يعد أمرا مزعجا بالنسبة لك
سليم(اقترب منها بعصبية):- اخرسي …. أنا هنا رب هذه الأسرة والآمر الناهي في هذا البيت ، كل حركة فيه تتم بقرار مني أنااااا ضعي هذا في حسبانك وجهزي نفسكِ عريسكِ كلها أيام معدودة ويأتي لأخذك لأرتاح من خلقتكِ الشؤم
سمر(بغلغلة قهر):- وأنا بانتظااااااره على أحر من الجمر لأريحك أيضا من عاهتك المستديمة المسماة ب"سمر الراجي"
سليم(فتح عينيه على وسعهما):- كيف تجرأتِ يا لعيينة هل تتلاعبين بعداد عمركِ أمامي ؟
سمر(بضغط وأعصاب لم تستطع كبتها):- هذا ما تريده وهذا ما سألبيه لك أبتي
سليم:- أنا أفهم ألاعيبكِ جيدا إن كنت تنتظرين مني إلغاء هذا الزواج بحسن تصرفكِ فأنتِ واهمة لأنكِ ستغادرين هذا البيت إلى ما لا رجعة إن شاء الله تحترقين حتى معه لا يهمني
سمر(بحزن وأسى أطرقت رأسها أرضا):- لما أحضرتني لهذه الدنيا طالما تكرهني لهذه الدرجة أنا لم أرى أبا مطلقا يكره ابنته هكذا وكأنها عدوته اللذوذة
سليم(اقترب منها وأمسكها من يدها بعنف):- تبا لكِ يا غبية هل اشتقتِ للضرب ؟؟ سأبرحكِ إياه فلا متعة لدي غير سوطي الجلدي وهو يتطبع على هذا الجسم المتهالك
سمر(نظرت إليه بتحدي لتعريه من قناعه الذي يخفيه عن الجميع ولكن عنها لا):- ألست تتمنى تمزيقه لأشلاء كوني شبيهتهااااا لهذا تعاقبه دوما دونما شفقة أو إحساس ؟؟ لقد رأيت الصورة رأيت أين تحتفظ بصورة عشيقتك القديمة لهذا تكرهني لأنني شبيهة لهااا وكأن الأقدار عاقبتك بحضوري أنااااا سمررررررر ابنتك من لحمك ودممممممك أنا ابنتك ولست هي كي تنتقم مما فعلته بك سابقا من خلالي أناااا … يجب أن تعاقب نفسك على هذاااا الجرم المكتووووم بدلا من معاقبتي أناااااا
سليم(هز رأسه برفض لا يصدق ما تتفوه به وأنها كشفته):- أصمتي … أصمتييي
سمر(استمرت لتعبر عن مأساتها الدفينة):- أتعلم بما شعرت حين رأيت الصورة وفهمت سبب كرهك لي ؟؟؟ شعرت بالخزي وبالاشمئزاز كون ذلك الخبث والرغبة في الانتقام تدور بعقلك .. فهمت الكثير من الأمور ولكن مع الأسف بشكل متأخر جدااااا ولذلك انتقمت لنفسي منك أشر انتقاااااااام ستفرح أكيد حين تعرفه …
سليم(فتحت أبواب جهنم بعينيه وبعقله وبكيانه كله وبنظرة خطيرة صرخ بصرخة مدوية زلزلت الأكوان):- سمرررررررررررررر
كلمة واحدة هزت عرش السكون في ذلك البيت انقلبت الأمور وازدادت سوءا لا بل باتت جهنم الحمراء بعينها داخل زواياه ، لقد كشفته على حقيقته وكشفت سره الذي يخفيه وراء قناع التظلم والجور … لقد كشفته وشعر وكأنها عرته فجأة بعد أن صارع طويلا ذلك الجرح القديم وقتله كما قتل ابنته في قلبه ونجم عن ذلك كره وحقد لا حدود له ،،، صرخ بأعلى صوته وأفرغ فيها جام غضبه بضربها وصفعها وركلها دون رحمة أو شفقة ، اقتحم طارق الغرفة بسرعة وحاول جهده أن يبعده عنها لكن بدون فائدة فقد كان كمن يحاولون سلبه من حياته وهو يصارع من أجلها ، كان كالثور الجامح حتى توسلات النسوة لم تجدي نفعا لكن شيء واحد فقط هو الذي أوقفه وجعله يتسمر محله كما جعل الكل يشهق وهو يرى ذلك المنظر أمامه واضحا وضوح الشمس [ بطنها المنتفخ ] …… جمد الكون للحظة واحدة في أرجاء تلك الغرفة ولم يعد يسمع أي شيء سوى نحيب سمر وأنفاس سليم اللاهثة …. وأول من نطق وكسر الصمت هي عوااااطف
عواطف(جثت على الأرض وهي تضرب على ركبتيها):- ماذا فعلتِ يا سمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا فعلتِ يا سمررررررررررررر ؟؟؟؟
سليم(بدهشة يهز رأسه يمينا وشمالا بإنكااااار):- ما هذاااااااا ؟؟؟؟؟
مديحة(تضرب على وجهها):- اللهم لطفك وسترك يا رب
طارق(انحنى وغطى عليها وهو ينظر إليها):- آه يا سمر آآآآآآه
نور(تبكي وتندب):- يا إلهي اهئ ….
سليم(بكل غيظ الدنيا حاول أن يجذبها من تحت ذراعي طارق):- ابتعد أيها الحثااااالة تلك الفاجرة كنت أعرف أنها ستفضحني وتضع رأسي في الطين لكن والله إن لم أغسل عاركِ الليلة لن أكون سليم الراجي لن أكوووووووون .. ابتعد عني يا طااااااارق ودعني أقتلهاااااااااااااااااااا اااااااااااا
عواطف(تبكي وتشهق):- دعها وشأنها أنت من أوصلتها لهذه الحالة أنت السبب اهئ اهئ أنت السبب دع ابنتي وشأنها دعها اهئ
سمر(تئن من فرط الضرب ويدها على بطنها):- ماما … سامحيني يا ماما اهئ نووور
نور(ركضت إليها من الجانب الآخر وهي منهارة من الخوف عليها):- سمر أختي
سمر(أغمضت عينيها ورمشت لترى نور الحقيبة وتخفيها):- نووور ..
سليم(نظر إلى حيث نظرت ولمح الحقيبة وهنا زاد طغيانا):- كنتِ تنوين الهرب صحيح مع الحقير صاحب هذه الخطيئة ؟؟؟ كنت تريدين إحراجي مع رمااااااااح آه يا سافلة يا منحطة فعلا الشارع يليق بأمثالكِ يا عاهرة
سمر(بعينان تجيبان على كل كلماته بجملة واحدة):- باباااااا …
سليم(جن جنوووونه فتلك الكلمة تستفزه منها هي بالذااااات ، دفع طارق على الجانب وبكل قوته أمسكها وعاد ليضربها بعنف أكبر وقد تكررت صورة الماضي أمامه من جديد لكن باختلاف بسيط هذه المرة سمر ابنته وليست المرأة التي أفقدته صوابه وجعلته يتحول لهذا الإنسان المتوحش):- تبا لكِ يا بذرة الفساد تبا لليوم الذي لمحتكِ فيه تباااااا تبااااا أكرهكِ يا سافلة يا فاجرة سوف أغسل عاركِ بيدي هااااااااااااااااااتين يا حقيييييييييرة
نبيلة(دخلت وبقوة هدرت فيه):- سليييييييييييييييييييييم توووووووووقف !!
سليم(ممسكا بسمر من شعرها كخرقة بالية):- لا تتدخلي يا عمتي لا تتدخلي هذه البنت خطيئة كان يتوجب موتهااااااا منذ ولادتهاااا أرأيتِ إلى أين أوصلتناااااااااااااااا ؟؟؟؟
نبيلة(نظرت لبطنها وفهمت شيئا):- بالله عليك يا سليم ستقتل البنت دعها وشأنهااا الآن علينا أن نفكر في حل لمشكلتها لا أن نزيدها هل تود قتل ابنتك إنها من لحمك ودمك ؟؟؟؟ ثم إنهااااا ستلد بعد قليل لقد نزل ماء المشيمة
سليم(نظر لفستان سمر المبتل والتي كانت جثة هامدة تقف بصعوبة):- عواااااااااااطف …. انهضي من محلكِ وقومي بما يلزم أريد هذا الطفل حيا يرزق أسمعتنيييييييييييي ؟؟؟
سمر(بجزء من الوعي ووجه ينزف من شدة الضرب مصت شفتيها والدم قد شوه معالمها كليا):- لالا تؤذوا طفلي أرجوووكم لالا ..اهئ
سليم(صفعها بكل قوته حتى سقطت أرضا):- اللعنة عليكِ ألا زلتِ تتكلمين اسمعيني جيدا سوف تلدين الآن سآخذه منكِ وستقبعين في هذه الغرفة كالعفن لحين تشفين وبعدهاااا سأرمي بكِ في جحر رمااااح وأتوصى بكِ لعله يربيكِ من البدااااااااية … (بصق بوجهها)
طارق(مسح وجهها بيديه برفق وحملها بين يديه وقلبه ملهوف عليها):- نوووور ابتعدي وجهزي سريرها بسرعة
عفاف(ركضت وهي تمسح دموعها وعدلت السرير بنفسها):- بالراحة يا طاااارق أرجوك
نبيلة(رفعت كميها):- عواااااطف مدييييييحة … لا وقت للنحيب الآن انهضن أمامنا ولادة ساعداني يا بناااات … تت يا الله مع من أتكلم أنااااااا
مديحة(نهضت وحاولت جر عواطف التي كانت في عالم آخر):- اهئ اهئ ما الذي يجري لناااااا أين كان يخبأ كل هذاااااا ؟؟
نبيلة(سحبت نفسا عميقا):- عفاف يا ابنتي ركزي معي اذهبي وأحضري لي قدرا مليئا بالماء الساخن بسرعة
عفاف(بلهفة):- حاضر جدتي في الحااااال
نبيلة:- نووووور ياااا نور كفي عن البكاء وتعالي إلي
نور(تنظر بقهر لأختها):- ها جدتي ؟
نبيلة:- إذهبي لدولابي ستجدين هناك ملاءات بيضاء في الدرج السفلي أحضريها لي بسرعة
نور(بقلب مجروح):- طيب
نبيلة(زفرت بعمق):- دعااااااااااااااء
دعاء(انتفضت بهلع):- نعم جدتي
نبيلة:- ألا تسمعين بكاء الصغار هيا اذهبي إليهم وإياك وأن يأتي أحدكم إلى هنا مفهووووم وأنتِ يا ميرنا إذهبي معها ولا أحد يبرح محله
دعاء(ببكاء أمسكت يد ميرنا التي كانت تنظر بعدم فهم لكل ما يدور حولها):- همم تمام …
نبيلة(نظرت لطارق وهو يشد من قبضته في الفراغ):- طاااارق .. أخرج يا ولدي سنهتم بالبقية نحن
طارق(اقترب من سمر):- من هو أبووووه ؟؟
سمر(ببكاء وحالة يرثى لها تتلوى وجعا من آلام الضرب وآلام الولادة):- اهئ اهئ …
طارق(بعصبية هزها من يديها):- قولي من هو وااااااااااااااااالده ؟؟
نبيلة(اقتربت منه ووضعت يدها على ذراعه):- دعها الآن ألا ترى أنها في حالة ولادة أخرج يا طاااااارق أخرج
طارق(زفر بنفاذ صبر):- من أبووووووه ؟؟؟
سمر(أغمضت عينيها من هذا العذاب وصرخت بقهر بل انفجرت كل خباياها التي تخفيها عنهم منذ عدة أشهر):- لقد وعدني لكنه تخلى عني وسجنته اليوم لقد دفع ثمن غدره لي لقد جعلته يدفع الثمن اهئ اهئ
طارق(نظر إليها وإليهم بهلع):- رشيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عواطف(هنا استوعبت هول المصائب كلها):- هل سجنتِ ابن زهرة ظلماااا ؟؟؟؟؟
سمر:- هو الذي تخلى عني لقد اتفقنا على الزواج ولكنه اهئ لكنه غدر بي وكان يجب أن ينال جزاااااءه أجل أنا أنا من سجنته يا أمي أنا التي لفقت له تلك التهمة ولست ناااادمة
عواطف(همت بضربها من شدة غبنها وأوفقتها مديحة):- أنتِ لست ابنتي أنتِ عار على آل الراجي لالالا أنتِ ذنب عظييييييييييم أنتِ شيطااااااانة
سمر(بحزن لما تسمعه من أمها وصرخت بأعلى صوتها):- أمي زوجكِ يعذبني ويعاقبني وكأنني عشيقته القديمة التي خانته مع غيره ألا يعني لكِ ذلك أي شيء هااااااااااه ؟؟؟ ولا تنكري أنكِ لا تعلمين بالأمر فأنتِ مثله أيضا تمقتيييييييينني لذات السبب ؟؟؟
وضعت عواطف يدها على فمها وأغمضت عينيها على دمعة حارقة كانت تخفيها منذ سنواااااااااااات طويلة ، ها قد كبرت الفتاة وفهمت الآن سبب كرهه الشديد لها لأنها تذكره بامرأته الأولى وهذا ما لا يستطيع مقاومته .. لم تتمكن من الحراك فقد تخدرت أطرافها وهي تسمع لهول ما تفوهت به سمر حالها حال طارق ومديحة ونبيلة التي أغمضت عينيها على أمر كتمته طويلا ومن المحزن أن ينكشف بتلك الطريقة …
نبيلة(أمسكت ذراع طارق الذي كان مصدوما ولم يستوعب بعد ما قالته سمر):- تعال معي
طارق(بدهشة ينظر لجدته):- هل .. هل ما قالته سمر صحيح ؟؟ جدتي أجيبيني يعني هل والدي حقا كان .. هل … سأفقد صوابي لا هذا غير معقووول ..
نبيلة(أخذت القدر من عفاف التي هرعت به إليها):- خذي زوجكِ وأقفلي الباب عليه إياك وأن يغادر غرفتكماااااا …أسمعتني ؟؟؟
عفاف(ابتلعت ريقها بعدم فهم لحالة طارق الغريبة):- حح حاضر حاضر … تعال طارق
طارق(في حالة من الهذيان):- هل .. لالا يعقل .. بابا ..سمر ههه لا لا أكيد هناك خطأ ما
عفاف(ببكاء لم تفقه حالته):- يا الله رحمتك ….
كان يجلس في غرفته على كرسيه الوفير مستندا بيده على حافة الكرسي ويده الأخرى على فكه وعيناه حمراوتين كالجمر ، كل جسمه متصلب على أهبة الاستعداد .. لطالما أخفى في سره كرهه الشديد لابنته وذلك نتج عن خوفه من نفسه ضربه لها ومواقفه العديدة تجاهها والتي تدل على رغبته الشديدة في التخلص منها كله كان ردة فعل لأفكاره السادية التي تخص المرأة التي دمرته وحولته لوحش آدمي بخيانتها له بعد حب كنَّه لها بإخلاص … أفكار انتقامية حملها عبر سنين لابنته التي لم يكن لها أي ذنب سوى تورطها في لعبة الأقدار التي حكمت أن تكون شبيهتها .. قاوم كثيرا ذلك الغضب الدفين لكن سمر في كل مرة كانت تنكأ جرحه وتجعله يخرج عن طوعه ويضربها حتى تسقط جثة هامدة وكأن هذا قصاص له من تلك المرأة بعينها في كل مرة …تلك الحالة كادت أن تصيبه بالجنون وكان الحل للتخلص منها كليا هي إبعادها عن ذلك البيت ، فلم يعد ضربها ورؤيتها بذلك المنظر أمامه كل مرة مدججة بدمائها يرضيه لم يعد يصل لذروة متعته بانهيارها وضعفها الذي يذكره بصورة تلك الحبيبة التي كتم سرها في قلبه طويلا .. مسح على لحيته النامية وهدير أنفاسه يزيده ضيقا كان ينتظر بحرص شديد اللحظة المناسبة ليخرسها للأبد فلقد فضحت أمره وهذا ما لم يكن يقوى على مجابهته ..
كانت ولادة عسيرة فالطفل قد ولد قبل موعده ما تطلب مجهودا جبارا من نبيلة ومديحة أما عواطف فلم تقربها بل ظلت تنظر إليها من بعيد وهي تنعي حظها وتبكي حالهم الذي آلوا إليه وتتساءل في نفسها كيف وصلت بسمر الجرأة لتفعل فعلتها المشينة تلك ، والسؤال الأهم أين كانت هي من طفلتها التي فرطت بشرفها وهي تحت سقفهم يعني أمام عينيها لما لم تحضنها أو تفهم همومها لربما كانت أنقذت ما يجب إنقاذه ، شعرت بالندم لأنها فرطت وتركت سمر وحدها تتخبط في شرنقة ظلم سليم ، تأوهت وهي تبكي بحرقة ندما وخوفا من المجهول على مصير ابنتها ومصير هذا الطفل أيضا ، بعد معاناة وصراع وصراخ دام لعدة ساعات استطاعت نبيلة أن تولدها بسلام أخيرااا .. وآه على تلك اللحظة التي لم تظن أيُّهن أنها ستعيشها تلك الليلة الغريبة بدون سابق إنذار حتى … بعد أن استكان الصغير من صرخته الأولى نظفته نبيلة قليلا ثم لفلفته بلفافة بيضاء وأعطته لسمر التي بكت من هول ما تعيشه آنذاك .. كأي أم ابتسمت بأريحية وهي تشمه وتتعرف عليه لأول مرة ، رأت في وليدها سكينة وفرحة في خضم كل السواد الذي يحيط بها ، نظرت إليه بل تأملته بحب وقبلته من وجنته كم كان جميلا ورقيقا ودافئا ، حتى عواطف اقتربت منها في تلك اللحظة وعيناها تذرفان دمعا على حالهما بينما كانت مديحة تحاول أن تنظف وجه سمر الذي شحب من فرط ما مرت به لكن بقيت جراحها دامية بحاجة لتعقيم كقلبها الكسير الذي لن تندمل جراحه ولو عقمه أكفأ طبيب ، لحظات دافئة تجلت في صورة حميمية كان يمكن القول أنها كانت لتكون بداية سلام في ذلك البيت لكن مع الأسف تلك اللحظات لم تدم فقد دخل إبليس ليفتك بأسرة بأكملها .. اقتحم غرفتها بابتسامة شيطانية وضرب الباب برجله حتى انتفضت برجفة وهي تضم طفلها لصدرها خشية منه ..
سمر(ابتلعت ريقها وهي تضمه بخوف وبتلعثم):- سأتزوج برمَّاح يا أبي ولن تراني مجددا في حياتك س .. سأفعل كل ما تطلبه مني أقسم بذلك لن تسمع صوتي حتى يعني لن تشعر بوجودي و وسأقبل يديك لأعتذر منك عن كل ما قمت به والله والله لن أفعل شيئا خاطئا بعد اليوم .. لكن لا تؤذي طفلي هو بريء أنا أنا اضربني حتى الموت والله لن أشكو لكن هووو لا اهئ اهئ لا تأخذه مني يا أبي
سليم(تنفس بعمق وابتسم وهو متقدم نحوها):- أعطني الطفل
نبيلة(وقفت بينهما):- سلييييم دعها ترتاح الليلة وصبيحة غد سنتصرف أرجوووك يا ولدي
سليم(نظر إليها بعمق):- تنحي جانبا يا عمتي فلن يمنعني عنها شيء ..
نبيلة(ابتلعت ريقها):- اسمعني جيدا يا سليم أنا لن أسمح لك بتجاوزي أبدااا
سليم(نفث شررا من بين أسنانه وأمسكها من كتفيها وأزاحها بعيدا عنه بقوة):- ابتعدي …
سمر(تسحبت خلفيا نحو حائط سريرها مستندة برجليها الثقيلتين وهي تنظر لعواطف):- أمي أمي إنه يريد أخذ طفلي مني أمي أنقذيه أمي اهئ اهئ لا تدعيه يأخذ طفلي مني ……
نور(من خلف الباب ترى هذا المنظر وركضت حتى أنها سقطت من الدرج نزولا لغرفة أخيها ولم تهتم):- اهئ اهئ طارق … طاااارق
عفاف(فتحت لها الباب وأدخلتها):- ماذا حدث يا نووور ؟؟
نور(تبكي):- با باابا ينوي أخذ الطفل من سمر إنه يريد أخذه وسمر منهارة
طارق(لا يزال مغيبا عن الواقع):- ههه يا الله
عفاف(ربتت على كتفه):- طاااارق أرجووك افعل شيئا هل ستتركه يؤذي الصغير ؟؟ .. يا طارق بالله عليك عد إلى رشدك لا وقت للصدمة الآن
نور(سمعت صراخ سمر المدوي بأرجاء البيت كله):- هئئئئئئئئئ يا إلهي
ركضت عودة للغرفة وتبعتها عفاف ولحق بهما لحظتها طارق وصوت أخته ينخر في عقله ، وما إن ولجوا الغرفة حتى وجدوا منظرا يمزق القلب سليم يمسك بالرضيع بينما سمر تحاول النهوض لإعادته ولكن لا تقوى على ذلك
سمر(تحاول جهدها أن تنهض):- أبي .. أبييييييييييييييي أعد لي ابني أرجوووووك اهئ
عواطف(ببكاء تقبل يده):- أرجوووك يا سليم يمكننا أن نربي الطفل ولا نقول أنه ابن سمر يمكننا أن نكذب الله يخليك .. الله يخليك ارحمه
سليم(دفعها بيده):- ابتعدي عن طريقي كله بسببكِ أنتِ لو كنت أما لانتبهتِ لتلك الناقصة ولم تأتينا بابن الحرام هذاااا .. الله أعلم من أي حاوية نفايات حملت به اللعنة عليكِ
طارق(هدر فيه بعصبية):- أعد الطفل لسمر يا والدي أنا معك ما فعلته أختي لا يغتفر وسنعاقبها عليه لكن إياك أن تفكر أنني سأسمح لك بأذية الصغير أو إبعاده عن أمه …
سليم(نظر للولد الذي بدأ بالبكاء):- على الجميع أن يتحمل مسؤولية ما حدث ، سبق وتصرفت واتصلت بمن سيتبنونه وهم على وصووول لذلك تنحى جانبا
سمر(تبكي بانهيار حين سمعت ما تفوه به للتو سيبعدون عنها طفلها الذي لم تحفظ بعد تقاسيم وجهه أو ترضعه من ثديها أو حتى تشم رائحته وتعيش معه كأي أم حقوقها البسيطة):- لالالالالالالالا لن أسمح لك بأخذ ابني مني لا لا لا اهئ أعده لي يا أبي أعده لي أتوسل إليك أرجوووك اهئ … أرجوووكم افعلوا شيئاااا ابنييييييييي يا ناااااس إبني
سليم(يقهقه بمتعة):- ولو بكيتِ دما يا سمر فلن أتراجع عن قراري …أردتِ كسر عيني هااااه إذن أنا من سأكسر قلبكِ وبدم بااااااارد
مديحة(تقدمت إليه وهي تمسح دمعها شفقة على حالهم وحال سمر بالخصوص):- يا سليم ليهديك الله ألا يكفيك ما حلَّ بنا .. أرجوك تمهل واعدل عن قرارك نحن باستطاعتنا حل المشكلة ليس بالضرورة أن نرميه ثم ثم دعها ترضعه ألا ترى أنه لم يتوقف عن البكاء لقد ولد قبل وقته وهذا قد يضر بصحته ..
عواطف(تبكي بعنف وتشهق):- اهئ أسألك بالله عليك أن تعطيها إياه لترضعه وليبقى في حضنها الليلة وغداااا س
سليم(ضغط على الطفل بين يديه وصرخ فيهم بأعلى صوته):- صمتااااااااااااااااا ….
سمر(نظرت لطارق ورمت بنفسها أرضا وأخذت تزحف وفستانها المتسخ من فعل المخاض يزيد من ألم اللحظة ومشهدها المروع):- طاااااااااااارق … اهئ يا أخي إفعل شيئا أنا أرجوووك أعد لي طفلي …
طارق(تقدم إليه فهو لن يدع جبروت والده يطال أخته):- أعطها الطفل يا أبي ..
سليم(هدر فيه بعنف):- إخرس … هل تظن أنك بزواجك قد كبرت وأن كلمتك ستمشي علي أنت وااااااهم ؟؟ هذا البيت يرتكز على وجودي أنا وفقط لا شيء لك به سوى تلك الغرفة التي تجمعك أنت وزوجتك فلا تقحم نفسك فيما لا يعنيك ولا تجعل صبري ينفذ
طارق(تقدم إليه في مواجهة ضارية أمام والده من أجل أخته):- أعطها الطفل يا والدي
سليم(هز الطفل الذي انفطر من البكاء على أمه وكأنه يشعر بما يحدث حوله):- ابتعد
سمر(تزحف في حالة مؤلمة على الأرض بينما عفاف ونور تحاولان مساعدتها على النهوض لكنها كانت تتجاوزهما وصولا إلى قدمي أبيها):- يا أبي أرجووك أتوسلك بمحبة ميرنا في قلبك أعد لي طفلي والله والله سأطيعك في كل ما تريده مني وتأمرني به اهئ لكن دعني أحمله بين يداي لا تأخذ مني صغيري
سليم(دفع وجهها برجله حتى اصطدمت بالحائط):- ابتعدي عني أيتها الوضيعة لن أعيد لكِ خطيئتكِ لتلوي ذراعي وتحطي من قدري أمام الجميع …. سأجعلكِ تدفعين ثمن ما اقترفته غالياااااااااااااااا جدااااا
سمر(عادت تزحف بتعب حتى التصقت برجله مرة أخرى بمنظر يمزق الفؤاد):- أترجااااك بمعزة ميرنا يا أبي
سليم(بنظرة نارية):- لا تلفظي اسمها على لسانكِ القذر فأنتِ تدنسينه ولو حرفياااااا تباا لكِ تبا كان يجب أن أقتلكِ مذ كنتِ ببطن أمك تبا لليوم الذي جعلني أقبل بكِ ابنة و
طارق(لم يتحمل أكثر إهاناته المتوالية ولم يعد هنالك مجال للاحترام الأبوي):- يكفيييييييييي … يكفييييييييييي كف عن نعتها بتلك الألفاااااظ أختي سمر ليست وضيعة إنها ابنتك وما اقترفته كان نتيجة تعاملك الظالم معهاااا ، منذ صغرها وأنت تعاملها كخادمة في هذا البيت وليست ابنة ما ذنبها هي إن كنت ترى فيها شبها لحب حياتك الذي دمرتنا كلنا من أجله هاااااه ؟؟؟؟؟ لقد زرعت في كل واحد منا عقدة لن يتجرأ الزمن على فك طلاسمها وعلاجنا منها … عمي المسكين قتلته قهرا من جراء تحكمك فيه وفي كل ما يخصه حتى حياته الزوجية كنت تتدخل فيها ناهيك عن أولاده الذي يهابونك أكثر منه ….إخلاص رميت بها في زيجة معقدة لكي ترتاح من مصاريفها فقط ، أما حكيم فقد طردته من البيت لأنه أراد إنقاذ سمر من براثن أفكارك السوداااء ، سمر أنظر إلى أين آل حالها لقد جعلتها تقوم بالمعاصي كي تنتقم منك ، نووور لا تثق بأحد دعاء تخشى ظلها ميرنا لا نعلم بعد ماذا سينتج من عقد بعد رؤيتها لكل هذه المشاهد التي ترعرعت عليها حتى الآن ….أما أنا فدوما تحبطني تريدني أن أبقى تحت ظلك لتبقى صاحب الكلمة المطلقة في هذا البيت لكن لا يا أبي نحن لم نعد صغااااارا بعد اليوم لتسيرنا كما تريد لقد كبرنا وهذا ما يجب عليك أن تستوعبه ،، والآن …(بصراخ) أعد لها الصغير
سليم(اندهش وفتح عينيه على وسعهما من انفجار ابنه لأول مرة في وجهه والبوح بكل ما يكتمه الجميع):- أتصرخ بوجهي يا حقييييييييييييييييييير ؟؟؟؟
طارق(تلقى الصفعة على وجهه ونظر لعفاف التي صرخت ووضعت يدها على فمها بهلع ورفض):- اضربني يا أبي إن كان هذا ما سيشفع لك خطاياك التي ارتكبتها سابقا …
سمر(تسلقت عمود السرير بجهد جهيد حتى استقامت على رجليها ومدت يديها له):- أبي .. أشفق عليه وارحمه فهو طفل بريء والله إن لا ذنب له في كل ما حدث اهئ أنا المذنبة لكن هو لا لا يا أبي أنظر إليه إنه يبكي ألن تشفق عليه ؟؟؟ ههمم
سليم(نظر للطفل مليا وهو يبكي بدون توقف منظره كانت لتهتز له الجبال لكن سليم لم تهتز منه شعرة وظهرت على وجهه ابتسامة انتصار رمقها بها وهو يسمع صوت جرس الباب الخارجي):- ودِّعيه يا سمر .. لن تريه بعد الآن …. نووووووور افتحي الباب
سمر(انهارت على الأرض بتثاقل شديد وتعب جسدي ونفسي):- أهذه هي النهاية ؟؟؟
طارق(تقدم إليه وحاول أخذ الطفل منه بالقوة):- هات الولد يا أبي هااااااته ؟؟؟
سليم(أبعد الطفل عن مسعى طارق وبحدة رمقه وهو يسمع خطوات أقدام تتجه نحوهم):- إلى هنا وستنتهي هذه المسرحية هذا الطفل كأنه لم يولد حتى ، بعد اليوم سننسى أمره بمجرد أن يبرح ثنايا هذه الغرفة …
سمر(نظرت إليه بوهن وهي تكاد تفقد وعيها من شدة البكاااء):- إبنيييييييييييييييييييي طفليييييييييييييييي افعلوا شيئئئئئئئئئئئئا أرجوووووكم لا تدعووووهم يأخذوا إبني مني اهئ اهئ إبنيييييييييييييي
انضمت لهم سيدة في عقدها الرابع وخلفها فتاة ثلاثينية يتضح أنها ابنتها ، ورجل كبير وقفوا جميعا أمامهم وتوجه إليهم سليم وأعطاهم الطفل بكل برودة وصلف تحت ولولة النسوة وهتافات طارق وبكاء سمر وانهيار البقية التي لم تجعله يعدل عن قراره ، لم يزعزع في قلبه ذرة رحمة بجمود أعطاهم الرضيع الذي انفطر قلبه من شدة البكاء ، أخذوه في حضنهم ورمقوا بصمت أمه المعذبة أمامهم وهي تتلوى على الأرض تبكي وليدها ، رف قلبهم لمنظرها لكن الرجل الكبير حرك لهم رأسه بقسوة ليذهبوا في حال سبيلهم فلا وقت للتراجع الآن بعد أن أعطى كلمته لسليم الذي صفق بفرحة بيديه وهو يحس بأنه أنجز إنجازا عظيما لتوه … لم ينتبه لها وهي تنهض من محلها مستمدة قوتها من طفلها الذي سلبوه منها للتو وبات صوته يبعد شيئا فشيئا عنها .. بوهن خطت خطواتها لتلحق بهم لكنه أمسكها من شعرها بكل برودة ورمى بها أرضا كأنها قمامة ، مسحت على فمها بغبن وأمسكت بآنية الفخار الموضوعة على طاولة بالغرفة وضربتها على ظهره بكل قوتها …. شهق الجميع مما فعلته وبخفة ركض طارق وحاول أن يقف بينها وبين والدهم الذي جحظ بعينيه من الصدمة التي نزلت عليه كالصاعقة … نظر إليها نظرة قتل وانقض عليها بقوة وأمسكها من عنقها أسقطها أرضا من ثقله وبدأ يخنقها بكلتا يديه … ازداد الصراخ في أرجاء الغرفة حتى بلغ الشارع وطارق يحاول جهده أن يبعده عنها لكن سليم كان كالمجنون بعقل غائب وبعينين تنويان قتلها دون تراجع ، أخذت تفقد وعيها وهي تختنق بين يديه وكان الكل يصرخ فيه أن يتركها وطارق يحاول جذبه عنها لكن دون فائدة ، نظر لأخته الضعيفة بين يديه وتدفقت شحنة الغضب في كل أوردته وبكل قوته أمسكه من كتفه ودفعه عنها بعيدا في لحظة واحدة لم تقتصر جزءا من الثانية حتى.. ولما لا تلعب الأقدار لعبتها حينها فلقد تعثر سليم خلفيا برجل السرير واصطدم بالنافذة من خلفه وسقط في الفراغ وآخر شيء ظهر منه كانت عيناه الجاحظتين وصرخته المزلزلة .. قد سقط وانتهى كما تنتهي الكوابيس حين الاستيقاظ ، كما تنتهي الآلام بعد السقم ، كما تنتهي كل الشرور ويظهر الخير جليا بعدها ، كما تنتهي الليلة السوداء وتشرق شمس النهار من جديد … تسمر الجميع في محله ينظرون لبقايا الزجاج المتناثر من حولهم وللنافذة المكسورة ولكل تلك الفوضى التي تشمل كل زاوية من زوايا تلك الغرفة التعيسة … لم يجرأ أحد على استطلاع الأمر إلا الرجل الكبير الذي شهد كل ما حصل حين عاد من جديد إليهم للغرفة وفي يده الطفل وهو مغطى الوجه بلفافته البيضاء قد عاد به من أجل إخبارهم أن الرضيع قد توفي مع الأسف وهو بين ذراعهم …….
في رمشة عين حلت الكوارث على رؤوسهم اندفع طارق وهو يلهث وأطل من النافذة ووجد الجيران مجتمعين حول جثة والده المدججة بالدماء من حولها والذي فارق حياته من قوة السقطة التي تعرض لها ، لقد قتل والده هذه الجملة التي تكررت على لسانه وهو مصدوم بينما عفاف تلطم على وجهها وتنعي حظها التعيس ونور تشاركها المثل ، أما سمر فقد دخلت في حالة صدمة وعيناها مسمرتان على ابنها المغطى بالأبيض .. أما عواطف ومديحة فتعانقتا وأخذتا تبكيان وتصرخان ، ونبيلة جلست على الكرسي ويدها على فمها تحاول أن تستوعب كل ما يحدث معهم في تلك الليلة المأساوية ……أما تلك الواقفة خلف الباب منذ البداية فقد وضعت يديها على فمها وأخذت تشهق وتبكي وفي بالها تدور فكرة واحدة أن ذلك اليوم سيكون آخر يوم ترى فيه والدها الذي أحبها هي دونا عن غيرها من سلالة آل الراجي الذين عاشوا تلك الفترة أسوأ فترة في حياتهم وما تلاها من مصائب كان أشد ..

~ في الوقت الحالي ~
بعنف دعك فرامل السيارة في مدخل الفيلا وترجل منها دون أن يقفل بابها حتى فقد كان يلهث خوفا على تلك المجنونة الثائرة التي تنوي الانتحار ههه وكأنه يحق لها فعل ذلك ، لن يسمح لها بالموت أبدا لن يسمح لها بأن تعاقبه بهذه الطريقة ، صعد الدرج غير آبه بكل من صادف في طريقه حتى تمتمات باتريك الذي كان يحاول شرح الأمر له لم يهتم بها ، قد كان يود رؤيتها فقط وحينها سيستعيد وعيه ويمسك بزمام الأمور … أين هي بحث بعينيه في كل زاوية من الفيلا وصعد إلى جناحها لا أثر لها …
باتريك(مهرولا خلفه وهو يلهث):- يا سيد شهاب اسمعني دعني أشرح لك
شهاب(التفت إليه بعصبية):- أين هي أين ميراااااااااا ؟؟؟
باتريك(أغمض عينيه من هدير شهاب ورفع إصبعه للسقف):- هناك في الأعلى
شهاب(لم يفهم في الوهلة الأولى لكن لحظة وفتح عينيه على وسعهما):- يا إلهي ….
تبع باتريك الذي أشار له باتجاه الدرج المؤدي للسطح وتجاوزه ركضا بقلب مرتجف ، لا يدري حتى كيف استطاعت أن تزرع ذلك القلق بداخله .. لم يسمح لأفكاره تلك اللحظة بتشويش عقله فقد صعد كل درجتين بخطوة واحدة حتى وصل للسقيفة لم يجد شيئا ، أخذ يدور بعينيه حتى لمح شيئا في الأعلى يتطاير واتضح أنه فستانها ، التفت بحثا عن السلم الحديدي المؤدي لتلك العلية وانتبه لهنادي التي كانت تبكي بوضعية رجاء ترفع يديها للأعلى معا وتناديها كي تعدل عن جنونها ذاك ، رفع عينيه ووجدها تقف على حافة العلية وأطل برأسه للأسفل إن سقطت لن تسلم منها بالمرة .. أزال سترته ورمى بها أرضا
هنادي:- ااهئ اهئ أرجوك سيد شهاب اجعلها تنزل إنها تهذي منذ الصباح بكلام غير مفهووووم أنا خائفة جدا عليها
شهاب(زفر بعمق وأغمض عينيه):- طيب ابتعدي و دعي الرجال يستعدون بشيء ما في الأسفل لا أدري غطاء أو أي شيء للطوارئ مفهوووووم ؟؟؟
هنادي(برجفة):- اهئ حاضر حاضر سأعطيهم الأوامر ..أرجوك ساعدها أرجووووك
تنهد بألم وصعد السلم الحديدي بخطوات مرتعشة وصولا إليها ، أخذ نفسا عميقا قبل أن ينضم إليها بالقرب منها ونظر تجاهها وجد خطوط دموع مرتسمة على خدها بينما في عينيها لمعة شريدة وحزن يغطي كل ملامحها ، وشعرها المتطاير بفعل الرياح حولها رفقة فستانها الهفهاف يصيبه بدهشة قاتلة …
شهاب(بقلق):- ميرا
ميرا(انتفضت حين سمعت صوته والتفتت إليه وانتبهت لوجوده ثم عقدت حاجبيها):- شهاب
شهاب(ابتلع ريقه):- ماذا تفعلين عندكِ ؟
ميرا(رفت جفنها بدمعة خائنة ونظرت للأمام):- المنظر جميل جدا صحيح ؟
شهاب(أغمض عينيه وفتحهما بغيظ):- دعينا ننزل من هنا أولا وسنتحدث طويلا حول حالة الطقس والأجواء وكل شيء كل شيء
ميرا(هزت رأسها رفضا):- لا أريد … أنا سأنهي حياتي الآن فقط أود الاستمتاع بهذا الصفاء حتى نسائم الورد تشاركني متعة اللحظة
شهاب(بقلة صبر هدر فيها):- هل جننتِ ؟؟؟؟ أتعتقدين أنني سأسمح لكِ بهذا أنتِ لن تموتي على الأرجح ليس بهذه الطريقة …. انزلي من عندكِ فوراااااااااااااا
ميرا(ابتسمت بغلالة قهر):- لماذا ؟ يعني أنت لن تشتاق لي على الأغلب هههه
شهاب(بشعور خائن يتراقص داخله):- ميرااا لا تستفزيني رجااء واعدلي عن جنونكِ هذاااا أنا آمركِ أن تنزلي من عندك والآن
ميرا(تنهدت بعمق وهي مغلقة العينين):- لقد مات ظالمي الشخص الذي أودى بي نحو الهلاك بنفس الطريقة ، إن مت حتى أنا ستنتهي آلامي وكوابيسي ربما هذا سيكفر عما اقترفته من ذنوب سابقا في حق الصغير في حق أخي في حق ابن زهرة هههه في حق رماح الحقير هو الذي انتقم منا شر انتقام
شهاب(يهز رأسه وهو يستمع لها بدون فهم):- ميرااا أنا لا أفهم منكِ شيئا … توقفي عن هذا الهذيان وانزلي كفى عبثااااااا
ميرا(فتحت عينيها ونظرت إليه بأسى):- إرحل يا شهاب لا أريدك أن تشهد على موتي لا أريد أن تتشوه صورتي بداخلك أكثر مما هي عليه الآن
شهاب(ومن قال أن صورتكِ مشوهة بداخلي يا ميرااااا تتت):- أمسكي بيدي
ميرا(نظرت ليده المعلقة في الهواء وبان ضعفها الشديد وهوانها):- اهئ اهئ …أنا وحيدة أمضيت حياتي كلها أبحث عن ملاذ ولكن حين وجدته لم يكن لي ، حاولت سرقته ولكن لم أجد سوى الجفاء والكره اهئ
شهاب(هي نوعا ما تقصدني يا إلهي ، تقدم إليها قليلا):- ميرا ميراااا لا تنهاري الآن أنا أرجوووكِ تعالي إلي وأمسكي يدي الآن …اسمعي مني رجااااء يا ميرااااا
ميرا(هزت رأسها وهي تنظر للأسفل):- أريد أن أرتااااح حياتي لا قيمة لها أنا فائض على هذا الكوكب لقد دمرت كل الناس من حولي ، أنا مثل الجرثومة المميتة أدمر كل من حولي لا أحد يحبني لا أحد يريدني لا أحد يطيقني اهئ
شهاب(مسح على شعره بعصبية وهدر فيها):- ميراااااااااااااااااا … أعطني يدكِ وكفي عن الهرااااااء أين ذهبت تلك المرأة القوية التي لا يقف أي شيء أمام تحقيق نواياها هااااه ، ما هذه الانهزامية التي أنتِ فيها إنها لا تليق بكِ فالمرأة التي عرفتها ما كانت لتضعف هكذااااا ولو انهارت كل دعائم الدنيا من حولهاااا
ميرا(عقدت حاجبيها وهي تستمع لكلامه الذي تخلل كل جزء منها):- أنت تكذب فقط كي أنزل من هنا لكنك واهم أنا سأنهي الآن أسطووورة ميرااااااا سوف تدفن س.. ماذا تفعل ؟؟
شهاب(قفز ووقف بجانبها على ذات الحافة):- إن قفزتِ سأقفز معكِ على الأقل لن تموتي لوحدك وتتركيني هنا أحاسب نفسي لما لم أصفعكِ على وجهكِ لأجعلكِ تستيقظين من هذا الجنون برمته أففف لما أخوض معكِ هذا الحوار حتى أخبريني ؟؟
ميرا(ولته ظهرها):- لقد اتخذت قراري
شهاب(أغمض عينيه عليه أن يسيطر عليها بأي شكل كان رآها وهي تتحرك بدون تركيز وأمسك على قلبه الذي كان يخفق بشدة رعبا عليها):- ….. سمر
ميرا(بدهشة التفتت إليه فوقع اسمها الحقيقي منه قد زلزل كل كيانها):- آآآه يا شهااااب ماذا أعني لك ؟؟
شهاب(نظر بعينيه حوله بحثا عن جواب):- ….لارد
ميرا(بضحكة جانبية تعبر عن وجعها):- هه كنت أعرف
شهاب(بنفاذ صبر فهي توتره بحركاتها الغير متزنة):- انزلي يا سمر انزلييييييييييي
ميرا(انتفضت من صراخه وموقفه ونظرت للأسفل رجالها يحاولون تعديل بساط عريض كي يستقبلها إن هي سقطت ، ضحكت باستهزاء إذ كانت لتصدق أنه حقا يكترث لأمرها لو حقا كان يعني ذلك):- لم تفعل هذا أنت لست مجبرا على لعب دور البطل أمامي فأنا قد رأيتك على حقيقتك كما لم يرها أحد قبلي ؟
شهاب(هو بدوره لا يعرف لكن آخر جملتها جعلته يقتنع تماما أن هذه المرأة تعني له أكثر مما يظن):- ميرااا لن أسمح لكِ بقتل نفسكِ وأمامي وستنزلين من هنا إلى غرفتكِ مباشرة لتنامي
ميرا:- أنام ؟؟ ههه فات الأوان على النوم يا شهااااااب لا تنسى ما عشناه أبداا وتذكر فقط تلك الفتاة التي التقيت بها ذات يوم في مصحة نفسية
فتح عينيه على وسعهما من جملتها التي أعادته سنينا إلى الوراء لكن مهلا لمحها وهي تخطو خطوات على الحافة متجهة صوب الجانب الآخر ، تنبَّه للتو أنها ستلقي بنفسها منه في تلك اللحظة صرخ رافضا استيعاب فكرة أن يمضيَ في حياته بدون وجود ميرااا ، ركض بأقصى ما يملك وأمسكها من يدها وقبل أن يعيدها إليه جذبته خلفها وسقطا معا تحت صرخات هنادي وباتريك اللذين ركضا ليطلا عليهما وتحت ركض الرجال بذلك البساط للإمساك بهما … كان هو يضمها إليه بقوة لثوان معدودة فقط لمح ابتسامتها وهي بين يديه وعقد حاجبيه أيعقل في موقف كهذا أن تبتسم بهذا الشكل الجميل ، وقبل أن يتمعن الأخ في تحليل ابتسامتها كانا قد استقرا معا في المسبح وتوغلا وسط الماء هففف احتبست أنفاسي من هذا الموقف لكن الحمدلله استقرا بالمسبح ولنقل أن الحظ كان بجانبهما ولا تزال هناك رواية عليهما أن يكملاها يعني لن يتركانني أكملها بنفسي ههه ^^……
جلست هنادي بانهيار تبكي وباتريك لا يعرف هل يسكتها أم يسكت نفسه من البكاء والخوف ، بينما الرجال ركضوا ناحية المسبح لمحاولة مساعدتهما … صعد شهاب بسرعة على سطح الماء واستنشق بعض الهواء ثم أخذ نفسا عميقا وغاص مجددا تجاهها وجدها تتخبط وسط الماء لحين استكانت حركتها ،، بسرعة أمسكها من يدها وجذبها معه نحو الأعلى بكل قوته سحبها خلفه وانتبه للرجال الذين حاولوا إمساكها منه لكنه أبعدهم بيده وخرج أولا من المسبح ثم جذبها إليه وهو يتنفس بقوة ..
شهاب(مبلل كليا ويلهث):- أسرعوا وأحضروا بعض الفوط الجافة لها هياااا ماذا تنتظروووون ؟؟؟
جلس على العشب وضمها لصدره وهو يضرب في وجهها كي تستيقظ وتعود لوعيها
شهاب(بخوف عليها):- ميراااا … ميرااا انهضي ميراااا أنتِ لن تمووووتي الآن …. ميرااااااااا ميرااااا انهضي أتسمعينني ؟؟؟ انهضي وإلا قتلتكِ بنفسي يا مجنووووونة أنتِ لن تموووتي لن تتركيني لالالا انهضييييييييي ميراااااااااااا ميرااااااااااا
ميرا(بعد عدة لحظات فتحت عينيها ببطء ونظرت إليه بتعب):- ههه شهاب ما كنت أظن أنني سأراك حتى بعد موتي
شهاب(عض شفتيه بارتياح وأفرج عن ابتسامة تلتها غمغمة دمع اجتاحت عيناه):- هفف لو كنت فقدتكِ لما سامحت نفسي من سأحارب من بعدكِ أنااااا هممم ؟
ميرا(بابتسامة بكت وهي خجلة من نفسها ومتعبة من كل شيء):- اهئ اهئ …
شهاب(وضع يده على شعرها المبلل ودفنها في صدره):- شتتت لا تبكي أنا معكِ هنا … أنا معكِ يا ميرااااا
استشعرت دفئا غريبا بحضنه وأغمضت جفنيها وهي تشعر بمشاعر غريبة تجتاح فؤادها ، لقد أنقذها شهاب للتو من كان يظن أن قاتل قلبها سيكون هو نفسه منقذها ويعاملها بكل هذا اللطف والحنان ، لقد كان خائفا من أن يفقدها لكن متى خلق هذا الخوف أو متى عايشه لا يدري كل ما يعرفه أنه الآن يشعر بالراحة لأنها بخير وهي بحضنه الآن .. أحضر له الرجال بعض الفوط وضعها عليها بلطف واستقام ليحملها بين يديه ويتوجه بها نحو جناحها مباشرة .. كانت تحس وكأنه يسير بها فوق الغيوم أخذت تتأمله بعينين لامعتين وهي تتفحص تقاسيم وجهه الخشنة لحيته عيناه ملامحه بالمجمل وقطرات الماء التي تسبح على تفاصيله وشعره الكثيف تزيده رجولة وتزيدها هي ارتجافا اعتقده ناتجا عن البرد لذلك سارع خطاه وهو يصرخ في هنادي وباتريك اللذين نزلا لتوهما من الأعلى بحالة مربكة للناظرين ، أمرهما بتجهيز المدفئة بغرفتها وأيضا بتجهيز بعض الثياب الجافة لها وبالفعل ركض الاثنين معا كلا في اتجاه كانا بلا عقل فسيدتهم الآن بخير وهذا يعد بالنسبة لهما منتهى الفرحة …. برفق وبطء شديد وصل إلى غرفتها ووضعها على السرير بهدوء وهي ململمة بالفوط ، لم يهتم ببلله بالمرة بل أخذ يمسح أطرافها ووجهها وشعرها بعناية تامة ، وعيناها محدقتان به لا تستطيع إبعادهما عنه بالمرة .. لقد كان في منتهى اللطف والدفء أبدى اهتمامه بشكل جعل جسمها يقشعر رغبة في أن تنام بحضنه وتنسى كل آلامها وكل ما جعلها تعاني منه قبل عدة ليال جمعتها به … بعد مدة كانت ترتدي ثيابا جافة وهو أيضا بدل ثيابه فقد تدبر باتريك الأمر ، جفف شعره بالفوطة ووضعها جانبا بينما خرجت هنادي من غرفة ميرا لتخبره أنه يستطيع الدخول الآن .. سخر من نفسه فهو قد رأى سابقا منها كل شيء ما الداعي لهذا الحرج الغير متطابق مع كل ما عايشاه سالفا ، لم يدقق أكثر بل دخل وأغلق الباب خلفه وتوجه إليها كانت مستلقية على سريرها ..أمسك بكوب الحليب الساخن الذي أمر هنادي أن تحضره له وجعلها تجلس بأريحية لتشربه رفضت في البدء لكنه أصر بشدة حتى شربت نصفه ..
شهاب(وضعه على منضدتها وجلس على طرف السرير ينظر إليها):- هل أنتِ بخير الآن ؟
ميرا(استلقت من جديد بعينان محمرتان ووجه متورد ودموع مكومة):- لقد كدت أموت
شهاب(عض شفتيه ووضع يده على شعرها بلطف بينما مسح دمعها المنساب على خديها بشكل مائل):- لم أسمح بذلك يا ميرااا ولن أسمح به مطلقا لذا لا تعيدي الكرة مرة أخرى وإلا نلتِ نوبة غضبي
ميرا(أجفلت عينيها ثم نظرت إليه بعمق):- هل كنت ستحزن لو وقع لي مكروه ؟
شهاب(سؤال مفاجئ باغتته به وجعل فؤاده يرتج بقوة):- لما لا تنامين الآن وحين تستيقظين سنكمل حديثنا هممم ؟؟
ميرا(بنظرة طفولية رمشت بعينيها وهي تدك رأسها بالوسادة أكثر):- لا تغادر …
شهاب(استقام وهو يزفر بعمق واستلقى بجانبها على الفراش):- سأبقى بجواركِ
ميرا(ابتسمت عميقا ولأول مرة يرى ابتسامتها الحقيقية):- شكرا لأنك موجود
شهاب(وضع يده على شعرها الرقيق وضمها لصدره بلطف):- نامي هنا كي تضمني أنني لن أبرح مكاني قبل أن تصبحي بخير همم
بطمأنينة استلقت على حضنه وحاوطت صدره بيدها بكل احتياج وتعب واستسلمت لذلك الشعور الهادئ الذي يجمعهما سوية ، فهي لأول مرة تعايش وجها آخر لشهاب وجها طيبا بحق .. كان يعرف أنها تعاني خطبا ما فتفكيرها مشوش وهناك خلل نفسي جعلها تحاول الانتحار بتلك الطريقة ، لكن مهلا تذكر أنها قالت جملة قبل أن تلقي بنفسها من أعلى السطح لقد قالت أنهما التقيا في مصحة نفسية هو لم يزر مصحة في حياته إلا المصحة التي كانت بها والدته وهو يذكر جيدا أنه لم يلتقي بميرا قبلا فكيف هي تجزم غير ذلك ، نظر إليها ليسألها لكن وجدها قد فتحت فاهها وغطت في نوم عميق كالطفلة الصغيرة ، ابتسم لمنظرها الرقيق وفي قلبه انتفضت غصة فموقفه الآن جد غريب عليه أن يفي بوعده لميرنا التي إن علمت بموقعه الحالي ستفقد الأمل منه نهائيا ، لكنه لن يستطيع أن يبرح مكانه فميرا بحاجته وليعوض عن شعور الذنب الذي يعتريه منذ ليلتها من واجبه أن يقف معها في محنتها تلك التي يعلم علم اليقين أن له يد بها أيضا مهما كانت بقية الأسباب التي جعلتها تنهار وتفقد ثقتها بكل شيء حولها ودفعتها لتقدم على هذا الجنون …

أما هذين قطبي السالب والموجب ما إن يجتمعا حتى تتكهرب الأمور بينهما لنأمل خيرا فقط ، فقد ولجا معا للتو مقر شركة هيرمكانا التي كان يتخللها الغموض من الوهلة الأولى فقد كان تصميمها مختلفا عن نوع الشركات العادية ، كل ديكوراته سوداوية وحتى موظفيها رسميين لدرجة كبيرة تبعث شعورا بعدم الارتياح ..
وائل(رفع حاجبيه وهو يتأمل المكان):- أشعر وكأنني ألج مدينة الرعب
ميرنا(ضحكت من جملته):- ههه معك حق المكان غامض جدااا ..
مروة:- مرحبا بكما آنسة ميرنا سيد وائل أنا مروة الذراع الأيمن والسكرتيرة الشخصية للسيد المدير ، سأقودكما بنفسي نحو غرفة مكتبه تفضلا معي
وائل(بأدب):- شكرا لكِ سيدة مروة
مروة(التفتت إليه بقوامها الممشوق في تلك التنورة القصيرة والسترة العلوية الأنيقة جدا جدا والمهلكة للناظرين):- آنسة فقط
ميرنا(مالت برأسها تجاهه وأبعدت نظرها عنه بتعفف ترمق تلك المروة بعدم ارتياح وبغبن فهي بطقمها المدمر ذاك قد تسبي قلب أي رجل):- هممم
وائل(رفع حاجبيه بخفة وهو يبتسم من الموقف الذي حدث للتو):- احم …
دخل الجميع إلى المصعد وأخذت المسماة مروة جل وقتها في تأمل وائل بجانبها بكل وقاحة دون أدنى اعتبار لتلك الواقفة خلفها حتى ، بينما كان هو بنظره مستقرا للأمام ينتظر متى تفتح أبواب المصعد ليعفي نفسه ويعفيها من هذا الموقف لأنه كان يستشعر غيظها من أنفاسها المتتالية بارتباك وهي تشد على حقيبة الأوراق حتى حولت عينيها ومالت بشفتيها بمكر وأسقطتهما عمدا على الأرض ..
ميرنا(ببلادة مصطنعة):- أوووه سقطت حقيبتي
وائل(انحنى أرضا وأمسكها وتلقائيا وقف بجوارها):- انتبهي كي لا تسقط مجددا
ميرنا(مصت شفتيها بارتياح وهو يقف جوارها في المكان المناسب وأمسكت منه حقيبتها مجددا):- أبدا لن تسقط
هز لها رأسه بتأييد جدي وفي داخله تتراقص فكرة طائشة على الأغلب بتصرفها ذاك جعلته يسبح في مخيلته ، رن جرس المصعد وفتح خرجت أولا تلك السكرتيرة ولحق بها وائل وأخذت تشرح له عن أشياء متعددة في حين سارعت هي خطواتها كي تعرفها
ميرنا(مع نفسها):- إنها لا تصمت أكل هذا حديث هففف … هئئئئئئ يا إلهي لا لا لا يا لفضيحتي ما هذا الذي حدث ؟؟
قبل خروجها من المصعد من محاسن الصدف علق كعبها في الحافة التي يجتمع فيها جانبي باب المصعد كي يقفل ، أطلت برأسها ونظرت لوائل الذي ابتعد رفقة مروة وارتاحت قليلا فهي لن تكون ممتنة إن رآها في ذلك الموقف الساخر ... أخذت تجذب كعبها بقوة لكن بدون فائدة علق علقة سودااااء ،أخذت تلعن حظها العثر ماذا لو عادا الآن ستصبح مهزلة أمامهما ، كيف لم تنتبه لخطواتها زادها عصبية صوت جرس المصعد الذي جن جنونه بسببها قد أخلت ببرمجته لحظتها ولكن هل هذا وقت تفكر فيه بالمصعد وبرمجته الغبية ، وضعت حقيبتها أرضا إضافة لحقيبة ملفاتها وانحنت لكي تحل المشكل لكن يديه سبقتها ، شهقت متفاجئة بعودته ورفعت رأسها ببطء لتنظر له وهو منحني على ركبته وقد أمسك بقدمها بلطف شديد وأخرجها من الحذاء بهدوء شديد ، وضعت يدها على حائط المصعد لتمسك توازنها لكن فاجئها حين لم يضع قدمها على الأرض بل وضع راحة يده كمقعد لها بكل جنتلمانية ، بينما يده الأخرى حاول بتقنية هادئة أيضا أن يزيل نهاية الكعب العالقة بالحافة ونجح بدون نفاذ أعصاب أو توتر في إزالتها ، نظر إليها بابتسامة وألبسها الكعب من جديد برقة بالغة .. وضعت يدها على فمها من تصرفه الرقيق ذاك بينما استقام وهو يبتسم لها بمودة أصابتها في مقتل تلك اللحظة وجعلت جسمها كله ينتفض لا بل يصرخ مطالبا بهذا الكياااااان ..
وائل(بعينان مبتسمتان):- لقد حلت المشكلة آنسة ميرنا
ميرنا(أنزلت رأسها حرجا وهي تحرك رجلها بالكعب وابتلعت ريقها ثم التقطت حقائبها وخرجت إليه):- شكرا لأنك ساعدتني ..
وائل(مال برأسه وسار بجانبها):- على الرحب والسعة
ميرنا(تمشي بجنبه):- يا له من لطييييف يااااي على منظره وهو يمسك بقدمي ويخرج الكعب العالق بحافة المصعد امممم قمة اللباقة .. هئ مهلا مهلا يا ميرنا هل ستعجبين الآن بتصرفه ؟ يعني أمر عادي عادي ركزي على ما جئتِ من أجله يا بنت…ت ت ت
مروة(كانت تنتظرهما في الرواق بجانب مكتب معين وفتحت بوابته من الوسط وأشارت لهما بالدخول):- تفضلا ..
هاشم:- أهلا أهلا بكما .. نورتما شركة هيرمكانا تفضلا
جلس وائل بعد أن جلست ميرنا مقابله على الكرسي والمدير المجهول يتوسطهما ..
هاشم:- ماذا تشربان ؟
وائل(نظر إليها مباشرة):- ماذا تشربين ميرنا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- قهوة بقطعتي سكر
وائل(نظر لمروة):- مثلها
ميرنا(هزت حاجبيها هل يشربها مثلي أم أنه يدعي ذلك هممم):- هل لك أن تعرفنا عن واجهة الشركة سيد أ… هنا مكتوب هاشم الرفاعي ؟
هاشم(نظر لبطاقته الذهبية الموضوعة على سطح مكتبته):- تشرفت بمعرفتكِ آنسة ميرنا ولن تصدقي حين علمت بأنكِ ستكونين الوسيط بين شركتنا ومجموعة آل رشوان شعرت بالغبطة فاسم مثل حضرتكِ يشرفنا
ميرنا(بخجل):- هذا من لطفك سيد هاشم
وائل(أعجب بخجلها البسيط):- تفضل سيد هاشم نحن نسمعك ..
هاشم(بثقة وضع يديه على سطح المكتب):- لقد أنشأنا شركتنا الدعائية لدعم الشركات المهتمة بالمجال الفني والإبداعي بمعنى أننا نود أن تكون استثماراتنا الأولى مع اسم مهم له مركزه في السوق ، من ناحية يساعدنا على التطور ومن ناحية أخرى نساعده نحن على الدعاية والتوسع في النطاق الوطني والخارجي أيضا .. كان اسمكم يترأس القائمة لذا توجب الحصول على اتفاق سوي نصل إليه من أجل شراكة خالية من الشوائب تمكننا من التطور بشكل سليم عبر التفاهم على كل النقاط التي سنناقشها وإياكم بعد قليل ..
مروة(جذبت ملفين بغلاف أسود وأعطت لكل واحد منهما ملفا):- ولهذا قمنا ببعث دعوة لشركتكم لكي تعاينا بنفسكما جودة عملنا وتبلغانا بشروط العقد ..
وائل(نظر لميرنا التي فهمته بدون أن ينطق وفتحت حقيبتها وأعطته العقد):- هذا هو العقد الخاص بنا وفيه كل الشروط .. يمكنكم الاطلاع عليه بينما سنراجع أنا والآنسة ميرنا عقدكم
هاشم(أشار لهما بيده وأمسك بعقدهم):- إذن سأترككما على راحتكما وسأتوجه لمكتب المحامي الخاص بنا لنتفحص شروط عقدكم .. عائد لكما بعد قليل
مروة(رحبت بالساعي الذي أحضر فناجين القهوة):- وهذه قهوتكما بالصحة والعافية
ميرنا:- شكرا لكِ
وائل(لم يكترث للقهوة فقد فتح الملف وأخذ يقرأ شروطهم وعقد حاجبيه):- أمر غريب
ميرنا(تنظر لملفها أيضا):- ماذا هناك ؟
وائل(أقفل الملف ونهض من محله وتوجه إلى كرسيها وجلس على حافته مشيرا لبند في ملفها عينه):- أنظري هنا إلى هذا البند
ميرنا(تنظر تنظر ولكن إلى ارتعاشة قلبها وتوترها ، رمشت بعينيها وأخذت تجبر نفسها على التركيز):- احم … أ.. ماذا به ؟
وائل(أطل برأسه عليها بكل عفوية):- ألا ترين أنهم متساهلين جدا معنا وكأنهم يودون عقد هذه الشراكة بأي شكل كان .. كان من الجدير وضع شرط على الأقل لكن لا أجد هنا سوى دعم وقبول لكل شروطنا عبر إشارات متتالية هنا ..
ميرنا(أغمضت عينيها وفتحتهما وعطره يضايقها تململت محلها ورفعت بصرها له):- أ.. احم يعني ؟؟
وائل(أشار بيده ناحية البنود واستقام وهو يضع العقد على الطاولة ثم وضع يديه بجيبه ويده الأخرى مسح على ذقنه بشرود):- هناك شيء غريب لا أعرف ما هو لكنني أشعر به
ميرنا(نظرت إليه ومسحت خلف عنقها طيب بما أنك تشعر لما لا ترحمني من هذا التوتر آه يا ربي كيف وقعت بهذه المتاهة):- لعلمك نحن في السليم يعني .. لا شيء نخاف منه
وائل(صغر عينيه فيها قد أعجبته كلمة نحن):- امممم واضح أن منذرنا قد قام بحقن دماغكِ بمصل الأفكار المتناقلة بينه وبين شهاب
ميرنا(رفعت حاجبها لتجيبه لكن دخول مروة المتمايلة بخيلاء وخلفها المدير جعلاها تصمت):- هممم
هاشم:- نحن موافقون على كل شروطكم بدون أدنى اعتراض على أي منها
وائل(هذا ما أتحدث عنه تماما):- أليس غريبا أن توافقوا على كل شروطنا يعني أنتم تعقدون شراكة لأول مرة ألا يوجد لديكم تدخل حتى ؟
هاشم:- وأنت قلتها نحن ندخل لهذا المجال لأول مرة ومنكم نتعلم .. متى نوقع العقد ؟
ميرنا(أمسكت عقدهم منه وأعادته لحقيبتها):- سوف نتصل بكم في أقرب وقت
وائل(نظر إليها بنظرة خفيفة فاستقامت بعدها ململمة أغراضها):- سنغادر نحن الآن تشرفنا بمعرفتكم ومن المؤكد أننا سنتصل بكم في وقت قريب من أجل التوقيع
هاشم(صافحه بود):- بعد التوقيع ستتكلف شركتنا بتحضير حفلة مميزة من أجل الاحتفال بهذه الشراكة
وائل(جاهزوووون يا عيني):- تمام نراكم لاحقا إذن وهذه المرة ستشرفوننا أنتم بشركتنا
مروة(بميوعة صافحته):- نتشرف بذلك سيد وائل
ميرنا(مرت بجانبها بحنق وهي تبتسم لهما):- الشرف لناااا .. لا داعي أن ترافقينا نحن نعرف الطريق آنسة مروة .. هيا بنا سيد وائل
وائل(أومأ لهم برأسه وابتسم وهو يتبعها خارج المكتب):- على فكرة لقد كانت تود المساعدة فقط
ميرنا(بشعور بغيض يعتريها تجاه تلك الآنسة):- ونحن نعرف الطريق يعني لا داعي لاصطحابنا هذا ما قصدته يعني كي لا نتعبها معنا أكثر احممم
وائل(وضع يده على جنبه ورآها وهي تتجاوزه متعففة بشكل مضحك):- هه فهمت فهمت ..
هز رأسه بدون فائدة وهو يراها تضغط زر المصعد بعصبية ، تقدم إليها بابتسامة وأشار لها بالدخول حين فتح ونظرت للأسفل وهي تخطو خطواتها بحذر كي لا تعيد المسرحية التي وقعت لها قبلا ، وضع يده بجيبه بثقة وضغط على زر النزول ونظر إليها وهي تبتلع ريقها بارتباك
وائل(بعد صمت):- ما رأيكِ ؟؟
ميرنا(بتنبه):- هاااه رأيي بماذا ؟
وائل:- بالشراكة يعني لو كنتِ محلي هل كنتِ لتوافقي ؟
ميرنا(بدهشة نظرت إليه وبعد تفكير قليل):- أ.. يعني حسب تفكيري الشخصي فأنا سآخذ احتياطاتي قبل أن أجازف هذه المجازفة ، خصوصا أن هيرمكانا هذه مريبة بعض الشيء وقد ظهرت في الوسط فجأة هذا أمر يثير الشك أيضا ، لكن في نفس الوقت نحن بإمكاننا الحد من الأضرار إن تصرفنا بحذر شديد .. وبما أننا وضعنا شرطا يفيد فسخ العقد معهم حتى لو لم تكتمل مهلة السنة وقد وافقوا عليه معناه أننا قد أخذنا جل تدابيرنا اللازمة ..
وائل(معجب بتفكيرها):- أمممم وجهة نظر مقنعة جداااا .. تمام إذن على بركة الله
ميرنا(بعدم فهم):- أ.. ماذا ؟
وائل(بجدية مرحة):- كنت بحاجة لاستشارة فقط كي أتخذ قراري .. سلمتِ
ميرنا(هل وقعت للتو على شراكتنا ؟؟؟ هذا الوائل أكيد أكيد مجنوووون):- هههن على الرحب والسعة
في مكتب المدير
هاشم(عبر الهاتف):- لا تقلق يا سيدي كل الأمور تسير كما خططنا لها اعتبر الموافقة لدينا ببداية هذا الأسبوع ، أكيد سننظم الحفلة في القريب العاجل لا تقلق تمام أوامرك ..
مروة(جلست على طرف المكتب):- ماذا قال السيد ؟
هاشم(بابتسامة مكر):- أعطاكِ فرصة لسرقة قلب مديرهم هيا أمامكِ مواجهة ضارية حتما
مروة(بلوعة غمزته):- ههه اعتبره بجيبي
فتح لميرنا الباب فركبت بتوتر ورمت بحقيبتها اليدوية في الخلف بأريحية بينما الأخرى تركتها على حجرها وربطت حزام السلامة في حين كان هو يركب بدوره ..
وائل:- قمنا بعمل جيد .. سوف نعود للشركة لنبلغهم بقرارنا
ميرنا(مصت شفيتها):- أ.. لن أستطيع العودة معك حبذا لو توصلني لأقرب مكتب سيارات أجرة سأستقل واحدة تأخذني للجريدة
وائل(رفع حاجبيه):- لتسلمي مقالتكِ الأسبوعية اممم أطلق العنان لقلبك
ميرنا(صغرت عينيها فيه وقد بدأ القيادة):- كأن العنوان قد أعجبك
وائل(بضحكة خفية):- لأنني أتساءل ما هو الشيء الذي أوحى لكِ بهذا العنوان ؟؟
ميرنا(قبلتك المفاجئة مثلا ؟؟؟؟):- المقالة مكتوبة منذ أسبوع يعني لا علاقة لها بيوم الحفلة ليكن هذا في حسبانك فقط
وائل(بدهشة مصطنعة):- ومن أشار لليلة الحفلة الآن ؟؟؟
ميرنا(يا إلهي سيحسبني الآن أتعمد تذكيره بها سيفكر بي بشكل خاطئ لالالا يا ميرنا تبا لغباء الحمير الذي تملكينه):- أ.. احم يفضل أن أنزل هنا لن أتعبك معي أكثر ههه يعني يمكنني إيقاف سيارة أجرة من هذا المكان .. تمام
وائل(بصرامة):- ابقي حيث أنتِ …
ميرنا(تفاجئت بلهجته التي تغيرت فجأة):- …لارد
وائل(لاحظ توترها):- أنا سأوصلكِ
ميرنا(ابتلعت ريقها):- طيب …(أتممت في نفسها) لما انزعج هكذا أ لأنني تسرعت بتفسير الأمر له أم لأنه قد وصله الشيء الخاطئ الذي استوعبته متأخرة لالالا ربما علي أن أراجع ردودي قبل أن أتفوه بها لأن هذا الكيان غريب وغاااامض في نفس الوقت إنه يخفي الكثير خلف هدوئه ذاك افف
وائل(سمع زفرتها ونظر إليها بخفة قبل أن يفتح النوافذ ويضع بأذنه السماعة وهم بالاتصال برقم ما):- تتت .. هممم ألوو رقية هل شهاب بالشركة ؟
رقية:- تت لم يحضر حتى الآن
وائل(باستغراب):- غريب .. طيب لا عليكِ سأمر بالمكتب قليلا يمكنكِ الحضور فور انتهاء الدوام بالشركة سأرتب بعض القضايا المترتبة علينا ببداية هذا الأسبوع
رقية:- آه طيب أساسا كنت سأداوم غدا حتى لو أجازة لأن مديري دقيق جداااا ويحب أن يكون العمل على أكمل وجه
وائل(سحب نفسا عميقا):- كفي عن التملق أراكِ لاحقااا إذن .. سلام
ميرنا(لماذا يسأل عن شهاب الآن بالضبط):- هل هناك شيء ؟
وائل(ابتسم وهو يزيل سماعة الهاتف ووضعهم بجيب السيارة القريب منها):- تت لا شيء
ميرنا(أتلك غمزة غمزني إيااااااااااها لا لا أنا لست بخير بقائي طويلا مع هذا الشخص سيفقدني صوابي حتما):- علي أن أدلك على موقع الجريدة
وائل(بارتياح باشر القيادة بتركيز تام):- لا عليكِ …أنا أعرف المكان
ميرنا(ترمقه بطرف عين وفي سرها):- يعرف المكان يعرف المكان من أين له أن يعرف المكان يعني ثم متى يعرفني حتى يعرف مكان عملي هااااه ؟؟ ما بكِ يا ميرنا نحن في عصر التيكلونوجيا يعني عرف بواسطة محدد الأماكن ليس الأمر بتلك الصعوبة التي تتوقين إليها ، هفففف أصابني مغص ببطني من المؤكد أن حياتي مهددة بالخطر طالما هذا يجلس بجانبي ويستفزني بهدوووووئه البارد ذاااك ااااااااه …
بعد ومضة زمنية سريعة أخيراااا سترتاح ها هو مقر عملها يااااه ما أجمل الحرية ههه وكأنها كانت بسجن ستهرب منه ، هكذا شعرت عندما صف سيارته بجانب مقر الجريدة ، نزعت حزام السلامة وأمسكت بأغراضها بسرعة فورية لعلها تنفذ بجلدها
ميرنا(مصت شفتيها بخفة):- شكرا على التوصيلة
وائل(يصارع شعورا داخليا لا يرغب بمغادرتها لكن لا يصح إلا الصحيح):- ميرنا أ.. أقصد آنسة ميرنا هل أموركِ بخير أنتِ وشهاب هل سامحته حقا ؟
ميرنا(رفعت حاجبيها والتفتت إليه كليا):- ولما هذا السؤال سيد وائل ؟
وائل(أجبها الآن يا سيد وائل لما هذا السؤال حقا سؤال بليييييد منك وقولها لما هذا السؤال يعني ما شأنك أنت هااااه لما تحشر أنفك بين حبيبين):- لا شيء إطلاقا .. يومكِ سعيد
ميرنا(أقسم أنه كان يود قول شيء لكن بفمكِ المعوج يا ميرنا أخرستِه برافو):- تمام وأنت أيضا أتمنى لك بقية يوم سعيد
وائل(نظر أمامه للطريق):- سأراكِ ببداية الأسبوع .. استمتعي بوقتك
ميرنا(خرجت من السيارة):- وداعاااا
وائل(التفت لها وهي تبتعد بخيلاء متجهة صوب مقرهم):- آه من عطركِ يا ميرنا ستقتلينني لا محالة ….. هفففف
استدارت ببطء شديد فالفضول قتلها إن كان يراقبها أم قد غادر لكنها أصيبت بخيبة حين وجدته قد ابتعد بسيارته ، ابتسمت بغبن ودخلت مقرهم وتوجهت نحو مكتبه بالتحديد
ميرنا(اقتحمته بدون إذن):- إياااادوووو
إياد(رفع رأسه لها):- جئتِ باكرا ما شاء الله المواعيد عندكِ يضرب بها المثل آنسة ميرنا
ميرنا(آنسة ميرنا يااااا ربي ماذا يحدث لي):- …. لارد
إياد(رفع حاجبه حين وجدها شاردة واستقام):- هللووو صباح الخير يا أفندينااااا
ميرنا(انتفضت بانتباه وعدلت جلستها):- احم … أ.. هل نذهب للسيد فتحي ؟
إياد(نظر إليها مليا وهي تستقيم بجانبه):- ماذا هناك ؟؟
ميرنا(بنفي):- ماذا هناك ؟؟
إياد(بتشكيك):- أنا من أسأل حالكِ غريب منذ يومين وشاردة طوال الوقت يعني لا أعرف بالتحديد لكن هناك ما يشغل بالكِ وترفضين الإفصاح عنه ،،، لعلمك أنا إياد شقيق الروح يعني لا تخفي عني أي شيء وإلا حرقت شعركِ
ميرنا(وضعت يدها على شعرها بخوف وابتعدت عنه):- يا إلهي إلا شعري وإلا فقعت عينيك
إياد(سمع طرق الباب):- حممم لقد أنقذوكِ مني … أدخل
الساعي لبيب:- السيد المدير علم بحضور الآنسة ميرنا وهو ينتظركما بمكتبه
إياد(رفع حاجبه هازئا):- طيب يا عم لبيب (أشار لها) من بعدكِ آنستي الجميلة
ميرنا(بتخوف عميق بداخلها فاجتماعات المدير لا تجلب خلفها سوى الصدمات):- هيا بنا
بعد لحظات بسيطة كانا كالمساقين إلى مقصلة الموت دخلا إلى غرفته وها هو ذا متربع على كرسي مكتبه ببطنه المنفوخ وهيأته المضحكة المتناقضة تماما مع خفاياه الفاسدة ..
فتحي:- ميرنا ..كان يجب أن تبلغيني بعملكِ الثاني بدلا من أعرف بالصدفة
ميرنا(بسم الله):- كنت في طريقي لإخبارك سيدي المدير لكن اتضح أنك أسرع مني
فتحي(بمكر):- أممم صدقتكِ … المهم جهزا نفسيكما ستسافران
إياد وميرنا(بتنبه في آن الوقت وبالتوالي):- نساااااااافر ؟؟؟ لكن إلى أين ؟
فتحي(جمع يديه):- إلى روما
ميرنا:- وماذا سنفعل في روما ؟؟
إياد:- ماذا يحدث سيد فتحي ؟
فتحي(نهض من محله وأخذ يسير حولهما):- لو تصمتان قليلا سوف تعرفان .. عليكما أن تغطيا أحداث اجتماع رجال الأعمال السنوي الذي سيقام هناك مطلع الشهر المقبل ، أخبركما الآن لتجهزا أوراقكما أعلم أنك يا إياد مرتبط بمعرضك والحمدلله سيتم بعد ذلك الموعد وأنتِ يا ميرنا ستأخذين إجازة قبل طلبها لأن رؤساءكِ الجدد مدعوون أيضا …
ميرنا(أكمل جمال يومي يا مرحب):- أليس غريبا أن تطلب منا ذلك سيدي يعني هناك إيمان لما لم تطلب منها ذلك ؟
فتحي(ابتسم بهدوء):- لا تقلقي عزيزتي هي أيضا سترافقكما لأنها مهتمة بالجانب الفني وستقوم بتغطية تلك الحفلة
إياد(بكره):- يا حبيبي
فتحي:- ماذا ؟؟
إياد(مسح على شعره بحركة مضحكة):- قلت على بركة الله … سنجهز أوراقنا اللازمة وجوازات السفر وقبل الموعد سنكون على أتم استعداد
ميرنا(بحنق استقامت):- أي أوامر أخرى سيد فتحي ؟
فتحي(عاد وجلس على مكتبه):- ستجدان بمكتب المحاسبة ما يؤمن لكما تكاليف السفر ، هذا كله يمكنكما المغادرة
إياد(وضع يده على رأسه بحركة انتباه):- تمام
ميرنا(فور خروجهما من مكتبه وبالممر):- هل تفكر فيما أفكر فيه ؟؟
إياد(هز رأسه إيجابا ثم عقد حاجبيه):- وهل استنتجتِ ما استنتجته ؟
ميرنا(بتفكير عميق):- أمم أمم استنتجت
إياد وميرنا(بخفة قالا معا وركضا):- إلى المكتب
دخلا بسرعة وأقفل خلفه الباب ونظر إليها عميقا قبل أن يفجر الاستنتاج المريب
ميرنا:- حمولة الفهد البري موعدها بمطلع الشهر
إياد(رمش بعينيه):- يعني أن السيد فتحي يريد إبعادنا في ذلك الوقت تحديدا عن هذا الحدث
ميرنا(مطت شفتيها):- بصراحة الأمور تزداد غرابة كان من الممكن أن يسند هذه المهمة لغيرنا لإيمان وحدها حتى
إياد(جلس على حافة الكرسي):- لن يفعل ذلك لأنه بحاجة لكي نكون بعيدين قدر الإمكان عن الجريدة تلك الفترة ومسألة الاجتماع ذاك يحتاج لثلاثة أيام على الأقل
ميرنا(وضعت يدها على جنبها):- وثلاثة أيام كفيلة لاختراق قرية بأكملها وليس فقط تهريب حمولة نساء وأطفال … الموضوع يزيد عن حده يا إياد ونحن عاجزين بكل صراحة حتى الاستخبارات المركزية لم يتوصلوا لأي شيء مفيد
إياد:- علينا أن نكثف مجهوداتنا يا ميرنا المئات يتعرضون للخطر ونحن هنا مكتفي الأيدي ربما على أحدنا أن يبقى ليس بالضرورة أن نذهب كلانا
ميرنا(بتنبه):- حقا ليس ضروريا طيب سافر أنت وأنا سأحاول البحث عن أي خيط يوصلنا لمعلومة تخص هذه الحمولة تحديدا
إياد:- طبعا غير ممكن لن أسمح لكِ يا ميرنا أن تعرضي نفسكِ لخطر لا ندري حدوده ، ستسافرين أنتِ بينما سأحاول التوصل لشيء ما
ميرنا(بقلق):- لكن كيف ستتدبر الأمر يعني إن علم السيد فتحي بعدم سفرك ستحدث مشكلة
إياد(غمزها برفق):- ومن قال أنني لم أسافر
ميرنا(فهمته):- آآآآآآآه فهمتك فهمتك لكن تبقى لدينا مشكلة يا روحي إيمان أيضا ستسافر
إياد(بمكر تلاعب بعينيه):- لن تسافر هي الأخرى سأعرف كيف أضبط الأمور معها لا تقلقي
ميرنا(بحلقت فيه بعدم فيه):- كيف يعني ستضبط الأمور أنت و إيمان ؟؟؟ هههه هراء
إياد(اقترب منها وضرب بإصبعه جبهتها):- لا تستهيني بقدراتي الخارقة سأفاجئك حتما
ميرنا(مسحت على ضربته بألم):- أففف جراء هذه الضربة لن أخبرك ما حدث مع شركة هيرمكانا ؟؟
إياد(لمعت عيناه وجذبها من يدها لتجلس مقابله):- احكي لي هههه ..
إيمان(اقتحمت المكتب):- هل سمعتم الأخبااااار ؟؟ سنسافر جميعا إلى روما ياعييييني أنا متحمسة جدا يا ميرنااااااا
ميرنا(ضحكت رغما عنها وهي تضغط على أسنانها):- هننن صحيح صحيح ستكون سفرة ممتعة لنا جميعا ههه صحيح يا إياد؟
إياد(تلقى ركلة ميرنا من تحت الطاولة وبألم ضحك):- امممم اممم أتوق إليها صدقاااا
إيمان(بحماس زائد صفقت):- ياااااي متشوقة للتسوق هناك أغراض جميلة جدا يا ميرنا بروما لن تتصوري كم سنستمتع ههه عن إذنكما أنا مستعجلة أتيت فقط لأبلغكما بالخبر .. آه تذكرت يجب أن تأتي معي فورا يا إياد لإمدادي بلائحة المبيعات للأسبوع الماضي
إياد(بتأفف):- يمكنكِ أخذها من مكتب المحاسبة يا إيمان
إيمان(بإصرار):- لالا يجب أن تأتي معي هناك موظفون لا أعرفهم سيجعلونني أنتظر النهار بطوووله أرجوووك تعال ..
لبيب(دخل عليهم فجأة):- عذرا منكما يا سادة ولكن هناك سيد يسأل عنكِ آنسة ميرنا
ميرنا(أغمضت عينيها وفتحتهما برعشة غريبة وبخفقة في قلبها):- من يا عم لبيب ؟
لبيب(نظر للممر خلفه كان لا يزال قادما وأشار له ناحية المكتب):- تفضل سيدي
أطل عليهم بهيئته الملوكية وهنا خفق قلب ميرنا مئة خفقة وخفقة حتى فتحت فاهها إذ لم تتوقع أن تراه في مكتبها الشخصي يوما ما واتضح أن ذلك اليوم قد أتى سريعا ، ابتسم وهو يلقي بالتحية عليهم وكان أول من رحب به بحفاوة هو إياد
إياد:- واووو من كان يظن أن وائل رشوان سيزورنا بمقر الجريدة خاصتنا مرحبا مرحبا
إيمان(بإعجاب صغرت عينيها وهي تتأمله بكل جرأة):- مرحبا سيد وائل أنا إيمان بركات تشرفت بمعرفتك
وائل(بمودة ابتسم لهما):- أهلا بكِ آنستي .. كيف حالك إياد ؟
إياد(بمودة):- بخير وعافية تفضل ..
وائل(رفع ملفا بيده وتجاوزهما مقتربا من ميرنا):- نسيتِ هذا بالسيارة
ميرنا(فتحت عينيها باندهاش وهي تستقبل ريحه المدمرة لها ولمحت ملف مقالتها):- مقالتي هئ كيف نسيتها ؟؟
وائل(همس لها بخفوت):- أثناء هربك
ميرنا(باستغراب متى هربتُ أنا):- هئئئ ؟؟
إيمان(نظرت إليهما بتمعن وعقدت حاجبيها):- كيف نسيتِ مقالتكِ يا ميرنا هل أصبحتِ مهملة وأنا لا أدري هههه
وائل(رمش بعينه وهو يمعن النظر في عيني ميرنا):- تفضلي
إياد(حك على جبينه وهو ينظر إلى إيمان التي كتفت يديها كمن يستمتع بفرجة):- إيمان ألم تكوني مستعجلة قبل قليل ؟؟
إيمان(اقتربت منه ورفعت حاجبها وهي تتكلم خلف ابتسامتها بخفوت):- يعني من سيسمح في هكذا شخصية نحن لا نرى مثل هذه النوعية إلا في الحفلات
إياد(حول عينيه بامتعاض):- همممم
ميرنا(استقامت وهي تمسك الملف ووقفت مقابله ومسحت على خصلة شعرها):- شكرا لقد أتعبت نفسك من أجلي وعدت من طريقك يعني
وائل:- لا بأس كنت أعلم أنكِ ستفقدين عقلكِ لو لم تجديه في المكتبة الموجودة بحقيبتك
ميرنا(ابتسمت بخجل ومسحت خلف عنقها بارتباك):- ههه يعني تقريبا
إيمان(تذكرت لائحة المبيعات):- هئئئ نسينا أمر اللائحة هيا يا إياد معي لمكتب المحاسبات لدينا عمل
إياد(سحبته إيمان خلفها بسرعة):- ميرنااا عائد لكِ بعد قليل .. وائل خذ راحتك الجريدة تحت أمرك مرحبا بك
وائل(رد عليه التحية بود):- شكرااا إياد …
وائل(تنهد بعمق بعد أن غادر الكل وبقيا سوية):- مكتبكِ جميل
ميرنا(نظرت حولها كان مليئا بالملصقات المضحكة التي تخص مراهقة وكذا ديكوراته الأنثوية وكم خجلت من نفسها يا إلهي متى كانت ستلاحظ ذلك):- احم يعني تصميمه كان قديما في بداية عملي كنت كمن ربحت جائزة أ.. يعني اخترت هذا الديكور لأنه أعجبني
وائل(نظر إليها فجأة):- إنه حتما يُمثلكِ
ميرنا(اندهشت من جوابه):- أممم كان تصميمه من اختياري
وائل(عض شفته وهو يمعن النظر من حوله):- إذن علينا أن نصمم مكتبكِ بشركتنا على ذاتِ النحو صحيح ؟
ميرنا(بفزع):- لا لا هل سأكلفكم طبعا لا يمكن ذلك .. ثم إن مكتبي الذي لم أتشرف برؤيته حتى الآن بسبب …
وائل(أتمم عنها وهو يلاعب حصانا صغيرا على سطح مكتبها):- منذرنا
ميرنا(حركت رأسها وأتممت باندفاع):- أجل ذاك هو .. يعني أكيد سيكون مكتبا جميلا ولا داعي لأي تكليف
وائل(طاف بالمكتب حتى جلس على كرسيها المتحرك بأريحية وهو يلامس أقلامها الملونة وأوراقها المتعددة الأحجام وبألوان مختلفة أيضا ثم لوحة اسمها الفضية):- ميرنا الراجي
ميرنا(بتوتر ورعشة تسري في سائر جسدها واقفة أمامه وفي سرها أضافت ياااه حتى وهو جالس على مكتبي يمكنني أن أجزم أنه ولد ليكون مديرا ورئيسا مهما في الحياة):- همم
وائل(نظر إليها وهي تميل برأسها وتتأمله واستقام فجأة):- تمام .. سأترككِ لتتممي عملكِ
ميرنا(عقدت حاجبيها هل انتهت حصة التأمل بهذه السرعة):- أ..أحم لم أقم بضيافتك حتى؟
وائل(وضع يده على صدره وأبقاها هناك):- مرة أخرى فهذه لن تكون زيارتي الأولى على الأغلب همم
ميرنا(بارتباك من قربه منها رفعت عينيها بضعف وهي تحاول مقاومة أشياء كامنة فيها تجتاحها حين تكون برفقته فقط):- أ.. أهلا بك في أي وقت هذا يشرفني
وائل(نظر جانبيا وتنهد عميقا ثم ابتسم):- …. إلى اللقاء
ميرنا(مسحت خلف عنقها وأغمضت عينيها وهو يتجاوزها ثم التفتت بسرعة ولوحت له بيدها):- شكرا على إحضارك للمقالة
وائل(قبل أن يفتح الباب من أجل خروجه استدار إليها):- ولوو ما كنت لأحرم الناس من قراءتها خصوصا هذا الجزء " أطلق العَنان لقلبك حتى لو كان الحُب خطِيئة لأننا سَنُمارسُها عمدًا وإن كُنا على يَقين أن ضريبَة العقاب سنحصُدها لمًا تغفل أعيُننا عن سعة الأوهام ، رُبما كي نهرُب من سخطِ الأيام أو جورِ الزمن المُتعب نحن سنستمِرُ في تعاطيهِ وإن كان يفتكُّ بأوصَالنا لأنه الملاذ الوحيدُ لقلوب أدمنتِ الهُموم ، حتى عندما تُوَجَّهُ إلينا فُوهة الانتظار لألف عامٍ أخرى سنُشبِّه الحُلم بالواقع وإن آلمنا الدَّمعُ المُتحجِّرُ بأحداقنا ، سنعترفُ أننا نشتاقُ رُغمًا عن أنفِ رغباتنا ، سَنزينُ آمالا وليدَة ببهرجَة التمني .. ونصرُخ في وجهِ المُستحيل سُحقا للحنين الذي سيحرمُنا من لذَّةِ اللحظة وأهلا بالتمرُّد والعِصيان لأن هذا العهد عهدُ المَشاعِر التي ستقرعُ أجراسَ الفرحِ على مسامعِ المحرُومين من مَلكَةِ العِشق "
ميرنا(كيف حفظها بهذه السرعة ؟؟؟؟؟ أخفضت عينيها بدموع تكومت لا تدري ما محلها من الإعراب تلك اللحظة):- …لارد
وائل(عقد حاجبيه وهو يراها بتلك الصورة الغريبة لم يتوقع تأثرها بالمرة):- آنسة ميرنا .. هل انزعجتِ لأنني قرأت مقالتكِ قبل أن تُنشر ؟؟
ميرنا(نظرت إليه بغلالة دمع وولته ظهرها بعد أن وضعت يدها على فمها لتخفي عجزها أمامه):- رجاء سيد وائل .. هل لك أن تدعني وحدي ؟؟
وائل(اقترب منها ورفع يده ببطء كي يربت على كتفها ويلفها إليه لكنه جمع قبضة يده في الفراغ وبحرقة قلب وأسف يعنيه):- لا تؤاخذيني ما كان علي أن أتلصص على خصوصياتكِ بهذا الشكل
ميرنا(بغبن):- … الأمر لا يخص المقالة قط …
وائل(توقف من استدارته وعاد لينظر إليه):- وماذا إذن ؟
ميرنا(سحبت نفسا عميقا ومسحت دموعها والتفتت إليه وهي تمتص شفتيها بقلة حيلة ورمقته بنظرة انكسار وتوتر):- الموضوع وما فيه أن .. أنني .. أ يعني
وائل(تنهد بعمق وهو يناظر ملامح وجهها التي توردت من فرط البكاء وابتسم بمرارة لها ليريحها):- لا تقلقي آنسة ميرنا أنا حتما أحترم حريتكِ الشخصية وكذلك رغبتكِ في مسح آثار تلك الليلة من عقلك وكما ألاحظ أنني لم أفسح لكِ المجال حتى للقيام بذلك لكن .. اعتقدت أننا سنتجاوز الأمر إن تعاملنا معه بسطحية أكثر
ميرنا(أتسمي مشاعري سطحية ؟؟؟ كيف تقيم الأمور حقا أنا لا أفهمك):- هه من الواضح أنك فهمت الأمر بشكل معكوس أ.. اعذرني أنا في بعض الأحيان أكون حساسة زيادة على اللزوم إياد ينبهني من هذا الأمر دوما لكنني لا أتعقل هه يعني ستعرفني حتما فأمامنا مرحلة عملية طويلة أ.. لقد أخرتك بما فيه الكفاية أشكرك مجددا لأنك تكبدت العناء وآتيتني بمقالتي كنت لأجن لو لم أجدها أ .. حقا أشكرك ..
وائل(سحب نفسا عميقا):- هل من عادتكِ أن تتحدثي بدون توقف هكذا كي تتهربي من الإجابة ؟
ميرنا(أول مرة يصارحني بذلك أحدهم حتى لو كنت مكشوفة يعني):- أتهرَّب ؟؟ احم .. سيادتك تقيم الأمور بشكل غريب هه لن أنزعج فهذا اليوم يعتبر أول يوم تعارف لنا فلا بأس
وائل(هز رأسه إيجابا ومط شفتيه بحركة تعجب ثم استدار بخفة):- حقا تأتين بالخلاصة بشكل يفاجئني كل مرة … عموما انتبهي لنفسك إلى اللقاء
ميرنا(رفعت يدها لتوقفه لكن جمعتها بسرعة ونظرت أرضا بقهر):- … وداعا
وائل(غادر مكتبها وبحالة ضياع أتمم في سره):- ماذا الآن يا وائل هل ستتركها تتخبط في ترددها ذاك طويلا ؟ هي محرجة منك فعشقها لشهاب يجعلها تتوتر أمامك ، من الأفضل أن تتحاشاها قدر الإمكان يعني لوقت كفيل لها أن تنسى ما حدث تلك الليلة ولك كي تتأقلم مع بعادها عنك ،، من الواضح أن القادم سيحرق خلاياك أكثر يا وائل فتحمل … تحمل فقط ..
ميرنا(بوهن جلست على الكرسي ودموعها على خدها):- صعب صعب أن تتعامل مع أحداث تلك الليلة بسطحية لما اقتحمت حياتي بذلك الشكل إن كنت ستتعامل معها بهذا السخف ؟؟؟ لقد كنت قد فتحت قلبي للصفح وجئت أنت لتقلب كل أفكاري وكياني رأسا على عقب ، ففف لما أشعر بالذنب تجاه شهاب إذن هناك شيء خاطئ في الأمر أنا واثقة لكنه لا يفكر بالمرة فلا تحلمِي بالأوهام يا ميرنا لا تحلمي …….

في مؤسسة مرام كانت تعزف بشرود تام حتى قاطعتها الأستاذة جيداء بدخولها
جيداء:- ها يا مرام أين وصلت معزوفتنا ؟
مرام:- لقد تحسنت كثيرا بفضل الأستا..أ بفضل التدريبات
جيداء(بمحبة ربتت على شعرها):- ألاحظ ذلك حبيبتي ومتحمسة جدااا لسماع عزفكِ على خشبة المسرح .. الوقت يمر بسرعة ولم يبقى الكثير
مرام(برجفة):- أهاااه لم يبقى الكثير
جيداء(وضعت يدها على كتفها):- لا تقلقي يا مرام أنتِ أهل لها سوف تبهرينهم أنا واثقة من ذلك فقد اعتمدي على إحساسكِ وستجدين نفسكِ تبدعين ..
مرام:- كلامكِ يريحني جدا معلمتي أتمنى لو أبقى عند حسن ظنك
جيداء(ابتسمت لها):- طيب يا روحي أنا سأذهب لفصلي تابعي تدريباتكِ ولا تتهاوني
ابتسمت لمعلمتها وانغمست في معزوفتها من جديد حتى قاطعها رنين هاتفها وردت
فريد:- كيف حال موهوبتنا ؟
مرام(بابتسامة عضت على شفتيها):- فريد .. أين أنت لما لم تحضر ؟
فريد(أمي هناك يا مرامي):- لم أستطع القدوم لقد طرأت لي بعض الأشغال واضطررت لمسايرتها ، المهم أخبريني كيف تسير الأمور ؟
مرام:- جيدة حتى الآن كنت بانتظارك لتسمع المقطع السابع لقد تحسنت فيه كثيرا
فريد:- سأسمعه أكيد .. لكنني اتصلت بكِ بشأن المساء لدينا موعد مع تيمو وجماعته فهل لا زلتِ موافقة على الذهاب يعني لقد وعدناهم صح ؟
مرام(ابتسمت لأنه يريدها أن تكون على سجيتها):- يعني حتى لو لم أوافق فتيمو سيهجم علي ويأخذني معه بالقوة .. كما قال مصير فوز مجموعته بين أيدينا
فريد:- ههه صحيح .. طيب أراكِ بالمساء إذن سوف أصطحبكِ من المؤسسة لا تقلقي
مرام(ابتلعت ريقها):- ألن نذهب لذلك المرأب القريب من هنا ؟
فريد(حك في شعره):- أ.. بلى بلى لكن الأجدر أن تكوني برفقتي يعني سنلتقي بأشخاص كثر لا نعرفهم ولا أريد أن تضيعي بينهم هذا هو
مرام(بامتنان):- جميل جدا إذن أنتظرك بالمساء
فريد(بحماس):- تمام ..
أما جيداء فور ولوجها لغرفة التدريس رن هاتفها فاستأذنت وغادرت القسم من أجل معرفة الجديد من تلك الأكولة التي ليست متأكدة من مساعدتها لها بشكل فعلي ..
جيداء:- نعم يا تهاني لعله خيرا هذا الاتصال ؟
تهاني:- سيدة جيداء لقد عرفت معلومة مهمة لكنني لست متأكدة من صحتها بعد فقررت أن أستشيركِ يعني ما ربما ك…
جيداء(بنفاذ صبر):- تكلمي يا تهااااااااني
تهاني(تلاعبت بعينيها):- لقد تلصصت على هاتف السيد المدير واتضح أنه على موعد مع شخص ما ليس له علاقة بأعمال الشركة بالمرة
جيداء(بقلق):- هل هي امرأة ؟
تهاني:- لا كان رجلا لكن الحديث الذي دار بينهما كان غريبا جدا
جيداء(عقدت حاجبيها):- أخبريني بما سمعتِ ؟
تهاني:- امممم لقد بدا سيدي المدير منزعجا جدا وحانقا على الدنيا كلها وقد صرخ بوجه ذلك الرجل وحمله مسؤولية كل ما حدث لم أستطع فهم الموضوع لكن عرفت أنه سيلتقي به هذا المساء في مكان خاص لكي يتفقا فيما بينهما دون إزعاج …
جيداء(تلاعبت بلسانها بداخل فمها):- غريب .. ترى ما الذي يزعجه لتلك الدرجة ؟ طيب يا تهاني أخبريني هل هناك مشاكل بالشركة ؟
تهاني:- لا أبدا الأمور على خير ما يرام
جيداء:- طيب هل عرفتِ مكان اللقاء ؟
تهاني:- للأسف لم يذكرا أي شيء عن مكان اللقاء اكتفى السيد حسام بقولة نلتقي بنفس المكان وأجابه الآخر بأنه سيكون في الانتظار
جيداء:- يعني لم تفيديني بشيء يا تهاني لم تفيديني بشيء فقد أمددتني بنصف خبر تتت المهم يتضح أنها مشكلة تخص أمرا له علاقة بالعمل يعني الأمر ليس ما أحتاجه … افتحي أذنيكِ رجاء يا تهاني أنا أنتظر منكِ خبرا ولعله يكون كما أريد ..
تهاني(سمعت طنين قفل الخط):- ما هذه الفظاظة يعني أتلصص وأتعب نفسي لأتلقى قفل الخط بوجهي ؟؟؟ هففف …
زفرت بعمق وهي تعود لفصلها بخيبة أمل فلم تصل بعد لتلك المرأة التي كانت في حيرة من أمرها فقد كان الأمر صعبا عليها أن تقدم بلاغا في حق حبيبها الذي خدعها بكل برود .. هذا له عدة أبعاد من جهة يعني أنها ستقدم على عنونة فراقهما بسبب سيرهق ذاتها لوقت طويل ، ومن جهة أخرى عداد الوقت الذي يسير ضدها فلن يمضي الكثير حتى تعلم العائلة بكل شيء وساعتها سيعيد التاريخ نفسه ببيتهم بعد 16 سنة ، ستقوم دعاء بالخطأ عينه الذي فتك بهم من قبل ..لجوئها إلى نور كان في منتهى الذكاء فهذه الأخيرة لن تتوانى في حمايتها وحماية الطفل والتي فكرت مليا طوال تلك الليلة التي جافاها فيها النوم من شدة التفكير والبحث عن حل يجعلها تضغط على حسام وتجبره على الزواج من دعاء دون اللجوء للشرطة ، بينما هي في حيرة من أمرها تذكرت فجأة صورة ذلك الإنسان السمج الذي أعطاها بطاقته الشخصية يومها ، فعلا كيف تاهت عنه ظلت تنظر للساعة إلى أن انتفخت من شدة الانتظار .. كان الوقت لا يزال مبكرا في ذلك الصباح حين طلبت الرقم وأيقظته من نومه ..
ناجي(يمسح عينيه بثقل):- لمن أدين بهذا الاتصال الملائكي في هذا الوقت المبكر من الصباح سيدة نور ؟
نور(حولت عينيها آخخخ يا ربي نفس عباراتهم المتكررة إنهم لا يتغيرون):- سيد ناجي أنا بحاجة لمساعدتك هل لك أن توافيني بعد ساعة تقريبا في مقهى المرح الذي بجانب الحديقة العمومية ؟؟
ناجي(استقام من مكانه):- أعرفه أعرفه .. هل الأمور بخير ؟؟
نور:- أ.. حين تأتي ستعرف
ناجي(بحماس):- طيب ساعة وأكون عندك
نور(رفعت حاجبها "وسريعون أيضا حين يتعلق الأمر بعصفورة جديدة"):- هننن طيب في انتظارك
ناجي(أغلق الخط):- يس من المؤكد أن صنارتي غمزت هه آه على قدراتك يا ناجي
بعد مدة بسيطة كانت جالسة في المقهى على طاولة معينة .. بعقل شارد تحرك فنجان القهوة الذي طلبته ترتدي طقما نسائيا أنيقا يعطيها تعبيرا لطيفا ولمحة أنوثة مميزة لا تدل على الزوبعة الكامنة بخلدها …
فؤاد(يراقبها من خلف الجريدة بطاولة أخرى بعيدة عنها):- ما أجملها !!
همام(بتشجيع):- إذهب يا سيدي وألقي التحية عليها يعني هي صدفة جميلة صحيح ؟
فؤاد(صغر عينيه فيه):- كاذب أنت يا همام طبعا لن تصدق أنها كانت صدفة ، أخشى أن يزعجها ظهوري أمامها
همام:- والله لن نعلم طالما لم تجرب يا سيدي ثم أنت السيد يعني لا يجب أن تخشى شيئا
فؤاد(بلوعة قلب):- لكنني أخشاها يا همام تلك المرأة تصنع بي العجائب ..
همام:- لا بأس في أن تخشاها طالما هي المرأة المختارة
فؤاد(صغر عينيه وتحمس من كلمات همام ثم ما فتئ يستقيم حتى استوقفه مصافحتها لذلك الرجل بمودة والإشارة له بالجلوس):- من يكون ذاك ؟؟؟ من ذاك يا همااااام ؟
همام(ابتلع ريقه بتوتر):- سنعرف سنعرف يا سيدي لا تقلق ..
فؤاد(بكره أخذ ينظر تجاهه وتجاه الصورة المتكاملة لهما):- من تواااااعدين يا نوووور ألا تعلمين أنني سأقتل كل من يقربكِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اللعنة يا هماااام أريد أن أعرف هوية ذلك الرجل الآن الآن … قبل أن أفقد صواااابي
همام(لمح المسدس المعلق تحت سترة الرجل):- يتضح أنه شرطي دعني أقوم باتصالاتي فورا يا سيدي أرح بالك أنت …
فؤاد(غطى وجهه مجددا بالجريدة):- فوووورا يا همام فوراااا
ناجي:- والله إن سعادتي لا توصف بعد اتصالكِ بي سيدة نور .. لن أخفي عنكِ تحمست وجدا
نور(يا إلهي الأمر جدا ممل منكِ لله يا دعاء بسببكِ أنا أجالس هذا النتن، حاولت اصطناع ابتسامة باهتة لعلها تنقذ الموقف):- هممم أريد مساعدة خاصة منك وعلى وجه السرعة إن أمكن وبشرط ألا يصعد الأمر ويصل إلى الأوراق الرسمية يعني مجرد تنبيه شفوي فقط
ناجي:- أهاه أرى أن هناك من أزعجكِ أعطني فقط اسمه وعنوانه وأنا سأحرص على وصول التنبيه له على أكمل وجه
نور(بابتسامة حماس):- حسام النهواني مدير شركة الاتصالات المحلية
ناجي(رفع حاجبه باندهاش):-طيب ما الذي فعله هذا النهواني وأثار حنقكِ عليه بهذا الشكل ؟
نور:- لن أستطيع إخبارك بشيء فالأمر يمسني شخصيا لكن يمكنك التأكد أنه قام بأذية قريبتي وأريد أن أجبره بالتهديد على تصحيح ما يلزم ، وإن كان هذا سيقحمك في المشاكل انسى أنني طلبت ذلك حتى
ناجي(نظر إليها مليا وتفحص جسمها بوقاحة):- سيدة نور اعتمدي علي أكيد سأقف بجانبكِ فأنا لا تلجأ إلي في كل يوم سيدة جميلة وراقية مثل حضرتك
نور(رفعت حاجبيها لتقاوم رغبتها في الغثيان لكنها أغمضت عينيها وأمسكت بحقيبتها رغبة في المغادرة):-كف عن المبالغة رجاء ... سنبقى على اتصال لأسمع منك الأخبار وأرجوك لا تورطني بالمشاكل هو مجرد تنبيه كي يعرف أنني لست وحيدة
ناجي(أمسك بيدها ووضعها بيده وربت عليها):- تأكدي أنكِ لستِ وحيدة سأكون بجانبك متى احتجتني
نور(صغرت عينيها وسحبت يدها بعنف واستقامت منتفضة):- لعله خيرا سنرى إن كان سيحصل ذلك أم أنه سيبقى مجرد كلام
ناجي(وقف أمامها):- ستسمعين النتائج فلا يوجد هنالك ما يصعب على ناجي وستجربين ذلك بنفسك
نور:- آمل ذلك حقا .. تمام أراك لاحقا إذن
ناجي(ببسمة خبث):- نلتقي ..
كان يهز رأسه بحركة سريعة من الأمام للخلف وتوتر بينما رجله تضرب على الأرض وأصابعه تطقطق على سطح الطاولة ، في حين كان همام يقوم باتصالاته مع رجالهم كي يعرفوا هوية الشخص الذي تجرأ على الجلوس مع المرأة المختارة التي تخص السيد …
همام:- ناجي صهيب المحقق الذي أشرف على البلاغ الذي قدمته السيدة نور ضد شهاب رشوان في تهمة اختطاف سمر
فؤاد(مال برأسه وهو يرى ناجي قد جلس وطلب قهوة لنفسه):- قلتَ سمر امممم لا أستغرب فمن كثرة ما أسمع سيرتها هذه الأيام سأجدها قد توغلت حتى في حجرة نومي .. طيب يا همام تصرف أريد أن أعرف ماذا تريد نور منه على وجه السرعة ..
همام:- علم يا سيدي ..
أخذ ينظر إليه بنظرة شر فإن فكر بالتلاعب بنوره سيلقى مصيرا أشد ، والتي عادت للبيت بعد مدة بسيطة وجدته ساكنا على غير العادة خصوصا بوجود رنيم وأيهم، مطت شفتيها استغرابا ودخلت وهي تنادي
نور:- أمي … أيوجد أحد هنا ؟؟
دعاء(خرجت من المطبخ تجر رجليها):- لا يوجد أحد هنا يا نور رنيم ذهبت مع عفاف للمشفى من أجل المعاينة والبقية في المحل ما عدا البنات لازلن في مدرستهن.. أخبريني أنتِ ماذا فعلتِ ؟
نور(أزالت كعبها ودخلت للصالون):- تعالي واجلسي لأخبركِ عما حصل
دعاء(بلهفة):- هممم
نور:- لقد اتفقت مع أحد معارفي من أجل تنبيه حسام علينا تخويفه إن أردنا الحصول على موافقته بالزواج نهاية الأسبوع المقبل
دعاء(فركت يديها بتوتر):- نور كنت أفكر يعني لو نلتقي به سوية لربما لسنا بحاجة لكل هذه المتاهات وحلينا الأمور بشكل مسالم
نور(بعصبية):- آهاااه يا روحي لما لا أنا موافقة وبالمرة أعقد جلسة بينكما من أجل تجديد نذور الحب هذه المرة لا الزوااااج .. يا دعاء استيقظي من أحلامكِ الوردية ذلك الرجل قذر ولن يتزوجكِ إلا بهذه الطريقة دعيني أتصرف ولا تتدخلي …
دعاء(مطت شفتيها بغبن):- نور … لقد قمت بفعل شيء في غيابك
نور(اهتز جذعها بالكامل واستدارت إليها):- ماذا خربتِ مجددا ؟؟؟؟؟؟
دعاء(عقدت حاجبيها وتمتمت بحروف غير مسموعة):- لقد اتصل حسام كثيرا بي و… قمت بالرد عليه ..
نور(فتحت يديها وبعدها ضمتهما على ركبتيها وهي تستمع):- وبعد ؟؟
دعاء(استرسلت الحديث وهي متأهبة لانفجار نور):- طلب مني أن نلتقي به أنا وأنتِ من أجل تسوية الأمور بدون اللجوء لدوامة المحاكم والفضائح لا من جهتي ولا من جهته
نور(تطقطق بأصابعها على ركبتيها):- وما رأيكِ ؟
دعاء(برجفة لا تدري بما تجيب):- أ.. يعني ارتأيت أن نسمعه ما ربما ندم وقرر التصرف برجولة
نور(بتشكيك كزت على أسنانها):- قلتِ رجووولة هااااه يا الله يعني لو تكلمتِ عن تحسين ابن أم تحسين لوجدته أرجل منه صراحة ههههههه .. هههه حبيبتي دعاء هل لي باستعارة هاتفكِ قليلا ؟
دعاء(باستغراب):- لما تريدينه ؟
نور(فتحت لها يدها):- أعطني إياه وسترين يا حلوتي هههههه قالت رجوولة يا حبيبي
دعاء(أخرجت الهاتف من جيبها وأعطته لها بتردد):- خذي بمن ستتصلين ؟
نور(أمسكته وأخذت تضغط على أزراره وغمزت لها بدعابة وهي تضعه على أذنها):- شتت ستعرفين لحظة فقط .. لحظة يا روحي … إنه يرن …..
حسام(ما إن رأى الرقم حتى ابتسم ابتسامة ماكرة فلقد استعاد محبوته أخيرا):- ها يا دعائي هل فكرتِ مليا في إقصاء ابنة عمكِ الحشرية ما بيننا ؟؟
نور(فتحت فمها على وسعه وهي مصدومة من جملته الخسيسة مثله قبل أن تبدأ سيل الشتائم):- يا ابن اللعين تبا لك ما أحقرك أتدعوني أنا بالحشرية يا حشرة المجتمع ، هل تود استغلال حبها لك لكي تتلاعب بمشاعرها حتما كنت أعلم أنك نذل وحقير ولم أكن أدري أنك بمثل هذه الدناءة اسمعني جيداااااا لن تحلم برؤية ظفرها حتى تتمم الزواج وانتظر مفاجأتي هاااه وإياك ثم إياك ومحاولة الوصول لها لأنك بمجرد القيام بذلك ستجدني أشرب فنجان قهوتي رفقة جيداء زوجتك … سلام
دعاء(وضعت يدها على فمها مندهشة وأخذت تبكي):- ماذا فعلتِ بعد هذا الانفجار حتى لو كانت لديه 5 بالمئة لفكرة الزواج الآن انعدمت بتصرفكِ هذا
نور(وضعت هاتف دعاء بحقيبتها واستقامت لتصعد لغرفتها):- هذا سيبقى معي وإن كنتِ تودين لهذا الزواج أن يتم اتبعيني وإلا سأتركك وسط مصيبتكِ هكذا لتغرقي فيها حتى الموت ..لقد حذرتكِ
دعاء(عقدت حاجبيها مصدومة منها ونظرت للفراغ):- تستحقين هذا يا دعااااء … هفف
كان بوسعه أن يحرق الأرض كلها تلك اللحظة ، إن نور تفقده صوابه حتما يريد قتلها زفر بعمق وهو يضرب مقود سيارته متجها صوب منطقة نائية ليلتقي بالرجل الذي واعده على اللقاء ، كان يضرب رأسه مع خلفية الكرسي بعصبية وهو ينتظر حتى كلَّ من الانتظار ، بعد مدة معينة لاحت من بعيد معالم سيارة رمادية تقترب منه ،، انتفض من محله وترجل من سيارته ووقف مقابلها وهو يربط يديه ..
حسام:- لقد تأخرت كثيرااااا على موعدنا
الرجل:- يعني قلت لأتدلل على صديقي العزيز
حسام(بنظرة ماكرة):- لدي من أجلك لبؤة جامحة تحتاج لترويض هل أنت مستعد ؟
الرجل(ببسمة ضرب كفه بكف حسام):- ولووو تلك مهمتي

في المعسكر
اللواء أيمن:- هل لي أن أعلم سبب هذا القرار سيادة الرائد ؟
جاسر(معه على الخط):- لقد قررت ما وجدته يصب في مصلحة المعسكر ، وجود النقيب وصال مضر وقد أخبرتك عن الجنديين اللذين قدما شكوى ضدها
اللواء أيمن:- ولكن يصعب تصديق ذلك ، النقيب وصال قمة في الأخلاق ويستحيل أن تتحرش بجنديين هل نحن بحديقة حيوانات مثلا ؟
جاسر:- ولكن هذا ما حدث يمكنك الاطلاع على الشكاوي إن أردت .. هي تستغل منصبها لتجبرهم على الامتثال لأوامرها وهذا ما لن أقبل به في معسكري
اللواء أيمن:- أيها الرائد جاسر هل لديك أية حزازات شخصية ضد النقيب وصال ؟
جاسر(بارتياح):- أجل فهي دخلت عنوة لهذا المعسكر بعد أن تسببت بطرد النقيب رفعت الرجل القدير كان كفؤا وما فعلته به لن يمر مرور الكرام
اللواء أيمن(زفر بعمق):- سأخبرك بشيء واحد يا جاسر بما أننا عشرة عمل طويلة لا تدع الحقيقة تغفل عن ناظرك أبدا بسبب العناد ، وحاول أن تراها من منظور آخر لربما أبصرت الأمور بشكل جيد ، هيا أقفل تلك الشكاوي الوهمية وانتبه لعملك وكف عن تصيد زلات النقيب وصال لأنها حتما على حق وأنت لن تستطيع طردها من هناك لأن هذه وظيفتها وأنت مجبر على التعامل مع ذلك ….
جاسر(رفع حاجبيه معترضا):- هفف تمام تمام سأتصرف بطريقتي إذن …
اللواء أيمن:- يا جاسر أ.. تيت تيت هففف ها قد بدأتِ المشاكل سترك يا الله ..
جاسر(أخذ يدور بكرسيه المتحرك في أرجاء مكتبه وطرأت عليه فكرة جهنمية لا تخطر إلا على بال إبليس .. استقام من محله بسرعة وغادر مكتبه):- انتظريني يا وصال سأؤلمكِ حتما لكن بطريقتي ، وإن كنتِ ستبقين هنا فستبقين بشروووطي أناااا ههه ههههه
توجه بشر ناحية قاعة الدروس العملية للجنود ووجد العريف زاهر يترأسهم ويشرح لهم بعض الأساسيات الخاصة بالجندي ، لكن أين هي طاف بعينيه وسطهم ولم يظهر لها أثر ، عقد حاجبيه وابتعد عن القاعة بحثا عنها وأثناء ذلك التقى في طريقه بالجندي كامل وهو مسرع..
كامل(أدى التحية العسكرية):- سيدي الرائد
جاسر(رد التحية):- لما لست في درس العريف زاهر ؟
كامل(بتلعثم):- أ.. كنت .. رفقة النقيب وصال لقد كانت بحاجة لمساعدة .. وعلي أن أسرع لأنها بانتظار عودتي لها عن إذنك
جاسر(لمحه وهو يتهرب منه وصغر عينيه بمكر):- الآن دور كامل كمال هااااه طيب يا وصال طيب …
بغضب جامح توجه خلف القاعات المخصصة للدروس العسكرية بالضبط ناحية مخزن الأسلحة راقبها من النافذة ووجدها تجمع قطعة من كل صندوق وتضعها على جنب ، هز رأسه وهو يسخر من أفكاره طبعا هي موجودة هناك ربما تود سرقة بعض القطع خفية عن الجنود وذلك الغبي كامل متواطئ معها ، هذه فرصته ليجعلها تدفع الثمن بتهمة سرقتها للقطع وبيعها ربما هناك متعاونين معها خلف المعسكر فلا شيء يصعب على شخصية قامت بطرد نقيب وأخذ مكانه بكل صلف ووقاحة .. صغر عينيه بمكر وعاد أدراجه وقام بنداء العريف زاهر ليكون شاهدا على تصرفها ذاك ، بعد عدة لحظات ضئيلة كان العريف زاهر يقف على رأسها وخلفه العشرات من الجنود
زاهر:- نقيب وصال
وصال(عقدت حاجبيها واستقامت لتنظر خلفها لذلك المشهد الغريب):- عريف زاهر هل أتيت لتتمم درسك هنا ؟
زاهر(ينظر لما تفعله):- هل لكِ أن تقدمي لنا تفسيرا لما تفعلينه هنا ؟ وعذرا للتطاول على شخصك ولكن هذه ملكية عامة وعلينا فهم الأمر كوننا مشرفين أيضا
وصال(وضعت قطعة السلاح التي كانت بيدها ووضعت يديها خلف ظهرها وتقدمت إليه بتحدي):- وهل ستحاسبني مثلا ؟
زاهر(باحترام رفع ذقنه):- إن ترتب ذلك سأرفع الأمر للرائد جاسر فهو المسؤول الأول عن هذا المعسكر
وصال(ابتسمت وهي تنظر للجنود من خلفه):- لا يوجد تبرير كما ترى أنا أحتفظ بهذه القطع لأنني بحاجة لها ..
جاسر(دخل حينها):- لتقومي ببيعها واستثمارها خارج المعسكر ، فعلا لم أتوقعكِ بهذا التفكير مطلقا أليس عيبا أن تستغلي ملكية الدولة لمآربكِ الشخصية ؟
وصال(اهتزت حدقات عينيها وهي غير مصدقة لما تفوه به للتو):- مع احتراماتي سيدي الرائد أنت تتهمني بالباطل ليس لديك أي دليل يثبت صحة ادعائك ذاك .. ليس ضروريا أن تفهم الأمر وتفسره على هذا النحو
جاسر(بصراخ):- من حقي طالما أنتِ وكل من يتواجد بهذا المكان تحت إمرتي .. والآن أمامي لكي نتحاسب بمكتبي يكفيكِ فضائح أمام الجنود .. لا أدري حقا كيف سيحترمونكِ بعد هذا المشهد هه نقيبتهم تقوم بسرقة أسلحتهم والله نكتة
وصال(سمعت قهقهات الجند عليها وابتلعت ريقها بغبن):- ليس صحيحا
جاسر(هدر فيها بعصبية):- لا تكذبي كل شيء بات واضحا لقد أمسكناكِ متلبسة يا نقيب وصال سوف أصَعدُ الأمر للسلطات العليا لتلقي جزاءكِ بعد هذه الجريمة النكرااااء
كامل(دخل ركضا وهو يلهث):- أ.. سيدتي لقد تحريت عن الأمر وسوف نبعث بالشكوى حيال تلك القطع الغير صالحة للاستعمال سيحاسبون على تلاعبهم ذاك ..(بغباء لاحظهم)
أ ماذا يحدث هنا ؟؟؟
وصال(بعيون مكومة بالدمع نظرت ببؤس لجاسر):- جندي كامل كمال تكفل بشرح المسألة للرائد جاسر وللعريف زاهر ولبقية الجنود لربما استوعبوا حقيقة تلاعب الآخرين أكثر مني … تت
تركته في موقف صعب صعب جدااااا عقد حاجبيه وهو يستشعر كمية الألم في قلبها الآن ، لقد قدر الأمور بشكل خاطئ وللمرة الثانية تفشل خطته لكن هذه المرة كانت مؤلمة في الصميم ، نظر حوله لتساؤلات الجنود وأمسك بقطعة السلاح التي كانت بين يديها وعاينها بنفسه واتضح أنها حقا غير صالحة وقد تم تسريب عدة قطع مثلها بكل صندوق مع السليمة وهذا تلاعب لا يمكن السكوت عنه ، اتضح أنها بطلة الآن وقد أعجب بها الجميع حتى أنهم ندموا على تسرعهم في الحكم عليها ،، أما هو فقد شدد على قبضته ورمى بالقطعة أرضا وتجاوز الجنود وهو يسارع خطاه التي تحولت لركض متواصل لغاية غرفتها ، أغمض عينيه بعصبية وهو متردد لكن ليس لوقت طويل فتح الباب عنوة ودخل ووجدها تنظر من خلال نافذتها بسكون تام يعني لم تكن تبكي كما توهم …
جاسر:- المسرحية التي قمتِ بها في الأسفل كانت لتنقذي نفسكِ من ذلك الموقف صحيح ؟
وصال(استدارت إليه):- يمكنك التحقق بنفسك وتعرف صحة كلامي
جاسر(لقد لمست ذلك لمست):- اسمعيني يا فتاة بقائك هنا رهين بالوقت فقط صدقيني سأجعلكِ تغادرين هذا المعسكر بفضيحة تضطرك للاستقالة من المهنة كلها
وصال(اقتربت منه بعصبية):- لما تكرهني لهذه الدرجة ؟؟ أنا لا أعرف حتى بما آذيتك للآن لم تتوانى من استغلال الفرص لكي تحرجني أمام الجنود وتحط من قدري كي أفقد احترامهم فماذا جنيت هااااه ؟؟ لما كل هذا الحقد ؟
جاسر(أشار لها بإصبعه مهددا):- كهن النساء ذاك لن ينطلي علي أسمعتني وإن كنتِ نفذتِ منها هذه المرة فحتما المرة القادمة لن تفلتي من قبضتي
وصال(برعشة ابتلعت ريقها):- أ..
لم ينتظرها لتجيب بل تجاهلها بذهابه المتعجرف ، نظرت بأسى نحو الأرض وقد سمحت لدمعها أن ينساب على وجنتيها .. لولا وعدها للواء بشير في أن تقوم بمهمتها تلك على أكمل وجه لكانت جمعت حقيبتها كما فعلت سابقا وهمت بالرحيل ، فهذا الظالم لن يتركها وشأنها أبدااا .. مسحت وجهها وبقلبها شوق كبير لرفاقها فوحدهم من تشعر معهم بالأمان أما هنا فهي لا تحس سوى بالضياع والخوف ..

"الخوف هُو الشَّيءُ الذي يَجعلُ الترَدُّد يَطغى على حَتمِية القيام بمَا يُريدُه الإنسَان ، رُبَّما إن تفوَّقنا عليه سَنتمكَّنُ مِن وَضع لبناتٍ أسَاسِية لأهدَاف سَليمة توصِلنا للنجَاح "..
كان يستشعر خوفا غريبا بداخله وجوده بذلك المكان يوتره قليلا لكن مع ذلك يجد نفسه مجبرا على البقاء فهي بحاجته الآن لربما استشعر السلام الداخلي كتعويض بسيط عما جعلها تعانيه أثناء ثورة جنونه تلك الليلة … كان يقف أمام نافذتها يفكر بشكل عميق فيما لو آلت الأمور لما هو أسوأ ماذا لو قامت بأذية نفسها ؟ ماذا لو لم يهرع إليها في الوقت المناسب ؟ ماذا لو فلتت زمام الأمور من بين يده وأصابها مكروه ؟ … كل هذه الأفكار كانت تجعل عضلاته تتشنج وقلبه يرتجف خوفا من جنونها ماذا عساه يفعل ليحد من هذا الخطر ؟؟ ، سابقا كان يشعر بتأنيب الضمير المعذب أما الآن فهو يشعر بالخذلان إن قام بالابتعاد تلك اللحظة سوف لن يضمن تصرفها المرة المقبلة لكن ما شأنه هو بهااااا ما شأنه لما يكترث لتلك الدرجة ؟؟؟ .. مسح على شعره بغضب وسمع أنينا بسيطا منها فانتفض من محله عائدا إلى موقعه بجانبها كأنه يخشى أن تستيقظ ولا تجده معها فتعود لها حالة الهذيان السابقة … فتحت عينيها ببطء ونظرت حولها ووجدته جالسا بجانبها وعيناه عليها
ميرا(بتثاقل فتحت عينيها وابتسمت حين رأته):- كم مضى على نومي ؟
شهاب(مط شفتيه):- 5 ساعات تقريبا
ميرا(عقدت حاجبيها):- لم يسبق أن نمت تلك المدة في وضح النهار
شهاب(نظر لساعته واستقام من محله وهو يبعد ناظره بصعوبة عن رضوض يدها التي لا تزال ظاهرة وتذكره بدناءته معها):- نحن الآن في المسااء هل ستكونين بخير ؟
ميرا(انتفضت برجفة برد سرت في كل أرجاء جسدها):- هل ستذهب ؟
شهاب(سحب نفسا عميقا وهو لا يتحمل تلك اللهفة المرتسمة على وجهها):- ميرااا … علي أن أعود لحياتي وسآتي لزيارتكِ لاحقا
ميرا(بغبن جلست على السرير وهي تنظر لنقطة بعيدة عنه):- كنت أظن أنك سترافقني على الأقل لهذا اليوم
شهاب(مسح على وجهه وهو يمتص شفتيه بتعب وتقدم إليها ثم جلس بجانبها):- ميرا أنتِ ستعدينني الآن أنكِ لن تقدمي على ذاك الجنون مرة ثانية
ميرا(عقدت حاجبيها وهي تستشعر خوفه الواضح من خلال نظراته هل يخاف علي؟):- وماذا أعني لك أنا حتى تقلق علي بهذا الشكل ؟؟ لقد أزعجتك بما فيه الكفاية بمشكلتي وتسببت بتأخير عملك يمكنك أن تذهب
شهاب(بعصبية انتفض من محله):- أليس لديكِ حس لباقة حتى على الأقل اشكريني ؟
ميرا(رفعت ذقنها لتناظر طوله الفارع):- أشكرك ؟؟؟؟ هههههه لا تضحكني رجاء
شهاب(تقدم إليها وأمسك يدها بقوة):- أجل تشكرينني لقد أنقذت حياتكِ ألا يعني لكِ ذلك شيئا بالمرة ؟
ميرا(يعني الكثيرررر فلم ينقذني أحد قبلا أو حتى يتمسك بي بتلك الطريقة غيرك):- لا يعني لي أي شيء لأنك مجبر على فعل ذلك أتدري لماذا أنت مجبر على تعويضي في كل مرة تراني فيها لأن آثار وحشيتك لا تزال مرتسمة على جسمي كله .. أنت مدين لي يا شهاب وأكثر مما تتصور حتى …
شهاب(مسح على شعره بنرفزة وهو يستمع لما تتفوه به والذي يكاد يشعل فتيل جنونه مرة أخرى):- من الجدير أن أغادر الآن قبل أن تتسببي بمأساة أخرى فأنتِ لا تطاقيييين
ميرا(ببكاء صرخت فيه):- اهئ اهئ إرحل إرحل فمنذ متى كان هناك شخص يتحملني أنا دوما أتعب الآخرين ولا أحد يفهمني .. إذهب هيااااا إن كان ذلك يرضيك فقد تعودت على معالجة جراحي بنفسي دون حاجة لأحد اههئ
شهاب(التفت إليها ووجدها قد استدارت للجانب الآخر وهي تهتز ببكاء يمزق القلب وفي سره):- ماذا الآن هل ستتعاطف معها مجددا ؟؟ يا إلهي ذكرني فقط متى أضفت لبرمجة عقلك آلية العطف والشفقة هففففففف فهفف ؟؟؟؟؟
دفع رجليه دفعا حتى سريرها وجلس محله وبجهد جهيد رفع يده ووضعها على كتفها ومسح عليه ليهدهدها ، لكن ما حدث كان العكس فقد انفجرت بالبكاء أكثر من أي مرة رآها بها وتأكد أنها تبكي أموووورا كثيرة منحصرة في جوفها وتكتمها عن الجميع .. وجد نفسه جالسا على السرير وهو يضمها لحضنه بينما كانت تبكي دون توقف كأنما تعايش آلاما غير آلام قلبها المتعلق به طبيعي فما مر عليها حتى الأحجار تشاركها البكاء فيه …
كانت تستشعر دفئا لم تشعره في حياتها مع أي أحد فحتما لم يعطف عليها أحد قبلا أو يشعرها بالحنان الذي تحتاجه لكن مع شهاب يكفي أن يهدهدها كما يفعل الآن لتسامحه على كل ما فعله بها سابقا ولتغفر له ضربه المبرح لها وغيرها من الأمور ، لم يحسب أبدا أنه بموقفه ذاك سيهديها أروع شعور في الكون ألا وهو الأماااااااان الذي افتقدته طوال سنين عمرها … أمان لم تكن لتحظى به وسط ذلك الجو الأسري الخاضع لسلطة أب ظالم مجرم بكل معنى الكلمة أب بأفكار فاسقة يستحق موتا بتلك الطريقة بعد أن فتك بالكثير الكثير من القلوب الكسيرة .. أب شكل رهابا أزليا لكل بنات الراجي وصولا إلى ميرنا فهي الأخيرة التي عانت من محبته ولا تزال تدفع ثمنها ليومنا هذا ، لم يسلم من بطشه سوى الصغار فلم يكونوا يفقهون شيئا من المصائب التي تدور حولهم ، أما البقية فكل واحد منهم يحمل نفس المعاناة بقلبه كجبل هموم يثقل على كاهلهم ويبعدهم عن الفرح وكأنها لعنة سليم الراجي التي تلاحقهم لأبد الأبدين ..

في البيت عاد الجميع من أشغاله واجتمعوا على طاولة الطعام في جو عائلي يحاولون لملمة شتات تلك الأسرة بخلقه علما أن كلا منهم تحيا بداخلها حياة أخرى من الأحزان ، فمثلا رنيم كانت جالسة بملامح بائسة فقد اشتاقت لرأفت الذي لم يتصل بها ولا مرة مذ خروجها من البيت الليلة الماضية ، كانت تعطي لابنها أكله بعقل شارد وتزفر أشواقا عديدة ، أما دعاء فقد كانت مكسورة ولكنها لا تستطيع أن تنفرد طوال الوقت بغرفتها سيشكون بأمرها وقد نزلت بناء على دعم نور التي كانت تفكر مليا في كل تلك المصائب وتبحث عن حلول لتساعدهم بها .. ميرنا كانت تفكر في ذلك الكيان الذي سيطر على مكمن أفكارها تلك الفترة لا بل اجتاح أدق تفاصيل عقلها ولا بد أنه سيستعمره لما لا نهاية ، وفي آن الوقت تفكر بشهاب كيف تتصرف معه وتبعده عن أختها وفي نفس الوقت تتخلص من شعور الذنب الذي يعتريها حين تجد نفسها تلقائيا تفكر بوائل وهذا ما لا يصح في قاموسها .. بينما كانت مديحة تنظر لابنتها وهي تشعر وكأن خطبا ما بها هي تفهمها جيدا وعزمت أمرها بعد وجبة الأكل ستستفرد بها لعلها تفتح لها قلبها وتفهم ما يتعب ابنتها الغالية .. عواطف كانت تحترق من كل حدب وصوب من جهة حالة رنيم وزواجها المهدد بالخطر ، وضع سمر التي تزداد بطشا مرة بعد مرة ولا تعلم إلى أين ستمتد جذور مشاكلها هذه المرة ومن سيتضرر منها ، ومن جهة أخرى كانت تنظر لعفاف وتتحسر على شبابها الذي ضاع نصفه في انتظار ذلك المحكوم عليه ب25 سنة سجنا نافذة بتهمة قتله لوالده ، تهمة لازمته كالعار وجعلته يفقد أجمل سنين عمره وحبه الوحيد وحتى ابنته التي أتت للدنيا لم يتعرف عليها بعد ، لقد حرمه والده من الحياة لم يمت إلا بعد أن فتك بكل شخص منهم بطريقة مغايرة لكن متشابهة في ذات الألم وذات الحرقة وذات الأحزاااااان ..
ميرنا(رن هاتفها وهذا ما قطع الصمت على تلك الطاولة):- إنها مرام .. ألو مرام ؟؟
مرام:- ميرنا أختي أنا سأتأخر في الحضور سوف أذهب مع أصدقائي لأحضر مسابقة لا تقلقي سوف يحضرونني حتى البيت
ميرنا(عقدت حاجبيها):- مرام .. من هم أصدقاؤك نحن حتى لم نتعرف عليهم ثم لما لم تخبرينا قبل خروجك صباحا بأمر هذه المسابقة ؟ ثم أين ستكون ؟
مرام(مالت برأسها):- أنا لست عاجزة لتلك الدرجة أستطيع تدبر أمري يكفي من معاملة الأطفال تلك يمكنني أن أعتمد على نفسي أردت إخباركم فقط لكي لا تقلقوا وداعااااا
ميرنا(انتفضت من قفل الخط):- وهل قلقي عليكِ الآن بات تحكمااااا يعني ؟؟
عواطف(عقدت حاجبيها):- ما بها مرام ؟
ميرنا(وضعت الهاتف على الطاولة):- تقول أنها ستتأخر بالعودة ستذهب رفقة زملائها لمسابقة ما لا أدري .. لكن حين قلقت انزعجت
نبيلة:- لأنكم لا تعرفون كيف تتصرفون معها أنتم تعاملونها وكأنها ميتة … صحيح هي عاجزة لكن عجزها ليس جسديا بل روحيا دعوووها تتخلص منه وقتها فقط ستجد طريقة لتتعامل مع وضعها بشكل سليم
ميرنا("سليم" اقشعر جسمها وأغمضت عينيها):- لقد شبعت … سأذهب لغرفتي
عواطف(نظرت لصحنها الذي كان لا يزال ممتلئا):- طيب ..
نهال:- ماما متى سوف نذهب للطبيبة نرجس ؟
عفاف(تشرب من حسائها):- ولما سنذهب إليها ؟
نهال(فتحت عينيها):- أمي أنسيتِ موعد تغيير عدساتي اللاصقة ؟؟
عفاف(عقدت حاجبيها):- أوووه نسيت تماما موعد تغيير عدساتكِ البصرية .. طيب طيب سنمر بها هذا الأسبوع دعيني آخذ موعدا أولا
نهال(عقدت حاجبيها):- لا أدري لما رفضت القيام بعملية تصحيح البصر لكنت الآن استغنيت عن نظاراتي وعدساتي فلقد تعبت منهما جدا جدااا
عفاف:- سنكِ صغير وتلك العملية يتوجب القيام بها ب 21 فكفي عن التدلل ، سنجعلها تصف لكِ مقاسات نظارات وعدسات جدد ولا مجال للتبجج مفهوووم ؟
نهال(حولت عينيها بتلاعب):- طيب طيب فهمنا ..
دينا(عقدت حاجبيها):- وأنا أريد نظارات
نور:- نظركِ جيد يا دينا لقد طمأنتنا عنه الطبيبة نرجس فابحثي عن شيء آخر وتذمري من أجله عزيزتي
دينا(مطت شفتيها بدلال):- هفف
نهال:- قولي الحمدلله لأنكِ تملكين نظرا سليما أما أنا فأعاني من ذلك منذ الصغر
عفاف(عقدت حاجبيها وهي تتذكر أنها السبب في حالتها تلك لأنها أهملتها كثيرا في فترة الحمل حيث كانت تلك المرحلة من أسوأ مراحل حياتها فقدت فيها روحها وكانت ستفقد حتى حملها لولا ستر الله):- عن إذنكم أنا أيضا قد شبعت .. بصحتكم
أساسا كان الجو مكهربا ولم يتمم أحد أكله ومن البيت سننتقل لمؤسسة مرام التي كانت تنتظر قدوم فريد الذي تأخر عليها لأزيد من عشر دقائق …
مرام(عضت شفتيها وهي تفرك يديها وتنظر من كل اتجاه لم يظهر له أي أثر):- تت لما تأخر كل هذااااا ؟؟
شعرت بالحزن لوهلة فلقد أخل بوعده لها ولم يأتي.. انزعجت من منظرها وهي جالسة على كرسيها المتحرك تنتظر أمام مؤسستها بتعب … أنزلت رأسها بيأس ووضعت يديها على جوانب كرسيها وباشرت في التحرك عودة لداخل المؤسسة لكن استوقفها صوته من بعيد وهو يناديها .. التفتت جانبيا ولمحته وهو يركض باتجاهها اتسعت ابتسامتها شيئا فشيئا وهي تلمحه يقترب منها لاهثا حتى استقر أمامها منحني واضعا يديه على ركبتيه وهو يأخذ أنفاسا عميقة ليضبط تنفسه اللاهث ..
فريد:- آسف آسف لتأخري والله حدث ذلك بسبب المواصلات
مرام(عقدت حاجبيها بنظرة امتنان ولم تستطع إخفاء بسمتها):- لا بأس أنا بخير
فريد(استقام ووضع يده على جنبه وهو ينظر إليها بطرف عين):- هل أنتِ جاهزة يا شريكتي في الرسم ؟؟
مرام(ببسمة ود):- أجل ..
فريد(تنهد عميقا ووقف خلفها وسار بها تجاه المرأب):- لقد اتصل بي تيمو وأخبرني أن مكان مسابقة الشوارع ستتم في إحدى الأزقة العمومية يعني سنذهب معهم بسياراتهم ، ليس لديكِ مشكلة بذلك صحيح ؟
مرام(وهي تضم يديها لصدرها بينما كان يقطع بها الطريق):- ستكون معي ؟؟
فريد(نظر لخصلات شعرها البنية المتطايرة على وجهه بفعل الرياح وأردف وهل أستطيع إلا أن أكون معكِ):- طبعا..
بحماس فركت يديها وبعد قليل ولجا مرأب تيمو الذي كان يعج بالمجموعة عينها
تيمو(خرج من بينهم وهو يضع يده على قلبه):- آآآآآه كدت أموت خوفا لو لم تحضرااا لكنا قد خسرناااا حتماااا .. ميمي يا فنانتي أنتِ منقذتي
فريد(نحنح وصافحه):- اممم هل أنتم جاهزون ؟؟
جيجي:- السيارات بالخلف هيا بناااا
تيمو(انحنى لمرام وهو يمشي بجانبهما):- ستركبين بسيارتي لن أسمح لأحدهم بهذا الشرف
مرام(استدارت لترى فريد الذي هز لها رأسه):- تمام
توجه الجميع صوب سيارتهم الشبابية واستقلوها بينما ركب تيمو ونظر فريد لمرام التي شعرت بالحرج لحظتها إذ عليه حملها كي يضعها بمكانها بالسيارة ، تململ بابتسامة ودية وحملها بين يديه برفق ورعشة قلبها تزداد خفقانا بينما كانت عيناه مركزة على ما يقوم به ، أما هي فكانت تتأمل ذقنه المحددة بجمالية جذابة وشعره المهذب برفق وعطره عطره الذي جعلها تستريح لتلك التجربة .. بكل هدوء وضعها في الخلف وأغلق الباب بإحكام وقام باهتمام بجمع كرسيها ووضعه بجيب السيارة الخلفي ، ثم أسرع وركب بجانب تيمو الذي وضع موسيقى صادحة ودعك فرامل السيارة وانطلق هو والمجموعة يمرحون في الطرقات بشكل متوازن ومدروس ..
مرام(بقلق من السرعة وضعت يديها على وجهها):- فرييييد .. فرييييييد
فريد(لم يسمعها بفعل الموسيقى):- … لارد
مرام(هزت رأسها يمينا وشمالا وومضات الماضي تغزو رأسها أصوات سيارات وطنين وارتطام وصراخ):- فريييييييييييد …
تيمو(انتبه لها من المرآة):- فريدووو هي يا صاح هل صديقتك بخير ؟
فريد(التفت بدون فهم ووجدها تضع يدها على رأسها ومغمضة العينين وبلهفة):- أوقف السيارة يا تيمو
تيمو:- لا يمكنني سنتأخر على موعدنا مع الشباب
فريد(هدر فيه بعصبية):- قلت لك أوقف السياااااارة الآن
تيمو(زفر بعمق وأوقفها جانبا):- ها أنذا أرجوك أسرع لا نود التأخر أكثر
فريد(خرج من محله وفتح بابها ونظر إليها):- مرااااام مرااام هل أنتِ بخير ؟ ماذا حل بكِ ؟
مرام(بدموع عضت على شفتيها):- أنا لا أحب السرعة
فريد(رفع بصره لتيمو الذي ضرب على وجهه بخيبة):- طيب طيب سأحل الأمر لا تقلقي هيا امسحي دموعكِ وإن كنتِ غير مرتاحة سنعود للبيت
مرام(نظرت لرجاء تيمو وعيناه اللتين تبرقان ببراءة مضحكة):- احم لالا سأكون بخير يكفي تخفيف السرعة
تيمو(رفع يده بفرح):- صدقيني سأمشي على البيض ولن ينكسر حتى ههه هيا يا فريدووو
بعد هذا عاد كل شيء لطبيعته وانطلقوا من جديد صوب المكان المقصود وفي كل مرة يلتفت إليها فريد من محله ويبتسم لها باطمئنان ، كانت تتلقى تلك الابتسامات كدعم داخلي لها يجعلها تطلق سراح نفسها لتتعايش مع ما يدور بها ، فمن وقت قريب جدا لم تكن لتتخيل أنها ستغامر هذه المغامرة وها هي ذي الآن في هذا الموضع بسببه ومهما شكرته لن توفيه حقه ، بعد مدة وصلوا إلى الزقاق الذي ستقام فيه المسابقة وكان يعج بالشباب بمختلف أعمارهم وبملابسهم المختلفة وانتماءاتهم التي تبرزها ثيابهم وتسريحات شعرهم الغريبة .. نزل تيمو وقام بتحية زعماء المجموعات المنافسة وأخذ محله بينهم ، وفي هذه الأثناء كان فريد قد ساعد مرام على النزول والتي ابتلعت ريقها من هول ما تراه أمامها فلم يسبق أن كانت وسط هذا الحشد كله من البشر وهي بوضعها المقعد …
مرام(أمسكت طرف قميص فريد بتلقائية وهي مقطبة الحاجبين تنظر تجاه الكل بريبة):- لم أحسب أن كل هذا العدد الهائل من الناس سيحضرون .. لن أستطيع الرسم وكلهم يراقبونني ربما علينا الذهاب الآن
فريد(أمسك بيدها بخفة):- لن نذهب بل سنرسم أنا وأنتِ سوية كما فعلنا المرة الماضية سوف تتحدين ضعفكِ وخوفكِ من الناس وستثبتين أنكِ فنانة
مرام(نظرت حولها مجددا):- لن أستطيع ذلك فلا توهم نفسك وتوهم تيمو لأنه يضع ثقته بنا يجب أن نصارحه
تيمو(تقدم إليهم):- يااااي أنا متحمس يا فنانتي الموهوبة سوف تدعمين مجموعتي برسمتكِ المذهلة أنتِ وفريدووو سنهزمهم أنا واثق
فريد(نظر لمرام التي أشارت له برأسها كي يتكلم):- تيموو بصراحة أ..
شوشو:- تيمووو هيا قد حان وقت المبارزة لقد اعتلى الحكم المنصة
تيمووو(بحماس صفق):- هيا يااا شبااااب ميمي فريدووو الحقااا بنا
مرام(حدجته برفض بينما هز لها كثفيه بقلة حيلة فزفرت ساعتها بعمق):- تتت أستغفر الله
كان يخفي ضحكته فهو لن يستمع لها ويوافق على انسحابها ، كان يعلم جيدا أنها ستخاف وتتراجع لكن لا بد وأن تجرب تلك التجربة لعلها قضت على أوهامها التي جعلتها تتقوقع حول نفسها مرة بعد مرة .. كانت المسابقة تشمل خمس مجموعات شبابية من عدة شوارع متقاربة وخصصوا لكل مجموعة حائطا خاصا بهم للرسم وسيتم الحكم بعدل حول المجموعة التي ستترأس لمدة سنة كاملة تدريب عروض الشوارع إضافة لبعض المميزات الأخرى التي سينالونها من محافظ الجهة كلها .. أشعلت الأضواء الملونة هناك وانطلقت كل مجموعة للجدار المخصص لها وحتى مجموعة تيمو
تيمو:- هيا يا شباب لا تخذلوني أمسكوا قناني الطلاء وغوصوا وسط حلمكم ، لكل منكم جانب من الجدار هيااا لنبدأ ..
مرام(نظرت خلفها لهتافات الجمهور المشجع وأغمضت عينيها فلقد كان هذا الأمر أكبر من قدرات تحملها):- ففف هففف
فريد(انحنى إليها وهمس لها بدفء):- لا تفكري بالناس تخيلي وكأننا أنا وأنتِ فقط في المرأب نرسم ونمرح
مرام(فتحت عينيها ونظرت إليه):- وكأن الكلام سهل عليك .. أكيد سيضحكون على وضعي ورسمي
فريد(أعطاها قنينة الطلاء وأمسك قنينته ورجها في الهواء):- فليضحكووا المهم من يضحك أخيرااا نحن أم هم ؟؟؟
مرام(بتنبه لكلماته):- أنت مجنون على فكرة
فريد(غمزها وانتقل لحائطه):- أمامنا ساعة كاملة تيمو سيقتلكِ إن لم تبدئي بالرسم الآن
مرام(انتبهت أنهم قد باشروا الرسم منذ مدة):- يا إلهي … هه
فريد(ضحك لضحتها وبدأ رسمته):- أنا متأكد أنكِ ستفعلينها وبشكل مميز
مرام(اقتربت بكرسيها من الحائط ورجت قنينتها):- كيف تثق بي كل تلك الثقة ؟
فريد(وهو منغمس في رسمته):- هي مشاعر
مرام(هبت ريح غريبة وداعبت وجدانها وهمست قبل أن تبدأ الرسم):- … مشاعر
في بعض الأحيان قد تشفينا بسمة صادقة من سقم دام دهورا فينا ، وقد تخلق أيضا أملا للقادم يعطينا دفعة لتجربة كل جميل في هذه الحياة … لقد جعلها تستمتع ولمس ذلك من ابتسامتها التي زينت ثغرها وهي ترسم بمحبة رسمة الساعة التي نقلت إليها كل مشاعرها الدافئة وعيرت منذ تلك اللحظة ساعة سعادتها التي زارت قلبها بسبب فريد .. ابتسم لها حين نظرت إليه وأتمم رسمته وعينه تهفو إليها بمرح كم هي جميلة وبريئة .. هكذا قال قبل أن ينغمس من جديد ليتمم قطاره الذي اعتبر رحلته قد ابتدأت منذ تلك اللحظة عينها .. في جو من المرح والموسيقى الصاخبة وهتافات المشجعين ومزاح الحكم عبر الميكروفون حان وقت انتهاء المسابقة ولم يتبقى سوى دقائق عديدة وبدأ العد العكس بعدها .. وصاح الجميع بالترقيم وفي الرقم صفر رفع الجميع قناني الطلاء في السماء وصرخوا بمتعة وتصفيقات حارة وتشجيع ،اجتمعوا مجددا في الوسط وهم متحمسون لنتيجة لجنة الحكم التي كانت تتخذ مركزا هناك أيضا لتقييم الرسومات ..
تيمو(ضرب بقبضته يدهم جميعا):- أنا سعيد سعيد سعيد جدااا ومتحمس أنظروا لرسمة المجموعات المنافسة لا تصل لمستوانا أبدا يااااي متشوق لمعرفة النتيجة
فريد:- ههه يكفي ستموت قبل إعلانها يا رجل
تيمو:- آه يا ميمي يا تميمة حظي أنتِ
فريد:- أحم أحم لا تحرجها يا تيمووو
تيمو(ضحك وانحنى القرفصاء إليها):- يا عيني على الخجووول ههه والله إنكِ من معزة الغالي فريد لقد دخلتِ هنا هنا وتربعتِ على عرش قلبي
فريد(وضع يده على كتف تيمو وجذبه إليه بضحكة مصطنعة):- قلت كفى يا تيموو هننن
ليلي(بصوت مميع):- فيردي ؟؟؟
التفت الجميع إلى صاحبة الصوت المغري وكانت فتاة عشرينية بملابس جلدية سوداء تضع أقراطا عديدة في أذنها وشعرها كان باللون الأحمر الوردي في آن الوقت ..
فريد(باستغراب):- لِيلِي متى عدتِ ؟؟
ليلي(بابتسامة اقتربت منه وعانقته بحرارة):- اشتقت لك ..
فريد(انتفض وهو يبتلع ريقه ولا يدري كيف يتعامل معها):- أ.. أهلا بعودتك
تيمو(رحب بها أيضا):- ليلي منافستنا الجميلة ها قد عدتِ أخيرا للساحة مرحبا بكِ
ليلي(سلمت عليه):- ومجموعة النمور على فكرة
تيمو(رفع حاجبه):- آه على الخصم
فريد(أنزل عينه فجأة لمرام التي كانت عاقدة حاجبيها وبملامح مظلمة تنظر لنقطة معينة والحزن قد غلف طبقة عينيها):- موفقين إذن
ليلي(اقتربت منه وهمست في أذنه):- بعد المسابقة أريد أن نحتفل سوية بفوزنااا
فريد:- أنتِ مع الخصم ؟
ليلي:- لا يهم ففريقك يعني فريقي هممم
ابتعدت وهي تلوح لهم بيديها وعاد كل شيء لسيرورته العادية إلا وجهها الذي فقد بسمته اللامعة وحل مكانه امتعاض وغضب ..
فريد(حك خلف شعره واقترب منها):- إنها لِيلِي كانت معرفة سابقة للمجموعة تعرفت عليها عن طريق تيمو اضطرت للسفر ولذلك انقطعت و
مرام(بصوت مرتعش ونظرة جليدية):- لا أريد أن أعرف عنها شيئا .. لا يهمني
فريد(اهتز من جوابها ومسح على وجهه وانتبه لصوت الحكم):- سيعلنون عن النتيجة الآن
في خضم تلك الضوضاء رفعت رأسها لتنظر إلى ليلي التي عادت ووقفت بجانبه تنتظر النتيجة رفقته ويدها على كتفه بأريحية تدل على أنهما ليسا مجرد صديقين وفقط ، نظرت إليهما بدموع وضربت على ذراع كرسيها المدولب بقسوة وحرقة قلب ، كيف سينظر إلي ويعجب بي أنا عاجزة وضعيفة بينما تلك الفتاة مفعمة بالحيوية ومعافاة … لاحظت أن نظرها أصبح ضبابيا من شدة الدموع ونزلت رأسها أرضا بإحباط شديد اعتراها تلك اللحظة وجعلها تفكر ببؤس في حالها الكئيب ..بعد لحظات تم إعلان النتيجة وكان الفوز حليف مجموعة تيمووووو الذي قفز ورقص وصرخ وقبلهم جميعا وبكى حتى من فرحة الفوز وتبادلوا جميعا التهاني والمباركات حتى ليلي باركت لهم وقبلت على غفلة وجنة فريد الذي ابتعد عنها بأدب ، والتفت ليبارك للتي خطفت قلبه .. لكن لحظة أين هي ؟؟ طاف بعينيه حول المكان بلهفة وقلق ولم يجدها قد اختفت من هناك جن جنونه وباشر بالبحث عنها وساعده رفاقه في ذلك وبحثوا عنها في كل أرجاء الجهة ولم يظهر لها أثر ..
فريد(مسح على فمه بتعب ولوعة):- كيف غفلت عنها كيف ؟؟ أين ذهبت وكيف ستتصرف المكان بعيييييد تتت يا الله هذه مسؤوليتي مسؤوليتي
تيمو:- يا رجل لا تقلق سنجدها هل لديك رقمها كلمها على الهاتف ؟
فريد:- إنه مغلق
ليلي(بريبة تنظر إليه):- من تلك الفتاة يا فريد ؟
فريد(نظر إليها بغمغمة قهر):- تيمو هل لي أن أستعير سيارتك قليلا ؟
تيمو(أخرج مفتاحه):- طبعا يا صاح وهل تستأذنني وأرجوك إن وجدتها أخبرنا نحن سنكثف البحث حول المكان وسنبلغك إن جد جديد
فريد(تركهم وقلبه قلق عليها):- ماذا لو وقع لها مكروه ؟ كيف ستحاسب نفسك يا فريد أنت المسؤول أنتتت ؟؟
زفر بعمق وهو يركض في اتجاه سيارة تيمو التي استقلها بعنف ودعك فراملها واتجه لطريق عشوائي المهم أن يجدها وهذا كل ما يهمه … أخذ يبحث عنها في كل الطرقات المجاورة وفقد الأمل لحظتها في إيجادها فقد اختفت فجأة دون سابق إنذار ، أوقف السيارة وضرب على المقود بعصبية وصرخ بعنف باسمها لكن دون جدوى .. حاول ضبط أعصابه وفكر مليا حول المكان الذي سيلجأ إليه لو كان محلها فاتضح أن خيار البيت هو الملاذ الأول ، لكن المكان بعيد جدااا ولن تستطيع الذهاب بمفردها ، عاد وضرب على المقود بعصبية فهو يتحمل المسؤولية إن حدث لها مكروه لوهلة عاد ليقود سيارته وهو يبحث بعينيه عنها لا يمكن أن تكون قد ابتعدت كثيرا بكرسيها المدولب في حلكة هذا الليل إذن عليه أن يعود أدراجه لربما فلح هذه المرة .. بخوف عارم وأمل ضئيل عاد للزقاق عينه ووجد الأصدقاء هناك لم يعثروا عليها بعد ، شعر بالحزن ونزل من السيارة
تيمو(أعطاه مصباحا ضوئيا):- لقد عممت الخبر وسيبحث الجميع معنا في الأرجاء لا تقلق يا فريد سوف نجدها يا صاحبي
فريد(أمسك بالمصباح بحزن):- الظلام كثيف أخبرني كيف ستتصرف فتاة مثلها في هذا الليل أكيد هي خائفة الآن تتت يا ربي ما كان علي أن أقحمها في هذا الأمر
تيمو(عض شفته وضرب على كتفه):- لا تقلق يا فريد ..
فريد(بقهر هدر فيه):- كيف لا أقلق كيف لا أقلق إنها وحيدة الآن وفي هذا الظلام تت دعني الآن سأذهب للبحث عنها مجددا
تيمو(هز له يديه بأسف):- سنحاول نحن أيضا البحث من جديد ..
انطلق على أقدامه هذه المرة وركض حول المكان مرتين لا أثر لها واتخذ ممرا جانبيا وأخذ ينادي باسمها بعلو صوته ويبحث بالمصباح الضوئي لينير الطريق له ، فقد الأمل وتسلل الخوف لقلبه وهو ينادي بأعلى صوته ولا يسمع سوى صداه … توقف في مكانه وشعر أنه فشل في الحفاظ عليها لو وقع لها مكروه لن يسامح نفسه لن يسامح نفسه ..
كانت خلف شجرة جالسة على الأرض وتضرب في رجليها العاجزتين بغبن وقهر
مرام(تضرب فيهما بكلتا يديها):- هياااا انهضااا انهضااااا عليكما أن تنهضاااا اهئ لكنت ذهبت لبيتنااا وما بقيت هكذا في هذا الظلام … اهئ هياااا انهضااا لا تخذلاني الآن اهئئ
كانت تضرب فيهما بدون حياة ووجهها مليء بالدموع الحزينة والمقهورة على حالها التعيس، لم تفكر كثيرا حين قارنت بينها وبين تلك الفتاة ، بحرقة وجدت نفسها تقود كرسيها بعيدا عن الضوضاء وعن البشر واتخذت طريقا مجهولا دون وعي ، أخذت تتحرك بغضب وهي تشتم بعصبية وضعها الذي يجعلها دوما ما تحظى بشفقة الآخرين عليها وهذا ما لا تطيقه ويجعلها في خانة الفاشلين .. توغلت في تلك الطريق حتى تعثر كرسيها بحجرة هناك فانقلبت على وجهها وتسحبت ببطء من الكرسي المقلوب جالسة على الأرض بفوضوية تبكي على حالها الذي وصلت إليه نتيجة ما حدث لها قبل سنتين … بغبن وقهر كانت تضرب في رجليها وتعاتبهما لأنهما وضعتاها في ذلك الموقف المخيف …حتى سمعت صوت ندائه من بعيد هو ولا أحد غيره فنادت عليه بصوت مبحوح
فجأة وهو يعاتب نفسه سمع اسمه من بعيد عقد حاجبيه وانطلق صوب الصوت بين تلك الأشجار فالطريق التي اتخذها كانت فرعية ..
فريد(بعلو صوته):- مراااااااااااااااام يا مرااااااااااااااااااااام
مرام(من بعيد تنادي بضعف):- فرييييييييييد …
فريد(تنهد عميقا بفرح وركض بأقصى سرعته وهو يبحث عنها):- مراااااام أين أنتِ دليني على مكانك ؟؟ مرااااام أتسمعيييييييييييينني ؟؟؟
مرام(ببكاء):- فريييييييد أنا هناااا
ركض بسرعة يبحث عنها مستعملا المصباح الضوئي حتى لمع شيء من بعيد واتضحت صورته فقد كانت الحديدة الخاصة بعجلة كرسيها المدولب لكن ها هوا ذا مقلوب هناك لكن أين هي ، بأسرع ما يملك وصل إليها ووجدها على ذلك الوضع جالسة خلف الشجرة وتبكي
فريد(قوس حاجبيه ببؤس عليها وجثا أرضا أمامها بوهن):- آه يا مراااام كيف طاوعكِ قلبكِ وابتعدتِ عني ؟ لقد كدت أجن حين لم أجدكِ ؟
مرام(بأسى نظرت لقدميها):- لم أعرف طريق العودة ووقعت هنا اهئ لم أستطع العودة أو النهوض لقد لقد خذلتني قدماااااي اهئ
فريد(بحزن عليها وضع يديه على خدودها ومسح دموعها):- شتتت لا تبكي لا تبكي لقد خفت عليكِ خفت لو أصابكِ مكروه ما تخيلي ماذا كنت سأفعل بل كيف كنت سأسامح نفسي
مرام(نظرت إليه بغبن وانفجرت بالبكاء):- اهئ اهئ .. لا تنظر إلي بنظرة الشفقة لا أريد أن أن يشفق علي أحدهم أريد أن أسير وحدي دون الحاجة لأحد ، أريد أن أقوم بأمور يومياتي دون أن أضطر لانتظار غيري كي يقوم بتقديم يد العون لي …أمقت تلك النظرة أمقتها أمقتها أمقتهااااااا
فريد(هرع إليها ودفعها لحضنه فجأة وهو مغمض عينيه بقسوة وحرقة عليها):- لا يا مراااام أنتِ واهمة أنتِ لستِ بهذا الضعف أنا لا أراكِ عاجزة أبداااا والله أثبتتِ أنكِ قوية فلما ستضعفين الآن ثقي بنفسك كما أثق بكِ أنااااااا
مرام(تبكي في حضنه متمسكة بقميصه بضعف):- اهئ لا تكذب علي
فريد(آه لو تدرين عن أطنان الكلمات التي أحملها لكِ في قلبي لما قلتِ ذلك):- دعيني أعيدكِ للبيت لقد تعبت اليوم كثيرااا وقد تأخر الوقت سيقلقون عليكِ
مرام(نظرت إليه بغبن):- من المؤكد أن الجميع ضحك علي
فريد(مسح على شعرها):- بالعكس الكل يبحث عنكِ بقلب مفجوع وليس شفقة بل حبا واحتراما لصديقتهم الرسامة همممم
لمحت غمزته وارتجفت حين عدل الكرسي وحملها بين ذراعيه وأجلسها عليه بهدوء تام ، ثم علق حقيبتها على العمود مجددا وأعطاها المصباح الضوئي
فريد(همس لها بأريحية استشعرتها وجعلتها تكف عن البكاء والحزن):- هيا سنعود أرشدينا للطريق يا شاطرة
مسحت بظاهر يدها عينيها وشعور بالطمأنينة قد اعترى عمقها تلك اللحظة ، وجهت المصباح للأمام وباشر بقيادة كرسيها والسير في تلك الطريق الفرعية وحولهما العديد من الأشجار الفارعة الطول تجتمع في النصف وكأنها تشكل لوحة جمالية للطبيعة ، أخذت تستسيغ موسيقى الأشجار من حولهما وتنظر ببريق دافئ تجاه الأعلى وأعجبت بالروعة التي تراها السماء صافية والنجوم متلألئة ومتراصة بشكل جذااااب يسر الناظرين ، كانت تستمتع به وعيناها تشع بالارتياح بينما كان يناظر بسمتها ويراقب معها سلسلة النجوم اللامعة فوقهم … فرح تيمو وكل الذين كانوا هناك بعودتها واحتفوا بها كما احتفوا بفوزهم وباشروا بإطلاق الألعاب النارية في السماء وهناك اكتملت متعة مرام الحقيقة وفرحة فريد بها الذي لازمها كظلها وهكذا سيكون بدئا من ذلك اليوم حيث تيقن أن تلك الفتاة تنتمي إليه ولن يدعها تتعرض لمكروه في وجوده أبداااا … تبادلا معا نظرات تحمل ألف معنى ومعنى غير المودة والاحترام والسعادة بل هناك ما هو أقوى منهما يجرفهما سوية نحوه بمتعة تتدفق بكليهما ، بعد مدة معينة كانت أمام بيتهم بعد أن أوصلها تيمو وفريد الذي نزل وساعدها
فريد:- ها أنتِ ذي
مرام:- شكرا على هذه الأمسية الخيالية لن أنساها أبدا أبدااا
فريد(ببسمة):- وأنا لن أنساها بالمرة كانت فريدة من نوعها وتستحق التجربة
مرام:- لا تنسى أن تبعث لي الصور عبر حسابي الشخصي أريد الاحتفاظ بها
فريد(ببريق لامع في عينيه):- أكيد
نور(فتحت الباب فجأة):- أخيراااااا يا مرام لقد كدنا نموت رعبا عليكِ كيف تأخرتِ هكذااا ؟
مرام(عضت شفتيها لها لتسلم على الشاب):- أحم إنها أختي الكبرى نور .. نور هذا صديقي فريد وذاك تيمو
فريد(نظر لتيمو الذي أشار لها بيده من داخل سيارته بينهما هو صافحها):- تشرفت بمعرفتكِ سيدتي
دينا(اندفعت خلفها وخرجت بمرح لتسلم عليهما وصرخت حين رأت سيارت تيمو وأخذت تعبر عن إعجابها الكبير بها):- يااااااااي مامي لما لا نحظى بمثل هذه الرسوم نحن أيضاااا ههه إنها ممتعة يمكننا رسم السنافر من الجانبين ولولو كاتي في الأعلى اممم أما في المقدمة سنرسم المحقق كوووونااااان والعم طوكو موري يووووبي
نور:- هل رسمتِ كل هذاااااا حقااا ؟؟؟ ديناااااااااا إلى الداخل
دينا(ودعت تيمو الذي ابتسم لها):- هففممم باي باي
فريد(حرك حاجبيه لمرام وابتعد):- تمام أتمنى لكما أمسية سعيدة .. مرام أراكِ لاحقا
مرام(أشارت له بيدها):- ماشي وداااعا .. شكرا تيمووو
تيمو:- وداعا فنانتنا .. وداعا
نور(أخرجت اللوح الخاص بمرام ووضعته بالدرجة ودفعت بها للداخل):- من كان ذلك ؟
مرام(وهي تراها تغلق الباب خلفهما):- أصدقائي
نور(رفعت حاجبها وهي تسير بجنبها لداخل البيت):- أصدقااااؤك ومنذ متى إن شاء الله ؟
مرام(بحدة رمقتها):- منذ اليووووم ثم ألا يحق أن يكون لي أصدقااااء يعني ؟
نور(تراجعت في داخلها كيف جرحتها أعصابها تالفة حتما):- لم أقصد …
مرام:- أو قصدتِ لن يغير ذلك شيئا ..
عواطف(بقلق أتت إليها وعانقتها):- لقد متنا رعبا من تأخركِ يا مرام كان عليكِ أن تتصلي من هاتف آخر لتطمئنينا عن حالك
مرام(رفعت رأسها للسماء بتعب):- أنا بغرفتي …
نور(بتأفف نظرت لعواطف التي حدجتها بتهديد):- عذرا منكِ مرام ولكننا قلقنا وطبيعي جدا أن أسألكِ
مرام(مطت شفتيها):- وأنا أجبتكِ ولو لم أكن أثق بهم ما كنتِ رأيتهم عند باب بيتنا
نور(اقتربت منها ومسحت على شعرها):- طيب يا روحي المهم أن تكوني قد قضيتِ وقتا ممتعا رفقتهم
مرام(تذكرت جمال لحظاتها معهم فابتسمت بروعة):- كانت أمسية مميزة جدااا سوف أريكم الصور فور وصولها إلي
ميرنا(نزلت من الدرج):- أهاااااه تستمتعين بدوني أليس كذلك ؟
مرام(ابتسمت لها وفتحت ذراعيها على وسعهما لتحتضنها):- أنتِ الأولى سترينها
نور:- عواطف وكأننا تصدرنا الرتبة الأخيرة للتو صحيح ؟
عواطف:- هههه لسانكِ ذاااااك لا أدري حقا كيف اكتسبته .. تعالي لنحضر العشاء
ميرنا(مسحت على خد مرام وتوجهتا سوية نحو غرفتها وهي تدفعها):- همممم سوف تخبرينني بكل شيء مفهوووم ؟
مرام(بحماس):- أكيييييد أختي الحبيبة ..
ابتسمت ميرنا عندما لامست ابتسامة أختها الصغيرة وكم كانت فرحتها عارمة جدا بهذا التحول الذي لم تعرف بعد كيف نتج ، ولم تحبذ سؤالها المهم أنها سعيدة وهذا يكفيهم ليستشعروا القليل من الطمأنينة حتى لو كانت غيوم الهم تخيم على بيتهم .. في هذه الأثناء كانت مديحة رفقة دعاء بغرفتها تحاول أن تعرف منها ما سبب هالة الحزن المحيطة بها لعلها تتوصل لشيء يرحمها من التفكير المضني ..
مديحة:- أنا أشعر بكِ يا ابنتي فصارحيني بالله عليكِ إن كان هناك ما يزعجكِ أنا أمكِ ما يضركِ يضرني
دعاء(مسحت على شعرها):- لا يوجد شيء يا أمي فلا تقلقي
مديحة:- طيب لما لم تزاولي عملكِ منذ مدة هل هناك مشكلة بالشركة ؟
دعاء(بوجع في قلبها):- لا توجد مشكلة أبدا لقد أخذت إجازة لأرتاح أليس من حقي أخذ إجازة مثلا ؟؟
مديحة:- من حقكِ يا صغيرتي لكنني أود الاطمئنان فقط
دعاء(سامحيني يا أمي لكنني لست قادرة على الكذب عليكِ):- اطمئني أنا بخير
مديحة(زفرت بعمق واستقامت):- طيب سأراكِ يا صغيرتي على العشاء .. آه قبل أن أنسى أريدكِ أن تتصلي بأختكِ جلنار لقد اشتقت إليها وهي لم تتصل بنا منذ مدة حاولي أن تطمئني على أخبارها ودراستها ماشي
دعاء(بحنين لصغيرتهم جلنار):- طيب ماما سأتصل بها الآن ..
بعد خروج مديحة استلقت على سريرها بتعب لتغلب شعور الوهن ، تذكرت أن هاتفها محتجز عند نور فاستقامت وتوجهت للأسفل ..
دعاء(جذبتها على جنب):- نور أريد هاتفي سأتصل بجلنار
نور(لوزت عينيها وصغرتهم وجذبت هاتفها من جيبها):- اتصلي من عندي أنا أيضا أود التحدث معها .. خذي
دعاء(أمسكته وهي تزفر بعمق وطقطقت الرقم):- هممم إنه يرن …
نور:- ألا يجب أن تكون بالحي الجامعي الآن ؟
دعاء:- هذا ما يجب ..أ ألووو مرحبا من معي ؟؟
هديل:- مرحبا آنستي أنا هديل زميلة جلنار في الغرفة هل أنتِ أختها ؟
دعاء:- أجل أنا دعاء تشرفت بكِ هديل لكن أين أختي ؟
هديل(مصت شفتيها):- قالت أنها ستسافر عند أخيها في نهاية هذا الأسبوع ونسيت هاتفها هنا بالغرفة وجدته قبل قليل ..
دعاء:- آه آه يعني هي مع غازي الآن
هديل(عقدت حاجبيها بدون معرفة):- اعذريني لم أكن أعرف اسمه فأنا زميلة جديدة لها بالغرفة ولا أعرف الكثير عن تفاصيلها بالتدقيق يعني
دعاء:- لا بأس عزيزتي المهم سأتصل بغازي هو من سيصلني بها أشكركِ على أمانتكِ ، هل أنتِ معها بالجامعة نفسها ؟
هديل:- ليس تحديدا فأنا تخصصي علم النفس أما جلنار فهي بالمجال الإذاعي
دعاء:- اهاااه طيب عزيزتي الله يوفقكم … أترككِ الآن على خير ونهاية أسبوع جميلة
هديل(بابتسامة):- شكرا لكِ دعاء .. تشرفنا
دعاء(مطت شفتيها بعد أن فصلت الخط وجلست بجانب نور):- جلنار مع غازي سأتصل به
نور(سمعت نداء دينا من غرفتها):- يا ربي تلك الفتاة لا تقدر على فعل شيء بدوووووني .. يكفي صراخا أنا قادمة …
دعاء(تنتظر على الخط بشوق وهي جالسة):- غازي الراجي ؟؟
غازي(بصوت حنون):- دعاااائي
دعاء(بدموع لم تستطع كبتها):- آه يا روح قلبي كم اشتقت لك حبيبي ، كيف حالك وأين وصلت دراساتك ؟؟؟
غازي(بمودة):- لم يبقى إلا القليل وأقدم رسالة الدكتوراه خاصتي وأعود إليكم عزيزتي
دعاء(تمسح دموعها):- ثلاث سنوات كثيرة يا غازي آه كم اشتقنا لك لو تدري
غازي:- أوووه أكل هذه أشواق أنا أكلمكِ بين الفترة والأخرى عبر الأنترنيت أستغرب شوقكِ صراحة أختاه هههه
دعاء:- إخرس يا ولد لا تدعني أشتمك الآن ههه أخبرني هل وصلت إليك جلنار ؟
غازي(أغمض عينيه وفتحهما):- وكأنكِ لا تجدينني لطيفا زيادة ع اللزوم إنها هنا تطبق على نفسي
جلنار(أخذت منه الهاتف):- دعاء الراجي جهزي نفسكِ لاستقبالنا
دعاء(بهلع):- لا تقوليها هل ستعودان معااااا في نفس الوقت ؟؟؟
جلنار:- امممم تقريبا أخوكِ سيقدم رسالته آخر السنة وأنا تعلمين سآخذ شهادتي بعد هاتين السنتين فرااااق آه يا حبيبتي كم اشتقت لكِ يا أختي الغالية ؟
دعاء(ببكاء أكثر):- اهئ وأنا اشتقت لكماااا أمي ستفرح كثيرا بعودتكما آخر السنة كلنا شوق لذلك اليوم صغيرتي
غازي(أخذ الهاتف من جلنار):- كفا عن البكاء يا إلهي .. دعائي أهناك أي خبر على حكيم هل اتصل بكم ؟
دعاء(بغصة):- لم يتصل منذ مدة أنت تعرف أنه مزاجي حتى في الاتصال وطمأنتنا عن حاله
غازي(عقد حاجبيه):- حاولت البحث عن رقمه لكن بدون فائدة هو لا يريد أن يحتك به أحد
دعاء:- فلندعه على سجيته سيأتي يوم ويعود إن شاء الله ..
غازي:- طيب يا روح قلبي خذي أكملي حديثكِ مع هذه المجنونة ريثما أطبخ لها ما تأكله
جلنار:- هات أنت أساسا فاشل من المؤكد أننا سنطلب أكلا من الخارج ..
دعاء(ضحكت على إخوتها):- صدقااااا عودتكما ستغير الكثير بالبيت .. همممم
في غرفة رنيم
عواطف:- دعيني أتصل به لربما كان بحاجة لمن يعيده لصوابه
رنيم(تمسح على شعر أيهم النائم بحضنها):- لا يا أمي رأفت لن يعدل عن قراره
عواطف:- طالما تعلمين علم اليقين أنه لن يغير قراره لما قمتِ بهذا التصرف ؟
رنيم:- هل أفهم بأنكِ لا تريدنني بالبيت ؟
عواطف:- لا تحرفي كلامي وأنتِ تعلمين أن هذا بيتكِ متى أردتِ ، لكنني أتحدث من منطلق آخر أنا أمكِ وحريصة على سعادتك إن كان زوجكِ غير مستعد لتنفيذ طلبك فما عليكِ إلا أن تسايريه وتعودي من حيث أتيتِ
رنيم(فتحت عينيها على وسعهما):- هئئئ ما كنت أتوقع منكِ هذا الكلام يا أمي ؟ طيب أين كرامتي وكبريائي هاااه هل تودين بعد خروجي من هناك أن أعود ذليلة أمام وجدان وتلك السافلة نورهاااااان ؟؟؟؟ لا والله ولو كان ذلك آخر يوم في عمري لن أعود أبدا أبدا
عواطف(انتبهت لعصبيتها وقلقت على بطنها فآثرت أن تقفل الموضوع):- طيب طيب لا تنزعجي الآن أنتِ حامل انتبهي لصحتكِ ولطفلك ولندع النار تخمد وبعدها لكل حادث حديث
رنيم(بأسى في داخلها):- تمام …
لم يحاول أن يتصل بها بالمرة مر يوم كامل على فراقهما ولا شيء بعد ، استلقت بجانب ولدها الذي وضعته بقربها وأغمضت عينيها بدمعتين حارقتين تترجمان شوقا عارما لذلك الرجل الذي سرق كيانها كله والذي كان بدوره في مكتبه يفكر بقطته المتمردة التي لا يدري كيف يقنعها بالعدول عن جنونها ، تأوه عميقا وهو ينظر لصورتها هي وأيهم وضمها لصدره بينما يده الأخرى تلاعب الهاتف الذي لم يقدر على فتحه كي يسمع صوتها على الأقل .. من الواضح أن أيامهم الصعبة قد حان موعدها ولذلك قد بدأ العذاب منذ الليلة الماضية وستتوالى الليالي لأجل غير مسمى …

هي في النهاية أقدار تتحكم بكل شيء .. باللقاء بالوداع بالقرب بالبعد بالحب بالكره بالضعف بالقوة ، هي الوحيدة التي تخط طريق كل إنسان ، فمثلا من كان يظن أنها ستنام بسكينة الأطفال بحضن الشخص الذي آذاها بتعامله الوحشي معها ، ومن كان يظن أنه سيضم لصدره تلك المرأة التي دمرت حياته منذ سنتين وفرقته عن محبوبته التي يشعر تجاهها بذنب عميق لأنه يخذلها للمرة الثانية بوقوفه بجانب أختها في محنتها لكن هذا ما أملاه عليه قلبه لعله ينفذ بالبقية المتبقية من صحوة الضمير التي انتابته حين وجدها قد تحولت لامرأة هشة ضعيفة تحتاج لرعاية وحنان … نفس الأقدار التي تلاعبت بهذين القلبين أيضا كيف أمسك الحلم بيده وطار منه في اللحظة الموالية ثم كيف سيتأقلم معها وهي تعني له أكثر مما يظن ، رؤيتها وقربها منه ذلك اليوم وحتى حديثه معها في المكتب كله يمر كشريط مؤلم على قلبه فهو يخفي أكثر مما يظهر وهذا يتطلب صراعا داخليا مع مشاعره ، مثلها مثله فحتى لو كان يستطيع إخفاء ذلك بدقة فهي أيضا تستطيع كتمه بل نفيه تحت قناع البلادة فهذا ما ينفع لكي تنقذ بقايا كبريائها ولا تجعله يفكر أنها ممتنة لذلك اللقاء وتتمنى لو كان قد ظهر في حياتها وعرفته قبل أن تعد شهاب وتربطه بوهم العودة … كانت ذات الأقدار التي جعلتهما في مفترق طرق ما بين أم وزوجة كيف سيتصرف ليرضي هاته ويقنع الأخرى بالعدول عن جنونها والعودة إليه ولحضنه ، وجد أنه لن يستطيع تلبية رغبتهما معا عليه أن يضحي لكن ليس الآن فليتمهل وليترك الأمور تسير على سجيتها ، لم يكن يدري أنه بقراره هذا يجعلها تستشعر تخليه عنها فهي بحاجته أكثر من أي وقت مضى وقد اعتقدت أنه لا يستطيع البقاء بدونها ولا لحظة واحدة لكن ما اكتشفته أنها كانت واهمة فهاهو لم يفكر حتى باتصال ليطمئن على حالها هي أو طفلها غرقت وسط دموعها فهي الوحيدة التي سترحمها من هذا الوجع الذي تشعره … تلك الدموع لم تزر عيونها فقط بل حتى عيون ابنة عمها التي وقعت في شرك الحب الأعمى ووهمه الذي عصف بحياتها وولد نطفة صغيرة تكبر في أحشائها لا تدري بعد كيف سيكون مآلها في المستقبل ولا كيف ستكون الأمور مع حسام الذي كان في إحدى الملاهي الليلية جالسا أمام المشرب ويحتسي بعض المشروب لعله ينسى القليل من همومه ويفكر بطريقة فعالة للتخلص من ذلك الطفل الذي يهدد مجمل حياته العملية ونفوذه ، غير آبه بأي شيء آخر سوى الحفاظ على استقرار وضعه العائلي كي لا يخسر كل شيء حتى لو كان خسر زواجه بسبب طيشه فلن يخسر أملاكه وأنانيته تلك حطمت قلوب كل من هم حوله حتى زوجته التي لا تزال تبحث عن خيط يوصلها لخاطفة زوجها لا تعلم أنه هو نفسه من خطف براءة تلك الفتاة بعينها ، لم يكن يشرب فقط كي يخطط لإجهاض الطفل بل حتى شوقا لها لأنه ومن دون تفكير وقع في غرامها ولكن غرام نفوذه واسمه أهم بكثير من مشاعر الحب … مشاعر جملة تكررت على مسمعها بينما هي مستلقية على سريرها تتفحص الصور الخاصة بهم لتلك الأمسية الجميلة ، لن تنساها أبدا ففيها قد زارتها الضحكة من جديد حتى لو كانت تألمت قليلا فيها ولكنها لمست مشاعر جديدة جعلت شيئا في عمقها يرقص فرحاااا ، أخذت تتفحص صورتها وصورته بهاتفها وتستذكر كل تلك المشاعر الدافئة وفي نفس الوقت كان هو يراهم عبر حاسوبه الشخصي جالسا على سريره متأملا لجمال صاحبة العيون الفيروزية ، شعر وكأن تلك التجربة قربتهما من بعضهما البعض أشواطا كثيرة وهذا سيجعله دومااا في موضعه الصحيح أي بجانب مرامه كما يناديها سرا ، وهذا أيضا ينتمي لإطار الأقدار التي جعلته يلاحقها طوال 13 سنة دون أن تشعر به وحين قرر الظهور من جديد في حياتها كان عليه أن يظهر على حقيقته فؤاد رشوان لعلها تلحظ وجوده هذه المرة كما يجب ، أما هي فقد كانت تمشط شعرها أمام مرآتها وتنظر بفخر لاعتدادها بنفسها فهي ليست بحاجة لرجل كي يتغزل بجمالها حتى تقتنع أنها امرأة كاملة لا بالعكس كانت تغذي ذلك الشعور باقتناعها أن كل الرجال حثالة المجتمع ولا يهمهم سوى نزواتهم الشخصية ، لا تعلم أن الأقدار تخبئ لها حقيقة جلية ستجعلها تعدل عن أحكامها الخاطئة تلك وتصفح عن الرجال يوما ما … بعد كل هذا التقرير سوف نأتي لصباح اليوم التالي ويا عيني يا ليلي عليه من صباح ^^
فتح إياد الباب بهدوء وأطل منه بعد أن أعطته دينا الإشارة أن ميرنا تغط في نوم عميق دخل وهو يرتدي ثيابا رياضية يرفع كميه ويضع قبعة مقلوبة على رأسه بشكل شبابي لطيف ، اقترب من سريرها وأخرج من جيبه لعبة البهلوان التي تحدث صوتا مزعجا كزمور السيارات ، وصل لأذنيها وقام بالتزمير دون توقف حتى انتفضت من فراشها بفزع وضربته بالوسادة بينما انفجر ضاحكا على منظرها ذاك ..
إياد:- هههههههه ههههههه يا ليتني أحضرت كاميراتي كنت التقطت لكِ صورة وأنتِ كالجني هكذااااااااا ههههه
ميرنا(ضربته بيدها):- أنا جني يا شبح الكهووووف ما هذا الذي فعلته حرام عليك كنت أحلم
إياد(غمزها وجلس بأريحية على طرف سريرها):- بي ؟؟؟
ميرنا(نفضت الفراش من عليها واستقامت وهي تعدل شعرها):- ماذا تفعل ببيتنا يوم إجازتنا يا إيااااااااد وأرجوك لا تكرر ما فعلته الأسبوع الماضي لأنك دمرت أجازتي تدميرا كليا
إياد(أشار لنفسه):- ألا ترين ثيابي مثلا ؟ لقد استدعتني أمكِ من الصباح الباكر اليوم يوم تنظيف البيت العالمي فهيا يا روحي جهزي نفسكِ للمساعدة بالأسفل الكل على أهبة الاستعداد حتى كوثر معهم مجبرة ههههه منظرها مضحك
ميرنا(عضت شفتيها وهي تحمل فوطتها على كتفها):- ههه لا تقلها كوثر هنا لن أصدق حتى أرى بعيني
إياد(نهض وجذبها من شعرها):- أسرعي أسرعي لقد هربت فقط
دينا(عادت):- إياد إياد نانا تريد إعادة أثاث الصالون لمحله لقد قاموا بتجفيف الأرضية
إياد(مط شفتيه وهو يرفع يديه):- يعني ماذا سأقول منه لله ذلك اليوم الذي عرفتكِ فيه ههه
ميرنا(ضربته لذراعه):- هيا يا بطل
إياد(ودينا تدفعه بضعف):- ههه أنقذيني ميرنتي لا تتأخري …
كان البيت يقف على قدم وساااااق إنه وكما سماه إياد اليوم العالمي للتنظيف كانت نور تضع شالا عكسيا على شعرها وترتدي ملابس منزلية وتمسح الأرضية ، بينما كوثر تساعدها بالشطف والتجفيف ، أما عفاف فكانت ترتب الأواني بالمطبخ بمساعدة من مديحة التي كانت تلمعها من جديد ، وبجانبهم نبيلة تحثهم على المسح بشكل جيد يعني الآمر الناهي التي لا يعجبها شيء مما ينجزونه ، أما عواطف كانت تقوم بتشميس الأفرشة والأغطية عبر الشرفات المتعددة بالبيت ، أما مرام فقد ساهمت أيضا بالتنظيف وكانت تعيد ترتيب الديكورات والصور القريبة لها ، ورنيم كانت تدندن لأيهم الجالس في عربته بينما كانت تقوم بمسح النوافذ والزجاج والديكورات هي ودعاء ، وقد انضم إياد المختص بنقل الأثاث من موضع لآخر رفقة نهال التي كانت رجلا بحق هههه ، أما دينا فقد كانت ساعي البريد من يحتاج شيئا يطلبه منها .. و انضمت ميرنا التي جمعت شعرها للأعلى وقدمت المساعدة لكل منهم..
ميرنا(بجانب كوثر تلمع الأرضية):- ها يا ست كوثر هل أنقل التيم لبيتكم لابد وأنكِ بحاجة لمساعدة ؟؟
كوثر(تعصر وتشطف):- هههه مشكورة يا روحي فالخالة خيرية كثر الله خيرها تأتي كل أسبوع لتنظف البيت
ميرنا:- يا عيني على الخالة خيرية الله يديمها عليكم نعمة .. طيب أخبريني كيف قضيتِ وقتكِ مع ذلك الوهبي ؟؟
كوثر(تذكرته ورفعت حاجبها للسماء):- لا تذكريني به فأنا مضطرة لرؤيته مجددا هذا المساء ببيتنا ، لن تصدقي لقد كان في قمة اللطف وقام بمساعدتي في طهي الأكل عشية أمس
ميرنا(توقفت عن الشطف ونظرت إليها):- مساعدتكِ أنتِ المطبخ والأكل هههيههههه
كوثر(وضعت يدها على جنبها):- ماذا هناك ؟؟ يعني تعاوننا في ذلك وكان الأكل لذيذا ، وأريد اليوم أخذ عدة مخبوزات وحلويات من عند الخالة عواطف أكيد ستعجبه
ميرنا(اتكأت على العمود):- الله الله ومنذ متى نفكر في ما يعجب السيد وهبي وما لا يعجبه ؟
كوثر(تشطف بتهرب):- المسألة ليست كذلك هي لباقة وحسن ضيافة هل تودين أن يفضح أمري بالشركة أنني لست مضيافة طبعا لن أسمح فهذا عيب في حقي
ميرنا:- طبعا طبعا عيب أن يقول أنكِ بخيلة … ههه وأنا التي أقول ما الذي سيجبر كوثر على النهوض يوم الإجازة باكرا طبعا فضيافتكِ للوهبي أكبر دافع
كوثر(بعصبية حدجتها ورشتها بالماء):- هذا جراء تلسينكِ علي بالكلام يا حيواااانة همم
نور(بجانب دعاء):- يا دعاء لا تكثري الحركة كثيرا ارتاحي
دعاء(بامتنان داخلي):- لا تقلقي
نور(ابتلعت ريقها وابتسمت لها ببسمة خافتة ثم عقدت حاجبها):- همممم
دعاء(بارتياح ابتسمت):- آه منكِ يا نووور العائلة كلها ..
عواطف:- يا رنيم لا تحملي الأثقال اجلسي يكفي
رنيم:- أمي أنا لا أرهق نفسي لا تقلقي أنا بخير
عواطف(بإصرار):- قلت اجلسي أو ساعدي خالتكِ في ترتيب الأواني بالمطبخ هيا
رنيم(دفعت بطنها):- طيب يا سيادة القائد هههه
عواطف:- ههه هيا يا عفريتة
نهال(سمعت هاتف البيت وردت):- ألو نعم .. آه شيموو هلا بالحلو
شيماء(تتحدث بخفوت):- لقد أخذت هاتف عبد الجليل خفية كي أحدثكِ
نهال:- أعرف أعرف تريدين التأكد من الحضور يوم الثلاثاء للتكريم لا تقلقي سأكون بانتظاركِ كما وعدتكِ حبيبتي
شيماء(بتوتر):- والله لا أخفيكِ يا نهال قلبي ليس مطمئنا
نهال:- لا تكبري المسألة وإن كنتِ متضايقة صارحي عمتي إخلاص على الأقل
شيماء:- كانت لتقتلني قبلهم خوفا منهم ثم هو تكريم مهم يجب حضوره صحيح ؟
نهال(مطت شفتيها):- شيمو حلوتي نحن في خضم تنظيف شامل للبيت أتسمعين أصوات نداء الاستغاثة وكأنه لا يوجد غيري هنا .. سأكلمكِ لاحقا في الأمر
شيماء:- لا لا تتصلي لنلتقي بالثانوية ونتحدث تمام
نهال:- أنااااااااا قااااااااادمة .. هفف طيب يا شيمااء نتحدث في الأمر … ودااعا
أقفلت الخط بارتياب وأعادت هاتف أخيها لمحله وهي تبتسم توترا وتفكر بيوم التكريم وبالسيد مازن الحمداني الذي أربك لنا الفتاة بشكل يثير الريبة …
عفاف:- من كان المتصل يا نهال ؟
نهال:- كانت شيماء ماما .. هااا بما أساعدكِ
عفاف(أعطتها مريلة والصابون):- اغسلي تلك الأطباق بسرعة وأعطيها لعمتكِ رنيم لتجففها بسرعة كي أعيدها لمحلها بالخزانة
نهال(حولت عينيها):- آه يا ربي آه …
نبيلة(استحضرت أمجادها):- أنا في سنكِ كنت أقوم بكل ما ترينه وحدي وفي وقت وجيز ، لكن الآن الكل يتطاير هنا وهناك بتثاقل مثل الدجاج ويتأففون من فوق
مديحة:- مهلكِ علينا يا ست نبيلة فالبيت ما شاء الله كبير ويحتاج لأيدي عاملة يعني لا تقارني الشيء بالشيء
نبيلة(مالت بشفتيها بامتعاض):- أصمتي ولا تجادليني يا بنت لا تفهمين شيئا وتزعجينني بصوتكِ من فوق … عفاف حضري لي كوب شاي يا ابنتي ؟؟
عفاف(نظرت حولها للمطبخ المقلوب):- حاضر جدتي
مديحة(تمسح وتلمع بحنق):- هنيئا لكِ الرضى يا أخت عفاف ههههه
عفاف(عضعضت شفتيها لمديحة):- ههههه
نهال(تغسل الأواني):- سأشي بكما لها هممممم
لقد كانوا بحاجة لهذا التجمع الذي أعاد ربط أواصر العائلة بشكل لطيف قضوا وقتا ممتعا زادته نهال التي أنهت مهمتها بالمطبخ حين أشعلت المسجلة ووضعت شيئا مرحا وإذا بها تنقل الجميع لعالم المرح ، لحظات نسوا فيها همومهم وعاشوا مع اللحظة … أمسك إياد يد نور وراقصها بينما أمسكت كوثر عصا ممسحة الأرض وباشرت الرقص معهما ، وهنا أخذت نهال شال أمها ووضعته على خصرها واقتربت من أيهم الذي بدأ بالتصفيق بمرح طفولي يفعل ما تفعله دينا تماما ، ضحكت عواطف ومديحة على منظرهم الجميل بينما عفاف تهز رأسها من جنونهم ، في حين انضمت لهم ميرنا في رقصة جماعية شاركت بها دعاء بدفعها لكرسي مرام التي صفقت لهم بحماس .. فعلا فعلا كان الجو لطيفاااا جدااا وممتعا ، بعد ما يقارب عدة ساعات أكملوا عملهم وجلسوا كلهم بالصالوووون
إياد(يضع شالا على رأسه ويعقد بشكل رجولي):- أنا من اليوم فصاعدا سأتبرأ من علاقتي بهذه العائلة يا إلهي لقد هلكتموني أنا لن أتزووووج إن كان هذا التعب يلحق بالزوج
عواطف:- هههه لا تقلق تزوج أنت فقط وسنهب جميعنا لمساعدة زوجتك في أشغال البيت
إياد(هز حاجبه وصفق بيدها):- إذا اتفقنا ابحثي لي عن عروس هيا هههه
عواطف:- وهل لدي أعز منك لأقوم بتزويجه هااااه وقد أفعلها يا ولد من يدري هههه
مديحة:- والله سنخطب لك ست البنااااات وتكون طباخة ماهرة تجيد عدة طبخاااات وليست كسولا كاللاتي تتوسطهن
كوثر(أطلت على ميرنا برأسها):- كأننا مقصودات بهذا الحديث
دعاء(رفعت يدها):- أظنني معفية ههه
ميرنا(هزت رأسها لكوثر):- اسمعي ولا تقاطعي
مديحة:- حقا أنا أفكر جديا حين يأتي أولاد الناس لطلب أيديكن كيف سنزوجكن لهم وأنتن لا تعرفن في المطبخ سوى الموقد والثلاجة
ميرنا:- لا لالا خالتي أنتِ تظلميننا كثيرا نحن نعرف أكثر من ذلك صحيح كوثر ؟
كوثر(بتأييد):- طبعا طبعا نحن نعرف أيضا أواني الخزف ومجموعة البهارات وأسمائها بالترتيب وكذلك طريقة ضبط الفرن اممم
ميرنا(ضربت على وجهها بخيبة وشاركها إياد نفس الحركة):- فضحتينا الله يفضحك
إياد:- خالة مديحة أنا أكفأ منهما زوجيني أنا قبلهما فهاتين ستعنسان وأضيفي لقائمتهما تلك المسترجلة الله أعلم أخبارها في المعسكر كيف هي
عواطف:- ههه حبيبتي وصال الله يكون بعونها على الأقل في المطبخ تدهشك وليست مثل هاتين الفاشلتين
رنيم:- لا بأس ماما أكيد في بيت أزواجهما ستتعلمان
عفاف:- هذا إن وافقن أميرات القصص على ذلك فكل واحدة منهما رافضة للفكرة من أساسه
كوثر(عضت لها شفتها كي لا يمسكوها قصة عليهما):- احم احم مهلكِ علينا يا عفافو
ميرنا(سمعت رنين هاتفها):- ههه أنقذني هاتفي
نور(أحضرت لهم كؤوس الشاي والكعك وفرقتها عليهم بالواحد):- وأحلى شاي لأحلى فريق عمل منزلي
إياد:- عشتِ عشتِ يا بنت الأصول هههه
نور(غمزته):- آه يا فخري بك يا إياد أنت الرجل الوحيد الذي يمكنني الوثوق به نلت شرفا للتو هههههه
إياد(وضع يده على صدره وانحنى لها بملوكية في جلسته):-أقووول تسلمي لي مولاتي
نبيلة(ضحكت):- ههه هه أنتم تذكرونني بطارق وحكيم
مديحة(اختفت بسمتها ونظرت لعواطف وكلتاهما تفهمان وجع الأخرى جيدا):- احم ..
ميرنا(في الغرفة المجاورة):- ألووو نعم .. ألووو .. ألوو أسمعك من معي ؟؟؟
الشخص:- ….لارد
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ألووو .. ألو من معي ؟؟ ألووو
الشخص(بعد صمت همس بخفوت):- …. ميرنااا …
عقدت حاجبيها وسرت في جسمها رعشة برودة جعلتها تهتز من ذلك الصوت الذي تعرفه جيدااااا جداااا ولكن ...؟؟؟


يتبع …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.