آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لوكاس...غرايس(111) للكاتبة: Caitlin Crews (ج2 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-16, 08:13 AM   #181

نجمة احمد

? العضوٌ??? » 344838
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 396
?  نُقآطِيْ » نجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond reputeنجمة احمد has a reputation beyond repute
افتراضي


رواية جميلة جدأ



نجمة احمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-04-16, 01:48 AM   #182

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

فصل جمييييل جدا
شهاب متردد بين مشاعره تجته ميرا و ميرنا بس احساسه اقوي ناحية ميرا
وائل و ميرنا و مشاعر بيحاولو يقواومها و كل واحد فاكر انه مش مش مهم للاول هو معتقد انها بتحب شهاب و هي معتقدة انه بيبعد عشان شهاب و شهاب نايم بالعسل و في حضنة الست ميرا
رنسم و عنادها اللي من وجهه نظرس لها فيه حق صعب تتعامل مع حماتها و هي بتعمل مقالب تودي في داهيه و تدعي البراءة مع ابنها
مرام و فريد حكايتهم جميلة ة مشاعرهم بريئة ياتري هيوصلو لفين
دعاء و حسام و مصايب في الطريق ما بين انتقام حسام و معرفة مراته بشخصية دعاء و بين نور اللي مصرة علي انها تعلم حسام الأدب
فؤاد و حكاية غامضة جدا بس بحبه مش عارفة ليه
وصال و جاسر الغبي المستفز يارب يعرف الحقيقة و انه ظلمها و يعض صوابعه نن الندم
عرفنا فين طارق بس ده كانةقتل خطاء مش عمد عشان ياخد 25 سنة كتير اوي عندنا القتل الخطاء بياخد 7 سنين كحد أقصي بعمس العمج يا اما اعدام او 25 سنة
حكيم مسافر بعيد عن كل اللي حصل و مش بيحاول يتواصل معاهم ياتري هو اللي بيحاول يكلم ميرنا و ﻻ مين
فهمنا قصة ابوهم بالتفصيل بس شخص غبي ظالم جبار حتي لما مات دمر حياتهم
فصل جميل نسرين بانتظارك الحد ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 08-04-16, 10:58 AM   #183

مريم نجمة

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية مريم نجمة

? العضوٌ??? » 340508
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 714
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » مريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond reputeمريم نجمة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كل الثناءيات في الرواية ممتعة كل وحكايته وقصته المختلفة تجعلينا نسبح مع المظلوم ونتمنى ردع الظالم ،واحيانا نخلط بينهم فلا ندري من منهما الظالم ،الحبكة راءعة ،والشخصيات متنوعة ،تجعل الرواية تزخر بالاحداث ،ما انا متاكدة منه اني اكره حسام وهذا شعور لم يتغير ومعجبة بوصال وقوتها ،ومتحمسة لها اكثر من اي ثناءي اخر في الرواية،
في انتظار المزيد..


مريم نجمة متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قديم 08-04-16, 11:09 PM   #184

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة احمد مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جدأ
تسلمي يارب أختي نجمة فرحتيني بمرورك وأتمنى تعجبك الفصول كلها وبانتظارك دوما عزيزتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-04-16, 05:40 PM   #185

اجمل غموض
 
الصورة الرمزية اجمل غموض

? العضوٌ??? » 337384
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 466
?  نُقآطِيْ » اجمل غموض is on a distinguished road
افتراضي

اولا مساء الورد والفل والياسمين
ثانيا منتضرينج عل نار
ثالثا تسجيل حضورررررررررررررررر


اجمل غموض غير متواجد حالياً  
قديم 10-04-16, 05:59 PM   #186

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
فصل جمييييل جدا
شهاب متردد بين مشاعره تجته ميرا و ميرنا بس احساسه اقوي ناحية ميرا
وائل و ميرنا و مشاعر بيحاولو يقواومها و كل واحد فاكر انه مش مش مهم للاول هو معتقد انها بتحب شهاب و هي معتقدة انه بيبعد عشان شهاب و شهاب نايم بالعسل و في حضنة الست ميرا
رنسم و عنادها اللي من وجهه نظرس لها فيه حق صعب تتعامل مع حماتها و هي بتعمل مقالب تودي في داهيه و تدعي البراءة مع ابنها
مرام و فريد حكايتهم جميلة ة مشاعرهم بريئة ياتري هيوصلو لفين
دعاء و حسام و مصايب في الطريق ما بين انتقام حسام و معرفة مراته بشخصية دعاء و بين نور اللي مصرة علي انها تعلم حسام الأدب
فؤاد و حكاية غامضة جدا بس بحبه مش عارفة ليه
وصال و جاسر الغبي المستفز يارب يعرف الحقيقة و انه ظلمها و يعض صوابعه نن الندم
عرفنا فين طارق بس ده كانةقتل خطاء مش عمد عشان ياخد 25 سنة كتير اوي عندنا القتل الخطاء بياخد 7 سنين كحد أقصي بعمس العمج يا اما اعدام او 25 سنة
حكيم مسافر بعيد عن كل اللي حصل و مش بيحاول يتواصل معاهم ياتري هو اللي بيحاول يكلم ميرنا و ﻻ مين
فهمنا قصة ابوهم بالتفصيل بس شخص غبي ظالم جبار حتي لما مات دمر حياتهم
فصل جميل نسرين بانتظارك الحد ان شاء الله
أهلا برونتي الحلوة نورت يا غالية وسعيدة انو الفصل نال اعجابك ، كما رأينا فشهاب متخبط بين الأختين وسيزيد تخبطا مع الوقت لكن أظن أن ميرا ستقلب الأمور بطريقتها الخاصة ، وائل وميرنا وما بين الممنوع والمرغوب فيه يقاومان تيار المشاعر الجارفة بسبب وجود شهاب بينهما يعني لو نخلص منو سيكون خير للكل ههه ، رنيم سنبارك لها بهذا الفصل وستحل مشكلتها مع رأفت لكن وضعها مع وجدان حماتها سيبقى كما هو عليه ، مرام وفريد حكاية جميلة جدا وعلاقة عفوية لا ندري بعد ما مصيرها خصوصا مع مشكلة حسام ونسائه ههه ، نور وسر فؤاد المتعلق بيها لا تزال حكايته غامضة ههه ربما لأنو إنسان طيب لذلك هو قريب من القلب الله اعلم .. اما وصال وجاسر حكاياتهم الشغبية لا تزال قائمة حالم حال كوثر وزياد ... نجي لطارق المحكوم عليه ب25 سنة معكِ حق القتل بدون قصد يكون الحكم مخففا لكن هل حقا وصل الأمر للسلطات على أنه حادث ولم يتعمد قتل أبيه لا يزال هناك الكثير من الخفايا بخصوص هذا الأمر وتلك الليلة السوداء في حياة آل الراجي سنعرفها في الفصول القادمة ان شاء الله ..حكيم سيظهر بهذا الفصل ان شاء الله وسنعرف خلفية عن حياته لنربط الامور ببعضها .. تسلميلي يارب ع المرور الحلو والمتابعة الدائمة لا حرمت منكِ واتمنى يكون الفصل القادم عند حسن الظن ايضا


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-04-16, 06:06 PM   #187

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم نجمة مشاهدة المشاركة
كل الثناءيات في الرواية ممتعة كل وحكايته وقصته المختلفة تجعلينا نسبح مع المظلوم ونتمنى ردع الظالم ،واحيانا نخلط بينهم فلا ندري من منهما الظالم ،الحبكة راءعة ،والشخصيات متنوعة ،تجعل الرواية تزخر بالاحداث ،ما انا متاكدة منه اني اكره حسام وهذا شعور لم يتغير ومعجبة بوصال وقوتها ،ومتحمسة لها اكثر من اي ثناءي اخر في الرواية،
في انتظار المزيد..
أهلا بكِ عزيزتي مريم سعيدة أن الثنائيات نالت اعجابك حقا لكل ثنائي قصة مختلفة عن الآخر وهناك خبايا متنوعة لكل منهم ، فرحت لأن كلماتي تصلكِ بالشكل المطلوب خصوصا أحداثها المتصاعدة والتي لا تزال تكشف الكثير من الاسرار فصلا بعد فصل ارجو ان تروقكِ دوما وستكون وصال بطلة فصلنا التاسع ان شاء الله لذلك اتمنى ان يروقكِ هذا الفصل ايضا حبيبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-04-16, 06:09 PM   #188

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل غموض مشاهدة المشاركة
اولا مساء الورد والفل والياسمين
ثانيا منتضرينج عل نار
ثالثا تسجيل حضورررررررررررررررر
مرحبا بكِ حلوتي منورة يا قمر ومساكِ ورد وفل وعنبر تسلميلي ع الحضور
وجاري وضع الفصل الثامن اتمنى ينال اعجابكم واعرف رأيكم بالأحداث الجديدة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-04-16, 06:36 PM   #189

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 8

ميرنا(في الغرفة المجاورة):- ألووو نعم .. ألووو .. ألوو أسمعك من معي ؟؟؟
الشخص:- ….لارد
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ألووو .. ألو من معي ؟؟ ألووو
الشخص(بعد صمت همس بخفوت):- …. ميرنااا …
عقدت حاجبيها وسرت في جسمها رعشة برودة جعلتها تهتز من ذلك الصوت الذي تعرفه جيدااااا جداااا ولكن أنا لا أفهم شيئا
ميرنا(بتأفف):- تت ألووو .. افف من المتصل يا ترى لقد فصل الخط لكن أنا متأكدة بأنني سمعت صوتا ما كأنه نادى باسمي يا ترى من يكووون ؟؟ اممم هاااااه إنه يتصل من جديد لكنه من رقم ظاهر هذه المرة تت… ألوو ألوو
وائل(بدفء):- آنسة ميرنا مرحبا أنا وائل
ميرنا(انتبهت وهي تعقد حاجبيها):- آه أنت المتصل إذن قبل لحظات
وائل(بدون فهم):- كيف يعني … هل كنتِ بانتظار اتصال آخر من أحد ما ؟
ميرنا(ربما لم يكن هو المتصل الأول أغلقي فمكِ إكراما لله يا بنت):- لا لا طبعا لا هه يعني أحم .. بما أخدمك ؟؟
وائل(بأن ترحميني من وطأة التوتر التي تزيدني جنونا بكِ مثلا ؟):- أ.. أردت تهنئتكِ فقط على المقالة لقد نالت استحسان الجميع بموقعكِ الشخصي
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما هل يعرف موقعي الشخصي أيضا على الإنترنيت يا إلهي هل زرع كاميرات مراقبة ببيتي أيضا):- اممم والله لم أستطع فتح الموقع بعد
وائل(بتساؤل):- لماذا ؟
ميرنا(وضعت يدها على جنبها "ويسألني لماذا بكل برودة احترقي يا ميرنا"):- لدينا أعمال منزلية يعني ههه تعلم آخر الأسبوع ويجب على الكل أن يدفع ضريبة انتمائه لهذا البيت شيء من هذا القبيل هه
وائل(ضحك برفق):- ههه أكيد أنتم تقضون جوا ممتعا هنيئا لكم به
ميرنا(تذكرت كل التعب وآلام ظهرها):- هنن بما تهنئنا يا سيد وائل أنت لا تعلم بما مررنا لكن لا بأس أشكرك على التهنئة اللطيفة
وائل(بشرود ولمعة بعينيه):- صدقيني أكثر شيء يميز الإنسان هي علاقته بأسرته ، بعض الأمور الروتينية نلاحظها ولا نهتم بها لكن يأتي يوم وتتوقف بل تنعدم .. حينها فقط نشعر بالفراغ والوحدة ولا يبقى لنا أدنى فرصة لعيش تلك اللحظات الضائعة من جديد ..
ميرنا(تشنجت وهي تستمع له وآلمها قلبها لأنها شعرت بألمه بعد تلك الجملة):- كلامك عميق جدا ربما أستفيد منه بمقالتي للأسبوع القادم تحت عنوان "إدَّخر لحظات اليوم للغد"
وائل(رفع حاجبه بإعجاب):- واووو لقد ارتجلتِ العنوان في لمح البصر صدق من قال عنكِ صحفية فذة وذكية
ميرنا(ابتسمت فخرا بنفسها):- احم هذا شيء بسيط
وائل(أضاف بمتعة):- ومتواضعة أيضا …
ميرنا(عضعضت شفتيها وتوترت بسمتها):- أ.. شكرا لك
رقية(كانت بجانب وائل تطلب منه الدخول في صميم الموضوع دون مقدمات):- قل لها الأمر مباشرة لما كل هذه المقدمة أنا لا أفهم ؟؟
وائل(حرك لها يده بأن تصمت):- شتت قليلا من الهدوووء
ميرنا(سمعت وشوشة):- سيد وائل هل هناك شيء ؟
وائل(مسح على حاجبه الأيمن واسترسل):- أ.. بما أنه يعني اليوم إجازة أ رقية يعني فكرت لو نلتقي جميعا بالنادي أنتِ وإياد ونحن وسأقوم أيضا بالاتصال بشهاب ربما قضينا وقتا ممتعا هناك
رقية(خطفت منه الهاتف):- هات هات أعطني هاتفي كان علي أن أتكلم أنا من البداية لا أنت لقد أصبتني بمغص معوي من تثاقلك الحجري هذا .. ألو ميرناااا كيفك يا حلوة اسمعي جهزي نفسكِ بعد ساعة سنلتقي في النادي سأكلم إياد ليقلكِ مباشرة إلى هناك ماشي ؟؟؟
ميرنا(متى قبلتُ أنا ؟؟):- والله كان ..
رقية:- لا تقلقي سوف أجعل إياد يقلكِ سأتصل به بعد أن آخذ منكِ الجوااااب
ميرنا:- لا داعي فإياد هنا ببيتنا س..
رقية(صرخت بحماس):- يااااااااااي أعطني إياه لأحدثه بسرعة بسرعة
ميرنا(أبعدت الهاتف من صراخها إنها نسخة مطابقة لكوثر):- …طيب ..يا إياااد إياد
إياد(بعد لحظات انضم لها وهو يأكل من قطعة الحلوى التي بيده):- ماذا ماذاااااااا ؟
ميرنا(أشارت له بالهاتف):- رقية ..
إياد(سعل بتفاجئ وأمسك بالهاتف):- أحم آنسة رقية مرحبااا
رقية(تلوي خصلة شعرها بإصبعها):- إيااااد ..
إياد(صمت كلاهما تلك اللحظة ونظر لميرنا التي تسأله عما يحدث):-أ.. نعم أسمعكِ ؟؟
رقية(انتبهت وحركت رأسها بتفكر):- آه كنت أقول يعني لما لا نلتقي سوية بالنادي إنها فرصة وأنا أشعر بالملل أرجوك أقنع ميرنا بالحضور وإن كان على شهاب سنتصل به ليوافينا هناك أرجوك أرجوك لا ترفضا ..
إياد(رفع حاجبه بتعنت):- لمااا لا إنها فكرة عبقرية … تمام سوف نأتي
ميرنا(حركت له رأسها برفض):- … لا
إياد(وضع قطعة الحلوى بفمها لتصمت):-اممم نلتقي نلتقي ههه ودااااعااا
رقية(بحماس رفعت يديها بعد أن أقفلت الخط):- يس سوف يأتيان هيا كلم شهاااااب
وائل(مص شفتيه وعيناه تبتسمان شوقا لرؤيتها لكن خفتت بمجرد أن تذكر شهاب ، عقد حاجبيه وأخرج هاتفه من جيبه):- سأكلمه الآن …
أخذ يتصل به ولكن هاتفه خارج التغطية ، ترك له رسائل صوتية تصله فور تشغيله للهاتف لينضم إليهم هناك ، زفر بعمق وتوجه نحو غرفته ليرتدي ما يليق بالنزهة الغير متوقعة فهجوم الآنسة رقية وطرحها للفكرة جعلته يندهش لبرهة قبل أن يستقبلها بصدر رحب ..
العم نزار(يمسك على قلبه أمام تهديد رقية ورعبه عن فلذة كبده):- ابتعدي عنها هل اشتكت لكِ مني عن سوء المعاملة ؟؟
رقية(تحمل بين يديها نبتته التي يعشقها عشقا لا حدود له):- لم تشكو ولكن أنا أريد أن أسقيها بنفسي هي بحاجة لكي تغير ملامح الوجه البشري الذي يرعاها مرة بعد مرة
العم نزار(صغر عينيه فيها):- أهذا يعني أنها قد قنطت من ملامح وجهي ؟؟
رقية(بنظرة جدية):- نعم هذا وارد وجدا لقد قرأت في إحدى المرات أنه يجب معاملة النباتات وكأنها كائنات حية تعيش وتتعايش ، بمعنى يجب أن تتلقى الحنان والعطف أيضا وليس فقط الماء والهواء وأشعة الشمس هذا كله مفيد للحفاظ على نضارتها وحيويتها …
العم نزار(خطف منها النبتة وولاها ظهره):- ابتعدي عن نبتتي لأزيد من 5 كيلومترات ، لا أريدكِ بقربها ستفسدينها بكلامكِ هذا جيد أنها لا تفهم .. ههه هذا ما تبقى أن أحسِّس على مشاعر نبتتي الله الله ..
رقية(همَّت لتجادله وقاطعها دخول وائل):- وائل تعال وفسر له معلومة عن البيولوجيا النباتية وأنه يجب …
وائل(نظر لنزار من خلفها وهو يحمل سكينا كبيرا يهدده أنه سيقتلها إن لم يسكتها ،، فزع وأمسك يد رقية):- رقيتي لما لا نرتب أمورنا كي نغادر عزيزتي لم يتبقى وقت على موعدنا مع الجماعة .. هيا تعالي معي .. جيد أنني ارتديت ملابسي بسرعة قبل أن تحدث كارثة
رقية(مطت شفتيها بدلال):- كنت أشرح له لكن هو الخاسر ما شأني أنا بنبتته إن شاء الله تجف وتسقط على الأرض كالدودة الهالكة لا يهمني هممممم
العم نزار(عض على منديله بعصبية):- همممممممممن
وائل(أشار له وهو يخرج معها كي يصبر):- هههه دمار شامل ..
رقية(رفعت حاجبها بتعفف وهي تناظره):- اممم أنت جميل اليوم على غير العادة ما السر؟
وائل(رمقها وهي تجلس على طرف الكنبة):- أنا دوما هكذا فابحثي عمن ترمي عليه سخطكِ هذا الصباح
رقية(استقامت وتأبطت ذراعه):- ههههههه ولن يكون ذلك الشخص غير شيهووووب أين هو يا ترى ؟؟؟ …
كانت مثل الفراشة الفتية التي حبست لأزيد من دهر في زجاجة قهر وحان الوقت ليفرج عنها ، ولمَّا أطلق سراحها وجدت أمامها مرجا مليئا بالأزهار الجميلة الخلابة ، وأخذت تتراقص حولهااا وتغني كأنما تغني لجميع الفراشات المغردة من حولها …. كانت في مطبخ قصرها الذي لم يسبق لها أن ولجته بعد مدة طويلة إلا صبيحة ذلك اليوم ، حين فتحت عينيها بتثاقل وتمطت في مكانها وجدته بجانبها على السرير نائم على ظهره ذراعه على رأسه وجهه ملتف للناحية الأخرى والغطاء لا تدري إن كان شهاب من تغطى به أم الغطاء الذي تغطى بشهاب ، ضحكت لنكتتها تلك وتأملت في بسمتها كثيرا إضافة لملامحه بحيث اتكأت على يدها ورفعت رأسها لتتأكد يقينا أنه هو بعينه من ينام بجانبها ، تذكرت أنه ظل طوال الليل يسرد لها حكايات بطريقة احترافية لذيذة ودافئة كي تنام حقا كانت قصصا مثيرة للانتباه ، كأنه متعود على رعاية شخص مريض لقد كان في قمة الروعة بل ساعدها كثيرا على تخطي محنتها التي كتمتها في سرها ، طالما تعيش تلك اللحظات رفقته ومن كان يصدق ؟؟؟ ..
تحركت بهدوء من فراشها وغطته بالغطاء بلطف بالغ وبحنان رمقته ، مدت يدها لتلمس جبينه لكن سحبتها وعضت على أطرافها كي لا توقظه ، أثناء ذلك انتبهت لوميض هاتفه الموجود فوق المنضدة واقتربت لترى من المتصل وقرأت اسم وائل رشوان رفعت حاجبها وضغطت على زر ما وقامت بإغلاق الهاتف كليا ، فهي لن تسمح بإزعاجهم له وهو في ضيافتها ، ابتسمت بامتنان لما أنجزته وأمسكت برداء حريري ارتدته فوق فستانها المنزلي بدون أن تعقد خيطه … أخرجت شعرها ورمت به فوق ظهرها وهي تناظره كمن تشاهد حلما امتد حتى اليقظة ، لبست خفيها ودخلت لحمام غرفتها بسرعة غسلت وجهها ومسحته بالفوطة وغادرت الجناح كله وأقفلت الباب خلفها ، كل هذا بحماس يتراقص بقلبها وكأنها ولدت من جديد هكذا شعرت وأرادت أن توصل شعورها بالشكل الذي أحست أنه قد ينفع لذلك نزلت إلى مطبخها وجدت هنادي وباتريك يفطران واللذين ارتبكا فور رؤيتها حتى أن باتريك من شدة ارتباكه دلق فنجان القهوة على نفسه ..
باتريك(وهو يمسح بالمنديل بقعة القهوة):- س سيدتي خيرااا هل أنتِ بخير ؟
ميرا(بحماس صفقت بيدها):- صباح الخير عزيزيَّ بيتر و هانا
بارتيك(رفع حاجبه وهو يراها قد فتحت بابي الثلاجة على وسعهما واندفنت وسطها):- من تقصد ببيتر وهانا ؟؟
هنادي(أشارت له بإصبعيها نحوهما وهي تنظر لها بدهشة):- أحم .. سيدتي هل أنتِ بخير ؟
ميرا(نهضت وفي يدها العديد من الأشياء):- هيا ساعدااااني أفسحا مجالا هل احتكرتما المطبخ أم ماذا ؟؟
هنادي(تبعد الأطباق من على الرخامة الواسعة التي تتوسط المطبخ):- دعيني أساعدكِ
ميرا(وضعت ما بيدها وبعيون تبرق بفرح):- أريد أن أجهز فطورا جميلا لشهاب
باتريك(أعاد رأسه للخلف بدهشة):- ماذااا ؟؟ هل أنتِ واثقة ؟
ميرا(ولته ظهرها):- هانا دعيه ينصرف إنه يعبث ذبذبات سلبية تحبط قلبي وهذا ما لست بحاجته الآن …
هنادي(أومأت له برأسها ليغادر):- همممم
باتريك(نظر لقميصه المتسخ ببقع القهوة):- أساسا بيتر ذاهب ليبدل ثيابه همم
ميرا(أخذت تدندن وهي تقطع شرائح الطماطم):- سأعد عدة أطباق يا هنادي فساعديني رجاء قبل أن يستيقظ يجب أن يجد فطوره جاهزا ماشي ..
هنادي:- لو تركتِ من يدكِ سيدتي وسأنادي على الخدم ليقوموا بذلك عنكِ استريحي أنتِ فقط
ميرا(حدجتها بنظرة أخرستها):- أنا من ستطهو أريده أن يتناول فطورا من صنع يداي مفهوووم والآن ساعديني وبصمت
هزت لها رأسها بذهول تطاوعها فيما تفعله حتى لو وجدتها حالة جنونية منها لأنها لم ترها يوما وهي بذلك التألق والفرح .. ابتسمت طوعا فبسمة ميرا تجعل العالم كله يبتسم تلك اللحظة ، ساعدتها بكل حب ومودة على تحضير كل الأطباق التي تشتهيها حتى باتريك عاد ليمد يد العون فليس نذلا كي لا يشارك بهذه الاحتفالية الصباحية ، وقام أيضا بانتقاء باقة ورد من الحديقة بناء على طلب ميرا ووضعها بآنية مناسبة فوق طاولة الفطور .. أخيرا كل شيء جاهز حرصت على تنوع الأطباق فهي لا تعرف عادات شهاب الفطورية واليوم ستتعرف عليها لكنه تأخر بالنوم كثيرا ، توترت وهي تمسح على كفيها وقررت أن تصعد لتوقظه فلقد غط في النوم عميقا ، بتثاقل لطيف صعدت درجات السلم الواسعة والبسمة تشاركها الصعود حتى وصلت لغرفتها وقبل أن تفتح الباب انفتح فجأة ..
شهاب(توتر حين اصطدم بها وابتلع ريقه):- صباح الخير ..
ميرا(برعشة سرت بسائر جسدها):- صباح الورد .. كنت في طريقي لإيقاظك جيد أنك استيقظت من نفسك
شهاب(هز رأسه بدون وعي وهو يتأمل عينيها اللامعتين):- أ.. أعتذر لقد غفوت ليلة أمس يعني وأنا بجانبكِ لم أشعر .. و
ميرا(بابتسامة مشرقة):- لا بأس .. لقد أتعبتك معي طوال يوم أمس ولذلك كتعويض مني جهزت لك الفطور بنفسي
شهاب(رفع حاجبه):- أنتِ ؟؟
ميرا(شعرت بخجل لم تعايشه يوما يتدفق لوجنتيها وهي تنظر للأسفل):- أجل أنا .. أتمنى لو يعجبك .. أم أنك لا تفطر في الصبااااااح ؟؟
شهاب(لمس هلعها وأجاب بسرعة):- لالا أنا أفطر حتى أن فطوري يكاد يلامس وجبة الغذاء أ.. يعني نوعا ما
ميرا(تنهدت بارتياح وهزت له رأسها):- هل ننزل ؟
شهاب(أشار لها بيده وهو لا يدري كيف يتعامل مع هذا المأزق الذي يزيده ارتباكا):- تفضلي
ربطت خيط الرداء الحريري الذي يعلو فستانها المنزلي وسبقته نحو طاولة الفطور الفاخرة ، جذبت كرسيها بسرعة وأشارت له ليجلس بينما شرعت تصب له قهوته
ميرا(تتحدث بسرعة):- كيف تحب قهوتك بقطعة سكر واحدة أو بدون طيب ماذا عن البيض لقد نوعت ووضعت بيضا مخفوقا وآخر مسلوق يعني لا أعرف ماذا تحب كما أضفت هنا…
شهاب(رفع يديه فوق الطاولة بارتفاع بسيط):- ميرا ميرا اهدئي كل شيء أمامي لا تعذبي نفسكِ ..(لمح خيبة عينيها اللتان اهتزتا من كلامه)أ.. يعني يكفي أن تصبي لي فنجان القهوة ودعيني أرى من أين سأبدأ بصراحة كل هذا يفتح النفس سلمت يداكِ
ميرا(مصت شفتيها بفرح لقد نال إعجابه ما تكبدت عناءه):- طيب .. قطعة سكر صح ؟
شهاب(يلاحظ حماستها بقلب موجوع عليها):- أجل أشربها بقطعة واحدة
ميرا(بحماس صرخت):- مثلي .. أ يعني تعودت عليها فهنادي ستقتلني إن وضعت أكثر من تلك النسبة أتدري كنت أشربها سابقا بثلاث قطع سكر كنت أحطم الرقم القياسي أحبها حلوة المذاق .. لكن الآن تعودت على هاته لن أستطيع التغيير من جديد
شهاب(بأسى تنفس عميقا وهو يتذوق أكلها):- اممم هل أنتِ حقا من طبختِ هذا ؟؟
ميرا(فتحت عينيها على وسعهما بهلع):- ألم يعجبك ؟؟ هل أكثرت الملح ؟؟ أليس مطهوا جيدا يمكنني إعادته للفرن يعني لن يستغرق سوى دقائق معدودة وث
شهاب(وضع يده على يدها التي التقطت صحن الطعام بسرعة):- دعيه يا ميرا ولا تحملي الأمر أكثر من اللازم ،، أنا حقا ممتن لهذا الفطور لم يسبق لأحد أن اهتم به مثلكِ .. باستثناء العم نزار وهو يقوم بذلك على مضض لأنه لا يطيقني
ميرا(باهتمام رمقته وقد التقط زيتونة والتقطت بدورها بسكويتة وأخذت تضع عليها العسل):- من يكون العم نزار ؟
شهاب(ارتشف من قهوته القليل بعد أن حركها):- هووووه يجب أن تتعرفي عليه ، هو رجل مسن يرافق ابن عمي منذ عدة سنوات يسهر على راحته من أكل وشرب وأشياء أخرى من هذا القبيل .. وابن عمي يعامله كأنه فرد من العائلة بيني بينكِ أنا أيضا أستلطفه لكن شرارت قلوبنا لا تتفق حين نلتقي لا أدري لماذا ههه ، في مرة أذكر أنني أزعجته بأمانة لا أذكر ففصولي كثيرة لكنه انتقم مني تخيلي وضع لي نملا بصحني آآخ ذلك اليوم كسرت كل الأواني الموجودة ببيت ابن عمي وغضبت لأزيد من شهر كامل لم أزر شقتهم حتى أتى بنفسي وصالحني ههه
ميرا(واضعة يدها على خدها وتستمع له بكل حب):- هممم جميلة جدااا حكايتك شوقتني للتعرف عليه
شهاب(يقطع الأكل بصحنه ويتناوله):- ربما تصادفين ذلك يوما ما من يعلم ..
ميرا(ابتلعت ريقها وباشرت بأكلها أيضا وعيناها تهفوان إليه):- حقا لا أحد يعلم ما تخبؤه له الأقدااار ..
شهاب(تشنج من جملتها ونظر إليها بطرف عين وعقد حاجبيه وهو يحادث نفسه):- ماذا الآن يا شهاااااب وكأنك تورطت هااااه ؟؟؟
ميرا(تأكل بابتسامة وهي تتنهد وبسرها هي الأخرى):- آه يا قلبي لا أعرف كيف أضبط خفقاتك الآن أخشى أن تفضح أمري الذي أكتمه منذ مدة … هففف ما هذا الشعور أنا لم أحسه قبلا إنه يدغدغني ويحرك فيني العديد من الأشيااااء ؟؟؟
شهاب(بينما هو منشغل بالأكل):- هاا لقد تذكرت .. البارحة حين كنا في خضم إقناعكِ بالعدول عن ذلك الجنون قلتِ شيئا لم أجد له إجابة محددة .. عن مصحة نفسية ؟؟؟
ميرا(آآآخ على لساني وقتها كنت حقا أظنني راحلة ، نظرت إليه بتوتر وركزت بصرها في الصحن):- أنا ؟؟؟ أكيد فهمت الموضوع خطأ يعني ..
شهاب(نظر إليها مليا ووضع شوكته بجانب الصحن ومسح فمه بالمنديل):- ميراااا أنا لست طفلا لأفهم الأمر بشكل خاطئ … قلتِ التقينا بمصحة نفسية قبل سنواااااات ماذا قصدتِ بذلك؟
ميرا(ارتعبت من لهجته التي ازدادت شراسة):- لما تعصبت هكذا يا شهاب ثم أكيد كنت أهلوس يوم أمس لم أكن على سجيتي ، فأكيد خلطت بين المواضيع أعذرني ..
شهاب(بنصف اقتناع):- هل كنتِ بمصحة نفسية سابقا ؟؟؟؟
ميرا(ارتعشت وهي تحاول صب كوب ماء لها ويداها تفضحانها من كثرة الارتجاف):- لال لا أبدا أبداااا لم يحدث ذلك …
شهاب(لمحها وهي تشرب بارتجاف وآثر إقفال الموضوع بنهوضه من محله):- تمام بما أنكِ أصبحتِ بصحة جيدة الآن سأستأذن منكِ ..
ميرا(هل انتهى الحلم بهذه السرعة):- لم تأكل الكثير مما حضرته لك …
شهاب(مسح على شعره والتفت إليها وقد استقامت لتقف خلفه وتحثه على البقاء):- ميراا ميراا توقفي .. فقط توقفي ما تفعلينه لن يفلح أنا وأنتِ لا نليق ببعضنا لدي ميرنا في حياتي وأنا أسعى جاهدا لتصحيح الصورة التي أخذتها عني سابقا لأعيدها إلي .. فرجاء ساعديني ببقائكِ بعيدا عني لأنني وعدتها
ميرا(وضعت يدها على الكرسي مستندة عليه كي لا تضعف بينما عيناها اهتزتا بدموع):- هل طلبت منك أن تبتعد عن محيطي كي تسامحك ؟؟ هذا ما فهمته منك الآن ؟
شهاب(زفر بعمق وشيء ما يحترق بصدره من جهة لا يريد أن يجرحها ومن جهة أخرى لا يستطيع إبعاد ميرنا عن مداره):- ميرااا أرجوكِ لا تصعبي الأمر أكثر .. يكفي ما تسببنا به سابقا كلانا مذنب وكلانا عاش أوقات عصيبة ، لكن أظن أنه حان الوقت لنصحح الأمور لا أن نزيدها سوءا
ميرا(بغلالة دموع):- شهاب .. هل لي أن أسألك سؤالا محددا وتجيبني عليه ؟
شهاب(مرر لسانه على شفتيه بتثاقل وهو ينظر إليها بغبن):- تت لا تفسري الأمور بشكل عكسي لقد قمت بواجبي تجاهكِ ولن أتوانى على تقديم المساعدة لأنني مدين لكِ بالكثير ، لكن لن أسمح لكِ باستغلال ذلك لتقربيني منكِ لأن العشق لا يأتي بالقوة بل هو شعور يتدفق فينا بتلقائية تزيده تشعبا أكثر مع مرور الوقت …
ميرا(هزأت بضحكة جانبية وكأنها تقول وهل ستخبرني عن ذلك أنا أعرفه لأنني أعيشه بكل جوارحي):- أجبني عن سؤالي
شهاب(تقدم ناحية الباب ليغادر):- لا أريد أن أعرف شيئا .. وداعا ميرا انتبهي لنفسك
ميرا(قاطعته بصراخ):- لما أحببتها ؟؟؟
شهاب(عقد حاجبيه والتفت إليها):- يا إلهي أظن أن علينا استدعاء طبيبكِ أنتِ لستِ بخير
ميرا(اقتربت منه باستجداء):- رجاااء….. أريد إجابة
شهاب(رمى بتثاقل يده على جانبه وهزأ بصوت مرتفع):- ههه ميرا هل تتحدثين بجدية الآن ، لأنني أشعر وكأنكِ تستغبينني هنا … .؟؟
ميرا(اقتربت منه بهدوء شديد وهي تفرك يديها ببعضهما البعض):- أجبني ..
شهاب(لمس جديتها النابضة في عينيها البراقتين بالدموع):- ببساطة لأنها إنسانة لا تعرف معنى للخداع ولا للطرق الملتوية ، هي واضحة صريحة لا تكذب ولا تنمق من أجل الحصول على مبتغياتها، باختصار هي إنسانة صاحبة ضمير لا تسمح للشر أن يسيطر عليها ولا تقدم على أذية غيرها من أجل مآربها الخاصة ، هذه هي المرأة التي أجد أنها ستفيدني لأنها مختلفة جداااا عني وهذا الاختلاف سيجعلها تصلح ما هو ضار بي .. هل وصل ؟؟
ميرا(رفعت حاجبها وغمغمت بفمها قبل أن تنطق):- لكن هذا ليس كافيا لكي تحبها ، ما قلته يترجم فقط رأيك بها
شهاب(بتنبه أحقا فعلت):- هذه هي إجابتي إن كان يكفيكِ ذلك ..
ميرا(هدرت فيه بنفاذ صبر):- أنت لا تحبها …
شهاب(توقف بجمود دون أن يستدير لها):- ….لارد
ميرا(استرسلت):- أنت تحتاجها فقط لكي تشعر بالاكتمال وتوهم نفسك أن ذلك موجود فيها
شهاب(هنا هي تتعمد نرفزتي ، استدار وتوجه إليها بعصبية):- ماذا الآن هل تودين إخراجي عن طوري بكلامكِ المستفز هذاااا ؟ ثم ما شأنكِ أحبها أو لا أحبها فقط غادري محيطنا ودعينا وشأننا يكفينا ما عايشناه مذ دخلتِ حياتنا
ميرا(استقبلت هدير أنفاسه بثبات ورمشت بعينيها وهي تشعر وكأن قطارا للتو قد اصطدم بها دون رحمة):- تلك هي الحقيقة التي تحاول تجاهلها وتنميقها كي تقنع بها نفسك يا شهاااب
شهاب(رفع يده للسماء بحثا عن أجوبة وأشاح ببصره عنها):- أياااا كان تقييمكِ لعلاقتي بها فهو لا يعني لي أي شيء بتاتا ، ضعي هذا في حسبانكِ فقط يا ميرااااا وكفي عن التلاعب لأن هذا لن يجعلكِ تحققين مخططاتكِ بل هو يزيدني نفووورا منكِ مرة بعد مرة
ميرا(زفرت بعمق وهي تراه يبتعد عنها مغادرا):- سنرى ذلك يا شهااااب وسأجعلك تتيقن أنك لا تحبها هي …… بل تحبني أنااااااااا
آخر جملة قالتها بعد أن تلاشى من أمامها بعصبية مفرطة ، لم تبكي ولم تهتز بل رسمت على شفتيها بسمة كأنها فتحت أمامها أبوابا من الأمل والفرص الجديرة بالاغتنام .. التفتت بجذعها لطاولة الفطور وأفرجت عن تنهيدة حماس الله أعلم من أين استخرجتها …
ميرا:- هناااااااادي يا هنادي
هنادي(خرجت إليها تركض):- نعم سيدة ميرا
ميرا(بحنان):- أنا مستعدة للسفر إلى روما جهزي ما يلزم سننطلق يوم غد
هنادي:- ولكن الحفلة بالأسبوع القادم يمكننا الذهاب حينها
ميرا(نظرت إليها بعمق):- هنادي ..أنا بحاجة للسفر قبل ذلك الموعد فلا تجعليني أفقد أعصابي الآن وجهزي ما قلته لكِ ، سنتسوق هذا المساء أريد اقتناء الكثير من الهدايا تدبري الأمر آه وقبل كل هذاااا جهزي لي الجاكوزي أحتاج لساعة استرخاء همممم
هنادي(رفعت حاجبيها لتستوعب كثرة الطلبات):- أمركِ سيدتي أمرك هممم هه
شعرت بالغبطة لأن سيدتها تبتسم أجل كانت تبتسم من أعماق قلبها فهي شبه متأكدة أن شهاب يكِن لها مشاعر معينة وقد أبرز ذلك ليلة أمس في مواقفه المتعددة معها ، لكن عليها أن تتأكد وهذا يتطلب وقتا وتكتيكا يقلب الموازين كلها لصالحها ذات يوم .. حتى لو كان يصارع تلك المشاعر الداخلية التي تعتريه بجانبها وينوي قتلها لكي لا يخذل ميرنا للمرة الثانية فهي ستجد طريقة ما وتجعله يلحظ الحقيقة جلية أمامه ..

لا يدري حقا كيف يترجم الأشياء التي تحدث له منذ يوم الحفلة ، بالضبط منذ أن وجد وهم قلبه لتسكن كل خلايا تفكيره رغما وطوعا وبشكل مسموح وغير مسموح ، كل ما يعرفه أنها قد استوطنت جل تفكيره وباتت أمرا مهما في يومياته ، والغريب في الأمر أنه يشعر وكأنه يعرفها منذ مدة طويلة وليس منذ أيام فقط … كان يسير بجانب رقية في النادي يتأمل ما حوله من أجواء تشرح القلب وفي نفس الوقت ينظر لساعته مرارا وتكرارا ، فلقد تأخرت عسل الغروب عليه …
رقية(ترتدي ملابس مناسبة لتلك النزهات):- تأخرا كثيرا أنا أود امتطاء الأحصنة لكن ليس قبل حضورهما …
وائل(يضع قبعة شمسية على رأسه زادته وسامة وارتدى نظاراته):- دعينا ننتظر قليلا بعد فلقد عرضنا أمر النزهة فجأة ..
رقية(مالت عليه):- بصراحة يا حضرة المحامي لساني معك يفقد قواه العقلية
إياد(ناداهما من بعيد):- رقية …وائل
رقية(انتفضت واستدارت إليه وصرخت بحماس وهي تركض ناحيتهما):- يااااااااي إياد ميرنا أخيرا أتيتمااااا
إياد(صافحها بمودة):- عذرا للتأخير اضطررت للمرور ببيتي وتبديل ثيابي .. أهلا وائل
وائل(ينظر إليه بخفة بينما عيناه تهربان إليها):- أهلا إياد .. لا عليكما نحن أيضا قد وصلنا قبل قليل ، آنسة ميرنا
ميرنا(ابتلعت ريقها ورفعت عينيها بجهد جهيد له):- مرحبا .. ألم يحضر شهاب ؟
رقية(بحماس أمسكت يد إياد):- لم يحضر جربنا الاتصال به لكن هاتفه مرة مغلق مرة لا يرد الله أعلم لكننا تركنا له رسالة صوتية أكيد سينضم إلينا حين يسمعها .. المهم لقد تحدثت كثيرا وانتظرت طويلا وأنا أقاوم رغبتي في امتطاء الأحصنة فهياااا بنااااا للمرح ..
إياد(جذبته خلفها بخفة):- انتظري يا فتاة .. ههه
وائل(هز رأسه لميرنا التي سارت بجنبه بتوتر):- أتعجبكِ الأحصنة ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):- تت لا أعرف كيف أركبها حاول إياد مرة أن يعلمني لكنني رفضت
وائل(بمودة):- أنتِ تهتمين بالرماية أكثر .. تمام لنرى مدى جدارتك
ميرنا(بتشكيك نظرت إليه):- وكأنني ألمس تحديا خفيا هنا ؟
وائل(بأريحية):- لأنه لم يسبق لأحدهم أن تجرأ وتحداني بها
ميرنا:- تجرأ ؟؟؟؟ الله الله منذ متى هذا الغرور ؟؟
وائل(صغر عينه ورفع يده وهو يشرح لها):- لنسميها ثقة بالنفس أفضل
ميرنا(وقد تغلغلت بداخلها):- سأجعلك تسحب جملتك فور مجابهتي يا وائل رشوان هممم
وائل(نظر إليها وقد تجاوزته بصلف وبمتعة ردد):- ماذا الآن هل سنبدأ نزهتنا بالخصام ؟
كانت قد وصلت رقية وإياد للاصطبل الخاص بالنادي وامتطت حصانا في الأبيض بينما امتطى إياد حصانا في البني وأخذا يتجولان بجانب بعضهما في تلك المساحة المخصصة لذلك ، وانضما إليهما كلا من وائل وميرنا كمتفرجين عبر الحائط الخشبي المطل على تلك البقعة الخاصة بركوب الأحصنة … أشارا إليهما بمرح وهما مستمتعين بتلك الجولة ولم تظهر لهما تلك الشرارة الخفية بين هذين الاثنين ، نظرت إليه وأبعدت بصرها عنه وركزته في إياد ورقية اللذين انسجما مع بعضهما البعض في تلك الفسحة المميزة ..
رقية(تسير على حصانها بجانبه):- آه هذا الحصان بطيء جداااا
إياد(غمزها بلطف ثم رفع اللجام وشده إليه أكثر وهكذا أعطى إشارة لحصانه كي يزيد من سرعته وينطلق في ذلك المرج):- الحقي بي هههه
رقية(فعلت مثله وقد ارتفعت نسبة الحماس لديها):- انتظررررررني هيييه
وائل(نظر إليها ووجدها تمسح خلف عنقها فرفع حاجبيه):- تعالي معي
ميرنا(بتساؤل):- إلى أين ؟
وائل(نظر تجاه رقية وإياد اللذين انطلقا في رحلة مديدة على الأغلب):- لن نتفرج على الفراغ دعينا نذهب للجهة المخصصة للرماية .. هذا إن لم تشعري بالخوف وتنسحبي قبل المنافسة حتى
ميرنا(صغرت عينيها فيه وكأنه يستهزأ بقدراتها):- دعنا نذهب … سأريك الرماية على أصولها أنت حتى لم تشاهدني حتى تحكم علي
وائل(أشار لها بيده):- أرني إذن… هممم
سبقته وهي تخط الأرض بحذائها الرياضي بينما كان يتأمل عصبيتها بمرح يزيده تحمسا لها ولكل حركاتها التي تزيده تشبثا أكثر للتعرف على مجمل خباياها الدفينة ، وصلا معا بعد شوط من الطريق إلى بقعة مخصصة للرماية بالقوس والسهم امممم من قال أن أبطالنا قادمون من عصر الحروب الله الله ^^ …
ولجا الغرفة المخصصة لإحضار العدة ورحب بهما العامل بحفاوة لأنه يعرفهما سابقا إذ يعتبر كل واحد فيهما من أكفأ النبَّالين بالسهام لديهم ، وهنا استغرب كل منهما لما لم يلتقيا ببعضهما البعض سابقا في ذلك النادي تحديدا ؟؟ .. لنقل أنها "حكمة الأقدار" فكل شيء يدور من حولنا يسير وفق تخطيط مسبق وتدقيق زمني فلا شيء يأتي قبل أو بعد الوقت المحدد له .. وعليه تم الترحيب بهما وإعطائهما أجود قوس وعدة سهام وقام بإرشادهما لبقعة معينة يتمكنان فيها من التصويب تجاه اللوح المحدد ، وضعا بينهما عدة السِّهام بينما حملا القوسين وهما عازمين على الانتصار وما أشد من هذه المواجهة بين قلبين يصارعان الواقع المحتم ..
ميرنا(تلمست القوس بهدوء وهي مغمضة العينين):- هل أنت مستعد ؟
نظر لخصلات شعرها المتطايرة من حولها بشكل يتعب القلب خصوصا حين تغطي عنه نور الشمس المشعة وجهها ، أما عينيها فهما هلاكه وموته ، تنهد بعمق وهو يفرج عن آه عميقة بعمق جراحه ومط شفته بابتسامة جانبية تعني أنه على أهبة استعداده وأكثر ، أزالت شعرها ووضعته جانبيا وأخرجت سهما من الحقيبة ووضعته في وضعية الاستعداد جعلته تلك اللقطة مندهشا بها بل معجبا .. وقام بنفس الشيء وسحبه عميقا إليه بيده وصوب تجاه اللوحة ..
وائل(بلهجة التحدي):- في النصف ولن أتنازل عن الرهان
ميرنا(على نفس الهيأة وبتحدي أيضا):- موافقة
وائل(بخبث لذيذ):- وجبة عشاء
ميرنا(ارتعشت في محلها):- وما الذي سيضمن لي أنك لن تتعمد الخسارة لتحصل عليها ؟
وائل(اممم ذكية ، أنزل قوسه واقترب منها):- كان مجرد اختبار لذكائكِ فقط كنت أمزح لكِ أن تختاري الرهان الذي يناسبكِ آنسة ميرنا
ميرنا(سأقطع لسانك يوما ما على تلك الآنسة لقد عقدتني بها هفف):- اممم دعني أفكر
وائل(بابتسامة نظر نحو الهدف وهمس لها بخفوت):- أسرعي
ميرنا(برجفة سرت في كل أرجاء جسمها ابتلعت ريقها وارتج القوس بيدها وحاولت بجهد جهيد ضبطه):- حقا الموضوع صعب .. يعني فكرة الرهان
وائل(أفهمكِ وجداااا):- دعيني أسهل الأمر عليكِ إن فزتُ عليكِ فستكونين مضطرة لمرافقتي أما إن فزتِ علي يمكنكِ طلب ما تشائين مني مهما كان سألبيه لكِ
ميرنا(أنزلت قوسها أيضا ورفعت حاجبها وهي تفكر):- اممم نوعا ما هذا يناسبني ..
وائل(أعاد ضبط قوسه من جديد):- إذن دعينا نبدأ ..
ميرنا(أعادته أيضا وبحماسة عارمة لم تعرف لها مثيلا إلا تلك اللحظة):- تمام …
وائل(ونظره مصوب نحو الهدف هو وسهمه):- عند العد برقم 3 سنصوب
ميرنا(أخذت نفسا عميقا وهي تباعد بين رجليها لكي توازن وقفتها):- باشر ..
وائل(تنفس أيضا وحبس أنفاسه دون أن يرمش جفنه على الهدف):- 1 ...2… 3

أطلقا السهمين سوية في آن الوقت وانطلقا في عرض السماء مباشرة نحو لوحة الهدف ، تنهدت وهي تصغر عينيها وتلاحق السهم ببصرها وكان مثلها مركزاااا على سهمه لعله يصيب هذه المرة ولا يخذله كما خذلته سهام الأقدار ولا تزال ، كان يضع كل آماله على ذلك الرهان التفت إليها ووجدها محدقة للأمام يكاد يلمس التوق للنصر بعينيها ، عاد ونظر أمامه وزفر بعمق وكأنه كان يستعد للنتيجة مسبقا ، اتسعت عيناه فجأة وهو يناظر النتيجة الغير عادلة بالمرة فلقد أصاب كل من السهمين لب الهدف ، وهنا شهقت بعنف
ميرنا(بتذمر):- هذا ليس عدلا ليس عدلا …
وائل(تأوه بألم):- يا خسارة ..
ميرنا(التفتت إليه ورأت ملامحه قد اكتساها التذمر والغبن):- ألهذه الدرجة كان مهما الفوز بالنسبة لك ؟؟
وائل(عقد حاجبيه ورمى بالقوس في حقيبة العدة):- لا تهتمي .. الأمر عادي
ميرنا(شعرت بشيء يحثها على التمسك برغبته لا تدري لماذا لكن هذا ما جعلها تندفع وتنطق بهذه الجملة):- لنعد المحاولة مجددا .. أ أنا أيضا لن أقبل بهذه النتيجة وأكيد لن يكون الحظ رفقتنا المرة المقبلة حتى تصيب السهام لب الهدف مرتين على التوالي هممم
وائل(رفع حاجبه):- تفكيركِ منطقي يعني إن كنتِ مصرة على الخسارة أنا معكِ
ميرنا(ابتسمت بمتعة وأمسكت بسهم آخر):- لنعيد الكرِّة
وائل(نظر إليها عميقا بامتنان وأمسك أيضا بسهم آخر وفي سره):- لنرى هذه المرة ماذا سيحصل هل سأنتصر على قلبي أم سينتصر هو علي
ميرنا(في سرها):- دعني أرى ما تخطط له يا وائل رشواااااان
المرة الثانية كما توقعت ميرنا فلم يكرر الحظ نفس اللعبة بل سمح لأحدهما بالفوز على الآخر لكن من يكوووووووون ؟؟؟ هذا ما سنعرفه بعد قليل ^^
رقية(أبطأت حركة الحصان):- يعني من جديد ستقول أن الأمر مجرد أقدار
إياد(باقتناع تام):- هي كذلك حقا ..
رقية(تابعت):-سأقول لك شيئا أقحمته العمة نعمة في دماغي "لا تجعل الأقدار تتحكم بك بل أنت اصنع أقدارك بنفسك" ما يعني أن والديَّ العزيزين كانا حتما في كامل قواهما العقلية وهما يهمان بالتخلي عني ، دون حتى القيام بمحاولة واحدة تجعلني أمتن لها وأشعر بأنهما قد تمسكا بي حقا إلا أن الحياة لم تنصفهما ولم يتفاهما مع بعضهما البعض … أتعرف شيئا خلال عشر سنوات طفولتي كنت مثل الرحالة من بيته لبيتها ، أذكر ذلك جيدا كانت لدي حقيبة زهرية اللون لا أفرغ محتوياتها أبدا أو حتى أقوم برص الثياب الموجودة بها بدولابي الخاص بل كانت دوما مرتبة وجاهزة لأي نوبة غضب منه أو منها ترميني بينهما بسهولة ..
إياد(لمح بؤسها الشديد وندم لأنه فتح هذا الحديث):- تتت
رقية(بتأثر):- لولا العمة نعمة لكنت جننت فرغم صغر سني كنت أمقت تلاعبهما بي وكأنني ثقل يعيق حركتهما عندما يتعب مني الآخر يرسلني للثاني وكأنني مجرد لعبة بدون حياة ، يرتاحان منها بتحميل الآخر مسؤوليتها لبعض الوقت ، حتى بعد زواجهما المتجدد من آخرين لم أكن أستشعر ذلك الدفء الأسري أو حتى حبهما لي مثل ما يحبان بقية إخوتي الغير أشقاء ، وهذا ما جعلني حانقة عليهما لوقتنا هذا ولا أريد أن أتواصل معهما كيفما كانت الظروف … لقد انتهيا بالنسبة لي منذ أن وعيت على الدنيا واضطررت لمجابهة أوجاعها في سن مبكر ..
إياد(يصغي لها بحرقة قلب):- لا أدري بما أجيبكِ حقا موضوعكِ صعب يا رقية .. لكنكِ الآن واعية ويمكنكِ وضع نقطة لطفولتكِ التي ما تزال عالقة بذهنكِ ببترها من بؤرة الحدث عينه أي بواسطة والديكِ معا ..
رقية(جذبت لجام الحصان بعنف حتى أوقفته وأصدر صهيلا مزعجا ثم أردفت):- الموضوع محسوم بالنسبة لي لست ممتنة بحياتي لأحد سوى للعمة نعمة … وأرجوك لا تجعلني أخوض هذا الحوار مجددا لأنه يثير حنقي ويجعلني أتصرف كالهوجااااء
إياد(أوقف حصانه والتفت إليها):- أحيانا لكي نمضي قدما علينا أن نعود خطوة للوراء … دعينا نعود للإصطبل لقد تأخرنا على ميرنا ووائل
أومأت له برأسها قبل أن يتقدم أمامها ومسحت دمعتها الخائنة بطرف يدها وتبعته بحصانها حتى وصلا للاصطبل ، سلما الحصانين وعدلا هيأتهما في المكان المخصص بذلك والتقيا مجددا خارجه وهمَّا بالبحث عن ميرنا ووائل اللذين لم يظهر لهما أثر في ذلك المكان ..
رقية(تبحث بعينيها):- لا يظهر لهما أثر ..
إياد(أخرج هاتفه من جيبه):- دعيني أتصل بميرنا لنرى أين هما ؟؟
رقية:- أوك
إياد(اتصل لكنها لا تجيب):- تلك المجنونة الله أعلم أين دفنت ذلك الهاتف
رقية:- سأجرب الاتصال بوائل لحظة …. تييييت تييييت تييت تييي ويل أين أنتما ؟
وائل(بمرح):- سبق وتركنا لكم رسالة نصية كتنبيه ، يعني اضطرت ميرنا للمغادرة وأنا سأوصلها بنفسي لذلك يمكن لإياد أن يُقلكِ للبيت رقيتي هممم
رقية:- هكذا إذن طيب طيب لا مشكلة .. أراك فيما بعد سلم لي على ميرنا
وائل(بانتصار نظر تجاه ميرنا الحانقة):- يوصل !!
إياد(بتساؤل):- ماذا ؟
رقية:- لقد غادرا شعرت ميرنا بالملل وأرادت المغادرة ما يعني يا بطلي أنك مجبر على أخذي للبيت همممم
إياد(بتفكير فيها):- آه منكِ يا ميرنا لا تتغيرين لو كانت أخبرتنا لكنا قطعنا جولتنا وعدنا لكن جيد أن وائل كان هنا هكذا أطمئن أكثر ..
رقية(بمودة):- أكيد ميرنا ممتنة من رعايتك الخاصة لها
إياد(بدون تفكير):- تلك لميرنا عيناي
رقية(بغصة مسننة نظرت إليه مليا):- هنيئا لها بك إذن …
إياد(بارتباك):- ولكِ أيضا فمن مثلكِ تصادق إياد نجيب بعينه هاااه
رقية(ضربته لكتفه):- تبا لك ههه
إياد(نظر إلى حزن عينيها الخفي واستوقفها من يدها):- دعينا نتناول طعام الغذاء هنا بالمطعم أنتِ لن تنزعجي من دعوتي حتما ؟؟؟
رقية(بتفاجئ نظرت إليه ومصت شفتيها):- طبعا سيسرني أن أستهلكك كما يجب هههه هيا بنااا لكن أولا دعني أتصل بالعمة نعمة لكي لا تقلق علي ماشي
إياد(بود أومأ لها برأسه):- تفضلي …
وائل(فتح نافذته واستقبل هواء الطريق بمرح):- هيا لا تعبسي الحظ كان في صالحي
ميرنا(منذ أن فاز عليها وهي بفم معوج وحاجبين مقطبين ويدين تحتضنهما أعلى بطنها بحزم):- لا تكلمني رجاء
وائل:- أنتِ أنانية على فكرة يعني لو كنتِ أنتِ الفائزة ما كنت تصرفت معكِ بهذا الشكل
ميرنا(التفتت إليه):- لا والله .. منذ لحظتها وأنت تمدح في نفسك ولا تريد مني أن أشعر بالغيظ حقا أنت منصف
وائل(ضحك عميقا بروعة):- ما كنت أحسب أنكِ طفلة
ميرنا(رفعت حاجبها له):- وأنت متبجج كبير
وائل(فتح فاهه من جرأتها):- وكأن هذه النزهة فكَّت عقد لسانكِ وتلعثمه المتواصل
ميرنا(يا إلهي هل كان يلاحظ تلعثمي):- هئئ لا تبالغ يعني كانت تمتمة لاستيعاب أمور تفوق قدرات عقلي هذا فقط
وائل(نظر إليها بطرف عين وهو يقود سيارته بأريحية):- ههه ألا يكفي أنني ضيعت 10 دقائق من الوقت كي أصف على جنب وأرد على الهاتف ، ثم مرتين كررتِ الأمر معي لما تتشبثين بذلك هل هناك خلفية قديمة تخص هذه الحالة ؟؟
ميرنا(انتفضت محلها والتفتت بسرعة البرق نحو نافذتها):- لا لا أبدااا ليس هنالك شيء .. ثم إلى أين تأخذني بعد فوزك المبجل ألا يحق لي أن أعرف ؟
وائل(تنهد بعمق فلا يزال أمامه ملايين الأشواط ليخوض معاركها مع يابسة الرأس القابعة بجنبه):- حين نصل ستعرفين إلى أين نحن ذاهباااان وأثناء ذلك استمتعي بالموسيقى الناعمة ودعيني أحتفي بنصري هممم
ميرنا(استدارت بعيدا عن أنظاره وأخرجت لسانها وهي تحرك ملامح وجهها بحركة مضحكة):- هذا ما ينقصني ..!!
زفر بعمق وهو يهز رأسه بدون فائدة فيها فهو لغاية ذلك الوقت لا يزال يقاوم مشاعره نحوها ويقدر وجود شهاب بينهما لكن هذا لم يمنعه من مشاركتها بعض المتعة لربما كان كلاهما يستحقان تلك النزهة وزيارة هذا المكان المقدس بالنسبة له … اندهشت حين توقف بسيارته بعد قيادة لوقت معين نحوها ، نظرت إليه بخفة وهي تعقد حاجبيها بدون فهم وتسأله من خلال تعاليم وجهها لما أحضرها إلى هناك .. لم يعطها جوابا نافعا بل نزل من سيارته وارتدى سترته الرياضية فوق قميصه الخفيف وأشار لها برأسه كي تتقدم معه .. حركت رجليها بثقل شديد تتبعه بصمت إلى حيث يتجه ، لم تزر تلك الأماكن قط في حياتها سوى مرة واحدة ومن وقتها عمدت أن تتحاشى التواجد فيها لكن هذه المرة فرقت فحضورها مع وائل إضافة لشعور الدهشة أضفى لمحة طمأنينة بداخلها ، سارعت خطاها حتى سارت معه جنبا إلى جنب ولم تنبس ببنت شفة بل آثرت السكوت خصوصا أن وجهه كان يعتريه حزن شديد وملامح كسيرة ، تحول فجأة من كيان مرح لشخص هدته الحياة وأتعبته بشكل عميق …
وائل(بعد أن اقترب من المكان المقصود):- هذا المكان يعني لي الكثير .. لا أحد يأتي إليه غيري حتى شهاب ورقية لا أسمح لهما بزيارته لا توجد غير أختي هي الوحيدة التي يحق لها من بعدي أن تكون هنا …
ميرنا(بعدم فهم):- أ..
وائل(بغبن ومرارة حاول أن يبتسم لكنه اكتفى بالتقدم):- اتبعيني …
وصل بها إلى قبر أمه المرحومة رانيا رشوان ، وامتعض من المنظر الذي رآه فهرع بخفة نحوه وهو يزيل عنه بكلتا يديه الأعشاب الضارة والأغصان التي تراكمت على قبر والدته العزيزة منذ الفترة البسيطة التي لم يزرها فيها ، شعر بالحنق وهو يحس بذنب عميق أنه أهملها الفترة الماضية ، أخذ ينظفه بهمة وقد رفع كمي ساعديه كان كمن ينجز صفقة مهمة أو يعقد اجتماعا مصيريا ، لم تلمس أبدا جديته لتلك الدرجة إلا في تلك اللحظة أخذت تلاحقه بعينيها المتلألئتين بدموع تكومت غبنا عليه ، وجدته لطيفا جدا بل في منتهى اللطف وهي تراه ينظف القبر بذلك الحرص الشديد والخوف وكأنها تحس بأنه سيتألم إن استشعر غضب أمه عليه …
وائل(بحنان وخفوت مسح على شاهد قبرها):- اشتقت إليكِ يا شقية اليوم أحضرت لكِ إنسانة مهمة بالنسبة لي ستحبينها أنا متأكد إنها نسمة الهواء عينها التي أوصيتني بها.. دعيني أنظفكِ أولا قبل أن تنزعجي مني لأني تركتها تتعرف عليكِ في خضم شغبكِ هذا هممم … ميرنا ميرناااا
ميرنا(اهتزت وهي تقاوم دموعها):- أ… نعم !!
وائل(بابتسامة طفل بريئة):- تقدمي .. أريد أن أعرفكِ على أمي الحبيبة إنها رانيا رشوان أروع سيدة في حياتي
ميرنا(بغمغمة دمع تصارعها مذ ولوجها ذلك المكان):- …. ليرحمها الله
وائل(استقام ووقف بجانب ميرنا):- هل تشاركيني بقراءة الفاتحة على روحها الغالية ؟
انتفضت بوهن كيف يشاركها هذا الأمر الخاص جدا والمهم أيضا بالنسبة له ، وكيف له أن يكون بهذا الأسلوب اللبق وهو في أشد لحظاته ألما ، أخذت تراقبه بصمت وهي تتطلع إليه بقربها لا تدري سحر هذه المشاعر التي تعتريها بجانبه خصوصا تلك اللحظة ، لقد لمست حزنه الشديد على موت أمه من خلال صوته المرتعش وعينيه الذابلتين حتى ابتلاعه لريقه وأنفاسه فيهما شيء من الانكسار .. وجدت نفسها تتماشى معه حين رفع كفيه وبسطهما وباشر بقراءة سورة الفاتحة على روح أغلى امرأة وأقربهن لقلبه ، بعد قراءتها ودَّت لو تستطيع مسح الألم المكتسي على وجهه ..عادت لتناظر القبر من جديد وقد زادها ذلك ريبة وقشعريرة برد جعلتها ترتبك ولا تعلم ماذا عليها أن تفعل
وائل(نظر إليها ولمح السكون البادي عليها وعقد حاجبيه):- هل تضايقتِ ؟
ميرنا(نظرت إليه بعدم تصديق وهو في خضم ألمه يسأل عن شعورها تلك اللحظة من أي جنس هو لالا بل مما هو مصنوووع إنه حتما كتلة مشاعر حنونة …ياااااه كم تحمل وراء قناعك ذاك لابد وأنها كومات من الأحزان والآلام أستطيع ملاحظة ذلك بشكل واضح يا وائل):- أبدا بالعكس .. لقد أحسست بالسعادة أنك شاركتني به أنا دونا عن غيري .. ممتنة لك وبشدة
وائل(اتسعت بسمته):- كنت بحاجة لذلك شكرا لكِ ..
ميرنا(تنهدت بأريحية ونظرت لشاهد قبر أمه ولمحت التاريخ):- كيف توفيت ؟
وائل(نظر لنفس المكان وتابع بحزن):- كانت مصابة بسرطان وراثي مع الأسف ، كانت شجاعة لقد صارعته كثيرا لكن حدث ذلك فجأة .. لقد تركتها يومها وهي تبتسم لكن لم أعرف أن تلك البسمة ستكون آخر ذكرى لي منها
ميرنا(بحزن وشفقة عليه اقتربت منه وهي تشعر بالوجع عليه):- لا تحزن لقد قدر الله وما شاء فعل ، لعلها في جنح الراحة تقبع الآن أفضل من معاناتها التي صارعتها طويلا
وائل(سمع الكثير من التعزية والمواساة لكن مثل هذه لم يسبق له أبدا):- ما يؤلم أنني لم أمسك بيدها لم أكن بجانبها لقد تركتها وحيدة في أهم لحظة بحياتها ،، أحيانا أفكر أنها قد رحلت وهي خائفة أنني لم أجعلها تطمئن من نظرة عيني أننا سنكون بخير كي ترحل بسلام وترتاح في قبرهاا
ميرنا(ياااا لقلبك الكبير):- وائل … أنت تحمل نفسك ما لا طاقة لك به أحيانا تحدث الأمور رغما عنا فليست كل الأشياء طوع أيدينا هناك ما هو أكبر منا وأقوى كحكمة الله سبحانه وتعالى
وائل(عقد حاجبيه والتفت إليها يستمد من عينيها ما يعفيه من صراع دام لسبع سنوات بأكملها):- ونعم بالله ، لكن هل في نظركِ هي بخير يعني هل رحلت دون وجع دون خوف دون أن تخشى علينا ؟
ميرنا(أمسكت بيده بتلقائية وهي تنظر لعينيه برفق):- كن متأكدا أنها بخير الآن هي بين أيدي رب العالمين وهذا في مجمله سلام وسكينة
وائل(بانتباه عميق سرَّب هدوءا لقلبه اقترب منها خطوة):- كلامكِ يريحني
ميرنا(ابتلعت ريقها وسحبت يدها بلطف وهي تنظر له):- كأنها ستمطر
وائل(نظر تجاه السماء للغيوم الملبدة ونظر لقبر أمه وابتسم عميقا وهو يخاطب قبرها بصوت دافئ):- تلك إشارة جيدة لقد فهمت هه شكرا يا أمي الحبيبة …
أومأ لميرنا برأسه وغادرا سوية المقبرة التي كانت تعم بالسكوووون الرقيق الذي استشعرته بعد رعب دام لسنوات من الاقتراب منها بأي شكل من الأشكال ، حركة وائل المفاجئة جعلتها تغير رأيها فليست كل المقابر مرعبة مثلما ظنت بعد ذلك اليوم الأسود الذي دفن فيه والدها وطفل صغير كتب عليه أن يموت في لفته الأولى … أوووه لا ازدادت ومضات الذكريات القديمة في مخيلتها وازداد ضيقها وتضخم صدرها بغبن ، توقفت قبل اقترابهما من السيارة ووضعت يدها على قلبها لتسحب أنفاسا عميقة فهي فور تذكرها لأحداث ذلك اليوم الأسود تختنق ..
وائل(التفت إليها بهدوء حين توقفت وجحظ بعينيه حين رآها بذلك الشكل المريب وهرع إليها):- آنسة ميرنااا هل أنتِ بخير ؟؟ ميرنا ما بكِ ؟؟
ميرنا(بدموع منسابة حاولت الإجابة لكن خانها صوتها):- أ..
وائل(لاحظ هطول المطر غزيرا ونزع سترته بسرعة وألبسها إياها وهو يشدد على كتفيها كي تستشعر وجوده بجانبها):- ميرناااا أنا معكِ … لا تخافي
ميرنا(نظرت إليه من بين دموعها والمطر المنهمر عليهما):- اهئ … أنااا يعني .. أ..
وائل(مسح على كتفيها ببطء كان يتمنى لو يضمها لصدره لكي تصبح بخير بطمأنتها مثلا لكنه لا يستطيع لا يسسسستطيع):- شتتت لا تبكي أنا هنااا يا ميرنا
ميرنا(تابعت شهقاتها المتواصلة وكأنما يطبق على صدرها جبل ثقيل):- هئ وائل
وائل(بهلع عليها أمسكها من يدها وسار بها ببطء شديد نحو السيارة ، جعلها تجلس على الكرسي بشكل عكسي رجليها على الأرض وجذعها بالداخل استغل المساحة بشرود وأخرج من جيب سيارته قنينة ماء صغيرة مدها إليها):- خذي يا ميرنا وهدئي من روعكِ اعذريني لم أحسب أن هذه الأمكنة تسبب لكِ كل هذا الضيق .. خذي رجاااء
ميرنا(اهتز وجدانها بالكامل وهي تحاول إبعاد تلك الصور عن مخيلتها قبل أن تدخل في نوبة هلع معقدة ، عقدت حاجبيها وهي تبكي وشربت قليلا من الماء وبعد برهة زمنية وجدت نفسها تحدق بعينيه الملتاعة قلقا وأشفقت على حالته المرتابة عليها فهدأت من روعها بقدر ما استطاعت):- … لا تقلق هي حالة تعتريني يعني عندما تشتد بي بعض الأمور .. ت عموما لا تهتم سأكون بخير
وائل(بلهفة انحنى القرفصاء أمامها وأخذ ينظر إليها وهي تستعيد أنفاسها):- هل أصطحبكِ للمشفى يا ميرنا أرجوكِ يمكنكِ الوثوق بي
ميرنا(مسحت على فمها وأعطته قنينة الماء وأخذت من علبته الورقية منديلا ومسحت به وجهها بتعب ثم جلست جيدا بالكرسي بعد أن أدخلت رجليها وعدلت من حالها بيدين مرتجفتين):- هل يمكننا الذهاب الآن ؟
وائل(يالها من رقيقة حتى في أوقات شدتها تتصرف برقي همم):- أممم إن كنتِ بخير طبعااا سنغادر الآن
ميرنا(بارتياح):- … تمام
وائل(استقام بابتسامة مؤيدة وأغلق الباب عليها وأسرع لمحله):- .. لا تقلقي
ميرنا(بعد فتحه للنوافذ وانطلاقه لاحظت هطول المطر بغزارة أكثر مما كان سابقا وأخذت تتطلع من نافذتها للمطر المتساقط بشرود وبعينين كسيرتين ثم نطقت بعد صمت):- الأمر لم يكن يخص المكان أبدا ، يعني لا تلقي باللوم على نفسك لأنه شيء أتعايش معه منذ مدة طويلة يعني منذ طفولتي وهذه النوبات تأتيني بين الفترة والأخرى .. عذرا منك أشعر بأنني خرقاء فما كان يجدر أن يحدث ذلك أمامك
وائل(ابتلع ريقه):- وهل تعتبرينني شخصا غريبا حتى تخجلي من ذلك ؟
ميرنا(بتوتر نظرت إليه):- الأمر محرج
وائل(مسح على جبينه وهو مركز بالطريق لكن اهتمامه كان أكبر بها):- هل حاولتِ التحدث مع أي شخص مختص عنها ؟
ميرنا(ببؤس مصت شفتيها ونظرت إليه):- بعد الذي حدث منذ سنتين ارتفعت تلك النوبات حتى أنها أصبحت يومية ولذلك زرت طبيبا نفسيا تحت ضغط شديد من أهلي ، وبالفعل تجاوبت معه في البداية ولكن حدث أمر جعلني أرفض الاستمرار ..
وائل(باهتمام عميق):- ماذا حصل ؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وفركت بين أيديها وهي تغالب دمعها):- لقد استعمل الطبيب وسيلة التنويم المغناطيسي وأعادني للماضي بالضبط ليوم اعتقدت أن أحداثه التي تزورني في كوابيسي من نسج خيالي فقط ، إنما وجدت الأمر حقيقيا جدااا وملموسا ، هلعت كثيرا حتى أنني لم أستطع الخروج من ذلك العالم الذي أعادني إليه وحين استيقظت وجدت نفسي قد مزقت لحم يدي بالضبط في هذه الندبة وفتحت جرحها من جديد دون إدراك .. من يومها رفضت الخضوع ورفضت الرجوع لذلك الوقت أو حتى المعالجة .. يمكنني التعامل مع الأمر مع قليل من الصبر فقط أجل أستطيع ذلك …
وائل(تنهد بعمق وهو يتساءل الله أعلم ماذا حدث لكِ قديما وعيناه تهفو لندبتهماااااااااا معا):- طيب انسي الموضوع وكأنه لم يحدث شيء بالمرة ، يعني وكأننا لا نزال بنزهتنا ويمكنني التعويض على فكرة حتى لو كنتِ الخاسرة هممم
ميرنا(لمست مرحه الذي حاول به أن يخرجها من قوقعة الحزن):- أنت لطيف جدا
وائل(نظر إليها وارتسمت على خده ابتسامة جانبية جميلة):- هذا من لطفك
ميرنا(تمعن النظر في تفاصيله وفي الخواء الذي يرتسم فوق يسار حاجبه حين يبتسم ، ابتسمت معه بتلقائية فلقد شاركها أحد أسراره بأخذها لقبر أمه رحمها الله ومع ذلك ها هو يدعمها بعد تلك النوبة الطفيفة وعليها التعويض لا محالة):- هل يمكنني دعوتك لتشاركني مكانا آخر وتصطحبني إليه الآن ؟؟
وائل(نظر إليها بشغف وعاد ليراقب الطريق):- طبعا فيومي بمجمله لكِ .. أ أقصد أنني متفرغ اليوم بطوله ..
ميرنا(ابتلعت ريقها وعقدت حاجبيها وقد أعادتها جملته للواقع المسمى ب "شهاب"):- أو لتصطحبني إلى البيت يكون أحسن
وائل(استشعر ترددها وبامتعاض جذب هاتفه الذي كان يرن وأوقف سيارته جانبا):- ..ألو من معي ؟
مروة:- وااائل أنا مروة سكرتيرة السيد هاشم الرفاعي مدير شركة هيرمكانا
وائل(لا تحتاجين لكل هذه المقدمة فصوتكِ الرخيم لا ينتسى):- أهلا آنسة مروة
ميرنا(انتبهت له وفي سرها):- مرووووة هاااه لكن منذ متى تجري بينهما اتصالات ؟
وائل(رفع حاجبه ولمس الشرارة التي تنبع من عيني ميرنا فاستدار):- هل أنتِ معي آنسة مروة بما أساعدكِ ؟
مروة(بتمايع):- كنت أفكر لما لا نلتقي سوية في محل ما لنحتسي بعد الشراب ونتعرف على بعضنا أكثر فأنا بحاجة لاطلاعك على عدة معلومات مهمة تخص اتفاقيتنا المقبلة
وائل(عقد حاجبيه):- اليوم يوم إجازتي آنسة مروة ولذلك عذرا منكِ فأنا مرتبط بمواعيد مهمة ولكِ أن تطلعيني عليها بالشركة مع مديركِ حين نقوم بدعوتكم آنستي ، عذرا منكِ الآن يتوجب علي قطع الاتصال .. مع السلامة
مروة(بعصبية حين فصل الخط بوجهها):- طيب يا سيد وائل سأجعلك تندم على هذه الفظاظة
ميرنا(بمرح تسلل إلى داخلها جعلها تقاوم بسمتها كي لا يفتضح أمرها أمامه):- احم ماذا أرادت الآنسة مروة خيرا ؟؟
وائل(نظر إليها وابتسم وهو يهز رأسه):- قامت بدعوتي يعني للتعارف
ميرنا(مصت شفتيها وهي تبعد وجهها عنه كي لا يرى بسمتها):- طيب لما رفضت ؟
وائل(أدار محرك سيارته من جديد وانطلق):- والله أنا مشغول بحضرتكِ الآن ولا أستطيع التواجد بمكانين في آن الوقت
ميرنا(مشغول بحضرتكِ يااااااه تت لكن هئئئ ضرب عرق الجنون بدماغها):- كيف يعني لو لم أكن معك كنت ستقبل دعوتها ؟ أ…
وائل(عض شفته داخليا وبعينين ذابلتين نظر إليها):- وهل يزعجكِ الأمر مثلا ؟؟ الآنسة مروة كانت في منتهى اللطف يعني لا أدري ربما كنت سأوافق وربما لا
ميرنا(بحنق سحبت نفسا عميقا وهي تبعد ناظرها عنه):- حقااا فاجأتني… طبعا أنت حر هذا لا يعني أنني أتدخل في قراراتك لكن يعني نحن لم نتعرف عليها سوى يوم أمس وأجد أن الأمر غريبا خروجكما سوية ثاني يوم هكذا امم غريب يعني ...
وائل(بمتعة تسربت بداخله):- أتعلمين ما الذي جعلني أرفض دعوتها ؟
ميرنا(بفضووول يغلبها لكنها بملل ورتابة نظرت جانبيا ومطت شفتها):- هممم ؟
وائل(تابع حديثه وهو يعلم علم اليقين أنها تتحرق شوقا لمعرفة جوابه):- لأنني لا أقبل دعوة نساء أخريات لسن بقائمة اهتماماتي
ميرنا(بانتباه لقد وافق على دعوتي قبل قليل ما يعني أنني ضمن اهتماماته هئئ ماذا يحاول أن يقووول):- لكنني سحبت دعوتي
وائل(رمش بعينيه):- ولكنني قبلتها يعني مضطرة لتعطيني العنوان هممم
ميرنا(تبا للسانكِ الذي يصبح أخرقا معظم الأحيان):- تمام تمام أنا لست ممن يتراجع في كلامه لذلك خذنا شرقا فذلك المكان يقع جنب البحر
وائل(بإعجاب طفولي رمقها فجأة):- يروقني البحر كثيرا حين تكون السماء ممطرة
ميرنا(قفزت بمرح هي الأخرى ونسيت نفسها):- وأنا أيضاااا أعشق تلك الأجواء ولذلك طلبت منك اصطحابي لأنني لا أفوت رؤيتها حين تكون ممطرة يعني أحاول ألا أفوتها طالما أكون متفرغة هه أتعلم أنا أقوم باستدعاء إياد على وجه السرعة في هذه الفترات لكنه يمتعض مني طوال الوقت ويدعوني بالآنسة المجنونة المتقلبة المزاج
وائل(بود يستمع لها):- لم يكذب حين لقبكِ بذلك هههه
سحبت نفسا عميقا مبتسمة وهي تستشعر تلك الفراشات الصغيرة التي تتراقص بداخلها والتي لم تشعرها أبدا مع أحد غير وائل ، باتت تجزم أن لوقع قبلته تلك الليلة تأثير قوي فمن وقتها وهو يشغل بالها وتفكيرها ، وأيضا يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام وحتى المقارنة ما بينه وبين شهاب ورغم قصر معرفتهما ببعضهما البعض إلا أنها تكاد تجزم أنها تعرف عنه الكثير أكثر حتى مما يظهر منه ، أما هو فرغم إحساسه بأنه يقوم بأمر لا يجوز ورغم أن ذلك ليس من طبعه أو شيمه إلا أنه لم يقوى على وضع حواجز للأقدار التي تجمعهما معا كلما حاولا الابتعاد والتملص من فكرة لقائهما المحتمة ، وهنا لم يستطع كبت معنى الارتياح الجميل الذي شعره بداخله والذي لم يحس مثله إلا قبل سبع سنوات ذات يوم حين حكمت عليه نفس الأقدار أن ينقذ فتاة من الهلاك ليعطيها سلاح الفقد كي تقتله به ، ابتسم لتلك الذكرى وهو يخط بسيارته رذاذ الأمطار المكومة على الطريق ..
وصلا بعد مدة بسيطة نحو مكانها المفضل ألا وهو تلك الهضبة المطلة على البحر ، بحماس يتراقص من عينيها نزعت حزام السلامة وفتحت الباب ولم تهتم بالأمطار إطلاقا بل خرجت وهي تضم إليها سترته منطلقة صوبها مثل الطفلة التي تهرع نحو دنيا الألعاب … كان لا يزال محله يراقبها عن كثب مشدوه فيها لا يدري ما تفعله به وكيف تسيطر على مكمن تفكيره لتلك الدرجة أو حتى كيف تحول الأشياء البسيطة لأمور بالغة الأهمية بل أمور قد تدور عليها الكرة الأرضية حتى .. وجد نفسه يتساير مع جنونها بأريحية مطلقة ، نزل من سيارته وفتح جيبها الخلفي وأخرج منها مظلة موضوعة هناك تحسبا لمواقف مثل هذه وتوجه إليها ببطء شديد لا يريد كسر تلك اللحظة المقدسة بالنسبة لها بحيث كانت تقف على الهضبة وتتأمل بعشق قطرات المطر المنهمرة على سطح البحر المتزامن مع وتيرة إيقاع تلك القطراااات … كانت تحس بأنها بخير يكفي أنها تقف بمكانها المفضل تراقب منظرها المفضل تعيش بجوها المفضل لكي تنسى نوبتها وكل ذكرياتها المؤلمة وتستمع بالمنظر العزيز على قلبها ، حتى قطرات المطر التي كانت تتساقط على رأسها كانت تزيدها تحرقا لرؤية المزيد والتمتع بالمزيد لكن فجأة أصبحت بعيدة عن مرماها تلك القطرات ولم تعد تلفح برودتها جلد رأسها أو وجهها وكأنها توقفت مع توقف الزمن من حولها ، تبدلت ملامحها لغبن بريء ورفعت رأسها لتجد فوقها مظلة سوداء كبيرة تحيط بها والتفتت إليه فجأة وجدته يقف بجانبها وعلى وجهه مرتسمة ابتسامة تأمل في حالتها المذهلة .. ابتلعت ريقها من حالة الأسر التي انقلبت له فمنظره تحت المطر كان قاتلا قطراته تتساقط على شعره الذي اتخذ تسريحة عشوائية تلامس جبينه ، بعضها ينساب على بشرته الرجولية الناعمة والخشنة في آن الوقت وعلى ذقنه الذي تحدده لحية خفيفة جدااا للمرة الأولى تلحظها بهذا الشكل القريب ، وعينيه العميقتين جدا واللتان بدتا وكأنهما سرقتا من جنح الليل البليل ، تنهدت بوهن و لحظتها فقط دق ناقوس الخطر لديها فهي تتأمله بكل معنى الكلمة ، استدارت بعصبية من نفسها وهي تهرب بعينيها عنه وتتمنى لو أنه لم يكشف اندهاشها به ويراها الآن مجرد مراهقة بلهاااء .. أجل مراهقة فما تشعره الآن هي هلوسة مراهقات ويجب أن تكف عنهااا لأنه لا يليق لا يليييييق …
ميرنا(سحبت نفسا عميقا):- أصبح الجو باردا هل لنا أن نذهب ؟
وائل(لم يزح عينيه عنها وانضم إليها تحت المظلة مجابها بوجهه وجهها):- هل لي أن أخبركِ بسر ؟؟
ميرنا(ارتعشت من قربه وابتلعت ريقها برجفة):- طبعااا
وائل(نظر حوله فكل شيء جميل ويشجع على النطق بما يحتبس بأعماقه):- ميرناااا أ..
ميرنا(وجدت نفسها تخطو خطوة تلقائية تجاهه وهي تتطلع إليه وتنتظر):- أخبرني
وائل(رمش بعينيه مرتين وهدير أنفاسه يملأ المحيط من حوله إضافة لمضخة صدره التي تكاد تجابه مضخة الأمواج المتلاطمة أمامه):- لقد كنت …
ميرنا(تنتظر بلهفة ما سينطق به وكأنه سيحسم الأمور ويريحها هكذا تكهنت):- هممم ؟؟
وائل(بما ستخبرها يا مجنوووون هل تريد تشتيت ذهن البنت هي تحب شهاب وأنت لست سوى شخص معين صادفها في حفلة وجذبها لعالمه بدون سابق إنذار وتشاء الصدف أن تضعكما في لعبة من المؤكد أنها تحمل بطلين فقط هي وغيرك يا وااائل):- هذا المكان جميل جدا هي بقعة لم يسبق لي أن عرفتها أهنئكِ على الاختيار الجميل
ميرنا(بنظرة انكسار أنزلت رأسها):- كنت آتي لهذا المكان منذ أيام الجامعة أهرب إليه دوما حين تضيق بي الحياة ، أرتاح فيه كثيرا لأنني أجد فيه السكون الذي أحتاجه
وائل(بحنان):- ألهذه الدرجة كنتِ تعيسة ؟
ميرنا(باغتها بسؤاله الذي ولد فيها أحزانا دفينة جعلت دموعها تشارك الأمطار هطولا وخفوتا):- صعب أن تمسك طرف الجنة بيدك وحين تفتحها تجدها نارا تضنيك ..
وائل(بوجع عليها):- لكنكِ تجاوزته صحيح ؟؟
ميرنا(بضحكة غبن هزت رأسها يمينا وشمالا):- وهل يجوز للقتيل أن يبكي في جنازته ؟
وائل(أغمض عينيه وفتحهما بنظرة قاسية ورفض):- حين علمت بتصرف شهاب معكِ آذاني الأمر كثيرا ، كنت أفكر في تلك الفتاة التي عايشت خيانة مزدوجة منه ومن شقيقتها في ذات الوقت ، تأثرت وانزعجت حتى أنني عاتبته كثيرا لحين وجدته قد قارب من الذبول كشمعة ذائبة في أواخر الليل ، وقتها فقط توقفت عن اللوم فلا شيء سينفع بعد الذي انكسر لكن حين عرفت بأن تلك الفتاة عادت لمزاولة عملها بشكل أقوى وبعزيمة أكبر اندهشت من قوتها وصلابتها يعني أمر كالذي عايشته كان ليحطمها نهائيا لكنها في عز محنتها وجدت طريقا آخر لإفراغ شحنة غضبها بشكل سليم ، ما يعني أنني أعجبت بهاااا لأنها إنسانة قوية لا تهزم وعلى أساس ذلك لا تجعلي شيئا يؤثر فيكِ لا الماضي ولا حتى الحاضر بل فكري فيما يريحكِ أنتِ لا غيركِ …
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تستمع له بتمعن وتحاول الوصول لمرمى كلامه المقصود):- لكن أحيانا تضطرنا الظروف للتضحية من أجل أن يعيش غيرنا
وائل(لا تخبريني بذلك فهو نفسه ما أقوم بفعله):- قد تكونين على حق لكن هذا لا يمنع أن تشمل التضحية ذاتكِ أيضا
ميرنا(أشاحت ببصرها عنه نحو البعيد):- صعب أن تضبط ذلك في قانون محدد يا إما تضحي أنت أو يدفع غيرك الثمن
وائل(عقد حاجبيه ووضع يده على كتفها بحركة مفاجئة جعلها تستدير إليه):- هذا يترتب على نوع الشخص الذي ستضحين من أجله بكل شيء كي يعيش
ميرنا(مثلا أختي تستحق تضحيتي يكفيها ما عايشته من آلام حتى لو جرحتني أبقى متورطة في تعاستها طالما لم تسامحني ليومنا هذا):- … لارد
وائل(أفرج عن آه عميقة فوجوده بجانبها لا يزيده سوى جنونا أزال يده بتثاقل وهمهم بصوت خافت):- دعينا نغادر …
لم تجبه بل اكتفت بالسير بجانبه تحت تلك المظلة الوافرة التي جمعتهما كهالة سوداء تربطهما حينا وتفرق بينهما حينا آخر ، طأطأت برأسها أرضا وهي تستقبل العديد من التساؤلات في دماغها وأولها ما موقع وائل رشوان بالنسبة لها في حياتها ؟؟؟ سؤال يستحق التفكير حتما لكنها آثرت إبعاده عن مدار عقلها على الأقل لحين تلج بئر أسرارها غرفتها الحبيبة ….
وائل(بغبن داخلي فتح لها باب السيارة وفي سره):- آه منك يا وائل منذ متى أصبحت تبحث عن أعذار كي تراها وكي تجعلها صوب عينك طوال الوقت .. كيف تناسيت أنها لا تحق لك بل هي متعلقة بغيرك وما تفعله غير لائق في حق ابن عمك وفي حق مبادئك ، ما بك يا رجل عد لنفسك وأنهي هذا الصرااااااع …

"زياد وهبي" شخص في منتهى الصفاقة يجعلها تتصرف بتناقض متواصل ما بين عجرفة وبين رضوخ لقد قلب تفكيرها خلال زيارة واحدة فقط لبيتهم طيب لو كانت تتعاطى معه طوال الوقت كيف كانت لتكون ردة فعلها الآن ، وجدت نفسها تهرع بسرعة نحو بيتهم بسيارتها لكي ترتبه قليلا وتجهز الحلويات التي أحضرتها معها من محل عواطف ومديحة لعلها تغلق فمه السليط قليلا ، ولجت لبيتهم بعد مدة وجيزة ووجدته ساكنا فاستغربت غياب أبيها ، وضعت الأشياء على طاولة المطبخ وانتقلت تبحث عنه في أرجاء البيت لكن لا يظهر له أثر فقررت الاتصال والبحث عنه فلن يمضي الكثير حتى يحين موعد حضور زياد ..
كوثر(تحاول الاتصال):- ألو بابا أين أنت ؟
عبد المالك:- ماذا يا صغيرتي أنتِ تعلمين أنني في آخر الأسبوع ألتقي برفاقي في ندوة أدبية
كوثر(ضربت على جبينها بتذكر):- لكن يا أبي سوف يأتي زميلي زياد للعمل على المشروع بعد دقائق .. تت لما لم تذكرني بموعد ندوتك الأسبوعية تلك ماذا علي أن أفعل الآن هاااه ؟؟
عبد المالك:- بنت تدبري أمركِ أنا منهمك الآن في نقد أدبي فلا تزعجيني أكثر هممم
كوثر(سمعت صوت رنين انقطاع الهاتف وشهقت):- هئئئئ أصبحت تقفل الخط بوجهي يا عبد المالك الهلالي تبيع ابنتك الوحيدة من أجل ندوة أدبية لا والله الحق يقال هي أهم مني بكثيرررررر تتت .. كيف سأتصرف أنا الآن تبا تباااااا …
أخذت تتخبط جيئة وذهابا في بهو بيتهم تفكر وتفكر كيف ستحل الأمر لم يمضي الكثير حتى فاجأها رنين الجرس ففزعت منه
كوثر:- يعني ألم تستطع التأخر قليلا أو حتى الإخلال بموعدك مثلا هفففف .. طيب طيب أنا قااااااادمة توقف ستحرق الجرس … تت
زياد(بفظاظة):- ساعة ساعة وأنا أنتظر حتى تتكرمي جلالتكِ وتفتحي الباب
كوثر(رفعت حاجبها وهي تلتقط أكوام الورق منه بين يديها بينما ولج البيت ليضع حقيبته جانبا):- كنت لأقول تفضل
زياد(جال بعينيه حول المكان):- نحن متأخرين يا آنسة كوثر ويجب أن نعوض في هذا اليوم نصف العمل على الأقل فهيا حضري لنا فناجين قهوة وتعالي لنعمل … أووه لا تقولي بأنكِ لا تعرفين كيفية تحضيرها أيضا ؟؟
كوثر(بشراسة):- ليس لتلك الدرجة .. إجلس هناك ونظم الورق ..
زياد(جلس بأريحية):- أين عمي عبد المالك هل هو بمكتبه ؟؟
كوثر(حكت على جبينها وعادت إليه):- هو ليس بالبيت
زياد(فور سماعه جملتها انتفض من محله):- طيب لما لم تقولي شيئا قبل دخولي للبيت تتت أستغفر الله أنتِ حقا غير معقووولة …
كوثر(تراه يجمع أشيائه):- ماذا هناااااك إلى أين أنت ذاهب ؟
زياد(أغمض عينيه بعصبية ووثب عند الباب من الخارج):- أحضري عدتكِ يا آنسة كوثر سوف نغادر لغير مكان من أجل العمل ، عيب أن ألج بيتا صاحبه غير موجود فيه
كوثر(رفعت حاجبها وهي غير مصدقة):- ماذا تقول يا عمي نحن لسنا في العصر الحجري ما هذا الذي تقوله ثم أبي يعلم بحضورك ويثق بك
زياد:- أنا أرفض ذلك من آداب الزائر أن يحترم حرمات البيت المتوجه إليه ، وبما أنكِ لا تستوعبين حرفا مما أقوله حبذا لو تسرعي بلملمة أغراضكِ أنا أنتظركِ بسيارتي
كوثر(ماذا عن الحلوياااااااااات اففف):- طيب انتظرني … تبااا
زياد:- هل قلتِ شيئا ؟
كوثر(بانزعاج ابتعدت عنه):- أو قلت فماذا ستفرق اللعنة علي أنا الحمقااااء في خضم كل هذاااااااااا تفلت الأمور من يدي اففف ..
أضافت معطفا لثيابها وجمعت حقيبتها العمودية وكذا حقيبتها اليدوية بعد أن وضعت بها علبة الحلويات تلك وعزمت على تناولها ولو في الشارع ، خرجت من بيتها وهي تزفر بعمق فآخر ما كانت تتوقعه أنها ستعمل معه في مكان مجهول آه بالمناسبة إلى أين سيذهبان ؟؟ رآها وهي تسرع نحو السيارة كي لا تتبلل من الأمطار المنهمرة وفتح لها الباب بجانبه وركبت بسرعة بينما أمسك منها أغراضها وساعدها على وضعها بالخلف بسهولة ، مسحت على شعرها ووضعت حزام السلامة والتفتت إليه
كوثر(بامتعاض وتأفف):- إلى أين ؟؟
زياد(حرك سيارته):- سوف ترين بنفسك ..
زفرت بصوت عال وهي تتمطى مكانها بملل جعلته يهز رأسه بدون فائدة فيها ستظل متذمرة ولو صعد بها نحو القمر ، بعد مدة وجيزة وصل بها نحو صالة تدريب رياضية
كوثر(تنظر للمكان بعدم فهم):- ماذا سنفعل هنا ؟
زياد(أزال الحزام من عليه وهم ليغادر):- الحقي بي
وجدته يخرج أغراضه وخرجت بدورها وهي تلاحقه بارتباك تحمل حقائبها بشكل فوضوي وتركض خلفه حتى ولجا تلك القاعة الرياضية ، رأته وهو يحادث شخصا يتضح من هيأته الرياضية أنه صاحبها وقد أشار له نحو غرفة جانبية هناك ، أومأ لها زياد برأسه وتقدم تجاهها ولحقت به وهي تتعثر بنفسها …
زياد(أزاح بعض الكرات من على طاولة معينة ووضع أوراقه):- سنعمل هنا مؤقتا
كوثر(نظرت حولها للمكان كان خاليا تماما من أي شخص عدا صاحب الصالة الذي غادر بعد ولوجهما):- هل لك أن تشرح لي ماذا أفعل في صالة رياضية خاصة بالرجااااال ؟؟؟
زياد(منهمك في تعديل أوراقه الهندسية):- هل لكِ أن تساعديني بدلا من الكلام الزائد لأننا بسببكِ ضيعنا ساعة من الوقت وهذا ليس في صالحنا على فكرة
كوثر(أخرجت هواء حانقا من أنفها ورمت بعدتها على الكرسي):- تت المكان هنا أيضا فارغ كنا بقينا ببيتنا أحسن
زياد(نظر إليها وعاد لينشغل عنها):- حتى لو كان هذا المكان فارغا فهو في الأخير مكان عمومي أما بيتكم عذرا منكِ دخولي إليه في غياب العم عبد المالك هذا شيء لا أقبله
كوثر(لآ تدري هل عليها أن تعجب به أم تخرس):- تت طيب فهمناااا لنعمل إذن … لكن ماذا عن صديقك ذاك ؟؟
زياد:- لا تقلقي لن يزعجنا أحد المكان لناا هذا اليوم
كوثر(بحنق جلست على الكرسي):- دعنا نبدأ فكلما أسرعنا أكثر عدت لبيتنا أبكر ..
زياد(تنهد بعمق وهو يلمس تبججها ذاك):- حاضر جلالة الملكة أي أوامر أخرى ؟
كوثر(اهتزت ضحكا):- ههه لا هذا فقط ..
حرك رأسه مجددا فأكيد أكيد ستخرجه عن طوره بين لحظة وأخرى ، لنتركهما في خضم عملهما ولنعد لميرنا ووائل الذي أوقفها بباب بيتهم
ميرنا(أشارت له):- هذا بيتنا .. شكرا على توصيلتك حتى الباب يعني
وائل(نظر للجو):- لا أبدا ما كنت لأترككِ في هذا المطر لكي لا تصابي بنزلة برد تضطركِ للبقاء ثلاثة أيام في الفراش وهذا يعني أن ننحرم من طلتكِ البهية في أروقة شركتنا هممم
ميرنا(كل هذا يا ويلي نزعت سترته ومدتها إليه):- هممم .. كان يوما مميزا فعلا
وائل(هز رأسه تأييدا وهو يستلمها منها برفق وضعها بالخلف):- حقا كان كذلك .. خسارة لم يرافقنا شهاب كان استمتع هو الآخر
ميرنا(اهتزت بتعب):- سنعوضها أكيد .. يوما ما
وائل(طبعا هذا ما تتوقين إليه آآآآخ):- إن شاء الله .. تت لحظة ماذا يحدث ؟؟
ميرنا(هزت رأسها باستغراب):- ماذااا ؟؟؟
وائل(نظر خلفها مباشرة لباب بيتهم وفتح بابه بسرعة):- أعتقد أن هناك مشكلة
بهلع التفتت جانبها ووجدت نهال تبكي بينما مديحة وعواطف مغادرتين البيت ، تيبست أطرافها هلعا وهي ترى وائل قد وصل إليهما حركت رأسها بتثاقل شديد ورجفة ثم بصعوبة أجبرت نفسها على الخروج من السيارة …
وائل:- سيدتي هل هناك أي مشكلة رجاء يمكنني المساعدة ؟
عواطف(بهلع تضرب في صدرها):- إنها إنها ابنتي .. آآآه ميررررررنا الحقيني يا ميرنا أختكِ تضع مولودتها ونور ليست بالبيت لا ندري كيف نتصرف حتى زوجها لا يرد على هاتفه
نهال(تبكي خوفا على عمتها):- إنها تتلوى وجعا منذ مدة وعلينا إحضار سيارة أجرة لنصطحبها للمشفى
وائل(فتح عينيه):- تفضلوا معي .. يمكنني أخذكم إن سمحتم لي بذلك ؟؟
عواطف(هزت له رأسها بموافقة):- طبعا طبعا مشكوور يا ولدي
مديحة(كأنها وجدت الخلاص فيه ربتت على ذراعه):- الله يبارك فيك يا بني … نهااال أسرعي ودعيهم يجهزووونها فوراااا … لكن مهلا يا بني لم تخبرنا من تكون ؟؟
وائل(صافحها وهو يمسح على رأسه):- مدير ميرنا الجديد … رجاء هل لكم أن تسرعوا ألاحظ أن الأمر فاق حده
عواطف(تستسيغ صراخ رنيم الذي قلب البيت كله):- تشرفنا يا ولدي وعذرا منك تعرفنا بوقت غير محبب ميرناااا عليكِ أن تحضري معنا ،، دعاء وعفاف مضطرتان للبقاء لرعاية أيهم ودينا أيضا
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه):- أوك ماما
وائل(هز لها رأسه بدعم بينما عادت عواطف ومديحة للداخل):- لا تقلقي ستكون الأمور بخير أكيد يعني أنا لا أفهم في هذه الأمور لكن سأحاول الوصول بأسرع ما يمكنني للمشفى
ميرنا(بنظرة إعجاب وتخوف على أختها في نفس الوقت):- أشكرك من صميم قلبي على هذا الموقف أ..
نهال(أخرجت حقيبة زهرية اللون وأعطتها لوائل):- هذه حقيبتها رجاء إحرص على إعطائها للممرضات فعمتي ميرنا تفقد تركيزها في هذه المواقف ناهيك عن جدتاي فإن تذكرتا أسماء أفراد أسرتنا في خضم هذا التوتر سيكون ذلك عز المطلوب ..
وائل(رفع حاجبيه وهو يبحث عن لمحة مرح في ملامح نهال ولكن لم يجد سوى الجدية):- أ طيب أظن أنني سأكون أهلا للمهمة لا تقلقي ..
ميرنا(مسحت على جبينها وهي تشعر بالخجل):- هه عذرا منك سأطمئن على أختي وأعود إليك بسرعة …
ولجت البيت ووجدته يعج بالحركة وأهم حركة هي رنيم التي كانت تتلوى وجعا بينما أيهم يبكي على جنب في حضن عفاف أما دعاء فكانت تحاول مساعدة رنيم على لبس ردائها وحجابها ولكن من سيركز في ذلك الوقت فقد قلبت صرخاتها البيت بمجمله ، في تلك الأثناء كانت نبيلة تبتهل وتدعو فوق الأريكة وترجو أن يحفظها الله لهم ويسهل بولادتها في حين كانت مرام قلقة على أختها وتحاول الاتصال بنور لتنقذ الموقف الذي حل على وائل مثل القدر المستعجل ، فقد اقتحم البيت بعد طلب من نهال فلقد تعبوا بعد صراع طويل مع رنيم التي رفضت مسايرتهم والتوجه نحو المشفى من أجل الولادة …
رنيم(تبكي وتصرخ):- لن أبرح مكاني قبل أن يأتي رأفت أحضروووولي رأفت اهئ اهئ حرام عليكم أشعروا بي ما بكم جليديوووون هكذاااااااا اهئ اهئ .. إن تحركت من محلي ستسقط ابنتي افهمووووني ما بكم اهئ ..
عفاف(برعب على رنيم):- حاولنا الاتصال بالجميع رأفت نور إياد كوثر حتى مازن أيضا لكن وكأنهم قرروا إقصاء أنفسهم من هذا الوجود لا أحد يجيب هففف أستغفر الله
ميرنا(تسمع منها):- تمام تمام سوف نقوم باللازم الآن يا عفاف … نهال نادي على السيد وائل رجاء صغيرتي
نهال(حركت لها رأسها وهرعت إليه):- هل لك يا عم أن تساعدنا قليلا بالداخل ؟
وائل(بارتباك وتردد):- لكن ..
نهال(سحبته من يده وأدخلته البيت عنوة):- لا يوجد وقت للكن أرجوك هي ستلد بين لحظة وأخرى وترفض الذهااااب للمستشفى
وائل(وجد نفسه أمام العديد من أزواج العيون المحدقة فيه حتى رنيم توقفت عن الصراخ لحظتها ونظرت إليه بتمعن):- مرحباا !!
ميرنا(وضعت يدها على صدرها):- أ… وائل هذه
رنيم:- هل ستعرفيييييييينه علينا بالواحدة يا أختي أنا أموووووووت وجعا ولا أستطيع الحركة إن خطوت خطوة ستخرج ابنتي أشعر بها
عفاف(تعض لها شفتيها كي تصمت):- هششش رنيم اهدئي
وائل(مسح على شعره بتفكير عليه أن يحل المشكلة):- ما فهمته أنكِ تخشين الحركة نحو السيارة خوفا على المولودة صحيح ؟
رنيم(بصوت مرتفع):- هذاااااااا هو بالضبط ما أحاااااااول شرحه لهن منذ ساعات لكنهن لا يفهمنني اهئ اهئ
وائل(هز رأسه بفهم):- تمام سأحل المشكلة
ميرنا(بتساؤل اقتربت منه بسرعة):- ماذا تنوي ؟؟
وائل(همس لها):- إن كنتِ تريدين لأختكِ أن تلد بالمشفى سايريني فقط همم
ميرنا(نظرت إليه وهو يتجاوز الجميع متوجها نحو مرام بالتحديد):- ماذا سيفعل ؟؟
وائل(ببسمة ود):- أنا أدعى وائل وأنتِ ؟
مرام(بدهشة أزالت الهاتف من أذنها):- م.. مرام
وائل:- اسمكِ جميل حقا .. طيب يا مرام سأطلب منكِ شيئا من أجل أختكِ هل ستساعدينني ؟
ميرنا(نظرت للمشهد الذي يمر أمامها وكأنها قد رأته من قبل منذ سنوات عدة):- تتت
وائل(كرر سؤاله):- هاه هل ستساعديننا يا مرام ؟؟
مرام(هزت له رأسها وهي مشدوهة فيه مثلها مثلهم):- طبعا لكن ماذا عساي أفعل يعني كما ترى أنا ..
وائل(قاطعها بود):- لا تستهيني بنفسكِ أبدا سترين كيف ستساعدينها حتما بعد قليل ..
بذكاء وحنكة استطاع أن يزرع الطمأنينة في قلب رنيم كي تثق به وتسلم له زمام الأمور ، تمكن من وضعها بسيارته بعد أن أخرجها بواسطة كرسي مرام نفسه هذه كانت طريقة آمنة مكنته من الحفاظ على وتيرة الهدوء فيهم والسيطرة عليهم أيضا ، تعاطفت مرام مع أختها بعد طرح وائل لفكرته الذي ساعدها على الجلوس فوق الكنبة بحملها بين يديه بكل رقة ولطف بينما نقلت نهال الكرسي تجاه رنيم التي وثقت به وتركته يساعدها أيضا على الجلوس فوق الكرسي بأريحية ولكن ببطء شديد ، بينما هرعت ميرنا التي شعرت براحة عميقة تتغلغل بصدرها من منظره اللطيف وتعامله الظريف مع كل فرد من أفراد عائلتها ، من بين أفكارها تلك ركضت بناء على طلبه لتنزل الدعامة الحديدية الخاصة بكرسي مرام فوق درج البيت الخارجي واستطاع إخراج رنيم بواسطته ولحقت به كل من مديحة وعواطف … أما نهال فقد أعادت الكرسي لمرام بعد أن حمل رنيم وأدخلها سيارته بشكل جعلها تضرب بالحرج عرض الحائط فهي في موقف تحسد عليه وزوجها العزيز ليس بموجوووود ، زفرت آهات وبكت كثيرا من الوجع من القهر من آلام الولادة .. ركبت مديحة بجانبه بينما ميرنا وعواطف توسطتهما رنيم الباكية .. كانت ميرنا تسترق نظرات له عبر مرآته الأمامية وفي نفس الوقت كان يفعل المثل ويحاول طمأنتها بعينيه أن الأمور بيده الآن ولا داعي للقلق ، مر الوقت هكذا حتى وصل الجميع للمشفى وخرج وائل مسرعا طالبا المساعدة من الممرضين اللذين هبوا لتقديم يد العون وسلموهم المهمة بمجملها في تلك اللحظة ، تبعتهم مديحة وعواطف وهما تأملان مرور الأمور على خير بينما لحقتهما ميرنا ووائل الذي استوقفها بعد دخول رنيم ناحية غرفة المعاينة ورافقتها مديحة وعواطف
وائل:- ميرنااا لحظة توقفي
ميرنا(بقلق وخوف):- أخشى عليها كثيرا صحيح أن هذا مطلع شهرها التاسع لكن أخبرتنا طبيبتها أن الموعد لم يحن بعد ، تتت فرضاااا سارت الأمور بشكل غير جيد و
وائل(أمسكها من ذراعها في خضم ارتباكها):- لن يحدث شيء سوف تلد رنيم وتكون مولودتها بصحة وعافية … هممم ثقي بذلك
ميرنا(بدمعتين حارقتين نزلتا على خدها):- آمل ذلك ..
مط شفتيه وهو يبتعد عنها قليلا ويضع يديه بجيبه إذ لم يكن بوسعهما سوى الانتظار خصوصا بعد أن خرجت عواطف ومديحة وأخبروهما أنها تلد الآن وليست مجرد انقباضات .. أخذ ركنا قصيا بجانبهم وهو يراقب الأمور بينما كانت الأختين تجلسان على الكراسي وتدعوان رب العالمين أن يحفظها لهم ، في حين كانت ميرنا تخط أرضية الرواق جيئة وذهابا بتوتر وتضرب بيدها تارة جبينها وتارة تفرك ذراعيها وكأنها تصارع أشياء عميقة كامنة فيها غير خوفها على رنيم .. لم يستطع الوقوف مكتوف الأيدي وحين وصلت بقربه استوقفها مجددا
وائل(برقة):- ميرنا … تعالي
ميرنا(نظرت إليه بغبن ومطت شفتيها دلالا):- لن أستطيع الهدوء الموضوع مخيف تلك أختي ولو وقع لها مكروه أو لمولودتها سوف أنهاااار أكييييد
وائل(عض على شفته وهو يلامس رعبها الجميل):- اجلسي هنا هيااا
ميرنا(طاوعته وجلست بقربه على الكرسي):- هممم
وائل:- لا تخافي
ميرنا:- كيف لا أخاف وقد أخبرونا أن الوضع ليس جيدا فالطفلة بوضع غير سوي ببطن رنيم يعني إن تطلب الأمر سيخضعونها لولادة قيصرية تت
وائل(نظر إليها بعمق):- اسمعيني جيدا بعد لحظات سوف تخرج الطبيبة من غرفة العمليات وستخبرنا أن الأم ومولودتها بألف خير وعافية وسيترتب عليكِ ساعتها أن تبحثي للطفلة عن اسم مناسب هل فكرتِ بذلك ؟
ميرنا(نظرت إليه بلمعة):- هي حقا تملك اسما
وائل(بحماس):- أهاااه جيد جدا ما هو ؟
ميرنا(أخذت تتخيل شكل الطفلة بحب وابتسمت):- سجى .. اتفق رأفت ورنيم عليه
وائل(يتمعن في الاسم): سجى .. هي مذكورة في سورة الضحى في قوله تعالى [واللَّيْلِ إذَا سَجَى] وتعني سكون الليل وهدوئه .. اممم أعجبني كثيرااا فيه رنَّة جميلة
ميرنا(بمرح):- أستطيع تخيلها وهي بحضن رنيم بملابس زهرية صغيرة تضفي عليها لمحة البراءة أكثر حتى ابتسامتها من المؤكد أنها ستترسخ بعقلي فأنا أضعف أمام براءة الأطفال هه
وائل(شعر بالغبطة حين أخرجها من بوتقة الخوف):- لم يصدف لي أن تعاملت مع أي طفل ليومنا هذا هه يعني لا فكرة لدي كي أتمكن من مواكبة خيالك
ميرنا(نظرت إليه بود):- سوف أجعلك تلمس ذلك بنفسك بعد ولادة رنيم …
مديحة(رفعت حاجبها):- لقد دخل ذلك الشاب لقلبي أي والله ما ألطفه كان قمة في الرجولة
عواطف(رمقته بإعجاب ولفت انتباهها انسجام ميرنا معه):- حقا شخص محترم ساعدنا كثيرا ربي يكثر خيره
مديحة:- علينا أن ندعوه يوما ما لبيتنا كي نشكره بما يلزم فما فعله الشاب كبير لنااا
عواطف:- طبعا طبعا فقط لتقم ابنتي بسلامة هي وصغيرتها إن شاء الله
مديحة(بتمني):- إن شاء الله … هئ أليس ذلك رأفت ؟؟ الله الله أخيرا تذكر أن له زوجة دعيه لي وحياتك يا أختي همممم
رأفت(بهلع يركض نحوهم):- رنيم .. أين هي زوجتي ؟؟؟
مديحة(وضعت يديها على جنبيها):- يا سلام الآن فقط تذكرت أنه لك زوجة أين كنت سابقا حتى اتصال واحد لم تقم به لتطمأن على أحوالها وأحوال أولادك هاااه ؟؟
رأفت(مسح على جبينه بارتباك):- رجاااء خالة مديحة أخبريني أين هي زوجتي يجب أن أكون بقربها الآن
عواطف(زفرت بعمق وانضمت إليهم):- رأفت رجاااء لا تحدث جلبة لقد انتظرتك رنيم ولكنك لم تصغي سوى لنفسك بدلا من تفهمها خصوصا وهي في هذا الوضع الصعب ..
رأفت(رفع يده مشيرا لهما):- بالله عليكم سأسألكما مرة أخرى أين هي زوجتي ؟؟؟
وائل:- لو سمحت هل لنا بدقيقة على انفراد ؟؟
رأفت(نظر إليه باستغراب):- ومن تكون حضرتك ؟
ميرنا(وقفت بجانب وائل لتجعله يعدل عن التدخل تلك اللحظة):- تت
وائل:- أنا الشخص الذي أحضر زوجتك للمشفى وهي في وضع حرج الآن .. لقد أخبرنا الأطبة أن وضع الجنين مقلوب يعني الأمر صعب وسيتطلب وقتا
رأفت(بهلع على حبيبته وابنته):- هل لك أن ترشدني ؟؟
وائل(عقد حاجبيه ونظر لعواطف التي أومأت له بالموافقة):- طيب تعال معي ..
عواطف(أمسكت ذراع أختها):- هو الآخر محترق القلب لن نحمله فوق طاقته أيضا يا أختي دعيه يتعامل مع الأمر من هذا المنبر ولنترك لرنيم حرية الاختيار
مديحة(صغرت عينيها):- والله بما أن عرق الراجية المجنون متسرب في جينات أولئك البنات لن أستغرب إن وافقت على العودة معه لبيتها من جديد
عواطف(سحبتها خلفها):- تت اللهم رحمتك يا رب ، دعينا نطمئن على رنيم هيا
رأفت(بعد لحظات عاد إليهم وهو يركض والبهجة تملأ أساريره):- أريد البشارة .. لقد أنجبت رنيم هي بخير والطفلة أيضا بألف خير ..
وائل(صافحة ببسمة بعد أن لحق به):- ألف مبروك
رأفت(ربت على كتفه بمودة):- أشكرك جدا لقد ساعدت زوجتي حقا أنا مدين لك
وائل(مسح على شعره بمودة):- ولو هذا من دواعي سروري
عواطف(ببكاء):- آه الحمدلله الذي استجاب لدعائنا ، مبارك لكم يا رأفت
رأفت(كالمجنون لا يعرف ماذا يقول انسحب خلفيا بعد أن استلم تهانيهم جميعا):- الله يبارك فيكم ههه أنا عائد للاطمئنان عليهما معا همم أراكم هه
مديحة(عانقتها):- مباااارك علينا انضمام سليلة جديدة لعائلتنا
عواطف(بمحبة أيضا):- الله يبارك فيك يا أختي اهئ اهئ
مديحة(بقلة حيلة):- آه يا ربي الدموع رفيقتنا في الفرح وفي القرح ههههه
وائل(مسح على فكه واقترب منها وهو يميل برأسه ليناظر غلالة دمعها السعيد وكأن جبل هموم انزاح عن كتفها):- تهانينا الحارة
ميرنا(بلمعة سعادة):- ها قد أتت سجى مثلما توقعتَ تماما
وائل(هز كتفيه باعتياد):- كنت واثقا من ذلك .. الحمدلله
ميرنا(اقتربت منه خطوة أكثر):- لقد عايشتَ معي موقفا مهما في حياتي لن أنسى أبدا مساعدتك لنا …
وائل:- لا تشكريني فهذا واجبي
ميرنا(همَّت بقول شيء لكن صوت أختها أوقفها):- ههه تلك هي كبيرة آل الراجي أقدم لك أختي نور
نور(تسارع خطاها نحوهما بكعبها المنمق):- ميرنا ميرنا أين رنيم ماذا حدث كيف هي ووضع الصغيرة هل جاء رأفت هل أنجبت هل كل الأمور بخير آه أمي خالتي ميرنا أجيبيني ماذا حصل لقد اضطررت للخروج والله لو كنت أعلم أن عملها معنا بالتنظيف سيتسبب بحالة الولادة المفاجئة هذه ما كنت جعلتها تتحرك من محلها .. تتت ما بي انفجرت كالبارود ثم تكلمي يا بنت ما بكِ آه لحظة من الأخ ؟؟؟
وائل(مسح على جبينه بابتسامة ود):- وائل رشوان مدير الآنسة ميرنا
نور(عقدت حاجبيها وهي ترمقه بنظرات ريبة واقتربت من ميرنا):- هذا ابن عمه صحيح ؟
ميرنا(بحرج همست):- نوور !!!
وائل(زفر بعمق وبمودة):- ألف مبروك للسيدة رنيم سأذهب الآن تشرفت بمعرفتكم حقا
عواطف(رأته وهو يهم بالمغادرة):- مديحة الشاب راحل قومي قومي لنشكره
مديحة(ركضت نحوه بخطوات مضحكة):- هل أنت ذاهب يا ولدي ؟
وائل(التفت إليهما وقبل يد مديحة بأدب ثم عواطف بعدها):- أجل سيدتي حان موعد ذهابي أستئذن منكما
عواطف(وهي تربت على كتفه بحب):- أنت شاب صالح ما أسعد أمك بك
وائل(تشنج من جملتها وببسمة مريرة نظر لميرنا التي عضت شفتيها حرجا من جملة أمها العفوية):- الله يرحمها
مديحة(شهقت وهي تعض شفتيها):- يا الله يا كبدي عليك يا حبيبي اسمعني من اللحظة من اللحظة اعتبرني أنا وعواطف مثلها وأكثر باب بيتنا مفتوح لك في أي وقت
وائل(انسحب خلفيا بأدب):- هذا يسرني حقا ، ألف مبروك مرة ثانية
نور(تصغر عينيها ولا تدري لما اطمأنت من ناحيته):- هممم يعني لا بأس به هو لطيف
ميرنا(بشعور داخلي يبعث الفرح):- صحيح .. سأرافقه لغاية الباب ثم أعود
نور(تذكرت أختها):- نسسسسيت رنيم هيا هيا دعوني أراهاااا وأبارك لها دخول ابنتها لقائمة الراجية السودااااء هيهيهيه
عواطف(بقلة حيلة تهز رأسها في جنونهن):- الله يهديكن ههه
ابتسم لهن وهو يغادر وبداخله شعور قوي جعله موقنا أنها لن تكون المرة الأخيرة التي يتعامل فيها مع نساء آل الراجي وعلى رأسهن أميرتهن ميرنا سالبة عقله .. والتي كانت تنظر إليه بعين الإعجاب وهذا ما أصبحت متأكدة منه الآن وما زاد ضخم الشعور بعمقها موقفه تجاه أسرتها تلك الساعات لقد رفض رفضا قاطعا أن يغادر ويتركهن لوحدهن بالمشفى ، بل أصر على البقاء حتى يطمئن على رنيم ورضيعتها فعلا كان قمة في الشهامة وهذا ما أعطاه نقطة حسنة ورتبة جيدة بالنسبة لهن بالمجمل … رافقته حتى باب المشفى
ميرنا(برعشة تسري بقلبها):- أشكرك مجددا على موقفك معنا
وائل:- عائلتكِ لطيفة جدااا ومحببة لقد استمتعت بتواجدي بينكم وكأنني أعرفكم منذ أمد حقااا هذا أمر لطيف
ميرنا(عضت شفتيها):- هه يعني لم تتعرف علينا بشكل مناسب فالوضع الذي التقيت بهم فيه كان حرجا ومربكا بعض الشيء
وائل:- بالعكس تلك هي الحقيقة التي جعلتني أتعلق بهم(مثلما تعلقت بكِ)
ميرنا(حان وقت الرحيل):- هو يوم مشحون لن أضيف حرفا حياله
وائل:- هه أراكِ غدا بالشركة ستأتي صحيح ؟؟
ميرنا(هل يريدني حقا أن آتي لأنه سيشتاقني مثلا ؟ يشتاقكِ اخرسي بدلا من أن أخرسكِ بمعرفتي يا أفكاري البائسة):- سأمر بالجريدة صباحا وبالمساء سآتي إن شاء الله
وائل:- جيد جدا لأنني صباحا سأكون بمكتبي على فكرة مرحب بكِ فيه متى شئتِ فقط أعلميني لأرسل لكِ عنوانه برسالة نصية ماشي
ميرنا(مسحت خلف عنقها وهي تبتسم):- سيكون هذا أمرا جيدا .. طيب علي أن أعود وأطمئن أيضا على أختي وابنتها
وائل(مص شفتيه بخفة):- تمام باركي لها بدلا عني.. وداعا
ميرنا(أشارت له وهي تحس بأنها لا تريده أن يغيب عن ناظريها مطلقا فهي تستمتع بالتطلع إليه خلسة في كل فرصة تتاح أمامها):- ودااااعا …
وصل الخبر للبيت وتبادل الكل التهاني والتبريكات فرحا بحلول نجمة صغيرة ستزين أسرتهم بالبسمات ، وصل أيضا نفس الخبر لأسرة رأفت منهم من فرح به ومنهم من امتعض وتحطمت كل آماله ..
وجدان:- الآن لما تبكين يا بنت ؟
نورهان:- ألم تسمعي يا خالتي لقد أنجبت له طفلة وبمجرد معرفته بأنها في المستشفى هرع إليها على الفور ..
وجدان:- طبيعي تبقى أم أولاده وجدير بنا أن نزورها أيضا لنبارك لها ف بالأخير تلك المولودة تحمل دم آل الحمداني وهي حفيدتي الثانية
نورهان(باستغراب عقدت حاجبيها):- لم أفهم منكِ شيئا خالتي هل صفحتِ عنها ؟
وجدان(استقامت بشر):- يستحيل أن أصفح عنها أو أتقبلها حتى ، ولكن لكي لا أخسر إبني علي أن أستمر بتمثيليتي تلك وسنذهب كلنا لرؤيتها وتهنئتها بالطفلة
نورهان(بعدم فهم):- هل ستعيدونها إلى هنا ؟
وجدان(رفعت حاجبها):- إن أرادت ذلك فلتعد
نورهان(استقامت خلف خالتها بدون فهم):- والله لم أستطع الوصول لما تريدين قوله رجاء ارحميني خالتي
وجدان(بمكر):- دعيني أدرس خطتي جيدا وسأضع رنيم بموقف لا تحسد عليه
نورهان(تنهدت بارتياح):- اممممم فهمتكِ الآن …
بوعيد لرنيم المسكينة اتفقت الxxxxب على حبكِ خطة متينة للتخلص منها للأبد ، والتي كانت تبكي من هول اللحظة فأخيرا رأت صغيرتها الجميلة
رنيم(بين أحضانها الطفلة):- آه ما أجملكِ يا صغيرتي الحبيبة أنا ماما همم سجى يا حلوتي
رأفت(قبل جبينها):- إنها تشبهكِ
رنيم(نظرت إليه بحب):- صحيح ههه سجى هذا بابا هل تعرفتِ عليه ؟
رأفت(قبل وجنة رنيم ومسح دمعها بلطف):- آه يا عمري كم أنا سعيد بكِ هذه اللحظة أشكركِ لأنكِ أهديتني هذا الملاك ليزين حياتي وليعيدكِ لي
رنيم(نظرت إليه):- لقد اشتقت لك يا حبيبي
رأفت(يشم عطرها):- وأنا اشتقتكِ يا قطتي المتمردة .. يا سجى هل تعلمين أن ماما شرسة وتخدش قلبي بتصرفاتها الطائشة؟؟
رنيم(بحب):- لا يا سجى لا تصدقي بابا فهو من يجعلني كالمجنونة هه
رأفت:- يا ريت كان معنا أيهم الآن لتكتمل اللحظة بنا نحن الأربعة فقط
رنيم(وقد أعجبها ذلك):- لقد طلبت منهم أن يحضروه معهم
رأفت(بعشق مسح على رأسها):- إن شاء الله ، سيأتي أيضا أهلي للاطمئنان عليكِ لقد فرحوا كثيرا بهذا الخبر
رنيم(رمشت بعينيها):- جميل جدااا
رأفت(وضع إصبعه بين يد سجى الصغيرة):- سجى يا أميرتي الصغيرة هممم تو تو

لنترك الأسرة والعائلة تعيش فرحها بالوافدة الجديدة كما يلزم ولنعد إلى قاعة الرياضة التي انقلبت لساحة معركة وصراااااخ جعل سويعات ذلك الليل تزيده ضيقاااا …
زياد(يضع يده على جنبه بتعب):- الآن لما تصرخين يا فهيمة وكأنهم سيسمعونكِ ويأتون لإنقاذكِ من براثن الوحش ؟؟؟
كوثر(تضرب في الباب وتصرخ):- هييي أخرجوووونا من هنا نحن محتجزوووون يا ناااااس يا عااااالم هل تسمعونناااا ؟؟؟؟
زياد(هز رأسه بدون فائدة وارتمى على الكرسي وأخذ يتفرج عليها):- ستتعبين نفسكِ فقط .. للأسف نسي صديقي الغبي أن يمدني بمفتاح الصالة ما يعني يا آنستي أننا سنظل هنا حتى الصباح
كوثر(فزعت بعينيها ونظرت إليه بهلع وهي ترفض الفكرة):- حتى الصباح هل جننت ؟؟ سيقلق علي والدي ألا تفهم ذلك ألا تقدر حجم المصيبة التي نحن فيها يا رجل أففف … ؟؟؟
زياد(مسح على جبينه):- منذ ساعتين وأنتِ على ذات المنوال يعني متى ستكفين عن التذمر وترضين بالأمر الواقع ؟؟
كوثر(بعصبية):- الآن أنا متذمرة بنظرك هااااه لربما كنت تنتظر مني أن أرتمي بين أحضانك فرحا بهذه الخلوة صحيح ؟؟؟ يا سيد بسببك أنا محتجزة في صالة رياضية نتنة بدون أكل ولا شرب معك هناااااااا وحيدةةةة
زياد(نظر لحقيبتها المفتوحة وضحك كمن وجد كنزا):- يوجد هناك حلويات لذيذة والماء أيضا موجود يعني وكأننا برحلة استجمام ما رأيكِ ؟
كوثر(اقتربت منه بعصبية وهي تشير له بيدها):- أرى أنك مستمتع بوضعنا ؟؟؟ ما ربما كنت أنت من خطط ودبَّر لكل هذا طبعااااا أنت تنوي الاستفراد بي في مكان كهذاااا اسمعني إن اقتربت مني خطوة واحدة سوف أفقع مرارتك و
زياد(استقام بنرفزة وتقدم إليها حتى اختل توازنها):- كفى هراء !! لا تكوني بهذا الغباء فكري قليلا فيما تتفوهين به... لقد كنت قاصدا بيتكِ من البداية وحين علمت بغياب والدكِ لم أستطع المكوث ورجل البيت ليس موجودا به ففكرت في حل وكانت هذه الصالة هي أنسب مكان ، ألا ترين أنني أيضا معكِ بهذا الموقف فمن تظنين نفسكِ حتى تلقي بهذا الكلام الخبيث في حقي؟؟؟ الآن بتُّ أخطط وأدبر من أجل ماذا هل تعتقدين نفسكِ حاكمة العالم مثلا أو أن الكون كله يدور من حولكِ أنتِ فقط … استيقظي رجاء فأنا أكثر منكِ تذمرا ورفضا لبقائي معكِ في مكان واحد وتعلمين ماذا أنا من ينتظر بلهفة متى أغادره صدقيني …
كوثر(اهتزت كليا برعشة برد من كلامه الصادم والجارح وسرعان ما تكومت الدموع بعينها وهي تتراجع خلفيا):- … أنت تتت
تركته وهربت من أمامه واتجهت صوب الحمامات هناك واحتجزت نفسها في حمام معين وأخذت تبكي وتنوح بعد كل الذي سمعته منه شعرت وكأنه خدش شعورها بكلماته القاسية التي لا يدري حتى كيف تفوه بها من شدة حنقه لم يتوقع أن تتهمه بذلك الباطل ، هو خائف عليها ويفكر في حل بروية وليس مثلها قد فضحت المكان بتذمرها … زفر بعمق وهو يمسح على فمه ما كان يجب عليه أن ينفجر بتلك الطريقة بوجهها ها قد جرحها الآن ، لعن نفسه حين فكر بصالة صديقه الرياضية كحل بديل من أجل العمل وشتم عقله الذي شوشته تلك الهلالية فبسببها نسي هاتفه بالسيارة وهاتفها لسوء الحظ قد نفذ شحنه ، تنهد بتعب وأخذ يبحث في مكتب صديقه لعله يجد شيئا يساعده على الاتصال به كي يأتي ويرحمهم من هذا الموقف … لقد مرت عدة ساعات وهما على ذلك النحو ما يعني أنها حتما جائعة أسقط رأسه بين رجليه بتعب واستقام مجددا بعد أن فشل في الوصول لشيء يُمَكنهم من الخروج من ذاك المأزق .. سحب رجليه بتباطئ وهو يتوجه نحو الحمامات فولجها وسعل باحترام كي تعلم بوجوده ..
زياد(سمع شهيقها من حمام معين ووقف مقابله واطمئن أنها لا تزال على قيد الحياة):- كوثر أنا آسف انفجرت بوجهكِ قبل قليل لكن كلامكِ كان جارحا بحق …أعتذر لأنني وضعتكِ بهذا الموقف هذا كله خطئي
كوثر(تمسح دموعها بكمها):- ابتعد عني يا زياد وهبي أنا أكرهك
زياد(عقد حاجبيه وانتفض من محله وهو مطأطأ رأسه):- هل تعلمين أن البكاء في الحمامات يستحضر الأشباح ؟؟؟
كوثر(لم تمضي لحظة واحدة إلا وفتحت باب الحمام وهي تهرب منه وتصرخ حتى اصطدمت بصدره وكادت أن تسقط لولا أنه أمسكها بين يديه بإحكام):- هئئئئئئ
زياد(وهو يعقد حاجبيه نظر لوجهها الذي غطاه شعرها الأشقر الجميل):- الآن أنتِ التي تتحرشين بي ألا تلاحظين معي أنكِ أنتِ من تدبر أمر الاختطاف هذا ههه
كوثر(عضت شفتيها وابتعدت عنه وهي تعدل من نفسها):- لقد اصطدمت بك ثم أنت من تقف في طريقي كتمثال حجري ..
زياد(رفع حاجبه الأيسر بابتسامة):- صدقا أنتِ كارثة
كوثر(فزعت بعينيها وهي لا تصدق قوله):- إسمع بقائنا هنا لا يعني أن تهينني مفهوووم
زياد(اقترب منها رويدا رويدا وهي تتراجع للخلف):- يعني ماذا ستفعلين إن قمت بذلك هل ستصرخين من سيسمعكِ هل ستبكين من سيرحمكِ يعني أنا وأنتِ هنا والشيطان ثالثنا وأفكاري الجائعة تتربع على عرش المشهد بأكمله ووو … بووووووووووم
كوثر(صرخت وهي تقفز في محلها كمن شاهدت فأرا):- اهئ اهئ
زياد(أمسك على بطنه من شدة الضحك عليها):- ههههه أنتِ كارثة ونكتة في آن الوقت ههه حقا أنتِ مدللة صغيرة هههه هههه
كوثر(دفنت وجهها بين يديها):- اهئ أين أنت يا أبي ؟؟؟ اهئئئ
زياد(أشفق عليها واقترب منها):- طيب لا تبكي كنت أمزح معكِ فقط همم
كوثر(بحنق):- لقد أفزعتني ألم تسمع نفسك بما تفوهت ؟؟؟
زياد:- ههه كانت مجرد مزحة
كوثر(من بين دموعها بدلال):- تلك المجرد مزحة قد أرعبتني
زياد(ربت على رأسها بلطف):- طيب آسف
كوثر(رفعت عينيها إليه بغبن):- أنااااا خائفة
زياد(رف قلبه لها واقترب منها بلطف):- لا تخافي أنا معكِ هنااا ولن أسمح لكروه أن يصيبكِ يا كوثر صدقيني
كوثر(تنهدت بعمق وهي تسمع صوت بطنها):-هممم وجائعة
زياد(هز رأسه بدون فائدة فيها بعد أن أبعد يده وأشار لها):- طيب تعالي لتتناولي حلوياتكِ صراحة منظرها يفتح النفس في هذا الليل البارد .. أنا سأبحث عن رداء ما فقد اشتد البرد ولا أدري صراحة إلى متى سنبقى هنا
كوثر(مطت شفتيها وهي تسير بجنبه):- لقد تماديت في ردة فعلي وهلعي أنا آسفة أيضا
زياد(رفع حاجبيه بتعجب):- الله الله كوثر الهلالي تعتذر هل سمعتم ؟؟؟ هذا الاعتذار يجب أن يوثق عند الكاتب العدلي فنحن لا نحصل عليه كل يوم ههه
كوثر(بعصبية سبقته للمكتب):- لن تأكل شيئا من حلواي مت جوعا همممم
زياد(حرك رأسه من تصرفاتها الطفولية آه لو تدري فقط):- لا عليكِ المهم أن تكوني بخير
كوثر(محذرة):- لن ترشيني بكلامك المنمق هذا هممم …
ابتسم حين استطاع إعادة المرح لها ولو قليلا وأخذ يبحث عن شيء يفيد للحد من برودة المكان فوجد عدة أغطية خاصة بالتدريبات وأتاها بها وجدها قد فتحت علبة الحلويات وتنتظره وكم كان منظرها جميلا ، تقدم إليها ومد لها غطاءين لتفترش أحدهما فوق الكنبة وتضع الثاني عليها وجلس هو مقابلها على الكرسي ..
كوثر(أمسكت العلبة وأعطته قطعة):- هذه القطع كانت لك بالأساس تفضل
زياد(رمش بعينيه):- تعلمين أنني لن أقاوم ..
ربما كان ذلك الموقف بداية جيدة لصداقة فقد وجدت فيه رفيقا جيدا بحيث جعلها تنسى مأزقهما بحكاياته التي شملت رعونة الصغر ومغامراته أثناء سفره مع رفاقه حتى أنه شاركها بعضا من أسراره كحياته الشخصية وكيف ترعرع وكيف أسس نفسه بنفسه بعد أن ولج عالم الهندسة .. إلخ ، وجدت في حكاياته شيئا مسليا جعلها تتطلع للمزيد فقد كانت تجلس بأريحية على الكنبة مستلقية عليها ويدها تحت خدها وتنظر إليه وتتابع كل حرف ينطق به لوهلة أخذت تتأمل في تقاسيم وجهه وتفاصيله التي لم يسبق لها أن لمحتها والتي اكتشفتها تلك اللحظة فهي لم تتوقع أن تكتشف كل هذا به حتما ما يظهره يختلف تماما عما تراه الآن ، أخذت تصغي إليه باهتمام لكن سلطان النوم كان أشد قوة فقد غفت بتلقائية وهي على ذلك الوضع ونامت ، ابتسم من منظرها واستقام من محله وقام بتعديل الغطاء وهو يتأمل شكلها الطفولي ، أبعد خصلة من شعرها ووضعها جانبا خلف أذنها برقة شديدة وعاد لمحله بعد أن رفع عليه الرداء الآخر واتخذ وجه كوثر الجميل مزارا لعينيه فهي إن استيقظت ستجعله يندم ليوم الدين على بحلقته فيها هههه ^^ …
مضت أزيد من ساعتين على موقفهما ذاك فقد تفحص كل المجلات الرياضية الموجودة بمكتب صديقه ومع ذلك شعر بالقلق من ردة فعل والد كوثر وأخذ يفكر كيف سيشرح له أنهما قد احتجزا في قاعة رياضية وقد نسي صاحبها أن يمدهم بالمفتاح من أجل الخروج ، مسح على وجهه كي يبقى يقظا وتمنى لو وجد قهوة تساعده قليلا على البقاء يقظا من أجل حماية تلك المجنونة المتناقضة مع نفسها ، وهو في خضم تساؤلاته وأفكاره سمع صوتا غريبا فانتفض من محله وعيناه مفزوعة عليها وأمسك بأباجورة بساق حديدي وخرج منسحبا من المكتب ليستكشف المكان ، ابتلع ريقه وهو يحوم بعينيه بحثا عن مصدر الصوت الذي سيبرحه ضربا إن اتضح أنه سارق لكن فجأة ظهر صديقه من جنح الظلام
جلال:- أووووهوو مهلا مهلا لقد أخفتني يا زياد
زياد(بعصبية):- ما هذا الموقف الذي وضعتني فيه يا جلال كيف نسيت أن تمدني بالمفتاح لقد احتجزنا هنا لساعات طوووويلة
جلال(هز يديه بأسف):- والله نسيت وتذكرت ذلك حين عدت لبيتي ووجدت المفاتيح بجيبي اغفر لي زلتي يا صديقي ثم أين زميلتك في العمل ؟؟
زياد(أشار له بيده):- هي بالمكتب تت سأذهب لأوقظها من أجل الرحيل
جلال(بمودة ربت على كتفه):- أجد أن زلتي قد نفعت هاااه ؟؟
زياد(رمقه بشر):- لا تجعلني أفرغ فيك مكنوناتي الرياضية يا جلال هممم
انسحب من أمامه وقلبه يهفو إليها وجدها على وضعها نائمة في سلام ، جمع أغراضها بالحقيبة واقترب منها ببطء كم كانت ناعمة ، هز بلطف كتفها فتململت وهي تتمتم بكلام النوم
زياد:- كوثر .. كوثر استيقظي سوف نذهب
كوثر(فتحت عينيها بتثاقل ومسحتهما بكسل وطاوعت حركته):- هممم هل سنذهب ؟
زياد(أزال الغطاء عنها وساعدها على الوقوف):- أجل لقد حضر جلال وسأقلكِ لبيتكِ الآن
كوثر(بوهن في أطرافها لا تزال مغمضة عينيها):- هل سنذهب ؟؟
زياد(ابتسم من حالتها الشاردة الطفولية وأمسكها بقوة):- دعينا نذهب
كوثر(بتثاقل حاولت فتح عينيها ولم تستطع فهوت بجسمها في حضنه وتوسدت صدره بأريحية):- دعني .. أناااااام
انتفض جسمه بالكامل من حركتها المفاجئة تلك هي بحضنه الآن .. ببساطة كوثر الهلالي الفيروس المميت له بين أحضانه ، أغمض عينيه وقد تسلل عطرها إليه وجعله يتأوه من روعته وأسره الذي سلبه لب عقله ، فتح عينيه من جديد بتثاقل وهو يصارع مشاعره لم يستطع شيئا سوى أن يضع الرداء عليها ويرفعها بين ذراعيه ويصطحبها بنفسه لسيارته وقد ساعده جلال بعد أن فتح له الباب وأحضر له حقيبتها وأغراضهما أيضا وقام بتوديعه …
زياد(نظر إليها من محله وهي متدثرة بالغطاء):- ما أروعكِ وأنتِ عاقلة !!

في نفس الليلة كان وائل بغرفة مكتبه منهمك في مراجعة بعض القضايا التي تترتب عليه صبيحة اليوم التالي وفي خضم عمله تذكر شيئا مهما
وائل(جحظ بعينيه):- يا الله كيف نسيت ذلك ؟؟ افف ما كان يجب أن يتوه هذا الأمر عن بالي فالأصول أصووول افف كيف سأتدارك الأمر الآن لقد تأخر الوقت تت وجدتها لن تساعدني سوى الست إحسان أين رقمها أين رقمها هاااه وجدته …
إحسان(بعد مدة):- واااائل الحمدلله الذي جعلني أسمع صوتك ما هذه الغيبة يا عزيزي ؟؟
وائل:- عذرا منكِ ست إحسان والله مشاغل لا ترحم المهم طمنيني على أحوالك كيف أنتِ وكيف العمل؟
إحسان:- كالعادة لا جديد يذكر ولو كنت زرتني من فترة كنت اطمأننت علي أكثر
وائل(حك رأسه):- طيب ما رأيكِ لو زرتكِ غدا صباحا هل يناسبكِ ذلك ؟
إحسان:- امم أشم رائحة هدايا هنا صحيح ؟؟
وائل:- نوعا ما وأحتاجها على وجه السرعة هل هناك مجال أن أعطيكِ معاييرها لتكون جاهزة غدا صباحا ؟
إحسان:- والله ذلك على حسب الطلب يا بني
وائل(بفرحة):- تمام سأخبركِ بذلك وأتمنى أن تساعديني
إحسان(بمودة):- عيوني لك يا ابن صديقتي الغالية
وائل(بحسرة):- رحمها الله …
بعد أن أعطى مواصفات طلبه لصديقة أمه السيدة إحسان والتي كانت خبيرة مجوهرات تمتلك محلا فخما له اسمه بسوق الحلي والذهب .. عاد مجددا لينهمك في عمله حتى فاجأه دخوله عليه بحالة سكر تامة …
وائل(انتفض من محله):- شهاااااااااب … ما بك يا رجل ما هذه الحال ؟
شهاب(ثمل تماما):- واااائل هههه آه يا ابن عمي لا أدري حتى كيف وصلت إلى هنا سليما ههه دعني أجلس لما تدور بي هكذا ؟؟
نزار(خلفه يربع يديه بامتعاض):- فتحت الباب ووجدته على ذا الحال استلم الآن
وائل(هز له رأسه):- طيب يا عمي نزار يمكنك الذهاب الآن … وأنت أخبرني ما الذي أوصلك لهذه الحال ثم أين اختفيت منذ البارحة ؟؟؟
شهاب(جلس بتثاقل على الكرسي):- ههههه ههه أين كنت البارحة ألا تعلم ؟؟؟ لقد كنت منقذا تحولت إلى شهابمان ههههه هههه جميل هذا الإسم يليق بي حقا سأضعه لقبا لي على الفايسبوك ههه شهابمان ههه
وائل(جلس مقابله بريبة):- كف عن مراهقتك هذه وكلمني بجدية أين كنت ؟؟
شهاب(سحب ضحكته التي تحولت لألم يعتصر قلبه):- آآآه على أين كنت ههه لقد رمت بي الأقدار مجددا في طريق لا رجعة منه ..
وائل(بعدم فهم):- هفف تكلم يا شهااااب ولا تتعبني معك
شهاب(بشرود يفكر في جنيته الحمراء):- آه يا وائل أخوك يحترق من كل جانب لا أعلم ماذا علي أن أفعل وكيف أبعدها عن تفكيري … لقد زرعت في عقلي سوسا ينخر في جوانبه لكي تظل ببالي كل لحظة
وائل(بوجع استقام وهو يمسح على فكه ألهذه الدرجة تحبها):- الأمر يحتاج لوقت يا شهاب
شهاب:- أجل أحتاج لوقت كي أستطيع ترتيب أفكاري فتلك المرأة تلقي بسحرها الفاتن علي وتجعلني أسيرها في لقاء واحد فما بالك بليلة كاملة تحت ناظري ههه
وائل(ابتلع ريقه وهو يتألم ببؤس):- يعني .. أجد أن هذا ليس سببا لكي تعود إلي بهذه الحال ثم لا أرى شيئا منطقيا يفسر ما أنت عليه
شهاب(مسح على رأسه بتعب):- أنت لا تفهمني فأنا حين أراها أشعر بأنها تجرفني نحوها بشكل غريب وكأنها مغناطيس … لن أستغرب إن جننت وفقدت عقلي بسببها
وائل(لم يستطع التحمل أكثر قد ضاق صدره وازدادت خفقات قلبه وجعا هو يتكلم عنها أمامه بأريحية مطلقة):- يمكنك الارتياح بغرفة الضيوف ليس ضروريا أن تغادر لبيتك الآن يعني سنكمل حديثنا غدا بعد أن تصحو من حالة الثمالة التي أنت فيها
شهاب(مد له يده):- ساعدني على النهوض حقا أحتاج لحمام ساخن ينتشلني من تأثيرها افف اففف لما يحدث لي ذلك ؟؟؟
وائل(والله يا ابن عمي أنا أيضا أسأل نفسي ذات السؤال ألف مرة في اليوم):- إذهب يا شهاب
شهاب:- أنا متأكد أنها تكن لي مشاعر عميقة ولا تستطيع الفكاك مني لكن مشاعري أناااا متضاربة ما بين صح وخطأ فكل ما أفكر به حين تكون أمامي محصور في شفتيها أرغب بالتهامهما لعلها تنصهر كليا بين ذراعاي و
وائل(انقض عليه وأمسكه من ياقة قميصه بعصبية هدر فيه):- إخرسسسسسس ألا تخجل من نفسك كيف تتكلم عنها بهذه الطريقة هااااه ؟؟؟
شهاب(متفاجئ من ردة فعله):- ما بالك يا صاح ؟؟
وائل(تمالك أعصابه ومسح على ياقة شهاب وهو يتراجع خلفيا ماذا يحدث لي ؟؟؟):- دعني الآن رجاااء لو سمحت ..
شهاب(شعر بدوار وأشار له بيده بدون مبالاة):- تبا لك نزعت مزاجي أنا ذاهب لأنام تصبح على خير .. (أخذ يدندن) هممم رررا
وائل(بصوت خافت يلهث وهو يفك أزرار قميصه العلوي):- آه منكِ يا امرأة أوقدتِ الأشواق في غاباتِ فؤادي …ما بك يا وائل اهدأ يا رجل اهدأ ميرنا لشهاب وشهاب لميرنا ونقطة انتهى .. أسمعت تت يا الله هفففففف هفف لو لم تكن ابن عمي لما كنت سمحت لك حتما كنت لأحارب من أجلها وسأحارب فقط حين أستشعر أن مشاعرها نحوك قد تلاشت وقتها ستسامحني على ما قد أفعله .. فميرنا تخصني أنااا قبلك….
مسح على فمه وهو متوتر بشكل قهره داخليا وهذا ما جعله يلعن حظه العثر الذي لاقاه بها بعد فوات الأوان .. أما شهاب فما إن ولج الغرفة واتكأ على بابها راح يفكر في لخبطة المشاعر التي يعيشها فميرا تستفز أدق أحاسيسه وتستخرج أسوأ ما فيه إضافة لمكنوناته الدفينة التي صقلها مع الزمن وأجاد كبتها .. بالمعنى الإجمالي عندما يكون معها يكون شخصا شفافا لا يحتاج ليخفي أو يتصنع ما يعتريه أمامها زائد رغبته فيها التي لا تبرز إلا بحضورها وهذا شيء آخر استغربه عندما قام بمقارنة ذلك بميرنا التي لا يشعر معها بنفس اللهفة أو الشغف بل يشعر بالكمال ويحس وكأنها تكمله وأنها قادرة على تصحيح ما هو معوج به دون عناء .. في خضم هذا وذاك شهاب بالمنتصف وعليه أن يحسم أموره .. قرر بدون تراجع أن يقصي ميرا من تفكيره فميرنا تأخذ الحيز الأكبر ولذلك أمسك هاتفه كي يثبت لنفسه ولتضارب أهوائه أن عقله على حق ..
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تطالع الرقم المتصل بها في غمرة ذلك الليل):- نعم ..
شهاب(بدون وعي):- أحبكِ تعلمين ذلك ميرناااااا ؟؟
ميرنا(مسحت على شعرها بتعب):- هل أنت ثمل ؟؟
شهاب(مستلق على السرير بملابسه بحذائه بحالته كليا):- أخبريني أنكِ تحبينني يا ميرنااا اجعليني سعيدا انتشليني من وكر الضياع الذي يجرفني معه نحو القااااع
ميرنا(رفعت حاجبها):- أنا لا أتحدث مع السِّكيرين أمثالك فور استيقاظك من حالتك تلك يمكننا التحدث جديا في هذا الوضع
شهاب:- يوووه ستؤجلين مثل وائل كله حتى صباح الغد لما لا يسمعني أحد فيكم هاااه ؟ تبا نامي يا ميرنا نامي .. تتت
ميرنا(أقفل الخط بوجهها):- هئئئئ ما به هذا المجنوووون ؟؟
زفرت بعمق وهي تدور بجوانب غرفتها وأمسكت هاتفها مجددا لتلعن اليوم الذي التقت به فيه لكن وجدت هاتفه خارج التغطية لقد أقفله الحقير ، بتوتر طقطقت رقما آخر وأخذت تنتظر
ميرنا(قبل أن تنجرف استرسلت):- مرحبا أ.. لقد اتصلت بشأن شهاب لقد اتصل بي الآن وهو في حالة سكر تامة لم أفهم منه شيئا …
وائل(أكملي معاناتي أنتِ أيضا):- أعتذر يا ميرنا بخصوص الحالة التي هو عليها حقا لا أدري ماذا حل به هذا المساء لكن لا تقلقي سوف أسيطر على الأمر
ميرنا(جلست بوهن حين اكتشفت أن صوته حنون جدااا على الهاتف):- وائل …
وائل(منذ متى تخلينا عن الألقاب حتما لا أعرف):- نعم ؟
ميرنا(لا يوجد ما أخبرك به لأنني أساسا لا أعرف كيف أسميه لك فأنت لن تفهمني بالمرة آآآه ياربي):- أظن أنني أزعجتك في هذا الوقت المتأخر صحيح .. اعذرني ففور اتصال شهاب قلقت ولم أعرف ماذا علي أن أفعل
وائل(هز رأسه وهو يخط بإصبعه حافة المكتب ، طبيعي أن تَقلقي عليه لكن أليس حراما أن تُقلقِي سيرَ قلبي أنا ؟؟):- لا تقلقي شهاب ببيتي الآن ..
ميرنا(زفرت بعمق):- طيب جميل جدااا … أقصد من الجدير أن يكون بقرب أحد ليهتم به وهو في هذه الحال لأنني أعرف جيدا أنه حين يكون ثملا يعني يقوم بأشياء لا منطقية تت عموما أشكرك تصبح على خير
وائل(بدون حرف أقفل الهاتف):- تقول لي أناااا جميل جدااا أنك ترعااااه هاااه وكأنها تستعبدني كي أقوم بخدمة نبضهااا تتت من الواضح أنني إن بقيت على هذا المنوال سأموت والمصيبة أنني لا أقوى على النطق بوجعي لأي أحد لكن مهلا هناك شخص واحد بإمكانه أن يصغي لي دون أن يعتقد بأني قد جننت حقاااا آآآآه ..
نادر(خرج من البوابة الخاصة بالربان وأخذ يومئ برأسه وهو يستقبل تحية العاملين والعاملات هناك وبأذنه الهاتف):- من حسن حظك أن رحلتي قد انتهت للتو لو اتصلت قبل ذلك ما كنت ستسمع صوتي ههه
وائل(باشتياق عميق لحبيب قلبه نادر):- يعني ألا تستطيع تحويل مسار رحلاتك إلى هنا مثلا متى ستزورنا يا نادر لقد اشتقت لك كثيرا ؟
نادر(ببسمة):- يا روحي يا وائل وأنا بدوري أفتقدك لكن جنحة سرقة طائرة بها بركابها يعاقب عليها القانون هههه إنما أحمل لك بشارة كنت سأخبرك عنها مطلع الشهر المقبل لكن بما أنك سبقتني فاسمعني إذن
وائل(بشعور دافئ):- هممم لا تقل لي أنك عائد يا صاحبي ؟
نادر(بشوق عارم لصديقه الحميم):- سأنزل مطلع هذا الشهر في إجازة مؤقتة ما يعني أنني سأرتب أموري لأنتقل للعمل ببلدي الحبيب وأستقر ببلدي الحبيب وأكون بقرب صديقي الحبيب يكفينا غربة
وائل(بحماس وراحة):- ياااه يا فخري بك يا رُباني الوسيم كان هذا أسعد خبر سمعته للتو ستجدني بانتظارك بفارغ الصبر يا أحلى صديق
نادر(بمودة):- هيا هيا ابحث لي عن عروووس فاتنة فلقد تعبت عيناي من رؤية المظيفات اللاتي أرقبهن ليل نهار هههه
وائل(هز رأسه بدون فائدة فيه):- ههه فقط تعال وسنتناقش بخصوص هذا الأمر هه
نادر(باشتياق عارم):- جهز لي أكلاتي المفضلة وأخبر نزارك أن يبدأ تحضيراته كلها أسابيع وتجدني بجانبك يا رفيق دربي
وائل(قرر أن يؤجل إخباره بمواجعه حتى يراه وجها لوجهه):- لترافقك السلامة يا صديقي العزيز ولا تهتم سأحضر لك كل ما تتمنى …
نادر:- بالمناسبة هديل بخير لقد مررت بها أثناء سفرتي الأسبوع المنصرم وقد تدبرت أمر سكنها بالحي الجامعي كما طلبت مني
وائل(مسح على جبينه):- لا أدري ما بالها لقد رفضت المكوث بالشقة المخصصة لها لكن طالما هي مرتاحة مع زميلاتها فلا بأس
نادر:- لقد صارحتني يا وائل إنها تخشى البقاء لوحدها في شقة طويلة عريضة اقترحت عليها أن تأتي بعدة صديقات تثق بهن وتفتح لهن باب بيتها لكن هي ليس لها صديقات مقربات وهذا ما جعلها تخشى دعوة أيهن
وائل:- تلك هي أختي الذكية هذا ما يلزم وإن استطاعت ربط صداقة متينة مع إحداهن فأكيد ستعود إليها رفقتها ، أنا أدعها على سجيتها لا أحب تقييدها بشيء فمنذ وفاة والدتي قد أصبحت هشة من الداخل أقل شيء قد يبكيها ..
نادر(بأسى):- ستكون بخير مع مرور الوقت
وائل(تأوه ألما على أخته):- أرجو ذلك حقا يا صديقي ..
ارتاح كثيرا عندما خاطب نادر صديق عمره فهو الوحيد الذي يكون برفقته شفافا ولا يحتاج لإخفاء حقيقته عنه ، وهو الآن يتطلع للقائه قريبا ليفضي له بسره الذي يتعبه ويثقل كاهله ،شعر بارتياح بعد ذلك الاتصال وعليه عاد ليتمم ما تبقى له من أعمال وزائرة ليله تشاركه السهرة ، حتى هي كانت تفكر به بل وتتحدث عنه بعد أن اتخذته أسرتها موضوع السهرة الرئيسي وكانت ميرنا تستمع لمديحهن عنه وإعجابهن به وبشهامته وجنتلمانتيه ، كانت تعلم أنها لن تسلم من انتقاداتهن خصوصا نور ومرام ونهال بالمعنى الكلي وضعنها بالنصف وانضمت لهن عفاف للمرح بعد أن نام أيهم بغرفتها وكذا دينا ، أما عواطف ومديحة فكن بغرفهن نائمات بعد تعب دام طوال ذلك اليوم حالهن كحال نبيلة التي تركت السهرة منذ المغرب ههه حال العجائز باختصار ، أما هذه فقد كانت مستلقية على سريرها تبكي بعد أن سمعت بولادة رنيم وقدوم رأفت هرعا إليها ومصالحتهما معا اشتدت أزمتها وخيبة آمالها وتراكم عليها كل ذلك وجعلها تتمنى لو كانت حتى هي محل رنيم واحتفى زوجها بها وبابنها لكن هيهات أن يحدث ذلك ، مسحت دمعها فجرحها بسبب حسام لن يندمل حتى لو اتخذت الأمور شكلها الصحيح …

في صباح اليوم التالي
إياد(دخل بباقة ورد):- مرحبااااااا عمو إياد هنااااااااااا … رنيم مبرووووك عزيزتي ألف مبروووك وتتربى فعزك إن شاء الله
ميرنا(رمقته بنظرة متأففة):- همممم
رنيم(رحبت به بحفاوة):- الله يبارك فيك يا إياد تعال هاهي عروسك أنظر ما أجملها ستنتظرها حتى تكبر هههه
إياد(رفع حاجبه بصدمة):- يا إلهي أمامي مشوار طويل
نور(وضعت يدها على جنبها):- وهل ستجد أفضل من سلالة آل الراجي حتى تتزوجها صدقني من لم يتزوج من بناتنا فقد متعة الحياة ههه
إياد(قدم الورد لعواطف التي وضعته بالإناء هناك):- واووو أنظرو من يمدح فيهن كبيرتهن الله الله هههه … حقا سعدت بهذا الخبر ليباركلك الله فيها أختي رنيم
رنيم(بابتسامة ود):- عقبالك يا إيااااد
إياد(يمشي خلفيا حتى اصطدم بميرنا عمدا):- آمييييييين … أوه لم أركِ
ميرنا(صغرت عينيها فيه):- ولد … ستخبرني الآن أين غطست يوم أمس ؟
إياد(دفعها لكتفها):- أنا أم أنتِ همممم سنتحاسب يا ميرنا ؟؟
وجدان(دفعت الباب ودخلت بكل عنفوان):- مرحبااا
نور(شعرت بلسانها قد زغرد بحماس بداخلها فور رؤيتها):- أحم …
عواطف:- أهلا وسهلا سيدة وجدان مبارك علينا الصغيرة
وجدان(بابتسامة مزيفة):- الله يبارك فيكِ سيدة عواطف .. رنيم تهانينا الحارة
رنيم(ابتلعت ريقها ونظرت إليها):- شكرا حماتي
حاتم(دلف بعدها وهو يحمل بين يديه بالونات ملونة وهدايا):- يا الله أخيرا أتت حفيدتي الجميلة مبروووك عليكِ يا ابنتي ..
رنيم(بحب):- الله يبارك فيك يا عمي .. نور عفوا منكِ أمسكي منه الأغراض كي يحمل حفيدته
نور(أمسكتهم منه بمودة):- أهلا سيد حاتم عساك بخير ؟
حاتم:- أهلا يا نور أنا بخير الحمدلله لكني عاتب عليكِ لما لم تزوريني بالشركة على أساس أصبحنا أصدقاااء ؟؟
نور:- مشاغل والله …
وجدان(بكره حولت عينيها تقدمت نحو رنيم):- دعيني أرى الصغيرة
رنيم(بخوف منها):- أ.. تفضلي
حاتم(سبقها):- جدها أولا ..
رنيم(بارتياح أعطتها له بينما وجدان وضعت يدها على خصرها):- خذ يا عمي سمي الله
حاتم(أمسك الصغيرة بين يديه):- بسم الله الله أكبر ما شاء الله … أهلا بكِ يا سجى الحمداني
وجدان:- لا أعلم ما به اسم نجمة على الأقل سيخلد ذكرى أمي رحمها الله
نور(همهمت بسخرية):- واسم سجى ينتمي أيضا للفضاء الكوني يعني كلهم في إطار الطبيعة
وجدان(تمقت نور):- نجمة أحسن
نور(بتحدي):- بل سجى
ميرنا(نظرت لرنيم التي امتقع وجهها):- طالما ولدت بصحة وعافية فهذا جل ما علينا التفكير به وشكر الله عليه …
رنيم:- الحمدلله والشكر له على ذلك
وجدان(تلاعبت بلسانها وهي تنظر لتحدي نور):- اممم حاتم وكأن رأفت تأخر هو ونورهان
رنيم(بتلقائية انتفضت):- نورهااان ؟؟
وجدان(بمكر):- أهاااه نورهان لقد أصر على إحضارها معه هذا الصباح لزيارتك
حاتم(قبل جبين سجى وأعطاها لأمها):- وهدى ومازن أيضا في طريقهما إليكِ
وجدان(بتأفف):- عموما سأخرج لأطمئن عليهم وأعود
حاتم(زفر بعمق إذ يلزمه لجم لسان زوجته وتبعها):- عائدان بعد قليل …
نور(تقلدها بعد خروجها):- أهاااه لقد أصر على إحضارها تنتنتن بئسا لك كم هي خبيثة
عواطف(عضت لها شفتها لتصمت)- يا الله اصمتي يا نور احترمي أختكِ
نور(نظرت لرنيم التي اختفت بسمتها):- هففف أوك طيب سأخرس لن أزعج نفسي بسيرة جنابها المحترم ..
مديحة(بقلة حيلة):- جيد يا ابنتي
إياد(نظر لميرنا التي كانت تتأفف بجانبه وجذب ذراعها):- تعالي ..
ميرنا(خرجت معه إلى الرواق وهي تكتف يديها):- همممم
إياد:- ما بكِ يا فتاة ماذا حدث ألستِ أنتِ من غادرتِ النادي حتى دون أن تنتظريني ؟؟؟
ميرنا:- أ.. لقد اضطررت للمغادرة شعرت بالضجر فحضرتك فور وصولنا انطلقت في رحلة برية على الأحصنة رفقة رقية وتركتني وحدي
إياد(فتح عينيه على وسعهما):- وكأنني تركت طفلة صغيرة ورائي ثم كنتِ على انسجام تام مع السيد وائل فقلت أن بينكما أحاديث عمل ما أدراني أنااا
ميرنا(رفعت حاجبها):- طيب فهمنا ماذا تقول على المساااء هاااه لما لم تتصل حتى ؟
إياد:- لقد توجهت مباشرة للمعرض يا ميرنا تعلمين أنه لا يزال عندي عمل كثير وحضرتكم احتكرتموني يوم أمس أمكِ من جهة حضرتكِ من جهة وأضيفي رقية من جهة أخرى
ميرنا(نظرت إلى عمق عينيه):- لا تنزعج مني والله لا أعلم لما حتى أحاسبك لكنني حانقة على الجميع أعصابي جدا متعبة
إياد:- لا بأس أعلم أنها نوبة جنون كالعادة المهم علينا التوجه للجريدة بعد قليل
ميرنا(رفعت رأسها للسماء بتعب):- آآآآخ لو أهرب بعيدا إلى دنيا لا يوجد فيها سواي
إياد(حرك لها حاجبيه بمزاح):- وماذا عني أنا أنا أنا ؟؟؟
كوثر(من خلفها تحمل علبة شوكولا):- وعني أنااااا هل ستتركينني هنا كاليتيمة ؟؟
ميرنا:- وأحضروا بالمرة وصال لما سندعها وحيدة هي الأخرى آه ياربي آه ..
كوثر:- ههه أين غرفة رنيم دعيني أبارك لها وأذهب لعملي أساسا لم آتي لرؤيتكِ فاطمئني
ميرنا(أشارت لها برأسها ناحية الغرفة):- هناك يا موزة
إياد(رن هاتفه):- أففف منكِ يا إيمان إنها تتعمد الاتصال في أوقات تت
ميرنا(غمزته):- والله لا زلت أخمن في الطريقة التي ستجعلها بها تعدل عن السفر
إياد(تنحنح وهو يهمس لها في أذنها برفق):- دعيها مفاجأة ههه
ميرنا(حركت له حاجبيها إعجابا):- شوقتني
إياد(تحرك ليبتعد):- سأعود فورااا ..
كتفت يديها وسحبت نفسا عميقا وهي تشعر بالخواء ، خواء ينخر فيها منذ عدة أيام لقد تغيرت كثيرا هذا ما زادها استغرابا وحيرة من حالتها التي انقلبت رأسا على عقب ، لقد اقتحمت مشاعر دخيلة خلوة قلبها الذي لم تعهده يوما بهذا الشكل ، قد أحبت قبلا شهاب أجل تقر أنها بادلته عدة مشاعر جميلة لكن مشاعرها مع وائل جامحة قوية ثائرة تزلزل وجدانها بالمجمل ودون تردد تجد نفسها تنغمس معه فوق غيمة حلم تجرفهما نحو اللامكان .. فقط معه من تستطيع أن تدعو الله أن يبعد عنها كل هذه التساؤلات ، في خضم تفكيرها زفرت أنفاسا عميقة وهي تفكر بذلك الشخص الذي استطاع خلال أيام بسيطة أن يزرع نفسه بأرضها ، عقدت حاجبيها وبنظرة تشكيك وإحساس بالاختناق والتوتر وكذا رعشة طفيفة بجسمها إضافة لخفقات قلبها التي اشتدت فور وصول عطره إليهااا .. أيعقل أنها باتت تتوهم عطره الآن ؟؟؟ التفتت يمينا وشمالا فهي دوما ما تجده أمامها يظهر لها من العدم في مثل هذه الأوقات لكن شتان ما بين الوهم والحقيقة .. حركت رجليها بتلقائية واتجهت صوب منعطف آخر لربما صدق حدسها لكن في اللحظة التي اختفت فيها من ذلك المكان ظهر هو من المنعطف الآخر بطقمه الأنيق بيده باقة ورد متوجه صوب الغرفة التي طرق بابها وبعد سماعه الإذن دخل إليها
وائل(بابتسامة):- السلام عليكم
عواطف(بمحبة تقدمت إليه):- أهلا أهلا بك يا بني تفضل …
مديحة(بمودة أيضا):- حللت أهلا يا ولدي وائل مرحبا بك
نور(صغرت عينيها وفي سرها):- امممم لما سيتكبد عناء الحضور ثانية ماذا يحدث ؟؟؟
وائل(قدم باقة الورد لمديحة):- عذرا لمجيئي هكذا دون سابق إنذار ولكن حين ذهابي يوم أمس تذكرت أنني لم أثمن الصغيرة ولو بهدية بسيطة فارتأيت أن أحضر لها شيئا انتقيه بنفسي وأتمنى منكم قبوله
مديحة:- يا الله يا بني لما ستتكبد عناء ذلك يكفي أنك ساعدتنا يوم أمس
رنيم(بحرج تبتسم):- فعلا سيد وائل خيرك سابق
وائل(أخرج من جيبه علبة صغيرة وردية):- ولو هذا من أجل الصغيرة يارب يعجبكم
نور(زفرت بعمق وتقدمت إليه لتمسكها):- أتعبت نفسك
وائل(بود ابتسم لها وهو يقرأ ملامحها الممتعضة جيدا):- تفضلي
نور(أمسكتها وفتحتها بتعفف لكن حين رؤيتها أعجبت بها):- واوووو ما أجمله
مديحة(أخذته من يدها):- يا الله إن ذوقك جميل
عواطف(رأتها أيضا):- لكن كلفت نفسك يا ولدي كيف سنرد جميلك الآن ؟؟
وائل:- هذا لا شيء أمام بسمة رقيقة من صغيرتنا سجى أرجو أن يروقكِ سيدة رنيم
مديحة(أعطته لرنيم التي اندهشت به):- خذي
رنيم(بفرح عامر):- يا إلهي إنه حقا يسلب العقووول لفتة جميلة منك .. ولن يلبسها إياه غيرك يمكنك وضعه بثيابها هنا ..
وائل(بحرج مسح على شعره):- هذا يشرفني حتمااا
أمسك وائل بالبروش الذهبي الذي كان يحمل اسم سجى فقط ولا شيء غير وفتح دبوسه وبرفق وضعه على ثيابها كوسام معلق على صدرها ، وقام بمداعبة خدها بإصبعه وابتعد من فوره وجال بعينيه ولم ينسى أن عطرها كان هناك بالغرفة
وائل(تراجع):- أ.. ألم تأتي الآنسة ميرنا ؟؟
نور(هذا ما قلته يا حبيبي):- بلى هي موجودة ولكنها خرجت مع إياد للردهة على الأغلب
وائل(سحب نفسا عميقا وتمالك ذاته):- تمام علي الذهاب الآن … مبارك لكم من جديد
رنيم:- شكرا أخي
مديحة:- كنت ابقى قليلا لنطلب لك قهوة ؟؟
وائل:- سنشربها لاحقا سيدتي ..
مديحة(أمسكت يده برفض):- أووه لا لا أنا أكره كلمة سيدتي ناديني بالخالة مديحة وتلك خالتك عواطف وأولئك أخواتك مثلهم مثل ميرنااا صحيح ؟؟
وائل(ميرنا أختي ؟؟؟؟؟؟ غير معقول):- أ… هه طبعا طبعا أتشرف
نور:- خالتي لا تمسكي الشاب ربما لديه عمل مهم عموما تشرفنا بك سيد وائل
وائل:- الشرف لي … فرصة سعيدة
رنيم(بمحبة):- رافقتك السلامة ..
كم حزن حين لم يرها هذا الصباح لكن مهلا يا وائل منذ متى تستهل صباحك بطلتها البهية ثم ماذا يحدث لك على أساس تطوي موضوعها مذ ليلة أمس مذ أن صرح ابن عمك عن غرامهما أمامك دون خجل (المسكين لا يعلم أن شهاب كان يقصد ميرا وليس ميرنا هههه سأصمت)، ماذا تبقى يا وائل لكي تتنحى جانبا كما يجب ربما يقين أجل أنا أنتظر يقينا منها أو إشارة يا إما تبعدني يا إما تعطيني الضوء الأخضر لأضع الأمور في نصابها كما يجب … غادر مطأطأ الرأس بخيبة لأنه لم يرها وحين انعطف من الممر السابق الذي انعطفت منه هي أتت ميرنا من المنعطف الذي اتخذه حين حضوره وولجت الغرفة من جديد ..
ميرنا(دخلت وهي تشتم في سرها):- اوووف أووف حتى هنا يوجد عطره ماذا يحدث لي ؟
نور(مغادرة بسرعة):- يلا يا جماعة أراكم لاحقا علي أن أحضر المشتريات الخاصة بحفلة صغيرتنا سجى … وداااعا
عواطف:- طيب يا ابنتي انتبهي لنفسك
مديحة(لمحت ميرنا قد دخلت بعد خروج نور):- يا الله للتو خرج ذلك الأنيق وسأل عنكِ ؟؟
ميرنا(رفعت حاجبها بعدم فهم):- ماذا تقولين ؟؟
مديحة(جلست بجانب رنيم وهي تداعب البروش):- أنظري ماذا أحضر لسجى
ميرنا:- ما بالكِ خالتي تتحدثين بالألغاز من أحضر لمن ومن سأل عني ؟؟؟
عواطف:- السيد وائل
ميرنا(فزعت عينيها بعدم تصديق يعني لم تكن تهذي الحمدلله لا زلت في كامل قواي العقلية):- أهاااه
رنيم(بفرحة):- أنظري ماذا أحضر كهدية لسجى بروش متألق ما أجمله إنه ذو ذوق رفيع ينم عن خلقه ورقيه صدقا أعجبت به
عواطف:- ههه أصمتي سيسمعكِ زوجكِ ونصبح في مشكلة
رنيم:- ماذا قلت يا ماما فعلا السيد وائل إنسان لطيف يحبب الناس فيه بجنتلمانيته الأنيقة ورقي تصرفاته يعني أقل شيء يمكننا قوله في حقه أنه شخص أصيل ويفهم في الأصول جيدا يعني لم نطالبه بهدية ولكنه تصرف بما يلزم يجب أن ندعوه لحفلة عقيقة سجى ما رأيكم؟
مديحة(بفرحة زغللت من عينيها):-والله فكرة حتى رأفت لن يمانع ..
رنيم:- ولوو هو أيضا ممتن له بسلامتنا
عواطف:- تمام … ميرنا ميرناا أين شردتِ ؟؟
ميرنا(بعينان تتراقصان فرحا):- لا شيء .. سوف أذهب أنا أيضا إياد ينتظرني
في المصعد
وائل(فور ولوجه قاطعته يد أنثوية تابعها حتى وجدها أمامه):- سيدة نور
نور(دلفت بجذعها داخل المصعد الذي أقفل فور ولوجها):- يجب أن نتحدث إن لم يكن لديك مانع سيد وائل
وائل(نظر إليها عميقا وببسمة):- تفضلي ..
نور(طقطقت بكبعها قليلا ثم التفتت إليه):- سأدخل في صلب الموضوع لأنني لا أحب اللف والدوران أنا أقول مباشرة ما يشغل تفكيري ..
وائل(هز رأسه بتأييد):- وهذا ما يناسبني أيضا
نور:- بالمختصر المفيد أنا أمقت ابن عمك يعني بدون نزعات شخصية لم أرتح له ولن أتقبله ولو فرش لأختي ميرنا الأرض وردا أحمر ..
وائل:- يبقى هذا انطباعكِ الشخصي حياله أنا لن أؤيدكِ ولن أعارض لأنه ابن عمي يعني شهاب يعتبر أخي ولا أسمح لأحد بالقليل من شأنه حتى لو كان على حق
نور(صغرت فيه عينيها):- ولما ستسمح لي أنا يعني ؟؟
وائل:- لأنني لم أسمعكِ بعد ..
نور(أعجبت بطريقته في حل الأمور لكن نفضت إعجابها وأتممت):- أختي ميرنا عاشت بسببه أياما صعبة أخشى أن تعود لها بعد أن عاد ذلك الوغد لحياتها عذرااا فأنا لا أستطيع إتمام جملة واحدة دون شتم أحدهم اعتبره طبعا تطبعت به مؤخرااا
وائل(حرك رأسه بإيجاب):-هه أتفهم ذلك كما أتفهم خوفكِ على أختك لكن لا تقلقي فهذه المرة سأحرص على أن أكون كظلها يعني لن أسمح لشهاب أن يعرضها للأذى مهما حدث
نور(عقدت حاجبيها):- وهل يجب علي أن أثق بك ؟ ههه عذرا أنا لا أثق بالرجال
وائل(رفع حاجبه بأريحية):- وأنا لم أطلب ثقتكِ بتاتا لكنني مستعد أن أقوم بذلك من أجل ميرنا حتى بدون أن تطلبي مني ذلك لأنها تهمني ..
نور(وهذا ما أبحث عنه أنا):- تهمك من ناحية ماذا ؟؟
وائل(تحركت حنجرته وهو يسمع صوت جرس المصعد الذي فتح):- وصلنا ..
نور(خرجت معه خارج المصعد ونظرت إليه مليا):- ما يظهر جليا أمامي أنك غير ابن عمك لكن هذا لن يخرجك من خانة الحظر وتصرفاتك فقط هي التي ستحكم
وائل(مد لها يده وأسرَّ لنفسه "هذه هي الإشارة التي كنت بانتظارها"):- وأنا جاهز لذلك
نور(قاومت شبح ابتسامتها وهي تصافحه أيضا):- تماااام ..
غادرها بعد أن ارتدى نظارته الشمسية وانطلق في حال سبيله ، أما هي فأيضا قد غادرت بعد أن وضعت لوائل النقاط على الحروف وما إن ولجت سيارتها حتى رن هاتفها
نور(بتأفف):- نعم يا سيد ناجي لقد أخبرتك يوم أمس أنه لن يمكنني لقاؤك كلما اتصلت بي ماذا هناك الآن أخبرني ؟
ناجي:- ما بكِ يا سيدة نور متحاملة علي أنا أحمل لكِ أنباء سارة
نور(ببهجة):- هل حدث ما أريده ؟
ناجي:- أجل أجل قمنا بالواجب والسيد المبجل في طريقه للمشفى الآن
نور(شهقت بعنف):- ماذا قلت ؟؟؟
ناجي:- لقد طلبتِ أن نعطيه درسا طفيفا وقام رجالي باللازم لا تقلقي لا يزال على قيد الحياة
نور(بهلع):- الله لا يوفقكم لاقيني في نفس المقهى حااااااااالا لأفهم منك ماذا فعلتم بالرجل .. آه ياربي ما الذي يحصل لي كلما خرجت من حفرة وقعت ببئر ..اللعنة …
ناجي(نظر تجاهه بلمحة مرح):- عذرا كان يلزمني إعطاؤها سببا وجيها هههههه
لنعد لغرفة رنيم بعد مدة معينة كانت تعج بالأشخاص وأيضا بالأفكار الشريرة ^^
تامر(بابتسامة):- هنيئا لكِ سيدة رنيم
رنيم(بمحبة):- أشكرك يا تامر على قدومك هذا يعني لي الكثير حقا
هدى(تنظر إليه بعين عاشقة):- لقد أصريتُ عليه كي يرافقنا لكن الخالة نجية رفضت الحضور بحكم تحضير مستلزمات الحفلة من اليوم
رنيم:- لا بأس سأخرج من هنا بعد يومين على الأغلب وأراها
رأفت(نظر إليها بحب):- طبعا حبيبتي حين تعودين لبيتكِ ستجدينها باستقبالكِ أنتِ وسجى وأيهم حبيب قلب أبيه
حاتم:- يااااه على أحفادي الرائعين أنا جدا سعيد وفرحتي لا أعطيها لأحد
وجدان:- اممم
عواطف:- بارك الله فيك يا سيد حاتم حقا فرحتنا بسجى تسع الدنيا وأكثر ..
رأفت(بإعجاب يتأمل صغيرته النائمة):- وليست أية سجى إنها قطعة من الجمال حتى بارك الله لنا فيها ورزقها السعادة
مديحة:- اللهم آمين
نورهان(تقاوم بصعوبة دمعها ولا تدري لما أجبرتها خالتها على الحضور لمراسيم الحب هذه):- هففف ..
عفاف(ولجت الغرفة بعد أن طرقت الباب):- رنيييييييم عزيزتي ألف ألف مبرووك
رنيم(بابتسامة استقبلتها):- عفااااف أخيرا جئتِ تسلمي لي يا ربي ..
نهال(تبعتها لتقبل وجنة عمتها وكذا الصغيرة):- الله الله عصابتي زادت فردا آخر للعائلة الله أكبر هذا من حسن حظي
مازن(اقترب منهم وهو مبتسم):- ليس طويلا فأيهم يعدل النسبة ولو قليلا يعني
رأفت:- ههه تبقى للنساء السلطة يا أخي فلنستسلم ..
عفاف(وضعت قطعا نقدية كفأل حسن تحت وسادة سجى):- ربي يبارلك فيها
رنيم(عقدت حاجبيها بفرحة):- لما أتعبتِ نفسكِ يا عفاف أنتِ لست بغريبة
عفاف:- ولوو هذا إكراما لوجه البدر سجى الغالية
وجدان(جالسة على الكرسي وتنظر لكل هذا وبخفوت):- هفف صبرا يارب …
نورهان(اقتربت منها):- لما أحضرتني معكِ يا خالتي سوف أموت قهرا هناااا
وجدان(همست لها وهي تغلي):- قفي جانبا محلكِ ولا تخرجيني عن طور جنوني نحن هنا من أجل خطتنا فاخرسي
نورهان(ضربت بكعبها ووقفت بغبن):- طيب ..
تامر:- أستأذن منكم أنا الآن ..
رنيم:- رافقتك السلامة ..
هدى:- وأنا يجب أن أذهب لجامعتي هل لك أن توصلني في طريقك يا تامر ؟
تامر(زفر بعمق وابتسم كي لا يظهر شيئا):- طبعا آنستي تفضلي معي ..
هدى(بعد خروجهما تأبطت ذراعه في الممر):- حبيبي متى سنعيش نحن أيضا هذه اللحظة ؟
تامر(نظر حوله وحاول إزاحة يدها):- يا مجنونة سيرانا أحدهم هل تودين الوقوع بمشكلة بسبب طيشكِ هذا ؟
هدى(نزعت يدها بتأفف):- دوما ما تهدم فرحتي اففف
تامر:- ليس هكذاااا أنا لن أقبل بلمسكِ حتى تكوني زوجتي فرجاء احترمي ذلك
هدى(بعصبية تجاوزته):- أووووه نفس الكلمات من جديد لا أريد أن أسمع شيئا …
تامر(مسح على جبينه ولحقها):- انتظري يا مجنوووونة …
مازن(خرج من الغرفة أيضا لإحضار قهوة لوالده وتبعته نهال):- هممم يا نهال كيف حال الدراسة ؟
نهال(بارتباك تفرك يديها):- بخير جيدة
مازن:- هل أنتِ مستعدة ليوم غد ؟
نهال:- هذا اليوم أنتظره بفارغ الصبر لقد بذلنا مجهودات جبارة في هذا التكريم وطبيعي أن أكون مستعدة لها يعني سأراك هناك صحيح ؟
مازن:- أكيد سأكون متواجدا ..
نهال(تتأمله بإعجاب):- حسن إذن سأجهز نفسي لذلك
مازن(انعطف معها تجاه الكافيتريا):- جميل جدا ..
نهال(عضعضت شفتيها وهي ترمقه بخجل ما أوسمه):- همم ..

" آهٍ يا جُملة من الجُنون ، أنتِ نبيذُ قاتل ..
هواكِ يحرقُ فينِي متانة الصَّبر ..
بِتُّ أراكِ في هلوستِي وهواجسِي
لم أعدُ قادرا على مُحاربة مخالبِ التردُّد
فكينُونةِ الآه أعلنت أنكِ بالعمق تعويذة بقاء
امرأة تنسَجمُ مع ظلال خفقاتِي
مثل سَرابٍ تمدَّد ليملأني دُون أن أختنق ..
فكُوني لي مُتفرِّدة
لأنني معكِ لستُ أنا وحتما لن أكُون "
مرَّت بداية اليوم بخير وبسلاسة مع الأحداث التي جدَّت ، وفي المساء وبالضبط في شركة دابليو إر وتحديدا في مكتبها الجديد كانت قد وصلت إليه منذ قليل بعد أن أرشدتها رقية ورافقتها للتهنئة و لمباركة أيضا
رقية(بحماس):- مبرووووك المولودة الجديدة ومبروك مكتبك الجديد ههه أيوجد شيء آخر يتطلب تهنئة يا ست ميرنا ؟؟
ميرنا(ضحكت من خفة دمها):- تت لا يوجد وهذا يكفيني
رقية:- حتما لن أتنازل عن حلوى تلك الحفلات لأنها جدا مميزة في مرة حضرت لحفلة ولادة طفل إحدى معارفي يااااي لم أرفع رأسي عن الطبق حتى أنهيت ما فيه ههه
ميرنا:- غالي والطلب رخيص نتشرف بحضوركِ أكيد وكنت سأدعوكِ حقا
رقية:- تسلمي لي يا ابنة الأصول .. سأترككِ الآن لتتعودي على مكتبك وألتقيك بالاجتماع
ميرنا(عقدت حاجبيها فجأة):- أي اجتماع ؟؟
شهاب(دخل على الكلمة):- رورو سأكمل عنكِ يا حلوتي يمكنكِ منحي هذا الشرف
رقية(رفعت حاجبها فيه وانسحبت للخلف):- أراكما إذن بقاعة الاجتماعات
شهاب(وضع يده بجنبه بعد خروج رقية):- يعني أسمع من الغير أخباركِ المهمة يا ميرنا صحيح كأنكِ خرجتِ لتتنزهي بدوني وأن أختكِ قد أنجبت ليلة أمس إضافة أن ابن عمي هو البطل الهمام الذي قام باللازم بدلا من أن أكون أنا في موضعه ذااااك
ميرنا(رفعت حاجبها فيه وابتعدت لتجلس على كرسي مكتبها):- والله لو كنت حاضرا لكنت أفدتنا وقمت بما قام به لكن حضرتك كنت تلهو
شهاب(تبعها واتكأ على حافة المكتب):- كانت لدي ظروف قهرية
ميرنا(نظرت إليه):- كتجرع الخمر مثلا ؟؟ عموما أنا لا ألومك تلك حياتك الشخصية وأنت حر فيها لكن لن أتقبل أن تأتني بصلف لتعاتبني عن شيء لم يكن بيدي
شهاب(مسح على فكه):- أعلم وآسف لكنني تمنيت لو كنتِ تركتِ لي خبرا بسيطا كان ذلك سيفرق معي
ميرنا(تقلب بين أوراقها):- والله اعذرني لم يخطر ذلك ببالي
شهاب(باستغراب):- ماذا يحدث لكِ لقد تغيرتِ كثيرا أسلوبكِ معي أصبح وقحا جداااا لقد اتفقنا على فتح صفحة جديدة لكن ما أراه أنكِ لا تلبثين لحظة دون أن تذكريني بفعلتي بطريقتكِ السمجة هذه
ميرنا(رمقته بصدمة واندفعت):- أنا طريقتي سمجة ماذا عنك لمَّا تتصل بي بعد منتصف الليل وأنت ثمل لا تعي حتى ما تتلفظ به من أشياء ؟؟؟
شهاب(حرك كتفيه بتبرير):- كنت مضغوطا ولم أشعر بنفسي يعني كان كأسا واحدا فقط
ميرنا(بعدم تصديق):- حقااا ؟؟
شهاب(هز رأسه بذنب واستسلام):- يعني بضعة كؤوس لكن والله كنت ببيتي
ميرنا(بعصبية):- هل تحلف باسم الله تعالى على معصية ؟؟؟ حقا أنت لا تصدق
شهاب(استقام وانحنى إليها):- إن رأيتِ مني العجب العجاب فلا تستغربي لأن هذا ثمن صبري عليكِ يا ميرنا أتعتقدين أنني لا أحترق في بعدكِ وأنني راض بهذا الوضع ؟؟
ميرنا(استندت على حافة المكتب واستقامت مقابله):- لا يهمني يا شهاب فأنا لهذا الوقت لا زلت حانقة عليك ولم يصفى قلبي ناحيتك كيف ذلك وأنت قد هددتني بأختي إن لم أعد لك ؟؟ فسامحني مضطرة لتذكيرك بكل هذااا لأنه يعنيك
شهاب(اقترب منها وأمسك ذراعها):- ميرنا ميرنا … إنسي ما قلته لكِ بشأن ميرا أنا حقا أسحب تهديدي ذاك لقد كنت في حالة مزاجية سيئة وكنت أرغب فقط بإعادتكِ لي لذلك تفوهت بذاك الجنون ..
ميرنا(عقدت حاجبيها متفاجئة منه):- هل تعني حقا ما تقوله أم أنها خدعة أخرى ؟؟
شهاب(أمسك يدها بلطف ونظر لعمق عينيها):- أنظري إلي جيدا يا ميرنا أنا أقصد كل حرف مما قلته أنا لن أخذلكِ أبدا فلا تخذليني أنتِ وتسحبي الحياة مني بعد أن عادت إلي .. أقبل بكل شروطكِ وسأنتظركِ لكن لا تبتعدي عني يا ميرنا أنا أرجوووكِ ؟؟
ميرنا(استغربت تمسكه الغريب بها ولم تجد بما تجيبه):- شهاااب .. أن
بدون تفكير ولا تردد أغمض عينيه وانحنى لوجنتها وطبع قبلة بالعرض البطيء الذي مرَّ أمامه كأن الأقدار تعمَّدت أن تجهزه من أجله هو فقط ليجلس على كرسي من نار ويشاهد إعدام مشاعره ، منظر غرس في صدره ألف طعنة وطعنة بسيف صدأ ، رمش بعينيه وهو يحاول تحريف تلك الصورة التي يراهما بها لكن لم يجد بدا سوى التراجع والابتعاد عن مكتبها فلا مكان له هناك ولا معنى لوجوده حتى ، كان سعيدا حين علم من رقية أنها هنا وتوجه إليها مستغلا سببا بسيطا لرؤيتها لكن صدم من ذلك المشهد الذي صادفه أمامه ، فك ربطة عنقه وفك أزرار قميصه وسارع خطاه نحو المصعد الذي انتظره لوقت وجيز ودلف إليه بحرقة قلب ضغط على أحد الطوابق واتضح أنه طابق السطح الأخير ، كان مغمضا عينيه طوال صعوده وحين وصل خرج من المصعد وانطلق للهواء الطلق لعله يعيد شحن رئتيه بالهواء الذي نفذ منه بعد الصدمة …
وائل(بغبن وقهر صرخ):- لماذا يا ربي لماااذا لماذاااااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صرخات متتالية أفرج عنها لعله يريح قلبه الكسير … تقدم ركضا نحو حافة السطح يناظر أمامه ملكوت الله وفي داخله غصة مسننة تزيده ضيقا وحزناااا ، لما صادف ذلك المنظر لما رآه لمااااذا ؟؟؟ كم تمنى لو أمضى وقته وهو يتناسى تلك الحقيقة الجلية أمام ناظريه لكن أن يراها بتلك الصورة لم يتحمل ولم يستطع أن يخفي شعوره الموجع .. ضرب بيديه على حافة السور وهو يهز رأسه يمينا وشمالا ، لقد خدع نفسه حين تمادى معها في جنون اللحظة ربما عليه أن يقتلها فهي لن تولد مجددا بداخله كما حدث قبل 7 سنوات حين كانت حقا تخصه ، أما الآن وبما أنها تبادل ابن عمه مشاعره وتقبل بتقبيلها له بأريحية فتلك معضلة عليه أن يتعامل معها ويخسرها للأبد ، مسح على فمه ونظر لهاتفه الذي صرعه رنينه وانتبه أن الوقت مر عليه بسرعة حتى أنه تأخر على موعد الاجتماع لأزيد من نصف ساعة .. تمالك أعصابه لحظتها وعدل من نفسه ثم أعاد ضبط هيأته وغادر السطح نزولا لمقرهم من جديد …
شهاب(في قاعة الاجتماعات ينظر إليها ببسمة):- ها يا منذر تابع ؟؟
منذر:- نحن مستعدون وكل أوراقنا جاهزة حتى العقود في طور التحضير
شهاب(وعيناه لم تتزحزحا عنها):- جميل جميل …
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر فشهاب يستحق الآن صفعة أخرى على خده الآخر كالتي تلقاها بعد قبلته المفاجئة لها):- هففف
رقية(بمسحة ارتياح أقفلت هاتفها):- اممم أخيرااا أتى وااائل … وائل أين كنت انتظرناك كثيرا ؟
وائل(بملامح مظلمة جلس محله وفتح ملفه دون أن يرفع رأسه لأي أحد فيهم):- دعونا نباشر الاجتماع ..
منذر(استهل الشرح من جديد):- كنت أقووول ي..
وائل(بصرامة قاطعه):- دعني أطلع أولا على التقرير يا منذر ..
نظرت إليه ميرنا باستغراب لتصرفاته وعصبيته التي يخفيها تحت قناع الجدية ، إضافة إلى أنه لم يعبرها حتى ولم يهتم لوجودها بالمرة وكأنها غير موجودة معهم على نفس طاولة الاجتماعات ماذا به؟؟ .. استطاع أن يخرجها من تساؤلاتها بعد أن بدأ مناقشته حول شراكتهم مع هيرمكانا وأعطى موافقته الكاملة هو وشهاب لكي يتم التوقيع بينهم في اليوم التالي وأوكل لميرنا مهمة التواصل معهم وإبلاغهم بالقرار الذي اتخذوه .. هكذا أسند لها المهمة بجملة مختصرة جدا "تكلفي بذلك آنسة ميرنا" ويعود للألقاب !! …. سحبت نفسا عميقا وهي تهدأ من روعها واستقامت فور انتهاء الاجتماع الذي لم يستغرق سوى دقائق عدة قررت بعدها أن تذهب لمكتبه لتكلمه لكن عن ماذا ستكلمه وهي حتما لا تملك حقا بذلك ؟؟ بل تملكه أجل فمثلا عليها أن تشكره على لفتة الصباح وهديته القيمة لسجى ….. لمعت في رأسها الفكرة ووجدت عذرا مناسبا لزيارة مكتبه لأول مرة .. طرقت الباب بهدوء ولم تسمع ردااا وأعادت طرقه وبعد انتظار سمعت همسا خافتا
كان يعلم أنها هي حدسه وخفقات قلبه ورنة طرقتها جعلت جسمه ينتفض وحين تعب من مقاومته رفض أن يجعلها تنتظر أكثر فسحب أنفاسا عميقا من بئر صدره وسمح لها بالدخول
ميرنا(أقفلت الباب وتقدمت إليه ببسمة):- أردت أن أشكرك على هديتك القيمة لسجى و ..
وائل(دفن نفسه بين أوراقه):- لا عليكِ
ميرنا(اقتربت من مكتبه ومثلت أمامه وتأملته وهو منهمك في التدقيق بأوراقه):- هل أتيتُ بوقت غير مناسب ؟
وائل(لم يرفع رأسه إليها بتاتا وهو يستسيغ جملتها ويتمعن فيها بوجع حقا هذا هو اختصار الحالة التي تربطه بها "أنها ظهرت في حياته بوقت غير مناسب"):- يعني لدي بعض الأشغال
ميرنا(رفعت حاجبها بآه تبلورت لتجتاح كيانها):- أهااه عذرا منك إذن
وائل(نظر إليها نظرة خاطفة وعاد ليشتت انتباهه عنها كي لا يفقد عزيمته):-… يمكنكِ الانصراف إن كان هذا فقط ما تريدين قوله
ميرنا(شهقت بصمت وهي لا تصدق حقا ما قاله للتو وبعنفوان وكبرياء اجتاحها بعد جملته ضربت بكعبها الأرض وانسحبت من أمامه):- عن إذنك …
فور خروجها أغمض عينيه وفتحهما بشر ونرفزة ثم رمى بكل تلك الأوراق من على سطح مكتبه بعصبية واستقام وهو يمسح على شعره يكاد يقتلعه من جذوره من فرط الغضب الذي استشعره تلك اللحظة ، وكأن هذا ما كان ينقصه بعد ذلك الصباح المشحون وبالذات عندما اضطر لإخبار شهاب عما حدث ليلة أمس مع ميرنا وعائلتها وكيف ساعد أختها الحامل … منذ لحظتها وهو ليس على ما يرام فكلمات شهاب لا تزال تنخر في عقله ..
~ ذلك الصباح ~
شهاب(ضرب على سطح طاولة الفطور):- أكاد لا أصدق أنك كنت هناك بدلا عني ألم تستطع الاتصال بي لكي أكون أنا في ذلك الموضع ؟؟؟
وائل(بتوتر):- لو كنت أجبت على هاتفك منذ الصباح كان ممكنا أن تحتج الآن
شهاب(نهض بعصبية):- الآن اتخذت أنت بنظرهم دور البطل بينما كان يجب علي أنا أن أقوم بكل ذلك لعلني أصحح نظرتهم لي .. بسببك خسرت تلك الفرصة ما كان الداعي لتستعرض عضلاتك أمامهن ؟؟؟
وائل(بعدم تصديق نهض من محله وجابهه):- أتلومني لأنني ساعدت السيدة لقد كانت ستلد ألا تقدر حجم تلك المعضلة ؟؟
شهاب(أشار بيده):- أقدر أقدر ولكنني أمانع تواجدك هناك ورجاااء مرة أخرى دع لي أنا حل هذه الأمور ماشي
وائل(رفع حاجبه بصدمة فيه):- طيب المرة المقبلة سأجعلها تحبس ابنتها في بطنها حتى تشرف حضرتك وتنقلها للمشفى إن كان هذا ما يرضيك !!
شهاب(بعصبية صرخ فيه):- يووووه يكفي استهزاء بي أنا منزعج حتما مما حصل
وائل(وضع يده على جنبه):- كن رجلا فقط وستجد من تلك الفرص ما يشبع جشعك
شهاب(هم بفقد عصبيته وأمسك بسترته):- يفضل أن يذهب كل منا هذه اللحظة في حال سبيله بدلا من فقدان الأعصاب
وائل(وضع يده بجيبه):- يكون أحسن والله …
العم نزار(خرج من المطبخ بعد ذهاب شهاب):- ابن عمك أناني جدا
وائل(بوجع جلس محله):- لقد قمت بما أملاه علي ضميري لم أكن أستعرض عضلات
العم نزار(جلس مقابله):- وهل ستخبرني أنا بذلك ؟؟ أعلم جيدا معدنك ولذلك عليك أن تمضي في طريقك دون التفكير بغيرك فكر ولو مرة واحدة بأنانية مثله ستكسب
وائل(بتفكير عميق في كلام نزار):- معك حق لن أسمح له بتخريب مزاجي الصباحي وسأنجز ما كنت أنتويه
العم نزار(بمودة):- هذا هو ابني الذي أعرفه …
عاد وائل من شروده وتفكيره بما مضى ذلك الصباح وزاد عليه قبلة شهاب لميرنا وهنا ضاقت أنفاسه أكثر فأكثر ووجد أنه مشتت الذهن لذلك لملم بسرعة أغراضه وغادر مكتبه غادر الشركة غادر المحيط الذي يشملها بالمرة … لكن إلى أين سيهرب وهو يحملها معه في قلبه في تفكيره في كل جزيئة منه .. مسح على جبينه وهو يقود سيارته لغير وجهة حتى أوقفته الأقدار بالقرب من تلتها المفضلة وكما يتضح أنها ستصبح مزارا له أيضا وقت الضيق .. وقف مقابل ذلك المكان بسيارته وفتح الجيب الأمامي وأخرج منه علبة بنية صغيرة وفتحها
وائل(أخرج قفازة ميرنا التي كانت مطوية بداخلها بعناية):- آه يا ميرنا .. آه يا وهم قلبي أنا أحترق بسببكِ وأنت حتى لا تدرين …. فأي قدر هذا أي قدر ؟؟!!
كانت تشاركه نفس الانزعاج لكن بطريقة مختلفة فبعد تصرفه الفظ معها وكأنما أشعل فتيل شرارة غضب كامن بخلدها ، أخذت تدور بمكتبها مرة بعد مرة لا تدري ماذا حل به كي يعاملها بتلك الطريقة الجاحدة ولا تعلم أيضا على ماذا أقدمت حتى يكون بذلك الجحود .. أغمضت عينيها بتعب من كثرة تفكيرها وجدت نفسها تدور في حلقة مفرغة فهي لن تجد جوابا على سؤالها إلا منه هو بنفسه ، قررت الذهاب مجددا رغم كبريائها الذي منعها وأثناء قيامها بذلك عرفت بالصدفة أنه قد غادر الشركة منذ مدة فابتلعت ريقها وهي تعود أدراجها لتأخذ أغراضها وتهرب من المكان وتعيش ضيقها كما تريد بعيدا عن نظرات الآخرين وخصوصا شهاب ..
مؤخرا بات عادتها الهرب من الأمور التي يستصعب عليها حلها أو مقاومتها وذلك بالتوجه لمكانها المفضل الذي بات عادة اعتيادية لديها ، أوقفت سيارة الأجرة بعد مدة على كورنيش البحر وأكملت طريقها سيرا على الأقدام بينما أخذت تناظر البحر بجانبها وترمي عليه همومها الثقيلة .. وصلت إلى تلتها بعد مدة وصدمت حين وجدته جالسا على الكرسي متكأ بأريحية بينما يداه على رأسه مغمض العينين ، كان ساكنا على غير العادة وكم استلطفت منظره ذاك … وقفت عند منتصف الطريق لا تدري ما تفعل هل تتقدم لتواجهه أم تعود أدراجها وتتركه على سجيته ، وقفت بين مفترق فكرتين لكن على الأغلب مشاعرها هي التي ستنتصر .. تقدمت بحزم ناحيته وصوت كعبها يقترب منه شيئا فشيئا انتبه إليه لكنه كذب مسمعه فمستبعد وجدا أن تكون هي حتى وإن كانت رعشات قلبه تحتفي بقدومها ..
ميرنا(وقفت مقابله وهي تربع يديها):- هذا مكاني الخاص لا يمكنك زيارته وقتما شئت
وائل(بدون أن يزيل يديه وبعد صمت):- أين هي اللائحة ؟؟
ميرنا(بعدم فهم عقدت حاجبيها):- أية لائحة ؟
وائل(ببرودة):- التي كتب عليها اسمكِ والتي تدل على أن هذا المكان ملكيتكِ الخاصة ؟؟
ميرنا(إنه يسخر مني ، بعصبية جلست بجانبه وهي تنظر إليه):- رجاء هل لحضرتك أن تكلمني كما يجب ؟
وائل(رفع يده وعدل جلسته وهو يزفر بتعب):- وهل حضرتي يكلمكِ بلغة غير مفهومة مثلا
ميرنا(عضت شفتها بعدم صبر):- ماذا يحدث ؟؟ لما طردتني من مكتبك ؟
وائل(فتح عينيه):- أنا طردتكِ ؟؟ يا لظلمك
ميرنا:- لا تمازحني الآن رجاء لأنني لم أعد أعلم كيف أتعامل معك فتارة تكون قريبا وتارة تبتعد أحس وكأنك بين مد وجزر بذاتك لا تعلم كيف يجب أن تتصرف
وائل(هو كذلك حقا ، أبعد نظره عنها تلك اللحظة فكل ما لاح بعقله قبلة شهاب لها):- لما تحملين نفسكِ صعوبة الفهم ، الأمور جد بسيطة ففي العمل أنا لا أتهاون مع أحد أيا كان يكون
ميرنا:- وأنا لم أتهاون لكن اعتقدت أننا يعني .. قريبين كفاية لكي تصارحني بما يزعجك
وائل(مسح على شعره بهدوء واستقام من محله):- لا يوجد هناك ما يزعجني يعني هو مجرد ضغط عمل فقط ليس إلا
ميرنا(من مكانها):- لا .. أنا واثقة أن هناك ما يزعجك وموقنة أيضا أنه يخصني
وائل(وضع يديه بجيوبه والتفت للبحر):- موهومة أنتِ !!
ميرنا(وقفت خلفه):- حقا موهومة حين ظننت أن .. أنه ..
وائل(أغمض عينيها وهو يخشى أن تتمم جملتها فساعتها سترمي بكل قناعاته عرض البحر):- لما أتيتِ ؟
ميرنا(كتفت يديها وتقدمت خطوة لتقف بجانبه):- هذا مكاني أنا وأنا فقط من يحق له هذا السؤال سيد وائل
وائل(اقترب منها وهمس بأذنها):- إذن فالسيد وائل مغادر …
ميرنا(هلعت مما قاله والتفتت إليه بسرعة البرق وجدته فعلا يبتعد):- مهلا … توقف
وائل(هز رأسه بنفاذ صبر واستدار إليها بعصبية):- ماذا تريدين مني آنسة ميرناااا رجاااء لنبقي على تلك الحدود لأنني لن أتحمل .. لن أتحمل أن يلمس… تت تبا تباااا
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تنتظر منه تفسيرا):- أكمل لما توقفت ؟؟
وائل(لمح غلالة الدمع التي تكومت بعينيها):- دموعكِ تقتلني فأرجوووكِ أرجووك لا تبكي وتجعليني أشعر بالخزي من نفسي لأنني تسببت بتلك الدموع
ميرنا(بغبن مطت شفتيها وابتعدت عنه جالسة على الكرسي):- دعني الآن
وائل(رفع رأسه للسماء بتعب وزفر وهو يهمس بخفوت):- يا الله ما خفت منه قد حدث كيف سأخبر أذن الطبل هاته أنني أغاااار عليهاا كيييييييييف ؟؟ أجل أجل فبعد معاناة قد اكتشفت يا سعدي ووعدي أنني أغاااار عليها منذ رأيت شهابا مارا على خدها ليعبر الطريق اففففف
مسح على وجهه وهو يتحمل ويتحمل ويتحمل المهم أن تكون ست الحسن والدلال على خير ما يرام حتى وإن قتلته غيرة وشوقا وكل المرادفات التي تقرب تلك الصفات لن يتذمر بل سيقف إجلالا لها ويمدها بسيف آخر لتزيد من طعناته الأليمة …
وائل(جلس بجانبها وهو يجمع يديه):- حسن .. لما تبكين الآن ؟
ميرنا(تبكي وتشهق):- لأنك صرخت بوجهي
وائل(هز رأسه آه على خيبتك يا وائل كأنك تتعامل مع نفس الطفلة التي أنقذتها ذات يوم غابر من جرف جبل):- عموما أنا أتأسف منكِ لقد كنت مضغوطا بعض الشيء وأنتِ كنتِ الضحية يعني عادي ألسنا أصدقاء ؟؟
ميرنا(من بين دموعها ضحكت بغبن ونظرت إليه بعدم تصديق"أصدقاء لا لنكن إخوة أحسن"):- هه صحيح
وائل(رفع حاجبه كما توقعت يا حلاوة):- جميل إذن نحن أصدقاء .. آه أصدقاء والأصدقاء لا ينزعجون من بعضهم البعض ويتحملون بعضهم البعض ويسامحون بعضهم البعض ويبتسمون لبعضهم البعض أليس كذلك ؟؟
ميرنا(مسحت دموعها بيديها ونظرت إليه):- هل أنت مقتنع بما تتفوه به ؟
وائل(حرك يديه بتعب وأخفض رأسه بغبن واستسلام):- وهل ستفرق بالنسبة لكِ ؟
ميرنا(تطلعت إليه بتمني):- سيفرق كثيرااا
وائل(رفع رأسه ونظر إليها):- لقد مررت بمكتبكِ هذا المساء
ميرنا(باندهاش):- متى أنت لم تزرني قط ؟؟
وائل(استقام فكلامه لن يجدي نفعا حتما):- دعيني آخذكِ بطريقي لمنزلكِ أنتِ منهكة من العمل طوال اليوم
ميرنا(إنه لا يضع اعتبارا لكلامي ولا لتساؤلاتي بحنق تأبطت حقيبتها ووقفت مقابله):- لا شكرا كما جئت سأغادر وحدي
وائل(لحقها وأمسكها من يدها وجذبها إليه بخفة وبجنوون):- ميرنااااا
ميرنا(ابتلعت ريقها من حركته وقربه وصوته ونظرته وأنفاسه):- هممم ؟؟
وائل(أخبرها هيا يا شاطر ما به لسانك قد شُل):- تت
ميرنا(لمست تردده وكأنه يتلاعب بها وبمشاعرها انتزعت يدها منه وابتعدت عنه وهي تتكلم بصوت مرتفع كسير):- أنت هكذااا دوما ما تتلاعب بالكلمات لكنني لن أسمح لك أسمعتني ؟؟
وائل(وضع يديه على جنبه وبقهر):- حين أتيتكِ كان شهاب في ضيافتك
ميرنا(توقفت في محلها بجمود وفتحت عينيها بهلع وفي سرها):- ماذا ؟؟ عندما كان شهاب بمكتبي لقد قبلني الوقح في خدي وصفعته على وجهه لكن متى أتى وائل هئئئئ يا إلهي لا يعقل ، التفتت إليه لتصدق استنتاجها ووجدته يسير بخطى بطيئة مبتعدا عن ذلك المكان
حركت رأسها يمينا وشمالا ولحقت به بخطوات متسارعة حتى استوقفته من جديد حين مثلت أمامه ورفعت يدها له كي يسمعها
ميرنا:- لقد لقد .. أ. حين أتاني شهاب كان يعني .. لم أتوقع ذلك منه لقد فاجأني و ..
وائل(ابتسم بغبن هل ستشرحين لي قبلة حبيبكِ بالله عليكِ ارسي على بر):- دعكِ من ذلك ، فأحيانا شرح المواقف يكون موجعااا بقدر لا نستوعبه … دعيني أوصلكِ في طريقي
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه بوهن وسارت بجنبه):- أنا لم أعد له بعد .. يعني تواعدنا على التريث من أجل استعادة ثقتي به وكذا أمور من ذا القبيل ما يعني أنني حرة طليقة الآن ولكن في نفس الوقت لا أستطيع خداع نفسي
وائل(وقف بذهول …. لا لا لن تتجرئي):- ماذا تقصدين ؟؟؟
ميرنا(وقفت قبله بخطوة ورمت بحقيبتها أرضا وبجرأة):- أقصد هذااااا …
رفعت نفسها لمستواه وأحاطت عنقه بيديها وجذبته إليها بنظرة عشق وقبلته بين شفتيه بقبلة جامحة عنيفة أهلكت كل الأنفاس وأعلنت تنصيبه حاكما على عرش مماليكها ، طوق خصرها بيديه ودفعها إليه أكثر متشبثا بقبلتها التي تعد بالنسبة له إكسير حياة ، فمذاق الشهد المنساب منها يجعله يتطاير مع فراشاته الملتفة حوله … توقفا عن تلك القبلة كما توقف كلاهما عن الهذيااااااااااان ..
ميرنا(مسحت على جبينها وهي تنظر إليه وهو يسبقها نحو سيارته بأشواط):- كيف تخيلتِ ذلك يا ميرنا كيف تجرأتِ وتخيلتِ أنكِ تقبلينه هل جننتِ ؟ ثم ماذا حدث أين توقف الكلام ؟؟ أنا لا أذكر شيئا آآآه ربما عندما كنت أهذي بقبلته آه لو كان ما تخيلته حقيقة لكنت أزقزق فرحا الآن لكن بما أن هذا الجبل الجليدي لا يحس بشيء فلن يسعني شيء سوى الصمت ..آآآآه كم كانت قبلته جميلة في حلم اليقظة الذي مر بي قبل قليل أحم أحم …
وائل(سمع نحنحتها وهي تركب بجانبه في السيارة):- على فكرة أشك أنه بكِ مس لقد سعلتِ لأزيد من عشر دقائق على التوالي هل هناك ما يضايقكِ ؟
ميرنا(رفعت حاجبها يا ويلي هل كشف بأنني أحلم بتقبيله وأنا مستيقظة):- أ.. لا شيء فقط شيء علق بحنجرتي
وائل:- آه فهمت فهمت ..
ميرنا(نظرت إليه نظرة خاطفة واستدارت وهي تضع يدها على خدها):- جيد أنني استيقظت قبل أن أتمادى آه يا ربي كان حلما أقرب من الواقع وكأنه كان ملموسا ياااه لو كان حقيقة كيف كان سيتعامل معي ؟؟ طبعا سيطرد أهلكِ من محيطه هل نسيتِ بأنه ابن عم شهاااب ؟؟ افف عدنا من جديد لنفس المتاهة ارحمني يا الله …. !!

كُلُّ واحدٍ مِنا يَملكُ سِرَّا يُخفيه عَن الجمِيع حَتى عن أقرب الناس إليْه ، سِرُّ نُخفِيه بعِناية تامَّة كَي لا نخسَر مَن هُم حَولنا ، حين نُخفي الأسرار لا نفكِّرُ بشيء سوى بأولئك الأشخاص الذي يعادلون الحياة حضورا بقلوبنا وكذلك نتمنى لو نَسلمَ من ردَّة فعلهم لأن أمرهُم يَهمُّنا .. لكننا ننسَى أننا بفعلتنا تلك نُسِيء لأنفُسنا بالدَّرجة الأولى وخُصًوصا حين يؤنبُنا ضمِيرُنا وتتملكُنا حَالات الندم التي تمتدُّ لتُغرقنا فِي شُعور الخطيئة المُرَّة بطريقة مُخزية تزيدُ الأمُور تعقيدا ..
في مكان غريب وبالضبط في غرفة مليئة بالعصافير الخشبية بمختلف الأحجام والأنواع وكذا عدة منحوتات أخرى من الخشب تتخذ أمكنة عشوائية مثلا على مكتبه على الحائط على جوانب الزوايا وأيضا على طاولته اليدوية حيث كان يعملُ عليها وهو يجلس على أريكته البنية بأريحية ، كان يستمع لأسطوانة قديمة يطلقها الجراما فون خاصته الموضوع في زاوية أنيقة على جنب ، بينما تنبثق نسائم الهواء العليلة من نافذته المفتوحة على مصراعيها وستائرها الخفيفة تلاعب الهواء كأنها تتراقص على نغمات تلك الموسيقى العريقة المنبعثة في أرجاء المكان كله .. كان ممسكا بأداة صغيرة يحفر بها تلك اللوحة الخشبية التي بين يديه ، تقاسيم وجهه المتناقضة مع طبعه الحاد تعطيه لمحة رجولة شرقية تسبي فؤاد كل من وقعت عينها عليه ، بشعره البني الغامق وعينيه العسلية الحنونة والقاسية في آن الوقت ولحيته النامية بتنظيم على وجهه والتي تزيده لمحة شبابية مع بنية جسمه القوية والتي تتهافت لها ذوات القلوب المرهفة ، كان يرتدي بنطلونا في اللون البني الفاتح وفوقه قميص أبيض فضفاض بستايل إسباني أصيل وكذا حذاء طويل خاص براكبي الأحصنة ويظهر أنه قد عاد من جولته واستقر في غرفته التي ينعزل فيها عن الجميع حتى عن أفكاااره .. لكن من سيسمح بذلك فبينما هو منهمك في منحوتته الخشبية وُضِعت فجأة على كتفيه يدان ناعمتان وأخذتا تداعبان صدره البارز من قميصه المفتوح بحركات مغرية وجريئة ، سحب نفسا عميقا ونظر نحو الأمام وباستياء ونفور ترك أدواته والتفت إليها ..
حكيم:- شاهيناز .. أخبرتكِ سابقا أنني لا أحب رؤية أحد وأنا في خلوتي الخاصة
شاهيناز(تلاطف عنقه بشفتيها وأنفاسها تناديه):- اشتقت لك
حكيم(بعصبية أمسك بيديها اللتين تسبحان بجرأة على جسده):- توقفي …
شاهيناز(نظرت إليه بعدم فهم):- هل مللت مني ؟
حكيم(رفع رأسه بتعب للسماء وكأنه يستنجد بها لترحمه منها):- أنتِ تعلمين جيدا أنني أمقت الاختلاط بأي أحد بعد جولتي وتعلمين أيضا أنني أقبع هنا لساعات وحيدا ولا أحب إزعاجا أيا كان الموضوع وعليه مكانكِ ليس هنا ..
شاهيناز(استقامت ووقفت أمامه بقميص نومها القرمزي وفتحته من خيطه الموجود أعلى صدرها بإغراء):- يكفينا قوانينا يا حكيم ألم تتعب من حياة الساعة التي تعيشها لقد مضى وقت طويل لم تغازلني فيه حتى بكلمة لقد هجرتني.. ماذا يحدث لك أصبحت لا أراك إلا حسب رغبتك أنت لكن ماذا عن رغبتي أناااا ؟؟
حكيم(بهدوء أعصاب أجفل عينيه عن عرضها المباح وعاد وأمسك بأدواته):- اجمعي مغرياتكِ الثمينة يا شاهي وغادري جناحي وإياكِ أن تتجرئي مرة أخرى وتلجي إليه سواء في حضوري أو في غيابي
شاهيناز(بعصبية انتفضت):- إقبع هنا بين عصافيرك فهي غالية عليك أكثر من رفيقة متعتك
حكيم(اهتز فكه الجانبي وبنظرة متحجرة سحب نفسا عميقا يكفي لحرقها بدون رحمة):- لا تتطاولي
شاهيناز(بدون تفكير أكملت):- ماذا ماذا هل كذبت أنت تدفن نفسك هنا أكثر من الوقت الذي تمضيه معي ، هذا كثيرررر وأنا لم أعد أتحمل …
رمش بعينيه وترك أدواته من جديد ثم ابتسم بنفاذ صبر واستقام متوجها إليها بهدوء تام ، أمسكها من ذراعها وجذبها إليه حتى ارتمت بحضنه وأخذ يتفحصها بجرأة من أسفل قدميها حتى صدرها وصولا إلى وجهها الثائر وعينيها الخضراوتين وشعرها المشع كوهج النار …
حكيم(مرر شفتيه على خدها بحركة طفيفة جعلتها تغمض عينيها وتتأوه من قربه القاتل لها استسلمت له بكل جوارحها كيف لا وهو الرجل الذي بإشارة واحدة منه قد تحرق العالم بما فيه):- شاهي…
شاهيناز(كم تعشق اختصاره لاسمها فهو الوحيد الذي يملك ذلك الحق وهمسته بأذنها حركت فيها كل مشاعر الأنوثة والرغبة):- ها حبيبي !!
حكيم(فتح عينيه وهو يداعب بيده خصلات شعرها):- تعلمين أنني أبقي عليكِ وأتحمل جنونكِ بسبب شعركِ فقط ؟؟
شاهيناز(ابتلعت ريقها فهي تعلم أنها لا تملك قلبه مثلما تملك جسده في أوقات جنونهما ، وبغصة مسننة هضمتها قسرا):- أتوق لمعرفة تلك الساكنة بقلبك أجزم أنك تحن إليها من خلال شعري لكن من حسن حظها أنها بعيدة عن مداري وإلا كنت قتلتها وحلقت شعري …هههه مريضة صح ؟؟
حكيم(ابتسم وابتعد عنها لأنه يعرفها جيدااا مجنونة ونص وتفعلها .. وبصوت هادئ يخفي خلفه بركانا خامدا):- هممم لو كنت محلكِ لغادرت الجناح من فوري فأنتِ لن تتحملي فتح فوهة غضبي طالما قللتِ أدبكِ مع خصوصياتي بهذا الشكل .. ولذلك أمنحكِ ثانتين فقط لتختفي من أمامي وإلا أنزلتكِ للحضيض لنفس المكان الوضيع الذي التقطتكِ منه مفهوووم ؟؟؟
شاهيناز(انتفضت برفض):- هئئئ كل هذا لأنني أريدك ؟؟
حكيم(وقف أمام النافذة بقميصه الشفاف الذي كان يبرز قسمات صدره المغري بفعل ضوء النهار، تأملته وهو يمسح على شعره بطريقة جنونية جعلتها تعض شفتيها بتلقائية وتتوق إليه أكثر):- انصرفي …
شاهيناز(بترجي):- حكييييم ؟؟
حكيم(فرقع برأسه جانبيا والتفت إليها بعينين هازئتين من فستانها الذي يظهر أكثر مما يخفي):- تعلمين أنكِ لن تصلي معي لشيء بحركاتكِ تلك فرجاء لا تهيني نفسكِ أكثر… وحين أريد أقووول حين أريد سأطلبكِ لخلوتي غير ذلك لا أريد رؤية وجهكِ إطلاقااااا .. يكفي مضيعة للوقت واغربي عن وجهي الآآآآآآآآآآن …
شاهيناز(بدموع ثائرة تجمعت بمحاجرها انتفضت من أمامه وغادرت):- اهئئ … سأريك يا حكيم سأريك كيف ترفضني تتتت ..
مرت بغرفتها وأخذت سلهاما داكنا كان موضوعا على حافة سريرها وارتدته كيفما اتفق فوق قميص نومها الطويل ونزلت للأسفل مباشرة لجهة الخدم
شاهيناز(بحثت بعصبية عنها لم تجدها بين الخادمات فصرخت فيهن):- أين فخرية ؟؟
إحدى الخادمات(بتوتر ورعب):- ب .. بغرفتها سيدتي
شاهيناز(مرت بجانبهم كالرعد):- ابتعدووووا عن طريقي …
إحداهن:- اللهم سترك يارب من غضبها … تتت يا ويلك يا فخرية
كانت تجلس على سريرها وتهتز في مكانها بريتم مستمر بشعرها المجعد المختلط بين الأبيض والأسود بعينين رماديتين كلون السماء حين تشاء أن تمطر ، وتجاعيد وجهها قد ارتسمت على صفحات وجهها بأخاديد منتشرة تزيدها هيبة ..
شاهيناز(اقتحمت غرفتها وصفقت بابها بعنف ثم تقدمت إليها):- فخرية .. فخرية
فخرية(تبرطم بكلام غير مفهوم وكأنها مغيبة عن الواقع):- … لارد
شاهيناز(بعصبية ولؤم ضربت يد فخرية حتى أفزعتها):- استيقظي من خزعبلاتكِ تلك يا عجوز ودعيني أكلمكِ ..
فخرية(بانزعاج رمقتها):- ماذا تريدين مني ؟
شاهيناز(سحبت نفسا عميقا قبل أن تمسك ذراع فخرية):- اسمعيني جيدا أنتِ هنا تحت رحمتي لن ينفعكِ كهنكِ ولا مكانتكِ لديه يا امرأة أستطيع أن أطردكِ من هنا متى شئت فلذلك طاوعيني وإلا رميت بكِ في الشارع
فخرية(بغمغمة شريدة رفعت حاجبيها):- ما هي أوامركِ سيدة شاهيناز ؟؟
شاهيناز(استقامت بعنفوان وجلست واضعة رجلا على رجل في الكرسي المقابل لها):- سحر ذلك الدجال لم ينفعني بشيء أريد أن تري حظي من جديد يعني افعلي ما تفعلينه كل مرة أريد أن أحصل على ولد منه هذا فقط ما قد يجعلني سيدة هذا القصر إلى الأبد وليس بشكل مؤقت يرعبني كلما أغمضت جفني
فخرية(نظرت إليها بسخرية):- وهل تظنين أنه يبالي بكِ أو بابنه الذي تنوين إنجابه ؟؟
شاهيناز(بهلع وضعت كلتا رجليها على الأرض):- ما قصدكِ ...ألن يتزوجني ؟؟
فخرية(سحبت نفسا عميقا):- أتذكرين بما أخبرتُكِ حين رأيت طالعكِ لأول مرة ؟؟
شاهيناز(بفرح):- أجل وكل ما أخبرتني به قد تحقق لحد الساعة
فخرية(بضحكة جانبية):- لقد تحقق فقط الشيء الجميل أما العواصف لم يحن وقتها بعد
شاهيناز(أشارت لها بإصبعها مهددة):- لا تكلميني بالألغاز وأخبريني ما لديكِ
فخرية(سحبت نفسا عميقا وغاصت في نقطة بعيدة وبصوت عميق):- قلب السيد مليء بالدم لم يفتح إلا بالدم ولن يقفل إلا بالدم .. حياته مليئة بالمخاطر والعيش معه رهان على الموت في أي لحظة ، هو من النوع الذي لا يعشق سوى امرأة واحدة ويموت من أجل امرأة واحدة وأنتِ لستِ هي فأريحي نفسكِ من محاولاتكِ الفاشلة لأنكِ لن تصلي لنقطة من بحر قلبه …
شاهيناز(ابتلعت ريقها بغبن واستقامت إليها بوجه ممتقع):- حكيم لن يكون لامرأة غيري يا إما أنا أو الموت وتلك التي تسكن قلبه صدقيني إن اقتربت منه ولو خطوة واحدة سأحرقها ..وسأحمل طفله بأحشائي سأجعله يتزوجني وسآخذه هو وثروته لي أنا وحدي أسمعتني ؟؟؟
فخرية(تنهدت بعمق وهي تعرف أن جنون شاهيناز ممتد حتى الشر):- ههه إذن طالما أنتِ متأكدة من قدَركِ بهذا الشكل لما تتعبينني معكِ ؟؟
شاهيناز(حركت شفتيها بعنفوان وجلست بجانبها):- أريد معرفة تفاصيل تلك الغريبة أخبريني بكل ما يظهر لكِ بالطالع وإن اكتشفت أنكِ تخفين الحقيقة عني ستموتين ..
فخرية(ابتسمت وهي تحرك ورق اللعب بين يديها لتكشف طالعها مجددا رغم أنها تعلم تماما أن الأيام القادمة باتت معدودة في ذلك القصر):- سأفعل ..
بعد أن أزعجته شاهيناز في خلوته التي تعود عليها وقطعتها بحركات النساء الخبيثة ، تشوش تركيزه وبقي جاثما أمام نافذته طويلا وهويربط يديه خلف ظهره بوقفة أنيقة تنم على رقي اكتسبه على مر السنين ، زفر بعمق أنفاسا عميقة مستخرجة من باطن أوجاعه الدفينة والتي يستحضرها مرة بعد مرة كي لا ينسى تفاصيلها وكيف ينسى تلك الحقبة وقد كانت السبب لما آلت إليها أحواله فازدهاره وثروته واسمه ونفوذه بات لهم صيت يضرب له ألف حساب وحساب ، ولكن رغم ذلك فهو بعيد عن ذوييه مضطر لذلك .. ، نظر خلفه وتوجه ببطء شديد لدرج مكتبه وجلس على كرسيه الوفير أخذ يتحرك به بعشوائية وكأنه متردد من خطوته ، لكن فجأة توقف نزع قلادته الطويلة وأمسك بالمفتاح الذي يتدلى منها وفتح الدرج بواسطته وأخرج منه صورة لمحبوبة قلبه عصفورته الصغيرة
حكيم(بنظرة حنونة أمسك بالصورة بين يديه تلمَّس ناحية شعرها الملتهب وبعد تأمل أعاده سنينا إلى الوراء همس بصوت دافئ):- عصفورتي.. كل عام وأنتِ بخير !!


يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-04-16, 10:43 PM   #190

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جمييييل وطويل وممتع ...
وائل وميرنا كانت لحظات مع بعضهما جميله تعرفا اكتر وتقاربا
اكثر من قبل وعرفا جوانب من شخصيتهم وماضيهم ...وائل شخصيه مميزه
ضائع بين حبه ووفائه لابن عمه ....
شهاب بدا يشعر باتجاه ميرا بشيئ من المشاعر
المختلفة مع ميرنا ...وميرا تحدت وستحاول اظهار هذه المشاعر
والرغبه تزداد عندها ...
زياد وكوثر هههههه دايما هكذا مضحكين ....
رافت ورنيم اخيرا تصلحت الامور قليلا بقدوم سجى ووجدان
ماهي خطتها القادمه للتخلص من رنيم ...وعجبتني نور
وصراحتها مع وائل ووجدان ....
وصال لم تظهر اليوم ولا حسام ودعاء ....حكيم اخيرا ظهر وشاهيناز العدوه
الجديده لميرنا لان حكيم يحبها ولم ينسى ميرنا ابدا هل هو الفهد البري! !!!!
اياد ورقيه ثنائي جميل وعلاقتهما جميله .....العم نزار شكله لايتفق مع احد الا وائل ....قدوم صديق وائل هل سيوثر على الأحداث ...

شكرا على الفصل استمتع وانا اقرا .قبلاتي ...


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.