آخر 10 مشاركات
253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-16, 10:36 PM   #201

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريما مشاهدة المشاركة
ان علاقة ميرنا و وائل مثل مد و جزر
شهاب يكن مشاعير لميرا ولكنه يحاربها
الله يعين رنيم عن مخططات وجدان شريرة
لقد ظهر حكيم ولكن لما لا يرجع لعائلته
أهلا حبيبتي ريما منورة عزيزتي وتسلميلي على خطك لهذه الكلمات رأيكم يهمني والله أتمنى الفصل المقبل يجيبكِ عن القليل من الاسئلة لنرى إلى أين ستؤول حياة ابطالنا




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-04-16, 10:38 PM   #202

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد
اخيرا خلصت الفصل
تعرفي فاتحة علي طول صفحة الرواية و كل ما الاقي نفسي فاضية من شغل البيت اقري شوية
علاقة وائل ووميرنا غاية في التعقيد لوجود شهاب في النص و اعتقاد كل واحد منهم بحقيقة مشاعره و نساعر شهاب
شهاب نفسه في صراع مستمر بين الاختين
نور حبيبتي متالقة علي جول
كوثر زي العسل هي و رقية من اخب الشخصيات ليا
وجدان و نورهان نفسي اولع فيهم و نفسي رافت يشوف الحقيقه اعتقد ان الجد هيكون له دور كبير لي استقامة الامور بين رنيم و رافت
وصال و جاسر و قط و فار
اياد العسل و علاقة مميزة ببنات الراجي
حكيم و سر مدفون و حبيبة مجهولة بس اكيد من بنات الراحي ياتري مين
بانتظارك يا سكرة يوم الحد ان شاء الله
مسا الفل عليكِ يا احلى رونتي ممنونتك على الرد المفيد فعلا ملاحظات في محلها ويارب اتوفق وابقى دايما عند حسن ظنك بي وسنرى ما قد يأتينا به الفصل 9 عساه يكون بالمستوى مثل العادة ربي يحفظك لي حبيبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-04-16, 10:39 PM   #203

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مساء الخييير ...بانتظار الفصل ��������
أهلا بأنجوانتي الحلوة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-04-16, 10:40 PM   #204

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحم الله وبركاته غاليتي منورة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-04-16, 10:42 PM   #205

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 9


مُؤلمٌ هُو الحنين عندما يتراكمُ ليغمُر كلَّ شبرٍ فينا ،
يتفنَّنُ في عذابنا ويُعيدنا قسرًا لزمن قد أفلَ ورحلَت معهُ كُلُّ الأماني الوردِيَّة ،
زمنٌ كان فيهِ كُلُّ شيءٍ جميل كالعشق الذي عَلمَني كيفَ ألفظُ مواويلَ الغزل
وأسرُج قوافي الهوى وقصائد الشُّعراء ،
عشقٌ جعلنِي أستبيحُ موتي في عمليَّة انتحار بثغرِ مُبتسِم ..
فهُو المادَّة الدسِمة التي تُتخمُ النَّفس وتُروِّضٌ الأفكار لتنحَنيَ خُضوعًا لسُلطانِه
الذي يؤثرُ على القلبِ والجسدِ والرُّوح ،
كم تمنيتُ لو أنِّي ما دخلتُ قبيلة الغرام
ولا كسَرتُ عُرف الجنون من أجل امرأة تعنِي لي نبضَ الوجُود ،
لكن ليسَ كُلُّ ما يتمناهُ المرءُ مُتاحٌ للتمني
فمُعظم أحلامي قد تبرَّأت مني ونفتنِي في دُنيا الظلام …
حتى أمنيَّتي الصَّغيرة لم تهبني إياها كما أردتُها لُغة لا تُكتب إلا بقربها ولا تُقرأ إلا معِي ..
ورغم ذلك لم أستسلِم لا زلتُ ألاحقُ مُبتغاي هُنا على قارعَة الحُلم القصي …
فخرية(اقتحمت خلوته ووجدته يكتب في كتابه الخاص):- خاطرة أخرى ؟
حكيم(تنفس الصعداء ووضع القلم وسط الكتاب وأقفله ثم رفع رأسه إليها بنظرة تعني أنه بخلوته وبهذا الوقت تحديدا لا يريد إزعاجا يكفيه جنون شاهي):- فخرية !!
فخرية(متدثرة بلباسها الأسود الطويل وشعرها الرمادي المختلط ما بين سواد وبياض يتمرد على الشال الأسود الذي تضعه على رأسها بعشوائية):- إنها شاهيناز..
حكيم(أغمض عينيه واستقام إليها في حين وقفت هي أمام النافذة):- هل تطاولت معكِ ؟؟ سأحاسبها إن فعلت ذلك ..
فخرية(التفتت إليه وقد وصل إليها واقتربت منه بلمحة أم):- لا تسافر يا حكيم قلبي ينبئني أن سفرتك لن تجلب لك سوى التعاسة ..
حكيم(لطالما أثر به كلامها):- ماذا هل رأيتِني في طائرة ستتحطم في عرض السماء أم أن هناك من سيضع السم بأكلي ؟
فخرية(بخوف وعينان ترتجفان):- لقد رأيتك وأنت منهزم
حكيم(برقت عيناه بشراسة):- لا شيء يهزمني يا فخرية لا تهذي
فخرية(وضعت يدها على كتفه):- ولكن معركتك ليست عادية هي معركة روحية وأنت خاسر فيها فلا تقحم غيرك بشيء ليس لك به نصيب ..
حكيم(زفر بعمق وابتعد عنها بخطوتين إلى الوراء):- المستقبل يتغير والرؤيا كذلك تتغير وبغض النظر عن كل هذا وذاك أنا لا أصدق حرفا من ترهاتكِ يا فخرية وأنتِ تعلمين ذلك جيدا من خلال السنوات التي جمعت طرقاتنا سوية ، فلا تعيشي بهذا الدور أنا لن أعدل عن قراري هذه المرة .. لقد تعبت
فخرية(بحزن عليه):- أعلم يا ولدي أنك فقدت صبرك ومن حقك أن تتذمر وتطالب بأبسط حقوقك إنما ما ذنب غيرك ليعيشوا في بؤس ودموع هااااه ؟؟ ذهابك لرؤيتها يعني أنك تسمح بفتح الأبواب الموصدة وأنت تدري الوحش المظلم الذي يقبع خلفها
حكيم(بأسى رمش بعينه):- فخرية … أنا أراقبها ليل نهار فهل بنظركِ حتى لو لم أسافر لأجلها هذه المرة أيضا سأتوقف عن عشقها مثلا ؟؟
فخرية(تأوهت عميقا):- الدم لا يجر خلفه سوى الدم وطريقك دامية يا ولدي فلا تحصر نفسك في خانة ضيقة لا تستطيع الفكاك منها …
حكيم(كان دوما يستمع لحكمها وإرشاداتها لكن إلى هنا وطفح الكيل):- توقفي يا فخرية لقد قاومت طوال هذه السنوات من أجلهم ولن أتوانى عن حمايتهم مهما كلفني الأمر لكن حينما تنجرف خيوط اللعبة من بين يداي ظلما هذا ما لن أسمح به ، لذا لا تتوقعي مني أن أبقى مكتوف الأيدي متفرجا من بعيد كي تسلبها الأقدار مني أكثر فأكثر …
فخرية(وضعت ظاهر يدها على جبينه وأغمضت عينيها):- أيتها الأرواح الشريرة ابتع..
حكيم(هز رأسه وابتعد عنها موليا ظهره لها):- كفى ….. أريد أن أبقى وحدي
فخرية(بقهر أخفضت عينيها):- شاهيناز تسعى لطفل يربطك بها
حكيم(ابتلع ريقه ونظر إليها وهو يتأفف):- أعلم ذلك .. دعيها تتوهم
فخرية(اقتربت منه وبنظرة شر):- دعنا نتخلص منها سنرتاح من شرورها و ..
حكيم(استدار بجذعه بكل عصبية):- لن نريق قطرة دم أخرى يا فخرية لسنا مضطرين أن ننهج تلك الطريق .. افف لا أريد متابعة الحديث في هذا الموضوع رجاء غادري
فخرية(زفرت بعمق وهي تهم بالمغادرة):- حتى لو رأيتها فلن يتغير شيء خَطتهُ الأقدار
حكيم(ضرب بقطعة خشبية أرضا وتحول وجهه الهادئ لصورة وحش غاضب):- أنا من يصنع تلك الأقدااااااار ضعي هذا في حسبانك ولهذا السبب تحديدا سأسافر إلى روما ..
فخرية(نظرت لهدير أنفاسه المكلومة وحركت رأسها يمينا وشمالا):- طالما تنوي كسر القواعد فجهز نفسك لوابل الغضب
حكيم:- اكتفيت من الانضباط حقا اكتفيت دعوني وشأني ….ابعثي لي بشاهيناز فورااااا
فخرية(سحبت نفسا عميقا وذهبت وهي تدمدم تحت فمها):- يلزمك تعويذة أخرى كي يهدأ الوحش المستتر بخلدك ، عندما ينتصف القمر سوف أرقيك بها يا عزيزي ..
غادرت جناحه تاركة إياه في صراع طويل المدى مع ذاته ، لحين عادت إليه هذه وهي تتمايل بسلهامها الطويل هذه المرة ، وضعت يدها على جنبها ووقفت عند طرف الباب
شاهيناز(حدقت فيه بليونة):- طلبتني ؟
حكيم(كان منحنيا على الأرض يجمع أطراف الخشب المكسور باهتمام):- … اقتربي
شاهيناز(بفرحة تخللت فؤادها تقدمت إليه بخيلاء):- أمرني ..
حكيم(استقام ووضع الأطراف بهدوء على حافة المكتب ونظر إليها بتقزز واشمئزاز):- متى ستكفين عن ألاعيبكِ الخبيثة تلك .. ألم أنبهكِ عن عدم اللحاق مجددا بأولئك المشعوذين والدجالين والتوقف عن تلك السخافات هاااه ؟؟
شاهيناز(ابتلعت ريقها وأخذت تتراجع خلفيا بينما هو كان يلحقها بخطوات متباطئة جعلت ركبها تلتصق ببعضها من شدة الخوف):- ح .. حكيم أنا طوع أمرك لن أعيدها مرة أخرى
حكيم(ابتلع ريقه حين التصقت بالحائط من خلفها وضرب بمعصمه الجدار بقرب رأسها وملامحه الغاضبة لم تكن تفسر):- ستكون هذه آخر مرة لكِ وإن كرَّرتها سيتعين عليكِ جمع حقائبكِ والخروج من هذا القصر إلى ما لا رجعة هممم
شاهيناز(لن ينفعني معك الآن سوى استخدام سحري لعله ينفع ، سحبت خيط السلهام الذي سقط على الأرض وأحاطت عنقه بيديها):- أعدك بذلك إن طاوعتني
حكيم(ابتسم بسخرية من منظرها ذاك وأزال يديها من على عنقه):- شاهي .. ليس الآن
تنهدت بعمق وبحلقت فيه بعصبية نفثتها من بين أنفاسها وهي تلتقط سلهامها من على الأرض وركضت مغادرة جناحه برمته تاركة إياه في حيرة وبؤس يعتريه منذ 16 سنة تقريبا …
حكيم(اتكأ على حافة كرسيه الوفير):- لن أسمح أن يمر عيد ميلادها هذه المرة بدوووني أبدااا لن أسمح ولو انطبقت السماء على الأرض … لن أهتم !
غاص في ذكرى عصفورته الصغيرة التي كانت تقف أمام مرآة حمامها تضع يدها على شفتيها بتوتر ، وعيناها تارة تبتسم وتارة أخرى تراوغ جنونها فتغمضهما لتعود وتفتحهما بإشراق ولمعة مألوفة باتت تلمحها كلما لاح طيف وائل رشوان بمخيلتها ، قبلتهما الوهمية جعلتها تتعلق به أكثر وتتمنى لو تحصل على مثلها يوما ما لكن هذا صعب فهي لن ترمي بنفسها عليه … أشارت لنفسها في المرآة كي تتوقف عن كل ذلك الهذيان أساسا ماذا يعني لها حتى تفكر به على هذا النحو كأنها نسيت أمر شهاب تماما طبعا نسيته فقد اتضح جليا لها أنه لم يكن سوى مرحلة ومرت بحياتها فما تعيشه مع وائل شيء ناري تدب فيه الحياة ..أما علاقتها بشهاب فلقد بدأت تتلاشى وقد أيقنت ذلك حين خف وميض حنقها عليه من بعد خيانته وهذا يؤدي إلى نتيجة حتمية أنه بدأ يغادر مماليكها فقد استوطنها أحد غيره و شيَّد حصنا عظيما لا يحمل أحد مفتاحه إلا هو … ولت ظهرها للمرآة متكئة على الحوض بظهرها بينما يدها وضعتها على قلبها وهي تردد بصوت خافت
ميرنا(بحالة حب):- ماذا فعلت بقلبي وكياني يا وائل رشوان ؟؟

في المعسكر
كان يقف بالساحة الخاصة بالتدريب واضعا يديه خلف ظهره وينظر للأفق بعيدا بل كان ينتظر شيئا ما ، فبعد أحداث اليوم الماضي لم تكفيه الغبطة التي استشعرها بعد انتقامه منها فلقد أجبرها تحت وطأة الاستفزاز والحط من قدرها على القيام بمهام عشوائية أوكلها إليها ،فمثلا أمرها بترتيب الأسلحة التي تم إحضارها من المقر الرئيسي في المخزن بطريقة ساخرة جعلتها تقبل تحديه بقلب جامد ، لم يكتفي بذلك بل جعلها بكل صلف تكتب تقريرا مفصلا عن وضعية التدريب وتفاعل الجنود لكي يبعثه للرؤساء علما أن ذلك لم يكون مطلوبا منها ، جعلها أيضا تخترع تدريبات جديدة استثنائية وتضعها في تفصيل مبسط على الورق وتقدمها إليه ليفكر إن كان ذلك سيناسبه أم لا ، ومع كل هذا المجهود لم تتذمر بل لبت مطالبه بصمت ، وأنجزته شيئا فشيئا حتى عندما طلب منها أن توزع على الجنود بعض المحاور الشفوية التي يتوجب عليهم حفظها من أجل المسائلة العسكرية فيما بعد قامت بذلك مع العلم أنه ليس من اختصاصها كنقيب لكن تحت دهشة كل من في المعسكر قامت بكل ما طلب منها بحذافيره ، كانت تزيد عنادا كلما ضغط عليها وهذا ما زاد من وتيرة التحدي بينهما خصوصا أنها زادت من حدة استفزازه لآخر لحظة حتى تعب واكتفى من عناد الحجر الذي تملكه فلم تطأطئ رأسها بالعكس شاركته لعبته حتى لو أجهدت نفسها بمجهود جبار أكفأ رجل بالمعسكر لن يقدر على القيام به .. كان يستذكر ما حدث يوم أمس وبسمة الانتصار ترتسم على شفتيه فلقد ذلها وكسر عينها بإجبارها على القيام بتلك المهام بواسطة سلطته عليها فإن تذمرت أو اشتكت سيكتب تقريرا في حقها مكونا من سطرين ويبعثه للإدارة ويكون مصيرها الطرد ، وهذا ما كانت تعلمه في قرارة نفسها وعليه لم تستسلم .. لكن كان غريبا أن يستيقظ هذا الصباح ولا يجدها كما تعود وهو يراها تقود كتائبها في تدريب مجنون من تداريبها التي تستنبطها من خيالها الطائش .. ولذلك قام ببعث الجندي كامل كمال ليتقصى الأمر فلقد تأخرت لأزيد من ساعتين وهذا بذاته شيء لا يجب السكوت عنه …
جاسر(ظل واقفا محله ويظهر من وجهه أن الجن الأسود قد تلبسه لحظتها):- هل وجدتها ؟
كامل(والله أشفقت على هذا الكامل مسكين دوما في وجه المدفع ^^):- …س …سيدي أنا لا أدري أين هي لقد ولجت غرفتها ولم أجدها ؟
جاسر(دفعه بذراعه وهو في أوج غضبه):- ابتعد عن طريقي …
كامل(انزاح من أمامه بتذمر بعد ذهابه):- يعني تخرب الدنيا وكامل المسكين قليل الحظ مسؤول عن خرابها تتت تبا لي ما الذي دهاني عندما فكرت بدخول للعسكرية أين كااااااااان عقلي يا أمي هففف …
كان يسير بعصبية يضرب الأرض بحذائه العسكري مارا بتلك الأروقة وهدير أنفاسه يكاد يسبقه إلى تلك الغرفة التي بمجرد أن وقف أمامها ضرب بابها برجله حتى ارتطم للحائط وعاد إليه ليقفل من جديد ازداد حنقه وأمسك مقبضه بيده وفتحه بنرفزة ، بحث بعينيه لا أثر لها فتح الدولاب الخاص كل شيء بمحله ثيابها أغراضها طيب أين اختفت منذ الصباح ؟؟… ابتلع ريقه قلقا هذه المرة بحيث انتبه لفراشها الذي كان لا يزال فوضويا ولأنه يعلم بأنه في نظام المعسكر يجب ترتيب الأفرشة لأنها من بين مهام الجندي ولعلمه كذلك أن تلك الفرس الجامحة تهتم بصغائر الأمور فما بالك بتوضيب فراشها إذن هناك خطب ما ؟؟؟ … وهو في خضم تساؤلاته فك انعقاد حاجبيه على صوت دخولها من خلفه .. وقبل أن يهم بالسب والشتم والتلسين عليها احتبست الكلمات في جوفه فور رؤية ذلك المنظر ، قد بدت هزيلة شاحبة اللون ملتفة حول نفسها وتمشي ببطء شديد بعينين محمرتان ذابلتان وتعب باد على ملامحها ، وحين رأته عقدت حاجبيها بوهن شديد وحاولت إخفاء مرضها الظاهر أمامه ..
وصال(رفعت يدها بتعب وحيته بالتحية العسكرية وهي تحاول جهدها أن تنتصب أمامه كما يجب ، وبصوت خافت):- سيدي الرائد .. تحياتي
جاسر(تسمَّر وهو لا يدري ماذا دهاه ظل ينظر إليها بدهشة وبعد صمت ابتلع ريقه عاقدا حاجبيه بنظرة صارمة):- ماذا هناك لما لم تباشري عملكِ أيتها النقيب وصال ؟؟
وصال(تتنفس بصعوبة):- عذرا منك ما كنت لأتخاذل .. لكنني ذهبت للطبيب الخاص بالمعسكر ولم أتمكن من الوصول إليه وحاولت البحث عن أي شي..
جاسر(بعصبية هدر فيها):- يكفي .. هل ستشرحين لي حتى ماذا حلمتِ يوم أمس ؟؟ جهزي نفسكِ أريدك بعد لحظات بساحة التدريب نحن هنا بمعسكر ولسنا بفسحة استجمام ..انتباه
وصال(اهتزت من ريحه التي صفعت وجهها وأغمضت عينيها على دموع حارقة):- حتى في المرض لا تشفق على أحد ما أقسى قلبك … ففف أكره المرض أكرهه
كما توقع فهي عنيدة حتى في حالات المرض التي تصطنعها يعني هو إجهاد فقط ليس إلا لأن تلك الشاكلة لا تمرض ، هكذا قال وهو يعود لساحة التدريب محاولا قتل ذلك القلق الذي هز بضع شعيرات حسية في قلبه … بعد لحظات فقط كانت تترأس كتائبها والجندي كامل بجانبها يحاول إيصال فكرتها لهم بينما كانت هي تحاول جهدها أن تبقى ثابتة وتقاوم شعورها بالتعب وأيضا رجفة البرد التي تسري بكل طرف من أطرافها ، هنا كان هو يراقب وضعها من بعيد لم يستغرب من وجهة عينيه اللتين كانتا تتابعان باهتمام اهتزازها المتواصل وكذا وضعها المريب ، فلم تكن قادرة على الوقوف لكنها كانت تكابر وهي تغير وضعيات وقوفها مرة بعد مرة وتتنفس بعمق كي تضبط أنفاسها وأيضا تقاوم صداع رأسها والدوار الذي يسيطر عليها مذ استيقظت ، كل هذا لم يشفع لها عنده ليرحمها ويجعلها ترتاح ذلك الصباح على الأقل ، لكن بكل حقد وغل أراد أن يعذبهاااا هذا هو اختصار ما يفعله … لم يحرم نفسه من مشاهدة ذلك بعينين مستمتعتين بتعبها المضني لكن فجأة وفي غفلة لم يتوقعها باغتته حين هوت على الأرض فاقدة وعيها … يا ترى هل يحلم ؟؟؟؟
كامل(يشير له بيده بينما تجمهر حولها كل الجنود):- يا إلهي أيها النقيب وصال … يا نقيب وصال سيدتي …؟؟؟ النجدة النجدة
فتح عينيه على وسعهما بصدمة وركض بسرعة نحوهم ، أبعد الجنود وأخذ يمر بينهم بلهفة وصولا إليها على الأرض نظر إليها باستغراب
كامل(بشفقة):- لقد كانت مريضة يا سيدي الرائد ما كان يجب أن تغادر فراشها بالمرة
جاسر(قاطعه بشر):- إخرس وحاول إيجاد الطبيب وأحضره لغرفتها فوراااا
كامل(بدهشة):- ماذا ستفعل سيدي ؟
جاسر(سحب نفسا عميقا وحملها بين ذراعيه بكل هدوء):- سأكون بانتظارك ..عريف زاهر عريف زاهر … اهتم بالبقية
زاهر(بقلق):- أوامرك سيدي …
من كان يتوقع أنه سيحضره يوم ويحملها بين ذراعيه ليأخذها لغرفتها ومن كان يقول أن منعدم الضمير سيشعر بالقلق عليها ، فعند باله كانت حديدية لا تهزها ريح أين ذهبت قوتها وصلابتها هل كان مخدوعا فيهااااا ؟؟؟ ثم لما هي بهذه الخفة والنعومة وجد عيناه تهربان لملامحها الساكنة وهي بين ذراعيه مغمضة العينين وتبدو هادئة رقيقة و.. لحظة .. نفض رأسه من تلك الأفكار وركز نظره في كامل المهرول أمامه كالبهلوان اللهم ذاك ولا هي … وصل بها لغرفتها ووضعها بخفة على سريرها ثم ابتعد قليلا وهو يضرب كفا بكف فقد تأخر الغبي كامل والطبيب لم يحضر بعد … بصعوبة استطاع أن يبعد نظره عنها فلقد كانت جذابة مختلفة وهي في ذلك المنظر الضعيف لا لا عليها أن تستيقظ لتقاتله فمعركتهما لا تزال في بدايتها..
جاسر:- الغبي كامل سأضربه في نصف وجهه لقد تأخر … تتت
وصال(بدأت تهذي):- أبي … أبي …
عقد حاجبيه واقترب منها وجد وجهها بدأ يتعرق وكانت تحرك رأسها بصعوبة تقاوم وكأنها تعيش في حلم سيء ، لم يعرف ماذا عليه أن يفعل انحنى لرأسها ومد يده بجهد جهيد وتحسس جبينها كانت حرارتها مرتفعة جدا ، هنا انتفض بهلع وخرج يركض من غرفتها والحمدلله كان كامل يمسك الطبيب من ياقته ويحمل حقيبته هو بدلا عنه المهم أنه أحضره ..
جاسر:- جيد أنك حضرت أيها الطبيب رجاء افحص النقيب وصال فحرارتها مرتفعة جدا..
الطبيب(هز له رأسه ودلف للغرفة بسرعة):- حاضر حاضر سأرى ما بوسعي
لحق بالطبيب ورآه وهو يخرج من حقيبته عدته ليفحص وصال التي كانت لا تزال على حالها لم يستطع إبعاد ناظريه عنها فهو بحاجة لتفريغ شحنات غضبه منها ، وينتقم لكل ما فعلته برفعت وغيره وغيره فجنس النساء بنظره ما هن إلا حقيبة تثقل ظهر الرجل بمصائبهن ، مسح وجهه مبتعدا عن حقائقه المكتومة ولم ينتبه للوقت الذي مر حتى وقف أمامه الطبيب ليشرح له عن حالتها ووضعها بشكل كلي ..
الطبيب:- سيدي الرائد يجب أن ننقلها فورا للمشفى بالمدينة هي ليست بخير
جاسر(رفع له حاجبه وفتح شفتيه):- كيف يعني ماذا لديهااا تكلم ؟؟
الطبيب(هز حاجبيه وهو يتنهد بعمق):- لديها حمى من الواضح أنها أجهدت نفسها كثيرا وضغطت على ذاتها وهذا ما جعل قواها تنهار لا بد وأن نسعفها لأنها بحاجة لمغذي وريدي ومعاينة صحية على وجه السرعة ..
جاسر(مسح على جبينه بتوتر وهو يفكر كيف مرضت هل كان السبب لالا هي متواطئة مع الطبيب على الأغلب ماذا لو كان كلامه صحيحا):- لو تصمت قليلا يا كامل وتدعني أفكررر
كامل(انتفض المسكين مفزوووعا فلم ينبس ببنت شفة إطلاقا):- هئئئئئئئئ
الطبيب(نظر إلى جاسر باستغراب):- ها سيدي الرائد ماذا قررت ؟؟ إن بقيت هنا ستتأزم حالها أكثر فأنا لن يسعني القيام بشيء و جل ما قد أفعله هو إمدادها بخافض حرارة وانتظار صباح الغد.. ولن أجزم لك أنها قد تتحسن
جاسر(بعصبية):- أوه طيب طيب فهمت سوف نأخذها للمشفى .. كاااااامل ستأتي معنا
كامل(حياه بتحية عسكرية):- أوامرك سيدي …
نظر إليها بشيء من التردد لأنه حتما سيعاتب نفسه التي وضعته في هذا الموضع ، كان واردا أن يوكل مهمة أخذها للمشفى لكامل أو العريف زاهر لكنه رفض بشدة أن يترك لأحد تلك الفرصة حين يكتشف أنها بخير … يا عمي البنت تموت أمامك وأنت لا تزال تتساءل بئسا لعقلك اليابس … أحضر كامل النقالة الخاصة بالطبيب ووضعوها عليها وغادروا بها نحو المستشفى بسيارة الإسعاف الخاصة بهم .. كان هو قابعا في الخلف معها بينما كامل يرافق السائق الخاص بتلك الناقلة أما هي فلم تلبث تصحو قليلا وتفتح عينيها لتناظر وجهه أمامها لتعود مرة أخرى وتغيب عن الوعي وفي مرة استفاقت على جملة من عالم الخيال بصوت جاسر "ستكونين بخير فالحرب بيننا لا تزال قائمة"… وصلوا بها بعد ساعات بسيطة للمشفى وقام الأطباء باللازم ولم يضيفوا شيئا جديدا عن الذي قاله لهم طبيب المعسكر وعليه كان يتوجب حجزها ذلك اليوم لمعاينة وضعها وإمدادها بما تحتاجه …
كامل(يقف مع جاسر خارج غرفتها):- سيدي الرائد هل لي أن أستأذن البقاء رفقة النقيب وصال يعني يجب أن يرافقها أحد منا صحيح ؟؟
جاسر(نظر إليه بنظرة ريبة "هل يحبها"):- لماذااااااا ؟؟
كامل(فتح عينيه وأعاد تصغيرهما بهلع):- ي.. يعني قصدت أنه يتوجب على أحد منا أن يرافقها يعني حرام النقيب تبقى لوحدها غريبة هناااا
جاسر(بلؤم):- وهل أنت الذي سيشعرها بالانتماء العائلي والدفء الروحي ؟؟؟
كامل(برعشة تراجع للخلف):- كان مجرد اقتراح …. من … باب المساعدة يعني …
جاسر(اقترب منه بشراسة):- من فورك تغادر هذا المكان وتعود للمعسكر وإياك والتهاون في تداريبك أريدك أن تعوض ساعات غيابك وإن بحثت في الأمر ووجدتك قد تقاعست سأعلقك ليلة كاملة فوق رافعة الأخشاب مفهوووووووووووم ؟؟
كامل(رفع حاجبه وعيناه تكاد تدمعان):- حاضر حاضر سأذهب من فوري لكن حبذا لو تدعني أطمئن على النقيب وصال من الباب فقط و ..
جاسر(سحب نفسا عميقا وهو يتمالك أعصابه بصعوبة):- أغرب عن وجهييييييي …
كامل(برعب):-طيب طيب .. يا إلهي سيأكلني بعينيه أنا راحل هبهبههب
أخذ يلهث وهو يضبط أنفاسه الهادرة حتى هدأ من روعه أخيرا وعدل من هيأته ودخل إليها ليراها .. كان يشعر بتثاقل في قدميه يأبى رؤيتها وفي نفس الوقت يريد أن يشبع فضول أفكاره بخصوصها وكذا رؤيتها وهي على فراش المرض ما ربما أثلج ضعفها صدره وأضافه لقائمة الانتقام التي يتمنى الحصول عليها .. لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح فور ولوجه لغرفتها ومشاهدة هالة السكون التي تحيط بها ، فتح انعقاد حاجبيه للمرة الألف بسببها ذلك اليوم وتقدم وهو يغلق الباب خلفه فآخر شيء كان يتوقعه أن يطمئن على إنسانة بغيضة عنيدة مثلها .. زفر بعمق وهو يلمح الخيط الوريدي معلقا بيدها وجهها شاحب ضبابي وشعرها الأسود ملقى على الوسادة بأريحية بينما شفتاها مطبقتان بجمالية عذبة جعلته يعود برأسه للخلف كيف لم ينتبه قبلا لتقاسيمها الجميلة ..؟؟؟؟
جاسر(هز رأسه مرتين كي يعود لرشده):- جاسر جاسر توقف هل ستنخدع بهذا المنظر ؟؟ يعني هي مرضت وستشفى وستعودان معا للمعسكر وستكملان الحرب الباردة هذا ما سيحصل إذن قم بواجبك واقبع هناااااك يكون أحسن …. همممم

في مشفى آخر
كانت تهرول بين الممرات تسأل كل ممرضة تستوقفها لتعرف أين هي غرفته أخيرا استطاعت إيجادها فاتجهت صوبها وهي تكاد تبكي من هول الخبر الذي سمعته على الهاتف ..
جيداء(ولجت الغرفة ووجدته على السرير ويده مضمدة بالجبس ويتضح أنها قد كسرت وهناك بقعة تحت عينه مختلطة باللونين البنفسجي والأزرق إثر ضربة تلقاها على وجهه):- يا إلهي … حسااااااام … من الذي فعل بك هذاااااااا ؟؟؟
حسام(نظر إليها بينما كانت الممرضة تراجع تقريره من أجل الخروج):- جيدااااء ..
جيداء(هرعت إليه بدموع):- أخبرني يا حساااااااااام بما ورطت نفسك ؟؟
حسام(نظر للهفتها عليه وزفر بعمق):- قطاع طرق أرادوا سرقتي ولكنني تضاربت معهم ووقع هذااا يعني كانوا أزيد من شخص لذلك لم أتمكن من الدفاع على نفسي بما يليق
جيداء:- يا الله حمدا لله على سلامتك
حسام:- الله يسلمك يا جيداء لم يكن بوسعي إلا إخبارك ..
جيداء(بقلق):- أكيد هذا ما كان يلزم يا حساااام .. هيا بنا سنعود للبيت
حسام(زفر بعمق):- طيب ..
مط شفتيه بأسى وهو يتذكر زيارة تلك العاصفة التي زلزلت أفكاره ووضعته بجيبها كما تريد
~ حسام يتذكر ~
الطبيب:- الحمدلله على سلامتك سيد حسام لا تقلق هناك عدة رضوض بسيطة وكدمة تحت عينك اليمنى وكسر بسيط أيضا في يدك اليسرى الحمدلله تم إسعافك بأسرع وقت لتجبير الكسر الطفيف هذا سيأخذ منك أسبوعين وأكثر حتى نستطيع معاينتك من جديد
حسام(هز له رأسه بإيجاب):- لا عليك يا دكتور لكن هل لك أن تصف لي بعض المسكنات أشعر بصداع رأسي
الطبيب:- طبعا إنما يتوجب عليك الراحة وفيما بعد سأكتب لك على خروج
حسام(بغضب جامح):- تمام …
فور خروج الطبيب من غرفته أمسك بهاتفه بتعب واتصل
حسام(بعد صمت انفجر):- أيها النذل الحقير ما الذي فعلته ؟؟؟؟؟
ناجي:- إهدأ يا رجل لقد صنعت لنفسي طريقة كي ألج قلب مشاكستنا
حسام(بعصبية):- صنعت ماذا أيها الوغد لقد تسببت بكسر في يدي وكدمة على وجهي أنت ووحوشك هل هذا هو رد الجميل أيها الخسيس ؟؟؟
ناجي:- يوووه يا حسام لقد فعلت ما رأيته مناسبا كان يجب أن نفتعل ذلك ليكون كل شيء مقنعا حقيقة ملموسة لا تنسى أنك من لجأ إلي إذا لا تجعلني أخسر الرهان هممم
حسام(بتعب):- إن لم تروضها وتكبح جماحها عني فلن يحدث طيب يا ناجي أسمعتني الفرصة أمامك الآن لذلك لا تخذلني .. أريدك أن تضعها تحت رحمتي بأسرع وقت ولا يهمني ما ستسلبه منها أنت وشطارتك ..
ناجي:- هه ولو يا عزيزي القطعة تستحق المراهنة ولن أنسى عمولتي التي تحت الحساب
حسام(نظر لكسر يده بغبن):- إخرس يا نذل لقد كسرت يدي وتريد تعويضا سأحتسب ذلك من نصيبك صدقني هففف
ناجي(هز رأسه):- مقبولة منك يا صديق لكن أحذرك الغزالة في طريقها إليك الآن لقد رميت لها قطعة الطعم فالتقطها يا سبعي هههه
حسام(ابتسم بارتياح):- اممم تلك لعبتي هيا أكلمك لاحقا سلامووو …
ناجي(بمكر):- سلام السلام ..
بعد مدة من الاتصال ولجت غرفته وهي ترتجف خوفا من أن تتورط في مصيبة ما فالغبي ناجي أوصته كي يخيفه لا أن يقوم بإرساله للمشفى ، مسحت على رأسها كي لا تبدأ مجددا الصراع النفسي وأقفلت الباب خلفها وتقدمت إليه
حسام(التفت حين سمع دخول شخص ما):- ماذا هل تودين إكمال ما بدأه كلابك ؟؟
نور(رفعت حاجبها وتقدمت إليه بثقة):- أممم يا خسارة جمال عينك اليمنى هذه مشكلة كيف ستسبي قلوب النساء بعد الآن أشك أنها ستبقى لديك عاهة مستديمة
حسام(بهلع دفين):- ماذا تريدين ؟؟
نور(جذبت كرسيا كان بالركن ووضعته أمامه وجلست واضعة رجلا على رجل):- أن نتفق
حسام(رمى برأسه على الوسادة وأخذ ينظر للسماء):- لا يوجد اتفاق بيننا ما لدي قد أخبرتكِ به وحتى لو بعثتِ بهم مليون مرة لن تقومي بإجباري على الرضوخ لمطالبكِ بالتهديد أبدااا
نور:- والله كان على عيني يا روحي لكن أنت مضطر
حسام:- أتعلمين أنه يمكنني زجكِ في السجن بتهمة التآمر ضدي والاعتداء علي ؟؟
نور(شبكت يديها):- أتحسبني طفلة أمامك كي تخيفني بهذه الجعجعة التي تتفوه بهااا ؟؟ يا سيد أنا هنا لكي آخذ منك موعدا محددا لعقد القران !
حسام(باستهزاء):- أحيانا الثقة الزائدة تؤذي صاحبها ، لو كنت محلكِ لما وضعت نفسي بهذا الموقف بشكل أوضح دعاء كانت سهلة المرام ورمت بنفسها بين أحضاني إذن لما سأعاقبُ أنا طالما هي من وافقت دون ضغط على أن تكون عشيقتي وشريكة فراشي هممم ؟؟
نور(بعصبية اشتعلت):- إلزم حدودك بدلا من أن تستفز صبري عليك وبدل بقائك هنا ليوم واحد سأجعلك تخلد لأبد الأبدين بين جدرانه كمخلل نتن ..
حسام(عقد حاجبيه وهو يشتم في ناجي الغبي):- … أريد رؤية دعاء والاتفاق معها وجها لوجه هذا شرطي إن قبلتِ به فسوف أنفذ كل ما تريدينه دون اعتراض
نور(استقامت بغضب تصرخ فيه):- لن يحدث ذلك ولو على جثتي
حسام(نظر إليها ببرودة):- تمام يمكنكِ الذهاب والعودة إلى ما لا نهاية فلن تصلي معي لشيء ولو بقيت الدهر كله فبالأخير لست أنا من ستكبر بطنه ويفتضح أمري ..
نور(باشمئزاز منه):- أوك لنرى رأي جيداء زوجتك وأولادك في الموضوع إذن ..
حسام(رفع حاجبه وتابع بصلف):- حتى لو أخبرتها بذلك فسوف تساندني ولن تتخلى عني أتعلمين لماذا ؟؟ لأن زوجتي تعشقني وتغفر لي كل خطاياي ومثل هذه الغلطة ستمر مرور الكرام وسنتابع حياتنا كأن شيئا لم يقع لكن من الذي سيدفع الثمن بنظرك سيدة نووور ؟؟
نور(بوجع اعتراها شعرت وكأنها وقعت في بئر غويط تلك اللحظة):- أنت حقير حقير ومنحط بمعنى الكلمة سحقاااا لك فلتحترق في الجحييييييييييييم ..
حسام(بابتسامة انتصار):- أحضريها وستربحين ..
نور(ابتلعت ريقها ورمشت بعينيها مرتين وبعد تفكير):- … يعني ستوافق على كل شروطنا إن أتيتك بها صحيح ؟؟
حسام(بمتعة وفرح):- أعدكِ وعد شرف
نور(رفعت شفتها العلوية بتقزز):- شرف ؟؟؟ وهل تكتسبه أصلا حتى تقسم به .. عموما سآتيك بها لكن إن تلاعبت بذيلك معي يا ويلك مما سيحدث ، أقسم لك باسمي أنك ستعيش أسود أيام حياتك .. و صدقني أنا امرأة لا يستهان بهاااا ضع هذا في حسبانك
حسام(برعشة طفيفة وتخوف داخلي):- أسرعي ولكِ ما تريدين ..
غادرته وهي تضرب أخماسا في أسداس فهي ودعاء تحت رحمته ويجب أن تتصرف بأسرع وقت وما كان عليها سوى الرضوخ لأمره ذاك لعلها تصل معه لحل ينقذ ابنة عمها من براثنه الشريرة ، بعد مدة وصلت لبيتهم وجدت دعاء جالسة بالصالون وهي ترضع أيهم حليبه وعيناها تهفوان إليه ، فهمت جيدا جدا نظرة الأمومة التي ارتسمت على وجهها وهذا ما زادها يقينا أنها يجب عليها أن تحل تلك المشكلة بأقل الخسائر الممكنة ، قاطع تفكيرها ركض دينا إليها لترتمي بين أحضانها ..
دينا(عانقتها):- مااااااااامي ماااااااامي أريد رؤية سجى أنا أيضا كلهم ذهبوا إلا أنااااااا
نور(قبلتها على وجنتها وأمسكت بيدها لتلجا معا الصالون ، جلست ووضعتها بحجرها بمحبة):- حسن سآخذكِ غدا لرؤيتها
دينا(قفزت بحب):- هييييي هيييي يوووبي سأرى دميتي الصغيرة أيهم يا أيهم سنرى أنا وأنت أختنا سجى هههه
نور(مسحت على جبينها):- دندوون لما لا ترسمين رسمة بالألوان لتقدميها لخالتكِ رنيم بهذه المناسبة هاااه ما رأيكِ بالفكرة ؟
دينا(لمعت في عينها الفكرة):- هئئ كيف تاه عن بالي هذا الأمر سأبدأ الآن ههههه
نور(ابتلعت ريقها بوجع):- طيب يا روحي
دعاء(كانت تلاحظ ملامحها المتضاربة منذ البداية وضعت بهدوء أيهم الذي نام بين يديها في عربته المتحركة ونظرت إليها):- ماذا هناك أشعر وكأنكِ تحملين لي خبرا سيئا ؟
نور(نهضت من محلها وجلست بجانب دعاء وأمسكت يدها):- لقد حدثت عدة أشياء يجب أن تعلمي بها يا دعاء .. كان بودي أن أنجز كل شيء وأنتِ بعيدة لكن وقعنا تحت رحمته وهو يود عقد لقاء بكِ وبعدها سيقوم بتنفيذ كل شروطنا ، لكن إن كنتِ تعترضين على ذلك يمكننا الرفض وليشرب من البحر
دعاء(برعشة اهتزت في كل كيانها):- أنا موافقة ..
نور(لم تتوقع أن توافق بالمرة):- ماذا ؟؟
دعاء(نظرت لأيهم):- ما سمعته أنا جاهزة لفعل أي شيء مقابل أن يعيش ابني بكامل حقوقه
نور(حركت رأسها يمينا وشمالا):- إياكِ وأن تخبريني أنها أشوااااق فساعتها سأحول بينكِ وبينه في هذا اللقاء وفي أي لقاء آخر فيما بعد …
دعاء(ابتسمت بغبن وعيناها دامعة):- قصتي المثيرة انتهت على الأغلب يا نور وبدأت معاناتي وعلي الحفاظ على طفلي وإن كان لقائي به سيسرع الأمر سأقوم به لأنني بحاجة لأجوبة تخرس جنون التساؤلات التي تكاد تفقدني صوابي ..
نور(ربتت على يدها بمساندة وهي تزفر تعبا):- إذن جهزي نفسكِ فور حضور أمي وخالتي سنذهب يجب أن نسرع في الأمر طالما لا يستطيع إيذاءكِ وهو على ذلك الوضع
دعاء(عقدت حاجبيها):- أي وضع ؟؟
نور(بملامح غريبة كمن ارتكب جريمة ونسي أنه قام بذلك):- ألم أخبركِ ؟؟
دعاء(بهلع):- تخبريني بماذااااااا ؟؟
نور(رفعت حاجبيها بحركة مضحكة في دعاء):- يا حبيبي !! ….
لم تمر سوى دقائق معدودة حتى كانت تجلس بجانبها بالسيارة منطلقتين معا صوب المشفى ففور سماع دعاء بما حصل جن جنونها واعترضت على طريقة نور في حل الأمور ، من جهة خافت عليها من غضب حسام لأنها تعلم علم اليقين كيف هو مع أعدائه ومن جهة آلمها قلبها عليه لقد قاومت ذلك الشعور ولكنها لم تستطع هناك شيء بداخلها لا يزال خاضعا له .. بعد مدة وجيزة كانت تسارع خطاها بينما نور تمنت لو تجرها من شعرها تلك اللحظة فلقد ظلت تحاول أن تعقلها لكي لا تتسرع وترمي بنفسها على ذلك الحقير لأنه يتوجب أن تبقيا سوية في موضع قوة ، لكن مع من تتكلم فهذه لا تسمع شيئا سوى لصوت روحها الكسيرة .. دلفت للغرفة دون انتظار ووجدته على ذلك الحال وباشرت البكاء
نور(أغلقت الباب خلفهما ومسحت على جبينها وبخفوت):- صبرني يا رب لا أريد أن تعيش ابنتي يتيمة بعدي إن دخلت للسجن بتهمة قتلي لهذين هففف
حسام(يعيش الدور):- دعااائي
دعاء(اقتربت منه):- حسااام
نور(صرخت فيها بصوت عال):- مكانكِ يا دعاء .. لا أسمح لكِ بالاقتراب منه اجلسي هناك وكلميه وأنت اختصر ها هي ذي أمامك
حسام(رفع حاجبه ونظر لنور بنظرة جانبية غلغلتها ثم عاد يسبل لدعاء):- آسف حبيبتي على كل ما بدر مني لقد ندمت وتراجعت عن قراري الظالم ، معكِ حق في أن تغضبي مني لكن كان ذلك خارج إرادتي..
دعاء(بوجع):- لقد كنت تنوي قتل طفلنا يا حسام كيف سأثق فيك بعد الآن ؟؟
حسام:- لقد أخطأت وأقر بخطأي وأريد أن أصححه حبيبتي أنا لازلت أهواكِ حتى لو آذيتني كما ترين
دعاء(هزت رأسها نفيا):- لم أكن أعلم بذلك لا علاقة لي
نور(طقطقت بكعبها بعصبية):- أنا فعلت ذلك وسأفعله مجددا حتى تتعلم الدرس جيدااا ولذلك أريد منك جوابا شافيا الآن فليس لدينا اليوم بطوله لك يا سيد ؟؟
حسام(بوقاحة):- كيف تعيشون مع هذه في بيت واحد ؟
دعاء(فتحت عينيها من بين دموعها ونظرت لنور التي صعدت قرون فوق رأسها):- يا إلهي
حسام(نظر لنور):- تمام تمام لقد وعدتكِ وسأفي بوعدي
نور(نظرت لهاتفها الذي كان يرن والمتصل ناجي أقفلت الخط بوجهه مرتين ولكنه لم يتوقف وبعث لها رسائل أن الأمر ضروري):- هممم.. سأغيب للحظتين وأعود أحذرك
حسام:- وهل سآكلها بحالتي هذه البركة فيكِ دمرتِني ..
نور(بشعور بالغثيان):- أففف كيف تورطتِ مع سمج مثله يا الله صبرني
دعاء(فور خروج نور نظرت إليه):- لقد كسرتني يا حسام
حسام(هذه فرصتي):- حبيبتي يا دعائي .. اقتربي مني
دعاء(بغبن أخذت تبكي):- لا .. أنا لم أعد أثق بك لقد آذيتني مرة وبوسعك تكرارها لقد خيبت ظني بك ولكي تعود علاقتنا كما كانت من قبل عليك أن تتزوجني
حسام(رمش بعينيه بنفاذ صبر):- طبعااا يا حياتي هذا ما أنتوي فعله أرجوكِ لا تجعلي هذا المطب الذي وقعنا به يخل بتوازن علاقتنا نحن حبيبين أم أنكِ نسيتِ عشرتنا همم ؟؟
دعاء(بخفقة في قلبها صدقته):- لم أنسى أنا لا أزال أحبك لكن وجعك بقلبي كبير .. حسام أنت لم تحاول حتى التشبث بي لم تكلف نفسك وتتمسك بحبي لك إطلاقاااا
حسام(بلهفة):- سأصححه وأجعلكِ تنسين كل هذا بعد زواجنا حبيبتي
دعاء(صدقته البلهاء):- أحقا ؟؟
حسام(مد يده السليمة لها):- اقتربي مني حبيبتي لقد اشتقت لأن أشم عطركِ اشتقت لكل تفاصيلك .. أرأيتِ ابنة عمكِ ما فعلت بي أنظري إلي
دعاء(وقفت وتقدمت إليه وهي مشفقة عليه):- لم أكن أدري أنها تدبر لذلك صدقني لكنت منعتها والله
حسام(جعلها تجلس بقربه وأمسك يدها):- أعلم ذلك يا روحي فمهما كان أنتِ لا تفرطين بي
دعاء(رمشت بعينها وسلطانه يحكمها):- ألا زلت تحبني ؟
حسام:- ومتى توقفت عن حبكِ يا مجنونة .. لكن أنتِ من أدخلها بيننا لذلك منعتني عنكِ
دعاء:- تلك أختي فلا تقلل من احترامها رجاء لقد ساندتني في حزني حين فكرت بقتل ولدك
حسام(ابتلع ريقه):- وأنا أعتذر منكِ وسأظل طوال عمرنا أتأسف منكِ حلوتي ..
دعاء(بخفقة):- متى ستأتي لبيتنا ؟
حسام(بتلاعب):- لا أدري لحين أشفى ربما …يعني يجب أن يقبلوا بي حتى لو كنت على ذا الشكل
دعاء(ضحكت من دعابته):- هه أشك في ذلك ..
الممرضة(دخلت عليهما):- مرحبا .. حان موعد أخذ حقنة الدواء سيد حسام .. رجاء آنستي دعينا وحدنا
دعاء(استقامت بلطف):- سأعود إليك بعد قليل
حسام(بعث لها قبلة في الهواء):- سأنتظركِ حبي
دعاء(بشعور دافئ في أعماقها ابتسمت):- لو سمحتِ أين الحمامات ؟
الممرضة(وهي تحضر الدواء):- آخر الرواق عند المنعطف الشمالي
هزت لها رأسها وخرجت من الغرفة وهي تستشعر دفء صغيرها الذي يساندها من مكانه الدفين بأحشائها وكأنه يخبرها أن حياتهما ستكون بخير طالما حسام رضخ لمطالبهم وهو نادم على كل ما حدث ، لم تشعر بالابتسامات التي زينت شفتيها وهي تتجه صوب الحمامات ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ما إن ولجته وانتبهت أنه فارغ تماما من الناس ، وقبل أن تهم بالدخول لأحدها سمعت صوت إقفال الباب من خلفها والتفتت بسرعة بصدمة وهي ترى سيدتين مكتنزتين متدثرتان بالسواد وذوات ملامح مخيفة تتقدمان ناحيتها ..
دعاء(عقدت حاجبيها):- ماذا هناك ؟؟
السيدة الأولى(رفعت كمها):- دعينا ننجز عملنا بسرعة ونرحل في حال سبيلنا سهليها علينا لكي لا تتأذي
دعاء(بهلع تنظر ناحيتهما وهي تتسحب للخلف):- ماذا تريدان مني ؟؟؟ ابتعدااااا عني النجدة النجدة نووووووووووووووور نوررررررررررر أنقذييييييييييييييييني نووووووووور
اقتربن منها وأسقطنها أرضا واحدة أمسكت يديها وأغلقت فمها بقماشة بينما الأخرى فتحت رجلي دعاء على وسعهما وبدأت بعملها ودعاء تبكي وتتلوى وتدفعها في مقاومة فاشلة ، شعرت أن الحياة ستتوقف طفلها سيرحل سيتركها ببساطة كما قدم لحياتها … لماذا يحدث ذلك لها ماذا فعلت حتى تعيش هذه الأحداث المؤلمة ، إبنها يسلب منها وهي لا حول ولا قوة كانتا تحكمان قبضتهما عليها فاستسلمت بوهن بعد مقاومة استنزفت جل قوتها إنما حين يقول الله لشيء كن فيكون وعندما يكون مكتوبا لطفل ما أن يعيش فذلك بيد الله وحده وتعالى فقط ، و هن في خضم إنجاز عملية إجهاض تقليدية لدعاء طرق الباب مرة بعد مرة فآثرن التوقف عند تلك اللحظة .. استقامت واحدة فيهن وبقيت محكمة قبضتها على دعاء وهي تجرها خلفها وتشد على فمها بذلك المنديل كي لا تصرخ وجذبتها خلفها نحو حمام ما وأقفلته عليهما معا ، بينما السيدة الأخرى فتحت الباب وهي تبتسم للوافدة التي استغربت الوضع ولكن لم تهتم ولجت حماما معينا لتقضي حاجتها وترحل بينما كانت السيدة تشغل نفسها بغسل يديها لكي لا تستشعر الدخيلة أن هناك شيئا غير طبيعي .. ولكن أنين دعاء كان شديدا فرفعت المرأة بصرها من حيث كانت وأخذت تستمع وعرفت أن هناك خطب ما لحظة لحظتين وغادرت الحمام وعادت النسوة للمحاولة من جديد وهذه المرة بشكل أسرع حتى دفع الأمن الباب بقوة وقاموا بالقبض عليهن في حين فقدت دعاء وعيها ….. قلبت نور المشفى على رأس حسام الذي ادعى أنه لا يدري أين هي فقد استأذنت الذهاب للحمام وبشهادة الممرضة وهي في خضم خصامها معه فقد أمسكته من ياقة قميصه غير آبهة بأي شيء سمعت صوت ضجيج في الخارج وركضت لتعرف ما الأمر وذهلت حين رأت دعاء فوق النقالة يركض بها فريق من الأطبة بينما الشرطة تمسك بسيدتين ، نظرت بشر نحو حسام الذي ابيضت شفتاه من الخوف لقد كشف أمره للمرة الثانية … وعلى الأغلب ستكون آخر مرة له
نور(انقضت عليه):- أيها الوغد الحقير تبا لك تبا لككككككككككككككك سوف أقتلك بيداي هاتين إن تعرضت دعاء أو الطفل لأذى صدقني صدقني سأفعلهاااااااا .. تفووه عليك يا قذارة الشارع تبا لك يا عاهة …
أمسكت حقيبتها وخرجت ركضا لتلحق بدعاء التي كانت المسكينة في عالم آخر أرحم من حالة الرعب التي عاشتها قبل قليل بسبب تلك المرأتين القاسيتين … كبر الموضوع وقامت نور برفع شكوى ضددهما لمحاولتهما إيذاء ابنة عمها وقد تم تسجيل المحضر في الحين واللحظة بينما طمأنها الطبيب على صحة دعاء والصغير وقام بإعطائها ما يلزم كي تكون بخير ..
نور(أمسكت بهاتفها وأخذت تتصل):- ألووو اسمعني جيدا لقد حان دورك الآن … أسمعتني قم بما أمرتك به وفقط .. تمام سنرى ..
، فور استيقاظ دعاء لم تتركها نور هناك لدقيقة واحدة قامت باصطحابها للبيت بأقصى ما تملك كانت كل حين تطالع ملامح دعاء المظلمة وارتجافتها المربكة أيضا زادت الطين بلة ، أما دموعها لنقل أنها جفت بعد تلك الصدمة
نور(مسحت على شعرها بندم):- أنا السبب ما كان علي الوثوق به ما كان علي إحضاركِ معي لقد دبر لي كمينا لكن صدقيني وحياتك عندي يا بنت عمي سأجعله يقبل يديكِ لتقبلي به زوجا أقسم بأنني سأخرب بيته مهله علي فقط …
دعاء(انتفضت ببكاء حين ضربت نور على مقودها بعصبية):- اهئ اهئئئئ لما حظي تعيس هكذاااا اهئ … لقد كان الأمر مرعبا مرعبا اهئ ا..
نور(مدت يدها ومسحت على شعر دعاء):- حبيبتي يكفي لا تبكي الحمدلله أنتِ بخير الآن لقد طمأننا الطبيب
دعاء(رمت بوجهها بين يديها في بكاء هستيري):- لقد أردن قتله بطريقة بشعة مقززة لا زلت أشعر بأيديهن على جسمي لا زلت أختنق اهئ اهئئئ آه يا ربي ماذا فعلت بنفسي ؟؟؟
نور(بحركة سريعة اهتزت حدقات عينيها وهي تتوعد بشر حسام النهواني):- يوم واحد فقط وسيطرق بابنا ستتزوجينه وكلها شهر واحد وتحصلين على طلاقكِ منه ،، أقسم لكِ يا دعاء بشرف الراجية أنكِ ستكونين زوجته في غضون يوم فقط وستأخذين منه كامل حقوقك .. لن ننهزم يا دعاااء لقد سايرته على قدر ما أستطيع ولكنه بادلني بالغدر للمرة الثانية إذن فليتحمل النتائج التي حصدها بخداعه …
حسام(كان يصرخ في غرفته عبر الهاتف):- ألا تسمعني يا حقير لقد كشف أمرناااا ماذا علي أن أفعل هااااه تلك النسوة سوف يعترفن بكل شيء ..
ناجي:- هدأ من روعك النساء تحت وصايتي لقد حصلتا على مبلغ تجعلانهما يخرجن من التهمة كالشعرة من العجين ، واسمك بعيد كل البعد هي مجرد اتهامات كيدية ، ومن جهتي سأقنع نور عن العدول لأنها لن تصل إلى شيء بتلك الطريقة فاطمئن ..
حسام(بعصبية):- ويقول لي اطمئن … يا غبي ألا تفهم لقد وقعت وقعت …
همام(اقتحم الغرفة عليه وأقفل الباب خلفه ورفع سترته ليظهر المسدس وأشار له بيده أن يقطع الخط):- هممم
حسام(بصدمة تلعثم):- س.. أكلمك لاحقا ..
همام(أقفل الباب عليهما بالمفتاح واقترب منه سلبه من هاتفه ووضعه على المنضدة بكل هدوء وجذب الكرسي وجلس مقابله واضعا رجلا فوق رجل):- أسمعك !!
حسام(بدهشة):- من حضرتك ؟
همام:- شخص يمكنه إحداث ثقب واسع على جبينك إن لم تطاوعني ..
حسام(ابتلع ريقه بهلع):- هل جننت ؟؟ كيف تهدد مديرا كبيرا سوف أقاضيك أيا كنت تكووون أنا لا أسمح بهذه الإهانة والتطاول على شخصي … غادر غرفتي
همام(يبتسم بأريحية):- ما هو لونك المفضل ؟
حسام(عقد حاجبيه في خضم تعبه هذا يتلاعب به):- هل أنت مجنون ؟؟
همام(حرك يده باسترسال):- نحن نتحاور
حسام(ابتلع ريقه):- أخرج من غرفتي
همام(أغمض عينيه وفتحهما بشر):- سأخرج لكن ليس قبل ذلك سأخرج روحك إن رفضت القيام بما سأمليه عليك الآن بالحرف الواحد ..
دقت الأجراس معلنة عن الخطر المحدق بكل مكان لا بل الشر بعينه مسيطر على الأكوان ، لم يجد حسام حلا آخر ليسلم من التهديد سوى أن يرضخ للأمر الواقع إن أراد أن ينقذ حياته فهمام لا يلعب هنا بل يعطيه فرصة لكي يعيش ويصحح كل أخطائه مع دعاء ، رفع سماعة هاتفه تحت ناظري همام واتصل بنور التي ما إن رأت رقمه حتى ركبها مليون عفريت ، دعكت فرامل السيارة وردت عليه وأسمعته وابلا من الشتائم حتى أخذت تلهث وأخبرها أنه مستعد للزواج وسيأتي غدا لبيتهم فلتجهز أمورها هي ودعاء ، اندهشت بل صعقت أبهذه السرعة استجاب الله لدعائها شعرت بالفرح يتراقص بداخلها فمشكلة دعاء ستحل أخيرا الحمدلله ، لكن ما لم يكن بحسبانها أن تدخل دعاء نفسها في حالة جنون وهذيااااان
دعاء(تمسح دمعها بالمنديل):- قلت لكِ لن أتزوج به ألا تسمعين قد يقتلني هذه المرة من يدري … لقد لقد استأجر نساء من أجل قتل ابني فماذا سيفعل بعد ذلك ليتخلص منه ؟؟؟
نور(مسحت على وجهها بتعب):- اسمعيني جيداااا جنونكِ هذا احتفظي به لنفسكِ حين نصل البيت حاسبي وعاتبي والطمي بغرفتكِ أما الآن فستسايرينني وتعدلي حالتكِ هذه لأننا سنعلن عن الخبر هذه الليلة أمامهم مفهوووم ؟؟
دعاء(نظرت ببؤس لنور):- آآآآآه يا نوووور .. لما يحدث لي ذلك جل ما تمنيته أن أجد ملاذا لقلبي ولطفلي ؟؟ هذا ما أردته فلما انقلبت الأمور هكذا وأصبحنا في عالم لا يسوده سوى المصالح والمادياااااات أين هي مبادئ الحب أين هي الأخلاقيااااات ؟؟؟؟؟
نور(ضربت برأسها بمقعد الكرسي):- لا تتحدثي عن الأخلاقيات يا دعاء فأنت آخر شخص يحق له ذلك .. لقد بعتِ نفسكِ بالرخيص لقذر فاستمتعي بالجزاء الآن ….
كانت تعلم في قرارة نفسها أنها تؤلمها بكلامها المسموم ذاك لكن كان يجب أن توقظها من حلمها الوردي فلا وجود للحب ولا لمشاعر الحب كفى أوهاااااااااما !! …
في سيارة فؤاد رشوان
فؤاد(كان يمسح على وجهه بعصبية حين ركب همام):- ماذا قرر ؟؟؟
همام(ركب بجانبه في السيارة):- سيتزوجها .. كل شيء تحت السيطرة الآن
فؤاد(زفر بعمق):- وماذا عن الثاني ؟
همام(فرك يده بشر):- تحت أعيننا يا سيدي
فؤاد(نظر جانبا):- دعوه يلف حول نفسه حبل المشنقة ليبقى على سجيته ، لأن ما يهمني الآن هو التخلص من مشكلة المدير وابنة عم نور .. لا تغمض جفنك يا همام
همام:- عيوني مفتوحة على الكل ولن يحدث إلا ما أمرت به
فؤاد(باطمئنان جزئي):- لقد رأيت نور اليوم في شكل مؤلم كم أخشى عليها
همام:- لا تخشى شيئا فالسيدة المختارة ذات قلب حديدي لا يهزمها شيء ..
فؤاد(ببسمة فخر):- تلك نور حياتي …
~ في الوقت الحالي ~
جيداء(عقدت حاجبيها وهي تساعده على الوقوف):- ما بك يا حسام ؟؟ هل يؤلمك شيء ما أخبرني إن كان كذلك سأخبر الطبيب ليعاينك
حسام(عاد من الذكرى):- أ.. ماذا ؟؟ تت لا فقط دعينا نغادر أشعر بالضيق هنا
جيداء(بعدم فهم):- طيب ..
كانت تعلم أن هناك خطب ما في كل ما يدور حولها ، شرود حسام وزفراته المتتالية تجعلها تتيقن أن ما حدث له لم يحدث بسبب سرقة أو ما شابه ذلك ، هناك شيء أكبر بكثير لكنها عاجزة على معرفته حتى تهاني لم تمدها بأدنى معلومة مفيدة ، لكن مهلا تذكرت أن حسام كان عصبيا قبل يومين وقد اتصل بأحد غريب لكي يحلا مشكلة مجهولة ، ربما لذلك علاقة بالحالة التي وصل إليها .. لم تجد أجوبة لتساؤلاتها الخفية ظلت تقود سيارتها في اتجاه بيتهم بينما كان يجلس بجانبها بجسده فقط أما عقله فكان غائبا في المصيبة التي حلت عليه وثقته التي أخفاها عن نور كانت مجرد كذبة ففي الحقيقة هو مرعوب إذ سيكون بموقف صعب إن علمت جيداء بعُشر خيانته فما باله بالزواج عليها .. كان يتأوه فكل ما خطط له ذهب سدى ، فقد كانت الخطة سابقا أن يستدرج دعاء لمكان خاص وبعدها تقوم النسوة بعملهن لكن ناجي تلاعب بالخطة حين تسبب بضربه كي تكتمل صورة البطولة في عيون نور ويحصد مكانة لديها تسهل عليه الخطة الأساسية .. لكن ما حدث جعل المخطط ينقلب وكان يلزم ارتجاله على الفور وتم الاتفاق على تنفيذه بالمشفى فلن يجدوا فرصة مثلى كهذه .. ولذلك أجبر نور على إحضار دعاء وقام ناجي بإلهائها باتصالاته المتكررة والتي كانت بحجج واهية فقط لكي لا تعرقل سير الخطة ، دخول الممرضة تلك اللحظة كان أيضا من ضمنها فلقد أخذت مبلغا ماليا لكي تقوم بدورها على أكمل وجه إنما لم يكن أحد يعلم أن هناك عينا ثالثة تراقب الأحداث من بعيد … فالمرأة التي أرادت دخول الحمام والتي بسببها توقفت النسوة عما يفعلنه فور خروجها اتصلت بهمام الذي أعطاها الأمر لتبلغ الأمن كي يقوموا بعملية إنقاذ دعاء من براثن تلك النسوة وكان ذلك هو الوقت المناسب للتدخل وعليه علمنا ما حدث وتوصلنا لرضوخ حسام للأمر الواقع وغداااا سيتم حل الأمور بشكل نهائي ….. فالله يستر !!

في الثانوية
في القاعة المخصصة لتكريم الأساتذة التي كانت تعج بالتلامذة وكل الأطر المختصة بهذا التكريم وحتى رواد الجامعة المرتبطين به ومن بينهم مازن الحمداني الذي كان رفقة عدة طلاب من جامعته ومن جامعات مختلفة مشاركة أيضا ، كانت نهال تقوم بعملها كمسؤولة عن وصلات تنشيطية بالثانوية برفقة مسؤولين آخرين أوكلت إليهم هذه المهمة نظرا لمستواهم الدراسي وتفانيهم في العمل وتقديم المساعدة ..
نهال(نظرت لجيهان التي حضرت وكأنها قادمة لتحضر حفل زفاف):- يا الله ..
جيهان(أشارت لها من محلها بحماس):- نهوولة حبيبتي …
نهال(تمقتها بشدة ،، حبيبتي هاه صعب التصديق):- مرحبا
جيهان(قبلتها من وجنتيها كمن رأت شخصا مسافر):- يا روحي أين تختفين يا بنت لم أعد أراكِ مثل السابق ..
نهال:- انشغلت بتحضيرات التكريم يعني أمور هامة
جيهان(بحثت بعينيها):- امم امم أرى أن ابنة عمتك لم تحضر ههه من الواضح أنها فاشلة في الكذب
نهال(بعصبية):- لا تتكلمي عنها بهذا الشكل ثم لا أفهم هل الكذب لديكم خطأ جسيم وعبارة عن عقدة تتلفظون بها في حق الغير ؟؟
جيهان(رفعت حاجبها وضحكت بنفي):- ههه ما بالكِ انفجرتِ بوجهي هكذا يا روحي لقد كنت أمزح فقط ..
نهال(بامتعاض منها منذ أن لمحتها تتمايع بقرب مازن قبل قليل):- المهم لدي عمل خذي راحتكِ
جيهان(بتأفف):- طبعا سآخذها هممم .. أين ذهب مازن تت ؟؟
كان يقف مع رفاقه على جنب بينما المنشطين يقدمون وصلاتهم المختلفة على المنصة ، كانت تراقبه من بعيد تحاول جهدها ألا تظهر ذلك لكن تلقائيا كانت عيناها تهربان إليه ، تناظر حركاته ضحكته تعامله وتصرفاته كل شيء خاص به كان يجعلها تعجب به سرا .. لكن صاحبة أكبر دم ثقيل لا تقبل بالسر بل غازلته جهرااااا وهنا تدفق الغضب بأوردتها من طريقة جيهان المائعة جدااا ..
جيهان:- أتعلم أنني من عشاق هذه الحفلات تمنيت لو انضممت لكم لأمد يد العون
مازن(مط شفتيه):- يمكنكِ الانضمام فهذه لن تكون آخر حفلة نقوم بهااا
جيهان:-يجب أن تعلمني بذلك ولكن ليس لدي رقمك
مازن(أخرج هاتفه):- أكتبي هنا رقمكِ وسأبلغكِ بأي جديد إن كنت مهتمة حقااا
جيهان(أمسكته منه بمكر):- مهتمة مهتمة صدقني ..
مازن(بابتسامة ود):- تماااام ..
زفرت بعمق وهي تلج القاعة فما أقدمت عليه يشعرها بالتعب الروحي وكأنها قامت بفعل شنيع يجعل آلام بطنها تزيدها اضطرابا ، عدلت حجابها وغاصت وسط الناس وهي تستغرب وتتعجب حضور هذا الكم الهائل وكأن الثانوية كلها قد تجمعت به ، كيف الآن ستجد نهال أو مازن أو حتى جيهان ، كانت تشعر بمشاعر جديدة لأول مرة تعيشها ولوهلة كانت ممتنة من هذه المغامرة التي ستجعلها تطلع على عالم آخر مختلف ، هذا حسب معتقداتها وظنها لذلك قررت التوغل أكثر بين الحضور حتى انتبهت أخيرا لجيهان لكن صدمت حين وجدتها تمسك هاتفه ويتضح أنها تكتب رقمها عليه ، تسمرت محلها وهي تشعر بقشعريرة برد قد لفحتها للحظة تلاشى الحلم واسود العالم من حولها .. هزت رأسها يمينا وشمالا بوجع فلقد تحولت السعادة التي استشعرتها قبل قليل والحماسة لرؤية مازن إلى طعنة قلب آلمتها بشدة ، كادت فرحتها أن تكتمل لكن لم تستغرب خيبة الأمل فمن تكون هي حتى ينظر إليها قارنت بين نفسها وجيهان التي كانت تتقد أنوثة وإغراء لا من حيث الهيأة ولا الثياب إذن فمن تكون هي لكي تلفت انتباهه ، ثم متى كانت الحياة منصفة معها حتى تهديها على طبق من ذهب حلما جميلا كمازن الحمداني ، لم تنفك تلوم غباءها حتى انتبهت لتحركه بعيدا عن مدار جيهان لكن إلى أين يذهب أخذت تلاحقه بعينيها حتى استقر بجانب تلك الفتاة التي لطالما شكلت لها عسر هضم ..
مازن:- ماذا تفعلين بعد يكفي سلمي ما تبقى من أعمال لزملائك يا نهال ؟؟
نهال(ياااي هل يخاف علي يا ويل أمي أنا):- احم .. لا بأس طالما أنا مسرورة بأن كل شيء يسير وفق تخطيطاتنا
مازن:- أنتِ مسؤولة دؤوبة أتنبأ لكِ بمستقبل عملي مهم ..
نهال(بمودة ابتسمت):- اممم شهادة أعتز بها
مازن(ابتسم لها أيضا):- أ.. ماذا ستفعلين بعد انتهاء التكريم ؟
نهال:- سأذهب للبيت فالليلة سنغلف هدايا الأميرة الصغيرة وأيضا سنقوم بتحضير الحلويات اللازمة يعني عمل عائلي مشترك من الكبير حتى الصغير
مازن:- ولوو هذه سجى الحمداني وليست أي أحد … تستحق كل التعب
نهال(ضحكت):- حقااا تستحق أكثر من ذلك ..
مازن(كان يضحك حين رفع رأسه تجاهها ووجدها تبكي):- أليست تلك شيماااء ؟؟
نهال(بشر):- وجيهان بجانبها يا الله ..
جيهان(لم تلاحظ بكاء شيماء وكانت مركزة النظر في هاتفها):- والله لم أصدق عيني حين رأيتكِ يا بنت خيرا فعلتِ ،، ههه يااه من كان يصدق أنني سأحصل على رقم ذلك الحمداني ويزين شاشة هاتفي يا الله .. أنا مسرورة أتعلمين سوف أجعله يحبني لقد أبدى بإعجابه لي والله أنا أحلم ههه .. هييه يا بنت ما بكِ خرساء هكذاااا هئئئ
نهال:- ماذا فعلتِ لها يا جيهاااان ؟
جيهان(التفتت ووجدت شيماء تهتز ببكاء وعيناها مسمرتان في الفراغ):- يا إلهي لم أفعل شيئا لها .. شيماااء يا شيماااء ؟؟
مازن(اقترب منها وكانت ملامحها غريبة على وشك الإغماء):- علينا أن نأخذها خارج القاعة .. هيا نهااال يا شيماااء !
سُحبت من يدها معهم دون وعي فكل ما كانت تستطيع سماعه هو صوت مازن القلق عليها ، حاولوا التخفيف عنها بفهم ما حدث معها ولكن كانت صامتة تبكي بدموع مكتومة ..
نهال(بعد أن جلست شيماء على الكرسي الخشبي خارجة القاعة):- هل نأخذها للمشفى هل أتصل بعبد الجليل ليصطحبها للبيت تت عقلي مشوش لا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل
مازن:- اهدئي يا نهال أنتِ هكذا تزيدينها رعبا ..
جيهان:- اممم والله كانت مثل القردة الله أعلم ماذا رأت حتى انزعجت هكذااا
نهال(رفعت حاجبها بدهشة فيها):- يفضل أن تعودي للداخل نحن سنتكلف بالأمر من هنا مشكورة يا جيهان
جيهان(تململت بعنفوان):- على أي أحببت تقديم المساعدة لا أكثر … مازن سأنتظر اتصالك بي في أقرب فرصة سلاموز ..
مازن(لم يهتم إطلاقا بها فقد كان تفكيره محصورا في شيماء الشاحبة):- شيماااء ..
نهال(جلست بجانبها ومسحت على يدها بحب):- حبيبتي أجيبينااا ؟؟
شيماء(نظرت لنهال ولمازن وعقدت حاجبيها وفي سرها):- لم أنا الوحيدة التي أملك حظا بائسا لم يمازح جيهان ونهال وأنا لا ؟؟ ألست فتاة مثلهما ألا يحق لي أيضا بربع ذلك الاهتمام أم أنني لا أليق بمقام مزاحه ، قلبي يؤلمني ربما لم يكن يجدر بي خيانة ثقة أهلي والحضور إلى هنا دون علمهم ربما الله عاقبني على خداعي بما رأيته فور ولوجي … تتت أشعر بالاختناق منظرهما سوية بقربي الآن يزيد توتري اففف
مازن:- ربما علينا اصطحابها للبيت كي ترتاح أو الاتصال بعبد الجليل
شيماء(نطقت بصعوبة):- لال لا .. أنا بخير …
نهال:- لما لا تذهبين معي لبيت العائلة سترتاحين وأنا أكلم عمتي إخلاص وأخبرها بذلك
شيماء(بوجع أخفضت رأسها):- قلت لكما أنني بخير فقط أريد أن أبقى وحدي
نهال:- مستحيل سأرافقكِ حتى بيتكم
مازن:- دعوني أوصلكما بنفسي
نهال:- أووه لا ستفوت التكريم يا مازن أنا دوري ليس مهما يمكنني إسناد مهماتي للبقية لكن أنت لا تستطيع تركه فجأة
مازن(أخرج مفتاح سيارته من جيبه):- لا … بل سأوصلكما ألا ترين أن حالتها متعبة
شيماء(بدهشة رفعت عينيها إليه هل قلق علي):- هئئئئ .. لالا يمكننا الذهاب معك يعني الأمر أنني لن أستطيع ذلك .. نهااااال
نهال(فهمتها وزفرت بعمق):- نشكرك يا مازن لكن كما أخبرتك سوف أصطحبها بنفسي
مازن(بقلة حيلة):- تمام لكن أرجوكِ نهال اتصلي بي وطمئنيني .. أراكما بحفلة سجى وداعا
شيماء(لوحت له بهذيان إنه حتما مشغول البال علي يااااه):- يااا إلهي ما أروع ذلك ..
نهال(بعدم فهم):- ما هو يا بنت ؟؟
شيماء(انتفضت واستقامت):- وكأنه علينا التحرك أنا لست بخير
نهال(تأبطت ذراعها بقلق):- دعيني أسندكِ عزيزتي هيا بنااا ..
شيماء(ببسمة تتراقص بداخلها التفتت للخلف وهي تلاحق طيف مازن وفي سرها):- حتما هو يهتم بأمري وأنا التي اعتقدت أنني بشعة ههه
آه يا شيماء لا تزالين طفلة يا حلوتي فليس كل اهتمام يعني أن الشخص واقع في حبك لكن لن تفهمي ذلك حتى ينضج فكرك .. في هذه الأثناء كانت إخلاص عائدة من السوق منحنية الرأس وتحمل أغراضا شتى بكلتا يديها وما إن شارفت على ولوج حيهم حتى قاطعت طريقها أم وردة
أم وردة:- هااا إخلاص كيفكِ يا جارتي والله عاتبة عليكِ الباب في الباب ولا تزوريني حتى من باب المجاملة ؟؟
إخلاص(تنظر حولها إن لمحها عمر تقف وسط الشارع وتتناول الحديث مع النسوة سيقتلها):- أ والله مشاغل يا أختي أم وردة ..
أم وردة:- يا سلام طيب ما رأيكِ أنني سأستدعيكِ الآن واللحظة لشرب فنجان قهوة ولن أقبل أدنى اعتراض هيا هيا يا إخلاص والله إني أكاد أموت من القنوط وحدي في البيت وردة بعملها وماهر بجامعته أما زوجي الله لا يوفقه أكيد في حانة ما ادعي له يا إخلاص أنتِ امرأة مؤمنة ولعل الله يستجيب منكِ ويهديه من سكره الدائم ليل نهار لولا عمل الأولاد لكنا متنا جوعا .. تت أرأيتِ قلبي مليء بالهموم أرجوكِ لا تخذليني
إخلاص(بأسف وخوف من عمر):- طيب يا أم وردة سأبقى لكن ليس لوقت طويل علي أن أجهز للأولاد طعام الغذاااء
أم وردة(أمسكت منها كيسا):- لنضع هذا ببيتكِ وندخل لبيتي والله ستنورين زواياه ست إخلاص …
لم تجد بدا غير مجاراة جارتها فلن يضر إن تأخرت لدقائق عن موعد الغذاء ، طاوعتها بقلب مقبوض لكن هي أيضا بحاجة لتشم الهواء والفضفضة مع أم وردة ، لذلك ولجت بيتها وهي قلقة من ردة فعل عمر لطالما كرههم لأن والدهم سكير منافق عربيد لا يستحق سوى الشفقة ، لكن ما كانت تراه إخلاص غير ذلك فحتى لو كان سكيرا إلا أنه يحتوي أبناءه ويحب زوجته وليعفو الله عنه .. زفرت بعمق وهي تشارك أم وردة قصصا متعددة واستشعرت راحة جميلة من خلال تغييرها لروتينها اليومي واكتشفت أنها هي من كانت بحاجة للتحدث أكثر من جارتها التي أحسنت استضافتها بكل حب ، بعض مضي وقت جميل استأذنتها بالذهاب وعادت لبيتها ضاربة موعد مع جارتها في يوم لاحق .. ما إن ولجت المنزل حتى اختف كل معالم الراحة التي عايشتها قبل دقائق فقد وجدته أمامها مثل الجني …
إخلاص(انتفضت بارتياب):- عمر .. متى عدت من عملك ؟؟
عمر(اقترب منها بشراسة):- أين كنتِ يا امرأة ؟؟؟
إخلاص(بهلع نظرت حولها):- كنت .. كنت أحم .. كنت
عمر(أمسكها من ذراعها بقوة وعيناه تقدحان شررا):- تكلميييييييييي أين كنتِ ؟؟؟
إخلاص(بقلب يخفق رعبا ابتلعت ريقها):- لقد التقيت بأم وردة وقامت بدعوتي لشرب فنجان شاي ولأن الوقت لا يزال مبكرا ارتأيت موافقتها يعني دردشنا قليلا فقط وعدت والله هذا ما حصل يا عمر
عمر(جذبها بقوة وهو يزيد من قبضته):- كنتِ ببيت ذلك العربيد السافل المنحط هل دخلتِ بيتهم المدنس بكل أنواع الخبائث ؟ هل تستغلين غيابي للذهاب إليهم ؟؟؟
إخلاص(عرفت أن يومها سيمر أسودا لا ضوء فيه):- والله لم يكن أحد في بيت المرأة لقد كنا نحن فقط ولم أمضي هناك سوى نصف ساعة يعني لم أتأخر كثيراااا
عمر(دفعها بقوة حتى ارتطمت بالباب خلفها):- وتردين بوجهي أيتها الحقيرة أنتِ تحملين جينات أسرتكِ الفاسدة طبعاااا ماذا سينتج من أسرة فاسقة إبن في السجن وابن هاجر لغير رجعة وابنة تسببت بمقتل أبيها بعد فضيحتها ولتكمل خيرها تحولت لفنانة خليعة تبيع جسمها للمصورين أما البقية المتبقية فكلهن فاجرات لا يحملن ذرة إسلام بداخلهن كلكن حقيراااات
إخلاص(تبكي وهي تخفي وجهها عنه):- لا تتكلم عن أسرتي بذلك السوء يا عمر حرام عليك
عمر(انقض عليها بالضرب والشتم):- سأريكِ الآن الحرام والحلال خذي يا غبية خذي يا أس الشر في هذا البيت علي أن أطهره منكِ ومن شيطانك الذي يتملك زوااااياه … بئسا لك
لم يفلتها إلا بعد أن ترك على وجهها آثار ضرب ، بوهن سقطت المسكينة على الأرض وهي تبكي وترثي حظها العثر الذي بلاها به الزمان ، أخذت تشكو عمها في سرها فهو الذي جنا عليها وعلى مستقبلها مع هذا العمر الظالم .. تركها على الأرض بعد أن بصق في وجهها ودلف لحجرته ليصلي فهل مثل هذا الإنسان تقبل له صلاة حسبنا الله ونعم الوكيل .. تمتمت بالله أعلم وهي تشكو حالها لخالقها .. بعد برهة نهضت من محلها تجمع شتات المهانة التي تعرضت لها بسبب ظلمه وإساءته لها ولعائلتها بالفرد .. يا لها من حياة ماذا حدث لتنال هذا الجحود والظلم منه والذي يماثل جور عمها قديما ، لكن مع من تتحدث فهو يعشق تصيد الفرص من أجل هتك روحها هي وابنتها شيماء التي ولجت للبيت مرحبة بنهال …
نهال:- ياااه لم أزر بيتكم منذ مدة طويلة هل عمتي إخلاص هنا ؟؟
شيماء(بمرح):- أجل على الأغلب ستكون بالمطبخ سأناديها خذي راحتكِ
نهال(جلست في الصالون بأريحية):- طبعا حبيبتي …
عبد الجليل(دخل البيت تلك اللحظة):- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أمي أنا جااائع هل حضرتِ الطبق الذي طلبته خصيصا منكِ هذا الص… هئئئ نهاااال ؟؟
نهال(استقامت بفستانها البني الواصل حد الركب وشعرها الملقى على كتفيها قد كان فتنة بحد ذاتها أما ابتسامتها فصمت أخرس):- عبد الجليل أهلا بك ..جميل أنك أتيت الآن لأراك
عبد الجليل(عقد حاجبيها حين مدت له يدها لتسلم عليه):- أنا لا أسلم باليد
نهال(رفعت حاجبها وسحبت يدها):- آه حقا .. قد نسيت
شيماء(خرجت بوجه مخطوف عائدة من غرفة أمها التي لم تجدها بالمطبخ):- أ.. أمي تعتذر منكِ بشدة يا نهال يعني … هي تستحم وخجلت منكِ كثيرا سوف تراكِ بحفلة سجى إن شاء الله ..وتطلب منكِ أن تبلغي سلامها للعائلة …احم
نهال(عقدت حاجبيها بعدم اقتناع لكن سايرتها):- طيب بلغيها سلامي هي والعم عمر
شيماء(بتوتر):- حاضر سيصل ذلك ..
عمر(بصوت صارخ):- عبد الجليل …. لما لا تغضض بصرك يا غبي إلى غرفتك فورا وأنتِ عندما تفكرين بولوج هذا البيت احترمي أهله ما هذا اللبس الفاضح أف منكن نسل سوء ..
شيماء(عضت شفتيها وهي ترى والدها وأخيها قد غادرا لغرفهم بينما كان وجه نهال ممتقع بعصبية):- أنا آسفة يا نهال ..
نهال(ابتلعت ريقها وابتسمت بصعوبة):- لا عليكِ يا شيماء .. المهم أن عمتي بخير سلمي عليها رجاء فور خروجها أراها بنهاية الأسبوع .. وداعا
عبد الجليل(بعد ذهاب نهال تقدم بعصبية نحو أخته وأمسكها من ذراعها):- لما دعوتِ تلك الفتاة لبيتنا هل تودين منها أن تدنسه وتفسد أخلاقكِ لقد نبهتكِ أن تبتعدي عنهااااا ؟؟
شيماء(بقهر):- تلك الفتاة التي تتكلم عنها هي ابنة خالك إن نسيت ذلك
عبد الجليل(بكره):- أنا لا خال لي أسمعتِ وإياك وتكرار ذلك أقسم بأنني سأضربكِ بقوة
شيماء(اهتزت بدموع بعد أن دفعها حتى ارتطمت بحافة الجدار وغادر بكل برودة):- اهئ اهئ كلكم ظلمة فليأخذكم الله ويريحني منكم
خجلت شيماء من نهال بعد الموقف الذي حصل .. والدها من جهة وأمها الباكية في غرفتها والتي نالت من غضب أبيها الشيء الكثير من جهة أخرى ، زيادة على تعامل عبد الجليل الجاف معها وعنجهيته التي ورثها عن أبيها مع الأسف ، زفرت بعمق وهي تصبر نفسها بعد ما حدث وتوجهت ناحية المطبخ لتحضر الغذاء بناء على طلب إخلاص التي لم تقوى على النهوض من فراشها بعد أن كسر عمر روحها بظلمه وقسوته التي أحنت ظهرها أكثر من قسوة الحياة …

اممم "الاشتِيَّاق" كَلمة مُشتقة مِن قلب مُولع وعَقل مَشغُول البَال ونبض لا يَنطقُ إلا باسْمٍ محبُوبه صَباح مساء ، ورُوح لا تعترفُ إلا بتلكَ الرُّوح شَريكَة عُمر.. وفِكر لا يَنفك يُرسِل ذبذبَات تأييد لإعلان حَالة طوارئ فالقلبُ والدِّماغ والخلايَا وكلُّ ما في ذلك الكَيان يُعلن وبصُورة نهائية عن احتِلال طويلِ المَدى قد وقَّعت عليه كُل المشاعرِ بإقرارٍ لا رجعَة فيه ..
كان بدوره يوقع لمنذر على عدة أوراق بعقل شريد وعينان لا تنفكان تتطلعان للساعة
منذر(لاحظ ذلك):- سيد وائل هل أنت على عجلة من أمرك ؟؟
وائل:- لالا فقط أنتظر وصول موعد الغذاء أحتاج لاستراحة
منذر:- أممم ليس هذا فقط أنت مشغول البال فوسيطتنا الآن بشركة هيرمكانا من أجل الاتفاق
وائل(وسيطتنا الله الله):- صحيح .. لم تتصل بعد ؟
منذر(هز رأسه بنفي):- لم يمضي الكثير من الوقت ربما كانت قد وصلت للتو إلى هناك
وائل(زفر بعمق ليته كان يستطيع مرافقتها أيضا هذه المرة):- تمام تمام .. يمكنك أن تذهب لكن فور حضورها بلغني فأنا سأتناول غذائي بالمطعم الموجود بمقر الشركة
منذر(أمسك الملفات منه):- طيب سيد وائل سيحدث ذلك .. آه لقد اتصلت الآنسة رقية من مكتب المحاماة وتنتظر منك اتصالا على الوجه السريع
وائل(تفقد هاتفه):- آه نسيت إزالة الوضع الصامت من المؤكد أنها قد فقدت وعيها من شدة الاتصال ههه كما توقعت طيب يا منذر شكرا لك
منذر(باستئذان):- طيب ..
وائل(أمسك هاتفه واتصل):- رقيتي ؟؟
رقية(تمالكت أعصابها):- والله لو لم تكن صديقي لكنت شتمتك بأسوأ شتيمة سمعتها في حياتك ، أين كنت يا وائل لقد اتصلت بك حتى كاد هاتفك المسكين يشفق على حالي و يرد
وائل(مسح على شعره واستقام من محله):- عذرا منكِ والله نسيته على الوضع الصامت لكن هل هناك جديد ؟
رقية(بحنق):- طبعا هناك جديد لدينا قضية مهمة يترتب عليك تسلمها فلن يستطيع أحد غيرك حلها وعليه جهز لي نفسك يا روحي ستطلع عليها قبل موعد السفر لن تتركني في خضم هذه الفوضى وحيدة وتسافر ..
وائل:- طيب طيب أحضري معكِ ملف القضية للشركة سأطلع عليه هذا المساء لن يسعني التحرك من هنا في هذا التوقيت
رقية(باندهاش):- ولماذا ؟؟
وائل(وضع يده على جنبه ، أنتظرها ربما):- هو كذلك ثم ألا تلاحظين معي أنكِ أصبحتِ حِشرية زيادة على اللزوم قال لماذا قال ..
رقية(كادت أن تشتمه وتراجعت حين أقفل الخط بوجهها):- والله أنا التي تستحق منك هذه المعاملة صبرك علي يا وائل هممم ..
وضع هاتفه على المكتب وراح يفكر فيها من جديد ، بينما كانت هي تهز شفتها تأففا من تلك المائعة اللزجة المتفجرة الأنوثة التي تقف بجانبها في المصعد ..
ميرنا(المرة الماضية كان معي وائل تتت وهذه المرة أنا وهاته لحالنا افف ما أقبحها ههه كاذبة أنتِ يا ميرنا اخرسي أحسن):- هممم
مروة(بملامح متأثرة):- خسارة ..
ميرنا(هزت حاجبها):- عفوااا ؟؟
مروة(التفتت إليها بملامح بائسة):- خسارة لم يحضر معكِ السيد وائل هذه المرة
ميرنا(فجأة ارتسمت111 بين حاجبيها وسحبت نفسا عميقا من بئر الصبر لديها والذي شارف على الانتهاء مع قليلة الذوق الماثلة أمامها):- لديه عمل ، ثم السيد وائل ليس متوفرا على الدوام فهو مشغول على طول …
مروة(وضعت يدها على قلبها واتكأت على حائط المصعد وعيناها تناظران السقف بنظرة وله الله يعلم متى ولدت ولا حتى ما كان سبب نشأتها ^^):- أتعلمين أنني أحسدكِ آنسة ميرنا أنتِ ترينه كل يوم وكل ساعة ومتى أردتِ ..آه
ميرنا(سعلت بشدة إذ تفاجأت من وقاحة كلماتها الواضحة):- أكح .. ماذا تقولين ؟؟
مروة(نظرت إليها بطرف عين):- أوووه لا لن تخبريني أنكِ لم تقعي في غرام السيد وائل يا إلهي من البلهاء التي لا يعجبها ذلك الشخص إنه متكامل من كل جانب زائد وسامته القاتلة ورجولته ياااااه لو أغوص بين أحضانه مرة واحدة أكيد سأنسى من أكووون
ميرنا(كاد قلبها يخرج من محلها رفقة عينيها المتسعتين بذهول حتى أنفاسها اختنقت من هول ما سمعت إضافة لشعور الضيق الذي اعتراها بعد ما تفوهت به هذه السمجة وكم فرحت حين فتح باب المصعد وكأنها خرجت من سجن):- رجاااء أنا لا أسمح لكِ بهذا الحديث الغير متزن يعني نحن هنا بعمل فحافظي على رزانة ذلك لو سمحتِ
مروة(تسير بجانبها بتمايل يشل القلب):- آآه سأكتم شوقي له ولكن لن أتوانى عن المحاولة
ميرنا(توقفت عن المسير ونظرت إليها وهي تسبقها):- محاولة ماذاااا ؟؟ ماذا تقصد هاته هل هي غريبة الأطوار أم أن هناك من أرسلها لي هذا اليوم لكي تفقع مرارتي ؟؟؟؟
ولجت المكتب خلف مروة وهي تزفر غضبا حاولت امتصاصه بجهد جهيد فهي لن تفتعل فضيحة أمام السيد هاشم الآن بسبب هذه الشمطاااء
هاشم(رحب بها بحفاوة):- آنسة ميرنا الراجي بمكتبي النور كله أطل بوصولك
ميرنا(أففف مجاملات مجاملات مجاملات):- أهلا سيد هاشم .. لو سمحت أود اطلاعك على بنود العقد النهائي تفضل
هاشم:- مروة اسألي الآنسة ماذا تشرب واستدعي المحامي ليطلع على العقد كي نقوم باللازم .. رجاااء
مروة:- يفضل أن نذهب نحن إليه سيدي المدير
هاشم(هز حاجبيه):- أجل هذه فكرة مميزة .. عذرا منكِ آنسة ميرنا سنعود بعد قليل لكن لم تخبرينا بعد ماذا تشربين ؟
ميرنا(نظرت إليها بكره):- لا أريد شرب شيء سيد هاشم أتمنى فقط أن تسرِّع عملية المراجعة كي يتسنى لي وقت لأخذها لشركتنا
هاشم(هز رأسه لمروة التي سبقته):- طيب خذي راحتكِ المكتب مكتبكِ عائد لكِ بعد قليل
ميرنا(حكت حنجرتها وهي تمط شفتيها كرها):- تلك المستفزة ستخرجني عن طوعي عن أي محاولة تحدثت هل تعتقد أن وائل سيلتفت إليها مجنوووونة إن ظنت ذلك هممم …
استقامت من محلها متأففة بكره وهي تكاد تهدم ذلك المكتب رأسا على عقب من شدة عصبيتها أخذت تدور في زواياه الشاسعة وانتبهت لملحق مرفق للمكتب على اليمين فولجته وهي تلعن في مروة وقوام مروة وصوت مروة وشعر مروة … إلخ … كانت تشغل عينيها وتركيزها بتفحص المكان وديكوراته وصوره ول ل ……
ميرنا(فتحت عينيها بصدمة):- هئئئئ أنا أعرف هذه الصورة جيدااا .. أليست بتوقيع إياااااد لكن ماذا تفعل هنا أذكر أنها بيعت السنة الماضية وكانت أغلى صورة بمعرضه ، لكن ماذا تفعل هناااا بشركة هيرمكنا ؟؟
~ ميرنا تتذكر بمعرض إياد السابق ~
ميرنا(بحلة أنيقة تقف جواره):- والله وطلعت موهوب يا أستاذ نجيب ههه فخورة بك أناااا أشد فخر ، فمعرض بعد معرض وبوتقة شهرتك المتألقة تتسع
إياد(بطقم مناسب يراقصها):- أشكر مديحكِ سينيوريتا يعني موهوب قليلا فقط
ميرنا(تتمايل معه على وقع الموسيقى الصادحة بالمكان):- أتتواضع علي يا أكبر مغرور عرفته البشرية ؟؟
إياد(يسبل لها بعينيه):- وحياتك أين الغرور أنا كلي تواضع في تواضع
ميرنا(بابتسامة خافتة):- صدقتك
إياد:- أتعلمين ما مدى سعادتي بكِ الليلة ؟؟
ميرنا(تذكرت مواجعها):- ما كنت لأفلت رؤية معرضك يا إياد حتى لو كانت أيامي صعبة لكن أنت تستحق مني الحضور أقله أعوضك عما فات ..
إياد:- لا تفكري بذلك الحقير ولا بما فعله بكِ قبل سنة دعينا نبدأ صفحة جديدة أمامنا عمل كثيف لا تنسي مهمتنا الأساسية ورسالة الحق التي يجب تأديتها على أكمل وجه
ميرنا(بشرود وغصة بقلبها):- أممم معك حق فلا شيء يستحق وقد طويت صفحة شهاب للأبد فليهنأ بها
إياد(نظر حوله وعاد لينظر إليها):- وهذا ما أود سماعه .. تعالي لنرى أين وصلت الصور
أمسك بيدها وأخذ يجول بها مفتخرا بنجاحه وبين الفينة والأخرى كان يحادث الضيوف والصحافة والمهتمين من المشاهير بمعارضه الخاصة إلى أن حان موعد الرحيل ..
إياد(ينظر لآخر صورة مغلفة تغادر معرضه فلقد باع الجميع دفعة واحدة حتى أحبُّ واحدة لقلبه):- هففف
ميرنا(باستغراب):- واووو ما كنت أتوقع أنك ستسخى بها هكذااا يعني توقعت أن تبيع الجميع لكن تلك لم أخمن صراحة ..
إياد(ابتلع ريقه بتلعثم وهو يضع يديه بجيوبه فاتحا سترته):- هكذا يا ميرنا بدوري لم أتوقع ذلك لكن حين وصلتِ الصورة لثمن مناسب قررت بيعها
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تقترب منه):- ما كنتَ أبدا ممن يبالي بالمال يا إياد ماذا يحدث ؟
إياد(مسح على جبينه وهو يحاول إخفاء توتره):- ماذا يا ميرنا لقد وجدت أنه من المناسب أن أبيعها حتى لو بقيت فسيكون مصيرها الجدار في نهاية المطاف
ميرنا(رفعت حاجبها):- إياد مهلك علي لقد سألتك قبلا عن تلك اللوحة خصيصا لما تحمله من ذكرى عميقة بالنسبة لك وجزمت لي أنك لن تبيعها ولو ثمنوها بالألماس لكن ما أراه الآن مخالف تماما عما عرفته وسمعته منك
إياد(بتهرب):- يووه ولكنه قد حدث يا ميرنا قد حدث يكفي لقد كانت مجرد صورة وبيعت في المعرض نقطة انتهى
ميرنا(بإصرار):- لا يا إياد لم تكن مجرد صورة لقد التقطتها بنفسك وكلانا نعلم خلفيتها ولأنك تعلقت بها وقد أقسمت لي على ألا تبيعها أنا أستغرب الآن
إياد:- بفف وارد ذلك يصدف أن نقول أشياء ونفعل أشياء أخرى منافية لمعتقداتنا تماما يعني لن تخرب الدنيا بسبب صورة فوتوغرافية
ميرنا(مصت شفتيها وتابعت):- إيااااد إياد نحن لسنا عشرة يوم أنا أعرفك لو لم تكن مضطرا لما قمت ببيعها صارحني هل تمر بأزمة ما مثلا ؟ أرجوك لا تخفي عني شيئا
إياد(بعصبية):- من أين تأتين بهذه الأفكااااار ؟
ميرنا:- والله من حالك الذي انقلب فجأة لقد تركتك 5 دقائق ولجت فيها الحمام حين عدت وجدتك قد بعتها بثمن باهظ أيضاااا .. ماذا حدث كيف اقتنعت ما كان الداعي لذلك لا أدري ؟
إياد(زفر بعمق):- ميرناااااااا هل ستتدخلين في عملي الآن ؟؟؟ لقد فعلت ما وجدته مناسبا وأنا حر أبيعها أو لا أبيعها هذا الأمر يعود لي
ميرنا(صغرت عينيها واقتربت منه بشراسة):- لمن بعتها ؟
إياد(رفع رأسه بتعب للسماء واستسلم):- لا أعرف الزبون لقد حضر فقط شخص من طرفه وقمت بتسوية الأمر معه هذا كل شيء ..
ميرنا(زفرت بعمق):- طيب طيب لن أفسد ليلتك أكثر .. تتت يووه قلنا طيب هيا فك هذه العقدة وإلا …
إياد(ابتسم بغبن):- همممم .. (في سره) آه يا ميرنا لو تعلمين ما أنا مقدم عليه لكن سيأتي يوم وتعذرينني أنا متأكد .. !
في الوقت الحالي
كانت تبحلق في الصورة دون توقف وتحاول أن تتأكد بأنها هي بعينها وضحكت بصدمة حين تيقنت تمام اليقين أنها حقا بتوقيعه الشخصي يعني الصورة أصلية .. مسحت على رأسها بذهول وشعرت بأن هناك خطب مااا نظرت مليا للصورة ولم تدري كم لبثت واقفة أمامها تبحث عن جواب لن يكون إلا في جعبة المدير نفسه …
هاشم(بعد لحظات عاد للمكتب ووجدها جالسة بأناقة أمام مكتبه):- كل شيء تمام آنسة ميرنا يسرنا قبول دعوتكم يوم غد من أجل التوقيع
ميرنا(أمسكت العقد منه ووضعته بحقيبتها ونهضت):- جيد جدا سنكون بانتظاركم .. سيد هاشم هل لي بسؤال خارج نطاق العمل ؟
هاشم(أشار بيديه بدعم):- طبعا تفضلي
ميرنا(نظرت ناحية الصورة وأشارت لها):- هل لي أن أعرف كيف وصلت تلك الصورة إلى مكتبك سيد هاشم ؟
هاشم(عقد حاجبيه وتقدم بجذعه نحو الصورة بملامح عادية وعاد ليلتفت لميرنا):- لا أدري فديكور مكتبي من اختصاص الفريق الفني للشركة
ميرنا(مصت شفتيها وزفرت بعمق):- هل لك أن تدلني عليه من بعد إذنك ؟
هاشم(عاد لمكتبه وضغط على زر هناك):- امم أظن أن صحفيتنا تتمتع بحس فني أيضا ماشي … ها قد أتت السكرتيرة سوف تصطحبكِ لمكتبهم الخاص نورتِ آنسة ميرنا
ميرنا(بشرود ودعته):- أراك على خير .. إلى اللقاء
اصطحبتها السكرتيرة رفقتها نحو مكتب معين وبمودة شكرتها ميرنا قبل أن تدلف إليه
الموظف:- مرحبا سيدتي بما أخدمكِ ؟
ميرنا(بتوتر داخلي):- كنت أسأل عن صورة موجودة بمكتب السيد المدير هاشم الرفاعي أحتاج لمعرفة كيفية وصولها إلى هنا من بعد إذنكم …
الموظف(أشار لها لتجلس):- طبعا طبعا ذلك اختصاصنا فقط أعطني مواصفات الصورة كي أرى بحاسوبي المعلومات الخاصة بها
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تجلس بقربه):-… إنها صورة اللبؤة الباكية
لاحظت تغير لون الموظف وتلعثمه فور سماعه بالصورة المعنية ، حتى أنها صغرت عينيها وهي تراقبه عن كثب فلقد تشنجت عضلاته وزادت وتيرة تنفسه بشكل ملحوظ ..
ميرنا(قاطعت صمته):- هل هناك مشكلة ؟؟
الموظف(عدل كادر نظارته وحاول تشتيت انتباهه بشاشة الحاسوب):- أ.. تلك الصورة كانت موجودة بالمقر قبل ولوجنا إليه
ميرنا(بعدم فهم):- كيف يعني ؟
الموظف(تنحنح وهو يقف):- أقصد أنه حين أوكلت لنا مهمة تفعيل الديكورات بالشركة كانت الصورة موجودة ولقد ارتأينا أنه من الجميل لو وضعت بمكتب المدير .. هذا هو
ميرنا(استقامت خلفه):- هل تريد أن تقنعني أن صورة باهظة الثمن كتلك الصورة ستجدونها هنا بانتظاركم ؟؟ هل تعلم على من أتحدث إنها صورة من معرض أفضل مصور فوتوغرافي بالشرق الأوسط إياد نجيب … ما تقوله يصعب تصديقه هل هناك ما تخفيه ؟؟؟
الموظف(شعر بتعرق وأخذ يتمتم وهو يتهرب منها):- سيدتي رجاء لدي عمل كثير ..
ميرنا(زفرت بعمق):- سأتابع الموضوع وأعرف السر الكامن خلف الصورة وصدقني إن وجدتك متورطاااا سأحاسبك .. هممم
فور خروجها ابتلع ريقه وجلس وهو يرتعش خوفا وآثر أن يغلق أذنيه عما سمعه وكأن شيئا لم يكن لأنه لو ذكر ذلك لأي أحد ستصب المتاعب فوق رأسه دون رحمة .. أما هي فقد كانت تفكر في أي معنى بعقلها يفسر وجود صورة إياد بشركة هيرمكانا ؟؟ لم يكن أمامها سوى حل واحد وحيد وهي أن تسأله وتستفهم منه شخصيا لذلك قررت أن تفاتحه بالموضوع عشية ذلك اليوم ببيتهم لأنهم سيحضرون حساء المولودة حسب عادة قديمة لا زلن متشبثات بها ، في تلك اللحظة ركبت سيارة أجرة وانطلقت صوب شركة دابليو إر لتسوية الأمور الخاصة بالعقد بعد الموافقة الكلية بين الشركتين .. وعلى ذكر إحداها بعد مدة وجيزة وصلت وفور دخولها لطابقهم اعترض طريقها في الممر
ميرنا(نظرت إليه بفتور):- نعم ؟؟
شهاب(رفع يديه):- أول شيء أنا أعتذر منكِ .. ثاني شيء أنا أدعوكِ لتناول الغذاء معي يعني كتعويض مني عن لقطة أمس
ميرنا(مالت برأسها باتجاه الممر وسارت):- لا وقت أملكه لأضيعه من أجلك شهاب ثم علي أن أعدل بعض الأشياء في العقد يعني لدي عمل الآن ولست متفرغة
شهاب(حول عينيه ولحق بها):- ستقبلين دعوتي وإلا صرخت بعلو صوتي بالشركة كلها أنني مغرم بكِ هاااه اختاري الحب أو اللا حب فعيبٌ ألا تختاااااااري ..
ميرنا(جحظت بعينيها فيه هلعا بعد أن توقفت):- شهااااب رجاء أنا مشغولة حاليا وحتى لو لم يكن كذلك دعوتك مرفوضة
شهاب(سبقها بخطوات وأخذ يمشي بشكل عكسي ويده على قلبه بمنظر درامي):- ميرنتي أرجوووك لا ترفضي طلبي
ميرنا(قبل أن تجيبه أغمضت عينيها وفتحتهما من جديد وقد استوقفتها خفقة مشاعرها التي تسارعت):- ….لارد
شهاب(عدل وقفته وفتح لها ذراعيه بابتسام):- يا روحي
ميرنا(مندهشة من تصرفه بفم مفتوح وقبل أن تشتمه ؟؟):- هئئئ
وائل(ظهر من خلفها):- ألن تكف عن حركاتك الصبيانية هذه يا شهاب أنت بالشركة ومنظرك هكذا أمام الموظفين قد يعطي انطباعا سيئا يعني تفهمني .. أهلا آنسة ميرنا
ميرنا(ما شاء الله لا تنسى الألقاب مجيب صوتي خزيت العين همم):- .. أهلا
وائل(دون أن ينظر إليها):- كيف كانت الزيارة ؟
ميرنا(احتبست الكلمات لوهلة بجوفها المرتبك وبرعشة مصت شفيتها وهي تنظر له بطرف عين):- غدا سنوقع العقد سأعدل القليل فيه وأجهز نسختين منه لكلينا
وائل(نظر لشهاب الذي جمع يديه):- تمام إذن موفقة بعملك يمكنكِ الذهاب لمكتبك.. شهاب ماذا كنت تقول ؟؟
ميرنا(جابهت عينيه بلمعة فرح لقد تعمد أن يبعدها تلك اللحظة):- عن إذنكما ..
شهاب(قبل مرورها بجانبه):- أنا قادم لمكتبك لن أسمح لكِ برفض دعوتي على الغذاء
وائل(مسح على جبينه):- أحقا أنا أيضا كنت متوجها للمطعم من أجل ذلك
ميرنا(التفتت بسرعة):- موافقة … أ يعني لتكن وجبة غذاء جماعية لندعو حتى رقية ؟؟
وائل(لمحها وهي تمسح خلف عنقها وابتسم بعينيه):- هي بالمكتب لن تستطيع موافاتنا
شهاب(بتذمر تحرك محله):- طيب طيب لنتناوله نحن الثلاثة هففف … أنا بمكتبي
ميرنا(استأذنت أيضا بعينيها من وائل الذي أشار لها برأسه):- تمام ..
سحبت نفسا عميقا ووضعت يدها تلقائيا على قلبها وهي تدلف لمكتبها ، باتت تعلم أن ما تشعر به مع وائل ليست مجرد مشاعر وهمية بل هناك شيء ولد منذ ليلة الحفلة ولا يسعها إلا أن تقر به ، مهما حاولت تداركه أو إخفاءه إلا أنه يظهر جليا على تصرفاتها وحركاتها وملامحها وتوترها الذي يتضاعف فور وقوفه بجانبها وقد تطورت الحالة أيضا لمستوى سماع اسمه يذكر في محيطها كي تتوتر وتصطدم بالجدار .. كانت تعضعض شفتيها وهي تجلس على مكتبها نسيت ملف العقد ونسيت أنه عليها الاتصال بالقنصلية من أجل تسريع إجراءات تأشيرة سفرها ونسيت أمر صورة اللبؤة الباكية وحتى سبب وجودها بذلك المكان قد محي من عقلها كل شيء ..آآآه وضعك حقا صعب يا ميرنا هههه ^^ ..
ميرنا(كلتا يديها كانتا على وجنتيها وهي متكئة على سطح المكتب بهذيان):- علي أن أجد حلا لحالتي هذه فأنا أتخبط في نفسي فور رؤيته لا أدري لما يوترني وقوفي بجانبه حتى بطني لا تشتهي إيلامي إلا بعد حضور فخامته … هفف أمامي وجبة غذاء ثلاثية يا عيني
لم يمضي الكثير من الوقت حتى كان الاثنان جالسان بطاولة على جنب كلا بهيأته الأنيقة ينتظران مجيئها أحدهما ينتظر المرأة التي اختارها لتكون شريكة حياته لأنها تكمل عيوبه والثاني لم يخترها بل وهبته الأقدار إياها على شاكلة حلم يجب أن يقاتل من أجل الحصول عليه هذا إن كان لديه فرصة تمكنه من ذلك ، فوجود شهاب وارتباطها به يحبط كل آماله ..
شهاب:- عمك غدا سيكون هنا من أجل التوقيع
وائل:-أرى أنه عاد لعادته القديمة لقد كان مساعده ومحاميه من يتكفلان بكل التواقيع الخاصة ما بال الآية قد انقلبت ؟؟؟
شهاب(هز له حاجبيه):- لا أدري لكن طالما هو لا يعترض على قراراتنا فلا بأس إن سمَّم الأجواء قليلا ويغادر لحال سبيله
وائل(كز أسنانه):- هذا على أساس أن ذلك التسمم الجوي يتلاشى فور ذهابه يا رجل بقايا فظاعته تلتصق بكل الزوايا ..
شهاب:- ههه والله لم أعهدك حقودا لهذه الدرجة
وائل(عقد حاجبيه برفض):- لست حقودا بل حانقا عليه لن أنسى ما فعله بجدي
شهاب(تبلدت ضحكته فور تذكر جدهم):- هففف ولا تنسى ما فعله جدك ذاك فينا أجمعين
وائل(يخطط بإصبعه على الطاولة):- حتى لو كنت تكرهه يبقى جدناااا هممم ..
شهاب(اصطنع بسمة):- يكفي يكفي هاهيا ذي ميرنا قادمة أقفل الموضوع ..
ميرنا(في سرها):- الاثنان معا يا حلاوة كيف سأجالسهما أنا الآن وكيف سيمضي هذا الغذاء وكيف سأتحمل تلك النظرااااات ؟؟ آه يا وقعتكِ السوداء يا ميرناااا .. أحم مرحبااا
شهاب(استقام بسرعة قبل وائل الذي هم ليزيح لها الكرسي لكن سبقه):- تفضلي ..
ميرنا(كانت أمامه مباشرة وشهاب بينهما):- هل طلبتما الغذاء ؟
شهاب(أشار للنادل):- لقد ناديناه لكن يظهر أنه يلزم طرده كيف يترك المدراء في هذا الانتظار كله ؟؟
وائل(نظر إليها مباشرة وكأنه يوجه الكلام لها):- أحيانا لا يكون الطرد حلا للمشكلة يا شهاب ، بل على العكس إن قمت بذلك قد تجده يتشبث بك أكثر من ذي قبل حين يعلم أن تهديدك بإبعاده ليس مجرد مزحة..
ميرنا(تنحنحت وهي تعدل جلستها ، ما كان ذلك يا أخينا هاااه ؟؟):- وقد يكون تظلما في نفس الوقت فأنت لا تعلم حتى ظروفه التي أجبرته على عدم الاهتمام ، أحيانا تخبو قدرة التركيز بعقل البشر نظرا للأمور التي تشغل القلب فهي التي تساهم في اللامبالاة الغير مقصودة بدرجة كبيرة أي ما يُعرف بالسَّهو ..
وائل(بشراسة باشر ليرد عليها):- أي أنكِ تعطين تبريرا بحكم القلب عفوا منكِ هذا لا يخفي حقيقة لا مبالاته أيا كانت الخلفية
ميرنا(ابتلعت ريقها بلؤم فيه):- يجدر بك التفكير جديا في احتمالية الطرد وتبعاتها التي تلحقها قد يحدث ذلك لأي منا وهذا لا يقتصر فقط على أمثاله سيد وائل
وائل(سحب نفسا عميقا):- ولكن هذا لا يعن…
شهاب(صفق بقوة):- وُووووْ وُووووْ مهلكما منكَ لها ما هذاااااا لقد التوت عضلات عنقي وأنا أتابعكما وكأنكما بملعب تتقاذفان بالكرة دون توقف .. أنا سأحل المشكلة لأنكما نسيتما احتمال أن يكون العامل أطرشاااا
ميرنا(رفعت حاجبها بذهول في احتمالية شهاب البليدة):- يا إلهي
وائل(عض شفته):- آخر شيء كان ممكن أن نتوقعه
ميرنا:- هه فعلا شهاب أحضر النهاية السريعة وإلا كنا بقينا بدون غذاء
وائل(نظر لشهاب الذي عانق النادل وسار به ناحية مطبخهم ومن هناك أشار لوائل بإشارة فعلتها واختفى معه):- الحلول السهلة ، ذلك طبع شهاب دوما ما يميل لأسهلها حتى وإن كانت على حساب اختلال كفتي توازنه ..
ميرنا(عدنا للكلام المبطن):- ربما .. لكن ماذا عنك أنت ؟؟
وائل(رمقها بنظرة عميقة):- ما رأيكِ ؟؟
ميرنا(عدنا للعبة الكرة طيب):- أرى أنك مماطل في بعض الأحيان وأيضا لا تؤمن لغيرك بسهولة ربما كان ذلك تطبعا اكتسبته عبر مرور الزمن وليس طبعا كامنا فيك منذ الصغر ، امم غامض بشكل مخيف فأحيانا تظهر وكأنك شفاف كتاب مفتوح يسهل قراءته وأحيانا أخرى تقفل كل مغاليقك لتبعد غيرك عن دائرتك كما أقحمته فيها وكل هذا بلمح البصر .. أنت تسبب توترا كبيرا وحيرة لمن لا يزال يجهلك ..
وائل(وضع يده على فكه وهو يستمع لها بتمعن):- أمم وأفهم من كلامكِ أنكِ المقصودة ؟
ميرنا(انتفضت):- لالالا لا يعني ما دخلي أنا لقد أعطيتك رأيي فقط
وائل(ابتسمت عيناه):- هه جميلة ..
ميرنا(بخجل اعتراها رفعت عينيها له):- عفوا ؟؟
وائل(تابع بنفس الوتيرة):- جميلة هي ملاحظاتكِ آنسة ميرنا
ميرنا(ابتلعت ريقها هل يتلاعب بي يعني ؟؟):- كأن شهاب تأخر سأراه وأعود
وائل(زفر بعمق وبنفاذ صبر):- إبقي حيث أنتِ …
ميرنا(قبل أن تستقيم جلست ونظرت إليه بدهشة):- …لارد
وائل(عقد حاجبيه ولاحظ توترها):- يعني هو على الأغلب سيتكلف بالأمر
ميرنا(سحبت نفسا عميقا وهي تبعد بنظرها عنه بينما بداخلها كانت تكاد تنفجر):- هففممم
وائل(آسف يا ميرنااا لكنني لا أقوى على رؤيتكِ معه هذا ما يهلك وتيني فارحميني من عنادكِ قليلا واشعري بي):- لم تشرحي لي تفاصيل زيارتكِ لشركة هيرمكانا ؟
ميرنا(مسحت خلف عنقها ونظرت إليها):- لقد استفقدوك إن كنت هذا ما تود معرفته
وائل(رفع حاجبه بدون فهم):- ماذا ؟
ميرنا(بنظرة شرسة تذكرت تلك المروة المقيتة):- أنت تفهم مقصدي تماما .. أوووه يا ليت السيد وااائل قد أتى معكِ هذه المرة لكان الأمر مختلفا الآن و بلابلابلا …
وائل(فتح فاهه وهو يلمس شرارة حنقها باندهاش تام):- ههه أنتِ تقلدين الآنسة مروة بشكل فظيع
ميرنا(أغلقت فمها هل هذا ما لاحظه فقط):- أقول لك لقد استفقدتك الآنسة المبجلة يعني أليس هذا شيئا يلفت انتباهك مثلا ؟؟
وائل(مط شفتيه بدون مبالاة وهو يحدق فيها):- أبدا .. لأنها لا تهمني ..
ميرنا(عدلت جلستها وهي ترفع حاجبها):- أممم ولا يهمني أيضا لكنك سألتني فأجبتك
وائل(تلاعب بلسانه داخليا وهو مستمتع بانتفاضها ذاك فسيرة مروة تسبب لها ضيقا في التنفس واحتباسا في مجرى التعقل لديها):- لكنني لم أسألكِ بتاتا عنها شخصيا بل عن العقد
ميرنا(بتنبه يا ويلي ماذا فعلتِ الآن سيفكر أنكِ تغارين عليه … ماااااااذا تغارين هههه والله نكتة قال تغارين قال):- عادي عادي الأمور مرت بشكل روتيني عادي يعني
وائل(بتأييد مضحك):- آآه عادي حقااا ..
شهاب(عاد رفقة النادل بأطباقهم المخصصة):- ستأكلين اليوم يا ميرنا ع ذوقي أنااا شخصيا
ميرنا(هزت شفتها بامتعاض أفرحتني يا بعدي !!):- همممم ..
وائل(بابتسامة عدل جلسته):- شكرا يا عبدوو ..
عبدو:- على الرحب والسعة سيد وائل ..
ميرنا(معجبة بصداقته حتى مع أصغر العاملين لديهم ولكن في خضم إعجابها قاطعها رنين هاتفها):- احم ..سأجيب وأعود بعد لحظااات ..ألو يا بنت أين أنتِ لقد شارفت على وضع اسمكِ بسجلات المفقودين على فكرة ؟
كوثر(تتحدث بهمس):- لقد كنت أعمل يا ميرنااا اسمعي علي أن أحكي لكِ الكثير هذه الليلة لقد اتصلت بي الخالة عواطف لتؤكد على حضوري
ميرنا:- آه لقد نسيت ذلك تماما يا حبيبتي لقد طلبت مني أن أبلغكِ ولكن عقلي الشريد خانكِ
كوثر:- لا بأس سأؤنبه بطريقتي ههه المهم أردت أن آخذ رأيكِ بشيء سريع ركزي معي
ميرنا:- خير إن شاء الله
كوثر(تتلاعب بقلمها بين أصابعها):- الآن اسمعيني دون أن تقاطعيني .. إن قام شخص بغيييض أكرر بغيض وتكرهينه كره العمى بمساعدتكِ مثلا أو قام بفعل شيء عكس توقعاتكِ به هل يجدر بكِ أن تشكريه أقصد هل يلزم ذلك أم يجب أن تشتمي أهله ؟؟؟
ميرنا(آخر الجملة جعلها تفزع):- والله هذا يعتمد على نوع المساعدة حبيبتي كوثر ما يعني أنه عليكِ شكره فلا بد أن قدم لكِ الكثير لذلك تتساءلين عما يلزمكِ فعله
كوثر(شهقت بنفي):- لا لا لقد فهمتِ الموضوع غلط
ميرنا(نظرت خلفها):- أنا الآن على عجلة من أمري سأفهم منكِ التفاصيل الليلة لكن اللحظة اذهبي واشكري ذلك الوهبي فمؤكد أنه قام بشيء إيجابي في خضم استخفافكِ به هههه سلام
كوثر(بعصبية وضعت هاتفها على سطح المكتب):- كيف تقرؤني هذه الميرنا أنا لا أفهم هفف هل علي أن أشكره حقاااا عما فعله معي ليلة أمس تت كيف سأنظر بعينيه من المؤكد أن شكلي كان مضحكا فأنا حين أنام أكون مثل السكران افف
استقامت وهي تعدل ملابسها الأنيقة وفتحت باب مكتبها ثم اتجهت صوب مكتبه وهي تتغنى بصوت كعبها المطرق على الأرض بل كانت تستمد من متانته ما يلزمها من قوة لمجابهته ، لم تشعر قبلا بهذا الوهن الذاتي ففور وصولها لباب مكتبه تراجعت بخطواتها وما كادت تنعطف حتى اصطدمت به في الممر ..
زياد:- كوثر هل كنتِ بمكتبي ؟؟
كوثر(بتوتر):- أجل .. لا .. يعني لم تكن موجودا وأنا أردت أن أسألك عن نقطة مهمة في تصاميم المشروع ولكن لا بأس يمكننا أن نؤجلها ليس شرطا أن ..
زياد(ابتسم وتحرك ناحية مكتبه):- تعالي .. أرني إياها الآن لكي نقوم بمناقشتها هيا تفضلي
كوثر(ابتلعت ريقها وهي تناظر لأول مرة شكل ابتسامته يااااي فظيعة):- أوك ..
زياد(وقف بجانب طاولة الرسم الخاصة بالمهندسين):- تقدمي يا كوثر ..
سمح لها بالجلوس على كرسيه والاطلاع على تصميم المشروع الماثل أمامها لكن هناك مشكلة هي نسيت تماما أين كانت تلك النقطة من ذلك الشعور الذي استطاعت أن تستوعبه للمرة الأولى، لقد كانت في عالم آخر تستمتع برائحة عطره وبحديثه المنمق وشرحه للتصميم وحركات يده التي تتصاعد تارة وتارة أخرى تنخفض بينما قلم الرصاص الذي يحمله بين أصابعه يحظى برعاية حنونة هناك ، يا لحظه قالتها وهي تنتفض من أفكارها الغريبة متى كانت تفكر بذلك الشكل من الواضح أن بقاءها معه طويلا ليلة أمس أثر على عقلها وفكرها ، سعلت باحترام وهي تحاول المتابعة معه لكن أين العقل وأين التفكير ؟؟
زياد:- لا أجد أي ثغرة بالتصميم يا كوثر هل لكِ أن تدليني عليها ؟؟
كوثر(وهل لك أن تتزحزح قليلا فقربك يشل قلوب النمل حسبما أعتقد):- ولووو أ.. يعني كانت هنا لاحظتها صباحا حين كنت أراجعها عبر حاسوبي أ.. لحظة سأجدها
كان يراقبها وهي تبحث بإصبعها على التصميم رائحة شعرها تجعله في مقتل أما خصلاته الشقراء المنسابة بأريحية على كتفيها تجعلها أميرة أحلامه ، راقبها عن كثب وقلبه يهفو إليها في كل خفقة .. ابتسم بشرود وهو يتذكر الطفلة التي تشبثت ليلة أمس بقميصه وارتمت بحضنه ما أروع شعوره بجانبها كانت مليئة بالدفء وبريئة ، تلك هي حقيقتها التي تخفيها خلف تصرفاتها السيئة .. تنهد بعمق بعد أن وجدت أخيرا تلك الثغرة بعد تعب مضني
كوثر(لاحظت تحديقه فيها فازداد تلعثمها):- هنا …
زياد(ابتلع ريقه وعقد حاجبيه ليركز معها):- أممم أنتِ مهندسة شاطرة وملحوظتكِ سنأخذها بعين الاعتبار .. دعيني أدونها على جنب كي أحتسبها بالتصميم
كوثر(بعد أن تحرك كي يضع علامة عليها عصفت بوجهها ريحه العذبة فأغلقت عينيها بدون إدراك):- واووو ما أروعه ..
زياد(بانتباه التفت إليه):- ماذاا ؟؟
كوثر(فتحت عينيها بفزع واستقامت من محلها يا إلهي):- لل .. لم أقل شيئا أنا ذاهبة لمكتبي عن إذنك
زياد(وضع يده على جنبه وهو يراها هاربة):- ههه وما أروعكِ أنتِ أيضاا يا قاتلتي
لنترك زياد مع تصاميمه وموته المحتم في كوثر فليس الوحيد الذي يعايش تلك الحالة على الأغلب لأننا عائدون لشركة دابليو إر لنستفهم هذا الأمر الجلل الذي جعله يتصرف على ذلك النحو..
شهاب:- إسم غريب اممم لا أدري ولكنني لم أرتح له
ميرنا(اختفت بسمتها ألا يكفي أنني أتحملك وأجلس معك على طاولة واحدة بعد الذي فعلته سابقااااا افف):- طالما والديها قد اتفقا عليه بحب وأعجبنا جميعا معناه أن رأيك لا يحتسب
شهاب(بصلف):- بل يحتسب يا روحي فأنا قريبا سأكون فردا من تلك العائلة
وائل(هنا تشنجت عضلاته وازداد هدير أنفاسه وضع المنديل ونهض):- صحة وعافية
ميرنا(لم يعجبها الأمر بتاتا بعد ذهاب وائل ونهضت بدورها):- وأنا قد شبعت .. بالإذن
شهاب(رفع يديه بفرشاته وسكينه):- ماذا قلت أنا حتى تنتفضا من أمامي هكذاا أففف قليلي ذوق سأتناول الأكل لوحدي ولتموتا جوعااا هممم ..
أخذ يتناول طعامه بدون مبالاة لكنه فجأة أغمض عينيه ووضع ملعقته على الصحن لأنه تذكر ذلك الفطور الذي لم يسبق أن حظي به ، فطور لن ينساه في حياته استشعر فيه الكثير مما ينكره ويخفيه بأعماق أعماقه ، كم كانت رقيقة وهي تحاول حثه على الأكل كأنها أم تحث ابنها على تناول الطعام من أجل نمو سليم ، لكن في حالتها هي كانت حقا ترعاه بلطف بادله بقسوة ما كان عليه أن يجرحها بذلك الكلام ، لكنها استفزته حين سألته بكل برودة لم أحبَّ ميرنا وحين أجابها نفت ذلك الحب بل أنكرته وهي تضحك وتؤكد عشقه لها هي دونا عن غيرها فأي جنون ذلك ، هو متعلق بميرنا تربطه به عدة مشاعر لن ينفيها أحد ولا حتى ميرااااا التي كانت بطائرتها الخاصة تطير نحو روما وأمامها كل من مساعديها بينما بجانبها كانت مجموعة من الهدايا الجميلة المختارة بعناية
هنادي:- لم يتبقى سوى ساعات على وصولنا ليس لديكِ أي مواعيد خاصة لذلك سيتسنى لكِ الاستمتاع بوقتكِ لمدة يومين كاملين قبل أن نبدأ التحضير لحفلتكِ الضخمة ..
باتريك:- حفلة عالمية تستحق أن تكوني في أبهى حلتك وجيد أن رضوض جسمكِ تختفي وبخصوص الفستان تدبرت أمري سألتقي بمعارفي هناك ونحل الأمور ، لا يزال أمامنا عدة أيام على موعدها
هنادي:- صحيح يا باتريك ولكن مع ذلك علينا أن نجهز كل شيء قبل الوقت كي لا ندخل في ضغط لا يرحم ..
باتريك:- طيب طيب .. المهم أن سيدتي ستستمتع هذين اليومين كما تشتهي ..
ميرا(نظرت للسماء من نافذتها وبكل فخامة ابتسمت):- هذا وقت كافي لكي أدلل نفسي وأهنأ بما أريد حقا ..
باتريك(ببسمة):- متشوقون مثلكِ يا سيدتي
ميرا(ابتسمت لهما بإشراق):- آآآآه يا باتريك الشوق يفتك بي فتكاااا
باتريك(نظر لهنادي):- الشوق صعب
هنادي(رفعت حاجبها فيه):- أنظر أمامك ولا توترني يا هذاااا ..
ميرا(لم تهتم بشجارهما فلقد أخرجت هاتفها من حقيبتها وأخذت تلامس شاشته برقمها السري حتى ولجت ملف الصور الخاص بها وبمجرد أن تفحصت تلك الصورة حتى اغرورقت عيناها بالدموع):- آه يا حياتي أنا … …
حتى وهي بعيدة عنه تجعله يرتبك ترك الأكل والطاولة وغادر المكان برمته متجها إلا المجهول المهم أن يبعدها عن تفكيره تلك اللحظة ، أما ميرنا كانت تسارع خطاها لتعود لمكتبها أرحم لها من مواجهة تقلباته ومواقفه الغريبة ، كان واضحا غضبه من جملة شهاب لكن لماذا يغضب هل يريد أن يفقدها صواااابها إنه مبهم مثل صندوق أسود خاص بطائرة راحلة للفضاء … ضغطت بعصبية على زر المصعد ممتنة أنها سبقته إليه فهو قد مر بالحمامات على الأغلب إذن هذا وقتها المناسب كي تهرب .. سحبت أنفاسا عميقا وزفرتها بتعب وهي تمسح على جبينها بينما كانت تصعد بالمصعد نحو الأعلى وهي تطقطق بكعبها بينما يداها خلفها ممسكتان بالدعامة الحديدية لاحظت الرقم الأخير من المصعد أي آخر طابق وجدت يدها تضغط زره لكي تستكشفه فمكتوب بجانبه سطح الشركة ..اممم مثير للاهتمام فذلك ما هي بحاجة أن تستنشق بعض الهواء لعلها تعيد لنفسها تركيزها التام ، ما إن ولجت السطح حتى ابتسمت ابتسامة واسعة فقد كان جميلا جدااا على جنب حديقة ورد مصغرة وكراسي خشبية تضفي عليه لمحة متعة كيف لم تصعد إلى هنا قبلا … شعرت بالراحة لأنه أمدها بشعور شبيه بالذي يعتريها حينما تكون بمكانها المفضل .. تقدمت وهي تدور وتستكشف السطح بأكمله حتى استقرت على إطلالته واضعة يديها على السور بينما كانت تستنشق ذلك الهواء العليل وأشعة الشمس الخافتة تشاركها المتعة ، أبدا أبدا لم يتوقع أن يجد هناك شمس لياليه فبمجرد أن وصل السطح وفتح ربطة عنقه وأزرار قميصه كي يجعل الهواء يمتص غضبه وعصبيته مما حدث إلا ورآها تلك كالشعلة النارية تقف بالضبط في المكان المحبب لقلبه ، وضع يده باستسلام على جنبه فهو على الأغلب لن يستطيع الهرب منها ولو دخل في جحر فأر ..
وائل(تقدم نحوها بهدوء وهو يرفع سترته على كتفه بإصبعه فقط):- أنتِ تقفين بمكاني آنسة ميرنا ؟؟
ميرنا(ارتبكت حين سماع صوته ولكنها لم تستدر):- لم أجد أي ملاحظة على الباب تفيد أنه خاص بالسيد المدير
وائل(حرك رأسه يقينا طبعا ستراوغين):- متوقع
التفتت إليه ووجدته يرمي بسترته على إحدى الكراسي بإهمال هممم هل ينوي قتلي لما بقي بالقميص فقط ثم ما كل تلك العضلالالالالالالالالات أين كان يخفيهااا هذا الوائل ، فتح أزرار كميه ورفعهما قليلا لساعديه ووقف بجوارها وجعلها تلقائيا تتساير مع حركته ..
ميرنا(بعد صمت أهلكها):- هل لي أن أسألك شيئا ؟
وائل(نظر إليها بطرف عين وزفر بعمق وهو يستقبل الهواء العليل):- تفضلي
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تنظر للأسفل وتبحث عما قد يفيدها من جمل):- أ..
وائل(كما توقعت تماما فاشلة حتى في انتقاء الكلمات التي تستغلينها للهرب عدا عن التلعثم فذلك موضوع آخر):- ماذا هل استصعب عليكِ طرح الإشكالية التي تهلك فرقدكِ؟؟
ميرنا(يستفزني يستفزني ،عضت جانب فمها من الداخل ونظرت إليه بعصبية):- لو تترك لي مجالا لأفتتح الحديث لكنت رحمتني ورحمت نفسك من وصلة التشتت هذه
وائل(بسط لها يديه بحركة مساندة):- طيب أسمعيني على مهلك .. همم ؟؟
ميرنا(ولا هذا يساعد ابتعدت بنظرها عنه حتى أنها التفتت):- يا إلهي
وائل(أغمض عينيه حين داعبت خصلاتها وجهه وكم أفقدته صوابه لحظتها فلقد رفع يده لتلامس تلك الخصلات التي كانت تتلاعب أمامه بأريحية):- ميرناااا
ميرنا(اهتزت برجفة سرت بكامل جسدها فهي فور سماع اسمها مجردا منه ترتبك):- نعم
وائل(ابتلع ريقه وسحب يده آه منكِ يا ميرنا أنتِ تجرفينني معكِ نحو الهاوية):- كيف حال سجى والأهل ؟؟
ميرنا(استدارت إليه جيد جدا أنه قلب مجرى الحديث هكذا أريح):- بخير .. حتى أن أهلي يعدون اليوم حساء المولودة الخاص بتراث عائلتنا هه يعني هي عادة قديمة لآل الراجي
وائل(رفع حاجبه):- شوقتني لتذوقه
ميرنا(فتحت عينيها):- أصحيح ذلك ؟؟ أتستطيع المجيء ؟؟
وائل(نظر جانبا):- يعني إن لم يسبب لكم ذلك أي إزعاج فلن أرفض هذا العرض أبدا
ميرنا(عضت شفتها السفلية بفرح داخلي):- أبدا بالعكس ستفرح أمي وخالتي بحضورك
وائل(بحماس):- جميل جدا إذن سأنتظر منكِ اتصالا
ميرنا(هزت رأسها بحماس أيضا):- تمام اتفقنا .. لكن أ.. إن علم شهاب ألن تكون مشكلة؟
وائل(ابتسم بمرارة وأبعد ناظريه عنها ثم عاد للخلف وهو يحمل سترته من جديد):- معكِ حق لقد انجرفت قليلا ربما من الجدير أن يكون هو بهذه الزيارة لأنه مكانه الأساسي صحيح ؟
ميرنا(اهتزت من حدة جملته):- أ .. يعني
وائل(أخفض رأسه أرضا "يعني"):- لا بأس بلغيهم سلامي .. سأنزل الآن
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تلاحق طيفه المبتعد عنها فحركت رجليها وتبعته):- لكنني لم أكن لأدعوه نهائيا …
وائل(توقف عند الممر الصغير الذي يشمل الدرج الجانبي وباب المصعد فقط والسطح أمامه):- وبما سيفيد ذلك فذاك هو مقامه لا مقامي
ميرنا(بحزم اقتربت منه حتى وقفت أمامه):- لكن لم يكن هو من قام بذلك الواجب مع أختي رنيم ثم لم يكن هو من كلف نفسه وقدم لها أروع هدية ولم يكن هو ل ..
وائل(رمى بسترته على حديدة الدرج واقترب منها بينما كانت تتراجع للخلف نحو الحائط خطوة خطوة):- وإن يكن فماذا سيغير ذلك ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها من قربه ذاك منها والتصقت بالحائط بقلب منتفض):- ظننت أن هذا الأمر يعني لك الكثير أكثر حتى مما يعني لنا نحن
وائل(أغمض عينيه بجنون عطرها الذي يذيب مفاصله رفع يده ووضعها خلفها على الحائط بينما يده الأخرى كانت على جنبه):- دعينا نتكلم بوضوح فلقد تعبت من الكتماااان وبكل صراحة نفذ صبري وأنا شخص صبره محدود …
ميرنا(برعشة رعب عماذا يتكلم هذاااا أنا أحادثه في شيء وهو يجيبني بشيء آخر):- طيب تكلم أسمعك
وائل(ضحك بخفوت ونظر مباشرة لعينيها):- مراوغة لا مثيل لها حتى أنكِ تكادين تماثلين الزئبق في سرعة بديهته ..
ميرنا(بتفكير مطت شفتيها):- وهل يجوز ذلك ؟؟
وائل(زفر بتعب وهو يحول عينيه فأكيد أكيد ستقتله ناقص عمر):- ميرناااا
ميرنا(آه يا اسمي كم أحبك منه هممم ، مطت شفتيها دلالا):- نعم ؟؟
وائل(اندهش من براءتها ولمعة عينيها كل شيء فيها يسلب اللب):- لن يسعني زيارتكم رغم أنني متشوق لتناول ذلك الحساء الشهير لكن شهاب سينزعج من تصرفي ذاك وأنا أقدر هذا الأمر جيدا وصعب علي أن أتجاوزه
ميرنا(بخيبة أمل أنزلت عينيها اللتان امتلأتا بالدموع):- فهمت ..
وائل(لاحظ وتيرة صوتها التي انخفضت ومال برأسه لينظر لعينيها ورفع يده ليزيل خصلة من شعرها وأمسكها بحنان):- أنتِ هلاك !!
ميرنا(رفعت عينيها الدامعة بدهشة):- هئئ
كان يرفع خصلة من شعرها برفق يداعبها بلطف بين يده ولم يشعر بنفسه إلا وهو يطوقها بين ذراعيه بشكل مهلك ، ارتفعت نسبة الحرارة بجسمها وتخدرت معظم أطرافها وهي مذهولة بتصرفه وفي آن الوقت مشدوهة برغبتها العميقة في احتضانه لها وكأنها ستنسى كل مواجعها إن تبناها وائل ، لم تقاوم بل ظهر جليا أنها تبادله نفس الأمنية ، قد كان قلبها يخفق بشدة بدون توقف بسبب كتل المشاعر التي تتدفق بأوردتها من قربه ذاك ، كادت أن تجزم أن سلطان هذا الكيان يفتك بها وهذا يزيدها تعلقا به كل مرة ، عيناهما كانتا تتحدثان بحديث قلوب صامت كلاهما يخاطب الثاني بما يخفيه بخلده ويتمنى لو يشعر به الآخر كما يجب .. لم يقاوم بدوره رعشة اللحظة ولذتها القاتلة فلقد انجرف وجعل كل ذرة فيها تنتفض من حركته المفاجئة تلك والتي لم يضرب لها حسابا البتة كان مسلوبا بشعرها بعينيها بملامحها بشفتيها بابتسامتها بنظرتها حتى طريقة تنفسها كانت تأسره .. وجُلُّ ما توصَّل إليه لحظتها أن يمسكها بين ذراعيه ولما لا يحتضنها لكنه أغمض جفنه حين جعل جبينه يرتاح على جبينها بلقطة مدمرة أصابتهما في مقتل ،،، لكنه توقف / توقف مبتعدا عنها بطريقة جاحدة ..
وائل(بأنفاس هادرة وقلب يخفق بشدة وكل شيء به متشنج):- أنا رجل لا أقبل بالأنصاف ، يجدر بي ألا أختلي بكِ نهائيا فأنا لا أستطيع التحكم بنفسي وأنا معكِ آنسة ميرنا .. عمتِ مساء وآسف منكِ ..
ميرنا(تراجعت للخلف وهي تشعر بالدوار حتى استندت على الحائط وكل شيء بها يرتجف ، ضغطت على صدرها الذي كان يعلو ويهبط توترا بينما أنفاسها كانت قد تسارعت بعد أن احتبست في جوفها بسبب قربه واحتضانه الأولي لهاااا ، ياااه كم كانت ستتغير العديد من الأشياء لو أتمم العناق لو فقط شعر بها):- لكن مهلا ماذا يقصد بلا أستطيع التحكم بنفسه وهو معي هل يقصد أنني أسبب له المتاعب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان يخط الدرج مسرعا مبتعدا هاربا من مشاعره التي تحرق ذاته دون رحمة ، كيف انجرف من جديد لقد جذبته برقتها حتى أنه لم يعد يفرق ما بين الصح والغلط ، هي ليست لك يا وائل فرجاء ارحم نفسك من هذا العذاب ، لقد كانت يوم أمس سعيدة بقبلة شهاب فلماذا تقحم نفسك بينهما بل لماذا لا يستطيع رؤية نفسه بمكان آخر سوى قربها … رمى بسترته على ذراعه وهو ينزل الدرج بعنف وقسوة حانق على كل شيء على الحظ على القدر على الحياة التي تزيده اختناقا مرة بعد مرة .. كان الحل الأمثل أن يغادر الشركة فقد بات الهرب عادة اكتسبها من الحسناء نفسها التي انسابت دمعتين حارقتين على خديها فهي الأخرى تعيش في صراع يعني الاثنين معا حالتهما جد جد مستعصية ..

كانت تئن بصوت خافت وهي تفتح عينيها بصعوبة لا شيء حولها سوى البياض ، بجهد جهيد استعادت أنفاسها وهي تناظر السقف الأبيض ومالت على الجانب بهدوء واستطاعت تحديد عمود الحبل الوريدي ثم نظرت أمامها هناك عند النافذة يقف شخص ما ، شخص يتلحفه لون غامق يداه بجيبيه رأسه للأمام يركز على الأغلب في تقنية تجعله يفتك بقبيلة من الصراصير البيضاء مهلا هل كانت تلك الفكرة حقا تدور برأسه ؟؟؟ ، استدار ببطء شديد حين سمع صوت أنينها كم استصعب وجوده هناك معها وكأنه ملزم بها لكن هذا كله فقط كي تصبح بخير وتعود لشراستها المعهودة فهو هكذا سيكون في أفضل حالاته عندما يقتص منها بشتى الوسائل التي تطرأ على باله .. تقدم بهدوء وهو يتنهد بتعب واقترب منها ..
جاسر(بإباء):- الحمدلله على سلامتك
وصال(حكت عينها بيدها):- ماذا حدث ؟؟
جاسر(رفع حاجبيه وهو يتحدث من تحت أنفه):- مرضتِ …اتضح أنكِ هشة لدرجة الشفقة لقد قلت لكِ سالفا أن مكانكِ ليس هنااااك ليس بهذه الوظيفة فأنتِ لم تقوين حتى على تحمل عدة مهمات دفعة واحدة
وصال(أظنني أصبحت بخير بفضلك الآن):- أليس في قلبك ذرة رحمة يعني ألا تراني أمامك بوضع لا يسمح لي بسماع أسطوانة الحط من قدري في هذا التوقيت بالذاااات ؟؟
جاسر(هز كتفيه بلا مبالاة وألقى بنفسه على الكرسي أمامها بكل عنفوان):- أنتِ تضيعين وقتي إن كنتِ تشعرين أنكِ بخير دعينا نعود للمعسكر فلن يسيِّر نفسه بنفسه ..
وصال(تنهدت بعمق متعبة مرهقة منه وليس من المرض ، وضعت يدها على رأسها ثم نظرت للسقف):- ما الذي يجبرك على البقاء هناااااا إذن … طبعاا أنت لن تفلت فرصة رؤيتي بهذا الوضع الهش ؟؟
جاسر(لا أنكر أنه لم يعجبني لكن كما تريدين):- معكِ حق أنا أستمتع برؤيتكِ ضعيفة منهزمة لكي تفهمي ما معنى كلامي ما معنى أن تستقيلي وتقبعي بجدران بيتكِ بعيدا عن مدااااري
وصال(تكومت دموع حارقة بعينيها ونظرت إليه):- إذن يجدر بك أن تغادر فأنا لا أحتاج أحدا ليعتني بي أستطيع تدبر أمري ..
جاسر(هز شفته بامتعاض):- يعتني بك هههه هل تحسبينني هنا للاعتناء بك والله لو خيروني بين ذلك وبين السباحة عكس التيار كنت اخترت الأخيرة هههه هذا ما ينقص
وصال(عقدت حاجبيها وتضاعف الدمع بمقلتيها):- لم تكرهني لتلك الدرجة ؟؟
جاسر(بعصبية نفث شررا من أنفه وتقدم على مقربة منها):- ولا زلتِ تسألين لما أكرهكِ أنا لا أطيق فيكِ شعرة واحدة لأنكِ تافهة منافقة تظهرين لغيركِ عكس ما تضمرين ، لكنني أفهمكِ بل أقرئكِ بسهولة لن تتمكني من تلوينها بادعائك الطيبة وتلك الهمهمات الواهية ..
وصال(ابتسمت بغبن حين انسابت من عينيها دموع حارقة):- إن لم تنصفني الدنيا هل سأنتظر من حضرتك أنت أن تنصفني لكن لا بأس هذا رأيك ولا يهمني سعدت بمرافقتك سيد جاسر لكن إلى هنا وكفى .. رجاء أطلب لي الطبيب أريد رؤية عمي بشير في الحال
جاسر(انتفض بنرفزة):- لستِ أنت من تحددين ذلك لا زلتِ تعملين تحت إمرتي وأنا الوحيد الذي يسعه التحكم بمجرى حياتك حتى مرضك ووجودكِ هنا أنا من يسيطر عليه ، وإياكِ وتقليل أدبكِ معي لأنكِ دوما ستبقين بنظري مجرد حشرة
وصال(تزلزل كيانها بألم من جملته ومن عينيه الشرسة التي احتقرتها بشدة وجعلتها تشعر وكأنها عارية وسط الصحراء ولهيب الشمس يتلظى بجسمها):- كف عن هذااااااااا .. من تحسب نفسك لتتخيل ولو مجرد التخيل أنك تستطيع التحكم بحياتي هل جننت ؟؟؟ غادر غرفتي لا أريد رؤيتك لا أريد رؤييييييييييييييييييتك …
جاسر(انتفض من صراخها الثائر وعقد حاجبيه وولى ظهره لها بكل جمود آمر):- كُفي أنتِ عن الثرثرة بنعيقكِ الذي يصمُّ أذناي وارتاحي لأنه كلما استعدتِ صحتكِ كلما عدنا لعملنا أبكر … ويفضل ألا تجادليني سأبحث عن الطبيب ليعاينكِ وأعود
وصال(وصلت لحدها الأقصى من العصبية استقامت وجلست تتابعه وهو يغادر الغرفة بكل برووووود):- آآآآآآآآآآآآآآه هذا المحنط يستفززززززززني كم أكرهه تبا تبا تبااااااا
فرقع عنقه بعصبية شديدة فهو لن يتوانى في طعنها بخناجر كلماته السليطة لأن هذا ما تستحقه ، زفر بعمق وهو يمقت ذلك الشعور الذي يجعله يحس بالندم لما يفعله بها خصوصا أنه لا يجد منها إلا عكس ما يتوقعه ، عناد رضوخ استسلام سلطة تحدي يعني تضاربات شتى تجمعه بها وتجعله يؤذيها مرارا وتكرارا .، مسح على شعره وانطلق صوب مكتب الطبيب وبعثه لحجرتها كي يتفقدها بينما نزل هو للكافيتيريا الخاصة بالمشفى ليهدأ أعصابه بفنجان قهوة .. وبعد لحظات كان يجلس شريدا على جنب يرتشف من قهوته ما قد يساعده على ضبط غضبه والحيلولة دون ارتكاب جريمة فيها ، ظل هكذا يتأفف من كل شيء حوله لمدة ساعة تقريبا قرر بعدها التوجه لغرفتها وهذه المرة لو نطقت بحرف آخر سيقطع لسانها دون تردد ،لكن توقعاتنا لا تتحقق دوما ففور وصوله للممر المؤدي لغرفتها وجد الطبيب وعدة ممرضات يقفون بجوار غرفتها بحالة غريبة لكن ماذا حدث ؟؟ … لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض بذلك الممر وصولا إليهم ، هل يعقل أنها آذت نفسها أم ساءت حالتها المرضية ؟؟ الكثير من الأسئلة اقتحمت عقله تلك اللحظة
جاسر(ابتلع ريقه بخوف):- ماذا حدث ؟؟؟
الطبيب(عض شفتيه بأسف):- لقد غادرت المريضة ولم يرها أحد ..
بصدمة لم يتوقعها مال برأسه وهو يطل على غرفتها الفارغة وعلى الحبل الوريدي الملقى بإهمال على سريرها وكذا لباس المرضى المرمي على الأرض .. وبنظرة قاتلة حرك رأسه وهو يناظر الفراغ ، لقد تنازل عن قيمه ومبادئه وكل غضبه المكنون بسببها وقرر أن يبقى بجوارها حتى تتحسن والآن تجازيه بهذا التصرف الذي وضعه في خانة الأهبل عديم النفع …. عذرررررا عذرا يا أخلاقي العالية تسارعت خفقاته وهو يفكر في الطريقة التي سيقتلها بها لأن الآنسة وصال أعطته بكل بساطة سببا مقنعا لذلك إذن لتتلقى وعدها منه … هههه خيرا فعلتِ يا بنت كفكِ ^^
كانت تسير بوهن في الطرقات مكتفة يديها تضم لصدرها سترتها وتحاول أن تتحاشى نظرات الناس لها ، لقد شعرت بمهانة كبرى لا هاتف ولا مال بجعبتها ولا يمكنها الاتصال بأحد أو بالأحرى لا تود رؤية أحد … كانت تشعر بطعم الصدأ في فمها من المرض من التعب من الخيبة من الذل من المهانة من كل المشاعر السيئة التي زادها حنينها الجامح لبيتها ولذكرياتها الطين بلة ، جيد أنها بالمدينة سوف تلجأ لمن يستطيع التخفيف من آلامها وكذا الفضفضة فهي طوال الأسبوع الماضي عانت الأمرين من جاسر وضغوطاته واستحقاره المتواصل لها في كل فرصة تمر بين يديه لكن لتصل أولا لبيتها وبعدها تفكر في اللجوء … وجدت نفسها بعد جهد جهيد وتعب من كثرة المشي أخيرا وصلت لأكثر مكان ترتاح فيه ألا وهو بيتها الحبيب ، وقفت أمام بابهم كثيرااااا كثيرااا تطالع ذكرياتها الملتصقة في كل شبر منه لكنها لم تتحمل حتى جلست على الأرض باكية متكئة على بابهم الذي شهد كل مراحل حياتها السعيدة منها والحزينة … أما جاسر قد كان مثل المجنون افتعل مشاكل جمة بالمشفى وبإدارته وبالأطبة وبممرضيه حتى رجال الأمن هناك لم يسلموا من غضبه وقرر تصعيد الأمر للسلطات العليا على الإهمال الذي تسبب بخروج مريضة من مشفاهم دون أن يلحظها أحد … هو بصراحة في قرارة نفسه كان يعلم علم اليقين أنهم لو احتجزوها في جحر فأر ستجد طريقة وتخرج منه ، لكن كان يبحث عن أي ذريعة ليصب جام غضبه فيها ، مسح على عنقه فلقد بدأ الاختناق والقلق يتصاعد بداخله ولا يوجد حل سوى البحث عن حل بدلا من البلبلة التي لن تجلب له سوى المتاعب ، أخرج هاتفه من جيبه واتصل ..
جاسر(ينتظر على الخط):-… ألو .. صليني بالجندي كامل كمال على الفور …
عاملة العسكرية:- حاضر سيدي الرائد .. دقائق فقط
جاسر(زفر بعمق وهو ينتظر ذلك الغبي كامل ليكلمه ، أخذ يضرب برجله الحائط بضربات متتالية خفيفة تفسر مدى حنقه على الموضوع برمته):- أخيراااااا يا بليد أتعلم أن تلك الأرطال التي تثقلك سأحرس على أن أنتقصها منك فجهز نفسك لتدريب مكثف
كامل(أبعد الهاتف وأعاده لأذنه حتى وهو بعيد يرعبني):- أحم نعم سيدي الرائد أنا تحت أمرك .. هل النقيب وصال بخير ؟؟
جاسر(أنا حائر هل أبتدأ بها أم به في حفلة الموت ؟؟؟؟):- كامل .. ركز معي ستلج لمكتبي الخاص وستبحث عن ملف النقيب وصال وتمدني بعنوان بيتها مفهوووم ؟؟
كامل(رفع حاجبه):- لكن لماذا ؟؟ النقيب بالمشفى صحيح ؟
جاسر(ضحك ووضع يده على جنبه):- كامل أتعلم أنه لو كنت بجانبي الآن ما كنت فاعلا بك؟
كامل(برعشة خوف):- على الأغلب يتضح من صوتك أنه سيكون مصيرا مأساويا ..
جاسر(هدر فيه بعصبية):- يا غبي ألا زلت تكلمني هناااا إذهب فورا وإيتيني بالعنواااااااان
تنادم الحال معه شعر وكأنه ضاعف غيظه هذه المرة حتى اضطرها للهرب أجل الهرب فما فعلته بنظره مناف لقواعده وقوانينه سيعاقبها عليه أيضا ، لكن ليس قبل أن يجدها ويطمئن أنها بخير ففي الآونة الأخيرة أو لنقل ذلك اليوم عايش حالات متعددة من القلق عليها استغربها بدوره ، بعد مدة من الشتم والسب أعطاه كامل العنوان وانطلق من فوره من تلك المشفى الملعونة وتوجه صوب بيته جيد أنه يترك مفتاحا ثانويا مع البواب الخاص بعمارته من أجل التهوية ودفع الفواتير وغيره من الأمور ، فور وصوله إلى بيته وبعد تهليلات البواب الذي كان يمجده كثيرا والغريب أن جاسر كان يتعامل معه بلطف شديد حتى أنه كان يثق به كثيرا .. لم يطل معه الحديث فهو على عجلة من أمره صعد وأحضر مفاتيح سيارته الجيب الموجودة بمرأب العمارة وفور إخراجها دعك فراملها واتجه صوب العنوان المحدد آملا أن يجدها هناك لأنه أثار تذمرها وهي مريضة يعني …
جاسر(ضرب المقود بيده وهو يزمر بسيارته كي يعطوه الطريق):- تبا لك يا جاسر أكان يجب أن تجرحها بتلك الطريقة ، الفتاة مريضة مريييييييييضة كنت ارحمها يا أخي .. لكنها تخرجني عن طوعي تفقدني صوابي تستفزني بنفاقها الكاذب هي غشاشة استغلت معارفها لتسرق مكان رفعت إذن هذا بحد ذاته شيء خارج قناعاتي ومبادئي فمكانها ليس هنااااك .. تنهد وهو يبعد عن رأسه تلك الأفكار بينما كان يخط الطرقات بعصبية مفرطة لا يعرف كيف سيتصرف للحد منها صراحة ، لأن جل ما يهمه الآن أن تكووووووووون بخير .. أول مكان فكر به هو منزلها وإن لم تكن هناك فملاذه المتبقي أمامه هو اللواء بشير وكان يتمنى يتمنى يتمنى في أعماقه أن يجدها عند أول محطة خطرت على باله … لم يكن يعلم أن الرقة والعنف يجتمعان سوية في ذات الوقت ولم يكن يدري أن الشفافية والخداع يكونان نفس الشيء حتى العطف والغدر لم يعتقد أبدا أنهما قد يترجمان نفس العملة ، رغم غضبه رغم عصبيته رغم نفاذ صبره إلا أنه فور رؤيتها بذلك المنظر ارتعش قلبه وأشفق عليها وهو مقرُّ بذلك .. كانت تجلس على الأرض تعانق ركبتيها بيديها وتسند رأسها عليهما، بينما شعرها كان يغطي قليلا من خدها الذي كان يلمع من شدة الدموع الصامتة .. شعر بقشعريرة غريبة سرت بجسده لم يحب المنظر الذي رآه بها فهذه ليست نفسها النقيب وصال القوية الصلبة التي لا يؤذيها شيء القابعة أمامه الآن مجرد فتاة هزيلة ضعيفة رقيقة تبحث عن صدر حنون يربت على كتفيها ويخبرها أن الحياة الجميلة لا تزال بانتظارها ، يطمئنها أنه مهما واجهت من مطبات سيأتي يوم وتشرع السعادة أبوابها لها ، هي مجرد أنثى ليست بذلك الشر الذي كان يتصوره أو ما صوره له الآخرووون ، ابتلع ريقه وهو يقوس حاجبيه بألم عليها سحب نفسا عميقا واقترب منها ببطء استشعرته فانتفضت محلها ورفعت رأسها إليه بعيون دامعة وملامح كسيرة ..
جاسر(انحنى القرفصاء أمامها ومرر لسانه عبر شفتيه بسرعة):- لماذا تجلسين هنا ؟
وصال(تحركت شفتاها بغمغمة حزن وببكاء طفولي):- لم أحضر معي المفتاح … اهئ أنا لا أستطيع الدخول لبيتي أليس هذاااا ظلماااا هااه ؟؟؟
جاسر(لو مرَّت به دبابة والله والله لم يكن سيتألم مثلما تألم تلك اللحظة):- لم نكن نتوقع ذلك يعني لم تكن زيارة لقد كنتِ مريضة ولا زلتِ كذلك هيا معي لنعد للمشفى بقاؤكِ هنا قد يضرك
وصال(نظرت إليه وتذكرت كل ما قذفه بوجهها من كلمات جارحة):- دعني وشأني لما لحقت بي إلى هنا .. لأمت أحسن هكذا سترتاح مني
جاسر(جحظ بعينيه بعصبية فما قالته قد زعزع وجدانه "تمووووت"):- يكفي هراء انهضي الآن ..
وصال(دفعت يده واستقامت لوحدها وهي منتفضة):- قلت لك ابتعد عني لن أعود للمشفى سأكون بخير طالما أنا بعيدة عنك
جاسر(حرك رأسه وهو مغمض العينين لا يريد أن يفقد أعصابه كونها مريضة فآثر أن يصبر قليلا بدلا من وقوع شيء يندم عليه):-لا تستفزيني أكثر تسايري معي يكون أفضل لي ولكِ
وصال(مسحت دمعها وبلؤم):- لن تتحكم بي كما تريد أسمعتني أنا هنا في ملكية عامة ولست تحت سقف معسكرك كي تأمرني وعليه ابتعد عن طريقي لن أبقى لحظة واحدة معك
جاسر(عدَّ نحو الثلاثة فقط ثم نظر للسماء وعاد والتفت إليها ثم أمسكها من يدها قبل أن تمر مبتعدة عنه):- وصاااااااال ..
وصال(تسمرت محلها قد كانت تلك المرة الأولى التي ينطق باسمها مجردا):- ….لارد
جاسر(ترك يدها ومسح على جبينه بتعب وهو يبحث عن كلمات يلقيها في وجهها كي تعدل عن ذلك الجنون وتعود معه):- لنعد للمشفى الآن
وصال(ضحكت بسخرية وهي تتكئ على جدار الدرج):- هه أنت لا تصدق !!
جاسر(ضرب بعصبية الحائط بجوارها وأغمض عينيه ليهدأ من روعه ثم فتحهما بشر فيها):- قلت سنعود للمشفى الآن هل أنتِ قادمة ؟
وصال(لاحظته وهو يتحدث من بين أسنانه ولم ترتعب منه بل صغرت عينيها فيه واقتربت بجدعها منه دون خوف حتى أنها زلزلت كيانه بالمعنى المفهوووم):- لا …
جاسر(انتبه لريح شعرها الذي ضرب بوجهه قبل أن تمر بجانبه وفتح عينيه على وسعهما هل كان هذا العطر موجودا من قبل ؟؟؟):- انتظري … هييييه أين تذهبين ؟؟
وصال(تحركت بجهد أكبر مما تحمل لذلك فقدت توازنها وهوت على الأرض جاثية على ركبتها):- هئئ ..
جاسر(بهلع ركض إليها):- وصااال وصااال … هل أنتِ بخير ؟؟
وصال(جلست بوهن وأغمضت عينيها بتعب ثم فتحتهما):- أنا أكره المستشفياااات أرجوك لا تعدني إلى هناك …
جاسر(لأول مرة يشعر بأنه مسؤول عنها ماذا فعلت به يا ترى):- طيب طيب لن أعيدكِ إلى هناك أ.. دعيني آخذكِ للواء بشير ألستِ تودين ذلك ؟
وصال(هزت رأسها ببكاء):- بلى ..
جاسر(مص شفتيه وساعدها على الوقوف):- تمام دعينا نذهب إليه على الفور
استقامت بوهن وطاوعته لأن جل ما تتمناه هو الارتماء بحضن الشخص الذي كفلها وحباها بحنانه وعطفه بعد موت والدها ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فور وصولهما لبيت العم بشير بقيت وصال في السيارة تنظر إليه وهو يقرع الجرس مرة بعد مرة دون فائدة حتى خرج أحد الجيران وأخبره أن اللواء في مهمة عمل تلك الفترة وهنا عاد بخفي حنين إليها والإحباط كان سيد الموقف ..
جاسر(ركب محله ونظر إليها):- يجب أن ترتاحي وأنتِ لا تودين العودة للمشفى فماذا علي أن أفعل أمام عنادِ الجبال الذي تملكينه ؟؟
وصال(بانهيار):- أولا لا تصرخ بوجهي ثانيا لا تكلمني بتلك الطريقة مطلقا وثالثااااا ..
جاسر(حرك سيارته بعنف وانطلق بسرعة):- لن أكون جاسر العلايلي إن سمحتُ لقدمكِ أن تطأ خارج هذه السيارة .. ضعي حزام السلامة ويفضل أن تخرسي هذا إن كنتِ لا تزالين تنوين البقاء على قيد الحياة …..
لم تنبس ببنت شفة وهي ترى ملامحه المتوحشة أكثرية عيناه اللتين كانتا تقدحان شررا ، وضعت حزام السلامة طوعا وهي تتكئ بتعب على الكرسي مبتعدة عنه فهي لن تضمن تصرفاته ما ربما جن جنونه وألقى براحة يده على وجهها المتعب … زفرت بعمق فمجرد التخيل قد أشعرها بالفشل ، لكن مهلا إلى أين يأخذهااااا ؟؟ حاولت أن تخبره بعنوان ميرنا أو إياد أو حتى كوثر لكنه لم يكن يستمع لها إطلاقا بل كان كرجل آلي متخذا وضعية قيادة وموجها نظره للأمام حتى أنفاسه كانت منتظمة ياااه كيف يسيطر على أعصابه لتلك الدرجة المريبة .. تثاءبت مرة ومرتين ولم تزح عينيها عنه تحسبا لأي حركة مفاجئة لم تخطط لها ،، أما هو فقد كان يصارع أشياء كثيرة وليدة ذلك اليوم فمنذ متى كان يقلق أو حتى يضع في حسبانه حماية أحد آخر غير نفسه لطالما عاش وحيدا وتعلم كيف يحمي نفسه بنفسه لكن هذه المرة وضعت أمامه هذه المصيبة ووجد بأنه مسؤول عن حمايتها من نفسها حتى إن تطلب الأمر ، لم يكن يثق بأحد لأنه لا يعرف أيا من الأسماء التي ذكرتها وطلبت منه أن يصطحبها إليهم فهو ليس أحمقا كي يغامر بسلامتها لذلك وبما أنه لم يجد اللواء بشير كان الحل الأمثل أن يأخذها لبيته شخصياااااا .. وهذا ما لم تعرفه حتى وصولهم ،، ركض البواب إليه وفتح له الباب وأشار له جاسر كي يفتح بابها ولكنها سبقته حين فتحته وأخذت تنظر باستغراب حولها هل يعقل أنه أتى بها لمنزله ؟؟؟؟؟
صلاح:- آه يا بني لم تخبرني أنك عائد بهذه السرعة لا زالت خالتك نسيمة بالسوبر ماركت القريب من هنا من أجل الأغراض التي تخصك بالبيت .. يعني لم نحسب حسابك لتبقى أكثر كما أخبرتني يوم واحد صحيح ؟؟
جاسر(بمودة ربت على كتفه):- لا بأس يا عم صلاح يوم واحد يناسبني وإن احتجت شيئا سأتصرف لا تقلق .. المهم لدي ضيفة هي زميلتي بالعمل وهي متعبة وليس لها أحد هنا يعني .. يجب أن تبقى تحت رعايتي هذا اليوم
صلاح(نظر إليها):- ما شاء الله .. ليحمكِ الرحمن بنيتي
وصال(بخجل وضعت يدها على سطح السيارة تستمد منه القوة لتبقى واقفة):- شكرا لك
جاسر(أومأ لها برأسه):- فور حضور الخالة نسيمة اجعلها تأتيني بسرعة ماشي ..
صلاح:- تمام تمام على عيني ..
جاسر(سار بجانبها):- كان الحل المناسب أن تكوني ببيتي ولا تقلقي ستشاركنا الخالة نسيمة هي امرأة طيبة جداا ستتعرفين عليها
وصال(هل يمدحها لي أم أنني أتخيل ثم منذ متى وهو بهذا الأدب واللطف لا لا بت واثقة أنه يعاني من انفصام في الشخصية):- هفف صبرا يارب …
ما إن ولجت بيته حتى أحست بغرابة مألوفة تحيط بها من كل الجوانب ، كان بيتا مناقضا تماما لطبع هذا الوحش الشرس أمامها لقد تخيلت أنه يعيش بكهف مليء بالخفافيش وبيوت العنكبوت المنتشرة في كل زاوية ، لكن ما وجدته أمامها كان منافيا لخيالها كليا فلقد كان البيت بألوان دافئة وأثاث أنيق موضوع على كل زاوية بطريقة منمقة وكأن يدا محترفة قامت بتنسيقه فديكوراته تتخذ أمكنة دقيقة جدا أضفت لمسة جمالية بالمكان ، تنفست ببسمة شريدة فهي لأول مرة تلج بيتا غريبا عدا عن بيت ميرنا كوثر إياد والعم بشير … والآن بيت جاسر العلايلي يا ترى هل هو من عصر المحاربين القدامى ههه إن كان كذلك لن أستغرب فهذا الجموح لا يأتي إلا من حقبة الفرسان
جاسر(كان يتجول ببيته بأريحية وهو يشعل الإنارة فقد أظلمت):- لا زلت أحتفظ بورقة أدويتك سوف أطلب من العم صلاح أن يحضرها لكِ بينما أعد بعض المأكولات لتتناوليها قبل الدواء .. يمكنكِ أن ترتاحي بالغرفة في الداخل
وصال(تحركت لتبتعد وهي ترفع حاجبها فيه والله إنه يعاني المسكين من انفصام في الشخصية يا خسارة شبابك يا جاسر هييه حكمتك ياربي):- طيب …
جاسر(رفع حاجبه وهو يرى موافقتها السريعة بل هدوؤها الغير مألوف):- لولا المرض لكنتِ قلبتِ البيت فوق رأسي ومن لا يعرفكِ أيتها الكارثة الطبيعية … هممم آه ها قد أتت الخالة نسيمة جميل جدااا
فتح الباب لنسيمة التي عبرت له عن أشواقها ولم تذخر جهدا في نشر المحبة بالأركان فور ولوجها انطلقت بالأكياس صوب المطبخ ، وأخذت ترص الحاجيات التي أحضرتها بعضها بالثلاجة وبعضها على طاولة المطبخ بينما كان هو ينظر إليها بارتياح ..
جاسر:- حبذا لو تحضري بعض الحساء الجيد خالة نسيمة فزميلتي مريضة
نسيمة:- أحلى حساء لزميلة الغالي ما اسمها ؟؟
جاسر(مسح على فكه وهو ينظر خلفه للفراغ):- ….وصال
نسيمة(وهي تقطع بعض الخضراوات):- هل هي جميلة ؟
جاسر(جحظ بعينيه):- خالة نسيمة رجااء لا تضايقيها بأسئلتكِ المتواصلة فهي متعبة .. أ سآخذ حماما سريعا ولن أتأخر ..
نسيمة:- طيب خذ راحتك يا بني
جاسر(بقلق منها ومن لسانها الذي لا يعرف ما معنى الانضباط):- لا تنسي أخذ الدواء من العم صلاح فور وصوله تمام ؟؟
نسيمة(منهمكة في عملها):- ماشي ماشي ..
جاسر(ابتعد عنها):- جميل والله يا جاسر أحضرت لعقر دارك ألذ أعدائك …. رائع
تأوه بعمق وهو يمر بغرفة جانبية ذات باب مفتوح حاول ألا يطل لكن فضوله دفعه للاطمئنان عليها وجدها متقوقعة فوق السرير ملتفة بغطائه وقد راحت في سبات عميق ، تنهد بتنهيدة راحة جعلته يعقد حاجبيه وينطلق صوب غرفته مغلقا الباب خلفه
جاسر(وضع يديه على جانبيه):- ماذا الآن ماذا الآن أتيت بها لبيتك فافرح تلك ل … نائمة ببيتك يعني أيوجد غبن أكثر من ذلك ، لكنها ضعيفة الآن وكما يقول المثل أطعم عدوك ليقاتلك في معركة منصفة لذا علي أن أرعااااها بشكل جيد همم .. كاذب أنت يا جاسر كاذب لأنك حقا قلق بشأنها وتتمنى لو تصبح بخير بأسرع وقت وليس من أجل انتقام بل من أجلها هي شخصياااا … هذه هي الحقيقة يا جاسر .. يووووه كفى هذيانا وإلى الحمااااام ..
ظل يصارع نفسه مرارا وتكرارا خلال ذلك الوقت الذي قضاه في الاستحمام ، ارتدى ثيابا مريحة وتوجه ليطمئن على الأحوال ولكنه لم يلمحها في الغرفة ، فتح عينيه بفزع وولجها باحثا عنها هل غادرت من جديد ؟؟؟؟ لكن قاطع تساؤله صوت ضحكتها أحقاااا هي كائن يضحك لقد اعتقدت أنها لا تبرع بشيء آخر غير هوس اللعب الغريب الذي تمارسه على الجنود وكذا البكاء ، أخذ يلاحق ضحكاتها الرقيقة حتى استقر على جانب الحائط وهو يستسيغها كأنها نغمات موسيقية استأنس لها لكن فجأة انتفض وهو يعقد حاجبيه ..
جاسر:- خالة نسيمة ألم أنهكِ عن عدم إزعاج الآنسة وصال ؟؟
نسيمة(تجلس بجانبها على طاولة الطعام بينما وصال كانت تشرب حساءها):- يا الله إنها عسل مصفى ما أروع زميلتك يا ولدي ليتك تحضرها إلينا مرة بعد مرة لقد دخلت لقلبي
وصال(مسحت فمها بالمنديل):- أشكركِ جزيلا خالة نسيمة هذا من دواعي سروري ويمكنكِ أيضا زيارتي ببيتي العنوان معكِ
نسيمة:- فور عودتكِ من العمل أعطيني خبر فقط وسآتي لأساعدكِ بتنظيف الشقة اعتبريني خالتكِ حبيبتي فمعزتكِ أصبحت من معزة جاسر والله
وصال(نظرت لجاسر الذي احمرت عيناه غيرة وأخفت ضحكتها):- أخشى أن السيد جاسر يرفض هذه العلاقة فنحن مجرد زملاء عمل فقط ومرضي هو الذي أوصلني لهذا الموضع ..
نسيمة(ربتت على كتفها بحب):- والله يا صغيرتي الأقدار هي التي جعلتني أتعرف بكِ لعلمكِ ليس لدي بنات فقط ولدين إضافة لذلك الماثل هناك فهل تقبلين أن تكوني مثل ابنتي ؟؟
وصال(وضعت ملعقتها على الصحن ونظرت لها بشرود عميق):- كأم يعني ؟
نسيمة(هزت رأسها باستغراب وهي تنظر لملامحها التي تبدلت من لطف لشراسة):- نعم
جاسر(فتح فمه وهو يتوقع انفجارا بركانيا على الأغلب):- .. أ ..
سبقته وصال التي انتفضت من محلها وسارعت خطاها مرورا به ، مسح على جبينه وتقدم نحو الخالة نسيمة التي لم تفهم شيئا مما حدث واتخذ محل وصال
جاسر:- خالة نسيمة ما كان يجب أن تتطرقي لهذا الموضوع يعني أعلم أنكِ ذات نية صافية لكن مع الأسف وصال فقدت والديها الاثنين
نسيمة(وضعت يدها على فمها):- يا روحي يا وصاااال آآه لساني يلزمه القطع
جاسر(حرك لها رأسه مؤيدا):- ومن زماااان أيضا
نسيمة:- تتت والله لم أكن أعرف هل انزعجت مني هل علي الاعتذااار ؟؟
جاسر(زفر بعمق):- لا بأس سأراها بنفسي
نسيمة:- طيب يا ولدي أنا سأحضر لكما وجبة العشاء
جاسر(أخذ علب الأدوية التي أحضرها العم صلاح وتوجه لغرفتها وطرق الباب):- .. هل تسمحين لي بالدخول ؟؟
وصال(بملامح بائسة):- تفضل ..
جاسر(فتح الباب وولج الغرفة كانت تجلس على الكنبة وهي تناظر السماء من خلفها في منظر سريالي جعله يجفل لوهلة وهو يتأملها ، حتى تنحنح باحترام لاعنا أفكاره الغريبة التي تجتاحه دون سابق إنذار):- أحم … عليكِ أخذ الدواء الآن
وصال(عدلت جلستها وأومأت له برأسها بكل أدب):- طيب ..
جاسر(تقدم نحوها وأعطاها علبة الدواء):- هذه أولا وتليها هذه .. لحظة سأصب لكِ كوب ماء وضعته الخالة نسيمة أثناء نومكِ على الأغلب .. أ يعني لا تؤاخذيها هي أحيانا تتلفظ بكلمات غير مناسبة لكنها طيبة القلب وذات نية حسنة .. أعلم أنها مذياع متواصل 24 ساعة على 24 لكن هذا ينعكس على جمال روحهاااا
وصال(رفعت حاجبها وهي تتناول الدواء وتمسك منه الكوب وبعد شربها ردته له ليضعه على الطاولة):- .. أنا لم أغضب منها على فكرة بالعكس كلامها أثر فيني يعني المرأة لم تعرفني سوى لدقائق معدودة وقد عرضت علي عرضا حرمت منه عكس الجميع ..
جاسر(بوجع اقترب وجلس بجانبها على الكنبة):- لا يعيش الجميع في راحة كما تظنين هناك حالات مثلكِ وأزيد
وصال(مطت شفتيها بمرارة):- لا أدري ..
جاسر(بملامح متألمة):- كنت أعرف طفلا صغيرا في العاشرة من عمره ، في يوم ما كان عائدا من مدرسته كما كل يوم رفقة أصحابه يلعب ويضحك ويظن أن الحياة كلها ستمر مثل تلك الأيام ، لكن فور وصوله لزقاقه انتبه لسيارات شرطة منتشرة في كل مكان وتجمهُر غريب يعتري كل زاوية هناك ، عقد حاجبيه وتغلغل وسط الناس بسرعة ليتجه لبيتهم كي يخبر أمه عما يحدث بالحي .. صعد درجات العمارة درجة درجة وكلما زاد صعودا كلما مر بأشخاص لا يعرفهم ولأول مرة يراهم في حياته من محققين وشرطة وغيرهم ، كل هذا جعله يبتلع ريقه خوفا خصوصا أنه لمح منهم الكثير جاثما أمام باب بيتهم المفتوح .. لم يستطع ولوجه فلقد منعه أحد الضباط لكنه ظل يصرخ وينادي على أمه لكي تبعده عنه فهو يحرمه من حقه الطبيعي في دخوله لمنزله لكن أوقفه منظر لم ينسه طوال حياته ، جثة أمه الموضوعة على نقالة مغطاة بإزار أبيض داكن ببقع دماء منتشرة في عدة أمكنة ، في تلك اللحظة اسودت الحياة بعينيه وعرف أنها آخر مرة سيصافح السعادة فيها ..كان منظرا مؤلما بشدة لدرجة أنه لم ينسه ولو يوما واحدا طوال حياته …
وصال(مسحت دموعها تأثرا بالقصة):- وماذا حدث لها هل اغتيلت أم ماذااا ؟؟ ثم أين كان أبوه وماذا حصل له بعد ذلك ؟
جاسر(بعينين تعيستين):- كان أبوه موجودا كان موجوداا لكن بعد الذي حصل ساءت أحواله كثيرا وعاقر الخمر بغية النسيان ولم ينفعه بشيء لذا توجه للمخدرات ومات إثر جرعة زائدة.. أما أمه فلقد فارقت الحياة إثر ..حادث … هذا ما سمعناه !
وصال(شهقت بعنف):- والطفل الطفل أين هو ؟؟
جاسر(ابتسم بغبن):- تقاذفته الأيام ربما هو بخير وربما لا يعلم بعد إن كان سيكون بخير ذات يوم غابر ..
وصال(انتفضت بشهقات عليه):- مزقت قلبي بقصته ليتنا نجده كنا قدمنا له يد المساعدة من المؤكد أنه فقد كلا من والديه المسكين بطريقة مؤلمة .. تتت
جاسر(نظر لعمق عينيها اللامعتين بالدموع):- بعض هموم الناس قد تنسيكِ همومكِ فلا بأس إن بكيتِ لكن لا تفكري بتاتا أنكِ التعيسة الوحيدة على وجه الأرض ..
وصال(عقدت حاجبيها وهي تستمع له ومستغربة من حنانه الغريب)ّ:- أنت تخفيني
جاسر(بدهشة):- لماذاااا ؟؟
وصال(حركت رأسها بارتياب):- في الصباح تشتمني وفي المساء تطبطب علي .. يعني طبيعي أن أقلق أليس كذلك ؟؟
جاسر(لم يستطع تمالك نفسه وانفجر ضاحكا):- هههه في كل الأحوال أنا لست بسفاح
وصال(بابتسامة جميلة):- خمنت ذلك أيضا لكن لم نصل بعد لتلك المرحلة
جاسر(عقد حاجبيه وهو ينظر لهشاشتها هي حتما متناقضة مع نفسها أيعقل أن هذه الرقة كلها قد اقترفت ذلك الجرم في حق رفعت لالا من المؤكد أنها ممثلة بارعة):- تمام ارتاحي سأستأذن منكِ الآن أراكِ على العشاء
وصال(بامتنان):- شكرا لأنك أحضرتني لبيتك هذا أمر جدير بالامتنان
جاسر(وكأنه كان لدي حل آخر يعني كي أرمي بكِ في مكان لا أعرفه):- لا عليكِ ..
لوهلة شعرت بالراحة استقامت من محلها وتوجهت لفراشها لتكمل نومها ، أما هو فور خروجه توجه إلى غرفته أقفل الباب خلفه وفتح دولابه وأخرج منه علبة صغيرة ، عقد حاجبيه وهو يزفر بعمق وفتحها بلطف كانت بها صورة لأمه وأبيه وهما يحملانه حين كان صغيرا ..
جاسر(بألم):- لقد كنا سعداء جدا يا أمي لما فعلتِ ذلك ؟؟؟

في بيت الراجي
كانت الحركة كثيرة الكل يحتفل بالمنضمة الجديدة لحزب النسوة الخاص ببنات الراجي وعلى رأسهم كانت نور تضع يدها على جنبها وتأمر وتتأمر على الجميع لكي ينجزوا ما يترتب عليهم في وقت وجيز ، رغم الغمة التي كانت تعلو صدرها بسبب الموضوع الذي ستفتحه أمام العائلة تلك الليلة إلا أنها حاولت ألا تظهر شيئا لهم قبل أن يحين الوقت ، وكانت تنظر مرة بعد مرة تجاه دعاء التي كانت تغلف علب الحلوى الخاصة بالمولودة الجديدة وتساندها من نظرة عينيها فقط أن كل شيء سيكون بخير ..
نور:- نهااااااااال لا تخرجيني عن عقلي الآن … لقد قلت لكِ وبوضوح أن تحضري الزهري وليس الأصفرررر ما هذا اللون هاااااه هل نحن بحفلة توديع العزوبية مثلا ؟؟
نهال(رفعت حاجبها):- يا عمتي والله إن هذا لظلم لقد استشرت جدتي عواطف وهي التي أعطتني الموافقة فلا يسعكِ الآن أن تتذمري
نور(بنظرة نارية):- بنت تأدبي وإلا لويت على عنقكِ ذلك الحبل وساعتها لن يعود هناك لا أصفر ولا زهري
نهال(بتأفف):- يوووه ….
مرام(كانت تساعد أيضا على جنب):- تعالي يا نهولتي و دعي الباشا وشأنه يتضح أنه مزمجر على الخليقة كلها
نور:- والله عال أصبحنا نتأفف الآن وأنتِ أكملي عملكِ بدلا من أن أعضكِ من أنفك
نهال:- إنها تفزعني لالا مصيري معكم بهذا البيت في خطر
مرام:- ههههه ما كذبتِ أشارككِ نفس التخوف
عواطف:- نووور يكفي ما بالكِ مع البنت أنا التي وافقت على اللون ثم ليس ذلك معضلة يعني اقضي بالموجود ودعينا نتمم ما علينا
نور(هزت حاجبها وهي تصغر عينيها في أمها):- والله ليس هنالك من يفسد طبع سكان هذا البيت غيركِ أنتِ هممم ..
دينا:- مامي مامي مامي … أنظري لعلبتي هل أنجزتها بشكل صحيح ؟
نور(مسحت على جبينها وهي تزفر بتعب):- جميلة جدا تابعي صغيرتي
عفاف(تحرك الحساء في القدر بينما مديحة تضيف لها التوابل):- لا تكثري من الفلفل الحار يا خالتي فهو يضر بمعدة جدتي نبيلة ..
مديحة(وضعت منه بالملعقة):- الحساء بدونه ناقص ولا بأس إن أكثرنا منه مرة واحدة
نبيلة(دخلت بعكازها):- أنتِ تنوين قتلي والله ما كنت أدري أن نهايتي ستكون على يد بناتي
مديحة(عضعضت شفتيها لعفاف التي أخذت تضحك):- له له له يا أم البنات وهل نفرط بكِ يا ضي عيون العيلة وكبيرتنا الودودة ؟؟
مديحة(دفعت الكرسي بعكازها وجلست عليه وهي تعقد حاجبيها):- لا صدقتكِ يا ابنة بطني
مديحة(اقتربت منها مهرولة وقبلت يديها ورأسها):- الرضى يا كل الرضى
عواطف:- الله الله أرى الاحتفال قد بدأ منذ اللحظة ..
عفاف:- ههه الحقي وخذي أنتِ أيضا بعد الرضى فجدتي توزعه بالمجاااااان ..
مديحة(بحسرة):- آه يا ليت إخلاص أيضا وباقي البنات كانوا معنا في ليلة كهذه
عفاف:- لقد زارتهم نهال اليوم
عواطف:- آه وأسمعها عمر كلاما جارحا وجعني قلبي عليها ولذلك قررت فور رؤيته سأنبهه فهي مجرد طفلة
مديحة:- أجل عليه التزام حدوده ألا يكفيه أنه يحرمني من ابنتي التي لا أراها إلا نادرااا
نبيلة:- لا تتدخلوا في حياتهم الرجل له قواعده فلا تخربوا استقرار حياة البنت
مديحة:- هذا في حالة ما كان هنالك استقرار من أصله ..
كوثر(على جنب هي وميرنا يلفان الهدايا بأغلفتها المناسبة):- هئئ على ماما يا بابا والله أنتِ حالكِ لم يعد يعجب ، صارحيني يا ميرنا هل يضايقكِ ذلك الناقص في الشركة ؟
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها):- أبدااا لا بالعكس لقد وضعت له حدودا وحواجز لا يستطيع تجاوزها وهو يحترم ذلك ويتقبله مقابل أن أبقى هناك بالعمل .. هم بحاجتي لذلك لن يسعني الابتعاد خصوصا الفترة المقبلة
كوثر:- ميرنااااااا أشم رائحة غريبة في حديثكِ بداية بعملكِ الغريب هناك أنتِ صحفية ما الحاجة الضرورية التي تستدعيهم تعيينكِ أنتِ دونا عن غيرك ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليها بعمق):- ربما لأنني كفؤ وأثبتت جدارتي بالميداااان ألا يليق بي ذلك مثلا؟
كوثر(تقطع اللاصق بأسنانها):- يليق يليق ولا أحد يجادلكِ فيه غير التعيس مثلنا الذي تأخر في المجيء حتى الآن ههه ، لكن مازلت أستغرب فاعذريني أنا لم أقتنع
ميرنا(ولا أنا):- المهم أنني وجدت ما قد يساعدني في جمع مصاريف عملية مرام
كوثر(شهقت وبصوت مرتفع):- هل وافقت على إجرائهاا ؟؟؟
ميرنا(ضربتها على يدها لتسكت):- ششتتت اهدئي يا شعلة نارية هي لا تعلم بالأمر ولم توافق بعد ثم هاهي وافقت من أين لنا بذلك المبلغ المهول هااااه ؟؟ لقد اتفقت أنا ونور وأيضا أمي على وضع مبلغ جانبي كل شهر نخصصه لعمليتها فقط وحتى بنات عمي وعفاف يساهمن بما استطعن وكل هذا دون علمهااا إياكِ وأن تخطئي
كوثر:- وأنا سأساهم وحتى بابا يعني هي أختي أيضا وأريد لها الخير .. لكن يا ميرنا لما لا تقتصرون هذه الرحلة وتقبلون بالمبلغ الذي عرضته ميرا سابقا ؟؟
ميرنا(جحظت فيها بعينيها):- أبدااا لن يحدث ذلك ألا يكفي أنها من تسببت ب.. تتت لا أريد أن أتحدث عنها إطلاقاااا الأمر متعب ..
كوثر(زفرت بعمق وبعد صمت):- لكنكِ لخبطتني كنت أسألكِ عن حالكِ الذي انقلب ضحكتكِ غريبة وعيناكِ مبتسمة فيهما بريق غريب ما بكِ يا بنت اعترفي ؟؟
ميرنا(بتوتر مسحت خلف عنقها وهي تتهرب بعينيها عنها):- لا شيء يا روحي يعني ماذا سيكون هناك .. كل ذلك جراء فرحتي بسجى
كوثر(تقلدها):- سجى … يا روح روحي أنا أقرئكِ فمُدِّيني بالمفيد ما الذي يشقلب كيان صديقتي هاااااه ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وقد شردت في ذكرى ما حدث بينها وبينه ذلك اليوم):-أطبقي فمكِ يكون أحسن من أين تتوهمين بمثل هذه الأمور الغريبة هفف .. ثم تعالي هنا لست أنا من احتجزت في قاعة رياضية لوحدي مع زياد وهبي
كوثر(مصت شفتيها وارتعشت من ذكراه):- أحم .. لقد كان حادثا عرضيا والشاب كان في قمة الرقي والأخلاق معي ، يعني صحيح شتمته وأريته النجوم في عز النهار لكنه كان رجلا معي بحق
ميرنا(ضحكت عليها):- الله الله نقطة حسنة للسيد وهبي يا عيني
كوثر(بخجل ضربتها لكتفها):- اخرسي يا ميرناااا يعني لم يحدث شيء لما هذه النظرة
ميرنا(أعادت نفس جملتها بمكر):- على ماما يا بابا هههههه
دينا(كانت تلاعب أيهم الجالس بينهن فوق عربته):- لولو لولو خذ خذ هذه مني
دعاء:- دينا لا تطعميه حبيبتي لقد أخذ كفايته إن تماديتِ سيستفرغ كل ما أكله
دينا(ارتمت في حضنها فجأة):- أحبكِ عمتي دعااااء أنتِ حنونة جدااا على الأطفال
دعاء(كانت أساسا تبحث عن سبب لتبكي ودينا وهبته إياها):- اهئ اهئ …
دينا(بهلع صرخت):- عمتي دعااااااااااء تبكي تبكي تبكيييييييييييي …
انقلبت الأجواء وترك الجميع أعمالهم وتجمهروا حول دعاء الباكية ، بسرعة جلست مديحة بجانبها تطبطب عليها وتحاول أن تستوعب ما الذي يجري لابنتها ، نظرات القلق ارتسمت على العيون ومن كسر ذلك التوتر هي نور ..
نور:- هناك أمر يجب أن نطلعكم عليه أنا ودعااء .. ديناااا نهال ومرام أتركونا لوحدنا رجاء
مرام(تركت ما بيدها وأومأت لنهال ودينا برأسها ليغادروا):- طيب أختي نحن بغرفتي
نهال:- يا إلهي لقد كبرنا ولا زلتن تعاملننا على أننا صغااااار
دينا:- وأنا أيضا كبرت هممم
نور(نظرت لميرنا وكوثر اللتين انضمتا إليهن):- أرجو أن يجلس الجميع فهناك ما يجب أن تعرفوه كنت أؤجله لبعد العشاء لكن دعاء لن تتحمل حتى ذلك الوقت ..
دعاء(انفجرت ببكاء في حضن مديحة):- اهئئ اهئ
مديحة(بهلع وعيون ملتاعة):- أرجوووكم أخبروني ما بها ابنتي ما الذي يجري ؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها بقلق):- نووور ماذا يحدث ؟؟
عواطف(بقلب مفزوع):- طمنينا يا بنتي ..
نور(جلست على الكرسي بينما جلس الكل متفرقين في الصالون أمامها):- دعاااء …
دعاء(نظرت إليها بغبن وأومأت لها رأسها ببكاء متواصل):-.. تكلمي يا نور ..
نور(نقلت نظراتها بينهن جميعا زفرت بعمق وهي تشبك يديها):- غدااا .. سوف يأتي مدير دعاء في الشركة لبيتنا في زيارة خاصة
مديحة(بعدم فهم):- ما يعني ؟؟؟
نور(بتنهيدة عميقة):- سيتقدم لخطبتها
عواطف(قفزت من محلها بفرح):- يااااااااه إنه لخبر جميل مبروووك يا مديحة يا أختي مبروك مبرووووك
مديحة(بدهشة تركت دعاء وعانقت أختها بفرح):- ياااااا حبيبتي هههه الله يبارك فيكِ
عفاف(بفرح عانقت دعاء):- أكيد هذه دموع الفرح يا عفريتة هههه أفزعتينا يا بنت الله يتمم لك على خير حبيبتي ههه
تبادل الكل التهاني والمباركات بينما كانت ميرنا وكوثر تجلسان على جنب تناظران نور ودعاء اللتين كانتا تنظران لبعضهما البعض بحديث لا مرئي .. ولم تكونا الوحيدتين اللتين استرعى الأمر نفسه انتباههما حتى هذه ..
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):-هدووووء … اهمدن قليلا هل أعطيناه البنت حتى تفرحن هكذا ثم لا أفهم لماذا تبكي دعاء إن كانت موافقة على الرجل ؟
دعاء(بهلع انتفضت):- دموع فرحة يا جدتي …
نور(بتوتر):- صحيح فدعاء والسيد حسام اتفقا على الزواج في أقرب فرصة وغدا سيحضر لبيتنا لطلب يدها رسميا منا ويجب علينا الموافقة يعني لن تخلل البنت تحت سقف بيتنا أليس كذلك خالتي مديحة ؟؟
مديحة(تمسح دموعها وهي تربت على يد دعاء):- طبعا طبعا هذا يوم المنى أن أرى ابنتي حبيبتي سعيدة ببيت زوجها لكن ألا يجب علينا أن نتمهل ونسأل عن الرجل ؟
عواطف(بمساندة):- طبعا طبعااا
نور:- لا داعي لذلك أنا أعلم بالعلاقة بينهما منذ فترة ولقد راقبته وسألت عنه وتحدثت معه والرجل قمة … قمة في الأخلاق من رأيي أن توافقوا فهذه الفرصة لن تتكرر
مديحة:- صحيح لن يطلب ابنتي كل يوم مدير شركة ؟؟
ميرنا:- ولما لا يطلبها مدير شركة ماذا ينقصها فقط هذه الرجعية هي التي تحبط من عزيمة المرء داخل هذا البيت ..
كوثر(نغزتها لتصمت):- ما بكِ .. اخرسي قليلا دعينا نتمنى أن يكون خيرا على دعااء
نبيلة(نظرت بعمق لدعاء التي حاولت أن تداري توترها من نظرات جدتها):- أنا بغرفتي ..
عواطف(رأتها وهي تنهض من محلها):- يا أمي بعد قليل سينضج الحساء ألن تتناوليه معنا وتباركي الصغيرة ؟
نبيلة(سحبت نفسا عميقا جدا وبهدوء رمقت كلا من دعاء ونور بنظرة مرعبة):- لا مزاج لي بذلك سأتناوله لاحقا .. تصبحون على خير
نور(استقامت لترافقها لكنها أشارت لها بيدها لتبقى محلها):- تتت
عفاف(ركضت للمطبخ):- سأرى ما على النار ..
كوثر(هرعت لتجلس بجانب دعاء):- والله وستصبحين عروساااا صدقا فرحت من أجلك
هااا احكيلي يا روحي أموت أنا في قصص الحب ، كيف تعرفتِ على مديرك ومن اعترف للثاني بحبه أخبريني أخبريني ؟؟؟
ميرنا(جلست على حافة الكنبة بجانب كوثر):- والله وطلعتي خطيرة يا بنت عمي أخفيتِ قصتكِ بإتقان لكن طالما ستنتهي بالزواج خير وبركة
عواطف(صفقت لهن):- يكفيكن تدقيقا فلنرجو الفرح لها وسعيدة جدا أنه منذ يومين قمنا بتنظيف البيت وإلا لكنت أجبرتكن على أخذ أجازة للقيام بذلك ههه
كوثر:- ذكرتني بحامل الأثقال الخاص بنا لقد تأخر سأكلمه وأزف له الأخبار الجميلة
عواطف:- وأنا سأساعد عفاف يااااه حمدا لله على فرجه .. تعالي وساعديني يا مديحة
مديحة:- ههه هيا هياااا الحمد والشكر لله فرحتي اليوم لا أعطيها لأحد هه
ميرنا(نهضت وجلست بجانب دعاء التي كانت تمسح دموعها):- دعاء … هل أنتِ متأكدة من رغبتكِ في الزواج ؟؟
دعاء(نظرت إليها بغبن وهل لدي خياااار آخر):- طبعا يا ميرنا أنا أحبه وهو يحبني
نور(مسحت على جبينها واستقامت من محلها):- دعاء .. رجاء منكِ خذي أيهم لغرفته لقد نام المسكين في موضعه
دعاء(فهمت أن نور تود إبعادها عن مدار ميرنا وتساؤلاتها):- طيب ..
ميرنا(راقبتهما عن كثب وأشارت لنور بعينيها كي تجلس بجوارها):- ماذا يحدث بينكما ؟
نور(وضعت رجلها على الكنبة متكئة عليها):- ماذا يحدث ؟؟ ابنة عمنا وستتزوج يعني أين الإشكال بالنسبة لكِ ؟
ميرنا(هزت حاجبها بتنبه):- العجلة .. هذا التسرع غريب ألا يجب أن تكون هناك فترة خطوبة أولا ثم يليه..
نور(بحزم):- لا يوجد هناك وقت للخطوبة .. لقد تعرفا على بعضهما طوال الشهور الماضية جيدا والآن وقت الزواج هل تودين لها أن ترافقه ليل نهار بدون صفة تجمع بينهما ؟؟
ميرنا(برفض):- أكيد لا لكن ما قصدته هو أن نتمهل لنتعرف جيدا على الرجل و ..
نور(ربتت على كتف ميرنا):- اعتمدي علي لقد بحثت في تفاصيل حياة جدوده قبلا منه وكل شيء على ما يرام فقط سانديها ولا تقفي شوكة في الحلق وتخلقي معضلة من لا شيء
ميرنا(التفتت إليها بدهشة):- كلامكِ يجعلني أتأكد أن هناك خطب ما وأنتِ تحاولين إخفا..
كوثر(عادت وهي تدلي شفتيها):- خايب الرجى الله يعلم أين أراضيه لا يرد ..
نور(حكت حاجبها ونهضت):- سأطمئن على جدتي قليلا .. خذا راحتكما
ميرنا(تنهدت بعمق):- سنكمل حديثنا يا نووور ..
نور(حولت عينيها ووجهت كلامها لكوثر):- كوكو أعطي خبرا لوالدكِ بمناسبة غد سوف تكلمه أمي أو خالتي من أجل دعوته ليكون معنا حين قدوم الضيف حتى إياد أكدوا عليه الحضور هو سيرحب متأكدة من ذلك ، هييه مع الأسف لا رجال لنا سواهما .. اففف لقد تفرقوا بعد أن كانوا زينة البيت ..
كوثر(لاحظت تشنج ملامحها هي وميرنا):- أوك حبيبتي سأبلغه ..
ميرنا(زفرت بعمق متألمة عليهم أيضا وبعد ذهاب نور):- كوثر هل تشعرين بما أشعر به ؟
كوثر(تلاعبت بعينيها من كل جانب):- لأصدقكِ القول أنا أيضا أشعر مثلكِ تماما بأن هناك شيء غريب يحدث
ميرنا:- وهذا هو بيت القصيد هناك شيء تخفيه كل من نور ودعاء لكنني لا أبصر ماذا يمكن أن يكووون
كوثر:- ما ربما لا يوجد شيء فقط نحن من فينا فيروس التشكيك نموووت في وجع الرأس والفضول
ميرنا(عقدت حاجبيها بتفكير عميق):- لالا هناك خطب ما سنكتشفه غدا على ما أرجو
كوثر(اتكأت بأريحية على الكنبة):- والله ستنقشع الغيوم وتظهر الحقيقة جلية أمامنا
في غرفة نبيلة
نبيلة:- إن كنتِ ستستغفلين أمكِ وخالتكِ وأخواتكِ أيضا لن تستغفليني أنا يا بنت … لا تكذبي علي مجددا أو تحاولي لملمة الحقيقة الجلية أمام ناظري مفهووووم ؟ إياكِ وتكرارها لا تحسبيني عجوزا هنا لا أرى ولا أسمع لا زلت بعقلي الحمدلله وأعرف الكذب من الحقيقة والآن تكلمي معي بصراحة وكفي عن اللف والدوراااااااان
نور(مسحت على جبينها بتعب):- أحتاج مساعدتكِ جدتي ولولا ذلك ما كنت لحقت بكِ إلى هنا كي تساعديني فيما سأطلبه منكِ
نبيلة(بملامح رزينة):- تورطت معه صحيح ؟؟
نور(بأسف رمت بنفسها بجانب سرير جدتها):- أجل يا جدتي وعلى أساس ذلك تصرفت وقمت بإجباره على الزواج منها بأسرع ما يمكن لأنها .. ل
نبيلة(بغضب):- حامل … كنت أعلم ذلك فحالتها الأيام الأخيرة لم تعجبني لذلك راقبتها جيدا كنت قد بدأت أشك لكن بعد هذا الخبر المفاجئ تيقنت أننا وقعنا في مصيبة ..
نور(انتفضت وجلست أمامها):- لا لا جدتي أنا أتحكم بالأمر لن يعرف أحد بحملها سوف يتزوجها وبعدها نعلن عن الحمل أرجوكِ لا تخبري بناتك سوف يفضحننا
نبيلة(دفعت يدها بعيدا عنها):- أنتِ تتسترين على الخطأ وأنا لست على استعداد لكسب المزيد من الذنوب يكفيني ما تسترت عليه في الماضي وعوقبت عليه طوال حياتي
نور(بعدم فهم):- عماذا تتحدثين جدتي ؟؟
نبيلة(زفرت بعمق وهي تعقد حاجبيها):- لا شأن لكِ
نور:- ستساعدينني لحماية طفل دعاء أرجوكِ جدتي هذا الموضوع أتعبني مؤخرا وأحتاجكِ لتقفي بجانبي كي أقوم بالصواب .. ادعميني غدا في تسريع موعد الزواج
نبيلة(بعد تفكير عميق):- ستحرم على قلبي تلك الفتاة فزواج كهذا واضح أنه فاشل منذ بدايته … غادري غرفتي وما فيه خير سيأتينا به رب العالمين ..
نور(بإرهاق ذاتي غادرت غرفة جدتها):- إن شاء الله ..
فور خروجها أمسكت بهاتفها ودخلت لغرفة الضيوف وطقطقت رقما وهي تزفر بعمق..
نور:- ألو مرحبا
ناجي:- والله أمي تحبني فقد أصبحت أسمع هذا الصوت الجميل مؤخرا بكثرة
نور(بكره):- أردت أن أشكرك فقد فعلت من أجلي الكثير حسام سيزورنا غدا ببيتنا من أجل طلب يد دعاء رسميا منا .. لولاك ما كنت سأتمكن من الضغط عليه
ناجي(بغرور):- أنا لم أفعل شيئا فجميلة مثلكِ تستحق أن يسير العالم تحت قدميها
نور(أعلم يا روح أمك لا أحتاج لتذكيرك):- بكم أدين إليك ؟؟
ناجي:- سامحكِ الله الآن ستعاملينني بهذه الرسمية اعتقدت أننا كونا صداقة تخولنا لتناول
الغذاء سوية ذات يوم
نور(متوقع):- موافقة على ذلك دعني أحدد أنا اليوم والمكان
ناجي(بفرحة):- لكِ ذلك عزيزتي .. آه بالمناسبة لقد تم الإفراج عن المرأتين اللتين ضبطتا في حمام المشفى من الجيد أنكِ سحبتِ الشكوى قبل أن تتفاقم الأمور
نور:- وهل كان لدي آخر ثم كما أخبرتني لم أكن سأتوصل لشيء ، ما يهمني هو سلامة دعاء
ناجي:- خيرا فعلتِ المهم لن أطيل الحديث أكثر .. أراكِ لاحقا يا نور
نور(متى تخلى عن الرسميات هذا الغبي):- همم تمام …(بعد فصلها الخط نظرت لهاتفها) تفوو عليك جنس نجس الله يأخذكم من هذا العالم ويريحنا منكم يا حثالة …
تأففت وشتمت في جنسه حتى ارتوت وبعدها خرجت من الغرفة متوجهة إلى غرفة البنات بينما كانت لا تزال ميرنا وكوثر تتحادثان …
ميرنا(أغمضت عينيها وفتحتهما):-افف قلبي مقبوووض لا أدري لماذا .. كوثر ألم تتصلي بإياد ؟؟
كوثر:- بلى اتصلت لقد أخبرتكِ أنه لا يرد أين هو عقلكِ ؟؟
ميرنا(بتنبه):- آه آه صحيح اعذريني عقلي شارد بعض الشيء .. أين يمكن أن يكون لقد شددت عليه الحضور ولم يأتِ حتى الآن.. تت
كوثر(مطت شفتيها بعدم معرفة):- على الأغلب هو يملك حجة غياب .. هاااه جرس الباب
نور(من البهو):- أنا سأفتح ..
إياد(متكأ على الباب):- ساعة حتى تفتحوا الباب ماذا هل تفتحون باب العالم الثالث مثلا
نور:- أدخل يا وكسة مهببة هه
كوثر(تضع رجلا على رجل):- أهلا أهلا أشرقتِ الأنوار …
إياد(انحنى بيديه بحركة تحية):- كوثر هانم .. ميرنا هانم …
ميرنا(مطت شفتيها بدلال):- بكَّرت يا سيد إياد
نور(كتفت يديها ونظرت إليه):- يلا يا حلو استلم ثنائي التذمر على مهلك …
ميرنا(جمعت يديها):- تفضل بالجلوس جيد أن مراسيم خالاتك لم تبدأ بعد وإلا لكنت قد نلت بهدلة طويلة عريضة منهما
كوثر:- خصوصا وأننا مقبلون على حفلات متنوعة اللهم زد وبارك
ميرنا(نظرت إليها):- أووه يا كوثر يلزمنا العديد من الترتيبات والفساتين
كوثر(فزعت وهي تضيف):- أي والله يلزمنا تسوق متعدد الأشكال وأوقاتي جد ضيقة هذه الفترة بسبب المشروع لقد تملصت من زياد هذا المساء بصعوبة … هئئئئ نسيت أن أتصل به كي أخبره عن حديقة الأسطح في المجمع السكني تتتت يا لعقلي الصغير عائدة لكما ..
إياد(بعدم فهم يضرب كفا بكف):- والله لم أفقه شيئا فيكما رجاء اشرحي لي ماذا يحدث
ميرنا(أشارت له ليجلس بجانبها):- تعال يا روحي وسأخبرك بكل شيء .. إسمع غدا يجب عليك أن تكون هنا قبل الساعة السادسة لماذا لأنه سيأتي مدير دعاء في الشركة ليتقدم لخطبتها إن شاء الله ويترتب عليك أنت والعم عبد المالك الحضور وهذا واجب عليكما لماذا لأن شيخنا كما تعهده يمقت المجيء إلى هنا لذلك لن نخبرهم بشيء حتى موعد الزواج .. هل وصل الآن ؟؟
إياد(رفع حاجبه وإصبعه):- فهمت فهمت .. الله يتمم على خير دعاء تستحق كل الخير أين هي بالمناسبة لأبارك لها مبدئيا ؟؟
ميرنا:- مع أيهم بغرفته لا تخذلني يا سبعي أنا أعتمد عليك
إياد(وضع رجلا على رجل وأشار لنفسه بغرور):- ولو يا كبدي دعاء أختي اعتمدي علي ..
ميرنا(نظرت إليه مليا ولعمق عينيه مباشرة):- إيادي .. أنا وأنت نعرف بعضنا منذ مدة طويلة يعني نفهم بعضنا من نظرة عين صحيح ؟؟
إياد(اقترب منها وعينيه في عينيها):- أجل أجل وبما أنكِ تذكرينني بهذه المعلومة هذا يعني أنها هناك تفجيرا حرفيا مرتقبا بعد قليل ..
ميرنا(ابتسمت بشرود):- هل تذكر صورتك الرئيسية التي كانت بمعرضك السنة الماضية ؟
إياد(تفاجئ ورمش بعينيه مبتلعا ريقه):- اللبؤة الباكية .. ما الذي ذكركِ بها يا ميرنا ؟؟
ميرنا(تنهدت بعمق واستمرت في التحديق إليه):- لقد شاهدتها اليوم
إياد(عدل قميصه وهو يحاول مجاراتها بهدوء أعصاب):- أهاااه عبر المواقع الاجتماعية مثلا أم ماذا ؟؟
ميرنا(وهي تراقب ردة فعله بدقة):- لا يا إياد لقد شاهدتها مباشرة ..
إياد(تنهد بعمق ومسح على جبينه وهو يستقيم ويشير بيده):- ههه هه هل تحلمين يا ميرنا تلك اللوحة بيعت منذ مدة لأشخاص مجهولين يعني كيف لكِ أن تريها ؟؟
ميرنا(استقامت ووقفت مباشرة أمامه):- ما سمعته لقد رأيتها بأم عيناي .. لكن الغريب أنك لم تسألني أين شاهدتها ؟؟
إياد(يتهرب من عينيها):- طبعا لأنكِ ستخبرينني أليس كذلك ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها واقتربت خطوة إليه):- ما الذي كانت تفعله صورة اللبؤة الباكية بجدار مكتب مدير شركة هيرمِكانا يا إياد ؟؟؟
إياد(بذهول فتح فمه وعقد حاجبيه):- …… غير معقووول ؟؟ هل تلك النظرة نظرة تشكيك يا ميرناااا أم أنني أتوهم رجاااء قولي العكس لأنكِ تؤذينني باتهامكِ الخفي ذاك
ميرنا(تأوهت طويلا):- طيب فسر لي الأمر ..لأنني لم أجد تبريرا واحدا لذلك
إياد(رمقها بغضب):- لا أدري يا ميرنا لا أدري لقد بعتها لشخص مجهول وأنتِ تعلمين بذلك ما أدراني أنا أنه من طرف هذه الشركة ثم هي أساسا قد خلقت منذ فترة بسيطة يعني لا علاقة لي بمكان تواجدها
ميرنا:- إيااااد إن كنت تخفي شيئا علي أرجوك صارحني وسنحل المشكلة سوية لا تقحم نفسك بالمشاكل ، كلانا نشك بأن شركة هيرمِكانا مشكوك بأمرها في أن تكون تحت إمرة الفهد البري وعلى أساس ذلك وافقت على المغامرة لكن أتفاجئ بتواجد صورتك بمكتبهم هذا ما لم أفهمه
إياد(مسح على رأسه بقهر):- ولا أنا فهمته يا ميرنا ولا أنااا … لكن ما يؤلم هو تلك النظرة التي بعينيكِ الآن لقد صدمتني حقاااا
ميرنا(شهقت بعنف حين هم بالرحيل):- هيييه إلى أين أنت ذاهب يا إياد توقف توقف ..
لحقت به للباب الخارجي ولكنه سبقها وخرج فلحقته أيضا للخارج وهي تركض بسرعة حتى وصلت أمامه واستوقفته رغمااا
إياد:- دعيني الآن يا ميرنا حقا أنا في مزاج سيء
ميرنا(اعترضت طريقه):- مستحيل أن أتركك وأنت على ذا الحال يا إياد افهمني رجاء .. ضع نفسك مكاني بما كنت ستفكر هاااه ؟؟
إياد(رفع يده للسماء وهو يهز رأسه يمينا وشمالا):- كنت سأفكر بكل شيء إلا ذلك الاحتمال يا ميرناااااا لقد أوجعتني بشدة …
ميرنا(عضت شفتيها وهو يتجاوزها متجه نحو سيارته):- توقف توقف … إياااااد اسمعني والله لم أشك بنزاهتك إطلاقا يا رجل أنت أنا أم أنك نسيت ؟؟
إياد(تسمر محله وهو يسمع خطواتها تقترب منه فنظر إليها ببؤس شديد):- ولذلك أقول لكِ أنكِ أوجعتني يا ميرناااا
ميرنا(أمسكت بيده وهي تتطلع إليه):- اعذرني ولكن كان علي سؤالك ولذلك علينا أن نفهم ماذا تفعل صورتك هناك إن كنت تجهل هوية المشتري ، لأن هذا يعني الكثير يا إياد
إياد(مسح على فمه بتعب وهو ينظر لعينيها البراقتين في حلكة الليل):- أنتِ تقتلينني وتعيدينني للحياة بطريقة لا زلت لم أفقهها حتى ..
ميرنا:- هيا فكَّ هذه التكشيرة يا روحي …
إياد(يتدلل):- هممم همم
ميرنا(ضربت على صدره بابتسامة):- مرة أخرى لا تغضب مني هكذا يا جحش أنا أكلمك فحاورني ولا تهجرني
إياد(بعطف وضع يده على فكها):- لأنكِ تخرجين عقلي من محله بأفكاركِ اللاواقعية
ميرنا(تتدلل عليه):- يكفي يا رجل هل ستجعلني أتذلل طويلا
إياد(سحب نفسا عميقا وهو يمسح بيده على شعرها):- مجنونتي أنتِ
ميرنا(ببسمة ارتمت بحضنه فهي تخشى خسارته خصوصا بعد أن خذلته سابقا بسبب شهاب):- أحبك يا صديقي العزيز
إياد(ربت على شعرها بلطف):- وأنا أيضا يا لعنتي .. (أتمم في سره) سامحيني يا ميرنا يجب أن أخفي عنكِ الحقيقة مجبر أناااا يا صديقتي مجبر ….
عقدت حاجبيها وهي تستشعر أشياء غريبة تعتري صدرها فابتعدت عن إياد وهي تضربه لكتفه كي يعود معها للبيت وجدت كوثر قد تبعتهما واستلمته منها ، ولكنها توقفت في نصف الطريق بشعور غريب غزا كيانها ، نظرت حولها لا يوجد شيء بالمرة ولذلك مطت شفتيها بلا مبالاة وتبعتهم لداخل البيت ، وهنا ظهر هو من خلف الحائط وعلى ملامحه يبدو الأسف الشديد والحزن ففي كل مرة يراها فيها إلا وتهديه طعنة جديدة في عمق قلبه … …
وائل(عقد حاجبيه ووقف محله وبصوت مجروح):- يوم أمس اسمحي لشهاب أن يقبلكِ والآن ارتمي بحضن إياد طيب وغدااا أين سأراكِ يا ميرنا ؟؟؟ تتت كان خطأ جسيما أن آتي إلى هنا من البداية لولا اتصال الخالة عواطف ما كنت أتيت لأشهد هذا العناق الحميمي.. فف
رمى بيده على جنبه بثقل وهو ينسحب مغادرا الشارع كله بخيبة أمل تسببت فيها ميرنا ، في ذلك الحين ظهر شخص آخر كان يراقب المكان ويراقبه في آن الوقت …
وائل(توقف حين استشعر حركة خلفه في ذلك الزقاق المظلم ونظر حوله):- ماذا الآن هل بت تلاحقني ؟؟
الشخص(ظهر ومعه عدة رجال):- عليك أن تأتي معي سيد وائل ..
وائل(تنهد بكره وهو ينظر إليه ولرجاله باشمئزاز):- وإن رفضت ؟؟
الشخص(هز له حاجبيه ببرودة):- لن ترفض لأن الأمر يهمك ..
وائل(حرك رأسه يمينا وشمالا وابتعد عنهم):- لن يسعكم إجباري بالقوة أسمعت ، والآن عد إليه وأخبره أنني لا أود رؤيته مجددا
الشخص(حرك رأسه لرجاله الذين اعترضوا طريقه من جديد):- رجاء لا تصعبها علينا سيد وائل لن نأخذ من وقتك الكثير نعدك بذلك
وائل(لم يجد بدا فذلك العار سيلحق به أينما ذهب):- إذن سأذهب بسيارتي
الشخص(اعترض طريقه مجددا):- عفوا منك .. دع ذلك الأمر لرجالي …
وائل(فاض صبره وبرجولة خشنة تعني أنه يلعب مع الشخص الخطأ):- إلى هنا ويكفي … ابتعدووا عن طريقي ...
الشخص(بصبر زفر وهو يهدأ من روعه):- عليك أن تقابله وبعدها سترتاح منا لذلك سايرنا لو سمحت
وائل(فكر مليا حتى لو غادر فذلك الشخص لن يهنأ باله حتى يراه لذا قرر أن يقطع العرق ويسيل دمه ، بعصبية أعطى مفتاح سيارته لأحد رجاله وتبعه):- لنرى إلى أين ستنتهي هذه الليلة ؟
الشخص(ابتسم عميقا لأنه نجح بمهمته):- سترى بنفسك ..
وائل(بشعور ثقيل وفي سره):- أظنني قد تورطت وفات الأوان هففف !!!


يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 18-04-16, 10:51 AM   #206

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

ان شاء الله بالقرب فرصة راح اقراء الفصول لأن كثير فاتوني

روح هاربة غير متواجد حالياً  
قديم 18-04-16, 11:30 PM   #207

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا اقول فصل مبهر ودسم وممتنوع الاحداث الواطي حسام وناجي وشهاب والرائع وائل المجنون جاسر ووصال المضطهدة وميرنا الحالمة ودعاء المسكينة اه كله حلو ف انتظاااااارك بعد الختمة ديه شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
قديم 19-04-16, 06:37 AM   #208

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا نسرينا عزيزتي فصل مميز جداةباحداث مهمه 🙂🙂
وائل وميرنا وعلاقتهما وحبهما يصعب السيطره عليه والتحكم به الان
فكل منها يشعر باشياء جميله وبحاجه للتجربه هذه المشاعر
وائل يشعر بالتقيد والعجز برؤيه ميرنا مع شهاب وهو يراقب عن بعد
وضعه صعب جدا .....من هو الشخص الذي يريد رؤيته ياترى
شهاب الان يشعر بحاجته لميرا ...
حكيم سوف يظهر الان بحياه عصفورته ولن يتراجع وتنتظره الكثير من
المحاربه لاستعاده حياته وعائلته .....
كوثر وزياد بدا بمرحله جديدة من علاقتهما ...
وصال وجاسر ..الان جاسر وما يحمله من قسوه كانت نتيجه الماضي الذي عاشه ووصال مهما كابرت وتحملت تبقى انثى رقيقه لا تحتمل الكثير وبمرضها كشفت الجانب الانثوي منها لجاسر الذي يبدو انه يصارع ما بين
الحقد عليها والشفقه ...واللوحه ماقصتها من الموكد للفهد البري ...
دعاء وحسام من الجيد انها حلت المشكله ولكن بعد الاذى الذي سببه لدعاء
من المفترض منها ان لا تنجرف مره اخرى وتصدقه ...والجده نبيله طلعت كاشفه الامر ولكن قالت يكفي ما تسترت عليه بالماضي هل تقصد ميرا ...
ولولا مساعده فؤاد لما رضخ حسام الذي اوقع نفسه الان ....
شيماء مسكينه ووالدها الظالم يضرب امها بعد هذا العمر شي صعب جدا
شكرا على الفصل 🤗🤗🤗🤗🤗🤗قبلاتي 😘😘😘😘😘


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 23-04-16, 12:40 AM   #209

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

ياتري اياد مخبي ايه و مخبي ليه
علاقة ميرنا بوائل بتزيد تعقيد و خصوصا بوجود شهاب و اياد و قريبا جدا حكيم
وصال و جاسر و عقد نفسية نتاصله في جاسر صعب بسهولة ينساها و هي كرامتها فوق المل و عندها صفة مميزة
كامل الغلبان منفوخ وسطهم ضحكني ضحك الفصل ده و الله ملوش حل
حسام كل يوم بيثبت قد ايه هو حقير و زباله الحمد لله ان همام لحق دعاء و اﻻ كانت تروح فيها
نور ست بميه راجل بس هتقدر تقف لحسام بس انا مش خايفة عليها طول ما فؤاد جمبها
كوثر و زياد مسخرة و زي العسل
الثنائي اللي نسيت اسمه اعتقد إصلاح او حاجة شبهه كده و جوزها اللي يعتبر تشوييه للدين
حتي لو اهلها منحلين يوعظ بالحسني او يبعد بس يحافظ علي صله الرحم و الدم بكنه ميعرفش عن الدين اي شئ و فاكر انه كده راحل و بيقوم اهل بيته
فصل جميل و بانتظار الحد علي نااار


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 24-04-16, 07:11 PM   #210

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح هاربة مشاهدة المشاركة
ان شاء الله بالقرب فرصة راح اقراء الفصول لأن كثير فاتوني
إن شاء الله أختي الغالية بانتظاركِ عزيزتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.