آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          583 - دور القدر - باتريسيا ويلسون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-16, 07:13 PM   #211

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا اقول فصل مبهر ودسم وممتنوع الاحداث الواطي حسام وناجي وشهاب والرائع وائل المجنون جاسر ووصال المضطهدة وميرنا الحالمة ودعاء المسكينة اه كله حلو ف انتظاااااارك بعد الختمة ديه شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته منورة عزيزتي الغالية اتسلميلي ع الرد الجميل واكيد سنستمتع مع أبطالنا وحكاياتهم المختلفة وقصصهم الشائكة التي تتنوع وتتشكل حسب الأحداث مرة بعد مرة لكِ مني باقة جوري لروحكِ الطيبة حبيبتي




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-04-16, 07:22 PM   #212

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مرحبا نسرينا عزيزتي فصل مميز جداةباحداث مهمه 🙂🙂
وائل وميرنا وعلاقتهما وحبهما يصعب السيطره عليه والتحكم به الان
فكل منها يشعر باشياء جميله وبحاجه للتجربه هذه المشاعر
وائل يشعر بالتقيد والعجز برؤيه ميرنا مع شهاب وهو يراقب عن بعد
وضعه صعب جدا .....من هو الشخص الذي يريد رؤيته ياترى
شهاب الان يشعر بحاجته لميرا ...
حكيم سوف يظهر الان بحياه عصفورته ولن يتراجع وتنتظره الكثير من
المحاربه لاستعاده حياته وعائلته .....
كوثر وزياد بدا بمرحله جديدة من علاقتهما ...
وصال وجاسر ..الان جاسر وما يحمله من قسوه كانت نتيجه الماضي الذي عاشه ووصال مهما كابرت وتحملت تبقى انثى رقيقه لا تحتمل الكثير وبمرضها كشفت الجانب الانثوي منها لجاسر الذي يبدو انه يصارع ما بين
الحقد عليها والشفقه ...واللوحه ماقصتها من الموكد للفهد البري ...
دعاء وحسام من الجيد انها حلت المشكله ولكن بعد الاذى الذي سببه لدعاء
من المفترض منها ان لا تنجرف مره اخرى وتصدقه ...والجده نبيله طلعت كاشفه الامر ولكن قالت يكفي ما تسترت عليه بالماضي هل تقصد ميرا ...
ولولا مساعده فؤاد لما رضخ حسام الذي اوقع نفسه الان ....
شيماء مسكينه ووالدها الظالم يضرب امها بعد هذا العمر شي صعب جدا
شكرا على الفصل 🤗🤗🤗🤗🤗🤗قبلاتي 😘😘😘😘😘
أهلا أنجوانتي الغالية منورة حبيبتي ومشكورة ع الرد الذي أثلج صدري وأرضاني بصدق فعلا العديد من الأحداث المتنوعة ميزت كل ثنائي من روايتنا بدءا بمشاعر الحب الوليدة إلى قضية الكبرياء والعناد التي تشمل جنود المعسكر وكذا المهندسين ههه أما شهاب وميرا فحكايتهما شائكة وتتطلب وقتا لكي يقر السيد شهاب بمكنوناته الداخلية تجاه ميرا ، أما وائل وميرنا فكلاهما يتخبط في الممنوع والمرغوب فيه ، وظهور حكيم لن يزيد سوى الطين بلة وسنرى ماهو فاعل بنهاية هذا الفصل فتابعي معي لنتعرف على جوانب خفية من روايتنا خصوصا بين الجدة نبيلة وبين فرد آخر سيظهر ، تسرني وجدا متابعتكِ الدقيقة غاليتي وكلي شوق لمعرفة رأيكِ بما سيلي قبلاتي الحارة لكِ ايضا


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-04-16, 07:27 PM   #213

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
ياتري اياد مخبي ايه و مخبي ليه
علاقة ميرنا بوائل بتزيد تعقيد و خصوصا بوجود شهاب و اياد و قريبا جدا حكيم
وصال و جاسر و عقد نفسية نتاصله في جاسر صعب بسهولة ينساها و هي كرامتها فوق المل و عندها صفة مميزة
كامل الغلبان منفوخ وسطهم ضحكني ضحك الفصل ده و الله ملوش حل
حسام كل يوم بيثبت قد ايه هو حقير و زباله الحمد لله ان همام لحق دعاء و اﻻ كانت تروح فيها
نور ست بميه راجل بس هتقدر تقف لحسام بس انا مش خايفة عليها طول ما فؤاد جمبها
كوثر و زياد مسخرة و زي العسل
الثنائي اللي نسيت اسمه اعتقد إصلاح او حاجة شبهه كده و جوزها اللي يعتبر تشوييه للدين
حتي لو اهلها منحلين يوعظ بالحسني او يبعد بس يحافظ علي صله الرحم و الدم بكنه ميعرفش عن الدين اي شئ و فاكر انه كده راحل و بيقوم اهل بيته
فصل جميل و بانتظار الحد علي نااار
أهلا برونتي الحلوة وبحضوركِ البهي أمممم صحيح العلاقة بين وائل وميرنا زادت تعقيد وكل لقاء بينهم يزيد الطين بلة خصوصا وشهاب بوسطهما وسينضم حكيم للدائرة ولاندري بعد ميرا كيف هي ردة فعلها حيال الامر ، أما وصال وجاسر والمعسكر والجندي كامل المسكين الذي يقع ضحية غضب الاثنين فقير حظ على الاغلب هههه ، حسام يستحق كلما سيحدثله أكيد نور لن تسكت حتى لو بزواج دعاء منه ،إخلاص ههه من إصلاح ياأختي فعلا المسكينة تعيش مضطهدة هي وابنها من قبل رجل اتخذ الدين كغطاء لأفعاله وهذا ما ليس مقبولا سنعرف المزيد عنهما مع مرور الفصول وكذلك سيكون لزياد وكوثر بحيث تتوسع دائرة حبهما الصامت
تسلميلي يا حبيبتي على المرور الذي يسعدني واتمنى ييعجبكم الفصل الموالي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-04-16, 07:59 PM   #214

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد تسجيل حضور بانتظارك

انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 24-04-16, 08:15 PM   #215

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مسا الورد تسجيل حضور بانتظارك
مسا النور انجوانتي جاري الطرح بانتظار تقييماتكم الجميلة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-04-16, 08:17 PM   #216

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏انجوانا, ‏الكونتيسة نسرينا, ‏زهره الشتاء


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 24-04-16, 08:20 PM   #217

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 10

" أصعبُ ما قد يمُرُّ بقلب الإنسَان هُو الخذلان .. فحين تتحطَّمُ قُصور الحُلم التي شيَّدها قطعة قطعة داخلَ زوايا فُؤاده وتُصبح حُطامًا قاسِيَّا أمامَ ناظريه ، تشتعلُ بهِ نيرانُ الآلام التي لا تطفئها إلا مياهُ الدَّمع الصَّامت ، وتنكسرُ رُوحه إلى نِصفين نصفٌ مَكلوم جُبلَ آنفا على تناهيدِ الوجع ، ونصفٌ يبحثُ عن بَصيصِ فِكرة ترحمُه من مَفاهيمِ الخيبَة التي سَطَّرته له وبكلِّ قسوة حقائقُ الحَياة الغادرَة "
كانت تجلس على كرسي أمام مرآتها تنظر لنفسها بشرود طويل المدى ، مرَّ بعقلها شريط حياتها منذ أن بدأت تفهم ما معنى الألم وذلك حين كانت ترتسم على جسدها الصغير عدة آثار حارقة بسوط جلدي جلدته مؤلمة مسمومة تترك وجعا حارقا لا يزول إلا بعد عدة أسابيع ، كانت تركض لأبيها وتشكو ضرب عمها المؤذي لها ولم تكن تجد منه جوابا سوى خضوع وطأطأة رأس محني بخوف من سلطة أخيه عليه ، كانت تشعر بالأسف لأن والدها لا يحرك ساكنا أمام جبروت عمها الذي لم يكن يرحمها لا هي ولا غيرها ، فقط مدللته هي الوحيدة التي كانت تحظى برعاية خاصة وهذا ما جعلها مكروهة في الصغر من قبل أغلبيتهم .. تذكرت حين كانت تتصيد الفرص لتطيح بميرنا وتجعلها تبدو بمنظر المخطئة لعل عمها يغير نظرته فيها لكن ما كان ينتج عن ذلك كان خارج توقعاتها فقد كان سليم يمجد ميرنا ويغفر خطاياها الصغيرة بطريقة جارحة للغير … أبعدت عنها أفكار الماضي اللعين وزفرت بعمق وهي تضم يدها لصدرها الذي كان يعلو ويهبط من شدة التوتر الذي يكتسحها ، كم كانت سابقا تتمنى أن تعيش مثل هذا اليوم وهي تتراقص فرحا إذ سيطرق حبيبها باب بيتها ، يعني ها هو ذا الحلم سيتحقق ويجتمعان سوية تحت سقف واحد أمام الملأ ، يعني لن تضطر لإخفاء شيء أمام أسرتها ، وستنظر لعيون أمها بدون أن تستحقر ذاتها أو تشعر بأنها قذرة متسخة مهما نظفت حالها ستظل تشعر بالقذارة في عمقها .. أخيرا سترتاح من تبعات شعور الندم ، كانت تدعو الله أن يحقق مبتغاها بزواجهما لكن لما ليست سعيدة بذلك فها قد أتى ذلك اليوم الموعود الذي كانت ترجوه وحسام بعضا من الوقت وسيكون بصالون بيتهم ، إذن لماذا لم تستشعر تلك الفرحة التي تغزو قلب كل فتاة حين تنتظر أن يتقدم حبيبها لخطبتها كي تبني وإياه عش الزوجية الذي لطالما كان حلمهما الأكبر ؟؟ ضحكت بغبن وهي تمسح دموعها كي لا يضيع الكحل الذي رسمته نور على وجهها بعناية لعلها تكمل صورة السعادة المرتقبة من أهلها المتحمسين أكثر منها طبعا لأنهم لا يعرفون شيئا البتة ، ولم يكن سندها في ذلك الوقت سوى ابنها الذي يكمن في أحشائها …
نبيلة(زفرت بكره وهي تراقب بناتها):- والله لو كان وزيرا ما كنتن ستبالغن لهذه الدرجة
عواطف(بزينة متألقة ترتب الكعك بالصحون):- آه يا أمي لا تبدئي تذمركِ الآن فنحن بحاجة لطاقات إيجابية تساعد
مديحة(بزينة أيضا تخرج الأكل من الفرن):- يا عفااااف هل الشاي جاهز يا ابنتي ؟؟
عفاف:- جاهز يا خالتي لكنه سيبرد فالعريس لم يحضر بعد ثم من العادة أن تُضيفه عروسه ... لندع لدعاء ذلك
مديحة(بابتسامة غمزت عفاف):- ههه ولكن الشاي ليس من أجل العريس بل من أجل السيد عبد المالك هممممم ..
عفاف(فتحت فاهها وهي تنظر لردة فعل عواطف):- آه آه نسيت أنه بالصالون مع إياد يكثر خيره فور اتصالنا به لم يخجلنا ههه .. طيب سأحضره لكن لا وقت لدي الآن علي أن أكمل تزيين قالب الحلوى أ.. هل لكِ أن تقدميه لهم يا أمي ..؟؟
عواطف(استقامت بتوتر وهي تمسح على شعرها):- أ.. خذيه يا مديحة
مديحة(بمكر رفعت لها الحلويات التي أخرجتها من الفرن أي مشغولة يختي):- كان على عيني يا عيني هههه
عواطف(مسحت يديها ونظرت لعفاف التي قدمت لها صينية كؤوس الشاي):- أ.. طيب سأقدمه أنا أ.. هل لكِ أن تجهزي لي بعض الكعكات بصحن يعني ليتناولوها مع الشاي
عفاف(بابتسامة خبيثة تبادلتها هي ومديحة):- ولو تأمري يا أمي سأجهزه وأضعه لكِ بالمنضدة يمكنكِ تقديمه لهم بنفسك وترحبي هاااه تُرحبي ..
عواطف(مصت شفتيها وهي تعقد حواجبها):- حسن يكفي أنا مضيافة طراز أول ..
مديحة(تخفي بسمتها من شكل أختها المضحك بصعوبة):- طبعا طبعااا
نبيلة(فور ذهاب عواطف نظرت لهما وهما تتهامسان وتضحكان):- قلة حياء … ت ت لا حول ولا قوة إلا بالله على زمن ماسخ كهذا … أكملا عملكما بدلا من تضييع الوقت هياااا ..
عواطف(أغمضت عينيها وفتحتهما وهي تلج صالون بيتهم والحمدلله نهض إياد وأمسك عنها صينية كؤوس الشاي قبل أن ترتفع وتيرة ارتباكها ):- تفضلوا ..
كوثر(نهضت وأمسكت صحن الحلوى الذي وضعته عفاف بسرعة فوق المنضدة):- أين اختفيتِ خالتي عواطف تعالي وشاركينا بعض الطرائف فبابا اليوم يحكي لنا عن مغامراته في بلاد الغرب ههه
ميرنا(بحماس):- آه يا أمي لو تسمعين طرفة متحف المرايا كنتِ متِّ ضحكااا
عواطف(جلست بينما كان يفصل بينها وبينه إياد الذي كان يمد لكل منهم كأس الشاي خاصته):- أحمم جميل جدا
عبد المالك(بتنهيدة حنين ابتسم):- كيف حالكِ يا عواطف ؟
عواطف(لم تستطع مجابهة عينيه لذلك اكتفت بربط يديها والنظر لكوثر وميرنا بجانبه مبتلعة ريقها):- الحمدلله على كل حال .. أ.. تفضل الحلوى والشاي البيت بيتك وشكرا لأنك وافقت على المجيء في يوم مهم كهذااا .. زيارتك تعني لنا الكثير
عبد المالك(أمسك الشاي برفق):- هذا يشرفني وسعيد أنني أدخلت البهجة لقلوبكم ..
عواطف(بابتسامة ود):- تسلم ..
كوثر(تتناول الحلوى وتهمس لميرنا في موضوع بينهم):- لا أقوى على تصور ذلك تلك الصبية كانت هنا ليلة أمس ولم تخبرنا حتى بذلك لكنا زرناها
إياد(اقترب منهم وهو يجلس على حافة الكنبة خلف ميرنا مباشرة):- والله حين اتصلت بي صبيحة هذا اليوم ما كنت لأصدق أنها بالمدينة ..
ميرنا:- طيب لما أخفت عنا أمر تواجدها هنا ؟؟
كوثر:- ربما لأنها كانت مستعجلة لم أفهم منها الكثير فقط اتصلت لتخبرنا عن أحوالها بصراحة اشتقت إليها متى تنتهي هذه الأشهر ونعود لبعضنا بعضااا
إياد(هز حاجبه):- على أساس أن الحب يتدفق منكما ملء البحار السبع ، وأنتما كلما التقيتما لا يتبقى لكما سوى شد الشعر والضرب بالنعال هههه
كوثر(تجاوزت جسد ميرنا وضربته لرجله):- بليد غبي همممم
ميرنا(مسحت على جبينها):- كفى كفى يا طائش منك لها .. سيأتي الرجل الآن ويرى هذا المنظر سيعود أدراجه فحالتكما ما شاء الله تبشر بنسب يشرف صراحة ..
إياد(انحنى لأذنها وهمس):- ميرنتي زحلقي تلك البغيضة أود استشارتكِ بموضوع مهم فحضرة جنابك وقتكِ بات رهينا بشركة دابليو إر ومدراء شركة دابليو إر وغيرو وغيروو
ميرنا(رفعت حاجبها):- هل هذه شكوى ؟؟
كوثر(أضافت بثقة):- بل جس نبض
إياد(يشتم تحت أسنانه بدعابة):- اجمعي أذنيكِ يخرب بيت الل .. احم والدكِ هنا يجدر بي الصمت ههه
ميرنا(بضحك رمقت عبد المالك ورمقت أمها المحرجة أمامه):- حتى لو فعلت لن يستسيغا ذلك فكلاهما في عالم آخر .. ههه
كوثر(رفعت حاجبيها حسرة بمتعة):- آه ياني على زماني ..أتعلمان شيئا حين يكُون هنا تُفك عقده الدفينة ولا يتبقى له سوى النطق بقصيدة وجدانية من القلب إلى القلب هههه
ميرنا(عضعضت لها شفتها بحركة السكوت):- هشش سيسمعاننا وتحدث مشكلة
إياد(سمع جرس الباب واستقام):-أخيرا قد أتى العريس ..
نور(سحبت نفسا عميقا وهي تخرج من غرفة الضيوف بحيث كانت بانتظاره بفارغ الصبر ولن تحرم نفسها من النظرة الأولى في عينيه):- سأفتح أنا يا إياد من بعد إذنك
إياد(غمزها):- أيووون يعني من أجل كاريزما الرعب من أولها صح ؟؟
نور(اصطنعت بسمة بجهد جهيد):- .. تماما يا روح الروح ..
خطوة واحدة تفصل بينهما ما بين الماء والنار ما بين الخير والشر ما بين الفوز والخسارة ، هكذا كانت تعتبر قضية دعاء فهي المسؤولة عنها مذ أن لجأت إليها وعليها أن تكمل واجبها بالكامل حتى تطمئن وتتحكم ببيادق اللعبة في يدها وتنصر ابنة عمها وتأتيها بحقها الذي تستحقه من عيون ذلك النهواني ، زفرت بعمق وهي تفتح الباب لشكل مقيت كرهته كره العمى ولكنها مجبرة على أن تسايره رغماااا .. كان هو بمنظره الغريب يد معلقة برابطة جبس بينما تحت عينه ازرقاق بسيط ولكن ملامحه لا تزال خشنة قاسية وكأنه مسحوب لمقصلة الموت ، وهذا ما أكدتهُ له حين فتحت الباب ببسمة انتصار ..
نور(نظرت لباقة الورد التي يحملها بيده السليمة):- أممم كنت أفكر حقا كيف ستصل إلى هنا بهذه الإصابات لكن أرى أنك قد تدبرت أمرك ههه
حسام(يشعر بالذل والمهانة لأنها هزمته رغم مَكره وخبثه إلا أن امرأة ظهرت له بين ليلة وضحاها وغيرت مجرى مخططاته):- صدقيني يا نور الراجي ستدفعين ثمن كل ما تفعلينه بي
نور(غمزته وهي تفسح له المجال للدخول):- أرني أقصى ما عندك ستجدني لك بالمرصاد... ههه أدخل يا.. صهر !!
حسام(طأطأ رأسه بخزي وولج البيت مرغما وفي سره):- حممم … تحمَّل يا حسام هذه نهاية ألاعيبك لقد أطاحت بك امرأة فافرح الآن … تتت
رحب به عبد المالك بحفاوة هو وإياد وكذا نساء الراجي واتخذ مجلسه بالصالون بجانب إياد بينما عبد المالك يجلس على الجانب وأمامهما تجلس نبيلة وعواطف ومديحة فقط ، أما البنات فكلهن انسحبن للمطبخ ..
نور(تضع يدها على جنبها بينما تنظر له من نافذة المطبخ وهي متوترة):- أين القهوة هاااااااه ؟؟؟ أسرعي يا عفاف ..
عفاف(بتنبيه لميرنا):- هل أكملتِ ترتيب الحلوى ؟؟؟؟ أسرعي يا ميرنااااااا
ميرنا(نظرت لكوثر التي كانت تزين بالشوكولا جوانب الكعكة):- هل أتممتِ تزيين الكعكة ؟؟؟ أسرعي يا كوووووثر .. لحظة لحظة لما نسرع لقد وترتموني ثم السيد قد دخل لتوه ؟؟
كوثر(مسحت على جبينها بظاهر يدها وبيدها الأخرى موس الشوكولا):- صحيح هذا ما لم أفهمه حتى أنااا
نور(التفتت إليهن ثلاثتهن):- بنت منكِ لها لا تزعجوووووووني افعلوا ما آمركم به بدون نقاااااااااش ويُستحب يستحب أن تتحاشوا غضبي الآن مفهوووووووم ؟؟
ميرنا(بعد مغادرة نور نظرت لهن وبهمس):- ما بها ؟؟
عفاف(رفعت حاجبيها بقلة حيلة):- الله أعلم ..
كوثر(عادت لتزين الكعكة):- ههه وكأنها هي من ستخطب هذا اليوم .. فعلا نكتة
ميرنا:- أتمموا عملكن قبل عودتها فالظاهر هذه الليلة ستعلق إحدانا بناقوس الباب الخارجي
عفاف:- ههههه ذلك وارد و جداااا ..
صعدت إليها بخطوات ثقيلة وكأنها كانت تصعد لحتفها فهي تعلم أن دعاء الآن في أوج ارتباكها وخوفها مما قد يحدث ، سحبت أنفاسا عميقة بعضها أليم وبعضها الآخر تعيس من المآل الذي اختارته ابنة عمها التي كانت تتمنى لو تجد لها الرجل الصالح الذي ستزفها إليه عروسا بقلب سعيد وليس قلب كسير ينزف .. كانت تحك يديها وهي تنظر لنفسها عبر المرآة بذلك الفستان الكستنائي الذي ارتدته لهذه المناسبة التي لو كانت بوقت مغاير لكانت مدعاة فرح بالنسبة لها أما الآن فهي لا تستشعر سوى البؤس والغبن فقط .. أنصتت عن كثب لخطوات كعب تقترب من غرفتها وكانت في كل خطوة تسمعها تضرب بقلبها لا على أديم الأرض ، إذ أنها تقترب من تحقيق ما تمنته ولكن هذه المرة قد جاءها بطريقة غير محببة وأكيد سوف ينتج عنه الكثير من المآسي فكل ما بني على خطأ سيبقى خطأ ..
نور(ولجت الغرفة):- هل أنتِ جاهزة ؟
دعاء(نظرت إليها عميقا وبعدها هزت رأسها بدموع):- لا يا نور لا لن أستطيع ذلك ..
نور(أقفلت الباب خلفها وتقدمت إليها بصرامة):- بل تستطيعين من أجل طفلكِ تستطيعين حرق العالم .. اسمعيني جيدا سوف تنزلين معي الآن وستتخطين هذه الليلة لتتجهزي لزفافكِ خلال أيام سأحرص على تسريع الأمر صدقيني لن ينتهي هذا الشهر إلا وأنتِ على ذمته
دعاء(عقدت حاجبيها بعدم تصديق وهي تهز رأسها):- لا لا لن أتمكن من التصرف وكأن شيئا لم يحدث لقد حاول أن يقتل ابني مرتين يا نووور مرتين كيف سأؤمن على نفسي بقربه
نور(جحظت فيها بعينيها):- أصمتي … أليس هذا الشخص هو نفسه الذي رخصتِ نفسكِ من أجله ووهبته جسمك ليتمتع به كيف يشاااااااااااااااء ؟؟؟؟ ألم يكن هو من عشَّمكِ بالزواج والاستقرار الأسري وكرَّستِ أيامكِ لأجله فقط ؟؟ انطقي ؟؟؟؟
دعاء(اهتزت من كلامها المؤلم وبصوت باكي):- لا تتعبيني يا نور أنا أعلم أنه خذلني وأن كل أحلامي باتت حطاما وأنني بتَّ بلا حول ولا قوة لقد خسرت شرفي ونفسي وكياني بمجمله لم يعد هنالك ما يدعوني للاستمرار سوى ابني .. ابني الذي إن خسرته سأخسر كل صلتي بهذا الوجود صدقيني يا نووور
نور(مسحت على جبينها بتأفف):- اسمعيني جيدا الآن .. ستمسحين تلك الدموع وتنزلين رفقتي لنتمم هذه الليلة على خير وإلا بشرف الراجية الذي هدرته يا ابنة عمي سأريكِ وجهي الثاني أفهمتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دعاء(انتفضت بهلع وهي تمسح دموعها بكلتا يديها وتهز رأسها بالإيجاب):- ح ..حسن
تنفستِ الصعداء لكي تتحكم بدعاء وجنونها كان يجب عليها أن تفزعها بتلك الطريقة وتجعل الرعب يدب في كل تفاصيلها لعلها تحس بهول المصيبة التي يقفون على مشارفها .. بعد جهد نزلت كلتاهما معا للأسفل ونهضت مديحة لتستقبل ابنتها حبيبة قلبها بكل حب حالها كحال أي أم سعيدة بخطبة صغيرتها ..
مديحة(سحبت دعاء بجانبها):- تعالي يا صغيرتي واجلسي بجانبي آه والله وكبرتِ وصرتِ عروسا يا ابنتي الغاالية
عواطف:- الله يتمملكم على خير
إياد(نطق بدعابة):- ولكننا لم نعطه البنت بعد يا خالاتي فأجلا التباريك لبعد برهة
عبد المالك(نظر لحسام الذي كان ينظر إليها):- الله يجيب اللي فيه الخير ..
حسام(بغصة تعتصر قلبه):- كيف حالكِ يا دعاء ؟
دعاء(رفعت بصرها إليه بصعوبة وعيناها تعاتبه أشد عتب):- بخير ..
نور(رمقت إياد بنظرة والذي استقام):- ها يا سيد حسام لم تخبرنا كيف أصبت بهذه ل.. الإصابات ؟؟
حسام(وكأنكِ تدَّعين براءتكِ منها.. يا لكِ من أفعى):- حادث عرضي بسيط … لم يكن سيحرمني من وفائي بالوعد لدعاء فلقد وعدتها أنني سأزوركم اليوم
مديحة:- أوووه يا لك من شهم وصاحب كلمة … لكن كنتَ ارتح يا ولدي ولغاية ما تسترد عافيتك بابنا مفتوح لك
حسام:- لا أبدا سيدة مديحة دعاء تستحق مني أن أفي بكل وعودي لها وعشمي أن تقبلوا طلبي في أقرب وقت ..
عبد المالك:- والله البنت هنا أمامك لنسألها عن رأيها وإن لم يكن هنالك أي مانع سنقرأ الفاتحة ولتتفقا على موعد الزواج ..
نبيلة(بكره ترمقه):- ألست كبيرا على عدم الزواج لهذا العمر ؟؟؟
دعاء(نظرت هي والكل إليها بدهشة وابتلعت ريقها وهي تطلب النجدة من نور):- نور ..
نور(شبكت يديها بحزم):- الزواج قسمة ونصيب يا جدتي هممم
نبيلة(بنظرات متضاربة مع نظرات نور زفرت):- صحيح ..
حسام:- حين رأيت دعاء وتعرفت عليها لم أجد منها سوى التعامل الطيب وحسن الخلق كانت سكرتيرتي الشخصية دؤوبة تحب عملها كثيرا وهذا ما لفت انتباهي لها وعلقني بها ، كنت أرى فيها كل يوم إصرارا وتفانيا في إتقان العمل وروح مرحة تحبب الناس فيها وهذا أيضا ما حببني في التعرف عليها ولذلك فاتحتها بمشاعري وقررت أن تكون رفيقة دربي ..
دعاء(نظرت إليه بغبن وهي تستمع له لم تستطع تصديقه وهذا ما استغربته):- آآآه ..
نور(تكاد تضربه بالآنية على رأسه كاذب كاااااااااااااااذب):- والله ؟؟؟؟؟ قصة مؤثرة حقا اقشعر جسمي حين سماعها سيد حسااام يظهر لي أنك رومانسي بعض الشيء وتجيد كتابة قصص الغرام ههه
عواطف(فتحت عينيها فيها بصدمة):- نوووور نووور .. أين قهوة العريس ؟؟
نور(صغرت عينيها بتحدي ووضعت رجلا على رجل):- ذلك اختصاص العروس أمي .. دعاء إلى المطبخ يا عروسنا الجميلة فعريسكِ بحاجة لقهوة لذيذة كتعبير جميل منا بعد الذي تفضل بإسماعنا إياه قبل قليل … دعااااااااء
دعاء(انتفضت برعشة قلب):- حاضر سآتي بها ..
حسام(مال بشفته ليرد لها الصاع صاعين):- آنسة نور أتساءل أنا أيضا لما لم تتزوجي بعد هذا العمر ؟
نور(برقت عيناها برعد وزمهرير عاصفة كامنة بخلدها):- أنا مُطلقة يا سيد حسااااام
حسام(رفع حاجبه بمتعة خفية):- والله ؟؟؟؟؟ خسارة من الأعمى ابن الأعمى الذي ضيع من بين يديه سيدة رقييييييييييقة مثلكِ ؟؟
نور(تلاعبت بلسانها من داخل فمها بكره):- أنت قلتها أعمى والأعمى ليس عليه جناح مثله مثل الخائن بالضبط …
حسام(تبدلت ملامحه لشراسة):- هممم
عبد المالك(لاحظ توتر الأجواء):- أخبرنا عن مجال عملك أكثر يا سيد حسام ..
عواطف(فرحت أنه تدخل وحدَّ من شرارات الغضب المتطايرة هناك):- أجل نود معرفة كل شيء عن تفاصيل حياتك لو سمحت سيد حسام …

في المطبخ
إياد(يحمل صحنا به قطعة كعكة وهو يضحك):- ههه كدتم أن تسمموا الرجل … يا إلهي لطفك ، ما تخيلت يوما بأني سأدخل السجن بسبب تهمة تسميم جماعية لعريس ؟؟؟
ميرنا(بضحك):- هههه البركة في عديمة النظر الماثلة خلفك .. جيد أن عفاف أنقذت الموقف وإلا لكنا أكملنا مراسم الخطبة خلف القضبان ههههه
كوثر(تمط شفتيها دلالا):- طيب أنا ما أدراني أيهما سكر وأيهما ملح فكلاهما أبيض والعلب متشابهة لقد اختلط علي الأمر وهذا موقف وارد كان من الممكن أن يحدث لأي واحد فينا
إياد:- يا مامي !! يا بنت أنتِ قد شارفتِ على الثلاثين ولا زلتِ لا تفرقين بين ملح وسكر من الآن أشفق على تعيس الحظ الذي سيطرق بابكِ ويجدر بي تنبيه العم عبد المالك في الحال لننقذ ما ننقذ فحالتكِ جد جد صعبة …
ميرنا(تضحك وهي تستمع لها خصوصا ووجه كوثر قد امتقع بالحمرة):- يكفي يا إياد سينفجر البالون عما قريب هههه
دعاء(دخلت عليهم بملامح ساكنة):- هل القهوة جاهزة ؟
عفاف(ببسمة أشارت لها بإصبعها):- ثواني فقط وسأصبها لكِ بالفناجين هممم
كوثر:- هاه يا ستي أنتِ تتدللين ونحن نقبع بين جدران المطبخ نجهز ونحضر لحضرة العريس
دعاء(بمرارة):- أشكركم على تعبكم معي هذا يعني لي الكثير
ميرنا:- ولو يا بنت العم أنتِ تستحقين أكثر من ذلك وحتى لو كنا رفضنا المساعدة فكرك عصبة الاتحاد الثلاثي ستتركنا بحالنا هههه
كوثر:- لا والله كانوا سطرونا في طابور طويل وأوكلوا لكل منا مهمة ههه
إياد(وضع الصحن وانسحب):-هه سأعود لأسيطر على الأوضاع من الواضح أن نور تضع العريس تحت ضغط الاختبار
عفاف(تصب آخر كأس):- الحقه يا إياد قبل أن يهرب بسبب تلك المجنونة ههه
دعاء(أمسكت برعشة الصينية من عفاف):- تت ..
ميرنا(بخفة أمسكتها منها):- دعيني آخذها بدلا عنكِ وأنتِ قدميها لهم ماشي ؟؟
دعاء(أومأت لها برأسها بامتنان):- أشكركِ عزيزتي ميرنا وتعالوا أنتم أيضا شاركونا جلستنا يعني
عفاف(أعطت صحون الحلوى لكوثر):- طيب انضما إليهم يا بنات وأنا سأرى نهال ماذا فعلت بأيهم هي ودينا ماشي …
كوثر(حركت حاجبيها بمتعة):- يا عيني كم أعشق هذه الاحتفالات ههه هيا بنا
طبعا الكل سعيد الكل متحمس إلا هي فقد كانت مسحوبة لمصير مجهول ، بعد مدة تمت مراسيم الخطبة بدون أدنى عراقيل وحين تقرَّر موعد الزواج انقلبت الجلسة ما بين مؤيد ومعارض وكان واضحا وضوح الشمس جبهة المعارضة ^^
مديحة:- لا لن نتمكن من تجهيز البنت في هذا الظرف الوجيز يا سيد حسام عليكما تمديد المهلة ، فابنتي لن تخرج من هذا البيت إلا وهي عروس لا ينقصها شيء ..
حسام:- أقدر لكم موافقتكم على طلبي لكن لا يوجد وقت أكثر من هذا الأسبوع
عواطف:- صحيح صحيح نحتاج لأشهر وليس أيام معدودة كما تفضلت خصوصا وأنك طلبت حفلة ضيقة تقتصر على العائلة وحسب .. وهذا قد قبلنا به من أجل سفرك فقط
عبد المالك:- يا سيداتي لا تمسكوا العصا من النصف السيد حسام وضح لنا ضرورته في السفر الذي سيطول بناء على عمله وهو ينوي أخذ زوجته معه فهل سنقف حجر عثرة في طريق سعادتهما ؟؟
عواطف:- لا طبعا نحن نود أن يكتمل الفرح بينهما ولكن ..
نبيلة(بغبن وقهر ترمق دعاء):- طالما هي التي اختارت ووافقت على شروطه ليس لنا أي مجال كي نعترض
ميرنا:- يمكننا يا أمي أن نقوم بكل التجهيزات يعني نحن كثر ما شاء الله نستطيع أن نتقاسم المهام وها هي ذي في ظرف أسبوع ستكون ببيت زوجها
كوثر:- أنتِ اخرسي بعد يومين ستسافرين وما يتبقى من أعمال ستمر على كاهلي أنا وأخواتك المسكينات أما أنتِ فالدنيا تضحك لكِ مع موعد عودتكِ ستجدين حفل الزفاف بانتظارك ولن تتحملي لا هم ولا يحزنون
ميرنا(غمزتها):- ما ربما أتيتكِ بأشياء جميلة من هناك للمناسبة همم هممم
كوثر(لمعت في عينيها الفكرة وانتفضت مساندة):- خالتي مديحة خالة عواطف سأعسكر ببيتكم من الغد وسننهي كل شيء بالوقت المناسب .. هه سافري يختي وخذي راحة راحتك
ميرنا(هزت لها حاجبيها بمكر):- هكذاااا يا نور عيني أنا هههه
إياد:- أمممم من حسن حظكم أنني هنا معكم لذا لا داعي للقلق أبداااا
مديحة(بتفكير عميق):- لا أدري .. صراحة
عواطف(تستمع لهم كلا على حدة):- ولا أنا متحمسة للفكرة
إياد:- سيد حسام متى موعد سفرك ؟
حسام(نظر لنور التي أجبرته على هذه الكذبة أيضا):- آخر الأسبوع المقبل وصدقوني لا أود المغادرة دون دعاء لقد خططت لكل شيء معها وعليه أتمنى أن تتخذوا قراركم الآن
عبد المالك(وضع فنجانه على الطاولة):- يلزمنا مهلة للتفكير يا سيد حسام كما ترى نحن لدينا عاداتنا وتقاليدنا ويجب أن تخرج البنت من بيت أبيها مجهزة بكل ما يليق
كوثر:- أوه يا أبي رحماكم أنت وخالاتي يعني نحن بعصر العولمة وكل شيء متوفر لا يجب أن نبصر حدَّ أنوفنا فالعالم يتطلب السرعة
عبد المالك(رمقها شزرا):- لكن هذا زواج وليس صفقة عمل يا بنت ..
حسام(نظر لميرنا وكوثر يااااه على هذه العائلة كم بناتها جميلات ت ت ت الآن عرفت من أين أتت دعاء بذلك الجمال الأخاذ .. تت مهلك يا حسام هل هذا وقت غزل افف كم اشتقت لعطرها وهي بين ذراعي متى ستكون لي لأفرغ فيها جام شوقي):- دعااء هل لنا بدقيقتين على انفراد ..؟؟
مديحة:- طبعا طبعا دعاء خذي السيد إلى غرفة الضيوف
نور(نظرت إليه بنظرة تلعب بذيلك أقطعه لك):- هممممم ..
انسحبت دعاء رفقة حسام نحو غرفة الضيوف وهنا انتفضت كوثر وجلست بين الأختين اللتين قرنتا رأسيهما من أجل تقييم العريس وكذا أشياء تعبر عن انبساطهما بفرصة ابنتهم .. أما إياد فنهض وجلس بالقرب من ميرنا بينما التفت عبد المالك ليخاطب نور في عدة أشياء والتي كان عقلها طوال الوقت غائبا مع دعاء وكم كانت مرتعبة منها صراحة لأنها لو خانتها في تلك اللحظة وقامت بشيء مناف للاتفاق ستضعها أمام موقف صعب لا يتحمل التأجيل ..
دعاء(تقاوم دموعها):- ليس بيدي شيء الآن مجبرة على ذلك من أجل اسم طفلي فقط ولا تتوقع مني أنني لا زلت أحبك صدقني سوف أسحق بكعبي كل ذرة حب وهبتها لك .. صحيح سأتألم لكنني سأشفى منك يا حسام
حسام(لامس يدها بيده):- لو كانت يدي الأخرى سليمة لطوقتكِ بين ذراعاي حبيبتي وطبعت صك ملكيتي على شفتيكِ فأنت لي وستكونين لي في نهاية المطاف أيا كانتِ الظروف ..
دعاء:- أنت ستتزوجني قسرا يا حسام هل يجدر بي أن أفرح بهذا الإنجاز ؟؟
حسام:- صحيح أن ابنة عمك اتبعت طريقة منافية لطبعي لكن ربما كان هذا خيرا لكلينا
دعاء:- وماذا عن زوجتك وأولادك ومشاكل بيتك التي صرعت رأسي بها طوال سنتين ؟
حسام(زفر بعمق):- ألا تلاحظين معي أنني أود فتح صفحة جديدة بيننا وأنني تجاوزت كل ما فعلته بي تلك المجنونة وأتيت لبيتكم وطلبت يدكِ من أهلك ؟
دعاء(ضحكت بغبن):- لأنك مجبر يا حساااام مجبر على ذلك
حسام(دفعها إليه واستراح بجبهته على جبهتها):- لا يا دعاء لا أنا أحببتكِ ولا زلت وأريدكِ أن تكوني زوجتي وأم طفلي لقد تيقنت أن هذا ما كتبه الله لنا حبيبتي
دعاء(بشعور خائن يجبرها على تصديقه وآخر يحثها على العكس):- أتعلم أنني ما عدت أصدق وعودك يا حسام ؟ لقد سقطت من نظري مئات المرات
حسام(قبل وجنتها):- سأعيد بناء تلك الثقة حبيبتي وسترين ذلك بعد زواجنااا
دعاء(تقاوم شعورها بقربه):- دعنا نعود إليهم عيب أن نبقى هنا أكثر ..
حسام:- ستسامحينني صحيح ؟؟
دعاء(نظرت إليه بقلة حيلة):- دع ذلك للأيام يا حسااااام
في غرفة مرام بقرب مكتبها الخاص تشتغل على حاسوبها الإلكتروني وولجتها رسالة نصية ما إن فتحتها حتى ابتسمت ..
فريد:- ميمي هل أنتِ مستيقظة ؟
مرام(ردت عليه بأخرى):- وهل أنا دجاجة حتى أنام بهذا الوقت ؟
فريد:- يعني قلت لنفتتح الحديث بطرفة مرحة (أيقون يغمز)
مرام:- ههه كيف حالك ؟
فريد(مشتاق لعينيكِ الفيروزية):- بخير .. اعذريني لم آتي للمؤسسة اليوم انشغلت بعمل مهم ولم يكن بوسعي أن أزوركِ
مرام(كنت أنتظرك بفارغ الصبر):- لا بأس ..
فريد(نظر جانبه في المقعد وهو بالسيارة):- بصراحة معي شيء يخصكِ من فريق الرسم تيمو وجماعته يعني وعليكِ أن تتسلميه فلقد صرع رأسي باتصالاته كي يعرف رأيكِ بالهدية ؟
مرام(بفرحة عارمة):- هدية لي يااااه هه
فريد(استساغ ضحكتها):- أممم ساهم الجميع فيها كتعبير بسيط عن امتنانهم لكِ
مرام(بشعور طيب أغدق قلبها بالسعادة):- طيب لما لم تحضرها لي يا فريد هل هذا شيء يؤجل معه حق تيمو ..
فريد(مسح على جبينه):- أنا قريب من بيتكم هل يمكنني إحضارها الآن ؟؟
مرام(بتفكير):- أممم لما لا أساسا أهلي منشغلون بأمور ثانية يمكنني أخذها منك بسرعة
فريد(بحماس شغل محرك السيارة):- تمام دقائق معدودة وها أنذا أمام بيتك انتظريني
مرام(عضت شفتها):- حاضر …
بحماس حركت كرسيها وتوجهت لمرآتها الأرضية وأخذت تعدل من هيأتها لترى فريد أخيرا ذلك اليوم وتطفأ لهيب أشواقها التي تكونت بداخلها فجأة من أجله ..
في هذه الأثناء كانت الأسرة تقرأ فاتحة حسام ودعاء
عبد المالك:- ولا الضالين .. آمين ..صدق الله العظيم … ألف ألف مبروك
إياد:- آمين ..مبروك يا دعاء مبروك سيد حسام
دعاء(ابتلعت ريقها):- الله يبارك فيك إياد شكرا عمو عبد المالك
حسام:- شكرا لكم ..
ميرنا وكوثر(ركضتا لدعاء بعناق):- يااااي مبروك مبروووك
مديحة(ببكاء عانقت أختها):- عوااااطف اهئ اهئ
عواطف(تبكي هي الأخرى):- الله يسعدهم يارب ..
نور(بحزن دفين اقتربت من جدتها وجلست):- أنا أحترق ..
نبيلة(بكره أيضا):- لا بأس …ستتعودين ..
نور(رفعت حاجبها وهي تنظر لصرامة جدتها التي لم تحرك ساكنا وكأن هذا المشهد مكرر بالنسبة لها):- الآن فقط بت أعرف من أين ورثت جيناتي الحيزبونية دهنن…
حسام(ابتسم لنور وهو يمسك بيد دعاء):- روحي
نور(استقامت وتقدمت إليه بخيلاء مستغلة انشغال أهلها بالتهاني فيما بينهم):- لن تسمع المبروك مني حتى يوم الزفاف ولا تنسى أن تحضر معك عقد الشقة عينها باسم دعاء لن أتنازل عن ذلك مطلقا
حسام(بتحدي جانبي):- وما كنت لأنساها لأن هذا أقل شيء يمكنني تقديمه لمحبوبتي
دعاء(نظرت له):- لقد تعبت ..
حسام(قبل يدها):- سأكلمكِ حبيبتي وإلى موعد الزفاف ارتاحي قدر ما تستطيعين من أجل طفلنا الصغير هاااه ؟؟؟
نور(صبرني يا رب):- هفف فهمنا فهمنااااا … اترك يدها الآن ..
عبد المالك(تقدم من عواطف ليهنئها):- تهانينا
عواطف(ابتلعت ريقها بتوتر):- شكرا يا سيد عبد المالك على وقوفك بجانبها في يوم مهم كهذااا
عبد المالك:- ولو دعاء مثل كوثر ابنتي وفي معزتها أيضا ويسرني أن أكون وكيلها لا تقلقي أنا ما كنت لأخذلكِ أبداا يا عواطف ..
عواطف(نظرت إليه بتوتر):- أعلم ذلك ..
مديحة(انضمت لهما):- يااااه يا عواطف يلزمنا الكثير من التخطيط فالزفاف على مقربة منا وليس أمامنا وقت
عواطف(غاصت معها في التفكير وعيناها تقاومان نظرة عبد المالك المليئة بالحنين):- احم
إياد(أوصل حسام حتى الباب):- سررنا بالتعرف عليك سيد حسام
حسام(بابتسامة):- يسعدني أيضا أن أتعرف بشخصيات مهمة مثلكم كان شرفا لي
إياد(بمودة):- على الرحب والسعة .. ومبارك مرة ثانية سيد حسام ..
حسام(حرك رأسه وابتعد وهو يركب سيارة الأجرة التي طلبها):- وداعااا ..
إياد(أشار له وسيارة الأجرة مبتعدة عن الشارع ثم ولج البيت لكن قبل أن يعود إليهم رن جرس الباب من جديد):- من المؤكد أنه قد نسي شيئا .. تت مرحبااا
فريد(بحرج):- مرحبا ..أ هل الآنسة مرام موجودة ؟
إياد(رفع حاجبيه بتعجب):- مراااام ..
مرام(ظهرت من خلفه وهي تدفع كرسيها على عجلة كي تصل):- أ.. فريد مرحبا
إياد(أخفض حاجبيه بتعجب):- فرييييد
فريد(نظر لإياد الذي كان يحدق فيهما كلا على حدة):- أنا فريد صديق مرام
إياد(صافحه):- وأنا إياد .. بمثابة شقيقها الأكبر
فريد:- اممم تشرفت بمعرفتك
إياد(لاحظ شحنة التوتر هناك):- طيب تفضل أهلا وسهلا بك
فريد:- لالا أريد الآنسة مرام في شيء بسيط وسأرحل
ميرنا(لحقت بهم):- ماذا هناك ؟
إياد:- تعالي يا ميرنا لتتعرفي على صديق دلوعتنا السيد فريد
ميرنا(نظرت لخجل مرام وصغرت عينيها بمكر):- اممم فريييييد
فريد(ابتسم بمرح):-هه صراحة لم أكن أعلم أن اسمي ممتع لهذه الدرجة ..
مرام(ويلك !! مادمت قد وقعت بين يدي هذين فالله معي):- تفضل قليلا لو سمحت
فريد(أمسك بطرفي العلبة التي يحملها بين يديه ووافق على الدخول):- تمام ..
ميرنا(انحنت لرأس مرام وهي تنظر لإياد الذي سبقهما وهو يعانق فريد):- فريييد هاه سوف تحكين لي كل شيء فور رحيله يا خبيثة
مرام:- ماذا أحكي هه لا يوجد شيء لأحكيه هو أستاذي و..
ميرنا(دفعتها بالكرسي وهي تتابعهما):- فهمت فهمت ههه
عواطف(اندهشت من قدوم ضيف غريب):- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فريد:- أ.. آسف لأني أتيت بدون موعد لكن احتجت لرؤية الآنسة مرام على وجه السرعة أنا أعتبر مدرسها بالمؤسسة وصديق
عواطف(وقفت ورحبت به):- أهلا وسهلا بك يا بني تفضل اجلس
نور(استقامت وصافحته):- أهلا بك يا فريد لا زلت تذكرني صح ؟
فريد(بدعابة مرحة):- وهل يمكنني نسيان الأخت الكبرى لمرام .. سيدة نور أرجو أن تكوني في تمام الصحة والعافية ؟
نور(ابتسمت له):- الحمدلله تفضل بالجلوس .. هذه أمي عواطف وتلك خالتي مديحة وهناك جدتي نبيلة أما هذه فكوثر صديقة العائلة وتعتبر فردا منها هي والعم عبد المالك والدها ، أظن أنك تعرفت على إياد وميرنا أختي
فريد(كان ينتقل بنظره حسب إشارتها له):- تشرفت بمعرفتكم جميعا ..
عبد المالك(استقام):- كنت سأكون متشوقا بني لضمك لأخوية الشعر والأدب لكن لا وقت لدي الآن ههه ..اسمحوا لي سأستأذن منكم لدي بعض الأعمال المترتبة غدا ويلزمني النوم باكرا ، ها يا كوثر هل سترافقينني أم ستبقين ؟
كوثر(صغرت عينيها):- اممم خذني معك بابا أيضا لدي عمل في الصبح الباكر .. يا جماعة نستأذن منكم ونلقاكم على خير بلا شك لدينا أسبوع حافل حفلة سجى زفاف دعاء الله أعلم ماذا سيأتي بعد في الطريق ههه
ميرنا:- سنشبع احتفالات يا بنت جهزي نفسكِ ههههه
إياد:- يا ليت وصال كانت معنا الآن من سيرافق حضرتي أثناء غياب حضرتكما بسبب التجهيزات هااااه …
مديحة(ربتت على كتفه):-ولو يا روح خالتك مديحة ستشرفنا هنا في نظرك من سيساعدنا في ترتيب البيت هاه ههههه
إياد(تبدلت ملامحه ونظر لفريد):- أحم خالة مديحة لدينا ضيف فاحترسي ههه
فريد:- سعدت بالتعرف عليكم يتضح أنكم أسرة محببة للقلب ويسرني أن أقدم لكم يد المساعدة أيضا في أي وقت
عواطف:- يااا الله كان لدينا ولد وقد أتانا ولد آخر ربي يبارك فيك يا عزيزي
مرام(حركت كرسيها):- تفضل معي يا فريد لغرفة الضيوف .. احم
نور(حولت عينيها وتحت أسنانها):- ألهمني الصبر يا رب من سأحرس لأحرس ….
مرام(بعد ولوجهم لغرفة الضيوف):- أعتذر منك على هذه اللخبطة يعني الليلة قد تمت قراءة فاتحة ابنة عمي وسيكون زفافها الأسبوع المقبل لقد استأذنت بالصعود لغرفتها قبل قدومك لكنتُ عرفتك بها .. أحم .. هل تحب الحفلات ؟
فريد:- اممم ليس كثيرا ، لكن أختي فردوس تعشقها بجنون مهووسة بها يعني تتصيَّدها بشكل غريب ههه ..
مرام:- شوقتني للتعرف عليها هل هي تشبهك يعني بما أنكما توأم ؟
فريد(جلس بأريحية على الكنبة):- تتت أبدا لو رأيتنا بجانب بعضنا لقلتِ بأني أكبرها بسنة يعني نحن مختلفان تماما لا في الشكل ولا في الطبع ههه
مرام:- ههه جميل جدا لكن سأطلب من أمي أن تقوم بدعوتكم لحضور حفلة زفاف ابنة عمي صحيح هي ضيقة لكن سيسعدنا حضوركم أكيد
فريد(بشعور جميل):- من جهتي سأكون سعيدا بقبولها أما بخصوص أختي فردوس لن أتعجب إن قررت الحضور من الغد من أجل المساعدة هه
مرام:- هه مرحبا بها في أي وقت ..
فريد(بتنبه استقام):- آه كدت أنسى هدية الشباب تفضلي ..
مرام(بارتباك سعيد):- لقد كلفوا أنفسهم يعني لم يكن هنالك داع
فريد(أعطاها إياها):- ولو هذا شيء بسيط يا رب تعجبك
مرام(أمسكت العلبة منه وفتحتها بعناية وعيناها تبرقان بلهفة وحب):- لحظة ..
ما إن فتحتها حتى اعتلت وجهها ملامح الدهشة فهي لم تكن تتوقع أبدا أن تنال مثل هذه الهدية في حياتها ، كانت عبارة عن صندوق مرسوم عليه بطريقة يدوية وجه مرام واسمها أيضا بشكل احترافي جميل ، وبداخله وجدت سوارا بأحجار كريمة ملونة أمسكته بيدها وهي تتطلع إليه بإعجاب ونظرت له
مرام:- م… ما أجمله !!
فريد(ابتسم بفرح):- سيليق بكِ متأكد من ذلك ..
مرام(بخجل أعادته للصندوق):- كيف يمكنني أن أشكركم ؟
فريد(انحنى بلطف):- بأن تبقي صديقتنا دوماا
خفق قلبها بقوة لحظتها فعلى الأغلب كل شيء فيها قد وقع على اتفاقية صداقة طويلة المدى مع فريد وأصدقاء فريد وكل ما يخص فريد … الذي كان سيتحطم على بعد ثانية واحدة من خروج والده من نفس البيت الذي ولجه ، ثانية واحدة حجبت ذلك اللقاء المهول بين الابن والأب لولا حكمة الأقدار التي شاءت أن تنتهي تلك الليلة بسلام ، فلقد توجه حسام بسيارة الأجرة لعنوان معين حتى توقفت به عند ناصية مقهى بعيد .. ارتجل منها وهو يتطلع للداخل وبعد مغادرة السائق تقدم بخطوات وهنة متوجها نحو طاولة محددة داخل ذلك المقهى ...
حسام(جلس بكره):- تمت الخطبة والزواج بعد أسبوع
ناجي(بمرح دعابي):- مبروووك
حسام(رمقه شزرا):- مبرووك هل تمازحني ؟؟
ناجي(فرقع إصبعه مناديا النادل):- وهل أنا من سيتزوج مرتين ههه هنيئا لك يا رجل .. هييه لو سمحت قنينة مشروب مستعجلة هنا
حسام:- وستحتفل فعلا أنت قمة في الدناءة
ناجي:- هيا يا صاحبي لا تتذمر الآن واعترف أن لبؤتي الشرسة قد صادتك قبل أن تصدها
حسام(بغل في حق نور):- بشرفي سأجعلها تدفع الثمن غاليا ..
ناجي:- ليس قبلي يا حبيبي فأنا الذي سينال شرف البحث عن الكنوز هااااه هههه
حسام(صغر عينيه فيه):- وهذا مربط الفرس إن نلت ذلك الشرف فأكيد ستكون بقبضتي وساعتها سأفضحها في الكون كله لم يخلق بعد من يضع حسام النهواني تحت أقدامه
ناجي(بتفكير ملي):- هي قطعة صعبة وليست سهلة المنال لذا يلزمني معها صبر ونفس عميق فكي أقنعها بي يجب أن أكون أهلا للإعجاب
حسام:- هذه مهمتك يا ناجي وعليك أن تسلمني رقبتها في أقرب فرصة فأنا لن أنتظر طويلا
ناجي:- طيب ماذا ستفعل بالعروس والطفل ؟
حسام(بنظرة غدر):- تلك دعها لي فأنا لا أسير تحت رحمة أحد وذلك الطفل قلت من البداية أنه لن يبصر هذه الدنيا يعني لن يبصرها وسأجعلها تجهضه بطريقة لطيفة جدااا
ناجي(بخبث):- عن طريق الحب هههههه فعلا أنت خطير
حسام:- ههههه لم تعرفني بعد يا صديقي سترى ما سأفعله ببنات الراجي الواحدة تلوى الأخرى سأجعل كلا من دعاء ونور تدفعن ثمن تلاعبهن معي ..
ناجي:- إيييه أنظر للقدر فعلا الحظ معك من كان يظن أن الصدفة ستلعب لصالحك وستطلبني نور الراجي كي أقوم بمساعدتها في تنبيهك ههه أتعلم فور نطقها باسمك قاومت رغبتي في الضحك الشديد لكنني تمالكت نفسي إن كشفت أمري ستدس في عيني مشبك شعرها دون تردد
حسام:- هههههه فعلا كانت ضربة حظ لكن ما كنت ستغدر بي يا صديقي الحميم ؟
ناجي(بعد أن أتاهم النادل بقنينة المشروب وصب كأسين لهما ..رفع كأسه):- ولو بقطع رقبتي ههههه … نخب الصداقة يا نذل
حسام(ضرب بكأسه وعيناه تقدحان بخبث):- نخب النذالة يا صديق هههههههه

"دَعني أتذوقُ عشقكَ بإفراط فلقد اصطبرتُ على رغبَتي وما عُدت بقادرةٍ على الكتمان "
أخيرا استفردت بنفسها في غرفتها فبعد أحداث ذلك اليوم الحافل شعرت بأن طاقتها بالمجمل قد استهلكت خصوصا وأنها قد تملصت من الشركة بسرعة بعد التوقيع خصيصا من أجل دعاء وهذا جعلها لا تشبع من رؤيته أجل فلقد اشتاقت له وقد أقرَّت بذلك لنفسها ، وعليه أمسكت بهاتفها مرارا وتكرارا كي تتصل به ولكن لم تجد أدنى حجة لذلك ..
~ في ذلك اليوم ~
بشركة دابليو إر كانت ميرنا بمكتبها تعدل بعض التقارير من أجل التوقيع الذي سيتم بعد برهة من الوقت ، لكن قاطعها دخول رقية المستعجل يعني أصبحت عادتها المستديمة أن تقتحم مكاتب الشعب دون سابق إنذار ^^
ميرنا:- يااه يا رقية أنتِ تدخلين مثل الرعد
رقية(جلست على حافة مكتبها بأناقة):- آه يا ميرنا هذا لأني أتيت لأساعدكِ فعملاء شركة هيرمكانا على وصول
ميرنا(رتبت التقارير بالملف وهي تضع قلمها محله):- لا تقلقي كل شيء جاهز ، لقد حرصت على تحضير التقارير بطريقة سهلة تمكنهم من الاطلاع على كل البنود الرئيسية
رقية(رفعت حاجبها):- هل حسبتِ حساب العم ؟
ميرنا:- أ.. فؤاد رشوان حسبما سمعت طبعا طبعا لقد أخذت حضوره بعين الاعتبار وجهزت له تقريرا بالمرة
رقية(ضربت على كتفها):- عفارم يا نشيطة ههه أ.. ميرنا بما أنه لا يزال هناك متسع بسيط من الوقت هل لي أن أسألكِ سؤالا خارج نطاق العمل يعني إن كان وقتكِ يسمح ؟
ميرنا:- أكيد يا رقية هل ستطلبين موعدا أيضا من أجل ذلك ههه انطقي يا بنت
رقية(فركت يديها وهي تزفر بعمق):- إياد .. أ.. هل هو ..
شهاب:- أوووه هل ما زلتما تتحادثان هنا لقد وصل السيد هاشم وسكرتيرته .. تعالوا لغرفة الاجتماع فورااا .. ميرنا التقارير هاااه
ميرنا(مطت شفتيها وهي ترفعها له):- جاهزة
شهاب(غمزها من محله وغادر):- تمام يا حلو ..
ميرنا(حولت عينيها وزفرت بعمق):- هففف .. ها ماذا كنتِ تقولين يا رقية ؟
رقية(استقامت وعدلت ثيابها):- ألازلتِ تودين التحدث هيا يا بنتي قبل أن يحولوا غرفة الاجتماعات إلى مكتبك ، على فكرة آل رشوان أجنُّ منهم ما رأيت في حياتي قد يفعلوها وبثغر مبتسم ههه
ميرنا(نهضت وهي تضم الملفات بيدها):- ههه لمست ذلك صدقيني .. أ.. لكن ألم يتأخر السيد وائل على الحضور هو يعلم أننا سنوقع اليوم ترى ما سبب تأخره هكذا ؟
رقية(تسير بجانبها خارجتين من المكتب):- هو موجود يا ميرنا
ميرنا(توقفت وعقدت حاجبيها):- أ.. لقد سألت عنه وأخبروني أنه لم يصل بعد ؟؟
رقية(رفعت حاجبيها):- تت بعد وصولي كلمته مباشرة واتضح أنه يتأمل لا تركزي كثيرا سوف يلحق بنا في الوقت المناسب هذه عادته هه وائل يحب الدراما ..
ميرنا(سحبتها رقية خلفها من يدها وهي لم تفقه حرفا مما قالته رقية):- يتأمل .. دراما .. موجود آه يا رقية كيف يستطيعون فهمكِ من كلمة لقد توهتني صدقا ..
فؤاد(بصوت جهوري):- ما عاش ولا كان اللي يتوِّه ميرنا الراجي .. مرحبا أعرفكِ بنفسي أنا فؤاد رشوان تشرفت بمعرفتكِ صحفيتنا القديرة
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تصافحه):- تشرفت بمعرفتك أيضا سيد فؤاد ..
فؤاد(صافح رقية بدورها):- أليس عيبا أن توتري وسيطتنا بتلك الطريقة يا رقية حاسبي فهي ليست بوائل ولا شهاب هممم
رقية(اصطنعت بسمة بصعوبة):- لا تقلق يا سيد فؤاد ميرنا صديقتي أيضا
فؤاد(رفع حاجبيه):- أحقا ؟؟ عجيب كيف تكونين صداقات مهمة مع الكل ومعي لا .. تصدينني وكأنني العدو رقم واحد في لائحتكِ السوداء
رقية:- أو لست كذلك ؟؟؟ طالما تزعج أصدقائي سآخذ موقفا منك أنا أيضا
فؤاد(مال برأسه بجانبها):- احذري أنتِ طرف محايد وأنا مظلوووم وحياتك يا رقية
شهاب(أطل من باب غرفة الاجتماع):- أين أنتم ؟؟
وائل(ابتلع ريقه وتقدم من خلفهم):- هل بدأتم الاجتماع هنا في الرواق ؟؟
ميرنا التفتت للأمام نحو شهاب وعادت لتنظر للخلف نحو وائل كانت بالنصف واعتبرت أن تلك اللحظة الفارقة مثل مفترق طرق عليها أن تختار إلى أين ستنتمي ، عادت ونظرت لهما مرتين متتاليتين وكأنها تحاول وضع نتيجة تريح قلبها وعقلها في آن الوقت .. أغمضت عينيها لوهلة بسيطة والتفتت للوراء فسلطة ذلك الشخص الذي يتقدم من خلفها كي يجاورها تهندس مجمل مشاعرها لتبني قصرا خرافيا له وحده بقلبها .. ابتسمت وهي تتنهد فقد أيقنت أن سلطة وائل عليها أكبر من السلطة التي كان يملكها شهاب ذات يوم والتي لم يعد منها شيء البتة فقد أصبحت مشاعرها تجاهه أبرد من الثلج بعكس مشاعرها تجاه وائل التي تتأجج نارها كلما قربها ، مثل تلك اللحظة تماما فقد حاولت تمالك نفسها كي لا تبدو بمظهر البلهاء مجددا خصوصا وهو يتجاوزها تاركا خلفه عطره الذي جعلها تتهور وتلحق به دون إدراك .. متجاوزة بدورها كلا من رقية وفؤاد اللذين ظلا يتناقشا حول طبيعة المشاعر المتبادلة بينهما ، لكن اصطدامها بعيون تلك المائعة قلب مزاجها من انسيابية لشراسة ولؤم ..
مروة(استقامت وهي تصافح وائل بميوعة):- واااائل أخيرا التقينا من جديد ..
وائل:- آنسة مروة رجاء تفضلي ..
هاشم(صافحه بدوره وعاد ليجلس محله):- سررنا بموافقتكم على هذا العقد الذي نستبشر خيرا منه يعود بالصالح لإسمكم ولشركتنا أيضا ..
فؤاد(جرَّ كرسيا وجلس مقابلهم):- هذا سيساهم في توسيع نطاق منتوجاتنا في السوق العالمية لولا ذلك ما كنا غامرنا بالتعاقد مع شركة وليدة الأمس ..
هاشم(يحاول ضبط أعصابه):- معكم كل الحق فالثقة هنا تشبه ضربة الحظ فهي ليست مضمونة إنما لن تنكروا أنها أهل للمغامرة
شهاب:- في ساحتنا لا يوجد هنالك مجال للمغامرة سيد هاشم
مروة:- ولكن التجربة لن تضر أكثر مما ستفيد
ميرنا(استفزتها):- هذا يعتمد على مدى احتساب سعة الخسارة وقيمة المكسب
مروة(صغرت عينيها فيها وتابعت برزانة):- لو كان الجميع يحسبها بتلك الطريقة التي ذكرتِ لوجدنا كل السوق في خسارة لأن قانونه الوحيد هو المقامرة
ميرنا:- هنا سنكون في مزاد كبير للشركات المفلسة لأنه بالتهاون الذي ألمسه من كلامكِ آنسة مروة سنصطدم بطريق مسدود لن يعود علينا بالنفع بل سيودي بنا نحو الهاوية
مروة(تغلغلت بالغضب):- إن كان ذلك سيساهم في إفساح المجال لبلوَرة الشركة في خانة التطور لا أرى أي مانع
ميرنا(تابعت بقوة):- ولكنكِ نسيتِ عامل الوقت فأي منتج ظهر ولم يجد صيته يعتبر منتهيا حتى قبل أن يأخذ فرصته وهذا ما قد يقتل الشركة قبل ولادتها
مروة(سحبت نفسا عميقا):- هه هل نلمس هنا ترددا ؟؟
وائل(قاطع ميرنا قبل أن تتكلم):- نحن أعطيناكم كلمتنا وليست شركة دابليو إر التي تتراجع في قراراتها آنسة مروة ، ولكن كلام وسيطتنا مصيب في جل نقاطه
شهاب:- ههه أرى أننا قد بدأنا اجتماعنا بسلبية وتخوفات لا يجب أن تحصرنا في حالة التوتر
هاشم:- أوافقك الرأي تماما سيد شهاب
رقية:- ميرنا لما لا توزعين التقارير علينا لنبدأ دراسة البنود سوية
ميرنا(استقامت بها):- تمام ..
منذر(من محله):- من الجدير وضعكم بالصورة على أساس أنكم مدراء الشركة .. سيحمل العقد توقيعا شخصيا لصاحب أكبر أسهم بالشركة وهو السيد وائل رشوان نظرا لأنه موكل بأسهم أخته هديل رشوان فله الأحقية بذلك ..
فؤاد(ضرب بقلمه المكتب):- الأحقية للأكبر سنا لكن لا بأس هنا المكان للأقوى
شهاب:- وللخبرة أيضا يا عم لكن وائل أهل لها
وائل(رمقهما بصرامة ليصمتا):- يمكنكما المفاصلة حتى الصباح أمام الغير ..
فؤاد(بتنبه لهاشم ومروة):- امم يمكننا حل شكلياتنا العائلية بعد الاجتماع معك حق ..
وائل(حول عينيه بتعب وقد وصله عطرها من خلفه بعد أن أتته بملفه بتلقائية استدار إليها بكرسيه المتحرك):- شكرا لكِ ..
ميرنا(قدمت له الملف برعشة تسري بسائر جسدها جعلتها تجفل وتوقع كل التقارير أرضا دفعة واحدة):- هئئ ..
وائل(انحنى بلطف معها ليجمع معها الأوراق):- اهدئي .. لم يحدث شيء
أخذ يجمع معها الأوراق ورقة ورقة بينما كانت تضع خصلة خلف أذنها وتحاول ضبط أنفاسها بقربه وخفقات قلبها تشتد خفقانا يجعلها تقترب من فقدان الوعي ، فأنفاسه القريبة توترها أكثر مما تهدأ من روع عينيها المرتبطة برباط وثيق لا يسمح لها بإزاحتهما عن مداره .. كان قد جمع مجمل أوراقها وأعادهم للملف وبقيت ورقة واحدة وما إن همَّ بإحضارها حتى لامس بأصابعه أصابعها تلقائيا ، وكأن تيارا كهربائيا ضرب فيهما كليهما فلقد سرى بينهما كشعلة فتكت بكل نقاط الصبر والمقاومة ، لم يزح عينيه من عينيها فلقد كان يناظرها بتعب قاتل يهلك وتينه أما هي فقد علت وجنتاها حمرة وردية جعلتها تبدو كحلم صباحي جميل .. تنحنح بصعوبة وهو يبتلع ريقه واستقام قبلها ووضع الملفات بيدها بلطف فأخذتهم منه وهي تستقيم بدورها وعادت لمحلها وهي ترتعش من تلك اللمسة المؤثرة فيهما معا .. بمشقة الأنفس سار الاجتماع على خير وتم التوقيع بين الشركتين وتمت الموافقة على الحفلة التي قامت شركة هيرمكانا بتنظيمها ليلة غد للاحتفال في أفخم مكان بالمدينة وذلك من أجل إخبار الصحافة والإعلام وكذا إذاعة الشراكة بينهما لدعاية أكبر تعود عليهم بالربح ، وهذا كله ضمن خطة تكتيكية تسير خلف الكواليس ..

وعلى سيرة التكتيك والخطط والذي منو سنتوجه لهذه الشقة حيث كانت تودع شخصين لم تعرفهما سوى لساعات بسيطة لكنهما تركا بقلبها أثرا عميقا ..
نسيمة(تعانق وصال):- آه يا روحي سأشتاق لكِ لكن عديني فور عودتكِ أن تتصلي بي
وصال:- سأتصل يا خالتي نسيمة وعد شرف ..
صلاح:- والله أحببناكِ ألا يكفي أنكِ صديقة ابننا الغالي جاسر
جاسر(مكتفا يديه ومتكأ على الحائط):- مازلت هنا أنتظر انتهاء ساعة الوداع ثم هي ليست راحلة للمريخ يعني كلها أشهر وسترونها ويمكنكم حتى المكوث معها ببيتها ..
وصال(رفعت حاجبها هل يغار هذا الطفل الكبير أم أن هذا يتهيأ لي ؟):- هيا سنترككما الآن حان موعد رحيلنا .. أراكما على خير
نسيمة:- انتبهي لنفسك أمانة يا جاسر حطها في عينيك يا ولدي
جاسر(رفع شفته فيها وتجاوز النظر في وصال):- هذا ما ينقصني ..
وصال(سمعته وبغصة مسننة):- لا تقلق سنعود للمعسكر وسيعود كل شيء كما كان
جاسر(لم يحبذ سماعها له لكن بدون اهتمام سبقها):- لا تتأخري ..
صعد لسيارته الجيب وكلتا قبضيته على المقود متشنج العضلات ونظراته تستطيع أن تفتك بناموسة لو مرَّت بجانبه تلك اللحظة ، حتى قدومها الهادئ من بعيد بشعرها الأسود الذي سرقته من الليل وعيناها السوداوتين الأخاذتين واللتين لم يتمكن من مغالبة بريقهما اللذيذ ، أجل لذيذ فقد استلذه يوم أمس بكثرة وبات يدغدغ فيه شيئا داخليا يجعله في مواجهة ضارية تترجم بعصبيته المفرطة تلك .. أخذ يزمر لها كي تصعد بينما نسيمة وصلاح رافقاها حتى الخارج وهما يودعان ويدعوان ويتوعدان بالخير لكليهما ، ركبت ببسمة خفية فالمشاعر اللطيفة التي استشعرتها من الزوجين القديرين جعلتها تمتن لمرضها الذي عرفها على هؤلاء الأشخاص وكذا على جانب طفيف من حياة هذا الوحش الذي زمجر بسيارته وأخذ يخط أديم الطرقات بنرفزة نافذة ..
وصال:- سيدي هل لي باستخدام هاتفك يعني بما أنه لا يوجد متسع من الوقت كي أزور أصدقائي أود التحدث معهم .. رجاء أحتاج لسماع صوتهم
جاسر(أخرج هاتفه بدون حرف وقدمه لها):- … لارد
وصال(أمسكته منه بحب وطقطقت رقما):- هه .. ..تييت تيييتت تييييت تت ميرنا لا ترد سأجرب رقم كوثر .. تيييييت تيييت اففف وهذه لا ترد سأجرب إياد .. تييييت تيييييييت تيييت تي ألووووو إياااد هذه أنا وصال
إياد(باستغراب في الرقم):- وصااااااال يا بنت اشتقت لكِ من أين تتحدثين ؟
وصال:- أ.. من رقم مديري أحم طمني عنكم يا روحي كيف حالكم وحال ميرنا وكوثر حقا اشتقت لكم بحجم الكون
جاسر(رفع حاجبه بصدمة "روحي ومشتاقة"):- الله الله ..
إياد:- نحن بخير ولا ينقصنا إلا النظر إلى وجهكم الكريم ههه صدقا يا بقرة اشتقنا لفصولكِ الناقصة هنا وهناك ..ألا توجد لديكم إجازة مستقطعة مثلا ؟
وصال:- مع الأسف لا أستطيع رؤيتكم أنا فعلا بالمدينة وقد أتيت في ظرف طارئ
إياد(بقلق ارتسم على ملامحه):- وصال هل أنتِ بخير هل هناك مشكلة ؟
وصال(ابتلعت ريقها):- لا لا يوجد أدنى مشكلة يعني أتيت في مهمة مستعجلة وأنا في طريق العودة الآن .. لقد كلمتك لكي أطمئن على أحوالكم فقط بشكل سريع ؟
إياد(بارتياح):- أووه أفزعتني تعلمين أنكِ تستطيعين الاعتماد علي يا وصال يعني حتى لو كنا مثل القط والفأر تبقين عزيزة علي ههه
وصال:- يا لجنونك لقد اعتقدت بأنك افتقدتني فعلا لكن أظن أن ثنائي التذمر قد غطى على غيابي صحيح ؟؟
إياد:- وهل هذا سؤال يا فتاة يبقى لكل منكم مكانه بقلبي الواسع
جاسر(زفر بعمق وهو يوقف سيارته ونظر إليها):- ماذا ؟؟
وصال(بارتباك):- أ.. طيب يا إياد سلم لي على البنات سأكلمك لاحقا وداعا .. تت تفضل هاتفك .. هل انزعجت ؟؟
جاسر(أمسكه منها بعصبية):- لا
وصال:- لكن شكلك يوحي بغير ذلك ..
جاسر(أغمض عينيه وفتحهما بغضب فيها):- أمامنا ساعات سفر من الأرجح أن تطبقي فمكِ وترتاحي أنتِ لا زلتِ متعبة ..
وصال(أحيانا يربكني بتناقضه يا عمي ارس على موقف):- تمام تمام سأصمت .. لكن أنا لا أطيق السفر بصمت هكذا شغل لنا شيئا من الموسيقى
جاسر(رفع حاجبه بمتعة خفية وفتش بجيب سيارته وجذب منه قرصا ووضعه):- أوك
كم ندمت ندمت ندمت لأن لسانها الناقص أوقعها في هذا الصخب والضجيج الذي كرهته كرهااااا يشمل كل مغنيي تلك الحقبة فالسيد الرائد القدير من عشاق الروك وهاتك يا روك طوال الطريق ونفس القرص يدور كما كانت تدور برأسها عصافير ملل وكره ورغبة في القتل جعلتها تشفى من كل سقم بسبب ذوقه المذهل … واخيبتاه قالتها وهي تهز رأسها فيه يمينا وشمالا بينما كان يردد بصوت رخيم مزعج معهم بعض الكلمات والحماسة سيدة الموقف لكن أي موقف ذاك كانت تميل بشفتها مستغربة فيه إذ لا علاقة لا علاقة تربط بوحش الكهوف مع ذلك الزمن إلا في الجنوووووووووووووووووون المطلق ….

بشركة دابليو إر
فؤاد(مكتفا يديه):- همام دعهم يجهزون السيارة سنغادر بعد قليل
همام:- بأمرك سيدي ..
فؤاد:- هاااه يا وائل هل سنتحدث الآن .. أم لا زلت ستتحاشاني كما فعلت ليلة أمس حين اتصلت بك ؟
وائل(زم شفتيه ونظر إليه):- أنا لم أتحاشاك لكنني لا أريد التحدث بالموضوع إطلاقا لأنه شيء يخصني أنا شخصيا ولا علاقة لك أو لشهاب به
فؤاد:- ماذا كان يريد منك ؟
وائل(بعصبية نفاثة مسح على جبينه واستدار إليه):- لقد قلت لك أن الأمر يخصني ثم دعني أفهم منك شيئا ألن تكف عن تصرفات العصابات تلك ؟؟ لا تهمني الوسيلة التي عرفت بها الأمر لكن ابتعد عن طريقي رجاء ولا تدعني أقلل احترامي الذي أحصره في بوتقة ضيقة من أجلك يا عمي …
فؤاد(صغر عينيه فيه):- لا شيء يخفى علي يا كبد عمك لذلك ضع في حسبانك أيا كان ذلك الأمر سأعرفه بطريقتي
وائل(اقترب منه بخطوات بسيطة):- يفضل ألا تتدخل لكي لا تجلب على نفسك وابلا من السخط يكفيك سنين النفي التي نلتها سابقا
فؤاد(برقت عيناه بغضب واقترب في مواجهة معه):- تلك السنين ذنبها معلق على جبين غيري وأنت تعلم من هم فلا تجعلني أستحضر لك الأموات هنا وفي يوم كهذااااا
وائل(بقوة هدر فيه):- إياااااااك والتحدث عنهم بطريقة غير مقبولة لأنني ساعتها سأنسى أي رابطة دموية تجمعني بك وسيسرني أن أقحم برأسك ما معنى أن نكون من نفس العائلة
شهاب:- ماذا يحدث هنا ؟؟ أغيب للحظات كي أودع هاشم وجماعته وأعود لأجد هذا المنظر ثم لما أشعر وكأنكما إخوة وليس عم وابن أخ .. وائل احترم عمنا فمهما كان يستحق منا ذلك الاحترام
وائل:- واووو فاجأتني يا شهاب هل أصبحت أنا السيء الآن ؟؟
شهاب(اقترب منهم):- لست كذلك ولا أحد كذلك الظروف فقط هي التي رمت بكل واحد منا في ضفة مغايرة ليتضح لنا جليا أننا نقف على نفس الجزيرة ..
فؤاد(رمش بعينيه فيه):- هل بتَّ تشاهد أفلام الكرتون ؟
وائل(زفر بعمق):- أنا مغادر ..
فؤاد(سحب نفسا عميقا):- سنكمل حديثنا هذا فأنت لن تتهرب مني العمر كله
وائل(نظر لشهاب كي يتكلف):- الرحمة يا ربي الرحمة ..
شهاب(بعد ذهابه):- ما الموضوع ؟
فؤاد(تنهد بتعب ونظر إليه بعمق):- لقد فتحت أبواب جهنم يا شهااااب …
شهاب(بذهول):- ليس الآن ليس الآآآآآآآن … وائل لن يتحمل
فؤاد:- والله قل هذا الكلام له بنفسك ثم وائل لا يريد أن يفصح لي ما سبب تلك الزيارة ولا ماذا حدث هناك .. لما لا تحاول أنت بطريقتك سيفيدنا معرفة مجريات الموضوع لكي نتصرف
شهاب(حك شعره بتفكير):- طيب الليلة سأزوره ببيته وأحاول أن أفهم منه الموضوع لا تقلق
فؤاد:- تت تمام ..
غادر وزمهرير الغضب يسبقه بخطوات حتى أنه لم يلحظ وجودها بالممر ولم يستقل المصعد بل توجه للدرج وغاص وسطه لعله يهرب من الضيق الذي يشعر به ساعتها ، وهنا انتابها القلق فهي لأول مرة تشاهده على ذلك النحو وأرجحت أن السبب من شهاب أو عمه لذلك ابتلعت ريقها واستقلت المصعد نزولا وسبقته للأسفل وقبل ظهوره من الدرج كانت تقف بانتظاره هناك بحيرة شديدة ..
ميرنا(بحنان):- هل أنت بخير ؟
وائل(برفق نظر إليها وهو يخط آخر درجة من السلم):- أ.. أجل هل تحتاجين لشيء ؟
ميرنا(مسحت على جبينها):- أ.. لا فقط أردت أن أن أسأل عن طابعة الورق لا توجد واحدة بمكتبي ولذلك أتيت للاستعلامات كي أعرف أين أتوجه بسؤالي هذا فقط .. احم
وائل(هز حاجبيه بتنبه وفتح أزرار سترته):- يمكنكِ استعمال طابعتي وسأطلب من منذر أن يتكلف بهذا الأمر ويوفر لكِ طابعة بأقصر وقت ..
ميرنا(بتلعثم):- تمام تمام هذا مفيد جدااا أ.. لكن .. يظهر لي أنك منزعج هل هناك ما يزعجك ؟؟
وائل(نظر خلفها ومص شفتيه بخفة):- يجدر بكِ التوجه فورا لمكتبك أنا لدي عمل خارج الشركة أراكِ لاحقا ..
لم تفهم منه شيئا فلقد انسحب من أمامها بسرعة البرق ولم تجد بدا سوى العودة لعملها فهو على الأغلب يحمل هموما تثقل كاهله ولن يشاركها بها أبدا مهما حصل لأنه بالمختصر المفيد شخص كتوووووووووم … تأففت وهي تعود للطابق العلوي وفور خروجها من المصعد وجدته أمامها فارتبكت قليلا لكنها آثرت المسير مستأذنة حتى استوقفها …
فؤاد:- من فضلكِ هل لكِ أن تعطيني من وقتكِ خمس دقائق ؟؟
ميرنا(باستغراب):- عفوا .. هل هناك شيء ناقص بالعمل ؟؟
فؤاد(تقدم إليها وهو يحرك عينيه بطريقة حماسية):- لا أبدا عملكِ كان محطا للإعجاب كانت خطوة ذكية منهم حين وظفوكِ هاهنا بيننا .. لكن حديثي ليس عن العمل فهل نتفضل بمكتبكِ أم تسمحين لي بدعوتكِ للمطعم من أجل شرب شيء ما ؟؟
ميرنا(رفعت حاجبيها بتوجس):- أ.. بمكتبي تفضل ..
فؤاد(متوقع يا بنات الراجي ههه):- كيف حال الأهل ؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها لما يسأل عن أهلي):- بخير ..
فؤاد(دلف وإياها لمكتبها وجلس على الكرسي بينما اتخذت محلها):- لن أطيل عليكِ الأمر أعلم أنكِ تستغربين طلبي يعني بما أننا قد التقينا للتو لكن صدقيني أنا أعرف عنكِ الكثير
ميرنا(أرجحت معرفته بسبب عملها):- أ.. بصراحة أنا مستغربة لحد الآن لم أعرف بما يمكنني مساعدتك سيد فؤاد ..
فؤاد(بمكر):- أليس غريبا أن توافقي على العمل هنا نظرا لخلفية موضوعكِ أنتِ وشهاب ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها إذ فاجأها تطرقه لهذا الموضوع تحديدا):- وما الضير من ذلك ؟
فؤاد(أجابها بتلاعب):- وما الغاية في ذلك ؟
ميرنا(بتوتر داخلي):- لا أجد أي مانع بصراحة الأمر ناسبني وقبلت به
فؤاد:- ومع ذلك هذا السؤال لم أجد له جوابا وقد شغل بالي كثيرا .. حبذا لو توضحي
ميرنا(هل يتعمد نرفزتي مثلا):- أحيانا نتحسر على أشياء تضيع من بين أيدينا لكن تأتينا بدلا منها أشياء أخرى أجمل وأحلى وهذا نفسه ما حصل معي .. وبغض النظر عن كل هذا وذاك لم أعرف بعد ما الذي تريده مني سيد فؤاد ؟؟
فؤاد(نظر إليها مليا ، آه كم كبرتِ يا ميرنا لقد كنتِ مجرد طفلة بضفيرتين لكن الزمن خط معالمه الجميلة على تفاصيل وجهكِ يااااه كم تشبهين أختكِ تت):- بصراحة ما أريده منكِ يتعلق بابن أخي أعلم جيدا أنه لم يترك لكِ أدنى فرصة للعفو ولكن هذا لا يجب أن يؤثر على الفرص التي قد تلي تلك العقبة يعني لا يجب عليكِ أن تحكمي عليه بالفشل قبل أن تجربيه
ميرنا(بعدم فهم):- كيف يعني ؟؟
فؤاد:- أود منكِ إعطاءه فرصة ليبرهن لكِ على صدق نواياه هذه المرة ثقي بي لقد تغير كثيرا منذ أن قبلتِ العودة والعمل هنا ، لقد تحول من محطم معنويا لشخصية مرحة متحمسة للازدهار يعني قد وهبته الأمل يا ميرنا وإن سحبته منه سوف يحزن ويتأزم وضعه وأظنكِ قد عرفتِ بتلك الحالة التي تنتابه حين الغضب الشديد ..
ميرنا(وضعت يديها على الطاولة بتعب متهالك لجسمها):- هل أفهم من حضرتك أنك تتوسط له عندي ؟؟ هل طلب منك شهاب أن تكلمني بخصوص موضوعنا ؟؟
فؤاد:- أبدا لا لكنني لاحظت شيئا وقررت أن أبدي ملاحظتي في الموضوع من منظور مختلف لا يلمسه غيري ..
ميرنا(استقامت وهي تستند على مكتبها):- أشكرك جزيل الشكر سيد فؤاد على قلقك بخصوص ابن أخيك لكنه راشد ليتدبر أموره ويتحمل نتائج أخطائه ، أما بشأن عملي هنا أريد أن ألفت انتباهك لو لم يكن لي غاية ترجى منه ما كنت وافقت عليه
فؤاد(صغر عينيه فيها وهو يتلاعب فوق الكرسي واضعا رجلا فوق رجل):- يعجبني ذكاءك لكن لا تثقي به فهو يخون في بعض الأحيان ..
ميرنا(نظرت إليه وهو يستقيم ويعدل سترته مقتربا منها):- اطمئن أستطيع أن أفرق بين الصالح والطالح وصدقني ما يفيد مصلحتي هو الذي سأعتمده ، فأرح بالك لأننا ناضجون كفاية كي نسير حياتنا بالشكل الذي نريده ..
فؤاد(وكأنني أرى نسخة أخرى من ملكتي):- طيب أردت فقط أن أشبع فضولي بالحديث معكِ الذي أطربني كثيرا ربما غدا سأكرره بالحفلة ههه .. أراكِ لاحقا ميري …
ميرنا(انتفضت بفزع وهي تسمع ذلك الاسم الغريب منه):- ميري ؟؟؟؟؟؟ هذا اللقب ليس غريبا علي .. لكن أين سمعته من قبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذهب وتركها في حيرة من أمرها لكن سرعان ما تداركتها حين وجدت اتصالات بالهبل من نور تستعجلها للحضور إلى البيت كي تساعد في تحضيرات تلك الليلة لاستقبال خطيب دعاء ..
~ في الوقت الحالي ~
كانت لا تزال تدور بغرفتها والهاتف بيدها تريد أن تطمئن عليه فلقد غادر الشركة بطريقة محيرة جدا بعد الاجتماع ، لكن ماذا ستقول إن رد عليها وما هي الحجة التي قد تساعدها من أجل تحقيق غايتها تلك .. مسحت خلف عنقها بتوتر وهي مغمضة العينين تبحث عن فكرة طائشة تمكنها من سماع صوته .. آه يا ميرنا متى تحولتِ لهذه الإنسانة الهشة بل السؤال الأهم متى حفر وائل رشوان آباره اللامتناهية بقلبك ؟؟؟ .. فجأة لمعت في عقلها فكرة ففتحت عينيها وهي ترسم ابتسامة شقية على شفتيها واتصلت ..
وائل(نظر لرقمها على شاشة هاتفه وهمس بخفوت):- آه منكِ يا قناديل مسائي …
شهاب(أتاه من المطبخ بصحن سباكيتي وهو ينهم منه):- هااا لما لا ترد ؟؟
وائل(بتوتر أقفل الهاتف ووضعه بجيبه):- لا أحد مهم ..
شهاب(صغر عينيه وهو يجلس مقابله):- هل هي سعاد مجددا هههه تلك المرأة قد جعلتك تنفر من كل النساء لا أدري حتى كيف سمحت لها بالدخول لحياتك
وائل(بتأفف من سيرتها):- أرجوك لا تستحضر سيرتها أمامي فأنا لا أحبذ التحدث بالسوء عن غيري ، فليسامحها الله
شهاب:- يا لأدبك لو كنت محلك لأعطيتها درسا لا تنساه
وائل:- الحمدلله ارتحت منها ومن وجودها لا أريد مشاكل ..
شهاب(وهو يسحب السباكيتي بشوكته):- لم تخبرني يا ابن العم ماذا حدث ليلة أمس ؟؟
وائل(رمى برأسه على الكنبة):- حتى أنت يا شهاب لا أشك أن زيارتك المفاجئة هذه الليلة وراءها هذا الموضوع نفسه
شهاب(وهو يبتلع الأكل):- من حقي معرفة الأمر أيضا .. هيييييييه يا عجوز أعطني الصلصة من عندك هذا الطعام شهي .. وأنت فضفض لابن عمك حبيبك عما حدث
انتفض من محله وهو يزفر بعمق يرفض إعادة التفكير في ما حدث ليلة أمس لكن أمام هذا السمج المدعو ابن عمه لن يستطيع الكتمان لوقت طويل خصوصا والموضوع يشمل الجميع ..
~ وائل يتذكر ليلة أمس ~
وائل(توقف حين استشعر حركة خلفه في ذلك الزقاق المظلم ونظر حوله):- ماذا الآن هل بت تلاحقني ؟؟
رستم(ظهر ومعه عدة رجال):- عليك أن تأتي معي سيد وائل ..
وائل(تنهد بكره وهو ينظر إليه ولرجاله باشمئزاز):- وإن رفضت ؟؟
رستم(هز له حاجبيه ببرودة):- لن ترفض لأن الأمر يهمك ..
وائل(حرك رأسه يمينا وشمالا وابتعد عنهم):- لن يسعكم إجباري بالقوة أسمعت ، والآن عد إليه وأخبره أنني لا أود رؤيته مجددا
رستم(حرك رأسه لرجاله الذين اعترضوا طريقه من جديد):- رجاء لا تصعبها علينا سيد وائل لن نأخذ من وقتك الكثير نعدك بذلك
وائل(لم يجد بدا فذلك العار سيلحق به أينما ذهب):- إذن سأذهب بسيارتي
رستم(اعترض طريقه مجددا):- عفوا منك دع ذلك الأمر لرجالي …
وائل(فاض صبره وبرجولة خشنة تعني أنه يلعب مع الشخص الخطأ):- إلى هنا ويكفي … ابتعدووا عن طريقي
رستم(بصبر زفر وهو يهدأ من روعه):- عليك أن تقابله وبعدها سترتاح منا لذلك سايرنا لو سمحت
وائل(فكر مليا حتى لو غادر فذلك الشخص لن يهنأ باله حتى يراه لذا قرر أن يقطع العرق ويسيح دمه ، بعصبية أعطى مفتاح سيارته لأحد رجاله وتبعه):- لنرى إلى أين ستنتهي هذه الليلة ؟
رستم(ابتسم عميقا لأنه نجح بمهمته):- سترى بنفسك ..
وائل(بشعور ثقيل وفي سره):- أظنني قد تورطت وفات الأوان هففف !!!
رستم:- رابطة الدم تحتم عليك تلك الزيارة سيد وائل تفضل معنا ..
رافقهم بخطوات ثقيلة بصدر ثقيل بخاطر ثقيل فتلك الزيارات يمقتها بشدة خصوصا حين يكون مرغما عليها ، زفر بضيق وهو يركب بجانب رستم في تلك السيارة السوداء الفاخرة بينما لحقتهم وتقدمتهم سيارات أخرى لرجالهم الخاصين ، كان يكره تلك الشكليات الواهية التي تعتبر مفخرة لذوي القلوب الضعيفة ، لكن في حالة الشخص الذي سيزوره احتار في إيجاد اسم يستطيع تسميته به غير الذي يملكه أساسا فهو اسم على مسمى .. اسم لطالما اقترن به في مختلف مراحل حياته ولطالما هرب منه لكن يتضح أنه يلحقه دوما وسيظل كذلك إلى ما لا نهاية .. بعد برهة زمنية من الشرود والتفكير غاصوا وسط حلكة الليل في طريق فرعية حتى وصلوا إلى منعطف جبلي ظهر من خلفه قصر وسط بقاع شاسعة من الأراضي الزراعية البارزة تحت ضوء القمر ، لقد كان منظره خياليا وفي آن الوقت حقيقة ملموسة تبعث القشعريرة في القلوب وتستفز فضول الناظرين حوله ولا يخفى شعور الريبة الذي يبعثه لكل زائر .. ها هو ذا مجددا أمام ذلك القصر الذي لطالما تملصَ منه ،، ترجل من السيارة وهو يلحق برستم بهدوء تام بينما عيناه تتفحصان القصر الشاهق وتلك التماثيل المستديرة حول نافورته الأمامية وكم هزأ منها رغم أنها في وقت سابق كانت تثير رجفة طفيفة في قلبه وهو صغير .. دخل من البوابة وهو يناظر ديكوراته الأنيقة وخزفه الفاخرة وكذا أثاثه الأصيل وأيضا تلك اللوحات المسطرة بعناية تامة على كل جانب والتي كانت معظمها من حقبة الثمانينات والتسعينات أكيد فذلك الشخص طراز قديم وطبيعي أن يمتلك مكانا كهذا في بقعة بعيدة عن عالمهم ..
رستم(التفت إليه):- تفضل بغرفة الانتظار سأوافيك بعد قليل سيد وائل
وائل(بضيق شديد رمقه ودلف إلى الغرفة):- ألا يستلزم أخذ موعد أيضا ؟؟ أستغفر الله ..
تنهد بتعب فهو مجبر على هذا اللقاء لا محالة فلن يتخلص من تلك الصلة التي تجمعهما مهما فعل حتى لو بقي مجمل ممتلكاته وميراثه الذي يستحقه في حوزة ذلك الشخص إلا أنه أراد أن يتنازل على كل شيء واكتفى بالشركة ، إلا أن رابطة الدم يصعب عليه أن يتنازل عليها .. قطع حبل أفكاره صوت خطوات ذلك الشخص الذي كانت تسبقه بهيبة جعلته يغمض عينيه ويفتحهما فمؤكد أنه الوحيد الذي ورثها منه لأنهما يشبهان بعضهما كثيراااا وهذا ما كان يزيد وائل حنقا من تواجده بقربه بالمجمل .. دخل بطقم أسود أنيق وعلى كتفيه جلباب طويل لا يتحرك قيد أنملة وكأن أكتافه أيضا تنفذ أوامره بحذافيرها حتى لا يتزحزح ذلك السلهام ولا إنشا واحدا ، عصاه السوداء التي يستند عليها والتي تنتهي بشكل أسد حديدي مصغر في قبضته يزيده فخامة وعظمة، إضافة لملامحه الوقورة التي تخفي خلفها ملامح رجل غامض صعب المراس ..
ضرغام(بصوت جهوري):- وااااائل ,,,
وائل(انتفض بهدوء زلزل قلبه وجعل قشعريرة تسري بكل جسده):- هممم
ضرغام(جلس على كرسيه الملوكي الوفير متكأ على عصاه بجانبه ويده الأخرى على فكه بينما شيبه يزيده وقارا وحضورا قويا):- إجلس هنا أمامي لقد اشتقت لرؤيتك جسما يتحرك وليس فقط عبر الشاشات
وائل(بدأناااا ، زفر بهدوء أعصاب وتقدم ناحيته وجلس على الكرسي مقابله):- نعم .. لما طلبتني ؟؟
ضرغام(نظر بطرف عين خلفه إذ دخل عليهم مساعده ويده اليمنى رستم):- قهوة تركية لوائل وأحضر لي الشاي الخاص بي بسرعة
رستم:- في الحال فخامتك ..
وائل(بضحكة جانبية):- ههئ .. صبرا يا الله ..
ضرغام:- يجدر بك ألا تتأفف يا ولد .. أنسيت بحضرة من أنت ؟؟؟
وائل(بنظرة قاسية فيه):- لم أنسى يا … جدي
ضرغام:- جيد جيد أنك تتذكر أصول الاحترام بيننا ولم تناديني باسمي مجردا كما فعلت آخر مرة خرجت فيها من قصري ..
وائل(مسح على جبينه وهو يحاول أن يطرد من عقله تلك الذكرى):- من الأجدر أن تتطرق لموضوعك المهم كي أغادر بجميع قواي العقلية سليمة ..
ضرغام(نفث شررا من أنفه وهو ينظر إليه):- لما كل هذا الحقد لما تحاسبني على شيء كان يجب أن يحدث هااااه ؟؟
وائل(بعصبية استقام):- لا تجعلني أذكرك بما فعلته بهم فقط كي تسيطر على زمام الأمور بين يديك وكل هذا لماذااااا ؟؟ لأنك لا تقبل لغيرك أن يحرك بيادق الشطرنج في رقعة خاصة وحدك من يحددها .. لكنك نسيت يا جدي أنك لا تستطيع السيطرة على الأقداااار !!
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض):- ولد … احترم نفسك ولا تقلل من احترامي و عد إلى مكانك الآن ، أنا حتى لم أقل ما عندي ؟؟ إجلسسسسسسس
وائل(بتأفف مسح على شعره وهو يتمالك أعصابه ثم عاد لمحله):- أسمعك ..
ضرغام:- عنادك هذاااا لن يجدي نفعا ما حدث قد حدث أنا كنت مجرد سبب أما ما هو مكتوب في السماااء لا يمكنك أن تغيره يا ولدي ..
وائل:- هه رجاء لا تبدأ هذيانك الآن لأنني لن أتمكن من تصديقك بعد الذي اكتشفته يا جدي واسمح لي لا وقت لدي اختصر ماذا تريد ودعني أرحل في حال سبيلي
ضرغام(بأسى):- يحزنني أن أسمع هذا الكلام من حفيدي المفضل والأقرب لقلبي
وائل(اهتزت عيناه ونظر إليه مليا وهو يتأسف):- صدقا كنت أفخر بقرابتي منك ذات يوم لكن بعد الذي حصل لم يعد هنالك ما يربطنا سوى الاسم ..
ضرغام:- ههه لا تصدق هذه الترهات لأنك يا وائل ذو قلب طيب طاهر لا يعرف كيف يكره أنت فقط غاضب مني وسيأتي يوم وتتفهم السبب الذي جعلني أقوم بذلك ..
وائل(شبك يديه وهو ينظر لرستم الذي دخل بصينية تحمل فنجان قهوة وآخر شاي):- تت
رستم(بعد أن قدم واجبه ضم الصينية لصدره واستقام):- أي أوامر ثانية جناب الباشا ؟
ضرغام(رفع له يده بلا مبالاة):- غادر ..
وائل(أمسك كوب الماء بحنق وشرب منه القليل ثم أعاده):- هل سأنتظر كثيرا ؟
ضرغام(نظر إليه وأمسك فنجان الشاي بيده وشرب منه القليل ببطء شديد ثم أعاده لمحله وهو يلاحظ عصبية وائل النافذة):- تعلم كيف تصبر لا تكن مثل ابن عمك الطائش أخباره تصلني على الدوام لقد أردت مقابلتك أولا .. أما هو فحين آتي به سأحبسه في غرفة لمدة شهر لعله يعود لصوابه
وائل(عقد حاجبيه باستغراب):- ههه وكل هذا لماذا لأننا لا نسير وفق خططك التي رسمتها لنا .. أوووه عذرا منك يا جدي لكننا لم نعد أطفالا كي نهابك !!
ضرغام(بحزم):- بهذا الأسلوب لن نصل لشيء من الاتفاق
وائل(ضرب على ركبته وهو يبتسم بصبر):- خيرااا يا جدي … اممم
ضرغام(هز رأسه بدون فائدة):- ما الذي كنت تفعله بجانب بيت آل الراجي سمعت بأنك قد ساعدت ابنتهم منذ عدة أيام وسمعت أن أختها خطيبة ابن عمك السابقة تعمل بشركتنا هل لك أن تشرح لي ما الذي تفعلونه بالضبط منك لهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وائل(رفع حاجبه):- وهل لديك مانع ؟؟ ميرنا صحفية متميزة وتستحق فرصة ، ووجودها كوسيطة بيننا وبين شركة هيرمكانا أفادنا كثيرا لا أفهم ما الذي يزعجك في هذا الأمر ؟؟
ضرغام(صغر عينيه فيه):- واااااااااائل أنت تعلم تماما ما أرمي إليه ولقد حمدت الله أنه أبعد ابن عمك عن تلك العائلة المقيتة لكنني لن أسمح بأن تعيدوا الماضي يا ولد وتلك الفتاة ستغادر الشركة مثلما دخلتهاااا
وائل(انتفض برفض):- عذراااااا منك يا جدي لكن تلك الشركة لم تعد لك هي من حق والدي بالدرجة الأولى ثم عمي أنيس والد شهاب حتى عمي فؤاد يملك نصيبا فيها لأن إخوته اعترفوا به كابن شرعي لعائلتنا قبل أبيه ههه … أرأيت القدر ؟؟
ضرغام(نفث شررا من عينيه وضرب بعصاه ضربة زعزعت سكون المكان):- واااااااائل لا تتحدث عن أولادي بتلك الطريقة الوقحة من جديد .. أنا الوحيد الذي يملك ذلك الحق
وائل(حرك فمه بغمغمة قهر):- ومع ذلك أنت لا تملك أدنى سلطة علينا ، وعودة لموضوع ميرنا نحن أحرار في انتقاء الموظفين ..
ضرغام(استند على عصاه بعصبية واستقام بدوره متوجها إليه):- أنت تعلم جيدا أنني لا أقبل الرفض وآخر شخص وقف بوجهي كان مصيره القبر
وائل(اهتزت حدقات عيونه بعدم تصديق):- هل تهددني يا جدي ؟ هل وصل بك الجشع لأن تهدد حفيدك من أجل ثأر قديم لا نعلم عنه شيئا أحرقتنا جميعا بسببه ؟؟
ضرغام(بكره دفين ولؤم):- لن أنسى ثأري أبدااااااا وستظل عائلة الراجي عدوتي اللذوذة لآخر الرمق وما يجب أن تعلمه أنت والبقية أنني لن أتوانى في خلق الخطط لإبعادكم عنهن لأنهن لعنة وعليكن بالابتعاد عنها لأبعد ملاذ ..
وائل(باستهزاء):- لست أنت من يقرر ذلك جدي عذرا منك لم نعد أطفالا حتى تتحكم بمصائر حياتنا بهذه الطريقة ، وسأنسى تهديدك هذااا لأنني لست بولد عاق حتى أدنس روح والدي أمامك يؤسفني أن أتفوه بمثل هذا الكلام لكن من الأفضل لنا ألا نلتقي مجددا لأنه لا يشرفني المكوث تحت سقف شخص ظالم مثلك جدي .. عن إذنك
ضرغام(هدر فيه بعصبية حتى استوقفه رغما):- أتحسبني لا أرى اللوعة التي بعينيك ؟؟ هل تظن أنه يصعب علي أن أفرق بينك وبين شهاب إن همست له فقط همسة طفيفة أنك تكن مشاعر خاصة لحبيبته ؟؟؟؟؟؟
وائل(برقت عيناه ونزف قلبه وقتها فاستدار إليه):- هل .. هل أنت تتوهم أم ماذااا ؟؟ من أين أتيت بهذا الكلام ثم أظن أن تلك خصوصيات لا يحق لك التدخل فيها
ضرغام(تقدم إليه وهو يميل بضحكة يخفيها تحت شاربه العريض):- بل أتدخل.. كل نساء الكون مباحة لكم إلا بنااااااااااااااااااااااا ت الراااااااااااااااااااااج ي ونقطة انتهى ..
نظر إليه وائل بعمق ودفع نفسه بجهد جهيد من أجل الخروج من ذلك المكان الخانق ، خوفا من أن يتهور ويقوم بشيء يندم عليه طوال حياته ، وهنا ترك جده في نصف قاعته الكلاسيكية جالسا على كرسيه وقد انضم إليه رستم بعد لحظات
ضرغام(بحزن):- هل غادر ؟
رستم:- غادر مزمجرا بسيارته يا باشا ..
ضرغام:- هل أنا مخطئ كوني أود حمايتهم يا رستم ؟
رستم(مط شفتيه):- ولكنك يا سيدي من أجل الانتقام ستخسر أحفادك وابنك الوحيد الذي تبقى لك هل هذا يرضي سعادتك حقا ؟
ضرغام(شرد بعينيه):- لا يهمني ذلك فكل ممنوع عليهم مرغوب فيه وكل ما أريده من أولاد رشوان أن يفتكوا بقلوب بنات الراجي.. بهذا فقط سأحصل على انتقااااااااااامي منهم .. وتهديدي لوائل بالطريقة المباشرة سيجعله ينفذ خطتي دون حتى أن يعي ذلك ..
رستم(هز حاجبه بتفكير):- أممم هو فعلا قد بدأ يميل إليها وبما أنك منعتها عنه فهو سيتمسك بها أكثر
ضرغام(برقت عيناه بشر):- ذلك هو مرادي يا رستم أريدهم أن يكسروا قلوبهن ، لقد أقسمت على أن أذيقهم نار جهنمي وحان الوقت لذلك ولن يمكنني منه سوى دمي الذي يسري بكل واحد من آل رشوان ..
رستم(هز رأسه بالإيجاب):- لنأمل خيرا معالي الباشا … هل أحضر لك الصغير ؟؟
ضرغام(تبدلت ملامحه من شر لحنان):- لا .. سأذهب إليه بنفسي ..
رستم(انحنى بطاعة):- من بعدك ..
عاد وائل من ذكرى لقائه بجده الذي وضع قوانينا تنص على ابتعادهم على بنات الراجي وهذا ما لن يسمح به لكن كيف سيخبر شهاب عن تهديد جده الواضح بأنه يعلم ماهية مشاعره تجاه ميرناااا ، انتبه لذلك ومسح على جبينه وهو ينظر لشهاب الذي كان لا يزال منهمكا في صحنه ينتظر إجابة شافية من وائل الذي احتار في الجواب
شهاب:- هاااه ألن تطلق بعد تلك المعضلة ؟
وائل(ابتلع ريقه وقلبه يخفق بشدة وبدون تفكير نهض):- شهاب .. البيت بيتك تذكرت شيئا يجب علي فعله أراك لاحقاااااااا ..
شهاب(وهو في حيرة):- إلى أين أيها الوغد هل ستتركني مع عمك نزار لا أستغرب إن أحضر لي سما بدل الصلصة ..
نزار(ظهر من خلفه وهو يحمل الصلصة بين يديه):- كأنني سمعت اسمي هاهنا ؟؟
شهاب(ابتلع أكله ونظر خلفه بابتسامة):- ههه كنت أشكر أكلك تسلم الأيادي .. هاتِ الصلصة عنك مشكور يا عمي نزار مشكووور
نزار(بحمم بركانية تنتفض من عينيه):- حمممممممممم ..
شهاب(أخفض عينيه بشرود):- إلى أين ذهبت يا وائل وتركتني ؟؟
فعلا إلى أين ذهب … فلقد غادر المبنى مستقلا سيارته وهدير أنفاسه يسابق أفكار عقله فهو بنفسه لا يعلم إلى أين هو ذاهب …، فجل ما كان يعرفه أنه إن لم يجد ضالته سيفقد صوابه ، في حين كانت هي تفكر في عدم رده على اتصالها فهذا ليس من طبع وائل وبعد تصرفه استغربت أكثر بحيث اختلطت عليها معظم الهواجس في أنه ربما يحاول الابتعاد عنها أو أنها تزعجه وتؤرق مضجعه بإلحاحها مثلا ، المهم استغرقت معظم تلك الدقائق في إيجاد تفسير منطقي لحالته ذلك اليوم الذي كان يتحاشاها فيه ولكن لماذااااا ؟ انتفضت بهلع حين رن هاتفها بيدها ووضعت يدها على قلبها بتلقائية كي تسترجع أنفاسها ثم نظرت للهاتف ففتحت عينيها على وسعهما وهي تناظر الرقم وتسارع خفقاتها يزيد من حماسة الموقف ..
ميرنا(وضعته بأذنها وبأنفاس مختنقة):- وائل ..
وائل(أغمض عينيه بتعب آه يا وهم قلبي):- أنا عند ناصية بيتكم .. هل لي برؤيتكِ لدقائق فقط يا ميرنا ؟؟
ميرنا(قال يا ميرنا بدون آنسة إذن هناك شيء ، لكن هئئئئئئئئئ هو عند ناصية بيتنا يا إلهي يا إلهي):- أ.. الوقت متأخر قليلا .. يعني
وائل(مط شفتيه بحزن وهو يناظر بيتهم من محله):- معكِ حق لقد نسيت الوقت لم أفكر بذلك أبدااا وأنا قادم إليكِ ..
ميرنا(ترقص في محلها"قادم إليكِ إليكِ هل سمعتِ يا جحشة إليكِ"):- …لارد
وائل(تابع وهو يمسح على جبينه):- لا عليكِ تصبحين عل..
ميرنا(عضت شفتيها وقلبها يكاد يسبقها إليه):- دقيقة ..وأكون عندك لا تبرح مكانك
ارتسمت على شفتيه ابتسامة جميلة وهو يترجل من سيارته ، وضع هاتفه بجيبه وكتف يديه وهو يناظر باب بيتهم من بعيد ، يحاول أن يقاوم مشاعره وأن يضبط شوقه وأن يضع صوب عينه أنها لابن عمه وأن يغلط حدسه وأن وأن و…. لحظة هاهي شمس لياليَّ آتية من بعيد … أضافت لمنامتها الرمادية والمزينة بكرات بيضاء صغيرة رداءا صوفيا في اللون الزهري الداكن ونفضت شعرها بأريحية وهي تسارع خطاها نحوه ، كانت سابقا متلهفة لسماع صوته لكن أن يأتيها بنفسه وتراه بأم عينيها هذا ما لم يكن في حسبانها قط .. إنه هناك واقف بانتظاري ياااااااه لو أستطيع أن أرتمي بحضنه لنسيت جل همومي وأخبرته عن شوقي له لكنني لا أقوى على ذلك تتت هيا هيا ابتعدي يا أفكاري اللعينة .. …
ميرنا(وقفت مقابله بخفة وهي تلهث بطريقة خفيفة):- مرحبا
وائل(مشدوه فيها إذ لم يتوقع أن تكون بذلك السحر حتى وهي عادية ببيتهم ، أما عيناها اللامعتين فحكاية طويلة):- أ.. عذرا لأنني أتيت هكذا فجأة ودون سابق إنذار
ميرنا(برعشة في قلبها تتراقص فرحا بقدومه):- لالا لا مشكلة .. مرحبا بك في أي وقت أ.. هل هناك شيء معين أشعر بأنك لست على ما يرام منذ الصباح ؟
وائل(تشعر بأني لست بخير !!):- ميرناااا .. هل أ..
ميرنا(اقتربت منه خطوة وهي تتطلع لما سيقوله):- نعم ماذا ؟؟
وائل(بضعف أمام أسرها الذي يحكم قبضته عليه اقترب منها أيضا):- كنت أود سؤالكِ عن ..عن ليلة غد تعلمين أن هيرمكانا قد نظموا حفلة لأجل الشراكة
ميرنا(وهل هذا شيء جديد أعلم ذلك):- نعم صحيح
وائل(يا لغبائي هي تعلم بذلك فتش عن غير حجة يا أبله):- أ.. كنت أفكر يعني لو لو هفف … ميرنا أنا متعب.. لست بخير أنا أفكر بأشياء كثيرة لا أستطيع الإفصاح عنها كل ما أعرفه أنني أخشى عليكِ من نسمة الهواء
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما بشهقة على هذا اعتراف مثلا؟؟؟):- …لم أفهم ؟؟
وائل(أغمض عينيه وفتحهما وهو يستسيغ همسها):- ……لا رد
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تقاوم أسر عينيه اللتين كانتا مزيجا من الحزن والحيرة):- هل هناك شيء عليك أن تخبرني به .. يمكنك أن تثق بي يا وائل
وائل(اهتز من يدها التي ربتت على يده بحنان):- أ.. مهلا كان من الخطأ قدومي إلى هنا عذرا منكِ
ميرنا(جذبت يدها بعصبية فهي لم تعد تتحمل تصرفاته المتناقضة أكثر وبغبن):- ماذاا تقول ؟؟ هل تريد أن تفقدني صوابي لم أتيت إذن إن كنت تود الرحيل بهذه الطريقة هااااه لم تتلاعب بي هكذاااا ؟؟ هل أنا غبية بنظرك لتلك الدرجة حتى تتصرف معي بهذا الشكل ؟؟؟
وائل(اقترب منها بخوف):- لالا أبدا يا ميرنا ما يحدث فوق طاقة تحكمي لا تلومي نفسكِ العيب فيني أناااا
ميرنا(بغلالة دمع تكومت بعينيها أشارت له بيدها):- لما أتيت إذن أخبرني ..
وائل(بغبن واستسلام ضرب بيديه على جانبيه):- لست قادرا على البوح فارحميني
ميرنا(بدموع تساقطت على وجنتيها إذ أن جل أحلامها قد تحطمت بسببه الآن):- أتعلم شيئا .. إرحل فقط طالما لا تملك الجرأة لمواجهتي فلا تقحمني في مزاجياتك المتقلبة التي باتت تزعجني
وائل(عقد حاجبيه مندهشا مما تقوله):- تزعجكِ ؟؟
ميرنا(وضعت ظاهر يدها على أنفها كي تتماسك أكثر وهي تتابع):- أجل فأنا لم أعد بقادرة على تحمل المزيد من تناقضك يا وائل .. أنت وأنا كلانا نعلم أن هناك شيئا بينن ..
انقض في لمح البصر على فمها واضعا إصبعه عليه بينما يده الأخرى تطوقها بين ذراعيه في حركة آسرة جمدت الكون حولهما وحبستِ الأنفاس ، نسمات الليل وصمت الحيطان وسكينة الشارع وخفقات متتالية تتهادى لتملأ وتينهما بشعور موحد تلاحمت من أجله أرواحهما … لم يتمالك تلك القوة التي تملكها عيناها الدامعة فتحركت يداه بتلقائية ووضع كلتاهما على خديها يمسح بإبهاميه ماساتها بلطف بينما عيناه تكاد تفترس تلك الهالة البريئة التي تبعثها ذبذبات أنفاسها لتصل إليه وتطوع كل ذرة به في سبيل نبضها .. هز رأسه يمينا وشمالا وكل ما يشعر به يزيده عذابا ووجعا وبرأفة على حاله وحالها جذب يديه مبتعدا عنها بصعوبة وكأنه ينسلخ عنها تحت وطأة الموت ..
وائل(باختناق):- ميرنا .. أنا لن أستطيع خداع أحد ، حتى لو على حسابي الشخصي
ميرنا(اقتربت منه خطوة وكل شيء بها يناديه وفاجأته بسؤالها):- وماذا عني أناااا ؟؟
وائل(أطبق جفنيه وقوس عينيه وهو يصارع احتضار قلبه):- كفى يا ميرناااا أنتِ .. تتت يا الله أنا أحترق أحترق … علي الذهاب
ميرنا(برجاء):- توقف … لا تذهب … أرجوووك
وائل(التفت إليها بنظرة كسيرة وأبعد نفسه عنها بجهد جهيد):- آسف لا يمكنني ذلك …
رحل ..أجل رحل ولكنه لم يرحل لوحده فقد أخذ معه قلبها وروحها ووجدانها بأكمله حتى عقلها ظل يفكر بتفسير منطقي يشرح الضياع الذي يتملكهما حين اللقاء ، إضافة لذلك التوق المرتسم بينهما وكأن جسدها وجسده هُيئا ليتلاحما عبر تخطيط رباني محكم تبرزه الأقداااار لهما مرة بعد مرة .. عادت بخطوات متثاقلة إلى بيتها وهي تجر خيبتها خلف ظهرها فلقد رحل وتركها في حيرة وحالة عميقة من الحزن الشديد ..
ميرنا(بدموع قهرية):- لم تفعل بي ذلك يا وائل ؟؟؟
كان يضرب على مقوده بعصبية وهو يسوق سيارته بجنووون سيطر على مكامن تركيزه كليا ، لقد كسر قلبها أصبح يعي تماما أنها تبادله بضع مشاعر ولا تدري أنه بدوره تائه فيها طيب ماذا يستلزم لكي تتوضح الأمور وماذا عن شهاب ؟ يعني إن سمح لها لكانت انسجمت معه طواعية هو يشعر بكيانها كله يرتجف بين يديه ، كل تنهيدة منها تناديه أما عيناها فهما في رجاء دائم لاحتوائهما من قبل عينيه هو يرغب في ذلك أكثر منها ولكنه لا يقوى على تحقيق ذلك ، طالما ابن عمه يقف بينهما لن يتمكن من إطلاق سراح رغبته التي تسيطر عليه مذ أن التقاها … لكن أيحق لهم أن يعذبوه بتلك الطريقة هو أولى من العالم كله بها فهي له وحده وإليه يجب أن تنتمي .. ابتلع ريقه مئات المرات وأنفاسه تزداد ضيقا مرارا وتكرارا كيف يريح نفسه ويريحها كيف يعرف أن مشاعرها حقيقة وليست مجرد أوهام وشهاب ما محله من الإعراب ، إن كانت لا تحبه لما وافقت على العمل بالشركة لما سامحته لما أعطته فرصة لما تركته يقبلها ؟؟؟؟ ما الذي يجري ؟؟ تاه في ملكوت الله لعله يجد أجوبة لأسئلته المتتالية أما هي فولجت غرفتها واستلقت على سريرها لتفرغ ما تبقى لها من دموع على فراشها الوحيد الذي يضم مجمل آلامها وأوجاعها ..
بعد وقت وجيز وعلى أنغام أغنية [أكبر أناني - مروان خوري] قضى وائل مسيرته في تلك الطرقات وهو يستمع لها عبر مسجلته الصوتية الخاصة بسيارته أما هي فقد شغلت حاسوبها لعلها تغرق في وطأة العمل ولا تفكر بما يقلب وجدانها رأسا على عقب بسبب وائل .. لكن كلمات الأغنية التي شغلتها تلقائيا قد أضاعتهما معا في أرض بعيدة لا تحمل غيرهما ، وكأنها تترجم ما يعتمر صدرهما بكل معنى الكلمة ، آه على كمية الشجن التي استوطنت قلبيهما فالنبض والعالم والكون كله ينادي باسم بعضهما البعض فكفى عنادا وكفى كذبااااا … !!
على غرار الأنانية قرر وائل أن يعطي لنفسه فرصة معها لعله يفلح في فهم شيء من مشاعرها المرتبكة تلك ، وسيكون ذلك يوم غد بالحفلة التي تجهزت لها ميرنا بكامل أناقتها كالعادة فهي عازمة بدورها على وضع النقاط على الحروف وأول حرف وضعته كان سرقة عقل وائل منه بإثارة انتباهه وغيرته ، إن نجحت بذلك فهي على الأغلب ستتأكد من مشاعره تجاهها وبعدها سوف يكون لكل حادث حديث .. كانت بجانب مرآتها تتطلع لنفسها بابتسامة وهي تتفحص أنوثتها الباذخة والتي حرصت على إبرازها بشكل منمق ساحر ساهمت فيه لمسة نور وانتقاء كوثر كالعادة ^^، فقد كانت ترتدي فستانا في اللون الزيتي الداكن جدا والذي رسم على جسمها وكأنه صمم خصيصا لها ، بحيث كان ضيقا عند الخصر وينحني على منحنيات جسمها بشكل جميل ومنساب حتى الأسفل بتوسع تلقائي كوَّن ذيلا بسيطا للفستان الذي كان في أعلى الصدر مشقوقا بمثلثين مائلين من أعلى الكتفين ، إحدى اليدين عارية بينما الأخرى كانت مزينة بثوب شفاف يبرز لحمها به وردات في نفس اللون تضاعفت لتشمل جانبا واحدا من الصدر نزولا إلى الخصر فقط ، أما شعرها فقد تركته على راحته مفرودا لكن تفننت فيه نور بحيث جعلت به تموجات تدريجية أعطته لمحة ثائرة زادتها بزينتها الرقيقة التي أكملت فتنتها التي انعكست على روحها فعيناها كانتا تبرقان متلهفتان لتبيان نظرته الأولى حين يراها بذلك الشكل الذي كلفت نفسها كثيرا من أجله … أمسكت حقيبة صغيرة وضعت بها هاتفها ومستلزماتها وانطلقت مع كوثر التي عزمت على أن توصلها بنفسها لمكان تلك الحفلة
كوثر:- جيد يا روحي أنكِ فكرتِ بتغيير الجو قليلا أرجو أن تقضي وقتا ممتعا ، وحاولي إكراما لصحبتنا أن تتحاشي ذلك المدعو شهاب .. انفتحي على الدنيا يا بنت ما ربما التقيتِ بذلك الشخص الذي أنقذكِ ليلة عيد الحب
ميرنا(عضت شفتيها بمتعة قد كاااان وائل):- آه يا كوثر
كوثر(صغرت عينيها فيها وهي تركز في الطريق):- ما الذي يضحككِ انطقي ؟ أتراكِ نسيته لقد صرعتِ رأسي به طوال أيام بعدها كيف استطعتِ نسيان الرجل الذي كان بطلا قوميا في نظرك ؟
ميرنا(تحاول أن تخفي ارتباكها):- لم أنسه يا بنتي ولكنني تذكرت جنوني فقط تلك الليلة
كوثر(بتنبه ركزت في الطريق من جديد):- آه إذا كان هكذا فأنتِ أم الجنون كله ههه لكن ما سر هذه الأناقة والشياكة كلها يعني كأنكِ بالغتِ قليلا على غير العادة ؟؟؟ لا تخبريني أنه من أجل شهاااااااااااب سأرميكِ من السيارة هاااه ..
ميرنا(ابتسمت وفي سرها):- ومن قال لكِ أنني فعلت كل هذا من أجل شهاب .. لا يا عمري بل من أجل أن أفهم شيئا أرَّق مضجعي وأهلكَ قلبي .. لن ينفعني البكاء لذلك كان حريا بي أن أتصرف بالطريقة التي تجيدها كل النساء ..
كوثر:- لما صمتتِ هيييه أنا أخاطبكِ ؟؟
ميرنا(قلبت الموضوع لأنها لا تحبذ أن تخفي تلك المشاعر عن أقرب صديقة لها لذلك كان الأجدر لها أن تغير الحديث):- كنت أفكر بإياد لقد اتصلت به طوال هذا اليوم لكنه لم يرد ..أجابني فقط برسالة نصية مختصرة
كوثر:- أممم أرى أننا قد أهملناه المسكين يعني من الصباح في العمل وبالمساء ببيتكم وفي الليل بالمعرض يجدر بنا أن نخصص له بعض الوقت فبعملكِ الجديد قد ابتعدتِ عنه كثيرا يا ميرنا وأنا منهمكة في مشروعي مع زياد الذي سنطرحه خلال هذين اليومين يعني ..
ميرنا:- أضيفي لذلك سفري هذه الأيام تت طيب ما رأيكِ لو نهجم عليه بالمعرض في وقت لاحق ؟
كوثر:- والله يناسبني ذلك سوف آتي لبيتكم وعدت الخالة مديحة أن أصطحبها للخياطة وبعدها سنتوجه للسوق وحين عودتي سنذهب سوية لمعرضه ههه أبقي الأمر سرا ولا تخبريه بحرف دعيها مفاجأة يا حبي
ميرنا(غمزتها بخفة):- ولووو على عيني …
كل هذا وفي داخلها كانت تتلهف شوقا لتصل لذلك المكان المخصص للحفل تتحرق لرؤيته ، فمنذ ليلة أمس بعد أن جاء بقرب بيتها لم تره لأنها بقيت في الجريدة طوال ذلك اليوم لإنهاء بعض المقالات اللازمة ، ولذلك لم تلتقي به حتى إياد لم تره كما قالت لكوثر فلقد غطس ذلك اليوم غطسة سوداء الله يعلم أين أراضيه ، في خضم تساؤلاتها تلك وقفت كوثر بسيارتها عند جانب معين ..
كوثر:- ها قد وصلنا أوووه يتضح أن المكان فاخر يا بختك هههه هيا استمتعي
ميرنا(قبلتها في الهواء ونزلت بانسيابية):- حاضر يا حبيبتي وشكرا ع التوصيلة
كوثر(غمزتها):- لكن في الرجعة احرصي على أن يكون السائق وسيما هاااه ههه
ميرنا(عضت لها شفتيها وغادرت وهي تضيف وشاح الفرو الأسود على كتفيها):- أمممم أنا قادمة يا وائل أرني قصارى ما لديك الآن …
دلفت إلى داخل القاعة ووجدت ترحيبا جميلا من عاملي المكان ، أعطتهم وشاحها وتأبطت حقيبتها بينما رفعت طرف فستانها ونزلت الدرج لتدخل وسط معمعة صاخبة من الحضور الأنيق والموسيقى والألوان المختلطة التي تزيد المكان روعة وجمالية فوضوية ، وأيضا الصحافة المنتشرة في عدة أماكن مختلفة والتي استوقفوها لأخذ الصورة الأولى وبعد إلقاء كلمة مختصرة تملصت منه بلطف ، ابتلعت ريقها حين تغلغلت وسط الموجودين وبحثت بعينيها عن أي أحد تعرفه ولكن لوهلة احتبس الهواء في جوفها إذ لم تلمح ولا واحد منهم فاعتقدت أنها قدمت في وقت أبكر ..
ميرنا(بينما كان يمر بها أشخاص ألوان ارتبكت فسارت بتلقائية نحو المشرب المخصص هناك):- يا ويلي أين الجميع رقية هي التي أخبرتني عن هذا التوقيت .. يا ترى هل أبكرت تت ؟
تنهدت بعمق وهي تسير نحو ركن قصي لتقبع فيه ريثما تتمالك أنفاسها وتتصل برقية لعلها تأتي بسرعة وتنقذها من ذلك الضياع ، حينما وضعت حقيبتها على سطح المشرب مسحت خلف عنقها بتوتر وأخرجت هاتفها بعد ذلك ، لكن قبل أن تتصل سرت بجسمها قشعريرة أرجحت أنها بسبب غرابة الموقف الذي عايشته لكن حين امتدت تلك اليد لأخذ الهاتف منها انتفضت هي وقلبها وأنفاسها وعيناها لتناظره أمامها ..
وائل(بابتسامة قاتلة):- تأخرتِ ..
ميرنا(زفرت بارتياح بينما كانت تطالع شكله المريح لعينيها):- لقد وصلت لتوي وبحثت عنكم لم أجد أحدااا
وائل(لم يستطع إزاحة عينيه من عليها إذ كانت آية في الجمال):- … لارد
ميرنا(تنظر خلفه وحوله):- أنا أبحث عنكم .. أين تركت البقية ؟؟
وائل(رفع حاجبيه وهو يتأملها رغما عنه يااااه يا عسل الغروب ما أبهاكِ):- مبهرة
ميرنا(ضرب الرعد أمامها وتدفق الخجل بجل أوردتها):- أ.. شكرا لك
وائل(عض شفتيه بانبهار فيها لكنه تنهد بعمق كي لا يحرجها أكثر):- تعالي معي الجميع هناك في الزاوية ..
ميرنا(تحركت بجانبه محتضنة حقيبتها وهاتفها أولجته بداخلها دون وعي):- ما أجملك ..
وائل(من الصخب التفت إليها):- عفوااا ؟؟
ميرنا(فتحت عينيها يا لهوي ماذا قلت):- المكان جميييييييل ..
وائل(صرخ بشكل لافت أيضا كي تسمعه):- أجل جمييييييل جدااا
مروا بجانب المرقص الذي كان يعج بالأشخاص الراقصين إذ كان مكان الاحتفال ملهى خاص للطبقة الراقية ، بينما الراقصون منشغلون برقصهم والموسيقى الصاخبة تصدح بالأجواء والأضواء تمر بالترتيب عبر ملامحهم بمختلف ألوانها والدخان يلعب دوره في الإثارة والحماسة ، كانا يمران وسطهما مثل الخيال عيناهما تلتقيان تارة وتهربان تارة أخرى لحين توقف وائل وسط المرقص فجأة
ميرنا(نظرت حولها للراقصين ورمقته باستغراب):- ماذاااا ؟؟
وائل(صغر عينيه فيها وهمس لها كي تسمعه):- هل قلت لكِ بأنكِ تبدين جميلة ؟؟
ميرنا(وكل شيء فيها يتراقص الله الله .. هزت رأسها نفيا):- لا ..
وائل(ابتسم لها أجمل ابتساماته):- طيب اعتبريني قد قلته ..
ميرنا(بعينين مبتسمتين):- تسلم ..
وائل(عاد وهمس لها مجددا ولكن هذه المرة بخفوت):- الآن أشرقت شمس ليلتي
عادت بجذعها خطوة للوراء كي تستوعب ما قاله فقد سحرها وألجم لسانها ، لكنه لم يترك لها مجالا لكي تتعجب أكثر بل أومأ لها برأسه وتقدم قبلها وتبعته رويدا رويدا كأنها تسير خلفه على ريش الأحلام .. كم بدا وسيما في نظرها بملابسه الرسمية تلك طقم مميز في اللون البني الفاتح المريح لمثل هذه السهرات ، فلما تحرمها المواقيت السيئة من التأمل ها هي ذي قد وصلت لطاولة حولها كراسي جلدية ملتصقة ببعضها البعض على الطرف يجلس هاشم الرفاعي وتلك الوقحة مروة بفستان قصير يصل حد الركب في اللون الأسود وزينة غامقة وتسريحة جانبية عجيبة لم ترتح لها ميرنا أبدا أبدااا ، بينما على جنب كان يجلس منذر ورقية التي استقرت في فستان قصير أيضا في اللون الأحمر وتسريحة ذيل حصان وزينة مناسبة ، وبجانبها يجلس شهاب في طقم شبابي .. حركت لهم رأسها بتحية فاستقام لها شهاب باسطا يديه مرحبا بجميلته الساحرة
شهاب:- امممم ميرنا المبهرة واووو زمان على رؤية هذا الجمال كله
ميرنا(نظرت إليه نظرة أخرسته):- أهلا شهاب ..
هاشم:- ما كنت أعلم أن وسيطتنا تملك كل هذا السحر .. منورة آنسة ميرنا
ميرنا(بمودة):- تسلم سيد هاشم ..
مروة(بغيظ منها):- أهلا
ميرنا(بشعور متبادل والله):- أهلين ..
رقية(بحماس وفرح):- يا ليلي يا عين أخيرا أتت صديقتي لترحمني من حديث الشباب تعالي واجلسي بجانبي ..
وائل(جلس بقرب منذر وهو يصارع أنفاسه):- هل نطلب العشاء الآن ؟
شهاب(وعيناه تتطلعان في ميرنا بدون خجل):- أطلب أطلب يا ابن العم
وائل(لاحظ ذلك وابتلع ريقه وهو يزفر):- شهااااااب .. هل اتصلت بعمنا ؟
شهاب(حرك له يده بدون مبالاة فقد كان مدلها في ميرنا فقط):- هممم هممم لن يأتي
هاشم:- أوه يا خسارة كنا متشوقين لجلسة ودية مع شركائنا الرائعين ..
منذر:- فرصة ثانية سيد هاشم ..
مروة(بميوعة استقامت وهي تعرض مفاتنها من خلال ذلك الفستان وجلست بجانب وائل بوقاحة):- منذر أ.. هل لك أن تأخذ محلي أحتاج محادثة السيد وائل قليلا
منذر(استقام بعدم فهم):- طبعا طبعاااا …
شهاب(جلس بمحاذاة ميرنا):- أين كنتِ تخبئين كل هذه الجواهر ؟؟
ميرنا(تمالكت غضبها المتأجج وهي ترمق مروة بجانب وائل الذي نظر مباشرة لميرنا تلك اللحظة):- أنا دوما هكذا أنت فقط الذي لم تكن تلاحظ
شهاب(بإعجاب):- والآن لاحظت لاحظت وربي ..
ميرنا(صغرت عينيها وهي تطالع مروة بتقزز):- امممم ..
رقية(نظرت حولها وهي تشعر بشيء من الاشتياق فأمسكت هاتفها تطقطق عليه ثم انسحبت لتتصل):- سأعود بعد قليل ..
وائل(وعيناه تلتهمان نظرات شهاب لها يكاد يخرجه عن طوعه):- ولما الاستغراب هذه هي الحياة العملية آنسة مروة
مروة(بميوعة):- ولو على الإنسان أن يحيا قليلا لنفسه يعني أقترح أن تنضم إلينا كل نهاية أسبوع في هذا المكان نحن هنا دوماااا
وائل:- سنرى ذلك
مروة(ابتسمت بفرح):- أسعدتني .. أ.. يعني أكيد سنتبادل الكثير من الأفكار الخاصة بالعمل وشيء من هذا القبيل
ميرنا(بعصبية نافذة زفرت وهي تمد يدها لتلتقط كوب الماء):- لا بأس يا شهاب فقط دعني ألتقط أنفااااسي ..
شهاب(تنهد بعمق):- لا أستطيع إبعاد نظري عنكِ … فلا تلوميني بل لومي جمالكِ
ميرنا(سحب الماء لجوفها من جملته حتى سعلت وانسكب القليل على صدرها وأعلى فستانها):- اكح اكح…
شهاب(عقد حاجبيه وهو يضحك عليها ويضع الكأس الذي التقطه منها في غمرة الحدث على الطاولة):- هههههه هههه ميرنا يا إلهي وكأنكِ صغيرة ..
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تسعل وتضغط على صدرها بينما احمرَّ وجهها بالكامل):- اكح … تتت احح..
في خضم عملية استرجاع أنفاسها فتحت عينيها المبللة على منديل مطوي بعناية أمام وجهها مرتاح بين أنامل يد لطالما حلمت أن تربت عليها ، رفعت نظرها إليه ووجدته واقفا أمامها وعلى ملامحه مرتسمة شطحات قلق ..
وائل(انحنى برأسه إليها بلطف وباهتمام زاد موقفه رجولة بنظرها):- هل أنتِ بخير ؟؟
ميرنا(تكومت دموع في عينيها وهي تمسك منه المنديل):- هممم
وائل(نظر لشهاب الذي غاص في ضحكة مائعة مع مروة التي وجدتها فرصة للإطاحة بميرنا):- تعالي معي .. لتغسلي وجهكِ هيااا ..
شهاب(لا زال يضحك):- يا إلهي عليكِ يا ميرنا … هههههه ههههه ..
ميرنا(استقامت وهي تعتريها رغبة في البكاء وسبقت وائل):- هففف
وائل(نظر لشهاب خلفه وبشعور مقيت تأفف):- إكبر يا رجل .. تتت
شهاب(لمروة):- هل رأيتِ المشهد ؟؟ ههههههههههههه يا ويلي أنا تحفة ..
مروة(تشاركه المتعة):- بل مسرحية ههههههههه ..
كانت تشعر بالحرج بالخزي بالانكسار وهي تسير بذلك الرواق بعد أن دلها أحد العاملين على مكان الحمامات ، كانت تستند على الحائط بينما قلبها يتضخم بشعور خبيث فقد أحرجت نفسها أمام تلك المائعة وأمام الجميع حتى وائل أكيد رفض أن يضحك لكي لا يحرجها .. تت
وائل(ركض ولحق بها قبل ولوجها للحمامات):- ميرناااا ميرنااا..
ميرنا(توقفت وهي تمسح بمنديله على صدرها):- لا تلحق بي … أعلم أنك تريد الضحك مثلهم يمكنك ذلك على فكرة لا تدعي أنك حديدي من أجلي ..
وائل(عقد حاجبيه إذ تفاجئ من فكرتها الغريبة):- ولم سأضحك ؟؟
ميرنا(رفعت عينيها الدامعتين فيه):- من منظري …
وائل(تنهد بعمق ونظر إليها بعمق):- ما كنت لأضحك عليكِ لأنني لم أرى شيئا يضحكني بالمرة غير دموعكِ بصراحة هههه أنتِ تبكين مثل الأطفال !!
ميرنا(بتنبه عضعضت شفتيها):- أحقا ؟؟؟
وائل(ضحك وبخفة اقترب منها):- اغسلي وجهكِ هيا قبل أن تخربي زينتكِ هممم
ميرنا(بخجل ابتسمت وانسحبت):- حسن ..
سحب نفسا عميقا عميقا جدااااااااااااا لعله يتحمل روعتها التي سلبته لب عقله ، ولا عطرها الذي غيبه عن الوجود قد دغدغ ذراتِ قلبه ساعتها ، أما رقتها وابتسامتها فحكايا من ألف ليلة وليلة … وجد نفسه يحلل ويمحص في مشاعره تلك حتى عادت إليه ووجدته على نفس الوقفة لم يتزحزح من فرط هذيانه ..
ميرنا(أعادت له المنديل):- تفضل ..
وائل(أمسكه منها وأعاده لجيب سترته):- هل نذهب ؟؟
ميرنا(أومأت له رأسها بعينين تلمعان بمرح):- تمام ..
قضى الجميع بعد العشاء الاحتفالي وقتا مختلفا ما بين مستمتع ومرتبك ومنشغل ومهمل ومتملق ومعجب وغيره وغيره ، كانت قد انسحبت رقية ومنذر قبل انتهاء السهرة فهي قد غادرت لأنها تود زيارة إياد في معرضه ، أما منذر فقد تعب المسكين حاله حال هاشم الذي قرر الانسحاب من أجل غاية في نفسه لعل تلك الفرصة هي المثلى لتتقرب فيها مروة من وائل ، وهنا بقي الأربعة رفقة بعضهم بعضا … يا حبيبي ^^
مروة:- أوووف مللت لنرقص يا سيد واااااائل أرجووك
وائل(ابتلع ريقه ونظر لميرنا التي كانت تنتظر بحرص ماذا سيقول):- أ.. لا أحب الرقص
شهاب:- دعيكِ منه يا مروة فهو يمقت الرقص الصاخب ههه السيد كلاسيكي لمعلوماتك
مروة(حركت عينيها بإعجاب):- أمممم ذوقي الرفيع ..
ميرنا(تحت أنفها):- اللهم طولك يا رووووح
شهاب(استقام وأمسك يد ميرنا):- هيا يا ميرنا تعالي لنرقص أنا متحمس جدا جدااا
ميرنا(إن نهضت فسيقتلني وائل بنظراته أكثر من ذي قبل):- لا أريد يا شهاب ..
شهاب(يلح عليها):- لا لا انهضي هيا لا تكوني قديمة هكذاااا قومي ..
وائل(يطقطق برجله على الأرض بعصبية نافذة):-توقف ….
شهاب(نظر إليه باستغراب):- … ماذا ؟؟
وائل(لمح ارتباك ميرنا وعقد حاجبيه بطريقة عادية):- يعني لقد سمعتها … هي لا تريد الرقص فخذ مروة وكملا بعضكما بعضاااا يكون أحسن
شهاب(باستسلام ترك يد ميرنا والتفت لمروة):- يعني سأشعر بالندم إن لم أرقص .. هيا آنسة مروة في صحة هذين المملين
مروة:- ههههه هيااااااااا ..
ميرنا(بارتياح):- هفف أحسن ..
وائل(فتح سترته ونهض من محله وجلس محل مروة):- لما لم ترافقيه ؟
ميرنا(مطت شفتيها وصارحته دون مقدمات):- لأنك لن تحب ذلك ..
وائل(تفاجئ من صراحتها وتنحنح):- ولما لن أحب ذلك يعني الأمر عادي وأنتِ وشهاب
ميرنا(تابعت وكمية مشاعرها تتضاعف بخلدها):- أنا وشهاب لا شيء يا وائل ..
وائل(زم شفتيه وهو يستوعب ما قالته):- ماذا يعني هذاااا ؟؟
ميرنا(يعني ما يعنيه يا فهيم):- … ألم تفهم أي شيء مما قلته ؟؟
واائل(نظر لصخب المكان):- أنا لا أسمع منكِ شيئا ماذا قلتِ ؟؟
ميرنا(يا ويلي لم يسمعني لذا يجدر بي أن أخرس):- لا شيء …
وائل(عقد حاجبيه ونظر للمرقص كان شهاب ومروة في رقصة مرحة ثم عاد ونظر إليها وبعدها استقام):- ستأتين معي الآن ..
ميرنا(بدهشة):- إلى أين ؟؟؟؟ هيييه ..
سحبها بسرعة من يدها فأمسكت حقيبتها بخفة وانجذبت خلفه متغلغلين وسط معظم الراقصين والحضور المستمتع ، واتجه بها صوب الأعلى حيث استقرا بشرفة ضيقة هناك ..
وائل(التقط أنفاسه ونظر إليها مليا):- أعيدي على مسمعي ما قلته قبل قليل ؟؟
ميرنا(بارتباك يا ويلي ماذا سأخبره هذا هل جنّ):- أممم لا شيء مهم يعني .. احم ..
وائل(أمسك يدها):- ميرناااا أنا بحاجة لسماع ذلك منكِ .. صدقيني كلامكِ قد يغير الكثير
ميرنا(نظرت إليه بضعف وعيناها تتطلعان إليه بعشق واضح):- وااائل ..
وائل(ابتسم بمرارة وهو يستسيغ اسمه منها):- أخبريني ..
ميرنا(أغمضت عينيها واقتربت منه خطوة):- .. أنااا .. لقد سألتني يعني عن .. وضعي أنا وشهاب وأجبتك بأننا … يعني
وائل(تابعي يا وهم قلبي تابعي لا تقتليني أكثر):- هممم …
شهاب:- ههه ها أنتما ذا يا هاربين .. لقد بحثت عنكما بالمكان أسفل اتضح أن مروة راقصة فاشلة أوووف زحلقتها بلمح البصر ههه ، ماذا يا ميرنا هل ضاق نفسكِ بالداخل أعلم أنكِ لا تحببين هذه الأماكن دعيني أقلكِ في طريقي هيا يكفي سهر .. ويلْ أراك يا حبيب ..
وائل(وكأنها تُسحب منه عنوة وكأن روحه تخلع من جسده .. لا لن يسمح):- مهلا ..
ميرنا(تتطلع إليه بعيون تطلب الرحمة والإنقاذ):- … لارد
شهاب(عقد حاجبيه وعاد إليه بعدم فهم):- هل تحتاج لشيء يا وائل ؟؟
وائل(بتنبه):- سيارتي .. أ.. سيارتي أخذتها رقية لذلك عليك أن تقلني في طريقك
شهاب(حرك رأسه بتلقائية):- طيب تعال معنا .. هيا بنا لقد غادرت الآنسة مروة أيضا
ميرنا(ابتسمت بفرح وهي تنظر له بارتياح):- شكرا لك ..
وائل(غمزها بخفة):- في أي وقت ..
صحيح أنه يشعر بمشاعر سعيدة جدا إلا أنه في آن الوقت يحس وكأنه يطعن ابن عمه في ظهره فما يعيشه مع ميرنا رغم أنه سطحي ظاهريا إلا أنه يثقل كاهله بتأنيب الضمير ، والأدهى في الأمر أنه لا يستطيع التحكم فيه مهما حاول ذلك لأن ميرنا ببساطتها ورقتها وحالتها تجرفه معها نحو قاع لن يتحمل غيرهما على الأغلب ، والتي كادت أن تطير من الفرح فقدوم وائل رفقتهما قد أسعدها كثيرا وطمأنها وجوده بقربها ، ضمت لكتفيها وشاح الفرو وقد فتح لها وائل باب السيارة ودلفت للخلف في حين أغلق الباب خلفها وركب في الأمام بجانب شهاب الذي استقل محله وأشعل المسجلة مباشرة وانطلقوا صوب بيت ميرنا أولا .. ميرنا التي كانت تغطي فمها بأصابع يدها لتخفي بسمتها المشعة فهي باتت مقتنعة تماما أن ذلك الكيان المهيب الجالس قبلها يفعل بها العجائب ، رغم غموضه إلا أنه يسيطر عليها بشكل غريب هي نفسها لا تستوعبه ، كان أيضا يبتسم بتلقائية فوجودها خلفه يبعث الدفء لقلبه ناهيك عن الراحة التي يستشعرها كلاهما قرب بعضهما بعضا رغم كل شيء ، عكس شهاب الذي كان يصدح رفقة أغنيته برعونة طائشة كعادته يعني في ليالي الاحتفال ، بعد مدة زمنية نزلت من السيارة وخرج الاثنان لتوديعها ..
شهاب:- انتبهي لنفسكِ ميرنا وارتاحي لدينا سفر قريب خذي ما تبقى إجازة همم
ميرنا:- يسرني ذلك فيلزمني وقت لتحضير نفسي ..
شهاب:- طيب نلتقي بالمطار إذن وإن أردتِ سأقلكِ يعني سنرى حسب البرنامج ربما سنسبقكِ قبلا بيوم
ميرنا:- اممم ومع ذلك لا تتعب نفسك أستطيع القدوم وحدي شكرا لك .. تصبح على خير ..
شهاب(ببسمة):- وأنت من أهله ..
وائل(حرك لها رأسه وعيناه تتابعها بنهم):- وداعااا
ميرنا(أشارت له بعد أن فتحت باب بيتهم):- إلى اللقاء .. باي ..
ما إن دلفت البيت حتى وضعت يدها على قلبها وأزالت كعبها الذي احتضنته بين ذراعيها ، رفعت ثوبها قليلا وركضت في الدرج وصولا لغرفتها وهناك وضعت حقيبتها على المكتب والكعب في مكان عشوائي ووقفت وسط الغرفة وأخذت تدور وسطها مثل فراشة ثائرة
ميرنا(بحماس رفعت يديها للسماء):- أناااااااااااااااا أعششششششق … هه ههههه

"العشق: كلمة بسِيطة إلا أن مَعانيها عميقة جدًا، لأنها قد تعادِلُ الوُجود في كُلِّ تفاصِيله فهو موتٌ وحياة .. تنسُجهُ المشاعرُ ليلتصقَ بكُلُّ خلية من خلايا الإنسان فكرِيَّا ومِحوريَّا ، قد يُقاربُ أحيانا الهذيان لأنَّ مُعظم ما يطلبُه العقلُ في حالة العِشق مُعنونٌ بالجُنون لكن سلطتهُ هي الآمر الناهي ولذلك فإنَّ كُل عاشقٍ مرفُوع عليهِ العتب .."
من عِشق الكبار سننتقلُ لعشقِ الصغار آه من منا لا يعشقُ تلك الأجساد الصغيرة الملائكية اللطيفة البريئة الضاحكة طوال الوقت ، والتي لا تزالُ مغمضة العينين لا تعي أبدا ما ينتظرها في هذه الحياة الغريبة ..
~ بعد عدة أيام ~
في فيلا آل الحمداني
كانت زواياها كلها مزينة بشكل منمق وجميل يسر الناظرين ، وكله متشبع باللون الزهري والقرمزي الفاتح والداكن بينما رُصَّت على جوانبها باقات ورد من مختلف الأحجام لتضفي جمالية أنيقة للفيلا ، الأجواء كلها تعج بالحضور من كل الطبقات من أسرة رأفت وأصدقائهم ومعارفهم وكذا عائلة الراجي والتي حضر فيها الجميع حتى أسرة إخلاص باستثناء عمر وعبد الجليل ..
إخلاص(تجلس على جنب):- يا نور إنه حادث لقد ارتطمت بجدار الباب يكفي تدقيقا في الموضوع هلكتِ رأسي بسؤالكِ المتكرر
نور(صغرت عينيها بمكر):- أقسمي بذلك وسأغض النظر عن هذا السؤال ..
إخلاص(بتعب وضعت يدها على جبينها):- يا الله
نور:- إن كان عمر هو الذي تسبب في هذه الإصابات وربي سأقلب الدنيا عليه رأسا على عقب .. فأصدقيني القول ؟؟
إخلاص:- يوووه يا نور ارحميني لم يحدث شيء الأمر كما أخبرتكِ به
نور:- تتت تمام تمام لا تنزعجي أنا قلقة عليكِ فقط يا ابنة عمي
إخلاص(ربتت على يدها وقلبها يتمزق):- تسلمي لي دوما ما تتحملين همومكِ وهموم غيركِ لكن اطمئني كل شيء على خير ما يرام .. أ.. سوف أرى سجى
نور:- اممم ماشي .. هففف
ميرنا(تقف على جنب مع كوثر):- هههه لم أجده إلا وهو يركض خلفي حقا أثار فضولي لا يريد أن يريني صورته الرئيسية ولا بقية الصور هممم
كوثر:- لقد قال أنها مفاجأة لكِ فاصبري أظن أنه يود إهداءكِ شيئا مميزا فعيد ميلادكِ على المشارف يا بنت
ميرنا:- إي والله قاربت على 28 بدأت أكبر هههه
كوثر:- رافقيني يختي لقد سبقتكِ منذ شهرين لها .. كلنا على الثلاثين مقبلوووووون

ميرنا:- هههه أنا حائرة في خالتي التي تريد وضع 28 شمعة فوق قالب الحلوى
كوثر:- ههه على أساس ستحتفلين به هنا ستكونين بروما وقتها ..
ميرنا:- ولووو يا كوثر ولو هل سأتنازل عن هداياي طبعا سأحتفل به في البيت بعد عودتي هههه يعني بعد زفاف دعاء مباشرة
كوثر:- إيييه والله هذا الشهر شهر الاحتفالات ببيتكم .. اللهم زد وبارك
ميرنا:- لتأكلي فقط أفهمكِ وجدا يا صديقتي العزيزة ..
كوثر:- اخرسي يا حمقاء ودعينا نرى ماذا تفعل كبيرات العيلة هههه
توجهت ميرنا وكوثر ناحية مديحة وعواطف اللتان كانتا تجلسان بقرب نبيلة وعفاف في حين كانت وجدان ونورهان ونسوة أخريات من العائلة جالسات على الطرف الآخر ، ونظرات الكره تتبادلنها هنا وهناك الله يستر ، في هذه الأثناء كانت كلا من نهال وشيماء بحديقة الفيلا تتجولان وتتحادثان ..
شيماء:- يعني وكأنكِ لا تعرفين ابن عمتكِ هو يكره مثل هذه الزيارات وأي زيارات من أصله
نهال:- هذا يسمى تعقيدا ما هذه الحياة القاسية .. عذرا منكِ يا شيماء لو كنت محلكِ لجننت
شيماء(بغصة مسننة):- احمدي الله أنكِ لستِ بمكاني .. أنتِ تعيشين في هناء رفقة جداتي وخالاتي تفعلين ما تريدين
نهال:- ليس لتلك الدرجة فالعريف عفاف تقف لي في كل خطوة ..
شيماء(اصطدمت بمازن):- يعني .. هئئئئئ آسفة آسفة منك
مازن(بابتسامة):- لم يحصل شيء يا شيماء .. سعيد برؤيتكما هنا
نهال(برعشة طفيفة):- كيف حالك يا مازن ؟
مازن:- أصبحت بخير بعد رؤيتكما هاااه كيف وجدتما الأجواء بالداخل لعلمكما كان التزيين اختصاصي
شيماء:- واووو إنه رائع ذوقك جميل
مازن:- مشكورة يا شيماااء .. أ هل تحبان المراجيح هه ؟
نهال(وشيماء لمعت أعينهما):- أجل .. ومن منا لا يحبها أن يتأجرح عليها هههه
مازن(بمودة):- تعاليا إذن ..
رافقاه وكل منهما تحمل بقلبها سرا صغيرا يتعلق بذلك الوسيم الذي أطاح بهما في شباكه لا محالة ، في حين كان رأفت أخوه يعيش أحلى لحظات حياته
رأفت(وهو يلامس ذراع صغيرته):- سجى .. سجى حبيبتي ..
رنيم(بهيأة جميلة):- إنها نائمة يا رأفت لا توقظها ..
رأفت(اقترب بشفتيه منها وقبل وجنتها):- حاضر يا أحلى أم شاهدتها في حياتي
رنيم(تنظر لأيهم الذي كان يلعب بجانبهم على السرير):- أنا سعيدة جدا لقد اجتمعت أسرتنا الصغيرة أخيرااا
رأفت:- نورتِ أنتِ وأميرتي وأميري الجميل حياتي يا كل حياتي
رنيم(بعيون لامعة حبا فيه):- ربي ما يحرمنا منك يا زينة حياتنا ..
وجدان(دفعت الباب ودخلت وهي تتحجج):- أووه عذرا منك يا رأفت لكن أصدقاء والدك بانتظارك تحت لتهنئتك ..
رأفت(نظر لرنيم):- عائد لكِ حبيبتي
رنيم(عدلت جلستها وهي تقرب منها أيهم):- تمام يا روحي ..
وجدان(بعد ذهابه):- لم يتسنى لي الفرصة كي أكلمكِ على انفراد .. يعني فعلتها وعدتِ تعرفين كيف تستغلين الفرص خصوصا عندما عرفتِ أن رأفت لن يعيدكِ طالما غادرت البيت دون إذن حتى ..
رنيم(ابتلعت ريقها):- ذلك أمر يخصني ورأفت لا تتدخلي رجاء
وجدان(اقتربت منها بشر):- بل أقترب وسأقترب حتى تبتعدي أنتِ .. هه لا يغرُّنكِ كثرة الأولاد لأنه وبفرقعة إصبع أستطيع أن أخرجكِ من هنا أسمعتني؟؟
ميرنا:- رنييييييم حبيبتي .. آه .. هل قاطعتكمااا ؟
وجدان(اصطنعت بسمة):- ميرناااا .. أدخلي عزيزتي لقد أتيت لأطمئن على أختك وأحفادي
ميرنا(هزت لها رأسها بتأييد):- اممم سلمتِ ..
وجدان:- تمام سأترككِ حبيبتي رنيم مع أختك .. بالإذن ..
رنيم(غالبت دمعها وأمسكته بقوة كي لا تنفضح أمام ميرنا):- تعالي يا أختي ..
ميرنا(تقدمت وهي تحرك يديها لأيهم الذي كان يصفق ممتثلا لحركتها):- يا روحي يا روحي أنااااا سآكلك دفعة واحدة يا قطعة شهية هميمييميام
رنيم(ضحكت بغبن لبراءة ابنها):- ميرناااا ..
ميرنا(ببسمة):- نعم يا رنيم هل تحتاجين لشيء ؟
رنيم(ابتسمت لها):- ستكونين أما رائعة يوما ما ..
ميرنا(تبلدت بسمتها ومع ذلك حافظت على لمعة عينيها):- ربما ههه ..
رنيم(تنهدت بعمق):- أنا واثقة من ذلك يا أختي الغالية فقط أتمنى أن تجدي نصفكِ الثاني الذي يستحق أن يكون والد أطفالك
ميرنا(وقد لمع وائل بفكرها ياااه سيكون أبا رائعا):- تتت يكفي لا تقحمي برأسي الفكرة وتجعليني أتهور وأنزل تحت صارخة زوجوني زوجووووني
نور(اقتحمت عليهم الغرفة رفقة دعاء):- الله الله هل وصلتكِ العدوى ..
رنيم:- ههه دعاء حبيبتي فرحت من أجلكِ كثيرا ربي يتمملك على خير وسامحيني لن أستطيع حضور الحفلة
ميرنا:- الحفلة بعد عدة أيام من يدري ربما كنتِ بخير وشاركتنا فرحتنا بها
رنيم:- سأرى ذلك
دعاء(ونظرها يتطاير نحو سجى وأيهم):- ما أجملهما !!
نور(سحبت رجليها بصعوبة واقتربت منها وهي تربت على كتفها):- اصبري ..
ولكن الصبر أحيانا يتعب ويكل .. حتى لو صبرنا نحن فهو لن يتحمل وسينتفض منددا بالوهن الشديد ، فقد فرغت كل محطاته ولم يعد هنالك متسع ، أيام بسيطة تفصلها عن الزواج يعني عن الحلم الذي لطالما تمنته ترى كيف ستنقضي الأمور ؟؟ لا أحد يدري فسننتظر لنعلم ماذا تخبئ لهم الأقدار …التي كانت تحتفل بمراسيم عقيقة سجى الغالية في جو من الأنس والفرح رغما عن أنف الكائدين المتربع على رأسهم اسم نورهان ووجدان ، أما حاتم فلقد كفل حفيدته بهدايا ثمينة جعلت الكل يشهق لذوقه الراقي ، حتى عائلة رنيم قدموا هدايا تجعل مقامها عاليا أمامهم وهذا ما أسعدها في تلك الجلسة التي كانت بصالون الفيلا حيث التقى الجميع فيها وانبعثت الموسيقى لتتشكل أجواء العقيقة بأحلى اللحظات .. رأفت كان يحمل ابنه ويلاعب ابنته بجانب أمها ونظرات نورهان تكاد تحرقهما معا آه لو وجدت وسيلة لقتلها لفعلتها فقط لكي تحل محلها في قلب رأفت … لكن يا نورهان يا روحي احلمي على قدك فذلك الرجل لتلك المرأة وهذا ما حتمته الأقداااااار ..

وسننتقل من فيلا الحمداني للمعسكر .. في تلك الأثناء كان جاسر يزفر بعمق من شدة التعب فهو أمام أكبر عنيدة عرفها التاريخ ، يعني تجاوزت عناده بأشواط متعددة والحق يقال هو لا شيء أمامها ، لقد استعادت عافيتها خلال الأيام الماضية إذ حرص جاسر على تناولها للأدوية في مواقيتها وكذا الراحة التامة بحيث اضطر لحجزها في غرفتها طوال تلك المدة لعلها تستمع لنصائحه بالقوة ولكنها شعرت بالضيق والملل راغبة في مزاولة عملها كما يجب ولكن إذا ما قوبل الجدار بالجدار فلنقل رحماك يارب .. ^^
وصال(تتحرك في غرفتها جيئة وذهابا):- هل تحتجزني مثلا ؟؟
جاسر(متكأ على باب الخروج واضعا رجلا على الحائط مكتفا يديه وببرودة أجابها):- نوعا ما أجل أحتجزكِ ولن تبرحي مكانكِ حتى يأتي الطبيب ليعاينكِ ويخبرنا أنكِ صرتِ تمام
وصال(مسحت على جبينها وهي تتأفف):- يا ربي ماذا فعلت بحياتي لكي أجزى بهذا الجزاء
جاسر(صغر عينيه فيها):- هل تدعين علي في حضوري ؟ سأسجل ذلك عندي على فكرة
وصال(فتحت فاهها بصدمة):- أشك بأنك يا سيدي الرائد تعاني من انفصام في الشخصية
جاسر(زفر بعمق وهو يعقد حاجبيه ما شأنه بها فلتمرض أو تذهب إلى الجحيم لما يصر على الاطمئنان الذي تفهمه هي وكأنه تحكم هففف):- دعيني أتفقد كامل لقد بعثته لجلب الطبيب لكنه تأخر ..
وصال(جلست باستسلام على طرف سريرها):- لقد عسكر في غرفتي وكأنها غرفته يا ربي صبرني أنا ولا أكتشفه في الأخير وريثا معي هففف ..
كامل(دلف بعد برهة وهو يبتلع ريقه):- سيدي الرائد حضرة النقيب الطبيب في طريقه إليكما
جاسر(بانتباه لكامل):- رائع جدااا
كامل(نظر لوصال):- أووه وجهكِ اليوم مُورد سيدتي أكيد تعافيتِ الحمدلله الحمدلله كم سعدت بعودتكِ فالمعسكر كان موحشا بدون أوامركِ حضرة النقيب
وصال(طوال جملة كامل وهي تنظر لوجه جاسر الذي امقتع بالغضب):- يا إلهي ..
جاسر(كان يقف خلفه ويستمع باهتمام حتى نزلت يد على كتف كامل زلزلت وقفته):- كامل كمااااال همممم هل يعجبك المعسكر ؟؟
كامل(وهو يحس بثقل في كتفه نظر إليه بقلق):- أججج …أجل أحب عملي
جاسر(مسح على فمه بيده الأخرى وهو يتعجب):- صحيح لكنني أتساءل مع نفسي إن فكرت في إنهاء تدريبك قبل أن تكتمل هذه الأشهر المتبقية لك كيف ستكون ردة فعلك ؟
كامل(التقط أنفاسه برعب وحاجبيه مقوسان وعيناه تكاد تدمع):- سأحزن سيدي الرائد
وصال(مسحت على فمها وهي تقاوم ضحكتها من ذلك الموقف):- أحم أيها الرائد أفلت الجندي كامل كمال فهو قد عبر بتلقائية على مشاعره
جاسر(هدر فيها بعصبية …هااا وكأنه أعجبكِ الوضع يا ست وصااااال):- لا مكان للمشاعر بمعسكري ….. مفهوووم ؟؟
وصال(بلؤم استقامت):-والله ؟؟؟ طيب ماذا عن احتجازي هاهنا ألم يكن ذلك من ضمن المشاعر الإنسانية التي يمتلكها كل واحد فينا ؟؟
جاسر(بتلعثم أزاح يده من على كتف كامل):- .. هذا واجبي كرئيس لكل كبيرة وصغيرة بهذا المعسكر وعلي أن أطمئن على صحة الناس الذي يعملون معي ، يعني فرضا كان بهم عدوى هل أتركهم ليفتكوا ببقية الجنوووود ؟؟ احم .. أ أنا سأنتظر بالخارج
وصال(هزت رأسها بلمعة عيون جعلتها تبتسم):- أممم صدقتك يا سيد جاسر ههه ..
كامل(يدلك كتفه من الألم):- هل كانت تلك يد أم طوبة سقطت على كتفي .. آآآوااااه
لم يكن ليغيب عن غرفتها لولا الحيرة التي تملكته فلما كل هذا الحرص على سلامتها أليست عدوته ، ألم يكن يكرهها لا زال يكرهها لكن كأن كرهه لها قد خفت أو حلت محله مشاعر مبهمة لا يعلم لا يعلم ، كل ما هنالك أنه موقن تمام اليقين أن هناك أمر مريب يحدث له ، قاطع حبل أفكاره قدوم الطبيب الذي دلف مباشرة لمعاينتها وما فتئ يلحق به حتى قرر أن يبقى بعيدا هكذا أحسن ، لكن ليس بعيدا جدا خارج الغرفة مكان مناسب … ظل هكذا يحادث نفسه ويقرر ويلغي حتى خرج من جديد الطبيب وطمأنه على صحتها وأنها بخير وعافية ويمكنها مزاولة عملها في الوقت الحالي وعليه وجدها قد لحقت به وهي تضع قبعتها الرسمية فوق رأسها وكامل يلحق بها بارتباك ..
جاسر(عقد حاجبيه):- إلى أين ؟؟
وصال:- جندي كامل أرجو أن تجمع الكتائب في ساحة التدريب دقائق وأوافيكم ..
كامل(انسحب وهو يَزْوُر جاسر بنظرات عتب):- أمركِ حضرة النقيب ..
وصال(اقتربت منه بخيلاء):- أرى أنك استحليت المكوث بغرفتي لكن ها قد سمعت بنفسك أصبحت بخير ..
جاسر(في سره):-لن أكذب عليكِ فعلا قد تعودت على ذلك ، تفقدُكِ كل فترة وإمدادكِ بالدواء وكذا وجبات الأكل وحتى مناقشتكِ في بعض المواضيع الغريبة وكذا الشجار معكِ حين ترفضين أخذ الفيتامينات وغيره وغيره .. أظنني قد بدأت أهذي فمنذ متى يتحول العدو لقريب ؟؟؟
وصال(اقتربت منه أكثر ووجدته شارد الذهن):- أيها الراااائد
جاسر(عقد حاجبيه وهو يطالع عينيها السوداوين):- أ.. تمام تمام فهمت لا تصرعي رأسي باحتجاجكِ يمكنكِ مزاولة عملكِ منذ اللحظة أنتِ حرة … سلام
وصال(انتفضت من هديره الغريب وابتعدت قليلا):- ما به هذاااا انفجر بوجهي مثل البارود تتت أستغفر الله ..
وطبعا لم تكن من الكسالى فلقد شمرت ذراعيها ونزلت لساحة التدريب كم اشتاقت لعملها ، بعد أن مثلت أمام كتائب الجند ألقت تحيتها عليهم وباشرت بإعطاء الأوامر الجديدة من أجل البدء في تدريبات ذلك اليوم ، في حين كان هو يستند على حواف السور المطل على الساحة وأخذ يراقبها بتركيز تام ، تحركاتها وإيماءات وجهها ابتسامتها حين يفشلون بتطبيق ما أمرت به ، لاحظ أنها تملك حسا فكاهيا لطيفا فحتى في تذمرها منهم كان يجد شفتيه تلقائيا تبتسم ويعود لينفض غبار حيرته ويحاول التركيز على عمله بدلا من مراقبتها التي باتت تستهويه بين الفينة والأخرى … لالا الحالة لم تعد تعجب من المؤكد أن مرضها قد قلب جل موازينه خصوصا حين تقربا من بعضهما في زيارة المدينة ، لكن لا يجب عليه أن ينجرف يلزمه التحكم في زمام أموره وابتدأ بأول خطوة وهي الابتعاد عن محيط وصال محفوظ تلك اللحظة تحديدااا …

في معرض إياد
كان يعلق صورة بحرص شديد على إحدى الحوائط الجانبية ولكن لم يعجبه موقعها فمسح على جبينه وهو يبحث بعينيه عن المكان المناسب وأثناء بحثه ذاك انتبه لحضورها ..
إياد(بتفاجئ):- منذ متى وأنتِ هنا ؟؟ عذرا لم ألحظ قدومكِ
رقية(برعشة طفيفة):- لا بأس لقد دخلت للتو
إياد(بارتباك وضع الصورة على جنب وتقدم إليها وصافحها):- مرحباااا
رقية(مصت شفتيها بخفة):- مرحبااا
إياد(لاحظ شحوب عينيها الناعسة وبعد صمت تكلم):- أتأسف منكِ رقية يعني ستقولين أنه سيتهرب مني مثلما تهرَّب تلك الليلة لكن والله كما ترين أموري ليست مستقرة والمعرض على الأبواب ويلزمني الكثير من العمل و
رقية(اقتربت منه أكثر وهي تتطلع إليه):- لا عليك يا إياد لقد أتيت في أمر مستعجل وسأغادر بعدها يعني كي تتمم عملك ..
إياد(زفر بعمق وهو يشير لها كي تجلس):- تفضلي هناك ..
رقية(بخجل مصت شفتيها):- أريد أن أعتذر منك عما بدر مني تلك الليلة ما كان علي أن أثور في وجهك ربما لم أحسب حسابا لمشاعرك كما يجب أو تسرعت في الحكم ..
إياد(مسح على حاجبه وشبك يديه ثم نظر إليها):- رقية نحن أصدقاء .. أعلم أنني قد أبديت إعجابي بكِ بطريقة ما وهذا ما لا أخفيه عنكِ ولكن أنا .. أ حاليا لا أستطيع أن أكون أي شيء
رقية(رمشت بعينيها وهي تخفض رأسها كمن عرف حقيقة مؤلمة لتوه):- أنت تحب ميرنا صحيح ؟؟
إياد(بصدمة ضربت جملتها في قلبه ورمقها بتعب):- ههه ماذا ؟؟
رقية(تابعت بمرارة):- رجاء لا تدعي العكس فكل تصرفاتك تثبت ذلك .. لقد تابعتك بحرص وعليه انفجرت بوجهك تلك الليلة وأخبرتك وبكل صراحة ماهية شعوري .. أتفهم العلاقة التي تجمعكما ولكن هل هي تعلم بحقيقة تلك المشاعر ؟؟؟
إياد(انتفض بهزل مبتعدا عنها):- ههه من أين أتيتِ بهذه الخزعبلات يا رقية لا يوجد شيء كهذا ، أي نعم أحبها ولكن ليس ذلك الحب الذي تظنينه ..
رقية(انتفضت خلفه بغبن):- لا تنكر ذلك رجاااء لقد بت أعرف
إياد(استدار إليها باحتدام):- تعرفين مااااااااذا ؟؟
رقية(بعصبية تحركت للجانب وأزالت الغطاء الذي يغطي صورة هناك):- أعرف هذه مثلا ..
نظر للصورة المقدسة بالنسبة له والتي التي جردتها رقية من غطائها وتزعزع قلبه وهو يتفحصها بعدم تصديق.. كانت صورته الرئيسية التي يخفيها عن كل الأنظااااار
إياد(برفض):- إلى أين تريدين الوصول يا رقية ؟
رقية(تقدمت إليه بقهر):- أخبرني أنت … لأنك من تسبب في إقحامي في هذه اللعبة
إياد(تمالك أعصابه هنيهة وأردف):- طيب طيب لما لا أتهمكِ أنا أيضا بأنكِ تحبين السيد وائل رشوان نظرا لولعكِ الشديد به فأنتِ لا تفلتين فرصة دون أن تباشري في تمجيد سيرته ؟؟
رقية(فتحت عينيها بهلع):- هئئئئئئئئئ من أين أتيت بهذه الفكرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد(باستهزاء):- والله ابتعتها من نفس المحل الذي جلبتِ منه فكرة أنني أحب ميرنااا
رقية(عضت شفتيها ولم تستطع إخفاء ضحكتها):- تتت حسن حسن يكفي بدون أعصاب .. أعتذر منك على نرفزتي هذه ولكنني أحتاج لمعرفة الحقيقة يا إياد …
إياد(مص شفتيه بسرعة وهو يهدأ من روعه وتقدم للصورة ليغطيها من جديد فهو لا يسمح لأحد بتدنيس أعماله بتلك الطريقة):- بداية لا تكرري ما فعلته تحت أي ظرف هذا اتفاقي لقبول الصلح هااااه ماذا قلتِ ؟؟
رقية(أجد أنني مجبرة على مسايرتك يا إياد فحين تسرعت وأخبرتك بإعجابي ليلتها وأنا في غمرة جنون كنت أعني ذلك تماما ولا زلت لأنني تعودت ومنذ صغري ألا أكتم مشاعري بالمرة):- هممم وكأنه لي خيار آخر سيد إياد ؟؟
إياد(ابتسم لها وعاد لينظر للصورة وهو يغطيها باهتمام مبالغ فيه):- هذه هديتي لميرنا بمناسبة عيد ميلادها وهي الصورة الرئيسية في معرضي هل فهمتِ الآن لما لم أترككِ ترينها ذلك اليوم ولكنني لا أدري حقا متى اطلعتِ عليها …هذه تسمى خيانة ..
رقية(رفعت حاجبها):- خيانة ؟؟؟ لا يا روحي لا شيء يخفى علي لقد رأيتها تلك الليلة يعني لحظة ذهابك لإحضار شيء نأكله ..
إياد(كتف يديه):- يا سلام وتقرين بذلك فعلا أنتِ لا تفلتين الفرص ..
رقية(بمكر وتلاعب تحركت وهي تشبك يديها خلف ظهرها):- أفهم منك أنك لا تحبها
إياد(رفع رأسه للسماء):- يا ربي ألم تسمعي حرفا مما قلته ؟
رقية(مطت شفتيها وهزت كتفيها بدلال):- أريد أن أسمعها منك… هل تحبها ؟؟
إياد(أغمض عينيه لوهلة وفتحهما بلمعة شاردة):- أجل أحبها كما أحبكِ وأحب كوثر ووصال وبنات الراجي واحدة واحدة حتى الجدة نبيلة والعمة نعمة أحبهما هل اقتنعتِ الآن ؟
رقية(ببسمة ضربت على كتفه):- أممم يعني ..
إياد(جذب شعرها):- يعني هااااه … ههه مجنونة وربي …
كادت أن تقفز وترقص أمامه وهي تضحك ولكي ترضى الآنسة الموقرة قرر إياد أن يلتقط لها عدة صور فجهز الخلفية الخاصة بعمله التصويري وجعلها تتخذ بضع وضعيات جلوس ووقوف بينما كان يصورها بمرح تام تبادلاه تلك اللحظة ، لكن ليس طويلا فبعد برهة وصله اتصال جعل جل ملامحه تتبدل ..
إياد:- رورو علي الذهاب الآن لدي موعد مهم حتى حفلة سجى فلتها ستقتلني ميرنا أكيد هه
رقية:- أهاااه طيب لا مشكلة حتى أنا كنت سأرافق وائل لكنه قرر عدم الذهاب واكتفى باتصال تهنئة فقط ..
إياد(بارتباك):- أمم أامم عرفت بذلك .. طيب أراكِ لاحقا إذن
رقية(صافحته بلطف):- سأكلمك ..
إياد(هز لها رأسه إيجابا):- ماشي ماشي ….
فور ذهابها جلس بوهن على كرسيه وأخذ يتطلع لصورة ميرنا المغطاة بنظرة جانبية ، استقام بتثاقل وقام بتغطيتها من جديد بشكل جيد وهو في خضم ذلك أغمض عينيه حين انتبه لحركة غريبة خلفه ..
إياد(بعد أن التفت زفر بعمق):- أهلا يا إيمان جيد أنكِ أتيتِ فور اتصالي بكِ
إيمان(تتطلع إليه بشوق الماضي ولكنها محتفظة بعزة نفسها):- أرجو أن تختصر لي غايتك مني لكي أجهز نفسي فأمامنا سفر على الأبواب
إياد(عض شفتيه واقترب منها بحركة آسرة):- أود التحدث معكِ بشأن هذا الخصوص تحديدا
إيمان(بعدم فهم تطلعت لعينيه اللتان كانتا تترجمان شيئا يجعل كل ما فيها ينتفض):- ماذا يعني ؟
إياد(اقترب منها ونفث في شعرها الأحمر بإثارة):- ستعلمين بعد قليل …
ذابت في سحر عينيه القاتلة وكل شيء فيها يناديه بهمس واشتياق …

~ في روما وبعد وقت معين ~
وضعت رجلها في تلك المدينة الرائعة التي تشتهر بسحر مناظرها الخلابة وكم أعجبها ما شاهدته أثناء جولتها بالسيارة المخصصة التي نقلتها صوب الفندق الذي حجزت فيه هناك ، لم تتعمد أن تكون رحلتها بتوقيت مختلف عن رحلة كل من وائل وشهاب فهما قد سبقوها بكذا ساعة لذلك فضلت السفر لوحدها ، وها هي ذي في روما أروع بلد شاهدته حتى الآن فلقد سافرت كثيرا لغير بلدان لكن مثل هذه لم تشاهد للصراحة .. بعد مدة وجيزة وصلت لذلك الفندق وقام السائق بجلب حقائبها وسلمها للعامل هناك الذي تبعها حيث وقفت عند الاستعلامات لتؤكد الحجز وبعد مرور تلك الإجراءات الروتينية تسلمت مفتاح غرفتها ووجهها العامل لكي تلحق به ، دلفت إلى المصعد المخصص للركاب بينما دلف هو لمصعد مخصص للعاملين من أجل إمدادها بحقائبها ، كانت تشعر بالتعب والإرهاق جراء السفر وكم تمنت لو تغطس في ماء ساخن لكي تستعيد حيويتها وتباشر رحلتها العملية .. خرجت من المصعد واتجهت في الممر الفخم ناحية غرفتها المحددة وأخذت تتطلع للأرقام حتى وجدتها ولحق بها العامل بسرعة ، فتحت الباب ودخلت لترى ذلك الجمال فقد كانت غرفة فاخرة من الواضح أن السيد فتحي قد دفع تكاليفا باهظة الثمن جراء الحجز لمدة ثلاثة أيام في ذلك الفندق الفاخر وعليه حاسبت العامل بمبلغ مالي وبعد مغادرته أخذت تتجول في الغرفة التي كانت جناحا كاملا مكونا من صالون مفتوح على غرفة وحمام على الجانب ومطلة على منظر مبهج للعين .. كما تمنت سابقا أخذت حماما ساخنا لينعشها وبقيت في ذلك المغطس لأزيد من ساعتين ولم يجبرها على ترك المغطس إلا صوت طرق الباب الذي لم يتوقف ،، خرجت من المغطس بسرعة وارتدت برنس الحمام بخفة وتوجهت صوب الباب وفتحته
ميرنا(تنهدت بعمق وهي تجيب بالإيطالية بعد فتح الباب):- "دا لي" ..هئئ أنت ؟؟؟
وائل(احتبست الكلمات في جوفه وهو يشاهد شعرها المبلل ووجهها المحمر جراء الحمام ولباس الحمام ووضعية الحمام الله أكبر):- أ.. أحم أحم كيف تفتحين الباب بهذا الشكل هكذااااا ؟؟
ميرنا(نظرت لنفسها وهي تضم رداءها بقوة):- ربما لأنك أربكتني بطرقك لبابي دون توقف
وائل(رفع حاجبه):- اعتقدت أنه قد أصابكِ مكروه تأخرتِ في الجواب ..
ميرنا(صغرت فيه عينيها):- سامحني فخامتك المرة القادمة سأضع إشارة بأنني بالحمام وأعلقها على الباب،، ارتحت هكذااا ؟
وائل(فتح انعقاد حاجبيه):- اممم يناسبني ذلك نوعا ما .. وهذه آخر مرة تفتحين الباب لأي كان بهذا الشكل حتى لو كنت أناااااا ..
ميرنا(سحبت نفسها عميقا وهي تحاول ضبط أعصابها):- لقد شوشتني … أخبرني أولا ماذا تفعل هناااا فلم يكن هذا هو الفندق الذي حجزتم به ؟؟
وائل(مط شفتيه):- بلى هو نفسه لكن يتضح أنكِ أنتِ التي تملكين معلومات خاطئة .. رقية وشهاب بغرفهم أيضا ولعلمك تلك الغرفة هناك .. اقتربي قليلا لأريكِ
ميرنا(اقتربت منه لترى أين يشير):- ههيهيه لا تقل لي أنها غرفتك يعني ؟؟ فتلك الصدف تحدث في القصص والروايات فقط ههههه
وائل(عض شفته وهو يشتم العطور الفواحة المنبعثة منها وكم شعر برغبة مجنونة في ضمها إليه):- اممم هي حقا غرفتي .. وقد عرفت من الاستعلامات بوصولكِ ولذلك جهزي نفسكِ بعد ساعة سنلتقي جميعا من أجل العشاء ماشي ؟؟
ميرنا(حكت خلف عنقها ويا ليتها ما فعلت ذلك فلقد تناثر على وجهه رذاذ من شعرها المبلل وغيبته عن كل الدنيا):- اممم ماشي سأرى ذلك
وائل(متسمر في محله):- ….لارد
ميرنا(نظرت إليه بملابسه الشبابية التي تزيده وسامة وعضعضت شفتيها بارتباك وهي تتراجع للخلف):- نلتقي ..هممم
وائل(ابتعد وقد استعاد وعيه):- أ.. طيب طيب نلتقي ..
ميرنا(في سرها):- ياااااااه سيقتلني برجولته تلك لكنني أتساءل ما بال عضلاته تزيد ضخامة كلما التقينا يا ويلي لو يضمني أكيد أكيد سيعصرني آآآآآآآآه…
وائل(في سره):- يا الله ما أجملها في كل حالاتها تقتلني بجمالها الأخاذ همم أو عطورها المختلطة بعد ذلك الحمام إنها تجعلني منتشي مثل المدمن ت ت كيف سأتحمل أنا هذا ظلم ظلم والله ..
عاد كل إلى غرفته ولكي تكتمل الحلاوة فقد كانت غرفهما متقاربة بنفس الممر .. من الواضح أنها ستكون رحلة العمر التي لا تنسى ، في هذه الأثناء كانت هذه تتمطى في فراشها وفتحت عينيها على حركة سريعة في غرفتها ..
ميرا(بكسل):- امممم ماذا تفعلان ؟
هنادي(ترتب بعض الإكسسوارات الخاصة بينما كان باتريك يعدل بعض الثياب في العلاَّقة القصيرة للملابس):- حان موعد العشاء سيدتي لقد نمتِ بما فيه الكفاية
ميرا(تتمطى بكسل):- أووه لا مزاج لي في الخروج لم أصدق متى أعود من زيارتي كي أفقد وعيي وأرتاح .. كفا عن هذه الضوضاء ودعوني أنام
باتريك(غمز هنادي):- طيب أمركِ سيدتي .. هنادي لننزل للعشاء وحدنا أقله نستمتع بمشاهدة آل رشوان وضيفتهم على نفس الطاولة
ميرا(نفضت الغطاء ونظرت إليهما من بين شعرها الفوضوي):- ماذا قلت ؟؟؟
هنادي(تقدمت إليها):- بالفعل بنفس الفندق يوجد شهاب رشوان وائل رشوان وأيضا …
باتريك(بتوجس من ردة فعلها):- ميرنا … أختكِ سيدتي
ميرا(بنظرة نارية):- وما الذي أتى بتلك البلهاء معهم … تكلماااااااااااااااااا ؟؟
هنادي:- فور معرفتي بأمرهم قمت باتصالاتي واتضح أن ميرنا قدمت من أجل تغطية حفلة الرؤساء التي ستقام ليلة غد بقاعة الفندق والتي يصدف ..
ميرا(ابتسمت):- أنها نفس الحفلة التي سأحييها … ههه
باتريك(انتقل بنظره بين ميرا وهنادي):- والمعنى ؟؟
ميرا(استقامت):- جهزاااااني سننزل لنتناول العشاء أيضا من الضروري أن أرحب بأختي وبآل رشوان همممم ..
هنادي(بمكر):- حالا سيدتي ..
جهزت نفسها بكل ما تعنيه الكلمة وارتدت فستانا في اللون الوردي القريب من الأبيض وكان ملتصقا بجسمها بطوله كله ، وفي الأعلى كان ملتفا حول عنقها ويديها بشكل متناسق ليخفي مجمل الرضوض المتبقية التي على جسمها ، أما شعرها فقد جعله باتريك في تسريحة ذيل حصان تفنن فيها هي وزينتها بينما تكلفت هنادي بالإكسسوارات المناسبة ، تعطرت ونظرت لنفسها بالمرآة وقلبها يرتعش بين يديها فبعد قليل ستراه لم تهتم كثيرا لوجود ميرنا رغم أن ذلك قد أغاظها لكن هي داخلة على حرب وستكون أهلا لها .. نزلت رفقة مساعديها للمطعم وكل مرة يستوقفها المعجبون بها وبفنها هناك من تصورت معهم بابتسامة وهناك من وقعت لهم وهكذا دواليك حتى دلفت للمطعم ، بحثت بعينيها ووجدتهم جالسون بطاولة جميعا مبتسمون …
ميرا(تبتسمون هااااه تمام لنرى هل ستبقى الابتسامة بعد حضوري):- همممم
سارت بخطى واثقة نحو طاولتهم مباشرة وكان أول من انتبه لها هي رقية التي عدلت ياقة فستانها بدهشة فيها واسترسل الانتباه منها لوائل لشهاب وبعدها لمييييرنا ..
ميرا:- مرحبااا … عمتم مساء صدفة سعيدة أليس كذلك ؟
شهاب(انتفض قلبه بخفقات متتالية واستقام بتلقائية):- ميراااا
ميرنا(زفرت بعمق وبنظرة كسيرة وهي تشعر بحاجتها لإياد في تلك اللحظة):- مرحبا
شهاب(انتبه لنهوضه وجلس بعد أن شاهد نظرة ميرنا له تلك اللحظة):- هل أنتِ بنفس الفندق ؟؟
ميرا(وضعت يدها على خصرها):- أجل .. وشيء آخر نحن جيران هممم هه يعني سنلتقي من جديد أتمنى لكم بقية عشاء سعيد .. هيا بنا
وائل(دنا من أذن ميرنا التي كانت تشد على قبضة فستانها تحت الطاولة):- لا تهتمي
ميرنا(انتفضت وهي تسمع همسه ونظرت إليه بعمق):- كيف يعني .. أ الأمر لا يهمني فعلا يعني هذا فندق عام وليس خاصا لنا فقط ..
وائل(بعينين مبتسمتين):- ألاحظ شدة توتركِ يا ميرنا فلا تجعلي وجودها يزعجكِ كوني أقوى من ذلك
ميرنا(نظرت إليه باستغراب بحيث كان يشحنها بطاقات إيجابية):- تمام ..
وائل(نظر لشهاب الذي كان يلاحق بعينيه ميرا والطاولة التي جلست عليها كانت خلفهم بعدة طاولات):- هممم
رقية:- إنها أجمل من الصور بكثير على أرض الواقع
شهاب(نظر إليها من المكان الذي جلست فيه وعيناها تناديه بشكل غريب كيف بدت عاقلة وهادئة ورزينة وهذا ما لم يتعوده منها):- يا الله .. ميرنا أنا لم أعرف بوجودها هنا إلا اللحظة صدقيني
ميرنا(رفعت حاجبها ههه هل تذكرت للتو أن تشرح لي يعني بعد حصة تأملاتك تتت):- لا بأس كما سبق وذكرت الفندق عام وهي حرة طالما هي بحالها وأنا بحالي
شهاب(ابتلع ريقه وعيناه تهربان إلى جنتيه الحمراء):- أحمم ..
وائل(هز رأسه يمينا وشمالا وأمسك كأس العصير):- يا عيني ليلة تحفة من بدايتها ….!!!
مسحت ميرنا خلف عنقها بتوتر واستدارت من محلها لتنظر للخلف ووجدت ميرا قد رفعت لها كأسها بتحية من بعيد فلفَّت وجهها عنها بسرعة بعصبية مطلقة ، ألا يكفيها هذا التوتر الذي تحياه مع وائل والذي تضعه الأقدار في طريقها دوما ، فها هو ذا جالس بجانبها يتمتع بعطرها الأخاذ ومنظرها بعد الحمام لم يبرح عقله ، حتى هي لم تزح تلك الفكرة عن بالها لكن لفت انتباهها نظرات شهاب الذي كان يجلس مقابلها وكم كان باديا عليه التوتر والحيرة وكأن حضور ميرا سبب له تضايقا شديدا ، لكن لماذا أيظن أن الأمر لا يزال يزعجها لا لا لقد تخطت تلك المرحلة وما تبقى الآن هو خذلان أختها والعلاقة المتضاربة بينهما ، يعني سالب وموجب مؤكد وأكيد إن التقيا ستتولد طاقة كهربائية تفتك بكل شيء .. شعور الافتقاد لإياد لم تكن هي الوحيدة التي تشعره حتى رقية قد سرحت في صحنها وصورته لم تبرح خيالها باتت تفكر به كثيرا بالفترة الأخيرة لكن ما الحل إن كان قد وضح لها تماما معنى علاقتهما المحصورة فقط في صداقة لن تستطيع تجاوزها إن كان هو بنفسه لا يرغب بها ، لكنها قررت أن تخرس نبضها طالما شكها في حبه لميرنا قد تلاشى بعد تأكيده الواضح لها ، سنقول أنها اطمأنت قليلا لكن هذا هل سيطمئن يعني من بين كل الفنادق الموجودة بروما تشاء الأقدار أن يكون الجميع بنفس الفندق أممم أشك بذلك فحدسي يقول لي أن هذا من تخطيط شخص واحد وحيد له مصلحة في جمع النار والبنزين مع بعضهم بعضا بذات المكان ، لذلك سننتظر حتى نرى ما قد تجلبه الأوقات في جعبتها … ^^
وجبة العشاء تحولت لشحنة توتر تسربت للجميع باستثناء ميرا التي كانت مستمتعة بتناول طعامها بينما تراقب من محلها شهاب ، حاولت بشتى الطرق أن تبعث له بمشاعرها أو تناديه بعينيها لعله يفهم لوعة الشوق التي تسري بكل وريد فيها .. كان حريا به أن يمسح فمه ويستأذن وإلا كان توتره قد تسبب في فضحه أمام عيون البقية
ميرنا(نظرت له وهو ينسحب والتفتت خلفها لتجد ميرا تمسح فمها هي الأخرى والتي استقامت بدورها كي تغادر):- تت
وائل(انتبه للأمر وأغمض عينيه وفتحهما بعصبية هل تغار عليه أم ماذا الآن ؟؟؟):- ماذا بكِ ألم يعجبكِ الأكل أنتِ لم تلمسي صحنكِ إطلاقا ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تزفر بضيق):- الأمر لا يتعلق بالأكل لكن لا مزاج لي الآن ..
وائل(راقب نظراتها التي تابعت ميرا وهي تغادر المطعم):- همممم
ميرا(سارعت خطاها تبحث عنه بعينيها ولم تجده كأنه اختفى):- تت أين ذهب هذااا ؟؟
لم تحس إلا ويد جذبتها خلفها على جنب مبتعد بها عن الأنظااااااار ، كان يضع يده على فمها ودفعها على الحائط ملتصقاااا بها
شهاب(أمسك بفكها بعصبية):- الآن ستخبرينني أن هذا ليس تخطيطا منكِ يا ميراااا ؟
ميرا(قوست عينيها وهي تزفر أشواقا من بين أنفاسها التي تسارعت من قربه القاتل):- لم أخطط لها لقد تفاجأت بدوري أقسم لك
شهاب(وهو ممسك بها بقوة):- وهل علي تصديقكِ ؟؟؟ كيف سأصدقكِ وأنا مذ عرفتكِ وأنا أتفاجئ بصدماتكِ المتوالية كلما ظهرتِ في طريقي ؟؟
ميرا(بنظرة لوعة):- صدقني .. لم أتعمد ذلك
شهاب(تأوه قلبه وهو يبعد يده عنها):- صعب يا ميرا فطريقكِ كلها مآرب وخدع هذا طبعكِ ولن تتغيري أبدااااا
ميرا(تأوهت هي الأخرى من كلامه لكنها لم تتأثر):- سعدت برؤيتك حقا هنا ..
شهاب(عقد حاجبيه وهو يراها تنسحب من أمامه هل جنَّت هذه):- إلى أين ؟؟
ميرا(رفعت حاجبها بأدب بينما التفتت إليه بإغراء):- جناحي رقم 3022 ليكن بعلمك فقط
بعصبية نافثة تابعها حتى دلفت للمصعد وغادرت من أمامه تاركة عطرها خلفها ليشتت انتباهه أكثر من رقم جناحها الذي عشش في عقله لحظتها وردده مرارا وتكرارا بداخله ،،، لكن لاحظ ذلك ونفض رأسه ليبعد هذا الجنون عنه فميرنا هنا وميرا هنا أيضا إذن عليه أن يضبط نفسه وإلا ضاع كل شيء من بين يديه ، لأن ميرنا لن تسامحه إن بدر منه أي خطأ ولو كان ضئيلا ، ميرنا التي نهضت بدورها متحججة بالتعب لكن نظرتها المنكسرة كانت جلية لوائل الذي لم يدري ماذا يفعل كي يخفف عنها لأنه بدوره منزعج فقد شوشت عقله من انقلاب مزاجها بين ثانية وأخرى ، يعني إن كانت غيورة على شهاب هذا سيهدم كل تهيآته التي عايشها الفترة الماضية يعني أنه كان يتوهم مشاعرها فقط وهذا بدوره هلالالالالالالاك يفتك بقلبه .. هز رأسه يمينا وشمالا بتعب ونهض هو الآخر ليغادر صوب غرفته تاركا رقية في عوالم أخرى على الأغلب ..

كانت الأجواء مكهربة في كل مكان فوائل لم يفهم سر انزعاج ميرنا وميرنا لم تفهم سر انجذاب شهاب وشهاب لم يفهم سر هدوء ميرا وميرا كانت تفهم شيئا واحدا أن الأقدار توافقها في رأيها بأن شهاب لن يكون لغيرها وعلى أساس ذلك ارتدت فستان نوم في اللون الأزرق الداكن وفوقه رداءه المعقود على خصرها ، وجلست على منضدتها لتمسح زينتها بعد أن فردت شعرها ، لحظات بسيطة حتى طرق باب غرفتها فانتفضت مبتسمة إذ كانت تعلم علم اليقين أن سحرها قوي ولا يقاوم وها هو ذا قد زارها في جناحها يعني كل شيء يسير وفق ما تمنت ، نظرت لنفسها بسرعة بنظرة خاطفة للمرآة وركضت بخطوات متسارعة وهي حافية القدمين نحو الباب وفتحتها بابتسامة مغرية لاستقباله لكنها صدمت بتلك العيون العسلية التي كانت تناظرها بازدراااااااء ..
ميرنا(بطعم الصدأ في فمها تجاوزتها ودخلت للغرفة):- شكلكِ يوحي أنكِ كنتِ بانتظار زائر ما ههه عابر سرير مثلا ؟؟؟
ميرا(صغرت عينيها وأقفلت الباب وهي تضع يدها على خصرها وتبعتها):- وما شأنكِ ؟
ميرنا(وهي تتفحص الغرفة استدارت إليها ونظرت إليها من الأسفل للأعلى):- أساسا هذا هو الشيء الوحيد الذي تبرعين فيه … سرقة العشاق فتلك هوايتكِ
ميرا(كتفت يديها وهي تستمع لها):- لا تتعبي نفسكِ بالبحث فأنا لا أخفي أحدا تحت سريري أو بالدولاب تلك الهفوات لا أسمح بها فأنا أمقت اللعب خلف الكواليس ، لأنني هاوية وألعب فقط على خشبة المسرح ولو كان هنا أحد ما كنتِ رأيته .. ولذلك غادري جناحي فورااا
ميرنا(اقتربت منها بهدوء):- أتعلمين ما الذي يجعل أحاسيسي تزدري من رؤيتكِ ؟؟؟ أنكِ صرتِ تتلبسين نفس العينين التي هربتِ منهما طوال حياتك .. أنتِ نسخة من الماضي يا ميرا ولن تنظفي مهما حاولتِ ذلك ستبقى القذارة عالقة بأطرافك
ميرا(بشر):- اتقي شري يا ميرنا لحد الآن أنا أتمالك أعصابي وإن كانت لديكِ مشكلة إذهبي وحليها مع خطيبكِ السابق أو اللاحق لا يهمني
ميرنا:- ههه فكركِ سأصدق هذه الترهات .. يا ميرا لقد حفظت فصولكِ الناقصة وبتُّ أعرفكِ كما لم تعرفي نفسكِ ولأريح بالكِ يمكنكِ أن تلعبي على سجيتكِ فلقد تركت الساحة لكِ منذ سنتين إن كان هذا سيجعلكِ ترتاحين من محاولاتكِ المتكررة لجرحي ..
ميرا(وكلام ميرنا قد تغلغل في مخيخها):- حجج واهية فقط لكي تقنعي نفسكِ بأنكِ محبوبة
ميرنا:- أنا دوما محبوبة لكن ماذا عنكِ أنتِ هل تعين أنكِ قتلتِ كل الحب الذي كان يخصكِ في قلوب أسرتك ؟؟
ميرا(أطلقت ضحكة جلجلت قلب ميرنا):- هااااااااهاهاهاهههههه حب ؟؟؟؟ وفي قلوب آل الراجي صدقا أضحكتني يا ميرنا ههههه لم أحسب أنكِ ساذجة لتلك الدرجة هههه
ميرنا(باشمئزاز):- لقد تحول ذلك الحب لاشمئزاز وتقزز لا تحسبي أنكِ قد انتقمتِ منا بل من نفسكِ يا ميرا ففي نهاية المطاف نحن منتمون لنفس البيت …….. نفس البيت الذي تحاولين إنكاره لكنه ملتصق بخياشيم ذاكرتكِ إلى الأبد
ميرا(احتدمت بعصبية وتقدمت إليها):- اسمعيني جيداااا لا أسمح لكِ بأن تسمعيني محاضرة فاسدة كالتي تكتبينها في مقالاتكِ البائسة مثلكِ …أفهمتِ ؟؟
ميرنا(تنفست بعنف وزادت خطوة إليها):- اسمعيني أنتِ جيدا أنا حاليا أعمل بشركة دابيلو إر يعني قرب شهاب يعني أراه كل يوم كل ساعة حتى .. يعني بالمختصر المفيد ابتعدي عنه بقدر ما تبتعد السماء عن الأرض
ميرا(تزلزت من جملتها وبشراسة):- لماذاااااا ؟ طالما استهللتِ حديثكِ بأنكِ قد تجاوزته إذا لماذا تريدين مني أن أبتعد عنه ؟؟
ميرنا(بغضب جامح ظهر جليا على ملامحها):- لأنه كما خانني معكِ سيخونكِ مع غيركِ يا ميرااااااااا افهميها وارحميني من هذا الصراع
ميرا(عقدت حاجبيها هل هي تقلق علي أم هذا من نسج خيالاتي المريضة فقط):- ههه صدقا أنتِ مسخرة يا ميرنا هل تحذرينني منه حقااا ؟؟ هل أنا طفلة أمامكِ لتفعلي ذلك … دعيني أذكركِ من تكبر من الأخرى هذا إن كنتِ لا زلتِ تتذكرين أنني أختكِ الكبرى …
ميرنا(بحنين للماضي):- ولم أنسى ذلك يوما .. لكنكِ برعتِ في خدش كل ذكرياتنا بل حرقها في محرقة الآلام ..
ميرا(اهتزت مشاعرها بداخلها):- ليس ذنبي بل ذنبكِ وذنبه وذنبكم جمييييييييعا .. ميرنا ابتعدي عني قدر المستطاع لأنني نفيت الماضي من بالي وأعيش لحاضري فقط ..
ميرنا(رفعت حاجبها):- سهل جدا أن تقتنعي بهذا الهراء لكن صعب أن تقنعي غيركِ به .. خصوصا إن كان غيركِ هذا يحفظكِ عن ظهر قلب
ميرا(بلؤم اقتربت منها وأمسكتها من ذراعها حتى غرست أظافرها بها):- ماذا تعرفيييييييين عني هاااااااه ؟؟؟ ماذا تعرفين عن آلامي وأوجاعي وقساوة الحياة ؟؟ ماذا تعرفين عن كرهه لي وتمجيدكِ الدااااااااائم يا أميرة مملكة الراااااااااااااااااااااا اجي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ماذا تعرفين أجيبيني ماذا تعرفين عن الدموع عن الضرب عن لسعة السوط الجلدي عن النوم جوعا وبرداااااااااااا عن قتل روحكِ دون رحمة عن فقدان قطعة منكِ ببرودة هااااااااه ههه .. لا يا ميرنا أنتِ لا تعلمين شيئئئئئئئئئئا لا تعلمين شيئا عن المعاناة التي عشتها في ذلك البيت ولا أحد يستطيع أن يعلمها سوااااااااااااااااااااااا اي أنااااااااااا ….
ميرنا(بدموع تكومت في محاجرها لم تستشعر ألم قبضة أختها بعكس ما استشعرت وجع قلبها):- يجب عليكِ أن تغفري إن كنتِ تريدين العيش بسلام يا ميرااااا
ميرا(دفعتها بغبن وهي تمسح وجهها من الدموع التي لم تدري كيف تساقطت على وجهها):- أغفررررررررر … هههههههه أعيدي لي طفلي وسأغفر لهم حسن .. آه أعيدي لي شبابي الذي كرسته كي أبني مجدي وأعيدي لي طفولتي التي سلبوها مني بقهرهم وظلمهم …. هيااااا لنعقد صفقة أختاه وأعيدي لي كل هذا ولكِ مني وعد شرف أن سمر الراجي ستعود لأركان بيتكم العزيز .. همم
ميرنا(لم تجد بما تجيبها إذ تسمرت ببكاء تنظر إليها شزرا):- … سمر
ميرا(التفتت بغبن لتبعد وجهها عنها ووضعت كفيها على عيونها وأخذت تمسحها):- أريد أن أبقى وحدي رجاااء ..
ميرنا(اقتربت منها وهي تناظر ظهرها كم تمنت لو تربت عليه وتلفها إليها في ضمة تختصر كل الأوجاع والمآسي لكن يصعب ذلك إن كان لا يستحيل):- انتبهي لنفسكِ ولا تثقي بأحد فمن خان مرة يخون ألف مرة ومرة ..
ميرا(تأوهت بوجع ، قولي هذا لقلبي الذي وقع في غرامه دون إذن ...وباستسلام كان باديا على ملامحها الكسيرة نطقت):- ليس بوسعي ذلك يا ميرناااا .. … أنا أحبه
ميرنا(تزلزلت في محلها وهي تحاول إيجاد ثغرة في نظرات ميرا تدل على العكس):- ماذا تقولييييين ؟ هل هل بلغت فيكِ الوقاحة أن تطلقي بوجهي مثل هذه الدعابة ؟؟ يعني ألن تكفي عن هذا التلاعب ؟؟؟؟
ميرا(ابتسمت وأبعدت نظرها عنها):- ولكنني جادة فيما أقول .. أنا فعلا وقعت بغرام شهاب رشوان لا تسأليني كيف ولماذا ولا حتى متى اكتشفت ذلك لكن ما أنا متيقنة منه أنني أريده ولن أسمح لأي امرأة أخرى أن تسلبني منه حتى لو كنتِ أنتِ يا ميرنااااا
ميرنا(جيد أنني أطلقت سراحه من قلبي وإلا لكنا الآن في حرب شعواء يا أختي):- وهل يعلم بذلك ؟
ميرا(أغمضت عينيها بوجع والتفتت إليها):- هو لا يعي ذلك لأن حبكِ الوهمي يغطي على كل شيء … أرأيتِ ما تفعلينه بحياتي لقد دمرتها وأنتِ صغيرة وتدمرينها الآن وأنتِ كبيرة يعني لن أستطيع أن أهنأ بحياتي أبدا سيظل طيفكِ يلاحقني في كل ما أبتغيه ….
ميرنا(توجعت من كلام ميرا الجارح وقوست عينيها مقتربة منها):- ليس صحيحا ..…
ميرا(مسحت دمعها بقوة ونهضت بكل عنفوانها):- أنا لا أحتاج لاستعطاف أحد لقد تعلمت عبر مرور الزمن كيف أداوي جراحي وبخصوص تحذيركِ لست أنا من يحتاج إليه .. فكري في ذلك مليا يا ميرنا والآن غادري من حيث أتيتِ ..
ميرنا(انتفضت مبتعدة عنها وولتها ظهرها وعلى بعد خطوات استدارت إليها):- هل تحبينه حقا ؟؟
ميرا(أفرجت عن آه عميقة وعقدت حاجبيها فيها):- إنسي ما قلته وغادري ….
كانت تعلم أن تلك طريقتها في إخفاء مشاعرها لقد صدمتها بأمر حبها لشهاب ، الآن كيف ستتصرف لتبعدها عنه وتحميها منه ، فهي لم تنسى تهديده لها بإيذاء ميرا إن اقتربت منه لتفرق بينهما طيب هما مفترقين الآن لكن مهلا لقد وعدته بإعطائه فرصة لكن بعد أن تستعيد ثقتها به ، لقد كانت حجة واهية لأن وائل دخل الخط وعليها أن تصفي مشاعرها تجاهه وهذا ما تريده ، لكن خوفها على ميرا التي عانت الكثير أكبر من تلك المشاعر .. احتارت كثيرا فيما قد تفعله ولم تجد أي أحد تشكوه تلك الهموم التي أثقلت كاهلها في ظرف محادثة ضئيلة حمَّلتها العديد من الأحزاااان .. كانت تسير في ذلك الممر ودلفت إلى المصعد لتصعد لغرفتها إذ كان يفصل بينها وبين طابق ميرا بضع طوابق أخرى لذلك سارعت خطاها لعلها تصل بسرعة وتختلي بنفسها لعلها تخرج من حالة الاختناق التي تستشعرها .. كم أتعبتها ميرا بذلك الاعتراف ما ذنبها هي لكي تعاقب بأفعال غيرها المشينة ما ذنبها لكي تحمل وزر الآخرين ، تكومت دموع بعينيها فهي تعيش في قهر ألا يكفيها نقمة حب أبيها التي دمرت كل علاقتها بأختها الكبرى وكذا الجميع لولا وعيهم وإيمانهم بأن سليم الراجي كان شؤما عليهم وبسببه تحطمت أواصر العائلة التي لملمت شملها عواطف ومديحة بجهد جهيد .. كانت تلوم نفسها على ذنب لم ترتكبه ووجدت أنها يجب أن تجد حلا سريعا يبعد ذلك الجنون من عقل أختها إذ يستحيل أن تحب شهاب ، فهو سيؤذيها إن هي اقتربت منه يا الله..
ميرنا(وضعت يدها على فمها ببكاء):- كيف علي أن أحميها إن كانت تنفي أخوتنا وتنكر كل علاقة تربطني بهااااا ؟؟ كيف سأغيثها من نفسها كيف سأجعلها تغفر وتسامح كيف كيف كييييييييييف ؟؟ اهئ اهئ
فتح المصعد أبوابه وركضت باتجاه غرفتها وما إن وصلتها حتى مالت برأسها جانبيا وقلبها يحثها على فعلها ، ركضت لحيث غرفته وطرقت بابه بطرقات متتالية حتى فتحه ووجدته أمامها مثل فرحة العيد مثل شمس الوعيد مثل الغيث بعد الجفاف ، هزت رأسها بغبن وهي تبكي بقهر من كل شيء يتعبها في هذه الحياة ، تفاجئ بمنظرها ذاك خصوصا حين ضربت بكل المنطق وأهل المنطق عرض الحائط وحركت رأسها يمينا وشمالا وهي تصارع رغبتها وأفكارها وكل شيء دفعة واحدة لكنها لم تكترث لأنها ارتمت بجنووووووووووووووووووووون لحضنه الدااااااااافئ وكل شيء يصرخ في داخلها "ماذا تنتظرين بعد يا ميرناااااااااااااا افعليييييييييييييها"… اندهش بل صعق من تصرفها ذاك وفتح عينيه على وسعهما وأخفضهما ليستطيع النظر إليها وهي بين أحضانه هي [بَ يْ نَ] أحضانه متمسكة بقميصه وتبكي دون توقف ، شهق وهو يربت بيديه على كتفيها لعلها تهدأ لقد احتواها ببساطة كما يحتوي الأب صغيرته المدللة ، أخذ يمسح على شعرها بهدوء ويهدهدها لعلها ترتاح قليلا من انهيار البكاء الذي فاجأته به .. يااااه كم بدت بحاجته وكم راقه شعورها باحتياجه هو دونا عن غيره ، لذلك لجأت إليه كم ارتاحت في حضنه ووجدت سكينتها الضائعة منها منذ أن التقت به وهي ترغب في هذا العناق ، إنما وبكل سهولة لا بد وأن يخرب اللحظة شيء ما مثل العقل أو المنطق أو الأفكار الفضولية ..
ميرنا(ابتعدت عن حضنه قليلا وهي تمسح وجهها ولم تستطع النظر في عينيه):- آسفة آسفة ما كان علي أن أن .. اهئ لقد ..
وائل(سحب نفسا عميقا وتركها عند الباب واقفة دون أن يشرح لها شيئا لكنه عاد بعد لحظة وهو يحمل سترته بين يديه ومفتاح غرفته وخرج إليها):- دعينا نذهب في جولة ..
ميرنا(هل هذا الشخص موبوء ؟؟؟؟ ألا يراني منهارة يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟):- هئئ مهلا ..
وائل(أمسكها من يدها دون مقدمات وجذبها إليه ووضع سترته على كتفيها ثم تحرك تجاه المصعد الذي فتح ودخله):- هل ستأتين أم أنكِ ستحتجزين سترتي الليل كله ؟؟
ميرنا(رفعت حاجبها بعدم فهم ووجدت رجليها تلقائيا تتبعه):- هممم ..
وائل(أغمض عينيه وهو يقاوم ويقاوم مشاعره التي تضخمت بعد ذلك العناق المفاجئ من عسل غروبه):- والآن اشرحي لي ماذا يحدث معكِ ؟؟
ميرنا(مسحت أنفها وخدودها وابتعدت بعينيها عنه):- إن ما حدث لم يكن باختياري لقد أ.. كنت في حالة سيئة ورميت بنفسي في حضنك فسامحني على غلطتي تلك و
وائل(استدار متكئا على جدار المصعد الذي ضغط على زر فيه وأخذ يتحرك):- أول قاعدة في حياة وائل رشوان أنه لا يقبل الاعتذار عن أشياء نابعة من القلب وثاني قاعدة يجب أن تتذكريها جيدا أن كل شخص يهمه أمره فهو يخصه ما يعني أنني أمقت التردد فحين تحسين بأنكِ تودين القيام بشيء افعليه ولا تترددي فالإنسان يعيش مرة بالعمر ويتحمل عواقب أفعاله مرة واحدة أيضا ، وإن كنتِ ستندمين على شيء مستقبلا اجعليه شيئا يستحق ..
ميرنا(نظرت إليه لحظتها وعيناها تصرخااااان باسمه):- وهل تطبق تلك القاعدة على نفسك أم على الآخرين فقط ؟
وائل(بتهرب):- ذاك موضوع آخر
ميرنا(بغمغمة دمع):- هما مرتبطان ببعضهما بعضا .. وأنت الذي يتردد الآن لا أنا
وائل(مص شفتيه بخفة وقد فتح المصعد لحظتها):- دعينا نذهب .. لدينا حديث عالق لم نكمله بعد ..
ميرنا(ارتدت بشكل جيد سترته وتبعته نحو الخارج):- إلى أين ؟؟
وائل(نظر حوله وبطرف عين ناظرها):- لمكان مريح ..
مكان مريح أين يعني أين ؟؟؟ كانت تتساءل وهي تتبعه خارج الفندق في جنح ذلك الليل وجدت بأنه قد كلم حارس الفندق الذي دله على جانب هناك ، أومأ لها برأسه ولحقت به بدون فهم حتى توقفا عند جنب هناك مليء بالدرجات النارية ولاحظت أنه استقر عند دراجة نارية ضخمة سلمه صاحبها خوذتين ، وضع واحد على الكرسي والثاني قربه منها
ميرنا(بعدم فهم):- ماذا يحدث ؟؟
وائل(ببسمة وضع الخوذة على رأسها وهو يحكم إغلاقها جيدا):- ستعلمين بعد قليل ..
لمحته وهو يضع الخوذة على رأسه بسرعة بديهية ياااااااااااااااه كم يبدوووو راااائعا بهذا الشكل الثااااااااائر ، ركب محله ونظر تجاهها فوجدت جسمها يطيعه بحيث ركبت خلفه في موضعها ووضعت يديها على ظهره لكنه لم يحرك ساكنا بل التفت إليها وحرك لها يده بحركة مبهمة فهمتها وجمعت قبضتيها وبسطتهما لتجعلهما يلتقيان على خصره ، هكذا فعلت وهكذا شعر بالرضى وعليه أقلع بالدراجة صوب المجهووول ..
يااا إلهي عليه من شعور لقد كانت تطير خلفه فوق السحاب وهي تستريح على ظهره بشكل مريح جميل ساحر ، أما هو فقد كان يلامس القمر بمشاعره تلك اللحظة كونها خلفه مستندة برأسها على ظهره بينما يداها تضمه فذاك قمة الهذيااااان ، إنه يكاد يُجن بها يكاد يصرخ بحبها يكاد ينسى اللائق وغير لائق فقط من أجل التعبير عن كل مشاعره التي تخالجه تجاهها يكاد يعترف بحبه لكن ارتأى أن يهدأ من روعها فهي على الأغلب بحاجة إليه الآن كسند أكثر من أي صفة أخرى … تضخم صدره مئات المرات من لمسة يديها المضمومتين عليهما والقريبتين من قلبه الذي لم يكن يخفق البتة بل كان يعزف على سيمفونيات عشق لا تسمعها سوى هي ولا يتغنى بها غيره ، لقد سمحت لنفسها أن تتحرر وتطيع كل إيماءات جسده وقلبه ومشاعره الحسية ، كانااا يسيران بتلك الدراجة النارية في طريق فرعية خالية .. ضوء القمر الرمادي تحجبه بعض الغيوم والنجوم الهاربة تظهر حينا وتختفي حينا آخر بفعل الغيوم نفسها التي كانت تسير وفق أحاسيسهما وتلاعبهما .. فتارة تجعلهما يلمعان تحت ضوء القمر المنير وتارة أخرى تحجبهما عن الأنظار والليل شاهد على سير تلك الرحلة الغريبة التي جمعت بين قلبين وفق أقدار حكمت على أن تكتب تلك الليلة في كتاب حياتهما …
حين تتحد المشاعر مع الأجواء وحين تهيأ هذه الأخيرة كل ما يليق للحب كي يتفجر فأكيد لن يكون هنالك حواجز بل ستتحطم كل القيود ليتحرر ذلك الشعور الملتحم في بعضه بينهماااا … على نفس الطريق وبينما كانت تلفحهما نسائم الليل العليل الذي جعل شعرها يرقص مثل قلبها وجعل الدموع تتلألأ بمقلتيها ، خفف وائل من سرعته حين وصل لهضبة معينة مزينة بأسوار حجرية ظهر جليا أنها آثار عمرانية قديمة ، مال برأسه وتلقائيا نزلت هي الأولى ونزعت خوذتها واضعة إياها على مقعدها ولحق بها هو الآخر وعلق خوذته على المقود ، كانت مسحورة بالمشاهد التي تراها أمامها فقد كانت أمام معلم تاريخي صمد في وجه الزمن ليومنا هذا ، وكأنه انتظرها لكي تكمل جماله طوال سنين ..
ميرنا(نظرت إليه بلمعة لطيفة):- إنه ساحر … واووو
وائل(تقدم إليها ووقف بجانبها وهو يناظر ملامحها المندهشة):- هل أعجبكِ المكان ؟
ميرنا(التفتت إليه بخفة وسارت بخطوات نحو الأمام):- أعجبني ؟؟ إنه مذهل رهييييب هه
وائل(لحق بها وهما يدلفان بين تلك الأسوار الحجرية):- كلما سنحت لي الفرصة للمجيء إلى روما أزور هذا المكان ، في النهار يعج بالسياح لذلك أفضل القدوم ليلا إليه لكي أتمتع بهذا الجمال منفرداااا ..
ميرنا(ضمت سترته الرياضية بيديها وهي تسير خلفيا وتستمع له):- لو كنت محلك لسكنت هناااا ههه لقد عشقته أشعر وكأنني أميرة مفقودة عادت لموطنها الأصلي
وائل(رفع حاجبيها باندهاش):- إطراء لم أتوقعه بصراحة ههه .. أنتِ فعلا أميرة أحلامي
ميرنا(لم تسمع آخر جملة فقد ركضت حول نفسها وسط ذلك المَعلم):- ياااااه إن لهذا المكان مفعول السحر أشعر وكأنني ولدت من جديد
وائل:- كان هذا شعوري حين زرته لأول مرة .. تشعرين وكأنكِ خلقتِ لكي تنتمي إليه لكن سرعان ما يتوشَّحُ ذلك الشعور بالوجع حين تفكرين بالابتعاد عنه
ميرنا(حركت شعرها وهي تبعده عن عينها بفعل الرياح التي هبت):- لقد تسرب الحزن لقلبي الآن فأنا لا أريد أن أغادره .. همم
وائل(حرك رأسه بهزل وهو يقترب منها):- استمتعي إذن بالوقت والزمان والمنظر أمامكِ
ميرنا(وبالشعور الذي يغزو قلبي رفقتك أيضا):- واااائل ..
وائل(حاول أن يشغل بصره عنها بصعوبة):- نعم ..
ميرنا(اقتربت منه واتكأت على كتفه بجرأة وبدون تفكير وهي تناظر تلك الروعة رفقته ولأجله):- شكرا لأنك رافقتني في حزني ، وشكرا لأنكِ شاركتني بهذا المكان الجميل ، وشكرا لأنك …. دخلت حياتي ….
ابتسم لها ابتسامة برقت فيها أعينهما بعد تلك النظرة التي تبادلاها سوية تحت ضوء القمر والنجوم والسماء النصف غائمة والمَعلم التاريخي والرياح وحفيف الأشجار المتراقصة حولهما وكذااا صوت حشرات الليل التي آثرت المشاركة أيضا في احتفالية المشاعر المقامة على بلاط العشق الخفي …
كانت جولة مميزة ارتاحت فيها ميرنا كثيرا إذ قربتها من وائل أكثر من ذي قبل ، حتى لو لم يسألها عما أبكاها أو يحاول معرفة ما الذي يحزنها إلا أنه بتصرفه ذاك مسح كل آلامها وترك لها مساحتها الخاصة ، فحين تود أن تحكي له سوف تحكي بنفسها إذ يكفيه أنها لجأت إليه ولم تلجأ لغيره الذي يقف كالشوكة بينهما والذي كان بدوره يتخبط في مشرب الفندق وهو يحتسي الخمر كأسا بعد كأس لعله يبعد جنيته الحمراء عن باله الذي استوطنته رغما عنه ، التفت يمنة ويسرة ولم يكن سواه عند ذلك المشرب فارتأى أن يرحم نفسه بالنوم ، أخذ يعربد في الممرات بحالة ثمالة شديدة ، كان يفكر بها وحدها التي ستفقده صوابه ولأنها الوحيدة التي تربكه لتلك الدرجة كان بديهيا ألا يتذكر سوى رقم غرفتها ، وجد نفسه أمام بابها وباشر بطرقه دون توقف بطرقات متلاحقة تتباطأ أحيانا وتزيد أحيانا أخرى لحين فتح البدر مصراعيه له ، تأملها بإعجاب وهو يقوس عينيه برجاء فيها …
شهاااااب(مد يده ومسح على خدها الناعم وبتعب نطق):- ماذا تفعلين بي يا ميراااااااا ؟
ابتسمت ابتسامة واسعة وجذبته من يده للداخل في حركة آسرة وأغلقت خلفهما الباب …

" فاتِنتي يا عسلَ الغروب وشمسَ لياليَّ ووهم قلبي إنني أنصِّبُك الليلة ملكة على عرش قلبي ، كل الأزمان من قبلكِ قد تلاشت والأحقاب القادمة لكِ قد لاحَت فدعيني آخذكِ لعالمي سرقة كي لا تُراوغُنا الحياة بفجيعَة أخرى تسقينا علقَم الحرمان "
ما أجمل الحديث الصامت فقد اعترفا لبعضهما بعضا بكل المشاعر المخزنة بدهاليز قلبيهما من خلال نظراتهما فقط ، لم ينبس ببنت شفة ولم تنطق حرفا بل ظلا يتأملان السحر الساكن حولهما حتى لاح ضوء النهار وعايشا شروق الشمس لأول مرة رفقة بعضهما وهما جالسين على حجرة هناك يناظران الجمال الرباني بعين واحدة ..
وائل(وضع يده على كتفها بلطف):- هل نغادر ؟
ميرنا(بدأت تتثاءب بتعب):- هممم دعنا نذهب لقد بدأت أشعر بالنعاس ..
وائل(أمسكها كلها بلطف وجعلها تسير بجانبه):- أحتاج لأن تصحصحي معي كي لا تقعي من الدراجة هل يمكنكِ ذلك ؟
ميرنا(هزت رأسها وهي تحاول أن تبقى واعية):- حسن ..
وائل(تقدم بها وهو قلق بعض الشيء):- أخشى عليكِ من نفسكِ .. تعالي هنا لألبسكِ الخوذة
ميرنا(تطالع ملامحه المهتمة وبحالة هذيان ما قبل النوم وضعت يدها على خده وأخذت تتلمس لحيته الخفيفة):- لما أنت لطيف هكذا ؟؟
وائل(ابتلع ريقه من ملمس يدها وزفر بتعب):- ربما لأنكِ تملكين عيون جميلة تراني بهذه اللطافة
ميرنا(ابتسمت بإشراق ولفحة البرد الصباحي تزيدها قشعريرة):- أشعر بالشغف
وائل(اختفت بسمته وارتعش وهو يكمل إحكام الخوذة على رأسها):- دعينا نغادر من الواضح أنكِ نائمة قبل النوم هه يا حبيبي .. !!
جعلها تركب خلفه وأمسك بذراعيها وجعلها تطوق خصره بإحكام ولم يثق بها حتى بعد أن استندت برأسها على ظهره بل ظل يقود بيد واحدة وبيده الأخرى كان يمسك بيديها وهذا فقط ما طمأنه عليها ، بعد مدة وصل بها إلى الفندق وسارع الحارس للمساعدة .. نزل وائل وحاول ألا يحركها كثيرا فقد نامت ولذلك حملها بين ذراعيه بخفة ودخل بها للفندق .. أخرج مفتاح غرفتها من حقيبتها المتدلية فوق الفستان ودخل بها للمصعد … ياه كم كانت رقيقة وهشة كل شيء فيها ساحر فستانها الذي كان فوق الركب في اللون البني الفاتح أبرز بياض جسمها بشكل مرهق له ، حتى شعرها المشع كان يتعبه فلطالما كانت نقطة ضعفه هي الشعر ولشعر ميرنا سحر خاااااص يصعب وصفه ، نومها الهادئ بين يديه يضعفه ويزيده تعلقا فيها بشفتيها المنفرجتين بخدودها الملتهبة وفكها المحدد يعني كلها على بعضها تزيده جنونا وجنوووونا وما رحمه من ذاك الجنون سوى وصول المصعد لطابقهما ، تقدم بها وصولا لغرفتها ومرر مفتاحها على مقبض الباب الإلكتروني ودلف بها ثم انغلق الباب تلقائيا من خلفهما ، كان قلبه يخفق بشدة فما يعايشه تلك اللحظة أكبر من قدرات تحمله وضعها برفق على السرير بنعومة لا مثيل لها ولكنه لم يتوقع بروز شق صدرها من الفستان كأنه قطعة من شهد الجنة ، هز رأسه يمنة ويسرة وغض بصره بسرعة عنها وهو يمد يده وصولا لغطاء السرير ، وسعد أنها لا تزال ترتدي سترته وإلا لكان قد غاب عن الواقع من فتنة بشرتها الماسية ، غطاها كلها بالغطاء بعد أن أزال كعبها واحدا تلو الآخر وقد تكرر معه نفس المشهد الذي رآها فيه أول مرة ليلة عيد الحب واصطحبها إلى بيته يعني أرجح أنه سيعيش نفس الحالة مرارا وتكرارا مع أميرته النائمة ، وقف أمامها وهو يبتسم لمنظرها الطفولي ذاك ، لم يستطع مغادرة الغرفة فمنظرها كان شهيا لعينيه وكأنها فاكهة محرمة يصعب الابتعاد عنها لكن لا يصح إلا الصحيح ، حرك رجليه بصعوبة مبتعدا عنها إنما عاد بخفة وانحنى بوجهه على وجهها بدفء وطبع قبلة حميمة على خدها وبعدها طار من المكان كله هربا من نفسه لا منهااااا ، فأي رجل على وجه هذه البسيطة يستطيع مقاومة ذلك السحر سيكون أعمى على الأغلب ………

أشرقت شمس الصباح في روما وها هو ذا يفتح عينيه بتثاقل رأسه يدور من فرط الصداع ، ترى ماذا حدث ليلة أمس والله حسب علمي يا سيد شهاب أنك في غرفة ليست بغرفتك وكنت مشغولة وقتها وإلا لكنت رحمتك من دوامة تساؤلاتك وأخبرتك ^^
شهاب(انتفض بعصبية وهو مفزوووع):- هئئ….. ذلك الشعر أعرفه وتلك الرضوض أيضا أعرفها وهذه المرأة أعرفهااااااااااااااااااا تمام المعرفة يا إلهي ….
نظر إليها بطرف عين وهي نائمة بجنبه مولية ظهرهاااااا ، لا يعقل أنه قد تورط معها مجددا وأن نفس الشريط قد تكرر ؟؟نظر لنفسه وتنفس الصعداء إذ وجد أنه لا يزال بملابسه يعني الوضع محمود ، لكن لا ما الذي يفعله بغرفتها .. خرج من السرير بسرعة جعلتها تستيقظ
ميرا(فتحت عينيها بتثاقل ونظرت إليه):- صباح الخير ..
شهاب(كان يدخل قميصه داخل بنطلونه بخفة):- لا صباح الخير ولا مساء الخير سأغادر غرفتكِ وكأنني لم أكن هنا بالمرة .. لحظة لحظة كيف وصلت إلى هنا أريد أن أعرف ؟
ميرا(اتكأت على السرير بطريقة مريحة ونظرت إليه بنظرة طفولية):- لقد أتيتني وأنت سكران فاستقبلتك
شهاب(رفع حاجبه وهو لا يستطيع تذكر الأحداث):- يا سلام على قلبك الطيب كنتِ اتركيني أنام حتى بالدرج من قال لكِ أن تستقبليني يعني من طلب منكِ ذلك … ؟؟؟
ميرا(شبكت يديها فوق ركبتيها المغطاة):- والله أنت من ترجاني لكي أدخلك واطمئن لم يحدث شيء بيننا
شهاب(كان يحتاج لتلك الحقيقة ولكن أجفل رغبته):- طبعا لن يحدث شيء يعني ماذا كنتِ تنتظرين هااااااااه ؟؟
ميرا(وضعت شعرها جنبا بحركة مغرية واستقامت بقميص نومها تتمايل حتى وصلت إليه في حركات مدمرة):- لست أنا من كان يهذي من أجل قبلة وحضن ليلة أمس
شهاب(فتح عينيه بصدمة هل فعلت ذلك حقا ؟؟):- أ.. ماذا تقصدين أكيد كنت ثملا لا أعي ماذا أقول ولن تحاسبيني على حالة اللاوعي تلك …
ميرا(مرت بجانبه بلا مبالاة):- حقاااا ؟؟ طيب لا عليك يمكنك الرحيل
شهاب(ما بها تبتعد عني بهذا الشكل منذ متى كنت أشكل لها نفووووورا):- لحظة ..
ميرا(التفتت بجذعها إليه من محلها وهي تضع يدها على جنبها بإهمال):- ماذا ؟
شهاب(حرك عينيه فهو لم يستطع كتم شهقته بمنظرها الشهي ذلك وهي بفستان النوم الرقيق):- البسي رداءكِ ودعينا نتحدث حديث كبار
ميرا(رفعت حاجبها رفقة شفتها بتلقائية):- نعم نعم ؟؟؟؟
شهاب(بحث بعينيه عن ردائها وبخفة أتاها به):- أقصد هذااااا … ارتديه فورااا
ميرا(أمسكته منه وهي تكاد تموت ضحكا):- هه طيب .. ها أنا ارتديته
شهاب(استدار إليها حتى هكذا لا ينفع أنتِ فتنة حتى لو ارتديتِ إسدالا كاملا ولكن لما لا ترتدي إسدالا فعلا إنها فتنة مهلكة للناظرين):- تت يا الله
ميرا:- هممم
شهاب(لما تقتلني ببراءتها تلك يعني لو لم أكن أعلم في قرارة نفسي علم اليقين أنها أفعى بألف رأس لقلت عنها طفلة بريئة):- اسمعيني جيدا مرة أخرى حتى لو طرقت بابكِ لا تفتحي رجاء ودعيني أعربد وحدي لا أريد أن أستيقظ مجددا وأجدكِ بقربي … أتسول إليكِ
ميرا(اهتزت بحركة إيجاب وهي تقترب منه بلطف):- حاضر ..
شهاب(برقت عيناه لالالا بهذه المرأة شيء غريب):- كما أرجو أن تطبقي فمكِ لا أريد أن يعلم أحد بمكان مبيتي مفهوووم ؟؟
ميرا(اقتربت منه أكثر وبلوعة):- حاضر
شهاب(هز رأسه وهو يتنهد عميقا عميقا وتحرك صوب الباب):- كفي عن هذا الانصيااااع
ميرا(التفتت إليه وكان قد وصل الباب وببسمة مشرقة):- حااااضر …
شهاب(مص شفتيه بنفاذ صبر وفتح مقبض الباب):- أوووووووووووووووف أنا ذاهب
ميرا(حركت كتفيها بموافقة):- طيب …
خرج مندفعا وهو يصفق الباب من خلفه ، لا يعقل أن رجليه قادته لبابها يعني كان يجب عليه أن يتوجه لغرفته لا أن يلجأ إليها ، ثم من تكون حتى يطرق بابها من تكوووون .. زفر بعمق وهو يلعن سكره الذي أوقعه بين يديها للمرة المليون وغادر صوب غرفته ليأخذ حماما يعفيه من حالة العصبية التي تعتريه مذ أن فتح عينيه … لكن ابن عمه كان عكسه فقد استيقظ وهو نشيط سعيد فرح مرح متحمس لمفاجأته الصباحية التي حضرها لشمس لياليه ، كان يعطر نفسه أمام مرآته وهو بملابس شبابية لافتة ، عدل شعره وانطلق صوب غرفتها كتب ورقة صغيرة ورماها تحت بابها وطرقه … انتفضت بهدوء وهي تستسيغ طرق الباب وفتحت عينيها لتستوعب وجودها جيد أنها استعادت وعيها بسرعة هذه المرة هي بروما هي بالفندق هي بغرفتها هي كانت ليلة أمس مع وائل هي هئئئئئئئئ من الذي وضعني في السرير ؟؟؟ قالتها وهي تنتفض من محلها وتدور حول نفسها مرات عديدة دون تركيز لاحظت أنها لا تزال بفستانها وبسترته وتنفست الصعداء بحيث أرجحت أنه قد جلبها بنفسه كما كل مرة ، عضعضت شفتها بحرج منه وهي تمسح على جبينها وانتبهت لتلك الورقة المرمية تحت بابها وانطلقت إليها بسرعة أمسكتها بيديها وكان مكتوب عليها " أنتظركِ عند ناصية المراكب لا تتأخري .. أيتها الطفلة النائمة "
ضمت الورقة لصدرها بسرعة وقلبها يرتعش بخفقات متتالية دون توقف إضافة لقشعريرة الحماس التي اعترتها وكذا مغص طفيف بمعدتها … يااااااااااه ما أجمله من صباح وما أجمله من شعوووووووووور أكيد أكيد هو يعلم بعيد ميلادي اليوم ويود أن يفاجئني به ههه ، قفزت قفزتين متتاليتين بمرح وتوجهت بسرعة لحمامها الذي خرجت منه بعد برهة وهي متدثرة بردائه الخاص تجفف شعرها المبتل بالفوطة ، جلست على منضدتها وأخذت تضع زينتها الصباحية وعيناها تبرقان بالعشق ستستغل الفرصة ذلك اليوم وستخبره عن مشاعرها فهي لم تعد تتحمل بعد ، هي بحاجته وستخبره عن مكنوناته الدفينة وهو الوحيد القادر على حماية أختها من براثن شهاب لذلك سيكون ملجأها منذ اللحظة ،حتى لو لم يصارحها هو ستباشر هي .. تزينت وتعطرت وارتدت فستانا صيفيا طويلا إضافة لقبعة شمسية وجففت شعرها بالمجفف وتركته على راحته في تسريحة عادية ، أمسكت حقيبتها وانطلقت صوب تحقيق الحلم .. وهي تأكل بسكويتة فانيلا وشوكولا أخرجتها من ثلاجتها المصغرة الموضوعة على جنب سريرها دلفت إلى المصعد هاربة من الواقع صوب حلمه الذي يجعلها تحس بأنها حقا تعييييييش .. خرجت من الفندق بعد أن دلها الحارس على موقع الميناء فآثرت الذهاب بسرعة فالمكان قريب … كانت تسير بخطوات خفيفة تناظر البحر على جانبها من خلف نظارتها وحركات المارة الكثيفة حولها تزيد من شعور الارتياح الذي صاحبها طوال ذاك الصباح ، ولذلك لم تنتبه لاصطدامها بكتلة عضلات ضخمة تسبي الأنفاس ، أول ما أثار انتباهها هو عطر ذلك الشخص الغير عادي والذي أمسكها بحضنه كي لا تسقط من بعد الاصطداااام .. وآه على ذلك الحضن !!!!!
ميرنا(رفعت عينيها ووجدته شابا وسيما جذابا جدااا يرتدي قبعة ونظارات أيضا):- آسفة منك ..
الشاب(أجابها بالعربي بكل لطف):- لا عليكِ آنستي
ميرنا(بشعور غريب وجدت أن قلبها ينتفض بقوة):- أنت عربي أيضا .. شكرا لتفهمك لقد كنت شاردة الذهن وعلى عجلة من أمري لا تؤاخذني
الشاب(بصوت دافئ):- مؤكد فمن يعايش صباحاتِ روما ينسى كل شيء
ميرنا(ابتسمت له وهي تعدل نفسها بعد الاصطدام):- أنت مقيم دائم هنا وإلا ما كنت شكرتها بهذا الأسلوب الجميل
الشاب(عقد حاجبيه ببسمة):- لا أبدا لقد وصلت ليلة أمس في رحلة سياحية ولم أتوقع أن يكون صباحي بهذا الجمال .. طيب لن أؤخركِ أكثر آنستي يتضح أنكِ كنتِ مسرعة ..
ميرنا(أجل فحبيبي بانتظاري):- أجل… أ أشكرك مرة أخرى على لطافتك
الشاب(ابتعد عنها في الاتجاه المعاكس وهو يبتسم):- ربما نلتقي ..
ميرنا(برعشة سرت بقلبها وكأن ذلك الشخص مألوف لديها):- ربما … سأتشرف بذلك
ودعته وسارعت خطاها هذه المرة بانتباه وما إن وصلت للميناء حتى وجدت نفسها أمام العديد من المراكب لكن أين هو وائل ؟؟ بحثت عنه مليا بعينيها وآثرت أن تجده بنفسها بين تلك المراكب لكن خروج العامل من إحداها قاطع شرودها ..
العامل:- هل تبحثين عن أحد ما ؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها هل تثق بهذا الشخص أم ماذا؟):- لا شكرا هناك شخص بانتظاري سأجده بنفسي ..
العامل(بمودة):- أعلم ذلك وهو الذي أمرني بأن أنتظركِ هنا آنسة ميرنا صحيح ؟
ميرنا(ابتسمت أخيرا وجدت حلمها):- أجل .
العامل(أومأ لها برأسه ونزل من اليخت عبر الجسر المصغر):- تفضلي آنستي السيد بانتظارك في اليخت ..
تقدمت معه صوب ذلك الجسر الصغير وصعدت لليخت وقلبها يكاد يسبقها إليه ، ما إن وضعت رجلها عليه حتى نظرت خلفها للعامل الذي أزال الحبال وانتبهت لحركة اليخت المبتعدة عن اليابسة ، هذا أكثر مما حلمت به ستكون رفقة وائل بحرا هذه المرة ، بحثت عنه مجددا على ذلك اليخت وفكرت أنه ربما يوجد بالجهة الأخرى لذلك سارت بخفة نحوه وكما توقعت وجدت شخصا واقفا في مقدمة اليخت يناظر البحر يديه بجيوبه وهيأته المثالية ليست بغريبة .. مهلا هذا ليس وائل إنه نفس الشاب الذي اصطدمت به قبل قليل ولكنه بدون قبعة وبدون نظارات لكن من يكوووون….وماذا يحدث ؟؟؟؟؟؟… هئئئ… التفت إليها بابتسامة خاطفة ل اللب ورفع يديه بحركة سيطرة لتنظر حولها ما يعني أنها هي وهو فقط والبحر شريكهما في ذلك المكاااااااااااااااااان ….
حكيم(بحماس وجاذبية مطلقة):- أهلا بكِ يا ميرنا الراجي على يختي المتواضع ….!!!!


يتبع …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-04-16, 10:02 PM   #218

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي



تم تمييز الرواية لالتزام الكاتبة بتنزيل الفصول و تميز اسلوبها
الف مبروك نسرينا من نجاح لنجاح ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 25-04-16, 12:57 AM   #219

زينة و نحول
 
الصورة الرمزية زينة و نحول

? العضوٌ??? » 308126
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 547
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond reputeزينة و نحول has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبروك التثبيت والتميز ،،،، وتمنياتي لك بالتوفيق بمشوارك الأدبي ،،،

زينة و نحول غير متواجد حالياً  
قديم 25-04-16, 01:22 AM   #220

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة


تم تمييز الرواية لالتزام الكاتبة بتنزيل الفصول و تميز اسلوبها
الف مبروك نسرينا من نجاح لنجاح ان شاء الله
يااااه تسلميلي حبيبتي رونتي على هذه الهدية العظيمة أشكر دعمكِ لي منذ أول يوم وضعته به روايتي هنا بين أركان منتداكم فخورة بتواجدي بينكم حقا سعدت لأنني وجدت عائلة أخرى لي تنتظر كل أسبوع بشوق فصول روايتي هذا حقا يعني لي الكثير ، دمتِ لي غاليتي ولكم مني أرقى تحية


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.