آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          [تحميل] حمقاء ملكت ماكرا للكاتبة/ منال ابراهيم ( جنة الاحلام ) "مصريه "( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-16, 10:35 PM   #251

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jasme مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اشكرك على الحضور العطر ربي يخليك ع المتابعة ويارب تعجبك باقي الفصول




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:39 PM   #252

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
اووووووف و ظهر حكيم و مش بس ظهر ده تقريبا خطف ميرنا
و هي حاليا بين وائل و شهاب و نزيد عليهم حكيم
ضرغاااام ؟؟؟؟؟ و انتقام قديم من الراحية
فؤاد و علاقته بالراجية و متابعتهم كلهم عن قرب
ميرنا و وائل و اعترافات شبة صريحة بمشاعرهم
اياد و حب اخوي لبنات الراجية و اعججاب برقية لكنه فيه حاجة موقفاه للاهتمام بمشاعره
ميرا و لقاء غير مخطط له من الطرفين لكن مخطط يمكن من طرف تالت
حسام الواطي و رغبته بالانتقام من نور بس مش قلقانه لانها مش بسهولة يضحك عليها و الاهم حماية فؤاد الخفية ليها
حوارات الابطال بينهم و بين نفسهم بتهلكني ضحك خفة دم مش طبيعيه
فصل جميل و بانتظارك
أهلا حبيبتي رونتي منورة يا غالية هممم صحيح ظهور حكيم حيقلب الامور لكن سنرى ما قد يفعله باختطافها ، وضرغام يخفي حقدا دفينا ضد آل الراجي سنكتشفه ايضا مع الفصول لكنه سيؤثر بشكل كبير على سير الاحداث لانه يتوعدهم بالشر ، ميرنا ووائل سيحين اخيرا موعد اعترافهم هرمنا من اجل تلك اللحظة ههه ، اما اياد ورقية لا يزال كل منها في شاطئ مختلف عن الآخر ، ميرا وشهاب وشعلة نارية ستنفجر بهذا الفصل وايضا نور وناجي واحداث جديدة سيمسك فؤاد بخيوطها لحماية نور أما حسام ودعاء لا نعلم بعد كيف ستؤول الامور بينهما ولذلك سننتظر الاحداث القادمة وما تحمله من جديد ، وسعيدة ان تلك المحادثات السرية التي يخفيها كل منهم بخلده تنال اعجابك ، تسلميلي يارب حبيبتي لحلوة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:40 PM   #253

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مساء الفل تسجيل حضور من الان
مساء الورد انجوانتي تسلمي ع الحضور جاري طرح الفصل


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:41 PM   #254

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
نشكرك عزيزتي الكاتبة المتألقة والرائعة نسرينا روايتك عن حبك لن أتوب أحداث وأبطال رووووووعة بانتظار الفصل الحادي عشر رجاءا لاتتاخري علينا مع اجمل تحياتي لك.
تسلميلي يا رائعة والله كلامك على راسي وعيني لا ادري كيف اشكركِ عليه لأنه يدعمني كثيرا وحتما هذا ما احتاجه ربي يخليك واتمنى يعجبك الفصل القادم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:41 PM   #255

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
اي ساعه البارت عزيزتي نسرينا متشوقه جدا
عذرا تأخرت اليوم غاليتي جاري الطرح الان


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:42 PM   #256

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايه الشرقاوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بك غاليتي اية منورة اختي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:44 PM   #257

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل غموض مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...الف الف الف مبروك عل التثبيت والتمييز حبيبتي تستاهلين لان فعلا روايه جميله ورائعه واخداثه مشوقه...واعتذر لان مدا اعلق عل الفصول لاكن تعرفين الضروف احيانا متسمح
من الدراسه للبيت ومسؤلياته
اعتذر مره ثانيه وتمنالج دوم التقدم والنجاح
وتسجيل حضوووووووووووووووورررررر
منورة حبيبتي الغالية واهلا وسهلا بك حبيبتي وربي يبارك فيك على المباركة السعيدة والله هذااا اثر في كثيرا اشكرك على التهنئة حبيبتي ، وفرحانة ان الفصول تنال اعجابك اعلم ان لكل منا ظروفه اليومية وربي يوفقك ان شاء الله في كل ما تبغين ، واتمنى ينال اعجابك هذا الفصل حبيبتي منورة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-05-16, 10:50 PM   #258

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 11



" لوْ أنهُم خيَّروني ما بين قطعِ وريدِ الحياة بيَدي ورُؤيتكِ مُبتسمة لفعلتُها دُون تردُّد ، فأنتِ يا عُصفورتي الصَّغيرة سِرُّ فرحَتي والنَّبضُ الذي يُحييني ، فعُذرا يا حبيبتي عُذرَا إن كانت الأقدارُ قد أعادتنِي إليكِ لكيْ أعيثَ فوضًى بحياتكِ فأنتِ لي مُذ أن كنتِ طفلة " ..
حكيم(بحماس وجاذبية مطلقة):- أهلا بكِ يا ميرنا الراجي بيختي المتواضع ….!!!!
ميرنا(باندهاش وصدمة):- من أنت ؟؟
حكيم(تقدم إليها بابتسامة باسطا يديه):- أليس عيبا ألا تتذكريني يا ميرنااااا ؟؟
ميرنا(رمشت بعينيها مرة مرتين وهي تعقد حاجبيها تدرك أنها تعرفه لكن هي لا تتذكر من يكون):- عذرا منك هل لك أن تعيدني لليابسة أنا أنا لا أعرفك ..
حكيم(بوجع في قلبه):- ألا يكفي أنني أعرفكِ أنا ؟؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا وهي تبتعد عنه حتى التصقت بحدائد اليخت):- ماذا تريد مني ؟
حكيم(اقترب منها قليلا ثم ولاها ظهره):- لا شيء سوى أن تقضي رفقتي بعض الوقت
ميرنا(هل هذا مجنون هل أنا مختطفة ؟):- يا سيد أنا لا أعرفك رجاء أعدني وإلا صرخت وتسببت لك في فضيحة ؟
حكيم(ضحك وهو ينظر حوله للبحر):- ماذا هل ستستنجدين بالأسماك والدلافين مثلا ؟ رجاء كوني منطقية كما عهدناكِ صحفيتنا القديرة
ميرنا(يا إلهي من يكون هذا إنه يعرف عني كل شيء):- اسمعني جيدا أيا كنت لن ترعبني
حكيم(اقترب منها أكثر):- شجاعة هااااه .. إذن دعيني أعيِّرُها بنفسي … وبطريقتي
ميرنا(نظرت إلى عينيه المألوفة عميقا):- من تظن نفسك هذه جنحة اختطاف صحفية مهمة ويعاقب عليها القانون
حكيم(حرك حاجبيه بابتسامة وهو يكاد يلتصق بها):- هل يظهر لكِ أنني مُهتم بذلك ؟؟
ميرنا(شهقت إذ لم تتحرك منه شعرة ولم يهب جملتها):- صدقني أنت تلعب مع الشخص الخطأ صدقني أنت لا تعرفني وهناك أناس ستقلق وسيبحثون عني لذلك أعدني والآن ..
حكيم(نفث في خصلة شعرها بحركة سادية):- أول شيء أنتِ على مركبي لذا الجمي لسانكِ واوزني كلامك ثاني شيء تعلمي ألا تستفزي شخصا يختطفكِ آنستي الجميلة وثالث شيء وهو الأهم أن تضبطي عنجهيتكِ منذ متى وأنتِ بهذه العجرفة ؟؟
ميرنا(بعدم تصديق):- إن لم تبتعد عني سألقي بنفسي من هذا اليخت ثم سأجعل أصدقائي يبحثون عنك ويزجون بك في السجن
حكيم(تلمس خصلتها وهو يأسرها بعينيه):- أتعلمين كم مِن مشاهدَ نسجتُها في مخيلتي بشأن هذه اللحظة ؟
ميرنا(أبعدت رأسها عنه وهي تكاد تقع أرضا من ذلك الشعور):- أنا لا أخافك
حكيم(ابتسم بعينيه):- طبعا يا ميرنا أنتِ لن تخافي مني لأنكِ تعلمين من أكون ، قلبكِ وعقلكِ وإحساسكِ كلهم مطمئنون لي ..لأنني الأساس
ميرنا(استغربت كلامه لأنه فعلا ذاك هو شعورها هي لا تخافه ومتيقنة أنها تعرفه لكن من أين ؟):- أنت لا تفهمني عليك أن تعيدني هناك أشخاص بانتظاااااري وعلي الذهاب إليهم
حكيم(بغيظ أمسكها من ذراعها وجذبها إليه بجرأة):- لا يوجد أحد سواي ولن يكون هناك غيري أنااااا يا ميرنااا هل سمعتني ؟
ميرنا(دفعته بيدها):- من تحسب نفسك لتلمسني هااااه ثم من تكون أساسا لكي تفرض علي قوانينك ؟؟؟؟
حكيم(عاد وطوقها بين ذراعيه بقوة):- أنا الشخص الذي يجب أن تكملي حياتكِ رفقته أنا نصفكِ الثاني يا ميرنا أنتِ مقدرة لي منذ سنوات ولن أسمح لأحد بأن يبعدكِ عني
ميرنا(تنفست بعمق وهي بين ذراعيه كل شيء ينتفض بداخلها لالا هي أكيد تهذي):- ابتعد عني ابتعد ابتعد ..
حكيم(لم يقاوم سحرها هي بين يديه حلمه وعصفورته الصغيرة ، دفعها لحضنه بعنف وفاجأها بقبلة خفيفة ناحية شفتها وهمس في أذنها بهدوء):- اختاريني حلما أو كابوساااااا ؟!! اختاريني حلمًا أو كابوساااااا … اختاريني حلما أو كابوسااااااااا ؟؟؟؟؟!!!
ميرنا(استيقظت وهي تلهث فقد كانت تلك الجملة المتكررة بمسامعها كصوت قادم من الفراغ صداه يزلزل وجدانها):- هئئئئئئئئئئئئئئئئئئ …. يا إلهي ما كان ذلك ؟؟؟؟؟
فتحت عينيها لتجد نفسها بغرفتها في الفندق على سريرها ، لكن ما هذا هل كانت تحلم فعلا لكنها بنفس الفستان وبنفس الهيأة ماذا يحدث ؟؟؟؟ قاطع تفكيرها دخوله المتوتر من باب غرفتها وخلفه رقية وطبيب الفندق ..
ميرنا(قوست حاجبيها بدموع وهي تنظر إليه باطمئنان):- واااااااائل واااائل أين كنت ؟
وائل(عقد حاجبيه واقترب منها بقلق):- ميرنا هل تذكرين ماذا حدث لكِ هذا الصباح ؟
ميرنا(بقلب منتفض):- … ماذا حدث ؟
رقية(بخوف اقتربت منها):- لقد وجدكِ وائل نائمة على كرسي خشبي بالميناء وهو الذي أحضركِ إلى هنا ، يعني لما نمتِ هناك يا ميرنا هل فقدتِ وعيكِ ؟
ميرنا(شردت وهي تحاول أن تفكر فيما حدث لقد قابلت شابا غريبا وأخذها معه على يخته وبعدها قبل وجنتها ثم استيقظت هذا كل ما تتذكره):- لا أعلم
الطبيب(أخرج صناتاته اليدوية):- دعوني أفحصها رجااء
وائل(هم بالنهوض لكنها تمسكت به بعينيها):- تفضل دكتور
رقية:- سأبلغ شهاب وأعود لكم
وائل(نظر بعمق لعينيها الفزعتين):- لا تقلقي أنتِ بخير الآن ..أنا هنااا
طوال فحص الطبيب وعيناها شاردة تبحث عن جواب لما عايشته ، هل حقا نامت على الرصيف لكن ما كان ذاك الذي حدث فوق ذلك اليخت ؟ هل يعقل أنها تعرضت لتنويم مثلا أم أن كل ما عايشته من نسج خيالها ؟ ثم من يكون ذلك الشخص ؟؟ ولما اختطفها وأعادها في نفس التوقيت ما هي الرسالة التي أراد توجيهها ؟؟ هذا إن كان ذلك حقيقة من أصله !
الطبيب(يعيد أدواته للحقيبة):- مؤشراتكِ كلها جيدة آنستي ربما هو تغير المناخ فقط ما تسبب لكِ في عدم اتزان فكري وجعلكِ بتلك الحال
ميرنا(بعدم فهم نظرت لوائل):- ربما ..
وائل(ودع الطبيب حتى الباب وعاد إليها):- بما تشعرين ؟
ميرنا(رمت برأسها على ظهر السرير):- لا أدري .. أنا مشوشة
وائل(جلس على طرف السرير بقربها):- أفصحي لي عما حدث يا ميرنا من المؤكد أن للأمر تفسيرا منطقيا ، حين تأخرتِ علي قررت العودة للفندق إذ اعتقدت أنكِ لم تري ورقتي بعد لكن في طريقي وجدتكِ على كرسي خشبي لن أخفيكِ لقد أحسست بالرعب خشية عليكِ
ميرنا(بارتياح رمقته):- وائل .. لقد كنت قادمة إليك فعلا ولكن حدثت…
شهاب(دخل بفزع وانطلق إليها متجاوزا أي شيء):- ميرنااا ميرناااا حياتي هل أنتِ بخير ؟
ميرنا(تفاجأت به وهو بذلك الشكل):- مهلك يا شهااااب أنا بخير ..
وائل(زفر بعمق وهو يستقيم):- هففف
ميرنا(مصَّت شفتيها وهي تنظر لوائل):- لا تقلقوا لم أنم جيدا ليلة أمس وغفوت حين كنت أقوم … بجولة استطلاعية بالجوار هذا كل ما في الأمر
شهاب:- آخر مرة تخرجين لوحدك يا ميرنا لو أردتِ اكتشاف المكان أنا من سيصطحبكِ مفهوووووم ؟؟
ميرنا(بتوتر):- شهاااب أنا لست طفلة وسبق لي أن سافرت وحدي يعني هذه ليست أول مرة .. ثم أنا بحاجة للراحة هل أستطيع إيجاد ذلك ؟
رقية(اقتربت منها ومسحت على رأسها):- إن احتجتِ لشيء فقط اطلبيني سآتي إليكِ فورا حبيبتي ميرنا .. هيا يا شباب دعوها ترتاح .. شهاب وائل ؟؟
وائل(شعر بالخذلان فهو لا يريد أن يتركها في ذلك الوقت هو يعلم علم اليقين أنها بحاجته لكنه كان مسحوبا معهما):- انتبهي لنفسك
هزت لهم رأسها وهي تناظرهم وهم مغادرين جناحها وفور خروجهم ، تمطت في فراشها بحركة نوم وتغطت بالغطاء وهي متمسكة به بخوف …
ميرنا(بعينان فزعتان):- هل كل ما عايشته وهم ؟؟؟ لكنني واثقة أن هناك تفسير لما حدث لأنني متأكدة أنني عشته لست مجنوووونة لست مجنونة ..هئئئئئ ما هذااااا ؟؟؟
انتفضت من محلها ورمت بالغطاء جانبا وهي تستقيم لتتقدم نحو المنضدة فلقد كان هناك شيء جعل كل خلية في جسدها تنتفض بقوة ، كانت هناك ريشة خشبية مصنوعة بإتقان .. اقتربت منها ميرنا وأمسكتها بين يديها فقد كانت صغيرة بحجم اليد ودقيقة في آن الوقت استغربت وجودها على منضدتها من أين أتت ؟ وهي في خضم تساؤلاتها وصلتها رسالة نصية على حسابها الشخصي فولجتها بسرعة وقرأت :
" "عيد ميلاد سعيد احتفظي بريشتي جيدا سأطالبكِ بها حين أراكِ مرة أخرى .. قبلاتي
جلست بوهن على طرف المنضدة وهي تقرأ الرسالة تارة وتنظر للريشة تارة أخرى
ميرنا(فتحت فاهها بصدمة):- هذا يعني … أنني فعلا قد عايشت ذلك الاختطااااااااف يا إلهي من يكون هذاااا الشخص ولما يلاحقني وكيف وضع هذه بغرفتي ؟؟؟
تساؤلات جمَّة تجولت بفكرها لم تجد لها أجوبة منطقية فما يحدث ضرب من الجنون ، لقد أخِذت عنوة لعالم آخر وأعِيدت بطريقة مبهمة كيف نامت وكيف غادرت ذلك اليخت بل لما لا تتذكر سوى التفاصيل الأولى ولا تعلم ماذا حدث بعد جملة الشاب المجهووول ،، وجدت الكثير من الحلقات المفقودة بعقلها وما زاد من وتيرة الظنون الرسالة النصية التي ولجتها قبل قليل والريشة الخشبية التي لا تزال تتساءل كيف وصلت لمنضدتها وبعقر غرفتها الخاصة بالفندق ؟ كانت على ذلك الوضع حتى طرق الباب فاتجهت إليه بهدوء ..
ميرنا(فتحتها بثقل):- نعم ؟؟
هنادي(بتوتر):- آنسة ميرنا هل أنتِ بخير لقد سمعنا أنكِ فقدت وعيكِ بالشارع ؟
ميرنا(حولت عينيها بتعب هذا ما ينقصني):- لم يحدث شيء أنا بخير الآن وقولي لتلك التي بعثتكِ لا يوجد شخص بهذا الفندق يعنيها كي تقلق عليه مفهوووم ، عن إذنك
هنادي(أقفلت الباب في وجهها):- تتت أظن أن باتريك على حق كل فرد من تلك العائلة أجَنُّ من الآخر … هففف
تنفست الصعداء وهي تشعر بأنها ليست بخير لقد استيقظت على فرحة قلبت لأكشن لا تدري حتى تبعاته ولا خلفياته كل ما تعلمه أن تلك العينان قد التصقت بمخيلتها وباتت تسبب لها توترا كبيرا ، حاولت تمالك نفسها فهي الآن بالفندق يعني محميَّة وآثرت ألا تغادره إلا وهي رفقة أحد ما وليس لوحدها بهذا ستضمن سلامتها فذلك الشخص ليس بعيدا أن يظهر لها في مكان آخر فجأة كما حدث ذلك الصباح ، وأيا كان سوف تكتشف هويته فقط لتنتهي من حفلة الرؤساء تلك الليلة وبعدها ستكلم إياد وتشرح له كل ما حدث … تنفست بعمق بعد أن رتبت هذه الأفكار بعقلها وقررت أن تزيح عن بالها كل ذلك، فكرت بتلك الليلة الخاصة وعادت لها مجمل أشواقها فلو أنها التقت بوائل كما خطط لكانت الآن أسعد مخلوقة على الأرض .. لم تلبث تخرج من حقيبتها الفستان الذي سترتديه في الحفلة حتى رن هاتفها
إياد(بتلحين):- عيد ميلاد سعيد ميرنتي الحلوة كل عام وأنتِ بحياتي كالهواء كالماء كأكلاتِ خالتي عواطف وحلويات خالتي مديحة و
ميرنا(ابتسمت):- يكفي يكفي هل ستتلو علي أصناف العائلة كلها ههه ، تسلم يا روحي تمنيت لو كنت معي الآن يا إياد
إياد(زفر بعمق):- تمنيت ذلك أيضا لكن يا ميرنا نحن لدينا خطة لولا ذلك ما كنت تركتكِ لوحدكِ في يوم كهذا لكن هديتكِ محفوظة
ميرنا(بمكر):- ولن تقدمني إياها إلا يوم المعرض يا جحش هههه
إياد:- أوووه لا هل تتجسسين علي أنتِ الأخرى ؟
ميرنا:- ولوو ولوو هل يخفى الخبر هه ..أخبرني هل هناك جديد ؟
إياد:- اممم أنا أتابع الأمور يا ميرنا اليوم سألاحق الخيط الذي وصلتنا عبره إخبارية حمولة هذا الشهر لا تقلقي سأتدبر الأمر
ميرنا:- انتبه لنفسك يا إياد ولا تغامر أرجوك وإن شاهدت شيئا مريبا اتصل بأصدقائنا في دائرة الشرطة فهم متابعون للقضية أيضا ويجب أن تعطيهم فكرة همم
إياد:- لا عليكِ صديقكِ أسد يا بنتي ههه المهم أردت أن أصبِّح عليكِ وأتمنى لكِ عيد ميلاد سعيد لأنني لن أكون متفرغا هذا المساء
ميرنا:- تمام يا غالي تهنئتكِ على راسي وعيني أنت سبقت الكل على فكرة
إياد(بغرور):- ولوو أنا أصلا الكل في الكل يا بت ههههه
ميرنا(بضحكة):- ههه فعلا .. لم تخبرني كيف أقنعت إيمان أن تتستر على عدم سفركما معي ؟
إياد(تذكر واختفت بسمته):- لا تذكريني يا ميرنا لا تذكريني اضطررت لعيش ليلة كئيبة البارحة لقد أجبِرتُ على دعوتها ليلة أمس للسينما وللعشاء وأوصلتها لبيتها وشربت قهوتها الصدئة وشاهدت معها فيلما وثائقيا مملااااااااااااا جداااا وبعدها أطلقت سراحي بجهد جهيد بعد أن تحججت لها أن أعاني من مغص معوي سيتسبب بثقب في طبقة الهواء هفف
ميرنا(تكتم ضحكتها بيديها):- هههه إيادو لمَا أشعر أن نفس ما فعلته البارحة ستكرره اليوم هذه هي ضمانة سكوتها صحيح ؟
إياد:- يا فاهمني يا قمر انتا ههه صحيح تلك هي الرشوة التي قدمتها لسيدة الحسن والدلال لعلها ترضى علينا وتعلمين أنني أرجحت سبب رفضي السفر من أجل معرضي فعلا كان سببا مقنعا أنقذني من براثن شكوكها
ميرنا:- جيد جدا الله يعينك يا صديق ، أنا أيضا لا زلت سأجهز مستلزماتي لهذه السهرة
إياد(نظر لساعته):- تمام لنا حديث فيما بعد عزيزتي واتصلي بي إن احتجتِ لشيء ، ميرنا أنتِ بحال جيدة هناك شهاب لا يضايقكِ صحيح ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- لالا يعني كالعادة إنما .. ميرا أيضا هنا بنفس الفندق وقد تشاجرنا ليلة أمس يعني تعلم أنها لا تفلت فرصة لا تلومني فيها عن الماضي وما تلاه ..
إياد(مسح على حاجبه):- أممم مؤسف هذا الأمر لكن لا تهتمي بها كلها يومين وستعودين إلي دعيها تموت من غلها وحقدها
ميرنا(تأوهت بحزن):- لا بأس لقد تعودت على تعاملها الوقح معي .. المهم لن أعطلك أكثر ربي ما يحرمني منك يا أروع صديق كل عام ونحن مع بعضنا البعض
إياد(استساغ دعوتها بقلب مبتسم):- أحلى دعوة سمعتها بحياتي ..

" لقد شطبتُ شهادَة ميلادي وكتبتُ غيرها مِن جديدٍ يومَ التقتُ بعيناكِ "
مضت ساعات وساعات ولا زال على وضعه متوجس ومرتبك ، حاول قصارى جهده أن يشغل نفسه بأي شيء وعن أي شيء مع رقية ومع شهاب لكنه لم يفلح حتى على موعد الغذاء لم يكن بخير لذا استأذن بسرعة حين علم أنها طلبت غذاءها بغرفتها ، وقرر ألا يجابه نظرات أي واحد منهم بدونها لذلك قبع في غرفته من لحظتها وها هو ذا … كان يحرك بأصابعه تلك العلبة الصغيرة على سطح الطاولة ويده الأخرى على فكه جالس أمام شرفته يبحث عن تفسير لكل ما عايشه ذلك الصباح ، خصوصا حين وجدها على ذلك الوضع فوق ذلك الكرسي الخشبي بجانب الميناء شيء غريب حدث لها مستحيل ميرنا تنام هكذا في الهواء الطلق لكنه حين أمسكها لم يشتم أي شيء يدل على أي منوم ، الأمر محير وجدااا هناك سر خفي وراء ما وقع وعليه أن يبقي عينيه مفتوحة عليها ليحميها ، ما ربما جده قد باشر لعبه كما توعده إن لم يبتعد عنها ، هنا تدفق الأدرينالين بأوردته هلعا عليها واستقام وهو يضع العلبة بجيب سترته التي ارتداها خفة وغادر غرفته نحو غرفتها ، آه على تلك المسافة التي تفصله عن شمس لياليه يا ليته يزيحها لكي يبقيها صوب عينه طوال الوقت ..
ميرنا(سمعت طرق الباب وهي تعلق فستانها على هيكل الدمية البلاستيكية):- نعم قادمة ..
وائل(مط شفتيه معتذرا من حضوره):- أعلم أنني أزعجكِ ربما كنتِ تجهزين نفسكِ للحفلة؟
ميرنا(بتوتر حاولت التغلب عليه):- لا عليك لا يزال لدي وقت قبل حضور مصففة الشعر التي طلبتها قبل قليل ، هل تريد أن تتفضل ؟
وائل(يا لأدبكِ الذي سيهلكني):- لما لا ترافقيني أنتِ اكتشفت وجود شرفة هنا مطلة على مرج من الورد أعلم أن الأمر يثير انتباهكِ ؟
ميرنا(لمعت أعينها):- صحيح والوقت غروب الآن أكيد سيكون منظرا لا يقاوم
وائل(مط شفتيه حين نجح في استدراج تفكيرها):- تمام أضيفي شيئا عليكِ وتعالي معي
ميرنا(تذكرت سترته):- آه لحظة فقط ..
وائل(وقد ضربت بشعرها وجهه حين استدارت بسرعة وهمس):- لحظة فقط ؟؟ ههه لكِ العمر كله يا وهم قلبي ..
ميرنا(عادت إليه وقد أضافت لثيابها شالا صوفيا وقدمت له سترته):- كنت أنتظر الفرصة كي أعيدها إليك شكرا ..
وائل(كنتِ دعيها بحوزتكِ هي وقلبي وروحي وكلي وبعضي هممممم ، أمسكها منها بين يديه):- لا شكر على واجب .. تفضلي
ميرنا(تسير بجانبه وهي تراقبه حين وضع على ذراعه سترته بتنظيم دقيق):- تت
وائل(سمع تنهيدتها):- ألن تقولي أي شيء ؟
ميرنا(نظرت إليه وعادت لتنظر للممر أمامها وفي سرها):- كنت سأقول يا وائل كنت سأقول لولا ظهور ذلك الشخص المجهول الذي أربكني ، عذرا منك الآن لا أدري إن الوقت مناسبا أم يجب علي أن أتمهل
وائل(بدفء):- بما شردتِ ؟
ميرنا(مطت شفتيها):- لا شيء متشوقة لرؤية مرج الورد
وائل(آآآآآه عليكِ يا كتلة من العقد):- تعالي إذن ..
سبقها بعدة خطوات لحقته فيها بخطوات أسرع حتى استقرا بشرفة مطلة على مرج مليء بكل أنواع الورود وبمختلف ألوانها منتشرة هناك في هندسة من بستاني محترف ، شهقت لمنظرها الذي أنساها كل ما على هذه الأرض ..
ميرنا(ببريق في عينيها):- إنها تحفة مذهلة واووو
وائل(ابتسم من بسمتها):- لكنها لا تقل نظيرا عن الوردة الأم
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه بعد أن خفتت بسمتها):- الوردة الأم ؟
وائل(تنحنح وهو يعقد حاجبيه):- تلك القابعة وسط المرج
ميرنا(نظرت حيث أشار لها لم تجد شيئا لافتا فكل الورود متشابهة):- يعني ؟
وائل(اقترب منها خطوة وهو يحدد لها مكانها بعينيه):- هُناك في قلب الإحسَاس سَتجدِين وَردة شامِخة قد أينعَت لتُسابقُ الريَّاح في هزَّة الحُلم ، لعَلَّ سقفَ آمالها يعلو كي تُناطحَ الغيُوم .. هي وَردة تسرقُ البسَمات من ثَغر الأسَى لتُزيَّن عُقد اللؤلؤ المنبسطِ من أعماقها المكنُونة ، كي تُنبتَ أمنياتِ العيدِ المُتجذرة في تُرابِ الأفئدة ..
ميرنا(التفتت إليه والدهشة تعلو ملامحها):- هئ.. إنها كلمات جميلة
وائل(بابتسامة وضع يديه بجيوبه وهو يضم تحت إبطه سترته الخفيفة):- يعني قليل من سحر هذا المنظر
ميرنا(طالعت المنظر فعلا كان ساحر):- سنضيفه لقائمة المناظر التي طالعناها سوية
وائل("سوية"):- أمممم لدينا الكثير لنرويه ، لكن !! كان ليكتمل لو تم اللقاء هذا الصباح
ميرنا(بأسف):- ربما الله يريد لنا شيئا آخر لا نراه
وائل(عقد حاجبيه):- ألا زلتِ لا تذكرين ماذا حدث ؟ لأنني لم أقتنع بفكرة نومكِ في ذلك المكان يا ميرناااا
ميرنا(سحبت نفسا عميقا والتفتت بجذعها بالكامل إليه):- صدقني أنا أيضا لا أعلم ماذا حدث
وائل(بتوجس):- أخبريني ..
ميرنا(عضت فمها من الداخل وتنفست بعمق):- لقد كنت متوجهة للميناء لكن أثناء ذلك .. قد جلست لأستريح فلقد شعرت بدوار ربما من البحر لا أدري ولم أستفق إلا وأنا بغرفتي في الفندق باقي التفاصيل لا أذكرها ..
وائل(بعدم اقتناع):- أليس غريبا أن تألفي قصة لا تمث للحقيقة بأدنى صلة كهذه ؟
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر):- و… ومن قال لك أنها ليستِ الحقيقة ؟
وائل(أمسك بسترته ووضعها على سور الشرفة بإهمال وجعلها تقترب منه بخطوته المتقدمة نحوها):- ميرنااا صحيح أننا نعرف بعضنا بعضا منذ وقت وجيز لكن هناك … هناك رابط قوي يكفيني لأعرف متى تكذبين أو لنقل متى تضللين الحقائق
ميرنا(يا إلهي هل أنا مكشوفة لتلك الدرجة أمامه):- أحم … ليس هنالك داع لكي أخفي عنك شيئا يعني .. أظن أن هذا ما حدث ثم علي أن أستأذن لكي أجهز نفسي لم يتبقى وقت كثير
وائل(مص شفتيه بخفة مبتعدا خطوة):- خذي راحتك خذي راحتك …أراكِ بالحفل
ميرنا(هزت رأسها له واستأذنت هاربة منه):- تمام …
تملصت منه على المكشوف كان يعلم أنها تخفي شيئا ما لكنه سيتمهل ويترك لها مساحتها الخاصة طالما هي بخير الآن فذاك جل ما يتمناه ، أخذ نفيسا عميقا وابتعد أيضا عن تلك الشرفة واتجه صوب غرفة شهاب الذي كان قد خرج من حمامه للتو
شهاب:- آه يا وائل منذ متى أصبحت بهذا الإهمال ، لقد طلبت طقمي منذ ساعتين من المصبنة ولم يجهز بعد هل اتصلت بهم أم أنك نسيت ؟؟
وائل(مسح على جبينه ودلف لغرفته وهو يخفي تأففه):- لقد اتصلت لا تقلق سيصل رفقة طقمي بعد قليل
شهاب(أخذ يجفف شعره بمجفف الشعر):- ما بك ؟
وائل:- لا شيء ..أتيت للاطمئنان عليك فقط
شهاب(أوقف المجفف واستدار إليه):- وِيلْ !! هل رأيت ميرنا ليلة أمس ؟
وائل(اندهش من جملته وتحركت حنجرته بتردد):- أ.. أجل
شهاب(عاد ونظر للمرآة وشغل المجفف):- لماذا ؟
وائل(أزعجه صوت المجفف وأكثر من ذلك شعر بأنه أمام اختبار صعب):- كانت متضايقة
شهاب(أوقف المجفف مجددا ووضعه على المنضدة ثم اقترب من وائل):- وهل كل متضايق ترعاه بلطفك الغامر سيد وائل ؟
وائل(اشتعل فجأة):- ماذا تقصد ؟؟
شهاب(عقد حاجبيه):- لقد شاهدت سترتك موضوعة على منضدتها ، فماذا كانت تفعل بحوزتها في نظرك ؟
وائل(بغيظ):- أنت تتكلم بأسلوب ليس بجميل أبداااا ويحمل خلفه طياتٍ من المعاني ، فوضِّح مسعاك بعد هذا الكلام المبطن ؟
شهاب(سحب نفسا عميقا وجابهه وجها لوجه):- وائل ….
وائل(ظل ينتظر بحيرة ماذا سيقول شهاب يعني هل شعر به هل يعلم أنه قد خانه بمحبته لميرنا لكن هذا أمر لا طاقة له عليه إن اكتشفه ، لما هذا الصمت):- أتمِم ؟؟
شهاب(وضع يده على كتف وائل وبنظرة عميقة جدا تأوه بعدها):- تت … ههههه ما بك يا رجل أنا أمازحك لا بأس في أن ميرنا ترتاح معك ذلك يعني لي الكثير ، تخيل معي إن وثقت بك أكيد ستثق بي كونك ابن عمي يعني علاقتك الجيدة بها ستخدمني هههه
وائل(تنفس الصعداء بأريحية من جملة شهاب رغم أنا آلمته فأبدا لم يكن هو ممن يستغل علاقة الآخرين لفائدة مصالحه ، لكن هذا شهاب وليس غريبا أن يفكر بهذه الطريقة):- أ.. طيب سأغادر لغرفتي الآن لدي تجهيزات عديدة نلتقي بالحفل
شهاب(عاد ليجفف شعره بسكون):- نلتقي يا حلو …

في شركة الهندسة المعمارية
المدير(بفرح):- صفقوا جميعا رجاء لمهندستنا المتميزة كوثر الهلالي ومهندسنا الرائع زياد وهبي ، فبسببهما تم قبول تصميم مشروع السكن التعميري وعليه قد سبقنا الشركات المنافسة بخطوااااات ، بسبب هذا الثنائي الذي حقق لنا نجاحا باهرا سيبقي رؤوسنا شامخة ..
نائب المدير:- كانت خطوة مميزة حين أسندنا لكم مهمة مشروع جديدة لقد أثبتم جدارتكم ولا استغناء عن شراكتكما سوية …
زياد(بابتسامة ود):- شكرنا العارم لثقتكم بنا وتشجيعكم لنا ، الحمدلله قد أنجزنا عملا مهما نستحق عليه كل هذا الثناء ، وأحب أن أشكر أمام الجميع مساعدة الآنسة كوثر فلقد كانت ونعمَ المساندة ودعمتني جدا
كوثر(نظرت إليه برعشة غريبة):- بالعكس يعني لقد تحملتني وصبرت علي خلال هذه الفترة
زياد(اقترب منها ببسمة وهو يمدها بكأس العصير بعد أن شرع الآخرون في تبادل التهاني فيما بينهم):- اممم من قال ذلك لقد استمتعت بدوري
كوثر(اقتربت أيضا وأمسكت منه كأس العصير وهي تضع خصلة من شعرها خلف أذنها بخجل):- أهاااه هذه معلومة جديدة
زياد(سحب نفسا عميقا وهو ينظر لمديرهم المحتفل معهم رفقة كل الموظفين بغرفة الاجتماعات العامة):- يعني إن أردتِ أن تضيفيها لمعلوماتك
كوثر(شربت من كأسها بسرعة وهي تسترق نظرات إليه وفي سرها):- ياااه كم يبدو وسيما عن قرب ، هه يا إلهي لو يسمع ما أتفوه به سرا لفضح أمري واستغلها نقطة ضعف ضدي
زياد(أوَّاه عليك يا قلبي من شعرها إنه موت سريريُّ وشلل في مجمل المشاعر):- أحم .. كوثر
كوثر(تنحنحت بقربه):-أ.. نعم يا زياد
زياد(مرر لسانه على شفته بسرعة):- علينا أن نحتفل بهذا الإنجاز في أقرب فرصة
كوثر(اهتز قلبها لكن هزت رأسها بإيجاب):- طبعا يتوجب علينا ذلك وسيكون الاحتفال ببيتنا فوالدي قد حرص على ذلك قبلا وكنت سأدعوك بعد نهاية الدوام
زياد(رفع حاجبيه بسعادة):- يا الله زيارة منزلية وتذوق لأكلات العم عبد المالك .. والله كنت لأسعد بذلك حقا لكن …
كوثر(بانتباه):- ماذاا ألا تريد المجيء ؟ هل أزعجك شيء ببيتنا ؟ هل أنت تضجر هناك ؟ هل طعام ..
زياد(بخفة ربت على كتفها):- اهدئي يا كوثر أنا لم أقل ذلك كلما أردت توضيحه أنني لن أستطيع الحضور لدي ارتباطات مهمة
كوثر(رفعت حاجبها"ارتباطات مهمة"):- الله الله طيب يا سيد زياد لن نعطل مقامَك يعني حتى دعوة والدي يمكنك تأجيلها يعني من أجل ارتباطاتك المهمة همممم
زياد(ههه يعني لو اعتبرنا هذه غيرة يا ست كوثر ماذا ستكون ردة فعلكِ فيما بعد):- أحم .. والله هي ارتباطات جد جد مهمة يعني لو لم تكن كذلك ما كنت لأرفض دعوتكما لي ..
كوثر(وضعتِ الكأس بعنف على سطح الطاولة):- تمام الله معك في ارتباطاتك المهمة يعني .. أكيد ستكون ارتباطات تعني لك الكثير بحيث ستفلت دعوتنا من أجلها هي
زياد(بتلاعب اقترب منها):- من هي ؟؟
كوثر(مالت برأسها لتبعد عينيها عنه وهي في أوج عصبيتها):- التي فضلت دعوتها على دعوتي أنا وأبي
زياد(قاوم ضحكته):- هه أ.. لم أفهم يعني ماذا تقصدين ؟
كوثر(بدخان خرج من أذنيها التفتت إليه):- هل تهزأ بي ؟ هل هل تت …أرى أن ننهي الحديث هنا
زياد(نظر حوله بخفة):- تعالي أنتِ معي
كوثر(بعدم فهم):- إلى أين ؟
زياد:- لكي تتعرفي على صاحبة الدعوة أكيد ستوافقين ولن ترفضي إلا في حالة واحدة
كوثر(باهتمام):- في حالة ماذا يا عبقري زمانك ؟
زياد:- أن تكوني قلقة حيال المرأة يعني… ستتساءلين لما وافقت على دعوتها وما علاقتي بها وأشياء عدة من هذا القبيل وأغلبها مرتبطة بالخوف الأنثوي
كوثر(بهزل):- ههه خوف أنثوي !! ومما سأخاف يا بعدي ؟
زياد(بمكر):- يعني … أهل مكَّة أدرى بشعابها
كوثر(بعصبية زمت شفتيها):- لعلمك أنا موافقة على دعوتك أعطني فقط الزمان والمكان وسأثبت لك بأنك مخطئ وجداااا في أفكارك
زياد(غمزها بخفة):- أمممم إذا سأصطحبكِ بنفسي لنذهب معا للقائها اتفقنا ؟
كوثر(ضربت بكعبها الأرض):- طبعا اتفقنا وسأعتذر لك من عمك عبد المالك
زياد:- لا داعي سأكلمه عبر الحساب الشخصي وأعلمه بذلك ، وعليه اهتمي فقط بنفسك يعني الليلة ستكون مختلفة بالنسبة لكِ هااااه
كوثر(ذهب وتركها):- مختلفة ؟؟ هئئئ ماذا يقصد هذا الأبله …
زفرت بشرر وهي تفكر في جملة زياد وفي المرأة التي سيلتقي بها وتتساءل إن كانت حبيبته يعني هل يملك شيئا من ذلك القبيل ؟ كيف ورطت نفسها بهذا الموقف يعني ستكون مثل العزول بينهما لكنه استفزها ولم يكن بوسعها سوى أن توافق ، الآن تورطتِ يا ست كوثر وعليكِ أن تكوني في أبهى حللكِ لكي تكسري عينه وعينها لكن من تكون يا ترى ؟ …
على هذا التساؤل سنترك الهلالية وشأنها حتى نعود إليها لاحقا في حين سننتقل إلى المعسكر لنرى ما تفعله نقيبنا في الجنود هذه المرة ..
كانت تجلس تحت شمسية أمرهم جاسر بوضعها لها ذلك الصباح يعني خشية من إصابتها بضربة شمس غير متوقعة وللحقيقة جاء ذلك صادما لها فلم تتوقع أن يظل حريصا على صحتها حتى بعد أن تعافت ، لكنها لم تولي ذلك اهتماما فقد امتثلت لأمره لهم دون أن تشكره بكلمة حتى وهذا ما جعل الأسد يزأر … ^^
جاسر(يدور في خط متعرج ذهابا وعودة):- يعني ألم تقل أي شيء ولا حرف ولا كلمة ولا شكر حتى أو امتنان مثلا ؟؟؟ تذكر يا كامل الأمر مهم
كامل(ببلادة):- والله لم تعلق بشيء فور إنهاء جملتي جلسَت النقيب ولم تعلق بحرف ..
جاسر(نفث شررا من أنفه):- هكذا إذن يعني أتعب نفسي بالتفكير فقط هااااه طيب طيب دعني أسوي الأمور بنفسي ابتعد عن طريقي
كامل(مرَّ أمامه كالريح):- وهل حضرتي وقف أساسا بطريقك ، اللهم صبرني يعني ألا يوجد هنا غيري ملطشة للرائد ونقيبه ؟؟؟؟
جاسر(هدر فيه من الرواق بصراخ صم أذنيه):- إلحق بيييييييييي يا كامل كماااااااال
كامل(انتفض ودخل في بعضه وهو يهرول خلفه):- كامل قااااااااااااادم قادم والله قادم ..
بالفعل من قال أن الحالة الجوية تنقلب فجأة بقدرة قادر لم يكذب ، فبعد أن كان الجو مشمسا لطيفا جميلا ينم عن أجواء جميلة هادئة كادت أن تتنعم ببقيتها لو أنه لم يصلب أذنها بتلك الجمل المقيتة ، يعني بالمختصر المفيد عادت ريمة لعادتها القديمة وانقلبت الأجواء من ربيع مشرق لشتاء عاصف …
جاسر:- الله الله هل أجلب لكِ مجلة عن كيفية إطعام التماسيح في المحيط الاستوائي لتسليتكِ حضرة النقيب ؟
وصال(استقامت بتباطئ وهي تلقي عليه التحية العسكرية):-سيدي الرائد
جاسر(بعصبية):- ماذا تفعلين ؟
وصال(كان متوقعا والله كنت أنتظر انقلابك الجوي هذا فمرحب):- أنتظر عودة الجنود من جولة السباق التي حددتها لهم قبل قليل
جاسر:- ولما لم ترافقيهم أليس واجبا عليكِ أن تلازميهم لتقييم الوضع ؟؟
وصال:-والله جاءتني أوامر تحتم أخذ جميع التدابير التي تفيد مصلحتي الصحية
جاسر(كتف يديه بحالة إصغاء):- جميل وممن كانت تلك الأوامر ؟
وصال(ببرودة):- من شخصك شخصيا سيدي الرائد
جاسر(صغر عينيه بها):- وتراجعت في قراري لا أريدكِ أن تهدري دقيقة واحدة في الاسترخاء عليكِ أن تلحقي بهم وتمارسي نفس التدريبات لكي يعلموا أنه لا يوجد تفرقة بينهم وبين من هم أرفع منهم رتبة ،وكذلك لكي نشحن العزم في صدورهم أفهمتِ ؟
وصال(رفعت حاجبها وهي تطالع ملامحه الشرسة):- أنت تتبدل مثل الحرباء كل مرة بلون يجب عليك أن تحافظ على رباطة جأشك ولا تتخبط في نفسك وكأنك تصارع قطيعا من الثيران تلج أفكارك بعد كل موقف ، حتى تغييرك لقراراتك المتسرعة لا يجب أن تتحكم به ردود الفعل بقدر ما يجب أن تكون ثابتة فالرجل هو الكلمة ولو بقطع الرقبة .. هل فهمتني يا كامل ؟
كامل(فغر فاهه مع عينيه مع عقله مع كل ذرة فيه إذ حسب أن الكلام موجه للرائد مثلما اعتقد الرائد نفسه الذي اختفت ملامح وجهه من فرط الذهول):- هئئئئئئئئ ..
جاسر(بصدمة):-أحم.. كامل كمال أعتقد أنه يجب عليك ومنذ اللحظة أن تعمل بهذا الكلام فحالك لم يعد يعجبُ أحد
وصال(ابتسمت بخفوت حين وصلت رسالتها بطريقة لا مباشرة):- عن إذنك إذن سيدي الرائد لدي جنود علي اللحاق بهم … كامل هل ستنضم إلينااااااااا أم ستظل متخبطا في أفكارك ؟؟؟
كامل(صفق بيديه بعدم فهم وهو يلحق بها):- معكم معكم… يا إلهي أنا لم أفهم شيئاااا
جاسر(بزغللة في عينيه تسربت لتبعث البهجة لقلبه):- آه منكِ يا امرأة ما هي اللعبة التي تلعبينها الآن هااااه ؟؟؟ ثم هل قالت بأنني لا أملك كلمة الرجااااااااااااااااال ؟؟؟ لا والله يا وصال محفوظ جنيتِ على نفسك سأريكِ ما أنا فاعل بكِ صبركِ علي فقط ..
توجه من فوره ناحية مكتبه وبعض البسمات ترتسم على ثغره بينما بعض الغيظ يغطيها لتحل محلها ملامح الشراسة والحرقة .. حرقة لكن مماذا إن كان هو أمهر شخص في إحراق فؤاد الفتاة فلا يجدر به أن يتذمر الآن أو أن يشعر بصدره يحترق بفعل شيء غريب لا يأتيه سوى منها هي فحسب ، ألقى بنفسه على الكرسي الخاص به ووضع يده على فمه بوضعية تفكير عميقة يبحث عما قد يفيده مع حالته المريبة تلك وكذا تأثير حضرة النقيب التي كانت تركض ببسمة هي الأخرى خلف جنودها وتضحك على كامل الذي كان يركض ويستريح بطريقة مضحكة جداااا سربت المتعة لقلبها الذي لم يعرف معنى الهناء بعد …

خرجت من البيت بكامل أناقتها المعتادة وتوجهت صوب محل الحلويات الخاص بهم فولجته ووجدت خالتها مديحة تخرج المخبوزات من الفرن بينما أمينة تقوم بتسيير أمور البيع للزبائن ، في حين كانت عواطف تزين بعضها على جنب ونبيلة تحتسي فنجان الشاي وهي جالسة على طاولتها المعتادة بذلك المحل وتتبادل أطراف الحديث مع إحدى الجارات بلباقة ..
نور:- سلامووو
عواطف:- أهلا حبيبتي
أمينة:- يا أهلا بزينة البنات تعالي يا نور أريدكِ أن تتذوقي هذا العصير الذي صنعته بيدي إن أعجبكِ ساعديني في إقناع أمكِ لتقديمه للزبائن مرة في الأسبوع وإن أحبوه سنضيفه لقائمة الطلبات
نور(وضعت يدها على جنبها):- مهلكِ يا ست أمينة عليناااا مذ دخولي وأنتِ تتحدثين لم أفهم سوى كلمة عصير وأسبوع وزبااااائن هههه
أمينة(مطت شفتيها بزعل وهي تمدها بالكوب):- هكذااا هممم
نور(أمسكته بعض أن وضعت حقيبتها على الطاولة):- ههه أمزح أمزح يا ستي هاتِ لأتذوقه وإن لم يعجبني سأصارحكِ يعني تعرفين كلامي كحد السيف
أمينة(بعيون متأملة):- أعلم أعلم فقط اشربيه هياااا
مديحة:- ههه استنجدتِ بقاطع رقبتكِ يا أمينة
نور(غمزتها وتجرعت جزءا منه ثم مصت شفتيها):- أممم أممم
أمينة(تتطلع لكلمتها بفارغ الصبر):- هااااه
نور(بعد أن أهلكت المرأة بتثاقلها وتنعمها بالتذوق أفرجت عن المسكينة):- اممم لا بأس به … يعني أظنه لذييييييييذاااا ياااااه … يخرب بيتك يا أمينة عصيركِ شهي جدااا صُبي لي قليلا منه بعد أرجوووكِ..
أمينة(بفرحة عارمة):- الله يا لفرحتي أسمعتم جميعا لقد أحبَّت عصيري أنتِ أولى زبائني وسيكون مشروبكِ مجانيا ههههه
نور(أمسكت المنديل الورقي لتمسح شفتيها):- طيب يختي مشكورة على كرمك ههه سأشرب منه لاحقا ..ها يا خالتي هل أنتِ جاهزة أراكِ منهمكة في العمل أنسيتِ أن علينا التوجه للسوق من أجل أغراض دعاء ؟؟
مديحة:- والله لا وقت لدينا يا نور لا أنا ولا أمك يعني لو تتكلفي أنتِ بذلك سنكون ممنونات لكِ
عواطف:- صحيح لدينا طلبية خارج المحل وتستلزم منا جهدا جهيدا ولذلك تكلفي مثلما قالت خالتكِ يا حبيبتي
نور(مطت شفتيها):- يعني شربتها يا عيني تمام سأتكلف أنا ولكن بخصوص المجوهرات التي سنهديها إياها أيستلزم أخذ رأيكم بها أم أتصرف ؟
مديحة(أغلقت الفرن):- يا نور يا بنتي أنتِ ذوقك لا يعلى عليه فتصرفي بمعرفتك لكِ كل الصلاحيات
نور(رفعت حاجبها وهي تجر حقيبتها خلفها):- تمام فهمنا يا سيداااااتي المبجلات هيا أترككن إذن ..جدتي وداعا
نبيلة(رمقتها بنظرة عميقة وعادت لتحادث الجارة):- هممم ..
وضعت نظاراتها الشمسية على عيونها وغادرت محلهم متجهة صوب سيارتها التي ما إن ولجتها حتى انطلقت للسوق وأول محطة كانت محل المجوهرات
إحسان(ما إن لمحتها تصف السيارة بجانب محلها حتى نادت على عاملتها):- يا بنت تعالي بسرعة اسمعيني جيدا تلك الضيفة مهمة جدااا بالنسبة لنا وأساس هذا المحل قد بني عليها فهي زبونة فخمة ولا تختار سوى الجودة ولذلك حين أطلب منكِ إحضار لوحة القطع لنعرضها عليها ، احرصي أن تكون اللوحة الخاصة بالألماس مفهوووم ؟؟
العاملة:- ولكن يا سيدتي تلك اللوحة لا نعرضها إلا على ذوي الأسماء النادرة يعني زبائنها محدودون ومعرفون أيضا ..
إحسان:- وتلك السيدة منهم أنتِ لا تعرفين بعد من تكون ، فافعلي ما آمركِ به وكفي عن الاعتراض ..
العاملة:- حاضر سيدتي بأمرك ..
إحسان(نهضت من مكتبها لترحب بها باسطة يديها بحفاوة):- يا الله السيدة نور الراجي بمحلي هلتِ الأنوار حقا
نور(برقي ألقت بالتحية عليها):- سيدة إحسان جميل أن أراكِ بعد هذه المدة
إحسان(وهي تصافح يد نور بحرارة):- لم نتشرف بزيارتكِ الفخمة بعد آخر مرة زرتنا فيها يا عزيزتي تفضلي لمكتبي الخاص المحل اليوم كله تحت أمرك
نور(بمودة):- لدي طلب خاص عزيزتي إحسان ومستعجل
إحسان(وهي تشير لها بالجلوس):- المحل وكل ما فيه تحت إمرتكِ غاليتي فأنتِ زبونتنا المعتادة والتعامل معكِ شرف لنا
نور:- تمام إذن أرني آخر تشكيلة لديكم أحتاج لهدية زواج مميزة تليق بابنة من عائلة الراجي فهل سأجد طلبي هذا هاهنا بين قطعكِ سيدة إحسان ؟
إحسان(فرقعت إصبعها للعاملة التي أتتها باللوحة الخاصة بالقطع المميزة):- هذه قطع نادرة وصلتنا منذ فترة بسيطة من فيينا تحديدا وهي قيمة حسب الطلب يعني للحبايب فقط مثل حضرتك ، تفضلي وألقي نظرة
نور(أمسكت منها اللوحة الزجاجية التي كانت مرصوصة بها عدة قطع متألقة):- واووو كل قطعة أبهى من الأخرى.. أريد شيئا استثنائيا امممم كهذا السوار هناا
العاملة:- إنه 24 قيراط
إحسان(أشارت للعاملة كي تخرجه لها):- أمممم ذوقكِ رفيع كما عودتنا ولكن يجب علي أن أخبركِ أنه باهظ الثمن وقد رفضت بيعه آخر مرة لأنه لم يأخذ حقه الذي يستحقه
نور(أخرجت دفتر شيكاتها):- آه يا إحسان وكأنني غريبة أنتِ تعلمين أنني أدفع ثمن مشترياتي في الحين واللحظة ، أخبريني بالرقم ولا عليكِ لن أفاصلكِ به فأنتِ تخدمينني كثيرا وهذا ما يُحسب لكِ عزيزتي
إحسان(بفرح نظرت لعاملتها):- خذي يا بنت جهزيه في علبة خاصة وزينيه باهتمام فهو يخص ضيفتنا العزيزة نور ..
نور(وضعت رجلا على رجل وأخذت تكتب الرقم الذي طلبته إحسان):- تفضلي المبلغ بالكامل في الشيك مبارك
إحسان(أمسكته بخفة):- مبارك لكِ أيضا أكيد أختكِ غالية عليكِ لولا ذلك ما كنتِ دفعتِ من أجلها كل هذا المبلغ الطائل
نور:- هي ابنة عمي وزفافها بعد أسبوع وتستحق مني أن أثمِّنها بالألماس وليس بالذهب فحسب تلك كانت هديتي الخاصة ، أما البقية سأنتقيها من نوع الذهب والفضة حسب طلبات أهلي فرجاء أكملي مهمتكِ وساعديني بها يجدر بي المغادرة بعد قليل
إحسان:-تمام تمام سأوافيكِ بعد لحظات لكن قبلا سأطلب لكِ فنجان قهوتكِ السادة لا زال ببالي صنفها
نور:- جيد جدا سيكون ذلك رائعا ..تفضلي أنتِ بينما سأجري اتصالي
إحسان(استقامت بخفة):- لكِ ذلك عزيزتي
نور(طقطقت رقما غريبا):- ألو .. نعم يا فارسي الهمام إلى أين وصلت باتفاقنا ؟
الشخص:- ولو اعتمدي علي لقد طلبتِ شيئا كان بودِّي القيام به منذ زمن يعني أعطيتني شرف المهمة رغم أن هذا ليس من شيمي ولكن بعد سماع سببكِ الذي أصابني في الصميم هاجت من أجله كل مشاعري وقررت وضع يدي بيدكِ للقصاص منه ومن أي شيء يخصه..
نور:- أممم جميل جدا سنسعى لانتقامنا بطريقتنا يا حلوو فأسرع وقت الزفاف قد اقترب وأنا عند وعدي لك
الشخص(بابتسامة):- سعيد بتلك الصدفة التي جمعتني بكِ سيدة نور
نور(بارتياح انتقامي):- سأكون الأسعد بعد إنجاز جزئك من الاتفاق ..أراك لاحقا
بعد أن أغلقتِ الخط استقبلت مجددا إحسان ببشاشة وهي تناظر قطعها الأخرى وتنتقي منها ما يناسب كهدايا مميزة لابنة عمها التي كانت نائمة على سريرها تمسح على بطنها وتستمد منه ما يلزمها من قوة لكي تواجه أحداث الأسبوع المقبل ، ستتزوج بحسام هذا بحد ذاته حلم يصعب تصديقه ، لكن هذه هي لعبة الحياة ، كان بدوره مندهشا لا يعلم كيف أجبرَ على الموافقة تحت وطأة تهديد جاءه من أناس غرباء يجهلهم ، أجل حسام النهواني بقدره وشأنه بات تحت رحمة امرأة جبَّارة التقاها للتو سيرته على إصبع قدمها الصغير مثل الطفل وستجعله يقدم على الزواج بفم مبتسم فأي سخرية هذه ، مسح على فمه بعصبية وهو جالس على الكنبة في صالون بيته بينما كانت جيداء ترعاه وتحضر له حساء مفيدا ..
جيداء(تقدم له الحساء):- بما أنت شارد هذه الأيام منذ الحادثة وأنت على ذا الحال ؟
حسام(بانتباه):- هاااه لا لا شيء فقط أمور تخص العمل يعني أنا في إجازة ولا أدري سير أمور الشركة لذلك بالي مشغول
جيداء(وضعت منديلا على ثيابه وهمَّت بإطعامه):- أرح بالك فالشركة لن تخرب إن غبت عنها يوما أو يومان ،، دعني أطعمك هذا الحساء
حسام(امتثل لها):- لما تفعلين هذا ؟
جيداء:- أفعل ماذا ؟
حسام:- لا تتغابي يا جيداء
جيداء(أعادت الملعقة للصحن باستسلام):- أنت زوجي ومن واجبي أن أرعاك
حسام:- أهاااه ومن واجبكِ أيضا أن تزرعي جاسوسا يتنصت على مكالماتي
جيداء(بهلع هل كشفت):- هئئ ماذا تقول ؟
حسام:- لا تجزعي كنت أعلم أن تفكيركِ سيجعلكِ تخطين هذه الخطوة لكنكِ استندتِ بالشخص الخطأ فتهاني تعمل تحت إمرتي أنا وليس أنتِ وطبيعي أن تخبرني بكل شيء
جيداء:- تلك اللعينة
حسام:- لن تصلي لشيء بما تفعلينه يا جيداء وآخر مرة أسمح لكِ بالقيام بمثل هذا الأمر لأنني في المرة المقبلة لن أتصرف بهذا الهدوء اتفقنا ؟
جيداء(برعشة سرت بجسمها وفي سرها):- تتت … كان حريا بي ألا أثق بتلك الأكولة ها قد فضحتني معه الغبية سأفترسها ما إن ألمحها اففف …
كان يعلم حدود فكر زوجته التي عايشها طوال ل 24 سنة الماضية وأن تطلب التجسس عليه كان أمرا متوقعا وكشفه بعد مكالمته الأخيرة لناجي حين تلعثمت تهاني بالحديث وأجبرها بتهديده بالطرد أن تخبره بالحقيقة ، وما كان على المسكينة سوى أن تعترف بكل شيء .. بعد إفصاحه لجيداء بسرها شعر بالارتياح لأنها لن تتجرأ على مراقبته أقله هذا الأسبوع وهذا ما هو بحاجته كي يتمم الزواج بدعاء في سرية تامة وبراحة أكبر ، حتى ولو كان ينفذ هذا الحكم كرها إلا أنه في قرارة نفسه يهفو إلى دعاء رغبة وشغفا وجنوناااا … ورغما عن رفض نور ستزوجه ابنة عمها التي وقعت ضحية الاضطهاد الأسري ووجدت أمامها ذئبا في هيأة بشر سلبها أغلى ما تملكه وجعلها أسيرة لشهواته ورغباته تحت مسمى وهمي يدعى الحب ،مع ذلك وبسبب الطفل والفضيحة والعار كان عليها أن تصنع هذه التمثيلية لكي تنقذ دعاء من عواقب أخطائها وتحاول الحفاظ على سُمعتها بأقل الأضرار الممكنة ، لذلك حملت حقيبة المجوهرات بيدها وغادرت محل السيدة إحسان للمجوهرات والحلي الثمينة لكن أثناء خروجها تعرضت لموقف لم تضرب له حسابا أممممممممم لقد سُرقت الحقيبة من يدها من طرف مراهق نتن يلزمه الحرق أخذت تصرخ وتستنجد بالمارة والناس ولكن لم تجد صدى إلا من ذلك الشخص المقيت الذي استغربت وجوده بالأرجاء..
ناجي(هرع إليها بركض):- نور نور ماذا يحدث معكِ ؟؟
نور(تندب):- سيد ناجي أغثني لقد سُرقت لقد هرب الحقير بالحقيبة لقد سرقت ..
ناجي(أمسك بمكبر الصوت الخاص بالشرطة):- أعطني مواصفاته في ظرف دقائق سيكون أمامك لا تهلعي سوف أعيد لكِ ما سُرق منكِ تفضلي بسيارتي سأعمم الخبر لا تقلقي
نور:- يا إلهي هل ذهب كل شيء ؟؟ ذلك الوغد لو أمسكه سأجعله يدفع الثمن
ناجي(أشار لها بلطف وسار بها نحو سيارته):- جيد أنني كنت بالقرب وحين سمعت بصراخ امرأة هرعت للمساعدة حسبما يحتمه علي واجبي فصدمت بكِ ، الحمدلله على سلامتك تعالي
نور(يا ربي هل ستمدح لي نفسك أيضا):- جيد أنك كنت بالقرب فعلا أرجوك أعد لي الحقيبة بأسرع ما يمكنك ..
أعطى ناجي مواصفات السارق للدورية الأقرب منه واصطحبها بسيارته لمركزهم وهناك التقى برشدي الذي لم يفهم شيئا مما يحدث ..
رشدي:- خيرا يا ناجي ماذا يحدث مع السيدة نور ؟
نور:- لقد سرقت مجوهراتي وأريد استعادتها أرجوكم ساعدوني لحد الساعة لم يُقبض على السارق النذل
ناجي(غمز رشدي بخفة):- دعيني أصطحبكِ لمكتبي لكي تريحي أعصابكِ وأطلب لكِ عصير ليمون ولا تقلقي سننال من ذلك الأهوج لا محالة
نور:- طيب طيب سأنتظر
فور دخولها للمكتب عاد ناجي عند رشدي الذي تسمر محله لكي يفهم القصة بشكل أوضح من صديقه ناجي الذي كان يبتسم بأريحية
رشدي:- لا تخبرني أنك اصطنعت هذه السرقة فقط كي تظهر بمظهر البطل أمامها
ناجي:- يروقني تفكيرك ها قد فهمت غايتي من هذه المسرحية وبعد قليل سيكون السارق والمجوهرات بين يداي
رشدي:- آخخخ منك أنت تبيع نفسك من أجل غايتك على العموم سأذهب لعملي فيما بعد وافيني بالجديد ههه حظا موفقا مع الفريسة
ناجي:- أحتاج دعواتك فعلا فالفريسة حتما تستحق ههه
بعد هنينة كما قال ناجي كان السارق وحقيبتها المسروقة أمامها ، أمسكتها منه بخفة لتتفحص حاجياتها ووجدتها كلها بمحلها كما وُضعت سابقا ، لكن قاطعها ناجي الذي همَّ بضرب الشاب وهنا وضعت حقيبتها جانبا وانتفضت ..
نور:- هييه يا سيد ناجي أترك الولد المسامح كريم أنا لن أشتكي عليه أرجوك دعه
الشاب:- سامحيني سيدتي سامحيني أتوسل إليكِ دعيه يتوقف
ناجي:- ابتعدي يا سيدة نور دعيني أحاسبه على فعلته ألا تعلم مع من تورطت أيها الغبي
الشاب:- أرجوك سامحني يا سيدي والله لن أعيدها
نور:- يا سيد ناجي دعه أنا أكلمك أتركه وشأنه والآن ..
ناجي(ابتعد وهو يشير للشاب):-صدقني إن لمحتك هنا مرة أخرى والله لن ترى نور الشمس لسنوات مديدة هيا أغرب عن وجهي واشكر السيدة لولاها لكنت جعلتك تتعفن بين جدران السجن لأن ذلك هو المكان الأمثل لك أيها الحقير
نور:- يا سيد ناجي يكفي يكفي بالله عليك .. إرحل لحال سبيلك يا بني ولا تكررها هذه المرة مرَّت على خير لكن مرة أخرى ستنال عقابك
الشاب(همَّ بتقبيل يدها لكن وقف له ناجي):- شكرا شكرا جزاكِ الله كل خير سيدتي
بعد ذهاب الشاب جلست نور وهي تمسح على جبينها بتعب بينما استغل ناجي الوضع واقترب منها بهيأة شخص مهتم بالفعل ..
ناجي:- هل أنتِ بخير ؟
نور:- اممم لا تقلق لكنني لم أعايش مثل هذا الموقف سابقا ولذلك توترت
ناجي:-كنتِ دعينا نسجنه ليتربى ولا يكرر فعلته مرة أخرى
نور:- يظهر أنه مراهق طائش لن أظلمه أنا أيضا يكفي أن الحياة أوصلته لتلك الحال
ناجي:- آه على قلبكِ الحنون لو كنتِ محلي لعفوتِ عن كل المساجين
نور:- ياما في السجن مظاليم يا سيد ناجي ، مظاليم للحياة للمجتمع للغير يعني ليس كل من ولج السجن فهو مجرم
ناجي:- لالا يلزمكِ الخروج من هذا المكان قبل أن تطلبي العفو عنك كل السجناء ههه ، دعيني أصطحبكِ لمكان ما كي تغيري مزاجكِ ولن أسمح لكِ بالاعتراض ، أظنني أستحق بعد موقفي صحيح ؟
نور:- هل ستطالب بالمقابل أيضا ؟؟
ناجي:- أبدا فهمتني خطأ كل ما هنالك أنني أريد أن أمضي قليلا من الوقت رفقتكِ إن سمحتِ طبعا سيدة نور
نور(نظرت إليه مليا):- رغم مشاغلي لكن يمكنني منحك ساعة من وقتي كرد جميل لما قمت به من أجلي ..
ناجي(بفرح):- تمام إذن دعيني أسجل خروجي وهيا بنا
خرجت معه بتثاقل فهي أكره ما لديها أن تحس بالعرفان تجاه أي أحد خصوصا إن كان هذا الأحد شخصا مثل ناجي ، كانت ترسم ابتسامة بصعوبة على شفتها لعلها تتخلص من تشنج أعصابها وهي تغادر رفقة ناجي للمحل الذي حدثها عنه وفي طريق العودة سيعيدها لمحل السيدة إحسان كي تستقل سيارتها من هناك وتغادر في حال سبيلها ، كل هذا في كفة وفي كفة أخرى كان السارق الشاب محتجزا في خلفية سيارة سوداء ضخمة ومكتف الأيدي ..
همام:- سأكلمك بلغتي إن كنت لا تفهم ما معنى أن تعترف بهدوء ؟؟
الشاب(خائف):- يا سيدي أنا لا أعرفه صدقني كنت أراقب السيدة منذ دخولها وحين خرجت وجدت بأنها فرصتي لسرقتها وقمت بذلك وهربت لحين قبض علي .. هذا كل شيء
همام(رفع كميه لمرفقيه):- حسن حسن لنفرض أنك على حق ، فكر معي لما لا زلت أشعر بأن هناك حلقة مفرغة في كلامك ولما لا أستطيع تصديقك ؟؟؟
الشاب:- لا أدري لكن هذا كل ما لدي
همام(ابتسم له وهو يربت على كتفه بحركة متتالية):- حبيبي أنت لا تعرف بما ورطت نفسك فيا إما تعترف لي بكل شيء يا إما سأستمتع بتقطيع أطراف أصابعك قطعة قطعة بملقطي الشهير وصدقني صدقني أنت حتما لا تود رؤيته والتعرف عليه ههه ههااهاهاا …
دبَّ الرعب في قلب الشاب المسكين والذي أقرَّ بكل شيء في غضون دقائق الشيء الذي جعل همام يغادر الشاحنة وهو يرتدي سترته بعصبية ، دلف بعدها لسيارته الخاصة تاركا الشاب في عهدة رجالهم وغادر المنطقة المهجورة بالكامل ، وضع سماعة هاتفه بأذنه واتصل بفؤاد الذي لم يكن على علم بكل ما يحدث..
فؤاد:- نعم يا همَّام أين أنت ؟؟؟ منذ ساعتين وأنا أحاول الوصول إليك لقد مللت في هذه الشركة الرتيبة وهذا المنذر لا يصمت كسر رأسي بالتقييمات والملفات التي سقطت على كاهلي بينما أولاد إخوتي الكرام يستمتعون بفسحتهم في روماااااااا آآآخ بس
همَّام:- سيد فؤاد لدي أخبار سيئة لك أنا في طريقي إليك
فؤاد(بقلق):- مهلك … هل دينا ونور بخير ؟؟
همَّام(مص شفتيه):- بخير لا تقلق لكن هناك عقرب يدور حول السيدة المختارة ويجب البدء باتخاذ التدابير المكثفة من أجلهما
فؤاد(صغر عينيه بقسوة):- هكذا إذن … تمام أنا بانتظارك إذن لا تتأخر ..

"أتعلمين أنني أبحثُ عن أعذار كي أراكِ رُغم أنني أدري بأن الوُصول إليكِ انتحار وموت ،أتعلمين أن عيوني باتت لا تُبصر جمالا إلا جمالكِ أنتِ يا امرأة تزينت بأشعَّة الشمس وتوشَّحت عذُوبة القمر ، أتعلمين أني ما عُدت بقادر على التعايشِ في مُحيط لستِ موجودة به ، حتى أنفاسي باتت تُشاكسني بشقاوة مُطالبة بكِ بكل صراحة ، فرفقا بي يا عسلَ الغُروب رفقا بعاشقٍ ألهبتهُ جزيئاتُ عطركِ الفتاكة "
إن سمَّاها بعسلِ الغروب فهي تستحق ذلك اللقب فعيناها مثل العسلِ المُصفى تحت أشعَّةِ الشمس التي تمتدُ نحو جذور شعرها مُتدلية عبر خُصلاتها البنية الكثيفة ، أوَّاه على كيانِ الإنسان حين تخونه الكلماتُ للتعبير عندما يعجزُ على شرحِ ما يعتريه ويكتفي بالصمتِ مُقتديا بجملة أن السُكوت في حرمِ الجمالِ جمالُ ،،، تسمَّر محله بل حُبست أنفاسه حين رآها أمامهُ كحُوريَّة ساحرة سرقت جمالها من حُور الجنَّة دون اعتبارٍ للعقاب ، آه على فتنتها كم تُصيبهُ بالعجز وبتضاربٍ قلبيِّ لا يعرفُ التوقف ..
غادرت غرفتها بعد أن تجهزت بأبهى حلة فقد كانت بفستان بني فاتح جدا أقرب للبياض الوردي الذي يقارب لون بشرتها ، وكان بأكمام للمرفقين شفافة تبرز يديها أما في صدره فقد تدلت منه قطعة شفافة لترسم تشكيلة تموجات أسفل صدرها وصولا للخصر الضيق الذي ازداد توسعا حتى الأسفل وقد تزين بأحجار لامعة متدلية معه في خطوط عشوائية ، أما شعرها فلقد حرصت على طلب تسريحة تليق بزوار روما فقد اختارتها تسريحة رومانية قديمة بحيث جمعت شعرها خلف رأسها ووضعت تاجا موردا بألوان متناسقا أعلى رأسها وممتدا للخلف بالإضافة لعدة خصلات ثائرة كانت على جانبي وجهها المزين بعناية بكل ما يبرز سحر ملامحها الجذابة ..
تمسَّكت بحقيبتها وهي تراه ماثلا أمام المصعد يعني ألم تستطع التأخر قليلا قبل مغادرة غرفتها هاهي ذي قد وجدته أمامها صدفة اختيارية ..
وائل(بحلة أنيقة مبهجة للناظرين وأهمهم ميرنا التي لم تستطع مقاومة وسامته):- مساء الخير يا ميرنا
ميرنا(تنهدت بعمق وهي تقف بجانبه بانتظار المصعد الخاص بطابقهم):- أ.. ح..أحم مساء النور وائل
وائل(تنهد وهو يقاوم عطرها الأخاذ وحاول جهده أن يبعد عينيه من عينيها لكنه لم يستطع ذلك):- لقد ناسبكِ الشكل الروماني .. كثيرا
ميرنا(لم تقاوم ضحكتها):- ههه أغرب إطراء سمعته في حياتي بصراحة
وائل(ابتسم أجمل ابتساماته):- والله قد نبع من صميم فؤادي
ميرنا(آه على ذلك الفؤاد لو أجول فيه جولة واحدة فقط كي أعرف إن كنتَ تشعر بي أم أن كل ما أعيشه مجرد تهيؤات ، آه يا وائل لو تعلم أن كل ما أتكبد عناءه من أجلك فقط):- جميل
وائل(ماذا تفعلين بي يا وهم قلبي ، كيف تسحبينني وإياكِ نحو دنيا وردية كيف لا أشعر بحلاوة العيش إلا رفقتكِ هااااه هل تحسين بي ؟):- دعينا ننزل أرجح أن الجميع بانتظارنا
ميرنا(هذا إن تركني عطرك أنزل بسلام):- هممم معك حق ..
القرب الشديد الذي تخلقه الصدف من أجلهما ، وذلك الرابط الخفي الذي يجمع بينهما في كل مرة يزيد من تعلقهما ببعضهما دون أن يعيا ذلك حتى ، صحيح هناك شعور وطيد يتكوَّن يوما بعد يوم ليصبح يقينا أن ذلك الكيان قد خلق للآخر لكن لا تزال عثرات الظنون تقف حاجزا بينهما وبين الإفصاح عن مكنونات القلب الدفينة .. كان يقاوم نظراتها التي كانت تسترقها بين الفينة والأخرى لتتطلع إليه ، تلك النظرات يقرأها جيدا لكنه عاجز بكل معنى الكلمة فطالما لم تفصح لن يفصح لأنه يخشى عليها من غيره أكثر من نفسه ،، وغيره هذا ممتثل في كينونة شهاب الذي كان هو الآخر بطقم أنيق يجلس على طاولة بقاعة الحفل وبجانبه رقية بفستان أخضر زاه وتسريحة مناسبة ، بينما كانت غيرهم جميعا بغرفة تبديل الملابس تجلس على كرسيها أمام مرآتها الساطعة بالأضواء الجانبية وتتلقى آخر لمسات باتريك التزيينية
هنادي(بفستان مناسب أيضا):- ها يا سيدتي دقائق وستعتلين المسرح الصحافة كلها موجودة بالقاعة وكل المدعوين هناك يتوقون لرؤيتك
ميرا:- وماذا عنهم ؟
هنادي:- الكل بطاولته إلا الآنسة ميرنا والسيد وائل لم ينضما بعد لطاولة السيد شهاب
ميرا(رفعت حاجبها):- تمام إذن دعونا نبهرهم ولتكن ليلة احتفاء بميلاد الحب
باتريك(بعدم فهم):- ميلاد الحب ؟؟
ميرا(استقامت بفستان كريستالي):- هههه أجل ميلاد حبي أنااااااا ..
كانت واثقة أنها ستكون ليلة استثنائية في حكاية حبها التي ستخط معالمها بنفسها ، وفي آن الوقت هي لم تنسى أن هذا اليوم خاص بشخص لطالما كان مدعاة رئيسية في تخريب حياتها ، تمايلت بفستانها الكرستالي الذي شمل جسمها كاملا وجعلها تتحول لكرستالة متلألئة بمعنى الكلمة إضافة للتاج المرصع بالأحجار اللامعة الذي وضعت على رأسها وتضاعف شعرها في التسريحة التي اختارها باتريك مَكنتها من أن تنهج نهج سير الملكات دون منازع .. أما ميرنا التي كانت تخط أرضية الممر بنعومة تجاه قاعة الاحتفال استوقفها وائل حين توقف على جنب في ذلك الرواق وجعلها تعود أدراجها إليه ..
وائل(مسح على جبينه بتوتر):- لحظة .. أود إهداءكِ شيئا بسيطا
ميرنا(انتفض قلبها بخفقات متوالية لم تتوقف مذ أن رأته بالأعلى):- حسن ..
وائل(أخرج علبة من جيبه وقدمها إليها):-علمت أن اليوم عيد ميلادك ولم أشأ أن يمضي دون هدية ، كل عام وأنتِ بخير
ميرنا(برقت عيناها وهي تمسك منه العلبة يعني يعلم أن اليوم عيد ميلادي ياااااه آخر شيء كنت أتوقعه صدقا):-شكرا لك .. لكن ماذا بداخلها ؟
وائل(وضع يديه بجيوبه بينما ملامحه تبتسم لها):- تفحَّصيها
ميرنا(عضت جانب شفتها السفلية بحماس وتأبطت حقيبتها بقوة كي لا تسقط بينما استندت بيدها الأخرى لتفتح العلبة التي برزت بداخلها قلادة تنتهي بشمس حجرية لامعة بروعة لا مثيل لها):- واوووو ما أجملها !!
وائل(فرح بابتسامتها وبصوت دافئ):- إنها تُشبهكِ.. فأنتِ مثل الشمس تماماااا
ميرنا(أخرجتها من العلبة بلطف):- هل لك أن تلبسني إياها ؟
وائل(وهل لي إلا أن أموت بين ذراعيكِ يا شمس ليلتي):- من بعد إذنكِ طبعا
ميرنا(أعطته إياها واستدارت وفي سرها):- إذني وقلبي ووجداني كله طوع أمرك فقط لو تريح بالي وتهمس لي بما يعتمر صدرك ..
أزاح بلطف خصلاتها الثائرة من تسريحة شعرها وألبسها العقد الذي تقاسم مع فستانها الجمال كله ، لقد صنع خصيصا من أجلها بعد توصية منه للأخصائية إحسان والتي جهزته له فور طلبه ، أممم كما تخيل تماما فتلك القطعة أكملت رسمتها بمخيلته والتي باتت الآن واقعا لامعا أمامه فأي عذاب هذا الذي يعيشه وسيعيشه بقربها ..
ميرنا(وضعت يدها على العقد والتفتت إليه):- ما رأيك ؟
وائل(عذاب في عذاب في عذاااااب):- إنما اليقين أن تخبركِ نظرتي بالجوابِ المبين
ميرنا(بتفاجئ):- ما كان ذلك ؟؟
وائل(سحب نفسا عميقا وهو يسمع التصفيق الحار بالقاعة):- يجب علينا أن ندلف للقاعة تعالي معي ..
ميرنا(سآتي معك ولو لآخر الدنيا):- ماشي …
فرحت بهديته التي تزين بها عنقها وكم شعرت بالدفء فور تلبسيه إياها ، أنفاسه الملتهبة التي كانت تلامس بشكل متقطع عنقها جعلتها تصاب بالخرس وجعلت كل خلاياها العصبية تعلن عن اجتماع طارئ عُقد لكي يُتلف ما تبقى من تركيزها ، إذ بصعوبة استطاعت أن تتساير معه تلك اللحظات في محاولة فاشلة للمحافظة على ثباتها الذي كان يرتج رجا وهي قربه ، دخولها رفقته أضفي نموذجا عتيقا جمعهما سوية في لوحة سريالية لا يسع ناظريها إلا أن يهمسوا بخفوت "تلك الأرواح قد خلقت لتحيا ببعضها بعضا" …، فور ولوجهما للقاعة وجدوا الجميع واقفا كالبنيان المرصوص مصطفين على طاولاتهم يحيون ويحتفون بتلك الكرستالة المتربعة على عرش المسرح ، في خضم كل ذلك الهرج والمرج والضوضاء والتصفيقات الحارة ، لم تشعر بشيء سوى يد دافئة قد ربتت على كتفها لتسوقها نحو بر الأمن يد قد انتشلتها من كل تلك الفوضى بطمأنينة هادئة ، حين رفعت رأسها واكتشفت أنه الوحيد الذي يملك تلك السلطة على قلبها وعقلها وجسمها الممتثل لقربه بشكل يزيدها رجفة ، تضاعفت وتيرة الارتباك بأعماقها حتى وصل بها إلى طاولتهم الخاصة هناك فقط استعادت رشدها بعد أن تركها بلطف أمسَّ بروحها الملتاعة ..
رقية:- ياااااااااي يا ميرنا ما أجملكِ يا لعينة أنتِ سارقة للأضواء على فكرة ههه
شهاب(بإعجاب لا يدري إن كان ينتقص منها ليعطيه لميرا أم ينتقصه من ميرا ليعطيه إياها فكلتاهما جعلنه في شتات):- ميرنا ما شاء الله عليكِ مبهرة كعادتكِ بل منيرة
ميرنا:- شكرا لكما دعونا نجلس يظهر لي أن الحفلة ستبدأ الآن
شهاب:- ويل تعال واجلس بجانبي يا وسيم ما أبهاك بهذه الحلة
وائل:- أظن أن الغزل لم يعد حكرا على النساء فقط
شهاب(أشار له بمتعة):- اجلس اجلس ستبدأ السهرة
ميرنا(نظرت إليه وتمعنت لهفته ونظرة عينيه المسمرة في المسرح هل هذا شهاب أم أنها مخطئة):- في العادة تتأخر لكن أرى أنك قد وصلت قبل كل الناس من الواضح أنها سهرة مهمة بالنسبة لك يا شهاب
شهاب(استدار بجذعه بالكامل ونظر إليها بدهشة):- يعني … كان يجب أن أصل قبل الجميع فلقد عقدت عدة لقاءات مع معارفنا وكذا بعض مدراء الشركات المنافسة التي ربما سنتعاقد وإياهم ، أ.. يعني كان جديرا بالتقدير وصولي باكرا
ميرنا(وضعت حقيبتها على سطح الطاولة برفق وأمسكت كأس المشروب):- فعلا .. أدهشتني كونك مديرا حريصا
وائل(حول عينيه بتأفف منذ لحظات كنا بخير ماذا يحدث الآن):- تت لنصمت فالمقدم قد غادر المنصة ..
ميرا(بوقفة ملوكية أمسكت الميكروفون):-مساء النور جميعا سعيدة بهذا الحضور وأتمنى أن تستمتعوا بحفلتنا الخاصة برؤساء الشركات الرأسمالية ف تحية حارة لهم ولأعمالهم المهمة التي تستحق كل التقدير (تصفيقات) أيضا أريد أن أضيف وبشكل شخصي أن هذه الحفلة تعني لي الكثير لأنني قد عنونتها سالفا باسم يخصني من بعد إذن الرعاة طبعا ههه(تصفيقات حارة وهتاف كثيف) اليوم خاص جدا بالنسبة لي في مامضى كنت أمقته بشدة لأنه كان مرتبطا بذكريات غير محببة ، لكن الليلة مختلفة فأنا أرى الدنيا بمنظور جديد ألا وهو منظور الحب وليلتنا هذه هدية لأشخاص حاضرون معنا أريد أن أهدي لهم أغنيتي بمناسبة كي يفهموا ويجربوا غاية شعوري ، رجاء كلكم معي في أغنيتي الرئيسية لألبومي الجديد " ميلاد الحب " (تصفيقات حارة متواصلة)
ميرنا(تجرعت الكأس كله وأخذت غيره ورفعته بيدها لتحيي ميرا التي مالت برأسها مبتسمة لها ردا على تحيتها وعلى تحديها العلني في حب شهاب):- صبري بدأ ينفذ أختاه …
ميرا(بخفوت):- ستعلمين الآن يا أختي ما معنى أن تعشق ميرااااا
وائل(تناقلت نظراته بين ميرا وميرنا وشهاب الذي ابتلع ريقه بحالة غريبة):- يا ليل الليل
رقية(رفعت حاجبها وهي ترى الشحنات الكهربائية المتناقلة من طاولتهم إلى ميرا مباشرة يا إلهي كيف لامرأة أن تبعث كل هذا التوتر في عدة أشخاص):- يا حبيبي !!
شهاب(فكَّ ربطة عنقه):- هففف
وائل(انحنى إليه وهو يطالع ردات فعل ميرنا المتوترة):-هل أنت بخير ؟
شهاب(نظر لوائل بجانبه):- بادلني مكانك من هناك الإطلالة أحسن … تعال محلي
وائل(فتح فمه واستقام مجبرا بعد وقوف شهاب):- طيب
وائل(نظر إليها بجانبه على الكرسي بينما شهاب أخذ محله وبقربه رقية):- تت لا تتجرعي الكثير قد تثملين قبل أن تسمعي شيئا
ميرنا(نظرت إليه عميقا بعيون متلألئة بالدموع):- ههه وهل سيكون هناك فرق ؟
قاطعهم خفوت الأنوار من حولهم ، فقد عمَّ السكُون بالمكان وبقيت أضواء المسرح هي الوحيدة المضيئة هناك وسطها نجمة لامعة مغمضة العينين وقد فتحتهما على همسة تتالت بعدها كلمات أغنيتها بلحن عذب سالب للأنفاااااس ...
ميرا(بصوتها العذب تتمايل حسب كلمات أغنيتها رفقة الموسيقى التي انبعثت لتشاركها):-
" يا خاطفَ الألباب
تائِهَة أنا بدُونكَ فِي دُنى الهُموم
مُكبَّلة بحِيرة الرَّحيل
أراسلُ الغيُوم بصوتِ استغاثة
لتمُطرَ غيثًا يطفئ لهيبَ رعشتِي
لعلَّ غدق الأملِ يُظللُ هدأة المَوجِ السَّاكن
فكُلما اشتهيتُ مأواكَ أمنيَّة
كانَ غيابُكَ نزفًا يُشعلُ جذوة الألم
ويَعبثُ بصَبري المحدُود ،
فالرُّوح في عشقكَ يا عُمري ثملةٌ
والنَّبضُ والإحساسُ في جفاكَ مُعذبُ
وهمسِي إليكَ يهفُو
.. و رسمِي من أجلكَ ينحنِي
نارُ أنفاسِكَ تراودُني سرَّا
والعيُون تشتاقُ لرقصةِ جُنون
لا تذروها ريَّاحُ المواقيتِ
فلا تُمانع انجرافَ المعاني
قد غالبتُ قبلكَ العشقَ تُباعا
وما نابنِي منهُ سوى باقةِ زهرٍ أسودِ
شيعتُ به مراسِيمَ الوداعِ "
على آخر كلمة انهمرتِ التصفيقات والتهليلات والتصفير لجوهرتهم الخلابة التي ألهبت قلوب الجميع بالعشق وشعوره الذي زار كل القلوب ، نظر وائل لميرنا مرارا وتكرارا أثناء أداء ميرا وبادلته نفس النظرة غير غافلة عن ذهول شهاب الذي لم يزح عينيه من على أختها ، قد بات شكها يقينا فهو الآخر ينساب في بوتقة أخطر مما كانت تظن ألا وهي عشق ميرا بنفسها وهذا ما لا يجب أن تسمح به فكلاهما سيؤذيان بعضهما لأن العشق الذي جمعهما سيكون سيفا يبتر قلبيهما إذا ما تمَّ الوصال … وضعت يدها على قلبها وهي تتجرع كأسها الثانية بعنف بينما الخوف قد دبَّ في كل أوصالها خشية من حدوث توقعاتها التي لا تزال لحد الآن مجرد تخمينات ، وكم أملت أن تبقى كذلك .. قاطعتها رقية حين وقفت بقربها مستأذنة إياها لتتوجه معها نحو الحمامات فقد انتهت وصلة ميرا وغادرت المسرح....
رقية:- تعالي معي يا ميرنا لن نتأخر
ميرنا(وضعت يدها على رأسها واستقامت بهدوء):- تمام دعينا نذهب
وائل(نظر لحالة ميرنا الغريبة وعقد حاجبيه):- رقية ….. انتبها
فور مغادرتهما استدار لينظر لشهاب الذي كان يعقد حاجبيه هو الآخر ولم يستشعر أيا مما حدث وبدوره استقام متأهبا للمغادرة
وائل(باستغراب):- إلى أين ؟؟
شهاب(ابتلع ريقه وعيناه تلاحق ميرا التي كانت تغادر المنصة):- راجع راجع لحظة فقط
وائل(زفر بعمق بعدم فهم):- هففف ما الذي يحدث ؟؟
لقد تخطى جنونه بمئات الأشواط فهو لم يكن ليتخيل ولو مجرد التخيل أنه سيلحق يوما ما بميرا التي سلبته عقله وجعلته يتخبط بين رغبته وبين خلافها ، من جانب هو لا يحتاج مشاكل هذه الفترة خصوصا أنه لاحظ قبول ميرنا عليه وتسايرها معه في بعض الأحيان وهذا يعني أنها في طريقها لمسامحته وبهذه الطريقة سوف تعود إليه كحبيبة ، لكن من جانب آخر عندما يصل لتلك النقطة يشعر بغصة تؤلمه تتجلى في ميرا نفسها ، هو يخشى غضبها الذي بات يشكل له تهديدا يهاب التعامل معه كي لا يثبت بأنها تؤثر به .. كرستالتي قالها وهو يبحث عنها بين الأروقة حتى وصل أمام باب غرفتها المخصصة ، ما الذي يريد أن يفعله وما الذي أحضره إلى هنا بل ما الشيء الذي جعله يلحق بها ؟ أليست هي التي طردها سابقا من أمامه بكل طريقة ممكنة فكيف تولَّد هذا الشغف لرؤيتها بين ليلة وضحاها ..سبح فكره في ذلك الصباح عندما استيقظ ووجدها نائمة أمامه لقد بات يستأنس بتلك الصباحات حتى وإن كانت ممنوعة عليه … هز رأسه يمينا وشمالا لكي يبعد عن باله هذه الأفكار وتراجع خطوات للوراء هو الآن بحاجة لمشروب ، وحده الذي سيرحمه من هذا الضياع وهو في خضم الرفض والإيجاب فتح باب غرفة ملابسها الخاصة خلف المسرح وكانت هنادي
شهاب(تلعثم وبتهرب):- أ.. لا أ.. لقد كنت مارا من هنا و ..
ميرا(فتحت الباب على وسعه ووضعت يدها على خصرها وهي لا تزال على هيأتها القاتلة ثم جابهت عينيه بنظرة مثيرة):- هل أخدمك بشيء يا سيد شهاب ؟
شهاب(شفتاااااكِ أرغب بهماااااااااااا):- ل.. تتت عن إذنكم
ميرا(بنظرة إغراء لوحت له بيدها):- إذنك معك يا حبيبي هه هه … أرأيتِ سحري يا هنادي سأجعله يفقد صوابه صدقيني سألتصق بعقله التصاقا حتى يقر بوجودي بين عروقه ويأتيني خاضعا ….
هنادي(تتحسر عليه بمتعة):- ثكلته أمه
ميرا(ضحكت بصخب وهي تعود لغرفتها):- هههههه هههههاااا فليرحمه الله
أخذ يمسح تعرق جبينه بيديه لا يجب أن يختلط بهذه الفتنة المسماة بميرا إنها سم قاتل يجدر الابتعاد عنه لألف متر وأزيد … ركض وهو يلتفت حوله ليهرب من ذلك الرواق الخاص بها دون عودة وما كان عليه سوى اللجوء لمشرب الفندق فذلك هو المكان الذي سيعفيه من هذا الصداع الذي شق رأسه نصفين [نصف لكل أخت من بنات الراجي] …^^

وقد كانت إحداهن بحاجة للهواء حقا … ظلت تنتظر رقية خارج الحمامات وهي واقفة أمام نافذة هناك تناظر السماء المظلمة بالخارج وتبحث عن إجابات لاستفساراتها ، هي تائهة بمعنى الكلمة لم يسبق لها طوال حياتها أن عايشت مثل هذه الأيام فهي من تدور في حلقة مفرغة ومن دوامة لأخرى تجرفها نحو القاع دون قدرة على المقاومة ، حتى أثناء صمودها أمام خيانة ميرا وشهاب لها لم تكن بمثل هذا التشتت الذي زادته الظروف المستجدة حنقا أكثر مما يلزم.. فالآن إن ثبت أنهما يتبادلان نفس الشعور ستكون كارثة رغم أنها واثقة من شعور ميرا تمام الثقة وقد صرحت خفية وعلنا بأنها تحب شهاب .. لكن هل بدأ يشعر بها ؟؟ طيب ماذا إن كان شكها في محله وكان هو الآخر يبادل أختها ذات المشاعر ؟؟ هذا يعني أنها ستكون حرة طليقة وستتمكن من عشق وائل بأريحية دون حاجة للتبرير أو اختلاق المسببات ، وسيتمكن وائل بدوره من خوض غمار هذا العشق الذي يجمعهما لكن ألا يجدر بها أن تتأكد أولا قبل أن تطلق هذه الاستنتاجات المبنية على خيوط أغلبها وهمية ؟؟ …
ميرنا(أغمضت عينيها ومسحت على جبينها):- من الواضح أنني بدأت أصاب بدوار ليتني لم أحتسي ذلك المشروب أففف مني أف .. تتت يجب أن أخرج للحديقة لينظف الهواء عقلي ، هذا الحل الأمثل لكي أستعيد وعيي أحتاجه لربط الأمور ببعضها وإلا سأجن …
لم تنتظر رقية فقد أمسكت بطرف فستانها وتأبطت حقيبتها بإتقان ، وغادرت الرواق متجهة صوب الحديقة التي ما إن ولجتهما حتى أخذت نفسا عميقا خولها لكي تستشعر الهدوء الذي كانت بحاجته ، تغلغلت وسط تلك الأشجار حتى وجدت كرسيا حجريا هناك جلست عليه باسطة يديها خلفها تناظر السماء وهي رافعة رأسها للعلياء …
ميرنا(بهمس خافت):- آه يا قلبي الحزين من ذا الذي سيريحك من عذابك وهمومك ؟
وائل(ظهر من العدم ووضع يديه بجيوبه وجلس بجانبها بسلاسة):- أنا مثلا !
ميرنا(انتفضت وعدلت جلستها ، لالا أنت أكبر عذاب أعيشه):- ههه أنت تتنصت علي
وائل(نظر حوله وعاد ليرمقها بدفء):- صوتكِ كان مسموعا
ميرنا(مطت شفتيها ونظرت للأمام):- قلبي يحترق
وائل(اهتز فؤاده وعقد حاجبيه):- ما الذي يتعبكِ ؟
ميرنا(بأسى):- أختي ..
وائل(بنظرة مواساة):- دعيها للزمن فهو كفيل بتجبير القلوب
ميرنا(نظرت له بنظرة عميقة وهي تشبك يديها وبعد صمت):- ميرا تحب شهاب
وائل(بدهشة):- لا تقوليها معقول ؟؟ هذه مجرد افتراضات لا أساس لها يا ميرنا
ميرنا(بثقة):- لكنها اعترفت لي بذلك شخصيا
وائل(شبك يديه هو الآخر بجلسة تفكير):- هذا ما لم يكن في الحسبان … هل يعلم شهاب بذلك يعني أنها تحبه فعلا ؟؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وبنظرة أليمة):- لا يعلم ولا أريده أن يعرف بالأمر مطلقا
وائل(تروَّى قليلا وهو يعد حتى العشرة قبل أن يفقد أعصابه):- ولماذا ؟ هل تخشين أن يهجر حلم إعادتكِ إليه من أجلها ؟
ميرنا(بعدم تصديق حدقت فيه):- ماذا تقول ؟؟
وائل(زم شفتيه واستقام من أمامها إلى هنا وكفى):- أقول ما فهمته يا ميرنا ، أنتِ لا تودين إطلاق سراحه لكي تنعم أختكِ به ، أنتِ تريدين كل شيء لنفسك وهذا ما لا أستوعبه فميرنا التي عرفتها خلال مدة ضئيلة ما كانت بهذه الأنانية مطلقاااا
ميرنا(انتفضت أمامه):- ألا تلاحظ بأنك تتهمني دون أدنى حق في ذلك ؟؟؟ أرجوك لا تُسمعني كلاما جارحا كهذا أنت حتى لا تعرفني … فأنا أبدا ما كنت ممن يتسمون بالأنانية ، ما كنت يوما ممن يخوووون ، فصحح معلوماتك قبل أن ترميها بوجهي مثل الرصاص
وائل(وضع يده على جنبه في محاولة لضبط أعصابه):- اشرحي لي إذن سبب تذمركِ طالما الأمر لا يعنيكِ إلا إذا كنتِ ما تزالين تنتظرين فرصة للقصاص منهما
ميرنا(بصدمة اقتربت منه وهي ترفض كل كلمة تفوه بها في حقها):- انتبه رجاء لما تقوله .. أنا لا أسمح لك بإهانتي أبداااا
وائل(مص شفتيه بخفة واقترب منها هادرا):-أعطني تفسيرا منطقيا إذن وسأسحب مجمل كلامي الذي قلته ، هيااااا تكلمي ..
ميرنا(تأوهت بعمق فلا شيء يبرر خوفها الحالي من شهاب على أختها):- …لارد
وائل(بخيبة وبطعم الصدأ في فمه):- أرأيتِ…لم تجدي شيئا حتى لتدافعي به عن نفسك
ميرنا(بغضب اجتاحها زادت إليه خطوة وهي تشير بيدها إليه):- اسمعني جيدا لا يحق لأحد أن يحاسبني على أفعالي حتى وإن عدت للداخل وخلطت الحابل بالنابل لا أحد سيمنعني
وائل(صغر عينيه فيها بابتسامة صبر تخفي خلفها غضبا جامحا ارتسم على ملامحه حين جذبها من يدها بقوة إليه حتى اصطدمت بصدره):- إسمعيني أنتِ الآن جيدا لتصحيح معلوماتكِ فقط آنسة ميرنااااااااااا ، أنا لي كامل الحق بالتدخل في كل ما يعنيكِ صغيرا كانَ أم كبيرا ، ولا يحق لكِ أن تعترضي عليه ، فأقحمي هذا في رأسكِ ولا تدعينا نخوض في مجادلة حتمية قررتها أنا وعليكِ تقبلها لكي لا ندخل في مفاهيم رجعية مبنية على أسس خاطئة
ميرنا(جحظت بعينيها فيه):- هل جننت من تكون حتى تجبرني على الخضوع لأوامرك هااااااه ؟؟
وائل(تشنجت مجمل عضلاته):- أناااا وائل رشوان وأنتِ موصومة بي
ميرنا(جمدت من جملته كما جمد الكون من حولها ، ماذا يعني بجملته ؟؟):- أيعني أنك ..
وائل(ابتلع غصة مسننة):- لا تحاولي مرة أخرى التشكيك بما هو لي من الأساس
ميرنا(تحاول التملص من قبضته الحديدية):- … دعني أنت تؤلمني
وائل(رقت ملامحه وترك يدها بهدوء لكنه لم يحررها من مداره مطلقا):- لما تجادلينني وأنتِ تعلمين أن ما بيننا ليس وليد اللحظة ؟؟
ميرنا:- ربما لأنك اخترت الابتعاد
وائل:- لم تكوني حرَّة حتى أتمسك بكِ يا ميرنا فافهميني رجاء وضعي نفسكِ محلي
ميرنا:- وهل يجدر بي أن أضحي في سبيل أن يحيا الآخرون ؟؟ أين شهاب الآن إنه حتى لم يبحث عني بل ركض ليلحق بها هي كل شيء واضح يا وائل ماذا تنتظر بعد ؟؟
وائل(أغمض عينيه وهو يسحب نفسا عميقا مبتعدا عنها بخطوات للوراء):- كفى كفى ..
ميرنا(لحقت به خطوة):- لا يا وااااائل لن أسمح لك بأن تضحي بي وتجعلني قربان ولاء لأشخاص لا يستحقون ذلك بالمرة ..
وائل(حرك رأسه يمينا وشمالا):- هل جننتِ ؟؟ ألا تعلمين من أنتِ بالنسبة لي أنا أضحي بروحي ولا تهتز شعرة منكِ يا ميرناااا
ميرنا(تغلغل كلامه في صميمها ودمَّعت عيناها):- مجرد كلام
وائل(تقدم إليها وطوقها من خصرها بحركة آسرة):- ليس مجرد كلام .. ميرنا أنا ..
ميرنا(ذابت في سحر همسه وكانت تتلهف لما سيقوله هيا يا وائل لقد استفزيتك بما فيه الكفاية لتنطق بها فحررني أرجوك من قضبان شهاب):- هممم
وائل(تنهد بتعب وهو يرتاح بجبينه على جبينها ويده تلامس خصلات شعرها):- هل أخبرتكِ سابقا أنني أعشق شعركِ ؟
ميرنا(ضحكت بغبن من بين ملامح الشغف التي اعتمرتها):-هههه تعشق شعري ؟
وائل(نظر عميقا لعينيها):- وعينيكِ … عسلُ الغروب
ميرنا(جمدت محلها وهي تستمع لأول مرة لغزله المبين):- هااااه ؟؟؟؟؟؟
وائل(يتأمل ملامحها بأريحية عشق):- ميرناااا .. هل ما أحسُّه معكِ تشعرين به أيضا ؟
ميرنا(يا إلهي سيجلطني هذا الرجل أحس أحس وربي أحس فقط أحِسَّ أنت وريحني):- وائل لقد تعبت من هذا التلاطم تعبت من إخفاء مشاعري واصطناع غيرها فقط كي لا أكشف بأنني .. قد وقعت في ..غ
رقية(وصلت إليهما باندهاش):- ميرنا وائل … ماذا يحدث هنا ؟
وائل(أغمض عينيه وترك ميرنا التي ابتعدت عنه وهي تشد على رأسها):- تتت
ميرنا(هل هذا وقته يا رقية ؟؟):- صداع .. لقد كدت أفقد وعيي لولا وجود وائل
رقية:- أوووه هيا هيا دعينا نعيدكِ لغرفتكِ من الصباح وأنتِ لستِ على ما يرام لا داعي أن تكملي السهرة غدا ستعوضينها في حفلة الجماهير العالمية التي سنحضرها جميعا
ميرنا(بعدم فهم):- أنتِ تتحدثين دون توقف … حفلة جماهير ماذا ؟؟ اعتقدت أن هذه الحفلة فقط هي التي سنحضرها ؟
رقية:- تتت من قال ذلك هي حفلة ستحييها أختكِ يا بنتي ألا تعلمين بالخبر بدأت أشك في أنكِ فعلا صحفية هههه ههه
ميرنا(نظرت لوائل الذي جلس على الكرسي الحجري):- آه آه لقد سمعت عنها ولكنني نسيت موعدها لم أكن على علم بأنها يوم غد ويستحيل أن أحضرها لا مزاج لي بذلك ..
رقية:- ههه كيف ذلك لقد سبق وتدبرنا أمر التذاكر يعني ..مديرة أعمال ميرا هي التي تدبرت ذلك من أجلنا ويجب عليكِ الحضور .. وائل قل شيئا ؟
وائل(رفع يديه وهو ينهض من محله):- وائل ذاهب .. تصبحان على خير
رقية(عقدت حاجبيه):- ما به هذا ؟؟
ميرنا(مسحت على وجهها بغبن وهي تنظر لرقية):- رقية هل لكِ أن تدعيني لوحدي قليلا هنا أحتاج للبقاء منفردة رجاء ..
رقية(حركت رأسها بعدم فهم):- طيب يا روحي لكن الجئي لي إن احتجتِ لونيس رقية تجيد كتم الأسرار هاه
ميرنا(بمودة ابتسمت لها):- تسلمي لي يا حبيبتي …
غادرت رقية وبقيت وحدها تتنهد بتناهيد اختناق غزت فؤادها ، عادت وجلست محلها من جديد لتبعد عن قلبها ذلك الغبن الذي اعتراه ، لقد كانا وشيكين على الاعتراف لكن تشاء الأقدار مجددا أن تبعدهما كلما اعتقدا أنهما اقتربا بما فيه الكفاية للبوح بما يظهر جليا بينهما ..
في عمق ذلك السكون الشارد وفي خضم تأملها لنجوم السماء نسيت نفسها ومكانها والزمان والوقت حتى ، بل سافرت لدنيا أحلام لا تخصها إلا هي وفارسها المتردد الذي أتعبها .. بينما كانت تناظر تلك النجوم اللامعة سمعت حركة أمامها فنظرت حولها لتلك الأشجار الوافرة لكن لم ترى شيئا غريبا ، شعرت لحظتها بلفحة برد سرت بسائر أطرافها لذا أمسكت بحقيبتها ونهضت لتغادر لكن مجددا استوقفتها حركة مريبة خلفها ، فابتلعت ريقها وهي تنظر لذلك الظلام الدامس ، لم تطل النظر بل غادرت بخطوات سريعة ذلك المكان برمته ، وهنا ظهر طيف من خلف الشجرة أخذ يحدق في ظلها الذي غادر بوتقة تأملاته ..
وصلت إلى غرفتها وهي ترتجف بمجرد أن ولجتها رمت بحقيبتها على حافة السرير وبكعبها جانبا ودخلت للحمام فتحت الصنبور ليمتلأ حوضه الواسع فذلك أقسى ما تتمنى الآن / حمام ساخن يبعد عنها كل الطاقات السلبية التي استوطنتها تلك الساعات الضئيلة ، أزالت الفستان ورمت به على الكنبة بعشوائية وفتحت تسريحة شعرها بعد أن نزعت مشابكها وتاج الورد الحديدي الذي كانت ترتديه لكنها لم تستطع نزع قلادة الشمس التي كانت ملتفة حول عنقها وطولها الذي يصل أعلى شق صدرها يؤنسها بطريقة لطيفة ، تحسستها وأغمضت عينيها لتعود بذكراها للحظة التي ألبسها إياها ذلك الرجل الذي يتحكم في أدق تفاصيل تفاصيلها .. بعد لحظات بسيطة ولجت الحمام متدثرة بقميص نوم قرمزي اللون وضعته على جسمها وهي تزيل الماكياج بالمزيل الخاص بها ، ولم يخفى عليها أن تناظر ملامحها التي شحبت فجأة لم تطل الكثير من التأمل فلقد أزالت قميص النوم وعلقته محله بالحمام ثم دخلت وسط الماء لتغرق وسطه كما تغرق الأنثى في حضن حبيبها …
هل كُتب عليَّ أن أعيشَ حالة حُبِّ مُستحيلة ألا يحقُّ لي أن أهنأ بمشَاعِري مثل جَميعِ الناس ؟؟ فتحت عينيها وهي تتأمل الفراغ من حولها كانت على وشك وضع النقاط على الحروف خلال يوم واحد وفي المرتين لم تفلح ففي المرة الأولى اختُطفت من قبل شبح منعها من اللقاء بوائل والاعتراف له ، وفي المرة الثانية وائل نفسه وقف حجرة عثرة في حلقها غير واع أنها قد وهبته ذلك الحق الذي تجادلت وإياه عليه ، ظلت وسط ذلك الحوض قرابة الساعة اكتفت وخرجت منه بعدها أخذت تجفف أطرافها بشرود فأعادت لبس قميص نومها القرمزي وأسقطت شعرها الذي كانت تلفه أعلى رأسها خشية من البلل فانساب بتموجات أضافت لخدودها الموردة لمحة أنثوية خلابة …بتثاقل فتحت باب الحمام لترتمي على سريرها وتفقد وعيها من هذا العالم السيء بمجمله ولكنها صدمت بذلك المنظر أمامها والذي لم يكن بحسبانها أبدا …
ميرنا(ارتجفت محلها وعادت خطوة للوراء حتى ارتطمت بالجدار بفزع):- هئئئ أنت … ماذا تفعل بغرفتي؟
كان يجلس على أريكة غرفتها بجلسة مريحة ، واضعا رجلا على رجل ويتفحص دفتر يومياتها بين يديه بمنظر إن لم يكن آسر للناظرين سيكون مرعباااا كحالها حين بحثت عن صوتها الذي شح من حلقها بالمرة ..
حكيم(وضع الكتاب بإهمال على الطاولة واستقام وهو يعدل سترته الصوفية الخفيفة):- أليس عيبا أن تلقبيني بالشبح يا ميرنااا ؟
ميرنا(ضمت لحضنها القميص وتسحبت بهدوء في اتجاه الباب):- إن لم تغادر غرفتي حالا سوف أطلب لك الشرطة سأصرخ طلبا للنجدة
حكيم(آه على هذا اللون شتان بينكِ وبين شاهيناز أكيد فاللون لا يليق إلا بملكة واحدة ولا يطيع غيركِ أنتِ فقط يا عصفورتي الصغيرة):- لا لن تصرخي ولن تقدمي على فعل شيء لأنكِ بحضرتي ويجدر بكِ أن تطيعيني
ميرنا(وسعت عينيها فيه):- ما بالكم الليلة مع الخضووووع ؟ اسمعني يا هذا إن لم تغادر س… سأهرررررررب
ركضت بسرعة تجاه باب غرفتها وما إن همت بفتحه حتى انقضت عليها يدين قويتين دفعتها بقوة نحو الحائط وطوقتها بقيد لا يمكن فكه إلا منه شخصيااا ، جذبها إليه دون أن ينتظر ردة فعلها فقد لمعت عيناها بدموع وهو يطبق بيده الأخرى على فمها كي لا تصرخ وأنفاسه تلفح وجهها القريب من وجهه ..
حكيم(أغمض عينيه وهو يتنشق عطرها بسادية وفتحهما ليرى عصفورته المرتجفة):- لا تهابيني إن كنتِ ترغبين بالحفاظ على حياتك ، أنا لا أريد أذيتكِ فقط اسمعيني
ميرنا(انتفضت ببكاء وهي تحاول الابتعاد عنه لكن دون جدوى فقد كانت في قبضة وحش):- اممم اممم
حكيم(اقترب من أذنها وهمس):- سأسحب يدي بهدوء وأنتِ ستكونين عاقلة همم
ميرنا(نظرت لعمق عينيه المألوفة وكل ما بداخلها يصرح أنه مطمئن لهذا الشخص):- طيب
حكيم(سحب يده بلطف وعيناه مسمرتان عليها خشية من القيام بحركة غير متوقعة):- تمام سأحرركِ الآن وسنجلس هناك لنتحدث حديث عقلاء ماشي
ميرنا(مسحت على وجهها وهي تعقد حزام قميص نومها بقوة):- لا يوجد ما نتحدث به أنا حتى لا أعرفك ظهورك واختفائك بهذا الشكل يرعبني ، ثم أخبرني ماذا وقع لي هذا الصباح كيف فقدت وعيي ووجدوني نائمة على كرسي أمام الميناء ؟؟
حكيم(مال بشفتيه وهو يتأمل جذعها وهي بذلك الفستان ، متى اكتملت أنوثتكِ بهذا الشكل القاتل يا حبيبتي):- لا أدري
ميرنا(وضعت يدها على جنبها وهي تتقدمه):- ماذا تريد مني ؟ أنت تضايقني ولا أستبعد إن كنت سفاحا تريد النيل مني
حكيم(رفع حاجبه وانفجر ضاحكا):- هههه سفااااح وُووووْ !!
ميرنا(استأنست لضحكته التي وجدت نفسها تتأملها دون إدراك فتلعثمت بتنبه):- اختصر رجاء وجودك بغرفتي في منتصف هذا الليل أمر مشين لا أقبله ، أريد أن أعلم الآن هويتك وما غايتك من ظهورك المتكرر أمام وجهي فجأة ؟ ثم لحظة لحظة …. كيف دخلت غرفتي ؟؟؟؟؟
حكيم(تقدم إليها بخطوات ثابتة حتى بقي بينهما خطوة واحدة فقط):- هذا آخر شيء تسألين عنه يا ميرنا ، اممم ولأجيب على سؤالكِ الثاني قد كنت أبحث عن ريشتي ولم أجدها أين وضعتها ؟
ميرنا(صغرت فيه عينيها وهي تبتعد عنه):- ألقيت بها في القمامة فتلك التفاهات لا تعنيني
حكيم(مال برأسه تجاه عنقها ونظر لقلادتها):- تفااااهات هاااه ؟؟ إذن لما أراكِ تقبلين هدايا الغير ؟؟
ميرنا(بهلع):- هل تراقبني ؟؟؟؟؟
حكيم(سحب نفسا عميقا ونفخه في خصلة شعرها):- أجيبي عن سؤالي
ميرنا(حاولت التركيز فقربه ذاك يستفزها):- ابتعد عني أولا وإلا صرخت أنا عند تهديدي
حكيم(نفذ صبره):- دعيني أوضح شيئا من باب العلم بالشيء ، من الآن فصاعدا توقعي زياراتي المتكررة لكِ أينما كنتِ بدءا من اليوم يا ميرنا الراجي وإن فكرتِ مجرد التفكير أن تنجرفي في هاوية غيري فستندمين طوال عمرك
ميرنا(انتفضت بعد أن دفعته وكل شيء فيها يرتجف رعبا):- دعني وشأني … النجدةةةةة النجدةةةةة ….
حكيم(أمسكها بخفة وبحركة يده القوية جعلها تتقدمه وهو من خلفها يطوقها من خصرها ويدفع بها إليه ويده الأخرى مطبقة على فمها من جديد بينما كان وجهه يسبح في شعرها وصولا لأذنها):- إياكِ .. وأن تجفلي عن حقيقة مشاعركِ يا ميرنا فقلبكِ يعرفني وهو لي أسير !!
ميرنا(اهتزت من جملته بدموع ولم تتمكن من التحرر من قبضته فأنفاسه من خلفها تزيد من وتيرة التوتر):- اممممم دعني ..
حكيم(آه يا عصفورتي زقزقتكِ قد احتدمت وهذا ما لا يشجيني):- سأعود لكِ عندما تهدئين .. عيد ميلاد سعيد
تركها مذهولة في محلها وغادر غرفتها بعد أن وضع قلنسوة على رأسه وحين اقترب من الانعطاف في ذلك الممر التفت خلقه والتقت أعينه بتلك الأعين الداكنة التي رمقته بريبة في حركة إكس جمعت بينهما في منعطف واحد جعلت الأعين تلتقي …
وائل(ركض لغرفتها وطرق الباب):- ميرناااا ميرنا هل أنتِ بخير ؟؟
ميرنا(تمالكت أنفاسها قبل أن تنفجر بالبكاء عندما سمعت صوته):- واااائل…
فتحت الباب بسرعة له وسحبت يده إليها ليدلف معها إلى الداخل بينما كانت عيناها تتطلعان خلفه لعل ذلك الشبح ما زال بالجوار ..
وائل:- ماذا يجري لقد سمعت صراخكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها):- كان كابوسا .. أجل حلمت بكابوس مرعب و ولذلك صرخت
وائل(نظر حوله في الغرفة):- هل كان هناك أحد رفقتكِ ؟
ميرنا(بنفي):- لا .. لالالا كنت وحدي أقصد أنا وحدي ثم أنا بخير الآن لا تقلق
وائل(مص شفتيه وهو يرى الهلع مرتسما بعينيها):- ميرنا .. يمكنكِ مصارحتي بأي شيء أرجوكِ لا تخفي عني أيا كان ما يتعبك
ميرنا(باستسلام أحنت كتفيها):- أريد أن أنام
وائل(آه عليكِ ستفقدينني صوابي يوما ما):- طيب سأترككِ و أطمئ
ميرنا(بلهفة اقتربت منه متمسكة بقميصه):- أرجوك .. لا تذهب يعني .. قبل أن أغفو
وائل(برأفة على حالها):- من الواضح أنه كابوس مرعب ،، طيب دعيني أرافقكِ للسرير هيا
شعرت بالأمان لوهلة قبل أن تسحب نفسا عميقا بارتياح وهي تنساب داخل سريرها بينما كان يهدهدها بحنان وقام بتغطيتها بغطاء السرير وهو منحني يتفحص ملامحها بقلق ..
ميرنا(أغمضت عينيها):- لا تذهب قبل أن أغفو … عدني ؟
وائل(جلس على طرف سريرها وهو يمسح على شعرها):- نامي يا ميرنا أنا هنا معكِ
كانت تدري أنها تضرب بعرفِ اللائق وغيره عرض الحائط لكنها بحاجة لذلك الشعور الدافئ ولا يوجد غير وائل الذي يمكنه أن يشعرها به ، والذي لم يبخل بدوره بل قدمه لها وهو قلق على حالتها فهي طوال ذلك اليوم لم تكن بخير ..

في مكان آخر كانت هذه في مناظرة عتب ولوم داخل بيت زياد وهبي شخصيااااا ..
زياد(بجانب باب بيته):- أنا آسف آسف لم أعلم أنكِ ستتأثرين لتلك الدرجة
كوثر(نزعت يدها منه بعصبية):- ابتعد عني يا زياد لا تقترب مني أنت كنت تعلم من البداية ومع ذلك هزئت بي ماذا فعلت لك .. هل أنا ساذجة لتلك الدرجة حتى تستغبيني ؟
زياد:- لم يكن استغباء بالمرة بل آثرت أن أجعلكِ تعايشين تجربة جديدة لعلكِ تثقين بي
كوثر(مسحت على شعرها بتعب):- لقد كان منظري خسيسا أمامها ألا تعتقد أن هذا أمر مسيء بالنسبة لي يعني لقد ظننتها حبيبتك كما أظهرت لي وإلا ما كنت اخترت هذا الفستان
زياد(مص شفتيه بضحك):- هي فعلا حبيبتي وأمي في نفس الوقت لذلك دعينا نقفل الموضوع قبل أن تعود من المطبخ وترانا نتجادل هنا كالأزواج ههه ، هيا لقد أحبَّتكِ كثيرا ولا أريدها أن تبتئس إن اعتقدت أنها قد تسببت في انزعاجك بعفويتها المطلقة حين سألتكِ عن والدتك
كوثر(عقدت حاجبيها):- مع ذلك لن أسامحك أبدا وسأمرر هذه الليلة على خير
عاد بها داخل صالون شقته وهو مبتسم وما إن ولجتها حتى هرعت إليها الحاجة عائشة
عائشة(استغربت حالهم):- بني .. هل زميلتك بخير ؟
كوثر:- ل.. لا شيء بالمرة كنت أكتشف شقة زياد هذا فقط هنن
عائشة:- اممم وجهكِ شاحب سآتيكِ بفنجان من الحليب والعسل هذا سيريح أعصابكِ من الواضح أنكِ ترهقين نفسكِ أكثر من اللازم وهذا غير صحي يا ابنتي …آه كنت قلقة بشأن زياد لأنه وحيد هنا والآن علي أن أقلق عليكِ أنتِ أيضا صغيرتي
كوثر(مطت شفتيها إذ لم تستطع التعامل مع كمية الحنان الزائدة):- أ..
زياد(قاطعها):- أمي … إتينا بوصفتكِ السحرية سأخرج بكوثر للشرفة ماشي
عائشة:- طيب يا ولدي لحظات فقط وأوافيكما ..
كوثر(وضعت حقيبتها بتعب على الكنبة وتقدمت ناحية الشرفة):- والدتك طيبة جدااا .
زياد:- إنها نبع الحنان هي مع كل الناس تتعامل بنفس الطيبة وبما أنني بكرها فمؤكد أنني أنال الكثير منه خصوصا بعد استقراري هنا من أجل العمل وابتعادي عنهم ، ستجدينها تحاول تدليلي تعويضا يعني ههه ..
كوثر:- كم لديك من إخوة ؟
زياد:- ثلاثة هناك رحاب أختي المتوسطة متزوجة وتعيش رفقة زوجها وأولادها بديار المهجر أما التي تليها فهي نجوى مخطوبة لابن خالي منذ سنة تقريبا وأصغرنا هو قصي لا يزال بالثانوية أما والدي فهو الحاج راضي ربي يطول بعمره
كوثر(استشعرت محبته لأسرته):- ياااه كلامك دافئ جداا من الواضح أنك اشتقت لهم
زياد:- كثيرااا واشتقت لمدينتي أيضا ، سأصطحبكِ معي في زيارتي المقبلة أنتِ والعم عبد المالك ما رأيكِ ؟
كوثر(عقدت حاجبيها ونظرت جانبيا):- شكرا لك ..
زياد(تشنج فكه وهو يحاول فهمها):- ما رأيكِ بطعام والدتي أظن أن فرص العم عبد المالك ضئيلة بجانبها ههه
كوثر(تحاول أن تخفي غبنها):- ههه أجل تسلم أناملها لقد جعلتنا نتناول طعاما شهيا
زياد:- لكنكِ كنتِ تتوقعين عشاء بالمطعم
كوثر:- لا تذكرني رجاء لم أحسب أبدا أنك تدبر لي هذا المقلب
زياد:- ههه فقط لكي لا تسرحي بأحلامكِ بعيدا مرة أخرى
كوثر(فركت يديها ونظرت إليه بحثا عن إجابة لسؤالها الذي يتعب قلبها منذ فترة):- هل هذا يعني أنك لست مرتبطا ؟
عائشة(دخلت عليهما بصينية بها كوبين من الحليب):- ولووو هه .. هو خاطب بالفعل عزيزتي عقبالك .. خذي كأس الحليب صحة وهنا ..
كوثر(كانت قد أمسكت الكوب من عائشة ومن هول الصدمة أسقطته على نفسها فساح على ملابسها وارتطم بالأرض وانكسر مثلما انكسرت آمالها):- هئئئ…أ..
زياد(كان يدري أن والدته بدون قصد فتحت أبواب الجحيم فانتفض بخفة وقدم المنديل لكوثر تحت نظرات عائشة التي لم تستوعب شيئا):- هل تألمتِ ؟
كوثر(بغلالة دمع ، لم أتألم بقدر ما احترق فؤادي تبا لي تبا تبااااااا):- أاهئ …
تركت يده الممدودة بالمنديل وغادرت بيته وهي تخط الدرج بعصبية وعيناها مليئة بالدموع بينما كان يلحقها كل درجة بدرجتين حتى استوقفها عند الباب الخارجي لعمارتهم ..
زياد(أمسكها من يدها):- توقفي يا كوثر دعيني أشرح لكِ الموضوع
كوثر(أزالت يدها بعصبية):- ماذا تشرح كل شيء واضح والدتك كثر الله خيرها قد شرحتلي ما كنت تستغفلني به
زياد(باحتدام):- أنا لم أستغفلكِ بالمرة يا كوثر يعني .. لم أقل شيئا حياله لم تكن هناك فرصة بالمرة
كوثر(بوجع روحي):- فرصة ؟؟ هل هذا أمر يستلزم فرصة يا زياد لقد لقد أوهمتني بأشياء كثيرة لما فعلت ذلك ؟؟؟ لقد أوشكت على تت .. ل.. اهئ دعني وشأني
زياد(لم يفلتها بل قرَّبها منه أكثر):- دعيني أشرح لكِ أنا لن أكذب عليكِ وأنكر ما قالته والدتي أنا فعلا خاطب ..
كوثر(سكنت عن الانتفاض وأحست بالوهن الذاتي):- لقد تعمدت أن تخفيه عني لا تنكر ذلك
زياد(تركها ومسح على شعره حتى كاد يقتلعه من محله):- أجل أخفيته وتعمدت ذلك لم أشأ أن يعلم أحد بأمر خطبتي لأنني غير مقتنع بها هو حديث آباء لم أجد حلا لأتملص منه حتى اليوم خشية من غضب أبي علي
كوثر(بخيبة وخذلان مسحت دموعها):- لماذا أبكي أنا إذن ههه فلتهنأ مع خطيبتك عن إذنك سيد زياد ومبارك مقدما
زياد(نظر للسماء بحركة استسلام):- توقفي محلكِ ألم تفهمي شيئا مما قلته ؟
كوثر(ولته ظهرها وهي تشعر بالخزي ، كيف سمحت له بأن يقحمني في شيء غير ملموس كيف آه منكِ يا كوثر هل كان يجب أن تنسي أنه لا نصيب لكِ في الحب):- يكفي يا زياد رجاء لا تزد من وجعي لقد لقد .. حطمتني دون أن تدرك ذلك حتى
زياد(غير معقول هل وصلت لمبتغاي في استمالة قلبها بهذه السرعة ولكن أنا أحببتها أيضا وأنا على علم بموضوع خطبتي معها حق إن اتهمتني بالخيانة):- أرجوكِ يا كوثر لا تأخذي موقفا مني أستطيع أن أصححه فقط أمهليني بعضا من الوقت
كوثر:- أمهلك وقتا لأجل ماذا هل هناك شيء يربطنا حتى تضحي بالآخرين من أجلي ؟؟؟ ههه لا يوجد نحن زملاء عمل وفقط حتى الصداقة بيننا لم تنشأ إلا مؤخرا ومثلما نشأت ستندثر لأنني لم أعد أقبل بها …
زياد(ابتلع غصتها بوجع):- كوثر..
كوثر(انتفضت مغادرة):- آنسة كوثر لو سمحت …أراك بالمكتب سيد زياد
كل شيء حلم به في الفترة السابقة تلاشى الآن ها قد انهارت قلاعه أمام ناظريه ، ها قد عرفت كوثر بأمر خطبته الذي لطالما رفضه ولا زال ، من فوره صعد إلى شقته متوجها لوالدته التي كانت تنظف بقايا الحليب المندلق على الأرضية
زياد:- أمي دعي هذا من يدكِ أريد أن أحدثكِ بشأن الموضوع نفسه أنا لا أقبل بتلك الخطبة ولست مجبرا على قبولها
عائشة(استقامت بهدوء):- زياد .. يا ولدي أنت تعلم أنه أمر والدك وكبار العائلة ولا رجعة فيه وعليك بأن لا تضع كلمته في الأرض أمام أقرانه ، ماذا سيكون مظهره وسطهم إن أخلفت بتلك الخطبة التي كانت مقدرة عليك أنت وحياة
زياد:- ولكنني رفضت رفضت لا أريد أن أتزوج بتلك الطريقة التقليدية يا أمي افهميني وارحميني رجاء من هذه الرجعية
عائشة(مصت شفتيها وتقدمت إليه بحزم):- ومن هي التي تريد الزواج منها ؟؟ آآآه الآن فهمت سبب إحضار زميلتك لرؤيتي ابنة الأجنبية هي من تريد الزواج منها بدلا عن ابنة عمتك التي قدرها الله لك منذ الصغر ؟؟؟
زياد(ابتلع ريقه ولم يقوى على إخفاء حقيقة شعوره):- أجل أماه.. أريد الزواج من كوثر ..
عائشة(جحظت بعينيها وبدأت الولولة):- يا إلهي يا خيبتكِ يا عائشة يا ويلك يا أبو زياد ابنك يريد أن يفضحنا أمام العشيرة كلها هذا هو آخر التعليم وما نابنا منه
زياد(حرك رأسه بتعب واقترب منها ليمسكها بلطف):- يكفي ولولة يا أمي يجب أن تشعري بي لا أن تندبي حظكِ ثم لا أرى ذنبا في أن أختار شريكة حياتي
عائشة(تملصت منه):- وتريد أن تكون هذه الشريكة هي نفس المرأة التي تحمل دما مختلطا… هل جننتتتتتتت هل تريد أن تكون ابنا عااااااااصيا ؟؟
زياد(بعدم تصديق):- أمي لما تشعرينني وكأننا من العصر الحجري لقد ولَّت تلك الأيام بالله عليكِ وعلى أبي كفا عن العيش بالقرن الذي لا أدري رقمه فقط كي توهموني بمصلحتي في زواجي الذي لا أريده..
عائشة(بلهفة تطبطب على صدرها):- أصدقني القول يا ولدي هل بينك وبين تلك الفتاة علاقة محرمة غير شرعية هل هل مارست معها الفحشاء ؟؟؟
زياد(بعدم تصديق هز رأسه):- أمييييييي … ماذا تقولييييين بالله عليكِ هل هذه أخلاقي؟؟
عائشة:- ما يدريني أنا واثقة منك لكن هي لا إذ تسري بها عروق أجنبية ليس بعيدا إن كان، هذا عادي بالنسبة لها عكسنا يا ولدي
زياد:- توقفي رجاااء أن تسيئين لسمعة البنت وأنا لا أقبل ذلك هي ذات تربية أصيلة وقمة في الأخلاق ، وما ذكرته غير مقبول يا أمي لأنني لم أرى من الفتاة ووالدها شيئا سوى الخير
عائشة:- الله أكبر وتعرفت على والدها أيضا من المؤكد أنها سحرتك إذن حتى الأجانب يمارسون السحر الأسود والشعوذة يجب علي أن أرقيك يا حبيبي
زياد(هز رأسه بدون فائدة في أمه التي تاهت وسط فكرتها ولم تستغ حرفا مما ذكره):- يا الله ها قد خسرت يا زياد وقبل أن تبدأ حتى جولتك ……
بيأس وخيبة جر رجليه ودفن نفسه بغرفته وهو يفكر بطريقة يستعيد بها كوثر التي كانت بسيارة أجرة تبكي دون توقف لحين وصلت لبيتها ووجدت أباها بانتظارها ..
عبد المالك:- لقد تأخرتِ يا ابنتي من آخر اتصال تم بيننا
كوثر(أقفلت الباب ونظرت إليه بقهر وانفجرت باكية):- بابا …
عبد المالك(بهلع اقترب منها):- صغيرتي … ماذا هناك ؟
كوثر(ارتمت في حضنه باكية):- لقد خدعني اهئ .. لقد جعلني أحلم وأيقظني بطريقة مؤذية من حلمي الذي تمنيته ، لما حظنا عثر في الحب يا أبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤال لطالما كان يشكل لأبيها عقدة لم يجد حلها ليومنا هذا ، سؤال جعله يستذكر كل مآسيه الماضية ويشعر بالشفقة على قلب ابنته الصغير والذي كسر بلوعة الحب هو الآخر … أن يكون متفهما لمشاعر ابنته بتلك الطريقة هذا يعني أنه قد مرَّ بتجربة مشابهة ولا ندري بعد ما حكايته ، كل ما ندريه أنه قد جذب ابنته لحضنه أكثر وأجلسها على الكنبة وأخذ يسمح على شعرها حتى غفت هاربة من أوجاع وآثام العشق الذي ولد ليمووووت ..

"أصعبُ عشقٍ هُو ذاك : العِشقُ الذي يُولدُ كيْ يَمُوتَ في مَهده"
هناك قلوب مكلومة شيعت جنازة مشاعرها بعد أن خفقت خفقتها الأولى ،
فخفقة هذا كانت منذ ما يقارب 16 سنة حين شعر بأنه يُكِن لعصفورته الصغيرة أكثر من مشاعر القرابة والأخوة ، وقد اكتشف ذلك في اليوم الذي ضاعت فيه وهُم في فسحة أسرية تمَّت بعد أن أصرَّ عبد النور عليها من أجل أولاده وأولاد أخيه الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتعنيف المستمر ، فاقترح ذلك من أجل أن يغيروا بعض الجو وقد كانت كذلك لحين أذيع خبر اختفاء ميرنا أميرة مملكة الراجي وقتها فقط شعر باضطراب في قلبه وبأن كل الدنيا في كفة وإيجاد ميرنا في كفة أخرى ، منذ ذلك الوقت وهو يعشقها وينتظرها بل ويعلم أنها مقدرة له وأن لا قوة في هذا العالم مهما بلغ مداها ستجعله يتنازل عنها ، حتى وإن كان عشقا مُستحيلا بنظره سيخطفها من جُبِّ الحلم حتى إن استلزم الأمر فهي له مذ أن كانت طفلة قبل أن تفقه حتى ما معنى أن تكون محبوبة حكيم الراجي … كيف ستعلم بذلك وهي التي خفق قلبها لأول مرة لمجهول أنقذها من جرف الموت ، مجهول لطالما استحوذ على تفكيرها لكن باختفائه اندثرت أطيافه بقلبها ولم تستيقظ إلا حين اقتحمت سيارته فجأة ذات ليلة هاربة من نفسها إليه ، لم تعرف أن الأقدار كانت قد خططت ل لمِّ شملهما لكن ذلك لم يتم إلا حسب قواعد لعبة ، فعندما أعادتهما لموطنهما الأصلي المتجلي في كيان كُلِّ منهما وضعت بينهما حواجز وعقبات يصعب التخلص منها من أجل عيش سليم ، لكن هذا لم يمنع أن تكسر القواعد وتتخطى كل العراقيل من أجل أن تصرح بذلك العشق العميق الذي عرفته معه فقط ، عشق تبادله معها دون أدنى شروط فقط ببساطة وبلا أيِّ تخطيط ، لقد انتظرها طوال سبع سنوات مذ أن أنقذها في ذلك المكان الجبلي وهو يبحث عنها لحين رمت بها الأقدار في طريقه ولكن مع الأسف حين عادت إليه لم تكن حرة بل كانت مقيدة بقيود أقرب الناس إليه ابن عمه ، وهنا كان العجز سيد الموقف إذ لم يقوى على تخطي عقبته فذلك يعني المساس بالمحظورات فلا هو بقادر على الاعتراف بعشقه و لا هو بقادر على كتمانه فكل شيء به يفضحه في حضور ميرنا وفي غيابها أيضا ، فكيف السبيل مع هذا العشق المُحرَّم وابن عمه بينهما ؟؟؟ .. شهاب الذي وقع في فخ نفسه مع ميرا أكثر امرأة آذته حين دخلت حياته عنوة وأغوته لتسقطه بفراشها وتخرب زواجه بأختها ، كم عانى طوال تلك السنتين بسببها وهو يحاول بشتى الطرق أن يستعيد ما سلبته منه بجنونها ، لكنه لم يتوقع أنه سيأتي يوم ويتعلق بها بهذا القدر وتصبح مهمة في حياته بل شيئا عليه أن يتعامل معه بحرص شديد ، طيب منذ متى وهو يهتم بمشاعرها أو حتى بتصرفاتها التي لم يعد بقادر على فهمها فلقد تغيرت مذ تلك الليلة الكئيبة حين قام بضربها وأذيتها ، آه لو يستطيع محو تلك الذكرى من عقله فهي تربطه بميرا وتجعل كل ذرة رغبة فيه تنتفض منادية باسمها هي دونا عن غيرها أو ليس هذا حبا يا شهاب ؟؟؟ أنت تعشق ميرا بطريقة تشبه طريقتها تماما فهي الأخرى قد أحبَّتك بعيوبك وبمساوئك كلها حتى أنها عادت لتفتح دفاتر الماضي من أجلك ، ألم تفكر للحظة أنها كانت في غنى عن تلك المغامرة طالما تستطيع تفرقتك عن ميرنا بشكل أو بآخر لكنها آثرت أن تظهر في الصورة فمنذ طفولتها كانت حين تخطئ تعترف ولا تختبئ وليحترق العالم ، ذلك طبعها الذي عُرفت به حتى باتت منبوذة من كل فرد من أسرتها بسبب ما تسببت به من أذية لهم ، كل هذا وضعته على جنب لكي تفتح الجراح مجددا بخيانتها لهم بين ذراعيك مع سبق الإصرار والترصد ، ولا تزال حتى الآن تندد باسمك وكل ذرة فيها تشتهيك وإن كنت قد جردتها من كل كبريائها وآذيتها بشتى الطرق التي يمكن للعقل البشري أن يتخيلها رغم كل هذا لا تزال تنبض بحبك وتتمناك بقربها بين لحظة وأخرى…نفس العشق الذي عايشه فؤاد رشوان طوال هذه السنين وكتمه سرا أولا لأن الظروف لم تسمح له وثانيا لأنها كانت ممنوعة عليه وخشية أذيتها ابتعد عن حب حياته مرغما لكن مؤخرا بات يظهر لها في شتى الأماكن وكأنه يشق طريق العصيان إذ مضت سنوات عديدة حرمته منها وقد اكتفى من هذا البعاد يريدها له في أقرب فرصة ممكنة ، هي التي لم يخفق قلبها إلا لرجل واحد سرقته منها الحياة ومات ، لا تزال تفتش عنه بين غياهب فكرها لعلها تجد له صورة في مخيلتها لكن استصعب ذلك عليها فهي لم تره إلا مرات ضئيلة كالخيال وقد خطف منها كما تخطف الأحلام لحظة الاستيقاظ بالرغم من ذلك أحيانا تشتاق لتلك الأيام الخوالي حتى وإن كانت أتعس أيام حياتها .. هنا لن نقول عشق بقدر ما سنقول بأنه استعباد واحتياج فدعاء كانت بحاجة لأب حنون يعوضها عن طفولتها المكبوتة وحرمانها الدفين وحسام كان بحاجة لأداة متعة يلهي بها شبابه ، غافلا عن زوجة كرست حياتها لتحافظ على بيتها ولا تزال رغم خياناته المتكررة لها تحاول ، فجيداء لا تزال عازمة على إعادته إليها ولأولاده ، وكأنه طفل لا يعرف كيف يتصرف بالعكس من أنه راشد وناضج ويعي تماما اختياراته التي تحدد مسار حياته والذي أمسكت زمامه امرأة قررت أن تعلمه درسا لن ينساه بحياته ، ودعاء أيضا كانت غافلة عن شخص آخر يعشقها بصمت ولا يزال ينتظر فرصته المزعومة للفوز بها يوما ما معاد الذي لا يزال يعيش مع أطلال أمانيه منتظرا إياها عند محراب الرجاء .. أما عصافير الحب مرام وفريد لنقل أن تلك العلاقة لا تزال تسير الهوينا في طريق العشق الأزلي ومراحلها جدا مثيرة حقا يصعب التكهن بما قد يحدث إن كشفت الحقيقة المرة التي تربط بينهما وبين عائلة كل منهما .. حتى هذين علاقتهما مستعصية إذ لا يسعنا أن نريح عقل السيد الرائد وإمداده بإجابة شافية أن ما يربطه بوصال ما هو إلا عشق دق قلبه في غفلة منه أقصد حين كان يفكر بطريقة لطردها من المعسكر وأجفل التفكير بطردها من قلبه أولا ، فلقد عسكرت بفكره بسهولة جعلته يركز على المحيط الخارجي غير آبه بما يجري بداخله من تناقضات حفرتها وصال محفوظ بقلبه ، هي نفسها لا تزال أحاسيسها مبهمة ولا تعي حقا مشاعرها إنما تعلم أن حنقها منه يتضاعف يوما بعد يوم ونسبة جراحها تزيد كلما قام بأذيتها بتفكيره السلبي ضدها إذن وبالتالي نستنتج أنها علاقة ديناميكية لم تتبلور بعد لتصبح حقيقة جلية .. ذات العشق الذي جعلها تقف عند مفترق طرق وتفكر باللحاق بمشاعرها طالما هي تستشعرها إذن ستتمسك بها وتخفيها حرصا من أن تفقدها في حادث مواجهة عابرة ، حتى عندما سألته بالمعنى الواضح عن مشاعره تجاه ميرنا ورغم إحساسها الضئيل بالنقيض إلا أنها آثرت أن تصدق قوله حين صارحها أنه يكن لها مشاعر صداقة وفقط ، هذا قد أراح بالها وجعلها تغرد مع يمامات أحلامها الوردية رفقة إياد ، إياد الذي أقر بداخله أن رقية الفارسي قد وضعت علامة فارقة بحياته رغم أن معرفتهما لا تزال حديثة إلآ أن هذا لم يمنع ترسخها بعقله خصوصا بعد أن واجهته بكل صراحة وفتحت مجلدات وضعها إياد في أعمق دهليز بقلبه ورمى بمفتاحه في البحر المنسي …
(هذا هو العِشقُ بصَريح العِبارة فهُو الذي يَجعلنا نتصَرفُ بجُنون ونُعارضَ أحكَام العَقل بالرَّعونةِ واللحاق برَغبات القلب ، هُو الذي يحُثنا على أن نَمضِي فِي طريق مُغاير لِما يًحتِّمه المَنطِق ويًعلمنا كيف نغفرُ رَغم الأوجَاع التي يُحدِثها الحَبيب ، حَتى لو استلزمَ ذلك منا صَبرااااا و حِكمة) ..

وعودة لروما وفندق روما وضيوف روما ومجانين روما سنتوجه لغرفة ميرنا تحديدا ^^
كان يقف عند شرفة غرفتها يناظر البعيد وفي داخله ألف معركة محتدمة تعصف بجوارحه وأمانيه دون رحمة ، أميرته النائمة هناك على سريرها وهو هنا يحترق مرة تلو المرة حتى وهي قريبة منه يشعر بأنها بعيدة عنه يريدها بحضنه فما عاد يكفيه هذا الحرمان الذي يجتاحه معها ، مسح على فمه بخفة وحرك رجليه متجها صوب سريرها ، جلس على طرفه وأخذ يتأملها بشرود ، ما أجمل نومها وكأنها قطعة قدت من الغيوم أما شعرها فكلما يصل إليه يحتبس الهواء في جوفه ، لم يشعر بذاته إلا وهو يستلقي بجانبها على السرير مستريحا يتفحص ملامحها عن قرب ، أغمض عينيه وغاب معها في دنيا الأحلام ، مر وقت معين فتح فيها عينيه ولم يجدها في محلها أين ذهبت لم يشعر إلا بيد وضعت على كتفه فالتفت إليها مفزوعا ووجدها بقميص نومها القرمزي مبتسمة ، أشارت له بإصبع يدها كي يلحق بها وقد أطاعها دون فهم وأخذ يسير تجاهها وهي تمشي خلفيا بإغراء حتى وصلت للحمام ، حرك رأسه يمينا وشمالا ولم يقوى على مقاومة إثارتها فقد أمسكت بيده وجذبته بقوة خلفها ووقفت وسط الحمام وهي تفتح شريط قميص النوم الذي ألقته أرضا أمام ناظريه بجرأة ودخلت تحت الماء وهي تبتسم له بابتسامات متتالية بينما كانت قطرات الماء تنساب بروعة على شعرها وجسمها الغض الذي أصابه في مقتل ، سار إليها بخطوات بطيئة وفتح قميصه دون أن يزيله وجذبها إليه بتملك بقبلة جامحة تحت قطرات الماء العذب …تبادلا قبلة نارية مليئة بالشغف واللهفة التي تتقاسمها أفئدتهما بيقين تام ، لكن تركها حين سمع صوتا خارج غرفتها فأغلق قميصه وخرج هاربا ليجد أمامه شهاب …
وائل(بصدمة):- لالا لا تفهمني خطأ
شهاب(حرك رأسه يمينا وشمالا):- هل تخووووونني هل تخوووونني مع حبيبتي يا وااااااائل هل تخون ابن عمك ماذا فعلت لك كي تطعنني في ظهري لماذاااااااا لماذاااااااا لمااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااذاااااااا ا ؟؟؟
انتفض من محله على كلمة لماذا ونظر حوله وجد نفسه حقا بغرفتها وكل ما عايشه قبل قليل كان مجرد حلم ، فها هي ذي نائمة محلها وهو قد نام محله فوق الأريكة ، استدرك نفسه فقد اعتبر ذلك الحلم إشارة له ، فوجوده خطأ في غرفتها لذلك استقام ونظر إليها نظرة خاطفة ثم غادر في اتجاه غرفته التي ما إن ولجها حتى تنهد عميقا …
وائل:- كيف تحلم مثل ذلك الحلم يا وائل منذ متى وأنت تسمح بتلك الأفكار أن تجتاح عقلك تتتت .. يا للعار افففففف
أغمض عينيه بتعب وهو متكئ على بابه لعله يستريح قليلا حتى قاطعه رنين هاتف غرفته الرئيسي ، عقد حاجبيه وهو مستغرب لذا اقترب بهدوء منه وأجاب
موظف الاستقبالات:- عذرا منك سيد وائل نحن نتصل بك في هذا الوقت المتأخر قد قام عميلنا بزيارة غرفتك لأمر طارئ ولم يجدك ، معك المكتب الرئيسي للفندق
وائل:- أ.. لا عليك تفضل بما أستطيع مساعدتك ؟
موظف الاستقبالات:- لقد علمنا بصلة القرابة التي تجمع بينك وبين السيد شهاب رشوان رجاء هل لك أن تتفضل لمشرب الفندق فالسيد ليس بخير وقد افتعل مشكلا هناك وهو في حالة سكر تامة ، أتمنى أن تلتحق بنا لحل المشكل
وائل(مسح على شعره بدون فائدة في شهاب وسحب نفسا عميقا قبل أن يرد):- تمام أنا قادم
أضاف سترة لقميصه الداخلي الذي كان يرتديه ، وغادر صوب مشرب الفندق ووجد شهابا جالسا على طاولة المشرب بل الأحرى نائما وفي يده كأس مشروب بينما باليد الأخرى قنينة مليئة تطلب اللطيف من جنون شهاب
وائل(حك بين حاجبيه ووضع يديه على جانبه بتعب):- ماذا تفعل عندك يا شهاب ؟
شهاب(ضحك بصخب):- أووووووووه ويلْ حبيب قلب ابن عمك ههه أرأيت قلت لك أنه سيبحث عني يعني لست وحيدا كما اعتقدت يا هذا
وائل(نظر لنادل المشرب الذي هز كتفيه بقلة حيلة):- تمام يا أخي أشكرك على وقوفك معه سأتولى الأمر من هنا وأية تكاليف ابعثها للمحاسبة باسمي
النادل:- طيب وإن احتجت لأي مساعدة أنا في الخدمة
وائل(هز رأسه للنادل بحركة ود ثم عاد والتفت لشهاب الذي كان لا يزال على جلسته الغريبة):- قم معي دعنا نغادر لغرفتك الآن
شهاب(دفع يده وشرب ما تبقى من الكأس):- لا لا دع شيهوب هنا دعني دعني هنا أود أن أثمل أود أن أخرس أفكاري لقد تعبت تعبت ،، أنا أريدها و لا أريدها أحتاجها ولا أقوى على مقاومتها فما الحل هي تقتلني بنظراتها ، أشعر بكيانها يناديني أسمع صرخات جسمهاااااا يا وائل تناديني لأملكهااااااااا
وائل(فتح عينيه على وسعهما مصدوم مما يقوله):- شهااااااب يكفي من التطاول بهذا الحديث المنحط أطبق فمك ودعني أصطحبك لغرفتك ، تحرك معي
شهاب(تحرك مجبرا معه ورمى بالكأس على الحائط بينما أخذ منه وائل القنينة واضعا إياها على حافة المشرب):- لما لا تشعر بي أنا في حيرة من أمري هل يعقل أنني أحبهما معا ؟؟؟
وائل(هنا أسند شهاب وتوقف به في منتصف الطريق):- تحب من بالضبط ؟؟
شهاب(نظر إليه عميقا وببؤس ممزوج بحالة سكره):- لعنتي الحمراااااااء
وائل(بعدم فهم):- آه يا ربي من الواضح أن المشروب قد أثر على أسلاك عقلك تتت
شهاب(بغبن):- أظن بأنني أحبها فهي التي أفكر بها ليل نهار وهي التي أتخيلها بحضني وهي التي تستفز كل نقاط غضبي وحدها من تحيي فيني المشاعر ، لا أدري حقا فالأخرى أيضا تفعل بي العجائب برقتها وهدوئها الذي يتحول لشراسة لبؤات ههه لبؤتي تلك الجميلة
وائل(فرقع عنقه بنفاذ صبر وسار به):- تعال تعال حالك في الحضيض يا ابن العم ألا يكفيني متاعبي يعني لقد بت أهذي وأنا مستيقظ لتكمل أنت جمال ليلتي التعيسة ….

ليلة حافلة بمعنى الكلمة سنستقبل صباحها بقصر حكيم الراجي الذي كانت به زوبعة متمردة تنوي على الشر ، بينما كانت فخرية تحاول تهدئتها بحكمتها قدر ما تستطيع
فخرية(جالسة باستكانة على الكرسي):- لن تكسبي شيئا يا شاهيناز لذلك اهمدي
شاهيناز(بحالة ثائرة):- أغربي عن وجهي الآن يا فخرية فأنا لا أطيق نفسي لقد اعتقدت بأن الأمر قد نجح هذه المرة وأن الأقدار ستحتضنني لكن لم يحدث شيء لم يحدث شيءءءءءء
فخرية:- هل ستتدخلين في قدرك ؟؟؟
شاهيناز(بلؤم هدرت فيها):- سحركِ لم يفعل شيئا يا فخرية أنتِ تلاعبتِ بي أنا لست حاااااااااااااااااملا لست حاااااااااااااااااااااااا ااملا
فخرية(بنفاذ صبر):- ولن تحملي طالما هو لا يود ذلك ، فاقتنعي بالله عليكِ وأريحيني من نزعة الجنون هذه
شاهيناز(اقتربت منها بشراسة وهي تضرب على قبضتي الكرسي الذي تجلس عليه):- لا تهدديني يا فخرية لأنني سأحول حياتكِ لجحيم أكثر مما هي عليه فلا تتلاعبي بعداد عمركِ أثناء غضبي ، أنا أريد طفلا أريد طفففففففلا فتدبري أمر ذلك اسحريه أو أقنعيه لكن اجعليني حاملا منه يا فخرية أتوسل إليكِ..
فخرية(رفعت حاجبها وهي تنظر إليها وقد جثت على الأرض أمامها):- لن يفلح الأمر
شاهيناز(تمسكت بجلباب فخرية الأسود بقوة):- أتوسل إليكِ أشعري بمعاناتي ودعيني أحمل منه فهذه هي الطريقة المثلى التي سأجعله فيها ملك يدي
فخرية:- حتى لو أنجبتِ منه هو لن يكون ملككِ مهما فعلتِ ، لقد أخبرتكِ مرارا وتكرارا أن السيد ملك لامرأة واحدة وتلك المرأة ليست أنتِ
شاهيناز(اشتعلت حمم الغيرة بعينيها فاستقامت بشر):- دليني عليها إذن ساعديني على إيجادها وسأقوم بسحب روحها بيداي هاتين إما أنا أو لا أحد ..
فخرية(تنهدت بعمق وهي تضع يدها على فكها بأريحية):- ثم ماذا بعد ؟؟ هل بهذه الطريقة ستكسبين قلبه واهتمامه هااااه ؟
شاهيناز(نظرت للبعيد):- لا يهمني طالما سأزيحها من طريقي فمؤكد أنني سأرتاح حين يموت حلمه ولا يجد غيري أمامه حبيبة تطيعه وتهتم به
فخرية(ضحكت بسخرية واستقامت وهي تعدل شالها الأسود فوق شعرها الرمادي بثقل أبرز تجاعيد وجهها وزادها وقارا يخفي خلفه شرا داكنا):- شاهي … ارفقي بنفسكِ يا فتاة فطالما حكيم على قيد الحياة لن تمس امرأته بأذى أنتِ لا تفهمين ما معنى أن تصاب بأذى ، لذلك دعيني أشرحه بطريقة مبسطة تليق بعقلكِ الضئيل إن صدف وأصيبت بخدش بسيط حكيم سيفتح أبواب السعير في وجه العالم كله فأتمنى ألا تكوني في فوهة النار وقتها
شاهيناز(اهتزت من جملة فخرية ونظرت إليها بغبن والدموع المختلطة بكحلها تزيد ملامحها تجهما):- أنتِ لا تعرفينني بعد حين أريد شيئا فأنا أفعله ولو على رقبتي … وصدقيني سأعرفها يوما ما وسأجعلكِ تشهدين على موتها بنفسك
فخرية(تنهدت وهي تغادر جناح شاهيناز):- كفي عن الثرثرة الفارغة وابرحي سريركِ فالسيد قد أمركِ بالتعقل في غيابه
شاهيناز(انتفضت متجهة لمرآتها العمودية وأخذت تتأمل جمالها وجسمها):- سأكون الوحيدة في حياته وقلبه ، لن يقاوم سحر جمالي أبداااا سيكون لي .. سيكون لي حبيبي حكيم …
هزت فخرية رأسها يمينا وشمالا بتعب من حالة تلك المجنونة التي أخذت تمشط شعرها بمشطها الخشبي وتحادث نفسها أمام مرآتها بينما ضحكها المنقطع يصدح بأرجاء القصر كله، عادت فخرية لغرفتها بعد أن أقفلت الباب خلفها وجلست على طاولتها التي دوما ما تجلس عليها حين تنوي لعب الورق وقراءة الطالع ، لذا أمسكت بالورق بين يديها المنكمشة وخلطته مع بعضه ثم وزعته في أماكن مختلفة على ثلاثة أقسام ، أمسكت القسم الأول وفتشت أوراقه وكذا الثاني والثالث وبعد أن فرغت من تمحصيها أفرجت عن بسمة جانبية زامنت لمعة شريرة ظهرت بعينيها ..
فخرية(والورق بين يديها):- آه يا حكيم صدقت حين قلت أن الأقدار تتغير مع مرور الزمن من كان يظن أن كوكب الشمس الذي كنت تهابه هو نفسه الذي سيغير مجرى حياتك ؟؟؟؟

مهلكِ علينا يا ست فخرية
ومن قصر حكيم سننتقل لشقة إياد الذي كان يتنفس بنفاذ صبر وينتظر بحزم عند باب شقته
إياد:- هيا يا إيمان لن نبقى هنا اليوم بطوله أريدكِ أن تغادري الشقة قبل أن تكثر الحركة لا أرغب بأن يلمحكِ أحد الجيران مطلقا
إيمان(تثقل في تعديل ثيابها):- ما بالك لقد غفوت رغما عني ليلة أمس يعني كان فيلما رومانسيا جعلني أنساب مثل الطفلة على أريكتك التي رجوت لو كانت سريرك ؟؟
إياد(كان يعلم أنها لعوب لكن قذرة التفكير هذا ما أضافه لقائمته):- إيماااااااان
إيمان(تمايلت بكعبها تجاهه):- تمام سأغادر يا روحي فلا تفقد أعصابك أراك الليلة ببيتي هممم لا تتأخر بالقدوم سأطبخ معكرونة لأجلك
إياد(مط شفتيه بتقزز من الموقف الذي وقع فيه وأخذ يشتم تحت فمه):- منكِ لله يا ميرنا يعني أنتِ اهنئي بروما وأنا أحترق بإيمان تبا تبااااااا ..
غادرت شقته وهي تتمايل بخيلاء غافلة عن زوج العينين اللتين كادتا أن تلتهماها في الدرج ، لم تستطع تمالك نفسها أكثر كل مرة تجد ببيته نساء إلى هنا وطفح الكيل ، لم تشعر بنفسها إلا وهي تطرق باب شقته
إياد(فتح بحنق):- ماذا نسيتِ يا إيمان .. أآن ست أحلام ؟
أحلام(عدلت شالها وهي تنظر له بعتب):- أجل أنا .. أ.. أقصد كنت متجهة لدكان تيسير من أجل بعض الخضار هل أ.. هل أنت بحاجة شيء ما يمكنني أن أحضر لك ما يخصك ؟
إياد(مسح على جبينه وكأن هذا ما ينقصني):- لا يا ست أحلام أشكركِ جزيلا على اقتراحك لكنني أتدبر شؤوني بنفسي ، دمتِ سالمة
أحلام(قبل أن يقفل الباب بوجهها ردته بيدها):- مهلك علي يا سيد إياد لم أكمل كلامي بعد
إياد(بنفاذ صبر):- رجاء يا ست أحلام وقفتكِ تلك أمام باب شقتي تثير القيل والقال وهذاا ما أنا في غنى عنه فأتمنى لو تختصري ما تودين قوله لأن لدي عمل
أحلام(اغرورقت عيناها بالدموع وتراجعت خطوات للوراء):- آه فأنت لديك من لا تخجل بمبيتهن بشقتك حتى .. عذرا منك
إياد(اهتز جذعه في مقاومة لعدم الرد عليها وقام بصفق الباب خلفها بعصبية):- يا الله من أين تأتيني هذه العينات المجنونة ثم لما حكم علي أن أكون بوسط نسائي مثل الذي أعيش معه ،،، تبارك الرحمان من مجنونة لغيرها ..هففف
فور دخولها لشقتها رمت بشالها أرضا وجلست على كرسي مطبخها وأخذت تبكي بحرقة ، آه على حالها الذي يصعب على المرء هل ينصفه أم يشمت به ؟ لكن هي بالأخير كتلة مشاعر ولدت للشخص الخطأ ومن أجل أحد غير الرجل الذي قسمه الله لها لكي تكمل معه بقية حياتها ، زفرت بتعب وهي تعدل شالها مجددا وتمسح دموعها قبل أن تغادر الشقة متجهة صوب دكان زوجها وأثناء خروجها من العمارة التقت بالخالة سوسن بائعة الورد في حيهم ..
سوسن(وهي تعدل باقات ورودها):- هلا بالبدر هلا
أحلام:- كيف حالكِ يا خالة سوسن عسى أخبارك الصحية بخير ؟
سوسن:- يعني ليستكين وجع ظهري ليلا وقتها فقط سأكون في أفضل حال ، طمئنيني عنكِ أنت يا زينة البنات ؟
أحلام(تنهدت بتعب):- أموري بخير الحمدلله
سوسن:- هااااه ألن تتشطري وتفرحي قلبنا بطفل آخر يؤنس أخاه في وحدته يا بنتي أسامة اقترب من 13 سنة ألم يحن الوقت لتنجبي له أخا أو أختا يسندانه في هذه الحياة ؟
أحلام:- تلك أرزاق يا خالة سوسن المهم أنا متوجهة صوب دكان تيسير هل تحتاجين شيئا ؟
سوسن:- سلامتك يا بنتي زوجكِ قد بعث بمستلزماتي للبيت كثر الله خيركم يا غالية
أحلام(تنهدت بعمق وانسحبت من أمامها):- تسلمي يا طيبة ..
توجهت صوب محل زوجها وهي تلقي بالتحيات لجميع معارفها وأثناء ذلك لفت انتباهها وقوف إيمان مع رجلين يلبسان الأسود ومنظرهما كان يبدو غريبا وكأنهما كانا يتشاجران معها ، تسمرت محلها لا تدري ما هي فاعلة هل تعود لإياد وتخبره أم تذهب إليها بنفسها فكرت لثوان معدودة قبل أن تحرك رجلها وهي تعدل جلابيتها وتسرع خطاها صوبهم خصوصا بعد أن لمحت أحدهم وقد أمسك إيمان من يدها بعصبية ..
أحلام:- هيييييييه هيييه أنت … دع الفتاة وشأنها ؟؟
الرجل(وقف بوجه أحلام):- أنتِ .. انصرفي من هنا لا شأن لكِ بنا …
أحلام(نظرت لإيمان التي شارفت على البكاء وباحتدام):- قلت لك ابتعد عن الفتاة أنت بحرمة شارعنا ولا أسمح لك بأن تؤذي أحدا بداخلها ..
الرجل:- لا تقحمي نفسكِ بالمشاكل يا امرأة قلت غادري..وأنتِ اصعدي معنا واقصري الشر لا تورطينا بمشاكل ستعود عليكِ بوابل الغضب
إيمان:- قلت لن أرافقكم يعني لن أرافقكم فابتعدوا عني دعوني وشأني
الرجل(بغضب جذب يد إيمان وأخذ يجرها خلفه):- ستأتين معنا بالقوة هيا هيا ..
أحلام(لم تستطع تمالك نفسها أمسكت بعمود ملقى على الأرض ونزلت به على ظهر الرجل):- شكلك لم تسمعني جيدااااا .. ابتعد من هنا .. يا أهل الحي ياااااااا جيران ياااا رجااااال هذا الرجل قد تعدى على حرمتناااا يا أهل الحي ……
في الحين واللحظة تجمهر جمع من الرجال والنسوة في وقفة متحدة وزوجها تيسير أيضا وقف بجانبهم ينظرون صوب الرجلين اللذين توعدا إيمان وأحلام بالشر وهربا ركضا بسيارتهما ، وقتها فقط وضعت إيمان يدها على قلبها لتلتقط أنفاسها من هول ما حدث ..
إيمان(ببكاء):- إيااااد … أريد إيااد
أحلام(بغصة مسننة):- فليعلم أحدكم الأستاذ إياد هذه الفتاة من طرفه …
طار أحد صغار الحي لبيت إياد الذي هبَّ مذعورا إلى مقهى العم مرزوق حيث كان الجميع
إياد(دخل عليهم ووجد إيمان جالسة وهي تشرب الماء وبجانبها أحلام):- ماذا حدث إيمان هل أنتِ بخير ؟
إيمان(نهضت بسرعة إليه وارتمت بحضنه):- إياد اهئ اهئ …
إياد(رمق نظرات رجال الحي المريبة تجاهه وأبعدها عنه بهدوء):- اهدئي وأخبريني ماذا جرى لكِ من الذي تعرض لطريقك ؟
إيمان(هزت رأسها بدموع):- لا أعرفهم فلقد كانوا غرباء عني ولكنتهم أيضا غريبة وقاموا بتهديدي كي أغادر معهم لمكان مجهول وحين رفضت رغبوا بأخذي عنوة لولا قدوم السيدة لما عرفت منتهاي بين أيديهم
إياد(نظر صوب أحلام التي كانت تناظره بصمت):- أشكركِ يا ست أحلام على موقفكِ البطولي مع زميلتي ، وآسف لإزعاجكم يا جماعة
تيسير:- لا إزعاج ولا غيره أنت أخونا يا إياد وما يأتي عليك يأتي علينا وإن كانت هناك مشكلة فقط أخبرونا ودعونا نتصرف حسب الأصول
إياد:- لالا إلى هنا وسأتسلم زمام الأمور أشكركم مجددا .. هيا بنا يا إيمان
إيمان(نظرت إليهم):- شكرا لكم .. شكرا سيدة أحلام
أحلام(استقامت وشاورت بلطف):- العفو منكِ .. انتبهي لنفسك
إيمان(ابتلعت ريقها وهي تدك خطاها خلف إياد):- هل غضبتَ مني ؟
إياد(التفت إليها وهو يكمل طريقه تجاه شقته):- تعالي لترتاحي قليلا ببيتي وبعدها سنذهب سوية للمغفر لكي تقدمي شكوى في حق الشخصين المجهولين
إيمان(وقفت في منتصف الطريق بفزع):- شكوى ؟؟ و ولكن لماذا يعني لقد ذهبوا في حال سبيلهم ؟
إياد:- وليس بعيدا أن يعودوا من أجلكِ مرة أخرى ، لذا يتوجب إعلام الشرطة بالأمر
إيمان(لم تتزحزح من محلها):- أ.. لا لا أعتقد ذلك يعني أموري بخير سوف أنتبه من الآن فصاعدا ربما فهمتهم بشكل خاطئ
إياد(وضع يده على جنبه):- ماذا تخفين عني يا إيمان ؟ هل تعلمين هوية الرجال ؟
إيمان:- لالالا لا أقسم بأنني لا أدري من هم
إياد:- طيب ستتفضلين معي لقسم الشرطة لنفتح محضرا بحقهم .. هيا دعيني أحضر أغراضي سنتوجه من فورنا إلى المركز
إيمان(مصت شفتيها ولم تجد حلا آخر سوى أن تسايره وإلا سيشك بها):- تتت اللعنة ..
~ قبل عدة دقائق وفور خروجها من بيت إياد ~
إيمان(تجيب على هاتفها):- نعم يا سيدي أوامرك ؟
مساعد الفهد:- ها يا آنسة إيمان هل كل شيء على ما يرام ؟
إيمان:- لا تقلق يا سيدي كل شيء تحت السيطرة ، لقد أقنعت إياد أن عدولي عن السفر رفقته سببه وقوفي بجانبه بحكم الصداقة من أجل معرضه وهذا ما هو موقن منه ..
مساعد الفهد:- أبقي عينيكِ مفتوحة الحمولة ستدخل الليلة لأرض الوطن لا تدعيه يغيب عن عينيكِ مطلقا ومشكلة رجالنا في الحي أظن أنها ستسهل عليكِ عملية استعطافه هذا اليوم ؟
إيمان:-أكيد يا سيدي أنا متجهة صوبهم الآن كل شيء يسير حسب الخطة
مساعد الفهد:- تمام إذن بانتظار الأخبار ..
في الوقت الحالي كانت تجلس في صالونه تنتظره لكي يتوجها سوية صوب مركز الشرطة حسب الخطة المرسومة تحديدا وهذا ما أثلج صدرها فمن جهة ستحقق مراد الفهد البري ومن جهة ستكون رفقة الشخص الذي تحب ، والذي كان يلملم حاجياته لكي يقوم بواجبه تجاهها فهي قد تعرضت للاعتداء قرب بيته وهذا يعنيه بشكل عميق إضافة لزمالتهما التي تحتم عليه أن ينصفها ويبحث عن أولئك الأشخاص ولو كانوا بخرم إبرة ..

في ذات الصباح وفي بيت الراجي كانت نهال تعلن عن اعتصام أظن أنه لن يتجاوز الدقائق
نهال:- لا أريد يعني لا أريد أنا حرة
عفاف:- بنت .. إياكِ ورفع صوتكِ علي ستكون زيارة لمدة ساعة ونعود بعدها لحال سبيلنا
نهال:- أنا أكره ذلك البيت والأشخاص الذين يقطنونه فردا فردا ، فلا تجبريني على القيام بشيء أكرهه ماما
عفاف:- نهاااال عيب أن تتحدثي عن خالك وزوجته بهذه الطريقة
نهال(بهزل):- ههه آداب الحديث هذه يا أمي فقط بعقلكِ أنتِ أما هم فلا يهتمون سوى بالتقليل من شأن أبي وعماتي
عفاف:- أيا كانت المواصيل التي آلت إليها علاقتنا يبقى خالك وتلك زوجته أم أولاده ، والآن أكملي ارتداء ثيابكِ بما يليق ووافيني بالأسفل فورا ودون اعتراض
نهال(بعصبية انتفضت):- يوووووووووووووووووه هذا ظلم وتسلط أنتِ تجبرينني على ما لا أريد وهذا ليس من ضمن حقوقي الشرعية في هذه الحياة
عفاف(تابعت طريقها):- خمس دقائق تكونين تحت اتفقناااااااااااااا
نهال(صرخت بعلو صوتها):-حسسسسسسسن وستكون آخر زيارة ماشي ؟؟؟؟؟
عفاف:- دوما ما تقولين ذلك خطتكِ بالية … ههه لا تتأخري
برفض وعصبية أكملت تحضيرها ونزلت ركضا وهي تعدل شعرها بتسريحة ذيل حصان عشوائية وتضع سماعاتها الأذنية على عنقها
عفاف(نظرت لثيابها المكونة من بنطلون جينز ركبه ممزقة وقميص صوفي رقيق مرسوم عليه دب باندا يصل حد فخديها ومتدلي من أحد الكتفين):- ما هذا ؟
نهال(بعدم فهم):- دب باندا يا ماما إنه يعيش في جنو..
عفاف:- عرفته عرفته لكن أنا أتحدث عن الثياب هل بهذا الشكل تنوين المثول أمام خالك الذي لم تريه منذ مدة ؟.؟ لا والله عال
نهال:- ما بها ثيابي يا أمي على فكرة أنا قد انتقيتها رفقة عمتي دعاء
عفاف:- لا واضح واضح ونعم الاستشارة .. اصعدي وبدلي هذا الطيش ارتدي شيئا يليق بزيارة عائلية فورااا
نهال(صعدت بتأفف):- كل ما تفعله نهال بهذا البيت غير لائق ومع ذلك لا شيء يسير بداخله إلا ونهال التي تتبناه ، قمة الظلم والطغيااااااااااااااااااا ن
عفاف(وضعت يدها على درابزين الدرج):- أسمعكِ يا نهال سنتحاسب على آخر كلمتين من جملتك صدقيني لن أنسى ذلك …
نور(ولجت البيت وبيدها أكياس):- يا دينا لا تركضي لقد هلكتني هل أمسك بالأغراض أم أراقبكِ هييييه مهلكِ ضعي ذلك الكيس برفق به أواني خزفية ستقتلكِ جداتكِ إن تضررت
دينا:- يوووه لقد تعبنا اليوم ماما
عفاف:- الحمدلله على سلامتكما كيف كانت جولتكما ؟
نور(جلست لترتاح):- آه يا عفاف رجاء لا تسأليني فأنا قادرة على خوض عشر جولات شريطة ألا ترافقني هذه البلوة لقد قتلتني لحين انتقت فستانا يليق بحضرة جنابها
عفاف:- ههههه الله الله طبعا ستفعل ذلك وإلا لن تكون هي دينا المشاكسة
دينا(أخرجته من محله ووضعته عليها):-ها عمتي عفاف ما رأيكِ به جميل صح ؟
عفاف:- واوووو ما أبهاه يا عفريتة ستسرقين الأضواء من العروس شخصيا
نور:- طيب يا عارضة الأزياء اصعدي وضعيه في الدولاب ستجربينه بالمساء أمام الجميع
دينا:- يس يس سأفعل ذلك لكن سأريه لنهال أولا
عفاف:- هي بغرفتها ودعيها تنزل بسرعة سنتأخر
نور:- هل كنتِ مغادرة؟
عفاف:- أجل ..آه لم تكوني هنا صباحا لكنني استأذنت الذهاب لبيت العائلة هذا اليوم رفقة نهال يعني لنحيي صلة الرحم علما أن أخي وزوجته تفكيرهما محصور في إذلالي أنا وابنتي
نور:- لا تذهبي إذن طالما تعودين من هناك بنفسية مدمرة أنتِ ونهال فلا تزوريهم لا يكلف الله نفسا إلا وسعها يا عفاف
عفاف:- كان يعز علي ذلك ولكن قلبي لا يطاوعني مهما كان الأمر فذاك أخي الذي رعاني
نور(مطت شفتيها واستقامت):- أنتِ الأدرى …
حتى لو كان الأمر مثلما ذكرته نور يعني لم يحدث أن عادت من زيارة أهلها وهي سعيدة في كل مرة تأتي حانقة حزينة ، ومع ذلك ترفض قطع تلك الصلة التي تجمعها بهم، بعد مدة معينة كانت تحمل بين يديها علبة حلويات وتنتظر فتح الباب بعد أن رنت جرسه وهي تطالع نهال وهيأتها الخلابة بفستان رمادي يصل أسفل الركب بقليل معقود في الخصر بشريط زهري وشعر في ذيل حصان وكذا حذاء رياضي مناسب
خلود(فتحت لهما):- آآآآآآهاه والله مفاجأة عفاف وابنتها يا أهلا وسهلا.. تفضلا
نهال(سلمت عليها بعد والدتها):- أهلا خالة
خلود:- الله أكبر ربي يحرسك من العين لقد كبرتِ يا نهال وصرتِ عروسا … هه قريبا نفرح بها يا عفاف صح ؟
عفاف:- أريدها أن تهتم بدراستها أما الزواج سيحين موعده لا محالة
خلود(حركت شفتيها بحركة نسائية خبيثة وهي تدلهما على مكان الجلوس):- آه آه معك حق يعني ستفرحين بها وبأولادها حين يقسم الله ذلك .. امم لما كلفتِ نفسكِ يا عفاف هذا بيت أخوكِ يعني بيتك
عفاف(جلست وبجانبها نهال بعدما قدمت لها كيس الحلويات):- لا شيء من قيمتكم يا زوجة أخي ..بالمناسبة أين هو ؟
خلود:- لقد ذهب لمركز الشرطة عند ولدي أكرم ليسوي له بعد الأوراق لا تقلقي سيكونان هنا بعد قليل
عفاف:- مبارك لأكرم يستحق ذلك المنصب العملي بعد تفانيه وإخلاصه لدراسته
خلود:- آآآه على حبيبي قد كبر وصار شرطيا تفخر به المدينة كلها
عفاف(بمحبة لابن أخيها):- جيد جدا
خلود(بمكر):- هاااه يا نهال كم عمركِ الآن ؟
عفاف(نظرت لها بحيرة ورفض):- …لارد
نهالّ(بغيظ دفين فهذا السؤال تكرره على مسمعها كلما رأتها):- سأدخل 19 سنة عما قريب
خلود(بحسرة):- هيييه والله 19 سنة العمر يمضي سريعا أليس كذلك يا عفاف ؟ لقد ولدت البارحة لا زلت أذكر يوم مولدهاااا هييييه
عفاف(مسحت على حاجبها):- خلووود أ.. هل لكِ أن تمديني بكوب ماء لقد جف حلقي من عناء الطريق
خلود(تملصت بخبث):- على عيني يا حبيبتي دقائق وسآتي بعُدة القهوة حقا اشتقت لكما
نهال(همست لأمها):- أرأيتِ مساعيها يا ماما وكأنها لا تدري كم عمري هي تتعمد ذلك في كل مرة تراني بها
عفاف(لم تشأ أن تخلق الضغينة فابتسمت):- أبدا يا صغيرتي هي فقط تود فتح باب حديث معكِ لا تكوني عدوانية
نهال(حركت شفتها بعدم تصديق من فكرتها وهي تمسح على شعرها):- آه يا ربي ..
خلود(اتصلت عبر الهاتف بخفوت):- ألو اسمعني جيدا أختك وابنتها هنا تعال بسرعة أنت وابنك وحين وصوله اجعله يستفرد بنهال كي يتسنى لنا فتح الموضوع مع أختك همم
معتز:- طيب طيب نحن قاربنا على الوصول
نهال(وهي تحرك رجلها بحركة توتر):- دعينا نغادر يا أمي فخالي لن يحضر باكرا وأنا لدي دروس يعني
خلود(بصينية الماء والقهوة):- إلى أين تودين الذهاب يا بنتي أكاد أجزم أنكِ لا تطيقين الحضور لبيت خالك
نهال:- لم أقصد شيئا فقط لدي دروس وطبيعي أن أقلق بشأنها
خلود:- لالا زياراتكِ الضئيلة تثبت صحة كلامي لو سمعكِ خالكِ سيحزن لأنكِ تفضلين أهل أبيكِ عنا نحن
نهال:- طبيعي ذلك ههه (رمقت نظرة عفاف الخطيرة فيها فاسترسلت)..يعني أنا قد نشأت بين جدران ذلك البيت ومعزة أهله في قلبي كبيرة
خلود(صغرت عينيها فيها):- أممم الله يديم المحبة ويسامح من أبعدكِ عنااا
نهال(بلؤم الراجية المتفشي فيها هههه):- القلوب لا تُجبر على المحبة بل المحبة هي التي تغزو القلوب ..
خلود(تأملت نمردة نهال وردها عليها):- أ…تفضلا القهوة يا عفاف
عفاف(لاحظت توتر الجو):- تسلمي يا زوجة أخي ..
خلود(رفعت حاجبها مع فنجان قهوتها وهي ترمق نهال بنظرات كره تكنها لآل الراجي أجمعين):- اممم نسخة طبق الأصل عن عماتك سبحان الله
نهال(ابتلعت قطعة حلوى صغيرة وابتسمت لها بدون نفس):- هم عزوتي في الحياة ..
خلود(وضعت الكأس وبمكر):- خسارة لو كان والدكِ بينكم ما كان سيسمح بهذه التفرقة
عفاف(ارتبكت ووضعت الفنجان على الطاولة):- أحم وكأن معتز تأخر ؟؟
نهال(نظرت ببؤس لأمها وجمعت يديها ولسانها أيضا):- … لارد
خلود(سمعت صوت المفتاح):- هاااه ها قد حضر أخوكِ وزين الشباب ولدي أكرم ..
نهال(كررت بخفوت):- زين الشباب ؟؟؟ بووووواع صبرك يا الله
معتز(بملامح خشنة انضم لهم):- عفاف
عفاف(بارتباك استقامت لتسلم عليه لكنه لم يتوقف بل جلس مقابلها بجلسة مغترة):- كيف حالك يا أخي اشتقت لك كثيرا ؟
معتز:- ههه اشتقت لي كثيرااا ؟؟ على أساس أنكِ تسمعين كلمتي
عفاف(نظرت لابنه أكرم الذي دلف خلفه بملابسه الميري وهيأته الرائعة):- أكرم .. يا حبيب عمتك لقد صرت شرطيا كفؤا فخري بك لا يعد ولا يحصى مبرووك .. زيارتي اليوم من أجلك خصيصا يا غالي
أكرم(سلم عليها بمودة):- أممم عمتي عفاف تسلمي لي يارب ، كيف أحوالكِ اشتقناكِ حقا
عفاف:- لما لا تزورني إذن يا ولد هااااه
معتز(بشراسة نظر لنهال ولم يقمها من أرضها حتى):- ولدي لا يدخل بيت تلك العائلة وهذا أمر مفروغ منه فاجلسي لنتحدث وأنتما أخرجا لحديقة المنزل الخلفية حاااالا
أكرم(بمودة):- نهال .. تعالي معي سأريكِ مجموعة فراشات أختي زينب
نهال(باهتمام خافت طغى على وجعها من جملة خالها الذي لم يكلف نفسه حتى بالسلام عليها):- طيب ..
خلود(نظرت لمعتز وأشارت له كي يتكلم):- احم .. قهوتك يا معتز
معتز(أمسك منها الفنجان ونظر شزرا لعفاف):- ألم يهدكِ الله بعد لتعودي لبيت أبيكِ ؟؟
عفاف(عدلت حجابها في محاولة لتضبط أعصابها):- أنا أعيش في هناء يا أخي معتز عائلة زوجي يعاملونني كابنة لهم وليس كزوجة ابنهم
معتز:- جيد طالما كذلك لما تزعجينني بزياراتكِ المتكررة بين الفينة والأخرى لقد خيرتكِ آخر مرة كلمتكِ فيها ما بيني وبينهم وقد اخترتهم إذن لا تملكين أخا بعد اليوم
عفاف:- لما تفعل ذلك يا معتز بينما أنت من يجب عليه أن يحثني على الصبر وعلى البقاء في مكاني الصحيح
معتز(وضع الفنجان بعصبية):- مكانكِ الصحيح ؟؟؟ هه يا أختي كان يجب عليكِ أن تطلبي الطلاق من يومها ولكنكِ رفضتِ أن تسمعي كلامي وبقيتِ معلقة في ذلك البيت متزوجة وبدون زوج بل أصبحتِ خادمة لهم لا أستبعد ذلك حتى
عفاف(بوجع بمعنى أنني لو لجأت لك كنت ستعاملني كأميرة أنت وزوجتك ههه واهم أنت يا أخي فهناك أشعر بأنني كيان له وجوده أما معك فأنت دوما تحسسني وكأنني لا مرئية زيادة على كاهلك لا أكثر ولا أقل):- مع احترامي لك يا أخي معتز أهل زوجي لا يعاملونني بذلك السوء الذي تتخيله لو حدث عكس ذلك لما وجدتني قد صبرت ببيتهم طوال هذه السنوات
معتز:- وكأنكِ لا تملكين بيتا لتلجئي إليه
عفاف(نظرت له ولزوجته بسخرية دفينة):- وكأنك كنت ستجعلني أهنأ بتلك الحياة المزعومة عموما أنا لم أشأ أن تعيش ابنتي بعيدا عن أهل أبيها ومنزله فهم أحق بها منكم
معتز(انتفض بغضب):- طالما كذلك فلا تهدري وقتي ووقتكِ واقبعي بينهم حتى تتهاوى الأيام منكِ وتشيبين لأن سنين الورد الخاصة بكِ قد ولَّت
عفاف(بألم من كلام أخيها الجارح نهضت):- يا خسارة كم أحزن عندما لا تتفهمني يا أخي الوحيد ، لو مرة تضع نفسك مكاني لفهمت ما معنى أن تضحي من أجل من تحب وبالنسبة لهذا البيت سيظل بيت أبي فنصيبي به لا يزال قائما إن كنت هذا ما تخشى مطالبتي به
خلود:- له له يا عفاف ما كنا ننتظر منكِ أن تتفوهي بمثل هذا الكلام ،، عار عليكِ أن تفسري كلام أخيكِ وخوفه عليكِ بهذا السوء
عفاف(وكأنني أكذب عليكما):- هه لا بأس لقد تعودت في كل زيارة أزورها لكم أن أسمع مثل هذا الكلام وفي كل مرة سوف أكرر نفس جملتي ، أنا ببيت زوجي معززة مكرمة وسأبقى كذلك لحين عودته
معتز(استشاط غضبا):- عودته ههه لا تحلمي كثيرا فالسجن لا يزال متمسكا به لسنوات مديدة
عفاف(ببكاء لم تستطع كتمه):- نهاااااااااااااال … يا نهااااااال دعينا نغادر
معتز(جلس بأريحية):- خذي الباب في يدكِ أختي العزيزة
نهال(مرت به كالنار وهي تركض تجاه أمها):- أنا أكره المجيء إلى بيتكم وستكون هذه آخر مرة تروننا بها فنحن لا نفخر بكم كأسرة ..
عفاف:- نهاااااااااال اخرسي و لا تقللي أدبك
خلود:- ليس عجيبا أن تتفوهي بمثل هذه الكلمات وأن تكوني قليلة أدب فماذا سينتج من بيت كله مجر…
عفاف(أوقفتها بحزم):- خلووووود يكفي ..نحن ذاهبتان ..
أكرم(برفض لكل ما يحدث):- سأرافقكِ يا عمتي
معتز:- إبقى مكانك فلترحل هي وابنتها كما جاءت وإياكِ أن تعودي لي مرة أخرى باكية سأذكركِ حينها أنني كنت على حق في موقفي تجاههم
نهال(بغضب):- دعينا نرحل ماما لا مكان لنا هناااا
عفاف(أمسكت يد ابنتها وغادرت بغبن):- هيا بنا …
نهال(بعد خروجهما):-لقد قلت لكِ أنهم لا يحبوننا متى ستقتنعين بكلامي ؟؟
عفاف(مسحت دموعها وهي تبتعد عن بيتهم):- ما حدث هنا إياكِ وأن تخبري به أحدا لا أريد أن أزعجهم خصوصا ونحن نمر بأسبوع فرح مفهوووم ؟
نهال(برفض توقفت عند جانب الزقاق):- كنتِ دعيني أؤنبهم لا أسمح أبدا بمن يبكي أمي حتى لو كان خالي شخصيا
عفاف(ابتسمت وهي تمسح على شعر ابنتها):- كبرتِ يا فراشتي وأصبحتِ تدافعين عن أمك
نهال(بحزن عانقتها):- يا ليتني كنت أعرف طريقا لأبي لكنتُ أخبرته عن زوجته المحبة التي لا تزال تنتظره على أعتاب الأمل
عفاف(اهتز وجدانها من جملتها):- نهااال
نهال(نظرت إليها بحنان):- لقد تعلمت منكِ ما معنى أن أسامح وأحب بإخلاص ، أعلم أن والدي قد أبعدته الأقدار عنا رغم أن الجميع يتكتم على السبب الحقيقي وراء سجنه لكن لا بأس طالما أرى السماح في عينيكِ والانتظار هذا يكفيني كي أحب بابا
عفاف(رق قلبها وغمرتها بحنان):- آه يا نهال آه ..كلامكِ هذا قد جعلني أنسى كل أوجاع الدنياااا يا حبيبتي ربي ما يحرمني منك هيا دعينا نعود لبيتنا الحبيب
نهال(ببسمة):- هههه حسن ..

ذلك اليوم أيضا توجه زياد لعمله كالمعتاد وكم كانت خطاه ثقيلة خشية أن يلتقي بتلك العيون الزرقاء ويلمس الحزن الذي تسبب به فيهما ، لكنه فوجئ بعدم حضورها وبتسجيل غياب لها عبر اتصال شخصي قام به والدها ، هنا تشنجت معظم أطرافه هلعا عليها من أن تكون مصابة بمكروه ، ولذلك طلب وقتا مستقطعا من دوامه وركب سيارته متجها صوب بيتها الذي ما إن وصله بعد مدة حتى خفتت حماسته ..
زياد:- تت الآن إن فتح والدها بما سأجيبه وما سبب حضوري ؟؟ آه يا قلبي زمن معاناتك قد أعلن الخضوع تت ففف
رن الجرس وهو مترددا وبعد عدة لحظات فتح له وجه بشوش يبعث الطمأنينة للقلوب
عبد المالك:- آه زياد كنت أتوقع مجيئك … مرحبا يا بني تفضل
زياد(بتوتر):- أعتذر لحضوري دون سابق إنذار ولكن ..
عبد المالك(ربت على كتفه ببسمة حزينة):- أعلم سبب زيارتك .. فلذلك تفضل علينا أن نتحدث
زياد(نظر إليه عميقا وهو يدلف معه تجاه غرفة مكتبه بينما عيناه تبحثان في أرجاء المنزل عن شقرائه):- هل كوثر بخير ؟
عبد المالك(فتح له باب المكتب):- أدخل يا زياد .. دعنا نتبادل أطراف الحديث كأصدقاء لقد روت لي كوثر ما حدث ليلة أمس بالتفصيل
زياد(بقلق جلس على الكرسي):- أستطيع أن أفسر لك الموضوع يا عمي عبد المالك ثم إن كوثر لم تسمع كلامي للأخير و
عبد المالك(جلس محله على المكتب ونظر إليه بعمق):- اسمعني جيدا يا زياد ، ابنتي كوثر غالية علي هي أساس حياتي إن لم تكن الشمعة التي تضيء طريقي ، لقد عانيت كثيرا في تربيتها بسبب أمها التي هجرتنا منذ زمن بعيد وهذا ما أثر في قلب كوثر وجعلها تخلق حصنا منيعا له ولا تدع مخلوقا يقربه ، إنما على غفلة منها تسلل شخص واستطاع الوصول لحجرة مملكتها الخاصة وجعل قلبها ينبض ولكن مع الأسف حين آمنت أنها من الممكن أن تنال قسطا من الحب صدمتها أنت بخبر خطبتك … لقد خذلتها يا زياد
زياد(حب ؟؟؟؟؟ يعني كوثر أخيرا شعرت بمشاعري وبادلتني إياها لا لا يا زياد لن تفقدها بعد أن لفتت انتباهها لك وجعلتها تحبك):- عمي عبد المالك أنا معك في خطئي الذي ارتكبته ما كان علي أن أخفي عنكم خبرا كهذا ولكن لي كل الحق في التكتم عنه إن كنت غير مقتنعا به ،من الآخر يا عمي أنا أحب ابنتك كوثر وأطلب يدها للزوااااج
كوثر(بحالة مريضة ومنظر مشعث):- وأنا لا أقبل بك فغادر بيتي ولا تأتي إليه
عبد المالك(لاحظ النظرة الملتهبة بينهما حينها وآثر أن يتدخل):- كوثر .. عيب أن تطردي ضيوفي يا ابنتي وعيب أن تتنصتي على محادثتنا أنا وزياد ، يمكنكِ أن تعودي لفراشكِ الآن لا زلتِ مريضة
زياد(ابتلع ريقه وقلبه يهفو إليها):- هل لي أن أتجرأ وأطلب عدة دقائق لمحادثها ؟
عبد المالك(نظر إليها وهي تهز رأسها نفيا):- طيب سأترككما لوهلة ..
كوثر(بعد ذهاب أبيها اقتربت للداخل):- ماذا أردت أن تضيف بعد كذبة أخرى ؟؟
زياد(انتبه لانتفاخ عينيها المحمرتين من شدة البكاء):- هل بكيتني ؟
كوثر(اهتزت مشاعرها إذ لم تتوقع أن يفاجئها بمثل هذا السؤال):- يستحيل أن أبكيك لأنك لا تعني لي شيئا فلا تتوهم
زياد(اقترب منها قليلا):- ولكنكِ حزينة ما يعني أنكِ أيضا تكنين لي نفس المشاعر أنتِ ت..
كوثر(هدرت فيه وكأنما كانت تنتظر هذا الانفجار):- أجل أحببتك لأنني غبية أحببتك وتعلقت بشخص كاذب مثلك ما كان علي أن أدعك تتسلل لقلبي بطريقة أو بأخرى لكن لا تقلق أبدا علي فحتى لو دخلت قلبي دون رغبتي سأخرجك منه عبرها
زياد(تأوه من جملتها وحز في نفسه الانكسار الذي يغزو ملامحها ، كيف تاه عن مشاعرها كيف كيف؟؟؟):- يا شراب الكوثر لا تقتلي قلبي لقد أحببتكِ قبل أن أعرف ما معنى الحب فارحميني
كوثر(انفجرت باكية ورمت بوجهها بين يديها في حركة طفولية عفوية):- ابتعد يا زياد يكفي لا تعذبني أكثر فهذا ليس عدلا ليس عدلا بعد أن آمنت بك تغدر بي بهذه الطريقة
زياد(اقترب خطوة أكثر وهز فكها بحركة يده دون أن يلمسها):- أنظري إلي … أنظري لعيناي يا كوثري
كوثر(انتفض قلبها بالعشق الذي استشعرت طعمه لأول مرة في حياتها أمامه):- زيااااد … هذا لن يفلح أنت خاطب وأنا فتاة مكسورة الخاطر ، فيكفي عذابا أنا ليس لي نصيب في الحب كنت أدري ذلك
زياد(حاول أن يخفف عنها لكن كيف سيخفف إن كان هو بنفسه مجروح):- دعيني أدخلكِ لحياتي يا كوثر … تزوجيني
رفعت رأسها إليه أبهذه السرعة تتحقق الأحلام وتتلاشى ؟؟؟ لم تجبه بل هربت لغرفتها تاركة إياه وهو متخبط في نفسه ومشاعره الحائرة دون أن يصل لجواب ، لكن حتى وإن رفضته فهي معها حق كيف سترتبط به وهو خاطب وعليه قرر أن يحسم الأمر وينهيه من جذوره ساعتها فقط سيكون أهلا لهذا الطلب ولهذا الحب الذي جعل شبح بسمة يرتسم على جانب شفتيه ..

في روما
كان يجلس في المطعم يرتشف من فنجان قهوته بهدوء فبعد وجبة الغذاء المتوترة بينه وبين ابن عمه ، قرر أن يستفرد بنفسه ريثما يأتي المساء ويحين موعد الحفلة العالمية التي ستحييها ميرا وهي نفسها التي كادت أن تعتذر منها سالفا إنما لارتباطاتها مع وسائل الإعلام والدعاية وكذا الجهات الراعية لهذا الاحتفال لم تستطع التملص ، وكانت ستندم لو اعتذرت عنها فلقد لازمت حفلة الرؤساء التي دعيت إليها في آخر لحظة وحرصت على إحيائها فقط لأن شهاب سيكون بها ، وطبعا كل هذه الترتيبات قد تمت من خلف الكواليس والليلة هي تستعد لتحيي حفلا جمهوريا ضخما سيأتي من أجلها هي فقط لتلهب المسرح والأجوااااء .. قاطعه حضور رقية لذلك التزم السكون لحظتها ..
رقية(جلست بغبن):- لما رفضت الأمر ؟؟ شهاب كان بغرفتي يشكو لي منك
وائل(سحب نفسا عميقا والتفت إليها):- أليس عارا أن يخرب حفلة ميرنا من أجل ميرا ؟
رقية:- وما شأنك أنت به هو أدرى بنفسه وبتصرفاته
وائل(باحتدام):- لا أبدا فميرنا مقربة منا وتعني لنا الكثير لذا من واجبنا أن نساندها وهي تستحق احتفالا بسيطا بعيد ميلادها وقد تم التخطيط لذلك فلم يريد تغيير الخطة وتأجيله ليوم غد ؟؟
رقية:- آه يا وائل أنت تكبر الأمور فقط لقد أخبر ميرنا وهي وافقت بهدوء أساسا رفضت أدنى احتفال بعيد ميلادها ولكننا أصرينا عليها وسوينا ذلك .
وائل(مص شفتيه بخفة):- طبعا ستوافق لأنها مجبرة على ذلك فشهاب له طرق مختلفة في الإقناع متأكد بأنه قام باستفزازها أو ابتزازها فهذا ما لا يخفى عنه
رقية(عقدت حاجبيها):- كل شيء مفهوم بالنسبة لي لكن ما لا أستوعبه هو حنقك بشأن موضوع تافه لا يستحق كل هذه العصبية
وائل(التقط أنفاسه المحتدمة وفتح انعقاد حاجبيه بتنبه):- ربما انفعلت أكثر من اللازم ولكن هذا لا يمنع أنني لا زلت على موقفي
رقية(شبكت يديها فوق الطاولة وهي تنظر لعمق عينيه):- واااائل ؟؟
وائل(واضعا يده على فكه وبشرود):- أسمعك
رقية(باهتمام):- ماذا تعني لك ميرنا ؟
شهاب(أتى على الجملة ونظر إليه باستغراب):- ماذا تعني لك ميرنا ؟؟ ههه هههههه
وائل(ابتلع ريقه ونظر إليهما واستقام):- ماذا ستعني ؟؟ تت أستغفر الله
شهاب(سحب كرسيا وجلس أمامه أيضا):- لالا لن ترحل أنا مهتم وأريد أن أسمع جوابك مع رقية حتى لو كنت لا أعلم سبب السؤال
رقية(بتوتر):- يعني ما سيكون سببه يا روحي لقد كنت أتناقش مع وائل عن الموضوع نفسه
شهاب:- آه موضوع النقاش المحتدم والذي انتهى بصفق بابه في وجهي
وائل(بعصبية):- لأنك أناني لا تفكر إلا بنفسك وبغرائزك لو كنت تحس قليلا فقط كنت تركت الخطة كما هي ..
رقية:- أجل يا شهاب لقد اتفقنا على مفاجأة ميرنا بمناسبة عيد ميلادها هذه الليلة بعد حفلة ميرا مباشرة ولكنك قلبت الخطط ولم نفهم بعد سبب ذلك
شهاب(مسح على شعره بهدوء وأخذ يراوغ بدعابة):- لا يوجد سبب معين يعني ميرنا تستحق ليلة خاصة بها وبما أننا قد التزمنا بحفلة ميرا ارتأيت أن نؤجلها وهي لم تعارض على الفكرة وحدكما من صنع من الحبة قبة
وائل:- النقاش معك عقيييييم لذلك أنسحب
شهاب:- أرجو ألا تسمم عقل ميرنا بأفكارك النتنة تلك ولعلمك الاحتفال قائم هذه الليلة
وائل(توقف):- ما يعني ؟
شهاب(اتكأ بأريحية على الكرسي):- يعني أن حفلة ميرنا ستبدأ مباشرة بعد انتهاء حفلة ميرا
رقية:- واووووو حفلتين بنفس الليلة
شهاب:- هذا ما خططت له منذ البداية لكن الجاموس صديقكِ لم يتح لي فرصة الشرح حتى
رقية(بتفكير):- أهاااااااه يعني أردت أن توهمنا بالعكس وتقوم بمفاجأة الكل لكنك غفلت على أن ميرنا تعلم بها وتنتظرها هي الأخرى وأننا مشتركون معك بالتحضيراااات لها
شهاب(بمتعة):- تقريبا هكذااا ولم تسر خطتي كما يجب كانت فكرة حولها صديقكِ لقضية وطنية لا تحتمل التأجيل هههه ..عموما حضري نفسكِ وأغراضكِ لأننا سنتوجه غدا باكرا لمنزل جبلي سنقضي اليوم هناك وسنقوم بالصيد يعني سنودع روما بما يليق ههه
رقية(صفقت بحرارة):- يا الله الآن فقط سأقول عنها رحلة من الآن سأجهز نفسي هههه
شهاب:-آه يا ويلي منك أنتِ لو شئتِ لجعلتِ حياتكِ كلها رحلات استجمام لا تنسي يا حلوتي أننا بعد غد سنعود لشركتنا وأعمالنا وروتيننا ووووو
رقية(نهضت):- لا عليك طالما سنستمتع فلا تذكرني بما ينتظرني هنااااك أراكما لاحقا ههه وائل(وضع يده على جنبه لا يعرف هل يفرح أم يحزن):- لا تحسبا حسابي سوف لن آتي
شهاب(نهض من محله ووقف أمامه):- ولماذا ؟
وائل(حرك شفتيه بلا مبالاة):- هكذااا بدون أسباب
شهاب(صغر فيه عينيه وربت على كتفه):- بل ستأتي يا حبيبي فميرنا لن ترضى بعدم حضورك وسترفض الذهاب لذلك أنت تذكِرتُها التي جعلتها توافق على عرضي هههه
وائل(بامتعاض من استغلال ابن عمه):- أووووف أنت لا تعقل
شهاب(حرك له حاجبيه بغرور وصفق بيد رقية):- المصالح تتصالح يا ابن العم هه
بشعور مقيت انسحب من أمامه أقله ليتنشق بعض الهواء فكل ما كان يملكه برئتيه قد تضخم بسبب العصبية التي زرعها فيه شهاب ، كيف يفكر هل يعاني حقا من انفصام في الشخصية ؟ فليلة أمس كاد أن ينطق بتبجيله لعشق ميرا واليوم يخطط ويصدمه بمفاجأة عيد ميلاد ميرنا آآآه الجنون بعينه، لكن كل هذه المتاهة سببها شخص واحد وهي ميرنا هي التي يجب عليها أن تحسم الأمور وتريحه من هذا الصراع …. لم يرها منذ ليلة أمس أو بالأحرى بعد حلمه الغريب الذي قلب كيانه كليا ، فأي شخص محله سيذوب جراء ذلك الحلم وفي آن الوقت سوف يقلق لأن نهايته قلبت لكابوس مع شهاب.. مسح على فكه وهو يصعد بالمصعد صوب غرفته فهو بحاجة لقسط من الراحة هذا هو الحل الأمثل كي يشحن طاقته للاصطدام بعينيها هذه الليلة التي تعني للجميع الشيء الكثير .. كانت هي أيضا قابعة بين زوايا غرفتها تكتب في دفتر يومياتها بشرود بينما تناظر أمامها ريشة الشبح الغريب الذي أرق مضجعها بحضوره المريب البارحة فلولا قدوم وائل لما استطاعت أن تغفو من الخوف ، والذي لم تشعر برحيله حتى استيقظت هذا الصباح واكتشفت عدم وجوده فاستغربت فكرة بقائه فذلك هو الأصح وهذا ما جعلها تنظر له نظرة أمان مطلقة ، زارتها رقية وشهاب كلا على حدة رقية طلبت منها النزول من أجل زيارة منتجعات الفندق ولكن ميرنا تحججت بسبب التعب أما شهاب فقد بلغها بتأجيل حفلة عيد ميلادها المزعومة رغم أنها رفضتها بشتى الوسائل إلا أنه استعمل إضافة جديدة وهي أن وائل بنفسه يسهر على الحفلة .. الله الله وأنا التي أتساءل كيف أقنعنهاااا فعلا خطير ذلك الشهاب
ميرنا(أغلقت بسرعة دفترها بعد أن وضعت الريشة الخشبية بصدره ووضعته بحقيبة ملابسها ثم همت بالنهوض):- نعم قاااادمة لحظة فقط …
العامل(بعد أن فتحت له الباب):- آنسة ميرنا الراجي هذا الطرد قد وصلكِ قبل قليل أرجو أن توقعي لي هنا
ميرنا(نظرت خلفه باستغراب للعلبة الضخمة المغلفة بغلاف الهدايا والتي كانت فوق عربة متحركة):- ممن هذه ؟؟
العامل(قدم لها الاستمارة من أجل التوقيع):- هذه خصوصيات آنستي المرجو أن توقعي لي هنا وتتفضلي باستلام الطرد
ميرنا(حركت شفتيها بعدم فهم ووقعت له):- تمام أدخلها للغرفة
العامل(قام بدفع العربة لداخل غرفتها وحمل العلبة ووضعها على طاولة الأكل هناك ثم هم بالمغادرة):- عمتِ مساء سينيورا ..
نظرت مليا للعلبة بعد مغادرة العامل وتقدمت تجاهها وفتحت شريط الهدايا المعقود على شكل وردة فوقها ثم أزالت غلاف الهدايا ، وظهرت علبة كرتونية كبيرة مغلقة ففتحت غطاءها ووجدت أمامها كتلا من ريش حمام أبيض .. فتشت بينه بيديها فأخرجت منه فستانا حد الركب في اللون الزهري الفاتح وتشكيلته السفلية كلها على هيأة ريش ناعم بينما كان متدلي من يديه ثوب ريش أيضا إضافة لدونتيل مشبك يغطي جزئا من الظهر المكشوف ، أما في الصدر والخصر كان بثوب مختلف ناعم الملمس ، انبهرت بالفستان وبتصميمه الجميل وضعته على السرير وراحت تبحث بالعلبة عن أي ورقة تدل على صاحب الهدية لكن لم تجد شيئا يدل على هويته ..
ميرنا:- ترى ممن هي هذه الهدية ؟ اممم ما أروعه من فستان إنه مبهر هل أرتديه الليلة أم أكتفي بفستان البارحة ؟؟؟؟
راحت تتساءل وتتساءل وتتساءل حتى استقرت على قرار مجنون وها هي ذي بعد سويعات بسيطة تقف أمام مرآتها تناظر نفسها كانت مثل الحمامة بذلك الفستان الذي كان ملتصقا عليها كأنه قد صمم من أجلها .. شعرها جمعته بتصفيفة خلابة تمثلت في رفعه للأعلى بمشبك وتركه منفردا على كلا الجانبين إضافة لخصلاته الأمامية المتدلية بأريحية ، لم تنسى وضع لمسة المايكاب التي أتممت سحرها الذي تناسب مع روما وأجوائها ،، أمسكت بحقيبتها التي وضعت بها أغراضها الشخصية وتعطرت ثم خرجت متجهة صوب غرفة رقية …
رقية(كانت تتحدث عبر الهاتف وهي تلبس حذائها بيد وبيدها الأخرى تمسك به):- يا عمة نعمة لما تشغلين بالكِ بأمور لا تستحق سوى مرور الكرام ، قلت لكِ حين عودتي سوف أتدبر الأمر فلا تقلقي
نعمة:- آه يا صغيرتي حتى برحلتكِ ستفكرين بي ، استمتعي بوقتكِ حبيبتي وحين عودتك سنفكر بطريقة مثلى لحل هذه الإشكالية
رقية:- دعيهم يفعلون ما يريدون أنتِ تملكين فريق محاماة بأكمله فلا تقلقي بشأن تلك القطعة الأرضية حين عودتي سأجعلهم يطلبون اللطيف لأنهم أزعجوا محبوبتي المدللة
نعمة:- هههه ماشي ماشي هيا لن أعطلكِ يا روحي بلغي سلامي لوائل
رقية(سمعت طرق الباب):- يوصل يا كبد روحك ههه سلاموووز يا موز
ميرنا(فتح الباب على آخر كلمة):- أنا الموووز هههه
رقية(أقفلت الخط ورحبت بها):- لالا أنتِ اللوز المقشر بعينه .. تعالي تعالي يا لعينة أين كنتِ تخبئين هذا الفستان ما أجمله عليكِ يا ميرناااا
ميرنا(دارت دورة حول نفسها):- صحيح هل ناسبني ؟
رقية(منبهرة به):- لم يناسبكِ وفقط بل كأنه قطعة منكِ واووو ذوقكِ مبهر
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر):-ههه يعني
رقية(بتنبه):- لحظة لحظة سآتي بحقيبتي ولننطلق للاحتفال الليلة سنبهر آل رشوان بمعنى الكلمة هههه
ميرنا(ابتلعت ريقها من جملتها وبابتسامة خافتة):- هيا إذن ..
تعطرت رقية وأضافت سترة لفستانها الفضي القصير وعدلت شعرها المفرود فوقه وتأبطت ذراع ميرنا ثم غادرتا صوب الأسفل ، حيث ينتظرهما كل من شهاب ووائل من أجل الانطلاق صوب حفلة ميرااا المزعومة..

"أن تختلط أشِعة الشمسِ بنور القمرِ فهذا مُتوقع ، لكِن أن تُصبحَ الماثلة أمامهُ نصفُ شمسٍ ونصف قمر هنااااا يجبُ وضعُ علامات تعجُب واستفهام إلى ما لا نهاية ، فلم يعُد للأبجديَّة سُلطة لشرحِ الانبهار الحاصِل هناك / بالمختصر أزمَة نظر .. "
وائل(فتح فاهه وهو يحاول ضبط الكرنفال الذي انتفض بوجده فور رؤيتها):- واوووو ..
شهاب(رفع حاجبيه مبهورا بها):- ميرناااا ..
رقية(بإعجاب):- هاااه أرأيتما السحر الروماني حين يتجلى
وائل(لم يزح عينيه من عليها ولم ينطق بحرف):- ….لارد
ميرنا(بتوتر نظرت لهما):-يكفي يا رقية لا تحرجيني أكثر
شهاب(حرك رأسه ليصدق أكثر ما يراه أمام ناظريه):- أنتِ مختلفة جدااا هذا الفستان ناسبكِ حقاااا أذهلتني
ميرنا(بصعوبة رفعت عينيها لتبحث عن مستقرهما خلف شهاب):- هل نذهب ؟ ربما تأخرنا
رقية(أمسكت يد وائل):- سنتأخر يا عمري إن تركنا هذين على سجيتهما سيتسمران هنا كتماثيل الإغريق ههههه
ميرنا(ضحكت وهي تبتلع ريقها مقاومة أسر نظرات وائل):- هه
شهاب(رفع يده لتتأبطها ميرنا):- هيا جميلتي
ميرنا(بأسى واعتذار لوائل الذي أدار وجهه وتقدم مع رقية):- هيا بنا ..
ما كان يعزيه هي قلادة الشمس التي لم تزحها من عنقها وهذا ما أعطاه يقينا أن الأمور ربما ستنتهي كما يأمل هذه الليلة ، جذب أنفاسا عميقة من آبار قلبه الدفينة لعله يهدأ من روع سحرها الفتاك ، استقل كل من وائل ورقية سيارة خاصة وكذا شهاب وميرنا سيارة مشابهة لها بناء على طلب الفندق .. وانطلق الجميع صوب المكان الذي فور وصولهم إليه صدموا بالكمِّ الهائل من الناس والجماهير المتنوعة واللافتات المكتوب عليها وي لوفيو ميرا منتشرة بكل مكان أما صورها وتعبيرات محبة الجمهور كانت لا تعد ولا تحصى ، وهذا ما شكل له حيرة من ردة فعلهم إذ تذمر من ذلك الوضع لو كان بوسعه لاستفرد بها لنفسه ، أو ليست هذه قمة الأنانية ؟؟ ظل متحسرا ولم ينزل من سيارته بينما نزل وائل ورقية وميرنا ..
وائل:- ألن تنزل ؟
شهاب(نظر لعامل السيارات الذي هم لأخذ السيارة منه للمرأب):- ها أنذا
أقفل سترته الرمادية وتقدم خلفهم بينما خطاه تعيده للخلف هو لا يريد أن يراها ومن ناحية أخرى يشتهي النظر إليها وفي آن الوقت عيناه تتفحصان ميرنا بنظرة غريبة لم يفقه فيها شيئا ، بعكس وائل الذي وصل بجانبها وسط الجماهير المتجمهرة
ميرنا(تكره الازدحام):- أفف أفف ألا يوجد طريقة أخرى تجعلني أصل دون هذا العناء
وائل(سمعها وزاد من سرعته حتى وصل قبلها):- هاتِ يدكِ
لم ينتظرها حتى تشاور عقلها بل أمسك بيدها ونظر للأمام وأخذ يصنع طريقا لها بين الناس المتنوعة بينما هي كانت تناظر هيأته وابتسامته الودودة للجمهور حين كان يبتسم لهم من أجل مرور سهل ، كان بطقم مختلف هذه المرة قميص ذو مكعبات رمادية في درجات مختلفة وسترة بنية وبنطلون بني كم كان وسيما بها حتى استغنائه عن ربطة عنقه قد غيرت من ملامحه الوسيمة ، تنهدت ولم تشعر بنفسها إلا وقد تعثرت في سيرها فوجدته متأهبا وقد أسندها بيده كي تتمهل ، هنا ضربت الأضواء الملونة في وجههما وزادت من شحنة التوتر بينهما أكثر فأكثر .. وصل الجميع بمشقة وعناء لمحلهم أمام المنصة تماما وقد وزع على الحاضرين دون استثناء مصابيح ملونة في مختلف الأحجام والألوان وتسلموا هم أيضا نصيبا منها ..
رقية(بحماس تتغنى بموسيقى العازفين الرومانيون ريثما تصعد ميرا):- الجو جمييييييل هنا يااااي أنا متحمسة جداااا
ميرنا(بصوت عال):- أممم أممم جميل جدااا
وائل(تنهد عميقا ونظر لشهاب الذي كان في عالم آخر):- ما بك أنت لست على ما يرام ؟
شهاب(فتح زر قميصه الثاني وفكر أزرار سترته):- ولا شيء أنتظر فقط
وائل:- أعلم أنه صعب عليك مثل هذه اللقاءات ولم نكن مجبرين على حضورها لولا إصرار البنات
شهاب(البنات هااااه وأنا كنت على رأسهم):- لا بأس كان يجب التقاط صورة دعائية لنا بهذا الحفل لأن ذلك مهم بالنسبة لنا يعني أخبار المشاهير وغيره
وائل(حرك رأسه وقد استوقفه وشم ميرنا الذي ظهر جليا أمامه من خلف شبكة الفستان الذي ترتديه):- فعلا الأمر مهم ….مهم لدرجة أنك تنسى نفسك وأنت تنساق خلفه نحو مروج الأماني مبتعدا عن لفحات الواقع بكل اقتنااااع
شهاب(تنبه لحديثه وعقد حاجبيه):- ما هو هذاااا ؟ ماذا تقول أنا لا أسمعك جيداااا
وائل(انتبه لنفسه ونظر إليه):-أقصد الأخبار الحصرية أجل هذاااا هو …آخخخ يا وائل
ميرنا(كانت تسترق النظر إليه وهي تتنهد بتعب):- أففف
رقية:- ما بكِ يا بنت أرى أنكِ لا تتحملين مثل هذه الأمكنة جيد أنكِ لستِ صحفية ميدانية وإلا لكنتِ استقلتِ منذ زمن
ميرنا:- هه حقا كذلك ، إنما أكره الانتظار أريد أن يبدأ الحفل لينتهي بسرعة
رقية(أخرجت هاتفها لتصور):- ههه دعيني ألتقط صورا لديكور المسرح الإغريقي وأبعثه لإياد خسارة لو كان معنا لاستمتعنا أكثر
ميرنا(إيااااد):- تمام حبيبتي
شهاب(وضع يده بجيبه وأخرج هاتفه الذي كان يرن):- أوووه كيف سأسمع أنا في هذا الضجيج .. ويل سوف أغيب قليلا ثم أعود
وائل:- أوك لكن لا تتأخر
شهاب(نظر للرقم المتصل فتشتت عقله وهو منسحب):- طيب طيب …..
ميرنا(انتبهت لذهاب شهاب ولفت وجهها تناظر خلفها كمية الجمهور الصاخب والذي ينتظر بلهفة وشوق ظهور ميرا):- يا لشعبيتكِ يا ميرا ههه لو يعلمون أنكِ أختي كيف كانت ستكون ردة فعلهم تت ..أحتاج لرؤيتها الآن قبل أن تصعد للمنصة
غفلت عن نظرة وائل وعن اندماج رقية في التقاط الصور وانسحبت هي الأخرى مبتعدة عن الجماهير ومتجهة خلف الكواليس …
وائل(استدار لحظتها):- أين هي ميرنا ؟؟
رقية(تذكرتها والتفتت جانبها):- كانت هنا منذ لحظة
وائل(بحث بعينيه بقرب المكان):- إبقي حيث أنتِ سأبحث عنها وأعود
رقية(تابعت أشغالها):- أوك ..
انطلق هو الآخر للبحث عنها في حين كانت هي تسأل العاملين عن غرفة ميرا الخاصة لحين دلوها عليها ووجدت الباب مفتوحا بينما الحركة فيه على قدم وساق ، دلفت إليها ووجدت باتريك يفتح علب الإكسسوارات بينما هنادي تهتم بحذاء ميرا اللامع وعاملات أخريات يهتمون بالبقية ولا أثر لميرا ، لالا مهلا هناك خلف حائط التبديل القصير توجد حركة هناك فتاة بعدة الخياطة تساعد ميرا في تعديل ثوبها …
ميرنا(تنحنحت بخفوت):- مرحبا …
نطقت بكلمة واحدة جعلت الجميع يتوقف عن أداء وظيفته وينظرون إليها بحيرة ، ابتلعت ميرا ريقها وخرجت من خلف الحائط القصير بفستان شفاف في اللون الأزرق السماوي ومرصع بالأحجار التي أضافت رونقا لهيأتها كان بكمين يصلان للمرفقين بينما مفتوح من شق الصدر ومتدلي على الكتفين وخلف ظهره عار يصل حتى الخصر وينساب على جسمها حتى الأسفل بينما كان مفتوحا من جهة القدم اليسرى حتى الفخذ ، أما شعرها فقد كان بتسريحة مناسبة اختارتها بنفسها من الكاطالوك الخاص ، وقد قام باتريك بإخفاء كل الرضوض من المناطق التي تظهر بالماكياج الخاص فاختفت بالمرة .. انتبهت لميرنا لا بل تفاجأت بحضورها وأشارت بيدها للجميع كي يخرج
ميرا:- دعوني معها قليلا
باتريك:- سيدة ميرا الوقت يمضي لديكِ دقائق معدودة وستعتلين المسرح
ميرا:- أعلم ذلك وميرنا لن تعطلني .. هيا انسحبوووا جميعا
ميرنا(كتفت يديها بعد ذهابهم واقتربت منها):- أردت أن أراكِ قبل خروجكِ للملأ
ميرا:- نعم هل تحتاجين شيئا مني كعيدية بمناسبة عيد ميلادك أو هدية ؟؟؟
ميرنا(بهزل):- هدية ههه ربما حقا كنت أنتظرها منكِ سابقا لكن مؤخرا فقدت الأمل
ميرا(شردت بجملة أختها):- أساسا أعياد الميلاد مهزلة كبرى مليئة بالنفاق والكذب والمجاملات الواهية لذلك أرحتِ نفسكِ منها
ميرنا:- لو كان الأمر بيدي لاستغنيت عنها ، لكن شهاب والبقية يصرون على الاحتفال بهذه المناسبة لما لا تنضمين إلينا أنتِ أيضا سوف نحتفل بملهى الفندق ..
ميرا(امتعضت من الخبر):- وما شأني بكم أنا احتفلوا أو احترقوا ابتعدوا عن مداري فقط وموتوا في بعض
ميرنا(لم تهتز منها شعرة وتقدمت إليها بحرص):- في وقت مضى كانت الهدايا بالنسبة لكِ ذات قيمة ولا تزال قابعة على منضدة في جناح قصرك داخل صندوق صغير الحجم ملفوفة بغطاء أحمر تتحدى الزمن وما يليه
ميرا(عقدت حاجبيها وفتحت عينيها بهلع):- كيف تفتشين بأغراضي من أعطاكِ الحق بذلك حتى ؟
ميرنا(ابتسمت بتلاعب):- ربما أفعالكِ هي التي أجبرتني على البحث عن أي دليل يوصلني إليكِ يوم اختفيتِ رفقة شهاب
ميرا(تذكرت وكزت أسنانها):- مع ذلك هذه آخر مرة أسمح لكِ فيها أن تقربي أغراضي الشخصية
ميرنا(اقتربت منها خطوة):- لما لا تزالين تحتفظين بتلك الخردة البالية ؟
ميرا(لأنها أجمل ذكرى لي منكِ في خضم كل السواد الذي يحيط بوجودكِ في قلبي):- لا شأن لكِ … والآن لدي حفلة بانتظاري غادري لو سمحتِ
ميرنا(حركت جذعها للمغادرة):- فكري بعرضي يمكنكِ الانضمام لنا
ميرا:- لا أحتاج لذلك يا روحي فقط امرحي وحدكِ فلا مزاج لي للقاءاتكم المملة
ميرنا(وصلت للباب وفتحته):- غني لي " يوم ابتسم القمر " سأعتبرها هدية عيد ميلادي
ميرا(ارتدَّت ذبذبات حنين في قلبها لهذه الأغنية القديمة وأبعدت نظرها عن ميرنا كي لا تظهر بمظهر الشاردة):- همممم …
فور ذهاب ميرنا عادت الحركة في الغرفة كما كانت ولكن بتغيير بسيط وهو أن ميرا جذبت ذراع هنادي على جنب
ميرا(بتفكير عميق):- هنادي أحتاج لتغيير في ترتيب الوصلات التي سأغنيها
هنادي(جحظت بعينيها بجزع):- كييييييييييف ولكننا رتبنا كل شيء مع الموسيقيين يا سيدتي ماذا تريدين أن تفعلي ؟
ميرا(بابتسامة):- أخلقي أي شيء أحتاج لافتتاحية مغايرة افعلي ذلك بسرعة يا هنادي أنا بحاجة لذلك أعلم أنكِ تستطعين تدبر الأمر فقومي به على الفور ..
هنادي(بقلة حيلة):- بأمركِ يا سيدتي يعني ماذا عساي أقول هممم لحظة فقط
توجهت هنادي صوب المنصة لتغير ما يترتب تغييرا بينما جلست ميرا على الكرسي بأريحية في حين كان باتريك يلبسها إكسسواراتها المتناسبة مع الفستان ..
وائل(وجدها بالرواق والتقط أنفاسه بارتياح):- أين كنتِ ؟؟؟
ميرنا(بتلعثم):- كنت .. في الحمامات
وائل(وأنا الذي اعتقدت أنكِ ذهبتِ للقاء شهاب بعيدا تت تبا لأفكاري):- طيب دعينا نعود للمسرح هيا
نظرت إليه بامتنان إنه لا ينفك يقلق عليها ، يريدها صوب عينه طوال الوقت وإن غابت للحظات يهب للبحث عنها ذلك الشعور يغذي مشاعر عشقها الذي لا يزال في خانة الانتظار ، رافقته عودة لمكانهما فوجدت أن شهاب قد عاد وكان مبتسما هو ورقية يتمازحان حول شيء مجهول ، فوصلا إليهما ووقفا في مواضع مختلفة شهاب رقية ميرنا وائل وأمامهم المنصة التي تقدمت وسطها المقدمة الخاصة وقامت بتحية الجمهور والترحيب بعد لحظات بسيطة بظهور محبوبة الجماهير الفنانة ميرا ، ها هي ذي مثل النجمة تعتلي المنصة تحت هتاف الجمهور فعلا لقد خلقت لتكون ملكة المسرح دون منازع ، قامت بتحية الجمهور بينما عيناها تبتسمان بحثا عنهم لحين وجدتهم فابتسمت بإشراق لهم ، ابتسامة كانت كفيلة لوضع شهاب في بوتقة الحيرة مما تفعله به بينما شكلت استغرابا لوائل ولا شيء بالنسبة لرقية أما ميرنا فقد بادتلها نفسها وهي تنظر إليها بتحدي لا تفقهه سواهما ..
ميرا(رفعت يدها لتحيي الجمهور):- جمهوري الحبيب مساؤكم سعيييد(هتاف وتصفير ونداء باسمها) أحييكم وأحيي شعب رومااااا وكل الأشخاص الذين تكبدوا العناء لحضور حفلتي أقول أهلا بكم وأتمنى أن تستمتعوا بباقتنا المختارة من ألبومي الجديد …(تصفيقات حارة)
رقية(بحماس):- ياااااي أخيرا ستبدأ الفرجة
قبل أن تبدأ ميرا بالغناء وتحت ظل همساتها وتحيتها للجمهور نظرت ميرنا جانبيا للافتة غريبة مكتوب عليها"شكرا لأنكِ ارتديتِه" ، عقدت حاجبيها وهي تطالع صاحب اللافتة لكن دون فائدة كان بعيدا جدا عن مدارها ، فجأة انفجرت بوالين معلقة في جوانب السور الحجري المحيط بالمسرح وتطاير ريش أبيض ناعم عم المسرح بفعل الرياح الأوتوماتيكية التي أطلقها جنود الخفاء والتي ساعدت على وصولها لفئات كثيرة من الحاضرين خلقت جوا مذهلا بمعنى الكلمة في ذلك المكان إضافة للمصابيح الضوئية الهائلة التي كان يعبر بها الجمهور بتمايلهم بها بحماس وجنووو ، بهذا المشهد اكتملت الروعة إذ شهق الجميع من تلك الافتتاحية الملوكية والتي تليق حقا بميرا التي قاطعت اندهاشهم بتلك الحركة الفنية بصوتها الحنون ، عادت ميرنا لتنظر في اتجاه صاحب اللافتة ولم تجد شيئا وما جعلها تنسى كل شيء هي صدمتها إذ فاجأتها ميرا حين ابتدأت بنفس الأغنية التي طلبتها منها وضربت بقوانين التحضيرات بعيدا عن مدارها واستحضرت أغنية من الزمن الجميل لكي تغنيها لأختها ، رغم أنه لم يوجد شيء يحثها على تلبية رغبة ميرنا إلا أنها أرادت أيضا أن تمنحها القليل من وهن الماضي عبر أغنية كانت متأكدة أنها ستسرب ذكريات بمختلف أنواعها بالنسبة لميرنا لأنها غنتها لها سابقا في أحد أعياد ميلادها
~ قبل عدة سنوات ~
في بيت الراجي الذي كان يعج بالأفراد الذين كان جزء منهم بالمطبخ يحاولون تزيين آخر الحلويات ووضعها بالصالون الذي كان به النصف الآخر منهم ، كانت نور وطارق ينفخون البالونات ويعلقونها بينما كان حكيم يرتب أثاث الجلسة ودعاء تساعده في التنسيق ، أما سمر فقد كانت تضع يدا على جنبها وتتأمر عليهم كالمديرة
سمر:- ههه حكيم كف عن العبث ستعود ميرنا من مدرستها بعد قليل لذا دعنا ننهي هذا الترتيب قبل عودة والدي معها
دعاء:- أوووف أووف هذا ظلم لما هي الوحيدة التي تحظى بعيد ميلاد وأنا لا أنا أكبر منها
نور:- هوهوووه وكأنكِ بنت الحسن والدلال ماذا عنا نحن ألا يحق لنا التذمر أيضا ؟
طارق:- كفا عن اللغو وساعدانا بالنفخ نفسنا قد انقطع
حكيم:- هاتِ عنك أكمل ترتيب الكراسي رفقة دعاء .. ويا حبيبتي نحن نعد عيد ميلاد لميرنا هذه السنة لأننا كنا سنفقدها بهذه الصيفية وحري بنا أن نحتفل
دعاء:- طيب سأضيع أنا أيضا وأرى إن كنتم ستحتفلون بي أم أنه مجرد كلام يا أخي
حكيم(ترك البالون ومسح على شعرها):- لما تنكرين نحن نشتري لكِ هدايا كل عيد ميلاد خفية عنهم وهذا شيء يعد جميلا لكِ هااااه
دعاء:- لا أريد فقط هدايا أريد احتفالا مثل ميرناااا لا شأن لي
حكيم:- طيب سنرى حين يحين موعده ما قد يجد والآن كفي عن التدلل كالأطفال وكوني ذات نفع يا فتاة
دعاء(ابتسمت):- حاضر
مديحة(خرجت بصينية المخبوزات):- سمر عدلي محلا لهذه الصينية ريثما أساعد أمكِ في تزيين قالب الحلوى لم يعد هنالك وقت
سمر:- اوفف ماشي يا خالتي سأجهزه
بعد مضي وقت وجيز كان يجلس سليم على الكنبة وبجنبه ميرنا التي كانت مبتسمة وهي تحتفل بعيد ميلادها ، كان الجميع ملتفين حوله بصالون البيت ويتناولون كل ما لذ وطاب مما حضروه ومن العصائر المختلفة أنواعها ، وحين حان وقت تقطيع قالب الحلوى كان على ميرنا أن تنفخ في الشمع ..
حكيم(همس في أذنها):- تمني أمنية
ميرنا(نظرت إليه بابتسامة بريئة):- طيب
دعاء:- دعيني أنفخ معكِ أرجوكِ ميرنا
سليم:- ابتعدي عنهااااااا ودعيها تنفخ لوحدهاااا هيا تحركي
حكيم(بمودة):- دعها يا عمي هي أيضا تتمنى أمنية رفقة ميرنا
سليم(حدجه بشر):- قلت لا ألا تفهمووووووووون ؟؟؟
صرخته بعثت الرعب فيهم ولذلك تدخلت مديحة وجذبت دعاء لحجرها بينما استقامت عواطف باعتذار ورافقت ميرنا وهي تنفخ في الشموع ، صفقوا لها وحان وقت تقديم الهدايا
سليم(أخرج سلسالا فضيا متدليا بصفيحة مكتوب عليها آية الكرسي وألبسها إياها):- هذه لأميرتي الصغيرة لا تنزعيها من عنقكِ مطلقا ستحرسكِ من الشرور
سمر(لم تشعر إلا وقد سخرت بصوت عالي):- ههه
سليم(نظر إليها بنظرة قاتلة):- هل لديكِ ما تقدمينه لأختكِ أم تفلحين فقط في السخرية ؟
سمر(رفعت حاجبها ونظرت تجاه ميرنا):- لا أملك شيئا غير صوتي سأغني لها أغنيتها المفضلة وهذه ستكون هديتي
سليم(بهزل أخذ يتابع إلباس ميرنا السلسال):- غناء غناء ألم أنهكِ على هذه اللعنة ؟؟؟
ميرنا(نظرت لحزن ميرا):- أنا أريد بابا دعها تغني لي بمناسبة عيد ميلادي
سليم(نظر مليا لميرنا وأومأ برأسه):- طيب غني … لنرى
سمر(أخذت نفسا عميقا في محلها وشبكت يديها وهي تنظر لابتسامة حكيم ونور ثم ميرنا التي كانت متحمسة لسماعها):- طيب …
هممم .. حِينَ ينبضُ قلبُ الليل بخفقاتِ التمني
حينَ تمضِي رُكبُ الشُّجُون وتختفِي المآسِي
نُصاحبُ نجمَ السُّكون نُراوغُ الألم مع تَباشِيرِ المساء ..
في غمرَةِ الحرمانِ القاسِي نُداري أحزاننا
لعلَّ غُبن الأمسِ يمضي ويهدينا الغد فرحًا لا ينجلي ..
كم كُنا نتوق لتلوين السَّماء لكي يُشرقَ صُبحُ الأمل
بعد ليلةٍ مديدة راقصنا فيها الحُلم بينَ الغُيوم
على نغمِ الانتظار السَّحيق
هُناك حيثُ ذُبنا ونسينا الهُموم
هُناكَ حيثُ عشنا بدُون هوية
هناكَ حيثُ لمسنا هُدوء العُمر
يومَ عانقنا أذرُع الرَّغبات
يوم ابتسمَ القمر ……
ميرنا(بدموع تساقطت على وجنتيها تابعت بشرود غناء ميرا):- يومَ ابتسمَ القمر
تحت تصفيقات الجماهير الذين تفاعلوا مع الأغنية وانسابوا مع موسيقاها الناعمة ومعاني الأغنية القوية ، والتي أثرت في قلوبهم وكانت افتتاحية لن تنسى لا لهم ولا لميرنا التي مسحت دموعها وهي تنظر بعمق تجاه عيني ميرا التي بادلتها نفس النظرة ونفس الدموع وبدورها التفتت للموسيقيين ومسحت دمعها كي لا تظهر متأثرة أمام الجمهور ، لحظة لحظتين وانتقلت من تلك الأغنية لريتم سريع في أغنية أخرى بتنسيق مع الفرقة الموسيقية وبها أشعلت الأجواء والحماس في قلوب كل حاضر هناك …
وائل(أعطاها منديله دون أن يلتفت إليها):- أنتِ سريعة البكاء والتأثر ..
ميرنا(وجدت المنديل في وقته المناسب):- كانت تلك أغنيتي المفضلة
وائل(نظر إلى عيونها المتلأئلة بجانبه ، آه يا وهم قلبي آه):- حسن حسن لا تبكي لم البكاااااء الآن
ميرنا(بغبن):- لقد تذكرت آخر مرة سمعت فيها هذه الأغنية في الماضي كنا جميعا مع بعضنا وفي السنة الموالية انقلبت حياتنا كلها رأسا على عقب اختفى الجميع من حولي وبقيت وحيدة
وائل(نظر حوله الكل مشغول بميرا والموسيقى الصادحة في الأكوان):- طيب أرجوكِ لا تبكي لا أقوى على رؤية دموعكِ يا ميرنا ، ثم ها نحن سنخلق ذكرى جديدة اليوم فافرحي
ميرنا(بتفكير في كلامه ، يعني سيكون ميلادي هذا رفقتك يا وائل):- معك حق ..
وائل(ابتسم لبسمتها الشاردة):- هكذا ابتسمي يا شمس لياليَّ الطويلة ..
ميرنا(سمعته بشكل واضح فارتعشت من جملته ونظرت إليه بضعف):- واااائل
وائل(أغمض عينيه واقترب منها):- وافيني بعد دقائق وراء السور الحجري للمسرح
ميرنا(فزعت من جملته الغير متوقعة فشعرت بحرارة قد تجمعت في وجنتيها من فرط الخجل):- يا ويل ويلي أنااااا …
تبعته أجل تبعته فهذا هو جنون العشق حين لا يعترف بقوانين ولا بقواعد ولا بزمان ولا بمكان ولا حتى بمنطق ، فقد تناست وجود شهاب الذي كان بدوره غائبا مع تلك الجامحة فوق المسرح ونسيت رقية التي كانت هي الأخرى تنقل الخبر وتتراسل مع إياد ونسيت أمر ميرا التي كانت تلهب الأفئدة بغنائها ، ولحقت بوائلها الذي سرقها من عالم الوجود إلى حيث اللاوجود ، وصلت خلف السور الحجري وأضواء المسرح تصل إليه بشكل ضئيل لذا كان الظلام يخيم قليلا على المكان ، أخذت تبحث عنه هناك حتى وجدته واقفا عند حجرة هناك ينظر للبعيد .. سحبت نفسا عميقا وسارت بخطاها تجاه حلمها وحبها وقلبها ونبضها ويقينها التام بأن ذلك الكيان هو العشق بعينه ..
ميرنا(آواه من عطرك):- وائل
وائل(فتح عينيه على صوتها العذب واستدار إليها بعينين تبرقان بالوله):- ميرنااا
ميرنا(صعدت على الحجرة العالية بمساعدته وبقي كلاهما عليها وسط ذلك السكون):- أنت تسرقني دوما لتريني مثل هذا الجمال ، من الآن فصاعدا سأسميك الباحث عن الأماكن الجميلة
وائل(بابتسامة):- جمالها يكتمل فقط حين تحضرين ..
ميرنا(يا لكلامه الساحر إن كل كلمة منه تجعلني أرتعش كيف سأمسك نفسي):- هممم
وائل(لمحها وهي تمسح خلف عنقها وعادت ومسحت على ذراعيها):- هل بردتِ ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):- تتت الجو جميل
وائل(أزال سترته):- من الواضح أنكِ ستشاركينني بسترتي لم تعد ملكا لي أنا فقط
ميرنا(استدارت إليه وهو يلبسها إياها برقته المعهودة):- ليتني أملك فيك كل شيء ..
وائل(تسمرت حركته عند كتفيها لما كان يحاول جمع سترته على يديها كي لا تبرد):- هاااه
ميرنا(نظرت إليه بنداء وبشغف وبجنون):- وائل
وائل(أحنى حاجبيه وهو يتأمل روعتها وهي بذلك القرب):- هاااا يا ميرنااا أسمعكِ
ميرنا(اقتربت منه خطوة وأنفاسه القريبة تفعل بها العجائب):- بيننا حديث يجب أن يكتمل
وائل(تنهد عميقا فمضخة صدره تتراقص بداخله من هول ما يحدث):- أجل .. وسنكمله الآن
أخذ صدرها يعلو ويهبط بأنفاس مختنقة وبدون تفكير وضعت يدها على صدره ، في حين جذبها إليها معتمدا على سترته وكم كان منظرهما قاتل تلك اللحظة ، مسح على شعرها الناعم بلطف بينما لم تستطع مقاومة جنونها حين حلمت بتقبيله ذات يوم بينما راوده هو أيضا حلمه المجنون بها ليلة أمس … تبادلا نظرة عميقة لم يستطيعا بعدها كتم تلك الأشواق التي تآكلت وجدانهما معا وعليه وضع يده على فكها وقربها منه أكثر فانسابت بين يديه كريش النعام وغابت معه في عمق المكان الذي توشح بهما كشاهدين على عشق آلهة الإغريق كملكين من زمن الحب الجميل ..
وائل(دفعها إليه بقوة):- ميرنااااا …
ميرنا(بشغف ولهفة ذابت مع أحاسيسه الملتهبة وأغمضت عينيها لتستسيغ سحر الأجواء معه):- أعشق نفسي حين أكون معك
وائل(ابتلع ريقه واقترب بشفتيه من شفتيها ليعترف لأول مرة لها وله وللكون أجمع بأنه يهواها):- وأنا أعشقكِ لأنكِ معي
بعد ذلك الاعتراف الصريح لم يقاوم ولم تقاوم ، استمرا في النظر لبعضهما بعضا في حديثهما الصامت المعتاد والذي تضاعف وهو يترجم عشقهما الصادح ، لم يطيلا الحديث لأن الفعل أكر جموحا منه بل نظرا لشفتي بعضهما وترجما ذلك الشعور في قبلة جامحة عنيفة التقت فيها الشفتان وتضاعف فيها العشق بجسمهما كله ، سقطت سترته على الأرض ومن اهتم فقد أمسكها بيده من خصرها بينما يده الأخرى كانت خلف رأسها يدفعها إلى شفتيه بقبضة تعني أنكِ بمملكتي ولن يسرقكِ مني أحد … يداها متمسكة بقميصه التحتي كأنها تحتمي به تناديه ترجوه ألا يوقف تلك القبلة الهادرررررررة ..
ابتعدا عن بعضهما بعضا ولم يحررها من يده ولم تبتعد هي بيديها بل بقيا على وضعهما إنما وهما ينظران لبعضهما بعضاااا
وائل(بصوت دافئ):- عليكِ أن تحسمي الأمر فلقد نبهتكِ سابقا أنني رجل لا أقبل الأنصاف
ميرنا(تتطلع إلى قدرها في عمق عينيه):- أنا أعلم بمن تكون … عرفت وهربت وأنكرت ولكنني لم أستطع كتمان الأمر والسخرية من نفسي ..
رفعت الدونتيل من على ذراعها وجعلته يرى ندبتها وفتحت زر قميصه ثم رفعت كمه بنفسها دون أن تزيح عينها من عينه
ميرنا:- أجزم أنني سأجد هنا ندبة تشبه ندبتي ..أنت قدري يا واااائل كنت لي منذ البداية
نظر معها لندبة يده التي كانت شبيهة بندبتها وبغبن العشاق نظر إليها بشغف ولهفة وضمها لصدره في غمرة حنان وعشق ودفء .. ارتاحت في حضنه كما لم ترتح في حياتها وهو بدوره وجد في عناقها ما يعزي سنين الفقد التي استشعرها في بعادها ، لم يكترث لابن عمه ولا لصلته بها ولا بمبادئه وقواعده بل قرر وببساطة أن يكون ولأول مرة في حياته ومن أجل حياته أن يكون أنانيا …
قاطع لحظتهم الرومانسية رنين هاتف وائل حين بعثت له رقية برسالة نصية تخبره أنه حان وقت الرحيل لإكمال الاحتفال بالفندق ..
وائل(أعاد الهاتف لجيبه وأمسك يد ميرنا وقبلها):- علينا أن نعود وسنواجه سوية قدرنا يا حبيبتي
ميرنا(ارتعشت من تلك الكلمة وقلبها يكاد يخرج من محله):-واووو لكم انتظرها
وائل(ربت على شعرها بحنان):- لطالما كنتِ كذلك لكن الظروف التي جمعتنا صعبة جدا ، أنا أرفض أن نعيش قصتنا في ظهر الغيب ولذلك سوف أصارح شهاب بها في أقرب فرصة
ميرنا(بتنبه استرسلت):- لالا لا تخبر أحدااا
وائل(ترك يدها ونظر إليها بعدم فهم):- لماذا ؟؟ هل تنوين التستر على مشاعرنا يا ميرنا ؟
ميرنا(تمسكت بذراعه):- لالا تفهمني خطأ إنما ليس الآن يعني دعنا نمهد الأمر له أولا ، بحكم أنه لا يزال يأمل أنني سأعود إليه ومن هذا القبيل
وائل(بعصبية مسح على جبينه وهو يزفر باختناق):- ما كان عليكِ أن تعديه بشيء .. لستِ مجبرة على شيء يا ميرنا وأنا معك
ميرنا(كمشت يدها):- بلى كان يلزمني طريقة لأبعده فيها عن أختي لقد هددني أنه سيؤذيها من جديد كما فعل المرة السابقة إن لم أوافق على عودتي له
وائل(بصدمة):- ماذا قلتِ هددكِ؟؟
ميرنا(مطت شفتيها):- ولكنني تجاوزت التهديد وأظنني قد شرحت له موقفي جيدا وبأن قربي منه ليس بداعي الحب أو غيره بل من أجل أن أغفر لهما ما مضى وأستطيع أن أكمل طريقي ، لقد أرهقتني خيانتهما بما فيه الكفاية خلال السنتين الماضيتين ، يعني وجدت سبيلا يجعلني أبقى بالقرب دون وعود
وائل(هز رأسه هازئا):- مع ذلك لا يزال الأمل قائما يا ميرنا لا يزال يتمنى عودتكِ له ، وتطلبين مني أن أخفي مشاعري لماااااذااا ؟؟
ميرنا(انتفضت من عصبيته تلك):- لا تنزعج يا وائل أنا معي كل الحق في طلبي هذا لأنني أنا التي لها الحق في إفشاء هذا الأمر والتصريح به فأنا من كنت خطيبته وحبيبته ذات يوم
وائل(أغمض عينيه ورفع يده لها):- لا تذكري تلك الجملة أمامي مجددا
ميرنا(حركت رأسها وهي تتأسف من غيرته تلك إضافة للشعور الجميل الذي سرح بقلبها وقتها):- هل تغار من ذكرى ماضية ؟
وائل(فتح عينيه على وسعهما وأمسكها بين يديه من جديد بحركة آسرة):- لأنكِ تخصين وائل
ميرنا(برقت عيناها وهي مستسلمة لأسره):- وأنا لغير وائل لن أكووون ..
تأوه بشدة وهو يعتصرها بين يديه وكاد أن يقبل وجنتها لولا رنين الهاتف الذي عبر عن اتصال تلك اللحظة وليس مجرد رسالة نصية ..
رقية:- أين أنتما لقد اختفى الجميع من أمامي حتى شهاب فور انتهاء وصلات غناء ميرا اختفى ألم نتفق على الذهاب بعد انتهاء الحفلة ما الذي يحدث ؟
وائل(كان يبعد الهاتف عن أذنه ريثما تنهي رقية تذمرها):- ها يا رقية انتظرينا عند مدخل المسرح نحن قادمان ماشي
رقية:- أففف أنت تسخر مني طيب أنا هنااااك سأكون لا تتأخر ويلك مني ..
وائل(نزل بخفة من ذلك العلو وهو لا يزال يتحدث):- طيب طيب اصمتي يا مسجلة ..
ميرنا(وضعت يدها في يده المبسوطة لها كي يساعدها على النزول):- أستطيع النزول وحدي لا تعذب نفسك وو هئئئئئئ
تعثرت رجلها في الحجر وكادت أن تسقط … ولوووو هل كان سيسمح بذلك ههه التقطها بلمح البصر على صدره فانفتحت تسريحة شعرها لتنساب خصلاتها وتغطي وجههما ..
وائل(همس لها بخفة):- أرأيتِ أنكِ بحاجتي دومااا
ميرنا(استقامت على الأرض وهي تبتسم له):- ههه أشعر بشعور جميل يتسرب لوجداني
وائل(ابتسم لها بمودة وهما يسيران بقرب بعضهما تحت ضوء السماء اللامعة بالنجوم وأضواء المسرح الملونة التي تصلهم من بعيد):- أنا كذلك ..

انطلق الجميع عائدين للفندق وتعب وائل من كثرة الاتصال بهاتف شهاب الذي لم يجبه منذ أن اختفى في الحفلة حتى سيارته اختفت لذلك اصطحب معهما رقية ، كان كل لحظة يلتفت صوب ميرنا التي كانت تارة تبتسم وتارة تضع يدها على شفتيها بشرود فقبلته لا تزال تؤثر بها وتجعل جسمها يرتجف ارتجافا عشقيا لا مثيل له .. بعد مدة وصلوا للفندق وتسلم الحارس منهم السيارة بينما دلفت ميرنا ورقية إليه ولحق بهما وائل مباشرة بعد دخول ميرنا من بوابة الفندق انفجرت بوجهها مفرقعات ملونة انطلقت في سماء الفندق ، بينما البالونات منتشرة في كل مكان هي وخيوط الزينة التي تزين بها المكان إضافة لممر مليء بالورد مكتوب عليه ازرعي نفسكِ داخل الورد يا أم الورد هذه الجملة وجدتها مألوفة لذا التفتت لوائل الذي ابتسم لها فرحا حين أعجبتها المفاجأة التي اشترك بها الجميع من أجلها ، خرج شهاب من بوابة الملهى الجانبي وبيده مفرقعات صغيرة تطلق نجوما بمختلف الألوان ،أشار لهم لكي يتوجهوا صوبه
ميرنا(وضعت يدها على فمها بفرح):- واوووو ما كنت أتوقع كل هذا الاحتفال شكرا لكم
رقية:- أشكري هذين هما اللذين خططا واتفقا على كل هذااا .. هنيئا لكِ عزيزتي وكل عام وأنتِ بألف خير ..
ميرنا(عانقتها):- أشكركِ حبيبتي رقية
وائل:- احم لم يحن بعد وقت المباركات أدخلي لتري مفاجأتكِ التي تنتظرك
ميرنا(رمشت بعينيها ببسمة ودفعت باب الملهى من الوسط ودخلت):- ياااااا الله
كان الملهى يعج بالحضور الذين صفقوا لها بحرارة في حين كانت جدرانه كلها مكتوبة بألوان الأبيض والأحمر عيد ميلاد سعيد يا ميرنا حتى البالونات المتشكلة في أشكال متنوعة كانت تحمل نفس الأمنية إضافة لباقات الورد التي تشكلت في قلوب متناسقة وُزعت على طاولات الملهى بمختلف الأحجام ، وفي منتصف الملهى كان هناك قالب حلوى ضخم به نجوم لامعة تزيد رونق المكان الذي صدحت به موسيقى شبابية روعة ..
ميرنا(صرخت بحماس):- ياااي كل هذا روعة روعة لقد أسعدتموني وجدااا
شهاب(اقترب منها ببسمة):- هذا لا شيء بالنسبة لكِ يا ميرنا .. تعالي معي
جذبها من يدها للوسط وألقى كلمة تهنئة لها على مسامع الحضور الذين ساندوه في مباركته وتقديمه لهديته التي كانت عبارة عن علبة أنيقة بها ساعة نسائية ومفكرة يد وقلم ذهبي وعطر على الجانب ، هدية لطيفة إضافة لهدية رقية التي كانت عبارة عن عدة نسائية للتزيين والأدوات التجميلية ، وتنوعت هدايا الجميع من الحضور من تعرفهم ومن لا تعرفهم ، حتى وائل قدم لها هدية أخرى وكانت عبارة عن كتاب قيم سخر منه شهاب كثيرا لأنه كان بوسعه إحضار شيء آخر ثمين إنما ميرنا أمسكته هو دونا عن غيره بحرارة وضمته لصدرها ، إذ يكفي أنه من أقرب الناس لها حتى تحبه حتى لو أهداه هو فقط دونا عن قلادة الشمس كانت لتعشقه .. وهي هكذا تتقبل التهاني والهدايا تقدم منها آخر شخص كان متوقعا أن ينضم لهم ويحضر هدية من فوق ..
ميرا(مصت شفتيها واقتربت منها):- سنة خير عليكِ
ميرنا(ابتلعت ريقها وجابهتها):- شكرا
ميرا(نظرت لشهاب بطرف عين وارتبكت ومالت برأسها لهنادي التي كانت خلفها صحبة باتريك):- هنادي
هنادي(قدمت لها علبة):- تفضلي سيدة ميرا
ميرا(أعطت العلبة لميرنا):- يعني هي هدية عشوائية خذيها
ميرنا:- هممم كلمة جميلة منكِ كانت ستفيد ومع ذلك أشكركِ
ميرا(أزالت فروها وأعطته لباتريك):- تمام سآخذ مشروبا ريثما تطفئون الشمع يعني أ.. سأكون هناك
ميرنا(ابتسمت بخفوت):- تفضلي..
رقية:- ياااي متشوقة لمعرفة نوع هديتها
وائل:-هشش عيب يا رقية
رقية:- ما بالك لم أقل شيئا محرجا فضولي يقتلني
ميرنا(فتحت غلاف الهدية):- وفضولي أيضا يشارك فضولكِ في هذا الجرم المشهود .. دعينا نرى هممم …
رقية(فتحت عيناها بصدمة):-واووووووو ما أجملهااااا
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تطالع اسمها المنقوش بماء الذهب على برواز حجري):- أبدا لم أتوقع أن تكون بهذا الذوق
وائل:- يا لحظك ههه
شهاب(كان يتبادل نظرات معها من المحل الذي انتقته لتجلس ولم يتمالك نفسه أكثر):- أ.. دعونا نطفئ الشمع لكي نرقص قليلا هيا هيااا
وضعت ميرنا الهدايا على الطاولة وتوجهت معه ومع الجميع صوب قالب الحلوى وتجمهر حولها الكل إلا ميرا ووائل فنادت ميرنا عليه ثم اقترب بتثاقل في خطواته فقد كان يحلم بالاحتفال بهذه المناسبة معها لوحدهما ولكن تشاء الظروف ، ثم نادت ميرا التي رفضت الحضور لكن توجه ميرنا إليها جعلها توافق على مضض فوقفت بجانب شهاب الذي اهتز من عطرها وكينونتها القاتلة ..نظرت ميرنا لميرا بنظرة قديمة أعادتهما معا لسنين سحقية مرت عليهما وإيماءة ميرا جعلتها تبتسم وتتابع مراسيم الاحتفال ..
ميرنا(وقفت أمام قالب الحلوى والشموع):- أحتاج مساعدتكم يا جماعة لن أستطيع إطفاء كل هذا الشمع لوحدي ههههه
رقية(ضحكت هي والكل):-نحن معكِ لا تقلقي ههه
وائل(بجانبها الآخر):- لا تنسي الأمنية
ميرنا(نظرت له بعمق ستكون أنت الأمنية):- حاضر …
أغمضت عينيها وغاصت وسط أفكارها وقد كانت تحمل بقلبها أمنيتها وأماني الجميع ، فلقد شاركتها ميرا اللحظة حين نظرت لشهاب والذي بادلها نظرة شغف متأججة، وكذا وائل الذي تمنى أن يجعلها من نصيبه بدئا من تلك الليلة قرر أن يقاتل من أجل محبوبته فهي له قبل أن تكون لأحد …./ مخطئ !!
حكيم(اقترب منها من الجانب الآخر وهمس في أذنها قبل أن تفتح عيناها):- تمني أمنية
ابتسمت بدفء وحنين لنفس الجملة التي سمعتها في صغرها وبدون إدراك نفخت في الشمع أمامها بمشاركة الجميع وفتحت عينيها ونظرت جانبها وهي تبتسم بحرارة
ميرنا:- لقد تمنيت ههه هئئ .. أ…
رقية(كانت جانبها):- جيد يا روحي ربي يحققلك كل أمانيكِ ومرادك
ميرنا(باستغراب):- هل كنتِ هنا قبل قليل ؟
رقية:- أجل يا ميرنا ما بالكِ ههه أظن أن مجهود النفخ في الشمع قد أثر عليكِ
وائل(أمسك بقطعة من قالب الحلوى قطعها بنفسه):- هيا يا ملكة الليلة تفضلي أول قطعة حلوى من قالبكِ الخاص
انشغلت عن فكرتها التي راودتها بتواجد شخص ما بجانبها عدا رقية لذا أمسكت من وائل الصحن وأكلت منه في جو مرح وجعلته ورقية يأكلان منه أيضا تحت مزاح هذه الأخيرة وتعليقاتها الممتعة ، في حين كانت ميرا قد عادت محلها ولحق بها شهاب ..
شهاب(انحنى على رأسها وعيناه تتفحصان المكان حوله):- أريد أن أكلمكِ بموضوع فور انتهاء حفلة ميرنا
ميرا(رفعت حاجبها فيه):- وماذا تريد ؟
شهاب:- نمردتكِ الجديدة هذه لا تليق بكِ عزيزتي كلانا يعلم ما يكمن خلف قناع الوداعة هذا
ميرا:- ولوو هل اكتشفت هذا من تساؤل بسيط مني ؟
شهاب(عيناهااااا بحر غرقت فيهماااا ورحمني الله):- لا تربكيني بكلماتكِ المبطنة قلت بعد الحفل سنتحدث ونقطة انتهى
ميرا(ببسمة مثيرة):- حاضر ..
شهاب(نفض نفسه بغضب):- عدنا للخضووووووووع هففف ..
مقدم الملهى أمسك مكبر الصوت وجلب انتباه الكل ..
المقدم:- نحن نحتفل الليلة بميلاد غاليتنا ميرنا ونتمنى لها عيد ميلاد سعيد ، لدي هنا طلب خاص من أحد الضيوف يدعو فيها أميرتنا لرقصة على ضوء الشموع .. فهل توافق ضيفتنا ؟
وائل(بعدم فهم نظر إليها وهي التي اعتقدته هو):- ماذا يحدث ؟
ميرنا(باستغراب):- لا أدري …
المقدم:- لو سمحتِ آنسة ميرنا .. تقدمي وسط المرقص قليلا رجاء منكِ
وائل(تضخم صدره برفض):- إبقي محلكِ يا ميرنا
ميرنا(نظرت للجميع وهم يحفزونها على الذهاب):- لا تقلق سأرى ما يحدث وأعود
وائل(لو بإمكاني لهربت بكِ لأبعد مكان):- طيب
تقدمت بهدوء وسط المرقص ونظرت حولها فتدلت أعمدة حديدية دارت حولها بسرعة أربع ستائر ضخمة غطت وسط المرقص بمجمله وهنا انتفض وائل ليلحق بها دون أن يهتم بردة فعل شهاب الذي عقد حاجبيه وهو يراقبه … أزال الستار بعصبية ووجد نفسه معها وسط المرقص وقد صدحت موسيقى هادئة تحفز للرقص ..سُحبت الستائر فجأة وخفت الضوء هناك وسطع عليهما فقط نظر حوله ورمقه شهاب بإشارة الموافقة على مراقصتها ليعفيهما من الحرج الذي تم بناء على خطة خفية ..
وهنا تقدم تجاهها وأمسكها بلطف بين يديه وعيناه تمسكان عيناها في مرماه فقط ، تأوهت هي الأخرى مما يحدث وانسابت معه في تلك الرقصة الهادئة التي جعلت الكل يشهق ويشهد بأن للحب سلطااااان على قلوبنا ، كانا يرقصان على نغم الأحلام ورقة الأنسام كل شيء فيهما يصرخ باسم الآخر واعتراف الحب ليلتها ولد فيهما طاقات إيجابية جمة عبر عنها شعور العشق المشترك بينهما .. ملكها بين يديه وجعلها تستشعر كل ذرة إحساس يكنها لها وهي الأخرى لم تبخل بعطائها فقد كانت تبادله نفس الأحاسيس .. لم يكره لو يحل محلهما ويراقص ميرا هو الآخر يعني فقط لكي تكتمل المساواة فوائل مع ميرنا وميرا وحيدة هناك تناظره من بعيد وتتابع الأحداث بتعقل غريب يستفز جوارحه ، بصعوبة تمكن من كبح جماح رغبته وأبعد بصره ليركزه في ميرنا ووائل ولاحظ مدى انسجامهما وهنا عقد حاجبيه ..
شهاب(فور انتهاء الرقصة وانتقال الحضور للمرقص ليرقصوا على الأغنية الصاخبة الموالية):- واووو من يراكما يقسم أنكم مثل الحبيبين أليس كذلك يا رقية ؟
رقية:- صح لقد انسجمتما مع الموسيقى بشكل رهيب
ميرنا(مسحت خلف عنقها وهي تنظر برجاء لوائل كي لا يفجر القنبلة الآن):- ههههه
وائل(مسح على فكه فهو يكره الكذب وإخفاء الحقائق لكن طالما هي ترغب بذلك فلا يوجد هنالك حل بديل):- امممم
مرتِ الأجواء بعدها لحين انتهى الحفل وتفرق الجميع كل صوب غرفته الخاصة ولأن رقية بطابق مغاير فقد اتجهت باتجاه آخر بينما صعد وائل وميرنا بمصعد واحد صوب طابقهما
وائل:- كنتِ مدهشة سوف ينقلون هداياكِ لغرفتكِ بعد لحظات
ميرنا(بخجل):- استمعت كثيرا وآخر رقصة صاخبة مع رقية أنستني كل شيء ههه
وائل(اقترب منها وأمسك يدها):- وهل أنستكِ اعترافنا ؟
ميرنا(بتلعثم):- لا أبدا هذا شيء كامن بخلدي متفجر بعيناي ينساب من خلال صوتي لا يمكن نسيانه ولا غض النظر عنه
وائل(تلمس يدها بدفء):- سررت لسماع ذلك
ميرنا(وصل المصعد بهما):- وصلنااا ..
وائل(رافقها لحين غرفتها):-طيب أتمنى لكِ ليلة سعيدة وكل عام وأنتِ بخير
ميرنا(نظرت إليها مليا ورفعت نفسها لتصل إلى خده وطبعت قبلة خفيفة):- وأنتِ بخير..
قبلة لطيفة منعشة بسيطة جميلة جعلته يبتسم أروع ابتساماته وينطلق صوب غرفته مرافقا لفراشاته المتراقصة حوله ، في حين دلفت هي لغرفتها وغاصت وسط أحداث تلك الليلة تحديدا ، بينما كان هذا الذي صعد بعد مدة من المشرب يغادر المصعد مترنحا صوب غرفتها
ميرا(فتحت له الباب):- نعم ؟
شهاب(نظر إليها بنظرة شغف وسحب نفسا عميقا):- سوف تعذرينني …
قبل أن تفهم ما مغزى جملته كان قد دخل لغرفتها وأقفل الباب خلفه وأطبق على فمها بقبلة جامحة جعلتها تنسى الوجود بمجمله وتستسلم له دون شروط أو قيود ،
شهاب(بين قبلاته المتتالية لها):- ماذا تفعلين بي كيف أفقدتني صوااابي يا ميرا ؟
ميرا(منصاعة لشهوتهما):- قلت لك أنك ملكي فدعني أعلمك كيف يكون العشق معي
شهاب(نظر إليها بتعب وبدون مقاومة جذبها إليها):- أقحميني أقصى قلاع مماليكِ يا ميرااااا
ميرا(بعشق ذابت فيه وارتمت بين يديه وهو يزيل قميص نومها):- دعني مليكتك حبيبي ..
أخذ يتلمس ظهرها تحت قميص النوم الذي ترتديه والذي مزقه بيديه في حالة لهفة رهيبة تقاسمها الاثنان لحظتها وآه من ذلك الشغف المجنون حين تجلى وجعل الحرارة بينهما ترتفع لتمسح أنة التفكير بعقلهما فقد كانت هناك فكرة وحيدة تدور بفلكهما ألا وهي النيل من بعضهما بعضا ….

خرجت ميرنا من الحمام بعد أن أزالت فستانها واكتفت بمنامة خفيفة في اللون البرتقالي الخفيف وكانت تلامس شعرها بتعب لحين رن هاتفها فاستغربت الاتصال بها في ذلك الوقت المتأخر وخصوصا برقم مجهول ..
ميرنا:- ألووو
حكيم(بحنان):- ميرنااااا
ميرنا(ارتعشت من صوته):- من ؟؟
حكيم:- ملاككِ الحارس يا ميرنااا ، لقد اشتقتُكِ حبيبتي لم أستطع ألا أحتفل معكِ بعيد ميلادك هذه السنة والذي كنت أحتفي به كل سنة في بعادك ..
ميرنا(بعدم فهم وهي تتحسسه صوته المألوف):- أنت ذلك البغيض صحيح ماذا تريد مني ؟؟
حكيم(مص شفتيه وبعد صمت طوييييييل):- أريد قلبكِ !!
طرق الباب عليها فجأة فانتفضت بهلع وتابعت الحديث لكنه كان قد فصل الخط لذا تقدمت تجاه الباب بهدوء وسألت من الطارق فأجاب العامل هنا تنفست الصعداء وفتحت ، قام العامل بإدخال جميع هداياها للغرفة وتركها منفردة بها وهي تنظر بشرود لذلك الكم الهائل الذي حصدته ، أخذت تتفحصها بهدوء ولفت انتباهها علبة سوداء فتحتها بفضول ووجدت بداخلها صورتها الحديثة تلك الليلة وهي بذلك الفستان أمام المسرح ومكتوب خلف الصورة
شكرا لأنكِ ارتديتِ فستاني بتوقيع "الشبح" ^^..

يتبع

رقية سامي likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-05-16, 12:08 PM   #259

بناتي حياتي
 
الصورة الرمزية بناتي حياتي

? العضوٌ??? » 79063
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 214
?  نُقآطِيْ » بناتي حياتي is on a distinguished road
افتراضي

موووووووووفقه،،،،،،،،،

بناتي حياتي غير متواجد حالياً  
قديم 02-05-16, 01:31 PM   #260

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بجد فصل تحفة كل فصل احلي من ال قبله ودسم وممتع انا نفسي حكيم وميرنا يبقوا لبعض بس اعتقد ده صعب وصال وجاسر يا جماه ياجماله وكوثر عثل وتسلم اناملك المبدعة

modyblue غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.