آخر 10 مشاركات
لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-16, 12:24 AM   #401

منى فاضل

? العضوٌ??? » 358746
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 130
?  نُقآطِيْ » منى فاضل is on a distinguished road
Icon26


عودا محمودا منتظرين على نار



منى فاضل غير متواجد حالياً  
قديم 31-07-16, 11:32 PM   #402

زهراء5
 
الصورة الرمزية زهراء5

? العضوٌ??? » 373104
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » زهراء5 is on a distinguished road
افتراضي

كيفك نسرينا
منتظرين الروايه ����
����


زهراء5 غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-16, 12:44 AM   #403

سندوسة
 
الصورة الرمزية سندوسة

? العضوٌ??? » 370588
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » سندوسة is on a distinguished road
Icon26

منتظرين الفصل الجديد بفارغ الصبر

سندوسة غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-16, 02:03 PM   #404

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

عذرا للتأخير يا بنات إليكم الفصل 18 ننمنى يعجبكم

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-08-16, 02:04 PM   #405

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 18

إياد(بتذمر):- والله علي أن أوظف أحدا ليتكلف بفتح الباب للزائرين ، فاليوم لم يهجع رنينه حتى الخالة سوسن زارتني صدقا اليوم يوم الزيارات العالمية .. يكفي يكفي أنا قااادم لحظة
فتح الباب وهو حانق على الشخص الزائر أيا كانت هويته ، لكن حنقه تبدد حين لمح زائره الغير متوقع بالمرة ، وبادله نفس النظراتِ الغريبة بمعنى ما الذي أتى بك ….؟؟؟
إياد(باستغراب):- واااائل رشواااان !! … ما سر هذه الزيارة ؟
وائل(تنهد بعمق وبنظرة حائرة):- أحتاج للحديث معك والموضوع مهم .. إنها ميرنا
للحقيقة هو معذور لأن اسما خماسيا بسيطا كاسم ميرنا قادر على خلق الرعب في القلوب وجلا على صاحبته المجنونة التي لا تحسب حسابا للعواقب ولا للمخاطر التي ترمي نفسها بها من كل حدب وصوب وتحت أي ظرف كان…
اندهش إياد من زيارة وائل وزاد اندهاشه أكثر حينما علم بماهية الموضوع أو لنقل عنوانه الرئيسي الذي كان كفيلا بالاحتباس الرئوي في وجْد إياد ..
وائل(جلس مقابله على الكنبة وأخذ يفرك يديه بقلق):- لقد علمت بأمر القضية منها الليلة ، لا أصدق أنني ضبطت نفسي كي لا أجرحها .. إياد يجب على ميرنا أن تبتعد نهائيا وكليا عن هذه القضية ودون جدال
إياد(مسح على فكه):- أنت ترعبني عليها بقلقك الغريب هذا يا وائل ، إهدأ قليلا يا رجل
وائل(برفض زوره):- كيف تريدني أن أهدأ بعد الذي سمعته منها ، إنها لا تنفك تعد وتتوعد بالقصاص من شيء يدعى بخليفة إبليس !
إياد(ابتلع ريقه وهز رأسه نفيا):- حتى وإن كان الأمر كذلك ، نحن نعلم بخلفية الفهد البري وما هو بقادر على فعله كي يمنع أي أحد من الوصول إليه وخصوصا نحن ، لقد كنا على مقربة منه وفي كل مرة يحدث شيء يجعل الأمور تعود للوراء ويصبح الفشل محيطا بنا … لذلك فالقضية مهمة بالنسبة لنا يا وائل صعب أن يتنازل عنها أحدنا وبالذات ميرنا فحتى أنا الذي أصِبت بسببهم لن أسمح في ثأري منهم وأقتص
وائل(بنفاذ صبر):- طيب أنت ولك عذرك ولكن ماذا عن ميرنا ؟؟؟
إياد:- هفف ميرنا لا تعتبرها مجرد قضية عابرة في حياتها بل أمرا مفروغا منه بل مسألة روحية تعنيها شخصيا وكأنها تريد معاقبته على ما يقترفه في حق بناتها وأخواتها وأطفالها .. ما يعني أن متابعتها لهذه القضية تحديدا أمر مسلمٌ به بالنسبة لها فكيف بالله عليك تريد إبعادها عنها ؟؟
وائل(مسح على رأسه بعذاب واستقام وهو يشير أثناء حديثه):- ميرنااااااااااا ستموت لو تابعت هذا الطريق أجزم لك بذلك ، هل تريد أن تخسرها في سبيل متابعة قضيةٍ أمْهَرُ محقق فيها لم يستطع فك ألغازها والقبض على مدبرها ؟
إياد(تنهد بارتياب):- لن أدعك تقحمني في خانة الخوف على ميرنا ، نحن في خضم هذا الأمر منذ سنين فلن تأتي الآن لتثبط عزيمتنا وائل
وائل(رفع حاجبه الأيسر بتعالي):- جميل جميل أبهرتني حقا ونعم النظرية ، طيب يا صاحب الفرضيات الواهية أتدرك مآل هذا السبيل أم تراك نسيت أنك منذ فترة بسيطة كدت تفقد حياتك؟
إياد(بتذمر):- لم أنسى الأمر ، لكن ما تطلبه مني مستحيل إنك لا تستوعب كلامي ، ميرنا مرتبطة بهذه القضية بشكل لافت لا يسعك إبعادها عنها هكذا بغير وجه حق
وائل(وضع يده جانبا وأخذ يسير جيئة وذهابا في خط مترنح):- أكاد أفقد أعصابي معك يا رجل أنا لم آتي لكي أتفاوض معك ، أنا أطلب مساعدتك وعليك أن تلبيها إن كنت تسترخص حياة ميرنا فأنا لا لأنها حياتي التي بلاها أتوه
إياد(هنا استقام بنرفزة):- لا تستهزئ بصداقتي أنا وميرنا ، أنت تشير لشيء لا يعجبني وكأنني أغامر بها أو أنني لا أبالي بحياتها ، لعلمك أنا أعرفها قبلك وعلاقتي بها متينة لدرجة لا تتصورها ، أخشى عليها أكثر من نفسي ومستحيل أن أعرضها لخطر كيفما كان الأمر وبدون حضورك هذا كنت دوما أسعى لحمايتها وإبعادها عن الصعوبات لكي لا تتأذى ، فلا تأتي الآن لتثلج صدري وتتفاخر باسم عشقك هنا
وائل(زفر بعمق):- تمام تمام بغض النظر عن بداية الحديث الذي اتخذ مسارا لا يؤدي لنتيجة ، إلا أن هذا لا يمنع أننا على وفاق في وجهات النظر ، فكلانا يهاب تعرضها للخطر صح ؟
إياد(حرك كتفيه):- أكيد …
وائل(تنهد بتعب وتابع):- طيب على أساس هذا لنتعاون مع بعضنا بعض ما رأيك ؟
إياد(تحرك صوبه وفي مواجهة أمامه):- أنت تتصرف بغرابة .. ألست معنا في نفس المسار كونك محام يدافع عن الحق ويرفض الباطل ، من المفترض أن تكون ممنونا لما تفعله ميرنا فهي مثلك لا ترضى بالظلم.. لكنني أستغرب تصرفك هذا قد لمست تذمرك فعليا وكأنك غير راض على ما نحارب من أجله ، وهذا أمر لو استشعرته ميرنا صدقني صدقني ستكون هنالك مشكلة عويصة بينكما
وائل(اقترب خطوة منه وبعيون تائهة):- الأمر ليس كذلك على الإطلاق أنا صاحب حق ولكنني قد وضعت كل مبادئي وقيمي الإنسانية على جانب وفي الجانب الآخر وضعت ميرنا ، أنا أكترث لأمرها أكثر مما تتصور وقد أتيتك فجأة طلبا في مد يد العون ، لكن يظهر لي أنك تهتم بالقضية أكثر من حياة صديقتك التي تفاخرت بعلاقتك المتينة معها قبل قليل
إياد(أشار له بتنبيه):- إن كانت غايتك وضعي في بوتقة التصور الأسطوري لعلاقتكما وتنتظر مني أن أبارك لكما هذا الجمع اللطيف فعذرا منك هذا الأمر خارج اهتماماتي ، وحتى لو وافقت على مساعدتك هل تعتقد أن ميرنا ستسمع مني وترضخ لأمر الانسحاب ؟ هه أنت مخطئ ،، ميرنا لا تستسلم أو تتنازل بسهولة
وائل(بإصرار):- نصيب لك ونصيب لي في محاولة إقناعها وإن فشلنا سوف ننسق الأمر فيما بيننا ونبعدها عن الصورة بشكل آخر ، يجب أن نقف حائلا بينها وبين هذه القضية مهما كان الثمن ومهما بلغتِ العواقب
إياد(عقد حاجبيه وبعد لحظة صمت):- هذا يعني أننا سنقوم بخداعها وائل !
وائل(هز له كتفيه بقلة حيلة):- وهل لديك حل آخر ؟
إياد(اتكأ على جنب الكنبة ونظر إليه بعمق):- لما أنت خائف عليها لهذه الدرجة رعبك هذا مؤكد له تفسير آخر لا علاقة له بالمشاعر ؟
وائل(شتت انتباهه لوهلة وعاد ليناظره):- أمر طبيعي حبيبتي متورطة في مسألة حياة أو موت ، من البديهي جدا أن أخشى عليها من رعونة الشباب وحماسهم الغير محسوب ..
إياد(صغر فيه عينيه):- وائل .. هل تعلم شيئا آخر عن هذه القضية ؟
وائل(رفع حاجبه بقلة حيلة وناظره بعمق):- أنا لست أعرف بل …(بعد صمت) افف هذه القضية تعني لي أنا أيضا وليست مقتصرة عليك وعلى ميرنا ..
إياد(بذهول):- ماذا تقصد ؟؟؟؟؟؟
وائل(زفر بعمق):- تت إياد إن هذه القضية قضيتي من البداية أنا أيضا أحاول فك ألغاز هذا الكيان .. بمعنى أنني أتابع هذه القضية منذ سنوات عديدة فلقد باتت شغلي الشاغل منذ فترة طويلة تحديدا بعد أن توفيت والدتي ..
إياد(رفع حاجبيه مندهشا):- واوو مهلك علي ،، إجلس إجلس وأخبرني كل شيء من البداية
وائل(فتح أزرار سترته وجلس بتعب):- لكن عليك أن تعدني بتقديم المساعدة
إياد(هز رأسه بدون تفكير):- أوووه … تكلم يا رجل ….
~ وائل يتذكر ~
قبل سبع سنوات تقريبا وتحديدا في شقتهم الكئيبة والمظلمة والتي يكتسحها شبح الموت بشكل يكسر الفؤاد ، الهواء هناك شبه محصور فما عادتِ الستائر تتمايل كل صباح كيفما كانت سابقا تتراقص مع نسائم النهار ، وما عادتِ الأركان تشتاق لتهوية تنعش الفؤاد وتخلق استقبالا مرحا ليوم جميل .. لقد بات كل شيء مظلما .. فالزوايا والحنايا محفوفة بالظلمة والسواد والروح التائهة هناك كسيرة الوجدان عليلة النفس مضطربة الوجود ….. بعد رحيل شمس البيت وأمن القلب بات كل شيء سوداويا يزيد من لوعة الوجدان ويزيد من عذاب الخاطر المفطور بعد فراق المحبوب ..
هديل(بملامح ذابلة طرقت باب غرفته):- وائل أخي .. لقد حضرت لك العشاء وائل أخي أنت ستخرج في نهاية المطاف لن تتركني وحيدة أناجي طيف أمِّنا ، وأرجو الله كي يسمعني صوتك من جديد يعني فكر فيني قليلا أنا الأخرى فقدتها ولست أنت فقط … يا وائل يا حبيبي اسمعني ولا تهجرني في عز حاجتي إليك أنا أشتاقك أخي .. وائل أنا أطرق الآن للمرة الألف ألن تخرج ؟ يا أخي .. (بغمغمة حزن مريرة)اهئ أنت المتبقي لي من بعدها حرام ما تفعله بي حرااااااااااام …. ياااا واااااائل
وائل(فتح الباب بملامح مظلمة ولحية نامية وعيون حمراء مغتربة):- اخلدي للنوم لا شهية لي في الأكل ..ولا تفتحي الباب لشهاب لا أريد رؤية أحد
هديل(تمسكت بذراعه وأخذت تبكي وهي تحك رأسها فيه):- لالا لا تعزل نفسك هنا ، أنا أحتاجك ضمني إليك أنا أختك لقد أوصتك أمي بي .. ألم تشتق لي مثلما أنا اشتقت لك ؟
وائل(حرك رأسه برفض):- هنا بقلبي ما عاد هنالك حب … لقد أصبح مجرد فجوة سوداء فلا تحمليني ما ليس بطاقتي هديل ، ثم اخلدي للنوم لا تزيدي من همي
هديل(بانتفاض ظلت متمسكة به):- أخي وائل … ماما لا تحبك وأنت هكذا منذ متى وأنت تترك يدي ؟ منذ متى وأنت لا تطمئن على يوميات أختك أتعلم إلى أين وصلت دراستي أو حتى كم لبثتَ وأنت منعزل في هذا المنفى تاركا إياي وحيدة بين ظلمات الفقد ؟ .. لقد مرت عدة أشهر وأنت على ذا الحال تنهض من نومك بعد منتصف الليل وتقتات على فتات الأكل وتعود لعزلتك كي تمضي ما تبقى من وقتك بين صفحات الصور واليوميات الخاصة بها .. إلى متى ستبقى على ذا الحال ؟
وائل(كان يستمع لها بعيون مغمضة وزفر بملل):- تعشَّي واخلدي للنوم
هديل(بعصبية دفعته وأخذت تصرخ):- حرام حرااااااااام ما تفعله بي ، أنا ما ذنبي لتعاقبني بهذا المآل الذي قدره الله عليها وعلينا هااه ؟
وائل(هدر فيها بنفاذ صبر):- يكفي يكفيييييي يا هديل
هديل(بغبن):- أنت لم تبرح باب هذه الغرفة من فرط حزنك إلا حينما كدنا نفقد شهاب هو الآخر ، ما ذنبه كي تجعله يقسم على ملازمة باب غرفتك دون تردد فقط كي تعدل عن جنونك وتعود إليناااااا هاااه ؟
وائل:- لم أضربه على يده كي يعسكر عند باب غرفتي ليل نهار ، ثم أنا قد أشفقت على حاله فقط ليس إلا وكان حريا بي التخلص من ثقل الذنب في صدري هذا كل ما في الأمر
هديل(بغلالة بكاء):- رائع يا وائل إذا كنت قد فتحت بابك لابن عمك الذي كاد أن يفقد نفسه لأجلك ، فهذه المرة ستفتحها بعد أن تفقدني أنا الأخرى …
وائل(بتذمر وامتعاض):- يووووووه يكفي دعيني وحدي
هديل(هزت رأسها بفشل):- حسن حسن سأدعك وحدك هيا اذهب لغرفتها وتمرغ في ثيابها وسريرها ، اسبح وسط غيوم عطرها وتناسى أمري لحين تفقدني وساعتها لن ينفعك الندم
وائل(هز يده بلا مبالاة وتوجه حقا لغرفة أمه):- يفضل أن نقفل باب هذا الحديث هنا ، تصبحين على خير
هديل(وضعت يدها على فمها وركضت باكية لغرفتها):- اهئ اهئ متى تعود لي يا أخي .. فأنا وحييييدة وحييييييدة …
لم يكن بمقدوره مواساتها فهو الآخر يحتاج لمواساة ، لكن مواساة بعيدة كل البعد عما يحيط به هو نفسه لا يدري ماهية ما هو بحاجته كل ما يعرفه أنه "فاقد ومفقود" … ولج غرفة أمه الساكنة تماما والخالية من أي نبضِ حياة ، توغل فيها ولامس سطح منضدتها بقرب المرآة ، حتى تَغلف إصبعه ببعض الغبار وارتسم على سطح الخشب أثر بسيط خلف وجعا عميقا في قلبه ، حين تذكر كيف كانت تهتم بتزيين أثاث بيتها وتقوم بتنظيفه كل مرة كي لا يجد الغبار منفذا لأغراضهم الشخصية .. تأوه حين أمسك قارورة عطرها التي لم يتبقى منها سوى القليل من فرط استخدامه لها في الفترة الأخيرة ، رش رذاذه على وجهه وهو مغمض العينين ، يريد الوصول لصوت أمه وصورتها من خلال عطرها الذي التصق بخياشيم نبضه ، "آه يا أمي" ….. قالها وهو يفتح عينيه ويبحث عنها بين زوايا الغرفة التي لطالما شملتهما في أحاديثهما المسائية في ضحكاتهما الصاخبة في أقصى أوقات أحزانهما في قراراتهما المصيرية وفي الكثير الكثير مما تتشاركه الأم وابنها ، ألقى برأسه على سريرها وأخذ يناظر السقف فوقه وعقله يسبح في تفاصيلها ملامحها بسماتها نظراتها وشعرهاااا الذي كان يتسرب من بين يديه وكان مدعاة عشقه لتلك الخصلات الرقيقة …
وائل(بصوت بائس ولوعة الفراق منثورة على منحنيات وجهه):- لما سارعتِ بالرحيل دون توديعي يا رانيتي ؟ .. لما فطرتِ قلبي بعد فراقكِ الذي جاء على غفلة بسبب عقلي الغبي … لم يكن علي الذهاب لتلك الرحلة وترككِ وحيدة هنا تصارعين أوجاعكِ .. كيف كنت بتلك الأنانية حين فكرت بالابتعاد عنكِ باحثا عن الترفيه في حين كنتِ أنتِ مغزى الوجود بالنسبة لي .. لم أكحل عينيكِ برؤيتي يا أماه أتراكِ غاضبة مني لأنني لم أكن هنا حين وافتكِ المنية ؟ …أكاد أجن يا أمي الحبيبة ولا أدري ما أنا فاعل ……
ظل يتخبط في هذه الأحاديث المغلفة بالأوجاع تلك الفترة دون أن يتعب من ترديد جمل العتاب واللوم ، لم يغمض جفنه ليلتها من فرط القهر والعصبية وأخرج كل أغراضها من الدولاب ولم يكتفي بذلك بل انحنى القرفصاء وأخذ يضرب بيده أرضية الدولاب لحين انزلقت لوحة منه وكشفت عن خلفية سرية … هنا توقف عن الحركة وعقد حاجبيه وهو يناظر بدهشة ما قد حدث ، أزال الخشبة برفق حتى ظهر تحتها صندوق صغير ذو قفل ، تفاجئ وهو يتفحصها إذ كانت أول مرة يرمق شيئا كذلك بين حاجيات أمه ، أو بالأحرى لم يكن يدرك أن هناك خلفية مخفية بالدولاب أصلا ، انتفض من هناك بسرعة وبحث في منضدتها عما يساعده على فتح ذلك القفل فوجد مبرد الأظافر الذي قام بالمهمة وفتح القفل … عثر بداخل العلبة على مغلفات وأوراق مختلفة وعدة ملفات أيضا ، استغرب بداية من ذلك الكم من الأوراق وأخذ يدقق فيها بين يديه الواحدة تلو الأخرى .. فتفاجئ بكمية المصائب والدلائل التي تدين عصابة مافيا تشرع في سرقة الأطفال من دور الأيتام وتحويل بعضهم لمجرمين والبعض الآخر يتم بيع أعضائهم في مختلف دول العالم ،، في ملف آخر وجد مستندات تدين إحدى شركات الشخصيات القابضة وجريمة قتل تمت في حق مديرها الذي كان على صلة وطيدة بتلك المافيا وقاموا بتصفيته ، بملفات أخرى وجد صور وأماكن وعناوين لعدة متورطين في عصابة الفهد البري الذي لم يوجد له لا اسم شخصي ولا صورة فقط هذا اللقب … تنهد وائل من كمية تلك الدلائل التي بين يديه والتي كانت موقعة باسم وحيد رشوان والده الذي كان محققا في تلك القضية عينها ، هنا فتح وائل عينيه على وسعهما حين ربط الخيوط ببعضها وتراكمت الصور والذكريات بعقله كومضات ضوئية وتوصل لاستنتاج مبدئي أن والده قد قتل ولم تكن وفاته بأمر طبيعي …. لملم تلك الأوراق بسرعة وأعادها للصندوق تحديدا لمكانها السري ونهض من محله مقفلا باب الغرفة بالمفتاح ووضعه بحرص شديد في جيبه
وائل(طرق باب غرفة هديل بسرعة):- هديل هدييييل ألا زلتِ مستيقظة ؟
هديل(مسحت دموعها وأبت أن ترد عليه):- هممم ..
وائل(دلف إليها مهرولا):- أختي سوف أغيب قليلا أحتاج للخروج الآن .. لا تفتحي الباب لأي مخلوق ريثما أعود مفهووووم ؟
هديل(انتفضت باستغراب):- إلى أين أنت ذاهب ؟؟ وائل الوقت متأخر لا تتركني وحدي
وائل(اقترب منها ومسح على شعرها ثم قبل جبينها):- لن أتأخر …
تركها مندهشة من تصرفه العجيب وقرار خروجه الفجائي الذي داهم عقلها بعدة تساؤلات لا إجابة لها ، ما كان عليها سوى أن تنهض من محلها وتقفل الباب عليها لحين عودة أخيها الذي انطلق بسيارته لوجهة مقصودة يبحث فيها عن أجوبة لما توصل إليه .. بعد برهة زمنية أوقف سيارته عند عتبة منزل يعتقد أن أجوبته التي يتطلع إليها ستكون بين جنباته ، ترجل من السيارة وتوجه إليه وهو مدرك للوقت المتأخر لكن لا سبيل له غير الاستفسار وإلا سيفقد صوابه من كمية الأفكار المريبة التي اقتحمت عقله ..
وائل(رن جرس البيت):- أففف أوووف ساعدني يا الله
نصر الدين(بعد عدة لحظات فتح الباب باندهاش):- وائل رشوان … خيرا يا بني هل كل شيء على ما يرام ؟
وائل(هز رأسه بقهر):- عمي نصر الدين رأسي سينفجر أحتاج لمساعدة ولا أحد سيلبي طلبي غيرك
نصر الدين(بلهفة وتوتر):- تفضل تفضل لا تقف عندك .. أدخل يا وائل
دلف خلفه للمنزل وهو يفرك يديه واتجه معه صوب غرفة مكتبه وما إن ولجها حتى أقفل نصر الدين الباب عليهما وأشار له بالجلوس ، كل هذا والحيرة مرتسمة على وجهه ارتساما
وائل(مسح يديه وبنظرة كسيرة):- أعلم أن حضوري إليك في مثل هذا الوقت المتأخر غير لائق ، لكن لولا الضرورة لما أزعجت حضرتك في هذا الليل
نصر الدين(ربت على يده وبقلق):- أخبرني يا وائل هل أنت في مشكلة ؟
وائل(زفر بتعب):- لا أعلم كيف أبدأ الموضوع
نصر الدين:- أدرك أنه بعد فقدانك لوالدتك أنت وأختك هديل أصبحتِ الأمور صعبة عليكما ، والتأقلم مع فراقها يعد شيئا أشبه بالمستحيل لكن يا ولدي هذه سنة الحياة والزمن كفيل بتطبيب الجراح ، ما عليكم سوى الصبر
وائل(بحزن):- ونعم بالله ربي يتوفاها برحمته ، إنما مقصدي إليك ليس له علاقة بأمي بل بوالدي وحيد رشوان .. كي لا أطيل عليك سأدخل في صلب الموضوع بصراحة لقد وجدت صندوقا مليئا بالمستندات والأوراق التي تدين عدة أسماء متورطة في الأعمال الغير قانونية وأحتاج لأجوبة
نصر الدين(برقت عيناه بريبة ونهض من محله فتح الباب وأطل في الممر ثم عاد بعد أن أغلقه وقد ارتسمت على وجهه ملامح الخوف):- جيد أن ابنتي في سابع نومة الآن .. وائل ولدي أنت في مقام صغيرتي والله وحده يشهد بمعزتك لدي لكن نصيحة مني ، سلمني تلك المستندات وانس أمرها بالكامل لأنك ستورط نفسك في أمر أكبر منك ومني
وائل(صغر عينيه بدون فهم):- كيف أنسى ذلك ، أنا أشك بأن والدي لم يمت في حادث كما هيئ لنا ربما قد اغتيل وصوروا لنا الأمر على أنه حادث لا جريمة قتل .. أحتاج لمعرفة هوية قاتله كي أزج به في السجن أنا لن أفرط بثأر والدي مهما حصل ..
نصر الدين:- أنت تهذي هذه مجرد أفكار سطحية ولجت عقلك وتحاول تصديقها ، لا يوجد أي محاولة اغتيال ولا غيره فكف عن هذا الهذيان
وائل:- عمي نصر الدين أنت كنت الأقرب له ، صحيح أنني عرفت بأمرك في جنازته وتعرفت عليك وقتها لكن هذا يعطيني كامل الحق في سؤالك عن هذه القضية ، إن أبي قد أفنى سنواته الأخيرة بحثا عن خيوط توصله إلى طريقة لفك ألغازها والقبض على المجرمين ، فلا تأتي الآن وتضع كل ما تكبد عناءه من غربة وعذاب وتعب من أجل إخراج هذه الفكرة من عقلي
نصر الدين(بتعب):- يا بني والدك قد أوصاني بك خيرا ، ما يعني أنني إن شعرت بأنك معرض للخطر وتركتك تفتح هذا الباب ساعتها سأكون سيئا وسأنكث بوعدي للمرحوم
وائل:- طيب ماذا لو كانت أفكاري صادقة وحقيقية ؟ ماذا لو كان قد مات غدراااااااا ؟
نصر الدين(استقام وهو يزفر بتعب):- تبقى مجرد تخمينات لا يوجد تحت يديك أي دليل
وائل(نهض من خلفه):- سأبحث عنه سألاحقهم فقط ساعدني وأرشدني لبداية الطريق ، لا تقف مكتوف الأيدي استغل وجودك بالقضاء وادعمني لأجل صديقك وروحه المنكوبة
نصر الدين:- واائل .. أخشى أنني سأخذلك لأنني لا أملك معلومات تفيدك في مسعاك هذا
وائل(التفت إليه باحتدام):-هل أنت متورط معهم لذلك لا تود مساعدتي ؟؟ هل تهابهم ؟
نصر الدين(اهتزت عيناه برفض):- يستحيل أن أسلم رقبتي لأولئك المجرمين ، بالرغم من كل تهديداتهم إلا أنني لم أتنازل ولا لحظة على محاربتهم بأقصى ما أملك ، مهنتي ك قاض تحتم علي أن أعدل بين الناس أن أحقق العدالة وأعطي لكل ذي حق حقه … كل من يتابع تلك القضية مصيره واضح يا بني هم لا يفلتون فرصة في تصفية أعدائهم ، وإن كان الدور قد مرَّ على والدك سيأتي يوم وأكون مكانه وستكون أنت أيضا إن بقيت عنيدا هكذا ..
وائل(هز يديه بعدم تصديق):- أتريدني أن أترك الساحة لهم بعد أن أيقنت منك أنهم من قاموا بحرماني منه ، لقد اغتالوه وسرقوه من حضن زوجته وأولاده أبعد ما سمعته ترغب بالانسحاب وحرق كل المستندات والدلائل التي ضحى أبي بروحه لأجلهااااااا ؟؟؟؟ أكاد لا أصدق أنك كنت قريب منه فوحيد رشوان لا يقبل بصداقة أحد إلا إذا كان يحمل معه نفس المبادئ والقيم …
نصر الدين(ربت على كتف وائل من جديد):- لا تكن قاسي الحكم على غيرك ، أنا لدي ابنة في العشرين من عمرها إن لم أهدأ من روع اندفاعي سأخسرها
وائل(بغمغمة حزن):- وأنا أنا قد فقدت كلا من والديَّ ومع ذلك لن أتوانى في اللحاق بخيط هذه القضية ، بدءا من اللحظة قد باتت قضيتي أنااااااا وائل رشوان لن يخمد فيني عرق قبل أن أنتقم منهم شر انتقااااام …
نصر الدين(بفزع عليه):- لا تكن متهورا يا وائل الموضوع أكبر مما تظن ، لقد كان أبوك محققا بارعا في مجاله ومع ذلك انهزم أمامهم ..
وائل(ببسمة توعد):-يستحيل بعد الذي عرفته أن تخرسني عمي نصر الدين ، إن كنت قد استخسرت حياة صديقك ، فعذرا منك ذلك شأنك أما أنا فلدي قضية علي أن أتابعها بحرص شديد كي أكمل الطريق الذي بدأه أبي
نصر الدين(بقلة حيلة):- أنت تضع كفي بالنار يا وائل .. بالله عليك فكر بأختك الصغيرة
وائل:- لن يمسَّ أختي سوء وسوف أحرص على ذلك ، حينما أحس بالخطر سأبعدها عن المكان في الحين واللحظة لكن أريد منك وعدا قاطعا ألا تعرقل مساري وتدعني أتمم رسالة أبي
نصر الدين(زفر بعمق وبعد صمت):- إذن أنا معك
وائل(بدهشة فتح عينيه):- أتقصد بأنك لن تقفل بابك بوجهي ؟
نصر الدين(بقلة حيلة لم يترك أمامه أي مجال للتملص):- أبدا ..فابن وحيد رشوان هو ابني من الآن فصاعدا سنعمل سوية على بقية الدلائل وسأستخدم كل نفوذي لأجل هذه القضية
وائل(لم يشعر بنفسه إلا وقد عانقه من فرط الفرح):- أنا ممتن صدقني يا عمو نصر إن الله سينصرنا وسنحقق مبتغانا ذات يوم …
نصر الدين(تنهد بخوف دفين):- آمل ذلك ..
وائل(صافحة بمودة):- سأتركك الآن لقد اقتحمت بيتك في ساعة متأخرة اعذرني رجاء ، سأنتظر اتصالك بي في أقرب وقت
نصر الدين:- تمام يا عزيزي انتبه لنفسك ويجدر بك ألا تفصح لأحد عما يدور بيننا .. لا أحد يا وائل مفهووووم ؟
وائل:- لا تقلق سيكون سرنا منذ اللحظة
هز نصر الدين رأسه بثقل لوائل الذي انسحب فرحا بهذا الاتفاق ، لكن هل هو اتفاق بحق أم أن هنالك أشياء خفية لا يعلمها وائل الذي طار بسيارته عائدا لبيته والبهجة تغلف السواد الذي كان مخيما على روحه منذ وفاة أمه ، قد وجد مفرَّه من تلك الحالة الكئيبة واكتشافه لهذه القضية شحن الإصرار بفؤاده لأجل التوصل لقاتلي أبيه والقصاص منهم … في تلك الأثناء جلس نصر الدين على كرسي مكتبه وغاص في تفكير عميق ، من جهة خاف على وائل وخشي أن يتكرر نفس الفيلم مع الابن والأب مرة أخرى لذلك كان عليه التصرف بحذر شديد كي لا يقع في نفس الخطأ السابق الذي تسبب بموت صديقه وحيد …
وصال(نهضت من نومها وهي تحك عينيها وتوجهت صوب غرفة المكتب بحالتها الفوضوية):- بابا .. لقد سمعت صوت الباب هل كان هنا العم بشير ؟
نصر الدين(ابتسم لها ونهض ليعانقها):- عذرا صغيرتي أيقظتكِ من نومتك لكن لم يكن هو بل زائر آخر
وصال(رفعت رأسها له):- ومن هذا الزائر ؟
نصر الدين(بشرود):- ابن صديق لي ..هيا هيا للنوم غدا لديكِ جامعة عودي لغفوتك
وصال(قبلت وجنته بحب):- تصبح على خير سيادة القاضي
نصر الدين(ببسمة وفخر بابنته):- وأنتِ من أهله صغيرتي …
ظل يناظرها ببسمة لحين اختفت من أمامه وبعدها عاد لشروده ، فعودته للقضية تعني تعرضه للخطر من جديد ولكنه غير قادر على خذلان ابن صديقه الحميم وعلى أساس ذلك قرر تقديم يد العون لوائل بدون شروط ، وبالفعل بدأ بالنبش خلف الرؤوس الكبيرة لحين ولج اسمه في قائمة المحظورين وأطاحوا به في حادثة غامضة حطمت قلوبا كثيرة بعد تلك الفاجعة..
~ في الوقت الحالي ~
وائل(رمش بعينه وعاد من ذكراه):- هل فهمت الآن لما تكتمت على الأمر الذي علمته من ميرنا صدفة ؟ … أتفهَّمت سبب تخوفي وأعطيتني عذرا الآن ؟
إياد(بصدمة جلس محله):- وائل … العم نصر الدين قتل على أيديهم يعني أبو وصال اغتيل بنفس الطريقة التي مات بها أبوووووك ؟؟؟
وائل(مص شفتيه):- في البداية لم أكن أعرف أنها هي نفسها ابنة القاضي نصر الدين محفوظ ، لكن بعد سنوات بسيطة تردد اسمها على مسمعي ونظرا لالتحاقها بالصفوف العسكرية ابتعدت عن الأنظار لفترة طويلة ورأيتها بالمشفى يوم إصابتك وقتها عرفت خلفيتها وتعجبت من هذه الصدفة الغريبة التي تشاركني فيها …
إياد:- وصال لا تعلم بكل هذا ولو عرفت أنه قد قتل ولم يمت تلقائيا في حادث تحطم الطائرة ذاك سوف تنهاااار ، أكيد أكيد سوف تصاب بصدمة قاسية قاتلة حتى
وائل:- إن كنت تخشى عليها تكتم مثلي على الأمر وحارب معي لحين الإطاحة بهؤلاء القتلة، لكن بعيدا عن ميرنا هذا إن كنت تريد الحد من وقوع فاجعة أخرى بعد
إياد(بخوف تمدد على الكنبة):- وووْ على رسلك على رسلك ، لقد أثقلتني بكل هذه الأخبار أشعر بالبؤس والشفقة على ما حدث لكما .. مسكينة وصال لا يزال فقدها للعم نصر الدين يؤلمها ولو فتحت الدفاتر القديمة ستمرض ..
وائل(جلس مقابله بتعب):- لقد لجأت إليك يا إياد لكي تساعدني في محاربتهم ، لقد قتلوا أبي وأب وصال بدون وجه حق والله أعلم أي عائلة أخرى دمروها بلا شفقة أو رحمة
إياد(تنهد عميقا):- طيب وماذا عن ميرنا من الصعب علي أن أخدعها
وائل:- وصعب علي أيضا أن أستغفلها ، لكن كرما لحياتها أنا مستعد لأن أخطو هذه الخطوة فهل أنت معي أم أنك ستصر على معتقدك ؟
إياد(بتفكير):- أين هي الدلائل التي وجدتها قبلا بحوزة أبيك ؟
وائل:- لا تزال بحوزتي لكن … أخشى أنها قد بطلت
إياد:- لا عليك من القديم نخلق الجديد ، أنا معك سوف نراوغ ميرنا لأجل مسمى وهذا سيتم فقط للمحافظة على سلامتها
وائل(ابتسم بفرح):- أوووف الآن فقط شعرت بالارتياح ، أشكرك إياد كن متيقنا أنك تخدم صديقتك بالدرجة الأولى
إياد(بتمعن):- أرجو ذلك ..أرجوووو ذلك
وائل(نهض لأجل المغادرة):- شكرا لأنك تفهمتني وتفهمت مخاوفي لو صارحت ميرنا بهذا الأمر لما استطعت السيطرة عليها ، وأنت تعلم جنونها كيف يكون في مثل هذه المواقف
إياد:- أنا الذي أعلم كانت ستخرب الدنيا بعد اكتشاف هاتين الجريمتين
وائل:- وهذا هو ما أرمي إليه .. لا تزال الأمور غامضة حتى الآن وفي الفترة السابقة قررت الابتعاد حتى أرتب أوراقي وحياتي بشكل يخولني على التحري عنهم بشكل سري ودقيق ، حتى أختي أبعدتها بحجة الدراسة لكن ليس لوقت طويل فهي قريبا ستعود ويجدر بي إتمام متابعة القضية من بعيد كي لا أعرضها لخطر هي وكل من أهتم لأمره …
إياد(صافحه بمودة):- لا تقلق ستكون الأمور فيما بيننا شبه سرية ولن يعلم أحد باتفاقنا ، ميرنا تستحق أن نوطد علاقتنا لكي نحميها كما يجب ،لكن طالما سأساعدك معناه أننا سنعمل بشروطي أناااا
وائل(بعمق):- وطالما ذلك يصب في مصلحة ميرنا أنا مستعد لذلك
إياد(عقد حاجبيه):- ألهذه الدرجة تحبها ؟
وائل(مط شفتيه ببسمة):- أحبها ؟؟ … صحيح أنني وجدتها منذ أشهر بسيطة لكن صدقني أنا أحببتها طوال سبع سنوات ، سبع سنوات وأنا أحلم بها أفكر فيها أبحث عنها ليتضح في الأخير أن قطار حياتي كان عاجلا أم آجلا سيقف عند محطتهااا
إياد(ابتسم بأريحية):- بما أنها سعيدة معك لا يسعني سوى أن أوصيك بها خيرا ، علما أنك أثبت للتو أنك أهل لكسب قلبها
وائل(هز رأسه بامتنان):- ميرنا معي ستكون ملكة على عرش السعادة فقط لو … تنتهي الكوابيس على خير
إياد(بتمني أيضا):- ليكن الحظ حليفنا
وائل:- إن شاء الله .. المهم سأغادر الآن وأنا مرتاح البال سأتركك لتستريح
إياد:- تمام لنا حديث فيما بعد لكي نتكلم في بقية التفاصيل
وائل(فتح باب الشقة):- لو توصلت لأي جديد بلغني سأكون متأهبا طوال الوقت
إياد:- وأنت أيضا إلى اللقاء …
أقفل الباب بعد توديعه لوائل وأخذ يحرك رأسه بعدم تصديق بعد الذي سمعه منه ، كيف وصلت بهم الدناءة لقتل أناس بريئة كل ذنبها أنها لم ترضخ لسلطتهم وحاربوهم بالغالي والنفيس ، لكن مع الأسف حين تنتصر يد الشر يقف الخير مشدوها أمام مرارة الواقع وحكم الأقوى .. هز يده بتعب ومسح على شعره وأمسك بهاتفه لا يقوى على إخفاء شيء كهذا على صديقته الحميمة شريكته في السراء والضرااااء …
ميرنا(استيقظت من نومها وطالعت الرقم بفزع):- هل أنت بخير هل مرضت هل كتفك يؤلمك؟
إياد(خرست الأحرف بجوفه لحظتها وتأوه بعمق):- ميرنتي أردت فقط الاطمئنان عليكِ
ميرنا(انتبهت للتوقيت):- أفزعتني يا إياد هفف خشيت أنك متعب
إياد(زم شفتيه برفض لسانه لا يطيعه إنه يخشى عليها من أن تجرح أو تحزن بسبب كل ما عرفه):- لالا أنا في أتم عافية … هيا قد اطمأننت عليكِ تصبحين على سعادة
ميرنا(استلقت على وسادتها بأريحية):- أراك غدا يا إيادي ، ليلتك أسعد
أقفل الخط وهو يستشعر ثقلا ضاق به صدره لقد وضع وائل على عاتقه مصائب جمة ، وعليه أن يتعامل معها كما خطط القدر ووضعها بطريقه ، لكن كان هنالك حجرة عثر في طريقه وهي أنه سيكذب على صديقته الغالية فوق رغبته .. ولكن يا إياد كما يقول المثل الضرورات تبيح المحظورات
بالنسبة لها بعد أن أيقظها اتصال إياد تفقدت هاتفها وهي تبحث عن مكالمة من وائل مثلما وعدها لكنها لم تجد شيئا فاستغربت ، وأجرت هي الاتصال
وائل(يقود سيارته في اتجاه شقته):- محبوبتي ..
ميرنا(مطت شفتيها):- لم تتصل بي !
وائل(بشوق لها):- يا عمري إنتي ، لا أزال خارج البيت كان لدي عمل بسيط أنجزته وخشيت أن أزعج نومكِ في هذا الوقت
ميرنا:- تتت يمكنك الاتصال بي وقتما شئت
وائل(تنهد بغبن إذ أنه مضطر لمسايرتها خوفا عليها):- ميرناااا يا عسل غروبي أتعلمين أنه حين تغيبُ عني شمسُكِ … أضيييييع
ميرنا(عضعضت طرف إصبعها بعشق):- أهااااه …
وائل(بعمق):- أنتِ تعلمين من تكونين بالنسبة لي
ميرنا(ذابت في كلماته وتقوقعت حول نفسها في وضعية حميمية):- أعلم
وائل(بصوت هامس):- إذن مهما حدث تذكري أنكِ نبضي الذي أخشى عليه من نسمة الهواء
ميرنا(ابتسمت بمحبة):- وأنت كذلك بالنسبة لي
وائل(تضخم صدره):- أحتاج لضمكِ إلى حضني وسرقتكِ من كل الناس
ميرنا(بدلع):- اختطاف يعني ؟
وائل(ببسمة شريدة):- ومع سبق الإصرار والترصد
ميرنا(ضحكت بدفء):- وأنا أستبيح اختطافك لي دون تردد
وائل(بتمني شريد):- سيأتي ذلك اليوم حبيبتي .. سيأتي …
في ذات الليلة
بعد أن ترجلت من سيارتها وأمرت هنادي وباتريك ألا يبرحا محلهما لحين عودتها ، أخذت تسارع خطاها بلهفة وهي تضم لصدرها فروها الصوفي من لفحة البرد متجهة نحو هضبة مجهولة مطلة على المدينة ، حيث كان يتكأ على دعامته الطبية بوقفته الآسرة ونظرته الشريدة وهيأته القاتلة .. تنفست الصعداء حينما لمحته واقفا هناك بينما سيارته بعيدة عن الأنظار ، ولكنها لم تبالي بشيء آخر سوى الاطمئنان عليه لحظتها ..
ميرا(بلوعة):- حكييييييم ..
حكيم(استدار إليها بتنهيدة عميقة):- سمر …
ميرا(بدموع مكومة بعينيها ارتمت بحضنه وهي تتلمس وجهه):- أنت بخير صح يعني هي إصابة طفيفة ، لا شيء يؤلمك أخبرني يا عزيزي طمأن قلبي ؟؟
حكيم(قبل وجنتها وأمسك بفكها وهو يناظر عينيها الدامعة):- لا تبكي يا روحي أنا بألف خير إصابة طفيفة كما قلتِ وسأتحسن بعد أيام بسيطة
ميرا(عادت وحضنته وهي تزفر براحة):- أوووه الحمدلله كدت أموت قلقا عليك فور ما سمعت بالخبر ..
حكيم:- ذلك المتبجج أقلقكِ دون داع
ميرا(ناظرته بخوف):- وائل كان متذمرا بشأن ميرنا وأنا لم أهتم سوى بصحتك
حكيم(ابتسم لها وهو يتأملها):- أنا بخير
ميرا(هزت كتفيها وهي تميل برأسها وتتأمله بحب):- أنت تعلم مكانتك عندي لو أخسرك سأخسر آخر ما يربطني بأولئك القوم
حكيم(نظر جانبيا للمدينة المتلألئة بأضوائها تحتهما):- لا تبالغي يا سمر ، مصيركِ عائدة لذلك البيت مثلي أنا لن نبقى منفيين لوقت طويل .. آخ لولا الظروووووف …
ميرا(وقفت بجانبه تناظر نفس المناظر):- يا حبيبي أنا ممتنة لتلك الظروف التي أبعدتني عن تلك الأسرة المقيتة ، إنهم لا يجيدون شيئا سوى التذمر والإحباط بالله عليك ما الذي يحببك فيهن وجودهن كعدمه
حكيم(ابتسم بخبث ورمقها بطرف عين):- سمر أنتِ متعلقة بهن مهما حاولتِ نفي ذلك ،، وجودكِ الآن أساسه من ذلك البيت اسمكِ الذي صنعته فضله يعود لخروجكِ من هناك إذن أنتِ ممتنة لهم في نهاية المطاف
ميرا(باحتدام):- لا والله من أين لك بهذا التحليل ، أنا أمقتهن جميعا هن السبب في أحزاني أم تراك نسيت كيف قمتَ بالتحايل على كهرمانة لأجل خروجي من تلك الدائرة المظلمة ؟
حكيم:- أنتِ تستحقين أن أفديكِ بروحي يكفي أن دمائي تسري بدمائكِ يا ابنة عمي
ميرا(أمسكت بذراعه بحنان):- أنت حماي منذ زمن ووجودك بحياتي يعني الأمن والأمان لي
حكيم(بمكر):- طيب وماذا عن شهاب رشوان ؟
ميرا(بعد لحظة صمت وتمعن):- أريده زوجا بصدق
حكيم(صغر عينيه وهو يتنفس بعمق):- سمر سمر أنا وأنتِ نعلم رعونتكِ خلال السنوات الماضية ، من المستحيل أن ترضخي لوجود رجل واحد في حياتك
ميرا(برفض):- ولكنني اكتفيت وقررت ألا يكون سوى هو
حكيم:- حبا بالله ما الذي أحببته فيه .. إنه عصبي متذمر أكثر من ابن عمه ، والغرور ما شاء الله عرق متفشي فيهم
ميرا:- ههه يا غيور لا تقارن وائل بشهاب ، لأن شهابي أروع رجل عرفته وهو الوحيد الذي تقبلني كما أنا وشعرت معه بأنني إنسانة لها وجود بمساوئي بأخطائي قبل بي وبدأ يحبني ، وهذا بحد ذاته يعني لي السعادة كلها
حكيم:- أخشى أن عقدة سرقة الألعاب لا تزال مهيمنة عليكِ ، أنتِ تودين الحصول عليه لأنه كان ملك ميرنا سابقا
ميرا(بنفي):- مخطئ يا حكيم .. قد كان ملكي أنا من البداية فالشاب الذي أنقذني من المصح العقلي كان شهاب رشوان ولا أحد غيره ، ما يعني أنني أحق به منها
حكيم(رفع يده باستسلام):- معكِ الجدال عقيم ، لذا كما تشائين المهم أن تكوني سعيدة وإن ضايقكِ يكفي أن تبلغيني سأجعله يقضم أنامله ندما على إزعاجك
ميرا:- ههه .. مدهش
حكيم(ابتلع ريقه ونظر إليها عميقا):- لما أغمي عليكِ اليوم أيضا ؟
ميرا(تحركت حنجرتها بفزع ونظرت إليه):- ومن أخبرك بذلك ؟
حكيم(نظر خلفهما لباتريك):- مساعدكِ لا يجيد التكتم على الأمور …
ميرا(حركت رأسها بمراوغة):- مجرد إرهاق
حكيم:- شهاب مهتم لأمرك فقد غادر الشركة اليوم فور ما سمع بفقدانكِ الوعي ، لكنه لن يسكت إن تكرر الأمر وسيصطحبكِ للمشفى ووقتها سيعرف بالأمر
ميرا(عضعضت شفتيها وأنزلت رأسها):- أي أمر ؟
حكيم(انحنى برأسه وهمس بأذنها):- ولووو يا سمر على حكيم هااااه ؟
ميرا(ابتسمت بخفوت):- لا أعرف كيف سأخبره
حكيم:- استغلي مناسبة الخطوبة
ميرا(بلمعة سرت بعينيها):- لا سأبقي الأمر سرا .. أنا خائفة جدا ولن أغامر
حكيم(أمسك بيدها):- مع أنني أمقت قراراتكِ المجنونة لكن سأدعمكِ
ميرا(عانقته بود):- علي الذهاب الآن قد يتصل بي شهاب ويجب أن يجدني بالقصر …المهم أنني اطمأننت عليك كما أردت
حكيم(هز رأسه إيجابا لها):- أوافقكِ الرأي في التكتم على الأمر لن نغامر مجددا
ميرا(شعرت بخوفه):- لا تخف أنا سأحافظ على نفسي جيدا
حكيم:- سوف أضع حراسة مشددة لكِ بدءا من الغد تجنبا لأي خطر هممم
ميرا:- ألا يكفي الجيش القابع بقصري في كل زاوية ؟
حكيم:- تت لا تجادليني دعيني أقوم بما يريحني كي أكون مطمئنا عليكِ
هزت له رأسها إيجابا وظلت تناظر معه تلك المناظر الليلية في حين كان عقلها يسبح في شيء جميل تحلم بمشاركته مع شهاب الذي كان في شقته مع ضيفته الرخيمة الغير متوقعة …
في شقته
كان يكتف يديه وينظر إليها شزرا بكره يود لو يقتلعها من ربوع بيته لكنه على الأغلب سيتمهل لحين يعرف ما الذي أتى بهذه البلوة هكذا فجأة ..
شهاب(بكره):- هل ستبقين هنا في المدينة كثيرا ؟
سعاد(بتعالي وغرور):- يعني قليلا فقط أتيت في سياحة قصيرة وعيب ألا أمر لإلقاء التحية وزيارة أصدقائي
شهاب:- أصدقائك ؟؟؟ لعلمك صداقتنا المزعومة انتهت عندما انتهت علاقتكِ بوائل فابحثي عن حجة أخرى لتملئي صدري بها
سعاد(نهضت إليه بفستانها الضيق وهي تستعرض مفاتنها بوقاحة):- تتت لم أعهدك متطلبا لهذه الدرجة ما الذي تحتاجه كي نعقد جلسة صلح ونفتح باب الوصال بيننا ؟
شهاب(صغر عينيه فيها وقد وصلت إليه ووضعت يدها على كتفه بجرأة):- ههه نذلة أنتِ وحقيرة كما عهدتكِ ، ألم تملي من تصنع اللامبالاة ومحاولة إغرائي كلما التقينا ؟
سعاد(أزالت يدها من كتفه ولامست زر قميصه بشكل مغر):- أنت فرصة لا تعوض طالما ابن عمك طردني من حياته لا بأس في أن نستعين بالابن الثاني لآل رشوان
شهاب(ابتسم لها وأمسك بيدها بقوة):- وقاحتكِ هذه لا تعبر عن شيء سوى عن مستواكِ الوضيع ، لذا غادري من حيث أتيتِ لن تجدي ما تنتظرينه هنا
سعاد(دعكت يدها المتألمة):- أصدَّقت بأنك ستخطب وتحضر لحفلتك مع تلك الفنانة بعد أيام ههه بليز يمكنني تصديق أن جميع الناس قد تابت لكن أنت يستحيييييييييل
شهاب(آه يا شهاب لم تكن تتوقع يوما أنك ستقول مثل هذا الكلام الغريب لكن هذه هي الحياة^^):- لقد كنت سأتزوج قبل سنتين لولا الظروف التي منعتني لكنت الآن رفقة زوجتي ، أما تلك الشقاوة القديمة فقد انتهت حقبتها ولم يعد يعنيني الأمر ، والآن غادري رجاء ولا تظهري أمامي من جديد لا أنا ولا وائل ، لأنه قد قام بطي صفحتكِ للأبد وهو يعيش حياته براحة مع حبيبته التي ستصبح زوجته في القريب العاجل
سعاد(اهتزت حدقاتها برفض):- هل وائل مرتبط الآن ومن تكووووون هذه ؟
شهاب(تقدم ناحية باب شقته):- لقد تخلص من ذكراكِ السيئة في حياته فرجاء احتفظي قليلا بماء وجهكِ وانصرفي بعيدا عنااااااا
سعاد(رمشت بعينيها وبغضب أمسكت حقيبتها):- ههه ليس بهذه السهولة سأعود لا محالة يا سيد شهاب ووقتها سترى ما ستفعله سعاد بكما معااااا
شهاب(صفق لها وبعدها أشار ناحية الباب):- ونحن في انتظارك سيدة سعاااااد
رمقته شزرا وغادرت شقته في حين صفق الباب خلفها صفقة قوية تعني رفضها بالمجمل
شهاب:- ما هذه الورطة الملتصقة بحياتنا ما الذي أعادها قد ارتحنا من متاعبها منذ أمد فف
سعاد(وهي تنزل الدرج):- ألو نعم ..اسمعني جيدا أحتاج لمعرفة علاقة وائل الجديدة لا يهمك ذلك المهم أن تمدني بكل المعلومات اللازمة ثم أنا لا أعمل عند أهلكم مجانا مقابل بمقابل ..إن أردتم معلومات حوله أفيدوني بما أريد ،،، هممم تمام في انتظاركم …سلام/ سنرى يا وائل بمن استبدلتني هذه المرة
رشيد(عقد حاجبيه وأغلق الخط):- إنها تلك الغبية تطالب وتتأمَّر علينا وكأننا قابعون تحت رحمتها
الفهد(يدخن سيجارته):- دعها تعتقد ما تشاء طالما ستخدمنا في التقرب من وائل ومعرفة تحركاته عن قرب
رشيد:- الأمر ليس بتلك السهولة ، فالحقيرة قد خسرت قيمتها عنده منذ سنوات عدة وقام بنفيها من حياته يعني من الصعب وجدا أن يعيدها ويثق بها من جديد ثم لا تنسى أمر ميرنا
الفهد:- رشيييد أنت تستخف بمخططاتي بشكل لا يعجبني ، انتبه لكلامك ونفذ ما طلبته منك أعطها ما تريده من معلومات عن ميرنا إذ يهمني أن تتعرف على غريمتها كي تخرب العلاقة بينهما وتخلو الساحة في محيطها مرة أخرى ، وبالنسبة للتافهة الأخرى مروة دعها بعيدة خلف الكواليس الآن سنحتاجها في وقت لاحق
رشيد:- تمام لكن لا تنسى بأنه حتى لو وقفنا بين وائل وميرنا سيبقى حكيم في الخط ؟
الفهد(رفع حاجبه وأطفأ سيجارته بالصحن بشكل متكبر):- دعه يحلم
رشيد(رفع حاجبيه بعدم فهم):- أرجح أن ظهور سعاد هذه الفترة سوف يخلق توترا كبيرا بينهما ، لكن أرى أن نتمهل لحين موعد خطوبة شهاب بميرا
الفهد(نظر إليه بتمعن):- ولماذا ؟
رشيد(ابتسم بخبث):- لأنني أرغب بأخذ ثأري في ليلة واحدة ما رأيك أن نظفر بالأختين معا في ذات الليلة ؟
الفهد(حرك رأسه واقترب منه بشراسة):- انتبه لنفسك جيدا وأنت تحدثني ، أي نعم أنت مساعدي وذراعي اليمين لكنني لن أسمح لك بالتخطيط لحياتي بدلا عني ، وبالنسبة لانتقامك من سمر أنا الوحيد الذي يحدده لا أنت ، قم بما طلبَته منك تلك المرأة وغادر لحال سبيلك أريد الاختلاء بنفسي
رشيد(امتقع وجهه بالغضب لكنه أخفاه بمهارة):- بأمرك سيدي الفهد
أشعل سيجارة رقيقة أخرى وأخذ يدخنها بشرود ورفع هاتفه ليناظر شاشته بصورة ميرنا وهي نائمة في غرفتها مثل الأميرة الساكنة .. قرَّب الهاتف من فمه وقبله وهو مغمض العينين
الفهد(بكره لشعور الشوق):- آآآآه لكَم اشتقت لاستنشاق عطركِ يا أميرتي
برقت عيناه في لحظة جنونية تحثه على الذهاب إليها لكن كتمها في قلبه وزفر بعمق وهو يطرد أفكاره ورغبته في رؤيتها ، فذلك أمر غير جائز خصوصا في هذا التوقيت .. مسح على شعره وهو يدخن سيجارته بنهم يعبر على حالة الاستياء التي شملت ملامحه تلك اللحظة .. ميرنا له ولن يشاركه فيها أحد صحيح أنه يلعب بكل الحبال ويترك المجال لوائل كي يتعمق فيها أكثر فأكثر ،لكن كل ذلك لكي يؤلمه بشدة حين يسلبه منها وكذلك الأمر بالنسبة لحكيم والذي كان له النصيب الأكبر من المعاناة في تلك العلاقة التي تشملها بوائل وهنا ضرب الفهد البري عصفورين بحجر واحد وباتت كل القلوب أسيرة في قبضته وحده .. وهذا ما جعله يضحك ضحكة جانبية وهو ينفخ دخان سيجارته أمامه ويتوعد بوعيد لا يقبل الرجعة فيه ..

في صباح اليوم التالي
استيقظت أم الورود كما يناديها حبيبها ، منتعشة ممتنة للراحة التي تعيشها فقد كانت تتوق لأن تنهض يوما وتجهز الفطور لزوجها حبيبها وتنظف بيتها زاوية بزاوية وتطبخ ما تشتهيه من أكل .. ها هي ذي قد حصلت على بيت مستقل وفرصة لتعيش حلمها في أن تصبح ربة بيت مميزة ، نهضت أول شخص من سريرها وجهزت نفسها أولا بحيث سرحت شعرها الطويل على جانبيها وتركته مفرودا من الجهتين وأعلى رأسها ربطته برباط في نفس لون الفستان البيتي ، وضعت ملمع شفاه وكحل وكأنها تتزين لموعد خاص كيف لا وهي تحضر ما يحبه زوجها فيها … توجهت بهدوء صوب غرفة أولادها بداية وجدت أيهم غارقا في نوم عميق في سريره بينما كانت سجى تتحرك وتلعب في سريرها الخاص أيضا دون إزعاج ، أطلت عليها رنيم وحملتها بين يديها وهي تناغيها بأحلى الكلمات قبلتها على جبينها ووجنتيها ثم أرضعتها قليلا لحين غفت بين يديها وعلى ذلك توجهت للمطبخ لتجهز الفطور لحبيبها الذي كان لا يزال غافيا في سلام …
رنيم(تدندن مقطعا من أغنيتها المفضلة هي ورأفت وقد كانت تضع آخر صحن على سطح الطاولة):- أصَابكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهُم ، فما هذهِ إلا سجيَّة مُغرمِ .. ألا فاسقِني كاساتٍ وغني لي ، بذكرِ سُليمة والكمانُ ونغمِي… أيا داعيَّا بذكرِ العامريَّةِ أنني ، أغارُ عليها من فمِ المُتكلِّمِ ..
رأفت(متكأ على الباب أتمم آخر مقطع):- أغارُ عليها من ثيابها إذا لبِستها فوق جسمٍ مُنعم .. الله الله على حبيبتي أنا أناااا يا ناس
رنيم(بخجل سارت إليه وأحاطت عنقه بيديها):- روحي
رأفت(عض شفته جانبيا وهو يتأملها):- يا روح روحي .. يسعدلي هذا الصباح الجميل ما أحلاكِ وأعذب صوتكِ وأبهى صورتكِ لالالا معكِ أنت لا سبيل للخروجِ من البيت ههه
رنيم(قبلت وجنته بمحبة):- صباح النور
رأفت(زفر بحب وأمسكها من خصرها):- صباح الرقة والصوت الحنون والحب المتجلي في عيون محبوبتي الغالية ، صباحكِ ورد
رنيم(شعرت بالفخر):- حضرت لك فطورا شهيا تعال سأطعمك بنفسي
رأفت:-وأنا ونفسي ومعدتي وشهيتي تحت أمركِ زوجتي العزيزة
رنيم:- يا عيني ع الغزل الصباحي تجعلني مشتاقة لكل حرف تخبرني به ، هيا اتخذ مكانك سأصب لك فنجان قهوتك
رأفت(غمزها وأمسك بالجريدة على جنب من الطاولة):- هل هما نائمين ؟
رنيم:- أيهم لم يستيقظ بعد أما سجى فقد أرضعتها وغفت قبل قليل
رأفت:- حلووو ، عقبالي
رنيم(التفتت إليه بحرج):- رأفتتتت هممم
رأفت(فتح الجريدة وكأنه لم يقل شيئا):- والله لو لا أنكِ بفترة دقيقة لكنت اممم لا بأس لا بأس الصبر جميل
رنيم(قدمت له الفنجان):- تفضل يا رجُلي الحبيب
رأفت(جذبها من خصرها وأجلسها بحجره):- يا ترنيمتي الصباحية أهواكِ حدَّ الجُنون
رنيم(استكانت بحضنه):- وأنا سعيدة معك وأحبك أحبك أحبك هاااااه ها قد استيقظت محرمة اللحظات هل ارتحتَ الآن ؟
رأفت(سمع صوت سجى الباكي):- أظن أنها تغار من هذا الحب لذلك تستيقظ في الأوقات الحرجة ، هممم أمري لله أحضريها إذن
رنيم(تملصت من بين يديه بخفة):- ههه ثواني وأعود …
ظل يطالع الجرائد الواحدة تلو الأخرى لحين رن جرس الباب فاستقام ليرى من الزائر ..
رأفت:- نعم ؟؟
عامل التوصيلات:- أهلا سيدي لديكم طرد لو سمحت هل لكم أن توقعوا لي هنا ؟
رأفت:-أهلا بك ، لكن على ماذا نوقع ؟
عامل التوصيلات(قدم له طردا):- على هذا الطرد لقد جاء باسم السيدة رنيم الراجي هذا بيتها صحيح ؟
رأفت(باستغراب):- هو كذلك أنا زوجها أيمكنني التوقيع الآن ؟
عامل التوصيلات:- طبعا تفضل سيدي ، نشكركم على دعمكم فرصة قادمة إن شاء الله
رأفت(أمسك الطرد الصغير بين يديه وانسحب للداخل قليلا وأعطاه بعض من المال):- مشكور يا أخ …
دلف للبيت وبيديه الطرد ونظر إليه مليا قبل أن يتوجه به لغرفة الأولاد وقد كانت رنيم تغير لسجى حفاضها لذلك عاد للمطبخ لينتظرها هناك .. بعد أن أتممت عملها عادت إليه وجدته قد ارتدى ثيابه من أجل التوجه للعمل
رنيم:- عذرا حبيبي كان علي تبديل ثياب سجى وحفاضها
رأفت:- لا عليكِ حلوتي ، أ.. لقد جاءكِ طرد إنه هناك على الطاولة
رنيم(عقدت حاجبيها بعدم فهم):- طرد ولي أنااااا ..ممن يا ترى ؟
رأفت(مط شفتيه):- لا أدري افتحيه وستعرفين
أمسكت الطرد بين يديها وأزالت عنه الغلاف وقامت بفتحه ، وجدت بقلبه كلب أبيض صغير وبجانبه وردة حمراء يابسة وقطعة بسكويت صغيرة وورقة مكتوب عليها "بحق الأيام الخوالي" …. هنا دارت الأرض من حولها سبع دورات ورفعت رأسها لتطالع وجه رأفت الذي امتقع بالحيرة واقترب ليتفقد ما جاء بالطرد ليصدق عينيه …
رأفت:- ما هذا يا رنيم ؟
رنيم(ابتلعت ريقها برجفة):- لا أعلم ولا أدرك ما كل هذه الأشياء التي وصلتني ، ربما كان هنالك خطأ في العنوان ؟
رأفت(زفر بنفاذ صبر):- العنوان مضبوط يا رنيم لقد أتى باسمك فممن وصلكِ ؟
رنيم:- لا أدري لا أدري يا رأفت ممن سيصل صدقني ، طيب يعني ألم يخبرك عامل التوصيلات باسم الباعث ؟
رأفت(كتف يديه وهو يطالع ما بالعلبة):- هذا شخص يعرفكِ حق المعرفة يا رنيم ، ذلك البسكويت هو المفضل لديكِ وذلك الكلب من النوع المفضل أيضا لديكِ والوردة قديمة يعني ؟؟؟
رنيم(عقدت حاجبيها بعدم تصديق):- إلى ماذا تلمح يا رأفت ؟
رأفت:- ألمح لما ألمح له ، الآن أريد أن أعرف كيف وصل هذا إلى هنا ومن قام بإرساااااله ؟
رنيم(وضعت العلبة جانبيا وباحتدام):- لالالالا شكلك تنوي على خصام هاهنا ، أخبرتك أنني لا أدري هوية المرسل كيف سأعرفها وقد تفاجئت مثلي مثلك بمحتوى الطرد ؟
رأفت(أشار تجاه الطرد):- أنظري هناك من هذا الذي يهديكِ هذه الذكريات بحق الأيام الخواااااالي يا رنييييييييييييم ؟
رنيم(برفض لتشكيكه):- أخبرتك أنني لا أعرف من قد يبعث مثل هذا لما لا تصدقني ؟؟؟
رأفت:- لأنه يعلم بما تحبينه أيا كان هذا الشخص فإنه يهتم بك
رنيم(بعدم تصديق):- ما هذا الذي تقوووووووله يا رأفت هل جننت ؟
رأفت(مسح على رأسه):- طيب اشرحي لي أنتِ ما هذاااااااااااااااااااا ؟؟؟
رنيم(حركت رأسها والدموع غالبتها):- غير معقول أكاد لا أصدق أنك تكذبني ..
رأفت(سمع رنين هاتفها):- أحضري هاتفكِ الآن الآآآآآآآن..
رنيم(كتفت يديها):- اذهب أنت وأحضره فليس لدي ما أخفييييييييييه
رأفت(انتفض متوجها لغرفتهما):- حسن إذن ….
وضعت يدها على جنبها يكاد يغمى عليها مما يحدث ، ونظرة رأفت التشكيكية هي التي جعلت جسمها كله يرتج في محله رفضا لاتهامه لكن سرعان ما ازدادت خفقات قلبها حين أتاها بهاتفها وبالتحديد برسالة نصية كتب عليها " ما رأيكِ بمفاجئتي حبيبتي اذكريني واذكري أيامنا الجميلة" …. هنا لم تصدق نفسها من هول ما رأته والمصيبة أن رأفت صدق ذلك واتهمها بأن هناك ما تخفيه عنه وأن هناك شخصا ما يتحرش بها ويحاول إعادتها للأيام الخوالي لكن أية أيام ، فمنذ أن دخلت رنيم الجامعة لم يكن لديها شخص في حياتها غيره لحين تزوجا مما يعني أن هناك ما يحاك خلف الكواليس ،لكن من يصبر حتى يفهم هذه الأمور فالشيطان فعل فعلته وأشعل فتيل الخصام بينهما ….
رأفت(بجنون):- ما الذي تفعلينه ؟
رنيم(ببكاء وحالة جنونية أكثر منه):- كما ترى أجمع أغراضي وأغراض أولادي ، لن أبقى هنا دقيقة واحدة طالما تشك بي .. خسارة اكتشفت أن ثقتك بي مجرد بالون منفوخ ما إن نثقبه حتى ينفجر بالحقيقة المرة
رأفت(أقفل الدولاب ليقف حائلا على متناول يدها):-رنيييم رنيييييم لا تجلطيني أخبريني بالله عليكِ من يكون هذااااااااا الذي يراسلكِ بهذه الرسائل والهدايا ومنذ متى تعرفينه ؟
رنيم(هزت رأسها بعدم تصديق وبنظرة غبن مريرة تجاوزته):- الحديث معك لن يجدي نفعا لذا ابتعد عن طريقي لا أريد أن أكلمك
رأفت(بعصبية نافذة أمسكها من يدها وجذبها بقوة):- تعااااااااالي هنااااااا هل تظنين بأنني مغفل حتى تلعبي من ورائي على الحباااااااال ، مخطئة أنتِ يا رنيم مخطئة
رنيم(ببكاء حارق):- أتصدق كلامك الذي توجهه لي أنا أنا رنيم زوجتك وحبيبتك ؟ أمعقول أنك مقتنع بما تسمعني إيااااااه ؟؟
رأفت(اهتزت عيناه بحنق ثم جابهها):- طيب أخبريني من الذي يسعى لخلق المشاكل بيننا بهذا الشكل إن كان ما تقولينه هو الصدق
رنيم:- لست مستعدة لأثبت لك شيئا وبالعربي لا أريد فأنت لا تستحق ذلك بالمرة كي أتعب نفسي وأبرر لك وأقسم وأشرح وووو .. طالما أنا أعرف نفسي فلا يهمني إن شككت بي فقد سبق وجرحتني جرحا لن أنساه لك رأفت ….
رأفت(لم يتركها تفلت من يده):- توقفي هنا
رنيم(نفضت يده):- ابتعد عني أولادي يبكون في غرفتهم .. دعني أمررررررر …
تركها بعد تردد وعض شفته وهو يزفر بكره من كل ما حدث معهما ، شعر بأنه تسرع في حكمه فهو يعرف رنيم وطبعها جيدا هي ابنة أصول ويستحيل أن تخونه … ظل يناظر تلك العلبة والرسالة النصية لحين دخلت عليه وهي تحمل سجى بين يديها وتسير بأيهم رويدا رويدا …
رنيم:- أريد الذهاب لبيت أهلي
رأفت:- هذا مرفوض انسي الفكرة ودعي الأطفال براحتهم لا داعي لأن نكبر الموضوع
رنيم:- بل نكبره حين تشك بي وبإخلاصي اعذرني يحق لي أن أوصله للعالم حتى
رأفت(نهض بثقل إليها وحمل أيهم بين ذراعيه):- تعالي واجلسي وكفاكِ دلالا هنا ، الأمر وما فيه أنني لم أتحمل تلك الفكرة لقد غرت عليكِ
رنيم(صغرت عينيها باستهزاء وجلست وبحضنها سجى):- غيرة ؟؟ هه الغيرة شيء والشك شيء آخر سيد رأفت
رأفت:- ماذا الآن ؟
رنيم(رفعت رأسها بإباء):- لا شأن لي بك
رأفت:- لالا تتطفلي يا رنيم
رنيم(بدون نفس):- هممم
رأفت:- سآخذ رقم هذا النحس وأقوم بالتحري عنه لكي أضع له حدا ، تفاهمنا ؟
رنيم(رفعت حاجبيها بلا مبالاة):- لا يهمني افعل ما شئت لكنني لن أبيت هنا ليلة واحدة
رأفت(حول عينيه بتعب):- يكفي يا رنيم لا تأخذي الأمر بهذه الحساسية الزائدة
رنيم(بغبن):- بل آخذها طالما لا تثق بي فما الذي تبقى
رأفت(بقلة حيلة):- أنا أثق بكِ يا رنيم لكن ما حدث أفقدني صوابي من حقي
رنيم:- عفوا منك هذا ليس من حقك فليس هنالك فرق بيني وبينك أتدري لماذا لأنني أثق بك ثقة عمياء ، أتذكر يوم صورك مع نورهان لقد جن جنوني صح لكن سرعان ما فكرت بعقلي لأنني أعرفك عن ظهر قلب يستحيل أن تخونني وتبيعني ولو بمال الدنيا .. لكن ماذا عنك أنت؟
رأفت(أمسك بيدها بلهفة):- وأنا نفس الشيء .. صحيح عبرت عنه بطريقة سيئة لكن هذا لأنني رجل وطبعي عصبي أكثر منكِ
رنيم(بصوت مختنق):- حجج واهية ، لأنكم جميعا تهوون حط اللوم على المرأة ووضعها في خانة الخائنة حتى قبل أن تثبت براءتها وهذا يجرح بل يؤذي في الصميم
رأفت(وضع أيهم على الأرض وانحنى القرفصاء أمامها):- لن تتمادي أكثر سنقفل الموضوع هنا يا رنيم ،، ووعد مني لن أتسرع في الحكم عليكِ مجددا عذرا حبيبتي
رنيم(ببكاء):- أنت شكاك كبير وهذا شيء ليس بحلو
رأفت(مط شفتيه بدلال):- ليس بحلو هااااه ؟؟ طيب يا حلواي أنتِ ألن تسامحيني على تسرعي هممم ؟
رنيم:- لن أسامحك إلا بشرط واحد
رأفت(ببريق فرح):- وما هو ؟
رنيم(بعد تفكير):- أن تأخذ اليوم إجازة وتخصصها لي ولأطفالك ، أريد أن نخرج سوية ونلعب ونمرح هااااه ما رأيك ؟
رأفت(أنزل ربطة عنقه):- هذا فقط على عيني يا نور عيني ، هه على فكرة هذا يعد استغلالا بينا لكن دعيني أكلم والدي لينوب عني ريثما تجهزين نفسكِ أنتِ وحبيباي هذين
رنيم(استقبلت قبلته في شفتيها):- أحبك رأفت ويستحيل أن أرى غيرك في هذا الوجود
رأفت(مسح على شعرها):- وأنا أحبكِ يا وردتي الله لا يحرمني منكِ
خطة أخرى لم تنجح أمام ثبات هذه الأسرة المبنية على الثقة والصدق والمشاعر الحقيقية ، لكن طالما الشر ينخر في جنباتها مؤكد أنها ستفلح ذات يوم .. في فيلا الحمداني كانت الاثنتين جالستين في الحديقة وهما تتناولان فطورهما ..
نورهان(وضعت كوب عصيرها):- في نظركِ هل أفلح ذلك النطح في التخريب بينهما ؟
وجدان:- من يدري ربما نعم وربما لا ، لن نستطيع معرفة ذلك إلا بعد قيام القيامة فمؤكد رأفت سيكون منزعجا وسيخبر والده حبيبه بالأمر
نورهان:- يوووه طيب متى سنعرف نحن إن كانت خطتنا قد نجحت أم لا ؟
وجدان(تلاعبت بلسانها وهي تفكر بعمق):- والله لا أدري تت حتى حاتم لا يكلمني وإن اتصلت به لن يجيبني
نورهان:- طب لأتصل أنا
وجدان:- وهل كان سيرد عليكِ أنتِ مثلا لا تنهبلي يا بنت
نورهان(بتذمر):- أفف وكيف سنعرف الأخبار هااااه ؟
وجدان(فكرت مليا وصغرت عينيها حين رأت مازن مغادرا صوب سيارته):- وجدت الحل يا نجية نجية …
نجية(أتتها هرعا):- نعم يا ست وجدان
وجدان:- الحقي بمازن قبل خروجه ودعيه يأتيني على الفور
نجية(باستجابة):- على الفور …
نورهان(رمقت نجية بطرف عين وأخذت تطقطق كعبها انتظارا):- تتت يا الله
مازن(أغلق باب السيارة بملل وتوجه إليهما):- يا صباح المشاكل
وجدان:- ولد ..لما تتكلم بهذه الطريقة اعتدل في حديثك
مازن(رمق نورهان بكره):- لا عليكِ أنا هكذا مرتاح، أي خدمة أماه ؟
وجدان(نظرت لنورهان):- أحتاج لأن تتصل بأبوك يعني أريد الذهاب لزيارة أخوك رأفت وأرغب بمعرفة الأخبار ، مثلا إن كان متوفرا أو شيئا من ذا القبيل
مازن:- طيب أين المعضلة اتصلي به واعرفي لوحدك ؟
وجدان(مصت شفتيها بغضب):- ألا تلاحظ معي أنك تعارضني في كل حرف ، أنسيت أنني متخاصمة معه لذلك افعل ما أمرتك به دون نقاش
مازن(أخرج هاتفه بثقل):- سأكلم رأفت مباشرة لحظة تيت تييييت ..ألو رؤوف بيك صباحوو
رأفت:- هلا بمزون
مازن:- أقول هل أنت بالبيت يعني أود اقتحام تلك المملكة لسرقة قبلات من أميرتي سجى وأميري أيهم يعني ..
رأفت:- لا والله اليوم صعب لقد حكمت الملكة بأن أخصص اليوم بطوله لها ولأولادها ، لا نصيب لك في الزيارة تعال غدا سنهيأ لك مراسيم الاستقبال
مازن:- أهاااه يعني هرَبْتَ لحاتم يا بختك ههه ، المهم استمتعوا بوقتكم يا روحي وبلغهم سلامي سأراكم فيما بعد
رأفت:- و هم يسلمون بدورهم عليك هه إلى اللقاء
مازن(أقفل هاتفه):- هااه قد سمعتم الرجل غير متوفر اليوم أجازة مع زوجته وأولاده ،هيا أخّرتموني على جامعتي سلامووو
وجدان(باندهاش):- ما الذي يحدث أين رقم ذلك الغبي آتيني به كي أرى المستجدات ؟
نورهان(برجفة):- لا يعقل لقد نبهناه أن يقوم باللازم اليوم وقد نفذه بحذافيره ، لحظة خالتي لحظة قلبي سيتوقف دعيني أتصل أخبرتكِ أن وجه الشؤم ذاك يستحيل أن نعتمد عليه /ألو ألو هل تسمعني يا رجب يا غبي هل نفذت ما طلبناه منك ؟
رجب(حك رأسه):- نفذت يا سيدتي حتى أنني بعثت الرسالة النصية حسبما أمرتني ، لماذا هل حدث مكروه ؟
نورهان:-أوتسألني يا أغبى خلق الله يا حمار لم يحدث ما كنا نرغب بحدوثه
رجب:- طيب لما تصرخين خطتنا لا تزال في البداية وإن لم يشك الآن أكيد سيشك حين يسمع الأغاني الرومانسية التي سأبعثها لها عبر الهاتف ، وحين نذكر أدق تفاصيل حياتها مؤكد سيدخل الشك لعقله يعني المسألة تحتاج لوقت
وجدان(رمقتها وهي تستمع له أيضا):- هذا البغل يتكلم بمنطقية لنصبر ، أقفلي الخط
نورهان:- طيب يا رجب أتمم ما طلب منك لحين نلتقي
رجب:- حسن يا سيدتي كما تريدين
نورهان(رمت بالهاتف بجنبها):- سننتظر بعد ونرى ما قد يحدث
وجدان:- لابد وأن تخرب العلاقة بينهما وسنصل لما نريده عاجلا أم آجلا
نورهان(بخبث):- وإن لم يكن اليوم …. سيكون في يوم ماااا أكييييد ههه ههاهااا ..

في بيت الراجي
استيقظت نبيلة وهي تشعر بأنها مفرطة الطاقة فقد حملت عبئها القديم لحفيدتها الشهمة ، مسكينة يا نبيلة لا تدركين أنكِ زدتِ الطين بلة فابن رشوان الأكبر يحوم حولي مهما حاولتِ نفي هذه الحقيقة إلا أنكِ لن تستطيعي ذلك … طرأت هذه الفكرة بعقل نور التي ابتسمت لها ابتسامة شريدة حين لمحتها وهي تتكئ بعكازها متجهة صوب غرفة الجلوس لتشاركهم الفطور الصباحي …. مستحيل يا نور مستحيل أن ترضخي لذلك السمج المغرووور وعليكِ أن تنفذي وصية جدتكِ وتحمي أخواتك وحالكِ أيضا اففف …
نور(خلقت بسمة فجأة):- صباحكِ لوز يا بلبلة ..
نبيلة(أشارت بيدها بضحك وهي تجلس مقابلها):- وصباحك فل يا نور .. أين أمك وخالتك ؟
نور:- والله إنهما في غرفة عفاف منذ الصباح الله أعلم على ماذا تتفقن
مديحة:- على كل خير يا بنت اذكرينا بالخير تجدين الخير
نور:- بما أنها استهلت بالخير معناه هناك ما يجب أن يقال هااااه سمعونااااا البشاير
عواطف(فركت يديها بقلق وجلست مقابلها):- نور حبيبتي
نور(رفعت حاجبها ونظرت إليها شزرا):- وكأنني أشم رائحة مؤامرة هناااا ؟
عفاف(جلست بجانبها ومسحت على كتفها):- مؤاااامرة أعوذ بالله بالعكس كله خير في خير
نبيلة(عقدت حاجبيها بدعابة):- الله يسمعنا خير
عفاف:- أ.. بصراحة
عواطف:- يعني هنالك موضوع نريد مفاتحتكِ به و .. اممم
مديحة(نظرت إليهما بنفاذ صبر):- الواحد ينتحر ولا يعتمد عليكما … كفاكن توترا أنا سأخبرها نور بنيتي هذا المساء لدينا ضيوف
نور(بعدم فهم كتفت يديها):- إي أهلا وسهلا بهم وما شأني أنا ؟
مديحة(بتوجس من ردة فعلها):- ضيوف ضيوف يعني من النوع الذي يحضر باقات ورد وعلب شوكولا وقوالب حلوى وخواتم وعطور و يعني ضيوف مختلفيييييين
نور(هزت حاجبيها بضحك):- خطاب يعني هههههههه
عواطف(تنهدت وكأن حملا وانزاح عنها):- أم طلال هي التي رشحته يعني .. يقولون أنه أستاذ في الثانوية وخلوق ولم يسبق له أن تزوج وأخته الكبرى تبحث له عن عروس منذ فترة يعني ما رأيك ؟
نور(اختفت بسمتها شيئا فشيئا ونهضت من محلها وهي تعلق حقيبتها على جنب):- أنا أرفض شوفو واحدة أخرى غيري .. ميرنا مثلا هه سلام
عواطف:- إلى أين وماذا عن الضيوف يا بنت أخبريني هل ستحضرين أم ماذاااااااا ؟؟ نووور
مديحة:- أخبرتكم من البداية أنها لن ترضخ ما كان علينا أن نوافق
عفاف:- طيب ماذا سنخبر الناس الآن ؟؟ يا إلهي ….
نبيلة:- كان عليكن استشارتها لا أن تضعوها أمام الأمر الواقع هكذا ، والآن تحملن نتيجة غلطكن وكلمن أم طلال لكي تلغي كل شيء
عواطف(زفرت بعمق):- أمرنا لله ..
ميرنا(نزلت بثياب الخروج مسرعة):- صباحووو يا حلوين على ما تتفقن من على بكرة الصباح ههه شكلكن يوحي بحدوث مصيبة ؟
عفاف:- تقريبا أصبتِ
مديحة:- هناك خطيب لأختكِ نور لكنها رفضته حتى قبل أن تقابله
ميرنا(جلست مقابلهن وهي تبرق بعينيها):- خطيييييب لنور الله الله ههه طيب من هو وماذا يعمل ثم أين رآها ومتى سيأتي ؟
عواطف:- يا ويلي أنا يا بنتي قلنا لكِ أنها رفضته مع الأسف
مديحة:- والله حرام أستاذ بشحمه ولحمه ونعم التربية والخلق يُرفض بدون سبب
ميرنا(رفعت حاجبيها):- أنتم تعلمون مبادئ نور وأفكارها فيما يخص الزواج ، لذا لا تحاولوا ذلك من جديد لحين تقرر هي فتح هذا الباب
نبيلة:- والله لو تركنا كل واحدة منكن على سجيتها سنصل لأبواب موصدة
ميرنا(صغرت عينيها بعدم فهم):- ولكنها حياتنا
نبيلة:- ونحن من يجب أن يختارها بحكم أننا الأكبر والأعلم بمصلحتكن
ميرنا:- هه جدتي أين الديمقراطية هنااا لقد سلبتِ حقنا في الاختيار في جملة ؟؟
نبيلة(بامتعاض):- يحق لي ذلك .. طالما كل واحدة منكن تعيث في ملكوت مخالف لما ترعرعتم عليه داخل ربوع هذا البيت
عواطف(استغربت احتدام أمها ورمقت انزعاج ميرنا منه):- أماه هه أنتِ تزيدين من حدة موقفك يعني البنات كبرت وبات لهن حريتهن الشخصية
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض واستقامت بجهد جهيد):- ندمت لأنني فكرت بالخروج من غرفتي هذا الصباح ، لا أريد إزعاااااااااجا مفهوووم … همممم
مديحة(رفعت حاجبها الأيمن وهي تراقب أمها):- يا الله ما بها لقد كنا بخير وعلى خير ؟
عفاف:- ربما موضوع نور أزعجها
ميرنا:- أمي هل أخطأت بشيء هل انزعجت جدتي مني ؟
عواطف:- أكيد لاء لكن ربما موضوع نور كما قالت عفاف .. أ.. سأجهز لكِ فطوركِ حلوتي لحظة فقط
ميرنا(بشرود نهضت):- لا ماما أنا على عجلة من أمري سآكل بسكويتا في الطريق المهم أراكن مساءا .. مع السلامة
مديحة:- رافقتكِ السلامة حبيبتي
عفاف(بعد ذهابها):- وكأن جدتي بالغت قليلا في ردة فعلها مع ميرنا ؟
عواطف:- أحس بأنها ترفض علاقتها بوائل لكن ماذا لو كان نصيبها وهو المقدر لها لن نعترض على حكم الله ..
مديحة:- كم أتمنى رؤية ذلك اليوم الذي سيخطبها منا يااااه سأوزع عصائر وحلويات على كل الحي فرحا بتلك المناسبة
عواطف(تضخم صدرها بعدم صبر):- اللي فيه الخير يجيبو الله
عفاف(حملت حقيبتها):- هيا بدوري سأذهب لعملي أراكن على خير
مديحة:- انتبهي لنفسكِ عزيزتي … همم يا عواطف تعالي لنكلم أم طلال كي تلغي الخطوبة ههه قال خطوبة قال خطوبة وبدون عروس
عواطف:- لا وحياتك كانت بعروس ولكنها هررررررررررررربت هههه …
أجل هربت وستهرب إلى ما لا نهاية ، كانت تقود سيارتها في حيرة تامة عقلها شارد في ذكريات قديمة داهمت عقلها صورتها وهي عروس أيامها تحت سقف بيت ذلك القمّار البائس، حنينها للطيف الوهمي الذي عايشت زمنه وكأنه عصر الأحلام .. كل هذا اقتحم فؤادها فؤادها الذي استوطن أفكارها دون رغبة منها ، إنها تكرهه كرها جما ولكن في آن الوقت تشعر وكأن هناك رابطة قوية تجرفها نحوه فلا هي قادرة على إبعاده عن بالها ولا هي متمكنة من بتر أنامل تلك المشاعر التي تنتفض رغبة في توبيخه وشتمه وضربه في نصف وجهه … حسن حسن لن نبالغ يا نور لكن قليل من حدة اللسان على بعض من الكلمات البذيئة هذا قد يجدي نفعا ويريح قلبك … كانت تشحن خاطرها بكل هذا لكي تتمالك أعصابها فكلما جاءها خطيب جديد ينقلب حالها فجأة وتصبح كالبارود الذي ينتظر أصغر احتكاك كي ينفجر في وجه البريء والظالم في نفس الوقت … بعد برهة أوقفت سيارتها أمام تلك الشركة التي زادتها ثقلا وهما وأعصابا مشحونة طوال الوقت ، ترجلت منها وهي تمد بالمفتاح للعامل الخاص بالمرأب وتأبطت حقيبتها الكلاسيكية وتوجهت صوب البوابة وهي ترتدي طقما نسائيا في اللون الأحمر الداكن مع طبقات سوداء زادتها هيمنة ورقيا ، إضافة لشعرها الذي جمعته في ربطة خفيفة خلف رأسها أعطتها لمحة لسيدات الأعمال فكيف بمساعدة ؟؟
منذر(واقف مقابلها):- مساعدة السيد فؤاد متأكدة ؟؟
نور(طقطقت كعبها وهي تجلس بمكتب الاستقبالات):- ألم تتوصل بأوامر خاصة حيال ذلك ؟ على العموم بدون تدقيق حين يأتي مديرك سأتفاهم معه على هذا اللبس الذي وقع ، والآن أحتاج منك تزويدي بجدول الأعمال الخاص به كي أنظم وقتي حسب ذلك
منذر(ابتلع ريقه يحاول أن يستوعب ما يحدث وأمسك الملف من عاملة الاستقبالات):- كما تشائين بهذا الملف ستجدين كل ما تريدينه ست نور
نور(أمسكته بين يديها واستقامت):- عليك نووور تكرم آه لو سمحت بلغهم أن يحضروا لي قهوة بدون سكر لمكتب السيد فؤاد على الفور
منذر(هز حاجبه):- حسن بأمرك … يا ربي هل كان ينقصنا متنمرون غير ما شاء الله الشركة تعج بهم ربي يستر …
توجهت صوب المصعد وهي تضم الملف لصدرها بينما تتأبط حقيبتها الخاصة وكأنها تكمل نفسها بها ، حتى حينما ضغطت على زر المصعد ما حسبت أن تلامس أصابع أخرى تتلهف لكي تضمها بين يديها ضمة أبدية …
فؤاد(ابتسم لها):- صباح النور يا نور
نور(جمعت يديها بسرعة وهي تشتت انتباهها في أي مكان):- صباح الخير
فؤاد(نظر للمصعد الذي فتح أمامهما):- تفضلي
نور(نظرت إليه ونظرت للمصعد وتنهدت عميقا):- أ.. تذكرت أنني أشعر بالاختناق إن استقل أحدهم المصعد معي لذا تفضل وحدك
فؤاد(رفع حاجبه بعدم تصديق):- والله ؟؟ اختنااااااااق هاه طيب استخدمي درج العاملين
نور(بصدمة رمقته وهو يدلف للمصعد ويضغط على زر الصعود):- هئئئ
حقا فعلها وأقفل باب المصعد على وجهها وصعد دون أن يتمسك برأيه في أن تصعد معه ، وهذا ما أجج نيران الغضب في خاطرها وبكل جنون توجهت صوب مصعد العاملين لتصعد منه ههه آخخخ يا فؤاد يعني ألم تجد تحديا آخر غير ذلك … بالفعل صعدته درجة درجة والإصرار مرتسم على وجهها والرفض يعلو شفتيها حتى أنها شتمته بشتى الجمل البذيئة والوضيعة من فرط حنقها منه ، لقد تحداها بشكل غير حميد ونسي أنها أعند من الحجر وقد قبلت تحديه وها هي ذي تخط الدرج سلما بسلم دون استسلام أو تعب لحين وصلت إلى باب مكتبه وهي تلهث ، تمالكت أنفاسها قليلا ودخلت ..
فؤاد(كان يتلاعب بكرسيه وقد أزال سترته):- تأخرتِ ..
نور:- طبعا سأتأخر بدلا من أن تتنازل عن المصعد لي ارتأيت أن تعذبني
فؤاد(يلاعب قلمه):- ههه لحظة للتذكير فقط ، من منا مدير الآخر ؟؟
نور(تلاعبت بلسانها من داخل فمها من شدة الغيظ وفتحت الملف):- يجدر بك أن تخبرني بمواعيدك هذا اليوم كي أضبطها لك سيد فؤااااد
فؤاد(تأملها بجرأة وابتسم):- تبدين متألقة ..
نور(مصمصت شفتيها وهي تركز في الورقة التي ستدون فيها معلوماته):- أنا بانتظارك
فؤاد(استقام من محله وهو يتطاول متجها صوبها):- لدي موعد مع مصممة الإعلانات أحتاج للتعاقد معها لأجل حملتنا الإعلانية القادمة ، وكذلك سألتقي بمديرة قسم الحسابات أريد جردا يخولني من وضع ميزانية للتسيير والتدبير الشهر المقبل ، كما أنني أريد منكِ خلق موعد خاص مع أخصائية التنسيق بين فروع مجموعتنا يعني ساعة قد تكفي لكل واحدة منهن ..
نور(كلهن نسااااء يعني عيب أن يكون هنالك مدبر ومدير ومصمم وزعتر ويقطين وغيره آخخخ كلكم خسيسون تبحثون عن ملذات أعينكم فقط في كينونة النساء حممم):- حسن إذن سأوضب اللائحة وأعود إليك بها
فؤاد(رفع حاجبه وهو يتكأ على مكتبه):- تعودين من أين .. اجلسي هناك واعملي فمكتبكِ الفرعي سينقل إلى تلك الزاوية التي ترينها هناااااك
نور(نظرت إلى أين يشير بذهول):- كيف يعني ؟ هل سنبقى سوية في مكتب واحد ؟
فؤاد:- خطئ بل في مكتبين سأخلق لكِ ما يريحكِ فقط كوني أهلا له
نور(حولت عينيها بتعب):- أيا كان لا يعنيني فما تراه مناسبا سأقوم به
فؤاد(باندهاش):- جيد جيد أنكِ لم تجادليني ساعة وربع الساعة ، والآن اجلسي هناك وأنجزي ما طلب منكِ
نور(تحركت بخيلاء وهي ترمقه بحذر):- حاااالا
فؤاد(في سره):- لو مكثت معها 24 ساعة في مكتب واحد هي أمامي وأنا أمامها وبقيت حيا وقتها سوف أقتنع أن حياتي أفضل بكثير مما ظننت ههه
نور(في سرها):- يريدني تحت ناظريه الوقت كله وكأنه بهذه الطريقة سيجعلني طوع أمره، ههه مسكين مخطئ وحالم فاشل سوف أجعلك تندم لأنك فكرت بهذا الخبث مع نور الراجي
في نفس الشركة لكن بمكتب آخر ..
رقية(عبر الهاتف):- يا عمة نعمة لقد هربت صباحا فقط كي لا أحتك بها ماذا تريد بعد نقود أنا أبعث لها نصيبها كل شهر ، إذن لا أريدها أن تزعج سير حياتي التي أخرجتني منها قسرا
نعمة:- يا رقية يا حبيبتي ما عهدتكِ حاقدة لهذه الدرجة
رقية(برفض):- لست حاقدة بل متألمة لحدٍّ لم أعد أشعر فيه بالألم ، ما مرَّ عليّ ببيتها وبيته مشين ومؤذ جداااا لذلك أرجو أن تتفهميني وتجعليها تغادر من حيث لا رجعة ، وأي شيء احتاجته تكلمكِ أنتِ وأنا سألبيه غير ذلك لن تجد مني الجواب
نعمة(زفرت بتعب):- طيب يا صغيرتي لا تنزعجي هكذا ، سأتكفل بالأمر ..
رقية(بغضب):- سلام …
نعمة(وضعت سماعة الهاتف ومسحت يديها وهي تشعر بالحياء):- تتت ..لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
رجوى:- رفضت مكالمتي حتى صحيح ؟
نعمة(تقدمت إليها):- يا ست رجوى إن ما تطلبينه الآن صعب صعب جدا ، رقية لن تستطيع غفران الماضي لكِ بسهولة يعني يلزمها وقت
رجوى(تلاعبت بعينيها):- وقت لماذا أنا أخبركِ أنني بحاجة لمبلغ مالي كبير لأجل عملية ابني الصغير ولا يوجد غيرها يستطيع مساعدتي ، أريد فقط أن أراهااااا
نعمة(بحزن على رقية المسكينة):- وهذا هو بيت القصيد إن علمت أن عودتكِ لأجل ابنك سوف تتأذى أكثر ، أرى أن تجعليني أنا أمهد لها الأمر ومؤكد سوف لن تبخل عليكِ بأي شيء
رجوى:- مؤسف أن ترفض ابنتي رؤيتي في حين تسلمكِ زمام كل شيء في حياتها ، عموما سأنتظر اتصالكِ وأرجو ألا تتأخر علي بالمال
نعمة(ضربت كفا بكف وهي ترمقها مغادرة):- يا لحظكِ التعيس يا بنيتي وهب الله لكِ أما أنانية وأبا جاحدا كل يسبح ضد التيار ، لكِ الله يا صغيرتي لكِ الله …
تأوهت رقية بشدة وهي تضغط على قلبها فكل ما يربطها بأمها وأبيها يؤلمها كثيرا ، ودوما ما كانت تحاول التحرر منه وعدم التفكير فيه ، لكن زيارات رجوى المتكررة لها باتت مزعجة لدرجة الاختناق ، وهذا ما لم تقدر رقية على مجاراته في قرارة نفسها كانت مستعدة لتقديم يد العون لأخيها الصغير لكن الوضع برمته يشعرها بالتقزز والاشمئزاز وما هو أكثر بالغبن والإحباط ، فلطالما تمنت لو حظيت باهتمام أمها مثلما تهتم بإخوتها الآخرين وكذا أبيها الذي ينسى وجودها بالمرة ولكنه يتذكره جيدا في بداية كل شهر حين يطالبها برسالة نصية شاردة أن تبعث بقسم من المال لتعيله على أسرته .. هو نوعا ما قمة في الجنون لكن قلبها البريء يحثها على مساعدتهما ولو حتى على حساب أوجاعها … نهضت من مكتبها واتجهت صوب غرفة المحاسبات من فورها كي تأمر بتحرير شيك باسمها لفائدة أمها … أثناء عودتها كانت تفرك عينيها بثقل لحين اصطدمت به
وائل:- ووو مهلكِ يا فتاة هل تنامين وأنتِ تمشين ههه
رقية(بعيون مغرورقة بالدموع ناظرته وهي تشيح ببصرها عنه):- ليس كذلك
وائل(بقلق أمسك بحقيبة عمله جانبيا وربت على كتفها):- رقيتي ما بكِ هل تبكين ؟
رقية(مطت شفتيها بغبن):- واااائل أنا مدمرة الآن أشعر بالألم
وائل(برقة قوس حاجبيه وجذبها خلفه نحو مكتبه):- تعالي تعالي ولا تبكي هممم أنا هنااا
دخلت رفقته لمكتبه وانفجرت بالبكاء الذي كبتته منذ الصباح بالضبط منذ أن رأت أمها في صالون بيتهم تحتسي الشاي بكل عنجهية وتطلب منها المال دون حتى أن تسأل عن أحوالها ، قمة الوجع والبشاعة .. أعطاها وائل كوب ماء وجلس مقابلها وهو ينتظرها كي تهدأ بعد أن أزال سترته وعلقها في محلها بقلق على صديقته الحميمة
وائل:- أحسن الآن صح ؟
رقية(هزت كتفيها وهي تمسح عيونها بالمنديل):- كل ما يؤلمني أنها حتى لم تسأل عن أحوالي ، لا كيف أعيش ولا كيف أمضي وقتي يعني كأنني أداة مصرفية تصرف منها ما تحتاجه من مال وترميني بعد الاستعمال
وائل:- لا تفكري بتلك الطريقة هكذا ستزيدين من وجعكِ رقية .. ثم أخوكِ مريض الآن وهو من يحتاجكِ أيا كانت الطريقة ما يهم الآن هي حياته وصحته
رقية:- حتى أخي هذا الذي تتحدث عنه رآني مرة أو مرتين وصدفة ، تتت أحيانا أطلب لو أنني لم أولد في هذا العالم فمنذ نعومة أظافري والمواجع تلاحقني لا أم تحبني بصدق ولا أب ممتن لوجودي ، كليهما أثبتا أنني غلطة قد قدمت لهذه الحياة والاثنين معا عاشا حياتهما طولا وعرضا حتى دون أن يفكرا بمصلحتي لحظة واحدة .. هه صحيح كان كل منهما يتحملني فترة من الزمن لكن كل هذا ليكسرا العناد بينهما ليقولا باختصار ها أنذا أتحمل مسؤوليتها لحين طفح كيلي وقررت العيش مع العمة نعمة بعيدا عن هذا الصراع المميت
وائل(ربت على يدها بلطف):- مجددا ستفتحين مآسيكِ القديمة وستتألمين ، ارمي كل هذا خلف ظهرك لا تفكري بشيء سوى حاضركِ ومستقبلك و…. إياد نجيب
رقية(رفعت عينيها بذهول إليه):- هئ .. ماذا تقول ؟
وائل:- ههه هل تعتقدين أنكِ ستخفين الأمر كثيرا عني يا فتاة ؟؟ أعلم أنه يسري هنا بين عروقك ومنذ أول مرة رأيته فيها
رقية(عضعضت شفتيها بخجل):- يعني الأمر حدث فجأة مثلما حدث معك وميرنا
وائل(شرد في ذكرى محبوبته):- إياد شاب خلوق وشهم سأكون ممتنا لو أنكِ تكملين مع حياتكِ يا رقيتي ، أنتِ تستحقين كل الخير بعد كل ما عانيته سالفا
رقية(ابتسمت بعشق):- وأنت تستحقه كذلك مع ميرنتك
وائل(تنهد بعمق):- تلك الشمس تحرق قلبي شوقا إليها
رقية(رفعت حاجبيها واستقامت):- لا والله هل ستتغزل بها أيضا أمامي ، أنا لا زلت في بداية الطريق ولا أقوى على سماع الكلام الحلو والمعسل والمقطر بشهد الحب أيضا هههه
وائل:- اهربي يا مجنونة …
رقية(قبل خروجها):- لعلمك نور الراجي هنا وبمكتب عمك
وائل(بدعابة):- أستغرب هذا الهدوء فحتى الآن لم أسمع صوت صراخ أو قنابل متفجرة
رقية:- هههه لا يزال الأمر في بدايته لننتظر حتى نهاية الدوام ونرى ما قد يحصل
بالفعل قنابل موقوتة وتكتيك عسكري كان يتشكل في مكتب فؤاد رشوان ، الذي كان جالسا على مكتبه بكل رزانة يحادث مصممة الإعلانات التي كانت كتلة متفجرة من الأنوثة تتوسط طقما يكتنز كل مفاتنها بشكل يثير التقزز ، أو هذا ما شعرت به نور وهي ترمقها من حيث كانت تجلس وتدون بعد الملاحظات ودَّت لو تمسح بتلك السلحفاة الأرض لكنها وجدت أن التمهل سيكون في صالحها فلن تخلق مشكلة من أول ساعة عمل ^^..
فؤاد(نهض من محله وهو يصافح المصممة):- هههه بصراحة لن أجادلكِ فدوما ذوق النساء أرفع من ذوق الرجال ، وبما أنكِ مصممة فلكِ الصلاحية في اختيار الملصق الخاص بالدعاية المقبلة أثق بك
المصممة(بميوعة):- لن أخذل ثقتك بي سيد فؤاد أنا أعلم أنك إنسان أنيق في تفكيرك ولن تحصل إلا على دعاية أنيقة تليق بمقامك
فؤاد(ابتسم لها):- واثق من ذلك لنبقى على اتصال إذن
المصممة(أشارت له ملوحة):- بكل سرور ..
فؤاد(دون أن ينظر لنور):- نووور يا نور ؟؟
نور(ما أبشع صوتك الرخيم بففف):- يا نعم ..
فؤاد(هز حاجبه من نبرة صوتها المتعالية وحين غادرت المصممة توجه إليها):- جهزي لنا موعدنا التالي
نور:- ريح حالك قليلا حتى أن العطر لا يزال مكتسحا الأجواء ففف اختناق طويل المدى
فؤاد:- ماذا تقولييييين ؟؟ قلت لكِ جهزي لي الموعد التالي بسرعة
نور(انتفضت وهي تتوجه صوب الهاتف):- طيب طيب فهمنا بدون صراخ ..
فؤاد(بشبح ابتسامة ناظرها ولم يرضى أن يعطيها فرصة للتعالي):- أسرعي لن نبقى هنا اليوم بطوله ، عليكِ تعلم الانضباط كان يجب أن تحضري لهذا الموعد أثناء جلستي مع المصممة هل علي انتظاركِ الآن ؟
نور(صغرت عينيها فيه برغبة في جعل وجهه لوحة لسهامها الصغيرة):- حضرتك لم تبرز لي ذلك ، وأنا لا زلت بيومي الأول يعني هذه الأخطاء واردة
فؤاد(كتف يديه):- أما زلتِ تجادلين هنا عال والله ، هياااا قومي بعملك كما يجب
نور(رفعت السماعة لأذنها وهي تشتم تحت أسنانها):- الله يأخذ فيك الحق يا سماجة الأولين والآخرين
فؤاد:- أسمعكِ جيدا على فكرة وحرف آخر ستجدين نفسكِ مع عامل الكافتيريا في جلسة تعارف مفهووووووم ؟؟
آثرتِ الصمت والانتباه لعملها وبالفعل قامت بما طلبه منها وهذا ما جعل أساريره تعشقها أكثر ، في حين كانت مكامنها تلعنه في كل لحظة .. لم تمضي سوى فترة وجيزة حتى بدأ اجتماعه الثاني وهنا شعرت بالملل وبدأت بالتأوه والتثاؤب وفي كل مرة كان يرمقها بتحذير وتنبيه لكن من يسمع فقد كانت تخطط في دفتر ملاحظاتها يدها على رأسها تثقل بها كاهلها ، والأخرى تحمل القلم بثقل وتدون فيه ما تحتاج إليه .. للحظة كان يستمتع برؤيتها على تلك الشاكلة هادئة مطيعة رزينة وغير مجنونة ولا سليطة اللسان كما اعتادها حتى أنه نسي تماما أمر ضيفته التي ظلت تحادث نفسها المسكينة فعقله كان أسير سوداء العيون ….
همام(اقتحم المكتب بعد طرقه للحظات):- سيد فؤاد …
فؤاد(انتبه له):- طيب يمكنكِ التوجه لمكتبك بقسم المحاسبات
الموظفة:- بعد إذنك سيدي
فؤاد(أشار له بالدخول):- تفضل يا همام
همام(نظر لنور وأعاد النظر لفؤاد):- احم الموضوع طارئ
فؤاد(مص شفتيه بقلق ونظر إليها):- نوور يمكنكِ أخذ 10 دقائق راحة أحضري قهوة أو تناولي شيئا
نور(بتباطئ في حركتها استقامت):- ماشي
فؤاد:- الله يعيني على هذه المجنونة طراز أول
همام(رمقها وهي تغادرهما بعلياء):- ههه اللهم آمين
فؤاد:- هاه ما الجديد ؟
همام(جلس مقابله بخفة):- لقد وصلتنا معلومة مهمة تفيد هوية الطفل الذي يرعاه والدك السيد ضرغام
فؤاد(فتح عينيه على وسعهما):- من يكوووون ؟
همام(حرك رأسه):- لكن قبل ذلك هناك ضيفة حلت على المدينة إنها سعاد المهدي
فؤاد(بكره):- ما الذي أتى بتلك اللعينة إلى هنا لقد ارتحنا منها نهائيا وكان تهديدنا لها كفيلا لكي تبتعد عن وائل بشكل لا رجعة فيه ..
همام:- صحيح قد تم ذلك لكنها قد عادت رغم كل شيء
فؤاد:- دع عيون رجالنا عليها يا همام ، أريد معرفة تحركاتها أولا بأول وأهم شيء أريد أن أعلم بخطواتها فيما يخص وائل ماشي
همام:- تمام اعتبر الأمر منتهيا
فؤاد:- المهم الآن أخبرني من يكون ذلك الطفل ؟
همام(رفع حاجبيه بدهشة):- هه … لن تصدق !!!
فتح فؤاد فاهه من فرط الذهول بعد أن أخبره همام بمن يكون هذا الطفل الذي يرعاه أبوه سرا عن الجميع ، رمش بعينيه عدة مرات قبل أن يطلق ضحكات متتالية لم يقوى فيها على كبت جنونه تلك اللحظة فالموقف بحد ذاته مضحك فما باله بالخبر الذي نزل على رأسه مثل الماء البارد بعد جولة في الفيافي الغابرة … ضرب كفا بكف وهو يحاول أن يستوعب ما قد استجد على باله من جهة لم يعرف كيف سيواجه الأمر ولا كيف سيتعامل معه لكن من جهة أخرى عليه أن يبقي الأمر طي الكتمان ، طالما هناك خطر محدق من كل جانب إذا ما تم اكتشاف وجود هذا الصغير الرشواني ^^ …

على ذكر الرشوانية سننتقل لقصر ضرغام الذي كان يستقل سيارته رفقة رجله المخلص رستم الذي جلس في المقعد الأمامي بجانب السائق ..
رستم:- انطلق حيث أمرتك
ضرغام(تنهد بعمق):- أحتاج للقائها منفردة احرص على تواجد شهاب بالشركة
رستم:- رجالنا قد أكدوا أنه متوجه إليها قبل قليل قد يكون هناك حتى
ضرغام:- المهم لا أريد أخطاء راقبوه جيدا
رستم:- تمام سيادتك لا تقلق
ضرغام:- كيف لا أقلق يا رستم علي أن أنهي هذه المهزلة اليوم قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر وتلك المرأة تتحاشى اتصالاتي منذ تلك الفضيحة وكأنها تتحداني ..
رستم:- لن يتم ذلك الزواج إذ يكفي ما تكبدنا عناءه حتى الآن بعد تلك العلاقة
ضرغام:- ولأجل ذلك يجب أن أحد منها وبنفسي …
اصطحبه سائقه نحو مكان لم يكن من المتوقع أن يجمع بينهما لكن أيعقل أنه أول لقاء لهما ؟
بعد برهة بسيطة من الزمن كان يزمر السائق بسيارته ويطلب الإذن في الدخول لحين فتحت بوابات القصر الحديدية لتسمح لتلك السيارة بالولوج إليه ، ظهوره هناك في وضح النهار أربكها وجعلها تنزل بخطوات متوترة من جناحها لترى ما سر هذه الزيارة الغريبة ..
هنادي:- لا تقلقي يا سيدتي ربما كان يريد منكِ شيئا لا علاقة له بما تفكرين به
ميرا(بعيون ملتاعة ومرتعبة):- لالا إنه لا يزورني هكذا فجأة ، أمعقول أن هنالك مكروه حدث قلبي يرتجف وروحي تقفز من محلها
هنادي(أمسكتها من ذراعها في الدرج):- سيدة ميرا يا سيدة ميرا لا تجزعي هكذا ، كوني قوية ودعينا نرى ما سر هذه الزيارة المفاجئة
ميرا(تنهدت بعدم ارتياح وهزت رأسها بغبن والدموع تغالب عينيها):- طيب …
باتريك(ابتلع ريقه من دخولهما المرعب):- س س.. سيدتي ستنزل فورا لاستقبالكما تفضلا
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض وهو يزفر بكره ويراقب زوايا الفيلا):- همممم …
ميرا(أغمضت عينيها بشدة وهي تمتص شفتيها بتوتر ثم نزلت إليهما):- اذهب أنت يا باتريك ، احم مرحبا سيد ضرغام .. رستم
رستم(ناظرها بتمعن وأحنى رأسه لضرغام الذي جلس منتصفا في الصالون):- عن إذنكما
ضرغام(نظر إليها مليا):- اجلسي هناك ..
ميرا(زفرت بعمق وجلست قبالته وهي تفرك يديها لا تجرأ على رفع رأسها إليه):- ماذا يجري أ.. أقصد ما الذي أتى بك هكذا دون سابق موعد ؟
ضرغام(صغر عينيه فيها):- أوتعقدين أنني سأحتاج لموعد إن أردت رؤيتكِ ؟ اسمعيني جيداااا لدي كلمتين فقط أضعهما في رأسك الفارغ ذاك وبعدها سأذهب لحال سبيلي
ميرا(نظرت إليه بجحود وهي تزم شفتيها لؤما):- ماذا تريد ؟
ضرغام:- أن تلغي تلك المهزلة التي تحضرين لها ، لن تكون هنالك خطوبة ولا يحزنون ، أنا لا يهمني إن خسرتِ شأنك ونفوذكِ بين الجماهير ذلك أمر خارج اهتماماتي لكن ما يعنيني وبشدة اسم عائلتي الذي سيرتبط بك ، وهذا ما لا أريده
ميرا(بمكر):- حقاااا … لكن حفيدك يريد ذلك
ضرغام(بامتعاض):- تحت وطأة الضغط فقط يا سمر تحت وطأة الضغط
ميرا(بتحدي):- والله لم أضربه على يده كي يوافق على هذه الخطبة ، هو راشد وله الأحقية في اختيار مشوار حياته وحسب معلوماتي أنت أساسا لست من المدعوين لحفل خطوبته
ضرغام:- ولست متلهفا لمشاهدة مسرحيتكم تلك ، أنا لا أكرر كلامي مرتين ألغي تلك المهزلة وإلا سأفتح كل الدفاتر وأكشفكِ لحفيدي ووقتها لنرى إن كان سيمضي في هذه الخطبة أو سينبذكِ من حياته بشكل نهائي ..
ميرا(بتخوف):- لما ستقدم على ذلك ثم بماذا سيؤذيك ارتباطنا ، ألا ترى معي أنه حق من حقوقي عليك ؟؟؟؟
ضرغام:- حقوقكِ محفوظة لكن بعيدا عن هذا الزواج يا سمر ، لن تحققي مسعاكِ مهما فعلتِ حفيدي لن يتزوج بكِ وانتهى الأمر
ميرا(استقامت وهي تزم شفتيها بغضب):- عذرا منك سيدي الآمر الناهي لكن مسعاك أنت هو الذي سيفشل ، لأنني سأخطب لحفيدك وبعد فترة وجيزة سيتم زواجنا وستشهده الدنيا كلها وقتها ربما أفكر ببعث دعوة لك يعني من باب العشرة وصندوق الأسرار هممم
ضرغام(ضرب بعصاه ونهض إليها):- أتحاولين لوي ذراعي يا امرأة ؟؟ أنسيتِ أنكِ تحت رحمتي أنتِ وكل ما يعنيكِ أمره ؟
ميرا(رمشت بعينيها وهي تراقب عينيه المستشيطة غضبا):- أنت لن تؤذيه لأنه أول ولي عهد لآل رشوان لذا فكر بخطة أخرى
ضرغام(بعدم صبر):- لآخر مرة أنبهكِ اعدلي عن جنونكِ وأوقفي هذا الحدث قبل فوات الأوان يا سمر
ميرا(صغرت فيه عينيها بلؤم):- ولماذا قد أفعل ذلك وحتى لو افتضحت أمري لشهاب هل تعتقد بأنه سينبذني كما تزعم ، بالعكس ربما ستخدمني بهذه الخدمة وقد يضمني لنشكل أسرة متوحدة بعيدا عن شروركم ونعيش بسلام
ضرغام:- سهل جدا أن تلقي على مسمعي مثل هذا الحديث ، بالرغم من أنني أعرف أنه يؤذيكِ بل يوجعكِ ، ثم لم أكن سأخبره بذلك الأمر لكي أخدمكِ فأنا سأحرص على أن أوصله بشكل يجعل شهابا يكرهكِ لأنكِ اممم مثلا أم فاشلة تخلت عن رضيعها من أجل الشهرة والفن ههه ما رأيكِ ؟
ميرا(مصت شفتيها بمرارة):- أنا لم أتخلى عن أي أحد الظروف هي التي أجبرتني على ذلك
ضرغام(هز حاجبه):- فكري معي بمنطقية يا إما أن تمضي في حال سبيلك معه بعيدا عن الارتباط أو تخسريه للأبد .. لكِ الاختيار
ميرا(بدموع مكومة في عينيها وألم دفين):- لا … لن أرضخ لأوامرك مجددا
ضرغام(بعدم تصديق):- أتتحديني يا فتاة ؟؟؟
ميرا(نظرت للأسفل ثم رفعت عينيها البائسة إليه):- لقد سرقوا مني ضحكتي وأنا صغيرة ، وحين عادت إلي يستحيل أن أفرط فيها ولو كان ذلك على حساب دفع ثمن كل أخطائي ونصيحة مني تعوَّد على فكرة ارتباطي بشهاب لأنني عاجلا أم آجلا سأصبح كنتك زوجة حفيدك رسميا ولن تستطيع إنكار ذلك لأن لدي ما يجعلك توافق على مضض بهذا الارتباط
ضرغام(بتشكيك):- ما الذي تخفينه عني ؟
ميرا(رفعت عينيها إليه وتنهدت):- أنت لن تقتل حفيدا جديدا صحيح ؟؟
فتح عينيه على وسعهما وهو يستوعب ما قالته ، نظر إلى بطنها بدهشة وعاد لينظر لعينيها المشعة بيقين ما أخبرته به ، وقتها تزلزل فؤاده بشيء من الخوف والريبة هو يخشى على هذا الحفيد الصغير من أنامل الشر فكيف سيحمي هذا أيضا من الخطر المحدق حولهم .. لم يجد بدا سوى أن يضع يده في يد ميرا للمرة الثانية ويحرص على رعايتها ولو من بعيد لأنها تحمل بين أحشائها ما يخرس ألف فاه وفاه …

في مكان آخر
وصلت ميرنا بعد مدة إلى مسكن صديقتها بغية الاطمئنان عليها فقد غابت ما يقارب الأسبوعين عن محيطهم ، وبشكل دقيق منذ حادثة إياد وهي مختفية عن الأنظار .. وصلت إلى شقتها بعد أن غادرت المصعد ورنت جرس الباب أخذت تنتظر ما يقارب الدقائق وعادت طرقه لحين سمعت جوابا يحثها على الانتظار …
إيمان(تربط رباط ردائها القصير حول خصرها والقلق باد على ملامحها):- ابقى هنا في هذه الغرفة ولا تحدث صوتا سيدي كي لا تشك بأمري هاااااه
رشيد(ضحك ضحكة جانبية وهو يتمطى في فراشها عاري الصدر):- تفضلي
إيمان(ابتسمت له وخرجت للبهو بعد أن أغلقت الباب عليه بالمفتاح):- تت ما الذي أحضركِ يا ميرنا تبا لليوم الذي عرفتكِ فيه لو أني لا أعرف بأنكِ لحوح لما فتحت لأهلكِ الباب …
عدلت شعرها بخفة ووضعت المفتاح بجيبها ونظرت للمكان حولها بعد أن أخذت كؤوس المشروب للمطبخ وكذلك صحون المملحات وغيره من الفواكه وبعد كل هذا فتحت
ميرنا(دخلت مباشرة دون انتظار):- ما كل هذا التأخير يا بنت ساعة حتى تفتحي لي الباب
إيمان(وضعت خصلة خلف شعرها):- أ… لقد كنت بالحمام ولم أسمع رنين الجرس ، أدخلي تفضلي للصالون أ.. هناك
ميرنا(وضعت حقيبتها على جنب):- يعني قلت مع نفسي أنه يجب علي أن أمر للاطمئنان على صديقتي بما أنكِ لا تردين على اتصالاتي ، يا بنتي أجازتكِ طولت أسبوعين لا حس ولا خبر وفتحي يقول أنكِ أخذتِ إجازة مفتوحة هل لي أن أعرف ما الذي يحدث ؟
إيمان(ضمت ركبتيها العاريتين وجلست برفق أمامها):- هه يعني كنت مريضة
ميرنا:- لكن ما شاء الله أرى أنكِ الآن صرتِ بصحة جيدة ، لما لم تعودي للعمل ؟
إيمان:- يووه ميرنا ههه لا تكبري الموضوع المسألة جد بسيطة ارتأيت أن آخذ راحة لنفسي لقد تعبت الفترة الأخيرة ، وبعد إصابة إياد لا أخفيكِ لقد ارتعبت كثيرا وبسبب ذلك مرضت
ميرنا:- سلامتك من المرض لكن عليكِ أن تتغلبي على هذا التردد فإياد أصبح بصحة جيدة وقريبا جدا سيزيل الغرز من على كتفه
إيمان(فركت يديها بتوتر):- إن شاء الله ، يعني أساسا كنت أفكر بقطع الأجازة والعودة الأسبوع المقبل
ميرنا:- اممم أنتِ الأدرى عموما اطمأننت على صحتكِ وبأنكِ بخير ، إن احتجتِ لشيء اتصلي بي على الفور نحن صديقتين يا إيمان لا تجعليني في خانة لا أحبذها مفهوم
إيمان:- هه طبعا نحن صديقتين ولا أحد يستطيع إنكار ذلك ، تسلمي لي ع الزيارة
ميرنا(أمسكت حقيبتها):- هل لي بكوب ماء ؟
إيمان(بتوتر رمشت بعينيها):- أ.. لحظة فقط سآتيكِ به
ميرنا(ضمت حقيبتها وأخذت تدور بالمكان):- اممم هل زاركِ أحد قبلي ؟
إيمان(بارتباك برقت عيناها وهي تملأ كوب الماء):- ل.. لا لماذا ؟
ميرنا(اقتربت من منضدة موضوع عليها علبة سجائر من النوع الرقيق وبجانبها صحن موزعة عليه بشكل كثيف تبرز نهم صاحبها):- لا شيء فقط مجرد فضول
إيمان(أحضرت لها الماء ونظرت لنفس المكان):- آه تذكرت لقد زارتني إحدى صديقاتي رفقة زوجها وهو الذي أحدث هذه الجلبة ، كنت متعبة ليلة أمس ولم أتمكن من تنظيفها
ميرنا(انحنت وأمسكت بآخر سيجارة واشتمت رائحتها):- غريب
إيمان(وقلبها يكاد يتوقف من الخوف):- وما الغريب ؟
ميرنا(ببريق خافت رمقتها):- ذوق زوج صديقتك ،، لأن هذه السجائر نادرة الاستعمال ونجد قلة قليلة ممن يدخنونها فلذلك استغربت لقاء أحد من مدخنيها
إيمان(رفعت حاجبها بمساندة):- أهاااه لم أكن أدري أنكِ مدققة لهذه الدرجة ..
ميرنا(التفتت خلفها بالضبط ناحية باب غرفة إيمان وعادت لتنظر لها):- أراكِ على خير
إيمان(بتوجس نظرت لميرنا التي أربكتها بتصرفاتها):- تمام ..
تنفست الصعداء بعد خروج ميرنا وبمجرد أن أقفلت الباب خلفها حتى وضعت يديها على قلبها بتنهيدة ارتياح ، وركضت ناحية الغرفة وفتحتها لتتفاجئ بعدم وجوده بالغرفة
إيمان(بدهشة):- هئئ أين ذهب ؟
رشيد(ظهر من خلفها وأحاطها بين ذراعيه):- أنا هنا
استدارت إليه بخفة ورفعها بين ذراعيه وهو يفتح رباط ثوبها عنها ليزيله بكل جرأة عنها ويغوص في عطاياها المكنونة دون توقف ، وقد كانت هي الأخرى مشدوهة به تكاد لا تصدق نفسها مما يحدث ، فأن يعجب بها السيد الكبير شخصيا هذا يعد بالنسبة لها شرفا عظيما لا تناله إلا قلة قليلة من النساء .. لذلك سلمت له نفسها في الليالي السابقة دون شروط أو حتى تردد ، غير مدركة أنها وقعت في شر رشيد مساعد خليفة إبليس بعينه …
لندعها غارقة في غياهب الجشع والغدر التي أغدقها بها رشيد وسننتقل لميرنا التي نزلت من هناك وهي مستغربة لا بل قلقة بشأن ما استشعرته داخل تلك الشقة ..
ميرنا(أشارت لسيارة أجرة واستقلتها):- إلى جريدة الحقيقة لو سمحت
السائق:- حاضر آنستي
ميرنا(في سرها):- أيعقل أنها كانت تستضيف شخصا لا ترغبني بأن أراه ، ولكن لما قد تفعل ذلك ، ما ربما كان عشيقها طيب لما لم تخبرني بأمره وهل كانت ستتمادى معه لذلك الحد ؟؟ طبعا طبعا ستتمادى وهل هي ملاك مثلا ثم تلك الرائحة أنا أعرفها متأكدة من أنني شممتها في مكان ما لكنني لا أستطيع التذكر أين … أين يا ميرنا أين … تتت مهلا هئئئ إنها نفس الرائحة لالا غير معقول مستحييييييييل ….. / لو سمحت يا سيد غير الوجهة سوف أمر بمكان آخر قبلا وبعدها ستصطحبني للجريدة ….
بالفعل كما أمرته أخذها لوجهتها وما إن ولجتها حتى طرقت الباب ولم تنتظر كثيرا بل أخرجت مفتاحها الثانوي لشقته وفتحتها وهي عازمة على مواجهته بشكل لم يحسب له حسابا .. دخلت مسرعة وصفقت الباب خلفها وهي تبحث عنه بين جنبات البيت وهي شبه متأكدة أنه لا يزال فوق سرير إيمان هذا إن صح ادعائها الذي لم يبلغ سوى دقائق معدودة فقد خرج إياد من حمامه وهو عاري الصدر بفوطة ملفوفة بنصفه السفلي لا يزال يفرك عينيه بيده مندهشا منها
إياد(رفع حاجبه بتفاجئ):- ميرناااااااا ما الذي أتى بكِ هكذا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وشعرت بالحرج وأبعدت ناظريها عنه):- أممم أ.. هل أنت بخير ؟
إياد(التقط قميصا من على الكنبة وارتداه بشكل عشوائي دون أن يقفل أزراره):- يعني .. لكني ما زلت بانتظار جواب لسؤالي
ميرنا(تنهدت بتعب ولم تعرف بما ستجيبه):- هل كنت بصدد مغادرة الشقة ؟
إياد:- أجل لدي موعد مع الطبيب وعلي ألا أتأخر ، لكن يمكنني تأجيله إن كان موضوعكِ ضروري
ميرنا(مصت شفتيها ونظرت إليه):- عذرا منك ولكنني .. يعني شككت بأمر غريب وهذا ما دفعني لاقتحام شقتك بهذا الشكل إذ أنني اعتقدت ب.. بأنك غير موجود هنا حتى أنني جزمت بذلك فعذرا منك
إياد:- هه عذرا منكِ أنتِ التي لم أفهم منكِ بعد أي شيء ، يا بنتي تعالي تعالي وانتظريني هنا دقيقة وأعود لكِ كي تشرحي لي ما تقولينه لأنكِ غامضة مرتبكة نصف كلامكِ مبهم ..
جلست بشرود وهي تطالع زوايا الشقة وتنتظره بالفعل ، كيف شكت بأمره ثم إياد يكره إيمان مستحيل أن يخطئ معها هكذا غلطة والأكثر من ذلك إيمان ليست ذوق إياد بالمجمل يعني يستحيل أن تغريه ولو كان ثملا حتى ، طيب لما استعجلت الظن به سوءا أكل هذا من رائحة السيجارة لكن هذا ما أعطاها يقينا مطلقا لأن تشكك به …
إياد(بملابس مناسبة):- احم هلووو ميرنتي أين غبتِ بعقلك ؟
ميرنا(نظرت إليه وقد انحنى إليها ومسحت خلف عنقها بتوتر):- إياد سامحني لقد اعتقدت بأنك عدت للتدخين مجددا لذا أردت اقتحام الشقة لكي أضبطك متلبسا هذا كل ما في الأمر
إياد(صغر فيها عينيه):- تعلمين أن مسألة التدخين كانت حدثا عارضا في حياتي ، ومنذ زمن بعيد أقلعت عنها فلم راودكِ الشك من جديد حيال ذلك ؟
ميرنا:- بصراحة بعد الحادثة شردت بتفكيري قليلا ووجدت بأنني مقصرة في حقك ، يعني كل أحداث يومياتك تدور حولي وحول عائلتي لا يوجد وقت مخصص لك وهذا يؤذيني
إياد(بقلق اقترب منها ولامس فكها):- شتت ميرنا ميرنا ما الذي ضايقكِ حتى حرَّفتِ حديثك الذي جعلكِ تقتحمين شقتي بتلك الطريقة ؟
ميرنا(هزت رأسها بفشل فقد كشفت أمامه وعليها تشتيت انتباهه):- ولا شيء فقط أردت أن أراك قبل ذهابي للجريدة ، وأيضا أريد أن أخبرك بأمر مهم جدا بلغني هذا الصباح من مكتب التحقيقات إنه رامز لقد عاد ويريد لقائنا
إياد(بصوت مرتفع):- رامز البدري يا حلاوة … ألم يسلم زمام القضية للمكتب منذ سنتين ما الذي أعاده من جديد ؟
ميرنا(رفعت حاجبيها له بعدم معرفة):- أخبروني بأنهم من استنجدوا بخدماته ولم أفهم الكثير فقط علمت بالموعد ، ثم مما أنت قلق أذكر جيدا يوم رفضت عرضه بالزواج كان ذلك لسواد عيونك يا بعدي أم تراك نسيت ؟
إياد(ضحك من الذكرى):- هههه ههه لقد ظل ذلك
الذنب معلقا على كتفي ، بصراحة لم أشأ أن أخرب عليه مخططاته لكي ينالكِ لكن كان يجب علي أن أتدخل خصوصا وأنكِ لم تكوني على وفاق شيق معه
ميرنا:- إنه كيان مستفز يزعجني ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، لا أعلم كيف سأتعامل معه الفترة المقبلة لكن لأجل القضية سأطبق فمي
إياد:- أخشى ألا أستطيع إغلاق فمي فما بيني وبينه عراك من النوع الثقيل ههه
ميرنا:- أنت من ضربه على وجهه في حفلة رأس السنة كل هذا لأنه طلب بلباقة أن يراقصني ويعرض علي الزواج ، فعلا أنت وقفت بطريق سعادتي لو كنت قبلت به لما كنت التقيت بشهاب وأصابني منه ما أصابني
إياد(برفق مسح على شعرها):- ولو كنت فعلت ذلك لما كنتِ قد تعلمتِ من تجربتكِ كيف تكونين قوية ، ولما التقيتِ بابن عمه رجل الجبال خاصتكِ هممم
ميرنا(لمعت عيناها من ذكرى وائل):- صحيح يعني أنت لك الفضل بكل شيء
إياد:- بل لحدسي فلقد شعرت أن ذلك الإنسان لا يليق بكِ وهذا ما دفعني للقيام بما فعلته
ميرنا:- ههه حتى أن المجنونتين وصال وكوثر قامتا باتهامك بعشقك لي
إياد:- وأنا لم أنكره ههه ولغاية اليوم لا تزالان تلمحان لكن تتت هنالك فرق ما بين الحب والتوحد الروحي
ميرنا(ربتت على يده وهي تتطلع إليه):- أنت أغلى صديق حظيت به في حياتي ، أشعر بأنك هنا في روحي تقاسمني كل تفاصيلي لا أحس معك بالغرابة بل بالعكس أشعر بأنني عارية تماما ومع ذلك لا أخجل منك ، هو شعور غريب صحيح ؟
إياد(رفع حاجبه):- لنغض البصر عن كلمة عارية وإلا سيقتلنا وائل هههه
ميرنا(عانقته بمحبة):- الله لا يحرمني منك يا إيادي
إياد(قبل رأسها):- ولا يحرمني منكِ يا عصارة الجنون هههه ..
ميرنا(ضربته لكتفه وهي تبتسم):- ههه سيارة الأجرة بانتظاري تحت سأرافقك للمشفى لأطمئن عليك وبعدها سأذهب للجريدة لندع فتحي يفقد صوابه قليلا
إياد:- الخائن إنه يستحق ذلك ، طيب ومتى سنلتقي برأس الحربة رامز بيك ؟
ميرنا(رفعت حاجبيها بحركة دعابية):- في المساء على العشاء
إياد:- يا حبيبي والله لن أدفع قرشا واحدا لذلك السمج سأجعله يدفع ميزانية شهرية بأكملها الليلة ، فقط ليحتك بي
ميرنا(حولت عينيها بدون فائدة):- ها قد بدأنااااااا ….

" ! لم يكذب من قال لا تأتي المصائبُ فرادى …..// يا حبيبي "
في مؤسسة مرام كانت الحصة لا تزال قائمة حين دخل عليهم المفتش هاني ليبلغهم بالمستجدات القائمة حول مسابقتهم المقبلة …
جيداء:- تفضل سيد هاني الكلمة لك ..
هاني:- يا طلابنا وطالباتنا الأفاضل لقد شارفنا على خوض مسابقتنا التي حضرنا لها منذ عدة أشهر ، تعبنا فيها وتفانينا في العمل ولم نتوانى في شحذ قوانا وصقلها لأجل هذه اللحظة .. كل واحد منكم سيحمل مسؤولية آلته ويعطيها من روحه ما قد يجعله يصبو بإحساسه أمام لجنة التحكيم ، أمام المتابعين وحتى الجمهور الذي سيحضر فقط لأجل سماعكم ودعمكم ومن هذا المنبر ما يسعني الآن سوى أن أتمنى لكم حظا موفقا يوم السبت المقبل
الطلاب بصوت موحد:- نرجو ذلك سيدي المفتش
جيداء(بعد هتاف التلامذة غادرت رفقته):- أشكرك سيد هاني على شحنة الدعم التي قدمتها للطلاب ، أراهم جميعا متحمسين للمسابقة المقبلة عسى النصر يكون من حليف مؤسستنا هذه السنة
هاني:- من المؤكد أنه سيكون كذلك طالما هناك أساتذة متفانيين بجد في عملهم من نوعية حضرتكِ ست جيداء
جيداء(ابتسمت بمودة):- هذا من لطفك سيد هاني تفضل معي ..
هاني(يسير بجنبها ناحية قاعة الأساتذة):- الوقت ضئيل ولم يعد هنالك فرصة للتمرن ، عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لكي يرفعوا اسم مؤسستنا عاليا
جيداء:- اعتمد عليهم فجميعهم يحلمون بالفوز ، وبتحقيق ذواتهم في هذه المسابقة
هاني:- جميل جدا ندعو لهم بالتوفيق إذن … هل تحتاجين لشيء ؟
جيداء:- لا شيء فقط راحتكم ورضاكم على أولادنا
هاني(بمودة):- إن كان الفوز حليفنا سأوقع على قرار خروج تلامذتنا في رحلة جماعية بعد ذلك ، لكن إن خسرنا سنجعل الرحلة مدرسية ونحتفل هنا بجهدنا المبذول
جيداء:- أووه رحلة جماعية كان عليك إخبارهم بذلك في البدء ههه ، لكن لا بأس سأقوم بزيادة الحماس بهذه الفكرة مؤكد أن الكل متحمس لها أكثر من المسابقة هه
هاني:- هه وهذه هي بطاقتنا الرابحة ، عموما أراكِ لاحقا
جيداء(هزت رأسها بإيجاب):- تمام ..
فتون:- مسا الخير سيد هاني مرحبا جيداء أراكما هنا تجريان حديثا منذ ساعات مديدة ، خيرا إن شاء الله ؟
هاني(باستغراب تنحنح):- أهلا ست فتون كنت بصدد المغادرة عمتِ مساء سيدة جيداء
جيداء(بحرج):- وأنت أيضا سيد هاني
فتون(بنظرة مسمومة فيهما):- هممم
جيداء:- أستاذة فتون أراكِ متوترة بعض الشيء يمكنكِ أخذ راحة إن وجدتِ نفسكِ مرهقة
فتون:- لست مرهقة فقط ممتعضة مما يحدث حتى أنه من المخجل الخوض أساسا في حوار عنه
جيداء(صغرت عينيها فيها):- انتبهي لألفاظك وحسني نيتكِ فليست كل الناس مثل تفكيرك
فتون:- والله فقط لو تزيلي عن وجهكِ ذلك القناع الذي ترتدينه لعرف الجميع حقيقتكِ البالية التي تخفينها عنهم تحت وداعتكِ المزعومة وحنانكِ الزائف
جيداء(كتفت يديها وتقدمت تجاهها خطوة):- كل هذا لأجل عيون السيد هاني ها هو ذا أمامكِ لنرقى بتفكيرنا قليلا فهو وعشرة غيره خارج تفكيري ، بالإذن
فتون(لاحقتها بعيونها الشرسة):- خارج تفكيركِ أنتِ فقط … تبا للأقدار تباااااااا
فايز(أمسك بكتف هاني):- مهلك يا هاني أراك غاضبا
هاني(بامتعاض):- إنها فتون مجددا لا أعلم ما الذي يجعلها تلقي بكلمات مسمومة تلسع بها مسمعي ، كلما وجدتني مع الأستاذة جيداء
فايز(أخذ يسير رفقته):- ههه ألا تعلم لماذا إنها تغار عليك منها
هاني:- هئ ما هذا الذي تقوله هشش أخفض صوتك السيدة جيداء امرأة متزوجة وعيب أن يروج مثل هذا الحديث عنها ..
فايز:- هي متزوجة لكن أنت لا زلت أعزبا ومطمعا لكل النساء ، فلا تلم وسامتك يا رجل إن خلقت الفتنة بين الأستاذات هنا
هاني:- أستغفر الله أخبرتك أن الزواج خارج تفكيري منذ أمد ، فبعد وفاة زوجتي الأولى لم ولن أفكر مجددا بالارتباط
فايز:- طيب أخلد على ذكراها لعلك تفلح ودع قطار العمر يفوتك لا أولاد ولا حبيبة …
تركه صديقه الحميم فايز متصلبا في محله وهو يستذكر كلماته التي سمعها مرارا وتكرارا طوال سنين ، علما أنه لم يجد ما يحرك قريحته قيد أنملة وعلى هذا الحديث أقفل باب أفكاره الخامدة وانطلق لحال سبيله .. في نفس المؤسسة وعلى جنب كانت مرام تكلم فريد عبر الهاتف والذي غاب عنها بشكل ملفت جعلها تشعر بالخواء ..
فريد:- لدي واجبات طبية في المشرحة تستلزم مني كل التركيز ، لذلك لن يسعني لقاؤكِ اليوم أيضا مرام أعلم أنني مقصر في دروسي معكِ وأن مسابقتكِ باتت وشيكة لكن هذا فوق قدرتي لكن وعد مني سأتفرغ هذا المساء وأحاول ل..
مرام(بصوت منكسر حزين قاطعته):- كان من المفترض أن نلتقي البارحة واليوم ولكنك أخلفت موعدك معي فلا تأتي .. أنا أعلم جيدا ما الذي جعلك تبتعد هكذا فجأة وتقلل من لقاءاتك بي أو لنقل تخرج نفسك من قوقعتي معك كل الحق في ذلك ، أنا لا أستحق أن تضيع وقتك ومستقبلك الدراسي لأجلي كن بخير فقط سأتمنى لك كل التوفيق .. سلام …
فريد(بلهفة):- هئئئ مرااام مراام يا مجنونة لما تقولين كل هذا يا حمقاء من قال هذا فقط ،، ألوو ألوو مراااام ألووو تتت اللعنة …
مرام(ببكاء قادت كرسيها لتنتقل إلى قاعة التدريب الخاصة بها):- كل هذا بسبب عجزي ههه ماذا كنتِ تتوقعين يا مرام أن يفني عمره معكِ ، أن تعيشي في أحلامكِ الوردية معه طويلا ههه لا والله لو حدث ذلك لما صدقت أنني موجودة على هذا الكوكب ، اهئ كله من حظي العثر لو لو فقط أعود لسابق عهدي لربما وجدت فرصتي معه لكن الآن بات كل شيء واضحا وضوح الشمس .. فريد كان مشفقا علي وحين أثقلت عليه بهمي آثر الابتعاد بلباقة من حقه من حقه ذلك من حقه أن يتركني وحيدة من جديد لكن لماذا لماذا زرع نفسه بي وبعدها قرر هجري ؟؟؟
بلغت الحسرة أوجها في فؤاد مرام المسكينة ، لقد تعلقت بفريد النهواني وهذا أمر لا يسعها إخفاؤه عن قلبها الذي اعترف أخيرا بحقيقة المشاعر التي تكنها لذلك الشخص ، لقد أقرت بأنه يعني لها الشيء الكثير وأن وجوده في حياتها ويومياتها بات أمرا مفروغا منه ، بالمختصر الوجيز لقد وقعت في غرامه وهنا بات الأمر أكثر صعوبة فكيف ستتصرف الآن بعد أن دخلت فكرة هجره لها إلى عقلها الصغير .. أمسكت بكمانها ومثلت بكرسيها في ركنها القصي من تلك القاعة وأخذت تعزف وتعزف بجنون وعصبية دون توقف ودموعها المنهمرة من كلا خديها تملأ الجنباتِ وصبًا وألما … إنه وجع الحب الذي يملأنا بالفرح لحظة ويغدقنا بالأحزان لحظات مديدة لا نهاية لها … فكيف السبيل ؟؟
من المستحيل أن يتركها على ذلك النحو فما كان عليه سوى أن يعتذر من حصصه بالكلية ، وهذا جعله يتحجج بألف حجة وذريعة كي يستطيع الهرع إليها وإغاثة قلبها الكسير .. إنه الحب يا سادة حين يتخطى كل الحدود والفوارق الطبيعية وكل الظروف المستعصية التي تقف حائلا ما بين الأحبة .. هي هناك في قاعتها تعزف معزوفتها الحزينة بجروح نازفة من قلبها المتألم وهو هنا يركض بحثا عن أي وسيلة نقل تجعله يصل إليها بشكل سريع لأخذها في حضنه لاعتصارها بين ذراعيها وإمساك روحها داخل روحه وجعلها أسيرته لأن تلك الفتاة له وحده ومستحيل أن يتخلى عنها ، مهما استعصت الظروف مهما بلغت المشاكل بينهما وباتت الأمور صعبة المراس ستبقى مرام في وجدانه مليكة على عرش النبض …
وصل إليها أخيرا بعد صراع محتدم مع المسافة الفاصلة بينهما والتي طالت وطالت حتى بلغ التذمر من حالته حده ، كان بائس المحيا يخطو خطواته دون احتساب لأدنى عواقب حتى أنه لم ينتبه لأمه التي رمقته باستغراب من خلال نافذة قاعة الأساتذة وهو يدلف للمؤسسة .. وضعت كوب القهوة على جنب وشردت في حالته وهو يركض بين الممرات متجها صوب مكان استبعدت تواجده فيه استبعادا شاملا .. زفرت بعمق وقد جذبتها إحدى الأستاذات لإتمام حديثهما المتداول بينما كان هو يلهث في آخر ممر حين توقف ليستمع لعزف بدا له مألوفا لكن يتخلل لحنه الحزن والأسى والغضب الجامح … ابتلع ريقه وهو يسير الهوينا تجاه تلك القاعة وفتح الباب على مصراعيها ليجدها في صورة حبستِ الأنفاس في صدره ..
فريد(بحزن عليها عاتب نفسه):- أنت السبب يا فريد أنت من كسر معزوفة قلبك
استشعرت وجوده وأغمضت عينيها بقوة وهي تتابع عزف آخر لحن من تلك المقطوعة الشريدة ، أمضت تلك اللحظات في تمزيق للجوى وتعبير عن الغضب المسيطر على كل حواسها ومشاعرها ،وكأنها ترفضه وتطلب إبعاده عنها بطريقتها الخاصة فلقد آذاها بشكل لم تكن تنتظره أو تتوقعه منه .. لم يتمكن من الصبر إن ثورتها تؤلمه وإن كانت ترغب في ذبحه فحقا قد فلحت في ذلك واستطاعت غرس سكين صدأ في أعمااااااقه …. تأوه بعمق واقترب بخطوات خافتة تجاهها وهو يعلم علم اليقين أنها لن تتوقف حتى يوقفها بنفسه وعليه ..
فريد(بصوت مختنق):- توقفي عن ذلك يا مرام
مرام(ابتلعت ريقها وزادت من إغماض عينيها وتابعت العزف دون توقف):- …لارد
فريد(زاد اقترابا منها ورفع صوته أكثر):- توقفي يااااا مرااااام
مرام(لم تصغ له بل كانت تزيد من وتيرة عزفها الذي تحول إلى هستيريا موسيقية تصدح بالأرجاء):- …. لارد
فريد(بحدة مطلقة):- قلت توقفيييييييييييييييييييي …..
أجل توقفت ، توقفت عن العزف وساد صمت رهيب عمَّ القاعة حتى تردد صدى صرخته ليصطدم بجدران قلبها ويجعلها تنتفض داخليا بسكون خارجي يستفز صبره ، أرخت عضلات يدها التي تسمرت في وضعية العزف لساعات طوال رمت بعمود العزف على الطاولة وألحقت الكمان به فوضعته بهدوء تام في محله أمامها ثم ضمت يديها ووضعتها على حجرها وهي محنية الرأس ، شعرها يغطي ملامحها التي لم يكن يبرز منها شيء سوى لمعة عينيها الدامعة
فريد(تضخم صدره وتقدم نحوها لينحني أمامها في نظرة متألمة):- لما تؤذين نفسكِ بهذا الشكل ؟ لما أنتِ ضعيفة لتلك الدرجة ؟
مرام(رفعت رأسها بنفاذ صبر وانفجرت عيونها بالدمع المتحجر):- لأنك وعدتني بألا تخلق الدموع في عيني ولكنك أخلفت بوعدك لي
فريد(لو قتلوه ألف مرة ما كان تأذى بمثل هذا الشكل):- آه يا مرام يا قاتلة الروح والوجدان
مرام(تابعت بكاءها دون توقف):- أنت ترغب بالابتعاد عن محيط عاجزة ولست ألومك فمن أكون لأسلب منك حياتك ويومياتك
فريد(مد يده ومسح على شعرها ليرفع فكها إليه ويجبرها على النظر لعينيه):- أنظري إلي هنا ولاحظي جيدا في تقاسيم ملامحي .. في نظرك هل وجهي هذا ملك لشخص لا يكترث لأمرك ولا يقلق عليك أو يحسب الثواني والدقائق كي يحين موعد لقائك من جديد ، أنظري لعيناي يا مرامي ألا تقرئين الشوق فيهما واللوعة المكنونة التي يخلقها غيابكِ عني وبعادك عن محيطي وحياتي ؟؟؟ هااااه لاحظي جيدا بل أمعني النظر وجدِي رباطنا مثلما وجدته قبلكِ
مرام(ابتلعت ريقها وهي تتمالك أنفاسها مما تسمعه من فريد الذي فاجأها):- و ولكنك و..
فريد(ربت على يدها الصغيرة وغطاها بيديه):- لآخر مرة تتوقعين شيئا سيئا مني يا مرام ،فأنا ووقتي ووجودي رهن إشارتكِ ولا يسعني سوى الخضوع لحاكمة نبضي دون تردد …
مرام(تضخم صدرها بل تضاعف الهواء في رئتيها حتى أنها أخذت تهز رأسها بنفي):- أنت تقول هذا الكلام لتخفف عني ، أنت مشفق علي فقط
فريد:- لن أجادلكِ أكثر لأنكِ تحاولين إقناع نفسكِ بالترهات .. أنتِ تعلمين أن هذا ليس صحيحا فما تشعرين به في داخل أعماقك هو نفسه ما يحيا بأعماقي ،، مرام أناا أح…
جيداء(بدهشة):- فرييييد …ما الذي تفعله هنا مع تلميذتي ؟؟
مرام(بخجل جذبت يديها من بين يديه):- معلمتي ..أ..
فريد(أغمض عينيه بقوة ونهض بشجاعة):- سيدة جيداء عذرا لحضوري بهذا الشكل المفاجئ ، لكن مرام صديقتي وهي بحاجة لبعض الدروس الخاصة من أجل الاستعداد للمسابقة وبما أنني متفرغ ارتأيت تقديم يد العون لها
جيداء(رفعت حاجبها ونظرت صوب مرام بعدم فهم):- ولكن لما تتكبد عناء كل هذا ، هي بمؤسسة خاصة وتتلقى الدعم المناسب من الأساتذة ووجودك هنا أمر مخالف أنت تعلم ذلك جيدا صحيح ؟
فريد(اقترب من أمه بلطف وهو يحاول خلق ابتسامة بشكل متثاقل):- أنا موقن تماما لقوانين المؤسسة ولكن صديقتي تحتاجني وما كنت سأبخل عنها ولا لحظة ، ثم إن الدروس لا تتم هنا بل خارج المؤسسة صح مرام ؟
مرام(استرسلت بتفاجئ):- أ.. صح صح أكيد
فريد(رفع حاجبيه لجيداء التي كتفت يديها بتوعد):- هل لكِ أن تأذني لنا سيدة جيداء لقد أتيت لاصطحابها فقط ستكون تحت وصايتي لا تقلقي أبدا عليها وهي في عهدتي
جيداء(برفض لمجاراته في هذه الكذبة الغريبة التي أجبرها عليها):- طبعا طبعا يظهر لي أنك متعود على رعايتها فكيف لي أن أمنعك الآن …
مرام:- إن كنتِ غير موافقة معلمتي سوف لن أبرح محلي
جيداء(رمقت انكسار روح مرام ونظرت لفريد وهي تتنهد بعمق وهمست):- ستفسر لي كل شيء في البيت إياك وأن تغفل عن حرف
فريد(همس بخفوت لها):- وعد مني سأخبركِ بكل شيء ، لكن رجاء لا تفضحي علاقتنا أمامها خصوصا اليوم أرجوكِ …
جيداء(رمقت استجداء ابنها وإلحاحه وهزت رأسها بقلة حيلة):- تمام لنرى إلى أي اتجاه ستمضي يا فريد …
أخرجها بصعوبة من هناك تحت نظرات أمه الثاقبة والقلقة في آن الوقت ، أن تجد ابنها في قاعة خاصة مع تلميذتها وفي وضع غريب ممسك بيديها وهي تبكي هذا أمر كله مثير للشكوك المريبة لذلك آثرت التريث ، فهي تثق بفريد وأخلاقه ومؤكد أنه يملك تفسيرا لما حدث وعلى أساس ذلك بادرت بإتمام عملها في حين كان فريد قد خرج بمرام التي كانت تضم كمانها لحضنها بينما كان يتصل بتيمو واستأذنه في الذهاب لمرأبه الخاص تلك اللحظة لأخذ راحته في تدريبات مرام ولكي يكون المكان مفتوحا ومناسبا لها ..لم يتأخر تيمو أبدا فقد أعطاه الضوء الأخضر للجوء إليه في وقت الشدة وبما أن موقعه قريب من المؤسسة لحظات معدودة وكانا بداخل المرأب سوية
مرام:- ألن يحضر تيمو ؟
فريد(أزال سترته برفق):- أخبرني أن لديه جولة رفقة مجموعته بمدينة لا تبعد سوى كيلومترات منا يعني المكان متاح لنا هذا اليوم ودون إزعاج حتى
مرام(فركت يديها):- جميل .. أ..لم تخبرني كيف تعرف الأستاذة جيداء ؟
فريد(رفع رأسه وولاها ظهره وهو ينير الأضواء كلها):- معرفة سابقة لأمي
مرام(رفعت حاجبها):- أهاااه شيء جميل يعني هي صديقة لأمك ، إنها ألطف أستاذة تعرفت عليها هي تحبني جدا وتعاملني بلطف أتصدق أنها السبب في عودتي للعزف قد كنت فاقدة للأمل لكنها بسهولة جعلتني أؤمن بموهبتي وأعود للساحة من جديد .. أنا أحبها جدا
فريد(لا يعلم إن كان عليه أن يحزن أو يبكي أو أي يصرخ حتى):- رائع رائع ، .. أ ما رأيكِ لو نكف عن حديث المؤسسات ومدرسيها ونبدأ تدريبنا ريثما أطلب بيتزا وكولا لكلينا ؟
مرام(لمعت عيناها):- يبدو ذلك شهيا بالنسبة لي خصوصا في فترة الظهيرة هذه
فريد:- اتفقنا إذن ..
مرام(بخفة):- لكن توقف لحظة .. هل أعطلك عن دراستك ؟؟
فريد(أخرج هاتفه وابتسم):- اليوم بطوله ملك لكِ مرامي …
مرام(عضعضت شفتيها وهي تتأوه عشقا):- احم .. سأخرج كماني وأنتظرك
فريد(أومأ لها بالموافقة بينما كان يجري الاتصال):- لحظات وأوافيكِ …
كانت تذوب حبا تلك اللحظة دفء فريد وحنان فريد وطيبوبة فريد كلها استشعرتها دفعة واحدة وجعلتها تشعر بالحرارة والفرح ، وجوده بقربها يعد أمانا وحماية لها لذا ما إن شعرت بأنه سيبتعد عنها فقدت صوابها وترجمت ذلك عبر عزفها المجنون ذاك ولولا تدخله السريع لكانت قد أصيبت بانهيار نظرا لضعف شخصيتها التي انكسرت بعد الحادثة وباتت معرضة للخدش ولو بأصغر شيء حتى … تناست كل ما مضى رفقته فقد استطاع أن يمتص كل شحناتها السلبية ويطوعها لشيء إيجابي مميز تعبر عنه بواسطة كمانها الذي عرف مستقره المريح أخيرا بين يديها ورحمته من ساعة الغضب الجامحة تلك … كتف يديه واتكأ على الحائط وهو يراقبها ويوجهها بإشارات يده لحظة بلحظة وكانت تستجيب لملحوظاته دون تردد وتعيد الكرة المرة بعد المرة حتى تصبح النوتة طوع أمرها وتسهل عليها التحكم في المعزوفة ، قد كان يرمق ضحكتها بمحبة زائدة فهذه الفتاة قد خلقت لتملك كل خفايا نبضه وتملأه بالحب وبعادها عنه يعني موته السريري حتما فبدونها أصبحتِ الحياة لا تطاق ، حتى أنه كذب لكي يحافظ عليها وهو يعلم أن أمه لن تسكت عن الأمر طالما عرفته بتلك الطريقة لذلك قرر أن يصارحها بكل شيء فور عودته طبعا كل شيء إلا زواج أبيه بابنة عمها المصون ……. هز رأسه بخفة ليبعد عنه كل تلك الأفكار السوداء فتلك اللحظة قد سرقها لمرام ولأجل مرام لن يسمح لأي شيء آخر بأن ينغس عليهما فرحتهما ببعض تحت أي ظرف كان ، لذا كان ممتنا لغياب تيمو وفريقه ولتواجد المفتاح الثانوي معه فهذا قد ساعده على سرقة مرامه والاختلاء بها في مكان فارغ بعيدا عن الأنظار المؤذية التي تتعب نفسيتها أكثر فأكثر …. تمازجت رفقته في ذلك اللحن وهي تتعمق في قلبه رويدا رويدا تدفع نبضاتها لتغدق نبضاته بالعشق المباح فهذا أمر خارج طاقتها وقدرته في نفس الوقت ، وكأنه قد كتب عليهما إعلان التمرد باسم الحب بين أسرتيهما اللتين لا تزالان في علم الغيب بكل ما يحدث خلفهم وراء الكواليس …

وبالحديث عن تلك الكواليس سنرى إلى أين وصلت حال دعاء خلال هذه الأيام البسيطة ، ها هي ذي في المطبخ تقطع بعض الخضروات لكي تحضر وجبة صحية لها ولجنينها الصغير ، لا يظهر أي أثر لعديم النفع فالبيت فارغ لا يوجد فيه أحد غيرها لذلك أنهت بسرعة ما يترتب عليها وهرعت لهاتفها كي تتصل بنور وتعرف ما الجديد الذي حدث في غيابها …
دعاء(بتذمر):- أوووف أين تضعين هاتفكِ يا نور ساعة وأنا أحاول الوصول إليكِ ردي علي فور سماعكِ لرسالتي الصوتية ، اطمئني أموري بخير فقط أردت سماع صوتك هممم /تتت أتمنى أن تجيبني قبل عودته ..
أشعلت التلفاز لكي تشغل نفسها بأي شيء وتكسر ذلك الروتين المسيطر عليها ، توجهت صوب المطبخ وأحضرت طعامها وجلست مقابل الشاشة في الصالون لتتناول ما صنعته ببرود تام ، لحظات معدودة وعاد عريس الغفلة ليزعجها بكلامه الجارح .. رمى بسترته جانبيا على الكنبة وبالمفتاح على المنضدة وجلس مقابلها على الكرسي وهو يريح رأسه من الصداع مغمض العينين ، لحظتها راودتها فكرة مجنونة في أن تزيل ربطة عنقه وتخنقه بها فقد كانت تطالعه شزرا بكره لكنها أشاحت ببصرها عنه وولت انتباهها للمسلسل المعروض فقط ..
حسام(دفع برجله الطاولة):- انهضي وحضري لي ما آكله أنا جوعان
دعاء(رفعت حاجبها بقلة احترام):- لا مزاج لي بذلك
حسام(فتح عينيه وبرقتا بشر فيها):- لقد سمعتِ ما طلبته منكِ لذلك اذهبي وأحضري لي ما أطفحه ، سأخرج بعد قليل
دعاء(بكره وفي سرها):- لتأكل فيه سما يقطع أحشاءك ويجعلك تتلوى أمامي مثل الملعون
حسام(بصرامة):- هييي أتسمعينني ؟
دعاء(استقامت بامتعاض):- يكفي أمرا وتأمرا هنا لقد سمعتك …اففف
حسام(تابعها بعينه):- تأففي يا زوجتي العزيزة تأففي هذه ليست سوى البداية ، أنا سأجعلكِ تعيشين في مرار فقط أمهليني بعض الوقت لترتيب أموري ، وسترين كيف سأحول حياتكِ لجحيم لا يطاق
دعاء(تمتمت بفمها قبل أن تستدير للمطبخ):- جحيم يحرقك حرقا يا أهوج
حسام(سمعها جيدا وجن جنونه فلحق بها):- أتردين الكلام بوجهي يا لعيييييييييينة ..
دعاء(داهمها في المطبخ وأمسكها بقوة):- ابتعد عني لا تلمسني يا غبي أنا أكرهك لم يعد قلبي يستشعر منك سوى البغض والتقزز والاشمئزاز
حسام(بحالة جنونية وبرفض لكلماتها المؤذية):- تقزز واشمئزاز هاااه إذن دعيني أعطيكِ على الأقل سببا لذلك
دعاء(وهي مجرورة خلفه تصرخ وتبكي):- هييي دعني أتركني أفلتني إلى أين تأخذني يا حقييييييير ، دعنيييييييييييييييييي
حسام(جذبها لغرفتهما ورمى بها على السرير بعد أن صفق الباب صفقة زلزلت الجدران وأخذ يزيل ربطة عنقه وقميصه):- سترين الآن ما معنى التقزز أقسم بأنني سأعذبكِ عذابا ألييييما
دعاء(تسحبت في السرير للخلف حتى اصطدمت بحائطه وهي تبكي بخوف وتهز رأسها بقلة حيلة):- إني أحذرك إن لمستني سوف أقتلك سوف أقتتتتتتتلك
كان مثل الشيطان المارد بدا في هيأة عملاقة جعلت قلبها يخفق بشدة من الخوف ، عيناه تقدحان بالانتقام ونظراته سهام شهوة تُرمى على جسمها دون شفقة ، أما أنفاسه فقد كانت تعج رغبة فيها بشكل جائع لم تعهده منه سالفا …. أحكم قبضته عليها ومزق فستانها مثلما مزق ذلك الشعور الجميل الذي كان يجمع بينهما ذات يوم ، والذي اتضح بأنه مجرد هلوسة مجنونة بعيدة عن الحب الحقيقي ومعناه الصادق ….. كانت تصرخ بصوت مكتوم تحرك رأسها وجسمها المتصلب لعلها تفلح في إبعاده عنها ، كم تمنت لو تحدث معجزة لتحمل عنها هذا البلاء لكن لم نعد في زمن المعجزات حتى تتحقق أمنيتها ، فلقد وضع يده على فمها وجردها من كل ثيابها ليدمغ سوداويته وعنفه في كل جزيئة منها حتى ابنه الذي ينمو بأحشائها لم يشفع لها عنده ، بل زاده طغيانا وجعلها تستسلم بدموع مريرة لحكم الأقوى ولصوت الشهوة الذي كان مثل فحيح الأفاعي يزيد من فجيعتها الأذى الكبير ….لم يرحمها بل استمر في أذيتها بشكل مخز ومؤلم وظالم فما كانت تستحق منه تلك الحالة التي تركها عليها ملقية على السرير في وضعية تجعل الروح تنزف دمعا لأجلها ، بصعوبة حركت يدها لتجذب إليها غطاء السرير تحاول أن توقف نحيبها لكن دون جدوى كأن كينونتها أمرت بلفظ كل تأوهاتها خارج سجون الروح … أي أذى ذاك الذي أصابها وجعلها أسيرة وحش عنيف لا يعرف ما معنى الرحمة بل لا يشفق حتى على حالها وهي حامل بجنينه ، لقد عبر على حيوانيته بطريقة زادت الحقد في قلبها وأججت الرغبة في الانتقام منه في أقرب وقت فقط لتلملم شظايا روحها الكسيرة ، فبعد هذا الاغتصاب البدني والروحي ما عادت تملك طاقة .. قد خارت كل قوتها في مقاومة فاشلة لظالم جشع لا يفقه شيئا سوى رغبته الجائعة التي طالت كل ما فيها ووصمته بالعار الأبدي …استطاعت بجهد جهيد أن ترفع يدها لتضعها على بطنها بقلق وخوف على جنينها من أن تفقده فلو حدث ذلك مؤكد وأكيد ستصبح جريمة قتل حسام شغلها الشاغل بدون شك .. كان يجلس على كنبته شارد الذهن بصدر العاري يدخن سيجارته بنهم مبالغ فيه تعبيرا عن إرهاقه الذاتي بعد الذي حصل ، محال أن يكون قد فكر في أذيتها لأنها جزء منه مهما حاولت الإنكار لكنها أجبرته على الاعتداء عليها بشكل جنوني لم يسبق له أن عايشه ، فقد تلذذ بمقاومتها الضعيفة تلك بشكل سادي أثبت مرضه الروحي في الفراش لكن كل هذا اكتشفته هي بشكل متأخر متأخر جدااااااااا عما كان يلزم …..
أخذ يدخن سيجارة بعد سيجارة والساعات تمضي ببطء رخيم زاد من تعب روحه وتأنيب ضميره الذي زاره فجأة وسرعان ما تبدد حين فكر بأنها تستحق ذلك العقاب ، فهي التي جربت لوي ذراعه وأجبرته على الزواج منها هي التي رفضت إجهاض الطفل وتمسكت به ، هي التي أقحمته في ارتباط لم يكن لديه فيه رغبة ، هي التي جعلت صورته أمام ابنه تتحول لصورة وحشية وكره عميق يتغلغل في وجدان فلذة كبده ، كل هذا شكل تهديدا على حياته فبسببها خسر ابنه وسيسخر حياته واستقراره وعمله وهذا ما لم يكن على استعداد لخسارته ، حتى جيداء كان يستبعد فكرة تخليها عنه فبالرغم من خياناته المتكررة لها طوال السنين الماضية إلا أنه كان يعود إلى بيته إلى أسرته الصغيرة إذ لم يكن يعترف بمستقر آخر لنبضه سوى داخل جنبات ذلك البيت ، والآن بات كل ذلك مهددا بالخطر إن سمح لدعاء بأن تتمادى أكثر وعلى أساس ذلك كان عليه إعطائها درسا لن تنساه وجاء هذا الاغتصاب ذريعة لإخراسها … لكنه لا يعلم أن عرق آل الراجي لا يسمح بالذل والهوان وستنتقم منه دعاء شر انتقام فقط لتنجب ابنها على خير ووقتها سيصبح حسام طي النسيان …
بعد مدة وجيزة نهض من محله وتوجه صوب الحمام استحم بشكل سريع وبصمت شريد وبعد أن خرج وجدها على حالها متقوقعة حول نفسها في بكاء خافت مختنق يكاد يرهف مسمعه ، شعر بأنه آذاها بشدة وبين الامتنان مما فعله بها وبين الندم جر رجليه واقترب منها بهدوء لكنها انتفضت من ملمس يده وطالبته بالابتعاد فقط بإشارة عينيها ، فحتى صوتها خذلها وقتها من فرط الصراخ والرفض
حسام(جلس مقابلها على الكنبة):- أرأيتِ إلى أين أوصلتنا بعنادكِ يا دعاء ؟ ما كان الداعي لكل هذا اللف والدوران ، لو أنكِ أجهضتِ الطفل لكنا بخير الآن ولكنا نعيش في هناء مثلما عشنا السنتين الماضيتين ، لكنكِ أبيتِ ذلك وخدعتني وحملتِ مني لكي تبتزيني وتجبريني على الزواج منكِ ، ووصل بكِ الحال أن تستأجري أناسا لضربي وتهديدي وإجباري على إمضاء تلك الورقة التي تجمعنا الآن ، أنتِ التي تسببتِ لنفسكِ بهذا الحال أنتِ التي جنيت على روحك مني … ماذا كان حصل لو أنكِ طاوعتني ولم تحكمي جنونكِ وتدخلي ابنة عمكِ بيننا هاااااه ؟ احصدي الآن ما زرعته يا دعائي فمنذ الآن سوف تعيشين في جحيم أكثر مما حدث اليوم وسبق وأن أقسمت لكِ بذلك
دعاء(نظرت إليه من بين دموعها الحارقة نظرة بائسة متقززة وجمعت ماء فمها وبصقته في وجهه دون تردد):- هذا ما أنت عليه .. حثالة وقذارة الأرض …
حسام(انتفض برفض وهو يمسح على وجهه وبجنون صفعها):- يفضل أن أغادر قبل أن أقتلكِ يا لعينة بئسا لليوم الذي عرفتكِ فيه ….. سحقا لكِ سحقااااااااا
خرج من هنالك مندفعا وجذب سترته بسرعة وغادر البيت بعد أن أحكم إغلاقه عليها بالمفتاح، هنا انفجرت بالبكاء المكلوم والحسرة على روحها وذاتها المحترقة والتي كانت تؤلمها بشدة خصوصا أن كدماتها المحمرة بدأت تتخذ اللون القرمزي فلقد حرص حسام على أن يترك في جسمها آثارا تزيدها حرقة وحسرة …
البكاء بعد الموت خسارة كبرى لا تجدي نفعا ولا تريح قلبا ولا تفتح صفحات جديدة ، فكيف نخلق الأمل من نطفة صغيرة تشكلت لتملأ المعنى الكلي للحياة ، إنه الطفل وحده الذي جعلها تضحي بكل شيء ووحده من سيجعلها تتحمل لأجل كل شيء … سحبت نفسها سحبا من على السرير فتلك الساعات التي قبعتها هناك على وضعيتها لم تزدها سوى ألم على ألم، لملمت حول نفسها غطاء السرير وناظرت فستانها الممزق والملقى على الأرض باشمئزاز كما ناظرت سريرها بغمغمة دمع جعلت شريط ما حدث يتكرر في ذهنها ويجعل صرخاتها تطعن في وجدها بشكل يزيد من حدة توترها ورغبتها في الغثيان .. بأسرع ما يمكنها دلفت للحمام وانحنت أرضا على الحوض وأخذت تتقيأ فظاعة حياتها ومرارة مصيرها الذي اختارته بنفسها ، فبئس حال الحب الخاطئ الذي يقود المرء نحو الهلاك …..جلست تحت صنبور الماء لساعات أخرى باحثة عن السلام الداخلي لكيانها لعلها تصفح عن ذاتها وتكف عن محاسبتها فحين تفيض أدمع المحاجر لا ينفع الندم بشيء ، وجدت أن بقاءها هناك لن يجديها نفعا لذلك تدثرت بفوط الحمام وخرجت لتجمع شتات نفسها الممزقة على أرضية غرفتها على سريرها على زوايا ذلك المكان برمته ، أزالت أغطية السرير كلها وقذفت بها في صندوق النفايات وجاءت بمساحيق التنظيف وأخذت تنظف الأرضية والأثاث بشكل جنوني متألم يفيض وجعا ويعبر عن مأساتها الداخلية ، لم ترحم نفسها بل ظلت تبكي وتنظف وتمسح وتعطر لربما تخلصت من تلك الرائحة النتنة الملتصقة بخياشيم أنفها …لم تتوقف لحين سقطت على السرير مغشيا عليها من فرط التعب المختلف والذي تراكم عليها من كل حدب وصوب .. في هذه الأثناء اتصلت بها نور مرارا وتكرارا ولم تتلقى الجواب المنتظر ومع الأسف مديرها الجديد صارم وحريص على خنق روحها لذا لن يسمح لها بالمغادرة قبل الدوام
نور:- يوووه لقد أنجزت كل عملي اليوم وتعبت أحتاج للراحة قليلا هي ساعة وسأعود من فوري
فؤاد(مكتفا يديه وجالس على مكتبه):- ولا دقيقة .. ستغادرين ما إن ينتهي الدوام ، أنتِ مساعدتي وعليكِ مراعاة قوانين عملك
نور(ضربت بكعبها الأرض وهي تشعر بالغيظ):- الله يلعن مشورتك يا جدتي يعني ألم تجدي من توكليه بمهمة التفرقة غيري ، الآن كيف سأتصرف وهذا النطح يقف حجرة عثرة في حنجرتي تتت
فؤاد(صغر عينيه فيها):- ماذا تمتمين تحت أنفكِ ست نور ؟؟؟
نور(برقت عيناها بشراسة):- وما شأنك ؟؟ أخبرني فقط مااااااا شأنك أي نعم أنت مديري لكن هذا لا يعطيك الحق للتدخل في خصوصياتي ثم لقد جعت أنا ذاهبة للأكل أجب أنت عن اتصالاتك الواردة والصادرة هممممممم
فؤاد(شهق بعنف وهو يراها تغادره حقا):- العمى … هل هي التي تعمل لدي أم أنااااا ؟ تبا لك يا فؤاد أنت مدير فاشل كان عليك كبح جماحها من اللحظة الأولى لكنك ابتسمت مثل الأبله آآآآآخ وكيف لا أبتسم لشريكة النبض امرأتك المختارة كيييييييييف …..
كانت تخط الأرضية بغضب عيناها مسمرة في تخيلات الأكل التي ستطلبها بعد الوصول للكافيتريا ، حتى أنها اصطدمت بأحدهم دون توقف لحين سمعت صوتا كانت تنتظره منذ الصباح ليبارك لها عملها الجديد
ميرنا(بدهشة):- ما الذي تفعلينه هنا نوووور ؟
نور(عضت شفتها واستدارت إليها وهي تتلاعب بعينيها):- مييييييييرنااااا يا أهلا وسهلا بأختي الحبيبة الغالية العزيزة الجميلة المدللة البهية الراااااااااائعة
ميرنا(رفعت حاجبها رفقة يدها وهي تتأملها):- لنضع جانبا هذا المديح الذي ليس من عادتكِ أختاه ، وأخبريني ما الذي جاء بكِ لشركة دابليو إر ؟؟؟
نور(رمشت بعيونها وتقدمت نحوها):- أنا أعمل هنا مثلكِ وهذه هي مفاجئتي التي أخبرتكِ عنها ليلة أمس ، هااااه ما رأيكِ ؟
ميرنا(بعدم تصديق):- تعملين هنا ؟؟؟؟ لكن كيف ؟
نور(حركت كتفيها بعدم فهم):- كيف ماذا ، أخبرتكِ أنني أعمل هنا تحت إمرة مدير ما شاء الله عليه يضرب به المثل بشكل مؤثر
فؤاد(لحقهما على نصف الحديث):- وأنتِ مساعدة تستحق وسام شرف على تفانيها ورحابة صدرها حتى الصبر عندها يفقد صبره ، أهلا ميرنا أقدم لكِ مساعدتي الجديدة
ميرنا(تبادلت نظرة غير مصدقة فيهما معا بالتتالي):- أنتِ مساعدة السيد فؤاد ، ونووور مساعدتك أنت هه هههههههه هههاهاهاااا أكاد لا أصدق كيف ضبطتما هذا الأمر أنتما شعلة نارية يستحيل أن تلتقيا في مكان واحد دون انفجار
وائل(انضم إليهم):- والله هذا نفسه ما كنت أتوقعه لكن أرى أن سويعات الدوام الأولى مضت على خير ، ما يعني أن هنالك أمل في التفاهم بينهما
نور(رمقت فؤاد شزرا):- والله على حسب
فؤاد(تضخم صدره):- مؤكد أن نسبة التحمل من نصيب المدير المسكين ,’ الله يصبرني بس
ميرنا(نظرت لوائل باشتياق):- احم والله هذه تبقى مسؤوليتكما فلتتحملا العواقب ههه
نور:- بنت أراكِ تترفعين هنا لعلمكِ سوف أترقى وأسرق منصبكِ هممم
ميرنا:- لالا وحياتك إلا منصبي لكِ كل ما تشائين ، سيد فؤاد الله يعينك بجد
وائل(مسح على أنفه واقترب من ميرنا):- ههه آمين
نور:- سنلتقي كثيرا بين جدران هذه الشركة لذلك عن إذنكم
فؤاد:- هيه انتظري أليس من اللائق دعوة مديركِ لوجبة أكل أيضا ، يا نوور مهلا
وائل(يلاحقهما بنظره):- يا حبيبي وها قد اكتمل جنون عمي الآن مع نور
ميرنا(نظرت إليهما هي الأخرى):- ألا ترى معي أنهما يليقان ببعضهما كثيرا ، كلاهما يشبه الآخر والجنون فيهما يخزي العين متفشي من كل الطبقات
وائل(نظر حوله في الممر ورمقها بعطف):- تتت أنا أرى شيئا آخر ؟
ميرنا(احمرت وجنتاها وهي تعود للخلف):- ترى ماذاااا ؟
وائل(مرر لسانه على شفتيه ودفعها للخلف حيث زاوية بعيدة عن الأنظار):- أرى حبيبتي التي اشتقتها بحجم الكون هنا أمامي وتحت مرأى عيوني
ميرنا(عضت طرف شفتها وهي ترمق الحائط خلفها بضعف):- وائل نحن بالشركة لا تدع جنونك يسبق …
لم يكن سيفلت فرصة الموت بين شفتيها ، فعيناهما معا كانتا تشعان بشعور العشق المفرط حد الهذيان لم يحسب حسابا لزمانه ولا لمكانه ، ففاتنته الساحرة عسل الغروب ماثلة أمامه في شكل مريح لنظره يزيدها فتنة وحسنا ، لم يتمكن من كبح رغبته في تقبيلها بل أمسكها بخفة وأخرس كلماتها بقبلة ثائرة تعبر عن مدى لوعته وخوفه واشتياقه ورغبته في طمسها مع كينونته وإخفائها عن أنظار الجميع …
ميرنا(تلهث بصعوبة بعد أن وضع جبينه على جبينها في حالة استكانة):- أنت تدمرني بمباغتتك الفجائية هذه ، في المرة القادمة دعني ألتقط أنفاسي أولا
وائل(ابتسم لها وهو على وضعه):- يا عيني أتريدين مني أخذ موعد أيضا لتقبيلك ؟
ميرنا(مصمصت شفتيها):- ليس هذا هو المغزى من كلامي
وائل(سحب نفسا عميقا وجذبها إليه في حركة تملك):- لا يوجد بيننا مغزى أو بين السطور فكل شيء يربطنا مكشوف ، ولم يعد هنالك ما نخفيه يا ميرنا وعلى أساس هذا أود دعوتكِ على العشاء الليلة في شقتي لنربط بين الأمور العالقة
ميرنا(تذكرت موعدها هي وإياد مع رامز):- هه .. احم الليلة أ يعني صعب صعب جدا فأمي يعني متذمرة بشأن خروجي كل ليلة ولذلك تريدنا أن أتناول عشاء الليلة مع بعضنا أو …
وائل(رفع رأسه ليناظرها ببسمة مكشوفة):- ميررررناااااا
ميرنا(تنهدت باستسلام):- تتتت بصراحة لدي موعد أنا وإياد مع أحد المحققين الليلة يدعى رامز البدري ربما سمعت بهذا الاسم قبلا ، المهم أنه كان في فريق التحقيق بقضية الفهد البري ولكنه توقف عن متابعتها منذ سنتين
وائل(رفع حاجبه بتفكير):- ولماذا توقف ؟
ميرنا(بلعت ريقها وصغرت عينيها لتقرأ ملامحه جيدا قبل أن تخبره):- أ.. بيبي لما لا ندخل لمكتبي ونكمل حديثنا فيه ، المكان هنا غير آمن
وائل(شبك يده في يدها وجذبها خلفه):- تعالي …
ميرنا(في سرها):- يا ويل أمي أنا كيف سأخبره عن رامز سيقتلع عيونه من فرط الغيرة لكنني غير قادرة على إخفاء المزيد من الأمور عنه ، من حقه أن يعرف همممم …
وائل(أغلق الباب خلفهما واتكأ على مكتبها وكتف يديه):- تمام أخبريني بالقصة
ميرنا(وضعت حقيبتها على المكتب خلفه ونظرت إليه):- يعني وقعت مشكلة بينه وبين إياد وكنت أنا السبب ..
وائل(هز رأسه منتظرا المزيد):- أهاااه تابعي
ميرنا(حركت رأسها وهي تدرس ردة فعله جيدا):- أممم كان يرغب بالزواج المسكين يعني ولكن إياد لم يكن موافقا وهذا ما كبَّر المشكلة بينهما ، حتى تحولت لعراك وخصام أمام الملأ ووصل الأمر للمكتب لذا طلب رامز الابتعاد عن القضية نهائيا كي لا يحتك بنا و
وائل:- هه فهمت فهمت لكن من العروس ؟
ميرنا(عضت شفتها وابتسمت له):- احم …. أنا …
وائل(انفجر ضاحكا حتى زلزلها أمامه):- هههههههههه أنتِ … يا روحي أنا وتريدين الذهاب للعشاء رفقة شخص كان يود الزواج منكِ ولا يزال يفكر فيكِ على الأغلب والله أعلم خياله المريض ماذا يصور له ، لا والله مذهلة أنتِ بسهولة هكذا ضربتِ بوجودي عرض الحائط لعلمك ……. لن تريه وحدكِ نهائيااااااا
ميرنا(ابتلعت ريقها بقلق):- له له يا وائل طبعا لن أراه وحدي سيكون معي إياد
وائل(عقد حاجبيه بغضب):- حتى هذا أمره غير سوي بالنسبة لي سأذهب أنا لأنني لا أضمن تواجدكِ مع أي أحد منفردة ، سوى معي أناااااا أنا يا ميرنا أناااا
ميرنا(أخفضت رأسها وناظرته بطرف عين):- ما هذه الغيرة المستبدة أين حريتي الشخصية ؟ أين العدل هنا ؟
وائل(اقترب منها بتحذير):- انسي انسي أمر حُرياتكِ الشخصية ومواعظكِ الصحفية حبيبتي قلت لن تريه بدوني يعني لن تريه بدوووووووووووووني ….
بعد ومضة زمنية انتقالية للمساء
إياد(نظر لساعته ورمقهما أخيرا وهما قادمين):- نصف ساعة تأخير آنسة ميرنااااا
وائل(جذب كرسيا لها وله بعصبية مكبوتة):- كان التأخير بسببي عذرا منك مستر إياد
إياد(هز رأسه لميرنا):- هممم ؟؟؟
ميرنا(رفعت حاجبيها باستسلام):- لقد حاولت جهدي أن أقنعه بأن لقائنا مع رامز سري لكنه أبى الاستماع لي ، ورفض حضوري بدونه ها هو ذا أمامك أقنعه إن استطعت آه وبالمناسبة هو يعلم بكل شيء عن القضية ولا تسألني متى أخبرته ولا كيف
إياد:- يا حبيبي مهلكما علي أنتِ وهو وكأنني أرى الثلج والنار في حرب صقيعية في القطب الشمالي
ميرنا(بحنق):- هو الذي لا يستوعبني ولست أناااااا
وائل(بحنق متبادل أيضا):-لا والله أكنتِ تريدين مني الرضوخ ، طبعا يستحيل أن أتركها مع عريس لقطة لوحدهاااااا صح صح يا إياد تتفق معي أليس كذلك ؟
إياد:- ولكن يا وائل المحقق لا يعرفك وإن اشتم خبرا أنك على علم بالقضية قد يتوجس
وائل(بعناد):- لن يتوجس لن يتوجس فقط لا تتوترا أنتما وكونا على سجيتكما
ميرنا:- يا الله صبرني وائل يا وائل ما رأيك لو تجلس هناك بالطاولة المقابلة وكأننا لا نعرفك وتشهد لقاءنا كما تريد ، لن يمنعك أحد فقط لا تجعلنا نغامر بهذا الرجل صدقني إنه لا يعني لي أي شيء فكفى جنوناااااا
وائل(نظر لإياد):- ما رأيك أنت ؟
إياد(حول عينيه بتعب):- مشاكل الحبِّيبة لا يروقني التدخل فيها ، لكن ميرنا على حق هيا وائل فكرتها منطقية ستكون بالقرب كما تبتغي
وائل:- مع أنني غير مقتنع لكن لا بأس .. إنما أحذركما لو سمعته يتغزل أو يتلفظ بكلمات لا تليق بها سوف أقلب على رأسه المطعم وما فيه
ميرنا(بإعجاب):- ههه حسن موافقين …
وائل(نهض بغضب قاتل وجلس بجانبهما على الطاولة المقابلة):- أنا هنا وعيوني عليكِ
إياد:- يا ويلي ع الغيرة طيب طيب فهمنا انتبهاااا الآن لقد أتى الرجل .. الله يتمم هالساعة ع خير مع إنو حضرتي مش متفاااااائل !!
رامز(اقترب ببنيته الرياضية وعضلاته البارزة وشكله الشبابي الرائع إضافة لشواربه الرجولية النامية):- ميرنااااا الراااجي
ميرنا(نهضت لتسلم عليه هي وإياد):- رامز أهلا بعودتك
رامز(تأملها وهو يزفر بتعب):- جمالكِ لا يزال أخاذا ولكنه تضاعف خلال هاتين السنتين
ميرنا(مسحت خلف عنقها وسحبت يدها منه):- هه هذا من لطفك
إياد(بنفاذ صبر):- اجلس يا رامز لدينا ما نتحدث فيه
رامز(طالعه شزرا وجلس بتأفف مقابل ميرنا على الطاولة وأخذ ينظر إليها مباشرة دون حياء):- اشتقت لكِ ميرنا
ميرنا(فزعت وانتفضت حين سمعت صوت انكسار كأس بجانبها على الطاولة):- احم حادث عابر هه لا تشغل بالك
رامز(لم ينظر حتى للشخص الذي كسر الكأس ولم يهتم):- لا تشغلي أنتِ بالكِ بأي شخص
إياد(طرق بإصبعه على الطاولة وهو يرمق امتقاع وجه وائل ومن تحت أسنانه):- الرجل على حق كيف يترك حبيبته مع كتاب قصائد غزلية مثل هذا ، حتى أنا أرغب بتهشيم وجهه لولا العيبة لكنت فعلتها …/ هااا يا رامز ما الذي أعادك ؟
رامز(ناظره بطرف عين مجددا):- أنت كلامي معك سيكون ضئيلا وفي خضم العمل فقط شيء آخر مستحيل لساني يخاطب لسانك
إياد(رفع حاجبيه برغبة في الموت لحظتها من شدة الغيظ):- على أساس أنني أقتل نفسي لمخاطبتك يا بعدي
ميرنا(رمقت اشتعال فتيل الغضب بينهما):- مهلكما يا سادة لنطلب بعض العصائر المنعشة لطرد هذه الأرواح الشريرة ، هييه لو سمحت يا أخ …
تحت نظرات الغيظ والغضب المتبادل بين عيون إياد ورامز كانت هنالك عيون وائل مصوبة نحوهما كالصقر فهذه محبوبته التي سيقتل كل من يرغب بالاقتراب منها بشكل لا يحبذه ، طلبت ميرنا عصيرا هي وإياد أما رامز اكتفى بقهوة وهنا باشر بالحديث بشكل جدي عن القضية وعن سبب عودته
رامز:- اتصلوا بي منذ فترة طويلة ولكنني أبيت العودة وحين تكررت الاتصالات ارتأيت أن أعود لأتمم قضيتي ، ففي نهاية المطاف سيمسكها محقق عليه أن يكون على دراية بأدق تفاصيلها
إياد:- هاهاها على الغرور أتحسب نفسك بارعا ثم إن المكتب قد استعان بغيرك ما الجديد ؟
رامز:- طيب لما قاموا بطرد ذلك الغير يا روحي لأنه غير كفؤ ولم يقدم أي شيء جديد لهم
ميرنا:- أو أنه لم يكن نزيها
رامز:- تماما هذا هو بيت القصيد ولذلك السبب اتصل بي الجنرال شخصيا وأمرني بالعودة نظرا لملفي الزاخر بإنجازاتي وبطولاتي
إياد(حرك رأسه بدون فائدة):- عدنا للغرور والتكبر يا عمي فهمنا أنك كنز ثمين لكن بما ستفيدنا حتى الآن لم تطلع على المستجدات ؟
رامز:- بل اطلعت بشكل طفيف على العناوين ومن هذا المنبر أقول لك الحمدلله على سلامتك من تلك الإصابة سمعت بالخبر
إياد:- علما أنك كنت تتمنى موتي صح ؟
رامز(هز حاجبه وعاد لينظر لميرنا):- لن أنكر لقد تمنيت ذلك
إياد(أراد أن ينقض عليه فمنعته ميرنا):- أيها الوغد الحقير ل…
ميرنا(أمسكته بصعوبة):- إياد إيااااااااد بالله عليك تمهل
رامز(بنظرة عاشقة):- آه يا ميرنا لا تزالين جذابة حتى في حالات غضبك
وائل(رفع الكرسي ورماه أرضا من شدة الغيظ):- اللهم طولك يا روح
رامز(لم يوله اهتماما):- يظهر لي أن المكان هنا مزعج ، ما رأيكِ لو ننفرد سوية بعيدا عن هذه الضوضاء عزيزتي ميرنا ؟
ميرنا(يا إلهي):- ههاهانن لالالا لا أنا هنا مرتاحة
إياد(وضع يده على خده في حالة ملل):- رامز البدري عودتك لا تعني أنك عدت لحياتنا مثل السابق ، أي نعم كنا أصدقاء وليس زملاء عمل فقط لكن بعد ذلك الموقف قطعت الصلة بيننا ولم يعد يربطنا سوى العمل
رامز(بعنف لفظي):- أنت تجعل جسمي يتقزز يا هذا
إياد(استقام بنفاذ صبر وأمسكه من ياقة قميصه بيده السليمة):- بئس اللحظة التي وافقت فيها على لقائك إن كنت ستعود لعملك هذا لا يعني أن تهينني وأسكت لك
رامز(استقام بدوره ونفض يده):- أزح يدك عني كي لا أكسرها لك
ميرنا(نهضت هي الأخرى بينهما):- يا جماعة ما الذي تفعلانه هل جننتماااااا ؟
إياد:- ألم تسمعي ما قاله ؟
رامز:- هو الذي ابتدأ
ميرنا:- اجلسا الآن الآن لو سمحتما وكفى جنوووونا ، نحن لدينا قضية على المحك ولا وقت لهذه الرعونة الطائشة … قلت اجلسااااا
رامز(بتذمر):- لم نتوصل بعد لأي دليل الملفات الموجودة بالقسم ناقصة ، الدلائل مختفية وكل الخيوط التي وضعوها لتتبع القضية أخذتهم لطريق مغلق …
إياد(انتفض على كرسيه بكره):- طبيعي نحن نشك أن هنالك جواسيس للفهد بالقسم أيضا هم من يقومون بمسح كل الدلائل وينظفون خلفه ..
رامز:- إن توصلنا إليهم سنحصرهم في زاوية تمكننا من اللعب ضد التيار والإمساك به بسهولة مطلقة
إياد:- صعب جدا فالفهد البري لا يغامر ولا يلعب بعداد عمره بهذا الشكل ، بالعكس هو حريص ومن يعمل رفقته لن يبوح بأي حرف حتى لو قطعت أطرافه إربا إرباااا
ميرنا:- هم مخلصين له ولحد الآن لم نمسك بواحد منهم حيا يرزق ، أغلبيتهم تمت تصفيتهم كي لا يبوحوا بالأسرار التي يعرفونها في حالة ما إذا تم تعذيبهم
رامز:- أتعلمان بما أفكر .. أظن أن هذا الفهد يعرف عنا أكثر مما نعرف عنه ، ما يعني أنه قريب منا لدرجة أننا حين نفكر بشيء للقيام به نجده منتبها ودوما ما يسبقنا بخطوة
ميرنا:- وهذا نفسه ما يحيرنا نحن أيضا ، فهو لم يسمي نفسه من فراغ بالفهد البري إنه مثله سريع البديهة ذكي حذر وينقض على فرائسه بسرعة مبهرة تجعلنا مدلهين في ملكوت التأمل رغما عنا ..
رامز:- علينا أن نستعين بخطة بديلة ، مثلما سمعت هنالك عميل جاسوس غريب الهوية من قبله يعطينا معلومات عن الشحنات بين الفينة والأخرى ، لو توصلنا إليه سوف يدلنا على وكر الفهد بشكل سريع
إياد:- هه وكأنك تبحث عن إبرة في كومة قش .. لو علم الفهد بهويته سيقتله من فوره
رامز:- ولما لم يعلم بهويته حتى الآن حسبما أعلم هذا الشخص يرسل إلينا معلومات مهمة لعدة سنوات ولحد الآن لا يزال على صلة بنا ، حتى وإن كانت صلة ضئيلة المهم أنه لا يزال موجودا ويرفض ما يشهده من عمليات دنيئة في عرين الأشرار
ميرنا(بعد تفكير):- ما خطتك ؟
رامز:- ما الذي تملكانه حاليا ؟
إياد(نظر لميرنا بعمق ثم باشر بالحديث):- شركة هيرمكانا هي الخيط الذي نتابعه حاليا حتى أن ميرنا تعمل وسيطا بينها وبين شركة دابليو إر ، فقط كي تكون قريبة منهم وتستطيع جمع بعض المعلومات الممكنة لإدانتهم
رامز:- هذا ليس كافيا ، من بعيد لن نحصل على شيء يجب أن نتغلغل في أعماق الشركة ..
ميرنا:- هااااه هذا من سينصفني اقترحت عليه أن نقتحمها لكنه رفض
إياد:- هل أنتِ مجنونة تريدين اقتحامها لتموتي ؟
رامز:- هو على حق وهي أيضا
ميرنا:- أرأيت ؟؟؟
إياد(زفر بعمق):- فسر كلامك
رامز:- سنقتحمها أنا وأنت سوية والليلة حتى
ميرنا(بذهول):- وماذا عني أنا صاحبة الفكرة ؟؟؟
وائل(جذب كرسيا وجلس معهم):- عذرا لم أستطع تمالك نفسي أنتِ لن تبرحي محلكِ
رامز:- عذرا منك أنت من تكووون ؟
وائل(استرسل بخفة):- خطيبها
رامز:- هئ انخطبتِ لكن متى ؟؟
ميرنا(مسحت على جبينها):- سأشرح لك
وائل:- لا مجال للشرح كما سمعت
رامز(بعدم تصديق):- ميرنااااااا
إياد:- يا جمااااعة
ميرنا:- وااائل لو تركتني أتكلم لكان أحسن
وائل:- هل تودين إلقاء خطبة هنا .. كلمة وقلتها يكفي
رامز(وجعه قلبه):- هل ما يحدث حقيقي
إياد:- يا حبيبي ذهبتِ العزيمة أدراج الرياح
رامز(هز رأسه بنفي):- إنها صدمة كبرى
وائل(مبتسم له):- عظييييم بالشفاء العاجل أخي وبدون حزازات أتمنى لك عروسا أفضل
إياد:- هلوو صباح الخير لا تنصدم الآن أمامنا عملية اقتحام
وائل:- هه هل أنتِ راضية الآن ؟
ميرنا(نظرت إليهم جميعا بتعب):- يا حبيبي شِلة مُشرفة حقا …… يا الله
زفرت بعمق وهي تناظرهم بجنون كلٌ يسبح في طيف أفكاره المجنونة ويتلذذ بمعاناة الآخر بشكل مضحك يثير الدهشة .. تعرَّف وائل على رامز ومع أن البداية كانت مربكة صادمة إلا أن مسير الحديث وأهمية القضية جعلت الكل يغض البصر عن الشكليات ويركزون على تبعات الحدث الجلل الذي سيقدمون عليه ، فوائل اقترح تقديم يد المساعدة بحكم أنه محام وطبعا كل هذا تم بعيدا عن اتفاقه مع إياد ليلة أمس فلقد تكتم كليهما عنه ، وبدا الأمر كأنه علم حديثا بالمستجدات وهذا ما أراح قلبه كي لا تشك بأمره ميرنا ويضيع جهده في حمايتها هباء منثورا ، كل هذا فكر فيه بهدوء لكن حين أخبرهم بخطته فتح باب الشيطنة في عيون ميرنا ^^…
ميرنا(بجنون):- ماذااااااا ماذاااااااا تريد لقااااء مروة لكن لماذااااا ؟
وائل:- لماذا ماذا ! علينا اقتحام الشركة كيف تنوين اقتحامها دون سبيل للدخول هاه ؟
ميرنا:- هنالك ألف سبيل فقط أرحنا أنت من أفكارك الغريبة أم تراك اشتقت لرؤيتها ؟
وائل:- حبا بالله هل تنوين جلطي بكلامكِ المجنون هذا الآن
رامز(انحنى إلى إياد):- أخبرني هل هما حقا مخطوبين أم متزوجين .. لأن ما أراه أمامي الآن شبيه بالأزواج الذين أمضوا عقودا من الزمن رفقة بعضهما البعض
إياد(انحنى هو الآخر عليه):- والله كما ترى الغيرة هنا بلغت أشدها يفضل أن نلتزم الصمت
رامز(بحسرة):- وأنا الذي كنت أنوي كسب قلبها من جديد صدمت حين اكتشفت أنها مرتبطة لكن يلا لا نصيب الله يجيبلي واحدة شبيهة بها جميلة مثلها طيبة كقلبها رقيقة كعطرها
وائل(توقف عن الخصام والتفت إليه):- أيها العاشق الولهان ، أنت لا تزال معنا على نفس الطاولة راعي قليلا آذاني يا رجل
ميرنا(صرخت بجنون بدون اهتمام):- همممم كله إلا مروة إلا مررررررروة ..

" مُؤكدٌ بأنكَ تُحبني فأنا أميرة آل الراجي مدللة العشيرة وساحرة القلوب ، ميرنا ذات النظرات والطباع الخاصة التي لا تخشَى شيئا بل تُقدم على الحربِ وهي على يقين تام بأنها ستخرجُ منها منتصِرة بل وفي قبضتِها عَشراتِ الأسرى " …
طلال(طالع الدفتر بشرود وأغلقه بخفة حين شعر بقدومه):- حكيم كيف حال رجلك الآن ؟
حكيم(نظر للمكتب ولدُرجه تحديدا):- هل فتحته ؟
طلال(رفع حاجبيه):- للاستطلاع الأمني ليس إلا
حكيم(جلس على كرسي الضيوف):- وهل الاستطلاع الأمني يتطلب قراءة خصوصيات الغير
طلال:- متى ستكف عن تلك الكتابات المجنونة ، أو لأسدي لك نصيحة ابعثها لها بصفحة المعجبين هكذا تضمن أنها ستقرؤها وستكحل عينيها بحروفك الذهبية همم
حكيم(برتابة وملل):- سيأتي يوم وتقرأها بنفسها فقط كف عن التفكير عني … الآن أخبرني ما الذي حصل بعد لقائكما ؟
طلال:- ولا شي انتظرته طويلا على ناصية الطريق لكنه لم يحضر ولم يكلف نفسه عناء الاتصال ليعتذر حتى ..
حكيم:- الغبي يثقل نفسه عليك لكن لا بأس سيأتي يوم حسابه ، المهم أعد الاتصال مرة واثنتان وعشرة لحين اللقاء به ، أرغب بالتحدث مع ذلك البغيض على انفراد بأسرع وقت لن أبقى منفيا هكذا طوال عمري يا طلال
طلال(حرك عصفورا خشبيا وجلس مقابله):- أنت تعلم أنه لا يقدم خدمات بدون مقابل ، فهل أنت على استعداد لتبيع نفسك من جديد ؟
حكيم(بشرود عقيم):- لأجلها سأقدم على أي شيء إنها عصفورتي الصغيرة
طلال:- ما أخشاه ألا تقر تلك العصفورة بهذه المخاطرة يا حكيم
حكيم:- فقط أوجز ودع لي أنا الباقي ، بعد حفل ميرا وخطوبتها ستتغير الأمور لصالحي لن أنتظر المزيد من الأعوام قد اكتفيت
طلال:- يجب أن تضع في حسبانك أن وائل رشوان لن يفلت فرصة إلا ويتقرب منها
حكيم:- هذا ما ينغس علي فرحتي بها ، لكن لا بأس لا بأس أكيد سأجد له دواء يخرسه في النهاية
طلال(استقام):- حسن إذن دعني أغادر الآن فلدي في شقتي مجنونة تستلزم رعاية دقيقة طوال الوقت ، لست أضمن جنونها إلى أين سيقودها هذه المرة
حكيم(رفع يده):- بينك بينها المهم أن تبعدها عن مرأى عيني وإلا أنت تعلم ما قد يحدث
طلال(رفع يديه باستسلام هو الآخر):- كله إلا لحظات غضبك فهي قاتلة قاتلة قاتلة
حكيم:- عليك نور والآن تزحلق من أمامي أريد مكالمة صغيرتي على انفراد
طلال(غمزه بوقاحة):- امممم يا وله يا حبِّيب ههه
ابتسم له ورفع هاتفه إليه وهو يناظره حتى خرج وبعدها طقطق رقمها واتصل ، أخذ هاتفها يرن يرن يرن لكن بدون جواب ، لذا أغلقه بيأس ونظر للفراغ
حكيم:- أين يعقل أن تكون الآن لقد أخبرني الرجال أنها لم تعد للبيت بعد … ت أينكِ ميرنا؟
طلال(عاد إليه):- حكيمو طرأت على بالي فكرة لما لا ترافقني إلى الحي القديم وترى ميرنا هناك أجدك شاردا هنا ومنزعجا من عدم رؤيتك لها اليوم
حكيم:- أنت تقرأني بامتياز يا صديقي العزيز ، تمام سأجهز نفسي بعد لحظات
بالفعل ما هي إلا لحظات وكان حكيم مستقرا في سيارته بجانبه طلال يقود في تلك الطرقات المظلمة في طريقهما إلى الحي القديم ، المكان الآمن الذي يعيد الروح إلى كيانها المعروف لكن فجأة وفي منتصف الطريق لمعت أضواء سيارة أمامهما بحيث لم يعد يظهر شيء في الطريق وهنا طلال أحكم سيطرته على السيارة بشكل سلس ، بينما كان حكيم يحاول جهده أن يتعرف على هوية هذا المجنون الذي يتقدم تجاههم بشكل اعتباطي دون تفكير …
طلال:- من هذا اللعين الذي يريد قتلنااااااا ؟؟
حكيم:- أشك بأنه لا يريد سوى أن يجعلني أفرمه بيداي هاتين ، إدعك الفرامل يا طلال ولاعبه
طلال(بحدة نظر تجاه السيارة التي كانت تتقدم نحوهم بسرعة مفرطة):- لنلعب إذن
أخذ الاثنين يتلاعبان في الطريق في حركات مريبة تدل على احترافية الطرف الآخر ، خرج طلال إلى بقعة جانبية بعيدا عن الطريق الرئيسي ولحقت به السيارة وهناك وبسبب سرعتهما انتفض الغبار وشكَّل زوبعة رملية لحين توقف كلا منهما أمام بعضهما في حركة أكشينية مثيرة للجدل …
حكيم(بغيظ فتح الباب ووضع دعامته على الأرض):- إكشف عن نفسك وتعال واجهني هنا رجلا لرجل
طلال(خرج وبيده مسدسه):- تمهل يا حكيم لنرى من هذا الأبله … هييه أخرج إلى هنا
حكيم(ظل يقوس عينيه من فرط الضوء يحاول أن يرى هوية السائق الذي ظل في مكانه دون حراك):- قلت أخررررررج الآن
طلال:- هل مات هذا الغبي لما استكان عن الحركة ؟؟؟
حكيم:- انتبه يا طلال ولا تقترب أكثر قد يكون كمينا
طلال(تقدم ليغطي صدر حكيم ووقف قبله وهو يطالع السيارة المضيئة في سكون):- لننتبه أيا كان السائق فهو مجنون
حكيم(انتبه لفتح باب السيارة):- لنرى من هذا الأرعن الغبي
طلال(أخذ يراقب هو الآخر مصوبا مسدسه تجاه الشخص):- لا تقلق أنا سأحميك
حكيم(رفع حاجبيه بدهشة وهو يرمق ذلك الشخص ففتح فاهه مثل عينيه المتسعتين بعدم تصديق):- غير معقوووول ….. أنتِ ؟؟
نور(اتكأت على سيارتها وهي تكتف يديها):- مرحبا يا ابن العم ……
طلال(أنزل مسدسه):- نور الراجي ، من كان ليصدق
حكيم(تضخم صدره بالحنين وهو يطالعها بشوق الأيام):- آه يا نور العين
نور(مصت شفتيها واستقامت بعنفوان):- بشحمها ولحمها …
حكيم(بحنان رمى بدعامته أرضا وفتح يديه لها):- ابنة عمي المتمردة
نور(تأوهت بعمق وارتمت بحضنه وهي تركض إليه مثل الطفلة):- حكييييم اشتقت لك كثيراااا يا رجل … آه يا حبيبي كم مضى من العمر ولم نرى بعضنا
حكيم:- يا كاذبة لقد رأيتكِ مؤخرا قبل زفاف دعاء مباشرة ما هذا الإنكاااار ؟؟
نور(ربتت على كتفه):- حتى لو هذا لا يعني أنني لم أشتق لك .. طلال كيف حالك ؟
طلال(تنفس الصعداء):- والله كنت بخير وعلى خير لولا سباق الألف ميل الذي أرعبتنا به قبل قليل يا نور ، ما كان الداعي له ؟
نور:- هههه لقد عرفت بأنها سيارة حكيم لذلك قررت اللعب قليلا ولكنك مراوغ محترف
طلال:- ههه ولو أنا المعلم لقد تحسنتِ بالقيادة دروسي الأولى نفعتكِ أرأيتِ هههه
نور(ابتسمت له بأريحية):- طلال يا طلال لا زال على عاتقك دين لعبة الورق آخر مرة
طلال(صافحها بمودة):- هههه كان ذلك منذ عقود يا فتاة يجدر بنا أن نعيد الاتفاق
نور(بحنين للماضي):- كانت أيامنا جميلة فقط لو استمرت كذلك لكنا بخير
حكيم(رمق الأسى بعيونها):- سيكون القادم أفضل مؤكد سيكون أفضل …
نور(أبعدت تفكيرها عن هذا الماضي):- هيا طمأن قلبي كيف حال رجلك الآن ؟
حكيم(أمسك بدعامته التي قدمها له طلال):- بداية أخبريني كيف عرفتِ بالأمر ؟
نور(تلاعبت بعينيها وهي ترى استهزائه بقدراتها):- كلانا نملك قريبة من العائلة لديها جنون مطلق لا حدود له ، هي بعينها من أخبرتني لكنني لم أبرز لها رغبتي في الحضور إليك كي لا تكشف أمرنا
حكيم:- رائع أنكِ أخفيتِ الأمر ، انتبهي لا أريد لأمي أو أي أحد آخر أن يعرف بالأمر يعني تعلمين لا داعي لقلقهم سأكون بخير بعد فترة وجيزة
نور(أمسكت بيده وجلست معه على الكنبة):- كان الوصول إليك شاقا يا رجل ، لعلمك لن أعود وحيدة في السيارة شعرت بالملل الرهيب أثناء القدوم
حكيم:-هه لا تزالين شقية كما عهدتكِ ، هيا سنعود للقصر وتتناولين معي طعام العشاء صح ؟
نور(بغمغمة حزن):- ما أحضرني إليك ليس فقط قلقي عليك بل هناك أمر آخر ، لم أشأ أن أزعجك به لكنني بحاجة لمساعدتك وبشكل أدق أختك هي التي تحتاجها
طلال(بتوتر هو الآخر):- لما لا تجلسان بالسيارة وتتحادثان وأنا سأحرس المكان قليلا
حكيم(وافقه وركب بسيارته وجاورته نور):- تكلمي يا نور ما الذي يحدث أختي ؟
نور:- بصراحة الأمور فلتت من يدي
حكيم(تحول وجهه لحمم بركانية):- لقد تزوجها وهي ببيته الآن ماذا بعد ؟
نور(عضت شفتيها بقلق):- صحيح تم كل شيء حسب الاتفاق لكن .. أنا قلقة عليها وهي داخل جدرانه بيته واليوم حاولت الاتصال بها كثيرا بدون فائدة لم تجبني حتى أنني توجهت لشقتها و …. علمت من الجيران أنهما غادراها إلى ما لا رجعة
حكيم(انتفض بخوف وعيناه قد اتسعتا):- ماذاااااااا تقولين ؟؟ أين ذهب بها ذلك الغبي ؟
نور:- لا أدري وهذا ما جعلني ألجأ إليك عليك أن تكلف رجالك بالبحث عنها ، دعاء ضعيفة معه ونحن حماها إن لم نخلصها منه سيؤذيها لا محالة
حكيم(صرخ بأعلى صوته):- يا رجااااال يا رجااال اتصلوا بطلال فورا اجعلوه يعود أدراجه لديكم مهمة مصيرية على الفور … وأنتِ نور عودي إلى البيت ولا تقلقي لن يهنأ بالي لحين أعيدها إليكم ولن يفلت ذلك الجحش من قبضتي إن كنت تواريت عن الأنظار فقد كان ذلك لأجل أسرتنا لكن إلى هنا وطفح الكيل ، يجب أن يعرف أن لدعاء رجلا يقف في وجهه ويعلمه كيفية احترام نساء الراجي
نور(تنهدت بعمق وهي تضع يدها على كتفه):- لا تجزع يا أخي لولا أنني أعرف أن دعاء قوية لكنت قلقت عليها ، أثق بأنها ستكون بخير فقط لو تتعلم من معاناتها تلك وتستغلها بشكل صائب يفيدها ولا يحطمها
حكيم:- والله يصعب علي أن أكون مرتاح البال مثلكِ نور ، يجب أن نجدها في أقرب فرصة فتصرفات زوجها ذاك غير محسوبة ويا ويلو إن لمس شعرة منها سأمزق رئتيه بيدي
القلق على دعاء كان أمرا مفروغا منه بل مدعاة للتوتر الظاهر والباطن ، فأن يبعدها الخبيث عن أعين الناس هذا بحد ذاته يشعرهم بالخوف عليها من أن يؤذيها أو يعذبها ، فمجنون جشع مثله ذو تفكير سافل كل شيء متوقع منه ..خصوصا وأن هاتفها فصل خطه وما عادت لهم أدنى صلة بها بعد ذلك وهذا ما أجج الريبة في قلوبهم وهذا أيضا ما جعل حكيم يبعث جل رجاله للتقصي عن مكانها والبحث عن أخته فلذة كبده الصغيرة ….
نور الراجي وحكيم الراجي إخوة الدم والروح والمصائب والمعاناة والذكريات المريرة ، كل هذا في كفة ووجود حكيم في محيطها في كفة أخرى فلطالما كان مثالا للأخ والصديق والقريب لها ، كم كانت ممتنة لظهوره في حياتها ولم يغادرها مطلقا فقد كانت على صلة به من حينها حتى لو كان لقائهما مقتصرا على عدة لقاءات معدودة على رؤوس الأصابع ، فنور كانت ترى الحسرة في عيون خالتها لذلك جعلت لقائها به في حدود حصرية معنية بالأحداث الطارئة ، لكن ما علم في ذاكرتها حدث قبل عدة سنوات تحديدا حين قررت افتتاح صالون تجميلها ولم تتمكن من ذلك ..
~ قبل عدة سنوات ~
كانت تقف عند باب مكتب أرخم رجل التقت به في حياتها أبو البطن الكروي صاحب أتخن خدود وعيون لولبية كعيون الحنش الأحول، ظلت تحلل في صفاته وهي تطقطق بكعبها الأرضية في ريتم رتيب يعبر عن الملل والقنوط فلأزيد من ثلاث ساعات وهي على ذلك الحال تنتظر الدور الذي لم يحن بعد …
الموظفة(مع زبون آخر):- يا أخ أخبرتك أن الدخول للسيد المدير غير مسموح دون موعد ، فسجل إسمك واذهب وعد مرة أخرى
الرجل:- أنتم هنا تستغلون الناس وتعرقلون سير حوائجهم الضرورية
الموظفة(بصوتها الرخيم):- يا سيد هذا مصرف وليس بيت المال لكي نملأ جيوبك بما يغلق فمك ، لو سمحت غادر المكان قبل أن أطلب لك رجال الأمن ليطردوك من هنا
الرجل(يصرخ باعتراض):- هذا ظلم .... منكم لله منكم لله يا خونة
نور(كتفت يديها وهي تتابعه بانتباه):- لما كل هذا التظلم كان من الممكن أن تشرحي له أنه غير مسموح لأمثاله من العاملين أخذ قرض ، يعني دون أن تجرجريه وتجعليه يتأمل من فراغ
الموظفة(جمعت يديها):- والله طب تعالي وعلميني كيف أعمل ثم أنتِ أنتِ تحديدا ليس مسموحا لكِ فلما لا زلتِ محلك جاثمة ؟
نور(عدت حتى العشرة قبل أن تفتح صنبورها المعتاد ^^):- لولا أنني متعبة من فرط انتظار الدخول لمديرك لكنت تصرفت بشكل آخر
الموظفة(سمعت رنين الجرس والسماح بالدخول):- أغاثكِ الجرس فقط
نور(بدون اكتراث):- هفف صبرا يا الله
المدير(مسح فمه من الأكل):- أدخلي أدخلي
نور(بكره لشكله وضعت الملف):- معك نور الراجي أفكر بافتتاح صالون تجميلي وهنا كل المعلومات اللازمة والوثائق التي طلبتم مني إحضارها
المدير(لم يتفحصه حتى بل رماه جانبا وأمسك سماعة هاتفه):- ألووو يا قمري هااا ماذا طبختِ لي اليوم أوووه أكلتي المفضلة جميل جميل لالا نصف ساعة أكون بالبيت ، تمام جهزي لي الحمام أيضا ههه حبذا جلسة ساونا يعني ههههه ههههاهاهااا حاضر حبي سأحضرها لكِ تؤمريني أمر يا عمري ههههه
نور(أخذت تحرك رأسها وعينيها وهي تستمع له بملل):- اللهم طولك يا روح
المدير:- أ.. احم احم فيما بعد فيما بعد لدي زوار الآن باي ..ها ماذا كنتِ تقولين ؟
نور(تمالكت نفسها):- كنت أخبرك أنني أرغب بافتتاح ص…
المدير(بتعالي):- آه آه نعم نعم افتتاح شيء نسائي لكنكِ نسيتِ إمدادنا بنسبة رصيدكِ في البنك حاليا ، بدون نسخة من الحساب يستحيل أن نعطيكِ القرض
نور(بتفاجئ):- ولكن ليس هذا ما أخبرتني به موظفتكم المصونة لقد جعلتني أجول سبع جولات لأجمع هذه الأوراق وبعدها آتي لتخبرني حضرتك أنه من غير الممكن منحي القرض الذي أريده ؟؟؟
المدير(تثاءب وهو يمسح على بطنه المنتفخة):- كما سمعتِ يا سيدة والآن يمكنكِ المغادرة انتهى وقت لقائك
نور(هزت رأسها وهي تبتسم ونهضت من محلها وهي تضرب على سطح مكتبه):- اسمعني جيدا أيها الجشع النتن كبير الكرش معقوف الجبهة أنا لست خادمة عند حضرتك أولا كي تأمرني وتطردني مفهوووم ، وإن كان مصرفك قد أقفل بابه في وجهي مؤكد أن هنالك مصارف أخرى ستستقبلني بكل سرور أسمعت ، ثم لكي أذكرك فحسب قبل أن تتعالى وتغتر على زوارك إمسح فمك جيدا من أكل سندويتش البطاطس والفلفل فرائحة الطعام تعبر عنك بشكل غير اعتيادي آه وأمر أخير زوجتك أو عشيقتك تلك يوما ما ستضع لك السم في الأكل إن شاء الله و تموت به وأنت محروووووووم ،،، تفووو عليك
تركته مندهشا بل مصدوما من كلماتها وجذبت ملفها وخرجت من عنده وهي تنفث شررا ، وجدت تلك الموظفة بوجهها فدفعتها حتى التصقت بالحائط وغادرت دون أن تلتفت حتى للزوبعة التي أنتجها غضبها في ذلك المصرف .. توجهت صوب مصارف أخرى وكان الجواب هو الرفض من قبلهم وكل واحد منهم يأتيها بحجة فشعرت باليأس والتعب إذ أن كل شيء وقف حائلا بينها وبين تحقيق مصدر عمل يغنيها عن التذلل عند أرباب العمل ، لكن مع الأسف لم يحدث شيء مما كانت تتمناه … سحبت رجليها سحبا وهي تترجل من سيارتها لتجلس في حديقة عامة بعيدة عن الأنظار وتشكي همومها لله عز وجل كي لا تستعطف قلب أحد أو تجلب شفقته فهذه هي نور التي تخفي حزنها بعيدا عن أنظار الجميع .. كانت تجلس وحيدة تتأمل المارة بشرود تام لحين مثل أمامها شخص فارع الطول ذو ثياب سوداء
الرجل:- أنتِ هي السيدة نور الراجي ؟
نور(رفعت بصرها إليه):- نعم هي من تكون حضرتك ؟
الرجل:- موظف بالمصرف العام لقد حاولت الاتصال بكِ عبر الهاتف ولكنه كان خارج التغطية ، وحمدت الله أنني لمحتك بالقرب من مصرفنا ولحقت بك .. المهم يجب على سيادتكِ أن ترافقيني لأجل التوقيع
نور:- توقيع ماذا بالضبط ؟
الرجل:- توقيع سحب القرض لقد وافقنا عليه بعد تلقينا الدعم والضمان اللازم
نور(بعدم فهم):- دعم وضمان ولكن ممن ؟
الرجل:- من شخص لا أذكر اسمه لكنه مدون في الملفات لدينا
نور(باستغراب ابتسمت وكأن القدر قد استجاب لها):- ياااااه أتتكلم بصدق طيب لننطلق على الفور
ما هي إلا سويعات وكان القرض طوع أمرها ، وبعد التوقيع والذي منو طالبتهم بمنحها اسم الشخص الذي ساعدها ولم يمنحوها سوى عنوانه وبالفعل أخذته منهم وانطلقت بسيارتها صوب مسكنه لكي تشكره كما يجب ، فلقد قدم لها هدية مفرحة لم تكن في حسبانها وبعد أن أقفلت أبواب الرحمة أمامها سمع هذا الشخص بقصتها وقرر مساعدتها يعني قمة العطاء والإحسان ، وكل هذا يستحب شكرا لطيفا لذلك توقفت عند ناصية الطريق وأخذت معها باقة ورد ثم تابعت طريقها لحين وصلت إلى شقة أرضية في ضواحي المدينة ..
نور:- هففف من يسكن هنا في هذا البيت البعيد تت كانت مسافة طويلة لكن لا بأس مقابل مساعدته يستحق مني أن أتبعه لآخر الدنيا …
رنت الجرس وأخذت تنتظر فتح الباب لها لكن استمر رنينها لوقت محدود دون جواب ، وبعد أن كلَّت وملَّت من الانتظار وأيقنت أنه لا يوجد أحد هناك انفتح الباب فجأة ولم يظهر أحد لذا تقدمت نحوه للدخول وهي تتحدث بلغة ترحيبية وشكر لذلك الشخص المجهول بعد أن وضعت باقة الورد جانبا
نور(في سرها):- يا ويلي هل يسكن شبح هنا ثم من فتح لي الباب ها أنذا أدور هنا منذ لحظات ولم يظهر أحد ، تتت ربما ما كان علي القدوم وحدي لمكان لا أعرفه ولشخص أجهله
ظلت تدور بالمكان لبرهة من الوقت وبدا لها البيت غريبا في هيأته وكأنه مهجور أو شيء من هذا القبيل ، وهنا تسلل الخوف في قلبها قليلا وقررت التراجع والنفاذ بجلدها وقبل أن تخطو خطوة خارج البيت استوقفها صوت جعل أدق أدق أدق أطرافها تقشعر فمن كان يتوقع أنه بعد تسع سنوات سوف تسمعه من جديد …
حكيم:- هل كنتِ راحلة دون أن تلقي التحية على ابن عمك ؟؟؟؟
نور(استدارت برجفة):- حكييييييم …….
~ في الوقت الحالي ~
حكيم:- ههه كنتِ تستحقين المساعدة ولعلمكِ ذلك السمين قد أقفلنا مصرفه وقتها للأبد ..
نور:- حتما مساعدتك لي فتحت أمامي أبوابا كثيرة ، بفضلك استطعت افتتاح صالوني وإيجاد لقمة عيش تليق بي وبأسرتنا
حكيم:- من وقتها وأنت الكل في الكل يا نور
نور؛- بل بفضلك يا رجل ، حتى دعاء جهزناها بما يليق بواحدة من أسرتنا ..ثمنتها بالغالي يا غالي
حكيم:- إنها أختي وتستحق أن تثمن بالثمينن .. وبفضلك استطعت تقديم هداياي المهم أنها سعدت بها للحظة
نور:- آه يا حكيم ليت الزمن يعود بنا للوراء
حكيم(بلمعة شريدة):- أشتاق لقهوة خالتي عواطف ولمخبوزات أمي ولحكاوي جدتي ولتذمركِ الدائم ولدلال سمر ولشقاوة ميرنا ولمتطلبات دعاء التي لا تنتهي ، وللكثيييييير الكثير من ذكريات ذلك البيت حتى صديقي الأول والأخير أشتاقه بحجم الكون
نور:- هل حاولت رؤيته من بعد رفضه لزيارتي ؟
حكيم:- حاولت إخراجه وتهريبه من هناك لكنه أبى ذلك
نور:- هو متشبث بمبادئه لقد حاولت أنا أيضا إقناعه برؤية زوجته على الأقل وابنته لكنه رفضنا جميعا وهددني إن حاولت رؤيته من جديد سيؤذي نفسه
حكيم:- مصابه ليس بسهل يا نور لقد أمضى هنالك ما يقارب 18 سنة وما أزيد
نور:- والمتبقي أكثر يا حكيم كل يوم يمضي من عمره يمر بنا وكأنه دهر بأكمله
حكيم:- الله يصبر عفاف المسكينة هي المتأثرة الوحيدة في هذه الفاجعة ..
نور(رمت بثقل رأسها على كتفه):- عطرك لا يزال كما هو لم يتغير
حكيم(بعد لحظة صمت):- ما سر عملكِ بشركة دابليو إر ، حسب معلوماتي أنتِ وآل رشوان لستم على وفاق ؟
نور:- أفف الأخبار تطير طيرانا إليك علما أنني كنت سأخبرك لكن ليس الآن ..لأنني مشغولة البال على دعاء حاليا وهذا ما جعلني ألجأ إليك طلبا للمساعدة
حكيم:- لا تقلقي رجالي سيعثرون عليها
نور:- أرجو ذلك أنت تعلم لو شمَّت أمك خبر اختفائها ستقتلنا أجمعين
حكيم:- لعله خيرااا
أين ذهبتِ يا دعاء وتركتِ الكل حائر عليكِ ؟؟ … كانت في غرفة بالمشفى نائمة ويدها معلقة بالوريد الغذائي في حين كان يقف عند رأسها مكتف اليدين ينظر إليها وعيناه المكسورتين عليها تتأسف في كل هنينة
الطبيب:- سيد حسام لن يسعني كتابة التقرير بما تطلبه ، إن هذا مخالف للقانون
حسام:- سأدفع لك ما تشاء فقط عالجها واجعلها تعود لوعيها ، إنها نائمة منذ ساعات
الطبيب:- طبيعي الاغتصاب الذي تعرضت له استنزف كل طاقتها ومعجزة أن يبقى الجنين في رحمها سليما معافى ، إنها حتما لمعجزة من الإله
حسام(نظر لبطنها):- صدقني لقد فلتت الأمور من بين يدي ، يعني أنت تفهمني كرجل ثم إنها زوجتي حبيبتي أم طفلي أيعقل أن أؤذيها ؟
الطبيب:- جيد أنك أحضرتها للمشفى حين وجدتها مغمى عليها ، لقد أنجدناها في الوقت المناسب وقمنا باللازم يوم راحة وستصبح بخير مع الفيتامينات الخاصة التي سأصفها لها لكي تداوم عليها
حسام:- يعني أنك لن تشتكي علي صح ؟
الطبيب:- بشرط ألا تقربها لحين الولادة حالة رحمها متضررة والنزيف الذي تعرضت له قد كان حادا وأوقفناه بصعوبة ، وإن تماديت أكثر ستجعلها عرضة للإجهاض من جديد
حسام:- وعد مني ألا أغامر بحياتها أو حياة جنيني مرة أخرى ، أشكرك من صميم قلبي على مساعدتك لي يا دوك
مط شفتيه بأسف وهو يراقب لهفة حسام على زوجته وهو شبه مقتنع أنها حالة عابرة ، غير مدرك أن من يعاشر حسام يطاله شر لا حدود له .. انحنى القرفصاء على رأسها وهو يراقبها بهدوء وهي على ذلك السرير مستسلمة لسلطان النوم …

في مكان آخر وتحديدا أمام مقر شركة هيرمكانا كانت هذه متذمرة بشكل ملحوظ تصرخ بدون صوت لأنها محتجزة في سيارته منذ عدة دقائق ، لا تقوى على فعل شيء سوى الانتظار الأليييييم
ميرنا:- هكذا يا وائل تقفل علي باب سيارتك ، والله والله لن أسامحك ولن أغفرها لك ، سأجعلك تدفع ثمنها بأي شكل كان همم أنا أنا يتفقون علي ويحبسونني هنا بالسيارة مثل القطة الشريدة يعني حرام حرام كانت فكرة الاقتحام فكرتي أنا التي اقترحتها هفففف …
طبعا لم يكن سيصطحبها معه لاقتحام شركة هيرمكانا لأن هذا خطير ، لكن بدوره لم يكن سيسمح له إياد بالتمادي أكثر فلقاؤه بمروة داخل الشركة كفيل بأن يمنحه هو ورامز صلاحية للدخول وإن تم امتشاف أمرهما سيقولان بأنهما وجهيات تابعة لمدير شركة دابليو إر …. كانت مروة تغرد وسط أحلامها فأن يتصل بها وائل رشوان شخصيا هذا أمر يدعوها للهزل والمتعة إذ اعتقدت أنها فرصتها للتقرب منه لكن هيهات يا حلوتي أنتِ غير دارية بما يدور خلف الكواليس ^^..
مروة(بفستان قصير تتمايل متقدمة لاستقباله):- وائل رشوان بمكتبي إنه حتما ليوم حظي
وائل(ابتسم لها وهو يفتح أزرار قميصه العلوي):-يعني كنت مارا من هنا وقررت رؤيتك هذا إن كان لديك وقت
مروة(بميوعة):- إذن لنشرب نخبا في صحة هذا اللقاء
وائل(في سره):- والله لو تسمعك ميرنا لاقتلعت أظافرك ورمتك في قعر التماسيح بلا رحمة ههه
مروة(قدمت له كأسه وجلست مقابله واضعة رجلا على رجل):- سهرتنا ستكون صباحية
وائل(شرب القليل منه):- حين اتصلت بك اعتقدت أنك خارج الدوام ، استغربت تواجدك هنا بدون مديرك
مروة:- كنت أنهي بعض الأعمال أو ربما حدسي نبأني أنني سألقاك
وائل(لاحظ نهوضها وتمايلها المثير وشرب بعضا من مشروبه باحثا عن جملة مناسبة يغلق بها فم هذه المصيبة):- هممم أخبرريني يا مروة ما هو برجك الصيني ؟
لم تتفوه بحرف بل أصيبت بالدهشة بعد جملته المضحكة ، أما هو فقد كان جل تفكيره في إلهائها ريثما ينهي البقية مخططهم لكن أين هم ؟؟ آه ها هما ذا بإحدى الزوايا متجادلين في اشتباك هزلي
إياد(ممسك بمسدس رامز الذي كان يجرب فتح البوابة الإلكترونية):- قلت لك صوب مصباح الضوء على هذه النقطة ما بك نائم ؟؟؟؟
إياد(بنفاذ صبر):- والله لو تركز أنت في عملك قليلا سترحمنا من عقدة الانتظار هذه
رامز(توقف عن عمله ونظر إليه):- لعلمك سوف أفوض أمرك لفوهة مسدسي إن لم تسايرني
إياد(خرج الدخان من أذنيه من شدة العصبية):- اللهم ثبتني كي لا أحصد ذنب القتل في حق هذا
رامز:- لنتفق سوية أنت صوب المصباح هنا وأنا أتمم عملية الاقتحام
إياد(بتفكير هزلي):- تمام هذا يناسبني
آثر كل منهما الصمت والقيام بمهمته كي لا يتعاركا من جديد ، بعد برهة كانا قد اقتحماها بالفعل ودلفا معا للمكتب
إياد:- أخيرا مكتب هاشم الرفاعي سأبحث بين اللوحات عن صورتي
رامز:- تمام سأبحث بالأدراج هنا عن أي شيء ...أسرع فقط
إياد(بحنق):- لو تتوقف فقط عن إطلاق الأوامر لانتهينا بوقت أسرع
رامز(وهو يفتش بين الملفات):- هذا لأنك متذمر مثل النساء
إياد(عاد إليه بزعابيب أبشير):- إن لم تلتزم الصمت يا رامز سأبلغ فيك أمن الشركة
رامز(استدار إليه):-طبعا ستفعلها فهذا طبعك
إياد:- ما قصدك يا هذا ؟؟
رامز:- شتت وائل يتصل / ألو أسمعك
وائل(بصوت خافت بالحمام):- ألو أين وصلتم ؟
رامز:- لم نتوصل لشيء بعد لا زال البحث جاريا
وائل:- طيب أسرعا فالوضع هنا أصبح خانقا
رامز:- والله صدقتك على أساس أنك غير مستمتع بالعطور الفواحة ، يا لخبثك
وائل:- هل توجه الكلام لي ..يا أ
رامز(انتبه لملف غريب):- منذ متى وقعتم عقدكم مع شركة هيرمكانا ؟؟
وائل(استرسل بخفة):- منذ ما يقارب الشهرين ..لماذا ؟
رامز:- غريب فالسجلات هنا لا تحتوي سوى على اتفاقياتكم المبدئية ، وسجل تعيين ميرنا يعني ورقة التوقيع الرئيسية مفقودة
إياد:- أو أنهم يحتفظون بها في مكاز آخر خارج الشركة
رامز(يدقق في الأوراق):- حتى أعمالهم ليست متوفرة وهذا ما يزيد الأمور غرابة
وائل(بتفكير)؛- ربما كانوا يحتفظون بها في مكاتب بيوتهم ، طيب الآن علينا أن نغادر لا جدوى من بقائنا سأتخلص من البلوة التي تنتظرني خارجا
رامز:- الله يعينك ..نحن أيضا سنلحقك بعد برهة
إياد(بتفاجئ):- أين هي لوحة اللبؤة الباكية ؟؟؟؟؟
رامز(أقفل الخط مع وائل الذي انسحب):- ألم يكن من المفترض أن تكون هنا ؟
إياد(باستغراب أخذ يدور بالمكان بحثا عنها):- أجل كان من المفترض .... تت رامز هيا علينا أن نترجل من هذا المكان الآن لا يوجد شيء مريب
إياد:- مهلا وائل يتصل من جديد / ألوو وائل
وائل(بقلق):- هل ميرنا معكما ؟؟
إياد(نظر لرامز بخوف وارتياب):- ليست هنا إنها بسيارتك وائل ... (بتشكيك) أوليس كذلك ؟؟؟
رامز:- أين هي ميرناااااا؟؟؟
وائل:- يا الله ..تعاليا فورااا أنا بجانب السيارة
إياد(خرج هو ورامز ببطء مثلما دخلا):- تلك المجنونة يستحيل أن تبقى عاقلة
رامز(بتخوف هو الآخر):- عساها بالقرب فقط
نزلا بعد لحظات وتوجها نحو وائل الذي كان يجرب الاتصال بها لكن دون فائدة
وائل(مسح على فكه):- أوووف أخبرتك أنني لم أجدها في أي مكان ، حاولت الاتصال لكنها لا تجيب
رامز:- ثم إنها قد أخذت حقيبتها معها ، ما يعني أنها خرجت بنفسها لا وجود لأي شيء مريب
إياد:- ألم يكن من المفترض أن تحكم إغلاق الباب عليها كيف خرجت ؟؟؟
وائل:- ميرنا ليست غبية
رامز:- مؤكد أن تقول هذا فقد كنت مشغولا بالآنسة مروة وقوامها الممشوق وما خفي كان أعظم
وائل(بنفاذ صبر):- أستغفر الله العظييييم ...
إياد:- علينا أن نبحث عنها اففف مستحيل أن تبقى عاقلة مثل بقية البشر
وائل(مسح على فكه بخوف عليها):- آه يا ميرنا
إياد(رن هاتفه فابتعد عنهما قليلا):- ألو نعم آه إيمان كيف حالك أنا تمام لكن ماذا عنك ... جيد .. لا ميرنا ليست بجانبي الآن ..طيب يا إيمان سأخبرها بذلك تمام
وائل(يحاول الاتصال بها دون فائدة):- يا الله بدأت أقلق أخشى أن أمرنا قد انكشف وحدث ما نخشاه
رامز:- هذا يعتمد على سهوكتك مع الآنسة مروة
وائل(باحتدام):- أنت لا توجه كلماتك لي خصوصا حين اكون غاضبا
رامز:- ماذا يا بعدي ؟
إياد:- توقفا عن هذاااا بالله عليكما !!
مرت بهم سيارة مروة التي لم تنتبه لهم بالمرة وهذا كان في مصلحتهم ، لكن أين هي ميرنا وأين ذهبت ؟؟؟
كانت تقف عند حافة حائط غريب تراقب من بعيد الشاحنة التي خرجت من مرأب شركة هيرمكانا ، وذلك حين كان كل من الشباب بداخلها يبحثون عن دلائل استطاعت ميرنا ومن محلها أن تجد شيئا غريبا يدعو للشك ...لاحقت الشاحنة ركضا لحين استقلت سيارة أجرة وطلبت اللحاق بها .. وقتها فقط استطاعت أن تجيب على هاتفها وطبعا ثلاثة أصوات في وقت واحد يستحيل أن تستوعب .....
ميرنا:- لا يسعني أن أتوقف أنا ألحق بالشاحنة منذ أن أقلعت ، لا أدري أين أنا لقد خرجنا في طريق فرعي
وائل(بجنون ونفاذ صبر):- يا ميرنا يا ميرنا لا تستنزفي صبري ،، قلت عودي وفورااااا
إياد(صرخ بعصبية):- عوووووودي يااااا ميرنا ولا تلحقي بأحد ، أو توقفي حيث أنت لحين قدومنا
ميرنا(مسحت على جبينها):- أوووووه ندمت حين أجبتكم والله
رامز(خطف الهاتف لوائل):- أعطني أرقام تلك الشاحنة وسأجعل الدورية تلحقها ...هيا ميرنا هذا أمر أكبر منك
سائق الأجرة:- يا آنسة نحن متجهون صوب طريق فرعي غير مسموح لسيارات الأجرة بتجاوزه
ميرنا:-تمام تابع اللحاق ريثما أسجل رقم الشاحنة مشكور يا عم وعذرا لإزعاجك
رامز(همس لهما):- إنها عائدة
وائل(أخذ منه هاتفه):- ضلي معي على الخط لحين وصولك يا ميرنا وسنتفاهم على هذا الموضوع لاحقا
ميرنا(بقلة حيلة حولت عينيها):- يا إلهي
ارتاح قلبه لن ينكر ذلك لكن عليه أن يراها كي يطمئن بشكل مريح ، أما رامز فقد أعطى الرقم للدوريات التي باشرت من فورها اللحاق بالشاحنة والتي استقرت في مخزن عمومي داهمته رجال الشرطةولكن لم يجدوا هنالك ما يقلق وكأنها إخبارية كاذبة ، و هنا كانت هذه في مساءلة تحت رحمة ثلاث أزواج من العيون ^^
رامز:- لم يكن عليك التصرف من عقلك ميرنا فرضا تعرضت لمكروه
إياد:- أو أنهم لاحظوا لحاقك بهم كيف كنت ستتصرفين حينها
ميرنا:- يا ويلي أنا ... ها قد بدأ التحقيق
إياد:- في الحقيقة لم يبدأ بعد فوائل متذمر أكثر شخص فينا
رامز:- هل علي الآن أن أراقب غيرة العشاق ..لا والله هيا اركب لآخذك في طريقي
إياد:- ميرنا سنستأذن منكما الآن نتكلم لاحقا
ميرنا(همست بأسف):- آسفة
إياد(أومأ لها بغبن):- لا بأس
رامز:- جيد أنني غطيت على الموضوع ولم يكبر .. و آخر مرة تسمحين لنفسك بالتدخل في مسؤولياتي فمن الآن فصاعدا أنت تحت رعايتي الشخصية
ميرنا:- حسن حسن تبقى لي أنت لأضيف اسمك بالقائمة حلوووو ...
غادرا كليهما وقفل موضوع المداهمة كليا ، لكن موضوع ميرنا ووائل لم يقفل بعد فقد كانت بجانبه في السيارة ولم يتفوه بحرف ...حاولت مجاراته ولكن ارتأت الصمت لحين يصل بها إلى وجهته المقصودة لكن مهلا إنه يقف بسيارته في مكان تعرفه جيدااا جدا
وائل(بحدة):- انزلي
ميرنا(بتخوف):- وائل أنا ...
وائل(صفق الباب خلفه دون مبالاة):- ...لارد
ميرنا(نزت خلفه بخفة):- يا وائل اسمعني ...توقف أنا أكلمك
ولا حرف توجه صوب المصعد ودخل إليه بعد أن ضغط الزر المخصص المؤدي لشقته ولحقته المسكينة لأنها تعلم علم اليقين ما قد أقدمت عليه ، وصلت بعد لهاثها ذاك و دلفت خلفه ولم يزل الصمت سيد اللحظة ؛؛ أخذت تبرق بعينيها وتنظر إليه بتوجس وقلق من ردة فعله من الواضح أنها هذه المرة قد أزعجته بشكل لا يعجب أحد .... فتح الباب بالمفتاح واصطدم بالعم نزار في وجهه
نزار(بتذمر):- أخيرا أتيت في كل مرة نحضر ذلك العشاء لضيفتك ولكنها لا تأتي ، يجدر بنا ألا نعيد دعوتها مرة ثالثة حرام في حقنا حتى ...أووه أنت ؟
ميرنا(دخلت وهي محرجة):- مرحبا
وائل(بتأفف):- هذه ميرنا وهذا العم نزار .... عمو نزار يمكنك الدخول لغرفتك لأجل النوم سأتدبر أنا الأمر
نزار(بعدم فهم):- تمام تمام
وائل(وضع يديه على جنبه لحين غادر نزار ونظر إليها شزرا ثم انطلق من فوره وصفق باب البيت الذي تركته مفتوحا خلفها):- والآن هل ستتكلمين أم ماذا ؟
ميرنا(استدارت حولها وهي تفرك يدها بحقيبتها ):- عن ماذا ا أقصد يعني ....
تجاوزها وهو متجاهل إياها ، ودلف لغرفته وشرع يزيل سترته وبعهدها ربطة عنقه .. ثم فك أزرار اليدين لقميصه ثم باشر بفتح أزرار العنق حين ارتخت عضلات ميرنا المتصلبة محلها وهي تراقبه بتمعن مدلهة في سحر رجولته
.وائل:- تكلمي ولا تهتمي بما أفعله كي لا تصابي بصداع
ميرنا(والله وكأنك ترحمني أففف لللالاااااا لا تزل القميص اأخخخخخ):- هئ ....
وائل(أزاله بحركة رجولية آسرة):- هااا ماذا كنت تقولين؟
ميرنا(انحرجت منه وأشاحت ببصرها):- ك ... كنت أقول يعني أنه لم يكن بغايتي أن أزعجك أو ...
وائل(ارتدى تيشيرت بيتي ذو كمين قصيرين أبرزتا عضلاته التي سلبت عقل ميرنا):- أو أنك لم تضعي لي اعتبارا من أساسه؛ أليس كذلك ؟؟
ميرنا(بنفي):- ليس صحيحا
وائل(تقدم إليها بسرعة حتى عصفت ريحه بقلبها):- حقا ؟؟
تجاوزها من جديد ودخل لحمامه وارتدى بنطلونا مريحا ثم خرج إليها من جديد ، لم تتمكن من التحمل أكثر فجاذبيته أسرتها إضافة لبروده الذي يزيدها لوعة وغبنا .... لم يرحمها فلقد توجه لمطبخه جذب قنينة عصير وكأسين بيده وجلس بالصالون تاركا إياها في حالة ضياع وتشتت ،، زفرت بعمق فهي تعرفه حق المعرفة ولن يرضى عليها لحين يعذبها ويجعلها تندم ندما شديدا عما فعلته به
ميرنا(وضعت حقيبتها على جنب وأزالت سترتها لتجلس أمامه):- معك حق في غضبك مني ولكن لو كنت محلي كنت فعلت ذات الشيء ،، ثم شكوكي حول تلك الشاحنة كانت منطقية لأن حركات ركابها كانت غريبة جداا وهذا ما جعلني أتبعهم دون تفكير
.. ولو كنت انتظرتك أو انتظرت إياد ورامز كانوا سيفلتون مني يعني
وائل(بجمود تجرع عصيره ووضع الكوب بعنف على الطاولة):- امممم هل تشربين ؟
ميرنا(فركت يديها ):- لا .. تت ألن تقول شيئا ؟
وائل(ابتلع ريقه ورمقها بنظرة شرسة حبست الهواء في جوفها):- لا أدري حقا كيف سنتناول هذا الموضوع ..أنت لا تتعلمين وتقدمين على الأغلاط مرة بعد مرة والحال لم يعد يعجبني هكذا
ميرنا(بدلال):- أستغضب مني ؟
وائل:- ما رأيك أنت ؟
ميرنا(فركت يداها):- أظن بأنك لن تغفر لي بسهولة
وائل(صفق بيده بتعب وعاد ليشرب العصير بجمود):- أرغب بالنوم يمكنك استعمال الكنبة آه ولعلمك لن تعودي لبيتكم الليلة اكذبي مثلما تفعلين دوماااا
ميرنا(بصدمة):- هل تتحدث بصدق أم تراك تمزح ؟
وائل:- كما ترين لا مزاج لي لممزاحتك ..تصبحين على خير ..
ميرنا(هنا توقف بها حبل الصبر ):- لقد تماديت كثيراااا هممم
نظرت بحنق لطيفه الذي تلاشى في غرفته ما يقارب 7 دقائق سبع دقائق بدون أن يرف لها جفن ، فكلتا عينيها كانتا مصوبة تجاه ذلك الباب كاللبؤة الشرسة التي تنتظر متى تنقض على ضحيتها .. أخذت تحرك رجلها مرة وومرتين لحين تأجج الغضب في خلدها وانتفضت من محلها ومثلت أمام باب غرفته للحظات فليلة فقط ، بعدها وضعت يدها على مقبض الباب وفتحتها لتجده جالسا على كرسيه الهزاز مقابل نافذته وهو في حالة شرود وسكون تام ...
ميرنا:- إم كنت ستعاملني بجفاء فافعل ذلك بعيدا عن مشاعري التي شبعت من التعب ..أقر أن مافعلته أمر أرعن ولكنني لست نادمة عليه لأنه شيء نابع من قلبي وطبيعتي ؛ يحق لك أن تخاف علي لكن لا يحق لك أن تحاسبني على وظيفتي وقضية حياتي ...
وائل(بعد صمتها عن الكلام):- أنت محقة أظنني أبالغ في ردة فعلي كل مرة ، فعلا أنت محقة إذ لا يحق لي المساس بأحكام حضرتك ولا ما تقومين به .. هه أنت محقة لذا تعالي معي لحظة واحدة رافقيني
ميرنا(مصعوقة به):- إلى أين وائل مهلا .... وائل
جذبها بقوة للخارج بالضبط لصالون الطعام خاصته ، لم يفلت يدها بل أوقفها أمام تلك الطاولة المتنوعة بأحلى وأشهى الأطباق ، قد كانت مزينة بالورد والشمع الملون وكأنها أجواء احتفالية بحدث ما
ميرنا(بعدم فهم):- ما هذا يا وائل ؟
وائل(نظر بحسرة لكل ذلك):- كنت أفكر بمفاجئتك الليلة يعني بدعوتك على العشاء وهذا ما جعلني أطلب من العم نزار تجهيز كل ما ترينه ،، لكن داهمتنا مسألة اقتحام شركة هيرمكانا فتأخرت الأمسية التي انتويا إتمامها بعد ذلك لكن حضرتك كنت أسرع مني تصرفا وضربت بأمنيتي عرض الحائط ...
ميرنا(بحزن عليه):- وائل ..... اعذرني
وائل(ابتسم بحزن):- لا عليك يا ميرنا تعودت على صدماتك
تركها مسمرة محلها وابتعد عن محيطها تلك اللحظة ، شعرت بالقهر الشديد وحزنت لحزنه وانكسار قلبه لقد آلمته دون أن تدري حتى ..لامست ذلك الورد وتأملت تلك الطاولة الفاتنة بعيون دامعة وابتسمت .. أمسكت بوردة من الورود و ضمتها لصدرها وهي متجهة لغرفته مجددا لم تطرق الباب بل قررت فرض قدرتها عليه فليست هي التي تسمح لمحبوبها بأن يغضب لوقت طويل .. اقتحمتها ووجدته واقفا عند النافذة يديه بجيوبه وملامحه المظلمة متشبعة بتأوهات سوداوية تغلف زوايا المكان .. لم تتردد أو تتوانى في الاقتراب منه وضمه من الخلف بينما إحدى يداها قدمت له الوردة
ميرنا؛- لآخر مرة سأتصرف دون علمك
وائل:- نفس الوعد سمعته منك حين وقعت قصة ابن عمك وللعلم لم يمضي عليها سوى 48 ساعة أو أقل ..
ميرنا(استمرت في تدلله):- لكن هذه المرة ستكون الأخيرة
وائل(انجذب إليها من لمسة يديها):- هممم
ميرنا(حاوطته بيدها وهي تتمسك بجذعه):- حبيبي لا تغضب مني ، سوف لن اغضبك مني بعد الليلة
وائل(بثقل):- يكفي ميرنا الوعود ما عادت صادقة
ميرنا(تمسكت به بقوة):- أنظر لعيناي واسمع همس نبضي
وائل:- ميرناااا
ميرنا(ارتمت في حضنه وهي تحك جبينها في صدره ببكاء):- لا تقسو علي يا واااائل ، بحق مشاعرنا لا تغضب مني ، سوف لن اغضبك مني بعد الليلة
وائل(بثقل):- يكفي ميرنا الوعود ما عادت صادقة
ميرنا(تمسكت به بقوة):- أنظر لعيناي واسمع همس نبضي
وائل:- ميرناااا
ميرنا(ارتمت في حضنه وهي تحك جبينها في صدره ببكاء):- لا تقسو علي يا واااائل ، بحق روحي الملتحمة بروحك ثق بي
وائل:- آه يا ميرنا أنت مهلكة بشكل يتعب نفسي
ميرنا(تأوهت بقهر):- آسفة آسفة
وائل(رفع رأسها له):- حسن لا تبكي ،، قلت لا تبكي .. ميرنا توقفي
ميرنا:- هممم يعني سامحتني
وائل(بتلاعب مسح دمعاتها):-نوعا ما
ميرنا:- أصدقني القول وإلا سأتابع النواح
وائل(جذبها إليه وأحاطت ظهره بيديها):- آه منك يا معذبتي يا قاتلتي المجنونة
ضمها إليه بشكل حميمي دافء ازداد عمقا وحنانا ، خصوصا لما مسح دمعاتها ويديه تحيطان بوجنتيها الورديتين .. سحب يديعا وقبلها برفق ثم بعد ذلك غادرحي الملتحمة بروحك ثق بي
وائل:- آه يا ميرنا أنت مهلكة بشكل يتعب نفسي
ميرنا(تأوهت بقهر):- آسفة آسفة
وائل(رفع رأسها له):- حسن لا تبكي ،، قلت لا تبكي .. ميرنا توقفي
ميرنا:- هممم يعني سامحتني
وائل(بتلاعب مسح دمعاتها):-نوعا ما
ميرنا:- أصدقني القول وإلا سأتابع النواح
وائل(جذبها إليه وأحاطت ظهره بيديها):- آه منك يا معذبتي يا قاتلتي المجنونة
ضمها إليه بشكل حميمي دافء ازداد عمقا وحنانا ، خصوصا لما مسح دمعاتها ويديه تحيطان بوجنتيها الورديتين .. سحب يديها وقبلها برفق ثم بعد ذلك غادر بها صوب بيتها وكل الطريق وهي بحضنه نائمة بعد ليلة محتدمة مليئة بالأحداث ... كان عليه أن يعطيها درسا لا تنساه خصوصا وأنها قد أفزعته بشدة خوفا عليها .... بعد برهة وصل بها إلى بيتها وكم تمنت لو طالت بهما الطريق
ميرنا:- سأشتاق إليها
وائل:- ما هي ؟
ميرنا:- حالتي المنتشية وأنا معك
وائل(جذب يدها وقبلها وهو يرمقها بعشق):- حافظي على روحك يا شمس ليالي الحالكة .. فوجودك يعني وجووودي
ميرنا(بدلال):- انتبه لنفسك أيضا سأنزل الآن لقد تأخرت بما فيه الكفاية الليلة ..و أكيد سيتذمرون مني
وائل:- سيكون هذا أمرا مؤقتا فحسب
ميرنا:- وكيف ذلك
وائل:- ستفهمين فيما بعد ..هيا انزلي يا روحي تصبحين على خير
ميرنا:- وأنت من أهله
دخولها إلى البيت بعد رحيل وائل كان فوضويا ، فقد وجدت عواطف في انتظارها هي و رقم 11 متربع على جبهتها ..
عواطف:- عودة ميمونة يا ابنة الراجي ، هل ستبقين كل يوم على ذا الحال سهر وخروج كل ليلة وتأخير لمنتصف الليل وما أزيد
ميرنا:- أمي كان لدي عمل
عواطف:- عمل رفقة صاحب السيارة السوداء صح ؟
ميرنا(تجاوزتها للصالون):- هل ستبدئين الآن ، لم أكن ألعب يا امي ...
عواطف:- توقفي عندك حين أكلمك يا بنت
ميرنا(زفرت بعمق):- أمي
نور(دخلت ايضا وقتها للبيت):- السلام عليكم
عزاطف:- جميل جدا أهلا يا اختنا نور حتى أنت أاااه ، أتعرفين كم الساعة الآن منك لها ؟؟
نور(غمزت لميرنا):- ما به السيد عاطف ؟
ميرنا:- علمي علمك
نور:- ها يا عواطف ما هذا الاستقبال
عواطف(بامتعاض):- الآن أريد معرفة ما سبب هذا التأخير ، هيا اجيباني ؟
نور(رمت بحقيبتها على جنب):- والله عملي الجديد تطلب مني هذا التأخير
ميرنا:- وأنا ذات الشيء
عواطف:- طيب طيب أخلدا للنوم الآن أكيد كل منكما تناولت عشاءها فلا داعي لإرهاقي بتسخينه
نور(مطت خدود عواطف بلعب):- لما الحلو زعلان ؟
عواطف:- يكفي يا بنت ...
ميرنا(قبلت وجنتها):- أكيد عاطف بيك مشتاق لهذه السهرات مثلنا ولكن يحتاج لرفيق
نور(اتكأت على كتف أختها):- والله ذلك نفسه مافكرت فيه
ميرنا:- ما رأيك بأستاذ متقاعد أدبي بامتيااااز
عواطف:- يكفي يكفي لا تستلماني الآن منك لها ..انصرفا هيا
صعدتا وهما تتمازحان حول أمهما ..نور توجهت لتطمئن هلى ابنتها النائمة في سريرهت بهدء لجانب نهال تركتهما وغادرت لغرفتها وهي تفكر في فؤاد رشوان واستفزازه المستفز لهااااا ...أما ميرنا دلفت لغرفتها وهي ترمي بإرهاق ذلك اليوم من على كتفييها من هلال حمام خفيف جعلها تنتعش ...لكن فور خروجها من الغرفة سمعت رنين هاتفها فأجابت بسرعة
ميرنا:- كنت بصدد الاتصال بك يا كوثرتي الحلوة
كوثر(بتذمر):- زياد وهبي مسافر يوم غد لمدينتهم من اجل موضوعنا
ميرنا:- بهذه السرعة ؟
كوثر:- أجل أنا قلقة بهذا الخصوص ويجافيني النوم
ميرنا:- اممم لا تقلقي ستمر الأمور على خير ..اسمعيني غدا سنلتقي ونتحدث وجها لوجه ماشي بيبتي
كوثر:- شكلك متعبة حبيبتي ، طيب تمام غدا نتحدث بايباي
ميرنا(بود):- باي ....
ابتسمت وهي تبعث برسالة نصية لوائل مفادها "اشتقتك" أما هو فأجابها ب "أفتقدك" أجابته بقبلة وقلب ورد عليها بوردة وقلب وانتهت المراسلة بينهما .. لتبدأ مراسلة شفهية من نوع آخر .....
حكيم:- لقد نبهتك عن عدم التأخر خارج البيت صحيح أم لا ؟
ميرنا(تخطط بيديها في ركبتها وتكلمه ):- أنت تريد أن تربطني بك بشكل محصور يزعجني
حكيم(آذته جملتها في الصميم):- تمام إلى اللقاء
ميرنا(انتفضت بتوتر):- ألو ألو حكييييم ... حكييييم ألووووو
حكيم:- ..... "لا رد
ميرنا(بقلق نهضت):- حكيم ....
حكيم:- منتهى الوجع أن تعشق امرأة قلبها ينكر حقيقة المشاعر ... ضيعتيني معك يا ميرنا سنوات مديدة وأنا أعيش بطيفك ولكنك جعلتني أه وى الفراق فقربك يؤذيني ....
ميرنا(وضعت يدها على قلبها بانكسار):-حكيييم
حكيم(بأنين وحزن):- لا تهتمي سبق وجرحتني ميرنا ....وداعا
فصل الخط ولم يرق لها سير الحديث الذي اتخذه حوارهما ، أحست وكأنها جرحت مشاعره عنته في خلده بنصل كلماتها المؤذية ...لكنها تستطيب ذلك الإحساس وكأنه يعزيها في خاطرها ويجعلها تقتص منه عن سنين الانتظار السابقة ...مسحت يديها ورفعت شعرها لفوق ورمت بنفسها على السرير بعد أن قررت إبعاد أفكارها تلك عن بالها وتغفووووو .....

بعد الفجر استيقظت في غرفة مفروشة باللون الابيض الناصع في كل مكان ، فتحت عينيها وهي تحاول أن تستوعب أين هي ؟ انتفضت بسرعة وهي تنظر حولها وهي بفستان نومها عينه لكن بغرفة تجهلها نهضت من السرير وهي تركض ناحية الباب خرجت منها وهي تفتش عن مخرج لها من هناك لكنها كانت تدخل من بوابات عديدة وتخرج في متاهات غريبة مغلفة نوافذها بستائر عالية بيضاء تزيد من هيبة المكان
ميرنا:- يا إلهي هل أنا في حلم أم في علم أين انا ؟؟؟
كانت تركض من محل لمحل حتى اصطدمت بكيان ضخم وجامد في محله دون حراك
ميرنا(رفعت رأسها إليه بطمأنينة):- أووووه إياد أين نحن ؟
الفهد(أمسكها في حضنه):- ميرنااا اشتقت لك
ميرنا:- ما الذي يحدث كيف وصلنا إلى هنا ؟
الفهد:- امممم سمعت بأنك تبحثين عن الفهد البري
ميرنا(بقلق نظرت حولها):- ما بك يا رجل هذا أمر واضح ..وما فعلته الليلة الماضية خير دليل
الفهد:- اه عرفت بما فعلته يا مجنونة لكنه جعجعة بلا طحين ، لأن لدي ما تحتاجينه
ميرنا(باستغراب):- ماذا ؟؟
الفهد:- سأقدم لك اسما ولاحقيه وإن وصلت إلى الفهد ستقبلين بعرضي
ميرنا؛- أي عرض يا إياد إنك تقلقني
الفهد(بإصرار):- هل توافقين ؟
ميرنا(أمسك بيدها بقوة):- على ماذا ؟
الفهد:- لن أخبرك الآن لحين تجدين ما تبتغينه
ميرنا:- سنجده معا يا رجل مابالك ؟
الفهد(بصوت خافت):- ميار نجيب
ميرنا(عقدت حاجبيها باستغراب):- ومن يكون هذا ؟
الفهد(ابتسم بخفوت وهو يجذبها لأذنه بهمس في حركة مثيرة ):- أنا ...

يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 01-08-16 الساعة 02:29 PM
الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-08-16, 09:24 PM   #406

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة فصل رهيب علي فكرة كل فصل تكشفي لنا حقائق جديده تضيفي عليه غموض اكتر اياد نجيب وميار نجيب اخوان هو كمان يحبها والغلبانه دعاء وههذا الحيوان ماذا سيفعل لها اكتر ورقيه واهلها اه حزينه عليها بس ربنا يعوضها باياد نور وفؤد دي حتجنه حوارهم كان ممتع جدا وميرا مين حفيد الرشواني البكر وماعلاقتها بضرغام بجد اسئلة كتير مش عارفه اعبر عنها وفريد ومرامه روعة بس ليه مخبئ عنها حقيقة امه ووائل وابو وصال القاضي الذي اغتاله المافيا الاحاث تترابط وتتباعد بسلاسة وانسيبابيه واو تسلم ايدك كونتيسه بجد رواية خرافيه ووحشتينا جدا جدا وعوضتينا بفصل خرافي صعبان عليا حكيم وخايفه عل ميرنا من القتل ف انتظارك مبدعتنا ربنا يوفقك ويحفظك ا

modyblue غير متواجد حالياً  
قديم 01-08-16, 09:26 PM   #407

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

هو سؤال كده الفهد بيشتغل بالتنويم المغناطيسي ام السحر الاسود كيف وصل لميرنا وكيف يسيطر عل اياد دون علمه هو فعلا فهد ف خفة حركته وتنكره

modyblue غير متواجد حالياً  
قديم 02-08-16, 04:15 AM   #408

هوس الحلم

? العضوٌ??? » 365831
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هوس الحلم is on a distinguished road
افتراضي

حكيم


ميرنا


وائل


هوس الحلم غير متواجد حالياً  
قديم 03-08-16, 12:40 PM   #409

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير والورد والياسمين...نسرينا اهلا بعودتك ..
فصل خرافي وجمييييل ومميز كما تعودنا منك ....
ميرنا متهوره فعلا وكل مره تخطأ مع وائل اللي بيغار عليها جدا جدا ...ورامز كمان هذا من وين طلع ولا معجب فيها كمان والله كان رح ياخذ ضرب من وائل واياد ههههه مستفز جدا ويتغزل فيها ...خطتهم ع الفاضي بس زادت من غيره ميرنا على وائل من مروه ...حكيم يعني هو اللي ساعد نور وقدم الهدايا لدعاء والله انا حزينه عليه ...ونور مصاريها من حكيم ...
ميرا بعد تهديد ضرغام شو رح تعمل وهو كمان بعد ما عرف انها حامل شو رح يعمل ..
دعاء ياحرام شو صار معها النذل حسام اغتصبها وما اهتم انها حامل بس حكيم مارح يتركه خلي يستهل هو اللي يلعب من ورا جيداء ...
فريد ومرام هي لسه ثقتها بنفسها مزعزه مش متاكده من حب فريد ...شو رح يفسر لامه عن علاقته بمرام ...
نور اكتر شخصيه مضحكه هي وفؤاد الحمدلله ما فجرو الشركه ههههه عليها كلام ومصطلحات بتموت من الضحك ...رنيم ورافت كمان هالمره حبهم كان اقوى من خطط وجدان لتفريقهم ...ايمان على علاقه مع رشيد ...الفهد اخيرا ظهر واختطف ميرنا المسكينه متشوقه لاعرف شو رح يصير معها بعد ما اعطى اسمه لها وكمان عرضه اظن تتزوجه ...
شكر نسيرينا حبيبتي لجهودك ...ان شالله ما اكون نسيت حدا


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
قديم 03-08-16, 12:42 PM   #410

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

وائل لميرنا

انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.