آخر 10 مشاركات
لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )           »          Anna DePalo - His Black Sheep Bride (الكاتـب : soul-of-life - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-16, 02:24 PM   #481

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
[imgr]https://67.media.tumblr.com/4f4adfcfb35c2d012826b17896a7d2df/tumblr_nuw1q4wtIl1s2go7zo1_400.jpg[/imgr]




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-16, 02:25 PM   #482

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ميرنا
كانت مثل المغنطيس تجذب كل من يدخل مجالها.
أختلف الناس (هل يدور العشاق حولها أم هي تدور حول العشاق)،
واوووو اعجبتني جداااا صدقا لا نعرف واختلفت الاراء هل هي من يدور حولهم أم هم ؟؟
أظن أن الفصول ستجيب عن هذا السؤال الصعب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-16, 02:28 PM   #483

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 15-11-16, 02:29 PM   #484

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-16, 02:29 PM   #485

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

[imgl]https://lh6.googleusercontent.com/dDhUFTEpY4YxdSrOguwoLX4-e2aL7vhr1jEVsANo6TNVyLrxe3bskXiVY7nIE-W3Zyg9INjV_cwTpRLq8woAqXpPFLVvpbeUr2cdngeA6KZLM7i7 KGw=s600[/imgl]

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 15-11-16, 02:34 PM   #486

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 24





ها أنا ذا مُضطجِعة على سريرِ الهَذيان
وما زلتُ أغزُلُ من حُروفِ اسمِكَ ثوبًا يسترُ احتياجَ نبضِي ،
فكُلما هاجَمتنِي نوازعُ الفِكرِ تشَتَّتَتْ رُزَمُ الشَّوق مِن بين حَنايا الدِّماغ ،
وانفرَجت شَهواتِي الحُبلى بِهمسَاتك ..
فغرامُكَ وتآلفُ أنفاسِنا قد اخترقَ عُيوبَ القلب وصرَّح بهَيمنةِ العِشق الكاملة ؛
مهماَ حاولتُ لفظَ هذَا الفراغِ الأسودِ بداخلِي
أجهشَت رُوحي بالبُكاء واختنقت نوبَة الشَّغفِ بين الأضلُع ،
فقد قضَت سيطرتُكَ على ما تبَقَّى من عُنفوان ..
لأني أظلُّ حبيسَة بين ظلالِ وُجودكَ كعاشِقةٍ ذابلةِ الفُؤاد تُرتِّلُ آياتٍ من سِفْرِ الخيبَات ،
فحِينَ تنبَعثُ أصداءُ اللَّيلِ في غمرَةِ السُّكُون ،
أرى في نافِذتِي المُلبَّدةِ بمَلامِحِكَ شَريطَ حَسرةٍ التَفَّ حَول عُنقِ أمْنِيَّاتِي ،
كَي لا يترُكَنِي منسِيَّة في سَراديبِ الهَوى أشكُو مرارَة الاشتِيَّاق
فعِندَما تشتَدُّ أعاصِيرُ الفقدِ والفُراق
قد ينسَى العُشَّاقُ حقائبَ ذكرياتهم على ناصِية الكبريَّاءِ والعتب ..
ولكن مع ذلكَ ما نسيتُ يومًا أن أبدأ يومِي بقراءةِ تعويذةِ الحفظِ لرُوحكَ الغالية
حتى لو مارستُ معكَ حماقاتِ التهوُّر فما هَمَّتنِي طريقُنا الوعرة ،
ولا مخاطرُ الكائِدين لأنني بكَ أقوى وأعبرُ سرادقَ الأعداء بلا هوادة ..
هذهِ أنا أعترِفُ ودُون خوفٍ أنَّك سارقُ نبضِي !
وأنتْ .. أوَلمْ تَكتفِ بعدُ منْ بثِّ بُنودِ الصَّدِ والنُّكران ؟
كفاكَ عبثا فالقلبُ عند القلبِ والرُّوح في هواكَ شتات ،
عُد إليَّ وامسحْ من على جبيني النَّدم
قد سامحتُكَ يومَ صدحَ في عالمِي ــ "عشقكَ الذي عَنهُ لنْ أتُوب" ــ…
حتى حين كان يجذبها حكيم خلفه للبيت بقوة كي يحتجزها به ، حاولت بضعف استجداءه بعينيها التائهتين كي يسمح لها برؤيته من بعيد المهم أن يكون بخير، أرادت أن تطمئن بنفسها أنه لم يخرج من حياتها وأنه وفى بوعده حين قال أن روحه لن تشق طريقها نحو السماء إلا بعدما يُقبل شفتي روحها بمعين العشق الذي لا يموت ، أرادت رؤيته بعينيها فوقتها ستتأكد من سلامته وتقنع روحها أنه لا يزال قربها موجودااا ولن يحدث له مكروه … لكن حكيم استشعر غيرة فاقت حدود صبره ، قد احترق ألما بسببها هي تريد أن تهرع إلى غريمه واطئة على وجوده باستحقار جرح صميمه ، حتى في عز تلك الأزمة لم يتفهَّمها بل عاند وفضل أن يكون أنانيا على أن يسمح لها بذلك ،، إلا أن تتجاوزه لقاء رؤية وائل .. لكنه مع الأسف لم يحسب حسابا لأمر آخر / أنه حين تتوقف أنفاس وائل ستلحقها ميرنا بدون شك !
في ذاتِ اللحظة لم تستطع التحمل بل زاد الاختناق والضيق بداخلها كنوبة عسيرة تأبى مفارقة روحها ، حاولت أن تلتقط تلك الأنفاس الثقيلة عبر شهقات متتالية لكن اسودَّ كل شيء من حولها فجأة ، ولم تعد بقادرة على السيطرة على حواسها المنهارة في سبيل تلك الفاجعة التي عصفت بأبراج عقلها المتزن …نظرة ضبابية ، أنات متثاقلة ، نظرات تائهة ، خفقات مضطربة كل كل شيء تحول للعدم شيئا فشيئا ، وقتها فقط سقطت أرضا من بين ذراعيه وعانقت أديم الأرض تحت وقع المطر الباكي الذي شاركهما هذه المأساة القاسية ، مشهد مهول حين صرخوا خوفا عليها جعله ينعزل عن الوجود لحظة ليدرك أنه كان مخطئا لمَّا فكر بإبعادها عن وائلها فها هي ذي ببساطة قد تسربت من بين يديه فداء لوائل وغابت في عالم آخر .. عالم ليس فيه سواها وحبيبها الغالي وائل رشوان …
نور(كانت أول من هرع إليها وأمسكت برأسها واضعة إياه بخوف على حجرها):- حكييييم حكيييم تحرك وساعدني لنأخذها للمشفى فورااااا ..
عواطف(بصراخ):- ميرناااااااا ميرنا ابنتي اهئ .. ماذا حصل لابنتي أحدكم يجيبني ؟؟؟
مديحة(ببكاء مرتبط بنظرات تائهة):- يا الله ميرنااااا حبيبتي
عفاف(بسرعة انحنت ولامست وجنتها):- لنطلب الإسعااااف
نور(نظرت لحكيم الذي كان شاخصا أنظاره في ميرنا مشدوها مما حصل):- يا حكيم بالله عليك ليس وقت صدمااااات .. حكييييييييييييم …
حكيم(رمش بعينيه مرتين وبعدَ تنهيدة قصيرة نطق):- ما الذي فعلته بهااااااا .. كيف منعتها كيف آذيتهااااا لهذه الدرجة كيف كييييييف …..؟؟؟
نور(نظرت لعفاف وأشارت لها):- تعالي أمسكي من هنااااا …وأنت إياك وأن تفقد رشدك اللحظة نحن بحاجتك …حكيم ميرنا بحاجتك رجااااء ..
حكيم(استقبل حركة يدها التي كانت تهز كتفه مرة بعد مرة بتلاشي أكبر ونظر إليها بغبن اعتمر وجده كاملا):- أنا السبب فيما حصل لهاااا .. أنا من سحبت منها الحيااااااة ..
عفاف:- يا جماعة لقد أثرت فيها الصدمة على الأرجح ولذلك أغمي عليها رجااااء لنصطحبها للمشفى فلا وقت لنضيعه .. أو أو لنتصل بالإسعاف
نهال(خرجت ركضا):- يا إلهي عمتي ميرنااااا
شيماااء(مسحت دموعها بذهول):- ماذاااااااااا حصل ؟؟؟
إخلاص(لحقتهما مزمجرة):- أدخلا للبيت ولا تبرحا غرفتكما إطلالالالالالاقا حسابكما لم ينته بعد هيا أغربا عن وجهي … تحركااااااااااا الآن
رنيم(حمتهما منها):- أدخلا يا بنااااات .. إخلاص اهدئي ولا تحتكي بهما ليس وقته
شيماء(تراجعت للوراء خوفا وجذبت يد نهال):- ه.. هيا هيا
إخلاص(رفعت يديها بغيظ):- آه لو لم يحصل هذااااا آه ….
نبيلة(وقفت بعصاها عند الباب ونظرت لميرنا وأردفت بعد تنهيدة عميقة):- خذوها إليه ,, خذوها إلى واااائل .. فهي لن تستيقظ إلا بقربه ..
حكيم(نظر لجدته التي كانت عاقدة حاجبيها بنظرة حكيمة ملؤها اليقين يتخلل جملتها):- … ابتعدوووا ابتعدوا سأحملها بنفسي …
انحنى أرضا ومسح على شعرها المبلل بأسف ، وبغمغمة دمع انحسرت في عينيه حملها بين ذراعيه، حيث أسرعت نور وفتحت باب سيارته الخلفي لعواطف التي ركبت قبلا وسمحت له بأن يضع رأس ميرنا على حجرها ويضعها برفق بجانبها ، ما إن عانقت رأسها وأخذت تداعبه بيديها المرتجفتين حتى انهمرت أدمعها بشكل عميق وبدون توقف حسرة على ابنتها الكسيرة .. ركبت في المقدمة مديحة وبسرعة كان هو قد اتخذ محله وانطلق بلهفة وخوف صوب المستشفى ..
حكيم(نظر للخلف بخفة وعاد ليركز على الطريق واعتلت وجهه نظرة الجزع):- ميرنااا ميرنا حبيبتي كوني بخير كوني بخير لأجلي ، إياكِ إياكِ وأن تضعفي يا ميرنااااا يا روحي …
مديحة(ربتت على كتفه وهي ترى اللهفة في عيون ابنها الذي كان يصارع الطريق المبللة بشكل مريب):- مهلك يا ولدي ستكون بخير … حافظ على ثباتك لأجلهاااا
حكيم(ضرب بغيظ على المقود وكز أسنانه):- لو حدث لها مكروه لن أسااااامح نفسي
عواطف(تبكي وتنوح):- اهئ اهئ صغيرتي .. ميرنااا استيقظي يا روحي .. ميرناااا
مديحة:- يا الله عواطف رجااااء كوني قوية أنتِ أيضا ليس وقت انهيار أبداا أبدااا .. يارب يا رب احفظها لنا ياااااااارب …
ظلت مديحة تدعو لها بينما كانت عواطف تمسح على جبين ابنتها وتتحسر على قلبها المتيم بوائل ، كيف تعيش كل عذاب العشق ذاك بنفسها وما زالت متزوجة بغيره .. هنا نظرت عواطف بقسوة صوب حكيم وحركت فكها وهي تبتلع جملة ستغير فيها مجرى حياة ابنتها ما إن تنجو من هذا الوبال وتصبح بخير ، هي تعرف أنها ستجرح ابن أختها ولكن هنالك حياة على المحك ولا يسعها سوى التصرف بحكمة ولو كان ذلك على حساب تجريح أقرب قريب لقلبها … وبالنسبة لحكيم فقد ظل يخط الطرقات بغضب بغية الوصول لإغاثة عصفورته الصغيرة التي كسر جناحيها وما عادت تطير ….
أما في سيارة نور التي كانت تلحق بهم رفقة عفاف التي اتصلت برفيقاتها هناك بالمستشفى لتحاول الوصول إلى أي خبر عن وائل رشوان ، لكن مع الأسف ما تزال الأمور مبهمة …
عفاف:- مع الأسف ليس هنالك خبر عن هذه الحادثة
نور(بغضب):- كيف يعني كيف … هل أخذوه لمستشفى خاص مثلا ؟
عفاف(حركت يديها بقلة حيلة):- لا أدري .. لكن لنطمئن أولا على ميرنا وبعدها نرى ..
نور(عقدت حاجبيها وأمسكت بهاتفها):- يجب أن نخبر عائلته
عفاف:- طبعا قومي بذلك نور وفورا ..عليهم أن يكونوا قربه في هذه الأوقات العصيبة ..
نور(فعَّلت الاتصال لفؤاد):- ألوو ..
فؤاد(بخفقة شوق):- بصراحة لم أتوقع اتصالكِ بي مطلقا يا نووور .. ما أجملها من لحظة !
نور(مسحت على جبينها بتوتر):- … فؤاد اسمعني لدي خبر سيء لك
فؤاد(اختفت بسمته التي ارتسمت على ثغره فرحا باتصالها):- هل أنتِ بخير دينا بخير ، ماذا يحدث معكِ هل أنتِ بمشكلة نووور ؟؟؟
نور(ابتلعت ريقها وهي تضغط على بوق السيارة لكي يبتعد المارة عن طريقها):- الموضوع لا يخصنا اطمئن .. إنه يخص ابن أخيك … وائل
فؤاد(نهض من محله ونظر لهمام الذي استنفر بعد قراءة ملامح سيده المربكة):- ما به وائل ماذا حصل له ؟
نور:- إهدأ رجاء .. يعني وائل قد تعرض لحادث سير وهو في إحدى المشافي الآن ، لا ندري تحديدا أين هو لكن ربما بطريقتك قد تعرف محله
فؤاد(فرقع إصبعه لهمام والتقط سترته بهرولة):- أين أنتِ الآن ؟
نور:- في اتجاه المشفى العام ميرنا بعد سماعها الخبر فقدت وعيها وهي بحالة سيئة جدااا
فؤاد(بدون شعور أمسك المفاتيح من همام ونزل الدرج بسرعة):- ميري المسكينة طبيعي أن يحدث هذا معها ، أوووف أووف سوف أتدبر الأمر بطريقتي نور …انتظري اتصالي
نور(هزت رأسها بشرود):- تمام تمام بانتظارك …(ميري كأن هذا الاسم ليس بغريب عني) تتت ..
عفاف:- هل كل شيء بخير ؟
نور:- همم أجل أخبرني أنه سيتدبر الأمر وسيطلعنا بالمستجدات
عفاف:- تمام إذن .. ألن تخبري شهاب أيضا ؟
نور(وضعت الهاتف بجانب المقود وعقدت حاجبيها):- أ.. يفضل أن يخبره عمه بذلك ، عموما دعينا لا نفقد أثر حكيم
عفاف(نظرت لسيارة حكيم أمامها التي كانت تنفث النار أمامهما):- الله يستر …
حتى الأمطار اشتدت غزارتها تبكي بدورها مآلهم الجلل ، انفطرتِ القلوب وجلا بعد الذي حدث وبقيتِ العقول مستنفرة تحت وطأة الانتظار القاتل ولا خبر يظهر من مكااان .. وصلوا إلى المشفى العام وتم نقل ميرنا إلى غرفة المعاينة وهنا لم يتمالك حكيم أعصابه الفالتة فقد حاول ضرب أحد الأطباء الذي منعه من مرافقتها إلى الداخل ..
نور(تدخلت لتقف حاجزا بينه وبين الطبيب):- توقف عما تفعله حكيييييم .. إنك تأزم الأوضاع أكثر تخيل لو اشتكى عليك الطبيب سندخل في ديباجة نحن في غنى عنها الآن
حكيم(مسح فكه ووضع يديه على جنبه ونظر لأمه التي كانت تعانق خالته وهما جالستين بكراسي الانتظار):- حسن نور .. سأهدأ …
نور(تنفست براحة وكتفت يديها وهي تنظر من كل جانب):- عفاف معهم بالداخل ، مؤكد لن يقصروا بشيء وستكون ميرنا بخير
حكيم(هز رأسه ورمى بجسده على الحائط خلفه دون أن يستشعر ذرة ألم فالبركان المتأجج بداخله قد أحرق كل وصلات الشعور لديه):- تمام تمام لا تطيلي الأمر نور …
نور(زفرت بعمق ونظرت إليه):- ما الذي اتهمَتك به ميرنا قبل أن تفقد وعيها ، هل صحيح أن لك دخلا بحادثة وائل ؟
حكيم(فز عينيه بعدم تصديق):- إلا أنتِ نووور .. إلا أنتِ لا أسمح بأن تشككي بي مطلقا
نور(مالت برأسها وأفرجت عن آهات عميقة):- وهذا نفسه ما أعرفه ، لكن لما ستتهمك ميرنا هكذا اتهام ما علاقتك بالأمر ؟
حكيم(عض شفته السفلى ونظر جانبيا):- ربما لأنني آخر شخص رأيته ..
نور(بهلع):- هئئئئ غير معقووول … ؟
حكيم(هز رأسه بغبن ومط شفتيه):- بل هو كذلك …
نور(بسرعة أمسكت هاتفها):- علينا أن نعرف أصل الموضوع أين ، لحظة فقط ألو نعم إياد بالله عليك أخبرني ماذا حصل الأمور عندنا متأزمة جدااا ؟
إياد(رمش بعينيه):- آه يا نور .. لو ترين ما يحدث هنا لاقشعر بدنكِ حسرة على وائل
نور(وضعت يديها على فمها برعب):- لماذاااا .. يعني هل الوضع سيء لتلك الدرجة ؟
إياد(ابتعد عن رقية المنهارة قليلا ووضع يده على جبينه):- انقلبت سيارته من على الجرف ولم يتم إخراجه منها إلا بصعوبة ، وهنالك خطورة كبيرة على جسمه المتضرر وحياته على المحك
نور:- يا الله على هذه الأخبار ، طيب هل لديك معلومات كيف وقع الحادث ؟
إياد:- كنت أنا ورقية بإحدى المطاعم حين اتصل بها وائل ، اتضح أنه قد كان في لقاء خاص مع حكيم وأثناء حديثهما سمعت صراخ رقية وظهر أنه قد اصطدم بشيء جعله ينحرف عن الطريق الماطرة وينزلق من أعلى الجرف … ونحن من بلغنا الإسعاف والشرطة الذين وجدوه بناء على اتصال من مجهول أشار لنفس الحادثة لأجل إغاثته سريعا
نور(ابتلعت ريقها):- أهااااه فهمت فهمت .. طيب أين أنتم حاليا ؟
إياد:- بالمستشفى الكامن خارج حدود المدينة ، لقد اضطروا لإسعافه لأقرب مكان فحالته كانت جدا صعبة ونحن هنا أيضا .. نسيت أن أسألكِ كيف حال ميرنا ؟
نور:- إيييه .. كيف سيكون حالها لقد فقدت وعيها من هول الصدمة ، ما إن تتحسن سآتي إليكم على الفور يجب الاطمئنان على وائل ضروري ..
إياد:- تمام نور ألف لا بأس عليها ، ما إن تستيقظ دعيني أكلمها لتطمئن بدورها
نور(بأسف):- ماشي ..
استدارت للخلف ووجدته جاثما خلفها مثل العمود بدون روح ، أعادت هاتفها لجيبها ورفعت يدها لتشرح له قليلا مما سمعته ، وقبل أن تكمل أخبارها خرجت عفاف رفقة الطبيب من غرفة المعاينة وهرع إليهم الجميع ، واكتشفوا أنه من فرط الصدمة فقدت وعيها وطمئنوهم أنها بعد وقت وجيز ستستيقظ وتكون بخير … هنا ارتاح قلبهم وتنهد حكيم بأريحية لسلامتها فذلك كان أقصى ما يتمنى ولو تأذت بشكل مهول ما كان سيرحم نفسه من العقاب .. العقاب الذي سيجعل ميار يتجرعه بعد تلك الفعلة قد اتفق معه فلما أخل به في آخر لحظة ….
~ قبل عدة ساعات بسيطة ~
وتحديدا بعد أن افترق كل من وائل وحكيم من بعد لقائهما الخاص ، ابتعد كل منهما في طريق مخالف ولكن كيف كان ذلك الاختلاف سنرى ذلك حالا …
حكيم(ضرب على المقود):- الغبي الرشواني سيرى كيف سأسلبه قلب ميرنا أيضا ، يعتقد بأنني غير قادر على فعلها أساسا أساسا قلب تلك الفتاة ملكي منذ الصبا ولا شأن له بناااا .. هو مجرد دخيل دخيييييييييل أووف وأنت ماذا تريد مني ألم تشبع من حشر أنفك في كل شيء / … ألووو نعم يا مصيبة قدري
ميار(بسخرية):- ههه مجبر أن تجاريني يا عزيزي ، فنحن في نهاية المطاف أقرباء
حكيم:- العتب على جدنا إسماعيل الذي مات وترك دزينة خلفه ، ومع الأسف أحد أحفاده يحمل ذنبها على عاتقه بسبب فرد آخر
ميار:- إييه يا ليتني أملك نفس روح دعابتك ، لربما بقيت شبلا ضعيفا وليس فهدًا لا يؤتمن لغضبه الجامح
حكيم(دعك فرامل سيارته وتوقف في منتصف الطريق الماطر):- أوجز فقرة غرورك ، وأعطنا المفيد يا هذااا ؟
ميار(صغر عينيه خبثا):- ذكاؤك يبهرني ، حري على ميرنا أن تسجل هذا في صفحة مميزاتك
حكيم(بملل):- بفففف لن ننتهي اليوم …
ميار:- لما لم تنفذ ما طلبته منك ، أرى أن وائل رشوان يشق طريقه عودة للمدينة ..
حكيم:- ما الذي تهذي به ألم أطلب منك أن تدع الأمر لي ، أنت تعلم أن طريق الدم لم يعد مسلكا أتخذه للهرب من مسؤولياتي .. ثم أساسا وائل رشوان لا يجب أن يتأذى وأنت تعلم الاتفاق الذي أجريته معك سابقا وإن أخليت به …
ميار:- ستحرق الأخضر واليابس ، بلا بلا بلا … هراء أحاول دمجه في عقلي لكن عقلي يأبى ذلك مما يعني أنك مطالب بتنفيذ أوامري هذه المرة ، قد انتهت مرحلة الاتفاقات والهُدن ميرنا ووائل تخطيا كل الحدود بتجاوزهما للخطوط الحمراء التي رسمتها بنفسي وهذا ثمنه غال وأنت تعلم ذلك جيدا .. فلا تستغفلني ..
حكيم(مسح على جبينه ونفث شررا):- مياااار … أخبرتك أن هذا الأمر عندي ، ثم أنت تريد أن تفرق بينهما وهذا صعب إن لم يكن يستحيل في ظرف وجيز ، يعني ما لمسته أن كليهما لامسا الخطورة في اقترابهما من بعضهما بعضا وسيتوقفان عن خلق تلك الفرص ولن يدعوا شيئا للصدفة حتى
ميار:- هههه هل تصغي لنفسك أم أنك تبحث عن تبريرات كي لا تتخلص من غريمك ؟
حكيم:- ألا تسمع ما أقووووله يا هذاااا ، أخبرتك أنني سأعالج الأمر بطريقتي لما لا ترغب بالاستماع لي لن نستفيد شيئا بأذية وائل سنفطر قلب ميرنا بل سنستأصله من محله ، أهذا ما تريده حقاااااا .. أن تحزنها ؟
ميار(تلاعب بلسانه داخل فكه ومط شفتيه):- اممم بغض النظر عن حزنها الذي لن يتعدى السنة وأجزم أن كلينا قادر على الانتظار تلك المدة في سبيل إرضائها ..إينيوي أنا أجد أن موت وائل رشوان مفيد للكل إنه يحشر نفسه بين ضلوعنا وقد بدأ تحريات خاصة لم ترق لي ، وإن نحن تركناه اليوم سيصبح غدا سلاحا مصوبا لرؤوسنا وكن متأكدا أن رأسك سيكون قبل رأسي ..
حكيم(جمع قبضة يده بغضب ومن بين أسنانه):- أينك الآن ؟
ميار(بتلاعب):- امممم في عريني الذي لن تعرفه يوما يا حبيب
حكيم(بكره):- كيف عرفت أنني لم أقدم على شيء في حقه ؟
ميار:- ولو يا روحي هذا أنا الفهد البري ، لدي عيون في كل مكان وتلك العيون تشير إلى أن غريمنا قد عبر حدود المدينة وهو في اتجاه العودة
حكيم(اهتز بعمق):- دعني أحذره مجددا سوف يكون تحذيرا نهائيا أعدك بهذا.. يعني ميرنا تستحق ذلك
ميار:- إييه علما أن خاطر ميرنا عندي بالدنيا ، لكن إلى هنا وتوقف قطار صبري اِقضي عليه يا حكيم وإلا سأجعلك تكمل بقية عمرك داخل جدران السجن ، لا يزال المسدس تحت قبضتي وأنت مطالب بحماية ابنة عمك وإلا سأقلب الموازين كلها بفرقعة إصبع
حكيم(عض شفتيه بعصبية):- اللعنة على اليوم الذي عرفتك فيه ، أكرهك يا نذل لأجل مصالحك أنت قادر على قتلي حتى أنا ودون رحمة ، ولذلك لن أفعلها يا ميار وأنت مضطر لأن تستمع لمطلبي وإلا قسما عظما سأفعِّل اتصالا مشتركا مع ميرنا وإياد وأكشف لهما أمرك بجملة فوق السطر
ميار(تشنج واستقام من محله):- هل تهددني يا حكيييييييييم ؟؟؟
حكيم:- أنت من بدأ التهديد ميار ، أخبرتك أنني سأحل الموضوع لكنك مصر على جعلي عدوك أجد أن هذا يسهل عليك الانتقام من الراجيين الذي لن تحظى به يومااا لأنك منهم
ميار(ابتلع ريقه):- لا أسمح لك بتلويث سيرة أمي يا حكييييم .. إلزم حدودك وإلا نسيت بأنك قريبي ووضعتك جوار قبرها
حكيم(بحدة):- ميار .. أنت لن تؤذي وائل وهذا آخر كلام عندي ؟
ميار(حرك فكه بتفكير):- سأعطيك فرصة لآخر مرة ، إن لم يتخلى وائل عن ميرنا وعن اللحاق بي وابتعد عن تلك التحريات سأكون جد جد مسرور باقتلاع روحه من جذورها وإرسال شاحنة مناديل ورقية لصغيرتنااااا فذلك أقل واجب للتعزية
حكيم(بتذمر وامتعاض):- ما أحقرك …
ميار:- ههه وما أجمل حياتي بوجودك عزيزي ..
حكيم(أغمض عينيه ينفث شررا):- قرارك ؟؟؟؟؟
ميار(بتفكير وبعد لحظااااات صمت أفقدت حكيم عقله):- سأتراجع … قد رحمته اليوم وسأتوانى عن قرار تصفيته ليس لأجل ميرنا وحسب ، بل لأجل أن أجعلك تقتله بنفسك المرة المقبلة ، وكم سأستمتع بمشاهدة عودتك لعالمي لحظة خروج الأمور عن سيطرتك
حكيم(تنهد براحة):- تمام سأكون حريصا على إيصال التحذير له شخصيا هذه المرة
ميار(حرك رأسه بابتسامة):- واثق من ذلك وإلا لن تغامر كي تعود لأحضاني ههه ..
حكيم(فصل الخط وزفر بعمق):- الحمدلله .. تت لو تعلم يا وائل رشوان ما أكابده لأجل حياتك سوف لن تصدق ، مع الأسف جعلتنا الأقدار أعداء لكن لأجل عصفورتي سأفعل كل شيء …وأي شيء ..
شغل محرك سيارته وانطلق مبتعدا عن تلك المنطقة النائية متجها صوب المدينة ومتخذا طريقا آخر غير الذي اتخذه وائل ، والذي كان يشق طريقه أيضا وبصدره غلالة وجع لا تنتهي ، كان يبعد الأمطار من على نافذته بممسحة السيارة التي كانت تطلق نغما روتينيا مصاحبا لوقع الأمطار التي اشتدت بغزارة ، في غمرة تلك الأجواء الغائمة بقلب وائل الذي احترق في سبيل ميرنا ولا يزال ابن عمها يزيد ويعيد في إشعال تلك النار بصدره ، يهدده ويحذره لأجلها جميل جدا والله أجمل من هذا ما يكوووون .. زفر بتأفف وهو يحاول الاضطلاع على الطريق بروية بغية الوصول لبيته فهو بحاجة للراحة بعد ذلك العذاب النفسي كله .. وبينما هو يتخبط في أفكاره انتبه لسيارة قادمة من الاتجاه الآخر بعيدة عنه لعدة أميال لا يظهر من شدة سوء الجو سوى أضوائها وقبل أن يتبين أمرها قطع هاتفه عليه التنبه لها وأجاب ..
رقية:- هممم لم أستطع الانتظار أخبرني ماذا أراد منك ؟
وائل(بتأفف متعب):-ماذا سيكون رقيتي تحذير آخر يضاف للائحة .. ابتعد عن زوجتي لا تقترب منها وأشياء عدة من ذا القبيل ، وكأنني مغناطيس لا تنجذب ميرنا الراجي إلا إليه
رقية(بتلاعب):- هههه أوَ لَست كذلك ؟
وائل(ابتسم بمرارة):- حتى لو .. لقد حسمت أمري ليلة أمس لحظة ابتعادي عن تلك التلة تاركا إياها في ذلك المنظر المؤلم الذي لم يفارق خيالي للساعة
رقية(مطت شفتيه حزنا عليه):- طيب يا روحي لا تحزن .. لعل الغد أفضل
وائل:- هفف سلمتِ حبيبتي على الاتصال أعلم أنكِ تقلقين علي ، لكن لا تشغلي بالا سوف أكون بخير .. عموما الجو سيء جدا هنا سأحاول أن أصل للبيت باكرا وأكلمكِ من هناك
رقية:- حاضر .. المهم أن تعلم أنني معك دوما ، ولو شئت آتيك بطبخة من أنامل عمتك نعمة على الأقل تغير قائمة طعام العم نزار ههه لو يسمعني ينفيني حتى أنا من مملكتك ويعطيني بطاقة صفراء كتنبيه
وائل:- هه لا أشك بذلك إطلاقا …
رقية:- ع فكرة إياد يسلم عليك نحن بالمطعم يعني نحاول استجماع أنفسنا بعدما حصل ليلة أمس ، وقد أخبرني بأمر مقالة ميرنا قرأتها صح ؟
وائل(بحزن):- وهل ينفع ألا أقرأها ، قبل خروجي كانت أول ما تصفحته هنيئا له بصديقته التي تكتب عنه أحلى الكلمات
رقية:- لعلمك أنا أهديك تلك الكلمات عزيزي وائل ، فأنت صديقي الوحيد كلما قرأت سطرا من مقالتها ظهرت لي جليا في عقلي
وائل:- تسلميلي يا غالية ، وأنتِ تدركين مقامكِ بقلبي
رقية:- أدرك أدرك علما أن لي حشريا لن أتخلص منه لأبد الأبدين
وائل:- نادر الرَّشيدي ههه .. اشتقته وأفتقده صدقا في هذه الظروف
رقية:- يلا أيام بسيطة وتجده يساهم في ارتفاع ضغط العم نزار
وائل(عقد حاجبيه من سرعة السيارة القادمة صوبه):- رقية ..سأفصل الخط الآن علي تدارك شيء ما ..
رقية(بقلق):- ماذا يحدث وااائل ….؟؟
وائل(برقت عيناه لما رأى أن السيارة متقدمة في اتجاهه عمدا):- ما الذي يحدث بحق السمااااااء … هييييه ابتعد يا هذاااااا …
رقية(بتوجس نهضت وهي تستمع لصوت بوق سيارة وائل):- واااائل وائل ماذا يحدث .. ألووو وائل
وائل(وضع الهاتف على الكرسي جنبه بخفة وأمسك المقود بيديه محاولا تدارك تلك السيارة):- اللعنة عليك من عربيد … ستقتل نفسك أيها الغبي ابتعد هييييييه ….
رقية(صرخت):- واااااائل وائل أجبني …ألووووو ماذا يحدث معك وائل وااااااائل ….
وائل(جحظ بعينيه وهو يحاول تجاوز الاصطدام المتوقع):- هل هذا مخبول أم ماذااا ….
بيييييييييييييييييييييييب ب ……………….!!!!!!!!!!!!!!!!!
هز رأسه مرة ومرتين رافضا محاولة القتل الجلية التي اتضح أنها مقصودة ، أكيد هذا الشخص أمامه مدرك لما يفعله لكن يستحيل أن يستسلم له ، لن يسلم أمره للقدر إذ لا يعقل أن يموت الآن ،ليس قبل أن يعيد محبوبته لحضنه ، ليس قبل أن يزج بالخونة في السجن ، ليس قبل أن ينتقم لموت أبيه ، ليس بعد أن يضع النقاط فوق الحروف ويخلص المحيط من شرور عدوهم اللدود … لا لا لن يموت الآن لن يموت قبل أن يحظى بابتسامة من شفتي شمس لياليه ، لن يموت قبل أن يصدح للعالم كله بعشقها الذي يسكنه حتى النخاع ، لن يموت قبل أن يضم ابن عمه إليه ويمسح على جبين أخته ويقبل قبر أمه ويوصي عمه بوهم قلبه ، لن يموت قبل أن يضع الأمور في نصابها فلا يبقى قلبه ملتاعا على رقيته ولا العم نزار ولا نادر ولا أي من أحبااااائه .. حتى جده لن يموت قبل أن يسمعه عتابه وحنقه على كل ما جعلهم يكابدونه .. ليس وقت الموت الآن ولن يترك المسألة هكذاااا لن يسمح …… ضغط على فرامل سيارته وأوقفها جانبيا متحاشيا السيارة المسرعة المتجهة صوبه لكنها غافلته بمداهمتها السريعة التي لم تسمح له حتى بفرصة للهرب بل حرَّفت طريقها إليه ودفعته بأقصى قوتها من هناك حتى انقلبت السيارة مرة ومرتين من أعلى الجرف واستقرت بين الصخووور … وهنا لم يعد بإمكانها سماع شيء سوى صوت ارتطام السيارتين الذي دوَّى على مسمعها وجعلها تصرخ بعلو صوتها من شدة الخوف حتى انقطع الاتصال ، ركض إياد إليها والذي كان يحاسب صاحب المطعم لأجل خروجهما ، فصراخها قد شمل كل زاوية هناك وهذا ما جعله يهدر فيها كي تتكلم لأنها ظلت على جملة واحدة وائل مااااااات … لم يفهم منها سوى بضع كليمات ساعدته على لملمة فكرة واضحة بشأن وائل وأنه قد تعرض لحادث أثناء حديثهما وهنا اتصل فورا برامز ووافاه بالجديد وهذا الأخير لم يكذب خبرا ، أعطى جميع المعلومات اللازمة التي ساهمت في إيجاد وائل بسرعة واتضح أن هنالك شخصا آخر مجهولا قام بإخبارهم في آن الوقت …وكان هو نفسه الذي صدمه بالسيارة بعد لحظات من الحادث خرج منها وتفقد سيارة وائل مطلا من الجرف ووجدها في حالة مريعة والأدخنة تتصاعد منها وهنا ابتسم وأخرج هاتفه من محله …
الشخص:- تمت المهمة بنجاح يا سيدي ، لقد تمت تصفية الهدف
سيده:- جميل جدا تأكد أن تخبر رجال الإسعاف ليحاولوا إغاثته ، فبالنهاية نحن لا نسعى لقتل الرشوانيين بل لتلقينهم درسا في أصول اللباقة واحترام القواعد
خادمه:- علم سيدي ما إن أفصل معك الخط ، سأبلغ عن الحادثة
سيده:- إحرص على أن تختفي بعيدا عن الأنظار وقم بالتخلص من السيارة أيضا
خادمه:- تمام .. أية أوامر أخرى حضرتك ؟
سيده(ابتسم ابتسامة عريضة):- طبعا لا تنسى أن تلتقط لي صورة ، فمثل هذه الحوادث لا نصادفها كل يوم … هاهاهههههه …
ابتسم الخادم وفصل الخط وتوجه صوب الجرف وقام بالتقاط صورة مريعة للحادثة ، والمسكين وائل كان فاقدا وعيه وظل محشورا فيها لحين أتى الإسعاف ولحد الآن لا يزال في عالم آخر بعيد كل البعد عن الواقع …
~ في الوقت الحالي ~
استيقظت وأخذت تنظر من كل جانب ، تبحث عن شيء يساعدها لكي تعتبر أن ما سمعته قبلا مجرد خيال عشش في عقلها ونسج دراما سيئة حول نبضها الغالي … أغمضت عينيها لبرهة قصيرة وفتحتهما بغضب ورفعت نفسها لتزيل المورد الغذائي من يدها بعنف صادف دوار رأسها ، لم تبالي فهنالك ما ينتظرها لتمسك يده كي لا يتخلى عنها ويتركها يتيمة في ذلك العالم ، استقامت بجهد جهيد وهي تغالب دوارها وقبل أن تفتح الباب دخل عليها وأمسكها كقدر مستعجل حكم عليها بالخضوع دون إدراك ..
حكيم(بلهفة):- ما الذي تفعلينه ميرنا أنتِ مريضة .. لا يمكنكِ مغادرة السرير
ميرنا(هزت رأسها له مقاومة دموعها وبصوت مبحوح من شدة الصراخ قبلا أردفت):- لالا أنت لا تفهم حكيم ، إن وائل ينتظرني يجب أن أذهب إليه ، حكيم رجاء دعني.. أتوسل إليك ..دعني دعني
حكيم(أغمض عينيه على صرخاتها الممزقة التي تقطع القلب):- اهدئي ميرنا ستذهبين حين تتحسنين ، أرجوكِ لا تصعبي الأمر أكثر حالتكِ متدهورة
ميرنا(شهقت وهي تلتقط أنفاسها الثقيلة):- حكيم استوعبني بالله عليك ، إن لم أره سأفقد روحي أنا أشعر بروحي تسحب مني ألا تفهم هو بحاجتي بحااااااجتي …
حكيم(اغرزي خناجركِ في صدري أكثر ، فما سبق لم يكن سوى بروفا لموتي الأكبر):- طيب طيب لكن عديني أن تتمالكي أعصابكِ ، سآخذكِ إليه
ميرنا(لم تستوعبه وظلت تصرخ وتنتفض بجهد جهيد في حضنه):- حكيم خذني إليه لن تمنعني لن تمنعني خذني إليه ،أرجوك خذني اهئ أنا أتقطع هنا بعيدا عنه أريد وائل خذني إلى وائل اهئئئئئئ آآآآه يا حكيييييم خذني إليه ..
حكيم(لاحظ انهيارها المتعب وضمها لصدره بقوة):- لا تبكي حبيبتي .. سيحدث كل ما تريدينه فقط اهدئي همم تمام ..اجلسي هنا وسأعود إليكِ فورااا
ميرنا(هزت رأسها بنفي):- لالا لن أجلس ستأخذني الآن
حكيم(رمش بعينيه):- طبعا لكن علي إنهاء الإجراءات فقط دقيقتين حبيبتي همم ؟
ميرنا(أجلسها برفق على السرير وأخذت تتنهد من بين شهقاتها):- لا تتأخر حكيم كل دقيقة تمر من عمر وائل ، أرجوك علي الذهاب إليه بسرعة علي أن أمسك بيده كي يعرف أنني معه وإلى جانبه ، أريد أن يشعر بي ويتمسك بي تفهمني هاه ؟
حكيم(ناظر نظرتها الكسيرة وأغمض عينيه على طعم الصدأ الذي ابتلعه قسرا):- انتظريني
طبعا كانت متلهفة لرؤية حبيبها وظلت تتمسك بأي قشة تمكنها من ذلك ، حتى لو كان ذلك عبر حكيم نفسه لا يهم طالما ستحقق مبتغاها وتريح قلبها الملتاع .. خرج من غرفتها ووجد نور ومديحة وعواطف وعفاف أمامه مرتسمة على أوجههم علامات الاستفهام ، أشار لهم بهدوء مفاده أنها بخير وعليه إحضار الطبيب لمعاينتها وبالفعل استطاع تهدئتهم قليلا ، وأشار عليهم أن يتوجهوا صوب الكافيتريا لشرب شيء يريح أعصابهم ، لم يجد منهم الرفض بل رافقتهم نور وهي تتنهد ارتياحا على ميرنا ، ما إن اطمئن لذهابهن حتى صغر عينيه بنظرة حازمة وتوجه صوب الطبيب همس له قليلا ونظر خلفه إليهم وكانوا قد تلاشوا من الممر .. وعاد رفقته وهو يضمر أمرا سوف تغضب عليه ميرنا حين تعلم بشأنه ، ولكنها متعبة وإن ذهبت الآن ستتعب أكثر لذا كان الحل ….
ميرنا(هزت رأسها وتسحبت للخلف):- لالا لا لن تحقنوني بمهدأ أنا لست بمريضة ، ألا تفهمووووون حكيييييييييم حكيم لا تفعل هذا بي … حكيييييييييم لا تدعهم يحقنوني لقد وعدتني أن تأخذني إلى وائل حرام عليك حرام عليكم اهئ اهئ حكيييييييييييييييييييييم
حكيم(أشار للطبيب برأسه بالإيجاب واقترب منها وأمسكها بإحكام):- آسف يا ميرنا لمصلحتكِ أقوم بهذاااا … قم بعملك يا دكتور
ميرنا(تنتفض بقوة وتصرخ بفشل وقد امتقع وجهها بالحمرة):- دعووووووني وشأني ابتعدوا عني أريد الذهاب إلى وائل ، مكاني مع وائل دعووووووووووني اهئئئ آآآآآآه يا ربي توقفووووووووووووااااااااا .. لا تحقنوني لا لا لا .. أريد الذهاب إلى وائل ، أريد وائل وائل أنا ..أر..يد …و…ااائــ …ئــل….هه
فقدت وعيها مجددا بعد حقنة الطبيب مباشرة ، وهنا انسحب خارجا وانحنى إليها حكيم وهو يمسح على وجهها وشعرها بأسف ..قبل جبينها وغطاها جيدا وجلس بقربها
حكيم(شبك يديه أسفا وهو يناظرها بطرف عين):-آسف يا ميرنا .. الأحسن لكِ أن تبقي بمأمن يا عصفورتي .. لو تركتكِ تذهبين إلى هناك لمرضتِ أكثر وأنا لا أتحمل رؤيتكِ تتعذبين لا أتحمل …
مسح على شعره بقوة واستقام بعد أن أخرج هاتفه من جيبه وفعَّل اتصالا سيجلب عليه وبالا من الآلام التي لن تنتهي إلا بخروج روحه ..
حكيم(بغضب جامح ولهجة قاسية):- قابلني حالا حالا … في أي مقبرة كنت
ميار:- أوبس من أيقظ الأسد ههه .. أرى أن الأخبار السيئة قد وصلتك أخيرااا
حكيم(بنظرة حادة):- أنت من وراءها صحيح ؟
ميار(رسم ابتسامة هزل على ثغره):- آه مع أنني سأخيب ظنك ، لكن مع الأسف لم أكن أنا من أمر بذلك الحادث
حكيم(بتوجس):- كيف يعني .. إن لم تكن أنت فمن سيقف خلفها ؟
ميار(اعتلت وجهه نظرة جادة):- حكيم استعد يا عزيزي ، قد ظهر عدونا المشترك من جديد عذرا منك لكن أيامنا الصعبة قد شرَّفت
حكيم(صغر عينيه بعد استنتاجه):- هل لهذا علاقة باعتزالك ؟؟؟؟
ميار(رفع حاجبه الأيمن):- وارد جدا ، لكن كنت لأتفق معك لو كنتَ أنت المستهدف وليس ابن رشوان
حكيم(بتفكير):- ميار …لا تجعلني أصدق أن الأموات يستيقظون من قبورهم ، ذلك الرجل مدفون تحت الأرض وأنا متيقن من ذلك
ميار(بغضب ضرب على جنبه):- يظهر لي أن تصفية الحسابات لا تشمل رؤوس المافيا
حكيم:- لديك شيء أنا لا أعرفه ؟
ميار:- لن أستغرب ذكاء آل الراجي الخارق ، صدقا أنا ممتن لأنني من نفس العائلة لأجل هذه الهبة تحديدا … هه على العموم 10 دقائق ووافيني إلى سطح المشفى أنا قريب منك
حكيم(اتسعت عيناه وحولها بتعب بعد أن ضرب على رأسه):- لا تخبرني أنك قادم إلى المستشفى لأجل ميرنا ، ياااااااااااا االله صبرا صبراااااااا ..
ميار:- هههه لست وحدك المهتم بها يا روحي ،، انتظرني
ورطة ممتدة لأعمق جذوره ولن يستطيع التخلص منها ، قد تجذر فيه عرق ميار بشكل لا يطاق ومع ذلك هو ملزم بلقائه عليه أن يفهم منه ما الذي يحدث ، طالما ليس هو المتسبب وراء حادث وائل إذن من سيكون خلف ذلك ؟؟؟
ميار(حرك كتفيه وهو يناظر المدينة حوله من ذلك السطح بجمود قاتل):- يجوز ولا يجوز
حكيم(مات من بروده):- هل أتيت إلى هنا لتسمعني أحجياتك ميار بيك ؟؟؟ … أعطني رأس خيط ولا تجلطني رجاء لدي حالة طارئة أهتم بوضعها المتدهور فلا تزد علي همي
ميار(التفت إليه):- آه عذرا منك لم أقدِّر ظرفك ، فلست أنا الماكث بجوارها وأسمع هذيانها باسم وائل رشوان … / تمام تمام أزل هذه الملامح الممتعضة ولا تنزعج أردت أن أمازحك فقط
حكيم:- أنا أعرفك جيدا حتى أكثر من نفسك ، أنت تظهر خلف هذا القناع المتبلد بأنك غير مكترث بمشاعر الآخرين في حين أن خلف ذلك الادعاء قلب ما زال يخفق قلقا على غيره
ميار(اقترب منه وجابهه وجها لوجه):- أعترف أنك أحيانا تصاب بقصر نظر ، فأنا خليفة إبليس خاطف الأرواح قاتل مجرم لا أعرف للإنسانية طريق أذكرك فقط كي لا تهذي بما هو أكبر من تحليلاتك المبتذلة سيد حكيم
حكيم(صغر فيه عينيه واقترب برأسه منه):- لو لم تكن مكترثا لحياة وائل لما تراجعت ..
ميار:- لقد تراجعت لأنك وعدتني .. لا تنسى أنك صرعت رأسي طلبا لرحمته
حكيم(عض شفته بمكر وابتسم):- ميار الذي أعرفه لا يتراجع ، بل ينفذ مباشرة ودون إعادة النظر في الموضوع وهذا تحليل لم أجلبه من عقلي بل هي إحدى قواعدك ، قرر ونفذ
ميار(مط شفتيه بلا مبالاة):- ما الذي تريده الآن .. أن تبرز إنسانيتي التي أخمدتها يوم وطئتُ على قلبي ودلفت لهذا العالم ، مؤسف لقد اندثرت تلك الإنسانية بالفعل ولم يعد هنالك ما تستطيع إنقاذه
حكيم:- لسنوات عديدة وأنا أحاول جهدي أن أجعلك تعدل عن هذا الطريق ، وتأتي أنت بين ليلة وضحاها لتقرر الاعتزال .. ههه هل تريدني أن أصدق أن لميرنا تأثير السحر حتى قررت لأجلها هذا القرار ؟
ميار(ولاه ظهره بامتعاض):- لا شأن لك بقراراتي حكيم ، ثم ألست سعيدا بهذااا ربما سأجد لك وقتا بين الفينة والأخرى ونذهب للصيد كأصدقاء يعني ؟
حكيم:- هههه .. أنا وأنت أصدقااااء ؟؟ يا حبيبي خيالك شاسع جدا لدرجة تفقدني شهيتي في الضحك حتى ، استيقظ نحن في ورطة نتيجة قراراتك .. أنظر معي أنظر إلى أين أودت بنا ها قد بدأنا بدفع الثمن والدور المرة القادمة لا ندري على من
ميار:- أنا أتحرى الأمر ، رجالي يبحثون وراء هذه الحادثة وسنجد من أقدم عليها ولو كان فوق سطح القمر فقط جارني وكف عن اتهامي بأنني المتسبب بذلك .. لأنك تعرف كلمتي واحدة ولا أتراجع عنها تحت أي ظرف كان وطالما وعدتك بتلك الفرصة معناه أنني انسحبت من المخطط بأكمله كرما لطلبك
حكيم(أردف بلؤم):- لتهديدي يا صاح .. عموما أنا أصدقك فلو كنت أنت لظهر الفرح متراقصا بين عينيك خصوصا أن خاصتنا لم يمت بعد
ميار:- هو في العناية المركزة عمليته لا تزال قائمة ولا ندري إن كان سينجو أم لا ..
حكيم(بقلق):- ألهذه الدرجة وضعه سيء ؟؟
ميار(رمش بعينيه):- هذا ما وصلني
حكيم(لمح التذمر في عيون ميار):- هل تأثرت لأجله أم أن هذا يتهيأ لي ؟
ميار(عقد حاجبيه وارتبك):- هه عن أي تأثر تتحدث أنت لا تستهزئ
حكيم(أخذ يراقب ملامحه بحرص):- أنا واثق مما أراه ، مياااار أنت ضغطت علي لكي أحذره من هذه الحادثة قد كنت تعرف أن هذا سيحصل ؟؟؟
ميار(ابتلع ريقه وحاول إبعاد تلك الفكرة من عقل حكيم):- لا تهذي الآن ، كيف سأعرف بحادثة أصلا لا علم لي بها يعني تركت لك الأمر لتتدبره هذا كله
حكيم:- كنت تعلم أنني سأرفض قرارك ، كنت تعرف أنني سأعارضك بل كنت متأكدا من ذلك لكن ما لا أعرفه هو السبب الذي جعلك تضغط علي لأجل تحذيره المتأخر يا ترى ؟
ميار(رفع رأسه بزفرة عميقة):- أووه أرى أنك تحاول حَشري في الزاوية ، استيقظ يا حكيم هذااااا أنا ولا تستطيع أن تجعلني عرضة لاتهاماتك
حكيم:- ما الذي تخفيه عني .. ماذا تعرف عن المتسبب في كل هذا ؟
ميار(وضع يده على جنبه وهز رأسه بفشل ثم نظر إليه):- أظنك محقا بشأن الموتى ..
حكيم(عقد حاجبه):- هل نبشت القبر ؟؟؟؟؟
ميار(حرك يديه):- ألم تكن تلك مشورتك مثلا هل ستتفاجئ الآن ؟
حكيم(ضرب على رأسه):- آخ يا ربي قد قلتها وأنا متذمر ولم أقلها يقينا ، ثم ألم تجد إلا جملتي الهزلية تلك كي تطبقها يعني ؟؟؟؟
ميار(هز كتفيه):- وجدتها منطقية يعني .. احم أنت من أجبرني على ذلك
حكيم(ضرب على حافة السطح وهو يهز رأسه بفشل):- مؤكد مؤكد يا جدي أن أحد أحفادك سيوقع شهادة وفاتي يا هذاااا يا تلك ولا أحد غيرهماااااااااا … تمام تمام لن أفقد أعصابي أخبرني بالنتيجة
ميار(حرك فكه بغيظ):- القبر فارغ .. كما توقعنا
حكيم(بنظرة ثاقبة رمقه):- أتعلم ماذا يعني أن يكون القبر فارغاااااا يا ميار .. يعني أن الجحيم الأسود الذي نعيشه ناتج عن ذلك الرجل
ميار(بغيظ):- إنه بلاء .. لن يهدأ قبل أن ينتقم ولذلك علينا أن نوحد قوتنا يا حكيم لا يجب أن تتراجع في ظل هذه الظروف ، مكانك بجانبي إن كنت تريد حماية ميرنا منه
حكيم(برقت عيناه بشراسة):- لو فكر ولو مجرد تفكير أن يلمس شعرة منها ، سأحرص هذه المرة على أن أدفنه بيديَّ وهو حي
ميار:- ليتك تركز على المضمون بدلا من الوعود ، لم تستطع ذلك وأنت مبتعد عن مداري منعزل في ذلك القصر ، أنسيت ما حدث قبل سنتين ونصف كانت المستهدفة ميرنا ويأتي الحظ ليلعب لعبته وتكون الأخت الصغرى هي الضحية
حكيم(بحزن):- لن أنسى ذلك اليوم أبدا .. لكنني لن أسمح أن تبقى مرام عاجزة لن أجعله يظفر بنجاحه سوف تنجز عمليتها وتصبح بخير
ميار(زفر عميقا من تلك المأساة التي حدثت لها وأخرج من جيبه رسالة خطية):- هذا وصلني اليوم …
حكيم:- نفس الرسالة تتكرر منذ سنوات وفي ذات التاريخ ..
ميار(بحزن أخفض رأسه):- يوم وفاتها ..
حكيم:- ألم يحن الوقت لتحكي لي حكايتك مع تلك البنت ؟
ميار(جوزتي الغالية):- أغلق الموضوع قد نسيت الأمر تماما ولا يحق لمخلوق أن يحاورني به ، ولو حتى أنت
حكيم(حرك حاجبيه):- علما أنك من عرض علي رحلة صيد السمك كأصدقااااء يعني
ميار(رمقه شزرا):- لا تنسى أننا نعشق نفس الفتاة وطالما ميرنا بيننا يستحيل أن نتصادق أنا وأنت ، مطلقا مطلقااااا
حكيم:- هييه علما أن شعورك يختلف عما تقوله لكنني لن أدقق ، ميرنا بالأسفل بحاجتي ولن أنهي ليلتي في استذكار أطلالك .. اختصر لي ما علي فعله وأنا معك
ميار:- بداية علينا أن نطمئن على وائل يعني كي لا نصطدم بتفاقم الأوضاع مع ميرنا ، وثانيا لدي خطة أدرسها منذ مدة واقترب موعد تنفيذها
حكيم:- خطة ماذا ؟
ميار(غمزه بخبث):- سنقلب السحر على الساحر ، رئيسة عصابة القطب ستحط طائرتها الليلة بأرض الوطن وسأعرض عليها استلام منصبي مقابل الإطاحة برأسه
حكيم(برقت عيناه):- هل هذا يعني أن خبر اعتزالك مفبرك ، وأنك لا تملك تلك النية أصلا ؟
ميار(اقترب منه بخطوة):- على العكس هذا ما أسعى إليه ، لكن طالما عاد ذلك الشبح إلى حياتنا لا يسعني الابتعاد وسأستغل كل الفرص المتاحة أمامي .. سأرمي الطعم وسيصطاده
حكيم:- هل تعرف من تكون تلك المرأة ؟
ميار:- تفاصيلها مبهمة لكني لم أهتم ، لو دققت لوصلني ملفها في الحين واللحظة ولا تقلق قد طلبته بالفعل وسيكون على سطح مكتبي الآن ، معلوم علينا أن نعرف أعداءنا كي لا نقع في فخ الصدمة
حكيم(سمع رنين هاتفه):- عليك أن تتبخر الآن ننهي حديثنا فيما بعد ، نور تتصل أشك بوجود مشكلة
ميار:- تمام … بيننا اتصال
حكيم(توجه صوب الباب لأجل النزول ولكنه توقف واستدار إليه):- ميار نجيب … هل يجدر بي أن أثق بك ؟
ميار(رفع يديه بهزل):- إسأل قلبك …
ابتسم له وهز رأسه ونزل بعد أن استشعر راحة غريبة تتخلل ألبابه في عز تلك الظروف الصعبة ، لطالما كانت هناك رابطة دم قوية بينهما فهي التي توحد بين الناس يعني حتى لو كانت هنالك عداوة وكره وبُغض إلا أن الدم يحن ولو بعد ألف سنة .. هذا ما حدث مع حكيم وميار حتى لو اصطدما في عدة مواقف وكانت هالكة لدرجة الموت ، إلا أنه دوما ما يكون هنالك شيء يمنعهما من الاحتكاك المؤذي بالرغم من أن ميرنا بالنصف وحكيم مهدد بفقدها طوال الوقت ، أساسا دخل في تلك اللعبة لأجل حمايتها من تهديدات ميار التي لا تسقط الأرض أبدا هو مستعد لفعل أي شيء لتكون له في الوقت المناسب .. إنما هو على يقين تام أن ما يجمعه به يتجاوز أي عداوة قد افترق عنه لسنوات لكنه ما استطاع استئصال وجوده من بين جنباته ، حتى حينما عرف بمدى قرابتهما لم يسعى للانسحاب بل ابتعد فقط لأجل إراحة قلبه وكي لا يضطر لمواجهته في معركة تتطلب أذية أحدهما ، هذا هو مجمل القصة التي لن نعلم خفاياها إلى حين محدد لأن لدينا الآن ما هو أهم بكثير …

في المشفى الجنوبي
وصل هذا إلى هناك وهو يخط أرضيته بركض متخبط يبحث من كل اتجاه عمن يسعفه ويدله على غرفة ابن عمه .. ما إن علم بالخبر قبل مدة بالحادثة حتى فقد الشعور بالزمان والمكان وخرج مسرعا من فيلا ميرا متجها إليهم ليوقن أن ذلك الشاب الذي وعده أنه حتى لو تخلى عنه الجميع وائل لن يتخلى عنه سيصمد وسيوفي بوعده … انزلق بين الممرات بعد أن التقط سريعا تجاه غرفة العمليات وحين انعطف رمق عمه جالسا على الكرسي بينما همام جاثم أمام رأسه ينتظر بدوره مآل وائل ..
شهاب(بلهفة):- عمي عمي …أين هو وائل هل من خبر ؟
فؤاد(نهض إليه بلهفة وربت على كتفه):- إهدأ يا شهاب .. نحن لا نعلم بعد ماذا يحدث بالداخل ، العملية مستمرة منذ وقت ولا دراية لنا بالوضع
شهاب(حرك رأسه بجنون):- لالا لا يمكن أن نفقده سأتحرى الأمر بنفسي
فؤاد(لحقه ليمسكه):- مهلا مهلا يا شهاب لا تجن يا ولد .. توقف تلك غرفة عمليات وليست ساحة حرب أدعو لوائل ولا تثر المشاكل بالله عليك
شهاب(توقف بصعوبة بعد أن وقف همام حاجزا بينه وبين الباب):- عمي فؤاد أنت لا تفهم أخي أخي بالداخل ، يجب أن أكون بجواره يعني … لا يمكن أن أفقده سأوسعه ضربا ليستيقظ أجل هذا ما سأفعله إن تطلب الأمر لأنه وعدني ذلك الحقير وعدني أنه لن يتركني لن يتركنييييييييييييي
فؤاد(لمح الدموع في عيون شهاب وهز رأسه بقلة حيلة):- شهاااب …
شهاب(بنظرة تائهة التفت من كل جانب وعاد بنظرة ضبابية صوب عمه):- لقد وعدني يا عمي وعدني ..
فؤاد(أغلق عينيه بحزن ورمى بشهاب في حضنه):- كفى يا عزيزي وائل رجل وسوف يتخطى هذه الأزمة ، أجل طالما يسري بدمه عرق الرشوانية لن يُهزم أنا متأكد متأكد
شهاب(انفجر بحضن عمه وهو يدك ظهره بقبضة يده):- لو فقدته سأفقد ثباتي يا عمي ، سوف أعبث .. لأن وائل هو بوصلتي في الحياة لا يمكن أن يرحل بسهولة لا يمكن ….
فؤاد(مسح على شعر شهاب):- تمام تمام إهدأ إهدأ يا شهااااب ، أنا واثق أن كل شيء سيكون تمام
شهاب(ابتعد وهو يخفي دموعه موليا ظهره):- هل .. أخبرت العم نزار ؟
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض):- قل جدك أولا ….. فؤاد أين هو حفيدي ؟؟؟
فؤاد(نظر لأبيه الذي تقدم صوبهم بسرعة):- لا يزال بغرفة العمليات
ضرغام:- قد مضت وقت على اتصالك أكل هذا وهو ما يزال في غرفة العمليات …أين المسؤول عن هذا المشفى ، رستم رستم …
رستم:- أوامرك سيدي
ضرغام:- أريد أكفأ أطبة في المدينة أن يحضروا إلى هنا على نحو السرعة ، أريد أن يعود حفيدي إلي وإلا سأحرقكم حرقا دون أن يرف لي جفن
رستم(رفع هاتفه):- كما تريد فخامتك …
ضرغام(نظر إليهما وتراجع للخلف بعد أن استشعر تعبا مفاجئا):- يا الله ..
فؤاد(عقد حاجبه بقلق واقترب منه):- هل أنت بخير ؟
شهاب(انتبه للون وجه جده والتصق بالحائط):- قد يكون هبوطا في الضغط ، همام استدعي أحدا إليه ..
ضرغام(رمش بعينيه ونظر إليهما):- جيد أنه لا يزال لديكما دم لتشعرا بآلامي ..لكن لا تشغلا بالكما بي أريد أن أعرف ماذا حصل لحفيدي بالتفصيل …
فؤاد(ابتلع ريقه وجلس بقربه):- تعرض لحادث سير ، هذا ما وصلنا حتى الآن.. آه إياد كيف حال رقية ؟
إياد(اقترب منهم وهو يمط شفتيه):- أعطوها مهدأ ونامت يعني لم تتحمل الانتظار لذلك فرطت أعصابها .. شهاب هل أنت بخير ؟
شهاب(عقد حاجبيه ونظر إليه باحتياج واقترب منه ملهوفا وعلامات القلق تعبر عنه):- هل تعرف ما الذي حصل لوائل أخبرني رجاء ؟
ضرغام(صغر عينيه وهو ينظر لإياد وشعر بشيء غريب نحوه):- أنت قد رأيتك بالمشفى المرة السابقة حسبما أظن
إياد(نظر لذلك العجوز الذي كان يتفحصه بعيون كالصقر):- أجل حدث ذلك
فؤاد:- إنه صديق مقرب من عائلة ميرنا ..
إياد(بتنبه):- تشرفنا سيد ضرغام قد سمعت عنك الكثير
ضرغام:- همم همم تشرفت ..
شهاب(نظر لفؤاد وحرك رأسه بهزل):- منذ متى وحضرته يتشرف تت .. يا الله صبرني على هذه الأحداث الغريبة ، الله ينجيك يا حبيبي واااائل …طيب اروي لنا يا إياد بلييز
روى لهم إياد ما يعرفه وهنا تشنج ضرغام حين سمع بمحاولة قتل وائل ، طبعا وصل لهذا الاستنتاج مباشرة لأنه التحليل المنطقي لما حصل بناء على ما أفادهم به إياد ، خصوصا بعد إضافة رامز الذي وافاهم بعد برهة للاطمئنان على وائل ومحاولة أخذ إفادته لكتابتها بالمحضر
شهاب:-ماذا تعني بأنكم لم تجدوا السيارة التي تسببت بالحادث ؟؟
رامز:- هذا ما حصل ، وجدنا آثار عجلاتها بالقرب من مكان وقوع الحادثة .. لكنها اختفت حين وصولنا لم يكن هنالك شيء سوى سيارة وائل التي تحولت لركام
فؤاد:- هل هذا يعني أن المتسبب في هذا مجهول ؟
شهاب(بعصبية اقترب من رامز):- أيا كان الذي فعلها ستجلبه لي من تحت الأرض لأدوس عليه بعجلات سيارتي في نفس ذلك المكان جراء ما فعله بابن عمي ..
رامز(هز حاجبه واستدار إلى إياد):- هل هم قتلة بالفطرة أم أنني أتخيل ؟
إياد(هز كتفيه مؤيدا):- هممم
فؤاد(نهض وأمسك شهاب):- ههه طبعا لن تؤاخذه ولن تسجل هذااا يعني ابن أخي حساس زيادة الآن بسبب الحادث ، رجاء خذ كلامه على محمل الهزل
رامز(جحظ عينيه هازئا):- هذا ذاته ما أراه عين المنطق
إياد(رفع هاتفه ليتصل):- ميرنا لم تصل حتى الآن وهذا يقلقني ، من المفروض أن تكون قد استيقظت الآن
رامز(اقترب منه مبتعدين عن الجماعة):- أهاه طيب اسأل عنها رغم أنني أتوقع حالتها
ضرغام(برفض صارم):- ما الذي تفعلانه أنتماااا ، ألم يعد فيكما خجل من حياااااء هل ستحضران امرأة متزوجة إلى المستشفى لأجل رجل آخر ؟
فؤاد(رمق نظرة رامز وإياد الغاضبة):- أبي .. مكان ميرنا هنا بجانب وائل
ضرغام(بغضب):- بأي حق ؟
شهاب(بعصبية أشار له ولم يستطع ضبط أعصابه أكثر):- رجاء لا تتدخل لالالالا تتدخل ، أنت آخر شخص يسمح له وائل أو أنا بالتدخل في شؤوننا الشخصية ، قد استقبلناك هنا بطيب خاطر لأجله فقط ، فدع هذا الظرف ينتهي ويعود كل واحد لحياته
فؤاد(رمق الشرارة بينهما):- يا الله كفى يا شهاب أعصابك .. وأنت لا تلقي بكلماتك في الأرجاء الكل على مستنفر رجاء
ضرغام(استند لعصاه):- كل ما تفعلونه هراء لو تتركون تنك الفتيات اللعينات ستكونون بخير ، وأجزم أن هذه الحادثة ستخرج من خلف ظهر تلك الراجية
إياد(لم يستطع التحمل وتوقف قبل أن يفعِّل الاتصال):- هيييه توقف لقد صمتنا احتراما لعمرك ، لكن لا تقلل من قيمة ميرنا أو إحدى أخواتها لو سمحت
ضرغام(نهض إليه بنرفزة):- ومن أنت لتتدخل فيما لا يعنيك ؟؟؟
إياد(اقترب منه):- هم أخواتي ولا أسمح لأي كان بتقليل شأنهن ولو كنت أنت ، وميرنا مكانها بجانب وائل لأن وائل بحاجة لهذا ولولا ذلك لما خطت عتبة هذا المكان فريِّح بالك قليلا ولصالح حفيدك ستحترم هذاااا .
ضرغام(صغر عينيه فيه مجددا):- أنت وقح وقليل الأدب
فؤاد:- يكفي يكفي .. أنت لا تزيد سوى الطين بلة ، إياد رجاء امسحها فيني ولا تنزعج
رامز(جذبه بقوة):- تعال معي إياد ودعنا نتصل بعيدا عن هنا
إياد(بامتعاض):- دقائق وأعود لهذا المكان ، فلا قوة قادرة على انتزاعي من هنا ليكن في علمكم فقط …
فؤاد(اقترب منه):- ولا أحد سيفعل يا إيااااد .. رجاء … !!
رامز(أشار لفؤاد وجذب إياد معه):- تمام تمام محلولة
ضرغام(حرك رأسه وعاد لمحله):- طبعا لو أنكم تحفظون أنفسكم لما تواقح قليلي الأصل عليكم ، افف رستتتتتتم أين أنت .. هييه يا هذا همام ابحث عن رستم وأحضره لي فورا أحتاج دوائي
فؤاد(نظر لهمام وأشار له رأسه بالإيجاب):- قم بذلك يا همام
شهاب(أمسك رأسه):- لو بقيت هنا دقيقة أخرى سيجلطني هذاااااا الرجل ، ثم لما لا يخرج أحد من هذه الغرفة ما الذي يحدث بالداااااااخل .. ماذا ماذا ماذاااااااااااااااا ؟؟؟
فؤاد(زفر بعمق لا يدري ماذا سيضبط ليضبط):- يا رب كن معنا فلا صبر لدى أي واحد منا
طال الأمر كثيرا وطالت معه سويعات الانتظار ولا خبر ، يخرج طبيب ويعود آخر تخرج ممرضة وتلحقها أخرى ويعودون من جديد لغرفة العمليات في ريتم سريع أفقدهم أعصابهم ، إذ في كل خروج يتوقعون خبرا يطمئن قلوبهم لكن لا جديد يذكر سوى أن العملية سارية ولا يزال الأمر تحت وطأة الخطر … قلوبهم تشنجت من فرط الترقب كانوا يتبادلون أماكنهم بعد وقت وجيز بينما ظل بعضهم يدور في الممر جيئة وذهابا أما الباقون فقد كانوا متربصين لمعرفة الجديد ولكي تزيد الأمور تعقيدا علم الصحافة بالأمر وعسكروا عند باب المشفى في انتظار خبر من آل رشوان ليعتمدوه في الأخبار ..
شهاب:- والله لو لم يرحلوا سأخرج وأكسر عظامهم قبل آلات التصوير تلك
فؤاد:- هيا اذهب هيا افعلها كي نزج بك في السجن وننشغل بهمك أنت الآخر ..
إياد(زفر بعمق):- إجلس يا شهاب هؤلاء لن يرحلوا من هنا قبل جمع المعلومات التي يريدونها ، نحن لن نطيل الأمر ما إن يصلنا خبر سيخرج أحدكما لإعطائهم اللازم كي نرتاح
فؤاد:- فقط لو نطمئن على وائل لا أكذب عليكم صبري قد نفذ ..
رقية(أتت ببطء من الرواق الآخر):- واااااائل ؟
إياد(ركض إليها وأمسكها بخفة وأسندها):- ما الذي أيقظكِ يا مجنونة فقط .. تت تعالي واجلسي هنا
رقية(بعيون متورمة):- هل من خبر ؟
فؤاد:- تت ليس بعد
رقية(نظرت إليهم بغبن):- هل مات وأنتم تخفون عني ؟
شهاب- أستغفر الله رقية رجاء استعيدي حسكِ المتطفل ودعيكِ من هذا التشاؤم ، مش ناقصين
إياد(زوره بحدة لجوابه ذاك وجلس جوارها):- شتتت حبيبتي سيكون وائل بخير .. ارتاحي
رقية(نظرت لساعتها):- ما هذه العملية لما أخذوا كل هذا الوقت ؟
رامز(نطق بدون وعي):- ربما لو شهدتم من أين التقطناه لفهمتم لما طالت هذه العملية
نظر الجميع إليه مبتلعين ريقهم من فرط الخوف الذي تسرب إليهم ، ولحظتها جحظ بعينيه قلقا منهم ونظر لإياد باعتذار قد أفلت الأمر وانتهى به في بحر التساؤلات
شهاب(اقترب منه بعصبية وأمسكه من ياقة قميصه):- ما الذي رأيته أخبرنا ما الذي رأيته؟
فؤاد(حاول إبعاده عنه):- ما الذي تفعله يا شهااااب هل جننت ؟
رامز(أبعد يدي شهاب عنه):- يا رجل توقف كلنا قلقين لست وحدك المهتم بذلك المريض
إياد:- اففف لا تبكي أنتِ الآن لقد قتلتِ نفسكِ
رقية:- اهئ اهئ ما الذي سأفعله بدون وائل خبرني ههئ ..
شهاب(عض شفتيه وهدر في عمه):- فليخبرنا هذا الفضولي ما الذي رآه ، إنه إنه فقط حادث يعني يعني سوف يكون هنالك كسور ورضوض وستُشفى مع الوقت
ضرغام(بهلع):- أو ربما كان هنالك ما هو أخطر …
فؤاد:- يا الله لو تفيد بشيء إيجابي هنا سنكون جميعا ممتنين لك …
ضرغام:- الوضع على ما هو عليه ساعات ونحن هنا كأرجل الكراسي ، ولا جديد يذكر مؤكد مؤكد أن حفيدي يعاني بالداخل
شهاب(بقلق):- أنا لن أتحمل أكثر سأدخل ولن يمسكني أحد ….
طار من بين أيديهم ودخل لغرفة العمليات متجاوزا إياهم ونظر حوله لذلك الممر الطويل وركض وهو يبحث عن نهايته التي شملت بابين اثنين فيهما نافذتين صغيرتين يبرز من خلالهما ضوء الغرفة ، شعر بالحنين لابن عمه وابتسم بدموع وهو يركض صوبها وما إن وصلها حتى أطل برأسه من النافذة ليشاهد ما يحدث .. لحظة انعزال تام عن روحه جعلت برودة المكان تسري في عظامه ، حرك رأسه محاولا استيعاب ما يراه لالالالالا ليس وائل ذلك ليس وااائل ليس واااااااائل
صرخ وفتح الباب على مصراعيها وتوجه إليهم وهم ثلة ملتفين حول وائل ببزاتهم الطبية ، وأدواتهم الحديدية المليئة بالدماء ، ومراقبتهم لخط حياته عبر الشاشة هذا كله كان جنونا بالنسبة له … لم يستوعبه ولن يستوعبه حاول الأطباء طرده من هناك لكن ما فلحوا لحين توقف لوحده أمام وائل النائم أجل هو نائم فقط وسيكون بخير .. هذا هو سيستيقظ بعد قليل ويعاتب ابن عمه كما العادة حين يخطئ طبعا سينهض هه لقد وعده أنه لن يتخلى عنه ولو في أسوأ الظروف ، ولو حتى كان على مشارف المووووووووت كما الآن
شهاب(صرخ فيهم بدموع):- ما الذي تفعلوووووونه لما لا يستيقظ ؟
الطبيب:- أخرج من هنا أنت تعرض مريضنا للخطر أخررررررررج … يا ممرضة استدعي الأمن فورا ليخرجوا هذا من هنا
طبيب آخر(نظر للشاشة لحركات النبض المتسارعة):- بسرعة حضروا جهاز الصعقات الكهربائية احتياطا قبل أن نفقد المريض …
ما إن سمع هذه الجملة حتى صرخ فيهم برفض وقبل أن يتقدم خطوة ليمسك ابن عمه بين أحضانه ، التقطه إياد وفؤاد من كل جانب مبعدين إياه من هناك بالقوة بينما أخذ جميع من في الداخل يركضون حول أنفسهم بغية إنقاذ وائل .. لا يمكن أن يموووت بهذه السهولة لا يمكن أن يفطر قلوبهم عليه بذلك الشكل .. بصعوبة أخرجوا شهاب من هناك والذي ظل يصرخ ويضرب في نفسه يريد العودة إليه لحثه على البقاااااء هو مجبر على ذلك مجبر ألا يتركه وحيداااا .. لم يكن يشعر بشيء من الألم ولا بالعالم حوله فقط صورة وائل وحالته التي وصل إليها ما كان يعشش بعقله يريد أن يزيل عنه تلك الآلام لكن ليس بيده ليس بيده …. مع ذلك الضجيج والضوضاء وكلمة الموت المتكررة توجس الجميع وعسكروا جنب الباب ، ينظرون لبعضهم بعضا بتيه عميق ، شهاب يضرب على الحائط برأسه وفؤاد يحاول لملمة الوضع قدر المستطاع ، رقية من فورها هوت أرضا مصدومة وإياد حاول جهده أن يجعلها تقف على قدميها لأجل وائل ، في حين أن ضرغام تراجع للخلف حتى أسنده خادمه رستم وأجلسه على الكرسي .. بينما رامز أنزل هاتفه بعد سكوت تلك المتصلة الحية الميتة ، ابتلع ريقه حين سمع صوت هاتف سقط أرضا واستدار ببطء للخلف ووجدها ماثلة بجمود والدموع شلال من عينيها …نظرة جامدة مفادها أن حياة ذلك الكامن بين أنامل الدكاترة بين الحياة والموت الآن ، يعني أن كل أحلامها تلاشت في غمضة عين رحل وائل وتركها يتيمة المشاعر في عالم يفتقر لهذه الأخيرة ، اهتز كتفاها برجفة متتالية وهي تنتقل بعينيها تجاه كل واحد فيهم تبحث عن جواب يرحمها من تلك البوتقة السوداء التي تجرفها نحو الحضيض ، أي رد سيكون بالنسبة لها مثل سلم النجاة ، فقط ليرحمها أحدهم وينفي هذا السم الذي نخر قلبها قلبها يا جماعة الذي تحطم وسقط أرضا من هول ما سمع …. لم تتحرك قيد أنملة أساسا لم تجد الخلايا التي تطيعها كي تسير خطوات صوبهم فكل ما فيها كان مستنفرا يترقب هطول تلك الجملة المنتظرة بسلامة نبضها الحبيب ، كيف عرضته لذلك الخطر كيف سمحت لهم بأذيته كيف كيف كييييييييييييييف … ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟
صرخة واحدة باسمه جعلتهم يركضون صوبها لتهدئتها ولحقت بها نور التي كانت تصف سيارتها بموقف المستشفى … أمسكها فؤاد ورامز بهدوء وسحبوها لكي تجلس على الكراسي وتتمالك أنفاسها لكن من يسمع
ميرنا:- نور نور قد قالوا أنه يموت يموت يا نور أرجوكم أرجوكم دعوني أراه حتى لو كان بغرفة العلميات ، الله يخليكم اسمعوني ولا تمنعوني الله يخليكم أراه فقط بالله عليكم
فؤاد:- لم يسمحوا لأحد بالدخول حتى شهاب طردوه من هناك ، ثم أكيد سيخرج أحد الآن لإخبارنا بدوام سلامته
ضرغام(هز رأسه برفض):- أنتِ السبب أنتِ التي أوصلته لهذااااا الحال منكِ لله يا لعينة
نور:- هييي ما بك يا سيد ، فؤاد رجاء اضبط أباك لو سمحت نحن فينا ما يكفينا
فؤاد:- أبي اجلس هنا ليس وقت لوم وعتب ، نحن في مصيبة
نور(عانقت ميرنا ونظرت إليهم):- ما الذي يقوله شهاب أنا لا أفهمه ، عن أي صعقات كهربائية تحدث ؟
رامز:- مع الأسف وائل في خطر محدق الآن ، هو بين أيدي الله ولا ندري شيئا بعد
نور(نظرت لميرنا التي كانت تهتز متلاشية في عالم آخر):- يا الله سترك يا رب ، وائل لا يستحق هذا المآل لا يستحق .. يا إلهي حكيم يتصل
إياد(عقد حاجبيه):- لما جزعتِ هكذا ألم يحضركم هو ؟
نور(رمشت بعينيها):- لقد هربنا.. حكيم منعها بكل الطرق من الحضور ولم يكن بيدي سوى هذه الطريقة ، عموما لأستلق وعدي / ألو حكيم رجاء لا تنفعل كان من اللازم إحضارها ومنعها ليس بشيء ستفرضه عليها طويلا
حكيم(بعصبية):- أنا في طريقي إليكم وتأكدي أنني سأحاسبكِ على فعلتكِ نور .. تهربينها هاه تستغفلينني بإحضار الطبيب وبعدها تهربان
نور:- لأنك رأيت حالتها المنهارة قليلا بعد وكانت ستجن ، ويستحيل أن أترك أختي في ذلك الحال حتى لو كانت زوجتك هذا لا يعطيك الحق بقتلها
حكيم:- نتحاسب فيما بعد ، أنا قادم ..
نور(أقفلت وعانقت ميرنا مجددا):- لا تقلقي يا روحي .. سيكون بخير
نزار(وصل مهرولا وهو يبكي بتلاشي):- وائل إبني وائل … أين هو ابني وائل هل صحيح ما ذكر بالأخبار هل هل هو بين الموت والحياااااااااة … أخبروني أين هو ابني ؟؟؟؟؟؟؟؟
رقية(نظرت إليه وركضت بوهن صوبه وعانقته):- اهئ اهئ عمو نزار سنفقد وائل يا عم نزار اهئ …
نزار(عانقها بخوف):- رقية ابنتي ، أخبريني هو بخير سيكون كذلك لن يتركنا .. سيعود إلى بيته وسأقوم بتحضير الفطور له كل يوم حتى أنني سأكوي ملابسه دون تذمر وأستقبل ضيوفه بصدر رحب ، والله لن أقول أي شيء حتى لو أزعجوني سأحبهم لأجله فقط ، قولي له ألا يدعنا أرجوك يا رقية لالا لا يمكن أن يرحل ما هذاااا الجنون … ميرنا ميرناااا ما الذي تفعلينه هناااا مكانكِ بالداخل لما لا تزالين هنا يا ابنتي أرجوك ادخلي وأمسكي بيده دعيه يشعر بأنكِ معه قومي بذلك ميرنا لأجلنا جمييييعا
ميرنا(لم تفهم منه شيئا ومن بين دموعها نظرت ليده التي كانت ممسكة يدها):- …لارد
نور(نظرت لفؤاد بتوجس):- يا عم رجاء أنت تضغط عليها بهذاا
فؤاد:- عم نزار رجاء تعال لتجلس قليلا
نظر نزار بضبابية لشهاب الذي كان يضع يده على رأسه مبتعدا عنهم قرب الباب، ونظر لضرغام الذي كان جالسا هناك يحادث خادمه رستم في شأن مبهم ، ولرقية التي جلست قرب إياد الذي كان يدعم ميرنا بكل ما يملك ويحاول أن يدعم رقية أيضا بجانبه ، ولرامز الذي كان يكلم القسم لأجل معرفة أي جديد في التحقيق ، ولفؤاد الذي اقتربت نور لتعرف مجريات الأحداث منه قليلا ولحظتها استغل الفرصة ليجلس قربها ..
ميرنا(نظرت إليه بغبن):- أنت تكرهني ؟
نزار(أمسك يدها ونظر إليها):- لو قلت أنكِ بمعزة وائل لن تصدقيني ، أي نعم كرهتكِ في بعض الأوقات لأنكِ تؤذينه لكن طالما هو يحبكِ سأحبكِ بدوري لأنكِ مني وهذا واجبي نحوكِ
ميرنا(بصوت باكي):- هل سينجو ؟
نزار(مسح دموعه ورمقها بجدية):- هل تودين ذلك ؟
ميرنا:- لو بقي على قيد الحياة سأبقى ولو رحل روحي لن تتحمل وسأغادر معه ، قد استسلمت اللحظة ولم يعد فيني صبر ..
نزار(بإصرار ضغط على يدها):- هل تودين ذلك فعلا ؟
ميرنا(باختناق):- طبعا وهل في هذا شك ؟
نزار(نظر حوله وجدهم على نفس النحو السابق وأشار لها):- الحقي بي ..
نهضت من محلها وهي ممسكة بيده مجرورة خلفه والروح تائهة في ملكوت وائلها ، تستجديه أن يصمد ، تستصرخه في أن يتخطى أزمته فلا يسعه هجرها هي لم تفضي له بعد عن عشقها المجنون به ، هي لن تغضب منه ستسامحه مرارا وتكرارا فقط ليكون بخير ليعود ويزين حياتها وستتركه بعيدا عنها ، أجل ستنفذ كل ما يأمرونها به فقط ليبقى على قيد الحياة … سحبها نزار وهو عازم على إدخالها تحت رفض الجميع نظرت إليها نور ورقية بدهشة وأيضا الباقون اعتلتهم الغرابة لما يحدث حتى شهاب استدار إلى نزار الذي فتح الباب وأمرها بالدخول .. نظرت خلفها إليهم من بين دموعها وقبل أن تخطو خطوة أمسكها شهاب بيده
شهاب:- لن تتحملي ميرنااااا .. لا أنصحكِ بالدخول
نزار:- لا تمنعها .. حياة وائل على المحك وحدها ميرنا من ستعيده إلينااااا
شهاب:- هل تهذي الآن أيها الخرف قلت لن تدخل فهي لن تتحمل …
ميرنا(جذبت يدها من شهاب):- دعني يا شهااااب ..أنا مصرة على ذلك أرجوكم يكفي تدخلا في حياتي فذلك النائم بالداخل هو نبضي إن لم تكونوا على دراية …
ضرغام:- أستغفر الله
فؤاد(نظر لشهاب وتقدم صوبهم):- دعها تدخل أساسا لن يسمحوا لها بالاقتراب
نزار(همس لها ودفعها بيده):- تحركي ميرنا تحركي …
كانت تقدم قدما وتجر أخرى يعتريها الفشل القاتل ، إن هي فقدت ذلك الشخص ماذا سيحدث في حياتها بل كيف ستستمر في حياتها التي بدون وجود وائل فيها ستصبح جحيما لا يطاق ، وائل يعني بسمتها وإن هو غادرها ستختفي كل الألوان من هذا الوجود .. لن يعود أي شيء لسابق عهده ستفتقد حتى أحلامها التي نسجتها رفقته ماذا عن التخلص من الفهد البري والطلاق من حكيم والزواج به وإنجاب أوس .. أوس الذي كرهت اسمه كرها بغيضا ولكن لأجل وائل ستحبه فهو قطعة منه ومن روحه ، لا يسعه تدمير قلاع أمنياتها برحيله حتى لو دخل في دواسة عليه أن يصمد لأجلها عليه أن يتحمل … اقتربت بخطواتها البطيئة صوب غرفة العمليات وما إن مثلت أمامها أخذت تسمع ضجيج الأطباء وهم يحاولون إغاثته
الطبيب(سيقوم بشحنه بالصعقات الكهربائية):- نبضات القلب ضعيفة جدا استعدوا … 1 2 3 … هيا
كان صدره الجريح ينتفض من شدة قوة تلك الصعقات ، وعلى فمه أنبوب الهواء وعلى رأسه ضمادات عديدة انتقلت منه إلى يديه إلى قدميه إلى جانبيه إلى أعلى كتفه ، هنالك كيس دم معلق على الجانب الآخر والكثير من القطن المليء بدماء وائل .. كل هذا تحملته وهي تجر قدميها صوبه وكأنها خيال يطوف بالمكان فقد حاولت تبين كل تلك الأضرار من بين جمع الأطبة والممرضات المحيطين به ، نظرت لخط نبضه وارتاحت حين عاد لطبيعته المنعرجة ولم يصل لخط مستقيم فوقتها لم تكن سترحم نفسها وكانت لتلحق به في الحين واللحظة ..
ميرنا(نظرت إليه وقد وجعها قلبها عليه):- هل أستطيع إمساك يده ؟
الطبيب:- يا إلهي مع هذه العائلة ، أخرجوها يا جماعة لا أقبل بوجود أحد هنا
ميرنا(بصوت متلاشي ركضت صوب وائل):-أرجوك لن أفعل شيئا فقط سأمسك يده ، هو سيحس بي ويعود لأجلي لآ تحرمني يا دكتور أتوسل إليك ..
الممرضة:- هذا ممنوع يا آنسة أنتِ تخالفين القانون هكذاا .. سأستدعي الأمن حالا ..
الطبيب(نظر لشاشة ضبط نبضات القلب وجحظ عينيه):- يا إلهي … نحن نفقده حقااااا أسرعوووووا …
في ومضة ضوئية انتقلوا لعملهم وتركوها جاحظة عينيها مرعوبة من بعد تلك الجملة ، يفقدون ماذا هي لن تسمح لن تسمح حركت رأسها يمينا وشمالا والحزن قد غالبها من كل حدب وصوب … سارعت إليه وأمسكت يده وجثت أرضا وهي تمسح على يده بارتجاف وتبكي وتقبلها وهي تدعو له أن يسلم من شبح الموت المتربص به ..
ميرنا:- وائل وائل حبيبي تحمل يا وائل ، ها أنذا معك ميرنتك يا واااائل شمس لياليك وعسل غروبك ، أنا معك يا حبيبي تحمل لأجلي لأجلنا يا روحي لا تمت بالله عليك لا تقتلني بفقدك .. اهئئ وائل واااائئل يا عمري لا ترحل وتتركني يا عمري قلبي يتمزق عليك يا حبيبي عد إلي عد إلي أرجووووك يا واااااااااااااااااااااااا اااائل … واااائل حبيبي إنهض إنهض وارحمني من هذا العذااااب عد إلى ميرنتك الحبيبة عد إلي …. عد عد عدددددددد
الممرضة(أشفقت على حالها وهزت رأسها لها):- يا آنسة ..نحن آسفون منكِ
الطبيب(نظر للخط المستقيم على الشاشة وأزال كمامته وهو يتنهد بأسف):- فقدناااااه
"فقدناه" كلمة واحدة كانت بمثابة شعلة نارية اخترقت صدرها ، جعلتها تفتح عينيها على وسعهما مع فمها الذي أخذ يهتز محاولا تركيب جملة لإيجاد حل فلا يعقل أن يكون كلاهما صادق ، بل غير جائز حتى أن يخبراها بذلك فوائل ما كان سيسمح بهذاا وأكيد حين ينهض سيعاقبهماااا …
وائل(مسح على شعرها وأطل عليها برأسه):- ميرنا أنا هنا موجود بقربكِ حبيبتي ، أنظري إلي يا شمس لياليَّ الآفلة ولا تبكي ها أنذا أمسك بيدكِ يا روحي … ميرنااا اسمعيني ميرنا أصغي لصوتي أنا بقربكِ ألمس شعركِ أمسك يدكِ مثلما وعدتكِ دومااااااا .. ميرنتي ؟؟؟؟؟؟
الطبيب(حرك رأسه بأسف):- البقاء لله
ميرنا(قوست حاجبيها وهي تنظر إليهما وإلى بقية الوجوه المتأسفة وإلى الخط المستقيم ، مسحت على وجهها وعانقت ذراعه وهي تهزه مرة بعد مرة دون شعور):- أنتم تمزحون صح ، وائل حبيبي إنهض وأخبرهم أنك لن تتخلى عني .. وائل هيا انهض هذان يقولان أننا فقدناك هههههه مستحيل هاه قد وعدتني أن لا تبتعد عني .. فانهض وأثبت لهم صدق كلامك هيا حبيبي هيااا ..
وائل(نظر للطبيب بغبن وانحنى برأسه لرأسها ممسك به بين يديه):- لا تصغي إليهم ميرنا أنا لم أتخلى عنكِ لم أفعل لم أفعل …
ميرنا(تهزه بهستيرية):- وااااااائل وائل … إنهض إنهض يا واااائل أنا أكلمك إنهض
الطبيب(جذبها بصعوبة):- كفى يا ابنتي لا تعذبي نفسكِ ، البقاء لله …
ميرنا(صرخت فيه بجنون وارتمت على حضن وائل تجذبه إليها):- إخرسسسسسسس إخرسسسسسسس وائل لم يمت لم يمت لم يمممممممممممت ……..
كان منظرا يمزق القلب جنونيا لا يمكن تصويره ، ميرنا تمسكه في حضنها وتهزه كي يستيقظ والأطبة يحاولون السيطرة عليها من كل جانب لكن دون فائدة فقد هجم شهاب عليهم يخاصمهم لأنهم فرطوا في حياة ابن عمه ، بينما فؤاد لحقه وهو يبكي ابن أخيه وضرغام بوجع في قلبه جثا أرضا وهو ينعي حظ حفيده ، أما نور فقد هزت رأسها بعدم تصديق بينما رقية فقدت وعيها وكان لإياد ورامز حقهما في الاندهاش .. فقط نزار هو الذي كان ثابتا وتقدم صوب جهاز الصعقات الكهربائية متجاوزا الجميع أمسكها بخفة وأمر ميرنا بالابتعاد ووضعهما على صدر وائل الذي انتفض من جديد ونظر للشاشة لا شيء … حاول الأطباء أن يجعلوه يعدل عن ذلك الجنون فهو سيحرق المريض ولن يسعفه بذلك الشكل لكن شهاب وقف حائلا بينهم وبين نزار وتركه يحاول على الأقل سيحااااااول لأجلهم جميعا ولن يسمح لوائل بالموت ..
ميرنا(بكت على رأسه وهي تحضن يده وتمسح دموعها فيها):- هيا وائل قاوم لأجلي حبيبي قاوم قاوم …
استقامت وهمست في أذنه وهي مغمضة العينين أخذت تقرأ آيات من القرآن على مسمعه ، فذلك أقصى ما طرأ على بالها لحظتها بل هذا ما كان يجب عليها فعله أن تدعو الله أن يحميه ويعيده إليها فهي بدونه لن تعيش لن تعيش لن تعيششششش …
نزار(رمى بتلك الآلات أرضا بانهيار وأخذ يهز جذع وائل):- هيا انهض انهض وكفاك تدللا إنهض يا ولدي إنهض لأجلييييييي …
رمش بعينيه وسمع صوت هاتفه وأخرجه من جيبه ورمق رقم ناريانا تتصل لم يجبها بل استذكر شيئا بديهيا يسري في دمه منذ الأزل …
نزار(أمسك يد ميرنا ويد وائل ووضع يده فوقها وتحدث باطنيا):- نارياااااانا قومي بذلك الآن أختي … ناريانا نحن مستعدوووون ..
ناريانا(صوتها في مسمع نزار):- أغمض عينيك يا أخي …
كان من الغريب أن يتحقق شيء من تلك المحاولة الباهتة فهذا أبعد ما يكون من المنطق ، لكن حدوث شيء تلك اللحظة وصوت جهاز النبض الذي رن بشكل منعرج بخطه ، والذي أثبت عودة وائل للحياة هذاااا كله كان كفيلا ليبلغ الجنون مكمنه من كل واحد فيهم ، حتى أخذوا يضحكون بدون إدراك ويعانقون بعضهم بعد تلك البشرى .. حتى الأطباء احتاروا وركضوا بسرعة صوب وائل ووضعوا جهاز التنفس على فمه بعد ابتعاد نزار الذي جاء من جانب ميرنا التي ظلت على وقفتها تمسك يد وائل مغمضة العينين وكأنها خائفة من ّأن تفتحهما ، ماذا لو كان ما سمعته وهم نسجه خيالها لتهرب من حقيقة فقدانه .. ماذا لو فعلا مات وهي تحلم بعكس ذلك ..بصعوبة استطاع نزار أن يعزلها عن تلك الدوامة وفتحت عينيها ورأت كل شيء وميضا أبيضا حولها قبل أن تستعيد بصرها وتتوضح الصورة حولها وتشعر بحركة إصبع وائل في يدها …
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- واااائل واااائل …
الطبيب:- لقد عاد للحياة عاد للحياة مبروووووك …
طبيب آخر:- إنها لمعجزة حقا ...هيا أخرجوا لو سمحتم كي نتمم ما علينا هيا ..
خرجوا بصعوبة من هناك وجذبوا ميرنا رفقتهم والتي كانت مسحوبة خلفهم بدون إدراااك ، طبعا كيف ستدرك وهي الآن مشتتة أكثر من ذي قبل …
نزار(أمسكها من كتفها ونظر إليها بعمق):- وائل لم يمت يا ميرنا قد عاد إليناااا ..
ميرنا(هزت رأسها وهي تستقبل حضن نور):- نور … هل صحيح ذلك ؟
نور(بفرحة عارمة):- أجل يا ميرنا أجل ..وائل حي يرزق حي حي يا أختي …
فؤاد(ركض صوب ميرنا وعانقها بدوره):- آه يا كبدي أنتِ التي أعدته لولا شعوره بأنكِ معه لما عاد إلينااااا .. الحمدلله الحمدلله … نووور
نور(ابتلعت ريقها وهي تراه باكيا): الحمدلله على سلامته
فؤاد(جذبها إليه من فرحته وعانقها):- مبارك لنا مبارك لنااااااا
نور(استقبلت حضنه باستغراب):- تمام تمام مبارك لناا
فؤاد(نظر خلفه لأبيه الجالس على الكرسي وتوجه إليه):- وائل حي يا ضرغااام ولم نفقده
ضرغام(رمش بصرامة واستقام للمغادرة):- جيد جدا .. رستم هيا بنا
فؤاد(استغرب منه ولكن لم يطل الاستغراب فقد توجه صوب همام):- أسمعت يا همام وائل حي … شهااااااااااب يا كبد عمك أخبرتك أنه صنديد
شهاب(ببكاء أليم):- الغبي الحقير سألكمه على وجهه كاد أن يفقدني صوابي
فؤاد(احتضنه بشدة):- يا الله … هههه
رمقت ميرنا فرحة الكل حتى عناق إياد الذي انسحب ليفرح قلب رقية المنهارة ، بينما رامز اختفى من هناك ربما طرأ جديد لم يخبرهم به ، المهم أنه ليس وقت تفكير بأي أحد في تلك اللحظة لأن هنالك ما عليها فهمه لذلك توجهت صوب نزار الذي جلس بفشل على إحدى الكراسي ، مسحت أدمعها واقتربت منه حتى جلست قربه
ميرنا:- ما الذي حدث بالداخل ؟
نزار(رمقها بطرف عين):- ما الذي حدث؟
ميرنا(استجمعت قواها ونظرت إليه بعمق):- لقد فعلتَ شيئا خياليا لا يستوعبه عقل ، فأخبرني رجاء ما الذي حدث بشكل منطقي ؟
نزار(تمتم بتوتر ونظر إليها):- ميرنا أنا لم أفعل شيئا ، فقط صعقته في محاولة فاشلة و
ميرنا(أمسكت يده ونظرت لوشم الشمس على معصمه):- هذا الوشم كان متوهجا أثناءها وأنا أغمضت عيناي ولم أستطع فتحهما وكأنني سحبت لثقب زمني آخر ، لم يوجد فيه سواي وسواك وسوى وائل .. اعتقدت بأنني أحلم لكن صوت همهمات نسائية اخترقت مسمعي وهي تتلو ترتيلات غريبة ..
نزار(بتوتر استقام):- أظن أن الصدمة أثرت في خيالكِ يا ابنتي ، لم يحدث أي شيء من ذا القبيل لكنني أعذركِ فشتان ما بين الحقيقة والخيال في أوقات الشدة
ميرنا(بإصرار):- أنا لست أهذي أنا واثقة مما رأيت وسمعت
نزار(تحرك للابتعاد):- سأصلي ركعتين شكرا لله بمسجد المستشفى وأعود ..
إياد(أتى في الوقت المناسب وعانقها):- ميرنتي أنتِ بخير ؟
ميرنا(رمقت تهرب نزار وارتاحت في حضن إياد):- الآن فقط أصبحت بخير …
حكيم(أتى ركضا وانحنى القرفصاء أمامها):- ميرنا أنتِ بخير ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه بطرف عين):- إياد أخبره أنني بخير ولا أريده أن يخاطبني بحرف الآن ،أنا متوترة ويكفيني ما فيني
إياد(نهض ونهض معه حكيم):- عذرا منك حكيم
حكيم(مص شفتيه يناظر حالتها المؤلمة وقرر أن يصطبر عليها الآن ليس وقته):- طيب …
توجه صوب نور وهو يرمق ميرنا شزرا والتي وضعت رأسها على كتف صديقها واستكانت بعد تعب مضني ، أما نزار فبتوتر هرب من عينيها اللتين رمقتاه بتوجس وانعطف مبتعدا عن الرواق وبسرعة جذب هاتفه وفعَّل اتصاله
نزار:- أختاه ..
ناريانا(تنهدت بعمق):- سيكون بخير يا أخي الغالي لا تقلق ..
نزار(انفجر ببكاء):- لو فقدته لكنت فقدت روحي
ناريانا(أشفقت عليه):- هو معنا الآن يا شقيقي … أنا في أرض الوطن وعلى وشك صعود آخر طائرة ستوصلنا إليكم بعد ساعتين ، لن أستطيع رؤيتك يا أخي لكن أعدك في أقرب فرصة سأكلمك
نزار:- المهم أنكِ في الوطن .. عودة ميمونة غاليتي وشكرا لأنكِ ساعدتني
ناريانا:- لنشكر جدتنا وديقة التي تركت فيني قوتها ، لقد كان حيا لكن كان يلزمه شحن نبض وذكريات وقوة العشق كانت كفيلة لتقف حائلا بين توقف قلبه الذي استمر لدقائق معدودة ، وبين الفراق أظن أننا أنجزنا قسما مهما في حياة حامي حمى وليدة الشمس ..وذكرياته مع ميرنا كانت سبيلا لعودته ربما تلاعبنا بالأقدار لكن الله قدر له حياة أخرى ولم نكن نحن سوى سبب فيهااااا ...
نزار:- في تلك الدقائق لن أخبركِ أنني فقدت إدراكي بالمكان والزمان
ناريانا:- الحمدلله أنك استجبت لي واستطعت سماعي
نزار:- آه يا أختي لم أكن في عقلي لو لم تتصلي آآآآخ …ماذا كان سيحدث قد نسيت تماما أمر هبتك واعتقدت أن ميرنا ووجودها بجانبه سيحرك شيئا فيه لكن ..
ناريانا:- بالفعل لميرنا دور كبير يا أخي ، أنا وأنت جمعناهما في بقعة فقط والباقي كان عليهما حتى وائل لم يتخلى عنها وقاوم لآخر الرمق
نزار(بتمعن):- هذا هو العشق …
ناريانا(استشعرت حركة خلفها):- إنهم ينادونا على طائرتنا أراك على خير …
سحبت أنفاسا عميقة قبل أن تعدل شعرها الطويل وتخرج من الحمام الخاص بالمطار ، وجدت جوزيت جالسة محلها تضع نظارات على رأسها وقبعة وتوجهت إليها بإباء ..
ناريانا:- ما بكِ متوترة ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):- أشعر بأنفاسه تخنقني ناريانا … جدي لي حلا وإلا سأفقد صوابي
ناريانا:- انهضي الآن لدينا طائرة وهناك أخبريني بهذا الهراء
جوزيت:- لم يعد يفصلنا عن مدينتنا سوى ساعتين
ناريانا:- بالرغم من خط الرحلة الذي اتخذناه كي لا يلاحقنا أحد، إلا هاتين الساعتين هما الفاصلتين بيننا وبين المجد
جوزيت:- أراكِ تتحدثين بطلاقة وكأن جو الوطن لائمكِ
ناريانا:- ههه طبعا يا بعدي فهذا بلدي وقد عدت إليه بعد غياااااب ..
جوزيت(نهضت وهي تتأفف):- الله يعطيني من تفاؤلكِ القليل …
ناريانا(غمزت لها وسارتا صوب بوابة المرور):- جهزي جواز سفرك
جوزيت(ضمته في يدها بقوة وتقدمت رفقتها):- أيجوز أن يمنعوني من الدخول ههه
ناريانا:- طبعا لو علموا هويتكِ لاعتقلوكِ دون تقصير
جوزيت:- إذن جيد أن الأسماء المستعارة مفيدة .. هيا ..
قدمت جوزيت جواز سفرها للشرطي وطبع عليه السماح بالمرور ، أخذته وتوجهت صوب الباب الرئيسي لركوب الطائرة ولحقتها ناريانا بسرعة وصعدتا إليها وهما تتبادلان الأحاديث ، في تلك اللحظة صعد هذا مرتديا طقمه الخاص وقلبه يرتعش في محله وهو يحادثها ويحاول ضبطها كي تجلس بروية وتكف عن البكاء
نادر:- حسن لن تجعليني أندم على إحضارك … كفي عن البكاء يا بنت
هديل:- أخي الوحيد سأفقده يا نادر وتطلب مني السكوووت .. كيف لا زلنا هنا بينما هو هناك يموت بدووووننا
نادر:- أولا هو لم يمت بعيد الشر عنه ، ثم قبل صعودي اتصلت بشهاب وأكد لي أنه تجاوز الأزمة وهو في الإنعاش الآن
هديل:- ما كان علي الاستماع لك ، لقد وعدتني أننا سنصل في غضون وقت وجيز وها نحن قابعون هنا من طائرة لطائرة
نادر:- لا تنسي أنني قطعت أشواطا لكي أحضركِ من مدينتكِ إلى هنا .. رفقا بحالك منذ وقت وأنتِ تبكين
هديل(بانهيار):- لم يتبقى لي في حياتي سوى وائل لو فقدته لا أدري كيف سيكون حالي ..
نادر(عانقها برفق وجعلها تجلس بمقعدها):- سأرى رفاقي قبل دخولهم لمقصورة الطيار ، سأعود وأنتِ هدئي من روعك ، سأجلب لكِ معي قنينة ماء
توجه صوب مقصورة الطيار متجاوزا ركاب درجة ثانية ودرجة أولى ، التقى برفاقه وحاول معرفة موعد الإقلاع طمأنوه بعد دقائق معدودة وطلبوا منه العودة إلى محله وربط الأحزمة وأثناء عودته اصطدم بامرأة حسناء ذات شعر طويل هذا ما تبينه أول وهلة شعرها الطويل المميز ..لكن أختنا في الله تبينت العضلات والوجه المليح واتضح أنها مهووسة قطع ^^
ناريانا:- أوووبس قد اعترضت طريقك يا ابن بلدي أو أنك من طينة أخرى صارحني ؟
نادر(بجنتلمانية):- هه من الواضح أنكِ عدتِ لتوكِ للوطن ، ويلكوم باك
ناريانا(ابتسمت له):- تسلم
نادر(متى طال هذا الشعر الجذاااب):- رجاء ضعي الأحزمة ستقلع الطائرة بعد دقائق
ناريانا(لجوزيت بحماس):- أسمعتِ يا حبي دقائق ونطير
جوزيت(أزالت نظارتها واستدارت إليها):- كفي عن إثارة المشاكل واجلسي محلكِ
نادر(رمش بعينيه وأطل عليها وقد لمحها بسرعة حين أعادت نظارتها واستدارت للنافذة دون مبالاة):- عذرا ..أ ..آسف شبهتكِ بصديقتي عن إذنكم .. تت يا لي من أحمق أساسا ميرنا رفقة وائل الآن ..
ناريانا(بتوتر استدارت إلى جوزيت):- أعتذر
جوزيت(بنظرة الموت رمقتها):-قد حصل كل هذا بسببك لو أنكِ بقيتِ عاقلة لما اصطدمنا بهذاااااا ..ما كان علي اتباع هذه الخطة ما به الدخول بطائرة خااااصة للوطن هااه ؟
ناريانا:- لم يكن ذلك قيد احتياطاتنا عزيزتي ، فلكي نبعد عنا الشبهات يجب أن ندخل وسط العامة لولا هذا لما اتخذنا عدة خطوط في ظرف يوم واحد وصولا إلى هنا .. ثم لا تدعيني أستذكر لكِ خط سفرنا دعيني أهيم مع الوجه اللطيف
جوزيت:- يا ويلي كيف سأضبطكِ يا شعلة كيف …
ناريانا(بهيام):- ولكنه وسيييم وسيييييم وسييييييييييم … يااااي على قطعنا الشهية ظلمت أولاد بلدنا صراحة سأستمتع بالرجولة الخشنة أخيراااا ههه
جوزيت(بجنون):- آه يا ربي آه يا ربي أقلعوا قبل أن أرمي بنفسي من هنااااااااا ….

في بيت الراجي
وصل خبر نجاة وائل إلى العائلة ، كانت فرحتهم عميقة بعد عودتهم للبيت حين غادرت نور وميرنا ولحق بهم حكيم استقل الباقون سيارة أجرة وعادوا لينتظروا أي جديد ، نبيلة ظلت تقرأ آيات من القرآن الكريم هي ومرام لأجل سلامته ، أما عواطف ومديحة فقد كانتا لا تزالان تحت تأثير صدمات ذلك اليوم وتكفلت رنيم بإمدادهما بزجاجة العطر وكوب من شراب نبتة المليسا يعني اللويزة بالمغربي ، فهي كفيلة بتهدئة أعصابهم تلك اللحظة وبعد اتصال نور بهم شعروا بأن جبلا من الهموم قد انزاح عن قلبهم ، فسلامته كانت شيئا مهما بالنسبة لهم … بصعوبة نهضت هذه من سريرها فهي تعلم أنهم لن يقلقوها لو بلغهم شيء سيء لذا آثرت الخروج فقد تعبت من حبسة الغرفة وأيضا وائل يستحق الاطمئنان عليه ..
دعاء:- أمي … لما تركتموني وحدي هل صحيح أن وائل بخير ؟
مديحة(بفزع):- يا الله عليك يا ابنتي لما غادرتِ سريركِ
عفاف:- تعالي واجلسي هنا الوقوف سيتعبكِ دعاء
دعاء(سارت بخطى متعبة مستندة على عفاف وجلست):- أريد معرفة أحواله ؟
عواطف:- الحمدلله قد تجاوز مرحلة الخطر ..
دعاء:- الحمدلله .. مؤسف ما حدث له هل وصلوا للجاني ؟
رنيم:- ليس بعد
إخلاص(خرجت بعصبية من غرفتها):- وائل واطمأننا عليه ، إذن لن ننسى مشكلتنا الكبرى يا جماعة أريد محاسبة الفتاتين لكي لا يكررا فعلتهما إطلاقا
مرام(دفعت كرسيها وشاركتهم الجلسة):- هل ترغبين بضربهم مثلا ؟
إخلاص:- إن ما أقدمتا عليه غير مقبول غير مقبوووول ولن أمرره بسهولة ، ألا يكفي أنها ستسود وجهي أمام زوجة أبيها المائعة
رنيم:- أساسا هذا هو همكِ من البداية ، حتى لم تطيبي خاطر ابنتكِ المفزوعة مذ عودتها
إخلاص:- أطيب خاطرها هل جننتِ ؟ لقد كسرت كلمتي لن أغفر لها ما فعلته أبداااااااا
مديحة:- دعي البنتين وشأنهما الآن ، هما متعبتين ونفسيتهما مدمرة اجلسي هنا لأرى
إخلاص(بغضب):- لن أجلس ولن أهدأ قبل أن ألقن تلك البنت درسا لن تنساه ، أنا أنا تجعلني علكة بفم أبيها وزوجته ماذا سأجيبه حين يعرف بما سأرد ، سيطلقني بسببها لن يغفر لي مطلقا مطلقااااا … اهئ آه يا كلبة وماذا فعلت بي شيماااااااااااااااااااااا ااااء
رنيم(نهضت إليها):- أستغفر الله ما تفعلينه الآن أبشع مما تعرضتا له يا إخلاص ، بالله عليكِ لا تكوني أنت والزمن عليهما
مديحة:- قد نالتا جزاءهما بعد الذي حصل ..
عفاف:- رغم أنه خاطئ يا إخلاص إلا أنه قد حدث
إخلاص(بعصبية):- كله من ابنتكِ لو لم تصطحب معها ابنتي لما حدث ما حدث ، هي الملامة الوحيدة بنظري فابنتي لم تكن أبدا متحررة
عفاف(وقفت من جملة إخلاص وشعرت بالحرارة قد شملت وجنتيها وبرفض):- أي نعم نهال أخطأت لكن كان من الممكن تعرضهما لهذا الموقف في أي مكان كان .. وللصدفة حدث هذا بسبب تهور ابنتي ، معكِ حق معكِ حق …
نهال(نزلت هي وشيماء بعد تنصتهما في الدرج):- نحن آسفتان
عواطف(لمحت وجع عفاف ونظرت لإخلاص):- لسنا الآن في قضية من الملام ومن المسؤول ، ما وقع قد وقع لنعالجه أفضل من خلق أذرع وأرجل لا داعي لها للموضوع
دعاء:- كان خطأ من البداية لكن لتتخذ كل منهما تجربة مما حصل …
نهال(ببكاء):- والله يا عمتي ستكون هذه آخر مرة
شيماء(اقتربت من أمها):- أمي سامحيني
إخلاص(صفعتها على وجهها وأمسكتها من شعرها):- أيتها الخبيثة اللعينة لا يزال لديكِ صوت لتخاطبيني اللعنة عليكِ اللعنة
أخذت تضربها وتجذبها من شعرها بطريقة جنونية وبصعوبة استطاعت عفاف ورنيم تخليص البنت منها ، ركضت شيماء بانهيار لحضن مديحة وأخذت تبكي بينما جلست إخلاص أرضا وهي تلهث وتضرب في جنبيها وترثي حظها التعيس
إخلاص:- أنا السبب أنا السبب لو تركتها عند أبيها لما عتبت باب البيت …
عواطف:- يا الله يا إخلاص أخبريني بما تفرقين عن زوجكِ الآن هاه ؟؟ ما هذه العقلية قد أصبحتِ نسخة من عمر جل همكِ كلام الناس حتى ابنتكِ لم تطبطبي على ظهرها
إخلاص(بحرقة):- أطبطب هااااه .. أنا سأشرب من دمها الغبية الغبية ..
شيماء(بنفاذ صبر أخذت تضرب على رأسها):- أنا السبب أنا السبب أنا السبب اهئ اهئئ
رنيم(ركضت إليها وضمتها لصدرها):- هششش يا بنت لا تفعلي بنفسكِ كل هذااااا … إنه قدر وكتب عليكما والحمدلله انتهت الأمور على خير
مرام:- أجل هذا هو المفيد أنهما بخير وعلى خير …
نهال:- أمي هل أذنبت في ما فعلته ؟
عفاف(نظرت بعتب لنهال وزمت شفتيها ونهضت للمطبخ):- يفضل ألا نتحدث حاليا يا نهال ، ما فعلته لن أمرره على خير وادعي الله أن نسلم من لسان زوجة خالكِ نحن أيضا ..
نبيلة(خرجت من غرفتها وهي تزفر):- يا الله ما الذي يحدث في هذا البيت ، مشاكل في مشاكل وصراخ لا ينتهي .. إخلاص انهضي من عندكِ فطالما شيماء سالمة عليكِ أن تفرحي لأنكِ لم تجربي معنى أن تغتصب ابنتكِ وأنتِ عاجزة …
عواطف(جحظت عينيها ونظرت لمديحة التي نظرت لنبيلة بفزع):- أ..
نبيلة(عضت شفتيها واقتربت من عواطف التي امتقع لون وجهها وجلست):- أنتِ لم تعرفي طعم الظلم حين تفقد ابنتكِ براءتها قسرا ، وحين تنتهك طفولتها وتعيش حياتها ضحية لسادية رجل يفتقر للإنسانية بل منعدم الضمير …. عليكِ أن تفرحي لأن ابنتكِ قد عادت من عملية قتل روحها بسلام ، أشفق عليهما معا لأن ما عايشتاه أكيد مظلم وقاس ومرعب ..
عواطف(استقبلت مسح يد مديحة على رأسها وأردفت بدموع):- كانتا وحيدتين في ذلك الظلام ، في ذلك المكان المليء بالألغام كل دقيقة تمر بهما في ذلك السجن تُسحب من روحهما أيقونات الصبر وكأنما لا أحد سيغيثهما .. وقتها يزيد الضيق والاختناق والخوف القهري ، فالنهاية قد قاربت .. نهاية روحهما التي وقعت ضحية شهوة وحش بشري لا يرحم .. أنا لم أعاتبهما ولن أفعل لأنهما ضحيتين أيا كانت الأسباب التي أوصلتهما لذلك المكان حتى بمخالفتهما للقوانين والذهاب خفية عنا إلا أنه طالما نجتا من ذلك المصاب الجلل فهذا وحده يغفر لهما كل الخطايااااا … تعاليا إلي يا حفيدتيَّ الغاليتين وألف سلامة عليكما
حضنتهما ببكاء كل واحدة على جانب ، والدموع المنهمرة شريكة كل الأعين إلا نبيلة التي نظرت لإخلاص وأجبرتها من خلال نظرتها الصارمة أن تنهض وتعانق ابنتها التي انفجرت ببكاء لحظتها لم يشبهه أي بكاااااء .. لحظة مؤثرة حين جلست نبيلة بقرب عواطف وأمسكت يدها وهذه الأخيرة ابتلعت ريقها ولم تتحمل أكثر لذلك انسحبت إلى غرفتها ولحقتها مديحة وهي تضرب كفا على كف تحت أنظار البقية المشدوهة في علامة استفهام كبيرة مما يحدث ..
مديحة(دخلت وأقفلت الباب خلفها):- أتبكين يا أختي ؟
عواطف(جلست على سريرها وشبكت يديها):- لا أبدااا
مديحة(جلست قربها وحكت على كتفها بدفء):- أتخفين على شقيقتكِ حبيبتك ؟
عواطف(مطت شفتيها وبدموع):- استذكرت بعض الذكريات السيئة
مديحة:- الله يسامحها أمي لكي تعطي درسا لهم كان عليها فتح الجراح
عواطف:- لا بأس أنا بخير
مديحة(مسحت دموع أختها وقبلت وجنتها وجبينها):- وحياتي عندك لا تزعلي ، أمي لم تقصد أن تحزنكِ يا عواطف
عواطف:- مؤسف ما تعرضت له حفيداتنا يا أختي ، لو لو تم ذلك وخسرتا نفسيهما لا أدري كيف كنت سأصمد فهذا الموضوع يؤذيني جداااا .. لحظة سماع ذلك في الوهلة الأولى عدت تلقائيا لذلك الزمن البشع و … آه يا أختي آه ….
مديحة:- له يا أختي كفى كفى ستبكيني أنا أيضا وتفطري قلبي عليكِ .. يكفينا ما نعايشه حاليا لا تشغليني عليكِ يا عواطفي الجياشة هههه
عواطف(ضربتها بكوعها):- لا تسخري
مديحة:- اممم صدقتك وأنتِ كلما جاءت سيرة عبد المالك الهلالي تنتفضين مثل الطفلة
عواطف(كفكفت دمعها):- أنتِ خبيثة ولن أرد عليكِ ..
مديحة:- هه على الأقل أضحكتكِ حبيبتي ..
عواطف:- أتعلمين بما أفكر .. أفكر بأن مجمل لحظاتي السعيدة قد مرت معكِ يا أختي ، لولا وجودكِ لما عرفت كيف سأتحمل معاناتي مع سليم
مديحة(أمسكت يد أختها):- طبعا نحن معا في السراء والضراء ، أنظري حتى أبنائنا قد تزوجا ببعضهما كي تعرفي أن حياتنا مرتبطة حتى الفناء
عواطف:- هل يخطر على بالكِ لو كانت أختنا لا تزال على قيد الحياة ؟
مديحة(بحزن):- أكيد أتخيل شكلها كثيرا وصوتها في بعض الأحيان .. أمي سامحها الله ترفض أن تفصح عن أي شيء يخصها حتى قبرها لا نعرف له طريقا
عواطف:- أمي كانت مصرة دائما على ألا تفتح هذا الموضوع لأنه يؤلمها ، فصعب أن نعرف تبعات حكاية أختنا رحمها الله ..
مديحة(بتأثر مثل أختها):- رحمها الله … أ.. ما هذااا الطرق على الباب من يا ترى ؟؟
عواطف(نهضت معها بفزع):- يا إلهي هذا صوت عمر ….
مديحة(هرولت بسرعة):- يا ويلي عمر عمر …. إخلاص ابنتي …
حالة فزع تامة شهدها أهل البيت بعد حضور عمر الذي أخذ يقرع الباب بشكل متواصل ، اجتمعوا كلهن في الصالون بخوف ينظرون للباب ولا واحدة تجرأت على الذهاب لفتحه
شيماء(عانقت أمها):- سيقتلني يا أمي سيقتلني اهئ اهئ …
إخلاص(بهستيريا تلطم على وجهها):- يا فضيحتك يا إخلاص يا فضيحتك يا إخلاص …
نبيلة:- لما تأبون فتح الباب نحن لم نفعل شيئا يخفض الرأس ، علينا أن نفتح الباب هل سنخشاه أم ماذاااااا .. ألا يوجد كبير هنا ليحترمه دعيني أمر يا عفاف …
عفاف:- جدتي هو متعصب الآن ولا رجل معنا بالبيت يفضل ألا نفتح له …
مرام:- ما هذا الجنون ؟؟؟
نهال:- علينا أن نواجهه إلى متى سنختبئ ثم نحن لم نخطئ بشيء عدا إخفاء أمر الذهاب
عفاف:- يفضل أن تخرسي وبلا فلسفة يا بنت …
رنيم:- يا إخلاص لما تمانعين فتح الباب يا ابنة عمي ، هل هو مجرم لهذه الدرجة طبيعي أن ينزعج مما فعلته ابنته وينتهي الأمر
إخلاص:- اهئ أنتم لا تعرفون عمر لا تعرفون عمر ….
مديحة:- يا ربي أستر …
دعاء(مسحت على رأسها بصداع):- طيب هو لن يهدأ ما لم نفتح له ..
رنيم:- سيفضحنا في الشارع من صراخه ألا تسمعوووووون ما يقوله ؟؟؟
عواطف:- إن اقترب منهما لن يحصل طيب … سأفتح …
طبعا حين يمتزج الغضب مع الحق يصبح الأمر أشبه بزمهرير لا يتوقف ، خصوصا حين يضاف له جور وظلم الفكرة كأب لابنته التي يحتقرها طوال حياتها وهي بالنسبة له جملة أخطاء ، ذنوب عاهات خبث متراكم منذ سنين ليعبر عن شيماء التي لم تحظى يوما بكلمة طيبة منه فكيف سينصفها الآن وقد أتته الفرصة على طبق من ذهب … ما إن فتحت له عواطف الباب حتى صفقها بعنف ودخل مثل الإعصار إلى البيت يلحقه عبد الجليل أول ما فعله دون كلام انتزع شيماء من بين يدي إخلاص وصفعها صفعتين متواليتين لحقتهما ضربة على رأسها جعلتها تصرخ باكية من الألم .. لم يشفع لها بل جذب شعرها بيده في لفة وأخذ يهزها مرة بعد مرة وعبد الجليل يقف حائلا بينهم وبين أبيه ، يمنعهم من إجابة استنجادها المتواصل ، صرختِ النسوة عليه كي يبتعد عنها ولكن لم يكن يسمع …
عمر:؛- أنا يا فاجرة تفضحينني وتذهبين لحفلات فسق وفجر .. أنااا الشيخ عمر من يضرب له الكثيرون حساب تطعنينني في ظهري يا فاجرة يا لعنة ، يا ليتهم مزقوكِ تمزيقا وقتلوكِ لكانوا غسلوا عاري يا فاجرة …
إخلاص:- بالله عليك يا عمر دعهااااا يا عمر ستقتلهاااا يا عمر
عمر(دفعها عنه حتى سقطت أرضا):- ابتعدي عني يا حقيرة أنتِ مثلهم تنتمين لهم لكن ابنتي أنا من سيحاسبها بطريقتي وعلى مهل ، من اليوم لن تريها ولن تعتبي باب ذلك البيت آه ولعلمك لن تحصلي على الطلاق ستبقين هكذا معلقة كالغصن الياااااابس ..
مديحة:- ألا تحترم أنت كبيرا ولا صغيرا ، عيب عليك ما تفعله يا عمر
رنيم:- إن هذا يسمى جهلا وحيوانية يا سيد
عمر:- أقله لست خائنا للعشرة يا خائنة زوجك أخباركِ وصلتنا ومبارك الطلاق ، عال عليه والله رماكِ كالقمامة بعد أن كشفكِ على حقيقتك
رنيم(صدمت من جوابه وتراجعت للخلف بدموع):- هئئئئ
نبيلة:- اللعنة عليك يا عمر ، أترك الفتاة الآن أنا آمرك بذلك ….
عبد الجليل:- جدتي لا تتدخلي أنتم لا تعرفون الفضيحة التي سببتها لنا هذه الغبية …
نهال:- نحن لم نفعل شيئا سيئا لم نفعل شيئا سيئا اهئ اهئ ..
عبد الجليل:- إن لم تجدي أبا يربيكِ فاحترمي على الأقل نفسكِ
نهال(جمدت من جوابه ونظرت لأمها التي ابتلعت ريقها وحضنتها):- عيب أن تتلفظ بمثل هذه الجمل يا عبد الجليل …
دعاء:- يظهر أنك قليل تربية ومنعدم الضمير أكثر من أبيك
عمر(تقدم إليها وهو يجر شعر شيماء بيده):- الطهارة كل الطهارة للاِبنة المصوووون خضرة الشريفة صاحبة القيم والمبادئ والتي يلزمها تمثال في الشرف والأمااااااانة …
دعاء(غالبها الدمع من جوابه):- أسفي عليك
مديحة:- لا تجيبيه يا ابنتي فهو لن يعترف بخطئه مهما حدث ، ماذا تسمي زواجك على ابنتي هل قصَّرت معك في يوم أو عاملتك بسوء .. لا إذن أجبني لما كسرت قلبها ووضعتها أمام الأمر الواقع بزواجك ؟
عمر(أفلت شيماء واقترب منها محذرا بإصبعه):- أولا تلك زوجتي ولا أحد يحق له التدخل فيها ، ثانيا ربي ابنتكِ العاهرة التي سلمت نفسها لرجل أكبر منها متزوج وبأولاد خربت بيته بحملها المشوه هذاااااا
عواطف(بنفاذ صبر):- كفى.. لا يحق لك التحدث بسوء هكذا على مصائب غيرك
عمر(نظر إليهم واحدة واحدة):- أساسا أنتم تستحقون ما يحدث معكم ، كلكن شبيهات بعض تسري فيكن عروق الفسق والفساااااد لذلك أتمنى لكن وابلا أكثر من هذا من اللعنات لعلكم تتعظووووون … عبد الجليل اسحبها من شعرها واتبعني
إخلاص(تمسكت به وهي تزحف):- بالله عليك يا عمر أتوسل إليك دعها وشأنها لا تعاقبها وهي على مشارف الامتحانات النهائية، الله يخليك الله يخليك ارحمهااااا
عمر:- ههه امتحانات .. سترى أياما سودااااء انتهى زمن الخروج والدخول ستقبع بين جدران البيت كمخلل نتن فهي حثالة مثل أمها ولا ثقة فيهاااااااااا ..إمشي يا عبد الجليل فهذا البيت يشعرني بالتقزز ربي يحرقكم أجمعين ربي يحرقكم أجمعيييييييييييييييييييين …
شيماء(تصرخ وتتمسك بالكنبة):- أميييييييييييي أنقذيني يا أمييييييييي ، جدتي اهئ اهئ نهاااااااال لالا تتركوني أرجووووووووكم لالالا لا لا تدعوني أذهب اهئ اهئ أميييييييييييييييييييييي ….
نهال(لحقتها وهي تصرخ):- إفعلووووا شيئا أرجووووكم .. عبد الجليل دعها أرجوك أرجوك يا عبد الجليييييل …
عبد الجليل(أبعدها عنه بقوة):- ابتعدي هناك ولا تلمسيني أنتِ حثالة مثلهااااا .. يا خسارة
عواطف(أمسكت يد نهال):- توقفي يا ابنتي لم يعد لنا حكم عليهما …
مديحة(ببكاء):- شيماااااء حفيدتي …اصبري يا ابنتي ولا تستسلمي …
مراااام:- ما هذا الظلم ما هذااااا من تحسب نفسك أيها الغبي الخسيسسسسس … تبا لك
إخلاص(صرخت وهي تجر رجليها بفشل):- ابنتي ابنتي شيمااااااااااااااءء
مع الأسف لم يجدوا أدنى جهد لإيقافه ، رموا بها بالسيارة بالخلف وصعد عمر بسرعة للمقدمة واتخذ عبد الجليل مكان السائق وانطلق بها بسرعة من هناك .. خرجت إخلاص تبكي وتنوح وتنادي على ابنتها ولكن لم تجد سوى الهواء وقتها سقطت أرضا عند عتبة بيتهم تبكي وتندب ، بصعوبة قاموا بإدخالها للبيت وفورا أنجدتها رنيم بزجاجة العطر التي اتخذت مسارا مختلفا تلك الليلة وزارت العديد من الأيادي …
عفاف(بعد مدة):- الحمدلله نامت بفعل حبة الدواء التي أعطيتها إياها
عواطف:- خيرا فعلتِ يا ابنتي
مرام:- يا الله وكأن زوبعة مرت بهذا البيت ، اففف أشعر بالضيق
رنيم:- تت سأرى أولادي قليلا رافقيني يا مرام رجاء
مرام:- وجههما في هذا التوقيت يشبه مرهمًا صحيا بالفعل ، هيا بنا ..
عواطف:- مديحة كفى بكاء
مديحة:- والله لم أعد أعرف على ماذا أبكي ولا على من .. تعبت تعبت اهئئ ..
عواطف(مطت شفتيها حزنا هي الأخرى):- أشفقت على شيماء أكيد ستعاني هناك معهما ، لكننا لن نتخلى عنها ما إن يعود حكيم حتى نفكر جميعا كيف سنتصرف لإعادتها
مديحة:- أرجو ذلك …
عفاف:- سأسخن بعض الحساء فلا أظن أن هنالك شهية في هذا الليل لشيء آخر ..
عواطف:- خيرا تفعلين يا ابنتي وأنتِ نهال اصعدي واغسلي وجهكِ .. ارتاحي حبيبتي أنتِ لستِ ملامة بشيء لكن غلطتكِ هذه لن تتكرر
نهال(ركضت وعانقتها ببكاء):- لن تتكرر أقسم لن تتكرر ..
عواطف:- حسن يا روحي هيا ارتاحي قليل
مديحة:- من الجيد أن دينا نائمة وإلا لفزعت من كل هذه الأحداث ..
عواطف:- معكِ حق … أمي لما لا ترتاحين بغرفتكِ أنتِ ودعااااء
دعاء(بكت):- كلام عمر لم يفارق عقلي ، أظن أن عاري سيرافقني طوال حياتي قد أسأت لنفسي ولكم ولطفلي أيضا ..
نبيلة:- كفكفي دمعكِ ما وقع قد وقع ، لا جدوى من تلك الدموع فالناس ستتكلم في كل الأحوال ولا يسعنا إغلاق تلك الأفواه حتى لو حاولنا ، وعليه يجب أن نصمد ونتخطى هذه الأزمة بأقصى الأضرار .. انهضي يا دعاء واسمعي الكلمة ..
مديحة(مسحت دموعها ونهضت إلى ابنتها):- دعيني أرافقكِ …
نبيلة:- وأنتِ يا عفاف لا تتركي ابنتكِ وحدها ، ضعي ذلك الحساء من يدك فلا أحد سيتناول شيئا من يريد أن يأكل المطبخ أمامه تحركي ..
عفاف(نظرت لعفاف):- طيب جدتي …
عواطف(تنهدت وسرحت رجليها على الكنبة ووضعت يدها على رأسها):- أشعر أن هذه الليلة أطول ليلة في حياتي …
نبيلة(رمقت أن الكل انسحب وبقيت هي وابنتها لوحدهما):- هل حزنتِ من كلامي؟
عواطف(تشنجت لكن لم تلتفت لأمها بل ظلت على وضعها):- بأي خصوص ؟
نبيلة:- تعلمين ما أقصد
عواطف(ابتلعت ريقها بتوتر وتحركت حين سمعت صوت رنين الباب):- مؤكد هذه نور أو أي أحد من الأولاد قد عاد …
نبيلة(مطت شفتيها وأردفت):- ما زال ذلك الوجع ينخر في قلبي في كل حين .. سامحيني لأنني لم أحميكِ يا ابنتي
عواطف(أغمضت عينيها على دمعات قاسية ونظرت لظهر أمها وقبلت رأسها من الخلف):- مضى على ذلك سنوات تخطينا الكثير .. فانسي الأمر أمي دعيه يدفن مع الميتين
نبيلة:- طيب افتحي الباب لنرى أي مصيبة أخرى ..
عواطف(ضحكت من غبنها ومسحت دمعها وتوجهت صوب الباب):- نعم .. أنا قادمة ..
كوثر(مباشرة بعد فتح الباب عانقتها):- خالتي عواطف هل صحيح ما سمعناه عن وائل عبر التلفزيون ، هل تعرض لحادث ؟؟؟؟؟
عواطف(عانقتها بمحبة وأشارت لها):- جيد أنكِ أتيتِ يا ابنتي أدخلي ادخلي ..
كوثر(أطلت بالخارج):- يعني نعلم أن الوقت غير مناسب لكن بابا أراد الاطمئنان عليكم ..بابا تعال ..
عواطف(ابتلعت ريقها بارتباك ووضعت خصلة شعرها خلف أذنها):- أحم أهلا به طبعا ..مرحبا سيد عبد المالك
عبد المالك(نظر إلى عيونها المتورمة وامتعض):- كيف حالكم يا عواطف ؟
عواطف(بتلعثم):- نقول الحمدلله.. أ..تفضلا تفضلا بالدخول
كوثر(دلفت بسرعة وقبلت يد نبيلة):- هاااا أخبرونا ما الذي حصل وأين هي ميرناااا ؟
عواطف(جلست رفقتهم):- ليست هنا هي مع وائل الآن .. مع الأسف تعرض لحادث بشع الله وحده الذي نجاه منه
كوثر:- هئئ يا إلهي أكيد ميرنا تكون قد انهارت خوفا عليه علي أن أكلمها
عواطف:- لا تزعجي نفسكِ فلن تجيبكِ الآن
عبد المالك:- اجلسي يا كوثر ودعينا نعرف القصة من البداية
نبيلة:- أخبريهم يا عواطف … أخبريهم عن أحداث هذا اليوم فأكيد سيعتبر يوم المآسي بلا منازع …
نظرت كوثر لأبيها بتوجس وباشرت عواطف تسرد لهم الحكايا والأحداث ، وهنا كان قد وصل عمر لبيته ومن اللحظة الأولى دفع بها إلى داخل البيت حتى سقطت أرضا ولحقه عبد الجليل وأغلق الباب خلفه ..
شيماء(بدون حياة):- بابا بابا سامحني يا بابا والله لم أقصد أن أسيء لك اغفر لي اغفر لي
عمر(نظر لعبد الجليل):- أحضر لي السوط الجلدي من الخزانة يا ولد
عبد الجليل(انحنى بملوكية مستفزة):- أوامرك أبتي
شيمااااء:- لالالالا لا أرجوك يا عبد الجليل أنا أختك دافع عني ولا تسمح له بضربي ، أرجوكم أرجوووكم لا تضربوني أنا لم أفعل شيئا هم من تهجموا علينا هم من يستحقون هذاااا وليس نحن ليس نحنننن …
لمياء(جاءت ركضا):- الله الله ما الذي يحدث هنا ؟
عمر(أخذ يطوي أكمام يده):- لا تتدخلي يا زوجتي العزيزة ، فهذه ابنتي تستحق تربية من البداية وأنا سأربيها بالطريقة التي تفهمها أنتِ ارتاحي من اليوم فصاعدا كل أعمال البيت عليها وتحضير الطعام وغيره من الأعباء ستقوم بها هذه الفاجرة ، وإن اعترضت عن ذلك أو تذمرت فقط أخبريني يا ملكتي وسأجعلها تلعق أديم الأرض من فرط الضرب ..
لمياء(اقتربت منه تتمايل ووضعت يدها على كتفه ويدها الأخرى على خصرها وأخذت تنظر لشيماء كحشرة):- أممم اللي تشوفو يا عمري .. إذن سأتفرج بالتلفاز وأرفع الصوت كي لا يسمع أي من الجيران صراخها ماشي ..
عمر(ابتسم لها):- عين العقل يا زوجتي يا ذات العقل النير ..
شيماء(بصدمة فيها):- هل أنتم جهلة لهذه الدرجة … أنتم تستحقون يوم التطهير على رأي نهال فأشخاص قتلة مثلكم لا يستحقون العيش على هذه الأرض ، أنتم شياطين بصفة بشررررر ألا يشفق أحدكم علي ؟؟؟؟
عبد الجليل(ضرب بالسوط الأرض فأحدث صوتا هز أركان البيت):- وهل أشفقتِ علينا حين كنتِ بين أحضان الغريب ؟
شيماء(نظرت إليه وقد اصطف بجانب أبيه وزوجة أبيه):- أنت تعرف ما حصل ليس ذنبي
عبد الجليل(انحنى وأمسك فكها بقوة):- ولكنكِ سمحتِ لهم بذلك يعني … تستحقين هذا المآل تفضل يا أبي هذه مهمتك
عمر:- ههه هاتِ يا ولد كفك … والآن لنرى طولة اللسان أولا حين جاء أخوكِ لاصطحابك ، قد وصلني كل حرف مما قلته والصفعة التي أخذها من خالكِ بسببك ستدفعين ثمنها أضعافا مضاعفة وصولا إلى فضيحة اليوم ….
شيماء(تسحبت والتصقت برجله):- الله يخليك يا بابا تسامحني أنا لم أقصد التقليل من شأنك ، والله لن أعتب باب البيت وسأقوم بكل ما تطلبه فقط ارحمني أرجوووووك ..
عمر:- ستقومين بكل ما آمر به هذا لا غبار عليه ، لكن سأحرص على تطبيقكِ ذلك بطريقتي الخاصة خذي يا كلبة خذي …
لم يرحمها أو يشفق عليها حتى بل ظل يضرب ويضرب ويضرب بدون رحمة ولا إحساس ، بينما زوجته المصون انسدحت بالصالون تتفرج المسلسل وهي تأكل الشيبس أما عبد الجليل فقد كان بالمطبخ يصب لنفسه كوب عصير وعيناه ترمقان قدمي لمياء البيضاء واللتين كانتا شهيتين للنظر .. أغمض عينيه مرة ومرتين وأبعدها عن فكره وتوجه صوب غرفته ليطرد تلك الأفكار التي باتت تنخر عقله ، في تلك اللحظة نظرت إليه وهو ينسحب حانقا وابتسمت ابتسامة خبيثة فهي تدرس خطواتها جيدا جدا وعلى أساسها ستوقعه في شباكها طالت أم قصرت .. كل هذا دار وشيماء تتعرض للتعنيف من أبيها الذي لم يتوقف إلا بعد أن استشعر تعبا في قواه رمى السوط أرضا وأشار لها بتوعداته المعروفة وتوجه صوب الصالون رمى جثته بجانب زوجته واتكأ برأسه على كتفها وأخذت تتمايع وتمسح على جبينه باهتمام كاذب .. لحظتها نظرت شيماء لنفسها وللدماء السائلة من تلك الجروح على جسمها وآثار السوط المعلمة على جسمها وأخذت تزحف لأجل الذهاب لغرفتها لكن كان ذلك أشبه بالحلم المستحيل مع الأسف .. عرفت أنه ليس لها أحد يغيثها تلك اللحظة فأمها وخالاتها بعيدين عنها وخالها لن ينقذها الآن فهو مشغول في مصيبتهم الأخرى لذلك دعت الله أن يبعث لها من يرحمها من جور تلك الأسرة …
عمر:- ههه لميائي أتعلمين أنني أعشق ضحكتكِ هذه ؟
لمياء:- هاهاها … تسلملي يا عيون لميااااء
عمر(سمع رنين الجرس):- أففف لا يتركوننا في حالنا الليلة يعني .. دقيقة يا حلوتي سأرى من وأعود لكِ .. وأنتِ انهضي من عندكِ واندفني بغرفتك
لمياء(أطلت عليها بكره وفي سرها):- يجب أن أتخلص من هذه المصيبة ، لو بقيت هنا معنا ستفسد علي كل مخططاتي تت علي أن أفكر بخطة تعيدها لعند أمهااااا يستحيل أن تبقى هنا لأزيد من يوم وإلا سأفقد صواااابي …
عمر:- وما شأنك أنت هااااه ؟؟؟
أبو ماهر(جارهم):- لما ضربتها هذا عار عليك يا رجل ، إنها ابنتك أنظر لحالها ما هذا العنف والجور ؟؟؟
عمر(أمسكه من ياقته):- الآن أنت أيها العربيد الحقير الذي لا يصحو في اليوم إلا سويعات من شدة سكره ، ستعلمني كيف أربي ابنتي ؟؟؟؟
أبو ماهر:- رجاء لا تخطئ أي نعم أنا سكِّير لكنني لم أضرب أولادي يومااااا وأستحقرهم
عمر:- الآن ماذا تريد هاه ماذا تريد ؟؟؟
ماهر:- بابا ابتعد عنه لا شأن لنا ..
أبو ماهر(نفض قميصه):- لولا العجز لكنت بلغت عنك الشرطة لكنني أعلم أنهم لن يقدموا على شيء ، فأنت أبوهااا في الأخير
عمر:- جيد أنك تعرف هذااا يا هذاااا .. ههه هذا ما ينقص أن آخذ النصح من فاسق مثلك
ماهر(جذب أباه بقوة ونظر بحزن لشيماء):- دعنا نعود لبيتنا لن نأخذ منه لا حق ولا باطل
عبد الجليل(انضم لأبيه):- جيد أنك فهمت هذا يا أخ ماهر ، ورجاء لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم مجددا هذه حياتنا ونحن أحرار فيهااا وسنحاسب من يستحق المحاسبة همم
ماهر(بلؤم):- يظهر ذلك جليا فلو كان لديك إحساس كنت أنقذتها ولبيت استنجادها … لندخل بابا وآه لعلمك قد استغنينا عن دروسك لابنة خالتي لا أريدك أن تطأ بيتنا مجددا يا عبد الجليل فلا يشرفنا أصلا هكذا جيرة …
عمر(بصراخ):- أصلا نحن من لا يتشرف بدخول بيتكم النتن يا هذاااا … كله شياطين وكفر وقذااااارة .. ابتعدا عن عتبتي بئس الجيرة أنتم بئس الجيرة .. تفوووه عليكم هيا لندخل يا ولدي فلا حديث لنا مع هؤلاء
أبو ماهر(أراد الرد عليه لكن ماهر أمسكه):- اللعنة عليكم من قوم جاحد
أم ماهر(أطلت عليهما):- له يا رجل لما تدعي على جيراننا هكذاااا …
أبو ماهر(دخل وأغلقوا الباب خلفهم):- أتحدث عن هذا الرجل القاسي لقد هلك ابنته ضربا
ماهر:- حرام ما يحدث والله ، ثم الخالة إخلاص مؤكد ليس معها خبر بما يحدث مع ابنتها وإلا لكانت منعته
أمه:- تمنعه ولكن كيف يا ولدي ألا تعرف أنه دوما ما يضربهما معا ، الله ينتقم منه هيا هيا دعونا ننام تأخر الوقت ونرجو الله أن يلطف بتلك البنت المسكينة
وردة(ابنتها):- معي رقم شيماء هل أتصل بها لنطمئن عليها ؟
أم ماهر:- لنتصل في الصباح يا ابنتي يكون أفضل لا نريد أن نزيد عليها المشاكل
وردة:- حسن يا أمي …
ماهر(بأسف ورفض):- قمة البشاعة ما يحدث أشعر بالعجز صراحة
أبوه:- تت دعونا ننام رأسي يؤلمني والصباح رباح …
تأسف الجيران على حال شيماء والضرب الذي تعرضت له لكن ما باليد حيلة ، بصعوبة تسحبت لغرفتها وحيدة كاليتيمة بلا حول وقوة واضطجعت على سريرها بجهد جهيد ونظرت لآثار الضرب المبرح في كل أطرافها ، وانفجرت بكاء تبكي حسرة على حظها التعس في ذلك البيت المرعب ، الذي لا تعرف إلى متى ستتحمل معاناتها فيه …

"الألمُ هو الصِّيغة الوحيدة التي تُترجمُ عِشقي ، شتانَ ما بينَ وجعهِ وحلاوته ، فماهيَّتهُ العذاب ووسيلتُه ابتزازُ وُصلاتِ الصَّبر والتحمُّل بداخلي ؛ ضائعٌ أنا في تفاصِيلها فكُلما استعطفتُ عطرَها ليُغيِّرَ هواءَ مُحيطي ويمنحنِي ذرَّة حُلم تجمعُني خيالا معَها صَدَّتني بقسوة .. آهِ لو تعلمُون آهِ لو تعلمون أنَّ بسمَتها العَابرة قادرة على تحريكِ قارَّة بأكملها في جوفي ، ونظرتها الشاردَة كفِيلة بأن تخلقَ فيني العزمَ والإصرار لتحمُّلِ المزيد ، وهمسَتها وعَتبها وحتى لُؤمها قادرٌ على زرعِ الأمل في طريقي لكي أعشقها كُلَّ يوم بنفسِ القدر ودُون تذمُّر .. أعترفُ أنني مُذنبٌ بقدرٍ يضعُني في مقصَلةِ الجُرم بلا شُهود ، آذيتُ طفلتي تحت ضغطِ نرجِسيَّتِي التي سيطرَت عليَّ في أوقات خاطئة جعلتها تشطِبُني من دفترِ الرَّحمة ، لكن هذا أنا وعِشقِي مثلي أنانيُّ لا يُقرُّ بالغير فقط أنا وهي والقدر شَريك !! أنا مِثل تلكَ النارِ التي عشِقت الماء هي تعلمُ علم اليقين أنه سلاحٌ فتاك سيُطفئها ذاتَ يوم مع ذلك لا تُفرط به ..وأنا مثلها رغم أنني أعلمُ أن عُصفُورتي الصَّغيرة ستهجُرني عندَ أوَّل فُرصة وتتركُني أنا والبؤسُ أصدقاءُ طريق إلا أنني لن أفرط فيهااا "..
فتح الباب بهدوء وأطل عليها بحنان ، وجدها نائمة على سرير المشفى بغرفة خاصة اتخذها لأجلها كي تستريح ، قد كانت تبدو غارقة في سكون متعب ، ملامحها شاحبة وشفتيها شفافتين كالكريستال الناعم ، إغماضة عينيها توشي بأنها تشاهد اضطرابات غريبة أثناء نومها ، فحاجبيها المعقوفين كانا خير دليل على أنها تعيش كابوسا بشعا أو أضغاث أحلام ..لم يكثر التفكير أغلق الباب خلفه بهدوء وتسحَّب نحوها بخطوات خافتة كي لا يوقظها بدخوله ، مال برأسه وهو يتطلع إليها متمسكة بالغطاء الأبيض وكأنما تتمسك بالحياة كي لا تفلت منها وتسلبها أغلى ما تملك .. ببطء شديد جلس على الكرسي جوارها ولامس يدها بنعومة وانحنى برأسه طبع قبلة هادئة عليها وزفر بعمق وهو ينظر إليها بحزن
حكيم(بصوت خافت):- عصفورتي الصغيرة ، يا عمري وحياتي سامحيني على قسوتي معكِ لولا خوفي عليكِ ما كنت جعلتكِ تتعذبين ، قد رأيتِ نتائج عنادكِ لو سمعتِ مني وخضعتِ لحكمي لما تعرض وائل لأذى ، كنت أعرف أنهم لن يرحموه فهم قوم لا يلعبون لكن قلبكِ أبى أن يرضخ لقوانين حمايتي ، اعتبرتها تحكما وتسلطا في حين أنني كنت أبحث عن أقل الأحكام ضرا بكِ ، كنت أرغب بحمايتكما كلا على حدة لكنني فشلت .. أنا مُحبط جدا لأنني لا أخمد لوعتكِ بل أزيدها لكن اعذريني يا ميرنا أنا عاشق والعشق فيني وبااااء مزمن لن يفارقني إلا بالموت ..أعلم أنكِ غاضبة مني وربما تكرهينني حتى لكن لا أملك زرا لأطفئ هذا القلب وأوقفه عن النبض ، لا أملك حيلة لأبتعد عنكِ فروحي هي أنتِ .. مضطرة لأن تبقي أسيرتي يا روحي فهذه هي الطريقة التي ستحميكِ من كل الأخطار التي تحيط بنا وها أنتِ قد لمستِ بيديكِ ورأيتِ النتيجة كدنا نفقد وائل .. ولو حدث ذلك لكنت فقدتكِ بدوري إذ يستحيل أن ترحمي نفسكِ وتبقي على أرض ليس فيها ، أعرفكِ جيدا يا طفلتي .. سحقا للزمن الغدار لو أنني ما غادرت بيتنا لو أنني دست على كرامتي وبقيت لأجلكِ لكنتِ حبيبتي أنا تعشقينني أنا ولكن مع الأسف كان للقدر رأي آخر وأهداكِ لغيري … متأسف لأنني غير قادر على الانسحاب فحتى لو لم تحبيني ستبقين في قبضتي بين أقفاصي تتخبطين ولا تحلمي أن تغادري ذلك السجن فهو أرحم لكِ من فوهة نارٍ تهدد وائلكِ طوال الوقت ..
تنهد بعمق وهو يداعب خصلات شعرها ويتطلع إليها بأسف ، لحين فتحت عليه نور الباب بعد عدة دقائق وأشارت له بضرورة الحديث خارج الغرفة .. وضع يد ميرنا محلها برفق ونهض إليها وقلبه يهتز قلقا ..
نور(أشارت له ليغلق الباب خلفه):- تعال معي ..
حكيم(سار معها في الرواق):- ماذا هناك نور أنتِ تقلقينني هكذا ؟
نور(لم تتوقف حتى انعطفا في ممر آخر):- اتصلوا من البيت علي العودة لن أستطيع المبيت معكم ، فأختك في وضع يرثى له ، زوجها الخسيس قد أتى وافتعل فضيحة ليس لها أول من آخر وأخذ شيماء بالقوة والضرب
حكيم(بغضب):- ماذااااا قلتِ ؟؟ هل ضربها حقااا طيب كيف يفعل هذاااا ألا يعرف أن لذلك البيت حرمة … حسابه معي حساااااابه معي ،
نور(مطت شفتيها بغبن):- أستطيع تخيل حالة إخلاص لذلك سأنسحب الآن ، أنت ستبقى رفقة ميرنا صح ؟
حكيم:- أكيد وهل سأتركها لوحدها هنا معهم ، يعني لحين تستيقظ صباحا وأعيدها للبيت
نور(حركت عينيها بقلة حيلة):- لو أرادت رؤية وائل .. لا تمنعها يا حكيم أرجوك يعني ضع ثلجا على قلبك ودعها تتصرف بحريتها خصوصا في هذا الوقت الحرج
حكيم(أغمض عينيه بغيظ وفتحهما فهو مجبر على ذلك):- أي أوامر أخرى ست نور ؟
نور:- لا هذا كله أعرف أنك تخشى عليها من نسمة الهواء ، لذلك ستتفهم رغبتها برؤيته همم
حكيم:- طيب يا نور نأمل خيرا .. غادري الآن وابعثي لي برسالة نصية لأطمئن على الأحوال
نور(أشارت له بتحية):- تمام لكن لا تنسى أن توافيني بأي جديد
حكيم(وضع يديه بجيبه):-تمام .. دعيني أرافقكِ قليلا سأحضر قهوة لي ..
نور(تأبطت ذراعه):- دعني أشرب معك فنجانا وأذهب بعدها ، أحتاج لقليل من الكافيين كي أقود بعقل متزن من هنا للبيت .…
في الرواق الآخر
كان يجلس فؤاد وشهاب مقابل بعضهما ، وعلى يسارهما يجلس همام مغمض العينين متكأ برأسه على الحائط .. نظر شهاب بتأفف لعمه ومد رجله بتعب يرافقه الضجر الذي يشعر به
شهاب:- حسن قد بلغ مني الملل مبلغه ، وهم يمنعوننا من رؤيته يعني كأننا نحمل أوبئة أو فيروسات حتى يرفضون دخولنا إليه ..
فؤاد:- ولد .. ابن عمك في وضع حساس جداااا وهو بالعناية المركزة التي لا نعرف بعد متى سيغادرها هذا شيء ، وشيء آخر نحن حتى لم نتوصل بتقييم كلي لوضعه يعني حسبما رأينا أخشى أن هنالك أضرار ستصعقنا
شهاب(بفزع):- بعيد الشر عنه بعيد الشر ، هو مثل الحصان ما بك يعني كسور واردة وكذلك جراح متنوعة هذا معقول لكن شيء آخر لا أعتقد
فؤاد(شبك يديه):- أنت لا تريد أن تقلق لكن علينا أن نتوقع الأسوأ …
شهاب (بغضب):- أنظر معي إن لم تُبقي تشاؤمك هذا في حافظة فمك ، سوف لن يحصل طيب هديل على وشكِ الوصول إلى هنا لا نريد أن نقهرها على أخيها بعد هذا المغيب هممم ؟
فؤاد:- تت مؤسف حضورها بهذا الشكل عزيزتي سينفطر قلبها حين تراه ..
شهاب:- آخخخ يا ربي ما زالا يجيبني ، ماذا أقول أنا وماذا يفهم هو ، ..
فؤاد:- طيب طيب خلصنا وأجب على هاتفك صرعنا رنين رنين أوووف .
شهاب(نهره بشكل مضحك):- إذهب من هناااا وأنت كالعجوز تطرق على رأسي مسامير تعليقاتك السخيفة ..
فؤاد(زوره بحدة وكتف يديه):- هممم عنيد ..
شهاب(زفر بعمق وأجاب):- حبيبتي ..
ميرا:- أفف لم أستطع النوم شهاب طمأنني كيف حال وائل الآن ؟
شهاب:- لا نعلم بعد يا ميرا ولكن الأطباء أخبرونا باستقرار وضعه بعد العملية
ميرا:- هل آتي إليك مؤكد أنك بحاجتي حاليا ؟
شهاب:- إياكِ وأن تخطي خطوة واحدة خارج القصر ، اِبقيْ مع شادي وأنا في الصباح ما إن أطمئن على وائل سأتصل بكِ فورا
ميرا(بتوتر):- حسن حبيبي قلبي معك اهتم بنفسك
شهاب(رمق نظرات عمه الوقحة وهمس بخفوت):- تغطي جيدا وتناولي شيئا قبل النوم كي لا تنهضي ليلا مثل اللصة هاه ؟؟
ميرا:- ههه تمام .. أحبك
شهاب(سمع كلمتها وشعر بقلبه قد تضخم ساعتها فقد كانت مثل السحر الذي مسح كل آلامه):- نتحدث غدا أميرتي … قبِّلي شادي عني
فؤاد(وضع رجلا على رجل وأظن أنه قد وجد لتوه موضوع تسلية^^):- ههه قبلاتي الحارة لكِ ولشادي قلها قلها ولا تخجل
شهاب(أعاد هاتفه لجيبه):- أستغفر الله يا رجل هل نحن في هذا الوضع وتمزح …احترت فيك أنا احترت والله ..
فؤاد(بجدية):- هل سامحتها ؟
شهاب(حك جبينه وشبك يديه):- إن قلت نعم سأكذب ، ما يزال هنالك غصة في جوفي كلما تذكرت أنني لم أعايش وجود طفلي من البداية في مراحله الأولى وهو جنين ، لم أسمع دقات قلبه أو أرى صورته الإشعاعية وهو صغير بحجم الإصبع ، يعني كل هذا يؤثر فيني حين أفكر بأنني لم أشهد ولادته ولم أمسكه بين ذراعي وهو رضيع ، لم يكن لي حتى الحق في تسميته .. كل هذا يؤلمني أحيانا وفي أحيان أخرى حين ألمح بسمته وتشبثه بي أنسى كل شيء وأغفر لأمه كل خطاياها لذلك أرغب بالزواج منها بأسرع وقت فهذا سيعزز بي مسامحتها على الأغلب
فؤاد(كان شاردا طوال سماعه لكلمات شهاب وشعر بسكاكين تطعن فيه):- قد أثرت فيني حقا ، مؤسف أنك لم تعايش مراحل نموه التي يشتهيها كل أب .. لكن مؤكد ستحيا ذلك مع أخيه ميرا لن تحرمك من ذلك نهائيا
شهاب(آسف يا عمي لن أستطيع البوح بحملها الثاني الآن كله لوقته):- طيب يا فهيم لما لا نرى لك أيضا ولدااا ، إحذر أنا أصغرك بكم سنة وحظيت بذلك
فؤاد(اهتزت حنجرته بثقل):- ربما كان ذلك الوقت قريبا
شهاب(أشار له بفزع):- وحياتك قريب قريب لكن إلا العقربة أم لسان 50 متر ..
فؤاد:- هههه سامحك الله ، علما أنها الوحيدة التي تفرسك وتجعلك تتصبب عرقا من شدة العصبية
شهاب:- هيييه لا تسلم من فمها أشفق على من يقع في قبضتها بأمانة يعني ..
فؤاد(نوري الغالية):- أدعو لعمك فترويض تلك الشعلة النارية يتطلب عشرين ألف سنة من الصبر ، هذا إن نفع يعني
شهاب:- أشك بأن جدي حين يعلم بأمركما سيعاني من جلطة ثلاثية الأبعاد ههه ..
فؤاد:- لا تذكرني بذلك .. موضوعك أنت وميرا ولا أدري كيف تغاضى عنه
شهاب:- ألم أخبرك قبل ساعات كان أبوك ولا جيمس بوند ، قطع علي طريقي أنا وميرا وماذا اتضح أنه يريد أن يكلل هذا الزواج ببركته
فؤاد(بحماس):- هل أنت جاااااد يعني وافق ؟
شهاب:- طبعا على مضض اصطحبنا لقصره وقام بتكريم ميرا كونها أول كنة لأحفاده
فؤاد:- هوووهوه والله لم أعرف ضرغاما هكذااا .. طيب إحكي لي ماذا حصل ؟
شهاب:- أهداها طقما زمرديا لا أدري لأي حقبة عائد لكن أشك أنه لعمتي هبة ..
فؤاد(بحزن مط شفتيه):- رحمها الله
شهاب:- ليس هذا فقط بل أعطاها فعلا هبة يعني ذكَر أن هذا أمر متوارث من جيل إلى جيل ، وأنها عادة قديمة أن يقوم كبير العائلة بإهداء الكنة شيئا من أملاكه الخاصة
فؤاد(عقد حاجبيه ونظر لهمام الذي عدل جلسته):- شيئا من أملاكه ؟؟
شهاب:- اممم تقاليد من ذا القبيل ، وبالفعل أهداها بيت أبي الذي في الساحل واضطرت ميرا لقبوله ولأنني رأيت مدى رغبتها به لم أشأ كسر خاطرها ووافقت
فؤاد(هز رأسه):- يعني … هو ذكر أن هذا أمر شائع بعائلة آل رشوان ؟
شهاب(رأى رنين هاتفه وكانت ميرا مجددا):- بالضبط كتبه باسمها وأهداه لها ، عموما أعلم أن مليكتي مجنونة لن تنام قبل عودتي سأذهب للقصر وأعود بعد ساعات ، لا تبرح محلك قبل مجيء هديل ماشي عمي ؟
فؤاد(استقام وربت على كتفه):- تمام تمام اهتم أنت بخطيبتك وابنك … أنا هنا
شهاب(التقط سترته وانطلق):- أي جديد كلمني لن أتأخر .. سلام
فؤاد(وضع يديه بجيبه ونظر لهمام الذي اقترب منه):- سلام .. همام أسمعتَ ما سمعته ؟
همام:- والله لفتة طيبة من السيد ضرغام ، هكذا خلص ذمته من هذه العلاقة
فؤاد(بتفكير عميق):- كنت لأفرح مثلك لو كان هنالك من أصله عادة مثل هذه
همام(بعدم فهم):- ماذا تقصد سيدي ؟
فؤاد(نظر إليه بعمق):- حسب علمي ليس في عائلتنا شيء مما ذكره شهاب ، لا هدايا ولا عطايا رسمية مما يعني أن السيد ضرغااااام باشا يحيك شيئا في الخفاء وعلينا اكتشافه يا همام تعلم مهمتك ؟
همام(تحرك):- دع الأمر لي سأتحرى العقد بطريقتي وأبحث في الموضوع
فؤاد:- حسن لكن بحذر لا أريد أن أثير شكوك شهاب ..
همام:- طالما أنت متيقن أنه لا يوجد أمر كهذا فلابد أن للسيد ضرغام غاية من وراء ذلك
فؤاد:- وأشم أنها غاية غير حميدة ربما يريد توريطها بشيء ما تت .. هماااام سارع في التحري حول الموضوع لا وقت لدينا
همام:- على الفور سيدي …
فؤاد(هز له رأسه لكي يغادر ونظر حوله):- والآن فنجان قهوة سيعدل المزاااااج ويجعلني أحلل في هذا الأمر الغريب … آخ يا أبي وكأنه ينقصنا يعني متى ستكف عن ألاعيبك القذرة متى متى ؟؟؟؟؟؟؟ … أستغفر الله …
كان ممتعضا من الاكتشاف الذي اكتشفه ، فبينما ميرا وشهاب مرتاحين بتخلصهما من عقبة رفض والده الذي أساسا لم يكونا سيعتبرانه لأنهما راشدين وملفه الحافل بالأخطاء مليء بالنسبة لهما ، وهذا ما كان سيمنع تعاطيهما معه لكن بعد لفتته تلك لوهلة ظن أنه قرر وضع الماضي جانبا ومساندة حفيده في محاولة لتكفير خطاياه لكن خاب ظنه حين شك بماهية الموضوع فأكيد أبوه ينوي على نية سيئة لميرا .. خطط ودبر الموضوع وأعطاها عقد الملكية على أساس أنها تقاليد عائلة الرشوانية لكنه متيقن أنه لا يوجد شيء من ذا القبيل وعليه قرر البحث في هذا الموضوع من بعيد لكي يكشف خبث أبيه ويواجهه بالأمر بعدما يمسك بالدليل بين يديه .. كل هذا استنتجه وهو في طريقه للكافيتريا وتقابل هو وحكيم في الممر وأتمم كل منهما طريقه دون توقف بل عقدا حاجبيهما وكأنهما لا يعرفان بعضهما بعضا حتى …
فؤاد:- مقيت ثقيل الظل ما أتعسه هفف .. لو لم يظهر في حياة ميرنا لكانت مع حبيبها الآن ،هو يراها تموت في عشق وائل ومع ذلك يحتجزها جواره لكن مع الأسف كلامي ساذج لو لم أكن أعرف خفايا الموضوع لكان لي الحق في التعب .. حسن يا فؤاد يكفي ارحم دماغك قد أحرقت خلاياه بكثرة المصائب وها هي ذي مصيبة تتحرك للرحيل …
نور(رمقته وحولت عينيها وهي ترتدي سترتها):- جئت متأخرا يا فؤاد كنت على وشك المغادرة .. تصبح على خير
فؤاد:- هل فكرتِ بعرضي ؟
نور(حولت عينيها واستدارت إليه):- أي عرض .. آآآآه ذلك العرض المضحك هه لم أفكر ولن أفكر لأنني حسبما أعتقد قد طويته يومها
فؤاد(أسرع خلفها واعترض طريقها):- ولكنكِ وعدتني ؟
نور(جحظت فيه عينيها):- بماذا يا بعدي ؟
فؤاد(حرك حاجبيه ونظر جانبيا):- ألن تفكري يعني لا أمل ؟
نور(بلؤم):- لا أمل طوينا الموضوع
فؤاد(تركها تتجاوزه وبحنق أردف):- لماذا .. ما المانع يعني ما الشيء الذي وجدته بي ولم يرق لكِ ؟
نور(ابتلعت ريقها من سؤاله وعادت إليه):- صدقا أنت رجل طيب وكل ما فيك يجذب أي امرأة تحلم بالاستقرار وقلب حنون ، لكن بالنسبة لي أنا هذا الموضوع أقفلته منذ زمن ولن أفتحه مجددا لأجل أي أحد ..
فؤاد:- هل ما زلتِ تحبين زوجكِ السابق ؟
نور(هنا برقت حدقاتها بشرر):- كيف تتجرأ وتكلمني عن خصوصياتي ، من أين أحضرت هذا الحق رجاااء خبرني ؟
فؤاد:- أنتِ لم تتركي لي أي معنى لرفضكِ لطلبي .. لو تشرحين لي أسباب هذا الرفض لربما استوعبتكِ قليلا وعذرتك
نور(ضحكت بنفاذ صبر وأشارت له):- أولا أنا لا أنتظر أعذارك ، ثانيا لا يوجد ما سأفسره لحضرتك يعني إنس .. وثالثا وهو الأهم يا فؤاد رشوان أنني امرأة غير قابلة للارتباط فهمتها بالعربي أم أبعث لك الترجمة صباح الغد مع السكرتيرة ؟ … عن إذنك …
طارت من أمامه ولم تعطه حتى فرصة الرد ، هنا جمع قبضة يده وزفر بتعب وهو يهز رأسه من عنادها الذي يستلزم آلة حفر لعل وعسى استطاع الولوج إليه ..
فؤاد(بتأمل):- شو عليه يا نور هانم ..أنا وراكِ والزمن طويل هممم …
نور(وهي تدك الأرض دكا بعصبية):- قال زواج قااااال … ما شأنه البغيض ما شأنه أنا أنا ما زلت أحب ذلك الخسيس حفيظ حتى في الجملة محرم على أي كان أن يجمعني بذلك البغل في الحديث .. اللعنة على اليوم الذي عرفتك فيه هفففف اهدئي نور اهدئي لديكِ طريق ..
مجنونان والتقيا ماذا عسانا نقول ، وهنالك مجنون آخر حسب ظني يا إما فقد عقله أو هنالك ما يؤنب ضميره ويجعله يخطو هذه الخطوة .. سار في ذلك الممر الطويل وهو عازم على اختراق كل القواعد لرؤيته فهو يستحق ذلك منه ، كيف حدث له ذلك قد تركه سليما معافى يعني لو لم يناديه لذلك الخلاء لما استغلوا الفرصة وقاموا بقذفه من الجرف .. هذا ما كان يثقل كاهل حكيم ويضغط على أنفاسه المختنقة أكثر فأكثر .. ما إن وصل إلى غرفة العناية المركزة حتى وقفت أمامه الممرضة تأمره بألا يتأخر قرب النافذة لأزيد من 5 دقائق
حكيم(بشرود نظر لوائل):- لا تقلقي أساسا لا أستحق سواها .. شكرا آنستي
الممرضة:- بالشفاء العاجل لمريضكم
هز رأسه لها وتابعها حتى رحلت بعدها أخفض عينيه ليرفعهما وينظر لوائل ، تلقائيا تنهد بعمق فهو يكره رؤية المرضى خصوصا لو كان شخصا مثل وائل غريمه اللدود ، حتى لو كان يكرهه لأنه يقف حائلا بينه وبين سعادته مع ميرنا إلا أنه إنسان في نهاية المطاف وأكثر من ذلك عايش معه أزيد من موقف حتى أنه أنقذه قبلا من الموت أثناء إنقاذ دعاء في المزرعة .. تأفف كثيرا وهو يلعن الحظ الذي جعله جزءا من تلك الحادثة مذنبا في حقه فلو لم يستدعه إلى هناك ما كان سيحصل ذلك .. مط شفتيه بحزن يصارع ذنوبه وآثامه فرؤية وائل بتلك الشاكلة أثرت في صميمه وأعطى لميرنا ألف حق وحق فهي أكيد قد فقدت ثباتها بعد هذا ..
حكيم(بصوت متحشرج):- آسف لأنني ساهمت في هذا ، لكن صدقني لو كان للفهد البري دخل ما كنت رحمته وقد اتضح أنه شر قديم عاد لينغص علينا وعليكم حياتنا ، أنت معنا أيضا في نفس المركب يا وائل رشوان كلنا قابعون تحت رحمته ولو لم يتكفل عزرائيل بخطف روحه سيحرص على أن يصُفنا الواحد تلو الآخر في قبور متجاورة .. وميرنا أولنا ميرنا الجوهرة التي أفرغت ماساتها كلها عليك ، قد بكتك اليوم بمجمل الدموع التي تملكها أتعلم أنني حسدتك أجل .. حسدتك فهي قد أثبتت للجميع مكانتك في قلبها بل صدحت أمام الكل بغرامها الذي تدفنه في جوفها لأجلك ، لم تنكر بل لم تكن تملك أصلا وقتا لتفكر بمن هم حولها قد صرحت وصرخت باسمك دون أدنى اعتبار لي أو لغيري .. قمة الألم أن تشعر نفسك بلا طائل في قلب شخص تعشقه حد الجنون ، ومؤسف أنك حظيت بهذا بدلا عني يا وائل رغم وجعك إلا أنني أجدك محظوظا جدا .. بل أمسكت بتميمة الحظ بين يديك ومضيت في طريقك ..
لامس بإصبعه الزجاج الفاصل بينه وبين وائل وأفرج عن آهاته المكلومة وغادر المكان ، عائد إلى عصفورته التي مرت على قلبه بدبابات ثقيلة دون أن تحسب حسابا لوجعه ، لكن ماذا يسعه يفعل هو لن يجادلها أثناء تعبها فروحها معلقة بروح وائل وهذه هي النتيجة الحتمية التي تم التوصل إليها بل الاقتناع بها أيضا … لم يشأ العودة لغرفتها لذلك فضل أن يطالع السماء قليلا لعله ينفض عن رأسه تلك الأفكار العقيمة وبالفعل توجه لأقرب شرفة مطلة على الهواء الطلق فهذا أقصى ما يتمناه تلك اللحظة …
وفي غرفتها
فتحت عينيها بثقل مجددا وبمجرد أن فتحتها استوعبت تماما ما حدث لذا انتفضت بسرعة قبل أن يأتي حكيم ويمنعها مرة أخرى من رؤية وائل، أزالت غطاءها وشعرت بثقل في رأسها وقد عاد صداعه الذي يصدح بضوضاء غريبة تلفها همهمات نسائية لا تتوقف ..أمسكت بيديها لعلها تذهب ذلك الوجع وتتوجه صوب جناح وائل لكن الصداع غالبها بشدة حتى اضطجعت على السرير وهي تغلق عينيها بقوة وتفتحهما بروية منتظرة أن ينتهي ذلك الألم وتنفذ غايتها ، انتظرت بضع دقائق حتى هدأ ذلك الضجيج وبعدها تنهدت بأريحية حين استكان ذلك الصوت بداخلها وقبل أن تنهض فتح باب غرفتها وأطل عليها برأسه المضمد ووجهه الجريح وحالته المريضة ، أيعقل هذا قد أتاها وهو في ذلك الحاااااال أي جنون ذااااك ؟؟؟
ميرنا(بعدم تصديق اختفى حتى صوتها):- وا .. وائل وائل ماذا تفعل هناااااا ؟
وائل(بصوت متردد كالصدى):- ميرنا حبيبتي اشتقت إليكِ …
ميرنا(نهضت إليه بتثاقل واقتربت منه باكية):- يا روحي وأنا اشتقت إليك .. تعال اجلس قربي هنا ولا تبقى واقفا لأجل صحتك
وائل(طاوعها بلطف وجلس قربها وهو يتأملها بعشق):- قد كنت أناديكِ لترافقيني إلى مكان آخر لأعرفكِ على أمي رانيا ، لكنكِ لم تسمعيني يا ميرنا ؟
ميرنا(بدموع وضعت رأسها على كتفه وقبلت يده):- كنت اسرقني ألم تعدني بالاختطاف ؟
وائل:- ههه وعدتكِ حبيبتي وسأنفذ وعدي لكن ليس الآن ..
ميرنا:- أنا لا أحلم صحيح ؟
وائل(ابتسم لها):- طالما أنا ثابت بداخلكِ لا يهم إن كان حلما أو حقيقة
ميرنا(تمسكت بجدعه وهي تحك جبينها بحميمية فيه):-كدت أموت لو فقدتك ..
وائل(لامس خدها بظاهر يده ومسح دمعاتها):- شتت لا تبكي تعلمين أنني لا أتحمل
ميرنا(رمشت بعينيها):-لن تتركني ؟
وائل(غمزها بدعابة):- مطلقا .. لكن توقفي عن الحزن لأني بجواركِ الآن
ميرنا:- أشعر بالتعب هل لك أن تنام بقربي ؟
وائل(ابتسم لها وجعلها تنام على السرير وجاورها وأخذ ينظر إليها):- أعشقكِ يا عسل غروبي ، يا شمس لياليَّ الآفلة ..
ميرنا:- وأنا أعشقك يا أيقونة سعادتي
وائل(ضحك برفق):- أيقونة ؟
ميرنا:- أهاه فأنت من يجعلني أضحك هه
وائل(أغمض عينيه):- طيب لأكن أيقونة وغاية وحُلُمًا ، طالما أنتِ معي فهذا يكفيني
ميرنا(لامست ضمادته):- هل تؤلمك هذه ؟
وائل:- قليلا .. يعني كوخز الإبر إنما شجاعتكِ اليوم جعلتني أوقن أن لي ظهرا أستند عليه بمعنى شخص لن يفلت يدي مهما حصل
ميرنا:- ههه أنا ومن غيري
وائل(بلمعة عشق):- ميرناااا ..
ميرنا(بلوعة):- هاه ..
وائل(بدفء):- قبِّليني ..
ميرنا(اندثرت بسمتها لتتجلى في نظرة شوق جعلتها تمسك وجهه بيدها وتقبل شفتيه بعمق خلق الراحة في جوفها تلك اللحظة):- أحبك … وائل .. وائل هل نمت لما لا تجيبني هل نمت أراك أغمضت عينيك .. وائل رُد علي واااائل .. هئ واااائل لما لا تجيبني وااااائل استيقظ وااائل واااااااائل ..
أمسك بيدها وناظر تعرق جبينها وعينيها المغمضتين واهتزاز رأسها المتكرر ، وفز عينيه قلقا وهو يهزها لكي تستيقظ لكن كما لو أنها كانت تعايش حلما سيئا من جديد وتهذي باسم وائل .. رمش بعينيه وأخذ يهزها لعلها تفيق من تلك الحالة
حكيم:- ميرنا ميرنااا استيقظي حبيبتي .. ميرناااا
ميرنا(بصراخ فتحت عينيها):- واااائل وائل أين هو وااااااااائل ؟؟؟
حكيم(التقطها في حضنه وأخذ يمسح على رأسها لكي تستكين):- هشش لقد كنتِ تحلمين ، وائل بخير اطمئني هو في العناية المركزة الآن ، قد زال الخطر وأنتِ تعلمين ذلك ميرنااااا …
ميرنا:- من … تت حكيم لقد رأيت وائل كان هنا و …أوه لا كان مجرد حلم
حكيم(مص شفتيه وهو يمسح على وجهها بحنان وفي سره):- وتحلمين به وتهذين باسمه وتثقبين طبلة أذني بسيرة وائلكِ … هيييييه صبرا يا حكيم صبرااااااا …
ميرنا(أزالت يده وتحركت):- علي أن أراه الآن لن أهدأ قبل رؤيته,,(بتوجس) أنت لن تمنعني هذه المرة صحيح لن تحقنني بمهدأ مجددا والله سأبقى عاقلة والله لن أبكي ؟؟
حكيم(أزال يده وجمعها في قبضة غير قادر على تحمل براءتها واستقام):- كفى يا ميرنا أنتِ هكذا تعذبينني
ميرنا(بخوف تسحبت للخلف):- هل ستحقنني هل ستنادي الطبيب أرجوك لا تفعل لالالالالا تفعل لا تفعل اهئ هئ
حكيم(بعدم تصديق):- ميرناااا هل تخافين مني ؟؟؟؟؟
ميرنا:- لقد غدرت بي قبلا أنت كاذب وغداااااار وستمنعني عنه لأنك تغار ، حرام عليك أشعُر بلوعتي قليلا أتوسل إليك
حكيم(مسك رأسه بتعب من صدماتها وتأوه عميقا):- توقفي فقط ما كنت سأمنعكِ هذه المرة
ميرنا(بعدم تصديق أردفت):- أحقا ؟
حكيم(عض شفته وزفر بعمق):- حقا … حسن سآخذكِ إليه كي تطمئني ..
ميرنا(رمشت بعينيها):- هل أنت جاد ؟
حكيم(تحرك صوب الباب وفتحها):- طبعا .. دعيني أساعدكِ قليلا
ميرنا(زفرت براحة):- أشعر بالجوع
حكيم(عض شفتيه صبرا):- لمَّا نعود من غرفة وائل سأحضر لكِ طعاما
ميرنا(ابتسمت له بإشراق فرؤية نبضها الآن بمثابة حلم يتحقق):- همم ..ماشي
كانت تسير ببطء بجانبه لكن كانت تشعر داخليا أنها تطير فوق مرج مليء بالزهور ، ترافق فراشات وائل الملونة التي تحضرها خيالا في كل مرة تشتاق إليه ، ترقص رفقتها وتغني معها وتقفز بفرح منددة باسم حبيبها الغالي .. كانت تمشي بروية جواره ولم تشعر بنفسها إلا وقد بدأت تسارع خطواتها كي تراه من شدة اللهفة والاشتياق ، لاحظ حالتها ولم يزده ذلك سوى وجع خاطر لن يرحمه ..لم يستطع مواصلة الطريق معها فتلك النظرة التي سترتسم على عينيها ستؤلمه في صميمه لذلك ترك يدها وأومأ لها بغبن كي تمضي وتكمل لوحدها الطريق ، كانت تعلم أنه يتألم لكن هي الآن على مشارف إراحة قلبها فهذا هو ما هي بحاجته الآن .. اليقين التام أن ذلك الكيان لن ينهزم وسيقاوم لأجلهما ولأجل قضيتهما معا .. خطوة تلحق خطوة لحين وصلت إلى غرفة الممرضات لم تستجديهن حتى أو تتوسل ما إن لمحنها حتى استقبلنها بمودة وأعطوها لباس الزوار لترتديه بل ساعدنها فيه حتى ، فقد اتضح أنهن من مناصرات العشق وشهدن حالتها وانهيارها لما اعتقدت أنه قد فارقها لذلك وقفن بجانبها وقفة جادة لن تنساها على المدى البعيد .. ها هي ذي بثياب الزائرين رفعت كمامتها الخاصة لفمها وضغطت على زر الدخول فانفتح الباب الزجاجي من الوسط ودخلت إليه .. في كل نبضة كانت تتنهد وتخشى أن ترفع صوتها فينتبه عليها لذا كتمت شهقاتها وهي تنظر إليه .. مضمدا من صدره ويده معلقة عليها جبس في حين أن قدمه الشمال كانت مضمدة وتحتها دعامة حديدية تبقيها على ارتفاع محدد ، أما بالأعلى فقد اتضح أنه مجروح في جانب من رأسه لذلك كان مضمدا وبرزت جروح خفيفة على وجهه عليها ملصقات طبية وأيضا جرح في شفته السفلى يكاد يظهر .. كابرت دموعها ولكن لم تستطع التحمل لأكثر من دقيقة حين باشرتِ البكاء عليه وعلى حاله ، هذا ما جنته من عنادها هذا هو العشق الذي دفع ثمنه وائل أجل دفعه بشكل بشع جداا .. لقد كان يحاول حمايتها بابتعاده عنها ولكنها عاندت وأبت تحمل ذلك فماذا جنت الآن حالته المتعبة ومصابه الجلل … مسحت على جبينه ببطء ومسكت يده السليمة وهي تداعب أصابعه وتبكي ، بغبن انفجرت تنتحب بصوت مختنق جعلها تنحني أرضا لترثي مصاب حبيبها وتشفق عليه …
ميرنا(بصوت باكي وحرقة):- يا ليتني كنت أنا وليس أنت يا حبيبي .. يا ليتني سمعت كلامك يا وائل سامحني أرجوك سامحني على عنادي فأنا فكرت على المدى القريب ولم أحسب حسابا لهذااا .. أولئك الأشرار لا يمزحون في شيء أنظر معي إلى أين آلت بك شرورهم ماذا لو فقدتك يا نور عيني كيف كنت سأكمل هذه الحياة المظلمة بدونك .. أجبني يا وائل هل أخطأت في حقك حين لم أرضى ببعدك عني أظنني بالغت في ذلك لكنه لم يتم لخاطري والله ليس لخاطري أيعقل أن تسأل عاشقة تتنفس بك عن مغزى وجودك في حياتها ، صدقني أنت ونبضي سيان لو توقفت اختنق بدوره وخفت تدريجيا لحين استكانته الأخيرة بجوارك ، هذه حالي معك يا عمري فلا تلمني على تعلقي بك لأنه شيء فوق طاقتي .. سامحني يا وائل لكن أعدك أعدك ما إن تُشفى وتغادر المستشفى سأكون مطيعة وسأنفذ كل ما يأمرونني به بالحرف فقط كن لي بخير يا طفلي … أجل طفلي الأول الذي أهدتني إياه هذه الدنيا ولكي تكون بخير سأمارس أمومتي معك لأول مرة لأن هذا ما أشعره اللحظة .. إلى حين تستعيد فيه عافيتك سأرعاك يا أيقونة سعادتي لكن ….. من بعيد كي تبقى بسلام …
قبلت يده مرتين وهي تمسح على أصابعه بحنان ، رفعتها بهدوء ووضعتها على السرير واستقامت وهي تكفكف دمعها وتداعب خصلات شعره قليلا بعدها استجمعت أنفاسها بعد دخول الممرضة التي طلبت منها الخروج فلا يجوز بقاؤها لوقت أكثر .. طاوعتها ميرنا ونظرت لشاشة نبضه المستقرة واطمأنت عليه بشكل مبدئي ، فريثما لم يستعد وعيه ويحادثها ستكون قلقة طوال الوقت .. توجهت رفقة الممرضة لتزيل تلك الثياب شكرتها هي وصديقاتها اللاتي دعين لأجل سلامة حبيبها بطيب خاطر وهذا ما أراح قلبها ، فبسمة الغريب ودعوته لك ترافق شعورا طيبا يستحيل أن يُعوض .. أخرجت منديلها ومسحت دمعها فقد ارتاحت مبدئيا كما سلف وهذا أقل ما يمكنها فعله لحظتها ، خصوصا أن الممرضة أكدت لها أنه في حالة ما إذا استيقظ لن يحدث ذلك قبل الغد ، وهذا ما جعلها تغادر بأمل في ذلك الغد المنتظر حين تراه صاحيا ينظر إليها بنظرته التي تعشقها عشقا كثيرااااا …
خرجت من الباب ولمحت حكيم يحادث نادر الذي ما إن رآها حتى ركض إليها وعانقها بأخوة لم يتفهمها حكيم الذي رفع يديه للسماء لا يعرف هل يضعها بزجاجة ويغلق عليها أم ماذا ..
ميرنا:- نادر الحمدلله على سلامتك ..
نادر(أمسك يدها بلهفة):- رأيتهِ صح .. طمئنيني سيعيش سيتعافى سيكون بخير هاااه ؟
ميرنا(ربتت على يده ببسمة):- أكيد فهو وائل رشوان في النهاية وحادثة مثل هذه لن تجعله يتزحزح من بيننا ..
نادر(ارتاح ورفع يديه شكرا لله):- الحمدلله يا ربي ، طوال الطريق وأنا أدعو له أتعلمين أنا أدين له بقيمة عشاء لخمس مرات قد فقدت 20 رطلا بسببه ..
ميرنا:- هه يا رجل كله يهون لأجل صديقك
نادر(بجدية رمش بعينيه):- لا تعلمين ماذا يعني وائل لي يا ميرنا .. هو ليس صديقا عاديا فقط هو أخ وقريب في الوقت الذي فقدت فيه كل أواصري مع عائلتي لم أجد سوى وائل قريبا مني ومساندا لي .. تت أفكاري السيئة لن تتركني لذا يتوجب أن أصمت ..
ميرنا(نظرت لحكيم الذي كتف يديه ينتظرها):- أمم طيب لنجلس هناك قليلا
نادر:- آهاه لننتظر فستأتي هديل وتتعرفين عليها هي قادمة مع فؤاد ، أكيد لن يتركها سريعا من فرط اشتياقه لها فهي الأخرى مشتاقة لهم
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أخت وائل .. لم أعرف أنها جاءت معك إلا الآن
نادر:- بلغت فؤاد فقط حتى شهاب لم أحادثه في ظل تلك الأحداث ..
ميرنا(بتوتر رمشت بعينيها ونظرت لحكيم الذي بدا عليه التذمر):- أمم جيد ..
فؤاد(ظهر من الرواق وهو يمسكها من يدها):- كفى بكاء يا هديل هو بخير وعلى خير
هديل:- لن أطمئن قبل أن أراه بعيوني ذاك أخي يا عمي أخي الوحيد
فؤاد(مسح على شعرها):- يا الله على دموعكِ هذه أيتها الرشوانية .. لو يراكِ جدكِ سيجعلكِ تبتلعينها هاه قد نبهتكِ
هديل(حركت حاجبها وهي تبتسم):- حسن لن أبالغ سأثق بك .. آه ميرنااااااا تلك ميرنا صح يا عمو فؤاااااد
فؤاد(ضحك بطمأنينة):- والله لن أسألكِ من أين تعرفينها ههه
هديل(ركضت صوبها):- ميرنااااا أخيرا التقيت بكِ
ميرنا(نهضت تستقبلها بتوجس):-أأ الحمدلله على سلامتكِ هديل
هديل(نظرت إليها بتأمل ودموع وعانقتها بحرارة):- واووو أخي لم يخذلني أبدا وصفه دقيق جداااا مثل العادة ، أنيق في كل اختياراته كنت متشوقة للقائكِ ميرنا صدقااا ..
ميرنا:- أوك أمم لا أعلم م..
هديل(مسحت على وجنة ميرنا وطالعت دموعها):- لا تشغلي بالكِ بشيء أنا أعرف ما الذي حصل ، لكن أنتِ هنا الآن وهذا سيفرح قلبي وقلب أخي الحبيب ، أ أنت حكيم زوجها صح ؟
حكيم(هز رأسه بتوتر هو الآخر):- يُفترض ذلك ..
هديل(اقتربت منه وهي ترمش بعينيها):- أشكرك جزيلا لأنك وافقت على حضور ميرنا إلى أخي ، أعرف أنك متضايق لهذا لكن أخي سيكون ممنونا من هذا الموقف وسيتعافى بسرعة وهي بالقرب يعني لا أطلب منك أن تقدم على شيء فوق طاقتك لكن اعتبرها خدمة إنسانية
فؤاد(حك أنفه):- احم هديل لا تستلميه الآن ..
حكيم(نظر لميرنا التي كانت تستجديه بعينيها):- طبعا طبعا لم أكن سأفعل شيئا يضر بصحة أخيكِ ، يعني أنا متفهم للوضع وأتقبله بصدر رحب
هديل(شبكت يديها بامتنان):- باسمه وباسم عائلتي أشكركما …
ميرنا(بإعجاب بها):- أنتِ لطيفة جدا
هديل(ابتسمت لها):- وأنتِ رائعة .. عمو فؤاد هل سيسمحون لي برؤيته ؟
فؤاد:- سنجرب حظنا هيا تعالي ودعي ميرنا وحكيم قد صرعتهما منذ الوهلة الأولى
نادر:- هيييه إلى أين ذهبتما وتركتماني .. سآتي معكما أريد أيضا رؤية ولول حبيبي ..
حكيم(أطل على ميرنا بهدوء):- نعود للغرفة ؟
ميرنا(هزت رأسها وتحركت معه):- هيا بنا ..
حكيم(وضع يديه بجيوبه ونظر للأمام وهو يزفر بعمق):- لطيفة هي أخت وائل
ميرنا(مثل وائل):- أجل ..لطيفة جدا
حكيم:- أممم أسرة متناقضة في بعضها صراحة
ميرنا(رمقته بطرف عين):- مثلنا تماما ..
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة وتوقف عن المسير):- دوما ما تجدين ثغرة بيننا تفتعلين بها نقاشا محتدما ينتهي بخصام
ميرنا:- على أساس أنك ذو اللسان المعسووول
حكيم:- أرى أن زيارتكِ لوائل فكَّت عقدة لسانك ، عموما سأرضى بالطرف المُساند حاليا
ميرنا(رفعت يديها بلامبالاة ودخلت لغرفتها):- ولا تفرق معي .. سأنام
حكيم(رآها قد تمددت في سريرها وتغطت ببرود وتنهد عميقا):- ستقتلني حركاتها أقسم ..تت سأكلم طلال على الأقل سأجد فيمن أصب غضبي ../ تيييت تييييت هل أيقظتك ؟
طلال:- وهل نمت أصلا كي توقظني أنا والرجال في المهمة التي طلبتها منا يا صديق
حكيم:- أممم وهل توصلتم لشيء ؟
طلال:- نن لا شيء حتى الآن قد بحثنا في الأمكنة المحتملة ولكن بدون فائدة ..
حكيم:- عليكم العودة للبلدة يا طلال ، هناك قد نجد خيطا رفيعا يوصلنا إلى ذلك الرجل الخرف لن نسمح له بأن يتجاوزنا هذه المرة أقسم أنني سأدفنه بيدي
طلال:- يا حكيم نحن حتى لا ندري ما إذا كان هو أم غيره
حكيم:- لقد أخبرتك بما أوجزه لي الفهد ، قال أنهم نبشوا القبر ولكن لم يجدوا جثة ولا غيره يعني هنالك سر خفي وراء الموضوع
طلال:- طيب ما ربما غيّر أحد مكان القبر
حكيم:- مستحيل يا طلال أنت تريد أن تستبعد هذه الفكرة لكنها واردة وجدا ،أساسا ليس لدينا تحليل آخر للحادث طالما الفهد أخلى ذمته يعني أن هنالك طرف آخر يلعب بخيوط الأحداث عن بعد وهذا الشخص علينا أن نصل إليه قبل أن يتغلغل فينا
طلال:- عموما سأسمع منك وأشق الطريق رفقة الرجال نحو البلدة ، سنرى أمر الناس هناك أكيد سيكون هنالك من لديه معلومة إن ظهر الميت الحي في الأرجاء
حكيم:- أعتمد عليك يا طلال ، أرجوك أفرح قلبي بخبر جيد يوم غد
طلال:- تمام تمام .. هل ستمر بالقصر ؟
حكيم:- لا أعتقد ذلك سأرابض بالمشفى تعرف الأوضاع ..
طلال:- هييه إذن حين عودتي سأجد شاهيناز أكلت فخرية أو حدث العكس
حكيم:- لا بأس دعهما توجدان طريقة للتواصل وحدهما .. عموما أنتظر اتصالك
طلال:- إن شاء الله .. هيا يا رجال تحضروا سنتوجه صوب البلدة حالا علينا أن نصل عند الفجر دااااغر تصرف
داغر:- تحت أمرك سيد طلال ..
دخل إلى القصر بغية توديع شاهيناز وجدها نائمة في غرفتها ولم يشأ إيقاظها ، لذلك حمل نفسه وغادر القصر رفقة بعض رجاله المختارين هنا فتحت عينيها ما إن تيقنت من رحيلهم ونهضت من سريرها تعدل ثوب نومها الطويل وتنظر لنفسها بالمرآة مقابلها ، حركت رأسها وهي تلاعب شعرها بشكل أبله
شاهيناز:- يفترض أن هذا شعر تلك الغبية شاهي أففف مابه اللون الأسود لقد كنت أحظى بشعر مسروق من كبد الليل قاتم السواد ، يخطف الأنفاس منذ الوهلة الأولى ولكن راح كما راحت معه ملامحي لكم اشتقت لرؤية نفسي لكنني مضطرة لأن أتقبل هذا الوجه يعني لا بأس به ذو تأثير جميل وقد يحقق لي ما أبتغيه .. تتت بما أنني تخلصت من حارس الشمس لم يعد هنالك ما يفرقني عن نجاتي سوى القلادة التي عرفت مؤخرا أنها ما تزال موجودة ههه ،، حمقاء هي أختي فخرية حين اعتقدت أنني سأصدق هراء وُديقة وكذبها علي فالقلادة موجودة لكن أين يمكن أن تكووووون أين ؟؟؟؟؟ هممم لنقض مضجع فخرية ما ربما استجواب أواخر الليل قد يشحن ذاكرتها …ههاهااا
خرجت من جناحها وتوجهت صوب غرفة فخرية وكانت تنظر حولها إن تواجد أحد من الخدم ، كما تسميهم هي عيون التجسس .. وصلت إلى باب أختها وصغرت عينيها بلؤم ولم تطرق الباب بل فتحتها بقوة حتى اصطدمت بالجدار وعادت إليها وهنا فخرية انتفضت من سريرها مفزوعة تدور حول نفسها لتفهم ما حصل …
شاهيناز:- ههههه هههه منظركِ كالخرقاء هكذا يشعرني بالمتعة
فخرية(رمقتها بحدة):- أنتِ تستنزفين صبري ..
شاهيناز(رمت بجدعها على طرف السرير ونظرت إليها):- أحقااا وهل ستضربين أختكِ يا ترى هااااااه ؟؟
فخرية(بغضب):- ماذا تريدين مني في هذا الوقت ؟
شاهيناز(أخذت تخط على السرير بإصبعها):- شيء بسيط جداا يعني مساعدة
فخرية(صغرت عينيها فيها بحنق):- عن أي مساعدة تتحدثين ، ثم أنا قد ساعدتكِ في إيجاد ذلك العجوز حارس الشمس وقمتِ بقتله إذن لا تزعجيني
شاهيناز:- صحيح أنني قتلت ذلك العجوز القابع خلف الجبال حسب وصفكِ يعني ، لكنني غير مقتنعة وأحتاج لشيء أعظم بكثير يجعلني أتخطى مرحلة معاقبتكِ على ذنوبك
فخرية(رمت الغطاء ونهضت وهي تنفث شررا تفتش بين أدراجها وأخرجت خنجرا صغيرا وأعطته لها):- خذي يا سلسبيل خذي وعاقبيني وخلصيني من هذا الجحييييييييييييم
شاهيناز(نظرت للخنجر مليا واستقامت تتراقص بخيلاء):- علما أنه يعز علي التفريط بكِ ، لكنني لست بلهاء كي تنطلي علي خدعك إن تأذيتِ سأتأذى بدوري يعني سنموت سوية .. يعني سنفترق مثل النهايات التعيسة التي تصفق لها القلوب فرحا بعد اندثار الشر
فخرية(بتعب تراجعت للحائط ووضعت يديها على رأسها):- أموت ألف مرة ومرة ولا أعيش مع مجرمة مثلكِ
شاهيناز(اقتربت منها بخفة وفتحت الخنجر):- مجبرة يا أختي .. أنتِ مجبرة على تعويضي عن تلك السنين المقيتة التي احتجزتني فيها قسراااااا
فخرية:- ويا ليتني ما أعدتك هذا عقابي الذي علي أن أحياه ليل نهار تحت سقف واحد معكِ
شاهيناز:- من يعرف ما ربما كفٍّرتِ عن ذنبكِ ذاك ورحمتكِ ههه .. عموما لن تكثري على مسمعي أحاديثكِ البالية فالبكاء على الميت لا ينفع الآن عليكِ أن تساعديني لكي أعتبركِ حليفة وأتوقف عن تلاعبي برأسك
فخرية:- ألن تتوقفي عن هذه التهديدات ماذا تريدين مني بعد دعيني وشأني دعيني وشأني
شاهيناز:- أوه يا شقيقتي التعيسة ، لم تستطيعي تحملي حتى شهرا واحدا فكيف بسنواااااات الضعف التي جعلتني أقضيها بين الحجارة
فخرية(بتعب جلست على الكرسي):- ماذا هناك ؟
شاهيناز:- شيء بسيط تجدينه لأجل أختكِ الحبيبة وأتوقف عن مضايقتكِ وعد
فخرية(صغرت عينيها فيها):- والذي هو ؟
شاهيناز(مط شفتيها وراقبت ردة فعلها بحرص):- قلادة الشمس …
فخرية(ابتلعت ريقها وأطلقت ضحكة ساخرة):- ههه ابحثي عنها في قبر وديقة لأنه لا يوجد عندي أدنى فكرة عن تلك القلادة
شاهيناز:- اممم علما أن صديقتكِ أخبرتني عكس هذا الكلام ، إذ قالت أنكِ أنتِ من دمرتها
فخرية:- وهذا ما حصل
شاهيناز(جلست بقربها وحركت الخنجر بقبضة يدها):- فخرية فخرية عزيزتي ، هل ترينني شغوفة للمزاح معكِ في هذه اللحظة .. أخبريني أين القلادة وتجنبي شرِّي ؟
فخرية(بتوتر):- لا أعرف أقسم بأن لا علم لي عن مكانها ، وُديقة أخفتها بعناية بحيث لم أستطع تحديد مكانها بسحري حتى
شاهيناز:- كان ذلك في عهد وُديقة ، لكن بما أنها ماتت وشبعت موت وبما أنه لم يعد هنالك أحد من عشيرتها ستجدين تلك القلادة وتخبريني عن مكانها في أقرب وقت وإلا نفذت تهديدي ، وهذه المرة يا شقيقتي لن ألعب بل سأنفذه بابتسامة عريضة .. وأظن بأنكِ لامستِ بعض النتائج مثلما حدث لابن رشواااااان المدلل
فخرية(زفرت بشرر):- كنت أعلم أن لكِ دخلا في تلك الحادثة
شاهيناز:- حينما تشاء الصدف وتضع في طريقي مسببات الانتقام ، أكيد سأستغل الفرصة ولكي تطمئني أكثر ابن رشوان كان الضحية الأولى لا يزال العد قائما
فخرية:- أنتِ شيطانة
شاهيناز:- سلسبيل لم تكن يوما كذلك ، لقد عشقت شخصا لم يتوجب عليها عشقه وانتقمت منها الأقدار شر انتقام .. اختار غيرها واعتبر عشقها محض جنون لا يليق بمقامه ، عايرها وحطَّ من شأنها كله لأجل تلك الرشوانية البليدة ، ماذا بعد آه تحالفت شقيقتها مع ألذ أعدائها وسجنتها في الجبل كل هذا لأنها دافعت عن حقها وأرادت أخذه بيدها انتقاما لكبريائها الذي جرح … لم أكن سيئة أبدا يا فخرية أي نعم أنا امرأة تحالفت مع الشيطان لكنني لم أقدم على ذلك إلا لمَّا باعني أحبتي وتركوني وحيدة أصارع المجهول .. لست نادمة على تلك اللعنة التي أصبت بها آل رشوان وآل الراجي أبدا لم أشعر بذرة ندم بالعكس ما زلت أنتظر تحقق اللعنة بين رجال رشوان وبنات الراجي ، سأستمتع بتعذيب اللعنة لهم فحتى لو تزوجوا ما لم تبطل هذه الأخيرة لن يهنئوا بحياتهم مطلقاااااا …
فخرية:- طيب ألغها يا سلسبيل ، قومي بشيء جيد في حياتك لعل وعسى تكفرين عما اقترفته في حق الأبرياء
شاهيناز:- أبريااااء ههه .. كلهم مذنبون في نظري كلهم أخطئوا بحقي وأنتِ أولهم …
فخرية:- يعني ستعاقبين الجميع بذنبي ؟
شاهيناز(ابتسمت وولتها ظهرها):- أنتِ تستحقين عقابا أشد لأنكِ تواطأتِ معهم ضدي ، لكن هم قتلوا قلبي ومشاعري سيدفعون ثمن العشق الذي شردوه بل لفظوه من رحم قلبي دون إحساس .. فكيف تطلبين مني أن أرحمهم الآن هاااه ؟
فخرية:- لا تنتقمي من ميرنا أو وائل أو حكيم أو غيرهم من أولاد العائلتين ، فليس ذنبهم أنكِ وقعتِ في شرك ضرغام رشوان وسليم الراجي
شاهيناز:- هذا الأخير رحمه التراب من انتقامي ، لكن ذلك العجوز ضرغاااام هوهوووه بيننا حساب طويل لن أتوانى لحظة في جعله يبكي دما على أحفاده وابنه المتبقي ، ولعلمك أنا لست متسرعة في أخذ انتقامي قد صبرت سنوات مديدة وأنا قادرة على الانتظار لكن كل هذا لن يتم ما لم أضمن نفسي وعليه أريد قلادة الشمس لحمايتي وأنتِ من ستجدينها لي ، وإلا أقسم لكِ أنه في كل يوم سأفطر قلبكِ على واحد فيهم
فخرية(زفرت بعمق):- سأقوم بتعويذة بحث لكنني لن أعدكِ بالمزيد ..
شاهيناز:- وهذا أقصى ما أتمنى ..
فخرية(مطت شفتيها):- أخبريني بداية من ساعدكِ في حادثة وائل ؟
شاهيناز:- هههه وهل أخبرتكِ أنني أنا من قام بها ، أنا فقط شهدت عليها بناء على الظروف التي جمعت بيني وبين عزيزٍ مخلص فارقتني عنه الأيام ..
فخرية:- من تقصدين أحدا من نفس بلدتنا ؟
شاهيناز(رمت الخنجر خاصة فخرية على السرير واستقامت):- لن تحصلي على معلومات مني أختي كي تبلغي بها حكيمكِ ، لذا سأبقي الأمر سرا بيني وبينه ولن يعلم أحد فقد تحالفت معه لأجل الانتقام المزدوج من كلا العائلتين يعني ستشهدين أياما صعبة يا شقيقتي ..
فخرية:- منكِ لله أيتها الشيطااااانة فلتحترقي في نار جهنم
شاهيناز(خرجت بضحكات عالية):- هاهااااا سنحترق سوية حلوتي هه … تصبحين ع خير
فخرية(أخذت تفرك يديها بقلق بعد خروج شاهيناز وفي سرها):- من ذلك العجوز الذي قتلته في البلدة أكيد متشرد تائه رمت به الأقدار بين قبضتها ، المسكين دفع ثمنا ليس له ذنب فيه لكن لا بأس طالما لن تجد نزار بفضل تعويذة الإخفاء التي ألقيتها عليه فأكيد لدينا متسع من الوقت لنفكر في حل .. قلادة الشمس يجب أن نصل إليها قبلها وإلا سنهلك لا محالة …
ظلت تتخبط في نفسها تلك اللحظة فقد أرعبتها سلسبيل وزادت من قلقها على الآخرين ، هنا عادت هذه الأخيرة لغرفتها ونظرت حول نفسها وشعرت بالملل لذا اتصال مع أختها قد يجعلها تستريح قليلا بعد حرقة الدم مع فخرية …
شاهيناز:- هل أيقظتكِ ؟
كهرمانة(عدلت ثوب نومها وجلست على السرير):- خيرا يا شقيقتي
شاهيناز:- ألم تفتحي التلفاز هنالك خبر شائع عن ابن رشوان
كهرمانة(بقلق):- من فيهم ؟
شاهيناز:- حبيب ميرنا
كهرمانة(جحظت عينيها):- وائل ما به ؟
شاهيناز:- لنقل أن القدر رمى به من أعلى الجرف وهو في العناية المركزة الآن
كهرمانة:- يا إلهي من فعل ذلك به ؟
شاهيناز:- ههه وعلى هذا الأساس أريد مساعدتكِ ، فهل أنتِ مستعدة لكي تبيعي ابنكِ الفهد لأجل مستقبلنا ؟
كهرمانة(ابتلعت ريقها بخوف):- كيف يعني ماذا تقصدين ؟
شاهيناز:- في لقائنا أخبرتني أن فهدكِ البري ينوي الاعتزال ، ما رأيِكِ أن لدي حلا سيمنعه من ذلك حتى لو فكر فيه
كهرمانة:- ما الحل ؟
شاهيناز:- الحل متوفر في رئيسة عصابة القطب سوف تقوم بزيارة لعرينكم وعليكِ أن تجعليها حليفتكِ بعيدا عن مرأى الفهد البري ، ما يعني أنه عليكِ كسبها لصفكِ كي تجعله يعدل عن تلك الفكرة مبدئيا لحين تستلم هي الزعامة
كهرمانة:- لكن هذا يعني خيانته ؟
شاهيناز:- ولو يا أختي هل ستفكرين بمصلحتكِ أم بخيانة ابنكِ الذي باعكِ في أول غلطة ونفاكِ لمسكن بعيد عنه ؟
كهرمانة:- ولكنه لم يفرط بي طويلا ، سرعان ما أعادني للخان
شاهيناز:- لأنه بحاجتكِ فقط لو لم يكن كذلك لبقيت هنالك منسية ، اسمعي من أختكِ يا كهرمانة فالشخص الذي تحت ضمانتي لا يستهان به ضعي يدكِ في يدي ودعينا ننتقم منهم
كهرمانة:- ففف علي أن أفكر قليلا
شاهيناز:- تفكرين بماذا يا غبية ألم يكن ابن الراجي الذي قتل سعادتكِ تحت مرأى عينيكِ ، أما حان الوقت لكي تحصلي على انتقامكِ منهم .. ثم آل رشوان ألم يكن ضرغام هو الذي باعكِ لبيت البغاء أم أنني تقدمت في السن حتى كدت أنسى ما كابدته طوال هذه السنين ؟
كهرمانة(اهتزت عيونها بدموع لما تذكرت معاناتها):- أبدا لم أنسى مواجعي ولا انتقامي ، إنما ابني ليس له دخل فيما حصل يا سلسبيل ..
شاهيناز:- ذنبه الوحيد أنه ابن راجية يعني دمهم يجري في عروقه ، وكل من يحمل تلك الدماء يعد عدواااااا لنا من قريب كان أو من بعيد …
كهرمانة(توجست فلو علم ميار بخطوتها سيقتلها لا محالة):- سلسبيل ما هي خطتكِ أختي ؟
شاهيناز:- هه أولا تعرفي على رئيسة القطب وجسي نبضها إن كانت سهلة المراس ، سأخبركِ بخطتي التي على أساسها ستتصرفين لكي نضمنها لصفنا مهما حصل .. ضروري يا كهرمانة أن تعرفي معدنها وأظن أنكِ ستستغلين العزومة التي تحضرينها لكبارية السوق
كهرمانة:- أهاه قد أخبرت الفهد أنني سأستضيف فخرية وشاهيناز أظنكِ قادرة على تطويعها وجعلها توافق أعتمد عليكِ يعني ؟
شاهيناز:= ولو تلك المرأة في قبضتي لا تقلقي ، أعطني الموعد فقط وسأجعلها طوع أمرك
كهرمانة:- دعي الأحداث تهجع قليلا وأخبركِ بالموعد ، وسأستغل زيارة الرئيسة القريبة لأدعوها بنفسي لذلك الاحتفال
شاهيناز:- تمام إذن دعيني أغلق عيناي فقلبي الفرح اليوم قد أتعبني ..
كهرمانة:- ليلة سعيدة أختي
شاهيناز:- سعيدة لأنكِ اخترتِ الجبهة الأقوى … ههه سلام ..
ما إن أغلقت معها حتى جلست على سريرها تنظر للبعيد ، كيف ستخون ابنها ميار بهذه الفعلة وتتواطأ مع سلسبيل وذلك الشخص الغريب في أمر الانتقام ، هي تعلم أنها ستخون ثقة ميار بهذه الفعلة لكن هو الذي أجبرها على ذلك ركضه خلف ميرنا وفكرة اعتزاله أمر غير مقبول بالنسبة لها وستفعل أي شيء لتقطع الطريق عنه ، حتى لو كان ذلك بخيانته طوعا …عرفت من بعد الاتصال به لحظتها أنه ليس المتسبب بحادثة وائل وهنا تيقنت أن سلسبيل قد باشرت سبيلها واتفاقها مع ذلك الغريب ومؤكد أكيد لن تتوانى وإياه في حرق رؤوس البقية …
في عرين الفهد البري
كان يجلس على كنبته يدخن سيجارته المعتادة وبيده ملف رئيسة عصابة القطب شخصيا …والذي قدمه له رشيد بعد انقطاع اتصاله بكهرمانة ..
رشيد(ما يزال على حاله المتعب كان يجلس قبالته):- هذا ما توصلنا إليه سيدي والرئيسة سوف تأتيك في زيارة صبيحة الغد
ميار(لم يفتح الملف بل وضعه على سطح الطاولة):- ما اسمها ؟
رشيد(مط شفتيه):- اسم غريب ..
ميار(زوره بحدة ونفث هواء سيجارته):- سألتك سؤالا محددا لم أطلب منك تحليلا
رشيد:- ناريانا … تدعى ناريانا يا سيدي
ميار(صغر عينيه وفتح الملف بسرعة):- نارياااااانااااا اممم اسم مثير للاهتمام ، لنرى هذه النار كيف ستشعل الحماسة فينا
لحظة فتح الملف لم يجد الصورة لا في أول صفحة ولا في كل الصفحات ، أخذ يبحث عنها ولكن لم يجد وجد فقط معلومات سطحية عنها ، وهنا أطفأ سيجارته بالصحن ونظر لرشيد بنظرة مريبة وهو يهز الملف بين يديه
ميار:- ما هذا الذي أعطيتني إياه ، هل طلبت منك وظيفة مدرسية لتأتيني بعدة معلومات أصغر عامل عندي قادر على جمعها ؟؟؟؟
رشيد(ابتلع ريقه بخوف):- ولكن ولكن يا سيدي تلك العصابة حريصة جدا ، وبصعوبة استطعنا جمع هذه المعلومات هم محتاطون جدا وسريعو الحركة ولا يمكن مداهمتهم من فرط ذكائهم وحسن تدبيرهم ، حتى لو أردنا رشوتهم يرفضون يا سيدي ويهاجمون على الفور كل من تخول له نفسه أن يزرع الشكوك والسوس بينهم …
ميار:- هااااه الآن استطعت جمع هذه الأخبار لكن معلومات رئيستهم استعصت عليك
رشيد:- يعني بما أنك ستقابلها غدا حسب اختيارها فأظن أن الموضوع محلول
ميار(صغر عينيه ونظر إليه مليا):- هل تجدني مهتما لهذه الدرجة أن أتعرف عليها ، لو لم أجد أنه من صالحي تهدئة الأوضاع معها لكي أعرف مع من أتعامل
رشيد:- ما هي الترتيبات التي تّأمر بها ؟
ميار:- سيكون اللقاء في إحدى الفيلات الخاصة بنا ، لا أريدها أن تقترب من عريني ولو خطوة لا أحد سيعرف مكانه سوانا .. ابعث لها دعوة بالمكان وقم بتجهيزه حسبما يتطلب استقبال رئيسة منافسة مثلها
رشيد(نهض واتكأ على دعامته الطبية):- تحت أمرك لا تقلق كله سيكون ملفتا كما تحب
ميار:- اممم دعنا نرى من هذه الرئيسة المجهولة .. نااااااريانا ….
جوزيت:- ناريانا ناريانا ناريانا توقفي عن الزن فوق رأسي ، قد أوجعتِني صدقا بجملكِ المتكررة التي لن تغير شيئا من هذا الخوف الذي يتملكني
ناريانا:- يا إلهي هل صدقا أنتِ هي رئيسة عصابة القطب التي لا تهاب شيئا ، والتي جابهت أعتى الرجال وأقوى المافيات وصنعت لها اسما لا يهتز في هذا العالم ؟؟؟؟؟
جوزيت(وضعت رأسها على الحائط وأغمضت عينيها):- لست أنا لست أنا لست أنا …
ناريانا:- ألاحظ أن الأجوبة لديكِ باتت ثلاثية ، يعني أن القلق فيكِ خرب إعداداتِ عقلك هممم مشكلة !!
جوزيت(مسحت على وجهها ورمت بنفسها على السرير نائمة على بطنها وتغطي وجهها بيديها):- أشعر بثقل في أنفاسي ، هذا الهواء يخنقني يخنقني ..
ناريانا(نهضت من المنضدة وجلست قربها بل نامت جوارها وأخذت تمسح على خصلات شعرها):- شعركِ وصبغته بالبني الداكن جدااا، وجهكِ وقمتِ ب ب يعني لا شيء محدد هو كما هو ولا أستطيع إيجاد فرق واحد يجعله لا يشك بأمركِ
جوزيت(استدارت على ظهرها وطالعت ناريانا بغبن):- أنا مكشوفة أمامه قد أنطق من الحرف الأول … كيف سأتحمل رؤيته بذلك القرب يعني أشعري بي أنا في ورطة يا ناريانا فييييييييي ورطة لا أدري كيف سأتخلص منها
ناريانا(مسحت على وجه جوزيت بالضبط دموعها):- بداية رئيستنا لا تبكي ، هذا أمر ممنوع عليها وثانيا رئيستنا قوية صنديدة لا تهزمها بضع مشاعر همم
جوزيت(مطت شفتيها):- الكلام سهل جداااا لكنه في قلبي يغلي مثل طنجرة بلا قفل
ناريانا:- هههههه أظن أن ريح الوطن قد قام بمفعوله بلسانك ، انهضي انهضي يا مصيبتي فلا شيء يصعب علينا وسأجعلكِ ترين مياركِ وعن قرب حتى
جوزيت:- هل ستقومين بتعويذة مثلا هههه ؟
ناريانا(اهتزت حنجرتها):- وهل ترينني ساحرة أو خارقة القوى كي أقدم على ذلك ، الأمر بسيط تعالي وسترين
جوزيت(نهضت معها وتوجهتا صوب المرآة):- هاااه أرني ؟
ناريانا(أحضرت وشاحا طويلا ووضعته على رأس جوزيت ومررته على وجهها ولم تبرز منها سوى العينين):- هكذااااا …
جوزيت(نظرت لنفسها بالمرآة):- من رئيسة عصابة للمرأة الملثمة عفارم عليكِ يا ناريانا ، أفكاركِ النابغة تجعلني في بوتقة إعجااااب ذكريني أن أقوم بوضع لايك لإنجازاتك فهي تستحق
ناريانا(وضعت يديها على خصرها):- يوووه أنتِ هكذا لا يعجبكِ أي مما أفعله لأجلك ..
جوزيت:- إنها فكرة فاشلة بمجرد أن يرى الفهد عيوني سيعرفني ، سيشعر بي سيكشفنننني
ناريانا:- لن يحصل ذلك لأن جل اهتمامه سيكون مصوبا لي أنا ، ومسألة العيون محلولة عدسات لاصقة وزينة غريبة تصبحين في شكل آخر كله محلول مع مختصي المايكاب عزيزتي
جوزيت(جلست على المنضدة وأزالت ذلك الوشاح):- لا أدري لكنني غير مطمئنة ، لولا وجودي اللازم معكِ لتركتكِ تتخبطين وحدكِ هناك بينهم
ناريانا:- لالالا يا روحي إلا ذلك سوف أورطكِ أنا لا أعرف التصرف مثلكِ
جوزيت(زفرت بعمق وناظرت نفسها):- كيف سيكون شكله على أرض الواقع ، وسامته فتاكة وجسمه هلاك أما ضحكته فهي تحرض على القتل ، أو صوته الذي يجعلني مذنبة بحق أو بدون هذا وحده يصيبني في مقتل
ناريانا(ذابت في جملتها وعانقتها):- آآآي قلبي قلبي اهدئي علي فأنا لا أستطيع مواكبتكِ أختاه ، سأهرب لغرفتي وأنام أراكِ غدا آه وحاولي ألا تفكري كثيرا طالما أنا بجواركِ فلا أحد أكرر لا أحد قادر على لوي معصمك هاه .. قبلاتي
جوزيت(ابتسمت لها وأتممت تأملها لنفسها):- سأحااااول .. سأحاول أن أضبط أنفاسي بقربه علما أنني أشك بذلك … يا لورطتي القلبية !!

ليلة محتدمة مرت بأبطالنا فوائل كان الحدث الرئيسي ذلك اليوم قد شهدت حادثته مشاهد كثيرة ، وصراعات جمة وخوفا لا متناهي من خلال أحبته ، الذين برهنوا عن مدى تعلقهم به وأهميته في حياتهم بكل الأشياء الممكنة التي لا يتخيلها عقل .. اطمئنوا لاستقرار حالته وقام فؤاد بعد اتفاق مع شهاب على الأجوبة التي سيدلي بها بتقديم تصريح للصحافة بسلامته وبأنه ما يزال بالعناية المركزة لم يخفي شيئا وحرص على أن يرسل تهديدا مشفرا عبر وسائل الإعلام للمجرم الذي فر هاربا بعد تسببه بذلك الحادث الأليم ، لم يعطي تصريحات أخرى فهذا الموجز كان كفيلا لكي يضع النقاط فوق الحروف ويعلم الجميع أنه تمت محاولة اغتيال المحامي الشهير ومدير شركة دابليو إر وائل رشوان … كان ما يزال في المشفى جاثما على كراسي الانتظار وفي رأسه ألف سؤال وسؤال ، أرسل هديل بصعوبة رفقة نادر لشقة أخيها كي ترتاح من السفر وتعود في الصباح الباكر وطبعا بصعوبة استطاع إقناعها بلزوم ذلك ، ولم تغادر إلا بعد أن أخذت وعودا شتى بإخبارها بأي جديد يذكر في حالة أخيها الحبيب الذي كان لا يزال على وضعه غائبا عن الوجود .. أما ميرنا فظلت في تلك الغرفة نائمة بهدوء فقد استنزفت تلك الليلة كل طاقتها بكاء وصراخا على وائل واستحقت تلك الراحة لعلها تستعيد بعضا من عافيتها وصوتها المبحوح ، كان هو بجانبها جالسا على الكرسي يفكر في أعماقه عن سر هذا الهيام الذي جمعهما معا بهذا الشكل قد قاربت على الموت لأجل وائل فهل يعقل أنه لا يسعه التخلص من شبح هذا الأخير وإخراجه من قلبها وحياتها ، هل يعقل أنه لا أمل له ولو حتى محاولة ضئيلة لكي يستعيد حقوقه في قلب ميرنااااا حقوقه المسلوبة يقصد ، تأوه عميقا وأغمض عينيه بتعب مضني مستسلما للنوم فهو بدوره قد نفذت طاقة صبره .. أما في قصر ضرغام فقد كان الوضع مختلف كان يجلس على سريره وأمامه مفتوحة عدة ألبومات صور لأطفال صغار شابين وطفلة مشاكسة في وضعيات مختلفة تارة يلعبون تارة في المسبح ولم يخفى عليه أيضا تلك الألبومات التي حملت قصاصات الجرائد وصورهم التعيسة بعد موت أحبائهم كموت أنيس رشوان ووحيد رشوان وماجدة ورانيا رشوان أيضا .. وغير ذلك ألبوم خاص بصور وحيدته هبة التي رافقت صورها صور خاصة بسمر الراجي وهي في وضعيات تصوير كانت شبيهة بخالتها بشكل جعل قلب ضرغام ينتفض شوقا لغاليته الفقيدة .. غاليته التي سرقت منه في عز شبابها ولن يتوانى في جعل المتسببين بذلك يدفعون الثمن حتى لو لم يكن ذنبهم إلا أنهم عائلة موبوءة ويستحقون البتر …. أما في بيت الراجي فقد كانت نبيلة تتصفح بدورها صورة ابنتها هبة وتلامس شعرها وملامحها بكل حنان رفعتها بعد ذلك لفمها كي تقبلها وتضمها لصدرها بكل حب واشتياق وتتأوه داخليا بأمنية متعبة ماذا لو عرفت بأن أمها ما زالت حية وأنهم أبعدوها عنها قسرا وكذباااا ، كيف كانت ستكون ردة فعل هبة لو عرفت أن نبيلة هي والدتها الحقيقية آآه لو أنهم لم يحرموها منها لكانت اكتملت فرحتها ببناتها الثلاث ولتربت هبة مع أختيها عواطف ومديحة ، لكن مع الأسف سرقتها منها الأقدار على صغر وبقيت لوعتها في قلب أمها ليومنا هذا .. في غرفة أخرى من ذلك البيت كانت هنالك مديحة منسدحة على الكنبة وترمش بعينيها الدامعة وهي تتطلع لابنتها دعاء نائمة على سريرها وقد أعادت لها عفاف المورد الغذائي فقد كان من الخطأ أن تنهض أصلا من سريرها وهي لا تزال مريضة ، كانت تنظر إليها مديحة بعيون أم مقهورة على حياة ابنتها التي تحولت لتراجيديا مؤثرة حملها وزواجها واختطافها وتعرضها لكل ذلك الأذى كل هذا حطم الصورة لدى مديحة وإن كانت تخفي ، إذ تبقى أما يهمها مصير ابنتها وتتمنى لو تكون بأفضل الأحوال .. هذه واحدة وأختها الأخرى إخلاص تعاني كذلك بصمت فما حدث معها برمته شيء يضع العقل في الكف ويوقف بوتقة التفكير ،، كيف قام عمر بالتزوج عليها دون أدنى اعتبار لأيهم أي نعم سنقول أنه من حقه والشرع أعطاه أربعة لكن ذلك يتم بعد وجوب شروط وقوانين وليس فقط لتغيير المود والأهواااء ، حزنت وجدا على ابنتها إخلاص التي كانت مضطجعة على سريرها تضم في يدها القرآن الكريم وتدعو الله أن يمدها بالصبر الطويل كي لا تفقد رشدها فما فعله عمر بها وبابنتها ظلم شديد ، غير منطقي حتى هل فقط لأن شيماء فتاة سيعاقبها بذلك الشكل العنيف خلافا عن عبد الجليل الذي لم يبدي أي ردة فعل للدفاع عن أمه أو أخته أمام أبيه الجاحد ، كل هذا استذكرته في كفة وفي كفة أخرى ظهرت أصوات ابنتها وصراخها وهي تطلب النجدة لما أتى عمر كي يأخذها بالقوة ، هذا لوحده قسم قلب إخلاص وجعلها تبكي بدون توقف مآلهم التعيس .. شيماء كانت تنتحب في بيتهم هي الأخرى تنعي حظها فوق سريرها الذي شاركها نفس الآلام والأوجاع الباطنية منها والخارجية قد كانت تتحسر على جسمها الذي تحول لآثار دامغة من الجروح والكدمات وكأنها قتلت روحا جراء ذلك ، مع الأسف حين يكون المرء تحت رحمة أب ظالم لا يفهم في لغة التحاور شيئا بل على العكس لغته فقط الضرب والشتم والاستحقار لمن هم مثلها ، فحتى عبد الجليل ينال منه الحب والمودة والاحترام لكن الله يمهل ولا يهمل ، وأكيد سيعطي لعمر الدرس الذي يستحقه في هذه الحياة ، فها هو ذا ابنه متكأ على سريره ويفكر في لمياء وجسم لمياء الذي أخذ يشكل له هاجسا كل ليلة يطوف بعقله كشيطان رجيم يوسوس له كل مرة ويزيد من توسيع بوتقة الإثم بداخله ، وها هي ذي نائمة جوار عمر تتأفف من لمسة يده المقززة وتتمنى لو كان النائم بجانبها شاب من جيلها مفتول العضلات يشبع نظرها ورغبتها الأنثوية وليس شيخا هرما مثل هذا القابع بقربها .. كل بحسابه في هذه الحياة وكل يحصد ما زرعه من أفكار ونوااااايا وعودة لبيت الراجي فقد كانت عواطف أيضا ما تزال مستيقظة تزفر وتتنهد بعمق وعقلها يأخذ ويجيب فبعد أن تحدثت قليلا مع عبد المالك في غرفة الضيوف حين حضوره مع كوثر ،فاتحته في غايتها من طرح موضوع انفصال حكيم وميرنا فذلك هو الأصح طالما تحبه بذلك الجنون وهو لا يزال يعشقها إذن وجودها مع حكيم غير صائب ، فأن تبقى على ذمة رجل لا تحبه هذا بحد ذاته جرم لا يغتفر ، خصوصا أن عواطف جربت ما معنى أن يعيش المرء مع شخص لا يكن له أدنى شعور عذابه يكون مرا ولا شيء يحليه فيما بعد مهما كان ، لذلك ارتاحت قليلا حين أيدها عبد المالك في فكرتها وجعلها تسير على قرارها حتى النهاية لترى ما قد تفعله لأجل الجمع بين الأحبة .. في غرفة أخرى كانت هنا نور تنظر لرسمة فؤاد ودينا التي وضعتها مقابلها بجانب المرآة فوق المنضدة تنظر إليها كل حين وتتأمل ذلك الإبداع الذي لم تخفي ولا لحظة إعجابها به ، قد أنتجت ريشة دينا وريشته شيئا خياليا يجعلها تقر بذلك ، لكن طلبه المتكرر ذاك بات يزعجها في الآونة الأخيرة أي نعم هي لم تجد فيه ما يعاب ولكنها والزواج مصابان بمرض الانفصام يعني مستحيل أن يلتقيا ، هذا ما قالته في سرها وهي تقفل موضوع طلب فؤاد في عقلها مرة بعد مرة فهذا الأخير يأبى الرضوخ لها رغم كل شيء لأن هنالك شيئا يتحرك بداخلها تجاهه يجعلها مرتاحة معه تشعر بالأمان وبأنه سندها وقادر على حمايتها ولو بسحب روحه ، لكن مع ذلك هي تخشى التمادي في هذا التفكير فتصدم بواقع مرير يجرحها ويجعلها تفقد حصنها المنيع الذي تختبئ خلفه طوال سنوات ، رغم أنها ستكسر قلب ابنتها بهذه الخطوة لكنها قررت وستنفد بدون رجعة .. وعند رنيم كان الأمر شبيها بذر الرماد على العيون كي تتخطى أزمتها ففي ظل كل تلك الأحداث المؤلمة التي يعايشونها والمصائب التي تتوالى الواحدة بعض الأخرى استطاعت قليلا أن تهرب من نظراتهم المشفقة على حالها ، هي لم تتجاوز بعد مرحلة رأفت وأكيد لن تتجاوزها طالما لا يزال يعيش بين ضلوعها رجلها الوحيد الأوحد في هذه الحياة ، بكت طويلا خلال الأيام الماضية كلما استذكرت بشاعة تلك الليلة التي طلقها فيها شعرت وكأنها سقطت من أعلى برج أحلام صنعه لأجلها ، قذفها منه دون أن يرمش له جفن وتركها تسقط على الأرض وتنكسر بدون أن يحاول حتى الإمساك بها وسؤالها ، تخلى عنها ببساطة وظلما يا ليته كان حقيقة ما كانت تألمت بذلك القدر لكن مع الأسف حين يخيب الظن بأحدهم لا يعود للحسرة معنى ،، عانقت أيهم جوارها ومسحت على شعرها ونظرت لسجى النائمة في سريرها الخاص وقد كانت سابحة فوف غيمة أحلامها البريئة مرتاحة من مكر البشر وغدر الأقارب .. كانت هنالك مرام أيضا ترسم على دفترها الخاص صورة لفريد قد وجدت نفسها تلقائيا ترسم ملامحه بقلم الرصاص على ورقتها فهو ذلك الشاب الهمام الذي برهن على غايته المستعصية في محاولة إسعادها ومع ذلك تخلت عنه لأجلهما معا ، فلا هي قادرة على تجاوز مسألة أبيه وما فعله بابنة عمها ولا عائلتها ستسامح بسهولة ، حتى أمه وهو وأخته لن تعود المياه إلى مجاريها كما في السابق وعليه البعد أرحم من قرب جارح سيقتل تلك المشاعر الجميلة بينهما .. أما عند عفاف فقد كانت تحضن ابنتها إلى صدرها تمسح على شعرها وهي نائمة مستكينة في حضن أمها متمسكة بثيابها وكأنها ستفقد حياتها إن لم تبقى على ذلك الوضع ممسكة برحمة أمها ، كانت عفاف تبكيها بصمت ماذا لو تعرضت لذلك المكروه كيف كانت ستواجه طارق بعد عودته حين تتحطم حياة ابنتهما ، كيف كانت ستنظر إلى وجهه بعد فضيحة اغتصابها ، آخرها سيخرج ذلك المذنب من السجن بفعل ثروة أبيه لكن ماذا عنها هي حين تسلب من أثمن ما تملك الفتاة شرفها وعفتها وتغتصب فيهم ، كيف ستتجاوز نظرات المجتمع البغيضة وكأن من اغتصبت موصومة بعار هي لم تذنب فيه حتى ، وهذه المسألة شائكة فهنالك قوم ينظرون إلى المغتصبات بنظرة ناقصة مفادها لعنهن والإشفاق عليهن وكأنهن عالة على المجتمع بينما هن مجرد ضحايا لوحوش آدمية كسرت عودهن بشكل بشع تحترق له الأنفس ، مع الأسف هذا حال الأغلبية فلا أحد يأكل لحم النساء غير النساء اللاتي يفكرن بسطحية عدا عن الرجال الذين يرون في المغتصبة لقمة سهلة للعبث واللهو .. وهنا يجب على الضحية أن تتجاوز محنتها وألا تسمح لغيرها بأن يقلل من شأنها أي نعم عاشت مرحلة صعبة وسُلبت من أقصى حقوقها في هذه الحياة لكن هذا لا يمنع أن تنهض على قدميها من جديد وتكافح لأجل حريتها الشخصية فهي لم تذنب كي توضع في سجن منزلي ، لم تكن المجرمة بل هي ضحية تعرضت للقتل الروحي وعليها المطالبة بذلك الحق مهما كلفها الأمر ولا تستسلم للفكرة الرائجة بين أقربائها أن من يحدث لها ذلك يحكم عليها بالموت حية داخل أربعة جدران .. ومع الأسف نحن شعب لا يشعر بمأساة غيره إلا بعد أن تحدث له والحمدلله نجت كل من نهال وشيماء من مؤامرة شامل وهشام اللذين ناما تلك الليلة في السجن ، تعب زكريا ربيع ومحاموه في محاولة إخراجهم لكن كان ذلك مستحيل فقد ضبطوا بالجرم المشهود ويوم غد سيحولون للنيابة لفتح التحقيق .. وهنا كانت جيهان ترتجف رعبا إن قاموا بإفشاء أمرها مؤكد لن تسلم هي الأخرى من العقاب ….. في مكان آخر كان هذا يلف خصلة من شعر جنيته الحمراء على إصبعه ويعيد الكرة مرة ومرتين وعقله يسبح في فكرة غريبة راودت عقله بعد عودته إليها ، وجد أن روحه ارتاحت بعد رؤيتها وهي تحمل طفله بين يديها وتنتظر عودته بشغف وحب ، رأى شيئا افتقده منذ مدة طويلا في تلك الصورة التي خلقتها ميرا لأجله ببراءتها وعشقها اللامحدود ، قد كانت ببساطتها تخترق لب عقله وتستوطن كل ذراته دون فكاك ، هي وحدها التي استطاعت أن تجعله يستهوي الموت بين يديها فحتى لو فارق الحياة سيكون قد حظي بسويعات فرح مع مجنونته الجامحة ، ثم حادثة وائل جعلته يفكر بعمق وبجدية تامة في مصيرها ومصير أولاده ماذا ينتظر بعد هل هو مجنون كي ينتظر آخر الشهر ويتزوجهااااا بل سيكون مجنونا لو انتظر لذلك الوقت رفع حاجبه بتفكر ونظر إليها فهي تستحق لمحة فرح وتستحق أن تنتسب لاسمه غدا قبل أي يوم آخر وعليه رمش بعينيه مرتين قبل أن يرسم ابتسامة على ثغره مفادها مفاجأة سارة لحبيبة قلبه التي لن ينسى أن يعاقبها بطريقته عن كذبها الحلو الذي يجعله أسيرها بكل اختصار …أما هديل فما إن وصلت شقتهم حتى استرجعت كل ذكرياتهم الماضية وسرعان ما امتلأت عيناها بالدموع ، أول شيء فعلته هو الدخول لغرفة أمها المغلقة منذ زمن كان ما يزال عطرها صادحا بالجدران ، قد فارقتهم في وقت مبكر لكم هم بحاجتها الآن ، وخصوصا وائل الذي يحتاج لربتة يد أمهما لعله يصح ويصبح بخير .. استلقت على سرير أمها وسبحت وسط الذكريات والدموع الماضية ... وعند جوزيت كان الأمر يختلف باختلاف كبير عما يكابده الساهرون ذو القلوب الحائرة فهي تائهة بين خوفها وبين واجبها ويوم غد بالنسبة لها أكبر اختبار ستعايشه بعد مضي سنين ، ستراه أخيرا من بعد مشاهدته عن بعد عبر الشاشة غدا ستراه وجها لوجه كيف ستختبئ خلف اللثام وتخفي رعشتها بقربه ، كيف ستكبت رغبتها بالارتماء بحضنه والتعبير عن عشقها الثابت له مذ أن فارقته ، كيف ستخبره أن الظروف السيئة التي حكمت عليه بالرحيل كانت قد حكمت عليها قبله بالموت حية ، كيف وكيف وكيف رمت بنفسها وسط حمامها تحت صنبور الماء تمسح على وجهها وشعرها وتغرق نفسها بين رذاذ الماء حتى تقترب من الاختناق فذلك أرحم لها من معايشة يوم غد والذي يعتبر لها ضغطا كبيرا بل اختبارا قاسيا يتطلب منها النجاح فيه ومتابعة المسير .. مع الأسف ما يزال يحتفظ بصورتها بين أدراج ذكرياته ولا يمكنه نسيان تلك العيون التي سرقت لبه منذ الصبا فكيف ستتجاوز وإياه اختبار يوم غد هذا ما سنعرفه حين يحل الغد بإذن الله^^ ..
لكن قبل ذلك سنعود للمشفى في هذا الوقت المتأخر إذ أن هنالك خطوات غريبة تقترب من غرفة وائل رشوان خطوات لم نعهدها من قبل ولم نشاهدها في أي مكان قريب حتى الآن ، كانت امرأة في منتصف العمر تقريبا تسير بثبات بكعبها الرفيع بطقمها النسائي الأنيق وبروش على شكل وردة زمردية متربع على جانبها العلوي الأيسر يزيدها حُسنا ورقيَّا ، شعرها كان في قصة قصيرة متدرجة تضفي عليها لمحة الرفاهية والترف ، أنيقة رشيقة ورقيقة في كل خطوة تسيرها وهي متأبطة حقيبتها الثمينة تداعب خاتمها الزمردي بحركة إصبعها المرتعشة ، تحاول أن تخفي اضطرابها قليلا وقلقها من أن يلمحها أي أحد هناك .. أزالت نظارتها الشيك ووضعتها في حقيبتها كي تخف ملامحها ووصلت إلى باب العناية المركزة أخرجت ظرفا مليئا بالنقود وأعطته للممرضة التي وفرت لها هذا اللقاء والتي نظرت من كل جانب وأومأت لها بوجوب الدخول في حين ستحرس هي المكان .. أجابتها بعلياء وضغطت على زر الباب الذي انفتح أمام وجهها على مريضها الذي أتته من قاع الدنيا كي تراه وتطمئن عليه … دخلت إليه بخطوات حاسمة واستساغت صوت انغلاق الباب خلفها الذي خول لها مجالا للانفراد به ..
امرأة ما (تنهدت بعمق واسترسلت ما جاءت لأجله):- عزيزي وائل .. ما استطعت البقاء بعيدة عنك بعد الذي تعرضت له ، كان صعبا علي متابعة أخبارك من خلال نشراتِ البرامج وصفحات الجرائد أنت مني ويتوجب علي أن أطمئن عليك هكذاااا ، رغم أنني قلقت أكثر لحالك المتعب هذا إلا أنك ستتجاوز الأزمة موقنة من ذلك يا ابن الغالي .. ليكن بعلمك أنني خاطرت بكل شيء كي أستطيع كبت الخوف بعمق فبعد رؤيتك شعرت بالارتياح وبأنك ستتجاوز هذه الأزمة ، من المؤسف أنني لن أستطيع مصارحتك بشيء ولا يسعني البقاء أكثر لكنك استحققت هذه الزيارة وأعدك وعدا حقاَّ أن من فعل بك هذا سينال عقابه ذات يوم ، انتبه لنفسك ولا تتخلى عن حلمك لا تتخلى عن ميرنا فهي تعشقك بجنون وموقنة أنك مثلها لذلك لا تجعل أحقادهم ومخططاتهم تفرق بينكما وكن لها بيتا كي تكون لك روحا تخلق البسمة بين جنباته .. وداعا يا قطعة مني
تنهدت عميقا وتحركت من محلها كي تتقدم إليه برفق ، مسحت على شعره وهي تقاوم دمعاتها الحزينة لحاله المؤسف الذي وصل إليه ، شهقت بخفوت وهي تنسحب للخلف في طريقها لرحلة الهروب من جديد وكأنها لم تخطو خطوة إلى ذلك المكان حتى ، اختفت مثلما جاءت وهذا شيء اختارته بنفسها لتحيا بسلام لكن يتضح أن الأحداث الأخيرة أخرجتها من قوقعتها وجعلتها تقدم على خطوة إن كانت تملك حظا سوف لن ينتبه لها الحاقدوووون …

في صباح اليوم التالي
استيقظ إياد وهو يستوعب مكان نومه ، أجل أجل لم يفقد عقله بعد فهو يتذكر جيدا أنه آثر المبيت في بيت رقية بصالون رقية أيضا ، وما أيقظه كان صوتا آتٍيا من المطبخ وعلى الأغلب لم تكن تلك سوى العمة نعمة .. شعر بالخجل لمبيته الغير مقصود هناك لكنه عاد برقية متأخرا جدا ليلة أمس ولم يسعه تركها في ذلك الحال المنهار خشية أن تتعب من جديد لذلك اقترحت عليه نعمة أن يبقى هنالك معهم لحين الغد .. نهض من محله وقام بطي الغطاء القطني ووضعه على حافة الكنبة ومسح على شعره وهو محرج من إزعاج نعمة وإفزاعها ، فرك يديه وفكر بطريقة مثلى لإخبارها بأنه استيقظ وطبعا لم يجد سوى جملة يحفظها عن ظهر قلب من مسلسل باب الحارة العزيز هههه .. يلاَّ يالا احم … ما إن ذكرها حتى مات ضحكا على نفسه حين خرجت إليه نعمة وهي تمسح يديها بالمنديل ..
نعمة:- صباح الخير يا ولدي كيف قضيت نومك ؟
إياد(مسح خلف رأسه بخجل):- بخير بخير .. أ.. هل اطمأننتِ على رقية ؟
نعمة:- نن ليس بعد فقد آثرت تحضير الفطور لكما قبل أن تستيقظا ، إذ أنني أعرفها ما إن تفتح عينيها حتى يظهر لها وائل جليا بين عينيها
إياد:- معكِ حق فكرة مميزة وأجزم لكِ أنها لن تبرح جنباتِ هذا البيت ما لم تتناول إفطارها
نعمة:- تمام يا عزيزي ريثما تغسل وجهك سأنهي ما بيدي
إياد:- سأساعدكِ بعد دقائق
نعمة(ابتسمت له بمحبة):- لي كل الفخر بذلك هه …
ابتسامة طيبة من امرأة صالحة مثلها كفيلة بأن تجعل ذلك اليوم يبدأ ببسمة أمل ، ابتلع ريقه وتوجه صوب الحمام غسل وجهه وغسل أسنانه وعدل ثيابه وبعدها خرج ببطء شديد يسير صوب غرفة رقيته ، يرغب برؤيتها وهي نائمة أكيد غارقة في شعرها ولم يكذب وجد وجهها مغطى لا يظهر من لفائف الشعر المكورة التي ركبت فوقه ، ضحك لشكلها وقرر التقاط صورة يعقدها بها ويجعلها تغير بعضا من مزاجها الحزين .. تسلل بهدوء وأخرج هاتفه ليلتقط الصورة وما إن أخذها حتى انتبه لاتصال من رقم مجهول في حافظة اتصالاته عقد حاجبيه وهو يتفقد الرقم الغريب وعاد للصالون بهدوء بعد أن أغلق الباب خلفه كي لا يوقظها ، وأثناء ذلك فعَّل الاتصال وأخذ ينتظر الجواب رنة بعد رنة ولا رد زادت حيرته ولم يشأ الانشغال به لكن عودة رنين الهاتف مباشرة بعد فصله الخط هذا ما زاد استغرابه
إياد:- ألو نعم من معي ؟؟
صوت شخص ما:- من الجنون أن تعتقد نفسك مريضا نفسيا لكن للعملة وجهان .. أيقظ ذاكرتك وستجد الجواب أمامك .. فاعل خير
إياد(بتوجس):- ألو ألو… وضح كلامك يا هذا ماذا تقصد ألوووو … تتت من هذا المخبول ثم من أين يعرف بزيارتي للطبيب النفسي هل أنا مراقب مثلا أم ماذا لكن ممن ؟؟؟؟؟؟؟ …
جلس بوهن وهو يحاول استجماع فكرة منطقية لما حدث وشعر وكأنه تائه ،، نهض بخفة وبحث عن هاتف البيت الثابت تحديدا على كتيب الأرقام بجواره وأمسك بورقة وقلم وقام بكتابة جملة الشخص المجهول ، وضع الورقة بجيبه بسرعة وأعاد الكتيب لمحله ورفع هاتفه مجددا بعد أن قام بالنظر للرقم من جديد حاول الاتصال به وجده خارج التغطية وهنا عرف أن رسالة ما تم توجيهها إليه وعليه فهم مغزاها ..
إياد:- لديك مهمة لأجلي ؟
رامز(بتلاعب):- هل ستدعوني لطعام الغذاء ؟
إياد:- ألا تمل من طلب المقابل لكل شيء نريده منك ، ألا يوجد لديك إحساس حتى مستبد في كل شيء ولا تفلت الفرص
رامز:- أنا هكذاااا يا بعدي
إياد(بغيظ):- طيب إنس يا بعدك اتصالي سلام
رامز:- له له توقف يا رجل ما بالك لا تقبل مزاحاااااا حتى
إياد:- لأنك غليظ في الوقت الذي تعرف أنني منزعج فيه تمزح معي
رامز(بتوجس):- حقا حقا تبدو منزعجا ماذا يحدث معك أخبرني من اعترض طريقك وأنا أفرمه بمطحنة جدتي طحنا كالقزبرة
إياد(مسح على جبينه بتعب):- فعلا فعلا أخطأت حين لجأت إليك ، عذرا منك ..
رامز:- تمام تمام سأخرس أخبرني ما مشكلتك ؟
إياد(سحب نفسا عميقا):- سأبعث لك برقم غريب أريد أن أعرف من أي موضع اتصل منه ومن صاحبه ، وكل هذا في ظرف وجيز هل أستطيع الاعتماد عليك ؟
رامز(مط شفتيه):- ما فحوى الاتصال ؟
إياد(رمش بعينه):- سأخبرك لكن عدني ألا تعرف ميرنا بحرف
رامز(رسم حركة القفل على فمه):- ههه قفل باب المدينة أنااااا …
إياد:- تمام يا قفل الزريبة سأرسل لك الرقم الآن لتبدأ تحرياتك ، وحين نلتقي بالمشفى سأوافيك بالمعطيات ماشي
رامز:- ماشي ماشي لكن أين أنت حاليا تعال لنفطر سوية يا صديقي ؟
إياد:- أولا أنا لست صديقك ثم لا تجد فرصة كي تتملقني ، وغير كل هذا ما شأنك لتسأل أين أنا هاه ما هذا الفضول ؟؟؟
رامز:- ههههه إذن أنت في بيت الحبيبة توقعت ذلك طيب أخفض ذلك الصوت يا بغل قد تسمعك حماتك المستقبلة وتقوم بطردك من الباب بعد هذاااا
إياد(تذكر العمة نعمة):- الله يخرب بيتك ستورطني لا محالة بجنونك المعهووود .. سلام
رامز:- لا تنسى الرقم يا مرارتي ههه سلملم …
كان يعلم أن ذلك الاتصال يحمل فحوى ستمكنه من حل اللغز الذي يحيطه من كل حدب وصوب ، لغز انفصام شخصيته ونسيانه لحديثه وأمكنته وتصرفاته ، كل هذا شعر أن جوابه كامن في تلك الجملة الغريبة التي ذكرها المتصل المجهول .."أيقظ ذاكرتك وستجد الجواب أمامك" امم أمر يدعو للتفكير كثيرا وهنا أتمم اتصالا آخر مع طبيبه الخاص تحديدا
إياد:- ألو دكتور مراد عذرا لأنني أتصل بك بدون سابق إنذار ..
مراد:- أهلا إياد لا عليك يا غالي اتصل وقتما تحب ، أخبرني هل ستؤجل زيارتك لي اليوم ؟
إياد:- أجل لأن صديقي وائل بالمشفى حاليا قد تكون سمعت بالحادث عنه ليلة أمس
مراد:- آه آه المحامي ألف لا بأس عليه .. طيب لا مشكلة سأؤجل موعدك ليوم تكون فيه متفرغا تمام
إياد:- دكتور مراد هل لي أن أسألك سؤالا غريبا بعض الشيء
مراد:- تفضل ؟
إياد:- هل يمكنك أن تنومني مغناطيسيا وتعيدني للماضي ؟
مراد:- هذا الموضوع يستلزم نقاشا عميقا يا إياد ، يعني ستتعرض لانتكاسات وخلفيات قد تزعجك بعد استعماله عليك أن تكون مدركا لهذه الخطوة
إياد:- أنا مستعد لذلك دكتور مراد ، لا تعلم كيف هي حياتي حين أجد نفسي قد قمت بشيء لا أذكر كيف فعلته حتى .. لا أريد لحبيبتي أن تهجرني بسبب هذا إن كنت مريضا سأتعالج وإن كان هنالك شيء خفي خلف الموضوع أود اكتشافه وأنت الوحيد القادر على مساعدتي
مراد(بتفكير عميق):- تمام في زيارتك القادمة سنتحدث في الموضوع ونأمل خيرا
إياد:- تسلم يا دوك .. أشكرك على حسن تعاملك إلى اللقاء
مراد(أقفل الخط مبتسما):- على الرحب والسعة … اممم وهذا اتصال آخر من البيت ألو نعم يا حبيبة قلبي كيف حرارتكِ الآن ؟
جنى(بتذمر):- جيدة لكنني أشعر بالغثيان
مراد:- طبيعي فمن تأكل علبة شيبس عند منتصف الليل هذا ما سيحدث لها
جنى:- أوك لن تعاملني مثل الست نرجس
مراد:- أمكِ أمكِ يا جنى وتعلمي احترامها
جنى(زفرت بتأفف):- بابا أنا لم أتصل لكي توبخني من جديد ، أريد الآيباد خاصتي
مراد:- هو في مكتبي ومكتبي مغلق ولن تحصلي عليه ما لم تتعلمي كيفية احترام أمك
جنى(بغضب عضت شفتيها):- أنا لا أرغب بذلك طالما هي تفضل عملها بدلا عنا
مراد(مسح على جبينه بتعب):- يا جنى أمكِ تعمل ولديها مرضى كثر لو لم تعالجهم ستسوء أحوالهم ، واجبها يناديها كطبيبة عيون ولذلك لا تجعليني أصف بجوارها في مسألة التوبيخ
جنى(بحرقة):- قد فعلت ذلك لتوك بابا .. أخطأت حين اتصلت وداعا
مراد:- جنى .. جنى افف يا ربي ستجنني هذه وهي ما تزال بالرابعة عشر … لابد من إيجاد حل جذري وإلا ستلفت الأمور من بين أيدينا …
نرجس(بسرعة أجابت):- أنا في خضم العمل يا مراد بالله عليكم توقفوا عن الاتصال بي في كل لحظة وأخرى .. ماذا الآن ؟
مراد:- أسلوبكِ هذا هو الذي يجعل ابنتكِ الكبرى تنفر منكِ ، ألا تلاحظين أن هنالك أزمة تواصل ما بينكما أم أن هذا خارج نطاق اهتماماتك دكتورة نرجس ؟
نرجس(زفرت بعمق):- لقد اقتسمت وقتي ما بين عملي وبين بيتي وأنت تعلم ذلك مراد ، فهل ستوافق ابنتك على تذمرها المتواصل الذي لا أجد له تحليلا سوى مرحلة مراهقة ستمر
مراد:- الوضع بينكما لا يعجبني .. علينا أن نتحدث كأسرة واعية في هذا الأمر وعلينا أن نحله لأنه يتفاقم إن كنتِ غافلة عن ذلك عليكِ أن تعطي وقتا لابنتك
نرجس:- مراااد لا أملك ذلك الوقت حاليا لدي مرضى كثر بانتظار الدخول إلى غرفة التشخيص ، ولن أضيع المزيد معك بالتحدث في هذه الخزعبلات وشيء آخر لا تنس إحضار جنان من المدرسة لن أتفرغ حتى المساء .. باي …
مراد(سمع صوت انقطاع الهاتف وزفر بعمق):- كل واحدة فيهن أجن من الأخرى ..وأنا الوحيد المتخبط بينهما أستغفر الله
ومن عيادة دكتورنا النفسي مراد اليزيدي ^^.. سننتقل إلى المستشفى لنرى ماذا يحدث هناك ، كانت هديل وشهاب أول الواصلين فقد مر بها بعد اتصاله وحضنها بحفاوة أشعرتها بالطمأنينة لوجوده ، تفقدا العم فؤاد وجدوه جاثما أمام الغرفة يتحرك في خطى مرتبكة وكأنه سمع شيئا يقلقه ، وهذا ما رسم القلق على ملامحهما وسارعا خطواتهما من أعلى الرواق في اتجاهه ..
شهاب:- عمي … كيف حال وائل ؟
فؤاد(فتح انعقاد حاجبيه برؤيتها):- هو بخير بخير لا تقلقا
هديل:- هل استيقظ ؟
فؤاد(حرك فكه ليبحث عن جملة مناسبة):- أ.. هذا ما علي التحدث معكما بشأنه لقد خرج طبيبه للتو طمأننا على صحته وأوضح أن كل شيء ثابت وفي طريقه للشفاء يعني ليس هنالك خطورة بدنية ، إنما …
شهاب(ابتلع ريقه):- إنماااا ماذا ؟
هديل(بدموع):- تكلم يا عمي أوقعت قلبنا ؟
فؤاد(عض شفته وأردف بقلة حيلة):- يقولون أن موضوع استيقاظه راجع له وحده ، يعني أنه وارد جدااا قد يدخل في غيبوبة لا ندري متى سيستفيق منها اليوم أو غدا أو لوقت غير محدود ..
هديل(حركت عينيها بارتجاف):- هئئئئ ماذااااااا تقول يا عمي كيف كيف أخي يدخل بغيبوبة ، ما هذاااااا الهرااااااء ؟
فؤاد:- هديل عزيزتي اهدئي ..
شهاب(عقد حاجبيه):- الوضع مؤقت يعني حاجة نفسية فترة وتنتهي .. فترة بسيطة اليوم أو غدا لن يطيل أساسا لا يستطيع أن يطييييل أكثر لأنني سأجعله يندم .. أ..أين هي ميرنا ؟ فؤاد(هز له يده وأشار للداخل):- لم تبرح غرفته مذ أن سمعت بالخبر
هديل(انتفضت ببكاء من بينهما وركضت):- وأنا سأرى أخي عليه أن يسمع صوتي ويعرف بأنني عدت لأجله ، عليه أن ينهض لن أسمح له بأن يرعبنا هكذااااااا …
فؤاد(آثر اللحاق بها لكن فؤاد أمسكه):- دعها يا شهاب ..
شهاب(أشار له بغضب):- ابن أخيك المدلل ذاك سيستيقظ سمعتني ؟؟؟؟؟؟
فؤاد(قرأ مدى الألم في ملامح شهاب وحزن عليه):- تت فليكن الله معنا …
كانت تمسك بيده وهي تبكي وتناديه بصوت متلاشي ، تستجديه أن يسمعها وينهض لكن لا حركة لا جديد لا محاولة حتى وهذا ما أفقدها صوابها وجعلها تنهار بدون قدرة على التحمل ..
ميرنا:- أنت أناني أجل أناني لم أحسب أنك ستعاقبني بهذه الطريقة وتجعلني أعيش هذه الحالة الهستيرية بسببك ، لقد استنزفت كل طاقتي ألأجل أن تعرف مكانتك لدي ستختبرني بهذا الاختبار المؤذي … لما تفعل فيني هكذا أنا حبيبتك التي تخشى عليها من البكاء لكن أول ما فعلته أنك جعلتني أبكيك دون توقف ، وائل لن تفقدني صوابي أسمعت سوف تستفيق وتعاتبني وتطردني حتى لا يهم المهم أن تفتح عينيك حبيبتاي وتخبرني أنك تعشق جنوني ، ألست مجنونتك هيا أفق وأخبرني بذلك بنفسك لا تجعلني أنتظر أكثر ، أنا أكره الانتظااااااار خصوصا لو كان مؤلما بهذا الشكل .. أرجوك يا حبيبي لا تكسرني أكثر تعلم أنني لا أستطيع التأقلم مع وجع بعادك فكيف تريدني أن أتحمل هذا الحال أنت موجود ولكن في آن الوقت لست بموجووووود ، هل تود أن تقتلني مقهورة عليك يعني أخبرني أجبني أجبني يا واااااائل اهئ أجبني يا وائل حرااااااام عليك اهئ …
هديل(نظرت إليه وإليها وهزت رأسها ببكاء):- أخي … ميرنااا هل صحيح ما سمعته من عمي فؤاااد هل دخل أخي وائل في غيبوبة ؟
ميرنا(مصت شفتيها الورديتين ونظرت بغين لهديل):- تعالي بقربي .. حاولي استعطافه فهو يتدلل علينا أكيد لما يسمع صوتكِ سيعود إلينااااا
هديل(أمسكت يده وقبلتها):- حبيبي يا أخي بالله عليك لا تتركنا في هذه الحياة تعساء ، أنت الوحيد الذي يطبطب على ظهرنا ويؤنسنا بابتسامته أيهون عليك تركنا هااه ، ألم يسبق ووعدتني حين ماتت ماما أنك أبدا أبدا لن تفارقني هممم ألم يكن ذلك وعدك لي .. أم تراك نسيت كم بكيت في حضنك ليلة دفنها وكيف وعدتني أنك لن تفرط فيني مهما حدث … وائل أنا هديل قد جئت من آخر الدنيا لكي تنظر إلى وجهي وتعبر لي عن أشواقك أهذه هي مقابلتك التي لطالما انتظرها يا وائل ؟ واااااااائل يكفي انهض يا وائل انهض ولا تخذلني ليس لي أحد سوااااك انهض بالله عليك ولا تحرق قلبي اهئ وااااائل …
في الشهقة الأخيرة أمسكتها ميرنا بغبن ورمت بها في حضنها ، فلا أحد يشعر بلوعتهما الحارقة سوى هما ، وحدهما اللتين بكتا وائل من أعماق قلبهما وتمنين لو يستفيق ويثلج صدرهما ببسمته .. ودتا لو بقيتا هنالك ولا تفارقنه لكن حضور الأطبة لمعاينته اضطرهم للخروج توجهت كل منهما صوب غرفة التبديل وأزالتا ثياب الزيارة وغادرتا معا غرفة الممرضات ، وفي الممر استوقفتها هديل وهي تمسح عيونها
هديل:- لم ترق لي الظروف التي تعرفت عليكِ بها ، إذ أن وائل وعدني أنه حين عودتي ستكونين حرة أنا أعرف كل شيء عن زواجكِ الصوري من ابن عمك وعن رغبتكِ في وائل لكنني لم أفهم لما لا تطلبين الطلاق ببساطة طالما لا تحبينه ؟
ميرنا(توترت من مداهمة هديل الفجائية):- لا أعلم ما الذي رواه لكِ أخوكِ ولكن لا يوجد شيء من هذا القبيل ، صحيح مشاعري خالصة لوائل لكنني أيضا أحب زوجي
هديل(بارتجاف):- هل تمزحين ميرنا أنتِ هكذا تأذين وائل بقربكِ الغير منطقي هذااااا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- هل ألمس في كلامكِ رفضا لبقائي هنا جواره ؟
هديل:- طبعا .. مكانكِ قرب زوجك وأظن بأنكِ قد عبرت عن مساندتكِ لأخي بشكل كبير
ميرنا(ارتعشت من موقف هديل ونظرت بغبن خلفها):- من المنطقي أن تتفوهي بهذا الكلام ، وأقدر مشاعركِ وخوفكِ على أخيكِ لكن ..
هديل(اقتربت منها بحزم):- لا يوجد هنالك لكن مكانكِ ليس هنا ميرنا ، رجاء لا تصعبي الأمر وغادري المشفى وجودكِ لا معنى له
ميرنا(ارتجفت شفتاها وفكها انفتح وأغلق بعد لحظة ، أخذت تناظر عيون هديل مباشرة وتبحث فيهما عن سبيل لكنهما كانتا جادتين):- … لا يمكنكِ إجباري على فعل شيء لا أريده ، لقد تحديت الجميع وجئت هنا مع احترامي لخوفكِ على أخيكِ لكن هذا الأخير لو لم يستيقظ ويجدني ستصعب الأمور أكثر
هديل(كتفت يديها واقتربت منها وجها لوجه):- نحن لا نعرف بعد متى سيستيقظ ، فلا ت..ماذا يحدث ؟؟؟
ميرنا(استدارت حيث تنظر هديل ووجدت الحركة متسارعة خلفها تحديدا بغرفة وائل):- يا إلهي ماااااا به وائل .. لالالا لا لم يحدث له شيء …لم يحدث
ركضت هديل وميرنا بفزع صوب الغرفة متتاليتين الواحدة تلحق الأخرى ، لعلهما تستجمعان فكرة واحدة تبرز مغزى ما يحصل أمامهما لكن الحمدلله بشائر الأطبة ولهفتهم المبتسمة أعطتهم إنذار خير حين وقفتا وهما تطالعان عينيه مفتوحتين والطبيب يحادثه ويكتب في التقرير ..لم تشعر هديل بنفسها قد اقتحمت خلوتهم دون ثياب حتى وأخذت تقفز بفرح لسلامة أخيها ، أما ميرنا فكما لو تخدرت قدماها تسمرت في محلها وقلبها أخذ يخفق بقوة كأنها تتعرف على وائل لأول مرة ، أو أنها تراه في لقائهما الأول .. سرت بجسمها رعشة غريبة جعلتها تشعر بصقيع بارد يسري بعمودها الفقري ، وينتهي في نهايته ليجعل الهواء في قدميها يهتز بعدم اتزان .. عضعضت شفتيها وهي تحارب أدمعها كي لا تبكي فها هو حبيبها بخير وسلامة قد نجااااا واستفاق وزال عنه الخطر أخيرااااا … رمقت هديل وهي تعانقه رغم تنبيهات الطبيب ورفضه إلا أن وائل أشار له كي يدعها فهو أيضا ملهوف لرؤيتها وسماعها ، ابتلع ريقه بدموع وناظر أخته الصغيرة وملامح البؤس ترتسم على وجهها وعقد حاجبيه ..
وائل(بصوت متعب وبتثاقل):- …هل بكيتني كثيرا ؟
هديل(قبلت يده):- بدون توقف خفت أن ترحل وتتركني وحيدة
وائل(ابتسم بثقل):- ولكنني وعدتكِ ؟
هديل:- هذا ما أخبرتهم به وهذا ما كان يصبرني على هذا المصاب
وائل(استقبل قبلة جبينها واستدار بعينه غير قادر على تحريك رقبته التي كانت مطوقة بدرع بلاستيكي طبي):- هديل … هل رأيتِ ميرنا ؟
هديل(رمشت بعينها وعقدت حاجبيها لما استدارت للنافذة ولم تجد شيئا):- ليست موجودة لقد غادرت
وائل(تحركت شفته بامتعاض وأغلق عينيه):- كنت أريد رؤيتها بشدة ..
هديل(نهضت بأسف):- وماذا عني كأنك لم تسعد برؤيتي يا واااائل ؟
وائل:- لا يا روحي فرحت كثيرا
الطبيب:- آنسة عليكِ الخروج حالا أنتِ ترهقين المريض ، حين نأخذه لغرفته الخاصة يمكنكِ رؤيته في حدود تفضلي لو سمحتِ ..
هديل(نظرت لوائل بملامح عتب وحاولت إخفاء ذلك خلف قناع الهدوء):- اهتم بنفسك فهذا هو الأهم ، استعد عافيتك وصحتك وكل شيء سيكون بخير
وائل(رمش بعينيه حين حجبها الطبيب عنه كي يطمئن عليه):- تمام … بلغيهم سلامي
سأبلغهم سلامك طبعاااا لا تقلق حتى أنني سأحضن ميرنتك وأقبلها قبلتين ، لم يسأل عني ولم يكترث أبدا لأمري وكأنه يراني كل يوم وأنا أخته التي لم يرها منذ مدة طويلة لم يعبرني بحرف بل سأل مباشرة عنهاااا ، لماذا يعني أيعقل أنها جعلته ينسى أمري ويحبها أكثر مني ، ألهذه الدرجة أصبحت بلا قيمة وهي التي أخذت مكااااااني ، هذا غير معقول وغير مقبول لن أسمح به بتاااااتا .. أخذت تدك الأرض دكا في اتجاهها للخروج وجدت أمامها فؤاد وشهاب وعمو نزار ونادر بانتظار الأخبار السعيدة بعد استيقاظ وائل ، وبحثت بعينيها بينهم عن ميرنا لكن لم تجد لها أثرا أيعقل أنها غادرت بسهولة بعد أن جعلت كل المشفى يسمع نحيبها وصراخها على وائل هل رحلت بعد استيقاظه مباشرة بهذه البساطة ، ما الذي يحدث ولما رحلت بصمت هنالك شيء عليها معرفته أكيد ،،، آخ لو تعرف السبب خلف حادثة أخيها أكيد ستكمل ما بدأه الأولون في محاولة التفرقة بينهما وتقدم مساهمتها هي الأخرى في مساندتهم ضد علاقة ميرنا ووائل .. سارعت خطواتها متجاوزة الشباب فقد تركتهم مع الطبيب ليشرح لهم خطوات سلامة وائل ويطمئنهم عنه واتجهت صوب الغرفة التي كانت تستريح فيها ميرنا لم تجدها هناك ولم تجد حتى حكيم ، لم تتوقف لحظتها بل ظلت تبحث عنها وتوجهت صوب حمامات النساء لتتفقدها ولكن لا أثر لذلك عادت وأثناء انعطافها اصطدمت بحكيم ..
حكيم:- آه هديل
هديل:- أين هي ميرنا ؟
حكيم:- تنتظرني بموقف السيارات لكن لما تسألين عنها ؟
هديل:- أريدك أن تضع هذا الكلام حلقا في أذن زوجتك ، رجاء أبعدها عن أخي لا يحق لها أن تحب رجلين وتتلاعب بهما كالكرة بين يديها ، هذا عيب إن كانت على ذمتك فهذا يعني أن تبتعد عن أخي قدر الإمكان أنا هنا سأقف لها بالمرصاد ولن أسمح لها بأن تجعله يتألم أو يتأذى من علاقتك بها مفهووووم … هذا تنبيه شفوي وإن لم أجد صدى له صدقني سوف أتعامل بشكل لا يخطر على بال أحد عن إذنك …
حكيم:- ما بالها هذه انفجرت بوجهي كالبارود ، لكن لما سأستغرب رشوانية مثلهم والعرق دساس آخ يا ميرنا ماذا فعلتِ بأخت وائل حتى اختارت محاربتكِ هي الأخرى ..
ركض بسرعة كي لا يتأخر أكثر فقد كان يبحث عن السيدة المصونة فوق الأسطح حين لم يجدها في العناية المركزة ، تنتظر سيادة الأمير أن يتلطف عليها ويفتح عينيه زفر بعمق حين ولجت هذه الفكرة عقله وتوجه صوب موقف السيارات الخاص بالمشفى مباشرة صوب سيارته لم يجدها هناك .. طاف بعينيه في كل زاوية لا أثر أين ذهبت هذه المجنونة الآن ، صعد السيارة وخرج بها من هناك يبحث بعينيه عنها دقائق عدة قبل أن يراها تسير على طرف الشارع لوحدها في ذلك الخلاء وفي ذلك الجو البارد تضم لصدرها قميصها القطني الخفيف وتسير بخطوات وهنة شاردة يظهر عليها الألم والحزن .. دعك فرامل السيارة بسرعة وتوقف قبلها بخطوات وترجل منها ..
حكيم:- ميرناااا هل أنتِ بخير ؟ ميرنا ردي علي ميرنااااا ؟
ميرنا(رفعت له وجهها الذي حجبته عنه خصلات شعرها):- خذني لبيتنا فورا يا حكيم
حكيم(وجدها غارقة في بكاء متواصل بعيونها المتورمتين ووجهها الوردي):- شتت لا تبكي عزيزتي كل شيء على خير ما يرام .. تعالي إلى هنا
أمسكها بحنان ولطف وربت على ظهرها ودفعها لحضنه كي تستكين ، مجبر على امتصاص وجعها من الجذور ، أما هي فلم تحرك ساكنا ولم تقم بأي ردة فعل فآهاتها كانت أكبر منها ، مضطرة لتبتعد عن نبضها مجبرة وإلا لن يحدث طيب ، رغما عنه تهجره لكن هذا لصالحه سيعرف ذلك أكيييد .. أغمضت عينيها بقوة وهي تصارع أشواقها لاحتضان وائل ولسماع صوته والنظر لعينيه وجدت أن كل العوائق تقف بوجههما ، كأنه محرم عليهما أن يجتمعا بمكان واحد وها قد أضافت أخته ما كان ينقص من مآسيها العميقة ، أبرزت عن مدى رفضها لاجتماعها بأخيها طالما هي على ذمة رجل آخر طيب كيف ستشرح لها أنها مرغمة على ذلك وأن هنالك قضية أكبر من مدى استيعابها تقف على المحك … ماذا ستقول ماذاااا رفعت رأسها ونظرت لحكيم الذي مال برأسه يطمئن عليها بعينيه الحنونتين ، أي نعم هي غاضبة لكن لم يعد فيها طاقة لمجاراة أي شعور سوى شعور البؤس لحظتها لذلك تملصت منه وركبت بجواره بطاعة تامة ودون أدنى محاولة في الاعتراض .. طبعا استغرب لكنه عرف من خلال نظرتها أنها منكسرة وأن هديل لم تقصر معها وأكيد أسمعتها شيئا ضايقها وآلمها في الصميم ، لم يكثر التدقيق كثيرا ركب بسرعة محله وانطلق بها صوب البيت … الصمت كان شريك الطريق فهي مكتفة يديها تنظر من نافذتها بشرود نحو البعيد وهو يقود وينظر إليها مرة بعد مرة ليدرس آلامها لعله يفهم قليلا معادلتها التي أشطر فيزيائي لن يستطيع فكها …
حكيم:- هل تشعرين بالبرد ؟
ميرنا:- …لارد
حكيم(وضع يده على يدها وجدها متصلبة بالبرودة):- أووه يداكِ باردتان سأشغل المدفئة
ميرنا(بصوت خافت):- لا تفعل .. لو شعرت بالبرودة لأخبرتك
حكيم(رمش بعينه ووضع يده على المقود مجددا):- ما تفعلينه بنفسكِ سيؤذيكِ وحدكِ ، يعني لن تؤثري فيه أو في غيره بهذا التصرف
ميرنا(التفتت إليه ورمقته شزرا):- اهتم بقيادتك ودعني وشأني ..
حكيم(اهتزت حنجرته ودعك فرامل السيارة وأوقفها بعنف على جنب الطريق):- تحدثي الآن ما الذي يضايقكِ ؟؟؟
ميرنا(جحظت عينيها):- أأنت جدي في سؤالك هذااااااا ؟؟؟؟؟
حكيم(ضرب على مقوده بعصبية):- لا تستفزيني من على بكرة الصباح وتكلمي ، ما الذي جعلكِ تغادري المستشفى قبل رؤية وائل وما الذي دار بينكِ وبين أخته ؟
ميرنا(بلؤم):- أنا لست مجبرة على سماع تهيآتك وشكاويك ، لقد غادرت لأنني تعبت
حكيم:- أهذا فقط ؟
ميرنا:- نعم نعم هذاااا فقط والآن لو سمحت خذنا للبيت أو دعني أستقل سيارة أجرة
حكيم(نفث شررا وأدار محركه من جديد):- تت صبرا يا رب …
ما إن همَّ بتحريك سيارته حتى اعترضت سيارة أخرى طريقه بشكل بوليسي اتضح أن أختنا في الله تعشقه عشقا لا حدود له … ^^
حكيم(أزال حزام السلامة وخرج):- كنت سأصطدم بكِ
نور(غمزته وتوجهت صوبه):- لا تستطيع ذلك يا ابن العم .. ميرنا يا بنت
ميرنا(نظرت لأمها التي خرجت من جانب نور ولخالتها مديحة أيضا وخرجت):- نعم
نور(نظرت لوجهها الشاحب وملامحها التعيسة):- ماذا بكماااا ؟
مديحة(لمحتهما وهما ممتعضين كأن طعم الصدأ يغلف حنجرتهما):- هل أصاب وائل مكروه؟
عواطف(بقلق):- يا إلهي ..
حكيم:- لا تقلقوا هو بخير وقد استيقظ قبل قليل ..
مديحة(وضعت يدها على رأس ميرنا):- حرارتكِ ليست مرتفعة لكنكِ شاحبة
نور:- هه طبعا يا خالتي هي مريضة صح ميرنا ؟
عواطف(عقدت حاجبيها بقلق على ابنتها وعانقتها):- ميرنا روحي ..
ميرنا(لم تستطع كبت دموعها لذا بكت في حضن أمها):- أنا بخير ماما تعبت فقط
عواطف(مسحت على شعرها بحنان فهي تعلم مدى وجعها):- حين أعود للبيت سنتحدث سوية ، الآن أريدكِ أن تأخذي حماما دافئا وتصلي ركعتين لله فور وصولكِ للبيت وبعدها اشربي حليبا دافئا ونامي ماشي ؟
ميرنا(مسحت دموعها وهزت رأسها بطاعة):- حاضر ماما ..
نور(جذبت حكيم على جنب):- ما بها ؟
حكيم(حول عينيه وهو يزفر بتعب):- وكأنكِ لا تعرفين أختكِ
نور(بقلة حيلة):- أنا التي أعرف
عواطف(مسحت على خدها):- هيا صغيرتي اركبي بالسيارة كي لا تصابي بالزكام فأنتِ لا تلبسين جيدااا ..
ودعوها وركبوا في سيارة نور متجهين صوب المشفى تاركين حكيم وميرنا في طريقهما للبيت والصمت شريكهما مجددا .. لكن هنا لم يكن للصمت وجود
مديحة:- له يا أختي أراكِ تبالغين عن أي خصومة تتحدثين ..
عواطف:- أشعر بذلك من أعينهما والموضوع ليس بسبب حادث وائل بل قبله حتى
نور(مطت شفتيها):- عواطف أنا هنا لا أشاطركِ الرأي .. من الواضح أنهما لم يناما جيدا فقط شوية راحة على قليل من النوم ويصبحان ولا أحلى
مديحة:- هاه يسلم فمك يا فاهماني نتي
نور:- ههه ولو يا مدحدح
عواطف(آثرت السكوت وابتسمت بمرارة):- لعله مثلما تذكراااان … لعله كذلك …
بعد دقائق وصلوا للمشفى وتوجهوا مباشرة صوب غرفة وائل التقوا هناك بالبقية وطبعا السيد فؤاد لن يفلت فرصة كهذه لمشاكسة مجنونته
فؤاد:- كنت اجلبيها معكِ واربطيها من يدها بأغلال البوليس هذا إن تخلصتِ من خوفك
نور:- أرى أنك لم تنم جيدا لذلك تطلق نكتا مريعة هنا على مسمعي
فؤاد:- أنتِ تعشقينني فقط تأبين الاعترااااف
نور(اهتزت ونظرت للجماعة خلفهم وهم مدلهون بالاطمئنان على أخبار وائل):- لا وقد امتلكت من كثرة السهر حسا فكاهيا ، أقر لك بذلك
فؤاد(اعترض طريقها وهمس):- ستوافقين على طلبي طالت أم قصرت لا مهرب لكِ مني
نور(تحركت وقبل ذلك ابتسمت له بخبث):- طبعا سيحدث .. لكن حين تنطبق السماء على الأرض يا روحي …
فؤاد(ابتسم من جملتها ولحقها إليهم):- همم ولكنكِ لا تعرفين أن صبري طويل بطول لسانك … لذلك خذي راحتك
سمعته طبعا وآثرت ألا تعطيه ضوءا أخضرا لذلك اجتمعت بهم لتهرب من صوته وعينيه التي ظلت تلاحقها بجرأة .. تأففت وهي تحاول استدراك الحديث قليلا لعلها تصل لمهرب
شهاب(يتحدث على الهاتف):- لا جدوى من مجيئكِ ميرا أساسا لن ترينه ، دعي الأمر قليلا لحين يتخذون له غرفة خاصة وقتها سأحضركِ لرؤيته بنفسي
ميرا:- هممم طيب ماذا سأفعل أنا في غيابك أشعر بالملل ؟
شهاب:- يا كبدي أناااا لاعبي صغيركِ نامي أو اقرئي كتيبا عن التعامل مع الأطفال ، أنتِ صفر في رعايتهم لعلمك
ميرا:- هئئئئئئ كيف تجرؤ ؟
شهاب(بتلاعب):- قد تجرأت حتى
ميرا:- ما هي المفاجأة التي كتبتها على الورقة التي وضعتها على وسادتي يا شهااااابي ؟
شهاب:- انتظري المساء يا جنيتي الحمراء مؤكد ستعجبكِ لكن احرصي على أن ترتدي شيئا مناسبا هاه
ميرا:- يعني عزومة لكن أي عزومة تلك في ظل هذه الظروف ؟
شهاب:- ههه مشاكسة أنتِ ولن تحصلي مني على المفيد ، لذا دعي ألاعيبكِ ومحاولاتكِ الفاشلة جانبا واستمتعي بوقتك
ميرا:- طيب طيب طييييييب
شهاب:- أمكِ وخالتكِ ونور هنا هل أبلغهم سلامكِ ؟
ميرا:- إيااااااااااك يا شهاااااااااب إيااااااااك …
شهاب:- ههه إذن كوني مطيعة ولا تجنني أهلي .. قبلاتي
ميرا:- باي حبي .. هناااادي .. هنادي
هنادي:- نعم ست ميراااا ؟
ميرا:- لن يحضر شهاب حتى المساء حضري السيارة سنذهب للطبيب يجب أن أحصل على التحاليل قبله
هنادي(بتردد):- لو علم بذلك سوف تحدث مشكلة
ميرا:- هنادي لا تختبري صبري ، قلت جهزوا السيارة وبدون جدال وحضري شادي أيضا سنأخذه معنا لن أتركه وحده بالقصر مع الخدم
هنادي:- أمركِ سيدتي ..
خرجت من هناك وهي تضرب كفا بكف وأطلت من الدرج على باتريك الذي كان يلعب بهاتفه لعبة وصلة ههه ..
هنادي:- حتى لو لعبتها لألف عام لن تفقه في أبجديتنا شيئااااا
باتريك:- ليس ذنبي أنني ولدت أجنبيا ثم أنا أعشق نفسي هكذا يا لئيمة
هنادي:- وحياتك أصلا أنت الوحيد الذي يعشق نفسك هههه
باتريك:- هل هذه إهانة ؟
هنادي:- اعتبرها انتفاضة بلغهم أن يجهزوا سيارة الست ميرا سنخرج
باتريك(نهض مستعدا):- أيوة وإلى أين ؟
هنادي:- أنت لن تأتي سيتوجب عليك البقاء لتغطية غيابنا
باتريك(صعد الدرجات إليها بخوف):- تغطية عمن يختي ؟
هنادي(كتفت يديها):- هاه أين شجاعتك يا بعل ..عن السيد شهاب طبعااا ؟
باتريك(تمسك بيدها):- إلا ذلك الرجل إنه يقتلني بنظرته فما بالكِ لو اكتشف كذبي
هنادي:- يا دي الرجولة التي تقطر منك ، أسرع ودعهم يحضرون السيارة وكفاك خوفا يامي يام ما أبلهك
باتريك:- وما أغلظكِ يا عجووووز
هنادي(زورته بحدة):- لولا خوفي من خسارة عمري وراء القضبان لرميت بك من هذا العلو
باتريك(نزل هاربا وهو يعدل ياقته):- أصلا من المعروف أن سكان هذا القصر مجانين …
كتفت يديها وهي تبتسم من جنونه ولكن سرعان ما بادرها القلق فخطوة سيدتها ليست حكيمة ، ولو اكتشفها شهاب ستقع في مشكلة لا محالة لكن لا يسعها سوى مرافقتها لحمايتها بكل ما تستطيع ، وميرا بنفسها كانت تعلم أن خطوتها تلك غير مدروسة لكن عليها أن تصل للتحاليل قبله قد كانت ممتنة لما عرفت أنها قد ظهرت من بعد اتصالها بالطبيب وحين تكتشف ما بالها ستعرف كيف تتدارك الأمر بعيدا عن شهاب كي لا يقلق عليها بدون طاااائل … لكن حتى لو أرادت ذلك يستحيل أن تحد من قلقه فحتى وهو وسطهم كان عقله سابحا معها لحين قاطعه خروج هديل من غرفة وائل ..
هديل(نظرت للنساء الوافدات وجمعت يديها):- من هؤلاء النسوة ؟
نور(صغرت فيها عينيها وهي تتأملها بفظاظة):- …همم
فؤاد(اقترب منها):- تلك الست عواطف والدة ميرنا وتلك خالتها مديحة وهذه نور .. أختها ومساعدتي و …
نور(رمقته شزرا ألا يتمم جملته البلهاء):- وماذاااا بعد… ههنن تشرفنا بأخت وائل
هديل(لم تولهم اهتماما):- تشرفنا .. عمي اتصل بجدي وطمأنني عن مكانه .. لقد أخبرني أنه على وصول لكن الشوق غلبني
فؤاد:- علما أن هذا ما يحز في نفسي لكن لأجل عيونكِ سيتم
نور(كتفت يديها وهي تطالعها بتوجس):- سيد فؤااااد سننتظر قليلا هنا
فؤاد:- طبعا طبعا مرحبا بكم وسهلا تفضلوا سيداتي بالجلوس ، سأفعِّل اتصالا وأعود
نور:- اجلسي يا أمي أنتِ وخالتي هناك
نزار(جلس مقابلهن):- نادر بس أحضر لي قهوة يا ولد وللسيدات أيضا
نادر:- نادر بْسْ ؟؟؟ هل تراني قطا هنا ؟
نزار:- يا دي اللسان الطويل …
نور(ضحكت عليه):- هه لا بأس سأحضر قهوة للجميع بنفسي ، خذوا راحتكم
نادر:- هاه هل رأيت اللباقة يا فقير اللباقة
نزار(رفع يده ليضربه):- هشش ..اخرس
هديل(ابتسمت لنادر وجلست قربه):- عمو نزار لما تزعج نادرنا إنه لطيف
نزار:- أنا الذي يعرف ما يكمن خلف لطافته ، قناع ذئب والعياذ بالله
نادر(بفزع):- أستغفر الله العظيييييم على الباطل في وضح النهااااار ….
في الرواق
كان يعلم أنها تسير خلفه ببطء كي تسمع حديثه ولذلك آثر إنهاء مكالمته بسرعة ما إن عرف أن والده قريب جدا من المستشفى ، تابع طريقه صوب آلة القهوة دون أن يستدير لها وأردف
فؤاد:- التجسس على الغير عادة سيئة
نور(ضربت كعبها أرضا):- هذا بالنسبة للناس الذين يستحقون التجسس أصلا
فؤاد:- امم بل لأنكِ تعرفين هوية من حدثتهم
نور(وضعت كوبا ورقيا لتصب فيه القهوة):- وهل يجب علي أن أصاب بالغرور الآن ؟
فؤاد(اقترب منها وهمس):- بالجزع يا مس
نور(حولت عينيها بتعب وهي تحمل الكوب بين يديها وأخرجت 3 منها):- أحضر البقية
فؤاد:- خادم أهلكِ أنا .. قوليها بلطف وأدب
نور(سارت دون أن تنتظره ولحقها وهو يمسك ب4 علب أخرى ويلحق بها):-في الآونة الأخيرة أصبحت أرى ممرات المستشفيات أكثر من أروقة بيتنا !!
فؤاد:- ولماذا تتذمرين قد أصبحنا نلتقي كثيرا يعني هذا وفر لنا مجالا أوسع لرؤية بعضنا بعيدا عن الشركة يا مساعدتي الفاشلة …
نور(أغمضت عينيها وتابعت وهي تحسبن تحت فمها):- الله يلعن لساني هذا الذي يحضر لي هذا الابتلاء حتى هنااااا …
فؤاد(باستفزاز):- هل قلتِ شيئا نووووور ؟
نور(بلؤم تركته يتجاوزها):- تفضل تفضل سيد فؤاد كي لا نعطلك .. من بعدك
فؤاد:- أعشق ذلك اللؤم في عينيكِ
نور(كادت تسقط تلك الأكواب ورمشت بعينيها وهي ترى خياله وقد تبخر من أمامها):- الخسيس اللعين كيف يتجرأ على هذا الغزل المباااااح هاااااه .. تت أعشق ذلك اللؤم في عينيكِ أي مقطع أغنية هذاااا اممم أكيد مر على مسمعي لنرى ….
أخذت تفكر وتفكر في مقطع الأغنية حتى ضربت رأسها وهي تستوعب نفسها ، هل مِن صدقها تفكر في مقطع جملته الغبية تلك … بغضب الدنيا جمعاء لحقته وهي تحاول مجاراته لكنه كان أسرع منها وصل إليهم وقطع عليها فرصة الانتقام .. وزعوا القهوة على بعضهم وجلسوا يشربونها في صمت طفيف فنادر يستحيل أن يكف عن الحديث وأخذ مديحة في ذكر أحداث ليلة أمس ، وعواطف كانت تشاركهم القليل من ذلك الموضوع فقد كان تفكيرها يصب في رؤية وائل ومحاولة ذلك أكيد لن تضر .. استغلت انشغال هديل مع عمها وشهاب والعم نزار ودخلت للممر وقلبها يرتعش فوائل ذو معزة خاصة جدا في خاطرها وذلك الحادث أثر فيها لدرجة كبيرة جعلتها تدعو له سرا أن ينجيه الله ويحفظه لهم … وصلت إلى نافذته ورأته على حالته ولم تستوعب إلا وقد سقطت دموعها فأي أم لن ترضى رؤية ابنها في ذلك الحال ولحظتها خرجت الممرضة من غرفته وابتسمت لها
الممرضة:- هل أنتِ والدته ؟
عواطف(رمشت بعينيها ونظرت إليه من بين دموعها):- هل يمكنني رؤيته قليلا ؟
الممرضة:- لكن ليس لوقت طويل فقط لأنكِ أمه تعالي معي لترتدي ما يلزم
كانت تعلم أنها ستكذب لكن لتكذب طالما ستفرح قلبها بالاطمئنان عليه ، فهي تشعر وكأن ثقلا يضغط عليها كلما رن اسمه على مسمعها وصادف صورة ميرنا ، أخذت ترتدي تلك الثياب وخاطرها يهفو ويدعو لو يكون مستيقظا وربما قد استجاب الله لها ..
وائل(استساغ حركة بجانبه وفتح عينيه بثقل):- ميرناااا أهذه أنتِ ؟
عواطف(اقتربت وهي تتأفف حزنا عليهما):- أنا عواطف يا وائل ، كيف حالك بني ؟
وائل(فتح عينيه مجددا وتبين وجهها وبصوت متقطع):- آه خالة عواطف .. حسبتكِ ميرنا أين هي هل جاءت معكِ هل هي تنتظر بالخارج ؟
عواطف(فهمت أنه لم يرها حتى الآن فكيف غادرت ميرنا بدون لقائه هل منعها حكيم يا ترى؟):- ستأتيك يا بني لكن لتستعد عافيتك قليلا وبعدها يحدث ما ترغبه …
وائل(ارتاح من ربتة يدها على يده وهز حاجبه بألم):- دموع السيدات هلاك
عواطف(ضحكت من بين دموعها):- ههه لست أبكي
وائل:- لا يليق بكِ البكاء خالة عواطف ، ابتسمي فأنا بخير
عواطف(مسحت على شعره بحنان):- وستبقى كذلك بدعواتنا إن شاء الله ، لن أرهقك أكثر أتمنى لك كل الشفاء العاجل وخالتك مديحة أيضا تدعو لك وجدتك نبيلة كذلك يعني ..جميعنا
وائل:- موقن من ذلك .. أشكركم جميعا ..
عواطف(لامست جبينه بطيبوبة وتحركت صوب المغادرة):- هل .. تت أراك لاحقا
عرف أنها تحمل في جعبتها أكثر مما تبرز ، لكن لم يعرف ما الذي يرهقها أهو خوفها عليه أم أن هنالك شيئا خفيا يكمن خلف ترددها الواضح ذاك ، لم يطل تركيزه في الموضوع فقد كان بائسا تعيسا يشعر بأنه يفتقدها بجنون أكيد سيصاب بانتكاسة إن لم يرها .. أغمض عينيه بثقل يستجمع صورتها بعقله قليلا لعله يطفئ لهيب شوقه ، فحتى لو كان مربوطا محتجزا في ذلك السرير إلا أن قلبه وعقله وروحه يشتهون وصلها .. دقائق معدودة واقتحم ابن العم خلوته طبعا بعد رشوة الممرضة الجميلة التي أعجبت به وبوسامته
شهاب:- طبعا أصبح الدخول إليك أشبه بدخول شركات البورصة
وائل(رمش بابتسامة):- أخيرا هلَّ القمر
شهاب(تأثر برؤيته على ذلك الشكل):- …لارد
وائل(رفع حاجبه له ونظر بطرف عين لجسده):- ماذا هل شكلي مريع لتلك الدرجة ؟
شهاب(ضحك بدموع):- أوووه أصمت هل ستمازحني الآن ؟
وائل(بتعب آثر أن يمازحه كي لا يفزع عليه):- شيهوب .. أزل نظرة الشفقة المرتسمة على وجهك هكذا لن تجعلني بخير
شهاب(سحب نفسا عميقا وحرك عينيه بسرعة كي يضبط عقله):- تمام تمام لن أزعجك ، طمئني ماذا يؤلمك هل تحكك يدك عنقك رجلك أخبرني وأنا سأعطي رشوة إضافية للممرضة كي تقوم بتدليلك
وائل(غالبه الضحك):- ههه مستحيل أن يشفى معك مريض بشكل طبيعي ، ضروري أن تخرج له بألف مصيبة في مصيبة
شهاب(رمش بعينه وبجدية):- ما الذي تخفيه عن ابن عمك يا وائل ، هل كبرت حقا حتى بقيت تستغفلني وتقضي أمورك بعيدا عني ، أو هل أهملتك لهذه الدرجة وانشغلت بمشاكلي ؟
وائل(عقد حاجبيه بثقل وناظر ملامح الندم بعيون شهاب):- لا يا شهاب أبدا ، إياك وأن تشعر بالذنب حيالي لقد كانت مجرد حادثة
شهاب:- الشرطة في طريقهم لأخذ إفادتك الآن ، وقد أخبرنا رامز أنها حادثة مدبرة قد حاولوا قتلك ، من هم يا وائل وما غايتهم من موتك رجاء خبرني لنجد حلا فعقلين أحسن من عقل ؟
وائل:- أنت تحاول عبثا لأنه صدقا لا يوجد شيء ، لنقل أنه حظ سيء فقط
شهاب(مط شفتيه):- أنا أقرأك بشكل يصعب على أي أحد لأنني أخوك يا نطح ، لذلك اعترف لو كنت تواجه مشكلة سأحرق الدنيا وأساندك ضدهم
وائل(لن أستطيع إخبارك يا شهااااب فسامحني):- هل لك أن تعدل وسادتي قليلا ؟
شهاب(ناظره بعمق):- يعني لن تتفوه بحرف
وائل:- أغلق الموضوع لأنني مرهق
شهاب(بلهفة ساعده):- طيب طيبب اعذرني على فضولي هل أنت مرتاح هكذا ؟
وائل:- أنا مقيد يا شهاب وأشعر بالعجز ، أريد أن أنهض من هنااااا يجب علي ذلك
شهاب:- ووووْ يا رجل مهلك هل تريد أن تتسبب في انتكاسة جديدة لنفسك ، لن تغادر لمحل أساسا أين الجسم الذي سيطاوعك فعظامك كلها في طور الشفااااء
وائل:- لعلمك أنت مساند فاشل ويجب الخوف منك لأنك تحطم ولا تعطي معنويات هناااا
شهاب(وضع يديه على جنبه):- أفف أنت فقط من يجد حيلة كي يفرغ غيظه
وائل(نظر جانبيا بعمق):- لما لم تزرني ميرنا حتى الآن ؟
شهاب:- أيووووة قل هكذا من البداية حتى أفهم .. الموضوع موضوع ميرنااااا وأنا الذي حسبت بأنك مشتاق لابن عمك أخوك فلذة كبدة و
وائل(باستفسار مضني):- هل أخذها حكيم عنوة .. هل منعها من رؤيتي ؟
شهاب(رمش بعينيه كيف لم يفكر في هذا الاحتمال كتفسير لرحيلها):- ننن لا أعتقد ذلك قد غادرت من نفسها على الأغلب
وائل:- شهاب هل لي أن أطلب منك طلبا خاصا ؟
شهاب:- عيوني فداك أؤمر يا ابن عمي لو طلبت مني إحضار نجمة من السماء لتتصور معها السيلفي سأدبر ذلك ؟
وائل(عض شفته بإرهاق مضحك من أفكار شهاب وأردف):- بالفعل أريد نجمتي ، لذلك أحضر لي ميرنا يا شهااااب أريد رؤيتها ولا شيء غير ...
شهاب(فتح فمه):- هااااه ميرنااااا ، يعني كنت أفكر بمراسلة وكالة ناسا كي أدبر أمر النجمة ولكن ميرنا ميرنا ، حسن يا ابن عمي لن أعود إليك إلا وهي في يدي اعتمد علي ..
وائل(رمقه بحدة):- أحضرها … ولو بالقوة يا شهاب
صغر شهاب عينيه فيه وفتحهما على ابتسامة وغمزة ، فهو يفهم تلك النظرة جيدا التي ملأت وجه وائل أكيد هو يخطط لشيء ما لكن لا بأس طالما هو قادر على إحضار ميرنا وإن اضطر الأمر لخطفها سيقدم على ذلك … خرج من عنده وباشر تنفيذ عدة اتصالات كي ينهي ما يلزم مفاجأته لميرا ويدبر الأمر .. في تلك اللحظة وصل رامز ومعه فريق الشرطة لأخذ إفادة وائل والذي لم يشتكي على أحد وأفاد أنه لم يرى شيئا من السيارة التي صدمته وأن كل ما حصل كان بسرعة لم تمكنه من ملاحظة أي شيء .. طبعا لم يجدوا شيئا ليكتبوه ضد أي أحد وأقفل المحضر في حينه لأجل إنهاء التحقيق مع إضافة أقوال وائل ، فور ذهابهم بقي رامز بجانبه قليلا ودعمه مدرجا أنهم لن يسكتوا على ذلك وسيحاسبون من تسبب بتلك الحادثة وطبعا في نظرهم الفهد البري وحده المتمكن من ذلك والمتهم به …
رامز(أخرج من جيبه مظروفا مغلقا):- هذه قد وصلت إلي هذا الصباح باسمك ، حرصت على أن لا يراها أحد يعني كي لا أقحمك في بوتقة التساؤلات
وائل(نظر للرسالة):- ممن ؟
رامز:- لا أدري كتب هنا بشائر الأمس ..
وائل(أغمض عينيه وفتحهما):- آه إنهم جمعية خيرية يعني لأجل التبرع السنوي ، أ.. هل لك أن تضعها هنا بالدرج هي ليست بشيء مهم
رامز(بتوجس):- لكن لما ستأتي الرسالة إلي بينما كانت شركتكم في المتناول ؟
وائل:- لا أدري هل أنتم منظمين لهذا الاحتفال أيضا ؟
رامز:- أبدا ..
وائل(شعر بالتعب):- لو سمحت رامز أشعر بصداع هل لك أن تنادي الممرضة لتفعل شيئا ؟
رامز(بقلق عليه وضع الرسالة بالدرج):- تمام تمام سأناديها أكيد أرهقتك الشرطة بالاستجواب ، سأراك فيما بعد
وائل(ارتاح من ذهابه):- تمام مشكور يا رامز …
غادره رامز والشك يساوره في شيء مبهم حيال رسالة وائل ، لكن لم يولي الأمر اهتماما بالغا بل سرعان ما نادى على الممرضة وجعلها تدلف إلى وائل بعد أن أفزعها وأرعبها إن لم تحرص على راحة مريضه ستتعرض لجناية عامة .. طبعا المسكينة ماتت رعبا خوفا على وظيفتها ومن السجن ولم تكن ستغامر في ظل ذلك المحيط المرعب ^^..
وائل(بمجرد دخولها نظر خلفها لا أحد):- هل تملكين هاتفا سأشتريه منكِ إن لزم الأمر ؟
الممرضة(ما هذا المريض الغريب أكيد كان علي أن أتكهن من بعد رؤية ذويه المرعبين أكثر منه):- أ.. طيب سيد وائل يمكنك أخذه بدون نقود
وائل(ابتسم لها):- طالما ساعدتني ستأخذين ثمن مساعدتكِ وهذا سيرضيني ، ما اسمكِ ؟
الممرضة(بحرج):- ماريا ..
وائل(ميرنتي):- أممم سأحرص على تذكر مساعدتكِ هذه التي ستبقى سرا بيننا ، أريدك أن تفتحي الدرج وتخرجي الرسالة الموجودة فيه وتقرئيها على مسمعي وإن حافظتِ على هذا الموضوع بيني وبينكِ لن أنسى معروفكِ قط
ماريا:- على عيني طبعا يا سيد وائل ..
أخرجتِ المظروف من الدرج وفتحته بحرص لكن لم تجد به رسالة بل شريحة إلكترونية ، نظرت إليه الممرضة بعدم فهم ولكنه سرعان ما استدرك وطلب منها وضع الشريحة بالهاتف وتعطيه له وهذا ما فعلته بالحرف .. انسحبت وهي تبتسم بطيبوبة له وهنا أشعل الهاتف وتفقد حافظته وجد به فيديو مصور وقام بتشغيله بعد أن تيقن أن لا أحد موجود بالخارج ..
بشير(يظهر بالفيديو):-[ بشائر الأمس ، هذا ما وجدته لكي أوصل لك رسالتي بني وائل أولا الحمدلله على سلامتك كان حادثا مأساويا سُعدت لأنه انتهى على خير وأنك ستقف على قدميك ما إن تتجاوز هذا العارض الصحي .. ثانيا أريدك أن تعلم أننا في ظهرك وأن تحقيقنا ساري في البحث عن مدبر هذا الحادث أنت خذ فترة نقاهتك جيدا لأن القادم سيتطلب منك تركيزا تاما لأن الزائرة قد وصلت وستكون أنت الطعم .. إحذف هذا الفيديو فور مشاهدته وانتظر اتصالي المباشر بك في وقت مجهول ، انتهى [
أعاد الاستماع له مرة ومرتين وأيقن أن رئيسة القطب في أرض الوطن ، لكن ما لم يفهمه هو ما علاقته بالأمر وكيف سيكون هو الطعم هذا ما استغربه وزاده تشتتا وضياعا ففي حالة أنه لم يرى شمس لياليه حتى الآن لن يستوعب أي شيء … مسح الفيديو من فوره ووضع الهاتف بجانبه لكن للحظة قرر مهاتفتها فهذا سيريحه قليلا ، فعَّل الاتصال برقمها لكن وجده يرن بدون أن تجيب أعاد الكرَّة عدة مرات لكن لم يكن هنالك فائدة كأنها أبت الرد عليه ..
وائل(بغبن واحتياج):- أينكِ مني يا ميرنااااا ؟؟؟؟

في بيت الراجي
بعد أن استحم وأنعش مزاجه الثقيل قليلا ، خرج من الحمام وسار في الرواق متجها لغرفته لكن يستحيل أن يدلف إليها دون أن يطمئن عليها حتى لو طردته لن يرتاح إلا برؤيتها ، طرق الباب بهدوء ولم يسمع جوابها وفتحه قليلا ، أطل برأسه واستوعب أنها في الحمام فقد سمع صوت صنبور الماء لذلك أغمض عينيه وآثر الانسحاب والعودة لاحقا .. رمق الكرسي الجديد الخاص بمكتبها والذي طلب من طلال أن يحضره نسخة طبق الأصل من ذلك الذي كسره سابقا وطبعا قام طلال باللازم وأعاده إليها لعلها ترضى عنه ولو قليلا ، طبعا رأته ولم تعلق فقد كان شيء يفوق طاقة اهتمامها في ظل تلك الظروف ، غادر بهدوء مثلما حضر ولكن استوقفه اهتزاز هاتفها الصامت ، عقد حاجبيه حين اكتشف أنه تضعه في الوضع الهزاز بدون صوت ما الذي تخفيه عنه يا ترى ،، غالبه الفضول وتوجه بهدوء صوب منضدتها ورمق اسم المتصل لم يكن باسم خاص بل رقم مجهول أمسكه بين يديه ونظر للحمام وعاد لينظر للهاتف وضغط على زر الإجابة ووضعه مباشرة على أذنه ..
وائل(أشرقت أساريره):- ميرناااا ..
حكيم(أغلق عينيه بشدة لما تبين صوته):- …لارد
وائل(بتنبه):- ألا تريدينني أن أسمع صوتكِ حتى ، ماذا يحدث معكِ ميرناااا هل هل أجبركِ ذلك الرجل على عدم رؤيتي حتى في ظل هذه الظروف .. ميرناااا إن لم تجيبيني فسأغضب منكِ ميرنا ألوو ألووو ..تيت تيت … / تتت ستجيبينني أنتِ مجبرة على ذلك تييييييت تييييييييييت عذرا الرقم الذي تطلبونه خارج التغطية الآن المرجو إعادة الاتصال لاحقا
حكيم(أطفئه ورمى به على المنضدة):- هذا وأنت لا تزال على سرير المشفى وتحوم حولها ، كيف سأضبطك الآن كيف .. … ؟؟؟
ميرنا(خرجت من حمامها ورمقته بداخل حجرتها):- ماذا تفعل أنت هنا ؟
حكيم(تحرك من هناك وخرج):- كنت مغادرا أصلا …
عقدت حاجبيها من تصرفه الغير منطقي وتوجهت صوب منضدتها وجدت أشياءها بمحلهم ، والأرجح كان بانتظارها لم تنتبه للهاتف فقد انشغلت بتجفيف شعرها بالمجفف ولم تسمع حتى دخول كوثر عليها والتي فاجأتها بحضورها ..
كوثر:- ميرناااااااااااا أنا جيييت يا حبي ..
ميرنا:- كوثر أهلا ..
كوثر(صعقت من وجه ميرنا البائس):- أووه شكلكِ لا يوحي بتاتا بأنكِ بخير
ميرنا(ضبطت نفسها بصعوبة):- لأنني لست كذلك ..
كوثر(رمت بحقيبتها على الكرسي وجذبت يد ميرنا):- اممم دعيني أخفف عن صديقتي مواجعها ، تعالي تعالي وأفضي لي عما يتعبكِ وأنا أنسيكِ إياه في غمضة عين …
ميرنا(جلست رفقتها على طرف السرير ونظرت إليها بجدية):- لا شيء قادر على تحسين مزاجي حاليا يا كوثر ، أنا محاصرة من كل جانب أشعر وكأن الهواء يضيق من حولي ويجعلني أختنق
كوثر(بجدية أمسكت يدي ميرنا ووضعتهما بين يديها):- لما يا صديقتي تشعرين هكذا ، وائل بخير الآن والحمدلله تجاوز مرحلة الخطر حتى أنه استيقظ بلغتني بذلك عفاف بالأسفل بالمناسبة قد ذهبت رفقة نهال من أجل الفحوصات الطبية التي طلبوها منهم من مركز الشرطة وقد جاء أكرم لاصطحابهم ..
ميرنا:- أشعر بالتقصير حيالهما ففي ظل ما حدث مع وائل ، نسيت أمر ابنة أخي
كوثر:- الحمدلله ربي نجاهما من ذلك الخطر ، بئس التربية أولئك الشباب أتمنى لهما سجنا لأزيد من سنة كي يتعلما درسا هاما في حياتهما الناقصة
ميرنا(ربتت على يد كوثر ومسحت جبينها):- كوثر إذا طلبت منكِ شيئا ستفعلينه لأجلي ؟
كوثر:- طبعا يا حبيبتي أنا رهن إشارتكِ ، ماذا تريدين ؟
ميرنا(رمشت بعينيها):- قومي بزيارة وائل لأجلي .. يعني كلميه واطمئني عليه وجها لوجه أريد أن أعرف أنه بخير ولن يسعني اكتشاف ذلك سوى منكِ .. حتى أمي والبقية لن أستطيع سؤالهم فما فعلته من فضيحة بعد سماعي بخبر حادثته أكيد فتح بعقولهم ألف باب للأسئلة حيال هذا الزواج
كوثر(لامست خد ميرنا):- سأفعل ذلك لأجلكِ وسأبلغه سلامكِ حتى
ميرنا:- لالا لا تفعلي لا تخبريه بشيء فقط كأنكِ مررتِ من نفسك
كوثر(تنهدت بعمق):- لما تعذبين قلبكِ بهذا الشكل المريع ؟
ميرنا(غالبت دمعها ونظرت لكوثر):- حين تصلين بعشقكِ لحدود منيعة ، ستشعرين أنكِ امتلكتِ مقاليد الدنيا كلها بين يديكِ ولن يسعكِ التفريط بها بل ستحاولين الحفاظ عليها حتى لو كان ذلك بتجاهلها ..
كوثر:- كلام عميق لا أدري لما يجعل قلبي يخفق بشدة
ميرنا(ضحكت من بين دموعها):- هه ربما لأن هنالك متطفلا على عقلكِ يدعى زياد وهبي
كوثر(ابتسمت):- من المفترض أن يعود قريبا لكنه لم يكلمني حتى الآن
ميرنا:- طيب كلميه أنتِ
كوثر:-ما فعلته به آخر مرة يجعلني أخجل من اللقاء به وجها لوجه ، لذلك ربما بعض الابتعاد سيخلق لي قدرة على مواجهته
ميرنا(تثاءبت بثقل):- كنت سأوجهكِ لحل لو أنكِ تسمعين مني لكنكِ عنيدة ..
كوثر:- عموما سأنسحب الآن لأنفذ وصية صديقتي وألعب دور مرسال الحب قليلا ههه
ميرنا(عانقتها بمحبة):- ممتنة لذلك ..
كوثر(ودعتها بعد أن قبلتها على خدها):- ولو اعتبريها قربانا للعشق ههه أكلمكِ ..
ميرنا(لوحت لها بحنان):- كوني بخير ..
ما إن غادرت كوثر حتى تنهدت بعمق مرات عديدة لتدخل الهواء لجوفها المختنق لعلها تجد خيط راحة يبعدها عن هالة الأحزان ، فأن تبقى بعيدة عن نبضها في عز حاجته لها هذا كان أشبه بالمشي حافية القدمين على سطح مليء بالحمم البركانية ، تحترق نعم لكنها تكمل مسيرها على ذلك الأديم فهي موقنة بعد هذه التضحية سيكون من تركتهم خلفها في الجانب الآخر سالمين وآمنين … قررت أن تبتعد فهذا ما كان عليها فعله من البداية وحان الوقت لتطبيقه بعد أن عايشت فكرة فقدان وائل للأبد .. حالتها أثرت في كوثر لذلك ما إن خرجت من غرفة ميرنا تجرأت وقامت بطرق باب غرفة حكيم الذي خرج إليها مستغربا زيارتها له
حكيم:- من المعروف أنكِ لا تطيقينني ما سر طرقكِ بابي ؟
كوثر:- أوك لن أخفي شكوكي حيالك وتحفظي حول ظهوركِ الشبيه بظهور الأشرار ، لكن تلك القابعة في هذه الغرفة جوارك هي نصف عمري صديقتي التي لأجلها سأدافع حتى الموت
حكيم(اتكأ على الباب وكتف يديه):-أممم أعطيتني لتوكِ درسا في الصداقة المثلى ممتن لذلك ، لكن توجهي للمفيد سيكون ذلك أسرع ؟
كوثر(بغيظ منه ضربت رجلها مع الأرض):- إن جعلت ميرنا تذرف مجددا الدموع سوف أجعل خالتي عواطف تعلم أنك من يجبرها على هذا الزواج المزيف تحت التهديد
حكيم(اهتزت حنجرته لكن لم يخفي بسمته):- زواج مزيف ؟؟؟ … أوه لا تجبريني على تصحيح مفهومكِ حين أختلي بزوجتي ليلا على سرير واحد
كوثر(جمعت قبضة يدها بعصبية):- أنت سافل … لكنني سأكشف خدعتك فقط فقط لأن ميرنا بالمنتصف سأبقى صامتة لكن صدقني لو زدت تعاستها أو منعتها عمن تحب ستجدني صوبك
حكيم(اهتز جذعه بسخرية وأشار لها):- بصراحة لو كنت محلكِ لاهتممت بشؤوني الشخصية ، مثلا يراودني سؤال مهم عمن كان يفعله زياد وهبي في حفل الزفاف ليلة أمس ببلدتهم ؟ أوووبس ما ربما كان العريس ههههه
كوثر(هزت رأسها بدموع ورفعت يدها لتصفعه لكنه أمسكها بقوة):- أنت خبييييييييث كيف تقحم كذبة عن زياد في شأن كهذاااااا ؟؟؟
حكيم(جذبها إليه ودفعها على الحائط بقوة وأحكم قبضته عليها واقترب منها):- لأنني واثق مما أقوله ، هو هنا مع عروسه الجديدة فاذهبي وعيشي مصيبتكِ بعيدا عن هذا البيت
كوثر(حركت رأسها بعدم تصديق):- أنت كااااذب معتوه أنت شخص سيء لذلك لن تحبك ميرنا مهما فعلت ، فهي بعشق وائل تكتفي أتعلم لماذا لأنه شخص صالح لا يؤذي مشاعر الآخرين مثلما تفعل أنت … اهئ تبا لك تبااااا
حكيم(لوح لها وهو ينظر إليها تركض هربا منه):- مع أمنياتي الطيبة لكِ بحظ أفضل من زيادك الوهبي ههه …(رفع هاتفه مباشرة بعد نزولها واتصل).. شكرا لمعلومتك عن آل وهبي قد نفعتني وجدا والآن دعنا نرى ما الذي يخفونه عنااااا ، أحضر لي الحاج راضي إلى كَراج العقاب سأكون بالانتظار
طلال:- هوى يا ريس … يا رجال سنأخذ السيد راضي في استضافة قصيرة أليس كذلك يا أب العريس ؟؟؟
راضي(يجلس على كرسي وهو محاط برجال مسلحين):- تأكدوا أنكم تقترفون جرما باختطافي أيها الجبنااااء
طلال:- أوووه داغر كأن الحاج راضي لم يفهم بعد مغزى استضافتنا ، ولا أظن أنني أملك وقتا للشرح لذلك بالحسنى يا عمي الجميل ستتفضل للسيارة كي تسلم من غضبي هممم ؟
راضي(وجد أن لا مفر له منهم):- أولادي سيبلغون الشرطة عن اختفائي ، أتحسبون الأمر سهلا وسيمر مرور الكرام هكذا ؟
طلال(وضع يده على فكه بتفكير):- أممم دعني أرى ابنك الكبير في المدينة الآن يصطحب عروسه وعلى الأغلب يريها الآن كم من غرفة في شقته ، مع العلم أنه نذل وتافه قد تخلى عن حب حياته بل خانها لأجل رضاك وهذا ما يجعلك في خانة الأب الجاحد الذي يضحي بسعادة ابنه لأجل القيل والقال … وهنالك ابنك قصي هذا مشغول في دراسته لا شأن لنا به أما بالنسبة لابنتك فهي تتراسل مع خطيبها عبر الهاتف وتعده بارتداء اللون الذي يحبه بعد الزواج
راضي:- أيها الحقيييير إخرس ولا تتكلم عن حرماتي بهذا الشكل ؟
طلال:- أنا حتى لم أصل للسيدة عائشة زوجة حضرتك وهذه قد تكون مشغولة بمجمع النسوة النمامات ، يعني تعرف أحاديث الحريم بعد حفلات الأعراس ههههه ..أوه أشعر أنني أصبحت كهلا بمجرد إنهاء قائمة أسرتك … داغر نفذ عزيزي صبري نفذ
راضي(نهض برفض):- توقفوا لن يلمسني أحدكم سآتي بنفسي
طلال(مط شفتيه وأشار له بملوكية):- من بعدك إذن يا حاج
راضي(قبل أن يركب استدار إليه):- ما الذي تريدونه مني ؟
طلال:- لنقل أن رئيسي موقن بأنك تعرف شيئا يخصه
راضي(بغيظ حرك فمه):- ستحاسبون .. أعدك بذلك
طلال:- ههه داغر دعني أسجل تهديد الحاج راضي في دفتر ذكرياتي ، تحسبا لملكَة النسيان يوما ما ههههه ..هيا هيا لننطلق
ضرب على سطح السيارة الكبيرة السوداء وركب بالمقدمة بينما راضي بالخلف ومعه عدة رجال وتكلف داغر بالقيادة ، كان راضي في موقف صعب بينهم لكنه لم يشأ أن ينهزم أمامهم لذلك طاوعهم ليرى إلى أين ستنتهي تلك المصيبة … أما هنا فكوثر نسيت تماما ما كلفتها به ميرنا أو أجلته لوقت محدد فهي الآن بحاجة لأن تعرف صحة ادعاء حكيم .. وصلت بعد برهة بسيارتها إلى عمارة زياد لكنها لم تنزل منها خشية من أن تصدم بالحقيقة ..
كوثر:- أكيد ذلك الكاذب سيجد مني كل الغضب لما أكشف كذبته الحقييييير .. لا أدري كيف تتحمله ميرنا لا أدري …
أمسكت هاتفها وفعَّلت اتصالا لرقم زياد في البداية لم يجبها لكن بعد رنين متواصل أجابها ..
كوثر:- حبيبي ..
زياد:- كوثر أ.. عذرا لم أكلمكِ منذ البارحة
كوثر(تداري خوفها):- لا بأس طمئنني كيف حالك يعني ما الأخبار عندك ؟
زياد(رمش بعينيه ومسح على جبينه وهو يتألم):- عادي يعني أنا ما زلت بالبلدة ولا أعلم متى ستكون عودتي
كوثر(صدقته لوهلة لو لم ترفع رأسها للأعلى وتراه وهو يكلمها من داخل شقته بقرب النافذة حتى):- أحقا ما زلت هناك لكنك أخبرتني أنك عائد اليوم ؟
زياد(أغمض عينيه ومسح على شعره):- جدَّت أمور هنا مع أبي يعني لم أستطع الوفاء بوعدي والعودة باكرا حبيبتي ، عموما سأتصل بكِ في وقت لاحق الآن أنا مضغوط بعض الشيء ؟
كوثر(انهمرت دموعها وهي تتمزق من داخلها وتراه بالأعلى يكذب عليها):- هل تحبني ؟
زياد:- طبعا يا روحي وهل في هذا شك ؟
كوثر(رمشت بعينيها وهي تبتلع غصة):- هل ما زلت على وعدك بالزواج مني ؟
زياد(نظر خلفه بارتباك وتابع):- أكيد يا كوثري ما هذا السؤال الغريب ؟
كوثر:- لكنني لست بطباخة ماهرة أنا تعلمت طبخة واحدة لأجلك أثناء غيابك يعني .. حاولت أن أكون مفيدة ولكن لم أفلح فملامح الامتعاض التي ارتسمت على وجه أبي حين تناولها برهنت لي أنني مستحيل أكون ربة بيت يعني ستقضي حياتك على الطعام الجاهز
زياد(بتعب):- هل تبكين ؟
كوثر:- فقط أحاول أن أذكرك بعهودك لي
زياد(انتبه لحركة خلفه):- مضطر لإقفال الخط الآن سأكلمكِ لاحقا …
كوثر(أقفلت الخط ونظرت إليه وقد استدار إلى فتاة تمد له صحن طعام):- .. لكنني أريد التحدث الآن يا زياد وهبي … وليس لاحقا
خرجت من سيارتها وهي لا ترى الضوء أمامها ، لقد تمت خيانتها للتو لقد كذب عليها وهي تنظر إليه كيف يفعل بها ذلك … المؤلم في الأمر أن كلام حكيم كان صحيحا لم تدري حتى كيف صعدت تلك الدرجات ووقفت متمالكة نفسها وثباتها ، استعادت رباطة جأشها ومسحت دموعها وتذكرت جملة نور الشهيرة"الرجال كلهم خسيسون لا يستحقون سوى الضرب بالكعب والهرب" … يعني بعض منها مقبول في الوقت الراهن صدقت وإن لم تكن كوثر ستوافقها في وقت غير هذاااا لو لم تشهد خداع زياد لها مباشرة .. ضغطت على زر الجرس وهي تستعد لمواجهة موت قلبها …
حياة:- هل تنتظر أحدا يا زياد سأفتح أنا ؟؟
زياد(بتأفف):- كفى يا حياة رجاء لا تضغطي علي أكثر ، دعيني أحل أموري بنفسي
حياة(بتردد توقفت):- منذ اليوم الأول تشعرني أنني عالة عليك هل أنا كذلك ؟
زياد(توقف بعصبية):- صدقا لن أجيب عن سؤالكِ وأحدهم يرن الجرس …
حياة(كتفت يديها):- حممم …
زياد(بغضب فتح دون أن يسأل وكانتِ الصدمة):- … كوثر
كوثر(ابتسمت له ودفعته ليتنحى جانبا بيدها):- ماذا ألم تتوقع مني أن آتي لأهنئك بزفافك ؟ أممم مبروك يا عريس هذه عروسك صح ؟
حياة(كتفت يديها وهي تنظر إليها وجها لوجه):- .. من هذه يا زياد ؟
زياد(نظر لحياة بعدم تصديق وعقد حاجبيه):- كوثر سأشرح لكِ كل شيء بالتفصيل .
كوثر(أخذت تدور بينهما وهي تتأمل الأكلات الموضوعة على الطاولة):- أمممم معك حق فزوجة مثل هذه لا تفوت ، فأقرب طريق لقلب الرجل بطنه ههه أيا كان قائل هذه القولة فلن أترحم عليه لأنه ظالم بشكل مؤلم حتى ..
حياة:- دعينا نفوت هذه الدراما وبلغينا بسبب زيارتك لو تكرمتِ.؟
زياد:- حياااااة أدلفي لغرفتكِ فورا ولا تقحمي نفسكِ في أموري الشخصية
حياة(رمقته بغضب واهتزت بتأفف):- طيب … (هذا مؤقتا فقط سترى مني كوثرك ما لم تراه مني قبلا هه)..
كوثر(لم تهتز من محلها بل رمقته وقد أغلق الباب وتوجه إليها):- هل تبحث عن كذبة ؟
زياد:- بل تبرير لأن كل ما رأيته ليس مجرد حالة اضطررت لأن أسايرها كي لا تتفاقم الأوضاع وتسوء
كوثر:- طبعا معك حق فأنت الهمام المنقذ لأسرتك من الضياع ، ضحيت بكل شيء لأجل أن تنفذ مطالبهم صدقا قمة النبل والشهامة ولم تكلف نفسك حتى لتبلغني ؟؟
زياد:- كوثر أنا أحبكِ أنتِ مخلص لكِ أنتِ وأنتِ تعلمين ذلك علم اليقين ، لا تجعلي أيا مما حدث يفقدكِ الثقة فيني لقد تم هذا الزواج بناء على اتفاق مع حياة فهي ترغب بإتمام دراستها وأنا وفرت لها ذلك ، سيتم زواجنا لفترة محدودة وبعدها نتطلق ونتزوج أنا وأنتِ كما حلمنا من قبل ، رجاء لا تجعلي شيئا يكسرني في قلبك ولا أدري حتى كيف وصلكِ الخبر … كيف عرفتِ بالأمر ؟
كوثر(مصت شفتيها ورفعت رأسها إليه):- السؤال الأهم الآن كيف سيمر الأمر وأنا أرى وجهك كل يوم أمامي في الشركة ، وهنا أصل بعقلي لفكرة واضحة يا زيااااد
زياد(أمسك بيدها بلهفة وخوف من أن يفقدها):- لا يا كوثر لن تصلي لأي أفكار ستفسد ما بيننا أرجوكِ تفهَّميني قليلا ، قد كنت مضطراااااااااا لذلك أقسم لكِ لم أشأ جرحكِ هكذااا
كوثر(أزالت يديه ونظرت إلى خاتمه مطولا):- ههه أصدقك حتما .. أنت مضحي بشكل يجعلني أفكر بكتابة مدونة في حقك همم .. لن نطيل الأمر عليك الاستقالة من الشركة يا زياد وهبي فأنا لا أرغب برؤيتك في العمل أو في الطريق حتى صدفة ، قبل أن أطرق بابك مسحتك من عقلي فامسحني أيضا من عقلك ولا تلاحقني لأنني ضقت ذرعا منك ومن خداعك لقد ذهبت لبلدتكم كي تتمم زواجك وليس لكي توقفه وأنا كالغبية صدقتك لكن لا بأس لا بأس ، يقولون الضربة التي لا تكسرك تقويك وأنا أشعر بذلك حقا .. آه كي لا أنسى لا تؤاخذني لم أحضر لكما هدية زفاف لكن صدقني اندثارك من حياتي سيكون هدية العمر … وداعا
حاول إيقافها لكن لم يفلح إذ يتضح أنها لم تطرق بابه إلا وقد عزمت أمرها على نسفه من حياتها ، شعر بالحزن الشديد يتملكه قد فرط في محبوبته للتو بل خسر قلبها بفعل محبس يضعه في يده والذي تأملته كوثر قبل خروجها ولم يعد بقادر حتى على إخفائه ، تلك النظرة الأليمة في عينيها لحظتها اختلجت صدره كسهم ناري أحرق فيه مجمل أحاسيسه ، مع الأسف كان يمثل لها الحياة بألوانها المرحة لكن بفعلته تلك جعل السواد رفيق دربها مذ تلك اللحظة .. وضع يديه على رأسه وجلس القرفصاء على كنبته وهو ينظر للفراغ الذي تركته فيه كوثر التي نزلت باكية منهارة فلن تجد ملجأها سوى حضن أبيها الغالي ، إذ وحده من سيتفهم وجعها الآن وجع أن يتم هجرك وأنت في عز الاحتياااااج .. وهنا ظهرت حياة من خلف الحائط تطل عليه مكسورا وحزينا بعد تلك التراجيديا التي تمت بينهما
حياة(بخبث):- سأجعلك تنساها يا زياد فقط لو تفتح لي قلبك ….

في مكان آخر
وتحديدا في فيلا أنيقة كان يوجد هنالك في مدخلها الأمامي العشرات من السيارات السوداء ، كأنها تخص موكبا ملوكيا وطبعا كل ذلك كان مجرد شكليات لا ضير منها ، الرجال مسطرين في أمكنة متباعدة وكأنهم جماد لا يتحرك ، ببذلاتهم الرسمية السوداء يزيدون من هيبة المكان وغرابته .. فأكيد من غير الممكن أن يحدث ذلك اللقاء الحتمي ولا نسميه شيئا غريباااا .. كان هو هنا يقف بأناقته المعهودة مرتديا بذلته الرسمية السوداء بدون ربطة عنق فقد كان القميص الأسود مغلقا للأعلى ومستديرا كياقة أنيقة زادته جاذبية ، كان يستعد لهذا اللقاء بروح مطمئنة إذ لا يوجد على الكوكب من يجابهه قوة وقدرة على الإقناع والإجبار .. فهذا اللقاء المنتظر سينبني عليه مستقبله المقبل لذلك استحق منه كل هذا الاهتمام ، إلى جانبه كان يقف رشيد في طقم مناسب مربوط الذراع ومتكئا على دعامته الطبية أما جروح وجهه فكانت قد بدأت تخفت بشكل بارز ، وهذا كله لم سيجعله يفلت ذلك اللقاء الحصري المهم ..
ميار(نظر للساعة):- تأخروا ؟
رشيد(رفع يده):- النسااااء ..
ميار(نظر من نافذته وهو يلاعب ساعته اليدوية بيده):- لكن وقتي دقيق لو تأخروا بعده ثانية واحد .. ألغِي اللقاء
رشيد(فز عينيه بعدم تصديق):- ولكن سيدي ؟؟
ميار(كاد أن يتمم جملته قبل أن يسمع صوت بوق سيارات قادم من بوابتهم وعاد أدراجه ليطل):- أممم مثير للاهتمام ، علما أنني تمنيت لو يتأخرون.. لكن يظهر لي أن منافستي دقيقة في مواعيدها وترفض الخسارة .. هيا رشيد دعنا نتعرف على رئيسة عصابة القطب
رشيد(بحماسة وقف خلفه):- على الرحب والسعة …
نزلت من سيارتها بطقم نسائي قصير فوق الركب بتنورة قصيرة في اللون البنفسجي الفاتح ، وبالأعلى سترة تكاد تصل إلى طول التنورة في ذات اللون ولكنها ضيقة جعلت منحنيات جسمها تبرز بشكل مثير ، فالقميص الأبيض أسفلها بفتحته التي تصل الصدر والوردة البنفسجية الملتصقة بجانبه العلوي أعطته رونقا جذابا ، صعودا لعقد اللؤلؤ المستدير حول عنقها إلى قبعتها البنفسجية التي لاءمت الطقم ، أما كعبها فقد اختارته أبيضا بينما شعرها الطويل جمعته في تسريحة جانبية جعلته يبدو أقصر بكثير .. أزالت نظارتها وهي تطالع الفيلا والخدم والكلاب المربوطين من كل جانب ورسمت ابتسامة جانبية قبل أن تستدير خلفها لتلك المرتجفة بقلب عليل ..
ناريانا:- ها أنظري يا بنت لم أحسب أن السيد خاصتكِ مولع بالأكشن
جوزيت(رمشت بعيونها):- يفضل ألا تجربي صبري اللحظة يا ناري وإلا أحرقتكِ همم
ناريانا(طالعت شكلها وهي تعض شفتيها):- ياااي سأسجل هذا اليوم في التاريخ
جوزيت(بتهديد):- ركزي .. إذا فضحتِ أمرنا سأشرب من دمك ..
رشيد(خرج مرحبا وأشار لهما):- تفضلا بالدخول سيدة ناريانا ..
ناريانا(تنهدت بكبرياء وهي تدخل بغرور متأبطة حقيبتها الفاخرة):- الحقي بي ..
رشيد(طالع قوام ناريانا ولكن استغرب من الفتاة التي تسير خلفها وهي متدثرة في وشاح طويل يغطي مجمل تفاصيل جسمها صعودا لرأسها الملتف بلثام حول وجهها لا يبرز منه سوى العيون):- تت لما تلبس هذه هكذاااا غريب ؟
بمجرد أن دلفتا للداخل وقلبها بدأ يخفق ويخفق بدون توقف ، شعرت كأن الدنيا تسحب منها وكأنها على وشك الإغماء ، لقد وضعت مجمل التوقعات صوب عينها حتى أنها جربتها أمام مرآتها لكن أبدا لم تتخيل أن تكون بمثل هذه الصعوبة .. كيف ستضعف أمام رجل بينما حاربت المئات منهم خلال السنوات الماضية وتربعت على عرشها بلقب استحقته عن جدااااارة ، كيف تشعر بهذا الوهن وبارتعاشة قدميها في حضوره .. ياااااااااااااااااه كيف أصبح بهذه الوسامة وهذه الرجولة المتفجرة ما أوسمه أكاد أموووت .. قالتها وهي تتنهد على مسمع من ناريانا التي تقدمت إليه متجاوزة إياها ..
ناريانا:- حضرة الفهد البري ؟
ميار(أمسك يدها وقبلها بأناقة):- رئيسة القطب
ناريانا(بتلاعب):- سمني بثعلبة القطب فهذا يجعلنا أكثر موضوعية ..
ميار:- اممم لكنني أفضل الألقاب سيدة ناريانا تفضلي ..
ناريانا:- مشكور يا ..
ميار:- ميار
جوزيت(سعلت بقوة يخبرها باسمه بمجرد قبلة يد منها ما هذاااااا الآن):- أكح …
ناريانا(جلست وقرأت الفضول في عيونه وعيون مساعده الذي وثب خلفه):- إنها مساعدتي وخادمتي الشخصية باربرا هي هندية الأصل ومحافظة بعض الشيء لذلك تضع هذا اللثام
رشيد(يمعن النظر فيها):- باربرا .. ههه إسم غريب
ميار(رفع رأسه ونظر لرشيد):- ما رأيك يا رشيد أن تأخذ صاحبة الاسم الغريب في جولة بالفيلا وتعرفها بصولو ؟
ناريانا:- كلبك ؟؟
ميار(ضحك وهو ينظر إلى جوزيت):- إن لم تكن مساعدتكِ تخشى الأسود فربما قد تكون في ضيافة شبلي الصغير ..
جوزيت(رمقت ناريانا شزرا كي تنطق):- احم ..
ناريانا(رمشت بعينيها وابتسمت):- طبعا طبعا .. باربرا تفضلي مع السيد رشيد
رشيد:- من هنا آنستي ..
جوزيت(نظرت لميار وقلبها يريدها أن تزيل لثامها وتصرخ فيه أنني أنا حبيبتك جوزيت هنا موجودة قربك ألم تشعر بأي شيء حيالي ؟؟؟؟):- … لارد
لن تنكر قد شعرت بالألم لحظتها إذ توقعت أن بينهما رابطا مشتركا ، رابطا روحيا خفيا يجمعهما ، توقعت أنه سيشعر بها سيغلبه الفضول لكنه لم يبدي أي ردة فعل غريبة على العكس ركز اهتمامه في ناريانا بدلا عنهااااا ، طيب طيب هي لن تفقد أعصابها من أول لقااااء طبيعي أن يحدث ذلك فناريانا تلعب دورها وعليها أن تتأقلم
رشيد(يسير جوارها):- بما أننا سوية لما لا تزيلين لثامكِ وتدعيني أرى وجه البدر الكامن تحته هممم ؟
جوزيت(بكره ، لو علي لأريتك الجحيم الكامن خلف قلبي أيها الوغد):- …لارد
رشيد:- ألا تفهمين لغتي مثلا أو أنكِ لا تتكلمين ؟
جوزيت(اللهم طولك يا رووووح):- …لارد
رشيد(أوقفها حين أمسك ذراعها ورفع يده كي يزيل اللثام عنوة):- دعيني ألقي نظرة
جوزيت(أمسكت يده المصابة بقوة وهزتها):- يفضل أن تبقي يدك القذرة بعيدا عني وإلا آلمتك …
رشيد(عقد حاجبيه متألما من حركتها وتركها تعود):- مجنونة هذه أم ماذاااا .. ههه تمارسين العنف هاه لعلمكِ فالعنف لغتي وأعشق العنيفاتِ مثلكِ لا بأس سيكون بيننا لقاءات عديدة وسأكشف وجهكِ المليح .. تت تبا آلمتني الغبية في يدي المصابة فف …
عادت أدراجها وهي تشعر بأنها على وشك البكاء ، آه هذا ما خافت منه أن يضعفها قرب ميار وها هي ذي مذ أول دقيقة لم تستطع الابتعاد عنه أكثر .. لذلك عادت ولكن لم تقترب بل ظلت تراقبه من خلف الحائط وقلبها يهفو إليه ..
ميار(وقف يصب كأسا له):- هل تريدين أيضا ؟
ناريانا(وضعت رجلا على رجل ورمقته بحذر):- لا أفضل الشرب نهارا ..
ميار(حرك الكأس وعاد لمحله):- كما تشائين.. أخبريني إذن عن مشاريعكِ بالوطن هل ستستمرين بمنافستي ؟
ناريانا:- قد أتيت لأضع النقاط على الحروف ، الأوامر التي وصلتني ترفض تماما اعتزالك يعني أجد أنهم متمسكين بك وبإنتاجك طوال هذه السنين
ميار:- الموضوع ليس له علاقة بشيء روحي ، هم يرغبون بتسيير أمورهم ويثقون بي ثقة عمياء ،، لأنني طوال فترة عملي لم أقترف زلة واحدة بالعكس كنت واجهة مقنعة لإبعاد الشكوك عنهم وحمايتهم
ناريانا:- ويمكنك أن تبقى كذلك سيد ميار .. فضولي يغلبني هل لي أن أعرف سبب اعتزالك الذي سيخدمني لا محالة فسأتسلم بسببه كل هذه الإمبراطورية بكل سرور
ميار(شرب رشفة ووضع الكأس على الطاولة):- اعتبريه نهاية خدمة
ناريانا:- والسبب ؟
ميار:- غير معروف أفضل أن أحتفظ به لنفسي ..
ناريانا(صغرت عينيها فيه وهي تحاول قراءة أفكاره قدر المستطاع لكن ليس من ذلك البعد عليه أن يكون قربها لذلك وقفت):- ههه صدقني في مجالنا هذا لم أتعلم الثقة بالحدس ، لذلك أنت مجبر على وضعي في الصورة هذا إن أردتني أن أقف بصفك في أمر الاعتزال
ميار(نهض خلفها وهو يحاول جر لسانها):- ولماذا ألم تقولي قبل قليل أنه سيخدمكِ ؟
ناريانا(وقفت على جنب وانتظرته):- معقول قلت ذلك فهذا هو الصحيح ، لكن لا أرغب بأن آخذ إنجازات أحد دون استحقاق فأنا لم أصل لهذه المكانة عن طريق الصدفة ولا أريد أن يصفني أحد بالمستغلة ..
ميار(اقترب منها خطوة وهو يطالعها عن قرب):- لا أشك بذلك ولو ذرة ، فجمالكِ وأنوثتكِ هذه حرام أن تضيع هباء منثورا في حرب ضارية ستنتهي بانتصاري ، لكن بعيدا عن هذا أنا أقدم لكِ عرشي على طبق من ذهب جراء مقابل بسيط
ناريانا(ابتسمت واقتربت منه أكثر بخطوة):- والذي هو ؟
ميار(مص شفتيه وهو يتأملها):- لعبة بسيطة ستحصدين بها اسمي ورجالي وكل شيء
ناريانا(زادت خطوة جريئة إليه):- وأنا كلي آذان صاغية
ميار(اشتم عطرها الغريب وابتسم بعينيه الذئبية وهو يتنهد):- سأخبركِ طبعا لكن إن استحققتِ ثقتي ، فموضوع اعتزالي ما يزال مجرد حديث الآن ولم أقم بتفعيله جديا
ناريانا(صغرت فيه عينيها مجددا وفي سرها):- لنرى ما تخفيه عني يا ميار بيك .. ما هذا ما هذااا شعر عسلي بيت على طرف الشاطئ هل هذا خياله .. هل هذه صورة جوزيييت لا لا إنها شخص ما يشبه جوزيت إنها امرأة أخرى .. هئئئ لأجل هذه يقرر الاعتزال لكن من تكوووون وهل جوزيت تعرف بأمرهاااا ولما هي تشبهها لهذه الدرجة ؟؟
ميار:- هل اتفقنا ؟
ناريانا(رمشت بعينيها فلم تستسغ أيا من جملته):- سيد ميار يتضح لي أنك لم تفهمني جيدا ، أنا امرأة عملية ولا أصطاد السمك وهو ما يزال في بحره .. أنا أحتاج لضمانة
ميار:- ذكية يا ست ناريانا وأنا لم أكن سأضيع عليكِ هذه الفرصة .. مبدئيا سأوافق على توحيد عصابتنا سوية وسنجتمع بكثرة الفترة المقبلة لأجل توضيح الأمور وتقسيمها فيما بيننا ، بخصوص كبار العشيرة سيعرفون الآتي أننا وحَّدنا قوانا وسيقتنعون أن فكرة الاعتزال قد اندثرت بمعنى أن غايتهم من إحضاركِ للوطن قد تمت في إقناعكِ لي بأن أعدل عن ذلك القرار الذي كان سيهز الأوضاع بالوسط .. هذا من جانب ومن جانب آخر أي الجانب الذي سيجمعني بكِ فهو اتفاق خفي يجعلني أدير أموري الشخصية بعيدا عن الضغوطات وفي الوقت الملائم سأعلن اعتزالي وتسليمكِ كل شيء وأظن أنكِ لستِ بغبية كي ترفضي عرضي هذا ؟
ناريانا(ابتسمت وهي تتحرك عائدة صوب محلها):- حقا لست غبية لأرفضه ، لكنني أيضا لست بساذجة حتى لا أستطيع فهم موضوعك جيدا سيد ميار .. أنت عاشق
ميار(برقت عيناه واختفت بسمته من جملتها):- عفوا ؟؟
جوزيت(فتحت فاهها بعدم تصديق):- هئئئ عاشق ؟؟؟؟
ناريانا(جلست محلها بخيلاء ورفعت يدها له):- أنت حتى لم تكلف نفسك بتأملي .. شخص محلك كان لن يفلت فرصة في اختلاس النظرات إلي ، شخص طبيعي مثل مساعدك الذي يقف هنالك عند النافذة ويتلصص متمعنا في تقاسيم جسمي والله أعلم ما يدور برأسه
ميار(استدار بسرعة للشرفة وجد رشيد واقفا فعلا هناك):- … أوك أبهرتني صراحة
ناريانا(رمقته بطرف عين وهو يجلس قبالتها):- نظرتك مباشرة لعيوني كانت نظرة ساكنة تخلو من المغريات ، وتمتلئ بشيء يغطي تلك اللمعة شيء يسمى بالعشق وهذا يضعني في حيرة هل أفرح للفتاة المنشودة أم أقرح ؟؟؟
ميار(ابتسم وهو يبتلع ريقه):- ههه صدقا لم تتركي لي شيئا لأقوله ..
ناريانا:- خذها مني نصيحة بما أننا سنتعامل مع بعضنا كثيرا مستقبلا لا تستخف بي وبقدراتي على معرفة كينونة الرجل ، فقد عاشرت المئات وأنا قادرة على قراءتك دون عناء حتى
ميار(عض شفته واتكأ على الكنبة وهو يضع يده على حافتها):- سأتذكر هذا جيدا ..
ناريانا:- نأتي للمهم .. ما الذي سيجعلني أوافق على طلبك ولا أذهب لعشيرتنا وأخبرهم عن اتفاقك السري خفية عنهم ؟
ميار(رفع يديه بغرور):- المصلحة العامة ، فأنتِ لا تريدين وضع مسيرتكِ المهنية على المحك لأنني بحركة إصبع مني قادر على إلغاء عصابتكِ في لمح البصر .. اتصال صغير مني للعشيرة أخيِّرهم ما بيني وبينكِ وأؤكد لكِ ستعرفين الجواب في اللحظة دون الحاجة للتفكير حتى وسأكون المنتصر لذلك أنتِ مجبرة على إطاعتي ناريانااااا
ناريانا(أمسكت حقيبتها واستقامت وهي تنفث غيظا):- عموما لقاؤنا الأول سأعتبره لقاء تعارف ، نتحدث فيما بعد بالتفاصيل ..
ميار(نهض خلفها):- هل أعتبرها موافقة ؟
ناريانا(نظرت لجوزيت التي ولتهم ظهرها):- اليوم أتيتك ضيفة لأجل التعارف ، ما رأيك لو تزورني في قصري لأجل عشاء الاتفاق ؟
ميار(رمق تلاعب أحرفها الغزلية وأردف):- بكل سرور ..
ناريانا(وضعت نظاراتها بأناقة وتحركت):- إذن دعها بدون وداع فأكيد لهذا اللقاء بقية .. انتظر مني خبرااا ..
وضع يديه بجيوبه وهو يطالعها بغرابة والبسمة لم تفارقه ، انتبه أيضا لنظرة تلك الملثمة التي بدت غريبة في هيأتها ووجودها بشكل كلي لكن لم يطل بالا فاتفاقه معها كان بمثابة ورقة رابحة سيحارب بها ..
رشيد(قدم من الشرفة ووقف بجانبه وهو يطالع سيارات الرئيسة تتحرك):- إنها قوية
ميار(صغر عينيه بلؤم):- قوية حد الضعف حتى ..
رشيد(بعدم فهم):- ما قصدك سيد ميار ؟
ميار:- أنت تعرفني لا أؤمن بسيطرة النساء على عالم الدماء ، لذلك سنلاعب ثعلبتنا قليلا حسب مزاجها لحد يمكننا من دراسة نقاط ضعفها الواحد تلو الآخر .. أكاد أجزم لك أنني سأوقعها في فراشي من بعد لقاءين اثنين قد قرأت ذلك في تنهيداتها
رشيد(ابتلع ريقه):- صدقا سيدي لا أحد يماثلك في دهائك ما شاء الله ..
ميار(صغر عينيه وهو يحرك شفتيه):- هههه طيب لا تطل الموضوع وجهز لي هدية ثمينة تليق بشخصية مثلها في أسرع وقت يا رشيد ، عيب أن نذهب لدعوتها بدون هدية همم
رشيد:- كأنني أرى أنها دخلت مزاجك ؟
ميار(أمسك كأسه وتجرع ما فيه):- لا تهذي هذا لأجل العمل .. هيا دعنا لا نكثر بقاء هنا دعهم يجهزون صولو ويصطحبوه للعرين ، ونحن سنرى ما يتبعنا من أعمال …
رشيد:- كما تريد سيادتك … هممم مثير للاهتمام رئيسة من الطراز الرفيع سنستمتع معها ومع ملثمتها أكيد ههه …
في السيارة الكبيرة خاصة جوزيت
أزالت اللثام بسرعة وأخذت تلهث وتنظر إلى ناريانا أمامها ، أمسكت قنينة الماء وشربت بضع رشفات قبل أن تضرب القنينة جانبا بغضب وتمسك ذراع ناريانا بقوة … جذبتها لتجلسها بقربها بغضب جامح ..
جوزيت:- أخبريني الآن ما الذي حصل هناك بحق السمااااء ؟
ناريانا(سقطت منها قبعتها ونظارتها):- له يا مجنونة أوجعتني كدت أسقط ..
جوزيت(بنبرة جادة):- ناريااااااانا لا تستنزفي صبري …
ناريانا(دلكت يدها من الألم ورمقت جوزيت بحذر):- أوك اهدئي أولا ودعيني أشرح لكِ
جوزيت(تلهث بقوة):- يفضل أن تشرحي.. يفضل أن يكون لديكِ تفسير للعرض المجاني الذي قدمته له ؟؟
ناريانا(بتفاجئ):- ههه هاه هل تغارين مني عليه ؟
جوزيت(مررت لسانها على فمها وأشارت لها):- ناريانا أقسم أنكِ ستشهدين مني ما لم تريه من قبل ، حتى هذا الموضوع وسأضع صداقتنا جانبااااااا فميار خط أحمر
ناريانا(اهتزت من جملتها ونظرت إليها بعدم تصديق):- هكذا يا جوزيت ، من لقاء بعتِ صداقتنا ؟؟؟
جوزيت:- اعتبريها كما تشائين حبيبتي لأنني لا أمزح في هذااااا ..
ناريانا(بغضب):- إذن ليكن بعلمكِ أن فارسكِ الهمام مغرم مغرم مغررررررررم بامرأة غيركِ قد نسي أمركِ تماماااااا ، وأنتِ هنا تغارين عليه ههه مضحك ….
جوزيت(عضت طرف شفتها ونظرت من خلال النافذة برهة وعادت لتنظر إلى ناريانا التي أخفت دموعها عنها):- لا تبكي
ناريانا:- لسانكِ لا يخاطب لساني
جوزيت(ببؤس رمشت):- من هذه الفتاة ؟
ناريانا:- وهل رأيتني قارئة فنجان أو من أولئك الروحانيين حتى أعرف من هي ؟
جوزيت(جعلتها تستدير إليها وأمسكت وجهها بين يديها وبنظرة مجنونة):- تعلمين أنني أحرق رأس تلك الفتاة أيا كانت هي وعائلتها حتى أنني سأنسف كل أثر لهاااااا من هذا الوجود ، تعلمين أنني قادرة على ذلك وسأفعله لو عرفتها لذلك تخفين أليس كذلك ؟
ناريانا:- ههه جوزيت صدقا رؤيتكِ له لم تفدكِ بشيء بل زادتكِ جنونا
جوزيت(أمسكت يد ناريانا وهي تبتلع ريقها):- ستعرفين هويتها لأجلي ستفعلين ذلك لأجل صديقتكِ صح ؟
ناريانا(انتفضت):- عن أي صداقة تتحدثين لقد بعتني قبل قليل لأجله ، فهل يا ترى كان سيفعل المثل لو عرف بهويتكِ الحقيقية ؟
جوزيت:- اعذري غضبي.. لكن مجرد الفكرة في أنه ينظر لأنثى أخرى غيري أفقدني صوابي ، أشعر بأن طائرة مرت على صدري وطحنت مشاعري هنالك ضيق شديد فيني وأنتِ وحدكِ من ستستوعبينني
ناريانا(أزالت يدها من يد جوزيت بغيظ):- قد سبق السيف العذل ، توضح موقفكِ بشكل بارز يا جوزيت أنتِ لأجل ذلك الرجل قادرة على بيع نفسكِ للشيطان لو استطعتِ حتى لا تخسريه
جوزيت(سحبت هواء بعمق من أنفها وهي تزم شفتيها):- أرجو أن لا تكثري من موقف الغضب هذا ، لأن لدينا أمورا أهم لمناقشتها كالعزومة التي اقترحتها حضرتكِ ؟
ناريانا:- هذا بدل أن تشكريني لأنني أحاول معرفة ما يضمره مياركِ لكِ في الخفاء
جوزيت:- أنتِ ستوافقين على كل ما يطلبه منكِ وبدون شروط .. دعينا ننهي هذا الاتفاق حتى نتوقف عن اللقاء به يعني سيكون ذلك أفضل من الاحتكاك به كل مرة والتقرب منه بتلك الطريقة , ولعلمك الاقتراب منه لأزيد من ثلاثة أمتار شرط من شروط بقائنا في هذه اللعبة ست ناريانا ستضعين نزعاتكِ وتأوهاتكِ حيال الرجال على جنب وتصرفكِ مع ميار على جنب آخر سأراقب حركاتكِ همم ؟
ناريانا(رمشت بعينيها تكاد تصدق مسمعها واستدارت إليها):- هل تصغين لنفسك أنتِ تهددينني بشكل مباشر علما أنكِ من أقحمني في هذه اللعبة جوزيت ؟
جوزيت(انتفضت واستدارت للجانب الآخر):- هذا آخر كلام عندي ..
ناريانا(عقدت حاجبيها بحزن واستدارت للجانب الآخر):- جيد أنني عرفت مقامي عندكِ سيدة جوزيت وصدقا لن أتخطاه مطلقا المرة المقبلة ، تُشكرين على كل حال ..
لم تجبها وظلت تناظر الفراغ من حولها ، ففكرة عشق ميار لامرأة أخرى غيرها قلبت مزاجها ولم تعد تعرف ما الذي تتفوه به قد جرحت صديقتها للتو ومع ذلك لم تشعر بما تلفظته جراء غضبها الذي استطال ليشمل كل زاوية فيها ، تألمت بشكل فظيع لأنها اعتقدت أنه لن ينساها يوما أنها ستبقى عشقه الوحيد الأوحد ، أنه سيفني حياته لأجلها إلى ما لا نهاية وسيظل يبكي عند قبرها كل يوم هههه ، طبعا مجرد خزعبلات فتاة عاشت في عالم الدماء بفضل أمل صغير جعلته يملأ حياتها كي تستطيع إكمالها بالشكل اللازم .. حب ميار هو البوصلة التي وجهتها لتمضي في حياتها وتصبح ثعلبة القطب كما ذكرت ناريانا لكن لابد وأن يحرق رأسها الفهد البري لابد وأن يهزمها شر هزيمة ودون حرب بينهما حتى ، فقط عبر المشاعر التي ستجعلها تنهزم أمامه في لحظة ما .. فقد قاومت بشدة أشواقها التي انتفضت مذ أن رأته واستنشقت عطره الآسر إنه حبيبها الذي يعيش في داخلها كيف ستصبر وتقاوم كي لا تكشف نفسها في هذه اللعبة القذرة التي رمتها بها الحياة وأجبرتها عليها الأقدار القاسية .. كفكفت دمع روحها ونظرت لناريانا التي ظلت تبكي بصمت وهي تدير وجهها عنها علمت أنها آذت صديقتها في الصميم لكن هذا هو العشق هذاااا هو جنون العشق بكل ما في المعنى من كلمة … لم تعتذر منها حتى فبمجرد وصولهم بعد مدة إلى قصرهم المخصص انطلقت ناريانا كالبرق متوجهة صوب غرفتها متخذة موقفا من جوزيت موقفا جادا حتى …
جوزيت:- هيي أنت أمامك ساعة لتجمع لي رجالنا كلهم في حديقة قصرنا الخلفية ،، لا داعي أن نثير الشبهات يكفي أن تستدعي رئيس كل قطاع هممم ؟
عنبر:- تمام ليدي ..
جوزيت(طالعته شزرا وهي تفكر كيف تراضي ناريانا):- هفف الآن ستتدلل أكيد …
صعدت للأعلى وطرقت الباب عليها لكنها لم تجبها ، جربت فتحها وجدتها تغلقها عليها بالمفتاح طبعا لن تغلقها لوقت طويل فقد توجهت جوزيت صوب غرفة الضيوف ودخلت من الحمام لتخرج في حمام ناريانا مباشرة ودخلت من هناك
ناريانا(رفعت رأسها من على السرير):- ولا أكفأ لصة يا ذكية
جوزيت(رأت سترتها التي رمتها على الأرض والقميص أيضا ورفعت شفتها وهي تنظر للملابس الداخلية العلوية فقط والتنورة على جسمها):- هل كنتِ تستعدين للسباحة ؟
ناريانا:- تعرفين أنني حين أنزعج أختنق ، تلك السترة ضيقة والقميص مثلها هكذا أتنفس براحة فأنا ابنة الطبيعة ولست مثلكِ
جوزيت(جلست قربها ورأتها وهي تزيل مشابك رأسها كي تطلق شعرها):- هاهي أميرة النافذة ستفتح شعرها وترمي به من النافذة ليلتقطه الأمير الحسن وينقذها من شر الساحرة نيهاهاهاا
ناريانا(صغرت عينيها فيها):- لستِ مضحكة
جوزيت(زفرت بعمق وأزالت الوشاح المستدير على جسمها وبقيت بفستان قصير ورمت بنفسها على السرير):- ما رأيكِ لو تدلكين كتفاي قليلا كي أسامحكِ ؟
ناريانا(نفضت شعرها الطويل وبصدمة):- من يجب أن يسامح من يامَّا ؟
جوزيت:- بفف أصبح أسلوب حديثكِ متدنيا جدااااا يا ناري الحارقة
ناريانا(شبكت يديها واستلقت جوارها وناظرت السقف):- جرحتني يا جوزيت ، أي نعم لم أجرب الحب مثلكِ لكنني لست غبية كي لا أفهم غيرتكِ ومكانة ميار عندكِ ، هل تظنين بي سوءا حتى تغارين عليه مني ؟
جوزيت(نهضت قليلا واتكأت على يدها وهي تلف خصلة شعر ناريانا بإصبعها):- أنا أغار عليه حتى من ذلك المصاب مساعده أتصدقين ههه ؟
ناريانا:- إذن دعيني أخبركِ أنكِ أصبتِ بجنون الارتياب ، قليلا بعد ستغارين من ملابسه
جوزيت(عضت شفتيها بإغراء):- وددت لو يزيلها كلها وو… ففف متى سيصل ذلك اليوم ؟
ناريانا:- ههه هللو دعيني أذكركِ أنكِ ميتة يا بعدي ، وإن نسيتِ ذلك دعيني آخذ لكِ موعدا حميميا في منتجع المقبرة لتشبعي بعضلات مياركِ بين الموتى
جوزيت(ضربت كتفها):- حين يمر حديث عقيم مثل هذا على دماغكِ لا داعي أن تسمعيني إياه ، طالما أنكِ لن تساعديني فيما أريد
ناريانا:- وماذا تريدين يا بعدي ؟
جوزيت(غمزتها بخبث):- أريده يا جوووزيت أريده لي ، وتلك المرأة سأعرفها عن قرب وسأنسفها من قلبه لكن ليس الآن فأنا غير قادرة على مواجهته ما إن أجد الوقت المناسب سأضع حدا لتهوره ذاك فهو وكل ما فيه ملك لي أناااا وحدي …. ولا أحد لا أحد قادر على زعزعتي من قلبه
ناريانا(أغمضت عينيها بحلم):- أتمنى لو أصل لعشق يشبه عشقكِ جوزي ..
جوزيت(عانقتها بمودة):- آه يا ملعونة أبعد حصيلة الرجال كلهم الذين أوقعتهم في شباككِ لم تجدي من تعشقينه ؟
ناريانا:- تتت فمن سأعشقه عليه أن يخطف عقلي مني … عقلي يا جوزيت وليس قلبي
جوزيت(داعبت أنفها بحركة إصبعها وهي تتأملها بحب):- ستعشقين وتجربين لوعة العشاق ، إنها أشبه بسيركِ بين الغيوم لا تدرين متى ستتبخر الغيمة وتسقطكِ أرضااااا
ناريانا:- لأسقط لأسقط لكن حبا وليس أرضا هههه
جوزيت(أخذت تدغدغها):- سأريكِ الحب كيف يكووووون ههههه …
نسيت كل منهما المشاحنة التي حدثت قبلا بينهما ، فتلك الضحكة النابعة من القلب كانت كفيلة لتمسح عنهما غبار الخصومة السابقة فأكيد غيرة جوزيت ستفتك بكل شيء حتى ناريانا المسكينة مهددة معها بالخطر .. بعد مضي ساعة ارتدت كل منهما ثيابا أنيقة وخرجتا كسيدتي أعمال قادرتين على تحريك دفة العالم بنظرة ..
جوزيت(نظرت لناريانا التي وقفت قربها وأمامهما يقف عشرات الرجال في سطور محددة لا تهزها ريح):- جماعتي وأبناء عصابة القطب باسمي وباسمكم ولأجل مصلحتنا وقضيتنا ، أقدم على اختيار الأفضل لنا قد وردني إشعار بضرورة بقائي خلف الأنظار لبضع من الوقت ، ومن هنا إلى أن أراكم مرة أخرى ستكون ناريانا ذراعي اليمين هي الوسيط بيننا .. من له اعتراض على هذا فليتكلم الآن أو يصمت للأبد …
كل الرجال(ضربوا على صدورهم ونطقوا بريتم منتظم):- كلنا ثعلبة القطب ، كلنا فداء لها
ابتسمت جوزيت من ولاء رجالها ونظرت لناريانا التي شاركتها نفس الارتياح الذاتي من عدم اعتراضهم على خطوتها التي أقدمت عليها قسرااااا .. فلولا الظروف لكانت ارتمت بأحضان ميار قبل ساعااااااات …

في تلك الأثناء
خرج شهاب من المشفى حين لم تجبه ميرا لا على هاتفها الخاص ولا على هاتف القصر ، حتى هنادي لم ترد عليه ولا باتريك وهذا أقلقه بشدة فكيف سيختفي الجميع في آن الوقت إلا للضرورة وضرورة توشي بالخطر ، شعر بالحيرة عليهم وغادر المشفى سريعا لتفقدهم وما هي إلا سويعة حتى كان يزمر ببوق سيارته لكي يفتحوا له البوابة الرئيسية ،، دخل بسرعة وترجل منها وأخذ ينادي باسمها من الخارج ودلف كالرعد المزمجر صعد الدرج بسرعة بحث في غرفتها لم تتواجد ، توجه لغرفة شادي أيضا غير موجودة نزل بقلق وهو ينادي على أي من هنادي وباتريك لا رد لحين أجابته الخادمة وأفادت أن السيد باتريك بغرفة الساونا ..هنا استشاط غضبا وتوجه إليه وجد الأخ يستحم ويستجم وكأنه في ملك أهله ..
شهاب(بنبرة مرعبة):- بااااااتريك
باتريك(فتح عينيه بفزع):- لالا ليس ذلك الصوت يا إلهي يا إلهي
شهاب(وصل إليه بزمجرة):- أين هي ميراااااااا ؟؟
باتريك:- ووو والله لا أعلم يعني صدقا أخبرتني أنها ستخرج في جولة مع شادي وهنادي
شهاب(زوره بحدة):- إن كنت تكذب صدقني سأغرقك حيث أنت .. أين ذكرت أنها ستكون ؟
باتريك(ابتلع ريقه خوفا):- لم تذكر
شهاب(اصطبر على نفسه وهو يغلق عينيه بقلة حيلة):- أخرج من محلك ووافني بالخارج .. فوراااااااااااا
باتريك:- لماذا يا ربي تعاقبني بهكذا رؤساااااء ، يشعرني بأنني قصير الحجم هذا الوحش الغاضب يعني الست ميرا تعيش قراراتها المجنونة وتذهب للطبيب وباتريك المسكين يبقى هنا ليغطي غيابها هفف …
أخذ شهاب يخط الأرض خطا جيئة وذهابا ، حتى بعد موافاة باتريك الذي جلس قبالته على الكرسي يقضم أظافره بقلق من زمجرته التي لم تكن تبشر بالخير ، مضت ساعة تقريبا في ذلك الجحيم وأعصاب باتريك تعبت وهو يدعو الله أن تكون هنادي قد قرأت رسالته النصية حين استعجلهم بالعودة نظرا لحضور شهاب ،وصلوا أخيرا ودخلت هنادي أولا وهي تحمل شادي بكرسيه والتقطه شهاب بسرعة قبله وأعاده لها كي تصطحبه لغرفته وصرف حتى باتريك ليرافقها ، وهنا دخلت ميرا آخر شخص وهي تبتلع ريقها وتحاول إخفاء تعبها عنه ..
شهاب(أمسكها من ذراعها بقوة وجذبها إليه):- أين كنتِ ؟
ميرا(ببراءة):- ذهبت لأقتني بعض الحاجيات لأجل سهرة الليلة ، ثم أخذت شادي للحديقة وها أنا بالبيت
شهاب:- لما لا تجيبين على هاتفكِ إذن ؟
ميرا(تفقدته وجدته صامتا وكانت تدري ذلك طبعا):- آه نسيته على الصامت عذرا حبيبي حصل ذلك سهوا
شهاب:- إياكِ وأن تضعيه على الصامت مجددا ففي أي وقت أردت الاتصال بكِ ، علي أن أجد صوتكِ في الطرف الآخر بعد الرنة الثانية مفهووووم ؟
ميرا(رمشت بدموع وهي تخلق ابتسامة بصعوبة):- أتحبني لهذه الدرجة ؟
شهاب:- كثر سؤالكِ هذا مؤخرااا ، أنتِ تعرفين من أنتِ بالنسبة لي فلا تفزعيني عليكِ
ميرا(أحاطت عنقه بذراعها):-ماذا تجهز لنا هذا المساء ؟
شهاب(سحب نفسا عميقا وهو يتأملها):- مفاجأة فقد تحضري بشكل يسلب عقلي وستفهمين
ميرا:- أيجب أن أتحضر حتى أسلب عقلك ..ما هذه الصراحة ؟
شهاب(أمسكها من خصرها ودفعها إليه):- أنتِ بكل حالاتكِ تجذبينني لكن ذلك سيكون لأجلكِ حبيبتي همم ؟
ميرا:- طيب يا روحي إذن دع حبيبتك تأخذ حماما ساخنا وتنام قليلا كي تكون بورفيكت بالمساء تمام ؟
شهاب(قبل طرف شفتها وأفلتها):- هفف يفضل أن تهربي قبل أن أحتجزكِ بين يدي
ميرا(تحركت لأجل الصعود):- أحبك شهابي
شهاب(عقد حاجبيه بابتسامة):- ههه اصعدي ولا تجربيني أنبهكِ هاه ؟
غمزته وصعدت درجاتها وبعد كل درجة تتجاوزها وتبتعد عنه كان قلبها يسقط من محله مثلما كانت تسقط دموعها دمعة دمعة ، أغلقت باب جناحها عليها بالمفتاح وركضت إلى سريرها ارتمت عليه وأخذت تبكي بقهر وهي تعض على الغطااااء وتمسكه بقبضتي يديها من شدة الحرقة التي تشعر بها
ميرا(بانهيار أخذت تضرب على السرير):- لماذا يا ربي لماااااذا ،لماذا تفعل بي هذا لماذا تسرق مني فرحتي لمااااااااذاااااا هل أنا مؤذية لهذه الدرجة حتى لا أجد فسحة سعادة في هذه الحياة الظااااالمة، اهئ لماذا يا ربي تعاقبني أنا اكتفيت من حياتي السودااااء منذ أن وعيت على هذه الحياة وأنا أدفع ذنوب غيري أتستخسر على عبدتك الضعيفة بعض الفرح مع الرجل الذي اختارته ، أعترف أنني مقصرة وجدااا حتى أنني سلكت دروبا خبيثة ما كان علي دخولها ، أعترف أنني مقصرة بحقك يا ربي أعترف أنني أسأت لنفسي كثيرا وأولادي ليسوا أولاد حرام أبوهم سيتزوجني فلماذا تريد تشريدهم لمااااااذا ياربي اهئ …. اهئ كنت أحسب أن الدنيا ستضحك لي كنت أعتقد أنني سأعيش في راحة مع شهاب وأولادنا لكن لكن كأنني كنت أحلم وصحوت على واقع مرير ..اهئ أهذا جزائي من بعد كل المعاناة والكرب الذي عشته أهذا هو ما أستحقه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذت تضرب على السرير وعلى رأسها وهي تشعر بأن كل شيء تخلى عنها ، حتى رحمة الله سبحانه وتعالى ففي لحظات الضعف قد لا يستطيع الإنسان التمييز ما بين الصالح والطالح ويلقي باللوم دون تركيز ، علما أن الله تعالى لا يتصرف في قدر عبد من عباده إلا وهنالك حكمة في الأمر لو ركزنا قليلا سنجد أنه لكي يحمينا من أشيااااء سيئة سلبنا ما كنا نظنه جميلا.. لكن ميرا لن تفهم هذاااا الآن فهي تشعر أن كل حياتها أشبه بمراحل درامية حزينة لا يتكرر فيها سوى الشخصيات المؤذية والآن بات وحشها مختصر في سطر طبي فاشل ..
باتريك(في غرفة شادي جثا أرضا من هول الصدمة):- هئئئئئ … لا تقوليها ؟
هنادي(ببكاء جثت عنده وهي تنظر لشادي الجالس في سريره بين لعبه):- باتريك باتريك استجمع نفسك ، فلو فضحت أمرها أمام السيد شهاب ستقتلنا
باتريك(بدأ يبكي بدوره):- ألا يوجد حل يعني الطب تقدم وهم قادرون يعني على …
هنادي(وضعت يدها على كتفه وهزت رأسها بغبن):- لن نستطيع فعل شيء طالما هي حامل ، وأنت تعرفها عنيدة لدرجة الإفراط ..
~ قبل ساعات ~
في عيادة الطبيب كانت تجلس وهي تطقطق رجلها مع الأرض وتلامس بطنها ، وهي تنتظر عودة الطبيب من الخارج لإحضار تحاليلها من عند مساعدته الخاصة ، كانت بجانبها هنادي تنظر إليها وقلبها يرتعش خوفا مما سيحدث ..
ميرا(ضاق ذرعها من الانتظار):- أوووووف أشعر بالضجر تأخر هذاااا
هنادي:- اصبري يا سيدتي فهذه الأمور تأخذ وقتا
ميرا:- تت طيب سنصبر ..أووف شادي حبيبي نام من التعب
هنادي(نظرت إليه وهو مستقر في كرسيه فوق الكنبة):- ما أجمله ..
ميرا(وضعت يدها على بطنها مجددا وكأنها تستأنس بها):- ستكون أخته شبيه له ، جميلة وتشبهني هكذا يريدها شهاب
هنادي:- أنا سعيدة لسعادتكِ سيدتي ، تستحقينها بعد كل ما مررتِ به
ميرا(فركت يديها):- ههه أفف لا أطيق انتظارا أريد أن أعرف جنسه اليوم لأفرح قلب شهاب الليلة ، هو يحضر لي مفاجأة
هنادي:- اممم سنرى ذلك
الطبيب(دخل عليهما وهو يفرك جبينه ووضع التحاليل على سطح مكتبه وجلس مقابلهما):- ميرا أنا طبيبكِ الخاص منذ سنوات ، شهدت ولادة شادي بروما وتابعت معكِ كل مراحل الحمل والحمدلله لم يكن هنالك مشكلة بتاتا بحملكِ الأول .. لكن
ميرا(اختفت بسمتها ونظرت إليه بتباطئ):- لكن ماذا ؟
الطبيب(نظر للتحاليل وتنهد عميقا):- ضميري المهني يلزمني أن أكون صريحا معكِ .. أنتِ لن تستطيعي إنجاب هذا المولود
ميرا(فتحت فاهها بصدمة وهزت رأسها برفض):- أعد ما قلته ؟
هنادي(رمقت احمرار وجه ميرا):- سيدتي اهدئي …
الطبيب:- أتفهم غضبكِ ورفضكِ لكن كما أرى في تحاليلك يا ميرا ، أنتِ غير قادرة على إنجاب هذا الطفل فحياتكِ مهددة بالخطر إن عاندتِ وأبقيته ..قد حدث خلل في هرموناتك فقد كنتِ تتناولين حبوب منع الحمل على فترات متفاوتة سببت لكِ اضطرابات في الإباضة ، وهذا كان قبل شادي فحين حملتِ به اضطررت لوصف هرمون البروجسترون لكِ لكي نضبط التوازن الهرموني والحمدلله قد حُلت المشكلة وأنجبتِ على خير ، لكن حاليا في هذا الحمل الثاني لا أخفي عنكِ ميرا فمناعتكِ الذاتية ضعيفة جدا والمكان الذي انغرس فيه الجنين قد يسد الأوعية الدموية ويسبب تخثرا فيها وهذا ما سيسبب مشكلة في المشيمة ويضطرنا لإجهاض الطفل ..
ميرا(بدموع رسمت طرقات على خدها رمشت وهي تبتلع ريقها):- يعني .. يعني هذه مجرد افتراضات صحيح ؟
الطبيب(نظر لهنادي بقلة حيلة وعاد لينظر لميرا):- افتراضات صحيحة ، والتحاليل التي بين يداي تلزم إجهاضكِ لأنكِ لو أبقيته ستعرضين نفسكِ للخطر وسيمتص منكِ كل مناعتكِ ونضطر لإجراء عملية قيصرية لا ندري تبعاتها ولن نستطيع الحد من أخطارها
ميرا(نهضت وهي تمسح على بطنها بارتجاف):- يكفي يكفييييي لا أريد سماع شيء …
هنادي(أوقفتها):- تمهلي يا ست ميرااا .. دكتور أنت لحد الآن لم تبلغنا سوى بالنتائج نريد معرفة الحلول هل هنالك طريقة أرجووووك …
الطبيب(نهض إليهم وتوجه صوب ميرا التي وقفت مقابل شادي ببكاء):- لو لا معزة ميرا عندي ليس كمريضة فقط بل كإنسانة طيبة ، لنافقتها وتركتها تعايش مصيرها غافلة بعد أن حاول السيد شهاب التدخل في الموضوع
ميرا:- كيف ؟؟؟؟؟؟؟
الطبيب:- حاول أن يرشوني لكي أخبره بالنتائج قبل أن تعرفيها أنتِ ، لكن ضميري المهني لم يسمح لي حتى لو عرفت أن غايته حميدة لأنه يحبكِ لكن أنتِ من عليه أن يقرر
ميرا(مصت شفتيها وانهارت بعدم قدرة على التحمل):- هل أنا سيئة لهذه الدرجة حتى يحدث لي كل هذاااا ؟ هل ذنوبي آثمة حتى أدفع ثمنا غاليا بالتفريط بطفلي ؟؟؟
الطبيب(تنهد عميقا):- طفلتك ..
ميرا(برقت عيناها ونظرت لهنادي):- أخبرتكِ أخبرتكِ أنها فتاااااة … هئئ شهاب يرغب بفتاة وأنا يستحيل أن أحرمه ذلك يستحيييييييييييييل …
أمسكت ابنها بين أحضانها وركضت هاربة من هناك ، بينما اعتذرت هنادي من الطبيب ولملمت خلف سيدتها حقيبتها وكرسي شادي ، أخبرها الطبيب أنه سيجري معهم لقاء آخر ما إن تتحسن نفسية ميرا التي لا ندري بعد إلى متى ستتحمل … ركضت بخطى مسرعة بشادي الذي استيقظ وأخذ يلاعب شعرها وقطعتِ الطريق وهي لا تنظر أمامها من شدة الرجفة والخوف واستقرت جالسة على كرسي خشبي أمام البحر .. تلهث بأسى عما عرفته في عيادة الطبيب
ميرا(مسحت دمعتها التي سقطت على جبين شادي):- شت حبيبي نحن لن نفرط بأختك أسمعتني ، تحت أي ظرف كان سننجبها هاااه وستلعب معها وسترعاها وتحبهااااا … ماشي ستحبها مثلما كان يحب خالك أمك كان يدافع عني ويحضر لي الأكل خلسة حينما أكون معاقبة ، كان يمسح على جراحي التي يصيبني بها سوط جدك الشرير ، كان يلاعب شعري كلما نمت باكية ويدندن لي مقطعا من أغنية بصوته البشع ، كان يعلم أن صوته ليس حلوا ويفتعل ذلك كي يزعجني ويجبرني على الغناء له ، كان يعشق صوتي هو أول من آمن بصوتي يا شاااادي وأنت أيضا ستحب أختك وتحافظ عليها مثله ، ستجعلها نور عينك ولن تفرط فيهااااا ماشي يا روحي أمك لا تبكي أمك فقط متعبة .. متعبة اهئ ائه متعبة من هذه الحياااااة الظالمة .. آآآآآه يا ربي آه لما ستحرمني من هذااااا لماااااااااذااااااااا … ؟؟؟
أتت هنادي إليها راكضة بعد أن أعطت للسائق بقية أغراضهم ليضعها بالسيارة ، بسرعة جلست قربها وأخذت شادي من حضنها وهي تبكي على سيدتها بقهر عليها وضعت يدها على رأسها وجعلتها تستند على كتفها وتبكي قهرها وهي تنظر للبحر العميق وطفلها بين أنامل هنادي يلعب ببراءة لا يعلم ما تعانيه أمه بالقرب .. ظلت ساعة وهي حزينة تبكي تارة وتشرد تارة أخرى ومراتٍ تصرخ بتألم من جور الدنيا القاسية ، وحدها هنادي التي حاولت امتصاص غضبها كي لا تفقد وعيها وتنهااااار ..
هنادي:- أخبرتكِ أننا سنجد حلا يا سيدتي وسنجده يعني مسألة وقت فقط
ميرا(اهتزت حنجرتها بثقل):- ماذا لو لم يكن هنالك حل ، كيف سأفرط بطفلتي ؟
هنادي(رمت بثقلها على كتفيها وأردفت بتعب):- لا أعلم لا أعلم …
ميرا(برقت عيناها بشراسة):- ولكنني أعلم … هنادي اسقبيني واركبي مع شادي في السيارة أنا عائدة لكم
هنادي:- ولكن إلى أين ستذهبين سيدتي توقفي .. يا ميراااا سيدة ميرااا …
لم تستمع لها ركضت بسرعة قاطعة الطريق على السيارات بإشارة يدها فبعضهم تعرف عليها وبعضهم شبهها بالفنانة الشهيرة ميراااا ، لكنها لم تكن ستكترث لهم ركضت عائدة لعيادة الطبيب ودخلت إلى غرفته دون أن تنتظر إذنا وجدت لديه مريضة بحجرة المعاينة لكنها لم توليها اهتماما …
ميرا(أمسكت مشرطا حديديا من أغراض الطبيب ودفعته للحائط وهي تضغط بالمشرط على عنقه وتجذبه معها خارج غرفة المعاينة تحديدا صوب مكتبه):- آسفة يا ست لكن ما ستشهدينه هنا لن يؤثر بجنينك ، إسمعني الآن جيدااااا أنا سأنجب هذه الطفلة وأنت ستصف لي أدوية تساعدني على ذلك لن أقبل أعذارا أو خزعبلات مما افترضتها علي قبل ساعة فهذا لا ينفع معي ، صغيرتي سترى الدنياااااا صغيرتي ستعيش أيا كان الثمن الذي سأدفعه أقبل به لأنني أم وأظن بأنك لو درست الطب في أكفأ الجامعات وأخذت كل شواهد العالم وعرفت في هذا المجال الطبي أكثر من غيرك ، ستبقى ناقصا بنظري لأنك بالرغم من كل مميزاتك لن تستطيع الشعور بطعم الأمومة .. إنه شيء يفوق خيالك شيء ينمو بداخلك ينمووو أتفهم ما معنى ينمو وتراقبه يوما بعد يوم وهو يتحرك ويكبر مثلما تكبر البسمة على شفتيك حين تراقب كم كبرت بطنك في كل يوم .. الأمومة شيء متصل بينك وبين صغيرك رابط روحي يجمع بينكما تشعر بدفئه واحتياجه في أعماقك ، وهو يشعر بحزنك وتعبك في أعماقه .. كينونة منشطرة لنصفين أنا وطفلتي الآن وعليه ستبذل قصارى جهدك لتجعلها تنجو من هذاااا الوضع فأنا لن أفرط فيها ولو كان ذلك الثمن موتي ، شهاب لن يعرف بأمر هذه التحاليل ستخبره أن ذلك تأثير نقص بالسكري في جسمي وإغماءاتي المتكررة نتاج ذلك وأنك ستصف أدوية لي كي أرتاح ستتصل به ما إن أخرج وتبلغه بنتيجة التحليل وبأننا ننتظر طفلة همم وأنت لم ترني هنا اليوم ، اتفقنا ؟
الطبيب(حرك رأسه لها بتنهيدة متعبة):- ما كان هنالك داع للمشرط يا ميرا
ميرا(أسقطته من يدها وعدلت ياقة الطبيب وهي تتأسف):- لو خسرتها سأخسر الكثير ، ولأنك صديق مقرب وتعرفني جيدا قم بما طلبته منك ولا تكن أنت والزمن ضدي
الطبيب(عض شفتيه حزنا عليها):- علما أنني سأخالف ضميري المهني معكِ ، لكن أمركِ سأفعل كل ما تريدين لكي تكوني مرتاحة
ميرا(أمسكت يده بشكر وبعيون دامعة):- لن أنسى معروفك يوما …
خرجت من هناك وبعض الأمل يرتسم على وجهها ، ربتت على بطنها وهي تطمئن ابنتها أنهم سيكونون بخير .. صعدت جوار هنادي بسرعة وأمسكت طفلها من جديد تقبله وتعانقه وتشم عطره وبلغتها هنادي برسالة باتريك وعليه عادت للقصر وهي تنتظر غضب شهاب المعتاد ..
وها هي ذي في الوقت الراهن تحتجز نفسها في غرفتها تضم يديها لصدرها وتبكي بصمت خشية أن تفقد آخر أمل لها في هذه الحياة ..

إذا انشطرتِ الأرض لشطرين سيتهمونني أنااااا بذلك ، وكأنه لا يوجد وباء غيري يملأ هذا الكوكب اللعنة علي اللعنة … زفر بعمق وهو يدلف صوب كراج العقاب كما يسميه بعد أن استمع لوصلة تذمر من أمه مفادها أنه لم يقدم على أي تصرف مع أخته إخلاص وزوجها وهم بحاجة لشهادة طبية لشيماء لكن عمر يأبى خروجها من البيت ، حتى بعد اتصال إخلاص به وترجيه بذلك لم يوافق خصوصا بعد أن عرفت من أم ماهر ضربه لابنتها ..
حكيم(قبل أن يدخل فعَّل اتصالا):- يستحيل أن ينسكت على هذاااا وذلك العمر قد تجاوز كل حدوده على الأغلب .. ألو نور أحتاج منكِ لخدمة ؟
نور:- هممم خيرا ؟
حكيم:- طبعا سمعتِ ديباجة خالتكِ على مسمعي وأنا يستحيل أن أتخلى على أختي ، لذلك سأنهي ما بيدي وأنتِ ستتوجهين لمخفر الشرطة وترفعين شكوى ضده بعد ذلك العنف الذي تعرضت له شيماء على يده لا يمكننا الوثوق به فقد يقتلها جراء ذلك لا قدر الله
نور(رفعت حاجبها):- شكوى ضده ، هل أنت واثق ؟؟
حكيم:- افعلي مثلما أخبرتكِ ساعتيْ زمن وأوافيكِ لنتوجه إلى بيته ، لن تبيت شيماء هناك الليلة وصدقيني قد فتح على نفسه أبواب جهنم
نور:- والله لو علي سأفعل ذلك بكل سرور ، نفسي يتحاسب ذلك الخسيس على كل ما فعله حسن يا ابن العم اعتبر الأمر مقضيا
حكيم(تحرك ودخل صوب الكراج):- ولهذا لجأت إليك نوري الحبيب …سلام / هاااه يا طلال كيف أخبار ضيفنا ؟
طلال(أشار له للداخل):- مستكين مذ وصولنا
حكيم:- ههه طبعا سيخاف هيا لنرى ما يخفيه عنااااا .. مرحبا يا سيد راضي الوهبي عذرا منك على عدم روعة مكان استضافتنا تعلم أننا لم نخطط لاستقبالك بعد يوم من زفاف ابنك مبروك بالمناسبة فرحت له من قلبي يعني هههه ، أليس كذلك طلال ؟
طلال(مص شفتيه وغمزه):- خسارة كنا رقصنا وزفينا العريس بإكرامية تليق بحضرته
حكيم:- أووه لا بأس عزيزي طلال أكيد سنقوم بذلك عند أول مولوووود صح عمو راضي ؟
راضي:- ما الذي تريده مني ؟
حكيم:- ت ت ت وكأن أحدكم ضايق ضيفي ؟؟؟
طلال(رفع يديه):- هو مزمجر مذ حضوره ..
حكيم(بتفكير):-حقااا أو ربما تركيبة وجهه لا تقبل الضحك …ههههههههه
طلال(ضرب على يد حكيم بضحك عميق):- ههههههههههههههه نكتة أي والله
حكيم:- آه يا حاج راضي أراك ستتعبنا هممم .. ليحضر لي أحدكم كرسيا فنحن لا نستضيف كل يوم رجلا قديرا مثله ..
بسرعة أحضروا له كرسيا وجلس عليه مقابله واضعا رجلا على رجل يتأمل راضي الذي بدأ يتصبب عرقا من فرط التوتر ، كان يبتلع ريقه مرة بعد مرة ويتهرب بعينيه من حكيم الذي أطال الصمت حتى نطق أخيرا ورحمه ..
حكيم:- سؤالي وجيز ، أجبتَ عليه أعدناك من حيث أحضرناك ،.. ماطلت ستؤنسنا لعدة أيام يا روحي فاختر الأنسب لك ؟
راضي:- ألا يجدر أن أعرف أولا ما الموضوع ؟
حكيم(برقت عيناه في طلال):- ويحك يا طلال ألم تخبر الحاج راضي عن سبب حضوره
طلال:- انتظرتك لتفتتح الأمر يا باشا
حكيم(غمزه):- يسلم لي الفهمان … باختصار وجيز قد تمت رؤيتك في سيارة سوداء قبل عدة ليالي في البلدة أريد معرفة مع من كنت ولما تداري الأمر وتكتمه ؟
راضي:- هه وهل أنا مطالب بإخباركم عن كل خطوة أخطوووووها ؟
حكيم:- أممم مجبر على ذلك لأنه مشكوك بأمرك يا حاج راضي ، قد وصلتنا معلومات تفيد تورطك في زراعة الحشيش بفدادينك الجبلية فهل يا ترى هذا صحيح أم أنه مجرد ادعاء ؟
راضي(تلعثم وثقل لسانه من الخوف):- لالا أعوذ بالله أن أقوم بهذاااا ما الذي تقوله أنت ، يستحيل أن أقوم بشيء كهذااااا
حكيم(ببرود):- وأنا أيضا قلت هذاااا يستحيل أن يقوم الحاج راضي على هذا الجرم ، وهنا نصل أنا وأنت لمفترق طرق إما تمضي معي أو أجعل هذه الإشاعة تعم البلدة في غمضة عين وتخسر كل شيء فعلى ما يتم إثبات براءتك ستكون سمعتك قد تشوهت ، وأنت تعلم سكان البلدة وتفكيرهم الرجعي حتى لو كنت بريئا ستظل متهما في نظرهم ليوم الدين ..
راضي:- سأفعل كل ما تريده فقط لا تؤذيني
حكيم:- جميل جدااا .. والآن سأعيد سؤالي من الرجل الذي كنت تلتقي به خلسة وماذا يريد منك أنت شخصيا ؟
راضي(رمش بعينيه بقلة حيلة):- إنه صديق قديم ، جاء ليطمئن على أحوالي فقط وأيضا أراد معرفة بعض الأخبار القديمة عن آل رشوان وآل الراجي ..
حكيم:- عن ماذا تحديدا ؟
راضي:- عن لعنة قديمة أصابتهم بسبب ساحرة ، يعني مجرد جنون لا يصدق وطبعا أفدته أن لا معلومات لدي حيال هذا الموضوع ومع ذلك طلب مني البحث وراء ذلك وإبلاغه
حكيم(فرقع إصبعه لطلال الذي أخرج سريعا قلما وورقة):- أكتب لي اسم الرجل ومواصفاته وأين ستلتقيان المرة المقبلة ؟
راضي:- إنه شخص خطير لو علم بتواطئي معكم وأنني كشفت أمره سيقضي علي..
حكيم:- ألم تقل قبل قليل أنكما صديقين ؟
راضي:- كنا كذلك في الصبا لكن عودته المفاجئة لم تحضر معها سوى المشاكل
حكيم:- متى آخر مرة التقيتما ؟
راضي:- منذ سنوات بعيدة
حكيم:- تقريبا ؟
راضي:- سبع سنوات لالا تسعة يمكن لا أذكر ..
حكيم:- طيب لنفكر معا لما سيلجأ إليك هذا الصديق الغائب بعد مضي كل هذه السنوات ، ولما أنت دونا عن غيره اممم أشم هنا شيئا لا يعجبني وكأنك تخفي عني شيئا يا حاج راضي ؟
راضي(ابتلع ريقه بكره من هذه الورطة):- أبي .. الشيخ عمران وهبي رحمه الله ، كان شاهدا على ذلك وقتها ..
حكيم(رمش بعينيه فقد سمع هذا الاسم أثناء حكاية فخرية):- الشيخ عمراااان .. تابع
راضي:- ليس لدي ما أخبركم به لأنني كنت صغيرا جدا آنذاك ، ولا أذكر أية تفاصيل وأبي وأمي رحمهما الله لم يأتيا على ذكره مطلقا أثناء حياتهما كأنه سر ودفن تحت الأنقاض
حكيم:- هذا الرجل يعرف أن أباك كان معهم ولذلك يستدرج منك الكلام ، لكن لما يبحث خلف هذا الموضوع هذا ما أنا بحاجة لمعرفته وأنت من سيساعدني على ذلك
راضي:- كيف ؟
حكيم:- ستبقى معي على اتصال وإن تم وسمعت أنك تلعب من خلف ظهري ، صدقني سأجعلك تبكي فدادينك التي أصبحت رماداااااااا ..
راضي:- لا تقلق أنا بنفسي أريد التخلص منه لا أريد مشاكل
حكيم(أعطاه الورقة):- إذن أكتب لي هنا كل شيء عنه ..
راضي:- هل تعدني بسلامة أسرتي ؟
حكيم(نظر لطلال):- ضعوا بعض الرجال بمزرعته لحمايته ومراقبته أيضا ..
راضي(أخذ يكتب على الورقة بارتجاف وتوتر):- هذا كل ما أعرفه ..
حكيم(التقط الورقة سريعا ونهض متجها صوب سيارته):- أعيدوه لبيته يا داغر .. طلال رافقني قليلا ..
طلال(لحقه مهرولا):- هاه ما المكتوب فيها ؟
حكيم(نظر خلفه لراضي وجذب طلال جانبا):- هذا الرجل يخفي شيئا آخر ، علي أن أعرفه وستجعل من رجالك أعينا وآذانا في مزرعته أرغب بمعرفة كل كبيرة وصغيرة
طلال:- تمام اعتبر هذا مقضيا ، غيره ؟
حكيم(قرأ الورقة وفتح حاجبه):- هههه أنظر أنظر من صحا من الموت والله ما حسبت أنه قوي لهذه الدرجة ، حتى يخرج أمام الملأ ويحاول تحريك الدفة
طلال(بفضول):- من من ؟
حكيم(صغر عينيه بشراسة):- من يا طلال من حسبنا أنه نائم بقبره قبل سنتين اتضح أنه ما يزال على قيد الحياة …. غضنفر الخائن
طلال:- غضنفر هئئئئئ … يا ابن اللعينة ؟
حكيم(زفر بعمق ووضع الورقة بجيبه):- توقعنا ذلك وتوقعنا لم يخيب ، هو من يقف خلف كل ما يحدث معنا وأكيد حادثة وائل من بين ألاعيبه لكن لا بأس هو لا يعرف الآن أننا كشفنا أمره وهذا سيخدمنا
طلال:- إلى أين أنت ذاهب ؟
حكيم(استقل سيارته بسرعة):- إلى المشفى فلدينا مريض يستلزم زيارة خاطفة .. انتبه
نفذ طلال كل ما أمر به حكيم ، الذي خرج مباشرة من هناك وتوجه صوب المستشفى بغية رؤية وائل فما الذي سيجمع بينهما هذه المرة هذا ما سنعرف بعد قليل ، وللعلم قد تم اتصال بينه وبين ميار وأخبره عن عدوهم المنشود غضنفر العائد من الموت وهنا انتفض ميار برفض يشعر بأنه قد تم خيانته من قبل الشخص الوحيد الذي وثق به …
رشيد:- أأحضر لك شيئا منعشا يجعل أعصابك تسترخي ؟
ميار(أشار له بإصبعه):- أغرب فقط …
خرج رشيد وتركه بمكتبه ينظر لشاشة حاسوبه ويطالع الأخبار منه ، لكن بعد اتصال حكيم قلب كل موازينه وجعله يشعر بالخيبة والخذلان
ميار:- كان علي أن أقتله حين سنحت لي الفرصة ، لكنني رحمته وأفلته من قبضتي ، لكن لا عليه سيأتي يوم وأحرقه حرقااااا دون أن يرف لي جفن …
توعد كل من ميار وحكيم هذا الغضنفر بسوء المصير ، كانا يعلمان أنه من وراء كل تلك الأحداث السيئة التي توالت على مر السنوات لكن مشكلته مع العائلتين لم يُعرف لها سبب مقنع حتى الآن ، فحسب ظن ميار أنه يقوم بذلك انتقاما لصديقه عامر وما يعرفه حكيم أنه يحاول الحصول على السلطة والمنصب ويفتعل تلك المشاكل ليأخذ إمبراطورية الفهد البري ويسلبه من كل شيء ، وكلاهما مخطئ فدوافع غضنفر أعمق بكثير مما يظنان ..
في بيت قصي مطل على البحر
كان يجلس في صالونه ممددا قدميه يدخن سيجارته بهدوء ويطالع نشرات الأخبار بالجريدة التي كان يقرأها ، لحين رن هاتفه وتمعن في الرقم ولم يجب فورا بل تأخر وبعدها أجاب
غضنفر:- هلا بالحاج راضي هل فكرت بعرضي ؟
راضي:- اسمعني جيدا لا أريد مالك ولا أريد معرفتك إطلاقا ،ابتعد عني ودعني وشأني لا أريد مشاكل لو سمحت وتلك القلادة التي تبحث عنها ليس لدي علم بمكانها ولا عن ماهيتها حتى
غضنفر:- له له على ابن الشيخ عمران يستحيل ألا تعرف أين هي القلادة وقد أودعتها كبيرة عشيرة الشمس أمانة عنده قبل موتها ؟
راضي:- يا إلهي كل هذا الجنون لا أفقه فيه حرفا بالله عليك دعني وشأني يكفيني ما تعرضت له بسببك
غضنفر:- وما الذي تعرضت له يا ترى ؟
راضي:- لقد اختطفت من قبل حكيم الراجي إن كان هذا سيعزز ذاكرتك قليلا
غضنفر(نهض بابتسامة):- هااااه ابن الراجي إذن وصل إليك ، تمام وهذا عز الطلب هل بلغته شيئا عن القلادة ؟
راضي:- لم أفعل ذلك لكن بما أنك توقعت حضوره لما لا تلتقيه بعيدا عني وتتركوني في همي ، أبي رحمه الله لم يخبرني بشيء ولم يترك أي شيء غير الأراضي التي أدريها من جيل إلى جيل أسمعت ؟
غضنفر:- تمام تمام يا راضي لا تتذمر يا صديقي أم تراك نسيت ذكرياتنا معا أيام اللهو والصبا ههه ، هيا لن أطيل عليك سأكلمك حين أريدك وأنت تابع خطتي مثلما أمرتك بها وإلا ستجعلني أسرق منك ابنك قصي وأجنده في أعمالي القذرة
راضي(بخوف):- تمام تمام سأنفذ سأنفذ ..
غضنفر(فصل الخط معه ونظر بتمعن والابتسامة لم تفارقه):- جيد أنهم ابتلعوا الطعم ، لنرى يا شبابي المفضلين إلى أين ستصل بكم هذه التحرياااااات هههه ..
مخطئ لو فكر أنهما هينان فطالما وضعاه برأسهما سيجدانه ولو كان بجحر فأر ، وهذا ما عزم عليه أيضا حكيم الذي وصل بعد مدة للمستشفى وجد هنالك ضرغام مغادرا ورفقته هديل ..
هديل:- آه يا جدي لو تتركني أعود لشقتنا سيكون ذلك مريحا
ضرغام:- شت يا بنت هل يعقل أن أترك حفيدتي وحيدة مع الغرباء ، بينما قصري طويل عريض بدونها ؟
هديل:- العم نزار طيب يا جدي
ضرغام:- لكنه ليس جدكِ
هديل:- حسن حسن طالما قال جدي الرشواني أمره فلا جدااااال ، هيا بنا
ضرغام(قبل جبينها بفرح):- آه يا رشوانيتي الوحيدة
هديل:- محظوظة أنا لأنني البنت الوحيدة وسطكم يا جدي
ضرغام:- وأحلى بنت ..
فؤاد(سمعهم وتوجه إليهم):- حذاري ما ربما شهاب غير مجريات هذه الحقيقة
ضرغام:- هففف
هديل:- سمعت أن حفل زفافهما آخر الشهر مؤكد لن أكون هنا فوقتها سيتحتم علي العودة لاستلام شهادتي
فؤاد:- لا بأس تحضرين لمناسبات أخرى ، قد لا يكون الزفاف الأخير ؟
ضرغام(بمكر رمقه):- وهل هنالك مرشحة تقبل بك ؟
فؤاد:- وهل هنالك امرأة لا تقبل بابن رشواااااان ؟
ضرغام(علم أنه يستفزه):- هديل صغيرتي لنتحرك قبل أن نتأخر
هديل:- عمو فؤاد لن تغادر المشفى قبل عودتنا مساء صح ؟
فؤاد:- اطمئني أنا هنا يا حلوتي ..
هديل(لوحت له بابتسامة):- باي عمووو ..
ضرغام(يسير جوارها بعصاه):- الخبيثة تريد أن تسرقه هو الآخر لكنني ده بعدها
هديل:- من هي جدي هل تكلم نفسك ؟
ضرغام(بلؤم):- أظن أنكِ كبرتِ لتعرفي أن بنات الراجي يحاولن تطبيق أولادنا يا ابنتي …
هديل(توقفت بالممر):- ما قصدك جدي ؟
ضرغام:- ميرنا رغم أنها متزوجة إلا أنها ترغب بخلق الفتنة وإراقة الدماء بين أخيكِ وزوجها الراجي ، أما ابن عمكِ الأبله راح وأنجب منها وهو مجبر على الزواج بها وسأحرص على أن يكون زواجا مؤقتا فتلك المرأة حقيرة لا تستحق هذا الشرف كله لأجل أحفادي ، أما عمكِ الأحمق هذاااا يعشق نور الراجي أتصدقين ؟
هديل(فتحت عيناها على وسعهما):- غير معقووووووووووول يا جدي .. هئ ما هاته النسوة ألا يوجد رجال غير أولاد رشوان يعني حتى يحاولون اختطافهم والتأثير بهم
ضرغام:- هاه وحدكِ من تفهمني يا ابنتي … أجل أجل هم لعنة يحاولون اصطياد أولادنا لكي يوقعوهم في شباكهم
هديل:- هذا أمر لا يجب السكوت عنه جدي ، أين نعم شهاب تورط مع ميرا وفات الأوان لأجل الصغير شادي لكن بالنسبة لأخي لن أسمح له بأن يصدق سحر الراجيين وسأقف له حجرة عثرة بينه وبين ميرنا ، أما عمي فلا فكرة لدي تلك المرأة نور لا تبدو سهلة قد كانت ترمقني بنظرات مريبة من تحت لتحت
ضرغام:- ساحرة مثلها مثل أخواتها وعلينا أن نقف بوجههم يا ابنتي ، وحدكِ من ستساندني
هديل(تأبطت ذراعه):- ما دمت هنا معكم اعتبرني في جيبك جدي ، سأساعدك
ضرغام(ابتسم وقبل جبينها):- هذه هي حفيدتي التي بها أعترف ، وحدكِ التي تثلج صدري
انطلقت رفقة جدها وهي تخطط معه أفكارا تمكنهم من الحؤول بين بنات الراجي وأولاد رشوان ههه مساكين لا يعلمان أن العشق ليس لقمة سهلة كي يدمروها بمجرد فكرة وفكرتين ..
لحظتها انعطف حكيم من الممر الآخر ووجد فؤاد يجلس على كرسي الانتظار ويضع رأسه بين يديه وكأنه مصاب بصداع أو ما شابه ..
حكيم:- سيد فؤاد ..
فؤاد(نهض إليه سريعا):- أهلا حكيم .. خيرا ؟
حكيم:- أردت رؤية وائل
فؤاد(بتوجس):- بخصوص ماذا ؟
حكيم:- هه هيا لن تتوقع أنني سأقتله … هل توقعت ذلك صدقااااا هل أنا مجنون لأرغب بقتله في وضح النهار وأقدم على ذلك بمجيئي هنا أمامك ؟
فؤاد:- امم لن تفعل ذلك لكن بغض النظر ، أرغب بمعرفة ما الذي يوجد بينك وبينه وترغب بالحديث عنه معه ؟
حكيم:- موضوع شخصي
فؤاد:- ميرنا ؟
حكيم(تشنج من اسمها):- نوعا ما ..
فؤاد:- سأرافقك إذن
حكيم:- لك ذلك ..
فؤاد(دخل معه وتوجها صوب غرفة التبديل):- سأنتظر خارجا
حكيم:- لو أردت إمساك يدي وأخذي إليه سوف لن أمانع
فؤاد(لمس نبرة الهزل في حديثه):- أستغفر الله العظيم …
ابتسم حكيم وارتدى ثياب الزيارة ودخل على وائل الذي كان نائما ، ما إن رآه مجددا عن قرب حتى هاله منظره ونسي كل شيء يحز في نفسه تجاهه ووقف عند رأسه ..
حكيم:- هيا انهض وقف على قدميك فأنت عدوي ولا أحب أن يكون عدوي اللدود عاجزا هكذا ، أريدك أن تتجاوز هذه الأزمة لأنه لدينا عمل مشترك يا وائل يتمثل في حماية ميرناااا .. ميرنا معرضة لخطر محدق يا وائل ولا يسعني حد الخطر عنها لأنها لن تستمع لي وحدك من سيؤثر بها ويجعلها تنسحب من كل هذا الجنون .. عليك أن تستعيد عافيتك فهي بحاجة لك أي نعم طلبي هذا ليس لكي تسرقها مني بل لكي تحافظ عليها لو كنت تحبها وتريد مصلحتها كما تزعم دوما وتندد … ماذا أفعل أنا أكلم الفرااااغ .. تت
أزال بسرعة كمامته وخرج من هناك وهو يشعر بالجنون يملأه ، لحظتها فتح وائل عينيه وصغرهما وهو يفكر عميقا في مغزى كلام حكيم ، ما الذي جد حتى يخشون على ميرنا لهذه الدرجة ثم هل لحادثته علاقة .. كل هذا قرر الاستفسار عنه حين يستعيد عافيته ويعود للمنظمة من جديد …
في تلك اللحظة وبما أن فؤاد عزم على مراقبة حكيم أثناء زيارته ، كان قد تراجع عن ذلك وخرج من هناك وهذا ما استغربه فحكيم حين لم يجده يراقبهما أيقن أنه يثق به لسبب ما ، سبب مجهول لن يشغل باله به لحظتها فما هم في خضمه أعظم بكثير .. غادر حكيم المشفى مثلما حضر وتوجه صوب قصره بينما انتظر فؤاد عودة شهاب لكي يغادر ويأخذ حماما منعشا كي يناوب من جديد حتى المساء وهذا ما حدث ، استلم شهاب البقاء هناك بينما توجه فؤاد لشقته كي يستريح قليلا من بعد 24 ساعة ضغط في ضغط ، وهنا كان شهاب يدبر أمر اختطاف ميرنا يعني هو أجن من ابن عمه وطبعا لن يجد فريقا أفضل وأجمل وأروع من الثلاثي المرح الذي التقى تلقائيا من عند الله … نادر إياد ورامز ^^
نادر:- ها أنا قد جئت يا شهاب وعلى عجلة فما الذي تريده ؟
شهاب:- لن أتفوه بحرف قبل مجيء بقية الرفقة
نادر:- رفقة… من قصدك ؟؟
إياد:- أنا أنا أصلا المخطئ الذي أسند لك مهمة وفشلت فيها يا فاااااااااشل
رامز:- إن لم تردم فمك الآن سأردمه لك وأنا كلي فخر
إياد(رفع يده ليضربه على رأسه لكنه تراجع):- لا أدري لما أتذكر أطفال المجاعة كلما هممت بضربك ، كأنك أخوهم الكبير لا ؟
رامز(بغضب ضربه لكتفه):- الله يلعن حسك يا لسان المنشار
إياد(هز كتفيه وتقدمه):- لا تخاطبني يا فاشل …
رامز:- هل أخطف لك العجوز كي تستجوبه على مهلك ، أخبرتك بحثت عن صاحب الرقم اتضح أنه عجوز هرم ليس له في المشاكل ويملك كشكا صغيرا للجرائد طلب منه شاب غريب استعمال هاتفه مقابل المال وهذا ما حصل ..
إياد:- طيب ألم يعطك مواصفاته ؟
رامز:- بلى أعطاني ، يا عمي يدرج على الرجل مئة ألف شاب في اليوم كيف سيتذكر
إياد:- لكن أكيد ليس كل الشباب يغدقونه بالمال جراء مكالمة ؟
رامز(عقد حاجبيه وحك جبينه):- حقا كيف لم أفكر بهذاااا
إياد:- هاه أرأيت ، اسمعني غدا سنعود للعجوز صاحب الكشك سويا وسنستجوبه ماشي
رامز:- تمام يخويا قليلا بعد وستطلب مكانك بمكتبي
إياد:- قليلا وأفعلها يا بغيض …
شهاب(رآهما قادمين وأشار له):- هاه واكتملت العصابة
رامز:- ما الذي يريده هذا المحراث منا ؟
إياد:- إن لم يفكر بجز لسانك بذلك المحراث فاعلم أن أمك أحبَّتك من قلبها …
رامز(عض شفته ليرد عليه ولكن توقف):- أهلا أهلا بشهاب ونادر
نادر:- أهلا بكما
شهاب:- شكرا لأنكما لم تبخلا علي بهذا اللقاء الغريب
إياد:- صدقا من غرابته غلبنا الفضول وقررنا المجيء ..
رامز:- خيرا ؟؟
شهاب(نظر حوله وهمس لهم):- أحتاجكم لتنفيذ خطة والموضوع حساس مسألة حياة أو موت وطبعا بما أننا شهدنا رعبا ليلة أمس ، نحن لا نرغب بتكرار المشهد بطريقة أكثر مأساوية صح ؟
رامز:- الله لا يجيب مشاكل
إياد:- طبعا طبعا ألف لا بأس على وائل ؟
نادر:- أنت تقلقنا
شهاب:- اطمئنوا وائل بخير ، ولكن لن يبقى كذلك إن لم تنجزوا وتساعدوني بهذه المهمة
إياد:- مهمة ماذااااا ؟
نادر:- تحدث يا رجل هل سنسحب منك الكلام سحبا ؟
شهاب:- وائل يريد رؤية ميرنا .. والمسألة شائكة هو يشعر بالتعب وبأنه غير قادر على التحمل لو لم يرها يعني هذا قد يعزز فيه الفشل ويجعله لا يتعافى مطلقا و
رامز:- تمام تمام تجاوز فقرة النتائج ، لنبحث في مسألة الحل فهو بسيط جدا اتصال ودعوة لميرنا وها هي ذي هنا ..
إياد(أردف باقتناع):- لن تأتي
شهاب:- هذا نفسه ما توقعه وائل ، لذلك عليكم مساعدتي ؟
نادر:- أظن أنها لو عرفت أن الموضوع خطير لهذه الدرجة ، فخوفا على وائل ستأتي
رامز(نظر لإياد الذي فهمه):- وخوفا عليه قد لا تأتي
إياد:- ما مقترحك علما أنني أتوقع فكرة خبيثة تليق بتفكيركم المحدود ؟
شهاب:- لنضع نزاعاتنا على جنب فأنا أيضا لست باسطا ذراعي للأحضان ، إنها مسألة إنسانية فهل أنتم معي أم أنسى الأمر ؟
نادر:- ما خطتك ؟
إياد:- أسمعنا ؟
رامز(نظر لتردد شهاب):- يووه نحن معك معك فقط أوجز
شهاب:-سنختطفها بشكل سلمي ..
رامز:- هئئئئئئئئئئئ ودي آخرة أيامك بالتحقيق يا رامز … جماعة سلام أنا لا أعرفكم
نادر:- مهلك يا رجل تعال لنسمع أكثر .. ما قصدك باختطافها يا شهاب ؟
شهاب:- هذا هو الحل الذي وجدته كي أريح قلب ابن عمي ، سوف نحضرها بحسن نية إلى هنا ولكن بطريقة غريبة بعض الشيء
إياد:- بمعنى ؟
شهاب:-سأشرح لكم الخطة ، إياد أنت من سيدخل إلى البيت ويطلب منها الحديث في الحديقة القريبة من بيتهم ورامز سيظهر بسيارته ويخترع حجة تتطلب منكما اصطحابها رفقتكما في السيارة وإحضارها إلى هنا .. أما أنت يا نادر فسيتطلب منك الأمر مراقبة مدخل المشفى تجنبا لعودة حكيم أو جدي أو هديل هممم ؟
إياد:- لكن حين تعلم أننا قادمون إلى هنا ستطالب بالنزول ، وهي مجنونة قد تفتح باب السيارة وتقفز دون تفكير
نادر:- يا إلهي …
شهاب:- اممم هذا لم أفكر فيه صراحة
رامز(يحك رأسه ليستوعب):- فقط أبَفهم لما سنتكبد كل هذا العناء ، في أن الموضوع جدا بسيط يا جماعة
شهاب:- ورينا أين البساطة يا أبو المفهومية هااااه تفضل الكلمة لك ؟
إياد:- انطق يا نابغة
رامز:- سنفزعها بكذبة صغيرة عن صحة وائل ، وسترون كيف ستطير هي بالسيارة وليس العكس كي تصل إلى هنا ..
نادر(صفق بحماس):- وما إن تصل سنجعلها تلتقي به دون أن تفكر بالتهرب
إياد:- مع أنها خطة موجعة لهااااا
شهاب:- لكنها محكمة وستنجح ..
رامز:- من هذا كله أرى أن حضرتك وكلت لنا جميعا مهاما وأنت خرجت بدون ، خير يعني أريد شرحا ؟
شهاب:- أ..أنا مرتبط هذا المساء بمسؤوليات هامة لا يسعني مشاركتكم في هذه الخطة وتيقنوا أنكم ستخدمون وائل وتساهمون في شفائه
إياد:- علما أننا من سيأخذ اللوم والعتب فيما بعد لكن لأجل صحته نحن مستعدون لذلك ..
شهاب:- تمام وأهم شيء ألا يصل الخبر لزوجها المتطفل ..
رامز(وضع يده على قلبه):- القلب عند القلب بدوري لا أطيقه
إياد:- رامز احم …
رامز(حرك شفته بحركة مضحكة ممتعضا من إياد):- ضُرتي في الحياة …_)
على ذلك الاتفاق انسحب كل منهم كي ينجزوه في ذلك المساء … وفي المخفر حيث ذهبت نور لترفع شكوى ضد عمر التقت هنالك بزكريا ربيع وفريق محاميه ويا عيني ع اللقاء ..
نور:- صدقني ستنالون جزاءكم ، لن تحسبوا أن خروج أولادكم بكفالة سيزيل عنهم التهمة أبداااا لن يحدث ذلك يا سيد
زكريا:- لقد تم سحب الدعوى التي رفعتموها ضدنا وذلك لأن ادعاءاتكم غير كافية ، وانسحاب طرف منها يعني سقوطها
نور:- لن يحصل ذلك سنصل معكم حتى الأخير وبيننا المحكمة يا سيد زكريا ربيع
زكريا:- على حد علمي لا يمكنكم ذلك .. سيادة الأستاذ ؟
المحامي:- بناء على الشكوى المقدمة من طرف الشابتين نهال وشيماء وبما أنهما ليستا بقاصرتين ، وبما أن البنت شيماء قد تنازلت عن الشكوى في هذا الصباح فإننا قد طالبنا بالتحقيق مع موكلينا تحت السراح المؤقت
نور:- شيماء سحبتِ الشكوى ولكن … متى ؟
زكريا:- هه يفضل أن تسألي هذا السؤال لابنة أختك .. هيا يا أولاد ..
زورها هشام وشامل بكره وغادروا رفقة فريق المحامين وعلى رأسهم زكريا ربيع ، وهنا جلست هي بوهن والغضب فيها يتغلغل قد كانت مترددة في رفع الشكوى ضد عمر جراء ضربه لها ، لكن الآن لن تسكت من فورها دخلت إلى مكتب العميد ورفعتها فعلا وتركت لهم التصرف في ذلك وغادرت عائدة للبيت لكي تخبرهم عن الجديد الذي طرأ مع الأسف في هذه الحياة حتى لو كان الظلم واضحا وضوح الشمس يغطونه بغربال مثقوب حوافه مرصعة بالذهب المزيف ..
أما وقتها فكان قد وصل عمر بشيماء للبيت وبمجرد دخوله دفعها بقوة ككيس أزبال وشدها من حجابها بعنف لا يستحمله قلب ..
عمر:- ستنقبرين في المطبخ ليل نهار ليل نهار ولن أسمع لكِ حساااااا أسمعتِ ؟؟؟
شيماء(ببكاء):- ح .. حاضر بابا سأفعل كل ما تطلبه مني سأفعل
لمياء(أتت تتمايل وأمسكت يده):- تعال يا عمري وأخبرني ماذا أراد منك ذلك الرجل الذي أخذك معه للمخفر ؟
عمر:- كفي أنتِ عن النحيب وحضري الأكل يا غبية … لميائي تعالي لأخبركِ بالجديد
لمياء(مشت معه بخيلاء ودخلا غرفتهما):- هاه ؟
عمر:- أنظري ماذا أعطاني ذلك الرجل جراء هذه الخدمة
لمياء(برقت عيناها بمكر):- ماذا ماذا ؟
عمر(أخرج مغلفا مليئا بالنقود من جيبه):- نقووود قال أنها مساعدة مادية ، لأننا لم نرتضي الإطالة في الموضوع وصدقا هذا ما كنت أبتغيه فلم أكن لأسمح لابنتي أن تجرجرني معها في المخافر كنت لأغلق الموضوع
لمياء(أمسكت المغلف بجشع):- ولكنك أغلقته وأغلقت معه فمنا حتى ، يااااي ماذا سنفعل بكل هذه النقود ؟
عمر:- اشتري بها ما ترغبين يا حبيبتي وأنا سأبقي القليل لتدبير أمور البيت
لمياء(سحبت منهم مبلغا كبيرا ودفنته في صدرها وتركت القليل):- إذن خذ هذااا
عمر:- هه لا يغلى عليكِ يا نور عيني ..
ابتسمت بخبث وهي تطبطب على صدرها فقد أحضر الله لها كنزا لن تفرط فيه ، في حين كانت شيماء تشعر بالخزي والخذلان قد رأت زكريا ربيع حين أعطى المال لأبيها الذي باعها لحظتها ويا حسرتاه على القيم والمبادئ التي يتشبع بها ما إن ظهر مغلف المال الوفير حتى نسي كل شيء واتبع طمعه .. مع الأسف هذا حالها التعيس بينهم ولن يسعها تغييره ، أخذت تحضر الطعام بدموع وهي تعرف أنه قد تم بيع كرامتها من قبل أبيها ذلك اليوم وأن لا أحد سيحضر لها حقها بعد ذلك ، فحتى أبوها وأخوها تخلوا عنها ولم يعد لها أمل سوى أمها وعائلتها الأخرى والتي يستحيل أن توافق على هذه المهزلة
نهال(بانهيار وبكاء):- يستحييييييييييل أن توافق شيماء على هذا ، أكيد أبوها أجبرها
نور:- طبعا أجبرها والله أعلم ما الذي هدده به زكريا أو رشاه حتى ليس بعيدا
إخلاص:- آه على ابنتي المسكينة وما تعيشه هناك .. كيف سأرتاح أنا هنا وهي هناك لا لا لن أبقى هنا لحظة واحدة سأنضم إليها وهو مجبر على إدخالي أموت معها ولا أتركها لحظة وحيدة
عواطف:- اهدئي يا إخلاص .. دعينا أولا نرى ماذا ستفعل الشكوى التي رفعتها نور ضده
إخلاص:- ههه أمازلتم تنتظرون سيطعن فيها مثلما سحب الادعاء الخاص بابنتي سيجبرها أيضا على تكذيب تلك الشكوى
نور:- ليس الأمر سهلا سنقوم بمطالبتهم بإجراء فحص دقيق لها ، وهنا لن يسعه إنكار آثار الضرب المرتسمة على جسمها
إخلاص(بغبن):- سيقول أنها سقطت من على الدرج أو أي كذبة أخرى ، المهم أنه سيتصرف بقذارة كي لا يعيدها لي ..
مديحة:- يا الله على هذا الحظ
عفاف:- مع الأسف كنا على مقربة من إدانتهم لكن سحب الشكوى من قبل شيماء أضعف ملفنا ، هذا ما أخبرني به أكرم مع الأسف
نهال:- لكنني لم أتنازل وسنرفع الدعوى صح ماما ؟
عواطف:- آه يا ابنتي آه على هذا الحال ..
نهال(ببكاء):- كيف يعني لن يعاقبوا بعد الجحيم الذي جعلانا نعيشه أنا وشيماااء ، حرام ما يحدث حرااااااام اهئ اهئ …
نور(عضت شفتها بعجز وهي ترى نهال قد صعدت باكية):- البنت مقهورة لو كنت محلها لفقدت عقلي حتما ..
عفاف(بحزنّّ):- وماذا عسانا نفعل نحن لا نملك ما يملكون ؟
نور(صغرت عينيها):- ههه ومن قال ذلك .. قد نسيت أمر مكتب المحاماة خاصة وائل يا إلهي نحن لدينا معرفة مضمونة لهذه الدرجة وما زلنا نحتار سوف أتوجه فورا إلى رقية لعلها تجد لنا حلا في هذاااا
عواطف:- طيب يا ابنتي وأي جديد بلغينا
إخلاص:- وأنا ماذا سأفعل ؟
نور:- ستبقين هنا ولن تبرحي محلكِ دعينا نتصرف بداية ، وبعدها يكملها ربك
إخلاص:- لا أريد شيئا سوى ابنتي .. اهئ
نور:- سنعيدها لكِ يا ابنة عمي فكفى بكاااء بالله عليكِ هممم .. هيا أنا ذاهبة ماما اهتمي بدينا حين تعود من المدرسة
عواطف:- لا تقلقي حبيبتي ..
توجهت نور صوب مكتب المحاماة خاصة وائل بعد أن اتصلت برقية التي استقبلتها بكل سرور وتوجهت بدورها لتلتقي بها هناك ، فقد كانت هذه الأخيرة ببيتها فبعد أن زارت وائل رفقة إياد ذلك اليوم آثرت العودة للبيت لأجل الراحة وها هي ستغادره الآن للقاء بنور .. وفي ذلك الوقت كان هنالك شخص آخر متتبع للقضية من بعيد والذي ما إن علم بالمستجدات حتى ضرب على سطح سيارته بعصبية ودخل إليها ..
تامر:- حسن لا تنزعج هذا كان متوقعا يا أسعد
أسعد:- الخبيث أخرجهم بكفالة ..
تامر:- كله بسبب أبو شيماء تنازل لهم في لمح البصر
أسعد:- لماذا أليست تلك التي كانت مهددة بالاغتصاب ابنته ؟؟
تامر:- عقلية الرجل هكذا لن يسعنا تغيير شيء ..
أسعد:- تتت أستغفر الله لا أدري كيف سأتمالك نفسي هكذا دون أن أقود سيارتي بجنون وأصدم سيارة زكريا ربيع وحلفائه الخبثااااء
تامر:- أوووه لا لن تقدم على ذلك يا أسعد ، لا ينقصنا مشاكل دع القضية كما هي عليه وسننتظر فنهال لم تتنازل ولن تتنازل عن حقها لأنها عنيدة ولن تسمح بأن يهضم حقها
أسعد(أثلجت صدره جملة تامر):- شعلة المشاكل .. أ.. تامر هل تملك رقمها الخاص ؟
تامر(ابتسم بخبث):- اممم علما أنني أشتم هنا رائحة شيء وردي يطوف حولنا لكن سأدعي أنني لا أفهم شيئا
أسعد:- حسن لن تشعرني بالتسول ،أعطني إياه لو معك
تامر:- طيب يا سيدي على عيني … لكن أمانة لو اطمئنيت على شيماء تبلغني
أسعد=0 أهاه وهل يحق لي أن أشم بدوري أم أن هذا مقتصر عليك ؟
تامر(غمزه وأرسل له الرقم برسالة نصية وتوجه صوب دراجته النارية ووضع القبعة):- على حسب …
أسعد(ركب سيارته ولوح لتامر):- والآن لنرى يا شعلة المشاكل ما أخباركِ ؟..
ركب الرقم وبدأ يرن وأخذ ينتظر جوابها الذي تأخر وتأخر وتأخر لتجيب أخيرا وتتساءل عن هوية محدثها ..
أسعد:- نهال ..
نهال(مسحت دموعها):- نعم أنا هي من معي ؟
أسعد:- أنا أسعد ..
نهال:- أسعد من ؟
أسعد(بغضب كتمه):- من أنقذكِ
نهال:- آه آه … أسعد آسفة منك لم يعني لم أعرف اسمك صراحة .. كنت بصدد البحث عن رقمك يعني لكي أشكرك عما فعلته لأجلنا أنا وابنة عمتي صدقا كان شيئا شهما لا يمكن نسيانه
أسعد:- لا عليك كان هذا واجبي .. أمم عرفت أنهم خرجوا من الحجز ؟
نهال:- الكلاب الضالة الله لا يوفقهم لكنني لن أتنازل وسأجعلهم يتعفنون بالسجن
أسعد:- طيب على رسلك .. أردت معرفة أخبارك يعني كيف حالك ؟
نهال(رمشت بعينيها):- يعني ماشي الحال .. لا يسعني غير قول ذلك
أسعد:- لاحظت بأن نبرة صوتكِ متحشرجة هل أنتِ مريضة؟
نهال:- وهل أنت لطيف هكذا مع كل الناس ، حسن علي أن أفصل الخط الآن قد شكرتك وانتهى سلام …
أسعد:- تيت تيت … هئئئئ الشعلة أغلقت الخط بوجهي هذا هو جزاء المعروووووف
نهال(ضربت على رأسها):- الله يخرب بيتك يا بنت يعني كان لازم تستحضري عرق عمتكِ نور اللحظة ، ها قد طفشتِ الشاب سيعتبركِ أجن مجنونة ولن يكرر اتصاله هيا موتي لوحدك موتي موتي هفففف … هاااه إنه يرن من جديد لكن …آآآآآه ألوووو نادر
نادر:- نهاااال نهال لتوي عرفت الموضوع من إياد ، كيف لم تخبريني أين أنتِ الآن ؟
نهال:- إهدأ أنا بخير يا نادر يعني سأكون كذلك
نادر:- أينما كنتِ الآن أخبريني سآتيكِ فوراااا
نهال(ابتلعت ريقها):- أنا في البيت الآن وسيصعب علي الخروج جدا ، الكل عيونه علي يعني لنؤجلها ليوم غد يا نادر أرجوك
نادر:- تمام تمام لكن أخبريني ما الذي حصل ؟؟
سردت له نهال كل ما حدث معها هي وشيماء ، وكم بكت لما استذكرت ما حدث وكم شعر هو بالغضب والغيظ فما فعله أولئك الأوغاد لا يغتفر لا والجميل أنهم خرجوا من هنالك بكفالة ، وكله في كفة وفي كفة تنازل ابن عمتها تحت إجبار من أبيها في كفة أخرى .. أحس بأنه مسؤول من جهة ما وعليه أن يساعد نهال قدر المستطاع في محنتها تلك وعليه عزم أمره حين يراها غدا سيفكر بعدها فيما قد يساعد .. وفي ذات اللحظة طرق هذا عليها الباب
أكرم:- نهولة هل أنتِ مستيقظة ؟
نهال:- أدخل يا أكرم ..
أكرم(دخل إليها وهو يحمل باقة ورد):- هذه لأجلكِ
نهال(نظرت إليها وشكرته):- شكرا يا أكرم على الباقة لكن صدقا لست في مزاج يسمح لي باستقبال أحد ، أرغب بالنوم
أكرم:- تمام فهمت لكن عليكِ أن تنزلي معي أبي وأمي وزينب أتوا للاطمئنان عليكِ
نهال(بففف هذا ما ينقص لسان الخالة خلود):- تمام سألحق بك فورا
شكرها أكرم ونزل قبلها وهي انتفضت من سريرها بتأفف ولحقته وطبعا وجدت خلود قد استلمت أمها وبدأت التلسين الذي لا ينفع بشيء ، سوى تسويد القلوب وزيادة الحنق بالمحيط
نهال:- أهلا ..
عفاف(زورتها بحدة كي تسلم جيدا):- تعالي يا نهال تعالي حبيبتي
خلود:- هممم ها هي كالوردة ليس بها ضرر الحمدلله
نهال:- ههه كأنكِ كنتِ تنتظرين رؤية تشوهات خلقية مثلا ؟
عفاف:- هاحم نهااااال …
خلود(مطت شفتيها باعوجاج):- لا يا روحي كان ذلك من خوفي
زينب:- كيف حالكِ نهالو ؟
نهال:- بخير يا زينب تسلمي
معتز(بتأفف):- لم نأتي لضيافة قد جئنا في غرض خاص وسنرحل بسرعة
عفاف:-خيرا يا أخي ؟
معتز:- جيد أنكِ استقبلتنا بغرفة الضيوف لا نريد الاحتكاك مع البقية
نهال:- أولئك عائلتنا أيضا يا خالي
معتز:- كلامي ليس معكِ لأنني لو فتحت فمي لأبكيتكِ فوراااا بعد فعلتكِ الناقصة
نهال(بغضب):- أميييييييي؟؟
أكرم:- بابا اهدأ ليس هكذاااا
خلود:-0 هههه معتز اهدأ يا عزيزي وأفضي بما جئنا لأجله ..
معتز:- نريد نهال لأكرم وهذا الشهر حتى
عفاف:- أكح ؟…ماذااااا قلت أخي ؟؟؟
نهال(فتحت فاهها بصدمة):- تريدني لأكرم كيف يعني ماذا يقصد ماما ؟
أكرم:- يعني نتزوج أنا وأنتِ إن وافقتِ طبعا
زينب:- أخي يريدكِ زوجة له يا نهولة وأنا أيضا أرغب بكِ كنة لنا
نهال(وضعت يدها على رأسها):- ليوقظني أحدهم ويخبرني أنه حلم …
خلود:- حلم لماذا يا بعدي ابني أسد وألف واحدة تتمناه ..
نهال:- ولكم كل أمنياتي الجميلة مع الألف واحدة ، لأن رقم الألف وواحد ترفض طلبكم
عفاف:- نهااااااال .. الزمي محلكِ فورا
نهال:- ألم تسمعيهم يا أمي ؟
معتز:- لمصلحتكِ أن تقبلي هذا الزواج بعد العار الذي ألحقته بناااا ، صيتكِ يعلم به اللي يسوى واللي ما يسوى ولأجل ذلك ستقبلين بهذا أنتِ مجبرة
نهال(شارفت على البكاء):- مجبرة هههه أمي قولي شيئا لأنه يكاد يغمى علي هناااا
أكرم:- ألهذه الدرجة ترينني عريسا سيئا ؟
نهال:- أنت أكثر واحد تفهم عقليتي وتعرف أن هذا التصرف لن يؤثر بي ، يا خسارة يا أكرم ظننتك تفهمني جيدا لكنك مثلهم تشبههم في ذات التفكير السطحي
خلود(انتفضت برفض):- هييييه اخرسي والزمي أدبكِ ، عفاف أسكتي ابنتكِ ما قلة التربية هذه ؟؟؟
نهال:- أنا متربية أحسن تربية أهلي ربوني جيدا كي لا أرد على الأشخاص الذين يكبرونني بقلة أدب ، وعليه سأستعمل معكم أسلوب اللباقة وأخبركم أن طلبكم مرفوض
معتز(نهض بدوره برفض وصرخ فيها):- من تحسبين نفسكِ حتى ترفضين ابني الشرطي أكرم بقدره وشخصه ، أتحسبين أنكِ ابنة الحسب والنسب أنتِ مجرد ابنة قاتل مجرم
عفاف(صرخت بقوتها وضربته لصدره):- لالالالالالالالالالالالا إخرس لا تتفوه بحرف يا أخي وحياتي عندك إخرس إخررررررررررررررس ….
نهال(رمشت بعينيها وهي تنظر لخالها ولأمها التي التفتت إليها ببكاء):- أمي … هل بابا قاتل حقا ؟
عواطف(دخلت على الجملة وشهقت بفزع وركضت إليها وعانقتها):- هشش لا تقولي مثل هذا الكلام ، ثم لا تستمعي لهذا الرجل بتاتااااا
خلود:- دعنا نغادر يا معتز أساسا لا نتشرف بعروس مثلهاااا ناقصة عقل ..
عواطف(وضعت نهال خلفها):- الأصول ليست هكذا يا ست خلود ، أنتم تعلمون أن للبنت كبيرا وكان عليكم استشارتنا أولا وليس إقحامها في الأمر كاللصوص وحتى لو كانت ستوافق على ابنكم الذي لم نرى منه سوى الخير كنا نحن لنعترض عن هذه الطريقة الغريبة
خلود:- اطمئني يا ست عواطف ها هي ذي ستقبع بين جدران بيتكم وتعنس ، لأنه لا يوجد أحد عاقل سيرضى أن يتزوج بابنة أبوها خريج سجوووون ههه .. هيا يا أولاد هيااااا
معتز(أشار لنهال بإصبعه):- كنت قد رميتكِ من خاطري مذ عرفت بوجودكِ واليوم اكتشفت لماذا ..أكرم لو ذكرت لي أمرها يوما انس بأنني أباك … وأنتِ عفاف لا ترني وجهكِ
خرجوا من هناك وهم مزمجرين وهنا سقطت عفاف أرضا وهي تبكي بتعب وانهيار ، أتتها رنيم وإخلاص مسرعتين ليوقفاها بينما ظلت عواطف تمسح على رأس حفيدتها وتبكي ومديحة بجانبها تحاول فهم الموضوع ..
نهال:- هل كلامهم صحيح ؟ ألن يرضى بي أي أحد لأن بابا …
عواطف(أغلقت فم نهال):- لا تتفوهي بمثل هذه الكلمات يا ابنتي من يريدكِ سيحبكِ أنتِ ، أنتِ يا نهال وليس خلفية عائلتك ثم أبوكِ شريف أبوكِ لم يقترف جرما هو مظلوم فقط
نهال(انتفضت من حضنها وصرخت):- طيب لما لا تخبروني ماذا فعل أبي ؟؟ لمااااااا تخفون الأمر عني هل تحسبون أن الأمر صعبا لهذه الدرجة إننا في عصر العولمة بحث أو بحثين في النت وسأعرف أصل الموضوع ، لكنني أرفض ذلك فأنا أنتظر من عائلتي أن تعتبرني كبرت وتنصفني وتخبرني بالحقيقة …
عفاف:- عن أي حقيقة تبحثين يا ابنتي اهئ ….
إخلاص:- يكفي يا عفاف يكفي أستنهارين الآن وأنتِ الصبارة فيناااااا …
عفاف:- نهاااال إن لم تغلقي هذا الموضوع الآن لن أغفر لكِ لن أغفر …
نهال(بغمغمة دمع اهتزت):- لكنني سأعرف يا ماما لن يسعكِ إخفاء الموضوع أكثر ، سيأتي يوم وسأعرف …
مديحة(أخفضت عينيها أرضا بعد ذهاب نهال):- معها حق إلى متى سنخفي
عفاف:- لا أدري لا أدري لكنها لن تعرف لن تعرف الآن وهي على وشكِ خوض الامتحانات
عواطف(اقتربت منها وجعلتها تقف):- طيب اهدئي ولننسى ما حصل ..
نبيلة(أتتهم بعكازها):- شيطان دخل والآن خرج .. حضروا لنا قهوة ولنجلس بالصالون
رنيم:- هيا يا أختي هيا لا تفطري قلبكِ كل ما يريده الله مكتوب علينا هممم ..
عفاف:- لا أدري إلى متى سأتحمل لا أدري ..
عواطف:- ما فعله أخوكِ وزوجته واضح يا عفاف ، يريدان تزويجها من ابنهما ليذلاها وأنا يستحيل أن أوافق على ذل حفيدتي ولو بقيت عانسا تظفر الشيب رفقتي بين جنبات هذا البيت سيبقى بيتها مفتوحا لها مهما حصل ..
عفاف(رمقت بكاء عواطف وخافت عليها):- له يا أمي حسن حسن لا تبكي بالله عليكِ دموعكِ غالية علي ، لن يحدث إلا ما تأمرين به تمام
رنيم:- سأحضر لكِ كوب ماء ماما اهدئي …
عواطف:- اهئ … يحزنني حال البنات والله يحز في نفسي كل ما يحصل .. سترك يا رب
الغضب والشماتة التي اعتصرت قلب أسرة أكرم لم تنتهي عند تلك النقطة ، فما إن ركبوا معه حتى انفجروا في وجهه وخيروه ما بينهم وبينها وطبعا لم يكن فيه عقل ليفكر ساعتها فقد خسر فرصته مع نهال قبل أن تبدأ حتى ، والألم في صدره كان أكبر من مجاراة خصامهما وتلسينهما عن آل ذلك البيت الذين زرعوا فيهم البؤس ورحلوا وها هي ذي كل منهن تجلس واضعة يدها على خدها حزينة تعايش آلامهم التي يوقظونها فيهم في كل مرة ..
حكيم(دخل عليهم وجدهم على ذلك النحو):- مساء الخير .. ما هذا الجو الكئيب ؟
مديحة:- اجلس يا حكيم ..
حكيم:- ها قد جلست ماذا يحدث ؟ .. عفاف ما بكِ يا زوجة أخي هل انزعجتِ من إخراج أولئك الكلاب من السجن لا تحزني سيعودون إليه يعني سيعودون وأنا من سيحرص على ذلك ، لذلك دعيهم يتمتعون بحريتهم قليلا بعد
عواطف:- قد جاء معتز وزوجته إلى هنا ؟
حكيم:- أهاه وبعد ؟
رنيم:- قاموا بطلب يد نهال وطبعا شفقة يعني وليس حسب الأصول
حكيم(رفع حاجبه):- وبما أجبتم ؟
عفاف:- بالرفض وقفلنا الموضوع .. ابنتي لن تتزوج ما لم يخرج أبوها من السجن وهذا آخر كلام عندي أنا بغرفتي …
إخلاص(لحقتها):- تتت أعفو عنا يا رب
حكيم(حرك فكه بغيظ):- كيف يتجرأ ذلك الوقح على طلب كهذاااااا ؟
عواطف:- قد تجرأ يا حكيم وانتهى الأمر ، نهال رفضت
حكيم:- وحتى لو وافقت ما كنت سمحت لها بهذا الزواج هه ، ما هذااااا أين نعيش نحن لكي يأتي ويطلبها بهذه الطريقة شفقة ورد جميل ابنتنا ليست مذنبة ولا عليها وصمة عار حتى يستهزأ بها بهذه الطريقة ، وإن لم يكن اسمي حكيم ولم أجعله يأتي إلى هنا ويقبل يد أخته ويستسمح لن أكون على قدر كلمتي وقتها
مديحة:- لالالا وحياتك يا ولدي لا تتدخل بين الإخوة ، مهما حصل الظرف لا يطلع من اللحم
نبيلة:- ثم عفاف قادرة على تدبير أمرها ، عليها أن تقف هذه الوقفة لأجل ابنتها يا بني
حكيم:- تت كيف حال نهال الآن ؟
عواطف:- بغرفتها ..
حكيم:- وميرنا ؟
رنيم:- لم تنزل منذ أن جاءت حتى الطعام تناولته بغرفتها ..
حكيم(تأوه عميقا ونهض):- طيب سأتفقدهما ..
صعد لفوق بخطى هادئة وتوجه مباشرة صوب غرفة نهال وطرق عليها الباب ولم تستطع منعه من الدخول بل رحبت به فورا وهي تمسح دموعها ..
نهال:- لست أبكي
حكيم:- أمم وما هذا اللون الأحمر بعينيك هل هي صبغة مثلا ؟
نهال:- هه ليس كذلك
حكيم(مصمص شفتيه):- هل حزنتِ مما حصل ؟
نهال(مطت شفتيها بمرارة):- مؤسف أن تشعر نفسك عالة على أحدهم
حكيم:- شتت لا تقولي كلاما غير لائق
نهال:- ولكن خالي وزوجته اليوم جعلوني أشعر بذلك وكأنني بلا طائل مجرد هفوة
حكيم(أمسك وجهها بين يديه ورفعه إليه):- ابنة طارق الراجي لا تنزل عينيها أرضا أبدا ، لا تستحي ولا تخجل من شيء لو اقترفتِ خطئا ستتحملين مسؤوليته لو انظلمتِ ستأخذين حقكِ ، لا يوجد لدينا من يطأطئ رأسه للغير نحن وفقط من نرى الغير من فووووق ضعي كلامي في أذنيكِ وطالما عمكِ حكيم موجود لن تشعري بشيء من هذا الهراء مجددا
نهال(عانقته وبعدها سألته):- عمي حكيم .. إنكم تخفون عني ما فعله بابا قبل زمن وتعاملونني وكأنني ما زلت طفلة فهل هذا يليق بنظرك ؟
حكيم(بتفكير):- هو من جهة تفكيركِ لا يليق ، لكن من جهة تفكيرنا نحن نجده يليق وأكثر فأنتِ لست مستعدة لسماع ما حصل في ذلك الوقت أو لنقل ليس الوقت مناسبا لكنني أعدكِ وعد شرف أنه لن يخبركِ أحد بتلك الحقيقة سواي
نهال(رفعت إصبعها الصغير له):- وعد ؟
حكيم:- وعد … اممم ما رأيكِ لو نخرج في فسحة أنا وأنتِ وميرنا لو وافقت ؟
نهال:- نحن الثلاثة فقط ؟؟؟؟
حكيم:- أهااااه ..
نهال(قبلته في وجنته بقبلات متتالية):- يس يس يسسسسسس أريد ذلك بشدة ههه
حكيم:- طيب حضري نفسكِ سأذهب للاطمئنان على عمتكِ وبعدها نذهب ..
نهال:- ماشي عمو حكيم .. أنا أحبك كثيرررررا …
حكيم(مسح على شعرها بحنان):- وأنا أيضا …
انسحب من عندها وتوجه مباشرة لغرفة ميرنا طرقها بهدوء ودخل إليها وجدها نائمة في سريرها غير آبهة لا باحتراق الكون ، ولا بانحراف مجرى الكرة الأرضية ههه ^^ ..
حكيم:- أنت من يليق بها النوم والراحة صدقا … حبيبتي يا أنا ..
جلس قبالتها على السرير وأخذ يلاعب خصلات شعرها بحنان ، يتأمل تلك الهالة البريئة التي تلف ملامحها الصافية كم بدت طفولية لحظتها وكم اشتهى تقبيلها وضمها لصدره لكنها ستقتلع قلبه من محله إن اكتشفت ذلك ..
ميرنا(تململت بعد أن أيقظها):- دعني أنااام ..
حكيم:- لقد نمتِ كثيرا اليوم ، وكنت أفكر لو تحضرين نفسكِ لنخرج سوية يعني
ميرنا(أعادت الغطاء لرأسها):- لا أريد أن أخرج معك
حكيم(أخفض عينيه كما توقعت):- لكن هذا لأجل نهال ، لقد أتى معتز وخلود قبل قليل وقاموا بتجريحها وكسر خاطرها وفكرت لو نخرج أنا وأنتِ وهي سوية لتغيير الجو ما رأيكِ ؟
ميرنا:- صدقا عرض جيد لكن ليس لي نفس بالخروج .. قم بذلك وحدك
حكيم(أزال عنها الغطاء مجددا):- ولكنني وعدتها ؟
ميرنا(بعصبية):- ولكنني رفضت .. يكفي دعني وشأني
حكيم(اهتزت حدقاته وهو يرمق نظرة الكره الممتلئة بعينيها واستقام):- كنت أحسب أن لطارق خاطرا عندكِ ، حتى تتنازلي عن موسم الحزن وتحاولي التخفيف عن ابنته البائسة
ميرنا(استقامت جالسة):- طيب لن تتطرق لموضوع طارق الآن لأنك تعرف مكانته عندي ، ثانيا رفضي هذا تابع للنفسية كيف تريدني أن أخرج للترفيه وأنا أحمل بجوفي قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة ؟
حكيم(عبس وأطل على بطنها):- يا إلهي هل انتميتِ لمنظمة إرهابية ؟
ميرنا(انتفضت ووقفت):- لقد تجاوزت حدودك هنا عمت مساء حكيم …
استقبل دفعها له ومحاولة إخراجه من غرفته وسايرها لحين وقف بمنتصف الغرفة فجأة وجعلها ترتج محلها كالريشة حتى كادت تسقط وطبعا ليس إلا على صدره … رفعت رأسها ببطء وهي تزم شفتيها رافضة ما حدث خصوصا حين طالعت نظرة الانتصار المرتسمة على وجهه حاولت التملص منه لكنه لم يفلتها بل جذبها إليه معتصرا إياها بقبضته الحديدية وهمس في أذنها ..
حكيم:- ستجهزين نفسكِ وسترافقيننا كما وعدت الفتاة وسنعود باكرا لكي تتنعمي بفسحة شاسعة لتتفكري في محبوب قلبكِ هاااه … أمامكِ 15 دقيقة لا أقل ولا أكثر
ميرنا(بغضب دفعته لكنه أعادها إليه):- طيب طيب أفلتني أولا
حكيم(أغمض عينيه يشتم عطر شعرها وقبل رأسها قبل أن يفلتها):- 15 دقيقة ..
ميرنا(وضعت يدها على صدرها وولته ظهرها):- تتت ففففف حرام يرتاح الواحد في هذا البيييييت حراااااام
حكيم(قبل خروجه أطل عليها):- 15 دقيقة
ميرنا(بغضب استدارت لتقتله لكنه طار):- تبا ل 15 دقيقة خاصتك …
لم تجد حلا سوى مطاوعته فقد فكرت مليا لأجل نهال ستقدم على ذلك ، ارتدت بنطلونا أسودا وقميصا قطنيا أبيضا مزخرف بمربعات بنية كبيرة ووضعت فوقه سترة ذات قلنسوة كبيرة بحواف الريش وارتدت حذاء مرتفعا حد نصف الساق ولم تضع ولا ذرة مايكاب خرجت هكذا حتى شعرها جمعته في ذيل حصان بشكل عشوائي وخرجت .. المشكلة أنه برغم أنها لم تدخر ولا حتى أي جهد لأجل تلك الفسحة ومع ذلك رآها أجمل كما كل مرة .. ابتسم لها وهو يستقبلها في الرواق ببنطلونه الأسود وقميصه القطني الرمادي وسترته القطنية الطويلة حد الركب والتي أعطته هالة الممثلين الرئيسيين في المسلسلات الفخمة ، بدا وسيما ولن تنكر وهنا أخفضت عينيها فقد كان لوائل سترة شبيهة لها وقد كانت آخر شيء يرتديه يوم افترقا في الجرف حزنت بمجرد الذكرى لكن ركض نهال صوبهما بسترتها الوردية ذات حواف الريش أبعد عنهما كل الأفكار .. خرج ثلاثتهم من البيت وهذا ما أراح آل البيت قليلا إذ فرحوا وتمنوا لهم قضاء وقت ممتع ..
نهال(تجلس خلفهما بالسيارة وتضع يدها على حافة كرسييهما):- هاااه إلى أين سنذهب ؟
حكيم(غمزها):- إلى مكان سيعجبكِ جدااا
نهال:- ييي متحمسة جدا جدا أناااا
ميرنا(فتحت هاتفها ووجدت مكالمة فائتة من إياد وقبل أن تعيد الاتصال به اتصل هو):- نعم إياد ؟
إياد:- أين أنتِ يا بنت اتصلت بكِ قبلا لم تردي انشغلتِ عليكِ ؟
ميرنا:- كنت نائمة وقتها والآن أنا خارج البيت مع حكيم ونهال ، يعني سنقضي بعض الوقت خارجااا
إياد(بخيبة):- أحقا كنت أريد محادثتكِ في موضوع هام
ميرنا:- موضوع ماذا ؟
إياد:- تتت أمم أينفع لو وصلتِ للمكان المعلوم أن ترسلي لي موقعكِ أحتاج لرؤيتكِ سريعا
ميرنا:- تمام حين أصل أبلغك
إياد:- ماشي …
رامز(غمزه):- هاه ؟
إياد:- خرجت من البيت مهمتنا الآن صارت أصعب ، فحكيم معها وهم في فسحة رسمية
رامز:- يا حبيبي وكيف سننجزها يا كتلة الذكاء ؟
إياد:- دعني أفكر وسأجد الحل …

في المعسكر
ههه كلما قلتها تبادر إلى ذهني فصول كامل الناقصة وامتعاض جاسر منه ، ولم أكذب ها هو ذا يجلس في ركن قصي يداعب صورة محبوبته سلمى ويشكو لها أشواقه ويحكي لها عن أمنياته بالزواج منها وكلام الحب المقطر بالعسل ووووووو إلى أن سقطت عليه يد كالحديد وجعلته يستيقظ من دنيا الأحلام الوردية على واقع حديدي أهلك فرقده …
كامل(أعاد الصورة ببطء لجيبه ومثل أمامه باستقامة):- تماام يا سيدي انتباااااااااه …
جاسر(عض شفتيه وغمزه):- كلمة الانتباه تلك خاصتي أنت عليك الاستجابة فقط
كامل(بقلق):- هل أخطأت عذرا عذرا كان سهوا
جاسر(جلس بمحل كامل وأشار له ليجلس قربه):- اجلس يا رجل قد انتهت التدريبات فلا بأس بفسحة حديث..
كامل(جلس بتوتر يطالعه بخوف):- حديث معي ؟؟
جاسر(أطل من كل جانب):- هل تجد أحدا غيرك هنا ؟
كامل(نظر معه):- هذا الركن مكاني السري أهرب إليه لأن لا أحد يأتي إليه
جاسر:- وها قد وجدتك
كامل:- لا بأس سيدي أنا والمعسكر كله تحت أمرك
جاسر(هز رأسه وسأله مباشرة):- هل أنا رخيم التصرفات حقا ؟
كامل(شهق ووضع يده على فمه):- كنت أعرف أنك لن تنسى يعني حان وقت العقاب صح ، طيب طيب موافق لكن لا تضرب بقوة فقط ببطء كي لا أفزع
جاسر:-0 أزل حركة الدفاع تلك وأجبني بجدية .. يعني عليك الأمان فقط أخبرني هل أنا كذلك حقا يعني رخيم التصرفات ؟
كامل:- طالما أعطيتني الأماااان ، فأجل أنت رخيييييم التصرفات لدرجة لا تطاااااق .. فمثلا سيء التعامل مع النساء خشن هكذا ولست لينا أبدا كلامك كله متفجرات وتجريح لا يوجد ليونة هكذا ونبرة حلوة ، يعني لم أشهد لك يوما وأنت تتحدث بهدوء دوما مزمجر وكأن هم الدنيا كله فوق أكتافك وهذا يضيق رقعة الأصدقاء حولك فلا أحد سيفكر بإزالة ذلك القشر الصلب لاكتشاف معدنك الحقيقي الذي تخفيه عن الجميع ..
جاسر(حاول استجماع فكرة من جملة كامل):- اعتقدت بأنك أبله مخبول لكن اتضح لي العكس ، قد أجبتني بحكمة يا كامل كمال لكن ما نصيحتك التي تعطيني إياها كي أتغير يعني وأصبح لين التعامل مثلما تفضلت حضرتك ؟
كامل(بتوجس):- ما زلت أملك حصانة الأمان صح ؟
جاسر:- ههه صح
كامل:- طبيعي فأنت لا يتوقع أبدا تصرفك المقبل دوما تفاجئنا بالجديد ، وعلى أساس ذلك أقترح عليك سماع الموسيقى فهي ترخي الأعصاب وتجعلك إنسانا حالما هادئا وتصبح ردات فعلك أقل انفعال وتتلاشى العصبية هكذاااا .. تجد نفسك سابحا في ملكوت لوحدك تمسك يد حبيبتك وتراقصها تراقصها تراقصهاااا وتنحني بهدوء لوجنتها وتطبع قبلة هادئة وأنت منتشي تماما متلاشي مع الموسيقى العذبة وحبيبتك بين يديك تحركها ذات اليمين وذات الشمال آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبتي سلمى ..
جاسر(ضربه لجبهته حين عانقه):- الله يلعن اللي يستشيرك يا جحش ، انهض قال حبيبتي سلمى قال هذا ما ينقص أن يحضنني أبله همممم
كامل(ظل حالما ولم يفتح عينيه وبقي محله يدندن):- سلمتي يا سلمتي أحبكِ يا سلمتي
ضحك جاسر عليه ولم يقلق راحته تلك بل توجه صوب مكتبه ، أقفل الباب عليه وشغل اللابتوب وفعَّل موسيقاه المعتادة الروك لكن غير الفكرة وقرر البحث عن أغنية كلاسيكية وما إن وضعها حتى شعر بالامتعاض والملل وأعاد الروك وسرح رجليه على المكتب وانسجم معها وكأنها تعزف على أنغام الخيال .. ههه طبعا لن أتساءل أين الإلهام الذي يحصده جاسر من تلك الضوضاء لكنه يعشقها وهي التي تشعره بالارتياح .. بعد مرور وقت وجيز طرق العريف زاهر الباب عليه فأقفل اللابتوب سريعا وأمره بالدخول ..
جاسر:- خيرا أيها العريف ؟
العريف زاهر:- حضر اللواء أيمن إلى المعسكر يا سيدي ..
جاسر(باستغراب):- في هذا الوقت خيرا إن شاء الله ..
العريف:- لا ندري سيدي
جاسر(وضع قبعته الميري وخرج من مكتبه وجد اللواء أيمن قادم باتجاهه):- أهلا أهلا سيدي اللواء نورت المعسكر
أيمن:- أهلا بك يا رائد جاسر .. أريدك في موضوع خاص رجاء لا يتم إزعاجنا عريف زاهر
زاهر:- أمرك سيدي
جاسر:- تفضل ماذا تشرب سيادتك ؟
أيمن:- لا أريد شرب شيء فوقتي جدا ضيق ، أتيتكم في مهمة يا جاسر مع الأسف نحن في نهاية موسم التدريبات وحدثت إشكالية في المعسكر الشمالي واضطررنا لحصر المجموعات هناك وتفريقهم على عدة معسكرات بعد أن أغلقناه كلياااا
جاسر:- أهااااه وكيف تم ذلك يعني ما السبب الرئيسي وراء الخلاف ؟
أيمن:- النساء هنالك جنديات حرضن غيرهن على العصيان وأخذ راحتهن ، مع العشق والهيام الذي كان يلعب هناك بين الجنود .. وصلتنا شكاوي بتدني مستوى ذلك المعسكر وكان علينا التدخل فوراااا
جاسر:- هذااا إهمال حقا ما كان يجب السماح به ، أين هو رئيسهم ؟
أيمن:- هو أس المشاكل قد كان متساهلا جدا لغاية ما وضعوه بالجيب وفعلوا ما يريدون ، لكن نحن لن نسمح بهذا ولأجل ضبط القوانين تم توزيعهم على عدة معسكرات واندرج معسكرك في قمة اللائحة نظرا لتفانيك في عملك وقوانينك الصارمة وهذا سيفيدنا في كبح جماحهن
جاسر(اتكأ على كرسيه):- ههه جنديات بمعسكري… أنااااا ؟؟
أيمن:- أجل أنت يا جاسر أنت مضطر لمسايرة الوضع خلال الأسابيع القادمة ، وغدا صباحا ستصل الدفعة إلى معسكركم وعليكم تخصيص جانب خاص بهن لا تطؤه قدم جندي
جاسر:- الجانب الشرقي متوفر وأظنه جاهز لمثل هذه الدفعة لكن هل لي أن أعرف الكم ؟
أيمن(حرك عينيه وأشار له بيدهّ):- يعني ما بين 30 إلى 40 جندية
جاسر:- هههه وهؤلاء كلهن يعني تردن أن تصبحن جنديات وتحملن راية الوطن والسلاح وووو ما شاء الله على نسائنا ؟؟؟؟ .. يعني لا أجد مجالا للاعتراض صح ؟
أيمن:- نحن مجبرون على هذا الوضع ، ورائدهم سيحال للتحقيق كذلك المسئولين على ذلك المعسكر سوف يحاسبون .. مهمتك صعبة جدا فأن تضبط هذا العدد يعني أن تدخل لمشفى المجانين وتخرج عاقلا سليما
جاسر(تحت أسنانه):- أدعو الله أن تتفهم سيادة النقيب هذاااا ..
أيمن:- آه ذكرتني عليك أن تنسق مع النقيب بينكما يعني لإدارتهن ،ولا يجب التهاون معهن بأي شكل كان العقاب والصرامة هي الحل في ضبطهن
جاسر:- تمام اعتمد علي وبلغ الإدارة تحياتي
أيمن:- قد كانتِ الدفعة الأسوأ من نصيبك فلا تخذلنا يا جاسر
جاسر:- نأمل خيرااا
أيمن(نهض):- أدرس الموضوع مع النقيب الآن وحضروا اللازم في هذا الليل ، كي يكون كل شيء مضبوطا يوم غد
جاسر:- علم وسينفذ حضرتك اطمئن … (بعد رحيل أيمن)// اطمئن يا خويا أكيد لن يأتيني من وراء هاته النسوة سوى وجع الرأس .. هفف أمري لله
خرج من غرفته واتجه صوب غرفة وصال وطرق الباب عليها وهو يأمل ألا تصده مثلما تفعل مذ أن عادوا من المدينة ، لكن الحمدلله ما زالت تتمتع بحس اللباقة
وصال:- نعم ؟
جاسر:- علينا أن نتحدث وافيني إلى المكتب فورا لدينا عمل ..
وصال(زفرت بعمق ووضعت قبعتها ولحقته وهي تنظر إلى رأسه أمامها):- مدفعية برأسين ستشطر ذلك الرأس لشطرين ونخلص البشرية من جمودك يا ثلاجة ..
جاسر:- هل تحدثين نفسكِ مجددا ؟
وصال(هزت شفتها بامتعاض):- أجل وصلة الجنون قد هلت هل لديك اعتراض ..؟
جاسر(توقف ونظر إليها):- فقط إذا أبقيتِ يديكِ بجيوبكِ سيكون كل شيء بخير ..
وصال(قلدته بعصبية ودخلت معه لمكتبه):- نعم خيرا ما العمل المطلوب؟
جاسر(وضع الملف بيدها):- أنظري
وصال(فتحتهم وجدتها عدة أوراق تعريفية لمجموعة بنات):- من هؤلاء ؟
جاسر:- المتدربات الجديدات بمعسكرنا غدا صباحا سيتم إحضارهن ..
وصال(أعادت النظر لهن وشعرت بالدوار):- ماذاااااا 40 فتاة بمعسكرنااااا ومع كل هؤلاء الشباب يعني كيف سنضبط الأمور نحن هااااه ثم كيف وافقت ؟
جاسر:- مجبرون يا وصال لم أجد حلا أساسا هذا قرار من الإدارة ، قد وقعت مشكلة بمعسكرهن وتم تفرقتهم على المعسكرات الأخرى وهذه الدفعة من نصيبنا
وصال(بتعب جلست وهي تتفحص الملف):- له له كلهن جميلات يعني أحم أكيد شبابنا لن يقصرواااا وسنقع فيما لا تحمد عقباه ؟
جاسر:- هه هل تغارين الآن ؟
وصال:- أغار مماذا يا هذا أنا أتحدث لمصلحة جنودناااا ، فكأنما أنت تضع النار بجانب البنزين وتدعو الله أن يبقوا بعيدين عن بعضهم كي لا يقع تماس
جاسر:- وأين ذهبنا نحن ؟ سنضبط الأمر يا وصال وننسقه بيننا ولن نسمح بأدنى تجاوز ومن لا ترضخ للقوانين تعاقب
وصال:- وكيف تنوي عقابها يا بعدي ؟
جاسر:- لم أفكر بعد لكن سنجد حلا سوية يعني ..
وصال(نظرت إليه بلؤم):- كأنك مستمتع بهذا الخبر ، أقله لن تراني الأنثى الوحيدة الموجودة بمعسكر مليء بالرجال
جاسر:- من هذه الناحية .. صدقتِ ههه
وصال(نهضت وضمت الملف لصدرها):- طبعا لن نعارض الأوامر سنرى في أمرهن أكيد ، ما المطلوب مني الآن ؟
جاسر:- سنفتش المهاجع بالجانب الشرقي ، وننسق أيضا مع العم حسون الطباخ ليتأقلم مع الجديد يعني وراءنا عمل جدي الآن ، تحركي والحقي بي ..
وصال(تأففت وهي تستسيغ لأوامرة السمجة):- آه يا ربي كان ينقصني كوكب زمردة في المعسكر يعني هفففففففف ..
سمعها وأخفى ضحكته من جنون جملتها وتوجه معها رفقة العريف زاهر وكامل كمال إلى الجانب الشرقي لتفقد المهاجع هناك ، أمر العريف زاهر الجنود بالتنظيف ولم يبخلوا طبعا فرؤية قطع في المعسكر كان بالنسبة لهم حلم يتحقق يا لخبثهم ههه ^^ ..أما وصال فقد كانت كالطماطم تزفر وتزفر والفكرة برمتها مرفوضة بالنسبة لها كيف ستتعامل معهم ومع جاسر لا تدري صراحة .. هييه والله متشوقة لأرى أفعالكِ معهن يا وصال

بعد مرور وقت
في قصر ميرا التي لملمت شظايا نفسها الجريحة بعد سماعها ذلك الخبر المؤسف ، نهضت وأخذت حماما ساخنا هدأ من روعها وخرجت لتبدو في أحلى حللها فقد مشَّط باتريك شعرها وجمعه في تسريحة أنيقة خلف عنقها مع غرة مرتفعة جعلتها تبدو مختلفة ، إضافة لماكياج تفنن فيه صراحة وكأنما وضعه من قلب قلبه علما أنه كان يتنهد حسرة عليها وكل مرة يغالب دموعه كي لا تكشفه حتى أنه في مرة رمى فرشاة الزينة وعانقها بعمق ولو لم تتدخل هنادي وترفعه من ياقة قميصه كان جعل ميرا تبكي ههه ، المهم أتمم تلك الزينة الرقيقة وأتممها باختياره لفستان من الدونتيل البني الفاتح جدا جعلها ترتديه لتبدو أميرة الليلة بامتياز ، كان مرتسما على قوامها الممشوق بشكل مثير حتى انتفاخ بطنها الخفيف ظهر ضئيلا ، بيدين من الدونتيل وعنق مقوس مفتوح من الظهر كله وتتدلى منه قلادة خلفية تزيدها رقة وجاذبية وضعت أقراطا متدلية أيضا وتعطرت وقد استقرت في حذاء أرضي فلم تعد تقدر على الكعب في الفترة الأخيرة ، وها هي ذي جاهزة انتفض قلبها حين سمعت صوت سيارة شهاب وابتسمت لهما وأمرتهما بالخروج وظلت تنتظره .. مر وقت طويل ولم يدخل عليها بعد لم تشأ الخروج لكي لا تفسد المفاجأة لكن غلبها الفضول ومع ذلك فضلت البقاء لوقت أطول ، ارتبكت وهي تسمع صوت خطوات قريب استقر عند الباب وتوقف كانت تعرف أنه هو من دقات قلبها المرتفعة وبالفعل فتح الباب وهو يرتدي طقما رماديا أنيقا مزينا بوردة بيضاء على الجنب وبياقة سوداء زادته وسامة ما إن رأته حتى شهقت بجنون من جماله ..
ميرا:- واووو ههه لم أحسب أن أمسيتي ستكون بهذا القدر ممتعة
شهاب(انبهر بجمالها وابتسم لها وهو يتقدم إليها):- بل أنتِ جوهرتي الغالية التي ستسرق ليلتي مني .. تعالي حبيبتي حان الوقت
ميرا:- الوقت لماذا ؟
شهاب:- دقيقة وتعرفين … رافقيني …
أمسكت بيده ونزلت معه فحتى لو أخذها لحافة الموت ستسير معه باقتناع ، كانت تطير وهي بجنبه تنظر إليه مرة بعد مرة بعشق عارم تتأمله بتطفل وتمني نفسها بأحضانه الغالية وبقلبه الذي تشتهي منه كلمة واحدة تسعد قلبها ، لكن كل هذا توقف عن التفكير به لما نظرت لما حدث لصالونها فقد كانت هنالك فرقة عازفة على جانب وعلى الجانب الآخر يجلس كاتب العدل ببذلته الرسمية وأمامه كتاب يظهر أنه كتاب للتزويج ، حركت ميرا عينيها بعدم تصديق ونظرت لباتريك وهنادي اللذين استقرا في ثياب مناسبة وبين أيديهما شادي الذي ألبسوه أيضا طقما رسميا أسودا بحجم وبدون سترة لكن بربطة عنق مع تمشيط شعره الطويل كان روعة روعة روعة يااااه قطعة شهية للأكل دون جدال … هنا نظرت له ميرا وهي تحاول أن تستوعب فحتى الخادمات والحراس كانوا يقفون مسطرين بانتظام أمام سفرة مليئة بالأطعمة وكعكة الحلوى المكونة من 3 طبقات إضافة للبوالين الحمراء وصور ميرا التي انتشرت في كل جانب .. عرف أنها منبهرة لذلك جذبها من يدها إليه وانحنى أرضا وأخرج من جيبه علبة صغيرة وفتحها أمامها لتكشف عن خاتمها الخاص ، نظرت ليدها وتذكرت أنها نسيت وضعه ذلك الصباح لكن اتضح أنه تم سرقته
شهاب:- سمر الراجي .. هل تقبلين الزواج بي ؟
ميرا(بعدم تصديق هزت رأسها من جنونه):-شهااااب ماذا نفعل ؟
شهاب(أخرج الخاتم من العلبة وأمسك بيدها):- نتزوج يا حبيبتي … أريدكِ لي زوجة اليوم قبل الغد وطبعا لن نسلم من الصحافة سنقوم بحفل الزفاف في وقته وموعده لكن وأنتِ على ذمتي اليوم موافقة صح ؟
ميرا(ببكاء رمقته وهو يضع الخاتم بإصبعها):- طبعا طبعااااا موااافقة هههه
عانقها بعمق وقبل جبينها وهو ينظر للبسمة في عينيها وملامحها ، نظرت إلى هنادي وباتريك الذي فتح منديلا للطاولة وأخذ يمسح دموعه فالمناديل الورقية لن تكفيه تلك الليلة ، جذبها شهاب خلفها لطاولة الكاتب العدلي وجذب الكرسي لها وجلست وجلس هو أيضا مكانه ..
الكاتب العدلي:- ماذا عن الشهود ؟
شهاب(رمش بعينه مبتسما):- سيصلون بعد قليل .. سننتظر وإلى ذلك الحين سنرقص رقصتنا الأخيرة قبل أن تصبحي على ذمتي هممم
ميرا(وافقته ونظرت للموسيقيين خلفهم الذين بدؤوا بعزف مقطوعتهم):- هيا ..
نهضت معه مجددا فالجنون المختلف هو ما يجعله مميزا في نظرها ، راقصته على ريش النعام تحت ظل تلك الإيقاعات المميزة التي صدحت بكل زوايا الفيلا ، لحظات جميلة كانت تعيشها رفقته وهي بين يدي حلمها وابنها الحبيب يشهد تلك اللحظات مع أمه وأبيه …
في تلك الأثناء
كانت ميرنا تجلس على أرجوحة بجانب نهال التي كانت تتناول غزل البنات بنهم شديد ، كان هو يلتقط لهما صورة تاريخية ويستجدي ابتسامة من ثغر ميرنا التي أبت أن تبتسم له لكن نهال أجبرتها على ذلك حين أطلقت نكتة خطيرة جعلتها لا تتوقف عن الضحك بالرغم من بؤسها الشديد ، وهذا ما كان ممتن له حكيم بشدة ..
نهال:- لن تصدقا قد ضحكت اليوم مخزون سنة كاملة هههه ..
حكيم:- منظركِ بلعبة القطار كان يجب أن يؤرخ فصراخكِ ثقب طبلة كل الحضور
نهال:- أنا أرتعب من السرعة ماذا أفعل يا عمو حكيم
حكيم:- ههه جبانة لست في جسارة ميرنا حتى ههه
نهال:- على أساس أنها ركبت شيئا غير الحصان الخاص بالأطفال ههههههه
ميرنا:- أنتِ تسخرين من عمتكِ هنا يا بنت عيب ..
حكيم:- ليست في مزاجها لذلك أبت تجربة بقية الألعاب معنا ، لكن هي الخاسرة
نهال(ضربت كفه):- كفك عمو حكيم صدقا صدقا كان اليوم أجمل يوم في حياتي قضينا وقتا ممتعا بحق ..
حكيم:- يا ليتني كنت قادرا على اصطحابكما للعشاء بمطعم ما لكن لدي ارتباطات هامة
ميرنا(نهضت من الأرجوحة):- وها قد أتى من سيخلصك منها ، إياااادي مرحبا
إياد:- أظنني أتيت بالوقت المناسب
حكيم:- أجل لو تصطحبهما للبيت يا إياد ، لدي موعد تأخرت عليه مع الأسف
إياد:- طبعا طبعا على الرحب والسعة هيا أميراتي
نهال(عانقت حكيم وتأبطت بعدها ذراع إياد):- هيا يا وسيمي …
إياد:- يا ذات اللسان الحلو
ميرنا(تدثرت بسترتها وهمت بالرحيل لكنه أوقفها بحركة يده):- أترك ..
حكيم(اقترب منها ببطء):- مضطر لترككِ ميرنا لكن ربما نعيد هذا اليوم مجددا ، قد رأيتِ كيف فرحت نهال ونسيت ما مر بها بعد تلك الأزمة
ميرنا:- تمام سنرى ذلك لاحقا
حكيم(نظر لعمق عينيها):- اشتقت إليكِ ميرنا .. متى ستصفحين عني ؟
ميرنا(رفعت عينيها إليه بغلالة دمع):- ومتى قلت أنني سأصفح …
إياد:- هيا ميرناااا
نهال:- عمتيييييييي ..هيا بنا
حكيم(أفلت يدها وبغبن طالعها وهي تتسرب من بين يديه كالهواء):- عذبيني يا حبيبتي فقد اتسع القلب منكِ بقدر ما ضاق ..
تأوه عميقا وركب سيارته وانطلق صوب المكان الذي دعي إليه من بعد اتصال غريب ولجه وهو لا يزال في البيت ، بصراحة استغربه لكن لأجل ابتسامة صادقة هو قادر على وضع مشاكله وعصبيته جانبا ويطأ قصرها لكي يزوجها للرجل الذي اختارته وبعد مدة
ميرا:- هئئئ حكيييييييم أنت هناااااا غير معقول أكاد لا أصدق ؟؟؟؟؟
حكيم(عانقها بحب ومسح خدها بحنان):- صدقي يا ابنة عمي فما كان أحد سيزفكِ لعريسكِ غيري …
شهاب:- شكرا لمجيئك
حكيم(ابتسم له بامتعاض):- هي ابنة عمي أختي يعني ، ويستحيل أن أترك قطعة من قلبي في يوم مهم كهذاااا
ميرا:- هل فعلت أنت ذلك لأجلي ؟
شهاب(هز رأسه):- أهااااه
فؤاد(الذي حضر قبل حكيم نهض من محله):- بما أننا اجتمعنا لنبدأ مراسيم كتب الكتاب إذن
حكيم(حياه برأسه):- أهلا بك
فؤاد(زفر بعمق):- أهلا بك أيضااا
حكيم(مر بشادي وقبله وجلس محله على طاولة الكاتب العدلي):- نحن جاهزون
الكاتب العدلي:- هوياتكم لو سمحتم ؟
أعطوه هوياتهم وجلس حكيم بقرب فؤاد بينما ميرا وشهاب على جنب وفي الجانب المقابل يجلس الكاتب العدلي ، الذي بدأ من فوره مراسيم الزواج على سنة الله ورسوله …
الكاتب العدلي:- سيدة سمر الراجي هل تقبلين بالسيد شهاب رشوان زوجا لكِ على سنة الله ورسوله ؟
ميرا(بدموع نظرت إليه وإلى حكيم):- ….لارد
حكيم(أومأ لها بابتسامة دعم):- هممم
ميرا(عضت طرف شفتها وأمسكت يد شهاب):- أقبل …
الكاتب العدلي(بعد تصفيقاتهم):- سيد شهاب رشوان هل تقبل بالسيدة سمر الراجي زوجة لك على سنة الله ورسوله ؟
شهاب(ناظرها بعشق):- بدون تفكير أقبل أقبل أقبل …
ميرا(تعيش أحلى لحظات حياتها):- ههه
الكاتب العدلي:- سيد فؤاد رشوان هل تشهد على هذا الزواج ؟
فؤاد(بعيون دامعة رمق سعادة ابن أخيه):- أكيد أقبل
الكاتب العدلي:- وأنت سيد حكيم الراجي هل توافق على زواج موكلتك من شهاب رشوان ؟
حكيم(ربت على كتف ميرا وهز رأسه):- أقبل …
الكاتب العدلي:- إذن بصفتي الكاتب والشاهد على هذا الزواج على سنة الله ورسوله الكريم أعلنكما زوجا وزوجة .. المرجو التوقيع هنا
قاموا بالتوقيع أربعتهم واستعادوا هوياتهم وهنا ارتفعت التصفيقات والتهاني والتبريكات بذلك الخبر ، ونهض شهاب وميرا ليستقبلا مباركتهم جميعا كلا بطريقته وبدئا بحكيم الذي عانقها بقوة وحنان وتمنى لها كل السعادة معه
حكيم:- طفلتي الغالية .. اليوم أصبحتِ عروسا
ميرا:- شكرا لأنك أتيت كانت أجمل مفاجئة
حكيم(أخرج من جيبه علبة صغيرة وقدمها لها):- أحضرته على عجالة من محل عشوائي ، لو كنت أعلم بشكل أبكر لطلبت هدية مخصصة لكِ وحدك لكن بحفل الزفاف ستحظين بها أكيد
ميرا:- يكفي وجودك معي يا ابن عمي الغالي ..
فؤاد(عانق شهاب):- فعلتها يا مجنون ههه
شهاب:- عقبالك يا عمي هااه حذاري إلا صاحبة لسان العقرب
فؤاد:- ههه مع الأسف هي التي ستزفني لها عما قريب
شهاب:- اي لن أكسر فرحتي الليلة بارك بارك لي تمنيت لو كان ويلي معي في يومي هذا لكن بحفل الزفاف سيكون معنا إن شاء الله
فؤاد:- إن شاء الله يا عزيزي … ميرا مبارك
ميرا:- شكرا سيد فؤاد
فؤاد:- بدون سيد دعيها فؤاد فقط هههه ، أنا أعطوني فقط هذا الكتكوت وسأريحكم مني تعال يا مشاكس تعال هههه ..
شهاب:-ههه إلى السفرة يا جماعة تفضلوا …
قضوا وقتا ممتعا هناك ونسوا كل مواجعهم وضغائنهم وشاركوا ميرا وشهاب فرحتهم لأنهما كانا يستحقان حقا تلك الفرحة …

وفي هذا المكان
كانت تحصل عملية اختطاف بالمعنى الكامل للجملة هههه … ^^
نهال:- باي إياد ، عمتي ميرنا سأخبرهم أنكِ ستعودين باكرا ؟
ميرنا:- طيب حبي لن أتأخر … ها إياد لأين ستأخذني وما الأمر المستعجل ؟
إياد(ابتلع ريقه):- أولا سنقل أحدا في طريقنا وبعدها نذهب
ميرنا:- من ؟؟
إياد:- اصبري وستعرفين …
سكتت فهي تعرف عناد إياد حين يتجلى فهو لن ينطق بحرف ، مضت ربع ساعة حتى وقف بسيارته وركب هذا خلفهما وهو ينفخ في يديه من البرد
رامز:- تجمدت من البرد هناك أكل هذااااا تأخير .. أكيد تعمدت ذلك يا لعين هلا ميرنا
ميرنا:- هلا رامز .. ليخبرني أحدكما ما الذي يحدث ؟
رامز:- ألم تخبرها له يا إياد له ؟؟؟
إياد(عض طرف شفته):- لم أرد أن أفزعها يا رامز حتى تكون معي ، يعني افهمني
ميرنا(بقلق):- تخبرانني بماذااااا .. ماذا يحصل ؟
رامز:- يا الله كيف سنخبركِ ميرنا لقد حدث شيء يعني تت لن يعجبكِ ..
ميرنا:- قد وقع قلبي مني تحدثاااااااااا ؟؟
إياد:- وائل …
ميرنا(بفزع ضربت على قلبها):- وائل وائل ما به ؟
رامز:- الله يخرب بيت حظ هذا الوائل تكاد تخرج من النافذة بسببه ، لما أحبَّته يا ربي وأنا لا يعني ماذا ينقصني هااااه ماذا وااااااااااع لحظي الزفت مثل لساني بخخخ …
إياد(التفت إليه بنظرة شريرة أثناء وقوفهم باإشارة المرمر):- من جديتك أن تتساءل أصلا عرق الغباء الذي تتمتع به أكبر حاجز ..
ميرنا:- يووووه أحدكما يتكلم ما الذي يحدث صبري نفذ ؟
إياد:- طيب طيب اهدئي أولا يعني وائل تعرض لانتكاسة قبل قليل و..
رامز:- وو قالوا أنه يجوز دخوله في غيبوبة ستطول وتطول وتطول إن ظل منزعجا ، ومكتئبا وحزينا ومكسورا وخائبا و
إياد:- احم يكفي .. يكفي يا مذياع هذا كله يا ميرنا وائل بحالة صعبة الآن ونحن متوجهون صوب المشفى ..
ميرنا(ضربت على السطح أمامها):- طيب طيب سارع فقط أرجوووووك …
إياد(غمز رامز من المرآة وهذا الأخير عاد للخلف ليكتب رسالة):- ههه تم الأمر بنجاح
شهاب(أخرج هاتفه وابتسم ورد برسالة):- وأنا أحتجز حكيم بطريقة لبقة فقط سارعوا الأمر وأعيدوها قبل عودته
ميرا:- حبيبي … لنلتقط بعض الصور أريد لهذه الليلة أن تبقى راسخة بعقولنا
شهاب(أعاد هاتفه لجيبه واحتضنها من خصرها):- طبعا حبي هيا …
حكيم(نظر لساعته):- قد تأخر الوقت يا جماعة وسأستأذن ..
ميرا:- ماشي يا روحي لن أؤخرك ، أعيدها لك في الأفراح
حكيم:- تسلمي حبيبتي كوني سعيدة هاه
ميرا:- طبعا طالما تزوجت من أحبه سأكون أسعد إنسانة ..
شهاب(صافحه بمودة):- لا تقلق هي في عيوني
حكيم(رمقه مطولا):- واثق من أنك ستحرص على ذلك …
فؤاد(وضع كأس العصير ونهض بدوره):- وأنا أيضا سأستأذن يا جماعة .. مبروووك
شهاب:- تسلم عمي وشكرا لحضورك
فؤاد:- ولو يا غالي هذا من دواعي سروري …
ودعهم كل من حكيم وفؤاد وانطلق كل منهما بسيارته الخاصة متجهين صوب المدينة وطبعا الخطة لن تفشل هنا ، سرعان ما تعطلت سيارة حكيم وتوقف على جنب الطريق ورآه فؤاد ووقف خلفه بهدوء..
فؤاد:- هل هناك مشكلة ؟
حكيم:- لقد فرغ الهواء من الإطار
فؤاد:- أممم طيب أتحتاج مساعدة ؟
حكيم:- لالا شكرا سأحل الأمر بنفسي يمكنك المغادرة
فؤاد(خرج إليه):- ولو يا بعدي أنا أساسا من عشاق تصليح السيارات ، دعني أساعدك
حكيم:- جديا لا داعي لذلك
فؤاد:- وهل أنا أستشيرك مثلا ، هيا أحضر الدولاب من الجيب الخلفي ودعنا نغيره سوية
حكيم(رمش بعينه من مساعدة فؤاد الغريبة ولم يعترض):- طيب ..
طبعا فؤاد مشترك بالخطة وسيحرص على تأخيره على قدر المستطاع كي يأخذ الفريق راحته مع ميرنا التي كانت تتحرق شوقا للاطمئنان على وائل ، بعد مرور وقت وصلوا إلى هناك وركضت دون أن تنتظرهم صوب الأعلى باتجاه غرفة وائل .. هنا ركض رامز خلفها بينما أخذ إياد يصف السيارة بموقف السيارات خاصة المشفى أما ميرنا فكانت قد قطعت شوطا مهما ..
رامز(رأى نادر بالرواق):- أحرس جيدا لا أحد فوق صح ؟
نادر:- لا أحد اطمئن..
رامز(ركض):- سيبقى إياد في الحراسة أعلاه ماشي انتبه ..
نادر:- قلنا حسن يوووه هل تعشق دورك كشرطي أم ماذاااا ؟
رامز:- سأذكرها لك وضعتك بقائمتي السوداء ، انتظر لقب جحيمك الجديد مني همممم …
نادر:- ههه آه يا ربي على هؤلاء …
هنا كانت أميرتنا تركض بأقصى ما تملك لتصل إلى حبيبها الغالي الذي تخشى عليه من نسمة الهواء، كيف كيف سيصاب بانتكاسة سوف تخرب الدنيا لو كانت هي السبب في انزعاجه طبعا هي السبب يا لعقلها الغبي كيف فكرت بتركه في عز محنته ، هي تعلم أنه يتلهف لرؤيتها يعشق النظر في عينيها وطبعا بعد أزمته سيتلهف لرؤيتها أول شخص .. دفعت بوابة المرور من الوسط ودخلت تركض وتركض لحين وصلت إلى غرفته وكانتِ الصدمة فوق المتوقع … جحظت عينيها وهي تنظر للسرير الفارغ رمشت مرة ومرتين وشعرت باحتباس الهواء في جوفها أين هو وائل ؟؟ نظرت من كل جانب لم يكن يظهر له أثر فتحت الباب وأخذت تبحث بجنون كأنما ستجده تحت السرير مثلا لكن لا شيء … خرجت وهي تمسح على شعرها وتدور في محلها كالتائهة الضائعة .. أين هو هل هل حدث له مكروه أين أخذوووه أين واااائل ؟ صرخت باسمه وهي تبحث في كل الغرف المجاورة لا شيء لحين دخلت لغرفة الممرضات أيضا لم تجد شيئا ، ركضت وعادت لنفس غرفته وكأنها تخيلت أنها ستجده بانتظارها لكن السرير فارغ ووائل مفقوووووود … بدأت تبكي بدون صبر وهي تشبك يديها وتعضهم وتطوف بعينيها من كل جانب لحين لمحت الممرضة ماريا ..
ميرنا(ابتلعت ريقها):- لو سمحتِ .. قمم المريض المريض الذي كان هنا أين هو ؟
ماريا:- هاااه السيد وائل مع الأسف ..ل
ميرنا(أمسكتها من ذراعها وأغمضت عينيها):- ششششت لا تتفوهي بحرف … لا تتفوهي بحرف رويدا رويدا أخبريني أين هو حبيبي ؟؟؟؟؟؟
ماريا(توجست منها وابتسمت):- لا تقلقي يا سيدتي هو بخير لكننا نقلناه لغرفة مستقلة بالدور العلوي الغرفة رقم 504
ميرنا(وضعت يدها على قلبها بارتياح):- هفففف … 504 شكرا شكراااا لكِ واعذريني
ماريا(استقبلت قبلة ميرنا على خدها وابتسمت من عشق الأحبة):- يا بختك يا سيد وائل ..
طارت مجددا والفراشات الملونة ترافقها حبيبها بخير وائلها بخير ، ستراه الآن ستجده بانتظارها سوف يفرح قلبها وسترافقها الموسيقى العذبة إليه ، تحت وقع أنغام أغنية رومانسية معبرة عن اللهفة الكامنة بينهما [عمري مانسيتك ولا اقدر أعيش حياتي إلا بيك_وائل جسار] … كلمات الأغنية كلها كانت ترافق دموعها وركضها ولهفتها وجنونها وعشقها تلك اللحظة … سوف تراه سوف تراه سوف ترااااااااااااااااااااااا ااااه ،،،، لم تشعر حتى كيف صعدت ذلك الدرج بل كيف وصلت إلى الغرفة رقم 504 وهي تلهث حقا لم تذكر فقلبها يرقص فرحا وعيناها الدامعة تهفو لرؤيته ، وضعت يدها على مقبض الباب والتقطت أنفاسها وأدارته لتفتح الباب على انفتاح باب العشق المرتسم في أعينهما التي التقت أخيرا بعد عذااااااااااااااااااااااا ااب طويل من الشوق المضني …
وائل(سقطت منه الجريدة ورمش بعينيه وهو ينظر إليها):- ميرناااااا
ميرنا(تحركت حنجرتها تتمالك أنفاسها قليلا وشعرت بتخدر لسانها وهي تلهث من فرط الركض):- و…وائل
وائل(فتح فاهه يتأملها وهو جالس بوضع طبي على ذلك السرير ينتظر شمس لياليه أن تشرق):- كنت موقنا أنكِ ستأتين ..
ميرنا(حركت رأسها بعدم تفكير وطارت إليه):- وااااائل .. حبيبي …
وائل(تنهد بخفة وهو يراها تركض صوبه ورفع يده لها كي ترتمي في حضنه):- حبيبتي
ميرنا(عانقته ودكت رأسها في صدره وأخذت تقبل يده ووجهه وتحاول ألا تؤذيه):- أنا آسفة آسفة ابتعدت عنك طوال اليوم ، أنا آسفة لأنني تركتك اليوم حبيبي سامحني …
وائل(مسح على شعرها ورفع رأسها إليه):- شتتت لا تبكي يا روحي ، لا أقوى على رؤية دموعكِ أكثر من هذاااا قد بكيتني بما يكفي فكفى الآن أنا بخير
ميرنا(وضعت يدها على وجنته وهي تبتسم له بعينيها الباكية):- لو وقع لك مكروه اهئ ما كنت سأسامح نفسي ..
وائل(زفر بعمق وهو يشم عطر شعرها السابح في أنفه والذي اشتاق له كإكسير أعاد له الحياة للتو):- ارفعي رأسكِ إلي ودعيني أغرق في بحر عينيكِ ، يااااه لو تعلمين كم اشتقت إليك يا زهرة ربيعي الخاصَّة ، اشتقت لكِ بشكل مؤلم ذبحني في صميمي وأنا ملهوف لرؤية نظرة منكِ ، نظرة تمسح عني كربي وحزني .. كنت متلهفا لكِ بشكل مجنون يا ميرنااااا
ميرنا:- وأنا اشتقت لك صدقني كان بعادي فوق طاقتي .. سامحني
وائل(مسح على فكها وهو يتأملها بابتسامته الحنونة):- سامحتكِ ..
ميرنا(قبلت يدها السابحة على خدها ونظرت إليه):- وائل ..
وائل(نظر إليها بدون مقاومة):- هااااه ؟
ميرنا(نظرت خلفها للممرضة ماريا التي أغلقت الباب عليهما ببسمة):- يا وائل ..
وائل(ضحك وأجابها):- نعم ؟؟
ميرنا(عضت طرف شفتها بعشق وهي تبتسم بدون إدراك):- وائل ..
وائل:- ههه لعلمكِ أنا مكسور من كذا جهة ولا أستطيع الضحك كثيرا من هذا الشيء الذي يربط عنقي ، كما أن قلبي و ….
رفعت رأسها وأخرسته بقبلة جامحة جعلت كل شموس الكون تشرق عليهما معا في تلك الغرفة ، أغمضت عينيها وهي تغرق وسط قبلتهما وحدهما في مملكتهما الخاصة ، أغمض عينيه وهو يقبلها بنهم وشوق واشتياق حبيبته التي آذته ببعادها عادت لأحضانه عادت لوطنها الحقيقي عادت إليه وها هي ذي بين ذراعيه تقبله بشغف لا يقل نظيرا عما يجمعهما من عشق جارف .. قبلتهما كسرت كل القيود والحواجز التي استطالت لتمنعهما عن التواصل لكن يبقى للعشق رأي آخر وحكم لا يستطيع أي أحد على وجه البسيطة أن يقف في وجهه ، عشق وائل وميرنا وقبلة الحب المستحيل الذي تحدى كل الصعاب وها هو ذا يترجم على أرض الواقع في لحظة جنونية بينهما … برغم آلامه برغم كل الإصابات إلا أن هذا كان أقل بكثير من وجع العشق الذي اندثر في حضنها فلمسة يده على عنقها وشعرها وهو يدفعها إليه بقبلة هادرة يغرق معها في بحر الغرام كان كل هذا كفيلا ليعيده للحياة بقوة أكبر وثبات لا يمكن أن يؤذيه شيء بعد أن عادت له مجنونته فهو لن يخاطر بها لن يجعلها تغيب عن ناظريه مطلقا ..
وائل(بصوت متعب ناظر تلألئ عينيها اللامعة):- قولي أحبكَ
ميرنا:- ههه كي تزيد وسامتك مثلا ، لعلمك هذه الرضوض وتلك الشرائط الطبية وهذه الضمادة هناك تجعلك مثيرا جدا بنظري
وائل(مصمص شفتيه وداعب أنفها):- هاااه سأتذكر هذا في وقت مااا لكي أثيركِ
ميرنا(عضت شفتها خجلا ونظرت إليه):- أفكر لو أبقى بقربك الليلة
وائل(صغر عينيه بتفكُّر):- ويحترق الكون ؟
ميرنا(لامست لحيته قليلا وقبلت أنفه وهي تتكئ على يده):- ليحترق الكون …
وائل(جعلها تستلقي بجواره على سريره الطبي واتكأت على يده السليمة وضمها إليه بدفء):- هكذا سأشفى سريعا
ميرنا(رفعت الغطاء عليهما قليلا وأخذت تلاعب صدره بحركة يدها المرحة وهي تنظر إليه بشوق):- يعني أنا دواؤك؟
وائل(قبل عينها وأنفها وبهذيااااان العشق المتاح):-بل .. أنتِ أنا …..
ميرنا(سبحت في ملكوت أسره وبعشق دفعت برأسها إليه وغاصا في قبلة أخرى):- إذن دعني أداويك بطريقتي حبيبي …
وائل(التقط شفتها العلوية بشفته وابتسم لها ببريق يشابه بريق عينيها):- أحرقيني ..

وهل يوجد بعد العشق كلام هههه ^^ أحرقيه يختي واحرقيني معكما
إيلا زدت قلت شي كلمة عرفو بأنني أتعدى لذلك غادي نخليو الكون يحترق وسنرفع راية العشق الأوحد فلا شيء لا شيء يقف أمامه مهما حصل .. ليحيا الحب ولتنتظروني في الفصل المقبل 25 مع الكوارث والصواعق وبعض من الجنون علما أنني أشم رائحة هروب في التوقعات القادمة لنرى ما قد يجد هههه ؟؟؟


يتبع..



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-11-16, 04:48 PM   #487

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo




ها أنا ذا مُضطجِعة على سريرِ الهَذيان
وما زلتُ أغزُلُ من حُروفِ اسمِكَ ثوبًا يسترُ احتياجَ نبضِي ،
فكُلما هاجَمتنِي نوازعُ الفِكرِ تشَتَّتَتْ رُزَمُ الشَّوق مِن بين حَنايا الدِّماغ ،
وانفرَجت شَهواتِي الحُبلى بِهمسَاتك ..
فغرامُكَ وتآلفُ أنفاسِنا قد اخترقَ عُيوبَ القلب وصرَّح بهَيمنةِ العِشق الكاملة ؛
مهماَ حاولتُ لفظَ هذَا الفراغِ الأسودِ بداخلِي
أجهشَت رُوحي بالبُكاء واختنقت نوبَة الشَّغفِ بين الأضلُع ،
فقد قضَت سيطرتُكَ على ما تبَقَّى من عُنفوان ..
لأني أظلُّ حبيسَة بين ظلالِ وُجودكَ كعاشِقةٍ ذابلةِ الفُؤاد تُرتِّلُ آياتٍ من سِفْرِ الخيبَات ،
فحِينَ تنبَعثُ أصداءُ اللَّيلِ في غمرَةِ السُّكُون ،
أرى في نافِذتِي المُلبَّدةِ بمَلامِحِكَ شَريطَ حَسرةٍ التَفَّ حَول عُنقِ أمْنِيَّاتِي ،
كَي لا يترُكَنِي منسِيَّة في سَراديبِ الهَوى أشكُو مرارَة الاشتِيَّاق
فعِندَما تشتَدُّ أعاصِيرُ الفقدِ والفُراق
قد ينسَى العُشَّاقُ حقائبَ ذكرياتهم على ناصِية الكبريَّاءِ والعتب ..
ولكن مع ذلكَ ما نسيتُ يومًا أن أبدأ يومِي بقراءةِ تعويذةِ الحفظِ لرُوحكَ الغالية
حتى لو مارستُ معكَ حماقاتِ التهوُّر فما هَمَّتنِي طريقُنا الوعرة ،
ولا مخاطرُ الكائِدين لأنني بكَ أقوى وأعبرُ سرادقَ الأعداء بلا هوادة ..
هذهِ أنا أعترِفُ ودُون خوفٍ أنَّك سارقُ نبضِي !
وأنتْ .. أوَلمْ تَكتفِ بعدُ منْ بثِّ بُنودِ الصَّدِ والنُّكران ؟
كفاكَ عبثا فالقلبُ عند القلبِ والرُّوح في هواكَ شتات ،
عُد إليَّ وامسحْ من على جبيني النَّدم
قد سامحتُكَ يومَ صدحَ في عالمِي ــ "عشقكَ الذي عَنهُ لنْ أتُوب"
:T s_011:


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 19-11-16, 03:41 AM   #488

هوس الحلم

? العضوٌ??? » 365831
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هوس الحلم is on a distinguished road
افتراضي



هوس الحلم غير متواجد حالياً  
قديم 22-11-16, 02:57 PM   #489

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Elk

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل روعة والاحداث مثيرة جدا اما القفلة دي حكاية لوحدها مع صوت وائل جسار وميرنا ووائل اخيرا قفلة عاتيفية ههههه خايفة من الفصل القادم في انتظارك
والف شكر للمجهود الجبار كونتيسة فصولك من الروعة بحيث تتكتب عل الاقل تلات فصول مش فصل


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 22-11-16, 02:59 PM   #490

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

عايز أطمن عليك
وأنسى روحى بين أيديك
و أفضل أجرى و أجرى بيك
و أبقى مش عارف مكانى

نفسى أكمل عمرى جنبك
نفسى أعيش عمرين معاك
و أنسى حضنى جوا حضنك
نفسى أتنفس هواك

عمرى ما نسيتك ولا أقدر
أعيش حياتى إلا بيك
ليل نهار بسرح وأفكر
غصب عنى حبيبى فيك

قولى عمرى يساوى إيه
لو ماكنتش جنبى فيه
لو ماعشتش عمرى جنبك
قولى بس أعيشه ليه

مهما تبعد قلبى شايفك
مهما غبت بحس بيك
مهما طال البعد عنك
بعدى بيقربنى ليك

عمرى ما نسيتك ولا أقدر
أعيش حياتى إلا بيك
ليل نهار بسرح وأفكر
غصب عنى حبيبى فيك


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.