آخر 10 مشاركات
كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-17, 04:50 PM   #571

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
وحشتينا كونتيسة نسرينا اتمنى أن تكونى بخير و نحن فى انتظارك دمتى لنا يا مبدعة
يوحشك الخير حبيبتي الغالية تسلمي ع السؤال لكن الحمدلله كله بخير ويعني نحاول أن نتوفر في الوقت لكن الفصل يسرقه سرقا رب يعين




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-02-17, 04:51 PM   #572

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كونتيسة في انتظاااارك يارب تكوني بخير وصحة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حبيتي مودي أخيرا جيت ههه ربي يحفظك لي يا رب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-02-17, 04:52 PM   #573

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طوطه مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-02-17, 04:53 PM   #574

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوس الحلم مشاهدة المشاركة
يا جماعة الفصل 28 يوم عيد الحب حسب تقرير الكاتبة نسرينا بصفحتها الشخصية
نحن بالانتظار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
تسلمي هوس ربي يجازيك كل خير


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-02-17, 05:04 PM   #575

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 28


"-هُنا يليقُ بعضُ العزاء - فقد ضاعَت تلكَ الأماني في ليالِ الغرباءِ عن أوطانهِم مثلي ، أماني باهتة تائهة بينَ دُروبِ الاحتواءِ الناقص ، حيثُ لم يعُد في طاقةِ الفقدِ أدنى حيلة لمُقاومةِ طيفكِ المحشُوِّ في عُمق الذاكرة … أين المهربُ من حصَار نظراتكِ الشَّقية ووجهُكِ المصلُوب على أكنافِ القلبِ جاثمٌ كلعنةٍ حكمت عليَّ بالتحديقِ في الشَّتاتِ المُتراكمِ عندَ حوافِّ البأس ؛ لقد أهلكتِ هذا الظنَّ الماكرِ المُدلهَ فيكِ وتوغلتِ في الشَّجو حدَّ الانشطار ، بقلبكِ المتين استبحتِ عبرَاتِ الشَّجن لتُقايضي شوقِي بحفنةٍ من الأحلام الواهية ، جعلتنِي مُتورطا فيكِ مُتوغلا في وحلِ العشقِ الذي امتدَّ ليملأ جُدران أفكاري بالشكوك لعلهُ يسلمُ من معرَّة الغيابِ المُضني ، ويطردُ تلك الوُعود التي صُغناها أنا وأنتِ ذات ليلةِ سمر بدمٍ بارد ،، أجل يا شمسَ لياليَّ الآفلة فوحدكِ من صفعتِ وجهَ الصِّدق لتنتحبَ الشَّكوى وتبكِي العُروق ,, فما عادت حنايا القلب تطالُ من خُطاها إلا حُطامًا يذروهُ الحُطام .. وليسَ ثمَّة قشَّة تُعفينا من مغبَّة الوصب ،فتلك الملامحُ مُغمسَّة بالإخلاص وفيَّة لا تُفارقُ العقل في عتمةِ الظُنون ، لأن الخذلانَ جُرم يُعاقبُ عليهِ قانونُ صبري ؛ ومع كلِّ هذا وذاك [ما أنتِ بمُدركة] ..!! "
وائل(فعَّل الاتصال ورفع حاجبه):- ….آه مرحبا معكم وائل رشوان أريد تقديم بلاغ لو سمحتم ..
هنا تسمر الكون في عينيها وهي تعود أدراجها لتستمع لما سيقوله ، ولحظتها ابتسم بخبث وهو يستمتع برؤية خوفها الجلي في عينيها بقدر أوجعه في صميمه ، فهو الآن يعايش حالة مقايضة ما بينه وبينهم ، والكلمة التالية التي سينطق بها هي التي ستحسم الأمور بينهماااااااااااا ….
وائل(بابتسامة تحدي):- حولني لرئيس الأمن ، أجل سأنتظر …..(وضع يده على الهاتف) ها يا ميرنا هل قررتِ ؟
ميرنا(هزت رأسها بعدم تصديق):- لن تفعل يا وائل لن تفعل لن تفعل …..لن تؤذي حكيم ولا ميار ولا جوزييييت بهذه الفعلة يا وائل ، لن تبلغ عنهم الشرطة !!!
وائل:- لقد سمعتِ شَرطي وغايتي ، إن وافقتِ توقفتُ عما أفعله وإن عاندتِ سوف لن تجدي مني أي عذر لكي أتوقف
ميرنا(ارتجت محلها وهي تقترب منه متوسلة):- أترجاك يا وائل … لو سمحت لو سمحت
وائل(بحزن ناظرها):- اختاري … ؟؟؟؟
ميرنا:- لا تجبرني على بقاء لن يفيدنا بشيء بل سيزيد من طعناتنا وائل
وائل:- والرحيل لن يجدي نفعا ، وأنا قادر على التهام الجمر من يديكِ فقط لتكوني معي بخير
ميرنا:- هذا الرحيل سيرحمك من النظر إلى وجهي والاحتراق كلما تذكرت فعلتي
وائل:- أنا راض بذلك المآل … فهكذا كان نصيبي
ميرنا(هزت رأسها برفض وتحركت):- أنا لن أقدر على قتلك لن أقدر لا تطلب مني ذلك ، أرجوك لا تفعل بهم هذا هم أبرياء هم مظلومين والله مظلومين ، أرجوك وائل لا تفعل
وائل(سمع الصوت المحاور وأجاب):- هه حتى أنني أفعل ذلك حبيبتي ،(أعاد الهاتف لأذنه تحت شهقتها الأخيرة ونطق بصوت هامس) نعم حضرتك أسمعك جيدا ، أجل أريد التبليغ عن معلومات تخص مجرمين هاربين من العدالة ...أهاه سجل عندك أول اسم منهم ..
ميرنا(ولته ظهرها وتوجهت للباب وفتحته بعناد مغادرة دون أن تلتفت حتى):- لن يفعلها لن يفعلها لن يفعلهااااا أنا متأكدة ….
تقدمت في ذلك الرواق وهي تجر حقيبتها وتمسك على قلبها ، هي تعلم علم اليقين أنه لن يفعلها ولكن ماذا لو جن جنونه وأقدم على ذلك ، ما الذي يضمن لها أنه في لحظة انهياره لن يقلب كل المراكب في قبضة الشرطة ، ما هذا الهراء يا ميرنا كيف تغامرين بل كيف تقامرين بحياتهم لأجل نفسك ؟؟؟؟
ميرنا(بلهفة وخوف):- علي أن أعود أكيد وائل بحاجتي لذلك هو يبتزني عاطفيا بهذا الشكل ، لن يفعلها وأنا سأعووووود لأجلهم سأقدم على ذلك ، ولأجل أن يسامحني سوف أسمع كلامه هذه المرة
وائل(انتبه لرحيلها وسمع صوت المحاور وأجاب بجدية):- نعم حضرتك أسمعك جيدا ، أجل أريد تقديم إفادة في حق بعض المجرمين ، أهاه هلا سجلت الأسماء لو سمحت … رودولف ويسلي وأليكساندر جوليو وخواكين ريميرا ، هذه الأسماء تخص سارقي المصرف الكامن في الجنوب الشرقي ربما قد وصلكم خبر سرقته الآن .. أهاه سمعت رئيسهم الذي كان بانتظارهم عند ناصية البحر قد قام بتقسيم الحصص عليهم بالاسم ولكن لم يتم الاتفاق ووقع اشتباك بينهم أدى إلى ضرب ومشاحنة انقضت بعقد الاجتماع في وكرهم الخاص ، حاولت اللحاق بهم بسيارتي ولكنني لست ضليعا كفاية بدروب روما لذلك ضاعت الفرصة مني (انتبه لعودة ميرنا وتوجه للشرفة مسرعا) لا تشكرني على هذا المعروف لأن مصير المجرمين وراء القضبان وأنا أردت تبليغكم بالأسماء ربما تفيدكم بشيء .. أهاه لا مشكلة غدا صباحا سأمر بكم لأدلي بشهادتي ، إلى اللقاء شكرا …
بسرعة غافلها وراء ستار النافذة الزجاجية وقام بتفعيل اتصال آخر كي يتابع ما بدأه لعله يلقنها درسا هذه المرة ، مستغلا عدم ثقتها به فلو بقيت لعرفت أنه بلغ عن أناس آخرين وليس عمن تحاول أن تقارنه بهم ، عاد الهوينا ليجلس في محله دون أن يناظرها بطرف عين حتى ..
وائل:- لست نادما على أي حرف قلته ، أنا موقن من تصرفاتي وفي كامل قواي العقلية وجاهز للإدلاء بشهادتي هيا سجل عندك …
ميرنا(لم تستطع تمالك نفسها فقد خارت قواها تلك اللحظة وهوت أرضا وهي تستمع إليه بذهول وتهز رأسها لكي يتوقف فحتى لسانها قد تخدر ساعتها من هول الموقف ، وبعذاب وصوت يمزق وتين القلوب):- و …وائل برحمة كل الغاليين على قلبك أتوسلك .. لا تبلغ عنهم أنا سأبقى لن أرحل ، كما تريد حاضر حاضر لن أسافر فقط … توقف عما تفعله …
وائل(هز رأسه بعدم تصديق منها وأبعد الهاتف عن أذنه لكي يصدق ما تتفوه به):- هل تعارضين قانون العدالة لأجلهم ،، هل تضعين كل مبادئكِ ومعتقداتكِ جانبا لحمايتهم ، هل أنتِ في صفهم الآن ؟؟؟
ميرنا(وضعت يدها على صدرها وهي تتنهد بعمق):- الله يخليك افصل الخط ، ودعنا نتكلم لو سمحت أنا أتوسل إليك
وائل(سحب نفسا عميقا وهو ينظر إليها بخيبة):- لا عجب أن تزيدي في الخذلان ، فقد أصبحتِ بارعة في تأدية الأدوار الدرامية … لكن عذرا حبيبتي أنا رجل لا يبيع مبادئه ولن أسمح لمن قتلوا والدي بالفرار أكثر من ذلك وعليه ستسامحينني أنتِ لأنني لا أستطيع أن أطأ على جثمان أبي كي أحميهم ..
ميرنا(زحفت إليه وحاولت أخذ هاتفه):- تمام تمام لقد قلت سأبقي وأنا لن أسافر ، ها أنا باقية لو حتى في الجحيم فقط ضع ذلك الهاااااااااتف جانباااااااااا
وائل(انتبه لصراخها وفي آن الوقت للمتكلم):- أجل أجل معك على الخط ، اعذرني لكن يصعب علي تقديم إفادة شفهية حيال موضوع حساس كهذا .. سآتي إليكم بنفسي في أقرب فرصة اتفقنا…
العامل(بعدم فهم من الصبح وهو ماذا ماذا ههه^^):- يا سيدي أعيد وأكرر أنه معك خدمة الغرف فهل تحتاج لشيء ، لم أفهم منك حرفا سيدي ألو ألووو
وائل(ابتسم بمرارة):- أهاه لا تقلق هذه المعلومات ستبقى بحوزتي إلى أن تأخذ العدالة مجراها في حقهم ، لالا يعني إن كنت مصرا لأخذ فكرة سأخبرك باختصار وجيز
ميرنا(تمسكت بذراعه وهي تهزه باكية):- لما تعذبني يا وائل ، إن كنت غاضبا مني حاسبني أنا وليس هم ليسسسس هم أرجووووووووك
وائل(انحنى برأسه وقبَّل جبينها وأبقاها قريبة منه):- اسمعني إذن … أنا أريد التبليغ عن حبيبة غادرة ، حبيبة تجيد فن التلاعب والخداع ، عاملتني بسوء نظير سذاجتي وثقتي العمياء بها ، فأي حكم يليق بهذا الجرم الذي كسر كل دعامات الثقة بينناااااااااا هل لديك فكرة ؟؟؟؟؟
ميرنا(هنا ارتخت عضلاتها وهي تضع يدها على فمها لتصدق ما فعله بها):- هل هل كنت تلعب بأعصابي ، هل تت من أين أتتك هذه الجرأة وائل لقد لقد تلاعبت بي حسبت أنك تكلم الشرطة حرااااااااااااااام عليك ؟؟؟؟
وائل(أقفل الخط ورمى بالهاتف جانبا ورفع فكَّها إليه بوجع ممتزج ببعض لؤم):- لو كنتِ تعرفين جيدا طبع أحبَّتكِ عن قرب كما يعرفونكِ ميرنا ، لكنتِ أيقنتِ أنني من المستحيل أن أتصرف على هذا النحو القذر .. فطالما أنتِ واثقة منهم ومن براءتهم علي أن أثق أيضا بذلك … لكنكِ يا روحي محدودة التفكير وعقلكِ مليء بالآخرين معكِ حق أجل معكِ حق ، فهنالك رجلان الآن يستعمران أطراف عقلكِ فمن أنا لكي تركزي معي وتفهميني وتعطيني من ثقتكِ الشيء الضئيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(كانت عيناها تنهمر بالدموع وهي مشدوهة تستمع إليه بحرقة):- لقد خدعتني
وائل(غمزها بحرقة قلب):- بعض مما تعلمناه منكِ أستاذتي الراقية
ميرنا(أحنت رأسها وهي تنظر للفراغ):- لما علي أن أعاقَب دائما ، لما أنا المذنبة في حين أنني الضحية لكل واحد فيكم … حبي الأول هجرني وتخلى عن الطفلة التي أغدقها بحبه واهتمامه ووجوده ، سلبها روحها ورحل وحين عاد توقع أنه سيجدها بانتظاره لا يعلم أنه أفسح المجال لها لكي توقن ما معنى الحب الحقيقي مع غيره ،… وشخص لاحقني ليسود عيشتي ويجعلني أحبك كي يحقق الانتقام وفي آن الوقت يؤلمنا بالفراق كي يحس بالمتعة ، ويصادف أن من حقق هذا لأجل ذلك المجرم هو ابن عمتي الذي حدد منحنيات حياتي كما يروق له وزوجني لكي يبقيني آمنة ههه ،.. بينما أنت تحاسبني في كل مرة يا وائل وتتخلى عني دون حتى أن تسمع مني أي تبرير ، فلما علي أن أتابع حياتي مع أناس دخلوها لكي يخربوها ويحاولوا جهدا بعد ذلك أن يرمموها علما أن ما كسر بداخلنا يستحيل أن يعود كما كان … فلما يجب أن أعاقبَ وأعامل كالمذنبة بينما أنا المظلومة في هذه القصة ؟؟؟
وائل(مال بشفته جانبيا وهو يصغي لها بإمعان):- لو أنكِ كنت أكثر وضوحا ما ربما كسبتِ أحدا يدعمكِ في السراء والضراء ، لكن بما أنكِ أصبحتِ تتقنين لعبة واللف والدوران .. إذن أنتِ لا تعاقبين يا ميرنا أنتِ تجنين نتيجة أخطائك
ميرنا(مسحت دمعها بظاهر يدها وهي تحاول أن تنهض):- أريد غرفة أخرى ..
وائل:- اهربي … اهربي يا ميرنا اهربي يا وهم قلبي فذلك مفركِ الدائم من المواجهة
ميرنا(ببكاء طالعته):- سأؤلمك إذا ما أنا بقيت
وائل(أمسك يدها وبحزن شديد طالعها بدوره):- أنا عاشق يشرب السم من يد معشوقته ، لذلك دوائي فيكِ يا دائي
ميرنا(أمسكت يده وقبلتها وهي تمسح بها على خدها وتبكي بحرقة):- سامحني يا وائل سامحني حبيبي ، كسرت قلبك في هذا اليوم لكن …
وائل(اقترب بوجهه من وجهها وسحب يده ليضع إصبعه على فمها مقاطعا):- غفراني … وأنتِ لا يلتقيان ميرنا… أنا أفديكِ بروحي لكن دعي الجرح ليلتئم
ميرنا(بتمني وتوسل):- ولكن ألست دواءك ؟
وائل(مسح على وجهها والوجع ينبع من عينيه الكسيرة):- أنتِ سرقتِ مني ابتسامتي ، ويوم تعيدينها لي سوف أسامحكِ ..
ميرنا:- ألن تسألني عن أي شيء بخصوصي وحكيم يعني ..
وائل(تهرَّب بعينيه فهذا السؤال يعذبه من لحظتها):- لا داعي لأن أسأل ، حتى لو كنتِ كاذبة ومخادعة فأنا أسري بعروقكِ وبين أطراف جسمك … حتى لو حاول أحدهم استمالة شغفك فهنالك مقاومة حتمية لن تكون منكِ فحسب بل من كل شيء فيكِ
ميرنا(دهشت من جوابه):- هل أنت موقن لهذه الدرجة بحبي لك ؟
وائل(همس بخفوت):- واثق من كل نفس تتنفسينه ، من كل خفقة تنبض بقلبك ، من كل نظرة ترتعش من عينيكِ ، من كل همسة تتلو تراتيل اسمي ما بين اللحظة واللحظة ..
ميرنا(شعرت بأنها تموت حبا في هذا الرجل):- أظنني عرفت الآن لما لا أستغني عنك
وائل:- يعني ستتعبين بذات القدر ، مثلما خسرتني ستبذلين جهدا لتعيديني …
ميرنا(بخيبة أمل):- هل ستهجرني ؟
وائل(سحب يده وهو يسحب معها أنفاسه السحيقة):- وهل يهجر المرء حياته ، لقد طعنتني اليوم مرات عديدة وآخرها حين اخترتهم دونا عني … فلا تطلبي مني أن أتغاضى عن ذلك وبقاؤكِ رهين بذلك إن فكرتِ بالتلاعب سوف لن تري وجهي مطلقا في حياتك … مفهوم ؟
ميرنا(هزت رأسها بوهن):- لن أبرح محلي
وائل:- جيد أن تسمعي الكلمة ، لا يوجد من الآن فصاعدا كلمة رفض ؟؟؟
ميرنا(مطت شفتيها):- حسن لا يوجد ..
وائل(تنهد من رضوخها):- وأيضا لا يوجد سفر إلا بعد أن أقرر ذلك حسب ما يستدعيه الوضع تمام ؟
ميرنا(هزت رأسها):- تمام
وائل(بتنبيه آخر):- يقفل الموضوع هنا ماشي ؟
ميرنا(بغمغمة دمع):- ماشي
وائل(زفر وهو يعاني من وجعها فلا يكفيه وجعه الآن عليه أن يتألم لأجلها أيضا):- ولا توجد فكرة غرفة أخرى ، انسي الأمر ؟؟؟؟
ميرنا(امتصت شفتيها وهي تكابد كي لا تنفجر بكاء):- حاضر …
وائل(استرسل وهو يبتسم):- ولا مانع إن عانقتني الآن ؟
ميرنا(اعتقدت أنه طلب آخر):- حاضر .. هل هناك شيء آخ …هئئ هل هل أنت جدي ؟؟؟
وائل(نزل أرضا إلى حيث كانت تجلس وهز كتفه بقلة حيلة):- أظن أنها الطريقة الوحيدة كي لا تصابي بنوبة ذعر الآن ..
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي ترمش بعينيها ، لكن كيف شعر أنني مقبلة على ذلك قد بدأت أنفاسي تختنق وكنت في طريقي لأن أفقد توازني ؟؟):- ….لارد
وائل(اهتز لينهض):- أوك عرضي متاح بعد 3 ثوان وأنتِ استغرقتِ 5 و
ميرنا(ارتمت بحضنه وهي تمسح برأسها على كتفه وتعتصره في جوفها):- اهئئ أنا أحبك وائل أحبك أحبك.. ووجعي هو وجعك سامحني سامحني حبيبي أرجوك سامحني
وائل(سحب نفسا عميقا):- يعني .. مهما حاولت الهرب منكِ وجدتني أعود إليكِ … اهدئي الآن ولا تفكري بشيء قد مضى الأمر .. يعني لو فكرنا بمنطقية زواجنا لم يكن كما يجب وكأننا نسرق لذلك ، أفكر أن ألبس عروسي فستان زفاف وأجعل كل أحبتنا يشهقون لجمالكِ به أريد أن يشهد الجميع فرحتنا ووعودنا وعشقنا الذي سيترجم على أرض الواقع ، أريد أن يعلم الكل أن قلب وائل رشوان مرهون بماسَّتي المتألقة ميرنا الراجي …
ميرنا(رفعت رأسها بدموع تتلألأ في عينيها):- يعني … أنت .. أنت لا تفكر بتركي صحيح أجبني أنت ستسامحني ؟
وائل(مط شفته ومسح دمعها وربت على سريره):- لا أدري لما أشعر بالنعاس فجأة ، ربما لأنه بسبب حبيبة مستبدة لا تفكر إلا براحتها .. وأنا مريض ولا أحد يشعر بي مؤسف
ميرنا(نهضت من الأرض مهرولة وأمسكت ذراعه):- سأساعدك يعني ..
وائل(نهض معها وهو يكابد):- لا تتعبي نفسكِ ميرنا ، أحيانا يجب أن نتألم كي نعرف قيمة عشقنا فكل شيء وله ثمن في هذه الحياة .. وربما مقدار سعادتنا متعلق بذلك الثمن الذي سندفعه لحظة بلحظة في هذا العمر ..
ميرنا(تنهدت وهي تبعد يديها عنه):- سيأتي يوم .. وسنجد تلك السعادة أعدك بذلك
وائل(جمع قبضة يده بأسف قد فشلت كل مخططاته وانهارت أحلامه الواحدة تلو الأخرى ، طأطأ رأسه وهو يتحرك في اتجاه الحمام):- نامي ..
ميرنا(برعشة برد لسعتها من تصرفه ذاك):- وأنت ، ماذا عنك ؟
وائل(صغر عينيه وأشار للحمام):- سأكون هناك يعني ..أنتِ نامي ولا تنتظريني خذي راحتكِ ميرنا
ميرنا(هزت حاجبيها بجرح منه وأدارت ظهرها):- طيب …
سحب روحه سحبا في اتجاه الحمام لقد تعب من ادعاء أنه بخير فهو ليس كذلك ، أقفل الباب بعده ليقف قبالة المرآة ويطالع نفسه بانكسار ووجع لم يسبق له أن عاشه إلا يوم وفاة أمه ، إنه ذات الوجع الذي ينخر في القلب ويغزو العقل بالأفكار السقيمة ، شعور بالوحدة بالوهن بالتلاشي والضياع حتى وهي قربه استشعر تلك العزلة التي سحبته قسرا نحو الفراااااغ ، كأنه شعور ممتزج بطعم الصدأ الذي يجعل كل شيء متصدعا يخلو من معنى الحياة .. رمادية المشاعر تعلن حالة جوية طارئة ستمتد لوقت غير مجهول ، فكيف سيجد نفسه من بين رفات حطامه ، بل كيف سيحميها من تصرفاته الجارحة التي تصدر رغما عنه .. فهو كسير كسير ولا يسعه حتى إجبار خاطره فكيف بخاطرها هي ، يعلم أنها كانت تنتظر غفرانه بهذه السرعة كي تزيح عنها ذلك الحمل الثقيل ، لكنه بشر وليس ملاكا كي يمسح لمحة الألم من على جبينه في غمضة بصر .. صعب أن ينسى ويهضم فعلتها بسهولة لذلك عليها أن تكون أكثر صبرا ، وعليه أن يكون أكثر تحملا لأجلها قبل نفسه ،، فهي بالرغم من أنها وهم قلبه التي تلدغه مرة بعد مرة إلا أنها لذيذة الطعم ففي عز الوجع نظرة منها تطفي لهيب الفراق …….
هنا كانت تسحب الغطاء بعد أن أزالت ثيابها سريعا واستقرت في منامتها الخفيفة التي زادتها برودة لا تعي ما مصدرها ، هل إحساسها في أن الأمر لن يمضي على خير هو السبب فهدوء وائل وكلامه العميق ربما سيعقبهم وجع أكبر مما كانت تتوقعه ، لكنها تثق به إنما لماذا لم تثق من البداية كيف تخيلت أنه سيؤذي الباقيين يعني ع حسب ما روت له وما روى له رامز فهو يعي خطورة الوضع .. وإن قام بالتبليغ عنهم وكأنها رمى بهم في فوهة النار وترك المذنب الحقيقي خارج القضبان ، وهذا ما آلمه أنها لا تثق به ولا حتى بقيمة شعرة رأس …. شعرت بالخزي لّأنها جعلته يشعر بالانكسار من بعد توسلها لأجلهم ، وكأنما كانت تقول له بالبند العريض إذهب للجحيم أنت ومعتقداتك فأنا منهم ولهم ولأجلهم سأضحي ،، وهذا ما كسر قشة البعير وجعله غير قادر على ابتلاع مواجعها المتكررة تباعا وكل فاجعة منها معاناة بحد ذاتها …..
تعمد أن يتأخر في الحمام حتى بعد أن لاح ضوء الصباح لم يغير ذلك شيئا من ظلمة روحه ، بل زاده ضيقا على ضيق خصوصا بعد أن طالع نومتها الساكنة فور خروجه ، إنها تبدو قاتلة باردة القلب فها هي قد غفت … تأوه وهو يتقدم صوبها ورفع الغطاء ليغطيها وعينه تهفو إليها حبيبته التي لا يستطيع العيش بدونها ، زفر عميقا وهو يمرر يده على خصلة شعرها وسرعان ما تبادر لذهنه صوتها الصارخ قبل ساعات في أنها متزوجة … جمع قبضته سريعا فهي لا تجوز له بعد الآن ، قبلا كان يعتقد أن زواجهما صوري يعني هي غير مرتبطة بأحد ، لكن الآن بعد أن تيقن أنها على ذمة رجل يستحيل أن يلمسها ولو حتى بربتة على الرأس .. حك جبينه واستلقى على سريره الخاص وهو ينظر للسقف بعيون ضبابية في أحداث تلك الليلة الموجعة والتي خلَّدت أثرا سيئا في قلبه ….

في المستشفى
وقبل مدة
كان ينظر إليها بقلة حيلة ، يعني أن تعود تلك الفتاة لحياته هذا يعني أن سلسلة من المهالك ستسقط على رأسه والكابوس لن ينتهي إلا بخراب عش أمه وأبيه هههه …
حكيم(أبعدها بحركته):- وُوووو على رسلكِ لورين ، بليز دعيني أستوعب لو سمحتِ
لورينا(بغمغمة بكاء مسحت على شعره):- اشتقت لك
حكيم(أغمض عينيه):- أنا متزوج
لورينا:- هههه ههههههاههه أضحكتني ، وهل يجب أن يعني لي ذلك شيئا ؟
حكيم(بتوجس منها):- يعني هذا المفترض
لورينا:- 8 سنوات … أتظن أنها عمر قليل لأجل نسيانك ومسحك من بالي وقلبي ؟
حكيم(هز رأسه وهو يغالب وجع صدره من بعد الإصابة):- يعني أملت ذلك
لورينا(ضربت على قلبها):- في كل نفس وفي كل لحظة وفي كل ثانية مرت من هذه السنوات ، كنت راسخا بعقلي
حكيم(فتح فمه وهو يناظرها بغبن):- أنا وأنتِ … ما مررنا به كان حادثة عابرة حتى أننا لم نصل لمرحلة أن نكون معا ، لقد أوقفتكِ ورحلت
لورينا:- رحلت بعد أن زرعت نفسك في خلايا عقلي لمدة شهرين ، فبأي حق تطالبني الآن بالنسيان وكل دقيقة منها أمضيتها معك
حكيم:- أمضيتِ ماذا يا بعدي … قد كنت محتجزا في قصركم إثر الإصابة الكريمة التي تسببتِ لي فيها ، ولأن السيدة المبجلة أمكِ السفيرة الدبلوماسية الراقية لم تشأ أن يتسرب خبر للصحافة عن حادثة تسكع ابنتها في الطرقات وهي مخمورة فذلك كان مخيبا للآمال صدقا ، طبعا قد كنتِ على وشكِ أن تخربي بريستيجها وكنتِ ستحُولين بين مجدها وهذا ما لم تكن ستسمح به الست ليندا …
لورينا:- دعك من أمي .. أنا حاولت إبعادك عن حياتي وبنيت نفسي من جديد حتى أنني أصبحت م ..
حكيم(تلاعب بلسانه داخل فمه):- مصممة أزياء مشهورة بإيطاليا ، أعلم ذلك
لورينا:- هل كنت تتابع أخباري ؟
حكيم:- طبعا فأنا علي أن أحرص على بقائكِ بعيدة عني تحت أي ظرف أو صدفة
لورينا:- ولكنك غفلت عني هذه الفترة ، فما كنت تتوقع أنني سأتبرع لك بدمي ؟
حكيم(صغر عينيه فيها):- مع أنه خبر أتعس مما ظننت ، لكن لنقل أنه جزاء ما فعلته بي قبل ثمان سنوات تقريبا
لورينا:- أنت لن تنسى فعلتي ؟
حكيم:- كنتِ انسي أنتِ …
لورينا(مسحت على عيونها):- حين عرفت أنهم يفكرون بأذيتك لم أعلم كيف وصلت إلى هنا إلى مدينتك ، ولمَّا سمعت بإصابتك ندمت لأنني لم أنبهك في الوقت المناسب
حكيم(حاول التحرك وهو ينظر إليها بعدم فهم):- كيف سمعتِ يعني ما علاقتكِ بالموضوع ؟
لورينا(فركت يديها وهي تعضعض شفتها):- أنا .. أ علي أن أذهب الآن سلامتك حكيم
طلال(وصل هو والرجال ركضا بسرعة طالع الممرضة الملقية على الأرض):- حكيييييييييم حكيييم يا حبيبي هل استيقظت هل أنت بخير ؟؟ هااااا ؟؟؟؟
حكيم:- كف عن السؤال عني والحق بها
لورينا(ارتعشت بقلق منهم وخرجت ركضا):- وداعا حكيم ..
حكيم(هز رأسه):- أمسكها يا طلال ولا تدعها تهرررررب … طلال
طلال(ركض خلفها في الممر):- انتظري لورين لورييييين …
لورينا(ببكاء):- يا إلهي لو أمسكوا بي ستعرف أمي وتعاقبني ، لالا سأهرب سأهرب
طلال(أمسكها قبل أن تنعطف):- تعالي هناااا هل تتوقعين أن الهروب سهل هكذاااا
لورينا(التفتت إليه ووضعت يدها على كتفه وجذبته بانحناءة قبل أن ترفع ركبتها لمركزه المعلوم بضربة قاضية ههه):- أتوقع ذلك حتى
طلال(انحنى أرضا وقد احمر وجهه من الضربة المباغتة وبصوت مخنوق):- أووه لا ضاع مستقبلي !!
عاد إليه متألما وما إن رآه حكيم حتى غالبه الضحك في عز تلك الأزمة ، فحين كان رجاله وأمن المستشفى يسحبون الممرضة المغمى عليها لأجل التحقيق كان الطبيب الذي وصل لتوه يعاين حالة حكيم بعد استيقاظه ، وهذا الأخير كان يهز رأسه من حالة صديقه
حكيم:- هه عفوا يا طلال نسيت بأنني من دربها على حركة الدفاع تلك ، صدقا آسف
طلال:- يخرب بيتك الآن فقط تذكرت ، حسن لأبشرك قد ضاعت فرصتي مع شاهيناز اهئ
حكيم:- اففف إنها بارعة في الهرب باااارعة .. كيف سأجدها الآن ؟؟؟؟
طلال(أخرج هويتها بجهد جهيد):- حسنا نحن نملك شيئا يخصها ، يعني ستعود للمستشفى عاجلا أم آجلا
حكيم(ارتاح من ذلك):- وسنكون لها بالمرصاد ، أنا أريد أن أعرف منها بعض المعلومات لا أقل ولا أكثر ،،، وسأحرص على أن تكون بروما في أقرب فرصة لا ينقصني مشاكلها ومشاكل أمها الطاغية
طلال:- وهل سأنسى ما حاولت تلك المرأة المدعوة ليندا فعله بك ، فقط لأن ابنتها تحبك حاولت أن ترهنك في حياتهم بأي شكل يخطر على بال
حكيم:- لا أدري لحد اليوم كيف سمحت بمغادرتي من سجنهم ، لكن يلا المهم ارتحت منهم
طلال:- لكن الفتاة تبرعت لك وكانت خائفة عليك ، أتعتقد أنها ما تزال تكن لك مشاعر ؟
حكيم:- قبَّلتني يا رجل ، ولكن قبل قبلتها تلك هددتني بحقني بنفس الحقنة التي أتت بها الممرضة المجرمة .. افف لا أتخيل ما الذي كان سيحصل لي
طلال:- كنت ستودعنا
الطبيب(أنهى معاينة حكيم):- ألف سلامة عليك أنت بصحة جيدة ومؤشراتك مستقرة ، زال البأس عنك
حكيم:- تسلم دكتور لكن متى يمكنني المغادرة ؟
الطبيب:- سنقرر ذلك يوم الغد حسب معطيات صحتك إن شاء الله
طلال(زفر بعمق):- علينا أن نبلغ العائلة لقد قلقوا عليك خصوصا الخالة مديحة
حكيم:- تمام بلغهم .. لكن أولا أخبرني كيف هي ميرنا هل هي في مأمن مع وائل ؟
طلال:- هما بروما لا تقلق عليهما ، آه ميار عليه أن يعلم أنك بخير قد كان خائفا عليك هو وجوزيت
حكيم(ابتسم):- أبصر كيف يمضيان الوقت ، لكن مع شقاوة جوزيت أظن أنه يطلب الرحمة
طلال(رفع الهاتف ليزف خبر استيقاظه):- ههه أتوقع ذلك … دعنا نرى ’/
جوزيت(شهقت بفزع):- قل والله هل استيقظ يا روحي يا حكيم يا روحي ، دعني أكلمه الله يخليك دعني أسمع صوته ؟؟؟؟
طلال(قدمه له):- الآنسة جوزيت
حكيم(بوهن):- ها يا شقية هل افتقدتني ؟
جوزيت(بكت بحرارة دون وعي):- اهئ اهئ حكيييم خفت عليك أنا ، هل أنت بخير هل تذكرني ؟
حكيم:-ههه جميل هو سؤالك ، لكن يجوز أن أنسى كل الناس إلا النحلة التي تزن على أذني ليل نهار .. بنت اشتقت لكي ما أخباركِ مع السبع ؟
جوزيت(رفعت شفتها بامتعاض):- أياي لا تسأل إنه مكعب من القطب الشمالي ، الجليد ويذوب وأخوك في الله مستحيل أن يرضخ طبعا عرق الراجية فيه إذن لا أمل لي ..
حكيم:- جيد جيد أرهقي مسمعي وأنا ما أزال متعبا ، يا هبلة راعي حالتي ودعي شكواكِ لحين أراكِ ببيتنا
جوزيت(ارتجت بارتباك):- أراك بالبيت ، مستحيل أكيد هم يراقبوننا ولن يسمحوا لنا بالخروج من هنالك أحياء
حكيم:- بلى بلى ستأتين ومعكِ ميار أيضا ، هو سيفهم مقصدي إن أنا خرجت غدا يعني على الأغلب ليلا نرى بعضنا
جوزيت:- الظاهر أن الإصابة سببت لك خللا في التركيز
حكيم:- لا تجادلي ولا تتعبيني ، أين ميار ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- يهملني كما العادة ، لكن هذه المرة لفائدة نحن بانتظار رشيد
حكيم :- أوه ميار يتصرف إذن
جوزيت:- لقد وعدك أن ينتقم لك من ذلك الغبي ، وهذا ما سيفعله لكن حسب تكتيك وخطة
حكيم:- على ماذا تنويان ؟
جوزيت:- لا تتحرك كثيرا يا حكيم أنت ما تزال مرهقا
حكيم:- وكيف عرفتِ أنني أتحرك يا جنية ههه ؟
جوزيت:- ارفع رأسك للزاوية الجانبية قرب مربع التهوية ستجد هنالك كاميرا صغيرة ، قد وضعهم ميار لأجل حراستك ليلا
حكيم(رفع حاجبيه مندهشا):- ألهذه الدرجة قلق علي ؟
جوزيت:- أجل أجل … حتى أنه ابتغى مرافقتك لكن صار لزاما علينا فلم نشأ التسبب بمشكلة لإياد الذي كان هنا أيضا
حكيم:- هل رآكم ؟
جوزيت:- ههه هووه أنت لا تعرف الأخبار، لقد انتهت حقبة الخوف من معرفة إياد بنا لأن البركة في ابنة عمك البلهاء التي بعثت له موقع الخان قبل البرنامج .. وهو ليلتها اتجه إلى هناك والتقى بكهرمانة التي ظنته ميار وجلست تتحدث بما يجب وما لا يجب ، ولفطنته فهم اللعبة وطلب إحضاره للعرين ومن بعدها جئنا نحن وقضينا ساعات في إقناعه إلى أن حصلنا على قلبه الذي كان ينتظرنا مثلما كنا ننتظره …
حكيم(بتأثر):- يعني ميار الّآن ، سعيد بهذا الإنجااااااز صح ؟
جوزيت:- لا تتصور كيف مر يوم أمس بنا ، قد كان دراميا ومفعما بالمشاعر الجياشة ..
حكيم:- أشعر بالغبطة لأجله ..
طلال(أشار له):- عليك أن ترتاح
حكيم:- جوزي .. نلتقي وتحكين لي ما حصل بالتفصيل الممل أخوكِ سيكون راقدا بالفراش وسيحتاج لقصصكِ التي لا تنتهي تمام ههه
جوزيت:- رغم أنني أشعر بنغمة سخرية هنا ، لكن لأجل حالتك الصحية سأصمت .. سلام
ميار(دخل على آخر كلمة):- مع من تتحدثين ؟
جوزيت(بتعفف):- مع حبيبي
ميار(رفع حاجبه وهو يرمي نفسه على الكنبة):- وكيف انعمى على قلبه ووقع بحبك ؟
جوزيت(صغرت فيه عينيها فهي لن تنجح في إثارة غيرته مهما فعلت):- استيقظ حكيم …
ميار(ابتسم بفرحة عارمة):- أتتكلمين جديا ، ياااه خبر مفرح هل كلمته هل هو الآن على خير ما يرام متى سيخرجونه ؟
جوزيت:- على مهلك هو بخير وعلى خير ، رأيته من خلال حاسوبك وقد أخبرني أنه من المحتمل خروجه غدا وذكر شيئا عن الدخول لبيتهم دون أن يرانا أحد حتى أنه قال لي أن ذلك سيكون تحت متناول يدك … فهل لك أن تشرح لي يا ساحر زمانك ؟
ميار(نهض وهو يستمع لصوت بوق السيارة):- فيما بعد تعرفين ، الآن اذهبي للملحق وابقي رفقة زهرة ولا تجعليها تحس بما يدور في الخارج تمام ؟
جوزيت(تمسكت بذراعه):- لكن انتبه ، ذلك الرجل لا يؤتمن له
ميار(عقد حاجبيه وهو يدفعها لتتحرك):- قريبا ستضعين أغلالا بيدي كي لا أفارق عينكِ لحظة .. أستغفر الله
جوزيت(كتفت يدها وهي تراقبه وتهتز):- وهل في ذلك عيب يا نور عيني ،، آححح ع الحب ووجع الحب ياني ياني
خرج مزمجرا من القصر وتوجه صوب كراسي حديقته وهو يحادث رئيس حرسه وينبهه من أي مفاجأة قد يفاجئهم بها عديم الثقة السيد رشيد ، دخل بسيارته وهو يرتعش محله فمواجهة بينه وبين ميار الّآن تعتبر توقيعا على وثيقة موته .. لكن أمه رهينة لديه وطالما بدأ اللعب على هذا النحو فأكيد لن يسلم منها ، ترجل من السيارة حيث وقف عليه حارسين وقاما بتفتيشه من قدميه لما فوق وكان لا يحمل أي سلاح ، طبعا فهو لن يغامر في ظل هذه الظروف … تقدم بوهن صوب مجلس ميار الذي كان يدخن سيجارته ببرودة وينتظر قدومه ..
ميار(ناظره من تحت نظارته الشمسية واستطاع أن يلحظ توتره):- ها يا رشيد أما اشتقت لعريننا ؟
رشيد(فرك يديه ليجلس مقابله على الكرسي):- سيدي
ميار(أشار له):- لحظة.. هل طلب منك أحد الجلوس ؟
رشيد(بتفتفة وتلعثم أحس بإذلال ميار له):- عفوا منك
ميار(أطفأ سيجارته ببرودة ووضع رجلا على رجل وهو يطالعه بعد أن أزال نظارته ببطء شديد ووضعها على الطاولة):- منذ متى وأنت تخونني ؟
رشيد(عض شفتيه بتوتر):- لقد أجبرني غضنفر على ذلك ، هددني بأسرتي وكان علي أن أخضع له ، سامحني يا سيد ميار والله لم أقصد خيانتك لكن …
ميار(مط شفتيه مستوقفا إياه):- أتفهمك .. لا داعي لقول المزيد
رشيد(بتوسل انحنى على ركبته):- لو سمحت سيد ميار حرر أمي هي لا ذنب لها في كل هذا الوبال ، لقد فقدت بصرها مؤخرا ثم هي عاجزة يعني لو تشفق عليها وتدعهم يعيدونها للبيت
ميار(نظر إليه وهو منحني على الأرض كالكلب):- منظرك الذليل الآن ، أتساءل لما يشعرني بالاشمئزاز .. انهض
رشيد(نهض وهو يشعر بإهانته له):- سيد..
ميار(أشار له بيده):- لم أحضرك إلى هنا لأسمع تبريراتك يا رشيد ، أريد منك مقابلا لتحرير أمك وتعرف مدى اتساع قلبي يعني بدون أن تتغابى علي الآن وتحاول استمالة عطفي
رشيد:- وأنا جاهز لأوامرك
ميار:=- أنت خائن .. والثقة فيك الآن أصبحت غباء مطلقا ، لذلك يصعب علي أن أضمن تصرفاتك الغادرة مستقبلا وعليه سوف نقوم بعقد اتفاق على أسس وضمانات
رشيد(الحمدلله لا ينوي قتلي):- لم أفهم ..
ميار:- أحيانا غباؤك يجعلني أستغرب مكرك الخادع الذي لدغتني به ، لكن لا بأس أشعر بقلقك وتوجسك حول العقاب الذي أجهزه لك ..لكن لا تتوتر دون داع لأن يومنا ما يزال في بدايته والمطلوب منك قبل أن تسمع شرطي هو أن تقوم بتسجيل بسيط لأجل سيدك ميار ..
رشيد:- أي تسجييييييييل هذا ؟
ميار:- سأخبرك سأخبرك لا تستعجل عزيزي رشيد ، هيه أنت .. دعهم يحضرون المطلوب
الحارس:- حالا سيدي
رشيد(بتوجس):- مم … ما هو سيد ميار يعني هل لي أن أعرف ما الذي تنوي فعله بي ؟
ميار(حرك رأسه بملل وهو ينهض):- لا تستعجل يا رشيد ، كن هادئ الأعصاب فمرحلتنا القادمة تتطلب هدوءا تاما يا روحي … اِلحق بي
أن يلحق به يعني أنه مقبل على قطع ورقة اتصاله بالحياة ، هل سيقتله لكنه لم يبدي رغبة لذلك طيب أين يسوقه ولما لا يخبره بشيء .. إنه يبدو باردا ويتصرف بجلادة تجعل رشيد يفقد أعصابه من فرط التفكير ، يا ليته أعطى خبرا لغضنفر لما وقع بهذا المأزق لكن خوفه على أمه حال دون ذلك … وجد نفسه يسير خلف ذلك الجسد الذي يستحيل قراءة نواياه وأفكاره حتى لو بقي دهرا بأكمله في محاولة ذلك ، وعلى أساس هذا تنهد بخوف وهو يستقر رفقته بالقبو الذي نزلوا إليه من درج الحديقة الخلفية ، وهنا تيقن رشيد أنه لن يخرج من هنالك إلا بخروج روحه … نظر حوله للحراس الذين كانوا يسيرون خلفهم وهم يرفعون أسلحتهم فأي حركة غير محسوبة سيقومون بتفجير رأسه فورا …
ميار(أشار له بعد أن استقروا جميعا بداخل القبو):- تفضل بالجلوس هناك رشيد
رشيد(نظر لكاميرا مثبتة مقابل ذلك الكرسي واستغرب):-ماذا ستصورون ؟
ميار(وضع يده خلف ظهره):- روبورتاج عن كيفية الخداع بدون ألم ههه .. إجلس فوراااا
رشيد(جلس بارتجاف):- سيد ميار أطلب العفو منك والله أقسم لك أن غضنفر الحقير هو الذي أجبرني على ذلك ، والله لم أقصد خيانتك أقسم أقسسسسسسسسم …
ميار(أومأ لرجاله):- الآن ..
أحاطه أربعة رجال وقاموا بنزع ملابسه كاملة وتركوه فقط بالبنطلون الداخلي ، وقاموا بغرس سكاكينهم الصغيرة في أمكنة دقيقة بجسمه جعلت نسبة من الدماء تنزف تحت صرخاته المتألمة ، هنا كان ميار قد ضغط على زر التصوير وكتف يديه وهو يتفرج عليه ببرودة تامة .. توشي بالانتقام
ميار:- الخيانة عندي بثمن ، قد أتقبل أي شيء لكن هي إطلاااااقا… وأنت لم تخنني فحسب يا رشيد بل تواطأت مع ألذ أعدائي لقتلي وقتل أحبتي ، خصوصا حكيييييييييييم وهذا بحد ذاته يعطيني حقا في سحب روحك
رشيد(يتألم من تلك الخناجر التي استقرت في مواضع حساسة إن تحرك أو قاوم قطعت عروقه):- لا تفعل لا تفعل الله يخليك يا سيد ميار ، أتوسل إليك أنجدني
ميار(فرقع إصبعه لخامسهم والذي وقف خلف رشيد بآلة قص الشعر):- اخترع لنا قصة كي يكتمل المشهد ، فما زلنا بانتظار اعتراف وسيمنا
رشيد(هز رأسه ببكاء وألم ورفض حين بدأ الرجل بزج شعره زجا زجا):- لالالا لا تذلوني هكذااااا ، أرجوووك يا ميار لا تفعل هذا بي أنت تطأ على كرامتي … ميااااااااااااااااااار
ميار(أمسك بسهم اللوحة الحائطية الصغير وصوبه ليده فانغرست فيها):- سسسسسسسيد ميار لا تنسى في حضرة من أنت تجلس أيها التافه …
رشيد(تألم وهو يهز يده المجروحة):- سس … سامحني سامحني سيدي سامحني
ميار(ابتسم وهو ينظر لإصاباته المتعددة والتي وقعت في مناطق حتى لو لم تكون بليغة إلا أنها تؤلم بشكل لا يتحمله بشر):- ما تشعر به الآن شيء أقل بكثير مما سأجعلك تشعر به إن لم ترضخ لأوامري ، لأنني مقبل على تغيير قائمة طعام شبلي الصغير فأظن أن بعضا من لحمك ربمااااا سيكون افتتاحية لشهيته أتتفق معي ؟
رشيد(برعب انتفض وهو ينظر لشعره الذي كان يهوي من حوله بشكل فظيع):- سأفعل كل ما تأمرني به ، أنا من يدك اليمين ليدك الشمال
ميار(بصق جانبيا):- أفضل أن أثق بمخلفات صولي على أن أثق بوغد مثلك .. والآن إن كنت جاهزا عليك أن تقدم اعترافا أمام آلة التصوير عن كل الجرائم التي اقترفها غضنفر ، وعن مدى صلته بمحاولة اغتيالنا ، وعن كل معلومة تفيدني لاحقا … هل فهمت ؟
رشيد:- ولكنك بهذا توقع على وثيقة موتي ؟
ميار(رفع يده بسهم آخر بلا مبالاة)- ليست مشكلتي …
رشيد(طأطأ رأسه فقد وقع في شر أعماله):- أنا …. آآآآآآآآآآآآآآآآآه
ميار(صوب السهم على يده الأخرى وغمز له):- لأجل خلق التكافؤ بين الكفين هههه ..
رشيد(زوره بكره):- أتحسب بأن غضنفر سوف يسكت لك بعد أن يعرف ما فعلته بي ، يستحيل أن يغفر أسمعتني سوف ينتقم منك وفي أعز ما تملكه حتى يفطر قلبك عليهم … وهذاااااااا انتظره فقط إنها مسألة وقت وحسب
ميار:- هيا هيا أظهر عرقك الدفين واظهر وجهك الحقيقي أيها المزيف الحقير ..
رشيد:- حرر أمي أيها الساااااااافل حرررررر أميييييييييييييي
ميار(ضغط مجددا على زر التسجيل):- اعترف وسأحررها بهدوء
رشيد(في سره):- لو اعترفت بما يطلبه هذا البغيض سيقتلني غضنفر لا محالة حين يعلم بذلك ، كيف سأخرج من هذا المطب الآن وأمي المسكينة بين قبضته آه يا للحظ التعيس …
ميار(أمسك سهما آخر وأخذ يدور باستفزاز أمامه):- هااا ما قرارك ؟
رشيد:- تمام موافق لكن بشرط
ميار(أرسل السهم مباشرة لكتف رشيد وصفق):- ههه يا عيني إصابة موفقة ، عذرا هل آذيتك متأسف كان خطأ في التصويب
رشيد(تألم وهو ينظر لدمه المتناثر من كل جانب):- أريد رؤية أمي أو أو سماع صوتهاا
ميار(غمز رجلا من رجاله):- ولو هذا أقصى ما يمكنني تحقيقه لك … لكن لحين يأتون بها ابدأ أنت بسرد ما يجب عليك إخباري به … هيا يا شاطر كن لطيفا واجعلني أبلع خيانتك بالشكل الذي يليق بك
رشيد(زم شفتيه بغيظ):- سترى ما سأفعله بك فقط لأخرج من هذا المطب ..
أخذ يعترف بكره بكل الجرائم التي اقترفها غضنفر ، بالتوقيت والمكان وبأسماء المتضررين أيضا ، وبكل الأفعال المشينة التي أقدم عليها وكان رشيد على اطلاع عليها وهنا كان يستمع ميار وحين يشعر به يفبرك أو يقول أي كلام يوقفه بسهم يستقر في أحد أطرافه ، وهنا يصرخ رشيد ألما ويتابع … ظل يعذبه لأزيد من ساعة حتى أطفأ زر التسجيل وصفق بيديه
رشيد(كان يلهث بتعب ورجاله يرفعون رأسه كي ينظر في وجه ميار الذي أقبل عليه):- ما فعلته بي ستدفع ثمنه غاليا
ميار(انحنى ببطء وطالع عينيه وهو يرمش بجدية):- أبذل قصارى جهدك حبيبي رشيد ، أنا سأكون بانتظارك على أحر من الجمر هههه … أدخلوا الخالة زهرة لكي ترى وحيدها
أدخلها خادمه في كرسي متحرك وطبعا لم تستطع رؤيته لكنها استطاعت أن تعرف أنه موجود في ذات الغرفة ، قربوها منه إلى أن وصلت إليه ورفعت يديها لتبحث عن وجهه ولامست خدوده وهي تبكي بحرقة قلب ، حاول تهدئتها لكن كانت تعلم أنه يعاني ..
زهرة:- ما الذي فعلته يا رشيد آه أخبرني يا ولدي ، ألم أنبهك ألا تتبع تلك الطريق أنظر إلى أين آلت بك ، نحن في مكان غير مكاننا ولا أحد يعلم إن كنا سنخرج من هنا أحياء أم أموات
ميار(بتنبه):- أآن.. للتصحيح يا خالة قد وعدتكِ سابقا
زهرة(توجست من حديث ميار):- أجبني يا رشييييد كلمني ؟
رشيد(بصوت متحشرج):- أمااااه لا تقلقي كان هنالك حساب بيننا وتم دفعه
زهرة:- آه يا كبدي متى ستريح قلبي عليك ، أما آن الأوان لترحم أمك ؟
رشيد:-يكفي يا أمي … سنتكلم لاحقا حين نعود للبيت
زهرة:- ولكنني لن أعود معك ، سأبقى هنا …
ميار:-واووو عريني كله تحت أمركِ خالة زهرة
رشيد:- مهلا مهلا .. ما الذي تتفوهين به يا أمي هل جننتِ ؟
زهرة(صفعته في نصف وجهه حسب قدرتها على التحسس):- اخرس .. أتنعت أمك التي رأت لأجلك الويل بالجنون … اسمعني أنا لن أبرح محلي ما لم تعد عن تلك الطريق
رشيد(بجنون):- أمي لا تستفزيني …. ما الذي فعلته بها أنت ؟
ميار(هز كتفيه):- والله من يطلب دعمي لن أتأخر عليه ، وقد أنشأت أنا والخالة زهرة رابطة جيدة لذلك لا تتدخل بيننا
زهرة:- أنا مصرة على أن أبقى تحت رعاية هذا الشاب ، وإلى ذلك الحين ستثبت لي أنك تراجعت عن رعونتك وطيشك ولحاقك بذلك الشرير الذي سيرمي بك للتهلكة …
رشيد(بغضب):- أنا لن أخرج من هنا بدون أمي
ميار(كتف يديه بخيلاء):- ونحن لن نجبر زهرتنا على الذهاب معك بالقوة ، صح خالة ؟
زهرة(استشعرت يديه على كتفه وعرفت أنه يزيد من تهديدها):- أجل .. أنا موافقة على كل حرف تتفوه به ، وهذا الولد لا أنا أمه ولا هو ابني طالما هو يمشي في طريق السوء
رشيد(صرخ فيها بقوة):- أمي أمي لا تهذي … هل يهددكِ صارحيني ؟
ميار(انحنى لجانب رأسها وهو يعقد حاجبيه):- تؤ تؤ تؤ عيب يا رشيد لقد أطعمتها زبادي التوت ، وقد أحبته .. أعجبكِ صح خالتي ؟
زهرة(تشنجت بدموع):- رشيد بني … أرجوك افعل كل ما يطلبه منك هذا الرجل أريد أن أعود لفراشي وهو لن يعيدني إن لم توافق على مطالبه
ميار(اتكأ على حافة كرسيها وهو يغمزه):- هل فهمت الآن ؟
رشيد:- ما الذي تقصده ، هل ستحتجز أمي لديك ؟
ميار(رفع يديه):- ليس تحديدا هنا فأنا أعرف خبثك قد تبعث من يهربها ، لذلك سأبعثها لمكان آمن لو وظفت الجن الأزرق للبحث عنها ما وجدها …
رشيد:- والمقابل ؟
ميار:- خالة زهرة قبلي ابنكِ وودعيه ستذهبين الآن حيث وعدتكِ تمام ؟
زهرة(رفعت رأسها لميار وهزت رأسها بالموافقة):- حاضر ..
رشيد(تمسك بيديها):- أمي أمي لا تهذي … أمي أنا سأحرركِ من قبضته أمييييييييي
زهرة(مسحت على وجهه وهي تبكي):- دعني أذهب لربما غسلت ذنوبك ودعوت الله ليغفر لك ما أذنبت في حقهم أنت وذلك المجرم … اهئ
ميار:- خذوها … وأنت يا رشيد كي نتفاهم عليك أن تخرج من حالة التراجيديا التي تعيشها الآن فذلك يجلب التعب للعينين
رشيد(زوره بشر):- سوف لن أنسى ما فعلته بي … سوف لن أنسااااااااه مطلقا
ميار(عاد للخلف وهو يزيل كاميرا التسجيل):- امممم جيد لكي تتذكر ما سأفعله بك المرة المقبلة ، ربما نقطع بعضا من لحمك وأنت تنظر من يدري ههههه …
رشيد(بكره):- ما الذي تريده مني ؟
ميار(أعطى المصورة لرجل من رجاله لكي يأخذها):- أن تدلني على مكان غضنفر ..
رشيد:- هه هذا ليس بهذه السهولة
ميار:- أعلم ذلك ..وها أنا ذا أطلبه منك وأنت ستنفذ
رشيد:- لن أفعل ..
ميار:- أوك ساعتها ستنسى رؤية أمك زهرة مجددا في هذه الحياة ، وسترفع عليك إيمان بركات دعوى إثبات نسب لجنينها وستزج بك في السجن ، هاااا كيف ستزج بك في السجن سأخبرك الآن ألست هاربا من حكم 25 سنة وتعيش بهوية أخرى يعني ، على الأقل عقوبة ذلك تمتد لسنوات ،آه لعلمك يعني هي أيضا في ضيافتي وقد جهزت لها وثيقة زواج باسمكما بتاريخ قديم حتى أفضل مدقق لن يتيقن من تزويرها لضمان سجنك المؤبد غالبا
رشيد(اهتز من موضوع إيمان):- كيف عرفت بأمرها ؟
ميار(نظر لأحد رجاله الذي ركض إليه بسيجارة وولاعة):- والله أنا أحفظ ألاعيبك عن ظهر قلب ، ووضعت أحدا ليراقبك دون أن تشعر وهو الذي أحضر لي معلومة الحمل ، فإيمان بركات العفيفة اللطيفة ما إن خرجت من عندها حتى هرعت لطبيبها الخاص طلبا للنجدة
رشيد:- ماذا فعلت بها ؟
ميار(أشعل السيجارة وأخرج نفسا منها):- لغاية الآن لا شيء هي في الحفظ والصون ، وابنك الذي أردت قتله أيضا بخير
رشيد(امتص شفتيه):- أنا لن أستطيع أن أدلك على مكان غضنفر ، لكن يمكنني أن أرتد وأعمل جاسوسا لديك وأنقل لك جميع أخباره لو أردت ذلك
ميار(دخن بابتسامة وصغر عينيه وهو يهز رأسه له):- تبهجني في البحث عن الحلول السريعة كي تنقذ نفسك من بين أناملي ، مبهج بصدق المحاولة للبقاء على قيد الحياة .. لكنك غفلت عن شيء مهم أنت ميت ميت إن لم يكن اليوم ، سيكون ذلك في الوقت الذي أختاره أنا
رشيد(نفث شررا من أنفه):- لنصل إلى مبتغاك ودعني أرحل ..
ميار:- حاليا لن أستفيد من موت غضنفر ، لذلك سأوافق على أن تكون عيني داخل وكره ، لكن لن تكون العين الوحيدة سأبعث معك رجلا أمينا أقدره وأهتم لأمره لذلك إن مسست شعرة منه أو تأذى بجرح طفيف .. ودع أمك وطفلك وعشيقتك وقبل أن تودعهم بأمانة يعني …. ودع الحياة !!! هههه
رشيد(عرف أنه محاصر من كل جانب):- أنا لا أهتم لا بطفلي ولا بأمه ، لذلك لو أرحتني منهم سأكون شاكرا لك …
ميار(مط شفتيه):- وزهرة هانم ؟
رشيد(اهتز جدعه بخوف عليها):- أمي امرأة طيبة وأنت لا تؤذي الأناس الطيبين ، هذا طبعك فلا تهددني بها لأنها ورقة غير رابحة ولن تستطيع أن تلوي ذراعي عبرها …
ميار:- توقعت هذااا .. لذلك تركت المفاجأة للأخير ، همممم هل يعلم غضنفر أنك تعاشر عشيقته التي جلبها لأجل التجسس على آل رشوان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رشيد(هنا برقت عيناه):- من … من تقصد ؟
ميار(هز كتفه بتلاعب):- سعاد … المدلكة الصحية والتي كانت في ما سبق لعبة لأجل الإيقاع بأحد أولاد رشوان وكان الأقرب لها هو وائل ، ولكن بغبائها الفطري لم تستطع الوصول معه لشيء فنبذها من حياته … وهنا جعلها غضنفر خليلته يعني للاستفادة الدولية
رشيد(ابتلع ريقه رعبا):- أنت ..أنت لست جديا يعني سعاد سافرت لقد أخبرتك
ميار:- امم سافرت داخل أرض الوطن هاه ،أنا أعلم الكثير يا رشيد أعلم أنها تعمل بالفندق الذي ترتاد عليه حضرتك مرة في الشهر لتمضي هناك يوما بأكمله ، ويا لتفكيري السافل إنه يجبرني على تخيل حصة تدليك خاصة لفخامتك
رشيد(لا يجب أن يشي بي ساعتها لن يرحمني غضنفر إن اكتشف ذلك):- س..سيد ميار سوف أقوم بما طلبته مني ، أنا جاهز لتبليغك بكل صغيرة وكبيرة عن تحركاته
ميار(برقت عيناه وهو يطأ برجله على السيجارة):- هكذا سنتفق ، ستخبرني بتحركاته أولا بأول وأهم شيء ستجعله يرفع يده عن محاولة التخلص منا .. لا أدري ما الطريقة التي ستستخدمها لكن أظن أنك تملك دوافع تجعلك تقوم بذلك طوعا كصوت أمك المنتحب وورقة خيانتك لغضنفر مع سعاد ، والسجن الذي سأعيدك له..
رشيد(باستسلام):- قد وقعت بين يديك ، إن لم أنفذ سوف لن ترحمني
ميار:- لأنني بحاجتك أنا أترك لك المجال لتعيث في هذه الأرض فسادا وتملأها من الذنوب الكثير ، لأنه حين يحين وقت حسابي سوف لن أمهلك وقتا لكي تراجع نفسك … يا رجال نظفوه وضمدوا جراحه وأعطوه ملابس نظيفة وقدموا له الفطور وبعدها خذوه إلى حيث يريد … وسيرافقك رجلي تمام
رشيد(طأطأ رأسه بخزي):- على راسي …
ميار(تحرك للخروج):- الذئب الشاطر لا يقع مرتين ، فحذار والتلاعب
رشيد(لاحقه بنظرة كره):- سوف تندم أقسم أنني سأنتقممممممم …
خرج من هنالك وهو يمسح يديه بمنديله متقززا من ذلك الحقير الخائن ، كان في وسعه التخلص منه برصاصة واحدة في نصف جبينه لكنه بحاجة للإيقاع بغضنفر وبعصابته السوداء ..إن لم يوقع بهم لن يستفيد شيئا ولن يسلم من دائرة الاتهام ، وهنا كانت الخطة الثانية وهي الإيقاع بأحد أعضاء العشيرة …
جوزيت(لوحت له وهي تحمل صولي بين يديها):- غادرت زهرة
ميار:- لما تحملين الشبل ؟
جوزيت(لاعبت بوجهها فرو وجهه الخفيف):- إننا نحب بعضنا
ميار(رفع يديه وهو يدلف للقصر):- قمة الخيانة …
جوزيت(غمزت الحارس وأعطته صولي ليعيده لقفصه):- مهلا مهلا … أنت لست جديا
ميار(نزل بتأفف للمطبخ وأخرج علبة عصير طازج):- لما تلحقين بي ؟
جوزيت(طافت بعينيها وهي تتطلع إليه):- أود أن أعرف كيف سار الأمر مع رشيد ؟
ميار:- لماذا هل أشفقتِ على ما حصل له ؟
جوزيت:- أبدا أنت رحيم جدا لو ترى ما كنت أفعله بالخونة ، لوجدت الفرق
ميار(صغر عينيه فيها وهو يفتح العلبة):- ثعلبة شريرة
جوزيت(غمزت له):- يحق لي
ميار(تجرع القليل وهو يجلس على كرسي المطبخ):- لقد مضى الأمر على خير ما يرام ، سيكون عينا لنا هناك وإن لم يفعل جاسوسنا سيقوم باللازم
جوزيت:- هل أنت واثق من ذلك الجاسوس ، قد يجعلونه ينقلب في غمضة عين ؟
ميار:- واثق لأنه رجل خاص لحكيم .. وكل رجاله أهل للثقة لا أدري لما حظي يوقعني بالخائنين دوما
جوزيت:- لأنك محط الأنظار وعليك تدور لعبة المافيا كلها عزيزي ميار ..
ميار(وضع العلبة على رخامة المطبخ):- هل تأكدتِ من الترتيبات لأجل أمه زهرة ؟
جوزيت(اتكأت بجانبه على الرخامة):- طبعا ، بعثتها لمعارفي وهم سيهتمون بها ويصطحبونها لأداء العمرة التي تستحقها ..
ميار:- لعلها ترتاح هي طلبت ذلك ونحن لبينا
جوزيت(مسحت على كتفه):- أنت عظيم جدا يا ميار ، بصدق لو لم تكن حبيبي لوقعت في حبك ألف مرة
ميار(حول عينيه بتأفف ونهض):- في كل مرة تحولين الحديث لعشقكِ المباح ، حتى لو كنا نتحدث عن الديناميت تطرقتِ للموضوع
جوزيت(جمعت يدها بتذمر منه):- طبعا فعشقك يفجر ديناميته في قلبي هكذا ، بوووم بووم
ميار(رفع يده معارضا):- فقط اخرسي .. سأنام قليلا أمضينا ليلة متعبة مع حضرتكِ وحالة الفوبيا الخاصة بالرعد والبرق والأحوال الجوية وأكملناها بهذا البغل …
جوزيت(لحقته بعد أن شربت من علبة عصيره):- والآن التصقت شفاهي بشفاهك ..
ميار(صعد وهو يدمدم تحت أنفه):- الله يخرب هكذا جلسات معكِ يا مشكلة ..
جوزيت:- مياااااااار … نحن لم نتحدث بشأن العضو ؟
ميار(أكمل صعوده للطابق الثاني كي يدلف لغرفته):- ما إن أستيقظ سنتحدث .. دعيني أنام ولا تزعجييييييييييييني ولا تحدثي جلبة فهذا أهم ما في الموضوع ..
جوزيت(وضعت يدها على خصرها):- طيب ماذا سأفعل أنا طوال هذا الوقت ، الله الله …
طبعا لم يجبها فلو فعل ستجلطه لذلك دخل وأقفل على نفسه الباب ، أما هي فدلفت متذمرة لغرفتها وأخذت تدور بها وتدور تدور دون فائدة .. تذكرت أنها لم تكلم عنبر لكي تطمئن على أحوال رجالها وهنا فعَّلت الاتصال
عنبر(بفرحة في صوته):- سيدتي جوزيييييييت ، أخيرا اتصلتِ ..
جوزيت:- ما بك يا جحش لقد اتصلت بك البارحة هل نسيت ؟ ..
عنبر:- دهننن هه اعذري لهفتي وفرحتي بسماع صوت جنابكم ست جوزيت
جوزيت:- الله يخرب هبلك ، اسمعني يا عنبر هل كل الأحوال جيدة في الوسط ؟
عنبر:- كله في التمام لا تقلقي سيدتي ، نحن نتبع أوامركِ بالحرف ولا أحد يتحرك دون مشورتي ثم أخبرتني أنكِ ستبلغينني بالتعليمات في أقرب فرصة .. هل ذلك يعني اليوم ؟
جوزيت:- لالا اتصلت فقط لكي أتأكد من تجهيزاتكم ، لكن الوقت والمكان لم يتحدد بعد ..
عنبر:- لكن .. ستعذرينني لتطفلي أليس هذا الأمر خطيرا عليكم ؟
جوزيت:- هو خطير يا عنبر ، لكن في آن الوقت أمر ضروري أنت فقط تابع مراقبة الوضع من بعيد لن نتدخل حتى أعطيكم التعليمات … ولا أريد أن تتسرب الخطة خارج القصر فلو تم ذلك ستعاقبون بدون استثناء
عنبر:- لا تقلقي أنا على رأسهم ، سأقطع ألسنتهم لو تفوهوا بحرف حتى .. يا ريت تنتهي هذه الأزمات القصر فارغ بدونك أنت والست ناريانا
جوزيت:- ههه كأنك اشتقت لسخريتنا منك يا رجل .. هيا لا تطل اهتم بعملك سلام
عنبر(ابتسم وهو يتحسس صلعته):- وداعا يا أغلى سيدة …
ضحكت من جنون ذلك العنبر وقررت مشاركة المتعة مع نارها التي كانت تتمطى في الفراش ، وهي تغالب النعاس الذي طار بعد أن سمعت رنة الهاتف ..
ناريانا:- ألووو …
جوزيت:- أما تزالين نائمة ؟
ناريانا:- متى نمت أصلا ، لم يزر النوم عيني حتى الصباح اسكتي يا جوزيت على ما حصل ليلة أمس كسر قلبي وبكيت بحرقة
جوزيت:- ماذا حصل يا بنت أرعبتني ؟
ناريانا:- هيييه وائل المسكين عاش البارحة أسوأ يوم في حياته ، لقد حضر مفاجأة لميرنا ونحن لم يكن معنا خبر وإلا لكنت تدخلت ومنعته
جوزيت(بتوجس):- طيب انطقي ماذا جرى ؟؟؟؟؟
ناريانا(بتأثر):- قمة الرومانسية ، قمة العشق ، قمة الجنوووووووون كان سيتزوجها أمام جمهور روما كلهم ، ولكنها كسرت قلبه حين صرخت فيه بأنها متزوجة من حكييييم ، ياااااه يا جوزيت لو ترين نظرته لو ترين بريق عينيه بعمري ما توقعت أن رجلا سيؤثر فيني لهذه الدرجة
جوزيت(بحزن مطت شفتيها):- لا تقوليها … إنه موقف صعب طيب ميرنا ماذا فعلت ؟
ناريانا:- انهارت ومرت بساعات سيئة جدا ، بحيث خرج وائل ولم يعد حتى لاح الفجر وكل ذلك الوقت قضته في بكاء وأسى
جوزيت:- يا الله … على هذا النصيب طيب تت لا أدري ماذا أقول
ناريانا:- لا تقولي شيئا ، أصلا لا ندري كيف مضى الأمر بينهما فميرنا كانت مصرة على العودة بعد أن تطمئن عليه لكن لم يكن سيتركها وائل لتفعل… ليس بعد كل المعاناة التي قام بها الكل لأجل حمايتها
جوزيت:- صح صح .. أ.. ريانا لما لا تنهضين كالبنت الشطورة هكذا وتتأكدين من سلامة الوضع ، هيا حلوتي أنتِ لها
ناريانا:- أيوة … هل ستستخدمينني لأطمئن على السيد وائل أم على ابنة عمكِ التي يصدف أنها تحرمكِ من فرحتكِ مع حبيب الروح ؟؟؟؟
جوزيت:- يا لكِ من خبيثة النوايا ، أنا أريد أن أطلع على الوضع فقط لا غير .. هيا اسمعي الكلمة أنتظر منكِ الأخبار
ناريانا(رفعت الغطاء):- خادمة حضرتكِ أنا .. فف تمام سنرى
جوزيت(أغلقت الخط ووضعت الهاتف جانبها وهي تنظر للمرآة بشرود):- صدقا كان موقفا أليييييييييما جدااااا .. علي أن أخبر ميار بسرعة ..
قفزت قفزة واحدة وهي تركض صوب غرفته طبعا فتحتها دون سابق إنذار ، وأكملتها بقفزتها ثلاثية الأبعاد لتجلس جواره على السرير … طبعا ادعى أنه نائم حتى حينما ظلت تهز يده لكي يكلمها لم يهتم إلى أن ذكرت اسم ميرنا وهنا السيد فتح عينيه واستدار …
ميار:- ماذا حدث لميرنا ؟
جوزيت(صغرت عينيها فيه بلؤم جرحها في الأعماق):- يعني ساعة وأنا أتحدث عن تعب الرجل ومحاولته في إرضاء محبوبته ، وحين علمت من تكون استيقظت صح ؟
ميار:- أنتِ بدأتِ من نصف الموضوع ، مرة ثانية ابدئي يا من أوله يا من آخره … الآن أخبريني ماذا حصل لميرنا ؟
جوزيت(نهضت من جانبه وهي ترفع رأسها بإباء):- لا فكرة لدي .. سأنام
ميار(جعلت كل عروقه تنبض بعصبية):- جووووووووزييييييييييييت … عودي إلى هنا آآآآخ ستجلطني هذه البنت
نهض مسرعا ولحق بها والغضب ينتفض من عيونه وملامحه ، فتح الباب ووجدها قد اضطجعت فعلا على سريرها وتغطت الآنسة بعد يا حبيبي …!!!
ميار:- يعني ما قمة الديكتاتورية التي تمارسينها بعريني ست جوزيت ، تحرمينني النوم وتتمتعين به أنتِ بعد تفجير خبر غريب في وجهي أليس كذلك ؟
جوزيت:- تملك هاتفها اتصل واعرف التفاصيل بنفسك، أنا نائمة …
ميار(بعصبية أزال الوسادة من تحت رأسها):- انهضي وكلميني
جوزيت(تمسكت بها):- أعطني وسادتي يااااا .. ما هذه التصرفات الصبيانية
ميار(رفع الوسادة بذراعه وبذراعه الأخرى ثبت جوزيت على السرير):- أجيبيني الآن
جوزيت(استقامت وهي تجلس ونظرت إليه):- افف … تمام تمام سأخبرك
ميار(ضربها بالوسادة وجلس):- اختصري
جوزيت(نكشت شعرها الذي زعزعه ميار بحركة الوسادة):- الآن .. وخفية عن ميرنا قرر وائل رشوان أن يتزوجها ليلة أمس ..
ميار(انتفض قلبه وأحنى حاجبيه وهو يستمع بقلق):- أممم وبعد ؟
جوزيت:- حضر جلسة لطيفة في أحد معالم روما الشهيرة ووضع البث المباشر لكي يشهد الجميع طلبه يدها للزواج ، ولكي يتابعوا المراسيم من بدايتها المهم .. حين عرفت ميرنا أنه يخطط للزواج منها حاولت منعه بشتى الطرق لكنه كان مصرا حتى أن الكاتب العدلي كان بانتظارهما … ، وهنا ناريانا فهمت ما يحدث من خلال الشاشة التي كان يتفرج عليها الجمهور ، وركضت صوب المكان الذي كانا مستقران فيه لكنها لم تلحق فلقد أجابت ميرنا وائل بالرفض
ميار(لم يستطع إخفاء تلك الابتسامة من ملامحه):- طيب هذا شيء جيد
جوزيت(نظرت إليه):- لقد كسرت قلب الرجل أين الجيد في الموضع ، هل كنت لتفرح بالزواج من حبيبتك التي تفاجئك بخبر صادم أنها أصلا متزوجة ؟؟؟؟؟
ميار(هنا ضرب الرعد في عقله):- متزوووووجة …ماذا تهذين ؟
جوزيت(بعدم فهم):- ماذا تقصد ألا تعلم أن حكيم تزوجها ؟
ميار(رمش بعينيه وهو يعقد حواجبه):- بلى أعرف
جوزيت:- تمام وما لا يعرفه وائل أن حكيم قبل يوم البرنامج قرر أن يطلقها …
ميار(نهض من محله منتفضا):- مهلا مهلا ماذا تهذين هنا ، عن أي زواج وطلاق تتحدثين .. إن ما جمع ميرنا بحكيم كان شيئا صوريا يعني زواج مزيف لا صحة له من الواقع
جوزيت(عضت طرف لسانها):- هئ يعني .. ألم يخبرك أن ذلك الزواج كان حقيقيا وأنه فعلا تزوجهااااااااااا ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما وفهم لعبة حكيم):- النذل البغيض الغدااااار جيد ما يحدث له ، يفكر بخداعي لكنني سأقتلع عينيه فقط لأراه أنا أنا يستغفلني طيب يا حكيم طيب …
جوزيت(نظرت إليه وهو يضع يديه على جنبه ممتعضا وشعرت بالأسف):- يا لحظ ميرنا
ميار(رفع عينيه لعينيها الدامعة مباشرة وشعر بطعنة في قلبه):- يعني … لا أحبذ التلاعب اتفقت مع حكيم على شيء فيجب عليه أن ينفذ .. الآن مسرحية زواج وائل خربت بدون داع فحكيم طلقها صحيح … طلقها ؟؟؟؟؟
جوزيت(شعرت بالبرودة في جسمها وطأطأت رأسها وهي ترفع الغطاء إليها):- لا أدري هذا ما أخبرني به..
ميار(خرج منزعجا):- أوك نامي …
حدقت في خياله الذي غادرها كالبرق وسقطت دمعتين حارقتين على خدها ، في حين توجه لغرفته وفتح الحاسوب على صورته وكانت غرفته تعج بالحضور من أمه وخالته وإخوته وبنات عمه ، طبعا سيأتون للاطمئنان عليه ، يعني لا فرصة لديه لمحاسبته سيدع الأمر لحين يلتقيان وجها لوجه …
ميار(نظر لصورة ميرنا وإياد وشعر بالوخز):- أكل هذا عانيتِ منه ميرنا .. أكيد أستطيع الشعور بإحساسكِ الحزين الآن …ما أردت لكِ هذا الوجع يا سلطانتي !!...

فتحت عينيها بتثاقل وهي تستشعر وجعا يوخز جفنيها ، حكتهما بهدوء وهي تقاوم أشعة الشمس الساطعة من الشرفة .. أخيرا استطاعت مغالبة ذلك الألم لتفتحهما على وسع وتبحث عنه لم يكن موجودا بسريره ، انتفضت وهي تنظر للساعة مضى الكثير على نومها ،وآخر ما تتذكره أنه دخل للحمام وبعدها لا تدري خرج أم لم يخرج نام أم لم ينم كل هذا كان في طي الحيرة والاستغراب .. نهضت مسرعة وتوجهت للحمام لم يكن هناك فتشت عن أغراضه وتنهدت بأريحية ، إنه ما يزال شريكها في الغرفة يعني لم يرحل لذلك اعتقدت أنه في النهاية سيكون بالمطعم في الأسفل ، وعليه جهزت نفسها سريعا دون أن تضع ذرة زينة واحدة فهذا ما ينقص تلك اللحظة … ارتدت فستانا طويلا في البني بشكل عشوائي والتقطت هاتفها ونظارتها الشمسية وخرجت من الغرفة ، توجهت مباشرة لغرفة نادر وطرقتها لكن لم يكن هناك وعليه نزلت وبحثت في المطعم كاملا ولم تجد له أثرا ولا حتى لنادر ، لكن قبل أن تكمل البحث في الحديقة خارجا لوحت لها ناريانا
ميرنا(توجهت إليها مسرعة):- أوه ناريانا صباح الخير ، هل رأيتِ وائل أو نادر ؟
ناريانا(رفعت حاجبيها وهي ترفع فنجانها):- لاء ، لكنني عرفت من الاستعلامات أنهما خرجا من الفندق قبل ساعتين
ميرنا(باستغراب أمسكت الهاتف):- ولكن أين ذهباااا ؟
ناريانا:- لا تتعبي نفسكِ اتصلت بنادر ولم يجبني ، طنش يعني همم
ميرنا(رفعت لأذنها):- مع ذلك لنجرب …
نادر(بعد لحظات):- إنها ميرنا ..
وائل(بحزن ناظر البحر الشاسع أمامه):- أخيرا استيقظت طبعا بالها مرتاح
نادر:- لا تتحدث هكذا وبعدها تندم لتصرع رأسي بتواشيح الهيام … هل أجيب ؟
وائل(زفر بعمق وهو يحرك رأسه بقلة حيلة):- أخبرها أنني في عيادة الطبيب أو في تشخيص ما ، المهم تصرف
نادر:- ألو ميرنا صباح الخير
ميرنا(نظرت لناريانا التي رفعت حاجبيها بامتعاض لرده على ميرنا وهي لا):- نادر .. أهلا أ وائل أنا أبحث عنه ، هل هو برفقتك ؟
نادر:- آه وائل بصراحة لقد … يعني هو في عيادة الطبيب لتشخيص إصاباته يعني شيء روتيني تعلمين ذلك
ميرنا:- ها ..حاولت أن أكلمه على هاتفه لكنه مقفل ، هل لك أن تخبره أنني اتصلت وأنني بانتظاره بالفندق ؟
نادر:- طبعا طبعا لأخبره ..سلمت ميرنا إلى اللقاء
ميرنا(تنهدت بأريحية):- هو مع نادر ، اطمأن قلبي قليلا
ناريانا(وضعت يدها على خدها):- لكن قلبي أنا لم يطمئن ، أشعر بالضجر لما لا نذهب للتسوق سوية ميرنا هااا ؟
ميرنا:- الأرجح ألا نخرج من الفندق ناريانا لوحدنا .. نحن ملاحقتان ولسنا بفسحة استجمام
ناريانا:- يا لكِ من بائسة ، لو جوزيت كانت طارت معي دون تفكير … هيا بليز من أجلي ميرنا والله مللت وقريبا سأتحول لرجل كرسي بسبب تخشب الأحوال المحيط بنا
ميرنا:- يا سلام .. طيب الزلزال الذي ضرب ليلة أمس ، ضرب في الدول المجاورة مثلا ؟
ناريانا(فرقعت إصبعها للنادل):- هههه خذي فطوركِ أولا وبعدها نتجول بشواااااارع روما
ميرنا:- لكن لن نتأخر أخشى أن يعود وائل ولا يجدني فينزعج
ناريانا(وضعت يدها على خدها):- سبحان الله كأنك للحظة تحولتِ لجوزيت ، حين تضع ميار صوب أعينها فإنها تلغيني وتلغي أمي وكل الشعب لأجله حتى نفسها لو تطلب الأمر
ميرنا:- ألهذه الدرجة تحبه ؟
ناريانا(أخذت تتناول فطورها):- بل هي تعبد اسم ميار فما بالكِ به شخصيا
ميرنا(مسحت خلف عنقها وهي تستشعر غرابة في الأمر):- طيب وهو ؟
ناريانا(صغرت عينيها فيها):- أكيد لا تنتظرين مني أن أؤكد لكِ مقامكِ بقلبه ، كل ذلك مجرد غيمة تحجب عنه الصورة الحقيقية فهو ما عشقكِ إلا حين وجد فيكِ شبها لها
ميرنا:- هه .. على الأقل كنت مفيدة لأحدهم
ناريانا:- لا تتذمري ،أموركِ مع وائل ستتحسن وستتزوجان وتنجبان وتعيشان في رغد وهناء
ميرنا:- كلام يقال لرفع المعنويات ، عموما مشكورة عليه
ناريانا(نظرت للنادل الذي وضع فطور ميرنا):- إنه ليس مجرد كلام بل تنبؤ بالمستقبل
ميرنا(أمسكت فنجان قهوتها):- طيب وماذا تتنبئين يا فهيمة .. يعني لنجرب شيئا كاليوم مثلا ما الذي سيحصل فيه ؟
ناريانا(نظرت إليها بتأمل وهي تبتسم):- سوف يتقدم ناحيتك رجل متقدم في السن ، وسوف يوبخكِ توبيخا ما بعده توبيخ عما فعلته بوائل
ميرنا:- هه كأنني أعرف هذا الرجل ؟
نزار:- ما هذا الذي فعلته يا ميرنااااا ، أهكذا تجازين حب وائل لكِ ؟؟؟؟
ميرنا(فتحت عينيها بدهشة من ناريانا):- يا إلهي
ناريانا(بتلاعب):- ههه فهمت ذلك من ملامحه حين كان مقبلا يبحث عنكِ … صدفة
ميرنا:- عمو نزار اجلس لو سمحت وسأشرح لك
نزار:- لا تشرحي لي ولا أشرح لكِ .. بني وائل خالف فترة علاجه فقط ليكون جواركِ ، قام بما لم يقم به طوال حياته لكي يحميكِ وأنتِ الآن تتحججين بالعبط
ميرنا:- طيب لو تسمعني فقط ..أنا
نزار(رمق ناريانا شزرا وانتفض):- لا تخاطبيني ،من اليوم ما يربطنا هو ابني وائل غيره لن يكون هنالك حتى تحاور عادي ، همممم
ميرنا(وضعت يدها على رأسها):- يا حبيبي هذا ما كان ينقص …
ناريانا:-0 ههه لا تهتمي الظاهر أنه عجوز خرف ، سيعود لطبعه بعد رؤيتكِ أنتِ ووائل بخير
ميرنا:- آمل ذلك …
ناريانا(مسحت فمها):- أنا تحضيري يستغرق وقتا طويلا لذلك سأسبقكِ لغرفتي ، ما إن تفرغي دعينا نذهب كي لا نتأخر تمام ؟
ميرنا(رن هاتفها):- أوك … اممم هذه نور / ألو أختي
نور:- ميرنا حبي كيف الأحوال ؟
ميرنا:- بخير وأنتم ، حكيم حكيم هل هو بخير كنت بصدد الاتصال بكِ الآن للاطمئنان عليه ؟
نور(أعطته الهاتف وغمزته):- خذ ..
ميرنا:- ألو نووووور هل حدث شيء سيء وتترددين في إخباري ، لعلمك سأصدم لكن أخبريني لا تصمتي رجاااااء .. نور نووور
حكيم:- ههه أخفضي صوتكِ قليلا يا بنت ، أنت تزعجين مسمعي
ميرنا(دمعت عيناها بلهفة):- حكيييييييييم حكييم يااااااه يا روحي كنت متأكدة من أنك ستكون بخير ، يعني ههه استيقظت الحمدلله على سلامتك … سامحني سامحني لأنني كنت السبب في إصابتك و
حكيم:- يا الله ما بال أجواء روما معكِ جعلتكِ متحدثة ناطقة لا تعرف للتوقف معنى … اهمدي ميرنا أنا بخير لا تقلقي يا عصفورتي الصغيرة
ميرنا:- اشتقت لجملتك هذه ، وطالما أخبرتني بها فأنت على ما يرام ..
حكيم:- اشتقت رؤيتكِ
ميرنا(أغمضت عينيها):- …لارد
حكيم(ابتلع حركة صمتها وأردف):- هل يعاملكِ وائل جيدا ، كيف أموركما ؟
ميرنا(رمشت بأسى):- يعني .. عادية
حكيم(توجس من جوابها الحزين):- أضَايقكِ ؟ هل يعاملكِ بسوء كلميني فقط كلمة واحدة وسآتي إليكِ في أول طائرة
ميرنا(مسحت على رأسها):- هل أنت مجنون أم فقدت عقلك ، للتو خرجت من عملية صعبة رصاصة يا عمري رصاصة في صدرك وتقول لي آتي في أول طائرة … بسبب جنونك هذا المرء يشتهي السكوت
حكيم(زور نور بطرف عين وأشار لها كي تخرج):- دعيني وحدي نور رجاء
نور(ناظرته بلؤم):- عشنا وشفناااااا .. كلم زوجتك يخويا خذ راحتك
حكيم(عقد حاجبيه واستذكر طلبه من طلال وخفق قلبه):- ميرنا … هل تأذنين لي بإعادة الاتصال بكِ بعد 5 دقائق ؟
ميرنا:- طبعا أنا سأنتظرك .. لكن لماذا ؟
حكيم:- علي أن أفهم شيئا أولا قبل أن أتفوه بما لا يجب … لحظة
فصل الخط وبسرعة طقطق رقم طلال وأخذ ينتظر الجواب الذي طال بل استحال ، أعاده مرة أخرى وهنا أجابت هذه السمجة
حكيم:= شاهي … أين طلال ؟
شاهيناز:- لنقل أولا الحمدلله على سلامتك يا بعدي
حكيم:- تسلمي تسلمي لكن طلال عاد للقصر منذ ساعتين تقريبا ، دعيني أكلمه
شاهيناز:- إنه نائم
حكيم(بنفاذ صبر):- أيقظيه يا شاهي أيقظييييييييييييه …
شاهيناز:- ولما تصرخ بوجهي يااا .. انتظر هييه طلال طلال حكيم يريدك انهض
طلال:- يا عمي هربت منك لساعتين فقط ، طلبت حقي الشرعي في الحياة قسطا من النوم وأعود لأرابض عند غرفتك يعني حرام حرامممممم …
حكيم:- ابعث الثرثارة التي تقف عند رأسك الآن ، لأنني أرغب بسؤالك عن شيء مهم
طلال(استشعر أن السؤال هو نفسه ما يدور بعقل حكيم لذلك صرفها):- يكفي شاهيناز اذهبي الآن وأزعجي فخرية قليلا ، هيا هيا فتلك هوايتكِ الجديدة
شاهيناز(رفعت شفتها بامتعاض وخرجت وهي تشتم):- اففف بئسا يا له من قصر ممل وجو مضجر وأناس تجلب التعاسة … آآخ لو أعود لزمني الجميل كنت أمسك الحصان هكذا وأعيث في البراري دون حسيب أو رقيب ، أنزل للوادي وألتقط الأزهار الضارة التي تروق لي ، ويمر بي وفد الشباب وكان بينهم سليم ل ……
خفق قلبها باستغراب من استذكار تلك الذكرى الجميلة ، وتوجست وهي تهز رأسها برفض وذهول وبعض استغراب ،منذ أمد لم ترى تلك الذكريات ظنت أنها نسيتها أو تناستها لكي تؤجج الكره والحقد في قلبها .. لكن ما حدث الآن كان فارقة حتى أنها كانت تبتسم من استذكار الذكرى وهذا بحد ذاته يسبب لها إزعاجاااااا ..
شاهيناز:- لالا سلسبيل سلسبيل استيقظي يا حبي ، هيا هيا استيقظي ما هذا الهرااااااااء الآن اففف يا له من تذكر مرييييييييع قال روابي وبراري قال وسليم وحصان وشباب ووادي … اففففف ما هذه الفظاعة أشعر بالغثيااااااااان …
فخرية:- إذن هل علي أن أبارك لكِ حملكِ أختاه الحبيبة هههه …
شاهيناز:- هاهاها مضحكة جدا ، لا والله حتى يكاد يغمى علي من شدة الضحك
فخرية(عرفت أنها استفزتها):- له يا عمري له ، هل ستنفعلين على أختكِ الكبرى ؟
شاهيناز:- اغربي عن وجهي أحسن لكِ يا فخرية لست في مزاج يجبرني على إصابتكِ بصداع
فخرية:- هووه وما الذي تغير ؟
شاهيناز(عقدت حاجبيها):- أنت ابتلاء ، ابتعدي
فخرية(طالعتها وتوجهت صوب غرفة طلال لتطلب منه أخذها لعند حكيم ولكنها وثبت محلها عند آخر جملة):- هئ
طلال:- سامحني يا حكيم .. لكنني نفذت طلبك وقمت بتطليق ميرنا كتبت لها القصر ونفقتها لمدة 20 سنة كما طلبت ، حتى الأسهم المحددة باسمها في الشركة الجديدة سأحل أمرها في القريب العاجل
حكيم(بحزن):- أحقا … اعتقدت بأنه
طلال(انتفض):- هل تسرعت أخبرني هل قمت بخطأ ما ، ولكنك يا حكيم من أجبرني على ذلك قلت لك يا صديقي دعك من هذه الفكرة قلت لك …
حكيم:- لا بأس يا طلال ، أنا من أراد ذلك وميرنا يعني تستحق مني أن أحررها ، فالحب الذي يأتي من امرأة لا تحبك لا يسمى حبا بل شفقة … وأنا رجل لا يقبل ردَّ الحب بالشفقة …
طلال(مسح على شعره بقوة):- أنت نادم ؟
حكيم(ابتلع غصة وهز رأسه):- أبدا .. أنا الذي اختار وأنا موقن من هذا القرار
طلال:- هل آتي إليك يا صديقي ؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه بوجع):- دعك من هذاا وأتمم ما اتفقنا عليه ، نتكلم لاحقا وخذ قسطا من الراحة لقد تعبت معي ليلة البارحة
طلال:- الممرضة التي حاولت قتلك في التحقيق
حكيم:- أخبرني رامز بذلك حين أتى لزيارتي قبل قليل .. عموما من الواضح أنهم لن يصلوا معها لشيء لكن ما يقلقني هو صور لورينا في كاميراتهم ستقع بمشكلة تلك المجنونة
طلال:- ههه لا تقلق تدبرت الأمر ومسحتها من سجلات المشفى
حكيم(تنهد بارتياح):- جيد ، المهم أعطي صورتها لرجالنا كي يمسكوا بها قبل أن تدخل للمشفى ، وخذها للقصر البحري لا أحد هناك الآن تمام ؟
طلال:- أرح نفسك أنت يا رجل ، ما زلت في فترة النقاهة
حكيم:- أي راحة يا طلال وقد فتحت عيناي على بؤرة المشاكل هفف .. عموما نتكلم لاحقا باي ،,, ..
هنا عقدت فخرية حاجبيها وانسحبت من هناك كي لا يشعر بها طلال ، أما حكيم فظل يفكر مع نفسه في الحل الأمثل لإخبار ميرنا
حكيم(مع نفسه):- والآن يا ميرنا ما الذي سأخبركِ به ، هل أخبركِ أنني طلقتكِ هكذاااا بسهولة وأن حياتكِ قابلة لاسترداد حق وائلكِ فيها ، آه يا ميرنا ومن وجع فراقكِ يا عصفورتي الصغيرة آآآآآآآآآه …
ميرنا:- 7 دقائق و25 ثانية
حكيم:- هه ما توقعت أنكِ ستحسبين الثواني لأجلي ، لكن كانت هنالك ممرضة تريد تعديل بعض الأمور هنا يعني ..
ميرنا:- لم أعرف أبدا أنك بحاجة لمتبرع يا حكيم ، وأهلنا الله يسامحهم تركوني الحل الأخير خشية من عودتي
حكيم:- خيرا فعلوااااا ، لأنهم لو استدعوكِ كنت تبرأت منهم
ميرنا:- لا تبالغ يا رجل …
حكيم(ابتسم):- لكنني بخير ، حتى أنني سمعت صوتكِ ورأيتكِ في أحلامي وعلى آخر شيء من ملامحكِ استيقظت
ميرنا(لفت خصلة شعرها بابتسامة):- كم فرحت بهذا الخبر ، صدقا كان أجمل شيء يحدث لغاية الآن
حكيم(بقلق):- لماذاااا هل كنتِ حزينة ؟
ميرنا(بغصة):- لاء فقط .. أشعر بالإرهاق لم آخذ ما يلزمني من راحة بعد كل الأحداث التي مررنا بها
حكيم:- ألديكِ ما تخبرينني به ميرنا ، صارحيني هذا أنا حكيم ؟
ميرنا(بغمغمة ألم في سرها):- كيف سأخبرك أنني أريد الطلاق منك هاه ، هل سأؤلمك بتصرفي هذا أنت تعرف أن روحي بوائل لكن هذا يقف حجرة عثر بيني وبينك ، خصوصا بهذا الزواج الذي لا أدري متى سينتهي … أنا غير قادرة على تجريحك حكيم أنت تستحق مني كل التضحيات لأنك ضحيت بروحك لأجلي وهذااااا يلجم لساني عن أي كلام …
حكيم(بدفء):- ميرناااا .. عصفورتي أين ذهبتِ ؟
ميرنا(مسحت دمعاتها وهي تخلق ابتسامة كي لا يستشعر مأساتها):- معك ..
حكيم(رمق مديحة تشير له من النافذة أن يوقف المحادثة):- تت .. سأعرف ما بالكِ ميرنا تمام ،، سأعيد الاتصال بكِ مساء لن تتهربي
ميرنا:- هه طيب نتحدث مساء انتبه لنفسك
حكيم:- وأنتِ …. ها يا أمي ماذا ماذا ؟
مديحة(دخلت مهرولة):- يا ولدي الهاتف سيؤثر على صحتك لا يجب أن تتحدث كثيرا ، اهتم بنفسك ولو لمرة وكف عن الاهتمام بغيرك .. إهمالك هو الذي كاد يودي بحياتك اهئئ
حكيم(أمسك يدها):- والآن لما البكاء أنا بخير ، ويجوز أن أغادر معكِ حتى يوم غد
مديحة:- أتمنى يا حبيب قلبي يا فلذة كبدي أناااا ..
حكيم(ابتسم من قبلتها على جبينه):- يا عيني على نبع الحنان … من مثلي
مديحة(ببكاء):- لا أحد أي والله لا أحد .. أنت بؤبؤ عيوني ورجلي في هذه الحياة
حكيم:- كفى يا أمي بكاء ، أنتِ حزينة منذ لحظتها ولكنني استفقت وكل مؤشراتي تدل على شفائي العاجل ، لذلك عودي للبيت وارتاحي قليلا من أجلي لو سمحتِ ..
مديحة(مطت شفتيها):- طيب .. لكنني سأعود مساء وسأترك معك إحدى أخواتك
حكيم:- لا داعي
مديحة:- ولد يكفي هل كنت أنا من حاولوا قتله بحقنة هذا الصباح أم أنت … إن كنت تظن أنك كبرت على حمايتي لك فأنت مخطئ سأظل أحميك حتى يوم مماتي
حكيم(قبل يدها وهو يغالب وجع صدره المضمد):- تمام ماما سأبقى طفلكِ المدلل
مديحة(بحنان مسحت على خصلات شعره):- أنت ابني وأخي وحبيب روحي ، أنت رجلي الذي أستند عليه في شدتي لولاك يا روحي ما كانت حياتي رغيدة … أنت بصيص الأمل الذي أنار درب حياتي لذلك إياك وأن تهمل نفسك ، إن هانت عليك روحك هي عندي غالية
حكيم(قبَّل يدها بحنان):- يا الله سأتعود على حنانكِ يا أم حكيم وتحصل مشكلة
مديحة:- هل كلمت زوجتك ؟
حكيم(تشنج من الكلمة وسحب يده):- لما لا تتوجهين للبيت هيا لن نفتحها هنا محضر تحقيق ، أعرفكِ يا مديحة لن تصمتي وابنكِ مريض يعني حرااااام حسوا بيا شوية ^^
ضحكت من طرده اللطيف لها وغادرت رفقتهم للبيت ، ولم يبقى معه سوى إياد الذي أتى لكي يبقى بجانبه وبجانب رامز ذلك اليوم .. يعني طالما ليس هنالك عمل فهنالك واجبات أكيد ريثما تحل كل الأمور الجانبية …. ومن بين تلك الأمور الجانبية هذا الجانب الأسود الذي لا يظهر متى سنتخلص منه …
غضنفر:- ههه هههههههمم ههه … ولد هل ستخبرني من صلَّع لك أم سأقتلع رأسك وأكمل جمال مظهرك ؟
رشيد(بكره وخزي):- لا أحد … أنا أردت تغيير قصة شعري
غضنفر:- ههه تغيير قصة شعرك نعم ، لكن ما أراه أنك قصصته كله بل أزلته كاملا أصبحت أصلع يا أهبل
رشيد:- هل ستهينني الآن ؟
غضنفر:- ولد … تكلم وقل الصدق من فعل بك هذاااااا ؟
رشيد(بغضب):- أخبرتك لا أحد دعني وشأني ..
غضنفر(نهض وهو يمسح على كرشه الثخين):- إن لم أكن غضنفر فإن ميار من فعل بك هذاااااااا ، أجل فحين علمت أنك لم تكن بغرفتك بعد الفجر عرفت أنه حدثت مصيبة …
رشيد:- كفى كفى أنت تزيد من وجع الموقف علي
غضنفر(ربت على كتف رشيد):- أنظر إلي …. هل ميار من فعلها ؟
رشيد(بوجع الإهانة التي ألحقها به ميار فقد كانت أفظع من القتل حتى):- أجل أجل مياااااااااار .. هل ارتحت الآن ؟
غضنفر:- امم لطالما تمنيت لو يكون ذلك الولد من صلبي لكن يلا … يهب الله لمن يشاء الذكي ويعطي لمن يشاء الغبي
رشيد(تشنج من كلامه):- أرى أنك أعجبت بما فعله بي … ؟
غضنفر:- لأنك الغبي .. الله يخرب بيتك ويخرب اليوم الذي رأيتك فيه، أغرب عن خلقتي
رشيد(دلف للقصر بكره):- طيب يا ميار إن لم أرد لك الصاع صاعين لن أكون رشيد …
دلال(خرجت من المطبخ وهي تأكل الموز):- هههههه ما هذا يا هذاااا …
رشيد:- ابتعدي عني أنتِ أيضا لا ينقصني سواكِ الآن ..
دلال(رمت قشور الموز على الطاولة ونفضت يديها وهي تلحق به لغرفته):- رشيد ههه بالله عليك أخبرني ، أي موضة هذه التي اتبعت ؟
رشيد(أزال سترته ببطء من شدة الألم):- دلال لو تفعلين خيرا فيني ، أغربي عن وجهي
دلال:- ماذا فعل بك بابا ؟؟؟؟
رشيد(جلس بانزعاج على طرف السرير):- أهانني كما العادة ..
دلال(مسحت على وجهه بيديها):- طيب لا تحزن .. لا عاش ولا كان من يحزنك يا غالي
رشيد(أزال يديها):- أوك فهمت أنكِ تحاولين المواساة هنا ، لكننا عائلة غير متكافئة نحن نغدر ببعضنا ولا نطيق الآخرين لذلك يفضل ألا تطيلي في النفاق ولحظة الدعم هاته ، لأنني أشعر بالاشمئزاز صدقا يعني …
دلال(كتفت يديها ممتعضة):- أصلا تستحق ما يحدث لك …
رشيد:- روحي من هنا وانتبهي لزوجكِ الذي لا يعتبر زوجكِ من أصله …
دلال(سحبت نفسا عميقا):- ماذا تقصد الآن ؟
رشيد(جذبها من ذراعها لوجهه):- أنا أعلم بعلاقتكِ مع السائق الخاص بكِ ، لذلك اجمعي قذارتكِ وابتعدي عني
دلال:-ع أساس أنك الشريف العفيف ، أنا أيضا أعلم بعلاقتك مع عشيقة أبي
رشيد:- الله يا ربي لما الجميع يعرف يعني ما الخطأ الذي ارتكبته
دلال(صرخت لما أمسكها من شعرها):- أي أنت تؤلمني
رشيد(جذبها بقوة):- وإن لم تجمعي ثعابين لسانكِ الآن وتبلعي هذا الكلام ، سوف أحرق هذا الشعر وأجعلكِ صلعاء مثلي وساعتها دعينا نرى من سيعجب بكِ يا خائنة
دلال(انتفضت على السرير حيث دفعها):- على الأقل أنا أخون لسبب خاص ..
رشيد:- هل ستروين لي عجز زوجكِ أيضا ، بليز لست مستعدا لسماع مأساتكِ فراشكِ الزوجي حبيبتي دلال
دلال(اهتزت ببكاء):- أصلا متى اهتممت بي يا رشيد ، لا أنت ولا بابا ولا حتى أمي التي تكرهني لأنها تلومني على ما أفعله ، طبعا هي لا تشعر بمعاناتي كامرأة
رشيد:- معاناتكِ وترهاتكِ ومشاكلكِ لا تهمني دلال … حتى غرامياتكِ مع من يصغرونكِ باتت تجلب لي الغثيان لذلك ارحمي نفسكِ وغادري غرفتي ضاق نفسي
دلال(نهضت بحزن وناظرته بخيبة):- لو كنا فقط أسرة متحدة ، ما ربما كانت حياتنا أهون
رشيد:- ألم يصنع لكِ أبووووك المبجل بيتا تمرح فيه الخيول ، يعني لما دوما أجدكِ بوجهي هااااه … أو لحظة لحظة أنا أفهم غايتكِ أنتِ هنا تصطادين على مهلكِ من يناسب ميولاتكِ الجنسية القذرة مثل أفكارك
دلال(عقدت حاجبيها بأسف):- أنت لن تفهمني
رشيد:- ولا أرغب حتى بذلك عزيزتي .. هوِّيني قد اختنقت
دلال(مطت شفتيها):- اففف فلتحترق أيها الأحمق …
لوح بدون مبالاة من خلفها وصفق الباب ليستفرد بنفسه ويراجع كل لحظة عذاب عاشها بين أنامل ميار ، لقد أذله ومسح بكرامته الأرض … ها هو ذا ينظر لنفسه بالمرآة وقد سلبه من شعره بطريقة خادشة لرجولته لكنه سينتقم ،،، أجل ما إن يجد أمه زهرة أولا وبعدها ليتفرج ميار بما سيفعله به ، رفع كم قميصه ونظر لجروحه وزفر بكره
رشيد:- أقسم بهذه الجروح وبهذا الرأس الأقرع ، أنني سأجعلك تتجرع الألم على دفعات يا ميار نجيب وها هي ذي الحياة اللعينة بينناااااااااااا ….
بلغة الكره والغيظ والأسف ناظر نفسه وهو يتوعد بوعيد شر لميار الذي عرف أنه سوف يوقظ الشيطان الكامن بخلده ، وهذا هو عز الطلب فساعتها ربما سيخطئ رشيد ويغلط غلطة تجعله يكشفهم جميعا واحدا تلو الآخر … وقف عند النافذة وناظر الرجل الذي بعثه ميار رفقته وأخذ يرمقه بنظرات كره فلن يسعه التخلص منه حتى لو أراد ذلك ، لفت انتباهه دخول سيارة خضر الذي نزل مسرعا ليمثل أمام حضرة غضنفر …
خِضر:- أحضرت المطلوب سيد غضنفر
غضنفر(أمسك بشريحة الدواء):- هل هي نفس المهدآت يا خِضر ؟
خضر:- أجل سيدي
غضنفر:- نادي على زوجتك إذن ..
خضر(ركض للداخل وبحث عنها):- دلالي
دلال(بكره وتقزز من صوته):- ماذا ماذا تريد ؟
خضر(ناظر فستانها الجريء وامتص شفتيه رفضا):- يعني لو تضعين وشاحا على ذراعيكِ ، كل صدركِ يبرز من شق الفستان القصير ، وهناك رجال كثر خارجا يشتهون رؤية الجمال
دلال(ناظرته باستخفاف):- أنا أثقب عين كل من ينظر إلي بسوء ، أنت اهتم بعملك ولا شأن لك بي …هل يريدني بابا ؟
خضر(ابتلع إهانتها وهز رأسه):- أجل
دلال(دفعته من أمامها وخرجت وهي تتمايل وتنفض شعرها من خلفها):- لنرى ..
غضنفر:- تعالي تعالي يا بنت
دلال(جلست بتأفف قبالته واضعة رجلا على رجل):- نعم بابا ماذا تريد ؟
غضنفر:- حسني ألفاظكِ وأنتِ في مقامي ..
دلال:- عفوا منك لكن مزاجي ليس في محله …
غضنفر:- ستأخذين أدويتكِ وتصبحين بخير
دلال(أمسكت منه الشريحة بعيون لامعة):- أخيراااااا وصلت شريحتي .. افف كدت أجن بدونها
غضنفر:=- قولي شكرا لزوجكِ الذي يحضرها لكي بمشقة الأنفس
دلال(بكره رفعت شفتها):- أبي .. تلك السيدة التي تقطن بالجانب الشمالي للقصر قد عادت قبل قليل رأيتها ..
غضنفر:=- أعلم ولا تتدخلي فيها ، لا شأن لأحد فيكم بها إياكم والاقتراب منها ولو خطوة
دلال:- فقط لو أعرف لما ترعاها بهذا الحرص …ههه أتكون زوجتك ونحن لا ندري هئئ بابا هل تزوجت على أمي ؟؟؟؟؟
غضنفر:- خضر خذ زوجتك من أمامي الآن ، ودعها تتناول دواءها أشعر أن لسانها تضاعف من بعد افتقاد تلك المادة في جسمها
دلال(تشنجت من ملمس يد خضر على كتفها):- أنا أعرف الطريق وحدي ، لا داعي أن تقودني كالطفلة …
غضنفر(أشار له أن يتحملها):- هيا هيا …
طأطأ رأسه بخيبة فهي لطالما عاملته بانتقاص واحتقار ، منذ أن تزوجها قبل سنتين تقريبا وبعد أن اختاره لها أبوها دون مشورتها حتى .. فقط لأنه الذراع الأيمن له والأمين على حياته وتفاصيله وأسراره المظلمة ، منحه ابنته وهذا ما جعلها تمقت كل ما يدور حولها فهي كانت تحلم بشاب مفتول العضلات طائش يحملها على بساط المغامرة ، ويجعلها تعيش معه حلاوة الحياة لكن كتلة الجمود الذي تزوجته ويا ليته كان رجلا لعله جعلها تشعر بالقليل من أنوثتها الصارخة بقربه ، والتي تشعر أنها تسلب منها طالما هي على ذمة شخصية مثله ….
خضر(أقفل باب جناحهما خلفه):- خذي الدواء
دلال(أخذته بتكبر وجلست على منضدتها وهي تعدل شعرها):- أخرج ..
خضر(اقترب منها ومسح على كتفيها بيديه):- أنا مشتاق لكِ ، متى ستجعلينني أضمكِ إلي
دلال(تقززت من لمساته وأبعدته عنها قسرا):- لتكن على قدر المقام أولا ، وبعدها سنرى
خضر(فهم جملتها التي طعنته في الصميم وأنزل رأسه بوهن):- ليس لي ذنب …
دلال(فاض صبرها ووضعت الدواء بعصبية على المنضدة):- ولا أنا لي ذنب في هذا الزواج البائس يا خضر ، طالما كنت تعرف نفسك وحالتك المرضية ما كنت توافق على هذا
خضر:- أبوكِ قرر وأنا ما استطعت التدخل لأنني أحبكِ
دلال(نهضت بعصبية ودفعته لصدره):- أخرج أنا أكرهك أكره النظر في وجهك أكره سماع صوتك ، أنت تصيبني بالتقزز والوسخ … فقط ابتعد عني ابتعدددددددد
خضر(اهتز من ضرباتها):- ولكنني آخذ علاجا ووعدني الطبيب أنه سيأتي بنتيجة ، لما لا تصبرين معي ألا تحبينني ؟
دلال(وضعت يديها على أذنها بجنون):- يوووووووووه بلا بلا بلا أغرب عن وجهي ، أنا لا أطيييقك لا أطيييييييييييقك أغرب عنييييييييييييييييييييييي ييييييي
خضر(رفع يديه ليهدئها):- تمام تمام لا تنزعجي سأغادر .. فقط ارتاحي تمام ؟؟؟
دلال(طالعته بشرر وعيون جاحظة):- أغلق تلك القذارة خلفك ولا ترني وجججججهك اليوم ولا غدا حتى … افففف سحقا لك ولسحنتك النتنة … هففف أفقدني أعصابي الغبي .. اف
مسحت على شعرها وهي تتنهد وأمسكت بسرعة كوب ماء وتوجهت للمنضدة أخرجت حبة مهدأ وابتلعتها ، وقتها فقط شعرت بالنشوة وهي تمسح على عنقها بارتياح جعلها تطالع جسمها اليتيم مثل روحها في المرآة
دلال:- إلى متى سندفع ثمن هذااااا السجن يا دلال … إلى متى هففف …
ظل ماثلا عند الباب وهو يخفي دمعه الحزين ، فمشكلته أنه مغرم بها حد الهبل ولا يستطيع أن يغضب منها حتى لو وضعت كرامته أرضا … يعلم بكل خياناتها يعلم أنها تبتلع حبوب منع الحمل لكي لا تقع في مصيبة إن حملت من أحد رجالهم ، يعلم بكل ما تفعله من وراء ظهره وظهر أبيها ولكنه لا يقدر على التفوه بحرف … لأنه معتل وعلته هي رجولته التي ولد ناقصا منها ، والعيب ليس برقبته فهو يحاول أن يجد العلاج المناسب ، إذ أنه يخضع له منذ أن تزوجها ولكن ذلك يستوجب وقتا طويلا ، وقتا لم تستطع هي أن تصبره وقضته بين أحضان الغرباء دون أن تحس على نفسها أو على شعوره الذي تجرحه بفضائحها الجارحة …. كفكف دمع عينه ونزل من هناك ليمتثل للأوامر الجديدة ، فغضنفر طلب أن يراقبوا بحرص بيت الراجي وينتظروا منه التعليمات .. وسنرى هنا إن كان سيتدخل رشيد ويمنع ذلك أم أنه سيبقى متفرجا من بعيد ……

في بيت الراجي
كانت كل منهما تحاول أن تصل بفكرتها لنقطة حاسمة ولكن مع عناد نساء البيت كان الأمر أشبه بالمحال ، حاولت كلتاهما أن تشرح المسألة من وجهة نظرها ومع ذلك لا جديد يذكر …وااااع
شيماء:- قمة التسلط ما هذاااا الآن ، نحن علينا إحضار بطاقتينا من الإدارة الامتحان غدا غدا غدا
إخلاص:- لا ترفعي صوتكِ يا بنت ، عموما رجلي على رجلكم سننتظر خالتكِ نور وسنذهب سوية لإحضار تلك البطاقات ونعود من فورنا
نهال:- عال والله ما رأيكِ أيضا يا عمتي لو تنضمون لنا في غرفة الامتحان
إخلاص:- والله لو كانوا يقبلون بذلك أنا أول من سيفعل
عفاف:- ههه عنادكما لن يفيد ولن تبرحا باب ذلك البيت لوحدكما ، سنذهب جميعا
دينا(نزلت بسكون):- ستبدل ماما ثيابها وتأخذكم ، هكذا قالت …
عواطف(دخلت للبيت):- ها قد عدنا
مديحة(لحقتها):- والله تلك المرأة وكنتها مميزتين فرحت بعملهما وكثيرا يا أختي
عواطف:- صح الظاهر أنهما تودان العمل بحق لذلك ستغتنمان هذه الفرصة
مديحة:- حسنية هاه يجب أن أكتب الاسم كي لا أنساه ههه وعلينا شكر نور لأنها من أحضرتهم لنا وأعتقت رقبة أمينة من أعباء المحل
عواطف:- ههه على خيرة الله ، السلام عليكم
عفاف:- وعليكم السلام يا أمي ها كيف وجدتم السيدتين اللتين ستمسكان المحل مع الخالة أمينة ؟
مديحة(جلست وهي تتنهد):- بنت نهال أحضري لي كوب ماء لألتقط أنفاسي
عواطف(لاعبت سجى التي كانت بحضن نجية):- يظهر أنهما طيبتين وأحبتا العمل معنا ، لذلك اتفقنا معهما على تجريب لمدة أسبوع وبعدها نقرر
إخلاص:- يا عيني على تصرفات نساء الأعمال
شيماء:- ههه يليق بكم ذلك
نور:- هل أنتم جاهزون ليس لدي الوقت علي أن أمر فيما بعد للصالون التجميلي اتصلت بي ريمة وطلبتني على وجه السرعة
عواطف:- خيرا ما الذي يحصل ؟
نور:- أكيد نقص في المواد أو المنتجات لا تقلقي أمي الأمر بسيط …
عواطف:- تمام لكن ماذا عن البنات ؟
عفاف:- باختصار على البنات الذهاب للثانوية لإحضار بطاقتي الدخول للامتحان غدا
مديحة:- ومن سيرافقهما ؟
نهال(قدمت لها الماء):- نحن حتى الشارع لا نراه يعني كفى عنصرية هناااااا ؟
عواطف:- هذه ليست عنصرية يا بنت ، بل خوفا عليكم وقلقا من أولئك المشاكسين
عفاف:- أجل من يضمن لكما أنهما لن يحاولا أذيتكما وأنتما بالثانوية
نور(كانت ترتدي كعبها):- بالأخير أنتم فضحتم أهلهم وأكيد سيكون للأمر تبعاااات لاحقة
شيماء:- أوك أوك ونحن لم نعترض من بعدكم خالتي
نور:- هيا إخلاص ارتدي عباءتكِ والحقي بنا ، عفاف ؟
عفاف:- أنا جاهزة ..
مديحة:- يا الله افتعلوا مشكلة من ولا شيء أستغفر الله …
عواطف:- نجية ألم تعد رنيم بعد من دروسها ؟
نجية:- اتصلت وقالت أنها ستتأخر قليلا بعد
عواطف(نهضت وأخذت سجى في حضنها):- روح نانا أنا اشتقت لكِ يا صغيرة …
دينا( رفعت يدها تلامس رأس سجى):- هل لي أن أحملها قليلا نانا ؟
عواطف(لاحظت خفوت ابتسامة دينا وأعطتها الصغيرة):- ما سبب هذه التكشيرة ؟
دينا(ابتسمت لسجى):- لا شيء مجرد ضجر ليس إلا
عواطف:- على أساس ستفرحين بعد انتهاء حصص امتحانات اليوم ؟
دينا(هزت كتفيها وهي تركز في شيء آخر):- يمكنكِ القول بأنه إرهاق ما بعد ذلك
عواطف:- امممم آمل ذلك
بعثرت دينا ضحكتها على سجى وحاولت أن تخفي وجعها من العلاقة المضطربة بين أمها وفؤاد ، والذي أثر فيها بشكل بليغ لم تحسب أنه سوف يتعمق في صميمها إلى الحد الذي تتنهد تعبا من شدة القلق من عدم حضوره لحفلة الآباء المقررة بعد أيام … استطاعت سجى ببراءتها أن تبدد ذلك الحزن حين بللت تحتها وهذا جعل دينا تصرخ طلبا للنجدة ، وهذا نفسه ما فجر الضحك بين الموجودين فقد كانت لحظة فارقة حتى مع ذكر أنه حظ لمن يحدث له ، إلا أن دينا لم تتقبل ذلك ولو حتى مزاحا …. وما قطع هذا المزاح كان اتصال مرام وطلب الإذن في التأخر قليلا بعد المؤسسة وهنا كان لابد من التأكد أنها في مأمن …
فريد:- حسن خالة عواطف لا تقلقي على الساعة السابعة ستكون مرام بالبيت ، مشكورة هه تمام / هاه قد حللنا الأمر الآن لا تملكين اعتراضا سترافقينني وانتهى الأمر
مرام(زفرت بتعب):- فريد هل أخبرتك قبل هذه المرة أنك شخص مجنون ؟
فريد(بتفكير وقف خلفها ليدفع بكرسيها للأمام):- أظنكِ أخبرتني بذلك يوما ما
مرام(مالت برأسها لتطل عليه فوقها):- فريد أخبرني بالله عليك ما الذي سأفعله هناك وسط الرجال ؟
فريد(غمزها بعناد):- أولا أنتِ لن تكوني وحدكِ هناك ستأتي جيجي وسوسو أيضا ، ثانيا ستكون كل الشلة هناك ولن تشعري بالغربة مطلقا وهذا وعد
مرام(تنهدت وهي تنظر للأمام):- أنا لا أشعر بالغربة إلا حين أكون بلا أنت …
فريد(توقف عن المسير وأتى لينحني القرفصاء أمامها ممسكا بيديها):- احلفي ؟
مرام(ضحكت بعطف):- والله ..
فريد(ربت على يدها ولاحظ حرجها منه حين أبعدتها قليلا):- لندخل قبل أن نجد تيمو والشلة يقفون على رأسنا احتجاجا
مرام(زفرت عميقا):- دخولي على ضمانتك
فريد(همس من خلفها وهو يدخلها):- أعدكِ أنكِ لن تندمي على هذا القرار ….
إلى أين سيدخلها وهو بذا الحماس الواضح أنه تخطيط سري آخر بمناسبة الصلح بينهما ، فتح أحد موظفي الاستقبال الباب لهما ، وقبل أن يلجا للداخل همس فريد في أذن الموظف وتابع طريقه في ذلك الممر الذي لم تبرز منه سوى صور لعدة أوشام غريبة متربعة في كادرات الصور المعلقة على الحيطان ، نظرت مرام باستغراب لتلك الصور وهي تحاول فهم نوع هذا المكان الذي أحضرها له فريد وقبل أن تتساءل أكثر وجدته يفتح البوابة من الوسط لتتضح صالة طويلة عريضة لا يبرز منها سوى الضباب الوردي ، توجست للأمانة لكنها ابتلعت ريقها واثقة من فريد ومن جنون فريد الذي لم تحسب حسابا من أنه سيأتي بها لصالة ألعاب البولينغ الممتعة
مرام( رفعت حاجبها):- أنت لست جدي بهذا الخصوص ؟
تيمو(هجم عليها هو والشلة بمفرقعات الشرائط الملونة):- ميمي يا هلا ومية هلا اشتقنا لكِ يا بنت
ميدو:- صح حتى البنات هلكوا رأسنا ميمي ميمي ميمي أين ميمي ههههه
سوسو(عانقتها):- إنها أحلى مفاجأة أنت بطل يا فريد لأنك أقنعتها بالحضور إلى هنا
جيجي:- نورتِ يا مدللة
مرام:- وأنا اشتقت لكم صراحة ، وفريد لم يخبرني بماهية تواجدنا ها هنا
فريد:- فريد سيترك لرئيس الشلة التوضيح
تيمو(افتعل حركة المذيع):- أحم أحم عزيزاتي أعزائي اليوم نحن نفتتح هذه الأمسية لأجل عيون الغالية ميمي والتي تركت في قلوبنا غصة ولوعة اشتياق امتدت حتى هلكنا فريدو انتحابا عليها هههههههههه
انفجر الكل ضحكا وفريد حاول الوصول لتيمو كي يضربه على رأسه من هذا الإحراج ، بينما مرام ابتسمت لهم وهي تتنهد بسعادة كيف كانت حمقاء وحرمت نفسها من هذا الجو الذي يشعرها بالانتماء
فريد:- احم مرامي يعني هو يبالغ قليلا
تيمو:- المهم المهم لن تسرق الأضواء مني ميمي نحن هنا لكي نوشم وشما خاصا بفريقنا لأننا على وشكِ الدخول لمسابقة شوارع نهاية الموسم ، ولن يكون فيها وصلة رسم وفقط بل حتى رقصة
مرام(فتحت فمها):- لا والله ما هذه التطورات كلها ؟
فريد:- مرامي إن لم ترغبي بالمشاركة لا أحد سيجبركِ على ذلك ، أساسا الشلة لا يرغبون سوى بتواجدكِ معنا وبالقرب همممم ؟
مرام:- أنت على وشكِ إنهاء دراستك فريد وهذه الفترة حساسة وغير قابلة للهو والعبث ، أتدرك ذلك؟
فريد:- أنا مدرك ويا ستي سوف أدرس أثناء التدريبات لو وافقتِ على الانضمام
مرام(نظرت لتطلعهم الطفولي إليها):- لن أتمكن من مساعدتكم بخصوص وصلة الرقص ، لكن إذا كان هنالك رسم يلا أنا معكم
تيمو:- يس يس وهذا أصلا ما نرغب به فموهبتكِ خارقة حلوتي ، إذن سجلنا على جنب ميمي في وصلة الرسم هي وفريدو وبالنسبة للرقصة سنجد حلا
مرام(طأطأت رأسها بخجل):- آسفة منكم نظرا لوضعي لا أستطيع مساعدتكم في خصوصها
فريد(لمس حزنها وانحنى لمستواها):- أساسا من أخبركِ أن الموضوع مستحيل ؟
مرام:- يعني ؟
تيمو:- ههه حتى تري واحكمي يا بنت ، والآن للوشوووووووووم سر
مرام:- لحظة لحظة … أظن أن الوشم يعني لا داعي له ؟
فريد:- اممم بلى هو ضروري وإن لم تحبي الفكرة قد نستعين بوشم اصطناعي تزيلينه وقتما شئتِ
مرام:- أهاه هذا يناسبني
فريد:- أصلا أنا أعرف ما يناسبكِ حبيبتي
مرام(فغرت فاهها من كلمة حبيبتي التي لامست روحها بحب)؛- اممم
تيمو:- هيا ابدؤوا اللعب ريثما يحين دوركم ميمي أريدكِ أن تكسري رأس فريد بعشرة لصفر
مرام:- ههه لا توصيني سأنتقم منه على كل دقيقة بعد بيننا
فريد:- أيوة وكأن عقدة لسانكِ فكت مع الشلة ؟
سوسو:- طبعا هي بين أهلها وناسها لذلك هي مرتاحة
فريد:- ها إذن حسبما فهمت حزب النساء سيعقد فريقا ضدنا أوك ، ونحن لها ميدو تعال لجانبي حبيبتك تنوي الغدر بك
ميدو(غمز لسوسو):- إذن دعنا نريهم الغدر على أصوله …
كونوا فريقا رباعيا في حين كان تيمو وجيجي في عهدة المختصين بالوشوم على جنب ، المهم بدؤوا اللعب مرام وسوسو وميدو وفريد في البداية كان الأمر غريبا بالنسبة لها خصوصا نظرا لوضعها العاجز ، لكن كانت سوسو تساعدها بتوجيهها قبل أن تسدد ضربات الكرة الحديدية الثقيلة وبالفعل استطاعت أن تحرز هدفا ، بينما فريق فريد سجل أهداااااافا طبعا البنية العضلية للشبان لا شيء يعلى عليها ، لكن برغم ذلك أمضوا وقتا ممتعا حين كانوا يحرزون هدفا ويبدو التذمر على البنات كان الشباب يهتفون بفرح ويصافحون بعضهم انتصارا من الجنس اللطيف الذي يتحول لشعلة عنيفة لرد الصاع صاعين ، وأيضا تمكنت سوسو من إحراز هدف على الأقل لم يتركا لهما فرصة للتبجج هدفين مقابل ستة مقبولة … التحق تيمو وجيجي بعد برهة وانتقلت مرام وفريد محلهما لكي يضعا الوشم الخاص والذي كان على شكل صَدفة بحر صغيرة بدخلها لؤلؤة ، كان رمزيا ومن اختيار فريد الذي أجبرهم على وضعه رغم رغبة تيمو بوضع كرة البيسبول بدلا عنها ههه ، لكن طالما طلب فريد فله كل السمع والطاعة ، أما مرام فوضعته أيضا لكن ع شكل اصطناعي كي تتمكن من إزالته متى تريد وقد تم وضعه في مرفق كل واحد منهم لكي يكون واضحا للعيان …. بعد جولة الوشوم ولعب البولينغ توجهوا صوب مرأبهم بالسيارات بعد أن توقف تيمو ليحضر علب بيتزا ومشروبات لأجل تناولها قبل البدء بوصلة الرقص …
مرام:- نن لا أريد شبعت يا فريد والله بطني امتلأ
تيمو:- ههه دعيه يدللكِ أظن أنه يعوض الأيام السابقة التي حرمته فيها منكِ
مرام(بخجل):- عذرا كان ذلك فوق طاقتي
فريد:- وأنا وعدتكِ أن أنتظركِ دوما وأبدا
جيجي:- أي سيبدآن بالعشق وسأبدأ أنا بالرقص يووووبي أين المسجل ههه …
ميدو:- اهمدي يا بنت انتظري سأشغل الأسطوانة وأنتِ نظفي المكان
سوسو:- ساعديني جيجي
مرام(عقدت حاجبيها حين أدخل تيمو كرسيين مدولبين للمكان):- ماذا ستفعلون بهذين ؟
فريد(جلس على أحدهما وتيمو على الآخر):- سنرقص
مرام(اهتزت حدقتيها بعدم فهم):- يعني لم أستوعب ما الداعي لكل هذاااا ، يعني ما الذي تحاول أن تثبته فريد الموضوع جارح هكذااااا عذرا يا جماعة لن يسعني البقاء أكثر عمتم مساء
فريد(نهض ولحق بها خارج القاعة):- لا تقلقوا سأكلمها لحظة فقط
تيمو:- هيهي علينا وعلى فشلنا أكيد البنت أخذت على خاطرها منا علما أننا لم ننتوي سوى كل خير
فريد(استوقفها قبل خروجها من الباب الخارجي):- توقفي … مرامي أنتِ لن تبرحي محلكِ
مرام(اغرورقت عيناها بالدموع):- لن أسمح لك أن تحول آفتي ووضعي الصحي لموضوع يا فريد ، هذه أنا وهذه حياتي الخاصة أعرف أعرف أنك ترغب بأن تخرجني من هذه القوقعة لكن لا داعي لأن تتطرق لهذا ولو سمحت دعني أغادر قد ضاق صدري هنا
فريد(زفر بتعب وابتعد عن طريقها):- تمام غادري وادفني نفسكِ بين جدران غرفتكِ ، أو في قاعة المؤسسة وأنتِ تدربين الأطفال الصغار على معزوفة مونامور المقرر عرضها بعد أيام ضئيلة ، هيا غادري وانسي أيا مما عشته معنا اليوم وقبل اليوم وكل ما يتعلق بنا حتى
مرام(توقفت وهي تشعر بغصة في صدرها):- أنت لست تفهمني
فريد(بلهفة):- بلى أنا أفهمكِ أكثر مما توقعين ، أنتِ عنوان الأمل بالنسبة لي يا مرامي اقتنعي بذلك
مرام(بتردد):- المسألة ليست بأن تبرز لي مدى اهتمامك بي أو تعلقك بشخصي أعلم أنكِ تقبلتني كما أنا ، ولكن أنا غير قادرة على تقبل تضحيتك هذه لذلك لا تجعلني أضعك في نقطة الفراق المحتم نظرا لهذا الوضع الذي لا يسعني تغييره إلا بعد العملية المشكوك في أمرها من أساسه
فريد:- كيف لا تستوعبين ما أحاول فعله مرام ، أنا لا أريد أن أجعل وضعكِ مادة دسمة لنا .. ولا حتى الشلة فكروا بما فكرتِ به أنتِ أصلا نحن نرغب باختراع رقصة نادرة للفوز في مسابقة الشوارع إن كنتِ تعتقدين أننا نسخر منكِ فأنتِ مخطئة ، لأنه قد حدث العكس فأنتِ ملهمتنا للفكرة
تيمو(انضم لهما):- ولن نسمح لكِ بأن تخربيها ، وحتى لو رفضتِ المشاركة لا بأس في أن تكوني من ضمن الجمهور ولكن هذا لن يغير من الفكرة شيئا قد اخترنا وانقضى الأمر .. صح ياا جماعة ؟
هتفت الشلة بالإيجاب مما جعل مرام أسيرة طيبتهم للمرة الألف ، مسحت دموعها وهزت كتفيها لفريد الذي ربت على كتفها وداعب شعرها لكي تشعر بالأمان بينهم مثل السابق .. وهذا ما تسرب إليها بحيث أومأت لهم بالموافقة وطاروا بها عائدين نحو القاعة لبدء التدريبات الخاصة بالرقصة التي حملت عنوان الأمل بالنسبة لهم ، تلك الابتسامة التي تبادلتها مرام وفريد كانت مليئة بالعشق الذي يتسرب من قلبهما ليعم الأجواء المحيطة بهما ، فهيا لنا موعد مع هذا الحدث الجنوني مع شلة تيمو ورفاقه ^^

أما هنا فلم تهدأ الهواتف من الرنين الكل يسأل عن أحوال حكيم وميرنا بعد ما سمعوه ، وليس الهواتف فقط فحتى أم تحسين البعيدة عن التفكير قامت بزيارته من الباب والسؤال عن الأحوال ، طبعا استغربوا موقفها الطيب الغري لكن أرجحوا أنه بسبب مرضها لذلك لم يدققوا أساسا ، فقد قاطعتهم اتصالات أخرى ضروري ، وأهمها اتصالات جلنار وغازي اللذين كانا قلقين جدا على أخيهما …
جلنار(ببكاء على الهاتف):- يعني استفاق قولي الصراحة يا خالتي ؟
عواطف:- له له شوفو البنت وهل في يوم كذبت عليكِ ، والله استيقظ حتى أنه طردنا من غرفته لكي نعود للبيت ونرتاح
جلنار:- حبيبي يا أخي ، دوما ما يفكر براحة الآخرين قبل نفسه … تت متى تنتهي هذه الأسابيع لنجتمع مع بعضنا ولا نفترق أبدا أبدا
عواطف:- هانت يا كبد خالتك .. ، أنتِ ركزي بدراستكِ ولا تهتمي بأي شيء آخر …
غازي(أخذ الهاتف عنوة):- هاتِ استعمرتِ المكالمة ، ألو خالتو ؟
عواطف:- يا روح خالتك يا كبدي يا غازي ، اشتقت لك يا ولد
غازي:- عن أي ولد تتحدثين لقد كبرنا ونضجنا وأصبحنا رجالا وبلحية ، وأنتِ ما زلتِ تعامليننا وكأننا أطفال
عواطف:- ههه تبقون في نظري كما كنتم صغارا …
غازي:- تسلميلي يا خالتي ، ها طمئنيني على صحة أخي وأحوال ابنة عمي ؟؟؟
عواطف:- ها هي قد فرغت أمك من الصلاة ، خذ كلمها هي ستشرح لك وانتبه لأختك إنها في ضيافتك الآن
غازي:- سأبعثها لمدينتها الليلة إنها مزعجة يا خالتي الحبيبة ، هه هاتِ أمي …
مديحة:- اهئ غازي حبيبي أين أنت لما لا تعودان لقد اشتقت لكمااااااااااااا ؟؟
غازي:- الله الله أنظروا للمدللة والله إن دموعكِ تلك خاصة بحكيم ،ووجدتِ سببا لإفراغها ع أساس أنكِ تبكيننا دوما ست مديحة ؟؟
مديحة:- شوف الولد .. احترم نفسك أمك تكلمك صدقا اشتقت لك
غازي:- أعلم يا أمي .. لكنني أحب مشاكستكِ يا ست الكل
مديحة:- متى ستعقل يا مشاغب
غازي:- حتى تزوجيني يا أمي ، ستزوجينني صحيح ؟؟؟
مديحة:- ههه وأحلى زوجة لأحلى ابن في الدنيا ، أنت أطلب وتمنى وأنا ما علي إلا أن أخطب لك الفتاة التي شاور عليها قلبك يا عمري
غازي:- هوهوووه هكذا سأعود للوطن بقلب متجرع لتلك اللحظة .. ههه هيا أخبريني ماما كيف الأحوال ؟
ابتسمت وجلست لتروي لأولادها ما الجديد الذي حصل بعائلتهم خصوصا فيما يتعلق ببرنامج ميرنا وإصابة حكيم ، وهنا على جانب كانت أيضا عواطف تتعرض للتوبيخ والتأنيب على الهاتف الثابت الذي كان مؤكدا أكيدا ستزوره تلك المكالمة الموترة …
عواطف(تشير لإخلاص كي تنقذها وهذه الأخيرة ضحكت وهي تتهرب):- يا سماح اسمعيني والله ليس هنالك أي داع لكلامك …
سماح:- ماذا ماذا أسمع .. لقد فرطتم في أولاد إخوتي آه يا ربي آه في أي زمن نعيش ، وأي أمهات أنتن البنت والولد يعيشان أتعس أيام حياتهما وأنتما في البيت تمرحان وتشبعان راحة واستجماما ، سحقا لكن من نسوة أمهات آخر زمن …
عواطف(مسحت على رأسها بتعب):- يا سماح الله يهديكِ اسمعي مني ..
سماح:- ماذا أسمع هاه ماذا سأسمع هااااه ؟؟؟؟ …. الولد كاد يموت لولا حفظ الله والبنت ربي يعلم في أي مصيبة قد تورطت ، لا والجميل أن تخبريني ببرودة أنها رفقة حبيبها السابق في مدينة بعيدة لا أحد يعرف لهما طريق … عال والله عشنا في زمنكم الذي تبيحون فيه الحرام وتحرمون الحلال …
عواطف(فاض صبرها):- إأوووه كفى ، أنا قلبي لا يتحمل كل هذا الضغط يا سماح ، بالله عليكِ توقفي هل تلوميني على شيء أصلا لا أعرفه … أنا أحترق قلبي يحترق لأن ابنتي كانت تموت أمامي وأنا كالبلهاء أحسب أنها متضايقة بشأن زواجها أو بشأن مشاعرها ، يعني كأي أم أين لي أن أفكر بأنها متورطة مع عصابة مافيا أين أييييييييييييييين أجيبينيييييييييييي ؟
سماح(انتفضت من صراخها كما انتفض أهل البيت كلهم):- عواطف .. لم أقصد أن ..
إخلاص(أخذت منها الهاتف):- عمتي ألو … لا تنزعجي لقد فقدت خالتي أعصابها قليلا لما لا نتكلم لاحقا
سماح:- اعتذري لي منها ، حتى أنا من فرط خوفي انزعجت وأخبريهم أنني بعد أسبوع سآتي مع أولاد سلوى ، يعني بعد امتحان آخر السنة لذلك سأكون قربكم يا حبيبتي عما قريب
إخلاص:- تأتين بالسلامة عمتي ، بلغي سلامنا لسلوى والأولاد في أمان الله
مديحة(مطت شفتيها بعد أن أقفلت الخط في وجه أولادها رغما لكي تهرع لعواطف):- أعصابكِ تالفة يا عواطف ، لترتاحي بغرفتكِ أفضل …
عواطف(أجهشت بالبكاء):- أجل .. أنا بحاجة للنوم رأسي يؤلمني لو سمحتم لا أحد يزعجني
إخلاص:- طبعا خالتي ارتاحي .. كله سيكون بخير بمشيئة الله ..
سحبت نفسها من بينهم وانزوت بغرفتها ، حتى حين دخلت عليها نبيلة لم تقوى على التملص من مواجهتها فهي تعلم دواءها وداءها ، لذلك لا أحد يخفف من وطأة ذلك الوجع سوى الأم التي اكتوت بنفس النار … أجبرت الكل على أن يخفضوا أصواتهم كي تأخذ عواطف راحتها ، ودخلت عليها وهي تسير بعصاها التي كانت تحدث نغمة أضفت قشعريرة على جسد عواطف حيث كانت ترتج فوق سريرها ، متقوقعة كالطفلة المعاقبة والتي تنتظر حنان أمها لتنسى ..
نبيلة(وضعت عصاها بين ركبتيها وهي تجلس قرب عواطف):- فقدتِ زمام أعصابكِ مجددا
عواطف:- تعبت يا أمي … تعبت من كل المآسي التي تأبى أن تفارقنا ، أجد نفسي أكرر ذات المشاهد مرة بعد مرة وكأنه عقاب أزلي ما إن ينتهي بعضه حتى يبدأ غيره ليحرق أرواحنا
نبيلة:- يا ابنتي .. قولي اللهم لا اعتراض إن كل ما يحصل معنا ابتلاء من عند الله ، نحمده عليه ونشكره وندعوه ليخفف عنا آلامه
عواطف(بحرقة):- ونعم بالله ، لكن داخلي يئن يا أمي يئئئئئئن
نبيلة(مسحت على شعر ابنتها):- أتفهم وجعكِ ، لكنكِ مسئولة عن عائلة الآن .. هل رأيتِ نظرة الرعب التي ارتسمت على وجه نهال وشيماء ودينا بعد فقدانكِ لأعصابكِ ، قد خافوا عليكِ فأنتِ بالنسبة لهم طوق النجاة الذي يتمسكون به كي لا ينجرفوا مع تيار المصائب المحيطة بنا من كل جانب … لذلك عليكِ أن تبتلعي هذه المعاناة وتقفي على قدميكِ فلستِ أنتِ التي تنهزم يا عواطف ّ
عواطف(ضربت على صدرها):- ولكنني لست مثلكِ أمي ، لست حجرااااااااااا
نبيلة(اهتزت حدقتاها من جملتها):- حجرااااا … أتقصدين أنه بصرامتي أعتبر قاسية القلب يا عواطف ؟
عواطف(تململت حتى جلست متكئة على حائط سريرها):- وهل كذبت يا أمي ، متى ذرفتِ آخر دمعة أساسا أنا لا أذكر ذلك إلا يوم حدثت مشكلتي مع سليم ، وأشك أشك أنكِ بكيتني أنا بل بكيتِ أختي التي ماتت في نفس الفترة .. أنا لا أحاسبكِ أمي ولكن أنتِ لست مطالبة بكل هذا الصمود ، تفاعلي فالحياة فانية وأنتِ بشر
نبيلة(ابتسمت وهي تنظر إليها بتأمل):- أتفاعل هه .. بالبكاء يعني لو بكيت سيطمئن قلبكِ بأنني بخير وأنني بشر … مؤسف أنكِ لا تعرفين أمكِ يا عواطف ، نامي
عواطف(تمسكت بيدها):- أعتذر … أعتذر فقدت أعصابي مجددا وقلت كلاما غير لائق
نبيلة(تنفست بقنوط وتحركت):- حين يخرج الكلام من الفم يُعتبر عبئا على صاحبه أويجدر به أن يتقبله ولا يندم عليه ، لأنه لم يكن سيتفوه به عبثا إلا إذا كان مقتنعا بذلك في صميمه
عواطف:- تمام .. أمي أنتِ معكِ كل الحق دوما معكِ حق .. فلا تغضبي مني
نبيلة:- أنا لست غاضبة منكِ بل عليكِ ، كفي عن معاقبة روحكِ ولا تفكري بأنكِ صولجان الأمن والأمان بحركة منه ستزيلين كل المشاكل .. هذه حياتنا وعلى الجميع التأقلم معها لكي يحدوا من تأثيراتها وهذا فقط ما نستطيع إنجازه ، وكل بطريقته التي يجيدها أنا بصمتي وأنتِ بانهياركِ وأختكِ بالبكاء كل ليلة ووووو … لذلك نامي ولا تشغلي بالكِ بأحد سوى عواطف
عواطف(تنهدت بأريحية):- حتى لو كنتِ حجرا فإنكِ حجر نفيس تمتصين كل آلامي بكلامك
نبيلة(ابتسمت لها قبل خروجها):- مقبولة ..
سحبت نفسها من غرفة ابنتها وتوجهت لغرفتها لكي تتنهد بأسف كما يحلو لها ، فهي ليست حجراااا كما يظن الجميع إنها قلب نابض يحمل هموم أصغرهم قبل أكبرهم .. لذلك من كثرة المشاكل والمصائب التي سقطت على رأسها ، تعلمت مع مرور الزمن كيف تبتلع المآسي وتحاول جهدا أن تحد منها .. وجدت نفسها بدون وعي تخرج كتابها القديم وتفتش بين طياته عن صورة حبيبتها الفقيدة ، أخرجتها وهي تنظر للوشاح الذي أهدته لها كيف بدا عليها أجمل ، كأنما صنع لأجلها هي خصيصا دونا عن غيرها .. رفعت الصورة لوجهها وقبلتها بحرقة قلب استطالت لتتحول لدمعة ترقرقت في عينيها دون أن تنزل ….. أما عواطف فتقوقعت حول نفسها مجددا وظلت تناظر الفراغ وهي تشعر بأن هموم الكون كلها أثقلت قلبها ، ولم تحس إلا وقد رفعت الهاتف واتصلت لا تدري لما بدا ذلك الصوت نعيما بالنسبة لها ، لكنها لم تتردد كما كانت تفعل من قبل …
ميرا:- هل أنا أحلم ؟
عواطف(ابتلعت ريقها بحشرجة دمع):- سمر ..
ميرا(استشعرت ارتجاف صوتها ونهضت من سريرها):- ماذا هناك ؟؟؟؟؟
عواطف:- لا أعلم .. وجدتني أتصل بكِ فجأة ولا أعي السبب
ميرا(مسحت على شعرها بعدم فهم):- لكن مؤكد حدث لكِ شيء جعلكِ تفعلين هذاااا ؟
عواطف(ابتلعت ريقها ببكاء):- أنا متعبة … اهئ أشعر أن الكون كله يخنقني …
ميرا(دمعت عيناها بدون شعور وهي تنهض):- طيب طيب لا تبكي .. أين أنتِ ؟
عواطف:- بالبيت ..
ميرا(امتصت شفتيها):- أنا قادمة …
عواطف(فتحت عينيها على وسعهما):- هل أنتِ جادة ، ستأتييييين ؟
ميرا(بلهفة):- انتظريني ماما … أنا قادمة
عواطف(نظرت للخط الذي فصل وشعرت بالكثير الكثير يغمرها وأولهم ابتسامة):- قالت ماما ، ثم هي قادمة لأجلي يعني … هل سامحتني أخيرااااااااا ؟؟؟ ههه
في تلك اللحظة لم تفكر ميرا لا بالصالح ولا بالطالح ، كل ما خطر على بالها أن ترى ما الذي يبكي أمها ، ولو صدف ووجدته إنسانا سوف تعلقه فوق جذع الشجرة وتجعله يرى الجحيم على يدها … في لمح البصر جهزت نفسها وحقيبتها ونزلت لتجد شهاب قد عاد لتوه من الشركة ووجدها بدوره مغادرة وهي تحمل شادي بكرسيه وخلفها يركض باتريك وهنادي…وهنا فتح يديه مستغربا منظرهم ذاك
شهاب:- إلى أين من غير شر ؟
ميرا(أعطت كرسي شادي لهنادي):- ضعيه بالسيارة وانتظروني .. غطي أذنيه جيدا
هنادي:- تمام ست ميرا ..
شهاب(نظر لصغيره وهو يضحك محله واستوقف هنادي وقبَّله):- لم تجيبيني ؟
ميرا(تأبطت حقيبتها):- أنا ذاهبة لبيتنا
شهاب(رفع حاجبيه مندهشا):- أهااااه ، ما هذه التطورات المذهلة ولماذا ؟
ميرا(مسحت وجهها بحثا عن فكرة):- هكذا .. يعني ربما يخرج حكيم اليوم وسأراه
شهاب(أمسك ذراعيها ودفعها لحضنه وهو يصغر عينيه فيها):- أنتِ لا تجيدين الكذب ، خصوصا أمامي فأجيبيني بصراحة ..
ميرا(هزت كتفيها وهي تلاعب ربطة عنقه):- أمي .. اتصلت بي وهي تبكي يعني كانت حالتها غريبة وأنا ارتأيت أن ذهابي ربما سيكون راحة لها ..
شهاب(فتح انعقاد حاجبيه مبتسما وهو يمسح على شعرها):- يااااه على حبيبتي أنا ، وكيف أصبحت تفكر بغيرها وغيرها مَن أمها الحبيبة .. صدقا أسعدتني
ميرا(برفض):- لا تظن أن ذهابي له علاقة بالغفران ، أنا لن أسامح ولكن الظرف يتطلب وجودي لذلك أنا ذاهبة
شهاب(قبل جبينها وشفتيها بقبلة هادئة):- لا تبرري حبيبتي ، أنا سأبتغي لكِ كل الخير
ميرا(عقدت حاجبيها):- إذن تعال معي
شهاب(تأبط ذراعها ليخرجا):- هذه الزيارة تتطلب وجودكِ أنتِ وشادي فقط ، أنا دعيني لأعمالي قد أتيت بها لكي أبقى جواركِ لكن بما أنكِ ذاهبة سأعود للشركة
ميرا:- تمام حبيبي ، هل ما زال عمك فؤاد متغيبا ؟
شهاب:- والله لا أدري أين يغطس ذلك العم ، أكيد وراءه مصيبة أشتم ذلك
ميرا(تدثرت بوشاحها وهي تنزل معه درجات المدخل):- إذن نتكلم بخصوص المساء ، سأود لو تأتي لتصطحبني من هناك
شهاب:- أوك نتحادث يا روحي ، كوني بخير واعتني بنفسكِ وبأولادي
ميرا(جذبته إليه بقبلة):- وأم أولادك ؟
شهاب:- لقد بدأت بها هي أولا هه …قبلاتي لكم
ميرا(لوحت له وصعدت للسيارة):- خذنا لبيتنا …
انطلقت للبيت وهي مدركة لخطوتها تلك ، فقد يحسبها الجميع بداية لعودتها لأحضانهم .. لكنها تأبى الاقتناع بالفكرة في داخلها شيء يعتصر وجدانها ويجعلها تمتنع عن المحاولة ، لكن هذا طارئ مستعجل وعواطف ما كانت ستتصل بها إلا حين وجدت فيها راحتها .. وهذا ما جعلها تهرع إليها بدون تفكير …. في هذه الأثناء كان شهاب يكلم رقية من سيارته والتي أكدت له أنها لم تستطع الوصول لفؤاد ، فهي تحاول منذ الصباح ولكنه غير متوفر ..
شهاب(باستغراب):- أين أنت يا عمي ؟؟؟
كان يقف بسيارته قبالة ذلك البيت القديم في ذلك الحي المتوسط ، المارة يسيرون حوله جيئة وذهابا وهو ماثل أمامه ينظر لجوانبه ويستشعر حنينا باردا يعصف بقلبه وذكرياته القديمة ، عن أمه التي اختارت التخلي عنه طوعا مقابل أن تبقى عضوا في العشيرة السوداء .. طبعا هل كانت ستختاره هو لتبقيه في كنفها على العكس قد رمت به خارج حياتها دون أن تتردد ، وجاء ذلك يوم قرر الخروج من خان كهرمانة بعد أن أجبرته اتفاقاتها الرهيبة حول مستقبله على الابتعاد من محيطهم قدر الإمكان ، ليكتشف فيما بعد أن كل هذه خطة من أمه التي ابتغت إبعاده عن ضرغام كعقاب له أو كرد دين … يعني فؤاد رشوان لم يكن سوى ورقة ضغط بين كليهما وهذا المؤسف في الموضوع …
همام:- يمكننا أن ندخل لو أردت ؟
فؤاد(نظر لهمام بجانبه وزفر عميقا):- لا داعي … بقي وقت بسيط على آخر الشهر أيام ونلتقي بتلك السيدة الغامضة
همام:- أنت لست منزعجا من الموضوع صح ؟
فؤاد(ببؤس):- وعلى ماذا سأنزعج ، عن أم تخلت عني واختارت أعمالها القذرة .. أو عن أب رفض الاعتراف بي فقط لأنني ابنها وأذكره بأفعالها الشنيعة
همام:- لا تلم نفسك ، قد تخطينا تلك المرحلة منذ سنوات
فؤاد:- آه يا همام ، يظهر لي أننا سنعود لذلك الزمن ولأوجاعه .. أريد اللقاء بأمي لكي أسألها فقط هل اشتاقت لي يوما أم أنها نسيت أمري ..
همام:- من رسالتها يظهر أنها فكرت فيك دوما
فؤاد(مط شفتيه):- يجوز ذلك .. لكن لا أريد أن أتكهن يلزمني مواجهتها
همام(ربت على ذراعه وهز رأسه):- لنغادر …
فؤاد(تنهد بتعب):- أحتاج لرؤية دينا .. أنا بحاجة لذلك فهي الوحيدة التي ستمتص هذا الوجع من صدري
همام:- اليوم بداية امتحانات آخر السنة بالنسبة لها
فؤاد:- جميل وهذا يعطينا سببا للقائها … هيا بنا
انطلق رفقة همام مباشرة صوب مؤسسة دينا حيث كانت منهمكة في الإجابة عن آخر أسئلة بورقة الواجبات ، أنهتها بعد مدة وهي تتنهد بأريحية وخرجت بعد تلك الحصة لتستنشق بعض الهواء وطبعا هي وجنان دوما دوما على صراع ^^
دينا:- هاها أكيد علامتي ستكون الأعلى لأنني درست جيدا وأجبت بشكل سيخولني نيل درجة عالية في هذا الامتحان
جنان:- ولو لا تغتري كثيرا بنفسك ، لأنني سأحطم أملك حين أتفوق عليكِ
دينا(بعصبية زورتها):- لما تزعجينني الآن ، تمام لتكن النقاط فاصلا بيننا ؟
جنان:- اتفقنا ، هل ستغادرين بباص المدرسة لأنني سأغادر مع خالتي فهي ع الأغلب تنتظرني خارجا .. اليوم عيد ميلاد أختي لمى ونحن نحضر لها مفاجأة لطيفة لأن أمي مشغولة ولا يسعها التحضير لحفلة كبيرة
دينا:- تهانينا لأختك ، لو أخبرتني لكنت أحضرت هدية
جنان:= نظرا لضيق الوقت لم نجد فرصة للاحتفال ، لكن أكيد في عيد ميلادي لن أتنازل عن إقامة حفلة
دينا:- ههه ولا أنا ، نلتقي إذن يوم غد وامتحان موفق أتمناه لكِ
جنان(غمزتها قبل أن تركض):- ههه ولكِ بالمثل يا منافستي الشرسة ..
ابتسمتا واتجهت كل منهما صوب الباب الخارجي ، لكن يا سبحان الله كأن المشاكل تعشقها عشقا ليس بعده عشق آخر ، ما إن خرجت حتى وجدت كوكبة من الناس متجمهرة حول شيء مبهم ، والذي اتضح بعد برهة أنه اصطدام بين سيارتين ويظهر لنا أن كلا من السائقين يدعي أنه ليس المخطئ
هند:- أنت تعطلني على عملي صدقا صدقا ، لذلك ادفع تكاليف إصلاح مصباح السيارة ودعني أحضر قريبتي لأرحل من هنا
همام:- نعم نعم ، أدفع ههه أنتِ المذنبة وأنتِ من عليها دفع التكاليف وقبل كل هذا عليها الاعتذار على هذا الحادث المقصود
هند(أشارت له بسبابتها وهي ترفع قدمها بصعوبة بحركة قتالية):- اسمع لا يغرنَّك جسمي الثخين هذا ، في ظرف ثانية وبركلة واحدة أنا قادرة على بعثك في جولة دوران حول الأرض ثلاث مرات على التوالي
همام(انتفض ونظر لفؤاد الذي خرج من سيارته):- تخيلت فظاعة الموقف ..
فؤاد(أقفل سترته بجنتلمانية وتقدم إليها):- آنسة …؟؟
هند(عصفت بوجهها أناقته ووسماته فخرست):- هند ….. ليس دولة الهند الشهيرة بل هند أبي كان مولعا بالأفلام الهندية وتعرف على أمي في السينما ، حيث كانا يشاهدان ذات الفيلم للشهير أميتاب باتشان ، المهم جاءت تسميتي لقاء لذلك الحدث الجميل … حمدت الله كثيرا لأنني ولدت فتاة وإلا كانا سيسميانني اسما أغرب ههههنن ههه
فؤاد(تنحنح وهو ينظر لهمام الذي زورها بنظرة قتل):- ههه قصة مثيرة أشهد لكِ أنكِ حظيت باسم مميز ، لكن لما لا نحل الأمر وديا ؟
هند(تململت وهي تنش الجماهير المتجمهرة):- هيا هيا انتهتِ الفرجة يا سادة ، حللنا الموضوع شكرا لساعة المشاهدة ولعدد الجيمات والتعليقات هههههه سلام سلام …
همام(انحنى لرأس فؤاد):- هل هذه مجنونة ؟
فؤاد:- محتمل
جنان(مسحت على وجهها من بعد الفضيحة):- خالتي هند ألا تستطيعين المكوث دقيقتين دون مشاكل ؟؟؟
هند(زورتها):- بنت .. تعالي هنا لقد بعثتني أمكِ لإحضارك وتنازلت لأفعل هذا بدلا من الجلوس ببيتي ومشاهدة حلقة من مسلسلي المفضل … لنذهب
همام:- هللو صباح الخير ، حضرتكِ كأنكِ نسيتِ أمر الحادث ؟
هند(أشارت لفؤاد):- هل هو هكذا دائم التذمر ؟
فؤاد:- معظم الأوقات
هند:- لذلك أجدك مكتئبا طبيعي من يعاشر كتلة الحجر هذا سيتعقد في حياته ، امشي يا جنان
جنان:= باي ديناااا
فؤاد(انتفض من سماع اسمها واستدار ووجدها مكتفة يديها ومقطبة حاجبيها):- دينا
دينا:- يعني أصبحت نسخة طبق الأصل من أمي ..
فؤاد(هرع إليها وعانقها):- ولما ذلك حتى أنني حللت الموضوع بشكل ودي ، أليس كذلك أخت هند ؟
هند(فتحت الباب لجنان):- ههه بلى بلى ..
دينا(مطت شفتيها بامتعاض):- على العموم ، حصل خير هل أتيت لاصطحابي لكن ماما لا تعلم بذلك إذن لا يمكننا أن نلتقي ..
فؤاد(لوح لهند التي زورته بإعجاب ونظر لهمام الذي وقف كالباب بينهما):- هه لا تقلقي سأبلغها أنكِ معي ..
دينا(تراجعت خطوة):- عذرا منك عمو فؤاد ، أنا أحب البقاء معك لكن ماما ستفقد ّأعصابها وأنا لا أرغب بأن أزعجها كي لا يحصل معها نفس ما حصل ذلك اليوم …
فؤاد(انحنى القرفصاء لمستواها):- أتخشين من أن تعود تلك اللحظات ، لا حبيبتي لن يحصل ذلك أعدك أنا يعني .. كانت فترة عابرة ولن تتكرر
دينا(عدلت حمالة حقيبتها ونظرت لسيارة المدرسة):- علي أن أذهب ، آسفة منك
فؤاد(مسح على شعرها ونهض وهو يشعر بالوجع):- طيب إن كنتِ سترتاحين بهذا .. لا مشكلة
دينا(لوحت له وركضت لتركب مع رفاقها):- ودااااعا …
فؤاد(لوح لها بحسرة):- وداعا يا طفلتي ..
همام(وقف بجانبه وهو يطالع السيارة التي تحركت بعد صعودها الأخير):- لا تنزعج ، إنها قلقة على أمها وهذا أمر طبيعي
فؤاد:- لا بأس .. تجاوزنا الكثير وهذا بعض من لا شيء ، دعنا نتوجه للشركة أظن أن شهاب سوف يجن جنونه لوحده
همام(نظر لمقدمة السيارة):- تلك البغيضة تسببت بالحادث وأكملتها بلسانها الطويل
فؤاد:- ههه أرى أنكما استلطفتما بعضكما البعض
همام(بتقزز فتح له الباب):- من أنااااااا وتلك الدبة ههه لا وعلى ماذا هل ينقصني العقل ؟
فؤاد:- اركب اركب أنت أصلا يصعب إدخال جنس النساء لعقلك ….
همام:- ذبحتني في الصميم هه ..
فؤاد(شرد ما إن اتخذ محله):- بقي عقلي عند وائل أرجو أن تكون أموره بخير
همام:- إن شاء الله

في روما
طبعا الأمور ليست على ما يرام ، حتى لو لم يهجرها أو لم يتخلى عنها هنالك شيء مكسور في قلبه .. يصعب عليه أن يبتلعه بل يستحيل على عقله أن يتقبل ما حصل أما فؤاده فقد كان مجروحا عليلا ، مثقل بالهموم التي جعلته عاجزا على التنفس في قربها .. لذلك ارتأى الابتعاد فذلك ما سيجعله يستوعب ضرباتها المتتالية ويجد السبيل للنظر في عينيها دون التفكير بأي شيء سوى الغرق وسط بركة عسلها اللذيذ …
نادر(تقدم إليه وهو يفرك يديه بقلة حيلة):- إنها الظهيرة ألن نعود للفندق ؟
وائل:- لو مللت ارحل أنت … أفضل البقاء وحدي قليلا
نادر:- هي ليست قضية ملل ، لكن البنات بأمانتنا ويجب على أحدنا الاطمئنان عليهما
وائل:- أوك خذ السيارة وعد إلي بعد وقت ، سأبقى هنا بهذا المكان
نادر(نظر خلفه):- طيب هنالك مطعم يطل على نفس المنظر ، أرجح أن تعرج عليه وتبقى هناك في انتظاري وإلا وجدتك بيضة مسلوقة تحت أشعة الشمس ..
وائل(همس بخفوت):- شمس لياليَّ الآفلة … رحلت عني !!
نادر:- ماذا قلت ؟
وائل(بدون نفس):- اذهب يا نادر …
ضرب كفا بكف وغادره تاركا إياه مسهما في ذلك المكان يناجي طيف عشقه تحت شهادة البحر العريض أمامه ، ارتدى بسرعة نظارته الشمسية وارتمى بالسيارة منطلقا للفندق فبعد اتصال نزار به شعر بالقلق ولم يشأ أن يخلق القلق في قلب وائل على السيدتين اللتين لم تستشيرا أحدا قبل الخروج من الفندق …
نزار:- وأنا وش درَّاني أخبرتك أنهما خرجتا قبل ساعة يعني ماذا تنتظر مني بعد يا عديم المفهومية ؟؟؟
نادر:- والله لو تطبق فمك دون شتيمة سنفهم على بعضنا ، الآن لنفكر مليا أين يمكن لفتاتين أن تذهبا دون إخبار أحد ؟
نزار:- السوق فهذا الوباء الفتاك المتفشي في هذه الآونة
نادر:- تكون رائعا أيها العجوز حين تشغل عقلك ، والآن دعني أتوجه للسوق المجاور للفندق وأبحث عنهما وأنت لو صدف وكلمت وائل لن تخبره بحرف أوك ؟
نزار(يقلده بكره):- نينيينن أحمق
نادر(عض شفتيه):- العتب على العمر الذي بيننا يا عمي نزار أي والله …
فصل في وجهه دون انتظار كلام آخر ، وهنا نادر شعر بالحرارة تدفقت لوجهه وبصعوبة استطاع أن يهدأ من روعه .. المهم نفض من عقله مشاكسته مع العم نزار وتوجه صوب مركز التسوق لكي يقتلع عين ناريانا الطائشة فأكيد تلك فكرتها ، وأيضا لكي ينتف شعر ميرنا شعرة شعرة فهي خربت الدنيا في الوطن وقتلت روح صديقه وما زالت تمارس دورها كسائحة عادية لم تخلف خلفها آفات وزلازل .. وصل وهو يتنفس بتعب وأخذ يبحث عنهما من محل لمحل ، صعد للطابق الثاني وتاه هناك في محلات الألبسة النسائية ومع ذلك لا أثر ، والحلو في الموضوع أن ولا واحدة فيهما تجيب على هاتفها
نادر:- طبيعي لن تسمع أيهما اتصالاتي في خضم هذا المهرجان … هففف أين أنتمااااا ؟
كانتا بمحل الفساتين الخاصة بالسهرات ، قال ما قال الأخت ناريانا تريد انتقاء واحد منهم وتخزنه بخزانتها تحسبا لأي مناسبة غير متوقعة
ميرنا:- يا الله ابتعنا الكثير يا ناريانا ، تعبت والله
ناريانا(أمسكت فستانا وحضنته):- سأقيس هذااااا سريعا والله لن أتأخر وعد ، إن أعجبني سنأخذه ونرحل تمام ؟
ميرنا(بتأفف وضعت الأكياس جانبا وجلست):- هذا الفستان رقم 10 الذي تقولين عنه ذات الكلام ، هيا أسرعي فحسب وإن تأخرتِ سأرحل وأترككِ وحدك
ناريانا(قبلتها قبلة في الهواء):- طرت أنا ههه .. لعلمك لدي مشكلة في التسوق أنا معاناة لمن يخرج معي لذلك تحمليني فعلى الأغلب لن تكون آخر مرة ههه ..
ميرنا(وضعت يدها على خدها):- أسعديني بل أثلجي صدري بالمزيد أختاه …
أخذت تنتظرها بملل وهي تنظر للفساتين المرصوصة حولها على دمى بلاستيكية ، في وضعيات تغري قلب المرأة للتجريب ، نظرت مليا لفستان كان في آخر الصف في اللون الأحمر
الذي أهداه لها ميار تلك الليلة ، أو لنقل أحضره لكي ترتديه في تلك المناسبة فقد تبجج بأنه سيبقى تحت ملكيته .. لم تشعر إلا وقد وجدت نفسها تبتسم وهي تلامس ثوبه بشرود لحين قاطعها صوت أحدهم ..
الشخص:- يليق بكِ
ميرنا(انتفضت بسرعة ونظرت إلى مصدر الصوت):- عفوا ؟؟؟
لؤي:- عذرا آنستي كنت أكلم خطيبتي ..
أريج(خرجت من أحد غرف التبديل والعصبية تنتفض منها):- لست خطيبتك
لؤي(حول عينيه):- افف بلى أنتِ خطيبتي لقد طلبتكِ من عائلتكِ وكلهم أخبروني أن آخذكِ بالفوائد حتى ، فقط ليرتاحوا من إزعاجك
أريج:- ههه أنت طلبتني من أمي وعمو وليد وهما اللذين وافقا ، وتبقَّى لك أصعب مرحلة وهو أبي وزوجة عمي وجديَّ الصغيرين فحتى الكبيرين قد وافقا لأنهما أكثر من سيرتاح من إزعاجي ويستفيدا من هذا الزواج …
لؤي:- وماذا عن إخوتكِ هل علي أن أمر بهم واحدا واحدا أيضا لطلب يدكِ المبجلة ؟؟؟؟؟
أريج(بغيظ تأففت وانتبهت لميرنا):- افف آسفة منكِ حقا فهذا الأهوج دوما يتصرف بهذه الطريقة ، أردت انتقاء فستان لأجل أمي قبل عودتنا للوطن ولكنه يلتصق بي كالعلقة
لؤي(أخذ يفتش بين الفساتين):- أنا أهوج وعلقة … أصلا أرني رجلا ينزل في هذه الأيام مع خطيبته لينتقي لها فستاناااااا ؟
أريج(دفعته عنها):- فقط ابتعد عني المساحة شاسعة هناااااك
لؤي(باستفزاز):- ههه ولكن أعجبتني هذه الفساتين الموجودة خلفكِ ..
ميرنا(رفعت حاجبيها بتعب):- ههه أظن أنكما تعيشان علاقة حب معقدة .. جميل
أريج(أمسكت أحد الفساتين وصافحت يدها):- لا علاقة حب ماذا ، يعني هي مجاملة فقط لأن أباه صديق عمو وليد ولأن هذا الشاب صدف أن أنقذني ذات مرة من بعض المخبولين ومن يومها وهو يتحكم في حياتي ، كأنه أنقذني فقط ليقرف عيشتي بتواجده فيهاااا
لؤي(هتف من بين أسنانه):- سجلت هذا على جنب …
ميرنا(استذكرت جملة ميار ووجعها خاطرها):- هه لكن لا يجب أن تنظري إلى الموضوع هكذا، بالعكس أنا أراه شخصا طيبا
لؤي:- شفتي كيف تنصفني السيدة ولكن أنتِ عديمة النظر
ميرنا(وائل كان يقول لي عديمة النظر ههه آه يا معذبي أينك مني الآن):- هه شجاركما ممتع
أريج(عضت شفتيها خجلا وهي تعدل خصلات شعرها):- عفوا منكِ نسينا أن نعرف على أنفسنا ، بما أننا أولاد بلد مثلما يقولون دعيني أقدم لكِ نفسي …
لؤي(انحنى بلطف وتابع بحثه في نفس اللحظة):- لؤي الورداني حاليا مدير شركة تصميم المجوهرات بأرض الوطن ، يعني لو أردت شيئا معينا نحن لدينا عدة فروع في أرجاء المملكة خذي راحتكِ … آه نسيت أهم شيء أنا أكون خطيب هذه البلهاء صاحبة الاسم الطوييييييييييييييييل جدا
أريج(بكره وضعت يدها على خصرها):- هل أفهم منك أنك تعاني من طول اسمي ؟
لؤي(بجدية دعابية):- أبدا لكنني فكرت بشأن أولادي المستقبليين فقط ..
أريج(تأففت ومدت يدها مجددا لميرنا):- أعتذر مرة أخرى ، أنا أدعى أريج .. أريج ياسر منصور عبد الرحمان
ميرنا(رفعت حاجبيها بدهشة من الاسم):- وأنا ميرنا الراجي .. وأظنني سمعت بهذا اللقب سابقا أو ربما اسمكِ أنتِ بالخصوص في فترة ما لست أذكر
أريج(فتحت فمها بدهشة):- هذا غير معقول … هل أنتِ فعلا الصحفية ميرنا الراجي لقد كنت في إحدى صفوفكِ الخاصة بدعم الصحفيين المبتدئين بالجامعة .. حدث ذلك قبل سنتين تقريبا حيث أعطيتنا آخر محاضرة عن مقومات الصحفي الناجح
ميرنا(بتفكر):- ها ها .. تذكرت كنتِ الطالبة المتفوقة في صفكِ تلك السنة
لؤي(رفع شفته بعدم تصديق):- هذه متفوقة لا عجب أنها ضربة حظ
أريج(صغرت عينيها فيه):- لن أسمح لك أن تنغص علي فرحتي بهذا اللقاء الجميل ، بكل صدق أنا معجبة كبيرة بكِ وأحاول أن أقتدي بكِ في مسيرتكِ المهنية فهذا شرف عظيم لي
ميرنا(ربتت على كتفها بمودة):- وهذا يسرني أيضا
أريج(أخرجت هاتفها):- أ.. أنا هنا في جولة عمل سأعطيكِ رقمي الخاص ونتواصل بأرض الوطن ، أفكر بزيارتكِ بالجريدة سيكون ذلك ممتعا
ميرنا(أخرجت هاتفها أيضا):- يعني لا أعلم إن سمعتِ بالأخبار أم لا .. لكنني أجبرت على ترك عالم الصحافة والإعلام
لؤي(برقت عيناه برفض حين رمق الدموع ترقرقت بعيون أريج):- أرييييج …
أريج(ابتلعت ريقها):- هذه مزحة ، فأنتِ قدوتي في هذا المجال ولا يجب أن تنسحبي هكذا .. هل ستتزوجين أم ماذا يعني ما السبب الذي سيجعلكِ تتركين العمل الذي تحبينه .. يعني لو كان شخص ما أجبركِ على ذلك فهذا خطأ عليكِ أن تناضلي من أجل حلمكِ ولا تتنازلي عنه حتى لأجل رجل ..
لؤي(اقترب وجذب خصلة من شعرها):- حسِّني ألفاظكِ وإلا حرمتكِ من العمل بعد الزواج
أريج(رمقته بغضب):- حتى يكون هنالك زواج أصلا وأمرنا يا سيدي المبجل ..
ميرنا(تنهدت):- على العموم أتمنى أن تُمضي وقتا سعيدا مع هذا الشاب ، إذ يظهر لي مدى تعلقه بكِ فمنذ فترة وهو يحوم حولكِ متحججا بالفساتين التي يقلبها عشوائيا
لؤي(أغمض عينيه لما كشفته ميرنا):- هه لن أضيف حرفا
أريج(كتبت رقمها على هاتف ميرنا وأخذت رقم هذه الأخيرة):- أكيد سنتواصل
ميرنا(عانقتها بمودة):- لي الشرف ..
لؤي(سمع صوت هاتفه):- هممم الحكومة تفضلي
أريج(نظرت لاسم أبيها على الهاتف):- أكيد سيادة المستشار ياسر باشا لن يهدأ ، والمؤكد أن ناديا الحبيبة خلف هذا الاتصال يريدان أن يعرفا موقعي ، يا الله على طبعهم الذي لا يتغير حتى وهم هناك يلاحقانني أينما ذهبت
لؤي:- ربما لأنهما لا يثقان بكِ ، فأنتِ ما شاء الله مغناطيس جاذب للمشاكل
أريج:- أصمت أصمت فقط …
لؤي(توعدها بشر):- سنتفاهم على هذا لاحقا
ميرنا(بحسرة):- هنيئا لكِ بأب مثله ، فليس كل الآباء يفكرون بأبنائهم مثلكِ ..
ناريانا(خرجت):- ميرووو لقد انتهيت تعالي يا بنت ..
ميرنا:- علي أن أذهب الآن وداعا وتشرفت بمعرفتكما …
لؤي(أمسك يد أريج وابتسم لميرنا بوداع لطيف):- أينما ذهبتِ تفتعلين جلسة إذاعية
أريج:- ولووو كل الجلسات السابقة أمام جلستي مع صحفيتي الجميلة فهذااااا يعتبر سبق العمر كله
لؤي:- والله ؟؟؟ … طيب ردي على أبيكِ ولا تدعيه يفكر أنني أختطفكِ لا سمح الله
أريج(أشارت له):- إياك ثم إياك وأن تملي علي الأوامر مرة أخرى ، أنا حرة أجيب أو لا أجيب ذلك أبي وأنا ابنته
لؤي(صغر عينيه فيها وتقدم نحوها حتى دفعها لغرفة التبديل التي خرجت منها ودفع الباب خلفهما برجله حتى انغلقت):- والآن …. ماذا أفعل بكِ نظيرا لقلة الأدب هذه ؟
أريج(ابتلعت ريقها وهي ترتجف من اقترابه المهلك):- أبعد عضلاتك عني يا لؤي …
لؤي(نظر لخصلة من شعرها الأحمر الشبيه بجمرة النار ، وقد كانت تزعج وجهها إثر انتفاضة جسمها بعد دفعه لها):- أنتِ جمرتي
أريج(نظرت لتقاسيم وجهه القريبة من وجهها وشعرت أن كل قلاع مقاومتها تهدم الواحدة تلو الأخرى بقرب أنفاسه):- … ابتعد ولا تقترب إلى هذا الحد
لؤي(وضع يده بجانب رأسها ولامس خصلتها بهدوء):- أتخجلين من ضعفكِ أمامي ؟
أريج(تحركت حنجرتها وهي تشعر بالحرارة استقرت بوجنتيها):- لعلمك أنا في استطاعتي أن أصرخ وأتسبب لك بمصيبة
لؤي(نظر لسبابتها وأمسك يدها وجذبها إليه حتى اصطدمت بجسده):- أرييييجي …
أريج(أغمضت عينيها وهي تستنشق عطره القاتل فوجهها كان في عنقه تماما):- لؤي دعني
لؤي(اقترب بشفتيه من أذنها ونفخ بشكل حنون جعل القشعريرة تسري بجسدها):- لما تحرقينني هكذاااا ؟
أريج(استعادت رباطة جأشها بصعوبة ونطقت):- أنسيت … لقد وعدتك بأن أحطم كبرياءك وأطأ عليه بكعبي
لؤي(أردف بصوته الحنون):- لقد مرت سنتين مذ أن تعرفنا يا أريج ، أما آن الأوان لترفعي راية استسلامكِ لأنكِ لن تصلي معي لأي شيء
أريج(رفعت رأسها وهي تنظر للحيته الخشنة والتي تتوق للمسها لكن عنادها لا يسمح بذلك):- لا تكن واهما
لؤي(طوق خصرها بقبضته الحديدية وأبعد خصلتها بأنفه وهمس مجددا):- غروركِ ذاك ، سوف أدمره صدقيني
أريج(هنا لم تستطع التنفس ، هي ترغب بتقبيله ولو لمرة واحدة لكن قلبها لا يطاوعها في الاستسلام لهذاااااا الرجل الذي يستفزها بقربه ذاك):- الأيام بيننا ..
لؤي(أمسك يدها وانتفض ليخرجا):- دعينا نذهب
أريج:- والفساتيييين الأخرى ؟؟؟
لؤي:- دفعت ثمن الذي تلبسينه وقد ضاق نفسي سنعود مرة أخرى …
أريج(حاولت جذب يدها لكن من أين ستجذبها ويده كانت مقبضا محكم الإغلاق):- أنت تؤلمني
لؤي:- يفضل ذلك لتتنازلي قليلا
أريج(ضربته لكتفه ولوحت لميرنا):- مع السلامة أستاذتي …
ميرنا:- ههه مع السلامة يا أريج …
ناريانا(باستغراب):- من هذين الشابين ؟
ميرنا(ابتسمت بحب لطيفهما):- إنهما عاشقين ، ولكن ما زالا في بداية الطريق كلاهما أعند من الآخر هو يحاول فرض سلطته عليها وهي تقاومه بكل ما تملكه من طاقة .. وكلاهما منهار أمام الثاني لكنهما يكابدان بمشقة ستتعبهما في الأخير
ناريانا:- أيْ!!! لهذا لم تختصي في الصحافة عن عبث ، بدقيقتين قمتِ بتأليف قصة عنهما
ميرنا:- إنها صحفية أيضا لقد تخرجت مؤخرا
ناريانا:- اممم يا لها من صدفة …
نادر(دخل مزمجرا وهو يشبك يديه):- فعلا فعلا يا لهااااااااااااااااااا من صدفة !!!
ميرنا وناريانا(بهلع):- هئئئئ نادر يا حبيبي رحنا فيها !!!
نادر(كتف يديه وهو يتنفس بغضب):- سنتحاسب على هذا التصرف ، لكن ونحن بالفندق هيا تحركا أمامي لأرى
ميرنا(نظرت خلفه):- ألم يحضر معك وائل ؟
نادر(هز رأسه وهو يلتقط الأكياس):- لا
ميرنا:- طيب أين هو ، خذني إليه ؟؟؟
نادر:- مستحيل طبعا سنذهب للفندق
ميرنا(طأطأت رأسها بحزن):- يعني هو يرفض رؤيتي صحيح ؟
نادر:- هل أنا قلت هذا ؟
ميرنا:- لاء ..
نادر:- جيد لأنكِ تتوهمين فقط
ناريانا(صغرت عينيها فيه):- طيب لما أنت غاضب هكذا ، ما الذنب الذي ارتكبناه ؟
نادر(تقدم وهو يحاول تمالك أعصابه):- لا وتسأل الآنسة بعد … طيب إن كنتِ قد نسيتِ لأذكركِ أنكِ ملاحقة يا بعدي … وأنتِ يا ميرنا ما تصورت أنكِ ستوافقينها في الجنون ؟
ميرنا:- والله يعني .. أ كان تسوقا سريعا فقط
ناريانا(هزت رأسها بإيجاب):- أجل تماما كما تقول …
نادر:- تسوقا سريعا لمدة 3 ساعات ههه … إلى الفندق ولا حرف
أنزلتا رأسيهما بدلال ولحقتا به للسيارة التي ما إن استقرتا بها حتى انطلق بهما للفندق .. وهنا لم تستطع أيهما تمالك نفسها من الضحك على ملامحه الجدية الغاضبة ، قد كان شكلا آخر من التذمر ، فقد ظل يعيد ويزيد في التنبيهات والواجبات عليهما ومنعهما منعيا كليا من مبارحة باب الفندق تحت أي ظرف كان ..
نادر:- تناولا الطعام وإلى غرفكما سأذهب لأحضر وائل وأعود ، لو علمت أنكما خنتما وعدكما لي سوف أخرب عيشتكما هذه الليلة
ناريانا:- يااااي كم أنت مفزع يا هذا ، لما تتصرف بلؤم معنااااا هذا من أعطاك الحق ؟
ميرنا(نظرت للغضب المتأجج في عينيه):- يفضل أن تصمتي يا بنتي
نادر:- لن أرد عليكِ .. ميرنا لقد ذهبت
ناريانا:- إي مع السلامة الطريق التي تأخذ ولا ترد .. افف يا له من نكدي
ميرنا(مسحت خلف عنقها):- لنتناول وجبة الغذاء يا ناريانا ونصعد لنرتاح صدقا أشعر بالتعب ..
ناريانا(فرقعت إصبعها للنادل):- وأحلى غداء لأحلى ميرنا …. صدقا استمتعت ههه
نظرت ميرنا لها بابتسامة شاردة وأخذت تتحسر وجعا على موقف وائل معها ، طبيعي ما كان سيسامحها بسهولة وأخذها بالأحضان وما يفعله الآن أقل من ردة فعل طبيعية .. تأففت وهي تشعر بأنها بحاجة لقسط من النوم فهذا الشيء الوحيد الذي سيجعلها تفكر بطريقة سليمة .. لكن هذا سيتم بعد أن ترحمها ناريانا من مقالة الموضة والأزياء التي لن تفرغ منها ذلك اليوم بطوله على الأغلب …
في تلك الأثناء و في بيت الراجي
كانت طاولة الأكل جاهزة نوعا ما بكل ما لذ وطاب ، فأكيد كانوا سيضاعفون الأطباق الشهية خصوصا بوجودها الغريب معهم ، والذي لم يجدوا له تفسيرا منطقيا منذ وصولها …
عفاف:- قالت أنها نسيت قبعة شادي وأتت لأخذها
إخلاص:- هه قبعة شادي … وهل صدقتم ؟
دعاء:ّ- هي ليس لها مصلحة في كذبة صغيرة كهذه ، إلا إذا وجدتها سببا لتخفي خلفه مغزى زيارتها الأساسي
عفاف:- أنتِ تتكلمين صح ؟
مديحة(بتفكير):- ولكن منذ وصولها وهي بغرفة عواطف ، لا سمعنا صرخة ولا خصاما إنهما هادئتين على غير العادة ..
إخلاص(وضعت يدها على فكها):- وهذا هو المحير في الأمر
مديحة:- لالا أقطع لساني إن لم يكن في الموضوع إنَّ وبنات عمها أيضا
إخلاص:- أين ذهبت أخواتها ؟
دعاء:- ههه إنهن تقطن بعلية بيتنا يعني من كثرة المآسي التي تنورنا هذه الأيام
مديحة(ربتت على كتفها):- هذه ابنتي التي تفهمني .. والآن ما رأيكن باقتحام سريع ؟
عفاف:- أنا لن أشجع يا خالتي وسأصب الحساء قبل أن يبرد … دعيني أساعدكِ خالة نجية
نجية(كانت تحرك الحساء على النار):- لا يا روحي لقد انتهيت
مديحة:- هممم ما بكن مترددات أنا سأقتحم لأناديهن فقط ما رأيكن ؟
إخلاص:- أجل أمي أنا أشجعكِ هيا هيا
دعاء:- والله لن يودي بها أحد للهلاك غيركِ .. أنا من رأي عفوفة …
مديحة(مالت بشفتيها ممتعضة):- خربت … جدتكم خرجت من غرفتها يعني لا مجال
نبيلة:- على ماذا تجتمعون هناك ؟
مديحة(هرولت إليها):- لا على ماذا يعني .. فقط نتساءل حول حديث سمر وأمها
نبيلة(عقدت حاجبيها):- أما تزالان بالغرفة ؟
مديحة(برقت عيناها):- سأناديهما …
نبيلة(اعترضت طريقها بالعصا):- قفي مكانكِ سأدخل أنا …
مديحة:- أوووه دائما ما تحرميننا من التدخل السريع ، طيب طيب لم نقل شيئا يا إلهي على تلك النظرة التي تجعل ركبي تسلم على بعضهما من شدة الخوف
إخلاص:- هههه حتى بعد هذا العمر ؟
مديحة(عادت إليهم):- هههه حتى لو ظفرت شيب أحفادي سوف تبقى نظرتها مرعبة لي
دعاء:- هههه يا ويلي تعالي لنجلس ماما سيأتون بعد قليل … هيا تعالي …
نبيلة(فتحت الباب وانضمت إليهما):- الغذاء جاهز
ميرا(أمسكت شادي الذي نام في حضن عواطف):- سأضعه بكرسيه الخاص ليرتاح فيه
عواطف(ابتسمت):- افعلي .. ولكن على مهل
ميرا:- هه تعلمت التعامل معه يا عواطف لا تقلقي
نبيلة:- عواطف ؟؟ … اممم أرى ابتسامتكِ تشرق في الشارع كله ،
عواطف(نهضت):- ربما لأن ابنتي هنا ؟
ميرا(ابتلعت ريقها):- لم أفعل شيئا أخبرتكم جئت لأجل قبعة شادي … وسأرحل
نبيلة(عقدت حاجبيها ووضعت يدها على جبين سمر التي وقفت بجانبها لتضع الصغير):- بعض التعب ينزاح عنا حين نجد الأمان لقلوبنا ، ابقي لتناول الغذاء
عواطف:- أكيد ستبقى .. خالتكِ وبنات عمكِ قاموا بإعداد الأصناف التي تحبين ..
ميرا(شعرت بالجوع يعتصرها):- يعني سأتناول القليل فقط .. وسأبقى ريثما يستيقظ
نبيلة(قبلت جبين شادي وخرجت):- إذن مكانكِ بانتظارك
عواطف(اقتربت بعد خروج نبيلة):- سمر .. ما تحدثنا بخصوصه فليبق بيننا تمام ؟
ميرا:- أكيد سيبقى بيننا لكن .. إلى متى سنخفيه أكيد سيعلمون عاجلا أم آجلا ؟
عواطف:- أساسا أخطأت سهوا بالحديث معكِ ما كان يجب أن تعرفي
ميرا(عقدت حواجبها):- رغم أنه لا يهمني طالما يخص ابنتكِ ميرنا ، لكن لا تقلقي لن أتكلم
عواطف:- تلك أختكِ وهي تعيش فترة صعبة هذه الأيام ، ألن تغفري ؟؟؟
ميرا(غطت شادي بحنان):- وهل كنت غفرت لكِ كي أغفر لها وللجميع ؟
عواطفّ(تنهدت بتعب):- لنخرج قبل أن نخلق خصومة جديدة من لا شيء
ميرا(شعرت وكأنها بالغت):- تمام .. اعتبريني لم أقل شيئا أمي يعني لا تبكي مجددا
عواطف(توقفت قبل خروجها ونظرت إليها):- سأحاول ..
ميرا(عضت شفتها ونظرت لشادي):= بكاؤكِ يذكرني بذلك الزمن الأسود ، لذلك لا تسمحي لشيء بأن يكسركِ .. كوني أقوى من الظروف فأكيد كل شيء سيكون على ما يرام
عواطف(فهمت نوعيا مغزى كلامها ولم تشأ كسر اللحظة):- خففي الإنارة ودعيه ينام
انضموا إليهم وجلسوا على طاولة الغذاء بعد أن التحق الجميع تقريبا بدون استثناء، حتى نور كانت آخر من يصل إلى البيت
نور:- أففف لا أعلم هل مكتوب أمام بيتنا مكان لصف السيارات ، ما هذا لم أجد أين أضع سيارتي قريبا وسأتركها قرب محلنا
مديحة:- ههه تلك سيارة أختكِ سمر
نور(رأتها جالسة وهي تلوح لها):- عرفت عرفت لكن مهلا ميرا ببيتنا يا مرحبا يا مرحبا ، هل سيسقط نيزك على كوكب الأرض قريبا ، أخبرينا لنتسامح يا بنت ؟
ميرا:- هممم لا تبالغي يا ثرثارة جئت لكي …
الجميع(في آن الوقت):- تأخذ قبعة ابنها شاااااااااااااااااااااادي يييييييييييييي ….
ضحكوا جميعا تلك اللحظة من عفويتهم ومن إنكار ميرا المكشوف ، والتي برقت عيناها بضحك لم تستطع كبته وهنا انضمت لهم نور وأخذت تعيد وتزيد وتطالب بمعرفة تفاصيل هذه القبعة العجيبة ، والتي استخدمتها ميرا كسبب لتغطية غاية زيارتها الأساسية …صدقا كانت لحظات فارقة جعلت ميرا تستشعر دفء أسرتها التي افتقدتها كثيرا كثيرا ….
بعد إتمام الطعام اتفقت نور على أن تأخذها للمشفى لأجل رؤية حكيم بينما يبقى شادي مع أهل البيت .. وطبعا زيارة كهذه ما كانت ستفلتها نبيلة هذه المرة وعلى أساس ذلك انطلقوا ليقضوا تلك الساعة رفقته لأجل ميرا التي لم تره حتى الآن ونبيلة كذلك ..
في المشفى
رامز:- أي والله لا أرغب بالبقاء لحظة هنا ، ضاق نفسي وأنا نائم على ذلك السرير لا ونيس ولا رقيب يشاركني وحدتي
إياد:- والله إنك نذل حقير تنكر مواقف الصداقة ، لقد تركتك لمدة ساعة واحدة وأثناءها جاءت ماريا صح ؟
ماريا:- أجل وأنا أخذت بقية اليوم أجازة فقط لكي أرافقك
رامز(بتذمر هز كتفه):- أريد الذهاب لبيتي مللت …
إياد:- استلمي عني يا ماريا لأنني لو بقيت سأؤلمه في الكتف الأخرى ….
رامز:- أرأيتِ أرأيتِ اشهدي عليه إنه يهددني مع سبق الإصرار والترصد وهذه جناية في حق محقق كفؤ مثلي ، أصيب إثر احتدام ف…
إياد(شبك يديه وانحنى بلطف):- أقبل يديك لا تعد قصة إنقاذك لحكيم الراجي ، قسما بالله لو سألت ناطور الشارع المقابل للمستشفى سيروي لي تفاصيل هذه الحكاية
ماريا(أمسكت ضحكتها بصعوبة):- هه هه يا إلهي
إياد(غمز له وانسحب):- هربت أنا ههههه …
رامز(صغر عينيه فيها):- وأنتِ يا آنسة تتواطئين مع جبهة العدو أليس كذلك ؟
ماريا(نهضت لتقرأ تقريره):- لا تستلمني الآن ، دعني أطمئن على صحتك اليوم على الأغلب ستخرج هذا المساء
رامز:- ياااااه الحمدلله والله عددت كل تلك النقط السوداء المنتشرة بثوب الستارة
ماريا:- هل أنت هكذا هزلي حتى في أوقات الجد ؟
رامز(تألم بدعابة):- آه آه كتفي الوسادة ..
ماريا(هرعت لتضبطها خلفه جيدا):- أهكذا أفضل ؟
رامز(سبل لها بعيونه):- أفضل ونص
ماريا(ضربته لجبهته):- ألعبااااان .. همم أخبرني من تلك الممرضة التي حاولت قتل حكيم هل عرفتم من دفعها للقيام بذلك ؟
رامز:- اتصلت قبل قليل وأخبروني أنها في الحجز الانفرادي ، لقد افتعلت مشكلة وحاولت قتل نفسها بعد التحقيق
ماريا:- يا إلهي الأمر خطير إذن ، طيب ألم يتوصلوا للدافع ؟
رامز:- الأشخاص من ذلك النوع لا يعترفون بالمحرضين حتى لو سجنوا العمر كله ، لذلك من البداية لم أتحمس بشأنها
ماريا:- مؤسف ألا تأخذ العدالة مجراها ، هكذا سيعبث المجرمون أكثر وستصبح الحياة مرعبة فما حصل مع حكيم قد يتكرر .. وحتى ما حصل للفتاة المغتصبة قد يتكرر أيضا
رامز:- لقد تحدثتِ الفتاة ولكن المواصفات التي ذكرتها ، لحد الآن لم تطابق أحدا
ماريا:- ولكن البحث جار صحيح ، سوف تعثرون على أولئك المجرمين ؟
رامز(لاحظ احمرار وجهها وتشنج أعصابها):- طبعا نحن نبذل قصارى جهدنا ، وحقها لن يضيع هباء منثورا حتى لو كانت آخر قضية في حياتي … فقط لأنهض من هذه الوعكة وسأحاول البحث في ملفها لبدء التحقيق
ماريا(بامتنان):- سأكون جد فخورة بك رامز ..
رامز:- بنت … أنا دوما أهل للفخر ألا يكفي أنني أنقذت الرجل الذي فجر إطار سيارتي هاه ؟
ماريا(حولت عينيها):- يا ويل أمي أنا …. نفس القصة مجددا ^^ ….
ظلت تخفف عنه من وطأة الملل التي يشعر بها السيد رامز ، وعلى الأغلب قد ضاعف جرعة الدلال لأنها تهتم به وتلبي كل ما يطلبه ، حتى أنا ولجت لأجله لإحدى روابط القصص القصيرة وبدأت بسرد قصة بوليسية كلها إثارة جعلته في كل مقطع يستذكر بطولاته وكأنه البطل وليس صاحب القصة ههه … هنا كانت نور قد وصلت بميرا ونبيلة للمشفى وهجموا على غرفته دون أن يتركوا له مجالا للاشتياق حتى …
حكيم:- يا إلهي دعوني أشتاق لكم على الأقل ..
نبيلة:- ولد .. أتعترض على زيارة أهلك لك فعلا إنك لمدلل طائش لا تستحي
نور(عضت شفتها):- أواه لقد أخذت بهدلة من جدتك نبيلة ، تستحق
حكيم:- ههه كنت أمزح فعلا سعيد برؤيتكم .. سمري لما أنتِ بعيدة هناك تقدمي ؟
ميرا(بحسرة):- لا أحب جو المستشفيات لكن لأجلك أتيت
حكيم:- وأين الرشواني الصغير ؟
ميرا:- تركته لأمي ..أقصد معهم في البيت
حكيم(برقت عيناه وهو يبادل نور نظرة نابضة بالحب):- اممم ولكنني أتساءل هل كنتِ هناك اليوم ؟
نبيلة:- حتى أنها تناولت معنا طعام الغذاء
ميرا(بحرج):- أ… لقد ذهبت لكي آخذ قبعة شادي نسيتها يوم الحفل وشعرت بالجوع ، فبما أن الأكل كان جاهزا قلت يلا لأشاركهم بضع لقيمات
نور:- هههه بضع لقيمات لقد أنهت كل الأطباق وحياتك يا حكيم …
حكيم:- هههه تستاهل حبيبتي سمر ، حقا فرحت برؤيتكِ يا ابنة عمي الغالية
ميرا(تقدمت ومسحت على وجهه):- تسلم يا روحي …
حكيم(نظر لهاتفه الذي رن والتقطته نور في لمح البصر):- أعطني الهاتف
نور:- أنت مريض وهذا الجهاز سيفسد مرحلة علاجك
حكيم:- هل أصبحتِ طبيبة من دون علمنا ، هاتِ ربما كان اتصالا مهما
نور(رمقت الرقم):- من رفيقك هذا الذي يتصل بك ؟؟؟؟
حكيم(تشنجت حركته ومد يده):- لا شأن لكِ ، أعطني نوووور
نبيلة:=- أوووه نور أعطي للولد هاتفه وكفاكِ رعونة عيب على عمرك
نور:- وما به عمري جدتي ما به هااااه ، أنا قطعة نيرة وألف واحد يتمناني
ميرا:- صدقا لم يحصل لي الشرف لألتقي ب999 ضحية
نور(بشراسة):- سنتحاسب ميرااااا صدقيني …
حكيم(أجاب بهدوء):- ما سر هذا الاتصال ؟
جوزيت(رمشت بعينيها):- أنا أشاهدكم وأردت مكالمة جدتي نبيلة …
حكيم:- وهذا الهاتف ماذا يفعل بحوزتكِ يا ترى ؟
جوزيت:- لأن صاحبه نائم ، هيا أعطها الهاتف الآن
حكيم(أمري لله):- جدتي الاتصال لكِ ..
نبيلة(أشارت لنور برأسها لتحضره لها):- ومن المتصل ؟
جوزيت(ابتسمت):- إنها أنا …
نبيلة(اهتزت حدقتيها بابتسامة غريبة):- وما غايتكِ ؟
جوزيت:- غدا سآتي للبيت ليلا ، يعني لن يراني الأهل لذلك أحببت محادثتكِ بشأن خاص لو سمحتِ يعني
نبيلة:- طبعا يا بنت ، هل تطلبين إذن جدتكِ لمحادثتها لكن … كيف ستأتين دون أن يلحظكِ أحد هل أنتِ متورطة بشيء سيء ؟
جوزيت:- لا أرغب بأن أزرع القلق في خلدكِ جدتي ، ولكن ما يحدث مع ميرنا هو نفسه يحدث معي ولذلك أنا مطاردة ولأجل التخلص من ذلك ليس هنالك أي طريقة سوى الدخول خلسة لبيتكم
نبيلة(بتوجس وخوف):- يا بنتي تعالي وابقي معنا وأؤكد لكِ لا أحد سيتخطاني ليقترب منكِ
جوزيت:- آه لو كان الأمر سهلا هكذا لكنا جميعا بخير .. عموما لا تنشغلي بي فحين أراكِ سأخبركِ بشيء مهم ربما سيسعدكِ قليلا
نبيلة:- طيب .. سأنتظركِ ..
حكيم(أمسك الهاتف من جدته):- ماذا يجري ؟
جوزيت:- موضوع بيني وبين جدتي ، أنت عليك أن تتعافى وتسترد صحتك ولكل حادث حديث ماشي يا ابن العم ؟
حكيم:- ههه ماشي يا كارثة ..
نور:- امممم هل ستخبراننا من المتصلة أم ماذااااا ؟
ميرا:- واضحة إنها تلك الفتاة
نبيلة:- وكيف عرفتِ ؟
ميرا:- هه طبيعي أن أعرف فلو كانت ميرنا لكان القلق قد بدا عليكِ أكثر لأنها ضعيفة ، لكن بما أن جوزيت المتصلة فقد بدت عليكِ ملامح الارتياح فهي قوية عكس حفيدتكِ المدللة
نور:- أنتِ هنا تهينين ميرنا
حكيم:- تماما لذلك اسحبي كلامك سمر
ميرا:- هه وعلى ماذا أسحبه أصلا سخرت منا بسبب هذه البنت ، وأنا كشفتها مذ أول وهلة فعناقها لي وتعاطفها كانا غريبين جدا علي لأن أختي المدللة ما كانت ستتنازل وتتعاطف معي
نبيلة:- نحن لن نخلص من صراعكما صح ؟
ميرا(أمسكت حقيبتها):-ولا أريده أصلا أن ينتهي .. باي حكيم
نور:- بنت توقفي سأعيدكِ للبيت ، ميراااا ميرا اففف حكيم نراك لاحقا هيا جدتي
نبيلة:- لا تشغل بالك بنا عزيزي ، فهذه ابنة عمك ولن تتغير
حكيم:- أنا الذي أعرف …
بحسرة طالعهما وهما تلحقان بميرا التي خطت الأرض بعصبية لأنها تشعر بالخذلان ، الخذلان الذي جاء جراء اكتشاف مسألة تقمص جوزيت لشخصية ميرنا ،.. ففي اليوم الذي حاول فيه ذلك النذل الاعتداء عليها حضنتها جوزيت وقامت بمواساتها وهذا كان مخالفا لطبع ميرنا ، وجعل قلبها ينتفض بحنين للأيام الخوالي … وهذا الشعور عينه الذي كرهته وكأنها خدعت بسبب طيبة قلبها الذي ضعف وقتها بشكل جعلها تراجع أفكارها ، لربما فتحت صفحة جديدة مع أختها طالما هي تبدي هذا التعامل ، .. لكن بعد أن اكتشفت أن تلك ما هي إلا جوزيت كرهت مشاعرها الخائنة وودت لو أنها لم تلتقي بها أصلا ، لما زرعت في عقلها هذا التشوش تجاه ميرنا …. وهذا ما لم يفهمه البقية واعتقدوا أنها مثل كل مرة حانقة على أختها …

في العرين
تسحبت بهدوء كالفأرة لتعيد الهاتف لجانب منضدة السرير ، فقد كانت تتسلى بمراقبة حكيم من بعيد على الأقل تجد ما تفعله طالما سبعها نائم في ملكوت الله … مدت يدها ووضعته ببطء وهي تنظر لملامح ميار الطفولية وهو نائم ، عضعضت طرف شفتها ومسحت على شعره بلطف طفيف دغدغ قلبها بأجمل المشاعر لحين انكمشت على مرفقها كماشة بقبضة حديد جعلتها تتألم …
جوزيت:- أي أنت تؤلمني
ميار:- كم من مرة أخبرتكِ ألا تدخلي لغرفتي وأنا نائم ؟؟؟؟؟
جوزيت(جلست أرضا على ركبتيها وهو يمسك يدها بقوة):- ولا مرة أخبرتني هذه الأولى
ميار(ضاعف قبضته):- هل أنتِ متأكدة ؟
جوزيت:- اهئ فقط حرر يدي ولن أعيدها
ميار(تركها واستدار للجانب الآخر):- جوزيت … لدي سؤال يشغل بالي أود معرفة جوابه
جوزيت:- أنا أحبك
ميار(نظر إليها بتأفف واستدار):- الرحمة يا ربي … أجيبيني وبدون فلسفة لما كنتِ تزورين بيت العم نجمي ، علما أنه كان من الممكن أن أكشفكِ ..؟
جوزيت(كانت تدلك يدها لكن سؤاله فاجأها):- ولما خطر ع بالك هذا السؤال الآن ؟
ميار(عقد حاجبيه دون أن يلتفت):- مجرد فضول
جوزيت(سحبت قدميها وجلست على طرف السرير معاكسة له):- كنت أتوق لرؤيتك صدفة ، تمنيت لو أراك هناك وتكشفني لأرتاح من عذاب الضمير ، لكن ما كنت أجد سوى أطياف الخيبة تنتظرني
ميار:- هل عرفتِ أن أبي مات مقتولا من المافيا ؟
جوزيت(رمشت بعينيها):- عمي عامر تمرد في الأخير لذلك تم الاتفاق بين العشيرة السوداء ، وأشاروا بتصفيته
ميار:- عرفت من غضنفر الكلب أنه لم يمت في الفترة التي توفيت فيها أنتِ ، بل كانت لعبة لكي ينفذ من براثن العشيرة وباتفاق مع غضنفر الذي باعه لهم في أول فرصة
جوزيت:- كانت نهايته مأساوية ، وذلك جزاء كل من يعلن العصيان
ميار(أغمض عينيه):- لقد أذانا كثيرا ولسنوااات ، خصوصا أمي
جوزيت(ابتلعت ريقها ومسحت على كتفه):- أتشتاق لها ؟
ميار(هز كتفه متشنجا من الذكرى):- يعني .. أحيانا
جوزيت(أطلت عليه بوجهها وهي تتفحص ملامحه):- لا بأس لو قلت أنك مشتاق لها
ميار(نظر إليها):- وإن يكن .. هل ذلك سيعيدها لي ؟
جوزيت(تألمت لأجله ورمت خفيها جانبا وصعدت فوقه لتمر للجهة الأخرى):- الآن اسمعني
ميار(مندهش منها):- قبل أن أسمعكِ ما مرور الشاحنات الذي أقدمتِ عليه سيادتك ؟
جوزيت(دخلت بالفراش ووضعت يدها تحت رأسها):- ميار … بصراحة
ميار(قاطعها وهو ينظر للسقف):- ها هي ذي ستذكر موشحات غرامها آه يا ربي آه
جوزيت(ضربته لصدره واتكأت مرة أخرى):- لدي كلام خطير سأخبرك به ..
ميار(هنا التفت إليها بحيرة):- انطقي يا جوزيت ، ماذا تخفين عني ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):- في الحقيقة هو مجرد شك مرفق بحدس ، لست متأكدة من صحة ما توصلت إليه ولكن إن أخبرتك هل ستشير علي ؟
ميار(رفع حاجبه ووضع يديه خلف رأسه):- ربما سيحدث ذلك لو تفرغين حمولتكِ جوزي
جوزيت(نظرت إليه مليا وبعد صمت):- عندما خطفني غضنفر من البلدة آخر مرة حين كشفني رجالك ، يومها أخبرني بقصة موت والديَّ وقصة آل الراجي وآل نجيب وآل رشوان أيضا وما المصائب التي عايشوها لحظتها ، وقد أخبرك حكيم بكل هذا نيابة عني صحيح ؟؟
ميار:- هو كذلك
جوزيت:- غضنفر أنهى القصة في مقبرة الراجي ولحظة توديع هبة لجدتنا نبيلة هناك ، يعني قبل أن تهرب من سليم وتلجأ لعامر
ميار:- أهاااه وبعد ؟
جوزيت:- هو أوقف القصة هناك ولم يتطرق لوفاة هبة أو لما لحق ذلك ، وهنا جدتي نبيلة كانت قد أعطت وشاحا من صنع يديها لهبة وجعلتها ترتديه يوم صارحتها بأنها ستهرب ..
ميار(رمش بعينيه):- يعني ؟
جوزيت(امتصت شفتيها):- ذلك الوشاح تصورت به هبة آخر مرة في قصر أبيها وهي في الإسطبل خاصتهم ، وكان ذلك في مساء اليوم الذي ستهرب فيه من هناك
ميار(استدار بجدعه إليها):- تابعي
جوزيت(مطت شفتيها وهي تنظر لعضلاته القريبة ومدت يدها تلاعب حافة قميصه):- الآن تلك الصورة ، احزر أين رأيتها ؟
ميار(نظر ليدها ولم يبالي):- عند جدتنا نبيلة طبعا ..
جوزيت:- تماما …
ميار(وضع يده على يدها حين تمادت في تحسسها الوقح):- أبقي يدكِ الوقحة بعيدة عني يا جوزيت ….. الآن هذه القصة الغريبة لا أدري إلى أين ترغبين بالوصول فيها ، وشاح وقامت نبيلة بإهدائه لهبة أين المعضلة ؟
جوزيت(بتذمر من سحبه ليدها):- أتعلم أن هبة هي ابنة نبيلة ؟
ميار(انتفض بعدم تصديق):- ماذاااااااااا ؟؟؟؟؟
جوزيت:- أخبرتني نبيلة بنفسها بهذا ، ويوم وفاتها جاء ضرغام إلى بيت الراجي وطلب منها مرافقته للجنازة ولبَّت لأنها كانت تحب هبة مثل ابنتها .. المهم لمَّا وصلت إلى هناك استغرب الجميع حضور راجية لجنازة آل رشوان فالخلافات بينهم كانت على أوجها لحظتها خصوصا بعد فضيحة هروب هبة مع عامر نجيب .. في المقبرة وبعد الجنازة ظلت نبيلة وضرغام ماثلين أمام قبرها وقتها أخبرها أن تلك الفتاة كانت ابنتها وأعطاها آخر صورة التقطت لها ..
ميار(صغر عينيه وهو يستقيم ليجلس محله):-واووو ولا أحجية الأولين … الآن عاشت جدتي نبيلة طول عمرها محرومة منها ولم يخبرها بأنها أمها إلا بعد أن ماتت.. ما هذا التسلط ما هذا الشر فيه ولأجل ماذا ؟
جوزيت:- لم يخبر لا الأم ولا البنت .. يعني استفرد بها لكي لا تطالبه بها إن عرفت أنها ابنتها فقد أخبروها لمَّا هجرته بأن الطفلة أصيبت بالحمى وتوفيت … ولكن ما لم يعرفه ضرغام أن نبيلة يستحيل أن يخيل عليها أمر كهذا فقد كانت تراقب هبة من بعيد ، وكانت تملك حدسا قويا بداخلها يجعلها تتيقن يوما بعد يوم أنها فلذة كبدها ، ولكن لم تستطع أن تتخطى مرحلة الإحساس خوفا من أن تصدم من الحقيقة لو اتضح أنها ابنة زوجته … يعني عاشت على أمل واهٍ تيقنت منه يوم وفاة هبة
ميار:- أهاه فهمت… أكملي ….
جوزيت:- فيما بعد وبعد هذا الاعتراف نبيلة كرهت ضرغام أكثر ، وهددته لو اقترب من سليم أو قام بأذيته سوف تقتله دون أن يرف لها جفن … طبعا ضرغام لم يكن سيخشاها لكنه وجد حبه الذي يحمله لأجلها يجعله يطيعها دون قواعد ، واستجاب لرغبتها تلك
ميار:- أبي كان دوما يتذمر لأن القانون لم يأخذ مجراه في حق جريمة سليم ، وهنا يتضح لنا من كانت تقف خلف الأمر …
جوزيت:- ضرغام اعتبره تعويضا بسيطا يمكنه تقديمه لنبيلة بعد ما فعله بها وبابنتها هبة
ميار:- الآن من هذا كله … ما غايتكِ من هذه القصة ؟
جوزيت(أمسكت يده وحضنتها):- الآن ، ذلك الوشاح الذي أعطته لهبة والذي صدف وتصورت به … رأيته مؤخرا .. مؤخرا جدا
ميار(عقد حاجبيه):- رأيته ؟؟؟ ما ربما كان وشاحا آخر يعني ليس بالضرورة أن يكون خاصة هبة يا جوزيت
جوزيت:- بلى هو خاصتها ، لأنه صنع باليد ويستحيل أن يكون له شبيه
ميار(هنا جذبها إليه وهو يفكر):- هه جوزيت … أنتِ تعلمين ما الذي تتفوهين به صح ؟
جوزيت(هزت رأسها):- أهاه لو لم يشغلني الموضوع ويثير انتباهي لما أخبرتك
ميار:- أين رأيتِ الوشاح ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):- في قصر غضنفر …
ميار:- اففف يا لكِ من حمقاء أكيد هو يحتفظ به من ذكريات المرحومة يعني …
جوزيت(هزت حاجبيها بنفي):- لقد وجدته في غرفة تخص سيدة تعيش معه يا ميار ، حسب ثيابها الأنيقة يتضح أن عمرها بمنتصف الخمسينات أو ما يقارب … وحين سألته عمن تعيش هناك انزعج وطردني من الغرفة دون أن يعطيني معلومة واحدة
ميارّّ(مرر لسانه بين شفتيه):- جوزيت … لو افترضنا أن هذا الافتراض صحيح ، ربما نكون مخطئين وتكون هنالك امرأة أخرى تعيش بذات الغرفة وتستعمل ذات الوشاح الذي احتفظ به غضنفر ذكرى من هبة … هذا الجواب المنطقي
جوزيت:- أنا غير مقتنعة … غضنفر كاذب ومخادع لقد تلاعب بموتي وتلاعب بموت عامر وتلاعب بالكثير من المصائر البشرية في حياتنا يا ميار ، هل سيصعب عليه أن يتلاعب بحياة هبة خصوصا أنه كان يعشقها
ميار:- ماذا ماذااااااااا يعشقها ؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت:- أجل كان يحبها وكان مستعدا لفعل أي شيء لأجلها ، هو الذي أنقذني وأحضرني لعامر وذلك بناء على طلبها الشخصي ، وهو الذي هرَّبها وأحضرها لعامر وأيضا لأجل حمايتها ، يعني كل هذا وتظنن أنه غير قادر على تزييف موتها أمام سليم ؟؟؟؟؟؟
ميار(عقد حاجبيه وتأوه وهو يمسح بيديه على شعره):- أرهقتني بكمية المعلومات هذه وانسد مجرى التفكير بعقلي … إنكِ تشيرين إلى أن احتمالية بقاء هبة على قيد الحياة واردة جدا وهذا ما سيفتح ألف سؤال وسؤال
جوزيت:- علينا أن نعرف من المرأة التي يكفلها غضنفر ، ويخفيها بقصره من عيون الجميع
ميار:- افف … وكيف سنعرف يا فهمانة ؟
جوزيت:- من رشيد أليست رقبته في أيدينا ، سنطلب منه أن يخبرنا عن هويتها ولو اتضح أنها هي هبة عينها فهذا يعني أن أم إياد ما تزال على قيد الحياة … أتستوعب ذلك يا ميار يعني تخيل فرحته ؟؟؟؟
ميار(كمش عينه فيها ونهض من السرير):- لست مقتنعا ومن بعد فاصل الممرضة ما عدت أثق بترهاتك ، أخبرتك بأنه قد أثرت فيكِ كثرة مشاهدة المسلسلات
جوزيت(بتذمر):- أنظر إلي جيدا ، لو كشفنا هذا السر سوف نعيد أما لابنها الذي حرم منها ، وسنعيد بنتا لكنف أم اكتوت بنار فقدها … وأختا لخالاتنا عواطف ومديحة و
ميار:- توقفي … هبة رشوان هي المرأة التي دمرت حياة أمي ، ولن أكون أنا من يُسر لإعادتها هذا لو افترضنا أن ادعاءنا صحيح .. والآن ستقفلين الموضوع عند هذا الحد وإن تفوهت به أمام أحد لن تلومي إلا نفسكِ ..
جوزيت:- كنت سأخبر جدتي نبيلة يوم غد
ميار(سحب نفسا عميقا وتوجه للحمام):- أخبريها وسيكون آخر يوم لكِ معي …
جوزيت(وقفت على السرير وهي تقفز وتصرخ):- أنت أناااااااااااني جاحد ، انس قليلا مأساة الماضي هذا إيااااااد إيااااااااد الذي لم يعرف أمه قط ، ألا تحس به ألا تحس بأخيييييك ؟
ميار(أغلق الباب خلفه واتكأ على الحوض وهو يغالب شعوره بالحزن):- أصمتي جوزيت كفى كفى أغلقي الموضوع
جوزيت(انتفضت وسقطت على السرير):- أنت جشع ..أنت هئئ مياااار مياااااااار آه
تدحرجت بألم وهي ممسكة بصدرها لحين وقعت على الأرض مغمى عليها ، خرج بعد برهة وهو يمسح على وجهه بعصبية من بعد الأفكار التي زرعتها في عقله
ميار:- تعشقين رؤيتي كالأبله معكِ ، أخطط وأفكر وأدقق في ما يجوز وما لا يجوز… ثم من آخره موضوع هبة رشوان سواء كانت حية أو ميتة لا يعني لي أي شيء ، فلا تذكريه مرة أخرى سمعتني جوزيت … جو ….جووووووووووووووووزييييي يييت …
رمى الفوطة بدون شعور وركض إليها وحملها بخفة بين يديه ووضعها على السرير ، وتحت لهفته وخوفه وعينيه القلقتين كان يحاول إيقاظها بأكثر الوسائل التي يعلم بأنها مفيدة في هذه المواقف ، حاول وحاول وقلبه يرتعش برعب من أن يصيبها سوء
ميار(كان يمسح على شعرها ووجهها بلهفة وخوف):- جوزيت جوزيت استيقظي ما الذي حصل لكِ ، جوووووزيت يا إلهي يا إلهي …. جوزيت حبيبتي انهضي
جوزيت(رمشت بعينيها وهي تضحك):- هل قلت حبيبتي ؟
ميار(فتح فمه وهو على ذات هيأة الرجل الخائف على حبيبته):- هل كنتِ تمزحين ؟
جوزيت(وضعت يدها خلف عنقه وجذبته إليها):- كنت أجس نبضك فقط ههه
ميار(أبعد يديها ونهض غاضبا):- أتمزحين في موضوع كهذاااااا ، كيف تفعلين ذلك بي ؟؟
جوزيت(نهضت ولحقته بتثاقل):- لم أشأ أن أغضبك ميار ، فقط أردت أن أرى ردة فعلك
ميار(وقف عند شرفته وهو يضع يدا على جنبه وبيده الأخرى كان يمسح على وجهه وهو يتقبل مزاحها الثقيل):- ….لارد
جوزيت(رمشت وهي تقترب منه):- مياري … والله كانت
ميار(بانزعاج أشار لها):- يفضل أن تتركيني وحدي لأنني على آخري
جوزيت(لم تستمع له واقتربت وهي تضع يدها على ذراعه):- آسفة
ميار(انتفض هادرا فيها):- يكفي ألا تشعرين بي … لقد لقد ظننت أن مكروها أصابكِ ، وكدت أجن … لو كان هذا بالنسبة لكِ لهو ولعب هو بالنسبة لي شيء عظيييييم لن أغفره لكِ جوزيت
جوزيت(دمعت عيناها وهي تنظر للأرض):- لم أقصد أن أخيفك
ميار(نظر لعينيها وشعر بالبؤس وهو يتمالك أعصابهّ):- لا تعيديها إياكِ وأن تعيديها ، امزحي في أي شيء إلا هذا مفهوووووووم ؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت(ارتعشت من صرخته وانسحبت مطأطئة رأسها):- حاضر
ميار(زفر بعمق وهو يلعن روحه):- ت… طيب لا تنزعجي هكذا لأنه ليس حلوا أن تراكِ إيزابيل وجمانة على هذه الشاكلة
جوزيت(التفتت إليه بتعب ارتسم على تقاسيم وجهها):- لم أفهم ؟
ميار:- لن نعود للبيت الجبلي سنبقى هنا ، يعني على الأقل ضمننا بعد الهدنة مع غضنفر بواسطة رشيد لنرى ما الذي سيفعله .. لذلك طلبت حضورهما لكي تدبرا أمور العرين عنكِ ..
جوزيت(تنهدت وفتحت باب الغرفة):- أمر جيد
ميار(لاحقها بعينيه وهي تغادر):- الآن ما بها هذه ثم من عليه أن يغضب أنا أم هي ، هفف أكيد ستجلطني لن تنتهي هذه الأيام إلا بعد أن أفقد صوابي معها …
توجهت صوب غرفتها وهي تمسك على صدرها بألم وبمجرد أن أقفلت الباب ، ارتمت بحضن سريرها وهي تعتصر صدرها بقبضة يدها ودموعها انهمرت لتترجم مدى الألم الذي يجعلها تئن بصمت وهي تتأوه …. نزعت هاتفها من الشاحن بقهر وحرقة وبسرعة شغلته وركبت رقم صديقتها ..
ناريانا(بتلعثم):- جوزي … أأنتِ مريضة ؟
جوزيت:- اهئ ناريانا .. لا أعرف ما يحدث لي ظننت أنني تخلصت من ذلك
ناريانا(هوت على الكرسي وهي تمسح على شعرها بخوف):- الدواء … هل أخذتِ دواءكِ ؟
جوزيت:- آآن لاء لم أتناوله منذ مجيئي إلى هنا لأنه نفذ مني ، ولم أستطع إحضار علبة أخرى
ناريانا:- يا إلهي كيف تتهاونين هكذااااا كيف .. عليكِ تناول الدواء يا جوزيت وإلا أصبتِ بانتكاسة أخرى لم تفقدي وعيكِ صحيح ؟
جوزيت(بتذمر):- بلى فقدته للتو وكان ميار معي ، ولكنني استفقت بعد عدة دقائق وكي لا أجعله يفهم شيئا ادعيت أنها مزحة مني
ناريانا:- وإلى متى ستخفي عنه إلى متى جوزيت ، هذا أمر حساس ؟
جوزيت:- ميار لن يعرف لن يعرف … ثم أنا حتى لم أجد فرصتي هل سأموت بدون أن أنالها مثلا والله سوف أموت تعيسة دون لحظة فرح واحدة
ناريانا:- يا الله أين نحن وأين أنتِ وبما تفكرين ، ثم تت .. اسمعي يا صديقتي إن لم تستطيعي الخروج اطلبي الدواء من حكيم ليبعثه لكِ مع رجاله هاااا ما قولكِ ؟
جوزيت:- هفف سأرى أو لأقل لكِ سأنتظر حتى الغد ، أساسا سنذهب لبيت الراجي ليلا ووقتها سأجد فرصة لإحضار الدواء
ناريانا:- يا هبلة وهل هنالك صيدليات تعمل ليلا إلا التي لديها وظيفة حراسة ، وهذه ستتطلب منكِ بحثا سيستغرق وقتا ولا أظن أن ميار سيغفل عنكِ طوال هذه الساعات
جوزيت(اعتصرت صدرها مجددا وهي تقاوم وجعها):- ناريانا … سأنام
ناريانا:- حبيبتي يا جوزيت ليتني معكِ الآن لأضمكِ لصدري كي تنامي وأخفف عنكِ وجعكِ
جوزيت(ببكاء):- كم أشتهي حضنكِ يا ريانا .. كم أشتهيه
أقفلت الخط وقد انفجرت بكاء ، فكلما قالت أن الحياة ستنصفها وجدت مشكلة تقف كالشوكة في حنجرة السعادة تحول بينها وبين ذلك … ضربت بقوة على السرير وهي تشعر بالألم يعتصر فؤادها منه ألم العشق الذي سيقتلها في الأخير ، كيف لم يستشعر لحد الآن احتراقها بقربه هي تهفو لنظرة منه لكن كل نظرة يرمقها بها تجعلها تحس بالذنب ، لأنها محملة بالحسرة والحزن الدفين .. مهما حاول ألا يشعرها به إلا أن ذبذبات امتعاضه تتأرجح بين خلايا أحاسيسها وتجعل كل ما بداخلها ينتفض بحزن ……
مرَّ بجانب غرفتها وسمع نحيبها ووجعه قلبه عليها ، هو لا يريدها أن تبكي ولو دخل الآن سوف لن تفلت فرصة كتلك لتبدي عن عشقها له ، عشقها الذي يتغلغل في صميمه ويعذبه أشد عذاب ، فمن جهة هو لا يريد إيلامها بجفائه لأن فكرة تعلقه بميرنا لن يتمكن أي أحد من اقتلاع جذورها منه ، لكن من جهة أخرى هو يحس بالوجع كلما صدّ جوزيت أو جرحها بتصرف غير مقصود … والآن كيف سيراضيها زفر بعمق وهو يمسح أفكاره تلك ووضع يده على المقبض ،لكنه لم يستطع الدخول شيء ما يمنعه من ذلك إلى أن سمع صوتها أو تحديدا كلماتها الغريبة التي أربكته
جوزيت(بصوت مكسور باكٍ):- حبك سيهلكني سيهلكني يا ميار ، اهئ ماذا سأفعل كي أقنعك أنني أحبك ولطالما أحببتك لقد كنت أعيش بك يا رجل ، قاومت الموت لأجلك ولكن يظهر لي أنك تهوى تعذيبي … أتريدني أن أتوب عن عشقك هذاااااا ، لا أستطيع لا أستطيييييييييييع حتى لو كان هذا العشق سما يسري في عروقي سوف أحتضنه حتى أموووت اهئئئ اهئ آه
ميار(تضخم صدره بخفقات غريبة جعلته يعقد حاجبيه خوفا وبدون شعور دخل):- جوزيت
جوزيت(بفزع انتفضت ومسحت عينيها):- لقد … ك كنت أكلم ناريانا واشتقت لها ولهذا أنا أبكي الآن ، سوف لن أبكي سأغسل وجهي حالا .. هل أتت الضيفتان هاه تريدني أن أنزل طيب لحظة فقط لأغسل وجهي ماشي
ميار(رمش بعينه وفتح فمه لينطق لكنها أسرعت لحمامها):- م .. انتظري هفف …
أغلقت الباب خلفها وهي تعض على يديها ببكاء أليم كي لا يسمعها ، بسرعة أوقفت ذلك وهي تغالب قهرها وغسلت وجهها سريعا سريعا وجففته ثم تنفست عميقا لكي تسترجع أنفاسها ، نفضت شعرها وخرجت لتجده جاثما أمام باب الحمام كالجماد
جوزيت(تأرجحت بارتباك من وقوفه المريب ذاك):- ماذا هناك ؟
ميار(نظر إليها مليا ، تحديدا لعينيها الدمويتين وللون الوردي الذي طغى على شفتيها وخدودها بعد حصة البكاء تلك):- أخبرتكِ ألا تبكي مجددا ؟
جوزيت(امتصت شفتيها ونظرت خلف ظهره وهي ترمش بحثا عن جملة):- أ.. أخبرتك أنني كلمت ناريانا و
ميار(وضع يده على ظهرها بهدوء ودفعها لصدره):- لا تقولي شيئا
جوزيت(فتحت عينها على وسعهما وهي تستوعب موقعها ذاك):- ماذا يحدث ؟
ميار(وضع يده على رأسها وأخذ يمسح بحنان وهو يستنشق عطرها):- لا تتكلمي
جوزيت(ابتسمت وهي تعضعض شفتيها وتمسكت بقميصه وهي تتعمق في ذلك الحضن الدافئ):- طيب ..
ميار(أغمض عينيه وهو يستطيب ذلك الهدوء):- سأسامحكِ ذات يوم .. لذلك لا ترهقي نفسكِ بالتفكير تعلمين أنني حتى لو كنت صعب المراس فأنا سهل الإقناع هممم ..
جوزيت(تلاعبت بلسانها بداخل فمها وهي تدفن نفسها بين ذراعيه):- أصلا أنت طيب
ميار(جعلها ترفع رأسها إليه):- والطيب جائع والضيفتين لن تصلا حتى صباح الغد ، ما يزال أمامهما توضيب للبيت الجبلي كي يتم قفله يعني عليكِ أن تنزلي مثل الشاطرة وتطبخي لنا ما نلتهمه تمام ؟
جوزيت:- أبفهم يعني شخص مثلك كيف لا يملك فريق عمل بعرينه الضخم هذااااا ؟
ميار(لامس فكها وهو يرفع وجهها إليه):- هنالك طباخ بالملحق مع مساعديه ، وهو الذي يطعم الجيش الذي ترينه بالعرين .. لكنني لا أسمح لأحد بالاقتراب من مطبخي خصوصا حين يكون معي ضيوف فهمتِ الآن ؟
جوزيت:- لاء
ميار(جذبها من خصلتها وتحرك):- أحسن .. هيا لا تشغليني أكثر انزلي للمطبخ ، وأنا سأقوم ببعض الاتصالات لأجل خطتنا بشأن العضو رقم 4 ولنا حديث
جوزيت(ضحكت وهي ترقص بقدميها بحركة سريعة):- حاضر يا حبيبي
توقف عند جملتها لكن هي لم تتوقف بل قبَّلته بقبلة خفيفة في خده وهربت من أمامه كالفراشة الصغيرة ، كانت تبدو مريحة للنظر بهيأتها الطفولية تلك حتى لو كانت تتدثر بقميص النوم الغريب ذاك مع ردائه إلا أنها كانت تبدو بشكل بريء يجعله ممتنا لتلك اللحظات التي يعيشها رفقتها ، لكن كل هذه اللحظات تجعله يقارن ما بينها وبين لحظاته مع ميرنا التي افتقدها بطريقة ما .. ولا يسعه التملص من ذلك الإحساس ……
ولا هي يمكنها ذلك فقد كانت تقف عند الشرفة وهي تلامس خيط الحجاب الأسود الملتف حول مرفقها ، فمنذ أن ألبسها إياه لم تنزعه من محله ، وتفكيرها به في هذه الفترة لم يكن سوى راحة وسلام لقلبها فهي ترغب بالاطمئنان عليهم جميعا ، ربما أيضا تريد أن تشكو له تصرفات وائل معها بعد ما حدث ليلة أمس ، لكن ذلك صعب فلا هو سيجيبها إجابة شافية ولا هي ستتمكن من تجريحه بمحادثتها التي تخص غريمه الذي يتوق لمسحه من عقلها …..
ميرنا(بصوت مبحوح):- مضت ساعات وساعات يا وائل ، ألن تعود إلي ؟؟؟
كان قد طلب منهما نادر قبل مدة أن تتناولا طعام الغذاء ريثما يعود بوائل ، لكن وجبة الغذاء انتهت واتجهت كل منهما لغرفتها كي تستريح ، وامتدت أيضا فترة الاستراحة لساعات أخرى ولم يظهر لهما أثر بعد ، فهمت أنه يتهرب منها وأنه لا يريد أن يراها إذ يكفيه أنه سوف يضطر للقائها ليلا رغما عنه … لكن ماذا ستفعل في هذا الموقف هل ستتركه ليهجرها بهذه الطريقة أو يعاقبها جراء ما حصل ، لكن إلى متى ستدفع ثمن الأشياء التي لم تقترفها حتى ، بل أجبرتها الظروف على معايشتها ، إلى متى يا قلبي ستتحمل … قالتها وهي تستشعر برودة لفحتها بشكل غريب حين طالعت غروب الشمس الذي لاح لكي يطرد النهار ويستقبل الليل بالأحضان … تضخم صدرها بالوهن ودخلت للغرفة لترتب تلك الثياب التي أحضرتها رفقة ناريانا وطالعت الهدية الموضوعة على سريره ، هل ستعجبه يا ترى ؟
ميرنا(سمعت طرقا على بابها):- هء أكيد هذا وائل ههه أخيرا عااااد ؟
ركضت سريعا لتفتح الباب لكنها تراجعت لتطالع نفسها بالمرآة وتعدل شعرها وهيأتها ، وبعدها بفرحة هرعت لتستقبل وافدها الذي اشتاقت له بشكل جنوني … لكن أن تفتح الباب على شرطيين هذااااا ما لم تتوقعه ؟
ميرنا(نظرت إليهما بقلق وابتلعت ريقها):- نعم هل من خدمة ؟
الشرطي(تحدث بالإيطالية):- هل حضرتكِ ميرنا الراجي ؟
ميرنا(أجابته بذات اللغة):- نعم .. ماذا يحصل هل هناك أمر سيء ؟
الشرطي(مط شفته ونظر لصديقه):- عليكِ أن تأتي معنا
ميرنا(تراجعت للخلف بتوجس):- والسبب ؟
الشرطي(قدم لها هويته وشارته):- لا تخافي أمر روتيني .. تفضلي
ميرنا(ابتلعت ريقها):- أ… أنا بحاجة لأكلم صديقتي هل تأذن لي بدقيقة ؟
الشرطي:- طبعا لكن دقيقة واحدة لو سمحتِ علينا أن نتحرك
ميرنا(عادت للغرفة وأمسكت هاتفها وسرعان ما اتصلت برقم ناريانا):- … ألو ناريانا اسمعي لقد أتى شرطيان إلى غرفتي ويطلبون مني الذهاب معهم ، أخبري وائل بالأمر أرجوكِ لا تنسي أن …..آه ن… نارياااااانا …
آخر كلمة نطقتها قبل أن يغمى عليها بعد أن وضع الشرطي على فمها منديلا مليئا بالمخدر ، حملاها بسرعة وأخرجاها من الغرفة تاركين بابها مفتوحا وكل شيء كما هو ، حتى الهاتف بقي على الأرض وصاحبته اختفت ….. ركضت ناريانا إلى حيث غرفة ميرنا ودخلت وقلبها يرتجف من الخوف ، وجدت الأغراض كما هي موزعة على سرير ميرنا والهاتف في الأرض ولكن لا وجود لأحد هنا جزعت وهي ترمش بخوف كي تستوعب تلك المصيبة …
ناريانا:- يا إلهي يا إلهي ….. افف نادر علي أن أصل لنادر فوراااا ، سحقا له رأس اليقطينة عمود الذرة لا يجيبني … هفف ما العمل يا ناريانا ما العمل .. هاه نزار أخي هو الذي سينجدني …
أغلقت الغرفة بعد أن أخذت هاتف ميرنا معها وركضت إلى غرفة أخيها الذي استغرب زيارتها ،وقبل أن يبدأ بالشتيمة فجرت في وجهه الأخبار المقلقة وهنا رمش بعينيه هو الآخر قلقا ، وسرعان ما فعَّل اتصالا لنادر لم ينتظر إلا رنتين وأجاب
ناريانا(خطفت الهاتف لنزار):- أيها الأخرق البغيض يا من تحمل دم الذئب في عروقك اللعينة ، لما لا ترد على هاتفك ؟؟؟؟؟
نادر(أبعد الهاتف عن أذنه):- أفف ولما سأجيب على جرس الإنذار مثلكِ ؟
ناريانا:- فرضا وقعت لنا مصيبة كيف سنصل لحضراتكم هااااااااااه ؟
نادر:- أنتِ تقعين بمصيبة أساسا أنتِ كلكِ على بعضكِ مصيبة ههه
ناريانا:- نادر … نحن بمصيبة فعلا ميرنا اختفت
نادر(هنا نهض منتفضا ونظر خلفه لوائل الذي كان جالسا بانكسار):- كيف اختفت ماذا تقصدين يعني ؟؟؟؟
ناريانا:- لقد اتصلت بي قبل دقائق تطلب نجدتي لأن شرطيين قدما لغرفتها وطلباها للتحقيق ، لم أفهم منها فلم تكمل كلامها إلا وسمعتها نطقت باسمي بشكل غريب واختفى الصوت
نادر:- يا الله طيب من هذين ولما أخذاها بتلك الطريقة وعن أي تحقيق تحدثااااا ؟ اسمعي أ… نحن في الطريق ..
ناريانا:- يكون ذلك أفضل … بليييز يجوز أن ميرنا في خطر
نادر(مسح على حاجبه بتوتر وصعد الدرج ليتجه إلى وائل):- نأمل أن نكون على خطأ …
وائل(رفع رأسه الشارد ونظر لنادر الذي بدت عليه ملامح المصائب):- من الذي اتصل بك ؟
نادر:- اممم إنها ناريانا
وائل:- أكيد ميرنا قلقة ، تمام اكتفيت من الجلوس هنا علينا أن نعود
نادر(ارتأى أن يخبره لما يصلان أحسن من أن يقلقه الآن):- أجل هذا هو اللازم …
بعد برهة انطلق به صوب الفندق وقلبه يخفق برعب على ميرنا ، وكل دقيقة تمضي تعرضها لخطر أكبر لذلك استغرب وائل سرعته في الطريق ، حتى أنه تجاوز الكثير السيارات في الطريق السريع كي يصل للفندق
وائل(صغر عينيه ونظر لنادر):- هل تخفي عني شيئا ؟
نادر(بتهرب):- أنااااا أبدااااا
وائل(شعر بضيق في صدره):- هناك شيء غريب يحدث … أريد رؤية ميرنااااا فورا
نادر:- قممم .. بصراحة يا وائل لم أشأ أن أرعبك إلى أن نصل للفندق .. يا صديقي ميرنا مختفية
وائل(طالعه بضحكة وهو غير مصدق):- اكذب غيرها ، ثم لو كانت هذه حيلة منها لكي تعيدني للفندق لا بأس ها قد نجحت في ذلك
نادر(امتص شفتيه وهو يصف السيارة عند باب الفندق):- أتى شرطيان إلى غرفتها وأخذاها ولا ندري السبب ، آخر شخص كلمته كانت ناريانا لذلك .. نحن أمام أمر غريب وميرنا ضحيته على الأغلب
هنا ارتفع الأدرينالين في قلب وائل ، شعر بالضيق فجأة يعتمر صدره ونظر بشرود للفندق الذي لا يدري لا كيف تجاوز درجه ولا عماله ولا طبقاته إلى أن فتح باب الغرفة ودخل … وجدها كما هي بأكياس الأغراض التي أحضرتها ميرنا من السوق وبتلك الفوضى التي لم يتسنى لها ترتيبها على الأغلب ، رمش وهو يشعر بالاختناق أين هي شمس لياليه ومن هذين اللذين أخذااااااااها بهذه الطريقة ….؟؟؟
وائل(بصراخ):- كيف لم تعرفي يا ناريانا لقد كنتِ آخر من كلمته ؟؟؟
ناريانا:- والله هذا ما قالته بالحرف …
نادر:- هدأ من روعك يا صديقي سوف نجد حلا ..
وائل:- ربما لن نجده إلا بعد أن تتعرض ميرنا لأذى ، آخ يا ربي علي يا ليتني عدت قبل ساعات وما فارقتها لحظة ، تبا لعنادي تباااااااااااااا …
ناريانا(امتصت شفتيها):- وائل .. علينا أن نجد ميرنااااا ولن نجدها بهذه الطريقة
وائل(نظر إليها بضياع):- علينا تفحص كاميرات التسجيل ، أكيد خرجوا من مكان ما
نادر:- معك حق فكرة جيدة … هيا
توجهوا ثلاثتهم للأسفل مباشرة لغرفة كاميرات المراقبة ، ولأن الأمر أمني قام الموظفون هناك بالمساعدة وشغلوا الكاميرات الخاصة بطابقهم ، وفعلا ظهر شرطيان وهما يدفعان بكرسي متحرك وضعوا عليه ميرنا التي كانت فاقدة للوعي حسب الصورة .. أخرجوها من الغرفة ودلفوا بها للمصعد وهم ينظرون من كل جانب تحسبا لظهور أي أحد …
وائل:- لما توقفت الصورة عند هذا الحد ؟
الموظف:- هذا ما التقطته عدسة الكاميرا سيدي ، لا يوجد شيء آخر
والئ(بعصبية):- كيف لا يوجد ، ابحث في بقية الكاميرات ، مثلا خاصة باب الخروج الرئيسي أو الخلفي أو الخاص بالمطبخ أو بقاعة الحفلات … لو سمحت ابحث بكل هذه الأماكن يجب أن أعثر على حبيبتي لطفاااااا
الموظف(تفهمه وتابع البحث):- تمام …
ظهروا مجددا بعد خروجهما من المصعد وتوجها بها صوب باب الخروج الخاص بالموظفين ، وهناك اختفت الصورة ، لحين ظهرت بالمرآب لما وضعاها بسيارة الشرطة خاصتهم وانطلقوا من هناك دون ترك أي أثر …
وائل(أمسك ورقة من جانب الموظف):- أكتب لي أرقام لوحة السيارة ، سأبحث عنها في كل مخافر روما .. نادر جهز السيارة وأنتِ ناريانا سوف تبقين هنا و
ناريانا:- يستحيل أن أبقى سأرافقكم ولا أريد اعتراضا ، ثم نزار سيبقى هنا وهو سيوافينا بأي جديد
نادر(نظر إلى قلقها وتفهمها قليلا):- طيب اسكتي الآن ستذهبين
ناريانا:- مسكينة يا ميرنا كم أنتِ قليلة حظ ….
وائل(نظر للشاشة بحسرة وزفر بتعب):- سأجدكِ يا حبيبتي سأجدكِ …..
كانت تفتح عينيها وترمش من الضوء الساطع أمامها لحين تبينت شكل رجل يقف على جنب ويحادث الشرطيين عينهما اللذين أحضراها لذلك المكان الغريب ، التفتت حولها يمينا ويسارا لم يكن هنالك سوى الظلام الحالك ، شعرت بأن يديها مقيدتين خلف الكرسي الذي كانت تجلس عليه يعني لا مجال للهرب …
ميرنا:- هييييه أنتم لما أحضرتموني إلى هناااااااا ، ماذا تريدون مني ؟
الرجل(أشار لهما وانسحبا وهما ينظران إليها):- شتت
ميرنا(صغرت عينيها لتتمكن من رؤية ملامحه المظلمة):- من أنت ؟
الرجل(اقترب منها بهدوء وجذب كرسيا وجلس قبالتها وهنا رأته):- هل تذكرتني ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تحاول تذكره):- لهجتك تبرز على أنك من نفس بلدي ، لكنني لم أستطع تذكر ملامحك
الرجل:- عيب يا ميرنا عيب … لكن لا بأس أعذركِ فقد مرت سنوااااات على آخر لقاء
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تعصر دماغها لتعرف هذا الشخص):- ملامحك تبدو مألوفة ، لكن مع الأسف خانتني ذاكرتي
الرجل:- قذرة … هه أقصد ذاكرتكِ .. لا تفزعي مني أنا لا أريد أذيتكِ بل على العكس أنا هنا لأجل حمايتك
ميرنا:- حمايتي بهذه الطريقة ، لقد اختطفني رجالك يا هذااااا ؟
الرجل:- اختطفووووكِ !!!!!!!! أولاد حرام أكيد أخطأت في شرح الخطة لهم لا تبالي
ميرنا(بتعب):- من أنت ؟
الرجل:- امم شغلتني بالحديث ونسيت أن أذكركِ بنفسي أنا متحري خاص في وكالة الاستخبارات الدولية
ميرنا:- الاستخبارات الدولية ، ولكن ما علاقتي بكم ؟
الرجل:-السؤال الأهم ما مدى تورطكِ في قضية الفهد البري
ميرنا(ابتلعت ريقها بقلق):- طيب من تكون ؟
كاظم:- أنا أدعى كاظم النابلسي
ميرنا(صغرت عينيها وهي تستذكر أين سمعت ذلك الاسم):- أخشى أنني أتذكر الاسم لكن صاحبه هه … لا أستطيع
كاظم:- لا بأس سوف أنعش ذاكرتكِ يا ستي … لقد كنت في فريق التحقيق الذي حقق في قضية حادثتكِ أنتِ وأختك الصغيرة مرام قبل سنوات
ميرنا(استذكرته للتو):- آه بالفعل كنت أنت ، ولكن لم أفهم ما علاقة ذلك بتواجدي هنا ؟
كاظم:- له علاقة كبيرة ميرنا ، فتلك الحادثة لم تكن قضاء وقدر بل جريمة قتل عمد
ميرنا(باندهاش):- ما الذي تقوله ، لقد أ… كنت مسرعة واستصعب علي التوقف
كاظم:- لأن الفرامل كانت مقطوعة وتكتم فريق البحث عن هذه المعلومة ، بناء على الأوامر التي جاءتهم من المصادر العليا والتي تقودنا مباشرة إلى الشخص الذي حاول قتلكِ تحديدا
ميرنا(رمشت وهي غير مقتنعة):- تلك الفترة لم أكن بوعيي ، يعني بعد حادثة أختي التي أربكت عقولنا جميعا وقتها .. لكن من له مصلحة في إخفاء هذا الأمر ؟
كاظم:- الشخص عينه الذي تحاولين حمايته
ميرنا(ارتبكت):- هههه الفهد البري قصدك ؟
كاظم:- أعلم أن هنالك شخصا يتحمل مسؤولية جرائمه ، وأعلم أنكِ تثقين به لحد جعلكِ تعترفين أمام الملأ ببراءته ؟؟
ميرنا:- أظنني فهمت الآن غايتك من هذا التحقيق .. لذلك إن كنت ستستجوبني فل يكن ذلك بأصوله حرر يداي وأحضر لي بعض الطعام والماء وبعدها نتحدث كما تشاء
كاظم(صغر عينيه فيها وهو يبتسم):- لطالما أعجبت بشخصيتكِ من خلف السطور .. لكن أجدني الآن مدلها أمامكِ بانبهار … تمام تملكين كل الحق
ميرنا(توجست منه حين اقترب ليفك قيودها):- أساسا طريقة إحضاري غير سليمة أستاذ كاظم ، هذا يسمى اختطافا وأنا أرعبت صديقتي التي س..
كاظم:- خذي هاتفي واتصلي بهم أخبريهم أنكِ ستعودين بعد ساعتين
ميرنا(عقدت حاجبيها بعدم تصديق):- لأول مرة أرى محققا متعاطفا مثلك
كاظم(غمز لها وقدم الهاتف وتوجه نحو الباب):- سآتيكِ بالطعام استغلي الوقت
دلكت يديها بسرعة وهي تخفف من ألم القيود ، أمسكت الهاتف بلهفة وطقطقت رقم وائلها الحبيب والذي ما إن لمح رقما غريب حتى شحب وجهه بقلق ..
وائل(انتفض قلبه لحظتها بشعور دافئ):- نعم ؟..
ميرنا(بكت لحظتها):- وائل .. اهئ وائل حبيبي
وائل(بحرقة وشغف):- ميرناااااااا يا روحي أين أنتِ ، لا تخافي سأجدكِ يا حبيبتي أنااااا
ميرنا(مسحت دموعها):- وائل حبيبي لا تقلق أنا بخير
وائل:- أجيبيني أين أنتِ ومن الذي أخذكِ ؟
ميرنا:- إنه شخص لا نعرفه ولكنه صرح عن نفسه ، إنه محقق في وكالة الاستخبارات الدولية وهو يتابع قضية الفهد البري
وائل(عقد حاجبيه):- هل أخبركِ عن اسمه ؟
ميرنا:- أهاه كاظم النابلسي …
وائل(رمش بعينيه):- كاظم النابلسي … النابلسي أنا واثق أنني سمعت هذا اللقب أو رأيته في ملفات أبي سابقا ، اسمعيني دعيني أكلمه أريد أن آتي إليكِ لا تفتحي فمكِ بكلمة ما لم أصل
ميرنا:- أخشى ألا يوافق يا وائل ثم هو وعدني بعد التحقيق سيعيدني ، ساعتين يعني وأكون معك يا عمري
وائل:- أنا لا أفهم هذا الكلام دعيني أكلمه وإلا رفعت دعوى قضائية عليه بسبب اختطافك
ميرنا(مسحت على شعرها وتنهدت بتعب):- وائل أنت تكبر الموضوع
وائل:- أنا خائف عليكِ ميرنا ، اسمعي مني ولا تفقديني أعصابي يكفيني القلق الذي عايشته خوفا من أن يصيبكِ مكروه
ميرنا(انتبهت لدخول كاظم وبيده صينية طعام):- أظنك تعرف وائل رشوان صح ؟
كاظم(وضع الصينية على الطاولة):- تناولي طعامكِ …
ميرنا(مدت له الهاتف بتوجس):- يريد محادثتك ..
كاظم(بتلاعب):- أسمعك
وائل(بنبرة صارمة):- ستعطيني الآن موقعكم وبدون شوشرة وإلا جعلتك تفقد عملك بتهمة اختطافها ؟؟؟؟
كاظم(ببرودة):- وما الداعي للتهديد عزيزي وائل ، سيسرني وجدا أن أستضيفك عندي
ميرنا(بعدم فهم رمقته وهو يجلس قبالتها):- بهذه البساطة عذرا أنت تجعلني أشك بأمرك ؟
كاظم:- هو يريد مشاركتكِ بهذا التحقيق إذا أهلا به وسهلا ، رجالي سيحضرونه بعد قليل
ميرنا:- وأنا لن أتكلم قبل حضوره
كاظم(دفع لها صينية الأكل وأردف):- يفضل أن تتكلمي عن مغامراتكِ مع الفهد البري قبل مجيء حبيبك ، لأنني متيقن أن ما سيسمعه لن يسره
ميرنا(ابتلعت ريقها):- ما مدى معرفتك بتفاصيل الأمور ؟
كاظم(فتح لها المنديل وأشار لها لتأكل):- إلى الحد الذي تعتقدينه …
ميرنا(امتصت شفتيها):- أنت مخطئ ، ما سمعته مني في التصريح ليس ما تقصده الآن
كاظم(أخرج علبة سجائره):- هل يزعجكِ لو دخنت هنا ؟
ميرنا(حركت رأسها نفيا):- تؤ لا مشكلة .. لكن أريد أن أوضح أن ..
كاظم(أشار لها بيده وهو يشعل سيجارته ودخنها قليلا ليسترسل):- أنتِ تدافعين عن شخص يدعى ميار نجيب ابن عمتك ، وهذا الشخص هو الذي يغطي جرائم الفهد البري الحقيقي والذي يتوارى خلف الأنظار ، ومن بعيد يحرك دفة أعمال عصابته القذرة … نحن نعلم كل شيء ونعلم من تكون ثعلبة القطب والتي يصدف أنها جوزيت الراجي ابنة عم حضرتكِ … ليكتمل التعداد عند حكيم الراجي ابن عمك والذي يشارك بعضا من أعمال عصابة ميار نجيب … كل هذا نحن نعرفه بالتفاصيل المملة …..
ميرنا(شحب وجهها وهي تطالع عيونه):- أستاذ كاظم .. هل أفهم من كلامك أنهم مهددون بدخول السجن يعني، والله هم ليس لهم ذنب بل الرجل الذي يقف خلفهم هو المذنب الوحيد … ولعلمك يعني هم حاولوا كثيرا أن يساهموا في إلقاء القبض عليه وما زالوا يعملون على ذلك وأكيد على السلطات احتساب ذلك لأجلهم أليس كذلك … طمئني هم ليسوا في خطر ؟
كاظم(نفخ الدخان من فمه وهو يمعن النظر فيها):- أخشى أنكِ متورطة أيضا يا ميرنا ، قد هربتِ بعد أن فجرتِ تلك المعلومات بالحلقة على المباشر.. وهذا ما لم تتقبله السلطات العليا ووكلوني لكي أقوم باستجوابكِ وديا حرصا على سلامة حياتكِ المهددة بالخطر …. لو لم يكن ذلك لكنتِ الآن عائدة للوطن وبأصفاد تطوق يديكِ …
ميرنا(امتصت شفتيها):- لم أهتم إلا بإنصاف ميار وإبعاده عن هذه التهمة ، هو وأحبتي
كاظم:- الدفاع عن متورط هارب من العدالة يعتبر تسترا وتواطئا ضد السلطات العليا وضد القوانين ، وحسب ما فهمته منكِ فأنتِ ترينه قديسا مجردا من الخطايا
ميرنا(رمشت بعصبية):- وكأنك تخرج عن سياق الحديث هنا ؟
كاظم(وضع رجلا على رجل):- أنا أحاول وضع نقاط تحدد ماهية موقفكِ تجاه ذلك الشخص ، ولاحظي أنني أحاول الوصول لنتيجة معكِ قبل وصول وائل رشوان إذ أتوقع أنه لن يحبذ دفاعكِ عن مجرم بهذه الثقة العاطفية
ميرنا(اهتزت حدقتيها وهي تنفث شررا):- استفزازك لي لن يجدي نفعا ، حاول قبلك الكثيرون ولكنهم لم يفلحوا فجرب حيلة أخرى
كاظم(مط شفتيه وهو يستقيم):- تناولي طعامكِ ربما سأحاول حقا لكن حين يأتِ الحبيب
ميرنا(ارتعشت وهي تنتفض من خطواته المتجهة صوب باب الخروج):- مهلا …
كاظم(سحب نفسا عميقا بانتصار والتف حول نفسه عائدا إليها):- هل ستقبلين بشروطي ؟
ميرنا:- ليس لدي حل آخر ، أنا جاهزة للاستجواب
كاظم:- ثقي بي .. ودعيني أثق بكِ أيضا لنرفع معا غطاء التهم عن أحبتك
ميرنا:- لكن لدي طلب
كاظم(جذب الكرسي وجلس قبالتها من جديد):- أوجزي
ميرنا(مررت لسانها بين شفتيها):- أريد مكالمة خاصة
كاظم(صغر عينيه):- لمن ؟
ميرنا:- له
كاظم(أعطاها الهاتف):- كنت محقا حين استعجلت إحضاركِ قبل مجيء ذلك الفضولي .. اختصري ودعينا نبدأ
ميرنا(أمسكت الهاتف وطقطقت رقما خاصا):- صلني به على الفور
الرجل(على الخط الآخر):- أمركِ سيدتي …
وضع الرجل الهاتف بين يديه وفعَّل اتصالا مباشرا برقم مغاير وصل لحارس العرين الذي استقبل ذلك الاتصال ومرَّره لميار بعد مضي عدة ثوان …
ميار(بلهفة):- ميرناااا
ميرنا(ابتلعت ريقها لما سمعت صوته):- ميار
ميار(بقلق):- هذا الاتصال يعني أنكِ في ورطة … حددي لي مكانكِ فورا وأعطني دلالات على المشكلة التي أنتِ بها بسرعة يا ميرنا
ميرنا(امتصت شفتيها):- أنا بغرفة التحقيق ، ميار هنالك وكالة استخبارات دولية تتابع القضية وهم على اطلاع بهوية الجميع … يرغبون باستجوابي لأنني كنت بضيافتك وحسب تصريحي بالبرنامج هم يريدون معلومات أدق حيال ذلك لكي يطلقوا سراحي
ميار(مسح على شعره):- أين وائل ؟
ميرنا:- قادم إلي
ميار(حول عينيه بتفكير وأغمضها وهو يحاول إيجاد حل سريع):- أعطني ذلك التحري الذي يستجوبكِ
ميرنا(بعدم فهم):- وما الذي ترغبه منه ميار أنا اتصلت لكي أخبرك ب…
ميار:- لا تتفوهي بحرف يا ميرنا ، أعطني الرجل والآن ؟؟
ميرنا(بارتباك مدت الهاتف لكاظم):- خذ إنه لك
كاظم(أمسكه بغرور وهو يعدل جلسته بأريحية):- هههه ميار نجيب أي لو أخبروني أنني سأكلمك هذا اليوم وهذه اللحظة ، لأرختها يا رجل في ذاكرة أرشيف أخطر المجرمين
ميار:- صرح عن نفسك ؟
كاظم:- لكي تقتلني فور خروجي من هذا المبنى ، ههه لا أظن أنني بتلك السذاجة يا سيد ثم شيء آخر أنا ورجالي نحيط كل شبر تتوقعنا فيه لذلك دعنا نكون وديين أفضل من حرب باردة لن يحترق فيها سوى الأبرياء من ذوي القربى
ميار(عض طرف شفته):- أبدا لم يهددني أحد قبل هذه اللحظة دون أن يحسب نتائج حروفه التي تخرج من فمه ، لكن لا بأس سأطيل بالي وأكلمك بشكل واضح … ستترك ميرنا وشأنها فما تريده ستجده لدي أنا فقط أخرجها من تلك الدائرة ولك وعدي وعهدي أنك ستحصل على ما تبتغيه مني
كاظم(عقد حاجبيه):- ت ت ت ميارو وكأنك تستقل بقدرات الاستخبارات يا رجل ، نحن نعرف ماهيتك ومدى دهائك لا تحسب أن ألاعيب الذكاء التي تمارسها على الضباع الملتفة حولك ستنطلي علينا …. نحن فريق المخابرات ولسنا شرذمة المرتشين الذين يسهلون الحياة على من تغطي عليهم
ميار(بعصبية نفذت أعصابه):- ما الذي تريده من ميرناااااااا ؟
كاظم:- نفس الذي أريده منك ومن جوزيت وحكيم … أقوال تصريح اعترافات ودلائل أظنني عادلا معكم لدرجة الإنصاف
ميار:- كيف سأثق بك وأنا لا أعرف حتى من تكون ؟
كاظم:- محاولة جيدة ، لكن لا تقلق أنت تعرفني خير معرفة لأنني صديقك اللدود يا أبله
ميار(عقد حاجبيه بعدم فهم):- صديقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كاظم(برتابة):- تحسس ركبتك اليسرى ألا توجد هنالك ندبة ، أجزم لك أن أثرها ما يزال عالقا عليها ، أتذكر كيف حصلت على تلك الندبة ؟؟؟؟
ميار(باستذكار وتفكر):- كانت بمحل العم نجمي يوم سقطت الفترينة وحاولت إمساكها
كاظم:- كن أكثر تدقيقا ، في اللحظة التي صدم فيها الطفل الأهوج فترينة المحل بدراجة أبيه النارية هاااااا ؟
ميار(برقت عيناه بشراسة):- كاظم النابلسي ؟
كاظم(بغرور):- أظن أنه يجب علينا أن نلتقي يا صاح ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(استدار لجوزيت التي وصلت إليه متوجسة من الاسم الذي وصلت عليه):- هه أنت تهذي صح ، لا وجود لهكذا شخص في حياتي
كاظم(جذب خصلة من شعر ميرنا بقوة حتى صرخت):- أنا هنا أؤدي عملي ، لست ألعب كي أستدرجك إن أردت خروج ميرنا من هذا المطب الذي ورطتها فيه …. عليك أن تقدم إفادتك السرية وتدعنا نمضي في عملنا وتحقيقنا ، وأظن بأنني وفرت عليك الوقوع بمشكلة باستدعائك خارج الوطن وهذا ما سيسهل عليك مأمورية التخفي أنت وجوزيت وحكيم أيضا
ميار(أغلق عينيه من صرختها التي دوت بأذنيه):- لو مسستها بسوء سأحرص على أن أبيدك يا كاظم .. ظهورك لا يعني لي شيئا فلقد أحرقت الماضي في محرقة النسيان منذ زمن
كاظم:- كاذب …. كاذب أيها العاشق التعيس كم استمتعت برؤيتك تتعذب وحيدا منبوذا في القفص الذي وضعتك فيه الأقدار ، كانت تلك متعة بالنسبة لي وأنا أراك تتهاوى لتستقطب قلب ميرنا المحجوز لشخص غيرك ، متداركا شعورك الصدوق بذات المرأة التي تعيش في عرينك الآن الجميلة الفاتنة جوززززززززيت
ميار(بشعور غريب وكأن شخصا ما يدوس على ملكيته الخاصة):- لا تلفظ اسمها على لساااااااااانك أيها الأحمق
كاظم:- أذكر رائحة شعرها الذي شمتته ذات مرة وجعلتك تعلم لكي تتركها لي
ميار(بلؤم نظر إليها واسترسل):- وأذكر أنني قمت بفتح حاجبك الأيمن بأداة حادة ، مؤكد أنها ما تزال مرتسمة على ملامحك البشعة
كاظم:- ههههه آه كم كان مسليا متابعتها ومراقبتها من بعيد ، لكن لأصدقك القول بما أننا أصدقاء طفولة أنااااااااا أتوق لرؤيتها عن قرب فهل ستلبي أمنيتي يا ترى ؟
ميار(بعصبية):- اخرس أيها الوغد ، هي بعيدة عن مسعاك وميرنا أيضا لذلك لا تستغل منصبك لكي تحاول الانتقام من الولد الذي ألزمك حدك في الصغر ،لأنه في هذه المرة سيحرص على أن يكون عقابك أشد وطأة من ذي قبل
كاظم:- صدقني لن أقحم العمل في حساباتنا الشخصية ، حتما سأجد طريقة وأجعلك تدفع ثمن كل خطاياك السابقة وصدقني لو شعرت أن هنالك فرصة ضئيلة لي مع جوزيت سآخذها منك
ميار(بغيظ استفزه حتى آخر نقطة):- كاظم … لا تحسب أنك ستنتصر على ميار نجيب
كاظم:- لديك يومان فقط لتفكر وترد علي بخبر يبهجني ويعم في صالح الكل .. هذا إن اعتبرنا أنك تهتم بمصير ميرنا التي تخاطر بحياتها لأجلك ، وأيضا أنك لا تهاب مواجهتي حول امرأة ما زالت تسكن بين ضلوع كلينا هههههه …
ميار(استنزف صبره):- لو لمست من ميرنا شعرة لو آذيتها بنفخة هواء واحدة ، أقسم أنني سأفصل أطرافك وأدعك تتحسر عليها قبل أن أسحب روحك
كاظم(أطلق ضحكة مجلجلة):- ههاهاههه يا الله ما زلت ذلك الأهوج المتذمر
ميار(جمع قبضته حتى ابيضت مفاصله):- تمام أوافق على عرضك فقط دعها وشأنها
كاظم:- هكذا نتفق ، لقد وفرت علينا الكثير يا ميار .. سأدعك الآن لتبدأ بإنجاز ترتيبات السفر ولن أكون قليل ذوق وأطالب بإحضار قريبك المصاب ، سأمهلكم بعض الوقت وأثناء ذلك ستبقى ميرنا تحت رقابتي الخاصة وأي تلاعب لن يجعل الأمور سالمة …اتفقنا ؟
ميار(زم شفتيه وهو ينظر لامتعاض جوزيت التي كتفت يديها قبالته):- اتفقنا …
كاظم(التفت لميرنا):- أظنه يهتم لأمركِ بشدة ، سيأتي بهم إلي
ميرنا:- أنت لا تدبر مكيدة صحيح ؟
كاظم(لوح لها وهو يغادر الغرفة):- لو كان بوسعي ذلك لما تأخرت ، فبيني وبين ميار حساب يجب أن يُدفع
ميرنا:- ما حكايتك مع جوزيت ؟
كاظم(مط شفتيه وهو يفتح الباب):- نقطة ضغط جيدة للفهد المدلل
ميرنا(بتوجس نظرت لساعة يدها):- هفف معلوم / أين أنت وائل ارحمني من هذا الجنون ؟؟؟؟
جوزيت(كانت تلحق به للداخل):- لقد سمعتك سمعتك وأنت تهدده لأجلها ، أخبرني أي ورطة ورطتنا بها هذه المرة فهي لم ولن تكتفي بفضيحة البرنامج ؟
ميار:- توقفي يا جوزيت لا أطيق أنفاسي حتى
جوزيت:- طبعااا فأي تهديد يشمل ميرنتك المبجلة يجعلك تضعني في خانة الإقصاء
ميار(نظر إليها وهو يفتح باب مكتبه من الوسط):- يفضل أن تتركيني الآن
جوزيت:- أهذا بسببها أم بسبب عودة ذلك المهرج لحياتنا ؟
ميار:- لم أنسى أنكِ أعطيته مجالا ليتطاول عليكِ فقط لتكسري عيني سابقا
جوزيت:- كنا صغارا يا ميار ، ثم كان لطيفا معي
ميار(أغمض عينيه وضغط بإصبعه على كتفها وهو يتمالك نفسه):- ابتعدي … عني
جوزيت(ضربت الأرض بكعبها):- لن أفعل لن أفعل
ميار(هدر فيها بعصبية):- قلت لكي ابتعدي عني ابتعدي عني…. دعيني وشأني
جوزيت(تصلبت محلها بغلالة دمع وخدها الأيمن ارتجف برجفة طفيفة جعلت البرودة تشمل أطرافها):- ولكن.. أنا لا يهمني أحد أنا قلقة ع … عليك
آخر كلمة نطقت بها صاحبت إغلاقه لباب مكتبه بعنف ، نظرت حولها بتشتت وهي تمسح الدموع الخائنة التي تساقطت بأسى يتربع بحنجرتها الجريحة ، امتصت شفتيها وهي تلملم شتات أنفاسها في محاولة بائسة لاستعادة رباطة جأشها التي تتلاشى بقربه ، إنه دوما يكسر بخاطرها في لحظات غضبه ….. لا تعلم أنه بدوره موجوع بعد تلك المكالمة فقد اختلط عليه الحابل والنابل ، وعودة ذلك الأبله لحياته يعني عودة المشاكل وحرقة الأعصاب ، لكن مما هو قلق جوزيت معه ولن تسمح لمعتوه مثله أن يتطاول ، في الماضي كانوا صغارا والآن الوضع يختلف فأي خطأ منها يعني خروجها من حياته للأبد، أكيد لن تغامر أكيد ، ظل يحاور نفسه لحظة بعد لحظة ووجد الهاتف بيده بعد لحظتين ….
ميار:- أحتاجك في خدمة … والآن ..
لم يطل البقاء لحظة هناك سرعان ما سحب سترته وهاتفه ومفاتيحه وغادر العرين ، تاركا إياها تتحسر في غرفتها على مواجعها التي زادها ظهور كاظم النابلسي حزنا آخر ، كانت تعلم أن أكره شخص بالنسبة لميار هو هذا البغيض ولطالما كانت بينهما خصومات في الصغر وصلت حتى التهديد بين العائلتين ، فوالد كاظم اشتكى سابقا على ميار وجعل عامر يعاقبه بقسوة على الجرح الغائر الذي تسبب به في حاجب كاظم والذي كان ممتنا له ، فلا أحد يلمس جوزته الغالية لا أحد ….. وجدت نفسها تبتسم من غيرته عليها سابقااااااا أجل سابقا فقد تبددت تلك الغيرة حاليا ولم يعد لها وجود في قلبه ، على الأقل هذا ما ظنته المسكينة … أما هو فقد كان يحترق على فحم أعصابه وأفكاره التي أعادته قسرا لذلك الماضي السحيق ، وجد نفسه يضغط على دواسة السرعة بأقصى قوته لعله يبلغ المدينة ويفرغ مكنونات غضبه قبل أن يتسبب بأذية أحدهم دون قصد ..
بعد مدة
كان يصعد تلك الدرجات وهو يحادثه عبر الهاتف ويشكره على هذا المعروف ، طيب لن يسمى ذلك بمعروف لأنه لا يوجد شيء كهذا بين الإخوة
إياد:- على الأقل دعني أشعر بأنني أقدم لك مساعدة يا ميار .. أخبرني ما الذي يزعجك ؟
ميار:- الموضوع لا يخصك يا إياد ، دعني أرى حكيم وغادر المشفى فورا لو سمحت
إياد:-تمام تمام علي أن أتعود على طبعك الغريب أمامي شوط مليء بالمغامرات لأنك وفرت على نفسك معاناة شاقة معي كونك تعرفني عن ظهر قلب ، ثم أنا أساسا في شقة رامز الآن
ميار(مسح على رأسه بعتب كبير):- إياد … أشكرك يا أخي لكن حتما سوف أكلمك بعد خروجي أنا بحاجة لاستشارتك
إياد(حك جبينه):- احم أنت تحتاج لي أنا ..؟
ميار(وصل لرواق حكيم):- هه لا تستهزئ فأخوك أبله قليلا فيما يخص النساء
إياد:- يا سلام وتريد نصيحة من خبير النساء ، يلا يلا لن أعطلك موعدنا هذا المساء ربما سأطبخ لك كي تتناول طعام أخيك لأول مرة
ميار(تنهد بحنان):- تروق لي كل الأشياء التي سأمارسها معك لأول مرة .. أخي
إياد(وكلمة أخي جعلته يبتسم بإشراق):- ههه… نلتقي
أقفل كل منهما خطه وتوجه إياد ليكمل ديباجته مع رامز في حين كانت ماريا تعد لهذا الأخير حساء طيبا لوجبة العشاء ، أما ميار فقد استأذن ودخل لغرفته الخاصة التي قاموا بنقله إليها قبل ساعات ، فتح باب الغرفة وأطل عليه وجده نائما بسكون في البداية أشفق على نومته الهانئة ، لكن سرعان ما تشنج بعد أن استذكر المصيبة التي ستسقط على رؤوسهم ما لم يوقفوا الوضع عند حده ….
حكيم(انزعج من حركة اليد على رأسه):- أوووه ماذا يحصل ؟؟؟؟
ميار:- استيقظ يا بعدي ، لدينا مصيبة
حكيم(فتح عينه بتأفف):- صدقا سأبدأ بالتشاؤم من رؤيتك
ميار:- أساسا أنا من عليه المباشرة بذلك ، فلم يأتنا من ابنة عمك سوى البلايا هفف من أين سأبدأ لأبدأ ..
حكيم(بقلق عدل جلسته وهو يمسك على صدره المضمد):- أشفق على حالي وادخل في صلب الموضوع ، والله ليس فيني صبر لكي أتوسلك هنا
ميار(هز كتفيه وهو يجلس بقربه على الكرسي):- يجب أن نسافر إلى روما ..
حكيم(رفع حاجبه):- والسبب ؟؟؟
ميار(نظر حوله بتأفف وهمس بخفوت):- ميرنا محتجزة الآن لدى وكالة الاستخبارات الدولية ، ويتضح أنهم يعلمون بهويتنا جميعا ويتابعون مسيرتنا من بعيد … الآن لا تجزع ميرنا على خير ما يرام وائل معها والشخص الذي يشرف على التحقيق أي نعم هو إنسان بغيض حقير ومعتوه لكنه شهم وصدوق إن قال أنها بمأمن فهي كذلك
حكيم(ابتلع ريقه برجفة):-ميار … هل تكرهني ؟
ميار(بعدم فهم عقد حاجبيه وهو يتراجع برأسه للخلف):- وما المناسبة ؟
حكيم(هز رأسه):- يعني .. هذا ما توصلت إليه يا رجل قد دخلت بدون سابق إنذار لكي تصعق قلبي بهذه الأخبار …
ميار(رمش بعينه ونهض مسرعا ليملأ كوبا بالماء وقدمه له):- اشرب هذاااا
حكيم(بعدم فهم):- لست عطشاااا
ميار(بإصرار):- فقط اشرب رشفة
حكيم(بامتعاض شرب القليل):- هاااه قد شربت ماذا الآن ؟
ميار(أعاد الكوب لمحله وهتف):- الآن ابتلعت الصدمة مع الماء ..لذلك تجاوزها وآتني بالحل لأنني قليلا بعد وسأحرق هذه المشفى
حكيم(زفر بعمق وهو يرمش):- ما مدى معرفة وكالة الاستخبارات ؟
ميار(بجدية):- إلى حد عميق عميق جدا يا حكيم … هم يعلمون من نحن بالاسم حتى
حكيم(عقد حاجبيه):- أليس غريبا أن يصمتوا طوال هذه المدة دون القيام بأية حركة ؟ ثم السؤال الأهم إن كنا نحذف كل الدلائل التي تشير إلينا وإن كنا قد نظفنا من خلفنا كل أثر … كيف كشفوا أمرنا بهذه السهولة ؟
ميار(تنهد بقلة حيلة):- ربما كانوا يراقبوننا من البداية يا حكيم ،، أي منذ بداية هذه المسرحية
حكيم(بعدم تصديق):- غير معقول … غير معقول ، يستحيل أن يصمت أحد على هذا الجرم لسنوات أكيد هنالك خفايا في الموضوع
ميار:- أنا أعلم أنه وضع مؤقت ، سوف نخرج ميرنا من هذا المطب وسننفذ منها كلانا وجوزيت معنا ، لن نسمح لأحد بأن يرسم دائرة سوداء فوق أسمائنا ويبقى غضنفر الكلب حرا طليقا يعيث في هذه الأرض جرما وفساداااا …أكيد شهادتنا ستفرق وستكون بداية وضع حد لذلك البائس
حكيم:- لست واثقا من هذه الخطوة ، ثم لم روما تحديدا وما دخل الاستخبارات الدولية ؟؟؟
ميار(مسح على شعره بنفاذ صبر):- لا أعلم يا حكيم لا أعلم ، بدوري أشعر بأنني أنجرف في هاوية سقطت فيها على حين غرة
حكيم:- أتعلم من يترأس هذا التحقيق ، يمكننا ابتزازه يمكننا إخراج ميرنا بهدوء ؟
ميار:- وهل سينفع الابتزاز يا حكيم ، ألا ترى معي أنه علينا أن نتوقف عن حماية ذلك الوغد ، ربما ندع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي وهذا قد يجعلنا نتخلص منه ، أصلا هذا ما نحاول فعله منذ مدة يا صاح؟
حكيم(بتفكير ملي مرر لسانه حول شفتيه):- ولكنني خائف على ميرنا ، إنها ميرنا ولا يسعنا المغامرة بروحها
ميار:- أجزم لك أن ذلك التحري لن يؤذيها ولكن…هفف أنا محتار وعقلي مشوش علينا أن نجد أسبابا مختلفة لأجل السفر
حكيم(امتص شفتيه):- سنتخلى على عائلتنا هذه المرة
ميار:- لوقت وجيز أساسا لن يسمح رشيد لغضنفر بأن يقربهم ، لأن والدته بقبضتي
حكيم(برقت عيناه):- هل اختطفت زهرة ؟
ميار:- وماذا كان بيدي أن أفعل ، هذه وسيلة الضغط الوحيدة التي وجدتها أمامي
حكيم(رفع يده بعصبية):- نحن هكذا نتبع نفس الطريق يا ميار ، نحن نحذو حذو ذلك المجرم أبدا لا أستطيع التصديق
ميار:- بلى صدق وقلبي مطمئن حتى أنني لا أشعر بذرة ندم ، لأنني سأكسب ثوابا من اختطافها هذا إن وافقتك على اختيار هذا المصطلح فما فعلته معها لم يفعله حتى ابن بطنها
حكيم(وكأنه فهم تلميحه):- بالرغم من أنني فهمت القليل لكنني أثق بك ، وطالما قلت أنها ورقة ضغط فلا بأس لأجل الحماية الشاملة سأتقبل ذلك
ميار:- والآن … علينا أن نخطط سوية لما سنفعله في لاحق الأيام ، أعلم أنني أرهقك بهذا لكن الوضع لا يحتمل التأجيل أنا سأتكفل بكل شيء وما عليك سوى أن تستعيد عافيتك لعدة أيام وبعدها سنطير سوية لروما …
حكيم(بلهفة):- يعني سأرى ميرنا
ميار(عض شفتيه وشرد في طيفها):- سنراها …
حكيم(نظر إليه):-وجوزيت ستأتي أيضا ، ما يعني أن النار والبنزين سيلتقيان
ميار(اتكأ على سطح الكرسي بأريحية):- متوقع
حكيم:- لم تجبني من المشرف على التحقيق ولماذا تحتقره لهذه الدرجة ؟
ميار(رفع شفته بتقزز حين ذكره):- لأنني أعرفه منذ الطفولة ، كان صديقا لي في البداية لكنه خانني وطعنني في قلبي حين فكر أنه قادر على انتزاع جوزتي مني .. الأبله البغيض
حكيم(غالبه الضحك):- ههه ههه الأمر يخص جوزيت والله وأنا الذي اعتبرتها جالبة للنحس ، ها هي ذي قد سلبت لب قلوب الرجال ههههه عال يا جوزيت والله تستحقين
ميار(طقطق بإصبعه على طرف الكرسي وهو ينظر إليه):- ما مدى وجع إصابتك الآن ؟
حكيم:- خفُت قليلا ، لما سألت ؟
ميار:- لكي أضربك على صدرك لعلك تستوعب ما يخرجه فمك الأخرق هذااااا
حكيم:- ههههه أشعر باحتراق دارات الغيرة برأسك ، الله الله
ميار(ضربه لكتفه):- أنت تغيظني الآن يا حكيم ، دعني أنظر إليك بعين الأخوة بدلا من أن أطالعك وكأنك غضنفر
حكيم(سعل من شدة الضحك):- هههه حسن حسن لا تغضب ، هاتِ اللي عندك ما الخطة ؟
ميار(امتص شفتيه):- جهزت كل شيء بخصوص العضو الذي سنكشفه كنت حائرا ما بين 5 و4 لكن وجدت أن 5 صاحبة مشاكل وأيضا هي لا تستحق أن ننشغل بها هذه الفترة .. لذلك صوفيا أنسب حل
حكيم(عقد حاجبه):- صوفيا !!! … ميار أنت تدري أن تلك المرأة تتمتع بحصانة غضنفر شخصيا يعني هذا سيضربه في الصميم
ميار(غمزه):- وهذا عز الطلب ..
حكيم(ابتسم):- أشعر بالمتعة منذ الآن .. دعنا نحرقهم وليعرف غضنفر أن اللعب معنا ليس بالشيء الهين
ميار:- بالرغم من أنني أرى أنها سوف تخرج في غضون سويعات من احتجازها ، لكنني واثق من أنها ستكون صدمة وعلامة على خد غضنفر
حكيم(غمز له بدوره):- متشوق يا صاح ! …
ميار(نهض باستقامة):- طالما الخبر بأذنك الآن لا تنسى مشاهدة نشرة الأخبار صبيحة الغد ، هااا الليلة سأتناول العشاء رفقة إياد يعني سنجدد أواصر الأخوة وددت لو كنت معنا لكن صحتك أهم … هيا لا تطل البقاء هنا أمامنا عمل
حكيم:- لا والله وكأنني هنا طوعا ، أصلا أمقت البقاء في المستشفى وغدا ستجدني بالبيت
ميار:- جيد لأن جوزيت ستموت على رؤيتك ، أظن بأنها قد أصبحت مولعة بك
حكيم(نظر إليه بحسرة):- مثلما أصبحت ميرنا معك ؟
ميار(اختفت بسمته وناظره بعمق):- وضعي مع ميرنا مختلف ..
حكيم:- لست أفهم ولا أرغب بأن أفهم ، أساسا وضعي لا يسمح لي الآن
ميار:- أي وضع ؟
حكيم(تدارك جملته وأردف بتفتفة):- أقصد إصابتي
ميار(أراد أن يعرف ما إذا كان سيصارحه بطلاقه):- أنت لا تخفي عني شيئا صحيح ؟
حكيم(أبعد عينه عنه):- وماذا سأخفي ؟
ميار(مط شفتيه ووضع يده بجيبه):- أي شيء ؟
حكيم:- عدا عن أنني بدأت أستلطف مواساتك لي ، لست أخفي أي سر ههه
ميار:- ههه أراك فيما بعد عيوني عليك لا تقلق .. ها بخصوص المرأة التي أنقذتك هل تملك معلومات بخصوصها يجب أن نشكرها على ما فعلته معك ؟
حكيم:- أ.. بخصوصها لا تشغل بالك طلال تكفل بالموضوع
ميار(فتح باب الغرفة ولوح له):- أوك سلام
توجس من الأمر الذي يطعنه في صميمه مذ أن بلغه به طلال قبل ساعات ،طيب قد اختار بنفسه نتيجة هذا الحلم لذلك لا يسعه الآن أن يتذمر … شعوره بأنه سيتعرض لسوء لم يأتِ من فراغ فقد بدت عليه معالم القلق قبل أيام من البرنامج ، تحديدا بعد تلك الليلة التي هرع إليها حين كان ميار مصابا بالحمى ، وقتها عرف بعد حديثه معها أنها لن تتنازل عن عنادها وعليه أخذ جل تدابيره الخاصة تحسبا لأي طارئ … كله يهون إلا أنه يفرط بعصفورته الصغيرة فقد كان هذا ما آلمه عميقا جدااااا والآن عليه مواجهتها والنظر لعينيها دون أن يستلذ طعم تلك النظرات لأنها لم تعد متاحة له، تأوه عميقا لحظتها فقد وجعه صدره من شدة التفكير لذلك آثر أن يركز انتباهه لشيء آخر مختلف ، مثلا مثلا شيء مثل لورينا ! ….
طلال:- هههه أمهلتني ساعات وأنا في غضون دقائق كنت قد وصلت لنتيجة
حكيم(لمعت عيناه بفرح):- هل وجدتها ؟
طلال:- كما توقعت تماما عادت متنكرة للحصول على هويتها لكنني سبقتها وهي الآن في طريقها للقصر البحري
حكيم:- امممم… طلطل تعلم ما عليك فعله صحيح ؟
طلال(بعدم فهم):- سأحتجزها لحين خروجك بالسلامة
حكيم:- تؤ ليس هذا ما أريده ، لا أملك وقتا لذلك عليك أن ستهربني الآن من المستشفى
طلال(بفزع):- مااااااااذا قلت ؟
حكيم:- ما سمعته يا روحي ولا تأخذ وقتا طويلا في الصدمة ، ركز معي أنا مقبل على أيام أصعب من التي مضت لذلك علي أن أنهي مشكلة لورينا قبل أن تتفاقم
طلال:- ننهينا يا حكيم لكن أنت ما تزال مصابا ومريضا و
حكيم:- سأتناول أمَّ الأدوية في موعدها ، سأدع أحدا يغير ضمادتي لكنني سأخرج الليلة من هذا المكان وإلا سأفقد صبري
طلال:- تمام تمام لن نستعجل بما أننا نملك ممرضات حنونات بالمحيط ، أظن بأن الموضوع محلول بعض الشيء
حكيم:- يعجبني تفكيرك
طلال:- وأنا تفزعني تصرفاتك المفاجئة ، هيا دعني أخطط لتهريبك فأنت في الأخير لن تهنأ قبل أن تقحم رؤوسنا في الخطر
حكيم:- أعتمد عليك يا غالي
تنفس بأريحية وهو يشعر بالانتصار فإمساكه بلورينا يعني إغلاق باب المشاكل للأبد ، هذا يعتمد على نوع المشكلة التي أتته بها هذه المرأة التي ظهرت من العدم كي تتبرع له دون سابق إنذااااااار ….
كانت مقيدة من يديها وهي تترجل من سيارة رجاله الذين قادوها نحو باب القصر البحري ، وعلى رأسهم داغر الذي تولى مأمورية إحضارها وحمايتها من أي خطر غير مرتقب ، أدخلها بعد وهلة لغرفة معينة ولم يبالي بامتعاضها أو بصراخها بل فك قيودها وتركها وحيدة هناك تصارع نتائج أخطائها الغير محسوبة …
لورينا(بعصبية صرخت وهي تنفث شعرها):-حليها الآن يا لورينا هيا هيا …. فكري عليكِ أن تعودي لروما قبل يومين وإلا ستضعكِ أمكِ في قائمة المفقودين ، وساعتها سيكون إصبع الاتهام مصوبا تجاه حكيم بدون تفكير حتى وهنا لن يسعني حمايته … أف يا ربي ما الذي دهاني حتى نسيت هويتي وإلا لكنت بالطائرة الآن
بتوتر عضعضت شفتيها وهي تفكر وتفكر في حل ، حتى هاتفها جردوها منه والآن لا يسعها سوى الانتظار المضني ، لعل حكيم يرأف على حالها ويغفر لها حضورها الغير متوقع …
في بيت الراجي
كانت نور تحاول جهدها أن تفهم من دينا ما سبب انزعاجها الواضح على ملامحها منذ أن عادت وتفقدتها ، أخبرتها عواطف أنها لم تتناول طعامها ولم تبرح حتى غرفتها وأرجحت أن السبب من ضغط الامتحانات هذه الفترة .. لكن الأمر امتد حتى النوم إذن المسألة غريبة وعلى نور التدخل بفرقتها لأجل معرفة أصل الموضوع …
دينا(بتذمر رمت دبدوبها أرضا وهي ترفع الغطاء):- لم تصرين على معرفة شيء حدث وانتهى يا أمي
نور:- من حقي أن أعرف ، ما الذي جرى معكِ بالمؤسسة ؟
دينا:- لا شيء
نور:- اسمعيني جيدا ذلك الخسيس الذي يقود الباص خاصتكم لو أعاد الكرة وقام بخرق القوانين والإسراع بكم ، فقط أخبريني وأنا سأخرب بيت أمه
دينا(نظرت إليها مليا):- ألا توجد لديكِ طريقة أخرى لحل المشاكل ماما ، دوما ما تستعينين بالتعنيف والغضب لكي تحلي الأمور وهذا يربكني
نور(عقدت حاجبيها وهي تقترب بجبهتها من جبهة دينا):- بنت …. هل هنالك شاب في حياتك ؟
دينا(حولت عينيها وعادت للنوم):- وهذه طريقة أخرى للهرب من سؤالي ،جيد مامي جيد
نور(عضت شفتيها):- طيب لو تخبرينني ما الذي يزعجكِ ، ربما سوف أكتفي بالشتم ؟
دينا(رفعت الغطاء مجددا ونهضت لتجلس قبالتها):- التقيت بعمو فؤاد
نور(هنا سحبت نفسا عميقا وكأنها تشعل الحطب في قلبها لتنفخ فيه وتشتد ناره):- لقد نبهته ألا يعترض طريقكِ ، ما الذي أراده من زيارته تلك ؟
دينا:-أراد محادثتي في موضوع خاص ، لكنني اعتذرت منه وركضت صوب سيارة المؤسسة
نور:-ههه يس هذه هي ابنتي
دينا:- ولكنني لست بنفس بهجتكِ ماما ، أشعر بأنني قمت بفعل خاطئ معه هو لطيف ولا يستحق أن أعامله بهذا الشكل إكراما لكِ كي لا تغضبي منا
نور(أمسكت يد دينا):- دندونتي ما تفعلينه هو الصح ، ذلك الرجل خطر وعليكِ ألا تثقي به
دينا(سحبت يدها):- كيف تقولين هذا عنه ، إنه الرجل الذي وافق على أن يرافقني لحفلة الآباء دون شروط فقط لأنه يحبني ويعاملني كابنة له … أمي قد بدأت أسأم من تصرفاتك معه يا ليته لم يدخل حياتنا لكي لا نؤلمه بهذه الطريقة المهينة
نور(بعدم تصديق نظرت إليها):- متى امتلكتِ لسانا يتفوه بكلام الكبار ؟
دينا(هزت رأسها بدون فائدة وغطت نفسها وهي تضطجع من جديد):- في اللحظة التي ستعاملينني فيها بنسبة عمري وكما أستحق ، ربما ستتمكنين من رؤية الحقائق التي تموهينها لكي تبقى السيطرة طوع يديكِ
نور:- بنت …
دينا(بتجاهل):-دعيني أنام ماما رجاء
نور(بغضب رفعت الغطاء من على وجه ابنتها):- انهضي الآن وكلميني ، ما هذه الجرأة التي تحاورينني بها أظن بأن زياراته المتكررة لكِ لا تزيدكِ سوى تمردا وطيشا
دينا(نهضت بملل):- أرأيتِ كيف تستبقين الأحداث وتظلمين الرجل
نور:- أريد أن أفهم ما الذي يجعلكِ تثقين بذلك الرجل وتتتعلقين به لهذه الدرجة ؟
دينا(هزت كتفيها بجدية):- ربما لأنني أحسبه الأب الذي لم أعرفه يوما ؟
جملة بسيطة نعم ولكنها هزت عرش كينونة نور ساعتها ، والتي ناظرتها بحدقتين مهزوزتين وعيون تائهة في بحر ذلك الجواب الوجيز ، والذي حرك براكينها الدفينة وجعلها تنهض من محلها وتغادر الغرفة دون أن تلفظ حرفا واحدااااا .... اتجهت لغرفتها وصفقتها خلفها بغضب جامح وهي تتنفس بعمق وتمسح على رقبتها كي تستدرج بعضا من السكون الذي سيمسح عنها تلك الحقيقة التي أحرقت أعصابها , كله بسبب فؤاد رشوان لو لم يدخل لحياتها لما ارتبكت موازين العلاقة بينها وبين دينا التي لم تعد تفهم منها ولا شيء ...
فؤاد(نظر للهاتف بعدم تصديق ثم قام بالرد):- بمن أدين لهذه المكالمة الملكية ؟
نور(بنفاذ صبر):- تدين بها لحفار القبور الذي سأمر به هذا المساء إن شاء الله لكي يخصص لأجلك قبرا ملوكيا على كيف كيفك فؤاد بيك
فؤاد:- ههه طالما أنتِ على آخر أعصابك ، معناه أن دينا أخبرتكِ بزيارتي لها اليوم
نور(أخذت تطقطق بكعبها أرضا):- هل لي أن أفهم ما سر زيارتك لابنتي ، ألم أكن واضحة معك وأخبرتك بكل اللغات ألا تقترب منها ... يعني كيف سأجعلك تفهم عدم رغبتي بلقائك بهااااا ؟
فؤاد(بحنان):- أتعلمين شيئا ؟
نور(نفثت من بين أسنانها):- خير ، أو لحظة أي خير الذي أنتظره منك ومن سلالتك التي لا تجلب لنا سوى الشؤم
فؤاد(أطال باله لحظتها):- مقبولة منكِ عزيزتي نور ، لا بأس سيأتي يوم وتدفعين ثمن كل هذه الإهانات والشتائم
نور:- هل أعطيك رقم حسابي البنكي ما ربما أردت أخذ التعويض نقدا
فؤاد:- مهما فعلتِ بي يا نور عيوني ، ستبقين امرأتي المختارة التي عنها لن أغيب
نور(ارتج وجدانها من جملته ووضعت خصلة خلف أذنها بعصبية):- اسمعني جيدا لو كنت تظن أنني سهلة الإقناع وأنك ستبتلع عقلي مثلما فعلت مع ابنتي فأنت مخطئ ، أنا نور الراجي ولا يستطيع أي رجل أن يضعني تحت قبضته ولو كان نفس الرجل الذي وهبته قلبي ذات زمن مضى أكرر مضى مضى ولن يعووود .....
فؤاد:- آه أيتها المخادعة ، لو لم توافقي على خطوبتنا لكنت صدقتكِ .. هيا حددي لي موعدا لأنني غير قادر على الانتظار
نور(مع نفسها):- أوه لا الآن أصبحت مشكلة ، لكنني سأنفذ منها مهلك علي يا فؤاد بس / أ... عن أي خطوبة تتحدث يا رجل أختي في المهجر لا نعلم عنها أي شيء وابن عمي طريح المشفى وتقول لي خطوبة ، صدقا أثبت أنك مختل عقليا وبحاجة لدماغ فوري
فؤاد(بحسم):- لا أريد دماغا بل موعدااااا يا نور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نور(صغرت عينيها بلؤم):- آخر الأسبوع
فؤاد:- ولما آخر الأسبوع يعني هل لي أن أفهم لما ليس قبلا ؟
نور:- لعدة أسباب يا فهيم زمانك ، البنات ستنتهي امتحاناتهم وقتها وأيضا سيكون حكيم قد استعاد صحته قليلا ، ومن بين هذا وذاك طالما أنا اخترت الموعد ليس من حقك أن تتدخل في قراري ليس من أولها على الأقل ...
فؤاد(بحماس):- أراكِ نهاية الأسبوع إذن يا نوري ... سلام
نور(نظرت للهاتف لتتأكد من أنه حتما أقفل الخط بوجهها):- والله فصله بوجهي ، طيب يا فؤاد يا رشوان حسابك معي بالأخير
بصوت كفحيح الأفاعي نزلت لكي تبشرهم بالخبر الغريب لكن لم تستطع النطق بحرف ، فقد استوقفها دخول الضيوف المفاجئين على غفلة ...
أم طلال:- هلا ببنتي نور هلا ، والله أنا مستغربة كيف يزداد جمالكِ هكذا كل مرة رأيتكِ فيها
نور(رفعت حاجبها):- أم طلال أعرف هذه الافتتاحية يعني مرت من هنا قبلا، لذلك أوجزي ما الذي ترغبينه مني ؟
عواطف(بحرج):- له يا نور ما هذا الكلام مع خالتكِ أم طلال ، هي لا تريد بكِ سوى الخير
أم طلال:- صح والله ، ولكي أريح بالكِ أكثر لم آتيكِ في مسألة عريس
نور(جلست واضعة رجلا على أخرى):- إذا كان الأمر هكذا معناه أننا على وفاق
مديحة:- هه أرأيتِ يا نجية أعند من هذه البنت ؟
نجية(لحقتها بصينية الشاي):- ههه أنا أفهمها هي تريد أن تحافظ على حريتها الشخصية ولذلك أمر الزواج بالنسبة لها شيء سيحرمها من ذلك
نور(صفقت لها):- خالة نجية أين كنتِ يا امرأة منذ زمن ، والله لا أحد أنصفني غيركِ
عواطف:- ههه يا عيني وجدتِ من يدافع عنكِ فنسيتِ طلب أم طلال
أم طلال(أمسكت كوب الشاي):- هذا ما أراه يا أختي عواطف ، ها أستسمعين مني الآن ؟
نور(أخذت كوبها أيضا):- تسلم إيدك خالة نجية ، لكن رجاء تعاملي بأريحية أكثر بالبيت أنتِ تعدين من العائلة وسيبقى النظام ساريا علينا واحدة واحدة بالمطبخ تمام ...
نجية:- لقد تعودت يا ابنتي وطالما استضفتموني ببيتكم دون شروط ، أنا بحاجة لأن أقوم برد الجميل بما أستطيع فعله
عواطف:- ونحن معكِ يا نجية وجودكِ معنا راحة
نور:- هه والآن يا أم طلال العنيد ما الذي تحتاجينه مني ؟
أم طلال:- أريدكِ أن تعرفيني بالمرأة التي يحبها ابني طلال ، لقد حدثني عنها سابقا ولكن حين طلبت منه أن يعرفني عليها رفض وتحجج بحجج واهية جعلتني أشعر وكأن هنالك خطبا ما يخص تلك المرأة
نور:- امممم أنتِ تطلبين الآن وشاية وهذه ليست بعادتي خالتي أم طلال
أم طلال:- ولما لا تقولين عنها وشاية هي جواب سيثلج قلب أم قلقة على ابنها ؟
نور:- هذا يترتب على الغاية
مديحة:- أم طلال ..نصيحة مني لكِ طالما ما تريدين معرفته بين أنامل نور فانسي الموضوع ، هي لن تعطيكِ ولا معلومة لأنها أعند من ابنكِ حتى
نور:- إيه الظلم ده أنا والله طيوبة ولكنني لا أجد من يفهمني
أم طلال(بتذمر):- يعني لن أجد غايتي عندكِ صح ؟
نور:- خالتي أم طلال يشهد الله كم أعزكِ ، لكنني صديقة مخلصة ولا أخون صديقي لأمه ولو حتى طبخت لي أكلتي المفضلة ليل نهار
أم طلال:- بئسا لكِ
نور(غمزتها وهي تنهض):- ههه هذا القانون
عواطف:- أم طلال لا تغضبي منها لكن أجد أن معها حق ، طالما تحفَّظ طلال عن سيرة الفتاة إلا وكان يملك رغبة بأن يعرفكِ بها في الوقت المناسب فلا تستعجلي
أم طلال:- فهمت فهمت ، لكنني سأردها لكِ يا نور وهذا وعد مني
نور(توجهت للرواق):- أنتظركِ بفارغ الصبر خالتي ...
مديحة(كتمت ضحكتها):- الشاي قد برد يا امرأة ، اشربي اشربي وانسي الموضوع
أم طلال(أمسكته بعصبية وهي تتناقل بعينيها بين عيونهن الضاحكة):- حممم ..
هنا دخلت نور لغرفة جدتها التي كانت تصلي وانتظرتها حتى فرغت من صلاتها وهي جالسة بتعقل على الكنبة المخصصة لهكذا زيارات طارئة ...
نبيلة(وضعت السجادة على الكرسي وجلست على طرف السرير قبالة نور):-ماذا هناك هل توجد أخبار عن ميرنا أو حكيم أهو على ما يرام ؟
نور:- بخير بخير كلاهما بخير ، الموضوع يخصني أنا
نبيلة(استندت على عصاها باهتمام):- طالما يخصكِ أنتِ إذن فأنف الرشواني بنصف الموضوع
نور(فركت يديها):- سيطلب يدي آخر الأسبوع
نبيلة(ارتجت عينيها وناظرتها بعمق وهي تحاول قراءة خفاياها):- ع أساس لم تكوني موافقة ؟
نور(أشارت بيدها وهي تسحب أنفاسا عميقة):- وما زلت
نبيلة:- نور بُنيتي جدتكِ لم تعد ذات صبر لكي تفك الأحاجي ، اختصري ما لديكِ وبدون لف أو دوران أعطني المفيد
نور(وضعت يدها تحت فكها مستندة بها وهي تبحث عن كلمات مناسبة):- كنت قد قررت أن أعطيه درسا لا ينساه ، لكن هنالك غصة في قلبي تعترض طريق قراري الذي اتخذته سابقا جدتي فما تفسيركِ للأمر ؟
نبيلة:- أنا لا أعلم أصلا خفايا الموضوع ولا تبعاته فحبا بالله تكلمي بلغة مفهومة
نور(تنهدت بعمق):- ألم يكن لكِ شرط يا جدتي لقبول هذه الخطوبة ، إما أن يحضر أبوه ضرغام ويدخل بيتنا يا أو يتم رفض طلبه
نبيلة(ضحكت بهزل):- ضرغام لن يفعلها
نور(بإصرار):- بلى سيفعلها
نبيلة(صغرت عينيها بتخمين):- إلى ما تسعين يا ابنة سليم ؟
نور(تنهدت عميقا):- فؤاد جرحني في صميمي جدتي ، ولن أكون نور الراجي إن لم أجعله يتجرع الألم وأرد له الصاع صاعين
نبيلة:- هء هه أخشى أن تنتقمي من نفسك بدلا عنه ، ترددكِ خير دليل على ذلك نور
نور(تأففت):- لن أؤذي نفسي ، لقد درست جوانب المسألة جيداااا جدا .. سيأتون للخطبة وسنضع أنف ضرغام أرضا وسنجعله هو وحفيده يغادران هذا البيت وهم يجرون أذيال الخيبة والشماتة ، لن نكون راجيات إن لم نعطهم درسا في أساسيات التعامل معنا …
نبيلة(تنهدت عميقا):- من جهتي ستجدين دعمي وسندي ، فأي شيء تفعلينه بذلك العجوز الهرم لن يشفع له خطاياه القديمة معي لذلك أنا لا أفكر سوى فيك وفي فؤاد ..
نور:- ومنذ متى تهتمين لأمره ؟
نبيلة(رمشت بعينيها ونظرت للبعيد):- إن دخول ضرغام رشوان لبيت الراجية يعني شيئا عظيما سيثقل كاهله بالويلات ، ستسألينني لماذا سأخبرك لأنه رجل خبيث لا يطأ مكانا إلا وإذا كان يملك غاية وطالما وافق على أن يضع أنفه أرضا ويدخل عتبة دارنا فأكيد للموضوع خلفية أخرى
نور:- كيف تعرفين كل هذاااا جدتي ، أنا أملك شكا في أن الرشواني الذي تزوجته سابقا هو ضرغام تصرفاتك معه تدل على ذلك فهل هو قاتل ابنتك ؟
نبيلة(دمعت عيناها من سيرة هبة):- أجل هو … ومهما جارت هذه السنون لن أغفر له ما حييت
نور:- هههه إذن ربما ستقتصين منه يوم الخطوبة ها جدتي أتوافقينني الرأي ؟
نبيلة(ضحكت من جنون حفيدتها):- بل سأشاركك بصمتي وأعطيك كامل الصلاحية لتلقينهم درسا لن ينسوه حتى الأبد ..
نور:- ياااااه كم ارتحت نفسيا الآن ، كان هذا الأمر يضغط على صدري بشكل مريع
نبيلة(أوقفت نهوض نور بعصاها معترضة طريقها):- أنت تلعبين بالنار
نور(تنهدت بقوة وهتفت):- الراجيات تستحققن كل العناء صح جدتي ؟
نبيلة:- أتعلمين ما يقتل الراجيات يا ذكية ، إنه غرورهن فلو سمحتِ له بأن يتعدى الخطوط الحمراء هلكتِ قبل أن تحققي النصر الذي تنشدينه
نور(توجست من حديث جدتها قليلا ولكنها استعادة رباطة جأشها):- مع ذلك أجد أن ذاتي تستحق
دينا(اقتحمت خلوتهما):- عذرا لاقتحام اجتماعكما السري لكن الخالة نجية تخبركم أن الأكل جاهز نبيلة(نهضت):- نحن قادمتان صغيرتي ..
نور:- ما تحدثنا به سيبقى هنا جدتي ، دعيني أنا أخبر ماما وخالتي بحضور فؤاد وأبيه آخر الأسبوع
نبيلة(رسمت خط القفل على فمها):- ربما ستكون جدتكِ أنانية هذه المرة فالوضع يستحب صمتي
نور:- آه يا جدتي راجية وربي والراجيات لا ينسون ثأرهن مهما مر من الزمن
نبيلة(رفعت حاجبها باقتصاص من ضرغام):- أطاوعكِ لأنني أرغب برؤية نهاية هذا الأمر ، وستفهمين غايتي من قبول هذه المسرحية التي تنوين عرضها بقوانينكِ وشروطك
نور(تحمست):- سترين جدتي سترين ..
والله يعني حسب شوفتي نحن من سنرى فيكِ أياما سوداء يا أختي يا نور ، حرام عليكِ فؤاد لا يستحق ههه ، طبعا رفضت الاستماع لي وتركتني أهذي وحدي وذهبت لتناول العشاء بأريحية يحتار لأجلها العجب ^^
بعد مدة
صدف دخول زوبعة ثنائية من باب البيت جعل عواطف تستنفر قلقا لحل الإشكال الواقع
عواطف:- لما تأخرتم كل هذا ؟
عفاف:- إنها المواصلات ثم جلسنا بالحديقة قليلا لعلنا نقوم بحل الإشكال
عواطف(بعدم فهم):- أي إشكاااال ؟
نهال(بعصبية):- أقسم لكِ أنه لو لم يكن أخاكِ لبصقت في نصف وجهه الغبي الحقير
شيماء(ببكاء):- أكيد هذه أوامر أبي ، يريد أن ينغص علي حياتي بعد أن استقرت
إخلاص(دخلت وهي توحد الله بانهيار):- منك لله يا عمر منك لله ، اهئ اهئ
مديحة(خرجت من غرفة دعاء وهي تناظرهم بهلع):- ماذااااا حصل ؟؟؟
عفاف:- هييه لا تسألي يا خالتي ما حصل قد حصل
عواطف:- لتشرح لنا إحداكن ماذا يحدث .. إخلاص ابنتي لما تبكين أنتِ وشيماء ؟
نهال:- لأننا رأينا ابنها المخنث ..
عفاف:-بنت احترمي نفسكِ واجلسي هناك بأدب
نبيلة(مطت شفتيها):- اجلسوا جميعا بهدوء ، لو سمحتِ يا نجية بعض الماء هنا
نجية:- على عيني
دعاء(انضمت لهم وهي تربط حزام ردائها):- خيرا يا بنات ما الذي أزعجكم هكذاااا ؟
عفاف:- ألم نذهب لإحضار بطاقات الدخول للامتحان الخاصة بالبنات ؟
عواطف:- ذلك ما حصل وبعد ؟
إخلاص(أمسكت كوب الماء وشربته):- اهئ
مديحة:- وبعد يا بنات وبعد ؟
نهال:- ما إن أحضرناها بسلام ورأينا القاعات التي سيتم فيها الامتحان الخاص بكل واحدة فينا ، قمنا بإحضار بعض الأوراق من المكتبة والتي تخص كل من سيجتاز الامتحان .. الآن كل شيء على ما يرام إلى أن وقفت على رأسنا تلك الحرباء جيهان وهي تتوعد بوعيد خبيث قال ما قال لم يعجبها تصرف خالتي ميرنا معها أقصد جوزيت وقتها
عواطف:- ههففف ماذا فعلت جوزيت لها ؟
شيماء:- ما كان يجب أن يحدث ، لقد هددتها أنها ستتابع الموضوع وسوف تلاحق شامل وهشام إن حاولا التعرض لنا مجددا وهنا نهال تشاحنت معها واجتمع الكل حولنا وصرنا أضحوكة
نهال:- سخروا منا ومن سيرة أبي ..
عواطف(اهتزت عيناها بأسف):- من الأحمق الذي تطاول على ابني طارق ، أيا كان فهو أحمق وغبي ووغد أيضااااا
دعاء:- خالتي … ماذا تقولين يعني لا يجوز أمام البنات ؟
عواطف(فلتت أعصابها):- جيد أننا بآخر السنة وإلا لكنت تسببت بمشكلة مع هؤلاء الوقحين
إخلاص:- الحمدلله الحمدلله
مديحة:- طيب فهمنا سبب الخصومة لكن ما الذي أحضر عبد الجليل إلى هناك ؟
نهال:- وهو الآخر توقع أن شيماء ستكون لوحدها اليوم ، وأراد أن يستفرد بها ويرعبها لتعود معه للبيت بطريقته يعني لكنه فوجئ بتواجدنا جميعا ولم نترك كلمة إلا وجعلناه يسمعها
إخلاص:- أتصدقون لقد نعتني بالانحلال كوني أعيش هنا ، لقد أصبح نسخة عن أبيه
شيماء:- أصلا هو دائما مثله لقد تسمم منه وشرب من طبعه الفاسد الكثير
عواطف:- أيا كان لا يجوز أن تتحدثي عنهم بسوء يا شيماء ، هيا اصعدي لتبدلي ثيابكِ أنتِ ونهال وراجعا ما تبقى لكما من دروس
مديحة:- وأهم شيء أخرجا ما حدث معكما من رأسكما ، غدا يوم مهم وعليه سيتم تحديد مسار دراستكما فلا تخذلوا مجهودكما همم
نهال(ربتت على كتف شيماء):- هيا يا شيماء ..
عفاف:- هفف أصبحت تلك الثانوية كابوسا بحق
إخلاص:- قريبا سنرتاح منها أيام الامتحانات وننتهي
عواطف:- على الله
دعاء:- نفسي أفهم ما الذي قالته جوزيت لتلك الحشرة حتى أرعبتها هه
نبيلة:- أكيد وضعتها في موضع الحشرة فعليا وهذا ما جعلها تحارب بفشل ظنا منها أنها الجبهة الأقوى ، لكن مع من
مديحة:- أمي تنتظر التطرق لتلك الفتاة فقط لتمدح فيها
دعاء:- إنها امرأة بحق .. أحببتها
نبيلة:- وأنا أحببتها يكفي أنها راجية أبا عن جد
عواطف:- بنتي عفاف قومي قومي وأحضري حبة وجع رأس ، حين تبدأ جدتكِ باستذكار عرق الراجية يتشنج عقلي
نبيلة(زورتها بتعفف):- أصلا كل من جوزيت وميرنا لم تشبها بعضهما عبثا ، هنالك شيء مشترك بينهما ومصير الأيام تثبته
مديحة:- يا راحتك يختي يا نبيلة الله الله …
نجية:- هه سأفتح الباب أكيد هذه رنيم قد عادت
رنيم(انضمت لهم):- أنا جيييت هل اشتاق لي أولادي الحلوين أين همااااا ؟
عواطف:- قولي مرحبا كيف الحال أولا ، إنهما نائمين ويدوب وضعتهم نجية بأسرتهم لذلك لا تصدري صوتا واجلسي هناك
رنيم:- جلسنا هاااه خيرا ما سر هذه الجلسة المريبة ، أكيد هو اجتماع عاجل يخص مصيبة جديدة
عواطف:- ما شاء الله تبارك الله أصبح لبناتنا حدس لا يخطئ تفاءلت أنا
مديحة(ضربت كتف عواطف):- ههه الله يخرب هبلك يا عواطف ما كذبتِ …
قاموا باختصار الحكاية لرنيم التي شهقت وضحكت وحزنت وكل المشاعر تضاربت بقلبها ، فمن كان يعتقد أن العودة للبيت مملة خصوصا بيتهم هو دوما وعلى مدار الساعة مليء بالإثارة والتشويق …

في روما
وصل قبل مدة للمبنى الذي احتجزوا فيه ميرنا ، ومذ وصوله وهو محتجز بدوره في غرفة مستقلة منفردا دون ظهور لأي شخص من فئة المحققين … مرت ساعة وهو يدور بتوتر في المكان جيئة وذهابا ، وأحيانا يطقطق على سطح ذلك المكتب الوحيد الموجود بتلك الغرفة وينادي دون جواب ، أين ميرنا أين المحقق أين الناس ثم لما أبقوه وحيدا في غرفة بعيدا عنها ، لما لا يراها يعني ما الداعي لكل هذه السرية ما الذي يحصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …
وائل(نفذ صبره ونهض بعصبية ليطل من النافذة الزجاجية):- أيوجد أحد هنا … ميرنااااا ميرنااااااااااااااااااا أين أنتِ ؟؟؟؟؟؟
بغضب أخذ يطرق على الباب دون توقف فقد قارب على الجنون ، حبيبته محتجزة في مكان ما وعليه الوصول إليها وإلا فقد صوابه وضرب بكل هذا الهراء عرض الحائط ، لم يمضي سوى بضع دقائق حتى أتاه شخص إيطالي وطلب منه اللحاق به … طبعا توجس منه وائل في البداية لكن طالما ميرنا هنا فسوف يثق بحدسه ويلحق بأي أثر يوصله إليها ، لحق الرجل إلى أن وصل به لغرفة جانبية وما إن فتحها ولمح ميرنا حتى هرع إليها معتصرا إياها في حضنه
ميرنا(متشبثة به):- أنا بخير لا تقلق علي
وائل(أمسك بوجهها بين يديه وهو يتطلع إليها ليتأكد حقا أنها على ما يرام):- لم يتجرأ أحد على أذيتكِ صح حبيبتي ؟
كاظم(استدار من الجانب وهو يصفق):- يا الله ، فيلم من عهد روميو وجولييت يعرض أمامي مجانا قمة الروعة
وائل(تقدم ليجعل ميرنا خلفه وواجه الرجل متأملا إياه بتمعن):- أنت المحقق إذن ؟
كاظم(مد يده ليصافحه):- كاظم النابلسي
وائل(نظر ليده وصافحها بامتعاض):- أظننا قد تجاوزنا مرحلة التعريف عن أنفسنا ، أوجز وأخبرني ما الداعي لكل هذه الديباجة فميرنا ليست متهمة بشيء ولا يحق لك أن تبقيها أسيرة لديك دون سبب وجيه أو دافع لذلك …
كاظم(اتكأ على طرف المكتب ونظر إلى يد ميرنا التي تشبثت بذراع وائل):- هل تعلم أنني كنت بحاجة لدرس في المحاماة ، وأظنك تكبدت عناء الحضور لكي تلقي على مسامعي بعضا من حقوق المواطن علما أنني لست بحاجتها … فميرنا ضيفتي أليس كذلك ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها):- وائل علينا أن نتحدث .. كاظم ليس شخصا سيئا إنه تحري في الاستخبارات الدولية وهو سيعتني بنا طوال تواجدنا هنا لمضاعفة الأمان
كاظم(بامتنان):- صديقتي ميرنا … أظنني سأنتقل من مرحلة الإعجاب بكِ إلى مرحلة الهذيان
وائل(باحتدام):- استوعب ما الذي تتفوه به يا سيد ، هذه تعد امرأتي وأنا لا أسمح لك بأن تتطاول هنا وأود معرفة ما الذي يجري وإلا حاسبتك على كل هذا وبشكل لن يعجبك
كاظم(غمز ميرنا):- اختصري له يا ميري ولنا حديث
ميرنا(أمسكت يد وائل كي لا يتهور ويقدم على شيء غير مستحب):- ستسمع مني وائل الموضوع لا يحتمل التأجيل .. اجلس لو سمحت
وائل(أحنى حاجبيه وهو ينظر إليها وجذبها لحضنه في عناق حار):- قلقت عليكِ ، كدت أجن لو أنكِ في مأزق لكن أنا مرتاح الآن كونكِ بخير … حبيبتي لن تغيبي عن عيني بعد اللحظة آسف لأنني لم أعد باكرا وتركتكِ وحيدة
ميرنا(نظرت إليه بعمق وبحرارة حنونة):- أتفكر بشأني وأنا التي خذلتك ، أتود قتل الجزء المتبقي من خجلي الذي استهلكته بعد فعلتي الشنيعة معك ؟؟؟؟؟
وائل(مسح على خدها وقبَّله بدفء):- روحي … وبلسمي دعينا نغادر هذا المكان وبعدها سنتحدث على روية أنا وأنتِ لحين نصل لحل ينسينا مرارة ليلة أمس
ميرنا(جلست وجعلته يجلس قبالتها):- مهما قلت لن أستطيع أن أوفي حقك معي يا حبيبي ..
وائل(ناظرها بعشق وهو يداعب يدها):- أرأيتِ كلمة حبيبي هاته بالنسبة لي تُحتسب هناء ورغدا لروحي المتعبة
ميرنا(اتكأت بجبينها على جبينه وهي تتنهد بدموع):- ستسامحني أنا واثقة من ذلك
وائل:- حمقائي أنتِ … هيا أخبريني ما الذي يريده هذا التحري منكِ ؟
ميرنا(زفرت عميقا وأردفت):- بل ما الذي يريده منا …
وائل:- يعني ؟
ميرنا:- إنه يعلم بكل شيء عني وعنك وعنا جميعا ، لديهم معلومات وطيدة تفيد كلما توصلنا إليه في آخر فترة وبما أنني أفشيت السر على الملأ لم يعد هنالك ما يُخفى ، صار لزاما أن تُكشف كل الأوراق فيما بيننا وبينهم
وائل:- من هم أصلا ؟
ميرنا:- وكالة استخبارات دولية تتابع قضية الفهد البري منذ سنوات ، لم أفهم بشكل توضيحي فقد كان التحقيق مقتصرا على الفترة التي قضيتها في عهدة ميار … لقد أجبتهم بصدق وبكل ما مررت به وحتى المعلومات التي توصلت إليها بلغتهم بها والتي اكتشفها إياد أيضا بخان تلك المرأة كهرمانة أعطيتهم دلائل بخصوصها ، يعني وضعت كل شيء شفهيا بعهدتهم ولا يلزم الآن سوى توطيد ذلك بحجج ثابتة لن يتمكن إلا ميار وحكيم وجوزيت من جلبها إليهم
وائل(صغر عينيه بتفكير):- لكن كيف سيحدث ذلك وهم في واد ونحن في واد آخر ، لا تخبريني أنه قام باستدعائهم للتحقيق هناااا فهذا أبعد مما يمكنني تقبله ؟
ميرنا(بقلة حيلة):- تحديدا هذا ما وقع
وائل(ضرب على سطح الطاولة بعصبية):- هذا ما كان ينقص …
ميرنا:- وائل بليز الوضع لا يتحمل غيرة ، نحن في خضم مصيبة علقنا فيها رغما عنا ويجب أن نحارب كي نخلص أنفسنا ونخلص الآخرين من حولنا … كلهم مهددين بالخطر أولئك المجرمون لا يعرفون الرحمة هم لا يلعبون وإن نحن استسلمنا الآن لضغائننا سوف لن نصل لنتيجة ترجى … بل سنظل عالقين في غياهب الظلمات نناشد الموتى وننتحب
وائل:- لطالما كنتِ متحدثة لبقة ، ولا يسعني معكِ إلا رفع الراية البيضاء تمام أنا معكِ لكن دعيني أرى ما في جعبة المحقق وأوافيكِ بعد قليل كي نغادر هذا المكان
ميرنا:- عدني أنك لن تسبب مشكلة ؟
وائل:- أنا أكثر منكِ رغبة في التخلص من هذه المشاكل كلها لكي أنفرد بكِ ونرى حياتنا ميرنا ، إلى متى سنبقى في هذه الدوامة التي لا تزيد سوى الطين بلة ؟
ميرنا(تأوهت بعمق):- لعله خيرا ..
مسح على يدها ونهض ليحادث كاظم على انفراد في حديث خاص هو بحاجة ليعرف خفاياه شخصيا ، قبل أن يقدم على اتصال للمنظمة التي لم تعلن له عن أي هوية متعلقة بوكالة استخبارات دولية تشرف على القضية خارج البلد … وجده يدخن سيجارة في الرواق ويحادث شخصا عبر الهاتف ما إن انتبه له كاظم حتى أقفل الخط بابتسامة وتقدم إليه …
كاظم:- وائل رشوان
وائل:- أراك قد استلطفت اسمي ، أم تراه مسجل لديك بلائحة المطلوبين ؟
كاظم:- ليس لي معك أي ضغينة.. إنما عمل واتفاق هذا ما سيجمعنا
وائل:- طبعا تملك موافقتي من اللحظة لكن بشرط ..
كاظم:- ستطلب مني إخراج ميرنا من هذا الوبال ، سأقول لك مستحيل فهي التي تجمع ما بين كل الأقطاب المجرمة في كفة واحدة .. دعني أكون أكثر وضوحا باعتراف ميرنا بقضية الفهد البري وبتحديها ذاك قد أيقظت الوحش الكامن في عقر الإجرام بعينه ، يعني روحها أصبحت بين كفة القدر وعلى بعد شعرة قد تًصبح في عداد المنكوبين السابقين .. أقصد الأبطال الذين قتلوا في سبيل هذه القضية قبل سنوات
وائل(رمش بعينه):- وضح كلامك
كاظم:- أبي وأبوك والعديد من المغتالين باسم العدالة المهدورة
وائل:- من أين لك بهذه المعلومات ، ها لحظة لن تمارس علي تمثيلية التحري الشهير الذي لا تخفى عنه خافية … مسألة أبي ونصر الدين محفوظ كانت سرية لأبعد حد
كاظم:- عزيزي وائل نحن هنا لا نلعب ، نحن نتابع كل شيء منذ سنوات تحركاتكم فردا فردا ليومنا هذا مسجلة بالورقة والقلم بالصورة والصوت بالنبضة والهمسة حتى لذلك لا تستغبيني ودعنا نكشف كل أوراقنا لعلنا نصل لاتفاق … قبل أن تستغفلني وتستفرد على جنب لتكلم المنظمة التي وكلناها لكي تقحمك في هذه القضية ، دعني أوضح لك ماهيتي أولا وما الموجود بين يدي ممكن ؟
وائل(زفر عميقا):- من تكون ؟؟؟؟
كاظم(غمزه وهو يشير له لكي يتوقفا على جنب):- شخص يعرف عنكم كل شيء ، لقد تابعت هذه القضية بعد وفاة أبي ولأنني وجدت قصتك شبيهة بقصتي ، أيقنت أنه من الضروري أن تتابعها معنا من موضع موثوق
وائل:- قرأت اسم عائلتكم بملفات أبي السرية ، فهل يا ترى قاموا باغتيال أبيك أيضا ؟
كاظم:- شبه ذلك ، يعني مات في مداهمة لأحد أوكارهم مع الأسف وقفل التحقيق بشأنها لكي يطمئن الأعداء ويحسبوا أنهم انتصروا .. لكن ما حدث كان خلاف ذلك قام مكتب التحقيق بزرع خلية جواسيس ضمن رجالهم ونسائهم وعملائهم في مختلف أنحاء العالم وأيضا بالمركز الأساسي بأرض الوطن ، وآخر من دخل لذلك العالم كانت حبيبتك ميرنا وجاء ذلك بسبب تهورها الذي جرَّ أقدام إياد نجيب أيضا في المسألة وتورطا كليهما في هذا الوضع الجلل … الآن أنت تصغي لي جيدا وعقلك يفكر في حل للأمر يسعفك على حماية ميرنا ، ويؤسفني أن أخبرك أنه لا يوجد حل سوى المواجهة
وائل:- ميرنا لن تستطيع مكابدة تيار الدم الذي سيحيط بنا من كل جانب ، أنا أعرفها جيدا
كاظم:- أنت تستضعفها سيد ويل ، ميرنا أقوى مما تظن من واجهت الفهد البري على الملأ وصرحت أنها لن تستسلم ولن تتنازل عن قضيته أكيد في عروقها تسري القوة والصمود … فقط افتح عينيك وانظر لحبيبتك كما تستحق فهي على الأغلب لن ترغب برجل يستضعفها ويهين قدرتها على المقاومة
وائل:- ليس استضعافا ، بل خوفا على حياتها ليس إلا … إن تعرضت لمكروه أنا لن أستطيع البقاء مكتوف الأيدي وقد أخرب الدنيا بما يوجد تحت يدي حتى لو قُتِلْت لن تعود هنالك قضية أحارب لأجلها ، لأن ميرنا هي قضيتي الكبرى ضع هذا في حسبانك
كاظم(أشار بيده):- لما لا نرى المسألة بشكل موضوعي ، أنت تريد حماية ميرنا أنا أريد حمايتها أيضا ، ميار وحكيم مستعدان لدفع حياتهما في سبيلها يعني لست الوحيد الذي يفكر بالخير لأجلها
وائل(بغضب):- أنا حبيبها وبعد فترة سأكون زوجها يعني لا تهذي باسمهما في حضرتي لو سمحت
كاظم:- اعذرني ، ولكن هذه هي الحقيقة فحسبما روته ميرنا قبل حضورك أجد أنها أيضا مستعدة للتضحية لأجلهما دون قيود أو شروط ، حتى لو تجاوزتك أنت شخصيا
وائل(كان يعرف هذه الحقيقة كان يحس بها في أعماقه لكن أن يسمعها جاء ذلك جارحا للحقيقة):- لا يحق لك تقييم علاقتي بها ها هنا ، ثم نحن في خضم قضية وليس جلسة إذاعية عن مشاعرنا
كاظم:- دعنا لا نطيل في الموضوع ، لقد استدعيت كلا منهم للتحقيق وأنا بانتظارهم بعد يومين من هنا لوقتها ستكون أنت وميرنا بالفندق عينه تحت أنظاري ..
وائل:- علي الاتصال بالمنظمة ، أنا بحاجة لمكالمته شخصيا لعلني أجد تفسيرا لوجودك الغليظ بيننا
كاظم(ضحك بسخرية وهو يعود لغرفة ميرنا):- خذ وقتك مع العم بشير ، فلدينا أياما كثيرة لنتعرف على بعضنا بعضا يا روحي .. عذرا الآن سأطمئن على البرانسيس ملوعة قلوب البشر
وائل(أبعد الهاتف وهو يعقد حاجبيه من جملته ولحق به للغرفة):- سنغادر يا ميرنا والآن ..
كاظم:- هههه آه يا ويلي على غيرة العشاق لعلمك أنا كنت معجبا بها وسأظل
وائل(نظر لميرنا التي طالعته بضحكة):- كأن الأمر يعجبكِ ؟
ميرنا:- لأنه يحمل تبعات أخرى سأرويها لك ونحن في الطريق ، وداعا كاظم
كاظم(قبل يدها بجنتلمانية):- وداعا ميري نلتقي ..
وائل(صغر عينيه فيهما):- كم لبثتِ رفقة هذا الشخص واختفت الكلفة بينكما ، آخخخ وأنا الذي هلكتِ أمي شهورا حتى اكتفيتِ من قول سيد وائل … امشي امشي ولا تردي
كاظم(سمع همسه لها وابتسم):- أراكم ليلا
وائل(توقف عن التقدم صوب باب الخروج):- وما الذي يوجد ليلا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها بتوجس من ردة فعل وائل حين يعرف):- سينتقل لفندقنا هذا المساء
وائل(احتقن وجهه بالغضب وآثر أن يمسك أعصابه وهو يلاحظ تشنج يده المصابة):- لنغادر
ميرنا(خرجت بجانبه وهي تحاول جذب يدها من قبضته):- وائل وائل أنت تؤلمني
وائل(استوعب نفسه وبلهفة):- عذرا حبيبتي لم أقصد ، لكن ذلك البغيض يستفزني
ميرنا:- علينا أن نتأقلم معه من الآن فصاعدا سيكون مثل ظلنا
وائل(ابتلع غصته):- فففففف صبرا إذن …
ميرنا:- هه أتغار علي ؟
وائل(استوقفها بجمود):- لست أغار …
ميرنا(بتلاعب):- بلى أنت تغار
وائل(بتعفف):- ممن من ذلك الجسم المفتول لا ما حزرتِ
ميرنا(بضغط متلاعب):- أوك لن تنكر أنه وسيم وذو جسم رياضي أقصد رياضي فوق المعقول ، أرأيت عضلاته أكيد هو يمارس الرياضة بشكل هستيري وإلا ما كان اكتسب تلك البنية الخارقة
وائل(وضع لسانه على طرف شفته وهو ينظر إليها):- هل ترغبين مني العودة لكي أسأله أي منشطات يتناولها لكسب ذلك الجسم الرياضي ، هيا لو كنتِ متحمسة للأمر سأخلق لكِ جلسة تصويرية حتى لعلكِ تكتفين وتخرسين هوسكِ البدائي بتلك العضلات
ميرنا(شهقت وهي مسحوبة من يدها بيده):-أنا تفكيري بدائي ؟؟؟؟؟
وائل(رفع حاجبه بتفكير):- يعني بشكل تقني أجل أنتِ من عهد الديناصورات ، وذلك النطح أكيد كان منهم فيما سبق قال عضلات قال ، تقدمي بدلا من أن أفرغ فيكِ غضبي
ميرنا(كتمت ضحكتها من غيرته المجنونة عليها فقد علمت أنها قد بالغت كثيرا مستغلة ظرف كاظم):- أمرك حبيبي ولا تزعل ههه …
وائل(امتص شفتيه):- الرحمة يا ربي …
هنا تشنجت من جملته العفوية ورغما عنها عادت بذكرياتها للخلف ، يومان وتراهم لم يبقى الكثير وهم يستحقون منها أن تصبر على كل هذه المعاناة التي أقحمتهم فيها الأقدار بدون وجه حق …. المتعة كانت في قلبها متسربة فحتى لو غاصت بفكرها بعيدا عادت لتنظر لوائلها الذي كان متشنجا مذ رؤيته لذلك الكاظم ، كان صعبا عليه أن يتقبل تغزلها برجل آخر بالرغم من أنه يعي تماما أنها كانت تمزح وترغب باستثارة غضبه ، لكن مع ذلك شعر بالغيرة تتآكله من الداخل وهذا ما يجنيه من عشقه لعسل غروبه …. استقلا سيارة أجرة بعد أن قامت بعرض عريضة كاملة تمنعه من القيادة بحالته الجسدية المتعبة ، ولذلك أرجح أن يصغي إليها فهي مليكته التي تأمر وتنهى وتجعله طوع يديها بفعل بسمة واحدة من شفتيها الشهيتين ، خصوصا بعد أن اتصل بعد وصوله بنادر وجعله يعود بناريانا للفندق فلا جدوى من انتظارهما ،،،، يا حبيبي قالها وهو يستذكر قدوم كاظم لذات الفندق زائد حضور حكيم الذي سيغيظه لأجل زوجته أكيد متبججا بحقوقه فيها وهذا ما لن يتحمله ، وأيضا سيتعرف على الرجل الآخر الذي أصبح يشكل هوسا جنونيا لها بالرغم من أنها تحاول أن تكبت أفكارها بشأنه وهي في حضرة وائل إلا أنه يقرأها عن ظهر قلب ، ولن يسعها أن تخفي عنه ولو حتى ذرة مشاعر تكنها للآخرين .. ولأن محبوبته طيبة القلب وأكبر متصدقة عرفها في الكون فأكيد مشاعرها لن تبقى في جعبتها أسيرة ، لا هذا عيب أكيد عليها أن تفرقها على المحتاجين غير آبهة بمشاعره التعيسة كلما نظرت لغيره بعين المودة …..
أما هنا فقد كان الوضع محتدما بعض الشيء منذ عودتهما للفندق بعد أن أخذا وائل لذلك المبنى ، وللتذكير قد جاء هذا الاحتدام جراء سوء تفاهم فهل سيفهم ؟؟؟
ناريانا:- أصلا أصلا من أعطاك الحق لكي تجالسني يا سيدي ابتعد عني ، أنا فتاة عبثية تبحث عن حياة الترف رفقة العجائز إذن أغرب عن وجهي ودعني أصطاد على راحتي
نادر(امتقع وجهه بالغضب):- أنتِ تنزلين من مقامكِ في عيني أكثر مما أنتِ عليه ، لذلك وضاعتكِ تليق بكِ حتما ولن أتعب نفسي مع امرأة تافهة مثلكِ
ناريانا(هزت رأسها بغضب وهي تحاول قراءة أفكاره التي استحالت عليها):- اللعنة فقط لو أستطيع لو أستطيييييييييع
نادر(دفع حساب المشروب):- تستطيعين ماذا أن تكوني أكثر قذارة من هذا ، لا تتعبي نفسكِ أنتِ كذلك بالفعل
ناريانا(وضعت يدها على رأسها بصداع):- لو سمحت هل لي أن أعرف ما الذي يجلسك معي ؟
نادر:- أنتِ أمانة بعهدتي لحين عودة ميرنا ووائل، ووقتها سأرحمكِ من رؤيتي التي تجعلكِ تقشعرين تقززا فقد تعودتِ على انكماشات الأجسام وتجاعيد
نزار(أغمض عينيه مقتحما جلستهما):- أنت .. أرغب بالتحدث معك على انفراد
ناريانا(ابتلعت ريقها توجسا من تصرف نزار أكيد سمع حديث نادر):- يا إلهي ..
نادر( نهض معه):- نعم ما الأمر ؟
نزار:- أراك تلاحق هذه الفتاة منذ فترة ما الذي يجمعك بها أود أن أعرف ؟
نادر(كتف يديه هازئا):- وهل أنت ولي أمرها كي تسألني ؟
نزار:- أظنني ولي أمرك أنت كونك صديق بني وائل وعلي أن أحرص على ألا تقحم رأسه في المشاكل مع ضيفته
نادر(ربت على كتف نزار):- لا تشغل بالك أنت وعد لغرفتك
نزار(نظر إليها بطرف عين وبتوعد):- أصلا أنت بغيض وأبله من هذه التي ستنظر إليك
نادر:- ههه حتى لو أردت على الأغلب لن تكون تلك الغبية
نزار(تغلغل بغضب):- الأرجح أن أنسحب قبل أن تفلت مني أعصابي
ناريانا(سحبت نفسا عميقا وانتبهت لدخول ميرنا ووائل):- أووه أخيراااا عادا ميرنا ميرنا
ميرنا(تقدمت إليها رفقته):- ناريانا نحن بخير عزيزتي
ناريانا(صافحتها بحنان):-قلقنا عليكِ وجدا حين أخذكِ أولئك الرجال ، طمئنيني ماذا أرادا منكِ ؟
وائل:- امم مجرد تحقيق عابر لو سمحتم هل لنا أن نستأذن قليلا منكم ، أشعر بالتعب وميرنا أيضا
نادر:- طبعا طبعا خذا راحتكما نلتقي على العشاء
نزار:- وائل بني لا تجهد نفسك ما تزال مريضا
وائل(ابتسم له وهو يجذب يد ميرنا خلفه):- هيا يا عجوز استمتع بوقتك نحن بروما ، انس البيت وهمومه قليلا
نزار(بغضب لم يستطع مقاومته):- كيف سامحتها هل لعبت بعقلك مجددا ؟
نظر الجميع إليه فقد قطع حبل الوصل تلك اللحظة وفتح فوهة الوجع التي كان وائل يحاول جهده لإغلاقها ، تنهد وهو ينظر ليد ميرنا التي حاولت سحبها من يده لكنه ضغط عليها بل أحكم قبضته وهو يرفع ذقنه متأملا عيون نزار التي كانت تبرز قلقا رهيبا خشية عليه ..
وائل:- هذه المرأة التي أحب ، وأنا لن أتخلى عنها تحت أي ظرف كان حتى لو آلمتني سيبقى لزاما علي التأقلم مع أوجاعها بل علي أن أعشق تلك الأوجاع لأنها منها … رجاء لنقفل ما حدث ليلة أمس ونلتفت لما هو أهم في المساء سنعرفكم شخص مهم لذلك كونوا موجودين …
لم يطل بعدها بل سحبها خلفه وتوجها صوب المصعد وهنا نظرت باعتذار صوب عيونهم جميعا ، وشعرت بالضآلة لأنها غير قادرة على تقديم الراحة لوائل ، كيف سيحدث ذلك وهي أصلا تعيش في صراع متواصل يناقض تلك الراحة المستحيلة … انتبه لتنهيداتها المسحوبة على مضض وآثر أن يحادثها بالغرفة أفضل لذلك ترك لها مجالا من الصمت لعلها تستريح ، لكن التنهيدات تحولت لشهقات ما إن ولجا الغرفة وانفجرت بكاء مع الأسف
وائل(جلس بقربها وأمسك فكها ليرفعه لوجهه):- ما سر تلك الدموع ؟
ميرنا:- ألم تسمع ما قاله العم نزار عني ، أكيد هو يفكر بأنني خذلتك وأكيد هذا التفكير بعقل نادر وناريانا وكل من سيسمع به سيظن بأنني شخص سيء جرح حبيبه بكذبة ..
وائل:- ارفعي عينيكِ إلي ولا تهربي ، هذا أنا حبيبكِ ولست غريبا كي تخفي عني وجع قلبك .. أعلم أن ما مررنا به ليس سهلا ولغاية الآن ما زلت متألما فبالأخير أنا بشر ولي حقي من العتب واللوم ، لكن أرى أن أضع الأساسيات صوب عيني فأنتِ وراحتكِ الأهم بالنسبة لي وهي بالمرتبة الأولى قبل ذاتي حتى
ميرنا(تأوهت من جملته العاطفية ومطت شفتيها):- إلى متى ستسامح أخطاء مشاكستك ؟
وائل:- هه إلى ما لا نهاية ، فقد سبق وسرقت مني روحي لذلك حتى لو حاولت تأنيبها وجدتني أسامحها دون شروط
ميرنا(اتكأت على كتفه):- كل يوم أتيقن من أنني أحبك أكثر من الأول
وائل:- دعينا نطلب أكلا لاحظت أنه لم يعجبكِ طلب ذلك المغرور
ميرنا:- كنت جائعة لكن جيد أنني لم أسمح لغريزتي بأن تغلبني وحكمت عقلي
وائل:- حبيبتي أنا كل هذا سيمضي وسيصبح مجلد ذكريات فقط
ميرنا(بتمني):- آمل ذلك .. سوف ألج للحمام قليلا وبعدها سأتصل بماما أنا بحاجة لصوتها الآن
وائل(عدل خصلة خلف أذنها):-تمام سأطلب أنا الأكل لنا
داعبت أنفه بطرف إصبعها ونهضت لكنها عادت لتحضنه دون سابق إنذار ، وهو استقبلها في حضنه بحنان باذخ كله احتياج ودفء ترجم ما معنى العشق الذي يجمعهما .. هو ليس مجرد حب عادي بل شيء روحي يجعلهما ملتحمين في كيان واحد يتنفس وينبض في ذات الآخر وكأنه ذاته الأم … قبل خدها بلطف وهمس في أذنها بعذب الكلام قبل أن تحتقن خدودها باللون الأحمر وتنسحب خجلا للحمام ، وهنا استطاع أن يشكر الله على حفظها من كل شر …. ظلت مبتسمة وهي تنظر لشكلها في مرآة الحمام جملة واحدة منه تجعلها تغرد في السماء ، فكيف حين يهمس بحبها أصغر ذراتها تتشنج وتتحمس فرحا معلنة عن قدوم موكب العشق المباح في كل كينونتها الشقية … غسلت وجهها وهي تبتسم بهجة وسرورا وسرعان ما تبددت حين استذكرت حديثها مع كاظم النابلسي الذي دخل حياة الجحيم خاصتها ليزيد الطين بلة …
نبيلة:- صارحيني أنتِ على ما يرام يا ميرنا هاه ؟
ميرنا:- اممم بما أنكِ من رددتِ على الهاتف الثابت فأكيد أمي ليست بقربك ؟
نبيلة:- شعرت بأنها أنتِ لذلك أجبت ، لا تراوغي في الحديث وطمئنيني على نفسكِ صحتكِ كيف هي ؟
ميرنا:- على ما يرام يعني … أصبحت مهملة بعض الشيء
نبيلة:- لو عدتِ للبيت وأنتِ تنقصين رطلا واحدا من آخر وزن كنتِ عليه ، اعتبري أنكِ محرمة على هذاااا المنزل أسمعتِ ؟؟؟؟
ميرنا:- هوووه القبطان نبيل منزعج ، ههه لا تقلقي جدتي سأحاول التعويض حفيدتكِ تسمع الكلام
نبيلة:- ميرنا … اشتقنا لكِ حقا
ميرنا(تعلم أن جدتها لا تتفوه بكلام حنون كهذا إلا إذا كانت متضايقة):- ما الذي يزعجكِ سلطانة نبيلة أخبريني فقط وأنا سأحاسبهم فردا فردا ؟
نبيلة:- لا شيء محدد كله قد تراكم ليجعل هذا البيت وكرا للأحزان ، أنتِ ومصيبتكِ من جهة حياتكِ المروعة إصابة ابن عمك والبقية المتبقية لنغمض عيننا عليها يكون أفضل
ميرنا:- كل شيء سيعود مثل الأول جدتي أنتِ فقط ادعي لنا بالخير ، ولا تتوتري لأجلنا كي لا يرتفع ضغطكِ يعني مهما حدث سوف يحفظنا الله سبحانه وتعالى
نبيلة:- دعواتي معكِ صغيرتي ، انتبهي لنفسكِ خذي أمكِ إنها متلهفة لسماع صوتك
عواطف(برجفة أم):- ميرنااااااا طفلتي
ميرنا(دمعت عيناها):- ماماااا ..
عواطف:- يا نبض أمكِ وقلبها ، كيف الأحوال ثم لما أنتِ تبكين ما الذي حصل هل ..
ميرنا:- لا تجزعي لا يوجد أي شيء فقط أردت سماع صوتكِ وهذا كله
ابتسمت عواطف بحنان وأخذت تحادث ابنتها لما يقارب العشرين دقيقة ، طبعا لم تشعر أيهما بطول المكالمة من مدى الاشتياق والرهبة والقلق على راحة كل منهما .. وبعد هذا خرجت لتجد الأكل جاهزا على طاولة الشرفة بانتظارها هو ووائلها الحنون
وائل:- أخيراااا
ميرنا:- أظنني أستحق عقابا على هذا التأخير ، لكن طالت المكالمة لأنني كلمت جدتي وخالتي ودينا أيضا إنهم يبلغونك سلامهم
وائل(طالع شعرها المبلل في خصلاته السفلية):- جيد ، قبل أن نتعمق في أي حديث ابدئي بتناول طعامكِ
ميرنا(أمسكتِ الشوكة والسكين):- أمرك سيد وائل
وائل(لمعت عيناه ببريق لذيذ):- ميرنا …
ميرنا(ابتلعت القليل وأجابته):- هممم ؟
وائل(قاوم منذ الأمس رغبته في سؤالها لكن فاض صبره للحقيقة):- لم أعد أتحمل .. هل ستقومين بذلك لأجلنا ؟
ميرنا(توترت وهي تتنهد بعمق):- أساسا هذا هو الصحيح وكان متفقا عليه من البداية ، الآن علي أن أكلم حكيم لكن ليس بعد أن أراه بصحة وعافية
وائل:- إن وافق على عرض كاظم سيأتي بعد أيام ، وقتها هل ستفاتحينه بالأمر ؟
ميرنا:- أفهم لهفتك وائل لكن ضع نفسك محله ، هل كنت لتتقبل التطرق لهذا الموضوع في خضم كل هذه المصائب ؟
وائل(تجرع القليل من الماء):- لم أكن لأتقبل طبعا ، لكن لو كانت حبيبتي غير مرتاحة معي أصلا ما كنت أبقيتها بقربي وهي تعشق رجلا غيري
ميرنا(وضعت الشوكة وشبكت يديها فوق الطاولة):- أرى أن النقاش حيال هذا الموضوع لن ينتهي لذلك شهية طيبة لقد شبعت ..
وائل(بحدة):- اجلسي محلكِ وأكملي طعامكِ ميرناااااا …
ميرنا(اهتزت من نبرة غضبه التي تحسستها للتو):- لا رغبة لي
وائل(نظر لصحنه مدققا في كل نقطة فيه):- لن نتحدث فقط أنهي ما بصحنك
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها):- تمام إذن لا تتطرق لهكذا موضوع حساس ونحن على مشارف الطعام مجددا … ثم لما تضغط علي وائل أنا لا أفهم قد وعدتك وانقضى الأمر لا تقحمني في دوامة أخرى يكفيني ما فيني يكفي يكفي …
وائل(سحب نفسا عميقا وهو يرمقها قد نهضت ودلفت للغرفة):- ميرناااا عودي لمحلكِ فورا ميرنا
ميرنا(اضطجعت على سريرها وغطت نفسها وأخذت تبكي بانهيار يبدي مدى تعبها):- لا تكلمني لا أريد أن آكل ، دعني وشأني …
وائل(ابتسم من دلالها):- أنا أعرف الطريقة المناسبة لإحضارك …/ آه ميرنا يدي يدي …
ميرنا(انتفضت برعب وركضت إليه عائدة بلهفة):- يا إلهي ما بها يدك وائل وائل ماذا يحصل لك ؟
وائل(أمسكها ورماها في حجره وأحكم قبضته):- يدي تتألم لأنها لا تطعمكِ ولذلك ستتناولين أكلكِ بواسطتها هل لديكِ مانع ؟
ميرنا(والإنارة الساطعة تجعل دموعها كلآلئ تستحق النظر):- لن أقاوم سحرك هذه المرة ، أطعمني عقابا لك على هذا الفزع الذي سببته لي ولقلبي ولكياني ولكل شيء فيني
وائل(قطع القليل من الأكل ووضعه بفمها):- تناوليه إذن يا طفلتي الحبيبة صحة وهنا
ميرنا(لامست ساعة يده):- هل أعجبتك هديتي ؟
وائل(نظر للساعة أيضا):- جدا لن أزيلها بتاتا من يدي
ميرنا(مسحت دموعها وهي تبتلعه بابتسامة):- أعلم ذلك يا مجنون
وائل(قبل عنقها وهو يتشرب عطر مستحضر الاستحمام):- بصراحة أنا أتساءل من المجنون فينا ، فحضرتكِ تصعبين المعيشة على زميلكِ في الغرفة والذي يصادف أنه ما يزال مصابا بإصابات مختلفة في جسمه الله يعلم متى ستشفى معكِ
ميرنا(نهضت بقفزة وجرت كرسيها إليه وجلست ملتصقة به):- هكذا سأفسح لك المجال أكثر ، ولن أتنازل عن إطعامك لي هممم
وائل:- أساسا لن أفرط فيكِ يا شمس الليالي
ميرنا:- حين تناديني بشمس الليالي أشعر بأنني ملكة على عرش هذا الكوكب ، فعلا أنت تقحمني في بُعد جمالي مليء بالروعة ..
وائل:- ولأنكِ ذنب أحمله في جعبتي أينما رحت وارتحلت ، ما عدت أتكهن لأنني أيقنت أنه يمكننا عشق الألم فقد جعلتكِ أناتي وأنفاسي وهمساتي لكي تسكني لنبضي ويسكن نبضي في كُلكِ يا كُلِّي ….
ضحكت من قلبها لحظتها إذ أنه بارع في تحويل اللحظات البائسة لشيء جنوني يجعلها تردد بفرح مدى سعادتها الباطنية لحظتها ، أما هو فكان يشعر بالنشوة لأنه يزرع البسمة على وجهها .. يحاول ألا يضغط عليها وحين تفلت منه الأمور يصحح بأكثر الطرق فعالية مستعملا كلمة المرور لقلبها المتيم بعشقه وحده وفقط ….

وعلى ذكر ألم العشق هنا كان الوضع مخالفا لعقيدة الانتماء فكل ما وجده بعد تلك الحقيقة المرة ، ظلمة وخيبة وخذلان .. صعب عليه أن يبتلع تلك الحقائق دفعة واحدة فقد كان ذلك الشيء الوحيد الذي لطالما بحث عن خفاياه ، شكوكه التي لازمته منذ الطفولة حول انتحار أمه امتدت حتى الكبر ومع ذلك لم ينساها بل حاول البحث بشتى الطرق عن الحقيقة التي كره معرفتها ، فأن يكون اسم حبيبته مرتبط بوفاة المرأة التي أنجبته والتي تركت فراغا كبيرا حين غادرته هذا يعني أنه على وشك فقدان روحه دون شك … منذ معرفته بالأمر وهو منعزل في غرفة مكتبه لا يقابل أحدا ولا يكلم أحدا فقط كامل كمال من كان يعطيه فرصة ، لأنه يعلم أنها من يقف خلف بعثه لأجل الاطمئنان عليه .. صعب عليه التهام هذا الوجع واستصعب أيضا إخبارها بهذه الأخبار القاتلة بالنسبة لها ، فأكيد هي لا تدري أي شيء مما حدث مع أسرته وأبيها في تلك الحقبة … ود لو أنه لم يعرف أيا من تلك المعلومات ودَّ لو بقي هكذا بريئا يعيش معها ما يستطيبه لقلبه ، لكن تعقدت الأمور واتضح أن الأقدار أيضا ترفض اجتماعهما بل وكأن الكون كله اتحد ليفرق بينهما … أجل هذا ما حصل و
جاسر(حول عينيه بتعب من طرق الباب):- قلت لا أريد مقابلة أحد ألا تفهموووون ؟
كامل(ابتلع ريقه برجفة):- هذا أنا كامل كمال سيدي الرائد
جاسر(هدر فيه بغضب):- ما الذي تريده أيها الفاااااشل ؟
كامل:- لم تتناول طعامك منذ أن أتيتك ليلة أمس يعني قلت مع نفسي لما لا آتيك ببعضه
جاسر(فتح الباب بسرعة وأمسك عنه صينية الأكل):- الآن إن لم أمسكها عنك أنت لن تبرح محلك ، تمام ها أنا ذا قد أخذتها سعيك مشكووور
كامل(وضع يده عند حافة الباب ممتنعا):- لن تغلقه يا سيد جاسر بل ستستقبلني وستخبرني ما الذي جد معك ، حضرة النقيب متقوقعة بدورها في غرفتها تبكي منذ البارحة لأنك صرخت بوجهها وطردتها من غرفتك دون سابق إنذار ، فهل لك أن تخبرني ما الداعي لهذا ؟
جاسر(أعاد الصينية لحضن كامل):- أنا من سيسأل هل لك أن تعطيني مجالا أوسع من الراحة ، قد مللت منكم يا رجل دعووووني وشأني
كامل(اعترض طريقه مجددا وهو يضع يده عند حافة الباب):- أنت لست أنت مؤكد أن هنالك ما يضايقك وإلا لما كنت جرحتنا بهذه الطريقة
جاسر(تأفف بملل وعصبية):- دعني وشأني ولا تقتحم خلوتي مجددا وإلا أجبرتك على التدريبات
كامل(مط شفتيه وتراجع بخفي حنين):- أمرك سيد جاسر أمرك …
طأطأ رأسه من صفق جاسر العنيف للباب ، وتوجه صوب غرفة وصال لعله يجد ما يثلج صدرها به على الأقل الرائد بخير وهذا ما سيريح قلبها ، وهذا حقا ما جعلها تتنهد بأريحية لكن ليس لوقت طويل فهي محتارة بشأنه وهذه الحيرة تمتص الحياة منها بشكل واضح
كامل:- أنظري لشحوب وجهكِ ولشكل شعركِ ما هذا الذي تفعلينه بنفسكِ سيدتي النقيب ؟
وصال(تمسكت بيد كامل):- هو بخير صح ، كلمك وخاطبك ألم يسأل عني ؟
كامل(هز رأسه بحزن وأسف):- لاء ، هددني بعدم إزعاجه وطردني كالعادة
وصال:- أنا متأكدة أن الأمر أعمق مما نظن ، جاسر لا يتصرف هكذا إلا لو كان الموضوع حساسا جدا ومؤكد أن زيارة أيمن تحمل مفتاح حالته الغريبة
كامل:- طيب كيف سنعرف إن كان الرائد جاسر لا يفصح ؟
وصال(مسحت دموعها):- ربما علينا الاتصال بمكتب اللواء أيمن لعلنا نصل لنتيجة ، أنا لن أبقى هكذا مكتوفة الأيدي سأجن لو ظل جاسر يعاملني بهذا الجفاء دون وجه حق حتى ..
كامل:- طيب أنا معكِ ماذا تريدين ؟
وصال(انتفضت لتبحث في أجندتها):- سأبحث عن رقم أيمن وبعدها سنرى ما الذي يخفيه عنا جاسر
كامل:-أخشى أن يغضب منا
وصال(انتفضت بأسى):- ليغضب طالما سأعرف ما الذي يخفيه عني أكيد لن يجد مهربا له من مواجهتي ، أيا كان ما قلب كيانه سأكتشفه وأنهي هذه المهزلة
كامل(امتص شفتيه وهو يراها تبحث فيها بلهفة):- ها هل وجدته ؟
وصال(أخذت تقلب الصفحات إلى أن وجدته):- أجل وجدته ، الهاتف يا كامل بسرررعة
كامل(مده لها):- خذي خذي على الله نسمع أخبارا تطيب خاطرنا
وصال(فعَّلت الرقم وأخذت تنتظر):- مرحبا معكِ النقيب وصال محفوظ هل لكِ أن تصليني باللواء أيمن لو سمحتِ ؟
الجندية:- عفوا سيدتي النقيب لكن موعد دوام اللواء قد انتهى منذ ساعة لذلك أتمنى اتصالكِ به يوم غد سيكون متوفرا
وصال:- تت بصراحة الأمر عاجل ، هل لكِ أن تمديني برقمه الخاص ؟
الجندية(بتردد لأن أيمن نبهها بهذا الخصوص):- لا يسعني ذلك دون موافقة السيد واستشارته ، سيكون عليكِ إعادة الاتصال صبيحة غد عمتِ مساء سيدتي
وصال:- أوك لا مشكلة تسلمي ../ لقد غادر المكتب ونحن كالحمقى نتصل دون أن نترقب الساعة الوقت متأخر طبيعي أن يكون قد انتهى دوامه
كامل:- افف طيب والعمل أنا عن نفسي لن أستطيع النوم هذه الليلة
وصال:- ومن سمعك ، تت هل تعتقد أنني لو ذهبت بالحسنى إلى جاسر سيستقبلني ؟
كامل:- إياكِ.. لقد طردني شر طردة ونبهني ألا يزعجه أحد
وصال(زفرت بتعب):- وأنا لن أسمح له بأن ينبذني يجب أن أراه والآن
كامل(لحقها):- يا سيدة وصال يا سيدتي هفف اسمعي مني …
نفضت شعرها واتجهت بخطى متسارعة صوب مكتبه متجاهلة نداء كامل الذي توقف على مضض جانبيا وهو يلهث في محاولة فاشلة لإيقافها ، فهي أعند من الحجر ويستحيل أن يوقفها عما ترغب بالقيام به لابد من أن تحثه على الكلام ويجب عليها أن تعرف ما الذي يخفيه عنها وجعله يعاملها بهذا الشكل الخادش … اقتحمت الغرفة دون سابق إنذار ولكن اصطدمت بخلاء مكتبه ، ولجت الحمام بتردد لكن لم يكن هناك طيب أين ذهب .. خرجت من هناك وتوجهت لغرفته نفس الشيء وهذا ما جعلها ترتبك بقلق وجربت الاتصال به لكنه خارج التغطية ، هنا تقدم كامل صوبها بتردد ونزلت رفقته للبحث عنه بالساحة بالمطبخ بالمخزن بكل مكان يمكن أن يتواجد فيه ، ومع كل هذا البحث المضني لم يستطيعوا الوصول إليه ..
وصال:- أين ذهب أين ذهب يا كامل أين ذههههب ؟؟
كامل:-اهدئي يا ست وصال أكيد سيكون بالجوار يعني أين ممكن أن يذهب ، ثم أخبرنا الحارس أنه لم يغادر المعسكر يعني هو بمكان ما هنا
وصال(مسحت على رأسها):- طيب أين أين ؟؟؟
ليلى(مرت بجانبهما بخيلاء):- ههه هل تبحثين عن الرائد جاسر يا سيدتي النقيب ؟
وصال(أخفت ملامحها الحانقة عنها واصطنعت القوة):- ما الذي جعلكِ تغادرين المهجع ألم أنبهكم على عدم التجول منفردات خصوصا ليلا ؟
ليلى:- عذرا سيدتي لكن كان الأمر ضروريا ولابد من تداركه لأن سيادة الرائد يستحق ، وهو الذي أعطانا الحق
وصال(اهتزت حدقتيها):- ما الذي تقصدينه ؟
ليلى:- أوبس ليس علي أن أفتح فمي وإنما هو الآن متواجد خلف المخزن رفقة ريحانة
كامل(لمح ارتجاف وصال لحظتها):- أيتها السافلة ما هذا التطاول ، سأخبر فيكِ العريف زاهر وسترين ما سيفعله بكِ انطلقي للمهجع فوراااا
ليلى:- هيه من تحسب نفسك لكي تأمرني أنا ذاهبة من نفسي ، لقد انتهى دوري في التغطية
وصال(ناظرت سخريتها وبحرقة طالعت كامل وهي تغالب دمعها):- ما الذي يفعله معها خلف المخزن يا كامل ؟
كامل(توتر ولم يعرف بما يجيب):- يعني أكيد هنالك أمر ضروري صح فسيدي ليس من ذلك النوع
وصال(دفعته وتقدمت صوب المخزن):- على الأغلب هو لا يريها خريطة المعسكر هناك …
كامل(ولول وهو يضرب على رأسه):- يا خيبتك السودة يا كامل ستندلع الحرائق يا ويلي ويلاه
كانت تسير بخطى وهنة خشية من أن تجد ما تخشاه ، تعبت من إيجاد فكرة مناسبة لتواجد جاسر مع ريحانة وحدهما خلف المخزن وفي حلكة هذا الليل ، لذلك شعرت بالوهن في قدميها فكل خطوة تتقدمها كانت تجعلها تكبت دمعها فهي تثق بجاسر ويستحيل أن يجرحها ولو بأي فعل غير محسوب .. لكن أحيانا الثقة الزائدة تقتل صاحبها فما إن أطلت من خلف المخزن حتى وجدت ما لم تستطع تصديقه ، كانت ريحانة تحيط عنق جاسر بيديها بينما وجهه منحني لوجهها وكان شكله يقبلها أو من هذا القبيل … أي قبيل يا وصال إنه حتما حتما يقبلهااااااااا لم تتمكن من ابتلاع ريقها فقد خارت قواها وكادت تسقط لو لم يأتي كامل ويدعمها في الوقت المناسب ، نظرت إليه بعيون دامعة وهي تهز رأسها وتكذب بصرها
كامل(امتص شفتيه):- دعيني آخذكِ لغرفتكِ سيدتي هيا …
وصال:- إنه إنه يقبلها إنه … يقبل ريحانة أترى ذلك أترى هههه هههه ما الذي فعلته له كي يفعل بي هذاااا ، ما هذه الخيااااااااااااااااااااا اانة …..
صرخت بعلو صوتها حتى استوقفتهم وأثارت انتباههم وهنا ابتسم جاسر بوجع ودفع عنه ريحانة ، فخطته قد نجحت وتم الأمر .. لم يبالي بوصال أو ينطق بحرف بل مر بجانبها ببرودة جليدية ، حتى كلمة أسف لم يعبرها ولو بحرف بل رسم على ثغرة بسمة انتصار وتوجه بجمود صوب مكتبه ، تاركا إياها منهارة بدون قدرة على التحمل … خصوصا حين تقدمت ريحانة صوبها وهي تتمايل بخلاعة وتعضعض شفتيها بإغراء ومتعة
ريحانة:- اممم كسرتِ متعتنا لكن لا بأس فاليوم كانت قبلتنا الأولى وغدا الثانية وبعدها وبعدها .. ههه يعني انتهت مدة صلاحيتكِ في قلبه أخبرتكِ أنه سيرميكِ مثل القطعة المهترئة ولكنكِ لم تصدقيني والآن هو معي وإن لمحتكِ قرب مكتبه سأفضحكِ بهذا المعسكر .. وصدقيني أنا قادرة على القيام بذلك دون خوف من أي ردة فعل طالما الرائد بجيبي لا أحد سيمسني بسوء… ههه ليلة سعيدة
كامل(بصق جانبيا):- اللعنة عليكِ من فاسقة أغربي من هنا أغربي ….
وصال(هوت أرضا بفشل ما إن انعطفت تلك الحقيرة):- كامل … ما الذي حدث للتو ، لا يعقل أن ما رأيته حقيقي أجبني يا كامل عيوني فيها خطأ أو أو جاسر يمازحني ويريد معاقبتي
كامل(انحنى أرضا لمستواها وربت على كتفها):- لا تفعلي هذا بنفسكِ أكيد للرائد تبرير منطقي لما حدث
وصال(ضربت بيديها الأرض ونفثت الرمل بجنون):- وأنا من حقي أن أسمع ذلك التبرير ، لن أسمح له بخيانتي هكذا وأسكت …
كامل(ضرب على جنبه بقلة حيلة):- إلى أين مجددا ؟؟؟
إلى أين يعني ، ربما إلى الجحيم ربما إلى العذاب الأسود يعني إلى أين سأذهب أريد أن أعرف ما هذا الهراء الذي حدث قبل قليل ، أنا لا أستحق هذه الخيانة لا أستحق وممن من جاسر .. يستحيل أن ينظر لتلك الحيوانة إذن أكيد هو يملك تبريرا منطقيا مثلما قال كامل … ضربت باب المكتب بيدها ووجدته ماثلا عند نافذته يدخن سيجارة ، لقد وعدها قبل ذلك أنه سيقلع عنها لكن يظهر أن وعوده كاذبة مثل المسرحية التي أقدم عليها قبل قليل …
وصال:- أريد أن أعرف الآن لما فعلت بي ذلك ؟
جاسر(طالعها شزرا ونظر لجسمها بتمعن قبل أن يتمتم):- أنا رجل يقدر جسد المرأة ، وأنتِ قصيرة القامة نحيفة يعني اممم لا أجدكِ مناسبة لي
وصال(ضحكت بهزل وهي تمسح دموعها بكم قميصها):- منذ متى وأنت تهتم بإهانتي أكيد أنت تمازحني صح ؟
جاسر(اقترب منها ونفخ في وجهها الدخان): لاء هذه غريزة كل رجل متطلب مثلي ، وأظن بأني محق بعض الشيء يعني بالمقارنة بينكِ وبين ريحانة أظنها تتفوق عليكِ بهذا الخصوص
وصال(اهتز جدعها من جملته ودخانه الحقير):- أعلم أنك تعاني من خطب ما ، شيء تخفيه عني يجعلك تعاملني بهذه الحقارة يا جاسر .. لذلك أيا كان أنا مستعدة لخوضه معك فقط لا تكسر بقلبي الله يخليك أنا وصالك هممم ؟
جاسر(عاد للخلف ووضع السيجارة بالصحن بعد أن أطفأها بغيظ):- وصالي وصالي وصالي .. ههه ما هذه التفاهة يا حضرة النقيب ، أتحسبين بأنكِ في ضيعة أبوكِ حتى تتصرفي على أريحيتكِ معي ، استيقظي حلوتي قد مرت تلك النزوة التي جمعتنا ذات لحظات عابرة .. وبصراحة لم أستطع التحمل أي نعم أحببتكِ ولكن شهوتي فوق كل شيء وريحانة مستعدة لتلبية أي طلب أطلبه منها عكسكِ أنتِ
وصال(تقدمت إليه بخطوات كسيرة):- أنت تريد أن تجرحني أليس كذلك ؟
جاسر(ابتعدي يا وصال لا تقتربي يا حبيبتي أنتِ تحرقينني كفى كفى أصغي لي واذهبي):- ولما سأتكبد كل هذا العناء ، أرى أنكِ لا تستحقين عُشر كلمة
وصال(ضربت في صدره بوهن وهي تتطلع لعيونه بدموع):- أنت تكذب علي ، لما تفعل بنا هذاااا ألا تعلم أنك تجرحني بكلامك ؟
جاسر(أمسك يديها ونفضهما بعيدا عنه):- لا تتجرئي على لمسي حضرة النقيب ، أنا مدير هنا وآمركِ بأن تعودي لغرفتكِ لتباشري عملكِ كالمعتاد
وصال(امتصت شفتيها):- أنا سأعلم ما خطبك ، حتى لو تكتمت عنه فاللواء أيمن لن يكون بمثل سريتك سأعرف بطريقتي ما الذي تخفيه عني وساعتها سأحاسبك على كل حرف نطقت به في حقي
جاسر(بعصبية):- ألا تفهمين لقد اكتفيت منكِ ومن تذمركِ وعقليتكِ الساذجة وصال ، انتهى كل شيء عند هذه النقطة ولو سمحتِ لا تقحميني في أمر لا أستحبه .. لتبقى العلاقة بيننا عملية أساسا لم يتبقى سوى القليل وبعدها كل منا يغادر في حال سبيله ، ومن هنا لوقتها احفظي لسانكِ وابتعدي عني لم أعد أريدكِ لم أعد أحبكِ لم أعد أرغب بكِ أفهمتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وصال(رفعت يدها وصفعته بقوة على وجهه وهي تزم شفتيها ببكاء):- أبشرك بأنك وصلت لما تبتغيه ، منذ اللحظة لن تجد مني سوى الصد أيها الكاذب المخادع ، أكرهك يا جاسر العلايلي … أكرههههههههك …
تأوه من جرحها البادي على ملامحها ولم يجد بدا في اللحاق بها بل طالع طيفها الذي غادره وتركه وحيدا في ذلك المكان الكئيب ، ها قد خسرها ها قد وصل لما يريده إذا لم يشعر بالأسف والحزن ، لقد حققت غايتك يا جاسر وجعلتها تكرهه بطريقة جارحة لن تسمح لها بأن تعطيك وجها بعد اللحظة ، إذن افرح فقد وجعلتها تكرهك وتشمئز منك ….أواه من هذه النار التي تتآكل روحي ، قالها وهو يتأوه بوجع عميق ودَّ لو لحق بها ليعانقها ويضمها لصدرها ويصرخ بعلو صوته أنه يعشقها يحبها ويموت في هواها ، يريد أن يخبرها أن كل ما فعله لكي لا يجرحها بالحقيقة المرة التي عرفها على أبيها والحقيقة المخزية التي تشمل والديه ، ضرب على صدره وبعدها ضرب على سطح المكتب وما اكتفى بل جذب كل ما وجد عليه وطرحه أرضا وهو ينفث غضبااااااا لأنه كسر وصاله الحبيبة وليس له حل سوى الصبر والكتمااااااان …… ركضت بحرقة صوب غرفتها ودفنت روحها بين أغطية سريرها وهي تبكي بقوة وقهر دون أن تستطيع كتم أنفاسها ، لم تجد سوى كامل الذي دلف إليها بكوب ماء وحبة وجع رأس تحسبا لهذا الأمر ، فليس بيده فعل أكثر من ذلك لكنه تفاجأ بها وهي تنهض بوهن جالسة على السرير لتمسك يده وترتمي على كتفه باكية مستنجدة ضعيفة ومكسورة الخاطر ، لقد جرحها جاسر وهذه المرة لن يكون فيها صلح على الإطلاق فقد نجح في وضع حدود لعلاقتهما وعلى الأغلب لن تتقبل وصال أي حديث بشأنها في لاحق الأيام ….

على جنب آخر
كانت تدلك كتفيه بيديها وهي تراقب صغيرها وهو يسير أولى خطواته بمساعدة أبيه الذي كان يشجعه بحماسة كي يتقدم نحوه لكنه لصغر سنه ما زال الأمر صعبا عليه …
ميرا:- لا تنهبل يا شهاب أنت قريبا وستنزعج لأنه لا يركض معك في الحديقة
شهاب:- قريبا قريبا جدا سيركض نحوي يا سمري وسترين
ميرا(تنحنحت وهي تنزاح مبتعدة عنه):- تأخر العشاء وأنا أشعر بالجوع
شهاب(أمسك شادي بحجره والتفت إليها ولامس بطنها):- فلة صغيرتي هل ترغبين بتناول قزم أو سنفور صغير هااااه ؟
ميرا(ضربته ليده):- وهل ترى ابنتي وحشا يااا ، لا تكلمها بعنف سوف تكون طفلتي رقيقة مثل أمها
شهاب(عض شفتيه وهو يغمزها):- يا ويلي ع الرقة حين تتجلى في ابنتي وأمها
ميرا(بخجل أخفضت عينيها مبتسمة):- شهاب كف عن هذا أنت تحرجني
شهاب(رفع يده وهو يحاور شادي):- طفل نطح قريبا وسينطق صارخا زوجيني ماما زوجيني ماما وما زلتِ تخجلين مني
ميرا(وضعت يدها على خده بحنان):- لأنني أحبك
شهاب(مال بوجهه ليدها وقبلها):- أين العشااااااااااااااء يا جماعة أريد أن أحب زوجتي لكن على السرير وليس هنا عيب هههه
ميرا(ضربته لكتفه ومدت يدها تمشط شعر شادي):- شهاب .. أليس غريبا ألا يكلمك وائل منذ سفره هو وميرنا ؟
شهاب(عقد حاجبيه وهو يتأفف):- حاولت الاتصال به قبل ساعات لكنه يرن بدون جواب
ميرا:- لا أدري لما يخططان لكن تورط ميرنا مع العصابة عقلي لم يستوعبه بتاتا
شهاب:- أتعلمين ماذا سأعيد الاتصال بنادر ربما هذا سيفيدني طالما يلتصق بصديقه التصاقا هكذا
ميرا(أمسكت شادي في حضنها):-أوك اتصل لنرى …
أخذ شهاب هاتفه وفعَّل اتصالا لنادر الذي رد بعد مضي وقت وجيز ، وأكيد مع بعض السماجة في الحديث استفز شهاب الذي هدر فيه ليتطرق للموضوع
نادر:- ههه منذ أن أصبحت أبا وبات صبرك معدوم
شهاب:- حين تصبح أبا ذكرني بأن أقيم وضعك الأسري أيضا
نادر:- لا وعلى ماذا محسوبك لن يتزوج أضربت
شهاب:- ههه صدقتك ، المهم أين ويل أحاول الوصول إليه منذ الصباح ولكنه لا يرد ؟
نادر:- هييه ولول بخير الآن يعني ، لقد تحسن حاله أكثر من ليلة أمس
شهاب:- وما الذي حدث ليلة أمس ؟
نادر:- طيب لا يجب أن أتفوه بحرف طالما وائل لم يخبرك لكنك ابن عمه ، وأكيد سيحتاج لدعم منك لا أدري المهم أرى أن تكلمه بنفسك
شهاب:- ناااادر تكلم بوضوح رجاء ما الذي حدث مع ابن عمي ؟
روا نادر لشهاب بالمختصر المفيد ما حدث ليلة أمس بينه وبين ميرنا ، وكيف آلت الأمور لما آلت إليه طبعا حزن شهاب لأجله علما أن هنالك غصة اعتصرت صدره ، فهذه ميرنا التي كادت تكون زوجته هو ذات يوم .. التفت لميرا التي كانت تضحك رفقة شادي وتحاول متابعة الاتصال وهذا ما جعله يبتسم لها ولطفله ويتنهد براحة كونه يعيش أحلى أيام حياته ، ولا يسعه سوى تمني الفرح والبهجة لابن عمه لكن ليس بعد أن يجري في قضية طلاقها من حكيم ، وهذا ما عزم على فعله لكن ما إن تسنح الفرصة … أنهى الاتصال مع نادر مباشرة واتصل بوائل الذي أجابه بعد رنين دام ودام ودام لعدة دقائق طواااال …
شهاب:-هل ترفض مكالمتي يعني ؟
وائل:- لاء لكن عذرا شيهوب لقد اتصلت بي في وقت لم أكن متوفرا
شهاب:- جيد ياخويا أنك خصصت لي جزءا من وقتك الثمين ؟
وائل:- ها يا شهاب لن تطيل في مسألة العتب لأنني متعب بما فيه الكفاية
شهاب(ابتعد قليلا عن ميرا وهتف):- أعلم ما فعلته بك ميرنا أخبرني نادر بالموضوع كله
وائل:- تمام ها قد عرفت وعلمت أنني تجاوزت المسألة ، ماذا بعد ؟
شهاب:- أنا لست عدوك حتى تخاطبني بهذه النمردة ،أنا أخوك أيها الأحمق ثم سوف تتزوج ميرنا وتذكر كلامي هذاااا إن لم أجعلها زوجتك في غضون أشهر لن أسمى شهاب رشوان
وائل:- ههه ما سر هذه الثقة يا ابن العم ، أينك منها يا بعدي ؟
شهاب:- أنت تسخر الآن لكن حين أزفها لك وقتها ستعرف أن كلام ابن عمك صادق
وائل(تأوه بوجع):- عموما أخبرني ما الأحوال هناك ، شادي كيف حاله وميرا وعمي فؤاد ؟
شهاب:- شادي وميرا بجانبي في أحلى حال ، لكن عمك الذي لم أفهم ما به طوال المساء وهو بالمكتب في الشركة لم يبرح محله وكلما حاولت مكالمته تحجج بالتعب واتخذ الصمت حجة
وائل:- غريب حاله ، ما ربما كان يعاني من خطب ما ألم تسأله ؟
شهاب:- أقول سألته مرارا وتكرارا ولكنه متحفظ على أسراره تعلم كم يعشق الغموووض
وائل:- لا أدري كان علي أن أتصل به لكن اليوم كان مرهقا ، غدا إن وجدت وقتا سوف أحادثه
شهاب:- أوك وإن أخبرك بشيء تعلم ما عليك فعله ؟
وائل(انتبه لطرق الباب):- ميرنا افتحي حبيبتي .. ميرنااااا تت تمام شهاب سوف أكلمك لاحقا يا غالي انتبه لنفسك
شهاب:- وأنت أيضا انتبه هااا سوف أمر بحكيم غدا وأفتح معه موضوع الطلاق ، ميرنا من حقك ولن ينتزعها منك مخلوق
وائل(توجه للباب):- إياك يا شهاب وأن تقدم على ذلك ، أرجوك دع الأمر لي ولا تتدخل
شهاب:- هفف توقعت ذلك …
وائل(فتح الباب وتفاجأ بالزائر ثم عاد وأغلقها بقوة في وجهه):- اللعنة جاء جدار برلين هفف .
شهاب:- ألووو ألوو فصل الخط تت ..
ميرا:- تعال تعال وأخبرني ما الجديد ؟
شهاب(ناظرها بعمق):- سأخبركِ لكن بشرط أن تعيدي لي قصة قبعة شادي
ميرا:- هههه لن أعيدها لقد رويتها لك 4 مرات يكفي إلى هذا الحد
شهاب(أخذ منها شادي):- تمام لن أخبركِ بالجديد
ميرا(بتأفف):- حسن حسن سأحكي ولكن بدون سخرية ههه ….
وائل:- أنت تسخر مني صحيح ؟
كاظم(تجاوزه ودخل للغرفة وهو يطالعها شبرا شبرا):- سريرين هاااا … ملفت للنظر أين ميرنا ؟
وائل(رفع سترته على كتفه المضمد):- أكيد لن تنتظر خروجها من الحمام تفضل للأسفل لو سمحت
كاظم(تابع البحلقة في زوايا الغرفة وخرج على مهله):- أخبرتك أن تلك هي غرفتي
وائل(رمق الغرفة المقابلة لغرفتهما بالضبط):- أليس في هذا مبالغة ؟
كاظم:- لاء ..إنها للوقاية الأمنية
وائل:- دعنا نرى إن كان الأمن مستتبا أو أنها مجرد جعجعة مزعجة
كاظم(امتص شفتيه):- دعنا ننتظر ميرنا هنا أظنه لن يكون هنالك اعتراض
وائل(زفر عميقا بنفاذ صبر):- اللهم طولك يا روح …
كاظم:- نعم هل كلمتني ؟
وائل(صغر عينيه فيه بلؤم وهو ينتفض غضبا):- ميرنا ستنزل لوحدها أفكر لو ننزل
كاظم:- لدواع أمنية لن أبرح محلي بدونها
وائل(فاض صبره):- أوك وبدوني أيضا لن تبرح محلك سوف أعود ..
كاظم(هز كتفيه بلا مبالاة وأخذ يتأمل خارج الفندق من نافذة الرواق):- خذ راحتك
وائل(دخل الغرفة ووجدها قد خرجت من الحمام مرتدية فستانا جميلا من الذي اشترتهم في السوق):- يليق بكِ اللون الرمادي
ميرنا:- شكرا بيبي عذرا حين ناديتني لم أستطع الخروج ، هل هنالك شيء ؟
وائل(مط شفتيه وجعلها تتأبط ذراعه):- لحظة وترين الشيء العملاق الذي أحببته …
عقدت حاجبيها بدون فهم وحملت هاتفها وحقيبتها وخرجت رفقته لتجد كاظم ينتظرهما عند الرواق ، نظرت لوائل بتوجس وتقدمت معه صوبه وهذا الأخير أبدى مجمل إعجابه بدون خجل …
كاظم(بمرح):- تلك غرفتي
وائل:- هل ستمضي الليلة كلها في الإشارة لغرفتك لكل الناس ، لننزل أكيد الجماعة بانتظارنا
كاظم(بصوت مغر):- من بعدكِ يا ملكة السهرة ..
وائل(هنا توقف وهو ينظر إليه):- لا تحسب أن إصابتي هذه ستمنعني من ضربك ؟
كاظم(رفع يديه باستسلام وضغط زر المصعد):- هاه ولا حرف … من بعدكِ ميرنا هانم
ميرنا(من بين أسنانها):- ألم تقل ولا حرف ، أكيد الليلة لن تمضي على خير …
كانت النظرات قاتلة في المصعد وهي متبادلة بين الرجلين ، أما ميرنا فاختارت أن تتوارى في الخلف كي لا تجد نفسها لوحة سهام لنظراتهما المتوعدة بقتال محتدم ، كان وائل يراقبه عن كثب بينما كان كاظم تارة بعد تارة يرمي نظرة تزيد من تأجج وغضب وائل الذي رغب بكسر أنفه لكنه سيتمهل لا يريد مشاكل الآن وهذا ما سيطيل بالا لأجله ، لكن لو تمادى هذا الجدار فلن يلوم سوى نفسه …
نادر:- نادر الرشيدي تشرفت بمعرفتك سيد كاظم
كاظم(صافحه بلطف):- كاظم فقط ، أعلم أنك صديق وائل الحميم وهذا أمر جيد
نادر:- وائل يستحق مني كل الدعم تفضل ..
وائل:- ألم تنزل ناريانا ونزار بعد ؟
نادر:- نزار اعتذر عن النزول يقول أنه متعب بيني وبينك ذلك العجوز قاتل للحظات الجميلة ، لا يعرف ما معنى استمتاااااع
ميرنا:- هه هو متعلق بالبيت كثيرا ، طيب وناريانا أين هي ؟
ناريانا(وصلت بفستان زهري حد الركب وبإطلالة مميزة):- قد وصلت للتو
كاظم(لم يشعر بنفسه إلا وأطلق تصفيرة صغيرة بإعجاب):- واووو من هذه الجميلة ؟
نادر(تشنج وهو يراها تقترب منه وتمد يدها بفظاظة له):- ناريانا
كاظم(قبل يدها وعيناه تبتسم لها بميوعة):- لأول مرة أسمع هذا الاسم وكان لكِ
ناريانا(سحبت يدها مبتسمة):- كفاك مماطلة أكيد قرأته بملفات التحقيق خاصتك
كاظم(سحب الكرسي لها):- وذكية أيضا .. تفضلي
نادر(ناظرهما وقد صعدت معه أصعدة العصبية):- أستغفر الله
وائل(بتأفف من كاظم الذي لم يترك ولا واحدة فيهما على حالها):- ما الذي يحاول فعله ؟
ميرنا(اقتربت منه وهي تمسح خلف عنقها):- لا أدري المهم أن نمضي الأمر بهدوء وننتهي
وائل(عقد حاجبيه):- لننتهي هذا لو تمكننا من إغلاق عينيه الوقحة ، هفف قليلا بعد وسأقوم بتهشيم ملامحه البغيضة ما أثقله
ناريانا:- ههه على ما تتهامسان أنتما ؟
ميرنا:- تبدين مذهلة
ناريانا(تحركت برقصة مرحة):- بعض من لا شيء ..
ميرنا:- ما رأيك نادر ؟
نادر(تشنج من السؤال وطالع ناريانا شزرا):- عادي لا جديد يذكر
ناريانا(بصدمة الآن تكبدت كل هذا العناء ليجيبني هكذا):- لأنك أعمى لا تقدر الجمال
كاظم(نحنح لها وهو يهتف):- والصمت في حرم الجمال جمااااال
ناريانا(وضعت يدها على خدها وهي تطالعه وتبتسم):- الله يكثر من يقدرونه مثلك سيد كاظم
كاظم(غمزها بلطف):- كاظم … وبس
نادر(ضرب على سطح الطاولة):- لنطلب العشاء قبل أن ينفذ صبري …
ميرنا(تأففت):- فعلا فعلا بداية مبشرة بكل خير …
ناظرها وائل ببسمة بالرغم من أن موقف نادر وغيرته كانت بادية إلا أنه ادعى أن انزعاجه من ارتفاع الموسيقى بالمطعم ، أما الست ناريانا فقد وجدت في كاظم فرصة لكسر عين نادر على الأقل لتثبت له أن العجائز آخر همها … أتى العشاء وقاموا بتناوله على مضض ميرنا ووائل يحاولان تلطيف الجو بينما ضحكات ناريانا الصاخبة مع كاظم كسرت القاعدة بحيث نهض نادر قبل أن يتمم طعامه ، وتوجه للموزع الموسيقي وطلب منه تقليل الصوت وهذا ما كان سيكسر قانون الفندق ، لذا حين رفض الموزع الانصياع لأمر نادر اشتبكت الأمور حتى تدخل وائل لفض النزاع
نادر(ترك ياقة الموزع وهدر فيه):- إنه أغبى مما يكون هفف …
وائل:- أنا أتفهم ما يزعجك ، صدقني حدث لي ذات الشيء حين تعرفت عليه أول مرة
نادر(نظر لكاظم الذي كان ولا على باله يمازح الفتاتين بسماجة):- لكنه مستفز أفكر بحبسه في غرفة الغسيل الموجودة بالفندق ما رأيك ؟
وائل:- جميل ولما لا نطعمه بالمناسبة مسحوق الصابون كوجبة ترحيب … لا تجن يا نادر
نادر:- أنظر أنظر للفتاتين المبجلتين وكأنهما استلطفتاه لدرجة قصوى ؟
وائل:- طالما استعملت لفظا خاصا بطائراتك فأكيد أنت حانق بشدة ، لكن هل سنسمح له بأن ينغص علينا جلستنا مستحيل دعنا نعود يا رجل
نادر:- المهرج المبتذل سوف لن أسمح له بأن يفسد عطلتي
وائل:- هكذاااا ههه هيا بنا …
عادا لمحلهما تحت أنظار كاظم الذي وصل لغايته في استفزازهما ، ميرنا انتبهت لذلك لكن ناريانا حتى لو انتبهت تمادت أكثر من المعقول وهذا ما جعله يزفر بحنق من هذه المهزلة
ناريانا:- طيب سجل عندك رقمي ما ربما احتجتني في استشارة
كاظم(أعطاها هاتفه):- رقم ميرنا معي أنا بحاجة لرقمكِ وتكتمل المجموعة
نادر(نطق بدون تفكير):- هل ستعطينه رقمكِ ؟
ناريانا(كانت تكتبه ورفعت رأسها له):- وهل علي أن آخذ الإذن منك ؟
نادر:- هه أكيد لاء لأنكِ متعودة على هذه الأمور آنسة متعجرفة
ناريانا(بعصبية):- عفواااا ؟؟؟
نادر(رمى المنديل جانبا):- وائل إن احتجت لي كلمني سأخرج قليلا
وائل:- طيب لكن لا تبتعد
نادر(نظر باستخفاف لناريانا):- لا تقلق أنا لا أضيع فطريقي واضح
ناريانا(أكملت كتابة الرقم):- واضح جداااا
كاظم(أخذ الهاتف بابتسامة انتصار):- تشرفنا بمعرفتك أيها الطيار
ميرنا(لمحت اشتعال نادر):- هههه لنطلب بعض المشاريب ما رأيكم ؟
ناريانا(بدون مبالاة في نادر):- يس أشتهي ذلك حتما …
ناظرها بغمغمة غيظ فهي بنظرة فاسقة وما تفعله الآن لا يترجم سوى فجورها ، شعر بالغثيان وهو يغادر حنايا الفندق لغير وجهة ، فهي آخر واحدة سيفكر به لكن لما تغزو عقله ويرغب بتحطيم عنفوانها الجامح لمااااذا … هي أيضا بعد مغادرته شعرت بالوهن يعتمر صدرها فقد بالغت وهذا ما كان واضحا لهم جميعا ، ولم تجد مهربا من نظراتهم سوى التحجج بالقيام باتصال وعليه انسحبت
جوزيت(تضم ركبتيها ببؤس على سريرها وفي حالة كئيبة):- ولما فعلتِ ذلك ، هل أنتِ حمقاء يا ريانا الرجل لم يفعل لكِ ما يستدعي هذا التصرف ؟
ناريانا:- بلى يستحق أنتِ لا تعرفين بما نعتني ولا كيف ينظر إلي ، كل هذا لأنني … أ يعني لم أعطه وجها كما يريد
جوزيت:- بصراحة أنا لم أراه وجها لوجه لكن حسبما حدثني حكيم فهو شخص جيد
ناريانا:- ومن أين جاءت جودته كل ذلك مجرد قناع لرجل شرقي لا يعترف سوى بأخطاء الآخرين
جوزيت:- هه لا أعرف يا بنت رأسي يؤلمني ولا أجد بما أنصحكِ به ، إن كنت أصلا أفشل واحدة في مسائل العلاقات يا ستي لا شيء يذكر
ناريانا:- ما هذه التنهيدة أما زال ذلك المكعب الجليدي صامدا ؟
جوزيت:- والله لو كان تمثالا لنطق …
ناريانا(حولت عيناها):- طيب ما ربما كان هذا التمثال بحاجة لدافع يا جوزيت
جوزيت:- دااااافع ماذا ، قليلا بعد وسأرمي نفسي عليه
ناريانا:- هه وهذا ما هو مرفوض ، طالما هو يشعر أنكِ تلتصقين به وتخنقينه بعشقكِ الهستيري له هو سيظل يبعدكِ عنه ، لأنه في قرارة نفسه يضمن لحاقكِ به كونكِ تذوبين في هواه
جوزيت(بتفكير):- ولكنني لا أقوى بعادا عنه افهميني
ناريانا:- وأنا لم أطلب منكِ أن تبتعدي عنه كمحيط يعني ، بل حاولي أن تخلقي لنفسكِ هالة منفردة تجذبه إليكِ تلقائيا وحين يحس بأنكِ لا توليه اهتماما جنونيا كما كنتِ تفعلين مؤكد سوف يتساءل ، والتساؤل يخلق فجوة تفكير ، والتفكير يبعث على التدقيق ، والتدقيق سيحثه على المقارنة ، والمقارنة سوف تزعجه وهو يحاول البحث عن تفسير منطقي لانعكاس تصرفاتك .. وهذا هو عز الطلب الذي سيدفعه للاهتماااااااااااام هل فهمتِ الآن ؟
جوزيت:- بنت … أكل هذا التحليل تحتفظين به لنفسكِ ولا تشاركيني بنصائحكِ النيرة فعلا إنكِ بقرة حلووووب
ناريانا:- ههه صدقا أحتاج لنصائحي التي أقدمها للآخرين ، لذلك هيئي الجو المناسب أعرفكِ حين تبدعين وبما أنها ليلة أخرى تجمعكِ به في نفس المكان استغليها أشد استغلال وأبدعي
جوزيت(نظرت للساعة):- يا إلهي قد يكون على وصول علي أن أنهض الآن لأجهز الأجواء ، ريانا ريانا حين أراكِ سأقبل شفتيكِ يا بنت
ناريانا:- هههه أصلا هاتين الشفتين جفتا فلا أحد يهتم بهما غيركِ
جوزيت(انتفضت بقوة):- سافلة ووقحة ههه باي باي … / والآن يا ميار سنرى ما أنت فاعل هذه الليلة هههه … إلى التجهيييييييييييييييز يا جوزي اركضي اركضي قبل عودته يا بنت …
طيب اطمني يختي هو لن يعود الآن على الأغلب ليس قبل أن يتذوق طعام أخيه ، الذي كان يرتدي مريلة المطبخ ويحرك في المقلاة ولا الشيف أسامة هههه …
ميار(متكأ على حافة المطبخ):- دعني أساعدك يا ولد
إياد:- لا تقترب أساسا طلبت من الخالة سوسن قبل صعودي أن تعد لأجلي صحنا من الحلوى ، أكيد هي على وصول هه حتى أنها وصلت
ميار(قفز بمرح):- دعني أفتح أنا طالما أنت مشغول
إياد:- الله يعنيك خالتي سوسن …
ميار(فتح لها بابتسامة):- خالة سوسن ؟
سوسن(قدمت له صحنا مغلفا):- يا عيون خالتك سوسن هاه جهزت لك الحلوى التي طلبت ، إذن حان وقت تنفيذك للشرط يا إياد ؟
ميار( لم يعطني أي فكرة عن هذا الشرط):- شرط ماذا ههه احم ؟
سوسن:- ألن تعرفني بالضيفة التي تستقبلها في بيتك ، إنها خطيبتك المحامية صحيح أحببتها وأريد إلقاء السلام عليها ؟
ميار(اعترض طريقها ممسكا بالصحن):- أ.. لالا ليست هي يعني أ إنه صديق لي مشكورة يا خالة سوسن عذبتكِ معي ..
سوسن(تطل من خلفه بدون فائدة):- يا ولد دعني ألقي نظرة فقط هيييه …
ميار:- هه اعذريني تصبحين على خير خالة
سوسن(وضعت يديها على جنبها):- تمام سأعرف بطريقتي من هذه الضيفة التي لا تريدني أن أراها ، أتراه يخون خطيبته هئئئ لالا إياد ولدي ليس بهذا الطبع الفاسد .. هيا يا سوسن ما دخلكِ عودي لبيتكِ لتنامي الله الله …
إياد(ميت بالضحك على منظره):- لا وكيف كنت تتصرف حين كنت تتقمص شخصيتي ؟
ميار(وضع الصحن على الطاولة):- كنت أدعها للصدفة ، أحيانا كنت أقع بمأزق لكن سرعان ما أتداركه كي لا أسبب لك مشكلة
إياد(بشرود):- كدت تصيبني بالجنون في الآونة الأخيرة ، كثرت تصرفاتك وجعلتني أشك بنفسي
ميار(امتص شفتيه أسفا):- اعذرني إياد ، لكن لم يكن باليد حيلة
إياد(صب ما بالمقلاة في الصحن):- أحضر الشوك والمشروب قد انتهيت
ميار(فتح الثلاجة والتقط قنينتين صغيرتين):- أخيراااا حان وقت الأكل ، جوعتني صراحة
إياد(ناظره بامتنان):- أنا أشعر براحة عميقة في صدري ، ظهورك عنى لي الكثير وأظنني تعلقت بك فوق المتوقع فأرجو أن نضع كل نزاعاتنا جانبا وستجدني في ظهرك مهما حصل
ميار(شعر بالغبطة لحظتها):- أنا واثق من ذلك إياد .. ولا تدري كم سعادتي عارمة بعد أن توضحتِ الأمور بيننا صدقا كنا محرومين من بعضنا ولكن آن الأوان لنعوض ما فاتنا
إياد(أمسك القنينة منه):- إذن لنحتفل بهذه المناسبة ، ليت جوزيت معنا طيب أخبرني ما مشكلتك معها التي تستدعي مني تدخلا فوريا ؟
ميار(اتخذ محله وهو يزفر بتعب):- إنها عنيدة ومتعبة ، لا أعلم كيف أتصرف معها سرعان ما تبكي وسرعان ما تنجرح لكن سرعان أيضا ما تنسى .. يا رجل حتى لو عذبتها لساعتين متواصلتين ما إن تبتسم لها حتى تضحك وتنسى كل شيء في غمضة عين ، أما لو فكرت باعتراض رغباتها ويلك ويلك من غضبها فإنها لا تصمت وتظل تتذمر تتذمر تتذمر لحين توافق على مضض فقط لترحمك من صوتها ، أو ماذا تفعل في الآونة الأخيرة عرفت نقطة ضعفي وهي أنني لا أتحمل بكاء أحد بقربي صارت البنت تبكي بداع وبدون .. أتعبتني ولا أدري كيف أتعامل معها يعني نحن لم نعد صغارا كي تنتظر مني معاملة خاصة ، ثم من هذا كله لما علي أن أعاملها بطيبة هل هذا سيكون منصفا بحقي هي التي كذبت وادعت موتها وجعلتني أتعذب حياتي كلها بسببها ، يعني لا شيء تملكه الآن كي تعطي لنفسها حقا في الوصول إلي … ومن هذا كله أنا أحب ميرنا
إياد(كان يستمع له بذهول وهو يرمش ويضع يدا على خده):- هه لم أوقفك في السابق لكن عند هذه النقطة لا تهذي ، أنت لا تحب ميرنا ولا شيء أنت تحب جوزيت وميرنا بالنسبة لك فترة ومضت
ميار(أمسك ملعقته وشرب من الحساء وهو ممتعض):- لا تبدأ أنت أيضا ، ثم لما العالم كله متيقن من أن حبي لميرنا مجرد نزوة وأن حبي لجوزيت هو الصادق الحقيقي هل هي مشاعري أم مشاعركم كي تعرفوا الفرق بين هاتين العلاقتين ؟
إياد(شرب من قنينته):- اسمعني ميار صحيح لم أعرفك إلا من يومين ، لكنني استطعت أن أكون فكرة شاملة عن تفكيرك وفوق كل هذا رأيت كيف تنظر لجوزيت أنت تحبها ولا يسعك الإنكار … ربما تجد حبك لها عقابا لك على سذاجتك السابقة حين صدقت خبر موتها وكونك ترى الأمر وكأنه خداع وشماتة فأكيد لن تتجاوزه .. لكن من أنت حتى لا يقوم أحد بخداعك كلنا بشر والبشر يخطئون لست مرفوعا في السماء حتى تعلم أنها خدعتك مثلك مثلي مثل أبي عامر مثل العم نجمي مثل الخالة صباح مثل كل أهالي البلدة اعتبرناها ميتة نظيرا لحالة وفاتها التي شهدها الكثيرون وكانت دليلا قاطعا لا يمكن الطعن فيه … لذلك تجاوز تلك الحادثة فهذه جوزتك التي كنت تحب وقد عادت إليك فما الضرر من أن تسمح لمشاعرك بأن تأخذ خانتها المناسبة وكفاك تعذيبا للبنت بدورها رأت الويل في هذه السنين
ميار(زفر عميقا وهو يستمع له):- كل ما ذكرته فكرت فيه وموقن منه ، لكنني غير قادر على تجاوز هذه الفعلة يا إياد أخشى من أن تضعني في موقف الغبي مجددا إن أنا وثقت بها وجعلتها تستكين بين ضلوعي … وما هو أزيد من هذا شعوري تجاه ميرنا لا يمكنني تجاوزه أنا واثق أن هنالك ما يجمعني بها ولا يجوز لأحد أن يستخف به
إياد(ابتلع ما كان يقضمه):- نصيحة من أخيك ، انس أمر ميرنا لأنها لوائل ولغير وائل لن تكون .. حتى لو تزوجها حكيم أو أنت أو أي رجل غريب فهي بروحها وكيانها وعقلها لن تكون إلا له …
ميار(وضع الملعقة بغيظ):- اتصل بها الآن … هيا
إياد:- وما المناسبة ؟
ميار(مسح فمه بعصبية):- أريد ذلك
إياد:- اسمعني يا ميار ميرنا ليست ..
ميار(بوجع امتص شفتيه وأشار للهاتف):- اتصل بها فورااااا
إياد(حول عينيه وأمسك هاتفه):- على الله لن تخرج لنا مشكلة من العدم مش ناقصين …
ميار(شرب القنينة كلها ونهض من محله متوجها للمطبخ):- أنا أصل المشاكل
أمسك قنينة مشروب أخرى وتجرعها وهو يتكأ بيده على حافة المطبخ وينظر لإياد الذي كان يتصل ، دقيقتين وردت عليه وأخذ يحادثها بشكل متوجس فهو لا يعلم ما الذي يرغب ميار منها وهنا وضع هذا الأخير القنينة بعنف على الرخامة وانطلق صوب إياد ليمسك بالهاتف بقوة …
ميار(بمشاعر جارفة):- قولي أنكِ لا تكنين لي مشاعر ؟
ميرنا(انتفضت من محلها ونظرت لوائل بجانبها وكاظم أمامها وناريانا التي كانت تتجرع من كأسها ما يتلف عقلها):- عن إذنكم لحظة …
كاظم(صغر عينيه في حالتها ونظر لوائل):- من الذي سيتصل بها ويجعلها تنتفض هكذا ؟
وائل:- لقد سمعت إنه إياد تعرفه ؟
كاظم:- وأعرف حتى جارته المغرمة به ههه …
وائل(عقد حاجبيه من جنونه ونظر لناريانا التي كانت عيونها غائمة على وشك البكاء):- ففف ..
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر وهي تخرج لحديقة الفندق بتلقائية):- ما الذي تتفوه به ميار ، يعني ماذا يحدث ؟
ميار(بعصبية):- فقط أجيبي على سؤالي يا ميرناااااااا ، ماذا أكون في حياتك ؟
ميرنا(احتارت لحظتها وناظرت الأجواء حولها باستغراب):- صدقا لا أعلم ما الداعي لهذا السؤال ولكن … أنا أكن لك مشاعر طيبة لم أحسب أنك ستزرعها فيني في ظرف وجيز
ميار(امتص شفتيه ونظر لإياد وابتعد للنافذة):- ميرنا .. أنا بحاجة لجواب محدد هل تعتقدين أننا نملك فرصة ؟
ميرنا(سحب الهواء من جوفها ومطت شفتيها بأسف وبكل ثقة أردفت):- غير ممكن .. قلبي مرهون بشخص آخر آسفة منك يا ميار لكن حبذا لو ترى تلك التي تحبك بصدق ، فمهما كان أنا لن أحبك بذات القدر حتى لو كنت شخصا مهما بالنسبة لي في حياتي ..
ميار(رمش وهو يستمع لها بغبن):- توقعت ذلك ميرنا … عمتِ مساء
ميرنا(بتوتر):- مهلا مهلا ألووو .. ميار ميار أتسمعني ؟
ميار(رمى الهاتف بيد إياد والتقط سترته):- شكرا للعشاء حان وقت ذهابي
إياد:- رويدك يا رجل هفف .. ألو ميرنا
ميرنا:- ما به ميار لما كلمني بتلك الطريقة ما الذي يحدث ؟
إياد:- لا أعلم ولكنه على الأغلب منزعج من أمر ما ، لذلك لا تأخذي في بالك هذا طبعه
ميرنا:- لكن ما مناسبة سؤاله لست أفهم
إياد:- ميرنتي لا تنزعجي سأكلمه غدا صباحا على مهل وأحادثكِ بالمفيد
ميرنا:- طيب أي شيء عرفته بلغني .. تصبح على خير
إياد(زم شفتيه بقلة حيلة):- سلام … ما هذا الذي حصل للتو ما به انفعل بتلك الطريقة وغادر للا لا يلزمني معه دهر كي أفهم طبعه يا حبيبي ….
سرت بجسمها قشعريرة برد جعلتها تمسح على ذراعيها العاريتين وهي تنظر لشاشة هاتفها ، كانت تلك المكالمة غريبة بحد ذاتها والأغرب من هذا أنها استطاعت أن تجيبه دون مراوغة ، وهي تعلم أن جوابها سيكون جارحا له لكن أهون من حقيقة مزيفة .. هي لن تستطيع حبه حتى لو رغبت فهنالك وائل الذي يستوطن كل ذرات عقلها ، ولا يسعها تجاوزه لا معه ولا مع حكيم الذي حاول قبل أن يقتلع وائل من جذور قلبها وما نجح ….
هنا كان بسيارته يقود صوب عرينه عائدا بخفي حنين ، فكلام ميرنا كان لئيما معه بالرغم من أنها أجابته دون أن تأخذ حيزها من التفكير ، كأن الإجابة واضحة وضوح الشمس بالنسبة لها وهذا ما أزعجه وجعله يشعر بالانهيار الذاتي … من جهة موقفه مع جوزيت التي لا يرغب بالإساءة لها ومهما حاول إلا أنها تستفزه وتجعله يجرحها دون قصد ، فلا يسعه التراجع ولا يسعه أن يراضيها طالما هي من فتحت فوهة الخصام ، ومن جهة ميرنا التي لا يمكنه تجاوزها فهناك ما يربطهما وتوطد خلال ذلك الأسبوع الذي أمضاه معها وهذا ما ليس قادرا على إنكاره … امتص شفتيه وفتح جيب سيارته وأخرج منها قنينة حديدية وشرب ما بداخلها لعله يستوعب ماهية نفسه ، فذلك الشتات الذي يشعر به عليه أن يضع له حدا طالما عادت حبيبته الأصلية فعليه أن يفتح الباب لمشاعره كي تستقبلها كما يجب ، ويغادر قوقعة ميرنا للأبد هذا ما عزم عليه بالرغم من أنه موقن 99 بالمئة أنه لن يتمكن من تجاوز المرأة الشمس التي أنارت بأشعتها بؤرة حياته …..
في تلك الأثناء كان هذا أيضا في السيارة يجلس بالخلف وهو ممسك بصدره المتألم ، يعني لم أرى أجن منه ومن وائل أثناء حالاتهما المرضية المستعصية نجدهما يضربان بالصالح والطالح عرض الحائط لينفذا مخططاتهما ، وها هو ذا بسيارة طلال يقارب على الوصول للقصر البحري ليواجه تلك المجنونة التي عادت لحياته كي تقلبها رأسا على عقب … لكن فاجأه هذا الاتصال فقد كان على وشك القيام به لكن حتى يوم غد كي لا يكذب عليها في أصل مكانه ، وأيضا كي لا يتألم من صوتها بعد أن أصبحت طليقته مع الأسف …
ميرنا(بدموع مكتومة):- أردت سماع صوتك ، وعدتني أن تتصل بي لكن شكلك نسيتني
حكيم(فتح عينيه بعد أن استساغ همس حروفها العذبة):- وهل ينسى الحبيب صوت محبوبه حتى في بعده يا عصفورتي الصغيرة ؟
ميرنا(ابتسمت وهي تتقدم بخطى متثاقلة وسط تلك الحديقة):- بما أنك تمازحني هكذا فأكيد أصبحت بخير ، صدقا كلما فكرت بما حصل معك أشعر بالخوف لا أدري إلى متى ستمتد هذه المواقف الحزينة ، بل الاختبارات التي تجعلنا نقدر قيمة من هم حولنا بشكل أعمق
حكيم(عقد حاجبيه مستغربا حديثها العميق):- ميرنا حبيبتي … أنتِ على ما يرام أليس كذلك ؟
ميرنا:- أفكر فيك يعني .. كيف ستأتي للتحقيق وأنت متعب هكذا ؟
حكيم:- لا تشغلي بالكِ الطبيب أخبرني أنني بحاجة ليومين راحة وسيلتئم الجرح وأتعافى
ميرنا(بغصة):- جيد ..
حكيم(انتبه لوصوله للقصر البحري وأشار لطلال أن يتوقف به على جنب ولكن طلال أحدث صوت صرير مما جعل ميرنا تنتبه):- أ… اللعنة عليك
ميرنا(مسحت دموعها):- حكييييم … أين أنت الآن ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- بالسرير
ميرنا(صغرت عينيها بلؤم):- أقسم على ذلك ؟
حكيم:- هوهوه هل أنا كاذب أمامكِ الآن ، ثم احم أنا بالسرير يعني هذا الكرسي يشبه السرير هه
ميرنا(ضربت على صدرها):- يا إلهي هل أنت مخبووووول ، كيف تغادر المستشفى كيف وأنت ما زلت جريحا مريضا يا إلهي متى ستعقل يا حكيم لما تريد أن تتعبني هكذا اهئ …
حكيم(توجس من بكائها):- له يا ميرنا أكل هذا لأنني غادرت المشفى ، ههه ما حسبت أنني غال لديكِ لهذه الدرجة لكن اطمئني مشوار ساعة زمن وسأعود إلى هناك أنا بحاجة لهذااااا ضروري
ميرنا:- ما هو الضروري الذي يجعلك تغادر المشفى ساعة زمن هاااااه ، أخبرني هل أنت متورط في شيء ما صارحني بالله عليك ولا تقتلني رعبا ؟؟؟
حكيم:- اهدئي أصلا لا أدري سبب عصبتكِ ميرنا ، لكنني أعدكِ أنه عمل بسيط وسينتهي وسأكلمكِ فيه لاحقا يعني لحين مجيئي إليكِ انتظريني هممم
ميرنا(مطت شفتيها بأسى):- طيب طيب أعرف أنك لن تجيبني بما يريحني ، المهم اعتني بنفسك جيدا وإن حدث وتعرضت لانتكاسة يا حكيم أقسم بأنك ستجدني وحشا بأربعة قرون على رأسك
حكيم:- ياااااي مرعبة .. هيا يا عصفورتي الصغيرة دعيني أنهي غايتي وأعود
ميرنا(زفرت عميقا):- سأتصل بعد ساعات لأتأكد من أنك نفذت وعدك
حكيم:- هه لا داعي أنا عند وعدي .. سلام يا روحي
ميرنا(ابتسمت بحنان):- إلى اللقاء القريب يا حكيم … هه باي باي ..
طلال:- هل أنت مستعد ؟
حكيم(وضع الهاتف بجيب سترته بجهد جهيد وأشار لطلال):- مستعد أدخل يا طلال ودعنا ننهي المسألة من جذورها …
طلال(زمر بسيارته للحراس الذين فتحوا الباب):- الله يعينك ههه ..
ظلت تسير في تلك الحديقة قليلا حتى انتبهت أنها ابتعدت عن الفندق لكن حين عودتها اصطدمت بجدار برلين الذي كان يكتف يديه وهو ينظر إليها بتمعن ..
ميرنا(ضمت الهاتف لصدرها وناظرته):- عفوا هل هنالك مشكلة ؟
كاظم:- بل مشكلات يا ست ميرنا يا ملوعة القلوب ، لما تخلقين المشاكل هكذا يا شقية ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تبعد رأسها للخلف):- عذرا منك ألا ترى معي أنك تتواقح قليلا وتتطاول على خصوصياتي ؟
كاظم(كتف يديه):- من حقي أن أتدخل في كل نفس تتنفسينه ، طالما أنتِ بعهدتي وحمايتي
ميرنا(انزاحت من أمامه مبتعدة):- ذكرني أن أطرد الشخص الذي وكلك بحمايتي يااااا أفندم
كاظم:- لما لا تكلمينه بنفسك ؟
ميرنا(كانت تمزح لكن أن يكون هنالك شخص يريد حمايتها هذا ما لم يكن بالحسبان):- ماذا تقول ؟
كاظم(أخرج هاتفه وفعَّل اتصالا وقدمه لها):- تكلمي
ميرنا(أمسكت الهاتف بدون فهم):- أكلم من يا هذاااا لما تتصرف بهذه الغرابة ؟
الصوت:- ألو .. كاظم ؟
ميرنا(توجست من الصوت ووضعت الهاتف جيدا على أذنها):- ألو .. من معي ؟
الصوت:- ميرنااا … أأنتِ ميرنا حقا ؟
ميرنا(بعدم فهم):- يفترض ذلك ، لكن من تكون حضرتك ؟
الصوت(بحنين ودفء وشعور بالطمأنينة):- ربما لا تذكرينني لكنني شخص يهتم لأمركِ صغيرتي ، اسمعيني جيدا كاظم سيقوم بحمايتكِ فلا تمتعضي منه في كل وقت ، هو يؤدي واجبه المهني فدعيه يرافقكِ أينما ذهبتِ لأنهم يبحثون عنكِ ولن يدخروا جهدا في الوصول إليكِ
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تشعر بشيء غريب يجذبها تجاه الشخص المتصل):- من أنت ؟
الصوت(ابتسم بحنان):- ستعرفين من أكون لكن في الوقت المناسب ، اهتمي بوائل وما حصل معكما سيبقى ذكرى لزواجكما الحقيقي أنا واثق من حدوثه مثلما أثق بأنكِ ستكونين عاقلة وتسمعين الكلمة
ميرنا:- لما تتحدث معي بهذه الأريحية هل تعرفني ، وصوتك هذااااا لما هو مألوف لي ؟
الصوت:- ربما لأنكِ تعرفينني … تيت تيت
كاظم(أخذ الهاتف وأمسك بيدها):- لنعد قبل أن يسرح خيال حبيبكِ بعيدا ، تركته ينجد ناريانا فقد كانت تستفرغ في الحمامات ههه
ميرنا(أوقفته بريبة):- من الرجل الذي حادثني ؟
كاظم(تقدمها بخيلاء):- عذرا صلاحياتي لا تعطيني الحق بالإفصاح لكِ … انسي الأمر
ميرنا(تشنجت وهي تفكر في هوية هذا الرجل):- يا الله كأنني أعرفه ولكن من يكوووون ؟
كاظم:- هه شغلي أسطوانة عقلك ما ربما عرفته …
وائل(بحنق):- ميرنااااا …
ميرنا(نظرت لوائل الذي كان يقف عند الدرج):- اممم …
وائل(رمقها متقدمة هي وكاظم وزفر عميقا وهو يلتقط أنفاسه):- كأن اتصالكِ طال يا ميرنا ؟
ميرنا(فركت يدها بتوتر):- أهه قل عنها مجموعة اتصالات
كاظم(غمزه وهو يتجاوزه للداخل):- تصبح على خير وائل بيك
وائل(لم يجبه بل زم شفتيه وهو ينظر إليها):- ما الذي كنتِ تفعلينه معه بالحديقة ؟
ميرنا(رفعت حاجبها بعدم تصديق):؛- وما الذي يمكنني أن أفعله معه بالحديقة يا ترى ؟
وائل:- أنا من يسأل
ميرنا(بغضب):- إذن سؤالك غير مستحب ، أعد صياغته وبعدها يمكنني الرد
وائل:- ميرنااا أنا أكلمكِ لا تذهبي وتتركيني أتحدث لوحدي كالأبله
ميرنا(توقفت):- لأنك تعاملني بتشكيك دائم يا وائل ، وهذا ما يزعجني ولعلمك كنت أتحدث عبر الهاتف ولم يأتي كاظم إلا قبل لحظات فلا تجعل بالك يخلق أمورا لا أساس لها .. أنا متعبة سأصعد للغرفة
وائل(تركها على سجيتها وهو يزفر بتعب وتوجه للحديقة ليجلس في إحدى كراسيها):- عال يا وائل ها قد خلقت مشكلة بينكما من لا شيء ، ثم ذلك الجدار يزعجني يزعجنيييييييي ..
صعدت بغضب وهي تخط الأرض بكعبها منزعجة من موقف وائل معها ، دوما ما يضعها في خانة الظنون وخصوصا بعد ما حصل تلك الليلة المشئومة وكأن ثقته بها قد انعدمت ، مسحت على وجهها وهي تمسك بدعامة المصعد … تراكمت عليها الأمور ميار وحديثه الغريب ، وائل وشكوكه المريبة ، حكيم وحالته الغير مطمئنة ، وأكملها الجدار كاظم بالاتصال المحير من ذلك الرجل ومن يكون ولما يحادثها بذلك الدفء هي موقنة أنها تعرفه لكن من من …. وجعها رأسها وهي تنظر لنفسها بمرآة المصعد إلى أن خرجت منه ودلفت الغرفة مرتمية بين أحضان السرير مبتعدة بفكرها عن كل تلك الأحداث القهرية التي تحيط بها من كل حدب وصوب ….

دخل القصر وهو يستطيب نسماته الليلية ويستذكر عطر حبيبته التي كانت آخر من يزوره ، لكن قد انعدم ذلك حين تذكر أن هنالك بلوة تجلس بغرفة مستقلة في انتظاره ، مسح على صدره بثقل وأشار لطلال بالإيجاب واتجه صوب الغرفة ، ما إن وصل إليها ضاق قلبه وشعر بالاختناق فهو يعلم أن تلك المرأة حتى وإن كانت لا تملك أوراق مصحة عقلية فهي مجنونة رسمي ^^
حكيم(أدار المفتاح وفتح الباب وجدها نائمة على السرير بهدوء):- هح أنا الذي يعرف ماذا يوجد بعد هذه الهالة الساكنة … لوري .. لورين استيقظي
لورينا(فتحت عينيها بتثاقل لتتأكد من مصدر الصوت وقفزت محلها):- حكيييييييييم … أتيت لأجلي
حكيم(جلس على طرف السرير):- لا لأجل السمك في البحر المجاور … لا تتغابي وكلميني كلاما واضحا لورينا ما الذي تسعين خلفه ؟
لورينا(تسحبت في محلها وهي تزحف على الفراش وصولا إليه):- خفت عليك
حكيم(أوقفها بيده وتنهد):- لستِ في موقف يخول لكِ التقرب مني هذا أولا ، ثانيا أنا بحاجة لأن أعرف سبب حضوركِ إلى هنا دعينا من الرعونة والطيش الذي مضى ، وأجيبيني بوضوح
لورينا(جمعت يديها):- لم أعرف أنك تزوجتها إلا مؤخرا ، وصادف معرفتي بالأمر أني سمعت بأمر اغتيالكم وبرنامج تلك الوضيعة
حكيم(أشار لها بسبابته):- لا تنعتيها بأي نعت سيء وإلا تعاملت معكِ بطريقة لن تحبيها لوري
لورينا(اهتزت بغضب ونهضت من السرير):- كيف تحبها بهذاااا الشكل يا رجل ، هي لا تريدك لا تريدك لالالالالالالالا ترييييييييييييدك
حكيم:- مع ذلك ما الذي يزعجكِ في هذا ؟
لورينا(جثت أرضا لتلامس ركبتيه):- ألا يساوي حبي لك أي شيء ، ثمان سنوات وأنا أحترق وأحاول أن ألبي طلبك ورغبتك لأنني لم أكن أملك وجها لأقابلك لكن … حين علمت أنك في خطر هرعت إليك بدون تفكير مغامرة بكل شيء حتى أمي لا تعلم بوجهتي
حكيم(هز رأسه):- رائع يعني وكأنكِ تخبرينني توقع مداهمة من رجال ليندا أليس كذلك ؟
لورينا(تمسكت بركبته وهي تستعطفه):- لم أستطع أن أحب رجلا غيرك حكيم ، استوعب هذا رجاء وكف عن أذيتي
حكيم(رفع يده):- أنا مستسلم منذ أمد في ما يخص قضيتكِ ، وضحت لكِ العلاقة بيننا والتي لم تتخطى حدود الإنسانية لكن أنتِ وأمكِ لا تفهمون ذلك
لورينا:- فيما أذنبت لو وقعت أنا وهي في حب نفس الرجل ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم:- الآن بدأتِ تهذين ابتعدي رجاء
لورينا:- هذا هو التفسير المنطقي لهوس أمي بك ، لقد أسرتك بقصرنا لمدة شهرين بحجة إصابتك وإصابتي وكانت تدفعنا لنمضي معا كل الوقت اللازم وقضيناه يا حكيم ، وكان مرحا ولا يسعك الإنكار ، فتلك الفترة كنا فيها أصدقاء بحق
حكيم:- أصدقاء ها أنتِ قد أتيتِ بالمفيد يعني لا شيء آخر ، ثم خزعبلة أن أمكِ تحبني أزيليها من بالكِ لأنني واثق مثل ثقتي بتواجدكِ المؤسف ها هنا أن تلك المرأة لا تعرف ما معنى الحب
لورينا(طأطأت رأسها بفشل):- أمي .. أصبحت لا تطيق سيرتك وحين وجدتني أبحث عن أخبارك صرخت بوجهي أنك تزوجت بتلك المرأة التي سكنت بين جوارحك ، لذلك لم يمضي الكثير حتى عرفت بأمر اغتيالكم
حكيم:- كيف عرفتِ ؟
لورينا(امتصت شفتيها):- سمعت ذلك عبثا يعني ليس في مكان محدد
حكيم(أمسك بيدها وجعلها تنهض بقوة):- أجيبيني بوضوح ، كيف عرفتِ ؟
لورينا:- ذراعي يا حكيم حرام عليك …
حكيم:- أنا على آخري فأجيبيني يكون أرحم لكِ ؟
لورينا:- تمام سمعت رجلا من رجال أحد الدبلوماسيين الذي يعملون في نفس مقر أمي يتحدث عن هذا .. كان هنالك حفلة كوكتيل وبالصدفة عرفت بأمر برنامج ميرنا ولحقته أخبار قتلكم ولم أبقى أكثر من ذلك سرعان ما ركبت أول طائرة وهرعت لتحذيرك لأنني لو كلمتك فلن تجيبني لذا كان الحل الأمثل أن أراك وجها لوجه ، لكنني لم أصل في الوقت المناسب مع الأسف
حكيم(عقد حاجبيه وهو يفكر في كلامها):- لما ظهرتِ في حياتي الآن لماذا لماذااااااا ؟
لورينا(تمسكت بقميصه بعد أن ولاها ظهره):- لقد وفيت بوعدي لك لثمان سنوات ، لكن هذا ما حدث حين علمت أنك تزوجتها جن جنوني وكنت أنوي الانتقام منك لكن قلبي لم يطعني فوجدتني أتبرع لك بدمي لكي أنقذك حبيبي
حكيم(عقد حاجبيه وهو يغمض عينيه بألم):- ستعودين لروما لا أريد لهذا أن يتكرر ، حتى لو توفيت لا تأتي يا لورين لا تأتي
لورينا(تشبثت بيده):- ولكنني أحببتك ليس لي ذنب في تلك الحادثة ولا في جنون أمي وهوس السلطة الذي تحاول فرضه علينا
حكيم:- اسمعي مني مشاكلكِ أنتِ وأمكِ لا تهمني ، لأنني تخلصت منكم قبل أن أتورط في ما لا تحمد عقبااااه
لورينا:- أنت قد هربت مني في تلك الليلة ومن وقتها لم أرك تركتني وتخليت عني ورحلت
حكيم:- لورينا لم يكن ولن يكون أي شيء بيننا حتى لو كان عابرا افهميها ودعيني وشأني ، مشاكلي تكفيني صدقا
لورينا(تنهدت بتعب):- يعني مجددا ستنبذني من حياتك وتتخلى عني ؟
حكيم:- أتخلى عنكِ بصفتكِ ماذااااا ، أخبرتكِ حياتكِ وحياة أمكِ لا تهمني
لورينا(اهتزت عيناها بدموع):- إذن ربما علي أن أريك الدافع الذي سيجعلك تهتم
حكيم(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
لورينا:- عليك مرافقتي لروما إن كنت تود معرفته
حكيم:- ههه لن تنطلي علي خدعتكِ لورينا صدقا لو فكرت بالسفر معكِ سيكون ذلك لأعيدكِ لبيتك
لورينا:- ماما ستعرف عاجلا أم آجلا بوجهة سفري ، وستعرف أنني أتيت إليك وأنا أخاف منها لذلك أنت مضطر لأن تأخذني بنفسك
حكيم(مسح على رأسه وهو يجلس على كرسي الكنبة):- هل ترينني طفلا هنا كي تستغبيني يعني ، استيقظي حلوتي ذلك الشخص الذي عرفته قبل سنوات لم يعد كما كان
لورينا:- لقد تحملت فراقك طوال هذه الفترة لأنني كنت موقنة بأنها بعيدة عنك ، ولم أحسب أنك ستتزوجها مطلقاااا لذلك أنت من خرج على الاتفاق
حكيم:- ههه لورينا هل وعدتكِ بشيء وأخلفت ، أظنني كنت شهما معكِ حتى آخر يوم
لورينا:- بدليل أنك تركتني في الفراش وحيدة
حكيم(حول عينيه):- ماذا كنتِ تنتظرين أن أسمح لأمكِ بأن تربطني بكِ تحت تأثير المشروب جميل والله ، تلك الألاعيب ما عادت نافعة وعليه لا أرغب بالعودة لتلك الدوامة الجارفة
لورينا(جلست على السرير وأخذت تبكي):- لقد اخترقت قوانين أمي وأوامرها لأهرع إليك وأحذرك ، وأنت هنا لا تبالي إلا بالتخلص مني يعني قليلا من التقدير ما الشيء الذي لا يوجد فيني ووجدته فيها جمال وأنا أحلى منها ولا يسعك أن تنكر …
حكيم(رفع حاجبه ممتعضا):- بدأت فترة هلوستك هل تناولتِ شيئا منشطا ، فهي عادتكِ
لورينا:- تعافيت من الإدمان يا حكيم … ما عادت تلك الفترة ستعني لي شيئا سوى أنك السبب في إقلاعي عنها وقبولي بدخول المصح
حكيم:- جميل ها قد اتضح أنني كنت مفيدا معكِ …
لورينا(امتصت شفتيها وهي تنظر في عمق عينيه):- …لارد
حكيم(انتبه لنظرتها وأشاح بصره بتذمر):- لا تستعطفيني لورينا ، لطالما كانت حياتي بعيدة عن مدارك لذا لا يسعكِ أن تربطيها بكِ بهذا الاستعطاف الفاشل
لورينا:- أنا خائفة من العودة لوحدي ، يجب أن ترافقني ومنها أخبرك بما أخفيه عنك
حكيم:- أنتِ لا تخفين عني شيئا حياتكِ اليومية بالتفصيل تكون في تقرير على سطح مكتبي متى أردت ، وحسب معلوماتي فأنتِ لا تخرجين مع أحد هذه الفترة منكبة على عملكِ وتفكرين بفتح فرع آخر ببرشلونة هل أصبت ؟
لورينا(ضحكت بهزل):- صدقني ما أخفيه عنك لو وكلت أشطر محقق لن يستطيع اكتشاف شيء
حكيم(هنا بلغ ذروة فضوله):- أخبريني ؟
لورينا(اتخذت موضع القوة):- لن أتفوه بحرف ما لم تطأ قدماك روما معي …
حكيم(نهض وخرج من الغرفة دون حرف وفي سره):- ما الذي ستخفيه هذه البنت عني ، ماذا يوجد ثم من هذا الدبلوماسي الذي سمعته يتحدث عن محاولة اغتيالنا أكيد من العشيرة السوداء ، أمعقول أن يكون العضو الخفي ؟ هففف علي أن ألاحق هذا الخيط ما ربما وصلنا لشيء مهم لكن لورينا وليندا اففف قلبي لا يستحمل ، هيا يا حكيم فكر فكر …
طلال(رمقه من الصالون وهو يدور في الرواق كالمخبول):- هيه كيمووو ما الأمر يا رجل ؟
حكيم(تقدم إليه وهو يعقد حاجبيه):- سأسافر لروما من أجل التحقيق الذي أخبرتك عنه ، وبما أن ذلك المحقق طلب أن نسافر بحجج مختلفة فقد وجدت لورينا حجتي
طلال:- لا تقل لي أن خدعها انطلت عليك ؟
حكيم:- الموضوع أكبر مما نظن ، لورينا لم تأتي إلى هنا عبثا قد سمعت أحدهم يتحدث عن برنامج ميرنا وعن قضية الفهد البري في حفلة كوكتيل أقامتها والدتها وهذا يجعلني أفكر في هويته ومن يكون المهتم بهذه القضية ويفكر بتوريطنا رفقة غضنفر … ما ربما كشفنا سرا آخر يا طلال أتوافقني الرأي ؟
طلال:- أوافقك طبعا لكنني قلق بشأن لورينا أنت تعرف أنها كانت مدمنة فيما سبق ، وأمها يعني كانت تتصرف معك بشكل غريب في آخر فترة وهذا ما دفعك للرحيل
حكيم(زفر بعمق):- سأستعملها حجة سفر يا طلال ، وهذا سوف لن يثير الشبهات إن كان سبب سفري مختلفا عن الباقيين ويا سيدي سنستخدمه تحسبا لأي طارئ وأظن أنها فرصة أتتني لوحدها ، خصوصا أنني أشعر بأنني مدين للورين بعض الشيء
طلال:- لا تجلطني لا تجلطني مدين لها بماذا يا بعدي ، هي التي عليها أن تشكرك سنين عمرها كلها ولن تكفي قال مدين قال ، هاه أخبرني بما أنت مدين هيا أنعش ذاكرتي ؟
حكيم:- في تلك الفترة كنت مصابا وهي التي اهتمت بحالتي وصحتي
طلال:- لأنها المتسبب الرئيسي في تلك الحادثة أصلا ههههه الله يخرب هبلك ، أتريد أن تشكرها لأنها صدمتك بسيارتها لا أحضر لها باقة ورد أيضا مع بطاقة تهنئة
حكيم(رمش بعينه):- لورينا غامرت بحياتها لأجلي وأنا أعرف أن ليندا لو سمعت بالموضوع لن تغفر لها هذا الخطأ ، لذلك أنا مدين بأخذها والتأكد أن ليندا لن تؤذيها بخدش
طلال:- تلك أمها أمها يعني مهما فعلت بها تبقى أمهاااااا ، أنت ما صفتك ؟
حكيم:- أنا الرجل الذي تحدت أمها لأجله وما زالت تركض خلفه ومستعدة للتخلي عنها لو أنا طلبت ذلك ، أفهمت الآن قيمتي لدى لورين
طلال(مسح على فكه):- بصراحة أنا متعجب في حالتك صدقا ، ما عدت أعرفك أناااااا أستسلم
حكيم:- لما تصعبها يا طلال ، أخبرتك أنني أساسا سأسافر أنا وميار وجوزيت ويجب أن تكون حججنا مختلفة وأوقات السفر أيضا
طلال(رسم القفل على فمه):- وأنا لم أعترض ولن أتفوه بحرف
حكيم:- أعلم أنك تخشى علي من تلك المرأة العقرب ولكن .. أنا ما زلت حكيم الراجي ولن أسمح لامرأة أن تضعني تحت ظل قيودها وهذه المرة سأضع حدودا لها لأنني لست متحمسا لأدنى تواصل معهم ، سآخذ لورينا وأعيدها لبيتها بهدوء وبعدها سينقضي كل شيء
طلال:- أتمنى أن يحصل هذااا لكي لا تسقط مصيبة جديدة على رأسك …
زفر حكيم بعمق وهو يغالب صداع رأسه فها قد بدأت المشاكل حتى قبل أن يسافر ، عاد إليها وأخبرها أنه سيرافقها وهنا كانت الدنيا لا تسعها من الفرح ، في بالها أنه يقوم بذلك من أجلها لكن السبب الرئيسي لم تكن هي ولم يكن حتى التحقيق المهم بل كانت ميرنا ، إذ يكفيه أن تكون تحت عينيه ليكون بخير وهذا ما جعله في حالة اطمئنان فلم يتبقى إلا القليل ويراهااااا أمامه ليشبع شوق قلبه إليها ….
أما لورينا فقد تبقى لها الرقص الذي لم ترقصه لتعبر عن هذا الحدث المهم ، فأن يرافقها يعني أنه ربما هنالك أمل بينهما لا تدري أن للمسألة خفايا أخرى لو عرفتها لانهارت بفزع …..

في العرين
وصل لتوه إلى هناك ودلف إلى القصر وهو يزفر بتعب ، بدون أن ينير الإضاءة كثيرا اتجه صوب خزانة الصالون وأخرج منها قنينة مشروب صب القليل في كأسه وتجرعه وأعاد الكأس الثاني وشربه وهو ممتعض من طعمه ، بكره وضعه على المنضدة ومسح فمه وهو ينظر للأرجاء أيعقل أنها نامت ؟
قالها وهو يتساءل ما إذا كانت لا تزال غاضبة عليه ، أكيد ما تزال الأميرة المدللة كذلك نظر لباقة ورد موضوعة في مزهرية على جنب وتقدم صوبها التقط وردة حمراء واشتم عطرها مغمضا عينيه يستطيب ذلك الأريج المريح للخاطر ، صعد بهدوء وهو يحملها بين يديه بل يتلاعب بها إلى أن تفاجأ بالشمع الصغير المتواجد على زوايا الدرج العلوي في شكل متناسق مشكلا سلسلة طويلة ممتدة حتى غرفته ، استغرب بداية لكن أرجح أنه جنون من جنون جوزيت لذلك ابتسم رغما عنه وهو يلحق يتوجه لغرفته متجاوزا خط سير ذلك الشمع المرتب ، وصل للغرفة وقبل أن يفتح قبضة الباب انطلقت أغنية [لوف مي لايك يو دو - إيلي غولدينغ] بكلماتها الصريحة والجريئة جدا لم يتمكن ميار من الدخول قبل أن تمتد جملها الأولى لمسمعه وتتربع في عقله وكأن الكامنة بالداخل تناديه بكل جوارها لكي يلمسها مثلما يحب ، لكي يمتلكها ويشتهيها ويغمرها في حضنه كما ترغب … تحركت حنجرته وهو يعقد حاجبيه وفتح مقبض الباب ليجد غرفته كلها ورد أحمر متناغم فوق الأرض بشكل حميمي دغدغ قلبه وروحه ، لتمتد عينه للطاولة التي كانت موضوعة عليها قنينة شامبانيا وكأسين طويلين أحدهما مدمغ بطابع أحمر شفاهها وهذا ما جعله يهز رأسه متشنجا من حركاتها الصادمة ….
ميار(نظر حوله وبفشل وضع يديه على جنبه والوردة ما تزال بقبضته):- أوكي جوزي قد وصلت هيا اظهري ؟
جوزيت(بحمامه تمسك على قلبها برعب أين ذهبت الجرأة يا روحي هههه):- لا أريد ..
ميار:- ههه أكيد لم تحضري كل هذا لأجل صولي هاااااه ؟
جوزيت(غالبها البكاء):- أنت شخص معتوه لم تتصل ولم تسأل عني ولم تطلب الغفران مني حتى
ميار(لامس قنينة المشروب وصب بعضه في كأسه وحمله):- حسن لقد أحضرت لكِ وردة
جوزيت(رفعت حاجبها وهي تمسح دموعها):- كاذب ..
ميار:- أترينني الآن ؟
جوزيت(بغنج):- لاء
ميار:- طيب كيف ستعرفين صدقي من كذبي إن لم تخرجي ؟
جوزيت:- لا أرغب بالخروج لا أريدك أن تراني بهذا الشكل
ميار(اقترب من الحمام وهو يستسيغ كلمات الأغنية):- ههه مع كلمات هذه الأغنية أنا واثق أنكِ قد تخطيتِ كل القوانين يا جوزتي الغالية
جوزيت(عضت شفتيها):- ميااااار لما صوتك قريب هكذا ؟
ميار:- ربما لأنني خلف الباب
جوزيت:- هئئئ إياك وأن تدخل سأقتلك
ميار(شرب ما بكأسه كاملا وشعر بالنشوة لحظتها):- جوزي … سأعد حتى الثلاثة إن لم تخرجي سوف أغادر لأنام بغرفتكِ تمام ؟
جوزيت(اقتربت من المرآة وناظرت نفسها وفي سرها):- هيا يا جوزيت هذا ما تريدينه وهذا ما سيجعله يرتبط بكِ ويحبكِ ويتزوجكِ وينجب منكِ ويعيش معكِ في سعادة .. هيا يا روحي هذا مياركِ وإن غامرتِ معه سوف لن يتخلى عنكِ لأنكِ منه … هيا حبيبتي جوزيت كوني امرأة ههه آخخخ لما هذا الأمر صعب هكذا يعني أين حماستي وشجاعتي لما أصبح معتوهة بقربه ومع الآخرين أتحول لثعلبة شرسة ، ما السر هاااااه …… من صدقكِ تبحثين عن السر والآن هيا هيا أخرجي وإلا دخلتِ الطوارئ ولا تلوميني ساعتها يا أختي ههه …
ميار(توجه للقنينة وصب كأسا آخر وبصوت دافئ):- جوووووزيت … تعالي حتى لو كنتِ بشعة سأتقبلكِ وأجعلكِ تنامين بسريري لكن لن يحدث شيء مما تنتظرينه ، هذا قراري ولن أتراجع عنه يعني عليكِ تقبل الواقع مثلما هو وحتى لو ارتديتِ فستانا سافلا مثل البارحة لن تؤثري بي يعني ……….
ابتلعت ريقها وهي تمسح على جسمها ممتنة من الإنجاز الذي صنعته بيديها ، كانت تعلم أنها ستؤثر به حتى لو رفض ذلك فهي تعلم نقطة ضعفه وستستغلها كما تريد ، ستجعله أسيرها ولن يستطيع عنها فكاك ، فقد أحضرت ما يجعله مدلها مفتونا دون أن يستطيع التملص ولو للحظة من جاذبيتها وأنوثتها التي ستبعثرها عليه … كانت تستمع له وابتسامتها مشرقة على وجهها نفثت شعرها اللولبي الثائر مثل روحها وزادت أحمر شفاه على شفتيها المتعطشتين لشفتيه ، بخت قليلا من عطرها على جانبي جسمها ونظر لصدرها لقوامها لكل شيء فيها وابتسمت بامتنان من النتيجة التي وصلت إليها ، وآخر ما تأملته كان الفستان الذي صنعته بنفسهاااااااا فتعلموا يا بنات يا بتوووووع المدارس ههه ^^
كان يتحدث ويتباهى بقدرته على مقاومتها مهما فعلت ، كان يعدها بأنه سيحاسبها على هذا الهراء الذي أنجزته فهو لن يكون لها مهما فعلت ، لكن لكن لكن … ما إن استدار ليراها وهي تغادر الحمام حتى سقط الكأس منه على السجاد واندلق المشروب منه في لقطة شريدة صاحبت تلك الريح العطرة التي عصفت بوجهه لحظة خروجها ،، فتح فاهه فيها وهو ينظر إليها من أخمص قدميها لأعلى رأسها متأملا كل تفصيلة فيها ، كان الفستان جنونيا عليها وهذا ما جعله يهز رأسه بإعجاب وانجذاب غير قادر على كبت ابتسامته ولا نظرة الشوق والتوق التي اشتعلت الآن لأخذ لمسة من ذلك الجسد الناري …تقدم إليها بدون أن يستوعب كيف أسرته في هالتها المغرية وجعلته سجينها مع سبق الإصرار والترصد ، تنهد وهو يحاول مقاومة جمالها وفتنتها لكن هي كانت ترتجف كلما اقترب منها خطوة ..
ميار(رمش وهو يحاول أن يستوعب):- هل فعلتِ كل هذا لأجلي ؟
جوزيت(بحرج عضت طرف شفتها):- آه ..
ميار(آه … اقتليني يا أمي):- هه ههههه جوزيت .. احم أ.. إنكِ تبدين …. مذهلة
جوزيت(تجرأت وهي تسحب نفسا عميقا وتقدمت صوبه ولامست بيدها أزرار قميصه):- أحقا ؟
ميار(فقد توازنه من لمسة يدها الجريئة):- لم أكن واثقا في تقييمي مثل هذه المرة … لقد سحرتني
جوزيت(ابتسمت بانتصار وهي تحيط عنقه بيديها الماسيتين):- أردت أن تكون هذه الليلة مميزة بيننا حبيبي ، فهل تقبل دعوتي ؟
ميار(نظر لجسمها الذي اقترب منه خطوة حتى بات ملتصقا بجسمه):-… من أين أحضرتِ هذا الشيء ؟
جوزيت(نظرت لفستانها رفقته):- حسن كان فستانا عاديا لكنني خرقت القاعدة وصنعته لأجلك
ميار(رمش وهو غير قادر على إبعاد نظره عنه):- كيف علمتِ ما يثيرني ؟
جوزيت(نظرت حولها):- من هوسك الشديد بجنس الأسُود والنمور
ميار:- وأنتِ ماذا تكونين ؟
جوزيت(جذبت رأسه إليها وهمست في أذنه):- أنا لبؤتك يا روحي ..
ميار(أغمض عينيه ليقاوم تيارها الجارف):- جوزيت … تعلمين أنه لا رجعة عن هذاااا ؟
جوزيت:- لا تقلق لم تكن المرة الأولى …
ميار(تشنج بغضب لحظتها وأبعد يده عنها):- كيف تجرئين ؟
جوزيت(تمسكت به ولم تفلته):- لأنني أعلم أنك سترفض إن تماديت في وقاحتي
ميار(عقد حاجبيه مستسلما للمستها على رأسه ورقبته):- أنتِ تجرفينني نحو الهلاك جوزي
جوزيت(اقتربت بشفتيها من شفتيه ونظرت إليه بعيون شهوانية):- فقط امتلكني …
ميار(ناظر يدها التي امتدت لتفك أزرار قميصه):- لا أستطيع
جوزيت:- بلى تستطيع .. أنت تريد ذلك فكف عن مقاومتي
ميار(والمشروب قد بدأ يلعب في عقله):- الفستااااان قاااااتل …. يعني هذا الشيء..
جوزيت:- أتود معرفة اسم هذا الشيء ؟
ميار(مدله في هواها):- اممم آهات جسد مثلا ؟
جوزيت(بلوعة):- تؤ إنه يدعى فستان الشقاوة
ميار(مرر لسانه متأملا إياه):- مممم فستان الشقاوة فعلا إنه عنوان للشقاوة يا شقية ….
جوزيت:- هل ستمزقه ؟
ميار:- لالا هذا سيبقى تذكارا مقدسا بالنسبة لنااااا
كان الفستان بثوب النمور في اللون البني ومرقطا بالنقط السوداء ، يصل ما بين الفخذين والركب ، وملتصق بجسمها بشكل متلاحم وبه تمزقات من الخصر تتصاعد بدرجات للأعلى تبرز منها شقوق جسمها ، كان ينزل بشرائط خفيفة من الفستان ومتدلية كستارة فنية من إحدى كتفيها ، أما الكتف الآخر فقد كان بدون ، أما ظهره فقد كان يشمل النصف في تقطيعة شملت خيطا ينعقد خلف عنقها ويتضح أنه ما يمسك كل ذلك الفستان هههه ،.. المهم امتدت تلك النظرات الساحرة بينهما وقبل أن يتردد وجدت نفسها تزيل قميصه وتلقي به أرضا وهي تلامس صدره بيديها الدافئتين ، تستصرخه أن يكون لها بل تناديه ألا يحرمها مما تتمناه حتى لو كان مرة واحدة فهي ستكون ممتنة لذلك ما تبقى من حياتها … قبَّلته بدون تفكير وجعلته يمسك برقبتها ويدفعها إليها في قبلة جامحة ترجمت رغبة كل منهما المتأججة ، يداها كانتا تسبحان بجرأة بينما يداه لامست جسمها دون قيود وبتحرر إلى أن رفعها إليها يحملها بين يديه وركبتيها منعقدتان على ظهره …
جوزيت:- ههه أنت الغوريلا خاصتي ..
ميار(عضعض شفتيه بإثارة جنونية):- طرزان أفضل يا لبؤتي ….
رمى بها بعنف على السرير وهنا صرخت باستمتاع وهي تنظر إلى رجلها الذي تتمناه بعشق باذخ ، جعلته يستشعره في كل لمسة من لمساتها وفي كل تنهيدة من تنهيداتها فحتى خفقات قلبها اضطربت ونسيت تماما أنها موجودة على سطح هذا الكوكب … فقد كانتِ الكلمة هذه المرة لهمساتهما وهما على ذلك الفراش الذي جمعهما لأول مرة كشخص واحد …..
مرت لحظات الجنون وكلاهما ينظر للآخر ، إلى أن ضمها لصدره بينما هي كانت متدثرة بالغطاء وتخطط على وشم يده بإصبعها إلى أن مد يده ورفع فكها لتناظره ، وقتها ابتسم وهو يفكر في جنون هذه المرأة التي تحوله من رجل لطفل مدله في ملكوتها الآسر …
ميار:- جوزي ..
جوزيت(بصوت متحشرج):- هاه ؟
ميار:- أنظري لعيناي
جوزيت(لم تتجرأ على رفع عيونها له واكتفت بعقد حاجبيها):- لماذا ؟
ميار:- أريد أن أرى تلك اللمعة بمقلتيكِ ..
جوزيت(رفعت رأسها وهي تغالب خجلها ونظرت إليه):- هممم
ميار(لامس خدها وأبعد خصلة عن وجهها):- هل أنتِ سعيدة ؟
جوزيت( هزت رأسها له):- كثيرا ..
ميار(بجمود يعاكس الثائر الذي كان قبل قليل):- تمام.. سأستحم
جوزيت(أصابتها لفحة برد من خروجه الفجائي من الفراش وكأنما يتخلى عنه):- ولكن .. أ
ميار(لم يرغب بالاستماع لها فإن فعل سوف تمتلكه من جديد):- اعذريني …
أقفل باب الحمام على نفسه ونظر للمرآة وهو يتأوه بعمق ، ما هذا الجنون الجارف الذي عاشه للتو كيف امتلكته وسيطرت على مكامن تفكيره أين كان عقله ، طيب كان العقل موجودا والقلب كذلك وكان موقنا لما يفعله إذن لم تكن هذه المرة الأولى لها أكيد عاثت بنيوزيلندا كما تشاء … أوجعه التفكير في أن رجلا آخر غيره لمسها لكنها من أعطاه الفرصة لذلك ووافقت ، وعليه لو أعادتها سيكون موتها هذه المرة على يده فهي ملك لرجل واحد ميار نجيب وفقط …. تمام طالما هكذا لما تتصرف بأنانية إذن معها لمااااذا … رمى بنفسه تحت الماء وهو يستطعم طعم شفتيها الملتصق بشفتيه ورائحة جسمها التي كانت تلف من حوله ، كل هذا الوبال جعله يشعر بمشاعر عميقة معها ، مشاعر اعتقد أنها خرجت من قلبه أو أنها دفنت في مقابر النسيان لم يدري قبل اللحظة أنها موجودة بداخله ، وأنه مهما عرف من نساء إلا أن مذاق جوزته الغالية لم يعرفه قبل الليلة ، وأكيد لن يكون هنالك امرأة بعدها فهي قد وشمته بذاتها إلى ما لا نهاية ……. سرعان ما جفف نفسه وخرج وهو يرتدي بنطلونه ولكن خروجه جاء بشيء أغرب مما كان يتوقعه …
جوزيت(شهقت وهي تلف حول نفسها الغطاء بشكل جيد وتخفي ذلك خلفها):- لما خرجت الآن ، كدت ..أ أنا سأستعمل حمام غرفتي … لو سمحت دعني ..
ضربت صاعقة في رأسه لحظتها وهو يرى ما تخفيه خلف ظهرها ، شعر بأن قوته كلها هوت تحت قدمي امرأة فتكت بكل قلاعه ومماليكه وجعلته أبلها مهرجا في سيرك هي كانت الراعي الرسمي له … اقترب منها وهو يهز رأسه بغبن وحزن اعتمر صدره لحظتها ، وهذا ما جعلها تلمسه في عينيه وتتراجع للخلف حتى جلست على السرير بفشل ويدها ما زالت خلف ظهرها …
ميار:- كيف تمكنتِ من خداعي ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(ببكاء):- لم تكن ستوافق إن أخبرتك
ميار:- هل هذا حقا ما ترغبينه أن تكوني عاهرة في فراااااااااااشي ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(تشنجت من جملته الصادمة وهزت رأسها بنفي):- أبداااااااا … أنا أحبك
ميار(أوقفها وهو يغمض عينيه على هذا الوجع):- أتعلمين أنكِ خدعتني
جوزيت(بفشل خارت كل قواها):- لم أخدعك ولكن كان هذا الحل لكي …
ميار:- لكي ماذاااااااا لكي ماذاااااااا ، أبدا لم أتوقع أن تكوني بهذه الدناءة جوزيت ، توقعت منكِ كل الخدع إلا أنكِ تستغلي جنوني بكِ لكي ..
جوزيت(امتصت شفتيها وهي تنظر أرضا):- لقد وهبتك عذريتي … أنا لا أملك ما هو أثمن منها حتى أجعلك تصدق بأنني أحبك …
ميار(هز رأسه بفشل وجلس مقابلها على الكرسي):- أنا لا أستحق … أسمعتِ لا أستحققققققق أن تهبيني ذلك دون وجه حق … أنتِ ارتكبتِ خطأ فادحا وجعلتني أرتكبه معكِ أيضاااااااا ، لقد جعلتني أغمس يدي في الوحل بسببك
جوزيت:- لا تنكر شعورك ميار ، أنت كنت ترغب بي أكثر مني
ميار:- يجوز ذلك ولم أنكره ، ثم شعرت بذلك ونحن معا لكنني كذبت نفسي ….. لكن أنتِ أنتِ كيف طاوعكِ قلبكِ لكي تفعلي ذلك ؟
جوزيت(جمعت ما كان خلفها بقبضة يدها وتركته خلفها لتنحني أرضا عند ركبتيه):- أنا أحببتك بكل جوارحي ، ولم أهب نفسي لأي رجل آخر قد حافظت على هذا لأجلك أنت .. وصدقني إن لم تكن الرجل الأول في حياتي فلن يكون هنالك أحد بعدك … حتى لو مت الآن لن أهتم فقد عشت معك أحلى لحظات حياتي لأنني أعشقك يا مياااااار …
ميار(وضع يده على خدها ليمسح دموعها وبتأثر حزين):- لكن ليس بهذه الطريقة يا جوزيت ، لن أسامح نفسي عما فعلته بكِ …. أنا لم أعرف لم أعرف
جوزيت:- لا تلم نفسك ما بك ، أنا سلمتك نفسي أنا من يتحمل المسؤولية أنت لا عتب عليك لأنني حققت غايتي وأمنيتي … أتريد أن تحرمني منها … ؟؟؟
ميار(جمع قبضة يده وقد ضاق صدره وصورة ميرنا قد غزت عقله تلك اللحظة):- جوزيت .. لا تضغطي علي دعيني الآن لو سمحتِ
جوزيت(تمسكت بيده وهي تضع وجهها على ركبته وتبكي):- أنت رجلي الوحيد ، أحببتك منذ الصبا وما أحببت غيرك ولن أحب أحدا سواك … افهمها وارحمني لقد تعبت من جفائك تعبت من عذابك ورفضك لي ، وتقبلت ذلك تقبلته فرجاء لا تكسر فرحتي بما حدث لأنه أعظم شيء حصلت عليه منك
ميار(مسح على شعرها وقهره قد امتد ليملأ الأكوان):- سامحيني جوزيت … سامحيني …أنا لن أستطيع البقاء مع هذا الذنب
نهض بدون أن يستدير إليها وغادر الغرفة وهو يشعر بالغضب والقهر والحزن الشديد ، لقد كذبت عليه مجددا خدعته لأجل غايتها أي نعم قد أرادها ورغب فيها واشتهاها لكن ليس بهذه الطريقة ، ليس بالكذب لقد جعلته أحمقا حين أخبرته أنها ليست المرة الأولى لها ، وعلى أساس ذلك تمادى معها لكن يتضح أنها عذراء وأنها ….. استوقف حبل أفكاره وهو يقف عند الدرج على صوت انكسار شيء ما في غرفته ، تحرك بسرعة ليعود أدراجه ليجدها تصرخ بانهيار وقد كسرت المرآة وأسقطت صورة ميرنا وإياد وهي تتأوه بوجع …
جوزيت(بحالة جنونية):- لأجلها تفعل بي هذا صحيح ، لأجلها تريد أن تتركني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(حاول أن يمسك يدها الجريحة لكنها فلتت منه):- جوزيت اهدئي ..
جوزيت(دفعته في صدره وهي تصرخ فيه بجنون):- أتحبهااااا أجبني هل تحبها ، طيب لو كنت تحبها لماااااااااااا ضاجعتني هاااااااه ، لما كنت تمسك بي بين ذراعيك ، لما تقبلتني وقبلتني وجعلتني امرأتك ، طالما تحبهااااااااا لما قاررررررررررربتني يا ميااااار اهئ لما لا تحبني لماذا لماذاااااا ….. قد فعلت كل ما يخطر على بال لكي أحصل عليك ولكنك دوما ما تهجرني لأجلهااااا ، أجل رأيت نظرتك للصورة قبل قليل أنت نادم لأنك تورطت معي وطالما اتضح أنني كنت عذراء هذا جعلك تعتقد أنني أنوي ربطك بي ، لكن لكن هذه أنا جوزيت حبيبتك التي تعشق التراب الذي تمشي عليه ، لما لا تفهمنييييييييي لماذااااااا اهئ ….
ميار(دفعها لصدره محيطا إياها بين ذراعيه):- تمام تمام لا تبكي ، أنا معكِ يا مجنونة هل ذهبت ، يكفي بكاء الآن ، واهدئي .. جوزيت حبيبتي أنتِ … جوزيت … جوووووووووزيت ..
كان يهزها وهو يراها تغيب عن الوعي حتى سقطت بين ذراعيه مغشيا عليها ، من هوله رفعها بين يديه ووضعها على السرير وركض ليطلب النجدة من رجاله ويحضروا الطبيب ، عاد إليها بلهفة وهو يحاول أن يوقظها لكن بدون فائدة ، كانت ساكنة تماما بدون حراك ، نظر للفوضى هناك وأمسك بتلك القطعة الخاصة بها ووضعها بدرجه وهو يتحسر عليها بأسف ، ثم ركض لدولابه أخرج منه بيجامته وألبسها إياها وفي كل لحظة يجس نبضها الضئيل ويطمئن على حالها … شعر بالرعب لأجلها وهو يمسح على شعرها لحين وصل الطبيب ..
ميار(ابتلع ريقه بجنون):- لقد فقدت توازنها وسقطت مغشيا عليها رجاء طمئني يا دكتور ؟
الطبيب(أخرج أدواته لفحصها):- تمام سأفحصها …
جلس ميار بجوارها وهو يمسح على شعره بغضب ، كيف جعلها تفقد توازنها هكذا يا له من حقير أبعد كل ما حدث بينهما يقوم بإهانتها واستحقارها ، يا رجل هي تموت في عشقك والدليل أمامك لذا عليك أن تضع عقلك برأسك يكفيها عذابا منك يكفيهاااااااا …. لم يلاحظ كم امتدت معاينة الطبيب الذي قام بحقنها بشيء ما جعل ميار ينتبه بسؤال …
ميار:- ما هذااا الذي حقنتها به ؟
الطبيب(امتص شفتيه):- لا تقلق إنه منشط طبيعي ، يؤسفني أن أخبرك أن مؤشرات المريضة تدل على ضعف في القلب ، أحتاج لتحاليل وأشعة سينية لأجل تقييم وضع قلبها ولذلك عليك أن تعرج لعيادتي قبل سفري
ميار(بعدم فهم):- لحظة لحظة … أتقصد أنها ما زالت مريضة بالقلب ؟
الطبيب(بأسف):- كل العوارض بارزة عليها كيف لم تلاحظ ذلك ، جراء تعبها أو تنهيداتها الغير منتظمة أو فقدان الوعي
ميار(تذكر أنها فقدت وعيها ذلك الصباح تحديدا):- لكنها لم تفصح عن شيء و …
الطبيب:- سيد ميار أنا طبيبك منذ سنوات لذلك سأصارحك القول ، المريضة بحاجة لرعاية فحسب تشخيصي الأولي أستطيع أن أخبرك أنها تجهد نفسها كثيرا وإلا لما انهارت هكذا .. بالنسبة لي قد يساعدها الابتعاد عن التوتر والعصبية قليلا هيأ لها جوا مناسبا قبل أن نتعمق في الاستشارات الطبية والمعالجة …
ميار(نظر إليها بأسف وأمسك يدها):- تمام سأكلمك لأعرف التفاصيل يعني .. هل وضعها سيء لهذه الدرجة صارحني ؟
الطبيب:- حسبما أراه ، إنه متفاقم ويجب عليها أن تزورني بعيادتي في أقرب وقت وأعرف إن كانت تتناول شيئا من الأدوية لإعادة التقييم ، قد نحتاج لعملية أيضا لن أتسرع قبل أن أرى نتائج التحاليل
ميار(تأوه عميقا وهو ينهض رفقة الطبيب):- بما تنصحني يعني ماذا علي أن أفعل ؟
الطبيب:- أبعدها عن العصبية فهي العامل الرئيسي لانهيار الحالة ، ولا سمح الله قد تموت في سكتة قلبية إن تكرر الأمر …
ميار(بخوف ناظرها):- أ.. لا تقلق لن يحدث أي من هذااااا … يمكنك الذهاب الآن وغدا سآتي بها للعيادة ، هل أخبرتني أنك مسافر ؟
الطبيب:- أجل لدي ندوة طبية بأوروبا ستمتد لأسابيع
ميار:- أوروبا … جيد قد نلتقي هناك ونقوم بكل التدابير اللازمة
الطبيب:- سيكون هذا أكثر من رائع …
ودع الطبيب وعاد إليها واستلقى بجانبها وهو يمسح على شعرها بحنان ، شيئا فشيئا تحول لخوف ورهبة جعلته يرفعها بدون قدرة على التحكم ويضعها في حضنه وهو يعتصرها بريبة ، هل سيخسرها بعد أن وجدهاااا لالا لن يسمح بذلك لن يسمح ….. خانته دمعات عيونه لحظتها وهو يشعر بأن شيئا مهما في حياته يسلب منه ، قسرا استذكر وفاة أمه سابقا والتي حرم منها على صغر وخشي من أن يتكرر الموضوع معه ، لا هذه جوزيت جوزته الغالية التي يستحيل أن يسمح لها بأن تغدر به هذه المرة وترحل عنه ، لأنه لو حصل ذلك سوف يفقد نفسه وشعوره بهذه الحياة ……. فتحت عينيها بثقل وهي تحس به يضمها لصدره بل يعتصرها بقوة استذكرت ما حدث لها وارتبكت خوفا من أن يكون فقدانها للوعي قد امتد حتى سمح له بأن يعرف بحالة مرضها …
جوزيت:- ميار .. أ.. ماذا حصل لي ؟
ميار(أغلق عينيه وهو ينظر إليها بعطف):- فقدتِ وعيكِ
جوزيت(حاولت رفع رأسها لتنظر إليه فقد كان يحيطها في حضنه وهو متكأ على السرير):- أ.. لم أتناول شيئا على العشاء ربما هذا ما جعل ضغطي ينخفض .. هه أ آسفة على هذه الفوضى لم يكن من حقي أن أقوم بتحطيم الصورة سامحني و
ميار(أغلق عينيه الدامعة وضمها بقوة):- متى كنتِ ستخبرينني ؟
جوزيت(دمعت عيناها أيضا ورمقت الفراغ مبتلعة ريقها):- أخبرك بماذا ؟
ميار(اهتز جدعه وهو يضمها إليه):- أعلم أنكِ مريضة … بت أعرف وباتت كل أسراركِ مكشوفة أمامي لن يسعكِ أن تخفي أي شيء بعد الآن جوزي …
جوزيت(انتفض جسمها بهلع وهي تتملص منه لتنظر إليه):- أنا لست مريضة ، يعني .. مرض القلب هذا كان معي منذ الصغر وأنت تعلم ثم أنا قد أجريت عملية منذ سنوات ووعدوني أنه بتناول الدواء سأصبح بخير ، لكن حين أتيت إلى هنا نفذ مني ولم أتناوله وهذا ما سبب هذا الوضع ، يعني ليس هنالك شيء مقلق ما إن آخذه سوف تجدني كالحصان ههه … لا تخف علي
ميار(وضع يديه على خدها وجذبها إليه بقبلة عنيفة امتص فيها كل وجعها وجعلها تستكين بين يديه من ارتجافة الخوف التي اعترتها ما إن عرف بسرها):- أنا لن أتخلى عنكِ .. وليس من أجل المرض وحسب بل لأنني … متعلق بكِ أكثر مما ظننت كان معكِ حق يا جوزيت … ربما السفر سيجعلنا أكثر أريحية فلذلك غدا سنتوجه للطبيب ونأخذ التعليمات منه وبروما سأعرضكِ على مختصين يقيمون حالتكِ وإن كنتِ بحاجة لأي تبرع سأعطيكِ قلبي
جوزيت(ارتجت محلها وهي تنظر إليه بعدم تصديق وسرعان ما وضعت إصبعها على فمه):- لا تقل هذااااا ، أنا أموت مئة مرة ولا يصيبك مكرووووه ، لو تعرضت لأذى أقتل نفسي مباشرة حبيبي ، فلا حياة للجوزة بدون ميارها …
ميار(قبَّلها مجددا ودفعها لحضنه لتنام باستكانة):- نامي يا روحي … ستبقين هكذا في حضني حتى الصباح
جوزيت(بفرح نظرت للبيجامة):- ههه سأستعمر كل دولابك
ميار(مسح على شعرها وهو يخفي رعبه على صحتها):- يكفي أنكِ استعمرتِ كياني يا متمردة
جوزيت:- أين فستان الشقاوة خاصتي ؟
ميار(رمش بعينه وأشار للدولاب):- هو وكنزكِ بالدرج الداخلي ، أكيد لن أفرط فيكِ ولا فيه
جوزيت(تقوقعت في حضنه أكثر):- لأجل كلامك الجميل سأخبرك بكلمات بسيطة لكن لا تسخر مني ههه …" يا من خطفتَ النوم من جُفوني ، وجعلتني أمتطي ظهرَ الجُنون معكَ بالنُكران فأنت تعوَّدت على مُشاكسة مجرى شغفي كُلما حاصرتنِي بنظراتكَ اللئيمة ، وأنا يئستُ من مُقاومة جُوع أنفاسي التي تسبيني في حضرةِ هيمنتك ، أنت يا من ابتهلتُ فجركَ ليزُورني ذات حُلم ، أيقنتُ أن الوصل معكَ هذيانٌ مُطلق ، والعشقُ فيك مدرسة لأمنياتي المبتدئة، فكلما غُصت في ظلماتك أجدني أتشبث بقشَّة الأمل بين ذراعيك ، فوحدك من يسرقُ ذاتي من ذاتي يا كلُّ ذاتي " هه أحبك ميار ..
ميار(أغلق عينيه وقبل جبينها):- وأنا … أحببتكِ !
لم تضف حرفا فقد غفت بين أحضانه وهذه المرة بفرح عميق ، إنه لها الآن كيف لم تحسب أن مرضها سيجعله مرهف القلب وسيجعلها أسيرة هواه ، ربما الأقدار لعبت معها هذا الدور وجعلتها أميرته باقتناع فقد كان يضمها لصدره وهو يغطيها ويهدهدها بعذب الهمس لكي تنام براحة معه ، لعل ذلك يعوضها عن شعور الحرمان الذي عاشته بدونه … لقد عزم منذ تلك اللحظة أن كل يوم سيعيشه سيحاول الضغط على نفسه لكي يسامحها عن فعلتها ، فمثلما سامحه إياد على كذبته أكيد هو قادر على أن يسامحها بدورها ويعيش معها مثلما تنتظر منه …. عض شفته وهو يتحسس قلبها بيده بدون أن يشعرها بغبنه على وضعها ، فهي تستحق منه أن يضع ثلجا على صدره ويهب لها من وقته الشيء الكثير فبالأخير هي جوزته الغالية ……..

كانت ليلة مميزة لهما ففيها تم الوصال بينهما لأول مرة والله أعلم متى ستتكرر أعذروا عقلي الشقي لكنهما يستحقان وإن شاء الله تكون المرة المقبلة على أصول قيمة تستحق مبادرة كل منهما لإحياء هذا العلاقة التي كتب عليها بسبب الظروف أن تعيش أصعب أيام حياتها سابقا ، لكن التعويض مقبل وأكيد الأيام القادمة ستكون خير دليل على ذلك …. وجد نفسه مسؤولا عنها وعن راحتها وعن نومها أيضا فلم يفلتها من يديه ولا لحظة بل ظل ممسكا بها لحين غفى بدوره على نفس الوضع ، إنها جوزته الغالية التي تأكد الليلة من أنها تعني له أكثر مما يظن ، وأنها متربعة في قلبه مثلما كانت في السابق وأن ميرنااااااا .. هممم لم يستطع تقييم شعوره تجاهها وأجل التفكير به لحين يراها فوقتها سيكتشف ماهية ذلك الإحساس على أرض الواقع ، فالأهم الآن سلامة صحة جوزيت وهذا يعني له أكثر من مشاعر قلبه المضطربة ……. كانت ليلة غريبة أيضا بالنسبة لحكيم الذي لم يعد للمشفى مثلما وعد ميرنا ، بل بقي بقصره يحصي فوارق الظروف التي تصر على إبعاده عنها ، فها قد ظهرت لورينا ومشاكلها من جديد في حياته ، وأكيد عودتها وعودة أمها أيضا لن تمر مرور الكرام ، لذلك سيستعد لمواجهة تلك المرأة القاسية لعله يعوض لورين ولو قليلا على تضحيتها لأجله ، بالرغم من أنه لم يطلب منها إلا أنها أغدقته بتصرفها النبيل ولن يسعه إنكاره ولا تجاوزه ، وبما أنه مسافر أصلا لأجل التحقيق ارتأى أن تكون هي حجته ومواجهته مع أمها واجب ويجب تأديته لذلك تمنى أن تمر الأمور على خير فهو يعلم أن تلك الأسرة لا تجلب سوى الشؤم .. أما هي فكانت نائمة على السرير باستكانة بعد أن ضحكت من أعماقها فهو قد استقبلها وهذا بحد ذاته يعتبر بشارة خير وإشارة للقادم الجميل ، وأيضا سيكون بمثابة افتتاحية لما ستكشفه له بروما وهذا ما تخفيه عنه منذ ثمان سنوات ، وهذا ما سيجعله مجبرا على تقبلها في حياته ولما لا الزواج منها حتى … ضحكت وهي تداعب تلك الفكرة في رأسها فالزواج من حكيم يعني الدخول لجنته الغناء …… أما مع هذين فقد عاد للغرفة متأخرا كالعادة ووجدها نائمة على السرير وحاجبيها مقوسين وخطوط الدمع الجاف مرتسمة على خديها ، شعر بالأسى على حالها وتأسف لأنه جعلها تبكي بسبب كلماته اللاذعة ولكنها تنبع رغما عنه ، هو ليس يتقصدها لأنه يعشقها بشكل جنوني يتشرب منها ما يجعله يعيش في هذا الكون ، ولذلك ليس بوسعه إلا أن يطرد تلك الأفكار من عقله ، وهذا لن يتم بين ليلة وضحاها فجرحها الغائر ما يزال معلما في قلبه ، انحنى على سريرها وطبع قبلة على جبينها ومسح شعرها وهو يتأمل هالتها الملائكية التي تجرفه لأبعد مدى …
وائل:- ميرنتي…
ميرنا(فتحت عينيها وهي تبتسم):- هل أتيت يا وائل قد انتظرتك ولكنني غفوت أثناء ذلك
وائل:- لا تزعجي نومتكِ حبيبتي أنا هنا الآن ..
ميرنا(نظرت للساعة وعرفت أنه تأخر أكثر مما انتظرت ورمقته بدلع):- الليالي التي أنام فيها بعيدة عنك أو نحن متخاصمان أرى فيها كوابيسا بشعة
وائل:- همم ستبدأ حصة الدلال على الأغلب ؟
ميرنا:- ههه لاء ولكن أنت تعلم أنك بالنسبة لي أعظم شيء في الدنيا
وائل:- وحتى هم يُعتبرون كذلك بالنسبة لكِ …
ميرنا:- ممكن ، لكنني أحبك أنت
وائل:- آه يا عذابي ، أتعلمين أنا متعب وقلبي عليل لما لا تبتعدين قليلا وتدعينني أنام بقربك
ميرنا(بسطت يدها مستقبلة إياه وهي ترفع الغطاء باليد الأخرى):- حتى لو لم تطلب كنت سأقتحم فراشك ههه … تعال
استلقى بجانبها ويده المضمدة تعيق تحركه لكن ميرنا قامت باللازم بعد أن أعطته أدويته التي كانت بجانب منضدتها ، وجعلته يتناولها بحرص حتى نام على وسادتها وهو مبتسم
وائل:- عطر وسادتكِ ساحر
ميرنا(لامست لحيته بعيون لامعة):- وعطر أنفاسك قتل عمد ..
وائل:- يا متحدثتي اللبقة هل لكِ أن تغدقيني بشعر من إبداعك
ميرنا(بتفكير):- ههه على عيني …
وائل(قبل عينها بدفء حتى أخرس الحروف في جوفها):- أحبكِ ميرنا …
ميرنا(رفعت وجهها إليه وقبلت ذقنه):- " وأنا أموت فيك حبًّا يا من جُبلتُ على عشقهِ لأقرَّ بشهقاتٍ مثل النار تلفحُ أفئدتي بلهيبِ يتوق لضمَّة تروي العطش ، مع كثيفِ همسِي أقرِّبكَ من أسرار الوصال لعلكَ تقتحم حصُون الصَّمتِ بكياني المُهشم أمام فيض مشاعرك الجياشة ، أنت من تجعلُني أحاورُ أفكاري في سؤال عقيم متى يمتلأ ذلك الخواءُ المُربك الذي يُضعفُ هيبتي ويجعلني عند حُدود قلبكَ لاجئة للدفء والأمان … أنت يا سيدُ نبضتي تجعلني أغيبُ من أنفاسكِ العذبة التي تسرقني من أناي ، فإن كان موتي بقربك دعني أتلو تراتيل الهوى المُعذبِ فأنت وروحي مثالٌ للتلاشي الشقي "
ربت على خدها بلطف وجعلها تنام في حضنه وهو ينظر معها من النافذة إلى السماء والنجوم المتلألئة والتي كانت شاهدا على حلاوة روحهما المبتسمة تلك اللحظة …….

بعد مرور عدة أيام
في روما
نزلت أول واحدة من الدرج الرخامي وكعبها يضفي همسا طفيفا أربك الأجواء ، خصوصا حين أطلت بفستانها الزهري الطويل حتى الأسفل والممتد من الركب لما تحت بنسبة فضفاضة جعلتها كزجاجة العطر بذلك الفستان الذي ارتسم على جسمها ارتساما ، كان ظهره عاريا ويصل حد الخصر بخيط على شكل فراشة أضفى لمسة ساحرة على أنوثتها التي أبرزتها ذلك ، شعرها كانت ترفعه في ذيل حصان انحنى بمنحنيات أبرز طوله بخصلاته الذهبية المشعة أسفله كانت أميرة بحق ، ناهيك عن زينتها التي تفننت فيها وها هي ذي تتأبط حقيبتها وفروا صغيرا في اللون البني أعطاها لمسة ملوكية تستحق التأمل ……
أما الثانية التي لحقتها فقد بدت ساحرة بدورها في فستانها البني الداكن والذي كان بثوب قطيفة لامعة ناسب لون شعرها البني الداكن أيضا ، وقد كان ممتدا حتى الأسفل ومفتوحا من الجانب الأيسر حد الفخذ وفي الأعلى كان مرتفعا عند الكتفين وممتدا حتى المرفقين مع شق صدرها الصارخ برز بياض جسمها المغري ، إضافة لشعرها الذي تركته منفردا على راحته ومع الزينة التي وضعتها لتناسب إطلالتها كانت مبهرة بشكل لا يتحمله عقل ، وعليه نزلت لتقف مقابلها بتحدي …..
لكي تسكن كلاهما وتلتفتا للدرج حيث نزلت هاتين بدورهما واحدة كانت تضع ضفيرة لشعرها الطويل الذهبي بشكل عشوائي جعلها تبدو غجرية من زمن الغجر ، مع فستانها الأزرق الذي جعلها تبدو كموجة هاربة من البحر ، فقد كان يصل ما فوق الركب ويرتفع حتى الأعلى بدون يدين ومشقوقا عند السطر بمربع صغير يبرز شق صدرها بشكل أنثوي فخم ، مع الكحل الأزرق الذي أضافته لعينيها كانت بدورها تبدو شهية للنظر وأنيقة ، وما إن وصلت حتى وقفت بجانب صديقتها الحميمة ……
أما الأخيرة التي لحقتها فشعرها الأحمر كان مسرحا على جانب بطوله الذي يجعل ماساتها تبدو شقية للمداعبة ، كانت ترتدي فستانا في اللون الكاراميل وقد كان الأكثر جرأة من بينهم بحيث كان ينزل حتى الأسفل ومفتوحا من كلا الرجلين ويصعد حد الخصر بشقين مفتوحين يبرزان جسمها ، أما أعلى الصدر فقد كان بحمالتين رقيقتين تجعلان صدرها المكتنز أكثر بروزا وبدورها وضعت زينة مناسبة جعلتها رقيقة بهية ، بدورها كانت تحمل فروا في اللون الرمادي لتضعه على كتفها ما إن يغادروا المكان …….
ميرنا(ناظرتهم بتأفف):- أين الرجال ؟
ناريانا:- كنت سأسأل ذات السؤال
جوزيت(رمقت ميرنا بطرف عين):- اللون الزهري في هذا الليل غير بهي …
ميرنا(بشراسة):- ههه طالما أعجب حبيبي فهو بهي بالنسبة لي … ثم البني الداكن يعني بيئة قليلا
جوزيت(بحنق):- أفضل من اختياركِ بكثير …
ناريانا:- ههه يا حبيبي بدأنا
لورينا:- يناسبكِ الأزرق ريانا
ناريانا:- والكاراميل يطبعكِ بشكل مبهر ستسرقين قلب حكيم لا محالة
ميرنا(ضحكت باستهزاء):- ههه فعلا
لورينا(زفرت بعمق):- لتستعجلهم إحداكن وإلا بقينا هنا وراحت علينا السهرة
ميرنا:- لا تقلقي يا روحي ستذهبين وتستمعين لا أفهم على ماذا تستعجلين أنتِ الأخرى
لورينا(زورتها بكره):- يفضل ألا تجيبيني لأنني لا أرغب بالاحتكاك معكِ ست ميرنا
جوزيت:- هوووهُ الحرب الباردة بين الضراير
ناريانا:- هه ع أساس ليست ضرتكِ اخرسي أحسن لكِ …
نادر(دخل عليهم بطقم بني):- هل تأخرنا عليكن ؟؟؟؟؟؟؟
هلَّ الأسود هلَّوا هههه بهيلمانهم ورجولتهم الجامحة وهيأتهم الساحرة دخلوا ليسرقوا لبهن فقد رقص قلب كل امرأة فيهن حين رأت حبيبها الوافد عليها من الباب ، في حين أن عيونهم جميعا استقرت في كل أنثى سلبت كينونة وعقل الرجل المختار لها … تقدم وائل بخطى مريحة فقد تخلص من حذائه الطبي وأيضا من جبيرة يده وأصبح بخير الحمدلله ع سلامتك ولول ^^، تقدم صوبها بهيأته الملوكية وبطقم رمادي داكن جعلها تتأبط ذراعه بعد أن قبل يدها بلطف وجذبها خلفه للخروج … أما ميار فقد كانت عيناه مستقرة عند جوزته الغالية التي عانقته بحب وقبلته من خده وهي تبدي إعجابها الوقح بهيأته فقد كان بطقم شبابي سترة بيضاء قميص أزرق وبنطلون أسود ، جعله يبدو رقيقا في نظرها ، وبدوره أبدى إعجابه بها وسحبها خلفه للخروج أيضا …. أما حكيم فلم يستطع إخفاء امتعاضه من العري الشقي الذي هي فيه وزورها بعينيه أن تضع الفرو دون أن تنطق بحرف ، وطبعا لبت أمره ووضعته على كتفيها وجمعته عند صدرها وهي تبتسم من غيرته ، حسن ليست غيرة غيرة مثلما تعتبر لكن هكذا هو ولن يسمح لها أن تخرج رفقته بتلك الحالة ، لكن طالما لا يجمعه بها شيء فهو غير قادر على أن يتحكم في حريتها الشخصية ، بدوره جعلها تتأبط ذراعه وهي تناظر طقمه الأزرق وتعضعض شفتيها إعجابا به ……. وفي الأخير كان نادر يسحب يد ناريانا دون أن يعبرها بحرف ولا حتى بكلمة فقط جذبها كي لا تبقى وحيدة ولكي لا يزعجوا البقية بخصامهم المحتدم ، نظرت إليه وهي تحاول أن تستعطف قلبه ولو بكلمة لكنه لن يعطيها تلك الفرصة ، وكتأدية واجب إنساني سوف يرافقها لذلك لن تتجرأ على طلب المزيد ، بدورها خرجت رفقته ولم تنبس ببنت شفة …. ،،، اتخذوا سيارتين وائل وميرنا وبالخلف كان نادر وناريانا ، أما ميار فاتخذ أخرى وقربه حكيم وفي الخلف جوزيت ولورينا وانطلقوا جميعا صوب محل الاحتفال الذي قرروا فيه جميعا أن يعيشوا ليلة عيد الحب من صنعهم وخيالهم المشاكس ……
بعد مدة وفي جلستهم المستديرة التي كانوا يجلسون فيها قرب بعضهم بذلك الملهى الليلي …
ناريانا:- عيد حب سعيد إذن ههههه …
لورينا:- هل صدقتِ لأن هؤلاء ربحونا في لعبة الورق اضطررنا لقبول هذا الاحتفال الكاذب
جوزيت:- ولما كاذب ، الحب لا يحتاج ليوم محدد كي نحتفل به ، يكفي أن تعيشيه حتى تحسي بأن كل يوم يمر بكِ رفقة حبيبكِ هو عيد بالنسبة لكِ ..
ناريانا:- الله الله جوزيت تنطق بالأشعار يا جماعة …
ميرنا:- معها حق .. أساسا بيننا وبين عيد الحب عدة شهور ، لنحتفل به اليوم ووقتها ربما سنصل للأحلام التي تمنيناها ربما نكون قد ارتحنا من قضية الفهد البري ونعيش في راحة وهناء
وائل:- ههه أنا أضمن لكِ ذلك لأنه في ذلك اليوم سيكون زواجنا حبيبتي
ميرنا:- ليس قبل أن تقبل بك عواطف يا بعدي …
حكيم(زفر بتأفف وهو يحمل كأس مشروبه):- اللهم طولك يا روح
لورينا(همست له):- لا تكثر من المشروب لقد تعافيت مؤخرا من جرح صدرك
حكيم(أشاح بصره عن ميرنا ووائل):- أعرف
ميار(حرك فكه بامتعاض بعد جملة وائل وناظر ابتسامتها وهو يعقد حاجبيه):- جميل هو التفاؤل والحلم بغد أفضل ، لكن أحيانا نصاب بالخذلان
وائل(فهم مغزى كلامه وبامتعاض):- إن ركضت وراء حلمك لا أحد سيمنعك من تحقيقه ، والأهم أن شريكة حلمك معك وملء يدك
ميار(أمسك الكأس الآخر وتجرع ما به):- هفف .. الجو أصبح خانقا هنا
جوزيت(نظرت لميرنا بلؤم):- معك حق
نادر:- الموسيقى باردة سوف أطلب شيئا خاصا من يقترح ؟
نطق الرجال ثلاثتهم في آن الوقت:- لارا فابيان- سيلينديون - أديل
نظرت البنات لهم وشعرن بالضحك لحظتها فكل واحد فيهم اختار المعزوفة التي يريد ، ولكن نادر كان أشطر بحيث اختار من نفسه ما يناسب وأمسك يد ناريانا بدون أن ينتظر حرف اعتراض وجذبها للمرقص ليرقصا …
ناريانا:- ما هذا الآن ؟
نادر:- أراقصكِ ألا تريدين ؟
ناريانا:- أتساءل ما المناسبة ؟
نادر:- أريد أن أفسح المجال لهم لكي يجدوا حبل الوصل بينهم ، ألا ترين أن الحرب الباردة متأججة بينهم وكله بسبب أفكارهم الغريبة
ناريانا:- ميرنا أس المشاكل ، ووائل لا يفلت فرصة إلا ويتقرب منها في حين أن هذا يزعج حكيم الذي يهدر في لورينا ويفرغ فيها جام غضبه ، أما ميار فهو يعايش حالة تناقض تامة فجوزيت لا ترحمه وكل نظرة له تجاه ميرنا يعقبها خصام بينهما … يعني يستحيل أن يجدوا الراحة في خضم هذا الوبال
نادر:- ها أنتِ تفهمين علي إذن .. لذلك لندعهم ليحترقوا مع بعضهم ويجدوا جسر التفاهم
ناريانا:- ألن تسامحني بعد ؟
نادر:- ما فعلته لا يستحق غفرانا ناريانا أساسا ليس بيننا شيء كي تنتظري مني الصفح
ناريانا(دمعت عيناها):- ألا تشعر ب…
نادر(أخرسها بقسوة):- لنرقص وكفى …..
صمتت وهي تزم شفتيها ببؤس هي تعلم أنها أذنبت في حقه ، لكنها كانت بحاجة لذلك لفهم ماهية شعورها وها قد تيقنت أنها تحبه وقد اعترفت لنفسها بذلك ، إذن متى سيفهمها ؟؟؟
جوزيت(جذبت يد ميار ونهضت):- راقصني …
ميار(نظر مباشرة لميرنا التي مسحت بتوتر خلف عنقها ونهض مبتلعا ريقه):- تفضلي …
جوزيت(وضعت يديه على خصرها ويديها على كتفيه وبشراسة):- عيونك تلك سأفقعها لن ترى غيري يا ميار أسمعت وإياك وأن تتحجج بأنك لا تنظر لها أنا أقرأك عن ظهر قلب
ميار:- أنا لست طفلا يا جوزيت ..
جوزيت(بتذمر رمقتها):- ما الذي تفعله بكم إنها باردة حتى يع
ميار(قرصها من ذراعها حتى انتفضت بحضنه):- هذا لأنكِ تسيئين لابنة عمنا
جوزيت:- يا حليلها من ابنة عم … هفف لا أطيقها
ميار:- لن أجيبكِ لأنني منتشي بالكأس الذي شربته فاصمتي وارقصي ..
جوزيت(بدلال):- لو افترضنا بأن اليوم يوم عيد الحب بحق ماذا كنت ستفعل لأجلي ؟
ميار(لامس كتفها وظهرت من تحت يده قلادة رقيقة):- أحضرت هذه لأجلك
جوزيت(بدهشة):- واووو فكرت فيني يا روحي ، يس إنها بحرف جي بالفرنسي جوووووووزيت
ميار(رفع شعرها وجعلها تمسكه وألبسها القلادة وقبًّل وجنتها):- إنها تليق بكِ ..
جوزيت(دمعت عيناها من تصرفه وعانقته):- أحبك أحبك يا ميار نجييييييييييب وسأظل أحبك حتى ممااااااتي
ميار(وضع يده على شفتها):- لا تذكري الموت على لسانك لأنكِ ستعيشين تحت كنفي دوما ..
جوزيت:- ههه أخبرني شعرا إنه دورك هذه المرة …
ميار(تنهد بعمق وهو يفكر):- اممم حسن … " جوزتي الغالية ، يا أفيون العشق المتسرِّب بين ضلوعي ، كيف رمَّمتِ كُسور كياني من حُطامِ الفقدِ والحرمان ، أنتِ يا من تقتطع لحظاتٍ من عُزلتي وتسحبُني نحو دُنياها بحبل رفيعٍ من الخطايا ، ليتني أستطيعُ ركلَ الأسى الذي رسمتهُ بعيونكِ وأهديكِ هوسا مُتداولا يحرصُ على إسكانكِ في المنفى البعيد لمشاعري ، فوحدكِ من ارتسمت ضحكتها على جدرانِ الوجد وجعلتني أشتهي غفوة بدون استيقاظ بين ذراعيكِ .. فكوني مني يا جوزتي وارقصي على تناهيدِ حلمي فقد استوطنتِ الجوى وانقضى فيني حُكم سلطتكِ على مماليكي حد الفناء " ..
لم تشعر بنفسها إلا وقد كانت تبكي وهي تضمه بين ذراعيها وتراقصه على تلك الأنغام وتهمس في أذنه ، أحب عيد الحب ..
جوزيت:- أتعلم أن عيد الحب المقبل سيجمعني بك تحت سقف واحد أجل هكذاااا ، وسأكون حاملا وقتها وسوف تحضر لي شوكولا البندق التي أحب والتفاح الأخضر لن أتنازل عنه ، سوف أزعجك بصوتي وتذمري وبكائي وعليك أن تتحملني .. ستدللني وتحملني بين ذراعيك حتى لو أصبحت بطني كالبالون أسمعت ؟
ميار(تخيل معها ذلك وبحسرة في جوفه ابتلع حلمها وفي نفسه):- يا ليتني أستطيع تحقيق ذلك لكِ لكنكِ لن تستطيعي الإنجاب يا جوزتي ، لو فعلتِ ذلك فقدتكِ ولن أستطيع المقامرة بحياتك مقابل طفل أشتهيه منكِ أكثر شيء في هذه الحياة ، آسف يا وردتي لكن سأجعلكِ تعيشين في فرح أعدكِ بهذا ….
تنهد عميقا وضغط عليها بحضنه دون أن يضيف حرفا آخر … هنا كان وائل يحاصر ميرنا في زاوية بعيدا عنهم فقد أخذها على حين غرة وألبسها سوارا مكتوب عليه ميرنا بالعربي وكم أحبته ..
ميرنا(عانقته):- هه كل عيد حب وأنت الحب
وائل:- يا حبي أنتي وكل يوم وأنتِ عيدي …
ميرنا(حاوطت عنقه وراقصته بهدوء على نغمات الموسيقى الساحرة):- هل ستحبني دوما ؟
وائل(أمسك بكلتيا يديه من خصرها وجذبها إليه):- سأحبكِ إلى أن نتزوج
ميرنا:- وبعد الزواج ؟؟؟؟؟
وائل:- سأحبكِ أكثر من السابق ، هيا جهزي نفسكِ بعد عودتنا من روما سأتقدم لخطبتكِ لكن لن يحدث ما حدث مع عمي فؤاد المسكين
ميرنا:- آخ على أختي نور وعلى تفكيرها الذكوري لكن أكيد عمك قام بفصل ناقص معها ،لذلك انتقمت منه بذلك الشكل ههه
وائل:- دعينا من عمي وأختك ستكونين ملكي يا ميرنا ؟
ميرنا:- أصلا متى لم أكن ملكك يا أهبل … أحقا سنتزوج يوم عيد الحب سنكمل السنة وقتها
وائل:- آه وأروع سنة عشتها أي نعم مليئة بالمشاكل والمآسي والصعاب ، لكنها كانت كلها عشق وحب معكِ أحببتها ، وأجل يوم عيد الحب سيكون رسميا يوم زواجنا
ميرنا:- متشوقة لذلك يعني متى ستمضي هذه الأشهر
وائل:- ستمضي ستمضي حلوتي ..
ميرنا(نظرت للسوار وأغرمت به):- روحي أنااااا …
وائل(مسح على خدها وهمس):- " يا امرأة اختلفت لأجلها القضايا والقوانين ، يا زلزال فتنة فتك بقلوب الحيارى ، يا معذبة القلوب يا شمس لياليَّ المشرقة وعسل غروبي الشهي ، أحببتكِ والحب فيكِ عادة أصابتنِي بهوسٍ دائم يتطلبُ حُضوركِ ما بين النبضةِ والنبضة في كل حين ، أنتِ يا حالة من المشاكل المُتفاقمة ، قد سلبتِ عقلي ولبي وكلي يا كُلي ، فيا خمرةَ الليل الطويل عن ارتشافكِ لن أتوب ، قد امتهنتِ الانسكابَ بين أوردة الظمأ وما هان علي إلا أن أنسابَ معكِ تحت ظلالِ العاشقين، فأنا متيم بكِ وصعبٌ علي أن أشرح أسباب هذا العشقِ وهو مَلعونٌ بالتكرار لحظة بعد لحظة "
جعلته يضمها إليه وأخذ يداعبها وهما يرقصان على نغمات العشق بينهما ، فكلماته زادت من سحر الأجواء العشقية ما فوق العادة تلك اللحظة …
أما هذين فظلا يناظران الكل من محلهما وحكيم كان يتجرع كأسا بعد كأس وهي تكابد دموع عينها لكي لا تضيع بريستيجها أمامه
لورينا(في محاولة فاشلة):- لنرقص نحن أيضا
حكيم(شرب كأسه بحنق):- لا أريد … وإن كنتِ ميتة على الرقص ارقصي في بيتكم
لورينا(نهضت بعنفوان):- بل سأرقص مع أي شاب هنا فألف واحد يتمناني
حكيم(بعصبية):- اجلسي محلكِ … فوراااااااا
لورينا(جلست بحزن):- لما تكرهني لهذه الدرجة ؟
حكيم(زفر بتعب):- لست أكرهكِ ..
لورينا:- بلى تفعل ، وكأنني السبب في تفرقتك أنت وهي علما أنني حين دخلت حياتك كنت قد أخرجتها منها من نفسك ولا دخل لي ، فلا تعاقبني بأخطاء القدر حكيم
حكيم(وضع الكأس بغضب وأمسكها من يدها):- تريدين الرقص إذن … لنرقص هيا
لورينا(رفعت حاجبها بدهشة ونهضت معه):- ههه أكاد لا أصدق ..
حكيم(جذبه إليها وسط المرقص وعيناه تبحثان عن عصفورته الهاربة من أسواره):- أنا أعشقها فلا تطلبي مني شيئا آخر لأنه ليس بيدي …
لورينا(تشنجت لكن لم تختفي ابتسامتها):- اعتبرني هي وصارحني بما يوجد في صدرك الآن ..
حكيم(نظر إليها مليا وشعر بالحزن لأنه يكسرها دوما ورفع عيونه البائسة وكأنه سيهمس لعصفورته الصغيرة):-" حين أجبرتني على تقمُّصِ الموتِ معكِ كنتِ علميني كيف أستلذُ بطعم الاحتضار ، كنتِ دعيني أصحُو من أسركِ الذي يضعني في خانةِ المفقود ، عشقكِ الذي يذوي بين الحنايا يعذبني والنبضُ من بعضي مسلوبٌ بل مُقيدٌ في الهوى بدون قيود .. وليت ما بي يترجم فالذبيحُ حين يرى دماءهُ تهربُ منه أواصرُ الحياة ويُصبح هو والعدم رفقاء .. قاتلة أنتِ حتى في أشد حالاتكِ إيلاما تجعلينني أسيرا بين يديكِ ، أسيرا لا يرى سواكِ في هذا الوجود "
كانت كلماته مليئة بالشجن العميق الذي امتد ليناظرها وهي بين أحضان وائلها تطير فرحا ، أحقا يوم عيد الحب المقبل ستكون زوجته هل وافقت على ذلك ، كيف بهذه السرعة كيف هي ما تزال طليقته و عدتها لم تنتهي حتى تتنعم بحضن رجل آخر .. إنها قاسية جارحة لكنها محقة فأنا تزوجتها بدون وجه حق وطلقتها أيضا لذات السبب ، جعلتها تتعذب معي لكن بسمتها المشرقة تلك تستحق مني أن أموت ألف مرة ومرة …. كوني سعيدة ميرنا كوني سعيدة يا عصفورتي الصغيرة ……..
ظل الكل يراقص بعضه وكل واحد فيهم يحمل فجيعة همه بين صدره ، لكن أغلبهم كانوا سعيدين لحظتها فقد تخيلوا أنهم حقا يحتفلون بعيد الحب لذلك أحضر ميار لجوزيت تلك القلادة ، ووائل لميرنا ذلك السوار وحكيم لم ينسى أيضا فقد أعطى للورينا مشبك شعر لامع ، أعطاه لها في علبة ونهض للحمام حتى لم يعطيها فرصة لشكره لكنها فرحت بالهدية .. إلا نادر الذي لم يهديها سوى جفائه وغضبه وهذا ما جعلها تعود مطأطئة الرأس لمحلها لتنهي تلك السهرة الكئيبة عليها والسعيدة لغيرها بكل بؤس وأسف ….
مر الوقت وعادوا متأخرين ليلتها بعضهم ثمل وبعضهم متيقظ لأنفاس غيره ، صعدت ميرنا لغرفتها مباشرة لكنه لحق بها وأغلق الباب خلفه وغافلها بقبلة عنيفة ترجمت كل العشق الصادح بينهما ، بادلته جنون تلك القبلة التي جعلتها تضع يديها على صدره وتضغط عليه بجموح ترجم الحالة الجنونية التي كانا يعيشان عليها .. ولو لم يتيقظ لحظتها ويغادر لانتهت الليلة بما لا تحمد عقباه ههه ^^
أما مع ميار وجوزيت فلن يستطيع أي أحد أن يبعدهما عن بعضهما تلك الليلة ، فتلك الإثارة التي ولدت بينهما يصعب ترجمتها حتى لو كان يقف عند سطر ميرنا كل لحظة لكن جوزيت اكتسحت كيانه بروحها وبهالتها التي تسلبه من الوجود وعلى أساس ذلك كانت بحضنه وأصبح فستانها طريح الأرض رفقة قميصه يناجيان بعضهما في تلك الليلة الحميمية جدااااا … (:
أما عند نادر وناريانا كل واحد دلف غرفته دون أن يلتفت للآخر وكأنما كتب عليهما العذاب هكذاااا ، قبل أن يكتشفا مدى العشق الثائر الذي سيجمعهما سوية مع بعضهما في لاحق الأيام …
وعند لورينا كان الوضع مختلفا فقد بقي حكيم بالأسفل يشرب حتى الثمالة لعله ينسى مواجعه ، أما هي فركضت لغرفتها وهي تبكي وتبكي إلى أن رن هاتفها باتصال كانت تتهرب منه طوال تلك الفترة .
ليندا:- الآن فقد رددتِ على هاتفكِ اللعين ، اسمعيني جيدا إن لم تعودي عن الجنون الذي تمارسينه أيتها الغبية سوف أجعلكِ تدفعين الثمن
لورينا:- أمي لن تهدديني أنا ما عدت طفلة حتى تتحكمي في حياتي ، لقد اخترت بقائي معه
ليندا:- بقاؤكِ معه وقلبه رهين بأخرى ، صدقا إنكِ أغبى مني حتى … اسمعيني أنا لا أستشيركِ هنا يا إما أن تعودي يا إما قسما عظما سأبعث بالطفلة غدا للقصر ووقتها لنرى ما ستكون ردة فعل حكيم حين يكتشف أمر ابنته
لورينا(بفزع):- أنتِ لن تستغلي ميسون ضدي يا أمي … إنها طفلة ولا يحق لكِ فعل هذا بها
ليندا:- أواه على الأم المثالية أساسا لو كنتِ أما بحق لكانت تناديكِ ماما بدلا من لورينا .. ههه عموما لا وقت للسخرية هل ستعودين للبيت ؟
لورينا(بعناد):- لن أعود وأنتِ لن تبعثي ميسون إلى هنا ولن يعرف بها حكيم …
ليندا:- هكذا إذن … تحملي نتائج قراراتكِ يا لورين .. سلام …
لورينا(بأسف أقفلت الخط وفتحت الهاتف على صورة ميسون):- سامحيني يا صغيرة لم أستطع أن أحبكِ كما تستحقين مني ، لم أكن أما ولن أكووووون ….

"ذات وجع حينَ تغمضُ عينكَ بحثا عن الراحة لتجدَ الكوابيسَ في انتظاركَ لتقض مضجعك "
قبل عدة أيام
كان ذلك الصوت الرخيم أشبه بصوت الصدى حين غزا مسامعها وجعلها تئن وتنهض بفزع من نومها ، تحسست بطنها سريعا واستكانت حين شعرت بحركة ابنتها ، حسن إنه مجرد كابوس مجرد كااااابوس غبي داهمني في هذا الليل هفف … قالتها وهي تنهض من السرير بهدوء كي لا تزعجه في نومته الهنية ، ناظرته بمحبة ودمعت عيناها من ذلك الحلم البشع فقد جعلها تشعر بالرهبة والبؤس وأيضا بكثير من الخوف المريع الذي تعلم ما معناه جيدااااا .. نزلت لمطبخها دون أن تضيء المصابيح كثيرا كي لا يشعر أحد باستيقاظها لكنها فزعت حين وجدتها جالسة في الظلام على شاشة حاسوبها …
ميرا(أمسكت على قلبها):- هئ أفزعتني يا هنادي ، ما الذي تفعلينه هنا في هذا الليل ؟
هنادي(عدلت نظاراتها البصرية وهي تعدل فستان نومها ونهضت إليها):- ست ميرا كنت أقوم ببعض الأعمال لذلك تأخرت في الذهاب للنوم ،لكن أنتِ ما الذي أيقظكِ ؟
ميرا(جذبت كرسيا وجلست مقابلها):- طيب أحضري لنا كوبي عصير واجلسي هناك أود التحدث معكِ في موضوع
هنادي(توجهت للثلاجة):- أعلم ما الذي ستتحدثين بشأنه ، الفيديو كليب سينزل يوم زواجكِ قد تم الاتفاق مع شركة الإنتاج وكلهم أحبابنا لم يكسروا بخاطرنا
ميرا:- امم سيكون هدية جميلة لشهاب ..
هنادي(صبت العصير بكأسين):- ما الذي تقولينه هدية جميلة ، ههه هذه ستكون أعظم هدية يتلقاها بهذه المناسبة يعني على حسب ما ذكر المنتج ومدير القناة أيام بسيطة وها نحن في الأسواق وها أنتِ في الطائرة ذاهبة في شهر عسل
ميرا(ببكاء لم تستطع تمالكه):- هنادي …
هنادي(بلهفة وضعت الكأسين بينهما وأغلقت حاسوبها لتمسك يد ميرا):- سيدتي ، ما الذي يبكيكِ هل أنتِ متضايقة من أمر ما ؟ يعني هل هذا قلق ما قبل الزفاف هه ؟
ميرا(ربتت على يد هنادي وسحبتها لتضعها على بطنها):- أنا خائفة على فلة ..
هنادي(جمد الهواء في صدرها وبتخوف):- ست ميرا .. أنا لست فقط مديرة أعمالكِ بل صديقتكِ الوحيدة في هذه الحياة ، اسمعي نصيحتي وتخلصي من الجنين وأكيد حين تخضعين للعلاج وتتعافي ستحضرين فلة والأقزام السبعة حتى لو أردتِ …
ميرا(ضربت الكأس بيدها حتى اصطدم بالأرض وأحدث صريرا مزعجا من تناثره):- اسحبي كلامكِ وإياكِ وأن تخبريني ما علي فعله بأولادي ، أنتِ لن تفهميني لأنكِ لم تجربي ما معنى الأمومة ، ما معنى أن تحملي ببطنكِ قطعة منكِ ومن حبيب روحك …. أنا جربت ذلك في المرة الأولى أقر أنه كان خطأ فادحا ارتكبته في حق نفسي والنتيجة دفعها طفلي الحبيب (أردفت ببحة حزن) أما شادي فربما أسعفني الحظ معه وإلا لكنت فقدته هو الآخر ، لكن فلة … هي السبب الذي جعل شهاب يتشبث بي أكثر من الأول لولاها لما غفر لي كذبتي حيال ابنه ، ولذلك لا يمكنني أن أحرمه من الطفلة التي يتمناها حتى لو كان ذلك على حساب موتي
هنادي(تنهدت بدموع):- ميرا سيدتي ، لا تقهري نفسكِ هكذا بعيد الشر عنكِ .. لكن من واجبي كصديقة أن أنصحكِ وعلى السيد شهاب أن يعرف
ميرا(دفنت وجهها بين يديها ببكاء حارق):- لن يعرف لن يعرف يا هنادي …. وإن سمع هذا الخبر لن يكون هنالك من هو مسئول عن هذااااا سواكِ أنتِ أسمعتِ … دعيني وحدي الآن دعيني أنعي حظي العاثر في الوقت الذي ظننت فيه أن الحياة ستنصفني ضاقت بما رحبت في وجهي أنا أناااااااا لمااااذا هاه اهئ
هنادي(نهضت من محلها وعانقت ميرا على وضعها وهي تشهق بكاء عليها):- يكفي ستزعجين طفلتكِ أترغبين بذلك ، طيب كما تشائين سوف نصبر إلى أن نرى التحاليل المقبلة ما ربما يكون هنالك أمل وتصبح حالتكِ الصحية ممكنة لإتمام هذا الحمل دون مشاكل
ميرا(عضعضت شفتيها غبنا):- لقد حلمت بأبي … كان يحمل فلة بين يديه وهو يضحك بسخرية ويبعدها عني ، صرخت فيه أن يعيدها لكنه سحبها معه وسط الظلام وبقيت وحدي أصرخ وأصرخ وأنا أترجاه أن يعيد صغيرتي ، لكنها لم تعد ولا هو عاد يا هنادي .. أشعر بأن سوءا سيصيب طفلتي ولو حدث ذلك لن أكون بخير بقية حياتي …
هنادي:- يوووه على أم الاكتئاب ، اهئ يكفي سيدتي أنتِ ستنجبينها وسترضعينها مثلما تمنيتِ أن تفعلي مع شادي ولكن لم تسنح لكِ الفرصة ، هذه الطفلة هي التي ستجعلكِ تعيشين أمومتكِ كما كنتِ تحلمين دون خوف من أن يكتشف أمرها أحد ، بل على العكس سيعرف الكون أجمعه أن الفنانة ميرا لديها أجمل طفلين في الدنيا
ميرا(ابتسمت):- كلامكِ مشجع
هنادي(نهضت وهي تشير بيديها):- طبعا ولكِ علي أحلى دعاية ، سأجهز لهما جلسة تصوير من على صغر ، وسيصبحان أشهر طفلين في العالم الفني أجل أنا أنوي أن أصبح مديرة أعمالهما مدى الحياة ولن يسعكِ التخلص مني ههه
ميرا(أمسكت يد هنادي بامتنان):- أنتِ تجيدين امتصاص القهر والحزن مني ، فعلا إنكِ صديقتي
هنادي(مدت لها كأس عصيرها وانحنت لتجمع زجاج الكأس الآخر الذي انكسر):- اشربي هذا وتعوذي من الشيطان ، تلك الكوابيس عادية جدا في فترة الحمل قرأت عن ذلك في إحدى المواضيع حين كنت أبحث عن حل لمشكلة مرضكِ يا سيدتي وذلك ج …
ارتفعت ضربات القلب فجأة حين رفعت رأسها لتناظر قدميه التي وقفتا مسمرتين عند باب المطبخ منتظرا منهما إتمام الحديث الشيق الذي يدور من خلف ظهره ، سكونها وصمتها جعلا ميرا تجفل وهي تشعر بقشعريرة برد تسري في جسدها وعليه التفتت للخلف بتعب وهي تناظر عيونه الجاحظة والسؤال الأهم يندرج من بين تمتمات شفتيه … ما هذا الذي سمعته ؟؟؟؟ ….
شهاب(ابتلع ريقه وتقدم نحوها):- دعينا وحدنا
هنادي:- أ.. سيد شهاب يعني ما سمعته كان في فترة و
شهاب(هدر فيها بعصبية):- قلت لكِ غادري …. رجاء
هنادي(نظرت بتأسف لميرا):- عذرا منكِ سيدتي ..
ميرا(تخدرت قدماها ولم تستطع حتى النهوض لذلك ثبتت محلها وهي تتابع خروج هنادي وتقدمه الهادر نحوها):- شهاب .. لما استيقظت ؟
شهاب:- سمعت ضجة بالأسفل وخشيت عليكِ ، لكن لا تحاولي أن تماطلي قد سمعت جيدا ما علي أن أسمعه … عن أي مرض تحدثت هنادي ؟
ميرا(امتصت شفتيها بارتباك):- أ.. أنا أعاني من فقر الدم يعني هذه المادة قليلة بجسمي والموضوع ليس مقلقا فأنا أتناول الفيتامينات التي وصفها لي الطبيب
شهاب(تنهد بارتياح وجذبها لحضنه ضاما إياها بلطف):- آه يا جنيتي الحمراء ، ولما لم تخبريني هذا أنا زوجكِ وحبيبكِ وعلي أن أعرف كل شيء عنكِ .. اسمعيني جيدا لن أثق بكِ بعد الآن في هذا الخصوص لذلك الزيارة المقبلة عند الطبيب سأكون رفقتكِ تمام ؟
ميرا(ابتلعت ريقها بفرح حين لم يكتشف شيئا آخر واقتنع بكلامها):- ههه أكيد …
شهاب(قبل جبينها):- تمام لنعد للنوم حبيبتي هيا
ميرا(بابتسامة مسحت على شعره):- أنا أهواك يا شهاب رشوان
شهاب(خامره شعور مرح وإذ به يحملها بين ذراعيه كالطفلة):- وشهاب رشوان يموت فيكِ عشقا يا راجيتي المشاغبة
ميرا(راجية هه على الأغلب كل من ابتعد عن ذلك العرق يجد نفسه عائدا إليه):- تسلملي يا شهابي
أعادها لغرفتهما وهو يحملها بحنان بينما كانت مستكينة بحضنه وهي تدفن آهاتها بصدرها ، فلو سمع كل الحديث من بدايته لكانت فضيحتها معه فضيحة ولا بدأت المشاكل بينهما بسبب إخفائها لسر مرضها الذي ستكتمه بقلبها إلى أن يحين الوقت المناسب وهذا ما سيكون يوم ولادتها غالبا … وضعها بالسرير وتدثرت بالفراش كي تعدل نومتها وإذ به يضعها بحضنه ويغطيها بقربه ، وهو يغالب شعوره بالقلق الذي ساوره فهو لم يقتنع كليا بمسألة فقر الدم ولذلك سيصنع خططا أخرى لاكتشاف الأمر ، دون أن تعلم ميرا بشيء والتي ظنت أن كذبتها قد انطلت عليه لا تعلم أنه ضليع بتصرفاتها المكشوفة حين تباشر بالكذب عليه …. توجست لحظتها حين أغمضت عينيها على صورة أبيها سليم والذي ظهر كومضة بين عيونها وابتعد ، هنا دكت رأسها دكا في حضنه واستشعر خوفها ولم يجد طريقة لإزاحة ذلك الرعب الساكن في مكامنها سوى بهدهدتها والطبطبة على ظهرها لعلها تهدأ …
وجه سليم لم يزر منامها هي فقط بل كان له زيارتين ثانيتين غير ميرا ، فالأولى كانت ببيت الراجي والتي جعلها ذلك تستيقظ على آذان الفجر وهي تتعوذ من الشيطان الرجيم على ذلك الحلم البائس
مديحة(انتفضت من محلها):- أعوذ بالله أفزعتني يا بنت ما الذي أيقظكِ في هذا الوقت ؟
دعاء(بوجع في بطنها):- لا أعلم يا أمي كان مناما سيئا ، لقد رأيت عمي سليم فيه
مديحة(نفثت ثلاثا على جنب):- تف تف تف وما الذي أحضر ذلك الرجل في منامك ، أكيد هذا من فعل الشيطان هيا صغيرتي لا تقلقي مضجعكِ إن استطعتِ قومي معي لنوقظهم لأجل الفجر
دعاء(مسحت على وجهها):- أجل سأصلي معكم ..
إخلاص(طرقت الباب عليهما):- أمي لقد أتيت لأوقظكِ لصلاة الفجر ..
مديحة(وضعت رداءها على كتفيها):- أختكِ تكفلت وأيقظتني من أنينها
إخلاص(مسحت على شعر دعاء):- ماذا رأيتِ ؟
مديحة:- أضغاث أحلام لا داعي لذكرها
دعاء(بتأثر):- لا بأس أمي … لكنه حلم مرعب قد رأيته وهو يحمل طفلا صغيرا مغطى بغطاء أبيض ويبتعد به وسط الظلمات ، كان يضحك بقوة بينما صوتي اختفى وأنا أناديه أن يتوقف لكن لم يسمعني مطلقا بل اختفى فجأة وبقيت وحيدة إلى أن وقفت خلفي سمر وهي تلبس فستانا أبيض واضعة يدها على كتفي … وحين رفعت وجهي إليها وجدت الدماء تخرج من عيونها وقلبها ينزف ينزف وهي تشير بإصبعها حيث اختفى عمي سليم …….
إخلاص(برعب جلست قرب مديحة التي هوت بخوف):- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنا لنسألك اللطف فيه …
نبيلة(سمعت حلم دعاء وتوجست وهي تدلف إليهم):- ما رأيته لن تسمع به عواطف .. غدا سنزور سمر في قصرها جهزوا بعض الأكل لنأخذه بأيدينا معنا
مديحة:- وهل سنخفي عن الأم ونخبر البنت أكيد سمر ستموت رعبا ؟
نبيلة:- حبذا لو تشغلي القطعة المسماة بمخ في عقلك بدلا من أن تتفلسفي علينا ، طبعا لن تعرف أيهما أترغبين بأن تعيدهما سيرة سليم لذلك الزمن الغابر ، ما صدقنا بدأت الأمور تتعدل بينهما
إخلاص:- جدتي تتكلم بمنطق
دعاء(تأففت بخوف):- أفف وجهها الدامي لا يروح عن بالي ، ما تفسيركِ للحلم جدتي ؟
نبيلة(أخفت قلقها ببراعة):- أنتِ حامل وهذا من فعل الهرمونات لا شيء غير
عواطف(انضمت لحظتها باستغراب منهم):- ما سر هذه الجمعة الغريبة عند الفجر هه ، هل تجتمعون بدوني ؟
دعاء(بقلق):- لا لا استيقظنا لأجل صلاة الفجر
إخلاص:-أ.. سوف أجهز سجادة الصلاة لكِ جدتي
عواطف(اقتربت منهم وهي تنظر لعيونهم اللاهثة):- يعني .. إحداكن تشرح لي ماذا هناك وكأنكم رقبتم كابوسا جماعيا من منظركم هذااااا ههه
مديحة(ابتلعت ريقها):- ههه كابوس ماذا إنها دعاء لم ترتح في نومتها وأيقظتنا بصراخها ، يلا يلا لا نطيل الموضوع عادي
عواطف:- سلامتك دعاء حبيبتي
دعاء(بأسف):- تسلمي خالتي …
انسحبت إخلاص بخالتها ومديحة تلحقهما أما نبيلة فقد اقتربت من دعاء التي هزت كتفيها بأسف ، وهنا جلست بقربها جدتها وهي تمعن النظر في ذلك المنام الذي كان رؤيا أكثر منه حلما …
نبيلة:- لا تقلقي إنه مجرد حلم
دعاء:- ههف يعني بت أقلق فكلما رأيت عمي سليم بمنامي حدثت مصيبة ، آخر مرة حلمت به كانت يوم حادثة ميرنا ومرام … وتعلمين ما حدث بعدها كدنا نفقد إحداهما لولا حفظ الله
نبيلة(توجست أكثر):- يفضل أن نصلي ركعتين لله ونطلب منه أن يحفظ أسرتنا ، هيا رافقيني
رافقتها دعاء والقلق يسري في قلبها مثلما كان يسري في قلوبهن جميعا ، فذلك الحلم كان كفيلا ليعطيهم إشارة عدم ارتياح للقادم .. وعلى هذا الأساس تمنوا أن تمضي الأمور على خير فحقا حقا لم يكن ينقصهم أي مصيبة جديدة فما فيهم يكفي ويوفي …
أما في قصر حكيم القديم
فقد كانت هذه تصارع ذلك الحلم المزعج وهي تحاول أن تستيقظ لكن بدون فائدة ….
سلسبيل:- لو أنك أحببتني فقط مثلما أحببتك لما كنت هكذاااااااااااااااااا امرأة بلا رحمة ..
سليم(بصوت جهوري):- أساسا متى كنتِ امرأة يا أيتها الساحرة الغبية ، كلكم معشر الفاسقات تبيعون الكلام وتسحبون الحياة من قلوب الآخرين .. كيف أحبكِ وأنتِ تمتدين من سلالة الشياااااطين
سلسبيل(برجاء اقتربت منه وهي ترتج محلها):- لقد كنت مختلفة عنهم ، لكن بسببك بعت روحي لتلك الشياطين وفعَّلت السحر الكامن فيني ، أنت الذي جعلني ألجأ لهذه الطريقة أنت الذي أعادني لأصلي
سليم:- لا ترمي علي بلاءكِ أيتها الشمطاء ، لم أكن لأحبكِ لا هكذا ولا قبل .. لأنكِ مقززة تبعثين على الاشمئزاز فرائحة الدم المتناثرة من جسمكِ تجعلني أفكر بإزهاق روحكِ القذرة ..
سلسبيل(ببكاء):- ألا يعني لك قلبي شيئا ، قد أحرقت روحي لأجلك لأجل أن تراني وتحبني .. لم أشأ الانتقام لكنك من تخلى عني وجعلني ألعنك وألعنها إلى يوم الدين
سليم:- ههههه لا تكوني متفائلة هكذا ، قد وجدت طريقة لتخليص نسلي من لعنتكِ تلك ، سوف تكسر ابنتي تلك اللعنة سوف لن تتمكني من تحويل حياتها لجحييييييييييم مطلقا مطلللللللقاااااااا هاهاهاااا
سلسبيل(صرخت وهي ممسكة على أذنها بصرخة مدوية حتى انكسر الزجاج من حولها):- لن تحصل ابنتك على قلادة الشمس سآخذها أنا وأنتقم بواسطتها من آل الراجي واحدا واحدااااااا .. أما آل رشوان فصدقني سوف يكون عقابهم الموت المحتم الموت المحتم …. الموووووووووووووت
سليم(اقترب منها وأمسكها من عنقها):- أنتِ ستموتين على يدي سأقتلكِ يا سلسبيل سأقتلكِ
سلسبيل(باختناق تحاول فك عنقها):- دعني يا سليم دعني ،، أرجوك أنا أحبك لو تسمعني فقط يا سليييييييييييييييم أفلت عنقي سأموت سأمووووت هئ ….. سلييييييييييييييييييم سليم هفف …/ يا إلهي ما هذاااااا الكابوس ما هذااااااا يا سلسبيل ما هذه الأحلام الغريبة التي بتِ ترينها كل ليلة ، ما الذي يحصل لكِ …..؟؟؟؟؟
فخرية(دخلت عليها وهي تضحك بضحكات متتالية):- هههه هل وقعتِ في حب سليم الراجي مجددا ؟
سلسبيل(بدموع ناظرتها ولامست وجهها بعدم تصديق):- لما أبكي ؟
فخرية(استغربت ذلك واقتربت منها بعلياء):- ربما لأنكِ تستعيدين مشاعركِ القديمة ، آه نسيت أن أخبركِ أن عملية تلبُّس روح غيركِ يا شقيقتي العزيزة قد تأتي ببعض العوارض الجانبية
سلسبيل(انتفضت من فراشها ونهضت إليها):- ما قصدكِ بعوارض جانبية ؟؟؟
فخرية(تدثرت بفستانها الأسود وهي تتقدم صوب النافذة لترقب حلكة ذلك الليل):- يعني .. طالما الجسد ليس ملككِ فهو ما يزال محتفظا ببعض المشاعر الإنسانية من شاهيناز
سلسبيل(بتوجس جحظت عيناها):- غير ممكن .. لا يجب أن أسمح لتلك الوقحة أن تعيدني لذلك الزمن ، أنا وجدت نفسي في قوتي ولن أسمح لأحد بأن يسلبها مني
فخرية:- والله لا أحد سيتجرأ أصلا على أخذها منكِ إلا ذاتكِ … هههه ماذا كنتِ تنتظرين أن تعودي هكذا للحياة بدون أن تدفعي بعضا من الضريبة على ذلك ، يلا أرى أن قليلا من الإنسانية كالتأثر والدموع ورؤية الكوابيس التي كنتِ تغزين بها عقل سليم سابقا هذا سوف يكون أفضل انتقام من الطبيعة يا أختي الحبيبة …
سلسبيل(بلؤم رفعت يدها لوجه فخرية):- أنتِ التي استفززتني …
فخرية(أغلقت عينيها من ذلك الصداع وصرخت فيها):- تمام تمام توقفي توقفي ، فهمنا أنكِ الأقوى فقط توقفي عما تفعلينه أيتها البائسة …
سلسبيل(توقفت لأنها شعرت بالتعب وجلست على السرير ممسكة على صدرها):- لالا الوضع غريب ومريب ، يجب أن أفهم ما الذي يحدث معي هذا لن ينفع لن ينفع
فخرية(غادرت وتركتها):- ههه أهلا بكِ في الحياة
سلسبيل(ناظرتها بلؤم وأشاحت بصرها لتفكر بحل لمشكلتها):- كيف سأتخلص من هذا العبط ، يجب أن أعثر على قلادة الشمس لكي أفعل طاقتها وأتشرب قوتها وأحولها لشر لن يستطيع أحد أن يقاوم قوتي حينها أيا كان يكوووووون ….
بسرعة هرولت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها وجلست على طاولتها الخاصة ، أزالت الغطاء من على الصحن الذي غمست فيه قطعة من ملابس شاهيناز السابقة ومشطها الخاصة وبعضا من شعرها أيضا ، ابتسمت لأن النتيجة بدأت تظهر وتأثير السحر الذي كانت تمارسه فخرية عليها باشر عمله
فخرية(ضحكت بانتصار):- سأسلبكِ من مشاعر الشر واحدا بآخر ، وستصبحين شاهيناز اللهم تلك ولا أنتِ أيتها اللعنة … هههه أحسنتِ يا فخرية أحسنتِ ههههه
وهنا يتبين لنا أن ما باتت تشعر به سلسبيل مؤخرا ما هو إلا سحر كانت تمارسه فخرية عليها ، وقد أتى بنتيجة بحيث بدأت تشعر بأشياء غريبة بدأت تحس وتتأثر وتبكي وترى كوابيسا إضافة للنوم العميق الذي ما كانت تجده في السابق …. يلا نتمنى خيرا لترحمنا من شرورها قليلا لكن إن وجدت قلادة الشمس قبل الجميع يبقى رحماك علينا يا الله هه ^^

في صبيحة اليوم التالي
استيقظت على وقع أنغام بعيدة لمعزوفة الجاز ، الجاز ومن على بكرة الصباح إذن هو في أقصى حالاته نشاطا ومرحااااا ، فتحت عينيها أكثر وهي تناظر الغرفة من حولها لم تجد صورة ميرنا وإياد ، ولا الفوضى التي أثارتها في الليلة السابقة ، بل قد كان كل شيء منظما ونظيفا ، حتى مرآة المنضدة التي كسرتها غيروها بأخرى وأزالوا القديمة ، نظرت للطاولة لم تجد عليها كؤوسا ولا شامبانيا ، لم تجد سوى تلك الوردة الحمراء التي أحضرها لها وقد كانت على وسادته … أمسكتها واشتمت عطرها وابتسمت بإشراقة قبل أن ترتفع من الفراش وتلامس منامته التي كانت ترتديها ، نفضت شعرها بنشاط ووضعت الوردة على الطاولة ودلفت للحمام ، جهزته وهي تلامس جسمها ووجهها بشكل أشبه بالشرود اللذيذ لقد أصبحت امرأته الآن ، لا شيء سيمنعه عنها حتى لو تمنَّع ستجد طريقة لتسرقه من روحه وتجبره على أن يكون لها أسيرا مثلما كان ليلة أمس … إنه بحاجتها وبدوره يتوق إليها حتى لو قاوم ذلك وحاول إخفاءه إلا أنه بارز في عيونه بشكل عميق لا يسعه إنكاره .. انتبهت لحوض الحمام الذي امتلأ سريعا وفكت أزرار سترة البيجامة ورمتها أرضا وهي تتحسس جانب صدرها حيث كان هنالك خط دقيق جدا بقي عالقا كأثر من عمليتها السابقة .. استذكرت حين توقف عنده ميار ليلة أمس وسألها من أين حصلت عليه وأجابته بشيء لا تتذكره ، فأين العقل الذي سيتذكر إجراء الأحاديث في خضم تلك الحالة الجنونية الجارفة بينهما ، ابتسمت لنفسها وهي تعضعض شفتيها بخجل قبل أن ترفع شعرها لفوق بمشبك وتدلف للحوض كي تغوص فيه مثلما تغوص وتغوص وسط سعادتها العارمة الآن …..
أما هو فقد كان بالحديقة يجلس على طاولة الفطور ويقرأ الجريدة وعلى وجهه مرتسمة ابتسامة عريضة ، كان يقرأ تلك الأخبار وهو يشعر بالغبطة والانتصار منتظرا نزول جوزته لكي يزف الخبر لها .. بعد حين أغلق الموسيقى بأداة التحكم لمَّا دلفت سيارة السائق خاصة البيت الجبلي وإذا بإيزابيل وجمانة تنزلان منها وتتقدما إليه ، طوا الجريدة سريعا ونهض لاستقبالها لكن فاجأته جمانة باحتضان أخوي حنون …
جمانة:- اعذرني لكنني اشتقت لك بجنووووووون هئئئئئئ إنهم أشبال وأسود يا ماما ياااااي أكيد أكيد سوف أسكن هنا طوال عمري أحبهم جداااا
ميار:- هه لكن انتبهي إنهم يكرهون الأشخاص الفوضويين والثرثرة تحفز غريزة الافتراس لديهم
إيزابيل:- يا إلهي ، أنتِ لن تقتربي ولا خطوة منهم .. احم اعذرنا على التأخير سيد ميار كيف أحوالك وأحوال الست ميرنا ؟
ميار(ابتلع ريقه ونظر جانبيا):- بخير .. أريد أن أعرفكما بـ
جمانة(قاطعته قبل أن يكمل حديثه الذي لم تفهم منه حرفا):- يااااه ميرنا ميرنا لم يتسنى لي وقت لأخبركِ أن لون الشعر هذا قد كان تحفة ، أكييييييد ميار أغرم بكِ وبهذا اللون فهو يقدس مثل هذه الأشياء هنيئا لكِ على حب الأسد أيتها الملكة هههه
جوزيت(ابتسمت بمرارة وهي تغالب دمع روحها تلك اللحظة):- يظهر أن ميار لم يخبركم عمن أكون ، لكن لا بأس ليس الأمر بمهم ، آنسة جمانة أنا سيدتكِ جوزيت وبدون أن أعطيكِ الحق في أن تحاوريني لن يكون هنالك مجال حتى تتكلمي بدون وجه حق وعلى أريحيتك … هذا العرين يسري بقوانين تنطبق عليكِ وعلى أمكِ السيدة إيزابيل تشرفت بمعرفتك
إيزابيل(أشارت لها باحترام وهي ترمق احمرار وجه جمانة التي شعرت بالغيظ من تكبر جوزيت):- حبذا لو نتوجه لعملنا وقبل ذلك سنضع هذه الأغراض بغرفنا ، لا تقلقي سيدة جوزيت نحن نجيد إطاعة الأوامر وهذا عملنا
ميار(مسح على فكه وهو ينظر لجوزيت التي كانت ترتجف وتوجه إليها وأمسك بيدها ودفعها إلى جانبه):- حسن توقفا توقفا ههه جوزيت كانت تمزح أليس كذلك ؟
جوزيت(ناظرته بابتسامة وضحكت):- هه طبعا أردت ممارسة دور سيدة العرين .. جمانة يا بنت مازحتكِ قليلا لأنكِ ذكرتِ ميرنا وأخطأتِ فيني والعتب على الشبه بيني وبينها هي ابنة عمي
جمانة(تنفست الصعداء=):- أففف أربكتني صدقا ست جوزيت ، والله تمنيت لو تنشق الأرض وتبلعني
إيزابيل:- والله لسانكِ هذا سيوقعنا في مشاكل جمة على الأغلب
جوزيت:- لا مشاكل ولا غيره كنت أمازحها فقط ، أهلا بكما في العرين حدثني عنكما ميار كثيرا وكنت متشوقة للقائكما أتمنى أن يعجبكما المكان
جمانة:- يعجبنا قولي يسلب عقلنا يسلب روحنا يسلب أنفاسنا إنه متحف بحق هههه
ميار:- ستبدأ الآن لذلك أرجو أن ترتاحا بغرفتيكما سوف يقودكما الرجال
إيزابيل:- سعدنا برؤيتكم مجددا عن إذنكم .. هيا يا ثرثارة إمشي أمامي
فرقع ميار إصبعه لأحد رجاله الذي سارع والتقط حقيبتي ملابس جمانة وإيزابيل وقادهما لجانب الملحق حيث ستكون غرفهما ، وهنا جذب يد جوزيت ودفعها إليه وهو ينظر في عينيها عميقا
ميار:- لم تكوني تمزحين وهذه الطريقة في التعامل لم تعجبني ؟
جوزيت(ثارت فيه بعصبية):- ألم تسمعها ماذا قالت ، أكل العالم يعلم أنك تحبببببببببها يا ميار .. ما الذي حصل بينكما هناك أخبرني الآن أريد أن أعرف هيا ولا تغفل عن شيء
ميار(تنهد من جنونها ودفعها لحضنه بقوة وهو يمسح على شعرها):- صباح الخير جوزتي الغالية
جوزيت(ارتجفت من همسه وتلعثمت حروفها):- أ…
ميار(تركها وعاد لطاولة الفطور):- هيا تعالي لدي لكِ أخبار جيدة … جهزت الفطور بنفسي أيضا
جوزيت(مسحت على شعرها وهي تبتسم ببلاهة الحب وتقدمت صوبه كأنه يجذبها كمغناطيس وجلست كالبنت المؤدبة):- أحم .. لما لم توقظني ؟؟
ميار(كان يصب لها العصير):- فعلت ولكنكِ انقلبتِ للجانب الآخر وآثرت ترككِ على سجيتك
جوزيت(حكت حاجبها بتفكر):- حقا لا أتذكر ذلك غالبا ههه …
ميار(قدم لها كوب العصير وهتف):- وما الذي تتذكرينه يا ترى ؟
جوزيت(أمسكت الكوب وهي تناظره بلمعة خجل):- أحم عدة أشياء يعني ..
ميار(زفر بهدوء وهو يمتص شفتيه ويعدل جلسته):- أظنكِ جائعة
جوزيت(نظرت للطاولة المحضرة بجميل الأكل):- جدااااا …
ميار(أعطاها مخبوزة الكريما):- حضرت هذه لكِ ..
جوزيت(تأثرت وهي تنظر إليها):- أما زلت تذكر مخبوزات العم نجمي ؟
ميار(تحركت حنجرته):- ولم أنساها يوما ..
جوزيت(قضمت قضمة كبيرة وهي تضحك وتتلذذ بطعمها الشهي):- أنا والحلوى علاقة عشق لا تنتهي ، اشتقت اشتقت اشتقت لهذا الطعم يااااه هممم …
ميار(ضحك من منظرها وأمسك منديله وقام بمسح جانب شفتها الملطخ بالكريما):- إن أردتِ حضرتها لكِ كل صباح ..
جوزيت(توترت من حركة لمسته ومسحه لشفتها وناظرته بدفء):- أرغب بأن تكون كل صباحاتي معك هكذا ، مليئة بهذا الدفء الذي حرمنا منه لوقت طويل …
إياد(تقدم صوبهم):- على الأقل احسبوا حسابي تبا لكم من إخوة ، ابتعدي هكذا ودعيني أجلس
ميار:- صباحو
جوزيت:- من أين خرج هذااااا ؟
إياد(أشار لسيارة رجال ميار):- من علبة الكبريت ههه قولي صباح الخير يلعنك من أخت
جوزيت(نهضت وعانقته وهي ما تزال تمضغ):- حبيبي يا إياد يا له من صباح سعيد ، والله مفاجأة حلوة ما سر هذه الزيارة ؟
إياد(أمسك مخبوزتها وأكل منها):- اسألي حبيبكِ
جوزيت(اختفت بسمتها بحرج ونظرت لميار):- أحم أنت أحضرته صح ؟
ميار(أمسك فنجان قهوته):- يعني عيب ألا نفطر مع أخينا ولو يوما واحدا هاه ..
جوزيت(سحبت كرسيا بينهما وجلست وهي تربت على يد إياد):- وأحلى صباح لأحلى إياد
ميار:- هل قرأت الأخبار ؟
إياد:- لم أقرأ بل سمعت من رامز شخصيا ، من تكون تلك المرأة ؟
جوزيت:- مهلا مهلا عن ماذا تتحدثان ، هل قاموا بالقبض على العضو 4 يعني تم الأمر ههه ؟
ميار:- يس تم الأمر .. وصوفيا الآن خلف القضبان يا ليتني أستطيع رؤية وجه غضنفر الآن
إياد:- أما أنا فأشعر بالقلق حول ردة فعله وكيف ستكووون ..
ميار:- ما أنا واثق منه أن بيدي شيء يعزه بشدة وهو رهينة لدي .. يعني رقبتهم في يدي
جوزيت:- مع ذلك لا يسعنا أن نثق بذلك الأخرق ، يجب أن نضع خطة
ميار(ارتشف القليل من فنجانه):- الخطة جاهزة أساسا ، نحن سنطير لروما صبيحة غد
إياد(ابتلع أكله ونظر لهما):- نعم يا روحي … غدا غدا ولماذا يعني كنتم أجلوها لآخر الأسبوع
ميار:- لا يسعنا ذلك ، ذلك المحقق طلبنا بعد يومان بوسعي أن أؤجله للوقت الذي أرغب به .. لكن
جوزيت(هزت رأسها بغبن وهي تنهض من محلها):- لكن شوقك يتحكم فيك الآن ، وتود لو تسافر اليوم قبل الغد أتفهمك يا ميار …
إياد(بعدم فهم):- ما الذي تقولينه ؟
ميار(هدر فيها بنفاذ صبر):-عودي لمحلكِ فورا جوزي … لست أملك صبرا لدلالك الوقت يمضي وكلما سارعنا في التحقيق كلما تخلصنا من غضنفر وحصاره
جوزيت(جلست بمرارة وهي تزم شفتيها):- اعترف بأن شوقك لها هو الذي يجبرك على السفر مسرعا إليها
ميار(رفع يده بتأفف):- أستغفر الله ، أنا ماذا أقول وهي ماذا تفهم
إياد(فهم الأمر لحظتها):- أيوووة الأمر يخص ميرنا ، والله بدوري اشتقت لها ميرنتي الغالية
جوزيت(ضربته برجلها من تحت الطاولة):- أحمق ، حين تكون معي انس ذكرها
إياد(تألم وهو ينظر لسخرية ميار منه):- هممم رجلي أي ، متوحشة
ميار(نظر لهاتفه الذي كان يرن):- ههه ها نحن ذا لن ننتظر طويلا حتى نعرف ردة فعل غضنفر .. يا أهلا وسهلا …/ ألو
رشيد:- ما هذا الذي فعلته لقد أشعلت الحرب يا مياااااار ؟
ميار(وضع فنجانه ببرودة):- ذكرني متى سمحت لك بإزالة الكلفة بيننا ؟
رشيد(امتص شفتيه بغضب):- سيد ميار سيد مياااااااار ، إنك يا سيد ميار قد فتحت أبواب جهنم على نفسك ولن يسعني تقديم أي مساعدة لك
ميار:- يعني لو فكرنا في الدافع الذي سيجعلك تقدم تلك المساعدة ، أظن أن بر الأم يستحق منك هذه المغامرة أليس كذلك ؟
رشيد(زم شفتيه بكره):- لما فعلت ذلك ؟
ميار:- لأنني أرغب بهدنة ، إن وفرتها سارتِ الأمور كلها على خير ما يرام .. وأظن أن خروج صوفيا رهين الوقت فقط
رشيد(بعصبية):- كيف تتكلم بهذه البرودة ؟؟؟ ثم كيف سأضبط جنون غضنفر الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(مط شفتيه بجمود):- والله إنه مجال اختصاصك يمكنك التفاهم معه بطريقته التي يعرفها ، فأنا لدي أعمال أهم منكم بكثيرررر …
رشيد:- مهلا … غضنفر لن يصمت عن هذا التصرف لأنك تعتبر مرتدا علينا الآن
ميار(هنا ارتفع ضغطه وبعصبية):- مرتداااااااااا هاه .. لعلمك ولعلم سيدك البغيض أنا قادر على إحراق كل المراكب لذلك بلغه تهديدي بالحرف الواحد ، إن لم يترك عائلتي وشأنها ويتوقف عن محاولة اغتيالهم أقسم أن كل فرد من العشيرة السوداء سيكون اسمه لدى السلطات العليا وتحت قبضة الرأي العام وبالدلائل التي معي أسمعت … لن أكرر كلامي مرتين دعه يعقل ودعنا نأخذ هدنة والكرة لديكم الآن في الانتظاااااااااار .. تيت تيت
إياد(ابتلع ريقه من حالة ميار التي انقلبت 180 درجة):- أوك أفزعتني أنا أول فرد …
جوزيت(امتصت شفتها وربتت على يد ميار):- رجالي يكونون الآن بالمخفر يراقبون الوسط مثلما طلبت ، لا تقلق لو خرجت سيصلنا خبر على الفور ..
ميار(رمى الهاتف على الطاولة وهو يستقيم بغبن):- لا أريد التحدث الآن …
ناظرته وهو يتوجه مبتعدا لقفص صولي وفتح له الباب ليجلس أرضا ويداعبه بصمت وشرود ، هنا تنهدت حزنا عليه ورمقت قلق إياد المرتسم على وجهه ولوحت له كي ينتبه ..
جوزيت:- هييه يا ولد
إياد:- هل هو هكذا دوما ؟
جوزيت(نشت يدها على وجهها):- في مطلق الأحيان .. هه يعني لم أمضي حتى الشهر لما عرفته وحفظته عن ظهر قلب أساسا طبعه لم يتغير منذ الصغر ، ما يزال الطفل الكبير حبيبي أنا …
إياد(نكزها في يدها):- هيه عمتي أنا هنا احترميني قال حبيبي أنا قال ، وماذا يكون إياد رجل كرسي اسمعي بقاؤكِ معه هكذا رأسا برأس ليس حميدا خصوصا أنكِ لا تفلتين فرصة دون أن تفتحي سيرة الحب والعشق الأفلاطوني خاصتكِ .. لذلك أملك اقتراحا بعد عودتكم من روما إن شاء الله
جوزيت(رفعت حاجبها):- ههه هل ستعرض علي السكن معك بشقتك ، والله رقية ستموت
إياد:- رقية ستعرف أنكِ أختي يا هبلة ، ثم أنا هكذا سأكون مرتاحا يعني أنتما يافعين وكانت بينكما مشاعر والشيطان شاطر و
جوزيت(ابتسمت له وهي تربت على كتفه):- إيادي لن تكبر على أختك هاه ، ثم ما تخشاه قد تم وانقضى الأمر يعني مسألة زواجنا بقيت رهينة الظروف .. أكيد سيتزوجني هاه ؟
إياد(اهتزت حنجرته):- آخخخ من أكلم أنا أساسا أنتِ أس الوقاحة وحياتك …لكن لا أدري هذا الشخص هناااااك متقلب الأحوال وأظنه الوحيد المخول بالإجابة عن هذا السؤال
جوزيت(نظر بعشق صوب ميار):- أنا أحبه ولو كان الحب فرحة لجمعتها في علبة هدايا ووهبته إياها ، أظنني مولعة بذلك الرجل حد الهوس … إلى حد يسعني القتل لأجله دون أن يرف لي جفن
إياد(هنا توجس من حديثها وطالع نظرتها الغامضة تجاه ميار):- عيلة سفاحة بالفطرة ما شاء الله
ضحكت من جملته ونهضت ركضا وهي تمسك يده وسقطا على ميار الذي صدم بهما لكنه لم ينزعج ، بل استقبلهما جالسين بقربه كلا على حدة وصولي بينهم ، وطبعا صولي لا يتقبل الغرباء بسهولة جرح يد إياد قليلا وهنا سخرت منه جوزيت ولم تترك جملة لم تقلها في حقه ، ونهض إياد يركض خلفها في تلك الحديقة إلى أن أمسكها وهو يدغدغها حتى كاد قلبها يتوقف …. يتوقف !!!!
ميار(انتفض قلبه وهدر فيهما بعصبية دون وعي):- كفى توقفاااا ….
إياد(توقف وطالعه باستغراب وهي فهمته):- أ.. ماذا الآن ؟
ميار:- أ .. تذكرت أمرا مع حكيم علي أن أخرج أنا وجوزيت الآن ، وأنت ستغادر مع أحد رجالي سيعيدونك للمدينة تأخذ سيارتك وبوجهك لشقة رامز لا تترك صديقك لوحده في فترة مرضه عيب
إياد:- لا والله ومنذ متى أنت تفكر بالآخرين هكذا ، أيوجد هنالك ما علي معرفته ؟
جوزيت(وضعت شعرها خلف أذنها ونظرت لإياد):- لا يا روحي يعني أفطرنا مع بعضنا وهذا كان أحلى شيء ، ربما نكررها بعد عودتنا ما رأيك ؟
إياد(بتوجس من حالتهما التي ارتبكت فجأة):- عموما كما تريدان ، أعلم أن بينكما أسرارا بالأطنان ولن تشاركانني بها إلى أن يحين الوقت الأنسب لذلك .. لكنني لا أطلب منكما إلا شيئا واحدا رجاء توخيا الحذر ، ليس بعد أن وجدتكما سأفقدكما
ميار(تشنج من جملة إياد وربت على كتفيه معا وهو ينظر إليه عميقا):- نحن لم نجتمع بعد هذه الأعوام إلا لكي نمضي ما تبقى من حياتنا رفقة بعضنا البعض ، ضع هذا بحسبانك نحن سنقضي على ذلك الرجل وعلى عصابته وستنتهي كل هذه المشاكل ونصبح أسرة كيفما كنا ، أو لنقل عائلة كبيرة فما شاء الله نحن نملك جذورا متشعبة في كل مكان
إياد:- هه أتقصد بيت الراجي ؟ … لا أدري متى سنخبرهم يا ميار أننا أبناء عمتهم ؟
جوزيت(صعقت من جوابه):- ماذا قلت ؟
إياد:- أ.. قصدت يعني أم ميار أما أمي فأنا لا أعرف عنها أي شيء إلا أنها هبة
ميار(زفر من الحديث ونظر لجوزيت التي رمقته بإصرار):- حبيبي إياد … أنا هي أمك اعتبرني كذلك ألا يليق بي هاه أنظر أم جميلة وسيمة حنونة لطيفة أم لسان طويل يعني من مثلك ههههه
إياد(عانقها بحنان):- وأحلى أم والله ، أتوقع أنكِ ستكونين أما رائعة جوزيت .. أرجو لكِ ذلك
جوزيت(تحسست بطنها ونظرت لميار):- لكن أبوه عنيد متعب يرهقني هفف .. يا حظك يا بني
ميار:- الله الله كأنكما عشتما في الدور ، هيا هيا كل إلى عمله اصعدي وارتدي ما يناسب
جوزيت(قبلته في خده بلهفة):- لا ترحل إيادو قبل نزولي قليلا وآتيكما ههه
إياد:- تمام يختي …هه إنها سعيدة جدا ذلك بارز في عينيها
ميار(تحركت حنجرته وهو يلاحقها بعينيه):- أحقا ترى ذلك ..
إياد(اقترب منه وهمس):- حتى أنني لمسته .. ميار جوزيت تحبك بجنون إياك وأن تفكر بأذيتها ساعتها سأنسى أنك أخي وسأقف بصفها هي لأنها ضعيفة ولا ترى أحدا في هذه الدنيا غيرك
ميار:- هه لا والله هل ستهددني الآن لأجل أختك المبجلة ، أعلم أعلم ستبيعني لأنها من يجيد غناء البقرة السعيدة وأنا لاء
إياد(بجنون ساخر):- ههه لم أقصد ذلك ، ثم أنت تجيد قراءة القصص أليس كذلك ؟
ميار:- كنت أقرؤها لك دون كلل أو ملل ، وكنت أحظى بقبلة مفاجئة منك قبل نومك
إياد(مسح على شعره):- ههه كنت طفلا
ميار(لاعب شعر أخيه وهو يضحك):- ههه وما زلت …
جمانة:- أووووه ماي غووووووود هل أنتما توأماااااااان ؟
ميار:- ههه ها قد جاءت الثرثارة ، تعالي لأعرفكِ بأخي إياد يا بنت
إياد:- من الشقراء أم عيون زرق ههه ؟؟
ميار:- ابنة مدبرتي الخاصة ، جمانة أعرفكِ بأخي إياد
إياد(صافحها بابتسامة وهو ينظر لشكلها المألوف أيضا):- غريب .. أنتِ تشبهين صديقة لي
جمانة:- هوووه سيقول لي كوثر أيضا أتمنى لو ألتقي بها فقط لأزيل هذا الشك ، يا عمي يخلق من الشبه أربعين ثم أنا جمانة يا عيني ولا واحد يشبهني
إياد:- لا وقوية وأم لسان هههه
جمانة(ضحكت بصخب):- يعني نبحث عما يسلينا في هذا السجن ..
ميار(جذبها من شعرها):- سأجعلهم يصنعون لكِ أرجوحة هنا أيضا ، هل فرحتِ ؟
جمانة:- ويحضرون لي هاتف ذكي آخر صيحة ، والله هاتفي وقع مني وانكسر منذ أيام وماما رفضت أن تحضر لي غيره أرجوك أرجووووك أنا جمانة اللطيفة ..
إياد:- أممم يا لكهن هذه الصغيرة ، ميار يا إما تشتري لها أو سأقدمه هدية بنفسي
جمانة(قفزت بحب):- أحقاااا ستشتريه لي طيب لما التبذير هو يشتري الهاتف وأنت الآيباد همم ؟
ميار:- هل قالت هاتف وآيباد أيضا ؟
إياد:- قمة الاستغلال الأخوي يا شقيقي الحبيب …
ميار:- أولا لن تحصلي على شيء ما لم تنجحي في الدورة التي سأسجلكِ فيها ، ستكونين طالبة غير منتسبة وستحصلين على الشهادة بمجهود تقديري غير ذلك …
جمانة(بفرح):- أنا سأدرررررررررس يس يس يس أخييييييييييرا هههه
ميار(ناظر عناقها الغريب له وحرك رأسه):- إنها أجن بكثير من البنت التي نعرفها
إياد(ضحك ساخرا وهو يكتف يديه):- ههه صدقا كأنني أراها نسخة طبق الأصل …
أحد رجال ميار ركض إليه وهمس في أذنه:- سيدي لقد شوهدت سيارة كهرمانة مقتربة من العرين ما أوامرك ؟
ميار(شحب وجهه ونظر لإياد وجمانة بقلق):- إيااااد اصعد فورا لغرفتي وابق هناك أنت وجوزيت ولا تبرحانها حتى مجيئي تمام … وأنتِ إلى الملحق ولا تغادري لا أنتِ ولا إيزابيل ماشي
جمانة(بقلق ركضت):- حاضر حاضر فورااا
إياد:- ماذا يحدث ؟
ميار:- ما يجب أن يحدث سنستقبل أول انزعاج صباحي حيال مفاجأتي التي لن تعجب الكل هه .. هيا
ابتسم إياد وصعد لفوق وجد جوزيت قد أنهت تحضيرها وكانت مغادرة لأجل الانضمام لهما ،لكنه استوقفها بالأخبار الجديدة وعليه بقيا سوية بغرفة ميار ينتظران الفرج … والذي على حسب رؤيتي الشخصية سيكون منقطع النظير …
كهرمانة(بعصبية توجهت إليه):- إن ما فعلته لن يمر مرور الكرام ، أتحسب أن غضنفر سيصمت أبدا لا تحلم بل سيقوم برد الصاع صاعين ووقتها تعال وأثلج صدري بجميل العبر …
ميار(جالس على كرسي الحديقة بأريحية وهو يتأملها):- ولما أنتِ حانقة هكذا اجلسي وسنتحدث
كهرمانة(تسير جيئة وذهابا وهي تمسح على عنقها وشعرها المشعث يظهر مدى انزعاجها):- أجلس أجلس يا برودتك يا أخي يا بروووووووودتك … اسمعني جيداا ستصحح ما أقدمت عليه وإلا لن تلوم سوى نفسك
ميار:- الآن هل أنتِ معه أم معي ، دعيني أفهم هذا وبعدها سأحاول استيعاب كلامك
كهرمانة(جلست مقابله وهي تضرب على فخذيها بحنق):- أنا خائفة عليك ، غضنفر بعث رجالا لاغتيالك الأسبوع الماضي أم تراك نسيت ؟
ميار:- لاء ولم أنسى أيضا أنه حاول قتل ميرنا وحكيم ووائل رشوااااان كذلك ، وهنا نجد بأنه هو من اخترق القاعدة وأراد لهذا أن يحدث
كهرمانة:- يجب أن نجد حل وسط بينكما فلا يعقل أن يتحكم في دفة السفينة رئيسين ، أعلم إلى ما تسعى يا ميار لكن غضنفر لا يمكنك تجاوزه إنه يجلس بأريحية فخلفه تكمن مجموعة العشيرة السوداء وهؤلاء بدورهم يملكون من النفوذ ما يجعلك تشهق فزعا
ميار(وضع رجلا على رجل):- اشهقي أنتِ ، فأنا لست بذلك الجبن حتى أخشى شرذمة من المجرمين
كهرمانة(شهقت):- هء كيف تجرؤ الحيطان لها آذان ؟؟؟
ميار(أشار حوله):- نحمد الله أننا في الهواء الطلق
كهرمانة(أشارت له بسبابتها):- لالا أنت لست أنت ، ما الذي يحدث معك كيف تغيرت هكذا حتى ما عدت أعرفك يا ولد … أخبرني ما الذي جعلك ترمي ثوب الفهد البري هكذا دون مبالاة ألا تخشى على نفسك على أخيك على من يهمك أمرهم ؟
ميار:- ما أخشاه أكثر هو الغدر والخيانة يا أماه …
كهرمانة(ابتلعت ريقها بتوجس):- ما قصدك ؟؟
ميار(ناظرها بعمق قبل أن يبتسم):- هل كنتِ تعلمين أن رشيد يعمل حليفا لغضنفر ؟
كهرمانة(بارتباك):- لاء أبدا يعني من أين لي أن أعرف ، أنت دوما كنت تقول أنه من يومه خائن
ميار(وضع يده على فكه وهو يقرأ ردة فعلها على أقل من مهله):- وأنتِ ؟؟؟
كهرمانة(احمرت من سؤاله ونهضت منتفضة صارخة بدون قوة على إخفاء رعبها):- كيف تشك فيني يا ميار أنا التي ربيتك وهذا هو جزائي أن تشك بي ، أهذه آخرتها يا ميااااااااااااار ؟؟؟ كيف تفعل هذا بأمك حرام عليك أنا أهبك حياتي وأنت تشكك بمصداقيتي وإخلاصي ؟؟؟؟؟
ميار(ضحك وهو ينهض متقدما صوبها وأمسكها من كتفيها بهدوء):- لا تجزعي كهرمانتي ، لقد قصدت وأنتِ ألم تعتبريه خائنا مثلي …… لا أفهم لما انتفضتِ هكذا هل هناك ما يجب أن أعرفه ؟
كهرمانة(توترت وهي ترتجف قربه ورمشت محاولة التهرب من نظراته النارية ، يا إلهي أوقعتني زلة لساني تبا لتسرعكِ كهرمانة تبا):- أ .. أنت لم توضح ثم أعصابي متوترة وأنا خائفة مما سيفعله بنا غضنفر بعد هذه الفعلة … صوفيا ستخرج في غضون ساعات ولن يمسك أحد عليها أي دليل .. لذلك أتعبت نفسك بهذا
ميار(ابتعد عنها وولى ظهره لها):- هي تسلية لي وجرة أذن لغضنفر ، كي يعرف مع من هو يتواجه ولا يستخف بي .. يعني أنا رددت له بعضا من ديني عليه أأكون مخطئا في تصرفي هذا ، تعلمين أنني لست ناكرا للجميل ؟
كهرمانة(فركت يديها):- بني ميار ما رأيك لو تتصل به وتعتذر أكيد سوف يسمع منك وتنتهي المشكلة عند هذا الحد ، نحن نقول يا حائطا خبئنا تحت ظلك وأنت تكشفنا ماذا لو تحدثت صوفيا هااااااه ماذا لو أجبروها على الاعتراف كلنا سنجر للسجن الواحد تلو الآخر …
ميار(بنرفزة):- أهذا ما يزعجكِ أن تقعي في شرك السجن ، ألا يهمكِ الآخرون بتاتا ؟؟؟؟
كهرمانة:- من تقصد بالآخرين ؟
ميار:- لا أقصد أحدا .. ورسالتكِ قد وصلت يمكنكِ المغادرة
كهرمانة(تكهربت من برودته):- طالما تأوي تلك الثعلبة فمؤكد ستملأ دماغك بكل ما هو سيء
ميار:- يفضل ألا تخطئي بحقها ، تلك الثعلبة تهمني وهي في عهدتي الآن
كهرمانة:- لم أعد أعرفك ميار … وطالما تطردني ببرودة من عرينك الذي احتويتني فيه فأكيد لم يعد لي مكانة بقلبك … ولا بحياتك
ميار(عقد حاجبيه وجذب رأسها إليه مقبلا جبينها):- هذا امتنان مني على تعبكِ معي في السنين الماضية ، وأيضا عرفان لأجل الأيام الخوالي فقد كنتِ أمي في وقت مضى وما زلتِ … لكن إن تغيرت مفاهيم الأمومة لديكِ وتركتِ يدي أنا لن أتذكر اسمكِ حتى ..، سأنفيكِ من حياتي وستنالين مني ما ناله قبلكِ من عقاب لأنكِ تعرفين شعاري مليا في هذه الدنيا … [إن غُدرتَ من أقرب الناس مرَّة الدَغهُم وامضِ في حال سَبيلك ، فالخائن لا يتوب ويعيد طعنكَ إن سلَّمت لغبائك ووثقت به مرَّة أخرى]
كهرمانة(ارتجت محلها):- طيب يا ميار … طيب
تركته جامدا محله في حين تدثرت في خطواتها وهي تتعثر بخزي
كهرمانة(ركبت بسيارتها وخرج السواق بها من العرين وفعَّلت اتصالا):- أنا قادمة إليكِ الأمر عاجل
سلسبيل:- وأنا بانتظارك
لقد جعلها ميار تشعر بتهديده اللامباشر لها ، يعني إذا ما تلاعبت بذيلها معه وغدرت به لتعتبر نفسها من جبهة العدو .. وإذا ما وضعها ميار في جبهة العدو ستنال منه عقابا أكثر مما يناله أعداؤه الحقيقيون ، لأنها امرأة وثق بها وحين يقوم أحد بخيانة ثقته يجد منه الأذية التي لا تمحي طوال عمره … مثل رشيد الذي سيبقى مع خزيه الذي علَّمه ميار عليه فأن يقوم بزج شعره هذه مهزلة للرجل ، وميار عرف النقطة التي ستؤلم رشيد الذي مؤكد أكيد لن يداول أعماله كالسابق لحين ينبت شعره ههه على الأقل وجد عذرا للبقاء في البيت وهذا ما سيخول له التمحيص والتدقيق حول السيدة القاطنة تحت كنف أبيه …..
غضنفر:- تأخذ فريق المحاماة خاصتنا وتذهب للمخفر وتخرج صوفيا وتحضرها إلى هنا فورااا
رشيد:- لن يسعني التحرك بشكلي هذا ، دع خضر يتولى الأمر
غضنفر(على آخره):- منذ متى يعتمد عليك أساسا أيها التافه … أغرب عن وجهي أنت أصلا وش النحس علي أغرب هيااااااا ، خِضر يا خضر
خضر(هرع إليه):- بأمرك سيد غضنفر نعم ؟
غضنفر:- اتصل بفريق المحاماة و
خضر:- سأخرج الست صوفيا وأحضرها إليك عرفت المطلوب ، يا رجال
غضنفر:- الحمدلله على الأقل نجد أحدا يفهم دون كلام ، اللعنة على هذا ما الذي يريده ميار مني بتصرفه أن يشن الحرب تمام أنا لها ..
رشيد(جلس واضعا رجلا على رجل):- لا أنصحك باستشاطة غضبه لأنه في الوقت الراهن ، لم يقم بتهديدنا فقط بل وضع قنبلة موقوتة عند عتبة أفواهنا إن نحن تصرفنا ضد رغباته سيقوم بكشف كل الأوراق ولن يخسر شيئا
غضنفر(وضع يديه خلف ظهره):- بلى سيخسر إن قمت بأذية من يحبهم سيخسرهم يا فهيم
رشيد:- نحن لن نستطيع أن نقدم على ذلك … لأنه يمسكنا من اليد التي تؤلمنا
غضنفر:- وضح كلامك ماذا تقصد ؟
رشيد(زفر عميقا والتقط برتقالة من الصحن):- أمي في عهدته ..
غضنفر(فز عينيه وبهلع أمسكه من ياقته وجعله يستقيم بانتفاضة):- زهرة لديه ، هل أنت متأكد ؟ يعني اعتقدت أنها في زيارة لأقاصي البلدة وأخبرتني أنك من بعثها إلى هناك فكيف تقول الآن أنها بعهدته أيها الغبي ؟؟
رشيد(باستسلام رفع قميصه وأراه الجروح المعلمة على صدره):- سبب هذا هو أمي التي ذهبت لكي أحاول إخراجها من قبضته ، لكنها أبت ذلك بل ظلت معه رغبة منها وطواعية
غضنفر:- تلك الغبية الساذجة لا عجب أن يكون أولادها شبيهين بها ، تفوووووه
رشيد(ابتعد برأسه من بصق أبيه):- مقبولة منك يااااا .. أبتاه
غضنفر:- اخرس اللعنة على أبوتي لك لا نفع فيك ، لو كان عقلك بعشر عقل ميار لكنت أنت من يتحكم الآن في زمام الأمور ولا كانت السلطة ملك يديك بدلا عنه .. لكن بما أنك أغبى غبي عرفته فستبقى كذلك
رشيد:- أنت تحتقرني لو أجد الفرصة سترى إبداعاتي بابا
غضنفر:- لا تناديني بأبي أنا لست أبا لتافه مثلك ، آه يا ربي ماذا فعلت بحياتي حتى أنال هؤلاء الأولاد
رشيد(جلس بأريحية):- شكلك كنت رجلا طيبا ههههه ..
الحارس:- سيد غضنفر ، السيدة تطلبك
رشيد:- اذهب اذهب لست الحسن والدلال ، نحن لا نصيب لنا في رؤيتها ولا محادثتها
غضنفر(زوره بتأفف):- بدلا من أن تراقبني كنت راقب أمك واحمها ممن هو أرجلُ منك وأفضل
رشيد(بكره عميق):- سترى ما أنا فاعل به فقط ليحصل على ما يريده ، وفي الوقت المناسب سأضربه في الصميم قبل أن يشعر حتى …
لم يوليه غضنفر أدنى اهتمام لا هو ولا جملته ، لأنه توجه صوب الجانب الشمالي حيث تقطن هبة لوحدها هناك مع الخدم ، وصل ووجدها جالسة بالصالون وهيأتها كأنها ستخرج لمكان ما .. لذلك دلف وجلس قبالتها لينتظر الرد المبين على هذه الفسحة الغير متوقعة
غضنفر:- نعم يا هبة إلى أين ؟
هبة:- أحتاج للخروج ولكن وجدت الحارس يخبرني بأنك أعطيت أوامرهم بمنعي من ذلك ، هل لي أن أعرف السبب ؟
غضنفر:- طبعا لن تعرفيه ، لو كنتِ مهتمة ولو بنسبة ذرة بمصائرنا لعرفتِ أن صوفيا بالتحقيق الآن
هبة(أعرف أيها الغبي لذلك أرغب بالخروج):- أحقاااااا غير معقول ، ولكن من فعل بها هذا ؟
غضنفر(بكره):- ميار نجيب ..
هبة:- والسبب ؟
غضنفر:- يريد أن يعلِّم علي لأنني حاولت قتلهم
هبة(ببرودة وقصاص منه):- إذن أنت من قام بطلب الحرب
غضنفر:- حتى أنتِ يا هبة ، أنا عدوي اللدود هو ذلك الولد وإن لم أجعله يدفع ثمن ما فعله بي أبوه سابقا وأكمله هو حاليا سوف لن أهدأ بقية حياتي
هبة:- عموما نزعات شرِّك آخر اهتماماتي يا غضنفر ، أريد الخروج فاسحب أوامرك لأنني لست أسيرة لديك حتى تتحكم فيني
غضنفر(تنهد وهو يستقيم معها وجها لوجه):- أنتِ لا تقومين بأي شيء من وراء ظهري صح يا هبة ؟
هبة(بلؤم):- لست أفعل ، ثم لو كنت أود القيام بشيء ما كنت انتظرت طوال هذه السنوات … أنا ذاهبة لأجل رؤية ابني وأظن أنني مخولة بهذا الحق
غضنفر:- لكِ ذلك … إلى أن تقنعيه بالعمل معنا فلن يبقى كرسيكِ فارغا طوال العمر
هبة(اقتربت منه بعصبية):- ابني لن يجلس على كرسي تلك الطاولة الخبيثة ، سوف لن تقحمه في هذا الوبال يا غضنفر أسمعتني ؟
غضنفر:- سمعت سمعت لكن اجلسي أنتِ ولا تجبرينني على القيام بشيء لن يعجبكِ ، لأنني عازم على ضمه للعشيرة وهذه رغبتهم أيضا طالما أنتِ غير فعالة هكذا
هبة(كرهت تورطها معهم):- ما المطلوب ؟
غضنفر:- سنعقد اجتماعا يوم السبت كوني جاهزة
هبة(بدون تفكير):- سأفعل
غضنفر:- ههه لأجل ابنكِ تضحين ، فعلا أنتِ أم خارقة سوبيرمام
هبة(دفعته عنها بتقزز وكره وخرجت وهي تخط الأرض بكعبها):- وأنت مستنقع مليء بالمخلفات .. تبا لك
غضنفر(ضحك وهو يمسح على بطنه المنتفخ):- آه على هبتي أناااا … ههه
سمح لها الحارس بالخروج بسيارتها وانطلقت صوب المخفر لرؤيته فهي بحاجة لأن تفهم ما الذي يدور حولها ، وهنا كان رامز يتصل بإياد لأجل أمر ضروري …
إياد(في سيارة رجال ميار عائدين به للمدينة):- تمام تمام فهمتك يا رامز ، حسن سوف آتيك مباشرة للمخفر لكن يا رجل كتفك ما يزال مصابا يعني ..
رامز(بتعبير ساخر):- آه ياني على زوجتي الحبيبة وكيف تفكر بأمري
إياد(من بين أسنانه):- اللعنة على اللي يقلق عليك يا وجه البوم ، لتحترق أنا قادم
رامز:- ههه تعال ونحترق سويا على حطب اللي بالي بالك هههه … بانتظارك
إياد:- سافل … هه
أقفل الخط ونظر للملف الذي كان بحوزته وبرقت عيناه وهو يشعر ببعض الغبطة ، فحتى لو خرجت عضوة البرلمان من ذلك المطب فهي أكيد ستبقى تحت الشبهة .. حتى لو كان يندد بكتفه المضمد لم يهتم أساسا بإصابته فواجبه الوطني كان أهم ، أمسك الملف وتقدم صوب غرفة التحقيق وجد العميد واقفا خلف المرآة يطل عليها وهي في جلسة أسئلة متواصلة
رامز:- سيدي العميد هذه السيدة لن تنطق بحرف ، إنها تتمتع بالحصانة وما حدث معها سيجعلنا مذنبين أمام الرأي العام
العميد:- نحن نقوم بواجبنا المهني ، وأيا كان نفوذ أي مواطن فنحن يحق لنا أن نطالبه بالتبريرات حين توجه له أصابع الاتهام حتى لو كان عضوا بالبرلمان .. السيدة صوفيا ليست متهمة هي فقط تخضع لجلسة أسئلة ما إن نصل لأجوبتها سنطلق سراحها
رامز:- ههه بضعة أسئلة أساسا من زج بها هنا أراد بها الفضيحة أكثر من السجن
العميد(ضربه لكتفه الآخر):- وهنا يأتي دورك أيها المحقق ، تابع لي الموضوع واعرف من يريد بها هذا الضرر .. ولا تنس تحضير تقرير مفصل فالنائب العام في طريقه إلى هنا
رامز(رفع له الملف):- التقرير جاهز سيدي
العميد(رفع شفته):- تمام أدخل وجرب حظك معها لنرى ما سيطلع بيدك رامز ..
رامز(حرك فكه وهو يناظرها وتحرك):- ادعِ لي …
دخل عليها وقد كانت تطقطق بكعبها على الأرض وبإصبعها على الطاولة ، ناظرت المرآة بلؤم فهي تعرف أنها قيد المراقبة الآن .. تأففت وهي تنظر للزائر الجديد فهم لم يكلوا ولن يملوا من إزعاجها في ذلك الصباح الصادم والذي لم يخطر ع بالها مطلقا ..
رامز(دخل وأغلق الباب خلفه متقدما نحوها بفنجان قهوة وملف):- قطعتيْ سكر ؟
صوفيا(ناظرته بتأفف):- أتحسبني ساذجة حتى أقبل شرب هذا الفنجان ، لو سمحت أبعده عني
رامز(جلس مقابلها وجر الفنجان لمحله ووضع قطعتي السكر وأخذ يحرك):- ولما التبذير أشربه أنا ، قال تعفف قال ههه
صوفيا:- أنت تعرف من أكون صح ، يعني بهاتف صغير مني سأجعلك بدون عمل
رامز(تذوق القهوة ومط شفتيه):- ياااه حلوة جدا … لكن لا مشكلة سأبتلعها لأنها منكِ
صوفيا(زفرت بتعب):- أنا هنا منذ ساعات هل لي أن أعرف ما تهمتي ، ثم لما لا تقبلون دخول المحاميين خاصتي هذا أمر مخالف للقوانين ولحقوقي التي سأستعملها في مقاضاتكم قصد تشويه سمعة عضوة برلمانية والمساس بشرفها وبوضعها في الدولة
رامز:- هل أنهيتِ وصلة التذمر ، إذن أصغي لي جيدا أنتِ هنا مطالبة بالتفسير فكوني متعاونة لنكون أكثر عونا وندعكِ تعودين لبيتكِ معززة مكرمة … هاه ما قولك ؟
صوفيا(بقوة):- أصلا سأعتبر جلوسي هنا وكأنني بقاعة انتظار دوري في إحدى عيادات التجميل ، لذلك خذوا جل وقتكم فلن تخرجوا معي بحرف واحد إن كنت أصلا لا أدري عما تتحدثون
رامز(فتح الملف ووضعه بوجهها):- قد وصلت تسجيلات لكِ يا سيدة صوفيا هذا الصباح لمخفر الشرطة ، وعليه تم القبض عليكِ بالحسنى لكي تدخلي للتحقيق ..الآن أنتِ تحاولين ترهيبي بنفوذك لكنني رجل لا يهاب .. إن كنتِ ستستعملين قوتكِ لكي توقفي هذا التحقيق فأنا سأستعمل صوت الرأي العام وسأجعلكِ تنطقين إن أنا خرجت وصرحت بأنكِ مذنبة … وقتها حتى لو قاضيتني ستصبحين عرضة للشبهات ولن تعود مكانتكِ أبدا أبدا كما كانت في السابق و …
صوفيا(باقتناع من كلامه):- حسنا لقد اقتنعت توقف … أنا لا أعلم شيئا عن هذه التهم المنسوبة إلي أكيد هنالك من يحاول تلفيقها لي ، صدقني هذه هي الحقيقة
رامز:- أنا أثق بكِ وأصدقكِ وهنا سترين وجهي الطيب السموح هاااااه … ست صوفيا ما مدى علاقتكِ بقضية الفهد البري ؟
صوفيا:- لا أملك أدنى علاقة حتى لا أعرف عنه شيئا
رامز:- مستحيل .. لقد ذكر بالتسجيلات أنكِ التقيت بفرد من العصابة الأسبوع الماضي على ناصية الطريق الفرعي خارج المدينة ، ما الذي أخذكِ إلى هناك ؟
صوفيا(بثبات):- مسألة شخصية ..
رامز:- هفف أنتِ هكذا تبلين بشكل فظيع ، أين المساعدة التي قررتِ تقديمها لي .. إن لم تتعاوني فأنا لا يمكنني إخراجكِ من هنا …
العميد(دخل وخلفه محاميين):- لحظة رامز تعال معي
رامز(عقد حاجبيه دون فهم):- ماذا يحدث أنا لم أكمل تحقيقي و ..
العميد(غمزه ليتحرك):- أحضر فنجان قهوتك
رامز(باستغراب):- فنجان قهوتي أكيد أكيد أنت تنوي طردي هيييه سيدي العميد اسمعني …
المحاميين(أغلقا الباب خلفهما):- لا تخشي سيدتي صوفيا ستخرجين من هنا الآن ، ليس لديكِ أي تهمة بل مجرد بلاغ كيدي سوف تتم متابعته .. حضرنا لكِ مؤتمرا صحفيا بفيلا حضرتكِ هذا المساء لكي تدلي بتصريح يخرجكِ من دائرة الشبهات
صوفيا:- هفف أخرجاني فقط من هنا وفيما بعد نحل كل الأمور ….
رامز:- لما جعلتني أغادر كادت تنطق لو عصرتها قليلا في معصرتي التي لا يمكن لأحد الإفلات منها
العميد:- النائب العام وصل وهو بمكتبه وقد أمر بإطلاق سراحها دون إتمام التحقيق
رامز(شهق واستوقفه):- والسبب ؟
العميد:- يقول أنها أوامر من السلطات العليا ولا يسعنا التدخل ، سنتكتم عن الموضوع ونلفلفه كي لا نقع في قبضة الرأي العام ونصبح عرضة للصحافة
رامز:- وأكيد ستصبح الآن الست صوفيا بطلة قومية يبجلها الشعب .. لالا هذا كثيرررر
العميد:- أنت لما تجادلني أساسا خذ التقرير لمكتب النائب العام ودعني أحاول حل الأمور هنا
رامز(عقد حاجبيه):- سآخذه لكن ليس قبل أن آخذ نسخة من التحقيق
العميد(بقلة صبر):- أدخل أدخل خذ ما تريده فقط أخرج من رأسي اللحظة …
رامز(بتذمر):- أي والله كانت ستعترف حتى هفف .. يلا لا نصيب لك في عصر الليمون اليوم يا رامز خيرها فغيرها هدهنن
دخل لغرفة المراقبة وأخذ نسخة من جلسة تحقيق صوفيا ووضعها بشريط تسجيل إلكتروني صغير داخل جيب سترته ، وحين خرج من مكتبه رمق شرطيا بالدائرة يقود نفس الفتاة المغتصبة نحو مكتب ما ، وهنا من فضوله لحقهم لمعرفة التفاصيل …
أكرم:- اجلسي هنا يا آنسة رحاب سأستعجل الرسام خاصتنا ، وأيضا سأحضر لكِ بعض الماء والعصير لكي تلتقطي أنفاسكِ
رحاب(توجست من حركة يده):- لو سمحت لا تقترب … أ.. أنا اهئئئ أهئ
أكرم(رفع يديه مبتعدا):- تمام تمام بدون بكاء ها أنا ذا سأغادر قليلا وأعود لأجلك
رحاب(اعتذرت بعينيها ولكن سرعان ما دفنت وجهها بين يديها وشرعت تبكي):- اهئئئ ..
رامز(دخل بعد خروج أكرم وانتفضت هي بفزع):- لا تجزعي هذا أنا المحقق رامز ألا تذكرينني ، كلمتكِ لمَّا كنتِ بالمشفى
رحاب(تنظر إليه بدون تفكر والتصقت خلفها بالكنبة):- ماذا تريييد مني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رامز(أشار لها وهو يجلس على المكتب بعيدا عنها):- سلامتكِ فقط ، أنا أعلم ما الذي حدث معكِ هااا هل استطعتِ معرفة الجناة ؟
رحاب(هزت رأسها بعدم ثقة لكنها استكانت بعد برهة):- قالوا أنهم سيرسمونهم ، وربما سيساعدهم الرسم في الوصول إليهم .. أنا لم أستطع المساعدة وأشك أنني قادرة على ذلك الآن أنا أرجف
رامز:- اسمعيني جيدا .. آنسة رحاب صحيح ؟
رحاب(هزت رأسها):- آه ..
رامز:- أوك .. آنسة رحاب إن لم تتعاوني معنا فنحن لن نستطيع تقديم أي شيء تجاه هذه القضية ، لأنه ستحسب قضية ضد مجهول بعد فترة وسيبقى الجناة طليقين بدون جزاء هل ترغبين بذلك ؟
رحاب(بكره نفثت شرا):- أكيد لاء أنا أرغب بتمزيقهم بأسناني على ما فعلاه بي .. اهئ
رامز:- تمام اهدئي أولا وبعدها سنجد حلا مناسبا لكي تستطيعي التحدث بدون انهيار .. صدقيني خطوة القبض عليهم بين يديكِ فأرجوكِ اثبتي ولا تحرمينا من هذه الفرصة
أكرم(أحضر قنينة ماء وزجاجة عصير):- أحضرت هذه ..أ سيادة المحقق رامز ؟
رامز:- أهلا يا أكرم تفضل عذرا اقتحمت مكتبك ولكنني مهتم بقضية الآنسة رحاب
أكرم(صافحه باحترام):- ولو أهلا بك مكانك على رؤوسنا سمعت أنك كنت أثناء الحادثة
رامز:- أجل أنا من بلغ مكتب التحقيق ، هل توصلتم لشيء ؟
أكرم(اقترب منه هامسا):- الرسام قادم يعني سنحاول التوصل إليهم عبر هذه الطريقة المتاحة ، فلا يوجد أي دليل آخر يوصلنا إليهم سوى هذا
رامز:- تمام لنحاول معها أنا أملك بعض الوقت لأجل ذلك
رحاب:- أين الرسام ؟
أكرم:- على وصول اشربي أنتِ وارتاحي أولا … أ.. ألا يوجد أحد يساندكِ آنسة رحاب ؟
رحاب(بأسف أنزلت القنينة):- أنا يتيمة ولا أملك أحدا ..
رامز(تأثر حزنا عليها):- لا صديقات لا جيران ولا أقرباء حتى ؟
رحاب(هزت رأسها نفيا):- لا يوجد مع الأسف ..
رامز:- طيب لا مشكلة ، سوف تكونين تحت رعاية جمعية خاصة بمثل حالتك وسوف يقومون باللازم
الرسام:- عذرا قد وصلت للتو هل نبدأ ؟
رحاب(ارتعشت برعب وأغمضت عينيها وكادت تسقط العصير):- أنا … اهئ ..لا أستطيع تذكر م ما حصل لا أستطيييييع
رامز(وضع الملف على الطاولة وتقدم إليها جاثيا على ركبتيه):- ستتذكرين هياااااا الآن …
رحاب(حركت رأسها له):- لا تضغطوا علي
أكرم(أشفق عليها):- أرى لو نعطيها مجالا للتنفس قبل البدء
رحاب(بامتنان نظرت إليه عميقا):- أشكرك
أكرم(عقد حاجبيه وهو يناظر عينيها الحزينة وشعور بالغضب يخالجه أسفا عليها):- سيد رامز ؟
رامز:- لن أبرح محلي ، الآن ستتذكرينهم وسيقوم الرسام برسمهم كل دقيقة نضيعها ربما تتسبب في مصيبة جديدة ، أتريدين أن يمسكوا بفتاة غيركِ ويعذبونها كما فعلوا بكِ ؟
رحاب(أمسكت على أذنيها):- ههئئئ لالالالا أريد لا أريد لالا أرييييد
رامز(برفق):- تمام إذن أكملي واجبكِ وتحدثي فهذه هي الطريقة الوحيدة للانتقاااااام منهم
رحاب(لمعت عيناها بشر ونظرت لأكرم وللرسام):- أحدهما كان شعره طويلا قليلا .. وكان يربطه بخيط أسود دقيق و………..
ظلت تتابع الوصف تحت نظرات امتنان من رامز وتشجيع من أكرم الذي تأثر كثيرا بما حدث لها ، ولو وجد أولئك المذنبين أكيد لن يسلما من قبضته على هذا الجرم الذي يسيء لأي امرأة كيفما كانت .. والمشكلة أن هذه المرة كانت الضحية فتاة ضعيفة يتيمة لا حول لها ولا قوة ، وهذا ما جعلهم يحزنون لأجلها فقد وقعت في شر النفوس وكانت قربانا للسادية والشهوة التي تعمي الأبصار ….
كانت جلسة مؤلمة بحق ففيها انهارت البنت لأزيد من مرة ، فما كانت ترويه وتحكيه تقشعر له الأبدان فعلا كانا وحشين معها ويجب أن ينالا جزاءهما ، لم يتحمل أكرم الاستماع أكثر خصوصا بعد أن انتهت الرسومات الأولية والتقطها من يد الرسام بدون انتظار وذهب لكي يتم البحث سريعا عن هوية الشابين ، أما رامز فقد ساندها معنويا وطلب مديرة فرع الجمعية التي كانت موجودة هناك بناء على ما تستدعيه حالة رحاب ، والتي أخذتها معها إلى دار البنات لأجل دعمها نفسيا ومحاولة معالجة أضرار الانكسارات الروحية التي جعلتها حادثة الاغتصاب تنهار …
هنا استنفر رامز كل قوته لكي يلاحق هذه القضية ويجعلهم يدفعون الثمن ، ثم من سهوه تذكر أمر النائب وأمسك ملفه مهرولا نحو مكتبه
رامز:- يا فضيحتك يا رامز ساعة ساعة والرجل ينتظرك ، أكيد اليوم يوم طردي آخخخ …
سرعان ما رتب ثيابه وربطة كتفه المعلق ونظر للرواق الخاص بالنائب العام ، لذلك توجه برباطة جأش صوبه وملف قضية صوفيا بين يديه لكي يفتح الباب بعد طرقه بخفوت ويدخل على هذه الجملة
هبة:- أنا بحاجة لأعرف ما مدى تورط صوفيا في هذه القضية يا أمجد ؟؟؟
رامز:- أ.. هه عذرا لم أحسب أنه بمكتبك أحد يا سيدي
هبة(بتوجس ناظرته وتوترت):- احم
أمجد:- تفضل يا رامز هل هناك جديد ؟
رامز(قدم له الملف):- هنا تقرير بقضية العضوة البرلمانية ، وكأن السيدة تسأل عنها ؟
أمجد(نظر لهبة التي توجست من رامز ونظراته الشاخصة):- إنها زوجتي ..
هبة(فغرت فاهها من جملته):- …لارد
رامز(رفع حاجبيه كالأبله):- هنن … ها ها الآن فهمت سبب السؤال جيد أن تجد زوجة مساندة هكذا ، يعني تحاول أن تساعدك في تحقيقاتك و
أمجد:- لو انتهيت من قول ما جئت لقوله يمكنك المغادرة يا رامز …
رامز(تقدم وصافحها بلطف):- رامز البدري محقق هه تشرفت بمعرفتكِ سيدة ..؟؟؟
أمجد(بحنق):- رااااامز ؟؟؟
هبة(امتصت شفتيها بتوتر):- هبة .. احم تشرفت بك بني ..
رامز(بني ضاعت فرصتي معها بخخخ):- عن إذنكما هه … سلامات
هبة:- هل محققي قسمك كلهم بهذا اللطف والمرح ؟
أمجد:- هذا فقط الذي يتصرف على هذا النحو ، صحيح طريقته مرحة لكنه إنسان صدوق بالمناسبة هو يعتبر صديقا لابنكِ إياد
هبة:- أحقاااااااا ؟؟؟ .. والله لم أعرف ذلك امم كم ارتحت الآن لأن أصدقاءه طيبين هكذا
أمجد(أغلق ملف صوفيا ونهض ليجلس مقابلها):- هبة .. لستِ مجبرة على أن تعيشي في الظلام يمكننا أن نجد حلا ونجمعكِ بهما هم أولادكِ ويستحقون فرصة معكِ .. وأنتِ كذلك من حقكِ أن تعيشي ما وهبتكِ إياه الطبيعة دون خوف
هبة:- دعنا مني الآن و
أمجد(بدون قدرة على التحمل أمسك يدها):- هبة أنتِ الأهم أنتِ الأساس بالنسبة لي ، توقفي عما تفعلينه ودعي القدر يتصرف
هبة(ارتبكت منه وبحرج سحبت يدها):- أمجد .. لو سمحت
أمجد(أبعد يده بغبن):- أنا أخشى عليكِ كثيرا يا هبة ، خصوصا بعد أن علمت بموقعكِ الحالي أنتِ في قعر الجحيم إن كنتِ لا تستوعبين ذلك
هبة:- أستوعب وأعلم أنها الطريقة المثلى كي أبقى في مأمن ، لقد هربت منه لسنتين وبوسعي الهرب أكثر من ذلك لكن الهرب إلى أين .. على الأقل أنا معه أضع لنفسي قيمة وحدودا لا يمكنه تجاوزها وخاطري مسموع أخرج وقتما أريد وأتصرف على سجيتي
أمجد:- ولكن تحت رقابته الشخصية ، هل تكذبين على نفسكِ أم ماذا أنتِ أسيرة لديه أسسسيرة
هبة(نهضت بتأفف):- يوووه هل ستزيد علي همي الآن يا أمجد ، قد أتيت بخصوص صوفيا وبخصوص معرفة موعد خروج ابني طارق هذا كله ما أنا بحاجته
أمجد(تنهد بتعب):- موضوع صوفيا منته ، أحدهم أراد وضعها قربان تهديد في وجه المدفع وسحب يده منها ولأنها تتمتع بالحصانة المطلقة قمنا بالإفراج عنها ، أما طارق فقد تم تحديد محكمته يا هبة
هبة(بفرح):- ولما لم تخبرني بهذاااا ؟
أمجد:- هه هبة أتظنين أنني أغامر بحياتكِ هكذا دون أن أحسب حسابي ، لقد اتصلت بكِ في الوقت المناسب لكي تعرفي أنني أفكر في مصلحتكِ أكثر من أي شيء في هذه الحياة … وشيء آخر باب بيتي مفتوح لكِ في أي وقت إياكِ وأن تقولي أنكِ وحيدة .. إياكِ ..
هبة(بوجع):- لكنك متزوج
أمجد(وهذا ما يؤلمني):- زوجتي ستقدر حضوركِ هبة فأنتِ ضيفتي
هبة:- عموما دعنا لا نستبق الأحداث
أمجد:- عديني أنكِ ستقومين باللجوء إلي إذا ما تعرضتِ لمشكل ؟
هبة(نظرت لعمق حبه لها وخوفه الرهيب عليها لذلك ابتسمت بعطف):- أعدك .. والآن هل ستخبرني متى موعد محكمة ابني طارق ؟
أمجد:- بعد 15 يوما ستنعقد وإذا ما سرتِ الأمور على خير ما يرام يعني بالشهود والكفيل والحجج والإثباتات أيضا ، إذا ما حكم عليه بالبراءة سيبقى بعدها 5 أيام تقريبا بالكثير ويخرج
هبة(انتفض قلبها رعبا عليه):- يا ليتني أستطيع إبقاءه في السجن ، لا أريده أن يغادر حناياه سوف لن يجد الخلاص الذي ينشده … بين تلك الجدران كان في سلام وأمان لكن ما إن يخرج حتى تحاول كلاب الغاب اصطياده أنا أعلم ذلك جيدااااااااا …
أمجد(حزن لبكائها):- لا تخشي عليه هو ليس صغيرا حتى تقيديه ، أنا أثق فيه من خلال حديثي معه فهمت كم أمر خروجه من هنا بات مهما بالنسبة لديه ..
هبة(بعدم فهم):- كيف يعني هل التقيت به ؟؟؟
أمجد:- وبصفتي الخاصة أيضا ، كان علي التعرف عليه وفهمت أنه يسعى لمغادرة السجن بأقصى سرعة قال شيئا عن ابنته التي كادت تقع فريسة للذئاب مؤخرا ، كانت ستتعرض للاغتصاب
هبة(شهقت وهي تضع يدها على فمها):- يا إلهي حفيدتي … أخ يا ليتني قادرة على التواجد معهم لاحتويتها بين أحضاني ، لكنني عاجزة عاجزةةةةةة ..
أمجد:- هانت يا هبة .. / نعم أدخل ؟
رامز(أطل عليهما):- عذرا سيد أمجد لكن معي صديقي الصحفي وهو يريد مقابلتك وطرح بعض الأسئلة عليك شخصيا لو أمكن
أمجد:- عذرا يا رامز لن أدلي بأي تصريح ثم … أ هه ما اسمه ؟
رامز(غمز لإياد الذي دلف معه):- أحضرته بشحمه ولحمه إياد نجيب …
هنا خفق قلبها مئة خفقة وخفقة فأن ترى ابنها الحبيب هذا اليوم ، حقا لم تكن تتوقع ذلك دمعت عيناها أكثر وحاولت ضبط أنفاسها حين انتفض أمجد وقام بمصافحته واستقباله
إياد:- عذرا للمقاطعة سيد أمجد .. آه ست هبة أنتِ هنا أيضا ؟
رامز:- أيوة …يعني تعرفت على زوجة حضرة النائب قبلي يا لك من خطيييير
إياد:- صدفة أي والله ، لكن لم أعرف أنها زوجة حضرة النائب إلا منك الآن
هبة(نهضت وصافحته وهي غير قادرة على تكذيب جملة أمجد):- كيف حالك عزيزي إياد ؟
إياد(لامس حنانها وربت على يدها فوق يده):- أنا بخير
هبة:- لم تتصل بي ..
إياد:- والله في ظل المشاكل التي تحيط بنا كعجلة السيرك ستسامحينني أكيد …
أمجد(تنهد وهو يقرأ الفرحة في لمعة عينيها):- لما لا نجلس ونطلب قهوة جماعية
هبة(بدون أن تزيح عينيها من على إياد):- يا ليت
رامز(توجس من حركتها الحنونة يعني لما معه لم تتصرف هكذا ومع إياد العكس):- آآخ إنه دوما ما يسبي قلوب النساء حتى من هن في عمر أمه .. تبا لك إياد يا خبيث النوايا وااااع
أمجد:- هل قلت شيئا يا رامز ؟
رامز(بتذمر):- لست أقول
أمجد(أشار له):- إذن ماذا تنتظر اذهب وأحضر لنا قهوة وتعال لنتحدث … أنا سأقوم باتصال شخصي خذوا راحتكم … هيا رامز هيا
رامز(نظر بقلق باد لهبة التي جلست قرب إياد ممسكة بيده):- همممم
هبة(نظرت بامتنان لأمجد الذي فهم غايتها بالانفراد به):- …لارد
إياد(لم يستوعب شيئا بالطبع):- آسف منكِ ست هبة ، أكيد انتظرتِ اتصالي أليس كذلك ؟
هبة:- انتظرته لكني أقدر الظروف ، حتى أنا مررت بوقت عصيب على العموم لما لا ندعها لوقت لاحق أكيد سوف نلتقي في وقت ما ستقبل دعوتي صح يا إياد ؟
إياد(عقد حاجبيه وهو يشعر معها بانجذاب فطري غريب):- هه صدقا أنا شخص لا يكون صداقات بشكل سريع هكذا ، لكن أجدني معكِ موافقا على كل طلباتك طبعا موافق وقتما شئت اعتبريني في خدمتكِ ست هبة
هبة(دمعت عيناها ورفعت يدها ومسحت على خده):- أنت جميل جدا
إياد(توجس من حركتها وأبعد رأسه):- عذرا منكِ .. سأرى رامز
هبة:- لا تنزعج من حركتي أخبرتك أنني كنت أملك ولدا في مثل عمرك ، لكنني فقدته منذ زمن طويل ولذلك أتصرف معك على سجيتي أشعر وكأنك مثله
إياد(أشفق عليها ورأى دموعها):- حسن لا تبكي لم يحدث شيء ، ست هبة
هبة(بتعب نظرت إليه):- سامحني يا صغيري …
إياد(امتص شفتيه بقلق عليها ومسح على كتفها ولم يحس على نفسه إلا وهو يجعلها تتكئ على كتفه بدعم معنوي):- تمام لم يحدث شيء …
هبة(تمسكت بقميص ابنها لأول مرة وانفجرت ببكاء غريب):- اهئئئ سامحني يا بني سامحني ، سامحني أرجوووك
إياد(شعر بقلبه يحترق على دموعها فأمسكها بحنان وربت على وجنتها وهي يمسح الدموع بطيبة):- طيب أكيد أنتِ تحملين من الضيق الكثير ، ولكن هذا سوف يتعب روحكِ لذلك دعي الأمر لكي يجد لوحده بقعة الخلاص .. لا تحملي نفسكِ ما لا طاقة لكِ به فكل ما هو مكتوب في السماء لا مهرب منه ، ويا ستي خذيها نصيحة مني وعن تجربة لا ثقة في الأقدار قد تفاجئكِ بما ليس في حسبانكِ لذا دعيكِ من الدموع .. أنتِ سيدة جميلة حتى أنكِ تشبهين إحدى خالاتي وأود أن أعرفكِ بها لو سنحتِ الفرصة
هبة(بحيرة):- خالاتك ؟ هه هل تملك خالات عدة يا ترى ؟
إياد:- أجل اثنتين عواطف ومديحة ، يعني هما ليستا خالتيَّ جينيا لكنهما قدمتا لي من حب الأم ما أتمناه كوني يتيم يعني تفهمين
هبة(عواطف ومديحة بنات نبيلة إذن):- أممم .. وهل تملك جدة وإخوة أيضا ؟
إياد:- جدتي نبيلة إنها تنعتني دوما بنقيق الدجاج فحين ألتقي أنا وميرنا نزعجها بأحاديثنا المتواصلة ، أما الإخوة يعني .. احم لا يوجد أحد ..
هبة(توجست من خفوت صوته بالأخير):- لا بأس … إياد لو طلبت منك طلبا هل تلبيه لي ودون سؤال ؟
إياد:- لو كان في استطاعتي لما لا ، تفضلي ؟
هبة:- أريدك أن تعرفني على جدتك تلك ، ولكن ببيتك وليس ببيتهم هل هذا ممكن ؟
إياد(بعدم فهم):- والسبب ؟
هبة:- أنا فقدت أمي في سن مبكرة وأحتاج لاستشارة نسائية ولأنني لا أملك أقرباء ، ربما استعنت بمعارفك طبعا إن كان هذا لا يزعجك
إياد:- هه أكيد لا يزعجني … على الرحب والسعة متى تريدين ؟
هبة(رمشت بعينيها بشوق لنبيلة):- اليوم ..
إياد:- اممم يعني اليوم صعب لأن ابنهم قد أصيب بحادثة مؤخرا ، وعلى الأغلب سيبقون معه بالبيت لكن غدا ربما لما لا
هبة:- أوك غدا كما تشاء
رامز:- وأحلى قهوة لكم ، تفضل سيد أمجد
أمجد(لحقه بعد أن أبقاه خارجا لخمس دقائق فلو دخل سيعرقل اللقاء الأسري بينهما بحديثه الذي لا يتوقف):- تفضلوا …
ابتسمت من قلبها وهي تشعر بالارتياح رفقة ابنها الذي كتبت لها الأقدار أن تراه مرتين صدفة ، ربما هذه إشارة سماوية تحثها على اتخاذ الطريق الصحيح ، إذ يكفيها ظلمات وحان وقت الخروج للنور .. وها هي البداية قد لاحت فما الذي ترغبه هبة من لقاء نبيلة وهل هذه الأخيرة ستتقبل الصدمة أم أنها لن تصدق ما تراه عينيها في بيت إياااااد ؟؟؟

هنا كانت نبيلة موجودة ببيت ميرا فلقد عزمت أمرها على زيارتها وهذه المرة رافقتها عواطف في سيارة أجرة ، لأن نور تعذر عليها الذهاب فقد أخذت البقية للمشفى لأجل إحضار حكيم وإخراجه من هناك هه لا يعلمون أنه أساسا ليس متوفرا وشكله نسي أن يبلغهم ، على العموم سنعود لهم بعد أن نرى الجلسة الغريبة التي استشعر شهاب فيها بالحيرة وزادته شكا بأن هنالك ما تخفيه عنه ميرا ..
شهاب:- لا الأمور على خير ما يرام يعني هل هذا اطمئنان من نوع ما ، أم كهن حماة ؟
عواطف:- ههه كهن حماة لالا أنا لا أجيد هذا الدور ، يعني إلى حد ما لم يتسنى لي ذلك بشكل صحيح
شهاب:- طيب يعني لا داعي للقلق ، ميرا تعيش معي في سعادة وأنا أحاول ألا أتعبها نظرا لحالتها الصحية وخصوصا أننا مقبلين على أسبوع الزفاف المتعب
عواطف:- فهمتك .. الله يعين
نبيلة(تقدمت بعصاها نحوهما):- عواطف انتبهي للصغير
عواطف:- هل خرجت من الحمام ؟
نبيلة:- هذا ما قاله معقوف الشكل
عواطف:- هه حرام عليكِ باتريك طيب
نبيلة(بامتعاض):- لا ّأطيق ذلك الكائن لذلك اختصري وأنقذي نسلنا من بين يديه قبل أن يؤثر عليه
عواطف(فهمت حنق أمها وتوجهت للصالون الآخر حيث كان شادي مع باتريك):- ههه آخ عليكِ يا نبيلة حين لا تطيقين أحدهم … شادي شيدو حبيب نانا هل اشتقت لي ؟؟؟ ههه
نبيلة(تحركت ووقفت صوبه):- لم تصل لشيء ؟
شهاب:- لاء
نبيلة:- الآن بت واثقة أنك أهوج أكثر مما تظن نفسك ، إنها زوجتك تعيش معك تحت نفس البيت تحت عينيك طوال الوقت ، فكيف لا تعرف ما الذي يضر زوجتك ؟
شهاب(مسح على فكه بتعب):- لأنها لا تصارحني ، أو لأنه لا يوجد ما يبعث على القلق فتصرفات ميرا دوما متناقضة مع بعضها
نبيلة:- وهذا يعني أنك لم تتعرف عليها كما يجب ، من الواضح أنك ستجبرني على تغيير نظريتي تجاهك وتجاه تعاملك معها ..
شهاب(رفع حاجبه):- هل ستدخلينني في تحدي الأزواج أيضا ، هذا ما أشعر به ست نبيلة ؟
نبيلة(ضربته لكتفه بعصاها):- جدتي نبيلة جدتي أيها الأهوج …
ميرا(نزلت على المنظر):- هئئ جدتي .. ماذا تفعلين ؟
شهاب(صغر عينيه في نبيلة):- ها قد ضاعت هيبتي أمامها هل ارتحتِ الآن ؟
نبيلة(تجاوزته متأففة):- اخرس أنت … بنت تعالي هنا اقتربي
ميرا:- ها أنا ذا جدتي خيرا ما سر زيارتكِ أنتِ وأمي ؟
نبيلة:- كِيييفنااا هل ستتدخلين فيه وتمنعينا عن زيارتك .. أريد التحدث معكِ على انفراد أين نذهب ؟
ميرا(بعدم فهم هزت رأسها لشهاب كي يخبرها):- همم
شهاب(هز كتفيه بدون فهم):- لا أعلم
نبيلة:- إلى الحديقة الحقي بي …
باتريك(وجدته متسللا في اتجاه الحديقة هاربا منها):- يا إلهي وجدتني الجدة رحت فيها
نبيلة(بتقزز منه):- أغرب عن بصري وإلى علقتك في الشجرة وقتلتك ضربا بعصاي .. تحرك
باتريك(بتذمر):- أريد أن أعرف لما تكرهينني لهذه الدرجة ؟
نبيلة:- أستقف لتحاورني أيضا ، أنت كلك على بعضك خطأ يا ولد ابتعد عني واتقي شري بدلا من أن أجعل حفيدتي تطردك هاه أحذرك
ميرا(بدعابة):- طبعا لو طلبت جدتي سألبي
باتريك(ضرب على وجهه بهلع):- ويلي ويلاه ، هذا أنا بيتر باتريشيو حبيب قلبك مساعدكِ الحنون
نبيلة(رفعت عصاها للأعلى):- هل ستذهب أم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
باتريك(هرب منها):- يا مامااااا …
ميرا(لوحت بيدها لعواطف التي أشارت لها باللحاق بجدتها):- أنتِ تقلقينني بتصرفكِ هذا
نبيلة:- هذا بدلا من أن تشكريني لأنني أضع لذلك الكائن حدودااااا ؟
ميرا:- لم أقصد باتريك بل تصرفكِ مع شهاب .. ماذا يحدث جدتي ؟
نبيلة(جلست معها في كراسي الحديقة بعد أن أطبقت فمها لحين وصولهما):- أخبريني أنتِ ما الذي يحدث معكِ ؟
ميرا:- وما الذي يحدث ، أوووه لن تجعلوها حكاية مملة في كل مرة تجدون سببا لكي تجعلوني أندم أنني فتحت بابا للتواصل
نبيلة:- مشكلتكِ أنكِ لا تعلمين أن جدتكِ قد عايشت من العمر ما يكفي حتى تقرأ الإنسان من عينيه ، أنتِ تخفين وبالا عظيما يثقل كاهلكِ ألمس وجعه من خلال حديثكِ ونظراتكِ وآهاتك … إن كنتِ تظنين أنكِ تخدعين الجميع بابتسامتكِ المصطنعة فهذه أنا جدتكِ التي تعرف الزيف من الحقيقة ، فتكلمي ..
ميرا(أحنت كتفيها بتعب وباستسلام باكٍ):- وضع فلة ليس بخير ..
نبيلة(بعدم فهم):- فلة من ؟
ميرا(وضعت يدها على بطنها):- ابنتي ، أخبرني الطبيب أن أجهض لكنني أصررت على إبقائها لأنها حلم شهاب وبها سنعيش جميعا في وئام يعني هذا ما آمله .. لأنه .. لأن وضعي الصحي هو الذي يجعلها عهدة للخطر لم أفهم ما الذي قاله تحديدا لكن هنالك نقص في مادة مهمة بجسمي وابنتي تمتصها مني لكي تعيش وإذا ما عاشت هي فهذا يعني ….
نبيلة (اهتزت عيناها بدموع):- أنه من الممكن أن تموتي ؟؟؟؟؟؟؟
ميرا(مسحت على عيونها ببكاء شديد):- هل ربي يعاقبني جدتي ، أنا فعلت الكثير من السيئات أكيد أن الله يحاسبني في هذه الدنيا قبل الآخرة على كل أخطائي .. لقد كنت إنسانة سيئة جدا جداااا
نبيلة(ارتعش وجدانها رعبا عليها وأمسكت يدها):- كنتِ يا سمر … وخير الخطائين التوابون
ميرا(تمسكت بيد جدتها):- أنا خائفة وشهاب يضيق علي الحصار ، يشعر أن هنالك خطبا بي لكنني أداريه عنه لو عرف سوف يجبرني على إنزال الجنين وهذا ما لا يسعني تحمله ، لن أقتل طفلا آخر لن أتسبب بذلك حتى لو كان بموتي وأنا موقنة من هذا تمام اليقين … أريد أن أكفر عن موت صغيري الأول والذي مات بذنبي أنا وحدي التي جعلته يموت مع الأسف ..
نبيلة:- لا تلومي نفسكِ يا بنيتي ، ما حدث قضاء وقدر وقد كتب على ذلك الطفل أن يموت
ميرا:- وهذه الطفلة لن أجعلها تموت ، سأحميها بروحي
نبيلة:- ما تفعلينه خاطئ ولا تنتظري مني أن أصمت يا سمر .. فهذا يأتي فوق طاقتي
ميرا: - لالا أنتِ لن تتفوهي بحرف لأنكِ لو فعلتِ أقسم أنني سأكرهكم ليوم الدين ، ولن أعود لذلك البيت مطلقا مطلقا … جدتي أتوسل إليكِ إن هذه الطفلة هي الأمل الوحيد لي لكي أتخطى تلك المحنة ، فحتى شادي كنت وحيدة وأنجبته في الخفاء ، لكن طفلتي غير إنها الوحيدة التي شفعت لي بقلب أبيها وبدونها لن أستطيع أن أمضي كما أنا
نبيلة:- لكن بطلبكِ هذا أنتِ تجعلينني مساهمة في موتكِ البطيء ؟؟؟ أيرضيكِ أن تورطي جدتكِ في هذااااا الخضم الشنيع ؟
ميرا(نهضت):- ولكنكِ من أجبرني على التحدث ، إذن نحن متساويتين
نبيلة(صغرت عينيها فيها):- عموما لنا حديث فيما بعد أمكِ قادمة باتجاهنا ، ألِّفي أي قصة
عواطف:- ما سر هذه الجلسة اللطيفة يعني وكأنكم تنبذونني من ضمن أحاديثكم هاه ؟
نبيلة:- كانت تريني الحديقة فقط
ميرا:- لا بل كنت أصف لها القاعة التي سنقيم فيها الزفاف …
عواطف:- خسارة أولاد عمكِ لن يستطيعوا الحضور معنا بعد زفافكِ بأسبوع سيكونون هنا ، لكن عمتكِ سماح وأحفادها سيحضرون
ميرا:- جيد …
كانت حروفها مرتبكة ونظرات جدتها الصامتة كانت خناجر تطعن فيها ، فها هي قد أفشت سرها لأحد غير مساعديها فهل ستسترها أم أنها ستفضح أمرها ، لكن نبيلة لا تقوم بذلك لأنها ترغب مثلما يرغب الكل في أن تمسح الماضي من عقلها وتعود للبيت .. إنما في هذا الظرف هي لا تعرف إن كانت ستصمت أم ستكشف كل شيء وتقوم باللازم تجاه حفيدتها التي تستحق منها أن تساندها ولا تتخلى عنها ، مثلما حدث في الماضي .. سرعان ما انتفضت من الكرسي متحججة بالتعب وطلبت منهم أن يعيدوها للبيت لذلك بعثت ميرا معهم السائق خاصتها لكي يقلهم ، في حين عواطف لم تفهم في مزاج أمها ولا شيء فهي تقوم بأمور غريبة في الآونة الأخيرة تضع العقل بالكف ….. وهذا ما جعله أيضا يصاب بالحيرة فزيارتهم كلها على بعضها كانت غريبة ..
ميرا:- يعني ؟
شهاب(أتاها من الخلف وقد كانت تنظر لمرآة الصالون متحججة بترتيب خصلات شعرها):- هنالك سر فيكِ يا ميرا ، عليكِ أن تصارحيني أنا حبيبكِ وبوسعي مساعدتك
ميرا(نظرت إليه من المرآة):- أجل يوجد سر .. وهو أنني أذوب فيك عشقا
شهاب(أمسك يديها وجعلها تستدير إليه):- دعينا من العشق والهوى ، أخبريني فهذه فرصتكِ ولا تكذبي علي يا سمر لأنني لو اكتشفت ذلك مستقبلا سوف لن أغفر لكِ هذاااا .. وتذكري أنه لولا وجود فلة لما تغاضيت عن زلة شادي
ميرا(تحركت حنجرتها ولهذا السبب تحديدا أنا أخفي عليك):- حسن لا تطل في الموضوع لأنه لا يوجد أي شيء من ذا القبيل ، لقد أرادتا أن تزورانني وتطمئنان على شادي هذا كله ..
شهاب(تركها تتملص منه):- تمام سأقتنع بكلامكِ ميرا .. هيا أنا ذاهب للشركة ومنها للشقة
ميرا(استوقفته وهي تشعر بأنه قد انزعج):- ولما الشقة ؟
شهاب:- ميرا نحن لن نسكن هنا طوال عمرنا ، أنا قد أخبرتكِ أنكِ ستقطنين معي ببيتي وقد طلبت بأن يقوموا بالتحضيرات اللازمة وبالنسبة لمساعديكِ ليبقوا هنا لا مشكلة لدي
ميرا:- نتحدث في هذا لاحقا
شهاب(زفر عميقا وتوقف عند الباب وهو يمسك بحقيبة عمله):- ميرا دعيني أحبكِ كما أريد ، وأرجوكِ لا تخذلي ثقتي هذه المرة …
ميرا(ابتلعت ريقها برعب وابتسمت كي لا تظهر ارتجافها):- رافقتك السلامة حبيبي …
كان يعلم أنها لن تنطق بحرف لكنه قال ليجرب فكرة ترهيبها والتي ما نفعته بأي شيء ، لكنه تيقن أن هنالك سرا يلفها وسيعرفه بطريقته حتى لو تكتمت عنه سنينا أخرى …. أما هي فبمجرد رحيله هوت على الكرسي وهي ترتجف وتبكي بحسرة فكل شيء يحيطها الآن أصبح رعبا وهواجسا وخوفا من المستقبل …..

في تلك الأثناء خرجت هبة من غرفة أمجد بعد أن أخذت جام وقتها الذي تحتاجه مع إياد ، والذي لو جالسته لأسابيع ما ملت منه كيف ذلك وهو ابنها الحبيب ، بدوره كان مغادرا تجاه بيت الراجي لكي يستقبل عودة حكيم فقد حضرت مديحة طعام الغذاء رسميا لأجل هذه المناسبة …. آه وللذكر فقد عادت نور وإخلاص للبيت وهما تشتمان في حكيم الذي لم يجداه هناك لإحضاره ، والذي اتصلا به وأخبرهما أنه على الغذاء سيكون هناك حاضرا معهم بالتأكيد ، ووقتها سيفتحون باب التحقيق أين ذهب لما خرج ولما لم يتصل ويخبرهم ههه يلا أجبهم يا روحي على أقل من مهلك ……
سنراه لكن بعد أن نعرف ما الذي دار بالمخفر بين هؤلاء…
هبة:- لالا تتعب نفسك أنا أملك سيارة ..
رامز:- هي تملك سيارة يا إياد يعني دع المرأة على سجيتها ، ثم لا تنسى أننا مدعوان لبيت الراجي الخالة مديحة تحضر لنا أكلا طيبا اليوم
هبة(فتحت سيارتها عن بعد وناظرتهما):- اممم إذن استمتعا بوقتكما علي الذهاب الآن ..
إياد(شعر بشيء يدفعه إليها فتح لها الباب وأطل عليها بعد أن ركبتها):- إذا شعرتِ يوما أنكِ متضايقة كلميني فقط ست هبة ، ثم سوف أحدد موعدا مع جدتي نبيلة لكي أجعلكِ تلتقين بها كما تأملين لا تقلقي فقط لتمضي هذه الغيوم ولنا لقاء
هبة(وضعت يدها على يده مبتسمة):- أنت طيب جداااا … أحببتك بحق
إياد(ابتسم لها بحنان):- هذا من لطفك .. مع السلامة
هبة(لوحت له وأقلعت وروحها تهفو للبقاء معه أكثر وأكثر):- سلام ..
رامز(وقف بجانبه وهو يلوح بنفس تلويح إياد ساخرا منه):- كلها كُلِ المرأة والحقها والتصق بها حتى ، ما هذا يا هذااااااا كأنك تخون هنا ؟
إياد(اختفت بسمته بقنوط):- هناك شيء اسمه تقدير وصداقة ، تلك المرأة دخلت قلبي من أول مرة رأيتها فيها وتعاطفت معها لأنها فقدت ابنها ولو كان حيا لكان بمثل عمري ، يعني كل هذه الديباجة مجرد إنسانية يا عديم النظر
رامز(وضع يده على فكه ولحق به لسيارته):- أيْ … وكأنني أخاطب سفير النوايا الحسنة ، اركب اركب ميت من جوعي سأسبح في صحون الخالة مديحة لوحدي هع
إياد(فتح بابه):- اركب اركب سحنتك تجلب الفقر للبيت ههه
رامز(أشار له بإصبع الوسطى):- معتوه رأس اليقطينة…
إياد(ضحك هازئا):- سأخبر ماريا بسفالتك التي أشرت بها ، هذا وعد
رامز(عض شفته وركب):- حسن أسحبها أسحبها
إياد:- هههه لحظة ..لحظة أليس ذلك ا… فؤاد رشوان ؟؟؟؟؟
رامز(برقت عيناه وهو ينظر لفؤاد وهو نازل من سيارته ومتجها للمخفر):- ما الذي سيفعله هذا الرجل هنا وما الدافع لحضوره ؟
إياد(امتص شفتيه):- رامز لا يزال الوقت يسعفنا لتقصي الأمر ، انزل انزل
رامز:- هااااع أعشق عمل التحريات طر يا روحي طر …
إياد(لمح همام):- اثبت محلك رجله الأيمن هناك ، دعنا نراقب من بعيد وبعد خروجه نسأل
رامز:- أحيانا أعتقد أنك المحقق وأنا الزوجة هههه
إياد(نظر إليه وهو يعض شفتيه يريد ضربه):- فقط مراعاة لحالتك الصحية … هفف ..
كان يزفر عميقا وهو يسحب أنفاسا ميتة من صدره ، سيلتقي بالمرأة التي تخلت عنه لأجل مصلحتها العملية ولأجل السلطة والنفوذ ، المرأة التي نبذته من حياتها وجعلته يعيش وحيدا تعيسا مكروها من قبل أبيه الذي لم يعترف به ، إلا بعد أن قام إخوته بالمطالبة بذلك .. فعلا الموجع في الأمر أنه حين سيلتقي بأمه سيراها بالمخفر وذلك جاء بعد أن ولجه هذا الاتصال المفاجئ
ضرغام:- أنت من فعلها ألم أنبهك ألا تلعب معي أيها الولد العاق ؟؟؟؟؟؟
فؤاد(بعدم فهم):- عما تتكلم أنت ، أووه اختصر ولا تنعتني بلفظ يسيء لي .. صحيح لم أتلقى تربية من تحت يديك وأحمد الله على ذلك لكنني ربيت نفسي بنفسي و
ضرغام:- هيييه لن تعطيني عريضة في أخلاقك المثالية ، أجبني بوضوح هل أنت من اشتكى عليها ألم نتفق أن تتكتم على الموضوع وتسحب نفسك منه ، ألم تجعلني أوافق على الذهاب لخطبة تلك اللعينة مقابل صمتك ؟
فؤاد:- وما زلت عند وعدي ، وأيضا أنا لا أفهم عما تتحدث رجاء بعض الوضوح ؟
ضرغام:- افتح التلفزيون أو اقرأ الجرائد ، أبشر لن تشتاق لأمك كثيرا فستراها بكل الأماكن بعد اليوم
فؤاد:- صدقا ليس لي علاقة بما حصل
ضرغام:- مش مشكلة سأعرف بطريقتي من المتسبب في هذا ، وصدقني لو كنت أنت سوف تنسى أمر خطوبتك أساسا ليس أمرا أفخر به .. سلام
فؤاد(سرعان ما فتح على الأخبار لكن لم يجد شيئا أكيد انتهت وعليه اتصل بهمام الذي صعد عنده مباشرة):- همام أبي يقول أن أمي بالمخفر ، اعرف لي ما الذي يحصل ريثما أرتدي ثيابي
همام(رفع هاتفه ليتصل بالرجال):- على الفور …
وهذا ما كان بمجرد أن عرف همام بما يحصل حتى توجها سوية لذلك المخفر ، وها هو ذا يمسك مقبض باب غرفة التحقيق الموجودة فيها ، توتر بشدة قبل أن يدخل لكن لابد من هذا اللقاء ، نظر جانبيا وانتبه لرجل يتلصص وقد كان ببذلة شرطة وعرف أنه من الممكن أن يكون جاسوسا لهم هناك لذلك ، تنحنح وتراجع للخلف متحججا بأي شيء لكي لا يراه ذلك الجاسوس … بعد مدة كانت تغادر حنايا المخفر مرتدية نظاراتها السوداء كي تتجنب الصحافة ولكن مع ذلك كان لابد من المواجهة ، خرجت رفقة المحامين وأحاطها الصحافيون من كل جانب وهي لم تدلي بحرف ، عدا عن أحد المحامين الذي ذكر موعدا عن المؤتمر الصحفي الذي ستعقده .. انسحبت في سيارتها الفارهة ولحقت مع حراسها الشخصيين ووقتها فقط تنفست الصعداء حين استدار إليها خضر وأخبرها أن وجهتهم ستكون صوب مكان غضنفر ، عرفت وقتها أنها إن لم تواجهه بعد هذه الفضيحة فلن تجد فرصة أوفر لها معه على انفراد ، لذلك وافقتهم على مضض وانطلقوا وسط الطريق الخارجي للمدينة … بعد مضي وقت وجيز لاحظ السائق لحاق سيارة رمادية بهما وكانت تضيء لهم المصابيح كي يتوقفوا ، ولكن خضر أبى ذلك وطلب الإسراع منه وهذا ما أشعل فتيل جنون فؤاد وجعله يسرع أكثر منهم ويوقف الطريق عليهم ….. ارتفع الغبار من كل جانب من فعل ذلك الوقوف المفاجئ
صوفيا:- ما الذي يحدث من هذا ؟؟؟
خضر(أشهر سلاحه وفتح الباب):- احمي السيدة سأرى من الوقح الذي يعترض طريقنا ..
صوفيا(بتوجس نظرت للسيارة الغامضة):- كن حذرااا …
خضر(خرج وهو يوجه سلاحه صوب السيارة):- أيا كنت تكون أخرج إلي حالا …
فؤاد(خرج وهو ينفض سترته بلباقة اعتيادية):- عفوااا ؟
صوفيا(برقت عيناها بهلع حين رأته وخرجت مهرولة إليه):- فؤاااااااد …
نظر إليها بعيون متأثرة بتجاعيدها المرتسمة على وجهها والتي تدل على هذا العمر الطويل ، بشعرها البني القصير ووجهها الذي لم تتغير ملامحه بقدر ما ظهرت به تعابير عمرها الستيني ، أما زلتِ بعد كل هذا تقامرين بحياتكِ لأجل ذلك العمل المشبوووه ، قالها وهو يتقدم صوبها ساخرا على القدر اللعين وساخطا على الوضع الذي يعايشه الآن رفقتها …
فؤاد:- جيد أنكِ تذكرين اسمي
صوفيا(هدرت في خضر):- ما الذي تفعله أنزل مسدسك ، هذا ابني …
خِضر(استغرب وشهق وهو يشير للسائق الذي كان يشير مسدسه لهمام الذي كان بالمثل):- أخفض سلاحك لنصعد للسيارة ..
صوفيا(نظرت لفؤاد الذي أشار لهمام كي يدخل بدوره ويتركوهم على انفراد):- افتقدتك كثيرا
فؤاد(أزال يدها التي وضعتها على خده):- أكيد لا تنتظرين مني أخذكِ في حضني وإخباركِ كم كنتِ أما حنونا عطوفا لدرجة أنكِ فضلتِ ابنكِ بدلا عن عملكِ القذر وجماعتكِ المجرمة
صوفيا(دموع):- لا تحكم علي يا بني .. دعنا نذهب لذلك البيت وسترى به ما سيفاجئك
فؤاد(وجد نفسه يزفر عميقا):- ستركبين بسيارتي ، فأفعالكم لا يوثق بها
صوفيا(ابتسمت ببهجة وهي توافقه وتلحق به على عجل):- خضر خضر .. اسمعني سأذهب مع ابني الآن ليلا أراكم
خضر:- ولكن الأوامر تقول …
صوفيا(قاطعته بحدة):- طز في الأوامر وفيمن أطلقها أنا مع ابني ولا أريد إزعاجا ..
خضر(هز كتفيه بقلة حيلة):- أمركِ سيدتي …
ركبت بسرعة بجانبه وهي تنظر إليه بلهفة أم بينما كان مسمرا عيونه في الأمام دون أدنى حياة أو مشاعر ، ظلت تتطلع إليه وهي تغالب دمع شوقها فهو ابنها الوحيد الذي أهدته لها الدنيا ، لكن مع الأسف لا شيء يكتمل ولا شيء يبقى على حاله …
إياد:- لو تصمت لو تصمت فقط صرعت أمي ، أنا أسير ببطء خلفهم كي لا ينتبهوا علينا
رامز:- سارع قليلا لأننا لو فقدنا أثرهم في المدينة سأخنقك ، هذه فرصتنا لنعرف ما الذي يجمع بين فؤاد وتلك المرأة … ألا تشعر معي أن الأمر مشكوك فيه تخيل معي لو كان من ضمن تلك العصابة يا إلهي نووووووور سوف تقتلع عينه وتصنع منها خرزة لمفاتيحها هههه
إياد(حرك يده في الهواء ليصله ويضربه):- يعني لما تلك الرصاصة لم تلج لسانك على الأقل كنت ارتحت من صوتك …
رامز(أخرج لسانه ممازحا إلى أن رن هاتفه):- أوبس حكومتي الخاصة
إياد:- هاتِ الهاتف سأبيعك لها وأخبرها عن كل ملفاتك القذرة بدءا بجمعية للفح أم تراك نسييييييييييييت ، وأكملها بالسيدة الشقراء زوجة السيد أمجد وتسبيلك لها
رامز:- هئئئ أناااااا لم أسبل لها فقط استغربت ، أنت لن تفعل بصديقك هذا صحيح أنظر معي ماريا هي فرصتي الوحيدة لو راحت أقضي عليك
إياد:- ههه أتعدني بالسكوت لحين نصل
رامز(وضع القفل على فمه):- ولا همسة … ههه ألو ماريا لوبيز خاصتي أحم أقصد أهلا حضرة الممرضة يكفِ حالك أ.. كيفَ حالكِ ؟
ماريا:- أين أنت يا رامز ع أساس لن تنزل للعمل إلا بعد أسبوع ، كيف طارت أيام الأسبوع واختُزلت في يوم واحد هاه ؟
رامز(بتلعثم مضحك):- هو.. في .. الحقيقة .. يعني ..
ماريا(بحنق):- لا حقيقة ولا دقيقة أمامك حتى المساء إن لم تعد للبيت لن أكلمك مرة أخرى
رامز:- وهل أهون عليكِ أنا مسكيييييين أي والله ..
ماريا:- وصحتك بالنسبة لي أهم بكثير من هذا التوسل ، لذلك فكر مليا ورد علي
رامز(بتذمر):- من عَينكِ وصية على تصرفاتي فقط أبَفهم ؟؟
ماريا:- ههه مساءً يا رامز .. ولا تخذلني
رامز:- تمام تمام سآتي فورا من بيت الراجي فأنا معزوم على الغذاء وطبعا ليس ع شرفي بل ع شرف ابنهم الهمام ، يعني أقول أليس من حقي أنا تلك الدعوة ويجب أن تسمى باسمي فأنا الذي قام بإنقاذ ابنهم وقفزت في وجه الرصاصة و .. ألو ألوووو تيت تييت لقد فصلت الخط بوجهي ؟
إياد:- هههههههههههه أحسن لك لقد صرعت رأسها بقصتك المملة
رامز:- سأحاسب آل الراجي على هذا التهاون ، ولن أكون رامز إن لم يتم إعادة تسميتها
إياد:- ما هي ؟
رامز:- العزووووومة كخخخخ …
إياد:- يا لي من أحمق أرافق أحمقا سيجعل أعصابي تصاب بالحمق بدون شك …
ظلا يلحقان بسيارة فؤاد الذي بقي جامدا على حاله لحين وصولهما لذلك الحي ونزولهما من السيارة ودخولهما لذلك البيت سوية ، بينما بقي همام خارجا في الانتظار هنا دخل الشك في عقل كل من إياد ورامز وظلا يراقبان عن كثب مجريات الأحداث ، وهما يحاولان التحليل والتمحيص للوصول إلى العلاقة التي تربط بين فؤاد وصوفيا ….
صوفيا:- ها نحن في بيتنا
فؤاد:- لم يكن هذا أبدا بيتا لي لأنني لم أعش فيه سوى بضع سنوات رفقة الغرباء
صوفيا:- لقد احتويتك في أحضاني لِ ست سنوات يا فؤاد لا يسعك الإنكار
فؤاد(جلس مقابلها في الصالون بعد أن أزال غطاءه الأبيض المغبَّر):- بالفعل قمة العطاء ، كم كنتِ سخية معي يا أمي ست سنوات يا امرأة ،،، وبعد تلك الست سنوات أين كنتِ مني ؟
صوفيا:- أنت تعلم ما الذي حدث بعدها كان إجباريا علي أن أتركك بعهدة كهرمانة ، ولقد قامت بتربيتك ورعايتك إلى أن هربت
فؤاد:- أجل هربت فحين أعلم أن أمي تركتني لكي تجعلني نسخة طبق الأصل عنها سأهرب
صوفيا:- أنت تفهم القصة بشكل خاطئ… أنا أنقذتك من هناك وما فعلته بك كهرمانة كان بأمر مني لقد ألقيت بك في قبضة أبيك لأنه الشخص الأسلم لك ..
فؤاد(صفق بغبن):- ما شاء الله لن أخبرك كم كان تعامله معي مبهجا للقلب ، أتصدقين بمجرد أن عرف بأنني ابنه أخذني بالأحضان ولم يفلتني لأربع وعشرين ساعة ههه
صوفيا(ببكاء):- أعرف أنه لم يتقبلك بل رفض حتى الاعتراف بك ، لكنه أبقاك تحت وصايته يعني
فؤاد(بحرقة):- لقد نبذني وطردني من قصره مئاااااات المرات ، ولو لم أكون نفسي بنفسي لكنت في الحضيض الآن ولا تحسبي أن عملي الآن في تلك الشركة لأجل ذاتي بل لأجل أولاد إخوتي اللذين ما أنكروني بل استقبلوني وطالبوا ضرغام رشوان بالاعتراف بي أو نسيان أمرهم … وطبعا لأنهم أولاده الأحباء لم يرفض لهم طلب أرأيتِ مرارة كهذه ست صوفيا
صوفيا:-كنت آتي إلى هنا كل بداية شهر ، أنتظر وأنتظر إلى أن يلوح فجر اليوم التالي وأغادر وأنا أجر أذيال الخيبة .. لما لم تأتيني يا بني ؟
فؤاد:- أصلا لم أعرف بأمر رسالتكِ وهذا البيت اللعين إلا مؤخرا جدا ، كانت أمامكِ مليون ألف فرصة لكي تتواصلي معي لكنكِ فضلتِ أصعبها ولم أستغرب تكتم أبي على هذا الأمر .. فأي واحد في محله لن يرضى أن يبعث ابنه إلى عضوة برلمانية كل أعمالها المشبوهة تدور في الخفاء
صوفيا:- ماذا كنت تنتظر مني ، لقد تزوجت أباك طيشا وحين عرف بحقيقتي طلقني وأنا حامل بك .. أنكرني وطلب مني إجهاض الطفل ولكنني أبيت فقد كنت الشيء الوحيد الذي يمسح بؤس الحياة من على جبيني
فؤاد(أشار لها وهو يهتز برفض):- مهلا مهلا أنتِ لن تخبريني عن الأمومة ومشاعرها ، صدقا لا أملك من الوقت الشيء الكثير كي أصغي لنزعة استيقاظكِ بعد مضي كل هذا العمر لذلك لنختصر هذا اللقاء وليمضي كل في سبيله
صوفيا:- أما زلت تلاحق ابنة الراجي ؟
فؤاد:- وسأتقدم لخطبتها بعد أيام حتى ، هل لدى حضرتكِ اعتراض أنتِ أيضا ؟
صوفيا(ابتلعت ريقها):- لا أملك اعتراضا على الخطبة بل على فكرة ألا تصطحبني معك .. أليس هذا دورا مهما لكل أم أتريد أن تحرمني منه ؟
فؤاد(فتح فاهه بصدمة وبسخرية نهض وهو يضحك):- يا الله ، الآن عرفت كيف اجتمعتِ بضرغام فكلاكما تشبهان بعضكما في الخبث والمماطلة والإساءة للآخرين
صوفيا:- دعني أحضر يا فؤاد ، من حقي أن أتعرف على المرأة التي تنوي الارتباط بها وحتى لو كانت من نسل الراجي سأتقبل فقط لأنك تحبها …
فؤاد(ارتج محله وهو ينظر من النافذة):- أنا لست بحاجتكِ ولا بحاجة أبي الذي سآخذه معي فقط لكي أجعله يتقبل الأمر وينهي ذلك الصراع الأزلي بين العائلتين ..
صوفيا:- وكأنك تبحث عن ماسة وسط مستنقع ،، أبوك يستحيل أن ينسى ذلك النزاع كيف وهو لم ينسى من قامت بأذيته ليومنا هذاااا
فؤاد(رفع حاجبه بعدم فهم):- من تقصدين ؟
صوفيا:- هه غير معقول ألم يحكي لك عن نبيلة ؟
فؤاد(هنا جلس محله وهو ينظر بصدمة):- وما دخل الجدة نبيلة فيه ؟
صوفيا:- لقد كانت زوجته الأولى وأختك هبة رحمها الله كانت ابنتها
فؤاد(بتفاجئ طفيف جدا):- ماااااذا قلتِ … هبة ابنتها ونبيلة تكون الزوجة الأولى له لكن … يا إلهي لما لم أفكر بذلك قبل اللحظة لهذا هي اشترطت هذا الشرط لكي تذله وتكسر عينه ههه ، والله إن الراجيات لا يقدر عليهن أحد
صوفيا:- أرى أن أباك يستحق ما ستفعله به نبيلة ، فدخوله لبيت الراجي بعد هذه السنين يعني وكأنه وضع وجهه بالوحل
فؤاد:- تمام هو ووجدنا له ما يناسبه وماذا عنكِ يا أيتها الأم المميزة .. كيف سيكون الحساب معكِ ؟
صوفيا:- أنا مهدودة يا فؤاد ، لقد تعبت وأرغب بأن أعيدك لي لهذا كنت ألجأ إلى هذا البيت كي أشم عطرك فيه يا بني حبيبي
فؤاد:- جيد جدا ، إذا رغبتِ بالعودة لحياتي أثبتي لي ذلك ،.. تعلمين ما عليكِ فعله تخلصي من تلك العشيرة وستجدينني بانتظاركِ بكل ود
صوفيا(مسحت دموعها):- التخلي عن العشيرة ليس بهذه السهولة ، أنا عضوة برلمانية الآن قد بنيت اسمي ومكانتي بينهم ولن يسعني التملص منها أساسا لا أرغب بذلك ، هم أسرتي ومعهم سوف أفني حياتي
فؤاد(انتفض بعصبية):- طالما كذلك انسي أمري … انسي أن لكِ ابنا ولا تريني وجهكِ مرة أخرى
صوفيا:- فؤااااد فؤاااااااااااااااااااااد …. اهئ أنت لا تفهم لا تفهم كل من يخرج من تلك الدائرة السوداء مصيره الموت الموت أيها الأحمق …. اهئ …
كفكفت دمعها وهي تناظر طيفه الذي غادر البيت نافثا خلفه الذكريات الحزينة التي ملأت قلبه منذ الطفولة ، لكنه تخلص من مشاعر النقص وليس عليه أن يعود إليها الآن حتى لو عادت أمه لتظهر في حياته ، فكما أبعدته عنها قسرا طوال سنين سوف يفعل المثل الآن ، طالما لا ترغب بالعودة عن تلك الطريق القذرة إذن لا هي أمه ولا هو يعرفها … وجد نفسه يرمي بجثته في السيارة قرب همام الذي لم ينطق بحرف وغادر به ذلك المكان لغير وجهة … كان يعتصر ألما في قلبه ألمااااا لم يحسب حسابه فقد كان دوما يتوقع أن اللقاء بينهما سيكون خاليا من المشاعر ، لأنه قتلها في قلبه ذات زمن احتياج حين لم يجدها لتمسح الألم من على جبينه ، حين لم تكن بقربه لتمسك يده وتجعله يطمئن أن الحياة ستنصفه ذات يوم .. لكن أين كانت قد اختارت منصبها وتركته عرضة للذل والمهانة وغيظ أب لا يعترف بأبوته له حتى ، أب لا يحمل تجاهه أدنى مشاعر فقط الضغينة والبغض والانزعااااج .. تأوه في صميمه وهو يفتح ربطة عنقه وأزرار قميصه وهو يمسك على رأسه بتعب جعله يفقد طعم الحياة بكل ما في الكلمة من معنى … شعر بالاختناق يزداد بصدره وسرعان ما همس لهمام أن يأخذه للمشفى وهذا ما فعله صديقه الذي فزع لأجله وأعطاه جرعة ماء لم تزيد سوى الطين بلة ، فقد بدأ يسعل باختناق دون توقف ….
إياد:- لما توقفا بالمستشفى ؟
رامز:- وش دراني أناااا ثم أخبرني لما تركنا أثر تلك المرأة ، ما ربما أخذتنا لوكر المجرمين ؟
إياد:- ألم ترى سيارة الحراس التي كانت تقف عند ناصية الطريق من كل جانب ، أكيد لو لمحونا سيقطعون رقابنا قبل أن نبلغ باب البيت حتى ، ومن هذااا كله علينا أن نكون حريصين كي لا يتخذوا تدابيرهم اللازمة وتصبح مسألة الإمساك بهم مستحيلة …
رامز:- والله إنك تملك عقلا مفكرا فاجأتني
إياد:- أصلا يا فهمان زمانك نحن لا نملك مذكرة تفتيش ولا حتى حق المراقبة يا حضرة المحقق
رامز:- أخبرتك أنك تحمل جينات المحققين ولم تسمع مني … ماذا نفعل الآن ؟
إياد(رمق رقم نور على هاتفه):- ييييْ نسينا أمر غذاء الخالة مديحة الله لا يوفقك …
رامز:- هه رد رد عليها وأخبرها بموقعنا الله يرحم والديك ، أموت في قصص العشق الممنوع
إياد(صغر عينيه فيه):- أنذل وأسفل منك ما رأيت ../ ألو نوارتي كيف الأحوال ؟
نور:- أينك يا ولد أنت وذلك الثرثار لقد اقترب موعد الغذاء ألن تأتيا ؟؟؟
إياد:- يعني لو أخبرتكِ بموقعنا هل سيحدث العكس وتأتي أنتِ ؟
نور:- سآتي لأجرَّكما من أذنيكما طبعا ، اسمعني أمامك نصف ساعة وتكون أمامي حتى حكيم تأخر ولا أدري متى سيصل هفف …هل أنجبتكم ونسيتكم حتى أتحمل مسؤوليتكم ؟؟؟؟؟؟
إياد(أبعد الهاتف من صراخها):- مهلكِ علينا يا ست نور …
رامز(صرخ بصوته ممازحا):- نور نور نحن بالمستشفى فؤاد رشوان مرييييييييييييييييض هههه
نور(خفق قلبها بتوجس وتبدل لون وجهها):- ألووو ماذا يقول رامز ، إياد أجبني وإلا صفعتك ؟
إياد:- ملطشة الحي أنا .. أجل يا نور لقد أتى به همام للمشفى يعني جاء رامز لمعاينة كتفه ولمحناه صدفة وهو يدخل به ويبدو من حاله أنه مريض
نور(ارتجفت محلها):- أي مستشفى أخبرني ؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد:- أنتِ تحبينه نور ، إذن لما تعذبين الرجل ؟
نور(بشراسة):- ينعن حسك ، إن لم تنطق بمكانه الآن سوف آتي وأقحم كعبي في مؤخرة رأسك هل هذا وقت تقييم المشاعر أيها الأحمق ؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد:- هممم تمام بدون صراخ سأخبركِ …… إننا في ….
عواطف:- ماذااااا ؟
نور(بلهفة):- أ.. ريمة ريمة نادتني يعني سوف أغيب نصف ساعة أعود
مديحة:- ولكننا ننتظر حكيم والأولاد فقط فهل ستتركين كل هذا وتذهبين لنجلس وننتظرك من جديد ؟
نور(أمسكت حقيبتها وخرجت):- أخبرتكم لن أتأخر … سلام
عواطف:- يا الله على هاته البنات كل واحدة تسبح في عالمها الخاص .. دعينا نكمل
كوثر(دخلت وبيدها باقة ورد):- يووه ما بها نور طارت بدون سلام ولا كلام ؟؟
عواطف(استقبلتها ببسمة):- حبيبتي كوثر ..
كوثر(عانقتها):- وصلت على الوقت صح ؟
عواطف:- يعني لم يصل الجميع سننتظرهم ، تعالي واجلسي هناك أود التحدث معكِ
كوثر(قدمت الباقة لمديحة):- ألف سلامة على حكيم ويجعلها آخر الأحزان
مديحة(قبلتها):- يا حبيتي سلمتِ ولكن أين الأستاذ عبد المالك لقد دعوته أيضا ؟
كوثر(تذكرت خصامهما المتواصل وحالته المضطربة):- أ.. هو يعتذر منكِ لأن لديه أمسية شعرية مع الأصدقاء ولا يسعه تأجيلها ، ثم يا ستي أنا هنا ألا أكفيكِ ههه
مديحة:- تكفي ونص تفضلي حبيبتي
كوثر(أشارت لمن بالمطبخ بيدها وانسحبت مع عواطف للصالون):- هفف أعلم بما سنتحدث ، أكيد بابا أخبركِ عن قراري
عواطف:- بالتأكيد أخبرني ، وقد طلب مني أن أقنعكِ بالعدول عن هذا الجنون
كوثر:- وأنا سأطلب منكِ أن تقنعيه بالموافقة ، لأنني تعبت وأرغب بالاستقرار مع زياد هو الرجل الذي أريد أن أنهي معه حياتي
عواطف:- ولكنه متزوج متزوج ، أتعلمين ما معنى أن تصنفي كالزوجة الثانية ؟
كوثر:- الوضع مختلف بالنسبة لنا ، زياد يحبني أنا ويريدني أنا ناهيكِ على أن زواجه بالأخرى فقط تأدية واجب ما إن تثبت نفسها في الدراسة سيطلقها ونعيش براحة
عواطف:- هل تكذبين على نفسكِ يا بنت ، إنها ابنة خاله هل سيفضلكِ عنها ؟
كوثر:- والله نعم ، هو يفضلني عنها وأنا واثقة منه مثل ثقتي بحبي العميق له
عواطف:- آه منكِ يا عنيدة ، ستوقعينني بمشكلة مع أبيكِ هكذا بدلا من أقنعكِ أجدكِ تقنعينني أنتِ
كوثر(أمسكت يديها وبعيون دامعة):- إن لم أتزوجه سأقع في أمر غير مستحب ، أنا أحبه وأريده زوجااااا لي افهميني خالتي عواطف .. يعني أنا أحسبكِ مثل أم لي فاعتبريني ابنتكِ وقفي بجانبي ألا أستحق يعني ؟
عواطف:- تستحقين يا هبلة ثم أصلا أنتِ ابنتي .. لكنني خائفة عليكِ ، خائفة من أن تصطدمي بواقع آخر غير الذي تخيلته
كوثر:- لو أردتِ أحضر زياد لكي يضع كل الضمانات بين يديكِ ، فأنتِ الأمل الوحيد كي يقتنع أبي هو لن يصغي إلا لرأيكِ وقراركِ أنتِ .. ووالله لن يصيبني أي مكروه سأعيش سعيدة مع زياد
عواطف:- وزوجته أين ستعيش ؟
كوثر(وضعت خصلة خلف أذنها):- معنا بنفس البيت
عواطف(سحبت يدها):- لالالا أنتِ هكذا تماديتِ في الجنون ، كيف ستعيشين مع ضرتكِ تحت سقف واحد أتحسبين الأمر سهلا هكذااااا .. يا بنتي الزواج ليس هكذااا ستتعبين ولن تتحملي العيش معها وسوف تخلق المشاكل بينكما أنا واثقة من ذلك ، هي لن تتقبل وأكيد ستفكر بأذيتكِ وساعتها أنتِ ستنهارين ولن تتحملي تلك العيشة وقد تجرفكِ للطلاق لا سمح الله … ساعتها أخبريني أين الحب من كل هذا هاه ؟؟؟؟؟؟؟
كوثر(أعادت مسك يدي عواطف):- لقد حسبت حساب كل هذا وفكرت فيه ، أنا لن أعدل عن قراري حتى لو تزوجته سرااااا …
عواطف(شهقت):- ألهذه الدرجة تعشقينه ؟
كوثر(هزت رأسها ببكاء):- زياد .. ليس رجلا اخترق قلبي وحسب بل هو الذي جعلني أفرح من قلبي ولا أفكر بأنني فتاة ناقصة أمها تخلت عنها وهي في الروضة
عواطف(مسحت عيون كوثر التي جعلتها تتأثر ودفعتها لحضنها):- يا الله أمامنا حرب مع أبيكِ يا بنت تعلمين أن إقناع الشاعر سيتطلب ألف قصيدة وقصيدة
كوثر:- ههه وأعلم أن ملهمة قلبه ستمهد الطريق لأجل ذلك ههه …
عواطف:- لنرى ما قد تجلبه شبكة الحظ هه .. آخ تريد الزواج وهي لا تجيد أي طبخة حتى
كوثر(مسحت دموعها):- أنتِ أحضري الموافقة ولكِ علي سأرابض ببيتكم أسبوعا كاملا قبل الزفاف لكي أتعلم بعض الطبخات اتفقنا ؟
عواطف(داعبت خدها بحب):- اتفقنا يا عمري .. هاه هل كلمتِ صديقتكِ ؟
كوثر:- تلك الصديقة ما عادت صديقة لم تكلمني ولا مرة واحدة منذ سفرها
عواطف:- هه اعذريها أكيد هي ليست في أحلى الأوقات تعلمين يعني
كوثر:- معكِ حق الله معها ….
مديحة(صرخت بتذمر):- يوووه إحداكن تستعجل حكييييييييم أين هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كان جالسا على كرسي الشرفة الحجرية التي لطالما جمعته بذكريات جمة مع عصفورته الصغيرة ، كان يناظر البحر الساكن أمامه بعيون كسيرة مليئة بالغيوم ، خاطره حزين ولا يدري كيف يهدهده إن فرغت منه أصلا أيونات الصبر … ناظرته من شق الباب وهي تضبط فستانها وشعرها لكي تخرج إليه فلم يحادثها منذ ليلة أمس ، حتى على الفطور لم يعطها مجالا لتفتح فمها وسرعان ما تركها وحدها وخرج ليتمشى بشكل طفيف على جنبات البحر ، فقط لكي يزيل بعض الضيق عنه ولا يتعب نفسه وهو ما يزال جريحا جسديا وروحيا … قاطعت وصلة سكونه بجلوسها قربه على الكرسي ضمت يديها فوق ركبتيها المشعتين بالبياض في غمرة تلك الصورة السريالية الممتزجة بينهما ، ناظرها بطرف عينه وهو ينتبه لفستانها البرتقالي الداكن الذي حفر أخاديده على جسمها ، صعودا لشعرها البرتقالي الناري الذي تركته منفردا تتلاعب به الرياح بوقاحة كيفما شاءت ، وصولا لعينيها اللتين كانتا تنطقان بما تخفيه بين صدرها من محبة وعشق لكيانه الممتلئ بغيرها حد الاكتفاء …
لورينا:- هل انقطعت عن الحديث معي ؟
حكيم(فتح فمه بتثاقل ورمش بعينه وهو ينظر للبحر من جديد):- سأغيب اليوم بطوله ، وغدا سآتي في مثل هذا الوقت لأجل السفر
لورينا(لمعت عيناها بفرح):- يعني هل أنت تتكلم بجدية ، هل ستسافر معي ؟
حكيم(نظر للهفتها ونهض متأففا من حاله):- لا تبرحي محلكِ كل الأمور سيجهزها رجالي ، وإن أردتِ أي شيء اطلبي منهم وسيقومون بتلبية كل طلباتك تمام ؟
لورينا(لم تحس بنفسها إلا وهي تحضنه):- كنت أعلم أنك لن تتخلى عني ..
حكيم(تشنج من حضنها وعطرها الغير مألوف والذي كان كتلة جموح اخترقت خياشيمه لتثبت وجودها فرضا):- تمام دعيني أذهب ، كوني عاقلة
لورينا(فركت يديها بسعادة عارمة):- سأنتظرك بشوق …
حكيم(سخر من جملتها وناظر البحر وهو مغادر):- وأنا كل شوقي مات في هذا البحر من حسرته … آخ يا عصفورتي الصغيرة، أه منكِ ومن وجعكِ العميق ..
"في الحقيقة لم أجد حَرفًا يُترجمُ عُمق الوجَع حتى الآه ما عادت كَفيلة بأن تُعطي لرُقعة تلك الأنَّات حَجمَها المُناسِب ، يَعني مع الأسف أصبحنا فِي خبر كان وما عَاد للحُلم فينا سَبيل لمُداعبة القدَر لعله يَشفعُ فينااااا " ….
ارتمى في سيارته وطلب من داغر أخذه للبيت وأمر بأن ينتبهوا لها جيدا كي لا تقدم على فعل أخرق يقحمه في مشاكل ، سيتمم تلك الليلة وغدا يلقي بها في بيتها وينتهي من مشاكلها ، يا عيني عليك يا حكيم صدقا لن تلقي بها في أي مكان فقد تلقي بك هي في هاويتها التي ستجعلك تعيد حساباتك من البداية ……
في تلك اللحظة كانت ابنة عمه تخرج من سيارتها مهرولة نظرت من كل جانب لم تجد أثرا لا لرامز ولا لإياد ، ربما غادرا قالتها وهي تركض صوب مكتبب موظفة الاستقبالات وسألت عنه وقبل أن تتم السؤال وثب من خلفها …
فؤاد:- نور .. ما الذي تفعلينه هنا هل أنتِ بخير أين دينا ؟
نور(عقدت حاجبيها بدون فهم وامتصت شفتيها متراجعة للخلف):- أنت ما الذي تفعله هنا ؟
فؤاد(رمش وهو يبحث عن كذبة):- أ.. همام همام أصيب بانخفاض في ضغطه فأحضرته إلى هنا
نور(عقدت حاجبيها من كذبه):- همام إذن ؟
فؤاد(تحركت حنجرته وتنهد وهو ينظر للبعيد):- انخفض ضغطي ولكن لا تقلقي كله تمام ، هاه سأغادر ولا كأن بي أي شيء
نور(قوست حاجبيها وهي تقترب منه):- ألا تتناول دواءك ؟
فؤاد(عصفت به نظراتها العميقة وفتح فمه مبتلعا غصة حرمانه منها ، يريد أن يرميها في حضنه لو يستطيع فربما امتصت ذلك القهر منه):- أجل ..
نور(تقدمت جانبيا بخطوة):- كاذب أنا لا أثق بك … سأسأل همام أين هوووو ؟؟؟؟
فؤاد(أحنى كتفيه بتعب وأمسك ذراعها):- نور ..
نور(بتوجس من نبرة صوته):- نعم ؟
فؤاد(سحب يده وهو يهز رأسه بملامح متعبة):- لا شيء غادري ..
نور(تابعته بعينها وهو يخرج من هناك وشعرت بأنه يحمل هموم الدنيا على أكتافه لذلك توترت وهي تلحق به على غير هدى):- مهلا ..
فؤاد(توقف بقرب السيارة والتفت إليها):- هل تحتاجين شيئا ؟
نور:- وصلتني أتعابي خاصة عملي بشركتكم ، أنت من فعل هذا ؟
فؤاد:- أنا لم أتصدَّق عليكِ فريق المحاسبة قام بدوره فقط ، وأنتِ تستحقينه أردته كان خيرا لم تريديه لكِ حرية التصرف
نور(هنا ركبها العفريت الذي لا يطيق فؤاد رشوان ههه):- نعم يا بعدي نعم نعممممم ، تتصدق علي وهل تراني هنااااااا قطة شريدة حتى تتصدق عليه ما هذه الجرأة وهذااااا الغرور ، انهض يا سيد فؤاد أنا لست ….
فؤاد(جذبها لحضنه بعناق أخرسها):- شتتت اخرسي…
ارتعشت في محلها وهي تجد نفسها ساكنة في حضن فؤاد رشوان ، يعني أبعد من هذا ما كانت لتتوقع .. ناظرت الناس المارة بينهم وتملصت من حضنه بعد هنيهة حلم أخذتها للسماء السابعة أعادتها في ذاتِ اللحظة ، ناظرت بعدم فهم ذلك الدمع المنحسر في جوفه ، لم تعرف لما خمدت نار غضبها تلك اللحظة ، ولا كيف انصرف العفريت الساكن فيها … وجدت بأنها هادئة على غير العادة فهالة الحزن التي كانت مرتسمة على ملامحه كانت كفيلة لتشرح لها أي معاناة وقعت على عاتقه وجعلته يبدو مكسورا لهذه الدرجة ..
فؤاد(مسح على فكه):- اعذريني نور يعني هذا ليس من حقي ..
نور(كتفت يديها وهي تصطنع الغضب):- أجل ليس من حقك نحن لم نخطب بعد .. احم
فؤاد:- بقيت أيام بسيطة وتصبحين خطيبتي رسميا .. ستصبحين صح أخبريني نور فأنا محتاج لأدنى أمل اللحظة كي يبهج صدري المكلوم صدقيني
نور(تخفي اهتمامها):- ماذا يحصل معك ، وكأنك مهموم
فؤاد(تشبث بيدها):- أخبريني نوووور ؟؟؟
نور(ابتلعت ريقها):- يوم الخطوبة نتحدث دعني أنا مستعجلة الآن ، أتيت فقط لكي أراك
فؤاد(عقد حاجبيه):- ظننتكِ هنا من أجل حكيم ، لكن من أخبركِ بموقعي هذا ؟
نور:- إياد .. ورامز أيضا كانا في معاينة لكتفه المصابة ولمحوك بالقرب
فؤاد(اقتنع تماما بكلامها):- اشتقت لدينا
نور:- ستراها يوم السبت
فؤاد(مط شفتيه وهو ينظر جانبا وانتبه لأحد بدراجته العادية يكاد يصدمها فجذبها بسرعة):- هيييه ألا ترى أمامك يا أعمى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الشاب(لوح له بدون مبالاة):- ههه ..
فؤاد:- أحمق ….
همام(تقدم وهو يرفع سترته على مسدسه باستنفار):- هل ألحق به سيدي ؟
نور:- ههه أكيد لستما جديين ؟
فؤاد(أشار لهمام بالابتعاد):- عودي للبيت
نور:- ألن أعرف ما بك ؟
فؤاد:- وهل يهمكِ الأمر ؟
نور(صغرت فيه عينيها هذا فخ لا محالة):- لا لكن من فضولي بس ، لكن كما ذكرت لك أنا مشغولة حاليا سلامتك إلى اللقاء أو بدون فأنت مغرور متعجرف لا ينفع معك حس الإنسانية
فؤاد(همس من خلفها وهو يراقبها حتى دلفت سيارتها):- آه منكِ يا سهما غادرا اخترق قلبي يا نوري
صفقت باب سيارتها بغضب وانطلقت صوب البيت دون أن تنتظر لحظة هناك فهو لن يخبرها وهي لن تطيل في السؤال بحجة الاهتمام ، حتى لو كان فضولها يغلبها لكن ليس هنالك مشكلة من الانتظار فيوم الحساب قريب قريب جدااااا ….

في قصر حكيم القديم
كانت تنظر إليها بعيون شاخصة وهي تراقب ما تتهامس به تلك الشمطاء رفقة العقرب الأخرى ، تعبت من تجاهلهما لها منذ مجيء كهرمانة ولذلك نهضت لتنضم إليهما وهي تصغر عينيها فيهما
فخرية:- ماذا تقولان منذ الصباح ألم تتعبا ؟
كهرمانة:- دعيها تذهب من هنا لست في مزاج يتقبل هلوسة شيخوختها أختي
سلسبيل:- يعني دعينا يا فخرية لوحدنا ، ما تريدينه لن تصلي إليه فأريحي بالكِ لن تعرفي ما يدور بيننا كي لا تركضي لابنكِ حكيمكِ وتبشرينه بالأخبار
فخرية:- امم يعني هنالك شيء يخصه ؟
كهرمانة(مطت شفتيها بتأفف):- ها قد بدأت الفضول
فخرية(جلست قبالتهما):- ما بكما أنا أعتبر شقيقتكما ؟
سلسبيل:- ونعم الشقيقة ، وأنتِ في أول فرصة تطعنين في ظهرنا أتحسبين أننا لا نعرف مخططاتكِ لأجل التخلص منا ؟؟؟؟
فخرية:- بدون ضغائن ، لنجلس جلسة أخوات شقيقات منذ زمن لم يحدث هذا ألا تشعران بالحنين
كهرمانة(رفعت حاجبها):- الحنين لكِ أنتِ ههه … مستحيييييييل
سلسبيل:- وحياتك مستحيل هههه
فخرية:- ألم أعانقكِ آخر يوم قبل أن تحدث تلك المأساة ، ألم أربت على كتفكِ وأجعلكِ تشعرين بالاطمئنان يا كهرمانة ، كيف تحول قلبكِ لهذا الحجر الكرييييييييييه ؟
كهرمانة(اهتزت حدقتها):- محاولة جيدة لكنني ترفعت عن ذلك الزمن ، أنا سيدة راقية الآن
فخرية:- تبقين من معشر السحرة
كهرمانة:- ولا أملك أي علاقة بهم حتى لو كان ذلك يسري بجسمي ، ولدت هكذا وشاكرة لذلك فلا حاجة لي به كي أصل لما وصلت إليه بمجهودي الشخصي
فخرية:- أو قولي مستعملة سلما بجثث الضحايا
سلسبيل:- هوووه هنا ضربتكِ في الصميم ههه أعطها يا كهرمانة الكرة لكِ ..
كهرمانة: - لا يحق لكِ أن تحاسبيني يا فخرية ، أعلم أنه لا ذنب لكِ فيما حصل ولكنني لست مستعدة للعودة لذلك البؤس فقط لأعايش مشاعر الأخوة معكِ .. اعذريني أملك شقيقة واحدة وهي التي أعادها القدر لأجلي كي تؤنس وحدتي وتكون لي سندا في الشدائد وليس عدوا يحاول القصاص مني منذ سنين
فخرية:- أنتِ تسيرين في سبيل الشر ، ماذا انتظرتِ مني أن أبقى مكتوفة الأيدي وأدعكِ تغوصين في مستنقع القذارة ؟
كهرمانة:- والله لا أحد اشتكى لكِ …
سلسبيل:- أنا أفهم فخرية يا كهرمانة ، هي تحاول أن تكفر عن ذنوبها فينا نحن ولكنها غافلة على أن الزمن لا يعود للوراء بل يتقدم
فخرية:- أنتما تشبهان أمنا لكن أنا … ما زلت أذكر أبي أتتذكرون كيف كان يحبنا ؟
سلسبيل:- ههه أتذكر كيف كان يتركنا بالليالي لأجل زوجته الأخرى
كهرمانة(تذكرت وانتابها الغضب):- فقط أمي هي التي رعتنا وقامت على تربيتنا ، لكن هو لأجل الأخرى نسي بناته
فخرية:-لم ينسانا لقد مرض بمرض مزمن وصعب عليه التنقل من بلدة لبلدة لذلك وافته المنية ببيت المرأة الأخرى
سلسبيل:- والله ألف رحمة ونور عليه ، هذا شيء مضى حتى قبل حدوث تلك الأحداث السوداء ولم نفكر به إطلاقا فلا تحاولي أن تعيدينا قسرا لزمن الذل والمهانة هههه
كهرمانة:- صح أختي أنا أتفق مع سلسبيل ، تلك الأسرة لا تهمنا ثم جيد أنهم ماتوا جميعا وإلا لكنا أعداء الآن ههههه …
سلسبيل:- ما كان اسم أختنا التي ماتت ياه على نسياني ههه ربما قندس أو شيء كهذا
فخرية:- يا للأسف حتى اسم أختكِ المتوفاة لا تذكرينه ؟؟
كهرمانة(غمزت سلسبيل):- عيب عليكِ يا سلسبيل كيف لا تذكرين اسم أختنا كخممم هههههه
سلسبيل(انفجرت معها ساخرة):- سندس كان اسمها سندس ههههههههههههه هاه أرأيتم ما أذكااااااني ؟؟؟
كهرمانة:- آه آه سندس كان شعرها أحمر كالجمر هذا ما أذكره عنها ، لأنها جاءت في عزاء أمي بكل وقاحة هي وزوجة أبي
سلبيل:- كانت في مثل عمركِ يا كهرمانة تقريبا ، أذكر جيدا أنني جذبتها من ذلك الشعر المحترق ههه
كهرمانة:- كنتِ تكرهينها كره العمى ، ومن وقتها لم نرهم وارتحنا منهم
سلسبيل:- وقتها كان سليم بعقلي لذلك أخرجت الجميع منه وحاولت الوصول إليه لكنني فشلت
كهرمانة:- ففف ها هي ستعود للسيرة النتنة ، لقد مات وشبع موتا لو أنا مثلكِ أذهب لقبره وأدنسه بمخلفات القطط فهذا ما يليق بحقير مثله ههه
سلسبيل(زورتها بغضب وضربت الكأس أرضا):- لا تتحدثي عن سليم هكذا ، سأنسى أنكِ شقيقتي أسمعتني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كهرمانة(نهضت):- أنا سيرة آل الراجي تجعلني أقشعر بكره ، لذلك مع السلامة زيارتي انتهت
فخرية:- هههه أين ذهب الحب والوئام بينكما ، يا الله كل منكما أنذل من الأخرى الله لا يوفقكم
سلسبيل(رفعت يدها لتصيبها بصداع ولكن تراجعت لأن كهرمانة أزعجتها):- مرة أخرى لا تذكرينا بكل الأشخاص القذرين الذي عرفناهم في حياتنا ، نحن لسنا معكِ على وفاق فاندفني بغرفتكِ ولا ترينا وجهكِ حين نكون سوية
فخرية(نهضت بتأفف):- تبا لكما معاااا …
كهرمانة(اقتربت من سلسبيل بعد ذهاب فخرية):- لا تنزعجي مني لكن تلك العائلة ، بيني وبينهم ثأر عظيم فلا تلومي كرهي لهم
سلسبيل:- وأنا انفعلت ..
كهرمانة:- عموما قد تأخرت ولكنني أزلت غبني بعد تصرف ميار معي ..
سلسبيل:- اسمعي مني ودعيكِ منه قليلا بعد ويصبح كرتا محروقا لأنه يتعدى على العشيرة السوداء ، وهم سيطلقون حكما ضده إذا ما تمادى أكثر هذا ما فهمته من غضنفر
كهرمانة:- ههه ماذا تعتقدين أن ميار سهل الإيقاع يا بنتي تلك العشيرة وغضنفر يرتجفون منه ارتجافا ، لأنه يمسك على كل واحد فيهم ذلة تبقيه في السجن للأبد وإن لم يكن السجن تجلب حتفه .. ولهذا هم يضعون له ألف حساب وحساب ناهيكِ عن ذكائه الذي يجعله يتملص من أي مصيبة …
سلسبيل:- إلى متى سيسعه المقاومة أكيد سيأتي يوم ونجد ثغرة للإيقاع به
كهرمانة:- حتى لو كان قد طردني لكنه ابن الرجل الذي آواني وحماني في وقت حاجتي ، لن أنسى فضل عامر علي وميار حتى لو تغيرت تصرفاته وأصح أكثر جلادة معي إلا أنه يبقى الولد الذي رعيته وربيته طوال سنين
سلسبيل(شعرت بتأثرها الشديد):- انسي ما قلته ودعيني الآن أشعر بالتعب
كهرمانة:- نلتقي يا أختي …
افترقتا وكل ذهبت في حال سبيلها ، في حين كانت فخرية تمارس السحر مجددا لعلها تنتقم من سلسبيل وتجعلها تكن عن شرورها التي تنوي أذية الغير بها لوقت مديد …. كره كهرمانة لحالة ميار مؤخرا جعلتها تشعر بأنه ينبذها بل يقصيها بعيدا عنه ، وهذا ما جعلها تشعر بالخذلان وعليه أيضا قررت أن تكون عونا لغضنفر في حدود لا تمس فيها ميار بسوء ، وطبعا لم تعرف أن اتفاق سلسبيل مع غضنفر ينبني على الغدر وقت الحاجة .. ما يعني أنها ستوقع نفسها في شركهما دون أن تشعر فكلاهما لا يعرفان للهدنة طريق ، فقط الدم هو الذي يجعلهما ممتنين من وقع الحدث ….. مع الأسف حين يلتقي الشر بالشر تصبح قوته أكثر من قوة الخير لكن يأتي يوم وتتغير فيه الموازين ، فأبداااا لم نسمع عن شر لم تقتص منه يد الخير وتبتره من أساسه …
في تلك الأثناء
كانت تخرج من غرفة الفحص وهي مرتدية ثوب المرضى ، شعرت بحكة في ذراعها حيث كان هنالك ملصق وضعوه بعد أن سحبوا منها الدم الكافي لإجراء التحليلات … نفثت شعرها وهي تتقدم صوبه بتذمر وشعورها بالبرد جعلها تتقوقع حول نفسها فوق الكرسي ..
ميار(بأسى على حالها):- هل تشعرين بالبرد ؟
جوزيت(هزت رأسها دون كلام وهي تحك الملصق):- ..لآرد
ميار(نظر حوله وانتبه لغطاء على طاولة الأغراض أحضره ووضعه على كتفيها):- هذا سيكون جيدا لكِ ..
جوزيت(رفعت عينيها الدامعة إليه وأمسكت يده):- لا تبتعد عني ..
ميار(جمع حافتي الغطاء عند صدرها وطبطب على يدها):- أمسكي هذا ، سأحاول أن أفهم متى تنتهي هذه الفحوصات شكلكِ قد تعبتِ ؟
جوزيت(مطت شفتيها بأسف):- كثيرا ..
ميار(لامس فكها بحزن يحاول إخفاءه):- حسن يا بطلتي أنتِ تبلين جيدا ، كلها دقائق ونغادر للعرين وستكون إيزابيل قد جهزت لكِ ما تحبين من أطعمة أخبرتها بقائمتكِ التي لا تنتهي هه ، وجعلتها تبتاع التفاح الأخضر لأجلك تمام ؟
جوزيت(أغمضت عينيها وهي تتحسس حنان يده):- لا تخف علي .. أنا فقط أشعر بالتعب لكنني متعودة على هذه الفحوصات يعني منذ سنين خضعت لها وكانت ناريانا رفقتي ، وأثناء رحيلي من البلدة تأزمت حالتي وقام غضنفر بإسعافي طبعا خدمة لمصالحه وليس شفقة ..
ميار(ابيضت مفاصل يده الأخرى وهو يصغي لها مقهورا وخرج مسرعا):- أنا عائد …
خرج منزعجا ووقف خارجا بالرواق متكئا على الحائط وهو يغالب حسرته ووجعه ، متمنيا لو كان هو محلها ولا يراها تتعذب هكذا بشكل طفولي رقَّ قلبه عطفا لأجلها ، لقد هزته بهالتها الحزينة ، ناظرها من النافذة وانتبه لحضور الطبيب بملفات إشعاعية وأوراق عدة فاستوقفه لسؤاله
ميار:- ما الأخبار ؟
الطبيب:- الحمدلله الوضع لا يستدعي أبدا إجراء عملية
ميار(بفرح لمعت عيناه):- أتتكلم بصدق ، طيب ماذا الذي تعاني منه بدقة لو سمحت ؟
الطبيب:- القوانين واضحة لا إجهاد لا إرهاق مضاعف .. يجب أن تبقى مستريحة طوال الوقت حتى لو تحركت لا يجب أن تكون حركة سريعة ترهق خفقات قلبها .. رافقني لمكتبي وسأشرح لك بوضوح
ميار(دخل معه لمكتبه بلهفة وجلس على الكرسي):- تفضل
الطبيب:- مرضى القلب أدنى مجهود صعب عليهم يجعل قلبهم يخفق بقوة ، وهذا يسبب اختناقا لهم وأحيانا إغماء نتيجة عدم تسرب الأوكسجين اللازم لشرايين القلب ومن هذا القبيل.. وهذا يتطلب الرفق بأصحابه حسبما فهمت فهي زوجتك لذلك حتى أثناء تواجدكما في السرير لا يجب أن ترهقها كثيرا يعني لا أستطيع التدقيق هنا لكن الرفق في حالتها يكون حميدا … هنالك أمر آخر علي أن أخبرك به
ميار(بتوجس):- لما أشعر أنه أمر غير مستحب ؟
الطبيب(بأسف):- حالة السيدة جوزيت .. لا تتحمل الإنجاب وهذا يعني أنه لا يجب أن تحمل بطفل لأنك ستضطر للاختيار إما يعيش الطفل أو أمه
ميار(تشنج من سماعه بذلك وخفق قلبه بأسف):- ولكنه تحلم كل يوم بطفل كيف يمكنني أن أوقفها عن ذلك ، ثم ثم هي امرأة من حقها أن تشاء ذلك والطب تقدم يعني يمكننا أن نحققه لها ونضعها تحت الرعاية اللازمة ولو تطلب ذلك إدخالها للمشفى 9 أشهر أنا موافق وسأثبت بجوارها إلى أن تلد
الطبيب:- سيد ميار .. وضع قلبها لن يصمد أثناء الولادة حتى لو فرضنا أننا سنقوم بولادة قيصرية نحن لا نجزم ما إذا كانت ستتخطاها أم لا
ميار:- هفف أليس هنالك حل آخر ؟
الطبيب:- يفضل أن تراعي هذا وتنتبه جيدا له ، السيدة جوزيت لا يمكنها الإنجاب حفاظا على صحة مريضتي أصدقك القول ..
ميار(زفر عميقا):- مبكر جدا الحديث في هذا الأمر ، غدا سوف نغادر البلد وسنتواصل من روما سوف آخذها لصديقك الذي نصحتني به وسنرى ما قد يضيف تمام ؟
الطبيب:- تمام ودعها تتناول الأدوية بانتظام كي لا ينتكس وضعها ، شفاها الله لك
ميار:- هل يمكننا المغادرة الآن ؟
الطبيب(بأسف على حالهم):- يمكنكم ذلك
شكره ميار بهدوء وهو يبتلع غصة بقلبه وصدره من جهة خائف عليها ، ومن جهة أخرى محطم لأجلها فهي روحها في طفل وتظل تتحدث عنهم كيف سيجعلها تقتنع أن الحياة لن تهديها هذاااا ، كيف زفر عميقا وهو يقف عند بابها ورسم ابتسامة بجهد جهيد على ثغره ودخل إليها ..
ميار:- جوزتي حان وقت الذهاب ، دعيني أساعدكِ لترتدي ثيابكِ ..
جوزيت(ظلت ساكنة على الكرسي فملامحها كانت مرهقة جدا):- كم سحبوا مني ، أشعر أن كل دمائي غادرت هذا الجسم
ميار(رفع الغطاء عنها وفتح أزرار قميص المرضى خاصتها بهدوء ورفق):- لا تتذمري هو لتر واحد فقط هه
جوزيت(تتفاعل مع حركته):- لتر واحد يعني خلاص سأموت بسبب نقص في الدماء هههه
ميار(توقف عن فتح أزرار ظهرها ونظر إليها):- لا تذكري الموت على فمكِ مجددا ؟؟
جوزيت(نظرت للمعة عينه وفاجأته بقبلة على شفتيه):- أحبك
ميار(حرك رأسه بدون فائدة وتابع إزالته):- لو تساعديني ألن يكون ذلك مفيدا ؟؟؟
جوزيت(ارتخت قواها بالفعل فقد كانت تعاني من فشل رهيب):- أطرافي ثقيلة علي ..
ميار(بقلق مسح على شعرها وأنزل القميص قليلا وألبسها فستانها):- لا عليكِ ببطء سألبسكِ إياه
كانت تنظر إليه وهو حريص بشكل حميمي على ألا يتعبها أو يزعجها أثناء تلبسيه لها ، لم تخجل منه مطلقا ولا لحظة جعلها تقف وأسقط قميص المرضى أرضا .. بل دفعها لصدره وألبسها الفستان منزلا إياد على قوامها برفق شديد وفي كل لمسة كان يعلم أنها مشدوهة فيها وفيه ، دفؤه كان قاتلا بالنسبة لها لذلك كانت تنساب معه في كل حركة يتحركها إلى أن وصلت لمرحلة يرفع فيها سلسال الفستان ..
جوزيت(وضعت يديها على صدره وهي تنظر إليه بتعب):- مياري ..
ميار(نظر لجوع عينيها وحرك رأسه بدون فائدة):- لن تتغيري …
رفع السلسال بهدوء بعد أن أسند رأسها على كتفه وجعلها بحضنه كطفلة رقيقة تنام في حضن أبيها ، وبالفعل تثاءبت ونامت وهي ترمي بكتفها بفشل على كتفه ، رأف لحالها لحظتها وهو ينظر إليها مرخية العضلات وهذا ما جعله يضعها على الكرسي برفق وينحني ليلبسها كعبها واحدا بواحد وهو يتأمل سكون نومها الطفولي الدافئ ، كانت تبدو مميزة في ذلك التعب وكأنها تنادي كل مشاعره لكي تضمها لصدره وتجعلها مستكينة بين ذراعيه .. أزال سترته الخفيفة ووضعها على كتفيها وأمسك بحقيبتها ووضعها بحجرها قبل أن يرفعها بين يديه وهو يحملها مغادرا بها تلك الغرفة … شعرت به وابتسمت وقبلت خده قبل أن تعانق عنقه وتنام الآن براحة أكبر …. لم تستيقظ عليها إلا وهي بالفراش تنظر إليه وهو يزيل كعبها ..
جوزيت:- هل وصلنا للبيت ؟
ميار(أبعد عنها السترة وغطاها بالغطاء):- نحن بالبيت ، سوف أطلب من إيزابيل أن تحضر لكِ الأكل هنا وسأطعمكِ بنفسي
جوزيت(بدموع ناظرته):- تعال بجانبي
ميار(عض شفته بحزن صعب عليه مكابدته):- سآتي حبيبتي ولكن بعد أن تتناولي الطعام ، هذا مهم كي تأخذي أدويتكِ ماشي ؟
جوزيت(ابتسمت ببلاهة):- حبيبتك أنا ههه هل قلت حبيبتي ؟
ميار(انتبه أنه فعلا قالها من خوفه وأغمض عينيه):- لا تطيلي شكلكِ تتدللين أنا عائد لكِ ..
جوزيت:- ألن نذهب لبيت الراجي مساء ؟
ميار(توجه ليغادر الغرفة):- أنتِ متعبة خروج من هنا لا يوجد ، انسي الأمر .. حكيم وسنراه بروما يعني لا داعي لذلك ..
جوزيت:- مؤسف أردت رؤية جدتي نبيلة يلا لا نصيب
ميار(حرك رأسه بدون فائدة فيها):- يا عيني قمة الولاء… أنا قادم …
جوزيت(مسحت على مكانه بجوارها):- وأنا بانتظاااااارك
ميار(ضحك وهو يخرج مبتلعا ريقه وبأسى هتف):- كيف تعودين لحياتي لكي تربكي حياتي يا أجن امرأة عرفتها في حياااااتي هااااه ؟؟ …
حرك رأسه وهو يطارد أفكاره التي باتت رهينة في قفص جوزيت مؤخرا ، وزادت حالتها المرضية تأثيرا على نفسيته بحيث كان باديا الخوف عليه ، نزل للأسفل ووجد جمانة تلتقط صورا بهاتفها الجديد والذي أحضره لها كبداية تحفيزية لأجل الدراسة ، طبعا لم تتنازل عن هذه الفكرة وأقنعته بها لذلك طلب لأجلها هاتفا ذكيا آخر صيحة لعلها ترضى …
جمانة(انتبهت له وصورته وهو نازل من الدرج):- ميار ميار ميار التقطت لك صورة ، يا رجل كل جانب من جوانب قصرك تحفة أثرية لقد التقطت صورة لكل شيء فيه هههه عدا غرفتك ومكتبك طبعا وورشة عملك لأنها مغلقة
ميار:- يا إلهي هل عرفتِ أيضا بهذا فعلا أنتِ داهية ، أين أمك ؟
جمانة:- بالأسفل تنهي ما تبقى من أطباق
ميار:- وأنتِ هنا تلتقطين الصور ، هيا ضعي ذلك الهاتف جانبا وانزلي ساعديها فورا سنأخذ الطعام لجوزيت فوق هي متعبة قليلا
جمانة(وضعت الهاتف بجيبها سريعا سريعا وركضت إليه متأبطة ذراعه قبل نزوله):- سؤال وإن كان فيه أي شبهة لا تجبني ..
ميار:- آه أنا الذي يعرف تفكير المراهقات مثلكِ ، ولكي أريح بالكِ أجل يهمني أمر جوزيت كثيرا وميرنا بالنسبة لي كانت .. أو ما زالت شخصا أهتم لأمره
جمانة:- كيف عرفت بسؤالي قبل أن أنطقه أنت خطير ، لكن لم أفهم كيف تهتم لامرأتين متشابهتين كأنهما توأم يعني لولا اختلاف لون الشعر وتفاصيل الوجه والجسم لكانتا نسخة طبق الأصل
ميار(توقف في الدرج وزفر عميقا):- جوزيت كانت حبي الأول وحدث وأن افترقنا طوال هذه السنوات ، وحين عادت مؤخرا كنت قد تعلقت بميرنا ما يعني أنني واقع بأزمة مشاعر ولا تسألي أكثر أساسا لا أحد سيسمع مني هذا غيركِ ولذلك تكتمي عليه
جمانة:- لا تقلق أنا أحبك وأهتم لأمرك ولن أخبر أحدا حتى ماما …
ميار(جذبها من شعرها وأكمل النزول)- جيد هيا سارعي وإلا سلبتكِ الهاتف
جمانة(ركضت قبله):- لالالا إلا هاتفي هههه لقد وقعت في غرامه أنا
إيزابيل:- آه يا بنت كل شيء تقعين بغرامه إلا المطبخ
جمانة(بتذمر أشارت له):- المطبخ هو الذي يقع بغرامي ماما ولست أنا
إيزابيل(مدت لها صينية كي تضع فيها الأطباق):- إذن صبي ما يلزم يا بنت وكفاكِ ثرثرة، سيد ميار هل تأمر بشيء آخر ؟
ميار(نظر لطبق الفواكه ولكن لم يوجد تفاح أخضر):- أين ما طلبته ؟
إيزابيل:- عذرا لم أجده بالسوق المجاور يعني لم أشأ التأخر لذلك أحضرت بدلا عنه الأحمر ، ألا تحبه كنت تتناوله بالبيت الجبلي ؟
ميار:- إنه لأجل جوزيت ، تمام سأحل الموضوع تابعا عملكما …
خرج من هناك مباشرة ليحادث رجاله الذين هزوا أكتافهم بقلة حيرة ، نظر حوله بأسف وتذكر شيئا جعل عينه تلمع أخذ دراجته النارية من المستودع الخاص به وخرج بها خفية من البوابة الخلفية لقصره والتي كان هنالك حاجز من الأشجار والنباتات الفارعة يغطيها … غادر منها وامتد بدراجته لمدة 9 دقائق تقريبا إلى أن أوقف المحرك وهو يلهث مترجلا منها …
نعيم(رمى منجله أرضا ولوح له):- أوووه ميار نجيب عاش من شافك يا ولد ؟
ميار:- عم نعيم .. أحتاج لشجرة التفاح خاصتك ضروري …
نعيم(ضحك وتقدم إليه وربت على كتفه):- ألمس لمعة فرح بعيونك خيرا يا بني ؟
ميار:- هه يعني هناك شخص أهتم لأمره يحب التفاح الأخضر ، ومن حظي أن جاري العجوز يملك منه الكثير
نعيم(نظر لحقله وأشار له):- إنها طازجة دعني أعطيك ما في المستودع فهي جاهزة للأكل
ميار:- ألن تأخذ بعض المال قيمة لها ؟
نعيم(تقدم صوب مخزنه وهو ينفض يديه في سترته):- وهل يحدث هذا بين الجيران ههه ثم لا أحد يعلم أن بوابة قصرك السرية تطل على مزرعتي سوى أنا وأنت ..
ميار:- هذا من حسن حظي
نعيم(أعطاه صندوقا كاملا منه):- خذ .. أمسكه عني
ميار:- مر زمن طويل لم أساعدك هنا في المخزن ، اعذرني لكن طرأت أشياء كثيرة جعلتني أبتعد
نعيم(نظر إليه بإمعان):- حافظ لي على هذه اللمعة التي بعينيك وهكذا سأحس بأنك بخير …
ميار:- أنت جار حقيقي
نعيم:- هه بعض مما نستطيعه يا بني … وفقك الله ..
وضع ميار الصندوق أمامه وركب بدراجته النارية وعاد بها للقصر وفاجأهم بصندوق كامل ، من أين أتى لا أحد سيعلم طبعا وهنا كانت بهجة جوزيت عظيمة به أكثر من الطعام حتى … وهذا ما جعله يبتسم لرؤيتها سعيدة بذلك الشكل ….

في بيت الراجي
وصلت شيماء ونهال أخيرا للبيت بعد قضاء أول يوم امتحانات لهما ، وأكيد كانتا حديث الساعة قامت عفاف باستجوابهما عن كل سؤال اندرج بالواجب ، ومن فرط تعبهما قامتا بالإجابة سريعا سريعا شفهيا فقط لترحمهما وتجعلهما يتناولان الطعام الذي لم يلمسه أحد إلى أن دلف حكيم للبيت …
نهال:- جيد أن عمو حكيم أتى لكي يرحمنا من الاستجواب المضني ، سلامتك عموووو
حكيم(عانقها بهدوء):- أهلا روحي ..
عفاف:- على مهلكِ يا بنت عمكِ لا يستطيع معانقتكِ لأنه مصاب
نهال:- أعرف ماما هل تحسبينني طفلة
حكيم(لامس أنفها):- وأحلى طفلة .. شيماء كيف كان الامتحان ؟
شيماء(سلمت عليه من وجهه بحرارة):- هيييه لا تسأل نحن نرتجف من وقتها لكن لا تقلق خالو نحن سنشرفك بأعلى الدرجات
حكيم:- اممم متوقع من بنات الراجي المتفوقات …
مديحة(خرجت بمبخرة وأخذت تلفها قربه):- ابتعدوا ابتعدوا دعوني أرقي حبيبي من عين الحساد
حكيم(سعل من رائحة البخور):- ستخنقينني يا أمي حرام عليكِ
مديحة:- اخرس ولا حرف ، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق .. أعوذ كلمات الله التامات من شر ما خلق
حكيم:- طيب أمي أنتِ تخنقينني بصدق ..
عواطف:- ارحمي الولد يخرب هبلك يا مديحة .. تعال تعال لأنقذك يا روحي ..
رامز(خرج من المطبخ وفمه ممتلئ):- هللو يا صاح سمعت بأنك غادرت المشفى ، أنظر لنتفق هذه المأدبة على شرفي فأنا من أنقذك وقام بتلقي الرصاصة عنك و
إياد(ضربه لرأسه بالوسادة فأخرسه):- سلامتك حكيم .. هه عذرا لن يصمت إلا بهذه الطريقة
كوثر(توجهت إليه وسلمت عليه):- ألف الحمدلله على سلامتك
دعاء:- نورت البيت أخي الحبيب
حكيم(عانق دعاء وصافح كوثر):- شكرا لكم جميعا لحضوركم …
نبيلة:- ولد … تعال أنا بالصالون وأنتم خذوا مواقعكم على طاولة الأكل كلمتين ونلحق بكم
حكيم:- الأخبار السرية من أولها أبشري يا ست نبيلة
مديحة:- أمي لا ترهقيه إنه متعب
حكيم((قبل رأسها):- جدتي الحبيبة
نبيلة(نشت مديحة بعصاها والتي تذمرت وهي تدمدم تحت فمها):- أريد أن أسألك عن شيء ما بيني وبينك ولا تدع أحدا يعرفه
حكيم:- ما هو جدتي أقلقتني ؟
نبيلة:- جوزيت أخبرتني أنها ستأتي للبيت اليوم ولكن لا أعلم كيف سأدبر الموضوع دون أن تشعر جماعة الإف بي آي خاصتنا
حكيم:- ههه الإفبيآي جدتي تقدمتِ هاه .
نبيلة:- ولد أتحسبني جاهلة هنا ، جدتك حكيمة وإلا لما أسميتك حكيما يا فلذة كبدي
حكيم:- ههه أيوة الآن عرفنا من أين استنبطنا الاسم القدير ، سلمتِ لنا سلطانة نبيلة
نبيلة:- لم تجبني ؟
حكيم:- مؤسف لن يحضروا ، أقصد لن تأتي لأنها مسافرة يعني فترة زمنية وتعود .. وسأكون معها
نبيلة:- هل ستسااااااااافر ؟؟؟
مديحة(سمعتهم):- يسافر ؟؟؟؟
عواطف:- ماذاااا ؟؟؟؟
إخلاص:- من الذي سيسااااااااافر ؟؟؟؟؟
حكيم(نظر لعيونهم المحيطة به من كل اتجاه):- حضرتي ….
طبعا انقلب ذلك الغذاء لنواح وتذمر من قبل سيدات البيت ، لكن بصعوبة استطاع إقناعهم أنه من الضروري سفره وذلك لأجل العمل .. طبعا ساعات حتى تمكن من إخراسهم بجملة واحدة ، أنا ذاهب إلى ميرنا .. هنا خرسوا جميعا وأتمموا طعامهم بهدوء تام في حين كان إياد ورامز يتهامسان ..
رامز:- أقطع ذراعي إن لم يكن شوقه لميرنا هو الذي يأخذه بهذه الطريقة
إياد:- لا يا فهمان جوزيت وميار ذاهبان أيضا يعني أتوقع حسب معلوماتي الضئيلة ، أن بداية الحرب العالمية الثالثة إن شاء الله ستبدأ بروما مع اجتماع هاته النخبة الكريمة
رامز:- ههه تعال نقوم بفعل مجنون ونلحق بهم لنتفرج
إياد:- أنت تبيع نفسك لأجل الفرجة ، اخرس وكل كل لعلك تعفيني بصمتك …
كوثر(رن هاتفها واستأذنت بخدود محمرة فغمزتها دعاء):- عائدة لكم …
عواطف:- قولي للمتصل أن ينضم لنا لو كان بالجوار ..
كوثر:- هه لا هو بموقع العمل يا خسارة خالتو …
مديحة:- لا بأس الجايات أكثر ، ها يا حكيم متى ستسافر كي أجهز حقيبتك ؟
حكيم:- لا داعي سأقوم بذلك بنفسي .. وسفري غدا عند الظهيرة
عواطف:- أليس مبكرا جدا يعني إصابتك ؟؟
حكيم:- قمت بسؤال الطبيب وأخبرني أنه لا ضرر من سفري ، يعني كل شيء تمام .. صدقا أشكركم على هذه الجمعة اللطيفة لكنني شبعت سأستأذن منكم لأرتاح بغرفتي قليلا
نور(نطقت أخيرا):- سأرافقك ..
حكيم:- لا داعي أكملي طعامكِ
دينا:- ماما قطعي لي برتقالة
نور(ابتلعت غصتها الخفية في جوفها واستكانت مثلما كانت):- ماشي ..
ترك الجميع في حديث متواصل وانسحب للأعلى وهو يتقدم بخطوات وهنة إلى المكان الذي يذكره بتلك الغائبة عن قلبه وكيانه ، لم يتبقى سوى القليل ويراها لا يدري كيف سيقاوم رغبته في عناقها ، ولا كيف سيتحمل نظراتها هي ووائل أكيد سيكون موت قلبه على يديهما … وجد نفسه يفتح باب غرفتها وينظر لكل أغراضها واحدا واحدا ، آه يا ميرنا يا ذات الطباع الشرسة .. قالها وهو يضطجع على سريرها بتعب ممسكا بوسادتها التي تحمل من عطرها الشيء الكثير …

في اليوم التالي …
ودعهم على مضض وقلبه يحمل ألف غصة وغصة ، لم تنس مديحة أن تصب خلفه كوب ماء مع الكثير الكثير من الدموع كأنها لن تراه مرة أخرى ، كيف لا تقلق وهو ذاهب بحالته الصحية التي جاهد بشأنها كي لا يبدو بأنه متعب ويجد مشكلة معهم أكثر مما قلبه يحمل من مشاكل وهموم فاضت بعروقه …. همس لطلال أن يأخذه للقصر مباشرة كي يأخذ بضعة أغراض له من هناك ، وبالأمارة يسلم على فخرية وشاهيناز اللتين كانت كل واحدة فيهما في جانب إلى أن سمعا بوصوله وتوجهتا إلى الصالون لأجل استقباله …
فخرية:- حكييييييييم حبيبي كيف حالك طلبت منهم إحضاري للمشفى لكن طلال رفض
طلال:- ها هي ستبدأ بالتذمر ، ذلك ما كان يلزم ست فخرية .. روحي كيف حالكِ ؟
شاهيناز(تجاوزته وتوجهت إلى حكيم):- هل تتألم ؟
حكيم(هز رأسه وهو يعانق فخرية):- لاء …
فخرية(مطت شفتيها):- أخبرنا طلال بسفرك لو تؤجله قليلا و ..
حكيم:- أتيت فقط لأنني أردت توديعكم وأخذ بعض الأشياء ، طلال ..
طلال(أشار لهما):- خذ راحتك ..
شاهيناز(تابعته):- لما يبدو حزينا ؟
فخرية(بطعنة في صدرها همست):- لأنه فارق المحبوب …
لحقته دون أن تستمع لرفض طلال بل وجدت أنه من واجبها أن تحس به وتطبطب عليه لأنها تعلم علم اليقين ، أن أمه بنفسها لن تشعر به في مثل هذه الأثناء ولا أحد سيفهمه سوى فخرية التي صعدت ووجدته في مكتبه حيث أخرج كتابه من درج مكتبه وجلس ليكتب فيه ..
"أين مُفرَداتِي العَقيمة لقد فرَّت مِني نحو بلاد الخَرَف ، كيفَ سَأبسُط يدَاي وأصَافحكِ بعد غِياب ، رُبما تجدِينني أخرَقا لمَّا ترمُقين رَقرقة الدَّمع فِي عيني ؛ لكنَّ الشَّوق إليكِ بَات سِكينا يَطعنُ هذا القلب المَجبول على عِشق عَذابك .. يا عُصفورتي الصَّغيرة يا مُحاولتي الفاشِلة لاحتضَان بَسمتكِ الفاجرة دُليني على طريقةٍ ألامسُ فيها ثغركِ الشَّهي دُونما مُلامَسة فالوجعُ بعيني صَار دينًا كبيرًا يَجدرً بي دَفع أقساطهِ لجبهةِ الأحزان فهي لا يكفيها السَّدادُ إلا بَعد مًطاردتي وأحلامِي اليتيمة ، تعبتُ وأنا ألاحقُ بوادرَ الفرحِ معكِ لكن ما وجدتُ سوى البُؤس يسقيني من كاساتهِ حدَّ الثمالة ، وما زال النبضُ مُشرَّدا بحمالةِ الآلام ويعزفُ على الطرقاتِ لحنَ الاحتضاااااار ما بين نظراتكِ والهمس" ....
لم تقتحم خلوته لحظتها بل انتظرت دقيقة بعد دقيقة إلى أن أتمم النصف ساعة ورفع رأسه ليعيد الكتاب لمحله ويغلقه بالمفتاح ويرتدي قلادته ليبقى ذلك قريبا في صدره قريبا لشغاف روحه أيضا … لامس بشرود عصفورا خشبيا كان قريبا منه ورفع رأسه متأوها بحزن وهنا نظر لفخرية التي دلفت وقتها …
حكيم:- فخرية ..
فخرية(بدموع اقتربت منه دون حرف وعانقت رأسه في حضنها):- أعلم ما يؤلمك يا حبيبي ، لكنك فعلت الصح لقد تركتها حرة واجتنبت طريق الدم …
حكيم(تشنج من معرفتها لكنه شعر بالارتياح):- فؤادي مجروح..
فخرية(ضمته بقوة إليها):- مصير الجرح يطيب يا ولدي ..
حكيم:- كيف سيطيب وأنا سأراها اليوم هاااه أخبريني ؟
فخرية:- لو تسمع مني دعك من هذا السفر الذي لن يجلب لك سوى الوجع
حكيم(هز رأسه إليها وربت على يدها):- لا بأس تعودت على هذا الإحساس ، المهم أخبريني هل تحتاجين شيئا قولي لأنني لا أدري كم ستطول سفرتي هذه المرة ؟
فخرية:- لا أريد سوى سلامتك
حكيم:- جيد لأن طلال سيبقى رفقتكم طبعا وسيراعي طلباتكم ، وحين تشتاقين لي دعيه يصلني بكِ تمام أعلم أنكِ سرعان ما تشعرين بافتقادي
فخرية(ناظرته بعمق وابيضت عيناها قليلا لتعود كما كانت):- حكيم … سفرتك هذه ستسلب منك روحا وتهديك روحا أخرى … إنها سفرة خير
حكيم(سخر بغبن):- لا واضح ههه
فخرية(ابتسمت مما رأته):- حكييييم كما تسمع .. سوف تجد نصفك هناك
حكيم:- أظن أن نصفي هي ميرنا ومؤكد سأجدها هناك مع غيري
فخرية(لم تطل الحديث كي تتحقق الرؤيا):- سأدعك لوحدك وأودعك بالأسفل
حكيم:- أوك .. هه نصفي الثاني يا سلام وميرنا ماذا تكون إذن ؟؟؟؟؟ …
أنا أكون أخاااااك ومن حقي توديعك بالمطار يعني ألن أحس بذلك الشعور حين أوصلك وأودعك مثل البشر أفففف..
جوزيت:- استلم لعلمك أنت من تسبب له في هذا الدلال ، قلت لك دعني أضعه بعهدة عنبر ساعتين فقط وسيطبق فمه
إياد:- من عنبر ؟؟؟
ميار(وضع الحقيبة بالسيارة):- حارسها الشخصي وقبل سؤالك إياد اسمح لي أن أسألها أنا ، ما كل هذه الحقائب ثم متى جمعتِ كل هذه الثياب ؟
جوزيت:- النت مفيد عن بعد طلبت وهم أحضروا لي في الحين واللحظة ما أردت
ميار: يا روحي … هفف هيا هيا لن نطيل لحظات الوداع فأنا أمقتها إياد انتبه لنفسك سنبقى على تواصل كما اتفقنا
إياد:- لا حضن ولا وصايا ولا إحساس بالأخوة بئسا لك
ميار(دفعه بقوة لحضنه واعتصره حتى آلم ضلوعه):- هكذا أفضل ؟؟؟
إياد:- هممم يعني مش ولابد هههه
جوزيت(لوحت له ليحضنها):- تعال تعال لنبع الحنان خاصتك يا روحي سأشتاق إليك ، هاه لا تشاغب هنا أو هناك ورقيتك تلك زرها في بيتها لا تقم بدعوتها لبيتك الشيطان شاطر
ميار:-وصديقك رامز دعه معك هذه الفترة يعني زورا بعضكما بكثرة ، هذا سيؤنس وحدتك ولا يعطي فرصة لأحد أن ينفرد بك على العموم قد وضعت حراسة مشددة لتقوم بحراستك وحراسة بيت الراجي ، لن يحدث أي مكروه إن شاء الله كله تحت السيطرة
جوزيت:- آه ولا تنسى الأكل على النار فتتسبب بحريق ، ولا تسرع بالسيارة و
إياد:- واااع لما تشعرونني وكأنني طفل 29 سنة ألا تكفي لتحمل المسؤولية ؟
ميار(أقفل جيب السيارة):- في نظرنا لا تكفي ، وستبقى صغيرا بالنسبة لنا حتى لو زوجناك
جوزيت(عانقته مجددا بحب):- نحن نحبك يا شقي لذلك انتبه على روحك لأجلنا ماشي
إياد(عانقها ومد يده ليعانق ميار في عناق ثلاثي):- دوما دعونا هكذا نعانق بعضنا ، فهذه الطريقة الوحيدة التي تجعلني أثق بأنكما ستعودان …
ميار(نظر لجوزيت وتأوه وهو يضمه بدفء):- سنعود يا أحمق ، ما هذا التشاؤم هيا اركبي ..الطائرة ستفوتنا ما إن نصل سنكلمك وسيوصلك الرجال لبيتك تمام
إياد:- فقط اهتم بنفسك يكفي تفكيرا بالآخرين ، لقد تعودت على عالمك يا أخي الحبيب
ميار(ركب بالمقدمة وغمزه):- ههه طيب لن أضيف حرفا .. سلام
جوزيت(ركبت وأخذت تقبله قبلات في الهواء من نافذتها):- باي باي إيااااااادي …
إياد:- بلغا سلامي لميرنا همم ؟
حولت جوزيت عينيها لحظتها بامتعاض ولوحت له وبعدها جلست بشكل جيد ، بينما ميار ركب بسكون ها قد وطأ على الوتر الحساس الذي يحاول غض البصر عنه منذ بدأ بجمع أغراضه في حقيبته برجفة لا يدري سرها ..انطلقا من هناك على وداع إياد لهما والذي نظر للعرين من حوله ووجد جمانة تركض لتصب كوب ماء خلفهما
إياد:- آخ تركت هذه العادة ببيت الراجي لأجدها هنا …صبي يختي صبي
جمانة:- لقد وعدتني أن تساعدني بأول درس لي ، ستفي بوعدك صح ؟
إياد:- هل أمكِ تعد الحلوى الباردة كما طلبت منها ؟
جمانة:- وبنكهة الفريز أيضا ههه
إياد:- إذن هيا لندرس لكن بعيدا عن تلك الفهود فأكيد حين تحس برحيل صاحبها ستتوحش
جمانة(قفزت بمرح):- أصبحت صديقة لهم لا تقلق أنا سأحميك
إياد(دفعها للأمام):- حميتِ نفسكِ لتحميني أنا …ادخلي ادخلي ..
بعد مدة في المطار
كان يدفع بعربة الحقائب وهو يرتدي نظاراته الشمسية بينما كانت هي تسير بقربه وهي ترتدي أيضا قبعة ونظارات شمسية بفستانها الكستنائي الضيق ، أما هو فقد كان ببنطلون أبيض وقميص في اللون الأبيض ويضع على كتفيه سترة خفيفة في اللون البني البارد مناسبة لما يرتديه .. وصلا إلى دورة التفتيش ووضعا الحقائب كي يتم فحصها الروتيني بينما قدما جوازي سفرهما وما يلزم ليتم الطبع ، أمضوا مدة حتى انتهت الإجراءات وصعدا للطائرة ولحظتها …
ميار:- أتريدين الجلوس بجانب النافذة ؟
جوزيت:- يس لكن ربما يرفضون
ميار:- الطائرة وربانها وروادها وطاقمها تحت أمركِ فقط اجلسي حيث تشائين
جوزيت(غمزت له):- أموت في نفوذك أنا
ميار:- لن أتغاضى على فعلة ليلة أمس ، أنتِ مريضة ولن يتكرر الأمر بتاتاااااا
جوزيت(وضعت حزام السلامة وربتت على كتفه وهي تهمس):- فقط لنصل لروما وسأجعلك تنسى كل وعودك
ميار(رومااااا آه يا وجعي):- كفى يا جوزيت …
حكيم(أطل عليهما وهو يمصمص شفتيه):- قليلا من الهدوء لو سمحتم …
جوزيت(فتحت بسرعة الحزام وتخطت ميار ووقفت بنفس الطريق وعانقته بحرارة):- حكيييييييم حبيبي أنا ههه إنها لمفاجأة اعتقدت أنك ستكون هناك وسبقتنا ، أيها المخادع وأنت كنت تعرف صح ؟
حكيم:- ههه هو صاحب الفكرة أصلا
ميار(غمزه):- أين الضيفة التي أخبرتني عنها هاتفيا ؟
حكيم(زفر عميق وأطل عليها):- لوري … تعرَّفي على أهلي ميار وجوزيت
لورينا(فتحت حزامها ونهضت بفستانها الوقح ذو اللون الأخضر):- تشرفت
جوزيت(رفعت حاجبها لحكيم):- من الأخت ؟
لورينا(نظرت لميار وصافحته أيضا):- ميار نجيب صح ؟
ميار(أطل عليها وهو يضحك):- يا لشهرتي العظيمة ..
لورينا:- ابن خالك لا يفتأ يتحدث عنك طوال الصباح ، أصلا لم يجد موضوعا ليتحجج به غيرك وغير جوزيت الراجي
جوزيت:- يفضل أن تخفضي صوتكِ نحن بهويات مختلفة هنا
حكيم:- اهمدي قليلا لوري نحن في طائرة ولسنا ببيت
لورينا(حولت عينيها بتعفف وجلست):- هممم تشرفت بكما
حكيم(دفع جوزيت برفق):- لنعد لأماكننا قد خربنا برستيج الطائرة .. حين نصل نتحدث …
ميار(أشار له):- اجلس يا صاح ما زلت متعبا …
حكيم(جلس خلف ميار مباشرة ولورينا خلف جوزيت):- بست …هه
ميار(أطل عليه من الجانب كي لا تسمعا):- هل حجزت ؟
حكيم:- بنفس الفندق
ميار(برقت عيناه):- ههه أتوق لنظرة وائل رشوان وجها لوجه
حكيم:- ألست قلقا منه ؟
ميار:- طالما أضمن ميرنا فلا خوف ولا قلق
حكيم(ميرنا يا وجع الروح):- ……..صح
المظيفة:- المرجو ضبط أحزمة السلامة لو سمحتم ، سنقلع بعد قليل نتمنى لكم رحلة موفقة …
جوزيت(جذبته من ذراعه):- ماذا تتهامسان ؟
ميار:- أمور شخصية
جوزيت(قرصته بلؤم وهي تعض شفتها):- هذه هي الأمور الشخصية
ميار(نظر لذراعه المحمر):- صرتِ متوحشة صدقا تواجدكِ مع الفهود أصبح تأثيره مريعا عليكِ
جوزيت(هزت كتفيها بثقل ونظرت من النافذة بحزن):- ستراها …
ميار(تشنج حين سمعها وحاول أن يدعي أنه لم يسمع شيئا):- تأكدي من ربط حزامكِ بشكل جيد
جوزيت(نظرت إليه بدموع وسرعان ما أشاحت ببصرها):- هفف طيب ..
ابتلع ريقه وهو يغالب كلمتها التي أصابته في الصميم "ستراها" أجل سيراها بعد ساعات كيف سيتحمل بل كيف سيشعر ، هذا اختبار حقيقي بالنسبة له وسيخوضه دونما قدرة على التحكم في تأثره كيلا يجرح جوزيت ، وفي آن الوقت لن يتمكن من كبت فرحته برؤية تلك الشقية التي رافقته طوال أسبوع وزرعت نفسها أكثر بين سكنات نبضه ولم تخرج ولا لحظة بعدهاااا فما الحل ؟؟؟…
الحل هو أن أفتح باب الطائرة وألقي بنفسي كي أسلم من هذا العذاب ، لم يتبقى الكثير ، لا يفصلني عن عصفورتي سوى سويعات ضئيلة وسأراها أجل سأراها بعينيَّ التواقتين إليها ، كيف سأستجدي منها الحب وهي قد سرقته من قلبي لتهديه لغيري ، آه يا حكيم توقف توقف عن هذا الكلام الموجع وارحم نفسك …
لورينا:- لم أفهم ما قصة الغرفة المنفردة يعني ما الضير لو بقيت معك ؟
حكيم:- يا سلام تبقين معي بصفتكِ ماذا ، ثم هكذا أفضل فأنتِ لا تنوين الارتماء بأحضان أمكِ فور وصولكِ صح ؟
لورينا:-أنا موافقة على كل ما تريده ، يكفيني أنك معي لمواجهة أي أمر ..
حكيم(عض شفته):- هل أزعجتكِ باتصالها ؟
لورينا(دمعت عيناها بخوف):- أجل يعني .. تلك أمي ولن تتغير وأخبرتها حين أصل سوف أعطيها خبرا وغدا سأذهب إليها
حكيم:- سأكون رفقتكِ .. لا تقلقي
لورينا(هزت له رأسها ونظرت بعيدا وهي تهمس لنفسها):- أنا قلقة عليك أنت ، فأمي حين تراك لن تدعك وشأنك لقد كبتت شوقها إليك طوال سنوات وفي كل مرة كنت أجد بدرجها صورتك التي تتفقدها كل ليلة كي تقتل الشوق … آه يا حكيم حين أخبرك أنها واقعة بغرامك عليك أن تصدقني فعشق أمي يعني الهلالالالالاك …. ففف ..
كل يغني على ليلاه ، وها هي ذي روما قد لاحت بعد ساعات من الطيران ….
"روما" يا مكمن العشق وإمبراطورة المشاعر الكونية ، يا مركزا اجتمعت فيه طاقات الغرام لتسكن بين ضلوعي ، كيف سيبلي هذا القلب الخائن بل كيف سأجدني بين امرأتين فالوضع صعب بل يظهر وكأنه استحالة استيعابه …
تنفس عميقا حين حطت الطائرة بمطار روما وخاطره مخطوف ومتوجس مثله مثل كل واحد فيهم ، جوزيت قلقة من ردة فعل ميار مع ميرنا ، ولورينا قلقة من أمها وردة فعل حكيم إذا ما عرف بالسر الذي تخفيه عنه منذ ثمان سنوات ، وحكيم نفسه قلق مما سيحدث في لقائه مع عصفورته ، وذات الشيء مع ميار الذي فتح ذراعيه يستقبل هواء روما ويرحب بهم وهم يغادرون المطار ورجالهم يدفعون الحقائب من خلفهم …
ميار:- ويلكوم تو روماااااا
جوزيت:- لاء يجب أن تقول ، بيانفونيتي أ روما بالإيطالي يا بعدي هه
ميار:- كرايزي ماي فير لايدي …
جوزيت:- اممم أرى أن جو روما أطلق لسانك
حكيم(سار خلفهم):- طالما نعتكِ بالجميلة إذن ما زال فيه أمل ..
لورينا(أمسكته من ذراعه وهي تنظر جانبيا لسيارة سوداء تحركت فور ظهورهم):- أمي هنا
حكيم(نظر في الاتجاه الذي نظرت منه لورينا لكن اختفت السيارة):- تمام لا تتوجسي … نحن نعلم ما ينتظرنا
لورينا:- هفف هففف … على خير …
ركبوا أربعتهم بنفس السيارة الكبيرة التي كانت بانتظارهم ، وجلسوا مقابل بعضهم وهم ينظرون لشوارع روما في اتجاههم للفندق الذي لم يعرف أهله أن هنالك صاعقة ستضرب على رأسهم بعد فترة … هنا كانت ميرنا جالسة رفقة لورينا بردهة الفندق تشربان فنجان القهوة ، بينما كان وائل غير موجود فقد ذهب مع نادر لتفقد الجبس الذي في يده ، أرادت الذهاب معه لكنه أبى ذلك وطلب منها البقاء … لكن لم يحسب حساب عودة كاظم النابلسي سريعا من عمله ..
كاظم(هلَّ وجلس بينهما):- هل اشتقتما لي ؟
ميرنا:- كاظم ؟؟
كاظم(أشار لنفسه):- هل هنالك طرف مفقود مني حتى لا تتعرفي علي ؟
ناريانا:- ومن الذي لا يتعرف عليك ، أنت أصلا تزرع نفسك في مخيخ الإنسان قسرا بكتلك المتراكمة هاته
كاظم(غمز لها بإغراء):- بصراحة .. ألا تروق لكِ ؟؟
ناريانا(احمرت خجلا ووضعت فنجانها بتوتر):- أنت صريح جدا
كاظم(ابتسم لها ونظر لميرنا):- تلك طبيعتي …
ناريانا(وضعت فنجانها حين رمقت نزول نزار الذي أشار لها كي تلحقه):- طيب تذكرت أن أسأل عن جوزيت ، راجعة لكم بعد أن أجري هذا الاتصال تمام ..
ميرنا(الله يخرب بيتك هل ستتركينني مع جدار برلين وحدي؟؟؟):- هنن خذي راحتك
كاظم(بعد ذهاب ناريانا):- اطمئني أنا لا آكل لحم البشر
ميرنا(ضحكت من جنونه):- ههه متوقع .. لكن ألن تخبرني عن الرجل الذي كلمني ليلة أمس ؟
كاظم(أمسك فنجانها وشرب منه بجرأة):- ستعرفينه يا ميرنا لا تستعجلي .. كله بوقته جميل
ميرنا(عقدت حاجبيها):- تلك كانت قهوتي
كاظم(بتفكر دعابي قدمه لها):- صحيح وتذوقت منها القليل ، فأنا هنا منذ ساعة ولم تطلبي لي حتى فنجانا كتحية معرفة مثلا ؟؟
ميرنا(نظرت للنادل وابتسمت وهي تطلب فنجانين آخرين):- خذ هذا لو سمحت وأحضر لنا اثنين آخرين واحد بثلاثة ملاعق سكر والثاني …
كاظم(بغزل):- بدون .. فالسكر يجلس بجواري الآن …
ميرنا(احمرت خجلا من وقاحته ونظرت للنادل الذي انطلق مرتبكا):- عفوا منك لكنك جريء جدا
كاظم(وضع رجلا على رجل ويا عيني على الرجلين وصلتا برلين حقا ههه):- يا ستي بعض مما لدينا وعليكِ التعود علي ، فسنلتقي مرارا وتكرارا على الأقل طالما أنتِ بضيافتنا
ميرنا:- هممم لنغير الموضوع يكون أفضل ، وعلى ذكر روما أخبرني ما سبب اختياركم لها ؟
كاظم (نظر حوله واقترب منها هامسا بخفوت):- هنالك دبلوماسي من العشيرة السوداء يعيش هنا ، ويجب علينا مراقبته عن كثب
ميرنا:- هل هو مهم لهذه الدرجة ، طيب هو شخص واحد يعني وبالوطن يتبقى 6 أليس غريبا أن تسلطوا الانتباه على واحدا بدلا عنهم ؟
كاظم:- سؤال ذكي ، لكن أتظنين أننا سندع الست ونهتم بالواحد إن لم يكن الأهم ؟؟؟
ميرنا:- غريب ..
كاظم(أخرج هاتفه وأظهر أخبار صوفيا):- أنظري لهذه السيدة إنها عضو في العشيرة وقد تم فضح أمرها هذا الصباح ولكنها خرجت من التهمة كالشعرة من العجين ، طبعا لأنها تتمتع بالحصانة فهي عضوة برلمانية تدعى صوفيا …
ميرنا(بدهشة أمسكت هاتفه لتتابع الأخبار):- واووو ولكن كيف وقعت بشرك الشرطة ؟
كاظم(اقترب هامسا وهو يشير للأخبار ويريها الصور):- لم تقع بل تم الوشاية بها سأروي لكِ باختصار هويتها وبعدها تفهمين الصورة بوضوح
أخذ يروي لها قصة صوفيا عضوة العشيرة السوداء رقم 4 وتابع الحكايات عنها وعن الآخرين بشكل عفوي غير تدقيقي ، وطبعا بدون أسماء فقط بالحروف الأولى منها وهي أصلا كانت على دراية بها فقد أخبرها إياد عن كل ما وجده بمكتب خان كهرمانة .. المهم واصلا الحديث لبضع دقائق محددة إلى أن وصلت للسؤال الأهم
كاظم:- وهل تعلمين من قام بذلك التصرف ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه بتساؤل خفي فقد شعرت به):- لا تقل لي ميار ..
كاظم:- بنفسه … لكن طبعا لا أحد وصل إليه فقد كان حريصا على إيصال الخبر بشكل دقيق لا تشوبه شائبة ، وحسب معرفتنا نحن توصلنا إليه فلا أحد سيهتم بهذا إلا هو وأظنه انتقاما لكِ ولحكيم أقدم على كشف هذه العضوة
ميرنا(ارتعش قلبها بشكل غريب):- أخبار غريبة بحق …
كاظم(نظر لعينيها وهو يبتسم جاذبا هاتفه):- والأغرب هو بريق عينيكِ العجييييب …
حكيم(بصوت جهوري هز رأسه وهو ينظر إليهما يكاد يصل عنقها):- ميرناااااااااااااااااا ….
ميرنا(في البدء سرت بجسمها قشعريرة غريبة ولكن كذبتها):- لا يعقل أنني بدأت أهذي
كاظم(ابتعد عنها مستقيما بابتسامة):- واو … هلّ الأحباب حكيم الراجي بشحمه ولحمه
تنفست الصعداء وهي تنظر إليه جاثما أمامهما بعيونه الدموية المتعبة ، وقد كان ينظر إليهما شاخصا بصره في محاولة فاشلة لاستيعاب ما يحدث هناااااك …
ميرنا(بارتجاف):- حكيم …
حكيم(هز رأسه وهو يمتص شفتيه):- أجل حكيم … ما الذي يحصل هنا ومن حضرتك ؟؟؟
كاظم(مد يده له):- كاظم النابلسي
حكيم(تجاوزه دون رد السلام حتى):- أيا كنت ابتعد عنها لأزيد من عشرة أمتار ، إياك وأن تقترب لتحادثها بذلك القرب وأنتِ ما هذه الوقاحة ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(ارتعشت من جملته ونهضت):- كنت أرى الأخبار على هاتفه و…
حكيم(أشار لها بالصمت):- هسس يكفي … لا أريد سماع شيء ، أين ذاك الذي يظل يتبجج علي بحراستكِ وحمايتكِ لحظة بلحظة لا أراه بالجوار يعني ، أو أنه لا يعرفني سواي ليقرفني بعيشتي ؟؟؟
ميرنا(نظرت لكاظم الذي عقد حاجبيه واضعا يديه على جنبه ويتفرج عليه كأنه يشاهد مسلسله المفضل):- أوك حكيم أنت منزعج ولكن صدقا ، كاظم كان يريني أخبار العضوة البرلمانية هذا فقط
حكيم(زفر بعمق وهو يشعر بالتعب حتى أمسك على صدره):- تت …
قبل أن تنطق بحرف كانت ذات الشعر الأحمر ترمي حقائبها أرضا وتركض إليه لتسنده ، هنا عصفت بميرنا رياح هادرة جعلتها تجفل لتناظر من السيدة المتفجرة أنوثة التي أسندته بكل وقاحة ، والتي لم يقدم على أي حركة لإبعادها إلا بعد مرور لحظة لنرى آه بعض ثوان معدودة لحين انتبه أنها تحدق فيهما بدون حياة وباستغراب أكثر ….
لورينا:- انتبه لنفسك حكيم .. أنت بخير الآن ؟
حكيم(هز رأسه ونظر لميرنا بعتب وتعب):- لورينا .. هذه ميرنا ميرنا هذه لورين ..
لورينا(ناظرتها من تحت لفوق بعلياء):- أهلا .. حكيم سأذهب لغرفتي حين تنهي بروتوكولات اللقاء تعرف أين تجدني
كاظم(انحنى لها كي تمر وهو يمدها بحقائبها بابتسامة):- نورتِ روما معكِ كاظم النابلسي
لورينا(صافحته وهي ترمق ميرنا بنظرات غضب):- تشرفنا مستر كاظم
كاظم(تضخم صدره بتنهيدة عميقة):- يظهر لي أننا سنقضي أياما حافلة مع بعضنا …
لورينا(ضحكت له وهي تجر حقيبتها منسحبة):- ههه …
كاظم(تطلع إليها وانتبه لرنين هاتفه):- بالإذن تشرفت بك حكوم سوف نلتقي لذلك لا تتعب نفسك وتتحمس لاحتضاني ، وقتي كله لكم // ألو نعم …
ميرنا(اقتربت منه وهي تشير بيدها إلى حيث ذهبت لورين):- من تلك المرأة ؟
حكيم(تجاوزها وجلس على الكرسي):- شخص من الماضي
النادل:- قهوتكم سيدتي …
ميرنا:- ضعها هنا مشكور … اشرح لي يعني ماذا تقصد بشخص من الماضي ؟؟؟
حكيم(وضع يده على رأسه):- لما لا تشرحين لي أنتِ ما معنى أن آتي وأجد رجلا مقتربا منكِ لتلك الدرجة ، يعني ألا تحسين ألا تشعرين ؟؟؟؟؟
ميرنا:- أخبرتك كان …
حكيم(بعصبية):- أعلم أنكِ تتصرفين بحسن نية لكن الناس قذرة التفكير ، انتبهي واكبري إلى متى ستظلين هكذا صغيرة مدللة أو أنكِ تصبحين نبيهة فقط أثناء الغدر والكذب على الآخرين …
ميرنا(هنا احتقن وجهها بالغضب وركضت دموعها لعينيها):- ما حسبت أن لقاءنا سيكون هكذا ..
حكيم(أحنى رأسه بتأسف وأمسك يدها معتذرا):- تمام تمام متأسف بالغت قليلا ولكنه تعب السفر غالبا ، لا تنزعجي ميرنااا ميرنا أنظري إليه
ميرنا(زمت شفتيها وناظرته ببؤس):- لم أحسب أنك قادم ولست وحدك معك شخصية لا أعرف عنها شيئا … من لورينا هاته ؟
حكيم(مسح على رأسه ونظر للرواق):- فيما بعد سأخبركِ ..
جوزيت(تقدمت وهي ممسكة ببطاقة غرفتها):- امممم ميرنا كيف الحال ؟
ميرنا(نظرت إليها بتوجس وتململت بعنفوان):- جوزيت
جوزيت(بلؤم ناظرتها):- صديقكَ في الحديقة يتكلم عبر هاتفه وعلى الأغلب سيطيل لأنه يسوي أمر حراسة القصر خاصته
حكيم(نظر للكهرباء بينهما):- جيد .. لما لا ترتاحين بغرفتكِ جوزي
جوزيت(طالعتها باشمئزاز وكره):- أفضل فالجو ضيق هنا …
ميرنا(امتصت شفتيها):- ما بهن معي يعني كل واحدة تترفع على أهلي ماذا فعلت لهن ؟
حكيم(فاجأها بهمسه):- ربما لأنكِ سرقتِ لب رجالهن ؟؟؟؟؟
ميرنا:- لا تقل لي أن لوريناااااااااا … لا يا حكيم من أين ظهر هذا ؟
حكيم:- وفيما يزعجكِ يا ابنة عمي ؟
ميرنا:- ألسنا متزوجين ؟
حكيم(باحتدام):- ألستِ تنامين مع وائل رشوان بنفس الغرفة ؟
ميرنا(تشنجت):- أنا غير
حكيم:- ههه حلال عليكم وحرام علينا قمة التسلط ، و يكفي …. تعالي هنا ما كنت أرغب بهكذا لقاء بعد هذا الغياب المضني
ميرنا(عانقته برفق حين جذبها لحضنه موقفا كل ذلك الصراع):- ولا أنا …
حكيم(اشتم عطرها بسادية وهو يتشرب ذلك الإكسير الذي يجعله على قيد الحياة):- اشتقت لكِ
ميرنا(بخوف وبكاء):- وأنا سعدت لأنني رأيتك بخير وعافية ، تخيل لو حدث لك مكروه بسبب تلك الحادثة هااااه ماذا كنت سأفعل ؟؟؟؟
حكيم(طبطب عليها بهدهدته المعهودة):- تمام لا تبكي … أنا هنا الآن
وائل(أشار ملوحا وعيناه تقسوان عليها بعد ذلك العناق المثير):- وربما أنا أيضا ..
حكيم(تشنج من صوته وابتعد عنها قليلا قليلا فقط وكأنه يجيبه بصريح العبارة هذه ملكيتي):- وائل رشوان لو عددت كم من مرة ناديتك باسمك لوجدت رقما خارقا لا محالة
ميرنا(نظرت حولها تبحث عن ميار الذي إذا انضم الآن أكيد ستفقد وعيها من شرارات الغضب بينهم):- وائل لقد وصلوا للتو .. أ.. ياااه هل أزلت جبيرة يدك ؟؟؟
وائل(اقترب منهما هامسا):- جيد أنكِ انتبهتِ ..
حكيم(امتص شفتيه وتضخم صدره حين رأى نظرة عتابه لها ونظرة اعتذارها له لكن اعتذااااار ماذا يا هذا):- تمام بما أنك وصلت سأذهب لغرفتي كي أستريح أراكم مساء ..
ميرنا(ابتلعت ريقها ماذا تفعل هل ترافقه هل تبقى هل تنتحرررررر يكون أحسن):- أ.. ما رقمها ؟
حكيم:- لا أدري لم أحضر المفتاح بعد سأبعثها لكِ برسالة نصية .. عموما نلتقي
وائل(حرك يده المريضة بتشنج ونظر إليها بعد ذهابه):- ماذا تريدين برقم غرفته يا ترى ؟
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها):- يعني .. من الضروري أن نطمئن عليه لا تنس أنه أصيب لأجلي
وائل(مسح على خدها وقبَّله بحنان):- رؤيته بقربكِ تجعلني أغضب ، لذلك اعذريني لو جعلتكِ تتوترين حبيبتي
ميرنا(ابتسمت وعانقته):- أنا سعيدة لأنك تخلصت من الجبيرة ، لكن غالبا ستكون حركتك ضئيلة هذه الفترة كي لا ترهقها
وائل(نظر للقهوة على الطاولة بجانبها):- هي كذلك حبي .. تلك قهوتي بانتظاري صح ههه
ميرنا:- يعني كانت لكاظم والذي انسحب ليتحدث عبر الهاتف ، يا ويلي نسيت إخبارك اجلس اجلس
جلس قربها وأخذت تسرد له ما أخبرها عنه كاظم ، وهنا نسيت تماماااا أمر الضيف الذي كان ما يزال خارجا وحين همَّ بالدخول وجدها في حضن وائل يعني ما توقع أبدااا أنه سيراها في ذلك المنظر ، وعليه تراجع للخلف ممتعضا وتوجه لباب الحديقة ووجد أنها توصله للأعلى وهذا ما فعله .. فأساسا لم تنتبه له من أصله ولم تجد وقتا لكي تستقبله فمن يكون حتى تفعل .. قالها وهو يتأفف وقبل ولوجه للمصعد خرج منه هذا واصطدم به ..
نادر:- سْكوزاتِي … عذرا منك آه ..لحظة أنت
ميار(لم يضف حرفا ولم ينظر إليه حتى أو يوليه اهتماما بل ضغط على زر المصعد وانغلق بصمت):- هذا ما ينقص ..
نادر:- من هذا المغرور هفف .. متسلط ثم أين وائل جعلني أنتظره بالأعلى لأجل وضع المرهم وبقي بالأسفل ، لأتفقده فأنا أمه بالأخير إن لم أبحث عنه نسيني …
كان يسير باتجاه الحديقة لكي يبحث عن وائل في مدخل الفندق لكن هاله منظر جعله يشعر بأنه منعزل عن الكون ، وأنه يمقت جنس النساء بشكل لا يصدق .. لقد وجدها في حضن رجل عجوز ذو رأس شايب لا يبرز سوى ظهره وهي تتلمس وجهه بحرارة وتهز رأسها ببكاء ربما كان يتخلى عنها ، أو ربما أرادت منه زيادة في المال فهي تعيل نفسها من تلك الحقارة التي تخدع بها المتقاعدين …. لم يستطع النظر أكثر لوقاحتها فقد شعر بأن الدم يغلي في عروقه ورغب فعليا أن يجرها من شعرها ويصفعها مئة صفعة لعلها تعدل عن ذلك العهر ، لكن ليس من حقه أن يتدخل ليس من حقه … وجد نفسه يستدير لأجل رؤيتها لكن ما وجد العجوز قد كانت لوحدها منكبة على نفسها وتبكي …
نادر(بنبرة مستفزة):- هل تخلى عنكِ ؟
ناريانا(مسحت دموعها بسرعة واستقامت بارتباك):- من تقصد ؟
نادر:- العجوز الذي ترككِ وحيدة يا ولدااااه ..
ناريانا(بلؤم ناظرته):- لا يحق لك التدخل في حياتي ، وطالما أنت لا تعرف عني شيئا لا تتدخل فيني أساسا ليس بيننا أدنى تعامل أنت في حالك وأنا في حالي
نادر(بشراسة تقدم صوبها وأمسكها من ذراعها بقوة):- أساسا أساسا أنا لا أرضى بالتعامل مع وقحة مثلكِ تذوب بكاء في أحضان العجااااائز ..
ناريانا(أحنت كتفيها باستسلام حتى ألم يدها لم تهتم له):- معك حق أنا هكذا قذرة وقحة سافلة ، ابتعد عني أخرج نفسك من عقلي لا شأن لك بي … الله الله
نادر(ترك يدها مشمئزا):- تبا لكِ … بصدق يا خسارة
ناريانا(انفجرت بكاء حين رمقته ذاهبا وجلست على الكرسي الخشبي وهي تدفن وجهها بين يديها)::- لا أحد يشعر بمعاناتي ولا حتى أخي ، فكيف أريدك أنت أن تفهمني ؟؟ …
~ تذكرت حديثها مع نزار قبل لحظات ~ ..
نزار:- كيف تجرئيييييييييين ؟؟؟
ناريانا:- لا أدري هذه مشاعر يا نزار وأنا لست ملامة عنها ، ثم لما ترغب بأن تحرمني من حقي في هذه الحياة ألا يجب علي أن أحب وأعشق ؟؟؟
نزار:- ذلك محرم علينااااااااااا ناريانا لا تفقديني صوااااابي ، كنت أقرأ نظراتكِ له ولمعة دموعكِ بسببه لكن ما اعتقدت أنكِ ستحبينه قط ماااااا توقعت ذلك
ناريانا:- ولا أنا توقعت لكن مشاعري خانتني ، ثم لما تلومني ألم تقع أنت في غرام سندس ؟؟؟؟
نزار(تألم من سيرتها):- إياكِ وأن تخطئي في حقها ، لقد أحبتني كما أنا
ناريانا:- لأنها ساااااحرة … أنت من اقترف ذلك الجرم وأحببت ساحرة علما أنك تعلم أنهن محرمات علينا نحن أفراد عشيرة الشمس .. أما أنا ماذا فعلت أحببت إنسانا طبيعيا أهذه جريييييمة ؟
نزار(تأوه من قلبه الذي آلمه لحظتها):- لو بقيت سندس على قيد الحياة لكانت الوضع هينا ، لما كانت سمحت لأخواتها بأن يعثن في الشر هكذااااا … سندس كانت مختلفة كانت مثل فخرية في الطبع لكن مع الأسف لم يكتب لها أن تعيش أكثر من حقها في هذه الحياة
ناريانا:- أنظر كيف تتحسر عليها وتلومني أنا الآن فقط لأنك أخي الأكبر …
نزار(دفعها لحضنه بأسف):- إلا ذلك النطح ، يعني كل نساء الكون كانت أمامه أرضا وجوا ولم يجد سوى أختي أنا لكي يحبهاااااا
ناريانا(مسحت على وجهه بغبن وبكاء):- ولكنه لا يحبني يا أخي ، اهئ لا يحبني وأنا غير قادرة على معرفة مشاعره لا أستطيع قراءة أي شيء عنه وكأنه صفحة بيضاااااء
نزار(هنا تيقن أنها حقا وقعت في الحب فهذا ما يحدث معهم حين يعشقون أناسا ليسوا من نفس جنسهم):- ناريانا … ستسمعين الكلمة انسي نادر ذلك وإلا ستجدين غضبي جدارا أمامكِ تمام ؟
ناريانا(هزت رأسها برفض وهي تتمسك به):- لا لا أرجوك لا تكسر قلبي يا أخي أرجوووك
نزار(دفعها بعيدا عنه بغضب):- هذا ما لدي وانتهى الأمر …
ناريانا(تكورت حول نفسها وهي تناجي الفراغ بعد ذهاب نزار):- لما يحصل لي هذا لما لا يحق لي أن أعيش مثل بقية البشر لماذا لماذااااااااا …..
بقي جاثما خلف الجدار وهو ينظر إليها تتلوى بوجع على ذلك الكرسي إلى أن لملمت شتات نفسها ومسحت دموعها ودخلت من الباب الفرعي للفندق ، وقتها فقط تنهد بأريحية لا يدري أساسا سببها وتوجه للردهة حيث أخيرا وجد صديقه جالسا هناك ..
نادر:- خذ مرهمك ولا تعدني مرة أخرى وتخلف
وائل:- آسف منك نادر لكن الحديث أخذني …
ميرنا(أمسكته منه):- أعطني إياه سوف أحرص على أن يأخذه ، طيب اجلس معنا لشرب فنجان قهوة ؟
نادر:- نن أرغب بالذهاب للإدارة سأرى إن كان يتسنى لي العمل في خطوط جوية بإيطاليا ، هذا سيوفر لي تواجدا أكثر معكم
وائل(انتبه لحنقه ولوضعه المرتبك):- خيرا يا نادر هل هناك ما يشغل بالك ؟
نادر(زفر بابتسامة مزيفة):- لا سلامتك … عن إذنكما
وائل(أمسك يد ميرنا):- إذنك معك ندُّور .. هيا ميرنا لغرفتنا
ميرنا(نظرت للفراغ وشعرت بتوجس غريب):- دعنا نذهب للحديقة قليلا يعني الجو جميل ، لو سمحت
وائل(ابتسم لها جاذبا يدها لفمه):- أمركِ يا عسل غروبي الحبيبة ..
طبعا كانت رغبتها العارمة في الخروج إلى الحديقة هي رؤية ذلك الشخص الذي لم يدخل بعد ، أيعقل أنه مازال لهذا الوقت يتحدث غير معقول ، تفاجأت أنه لا وجود لأحد بالجوار يعني أناس عادية ولا أثر لميار وهنا توجس وائل من حركتها فهو يعرف أن هنالك طرفا لم يتعرف عليه بعد ، لكن لم تخبره أنهم هنا لكي تتجنب أسئلته التي تكشفها بوضوح … لكن هي فقط تريد أن تراه وليس هنالك ما يدعو لأي شيء غريب حتى يقلق منه ، ثم قد رأت حكيم إذن تبقى ميار وترتاح لكن أين هو ….
كاظم(أتى من خلفهما):- أنا هناااااا …
وائل(عوج شفته بامتعاض):- أهلا ..
كاظم(وقف أمامهما حتى حجب الشمس من طول الفارع):- لدي شيء مهم لكما ..
ميرنا:- خير ؟
كاظم:- لعلمكِ يا ميري أنتِ تظلمينني هكذا ، أنا أحاول جاهدا أن أبقي الأمور قيد السيطرة ولكن لا أحد يعترف بمجهوداااااااتي ولا حتى أنتِ
وائل(أشار له):- أنظر إلي أنا أنا هنا سأعترف بمجهوداتك فقط دعك منها
كاظم(نظر حوله وانتبه لوسادة عشبية للأطفال جرها وجلس عليها أرضا وهو يربع قدميه الطويلتين ههه):- همم هكذا سنتفاهم
ميرنا:- هه يا إلهي
وائل:- ها يا حضرة التحري خيرااااا …
كاظم:- لم نلمح ميار نجيب بالجوار ، هل لديكِ فكرة ميرنا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها ، كنت أعرف أنه سيفضح أمري):- ليس لدي فكرة
وائل:- مهلا هل حضر الفعل هو هناااا ؟؟؟
كاظم:- بالطبع لكنه اختفى بالفندق عموما ليس ضروريا الآن التفكير في حضرته ، لأنه عاجلا أم آجلا سنلتقي بالمساء وسيبدأ التحقيق معهم في وقت محدد من هذا الأسبوع نختاره حسب أوامر المنظمة ، وأيضا سندرس الأجواء جيدا لأجل السرية التامة .. ومعكم أيضا سيتم التحقيق
وائل:- نحن جاهزون
كاظم:- إذن دعونا في المهم ، وائل سنتكلم بوضوح وميرنا عليها أن تعرف بمسألة انضمامك لمنظمة الخرفان
ميرنا:- منظمة إيييييييييييه ؟؟؟؟
وائل(زوره بتأفف):- يقطع لسانك …
كاظم(هز كتفيه):- صدقا لم أحاول التخريب بينكما لكن الأوامر هكذااااا ، لأن الطلب المقبل خاص بكما معا ..
ميرنا(نظرت لوائل):- هو لا يتكلم بجدية عن أي منظمة خرفان يتحدث ؟؟؟؟؟
وائل:- يلزمني مطرقة حديدية لكسر جدار برلين هذا، فلو بقي يوما آخر معنا سيجعلني مجرما … ميرنا روحي يعني كنت سأخبركِ ولكن شاءت الظروف أن تعرقل المسائل .. منظمة الخرفان أو هذا الاسم المصطنع لها هي التي تدير التحقيق الشامل لقضية الفهد البري ، وهذا الجدار منضم لها
كاظم(رفع إصبعه كالتلميذ):- ملحوظة أستاذ أنا لست جدارا أنا كاظم النابلسي
ميرنا(زورته بغضب كي يصمت):- وائل ألم تعدني أنه لا أسرار بيننا ؟
وائل:- يا سلام أنظروا للتي تنطق بكل شيء ، وهي حياتها كلها أسرار
ميرنا(اهتزت عيونها ونظرت لكاظم الذي كان يتابعهما واحدا بواحد):- ماذااااا ؟
كاظم(هز كتفيه العريضين):- أستمتع بمشاهدتكما
وائل(زم شفتيه):- همم ميرنا يؤسفني أن أخفي عنكِ ذلك ، ولكن المدير طلب هذا ولأجل السلامة قمت بالسكوت لحين مؤقت هكذا وعدني وأظن أنه حان الوقت لتعرفي ما يدور حولكِ ..
ميرنا:- هه لماذا هل يوجد أسرار أخرى ؟؟؟؟
وائل:- كنت قد أخبرتكِ عن اغتيال أبي ووالد وصال نصر الدين محفوظ ، كانا معا في نفس المنظمة أبي كان محققا ونصر الدين كان قاضيا يتابع القضية من محل عمله .. لكن حين حشرا أنفهما أكثر واقتربا من تحقيق النصر تمت تصفية كل منهما على حدة … ولذلك قام الطرف الثالث بأخذ كل الأدلة ومتابعتها من محله ليومنا هذا ، تقريبا منذ سبع سنوات يعني بعد موت القاضي محفوظ … المهم هذا الشخص كان قريبا منكِ جدا في وقت سابق ولكن ظروف الحياة جعلت اللقاء بينكما يستحيل ، حتى بينه وبين وصال استصعب عليه أن يضع القضية جانبا ويتركها لذلك أبعدها إلى المعسكر قصداااا
ميرنا:- كيف يعني هل هو الذي وضعها هناك بمحض إرادته ، اعتقدت أنها دخلتِ المعسكر عن جدارة واستحقاق كما يجب ؟
كاظم:- من جهة نعم .. هي تستحق وأثبتت ذلك في الكثير من المواقف ، إنما كان إبعادها الفكرة الأهم لذلك الشخص فهي تعتبر مثل ابنته ولذلك خشي عليها من التورط مثلما نحن متورطين الآن ..
ميرنا(مسحت على رأسها بعدم فهم):- طيب من يكون هذاااا ؟
وائل(هز رأسه لكاظم الذي ضغط على زر الاتصال):- كلميه يا ميرنا وستعرفين ، يعني إلى متى سنخفي عنكِ بعد أن فضحَ هذا البابُ الطويل كل شيء لنضع بقية الأسرار على الطاولة وننتهي
كاظم:- سأتغاضى عن لفظ الباب والجدار فقط لأنني على وشك تفعيل الاتصال … خذ
وائل(بعد لحظات):- ألو أنا وائل رشوان …
عمو بشير:- وائل بني .. أعتذر منك لكن ميرنا من حقها أن تعرف بشأن المنظمة ذلك سيساعدنا لإجبارها على المطلوب الذي سنطلبه منكما ..
وائل(بعدم فهم همس):- ألم تعدني أن نبعدها عن الصورة ؟؟
عمو بشير:- نبعدها ماشي ، لكن أتعتقد أن المرتبطين بها سيبتعدون استحالة لأن ميرنا منهم وفيهم وهي أساسية في هذه القضية كون جميع الأطراف تدور حول كوكبها.. ولا تنس أنها قامت بتحدي الفهد البري على الملأ يعني هي مستهدفة بالاسم الآن
وائل:- أخبرتني ألا نخلط المشاعر هنا ، وما حدث خارج عن الإرادة
عمو بشير:- كنتم أبعدوها أنتم لو استطعتم ، عموما اضغط على مكبر الصوت ودعهم يسمعونني
وائل(ضغط عليه وأخفضه وسطهم):- نسمعك ..
عمو بشير:- ميرناااا
ميرنا(شعرت بالحنان يتسرب لقلبها وارتعشت):- ألن تخبرني من تكون ؟
عمو بشير:- أنا رجل احتضنكِ منذ سنوات يا شقية ، كيف تنسين عمكِ بشير ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(برقت عيناها بدموع حين تذكرته):- يا إلهي … اللواء بشير أ… عمو بشير لم أعرفك والله سامحني لكن لم نتحدث منذ سنوات و ..
عمو بشير:- لا داعي للاعتذار أنا أعرف ماهية الأمور ، فقط لم أشأ إبقاءكِ خارج دائرة المنظمة لأنكِ تستحقين محلا فيها يا ميرنا
ميرنا(مسحت دموعها):- سامحني .. أنا محرجة منك الآن
عمو بشير:- هه آه يا مدللة تذكرينني بصديقتكِ النقيب التي أتوق لرؤيتها لكن ما باليد حيلة ، عموما أمامنا مواجهة ضارية هذه الفترة … أيها الخروف رقم 5455
كاظم(ضرب على وجهه):- ضاعت هيبتي الآن … اسمي كاظم كاظم ولست خروفا
عمو بشير:- اخرس ينعن صوتك وش فهَّمك يا ضبع ، اسمعني جيدا سوف تخبرهما بما يترتب عليهما وستبلغانني بالنتيجة قبل حلول الليل أسمعت والله ثم والله إن لم تقم بعملك جيدا سوف أسلخ جلدك وأعلقك كإخوتك الخرفان في المزرعة …هاه ؟؟
وائل:- هه سأحرص على مراقبة هذا الحدث بكل سرور
كاظم(بلؤم ناظر وائل):- لا تقلق ميرنا بعيوني أساسا لا أستطيع إبعاد مقلي عنها فهي مغناطيس جذااااااب ومثير …
ميرنا(شهقت وهي تنظر للشعلة التي كانت تجلس جوارها):- شهد على روحك …
عمو بشير:- ههههه حلوها فيما بينكم .. سلام
كاظم(أشار للهاتف ولوائل):- كنت أمزح … أظن بأنه قد حان وقت الانسحاب ..
ميرنا(بعد ذهاب كاظم التفت بجدعها إليه):- أنتظر تفسيرااااا ..
وائل(مط شفتيه):- وأنا لن أخفيه عنكِ ……….…

كان يقف عند نافذته وهو ينظر للحديقة تحديدا إليها وهي رفقة وائل ، أكل هذا حديث أكيد فما بينهما عميق بحيث لا يعرف ما معنى الصمت للحظة ، طيب على الأقل كانت لتصعد لتطمئن على جرحه لتبدي اهتماما لإصابته ، يعني ما هذاااا الجحود والجمووود أليس مهما لهااااااا ؟؟؟
حكيم(سمع طرق باب غرفته فأعاد الستارة وتوجه ليفتح):- .. أهلا
ميار(انتبه لتحرك الستارة وعقد حاجبيه وهو يدخل بغيظ):- ما هذا الملل في هذا الفندق ؟
حكيم(أغلق الباب ولحقه للداخل):- هل رأيتها ؟
ميار(هز كتفه وهو ينظر إليها من خلف الستارة مبتلعا ريقه):- لاء
حكيم:- أصلا هي مشغولة حاليا يعني لحين تتذكر أننا هنا وقتها يمكننا أن نسلم عليها كما يجب ..
ميار:- ذلك الكيان يلتصق بها في كل لحظة ، أشك بأنه سيعطيها مجالا لهكذا خطوة يعني انسَ
حكيم(وثب بقربه وهو ينظر بكره لوائل):- لما لا نقتله ؟
ميار:- ههه لنقتل بعضنا بعدها ؟؟؟
حكيم:- هههه آخ جنون العشق يعطينا أفكارا غريبة جدا ، لكن مع الأسف خاصتنا مدلهة به
ميار(بتأسف):- معك حق .. أخبرتني جوزيت عن شيء مااا وأريد أن أسمعه منك حكيم ؟
حكيم:- عن زواجي بها ؟
ميار(نظر إليه):- لما استغفلتني ؟
حكيم:- كنت أظن أنها فرصتي لكن ظهر لي أنني أضحك على نفسي ، بعمر ميرنا ما كانت لي ولا ستكون
ميار(بلهفة خفية لسماع الجواب):- وماذا فعلت ؟
حكيم(نظر للأسفل):- ما يلزم …
ميار(فهمه نوعا ما):- لكن بعد أن ظهر شبح من الماضي ربماااا يعني أقول ربما ؟
حكيم(توجس وهو يخفي ضحكته وتراجع ليجلس على طرف سريره):- لورين لا تعني لي شيئا
ميار:- لكن يظهر من عينيها ولهفتها أنك تعني لها الكثير
حكيم:- تعرفت عليها قبل ثمان سنوات .. أو لنقل عرفتني عليها قسرا فقد اصطدمت بي
ميار(عقد حاجبه بتفكر):- آه حادثة دراجتك النارية أذكرها جيداااا .. لكنك لم تفصح لي عن التفاصيل بتاتا
حكيم:- أمها شخصية مهمة في الدولة لذلك خبر تسرب تلك الحادثة المقصودة كان سيفتك بمسيرتها المهنية ، وعليه طلبت مني التكتم على الأمر بل ترجتني وأبقتني بقصرها رغما لأجل راحتي .. كل يوم كنت أهم فيه بالرحيل لكن كانت تجد طريقة وتجعلني أبقى حتى لورين أشفقت لحالها قد كانت مدمنة وقتها وشعرت أنها متعلقة بي كالأمل ولذلك ساعدتها قليلا …
ميار:- وبعد ؟
حكيم:- وقعت في ما لا تحمد عقباه ، نتيجة لسذاجتي وقعت البنت في حبي وأمها أيضا
ميار(صفر بعدم تصديق):- الله الله
حكيم:- مع الأسف… هنا كانت الحرب ستبدأ بينهما وكل واحدة تحاول استمالتي لجانبها دون غيرها .. وأخوك طبعا عرف أنه وقت الرحيل فأنا من كل هذا أحببت امرأة واحدة وأخبرتهما عنها بصريح العبارة ومنذ أول يوم .. لكن جينات الغباء العاطفي متوارثة بينهما لذلك إقناعهما كان صعبا
ميار:- ههه طيب كيف نفذت منهما ؟
حكيم:- آخر ليلة استدعتني لورينا لغرفتها لكي تغريني و .. يعني لكنني جعلتها ترحل بالحسنى وبعدها أذكر جيدا انهيار أمها ليندا حين دلفت غرفتي وأقفلتها باكية
ميار(بحماس):- هووووه يا كايدهم وبعد أكمل أكمل ؟؟؟
حكيم:- ولا قبل أخبرتها بحقيقة مشاعري وطردتها مثلما طردت ابنتها وخرجت في تلك اللحظة دونما عودة ، يعني نفذت بجلدي قبل أن تحتجزني كل منهما في دائرة تغرقني لأسفل سافلين
ميار:- يا رجل لقد أوقعت المرأة وابنتها يا لقوتك هههه ، وأنا الذي أظنك قليل حظ يا عمي أنت سرقت الحظ كله والآن ماذا ستفعل أكيد لورين لن تتخلى عنك بعد أن وجدتك ؟
حكيم:- لأصدقك القول ، أنا لم آتي إلى هنا كي أعيدها لبيتها فحسب بل لكي أعرف من الدبلوماسي الذي يعتبر من ضمن العشيرة السوداء
ميار:- أيوة لكن .. أتعتقد معي أن هذا الدبلوماسي المجهول هو نفسه العضو الغير فعال ؟
حكيم:- الميت الحي ؟
ميار:- يس …
حكيم:- ربما … لا أدري أنا ما إن سمعت بأمره حتى وجدتها فرصة أصلا نحن قدمنا إلى هنا لأجل التحقيق ، والله بعث لي حجة جاهزة وهي لورين لذلك سأستغلها كما يجب
ميار:- همم إذن كيف ستجابه أمها أشك أنها ستحتجزك بقصرها وستجبرني على المجيء بأسطول المساعدة لكي أنقذك ههههه
حكيم(عض شفته وهو يضربه لكتفه):- لا تسخر مني …
ميار(سمع صوت جوزيت):- ميااااار ميار أين أنت … حكيم افتح الباب أعلم أنه هنا
ميار(أغمض عينيه):- لن تتركني أتنفس وتقووووول
حكيم(أشار له لإصابته كي ينهض ليفتح):- قم وافتح لامرأتك طالما هي وميرنا بنفس الفندق ، فتقبل تصرفاتها الجامحة ..
ميار(هز رأسها بدون فائدة):- أنا قااااادم … نعم يا جوزي نعم هل انهار الكون ؟
جوزيت(تجاوزته بتذمر):- لقد مللت بغرفتي وبحثت عن ناريانا منذ وصولي لكن لا يظهر لها أثر ، أحتاج لمساعدة
حكيم(أشار لها بالجلوس بجانبه):- تعالي يا مدللة وأخبريني هل يعاملكِ هذااااا بشكل جيد ، هيا استغلي الفرصة وقومي برفع شكوى ضده حكيمكِ هنا
جوزيت(وضعت رأسها على كتفه وهي تتطلع إليه):-فرحت أنك بخير .. لو فقدتك كنت بكيتك
حكيم:- واوو ما قمة التواضع التي أنتِ فيها ، قولي انتحرت من بعدك قولي رميت نفسي من الطابق الأخير مثلا قولي ستكون حياتي جحيما بدونك … إلا بكيتك لا تبكيني يختي خسئتِ ..
ميار(جلس مقابلهما مبتسما):- أتعلم أن جوزي تسببت لنا بمشكلة مع إدارة المستشفى التي كنت بها يا بعدي ، أجل كنت قد وضعت الكاميرات لمراقبتك أثناء غيبوبتك المؤقتة والأخت رأت الممرضة متجهة صوبك بإبرة حقنة هههه .. أتعلم ما حصل صرخت وأفزعتني قلقا عليك وجعلتني أتصل بهم للقبض عليها بتهمة محاولة قتلك ليتضح أنه دواؤك الليلي وعلى أساس هذا أجبرت الرجال على الاعتذار منهم لساعات متواصلة
جوزيت:- قلقت عليه ، لقد رأيت ذلك في مسلسل ثم من هذا كله قد كانت ستتحول لحقيقة …لولا ستر الله لكنت مت بنفس الطريقة لو لم تحضر تلك الفتاة وتنقذك إلا الحق من تكون هل عرفتها ؟
ميار(ضحك وهو ينهض هازئا ليترك له المجال):- أخبرها من تكون …
حكيم:- آه يا ربي الآن شعرت بمعاناتكِ جوزيت حين تكررين نفس الحكاية على ألف أذن ، إنها لورينا يا ستي وهي التي تبرعت لي بدمها أيضا
جوزيت:- يااااااااااااي قمة الرومانسية ، بيني وبينك يظهر لي أنها تحبك وواقعة بغرامك على أنفها ، انس ميرنا بها فهي الأفضل لك … اسمع مني خذ من يحبك وليس من تحبه
ميار(رفع يده دون أن يستدير وعينه لكرسي الحديقة الفارغ):- ما زلت موجودا وأسمعكِ جيدا
جوزيت:- همم ع أساس أنكم فرعتم رأسي بسيرتها ، أين هي لا أراها نحن كما نحن وهي ما زالت تلحق لي وائلها إذن هذا ما يجعل المرء يفتح عينه أسمعتنيييييييييي ؟؟؟
ميار(احتقن بغضب):- إن كنتِ ترمين بالكلام علي فقد نجحتِ ورسالتكِ وصلت ، عموما نسخة مفتاح الغرفة معكِ سآخذ حماما وأنام
حكيم:- لحظة لحظة لما لم تأخذا غرفا منفصل أنت وهي ؟
جوزيت:- أياي هل ستمارس دور ابن العم علي لا يا بعدي ، أنا ألححت على البقاء بغرفة واحدة كي يبقى تحت عيوني
ميار(بل لكي أحرسكِ حينما تنامين يا شقية):- همم هو كذلك ، عموما لا تطيلا وأنتِ لا تحدثي جلبة حكيم خذها لناريانا لو سمحت فهي التي ستضبطها من إحداث المشاكل
حكيم:- لا تقلق هي بأمانتي ..
جوزيت(مطت شفتيها ولحقت بميار واستوقفته بعد خروجه مباشرة):- هل أنت متضايق مني ؟
ميار(نظر إليها وتنهد بتعب): وما المناسبة ، إنه مجرد إرهاق سفر هذا كله
جوزيت(وضعت يديها على عنقه ودفعت نفسها إليه مقبلة إياه):- هذه قبلة على عتبات رومااااا
ميار(وضع يده على خصرها وعانقها بحنان):- مجنونتي كوني عاقلة ، ربما تجدينني نائما تمام
جوزيت:- عيوني يا عيوني ….
تركها وتوجه صوب طابقهما فقد حجز لكليهما غرفة واحدة ، طبعا تحت طلبها رغم امتعاض حكيم من الفكرة برمتها فهو لا يريد أيا من جوزيت ولا ميرنا أن تبقيا في غرف رجال غرباء .. ههه غرباء ماذا تقول أنت الغريب يا عمري ، قالها وهو يستقبل عودة جوزيت مبتسما بشكل مزيف يخلو من أي حياة فقط كي لا يضايقها …
جوزيت:- كيف أبليت معها ؟
حكيم:- عادي ..
جوزيت:- كيف عادي يعني .. هل تم الطلاق ؟
حكيم:- أعلم أنكِ أجلتِ هذا السؤال حتى نلتقي ، ولأريحكِ وأتعب نفسي أجل قد تم
جوزيت(مسحت على خده بحنان):- ولورينا ؟
حكيم:- ما بكِ أنتِ وميار معي أخبرتكم أحضرت لورين معي فقط تأدية واجب إنساني هذا فقط ، وردا لجميلها لا أريد أن مدينا لها وقت حاجتها لي هذا كله …
جوزيت:- طيب لا تنفعل ..
حكيم(مسح على وجهه بتأفف):- هفف … لما لا آخذكِ لغرفتي صديقتك قد كانت متشوقة لكِ
جوزيت:- وأنا بدوري متشووووووووووووووقة لها هههه …
طبعا أخذها فقط لكي يجد متنفسا له بعيدا عن تلك الضغوطات التي ضغطت عليه بها هي وميار ، قد كان بحاجة لانعزال تام بينه وبين نفسه وجراحه الغائرة بسبب امرأة لم توليه اهتماما حتى … تركها في الرواق الخاص بناريانا بعد أن دلها على رقم الغرفة وعاد في طريقه إلى غرفته ليدفن نفسه فيها لعله يجد الخلاص الذاتي لروحه المكلومة ….
ما إن فتحت الباب لها حتى صرخت بحماس غير مصدقة ما تراه عيناها ، وانفجرت من هولها بالبكاء في حضن جوزتها الحبيبة التي اشتاقت لها واشتاقت لكل شيء فيهاااااااااااا
جوزيت:- ههه أنتِ تدغدغينني بنت ..
ناريانا(كانت تقبلها من كل مكان في وجهها وهي تضمها وتعتصرها في حضنها):- اشتقت لكِ ماذا أفعل دعيني أفرغ أشواقي
جوزيت(ارتمت على سرير ناريانا وجذبتها معها):- أي يا صديقتي ولكم اشتقت لكِ أنا أيضا لو تعلمين ، شوقكِ هنا هنا أنشأ مستعمرة تذمر بصدري ههه
ناريانا(لامست خصلات شعر جوزيت ووجهها بحب عارم):- آه على هذه التفاصيل افتقدتها يا ويلي أنا كدت أموت بدونكِ …
جوزيت(رمتها في حضنها بحنان):- يا عمري لا تبكي أنا هنا ولن نفترق بتاتاااااا ..
ناريانا:- اهئ آمل ذلك لأنني كرهت الوحدة ، أي نعم كانت ميرنا تؤنس وحدتي وكانت صديقة جيدة لكن مكانتكِ ليست في قيمة أحد
جوزيت:- يا عيني هذا ما تبقى أن تقارنيني بها ، ثم تعالي هنا هل هذه الدموع لأجلي أم من أجل شخص آآآآآآآخر ؟
ناريانا:- من أجلكِ …. و أجله يعني ماذا أفعل قلبي مقهور
جوزيت(أمسكتها من يدها وهي منسدحة جوارها):- هل حقا تحبينه ؟
ناريانا:- وقعت في غرامه يا جوزيت ، أوقعني ابن الهم وتركني وحيدة
جوزيت:- طيب وهو ؟
ناريانا:- نسخة طبق الأصل من جلمودك لكن هذا مع تغيير طفيف إنه مومياء محنطة قسما بالله
جوزيت:- ههههههههههه يا إلهي هل هو جليد لهذه الدرجة ، طيب كنت جسي النبض أنتِ ؟
ناريانا:- حاولت لكنه مغلق من كل المنافذ ، أصلا لا يعتبرني مناسبة له هو ينظر لي بنظرة ناقصة منذ ليلة سكري إلى اليوم
جوزيت:- أمم يلزمنا حل جذري هل جربتِ إكسير الغيرة أكيد هذا يعطي مفعولا فوريا
ناريانا:- لم أجربها ولكن هنالك ذلك التحري كاظم يعني ، ربما سأستغل وجوده فنادر يمقته بكره
جوزيت:- ههه طيب افعلي ودعيكِ من التردد ، إذا ما أتاكِ الحب بين يديكِ تمسكي به ولا تدعيه يفلت .. لأنه لو حدث ذلك ستبكين عليه طوال عمركِ وأنتِ تكررين نفس النغمة " الحسرة عليه الحسرة علييييه" ههههههههه …
ناريانا(عانقتها مجددا):- والله اشتقت لطرافتك ، هيا هيا احكي لي ما حدث لكِ في عرين الفهد
هنا غاصت جوزيت في غيمة العشق وجعلت ناريانا تعيشها معها بحسرة تربع نادر في مخيلتها آنذاك ، وعليه سنتركهما لتحكيا لبعضهما أسرارهما في الأيام الماضية وسوف نتوجه لهذه الغرفة …
وائل:- هذا الدواء الذي وصفه لي اليوم ثقيل لكنه ذو مفعول فوري ، شكلي سآخذ قيلولة
ميرنا:- مما يعني أنني سأبقى بجوارك وأمسح على شعرك إلى أن تنام يا طفلي الحبيب
وائل:- لا يا روحي ، ما إن أنام أريدكِ أن تذهبي إلى حكيم اطمئني عليه يعني أنا أتفهم قليلا برغم غيرتي عليكِ لكنه أحق مني بكِ في هذا الوقت
ميرنا(نظرت إليه نظرة عظيمة وقبلت خده):- ولهذا أنا أحبك
وائل:- لكن لا تتأخري لأنني أريد رؤيتكِ جواري كالملاك حين أفتح عيوني
ميرنا:- أي على الدلال
وائل(داعب أنفها بإصبعه):- أنتِ امرأتي خاصتي يحق لي الدلال
ميرنا(أخرجت المرهم من العلبة):- طيب .. احم أزل قميصك لأضع لك المرهم ..
وائل(ضحك من حرجها):- ميرنتي نحن مع بعضنا منذ أمد أما زلتِ تخجلين مني ؟
ميرنا(بتوتر مسحت خلف عنقها):- يعني قليلا فقط ثم ما شأنك هااااه ، أزل القميص …
وائل(التفت إليها وهو جالس بجوارها على سريره ونظر لعيونها ولوجهها المحمر):- أزيليه أنتِ
تنهدت بضعف ووضعت المرهم على ركبتها ، مدت يدها لظهره ورفعته بهدوء وقد كانت تقريبا في حضنه مركزة في القميص بينما كان هو يركز في عينيها وارتعاشتها ورجفة شفتيها الشهيتين ، مقاومتها أشبه بالركض دون توقف ، إنها شاقة تثقل الكاهل بأثقال الصبر النافذ ، فمعها يصبح الانتظار كحرب ضارية مع الذات ….. كانت تدري أنه يراقبها عن كثب وهذا ما زاد من حرجها ولذلك حاولت جهدها لتركز على عملها ، أزالته برفق من يده اليمنى ليده اليسرى لترفعه بحنان من رأسه الذي ما إن أخرجته حتى تساقط شعره الكثيف على جبينه وجعله يبدو في وسامة قاتلة …. لم تستطع أن تقاوم تأثيره أكثر مسحت على تلك الخصلات وشعرت بيده توضع على خصرها لتسحبها إليه بدفعة واحدة جعلتها في قبضته …
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي مشدوهة بعينيه الثائرتين):- وائل .. المرهم ؟
وائل(رفع يده ومسح على خدها الماسي):- أنتِ مرهم قلبي …
ميرنا(انتبهت لاقترابه منها فتدفق الجنون بعقلها بينما خفق قلبها بشدة):- أ…
وائل(دفعها إليه أكثر):- شتت لا تقولي شيئا …
ميرنا(فتحت ثغرها برجفة مغمضة عينيها تحت تأثير أنفاسه القاتلة):- أنت تعذبني
وائل(أغمض عينيه ووضع جبينه على جبينها):- آآآه أصلا أنتِ عذااااابي …
ميرنا(فتحت عينيها وناظرت قربه منها وامتصت شفتيها باختناق الضعف):- حبيبي
وائل(فتح عينيه وطبع قبلة على طرف شفتها هامسا بخفوت):- ذات يوم ستصبح قبلاتي حقا مشروعا ، وقتها لن أفكر بأي شيء فستكونين طوع يدي …
ميرنا(ابتسمت خجلا وناظرته):- أتمنى ذلك ..
وائل(زفر بعمق وأشار للمرهم):- ضعيه لو سمحتِ يا ممرضتي المشاكسة
ميرنا(فتحته ووضعت القليل بيدها ومررته على كتفه برفق):- هكذا أليس كذلك ؟
وائل(أغلق عينيه بشدة من سحر لمستها):- ميرنااااا ..
لم تجبه فقد كانت سابحة معه في سحر تلك اللحظة التي كانت كلها حنان ورقة ، لم يكسرها أيهما فقد كان السكون بينهما مستحبا لذيذااااا جعل البسمة تشمل ثغرهما بشكل هادئ لطيف ، على الأغلب موعود بالإثارة فيستحيل بوجود تلك القنابل الموقوتة معهم بنفس الفندق أن تبقى تلك السكينة شريكة جلستهم ، يعني لنقل أنه هدوء ما قبل العاصفة …
العاصفة الجارفة التي تضرب في قلبه الآن فمنذ أن وضع نفسه تحت الماء وهو يفكر ويفكر ، كان يتوقع لقاء آخر معها مثله مثل حكيم ، يعني حتى لو لم يكن عناقا فأكيد سوف يرى لمعة الفرح بعينيها وسيشعر بذلك في أعماقه ، لكن أن يأتي ليصطدم بها في حضن حبيبها كان هذا قاسيا ومخالفا لتوقعاته … وكل هذا من جهة لتأتي جوزيت من جهة أخرى وتربك كل المسألة بغيرتها اللامحدودة فهي تكشفه ولا يسعها إلا أن تتكلم بصراحة ودون أن تخفي عنه حنقها منها ، وهذا ما يعجبه فيها أنها صريحة إن شعرت بالغيرة قالت ، إن لم يعجبها شيء تذمرت ، يعني لا تكتم في قلبها إلا شيء واحد
عدا عن عشقها الذي سيعلم به طباخ الفندق عاجلا أم آجلا فهي لا تترك أحدا ولا تخبره بمشاعرها تجاهه …. المهم كنت أقول آه إلا شيء واحد هو الذي تكتمه ألا وهو ألمها قد عرف ذلك وجربه فيها مرات عديدة ، هي ترفض الإفصاح عن ذلك أمامه وتبقي وجعها في صدرها وهذا ما يجعله عاجزا إزاء هذه المعضلة التي لا يمكنه حلها بنفوذه ولا بثروته واسمه … المرض الذي كتب عليها منذ صغرها يعني طبيعي فبعد نجاة ذلك الحمل المعجزة بين ضعف زهرة أمها وبطش أبيها مختار فأكيد كان هذا سيؤثر عليها بمرض ما ، وكان مرض القلب مع الأسف …. خرج من حمامه وهو يجفف شعره واضطجع على السرير عاري الصدر ببنطلونه فقط ليغفو دون هوادة فقط كي يخرس أفكاره اللئيمة … لكن فاجأه طرق الباب الذي يعرفه جيدا عن ظهر قلب والذي جعله ينتفض من محله وينظر صوب الباب بارتعاشة سرت في أطرافه ، إنها نفس الطرقة التي يعرفها أكيد هذه ميرنا …. نهض من مكانه ووقف عند الباب ليفتح لكن ما إن وضع يده على المقبض حتى أبعدها متشنجا وفي صدره ألف غصة ، إن هو فتح لها الآن سوف يجذبها إليه بقبلة لن يسعه محوها من عقلها ، إن فتح يعني سيخون إخلاص جوزيت له وهي لا تستحق منه ذلك … وجد نفسه مترددا فكرة تأتي فكرة تذهب إلى أن سمع خطواتها المبتعدة عن باب غرفته وهنا أحنى كتفيه بتعب وعاد لسريره …
ميار:- عليك أن تضع حداااا لهذا ، يكفي يا عقلي يكفي …..
زفر بتعب وارتدى قميصه ونام فهذا الحل الأمثل لمثل هذه الحالات ، أما هذا فقد كان من نصيبه أن يفتح الباب ليجدها أمامه
ميرنا:- ذهبت لغرفة ميار لكنه لم يكن موجودا وأردت المرور للاطمئنان عليك
حكيم:- يا لصراحتكِ ميرنا تدهشينني بحق ، الآن أصبح ميار في المرتبة الأولى هاه ؟
ميرنا(دخلت دون إذن):- ليس كذلك ولكن غرفته في الطابق السفلي يعني هو الأوْلى …
حكيم(بقلة حيلة):- تحليل منطقي …
ميرنا:- حكيييم …
حكيم(لا تعذبيني بندائكِ ذاااااااك يا عصفورتي الصغيرة):- همم ؟
ميرنا(لاحظت تجاهله لها وتوجهه للشرفة):- قف عندك هل أنت تتجنبني يعني .. أخبرتك من يكون كاظم فكفى عصبية
حكيم(وضع يديه على حافة الشرفة وصدره يتضخم بآلاف المشاعر الجارفة):- لا تقتربي لا تقتربي
ميرنا(اقتربت وهي تقف بجواره):- يعني فهمتك الموضوع وما فيه كان يريني الأخبار على هاتفه ولم أشعر أنه قريب مني لتلك الدرجة التي تظنها أنت ، ثم دعنا نقفله هنا ما رأيك ؟
حكيم(كان مغمضا عينيه بينما عطرها يتسرب إليه):- ميرنااااا .. ميرنا …… اشتقت لكي
ميرنا(استوقفها بحركة يده التي جذبتها إلى حضنه بقوة امتلاك):- هئ حكيم مهلا ..
حكيم(دفعها لصدره بقوة غافلا عن آلام جرحه وعن وجعه الحقيقي):- أنتِ وجعي … أعشقكِ يا ميرنا أعشقكِ يا عصفورتي الصغيرة
ميرنا(تحركت حنجرتها وهي تنظر لعينيه الملهوفة لها):- حكيم .. يجب أن
حكيم(أغمض عينيه وأحنى رأسه بجانب أذنها هامسا بتعب):- افتحي جرحي افتحيه وأخرجي هذا القلب الذي ينبض باسمكِ ، أزيليه يا ميرنا كي أرحمكِ من عذااااابي … لقد قاومت لأيام لساعات لشهووور ووجدتني فيكِ ضائعااااا …أحبكِ يا عذاب الدنيا أحبكِ يا جحييييييييييييييييمي … افهميني
ميرنا(برفق ترقرقت بعيونها الدموع وهي تمسح على وجهه):- حبيبي حكيم .. أنا لن أستطيع أن أحبك كما تنتظر مني ، أخبرتك وجربت فعلا ووجدت قلبي مرهون بوائل .. تجاوزني يا حكيم وانس أمر حبك لي فهو لن يجلب لك سوى الألم والعذاب
حكيم(هدر فيها مبعدا إياها بغضب):- تمام تمام فهمت فهمت أنكِ له ، قلتُ لأجرب حظي فأنا أعرف أجوبتكِ السقيمة ، إلى هنا وكفى غادري غرفتي ميرنا أريد أن أرتاح أنا متعب ….
ميرنا(شعرت بأنها آلمته في صميمه لكنها الصراحة ولم يسعها خداعه):- آسفة …
حكيم(زم شفتيه بلؤم وناظرها وهي تركض في اتجاه الباب):- آسفة ؟؟؟ تأسفي يا ميرنا فهذا أصلا ما تجيدين القيام به ………….
ضرب بقبضته على الحجر وناظر الفراغ بقلب مفجوع ، إنها في كل مرة تذكره بهيامها لذلك الرجل الغريب يعني هو ابن عمها هو أولى بها متى ستفهم هذا متى ستستوعب حجم حبه متى متى …. كز أسنانه وهو يلهث بدون حياة إلى أن وُضعت على كتف يد رقيقة ناظرته ببؤس شديد …
لورينا:- لا تحزن .. إن لم تحبَّك هي سأحبك أنا …
حكيم(نظر إليها ونظر للباب المفتوح):- من أين خرجتِ ؟
لورينا:- اصطدمت بي ميرنا وهي مغادرة غرفتك وكانت تبكي وفهمت أنك منزعج منها ..
حكيم(تأفف):- اذهبي لغرفتكِ أيضا أنا بحاجة للبقاء وحدي
لورينا(قبَّلت كتفه وانسحبت بحزن):- سوف أجعلك تنساها ، حتى إن لم أستطع أنا فابنتك ستقدم على ذلك بدون شك ..
" العذاب الذي كتب على الجبين صار إرهاقا شاملا في حشا الروح "
جاء المساء ونزلت لورينا بطقم نسائي قصير في الزهري الناعم وشعرها الناري جمعته في تسريحة جانبية مع زينة مناسبة ونزلت للمطعم معه أجل فقد كان جامدا صامتا بشكل يجعل أي شخص يراه يعرف بأنه متعب ، لكن ابتسامتها هي التي كانت تثير الريبة وعلى الأغلب اصطنعتها لكي تجعل الكل يظن أنها رسميا ستصبح حبيبته في عين الكل …. وجدا ناريانا وجوزيت جالستين بطاولة الطعام ولوحتا لهما وقامت كل من ناريانا ولورينا بالتعرف على بعضهما …
جوزيت(بفستان أسود طويل):- تفضلا بالجلوس ..هل ننتظر الكل أم نطلب العشاء ؟
حكيم(نظر للناس المحيطة بهم):- لننتظر قليلا ، هل سينزل ميار ؟
جوزيت:- هكذا قال .. ولمَّا صرعته بحديثي طردني وأتيت لأشبع شوقي من صديقتي الحبيبة
حكيم:- يا عيني أكيد لن تصمتا الليلة هه …
ناريانا(بطقم في الأحمر بنطلون وقميصه):- جدا جدا اشتقت لها لا تتصور إلى أي حد
لورينا(بلطف):- أتمنى لكما دوام المحبة
ناريانا:- امم أخبريني لوري فيما تتخصصين وما هو مجال عملك ؟
لورينا:- أنا مصممة أزياء وماركتي الخاصة هي لوريسون
جوزيت:- أهاااااه سمعت بهذا لكنها ماركة محلية حتى اليوم .. ألم تفكري بالتوسع ؟
لورينا:- أخطط لفتح فرع ببرشلونة ومن هنا ستكون البداية …
ناريانا:- الله الله أرأيتِ يا جوزي ربي بعث لنا مصممة حتى عندنا ، أكيد فساتين زفافنا عليكِ ؟
لورينا:- ههه ما علي سأفعله هذا يشرفني …
حكيم(طقطق إصبعه وهو ينظر لساعته لقد تأخرت بالنزول):- هفف …
نادر(تقدم إليهم وفي آن الوقت حضر كاظم):- مساء ..
كاظم(جذب كرسيا وجلس بين لورينا وناريانا يا عيني):- يا مساء الفل والياسمين والخير والفتنة والقلب المقتول في حضرة الحسناوات يا ليل الليل …
كاظم(صافح جوزيت وهو يتأمل جمالها بوقاحة):- جوزيت الراجي عاش من شافك
جوزيت(ناظرت جسمه وهيأته):- لقد تغيرت كثيرا كاظم ، امم أصبحت متاحا للإعجاب
كاظم(أشار لجرح حاجبه):- كما كنت .…
جوزيت(تنهدت عميقا ، ويلي ويلاه حين يراه ميار ماذا سيفعل به):- همم جيد ..
كاظم(ابتسم لها بخبث):- أصلا من تراني مرة لا أخرج من عقلها أ بَ دً اااااااا
جوزيت:- ههه هل ستخبرني يعني … أعرف يا مصيبتي الجديدة
نادر(جر الكرسي بكره وجلس):- أستغفر الله …
ناريانا(طالعته وغمزت لجوزيت):- هذا هو
جوزيت(تأملت نادر وضحكت):- يخرب هبلك إنه وسيييييم جدا ، يا بنت صبرتِ ونلتِ ههه
ناريانا(همست بولولة):- لا نلت الخيرااااات حتى …
حكيم(نظر لذلك الوقح الذي جلس ليتأمل فيهن واحدة بواحدة):- ذكرني من حضرتك ؟
كاظم(التقط بعض المملحات من صحن الضيافة):- كاظم النابلسي … (ابتسم له وسرعان ما أدار رأسه للحسناء التي بجانب حكيم)تشرفت تشرفت لورينا صح ؟
لورينا:- أهاااه لورينا نادني لوري لو أحببت …
كاظم(غمز لها وأطل على جوزيت):- الشبه بينكِ وبين ميرنا فظييييييع ههه
جوزيت(اختفت بسمتها بتأفف):- هي التي تشبهني ولست أنااااا …
كاظم(فهم غضبها وضحك من جنون اللحظة=:- اممم جوزي ولوري ، وناريانا تعرفنا عليها إذن أين لبرانسيس معذبة القلوب ؟؟؟؟؟؟؟؟
جملة كانت كفيلة بأن ينهض حكيم ونادر لكسر الطاولة على أمه ، لكن حضور البرانسيس وقتها حال دون ذلك وقد كانت ترتدي فستانا رملي اللون وفضفاضا جداااا ، ههه وأكيد هذه كانت غاية رجلها الذي وضع يده على ظهرها وجعلها تجلس محلها ..
وائل:- عمتم مساء … أهلا بكِ جوزيت
جوزيت:- أهلا وائل…
ميرنا(نظرت لكاظم الذي كاد يأكلها بعينيه):- هه احم .. هل طلبتم العشاء ؟
جوزيت:- ألا ترين أن هنالك مكانا ناقصا ، سلامة نظرك
ميرنا(بلؤم ناظرتها):- لننتظر إذن …
جوزيت(حولت عينيها بكره ونظرت لساعتها):- هممم ..
كاظم(ينظر لميرنا ولجوزيت وهذا ما أزعج حكيم):- تلك الآنسات بنات عمي ، رجاء لو لديك ما تريد إخبارهن به فتحدث لك الكلمة وكف عن نظرات المراهقين تلك ..
كاظم(ببرودة):- فقط كنت أحصي فوارق الاختلاف بينهما ، وأظن معي حق
ميرنا(بكره رمقت جوزيت التي بادلتها نفس النظرة):- وعلى ماذااا …
لورينا(انتبهت لنظرة حكيم الكسيرة لميرنا وانحنت لرأسه هامسة):- أتذكر حين حضرت لك شربة الريزوتو بصلصة البيتزا كنت تحبها ..
حكيم(نظر إليها ولمحاولتها الغريبة في تذكيره):- هه أذكر أنني صببتها في مجاري المياه ، لأنني اكتشفت فيها منوما.. لوري غاليتي لا تحاولي تذكيري بتلك الحقبة فلن تصلي لشيء …
لورينا(ابتسمت بخبث وهي تنظر لعيون ميرنا المصوبة تجاههما):- حتى أنني وصلت هه …
حكيم(لم يفهمها وأمسك هاتفه):- هل نتصل به ؟
جوزيت:- يكون على وصول ..
وائل(بتأفف همس لميرنا):- هل كان علينا قبول هذه الدعوة الغريبة ، المطعم للجميع كان علينا الجلوس وحدنا بدون هذه الجعجعة الواهية ؟
ميرنا:- وائل من الضروري بقاؤنا مع بعضنا بليز .. لا تتذمر من أولها
وائل(حرك فكه ببسمة وطالعها):- أرأيتِ كم ناسبكِ هذا بدلا من الفستان المنحل الذي كنتِ سترتدينه
ميرنا(نظرت لنفسها):- أنا أصلا لست راضية عنه لكن طالما أعجبك لا مشكلة .. ثم أنا أصغيت لك لأنني لم أكن في مزاج جيد لمجادلتك لكن مرة أخرى أكيد سأقوم بما أراه مناسبا لي
وائل(همس لها):- هئ احلمي يا روحي …
ميرنا:- نتحاسب فيما بعد ، وحبذا لو تطلب من صديقك نادر أن يضع لك مرهم المساء لأنني لن أفعل
وائل(عض طرف شفته لها):- بلى ستفعلين …
ميرنا(بحرج امتصت شفتيها ونظرت للجميع):- احم …
حكيم(أمسك كوب الماء وشرب القليل قبل نهوضه):- سأعود بعد قليل …
رمقته ميرنا بطرف عين وأخفضت عينها فهي تعلم أنها من يؤلمه في الصميم لكن ما بالبيد حيلة ..
ناريانا(نظرت لنادر باستجداء):- نادر كيف حالك ؟
نادر(بدون مبالاة):- عادي ..
كاظم(حجبه عن نظرها واتكأ في الوسط وهو يلوح لها):- وأنتِ كيف حالكِ يا روبونزل ههه أتعلمين أنكِ بشعركِ هذا تشبهينها ، يجدر بنا تجربة تسلق شعركِ ستكون لفتة ممتعة
ناريانا:- مستحيل هههه .. لن أسمح
نادر(باستفزاز):- هه لا اسمحي يعني لما سترفضين …
جوزيت(ناظرته بلؤم):- أصلا ناريانا لا تسمح لأحد بأن يلمس شعرها … يعني لن توافق
نادر:- أووه مدهش …
ناريانا(قوست حاجبيها بغضب وسكتت):- أرأيتِ ؟
جوزيت(أمسكتها من يدها):- ولا يهمك حبي …
ميرنا(نظرت لحكيم الذي تحجج باتصال عبر هاتفه وهي تعلم أنه لم يطق بقاءها بجوار وائل تلك اللحظة):- أنا عائدة ..
وائل(نظر إليها باستغراب):- إلى أين ؟
ميرنا:- سأذهب للحمامات فقط .. وأعود فورا
وائل:- طيب لا تتأخري ..
تنهدت عميقا وانسحبت للحمامات تحت نظر حكيم الذي نظر خلفه للطاولة وتابع حديثه عبر الهاتف مع البيت ليطمئنهم على الأحوال ، ولكي يأخذ بعض الوقت فبقاؤه على تلك الطاولة يعني جلطة دماغية أكيد ،.. كان يتحدث إلى أن ولجه اتصال آخر على نفس الخط ففصل معهم وأجاب..
ميرنا:- لما تقدم على هذه التصرفات ؟
حكيم:- أه ميرنا هل بدأتِ الآن تستعملين الهاتف كوسيلة بينكِ وبين زوجك ؟
ميرنا:- لا أرغب بحدوث مشكلة ، تعرف موقفي جيدااااا …
حكيم:- أعرف لكن ما يعرفه الغير شيء آخر ، الكل يعتبركِ زوجتي ألا تجدين أنه من الغريب نزول زوجتي مع رجل غريب وبقاؤها معه في غرفته الخاصة ؟
ميرنا:- الجميع يعلم أنني أحب وائل
حكيم(أردف بسرعة):- وهذا لا يخفي حقيقة أنكِ زوجتتتتي …
ميرنا(ابتلعت ريقها):- عد رجاء ولا تتصرف بحمق ، أرجوك أنا على أعصابي ومتوترة من هذا الجمع الرهيب فأكيد كل يمسك بأعصابه على مضض ، وإن حدث أي خطأ لا محسوب ستعم الفوضى
حكيم:- طيب يا ميرنا سنرى إلى أين سنخرج بتصرفاتكِ الغريبة … أنا هناك
زفرت بعمق فقد قامت أخيرا بتهدئة حكيم بعد جهد جهيد ،فهي تعرف غضبه وتعرف ما قد يُحدث لذلك ضبطت مكياجها وثوبها وخرجت من الحمام عائدة لمحلها بعد أن حققت الإنجاز المنشود ، لكن مع كل هذا وذاك ما زال هنالك خواء في صدرها بانتظار ذلك الوافد الذي أبى أن ينزل ليراها ويرحمها من هذا العذاب … لقد تعفف عنها ترى لماذا ألم يكن مشتاقا لها أمعقول أن جوزيت مسحت ذلك الأسبوع من عقله وجعلته ينساها ، لالا أكيد هنالك شيء خاطئ في الموضوع ميار لن يبقى طوال النهار مختفيا بعد هذا الغياب الذي دار بينهما ودونما محاولة لرؤيتها ولو لدقيقة دون سبب ، قد كان متشوقا للوصول إلى روما ولكن لم تتوقع أنه بعد وصوله لن تراااااه قط …. ظلت تفكر وهي تغادر تلك الحمامات سابحة بأفكارها الغريبة مع نفسها ولم تشعر بتلك اليد الحديدية التي جذبتها خلف الممر ورمت بها في حضنه دون أن تستطيع استيعاب أي شيء حتى …..
ميار(مال برأسه ليطل عليها بجنون):- اشتقنا لكِ يا ذات النظرات الخاصة
ميرنا(رفعت رأسها إليه بفشل وهي تتنهد):- أخيراااا …
ميار(لمس اللهفة في عينيها وابتسم):- أنتِ أيضا افتقدتني صح ، أقرأ هذا في عينيكِ الملهوفة ؟
ميرنا(مررت لسانها بين شفتيها):- تأخرت إلى هذا الوقت .. كان من المفترض أن أراك قبل ساعات
ميار(لاعب خصلاتها بشرود وأجابها):- حاولت ذلك لكنكِ خذلتني ، فحين حضرت أنا وجدتكِ بالردهة بحضن وائلكِ الحبيب …
ميرنا(ابتعدت عنه وهي تعدل شعرها):- آه .. فهمتك
ميار(مال برأسه وهو يناظرها بشوق):- تبدين مشرقة ..
ميرنا(ناظرته بخجل):- وأنت تبدو لطيفا زيادة ع اللزوم ، أهذا من أثر البعاد مثلا ؟
ميار(همس بدفء):- تؤ من أثر الشوق …
ميرنا(عضت شفتها ورمقت رسالة نصية على هاتفها وكانت من وائل "تأخرتِ حبيبتي"):- علينا أن نذهب كلهم بانتظارنا وكنت الأخير …
ميار(أمسكها من يدها بجرأة):- لنخرج ..
ميرنا(إذا خرجنا هكذا سيحدث زلزال وقتل عمد):- أ.. ميار ولكن …
ميار(لم يهتم باعتراضها بل أقدم على يراه مناسبا):- فقط اهدئي أنا أعرف ماذا أفعل …
خرج بها هكذا متحديا كل الحضور هناك ، متحديا الشعلة جوزته الغالية والزلزال حكيم والبركان وائل ونضيف له كاظم جدار برلين ، على لورينا وناريانا ونادر الذين سنعتبرهم شهودا على ملحمة الموت التي ستحدث بعد قليل ههههه … ^^
جوزيت(احمرت عيناها غيظا):- ما هذاااااا ؟؟؟
استدار الكل مع شهقتها لينظروا إلى ذلك القادم بهيبته لكي يجالسهم بكل هدوء ، بينما هو يمسك بيد هنالك شخصين على وشكِ إحراق الكون وألا تتأذى تلك اليد …. لم تستطع أساسا أن ترفع عينيها تجاه وائل الذي فغر فاهه فيها بينما حكيم كان ينظر إلى ميار مباشرة ويحاول أن يفهم ما الذي يفعله هذا المجنون …
ميار:- عمتم مساء بليز ناريانا لو تتنحي قليلا أريد لميرنا أن تجلس بقربي ، وقد أخذت الإذن منك حكيم كونها زوجتك أظن بأنه لا يوجد أدنى اعتراض فابنة خالي تملك خانة اشتياق بقلبي .. جوزي كيف الأمسية معكِ ؟
جوزيت(بجواره على اليمين ناظرته بشراسة):- سأقتلك صدقني
ميار(همس لها):- سايريني نحن مراقبون …
جوزيت(ارتعشت بعدم فهم ونظرت حولها وهالها المنظر الذي رأته):- يا إلهي .. علينا أن نخبرهم؟
كاظم(أطل على ميار):- هيهو أنا هنا بطولي وعرضي ألم أظهر لك كي تقوم بتحيتي ، عيب يعني مهما كان بيننا عشرة وطفولة هممم ألم يخبركم لقد كنا من نفس البلدة … ؟
حكيم(هز رأسه باستغراب):- عجيب لكنه أخبرنا عن الجرح الذي فتح بحاجبك هه..
كاظم(مال بشفته):- وأنا جرحته بركبته اليسرى ..
جوزيت(بدون وعي نطقت):- وكلما رأيناها نتذكر فظاعتك سابقا يا كاظم
ميار(رمقها بصرامة):- لا تخاطبيه لا حديث بينكما أصلا ..
جوزيت(ابتسمت من غيرته ونظرت لميرنا):- ههه يسلم لي الغيران أنا
كاظم:- مقبولة منكم سنعتبرها افتتاحية لقاء ولا يهمكم
ميار(ناظره بتكبر ورسم بسمة خبيثة):- عذرا أنا في خضم حديث أهم بكثير الآن
كاظم:- اممم تم قصف الجبهة بنجااااح إذن لكنها مردودة وهذا وعد
ميار(ناظره بلؤم ونفث شررا):- جربني فقط …
وائل(بحدة آمرة):- ميرنا .. محلكِ بانتظارك
ميار(أشار لجوزيت أن تصمت ووضع يديه على الطاولة لينظر مباشر لوائل أول مرة):- وائل رشوان سمعت عنك الكثير وأحفظ عنك الأكثر ، تشرفنا بمعرفتك ؟
وائل:- تشرفنا بالفهد البري …(وجه نظره صوبها) ميرنا أنا مصر على أن تعودي لمحلك
حكيم(امتص شفتيه وهو يشعر بالضيق من خصامهما الواضح للعيان ، لكنه وجد من يقتص له من وائل):- لا بأس .. لا مشكلة لدي طالما هي مرتاحة فذلك يبقى ابن عمتها أليس كذلك وائل؟
ميرنا(همت بالنهوض لكن ميار أمسكها من يدها وأبقاها رهينة بقربه):- ميار ..
ميار(استدار إليها بعيون ملتاعة وبهمس خافت):- عيوني ..
كاظم(صفق بحرارة من تشنج تلك الجلسة الغريبة):- جعنا يا عالم جعنا وين الأكل …
نادر(بكره):- جعنا وضجرنا ، ليضعوه بسرعة لكي يذهب كل لحاله ..
ناريانا(لقد استنفد كل أعصابها):- إن لم تعجبك جلستنا تفضل …
خرس الكل من جملتها ونظروا إليها ولنادر الذي أقدم على ذلك حقا وجذب كرسيه مستقيما بحنق ..
نادر:- معك حق .. عن إذنكم ولول نتحدث لاحقا ..
وائل:- مهلا نادر نادر … آنسة ناريانا ؟؟؟
ناريانا(اهتزت بدموع):- أ هه كنت أمزح معه فقط ، سألحق به …
كاظم(صفر للنادل الذي أشار له بالقدوم):- يا عمي تعال لهذه الطاولة قليلا نريد أن نأكل كي نتفرج ببطن ممتلئ ونستمتع …
لورينا:- ههه الله الله …
ميار(انتبه لنظرات وائل اللئيمة وهمس في سره):- قد انتزعتها من جانبك فما أنت فاعل ؟
وائل(همس بذات اللؤم):- لأنها أول ليلة لن أحدث مشكلة لكن انتظرني في لاحق الأيام
جوزيت(كانت تهتز بكعبها وهي تنظر إليه تكاد تقتلع عيونه):- ما الذي تحاول فعله ، فهمنا أننا مراقبون لكن ما دخل هذا بماااااااا تفعله ؟
ميار(نظر إليها وأزال خصلة كانت تحت عينها):- مياركِ لا يقدم على شيء عشوائي انتظري فقط ..
وائل(شعر بالضيق وهو يزفر وينظر إليها):- همم ..
ميرنا(همست بخفية):- آسفة ..
وائل(هز رأسه لها بأنه لا بأس):- لنرى ماذا يريد أن يفعل هذا الشخص …/ الآن فهمت ما سبب تفوقك على الجميع طبعا استغليت شبهك بإياد لدرجة لا يمكن الفرز بينكما
ميار(أمسك كأسا وصب فيه من المشروب الموضوع على الطاولة):- يعني ؟
وائل:- كنت مخادعا
ميار(صب بهدوء وتجرع رشفة وبعدها أجاب):- لو كنت محلي لفعلت المثل ..
وائل:- أنا لا أتلاعب بمشاعر الآخرين
ميار(ناظره بقرب):- أما أنا فأتلاعب حسب ما يناسب غايتي …
كاظم(نظر إليهما مقاطعا):- هيا لن تتخاصما من أول ليلة ، وضعنا لا يسمح بذلك.. حكيم ألن تقول شيئا ؟
حكيم:- أفندم هل تعرفني ؟؟؟
كاظم(نظر للورينا وغمز لها):- أعرف مصممتنا الشهيرة ، ميرنا هل تعلمين أن لورين مصممة ولديها ماركة باسمها أيضا في إيطاليا وتفكر بأن تفتح فرعا ببرشلونة ..الأعمال مزدهرة معها ههه
ميرنا(بقنوط ناظرتها):- يعني ليس سيئا
لورينا(مدت كأسها لميار الذي صب لها ورفعته):- أقله عملي واضحا أفضل من صحفية موقوفة عن العمل …
جوزيت(هنا لم تمسك ضحكتها):- كخمم … ضربة في الصميم ..
ميرنا(امتصت شفتيها ونظرت لميار الذي ابتسم لردها المقبل):- حتى لو توقفنا عن العمل يبقى اسمنا مقترنا بالصدق والتضحية .. ماذا عنكم ها يا ثعلبة القطب لم أسمع صوتكِ ؟
جوزيت(حركت لسانها بداخل فمها ونظرت إليها بشراسة):- حبيبي ميار ، صب لي كأسا أيضا معك فقد بدأت السهرة تحلوْ ..
كاظم(صفر بتصفيقة حارة):- وُووووه يا عيني على بنات الوطن صدقا اشتقت لهذه النمردة ..
حكيم(نظر للروينا التي تجرعت ذلك الكأس وجذبه ناحيته):- لن تشربي …
لورينا(وضعت يدها على كتفه وهي تناظر عيونه):- ما زلت مهتما بي ..
حكيم:- أصلا لم أكن مهتما حتى أهتم الآن ، لكن لا أريد فضائح همم …
وائل(مسح على لحيته وعيناه تراقبان ميرنا وهي بقرب ميار الذي كان يهمس لها كل لحظة):- أصبح الجو خانقا
حكيم:- خليك .. جرب ما معنى أن تنظر لمن تحبه من عين البعيد
وائل(سمعه وضرب على الطاولة):- كأن العشاء تأخر ؟؟؟
كاظم(جر كرسيه):- سأتفقدهم طلبنا لازانيا ندموا أهلنا عليها … وسأرى روبونزل بطريقي أظن أن يوجين أبقاها أسيرة في قصره هههه …
جوزيت(أطلت برأسها للخارج لم تظهر لها ناريانا قط):- حقا تأخرت ..
ميار:- سأتفقدها ..
جوزيت:- سآتي معك ..
ميار(أمسك يدها وجذبها معه):- تعالي …
هنا بقي الأربعة رفقة بعضهم ميرنا وائل لورينا حكيم ، نظرت إلى أزواج العيون التي كادت تلتهمها .. فحتى لورينا كانت تشغل نفسها بتصفح الهاتف إلا الرجلين الذين كانت نظرتهما واضحة وضوح الشمس في عز الليالي …
ميرنا:- احم .. كيف صحتك حكيم الآن ؟
حكيم:- أفضل
وائل(حرك فكه):- لم يتسنى لي الوقت لأجل هذا لكن … سلامتك لقد نجوت من تلك الإصابة
حكيم(نظر إليه):- كان من الممكن أن نكون أصدقاء ، لكن طالما تلك المرأة بيننا فلا تحاول أن تلطف الجو بيننا
وائل(ضحك ساخرا):- أساسا من يريد صحبة معك ، لكن من ضمن الواجب الإنساني فقط
حكيم:- هاها صدقتك …
ميرنا(أستغفر الله لن يهدآ أبدا):- الصبر يا ربي ..
كاظم(من جانب باب المطبخ أطل عليها وأشار لها بيده كي تأتيه بدون لفت انتباه)؛:- بست..
ميرنا(رأته واستغربت وهي تتساءل ما الذي يريده منها جدار برلين):- سأعود ..
حكيم:- أصلا كل من يذهب لا يعود ما هذا العشاء الغريييييب …
وائل(قبل أن يسألها عن مكان ذهابها كانت قد طارت):- فعلا ليلة غريبة برمتها ….
سارعت خطواتها صوب المطبخ وما إن فتحته اصطدمت به حتى كادت تسقط فتمسكت بالباب ..
كاظم:- هههه ما بكِ يا بنت انتبهي ؟؟؟؟؟
ميرنا:- ما هو لو تقف بعيدا لما اصطدمت بك ، هفف ماذا هناك ماذا أخبرني ؟
كاظم(جذبها من يدها وهو ينظر حوله):- تعالي وستفهمين
ميرنا:- ما الذي يحصل مع هؤلاء كل من يأتي فيهم يجذبني من يدي … يا حبيبي
وقف بها مطلا على زاوية من المطبخ حيث كان هنالك رجلين ببذلة سوداء يقفان على رأس الطباخ ، الذي كان يتعرق بخوف وهو يحرك الصلصة خائفا منهما ، لمحت مسدسين بخصرهما وجذبت كاظم لكن ماذا ستجذب ذلك الجدار حجر لا يتحرك إلا حسب مزاجه …
ميرنا(ضربته في كتفه):- هلوو يا أخ اسمعني ؟
كاظم(همس لها بالصمت):- ماذا ستفضحين أمرنا ؟
ميرنا:- ما الذي يحدث ؟
كاظم:- أشك أن هؤلاء يضمرون لنا شرا ، سوف نقوم بالآتي وأنتِ ستمثلين دور المغمى عليها وأنا سأحملكِ تمام
ميرنا:- له يا روحي هل صدقت نفسك ؟؟؟
كاظم:- هل لديكِ حل آخر ، لو حملكِ وائل حكيم سيرفض وهذا الأخير لا يستطيع جرح صدره مفتوح أما ميار فأظن أنه سيستعمل السلاح وقتها .. لذلك أنا المرشح المميز في حلقة الليلة
ميرنا(مقتنعة نوعا ما):- طيب فهمني لماذا كل هذا ؟
كاظم:- سنجعلهم يصدقون أنهم قاموا بالانتصار يعني ..
ميرنا:- من هم ؟
كاظم:- من عصابة الفهد البري بدون شك وهم هنا للانتقام ..
ميرنا:- وميار هل يعرف ؟
كاظم:- أصلا هو من نبهني لا أدري كيف عرف …
ميرنا:- ربما كان يراقب المكان .. عموما لن نطيل سأعود وأنفذ الخطة كما طلبت
كاظم(غمز لها):- شطووورة برانسيستي ..
عادت لمحلها وهي تتنهد وجلست قرب وائل هذه المرة والذي تنهد بأريحية جاذبا إياها لكي يفهم أين كااااانت ، بينما كان حكيم ينظر إليها ويصغي للورينا بملل والتي كانت تريه تصاميمها المنتشرة عبر الصفحات … فحتى ميار وجوزيت لم يعودا أيضا المهم جذبها هامسا لها ….
وائل(من بين أسنانه):- أين كنتِ ؟
ميرنا:- ناداني كاظم
وائل(جحظ عينيه):- لا تخبريني أنه أيضا دخل للتعداد الذكوري ؟؟؟؟
ميرنا:- ههه … ليس كذلك لكنه حذرني من مكيدة تحدث بالمكان هشش لا تتحرك سنتصرف على سجيتنا لكي نجعلهم يصدقون ما سيحدث …
وائلّ:- لماذا ما الذي سيحدث ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(همست له وطلبت منه تغيير مكانها ليتسنى لها إخبار حكيم بحيث تكون بينهما):- هل فهمت ؟
وائل(نهض بقلق):- فهمت فهمت … تعالي ..
حكيم(انتبه لها وبدون شعور ترك لورينا تتحدث والتفت إليها):- ماذا ؟
ميرنا(نظرت للورينا معتذرة بابتسامة باردة وجذبته إليها):- حكيم نحن محاصرون هنا ، خارجا وفي الداخل أيضا يريدون أن يضعوا منوما لنا في الأكل كاظم اكتشف الأمر تحت تنبيه من ميار .. الآن لا أعرف أين ذهب هو وجوزيت وبقيا لكن غالبا على أحدنا أن يخبرهما ولن يكون هذا الأحد سوى لورينا فهل ستوافق ؟
حكيم:- ستوافق لكن أنتِ ماذا ستفعلين ؟
ميرنا:- سوف يغمى علي لكي نعرقل المسألة قليلا هكذا شرح لي كاظم ..
حكيم:- ما هذه الخطة البذيئة … هييه كاظم كاظم …
كاظم(أطل عليه مقتربا بعد أن تحجج باتصال بينما كان يراقب الوضع):- ماذاااا هناك ؟
حكيم:- خطة الإغماء لم ترق لي سلاحي بخصري وميار وجوزيت يحملانه أيضا ، ولديك واحد إذن سنخرج من هنا بأقل الخسائر الممكنة ..
وائل:- المطعم يعج بالناس لن نغامر بروح أحد
حكيم(أطل عليه):- نعم يا روحي نعي ذلك وهذا ما أحاول شرحه …
وائل(انتبه لميار مقبلا عليهم بدون جوزيت):- خير منذ أن أطل هذا والمشاكل جاءت تركض معه
ميرنا:- وائل اهدأ رجااااء
وائل:- كنا في حالنا بقدومهم أتت المشاكل صح أم كذبت ؟؟؟
ميرنا:- تت .. ميار أخبرني كاظم ب…
ميار(أمسكها من يدها):- ستأتين معي … وأنتم ستخرجون الواحد تلو الآخر بهدوء تام رجالي يفرغون غرفكم والحقائب ستكون بالسيارات بعد برهة …
وائل(هنا نهض بدون قدرة على التحمل):- أترك يدها أولا … أتركهاااااا
ميار(تركها وتقدم إليه):- لا وقت لغيرتك الآن ، إن كنت منتبها الوضع لا يتحمل .. يا إما نخرج من هنا بهدوء يا إما سنجد أنفسنا في اشتباك والله أعلم من سينفذ منه ..
لورينا(بقلق):- يا إلهي ما الذي أسمعه ؟
حكيم:- أنتِ اهدئي كله تحت السيطرة … أنا مع ميار في ما قاله علينا مغادرة الفندق …
جوزيت(انضمت):- وفي أسرع وقت حتى.. قد وصلت سيارة أخرى لهم ونحن سنكون في وضع غير مستحب إذا ما تكاثروا علينا
وائل:- أنا لن أبرح محلي لا أنا ولا ميرنا ، غادروا لو شئتم
ميار(بنفاذ صبر):- أستاذ .. نحن لا نستشيرك هنا ، ستأتي ميرنا معنا وأنت حر في نفسك أصلا لم يطلب منك أحد القدوم ..
ميرنا:- هه أنت هنا تتصرف بلؤم أنا بدون وائل لن أتحرك ولا قيد أنملة
حكيم:- استلم الآن
ميار(عض شفته ونظر إليها بغبن أخفاه بإتقان):- بليز وااااائل بليز لو سمحت لو تكرمت لو تعطفت هل لك أن تمضي معنا ونجعل هذه الليلة تمر على خير ؟
وائل:- إلى أين ؟
ميار:- إلى قصري والكل سيذهب بدون استثناء .. حتى ناريانا ونادر هما الآن محتجزان بسيارة رجالي في انتظارنا …
حكيم:- سرعة البديهة لديك عالية جدا ما شاء الله
جوزيت:- طبعا هذا حبيبي الذكي .. هه
ميار:- ليس وقتكِ بصدق ..
جوزيت(بتذمر حدقت في ميرنا):- ماذا قررتم ؟
وائل(أبعد ميرنا عنهم قليلا ومسح على وجهها): بيبي لن أعرضكِ لخطر لذلك اذهبي معهم رجاء
ميرنا:- هئئ مستحيل بدونك لن أبرح محلي … رجلي على رجلك وائل وهذا آخر كلام
وائل(لمح حكيم متقدما نحوهما ووضع يده على كتف ميرنا):- تت
حكيم:- أعلم ما يدور في عقلك ، لكن لأجلها ستأتي معنا وكفاك مماطلة نحن لسنا هنا في حرب بقدر ما نريد حمايتها ثم الناس ينظرون إلينا وهم أيضا متوجسون من نهوضنا جميعا لنجلس …
ميار(جلس أول واحد ولحقته جوزيت):- ليطلق أحدكم دعابة فمنظرنا يثير الشبهات
كاظم:- وكأنكم خارجين من مقبرة ، أروهم جمال أسنانكم هيااااا ؟
لورينا(ضحكت من جملته):- أنت نكتة بحق
كاظم(انحنى إليها وأردف):- يا عيني ع الضحكات … إلعععععب .…
حكيم(جلس وهو يشير برأسه لميرنا):- كم لدينا من الوقت ؟
ميار(نظر لساعته):- خمس دقائق
وائل(تذكر نزار):- يجب أن أحذر العم نزاااار لن أذهب بدونه لأي مكان …
ميار:- نزار مع نادر وناريانا بالسيارة تصرفت وانقضى الأمر
ميرنا(أعجبت به بدون سابق إنذار):- كيف تفكر بكل شيء وأنت معنا ؟
ميار(غمز لها):- هذه طبيعة حياتي … الآن علينا أن نفكر بطريقة للخروج كي لا يعتقدون أنهم كشفونا
وائل:- لنخرج البنات أولا
حكيم:- أتفق معك .. ميرنا وجوزيت ولورينا سيأخذهم كاظم للسيارة ونحن ..
ميار:- سننتظر العشاء لحين يوضع وتنسحب أنت أولا متحججا بألم صدرك ..
وائل(بتحدي):- وبالتالي نبقى أنا وأنت وجها لوجه
ميار:- يس … ستغادر قبلي وكأن اتصالا ولجك وبعدها سأرى ما قد أستطيع القيام به للحاق بكم
جوزيت:- مستحيل أن أتزحزح بدونك .. معي سلاحي
ميار:- أنا لا أستشيركِ جوزي ستذهبين وبدون نقاش
جوزيت:- قلت لك لا ، ماذا لو تعرضت لمكروه ماذا سأفعل بنفسي ساعتها ؟؟؟
ميار(لاحظ تمسكها بيده ورفع عينه مباشرة لميرنا التي كانت عينها هناك بالفعل):- لا تصعبيها علي
وائل(مط شفتيه وأردف):- غادر قبلي أساسا سأتمكن من الخروج لأنني لست هدفهم الأول
حكيم:- بأمارة يدك التي أزلت جبسها اليوم ، وكأن أمي التي كانت مستهدفة كن واقعيا لو سمحت
وائل:- مع ذلك أتحدث بواقعية ، الليلة لست أنا من بهدفهم بل أنتم ..
ميار:- كلنا في نفس المركب …
ميرنا:- طيب لنغادر كلنا سوية دفعة واحدة
ميار:- هذا لن ينفع
كاظم:- يا جماعة الخير … لدي حل أنسب أخرجوا كلكم وارحموا أهلي من نقاشكم سأبقى أنا الأخير …… وصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وجد أن الكل سكتوا لذلك حياهم برأسه وتحسس سلاحه تحت سترته الجلدية وبدأ العد ، في الدقيقة الأولى نهضت لورينا وميرنا التي نظرت لجوزيت بجوارها والتي وقفت بشكل يحميها من أي خطر ، وهذا ما جعلها تستغرب حركتها العجيبة فآخر شخص توقعت أن يقوم بحمايتها هي جوزيت ..لذلك لم تطل تفكيرا بل تحركت معها نحو الخارج بحجة تنشق الهواء فقد ادعت لورينا أنها مختنقة حسب الخطة وهما كانتا تنجدانها كي لا تجذبا انتباه أحد ، خرج بعدهما حكيم ليتفقدهما ولحقهم وائل وبالأخير أشار ميار لكاظم أن يلحق بهم وهذا توجس من طلب ميار ولم يوافقه ..
كاظم:- هل تعتقد أنني نذل لهذه الدرجة حتى أخرج وأدعك وحدك في خضم هذا ؟
ميار:- وجودك بقربهم أهم ، لا تجادلني
كاظم(بإصرار):- أنا باق هنا
ميار:- الرحمة يا ربي الرحمة ، هل عقلك كامن بين ضلع من عضلاتك الفنية تلك ، لسنا هنا في مزاااااد هذه مسألة حياة أو موت
كاظم:- وأنا يهمني أن أحمي الرجل الذي سيعطيني أجوبة لازمة لأجل فك أسرار أكبر قضية في الوطن ، لذلك عذرا واجبي أهم
ميار:- ها يعني بقاؤك ليس شخصيا بل لأجل قضيتك .. ماذا تريد أخذ ترقية بعد نجاحك ثم أنا ما زلت أمقتك لا تحسب أننا رفقة ..
كاظم:- القلوب عند بعضهما يا بعدي ، لكن خروج من هنا لن أخرج إلا وأنت معي
ميار:- هل تعتقد أنني سأهرب منك مثلا ههه ؟؟
كاظم(لمح النادل قادما بالأطباق في عربة متنقلة مناسبة):- اعتبرها زيادة أمان فقط … هههههه والله منظر لورينا مغمى عليها أضحكني يلا قليلا بعد وسيأتون للعشاء لقد تأخرتم علينا أيها النادل ..
النادل(بارتباك يضع الصحون على الطاولة بترتيب):- عذرا منكم كان هنالك خلل في المطبخ وتم تسوية الأمر
كاظم:- أوووه هذا يبدو شهيا
النادل(نظر لميار):- بْوُونو بُوتِيْتو
ميار(هز رأسه له وانتبه لارتعاش يده):- هممم …
كاظم(مد رجله الطويلة وظهر أنها ليست موجودة بدون فائدة ههه):- شكرا لك
النادل(ولى عائدا حتى تعثر في رجل كاظم الذي تزحزح وجذب غطاء المائدة كله مما جعل كل ذلك الأكل طريح الأرض):- أووووووه …
كاظم:- وو على رسلك يا رجل ها قد خربت أم العشاء .. لا بأس لا بأس أحضروا لنا غيره .. وأنت هل تأذيت ؟
ميار(همس فيه وهو ينهض):- أبعد قذارة يدك عني … أنا بخير
كاظم:- الله يلعن الذي يفكر بمصلحتك ، امشي أمامي …
النادل(وقع بين تلك الأغراض وأخذ ينظر حوله بقلة حيلة):- يا إلهي …
كاظم(يتجادل هو وميار حقيقة برغم أن هذا كان خطة لكنه قلب لحقيقة معهما ههه):- يوووه يكفي
ميار:- ما هذه الخطة الارتجالية المقيتة لقد وضعتني أمام الأمر الواقع و …
كاظم(دفعه حين لمح أحدا مصوبا مسدسه نحوه):- انتبه ….
هنا تساقطت الرصاصات من حيث لا يعلمون ، وحدث الاشتباك …… اختبأ كل منهما خلف شجرة وهما ينظران لبعضهما وأخرجا مسدسهما وجهزاه للرد ، أما خارجا في السيارة الكبيرة التي كانوا فيها فقد اختلط الحابل بالنابل حين سمعوا ذلك ، فوائل بجهد منع ميرنا ولورينا من الخروج من تلك السيارة أما جوزيت فصرخت في حكيم ودفعته وقبل أن تخرج أمسكها وأخذ السلاح منها بقوة …
حكيم(أعطاه لوائل):- لو غادرت أيهما السيارة تعلم ما عليك فعله …
وائل:- طبعا لا تنتظر مني قتلهما ؟؟؟
حكيم(أخرج مسدسه وأقفل الباب عليهم وضرب على سطحها للسائق كي يتحرك):- خذهم للقصر أسسسسسسرع ….
ميرنا(صرخت فيه):- حكييييييييم … حكييييم انتظرررررر
لورينا(ببكاء):- أين نزلت أيها الأحمق ستمووووووت ؟؟؟؟؟؟
وائل(هدر في السائق):- توقف … يا بنات نحن في وضع خائن لو سمحتم كونوا أكثر ثباتا سأستعير هذا ، خذهم للقصر ولا تتوقف أبداااااااا ..
ميرنا(بهلع):- إلى أين أنت أيضااااااااا ؟؟؟
وائل(بجدية):- لن أدعهم لوحدهم في هذا المأزق .. نادر هم بأمانتك
نادر(أطل عليه من الأمام):- لا تقلق … وفقك الله
ميرنا:- هل جننت كي توافقه هكذا ببرودة … وائل ؟؟؟؟؟
وائل(مسح على وجهها وخرج):- انطلق انطلللللق الآن ……
جوزيت(أمسكت على صدرها باختناق ونظرت لناريانا):- ماذا سيحدث ؟
ناريانا(فتحت النافذة ورفعت شعر جوزيت وهي تمسح على عنقها):- لا شيء يا روحي ياما عشنا مثل هذه الأجواء ههه ، أكيد سينجون منها أكيييد رجالنا أسُووود لا يخاف عليهم
لورينا:- هففف حكيم ما يزال مريضا وما يفعله سيضر بصحته لا محالة
ميرنا(بغضب):- آه يا ربي … ما هذا الجنووووون متى سينتهي هذا الكابوس ؟
جوزيت:- كان لينتهي لو أنكِ أطبقتِ فمكِ في البرنامج ، أنظري إلى أين آلت إليها الأمور ؟؟؟؟
ميرنا:- هل تلقين باللوم علي هل أنا ثعلبة القطب أم أنتِ ؟؟؟
جوزيت:- أنتِ المذنبة أمااااااامي ….
ميرنا(بقهر):- أنا خائفة عليهم مثلكِ لذلك لا تلقي بتذمركِ على عاتقي أناااا
ناريانا:- يكفي منكِ لها هذا ليس وقته …
نزار(كان يدعو الله في سره):- يا رب نجهم يا رب نجهم …
نادر(للسائق):- أسرع لو سمحت
لورينا(زفرت بخوف وهي تكلم نفسها):- ماذا لو كانت هذه أمي ، لالا غير معقول ميار كان متأكدا أنهم من عصابته المرتدة تت …آه يا ربي فيما أقحمت نفسي
نادر(التفت للخلف ورمق ناريانا تعانق جوزيت):- هل أنتم بخير ؟
ناريانا(هزت رأسها له بالإيجاب):- يعني …
ميرنا(كانت تنظر للظلام من النافذة):- ماذا لو نخفف السرعة قليلا قد يأتي أحدهم ؟
نادر:- أو يلحقون بنا ، واجبي يحتم علي أخذكم لمكان آمن ولو كان هذا القصر كذلك نحن متجهون إليه ورجاء لو سمحتم اهدؤوا لا شيء يحل بالأعصاب …
ميرنا:- كيف سنهدأ وهم بين الحياة والموت ، لالالا دعوني أنزل أنا أختنق هناااااااا افتحوا الباب افتحوووووا لي أريد العودة لهم …اهئئئ افتحوووووهاااااااااا
جوزيت(غالبها البكاء لحظتها وبجنون أمسكتها من كتفيها وهي تهزها):- اخرسي ميرنا اخرسي … نحن في مأزق الآن لا نعرف ماذا سيحدث هناك ، أعصابنا تالفة فاهدئي أنا أثق بأن ميار سيخرجهم من ذلك المطب صدقيني …
ميرنا(نظرت لعمق عينيها وشعرت باستكانة غريبة):- أنتِ لا تكذبين علي ؟
جوزيت(هزت رأسها بدموع):- لاء ..
ميرنا(نظرت للظلام):- اهئ .. و و كيف سنعرف أنهم بخير ؟
جوزيت(رمشت بعينها وامتصت شفتيها):- أكيد سيجدون طريقة هواتفنا معنا … هممم
ميرنا(هزت رأسها وهدأت):- آمل ذلك …
جوزيت(عادت محلها ونظرت لاستغراب ملامح ناريانا من تصرفها):- تت يا الله …….

هنا كان الاشتباك على أوجه تم إخلاء مدخل الفندق من كل الأشخاص ، في حين بقي ميار وكاظم محاصران خلف تلك الشجرتين وبقيت لديهما رصاصات قليلة …
ميار:- نفذ الخزان الثاني مني ….
كاظم(أخرج من جيبه واحدا ورماه إليه):- ضع هذااا
ميار:- وأنت ؟
كاظم(لم يجبه بل نظر صوب السور وصوب مسدسه):- لا تقلق استعمل ذلك ولا تطل ….
ميار(حرك فكه بغيظ):- لا أحب أن أكون مدينا لأحد ، لكن مشكور ..
كاظم:- على الرحب والسعة .. اسمعني ربما سنغير الخطة غطي علي سأقوم بتغيير موقعي
ميار:- تمام عند الإشارة 3 …...2 ..1 …
كاظم:- أسكت أسكت ما هذا التعداد الغريب …1..2…3 الآن ….
ميار(أطل برأسه وأخذ يضرب في كذا اتجاه حتى انتقل كاظم للشجرة القريبة من ميار):- ما رأيك ؟
كاظم:- يا روحي ويلعب أيضا … أدهشتني …
ميار(نظر لاثنين قادمين من داخل الفندق):- أوووبس مشكلة لم نحسب لها حسابا ، كاظم هشش
كاظم:- يا نعم ؟؟
ميار:- هل تراني أناديك على الفطور ، ركز معي سأخبرك بشيء لكن لا تفزع
كاظم(غير خزان مسدسه):- تفضل أبهجني
ميار(بدهشة مصطنعة):- نحن محاصران …
الرجلين:- ألقوا أسلحتكما جانبا وسلما نفسيكما …
كاظم:- الله يلعن اليوم اللي عرفتك فيه ، ألم تجد توقيتا أبكر لتخبرني بهذه المصيبة …
ميار(رفع سلاحه):- فقط سايرهم … لا تقلقوا السلاح على الأرض هاه أنظروا ..
أحد الرجال:- ادفعه إلي هيا هيا …
كاظم(انتبه لتوقف الجانب الآخر ولم يبالي إلا بالمصيبة التي كانت أمامه حين انضم آخرين وأصبحا صدقا محاصرين):- هيا حلها يا بو العريف …
ميار(اقترب منه وكانا ظهرهما في ظهر الآخر):- كاظم أتذكر لعبة الشقلبة التي كانت تحبها جوزيت
كاظم:- ممم وكنت تحرمها لعبها غيرة مني وحسداااا
ميار:- روحي كاظم فيما بعد أعدك أنني سوف أحل معك مشاكل الصغر ، لكن الآن دعنا نحل المشكلة التي نحن فيهااااا
الرجل:- أصمتااااااا .. تقدما نحوي وأيديكما على رأسكما هياااا
كاظم:- لما ذكرتني بتلك اللعبة ؟
ميار:- أظنني اشتقت لممارستها ما رأيك ؟
كاظم(فهمه):- أوك أنا اليمين وأنت اليسار …
قبل أن يتمم جملته انطلقت رصاصتين أصابت صدر رجلين اثنين بينما الآخرين ظلا يحدقان بدون فهم ، إلى أن جاءت لأحدهما ركلة ثلاثية الأبعاد من جدار برلين جعلته يبتعد بثلاثة أمتار عن موقعه ، بينما الآخر داهمه ميار بلكمة جعلته طريح الأرض دون أنين حتى … وهنا رفعا رأسيهما ليجدا وائل وحكيم يلوحان لهما بالتوجه والإسرااااع نحوهما قبل مجيء المزيد .. التقط كل منهما سلاحه من الأرض وركضا صوبهما بسرعة ..
كاظم:- منذ متى وهما على وصال ؟؟؟
ميار:- في الأزمات لا تعرف أخاك من عدوك ، لكن جيد أننا نتعرف على بعضنا كنت زميلا جيدا
كاظم:- هه يو ويلكم إيني تايم …
حكيم(ربت على كتف ميار بفرح):- في الوقت المناسب صح ؟
ميار(نظر للرجال الذين كانوا خارجا وكلهم طريحي الأرض):- ووووْ هذه ضحايانا أم ضحاياكم ؟
حكيم(نظر لرجالهم الخاصين):- إنه عمل طاقمنا نحن أتممنا فقط …
كاظم:- علينا المغادرة أسرعوا …
ركبوا في سيارة رجالهم وانطلقوا من ذلك المكان تاركين الوضع على ما هو عليه ، كان كل منهم يحمل قلقا رهيبا على محبوبته ولذلك أمسك وائل هاتفه وبعث رسالة نصية لنادر بلغه فيها بنجاتهم وبأنهم يلحقون بهم ، وهنا انفرجت أسارير البنات فرحا بسلامتهم وارتاح قلبهم ….
بعد مدة
كن جالسات في صالون القصر وكل واحدة فيهن منذ أن وصلت وهي تفرك يديها قلقا ، إحداهن كانت تخط الأرض دون هوادة في خط مستقيم وكانت ميرنا ، أما جوزيت فقد كانت تضع يديها على ركبتيها وتهتز بريتم قلق لم تستطع تمالكه حتى بعد أن عرفوا بنجاتهم لكن ليس كأن يروهم بأم عيونهم .. أما ناريانا فقد كانت بقرب لورينا التي انخفض ضغطها وأعطتها قنينة عطر كي تشتمها وبدورها كانت تنظر لنادر الذي كان يطمئن قلب نزار على جنب ….. هكذا إلى أن سمعوا صوت بوق سيارة وهنا انتفض قلبهم بشوق وشغف إلى أن أطلوا عليهم من الباب واحدا بعد الآخر … الدموع والفرحة ارتسمت على وجوه النساء بينما كان كل واحد فيهم مبتسما وكأنهم عادوا من حربهم منتصرين …
لورينا(بدون انتظار طارت على حكيم):- حكيييييييم اهئ
حكيم(ضمَّها بعطف وعيونه تبحث عن عصفورته الصغيرة):- نحن هنا الآن لا داعي للدموع
ميرنا(عانقت وائل بدون تفكير):- وااااائل .. هه فرحت أنكم بخير ..
وائل(ضمها أيضا بحنان):- روحي نحن بخير …
ميرنا(دكت رأسها في حضنه):- خفنا عليكم
جوزيت(ببكاء ارتمت على صدره):- مياااار ..حبيبي أناااا
ميار(قبل جبينها ودفعها لحضنه):- تم الأمر لا تقلقي …
كاظم:- وأنا من يعانقني يا ترى ؟
ناريانا(ابتسمت وتقدمت إليه وربتت على كتفه):- عمل جيد كااااظم
كاظم(ابتسم لها):- مشكورة …
ميرنا(تملصت من حضن وائل واقتربت من حكيم لتعانقه بفرح لسلامته):- حكييييم …
حكيم(عانقها بحنان):- تمام يا ميرنا نحن على خير ما يرام …
ميرنا(انفجرت ببكاء):- من هؤلاء ؟
حكيم(مسح على خدها وهز كتفه):- لا ندري بعد …
ميار:- اللعنة عليهم
جوزيت(عانقت حكيم بحرارة):- روووحي …
ميار(اقترب من ميرنا التي نظرت لوائل فلو عانقته سوف لن يحدث طيب):- الحمدلله على سلامتكم
ميار(هز رأسه وأساسا لم يقترب أكثر ابتعد من فوره):- شكرا .. المهم أهلا بكم في القصر لم أعتقد أننا سنحضر بهذه الطريقة ، ربما حقائبكم فوق مع هوياتكم وجوازات السفر ولا أدري أين وضعها الحراس .. رجاء من البنات الصعود لاختيار غرفهم كي يدلف الجميع ويأخذ قسطا من الراحة .. وبخصوص العشاء سأطلب شيئا خفيفا من أحد الرجال تمام ..
جوزيت:- لا تتعب نفسك كل هنا يدبر نفسك بنفسه ليسوا صغارا ، تعال معي …
ميار:- جوزي .. اصعدي قبلي لو سمحتِ أحتاج للتحدث مع حكيم
وائل:- ومعي أيضا
كاظم:- حتى أنا
نادر:- بما أنه لديكم حديث خاص ما رأيك يا عم نزار لو نقوم بتحضير شيء خفيف بالمطبخ
نزار:- أجل أنا جاهز يعني لا داعي لاستدعاء أحد ، أساسا الوضع مرعب
وائل:- عمو نزار لقد انقضت كلنا بخير يا رجل ..
نزار(بخوف):- الحمدلله على ذلك .. هيا يا ولد تعال وساعدني ..
نادر:- هه أظننا سنتفق لأول مرة في التاريخ
نزار(آخخخ منك لصق ثابت ستتعبني في حياتي ألم تجد إلا أختي لتعلقها بحبك تبا لك):- الضرورات تبيح المحظورات وبلا فلسفة امشي امشي …
لورينا(هزت يد حكيم):- ماذا أفعل أنا ؟
حكيم:- اصعدي واختاري غرفة لكِ لوري سأتفقدكِ بعد أن أفرغ ماشي ؟
لورينا:- طيب سأكون بانتظارك ..
ناريانا(تأبطت ذراع جوزيت):- هيا جوزي ..
جوزيت(زفرت بعمق وصعدت معها):- هيا ..
وائل(انتبه لصعودهن جميعا إلا ميرنا التي بقيت جاثمة محلها واستغل توجه حكيم وميار وكاظم للمكتب الذي أشار لهم بالدخول إليه):- ما بكِ ؟
ميرنا(هزت كتفيها):- ما حدث سيتكرر صح ؟
وائل(بسط يديه ودفعها لحضنه بعناق حار):- لن يحدث شيء كهذا مجددا ، يعني سنكون أكثر حرصا
ميرنا:- وما الذي يضمن لك ؟
وائل(اعتصرها بقوة كي يجعلها تحس بالأمان):- لا أحد فقط … أرجو ذلك وعليه يجب أن تستريحي حبيبتي وجهكِ شاحب وجسمكِ يرتج .. أنا سأتكلم معهم قليلا وآتي إليكِ تمام ؟
ميرنا:- تمام ..
كاظم(أطل عليه من المكتب):- وائل ؟؟
وائل:- قادم … هيا ميرنا هيا روحي …
هزت رأسها وصعدت الدرج بخطوات متثاقلة وانتظرته لحين دخل ونزلت مجددا لتتسحب بهدوء صوب المكتب المقفل يعني لن تعقل أبدا، وقفت بجانبه وأخذت تتنصت لتعرف من الذي قام بهذااااا الاشتباك
ميار:- أكيد هم عصابة غضنفر ..
كاظم:- حسبما فهمت فهو لن يغامر هذه الفترة ، لكن كردة فعل عما فعلته بتلك العضوة البرلمانية فأكيد لن أستبعد تورطه
حكيم:- لكن كيف عثروا علينا ، قد كنا حريصين على الحضور بدون إثارة شبهة ، بهويات أخرى وأيضا بمواقيت مختلفة لذلك يا إما كانوا يراقبوننا من أرض الوطن ، أو هناك جاسوس بيننا
ميار:- تعبت من مسألة الجواسيس في كل مرة يظهر أحد
وائل:- طيب إن افترضنا أن هذا الاشتباك لا علاقة له بالفهد البري ، من له مصلحة غيره ؟
حكيم(ليندا مثلا مستحيييييل):- .. لا فكرة لدي ..
وائل:- من سيرغب بوضع المنوم في أكلنا وما مصلحتهم من اختطافنا أصلا ؟
كاظم:- نقطة مهمة وائل ، أظن أنني حين تلصصت فقد كان الطباخ يضع المنوم في أطباق معينة وليس الطبق الرئيسي الشامل …
ميار:- يعني أن هنالك أشخاص مقصودين في طاولتنا ؟
وائل:- محتمل ..
ميار(نظر لوائل):- ميرنا مثلا ؟
وائل(زفر بتأفف):- لا أدري
حكيم:- لنتصل برشيد ونعرف …
ميار:- كيف تاه عن بالي ذلك الخسيس لحظة ، ابقوا هنا سأكلمه خارجا وأعود
وائل(جلس على الكنبة):- مشكلة لن ننتهي منها مطلقا
حكيم:- ستمضي …
كاظم(أخذ يفكر):- الغريب في الأمر أنني واثق من أن عدد رجالنا لم يكن كافيا لقتل العدو ..
وائل:- ماذا تهذي أنت ؟
حكيم:- حين وصولنا وجدنا عددا منهم منسدحا على الأرض وأكملنا على البقية ..ظننا أنكم من قتلهم ألم يحدث ذلك ؟
كاظم:- نحن أصبنا اثنين فقط وليس لدرجة القتل ، فقد كانت مواقعهم جيدة نظرا لمواقع دفاعنا
وائل(هنا اعترته الحيرة):- إذن من قتلهم ؟
كاظم:- هنالك يد في الموضوع … هناك طرف خيط ينتظر منا اللحاق به …
حكيم:- لنرى ما قد سيقوله رشيد الخسيس وعلى أساس ذلك نكمل تحليلا …
ميار:- تعلم أنه بهاتف صغير مني زهرة ستكون في عداد المرحومين ، فلا تحملني ذنبها وانطق
رشيد:- أقسم لك أنه لسنا نحن لسنا نحن … ثم لا مصلحة لنا في خلق النزاع معكم بنفس توقيت الصدمة التي أقدمت عليها غضنفر لم يتقبل بعد الأمر
ميار(بحيرة):- إن لم تكونوا أنتم من خلف ذلك الاشتباك إذن من ؟؟؟؟؟؟
رشيد:- والله هذا ما عندي يا سيد ميار …
ميار:- وحياة الصلعة التي جعلتها على رأسك لو كنت تكذب علي لن أكتفي برمي السهام عليك المرة المقبلة ، سأحرص على أن تكون مقدمتها نارية لتحرق جلدك … أغرب …هفف
ميرنا(أتت من خلفه وهي تنظر إليه باستغراب):- ما هذا الأسلوب المتوحش ؟؟؟؟
ميار(انتفض من حضورها لكنه أعاد الهاتف بدون حرف):- ما بكِ … ماذا توقعتِ أن أعامل أعدائي بلطف وأحسس على مشاعرهم ، ثم في حياتنا الإجرامية العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم ، لا وجود للمشاعر هنا …
ميرنا(تشنجت من كلامه اللئيم معها):- يظهر لي أنك غير مستعد لخوض حديث حتى .. عن إذنك
ميار(أمسكها وجذبها لركن خفي هناك):- مهلا .. أرغب باحتضانك ممكن ؟
ميرنا(نزعت يدها):- أنا امرأة تخص رجلا واحدا ، فرجاء لا تجعلني أقع معك في محظور لا أحبذه
ميار(برقت عيناه):- أول مرة أسمع منكِ هذا الاعتراف ، هل هذا يعني أنكِ تتأثرين ؟
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها ونظرت للجانب):- جوزيت .. تحبك وأنت تحبها فدعك مني أخرجني من رأسك واتركني وشأني ، لا تخرج لي في كل لحظة ما حدث بالمطعم كان غريبا جدا ولأنك وضعتني أمام الأمر الواقع لم أستطع التفوه بحرف لكن …
ميار(أمسك يدها وذراعيها معا إلى كتفيها وأسرها في قبضته):- لكن ماذا ؟
ميرنا(نظرت ليديه ولموقعها):- تخيل معي لو يرانا أحد كيف سنبرر هذا الوضع ، هااااه أرأيت مططت شفتيك وليس لديك فكرة .. إنك تتصرف على حريتك ضاربا الكون عرض الحائط وهذا لا يليق .. عليك أن تحدد أولوياتك وجوزيت لا تستحق منك أن تخون شعوريا ولا وائل يستحق
ميار(أمسك وجهها بين يديه بجرأة):- لكن حكيم يستحق أن تؤلميه وتجرحيه صح ؟
ميرنا(تملصت منه وابتعدت عنه):- لا تستفزني الآن ، لست أصلا مخولا بتحليل أولوياتي حكيم يعرفني جيدا فلا داعي أن تدافع عنه لأنني كنت واضحة معه جدا …
ميار:- حكيم يتعذب وأنتِ تركضين خلف وائل ، قليلا من الإنسانية لو سمحتِ ..
ميرنا:- ولورين .. من تلك المرأة أظنها سرا من أسراره القديمة وإن صدق وكانت حبيبته في الوقت الذي كنت أنتظره فيه صدقني سيجد نفسه معي بمشكلة ..
ميار:- ما بكِ انقلبتِ لامرأة حقود ؟؟؟؟؟
ميرنا(بدموع ولته ظهرها):- لست حقودا بل أكره من يستغفلني ، سأراعي الوضع ولن أفتح فمي لكن حين يحين الوقت سيجدني أمام تذمره بهذااااا السؤال … وبالنسبة لك
ميار(تنهد عميقا وجذب خصلة شعرها):- أما اشتقتِ لضفيرة شعرك ؟
ميرنا(هنا قلب كل مقاوماتها الفاشلة دفعة واحدة):- أنت مجنووون
ميار(سمع حركة أحدهم وجذبها لتكون محله على الحائط ولامس وجنتها بإصبعه):- ويلكوم باك في عالم الجنون
ميرنا(أمسكت على قلبها وهي تهز رأسها وتنظر للنافذة خارجا):- أظنني سأموت هناااا ….يا إلهي
انسحبت من هناك سريعا سريعا وصعدت لفوق ، كانت الغرف متباعدة فيما بينها وهناك أربعة أروقة مختلفة لذلك لم تعرف أين تذهب وعليه اختارت الجانب اليمين وحين دخلت لإحدى الغرف وجدت لورينا هناك وحقيبة حكيم موضوعة على جنب ، هنا تشنجت وامتنت أن هذه الأخيرة بحمام الغرفة ولذلك خرجت سريعا قبل أن تراها ، توجهت للرواق الثاني ووجدت ناريانا التي أشارت لها أنها محجوزة وانعطفت لتجد جوزيت مغادرة إحدى الغرف مرت بها كالشهاب دون أن تنظر إليها حتى ، وحين مرت بالغرفة وجدت فيها حقيبة ميار أيضا موضوعة على نفس السرير… مسحت على عنقها بتوتر وتنهدت وهي تبلغ الرواق الجانبي الأخير وهناك وجدت حقيبتها وأغراض وائل ، دخلت وأقفلت الباب عليها لعلها تجد بؤرة راحة لها من وبال ذلك اليوم المتعب ….
مر بعض الوقت وصعد الشباب لاختيار غرفهم أيضا والغرفة الأقرب من ميرنا اختارها وائل ، إذ لا يجوز أن يبقيا في ذات الغرفة الآن وهذا ما جعله متذمرا فالبعد عنها يعني السقوط في جب الألم ..
ميرنا(سارت معه في الرواق بفستان نومها المنزلي):- لا تكن متذمرا ها أنا ذا سأضع لك المرهم وتنام مرتاح البال تمام بيبي ؟
وائل(أزال سترته ورماها على يده وفتح الباب):- جيد أن غرفنا متقاربة ، تعالي لنكتشف ما ربما لدينا حمام مشترك
ميرنا(ضربته لكتفه):- هشش يا لأفكارك السافلة حين تتجلى ليلا
وائل(عضعض شفتيه ودفعها لداخل الغرفة مقفلا الباب):- أحبكِ … وهذا أس الهذيان
ميرنا(تركت حقيبته على جنب وأحاطت عنقه بيديها):- ولول .. ستنام يا بعدي أنا متعبة وأريد أن أفقد وعيي لأن عقلي متوقف حاليا
وائل(وضع يده على كتفها وهو يمسح عليها بحنان):- هكذا أحسن ؟
ميرنا(ارتاحت من لمسة يده وتنهدت):- أين المرررررهم يا وائل ؟ سأنام واقفة ع فكرة بلمستك الحنونة هذه ههه
وائل(رمى بسترته على الكنبة وجلس على طرف السرير):- تفقديها بالحقيبة يعني كيف سأعرف محلها ، كانت موضوعة على منضدة السرير بالفندق
ميرنا(فتحت الحقيبة بجانبه وانحنت أرضا تبحث):- تفقدييييييها ، ألا يوجد مساعدة ولا دعم يعني أكيد ستكون زوجا سيئااااا جدا ..
وائل(ضحك وهو يزيل قميصه):- ههه أنا أفهم في العشق فقط شيء آخر يقع على عاتقكِ أنتِ .. فدوري مقتصر على أن أجعلكِ سعيدة كل يوم كل ساعة وكل لحظة
ميرنا(نظرت إليه وضحكت لكن عادت لتنظر متفاجئة من عضلاته ، الله يخرب بيت المشاعر):- أحم كنت انتظر حتى أجده ، اممم احم
وائل(اتكأ وهو يطالعها تبحث ودلك يده بتعب):- خذي جل وقتكِ عزيزتي لست مستعجلا
ميرنا(أحست بحرارة تغمرها وشعرت بالخجل وفرحت حين وجدتها سريعا):- ها هي …
وائل:- تفضلي …
نفس الارتباك ونفس الخجل ونفس التأثر ونفس الجنون يا ويل أمي أنا هههه ، سندعهما مع مرهمهما ونتجه لهذه الغرفة حيث كانت تزيل سترته بنفسها بينما كان يخرج حبة الدواء من العلبة
ميار:- ستأخذين دواءكِ أولا جوزيت ، تأخرتِ ساعة عليه وهذا غير لائق
جوزيت(رمت سترته واتكأت على ظهره وهي تحيطه وتضم يديها على صدره):- خشيت عليك
ميار:- ههه وبظنكِ كيف كنت أبلي سابقا ، ما حصل الليلة بعض من الكثير
جوزيت:- ستنام بجواري الليلة ، ليس هنالك غرفة خاصة بك أسمعت وإلا قسما بالله ستستيقظ صباحا ولن تجدني ..
ميار(استدار إليها بشراسة وأعطاها حبة الدواء):- يفضل أن تلغي فكرة تهديدي لأنني مضاد لها ، قد أصدمكِ وتجدينني أوصي رجالي بإيصالكِ حيث ترغبين ..
جوزيت(ابتلعت الحبة دون ماء وهي تزم شفتيها في اتجاه الحمام):- جهز لنفسك فراشا على الأرض
ميار:- أنااااااااااا ميار نجيب تريدينني أن أنام على الأرض ؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت(بتعال ناظرته):- وما المانع ألست بشرا قابلا للنوم على الأرض ، ثم طرزااااان كان ينام في العراء احمد الله أنك تحت سقف يقيك من وحوش الغاب
ميار(أزال قميصه متجاوزا إياها):- الحمام لي يا ثرثارة ، ثم أنا الفهد البري لا أخشى شيئا يا ثعلبة
جوزيت(رمقته بحدة وهي تتأفف):- أناني
ميار(أغلق الباب في وجهها وهدر):- مستبدة ….
جوزيت:- حممممم ماشي يا ميار أنا أعرف دواءك ..
سندعهما أيضا يحلان مشاكلهما ونرى حكيم ولورينا وكيف الأحوال معهماااا هذا إن صنفناهما في خانة الثنائي المستحيلة ..
لورينا:- لا بأس مثل هذه مثل تلك المهم أنها قريبة منك
حكيم:- أجل إنها جوار غرفتي عموما أردت فقط الاطمئنان عليكِ وأخذ حقيبتي ، حمام الهنا تصبحين على خير
لورينا(وضعت شعرها المبلل خلف ظهرها ونظرت لفستان نومها الفضي الذي لم يغري فيه شيئا):- لو تبقى قليلا ؟
حكيم(جذب حقيبته وتحرك بدون حياة):- تصبحين على خير
لورينا(مطت شفتيها بأسف):- وأنت من أهله … هفف سيتعبني هذا الرجل سيتعبني …
انتبهت لرنين هاتفها وتشنج صدرها بالخوف والقلق ما إن قرأت الاسم ، امتصت شفتيها وهي تتجهز للرد وأجابت بعد حين على مضض ..
ليندا:- أنتِ بخير ؟
لورينا:- هل أنتِ من فعلها ؟
ليندا:- طبعا لا يا غبية لكنني ساعدتكم ولولا رجالي لما استطعتم النجاة ، أنظري معي جيدا أنا لم أنجبكِ حتى أفقدكِ في محطة طيش عودي للبيت غدا مساء لأنني مضطرة للسفر لحضور مؤتمر مهم
لورينا:- لا أستطيع العودة غدا أرجوكِ لو أبقى يوما آخر فقط .. ماما ؟
ليندا:- ههه هل وقعتِ تحت تأثير سحره مجددا ، ثم البنت وحدها هنا من سيرعاها ؟
لورينا:- هههههه هل تضحكين علي أم على نفسك ، أصلا منذ متى قامت إحدانا برعايتها إنها مع الدادا خاصتها لذلك اذهبي حيث تريدين
ليندا:- لا عجب ألا تحملي أدنى مشاعر لتلك الصغيرة ، لكن فقط لأنها ابنته سوف أوصي بها الخدم وأقسم لكِ يا لورين بعد عودتي إن لم تكوني في البيت سأخرب أم الدنيا على رأسكِ ورأسهم ، وهذا آخر تحذير لي
لورينا(بخوف):- م .. متى ستعودين ؟
ليندا:- أربعة أيام ولن أتأخر أكثر
لورينا:- تمام … سأكون وقتها في البيت
ليندا:- يجدر ذلك وإلا لن تجدي سوى سخطي ، وتعلمين كيف هو صح ؟؟؟
لورينا:- كيف حال ميسون ؟
ليندا:- على حالها تلك الحجر يعني كيف ستكون ، دعيني الآن ولا تزعجي عقلي أكثر …
لورينا(أقفلت الخط ببؤس وناظرت النافذة والدموع تتساقط على عينيها):- لما كنت ابنتكِ لماذا ، لماذا يا ربي أعطيتني هذه الأم التي لا تعرف للرحمة طريق ، إنها تجعلني مثلها وهذا يخيفني يخيييييفني …….. آه يا حكيم لو تعلم ما مدى معاناتي لما عاقبتني بجفائك
كان يفرغ محتويات حقيبته بهدوء لكي يجد مسكنات الألم خاصته إلى أن عثر عليها ، ابتلع واحدة سريعا وتجرع بعدها جرعة ماء من قنينته وجلس على السرير ليرفع قميصه وينظر لملصق الجرح على صدره والذي خرجت منه بعض الدماء وأكيد فتح الجرح قليلا ، لهذا كان يؤلمه بشدة وحاول إزالته لكن طرق الباب حال دون ذلك
نزار:- أحضرت لك طعامك حكيم تفضل ..
حكيم(بدت عليه ملامح التعب ولم يستطع التحدث أكثر):- دعه هناك عم نزار ..شكرا
نزار(باستغراب لمح المسكن على جنب وبقعة الدم على قميصه ولكنه أشاح بصره):- شهية طيبة ..
خرج من هناك وبدأ بأخته ناريانا التي كانت في الترتيب والتي كانت تجلس على منضدتها وتمشط شعرها ، ما إن رأته حتى نهضت إليه برهبة وهي تفرك يديها بقلق
نزار(دفع عربة الطعام للداخل وأغلق الباب خلفه ثم وضع على طاولتها صحن عشائها):- تناوليه
ناريانا:- هل أنت غاضب مني يا أخي ؟
نزار:- لست غاضبا ولكن .. أنا خائف عليكِ هذا كل ما في الموضوع
ناريانا(عانقته بقوة وهي تغالب دمعها):- نجونا اليوم من موت محتم
نزار:- تعودنا على مفاجآت كهذه .. والقادم أشد وطأة
ناريانا(قبلت خده وجبينه):- أحبك أخي حبيبي
نزار(مسح على وجهها بطيبة):- هيا هيا لا تطيلي تناولي عشاءكِ ونامي
ناريانا:-حاضر …
ابتسم لها وغادر بالعربة ليمر بجوزيت وميار وقدما لهما صحنيهما وقد كان ميار ما يزال بالحمام ، أما أختنا الشعلة كانت تراقب الظلام من نافذتها ولم تجب نزار بحرف والذي انسحب بصمت ، وتوجه لغرفة ميرنا التي كانت تتثاءب بنعاس رهيب واستقبلته بدون وعي … إلى أن وصل لغرفة وائل فحتى كاظم ونادر كانت لهما غرف بالأسفل بجوار غرفته وترك لهم العشاء على طاولة الصالون ..
وائل:- أدخل يا عم نزار لما أتعبت نفسك أصلا لا شهية لي
نزار:- لالا يجب أن تأكل كي تصبح بخير ..
وائل:- وأنت هل تعشيت ؟
نزار:- سأنزل لألتهم بضع لقيمات تركت نادر وكاظم سوية أكيد سنسمع انفجارات ما بينهما …
وائل:- لا يطيقان بعضهما وبصراحة كاظم ذاك أي نعم هو طيب ، لكنه ألعبان ويستفز المرء لذلك الصبر منعدم معه
نزار(فرك يده وهو يتفتف):- أ.. وائل بني أود إخبارك بشيء
وائل(نهض إليه بتوجس):- خيرا هل أنت مريض ؟
نزار:- أنا بخير لكن .. لقد دخلت لغرفة حكيم أولا ولم يتسنى له إخفاء ذلك عني
وائل:- إخفاء ماذا ؟
نزار:- لقد لمحت بقعة دم على جرحه ويظهر أنه قد فتح وكان بصدد تغييره ، لمحت أيضا حبة مسكن وأيقنت أنه يتألم لذلك قلت أنه من الجدير عليك معرفة هذا
وائل(زفر عميقا):- هل أخبرت ميرنا بهذا ؟
نزار:- لا أنت الأول
وائل:- جيد أنك فعلت ، لا داعي أن تعرف أنا سأتصرف تصبح على خير
نزار:- وأنت من أهله
جر عربته مجددا ونزل بينما نظر وائل حوله مرتين قبل أن يرتدي قميصه ويخرج من الغرفة في اتجاه غرفته ، يعني من المفترض أنه سيتلقى شر طردة لكن وائل لن يعطيه فرصة ..
حكيم(زفر من الباب الذي لم يهمد):- أنا غير متاااح عودوا من جديد ..
وائل:- أنا وائل
حكيم(رفع حاجبه):- ماذا يريد هذاااا مني ؟
وائل:- افتح بسرعة
حكيم(نظر لملصق جرحه وأعاد لصقه بتعب ونهض وهو ينزل قميصه):- نعم نعم ؟؟؟؟
وائل(دخل بعلبة الإسعافات التي أخذها من حمامه):- أغلق الباب
حكيم(صغر عينيه فيه):- ماذا تريد ؟
وائل:- جرحك ينزف ويجب تعقيمه وتغيير الضماد ، تحرك ليس لدي الليل بطوله أرغب بالنوم
حكيم(تفاجأ منه ومن حركته تلك وعرف أن نزار من أخبره):- أتعبت نفسك لست بحاجة لممرض
وائل(أخرج العدة دون مبالاة بكلامه):- أساسا سأستعمل يدا واليد الأخرى ستدعمني قليلا ، فكن مراعيا لحالتي وكفاك مماطلة ارفع ذلك
حكيم(نظر إليه عميقا وبتأفف):- لماذا تفعل هذا ، أترغب أن تجعلني عاجزا أمامك ما حزرت هذا أنا حكيم الراجي حتى لو كنت في أضعف حالاتي أفوقك قوة وقدرة و
وائل(نظر إليه بجدية):- هل تملك ملصقا خاصا بالجرح ، لم أستطع إيجاد ما يلزم كاملا
حكيم(عقد حاجبيه وأخرج واحدا من حقيبته):- أحضرت معي الكثير احتياطا
وائل(أمسك واحدة وجهزها):- تمام ربما يؤلمك هذا قليلا لكننا سنزيل الملصق بكل هدوء ، تحمل
حكيم:- لن تتوقع مني أن أبكي صح ، ثم لا أريدك أن تساعدني فقط اذهب سأزيلها لوحدي
وائل(بحث عن المقص بعلبة الإسعافات بدون مبالاة):- هل لك أن تمسك معي هنا قليلا ، لا من هذا الطرف آهااا تمام هكذا أصبحت جاهزة ، هيا اتكأ على السرير ولا تتحرك
حكيم(نظر لعمق عيون وائل وهو يحاول أن يسعفه بطريقة لطيفة جدا):- لماذا أحبَّتك ؟
وائل(مسح الدم بالقطن ووضعه جانبا وهو منهمك في عمله):- ارفع قميصك ..
حكيم:- حاولت أن أفعل كل ما بوسعي لأجعلها تحبني … لكنني ما استطعت عجزت أمام عظمة وجودك بقلبها كأنك طردت كل العالم من قلب ميرنا ووضعت نفسك
وائل(عض على شفته وهو يزيل الملصق ويحاول ألا يؤلمه إلا أن جذبه كاملا):- هل تأذيت ؟
حكيم(بغبن وقهر):- أجل تأذيت في صميم قلبي … كانت لي ميرنااااا كانت لي أنااااا ، لما خرجت في حياتها أجبني ؟
وائل(أمسك بالملقط نسبة من القطن ورش عليها المعقم وبدأ يمسح على الجرح):- هذا سيحرقك قليلا تحمل
حكيم(هز رأسه وضرب على جانب السرير):- إلى متى سأتحمل ، هذا يقتلني يقتلني …
وائل:- أحيانا ما يقتلك يحييك مرة أخرى ..
حكيم:- هذه فلسفتك أنت ، كنت اتركها حين علمت أنها زوجتي ولا تلحق بها وتحيطها في كل فرصة طبيعي أن تلحقك لأنها تحبك … أنت لم تحترم زواجي بها مطلقاااااا
وائل(هنا ضغط بذلك الملقط على جرحه دون قصد):- لأنك تزوجتها خدااااااعا يا حكيم ، أنا لم أعرف سابقا أنه حقيقي إلا مؤخرا جدا حين كنت سأتزوج أمام شعب روما لأصطدم ببرودة تامة أنها زوجتك أنت .. ماذا كنت تتوقع مني أن أهجرها حاولت لكن قلبي لم يطعني لأنه رهين بها أنا أعشق هواها لذلك من المستحيل أن تجدني في طرف آخر بدونها …
حكيم(أمسك يد وائل وضغط بها على جرحه):- إذن اقتلني … لو كنت تريدها اسحب روحي وخذها
وائل(جذب يده وهاله منظر الدم الذي نزف):- هل أنت مجنوووووون ؟؟
حكيم(نظر للدم الذي كان يمسحه وائل بلهفة):- أنت تعجزني ….
وائل(لم يجبه بل ظل ينظف الجرح):- …لآرد ..
لاحظ أنه لا يريد أن يكلمه إلا بعد أن يعقم جرحه ويضع الملصق فارتأى الصمت أيضا ، ووجع صدره ممتد لأبعد مدى حيث كان قلبه معلقا على خشبتين ويحترق على نار حطبها اللعينة … أخيرا أنهى وائل تغيير الملصق بواحد نظيف وجديد وهنا أنزل حكيم قميصه بتذمر
وائل(كان يجمع الأغراض):- دع هذه بغرفتك ربما احتجت لها ، ومرة ثانية لا تفعل ما فعلته حياتك أهم بكثير من أي شيء آخر ..
حكيم(ظل شريدا في البعيد بنظرة جانبية):- لقد طلقتها ..
وائل(تسمر بعدم تصديق من نبرته الحزينة):- أنت لا تمازحني في هذا الخصوص ، بليز حكيم لا تتلاعب بعقلي لو سمحت ؟
حكيم(نظر إليه):- كما سمعت ..ميرنا الآن في عدتها أخبرتك كي تتوقف عن النظر إلي بصفة عدو لك لأن عدوك الحقيقي ينام بالغرفة الأخرى ، وطبعا أنت تلاحظ مدى تأثيره عليها .. ميرنا عاشت معه أسبوعا واحدا قلب كيانها جعلها تهرب إليه في كل لحظة تعب ، وأعتقد بأنك لمست ذلك في تصرفاتها حتى أنني لا أجزم أنه بعد نوم الجميع ستراه لأنه يجعل خلايا عقلها تهلوس بوجوده فيهاااا ..
وائل(توجس من حديثه):- وما الذي يضمن لك أن كلامك صحيح ؟
حكيم:- لقد جربته ، أنا لست غريمك مع الأسف ميرنا وضعتني في خانة لن أتمكن من زعزعتها ولو أمضيت سنينا وأنا أحاول … لكن مع ميار الوضع مختلف إنه شخص جديد عليها وليس من بيئتها وتصرفاته آسرة لا يمكن لأي فتاة ألا تقع في هواها لذا لولا معرفتي أنك الرجل الذي اختارته لما تركت الحلبة لكم أبدا
وائل:- ههه لا يوجد لنا فتلك الحلبة لا تشمل سواي وميرنا
حكيم:- محتمل ذلك … لكن لا تغتر بنفسك فالدنيا دولاب ألعاب يوم لك ويوم عليك
وائل:- هل طلقتها حقا ؟
حكيم(بوجع ناظره):- مع الأسف …
وائل:- من يعرف بهذا ؟
حكيم:- ميار وجوزيت وحسب
وائل:- ولما كنت تتبجج زوجتي ما زوجتي بالمطعم ؟
حكيم:- أردت إغاظتك وسأغيظك حتى لو لم تكن زوجتي .. فميرنا تستحق أن يتعب المرء لأجلها إن وجدتك تهملها سوف أكون أنا من يمسح دمعها ويحتضنها ويرأف لحالها ..حتى لو لم تحبني ستجدني معها كل وقت وهذا ما لا يسعك انتزاعه لأنه يحييني …
وائل(تأثر بمدى عشق حكيم وهم بالرحيل لكنه أردف):- أنت عظيم .. لو كنت محلك لما تنازلت
حكيم:- حين يُقابل عشقك بالرفض يُصبح أمامك طريقتين للعيش … إما أن تتقبل بُعد الحبيب أو تؤذي نفسك وتمضي لحال سبيلك وهذا ما لا يمكنني القيام به ، أنا لميرنا ملاكها الحارس ولا يوجد قوة في هذه الأرض ستبعدني عنها ولا عشقكما …
وائل:- صدقا الحرب معك في الخفاء كانت أهون من الحرب على المكشوف هكذا ، لكن .. أنا ممتن لأنك أخبرتني ..
حكيم:- أخبرتك لأنني أردته أن يمسح عنك غبن تلك الليلة ،قد شعرت بوجعك آنذاك وبعمق الصدمة لذلك ميرنا ربما أقول ربماااا ستكون سعيدة معك وهذا ما سوف أراقبه عن كثب …
وائل:- أنت أكثر ابن عم سلطة عرفته في حياتي
حكيم:- هه .. شكرا للعلاج ..
وائل(فتح الباب وخرج):- على الرحب والسعة …
ارتسمت ابتسامة على ثغر كل منهما فوائل حمل فرحة تحرر ميرنا في قلبه وتوجه لغرفتها مباشرة ليجدها نائمة بسكون ، قبلها وعاد لغرفته كي يعايش فرحته بذلك الخبر ويخطط لما سيفعله لاحقا .. أما حكيم فقد كانت ابتسامته بداية لانسحابه من حياتها فميرنا ما عادت له ولن تكون ، إذن يجدر به الإطمئنان عليها كما يجب والمضي في طريقه ، وربما تواجد لورينا بالمحيط سيساعده قليلا … وعلى هذا وذاك نجد أن آخر حدث كان تلك الليلة هو خصومة نادر وكاظم على الغرف فواحد منهما أراد التي تطل على الحديقة والآخر أراد التي فيها حماما خاصا وهنا تدخل نزار ليفك وما استطاع ذلك مع جدار برلين و المومياء المحنطة ههههه ….^^

في صباح اليوم التالي
كان يفتح عينيه وهو متضايق من أشعة الشمس وظهره يؤلمه فتلك العنيدة أقسمت أن ينام على الأرض ،، لكنه كان يملك تفكيرا نيرا أخذ منها الغطاء ووضعه على الأرض ونام عنادا فيها ، تعبت وهي تتقلب في الفراش وتطل عليه لحظة بعد لحظة إلى أن غفت ويدها ممدودة ليده التي كانت ممسكة بها طوال الليل وكأنها تحتمي بها ورغما عن كبريائها وتعففها ها هي ذي تعود لأحضانه مجبرة ..
ميار(لامس يدها وهو يتحسسها ويلامس شعرها المطل عليه بحنان):- جوزتي ..
جوزيت(تحركت وهي تفتح عينيها ونظرت إليه):- همم .. ابتعد عني لقد حلمت بكابوس فظيع
ميار:- لم أسمعكِ تصرخين يعني ؟
جوزيت:- كان كابوس سايلنت يا فهيم
ميار(جذبها بقوته ورمى بها في حضنه ممسكا بها):- سايلنت هاه … أين قبلة الصباح ؟
جوزيت:- قبلة ماذا يا روح خالتك ، أساسا أنت لا تحبني إذن لا قبل ولا فساتين شقاوة ولا غيره
ميار(قطب حاجبيه):- ما هذا البخل ؟
جوزيت:- إنه عقابك لأنك مخادع ، أتحسب أنني لا أقرأ نظراتك لها والله لو أعدتها سوف أفقع عينك وما زلت أحمل في قلبي ضغينة إمساكك ليدها وملامستها … أنا طرزاني لا يلمس امرأة غيري أسمععععععععت ؟؟؟؟
ميار(نظر لشفتيها المرتجفة ولامسهما بإصبعه):- جوزي .. ذلك ضلعي الذي تضغطين عليه بكوعك انهضي قتلتيني …
جوزيت(نهضت بتذمر وهي تنظر إليه ينتفض بخفة):- معتوه أكرهك
ميار:- ههه حمقاء .. آه والحمام لي
جوزيت(ركضت قبله ودلفت مقفلة الباب خلفها):- ما حزرت إنه لي أناااااااا …
ميار(هز كتفيه بملل وحك عينه وهو يمسك بفوطته):- لا بأس سأستعمل حمام الجيران ، ذكريني غرفة من التي كانت بالجوار آه غرفة ميرنا و …
جوزيت(خرجت بسرعة وأشارت له بملوكية ليدخل للحمام):- من بعدك يا سلطاني ..هههمم
ميار(جذبها من شعرها ودخل متباهيا بسلطته):- أعرف نقطة ضعفكِ يا ضعفي
جوزيت(بدون فهم رمشت وهو يغلق الباب خلفه):- هل تغزل بي أم أنه يتهيأ لي ؟؟؟؟؟ …
نزار:- أستغفر الله من غضب الله ، يا ولد يا ولد هل تريدني أن أقطع ضلعا من ضلوعك الفائضة وأقليه لك في الزيت ، أخبرتك أنني أعددت الفطور وقليت البيض قليلا حسب طلبك إذن ماذا تريد بعد ؟
كاظم(لمح لورينا وهي تنزل بثياب الرياضة ويا عيني ع ثياب الرياضة):- .أ.. طيب طيب اخرس اعصر لي عصير برتقالة وضعه محلي قليلا وآتيك …
نزار(هز رأسه بدون فائدة):- يا ويلي من هذا الجيل …
كاظم:- هيييه بست يا جمالوووو ؟
كانت تجمع شعرها كله عاليا وترتدي قميصا متدليا من كتفيها وممتدا حد الخصر بثوبه الفضفاض ، وأسفله كانت ترتدي بنطلون قصير حد الفخذين وتضع سماعات الأذن ممسكة بسجادة الرياضة البلاستيكية ومتوجهة للحديقة ..
لورينا(تابعت المسير ولم تسمعه):- همم ننن …
كاظم:- أمم سماعات الأذن لا بأس ..(ركض بقفزة ونزعها لها وهتف) قلنا صباح الجمال ؟
لورينا(بفزع من ظهوره المرعب):- ديو ميو ،، لقد أفزعتني … ؟؟
كاظم:- سلامتك لكن إلى أين ؟
لورينا(خرجت معه للحديقة ووقفت بمنطقة مشمسة):- كنت أنوي لعب بعض الرياضة فقط
كاظم:- هل أرافقكِ ؟
لورينا(ابتسمت له):- كما تشاء ..
كاظم(وقف بجانبها حيث فرشت السجاد ورفعت الموسيقى وبدأت تلعب):- اممم رياضة نسائية مملة ، لو لم يكن فيها رفع أثقال والذي منو لا أسميها رياضة أصلا
لورينا:- هه أنت تعودت على رياضة العنف ، لكن نحن رقيقات لا نقدر عليكم
كاظم(طالعها بإعجاب وهي مشرقة في ذلك المظهر):- أي وما أجملها من رقة ، تفتك بالقلب دقة دقة
لورينا(انفجرت ضاحكة):- قليلا بعد وستغني لنا يا سيد كاظم الساهر هههههه …
كاظم:- قولي أحبك كي تزيد وسامتي … هههه على العموم صوتي بشع لا يقارن بالقيصر ، لكن مهلا ما هذه الحركات الميتة الأنثى عليها أن تكون قلبا جامدا وبهذا الذي تسمينه رياضة لن تستطيع الدفاع على نفسكِ حتى أمام حشرة
لورينا:- طيب كان حكيم قد علمني حركة دفاعية أفادتني صراحة مؤخرا ..
كاظم:- حركة ماذا ؟
لورينا:- ههه لا تسخر كانت حركة الركلة القاضية
كاظم(صغر عينيه بضحك):- هههههه تألمت … لكن تلك متعبة سأريكِ حركة لا يسعكِ الخسارة فيها
لورينا(أشارت له):- أرني يا مغرووور …
كاظم(اقترب منها وأمسك خصرها):-دعيني أمسك زمام الأمور فبحركات المدللات هذه جعلتِ معدتي تتعكر قبل الفطور حتى
لورينا:- لكن على مهلك حركات قتالية لا أريد ، ستقتلني بضخامتك
أخذ السيد والسيدة وقتهما في التعلم وإشي لمسات على همسات على ضحكات على وقوف حكيم مكتفا يديه أمامهما وهو ينظر لتلك المياعة الفاجرة التي جعلته يهدر فيها بعصبية …
حكيم(نفث شررا وهو يتقدم إليهما):- لوووووووووووووووورين …
لورينا(هنا يبس قلبها ووقفت بثبات وهي تنزل قميصها):- حكيم صباح الخير ؟
كاظم(أخذ يتنهد ببرودة):- صباحو يا وز
حكيم:- تسلم يا عز .. لكن ما الذي أراه هنااااا هل لي أن أفهم ؟
كاظم:- ههه عادي كانت تلعب الرياضة وأنا تطوعت وعلمتها بعض الحركات الدفاعية يعني لنقل عنها لا بأس لها
لورينا(غمزت له):- أخبرتك أنني تلميذة شطورة ، حتى اسأل عني حكيم
حكيم:- لا يسألني ولا أسأله ، ثم نزار كان يناديك يا أخ كاظم هوينا لو سمحت
كاظم(حرك فكه وأشار لها بتحية العسكر وتوجه للداخل):- يسلمو ع الإخبارية …
لورينا(جمعت سجادها ولوته تحت إبطها وهي تجمع خيط هاتفها متوجهة إليه):- هل انزعجت ؟
حكيم:- ما هذا الذي تلبسينه ؟
لورينا(نظرت لنفسها):- ما ألبسه دوماااا ..
حكيم:- لا تلبسيه نحن معنا شباب في نفس المكان فاحترمي بعض الخصوصية رجاء
لورينا(لحقته وهي تراه موليا ظهره لها):- ولماذا يعني هل تغار علي أم تغار ؟
حكيم(تأفف وهو يلتفت إليها):- لوري .. اليوم سنذهب لبيتكم جهزي نفسكِ ؟
لورينا(بتفتفة):- أ .. لن يمكن ذلك لأن .. أمي ليست موجودة ستسافر في عمل لمدة أربعة أيام ويمكن بعدها نذهب ماشي ؟
حكيم:- طيب ما السر الذي أخبرتني أنك ستعترفين لي به ما إن تطأ قدماي روما ، ها نحن قد وطئناها وبتنا ليلتنا الأولى فيها وبعد ؟
لورينا(ارتعشت برجفة وهي تسارع خطاها):- أ.. سأرتدي ما يناسب لأنزل للفطور ميرنا قادمة فيما بعد نتكلم …
حكيم(ميرنااااا يا وجع الروح):- .. سنرى يا لورينا ما تخفينه عني … وصباحكِ أسعد
ميرنا:- ماذا يجري ؟
حكيم:- لا شيء كانت تلعب رياضة وذلك الجدار يلتصق بها في كل فرصة .
ميرنا:- هه حتى أنت تناديه جدار ، إنه لطيف ..
حكيم(نظر إليها بنظرة نارية):- لو ستتحدثين عن لطافته اذهبي من أمامي ..
ميرنا(مالت برأسه مطلة عليه):- كيف حال جرحك ؟
حكيم(يعني تهتمين):- بخير ..
ميرنا:- الجو رائع يا ليتنا نستطيع الخروج والتجول في طرقات روما ، لكن ذلك مستحيل ؟
حكيم:- هههه محاولة جيدة لكنه فعلا مستحيل ، لا خروج إلا بعد أن نضمن حماية الجميع
ميرنا(لامست ذراعه):- كنت أقول يعني لو كان ممكنا ، أما أنا أعرف أنكم لن تسمحوا لنا بالتنفس
حكيم(استدار إليها وأمسك يدها):- علي أن أخبركِ بأمر ما ..
ميرنا(أزالت خصلة شعرها من فعل الريح):- ما هو ؟
نزار:- صباح الخير الفطور جاهز ، تفضلوا
حكيم(رفع أنفه مبتسما وهو يصغر عينيه لها بحركتها المفضلة):- عصفورتي فيما بعد أخبركِ
ميرنا(أمسكته من يده ولامست شعره وهي ترتب خصلة كادت تلامس عينه):- تعلم أن عصفورتك تصغي لك في كل حين ووقت ..
حكيم(طبع قبلة على جبينها):- تسلمي راجيتي الصغيرة …
جوزيت:- وماذا عن الكبيرة ؟
حكيم:- الله على الغيرة … وتسلمي لي أيضا حتى أنتِ ..
ميرنا(نظرت إليها ولجمالها المميز دوما تتفنن في فساتينها الملفتة):- تبدين مذهلة ..
جوزيت(فاجأتها جملة ميرنا وصغرت عينيها):- أفضل منكِ على الأقل ، ما هذا الذي ترتدينه من على الصباح وكأنكِ قادمة لجنازة ؟
ميرنا(نظرت لفستانها المورد والدال على الحياة ولم تجد مقصد جوزيت):- ههه أظن أنه صباح الغيرة بامتياز
حكيم(انسحب وهو يشير لهما بالدخول):- كيد النساء لا أقوى عليه ارحموني …
ناريانا(بالمطبخ المطل على صالون الأكل):- يعني ألم يخبرك عن مكان وجهته ؟
وائل(حرك فنجانه وتوجه للطاولة):- نن ربما ذهب لكي ينسق مجال عمله بالمحيط ، لكنني أخبرته أن ذلك غير ممكن ويتطلب إجراءات كثيرة لكنه عنيد آثر التجربة
ناريانا(زفرت بتعب):- لا مشكلة ..
وائل(ابتسم لميرنا التي أقبلت عليه رفقتهم من الحديقة):- صباحكِ ورد حبيبتي …
جوزيت(نظرت لحكيم):- قليلا من الإحساس هناااااا … يعني موسيقى لو سمحتم
وائل(فهم تغطيتها ونظر لحكيم بتأسف طفيف فقد كانت جملة عفوية):- ميرنا
ميرنا:- صباح الخير ، بحثت عنك في غرفتك ولم أجدك عندما استيقظت ؟
وائل:- امم استيقظت من أجل حصة ترويض يدي الصباحية ، ولم أشأ أن أوقظكِ معي كنت بالحديقة
ميرنا:- أهاه أكيد استمتعت بالأجواء الجميلة ونسيم الصباح
وائل(بعشق ناظرها قبل أن يجذب كرسيها لتجلس):- استمتعت بنسيم شفتيكِ أكثر
ميرنا(تلعثمت وهي تجلس مقابلة لجوزيت):- هه ..مجنون
ناريانا(دفعت كرسي كاظم وجلست):- هذا مكاني منذ اللحظة
كاظم(جر كرسيه وسبَّل لها):- مكاني وأرضي ووجداني كلهم طوع أمركِ يا نار القصر ..
لورينا:- وأنا أتيت
كاظم(التفت لها وأشار كي تجلس جواره):- واكتمل البدر يا نااااااس …
ناريانا:- ههه إنه مختل عقليا بدون شك
ميرنا(التقطت بسكويتة):- ههه عيونك غير مستقرة
كاظم:- وحياتك ولا لساني يا برنسيسة القلوب … أنظروا معي سنتحدث بجدية أتتوقعون بقاء عقل رجل أعزب تحيط به نار وبلورة وجمرة وبرنسيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت:- ههه يا إلهي ألا تكل ولا تمل من مغازلة النساء ؟
كاظم(عض شفته وهو يناظرها بجانبه):- ومن الذي يشبع من رؤية الجمال
حكيم:- أحم أحممم …
وائل(حرك رأسه بدون فائدة في ذلك الجدار):- كأن الخروف امتلك لسانا أخيرا ؟
ميرنا(انفجرت ضاحكة):- هههه ما كان رقمه ؟
كاظم(زورهما بغضب):- لا تناديا غضبي لأنه غير مستحب ، دعوني حنون لطيف عطوف أتغزل بآنساتي الجميلات فطالما لا أرى خاتما بأصابعكن فأنتن مميزات بالنسبة لي …
حكيم(بتعب منه زفر عميقا):- أين ميااااااااااااااار ؟
ميار(نزل وقتها وهو يسرح شعره ويركض بين الدرجات):- حاضر لا محالة .. صباحكم سعيد
جميعهم ردوا عليه وجلس على رأس الطاولة على يمينه جوزيت وعلى يساره ميرنا ويا عيني ع الصدفة هههه ، نظرت ميرنا إليه بتلعثم وأمسكت فنجان قهوتها وهي تغالب ابتسامتها الغريبة .. كم مضى ولم تفطر معه في ذلك البيت الجبلي
كاظم(يلتهم فطوره):- سؤال لما لم تسمي نفسك النمر البري وأسميته الفهد ما الفرق يعني ، بالنسبة لي أراهم إخوة غير أشقااااااااء هههههههههه
لورينا:- يخرب جنونك ذلك يفرق عن الآخر …هههه ..
ناريانا:- دعيكِ منه هو لن يقتنع حتى لو بقيتِ معه اليوم طوله وأنتِ تشرحين
ميار:- هنالك شيء يدعى انتماءات ، وأجد أن للاسم علاقة بي
كاظم:- نمر نمر وربي نمر …
حكيم:- قلنالك فهد ما بك من على بكرة الصباااااااح ؟؟؟؟
ميرنا(سرعان ما تذكرت ذلك النمر الذي هاجمهم وغالبها الضحك):- ههه نمر بحق ..
ميار(شرب من قهوته):- ههه أعلم ما الذي تذكرته ..
وائل(منذ أن نزل ميار ورأى نظرته لميرنا وهو يتمالك أعصابه):- وما الذي تذكرته يا ترى ؟
جوزيت(تأففت وضربته بقدمها لركبته):- أخبرنا جميعا نود أن نعرف
ميرنا(ارتبكت وهي تنظر لنظراتهم القاتلة وأمسكت فنجانها وهي ترمق وائل بشكل عادي):- ميار قتل نمرا ونحن في البيت الجبلي …
كاظم:- الله أكبرررررررر … واااع ألم تخشاه يا لك من قوي لالا علي أن أتحدث لك مع الداخلية ربما نجد لك عملا في معسكرات الصيد
جوزيت:- نمر هاه .. لم تخبرني يعني ؟
وائل:- صحيح لم أسمع منكِ هذه القصة ميرنااااا ؟؟؟
حكيم:- أنا سمعت ههه
ناريانا(صفرت):- هوووه يا عيني ..
ميار:- هه الآنسة الصغيرة فكرت بأنها قادرة على الهرب مني لذلك فرت من البيت وتوجهت للغابة ، لحقت بها وأمسكتها بقرب النهر ولأنها شجاعة جدااااااا …
ميرنا(قاطعته وهي تضحك):- لا تكمل أرجوك ههه
ميار(استرسل دون توقف):- ولأنها شجاعة جدا قفزت في النهر ويا ليلي حين جرفها نحو الشلال ، ما كان على أخوكم سوى القفز خلفها ومقاتلة تيار المياه لحين استطعت إخراجها من هناك .. المهم ونحن في جدال أنت فعلت أنتِ هربتِ ظهر نمر لأن البيت الجبلي كان بقرب الغابة والغابة كانت مليئة بهم وبالكثير من الحيوانات المفترسة ..
ميرنا(وضعت يديها على وجهها بخجل):- يا إلهي
ميار:- على العموم أخبرتها أن تخرس وتصمت لنتعامل معه ولكنها عنيدة لقطة لقطتين وكان النمر طريح الأرض ميتاااا مع الأسف ..
ميرنا:- حزنت لأجله
ميار(ناظرها بعمق):- كنت لأحزن أكثر لو أصابكِ مكروه ، لكن هذا الأثر باقٍ من وقتها
ميرنا(نظرت لندبة يده وارتعشت):- أ….
وائل(هنا وضع شكوته ورفع كم قميصه):- أظن أن ميرنا لا تنفك تترك الندبات على أجسام كل من عرَفَتهم ؟؟؟؟
ميرنا(نظرت لندبة يد وائل ورفعت كمها أيضا على ندبتها):- أنا ووائل نملك نفس الندبة …
لورينا(نظرت لاحتقان وجه حكيم وبلؤم):- أخبرانا القصة أكيد كانت بداية تعارفكما الرومانسية صح
ميار(بدأ يتناول فطوره ببرودة لمستها جوزيت التي برقت عيناها بشراسة):- هممم
جوزيت:- أحدكما يسمعنا نريد أن نعرف
وائل:- سأخبركم باختصار ، أن ميرنا بطلة من يومها قبل ثمان سنوات تقريبا باحتساب هذه السنة ، كانت ميرنا مدرسة بمدرسة أطفال وخرجت معهم في رحلة ميدانية لمنطقة جبلية ، صدف أنني كنت فيها أنا ونادر نمارس هوايتنا المفضلة تسلق الجبال ، المهم ركضت إليهم فتاة صغيرة مستنجدة أن هنالك تلميذة معهم في الصف عالقة في الجرف
ميرنا:- جنى .. كم كانت رقيقة ومرعوبة لم أجد حلا لأخفف عنها إلا بالنزول معها
كاظم(التهم ما بصحنه وأخذ صحنا آخر):- أيوة قوية يا ميرنا هكذا تكون النساء وبعد ؟؟؟
وائل:- للصدفة البحتة سمعنا بالأمر وتطوعنا لإنقاذهما ، رفعنا الفتاة الصغيرة بجهد جهيد وحين جاء دور الصغيرة الكبيرة هييييه مصيبة
ميرنا(بحرج):- كنت خائفة ..
وائل:- أتعبتني أرهقتني وأنا أشرح لها أن كل شيء سيكون بخير ، ولكنها ظلت تبكي إلا أن استعملت لغة الارتجال معها وجعلتها تهوي معي في القاع قبل أن يتم رفعنا وهناااااا … رأيت أجمل عينان في الدنيا سلبت عقلي ولبي وكياني من نظرتها المرتعبة ، جعلت الكون كله يجمد من حولي والرياح تتوقف ولا يتحرك سوى قلبي وقلبها الذي كان يستنجد بي وينادي باسمي …
ناريانا(وضعت يدها على خدها ببكاء متأثر):- يا الله ما أجمل اللقاء بينكما لأول مرة
ميرنا(بتلعثم):- هكذا إلى أن تم إنقاذنا من قبل نادر ووائل بحمد الله …
وائل:- ذلك اليوم لا أنساه ما حييت ، ففيه اكتسبت بلسم قلبي وبه أيضا خسرت أكثر امرأة أحببت ..
كاظم(شرب عصيره دفعة واحدة):- ومن هذه يا خائن ؟؟ آووبس عذرا عذرا نسيت الأمر
حكيم(بعدم فهم):- من ؟
وائل:- أمي ..
هنا وضعوا جميعا ما كان بيدهم ونظروا إليه في نظرة عطف لا يدرون من أين جاءت ، حتى وضعت ميرنا يدها على يده وابتسمت له وعادت الغيرة والغضب والجنون لتلك المائدة
حكيم(أطل عليها وهو يبتسم):- هههه طبعا لن تنتظروا مني أن أريكم ظهري
ميرنا:- لالالا لا تحسبها يا حكيم أنا لم أقصد وقتها كنت صغيرة …أرجوك لا تتفوه بحرف
وائل(بعدم تصديق):- حتى أنت تملك ندبة ؟
حكيم:- يس بسببها
لورينا(بدون شعور تذكرتها):- ندبة القوس صحييييييييح ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه كما نظر الجميع بتساؤل كيف تعرف لورينا بتلك الندبة إلا إذااااا):- وأنتِ من أين تعرفين بها ؟
وائل(استغرب احتدام ميرنا عليها):- طبيعي أكيد في ما مضى …
لورينا:- وأنتِ فيما يضايقكِ الأمر ؟
ميرنا(بعصبية):- لا تجيبي سؤالي بسؤال
حكيم:- اهدآ نحن نحاول تلطيف الجو لا العكس ، ثم عادي يا ميرنا علقتِ على هذه يعني
جوزيت:- اروي لنا لنرى ما فعلته بك ودعك من هذا الهراء
حكيم(رمق ميرنا وتذكر):- طارق .. قبل عدة سنوات كان يصنع قوسا خشبيا في ورشة عملنا وأحضره للبيت ، ولأن هذه المجنونة كانت مولعة بالرماية من صغرها فقد أخذته منه لكي تجربه ولكنها لم تحسب حساب لخيطه الرفيع الذي انسل ليضرب في ظهري ويحدث جرحا دقيقا تطلب قطبا عديدة حتى شفي تماما …وظلت طوال أسبوع تهرب من فراشها إلي وتمسح على ظهري وهي تبكي وأنا أناغيها لكي تهدأ وأجدها في حضني في صبيحة اليوم التالي …
ميرنا(بأسف من الذكرى الجارحة):- كانت حادثة ..
حكيم(غمز لها):- وأفضل ذكرى لي .. معكِ …
كاظم(نظر لامتقاع وجه ميار ووائل ونطق بجدية ملونة ببعض المزاح):- أتساءل يا ميرنا ، بما أنكِ تركتِ ندبة في قلب كل واحد فيهم فأي ندبة ستصيبينني بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هنا لو كان جائزا القتل لصوب ميار بتلك الشوكة لعينه ، ولا ضربة وائل بالصحن لجبهته ، ولا كان حكيم قد مزق لسانه بسكين الأكل ولا تركوه ينطق بذلك الهراء ، طبعا لم يحس على أهله البتة بل ظل يأكل ولا كأنه كان السبب في إخراسهم الواحد تلو الآخر ……
فميرنا ناظرته باستغراب ورمقت لمعة عينه وجديته وفي آن الوقت لمحت لا مبالاته وضحكه على ناريانا التي سرق منها أكلها وبدا التذمر على وجهها متذمرة من فعلته ، أما هذه الأخيرة فقد كانت تغالب شوقها لنادر وتفرغ دموعها على أي سبب تافه فقط لتملأ ذلك الفراغ …
أما حكيم فقد كانت عيناه مصوبة للورينا التي مسحت دموعها كي لا يكتشف أحدهم بكاءها لكنه لمحها وعرف أنها بكت لأجله ، لكن لما تعذب نفسها وتريد تعذيبه هو لن يصغي لقلبها حتى لو طوعت العالم لأجله ،لأن قلبه رهينة لدى صاحبة العيون العسلية …
أما وائل فقصة حكيم جعلته يتشنج أكثر مع زيادة لقصتها مع ميار فهنا كانت الضربة القاضية لقلبه ، كيف سيتحمل غيرته وهي وسط شخصين يتوقان لها ويعشقانها بجنون ، طيب فهمنا أن حكيم طلقها لكنه ما يزال يحبها وفهمنا أن ميار معه جوزيت الآن ويحاول أن يجد جسر تواصل مع مشاعره القديمة تجاهها ، يحاول يعني ما يزال في مرحلة المقارنة بينها وبين ميرنا وأكيد هذه الأخيرة لن تخرج من قلبه وعقله بسهولة يعني الأمر مطول يعني العديد من الجلطات الدماغية والأعصاب في طريقها إليك يا وائل تحمل يا بعدي تحمل …..
أما ميار فقد كان يحاول فهم أحاسيسه المتناقضة هو يعلم أن جوزيت تلومه بعينيها وأنه غير قادر على تجاوزها ، فهي تعرف أن ميرنا تملك معزة في قلبه ، وهي غير قادرة على محوها من عقله حتى لو استعملت كل كهن النساء على هذا الكوكب فذلك يترتب وقتا طويلا ، وهي لأجل ميارها ستصبر وتتحمل المهم النتيجة أما مراحل الوصول إليها أكيد لن تمضي بشكل سهل وبسييييط … فمع الأسف هنالك حصة من أسهم مشاعره قد كتبت باسم ميرنا ولا يسع أي أحد أن يسلبها منه ، وهذا رهين بالوقت فيا إما يصبرون أو يحترقون بطريقة جماعية وكل مع اختلاف الأسباااااب ….

مرت جلسة الصباح لنقل بأقل الخسائر الممكنة ، حتى لو رمى كاظم في الأخيرة قنبلة زلزلت قلب الثلاثة فأن يزيد رابع عليهم يعني الحرب العالمية سوف تندلع لا محالة .. هكذا مرت وجبة الغذاء التي نطقت فيها النساء بذكرياتهن مع رجالهن .. فجوزيت روت لهم حكايتها مع كاظم وميار وكيف جرحه في حاجبه ، هنا انفعل كاظم لكنه أقر بانتقام قريب لا محالة ورد عليه ميار أنه بانتظاره بكل تحدي وكبرياء …. أما ناريانا فقد اكتفت بالاستماع ، لكن ميرنا روت لهم حكاية لقائها بوائل في حفلة هيرمكانا وكيف التقيا بعض مضي سبع سنوات فراق ، وهنا تدفقت الرومانسية على تلك الطاولة حتى كاد أصحابنا في الله يرفعونها للسماء من شدة غيظهم …. أما لورينا فما إن نطقت بحادثتها هي وحكيم حتى استوقفها وطلب منها الصمت وعليه أتمم الجميع تناول الطعام بسكون تام ، وبعدها تفرقوا بعضهم صعد لأخذ قيلولة وبعضهم جلس يلعب الورق على جنب وبعضهم في المكتب والبعض الآخر يجري مكالمات للوطن وآخر للعمل وهكذاااااا …
إلى أن أتى المساء وهذه المرة تقدم كاظم تجاه التوأم المختلف فهو يناديهما بهذا الاسم كلما لمحهما قرب بعضهما ، وها هما ذا بجانب نزار في المطبخ يحاولان عنادا طبعا إنهاء كعكة الشوكولا التي قاموا بتحضيرها تحديا في لورينا وناريانا اللتان اتحدتا لتحضير أكل إيطالي لتلك الليلة ..
ميرنا:- يعني ما دور الفستق هنا بس فهميني هي كيكة بالشوكولا يا جوزيت لا تجلطيني ؟؟؟؟؟
جوزيت:- بنت صوتكِ لا يرتفع علي أنا اشتهيت الفستق وسأرش بداخلها القليل
ميرنا:- الفول السوداني يا جوزيت لقد حضرته وطحنته وهو جاهز ، دعيني أقوم بهذا لأنني متعودة على الحلويات بمحلنا
جوزيت:- ماذا تعنين بهذه الجملة ، لعلمك ما إن تنتهي المشاكل سوف أزور ذلك المحل وأتعلم منه أنا أيضا لأنه للراجيات وأنا راجية أجل رااااجية همممم
ميرنا:- هه وهل منعكِ أحد ما ، لكن الآن ستزيلين ذلك الفستق لأنني سأضع الفول السوداني المحمص فطعمه سيكون أجمل
جوزيت(حركت فكها بعناد ورمت الفستق جانبا):- موافقة على الفول السوداني ، لكن قسما بالله لو اقتربتِ من مرحلة التزيين وتفلسفتِ علي سأرميها بوجهك
ميرنا(رمقتها بانتصار):- لن أجادل لكن لو لم يعجبني ،،،، أكيد سأعطي ملاحظة
جوزيت:- ضعي الفول وخلصيني أريد أن أرى النتيجة …
ميرنا:- يا كبدي علينا أن نضعها بالفرن أول …
جوزيت:- وتلك المرحلة للعم نزار لذلك أنهي التحريك أو هاتِ لأحرك أنااااااا
ميرنا:- أستغفر الله …. هيا صبي لي القليل القلييييييل يا جوزيت ماذا فعلتِ ؟
جوزيت:- ههه أنتِ أردتِ الفول السوداني
ميرنا(رمقتها بنظرة قتل):- لم أقصد كل الصحن
جوزيت:-وأنا تعمدت وضعه
ميرنا(زفرت بتعب):- عموما سنأمل أن المذاق سيكون طيبا ، افتحي الفرن سأصبه بالصحن المناسب الآن
جوزيت(فتحته ونادت نزار الذي شرحت له كم يلزم من توقيت لإطفائها):- تمام ؟
نزار:- وهل رأيتني هنا طفلا حتى تنبهيني تلك الكعكات كنت أطهوها منذ الثلاثينات ، هيا تنحيا جانبا المطبخ في عهدتي الآن
ميرنا(أقفلت الفرن ورمت مريلتها جانبا بعد أن أمسكت الصحن وأخذت تأكل الشوكولا المتبقية):- يامي يامي عجينتها لذيذة
كاظم(صفق وهو يتوجه إليهما):- الله الله على بنات الراجي ، مؤسف هو حالكما
جوزيت(أخذت تنظم الأغراض هناك):- وما المؤسف يا بعدي ؟
كاظم(اتكأ على الحائط مطلا عليهما):- يعني حبيبكِ أنتِ لا أعلم يعني ما الذي يجمعه بناريانا التي تبكي في الخارج وهو يطبطب عليها مساندا يعني ، ولا أدري أيضا لما حبيبكِ أنتِ يجالس لورينا وهي تريه على شاشة هاتفها أشياء تجعله يضحك يعني غالبني الفضول في هاتين الجلستين الغريبتين
ميرنا(احتقن وجهها بالغضب وأعطته الصحن المليء قليلا ببقايا عجين الكعكة):- ماااذا قلت ؟؟؟
جوزيت(رمت المريلة بذراع كاظم):- اليوم موته على يدي ….
كاظم(التهم ما تبقى من العجين):- والله من قال أن الوشاية لا تأتي بخيرها هههه …
نزار(حرك رأسه فيه بدون فائدة):- أنت شيطان
كاظم(فتح عينيه على وسعهما وحاجبيه وبصوت مرعب):- نيهااهاهااااااا ههه …
نزار(هز شفته فيه ونشه):- ابتعد ابتعد … أحمق
انطلقتا والنار تخرج من عينيها وأنفهما وأذنهما يعني بعد معاناتهما الكلية في المطبخ ، يأتي السيدان المبجلان ويجالسان أخريات بدلا عنهما ، طيب فهمنا أن تلك مغرمة بنادر لكن ما الذي سيبكيها بجوار ميار ، وعرفنا أن تلك تحب حكيم لكن لما تتدلل لوائل الآن هااااااااااااه ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(وقفت عليهما مثل القدر المستعجل):- ألا يوجد لديكِ عمل يا أخت ؟
لورينا(اهتزت بجدعها وهي تعدل كم فستانها الجريء):- يعني .. وقتي في الطبخ لم يحن بعد اتفقنا على العشاء
ميرنا(نظرت لوائل الذي ظل يغالب ضحكه):- وأنت ما الذي يضحكك ؟
وائل:- لورينا هذه نكتة لن تصدقي مدى فظاعة القصص التي تستوحي منها فساتينا لتصاميمها
لورينا:- ههه لقد أريتك البعض فقط في فرصة قادمة سأجعلك تعاينها على أرض الواقع
وائل:- سيكون شرفا لي
ميرنا(كتفت يديها):- احم احم وائل أريدك لحظة …
لورينا(جمعت هاتفها ونهضت وهي ترمق ميرنا بنظرات غيرة واستفزاز):- وأنا سأتفقد حكيم قد طالت قيلولته كثيراااا عن إذنكم ؟
ميرنا(طالعتها بتأفف):- عن إيزنكُووم ففف تافهة
وائل(استغرب حنقها):- وما الذي يغضبكِ ميرنا ؟
ميرنا:- وتسألني ما الذي يغضبني لما تجلس معها لوحدكما ولما تضحك لها ولما تعطيها أصلا مجالا لكي تتقرب منك لهذه الدرجة ، لا والجميل تعدك أن تريك ذلك على أرض الواقع لما يا بعدي هل تتوقع بأنني سأوافق على أن ترافقها ولا حتى خطوة واحدة ، أتحسبني مجنونة مثلا أم مجنونة ما فعلته لا يغتفر يا وائل وأنا لن أسكت عنه .. تتركني في المطبخ أتعذب لكي تكون مقادير الكعكة متساوية وأتحمل فظاظة جوزيت لكي تأخذ راحتك هنا مع تلك الفتاة المميعة وتتركني أنا أحترق …….
وائل(أشار لها):- في الحقيقة هي التي قدمت إلي واستشارتني في فكرة عملها المقبلة ، ولم أجد بدا سوى مسايرتها يعني كصداقة عادية
ميرنا(أشار له أيضا بعكس إشارته):- ولا همسة أريدها بينكما مفهوووووووم ؟؟؟؟؟
وائل:- يا عيني ع الغيرااااان ههه طيب طيب لا تغضبي أين وصلت كعكتنا ؟
ميرنا(جلست بتأفف):- في الفرن
وائل:- طيب أنظري إلي
ميرنا:- لا أريد ولا تكلمني دعني أتمتع بفترة الغروب في سكون تام ماشي ..
وائل(زفر عميقا):- إيه ومن يراضيها الآن …..
ميار:- طبعا لأنها تحمل جينات الصخر في عروقها لن تفهم ، يا بنتي أخبرتكِ أن ريانا كانت تحكي لي عن معضلتها مع السيد نادر وتعاطفت معها قليلا هذا كله
جوزيت(تهتز بجدعها برتم عصبي):- كنتِ احكي لي أنا لما ستحكين لميار لا أفهم …
ناريانا:- يوووه جوزي استيقظي هذه أنا ناريانا ولست ميرنا حتى تغاري مني …
ميار(رفع حاجبه):- وما دخل ميرنا في الموضوع ؟
جوزيت(صغرت عينيها فيه):- لا تقلب الموضوع كلاكما أزعجني إذن لن تتذوقا من كعكتي ولا طرف
ناريانا:- كيف نسبتها لنفسكِ إنها عمل مشترك بينكِ وبين ميرنا
جوزيت(دكتها بإصبعها وهي تبتعد عنهما):- كعكتي أنا لُمممم
ناريانا:- يا الله على هذه المجنونة
ميار:- دعيني أتفاهم معها ولا تقلقي ، طالما أنتِ تعرفين نفسكِ وطبعكِ إذن دعيه لوحده يكتشف غباءه حين رفض فتاة لطيفة مثلكِ .
ناريانا:- بليز ميار لا أريد لأحد بأن يعلم بهذاااا ، لقد طلبت منك هذا شخصيا وأردته أن يبقى بيننا
ميار(ربت على كتفها):- وسركِ في مأمن …
لحق بتلك المجنونة وهو يبحث عنها ووجدها في الجانب الآخر من الحديقة قرب المسبح ، جالسة على الكرسي الهزاز وهي تكتف يديها بعمق مغمضة العينين تستقبل نسائم مساء الغروب في محاولة لكي تهدأ أعصابها … غيرتها عليه تحرق كل مزارع عقلها وهذا ما يجعل قلبها يخفق بقوة حد التعب ويجعلها تهرع لكي ترتاح في أقرب مكان لعلها ترحم نفسها من هذا العذاب … شعرت بجثة جلست جوارها أربكت اهتزاز الكرسي وفتحت عينيها لتناظره
ميار:- جوزي .. أنتِ كبيرة كفاية حتى لا تنهبلي بشأن ناريانا صح ، إذن أخبريني ما الذي يضايقكِ ؟
جوزيت(امتصت شفتيها وناظرته بعيون لامعة بالدموع):- هل تحبني ؟
ميار(صعق من سؤالها لكنه لم يبدي أي ردة فعل فقط نظر للغروب المنعكس على سطح المسبح بشكل دافئ):- أيهمكِ جوابي ؟
جوزيت(بلهفة):- جداااااا
ميار(تنهد وهو يسحب من جوفه أنفاسها عميقة):- أحبكِ… لكنني غير قادر على غض البصر عما جعلتني أعانيه طوال سنين يعني سنعيد ونزيد في ذات الجملة لأنها محفورة في قلبي ….
جوزيت(انفرجت أساريرها بفرح):- وميرنا ؟؟؟
ميار(رمش وهو ينظر للبعيد):- تملك معزة خاصة في قلبي
جوزيت(بتذمر ضربته لقلبه):- أكثر مني ؟
ميار:- تؤ نسبة متباينة ، أنتِ تتفوقين عليها بحكم أنكِ حبيبتي الأولى
جوزيت(نهضت من هناك منتفضة):- والأخيرة …
ميار(سارع بخفة وأمسكها من ذراعها جاذبا إياها لصدره):- جوزتي الغالية … ما دمتُ أتقبل قربكِ ما دمتُ أشمُ عطركِ ما دُمت أصغي لكلماتكِ وحروفكِ وكأنها همسٌ هارب من قفصِ الاتهام ، تذكري أنني وضعتُكِ في القلب قُبطانة على سفينة حياتي فلا تتذمري …
جوزيت:- قبطانة ولا سلطانة ؟
ميار:- امممم كلاهما …
جوزيت:- طيب بما أنني الآمر الناهي أريدك أيها الفارس الوسيم أن تقبلني …
ميار(ضحك من جنونها):- لست متوفرا عذرا منكم انتهى دوامنا المسائي
جوزيت(برقت عيناها بغضب):- قلت لك قبلني قبلني يا أهبل قبلنييييييييي …ميار توقف ههه توقف مياااااااار قبلني أيها الأحمق
هرب منها في محله إلى أن تعثرت به وسقطت في المسبح جاذبة إياه معها ويا عيني أنااااااااا ع أصحاب المسابح والذي منو ، بسرعة جعلها بقربه محتضنا إياها برقة … كان يزيل الشعر من وجهها ويضبطه خلفها وهي كانت تلتقط أنفاسها من صدمة الماء البارد ، بينما يديه كلتاهما كانتا تحيطانها بشكل قريب منه جعلها تذوب عشقا في منظره الآسر …
جوزيت(بذهول عشقي فيه):- أعشقك أنا …
ميار(مرر وجنته على وجنتها بحنان):- جوزتي …
جوزيت(أغمضت عيناها وهي ذائبة في هواه تلك اللحظة):- أريدك ميار ، منذ تلك الليلة وأنت تبتعد عني وتتحجج بالحجج الواهية أما عدت تريدني ؟
ميار(تذكر أمر الطبيب وتشنج وهو يعطف عليها بلمساته):- لاء أريدكِ ولكن .. الوضع لا يسمح
جوزيت(حركت فكها):- هل هو الوضع أم وجود تلك الغبية يحول بيننا ؟
ميار:- كما ترين أنها ليست غبية وهنالك وائل وحكيم يعني فرصتي محدودة ، هذا إن أخذنا كلامكِ على محمل الجد فما أشعر به سيبقى بفؤادي الصامت
جوزيت:- وما تشعر به تجاهي أريد للملأ كله أن يسمعه أفهمتني ……..
ميار(ناظر قوتها وابتسم):- آه عليكِ يا لبؤتي الشرسة …
لم تضف حرفا بعدها بل أحاطت عنقه بيديها وهي تسبح معه وجذبته إليها في قبلة جعلته يمتص شفتيها بشكل ناعم جعلها تتراخى بين يديه كالريشة الهشة …. كان الجو بينهما شاعريا في المسبح والغروب شاهد عليهما ، وأيضا أزواج عيون تناظرهما إحداهما من غرفة المكتب والأخرى من الشرفة …. كان يراقبهما ويرى مدى العشق الكامن بينهما فهو يعلم أنه ما حصل على ذلك الأثر بحاجبه إلا وكان يمس خصوصية رجل يغار على امرأته ، تيقن أكثر بأن جوزيت كانت دوما نصيب ميار وهو لم يكن له أي معنى أو وجود وعلى أساس ذلك ابتسم وهو يغادر المكتب ليخرج ويزعج ثنائيا آخر إن وجد هههه … طبعا هذه عقلية جدار برلين ولن يغيرها له أحد ، أما أزواج العيون التي كانت تراقبهما من الشرفة فقد كانت هي ، صعدت لأجل إحضار دواء وائل الذي توجه لمساعدة نزار المتذمر في إعداد الشاي للجميع ، ولذلك توجهت هي لتحضر ما يلزم وحين سمعت صخبا حولها أطلت من الشرفة ووجدتهما يتمازحان إلى أن سقطا في المسبح واكتملت بقبلة جامحة جعلت قلبها يرتجف برجفة غريبة لا تعي لها سببا وجيها …. أمسكت على صدرها وهي تشعر باختناق جعلها تتراجع للخلف حتى اصطدمت بباب الشرفة الزجاجي وارتجت مشيتها هاربة من هناك ، وآخر ما استطاع رؤيته كان وشم كتفها الذي كان بارزا من فستانها الذي كانت ترتديه … أوقف قبلته بشكل سريع كي لا تشعر جوزيت بأي شيء وطلب منها الخروج يعني يجدر بهما أن يجففا نفسهما قبل تناول تلك الكعكة الأسطورية …… لكن كان همه الأول والأخير أن يتأكد هل رأتهماااااااا ؟؟؟؟
دخلا من باب الحديقة الجانبي وصعدا للدور الثاني من الدرج الفرعي وكانت تمازحه بشأن بللهما ، تعاط معها وقلبه يهفو ويخفق بشكل غريب جعله ينظر في اتجاه رواقها الخاص ويفكر بشكل عميق جدااااا جعله يجفل … سرعان ما أخرجت جوزيت المجفف خاصتها وأخذت تجفف شعرها بينها ارتدى هو ثيابا جديدة وأخرج لها من دولابها ما ترتديه واستوقفها عما كانت تفعله ، وجفف يديها ووجهها لكي لا تصاب بنزلة برد وكل هذا كانت تتقبله ببسمة حب بينما هو كان شريدا عيونه تائهة في البعيد ، يفكر فيما إن كانت شاهدتهما أم لا لكن السؤال الأهم لماذا يسأل ؟؟؟؟ …
خرج أولا من الغرفة تاركا جوزيت تبدل ثيابها وتجفف شعرها ونظر حوله في الرواق لم يكن هنالك أحد ، تقدم بهدوء صوب غرفتها وطرق الباب وهو يشعر بالضيق كيف سينظر إليها الآن كيف سيواجهها ، يعني هذا أمر تعلمه جيدا لكن أن تراااااااه كانت صعبة عليه تقبلها .. طرق مجددا وأصغى للباب واستمع لنشيج بكائها ….
ميار:- لماااااذا تبكي ؟؟
جمع قبضته حتى ابيضت مفاصله من الأعصاب وفتح الباب بقوة جعلتها تفزع من دخوله المريب ، وجدها جالسة على السرير وبيدها علبة دواء وائل ، مسحت دموعها بظاهر يدها ونهضت للمغادرة لكنه استوقفها مانعا إياها من المرور
ميار:- لن تعتبي هذا الباب ما لم تنطقي ما الذي يبكيكِ ؟
ميرنا:- تذكرت أمي ..
ميار:- ههه فتشي عن كذبة غيرها
ميرنا:- ابتعد عني لا شأن لك بي … لا شأن لك
ميار:- أعلم أنكِ رأيتنا في المسبح ..
ميرنا(اهتزت بأسف ونظرت جانبيا):- لم أرى شيئا
ميار(اقترب منها خطوة وتراجعت هي خطوتين):- لن أؤذيكِ ميرنا هذا أنا ، أريدكِ أن تعرفي أنني وجوزيت يعني … أصبحنا في علاقة رسمية أدري أنكِ ستنزعجين لكن إن سرت الأمور وانتهت المشاكل سأتزوجها
ميرنا(ارتجت محلها من جوابه ذاك):- مبارك لكما مقدما … حتى أنا سأتزوج يعني ما إن يطلقني حكيم سوف أتزوج الرجل الذي أحبه …. وهو يتفهمني وسيدعمني في قراري
ميار(ابتلع ريقه وهو ينظر إلى عيونها الكسيرة):- طالما هكذا ، لما بكيتني ؟
ميرنا(كشف أمري):- لم أبكيك شخصيا ، ولكن بكيت سذاجتي وحمقي لقد كنت تهذي بي إلى أن تلاشى كل شيء وأنا لست هنا أعاتب بل أضع أمامك الحقائق التي حاولت إقناعك بها في ما سبق وكنت تتبجج علي … ها أنت ذا تقف على مشارف طلب يدها ونسيت أمري إذن مبارك لكما
ميار(استوقفها قبل خروجها وجذبها من يدها إليه):- ميرناااا أنا ألمس الألم في عينيكِ ، رجاء لا تدخليني في الحائط وأجيبي بوضوح ، هل هذه الدموع لأجلي ؟
نزار:- آه الآن أصبح في إمكاننا تسميتها بكعكة ، بيني وبينك كنت خائفا من مرحلة التزيين لا تتصور كيف مضى الأمر بينهما كأنهما القطب السالب والقطب الموجب يتعاركان بالنص
وائل:- ههه طيب ضعها بالثلاجة قليلا ودع الشاي يغلي حتى نزولي ، سأرى ميرنا تأخرت
نزار:- أوك اذهب يا بني …
مسح على أنفه وصعد الدرجات باستكانة تامة وهو ينظر إلى جوانب القصر المزينة باللوحات الأثرية ، مبتسما لكي يحمل البشرى لتلك المنزعجة ويخبرها أن كعكتها الأولى قد نجحت وسيتناولها على رحب وسعة ….. وفي الغرفة …؟؟
ميار(هزها بعنف وقوة وهو يهدر فيها):- أجيبيييييييني بوضوح هل بكيتِ لأجلي ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(ضربته لصدره بغضب):- بل لأجل كذبك وخداااااااعك ، طالما تحبها طالما تعشقها طالما تموت فيها ابتعد عن عقلي وعن تفكيري لا أريدك أنا أحب وائل فلا تزعجني بغيرتك وتصرفاتك الغير مفهوووووومة ، ابتعد عني أسمعت ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(استقبل ضرباتها على صدره وعيناه مشدوهة فيها):- أنتِ ستفقدينني صوااااااابي ….
قبلة واحدة جعلها أسيرة لديه حين دفع بها لشفتيه أول مرة ، كان ذلك المذاق غريبا عنه مذاق من نوع آخر لمسه ولمسته أيضا فقد كانت تبعده عنها بفشل جعلها ترفع يدها لتصفعه بدون وعي …
ميرنا(مسحت شفتيها وهي تنظر إليه بعدم تصديق):- ما فعلته … لن أسامحك عليه يا ميار
ميار(اهتزت حنجرته وهو يشعر بالأسف):- آسف منكِ ميرنا … لم أشعر و
ميرنا(أمسكت صدرها بقوة وأشارت له ليذهب):- دعني …دعني وحدييييييييييييي ….
ميار(امتص شفتيه وتراجع للخلف):- سامحيني ….
بمجرد أن أقفل الباب حتى جثت على الأرض وهي ترتجف كاملة ، كأن كينونتها كلها تزلزلت من قبلته الغادرة تلك لقد قبلها على حين غرة وجعل كل مشاعرها تنتفض بشكل غريب … ما الذي يحصل قالها وهو يدلف من الغرفة ليراها على ذلك الحال …
وائل:- ميرنااااا حبيبتي ماذا هناك ؟؟؟؟
ميرنا(نظرت للباب وجحظت عيناها ، يا إلهي على لحظة وكان سيراه وائل أكيد كان سيموت على يده لا محالة):- أ.. لا شيء فقط وقع الدواء مني وشعرت بالتعب فجأة ..
وائل:- عن أي دواء تتحدثين أنتِ تبكين ميرنا هل أنا أعمى ؟
ميرنا:- آه أجل أنا أبكي لقد اتصلت بالبيت و … يعني سمعت بأمر خطوبة نور وأنا لن أكون متواجدة وتراكمت علي الأفكار وهذا ما أبكاني أنت أنت .. خذ دواءك ماشي وأنا سأدخل للحمام أغسل وجهي وننزل لشرب الشاي الذي أعددته ماشي حبيبي ، أنا بالحمام …
نظرت إليه وأمسكت هاتفها كي لا يتفقده بالرغم من أنها تعرف أنه لن يفعلها لكن الاحتياط واجب ، المهم جيد أنها تملك عرقا تفكر به وهي في تلك الحالة المنهارة ، دخلت بسرعة وأغلقت الباب خلفها وفتحت صنبور الماء وجلست على الركن وهي تضم رجليها لوجهها وتبكي تبكي تبكي بحرقة ، تبكي قبلته لجوزيت تبكي قبلته لها وكأنه صدمها بتصرفه الغريب ذاك ، ما الذي يريده منها هو يعلم أنها لغيره إذن ليتوقف عن هذه التصرفات …. لكن هي لا تعلم أنه بدوره يتعذب ولا يدري كيف يجد بر خلاص منها ويبقى لجوزيت بروحه كاملة ، .. كل هذا ووائل حائر في تصرفاتها الغريبة التي مسحت بمجرد خروجها من الحمام وكأنها ميرنا أخرى ، سرعان ما ارتمت في حضنه مبتسمة وطالبته بالنزول ووعدته أن تلحقه بعد لحظات فقط وعلى أساس ذلك سبقها …
ميرنا(نظرت للمرآة وهي تتنفس بتعب وحرقة قلب):- علي أن أكون جامدة ..أجل سأحاول أن أصمد وفيما بعد أنهار كما يحلو لي لكن الآن لا .. علي أن أحرص ألا يشعر وائل بشيء … امتصت شفتيها مجددا وهي تهز رأسها بغيظ وانسحبت لكي تنضم إليه ، لا تدري كيف ستنظر بعينيه لكن حتى لو هربت دهرا لابد من المواجهة ….. الجميل أنه حين تأتي الصعقات فهي تأتي تباعاااااا يعني حرام أن تكتفي بواحدة مرت بغرفة حكيم وانتبهت لضوئها وهي تستمع لضحكات لورينا الصاخبة ، هيا أتممي ما بدأته الأخت جوزيت .. تحركت بفضول صوب الغرفة ووجدتها جالسة على طرف السرير وهي تداعب كتفيه العاريتين بينما كان رأسه موجها للسقف ويده تلاعب عقد المفتاح بينما عيناه شريدة في البعيد ……
ميرنا(امتصت شفتيها وتحركت لكنها تراجعت ونظرت إليهما في تلك الصورة):- هه كل يغني على ليلاه ويهلكون أمي إذا ما فكرت أن أحب على راحتي ، لكن لا بأس لا بأس …
لورينا(كانت مغادرة حين طردها حكيم من غرفته ولكن لما رأت ميرنا قادمة باتجاههم عادت وأخذت تدلك كتفيه ورمقتها بخبث وهي تتابع ذلك بينما كان هو يضع رأسه على الوسادة بشكل عكسي متذمرا من كل شيء):- حبيبي حكيم أتذكر حين كنت أدلك كتفيك هكذا ، أكيد اشتقت لي ؟
حكيم:- لورينا اصمتي أنا لا أريد سماع أي صوت ، وقلت لكِ أخرجي من غرفتي ألا تفهمين ؟
لورينا(رأت ظل ميرنا وأردفت):- حاضر حبيبي سأترك الحكايات لليل …
حكيم(أغمض عينيه وهو يتنهد ونهض ملتقطا قميصه):- دعينا ننزل أشعر بالجوع ..
لورينا(نظرت للباب وعانقته فجأة):- اشتقت لعطرك
حكيم(نظر إليها وهو ينزل قميصه عليه):- لما تفعلين بنفسكِ هذا تعلمين أنني ….
لورينا(أسكتته بقبلة مفاجئة جعلته يخرس):- تذكَّر قبلاتي حبيبي حكيم … ههه أعرف أنك تتلذذ بها
حكيم(هدر فيها):- لا تكرري ما فعلته لوري ، أخبرتكِ الأمر وما فييييييييه … أسمعتِ ؟
لورينا(غمزت له وهي تقفز فرحا):- المهم بوستك ستبقى بقلبي ههههه
خرجت من هناك سريعا وادعت أنها تنتبه لها لأول مرة ، وهنا قطب حاجبيه وهو يتبعها للرواق واكتشف وجود ميرنا التي كانت كمن تم صب ماء مثلج عليها ، وجدت قدماها مخدرتان لا تدري هل تنزل أم تبقى أم ماذا تفعل … يعني الأمر لا يعنيها لكن وجدت هنا الكثير من الاستبدادية من حكيم وميار فبينما هما يعيشان حياتهما ، هي عليها أن تحسس على مشاعرهما حتى نظراتها لوائل عليها أن تحسبها بينما حديثها معه وضحكها له يجب أن يكون بالورقة والقلم إن ترتب ، وهذا كثير عليها كثييييييييير ….
حكيم(نظر لعيونها الغائمة ولمح نزول لورينا واقترب من ميرنا):- ماذا هناك ؟
ميرنا(رفعت عينيها إليه):- أريدك أن تطلقني ..
حكيم(تسربت برودة غريبة في جسمه):- ما حدث تم من قبل لورين تعرفين طبعي ..
ميرنا(رفعت عينيها إليه بصرامة):- أنا لا أحبك ، أريدك أن تطلقني …
حكيم:- ميرنا اهدئي ودعينا نتكلم في هذا لاحقا
ميرنا(تشنجت من ملمس يده ودفعته عنها):- ابتعد عني ابتعدوووووووا عني لا أريدكم أن تقتربوا مني أنا لا أريدكم أسمعتني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(انتبه لصراخها):- تمام ميرنا لكن لا تصرخي هكذاااا ، دعينا نتحدث
ميرنا(تنفست الصعداء):- لا يوجد حديث بيننا … طلقني ….
حكيم(امتص شفتيه بوجع):- ميرنا …
ميرنا(أمسكت على أذنيها وهي تشعر بأنها على وشكِ الانهيار):- لا تلفظ اسمي لا تنظر إلي لا تكلمني فقط طلقني والسلام …. ألآ تفهم ألا تفهم أريدك أن تطلقني أنا لا أريدك وأنت قد تزوجتني غدراااااا لذلك أريد الطلاق والآن ……. حكييييييييييييييييييييييي ييم … طلقني
حكيم(رفع حاجبه عاجز أمام صراخها):- اشرحي لي فقط سبب صراخكِ هكذا ؟
ميرنا(انفجرت ببكاء):- بينما أنت تجلس هنا مع تلك المنحلة وتجعلها تدلك كتفيك وأبصر ما الذي دار بينكما منذ ثمان سنواااااااااااات حين كنت كالغبية ما زلت أنتظر عودتك ، أجل قبل ثمان سنوات كنت ما تزال في هذا القلب الأبله أنتظرك كل يوم ولكن ماذا فعلت أنت أو ماذا كنت تحيا مع تلك البنت غراميات يعني موتي يا ميرنا وانتظري السراب ، لتأتي بعدها وتتبجج بأنك تعذبت ل 16 سنة في بعادي … فسامحني لن أقبل هذا الخداااااااااع والكذب لن أقبل بأن تسمعني تلك المواعظ العشقية خاصتك تجاهي مجددا ، اسمح لي أنا غير قادرة على مكابدة هذااااااااا الهراء كله …أنا أحب وائل وأريد الزواج بوائل فطلقني بالحسنى وإلا جعلته يرفع عليك قضية طلاق واللحظة …. وأنا جدية لأبعد حد في هذا الخصوص
ميار(صعد على آخر جملة ولحقه وائل):- ما الذي يحصل ؟
ميرنا(نظرت إليه بلؤم وهي تشمئز منه):- لا شأن لك أنت ..
وائل(اقترب منها):- ميرنااااا … ماذا بكِ حبيبتي ؟؟؟
ميرنا(ناظرته بلؤم وقد بدت حالتها أكثر غرابة):- ماذا بي ماذا بي ، أنا أطلب من زوجي الطلاق هل في هذااااا أي مشكل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وائل(انتبه لحالتها وعرف أنها على وشك الانهيار أو الدخول في نوبة ذعر):- طيب حبيبتي ليس هكذا تحل الأمور ، سنتكلم مع حكيم على روية فقط لحين تهدئين
ميرنا(أبعدت يديه عنها وهي تتراجع للخلف):- لا تقترب لا تقترب أنا أنا بخير … أنا هادئة لما لا تفهمووووون ذلك ؟
جوزيت(نظرت لميار بعدم فهم وهي تتقدم من الرواق):- ماذا يجري هناااااااا ؟؟؟
ميرنا(امتصت شفتيها ونظرت لميار بغضب):- وما شأنكِ أنتِ وهو رجاء لا أريد أحدكما دعوني وحدي دعووووووووني …
جوزيت(رفعت حاجبها بعدم فهم ونظرت لميار الذي كان ينظر للأرض):- ماذا ؟
ميار(أشار لها):- انزلي جوزي… فيما بعد نتحدث انزلي رجاء
جوزيت(نزلت وهي تتنهد بعدم فهم ووجدت ناريانا ولورينا بالدرج):- ما الذي يحصل ؟
ناريانا:- لا ندري فجأة بدأت تصرخ
لورينا(بانتصار خفي):- عجبا …
حكيم(تأوه في صميمه من جرحها المتواصل له جملة بعد جملة):- ميرناااا بليز أصغي لي أنظري لشكلكِ أنتِ لستِ على ما يرام
ميرنا(اقتربت منه بتعب):- أنا امرأة لا تقبل الاستهبال ، طالما تريدها طلقني وعش معها حتى أبد الدهر لا يعني لي ذلك شيئا … تزوجوا من تريدون أحبوا من تريدون فقط أخرجوا من عقلي وحياتي أنا هذا هو الذي أريده صح وائل ؟
وائل(نظر برعب لها وأمسكها في حضنه يهدهدها وعيناه ترمقان ميار وحكيم بغضب):- ما الذي فعلتماه بها ؟؟؟؟؟
ميرنا:- دعه يطلقني وإن رفض ارفع عليه دعوى أنا جدية …
وائل:- ميرنا لا تهلوسي دعوى طلاق ماذاااا ؟؟
ميار(كتف يديه واتكأ على الحائط):- ربما حان الوقت لتخبروها ما الذي يحصل هنا …
ميرنا(رمقت ميار شزرا وكأنها تلومه فهو السبب فيما يحصل لها الآن):- أخبروني ..
حكيم(بوجع تقدم ناحية الدرج):- لا تملكين حق الطلاق مني …
ميرنا(بعدم فهم ناظرته ونظرت لوائل الذي أخفض عينيه ولميار الذي تجهز للنزول معه):- يعني ؟
حكيم(حرك فكه بألم):- هذا اليوم تذكريه جيدا يا ميرنا ….
ميرنا:- اشرح لي ماذاااااا تقصد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(نظر لوائل):- الكلمة لك …
ميار(ربت على كتف حكيم):- حكيم ..
حكيم'(ثبت بصمت وهو ينظر إليها):- أخبرهاااااا … …
ميرنا(نظرت لوائل بعدم فهم):- لما لا يطلقني يعني ما الذي يخفيه عني ؟؟؟؟؟
وائل:- ميرنا … حكيم طلقكِ أصلا قبل مدة
ميرنا(بعدم تصديق):- ولكنه لم يخبرني لم يقل شيئا و … أنت منذ متى تعلم ؟؟؟
وائل:- منذ البارحة ..حاولت أن أخبركِ لكن لم تحصل فرصة ..
ميرنا(شعرت بالخواء في ركبتيها وانحنت أرضا غير قادرة على النظر في عيون حكيم):- يعني أنا جرحت الآن رجلا أساسا طلقني ، يعني انهرت في وجهه وغضبت وهو لا يستحق أصلا هذا التصرف ،هاااه أنا سيئة الآن حكيم لن تسامحني على هذاااااا …. لن تسامحني … ها
حكيم:- لقد سبق السيف العذل … والسهم حين ينطلق لا يعود أدراجه بل يصيب لب الهدف
ميرنا(حاولت اللحاق به لكن وائل أمسكها):- دعني …
وائل(احتضنها):- تعالي إلي حبيبتي اهدئي حكيم … حكيم لن يغضب منكِ أنا متأكد …
ميرنا(زفرت عميقا وهي تتنهد):- حكييييم اسمعني .. يعني حكيم …
وائل:- هو الآن أكيد على أعصابه دعيه قليلا وبعدها تكلمينه تعالي للغرفة .. هيا
أخذها بصعوبة وجعلها تضطجع على السرير وغطاها بالغطاء وهي ترتجف بقلق واستغراب وعدم تصديق ، والدموع تساقطت شلال من عينيها كانت في حالة صعبة ، لقد ضغطوا عليها حتى فاض صبرها وانهارت بذلك الشكل في وجه المسكين حكيم .. حتى ميار نابه منها ما يلزم ليلحق وائل بركبهم الآن …
ميرنا(بعصبية):- قلت لك دعني لا أريدك حتى أنت لا أريدك ، كلكم مخادعون كلكم كاذبون ولا واحد فيكم يصارحني أنا هنا كالبهلوان بينكم ، تجعلونني أسيرة لديكم فقط لتشبعوا أشواقكم ولكي تثبتوا لبعضكم من الأقوى و أنني امرأتكم الخاصة لكن هذا غير ممكن ، فقط دعوووووووني وحدي …
ربت على كتفها وخرج ليجدهما عند الباب يستمعان إلى نحيبها لم يعرف ماذا يقول ولا ماذا يضيف فقد كانت حالها سيئة جدا ، نزلوا من هناك والبؤس مرتسم على ملامحهم وكل يحمل في قلبه وجعها القاتل ، فأن تنهار وردتهم وتبكي يعني أن الوضع سيء جدا … في الأسفل لم تفهم البنات إلا أن ميرنا طالبت بطلاقها من حكيم الذي صدف أنه قد طلقها أساسا قبل فترة ، وهذا ما صعقهم وجعلهم يفكرون بطرق مختلفة خصوصا لورينا التي وجدت فيها فرصتها المناسبة ، أما جوزيت فقد ارتبكت وهي تفكر في ردة فعل ميار بعد هذا الانهيار ، بينما ناريانا لم تضف شيئا … أما الشباب فقد تفرقوا توجه ميار للمكتب ووائل للحديقة بينما حكيم جلس بدرج القصر في ركن قصي يناجي حظه … ولم يكن أحد سيستطيع كسر ذلك الحاجز إلا جدار برلين ^^
كاظم(دخل عليها لغرفتها وأغلق الباب خلفه):- ميري … دبدوبة انهضي أود محادثتكِ …
ميرنا:- أنت من ينقصني حقاااااااا … ابتعد عني يا كاظم بليز أود البقاء وحدي ..
كاظم(تقدم ناحيتها وجلس على طرف الكنبة مقابلا لها عن قرب):- سمعت ما حصل ومبروك الطلاق يا ستي لكِ علي سأحضر قالبا طويلا عريضا بهذه المناسبة ، وأكتب عليه مبرووووك ههه
ميرنا(مسحت دمعها وعانقت وسادتها=):- أتحسب أن الأمر مضحك ؟
كاظم:- ولما لا يكون كذلك خذيها من الجانب المشرق … أنتِ حرة الآن وبعد بضعة أشهر سيمكنكِ أن تتزوجي بحبيبكِ وائل من مثلك
ميرنا(فكرت فيما يقوله):- ولكنهم كذبوا علي ؟
كاظم:- ولكنكِ كذبتِ عليهم مليون مرة لما لم يفعلوا ما فعلته ..؟؟؟
ميرنا:- فعلوا طبعا لكن بطريقتهم …
كاظم:- ميرنا .. لما أنتم هنا جميعا أليس لأجل حمايتكِ بالدرجة الأولى ، كل واحد فيهم مستعد لأن يدفع عمره ثمنا شريطة أن تبقي بخير ألا يعني لكِ هذا شيئا ؟
ميرنا(عدلت جلستها وهي تشبك يديها):- يعني لي طبعا .. لكن
كاظم(تجرأ ونهض ليجلس قربها على السرير):- لا يعني ولا غيره ، ستغسلين وجهكِ وتنزلي معي مثل الشاطرة وتصالحينهم واحدا واحدا دعونا نأكل تلك الكعكة قد قرفتم أهلنا بسيرتها والآن لا ترغبون بأن نتذوقها يعني ؟؟؟؟؟
ميرنا:- ههه صحيح أنت جدار برلين لكنك لطيف .. لمست ذلك منذ أول مرة عرفتك فيها
كاظم(أشار لنفسه بغرور):- هذا أنااااا …قاتل قلوب النساء
ميرنا(مسحت دموعها أكثر):- هل الوضع سيء معهم ؟
كاظم:- كل يدور في ملكوته ويحمل ألف وجع بسببكِ ، حتى البنات ساكنات ، حتى نزار الثرثار جلس في الركنة وهو ينش الذباب هههه ..
ميرنا:- ولكن قلبي مثقل يا كاظم ..
كاظم(أمسك يدها بين يديه وعقد حاجبيه):- ههه أين يدكِ ؟؟؟
ميرنا:- يديك أنت الضخمتين أيها الغوريلا ههه ..
كاظم(ضمهما بقوة وأردف):- كل منا يحمل وجعا صامتا في جوفه ، فلا تكوني قاسية على من يهتمون بأمرك
ميرنا(زفرت عميقا):- طيب تحرك أنت تغلق كل مجالات التنفس ههه ..
كاظم(نهض بطوله الفارغ مبتسما):- أقري أنني من أخرجكِ من حالة اليأس أيتها العجوز ؟
ميرنا(نهضت تتمايل بثبات):- عجوز بعينك أنا البرانسيس
كاظم:- هل تسمحين لي بعناق حنون ؟
ميرنا(لم تفهم غايته لكن هزت كتفها):- أنت مثل أخي الآن … أحببتك
كاظم(عانقها بدون انتظار):- أيتها النحلة … ميري الهبلة
ميرنا(فتحت عينيها بصدره من الاسم الذي أطلقه عليها):- مهلا … أنا أعرف هذا أ..سمعته يعني
كاظم(ابتسم):- أكان علي نطقها كي تتذكريني يعني ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(شهقت وهي تنظر إليه بعدم تصديق):- يا إلهي ….. أنت هو ..هههه درع الدبابة ؟؟؟؟؟ كذبني بلييييز كذبني ؟؟؟
كاظم(قرصها من أنفها ودفعها لحضنه مجددا):- اشتقت لكِ يا صغيرة … شقيتي أنتِ ..
ميرنا(دكت نفسها في حضنه باشتياق):- أنا حمقاء والله ربما كنت فاقدة ذاكرتي في زمن ما ، لما أنسى الجميع يعني لماذاااااا ؟؟؟
كاظم:- ههه حتى لو نسيتي أيعقل أن أنسى الفتاة التي كنت أرفعها فوق ظهري كي تقطف العنب ؟
ميرنا(لامست عضلاته وابتعدت بقفزة حماس):- أيها الدب أصبحت شرسا ههه ..
كاظم:- لكن هوشش لا أحد يعلم بالسر تمام ؟
ميرنا(قبلته في خده بحنان ولكن بعدها جذبته من شعره):- أذكر أن آخر مرة بقيت اللعبة فيك ههه
كاظم(مسح على شعره):- ولا يهمك .. المهم استطعت إخراجكِ من حالة الاكتئاب وحياتك مش ناقصين هيا هيا لننزل …
استطاع أن يخرجها من تلك الحالة حتى أنها عادت تضحك بإشراقة غريبة ، نزلت معه من غرفتها وهي تبتسم للبنات اللاتي استغربن ركضها صوب العم نزار الذي نهض ليضع الأطباق على الطاولة لأجل الأكل ، خرجت أولا للمسبح ووجدت هناك وائلها …
ميرنا(ركضت إليه):- وااائل
وائل(نهض من الكرسي متعجبا من حالها):- ميرنا روحي ..
ميرنا(ركضت إليه أكثر وارتمت بحضنه):- أنا أحبك متى نتزوج ؟
وائل:- ههه أنتِ لا تتحدثين بجدية ، ألو أين ميرنا حبيبتي هل هذه النسخة المجنونة ؟
ميرنا(كانت تلامس بإصبعها خده):- كم من شهر ونتزوج ؟
وائل:- لالا يظهر لي أنكِ جدية بشكل يفزع ..
ميرنا(بتذمر مصطنع):- أهذا يعني أنك لا تريدني ؟؟؟؟؟؟
وائل(تمسك بها أكثر):- وال وال ماذا تقولين أنا أحبكِ يا حمقاء وأرغب بأن تشاركيني كل عمري ولذلك إذا ما احتسبنا شهور عدتكِ يعني … اممم من هنا لعيد الحب ستكونين زوجتي
ميرنا(بتفكير جميل معه):- لاع أريد أن أتزوجك يوم عيد الحب ما رأيك ؟
وائل(ضحك من قلبه):- أساسا هذا ما قلته ههه … يوم عيد الحب يوم عيد زواجنا وعيد لقائنا وعيد عشقنا حبيبتي
ميرنا(قبلته من شفتيه بقوة وتركته):- إذن دعني أتسامح مع الآخرين سنحتفل الليلة ..أدخل للقصر أنا قادمة روحي …
وائل:- مهلا ما الذي غير مزاجكِ هكذا توقعت أنكِ ستبقين منطوية لأيام ؟؟
ميرنا(غمزت له وهي تركض):- إنها بركات جدار برلييييييين ههه
وائل(فز عينيه):- يا حبيبي ، حين أخبركم أنه دخل للتعداد الذكوري لا تغلطوني هفف هههه …
لوحت له وهي تركض ورمقت ذلك الجاثم عند نافذة مكتبه وتوقفت عن الركض وأشارت له لكي يلتقيا عند المنتصف ، خرج من المكتب وتوجه للدرج الفرعي للجانب الآخر من الفيلا والتقى بها وهي قادمة نحوه كالحلم الجميل ، كانت عيناه تهفوان إليها بشكل غريب ولكنها كانت مبتسمة يا الله ما أجمل ابتساماتها الحلوة …
ميرنا:- ما حدث لن يتكرر ، أنا أحبك يا ابن عمتي ولكن كما أحب حكيم وطارق وإياد .. لذلك لا تجعلني أمقت هذه العلاقة بيننا ولنحدد الآن أبعادها كي نعيش بخير ؟
ميار(وضع يديه بجيوبه وهو يتقدم صوبها بثقل ونظر لعينيها):- إن استطعتِ تجاوز ما حصل بيننا فأنا مستعد لنكرانه حد النسيان
ميرنا:- أ.. أنت لا تساعد هنا ..
ميار(رفع يديه ومسح على شعرها):- المرأة التي ضفرت لها شعرها بيداي هاتين ، لا يمكن أن تنسى لمستي … ولكن لن أزعجكِ بي أكثر لكِ ما تريدين
ميرنا:- أنت ستتزوج جوزيت وأنا سأتزوج وائل ..
ميار(رفع حاجبيه):- سنرى …
ميرنا(ارتعشت وهي ترمش وانسحبت):- … انتظرني بالداخل معهم سأحضر حكيم وآتي
ميار(همس بخفوت):- أحضري معكِ مسدسا واقتلينا إن كنتِ تنوين الزواج بوائلك ههه .. قال زواج قال تحلمين لا محالة يا عزيزتي لكن خليك على راحتك الحلم مفيد لنضارة بشرة المرأة ههه
لم تسمع جملته الأخيرة طبعا لذلك ركضت خلف القصر وهي تبحث عن حكيم إلى أن وجدته جالسا على الدرج وهو يخطط بيده على حافته وعيونه شاردة في البعيد ، فركت يديها وتقدمت إليه وانحنت عند ركبته ممسكة بوجهه بين يديها
ميرنا(بدموع ترقرقت في عينيها):- أنت أعظم ابن عم عرفته في حياتي ..
حكيم(توجس من حضورها وحركتها وبغبن ناظرها):- لأنني طلقتكِ وأصبحتِ حرة صحيح ؟
ميرنا:- لا يا روحي .. لأنك تحبني بالقدر الذي يجعلك تتركني لمن أحب …
حكيم(تأوه من جملتها وجمع قبضة يده وهو يحني رأسه جانبا):- لم يحدث بيني وبين لورينا أي شيء ، أتذكرين الليلة التي أتيتكِ فيها للبيت الجبلي أخبرتكِ أنه لم تكن هنالك امرأة سواكِ في قلبي وعقلي ، لكن كانت هنالك شاهيناز أيضا وأنتما فقط من كانتا قريبتين مني وسمحت لهما بذلك .. لكن لوينا كانت معرفتي بها عبر حادثة وقعت لي قبل ثمان سنوات أجبرتني على البقاء معها لمدة شهرين اثنين لا أنكر ،، كانت بيننا صداقة هذا ما اعتقدته إلى أن تفاجأت بحبها لي ولم أعرف كيف أتملص المهم حكاية طويلة .. لكن ما أريدكِ أن تعرفيه بصريح العبارة أنا لم أعاشرها لا صحوا ولا بدون وعي لم ألمسهااااا أقسم …
ميرنا(مسحت على خدوده):- أصدقك .. والله أصدقك لا تقسم يا حكيم أنا أثق بك
حكيم:- تلك الليلة عرفت أنكِ لن تعدلي عن قرار فضح الفهد البري بالبرنامج ، لذلك أخذت كل التدابير اللازمة بناء على حدسي في حدوث مكروه ، وكلت طلال بالأمر وأخبرته إذا ما حدث لي مكروه فلتقم بتطليقها وبكتابة القصر البحري باسمها وأيضا وضعت نفقتكِ لمدة عشرين سنة في حسابكِ الشخصي ، وبدون مجادلة ذلك حقكِ مني ميرنا ، وهو أقل بكثير من 16 سنة التي جعلتكِ تذرفين الدمع فيها ..
ميرنا(بكت لحظتها):- جرحتك بكلامي قبل قليل ، لكنه كان من قهري لا تغضب مني
حكيم:- أنتِ لم تقولي سوى الواقع ميرنا ، أنا هجرتكِ وتخليت عنكِ لكن والله ثم والله كان كل ذلك لأجلكِ ولأجل راحتك لو عدت لكنتِ تعرضتِ لأذى بسببي أنتِ أو أي واحد من أفراد أسرتنا .. وما كنت سأسامح نفسي لو حدث ذلك مع الأسف …. لقد وضعت بين المطرقة والسندان وما عاد لي خير في أحد وقتها كنا أعداء أنا وميار ، فلم أكن أرغب سوى بالعودة لكِ إنما قدر الله وما شاء فعل
ميرنا:- ستبقى بقلبي هنااااا حكاية لن تختفي آثارها لأنني أريدك سعيدا بقربي ، حتى لو تزوجت فأريدك أن تجد أيضا السعادة التي تستحقها وربما لورينا كانت نصيبك
حكيم:- ههه .. تمام تمام لن نتناقش في لورينا ولا غيره ، بالنسبة لأهلنا فبعد عودتنا سنشرح لهم الأمر لا داعي لأن نخبرهم الآن ونقلقهم خصوصا مع خطوبة نور وزواج ميرا يعني …
ميرنا(وضعت رأسه على كتفها وضمته لها):- سأبقى عصفورتك الصغيرة ، وستبقى ملاكي الحارس دوما وأبدا
حكيم(دفن رأسه بعنقها وهو يكابد دمع عينه وروحه):- وأنتِ ستبقين الحبيبة البعيدة ..
ميرنا(تشنجت من التسمية لكن لو استسلمت الآن لن تستطيع التراجع):- دعنا نرافقهم قبل أن يلتهم كاظم كل الكعكة … تعال
أمسكته من يده وطاوعها كيف لا وهي المرأة التي تسلب كيانه من روحه بشكل لا يتحمله عقل … عادا للداخل ووجدا الجميع في حديث متواصل دون توقف انضما وأشرقت الأنوار بعيونهم كما أشرق الأمل الذي زرع في قلوبهم يعني حتى لو لم تتغير المشاعر الثابتة لكن تغيرت الغاية وأصبح الحدث المشع هو زواج ميرنا ووائل يوم عيد الحب …..

بعد عدة أيام
يوم الخطوبة
هييييييييه على بيت الراجي مين قدكم يا ستات ، طبعا كانتِ الأيام الأخيرة كلها ترتيبات وتحضيرات وحالة استنفار تامة من كل فرد فيهم من الأصغر حتى الأكبر ، إلا صاحبة الشأن التي كانت تضرب الدنيا بركلة غير آبهة لا بالطالع ولا بالنازل …
قبل ساعات بسيطة
ريمة:- يا ويلي يا خالتي عواطف يا ويلي ابنتكِ ستجلطني أقول لها اثبتي لأزين شعركِ ولا تسمع
نور(تأكل البذور):- ولما العجلة ما يزال على الليل الكثير ..
عواطف:- بنتي نوووور .. عيب يا حبي عيب أن يصل الناس ويجدونكِ مثل عمي نوري ساعي البريد ، هيا سايري حبيبتكِ ريمة وكوني مطيعة
ريمة(أمسكت المجفف والمشط ورفعتهم):- جاهزة ؟
نور(نفثت البدور من فمها):- ههه طيب قومي بذلك ولكن لا تحرقي جلدتي آخر مرة آلمتني
ريمة:- سأمشطه على ريش نعام ، تم خالتي عواطف اهتمي بالباقي
عواطف(حركت يديها بابتسامة ونزلت):- مديحة يا مديحة ..
مديحة(خرجت من الغرفة وهي تعدل حجابها):- خير يا أختي ؟
عواطف:- هل كل شيء تمام لا يوجد ما ينقص صحيح ؟
مديحة:- كفاكِ توتر واذهبي لغرفتكِ وغيري هذه الثياب هيا تجهزي عبد المالك على وصول
عواطف(بحرج):- والله لا أدري كيف أنظر لوجهه بعد انقلابي ضد رغبته ، آخر مرة فصل الخط دون كلمة وداع ولكن معه حق كان يأمل مني أن أقف معه ضد رغبة كوثر المجنونة ليجدني في صفها أدافع وأندد
مديحة:- يا أختي ما كتبه الله سنصل له ، وتلك البنت لو كانت مكتوبة لزياد سوف تتزوجه حتى لو رفض عبد المالك ذلك .. أنتِ اهتمي الآن بابنتكِ نور والباقي يحله ربنا
عواطف(انسحبت لغرفتها):- طيب تفقدتي أمي يا مديحة لم نرها منذ صلاة المغرب …
مديحة:- حاضر حاضر … يا إخلاص إخلاص
إخلاص:- نعم يا أمي ؟
مديحة:- هل جهزتم طبق الحلوى الخفيفة هي التي سنمدها للضيوف أولا ..
إخلاص(ضربت على جبينها):- يييه على النسيان حالا حالا أجهزه ذ
مديحة:- أستغفر الله على هاته البنات فاقدات عقل وبعد نظر ، هييه لنرى نبيلة يا بلبلة يا ست الكل
دخلت عليها للغرفة بدون أن تستأذن وسرعان ما جمعت نبيلة الصورة ووضعتها بالكتاب ، أعادته بتفتفة للدرج وأقفلته والتفتت لمديحة التي اقتربت منها ..
مديحة:- أمي ماذا تخفين هناك صورة أبي مثلا ؟؟؟؟؟ هههه
نبيلة:- ماذا تريدين ؟
مديحة(نظرت للدرج باستغراب):- سألتكِ أمي
نبيلة:- ولا شأن لكِ .. أجيبي ماذا تريدين ؟
مديحة(لمحت الدموع بعيون نبيلة):- هل كنتِ تبكيييييييييين ؟؟؟؟
نبيلة(أمسكت عصاها ونهضت مشيرة للباب):- دعيني وحدي … الآن
مديحة:- أمي أمي هل أنتِ مريضة أنا قلقة عليكِ فحسب ..
نبيلة(هدرت فيها بعصبية):- لست مريضة فقط … أريد البقاء وحدي قبل مجيء الناس دعيني
مديحة:- طيب اهدئي ها أنا ذاااا … يا ويلي كادت تأكلني …
نبيلة(نفثت شررا وهي تنظر للباب وعادت لتجلس محلها وانهارت بدموع):- اهئ .. صدري يؤلمني أنا أحترق كيف كيف سأستطيع إتمام هذه الليلة … آآآآه أكره البكاء أكرهه … هفف
مديحة(توجهت مباشرة لعند عواطف):- أختي أختي … أمي ليست على ما يرام
عواطف(تركت المشط وناظرتها):- لا تقوليها ماذا بها ؟
مديحة:- لا أدري دخلت عليها فجأة وجدتها تخفي صورة بكتاب وتضعها بدرجهاااا ، يعني أعرف أنها صورة أختي التي لا تريدنا أن نراها لكن … لقد كانت تبكي
عواطف(بهلع):- أتتحدثين بجدية ، أمي تبكي؟؟؟؟ مستحيل
مديحة:- والله العظيم كما تسمعين …
عواطف:- حالها لا يعجب منذ يومين وهي منعزلة ومزاجها مضروب ما الذي حصل ؟
مديحة:- حتى إياد لم يفصح لنا عن حالتها أخذها للحديقة ولكن بعد عودتها كانت نبيلة أخرى
عواطف:- تت حتى حين نسألها لا تخبرنا بشيء .. ما الحل الآن ؟
مديحة:- لنجعل نور تكلمها فهي التي تعرف كيف تتفاهم معها
عواطف:-أهاه سأكمل لبسي وأستنجد بها …
توجهت مديحة من فورها لتستعجل حضور إياد لعلها تعرف منه القليل وصدف أنه كان قريبا منهم لذلك اطمأنت قليلا ، أما ميرا فقد اعتذرت عن الحضور فقد كانت متعبة قليلا لكن شهاب يستحيل أن يترك عمه في يوم كهذاااااا …
شهاب(يعدل ياقة فؤاد):- والله من مثلك يا شقي ، ها أنت ستخطب وسيرافقنا أبوك هييه نقشت معك الدنيا يا عمنا …
فؤاد(عدل سترته):- هل أنا هكذا أعجب ؟؟؟
شهاب(صفر لها):- وأحلى صبية تذوب في هواك يا رشواني يا قاهرهم ههه
فؤاد:- قلبي مقبوض
شهاب:- لالا وحياتك لا انقباض ولا انحباس حراري .. دعنا من التشاؤم الليلة ليلة فرح
فؤاد:- ههه أكيد يوم زفافك قريب وسأقف معك وقفة جيدة لا تقلق
شهاب:- أنا من حظي تزوجت ثلاث مرات من نفس المرأة شفت النصيب ههه
فؤاد:- وأنا أتوق لمرة واحدة معها فقط لترحمني من عذاب العشق
شهاب:- الله الله ، طيب يا عمري أبوك متى يحضر ؟
فؤاد:- أخبرني أنه سيكون هنا بعد قليل ربما يكون على وصول ، بيني وبينك متوجس من ذهابه
شهاب:- طالما هذا شرط الجدة نبيلة إذن لنأمل ألا نخرج من هناك بفضيحة
شهاب:- تف بئسا للسانك النتن ، إن شاء كل خير .. هاه الخواتم أين هي ؟؟؟
شهاب:- بجيبي لا تقلق ، ها لم نكلم ولول ؟
فؤاد:- كلمته قبل حضورك وأخبرني أنهم خارج القصر في فسحة
شهاب:- أيوة أموت وأعرف كيف يقضون وقتهم وكلهم يكرهون بعضهم هكذا ، لو وجدوا فرصة لعكسوا المعادلة
فؤاد:- لا أدري ومن كل عقلك النير تنتظر مني إجابة وأنا في عز التوتر ، هفف ماذا نسينا ماذا نسينا هماام همام لم يحضر باقة الورد بعد …
شهاب(سمع جرس الباب):- هااااه قد أتى سأفتح
فؤاد(أمسك زجاجة عطره وبخ على نفسه وهو يبتسم):- هماااام أتيت في وقتك لا ينقص سوى حضور الوالد الكريم …
ضرغام(دخل بعصاه عليه):- أبوك هنا …
فؤاد(ارتعش ونظر إليه وهو يبتلع ريقه):- شكرا لأنك لم تخذلني
ضرغام:- شهاب دعني مع عمك لوحدنا
شهاب:- أوك .. لكن لا تزعجه مزاجه جيد ولا رغبة لنا بخصومة الليلة
ضرغام:- أنت اصمت هذا ابني ..
شهاب:- يا سلامة ابنك الذي اعترفت به مؤخرا ، تمام تمام سأنسحب …
ضرغام:- وأغلق الباب خلفك
شهاب(صفقها بعنف ووجد رستم بوجهه):- خييير ؟؟؟؟
رستم:- لا شيء سيد شهاب ..
شهاب(وضع يده على جنبه وهو ينتظر):- ما الذي يريده منه ؟
ضرغام:- أعلم أنك رأيتها قبل أيام لكن ما لا أعرفه هو لما لم تأتي إلي …
فؤاد:- ولما سآتي إليك ؟
ضرغام:- لتخبرني عن لقائكما
فؤاد(نظر لمرآته وهو يضبط حاله):- يعني إن كنت قلقا من أنني أصبحت في صفها ضدك فلا تقلق ، لا أنا معها ولا أنا معك لأنني كبرت على كلمة مامي وبابي وأنا مقدم على بناء أسرة سأهبها من وقتي وحبي كل ما يلزم …
ضرغام:- بغض النظر عن هذا الزواج الغريب ، أنت ستكون أبا لطفلة ليست من صلبك تعي ذلك ؟
فؤاد(هه لو تعرف من تكون تلك الطفلة لطالبت بهذا الزواج قبل مني حتى):- أعرف ولا أهتم لأنني أحبها وهي متعلقة بي ، سأكون أباها والرجل الذي سيربيها ويعوضها عن سنين الحرمان التي عاشتها ، سأكون أبا جيدا لها سأعوضها وأعوض نفسي عن الأب الذي لم أعرفه يومااااا …
ضرغام(هنا اهتز برجفة وهو ينظر للألم في عيون فؤاد):- فؤاد أمك هي السبب .. لو
فؤاد:- أبي … الليلة ليلة فرح أرجوك دعها تمضي على خير لم أطلب منك أي شيء فيما سبق ، لكن فقط أطلب منك أن تكون خدوما معي هذا اليوم لو سمحت دع ضغائنك على جنب ودعني أخطب المرأة التي أحب دون مشاكل …
ضرغام:- حسنا .. كما تريد سأنتظرك بالصالون …
فؤاد(استغرب طاعة أبيه لكنه ارتاح نسبيا):- أنا قادم لكِ يا حبيبتي … قادم …
إياد:- قادم أي والله هههه …
نور(نظرت لنفسها بالمرأة):- طيب لا تتأخر يا ولد أريدك هنا في غضون دقيقة
إياد:- اقتربت من شارعكم حتى ، سلملم
نور(وضعت الهاتف ووقفت):- لما الدموع ؟
ريمة:- اهئ كنت أتوق لرؤيتكِ هكذا منذ زمن طووووويل … أحببت منظركِ تبدين أميرة
نور(بدون حياة ناظرت نفسها):- يعني .. المهم لا تغادري قبل أن تأخذي من الحلوى والأكل لأولادك أعرفكِ يا دبة ..
ريمة(عانقتها):- سلمتِ لي يا مديرتي الجذابة …
رنيم(دخلت بفستانها القمحي):- هل أنتِ جاهزة ؟؟؟
نور:- هل وصلوا ؟
رنيم:- لا ليس بعد لكن أسأل من باب الفضول هههه
نور:- تعالي ..
ريمة:- يلا سلام يا حلوااااات
رنيم:- سلام ريمة …
نور:- ماذا بكِ ؟
رنيم(مطت شفتيها):- ولا شيء فقط لست أصدق أن اليوم خطوبتك
نور(نظرت للمرآة وسرحت شعرها):- صدقي ..
رنيم:- أنتِ لا تضمرين مكيدة له صحيح ، لأن شكلكِ يوحي بانفجار مرتقب ؟
نور(ضحكت بصخب):- انتظري وسترين …
رنيم:- بصراحة أمي بعثتني لكي تنزلي إلى جدتي إنها مضطربة جدا
نور(أكيد من ذلك البغيض):- تمام لننزل …
بسم الله ما شاء الله ، الله أكبر الله أكبر على ست العرايس وزينة العرايس وحلوة العرايس … طبعا بصوت مديحة وابنتها إخلاص التي زغردت من قلبها فرحا بابنة عمها ..
دعاء:- يا عيني ع الحلو تبدين مذهلة أكيد فؤاد سيغمى عليه عند الباب
نور:- هه لا تبالغوا … أين أمي ؟
عواطف(بدموع خرجت من المطبخ وعانقتها):- حبيبتي الله يجعل يومك كله فرح ..
عفاف(أحضرت الملح هي ونجية):- تعالي رشيه يا فهيمة ، هلكتني وهي رشوا الملح والسكر رشوا الملح والسكر
نور: - لا داعي .. فليلتنا ستكون قصيرة جدا ..
عواطف(نظرت لهم بعدم فهم واستقرت عندها):- يعني ؟
نور:- أ.. لا شيء ههه .. ألم تعد البنات بعد من السينما ؟
عفاف:- هم مع مرام وفريد وشلته وتامر رفقتهم أيضا أكيد يقضون وقتا ممتعا ..
إخلاص:- رغم رفضي لهذا لكن يلا لندعهم يغيرون روتين الامتحان
نور:- وأين أميرتي الصغيرة ؟
رنيم:- بغرفة الأولاد ..
نور:- طيب أكملوا ما كنتم تفعلون سأرى جدتي وبعدها صغيرتي … حمم
عواطف(همست لمديحة):- هل هي تبدو غريبة وهادئة أم أنه يتهيأ لي ؟
مديحة:- أي والله حالها مريب
إخلاص:- بست هل لاحظتم وجهها ليس فيه تعبير ابتسامة واحد
عفاف:- أساسا وكأنها مجبرة عليها أليس كذلك ؟
رنيم:- لالا لا تهذوا يا جماعة ، نور تحب فؤاد حتى لو كانت تدعي العكس فذلك واضح من عينيها وتصرفاتها أكيد هذا ارتباك الخطوبات عادي يعني … حتى أنا حدث لي ذلك مع رأفت و ..
إخلاص(ربتت على يدها):- ههه طيب لا تزعلي وحياتك هو الخاسر ، لكن افرحي بنفسكِ على الأقل عشتِ فترة خطوبة أما أنا لا رأيته ولا رآني قرأنا الفاتحة ولبيته رموني …
مديحة:- أبوكِ وعمكِ وقتها ..
إخلاص(ربتت على يدهم):- لك مرت سنين ومنين دعونا الليلة في فرح هيا هيا لنرتب ما تبقى
عواطف(ربتت على كتف مديحة):- كله سيكون بخير …
مديحة:- على الله .. هاه الباب أكيد هذا يا إما إياد يا إما عبد المالك افتحي افتحي …
عواطف(عدلت ثيابها وتوجهت للباب):- يلا ….
هنا كانت نور تنظر إليها باستغراب ولم تعرف ما بال جدتها انقلبت فجأة وعارضت فكرة نور
نور:- يعني ؟؟؟
نبيلة:- تزوجيه يا نور .. تزوجيه ولا تجرحيه
نور:- أموت وأعرف ما الذي قلبكِ يا جدتي ، قبل أيام كنتِ تؤيدينني ما الذي جد ؟
نبيلة(بتوتر):- فكرت مليا مع نفسي ووجدت أن الشاب يحبكِ بصدق ويحب ابنتكِ وهذا الأهم ، وهي متعلقة به يعني لا تجرحيه وتكسري بخاطرها وخاطر الكل
نور:- ههه جدتي هل أنتِ واعية لما تقولينه لي ؟
نبيلة:- نووور … ما ستفعلينه لن يجر خلفه سوى الخراب
نور:- وأنا أريد ذلك الخراب أريده أن يشعر بنفس الألم الذي شعرت به ، أريد أن يعاني مثلما عانيت أنا 14 سنة أو ما أقل …
نبيلة:- وماذا ستستفيدين بعد ذلك ؟
نور:- اسمعيني جدتي أنا لن أعدل عن قراري ، فكرت جيدا ولن أتراجع عنه فؤاد الليلة سيأخذ أكبر صفعة في حياته دعيه يتعلم ما معنى التلاعب ببنات الراجي
نبيلة:- ستجرحين قلبكِ قبل قلبه
نور(اهتزت حدقتها):- وأنا جاهزة ….
نبيلة(تأوهت بغبن ونظرت للدرج بحسرة):- أنا أتنازل عن كل العذاب الذي في صدري تجاه ذلك الرجل ، فقط لو كان هذا يشفع لكِ ويجعلكِ تعدلين عن هذا القرار ؟
نور(انتفضت):- صارحيني ما الذي يجري ، هل هددكِ ؟؟
نبيلة:- لا عاش ولا كان من يهددني ، لكنني أحكم عقلي أكثر من قلبي …
نور(كتفت يديها):- وأنا واثقة من قراري ، دعينا نخرج للصالون هيا جدتي لن تخذليني وستبقين على الاتفاق لأنكِ حتى لو حاولتِ تخريبه أنا لن أتراجع عنه ….
نبيلة:- عنيدة وستخسرين كل شيء ..
نور:- أصلا أنا خسرت سابقا وفات الأوان ………
على جنب كانت عواطف تحادث عبد المالك وتحاول شرح وجهة نظر كوثر وزياد ولكنه ما اقتنع ،وأوقف الحديث في هذا الموضوع بحجة أنه أتى لأجل نور وفقط وهذا ما جعلها تصمت وتنتظر الفرج ، انضم إياد لهم وبعث بعض المرح للأجواء حين خرجت نور راقصها على نغمات وهمية وطبعا روحها كانت كسيرة فهي على وشكِ رفع النصل لغرسه في قلب فؤاد ، وهذا برمته يتعبها …
دينا(تقدمت بفستان لطيف في البني الداكن):- مامي … أنتِ جميلة
نور(جلست على الكرسي وأجلستها بحجرها):- وحبي الصغيرة تبدو مذهلة
دينا(رفعت يديها للسماء):- أشكرك يا ربي لأنك بعثت لي بأب يحبني وأحبه وجعلت ماما توافق عليه
نور(دمعت عيناها لحظتها ونظرت لهم ولنبيلة التي هزت رأسها لها كي تقف عند هذا الحد):- طيب حبيبتي لنأمل خيرا …..
بعد دقائق
وصل فؤاد أخيرا وبيده باقة ورد وعلبة شكلاطة الورد أعطاه لنور التي أبهرته بفستانها الرقيق والذي كان في اللون البنفسجي الفاتح على طول جسمها ، وبه تموجات في الصدر أعطتها رقة وعذوبة لا مثيل لها أما شعرها فقد رفعته لأول مرة يراه مرفوعا وكم بدت فاتنة ، مع الزينة التي تفننت فيها سحرت لبه ، أمسكت منه الورد وهي تتأمله بدون حياء كان أيضا في طقمه الرجولي يبدو ملكا …
فؤاد(قدم علبة الشوكولا لدينا):- وهذه لأميرتي الصغيرة …
دينا(عانقته):- شكرا عمو فؤاد تفضل ..
شهاب:- عمتم مساء ..
عبد المالك(استقبلهم):- أهلا بكم شرفتم … تفضلوا …
إياد:- كيف حال شادي ؟
شهاب:- يتعلم المشاغبة ههه يعني الحمدلله
إياد:- ههه تمام مرحبا بك ..
شهاب(نظر للخلف وابتلع ريقه):- تفضل يا جدي …
نبيلة(هنا وضعت عصاها أرضا ونهضت لتقف مقابل الباب من الصالون وترى دخوله):- يا الله …
ضرغام(وضع عصاه في العتبة ونظر إليها مليا قبل أن يبتلع غصته ويدخل):- السلام عليكم ..
نبيلة(ناظرته من محلها ورسمت ابتسامة جانبية على ثغرها):- وعليكم السلام
ضرغام(كان يعرف ما معنى تلك الابتسامة لكنه لم يطل اهتماما كي لا يفقد هيبته=):-عمتم مساء
عبد المالك:- تفضل يا سيد ضرغام أنست وشرفت
ضرغام(ههه أنا الذي سأجعلكم تأنسون للجحيم):- مشكور …
قاموا بتحية بعضهم بينما البنات قاموا بضيافتهم بما يلزم وجلسوا جميعا في الصالون ، عدا البنات ونور معهم في المطبخ والتي كانت باردة جامدة تنظر إليهم من محلها دون حياة …
رنيم:- أرأيتم كيف كان ينظر لنور كاد يأكلها بعينيه ؟
عفاف:- آه ياني الحب الحوووووب هههه ..
نجية:- الله يسعدك قلبكم يا بنات
إخلاص:- آميييييين … لكن لما لم تأتي كوثر اللعينة ؟
نور:- اعتذرت أخبرتني أنها متعبة ولم تستطع المجيء لا بأس عمو عبد المالك هنا
نجية:- طيب هل ستقدمين لهم القهوة أم ماذا ؟
نور:- يعني هذا اللازم آه ولا تنسوا وضعة ملعقة ملح في كأس العريس أريد مبحوحا ما تبقى من الليلة هههه
رنيم:- شريرررررررة هه وأحلى ملعقة ملح لفؤاااادو …
طبعا وضعتها ولم تتردد لحظة وبعد أن أحصت الكؤوس خرجت إليهم بعلياء وعنفوان لا يمكن أن يزيحه منها أحد ، وجدت دينا بحجره تأكل الشوكولا وأمرتها بعينها أن تنهض وأطاعتها في الحين واللحظة وهنا فرقت الفناجين عليهم بالترتيب وبعدها جلست واضعة رجلا على رجل جانبا …
شهاب:- شكرا نور..
نور(بنفس النبرة):- هه من كان يتوقع أنك ستحضر رفقة عمك لأجل خطبتي ، فنحن أبدا لم نكن على وفاق
شهاب(أمسك فنجانه جيدا):- وما زلنا …. ولكن للضرورة أحكام
نور:- هه تعجبني صراحتك
شهاب:- وأنا يعجبني عنادك
إياد(ضحك لتلطيف الجو):- وأنا تعجبني القهوة ههه في صحتكم …
فؤاد(نظر لعيون نور ولمس لمعة الغدر لكنه كذب نفسه):- شكرا على القهوة
نور(انتظرته ليشرب):- على الرحب والسعة ..
فؤاد(شرب القليل وإذ به يحمر ويزرق ويخضر هههه):- ببففف ما هذاااااا ؟
نور:- ههههه بعض الملح عذرا هذه العادة أحضرناها من دولة الشرق لكنها نافعة
عواطف:- يا للفضيحة …
مديحة(ضربت على وجهها وهي تنهض بكوب ماء له):- اشرب اشرب سلامتك … سامحنا يا فؤاد يا بني أكيد البنات أرادوا المزاح معك
فؤاد(شرب الكأس كله وهو يسعل باختناق):- اكح ههه ولا يهمك خالة ولا يهمك ..
ضرغام(ناظر نبيلة):- عادة سيئة … وتصرف غير لائق
فؤاد(خشي أن يخرب عليه):- لا يا أبي يعني .. أنا بخير …
نبيلة:- هه ما بك يا ضرغام ، هل وجعك قلبك على ابنك ؟؟؟؟
ضرغام:- مفترض ذلك
نبيلة:- ونحن آلمنا قلبنا على ابنتنا … صح نور ؟
نور:- بالطبع جدتي …
مديحة:- عواطف أختي قلبي ليس مطمئنا لما يحدث ؟
عواطف:- ولا أنا
عبد المالك:- يقولون أن مقلب العروس في العريس يكون فاتحة خير ليلة خطبتهما ،لذلك لا تنزعج يا فؤاد يا ولدي اعتبرها مزحة ثقيلة من نور …
فؤاد:- أنا أشرب السم من يديها …
نور(هنا تشنجت من جوابه وبتأثر رمقته):- ههه سنرى ذلك ….
دينا:- مامي ماذا وضعتِ بقهوة العم فؤاد ؟
نور(همست لها):- بعد قليل اذهبي لعند خالاتكِ والعبي مع أيهم وسجى تمام ؟
دينا:- ولكن …
نور(بحدة):- تكلمنااااااا …
دينا(مطت شفتيها):- طيب …
فؤاد(رمقها وفهم الأمر):- دندونتي سأراكِ بعد وقت تمام روحي …
دينا(حركت رجليها بثبات واستندت على نور):- أوك عمو فؤاد ههه …
شهاب(نظر لضرغام كي ينطق):- جدي … آلن تتحدث ؟
ضرغام(أموت ولا أطلبها له هذا ما ينقص أن أطلب راجية لابني ههه):- العريس قادر على التحدث ليس أبكما لأغطي عليه ..
فؤاد(استدار لعند أبيه وتنهد):- ولا أنا كنت سأسمح لك بذلك يعني كي لا نتعب حضرتك
ضرغام:- هاها خيرا ما تفعل
إياد:- يا حبيبي على التشنج والأعصااااااب
نور(سمعته وهمست له):- تفرج وتعلم أن الحياة إن لم تعصرها لا تعطيك النتيجة التي ترجو
إياد(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
نور:- تفرج فقط …
فؤاد:- الكل يعلم أنني أحب نور وأريد أن أرتبط بها ، لذلك لن نطيل في الموضوع لقد قدمنا اليوم لطلب يدها رسميا منكم على سنة الله ورسوله
إياد(سمع رنين الجرس):- هه سأفتح وأعود انتظروني …
مديحة:- من سيأتينا الآن ؟
عواطف:- علمي علمك
نور(ضحكت وهي تنظر لفؤاد بنظرة تعال):- اصبر فقط ..
فؤاد:- لا تكسري الوصال ..
نور:- أنت من بدأ
فؤاد:- أحبكِ …
نور:- من بالباب يا إياد ؟؟؟؟؟؟
صوفيا(دخلت بقوتها عليهم):- أم زوجكِ المستقبلي …
هنا ارتفعت الخفقات وهي تناظر تلك السيدة العريقة التي يتعرفون عليها لأول مرة ، حتى نور فتحت فمها فلم تتوقع أبدا أن تكون هي الوافدة لذلك نظرت لفؤاد بعدم فهم .. أما ضرغام فقد نهض بعدم تصديق لينظر إليها وينظر لنبيلة التي طالعتها من الأسفل للأعلى هذه زوجته الثالثة إذن ؟؟؟؟؟
ضرغام:- بأي عين تأتين إلى هنااااااااا يا امرأة ؟
صوفيا:- هذه خطوبة ابني ومن واجبي عليه أن أحضر …
فؤاد(بعدم تصديق):- أو من واجبكِ أن تخربيها علي …. نور هذه أمي
نور:- ألم تتأخر كفاية حتى تعرفني بأمك أو لحظة لحظة أنت أصلا لم تخبرني أن أمك على قيد الحياة
فؤاد:- هناك الكثير مما لا تعرفينه ولكن … أكيد سأخبركِ بكل التفاصيل
صوفيا(تقدمت إليها بعلبة هدايا):- هذا طقم لأجلكِ عروسنا الجميلة ، واو اختيارك موفق فعلا فبنات الراجي فيهن الجمال متوارث … كيف حالكِ يا نبيلة ؟
نور(وضعت الهدية على الطاولة بدون أن تفتحها حتى وانتظرت رد جدتها):- هه
نبيلة(نظرت إليها من محلها بلؤم):- أحسن منكِ
صوفيا:- هي من جهة أحسن فكلانا أحسن حين تخلينا عن ذلك الرجل الموبوء …
ضرغام(بكره تقدم إليها):- أخرجي من هنااااااااا …
نبيلة(نهضت إليه):- لست في بيتك حتى تطرد ضيوفي ، اثبت محلك أو غادر …
فؤاد(برجاء نظر لشهاب):- يا الله
شهاب:- جدي … اجلس لو سمحت
عواطف:- تمام ههه تشرفنا بمعرفتكِ ست صوفيا تفضلي بالجلوس
مديحة:- وأساسا لم يفوتكِ شيء تفضلي …
صوفيا(جلست ونظرت لدينا):- هذه ابنتكِ ؟
نور(ربتت على كتف دينا):- أجل ابنتي .. روحي اذهبي إلى خالاتكِ مثلما طلبت منكِ
دينا:- حاضر
صوفيا(بخبث):- أليس صعبا أن تربي طفلة وأنتِ مطلقة ؟
فؤاد(تبدل لونه ونظر لنور التي استفزتها بجملتها ونظرت لعواطف كي تصمد):- أمي ما الداعي لهذا الحديث ؟؟؟
صوفيا:- مجرد فضول ..
فؤاد:- أمي يكفي ..
نور:- ولما تسكتها يعني عادي بالأخير أنا وهي مطلقات حسبما فهمت ههه … لكن هنالك فرق بسيط أنا لم أتخلى عن ابنتي بينما أنتِ ؟؟؟؟ يعني متأسفة
فؤاد(غالبه الضحك من قصف نور ونظر لشهاب الذي كان يهتز ضحكا):- يا عيني
صوفيا(ارتج قلبها واحمر وجهها):؛- على العموم التفاصيل القديمة يجب أن تبقى طي الكتمان
نور:- أتفق معكِ تماما …
شهاب:- لنتتم ما بدأناه قبل حضور الخالة … هه عمو فيما بعد نتحاسب على إخفائها عنا
فؤاد:- وحياتك لا تبدأ الآن أساسا مش ناقص
عبد المالك:- الضيافة لأم عريسكِ نور ؟؟
نور(نهضت بتأفف وأمسكت صحن الحلوى ومدته لها):- تفضلي
صوفيا-(التقطت قطعة حلوى وتذوقتها وأعادتها للصحن):- لا تعجبني الحلويات من هذا النوع
نور:- امممم
فؤاد(التقط واحدة):- ولكنها تعجبني …
نور(نظرت إليه وتهربت عائدة لمحلها):- جيد …
مديحة:- تلك المرأة بدأت تستفزني يا عواطف هل أنتفها طولا أم عرضا ؟؟؟؟
عواطف:- أستغفر الله اصمتي اصمتي …
إياد:- سيد فؤااااد هه تفضل ..
فؤاد:- ما قولكم ؟؟؟؟ هل توافقون على زواجنا ؟
عواطف:- بصراحة الرأي رأي نور ، ولكن من جهتنا نحن لن نجد أفضل منك يا بني الله يتمم على خير
عبد المالك:- وبصفتي وكيلها فطبعا نتشرف بنسبكم …
ضرغام(زور نبيلة باستجداء ولصوفيا بكره):- هذا ما كان ينقصني الليلة ….
شهاب:- وأنتِ عروسنا ما رأيكِ ؟
نور(نظرت لأظافرها بتعفف ووقفت):- أليس من الغريب أن نوافق على زواج دون أن نعرف بداياته ، عيب يا فؤاد على أهلنا أن يعرفوا من تكون ؟
فؤاد(كنت أعرف كنت أعرف أنها ستفضح الأمر):- نور تحدثنا بذلك الخصوص
نور(كانت تسير بخيلاء أمامهم):- لكنك لم تسمع كل ما عندي … أمي خالتي جدتي ، عمو عبد المالك إياد أتذكرون الرجل الذي كنت أحبه منذ ما يقارب 14 سنة ؟؟؟؟؟
عواطف:- الذي مات ؟
مديحة:- وش فكرك به يا بنتي، ذلك موضوع قديم وراح لحاله
نور:- لكنه لم يذهب بعيدا بل بقي بالجوار ، اكتشفت مؤخرا أن الرجل الذي تسبب في تعاستي لم يمت بل كذب علي لكي يهجرني …. وذلك بسبب أوامر من أبيه الكريم السيد ضرغام لأن فؤاد رشوان هو ذلك الرجل الذي تلاعب بمشاعري وقتها وجعلنا أرمي نفسي ببيت رجل لا أحبه فقط كي أنساه ، وهذا ما أدى لتعاستي أكثر بعد حضور دينا …وهنا نأتي للنتيجة الحتمية أن سبب انهيار حياتي هو هذا الكيان الماثل أمامكم …. فؤاد
فؤاد:- شرحت لكِ أسباب كذبي …
ضرغام(نظر لفؤاد ولصوفيا التي تشنجت مما تسمعه):- كنت أنا السبب … فؤاد حاربني كثيرا حتى يبقى جواركِ ولكنني هددته بحياتكِ مقابل هجرك
عواطف:- مااااااذا تقول أكنت تنوي قتل ابنتي … يا إلهي ؟؟؟؟؟؟؟
مديحة:- اهدئي يا عواطف
عبد المالك:- ما هذا الذي تقولونه وضحوا لنا لو سمحتم ؟
صوفيا:- ماذا يوضح كله مفهوم ، ذلك الرجل قادر على أي شيء .. ها قد حطم حلم ابنه قبل أن يبدأ
ضرغام:- كنتِ ربيه لو خشيتِ عليه بدلا من أن ترميه للشارع وتتخلي عنه مقابل عملكِ كعضوة برلمانية متورطة في الأعمال المشبوهة ….
إياد(رفع حاجبه وتذكرها الله يخرب هبلي تغيرت المرأة جذريا في هذا الليل حتى أنني لم أتعرف عليها من اسمها):- إنها أم فؤااااااااااااااااااااااا اد يا ويل ويلي …يعني ظلمنا المسكين ليس متورطا علي أن أخبر رامز لكن لتنتهي المسرحية أولا
صوفيا:- لا داعي لهذا الحديث هنا
ضرغام:- لماذا أتخشين على فضيحتك ؟
صوفيا:- بل على ابنك …
فؤاد(نظر إليهما بغمغمة حزن):- أنتما عار على الأبوة والأمومة ، أكرهكما فقد غادرا … أرجوكما لقد فعلتما ما فيه الكفاية وجعلتم ليلتي أتعس مما ظننت وأنتِ نور هل وصلتِ لما ترغبينه ؟
نور:- لم تسمعوا جوابي بعد عن عرض زواجك ؟
فؤاد:- لا داعي الجواب باين من عنوانه …
نور:- ههه انتظر فقط ..
إياد(نهض ليفتح الباب):- سأرى من …
عواطف:- يادي الباب كل ساعة يأتي بفضيحة
مديحة:- الله يستر
نبيلة:- مؤسف ما يحدث … نور نور …
نور:- لا مجال للتراجع جدتي … فؤاد رشوان أنا بصفتي ابنة آل الراجي أطردك من بيتنا ومن حياتنا أنت وأبوك وأمك نحن لا نتشرف بنسبكم المشبوه مطلقاااااا ، وما حصل الليلة درس لك ضعه صوب عينك دوما ، إن من يلعب مع راجية لا يجد سوى الصد والخذلان …
صوفيا:- ستندمين على ما فعلتكِ بابني ؟
نور:- خذي راحتك خالتي الحاجة صوفيا ههه نصيحة مري بصالون تجميلي لكي نصبغ ذلك الشيب المتصاعد على جنبات شعرك ، يعني سأقدم لكِ خدمة مجانية ولو أردتِ حتى حقنا بالبوتوكس متوفر سأكون سخية معكِ …
صوفيا(نظرت لفؤاد):- هذه تهيننا هنااااااااا أستسكت لها ؟
شهاب:- نور تراجعي عما قلته عمي يحبكِ ولا يستحق منكِ هذا التصرف …
نور:- وأنا أحبه ولأنني أحبه أريده أن يسمع جوابي أنا أبداااا لن أكون زوجة لك …
فؤاد(طأطأ رأسه بحزن وأسى):- توقعت ذلك …
نور:- وأنت يا سيد ضرغام يا متكبر ها قد وضعت أنفك بالتراب ، دخلت بيتنا وحملت العار الذي رميت بوزره علينا هيا اشرب الآن من نفس الكأس ، وخذ هذه الصفعة مني أنا حفيدة نبيلة الراجي لعلك تتذكر اسمها قبل نومك لكن الآن ستتذكره في كوابيسك أيضاااااااا
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض):- اللعنة عليكِ
دينا(ركضت لنور):- مامي ماذا يحدث ؟
نور:- كل خير حبيبتي ألا تريدين التعرف على أبيكِ ؟؟؟؟؟؟
دينا(شهقت مثلما شهق الجميع):- بابا ؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد:- لا تفعلي نووووور … لا تقتليني ؟؟؟؟
نور:- تفضل لو سمحت …
حفيظ(دخل عليهم مبتسما بصلف وسماجة):- مرحبا …. ديناااا حبيبتي أنا بابا تعالي لحضني ؟؟؟
دينا(نظرت إليه وهزت رأسها ببكاء):ا أمي أمي هذا ليس بابا … أمي ….
نور(بصرامة):- إنه أبوكِ اذهبي إليه …حالا
حفيظ(نظر لفؤاد بتحدي وثقة):- هه كيف حالك سيد فؤاد ؟
فؤاد(نهض من محله فقد انتهى كل شيء):- لن أنسى لكِ هذا نور …
نور:- وأنا أيضا فعلته كي لا تنساه هههه …ديناااااااا اذهبي لأبيكِ …
دينا(سارت بخطوات مرتعشة صوبه ولكنها ركضت بعدها صوب فؤاد الذي حملها بيده):- كنت أريدك أنت بابا أنت بابا وليس ذلك الرجل الغريب اهئئئئ
فؤاد(غالب دموعه وعانقها في حضنه):- بيبي روحي سوف ينتهي كل هذا وسنجتمع أنا وأنتِ وماما أعدكِ بذلك … ثقي بي والآن اسمعي الكلمة ..
دينا(هزت رأسها بخوف وتقدمت صوب حفيظ):- …هممم
حفيظ(أمسكها وهاتك يا أحضان وبوس):- من الآن فصاعدا لن أفترق عنكِ يا صغيرتي …
فؤاد(تقدم صوب نور وهمس في أذنها):- سأجعلكِ تدفعين ثمن هذا
نور:- خذ جل وقتك وأنا لك بالمرصاد
فؤاد:- هه إذن احترقي ندماااا على هذاااا لأنه جل ما بوسعي فعله لكِ ، أنا لا أستطيع أذيتكِ لكنني أستطيع إيلامكِ بالندم . تهانينا لكِ يا نور قد وصل جرحكِ للصميم … متأسف يا جماعة هيا لنذهب
نور(اهتزت من ريحه ولحظتها فقط شعرت بسكين انغرس في صدرها):- آنست وشرفت ..
فؤاد(لامس شعر دينا ونظر لحفيظ):- الحمدلله على خروجك من السجن …
حفيظ(بمكر):- هه الله يسلمك
فؤاد:- لا تفرح كثيراااا أنا موجود ..
حفيظ:- لا تدخر جهداااا فيما ستفعله ههه تمام ..
صوفيا(زورت نور بحقد):- أنتِ غبية كيف ترفضين رجلا يحبكِ بهذه الطريقة، صدقيني ستندمين تبا لكِ ولأسرتكِ المقيتة … هممم
ضرغام(تحرك وتوجه لنبيلة):- على الله تكوني سعيدة الآن ؟
نبيلة(نهضت مجابهة له):- أشد سعادة … جنبات بيت الراجي ستتذكر دخولك إلى يوم الدين
ضرغام(عرف أنها تهينه):- وأنا سأتذكر أيضا هذه الليلة …
عبد المالك:- نووور هل هذه فعلة تفعلينها ؟
نور:- دينااااااا إلى غرفتكِ فوراااااا واتركها أنت هل صدقت نفسك ؟
حفيظ(لم يفهم شيئا):- ما بكِ انقلبتِ فجأة ليس هذا كان اتفاقنا .. أنا أرغب بأن أشبع من ابنتي ثم أنا جائع أحضروا لي أكلا …
عواطف:- يا إلهي سيغمى علي سيغمى علي
مديحة(كانت مصدومة مما يحدث ولم تنطق لا هي ولا أختها):- أستغفر الله من كل ذنب عظييييم
عبد المالك:- نور ما هكذا حسبتكِ ستتصرفين خذلتِ ثقتي أنا ذاهب ..
نور:- سامحني عمو عبد المالك …لكن ..
عبد المالك:- لم أحب هذا الموقف أبدا طالما تنوين اللعب بمشاعر الآخرين ما كنتِ طلبتِ مني الحضور ، تصبحون على خير
عواطف(لحقته ولكنه طار منها):- ما هذه الفعلة هااااه ؟
نور(جلست متأففة):- أمي يكفي ….
إياد:- كسرتِ الرجل نور جديا كسرته …
حفيظ:- ما بكم أحضروا لي أكلا …
إياد(رفع كمه وتوجه إليه وهزه من قميصه):- تعال وأعطيك الأكل الذي تستحقه ….
جره للخارج وهو يصرخ فيه أن يتركه ورماه خارج البيت بنفاذ أعصاب ، وهنا هدرت فيه نور ألا يتدخل فيهم وعليه غادر بدوره نافثا الوجع خلفه ، في حين اجتمع الكل حولها حين انفجرت ببكاء وصراخ لماذا ولأجل ماذا قامت بذلك الله أعلم ……. ظلوا معها لحين هدأت ونامت أما دينا فدمعتها لم تجف ونامت ليلتها بحضن عواطف ، أما فؤاد فقد هام في الطرقات وهو شريد حزين لا يدري متى ستنصفه الدنيا بالفرح ، وآخر ما توقعه أن تخرج حفيظ من السجن لتكسر عينه فقط .. فعلا كانت ضربة في الصميم آلمته حد البكااااء ، أتاه صديق دربه وأعطاه قنينة مشروب وجلسا يتأملان الهواء الطلق والقلب ينزف …. أما ضرغام فما إن وصل قصره حتى كسر كل ما جاءت فيها يداه حتى اضطر رستم لإعطائه حبة مهدأ كي يتمالك أعصابه ، أما شهاب فكان غاضبا بدوره بعد تلك الإهانة التي عرضتهم لها نور ومذ وصوله وهو متذمر وميرا تستمع له بعدم فهم ولا تصديق في أن أختها تقدم على ذلك مع الأسف ……..
أما صوفيا فبوجهها مسحت كل ما حصل من عقلها وهي تنطلق صوب مكان الاجتماع السري خاصة العشيرة السوداء ، بعد مدة وصلت إلى مبنى مجهول دخلت بالكلمة السرية وفتحوا لها الباب ونزلت عبر الدرج لتستقر في قاعة طويلة أنيقة وفيها طاولة عريضة يجلس عليها ستة أفراد وهي السابع
غضنفر:- تأخرتِ صوفيا …
صوفيا(عضو رقم 4):- كان هنالك طارئ أخرني ، إن شاء الله لم تبدؤوا بدوني …
وجدان(عضو رقم 5):- وهل نستطيع ذلك ..
غضنفر(عضو رقم 1):- أنتم تعرفون هبة صحيح ؟
صوفيا(ناظرتها ورمشت):- ههه للتو رأيت أباكِ يا عيني عليه لو يعرف أن ابنته حية سيصاب بالجنون ..
هبة(عضو رقم 3):- يفضل أن نبقي العلاقات الأسرية جانبا ست صوفيا ، ثم لو كنت محلكِ لفكرت بمشكلتكِ أمام الحزب وأمام العشيرة …
وجدان:- هل سنبدأ الاجتماع ..
غضنفر:- سننتظر قليلا بعد ..
العضو رقم 2(رجل):- وقتنا ضيق يا غضنفر أرى أن نبدأ الاجتماع
العضو رقم 6(رجل):- صحيح أمامي سفر طويل للبلدة …
غضنفر:- قليلا لو سمحتم …
الدبلوماسي(رقم 7):- لا بأس تكبدنا كل هذا العناء إذن سننتظر …
غضنفر(رن هاتفه ونهض):- أستأذن فقط دقيقتين …
خذ وقتك قالوها وانغمسوا في حديث آخر بينما انسحب هو لغير قاعة … دخل وفتح شاشة النت الكبيرة على حائطه الخاص وناظر الأوامر التي كانت تكتب بالخط العريض ، قرأها وعاد إليهم ..
غضنفر:- ما رأيكم فيما حصل مع صوفيا ، ميار يتمرد ويعلن العصيان أرى أن نقوم بتصفيته ؟
الدبلوماسي:- تصفيته لكي يقوم بفضحناااا غير ممكن ؟
العضو 6:- نزاعاتك معه حلها بطريقة لا تمسنا بسوء ، قد رأينا ما حدث مؤخرا كادت صوفيا تشرب البحر من فعلتك التي أقدمت عليها مع ابن رشوان وأولاد الراجي …
العضو7:- أجل بسبب نزعات شكك خربت العلاقة بيننا وبين ميار ، كلنا يشيد بذكائه كان يغطي علينا وبعمرنا ما تعرضنا لإشارة حتى والآن أصبحت ملفاتنا بمخافر الشرطة وأمام الملأ ..
وجدان:- ما حدث لصوفيا قد يتكرر مع أي واحد فينا ..
صوفيا:- جميعنا في دائرة الخطر ، وأنا أعرف لما قام ميار باختياري أنا دونا عنكم
العضو 2:- كلنا نملك عائلات لو تسرب خبر كهذا كل ما بنيناه سيهدم ، وكله لأجل ماذا ؟
الدبلوماسي:- لأجل غضب غضنفر من ميار .. نحن كعشيرة قررنا ألا ندعك تمسك الرئاسة لو بقيت على هذا الهدى ، نحن وثقنا بك منذ عهد فلذلك لا تخن وعدنا واعقل …
هبة:- ههه كأنكم تطلبون المستحيل ، غضنفر قد يضحي بكم جميعا مقابل انتقامه
الدبلوماسي:- إذن هذا سيضرنا لرفع القرار للتصويت ..
العضو2:- نحن لا نريد أن نربك المسائل بيننا ونحن هكذا منذ سنوات ، جميعنا عرفنا بما فعله بك ميار لكن ما فعلته به أنت أدهى وأعظم لذلك نحتاج لهدنة بيننا وبينه
العضو2:- ولا تضطرنا للاختيار لأننا سنقف في كفة ميار ونحاسبك ، ابن عامر نجيب مؤسس هذه العشيرة يستحق أن يجلس محلك
صوفيا:- ولكن غضنفر يستحق فرصة أيضا ليشرح لنا وجهة نظره
غضنفر:- كنت أنتظر حتى تنهوا اتهاماتكم ، يا جماعة أقر بأنني أخطأت وأنا موافق على الهدنة سوف لن أمس ميار نجيب بأي سوء لا هو ولا عائلته .. ولكن ستعذرونني في نقطة ميرنا الراجي لن أسمح لها بأن تبقى على قيد الحياة لقد تحدتني أمام الملأ وعرضت عشيرتنا للخطر …
العضو2:- إلا ميرنا الراجي لو مسستها بسوء اعتبرني خارج العشيرة وسأقتل نفسي قبل أن تفكروا بإعدامي ،لأنني أعرف قانون عشيرتنا ولن أخذلكم
هبة:- وأنا لست موافقة على قرار قتلها نحن نستطيع ضبطها بواسطة ميار وحكيم ..
وجدان(برغم أنها أخت الخسيسة رنيم لكن لا نريد دماء ومشاكل):- وأنا ضد القرار
صوفيا(هفف مضطرة للرفض لأجل فؤاد ابني):- وأنا ضده
العضو6:- وأنا أيضا
الدبلوماسي:- وأنا مع قرار تصفيتها
غضنفر:- تمام تصويت الأغلبية يحكم ، لكن أي حدث خارج عن القانون يصدر من قبلها سيكون التصرف من قبلكم هذه المرة … المهم سننتقل للأوامر الجديدة ولعملنا لدينا دفعة أعضاء أطفال ستأتينا من بلاد نائية علينا التنسيق لأجلها .. وو …………….
تابعوا اجتماعهم السري واتفاقاتهم المقيتة حول شحناتهم وأعمالهم وهكذا دواليك ..

وهنا سننتقل معا ^^
~ في الوقت الحالي ~
بعد حفلتهم في ذلك الملهى الليلي عادوا متأخرين ليلتها للقصر ، وكل كان على حال بعضهم ثمل وبعضهم متيقظ لأنفاس غيره الحارقة …
صعدت ميرنا لغرفتها مباشرة لكن وائل لحق بها وأغلق الباب خلفه وغافلها بقبلة عنيفة ترجمت كل العشق الصادح بينهما ، بادلته جنون تلك القبلة التي جعلتها تضع يديها على صدره وتضغط عليه بجموح ترجم الحالة الجنونية التي كانا يعيشان عليها .. ولو لم يتيقظ لحظتها ويغادر لانتهت الليلة بما لا تحمد عقباه ههه ^^
وائل:- روحي تصبحين على خير ،،
ميرنا(بعشق وثمالة):- وأنت تصبح على كل الحب يا حبي يا عيدي أنا
وائل(لامس سوارها):- لا تنزعيه وحبذا لو كنتِ أزلتِ هذا الخيط الأسود منظره يعني ؟؟
ميرنا:- تؤ لا أريد .. أ.. يعني دعه هنا هكذا أفضل
وائل:- كما تحبين روحي أحبكِ
ميرنا:- وميرنا تحبك ههه … باي باي
أما مع ميار وجوزيت فلن يستطيع أي أحد أن يبعدهما عن بعضهما تلك الليلة ، فتلك الإثارة التي ولدت بينهما يصعب ترجمتها حتى لو كان يقف عند سطر ميرنا كل لحظة لكن جوزيت اكتسحت كيانه بروحها وبهالتها التي تسلبه من الوجود وعلى أساس ذلك كانت بحضنه وأصبح فستانها طريح الأرض رفقة قميصه يناجيان بعضهما في تلك الليلة الحميمية جدااااا … (:
ميار(انتفض وهو يزفر عميقا):- جوزي … أنا آسف لا يسعني إتمام هذااا
جوزيت(ضربته لصدره وهي تلف نفسها بالغطاء):- ما الذي يحدث لك ؟
ميار(تنهد بتعب وأمسك وجهها):- أن خائف عليكِ ..
جوزيت(ببكاء):- مماذا .. أم تراك لأجلها تقهرني ؟؟؟؟
ميار:- لالا .. أبدا لكن جوزيت .. بصراحة حين ذهبنا للطبيب أخبرني بأن أترفق بكِ ومن وقتها وأنا أتهرب .. يعني هذا هو السبب الحقيقي أخشى أن أتمادى فأصيبكِ بمكرووووه
جوزيت(انفجرت بدموع باكية من رقته):- يا كبدي أنا ، أهذا ما كان يحرقك حبيبي أحبك أحبك أنا بجنوووون أتفكر بي أكثر منك ؟؟؟؟
ميار:- طبعا يا مجنونة أنتِ حبيبتي .. يعني أخاف عليكِ من أي أذى
جوزيت(ارتمت بحضنه):- تمام تمام لا أريد شيئا فقط أبقني بحضنك هكذااااا ، أرجوووك
ميار(ضحك من تمسكها الطفولي):- يا ويلي على الطفلة المدللة ..
جوزيت:- أكيد سنجد طريقة لا تصيبني بمكروه فأنا أتوق إلييييييك …
ميار(شعر برغبة فيها لكنه يخشى إصابتها بأذى):- جوزي …
جوزيت-(نظرت إليه بجوع):- كن رحيما فقط …
ميار(رفع الغطاء وهو يبتسم):- الرحمة … تستوجب الرحمة ..
جوزيت:- بيبي أنااااا هههه …
أما عند نادر وناريانا كل واحد دلف غرفته دون أن يلتفت للآخر وكأنما كتب عليهما العذاب هكذاااا ، قبل أن يكتشفا مدى العشق الثائر الذي سيجمعهما سوية مع بعضهما في لاحق الأيام …فما حصل قبل عدة أيام وهو أن نادر رآها في حضن كاظم هذه المرة والتي صدف وأن أخبرته عن قصتها مع نادر ، وكتضامن معها عانقها حتى الجدار جاهز للعناقات الطارئة والمساندة لقلوب البنات الكسيرة ، هلمو يا بنات اللي عندها شي نمرة تصيفطهالو هههه خونا جاهز للدعم النفسي والمعنوي … وللعلم لم يذهب معهم تلك الليلة بحكم سفره لمراقبة الدبلوماسي يعني عودته قريبة أكيد ..
وعند لورينا كان الوضع مختلفا فقد بقي حكيم بالأسفل يشرب حتى الثمالة لعله ينسى مواجعه لعله ينسى وجع عصفورته التي تتسرب من يده هذه أيام وهو غير قادر على تحريك ساكن …، أما هي فركضت لغرفتها وهي تبكي وتبكي إلى أن رن هاتفها باتصال كانت تتهرب منه طوال تلك الفترة .
ليندا:- الآن فقد رددتِ على هاتفكِ اللعين ، اسمعيني جيدا إن لم تعودي عن الجنون الذي تمارسينه أيتها الغبية سوف أجعلكِ تدفعين الثمن
لورينا:- أمي لن تهدديني أنا ما عدت طفلة حتى تتحكمي في حياتي ، لقد اخترت بقائي معه
ليندا:- بقاؤكِ معه وقلبه رهين بأخرى ، صدقا إنكِ أغبى مني حتى … اسمعيني أنا لا أستشيركِ هنا يا إما أن تعودي يا إما قسما عظما سأبعث بالطفلة غدا للقصر ووقتها لنرى ما ستكون ردة فعل حكيم حين يكتشف أمر ابنته
لورينا(بفزع):- أنتِ لن تستغلي ميسون ضدي يا أمي … إنها طفلة ولا يحق لكِ فعل هذا بها
ليندا:- أواه على الأم المثالية أساسا لو كنتِ أما بحق لكانت تناديكِ ماما بدلا من لورينا .. ههه عموما لا وقت للسخرية هل ستعودين للبيت ؟
لورينا(بعناد):- لن أعود وأنتِ لن تبعثي ميسون إلى هنا ولن يعرف بها حكيم …
ليندا:- هكذا إذن … تحملي نتائج قراراتكِ يا لورين .. سلام …
لورينا(بأسف أقفلت الخط وفتحت الهاتف على صورة ميسون):- سامحيني يا صغيرة لم أستطع أن أحبكِ كما تستحقين مني ، لم أكن أما ولن أكووووون ….
وضعت الهاتف على جنب وغفت أجل فهي عزمت على أن تعود هذه المرة من نفسها لأن أمها كانت واضحة معها ولن تعدل عن قرارها لو اتخذته ، فبعد أن أسمعها حكيم وبال الكلام ولم يعطها فرصة انزعجت وأمسكتها ذلة عليه كي تضغط على لورينا وتكشف كل شيء …
قبل يوم
لورينا:- أمي عادت من سفرها علينا أن نذهب اليوم ..
حكيم:- ونافورة تريفي ألن تزوريها مع البنات ؟
لورينا:- نافورة الأمنيات في كل حين أرمي أمنيتي فيها وبعمرها ما تحققت ، دعهم يذهبون بدوني
حكيم:- طيب لنؤجلها حتى تكوني معنا ..هم لن يعترضوا
لورينا:- أحقا ستجعلهم يؤجلونها لأجلي ؟؟؟؟
حكيم:- أهاه سأفعل
لورينا(ابتسمت):- لا أدري إن كنت سأعود معك أم لا ، لكن صدقني حتى لو كان أسبوعا مشحونا بيننا لكنني عشته بصدق وأحببت الجو هنا ههه يعني رغم أن كله مشاكل وصراعات بين الكل .. لكن أحسست لأول مرة بالانتماء
حكيم:- سأجهز نفسي لآخذكِ … هيا
بعد مدة نزلا معا ووجدا الكل متفرق في نقاط معينة لذلك أخبروا فقط ميار الذي بعث معهم سيارتين من رجاله الخاصين لأن ذلك المشوار غريب وعليهم احتساب كل ضرر …
ميرنا(نزلت على صوت السيارة):- من الذي خرج ؟
ميار(أقفل الجريدة):- حكيم ولورينا
ميرنا:- أيوة وأين ذهبا ؟
ميار:- إلى بيتها
ميرنا(عقدت حاجبيها):- وما المناسبة ؟
ميار:- كنتِ انزلي واسأليه بنفسك …
ميرنا(عضت شفتيها وجلست قبالته):- الحديث معك أصبح عقيما
ميار(فتح الجريدة):- كيفي ست ميرناااا
ميرنا(وضعت رجلا على رجل):- أين وائل وجوزيت أما زالا في قاعة اللعب ؟
ميار:- اكتشفا لعبة التنس في القصر إذن لن تريهما حتى المساء ..
ميرنا:- ولما لا تحب أنت التنس ؟
ميار:- أحب الرماية أتلعبين ؟
ميرنا(بحماس):- قل والله ؟؟؟؟
ميار(قفل الجريدة وهو يضحك):- والله … تعالي معي للحديقة سأضع المعدات لكن الخاسر ينفذ الحكم الذي سيحكم الغالب تمام ؟؟
ميرنا:- ماشي …
ميار(بتنبيه):- أيا كان ؟
ميرنا:- هه أيا كان ..
ميار:- هيا بنا …
ناريانا(خرجت من المطبخ وهي تضع قناع تجميلي على وجهها):- إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا:- سنلعب الرماية بالحديقة تعالي ..
ناريانا:- لا أستطيع الخروج للشمس وضعت قناعا تجميليا فيما بعد ههه … موفقة
ميرنا(لوحت لها):- مشكورة … هاه نادر يا هلا عدت باكرا ؟
نادر:- لا يوجد عمل اليوم قلت لأعود وأرتاح أين الكل ؟
ميرنا:- كل يغني على ليلاه ههه … سلملم
نادر(دخل وفزع بمنظرها):- يا الله .. ماذا تضعين ؟
ناريانا(أدارت وجهها):- الله يخرب بيتك ألم تستطع التأخر دقيقة أخرى …ففف
نادر:- ههه يا لجنون النساء
ناريانا(هربت منه في الدرج حتى سقطت متعثرة):- تبا تباااا
نادر(بلهفة ركض إليها):- هل أنتِ بخير ثم لما تركضين أساسا رأيتكِ … اهدئي ..
ناريانا:- لقد التوى كاحلي على الأغلب ..
نادر(حاول إسنادها):- قفي معي لنضع بعض الثلج …
ناريانا:- لالا لا داعي سأكون بخير ..آي لا أتمكن من الوقوف
نادر(زفر وهو يحملها بين ذراعيه):- تمام سأضعكِ على الكنبة هناك تمسكي بي …
ظلت تنظر إليه عن قرب وقلبها يطير فرحاااااا وهي في حضنه ، يا عيني من قال أن السقوط لا يجلب نتيجة ها هو قد ضرب في قلبه وزرع الاهتمام ، سندعه يضع الثلج على كاحلها ويساندها ونذهب للفرسان خاصتنا … ظلا يصوبان واحدا بواحد ولا هدف خرج من الدائرة إلا الأخير خاصة ميرنا
ميار:- يس ههههه 10 ل 9 أنا ربحت أنا أناااااااااا … سأحكم عليكِ إذن
ميرنا:- ههه مخبول .. يدي وجعتني وإلا لكنت فزت عليك
ميار:- لا يا كاذبة ، خسرتِ خسرتِ ….
وائل(تقدم إليهم وهو متذمر):- آخر مرة تدعون هذه البنت تلعب معي ..
جوزيت:- هههههههه 15 ل 13 أتصدقوووون أنا غلبته …
وائل:- إنها تتبجج على رجل كسب 13 بيد واحدة تحتسب لي صح ؟
ميار:- يعني نوعا ما …
جوزيت:- المهم ستنفذ حكمي عليك ليست مشكلتي
ميرنا(نظرت لوائل):- لا نصيب لنا اليوم أنا وأنت خسرناااا معا هههه
ميار:- إذن سنحكم عليكم أنا وجوزتي معاااااا …
جوزيت(ضربت بكفه):- وأحلى حكم لكن على مهلناااا ،ههه لا أرى حكيم أين هو ؟
ميار:- ذهب لبيت لورينا
وائل:- اممم غريب … لعله خير …
ومن أين سيأتيه الخير وتلك العقرب تنتظرهما على نااااااار … كانت تخط الأرض بعصبية وهي تنظر للساعة وللبوابة من شاشة الكاميرا إلى أن لاحت السيارة أخيرا بعد مدة وهدرت في الدادة خاصة ميسون لكي تستعد للإشارة …
نزلت لورينا من السيارة بتوجس ولم تنتبه للحديقة فقد دخلت أولا للقصر بناء على أوامر الخادمة ، وافقها حكيم وأخذ ينتظرها عند ردهة القصير لحين انتبه لطفلة صغيرة جالسة على العشب وتكتب في دفتر ما ، غالبه الفضول وشعر بشيء غريب يجذبه نحوها ، رمش بعينه وأزال نظاراته الشمسية ووضعهم بجيبه وتقدم نحو بين الأشجار إلى أن اقترب منها ولكن لم تتوضح الرؤية فسرعان ما ركضت الخادمة وأمسكتها وأدخلتها بعنف لداخل القصر حتى طارت ورقة من دفتر البنت الذي أخذته بلهفة معها مفزوعة مما فعلته بها الخادمة فجأة …. تقدم بعدم فهم من الورقة وأمسكها وهو ينظر لطيف الفتاة والخادمة الذي اختفى داخل القصر ، فتح الورقة ووجد عليها رسما لطفلة مع أب وأم ومكتوب تحتها سطر "لتلك الأم المتربعة في صدر خيالي ولهذا الأب الذي أصبح انتظاره شبيها بلعب الأرجوحة دوما ما يؤرجحني ما بين الحقيقة والسراب" …. صعق من مدى فطنة تلك البنت التي تبدو صغيرة على هذا الكلام العميق جدااااا .. قاطعه صوت لورينا وهي تناديه فطوا الورقة سريعا ووضعها بجيبه وتوجه للداخل لأجل المواجهة …
ليندا(ارتعشت ما إن رأته وعانقته دون انتظار):- حكييييم …
حكيم(أبعدها بتأسف ونظر للورينا):- ست ليندا ..
ليندا:- لا تقل شيئا دعني أنظر إليك لو سمحت …
لورينا:-أمي ….
ليندا:- حكيم .. لورينا أخبرتني أنكم تعيشون في قصر قريبك لو تأتون إلى هنا وتعيشون معي ؟؟
حكيم:- ههه هل أنتِ جادة ؟
ليندا:- كل الجدية .. أنا بحاجتك أقصد لورينا أيضا
لورينا(سخرت من غايتها):- اعترفي لكي تشبعي غاية شوقكِ منه
حكيم:- توقفي لوري ..
لورينا(بصراخ):- هذه هي الحقيقة … وأنت تعرف بها
ليندا:- لا تبالي بهذه المجنونة وركز معي يا عزيزي ، ألم تشتاق لنا ولوجودك معنا ؟
حكيم:- بصراحة لا ارتحت منكم وأتيت هنا لكي أعيد لوري وأرحل .. عمتم مساء
لورينا(تمسكت به):- حكيم لا تدعني معها لو سمحت ابق قليلا ..
ليندا:- هذه البنت عاصية ولو أنها اختارتك فأنا أبدا لن أناديها ابنتي أبداااااا ..
لورينا:- وأنا لا أتشرف بأم تنظر لحبيب ابنتها …
حكيم:- حبيب مين يختي ، لسنا كذلك .. ليندا لا تلعبي معي بلييييز دعينا من خرف العجائز
ليندا(تشنجت من جملته ونهضت):- أنتِ لن تبرحي محلكِ … سترين من عقابي ما لا يعجبكِ
لورينا(ارتعشت وهي تهز رأسها بخوف):- حكييييم … أعدني معك هي لن تتركني وشأني أنا أعلم
حكيم(نظر لليندا بصرامة):- ما الذي تسعين له ؟؟؟
ليندا:- سمعت أنك تزوجت تلك الغبية .. هل أنت سعيد معها يا ترى ؟ آه عفوا لقد طلقتها مؤخرا وهي تخطط للزواج بغيرك ياااااي حزنت عليك
حكيم(تعصب من جملتها):- كان من الخطأ المجيء إلى هناااااا … لورينا بابي مفتوح لكِ
لورينا:- وأنا اخترت الذهاب معك …
ليندا:- تعلمين النتائج يا لورينا لو تخطيتِ ذلك الباب ستتخطين أوامري
لورينا:- اكتفيت من الخوف منكِ ماما .. سأذهب مع الرجل الذي أحب
ليندا(اهتزت بدموع):- وهو لا يحبكِ …
لورينا:- حتى لو أنا مصرة …
حكيم(خرج دون أن ينتظر أكثر):- أنتظركِ خارجا …
ليندا(أمسكتها من شعرها فور ذهابه ورمتها أرضا):- إن لم أجعلكِ تدفعين الثمن …
لورينا(برجفة وبكاء):- لا تضربيني ماما ، أنا أنا أحبه ..
ليندا:- وتلك المصيبة التي تجلس فوق ماذا سنفعل بهااااااا ؟
لورينا:- ميسون بعيدة عن كل هذا الوبال
ليندا:- لورينا لورينا لا تستفزي صبري .. ستجبرينه على العودة إلى هنا بطريقتكِ وإلا سأجعلكِ تندمين أسمعتِ … هيا اذهبي معكِ حتى الليل
لورينا(عدلت شعرها بألم):- يستحيل أن تكوني بشر … اهئ …
غادرت معه عائدة للقصر وتكتمت عما حدث في الأخير ، وهو أيضا لم يسأل فقد توقع الأسوأ من امرأة كليندا والتي بقيت تفكر وتفكر في حل يجبره على العودة إليها وإلى محيطها … وعليه قامت بتهديد لورينا في تلك الليلة بما ستفعله بها صبيحة الغد الموووووعد ….
والآن في ذلك الصباح … كان الكل يفطر بهدوء وبعد أن أتمموه تفرقوا كل إلى شيء مختلف وجلسوا في الصالون وشغل ميار الأخبار المحلية
حكيم:- دع هذه القناة إنه حديث للسفيرة ليندا أم لورينا …. لوري لوري إنها أمكِ على الشاشة
لورينا(ركضت وجلست جواره هي والبنات ووائل تقدم وجلس قربهم):- هل ستلقي خطابا ؟
لورينا:- أكيد يعني من خطاباتها الكاذبة
ميار:- هه إذن دعونا نتعرف عليها .. هشش ستبدأ الحلقة ارفع الصوت حكيم من جانبك
وائل:- ستتحدث على الانتخابات المحلية حسبما كتب .. امم
ما إن أطلت وجلست خلف المنبر تتحدث على الميكروفون حتى نهض ميار مستغربا وهو يحدق فيها بعدم فهم ، التفت لحكيم ولوائل وجوزيت وميرنا وناريانا أيضا وأشار للتلفزيون …
ميار:- اعتبروني أهلوس لكن ليخبرني أحدكم …. لما هذه المرأة مألوفة بالنسبة لي ؟؟؟
جوزيت(صغرت عينيها متأملة إياها):- يعني ..
ميرنا:- معك حق .. إنها مألوفة لدرجة ….
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما):- يا إلهيييييييييي ….
حكيم:- يا جماعة ماذا تهذووون ماذا يحدث ؟
ميار:- حكيم أمعن النظر …
وائل:- لا تقلها يعني شبه بسيط وش جاب لجاب ….
حكيم:- شبه بمن أخبرووووني ؟؟؟
ميار:- أنظر إليها جيدا ألا ترى أنها تشبه فخرية وكهرمانة جداااااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟
حكيم(شهق وهو ينظر للتلفاز وقارن الشبه):- أي والله معكم حق … كيف لم أنتبه ههه يخلق من الشبه أربعين
ناريانا(بدون شعور):- أو يخلق منه قريبة …..
نظروا لناريانا بعدم فهم وهنا نهضت ميرنا لتحضر هاتفها ليحصوا الفوارق وصعدت ركضا لتجلبه من غرفتها فقد كان موضوعا بالشاحن ، وهنا قاطعهم بالأسفل دخول الحارس وهو يركض إليهم واستقبله ميار ..
الحارس:- سيد ميار هنالك ضيفة قادمة للست لورينا …
لورينا(هنا تشنجت وهي تقف برعب):- من هي ؟؟؟؟
الحارس:- إنها قادمة …
وقف الجميع تقريبا متشنجين من هذه الضيفة الغريبة التي ستأتي للورينا ، قفل حكيم الشاشة وهو يشعر بشيء يتسارع في قلبه وكأنه يخبره بأن شيئا يخصه قادم من تلك الباب … وقفت لورينا بالوسط وهي تطل على الباب وقلبها يكاد يقف من شدة الخفقان ، يا ويلي لو فعلتها أمي ماذا أفعل بنفسي ماذا أفعل ، قالتها وهي تبتلع ريقها منتظرة مثلها مثلهم …. كلهم كانوا ينظرون للباب بنسبة طول كبيرة لكن فاجأهم شيء صغير بالدخول بخطواته الخفيفة إلى أن وقف بالمنتصف تحت شهقاتهم الغريبة … إنهاااااااااااااااااااااا اااااا ميسووووووووووووووووون الراااااااااااااااجي طفلتنا الجميلة التي ستقلب ألف مليون قصة وقصة هههه ….
ميسون(نظرت إليهم جميعا بتأمل دقيق قبل أن تتقدم):- لورينا … السيدة ليندا بعثتني لأعيش معكِ
ميار(أحبها بشكل رهيب وفوري):- مين الحلوة ؟
جوزيت(أمسكت يد ميار):- هل سمعت صوتها ياااااي سكر …
لورينا(انحنت إليها):- ميسووون .. حبيبتي أنا ..
حكيم(تخطاهم واقترب منهما):- من هذه الطفلة يا لوري ؟؟؟؟؟
لورينا(ابتلعت ريقها وجذبت ميسون خلفها تخفيها عنه):- ابنة صديقتي …
حكيم:- آه … لكن تبدو مألوفة هي الأخرى هه كأنني أرى ميرنا في صباها
وائل:- كأنها هي حتى رأيت صورة لها في صغرها عجيييب …
ميار:- أزلت الجملة من فمي إنها تشبه حتى جوزيت وقتها سبحان الله …
جوزيت :- بالفعل إنها تشبهنا في الصغر هه أهي صدفة ؟
حكيم(تشنج وهو يطل على الطفلة التي أبعدتها بدقة):- ما اسمها ميسووون ؟
لورينا(غالبها البكاء لكن تمالكت نفسها):- أجل ميسون ..
ميسون(ابتعدت من خلفها ووضعت حقيبة ظهرها جانبا):- لما تكذبين .. إنها أمي وأنت أعرف من تكون لحظة …
تحت صدمتهم أخرجت من حقيبتها ألبوم صور وأعطته له وانحنى لكي يمسكه وعيناها تهفو للصغيرة بشكل واضح ، إنه الرابط الأبوي الذي يجذبه نحوها فتح الألبوم واكتشف أنها كله صور له
ميسون(أشارت للصور وأشارت له بجمود وأدب):- أنت هو من بالصورة ..
حكيم:- نعم .. كم عمركِ يا صغيرة ؟
لورينا:- حكيم توقف …
حكيم:- أجيبيني
ميسون(بهدوء):- 7 سنوات ..
حكيم(انتفض قلبه بخيبة):- ولما توجد لديكِ صوري ؟
ميسون:- كانت بحوزة لورينا وجدتي ليندا .. دوما كانا يخبرانني بصراخ أنك تكوووون .. بابا
هنا نزل عليهم الخبر مثل الصاعقة ونظروا لبعضهم بعدم تصديق ، ما الذي تقوله هذه الصغيرة اللذيذة التي يشتهي الواحد سماع صوتها الذي لا يخرج إلا بكلام محسوب ، وبدون ملامح ضحك حتى بل بجدية غريبة تبعث على الهيبة والريبة في آن الوقت … عانقت جوزيت ذراع ميار وهي تنظر إليها بتوجس وكان هذا مصدوما مما سمعه ، أما ناريانا فجلست وهي تقرأ تلك الطفلة وهي تهز رأسها غير مدركة لما يحدث …. أما لورينا فقد ظلت تبكي وهي تستجدي صمت ميسون التي فضحتها أمها بها قصدا وعمدا لتخرب عليها حياتها ، أما وائل فابتلع ريقه وهو يناظر الصغيرة رغم لطافتها إلا أن غموضها كان واضحا للعيان ولافتا ….
ميار:- هل قالت بابا .. هه حكيم هل أنجبت بدون علمنا ؟؟؟؟
جوزيت:- غير معقول هنالك خطأ ما ..
وائل:- حكيييم ؟؟؟
لورينا:- حكيم أنا آسفة لم أشأ أن تعرف بهذه الطريقة
حكيم(ضحك هازئا وبغبن ناظرها):- كيف استطعتم التلاعب بعقل طفلة ؟؟؟؟؟
لورينا:- ولكنك أبوها فعلا ..
حكيم:- أبوها منذ متى ههه لورينا لا تهذي فيني عرق عقل لا تطيريه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لورينا:- أنت لا تفهم اهئ أمي هي التي فعلت كل شيء أنا لا دخل لي …
وائل:- بهدوء الصغيرة بينكما عيب أن ترى هذا
جوزيت:- تعالي إلي يا حلوتي …
ميسون(اقتربت منها وبتوجس ابتعدت):- تت ..
جوزيت(استغربت):- إنها لا تريدني …
لورينا:- هي لا تقترب من الناس كثيرا ، يعني متحفظة قليلا
حكيم:- جيد وأنشأتم عقدة مرض فيهاااااا جيد … اشرحي لي الآن ما هذا الذي قالته الصغيرة ؟
لورينا:- حكيييم ميسون ابنتك ابنتك ابنتك ….
ميرنا(همست من الدرج بفشل):- مااااذا ؟؟؟
هنا أطلت عليها ميسون وانفتحت أسارير وجهها لحظتها لتتقدم بثبات تحت أنظارهم إليها ، وصلتها حتى الدرج تحت نظرات ميرنا المستغربة من الطفلة التي تتقدم صوبها والتي جذبتها نحوها كمغناطيس جعلها تجثو أرضا لتصل لمستوى الصغيرة … حين وصول ميسون إليها ابتسمت لأول مرة ووضعت يدها على خد ميرنا وعلى دموعها التي انهمرت بدون فهم وبدون سابق إنذار …
ميسون(أمسكت يدها ووضعتها على قلبها):- .. أنتِ جميلة
ميرنا(فتحت فمها وهي ترمش تحت تأثير جاذبية ميسون):- ميسووون …
ميسون(وضعت يديها على خدود ميرنا ورسمت بسمة بإصبعيها):- أحبكِ تضحكين
ميرنا(نظرت إليهم بعدم قدرة على الفهم ولا كانت قادرة على استيعاب مشاعرها المنتفضة بداخلها):- أنتِ … ابنة حكيم حقا ؟
ميسون:- أجل حكيم يكون بابا ، هكذا أخبروني لورينا وليندا …
ميرنا:- لما تنادين أمكِ باسمها ؟؟؟
ميسون:- لأنها ليست ما…
لورينا(ستفضحني هذه البنت):- ميسووووووون … تعالي هنا ..
حكيم(أمسك يد لورينا بقوة):- أجيبيني الآن ماذا يحدث ، أهذه هي السر الذي ّأحضرتني لروما لأجله أجيبييييييييي ؟
لورينا:- أجل هي هي السر الذي أخفيه عنك ميسون ابنتك يا حكيم إنهااااااااا ابنتك …
حكيم:- ولكن كيف كيف ؟؟؟؟؟
وائل:- ميرناااا لما تبكين ؟؟
ميرنا(اشتمت عطر ميسون وكانت تبدو لها مألوفة جدااااا):- ميسون …
جوزيت:- ما الذي يحدث ؟
ميار(باستغراب رمق الطفلة وهي تحضن ميرنا):- الواضح أنها أحبت ميرنا …
ناريانا(ببكاء):- أحبتها لدرجة غريبة ومريبة ….
ميسون(قبلت خدَّ ميرنا بحنان وأردفت):- أحبكِ … ماما !!!!!!!!!
حكيم:- يا إلهي هل هذه تتحدث بجدية هل هذه ابنتي أنا وميرنااااا لالا أنا أحلم ؟؟؟؟
وائل(همس أيضا بضيق واختناق):- غير معقوووووول غير معقووول يستحيل أن تكون هذه الطفلة ابنتهماااااا هه أكيد هنالك شيء خاطئ
ميار(بصدمة أيضا):- بابا … ماما …. يا حبيبي !!
هنا جوزيت دمعت عيناها ولورينا انهارت على الأرض باكية بينما ناريانا ظلت تشهق ، أما ميرنا فنظرت للطفلة وكأن شيئا مفقوداااا عاد إليهااااااا ، لقد شعرت بها لمدى بعيد لكن آخر كلمة جعلتها تصعق وتسافر لعالم آخر بعيد بعيد جدا عن الواقع المريب …
" أحبكِ … ماما "
لقد انحبس الكون وجفت الأقلام واكتفتِ الأحرف بشهقات وهي تستمع لما تصدمهم به الصغيرة في كل لحظة ، في البدء صدمة حكيم أبوها والآن ميرنا ههههههههه يا عمري أكيد هنالك شيء غلط لكن الإحساس الذي نبض بقلب ميرنا حين سمعتها يدخل الشك للعقل فمن تكون ميسون يا ترى ؟؟؟ أحقا ابنة ميرنا وحكيم ولو كانت كذلك كيف حدث هذاااااااا وماذا ستكون ردة فعلهم بعد الصدمة ؟ …
كل هذا سنتابعه في الفصل 29 ومع أحداث جديدة من روايتكم الحبيبة "عن عشقك لن أتوب"


يتبع …..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-02-17, 08:29 PM   #576

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo

[read]
[
align=center]هُنا يليقُ بعضُ العزاء -
فقد ضاعَت تلكَ الأماني في ليالِ الغرباءِ عن أوطانهِم مثلي ،
أماني باهتة تائهة بينَ دُروبِ الاحتواءِ الناقص ،
حيثُ لم يعُد في طاقةِ الفقدِ أدنى حيلة لمُقاومةِ طيفكِ المحشُوِّ في عُمق الذاكرة …
أين المهربُ ؟؟؟؟؟؟؟
من حصَار نظراتكِ الشَّقية
ووجهُكِ المصلُوب على أكنافِ القلبِ
جاثمٌ كلعنةٍ حكمت عليَّ بالتحديقِ في الشَّتاتِ المُتراكمِ عندَ حوافِّ البأس ؛
لقد أهلكتِ هذا الظنَّ الماكرِ المُدلهَ فيكِ وتوغلتِ في الشَّجو حدَّ الانشطار ،
بقلبكِ المتين استبحتِ عبرَاتِ الشَّجن لتُقايضي شوقِي بحفنةٍ من الأحلام الواهية ،
جعلتنِي مُتورطا فيكِ مُتوغلا في وحلِ العشقِ
الذي امتدَّ ليملأ جُدران أفكاري بالشكوك لعلهُ يسلمُ من معرَّة الغيابِ المُضني ،
ويطردُ تلك الوُعود التي صُغناها أنا وأنتِ ذات ليلةِ سمر بدمٍ بارد ،،
أجل يا شمسَ لياليَّ الآفلة
فوحدكِ من صفعتِ وجهَ الصِّدق لتنتحبَ الشَّكوى وتبكِي العُروق ,,
فما عادت حنايا القلب تطالُ من خُطاها إلا حُطامًا يذروهُ الحُطام ..
وليسَ ثمَّة قشَّة تُعفينا من مغبَّة الوصب ،
فتلك الملامحُ مُغمسَّة بالإخلاص وفيَّة لا تُفارقُ العقل في عتمةِ الظُنون ،
لأن الخذلانَ جُرم يُعاقبُ عليهِ قانونُ صبري ؛
ومع كلِّ هذا وذاك [ما أنتِ بمُدركة] ..!! "
[/align]
[/read]


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 27-02-17, 09:13 PM   #577

هوس الحلم

? العضوٌ??? » 365831
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هوس الحلم is on a distinguished road
افتراضي

يا ويلتاه ميسوووووووون ابنة ميرناااااااااااااااااا و حكييييييييييييييييييييييي يييييييم غير معقول

:s mailes102::sma iles102::smail es102:



هوس الحلم غير متواجد حالياً  
قديم 28-02-17, 11:26 AM   #578

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جامد و غامض و مليان اسرار بيفكرنى بجراب الحاوى كل مايمد ايده يطلع بلاوى
فى انتظار الفصل 29 على احر من الجمر ياكونتيسة نسرينا.. دمتى لنا بخير


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 06-03-17, 06:00 PM   #579

همس الطرقات

? العضوٌ??? » 376930
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » همس الطرقات is on a distinguished road
افتراضي

هلا بالكاتبة القديرة نسرينا يشرفني ان اخبرك أنك تربعت على عرش الابداع من باب بسيط مكنك من أخذ تلك المكانة وهي الإحساس المرهف صدق المشاعر تتغلغل في حشا الروح فتخلق بسهولة قيمتها لدينا ههه طبعا لن تعرفي من أكون لكنني معجبة وفية برواياتك من عهد السارقة الى عن عشقك لن أتوب قنبلة الموسم فعلا نشكرك أهديتنا رواية خطيرة تستحق المتابعة والتشجيع كانت معك معجبة مخلصة لقلمك الماسي أختك في الله حفصة

همس الطرقات غير متواجد حالياً  
قديم 12-03-17, 01:37 AM   #580

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
[read]
[
align=center]هُنا يليقُ بعضُ العزاء -
فقد ضاعَت تلكَ الأماني في ليالِ الغرباءِ عن أوطانهِم مثلي ،
أماني باهتة تائهة بينَ دُروبِ الاحتواءِ الناقص ،
حيثُ لم يعُد في طاقةِ الفقدِ أدنى حيلة لمُقاومةِ طيفكِ المحشُوِّ في عُمق الذاكرة …
أين المهربُ ؟؟؟؟؟؟؟
من حصَار نظراتكِ الشَّقية
ووجهُكِ المصلُوب على أكنافِ القلبِ
جاثمٌ كلعنةٍ حكمت عليَّ بالتحديقِ في الشَّتاتِ المُتراكمِ عندَ حوافِّ البأس ؛
لقد أهلكتِ هذا الظنَّ الماكرِ المُدلهَ فيكِ وتوغلتِ في الشَّجو حدَّ الانشطار ،
بقلبكِ المتين استبحتِ عبرَاتِ الشَّجن لتُقايضي شوقِي بحفنةٍ من الأحلام الواهية ،
جعلتنِي مُتورطا فيكِ مُتوغلا في وحلِ العشقِ
الذي امتدَّ ليملأ جُدران أفكاري بالشكوك لعلهُ يسلمُ من معرَّة الغيابِ المُضني ،
ويطردُ تلك الوُعود التي صُغناها أنا وأنتِ ذات ليلةِ سمر بدمٍ بارد ،،
أجل يا شمسَ لياليَّ الآفلة
فوحدكِ من صفعتِ وجهَ الصِّدق لتنتحبَ الشَّكوى وتبكِي العُروق ,,
فما عادت حنايا القلب تطالُ من خُطاها إلا حُطامًا يذروهُ الحُطام ..
وليسَ ثمَّة قشَّة تُعفينا من مغبَّة الوصب ،
فتلك الملامحُ مُغمسَّة بالإخلاص وفيَّة لا تُفارقُ العقل في عتمةِ الظُنون ،
لأن الخذلانَ جُرم يُعاقبُ عليهِ قانونُ صبري ؛
ومع كلِّ هذا وذاك [ما أنتِ بمُدركة] ..!! "
[/align]
[/read]



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.