آخر 10 مشاركات
رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-17, 01:38 AM   #581

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوس الحلم مشاهدة المشاركة
يا ويلتاه ميسوووووووون ابنة ميرناااااااااااااااااا و حكييييييييييييييييييييييي يييييييم غير معقول

:s mailes102::sma iles102::smail es102:

انتظري حتى تشوفي الصاعقة بأكملها حبي هههه نورتِ




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-17, 01:40 AM   #582

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
فصل جامد و غامض و مليان اسرار بيفكرنى بجراب الحاوى كل مايمد ايده يطلع بلاوى
فى انتظار الفصل 29 على احر من الجمر ياكونتيسة نسرينا.. دمتى لنا بخير
هلا فيك حبيبتي موضى فرحت انو الفصل عجبك وفعلا كله أسرار وغموض طالما أعجبتكِ هذا أحلى ما يمكنني أن أتمناه قراءة موفقة للفصل المقبل تحياتي لكِ


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-17, 01:41 AM   #583

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الطرقات مشاهدة المشاركة
هلا بالكاتبة القديرة نسرينا يشرفني ان اخبرك أنك تربعت على عرش الابداع من باب بسيط مكنك من أخذ تلك المكانة وهي الإحساس المرهف صدق المشاعر تتغلغل في حشا الروح فتخلق بسهولة قيمتها لدينا ههه طبعا لن تعرفي من أكون لكنني معجبة وفية برواياتك من عهد السارقة الى عن عشقك لن أتوب قنبلة الموسم فعلا نشكرك أهديتنا رواية خطيرة تستحق المتابعة والتشجيع كانت معك معجبة مخلصة لقلمك الماسي أختك في الله حفصة
أهلا بكي اختي همس نورتي الصفحة طببعا والمنتدى كله ويشرفني متابعتك معي ايضا هنا صدقا لم أعرفك لكنني موقنة أنك من فانز العاشقات اللاتائبات وهذا يسعدني بحق ، أتمنى لك متابعة طيب ويارب يعجبك الفصل


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-17, 02:10 AM   #584

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 29
"طفلتِي ؛ نبضِي وقطعة من رُوحي ودمِي ووجداني ، يا نُورا أتى ليزينَ حياتي ، ويسقيني من فيضِ الأمل ما يُسقط الذنوب عن كاهلي ، أنتِ يا وردة من جنانِ الجنة الغناء ، كيف سقطتِ على حياتي هل من كوكبِ الجنون ، أم من حالة عشقِيَّة فاقت حدود الواقع ، من أين أتيتِ لتمسَحي على خدي دمعَ الأسى ، هل أنتِ حقا مني ، هل أهدتكِ الأقدار لي لتغدقيني في مُروجِ الفرحة وتُبعديني عن مدائن الأحزان… أواه لو كنتِ طفلتي فهذا يعني أنني قد لامستُ شغاف السعادة وما عادتِ الأوجاع ستقتحم حُصوني ، لأنني سأعيش بكِ ولكِ ومن أجلكِ يا ميسونتي الحبيبة"
ميسون(قبلت خدَّ ميرنا بحنان وأردفت):- أحبكِ … ماما !!!!!!!!!
ميرنا(شهقت بعدم فهم وبرجفة سرت بكل سائر جسدها):- م .. ماذا ؟
حكيم(حرك رأسه يمنة ويسرة وهو يرمش محاولا استيعاب ما يدور حوله من صدمات):- يا إلهي هل هذه تتحدث بجدية هل هذه ابنتي أنا وميرنااااا غير ممكن لالا أكييييد أنا أحلم ؟؟؟؟
وائل(همس أيضا بضيق واختناق وهو يفتح فاهه من الصدمة):- غير معقوووووول غير معقووول يستحيل أن تكون هذه الطفلة ابنتهماااااا هه أكيد هنالك شيء خاطئ
ميار(بصدمة أيضا تناقل بعينه لحكيم وميرنا وللصغيرة بالأخير):- بابا .. ماما .. ههه يا حبيبي !!
هنا جوزيت دمعت عيناها بتأثر عميق مستبعدة الفكرة من بالها أيضا ، أما لورينا فقد انهارت على الأرض باكية وهي تشعر وكأن الدنيا كلها تخلت عنها لحظتها ، بينما ناريانا ظلت تشهق وهي ترى تلك الومضات ما بين ميسون وميرنا التي نظرت للطفلة وكأن شيئا مفقوداااا عاد إليهااااااا ، لقد شعرت بها لمدى بعيد لكن آخر كلمة جعلتها تصعق وتسافر لعالم آخر بعيد بعيد جدا عن الواقع المريب الذي يدور حولها …" أحبكِ … ماما " الكلمة لوحدها كانت هلاك لذلك ما قطع رهبة هذه اللحظة الاستثنائية هو الكلمة الموالية لميسون التي أظن أنها أشفقت عليهم من صدمتها القاتلة …
ميسون(نظرت حولها لوجوههم الجامدة لتكمل):- يعني .. أحبكِ مثل ماما التي بخيالي
لورينا(هنا فتحت فمها ونهضت وهي تستجمع نفسها):- ميسون متعودة أن تنادي أي شخص تحبه بكلمة ماما ، لذلك أحم هي … أحبَّت ميرنا ، .. أ ميسون ألم تشتاقي لي ؟
ميسون(لاعبت خصلة ميرنا بشرود حنون وبدون أن تلتفت للورينا أجابت بجمود):- أنا لا أحبكِ أنتِ
تصرخين دوما وتضربينني
حكيم(بعدم تصديق):- تضربيننننننها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لورينا(هزت رأسها بنفي):- لالا أقسم كانت مرة و…
حكيم(هنا شعر بغضب الدنيا يشمله لذلك أمسك ذراع لورينا وغرس قبضته فيها ودفعها خارج الحديقة):- الآن ستشرحين لي ما الذي يحدث ……وإياكِ إياكِ وأن تتلاعبي معي أسمعتني ؟؟؟؟؟؟؟
لورينا(هزت رأسها وهي تنجرف معها بعيدا عنه خارج الحديقة):- أنت تؤلمني تمهل سوف أخبرك بكل شيء ههفف اهئ منك لله يا أمي منكِ لله …
ميار(زفر بعمق وهو يتقدم صوبهما):- تمام فهمنا أنكِ لطيفة بهذا القدر ، لكن ألا يستحق عمو ميار عناقا ترحيبيا لما يعني ميرنااااا هاه ؟؟؟
ميسون(أمسكت بيد ميرنا ونظرت إليه بنظرة ساكنة):- أحببتها هي
ميار(انحنى لمستواها وبخفة أمسك يد ميرنا الباردة جدا):- امممم هنيئا لها بكِ إذن ..
ميرنا(رفعت عينيها بضياع إليه):- هه.. أ…
ميسون(ابتسمت ونظرت ليده):- هل أنت أخوها ؟
ميار(جذب يده ووضعها على ركبته وهو يتأملها):- لاء لكنني شخص قريب ..ما رأيكِ لو نأكل سوية بعض البوظة هي في الثلاجة وبكل النكهات ؟
ميسون(أزالت يدها من يد ميرنا وهزت رأسها له):- موافقة ..لكنني أحب نكهة الفستق متوفرة لديكم صح ؟
ميار(أشار لها ناحية المطبخ وهو يحول عينيه بعدم تصديق):- يعني حتى لو لم تكن كذلك أظنني سأبتاعها لكِ شخصيا ..
ميسون(نظرت إليه وهي تسير بهدوء):- لما كانت تبكي ؟
ميار(سؤال بمحله):- لأنها أحبَّتكِ أيضا
ميسون(ضحكت برفق):- وأنا …
ميار(التفت ووجد وائل متقدما نحوها):-آه يا ربي .. راقبها جيدا إنها ليست بخير
وائل(تقدم بعد أن تمالك أعصابه وانحنى القرفصاء إليها):- ميرنااااا ..
ميرنا(ظلت جالسة على الأرض وهي تنظر للفراغ):- هنالك شيء غير مفهوم ..
وائل(يحاول تخفيف وطأة الصدمة عليه وعليها):- انهضي معي ، سوف يشرح لنا حكيم كل شيء بعد أن يكلم لورينا من الواضح أنها تخفي عنه أسرارا كثيرة ..
ميرنا(بدموع متحجرة بمقلتيها):- لقد نادتني ماما … أتعلم بما شعرت ؟
وائل(مسح على يدها وقبَّلها بدعم):- بيبي .. إنها طفلة ووارد جدا أن تقول أي شيء يلج عقلها
ميرنا(حركت رأسها بصداع):- أشعر وكأنه سيغمى علي ..
وائل(نظر خلفه):- ناريانا لو سمحتِ كوب ماء … ناريانااااا ؟
ناريانا(استيقظت من حلم اليقظة الذي كان بين عينيها ومسحت دمعها):- أ.. على الفور .. جوزي جوزيت هل أنتِ بخير ؟
جوزيت(عقدت حاجبيها وزورت ميرنا بنظرة مبهمة قبل أن تنفض نفسها وتلحق بميار إلى المطبخ أمامها):- بخير ..
وائل(أمسكها برفق وجذبها خلفه وأجلسها على الكنبة وهو يمسح على شعرها ووجهها):- حبيبتي لا تجعليني أقلق عليكِ … أخبرتكِ
ميرنا(نظرت من النافذة للحديقة وعقدت حاجبيها):- يجب أن أفهم وأعرف ، هنالك شيء غريب في تلك الطفلة وما شعرت به كان …
وائل(تحركت حنجرته بثقل):- ميرنااااا .. عليكِ أن تستجمعي نفسكِ فتلك الفتاة ابنة حكيم
ميرنا(ظلت تحدق في حكيم خارجا وهو يشير بيديه ويظهر أنه على آخره):- لقد كذب علي ..
وائل(نظر إلى انتفاضتها):- مهلا مهلا ميرنااااااااا ..توقفي ميرنااااا
ميرنا(ركضت إلى الخارج وهي لا ترى الدنيا حولها):- أنت أقذر إنسان عرفته أيها الكاذب المخادع
حكيم(مسح على رأسه واستقبل ثورتها التي لن تنتهي على خير):- ميرنا اسمعيني ميرنا أنا بدوري مصدوم ..
ميرنا: لا تتفوه بحرف لقد خدعتني وكذبت علي ، لمااااااذاااا أجبني لما فعلت ذلك وما ذنب تلك الطفلة أن تكون ابنتكماااااااا هاه ؟
حكيم(نظر للورينا التي ولتهم ظهرها وهي تبكي):- وائل لو سمحت خذها من هنا ..
وائل(كان ممسكا بكتفيها):- ميرنا دعينا نهدأ الأمور لا تحل بهذه الطريقة
ميرنا(أشارت لحكيم ومن بين أسنانها نطقت):- صدقني …. هذه آخر مرة سوف نتكلم فيها
حكيم(تأفف وهو يزفر عميقا يناظرها وهي تدك الأرض دكا بعصبية عائدة للداخل):- والآن لورين .. هل ستتكلمين أم ماذا ؟؟
لورينا(التفتت إليه ومسحت دموعها):- عليك أن تجلس أولا جرحك ما يز…
حكيم(أمسكها من ذراعها وجذبها خلفه ورمى بها فوق كرسي الحديقة):- انطقي …
لورينا(في سرها):- يا إلهي هذا شكله على أوج الغضب يتربع ، كيف سأخبره أكيد موتي على يديه اليوم ماذا أفعل ماذا أفعل ….
حكيم(ظل يتحرك بعصبية وهو ينظر للقصر غير مصدق أنه يملك طفلة):- من أين جاءت تلك الطفلة ، أنا وأنتِ لم يحصل بيننا شيء وأذكر ذلك جيدااااا … ثم قبل 7 سنوات كنت قد تخلصت منكِ ومن أمكِ الشؤم ، إذذذذذذذذذذذن من أين جاءت الفتاة وكيف تكووووون ابنتي …. إلا إذا كنتِ تكذبين وتلعبين علي ، أجيبيني هل تلعبين معي لن أغضب لورين لن أؤذيكِ فقط كوني صريحة معي ، تلك الطفلة ليست ابنتي صح ؟؟؟ أجيبيني بالله عليكِ بقيمة الحب الذي تكنينه لي ردي علي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لورينا(سحبت أنفاسها وهي تشهق):- إنها ابنتك ، إن لم تصدقني هنالك تحليل دي إن إي يمكنك تحديد نسبها لك بهذه الطريقة ولن تجد في كلامي أدنى خطأ …
حكيم(ضرب برجله صخرة كانت على الأرض وأمسك لورينا من عنقها بقبضته):- أنظري إلي جيداااا هل يظهر لكِ أنني جاهز لمزاحكِ الثقيييييييييييل ؟
لورينا(قاومت قبضته وهي تحاول أن تنفذ):- حكيم أنت تخنقني ، أكح حكيييييييييم أنا لم أفعل شيئا لم أفعل شيئا كله من تخطيييييييييييييط أمي ..
حكيم(هنا جحظ عينيه الدمويتين وأفلتها وهو منحني لوجهها يجذب شعرها بقوة جعلتها تتأوه من الألم):- إن كان هنالك ذرة كذب في حديثكِ المقبل ، إن شعرت فقط بأنكِ تتلاعبين بي أقسم بأنكِ سترين حكيما آخر أمامك .. فاتقي شري وتكلمييييييييييييي ….
لورينا(بانهيار دلكت عنقها وهي تلتقط أنفاسها المختنقة):- بدأ كل شيء بعد ذهابك وتخليك عني .. أو لنقل عنا معا فقد عانت أمي كثيرا من بعد فراقك لدرجة أنها فقدت صوابها بالمعقول وعاقبتني لدرجة القتل ولكنها ندمت ، ندمت بعد فوات الأوان ..
حكيم(زفر عميقا وأشار لها):- تجاااااااوزي علاقتكِ المختلة عقليا بأمكِ وآتني بالمفيد …
لورينا(بعيون ضبابية تذكرت تلك الحقبة):- أمي أصيبت بعدك بالهوس بالجنون لم تعد مثلما كانت ، أصبحت عنيفة أكثر من السابق ولم تكن تجد أمامها سوى أنا لتفرغ غضبها ، ضربتني عذبتني حبستني في القبو لدرجة أنها علقتني بقيود حديدية لخمسة عشرة يوما ، أتصدق ذلك كنت أصرخ فيها أحاول أن أذكرها أنني ابنتها لكنها كانت تلومني مرارا وتكرارا أنني السبب في ذهابك …. صبرت وتحملت مجبرة على تلك المعيشة مثل اللقيطة بدون حسيب ولا رقيب ، بدون أكل أو شرب سليم فقد كانت تطعمني فتات أكلها وماء عفنا أصابني بمغص معوي أتلف معدتي وهنا بدأت المعاناة حين بدأت أتألم وأصابتني الحمى ولا حياة لمن تنادي … كانت هنالك الخادمة ريتا والتي يصدف أنها … أ.. هي مربية مسيون حاليا
حكيم(أشار لها وهو يدير سبابته):- تابعي تابعي …. تااااااااااااااابعي واختصري
لورينا:- أعلم أنك لا تهتم لأمري حتى لو سمعت عن معاناتي بعد رحيلك ، أنت لا تهتم
حكيم(بلؤم):- ولن أهتم أتعلمين لماذا لأنكِ وأمكِ جرثومتين تستحقان الحرق .. والدليل جالس في الداخل طفلة من صلبي لا أعرف عنها شيئاااااااااااا
لورينا(اهتزت من صراخه وفركت يديها وهي تنظر للأرض):- ريتا هي التي أسعفتني وساعدتني لكي أهرب من مخالب أمي أو هكذا كنت أظن ، المهم أخذتني للمستشفى ، قاموا باللازم وأدخلوني في استجواب لأن دلائل التعذيب كانت بارزة على جسمي بشكل واضح … اعتقدوا أنني تعرضت للتعنيف لذلك فتحوا محضرا لأجلي ولكن المحضر أقفل في حينه وساعته وأحرق في المزبلة ، بينما أخرجوني من هناك وتركوني في الشارع وطبعا هنا يتضح أن أمي الحبيبة كان لها يد في معاقبتي بطريقتها القاسية التي تجيدها دوما … بقيت في الخارج إلى أين أذهب هل أعود إليها أكيد سوف تزيد الطين بلة ومش بعيد تقتلني هذه المرة ماذا أفعل ، احترت كثيرا وتذكرت صديقا لي كان يدعى رُويْ لجأت إليه واستقبلني المسكين لأزيد من أسبوع إلى أن وجدوه ميتا في أحد الأزقة المهجورة جراء جرعة مخدرات زائدة مع العلم أنه لم يكن مدمنا قط ..
حكيم(رمش بعينيه):- بركات أمكِ الطيبة … تابعي
لورينا:- بعد وفاة رُوي كان علي إفراغ الشقة لأصحابها فقد كان مستأجرا ولم يكن لدي المال الكافي لكي أدفع ثمن الإيجار ، لذلك غادرت بعد أن استعدت عافيتي وبدأت أفكر بما علي فعله لجأت لوكالة تصميمات كنت أعرف صاحبها جيدا فقد كان أستاذي في المعهد .. كان يشيد بموهبتي لذلك طلب مني بعد التصميمات وبيعها له مقابل المال ، لكنني رفضت في البداية فذلك عملي وأنا لا أسمح بأن يسرقه مني أحد أو يُنسب إليه لذلك قرر أن يعطيني فرصة لإثبات ذاتي هكذا ظننت في البداية ، إلى أن صدمني بحقيقة بشعة أن الثقة العمياء تفسد صاحبها ، مع الأسف تعرضت للخداع والخيانة بحيث تمت دعوتي لعرض أزياء بتصاميمي تحت اسم صاحب الوكالة شخصياااااا … هنا وقعت في صدمة كبيرة اتهمته بالسرقة صرخت بوجهه انهرت ولكن تم طردي ولم أستطع إثبات شيء عليه ، رموني خارج الوكالة مع بعض المال استأجرت به غرفة في فندق صغير وحاولت الوصول إليك ولكن ذلك كان مثل طلب النجوم في عز النهار ..
حكيم(هنا رمقها بنظرة غريبة):- لم تتركوا لي أي مجال للتواصل معكم لورينا ، كانت حياتي وقتها صعبة ولو فتحت لكم الطريق لما تخلصت منكم .. عذرا ما حصل لكِ كانت أمكِ سببه ولست أنا
لورينا(هدرت فيه بغيظ):- بل أنت ، كل لحظة مرت من عمري كانت شوقا مسموما يقطع فيني .. حاولت نسيانك حاولت العودة لطريق الإدمان فقط لكي أتخلص منك ولكنني تراجعت لأنني وعدتك .. ضاقت الحياة علي ووجدت نفسي في الشارع أمي أغلقت كل الأبواب في وجهي فقط لأعود إليها ذليلة ولكنني ما عدت ، أبيت الانصياع لها وبقيت في قبضة المجهول ليال طويلة إلى أن …
حكيم(بتوجس):- أن ماذا ؟؟؟؟؟
لورينا(ببكاء تلمست ذراعيها وكأنها تود نزعهما من محلهما ورمت بوجهها بين يديها):- في إحدى الليالي الماطرة كان الجو مكفهرا جدا ، من شدة سوئه لم أعرف إلى أين أمضي فلجأت لحانة قصية ولم أعرف أنني سأجلب على نفسي وبال الويلات ، فررت من هناك بعد أن تعرضت للتحرش العلني وهربت من درب لآخر إلى أن وصلت لطريق مسدود تعرض لي فيه عدة منحرفين وأخذوني بالقوة إلى وكرهم واغتصبوني بشكل وحشي لليلة كاملة …
حكيم(شهق من الوجع وهو ينحني لمستواها بعدم تصديق):- لوري .. لوري أنظري إلي لم يحدث لكِ هذااااا هااااه ؟
لورينا(رفعت عينيها الكسيرة ونظرت إليه باحتياج):- كنت أفكر فيك طوال ساعات التعذيب تلك ، كنت أنت بصيص الأمل كنت أظنك ستأتي لتنقذني منهم ، لطالما دافعت عني لكنني لم تأتي وهم لم يتوقفوا وساعات الوجع طالت وطالت إلى أن رموني في مكب قمامة كقذارة الحيوانات بلا حول ولا قوة ….
حكيم(مسح دموعها بعطف وأحنى حاجبيه والألم يعتصره):- أتعلمين من هم أو موقعهم ، سأقتص لكِ منهم الآن ولو كانوا تحت سابع أرض سأخرجهم
لورينا:- ههه لا تتعب نفسك أمي لا تترك خلفها الدلائل ، لقد قامت بقتلهم جميعا بعد أن نالت ما أرادته ألا وهي عودتي إليها مثل الكلبة … عدت يا حكيم وبكامل إرادتي فقد ضاق بي العالم ولم أجد سوى جحيمها ملاذا لي من هذا العالم الموحش
حكيم(نهض منتفضا بحرقة):- أي أم هذه ، لالا بل أي وحش آدمي هي … لم أرى شرا في حياتي كيف تفعل بابنتها هذااااااااا ؟؟؟؟؟؟
لورينا(زمت شفتيها بغبن):- لقد دفعت ضريبة رحيلك حكيم .. ووجع فراقك كان أشد وطأة مما فعلته بي أمي في تلك الفترة ، لقد تأذى رحمي جراء ذلك الاغتصاب وهنا كان عليها تعويضي لأنني ظللت أصرخ في أنها المذنبة لأيام طويلة .. كنت أحلم بطفل منك لكنك حرمتني حتى من أحلامي
حكيم(هنا ركز معها أكثر وهو يجلس قربها على الكرسي):- وماذا بعد ؟
لورينا:- أخذتني لأجري فحوصات شاملة وشخَّص الأطبة حالتي على أنني ما عدت قادرة على الإنجاب ، ولحظتها فقط شعرت بأنها قامت بفعل شنيع تجاهي وللتكفير عنه …
حكيم:- هل سأسحب الكلام من فمكِ انطقي لقد هلكتِ أمي ….
~ لورينا تتذكر قبل 8 سنوات ~
كانت ليندا جالسة على الكرسي واضعة رجلا على أخرى ويدها متكئة بها على الدعامة ، تنظر ببرودة دم إلى لورينا وهي بفراشها تتلوى ألما وتمسك على بطنها الذي شعرت وكأن به سكاكين تمزقها دونما رحمة ، إلى أن قدمت ريتا بحبوب المسكن وأعطتها لتشربها وترتاح ..
لورينا(أمسكت الحبة بلؤم):- أنتِ لا تريني وجهكِ أيتها الغبية ، تتواطئين مع أمي هاااااه ؟
ريتا(بحرج أنزلت رأسها):- أنا عبد مأمور ..
ليندا:- اذهبي لعملكِ أنتِ ..
ريتا(زورتها بقلة حيلة):- ست ليندا أيمكنني الخروج لساعتين سألتقي بزوجي لنأخذ صغيرتنا للمشفى إنها تعاني من مغص جراء آلام ظهور سنها الأولى
ليندا(نظرت لبكاء لورينا لحظتها):- كم عمر ابنتكِ الآن يا ريتا ؟
ريتا:- تقريبا خمسة أشهر
ليندا(بتفكير):- أممم يمكنكِ الذهاب ريتا ودعي السائق يوصلكِ
ريتا:- عن إذنكم
لورينا(تكورت في فراشها):- أريد البقاء وحدي .. اجمعي شياطين أفكاركِ وغادري
ليندا:- أتريدين طفلا ؟
لورينا(نهضت وهي تنتف شعرها):- أترغبين بأن تخرجيني عن طوري ، ربما تودين رؤيتي في مصح عقلي لترتاحي مني أليس كذلك مااااااااااااااما ؟؟؟
ليندا(ببرودة):- ما ذكرتِه ليس إجابة لسؤالي
لورينا:- كيف سأنجب كيف سأنجب وأولئك الحيوانات الذين بعثتهم ليغتصبونني جعلوني عقيمااااا ..
ليندا:- ت ت ت ليس هم .. بل أنتِ وتمردكِ علي ، عصيانكِ لأوامري وضعكِ في ذلك المأزق وما حصل لكِ نتيجة فراركِ من قبضتي أنا فقط عاقبتكِ
لورينا(هزت رأسها ببكاء):- يستحيل أن تكوني بشراااا ، أنتِ شيطااااااااانة
ليندا(تنهدت وهي تنهض من محلها متوجهة صوبها بخيلاء):- لكنني شيطانة لطيفة … أقري بذلك فها أنا ذا أهبكِ فرصة العمر لكي تصبحي أما
لورينا(بعدم فهم التصقت بحائط السرير وهي تضم ركبتيها):- وكيف ذلك ؟
ليندا:- الغبية التي خرجت من هنا قبل قليل تستطيع المساعدة … سأهبكِ طفلا من حكيم
لورينا(هنا برقت عيناها باهتمام):- هه حكيم يستحيل أن يقع في هذا المأزق ، لقد رأيتِ حاولت أن أغويه حاولت أن أنومه أن أجعله يثمل لكي يقضي معي ولو ليلة واحدة ولكنه كان حريصا وتجنب كل محاولاتنا بجسارة
ليندا:- وأنا أصلا لن أسمح لكِ بأن تعاشريه …
لورينا:- ألا تخجلي من نفسكِ أمي ، أنتِ بهذا العمر وتعشقين واحدا بعمري ؟
ليندا(اهتزت عيناها وهي تجلس على طرف السرير):- الحب لا يعرف العمر … هو يطرق أبواب القلب في كل وقت وحكيم الراجي هو الرجل الذي أريده .. لكن بما أنه عصي ومن المحال إغراؤه سنجعله يصبح أبا حتى دون أن يعرف ذلك …
لورينا:- وكيف سيحدث هذااا في الأحلام أم عبر القمر الاصطناعي … لقد عاد لوطنه هللو ؟؟؟؟
ليندا:- حتى لو كان في كوكب آخر ، سأطال منه ما أريد
لورينا(بتشتت):- تمام تمام لنقل أننا وصلنا لحكيم من المرأة التي ستجعلينها تغويه ؟؟؟
ليندا:- ومن ذكر حس امرأة من أصله … نحن سنأخذ منه ما نحتاجه وسنزرعه في ريتا
لورينا(بفزع):- كيف … هل ستجعلين ريتا تحمل من حكيم ؟
ليندا:- تقنيا لا .. ريتا ستكون الأم الحاضنة لأنني أخطط لشيء أبعد بكثييييييير ..
لورينا:- مثل ماذا ؟
ليندا:- مثل الفتاة التي يحب … أريد أن أحضر طفلا منهما هما الاثنين وريتا ستكون الأم الحاضنة
لورينا(هنا نهضت لتكسر كل ما وصلته يدها تحت برودة ليندا):- هل ترغبين بأن تجلطيني ماما ، أتريدين بأن تحضري طفلة من حكيم وحبيبته الغبية … لو فعلتها سأقتل نفسي …
ليندا:- اهدئي .. هذه الطفلة التي سنحضرها ستكون ورقتنا الرابحة للضغط على حكيم ، سنجعله يعود إلينا رغما عنه حين يعرف بأمر ابنته
لورينا:- يستحيل أن يوافق حكيم ، سيأخذ ابنته ويهجرنااااااا ولن يتغير شيء
ليندا:- أنا أفكر بتبعات هذا الأمر ، لذلك أخرجي نفسكِ من هذه الديباجة واستعدي فقط لأن تصبحي أما لذلك الطفل الذي سيولد
لورينا(أشارت لها وهي تجثو أرضا عند ركبتي ليندا):- أنا غير مقتنعة ، لست موافقة هذا الأمر خطير ولو عرف حكيم أننا تلاعبنا به وبتلك الغبية سوف يقتلنا من شدة غضبه .. لالا أنا لن أتحمل عصبيته إنه يفزعني
ليندا(أمسكتها من فكها بعنف):- أنا لا أستشيركِ ، بيني وبينه ثأر سآخذه منه بهذه الطريقة .. أنا أريد ذلك الطفل وسأحضره ، ثم لما لا تعتبرينه تعويضا عما تسببت لكِ به ربما سيشفع طفل من صلبه ويزيل غشاوة الغضب المرتسمة على وجهك
لورينا:- النار التي أحرقتني بها لن تطفئها أنهار العالم ، لقد ضحيتِ بابنتكِ وانتقمتِ منه فيني أنا رغم أنه لم يكن لي ذنب فوحدكِ الخائنة المتجبرة بهذه القصة .. لولاكِ لكان الآن معي لظل معي اهئ
ليندا:- ظل معكِ وعقله في أخرى ، ألم تري كيف يحبهاااااا استيقظي من سباتكِ ولا تنهبلي
لورينا:- أنا لا أريد طفلا لا أريد أي شيء ، أريد حكيم وفقط
ليندا:- فات الأوان ، قراري لا رجعة فيه قد طلبت المطلوب وهو قيد الإنجاز
لورينا(بعدم تصديق):- كييييييف ؟
ليندا:- هنالك راقصة تعيش في قصر حكيم وهي عشيقته تدعى شاهيناز ، سنستغل غباءها ومحاولتها في الإنجاب منه لصالحنا
لورينا(عقدت حاجبيها وشردت في الجملة):- هل لديه عشيقة ؟
ليندا:- كانت لديه وما زالت لوقتنا هذا ، لذلك أنا زرعت جاسوسا بقصره ليطلعني على كل الأخبار .. وتعلمين حديث النساء يؤثر في عقل امرأة غبية مثلها لا تفكر سوى بالفراش والإنجاب من فرط عشقها له هي الأخرى تريد أن تبقيه رهينا بها مستغلة مضاجعته لها …
لورينا(اهتزت برفض):- ولما هي … ما الجميل فيهاااااااا ؟؟؟
ليندا:- إنها تملك نفس شعر ميرنا .. وهذا الشبه الطفيف يجعله منتشيا بها حد اللاوعي ..
لورينا(بشرود مسحت دموعها):- لأنه يتخيلها ميرناااااا ….. كم أكره هذه المرأة أريدها أن تموت
ليندا:- لن تموت يا غبية ، بل سنحرق قلبها في الوقت المناسب وهذه بداية خطتي سنخلق ذلك الطفل وهو سيكون وسيلة ضغطنا عليهم في لاحق الأيام .. ثقي بأمك سوف لن أجعل حكيم الراجي في حاله طال الزمن أم قصر ..
لورينا:- لست أفهم فرضا أحضرناه ماذا بعد ؟
ليندا:- ما سيأتي بعد ذلك هو أننا سننتظر ..
لورينا:- ننتظر ماذا بالتحديد ؟
ليندا:- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ وانفضي عنكِ هذا الحال ، ألم تكوني على نية بالعودة لمجال التصميمات أنا مستعدة لأن أفتح لكِ وكالة خاصة بكِ باسمكِ وأظن هذا سيشغلكِ عنه قليلا
لورينا:- افعلي ما تريدين ، الآن أريد النوم أثقلتِ كاهلي بهذا الخبر الصاعق .. هه طفل من حكيم وغريمتي يعني أنتِ تعتقدين أنكِ ستفرقين بينهما بينما سيحصل العكس ذلك الطفل سيجمعهما
ليندا:- أنا أعرف ما أفعل ، ثم ما أنا متأكدة منه أن حكيم لن يجتمع بابنة عمه في الوقت الراهن … إنه مقيد بعدة قيود لا يسعه الفكاك منها …
لورينا(بقلق):- هل تحبسينه هو الآخر ؟؟؟؟؟؟
ليندا:- هه والله أنا لم أفعل شيئا هذه المرة ، الكلمة للأقدار هي التي وضعته في وضع غير حميد لن يتمكن من التخلص منه على الأغلب لعدة سنوات مقبلة ستضمن لنا الوقت الكافي لتربية هذا الطفل على ما نريد نحن
لورينا:- أكيد لا تريدين صنع طفل آلي أمي ؟؟؟؟؟
ليندا:- اممم خيالكِ المريض احتفظي به لنفسك ، ما أفكر فيه أبعد من مستوى تفكيركِ من أصله .. على العموم من الغد سوف تنزلين لاختيار مكتب وكالتكِ الجديدة
لورينا:- بهذه السرعة ؟
ليندا:- طبعا لدي ابنة واحدة سأحرص على أن تتعبني في مجالي المهني بأخبارها المتداولة هنا وهناك .. هيا نامي
لورينا(تقوقعت في فراشها):- أنا أخاف منكِ
ليندا(أطفأت الضوء وهي تقف عند باب الخروج ونظرت إليها بعيون قاتلة):- والخوف مني ضروري لضبط تصرفاتكِ الطائشة … هههه
خرجت وتركتها شاردة الذهن في الفكرة التي طرحتها عليها ، لتتجه نحو غرفتها وتغلق الباب خلفها بالمفتاح وتقترب من منضدة المرآة وتجذب درجها السفلي كي تضغط على زر ما ، وهذا الزر فتح بوابة خفية من أحد جدران غرفتها …. تقدمت صوبه ودخلت بعد أن سحبت سحاب الستارة وأغلقت من خلفها لتدلف لقاعة متوسطة الحجم وتتربع على كرسيها الخاص قبل أن تفتح الحاسوب الحائطي في اتصال مباشر مع أحدهم ….
ليندا:- الخطة ما زالت كما هي عليه ، سنحضر طفلا منهما لكنني أريد هديتي قبل ذلك …
الشخص:- هديتكِ هي أنني سأجعل ابنتكِ أنجح مصممة في إيطاليا ، أظن أن هذا تعويضا عن الخسارة التي تسببتِ لها بها يا ليندا .. لن أنسى ما فعلته بها ولنحمد الله أنها على قيد الحياة
ليندا(تشنجت لكن لم تختفي بسمتها):- إنها ابنتي أيعقل أن أقتل ابنتي … ههه لكن هذا لا يمنع أن أعاقبها بطريقتي التي أجدها مناسبة ، فتلك الأفعى يجب قطع رأسها هذا إن أملت ضبط مزاجها الغادر وأظن أنها لم تجلب ذلك الطبع من بعيد
الشخص:- يفترض أن نركز في نقطة طفل حكيم وميرنا .. متى ستنفذين ؟
ليندا:- حتى أنني أنفذ ، شاهيناز ستمدنا بما نريده دون أن تعي أنها ستقع في مكيدتنا لا تقلق كله مخطط له .. ثم نحن بحاجة لهذا الطفل كورقة ضغط عليهم في المستقبل يعني إذا ما فكروا بالتلاعب هذا الولد سيجعلهم يضعون أسلحتهم أرضا ويطلبون الرحمة …
الشخص:- خطتكِ معقولة تعلمين أن دعمي كله لكِ .. لكن إن حدث وفشلت الخطة سينالك غضب شديد وستشعلين فتيل الحرب بيننا وبينهم
ليندا:- أنت فقط ثق بي ، كل شيء سيسري حسب المخطط لأننا نرغب بإمساك حكيم من يده التي ستؤلمه والطفل سيكون أداتنا لذلك …
الشخص:- ههه هاهاهااا وكأنكِ لا تملكين غاية أخرى فمثلا مثلا ما يسري بدمائك ؟
ليندا:- أنا لست ساحرة ، ولن أكون كذلك أخواتي لست على دراية بهن ولا أريد أصلا أن أقحمهن في حياتي لأنهن أساسا لا يعلمن بأمري ولن يعلموا
الشخص:- آه أيتها اللعوب دوما ما تخططين لكل شيء ، لكنني أحفظكِ عن ظهر قلب أنتِ ترغبين بدماء راجية خالصة وهذا ما سيثمر في مشروعكِ المقبل
ليندا:- يعجبني تفكيرك .. لكن لا تحسبني مغرورة أو من ذا القبيل أنا امرأة تعرف قيمة المُعطى وما سآخذه من تلك الدماء سيضمن لي استمرارية التوهج للأبد ..
الشخص:- على العموم خزعبلات الساحرات خاصتكن لا أطيقها ، ولا أرغب أصلا بالخوض فيها ما أود التأكيد عليه هو عملنا يا ليندا لا تخيبي ظني … أنا لا أدعمكِ في مهنتكِ لكي تجعليني عرضة للتساؤلات تمام ؟
ليندا:- لا تنس أنني أيضا جعلتك ذو قيمة علنية في إيطاليا ، يعني واحدة لقاء أخرى
الشخص:- أنتِ هي من قال عنها الدهر ، ثق في من علمك درسا وليس من علمته .. تتفوقين يا ليندا لكن مهما بلغتِ تأتين إلي وتقفي ..
ليندا:- هففف عدنا للخزعبلات دعني الآن لدي اتصالات مهمة ، علي أن ننجز ما اتفقنا عليه في أسرع وقت
أقفلت الخط معه على الحاسوب وأغلقته وهي تهتز بكرسيها الهزاز ، ثم فعَّلت اتصالا للوطن لتسأل ما إذا كان الأمر مع شاهيناز قد تم وبالفعل كان ذلك الجزء سينفذ في الوقت المحدد ….
مرت الأيام وفي إحدى الليالي بقصر حكيم
كان يتجرع من قنينة المشروب وعيناه تلتصقان بالزوايا في غرفتها الخاصة ، صورها التي يجمعها منذ أن غادر منزلهم كل يوم يضيف إليها أخرى لتصبح تلك الغرفة مستودع عصفورته الخاص ، هذه المرة أخذ صورة التخرج من الجامعة ووضعها على الحائط وشرع يتأملها وهو في حالة ثمالة تامة
حكيم:- امممم عصفورتي يا عصفورتي أين أنتِ يا عصفورتي لتري حال حكيمكِ كيف هوووو ، هااااا يا كبدي أما اشتقتِ لي مثلما أحترق شوقا إليكِ … رأيتكِ اليوم رأيت ابتسامتكِ أنتِ وصحبتكِ وكم كنتِ مشرقة بدوتِ مثل الملاك ، ههه كنت سآتي إليكِ ولكنهم لم يتركوني وشأني ، حبسوني وأبعدوني أساسا جعلوني أراكِ فقط لأكف عن التذمر أتفهمينني … عصفورتي الحلوة يا قلبا أثلج صدري بصقيع الفراق ضميني ضميني ضميني لأشتم عطركِ … هيا ضميني يا كبدي أنااااا ههه
شاهيناز(أتته بفستانها العاري وهي تتمايل):- تعال معي وسوف أضمك لصدري حتى الصباح
حكيم(نهض منفعلا والثمالة قد أفقدته كل التركيز):- هوووه لما دخلتِ هنا ، ممنوع ممنوع على أي أحد ههه أي أحد الدخول إلى هنا ممنوع علفيه لأنه لأن هذا المكان هو بلاط الملكة ملكتي ملكتي أناااااااا …
شاهيناز(زفرت عميقا وهي تنظر لصور ميرنا وجذبته من هنالك بتأفف):- إن تماديت ستجبرني على حرق المكان بما فيه ، أ.. هه تعال حبيبي جهزت لك فراشك دعني أصطحبك هيا …
حكيم(أخذ يسير معها في الرواق وهو يتجرع ما تبقى بالقنينة):- شاهي .. شاهي دعيني أناجي حبيبتي
شاهي(جذبته خلفها لجناحه وأغلقت الباب بعدهما بالمفتاح):- أنا سأنسيك تلك المرأة الليلة ستصبح لي أنا فقط …
حكيم(اندفع على السرير بواسطة يدها وسقطت منه القنينة حتى تدحرجت في غير اتجاه):- ماذا تريدييييييييييييين مني … أنا متعب
شاهيناز(أزالت الرداء وألقته أرضا لتبقى بملابسها الداخلية):- أنظر إلي … ألا أشبهها ؟
حكيم(صغر عينيه فيها وهو يعقد حاجبيه):- تؤ هي غير .. هي لؤلؤتي أنا
شاهيناز(ولته ظهرها وفردت شعرها الذي جعله يجفل وهو يحاول التقاط صورة له بعينيه الكسيرة):- والآن ؟
حكيم(همس بنظرة ضبابية):- ميرنااااااا …
شاهيناز(اقتربت منه وهي تتعطش إليه في كل خطوة):- أجل ميرنا حبيبتك يا حكيمي ، حبيبي
حكيم(أمسكها من ذراعها ورمى بها على صدره وهو يتحسس شعرها):- ميرنااا هذه أنتِ عصفورتي الصغيرة ، أنتِ هاااااه ؟
شاهيناز(امتصت شفته وهي تنظر إليه):- أجل … أنا هي عصفورتك داعبني يا روحي ..
حكيم(دفعها على السرير وعينه في شعرها):- ههه قد أتيتِ إلي صحيح ، سمعتني حبيبتي هه كنت متأكدا أنكِ ستأتين إلي
شاهيناز(ويداها تسبح على صدره وهي ترفع قميصه):- خذني إليك .. خذني لعالمك الساحر
أمسكها بين أحضانه وهو مدله فيها يعتبرها عصفورته الهاربة من قفص الأوهام لتتربع على صدره ، لم يتذكر أي شيء من تلك الليلة طبعا لكن هي تذكرتها وبشكل عميق ، بحيث أخذت ما تريده ووضعته بأنبوب طبي حسب ما أشار عليه الطبيب ومن على بكرة الصباح تحججت بالخروج لسبب معين للاتجاه للطبيب كي تعاين نفسها ، وطبعا كان حكيم ما يزال نائما بعد سهرة الأمس ولذلك انطلقت للطبيب أعطته ما يلزم ووعدها أنه سيتم تلقيحها في الحين واللحظة لعلها تحمل … لكن ما حدث هو أنه استبدل القنينة بأخرى وما حقنها بها كانت لرجل عقيم وكل هذا كي لا تشك بأي شيء ، أعطى الأصلية للممرضة التي خرجت بها للمختبر كي تقوم بتلقيح البويضة قبل زرعها في رحم ريتا … هنا طلب الدكتور من شاهيناز أن تبقى مستلقية على ظهرها حتى يعود إليها وخرج من عندها ليجد فريق الممرضات بانتظاره وبجعبتهم المطلوب … لذلك دخل لغرفة العمليات ..
ريتا(ببكاء تحرك رأسها):- لا تحقنني بها أرجوك يا سيدي الدكتووور ، أنا لا أرغب بأن أكون أما مرة أخرى لقد قتلوا ابنتي قتلوهااااا غدرا اهئ ….
الطبيب:- أنا لا أهتم بوفاة ابنتكِ وزوجكِ سيدة ريتا ، أنا سأؤدي عملي وعليكِ أن تكوني مطيعة
ريتا:- اهئ لا تفعلوااا بي ذلك أنا لا أريد لا أرييييييييييييييييد ..
الطبيب:- خدروها سأقوم بالعملية الآن …
تم المطلوب لحظتها وتم حقنها باللازم ولم تكمل حتى 15 عشرة يوما وظهر عليها الحمل ، هنا جعلتها ليندا طريحة الفراش طوال فترة الولادة إلى أن أنجبت ميسون ، ولحظتها استقبلتها لورينا باستغراب فلم تحرك فيها الصغيرة أدنى شعور ولا حتى ليندا شعرت بالحنان تجاهها بل بالانتصار ..
ليندا:- هههه أرغب برؤية وجه حكيم الآن …
لورينا:- وتلك الغبية أيضا
ليندا:- هههه أرأيتِ كان معي حق حين نفذت مخططي ، الآن أملك ما سيجعل حكيم يطأطئ رأسه لي رغما عن أنفه فقط لينتظر مني الوقت المناسب ..
لورينا:- أمي … لقد لطخنا يدينا بالدماء كي نحصل على هذه الصغيرة
ليندا:- وسألطخها في واد الدماء لو تطلب الأمر … هيا أطلقي عليها اسما كي نسجلها باسم أبيها
لورينا:- هه تسجلينها باسم من هل جننتِ ؟
ليندا:- أجل جننت أرغب بأن تأخذ اسم أبيها والأم ستكونين أنتِ …
لورينا(هنا بكت):- لو تركتني في حالي لكنت أنجبتها بحق …
ليندا(بملل):- عدنا لذات السيرة ، اختاري اسما
لورينا:- ليست ابنتي ولن تكون ابنتي سميها أنتِ أو افعلي ما تريدين …
ريتا(نقطت بتعب الولادة وهي تنظر للصغيرة جوارها):- بما أنني من سيربيها دعوني أسميها ، لو سمحتِ ست ليندا لقد حرمتني من طفلتي ومن أسرتي فلا تحرميني من أن أشعر أن هذه الصغيرة تنتمي لي حتى لو لم تكن ابنتي وكانت ابنة غيري
لورينا(أشفقت عليها):- دعيها ماما .. بلييييز
ليندا:- طيب لنرى ماذا ستقترحين ؟
ريتا(نظرت للطفلة المشرقة كالشمس جوارها وهمست):- … إنها ذات وجه مورد وتستحق اسما جميلا مثلها … سيكون اسمها ميسون … ميسون الحبيبة …
ليندا(تأملت الطفلة بصدر متضخم):- تمام تمام لن ننشغل بهذه القصة أرضعيها وارعيها مثلما يتطلب ، أنا سأعطي أوامر بتسجيل البنت في سجلات الجن الأزرق لو بحث فيها لن يجدها …
ريتا(بشر نظرت لليندا وهي تغادر):- تستطيعين ذلك فأنتِ ربة الشر بعينه
نظرت للصغيرة بين أحضانها وأخذت ترضعها باكية وهي تتذكر ابنتها وكيف ماتت ، أخذت تتذكر واللؤم والبؤس يعتمر صدرها بالمواااااجع ..
~ ريتا تتذكر ~
ليندا:- سوف تنجبين لي طفلا يا ريتا ، هذا أقل ما يمكنكِ تعويضي به لقاء رعايتي لكِ ولأسرتكِ طوال سنوات …
ريتا(برعب من الفكرة):- رودريغو سيطلقني لو حصل هذا الحمل ، ماذا سأقول له أنني أحمل خدمة لسيدتي ؟
ليندا:- وما شأني أنا ، تلك ليست مشكلتي أنا أريد استئجار رحمكِ 9 أشهر ، وبعدها تعطيني الولد وتأخذين نصيبا من المال لقاء ذلك وها أنتِ سعيدة مع أسرتك
ريتا:- أنتِ لا تفهمين سيدتي .. رودريغو شخص صعب إن كان عملي هنا ويشكل لنا مشاكل جمة حين أتأخر أو يصعب علي المرور بالبيت فإنه يخلق لي ألف مشكلة ومشكلة …
ليندا(زفرت بتأفف):- لن أجد أحدا موثوقا غيركِ ، وأساسا رحمكِ خصب وأريدكِ أنتِ
ريتا:- ست ليندااااا أنا غير موافقة اعذريني ، لو تفضلتِ أريد تعويضي أنا أستقيل
ليندا(تحركت صوبها وهي ترمش بعينيها إلى أن مثلت أمامها وجها لوجه وصفعتها بقوة):- هذا جراء الوقاحة التي تجرأتِ علي بها ، أنا لا أعطيكِ فرصة للرد علي أنا آمركِ يا إما تنفذين أمري ، يا إمااااا ستجلبين على نفسكِ الشؤم
ريتا(أمسكت على وجهها ببكاء):- لن أفعل اعذريني سيدتي ليندا ، … لا أريد منكِ شيئا دعيني أعيش في حالي اهئ ….
ليندا(حولت عينيها بقنوط بعد ركض ريتا منها ، واتكأت بيدها على الحائط):- أووه الملل الملل هؤلاء الرعاع يستحقون القتل ، لكن ههه ما الضير في ذلك هي التي طلبت ونحن سنلبي …….. مغدور يا مغدوووور ..
ويا عيني على المغدور الغندور الذي أتااااااااها قصييييير وثخيييين فيل باسم الله ما شاء الله ^^
مغدور(بصوت رخيم):- أمريني ست ليندا
ليندا:- أريدك أن تعيق ذهاب ريتا لبيتها لأنني أرغب بأن تصل قبلها وتقتل ابنتها وزوجها معا ، أريدها أن تجدهما في استقبالها بدمائهماااااا المتعطشة للالتصاق بالأرض … هاااا أحضر لي جرعة من دم الصغيرة يروقني تذوق الطعم الفتي
مغدور(فهمها ونهق بضحكة مجلجلة):- هننههاهههد أمركِ مولاتي …
ابتسمت له بخبث واستدارت لتناظر نفسها بالمرآة بكل صلف وغرور ، بينما كانت ريتا تركض في الدرج قصد الخروج من القصر للذهاب إلى بيتها الذي يكمن تقريبا في أقاصي المدينة ، استقلت سيارة أجرة وجدتها بقرب الطريق ولكن زحمة المرور حالت دون وصولها في وقت أبكر لتعانق زوجها وطفلتها ، وتخبره أنها استقالت وتخلصت من تلك المرأة الشمطاء لكن ما وصلت عليه كان منظرا مؤثرا تقشعر له الأبدان .. ابتسامتها التي دخلت بها تحولت لصراخ وبكاء صارخ وهي ترى صغيرتها مطعونة في سريرها الصغير ، بينما زوجها رودريغو كان يصارع الموت وهو مطعون في جهات عدة من جسمه ، جثت أرضا إليه وهي تبكي وتولول غير مصدقة لما تراه بأم عينيها …
ريتا(ضربت على وجهها مرة ومرتين):- اههئ رودريغووووو حبيبي ماذا حصل ، من من قتل ابنتنا وقتلك أخبرني أخبرني رودريغو لا تتركني وحدي اهئ ز..
رودريغو(وهو يصارع الموت):- ابتعدي عن تلك المرأة ، ستموتين لو بقيتِ تحت قبضتها اهربي ريتا اهربي اهربي يب.. اهر..ب…بيي اه ……
ريتا(أخذت تهزه بجنون):- لالالالالالا رودريغووووووووووووووووووو وووو ….
كان منظرا مؤلما بحق وهي ترى أحبتها غارقين في الدم ، صرخت حتى بح صوتها لساعات وساعات وهي ترثي طفلتها الصغيرة والحال الذي وجدتها عليه ، أحست بالقهر والغضب وما وجدت سوى صدى صوتها يرد عليها ووقع أقدام زادتها رعبا على رعب ….
مغدور:- هل تربيتِ الآن ؟
ريتا(نظرت لصغيرتها بين يديها ورفعت عينيها الدمويتين):- أنتم لستم بشرااااا ، أنتم أنتم مجرمييييييييييييييييييييي يييين اهئ حرام عليكم ماذا فعلت لكم الصغيرة حتى تقتلوها هاااااه ؟؟ لكنني من أسأل لأسأل الله لا يوفقكم فليحرقكم الرب في نار جهنم ……
مغدور:- عودي للقصر رجالي سيأخذونكِ ودعيني أتكلف بدفن زوجك ، طبعا لا ترغبين بدخول السجن لأن كل الدلائل ضدكِ ريتا حتى السكين الذي نزعته من صدره يحمل بصماتك
ريتا(بغباء نظرت لجثة رودريغو):- يا إلهي أنا من نزعه حقا ، لكن لكن كيف تفعلون بي هذا اهئئئئئئ حرام عليكم حرااااااااااااااااااااااا ااااام ….
مغدور(أشار لرجاله الذين تقدموا وانتزعوا الطفلة منها):- امشي للقصر سيدتي تنتظرك
ريتا(بغيظ وغل وكره):- وأناااااااااا رهن الإشارة ..
مغدور:- هه جيد أنكِ تعرفين مصلحتكِ ريتا … خذووووووها
نظرت نظرة أخيرة لطفلتها ولزوجها قبل أن تملأ صدرها بالكره والشر وتتوجه معهم للقصر ، ظلت تنتحب لكن بصوت مكتوم فلا أحد سيعيد لها أحبتها لذلك ستعايش هذا المصير بذنب آخر ، ألا وهو قتل ليندا ما إن تراهاااااا … وصلت بعد فترة ودلفت إلى غرفتها وجدتها جالسة على كرسي الاسترخاء المائل تتغنى بموسيقى كلاسيكية وفي يدها كأس من الخمر بينما في يدها الأخرى كانت تمسك قنينة صغيرة وهي تضمها لصدرها في حالة من الانتشااااااء السادية المفرطة ……
ريتا:- قتلتهم ؟؟؟
ليندا(فتحت عينيها ونظرت إلى حالها الدموي):- امممم ما هذه القذارة عليكِ ؟
ريتا(بشراسة هدرت):- هذا دم طفلتي وزوجي …. كان يمكنكِ إقناعي ولكن ليس بقتلهم لقد حرمتني منهم ماذا فعلت لكِ ، طوال عمري وأنا أخدمكِ بذمة وضمير وأصمت على قذارتكِ وعلى أفعالكِ السادية مع الآخرين ، بعمري ما نطقت بحرف لما فعلتِ هذااااااا ؟
ليندا:- لأنكِ لا تصغين يا ريتا ، أنا فقط فتحت عينيكِ لكي تلج حروفي آذانكِ وتسمعين لتحذيراتي مرة أخرى .. ثم تعالي هنا لقد خلصتكِ من تحكم زوجكِ فيكِ تمتعي بالحرية واشكريني عليها
ريتا(أخرجت من خلفها سكينا وهي ترتجف):- سأقتلكِ ..
ليندا(ضحكت بضحكة مجلجلة وهي تشرب ما تبقى في كأسها قبل أن تضعه بهدوء على الطاولة):- أتعلمين ما الذي يوجد في يدي هنااااا ؟
ريتا(رمشت من بين دموعها):- لا تلهيني بالكلام …
ليندا(رفعت القنينة لتظهر نسبة من الدماء):- إنه إكسير حياتي .. أحب هذا الطعم كثيرااااا
ريتا(توجست من منظرها وهي تصب نقطة في إصبعها):- ما ذلك الشيء .. هل هل عدتِ ل…
ليندا(امتصت إصبعها وهي ترمق ريتا بشكل سادي قميء):- إنها دماء طفلتكِ …
ريتا(اقشعر بدنها وأسقطت السكين وهي تهتز):- لالالالالالالا لم تفعلي بها هذااااااا إنها طفلة …طف.. طفلة ص.. صغيرة أ… هي هي … طفلة وو و ….
ليندا(مررت لسانها ببطء حول شفتيها ونظرت إليها بسخرية):- كم أعشق هذا المذاااااااااق ، ههه لا تعتبريني مصاصة دماء لكنني أحب تذوقها تروق لي وتشعرني بالنشوة ..
ريتا(تكورت حول نفسها وهي ترتجف):- طفلتي طفلتي أناااااا اهئ …لماذا .. ل… لماااااذا
ليندا(أغلقت القنينة ووضعتها برفق في علبة مخملية قبل أن تنهض وهي تتدثر في ردائها الملوكي الطويل):- ريتا .. اعقلي واستجمعي نفسكِ أريدكِ بصحة جيدة لتنفذي مخططي أمامكِ أيام فقط وستسافرين لتنجزي العملية ، ولا تحاولي قتل نفسكِ لأنني سأحول بينكِ وبين الموت بلا شك
ريتا(تسحبت هاربة منها وهي تزحف):- أكرهكِ …سيدتي أنا أكرهكِ …
ليندا(انحنت وأمسكت ذقن ريتا):- فكري من الجانب المشرق ، أنتِ ستنجبين طفلا آخر ينسيكِ ابنتكِ همممم هيا استجمعي هذه الدموع ودعينا نشرب نخبا في صحة القادم …
ريتا(نهضت بقهر وركضت صوب غرفتها):- أنتِ مجنونة …
ليندا(ضحكت بقوة هزت أركان القصر كله):- هههه ومن لديه اعترااااض هاهاهاااااا !!!
تذكرت كل ما حصل معها وعادت لتنظر لميسون الرضيعة بين يديها ، ها قد شرفت طفلة أخرى وكأن القدر عوضها بها وأعطاها صغيرة بدلا عن ابنتها التي ماتت غدراااااااا …..
~ في الوقت الحالي ~
كان ما يزال جالسا بجانبها يستمع إليها بدون حياة ، مطأطئ الرأس ويضع يديه على رقبته وهو يتأوه عميقا من البركان الصارخ الذي يضخ في صدره ووجدانه المصدوم مثل كل ذرة فيه بهذا الخبر الصاعق ، ميسون ابنته وبطريقة غير قانونية يا إلهي ……..
حكيم(بهدوء ما قبل العاصفة):- كيف فعلتم هذااااااا بي ؟
لورينا(تشنجت بخوف من ردة فعله):- أخبرتك .. كله من تخطيط أمي هي التي سعت لهذا أنا لا دخل لي من البداية لم أكن موافقة ولكن ماذا أفعل أمام قرارها …
حكيم(نهض وهو يجرها من ذراعها):- ولكنكِ صمتت على هذه الجرييييييييييييييييييمة …. لورينااااا لوريناااااااااااا هل أم تلك الطفلة … هل أمها هي (تحركت حنجرته غير قادر على ذكر الاسم) هل … هي ….. ميرناااااا ؟
لورينا(حركت رأسها نفيا):- لالا ليست أمها ريتا ريتا هي أمها …يعني …
حكيم(نفضها بقوة وأبعدها عنه وفتك بذلك الكرسي الخشبي حتى انتزعه من محله وهو يصرخ):- كلكم خدعتمووووني تواطأتم ضدي في حين كنت أنا فيه أحترق ، كنتم أنتم تربون ابنتي … ابنتي أناااااااااااااااااااااا ……
لورينا(نظرت لقميصه الذي تلوث بالدم ولحالته الهادرة):- حكيم اهئ أمي هي السبب ، أنا …
حكيم(أمسكها من شعرها وجذبها إليه):- أنتِ ماذااااااااااااا أنتِ ماذاااااا أساساااااااااااااااا …. أنتِ أصل المشاكل كلها من اليوم الذي عرفتكِ فيه وقد قلبتِ حياتي رأسا على عقب ، كان علي أن أتوقع قذارة أشخاص مثلكم أخبريني الآن ما ذنب تلك الطفلة الآن ما ذنب ابنة ريتا وزوجها ما ذنب كل هؤلاء لكي تحققي مآربكِ أنتِ وأمكِ … هااااه ؟
لورينا(صرخت فيه بألم وهي تتمسك بصدره):- أنا أحبك ….
حكيم(صفعها بقوة حتى سقطت على الأرض):- يفضل أن تغربي على وجهي الآن … الآآآآآآآآآآآن
ميار(خرج إليه وهو يركض):- حكييييييييييييييم …. ما هذا الذي تفعله منذ متى نضرب النساء ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- إنها تستحق الموت ،،، ميار إياك وأن تبرح هذه المرأة حدود ذلك الباب ، حسابي معها لم يبدأ بعد
ميار(ساعد لورينا على النهوض وربت على رأسها وكأنه جدها ههه ولحق به):- إلى أين ؟
حكيم:- لدي حساب مع أمها القذرة … وطبعا لن أسكت
ميار(جذبه بقوة حتى أوقفه ونظر لبقعة الدم):-فتحت جرحك مجددا ، يستحيل أن أدعك تذهب بذا الحال ، ثم رجلي على رجلك ودونما كلمة ، لا تجادل أنا لن أرمي بك في جحيم مجهول يا حكيم وهذا آخر كلام عندي …
حكيم(ببؤس خارت قواه وهدر فيه):- إنهااااا ابنتي …. ابنتي يا ميااااار أتصدق ذلك ؟
ميار(مسح على كتف حكيم بدعم):- صديقي …. لا أعرف ماذا أقول لك في هذا الخصوص ، يعني لن أفيدك بشيء لكن فكر معي ، لديك طفلة يا حكيم طفلة من أجمل ما يمكن أن يكون …
حكيم(شعر بالحنين لها ونظر لبوابة القصر):- أنا لدي طفلة … هه أتصدق يا ميار تلك الصغيرة بنتي أناااا ، يعني أصبحت أبااااا ؟؟
ميار(رمش وهو يهز كتفيه):- سبقتني يا جحش … يلا استمتع بالنعمة التي وهبها الله لك
حكيم:- أين هي ؟
ميار:- في عهدة جوزيت وناريانا فحتى ميرنا ما تزال جاثمة كالموتى ، لا أدري متى ستستيقظ من هذه الصدمة ، الصغيرة لعبت بأعصاب ميرنا ببراءة لم تقصدها قط
حكيم(أشفق على حالها):- لقد استغفلوني ، وما حصل لن أمرره مرور الكرام … دعني أراها
ميار(زفر بعمق وأشار له):- وأنا سأرى لورينا قليلا
حكيم(نظر إليها بكره وكانت مثل المشردة واقفة على جنب):- أبعدها عن ناظري وإلا فعلت بها ما لا يمكن توقعه
ميار:- تمام فهمنااااااا … (تقدم نحوها وهو يشير) هذه الفعلة إياكِ وأن تعتقدي أنه سيغفرها لكِ
لورينا(برجاء):- والله والله صدقني لم يكن في يدي حيلة ..
ميار:- أنا لم أعرف بعد كيف أتت هذه الطفلة ، لكنني أثق بابن خالي وحين أقول ابن خالي يعني دمي يعني أنا لن أعرفكِ قيد أنملة إن اتضح أنه يريد القصاص بكم …. باختصار راجعي تصرفاتكِ ومواقفكِ في هذه الحياة قد يرحمكِ حكيم لكنني لن أرحمكِ مطلقااااااا …
لورينا(ارتعبت منه وتراجعت للخلف):- لما لا يسمعني أحدكم أنا بدوري ضحية اهئئ
ميار(هز كتفيه وهو يلتحق بهم في القصر):- والله الذنب لا يفرق عن الجرم … تمنياتي لكِ
لورينا(تكورت حول نفسها وهي تجثو على الأرض ببكاء حارق):- ما كنت أحسب أن هذه الأيام بانتظاركِ لورين … هيا تحملي عقوبة أمكِ تحملي …….
في الداخل
كان وائل ما يزال بجانب ميرنا التي كانت جاحظة عينيها في الفراغ ، عقلها غائب وعيناها تهفوان للبعيد حاول أن يحثها على الكلام على التواصل ما فلح … لذلك بقي بقربها يمسك بيدها ويحاول أن يهدهدها قليلا لترحم نفسها من تلك الدوامة الواهمة ،،، ناريانا كانت في ركن قصي بعيدا عنهم تحاول الوصول لنزار الذي كان في السوق مع رجال ميار ولم يظهر له أن يتسوق إلا في هذا اليوم الكارثي ،،، أما جوزيت فقد كانت مع الطفلة قرب المطبخ تمسح فمها وهي تنظر لميسون التي كانت تطوي المنديل بعناية تامة بعد أن أنهت بوظتها …
جوزيت:- أنا أدعى جوزيت …
ميسون(نهضت من الكرسي وتقدمت إليها ومدت يدها لها بأدب):- أنا ميسون
جوزيت(رمشت بدموع وهي تمسك بيد الصغيرة بحنان):- أنتِ ظريفة جدا
ميسون(سحبت يدها وعادت لمحلها بهدوء):- شكرا ..
جوزيت(وضعت يدها على خدها وهي تشعر بالأمومة معها):- إذن … أنتِ ابنة حكيم أتعلمين أنه ابن عمي يعني أنا عمتكِ الآن
ميسون(رفعت حاجبيها وهي تطل من خلف ظهر جوزيت وأشارت لميرنا):- وتلك … من تكون ؟
جوزيت(التفتت خلفها ولوت شفتها):- أووووه ماي غووود حتى أنتِ وقعتِ في تأثيرها ، أشك أنها تمارس سحراااااا حول الجميع ….. يا ستي تلك أيضا ابنة عمه ميرنا
ميسون(برقت عيناها وهي تبتسم):- ميرنا …. اسمها حلو كالهمس الخافت تحت غسق الدجى
جوزيت(رفعت حاجبها بصدمة):- واات ؟؟!! ماذا قلتِ يا صغيرة لالا صغيرة ماذا أنا الصغيرة …الآن تأكدت أنها فعلا ابنة حكيم ههه قال غسق الدجى قال … يا ويل أمي أنا …
حكيم(سعل وظهر من خلف الجدار حيث كان واقفا يستمع إليهما):- جوزيت … دعيني معها قليلا
جوزيت(نظرت لميسون التي نهضت بأدب وجمعت يديها أمامها وهي تنظر إليه):- أقسم لك أنها ابنتك خذها مني ، إنها راجية أنظر لوحمة ذراعها الوردية
حكيم(انتبه للوحمة وزفر عميقا):- .. ميسون .. الحقي بي للمكتب هناك
ميسون:- أ.. هناك دم في قميصك أنت جريح ؟
حكيم(نظر لقميصه وابتلع ريقه):- إنه طلاء وليس دم … اسمعي الكلام وادخلي للمكتب هناك
ميسون(هزت رأسها بطاعة ونظرت إليه):- أنت لا تصرخ مثل لورينا صح ؟
حكيم(نظر لجوزيت بوجع وسحب أنفاسا عميقة):- أنا لا أصرخ يعني .. فقط حين يغضبني أحدهم أصرخ قليلا وبعدها أهدأ
ميسون(بتفكير شردت قليلا لتكمل):- أنا لن أغضبك … وعد
حكيم(رمق يدها التي رفعتها بحركة الوعد واهتزت حنجرته بوجع):- هيا ميسون اسبقيني للمكتب
جوزيت(اقتربت منه وهو يراقب ميسون حتى دلفت للمكتب):- أنظر لحالتك ما هكذا يا حكيم تجري الأمور سوف تفزع الطفلة … نظف جرحك أولا وادخل إليها …
ميار(من الباب صفر لجوزيت):- بس تعالي …
جوزيت:- ماشي قادمة .. هيا حكيم اسمع الكلمة
حكيم(مسح على جبهته التعب):- هففففف …
ميرنا(اقتربت منهما وقد استمعت لآخر ما قيل):- أريد أن أكلمك …
حكيم(بتهرب تحرك صوب الأعلى):- ميرنا … ليس الآن ..
وائل:- حكيييم ميرنا ليست في حالة جيدة دعها تكلمك قليلا … أنا سأبقى مع الصغيرة ..
حكيم(أشار لها كي تصعد):- أوك وائل …/ أنا أعلم ماذا تريدين أن تعرفي أجل ميسون ابنتي …
ميرنا(ضبطت أعصابها وهي تفرك يديها بارتجاف وتصعد خلفه):- ….لارد
حكيم(تابع الصعود بجهد جهيد فخاطره كان جامدا من كل معنى الحياة بعد هذه الحقيقة):- أي نعم .. البنت قالت أشياء غير مفهومة لكن .. لقد شرحت ماهية كلامها لذلك لا تتأثري أو تغضبي فهي ابنتي
ميرنا(نظرت للأرض وهي تمسك على قلبها في تلك اللحظة فقد شعرت بشيء ينبض بداخلها):- ….لارد
حكيم(توجه لغرفته وفتحها وهو يحاول التهرب من النظر في عينيها):- هل فهمتني ميرنا … ؟
ميرنا(أغلقت الباب خلفهما ونظرت إليه وهو يعود من حمامه بعدة الإسعافات):- حكيم أنا أشعر و
حكيم(فتح العلبة وهو يبتلع ريقه):- هه أكيد لم تحسبيها ابنتكِ .. هللو ذلك مستحيل ومشاعركِ تجاهها أتفهمها لأنكِ تحبينني شعرتِ وكأنها طفلتكِ …
ميرنا(رمشت مجددا وهي تتقدم إليه):- حكيم .. أنظر إلي
حكيم(آه يا وجع روحي):- ميرناااااا … قولي ما لديكِ ودعيني أغير ضمادي لو سمحتِ ؟؟؟
ميرنا(أمسكت بالمقص الذي كان في يده وأخذت تقطع الضماد بشرود):- كيف .. يعني كيف عرفت أنها ابنتك ما ربما لورينا كذبت ، ربما ليست ابنتك قلت أنك لم تلمسها وعمر الطفلة 7 سنوات ..
حكيم(اهتزت حنجرته):- وكيف سيحدث ذلك بغير طريقة هاه ، أظنني وقعت في خداع لورينا وهذا ما أدى لإنجاب الطفلة ، صحيح لا أذكر لكنني متيقن من أنها ابنتي .. طفلتي أنا ولورينا تأقلمي مع هذه الحقيقة لكي نتجاوز مراحل الألم يعني ..
ميرنا(وضعت يدها على قلبه وعيناها ترتجف بدموع وهي تطل عليه):- أنا واثقة من أنها ابنتك ، لكن هنالك شعوري هنا بقلبي يوسوس في عقلي ويجعلني غبية … أنا لست غبية أنا أحس بشيء يربطني بالطفلة … هناااا في صدري في كل جزيئة من مشاعري يا حكيم
حكيم(معقول ؟؟؟ هل كذبت علي لوريناااااااا ثم لما تشعر ميرنا بهذه المشاعر بدوري ارتبكت لكن يستحيل أن تكون ابنتها هههه أو … لحظة لحظة):- ميرناااا روحي … لا تعذبي نفسكِ هكذا .. يعني جينيا مستحيل أن تكون تلك الطفلة منكِ أي نعم تشبهكِ ولكنها تشبه في آن الوقت جوزيت .. يعني جينات وراثية هذا فقط
ميرنا(أحنت رأسها وانتبهت لبقعة دمه):- ألهيتك بالحديث ، هل تحتاج لمساعدة ؟
حكيم(ولى ظهره لها):- لاء سأقوم بذلك بنفسي
ميرنا(أريد رؤيتها مجددااااا):- أوك …
حكيم(زفر عميقا بعد خروجها ونظر للسماء):- أيعقل أن تكون ابنتنااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟ هه .. لالا مستبعد حتى لو كانت هذه خطة ليندا مستحيل ميرنا ألا تتذكر ما حدث معهااااا … ولذلك كي أفهم علي أن أواجه تلك الشمطاااااء وعلى الفور ….
أزال قميصه بسرعة ليغير الضماد خاصته ، أزال الملصق بعنف دون أن يتألم حتى فجراحه التي ولدها غدر الأقربين ، جعلته حصنا منيعا من كل الأوجاع … أما خارجا فقد كانت جوزيت تمسكها على جنب وهي تنظر إليه
ميار:- هل أحضرتكِ كي تحاسبيها فعل حكيم ما يلزم ، ثم نحن سننتظر قراره جوزيت ؟
جوزيت:- أنا لن أنتظر قراره أنا سأدفنها في أرضهااااا .. كيف فعلتم هذا به أيتها الحقيرة ؟
لورينا(بوجع كانت طوع أمرها من شدة الضعف والفشل):- أنتم تعذبونني هل تعتقدون أن ما مررت به كان هينا علي ، ثم ليس من حقكم أن تحاسبوني فقط حكيم الذي يستطيع ذلك .. ونعم إنها ابنته وأنا أخفيتها عنه لسنوات لأنني كنت خائفة منه .. هو المسئول عما حصل ..
ميار(جذب جوزيت وأشار للورينا):- دعينا ظرفاء معكِ واحترمي نفسكِ ، حكيم أخونا وما فعلته به بشأن الصغيرة سوف لن يمر مرور الكرام .. حتى لو بقينا على جنب فحكيم سيجعلكِ تدفعين ثمن ذلك بحرمانه منها وهذا أقصى ما يمكنه فعله صراحة ..
جوزيت(نفضت يديها بتقزز):- يستحيل أن تكوني أما بلا ضمير كيف لم تخبريه أنكِ حامل كيف أحضرتها دون أن يتواجد أبوها معها ، ثم كيف توقعت أن حكيم سيتخلى عنكِ في مرحلة كهذه أكيد كان سيمسك بيدكِ فتلك طفلته ، وميسون كان من حقها أن تعرف أنها تملك أبا على أرض الواقع وليس فقط عبر الصور التي زرعتموها في نخاعها ، تفوه بئسا لكم من أسرة لعينة
ميار(أشار لها لتمشي):- ادخلي جوزيت .. هيا يكفي هنا سوف أنتظر حكيم وبعدها نمضي وأنتِ لو فكرتِ مجرد التفكير أن تخطي عتبة ذلك الباب رصاصة بهذا الحجم ستكون في إحدى قدميكِ .. ويعني أرى أنه خسارة أن تصاب بخدش ..
جوزيت(زورته بتحذير):- ماذا أسمع هنا تغزل بساقيها أيضا هذا ما ينقص …
ميار(همس لها بخفوت):- الوضع لا يسمح جديااااا ..
جوزيت(بتأفف):- سكتنا …
لورينا(عضعضت شفتيها):- وقعت في شر أعمالي .. أجل وقعت … آخ يا رأسي آخ ……
يمكنها أن تتجرأ لكن هنالك ما يجعلها جاثمة عند الباب تنظر إلى الصغيرة وهي تتلاعب بقدميها جالسة بأدب على كرسي المكتب ، ووائل أمامها يحاورها بشكل جميل جداااا ، شكل جعل قلبها ينتفض ..
وائل:- يعني اللون الأبيض يرمز للسلام ، لكن الأسود كله ظلام
ميسون:- أختلف معك عمو وائل ، يمكنني أن أناديك هكذا صح ؟
وائل(ابتسم بحنان لروعتها):- كما تحبين … لكن فسري لي اعتراضكِ لو سمحتِ ؟
ميسون:- لو افترضنا أن الأسود رمز للظلام لما استمتعنا بروعة الليل … ولو اتخذنا الأبيض على أنه لون السلام لما تغطى به أحبتنا وبكينا عليهم
وائل(فتح حاجبيه بانبهار):- لأول مرة أعترف بأن نظرتكِ أقنعتني … أستسلم
ميسون:- هه ليس من أول جولة ، سوف نتحدث كثيرا لأنه لدينا صحبة
وائل(نظر للباب وانتبه لميرنا خلفه ونظر للطفلة):- كيف ؟؟
ميسون(التفتت إليها):- أشعر بأنفاسكِ عمتي ميرنا ، عرفت أنكِ ابنة عم بابا يعني تكونين عمتي أنتِ
ميرنا(غالبت دمعها من شدة تأثير ميسون بها ودخلت متلعثمة):- احم .. أجل ..
وائل(زفر عميقا وهو يشعر بألم ميرنا في صميمه):- أرأيتِ ميرنا ، ميسون طفلة مجتهدة إنها ذكية ونبيهة وتملك فلسفة ذات بعد يحث على الانبهار
ميرنا(وعيناها تلاحق نظرات ميسون التي كانت عيناها تبرقان أيضا في وجه ميرنا):- أجل رأيت
وائل(لاحظ الكيمياء التي بينهما وزفر عميقا):- تعالي محلي سأتفقد ناريانا قليلا لم تستطع الوصول للعم نزار وهذا أمر مقلق ..
ميرنا(فهمت أنه يخلق لها مجالا لذلك شكرته بعينيها وجلست محله قبالتها):- …هممم
ميسون(نظرت لميرنا وهي تتأملها):- الكبار دوما ما يبكون ، أنا أمتعض منه لكنني أحيانا أبكي وحدي في غرفتي حين أنظر لصورة بابا حكيم ، وحين لا أجد ماما التي أريدها فلورينا لا تحبني
ميرنا(مسحت دموعها التي كبتتها بصعوبة وانحنت برأسها لتقترب من ميسون):- سألتكِ قبل قليل لما لا تنادينها بأمي ، هل هي طلبت منكِ ذلك ؟
ميسون(هزت كتفيها ومطت شفتيها بشكل لذيذ):- لاء .. لكن أنا لا أريد
ميرنا(كيف سأخرج الكلام من هذه الصغيرة إنها حريصة حتى في ردودها):- أليس ذلك غريبا ، يعني أمكِ يجب أن تناديها ماما وليس أن تنتظري أما أخرى .. هذا غير ممكن ؟
ميسون:- بلى .. إنه ممكن ففي خيالي تعيش ماما لذلك ناديتكِ بماما حين رأيتكِ فأنتِ تشبهينها قليلا يعني أنا لا أعرف الرسم ولا أجيده .. لكنني أكتب جملا جميلة وخواطر تعبر عني ..
ميرنا(باهتمام وعطف):- تكتبين ماذا ؟
ميسون(نظرت حولها):- تركت حقيبتي بالخارج لكن .. هه سأكتب شيئا لكِ الآن
ميرنا(بلهفة أعطتها ورقة وقلم من المكتب):- خذي …
ميسون(انحنت على الطاولة وجلست أرضا على ركبتيها وشرعت تكتب):- ممنوع استراق النظر ، لحين أنتهي سوف تعرفين
ميرنا(وضعت يديها على خدودها وهي تتابعها بلهفة):- ههه حاضر
أخذت ميسون تكتب بدون أن تنظر إلى ميرنا بل ركزت في ورقتها بشكل دقيق ، في حين وجدتها ميرنا فرصة لتأملها بأريحية شعرها الذهبي الممتزج باللون البني كان مبهجا للنظر وكأنه لمعة من أشعة الشمس أثناء الغروب ، أو عينيها العسلية التي بدتا شبيهة بشبه شديد بعيون ميرنا ، أو بشرتها القمحية التي كانت تشع من خلال فستانها البنوتي الذي كانت ترتديه ، أما يديها الناعمتين فكانتا حكاية كانتا مغريتين للتقبيل والأكل مثلهما مثل خدودها الموردة وشفتيها الكرزية الصغيرة ،،،،، كل هذا وصوتها ونظراتها وهمساتها وتنهيداتها ولطافتها وأدبها كان حكااااااااية أخرى … لم تشعر ميرنا بدموعها التي كانت تنزل بدون شعور إلى أن استوقفتها ميسون التي فتحت فمها من شكلها
ميسون:- للمرة الثانية تبكين
ميرنا(مسحت دموعها بظاهر يديها وابتسمت):- لا تشغلي بالكِ .. هل انتهيتِ ؟
ميسون:- آه أتسمعين ؟
ميرنا:- هه أكيد ..
ميسون(تنهدت وبعدها نظرت لميرنا ثم انتقلت للورقة):- …"بريق الشفق البعيد حين يُطل على بساتينِ الكربِ تتفتحُ لهُ أزهارُ البسمات ، تنتقل عبر مروجه نحلاتُ الجنة لترقُص رقصة المجدِ تحت أشعة الغرُوب فتخرس الكلمات ، وتسرقُ الأنفاسُ من بين بُطون السماء نجماتٍ ونجمات لتزين بها عقدا من النور وتفتحَ به طريقَ الهمسات /.. عيونُها تُخالجُ مهجة الروحِ بطُرفة تجعلُ الوصالَ أسطوريا ، ونظراتها قصَّة غير مكتملة فهي للجرأة تفتقر ، صوتها لحنٌ تعزفُه أصداء الليل الطويل ، وهمسها هُتافٌ يعلن عن صرخةٍ مكتومة في عزِّ الصمت ، أما روحها فهي ملائكية تختصرُ فيها حكايا الأميرااااات .. لمستها بلسمٌ يُنادي بالشفاء وقلبها كله حنانٌ وعطف وروضة غناء ، أما ابتسامتها أواه من ابتسامتها فهي طهرٌ وغزلٌ وفي آن الوقت شقاء …. إنها امرأة أحلامي إنها ماما التي في خيالي …" .. انتهيت
ميرنا(كانت تشهق وهي تعتصر الألم الذي تضخم ليشمل صدرها بذهول):- أنتِ …كيف تكتبين بهذا الإبداع والعمق في الحرف هل تحفظين هذا عن ظهر قلب أم … أنكِ ارتجلته حالا ؟
ميسون:- ههه تستغربين قدرتي على كتابة هذا ، لعلمكِ قد قضيت طفولتي بين الكتب أملك عددا مهولا منها فهذا ما كانت تمدني به لورينا وأشكرها عليه مهما كانت سيئة لكنها كانت تحضر لي ما أريد ، ولعلمك أيضا قد قرأتها كلها دفعة واحدة أحب القراءة و …..
ميرنا(استوقفتها حين انحنت على الأرض جالسة على ركبتيها وجذبت ميسون لحضنها):- أنتِ … تجعلينني أشعر بأشياء غريبة
ميسون(طبطبت على ظهر ميرنا):-ألم تلاحظي أن بيننا أشياء مشتركة ،، هه بدءا من الاسم كلانا يبدأ اسمنا بحرف الميم ميسون ميرنااااا
ميرنا(ضحكت وهي تنظر إليها وتمسح على شعرها):- لقد أحببتكِ ..
ميسون(ضحكت وطبعت قبلة على خد ميرنا):- احتفظي بهذه لأجلي ، لحظة لحظة سأوقعها باسمي ههه هاه أنظري الآن هي جاهزة تفضلي
ميرنا(أمسكت الورقة وضمتها لصدرها):- سأضعها في عيوني ..
حكيم(اهتزت حنجرته من منظرهما ولم يشأ أن يقطع عليهما وصلة العناق فانتظر حتى الآن):- احم
ميسون(وقفت بأدب وهي تنظر إليه):- كتبت شيئا لعمتي ميرنا ، لقد أحبَّته كثيرا
حكيم:- اهاه لاحظت ذلك
ميسون(تجهم وجهها وهي تطالع نظرته المصوبة لميرنا):- هل أزعجتك ؟
حكيم(بتعب من خوفها الذي يجعله يفكر بالجحيم الذي عاشته بين جدران ليندا ولورين):- ميرنا بليز هل لكِ أن تدعيني معها قليلا ؟
ميرنا(نهضت بهدوء ولوحت لميسون):- سنتكلم لاحقا تمام
ميسون:- تمام …
حكيم(أمسك ميرنا بجواره وجذبها له):- سأذهب بعد قليل لمكان مهم ، احرصي على أن تأكل الصغيرة شيئا ولا تتركي لورينا وحدها معها ، بليز ميرنا لن أوصي غيركِ بها حتى جوزيت أعرفها لن تقصر لكن أنتِ … أرى أنها استلطفتكِ أكثر منهم
ميرنا:- بدون أن توصيني … هذه الطفلة تعني لي الكثير ، لا أجد حتى فرصة لأغضب منك لكن أرى أنك أيضا ضحية لهذه المؤامرة …. وأتوقع منك أن تحاسب لورين لأنها أخفتها عنك ، لا أستطيع أن أتخيل صدمة خالتي مديحة
حكيم:- هه صدقيني ذلك أبعد من تفكيري الآن .. المهم أنتِ بخير صح ؟
ميرنا(ربتت على صدره على مكان الجرح):- لا تشغل بالك ودع هذا الجرح يلتئم ، يكفي عذابا
حكيم(فهم مغزى كلامها وأشار لها بالإيجاب)- لعله خيرا …
التفتت بابتسامة صوب ميسون وخرجت وعقلها ما يزال شاردا في كل لحظة تقضيها معها ، تحسست الورقة في جيبها وتوجهت صوب الحديقة لأنه لم يكن أحد بالجوار ، وجدت ميار يكلم جوزيت على جنب بينما كان وائل مع لورينا وبقربه ناريانا التي كانت تمسح على وجهها من أثر صفعة حكيم … شعرت بالحرارة تملؤها وتوجهت صوب لورينا بدون قدرة على التوقف وأول ما تبادر لذهنها دخول ميسون وشعورها بها الذي اقتنعت جزئيا أنه شيء له علاقة بالروابط العائلية ، خصوصا أنها ابنة حكيم فهذا خلق مكانة عميقة لها في عقل وقلب ميرنا وهذا ما جعلها تنسف فكرتها التي سبحت بعقلها مذ أن نطقت ميسون بكلمة ماما ….. بوصولها بصفعة أخرى على وجه لورينا جعلت الكل يجفل
وائل(أمسك ميرنا):- ميرنا لا تفعلي هذاااا ، لورينا بدورها قد…
ميرنا(بلؤم وشراسة هدرت فيها):- أنتِ أقذر أم في هذا الكون ، كيف تجعلين طفلة صغيرة رقيقة مثل ميسون تعاني من نزعات مرضكِ وغضبك ، كيف تؤذينها بحرمانها من أبيها لقد جعلتها يتيمة وهي أساسا تملك أقارب وعائلة يتوقون لاحتضانهااااا … لا تتوقعي بعد أن اكتشفنا أمرها أنكِ ستسلبينها من قبضتنا حتى لو رفعنا عليكِ قضية حضانة تلك الطفلة ستصبح لنااااااااا أسمعتِ ؟
لورينا(نهضت وقد اكتفت من الظلم):- أنتم من هاااااه أتتكلمين على نفسكِ ما دخلكِ في هذا ، لقد طلقكِ ما عدت زوجته حتى تجمعي نفسكِ به في جملة واحدة ، أتحسبين أننا نسينا التراجيديا التي أقمتها قبل فترة
ميرنا(أشارت لها وهي تزيح يد وائل الذي لم يفلتها):- اتقي غضبي وإلا جعلتكِ تندمييييين
وائل:- ميرنااااااااا … يكفي ما الذي تفعلينه ؟
لورينا(استغلت ذلك):- والله هذا نفسه ما وجدتني أسأل نفسي عنه ، ما الذي يحرقها لهذه الدرجة بعد أن اكتشفت أن هنالك طفلة بيني وبين حكيم ….. هه هل صدقتِ أنكِ حب حياته اعذريني فالرجال في الفراش لا يعرفون أحداااااا …
ميار(هنا أمسكها من ذراعها بقوة وجذبها خلفه):- هييييه .. أنت خذها للقبو واحبسها هناك بدون أكل بدون شرب حتى تنظف لسانها القذر هذاااا …
لورينا(بانهيار وصراخ):- أنا لست عبدتكم لو عرفت أمي بما تفعلونه به سوف تمزقكم إربا إرباا
ميرنا(حاولت اللحاق بها لنتفها لكن وائل أمسكها بقوة):- دعني دعني أربيهاااااا …
جوزيت:- يكفي ميرنا لا تعيشي في الدور أكثر ، ثم حديثها صادق ما الذي يزعجكِ هكذا حتى أنكِ قمتِ بضربها وتأنيبها ؟
ميرنا(انتزعت يدها من يد وائل بغضب):- وما شأنكِ أنتِ .. ما دخلكِ من أصله
ناريانا:- يا الله على هذا الصباح
ميار(نظر لوائل):- إن لم تستطع إسكاتها فبليز خذها من هنا … ميرنا تحركي الآن وإلى غرفتكِ بدون جدال
وائل(بحدة):- لا تصرخ بوجهها
ميار(وضع يديه على جنبه):- اعتذاراتنا ميرنا هانم …
ميرنا(نظرت إليه بغبن من سخريته المؤلمة):- أنتم كلكم لا تتفهمون شيئاااااا …. هفففف
وائل(لحقها وهو يزفر فحالتها في تدهور):- ميرنا توقفي … ميرنااااااا
ميرنا(وقفت ونظرت إليه ببؤس وأحنت رأسها على كتفه بحيث احتواها في حضنه):- أشعر بالتعب
وائل:- سأعد لكِ قهوة لتعدلي مزاجكِ حبي ماشي ..
ميرنا:- سأضطجع في الصالون لن أتمكن من الصعود لغرفتي لا أريد
وائل(آه يا عسل غروبي):- كما تريدين ميرنا كما تريدين …
ميار(نظر لجوزيت بعد دخول ميرنا ووائل):- وأنتِ تحاشيها قليلا ترين حالتها لذلك دعيها وشأنها يكون أفضل
جوزيت(كتفت يديها):- والله إنها مستفزة ، لالا بل طفلة مدللة تريد كل شيء إنها مبهمة لدرجة لا تطاق يا الله على هذاااا
ناريانا:- حتى أنتِ لم تقصري ..
ميار:- ناريانا أنتِ أعقل امرأة في هذا القصر لذلك رجاء أبقي هاتين الشعلتين بعيدا عن بعضهما ، نحن ساعة زمن ونعود ولا نريد مشاكل تمام ؟
ناريانا(تأبطت ذراع جوزيت):- على عيني …
ميار(زفر عميقا بتعب):- تسلمي …. هففف أين بقيت يا حكيم وما سر هذه الطفلة التي أربكت موازييييييين المكان أكثر مما هو مربك ؟؟؟؟
كان يضمها إلى صدره وهو يلملم دمعاته كي لا تراهم الصغيرة فتفزع منه ، عطرها تسرب لخياشيم أنفه وهذا ما جعله يشعر بالحنين الأبوي لتلك الطفلة لأول مرة ، إنها ابنته من صلبه أقصى شيء كان يستبعده في هذه الحياة ،… كانت مجمل أحلامه سابقا أن يعود من ذلك المنفى لعصفورته الصغيرة ويخطفها لدنياه يلبسها خاتم ارتباطهما وينجب منها طفلا أو طفلين يملآن عليهما هذا العالم بالمحبة والهناء … لكن ذلك غير مستبعد غير مستبعد وسيتأكد الآن حين يرى ليندا وعليه …
حكيم:- حمامتي الصغيرة … سيخرج بابا قليلا وبعدها يعود إليكِ سريعا هل ترغبين بشيء ؟
ميسون(وضعت يديها على خدوده الملتحية وتلمستها بدفء):- أنا سعيدة .. انتظرتك أن تأتي كثيرا لكنك لم تحضر وظللت أنتظر ولكنك تأخرت ..فأتيتك أنا مفاجأة جميلة بابا صحيح ؟
حكيم(قبَّل جبينها ورفعها في حضنه وهو يقف بها):- صح يا حمامتي …
ميسون:- أحببت لقبي
حكيم(اشتم عطرها وهو يخرج بها من المكتب):- وأنا أحببتكِ ..
ميسون(تشبثت به):- المكان مرتفع من هنا الأرض بعيدة ههه أول مرة أشعر بهذا الإحساس
حكيم(دار بها مرتين وهو ممسك بها جيدا):- سأرفعكِ هكذا كلما أردتِ ..
ميرنا(رفعت رأسها من خلف الكنبة ونظرت إليهما بحنان دافئ):- تبدوان رائعين ..
حكيم:- ها هي ذي عمتكِ ميرنا ستبقين معها لحين عودة بابا حكيم ..
ميسون(وضعها بحضن ميرنا وعانقتها):- سأبقى بقربها حتى تعود ، لن تتأخر وعدتني
ابتسم بتأييد ولاعب شعر ميسون الذي كان بمقربة من شعر ميرنا فامتزجا وكأنهما من نفس النوع ، وهذا ما جعله يشرد خصوصا بعد أن طالع بشرتهما وابتسامتهما ونظرتهما بدتا نسختين متشابهتين فقط باختلاف الأعمار وهذا ما جعل قلبه ينتفض باستغراب ..
ميرنا(قرأت شيئا في نظراته والتفتت لميسون التي كانت تلاعب أصابع يد ميرنا بيدها):- لا تتأخر
حكيم(مسح على أنف ميرنا بدعابة وشعر بسعادة غامرة تعتمر صدره):- حكيم لا يتأخر على أميرااااته أبدا ..
ميسون:- أنا وميرنا أميرات بابا امممم
ميرنا(نظرت لدهاء هذه الطفلة وزفرت عميقا وهي ترمش):- طيب ..
وائل(أتى بكوب قهوة وكوب كاكاو ساخن):- لا تقلق هما في أيد أمينة ، ميسونتي أحضرت لكِ حليب ساخن بالكاكاو تحبينه صح ؟
ميسون(هزت رأسها وهي تجلس بأدب):- أجل ..
ميرنا:- هل تشعرين بالجوع ؟
وائل(رأى خجلها الطفيف وأردف):- سأحضر شطيرة للأميرة الصغيرة ..
حكيم(نظر لوائل ودعمه الغريب ولميرنا التي أمسكت كوبها وأخذت تشربه بحماسة مع ميسون):- تمام أرى أنكم تأقلمتم إذن سأنسحب .. حمامتي
ميسون(لوحت له مودعة إياد):- باي بابا …
ميرنا(نظرت إليه بحيرة):- حمامتي ؟
حكيم(غمز لها وهو يلتقط سترته من المشجب):- أجل أيتها العصفورة ..
شعرت بشيء يدغدغها في أعماقها خصوصا بعد أن عدلت ميسون جلستها والتقطت كوبها بنعومة جعلتها تتأملها بحنان باذخ ، لقاء ذلك جهز لهما وائل شطيرتين وقدمها لهما ليشاركهما الجلسة الناعمة ، وأيضا الشكوك التي طرأت على بال حكيم قبله ..
وائل(في سره):- إنها تشبه ميرنا لدرجة عميقة جدا ، حتى في ابتسامتها وتصرفاتها تشبهها ترى هل هذا عائد لجيناتهم العائلية أم أن هنالك سرا خلف الموضوع .. لالا وائل لا تهذي الأمر واضح هي ابنة حكيم ولورينا وهذه هي الحقيقة التي عليك أن تتأقلم مع فكرتها أنت وميرنا وكلهم … دلفت جوزيت بتأفف مع ناريانا وتوجهتا لغير صالون بينما اتجه ميار وحكيم صوب قصر ليندا لمحاسبتها ، في حين بقيت لورينا سجينة ذلك القبو تفكر في مآلها الذي وصلت إليه بعد كل تلك المعاناة التي تعرضت لها جورا من أمها اللعوب …..
بعد فترة معينة وصل نزار محملا هو والرجلين اللذين اصطحباه للسوق بالأكياس الممتلئة بمختلف الأغراض اللازمة للمطبخ ، وطبعا دخوله كان بالتذمر والشتيمة لأنهما أتعباه نظر حوله للجانب الأيسر كانت ناريانا وجوزيت جالستين تحتسيان المشروب في وضح النهار ، أما على اليمين فقد كانت ميرنا نائمة على الكنبة وفي حضنها شخص صغير لا يظهر منه سوى الشعر ، أما وائل فقد تقدم إليه ليطمئن عليه …
وائل:- ما كل هذا التأخير عمو نزار ؟
نزار:- كله بسبب هؤلاء الحمقى ، لكن ما الذي يحصل معكم من الطفل الذي ينام بقرب ميرنا ؟
وائل(ربت على كتفه وساعده بحمل أكياسه):- تعال للمطبخ ولا تحدث جلبة لقد نامتا قبل لحظات
نزار:- نامتا يا عيني ، طفلة إذن لكن ابنة من ؟
وائل(سار بدون أن يلتفت):- ابنة حكيم
نزار(أردف بدون تنبه):- رائع الله يبارك ، هئئئئ قلت ابنة من حكييييييييييييييييييييم ؟؟؟
وائل:- أهلا بك في قائمة المصدوووومين …

في بيت الراجي
دخلت عليهم مثل القدر المستعجل من الباب وهي تولول ، حتى السلام لم يكن بذاك السلام لأن لديها مواضيع جمة تحتاج للخوض فيها قبل أن تلتقط أنفاسها حتى ، أما هذين فقد كانا يستكشفان جنبات البيت ويتلقطان الصور كأنهما بروبورتاج يدوب بصعوبة ضبطتهم إخلاص في جانب لشرب الشاي وتناول شيء ما يلزم احتفاء باستقبالهم المربك ….
نبيلة:- كيف حال صحة سلوى الآن هل تعافت ؟
سماح:- والله يا عمتي حالها مستقر ، وإن سارت مرحلة علاجها على خير بالأحرى شهر وتلتحق بنا
نبيلة:- خير خير .. وأنتما يا أولاد كيف النتائج معكما ؟
يزن(18 سنة):- والله يا جدتي نبيلة كلها مميزة هذا حسب الإحصاء الذي احتسبناه بأنفسنا ، لكن التقييم الشامل بعد فترة سنحصل عليه وبالنجاح إن شاء الله
نبيلة:- إن شاء الله
ليان(توأمه ، فرقعت العلكة بفمها وهي تنظر بتعال تجاه البيت):- كأن ديكور البيت قديم قليلا ؟
عواطف(جلست وهي تضع صحن الحلوى):- لقد قمنا بتجديده قبل فترة بسيطة ، ربما تعودكِ على عيشة الغرب جعلت نظرتكِ تختلف
ليان(بدون نفس):- يعني …
سماح(زورتها بحدة):- ارمي تلك العلكة من فمك ، مليون مرة أخبرتكِ ألا تتناوليها وأنتِ مع الناس
ليان:- هيا جدتي لن تستخدمي معي عقلية الجدااااات صحيح ؟
يزن(نكزها بذراعه):- يكفي يا بنت احترمي الوضع قليلا
مديحة:- دعاها على سجيتها متى ما أرادت لتتناول الأكل أمامها ، ها يا سماح كم ستبقون معنا ؟
سماح:- له له هل ستطرديننا من لحظة وصولنا ؟
يزن:- هه خالتو مديحة لا تقصد ذلك
مديحة:- ههه يسلم لي فمك يا حبيب خالتك ، أجل قصدت أن أعرف مدة إقامتكم لأجهز لكم الغرف
سماح(بتعال):- لا أدري ربما الصيفية كلها … ثم هذا بيت إخوتي رحمهم الله وطالما حس عمتي في الدنيا لا أحد يسعه أن يطردني من هذا المكان
عواطف:- ولا أحد سيطردكِ يا سماح لما تفهمين أمورا لا أساس لها من الصحة … عموما أنتِ لكِ نفس الغرفة التي بقيت فيها مؤخرا وبالنسبة لليان سنضع لها سريرا في غرفة البنات ليبقوا مع بعضهم مجموعين يكون أفضل ، أما يزن فله غرفة الضيوف
ليان:- نعم نعم ولما هو يستفرد بغرفته بينما أنا تضعونني مع البنات ؟؟؟؟؟
سماح:- يخرب حسك كم إنكِ جالبة مشاكل ، يزن ولد وأنتِ بنت أتريدين منا أن نضعه في غرفة البنات بدلا عنكِ لترتاحي …
يزن:- والله بالنسبة لي لا توجد مشكلة هههه …
إخلاص:- ههه والله إنك خفيف الظل أكيد البنات سيسرون بعد عودتهم من السوق مع عفاف …
عواطف:- حتى أنتِ ليان أكيد اشتقتِ لهن ؟
ليان(مالت بشفتيها بتأفف):- اممم صح ..
إخلاص:- تمام سأجهز الغرف أنا وبعدها أساعد الخالة نجية في إعداد طعام الغذاء
نبيلة:- بلغي نور أن عمتها موجودة هنا كي تنزل ..
إخلاص(رفعت حاجبها):- اليوم يوم أجازتها يفضل ألا أقترب منها قيد أنملة …
سماح:- ولماذا يا بعدي ؟؟؟؟؟؟؟ ألا تريد استقبال عمتها وأولاد بنت عمتها يعني ؟؟؟؟
مديحة(من بين أسنانها):- يا ربي على البنزين الذي سيقضي معنا الصيفية ، أكيد إننا لمحترقون
عواطف:- هي متعبة قليلا لكنها ستستيقظ لا محالة وترينها ، يا ستي أمامنا أيام كثيرة …
دعاء(خرجت ببطنها المنتفخ):- أهلا أهلا عمتي سماح نورتِ البيت
سماح(نظرت إليها باستخفاف):- أهلا يختي بطنكِ انتفخ .. هيه حسرة على هذا الولد أبوه في السجن ولا يظهر متى سيخرج منه ، ربما سيأخذ مؤبد سمعت أن زوجته طلقته أيضا أذلك صحيح ؟
دعاء(جلست بتأفف وهي تنظر لإخلاص التي غمزت لها كي تتحمل):- كيف حالكما يا أولاد ؟
يزن(سلم عليها):- رائعين يا عمتي دعاء ، لن تتوقعي مدى فرحتي بزيارة الوطن كم اشتقت
دعاء:- أكيد ستستمتع مع البنات وأنتِ ليان هل أعجبكِ المكان ؟
ليان(أمسكت هاتفها بلا مبالاة وانخرطت في حديث مع رفاقها):- ليس سيئا .. عادي يعني …
عواطف'(زفرت عميقا من طبع ليان اللئيم وطبعا من شبهت جدتها فما ظلمت):- خذي الشاي يا دعاء تفضلي
دعاء:- تسلمي خالتي …
بعد شرب الشاي والجلسة الأولية لسماح ومع أسطوانتها حول ميرنا وحكيم وووووووو ، سرعان ما قادتها إخلاص لتستريح بغرفتها قبل تجهيز وجبة الغذاء ، بينما اصطحبت يزن لغرفة الضيوف أما ليان فحملت حقيبتها وصعدت لغرفة البنات حيث أشارت لها عواطف .. هنا ما زالت نور حبيسة غرفتها لم تبرحها منذ أن حدث ما حدث مع فؤاد تلك الليلة ، ولذلك صعدت نبيلة إليها هذه المرة … وجدتها تلامس صورتها التي رسمها فؤاد ودينا سابقا ودموعها على خدها منهمرة ..سرعان ما مسحتهم حين شعرت بفتح الباب ..
نور:- تفضل
نبيلة(دفعت الباب ودلفت)- نور … أنا جدتكِ
نور(نهضت وأفسحت لها المجال بقربها):- تعالي جدتي ، أتعبتِ نفسكِ كنتِ ناديني وأنزل أنا
نبيلة(جلست قربها ونظرت إليها مليا):- طالما تحبينه هكذا لما أحرقتِ روحكما يا بنتي …
نور(زمت شفتيها وهي تزفر بعمق):- جدتي .. لقد ارتكبت خطأ فادحا أعلم ذلك لكنني غير نادمة ، أنا فقط أشعر بالخواء والتعب يغمرني يومان راحة وأكون بخير
نبيلة:- آه يا نور … أنتِ تقدمين على نفس الخطأ الذي اقترفته قبل سنوات ، أنتِ تتخلين والتخلي لا يجلب معه سوى المتاعب ، ارفقي بحالكِ ولا تجعلي هذا المطب يعزلكِ في ركن معزول .. طالما اعتزمتِ القيام بذلك فلا يجب عليكِ أن تتحطمي بهذا الشكل
نور(رمشت بدموع ونظرت جانبيا باعتراف خائن):- أحبه يا جدتي … أحب فؤاد رشوان ولكنني لن أخبره ولن أجعله يعرف حتى سوف أكتم هذا العشق بقلبي لأنني لن أتزوجه ولا أريد ..
نبيلة:- وحفيظ ؟
نور:- سأتصرف معه .. أصلا سألتقي به بعد الغذاء لأنفذ ما وعدته به سأستأجر له بيتا وأعطيه مالا يصرفه لحين يجد عملا مناسبا له وبعدها لا يعرفني ولا أعرفه ، حتى دينا لن يحلم برؤيتها ما أخرجته لأجله نلته إذن انتهت مهمته
نبيلة:- أخشى أنكِ أخرجتِ مشكلة لن تبتعد عن محيطكِ إلا بالخراب … على العموم لن نتشاءم من أولها ابن عمكِ حتى وإن لم يكن هنا صديقه موجود ليقوم باللازم ، لو ضايقكِ ذلك الحشرة تصرفي
نور:- لا تقلقي علي يا جدتي .. أنا حريصة وأعرف كيف أتعامل مع ذلك النوع الخسيس
نبيلة(نظرت لنقطة بعيدة):- طيب نور .. هل لي أن أطلب منكِ طلبا اتصلي بإياد أرغب بمكالمته
نور:- اممم إياد خيرا جدتي منذ أن خرجتِ معه للحديقة وبينكما أحاديث خاصة
نبيلة:- إنه يفكر بالزواج ولم يجد سوى أنا ليفاتحها بالموضوع ، فاتصلي به وانهضي انفضي عنكِ هذا الحال لكي تنزلي وتسلمي على عمتكِ عيب
نور:- أوك سأفعل لكِ الاتصال وأرتدي ما يناسب
نبيلة(أمسكت الهاتف وخرجت به متوجهة للرواق):- ألو إياد لما لم تتصل بي ؟
إياد:- هييييه جدتي بلبلة خيرا من عند الصباح ؟
نبيلة:- خيراااااا يا ولد هل أنت ثمل ؟
إياد:- هئئئ من أين جئتِ بهذا يعني ، أ لا لا كنت أنا مواعد رقية الآن في المطعم .. هل تحتاجين شيئا جدتي الحبيبة ؟
نبيلة:- أممم أجل أنا بحاجة لرقم تلك المرأة …
إياد:- أهاااه يعني أنا طريق مصلحة لكِ ولها فهمت فهمت ، طيب أعطي الهاتف لأحدهم كي أمليه عليه ؟
نبيلة(نظرت لغرفة ميرنا قبالتها):- انتظر يا بغل ، أنا أعرف القراءة والكتابة هل تحسبني جاهلة أنا نبيلة الراجي كاملة مكملة من كل شيء
إياد:- يا عيني على التواضع درر وحياتك .. طيب يا جدتي أنتظركِ …
نبيلة(دلفت لغرفة ميرنا وشعرت بالحنين لتلك الشقية لذلك تنهدت وهي تمسك بأجندتها لتكتب):- أسمعك
أعطاها الرقم وهو لا يعلم ما السبب الذي طلبته لأجله واعتقد أنها كونت صداقة مع هبة ، التي أيضا لم تتوقع اتصالا من نبيلة في ذلك التوقيت …ولهذا لم ترد عليها لأنها لم تكن قادرة على ذلك
رقية:- أنا جيييت هل تأخرت عليك حبيبي ؟
إياد(استقبل قبلتها على خده ومد حنكه الآخر):- وهنا قبلة جراء التأخير
رقية:- مواااح وأحلى قبلة لأحلى مدلل ، اشتقت لك إياد لا أراك كثيرا هذه الأيام لقد انشغلت عني
إياد(أمسك يدها):- مشاغل يا رقية ولكنكِ في القلب ، ولا أنام قبل أن أسمع صوتكِ وحين أستيقظ كلمة أحبك هي أولا ما أسمعه منكِ لذلك …
رقية:- فهمت فهمت أنت لا تريد الخوض في هذا العتب ، لذلك سنستغل يومنا مع بعض إلى أين ستأخذني ؟
إياد:- إلى حيث يرغب الحلو ، لكن ستسمحين لي بإجراء اتصال واحد وأعود لكِ ،.. هاه اطلبي لنا الطعام حبي على ذوقك تمامو
رقية:- ماشي روحي …
رجب(أتاها يتلوى بعد أن ذهب إياد):- الله الله على المياعة التي تعيشها الفتاة التي ليس لها صاحب ، ما هذا الانحلال ست رورو ..
رقية(نظرت بهلع خلفها لتتأكد من عدم تواجد إياد):- ما الذي تفعله هنا أيها القذر هل تلحق بي ؟
رجب(جلس محل إياد):- والله لم أنوي اللحاق بكِ لكن لهفتكِ ورجفتكِ جعلتني أشعر بالفضول ، إذن ذاك هو حبيبكِ يا منحطة
رقية:- لا شأن لك في خصوصياتي ثم ذلك الرجل خطيبي
رجب:- ههه خطيبكِ .. منذ متى هل أعطيتِ خبرا لأبيكِ بذلك ؟
رقية(زمت شفتيها بقلق):- ما الذي تريده مني انهض من هنا قبل مجيء إياد
رجب(أخرج سيجارة من جيبه وأشعلها):- إيااااااد امممم .. ولكنني أخوكِ أتتركينني في أزمة لأجل حبيب القلب ؟
رقية(فتحت حقيبتها):- كم تريد بحق السماء خذه واغرب من هنااااا
رجب:- أعطني كل ما تحملينه معلوم أخوكِ في وضع حرج
رقية(أخرجت المال من محفظتها ووضعته على الطاولة):- خذه ولا ترني سحنتك مرة أخرى
رجب(أمسكه ووضعه بجيبه وأطفأ السيجارة على الطاولة وانحنى لأذنها):- لن تكون آخر مرة نلتقي يا أختي الحبيبة هههه
رقية(تقززت من قبلته على خدها ودفعته):- اللعنة عليك من بغيض مثلك مثلهم .. هفف يا إلهي الحمدلله لم يره إياد وإلا لكنت وقعت بمشكلة
إياد(عاد في تلك اللحظة):- ولما تقع حبي بمشكلة ؟
رقية(ابتلعت ريقها):-أ …ههه لأنني لم أطلب الغذاء بعد قد انتظرتك
إياد(وضع هاتفه على جانب):- كلمت رامز لأبلغه ببعض المستجدات ، وللصدفة البحتة هو وماريا قادمان إلى نفس المطعم لن تتضايقي صحيح ؟
رقية:- لاء يا عمري طالما أنت معي فليأتيا مرحبا بهما …
إياد:- أستاذ لو سمحت أحضر لنا قائمة الطعام …
النادل:- على الفور سيدي
إياد(أمسك يد رقية وانتبه لرماد السيجارة على الطاولة):- ما هذاااا ؟؟
رقية:- أوه أكيد من فعلة أحدهم دعنا نغير الطاولة حبيبي
إياد:- إنه إهمال من العمال ، تعالي معي …
رقية(زفرت عميقا):- الحمدلله لم يحس بشيء ، الله لا يوفقك يا رجب ….
هنا كان رجب يجلس على دراجته النارية وبفمه السيجارة وعلى أذنه يضع الهاتف ، لم تجبه لذلك أعاد الاتصال مرة واثنان وثلاثة إلى أن أجابت
نورهان:- الله يلعن اليوم الذي عرفتك فيه أيها الوغد ، ماذا تريد مني ماذا ماذااااااا ؟
رجب:- ريلاكس بيبي ، مالك على هذه الأعصاب أم أن زوجكِ لا يسعدكِ في الفراش تعلمين أنني في الخدمة حبي ..
نورهان:- اجمع قذارتك وابتعد عني ، لقد أعطيتك نقودك كاملة فلما تزعجني هااااااه .. أنا الآن امرأة متزوجة وأنا أحضر الغذاء لزوجي لذلك هذه آخر مرة تتصل بي وإلا جعلته يزج بك في السجن
رجب:- افعلي افعلي هيا لتري ما الذي سأفعله أنا حين أخبره بمخطط زوجته وأمه الحبيبة
نورهان(وضعت يدها على رأسها):- ما الذي تريده يا بلاء الله ،،، اختصر كم تريد لتحل عن رأسي دونما رجعة ؟
رجب:- اممم أريد رؤيتكِ هذا المساء فحسب
نورهان:- تمام سأحضر لك مالا يجعلك تنسى أمري وبعدها لن ألتقي بك مجددا أسمعت ..
رجب:- سأرسل لكِ العنوان في رسالة لا تتأخري علي حبي …
نورهان(رمت الهاتف جانبا بعد أن فصلت والتفتت للأكل ووجدته احترق):- يا الله على هذه المصيبة ههففف أخبرت رأفت أن نحضر خادمة لكنه يرفض ،، أنا لا أجيد الطبخ ماذا أفعل الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا ستفعل في هذا الظرف الوجيز طلبت أكلا جاهزا ونظمته على الطاولة وجلست تتمنى ألا يفرز ما بينه وبين أكل البيت ، لذلك ستنتظره ريثما نرى ما الذي جمع الأصحاب بالمطعم …
رامز:- يا عمي افعل شيئا نحن علينا أن نتحرك ، طالما صوفيا أم فؤاد ففؤاد الوحيد الذي سيجعلنا نصل إليها ونتعمق وسط عالمهم شيئا فشيئا
إياد:- أنا حسبما فهمت أن ضرغام حين قال أمامنا أن أعمالها مشبوهة ، نظرت مباشرة لفؤاد الذي لم يبدي أي ردة فعل وكأنه على دراية بأفعالها وأظن أن الوحيدة المخولة بإقناعه هي نور
رامز:- هاااااااء مثلما تفعل الست نور دوما ما تهزأ مني بهذه الكلمة ،،،، نور ماذا يا عمي لقد بعثرت كرامة الرجل في الأرض ووطئت عليها هكذا هكذا برجلها
إياد(أطل على أقدام رامز):- هل تتوقع مني أن أتابع حركة رجلك ؟
رامز:- لا يا زوجتي فقط ركزي في عيوني فالفقرة المقبلة سأرقص على واحدة ونص …
إياد(زم شفتيه وهو يرى ماريا ورقية قد عادتا من الحمام):- يكفي أقفل الموضوع ما إن نخرج من هنا سوف نكمل .. هلا بالغوالي هلا
رقية:- أنتما لا تشبعان من الكلام آخ نحن خرجنا لكي نفرح ونستمتع ونبتهج لا أن نقع ضحية لمخططاتكما في العمل …
رامز:- طيب سوف نتحدث عن السياسة ما رأيكم ؟
ماريا:- آه يا رقية أصبت بصدااااااع أنا .. ألا تجدان سوى السياسة والعمل مدرجا للحديث يعني .. أنظرا إلينا ألا نحتاج منكما فقرات من نوع الدلال والمتعة والمرح ؟
رامز(انحنى لرأس إياد):- لما أشعر أن كلامها منحرف ؟
إياد:- لأن عقلك منحرف يا جحش ، البنت تتحدث عن المشاعر يا عديم المشاعر …ههه طيب ما رأيكما بالذهاب للسينما ومشاهدة فيلم رومانسي
رقية:- ياااااي أعجبتني الفكرة ، ماريا ؟
ماريا:- ههه وأنا معكم هيا بنا ….
غمزة واحدة كانت بين إياد ورامز على حسب إكمال الحديث في وقت لاحق ، فالآن وقت النساء تايم بمعنى أصح الحبيبات اللاتي سرقن لبهن ،،،، في تلك الأثناء كانت نبيلة تجلس قرب هاتف المنزل وتنتظر أن تختلي ولو لوقت بسيط لوحدها كي تفعل ذلك الاتصال ثانية ، لكن كان ذلك مستحيل فما إن يفرغ الصالون حتى يدخل وفد جديد والآن على وقت الغذاء أصبح البيت سوقاااااا …
نور:- ها جدتي أما زلتِ تحتكرين هاتفي أريد تفعيل اتصال
نبيلة(مدته لها):- كلمت إياد ولكن … تمام خذيه خذيه
نور(كانت تقضم من الأكل وهي تشير لها بالنهوض):- تمام يلا لنتغذى جدتي ..
نبيلة(بشرود زفرت بعمق وضمت ورقة الرقم في يدها وفي سرها):- لما لم تجب على اتصالي هل هي بخير ، هل .. تت نبيلة ها قد عدتِ للقلق إلى الأكل الآن ….
رنيم:- صدقا تملك روح دعابة مثالية يا يزن ، وأكيد أيهم أحبَّك كثيرا لأنه لم يجالس أحدا هكذا بتعقل إلا أنت
نهال:- ههه ربما يرى فيه عمه مازن مثلا ؟؟
شيماء(تشنجت وهي تنظر لصحنها):- أو خالو حكيم
يزن:- هو أحبَّني أنا لم يرى لا هذا ولا ذاك صح أيهووووم ، من الآن فصاعدا نحن رجال البيت في غياب خالو حكيم صح ؟
مديحة:- يا روحي أكيد سيفرح ولدي بكم أي والله …
سماح:- حتى نراه وبعدها ليفرح بقدر ما يفرح …
عفاف(زفرت بعمق):- دعيني أصب لكِ الحساء عمتي … هاتِ
مرام:- لما لا تأكلين يا ليان ألم يعجبكِ أكلنا ؟
ليان:- أنا أتبع حمية صحية ، سآكل السلطة فقط
يزن:- إنها مهووسة بالموضة وذلك الشيء ما اسمه القوام المثالي ، لذلك كل أكلها ينزل ببطني
ليان:- ولهذا أنت دب الباندااااا …
يزن(قلدها):- باندا بعينك يا دبة همممم ..
نهال:- ههه يا الله عليكما فعلا أنتما التوأم المختلف ، شيمو إنهما لا يشبهان بتاتا فريد وفردوس ؟
شيماء:- لنسأل مرامو ههه
مرام(بخجل):- بالفعل أولئك متفاهمين جدا ، بينما هذين هوهووووه نار وبنزين
ليان:- أصبح الأمر مزعجا
عواطف:- عيب أن تقولي هذا على أخوكِ يا ليان
سماح:- دعيها هي أصلا لا تعرف عيبا من أصله ، ذرة احترام لا تملك
ليان:- ولن توجد …
نور(نظرت لدينا التي كانت تنظر لصحنها فقط):- دندونة تناولي أكلكِ …
دينا(انفجرت بصوت مرتفع):- لست جاااااااااااائعة …
سماح:- ييي ما بها تصرخ هذه الطفلة ..؟
نبيلة(نظرت لنور):- وبانت البشائر ..
نور(تركت صحنها ونهضت لتلحق بها):- دينا دينا توقفي ..
دينا(تابعت الركض لغرفتها فوق ولم تسمع نور سوى صفق الباب):؛- حلوو والله كبرتِ وصرتِ تغلقين الأبواب بعنف … بنت ….
توجهت في ذلك الرواق وهي تمسح على رأسها المتألم من كل حدب وصوب ، دلفت ووجدتها مستلقية على بطنها تعانق وسادتها وتهتز بكاااااء يفطر القلب ، في الحين واللحظة اغرورقت عيون نور وكرهت هذا الضعف وهي ترفع رأسها للسماء مستنجدة بالطاقة التي ضاعت منها ..
نور(قفلت الباب وتوجهت صوبها):- دينا روحي …
دينا:- لست روحكِ لست ابنتكِ لا أريدكِ …
نور:- يعني هل أذهب أترغبين بذلك ؟
دينا:- …لارد
نور(جلست قربها):- تمام أعرف أنكِ غاضبة مني لما فعلته تلك الليلة ، لكنكِ لست مخولة لتحاسبيني فقط لأنكِ تحبينه أنتِ صغيرة ولن تفهميني ..
دينا(انتفضت وهي تبكي):- ولكنني أفهم أنه يحبني أكثر من ذلك الرجل المخيف …
نور:- ذلك الرجل يكون أبوكِ
دينا:- وأنا أريد عمو فؤاد أبا لي .. لا أريد الآخر لا أريده إنه مقزز ورائحته مقيتة ولا يحبني ..
نور:- دينا دينا أنتِ هكذا بهذه الطريقة لن تجعلينا نصل لنتيجة ترجى ، ذلك الموضوع انتهى
دينا(هدرت بصراخ):- انتهى بالنسبة لكِ ، أما بالنسبة لي فلا سيظل عمو فؤاد الرجل الذي أردته بابا وليس ذلك الآخر … ثم ماذا سأفعل أنا بعد أيام حفلة الآباء هل سأحضرها أنا وأنتِ وحدنا مجددا ؟
نور:- هنالك أبوكِ أكيد سيحضر لأجلكِ ..
دينا(ارتمت في سريرها):- أريد النوم أرييييييد النوم ….
نور(تنهدت بتعب واتكأت برأسها على الحائط وهي تطلق العنان لدموعها):- انسي عمكِ فؤاد ، سيكون هذا أفضل لتتأقلمي مع حياتنا من الآن فصاعدا
دينا'(ضربت على السرير):- لقد حرمتنا من السعادة مامااااااااا .. أنتِ السبب أنتِ السبب ..
نور(عقدت حاجبيها ونهضت من هناك):- حين تفرغين من حلقة غامبل التي تعرضينها علي الآن ، انزلي لإتمام طعامكِ تمام … جيد الصمت أحيانا يكون بمثابة نعم …
دينا(صرخت بعصبية وهي تعض الوسادة):- اهئ اهئ عموووو فؤاد أين أنت أين أنت ؟
نور(أغلقت الباب وهي تستمع لرجاء ابنتها وأمسكت على قلبها المكسور وتوجهت لغرفتها لتقف قرب مرآتها الخاصة وتتأوه):- نار فراقك أحرقتني يا فؤاد رشوان ، ماذا تريد مني بعد ؟؟؟؟؟؟؟
~ نور تتذكر ~
قبل أيام من الخطوبة اتصلت بها ريمة تستعجلها للتوجه لصالونها التجميلي على النحو السريع ، توجهت إلى هناك على عجالة لتجد ريمة جالسة واضعة يدا على خدها وتهتز ببكاء ..
نور:- ريمة ريمة خيرا يا بنت ما بكِ .. و وماذا حصل للصالون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ريمة(نظرت لزجاج الواجهة المتناثر في كل مكانة):- والله كنت أمارس عملي كالعادة ، إلى أن سمعنا صوت انكسار شيء هرعت أنا والعاملات وجدناهم صبيان ملثمين يضربون الواجهة بالحجر
نور(ارتفعت نسبة الغضب في عروقها):- الكلاب سوف أخرجهم من الأرض ، هل نظرتم لكاميرات المراقبة ؟؟؟؟
ريمة:- نظر حارس الأمن ولكنهم كانوا ملثمين ولم نستطع ضبط شيء سرعان ما هربوووا
نور:- طيب لم تتأذى إحداكن صح ؟
ريمة:- لاء .. ولكن أحدهم رمى بهذه الورقة وقد كانت ملتصقة بالحجر ، لم نقرأها لذلك تركتها لأجلكِ ست نور
نور(أمسكتها بتوجس وفتحتها وهي تزفر تحسرا على صالونها):- دعيني أرى …
كان مكتوب عليها "إن لم تبتعدي عن فؤاد رشوان ستكون المحطة التالية محل حلويات أمكِ الحبيبة وهذه المرة ستكون بخسائر دموية وليس فقط بضع زجاجات يا نور الراجي ، آخر تحذير" ..
ريمة:- همم ماذا في الورقة ؟
نور(ضحكت بهزل):- تهديد شخصي .. تت ريمة حبي اتصلي بمعارفكِ لتعديل واجهة المحل في غضون وقت وجيز ، ونظفي أنتِ والبنات بقايا الزجاج المتناثر وبعدها أغلقوا المكان واذهبوا لبيوتكن تمام ؟
ريمة:- لكن ألن تقدمي فيهم محضرا عند الشرطة ؟
نور:- لاء أنا أعرف ماذا علي أن أفعل ، قومي بما أمرتكِ به وانتظري اتصالي آه لا أحد سيعلم بما حدث هنا وخصوصا أهلي
ريمة:- طبعا طبعا كما تريدين ست نور .. تت يا رب ألطف بناااا
نظرت نور بحسرة لتلك الحالة وخرجت منطلقة بسيارتها صوب شقته التي طلبت عنوانها منه في اتصال مباشر قامت به لتعلمه بحضورها ، بمجرد أن وصلت وضعت ورقة التهديد بوجهه فالتقطها وهو يبتلع ريقه ..
رامز:- متى وصلتكِ هذه ؟
نور:- يعني تبدو مألوفة لك صحيح كما توقعت ..
رامز:- هذه التهديدات كانت تصل لإياد وميرنا كثيرا في السنوات الماضية ، لكن أن تصل لكِ شخصيا معناه أنكِ في بالهم نور ماذا يدور بينكِ وبين فؤاد رشوان ؟
نور:- يريد التقدم لخطبتي آخر الأسبوع
رامز:- ومن يعلم بهذا ؟
نور:- أغلبية المهتمين .. أنا أشك بأبيه ضرغام فأنا وهو لا نطيق بعضنا وأكيد يعتقد أنه سيرعبني بهكذا تهديدات لا تليق سوى بالأطفال …
رامز:- نور .. هذا ليس تهديدا عاديا أقول لكِ كان يصل مثله لأختكِ ولإياد ، يعني هو ليس من طرف ضرغام رشوان أنا متأكد
نور(بتوجس):- هل من المفترض أن أصغي لما درج فيه ؟
رامز:- من بعثه يريدكِ أن تبقي بعيدة عن فؤاد رشوان ، لكن من له مصلحة في ذلك ؟
نور:- لا أدري .. لكنه شخص يعلم جيدا من نحن وماذا يدور بيننا
رامز:- ماذا تنوين أن تفعلي أكيد لن تقدمي على حركة غير سوية ؟
نور:- رامز أنت لا تعرفني جيدا ، وبالأحرى من بعث هذا التهديد كلف نفسه كثيراااا أساسا لم أكن سأوافق عليه يعني .. كنت سآخذ مهلة للتفكير
رامز:- من حقك ، لكن فؤاد يحبكِ نور ويريدكِ زوجة له وابنتكِ يعتبرها من صلبه ألا تقدرين هذا ؟
نور(أمسكت الورقة منه وأعادتها لحقيبتها):-أردت التحقق من شيء يا رامز وحسب ذكرك قد فهمت من يريدني بعيدة عن فؤاد ، تمام وأنا عند حسن الظن …
رامز:- ربما كانت حركة قذرة من أحدهم ، لا أعتقد أن هنالك من سينشغل بقصتكِ أنتِ وهو
نور(نهضت وهي تتأبط حقيبتها):- إلا من له مصلحة في ذلك .. على العموم لن نصل لشيء بهذا التهديد سأحتفظ به وأراك لاحقا آه الحمدلله على سلامتك ويا ليت ما حصل هنا يبقى هنا .. ودعني لا أعتبرك من فئة الرجال الخسيسين ، دعني أنظر إليك بنفس نظرة إياد ولا أضعك في الخانة السوداااء
رامز:- يا الله أفزعتني تمام يختي سيبقى هنا بشرط ، إن وصلكِ شيء أو عرفتِ أي أمر بهذا الخصوص تلجئين إلي على الفور
نور:- اتفقنا …
لم يجد بما يساعدها هي أعند من الحجر ، لذلك ما إن خرجت حتى انطلقت بسيارتها صوب المشفى حيث كان ما يزال حكيم هناك لكن لم تدخل إليه بل سحبت طلال على جنب في حديث خاص ..
طلال:- متى حصل هذا ؟
نور:- اليوم صباحا
طلال:- نور تسمعين نصيحة صديق صح ؟
نور:- أكيد
طلال:- ابتعدي عن فؤاد رشوان
نور(تنهدت بتعب):- هل تعرف عنه شيئا أنا لا أعرفه ؟
طلال:- غير أنه إنسان سوي وصادق لا أعرف شيئا ، لكن أعرف أن محيطه ليس كذلك
نور:- يعني سيء ولا مش سيء ، ارس على بر ؟
طلال:- هذا النوع من التهديدات نحن نتعايش معه يوميا ، يعني طالما وصلكِ بذلك الشكل فسينفذون تهديدهم وأتوقع أن خالاتي والجدة نبيلة لن يتحملوه ، خصوصا إن كسروا محلهم وحطموه وهم متواجدين فيه أم غير متواجدين … يبقى الأمر مفزعا الآن ليس هذا بيت القصيد ، لأن الأهم هو كالتالي هم ابتدئوا بتهديدكِ أنتِ لأنكِ الطرف الأضعف وسهل الضغط عليكِ باستعمال عائلتكِ أو ابنتكِ أو حتى قيمة فؤاد رشوان بالنسبة لكِ … وإن لم ترضخي لهم سينتقلون للخطة الأكبر اختطاف أو تعذيب أو سرقة أو نهب أو الأدهى الأذية …
نور(ابتلعت ريقها):- أنت ترعبني هكذاااا
طلال:- أقول لكِ الواقع الذي أعيش فيه وأتعايش معه ، أيا كان من بعث هذا التهديد فهو شخص لا يضمر خيراااا فابتعدي على الأقل هذه الفترة وحين تتعدل الأمور ربك يحلها ولو كان يحبكِ سيسامحكِ أنا متأكد
نور:- هل لهذا علاقة بما حدث لميرنا وحكيم ، يعني بذلك الفهد البري ؟
طلال:- وارد جدا ، إنه تهديد مألوف بالنسبة لي اسمعي نصيحتي ولا تجعلي أحبتكِ يتأذون .. أساسا لم يخرجوا بعد من صدمة ما وقع لحكيم ونهوضه من الغيبوبة يعتبر معجزة يجب أن نحمد الله ونشكره عليها فهمتني نور صح ؟
نور:- تمام تمام .. لن أخبر أحدا وسأتكتم على الموضوع ، وأصلا أنا لم أكن سأقبل بفؤاد يلا هذه ستكون فرصة لأبعده عني وأستغل الموقف
طلال:- نور .. ربما جاء دوركِ لتدفعي بعض الثمن لقاء حبك ، ونصيحة مني لا تفرطي فيه لأنه الرجل الوحيد الذي سيسعدكِ أيا كانت الظروف التي ستمران بها هذه الأيام ، ستبقى اختبارا وسيمضي لحاله في الوقت المناسب
نور(بتوجس):- جيد أنني لجأت إليك شكرا طلال .. ورجاء دع هذا بيننا
طلال:- أكيد …
ودعها وهو يزفر عميقا مما يحصل معها فهو لا يريد أذيتها لكن للضرورة أحكام ، أما نور فقد غادرت وهي تطوي الورقة وعقلها شارد في البعيد ، هي ستؤلم فؤاد يوم الخطوبة هكذا قررت قبل أن يصل التهديد والآن عليها مضاعفة ذلك لكي تجعله يبتعد عنها بشكل يحميه ويحميها ويحمي أحبتها من أي أذى مرتقب … أما طلال فبعد أن غادرت توجه مباشرة لغرفة حكيم …
حكيم:- ماذا أرادت ؟
طلال:- عرفت بأمر التهديد
حكيم:- غضنفر الكلب إنه يحفر وراء عائلتي واحدا بواحد كي يكسر قلوبهم ، لكن مصير نور هو الزواج بفؤاد رشوان إن لم يكن هذه الفترة ففي وقت لاحق ستصبح له ..
طلال:- الرجل يعشقها بجنون وهذا ما نريده لبناتنا ، أن يكُن تحت عناية أشخاص يكنون لهم المودة
حكيم:- ستحزن نور الآن بعد هذا ، وأكيد سينفطر قلب فؤاد لكن ما باليد حيلة … يا إما يرضخون لذلك الكلب يا إما سيؤذيهم كما زعم في التهديد
طلال:- لكن كيف عرفت بما حصل معها وأنت نائم هنا ، يخرب هبلك أحيانا تشككني في أمري ؟
حكيم:- هناك مقهى بجانب صالون نور ولي عين هناك ، هي التي بلغتني بكل ما حصل وجعلتها تقرأ التهديد وفهمت ما الذي يدور حولنا ، توقعت أن تلجأ إليك ولذلك طلبت منك تخويفها أكثر لكي ترضخ ولا تعاند لأنني أعرف رأسها الحجري كيف هو .. لكن ما إن يتعلق الأمر بسلامة العائلة فإنها تتخلى عن أي شيء من أجل سلامتهم
طلال:- وأظن أن الخطة قد نجحت ……
عادت من تلك الذكرى وهي تعتصر قلبها ألما ، فحتى لو حكمت عليها أوجاعها الدفينة أن تفارق فؤاد رشوان ، اتضح أن هنالك أشخاص أقوى يرغبون بذلك ، وهي ليست غبية حتى تسلم أمرها للعناد أكيد سوف تستمع للتهديد وستنفذه بحذافيره من جهة ستنفذ انتقامها وتقتص منه على 14 سنة التي عذبها فيها ، ومن جهة ستحميه وتحمي عائلتها وهذه هي ضريبة العشق التي ستدفعها ، وعليه ولكي تؤثر فيه جيدا اتجهت للمخفر حيث كان ينتظرها رامز وساعدها في إخراج حفيظ من السجن تحت مساعدة من أحد المحامين من مكتب وائل رشوان شخصيا ……. وها هي ذي تتحسر على ما حصل والواقع أشد وطأة من القادم …
أما في شقة رأفت ونورهان فما إن عاد وقضم بعض الأكل حتى فرقه عن طعم أكل البيت ، وبالتحديد أكل حبيبته التي اشتاق لها فوق المستطاع ، إنها تزور خياله هذه الأيام كثيرا يرغب برؤيتها مجددا مثلما فعل البارحة وهو يلحقها بسيارته دون وعي حتى محل المؤسسة التي تدرس فيها .. قد كانت تبدو مستريحة البال ترتسم على شفتيها ابتسامة راحة أيعقل أنها نسيت أمره أم أنها نالت ما كانت تبتغيه منذ زمن حريتها الشخصية لتعبث مثلما تريد دون حسيب أو رقيب ..
نورهان:- أين شردت رأفت ألم … يعجبك الأكل ؟
رأفت(بدون نفس مسح فمه نهض):- لو كان هكذا لكنت تناولته بالشركة أفضل ، عموما سآخذ قسطا من النوم لا تزعجيني
نورهان(نهضت رفقته):- سأخرج هذا المساء
رأفت(لوح لها بدون مبالاة):- فقط اطلعي من رأسي خذي كل وقتك ،حتى إن رغبتِ بعدم العودة ذلك شأنكِ لأنني أتحملكِ بصعوبة
نورهان(وضعت الصحن بغيظ ولحقته للغرفة):- أنا زوجتك الآن
رأفت(أزال قميصه ورماه جانبا):- يعني ؟
نورهان:- يعني لي عليك حقوق ..
رأفت(رمى حذاءه جانبا وهو يرمي بقميصه أيضا):- حقا … لم يكن ذلك في حسباني اممم وكأن خطتكِ لم تفلح نورهان هانم ؟؟
نورهان(ببكاء):- أنا أحببتك
رأفت(دخل بفراشه وأغمض عينيه):- وأنا لا أحبكِ… أطفئي الضوء معكِ ..
بغضب أطفأته صافقة الباب خلفها وعادت للمطبخ جلست على الطاولة بقلة حيلة وأخذت تبكي ، طيب هذا ما جنته للإيقاع برجل قلبه وعقله يهفو لامرأة واحدة تسري بعروقه ترنيمته الحبيبة … كفكفت دموعها ونظفت المكان هناك وبعد مضي وقت وجيز دخلت عليه الغرفة أزالت فستانها ودلفت بجانبه في الفراش ، أخذت تتلمس ذراعه ووجهه الملائكي الذي بدا في شكل جد لذيذ ، اقتربت منه بشفتيها وقبلته بنهم قبل أن يستيقظ على عجالة وهو يهذي باسمها
رأفت :-رنيم حبيبتي هذه أنتِ ؟
نورهان(صعقت من جوابه ونهضت منتفضة):- أما زلت تحلم بتلك الخائنة فعلا أنت مهووس بها
رأفت'(مسح على رأسه ونظر إليها باشمئزاز):- ماذا تفعلين بغرفتي ؟؟؟؟؟
نورهان(ارتدت فستانها بخفة وخرجت متذمرة):- الخطأ فيني أنا الحمقاء التي أحبت رجلا مثلك ، أنا مغادرة الآن ولا تبحث عني لن أعود حتى الليل
رأفت(مط شفتيه بعدم اهتمام واستدار للجانب الآخر):- خيرا تفعلين …. سلامو
دخلت غرفتها وهي تهتز بغضب ماذا تفعل كي تخرج تلك المقيتة من عقله ، حتى أنفاسه محسوبة على رنيم الراجي التي سحرت الرجل وسرقت قلبه بشكل موجع ، كل همسة يهمسها لرنيم كل نفس يتنفسه لرنيم كل حرف كل حركة كل لمسة لرنييييييييييم …سحقا لكِ يا رنيم سحقااااا قالتها وهي تتزين عند مرآتها بعد أن ارتدت فستانا أنيقا ووضعت بعض المال بحقيبتها تعطرت وخرجت من البيت ، أخذت سيارتها وانطلقت صوب العنوان الذي بعثه لها ذلك الحقير بعد أن اتصلت به فور خروجها ، وكم سعد بهذا الاتصال ولكنه سعد أكثر بمخططه إذ يظهر من صوتها أنها متذمرة وساخطة على الكون وهذاااااا عز الطلب …. أما عند رأفت بعد برهة رن هاتفه
رأفت:- أهلا أسمعك ..آهاه يعني هل عرفتم هويته من يكون رجب الفارسي هذا ؟؟ .. تمام تابعوا التحري أريد أن أعرف من يكون من يوم مولده حتى الآن أوك في الانتظار …../ تمام يا نورهان تبقى القليل فقط وأصدمكِ بشيء لم يكن في حسبانكِ قط .. ههه

في روما
وصلا قبل مدة لقصرها المهيب ، كم كان مظلما يدل على عيشة المجرمين والأشرار ، بمجرد الدخول إليه اختنقت أنفاسهما وتوجسا أو على الأقل ميار الذي شعر بهذا أكثر ، أما حكيم فقد تعود على ذلك الدخول المرعب وهذه المرة سيكون هو الكفة القوية ولن يرحم لينداااا ما لم يخرج بالحقيقة المطلقة كلهاااااا من ذلك المكان القميء … هرع مغدور إلى جناحها ليخبرها بزيارتهم المفاجئة فهي لم تتوقع أن يأتيها حكيم في الحين واللحظة توقعت أن يحضر في المساء وعليه …
ليندا(انتفضت برجفة من السرير وطردت الرجلين والفتاة من جوارها وشرعت ترتدي فستانها الطويل):- من قلت ؟؟؟
مغدور:- حكيم الراجي وميار نجيب ..
ليندا(رفعت حمالتي الفستان واستدارت إليه):- الفهد البري في ضيافتنا يا للمفاجأة ، ثم أيها الحمار ألم أنهك من عدم إدخال أحد دون علمي ؟
مغدور(أعطاها حذاءها ورفع سلسال فستانها):- لكنكِ طلبتِ مني أيضا استقبال حكيم الراجي في أي وقت
ليندا(أشارت لسريرها المنكوش):- طبعا ليس أي وقت ، شغل مخك قليلا يا حيواااان اذهب من أمامي الآن واجعل ريتا تقدم لهما ضيافة ، لا أدري المهم اشغلهم قليلا لحين استعدادي
مغدور:- حاضر سيدتي …
ليندا(توجهت لمرآتها وجلست على المنضدة لتضع زينتها وقلبها يرقص):- أخبرتك أنك ستأتيني بنفسك يا حكيم إذن حان وقت الحساب ، لكنه سيكون حسابا على طريقتي … ههه
ميار(كان ينظر لزوايا المكان ويتفحصه):- كيمو .. ألاحظت الكاميرات ؟
حكيم(بتنبه):- إنها مهووسة بالمراقبة ، لا أستبعد أنها تتنصت على حديثنا الآن
ميار:- طبعا سفيرة ومرشحة لمناصب أخرى في الدولة ، أكيد لن تدع قصرها دون رقابة
حكيم(رمق ريتا قادمة بفنجاني قهوة):- ريتا ..
ريتا(وضعت الصينية على الطاولة وبارتجاف):- ..س ..سيد حكيم …
حكيم(امتص شفتيه ونظر إليها واحتبس الكلام في جوفه):- أنتِ .. هي التي
ليندا(قدمت بزينتها الصارخة وفستانها الوقح):- ريتا اذهبي للمطبخ … أهلا أهلا بكما عندي
ميار(نظر ليدها التي مدتها وتعفف وهو يدير ظهره مشيرا للزوايا):- كاميرات مراقبة وحراسة مشددة ههه ، مما تخافين سيدة ليندا ؟
ليندا(جمعت يدها التي بقيت معلقة):- لا أهاب أحدااااا
حكيم(نهض وهو ينظر إليها بقنوط):- بالفعل فمن هي بمكانتكِ لا تخاف .. لكن قبل الخوض في ما أتينا لأجله هل لكِ أن تخبرينا ما علاقتكِ بفخرية وكهرمانة ؟
ميار:- لأن الشبه بينكم واضح خصوصا بعد أن رأيتكِ على أرض الواقع وأظن أن هذا يمنعكِ من الكذب أليس كذلك ؟ …
ليندا:- وأنا ليس لدي نية لإخفاء حقيقة أكل الدهر منها وشرب لأنها لا تعني لي شيئا ،.. كهرمانة مربيتك وفخرية تعتبر كذلك بالنسبة لك يا حكيم ، أنا أكون شقيقتهما
حكيم(نظر لميار بذهول):- ولما لم تخبريني سابقا ؟
ليندا(جلست على الكرسي واضعة رجلا على أخرى):- ولماذا أخبرك ، أساسا لا أعترف بهن وهم لا يعرفون بوجودي من أصله
ميار:- هنالك حلقة مفقودة من أين تعرفين أنهم أخواتك إن لم تكوني قد التقيتِ بهم بالفعل ؟
ليندا:- رأيتهم يوم وفاة أبي لكن هم كانوا مشغولين بالعزاء ولم ينتبهوا على وجودي …
حكيم:- بعض التوضيح لو أردتِ ؟
ليندا:- تاريخ السحر يعج بالحكايات الغريبة ، ونحن معشر الساحرات لدينا قانون مرتبط بالقدر .. تعدادنا دوما ما يكون فرديا يا إما واحدة يا إما ثلاث يا إما خمسة .. إلخ ، وأمنا المصونة قامت بإنجاب أربعة والرابعة للعلم كانت خطيئة وهي كهرمانة …لأنني أنا الرقم 3
ميار(نظر لحكيم وهو يرمش):- هل فهمت شيئا ؟
حكيم(بغضب):- ولا حرف ، أنتظرها أن تفسر لأتطرق لموضوعنا الأساسي
ليندا:- ما الذي لم تستوعبوه ، أخبرتكم نحن 5 ولأن أمي اقترفت خطيئة وأنجبت الرابعة بعد أن تخلى عنها أبي وتزوج بأخرى وأنجب منها سندس … كان عليها أن تداري فضيحتها التي لو علم بها المعشر ستصبح في مشكلة أمامهم ، الآن كان محكوما على إحدانا بالموت وكي لا تفقد أمي بناتها فهن أكثر شيء تمسكت به في هذه الحياة ، قامت بتفعيل تعويذة قتل تجاه سندس لأنها ليست ابنتها وطلبت أن تموت بعد أن تنجب طفلها الأول … وهذا ما حصل على مر الزمان سرعان ما غادرت سندس وبقيت أخواتي متفرقات كلها في ملكوتها الخاص ، سلسبيل حبست في الجبل جراء لعناتها في البلدة التي نالت منها عقابا صارما ، كهرمانة عاشت في دُور البغاء حتى احتواها عامر نجيب بجواره وجعلها تربيك بعد وفاة أمك ، أما فخرية فقد تقاذفتها أمواج الحياة ووضعتها بطريقك حكيم … هذه نهاية القصة
حكيم:- مهلا مهلا … طالما كنتِ البنت الثالثة لما عاشت كهرمانة في دوركِ بدلا عنكِ أين كنتِ ؟
ليندا:- مع والد كهرمانة الحقيقي ، والذي اعتبرني ابنته نتيجة كذبة جعلتُ أمي تقنعه بها
ميار:- والسبب ؟
ليندا(نهضت تتمايل بخيلاء):- منذ صغري وأنا امرأة طموحة ، لم أحب عيشتهم ولا كوني من آل الساحرات وبما أن والد كهرمانة كان شخصا قادرا قررت الذهاب معه وسافرنا على أساس أب وابنته ومات وهو يظنني بالفعل ابنته .. تا تا نهاية القصة …
حكيم:- بهذه البساطة تركتكِ أمكِ تنفذين مسعاكِ ، ،، هراء ؟
ليندا:- دوما كنت آخذ ما أريده ، وتهديدي بأن أفضح أمر خطيئتها أمام الجميع كان سلاحي للتحرر
ميار:- قمة الدناءة
ليندا(أشارت بابتسامة):- طبعي ولن أنكره …
حكيم:- كيف تعلمين كل هذه الأخبار وأنتِ بعيدة ، حتى من سندس التي سمعنا عنها للتو لأول مرة عرفتِ أنها ماتت والله أعلم بعد الولادة أم ماذا ؟
ليندا:- هممم أمي لا تخطئ في تعاويذها ، طالما قالت لتمت بعد أول ولادة فذلك ما حصل والآن الطفلة التي أنجبتها مفقودة من وقتها لقد بحثت عنها لكن دون جدوى
ميار:- بحثتِ عنها ، يا عيني على الروح العائلية ههه
ليندا:- طبعا ليس محبة فيها بل لكي أجعلها تعمل بقربي هذا فقط ، يعني مصلحة عامة
حكيم:- خبيثة … مثلما فعلته بلورينا وميسون ؟
ليندا(نظرت لميار):- الفهد البري .. تعلم أن زيارتك هذه لن تكون بدون عواقب
ميار(لوح لها باستفزاز):- لا تدخري جهدااااا في إيصال الخبر ، نحن نعلم تورطكِ في العشيرة السوداء يا روحي لذلك مهما ادعيتِ ابتعادكِ عنها ستجديننا لكِ بالمرصاد
ليندا(تشنجت من جملته وأطلقت ضحكة مجلجلة):- اكتشف المكان قدر ما تحب ، وأنت حكيم تعال معي لدي كلام خاص أود مخاطبتك فيه
حكيم(أشار لميار):- هذا أخي ، يعني تكلمي مثلما تريدين لست أخفي عنه شيئا
ليندا:- لكن أنا أخفي ..فيا إما تلحق بي يا إما تغادر من حيث أتيت ومعك هديتين متواضعتين مني ميسون ولورين أيضا
حكيم(نظر لميار الذي أشار له بأن يلحقها):- لنرى ماذا تضمرين ..
ميار(نظر للزوايا وحك لحيته وهو يبتسم بخبث):- الآن سيبدأ وقت اللعب ههه …
أخذته لجناحها وأشارت له بالدخول بعدها أغلقت الباب عليهما بالمفتاح واقتربت منه واضعة يديها على ظهره ، تتحسس جسمه بجرأة جعلته يمسك يديها بقبضة واحدة وينفضها أمامه
حكيم:- يديكِ الملطختين بالدماء لا أرغب بلمسهما ليندا
ليندا(تأوهت بغنج وهي تتلوى بميوعة):-أعشق العنف ، وما تفعله بي الآن يوقظ غريزتي ..
حكيم(دفعها عنه بتقزز):- مما أنتِ مصنوعة فحتى الشيطان يستحي على وجهه من هكذااا أفعال
ليندا(تشبثت به بجرأة ولهفة):- أنا أعشقك أهوااااك أعبدك يا حكييييييييم ، لو تعطيني أملا واحدا سأطوع العالم كله تحت قدميك فقط كن لي …. أقسم لك بعشقك الذي اكتويت بناره طوال هذه السنوات سأتنازل لك على كل شيء ، سأكون طوع أمرك فقط أحِبني
حكيم(أبعدها عنه بعصبية):- أنا رجل بقلب محجووووز ، أخبرتكِ سابقا وسأعيد الكرة مرات عديدة لحين تقتنعين أنني مخلص لامرأة واحدة وأريد أن أعرف الآن … هل الطفلة التي أحضرتها بطريقة غير قانونية ابنتنا ؟
ليندا(صغرت عينيها بلؤم فيه):- ماذا أخبرتك تلك المعتوهة لورينا ؟
حكيم:- لما لا تخبريني أنتِ ما الذي اقترفته ست ليندااااا ؟
ليندا(زفرت بعمق وهي تبتعد جالسة على سريرها الذي نظمه الخدم أثناء تواجدها معهم ، بوضعية وقحة أشارت بإصبعها):- تعال اجلس بقربي …
حكيم(وضع يديه على جنبه بضيق منها ومن تصرفاتها):- ألا تخجلين من تصرفاتك ، أنتِ بعمر أمي
ليندا:- هههه ولكنني لست مثلها لا يوجد في جسمي تجعيدة واحدة تثبت لك قيمة عمري ، حتى وجهي لامع وكأنه وجه فتاة في السابعة عشرة وشعري الأبيض هذا موضة يا حكيم ، يعني لا يوجد لدي أي عارض
حكيم(اقترب منها بكره):- ولكن العائق الأكبر الموجود فيكِ هو عقلكِ الخبيث ، كم آذيتِ من أشخاص حتى تحضري ميسون ما ذنب ابنة ريتا وزوجهاااا بما فعلته بهم هااااه ؟
ليندا:- ما رأيك أنت في مفاجأتي جميلة صح الطفلة تشبهك كثيرا وتشبه أمها أكثر … راجية نفيسة
حكيم(تشنج من جملتها وها قد بدأ الوجع):- أتعنين أنها ابنتي … وابنة ميرنا ؟
ليندا(نهضت بخيلاء مقتربة منه كالأفعى):- ألم تنتبه للشبه بينهما ، أساسا ابنتك تحمل جينات البلاهة التي تتمتع بها الست ميرنا ، يعني واضح جدا أنها ابنتهاااا من صلبها حتى لو كانتِ الطريقة علمية إلا أننا كسبناها في حياتنا ما رأيك ؟
حكيم(أمسكها من عنقها بقبضة أليمة ودفعها للحائط):- أنتِ تلاعبتِ في مصير طفلة لا ذنب لها أن تأتي لحياة غير مستقرة ، أحضرتها بطريقة غير قانونية وبوسائل مقيتة جعلتكِ تحت قبضتي الآن ، يمكنني أن أقتلكِ ولن يعلم أحد بما فعلته بكِ لينداااا
ليندا(تألمت من خنقه لها ولكن لم تبدي أي ردة فعل):- يمكنك قتلي لكن عليك أن تتعايش مع فكرة وجود ميسووووون ، أجل إنها طفلتكماااااااااااااااااا أنت وميرنااااااااا … كانت انتقاما جميلا منكما أليس كذلك ، أن تحظى بصغيرة من حبيبتك التي تعشق هههاهاهاا اكح أ حكيييييييم
حكيم(بعصبية ضاعف خنقها وهو لا يشعر سوى بالغيظ والقهر لحظتها):- أنتِ تكذبيييييييييييييين ، تلك الصغيرة من ريتا خادمتكِ هكذا قالت لورين وشبه ميسون بميرنا عائلي فحسب …
ليندا(شعرت بأن الهواء يقل من جوفها فخافت):- عليك بالتحليل يا حكيم وحده سيثبت صحة كلامي ، اكح ميسوووون ابنتكما معاااا ابنتكماااااااااا ..
حكيم(أفلتها وهو يهز رأسها بقهر):- لم تفعلي يا ليندااااااا لم تفعلي ذلك ، ماذا استفدتِ ؟؟؟؟ أتتوقعين أن خدعة لورين ستنطلي علي يعني هل كنتِ بهذه السذاجة حتى اعتقدتِ أنني سأترك ابنتي لديكم من الآن فصاعدا لن تروها حتى في أحلامكما …
ليندا:- أساسا أنا أعطيتها لك لقد تعبت منها ومن أعراضها المجنونة ، إنها طفلة متعبة
حكيم(عقد حاجبيه وأشار لها):- ما الذي تقصدينه ؟؟؟
ليندا:- هههه اكتشف ذلك بنفسك وعلى مهلك ، فمن اليوم البنت برعايتك لكن نصيحة لا تخبر ميرنا أن تلك الصغيرة ابنتها لعدة أسباب أظنك تحفظها عن ظهر قلب … لا غضنفر ولا العشيرة السوداء سيتركون البنت في حالها إن كانوا أساسا يرغبون بتصفية ميرنا فالأسهل لهم تصفية الطفلة لحرق قلبها وقلوب الكل … يعني موت شخص صغير وجميل ومهم مثلها مؤكد سيهدم الجميع …
حكيم(اهتز رعبا على ابنته التي شعر أنها أصبحت أغلى شيء في حياته ، هي وميرنا أصبحتا مسؤوووليته بشكل مضاعف):- لن تهدديني لأنكِ في موضع لا يخول لكِ ذلك …
ليندا:- بل لي كل الحق ، أنا من كنت سببا في إحضار تلك الطفلة لك يا حكيم ، إنها قطعة من حبيبتك التي تهواها إنه أمر بالنسبة لك في هذه الفترة محااااااااااال …لقد تزوجتها فعلا لكن هل استطعت أن تنالها أكيد لاء لن تصل إلى تلك الذروة التي تحلم بها رفقتها ، لكنك حصلت على ما لم يحصل عليه غيرك ابنة ، ابنة راجية أبا عن جد طفلة خالصة بدم طااااهر لا غبار عليه ، أمها وأبوها راجيين وأجدادها راجيين وأجداد أجدادها أيضا راجيين يعني هههه إنها قطعة نفيسة تستحق النظر ..
حكيم(بتفكير ملي نظر جانبيا وهو يستجمع جام غضبه):- ليندااااا ليندا … لا أرغب في أن أكون عدوا لكِ لكنكِ تستحقين هذاااااااا
ليندا(نظرت إليه بعدم فهم ووجدته يمسك زجاجة من الخمر الموضوع على منضدتها):- اممم كنت أعلم أنك ستسمع كلامي وتنصت لأنفاسي المتحرقة شوقا إليك ..
حكيم(عض شفتيه):- بالفعل ، أتوق لأن أسكب هذا الخمر على جسمكِ الذي تتباهين به
ليندا(بإغراء فتحت سلسال فستانها وأسقطته من إحدى كتفيها):- وأنا كلي …. ملك يديك
حكيم(فتح القنينة وهو ينظر إليها ولجرأتها الوقحة بعدم تصديق):- أنتِ مجنونة
ليندا(أسقطت الفستان أرضا وبقيت عارية أمامه):- في العشق كل شيء مباح ، وجسمي يستصرخ لمساتك حكيمي … أنا أتنفسك عشقاااااااا
حكيم(اقترب أكثر وناظر جسمها من تحت لفوق وهو يرسم على شفتيه بسمة انتقامية):- إذن دعيني أسقيكِ من الخمر ما يحلو للسان
ليندا(انتشت بهمساته وأغمضت عينيها من أول قطرة سقطت على جسمها):- اسقيني من عذب كلامك لأنك تجعلني أهوي وأهوي في قااااااع الظلماااااات
حكيم(صغر عينيه هازئا وهو يلتف حولها ويصب الخمر من أعلى رأسها لكل جسمها):- أفعل أفعل ذلك يا لينداااااااا ، فقط اصبري فوقت الاحتراق لم يحن بعد
ليندا(تحسست جسمها وهي مغمضة عينيها تستشعر الجنون بسادية مطلقة):- آه … أشعر بالدفء يغمرني كنت أتوق إليك مذ رأيتك أول مرة ، جسدك العتيق يستحق فسحة تجول تحت غمرة الشغف
حكيم(مرر لسانه حول شفتيه وهو يصب آخر قطرة سرت في خط مستقيم من على عمودها الفقري):- أظن أن المجون والعهر والسفالة تترجم صفاتكِ جيدا يا ليندا .. ولذلك
ليندا(فتحت عينيها بعدم فهم):- لذلك ماذاااا ؟
حكيم:- ستبتسمين للهاتف هناك حيث التقطت لكِ فيديو تذكاري ، هاااا تعلمين أنني بارع في فبركة الفيديوهات يعني صوتي وصورتي سأمحوهما إن كنتِ تعتقدين أنكِ نلتِ مني .. وأظن أن تسريبا مثل هذا سيجعل سمعتكِ التي تخشين عليها في الحضيض سيادة السفيرة المرموقة ههههههه …
ليندا(أمسكت رداء لها من المشجب وارتدته وهي تربط حزامه وعيناها على هاتفه الذي التقطه):- متى وضعته أنا لم ألاحظ و ؟؟
حكيم:- وضعته حين كنتِ تستعرضين مفاتنكِ أمام المرآة يعني كل اعترافكِ مسجل بالصوت والصورة ، ولمصلحتكِ ألا تستعملي التهديد معي فلن تصلي لشيء إطلاقااااا
ليندا(زفرت عميقا وهي تنظر لنفسها بخزي):- لقد لعبت بي يا حكيم
حكيم:- بينما أنتِ ماذا فعلتِ لقد جعلتني عاجزا لأول مرة في حياتي ، طفلة يا ليندا خلقتِ طفلة مني ومن ميرنا أين كان عقلكِ ، ما ذنبها الآن أخبريني فقط ؟؟؟؟ ما ذنب لورينا التي جعلتها عرضة للاغتصاب من رجال بعثتهم خصيصا ليعاقبوها حتى تسببت في تضرر رحمها ، ما ذنب ريتا أن تحرم من طفلتها الرضيعة وزوجها الحبيب ، أخبريني عدا عن كل الجرائم التي اقترفتهاااااا سابقا ..؟
ليندا:- ليس معنى أنني مدلهة بحبك أن تحاسبني …
حكيم:- سأحاسبكِ لأنني لا أتقبل منكِ سوى الابتعاد ، إياكِ يا ليندا وأن تقتربي ولو خطوة مني أو من ابنتي لأنني سأفضحكِ بهذا الفيديو وسأشوه صورتكِ في الدولة وفي العالم أجمع ، أقسم لكِ بالطفلة التي وهبتني إياها الأقدار أنني لن أرحمكِ المرة المقبلة لو حدث وآذيتِ أحبتي
ليندا(اهتزت بدموع):- أنا امرأة خلقت من رحم الشيطااااااان ، إن كنت تعتقد أنني قابلة للتهديد فأنت مخطئ لأنك وكل من معك تحت رحمتي ، وإن كنت سأتغاضى عن مسألة ابنتك فلأنني أنا أرغب بذلك ، لأنه لم يحن الوقت بعد كي أسلبها منك .. سأدعك تتعود عليها سأدعها تتعرف على عائلتها سأترككم في سلام لكن … هاهاهااا هههه موعدنا سيكون في ليلة مظلمة لا يسمع فيها سوى رذاذ المطر ، وقتها ستصبح تلك الطفلة لي ولن يسعك إبعااااااااادها ما لم آخذ منها غايتي
حكيم(شعر بالرعب على ميسون):- إنها طفلة صغيرة ما الذي ترغبينه منها ، أنا لن أسمح لكِ بالاقتراب منها ولو خطوة سأضعها بعيوني
ليندا:- وعيونك غالية علي يا حكيم ، لكنني بحاجتها ولن تستطيع الوقوف بوجهي
حكيم(بدون فهم):- بحاجتها لماذا بالضبط ؟
ليندا:- أتعلم أن أخواتي الغبيات كلهن سيئات الطبع ، إلا فخرية فحتى سندس لن نحتسبها فقد كانت مثلها في الطيبة يعني ساحرة خير ، بعكس كهرمانة التي كانت تضمر من الشر الكثير وسلسبيل التي تعتبر أس الشر بعينه وتحمل من الكره أكثر من أي واحدة فيهن …… لكن أرأيت كل ذلك السخط والغضب والحقد والغل والشر يأتي إلى تحت قدميَّ هاهنا وينحني ، أتعلم لماذااااا ههه لأنني أفوقهن شرا وغدرااااا فلا تثق بمحبتك وبسالتك عزيزي حكيم … فوقت الجد قد تجد قبضتي تلف حول عنقك وتخنقك وأنت نااااااااائم ، سأسلب منك الحياة التي وهبتها لك وأجعلك أسيراااااااا بين جنبات ضلوعي لكن .. مزاجي الآن لا يحتمل اللعب معك لأنه من مصلحتي أن أطبق فمي وشري فلديك ما تمسك ذراعي به وعلي أن أطيعك يا حكيم يا راجي ……..
حكيم(كان يصغي لها وعيناه في المدفئة الجانبية):- لو أمسكت حطبا من هناك وأحرقتكِ .. ألن نسلم من كل هذاااا الشر ههه ؟
ليندا(اضطجعت على سريرها وأشارت لجسمها):- ما يزال الخمر على جسدي افعلها لو أردت ، أحرقنيييييييييييييييييييي يي … هههه أرأيت كم أنت متردد وهذا ما يجعلك ملاكا طاهرا بالنسبة لي مهما لطخت يديك بالدم إلا أنك نقي ذو معدن خالص وتستحق أن أضعك تاجا على رأسي ..
حكيم:- أنصحكِ ألا تكوني بتلك الثقة ، لأنني في أي وقت شعرت بأنكِ تحومين حول أهلي سأحرقكِ دون أن ترمش عيوني حتى …
ليندا(رمقته وهو يفتح الباب وطارت لتلتصق به ببكاء ونحيب):- أنا أحبك يا حكيييم أحبك
حكيم(أبعدها عنه):- لو تحبينني ولو ذرة واحدة دعيني وشأني .. أنا ومن أحب
ليندا(بكره رمقته وهو يبتعد في الرواق):- سيأتي يوم ونتحاسب فيه يا حكيم ، أعدك بأنك ستجثو تحت قدمي لتطلب الغفران وسأغفر اهئئئ سأغفر لأنني أحبك أيها الأحمق …آآآآآآآآه مغدووووووور يا مغدوووووووووووور أيها الحثاااااااااااااالة ….
مغدور(أتاها ركضا وهو يدفع كرشه السمين):- سيدتي
ليندا(وضعت يدها على فمها قبل أن تتنفس عميقا):- مغدووور … أشعر بالوجع وأنت تعرف أنني حين أحس به لا شيء يطفئ ناري سوى الدماااااااااء …
مغدور(ابتلع ريقه):- لم أفهم …؟؟؟؟
ليندا(دفعته وتوجهت للشرفة الجانبية):- أغرب …
وقفت بالشرفة وهي تنظر لحكيم وميار مغادرين قصرها ، وشعرت بالغضب يغمرها خصوصا حين التفت حكيم ملوحا لها باستفزاز ، بنظرة حسرة ناظرته وقلبها يهفو له تصارع غضبها وحنقها عليه لكن مشاعر العشق تفوقها قوة وقدرة على التحمل ، لذلك ستبحث عن أي وسيلة أخرى تفرغ فيها جام غضبها ، صرخت في ريتا التي لحقتها لجناحها مهرولة غير عالمة بما سيحصل لها …
ليندا(جلست على طرف السرير بعلياء):- انحني هنا يا ريتا ..
ريتا(انحنت عند ركبتي ليندا ونظرت إليها):- ما الأمر سيدتي ؟
ليندا:- ما الذي قلته لحكيم فور خروجه من هنا ؟
ريتا(بتلعثم):- أنااااا .. أ .. لم أنطق بحرف سيدتي
ليندا(فرقعت إصبعها لمغدور الذي شغل شاشة المراقبة وأشارت لها):- أليست تلك المرأة هناك هي أنتِ واقفة مع حكيم عند مدخل القصر ، أخبريني وبشكل وجيز ماذا قلتما
ريتا(ابتلعت ريقها):- ط .. طلبت منه أن يدعني أرى ميسون…
ليندا(نظرت لمغدور الذي ضحك معها بسماجة):- ههههه طلبتِ من حكيم أن يجعلكِ ترين ميسون ، أتراها ابنتكِ ونحن لا نعلم ؟
مغدور:- يا لكِ من مسكينة
ليندا:- فعلا مسكينة ، أترغبين بأن تفسدي مخططاتي يا ريتا ؟
ريتا(برجفة رفعت عينيها):- أبداا أنا خادمتكِ يا سيدتي …
ليندا:- أتريدين حقا رؤيتها ؟
ريتا:- أجل …
ليندا:- لكن رؤيتها بثمن
ريتا:- حتى لو لم تكن ابنتي من صلبي ، لكنني حملت بها في بطني 9 أشهر وسهرت على رعايتها وربيتها وكأنها قطعة مني … يعني أظن أن مشاعري خانتني وتعلقت بها لذلك اشتقت لها وطلبت رؤيتها بالحسنى وبغرض الأمومة فقط
ليندا(رفعت حاجبها بهزل وهي ترفع يدها لمغدور):- مغدوووور تعال تعال واجعلني أنهض قبل أن ينزل ضغطي ..
مغدور(قبل يدها ورفعها بانحناءة):- تفضلي مولاتي
ريتا(ارتعشت برعب):- هل ستعاقبينني سيدتي ؟
ليندا:- أجيبيني ، بما أجابكِ حكيم عندما طلبتِ منه ذلك الطلب الغبي ؟
ريتا:- سمح لي ووافق على ذلك لكن طلب مني بعض التريث
ليندا:- أهاه يعني أنتِ يسمح لكِ برؤيتها ورؤيته وأنا لاء ، هل فهمت ماذا يعني هذا يا مغدور ؟
مغدور:- يعني أن هنالك رائحة خبيثة تدور بالقصر سيدتي
ليندا:- وتلك الرائحة لم أعد أطيقها … انهضي
ريتا(نهضت مرتجفة وهي تزفر بخوف):- سامحيني على تطفلي سيدتي ، ستكون هذه آخر مرة والله من شوقي للصغيرة لم أشعر بنفسي إلا وقد طلبت منه ذلك الطلب.. يعني اعتبرت أنه من حقي وأنتِ سيدتي كنتِ سترفضين سامحيني سامحيني
ليندا(سحبت نفسا عميقا وهي تدور حول ريتا وتشير بيدها):- ريتا ريتا ريتاااااا … تقريبا سنوات عديدة وأنتِ في خدمتي قبل حتى أن تتزوجي برودريغو ، كانت أمكِ رحمها الله امرأة جيدة وقامت برعاية أمور قصري من قبلك ، وأنتِ ترعرعتِ بين هذه الأركان لذلك أثق فيكِ ثقة عمياااااء … لكن
ريتا(انحنت تقبل يد ليندا بتوسل):- أتوسل إليكِ ست لينداااااا سامحيني …أنظري أنا أعرف بمخططكِ تجاه الطفلة منذ سنوات ، كنت أراكِ حين تتلصصين كل ليلة لتطلي عليها وتشمي جسمها ، إنها تعني لكِ أكثر من مجرد طفلة أنتِ تنتظرينها تكبر كالوردة لتبتريها من أغصانها مع ذلك لم أنطق بحرف بل أطبقت فمي …. أنا دوما مخلصة لكي يا سيدتي ليندا اهئ
ليندا(جذبت يدها وتابعت دورانها):- لكن حين تخدعينني وتتعبينني سأهرع للحل البسيط …
ريتا:- أتطردينني ؟؟؟؟؟؟
ليندا(وقفت من خلفها ومدت يدها لمغدور الذي وضع فيها شيئا مبهما):- لا يا ريتا .. مهما كان أنا شيطانة لطيفة سأقدم لكِ مكافئة نهاية الخدمة
ريتا(برقت عيناها بفرح):- ستحررينني يعني ؟
ليندا(عدلت الخنجر في يدها جيدا وأمسكت شعر ريتا وجذبته إليها لتتكئ على كتفها):- بل سأقطع لكِ تذكرة سفر إلى جحيم الأحباااااااااااااااااااا ااااب…..
سقطت ريتا ذبيحة بين يدي ليندا التي أغلقت عينيها منتشية بقطرات الدم التي تناثرت على وجهها ، ولم تفتحهما إلا بعد أن مررت لسانها على شفتيها وهي تتذوقه متلذذة بكل جزيئة فيها ، قتلها دونما رحمة وبشكل مهول يجعل القلب ينتفض رفضا لانعدام الإنسانية التي تستعبد بها خدامها ….
ليندا(رمت الخنجر أرضا وهي تتأفف بضجر):- مغدور نظف هذه القذارة وادفنها حيث لا يعثر عليها أحد ، وبعدهاااا تعال لنحتفل سوية مزاجي قد أصبح في أوج متعته ،،، هههه ههههاهاهااااااا …
ضحك معها مغدور وهو ينظر لجثة ريتا الطريحة وابتسم وهو يجرها من قدميها مناديا على رجاله ليكملوا عنه ما تبقى ، أما هي فقد كانت تدندن على نغمات وهمية وتتراقص بأصابعها وهي تشعر بالنشوة تغمرهااااا لقد قتلت روحا للتو وهذاااا ما يجعلنا أمام أمر جلل فحتى شر سلسبيل بأكمله رحمة أمام ليندا التي ينحني لأجلها ذلك ويعطي لمقامها السمع والطاااااااااااعة ….

الغضب أعمى عيونه مع تلك الوقحة ليندا والتي جعلته أضحوكة بفعلتها ، والأدهى أنه من فرط جنونه بميرنا وقع في الفخ والمساهم الرسمي لتسهيل ذلك كانت ومع الأسف شاهيناااااز … شعر بأنه حانق حنقا شديدا عليها لغبائها الذي جعلها تصدق أكذوبة كتلك وتسمح لهم باستغلال سذاجتها لإحضار ميسون ، أوَّاه من ميسونته الصغيرة حمامته التي تعمقت في قلبه وما عادت تخرج منه ، وأكيد سيدفع عمره لأجلها فالآن بات له هدف يعيش لأجله بعد أن حرمته ميرنا من نفسها ، أكيد سيحافظ على ابنتهماااااا …ياي على ابنتهما لم يشعر بنفسه حين ضحك من هذه الجملة ،فأن يرزق بطفلة من محبوبته قمة الجنون وعدم التصديق وااااارد .. إنما عليه أن يفكر كيف يخفي الموضوع بمعنى عليه أن يخرس تلك المجنونة لورين ويجعلها تخرج من حياته للأبد ..
ميار:- لما تبتسم يا بعدي أراك كالأبله تشارك الخيال دعاباتك ؟
حكيم(وضع يده على فكه وهو ينظر للطريق المتسارع حولهما):- أسرع فقط ودعنا نصل للقصر ، لقد تلبدت السماء بالغيوم أكيد ستمطر
ميار:- علما أن الجو كان صيفيا لكنه انقلب فجأة ، لعله خير بالمناسبة ما الذي تحدثت فيه مع تلك المرأة ستخبر ابن عمتك صحيح ؟
حكيم:- ههه وهل يجوز ألا أخبرك ، طبعا سأسرد لك ما حصل لكن أخبرني أولا هل أنجزت المتفق عليه يا ذكي ؟
ميار:- وفي الأماكن الدقيقة ، أخبرني أنت هل وضعت ذلك في مكانه الصحيح ؟
حكيم:- في لب غرفتها ولن تجده مطلقا
ميار:- إلا إذااا كان لديها كلاب ترى كل شيء ، سنطلب حظنا كيمو امرأة مثل ليندا لا تنهزم بسهولة
حكيم:- إذن سنتمنى أن نتفوق عليها ، اليوم تأكدت أنها على صلة بالعشيرة لكن هل هي عضو معهم لأن المجموعة كاملة حسبما أعتقد .. وأنت أكيد تعرفهم جميعا صح ؟
ميار:- أعرف البعض منهم لأنني لم أصل إلى العشيرة السوداء إطلاقا ، فقط تواصلت معهم عبر وسائل مختلفة وهذا حسب قانونهم في ألا يعرف المحيط بهوياتهم الشخصية
حكيم:- أليس غريبا أن يستبعدوك من تلك الطاولة ، ألا تعتقد معي أن هنالك سرا في الموضوع ؟
ميار:- لكنني أعرف بأمر صوفيا وأيضا بعض الأشخاص المعينة لكن ليس الكل
حكيم:- وهذا هو مربط الفرس ، لما منعك غضنفر من لقائهم وحتى في الوقت الذي حسبنا أننا قتلناه ودفناااه ، أنت لم تتعرف عليهم بل كانت بينكم وسيلة تواصل إلكترونية فحسب
ميار(عقد حاجبيه):- الآن لما ستزرع في أمنا التساؤلات هاه ؟؟؟
حكيم:- أمامنا محطااااات كثيرة يا ميار ، لنكشف غضنفر علينا أن نكشف كل أعضاء العشيرة وليس فقط من نعرفهم ومن تعرفهم أنت …
ميار:- يفضل أن نركز في ما هو أهم ، ابنتك وميرنا والآخرون
حكيم:- ذكرتني لنقف عند أحد المحلات بالمدينة أريد أخذ بعض الأغراض لها
ميار:- أيوة يا عم أصبح لك بنت وبات عليك تدليلها ، من مثلك وجدتها جاهزة
حكيم:- ولما تقولها بحسرة يمكنك أن تنجب أنت وجوزيت وها أنت أب مثلي ..
ميار(تحسر عليها ورمش بعينه):- يصعب على جوزيت أن تنجب
حكيم:- اممم قوام النساء وهوس الموضة ومن ذاك القبيل ، أنا واثق أن جوزيت لا تؤمن به
ميار(بأسف):- لم أقصد ذلك ، جوزيت مريضة بالقلب
حكيم(تشنج في محله والتفت إليه):- ماذااااا لكن … كيف عرفت ؟
ميار:- كانت تعاني منه منذ الولادة يعني ، بعدها أجرت عملية ومؤخرا انفعلت وأغمي عليها وعرفت من الطبيب بأن قلبها ضعيف لكن الحمدلله لا تحتاج لعملية فقط تناول الأدوية بانتظام
حكيم:- أتأسف على حالها هي لا تستحق ذلك … روحها لذيذة فقط لو تزيل عنها نزاعها هي وميرنا تصبح أحلى فتاة عرفتها
ميار:- لا تخبرها أنك تعلم ، لا أريدها أن تتحسس فقط أخبرتك تحسبا للقادم لا أحد يعلم ما تخبئه لنا الأقدار حكيم .. ولو صدف وحدث لي مكروه أريدك أن تحميها وتحرسها وتعتني بها هي وميرنا وذلك النطح وائل لا تسمح له أن يبعدك عن محيط هذه الأخيرة ، رغما عنه ستبقى في حياتها
حكيم:- نطح ؟؟ لو تسمعك ميرنا تقتلك لأجله .. إنها تعشقه بجنون يا رجل لا حضرتي ولا حضرتك نأتي على بالها
ميار:- لا يا فطيم إنها تفكر وتهتم حتى ، فقط أنت لا تلاحظ من شدة الدراما التي تعيشها …. لكن حسبما أرى ظهور ميسون حال دون وضعك السابق والحالي ، فعلا جعلتك الصغيرة تبتسم وعيونك تلمع بشدة
حكيم:- ههه صدقني أن يظهر أن لك طفلة شعوووور لا يسعك تخيله .. ما زلت غير مصدقا
ميار:- ههه ولا أخوك أيضا …
توجها معا إلى إحدى المحلات ابتاعوا منها ما يحتاجون وغادروه في اتجاه القصر ،، هناك كانت الأوضاع مستقرة إلى قليلة الهيجان يعني وشوك هبوب عاصفة مرتقبة مشكوك بأمره .. والبوادر بانت على ملامح لورينا التي أخذت تصرخ فيهم أن يفتحوا لها ويحرروها …
ميسون(انتفضت من حضن ميرنا بفزع):- ماما لورينا …
ميرنا(استيقظت ونظرت إليها):- ميسووون .. ما بكِ صغيرتي ؟
ميسون(أرهفت السمع وشعرت بالارتباك):- لورينا تصرخ …
ميرنا(لم تسمع أي شيء):- ربما كنتِ تحلمين فقط ..
ميسون(نهضت):- لا أنا أسمعهااااا …
وائل(نزل من الدرج):- هل استيقظتما جيد .. ميرنا لما لا تدخلان للمطبخ لأجل تناول طعام الغذاء قد فاتتكما الوجبة أثناء نومكما وعمو نزار سيعتني بكما تمام ؟
ميرنا(هزت رأسها له وغمزها أن هنالك مشكلة كي تتصرف):- أ.. طيب تعالي معي ميسون
ميسون(أمسكت يدها وهي تنهض معها):- ولورينا ؟
ميرنا:- عمو وائل سيتفقدها لا تقلقي …
وائل(هز كتفيه وخرج من القصر ليجد جوزيت متجهة صوب الصوت):- جوزيت .. ما الذي يحصل معها ؟
جوزيت:- والله إن لم تصمت سأقتلع لسانها ذاك بكماشة البستاني ، أقسم
ناريانا(لحقت بها من الحديقة):- أيتها المجنونة ما الذي تقولينه ، هه طبعا هي تمزح وائل
وائل:- أساسا تعودت على مزحها ، لكن ما أود معرفته كيف تحبسونها في القبو هل هي بقرة ؟
جوزيت:- لا بل جنية بسبع قرون ،، إنها أفعى هل ستعطف عليها لا عجب أنك لين مرهف الإحساس وحياتك هذا ليس عالمك ولا جوك لا أدري لما تستحملنااااا
وائل:- هه محاولة جيدة لطردي لكنني هنا لأجل ميرنا ..
جوزيت:- نفس الأسطوانة يا كبد خالتك …
ناريانا:- يكفي لن تستلميه الآن ، دعينا للمهم لو عاد حكيم ووجدها على ذا الحال سيرميها خارج القصر وهذاااا كلامي
وائل:- يا إلهي حقوق الإنسان معكم منعدمة
جوزيت(أشارت للرجال بعد وصولها):- حتى يكونوا من فصيلة الإنسان وقتها يمكننا أن نتدخل ، افتحوا الباب افتحوووووها …
لورينا(خرجت بحالة ثائرة ونظرت إليهم):- هل أنتم مجانين كيف تحبسوني في مكان دون أكل أو شرب ومع الجرذاااان اهئ لقد مرَّ أحدهم على قدمي لماذا تركتموني وحدي في الظلام …
جوزيت:- لسانكِ .. لسانكِ يا عمري هو الذي وضعكِ هناك ..
وائل(رأف لحالها واقترب منها بعد أن نزع سترته وألبسها إياها):- تعالي معي …
ناريانا:- وائل يفضل ألا تتدخل
جوزيت(طقطقت كعبها):- دعها هناااا حكيم لا يريدها أن تختلط بميسون
وائل:- وهل ندعها لتموت حتى يهنأ السيد حكيييييييم ؟
ناريانا(نظرت للاحتدام بين جوزيت ووائل):- لدي فكرة هنالك ملحق الرجال خلف الحديقة لنذهب إليه ونتركها هناك في الحفظ والصون ..
لورينا:- أي مكان إلا القبو اهئ أنا لا أتحمل ….
جوزيت:- آه ياني ع الدلال ، والله لولا ابنتكِ لكنت أفرغت مسدسي في جبهتكِ .. قال جرذان قال مدللة بغيضة مقيتة افففف … أنا بالداخل وجودي هنا يجعلني أثوووور
ناريانا:- ادخلي يا جوزيت ستتعبين من فرط العصبية … هيا
وائل:- لنذهب للملحق لورينا لا تقلقي أنا هنا ولن يمسِّكِ أحد بسوء
لورينا(نظرت إليه بتمعن):- أنت لطيف جدا ، لا عجب أن تغرم بك ميرنا
وائل:- هنالك سؤال يدور في عقلي لورين ، أحتاج إجابة له فهل يا ترى سأجدها لديكِ أم أنكِ ستخفينها عني وتكذبين ؟
لورينا(توجست منه وعرفت أن السؤال تعلمه جيدا):- ما هو ؟
وائل:- حين دخلت ميسون توجهت مباشرة إلى ميرنا وكأنها تعرفها أو تشعر بها بشكل عميق ، نادتها ماما فاعتقدنا جميعا أن هنالك سوء تفاهم لأنه يستحيل أن تكون ميرنا أمها .. يعني هذا ضرب من الجنون لكن ما حدث وجعلني أصغي لشكوكي هو العلاقة بينهما تلك الألفة والتفاهم والهدوء جدا غريب وأشعرني بالحيرة .. فهل يمكن أن تكون ابنتها بنسبة 1 في المئة ؟
لورينا(فركت يديها وفي سرها):- لو نطقت لأعتبر نفسي في عداد الأموات حكيم لن يغفر لي ../ أ لا هي ابنتي أنااااا ههه كيف تتخيل أنها ابنتها ثم كيف يا بعدي سيحصل ذلك ؟؟
وائل:- ههه وهذا نفسه ما اعتقدته ، إذن الفتاة ألفَتها فقط شيء جميل ميرنا سعيدة بذلك
لورينا(آخ يا ربي على هذه الورطة منكِ لله يا أمي منكِ لله):- يعني شبه ذلك …
كان الوضع مستكينا ساعدها وائل على الاستقرار بغرفة من غرف الرجال في الملحق ، وتوجه ليحضر لها ما تأكله وهنا جاءها اتصال زعزع كل الثقة في كيانها وكأنما حقنتها بجرعة جنون عن بعد تلك اللعينة …..
لورينا(بانهيار تبكي):- كيف كيف قتلتها أمي حرام عليكِ لقد كانت خادمتنا لسنوات ، لقد ربت ميسون وميسون متعودة عليهاااااا كيف طاوعكِ قلبكِ … لالالا عن أي قلب أتحدث أنتِ أساسا لا تملكيييييين واحدااااااااااااااااااااا ااااااا
ليندا:- هاهااااه … يا لكِ من حمقاء معتوهة ما فعلته كان لمصلحتنا ، كلما قلَّ عدد من يعرفون السر كان ذلك أضمن لكِ لكي تتغلغلي في محيط حكيم أكثر .. وحجتكِ هي ميسوووون يا غبية
لورينا(فقدت القدرة على السيطرة):- أنتِ مجرمة أنتِ امرأة سيئة أنتِ عاااااااااااااهرة ساقطة تتغذى بأرواح مقربيها ، كيف كيف ما زلت أخاطبكِ ابتعدي عن حياتي دعيني وشأني .. انسي أمري
ليندا:- همممم طيب يا لورينا سأترككِ في حال سبيلك لكن بشروطي أناااا
لورينا(مسحت الدمع من على عينيها حتى امتزج كحلها بخدودها):- لن أصغي لكِ لن أصغي
ليندا(همست بخفوت):- أريدكِ أن تكوني عيوني في محيط حكيم ، معلوم فحتى لو كنتِ لا تنجبين فأنتِ امرأة كاملة وبوسعها أن تعرض مفاتنها في الوقت المناسب ، ههه أريد منكِ شريطا مصورا له في الفراش يا لورين قومي بذلك وسأترككِ لحال سبيلكِ طول العمر … ما رأيكِ ؟
لورينا(انفجرت فيها):- مااااااااااذا تكوووووووونين ….. لم أرى بمثل قذارتكِ قط ، أليس ذلك الرجل هو الذي تحبين كيف تنتظرين مني أن أصوره معي في الفراش ، إنها أنااااااا ابنتكِ …
ليندا:- افعلي ذلك وستجبرينه على الزواج منكِ ، خصوصا إن خرج الأمر للإعلان فأكيد سوف يتساءل الكل عن وجود ابنة ودون زواج علما أنه أمر لا يعني للكثيرين هنا ، لكن ببلده أكيد الكل سيضعه بين قوسين ففكري وحكمي عقلكِ …
لورينا:- أنا أكرهكِ ماما أكرهكِ … دعيني وشأني
ليندا:- أنتظر منكِ الأخبار الجميلة حلوتي … لا تخذليني هههههه
لورينا(رمت الهاتف وضربته بالحائط):- كااااااااذبة مخادعة أكرهكِ أكرهكِ أميييييييييي أنا أكرهككككككككككككككككككككك ككككككككككِ … اهئ
لم تشعر بنفسها إلا وأخذت تنتف شعرها وتحك على جلدها وكأن بها مس ، لقد جعلتها ليندا تصل لذروة العصبية بكلماتها الباردة ، ذكرتها بكل المواجع وكل هذا وقتلها لريتا التي كانت تعتبرها القلب الحنون والضوء المنير في كل حياتها قصم قشة البعير ، سحبت روحها منها دون أن يرف لها جفن وهذا ما أتعب روحها حد الانهيار وهذا ذاته ما جعلها تضرب كل ما وقعت يدها عليه ، كسرت النوافذ والدواليب وكل شيء إلى أن سقطت على الأرض تضرب على أديمه برفض ، نظرت لقطعة زجاج جانبا وزحفت وصولا إليها أمسكتها وإذ بها تضعه على صدغها وقبل أن تمررها وصل ليجدها على ذلك الحااااال ..
حكيم:- لوووووووووووورينااااااااا ا
لورينا(فزعت منه وضغطت على لحمها):- لو اقتربت مني سأقتل نفسي …
حكيم:- أوك اهدئي اهدئي ، ما الداعي لكل هذااااا يا بنت … أنا هنا قد عدت ضعي ذلك من يديكِ ولا تفقدي صوابكِ ….
ميار(وصل خلفه وحين رأى ذلك عاد للبوابة وأخذ يلعن ويسب رجاله):- كيف لم توقفوها ثم من أخرجها من القبو ؟؟؟؟
الحارس:- السيد وائل …
ميار(حرك رأسه):- طبعا حامي حمى البشرية سيقدم على ذلك ، ههه جئت على السيرة ما هذا الذي فعلته ؟
وائل(نظر للعم نزار خلفه والذي كان يحمل صينية الأكل):- ماذا يحدث ؟
ميار:- لورينا تحاول الانتحار ، أهذا ما قدرك الله على فعله أن تخرجها لتجنن أهلنا الآن
وائل:- تنتحرررررررر … ما الذي تقوله لقد تركتها على خير ما يرام
ميار(أشار له ناحية الملحق من بعيد):- إذن أنا أكذب .. الرحمة يا ربي الرحمة
وائل(رمقه بحدة وهو يتوجه للداخل غير مبال بما يحدث):- يا برودك …عم نزار أعد هذا يظهر أن هذا اليوم لن يمضي على خير
نزار(نظر للجو وعقد حاجبيه وهو ينظر لهرع وائل نحو الملحق بهرولة):- اللهم أجرنا من المجهوووول …
حكيم:- لورينا سأقترب منكِ وأمسك بتلك الزجاجة ونضعها جانبا ، هيا أنتِ أساسا لا تريدين أذية نفسك صح ؟
لورينا:- حكييييم اهئ أنا متعبة ، أمي تقتلني ببطء إنها تطعنني مرارا وتكرارا وأنا غير قادرة على التحمل طوال سنوات وأنا أكتم في قلبي لكنني تعبت تعبت ولا أحد يحس بي … لا أحد
حكيم(زفر بتعب):- تمام فهمنا لكن ضعي ذلك من يدك
لورينا(نظرت للزجاجة ولحكيم وبحسرة وغمغمة قهر):- أنت لن تحبني يوما ؟
حكيم(بحركة بلاهة مفتعلة):- هذااا أكيد ، لكنه ليس موضوعنا
لورينا:- ستجتمع بابنتك وتنسى أمري … يعني لا محل لي في حياتك حكيم
حكيم(مسح العرق من على جبينه واقترب خطوة أخرى منها):- لما لا نؤجل هذا الحديث لحين لاحق ، وعد شرف أنني سوف أسمعكِ لكن دعي ذلك يا لورين اسمعي مني …
لورينا(ضغطت أكثر حتى سالت بضع قطرات من الدم):- موتي راحة لك .. دعني يا حكيييم
حكيم(انقض عليها ورمى بالزجاجة أرضا وأمسكها بقوة):- أيتها الحمقاااااء أترغبين بأن تجلطيني مثلا ، إن أردتِ الانتحار اذهبي لقصر أمكِ وانتحررررررررررررررررررري …
لورينا(انهارت من صراخه):- حكييييييييم ماذا تفعل ؟
حكيم(انتبه لتساقط المطر الغزير وجذبها خلفه):- ما يجب أن أفعله ، لقد أتلفتِ أعصابي أنتِ وأمك ستغادرين حياتي وحياة ميسووووون للأبد لأنها ابنتي أسمعتني …. وأنت ابتعد عني
وائل:- ما الذي تفعله بالبنت ، ألا ترى حالتها ؟؟
حكيم(يسير بها تجاه البوابة وهي تحاول جذب نفسها):- لا تتدخل فيما لا يعنيك
لورينا:- وائل اهئ ساعدني ….
حكيم(أخرج مسدسه من جيبه وصوبه لرأسها):- لو تقدمت خطوة سأقتلها ..
وائل(أشار له بفزع عليها):- تمام تمام اهدأ … حكيم أنت عاقل فدع البنت لقد أفزعتها بما فيه الكفاية ثم حالها لا يسر قد تنهار في أي وقت
جوزيت(هدرت فيه):- حكيييم ما الذي تفعله ؟؟؟؟؟؟
حكيم:- ما كان علي فعله ما إن دخلت هذه الجرثومة حياتي …
جوزيت:- هي لا تستحق أن تلطخ يديك بهاااا
حكيم:- بلى تستحق لأنها السبب فيما يحصل معي ، وحدها السبب
وائل:- فكر في ابنتك … أليس لها خاطر لديك إن لورينا أمها ؟
حكيم(سخر منه وهو يجرها من شعرها في اتجاه الخارج):- أخبرتك أنك لا تعرف شيئا… افتحوا البوااااااابة فورااااا
جوزيت(رفعت رأسها للمطر الغزير وقد تبللت شأنها شأن وائل وحكيم ولورينا والرجال):- حكيييييييييم
ميار(ضرب برصاصة للسماء):- أتركها ..
حكيم(زفر بتعب وهو ينظر للورينا):- أكره الاستعراض لكن .. لن يتدخل أحدكم في قراري هذه البنت ستخرج الآن من بوابة القصر ومن حياتي ومن كل ذكريااااااتي ..
لورينا:- ههءءءء لا تفعل يا حكيم أرجوك لا مكان لأهرع إليه ، أمي ستقتلني لو عدت إليها إنها قد قتلت ريتا والله قتلتها
حكيم(توقف ونظر لميار):- ماذا تقولين ؟
لورينا(بانهيار):- قتلتها بدم بارد نحرت عنقها وهي تخبرني بذلك بدون أدنى شفقة .. لقد جعلتني أخرج عن طوري إنها مجرمة ولو عدت إليها لا أدري ما قد تفعله بي …
وائل(أشفق عليها):- لو سمحت حكيم … دعها وشأنهاااا إنها مظلومة وضحية أيضا
حكيم(امتص شفتيه وهو يزفر عميقا):- لا أحد يتدخل وقراري هو قراري … ارحلي دون رجعة
رمى بها خارج القصر وطلب منهم إغلاق الباب وتركها هناك ، ظلت تطرق وتطرق بينما كان هو جاثما عند البوابة ينظر إليهم بعيون تحدي تعني ، لو فكر أحدكم بالاقتراب أو الخروج سيكون مصيره عسير معه … نظرت جوزيت لميار كي يتدخل والذي رفع كتفيه بقلة حيلة غير مكترث من أصله فلورين تستحق مآلها لذلك أعاد المسدس لجيبه وتوجه للقصر جاذبا إياها في يده … وجد ميرنا متجهة للخارج فاستوقفها
جوزيت:- ماذا تريد منها دعها تمر ما ربما أوقفت ذلك المجنون
ميار(نظر بعمق في عيون ميرنا وهو يبتسم):- الكرة لديكِ ميرنا حاولي حثه على التعقل ، قبل أن يقحم نفسه في مصيبة
ناريانا:- جوووزي تعالي يا بنت أخبريني ماذا يحدث ؟؟
جوزيت (دخلت إليها):- اسمعي اسمعي …
ميرنا(كان ميار يقفل عليها الطريق):- دعني أمر
ميار(بدا مثيرا ببلل شعره فصغر عينيه وهو يزفر عميقا):- خذي المظلة معكِ ..
ميرنا:- لا داعي الجو دافئ برغم المطر الكثيف
ميار(جذبها من ذراعها إلى حيث كان يقف وهو ينظر لعيونها وقد تبلل شعرها بالكامل لحظتها):- إن أصبتِ بنزلة برد سأحزن
ميرنا(رمشت وهي غير مصدقة):- هل هذاااا وقته يا ميار ، البنت في الشارع علينا أن نتصرف
ميار(أفلتها ببرودة):- تفضلي …
ميرنا(نظرت إليه وهي تبتلع ريقها):- يا إلهي … يصيبهم أحيانا بعض الجنون يجعلني أجن هففف لنرى مصائب الست لورينا الآن ..
وائل(وهو يشير بسبابته بغضب):- كما سمعت حكيم ستفتح ذلك الباب سأخرج معها …
حكيم:- على عيني ههه أساسا هذا عز الطلب ..
وائل(نظر خلفه بحسرة):- لقد أسأت الظن بك كثيراااا ، ما توقعتك بهذا الجحود
حكيم:- لا تقحم نفسك في خضم أمر لا تعرف خفاياه ، ما عرفته وما سمعته تقشعر له الأبدان ولورينا عليها أن تعود لأمها لأنني غير قادر على التعامل معها .. لو بقيت سأؤذيهااا لا محالة
وائل:- طيب وابنتك ؟
حكيم(رمق ميرنا قادمة باتجاههما وقد تبللت بدورها تحت تلك الأمطار الهادرة):- وها قد اكتملت
ميرنا:- افتحووووووا الباب
حكيم(أشار لهم بالرفض):- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ ميرنا …
ميرنا:-إن لم تفتح تلك الباب الآن سوف لن يحصل طيب .. ميسون فوق تبكي وهي تصغي لصراخ لورينا ألا تشفق على حالها ؟؟؟؟
حكيم(تشنج من هذا وتضخم صدره بالغيظ):- ستتعود على فراقها
ميرنا(نظرت لبلل وائل وبلل حكيم وقمصانهم التصقت على صدورهم وفي سرها):- آه يا ربي هل أعاني من إعاقة في المشاعر لأنني في عز هذا الوقت العصيب أنظر للعضلات … ههه جيد أن جدار برلين غير منظم وإلا لكنت فقدت وعيي …
حكيم:- قفي محلكِ لن تفتحي الباب ميرنا ..
ميرنا:- إذن سأخرج معهاااا وهذا ما لدي
وائل:- أساسا لا أجد سببا يجعلك تقدم على هذا ، ماذا فعلت لك البنت حتى لم تصغي إليها سرعان ما حكمت عليها ووضعتها في خانة المذنبين
حكيم:- عال والله ستمارس علي الآن مهنة المحاماة يا حضرة المحامي أليس كذلك ؟؟؟ ثم لأذكرك تلك المرأة تخصني فلا تشغل بالك وأدخل ميرنااااا للداخل ستصاب بالبرد
ميرنا:- وتلك التي رميت بها خارجا ألن تصاب به ، حكيم أين ضميرك ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(شعر بالندم لحظتها وزفر عميقا):- أفففففففف
ميرنا(اقتربت منه بلطف):- أعد هذا المسدس لجيبك ، حكيم ابن عمي لا يقدم على هذه التصرفات
حكيم(أعاده وهو مدله فيها):- لكنها جرحتني .. وأمها .. تت
ميرنا(أمسكت يده ومالت برأسها):- لورينا بحاجتنا الآن .. نحن لن نتركها صح .. يعني ضعني في محلها أكنت سترضى لي هذا المآل ؟
حكيم(برفض للفكرة صرخ فيها):- طبعااااااااا لا مستحيييييييل …
ميرنا:- طيب … أدخلها
وائل(زفر بتعب):- افتحوا الباب …. ولن تعترض يا حكيم
حكيم(أشار بيده بعصبية لكنه هز رأسه بالإيجاب):- تمام … تمااااااام أزيلي تلك النظرة
ميرنا(ابتسمت وهي تنظر لهم):- كنت أعرف أنك لن تخذلنا ، لأنه في قرارة نفسك ترفض ذلك
لورينا(دخلت في حالة يرثى لها ونظرت إليه بعيونها الدموية):- اهئ شكراااا لك ..
حكيم(أشفق عليها ونظر لميرنا التي انسحبت مع وائل من نفسهما):- لورينا … أعتذر عن قسوتي
لورينا(تفاجأت باعتذاره وهزت كتفيها وهي تشعر بالبرد):- أنا من عليه أن يعتذر في كل ثانية ، لقد آذيتك بما فيه الكفاية ولكنني لن أؤذيك بعد الآن .. سأصارحك بكل شيء بكل ما أعرفه ولن أخفي عنك أي سر … حتى طلب أمي القميء سأخبرك به
حكيم:- أي طلب ؟
لورينا(هزت كتفيها):- سأخبرك …
أخبرته بما طلبته منها ليندا بالحرف الواحد وهنا شعر بالاشمئزاز الشديد يغمره ، تعب من إحصاء قذارة تفكير تلك المرأة لكنه لم يستطع إيجاد معيار مناسب لها ، فقد فاقت كل التوقعات مع الأسف ..رأف لشهقات لورينا وبأسف ربت على رأسها لتنفجر في حضنه باكية …
لورينا:- سامحني حكيم .. لقد عدت لأخرب حياتك لكن والله ليس بيدي أنت تعرف
حكيم(طبطب عليها بهدوء):- لقد تعبتِ اليوم .. تعالي لغرفتكِ كي تستريحي ولا تفكري بشيء وليندا سأجد لها حلا مناسبا ، سأجعلها تدفع الثمن على مهل
لورينا:- لن ترميني بقبضتها صحيح يا حكيم ، عدني ؟
حكيم(أبعدها وهو ينظر لآثار يده على خدها المتورم بعد صفعة الصباح):- آسف على هذاااا ..
لورينا:- أنا كلي ملك يديك حتى لو قتلتني لن أحزن ، لأنني أساسا ميتة في هواك
حكيم:- أعدكِ أنكِ ستبقين معي لورينا … ستكونين تحت حمايتي ولكن بشرط
لورينا(لمعت عيناها تحت تلك الأمطار الهادرة):- أي شرط ؟
حكيم:- لن تقتربي من ميسون ..
لورينا(ابتلعت ريقها):- هل تخشى عليها مني ، ههه حكيم البنت تربت معي يعني ؟؟
حكيم:- هذا شرطي …
لورينا(مطت شفتيها بأسف):- لكن لو طلبتني لن أخذلها تمام .. موافقة
حكيم(تقدم قبلها وأشار لها كي تلحق به):- اتبعيني …
كان اللحاق به يعني الدخول لبلاد الأمن والأمان لحقته بقلب مستريح إلى حيث غرفتها ، أمرها أن تدخل وتجفف نفسها من تلك الحالة التي كان يرثى لها ، حزن لأنه تمادى في غضبه وآذاها رغم أنه يعلم أنها ضحية مثله وأكثر لكنها ابنة تلك الشريرة وهذا ما لا يسعه تقبله بسهولة … خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها بعد أن ارتدت ما يناسب ووجدته قد بدل ثيابه أيضا وكان واقفا عند نافذتها وهذا ما فاجأها فقد كان اهتمامه مربكا للحقيقة ..
لورينا:- حكيم .. اعتقدت أنك نزلت
حكيم(أخرج الملصق من يده):- ضعي هذا في معصمكِ لقد جرحته قليلا ..
لورينا(نظرت ليدها وكان فيها جرح لم تشعر أساسا بألمه):- لم أشعر
حكيم(تقدم ونزع عنه لاصقته ليضعه على يدها):- لا بأس ستكونين أفضل أصلا خدش بسيط
لورينا(اغرورقت عيناها بالدموع الساخنة ونظرت إليه):- دعني أحبك .. والله لن أزعجك بشيء سأكون طوع أمرك فقط تقبل مشاعري لأنني لن أغيرها ولو بسحب روحي ..
حكيم(تأوه بعمق):- لننزل كي نتناول بعض الطعام ، هم في انتظارنا هيا وميسون معهم
لورينا:- لن تخبر أحدا صحيح ؟
حكيم:- لا أحد سيعلم لورينا .. لدي أسبابي كي أخفي عن ميرنا الحقيقة ولكن في الوقت المناسب سأصارحها لأنها يجب أن تعرف أن ميسون ابنتهاااا … وأنتِ عليكِ التزام الصمت مثلي
لورينا:- حاضر .. لقد حاولت تحذيرك وحاولت أن أصل إليك لأحذرك لكنها منعتني وأبقتني حبيسة القصر حتى تم الحمل ولم يعد في وسعي القيام بشيء
حكيم:- لا بأس قدر الله وما شاء فعل ، المهم أننا سنبدأ من جديد وأنتِ هنا لن ينقصكِ شيء
لورينا(نظرت للملصق الذي وضعه على يدها):- أعدك أنني لن أخذلك
حكيم(ابتسم وهو يشير لها):- تمام إذن لننزل ..
انضموا لهم بالأسفل وكانت ما تزال ميرنا فوق تغير ثيابها المبللة بفعل المطر ، حالها حال جوزيت وميار أيضا فحتى وائل غيَّر سريعا ونزل ليكلم نادر الذي تأخر في العودة ، ونظرا لما صرحت به الأحوال الجوية عن هبوب عاصفة غير منتظرة تلك الليلة شعر بالتوجس لأجله … أما ميرنا فما إن انتهت خرجت لتجد قبالتها شخصا غير منتظر …
ميرنا:- خيرا ؟
جوزيت(دخلت وأقفلت الباب عليهما):- اجلسي هناك أرغب بالتحدث معكِ
ميرنا:- لا والله أنا وأنتِ … سوية ؟؟؟؟
جوزيت(دخلت متأففة وأشارت لها لتتقدم):- لن تنتظري مني أن آخذ موعدا أيضا صح ؟
ميرنا(تقدمت وهي تزفر بعمق مكتفة يديها):- أسمعكِ ..
جوزيت(تقدمت نحوها وهي تسير بخيلاء):- سأدخل في صلب الموضوع ، أنتِ ستقنعين حكيم بالزواج من لورينا
ميرنا(شهقت بعدم تصديق):- نعمممممم ؟؟؟ ماذا تفضلتِ أنااااا أقنعه بالزواج من تلك المرأة
جوزيت:- إلا إذا كان لديكِ اعتراض من نوع آخر ؟
ميرنا:- نوع آخر مثل ماذا روحي أفيديني ؟
جوزيت:- مثل أن ترغبي بأسر حكيم في قفصكِ مدى الحياة ، لقد انفصلتما ومن المنصف أن تفتحي أعينه على الواقع الذي فرض عليه لديه طفلة غير شرعية وراجية وتستحق أن تحمل اسمها ورأسها مرفوع .. الآن ماذا سنخبر العائلة بعد العودة أو بالأحرى كيف سيواجه حكيم كل تلك العيون المتسائلة … ماذا ألم تفكري في هذا أم أن العشق أعمى عينيكِ ، طبيعي أن يتساءلوا كيف بعثنا ميرنا وحكيم متزوجين ليعودا مطلقين والجميل أنه يملك طفلة من امرأة أخرى … هللو بعض المنطق هنا ؟
ميرنا(رمشت وهي تصغي لها هي على حق):- لكنني غير قادرة على إرغامه على هذا ، طلاقنا لم يمر عليه إلا بضعة أيام ويستحيل أن تنتظري مني إخباره بهذااااا في هذه الفترة
جوزيت:- أجيبيني ألا تشفقين على تلك الصغيرة الضائعة ؟
ميرنا(قوست حاجبيها شوقا لميسون):- بلى ولكن …
جوزيت:- لا يوجد ولكن ، أنتِ الوحيدة القادرة على إقناعه ثم أنا لم أشأ التدخل لأنه لن يسمع مني ولا من ميار ولا من أحد سواكِ …ولهذا وطئت على قلبي ولجأت إليكِ
ميرنا:- طبعا لمصلحة ميسون
جوزيت(رمشت بعيونها بتحدي):- أكيد لمصلحتها وليس لشيء آخر ..
ميرنا(امتصت شفتيها):- لندعها لوقتها هكذا أفضل ، يعني الصدمة ما تزال جديدة ولو ضغطت عليه أنا أيضا بعد انفلات أعصابه قبل قليل أكيد لن يحصل طيب
جوزيت:- معكِ كل الوقت اللازم لكن كلما تصرفنا أسرع كلما احتوينا الخطر..
ميرنا:- عن أي خطر تتحدثين ؟
جوزيت(اقتربت منها بتوجس):- سمعت شيئا لم يعجبني …
ميرنا:- ممن ؟
جوزيت:- ناريانا … ناريانا أحيانا ترى أشياء غريبة في أحلامها وأغلبها تتحقق ، المهم سمعتها تروي تلك الرؤيا لنزار أكيد هي تجد فيه ألفة ولأنه كبير في السن ربما طلبت منه تفسير حلمها ، على العموم لن نركز في هذه النقطة لأنني أؤمن بذلك
ميرنا:- طيب ماذا نستنتج من كل هذا ؟
جوزيت:- حكيم عليه أن يحمي البنت من أي أذى مرتقب ، غضنفر والعشيرة سيستغلون هذا الخبر بشكل مريع وأعتقد أن حكيم لن يتحمل لو حدث مكروه لابنته
ميرنا(شعرت بالخواء في قدميها):- لا تقوليهااااا …
جوزيت:- الآن .. من المستهدف الرئيسي في هذااااا المكان إنه أنتِ ميرنا ، ولذلك علينا أن نضع كل ما بوسعنا لحمايتها ولاستبعاد أي خطر قد يحدق بها وأوله طلاقكِ من حكيم ، يجب أن يصل إليهم ليعرفوا أنه لم يعد هنالك صلة بينكما وزواجه بلورينا قد يحتم عليهم احترام وجود ميسون .. يعني بخلق هذا بينهما سوف نحصل جميعا على فائدة مشتركة تصب في مصلحة الصغيرة
ميرنا(ارتعشت وهي تجلس على طرف السرير):- ليس شرطا أن يتزوجااااا
جوزيت(مسحت على شعرها):- يا إلهي ..يا إلهي ألم تفتحي مناحة قبل فترة لأجل الطلاق منه لما تتشبثين به الآن ؟
ميرنا:- ليس لأجل ذلك يا فهيمة ، بل أنا أفكر على المدى البعيد البنت قالت أنها كانت تضربها ، تخيلي معي ماذا يمكن أن يحصل ؟؟؟
جوزيت(رمشت بتفكر):- أهاه معكِ حق في هذه الملاحظة لكن لا أظن بأن حكيم سيترك للورينا حرية التصرف في شأن تربية ميسون ، ثم حسبما أعتقد سيتركها غالبا في بيت العيلة .
ميرنا:- ههه مع أنكِ لن تصدقيني لكن حكيم لن يوافق حتى لو فاتحته في الأمر …
جوزيت(تحركت صوب الخروج):- أنتِ حاولي ولا تجعليني أندم لأنني طرقت بابكِ … وأقنعيه أنه لا توجد فرصة ثانية معكِ ، أقنعيه ميرنا
ميرنا(ضحكت وهي تنهض):- هل ترغبين مني أن أقنعه هو أم فردا آخر من العائلة ؟
جوزيت(اهتزت لكنها لم تبدي أي حركة):- بمعنى ؟
ميرنا(تقدمت صوبها حتى قاربتها وجها لوجه وبدتا وكأنهما تنظران لنفسهما في المرآة):- أنتِ تخشين مني على ميار … أليس كذلك ؟
جوزيت(زادت خطوة إليها إلى أن باتت أنفاسها في وجه ميرنا):- أنا لا أهابكِ ميرنا ، لأنني أكون المرأة التي ينام ميار في حضنها كل ليلة … لكن أنتِ .. ههه مجرد نزوة مرت بعقله وتلاشت
ميرنا(احمر وجهها من جملة جوزيت وبرفض زمت شفتها):- طالما أنتِ تثقين به إلى هذا الحد ، كفي عن تهديداتك المقيتة لأنه فيني ما يكفيني بصدق
جوزيت(ابتعدت عنها وفتحت الباب):- عيوني عليكِ … وعليه
ميرنا(انتفضت من صفق الباب بوجهها وبغيظ مكتوم):- آآآآآآه إنها مستفزة مستفزة
دكت الأرض دكا ونظرت لنفسها في المرآة وقد استعادت كلما ذكرته جوزيت قبل قليل ، حديثها فيه بعض المنطق ولكن ليس من شأنها أن تفرض عليها ما يجب فعله وبشكل صارم ، هذاااااا أبعد لها من خيالها حتى إن كانت ميرنا ستصغي لها فهي ما تزال لا تعرفها جيداااا … عدلت شعرها وخرجت من هناك متوجهة نحو الأسفل لتجده عند جانب الدرج متكئا في انتظار من يا ترى ؟
ميار:- أريدكِ في كلمة
ميرنا(نفضت يديها):- يادي الكلمات التي لا تنتهي ، الكل يريدني في كلمة نعم خير تفضل ؟
ميار(تقدم إليها ووضع إصبعه على حاجبها):- حين تكونين عصبية تبدين شهية جدا ، لذلك خليكِ مرحة ولا تجعليني أتهور
ميرنا(تراجعت للخلف خطوة وهي تنظر حولها):- قد ترانا تلك المجنونة حبيبتك وتسبب لنا مشكلة بدون داع ، لذلك دعنا لا نختلط مع بعضنا في مكان خفي
ميار:- ولماذا ، أتخشين من ضعفكِ أمامي ؟
ميرنا(نظرت جانبيا بتهرب):- ألا تلاحظ معي أنك تحلل وتناقش في شخصيتي على كيفك ، عذرا أستاذ ميار أنا أحرمك من متعتك لكن أنا أبعد من أن يتمكن خيالك من تصويره وعليه تنحى جانبا ودعني أنزل
ميار(بتلاعب):- أنا لم أمسككِ بعد ، لكنني بحاجة لجواب
ميرنا:- اعذرني وقتي لا يسمح خذ الاستشارة من المرأة التي تنام جوارها كل ليلة …
ميار(فتح عينيه وأمسكها من ذراعها قبل أن تبتعد):- ماذا تفضلتِ ؟
ميرنا(نفضت يديها):- أنا لا شأن لي بشؤون غرفك المغلقة ، لكن إلى هنا وتوقف يا ميار أنت مشتت العقل لا تعلم ما الذي تريده ، ويؤسفني أن أخبرك أنه لا يمكنك الحصول على كل ما تريده … جوزيت وحدها المخولة بذلك الفوز فاسحبني من عقلك يكون أفضل لك وأرحم لي …
ميار:- ميرنا …
ميرنا(أغلقت عينيها وهي تزفر بتعب):- نعم ؟
ميار:- ميسون …أ كيف تأقلمتِ مع فعلة حكيم بهذه البساطة ؟
ميرنا(رمشت وهي تزيح يدها من ذراعه وبعنفوان)::- وما الذي يسعني فعله هل أضربه إنه شحط سيفعصني بين يديه دون رحمة ههه .. ثم أنا أحببت الصغيرة أي نعم لا أطيق أمها لكن كلاهما ضحية ويستحقان فرصة أخرى
ميار:- ألا يوجد شيء آخر ؟
ميرنا(لم تفهم بريق نظرته لحظتها وبتوجس):- وهل يفترض أن يكون ؟؟؟
ميار(زم شفتيه وتراجع بانحناءة):- رافقيني كونتيستي الجميلة .. واعتبري سؤالي مجرد فضول عابر يكون أفضل
ميرنا(تقدمت بارتباك وهي تفكر في كلامه):- أنتم لا تخفون عني شيئا ؟
ميار(سار بجانبها):- تؤ .. فقط تساءلت ووصلني الجواب الذي أرغب بسماعه
ميرنا(بعد لحظة صمت انعطفت معه ناحية الدرج وهمَّا بالنزول):- جوزيت كانت بغرفتي قبل لحظات ، طلبت مني أن أقنع حكيم بزواجه من لورينا لأجل ميسون … ما قولك أنت ؟
ميار:- لن يوافق .. لا تتعبي نفسكِ
ميرنا:- وهذا أساسا ما قلته للعنيدة حبيبتك لكنها تملك رأس ثور غالبا في تلك الجمجمة
ميار(همس لها بخفة):- إنها راجية …
ميرنا(نزلت وقد غالبها الضحك):- وما بهم الراجيات يا بعدي ، نساء بحق
ميار(رفع يديه ضحكا):- ونعم النسااااااااااء …
جوزيت(كانت تقف في آخر الدرج تنتظرهما):- الله الله نحن هنا في انتظار نزولكما وأنتما ملهيان في الضحك والتنكيت
ميار:- لكن هذه الراجية أصعب راجية عرفتها بصدق ..
ميرنا(همست أيضا بخفوت):- نسخة من نور وهذه آخر طبعة ههههه …
ميار:- ههه معكِ حق ..
ميرنا(مرت بجانبها وتوجهت صوب الطاولة حيث كانوا يجلسون):- بيبي ..
وائل(نظر تجاه ميار وهز رأسه لها):- تأخرتِ ..
ميرنا(نظرت لحكيم الذي كان يقطع الفواكه لميسون):- كنا نتحدث ..
وائل(وبوجهي تقولينها آآآه هل أسجنكِ في قفص مثلا):- بماذا ؟
ميرنا:- فيما بعد أخبرك .. هه ميسونتي هل تعودتِ على المكان ؟
ميسون(زفرت وهي تنظر إليها وسرعان ما اغرورقت عيناها بالدموع):- المكان بارد جدا
حكيم(هاله منظرها ونظر للورينا):- هل تشعرين بالبرد صغيرتي ؟
لورينا(عقدت حاجبيها):- إنه مطر فحسب يا ميسون ، اكبري لو سمحتِ …
ميسون(عقدت حاجبيها وزورتها بعنف قبل أن تضرب الصحن بقوة جلجلت أركان القصر):- لا أتكلم معكِ أنا أتكلم مع بابا … ثم أنا كبيرة ولكن المطر يخيفني ..
ميرنا(تشنجت من حالتها ونهضت من محلها وقلبها يرتعب لأجلها):- شتت ميسون لا داعي لكل هذه العصبية إنه مجرد مطر …
جوزيت(بتوجس جلست هي وميار):- أنا أخاف من الرعد ..
ميار:- يس هنالك امرأة كبيرة بعمر لا يعطيها الحق في الارتعاب ، لكنها ترتجف كلما ضرب الرعد وهذه خير مثال فلا ضير إن شعرتِ بذلك ميسون
ميرنا(مسحت على شعرها وهي تطل عليها):- أتريدين مني أن أطعمكِ بيدي ؟
ميسون(اتسع ثغرها ببسمة):- اجلسي محل لورينا ..
لورينا(نهضت بتأفف وهي تشعر بالوجع):- تفضلي أساسا شبعت سأستلقي هناك
حكيم(نظر إليها وقد نهضت بالفعل):- ميسون طريقتكِ في الحديث مع لورينا لم تعجبني ..
ميرنا:- ليس الآن حكيم …
وائل:- صغيرتي المطر شيء جميل ، لما تشعرين بالخوف منه ؟
ميسون(ببراءة):- ربما لو وقفت تحته أغرق ..
حكيم(غالبه الضحك):- هههه تغرقين ولكنه مجرد مطر يا ميسون ثم هو يتساقط على بقعة كبيرة وليس فوق رأسكِ أنتِ فقط ..
ميار:- صحيح يا مدللة لذلك أزيلي الفكرة من بالكِ حتى تستمتعي بهذه النعمة
ميرنا(التقطت قطعة من الموز وأطعمتها لها):- تمام لا بأس أن تخشي من شيء ميسون لكن .. مرة ثانية لا تغضبي من ماما لورينا هكذاااا
ميسون:- إنها ليست ماما
حكيم(نظر لنظراتهم واسترسل):- ليس معنى أن تتخاصمي معها أن تتنكري لها ميسون
ميسون(أحنت كتفيها بزفرة عميقة):- هل تغضب مني بابا ؟
حكيم:- لست غاضبا أنا أحاوركِ فقط …
نزار(وضع الأطباق لميار وجوزيت ولميرنا):- تفضلوا الأكل ..
كاظم(دخل عليهم كالرعد ههه):- هاااااااااااا قد جئئئئئئئئت من اشتاق لي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر الرجال له بنظرة قنوط لكن البنات كان الوضع عندهن غريب فقد ارتسمت ابتسامة على ثغر كل واحدة فيهن ، على وجه ميرنا التي بدت حافلة برجوعه ، على وجه جوزيت التي حيته بتحية رأسها ترحيبا به ، على وجه لورينا التي نهضت من استلقائها لتسلم عليه ، أما ناريانا فبخروجها من الغرفة على ضحكتها الصادحة بهجة به …
كاظم(رمى حقيبته جانبيا وحملها نزار):- يظهر لي يا عجوز أنك الوحيد الذي اشتاق لي ..
ميرنا:- تعال يا كاظم والله افتقدناك …
ميار(رمقها بعينين مصغرتين):- حقا ؟
وائل(في آن الوقت وبحنق):- جيد جيد
حكيم(على نفس الهيأة):- آخر ما يمكن توقعه …..
كاظم(جذب كرسيا وجلس):- هلا والله شكرا شكرا على الترحيب الحافل ، لكن .. لحظة كأن عددكم زائد ههه من الصغيرة ؟
ناريانا:- ذلك صحني يا كاظم دوما ما تسرق أكلي ..
كاظم:- وما ذنبي لو كان موضعكِ بجانب الجرار … هاتِ ويحضر لكِ العم نزار غيره
ناريانا:- هففف
كاظم(التهم ما بفمه وأطل على الصغيرة التي كانت تفتح فمها فيه):- من الطفلة لم تخبروني ؟
ميرنا:- احم .. إنها
جوزيت:- ابنة حكيم …
كاظم(مر الأكل بجوفه وأخذ يسعل حتى احمر وجهه):- اكح اكح مااااااااء ماء اضربوني ..
ميار(هنا وجدها فرصة وتقدم نحوه وأعطاه بمرفقه للظهر حتى ابيضت عيونه):- هكذا أفضل ؟
كاظم(أخذ يتنفس بعمق وهو يرمش من الدموع):- كدت تقتلني ..
ميار(عاد لمحله):- والله يا ريت …
كاظم(نظر صوب حكيم):- كيف تكون ابنتك هههه غبت يومين تركتك أعزبا لأعود وأجدك تملك طفلة بهذا الحجم … يا إلهي هل أنا على كوكب آخر ؟
وائل:- يفضل أن تستفيق من الصدمة لأنه كما سمعت .. إنه ابنته ولورينا ..
لورينا(عادت والتقطت مشروبا لها):- بالفعل
كاظم(صغر عينيه فيها):- الآن ذلك القوام أنجب هذه البنت …؟؟؟ غير معقوووول
حكيم:- يكفي … إنها ابنتنااااا يا كاظم
كاظم(صغر عينيه فيه وأطل على ميرنا):- جيد أنكِ طلقته ميرنا طلع خاين لا يؤتمن له ، لديه بنت طفلة ههههه ما اسم الحلو ؟؟؟
حكيم:- ميسون ورجاء دعك محلك لو اقتربت منها سوف تصيبها بعاهة لا سمح الله …
كاظم(جذب كرسيه ونهض):- والله سأنهض لأقبلها واعترض
ميرنا:- ههه تمام حكيم لا بأس .. ميسونتي هذا كاظم صديقنا
ميسون(نهضت بأدب لتصافحه):- يا الله أنت شاهق جدااا كيف سيكون المكان من هذا الارتفاع ؟
كاظم(أمسكها ووضعها على كتفه بخفة رياضية):- اكتشفي بنفسك ههه ميرنا إنها تأخذ موضعكِ ؟
وائل وحكيم وميار(نظروا لميرنا بعدم تصديق):- ماااااااااااااااااذا قلت ؟؟؟
ميرنا(وضعت يديها على جبينها تغطي عيونها):- فضحتني الله يخرب بيتك ..
جوزيت(تابعت أكلها):- وهذا اكتشاف آخر يا عيني يا عين …
ناريانا:- ههه ربما علينا أن نسمي القصر بقصر المفاجآت …
وائل:- ميرناااااااااااا ؟؟؟؟
حكيم:- هممم ماذا يقصد ؟
ميار(انشغل بأكله وهو يخفي حنقه):- طبعا لم يفعلها صح مرمر ؟؟؟؟
كاظم(وضع ميسون التي شعرت بالدوار):- يا ويلي على الحلوى الإسفنجية ، لم تتحمل ذلك الارتفاع
ميرنا(أعطتها بعض الماء):- خذي صغيرتي ..
ميسون:- واووووو إنه حقاااا عملاق
ميرنا:- ههه أضف لقبا للقائمة
كاظم(جلس محله):- ههه سجلت … طيب لا ترمقونا بهذه النظرة أنا أعرف ميرنا قبلكم جمييييييييييييييييييييعا يا سادة … باستثناء حكيم
ميار:- لأول مرة نسمع هذاااا ست ميرنا ، متى كنتِ تنوين إخبارنا ؟
ميرنا(مسحت فم ميسون التي ابتسمت لها ودكت رأسها بحضنها):- هاااه ماذا قلت ميار ؟
ميار(نظر لميسون ولميرنا بنظرة تناقلت حولهما ومباشرة نظر لحكيم الذي ادعى انشغاله بشيء ما):- لا تهتمي شيء عابر …
وائل(سحب نفسا عميقا وانتبه لصحنه):- لأعيد ذلك بطريقتي .. منذ متى تعرفين كاظم ؟
كاظم:- لتصحيح السؤال هي لم تتعرف علي قط ، لأنها لا تذكر سوى الصبي الطويل الذي كان يحملها على أكتافه لتلتقط العنب
ميرنا:- كان جارا لوصال فيما سبق يعني جار صيفي لم يكن يأتي إلى هناك إلا بالصيف ، وكان يحملنا على أكتافه لنأخذ العنب من جوار بيتهم ونهرب هههه كانت أياما حلوة ..
كاظم:- كانت بأيام الثانوية لا عجب ألا تتذكرني وصال أيضا ، قد حدث ذلك منذ زمن بعيييييد
ناريانا:- ولكن يستحيل أن ينسى أحد من كان يدعمه في السرقة ههه
ميرنا:- والله أنا نسيت ..
وائل(بحدة):- أساسا أنتِ تنسين ما لا يجب أن تنسيه ….
ميرنا(رمقته باستفهام وقد بدا عليه الانزعاج):- احم .. كاظم ما رأيك بميسونتنا الراجية ؟
كاظم:- إن بقيت عانسا تلك الفتاة لي أحجز في الطابور منذ اللحظة ههه
حكيم(نظر إليه بقنوط وعدم تصديق):- حتى لو بقيت بجواري العمر كله لن أزوجها لجدار مثلك
ميرنا:- جدار برلين ههه ..
كاظم:- مقبولة منكم مقبوووولة ، هيييه عم نزار أين الطعااااام ؟
ناريانا:- هذا السؤال من حقي لقد التهمت كل أكلي ، لالا أنت يلزمنا معك مزرعة وندعو الله أن تكفيك
جوزيت(مسحت على رأسها بصداع ونظر إليها ميار):- تت
ميار(همس إليها):- متعبة ؟
جوزيت:- صداع بسيط سأشرب الدواء وأكون بخير ..
ميار(وضع يده على يدها):- هل أحضره لكِ ؟
جوزيت:- لاء لا تتعب نفسك بعد قليل سأنهض لأنام قليلا
ميار:- تمام ..
وائل(ناظرهما باستغراب وأردف بمكر):- علاقتكما مميزة ألا تنتويان الزواج ؟
ميار:- هذا ليس شأنك
جوزيت(أردفت بسرعة وأمسكت يد ميار):- نحن لا نخطط للارتباط حاليا ، لكنه مشروع في البال أليس كذلك حبيبي ميار ؟
هنا أعلنت رسميا أنهما في علاقة وأمام الكل ، زفر عميقا وعيونه مباشرة استقرت بعيون ميرنا التي أشاحت بصرها ملهية بميسون ، أما حكيم فوضع يده على خده وأشار له ليجيب … ميار رفع ذقنه ورمق حكيم الذي كان أمامه على الكرسي المقابل من بعيد والتفت إلى جوزيت …
ميار:- جوزتي .. نحن لا نتكلم في مسائل حياتنا الشخصية على الملأ .. كما أنه يا سيد وائل هو أمر خاص فينا فرجاء لا تقحم نفسك به
وائل:- ههه ولماذا هل تخافون من الحسد ، مثلا أنا وميرنا نفكر بالزواج يوم عيد الحب
حكيم(رفع حاجبيه وانتبه لميسون التي احمرَّ وجهها):- بيبي …
ميسون(أسقطتِ الصحن بعصبية على الأرض):- هل تتزوجين ميرنا وتنسين أمري ؟
ميرنا(فتحت فمها هي وكل واحد فيهم ولم تستطع أن تجيب بحرف):- ….لارد
حكيم(أمسك يد ميسون ومسح عليها بقوة):- لما تقولين هذا ؟
ميسون(رمقت وائل بنظرة حقودة وسحبت نفسا عميقا):- أريد مشاهدة التلفاز
ميرنا:- أوك سأجهزه لكِ ..
ميسون(ابتعدت عنها):- لورينا تفعل …
حكيم(بعدم فهم نظر للورينا التي نهضت):- ما بها ؟
لورينا:- تفعل هكذا حينما ترفض فكرة ما أو لا يعجبها شيء ، ما إن تشاهد التلفاز ستصبح بخير
ميرنا(مسحت على صدرها بألم):- هل فعلنا شيئا خاطئا يا ترى ؟
وائل:- عذرا لم أحسب أنها ستنزعج قط ..
حكيم(بعدم فهم مرر لسانه حول شفتيه):- عجيب …
كاظم:- دعونا لا نطيل في المسألة البنت صغيرة وطبيعي أن تشعر بالغيرة ، لذلك إن أنهيتم طعامكم عليكم أن تتجهزوا ..
ميار:- وما المناسبة ؟
كاظم(نظر إليهم بجدية):- سيتم استجوابكم هنا من القصر ومباشرة من غرفة المكتب ، وتلك أأمن طريقة لحمايتكم وحماية أقوالكم تمام ؟
وائل:- أمر جيد أساسا الجو مكفهر بالخارج لذلك متى ما أردت سنبدأ ..
ميار:- كاظم سندع جوزيت الأخيرة إنها متعبة ستنام قليلا وبعدها تستجوبها
كاظم:- لا مشكلة لدي .. ها بمن نبدأ ؟
وائل(نظر لميرنا وزفر بتعب):- ابدأ بي
ميرنا(تشنجت من نظرته لها وعرفت أنه غير مرتاح لكن ماذا تفعل وكل واحد فيهم يقحمها في مصيبة كل لحظة):- يا الله ..
نهضت جوزيت بعد أن همست في أذن ميار ولامست عنقه بجرأة جعلت وجنتيها تحتقن بالحمرة الشهية ، أما هو فقد كان يبتسم بعيونه الذئبية وهو يستمع لحديث جوزته التي أكملته بقبلة على خده واستدارت مباشرة لميرنا التي لم تزح عينيها بل ردت عليها بابتسامة أخرى تعني التحدي يا بعدي .. وهذا ما قرأه حكيم في عينيهما معا وفي الأخير استقر لينظر إلى ميار بقلة حيلة .. ناريانا انسحبت للمطبخ وفي الغالب نهضت لتتصل به فهو غائب منذ فترة والجو مكفهر يعني القلق هو الذي جعلها تقدم على ذلك الاتصال …
ناريانا:- .. لا تحسب أنني أرغب منك شيئا لكن .. أذيع في النشرة أن الجو هذه الليلة سيكون سيئا لو أنهيت عملك يا ليتك تعود قبل المساء
نادر:- أنا في طريقي .. ومشكورة على الاتصال لكن وفري قلقكِ لأصحابكِ آنسة متعجرفة …
ناريانا(تغلغلت بالغضب):- العتب على من يقلق عليك إلهي تحترق …
نادر:- آمين … هفف بغيضة
ناريانا(فصلت الخط):- ثلاجة …
نزار(ظهر من خلف الرواق):- إلى ما تسعين أنتِ ؟
ناريانا(انتفضت فزعا منه):- وإلى ماذا سأسعى ، فقط اتصلت لأخبره عن انقلاب الجو هذا كله
نزار:- لدينا أمور أهم ناريانا لنهتم بها ، الصغيرة لا يجب أن تغيب عن ناظريكِ ولا ثانية
ناريانا:- الليلة سنتأكد من شكوكنا نزار ..
نزار:- الغريب أن فخرية لم تذكر أبدا أن لهم قريبة بمواصفات ليندا
ناريانا:- بصراحة أردت أن أسأل حكيم مباشرة عن هذا ، لكنني خشيت أن يستغرب سؤالي وفضولي حيال الموضوع لذلك أرى أن تكلم فخرية بنفسك وتخبرها عنها ما ربما كان لديها فكرة ..
نزار:- طالما ترين ذلك ، سأختار الوقت المناسب وأكلمها … المهم الصغيرة لحظة رأيتها شعرت بأشياء غريبة إنها تقرب ميرنا بشكل عميق جدا وكذبة أن لورينا والدتها لم تدخل رأسي
ناريانا:- أساسا يستحيل أن تكون أمها ملامحهما متباعدة جدا ، لورينا شعرها برتقالي غامق وبشرتها بيضاء جداااا ، أما ميرنا فبشرتها قمحية لامعة مثلها مثل ميسون ناهيك عن لون العيون والشعر والصفااااااااات إنها نسخة مصغرة عنها لذلك …. الرابط بينهما قوي إحساسي بهما يقر بذلك ويسبح في فكرة واحدة أن البنت ابنتها ..
نزار(سمع نداء كاظم):- تمام تمام اختفي سأرى ماذا يريد ذلك الباب ..
كاظم(أطل عليهما):- فنجاني قهوة لو سمحت عم نزار
نزار:- من أين أكون عمك هااااه قل لي سيد نزار ولا تنزع التكلفة إطلاقااااااااا ..
كاظم(اقترب منه بضخامته):- نعم ؟؟؟؟
نزار(رفع رأسه لكاظم وهو يشير):- حتى لو كان هنالك فرق حجم بيننا أنا أكبرك سنا احترمني
ناريانا:- ههه حسنا عمو نزار سأتركك لتعد القهوة لبابنا الكريم ، وأنت كاظم خف عن الرجل
كاظم(عض شفته لها):- أصلا أنا والخفة لا نلتقي … هه
ناريانا(تبسمت بحرج وهربت):- يا ويل أمي أنا …
نزار(نكزه في صدره):- هيييه يا أخ .. إياك وأن تسيء لبنات القصر هاه سأخبر الشباب ويقسموك على أربع قطع صدقني …
كاظم(فرقع رقبته بأصوات أربكت نزار):- قهوتي بدون سكر ماشي ؟
نزار(ابتلع ريقه وهرب):- الله يمشي ريقك يا المخبوووول
حكيم(أفزعها بجذبه للصحن الذي كانت تلعب بقطعه دون أكل):- ماذا بكِ .. هل انزعجتِ من تصرف ميسون ؟
ميرنا(نظرت إليه بضياع):- تصرفاتها مريبة .. هذه العصبية ليست جيدة حكيم
ميار:- أظن أن معيشتها مع تلك السفاحة ومع أمها المجنونة أفسدا طبعها ، أمامك شوط كبير يا حكيم حتى تعيدها لبراءتها السابقة دون هذه العوائق المريبة
حكيم(نظر ناحية الصالون لميسون التي كانت ساكنة تشاهد الرسوم ولورينا بالكنبة الأخرى تتصفح مجلة بدون مبالاة):- ولهذا السبب أردت تفرقتها عن لورينا ، هي تؤثر عليها بشكل كبير ولا أريدها بقربها بتاتاااااا
ميرنا:- لا يمكنك ذلك إنها أمها …
ميار(نظر لعيون حكيم لحظتها واهتز فيه شيء حين رمق حنجرة حكيم تتحرك):- أمهاااا صح ؟
حكيم(عقد حاجبيه في وجه ميار):- طبعا .. ولكنها أم غير سوية
ميرنا:- لا أحد ينكر أن لورينا طيبة في أعماقها ، لكن طبعها قاس وهذا ما لا تتحمله ميسون
ميار(نهض بخيلاء واقترب من جانبها ووضع يده على حافة الطاولة ويده الأخرى على الكرسي وأحنى رأسه ليهمس لها):- لا تشغلي بالكِ أبوها موجود ، أليس كذلك يا حكيم ؟
حكيم(لم يعجبه ذلك وعليه استقام):- ارتاحي معهم في الصالون أنا وميار لدينا ما نتحدث فيه .. الحق بي للرواق
ميار(لوح له وهو يتحرك صوب الرواق ، ونفخ بفمه في خصلة من شعرها جعلتها تقشعر):- بعض الأشياء لا نفهمها إلا بعد فوات الأوان ، لكن لو راجعنا معا بدايتها سنجد أن قلبنا شعر بشكل دقيق ، فقط نحن من رغبنا بتكذيبه وتصديق الوهم …
ميرنا(مسحت خلف عنقها وهي ترفع رأسها إليه ووجهه إلى وجهها):- جوزتك فوق .. أخطأت العنوان لتوجيه النصيحة ..
ميار(رمقها وهي تنهض بتعفف):- تدللي … فالدلال لم يخلق إلا لكِ … هههه
رمقته شزرا وتوجهت لجانب آخر بعيدا عن الصالون لتتحدث عبر هاتفها فهي لم تسأل عن أهلها منذ فترة ، واستغلته لكي تتهرب من نظراتهم ومن انشغالها بميسون التي لم تزح عينيها من على التلفاز ولم تفتح حاجبيها المقطبين بل ظلت مشدوهة أمامه وفي عقلها يدور الكثير …
أما في الرواق
حكيم(وضع يده على جنبه وأشار بالأخرى):- ما الذي تفعله ؟
ميار(هز كتفيه ويديه بجيوبه متقدما صوبه):- ما الذي أفعله ؟
حكيم:- مع جوزيت مع ميرنااااا ، أتحسبني لا أرى تخبطك بينهمااااااا ؟
ميار(أخرج يده وأشار له بالصمت):- أنا لا أقدم على شيء لا أحسبه جيدا في عقلي ، وما تراه أمر عفوي أنا لا أستطيع التفريط في كليهما .. تعودت على أن أستنشق عطر ميرنا كلما سنحت لي الفرصة وتعودت على أن تكون شفتي جوزيت آخر شيء أقبله قبل النوم … ماذا أفعل ؟
حكيم(جحظ عينيه بعدم تصديق):- هذا كثير كثيرررر علي لأستوعبه ..أواع أنت لنفسك تدرك ما يخرجه فمك صح ؟
ميار(نظر للأرض ثم انتقل للنافذة الماطرة وأردف بعمق):- ميرناااا ليست نزوة في حياتي … وجوزيت حبيبتي
حكيم:- هههههه قل شيئا مفهوما أو اصمت
ميار:- إحداهما وتين القلب لو انقطع انقطعت روحي ، والأخرى النبض الذي يحيي ذلك القلب … كلاهما مرتبطتين ببعضهما كلما فكرت بواحدة وجدت الأخرى تغزو عقلي والعكس يحدث ، لذلك اختصر على نفسك هذا العذاب لأنني بدوري لست أفقه شيئا من مشاعري …
حكيم(زفر بعمق):- ابتعد عن ميرنا يا ميار … لا تجعلني أنبهك بطريقة أخرى لا تعجبني ولن تعجبك أيضا
ميار(ربت على كتف حكيم):- اذهب لابنتك ولا تتدخل فيني ، حين أفهم ماهية شعوري سوف تجدني أبتعد طوعا وهذا في حالة ما إذا كانتِ الكفة لغريمتها همم ؟
حكيم(زفر عميقا وتحرك):- حديثنا لم يكتمل بعد ……
تركه جاثما أمام النافذة وقد تبلدت ملامح وجهه مثل مشاعره التي انتفضت مستصرخة حضور كلا المرأتين في قلبه ، فهل يعقل أن يعشق اثنتين في آن واحد ؟؟؟؟؟؟ …

ميرنا:- هههه أنت من بدأ الحرب
إياد:- لا يا كبدي أنا فقط حاولت أن أجد حلقة وصل بينهما لكن يا ليتني ما تدخلت ..
ميرنا:- طيب هل الوضع سيء بينهما جدا ؟
إياد:- جداااا
ميرنا:- هل في نظرك لو اتصلت سيتغير شيء ما ؟
إياد:- افعلي لكن من هنا أخبركِ أنكِ ستعودين خالية الوفاض ، أنا طردني يا عمتي شر طردة ههه
ميرنا:- والله تفاجأت بالعم عبد المالك هذه ليست عادته ، أكيد كوثر منزعجة
إياد:- هي شوفي لو جئنا للواقع العم عبد المالك معه حق في تخوفه ، لكنني أثق في زياد هو رجل بحق ويحبها لذلك دعمتهما
ميرنا:- فقط لو تخرج ابنة خاله من حياته ستصبح الأمور هينة ، لكن ما باليد حيلة ماذا نفعل سأحاول بدوري لعل وعسى
إياد:- أبشركِ بخسارتي وخسارتكِ فحتى الخالة عواطف لم تصل معه لنقطة حاسمة ، أقفل الموضوع بشكل لطيف وانتهى
ميرنا:- على العموم سأجرب حظي ، أخبرني قبل أن أفصل كيف حالك أنت هل اشتقت لي ؟
إياد:- اشتقت اشتقت يختي ، واشتقت للعمل اففف الوضع طال هكذا ميرنتي
ميرنا:- وقت وجيز يا إيادي ونفتتح جريدتنا الخاصة وعد مني ستكون أول مقالة لي عن صداقتي أنا وأنت ، وعن أعمالنا معا ومسيرتنا المهنية و
إياد:- أضيفي دزينة أولاد يركبون فوق ظهري ، يا روحي نحن لن نفتتحها حتى نفتح عملية تركيب دماغ جديد وهوهووووه على مرور السنوات وينا ووينها …
ميرنا:- أكره منك في التذمر ما رأيت .. انصرف جعلتني أكتئب أكثر من أخيك
إياد:- أيوة ماذا فعل أخي الحلو بصديقتي ؟
ميرنا(ارتعشت):- فعل ما فعل لا يهم …
إياد:- رغم أنه حين اتصل بي قال أنكِ مستمتعة مع الضيفة الجديدة
ميرنا:- متى أخبرك عنها ؟
إياد:- قبل ساعات حين غادر القصر لعمل ما لم يخبرني ، لكنه نبه علي ألا يسمع أحد من آل البيت خبر الطفلة وطبعا أخوكِ أمييييييين
ميرنا:- لا إياد يا بعدي … ههه سلامو
إياد:- سلام يا قطة ..
مسحت على عنقها وهي تزفر بتعب قبل أن تفعِّل الاتصال لرقم العم عبد المالك رن قليلا وبعد برهة رد عليها بصوت خشن عرفت من بدايته أن الأمور لا تبشر بالخير ..
عبد المالك:- كنت أحسبكِ ابنتي ميرنا ، لكنكِ خذلتني كثيرا أكل هذه المعاناة تعيشين بين أسوارها ولا تبوحين لعمكِ عبد المالك بتلك الآلام .. ما حسبت أنني أربي الغربااااء فحتى هم يعتبرونني أبا لهم ويشاركونني بكل أحزانهم ، لكن أنتِ وصديقتكِ ومعكم إياد تربعتم على عرش الغدر بكل وضوح
ميرنا(تشنجت من كلامه حتى شعرت بالأسى):- سامحني عمو ، لكن …
عبد المالك:- لست هنا أعاتبكِ لأنني تخطيت تلك المرحلة بعد صدماتكم الصاعقة ، المهم بلغيني ما الذي ترغبينه من اتصالكِ لأنه محال أنكِ تودين الاطمئنان على صحتي ؟
ميرنا:- أنت هكذا أقفلت منافذ الحوار قبل أن أبدأ حتى
عبد المالك:- والله من أفعالكم ميرنا من أفعالكم .. وأكملت أختكِ نور الطين بلة بفعلتها مع فؤاد رشوان لن أنسى النظرة التي ارتسمت على وجهي بعد تلك الصدمة … على العموم أنا حانق على الكل فاختصري ما تريدين لأنه لا وقت لدي ..
ميرنا(زفرت بقلق):- عمو عبد المالك ، أنت تعلم مكانتك بالنسبة لي وتعلم أن كوثر ابنتك الوحيدة هي أعز صديقاتي أنا ووصال وإياد .. لذلك أنا سأكلمك بشكل مختلف عنهم الآن ألست تحب أمي وتتمنى الارتباط بها اليوم قبل الغد ؟
عبد المالك(تنهد بحسرة):- صحيح ..
ميرنا:- يعني تقدس العشق وتقدره ؟
عبد المالك:- صحيح
ميرنا:- يعني لو طلبت منك الإصغاء لما سيقوله زياد وهبي تجاه زواجه بكوثر هل ستفعل ؟
عبد المالك:- لا طبعا
ميرنا:- أتريدها أن تتزوجه دون رضاك
عبد المالك:- لتفعلها ووقتها سوف أتبرأ منها
ميرنا:- له يا عمو له ما كنت أحسبك رجعي التفكير لهذه الدرجة ، إنها وحيدتك ألا تشفق عليها ألا ترغب برؤيتها سعيدة مع الرجل الذي تحبه هاااااه ؟
عبد المالك:- أريد طبعااا لست أبا متدني التفكير حتى لا أرغب بذلك ، لكن أن يكون الرجل الذي تريد الارتباط به متزوجا عذرا هذا ما لا يمكنني قبوله
ميرنا:- طب اسمعني لو سمحت افهم وجهة نظري أ..
عبد المالك:- طالما حديثكِ عن كوثر فدعيني منكم الآن ، وداعا
ميرنا:- ولكن … اففف فصل الخط يا إلهي ………..لا نصيب لكِ يا كوثر
هنا كانت كوثر تنظر إليه من البناية المقابلة لمشروعهم وتعبت من انتظاره لذلك وضعت قبعة العمل على جنب وتوجهت لبنايته الخاصة ، في حين تركت عمالها يعملون على إتمام المشروع السكني ، سألت عنه وأخبروها أنه في الطابق العلوي لذلك صعدت درجة درجة 9 طوابق حتى فقعت مرارتها ووصلت أخيراااااااا ..
كوثر(كانت تلهث):- زياااااد
زياد(انتبه لها وصرف العمال وهو يركض إليها):- كوثري .. ما الذي جعلكِ تصعدين ؟
كوثر:- أعطني رشفة ماء وبعدها اسألني حتى عن أسناني إن كانت طبيعية أم صناعية
زياد(أحضر قنينة صغيرة وأعطاها لها):- طيب اجلسي على الكرسي واشربي بهدووووء .. المكان ما يزال غير آمن كل شيء غير ثابت فقط وضعنا الأساسات لذلك لا يمكنكِ الصعود هذا خطر عليكِ روحي ، أحسن الآن ؟
كوثر(أعطته القنينة وهي تمسح فمها):- أجل أحسن .. لكنني اشتقت لك
زياد(انحنى إلى وجهها ومسح على خصلاتها الشقراء):- يسلم لي القلقان أنا ، وأنا اشتقت لكِ يا كبدي لا أدري إلى متى سأنتظر حتى أتذوق تلك الشفتين حلالا طيباااااا
كوثر(احمرت خجلا وانتفضت وهي ترتعش):- زيااااد لا تكلمني هكذا أخجل
زياد(أمسك يدها):- لا تخجلي مني سوف تصبحين زوجتي قريبا
كوثر(بتذمر):- بابا ما يزال رافضا للفكرة
زياد:- لأنني لم أواجهه إلى متى سننتظر الخالة عواطف ، أفكر أن أزوركم الليلة ببيتكم ونضع النقاط على الحروف وحتى لو طردني أكون قد دخلت البيت من عنوانه ، ها سأتصل بمعاد أيضا ليساندني أكيد لن يبخل علي
كوثر:- طبعا وحتى يمكن لإياد أن يساندكما
زياد:- ممكن أن أتصل به أيضا المهم أن أخرج من هناك بجواب يجعلني أحملكِ في طيات حلمي
كوثر:- كل هذا وسنحله شيئا فشيئا ، ماذا عن حياة ؟
زياد:- ما بها حياة ؟
كوثر:- ألن تخبرها أنك ستتزوج للمرة الثانية ، ألا يلزم إجراءات وتحضير وووو ؟
زياد:- لن يتغير شيء في بيتي يا كوثر ، هي لها غرفتها ونحن سنختار غرفة نوم تليق بكِ أميرتي وستصبح غرفتي مملكتكِ الخاصة وسيكون هنالك نظام داخل البيت .. أي نعم هي ليست زوجتي بالشكل المعروف لكن هي أيضا لها بعض الحقوق
كوثر:- حقوق ماذاااااااا يا ؟؟؟؟ هل بدأنا من أولها يعني ؟
زياد(أعاد إمساك يدها التي جذبتها غضبا):- اسمعيني ، نحن لن يسعنا أن ننفيها أو نتجاهل تواجدها سنتحملها لأنها ستعيش معنا في نفس البيت هي في حالها ونحن في حالنا
كوثر(زفرت عميقا):- أنا فقط أريد أن أستيقظ وأجد نفسي بحضنك ، هل هذا كثير علي ؟
زياد:- لا يا عمري هذا ما ستحصلين عليه حتى مماتي
كوثر:- أحبك
زياد:- أحبكِ ..
كوثر:-- متى تفاتحها ؟
زياد:- حين آخذ الموافقة من أبيكِ سأبدأ الحرب معها ، المهم أنني لن أتوانى ولن أستسلم سوف أتزوجكِ يعني سأتزوجكِ
كوثر:- إن لم تتزوجني سوف أضع صورتك في صفحة الفايسبوك وأكتب تحتها إياكِ وأن تصدقي رجلا بعد اليوم كلهم كاذبون كلهم منافقون لن يجرؤ لن يفعل لن يتزوجكي أبدااا هههههههه …
زياد:- أتعلمين أن نسبة النساء المجروحات قلبيا هن صاحبات منشور لن يتزوجكي ، وهذه دراسة أثبتها إحدى الجامعات لذلك أنصحكِ بالانضمام لهن …
كوثر:- اممممم أنت لن تجرحني أنت ستحبني
زياد(ارتعش وهو يجذبها لحضنه في عناق طيب):- أعشق عطركِ يا شراب الكوثر
كوثر(ضمته لها بحنان ودفء):- وأنا أعشقك كلك ..
زياد:- هممم هاتفكِ يرن يا بعدي ردي ردي ما ربما كان شيئا مهما ..
كوثر(أشارت له بسبابتها أن ينتظر وأخرجته من جيبها):- هااااهاااا الآن تذكرتِ أن لكِ صديقة ؟
ميرنا:- عدنا للعتاب يا بنتي أنا في وبال الله يعلم بيه
كوثر:- لا والله صدقنا يا شخصية مهمة
ميرنا:- يا لسخريتكِ وتذمركِ الذي لا يتغير .. المهم أخبريني أين وصلتِ مع زياد ؟
كوثر:- ما زلنا على حالنا ، لكننا قررنا أن نواجه وزياد أخبرني أنه سيزورنا بالبيت هذا اليوم
ميرنا:- اممم محال أن يرضى ، لقد كلمته قبل أن أتصل بكِ
كوثر(بلهفة):- وماذا كان رده ؟
ميرنا:- الرفض القاطع مع الأسف ، لا أدري كيف يجب أن نقنعه حتى أمي لم تفلح
كوثر:- لا أدري يا ميرنا هل تعتقدين أن خطتنا ستنجح الليلة .. حتى إياد ومعاد سيكونان هناك ؟
ميرنا:- برأيي لنجرب لم يعد هنالك حل آخر أمامنا ..
كوثر:- على الله ، المهم أنتِ كيفكِ وسط الأعاصير والبراكين المدوية ؟
ميرنا:- اسكتي اسكتي تخطينا تلك الآفات الآن الصواعق هي الموجووود ، اسمعي …
أخذتا تتبادلان أطراف الحديث كوثر نسيت أمر زياد تماما والذي توجه لمخططه الموضوع على سطح الطاولة وتابع عمله فهو يعرفها لن تتذكره حتى تفصل الخط ،، أما ميرنا صعدت الدرجات وجلست بالوسط كي لا يسمعونها وأخذت تحكي لها كل المستجدات من الألف للياء ، هكذاااااا حتى مرت دقائق طويلة قاربت الساعة حتى وبعدها فصلت الخط أخيراااا ، قررت أن تصعد لغرفتها كي تضيف شيئا على كتفيها فقد برد الجو مع المطر الغزير والذي لم يتوقف منذ ساعااااات …. لكنه استوقفها بحضوره
وائل(جلس قربها وهو يدلك يده):- فف والله ما حسبت ذلك الجدار مرهق هكذاااا ، إنه في التحقيق كيان آخر
ميرنا:- ياااي جيد أنه تركني ما قبل الأخيرة لكي آخذ راحتي
وائل(أمسك يدها):- هل كلمتِ البيت ؟
ميرنا:- نن بل عمو عبد المالك وكوثر وإياد قبلهم
وائل:- وما الأخبار ؟
ميرنا:- سيئة جدا أبوها لن يزوجها لرجل متزوج هذا آخر قرار لديه
وائل:- وماذا ينتوي زياد ؟
ميرنا:- سيزورهم في البيت الليلة على الأغلب ما ربما فلحوا …
وائل:- طيب ومتى أخطبكِ أنا ؟
ميرنا:- ههه هوهوه بعد فصل أختي نور في عمك مستحيل أن يوافق أهلي على الخطوبة في الوقت القريب ، ثم لا تنسى عدتي يا وائل عيب في حق ابن عمي ..
وائل:- أدري ذلك عزيزتي ، فقط أنا أحلم بذلك اليوم ثم أنتِ من الآن خطيبتي أم لديكِ اعتراض ؟
ميرنا:- لاء .. ههه من دخل بعدك ؟
وائل(حول عينيه بتعب):- ميار نجيب وهذا أكيد سيأخذ ساعاااااات لذلك ، لما لا نهرب سوية لغرفتي
ميرنا(بحرج):- وماذا نفعل هناك ؟
وائل:- نلعب الغميضة ، ههه طبعا تضعين لي مرهما لكتفي أشعر به يؤلمني قليلا
ميرنا(بقلق):- هذا لأنك أجهدت نفسك يا وائل وهو أمر لا يليق .. تعال تعال
وائل:- يعجبني اهتمامكِ
ميرنا:- هه وأنا يعجبني تدليلك .. رافقني وكفاك ثرثرة …
تأبطت ذراعه وصعدت معه غافلة على زوج العيون الذي ناظرها بالأسفل وهو في طريقه صوب الصالون ، تحشرجت أنفاسه وشعر بالوهن يغمره لكن صوتها الناعم أخرجه من تلك الفقاعة الحزينة
ميسون:- بابا حكيم تعال تفرج معنا ، أو معي فلورينا تتفرج على المجلة
لورينا(تثاءبت):- لورينا ستأخذ قيلولة وبعدها تنزل أشعر بالملل
حكيم:- خذي راحتكِ ميسونتي معي ..
ميسون(تركته يضطجع واضطجعت بحضنه):- أيوجد غطاء ؟
لورينا(أحضرته من فوق الكنبة):- دعيني أساعد هل ممكن ؟
ميسون(نظرت إليها باستغراب لكن ابتسمت لحكيم):- كنت دوما أحلم بأن أنام هكذا أنا وبابا
حكيم(وكلمة بابا تفعل به العجائب):- الله لا يحرمني منك حمامتي ، سنقوم بهذا متى ما أردتِ ..
لورينا(وضعت يدها على كتفه):- لو احتجتني أيقظني ماشي ؟
حكيم(نظر لجرح يدها):- فقط ارتاحي لتستردي عافيتكِ .. تمام ؟
لورينا(ابتسمت له ورمقت ميسون بطرف عين وانسحبت):- تمام ….
ميسون(رفعت رأسها لتتأكد من أنها ذهبت وهمست في أذنه):- أنا لا أحب ماما لورينا ، هل تحبها أنت بابا ؟
حكيم(أمسك يدها):- أولا عيب أن تقولي هذا عنها ، ثانيا يجب أن نحترم مشاعر الآخرين حمامتي وذلك يتم بأن نحصي إيجابيات وسلبيات الشخص الماثل أمامنا قبل أن نحكم عليه من الخارج فقط
ميسون:- هه أنا عشت معها كل هذا 7 سنوات أظنني أفهم
حكيم:- آه يا ربي كأنني أحاور مراهقة يا روحي ، أنتِ صغيرة جدا على أن تنظري للأمور على هذا النحو ثم لا مجال للحكم هنا ..لأنها أمكِ
ميسون:- وعلي تقبلها كما هي ، تتت لا أستطيع أنا أحيانا أعطف عليها لكن حين تبدأ بالصراخ لا أتمكن من التحمل
حكيم:- طيب ماذا لو وعدتكِ أنكِ لن ترينها تصرخ مرة أخرى ، ماذا ستكون ردة فعلكِ ؟
ميسون(بتفكير وضعت إصبعها على فمها):- سوف لن أنزعج منها
حكيم:- إذن نحن هكذا سوينا الموضوع ..
ميسون(اندكت في حضنه بحنان):- لما لم تأتِ بابا انتظرتك كثيرا لكن عملك وسفرك طال كثيرا ؟
حكيم(بحزن قبل جبينها وضمها له بحرارة):- والله لو عرفت لكنت هرعت إليكِ قبل مدة ، لكن لا بأس ها نحن ذا سوية ولن نفترق أبدا أبدا ألا يعجبكِ الوضع ؟
ميسون:- يعجبني ولكن .. لا أريد أن تعيش ميرنا بعيدا عنا أريدها معنا
حكيم(عقد حاجبيه):- ميرنا .. ميسوووون أنتِ تعلمين أنه لكل واحد فينا حياته الخاصة
ميسون(بدت عليها ملامح الغضب مجددا):- أنا لا أريدها أن تبتعد ، لا أريد لا أرييييييد
حكيم(توجس من حركتها ودفعها لحضنه):- أوك تمام تمام اهدئي ، ميرنا معنا الآن ولن تغادر / هفف يا ربي هل يعقل أن تشعر بأمها الحقيقية لهذه الدرجة ، سامحيني يا عصفورتي الصغيرة أنا أخفي عنكِ أمر ابنتكِ التي تدب في قلبكِ مشاعر الأمومة نحوها ، ولكن لأجلكما سأكتم السر ……

في ذلك المساء
انتفضت من جواره بتوجس وهي تلامس شفتيها بتوتر كبير ، عقلها ما استوعب أن تتمكن من الرضوخ لسلطة رجل آخر ، لأنفاس تخترق مسمعها فتجعلها ترضخ بوهن مشتااااق ، لعطر جسم يزكم تنهيداتها بحضوره في كل شبر من جسدها ، للمسات تجعلها تصل لذروة الجنون تستشعر فيها أنها امرأة تستحق أن تُقدر هي وكل ممتلكاتها الدفينة ، لا أن تبقى جاثمة كالعجوز أمام المرآة وعمرها يمضي دون عناء …. لقد خدرها بكلماته اللعوب أسرها بعينيه اللتين كانتا تتفحصان جسمها بوقاحة شهوانية ، جعلها ترتجف توقا للمسة منه أو همسة تشبع جوع روحها لذلك النوع من التقدير الذكوري على تفاصيل أنوثتها ، لقد عرف نقطة ضعفها ولا يسعها الآن الفكاك منه مصيرها ستقع صريعة في فراشه مهما تمنعت ….
رجب(جذب سيجارة وهو يلامس صدره العاري أثناء نهوضه من السرير):- ما بكِ ؟
نورهان:- لا يمكنني أن أفعل هذا ، ثم هل أحضرتني لتختلي بي وتؤثر فيني أيها القذر ؟
رجب:- هذاااا بيتي وقد أدخلتكِ إلى بيتي لأنني أريدكِ فيه ، أريد أن أجدكِ بفراشي كل يوم يا نورهان لأنكِ إن لم تفعلي ذلك سوف أخبر زوجكِ الكريم بكل شيء عن مخططكم القدير
نورهان(بعصبية غطت جسمها بغطاء السرير):- كان من الخطأ المجيء إلى هنا ، لقد خدعتني
رجب:- نورهان نورهان … أنتِ أيضا استمتعتِ لا تنكري ذلك تأوهاتكِ ما تزال تعزف أغانيها في أذني ، تشبثكِ بي وارتجافكِ كانا يعلنان الطاعة لقبضتي ، ولذلك لا يحق لكِ التذمر الآن لقد كنت كريما معكِ ورويت عطشكِ ..
نورهان(التقطت فستانها من الأرض وهي تشعر بالتخدر في يديها):- لا أريد رؤيتك مجددا ، ما حصل اليوم لن يتكرر
رجب(استلقى على السرير مجددا بعد أن جذب قنينة مشروب من ثلاجته):- تعرفين العنوان ، سأنتظر عودتكِ نورهاني
نورهان(اشمأزت وهي ترفع حمالات الفستان وارتدت كعبها):- أنصحك ألا تتوقع ذلك كثيرا ..
رجب(عض شفتيه ونهض بخفة بعد أن أطفأ السيجارة بالصحن جوار رأسه):- نورهان …
نورهان(أمسكت حقيبتها وأخرجت منها رزمة مال):- هذا ما أحضرني إليك .. خذ
رجب(تقدم إليها ببنطلونه المتهدل):- ومن قال أنني أرغب بالمال ..
نورهان(أشارت له كي يبقى بعيدا عنها):- لا تقترب ما حصل كان هفوة ضعف مني ..
رجب:- لا أريد مالكِ .. أنا أريدكِ أنتِ …
نورهان(تشنجت وهي مبتعدة عنه حتى التصقت بالحائط):- رجب لقد تأخر الوقت علي أن أذهب
رجب:- ههه موقن أن رأفت لن يقلق عليكِ ، ولذلك …. دعيني أداعبكِ بين يديَّ هاتين دعيني آخذكِ لعالمي الخاص ، نورهااااااااني
نورهان(وهمسته في عنقها أشعلت فتيل جنونها):- لما تعذبني ..
رجب(أسقط حمالة فستانها وقبل كتفها ممتصا بقعة هناك بنهم):- بل أنتِ عذابي بجسمكِ المهلكِ هذا ، هيا لا تقاوميني أنتِ تتوقين لذلك ، استسلمي …. وتسربي بين أناملي
نورهان(ذابت في دفء أنفاسه التي نفخت فوق شفتيها):- أنفاسك تذيب مقاومتي وطعم السيجارة فيهاااااا يجعلني أفقد صبري ..
رجب(أمسكها من خصرها وأسقط الحمالة الأخرى):- كوني لي …
رمى بها على سريره وأزال فستانها وهو يمتص منها ما يطفئ لهيب لهفته إليها ، أما هي فقد كانت تتأوه بين ذراعيه بتعب فقد كانت تريد ذلك من رأفت وليس من رجل غيره ، ولكن طعم الخطيئة كان يجرفها نحو قاع الخيانة بشكل لا يتحمله عقل …. امتلكها مجددا ولم يفلتها حتى استنفذ جل طاقتها وجعلها تعود لبيتها منهارة من فرط الإرهاق الروحي والجسدي ، بمجرد وصولها ارتمت على سريرها مستسلمة لراحة النوم دون أن تنتبه لوجوده في غرفة الصالون وهو يراجع عمله على الحاسوب ، رآها طبعا لكنه لم يبالي بها لتحترق حتى فهو يحضر لها مفاجأة صادمة حين يكتشف من يكون رجب الفارسي الذي كان معها بشريط الفيديو …. وهذا الذي كان يعد النقود التي أخذها من رقية أخته صباحا والآن من نورهان ومع ذلك وجد نقص وعليه ، عزم أن ينالها مرة وثلاث ويجعلها تصرف عليه فهو لا يقدم خدمة مجانية رغم أنه يستمتع بفتنتها القاتلة …..
في تلك الأثناء وفي شقة صغيرة
كانت تريه الغرف بروح ميتة وهو يطالعها في طقمها النسائي الذي كانت ترتديه ، انتبهت له أي نعم لكنها فضلت ألا ترتكب فيه جريمة خصوصا وأن ابنتها علمت بأمره ، يبقى حرام أن يموت وهو قد عاد لتوه إلى حياة ابنته ….
نور:- اجمع تلك العيون الوقحة وإلا فقعت لك إحداها وجعلتك ترى قوامي مرتين في اللحظة
حفيظ:- أصبحتِ لا تطاقين
نور:- هذه هي الشقة التي ستعيش فيها دفعت إيجارها لشهرين متتاليين ، وقد ملأت لك الثلاجة بما يلزم من أكل وشرب يكفيك لأسبوعين ، أعطيتك المال المتفق عليه وهنا انتهت مهمتي … لتفي بوعدك أنت ؟
حفيظ(ناظرها بجرأة):=- اشتقت لكي يا نوارتي
نور(أخرجت بسرعة من حقيبتها مسيل الدموع وصوبته لوجهه):- ما عدت نور الضعيفة التي عرفتها سابقا يا حفيظ ، طالما لم تملكني سوى مرة واحدة وقسرا حتى فلم أكن بوعيي ليلتها وإلا لكنت قصصت يديك ، فلا تحلم أن تملكني مرة أخرى ونصيحة أخيرة اتقي شري
حفيظ:- لكننا حظينا بالبنت ولا يسعكِ الإنكار ، ثم متى حفلتها ؟
نور(بغيظ):- اسمها دينا ديناااااااا إنها ابنتك ألا تذكر اسمها حتى ؟
حفيظ(بتأفف):- أذكر أذكر هيا لا تطيلي وأخبريني متى ؟
نور:- هذا الأسبوع انتظر اتصالي وإياك يا حفيظ وأن تخذلها بعدم المجيء ، لو علي ما كنت تشرفت بسحنتك لكن هذا اليوم مهم بالنسبة لها وستجد بالدولاب طقما مناسبا البسه وإياك وأن تأتيني بهذه الخردة ستجعل منظر ابنتك في الحضيض
حفيظ:- وما به منظري الله الله ..
نور(بعصبية فتحت الباب وهي تعيد مسيل الدموع لحقيبتها):- يفضل أن أرحل من هنا قبل أن أجد نفسي في مصح المجانين …
حفيظ:- لقد نسيتِ الهاتف نوارتي كيف سأتصل بكِ وليس معي واحد ؟
نور:- لديك المال الكافي اشتري واحد واطلع من رأسي.. عال والله هفف ….
حفيظ:- هيه يا نوارتي لا بأس ، محبوبكِ في الانتظار دوما
خرجت من هناك بل هربت متأففة وهي تلعن الحظ الذي جعلها تلتقي بهكذا بغل حقير ، زفرت عميقا وهي تتخذ سيارتها متجهة إلى مقر شركتهم الجديدة التي ما تزال بحاجة لترتيبات والأهم أوامر للافتتاح الذي طال انتظاره …
نور(وضعت السماعة بأذنها وفعلت الاتصال وهي في الطريق):- يعني طالما لم تسأل أنت ، قلنا لنسأل نحن أمك كل لحظة تصرع رأسي هل اتصل هل هو بخير هل طاب جرحه
حكيم:- أنا بخير يا نوري لا تهلعي أنتِ أو أمي ، دعيها تعرف أننا بصحة جيدة وأن الأمور آمنة هنا وميرنا معي وتحت نظري يعني كله تحت السيطرة
نور:- وهذا عز الطلب ، على العموم اتصلت لأسألك عن موعد افتتاح شركتنا غالبا لن تكون موجودا لا أنت ولا ميرنا
حكيم:- مع الأسف ، لكنكِ موجودة وكلهم سيدعمونكِ لا تؤجليه أكثر .. نحن لا نعلم متى سنعود والوضع هنا مطول يعني خذي كل الصلاحيات نور وقومي باللازم
نور:- أوك سأرى ما قد يجد وإن كان كل شيء على أهبة الاستعداد سنقوم بالافتتاح المرتقب
حكيم(ابتسم لميسون):- نور .. أريدكِ أن تكوني الأولى وتكلمي ضيفة عزيزة على قلبي وسوف تحبينها أنتِ أيضا
نور(باستغراب):- ضيفة هههه .. من تكون ؟
حكيم(همس لميسون):- هذه عمتكِ نور
ميسون:- كم لدي من عمة بابا حكيم ؟
حكيم:- ههههه بعدد لا يحصى خذي خذي …
ميسون(بصوت ناعم):- عمتي نور ..
نور(أوقفت السيارة على جنب الطريق وهي تفتح عينيها على وسعهما):- أفندم من معي ؟
ميسون:- أنا ميسون
نور:- ههه ميسون تشرفنا حبيبتي هل أنتِ صديقة حكيم الصغيرة ؟
ميسون(ضحكت عليها):- هههه لاء أنا أكون ابنته
نور(فتحت عينيها على وسعهما بعدم تصديق):- ماااااااااااااااذا ؟
حكيم(عضعض شفتيه وأخذ الهاتف):- تلك ماذا خاصتكِ عبرتِ الحدود وثقبت آذاننا
نور:- ما هذا الذي تقوله الصغيرة … ابنتك هههه
حكيم:- إنها ابنتي بالفعل يا نور .. سأحكي لكِ كل شيء فيما بعد لكن الآن عليكِ أن تبقي هذا السر بيننا لحين الوقت المناسب تعرفين خالتكِ وجدتكِ ومواويلهم التي لا تنتهي
نور:- يخرب هبلك أين كنت تخفيها عنا ، ومن أمها ، وميرنا ماذا فعلت وكيف تعيشون جميعا ؟
حكيم:- يا ويلي لو أجبتكِ على هذه الأسئلة ستأخذين مني كل وقتي … المهم هي ابنتي وهذا ما يجب أن تعرفيه نتحدث لاحقا بشكل أعمق وسأعطيكِ كل التفاصيل تمام ؟
نور:- أمري لله تمام … ههه ميسون سلامة عقلك يا نور سلالالالالالالامة عقلك …
ميسون:- هههه لقد أفزعني صوتها
حكيم(دغدغ ميسون):- هههه إنها نووور الراجي يا راجيتي الصغيرة أناااااااااا ههههه …..
كان محط غيرة بالنسبة لهم بكل صراحة ولو يعرفون أنها ابنة ميرنا أيضا سيقتلونهما بنظراتهما لا محالة ، لذلك لنترك حكيم يعيش مع حمامته الصغيرة مشاعر الأبوة ونلتحق بنور التي بعد برهة وصلت لمقر الشركة وجدت فيها توفيق عند المدخل …
توفيق(أشار لمرافقه):- خذ السيارة لموقف السيارات يا ولد ونظفها جيدا
نور:- ههه أما زال هوس تنظيف السيارات يسري بدمك يا توفيق ، أصبحت الآن رئيس الأمن لدينا لذلك تأقلم مع مهنتك الجديدة
توفيق(يلحق بها لمدخل الشركة):- والله من يوم عرفتكِ ووجهكِ وجه خير علينا ، حتى أمي وزوجتي سعيدتان بالعمل في محل الحلويات خاصتكم ، الله يكتر خيركم
نور:- تسلم يا توفيق ، سأصعد لمكتبي لأراجع بعض الأوراق لن أتأخر إن أردت يمكنك المغادرة حين ينتهي دوامك
توفيق:- ألن تحتاجي مني أي شيء سيدتي ؟
نور:- لاء سوف لن أتأخر أساسا مررت بسرعة لأراجع ما يلزم قبل أن أحدد موعد الافتتاح
توفيق:- تمام سيدتي أراكِ لاحقا
نور(ضغطت على زر المصعد):- إن شاء الله …
صعدت في المصعد الزجاجي وهي تنظر للشركة وجنباتها بامتنان وفرح وسعادة عارمة، من هنا ستكون انطلاقتها هي وابن عمها وأخواتها وبنات عمها وكل المغبونات في أسرتها ، من هنا ستشحنهم بالطاقة لأجل الحياة وهي أولهم ، فسوف تنسف كل أفكارها السقيمة وتحرثها حرثا في هذه الشركة التي أتت في الوقت المناسب ، وجمعت كل المكسورات وستكون بلسما شافيا لهن واحدة بواحدة ، تقدمت بحقيبتها صوب مكتبها الخاص دخلته وهي تنظر إليه ما يزال تحت التجهيز ، لكنه كامل الآن لكي تأخذ راحتها بين جدرانه .. أخرجت من حقيبتها صورة صغيرة ووضعتها بالبرواز أمامها وكانت صورة لصغيرتها الحبيبة ، ديناااا التي أصبحت عنيفة في التعامل كله من بعد ما حدث تلك الليلة مع فؤاد ، وها هي ذي تعود قسرا لتلك الليلة
نور:- هففف يكفي نور لا داعي لأن تفكري بكل هذاااااا ..
استمرت بالعمل لبرهة معينة قبل أن تسمع صوتا غريبا خارج مكتبها
نور(بتنبه):- هئ توفيق أهذااااا أنت ؟؟؟
سمعت صوت ضجيج حركة خارج المكتب ونظرت من بابها الزجاجي لكن لا يوجد أي شخص ، أغلقت حقيبتها بعد أن أخرجت مسيل الدموع تأبطتها وخرجت من هناك بعد أن وضعت الملفات بالدرج وأقفلت عليهم بالمفتاح …
نور:- توفيق … توفييييق من هناااااك ؟
خرجت من المكتب وهي تنظر من كل اتجاه بقلق وتوجس ، ابتلعت ريقها وزفرت وهي تلعن شكوكها وأوهامها إذ لم يكن هنالك أحد وعليه توجهت صوب المصعد لكن فجأة انقطعتِ الكهرباااااء .. وهنا يا ليل الليل كانت ترقص بدون موسيقى ….
نور:- الله يلعن الحظ الله يلعن الحظ ، هفف هاتفي أين هو
أخرجته وشغلت مصباحه الضوئي وأخذت تبحث عن الدرج لتنزل منه ، فتحت الباب ووجهته للأسفل وهي تنزل بحذر بإحدى يديها الهاتف والأخرى ما زالت متشبثة بمسيل الدموع لو ظهر لها أي أحد ستصوبها نحو وجهه …. أخذت تنزل وهي تجمد قلبها في تكذيب ما سمعته ، ما ربما محض حركة للعمال لكن ما إن انعطفت لتكمل النزول حتى ارتطمت بجثة مظلمة لم تلمح منها سوى سكين أبيض يلمع غدرا تحت إضاءة هاتفها ، صرخت بقوة وهي تتراجع للخلف ورشت صوبه بمسيل الدموع حتى سمعت ارتطام السكين على الأرض وأخذت تصعد وتصعد دون أن تنظر خلفها ولجت المكتب وأغلقته خلفها بالمفتاح ، ودفعت خزانة الكتب لتتأكد من إحكامه وركضت تحت مكتبها وأخرجت هاتفها ….
نور:- يا إلهي من هذا الحيواااااااااااان ؟؟؟ هفف اهدئي نور اهدئي واتصلي بتوفيق ليعود …
اتصلت به لكن هاتفه كان خارج التغطية ، واتصلت بمكتب الأمن الخاص بالشركة ولكن الحرارة كانت مقطوعة لذلك لم يسمع أي واحد فيهم نداءها ، ماذا تفعل ماذا تفعل ، تذكرت طلال وسرعان ما اتصلت به وأجابها لكن حين همت بالتحدث إليه سمعت صوت ضربة لباب مكتبها وعرفت أن ذلك الشخص يحاول الدخول ، أسقطت الهاتف بعدم تركيز وانطفأ لتكتمل روعة الموقف ويصبح الظلام الحالك شريكها ، لولا إضاءة الشارع الضئيلة لما أبصرت شيئا …. فتشت بمكتبها عن شيء حاد تستطيع أن تدافع به على نفسها ولم تجد سوى أداة تقطيع الورق أمسكتها وهي تتنهد بعمق ، عليها أن تفكر عليها أن تهدأ … جربت الاتصال من الهاتف الثابت ولكن كما أسلفت الذكر كانت الخطوط مقطوعة وعليه جلست تنظر حولها وهي تستمع لضرباته وهو يحاول أن يقتحم المكتب ..
نور:- ماذا تريد مني أيها المعتوه أيها الكلب الضال ، والله والله سأمزقك بسكيني لالا سأصوب بمسدسي نحو رأسك وأجعلك تطلب الموت ولا تجدها أيها الغبي ، ألا تعرف من أكوووون يا أيها الضبع ذو قامة القردة المتعفنين …. أيها الخسيس توقف عن دفع الباب هئ …
سمعت صوت رصاصة ضربت في مقبض الباب الذي انفتح ولم يكن يفصلهما سوى تلك الخزانة التي اندفعت بفعل قوته ، وهنا وقفت عند الركن وهي تضم أداة التقطيع بيدها وتنظر من كل اتجاه .. سمعت صوت دفع الخزانة بهدوء وتقدمت عدة خطوات ناحيتها وهناااااا احتبس الهواء في جوفها أيعقل أن تسمح له ، أغمضت عينيها بقوة وخرجت لتهاجمه في حلكة ذلك الظلام لكنه كان أسرع منها لوا ذراعها وأسقط الأداة من يدها وأمسكها من شعرها وهي تخدشه بيديها في وجهه لكي تبعده بشراستها لكنه لم يبتعد عنها ولا خطوة ، بل أخرج السكين ورفعه في ذلك الضوء وجعلها تنظر إليه لآخر مرة قبل أن تشعر بالوهن يغمرها أيعقل أنها النهااااااااية ؟؟؟؟؟ …. فجأة ضربة على رأسه أسقطته فوقها وهي تبعده عنها في لمح البصر بتقزز وهلع …
نور:- اللعنة عليك توفيق أهذا أنت أين كنت أيها البغيض البليد ، كيف تتركني مع هذا اللص ومن قطع الكهربااااء دعهم يصلحونها أنا أشعر بالخوف اتصل بالشرطة فوراااااااااا ماذا تنتظر ؟؟؟؟؟؟
امتدت يدان خشنتان وأمسكتها من كتفيها بهدوء ، جعلتها تلك اللمسة ترتعش وترتجف بتوجس ، خصوصا حين دفعت بها لحضن ذلك الرجل ذو الأنفاس المتحشرجة ، لم تتبين ملامحه لكنها في حضنه استشعرت أن ذلك المكان تعرفه جيدا وذلك الدفء ليس غريبا عليها … ربتته على ظهرها جعلتها تستشعر مساندته لها وهذا ما جعل الدموع تنهمر فجأة وهي على صدره غير قادرة على الحراك ، أو على استجماع أنفاسها حتى فكيف بها أن ترد جميله في إنقاذها بعد أن أهانته ولم تسبب له سوى الأوجاع التي لا تندمل … حاول أن يقاوم احتياجه لاحتضانها لكن وجد أنه مسلوب بها وخصوصا وهي خائفة وجد أنه من اللازم إراحة قلبها ولو بحضن بسيط يجعلها ترتاح ، حتى وإن كانت قد قتلته بدم بارد إلا أنه يجد نفسه مشدوها فيها
نور(نطقت بصعوبة):- كيف عرفت ؟
فؤاد(أغمض عينيه وهو يستنشق عطرها القاتل وهي بين يديه):- همام أخبرني
نور(ابتعدت عنه منتفضة):- هل تراقبني ؟
فؤاد:- لست أفعل ، لكنني شعرت بأنكِ لستِ بخير ولهذا جعلت همام يطمئن عليكِ وجيد أنني فعلت
نور(امتعضت من الظلام):- المكان مخيف من هذا الذي حاول قتلي ؟
فؤاد(أبعدها برفق):- لا تفكري به كثيرا حسابه عندي دعينا نخرج من هنا ..
أمسكها من يدها دون أن ينتظر إذنها بل جذبها خلفه وهو يسير بخطى ثابتة في اتجاه باب الخروج ، أما هي فقد كانت تنظر لهذا الكيان الذي يظهر بحياتها في أوقات عصيبة ، لقد قام بإنقاذها للتو من براثن أشخاص يضمرون لها الشر ، يعني كادت تفقد روحها وتترك ابنتها يتيمة وأسرتها مفجوعة عليها يا إلهي .. تشنجت برجفة امتدت حتى يده واعتقد أنها تشعر بالبرد لذلك نزع سترته ووضعها على كتفها وجعلها تجلس على كرسي في غرفة الأمن ، ولحظتها توجه إليهم وبخهم بعصبية لم تشهدها قط وبشكل بدا فعليا أنه ميت من رعبه عليها ، أحدهم توجه لقاطع الكهرباء وقام برفعه إذ اتضح أنها خطة شاملة ، اكتشفوا أيضا أن خطوط الهاتف مقطوعة لذلك تم استدعاء الشرطة على النحو السريع وعلى رأسهم رامز ….
رامز:- نووور .. أنتِ بخير صح ؟
نور:- لا تقلق رامز أنا على ما يرام لقد جاء فؤاد بالوقت المناسب ، والرجل الذي حاول الاعتداء علي مربوط في غرفة الأمن ما يزال مغمى عليه
رامز:- تحركوا وخذوه للمخفر سنقوم باستجوابه ، يجب أن تأتي معنا نور
نور(نظرت لفؤاد الذي كان يكلم همام على جنب):- رامز .. أيعقل أن يكون هذا من ضمن جماعة التهديد الذي وصلني بالصالون قبل فترة ؟
رامز:- ذلك وارد جدا ، ولكن ألا ترين معي أنكِ نفذتِ المطلوب هل تشعرين بالندم ؟
نور(ببؤس ادعت عكس ذلك):- أبدااا أنا انتقمت لنفسي وهو يستحق ، لكنه يبدو متعبا حتى لحيته النامية غير منتظمة وعيناه دموية وصوته مبحوح هل هو مريض يا ترى ؟
رامز:- يا عين أمي التي لن تراني يوما في قفص الزوجية مع آل الراجي وجنون آل الراجي ، سيد فؤاد لحظة لو سمحت
نور(ضربته بذراعها):- ولد ولد ماذا تفعل …أ
فؤاد(بترفع دون أن ينظر إليها حتى نظرة):- أجل ؟
نور(انتبهت لعينيه اللتين كانتا تتهربان وتتمنعان عن النظر صوبها):- …لآرد
رامز(لاحظ ذلك التشنج بينهما):- عليك أن تمضي معنا أيضا لأخذ أقوالك هل أنت موافق ؟
فؤاد:- طبعا سألحقكم بسيارتي … هيا همام
همام(نظر لنور التي طأطأت رأسها):- كنا أخذنا السيدة
فؤاد(بوجع):- لم تعد كذلك نحن هنا تأدية للواجب فقط ، اركب
رامز:- هيا نور
نور(مطت شفتيها ونهضت وهي تشعر بالخواء في صدرها بعد تصرفه الجاحد):- دعني بسيارتي أفضل أريد أن أذهب للبيت بعد التحقيق ..
رامز:- لكِ ذلك ، هيييه هيا يا رفاااااق
نظرت للرجل الذي سحبوه من غرفة الأمن وكان ملثما ولم تتبين ملامحه ، اطمأنت أنه لم يفلت من قبضتهم وانطلقت رفقتهم للمخفر وهي تفكر في ردة فعل فؤاد الغريبة ، لقد احتضنها يعني ما يزال يكن لها مشاعر ولم يكرهها في غضون فترة بسيطة ، طبعا كيف يقدم على ذلك وهي تسري بدمه .. إنما تصرفاته لم تعد مفهومة لقد بات لئيما دون شك … وأكيد هذا يعني ألا تنتظر منه ردة فعل مغايرة بعد تلك الفضيحة ، أي رجل دمه حار لن يرضى بالعودة إلى ربوعها وكأن شيئا لم يكن .. غير هذا وذاك هو قام بواجبه تجاهها وتجاه ابنته وحسب …… وصلوا للمخفر وقاموا بأخذ أقوالهم ذكروا كلما حدث وتم حبس المتهم الذي اعترف بعد استيقاظه المحتم ، أنه دخل لأجل السرقة ولم يكن معه أي شركاء في العملية ، طبعا لم يصدقوه ولكن بقيت الأمور معلقة لحين استجماع كل الدلائل ، مضت عدة ساعات وطلب منهم رامز الذهاب لأنه انتهى عملهم هناك ، وعليه خرجت وسترته على ذراعها تنتظر ظهوره لتعطيها له وها هو بدا لها قادما من الداخل برجولته المعهودة ، لا تدري لما ارتسمت بسمة على ثغرها وعيونها المعجبة به تبرقان لكن لمااااا تشعر بهذا الآن ، لما يغزو عقلها بعد أن ذبحته في الصميم دون وجه حق …؟؟؟؟
فؤاد(التقطت سترته حين وصلها ووجدها مدلهة في الفراغ):- تصبحين على خير ..
نور(انتفضت بتنبه لقد سهمت في هيأته حتى غفلت عن فعلتها):- فؤاد ..
فؤاد(ارتدى سترته وتشرب عطرها قبل أن يستدير بقوة يصطنعها طبعا):- نعم ؟
نور(تقدمت صوبه وهي تفرك يديها):- ساعدتني .. علما أنه كان من الممكن أن تدعني هناك ألقى حتفي هل لي أن أعرف السبب ؟
فؤاد(زفر بعمق ونظر جانبيا):- لنعتبره محض واجب إنساني
نور:- هه واجب إنساني ، لقد كان مسلحا وكنت ستتعرض للخطر لا سمح الله يعني ..
فؤاد(تحرك مستعدا للمغادرة):- لا تطيلي التفكير في شيء عابر ، عمتِ مساء
نور(تقدمت نحوه خطوة وطأطأت رأسها وهي تلعن لسانها الأخرق):- شكرا ..
فؤاد(اهتز بضحك ساخر وهو يعود أدراجه):- هههه نور الراجي تشكر حضرتنا على إنقاذ حياتها ، اممم أجدها فارقة عظمى تستحق التمجيد لكن … ما عاد ذلك يفرق عندي
نور(زمت شفتيها):- هل بت لئيما معي بعدما فعلته بك ليلة الخطوبة ؟
فؤاد(بعصبية نافذة لقد وطأت على زر الغضب لديه إذا لتتحمل):- أنتِ كسرتني …
نور(انتفضت من قبضة يده على ذراعها):- أنت استحققت ذلك
فؤاد(نظر ليده على يدها):- ألا تتألمين ألا تشعرين ألستِ بشرااااااااا ، من أين أتيتِ بكل هذا الحقد ألا تحسين بالندم ولو القليل منه عما فعلته بي ؟؟؟ … تعلمين أنه لا ذنب لي في كل ذلك الوبال الذي حصل معنا ومع ذلك أصررتِ على طعني ، وليتكِ اكتفيتِ برفضي أخرجتِ حفيظ من السجن وأنتِ لا تعرفين أي مصيبة أخرجتِها من هنااااك
نور(هنا جاء عفريتها المذكور صرتم تعرفونه صحيح هههه ):- ماذا يا هذااااا كيف تجرؤ وتنعتني بالغبية ..
فؤاد:- أنا لم ألفظ هذا
نور:- ولكنك قلته بطريقة مبطنة وأنا فهمته ، اسمع إن كنت تظن أنني شكرتك وأنني ضعفت فهذا أبعد لك من جانب أذنك الشمال لأنني قمت بذلك كرد لجميلك ، بمعنى شكرت واجبك الإنساني
فؤاد:- فقط كفي عن التهرب فقط كفي عن الادعاءات الكاذبة ، كفي عن استغلال طبعكِ الذي لن يتغير في هذه اللحظات الحاسمة ، إن كنتِ تظنين أنني هنا لأنني ما زلت أحمل لكِ في قلبي تلك المشاعر الغبية فأنتِ واهمة …… وجودي هنا كان تأدية واجب والسلام
نور(ارتعشت من جوابه وولته ظهرها وهي ترمي همومها على عاتق الندم):- عادي ..كنت أعرف ذلك أصلا ..
استدار ووجدها متجهة صوب سيارتها خطا خطوة نحو الأمام ليلحق بها ، لكنه توقف وعاد أدراجه منطلقا إلى سيارته هي لم تعد تستحقه وهو لن يضحي لأجلها بعد الآن ، أي نعم قام بحمايتها وسيعيد الكرة لو تكرر ذلك معه لكن في حدود ، لن يسمح لها أن تستعبده مرة أخرى حتى لو كان يعشقها بشكل جنوني إلا أن كرامته فوق كل شيء ……… ركبت سيارتها والبؤس يغمرها والغضب الجامح أكثر ما كان يؤنسها ، اتصلت مباشرة بطلال وأخبرته بالمستجدات والذي عزم على وضع حراسة مكثفة في الشركة وأرجح أنه ربما كان لصا بالفعل وأراد بها شرا حين اكتشف وجودها هناك، لكنها لم تقتنع هي تعلم أنه قد أتى لقتلها شخصيا هي دون غيرها ، وهذا ما جعلها تستحلف رامز أن يخبرها عن أي جديد يخص قضيتها في القريب العاجل .. أما فؤاد ما إن انطلق به همام مبتعدين عن المكان حتى تبادر لذهنه نفس السؤال
فؤاد:- أيعقل أن تكون أمي من دفعته لكي يقوم بهذا ؟
همام:- لا أتوقع ذلك سيدي ،الست صوفيا لا تستعمل هذه الأساليب لو كانت هي بالفعل لكانت خطفتها وقتلتها ودفنتها دون ترك أثر … لكن الغبي ابن الغبي الذي اقتحم الشركة كان يعلم أنه سيقبض عليه وهنا يأتي السؤال من له مصلحة في هكذا حركة ؟
فؤاد:- أبي مثلا ؟؟؟
همام:- ولا السيد ضرغام يفكر بأذية أحد بالقتل ، يعني نعلم طرقه الملتوية لكن حتى الموت ولا يقدم على ذلك وبضمان حتى
فؤاد:- وهذا ما يحيرني إن لم يكن هو أو أمي فمن يفعل هذااااا ، من يريد التخلص من نوووور وأصلا ماذا فعلت لهم نور حتى يؤذوهااا يا همام رأسي سينفجر ، لا أستطيع تخيل مكروه يصيبها لذلك أريد عيونك عليها 24 ساعة على 24 أسمعتني ؟
همام:- تمام تمام لا تقلق
فؤاد:- لا تقل لي تمام ، وعدتني أن يكون رجالنا خلف وائل وجماعته في روما لكنك فقدت أثرهم من الفندق ولا أحد يعلم أين هم الآن ، لولا أنه يتصل ليطمئننا عليه لكنا فقدنا رشدناااا
همام(بتذمر):- أنا أشعر بأنك تتعذب في بعدها ، والآن بعد أن رأيتها زاد الوجع لذلك ارحم حالك السيدة أكيد قامت بذلك اعتقادا منها أنها انتقمت مما فعلته بها خلال 14 سنة ، لكن حين تعلم أنك لم تقم بذلك إلا لأجلها ولأجل ابنتك سوف تسامحك
فؤاد:- آخ يا همام أظنني تأخرت كثيرا في الظهور بحياتها ، لقد عانت لوحدها ولا أستطيع لومها إن رفضت مسامحتي على العموم … انطلق من هنا ضاقت أنفاسي ..
همام:- سيارة رجالنا خلفها الآن لا تقلق ستصل على خير ما يرام للبيت
فؤاد:- جيد ….
افترقت طرقاتهم بعد أن جعلهم القدر يلتقيان تلك الليلة ، وهنا فؤاد لم يكن صادقا معها مثلما قال أنه قلق وحضر بناء على ذلك ، بل العكس قد كان يضع حراسا خلفها بدون أن تشعر وكان يعلم بكل ما حصل معها حتى لمَّا هجموا على صالونها كان لديه علم لكنه فضل التكتم على الأمر لسببين .. الأول اعتقد أنها ستلجأ إليه وتخبره بما حصل والثاني لأنه أراد أن يبقى حاميها من بعيد ، كي لا يظن العدو الذي يريد أن يهددها أنه يفديها بروحه .. فضل أن يبقي نفسه خلف الكواليس بالرغم من أنه على المسرح يعترض طريق كل من يحاول الفتك بنوره الحبيبة امرأته المختارة التي ما زال عشقها في قلبه ينبض …. والتي عادت للبيت وهي تنتوي السكوت عن تلك الحادثة فلا ينقصهم قلق وهم أصلا يعيشون في وضع من التوتر المتذبذب …
نهال:- يووووه ذلك محلي يا أمي والله لن أتتعتع منه ..
عفاف:- تتعتعين هههه والله أحس وكأنني أحادث أم مسيلمة … يا بنت يا بنت عيب إنها ضيفتنا وعلينا أن نحترمها ونوفر لها المكان المريح
نهال:- ولم تجدوا غير مكاني يعني لتستريح الهانم ، لا أمي تعلمين أنني أكره أن يقوم أحد بتغيير أشيائي الخاصة فما بالكِ بسريري هناك سأبقى …
شيماء:- خالتو عفاف دعيها تنام محلي ، أنا سآخذ المكان السفلي تحت دينا تمام هكذا ؟
عفاف:- والله دوما ما أقول عنكِ صاحبة العقل الرزين ، وليس مثل الريشة ابنتي
نهال:- هاه تريدون ممارسة قانون العنصرية علينا ، نحن في بيتنا ويأتي الغرب ليستعمروا أمكنتنا
سماح(دخلت ع الجملة):- له له يا نهال ما هكذا ظننتكِ تعتبرين ابنة عمتكِ سلوى ، إنها في مقام أختكِ أليس كذلك ليان ؟
ليان(دخلت وهي تجر حقيبتها التي بقيت بالأسفل):- ذلك هو سريري بقرب الشرفة
نهال(صغرت عينيها):- ألم تري تلك الجملة المكتوبة على سطح السرير إنه اسمي ، يعني سريري يعني سوف تستديرين جانبيا وتتخذين ذلك السرير هناك خاصة شيماء التي عليكِ أن تشكريها لأنها تنازلت ومنحتكِ إياه …
ليان(صغرت عينيها بلؤم فيها):- مش مشكلة المهم أننا بنفس الغرفة ..
عفاف:- لننزل خالتي سماح وندعهم ينسقون الأمر بينهم انتهت مسؤوليتنا الآن …
نهال(رمقت ليان شزرا واضطجعت على سريرها وبيدها الهاتف):- أنتِ لا تشخرين طبعا ؟
ليان(فتحت حقيبتها):- لاء اطمئني
شيماء(جلست بقرب نهال):- أتحتاجين مساعدة ؟
ليان:- مشكورة سأضع أغراضي بهذا الدولاب طبعا إن سمحتِ ست نهال ؟
نهال:- أساسا أفرغنا محلا فيه لكِ خذي راحتك ..
شيماء(زورت نهال بتنبيه أن تخف على البنت):- نهالووو
نهال(بقنوط):- إنها مايعة مستفزة ففف ..
شيماء(بخفوت):- سنتحمل ، اففف ألا يوجد أخبار ؟
نهال(تلاعبت بلسانها ونظرت للهاتف ببؤس):- ولا حتى اتصال
شيماء:- صدقيني تعبت وأنا أحاول أن أستوعب ردة فعلهم الغريبة تلك ولكن لم أصل لشيء ،أظن بأن ما فعلناه كان عين الصواااااب لذلك لا ندم
نهال:- لست أدري
شيماء:- نحن لن نعرف ما لم نكلمهم
نهال:- ويستحيل أن نفعل يا ذكية
شيماء(وضعت رأسها على ركبة نهال):- أشعر بالفضوووول لقد حولتني إلى فضولية مثلكِ ، كنت في حالي أي والله ولكن بعد أن عاشرتكِ أصبحت شيماء أخرى
نهال:- هه لقد انفتحتِ على الدنيا يا بنت
شيماء:- في حدود المعقول طبعا أنا أخشى أن أغضب ربي بأي تصرف وربما هذا الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أشكر أبي عليه ، أنه عرَّفني طريق الله حتى لو كان هو سلبيا فيها ومبالغا بشكل لا يطاق لكنني والحمدلله أيقنت قيمة ربي بأعماقي فالشكر والحمد له
نهال(بأسف):- يصعب علي أن أهنئكِ بأبيكِ الذي جعلكم ترون أيام المر معه ، ولكن على الأقل وجدته بجانبكِ وعلمكِ شيئا أما أنا حتى صورته لا أعرفها عن قرب كلها قديمة
شيماء(ربتت على يدها بدعم):- هانت يا نهالو ..
ليان(ناظرتهما بحنق وأغلقت هاتفها هي الأخرى):- عما تتهامسان عني أليس كذلك ، طالما لا ترغبان بأن أكون عزولا بينكما حتى أنا لا أريد المكوث معكما
نهال(دقت على إصبع شيماء):- أفسحي لي الطريق هذه البنت تبحث عني منذ أن جاءت
ليان(وقفت بعصبية):- أنتِ التي تتحدثين وراء ظهري وفي حضوري ، وهذا تصرف جد سيء سأخبرهن بالأسفل وترين ماذا سيفعلن بكِ ..
شيماء:- هييه توقفي ليان لا تتمادي أساسا لم نتكلم عنكِ فأريحي بالكِ
نهال:- والله لا أدري لما أصلا سنتحدث عنها فف مجنونة
ليان(خرجت من هناك بغضب):- سترين …
نهال:- إنها تفعلها شيماء لو دفعتها من الدرج لا تلوميني أختي …. لياااااااان لياااااااااان
المهم قامت القيامة مع أم المشاكل التي زارت بيتهم بشرورها ، وجدتها ليان فرصة لها لتنتحب فهي لم ترد المجيء لذلك البيت ولتلك المدينة برمتها وعليه بدأت التذمر وقالت ما يوجد وما لا يوجد
سماح:- ما هذا الذي فعلته يا نهال ما هكذا اعتقدت أنكِ ستستقبلينها ، عواطف أمسكي حفيدتكِ عن حفيدتي وأنتِ كذلك يا مديحة ؟
مديحة(نفضت يديها بعصبية):- أنا تعبت من الصباح وأنا أتحمل كلامكِ اللاذع يا سماح ، إن كنتِ ستبقين معنا مكانكِ فوق رؤوسنا أهلا وسهلا بكِ لكن إن كنتِ ستغيرين قوانين هذا البيت التي نسير عليها دوما فلا وألف لا … ها ولا تزعجي مسمعي ببيت إخوتي كي تمرحي وتسرحي مثلما تشائين وتتدخلين في أي شيء ، لأن بيت إخوتكِ في مقبرة الراجي ها قد أخليت ذمتي ولا لوم علي …
نبيلة:- مدييييييحة … كيف تكلمين ابنة خالكِ هكذاااااا وفي بيتناااااااا ؟
سماح:- أظن أنها أوضحت تماما عدم رغبتها بنا
عواطف:- له يا سماح هل ستأخذين على كلام مديحة يعني ههه ، تعلمين أنها واقعية وصريحة لذلك لا تأخذي على خاطركِ منها هي لم تقصد ما فهمته
مديحة(زفرت بتعب):- طبعا لم أقصده ولكنني قصدت بعضه ، يعني كيف تريدين أن نغير ترتيب البيت كي يناسب مزاج حفيدتكِ يعني .. تمام قمنا بذلك وشيماء تنازلت على محلها لعل أميرتكِ ترضى لكن أن تأتي لتحاسبي بناتنا إزاء ما تقوله ودون حتى أن تسمعي من هما فمن حقي أن أتكلم
نهال:- يوووه نحن سبب المشكلة الآن ، هل ارتحتِ يا ليان ؟
ليان(وصلتها رسالة ع هاتفها ونسيت أصلا المشكلة):- تمام لم يحدث شيء أنا بالغرفة
شيماء(همست لنهال):- إنها جلطة دماغية حتما
عواطف:- اجلسي يا سماح الله يهديكِ
مديحة:- اجلسي اجلسي وأنتِ تغضبين وكأنكِ بعمرهم
نبيلة(جلست قبالتهم وهي تزفر بتعب):- لن تتغيروا أبداااااا … إخلاص أحضري لي دوائي
إخلاص:- في الحال جدتي ….لحظة سأفتح الباب
مديحة(نظرت لسماح التي قلبت وجهها):- طيب يكفي لا تغضبي قلتها في لحظة عصبية ، لكنني غير نادمة ليكن بعلمكِ هاه
سماح(كتفت يديها):- امممم وأنا لن أعلق
عواطف:-- آخ يا ربي على هاتين أكيد أيامنا ستكون عسلا على قطرااااااااااان …
رنيم(دخلت هي ونجية بأكياس التسوق):- مسا الخيررر احنا جينا
إخلاص(أخرجت سجى من عربتها الخاصة):- كوتي كوتي كوت هل ذهبتِ في جولة مسائية يا حبيبة خالتو ، أي ما أجملكِ تعالي إلى حضني …
نجية(أدخلت الأكياس للمطبخ):- عمتم مساء ..
عواطف:- أهلا نجية ، سجى حلوتي مرحباااا
رنيم:- أين سبعي هل هو نائم ؟
مديحة:- أجل أرضعناه قبل قليل وما زال نائما
رنيم:- جيد سأغير ثيابي وأوقظه ألم تعد نور بعد ؟
مديحة:- لاء لكن أين تامر ويزن ألم يكونا معكما ؟
رنيم:- بلى لكنهما في الشارع يتحادثان قليلا ..
سماح:- ليدلفا ويشربا فنجان قهوة على الأقل ، شيماء أو نهال نادوهما ؟
نهال(زورت شيماء لتذهب):- ههه أنا سأجلس اذهبي يا شيماء
شيماء(عضت شفتيها بحلف بمعنى أنه سيأتيكِ يوم):- حاضر ..
ابتسمت نهال وهي تفرك يديها بانتصار وسرقت سجى من حضن إخلاص وهاتك يا بوس ، أما شيماء فقد خرجت إلى الشارع وهي تعدل حجابها ووجدتهما بقرب الباب يزن أمامها وتامر موليها ظهره ، تنحنحت بخجل خصوصا حين أشار لها يزن بفرح
يزن:- ها قد جاءت ابنة خالتو الحلوة تعالي شيمو ..
تامر(تشنج من الاسم والتفت جانبيا):- على العموم يا يزن متى ما أردت يمكنني أخذك للموقع
يزن:- أوك اتفقنا ..
شيماء(ظلت ثابتة محلها مبتسمة ليزن الذي دلف للبيت):- ألن تكلمني ؟
تامر(تنهد بعمق ومن محله):- لا يوجد بيننا كلام قد أوضحتِ ذلك جيدا وأنا سأحترمه
شيماء:- ما قلته هو الصح يا تامر ، أنت خرجت من علاقة بهدى ومشاعرك تجاهي ليست واقعية بالمرة لذلك آسفة منك
تامر(بغضب):- لأنكِ ما زلتِ تنظرين لمازن بذات الطريقة يا شيمااااء ..
شيماء(انتفضت من صراخه):- لقد طويت صفحته ثم لا يحق لك أن تتدخل في خصوصياتي
تامر(اقترب خطوة):- يحق لي إن كنتِ قد سحرتني بأخلاقكِ وبرقيكِ يحق لي أن أقارن ما بينكِ وبينها ، ووجدتني قد نسيت أمرها تماما في حين دخلتِ أنتِ دون سابق إنذار
شيماء(بخجل تراجعت للبيت):- أظن بأنك ستعيد نفس الكلام ليلة السينما وأنا قد اكتفيت .. عن إذنك
تامر:- شيمااااء شيماااء هففف يا الله … (أخرج هاتفه بسرعة وفعَّل اتصالا) أينك ؟
أسعد:- بالشقة وأنت ؟
تامر:- أنا عائد الآن لدي ما أتكلم فيه معك
أسعد:- تمام …
نور(أوقفت السيارة عند الباب ولوحت لتامر):- هاي تامر كنت ببيتنا ؟
تامر:- نن ذهبت مع أمي ورنيم للسوق ، يزن كان معنا أيضا والآن سأذهب لشقتي عمتِ مساء
نور:- وأنت كذلك …
زفرت عميقا ودخلت للبيت منضمة إليهم ، في حين انسحبت شيماء بنهال في حديقة المطبخ بحجة إطعام العصفورين لكن كانتا تتبادلان أطراف الحديث حول ما حصل مع تامر خارجا ، وتذكرا كل ما وقع ليلة السينما التي ذهبوا إليها جميعا وكانت تلك الليلة أيضا هي ليلة خطوبة نور وفؤاد …
~ ليلة السينما ~
توجهت مرام إلى السينما رفقة نهال وشيماء بصحبة فريد ومازن وفردوس وشلة تيمو كلهم بدون استثناء ، لينضم أيضا تامر وكذلك أسعد الذي أتى على مضض ودون أن يعرف أن نهال وشيماء قادمتين أيضا ، وهاتين تفاجأت كل منهما بتواجدهما هناك ، وأيضا بحضور مازن وفردوس ..
نهال:- يعني استغربت فقط
شيماء:- لا تستغربي نحن أيضا نرى العلاقة تتوطد بين مرام وفريد ولم نقل شيئا ، إذن كذلك فريد لن يقول شيئا لصديقه مازن وأخته فردوس لأنه يعلم علم اليقين أن العلاقة صافية ونقية مع الأسف
نهال:- ههه مع الأسف أحيانا أظنكِ معجبة به
شيماء:- هئئ أناااا لا لا أبدا يعني بصراحة كنت لكن طالما اختار فردوس يبقى لا نصيب لي …
نهال(انتبهت لدخول تامر وأسعد لحظتها):- وهذين ما الذي أحضرهما ؟؟؟
مازن:- تامر أسعد نحن هنااااا تعالوا ..
أسعد(عقد حاجبيه حين رآها):- لم تخبرني أنهما أيضا هنا ؟
تامر(ينظر لشيماء):- ولا أنا عرفت
تيمو:- هيييه واكتمل الأحباب الآن صرنا جاهزين لدخول السينما ومشاهدة الفيلم
فريد:- ههه أظن أن الصالة ستمتلئ بنا فقط
مرام:- صح .. لكن بالنسبة لي ؟؟
فريد(انحنى إليها ودفعها لأجل الدخول قبلهم):- المقاعد الأولى من نصيبنا ..
أدخلها للصالة وهو يدفع بها حتى وصلوا للصف الأول وعلى أقصى اليمين أي بالكرسي الأخير أوقفها بكرسيها المدولب ، وحملها بين ذراعيه وأجلسها بالمنتصف تحت تشبثها ونظراتها المدلهة في حركته المفضلة لها ..
مرام(همست بخجل وهي بين يديه):- فريد ..
فريد(ضاع في عيونها وزم شفتيه):- مرامي .. الشباب سيحضرون نصيبنا من الفشار والعصير
مرام(أجلسها برفق وأمسكت يده):- شكرا هنا المشاهدة أفضل
فريد:- امم مع ساعتي الفيلم أكيد سوف نستمتع …
تيمو(هجم خلفهم هو والشلة):- ها نحن خلفكما هااااااااااااه يووووووووهوووووو
مرام:- يا إلهي كيف ستتصرفون يوم المسابقة أكيد سنطرد قبل أن نقوم بها ..
تيمو:- 10 أيام ما يزال أمامنا الكثير ميمي دعينا نمرح
سوسو:- يس اليوم أخذنا إجازتنااااااا … خذي ميمي نصيبكِ
ميدو:- فريدو تفضل يا صاح
فريد(أمسك علبه):- مشكور وله … هه
مرام(نظرت للباب هناك):- أين بقيت البنات ؟
فريد(رمق أخته ومازن قد دخلا):- فردوس ومازن هنا يعني أكيد هما تتحدثان مع الشباب .. سيأتيان لا تقلقي
مرام:- ههه أوك
فردوس:- يا عيني محلي بجانبكِ مرامووو
مرام:- والله اشتقت لكِ لما لا تمرين ؟
فردوس:- والله يا حبي الامتحانات هلكتني لكن بعد أن انتهينا ، أكيد سأعسكر ببيتكم حتى تطردني الخالة عواطف
مازن(أطل عليهما):- لالا إن طردتكِ رنيم تعطينا صلاحية الإقامة ..
فريد:- يا بختك لديك واسطة بالعائلة
مازن(غمز لمرام):- وأنت أصبح لديك هههه ..
فردوس(نكزته بيدها):- اخرس …
مرام(بخجل نظرت إليه):- هه لا بأس ..
فريد(توعده بضربة):- ماشي …
هنا كانت ما تزال شيماء تسأله عن صحته فلم تجد بما تكسر تلك النظرات خصوصا بعد أن ذهبت نهال لتشتري الفشار والعصير لهما ولحق بها أسعد …. ويا الله على أم الحرج ^^
تامر:- ههه سألتني مرتين يا شيماء وأجبتكِ بخير وعلى خير
شيماء:- جيد وامتحاناتك ، يعني كيف هي ؟
تامر:- آخر الأسبوع المقبل ستكون آخر الامتحانات وبها سنتخرج، آآآه لا أصدق متى يصل ذلك اليوم أريد أن أرتاح من الجامعة لكي أبحث عن عمل مباشرة بعد ذلك
شيماء(ابتلعت ريقها):- جيد أن يكون لديك طموح ، الله يوفقك
تامر(رمق خجلها وابتسم):- أنتِ خجولة جدا يا شيماء ، وهذه الصفات مع الأسف تضاءلت مؤخرا
شيماء(عدلت حجابها):- كأن نهال تأخرت ..
تامر:- شيماء لما تصدينني كلما حاولت التقرب منكِ ؟
شيماء(ارتبكت من جملته):- أصدك ، ليس هنالك شيء من هذا القبيل كل ما في الأمر أنك صديق عزيز وأنا أكلمك في حدود
تامر:- حدود هااااه ، طيب لما تزيلين تلك الحدود مع مازن ؟
شيماء(فاجأها بجملته حتى فغرت فاهها):- كيف تحاسبني ، ثم ماذا لمست مني حتى تقارن ما بينكما يا تامر ؟
تامر:- اسمعيني أنا لست غبيا أعرف أنكِ تنظرين إليه بإعجاب ، وهذا يبدو جليا من تصرفاتكِ العفوية لكن ألا ترين أنه اختار شريكة حياته أخرجي من تلك القوقعة لو سمحتِ ..
شيماء(اغرورقت عيناها):- لا أسمح لك أن تقيم مشاعري على هذا النحو ، ثم ما كان بقلبي تجاهه يحق لي وحدي الخوض فيه وأصلا أنا نزعته من بالي يوم اختار فردوس وأصبحت أنظر إليه بعين الرفقة لا أقل ولا أكثر …. لكن ماذا عنك أنت الذي خرج من علاقة مع هدى مؤخراااااا جدا كي يأتي أمامي ويحاسبني ؟
تامر(مسح على جبينه بعصبية وأردف):- لأنني أريدكِ …
شيماء(صفعته على وجهه بدون استيعاب):- أنت ..أأ..
تامر(أمسك على وجهه وزم شفتيه):- يا خسارة ، دوما ما تقيمين الأمور خطأ ولا تعلمين أنني أريدكِ حلالا يا شيمااااء على العموم قد فهمت ما يلزم فهمه عن إذنك …
تركها ودخل لقاعة العرض واتخذ مكانا قصيا بعيدا عنهم ، وهنا ركضت هي للحمامات تبكي بحرقة عما فعلته ، لقد صفعت أحدهم للتو ومن تامر الذي أنقذها من براثن الشر … كيف قامت بذلك بل كيف واتتها الجرأة ، نظرت حولها بضياع وغسلت وجهها لتلتقط أنفاسها يجب عليها أن تعتذر منه … لكن ماذا قال حلالا أينتوي الزواج منها يعني هل هذااااا قصده لذلك كان يتحدث عن مستقبله ، طيب وهدى كيف نسيها بهذه السهولة أتراه يعيش نزوة مشاعر فقط ليس إلا … وجدت نفسها تائهة في أفكارها وخرجت من هناك سريعا لتنضم إليهم وتبحث عنه بعينيها ، وجدته بملامح مكفهرة جالسا في ركن قصي ولأنهم أطفئوا الإضاءة عرفت أنهم أوشكوا على بدء العرض ، لذلك توجهت لمحلها وكان بالكراسي المقابلة له ، لم يلاحظها من كثرة الناس أو ممكن أنه رفض البحث عنها فما يزال يتألم في صميمه من حركتها الغريبة تلك ، هنا بحثت عن نهال بعينيها أيضا لم يظهر لها أثر والتي كانت محتجزة معه في غرفة تلعن حظها العثر الذي أوقعها معه في مكان واحد ….
نهال:- أنت السبب لو لم تلحق بي وتصفق الباب بيديك الضخمتين لما انكسر مزلاج الباب ، الآن كيف سنخرج يا فهيم والكل مدلهون في الفيلم ، اهئ الفيلم كم مر من يوم وأنا أنتظره حتى وأنا بالامتحانات كنت أمني نفسي بمشاهدته والآن حرمتني منه إلهي يحرمك من نعمة العقل
أسعد(يحاول فتح الباب):- اطمئني يختي أصلا لا أكتسب عقلا لأنني أحاور فتاة متهورة مثلكِ ..
نهال(ضربت الأرض بحذائها):- أنا لست متهورة ، ثم أنت من يلحقني أينما ذهبت أراااااك
أسعد:- لا تتوهمي كثيرا أساسا أريد الخروج من هنا ، مشاهدة ذلك الفيلم أهون لي من مجالستكِ يا طفلة
نهال(أزعجها ونظرت لعلب الأكل والعصير وضربته بالأخيرة):- غبي …
أسعد(نظر للقنينة التي ضربت الجدار جواره وأمسكها ليفتحها ويشرب منها):- مشكورة ..
نهال(بعصبية صرخت وهي تجلس على كومة أغراض):- اللعنة أين نحن ؟
أسعد(يشرب ببرودة وجذب كرسيا وجلس عليه بشكل عكسي وهو يتطلع إليها):- مستودع ربما
نهال(فركت ذراعيها):- إنه جامد ..
أسعد(نظر لسترته الرياضية ذو القلنسوة):- طبعا لا تنتظرين مني حركات العشاق لأنكِ لستِ حبيبتي حتى أعطيكِ سترتي ؟
نهال:- هااااء ولا أنا أصلا سأرتديها أكيد عطرك فيها ، وذاك أفظع عطر شممته في حياتي
أسعد(ابتسم لأنه يعرف أن عطره ماركة تتوق لها كل الفتيات):- صدقتكِ ..
نهال(رمقته بتأفف):- أنت السبب في ما نحن فيه الآن ، لو لم تلحق بي
أسعد(قاطعها):- أنتِ المستفزة من قال لكِ أن تنعتيني بالبغيض ؟
نهال:- كيفي مزااااااجي قال لي هل لديك مانع ؟
أسعد(أشار لها):- لاحظي أننا محتجزان هنا يعني لو فعلت بكِ ما أريده لن يسمعكِ أحد
نهال(تحركت حنجرتها بهلع):- وما الذي تريده ياااااا ؟
أسعد(شرب كل ما بالعلبة الحديدية ورماها على جانب الحائط):- مثلا أربط فمكِ بثوب ما ويديكِ بحبل ما ورجليك بقيد ما وها نحن تخلصنا من إزعاجك
نهال(تنهدت بأريحية فبالها ذهب لمنطقة الخطر):- أهااااه لكنني لن أتحدث ..
أسعد:- بلى تحدثي .. يعني ساعتين من عرض الفيلم تكفينا لنتعرف على بعض
نهال(نظرت إليه):- لا أرغب بالتحدث ..
أسعد:- أما زال موضوع الثانوية يزعجكِ ، يعني كلامهم الناقص على أبيكِ ؟
نهال(تشنجت وفركت يديها مجددا وهي تزفر بعمق):- يعني قليلا .. أعرف أنهم ناقصي عقل ولا يعلمون القصة كاملة لذلك لا ألومهم
أسعد:- وما هي القصة ؟
نهال(نظرت إليه):- لا أعلم التفاصيل ، يعني أهلي لا يرغبون بأن أعرف ما حدث في تلك الآونة ونحن لا نتطرق للموضوع في البيت نهائيا لذلك كتمت تساؤلي في أعماقي ، لأنني لا أريد رؤية ماما تبكي هي وجداتي ..
أسعد(رأف لحالها ورمش):- لكنكِ أكيد تملكين فكرة عن أبيكِ
نهال(ابتسمت بإشراق):- طبعا في الآونة الأخيرة روى لي عمو حكيم عنه الكثير الكثير من الحكايات ، ههه أبي كان شخصية مرحة جدا ومحبا للخير ، ودوما ما كان يساعد الآخرين وهو مثلي مولع بمشاهدة برامج كرة القدم خصوصا لو لعبت فرقنا المفضلة
أسعد:- جيد وهذه بادرة طيبة عنه ، طيب وأمكِ ألم تخبركِ عنه شيئا ؟
نهال:- حكت لي عن قصة حبهما كانت رومانسية جدااااا .. لكن يا خسارة لم يعيشا الكثير مع بعضهما سرعان ما ولج السجن قبل أن يعرف بأمري حتى ..
أسعد:- أهاه أكيد فرح حين سمع بكِ
نهال:- أجل ..ربما يعني لا أعرف لم نتواصل قط
أسعد:- غريب ، ولا حتى زيارة ؟
نهال:- بابا رفض أن يزوره أحد من العائلة ونبذ حاله في ذلك السجن ، طلب هذا والكل لبى إكراما له لا أدري السبب ولكن ربما لم يرضى أن يراه أحد بين تلك القضبان
أسعد:- يبقى ذلك اختياره ويجب احترامه
نهال(شردت برهة واستدارت إليه فجأة):- ماذا تفعل ؟
أسعد(وضع السترة على كتفيها أثناء تساقط دمعتيها الحزينتين):- يعني لا أرغب بأن يصيبكِ الزكام ويلومونني على نذالتي معكِ ، لا بأس أنا بخير
نهال(تدثرت بها وعطره يصل لخياشيم أنفها لذلك زفرت بعمق):- طيب ماذا عنك أنت ، ما زلت غامضا بالنسبة لي من تكون وماذا تدرس وما وضعك العائلي ؟
أسعد:- اممم أنا أدرس في نفس جامعة تامر لذلك نحن أصدقاء ، أما بالنسبة لمن أكون أنتِ تعلمين اسمي من المخفر يعني من ليلتها أسعد الرشيدي
نهال:- أهاه تذكرت ..وبعد ؟
أسعد:- ولا قبل أنا أعيش منفردا منذ أيام الثانوية
نهال:- وأهلك ؟
أسعد(تشنج ونظر جانبيا):- لا أحب التحدث عنهم كثيرا
نهال:- ماذاااا ولكن هذا ليس عدلا ، أنت تعرف كل شيء عني بينما أنا ؟
أسعد(نهض وحاول مجددا فتح الباب):- اللعنة … تبا لهذااا
نهال(نظرت إليه وقد بدا الحنق عليه بمجرد ذكر أهله):- ألهذه الدرجة الوضع صعب لديكم ؟
أسعد(رمقها بطرف عين وطأطأ رأسه وهو يعقد حاجبيه بكبرياء):- يعني لنقل مخجل بعض الشيء ، أمي سرقت زوج صديقتها هل وصل ؟
نهال(صدمت وهي تنهض بعدم استيعاب):- أنت تتكلم بجدية ؟
أسعد(عاد لمحله وضرب الكرسي وأعاد ضبطه وجلس):- كما سمعتِ ، وهذه الحكاية لا يعرفها سوى المقربون ولا أريدها أن تنتشر تمام ؟
نهال:- لا تقلق أنا لن أخبر أحدا
أسعد:-حدث كل شيء قبل عدة سنوات حين حملت أمي بي بشكل غير شرعي ، واضطر أبي أن يتزوجها أو لنقل كان متلهفا للزواج منها فقد كان يعشقها بجنون .. لذلك اشترطت عليه أن يطلق زوجته الأولى ويرميها خارج البيت هي وابنها لغير مأوى وعليه نفذ ما طلبته وعاشت هي رفقته بصفتها زوجته الحبيبة وأنجبتني وعشنا بسلااااام … ههه يعني هذه هي القصة التي كان من المفترض توقعها لكن ذنب الأبرياء يلاحق الظالمين وتقتص منهم الأقدار ، مرت السنوات وأصيبت أمي بمرض عضال وسقطت طريحة الفراش وطلبت إحضار صديقتها التي طعنتها في ظهرها وسرقت منها كل شيء
نهال:- طبعا رفضت زوجة أبيك الأولى الحضور ؟
أسعد:- بالعكس الناس الطيبين يوكلون أمرهم للخالق لذلك حين عرفت بمرضها جاءت عن طيب خاطر هي وابنها أخي يعني .. ما إن رأتهم أمي انهارت وبدأت بالبكاء والاعتذار منها عما فعلته بها وسامحتها بالفعل سامحتها بكرم جعلني أتعجب رغم حداثة سني ، نظرت لأخي الذي كان حانقا والذي بدا وكأنه يرفض غفران أمه لأمي ، أما أبي فلم يجرؤ على الخروج لمقابلتهم لما فعله بهم وإلى هنا ولم نرهم مجددا حتى وفاة أمي حين جاؤوا للعزاء وغادروا في صمت … في المقبرة أثناء الدفن كانت تلك أول مرة أكلم فيها أخي والذي واساني بوفاتها ولكنه لم يعطني مجالا أكبر للاحتكاك به بل غادر بصمت .. أبي سوَّى بعدها أمور الميراث وأعطى نصيب أخي لزوجته الأولى فهو رفض أخذه ، لكن هي خشيت عليه من المستقبل لذلك وافقت على ذلك ووقعت على استلام نصيبه ، وقتها بدأت انهيارات أبي تكثر مرة جلطة دماغية مرة أزمة قلبية إلى أن وافته المنية في شركته جراء سكتة قلبية وقتها كنت قد دخلت الثانوية وكانت المرة الثانية التي أرى فيها أخي الذي كان قد تخرج من كليته آنذاك .. قام بتعزيتي وبلغني أن والدته قد توفيت أيضا قبل فترة وأثناء مرض أبي لم يرغب بإخبارنا ، وقمت حينها بتقديم العزاء له أيضا ..
نهال(بأسف عليه):- مؤسف لكليكما فقدتما أما وأبا في آن الوقت .. فليرحمهم الله
أسعد:- لنبتعد عن الدراماتيكية قليلا فأخي رفض أن يتواصل معي بأي شكل من الأشكال ، حاولت معه لكن نظرا لبدء مسيرته المهنية كان مضطرا للسفر كثيرا لذلك ساعدني باقتناء شقتي الحالية وحاول أن يرعاني من بعيد لبعيد يعني بدون مشاعر .. لكن أنا كنت بحاجة لما هو أكثر من ذلك كنت أريد أخا يحبني وأحبه إنما لم أجد مع الأسف ، هو كان أكبر مني حين قامت أمي وأبي بالخيانة وكان يعلم مدى ألم والدته لذلك يصعب عليه نسيان ذلك
نهال(استرسلت):- وهذا ما فرق بينكما
أسعد:- يس تقريبا
نهال(فركت يديها وأكلت من الفشار):- قصة مأساوية لكلينا
أسعد(أمسك منها علبة الفشار خاصته):- يعني .. أظننا نتشارك في شيء ما على الأقل
نهال(نظرت إليه وتذكرت شيئا):- بالمناسبة .. أتذكر جيدا يوم التقيت بك أول مرة يعني في المطعم يوم دلقت عليك العصير
أسعد:- هاها أتذكر أتذكر ما به ؟
نهال:- كأنك كنت تجلس مع أحدهم ؟
أسعد(رفع حاجبيه وتذكر تحذير نادر له):- أممم مع أصدقائي ولأنكِ كنتِ متسرعة فلم تستطيعي رؤية أحد ..
نهال:- أنت كنت غليظا جداااا بتصرفات الصبية تلك
أسعد:- عدنا للشتيمة ..
نهال(نظرت إليه):- ألا توجد فتاة بحياتك ؟
أسعد(هنا برقت عيناه ورفعها مباشرة لعينيها):- وفيما يهمكِ الأمر أم أنكِ معجبة بي ؟
نهال(بصرخة انتفضت رافضة للفكرة):- ماذااا يا بعدي أناااااا أعجب بك أنت ، هههه أظنك تحلم وأنت مستيقظ يا عمي أي إعجاااااب هذا الذي سيعمي قلبي ويجعلني أعجب بك هاااا ؟
أسعد(أشار لها وهي تجدل شعرها بعصبية):- أوك تمام تهدني كنت أمزح ، أصلا أنتِ لستِ نوعي المفضل
نهال(صغرت عينيها فيه):- وقح ..
أسعد(رمى الفشار أرضا وتقدم إليها بغضب دفعها على الحائط):- لثاني مرة تقللين الأدب معي ، يظهر لي أنه علي تنظيف لسانكِ حتى تتأدبي …
نهال(دفعته عنها لكنه كان أقوى):- ابتعد عني أيها الحقير
أسعد(أغمض عينيه بعصبية وضرب على الجدار جوارها بقبضة يده):- إن كررتِ كلمة من هذه ، سوف لن يحصل طيب
نهال(ارتعشت رعبا منه لكنها بقيت ثابتة ورفعت أنفها بإباء):- أنا لا أتهدد يا أخ أسعد ، ارفع يدك عني ولا تلمسني هيا ابتعد
أسعد(وضع إصبعه على خذها محذراااا):- أنتِ تستنزفين أعصابي يا نهاااال …
نهال(تحركت حنجرتها وهي ترى العروق في وجهه بارزة):- وأنا لا أهاااااابك
أسعد(رمقها وقد أسقطت سترته أرضا بتعفف وأغمض عينيه):- أنتِ … أ.. أنتِ
نهال(بغرور وقوة):- ماذاااا هل أكل القط لسانك ؟
أسعد(تلاعب بلسانه بداخل فمه ونظر إليها مليا):- تبدين فاتنة …
هنا أخرس نبضات جسمها دفعة واحدة وجعل لهاث أنفاسها يرتفع بعدم تصديق ، ظلت مشدوهة فيه تنظر إليه بعدم فهم بينما كان يتابع خصلات شعرها البنية الداكنة إلى عينيها اللذيذتين إلى شفتيها المغرية … وهذا ما دفعه للتهور حين وضع يده على رقبتها بسرعة وجذبها في قبلة مفاجئة وحدت الكيمياء بينهما وجعلتِ الورد يتفتح في عقله بينما البرق ضرب في عقلها بشكل عكسي حتى رفعت يدها وصفعته بقوة وهي تمسك على فمها برهبة وصدمة ، قد كانت قبلتها الأولى إذن هذا يعني أنه يستحق الضربة الأولى منها أيضا ههه …
أسعد(دفعها عنه):- ما هذا الذي فعلته ؟
نهال(بعصبية توجهت للباب):- هذااااا بدلا من أن تعتذر مني أراك تصرخ بوجهي ، لا يحق لك أن تلمسني أسمعت وهذه القبلة سأجعلك س… سأجعلك تدفعه ثمنها غاليا أنا أكرهك اففف افتح أنت أيضا لقد نفذ الأوكسجين من هذه الغرفة …
أسعد(تغلغل بعصبية حتى ابيضت مفاصله وتوجه للباب ضربها بركلة فتحت دون عناء):- اللعنة على من يعطيكِ وجها ، سحقا لكِ …
نهال(ارتطمت مع الحائط وهي تراه يبتعد بعنف لم تستطع اللحاق بشيء سوى سترته التي كانت تتدلى من يده بعصبية):- الوغد الوغد الوغد البغيض يلعنني أناااااااا
حاولت اللحاق به لكنها توقفت محلها جامدة لهول الفكرة ، لقد باسها الغبي دون إذن منها حتى ، لا والأجمل أنه يهينها ويشتمها بالرغم من أن ذلك من حقها هي ، وعليه استجمعت عروق آل الراجي كلهم في فن الجنون وتحركت من هناك إلى أين ذهبت إلى أين ذهبت …. أهاه خرجت لموقف السينما الخارجي ورمقت دراجته النارية هناك توجهت إليها وأمسكت حجرا بعشوائية وقامت بتكسير زجاجها وخربت واجهتها الجميلة ، وقتها فقط شعرت بأنها اقتصت منه بشكل مثلج لصدرها ، ولذلك دخلت لقاعة العرض وكأنها لم تفعل شيئا اتخذت محلها بجانب شيماء التي ارتاحت لرؤيتها
شيماء(بهمس):- أين كنتِ اقترب الفيلم من النهاية ؟
نهال(كانت ترتجف):- اسكتي لقد قمت بفعلة شنيعة وشعرت للتو بعيون عمتي نور علي وهي توبخني ، تخيلي لو يشتكي علي أكيد سيعلقونني عند عتبة البيت
شيماء:- يا إلهي ماذا فعلتِ ؟
نهال:- في البداية صفعته وبعدها أهانني وبعدها شعرت بالغيظ وأردت أن أكسر عينه ، ففكرت مع نفسي ما الذي سيؤلمه بشدة لم أجد سوى دراجته الحبيبة قمت بتكسير نوافذها هكذا هكذا هكذا وخربت مقدمتها وأنا غير نادمة …
شيماء:- هئئئ الله لا يوفقك ماذا فعلتِ ،،، الليلة سنبيت كلنا في السجن يعني ما قصة الصفعات هااا
نهال:- لما يا بعدي من صفعتِ أنتِ أيضا ؟
شيماء:- ههه تامر يا نهال تااااامر
نهال(ضحكت بصوت عال):- ههههههههه معقولة
الناس:- شتتتتت صمتااا
شيماء(اعتذرت منهم بابتسامة ودفعت نهال لكتفها):- رحنا فيها يا بنتي ….
انتهى الفيلم بشوشرة على الأناس الذين كانوا يجلسون جوارهم فهم لم يصمتوا ولا لحظة وراح الفيلم ، المهم أشعلوا الأضواء وانسحب الجمهور وشلتنا أيضا وصاروا ينتظرون بعضهم في الخارج لأجل الرحيل .. أما بطلتينا فانتظرتا بالأخير كي لا تصابا بوابل غضب أسعد الذي خرج بعصبية هو وتامر ، واحد لا ينظر للثاني وبهما هموم الدنيا كلها ، لكن تلك الهموم تلاشت حين رأى أسعد دراجته على تلك الحال … جن جنونه وأمسك الحارس من ياقته
تامر:- اهدأ يا أسعد لقد أخبرك الرجل أنه لم يرى أحداااا
أسعد:- كيف لم يرى أحدااااا أكيد ما وقع بفعل فاعل ، سوف أجعلك تتعفن بالسجن
مازن:- يا الله يا أسعد كفى أصلا هذا عمل أحد متهور
فريد:- ثم ليس هنالك أضرار وخيمة فقط القليل …
أسعد(زفر بتأفف ونظر لفريد ولخلف فريد حيث كانت نهال تنظر إليه بابتسامة انتصار):- أنا أعرف من الذي فعلها لكن وحياة أسعد لن أمررها على خير ، دعنا نذهب يا تامر
تامر(نظر لشيماء شزرا وركب خلف أسعد بعد أن ارتدى القبعة):- انطلق …
مازن(رفع يديه متأففا):- طبيعي ألا تمضي كل أيامنا بخير من الضروري أن يحدث شيء يخربها
فريد:- ههه لكنه شيء بسيط الحمدلله ، هيا خذ أختي للبيت وأنا سأوصل البنات لبيتهم
مازن:- اتفقنا …
فريد(توجه إلى مرام):- أميرتي ..
مرام(مالت برأسها إليه):- احملني فقد تعودنا ههه
فريد:- تيمو نلتقي غدا بالمرأب تمامو تصبحون على خير
تيمو(ركب هو وشلته بسيارته المكشوفة وبالانطلاقة بالموسيقى والجنون):- باي فريدو باي ميمي
نهال:- إنهم حقاااااا رائعين ، عمتو مرام ستأخذوننا يوم مسابقة الشوارع صحيح بليز بليز ؟
مرام:- آخذكم لما لا ، لكن لنسأل قائد الفريق ؟
فريد(فتح لهما الباب الخلفي لتركبا):- على عيني أنااااا .. مرحبا بهما طبعا إنهما من الجمهور النشيط وهذا سيزيد من دعمنا
شيماء:- أيوة يعني للمصلحة العامة فهمنا فهمنا
نهال:- هههه هو كذلك ..
فريد(فتح الباب الأمامي وحمل مرام بين يديه ولم يغفل عليه أن يهمس):- أحبكِ مرامي
مرام(احمرت خجلا وهي قريبة منه ذلك القرب):- أحم …
فريد(عضعض شفتيه ووضعها بالمقدمة برفق وبعدها وضع لها حزام السلامة):- يا خجولة
نهال(نكزت شيماء):- أي على الحب
شيماء:- هههه أستغفر الله العلي العظيم
وعلى تلك الذكرى الأخيرة عادتا للوقت الحالي وهما ما زالتا بحديقة المطبخ تتحادثان عن أحداث ليلة السينما التي كانت حافلة بكل جديد ، ومن وقتها تامر يتحاشى شيماء مثلما فعل قبل قليل .. أما أسعد فلم تره نهال أو تسمع عنه أي شيء من وقتها ولذلك بقي الحال معلقا كما هو عليه …

وعودة لروما
كانت ما تزال الأمطار تهطل بغزارة والجو أصبح أكثر برودة واكفهرارا ، أحضر الرجال بعض الحطب وأشعلوا المدفئة التي جلست جوارها جوزيت وناريانا ولورينا أيضا فبعد أن تم استجواب جوزيت من بعد ميار من قبل كاظم خرجت إليهم لترافقهم ، فقد جافاها النوم ولذلك نزلت لتزعجهم قليلا … أما ميرنا فقد بقيت الأخيرة من بعد حكيم الذي أدلى بأقواله وانضم لوائل وميسون التي كانت تلاعبه بالكلمات المتقاطعة ، في حين كان العم نزار يقدم لهم الشاي الساخن وللبعض أكواب الشوكولا الساخنة المناسبة لذلك الجو …
حكيم:- أممم غلبته دعيني أرى ، يا عيني هذه هي ابنتي أنا
وائل(ناظره بلؤم):- أنا لم أتساهل مع ميسون لأنها فعلا ذكية
حكيم(وضع كوب الشاي خاصته على الطاولة وجلس جوارهما):- أهاه ابنتي أنا نبيهة
ميسون:- أليس هذا اسم جدتنا الكبيرة ؟
حكيم:- هه لا تلك اسمها نبيلة وأكيد ستكون مسرورة بالتعرف عليكِ
وائل:- أنصحك أن تكتب لها قائمة بأسمائهن ، إذ يصعب عليها حفظها دفعة واحدة
حكيم:- نصيحة بمحلها
وائل(نظر للمكتب):- تأخرت ميرنا ..
حكيم:- هذا حال التحقيق لقد قضينا ساعات تحت رحمة كاظم ، أووووف إنها صارم كدت ألكمه
وائل:- هه من يراه بالتحقيق لا يصدق أنه جالب المشاكل نفسه ..
حكيم(نظر للبنات خلفه بالصالون ولا وجود لميار):- أين ميار ، نزلت من غرفتي قبل قليل ولم أنتبه لمكانه ؟
وائل(بتأفف):- لا أدري آخر مرة ظهر كالشبح في الرواق هناك ..
حكيم(بتوجس):- أوك سأراه قليلا ميسون عائد لكِ
ميسون(بتذمر):- تأخرت ميرنا أريد أن أراها هل أدخل إليها للمكتب بابا ؟
حكيم:- نن لن تفعلي عمو كاظم يكلمها في موضوع خاص ، ما إن تنتهي ستأتي لمجالستكِ تمام ؟
ميسون(وضعت يدها على خدها بامتعاض):- طيب
وائل:- كأنكِ استسلمتِ بسرعة هيا دعينا نكمل الجدول …
ميسون(بحماس رفعت قلمها):- مرادف قعر من أربعة حروف
وائل:- فكري … ههه
حكيم(حول عينيه من دهاء ابنته وأرجح أنها جيناته وجينات أمها ، لذا همس في سره وهو يتحرك من هناك):- ياه يا ميرنا ترى ما ستكون ردة فعلكِ لو أخبركِ أن لدينا طفلة ، أكيد ستفرحين لذلك ههه أظنني حظيت بورقة اليانصيب نتيجة صبري وتحملي والله وهب لي منكِ طفلة ، لم يحصل عليها لا وائل ولا ميار فقط أنااااااا .. ههه حكيم يليق بك الغرور يا رجل ^^
توجه إلى ناحية الرواق في حين نهضت ناريانا من مجلس البنات وتوجهت إلى وائل وهي تفرك يديها بقلق وتنظر إلى الساعة ، تعبت من المماطلة لذلك قررت التحدث ..
ناريانا:- وائل ممكن لحظة ؟
وائل(نظر إلى توترها الظاهر وابتسم لميسون):- ميسون تابعي أنت سأرى الخالة ناريانا قليلا ، خيرا هل هنالك شيء ؟
ناريانا(أشارت له بالابتعاد قليلا):- بصراحة أنا قلقة جدا على نادر من المفترض أن يصل قبل ساعات ولكن لا أثر له ، وكما ترى الجو سيء بالخارج ولا أدري ماذا يتوجب علينا فعله
وائل(نظر للساعة):- معك حق آخر مرة كلمته أخبرني أنه سينهي بعض الأعمال ويعود
ناريانا:- أما أنا فقد أخبرني أنه على الطريق ، ولكن لما لم يصل حتى الآن أيعقل أن مكروها أصابه ؟
وائل:- لالا لا تقلقي نادر متعود على هذه الأجواء ، ثم سأعيد الاتصال به لنطمئن
ناريانا:- خيرا تفعل …
وائل(أخرج هاتفه وفعل الاتصال):- … تييت تيييت تيييت ألو نادر .. ألو
نادر(بصوت متقطع):- وائل وائل أنا في مأزق ..
وائل:- ألووو نادر أتسمعني ؟؟؟؟
نادر:- ألو حاولت الاتصال لكن لم أتمكن من ذلك ألووو وائل
وائل:- نادر أنا لا أسمعك جيداااا
نادر:- ألو الشبكة غير جيدة هنا ، ألو …. وائل سيارتي عالقة في المنزلق … تتت تيت تيت ففف انتهى الشحن وهل هذا وقته ؟؟؟
وائل(بقلق):- لم أفهم شيئا غير أنه عالق
ناريانا(بخوف):- يا إلهي ….. ما به نادر أخبرني وائل قل لي الحقيقة ؟
جوزيت(انتبهت لها وانتفضت متوجهة إليها):- ريانا ما بكِ يا بنت ؟
ناريانا:- نادر .. نادر عالق في الخارج لا ندري أين …
وائل(نظر حوله وفكر سريعا):- أرجوكم لا داعي لتضخيم الموضوع ، سأذهب لأفتش عنه
ناريانا:- سأذهب معك ..
وائل:- لا داعي لذلك ناريانا الجو سيء ابقي هنا
جوزيت:- يا الله ناريانا معه حق .. لن تذهبي
ناريانا(بدموع):- بلى سأذهب ولن يمنعني أحد …
ميار(ظهر هو وحكيم من الرواق):- إلى أين من غير شر ؟
جوزيت:- نادر عالق في مكان ما بالقرب من القصر لذلك سيذهب وائل للبحث عنه ..
ميار(نظر لوائل):- أوك لنذهب
وائل(بغيظ):- ذلك صديقي أنا لا داعي لحضورك
ميار(تجاوزه بدون أن ينتظر رده حتى):- وهو ضيفي …حكيم خليك هنا مع البنات فكاظم ما يزال يحتجز ميرنا بالداخل … يا رجاااااال
ناريانا(نظرت لوائل باستجداء ألا يضخم الأمر مع ميار):- أرجوووك ..
وائل(زفر عميقا):- طيب تعالي .. حين تخرج ميرنا أخبروها بموقعنا
جوزيت(حولت عينيها وتوجهت إلى حكيم):- خادمات عند أهلكم ونحن لا نعرف
لورينا(رمشت):- أكيد ستعرف يا وائل ، أتمنى أن تجدوه
وائل(التقط سترته الجلدية وارتداها):- ميسون عائد لكِ صغيرتي
حكيم(نظر إليه وهو يسأل جوزيت بعينيه هل يقتله أم يقتله):- أهي ابنتي أم ابنته أبعرف ؟؟؟
جوزيت:- هه لا تدقق .. دعني أراهم …
ركضت صوب البوابة الرئيسية وهي ترفع المظلة فوق رأسها وتضم وشاحها الحريري الملفوف حول عنقها من البرد ، لمحت ميار وقد ارتدى سترة جلدية أيضا وركب بسيارته أما ناريانا فركبت مع وائل بسيارة أخرى لرجاله ، وهنا لوحت له مبتسمة ووجد نفسه يبتسم لها ويشير لها بالدخول من سوء الجو .. أما لورينا فتقدمت صوب حكيم الذي اتخذ مجلسه بقرب ميسون
ميسون:- لورينا .. ما رأيكِ أنا غلبت عمو وائل في الكلمات المتقاطعة ، يعني بقي القليل لأسمي نفسي الفائزة ههه
لورينا(نظرت للورقة وابتسمت):- شيء رائع ..
حكيم(نظر لزفرة لورينا وتنهيدتها الحزينة):- أنتِ بخير ؟
لورينا(ابتسمت على مضض):- يعني .. أحاول ذلك
حكيم(تنهد بدوره وابتسم لها):- سيكون كل شيء على ما يرام ..
ميسون(نظرت إلى عينيهما وعادت لتنظر للجانب وهي تعقد حاجبيها):- سأذهب للحمام
حكيم:- آتي معكِ ؟
ميسون:- هه لا بابا أنا كبيرة الآن لأتصرف وحدي
حكيم:- ههههه لا كبيرة ، تمام حمامتي ..
لورينا(تأملتها وهي تنعطف من الزاوية):- إنها تشبهك كثيراااا ، وتشبهها أكثر حتى في الطبع
حكيم:- إنها نسخة منها ، ما زلت غير مصدقا يوم أمس كنت بدونها وانظري اليوم أصبح لدي صغيرة مدهشة تجعل قلبي يخفق من السعادة
لورينا(وضعت يدها على خدها بعيون دامعة وشرعت تتأمله):- لو كنت أعلم أنك ستفرح هكذا كنت كشفتها لك منذ زمن بعيد ، لكن مع الأسف أمي حكمت رأيها على سبع سنوات والظروف سهلت ذلك وها نحن فيها
حكيم:- وهذا هو الخطأ الذي اقترفته في حقي ، بغض النظر عما حصل قبل رحيلي عنكم ففعلتكِ هذه لا تغتفر لوري ، ولكن أشكركِ لأنكِ رعيتِ طفلتي طوال هذه المدة حتى ولو حسب معرفتك
لورينا:- لا تشكرني حتى لو كنت أحاول جاهدة أن أحبها ، إلا أنني كنت حين أشتاق إليك أنظر إلى عينيها العميقتين لأراك فيهما وأريح قلبي الأليم
حكيم:- ما زلت أفكر يا لورينا ، ما السبب الذي دفع أمكِ لكشف ميسون في الوقت الحالي ؟
لورينا(هزت كتفيها):- لا أعلم ، كانت دوما تردد على مسمع ميسون حين تبلغين سبع سنوات ستكونين شمعة ستكون قمرا ستكونين شعلة متأججة من السحر المظلم ، لم أكن أفهمها طبعا وكنت أقاطع أحاديثها الغريبة .. أحيانا كانت تضحك بقهقهات عالية وهي ترضخ لمطلبي وأحيانا أخرى كانت تخبرني بكل غرور أنها حصلت على كنز وهذا كان يتم في أقصى درجات جنونها ذروة ..
حكيم(توجس من حديثها):- لم أفهم حرفا مما قلته ، ثم ما علاقة ميسون بهذه الخزعبلات أيعقل أن أمكِ فعلت بها أمرا خبيثاااااااا … سأقتلها لو أقدمت على ذلك
لورينا:- يجوز ذلك لكن اطمئن ميسون طفلة عادية عدا عن ….
حكيم:- عدا عن ماذا ؟
لورينا(امتصت شفتيها وحين أقبلت على الحديث انضمت لهم جوزيت):- احم فيما بعد
جوزيت:- آه يا ربي بدأت أقلق ستشتد العاصفة يا ليت ميار لم يرافقهم ..
لورينا:- وائل وناريانا والرجال معه يا جوزيت ، لا تقلقي بدون داع
جوزيت(هزت كتفها):- ولو.. أريده صوب عيني دوماااا
حكيم(مط شفتيه):- يا ليل الليل ….
في غرفة المكتب
كانت ترفع شعرها بيديها وهي تمسح على رقبتها بتعب ، نظرت إليها وهي تتثاءب بينما أقفل هو مسجل التحقيق خاصته وجمع الأوراق والصور في ملف واحد وهو يفرقع رقبته بإرهاق
كاظم:- آخخخ أكيد سينقص من وزني الكثير بعد هذا المساء المتعب
ميرنا:- أرهقتنا يا رجل وكأنك كنت تقتص منا
كاظم:- هههه نوعا ما ، اللواء بشير وصلته كل التسجيلات حتى تسجيل رشيد الذي أخذه منه ميار أصبح بحوزتهم ، يعني تقريبا انتهت مهمتنا سننتظر الأوامر منه للأيام المقبلة
ميرنا(نهضت وهي تتحرك بتعب):- طيب
كاظم:- لحظة ميري … أريدكِ في سؤال خاص قليلا ..
ميرنا(وقفت مقابله ورفعت عنقها إليه):- أي دوما ما أشعر معك بضآلة جسمي
كاظم:- أظن أن الوقوف أمامي يساعد في تمديد الرقبة والعنق يا دجاجة هههه
ميرنا(بشراسة):- أهون من درع الدبابة لُممم
كاظم:- ها هي ستأخذ أمنا لغير منطقة ، يا بنتي دعيني أسألكِ وأخرج لألتهم ما يوجد بالمطبخ أخوكِ هلكان متعب ميت يُحتضررررر …
ميرنا:- ههه ماشي ماشي يلا اسألني ..
كاظم(نظر للجو بالخارج وقد تبدلت ملامحه لتصبح أكثر جدية):- لو فرضنا مثلا … وعرفتني هه يعني عرفتِ …
ميرنا(تتطلع إليه لتستوعبه):- أهااااه ماذا ؟
كاظم(نظر إليها بعمق قبل أن يبتسم مبدلا اتجاه السؤال):- هويتي قصدت يعني عرفتِ من أكون منذ زمن ، لكنا أصدقاء ورفقة مع صبي القهوة أكيد هي الأخرى ستفاجئ بي
ميرنا:- ههه أكيد طبعا لن أخبرها حتى تلتقي بها وجها لوجه ، أظن أن دورة المعسكر خاصتهم على وشكِ الانتهاء أيام قليلة ربما هذا حسبما ذكرته لي آخر مرة تواصلنا فيها .. تعلم الوضع لديهم صارم ودقيق جدا لذلك نحن نتحادث فقط بين الفترة والأخرى
كاظم(زم شفتيه وهو يصغي إليها وشيء ما يتحشرج في حنجرته):- إذن لنضرب موعدا في المستقبل ، أظن أنه علينا الخروج قبل أن يقتحم وحوشكِ علينا المكتب قد احتجزتكِ أكثر منهم ههه
ميرنا:- أتخيل ذلك …
ميسون(طرقت الباب):- ميرنا انتهيتِ ؟
ميرنا(انتفض قلبها وركضت بسرعة فتحت لها الباب):- ميسونتي هل اشتقتِ لي ؟
ميسون(رفعت يديها لميرنا):- جدا
ميرنا(انحنت أرضا وحملتها بين ذراعيها):- أي على حبيبة ميرناااا وما أحلى ميرنا من شفتيكِ العذبتين ، هيا عمو كاظم قد انتهى عملنا لننضم إليهم بالصالون
كاظم:- اسبقاني سأجمع ملفاتي وأوافيكم لأهجم على مطبخ العم نزار ، الليلة سأخرجه عن طوره
ميسون(عانقت ميرنا وهي تحملها ووضعت رأسها على كتفها):- أنتِ تبتعدين عني كثيرا ، أنا لا أحبكِ أن تبتعدي
ميرنا(توقفت بها في الرواق وناظرت المرآة المقابلة):- أنا لا أبتعد حبيبتي لكنه كان عملا مهما
ميسون(نظرت معها للمرآة وشاهدتا بعضهما):- أنتِ لكِ نفس شعري ، لكنه أفتح مني بدرجات
ميرنا(بشرود تنظر لميسون ولانعكاس صورتها):- فعلا حتى عيوننا تشبه بعضها
ميسون:- لدي وحمة وردية حتى أنا بذراعي
ميرنا(نظرت لوحمتها الخاصة):- إنها خاصة بالراجيااااات فقط
ميسون(ابتسمت وعانقت ميرنا ورأسها متكأ على رأسها):- أحبكِ ميرنا
ميرنا(ترددت على مسمعها أول جملة نطقت بها "أحبكِ ماما"):- أما زلتِ ترينني كالماما ؟
ميسون(رمشت ونظرت لميرنا وأجبرتها على الالتفات إليها):- أنتِ ماما التي بأحلامي .. لورينا تغضب لو قلت ماما لكي ، وبابا أيضا لهذا سأبقيكِ في عقلي وقلبي ولا أحد سيعلم إلا نحن
ميرنا(ابتسمت من دهاء هذه الصغيرة):- اتفقنا
ميسون:- ها ع فكرة تقريبا غلبت عمو وائل في لعبة الكلمات المتقاطعة ، ههه لكنني لن أتابع لحين عودته فأنا أفضل مباراة خصمي وجها لوجه
ميرنا(بعدم فهم):- يعودوووون من أين تحديدا ؟؟؟؟؟
حكيم:- كما سمعتِ يا ميرنا لقد ذهبوا ليبحثوا عن نادر
ميرنا(سحبت الكرسي لميسون التي جلست محلها):- وفي هذا الجو المكفهر ؟؟؟
جوزيت(حولت عينيها):- وماذا انتظرتِ يا بعدي ؟
ميرنا:- سأتصل بهم يجدر بهم الإسراع ألا ترون الجو بالخارج كيف هو ؟؟؟؟؟
لورينا(رمقتها وهي تمسك هاتفها):- قمة المبالغة ..
حكيم(بتأفف هو الآخر):- لوري … دعينا منكِ ..
لورينا(نظرت لميسون التي كانت تنظر من النافذة بتوجس):- إنها محض عاصفة
جوزيت(ربتت على يد ميسون لكن هذه الأخيرة جذبت يدها بسرعة):- صغيرتي .. أ
ميسون(جذبت يد حكيم ووضعت يدها بها):- ميسون خائفة
حكيم(شعر بالرقة وحملها ليضعها فوق ركبتيه ووضع رأسها على صدره):- وأنتِ هنا لن يمسَّكِ سوء تمام حمامتي ؟
ميسون(هزت رأسها بتذمر):- لما ميرنا قلقة ؟
جوزيت(رفعت حاجبها):- يعني تتعاملين مع ميرنا وتتجاوبين معها وعمتكِ جوزيت لا ، ما هذه الأنانية قليلا وأصفها معكم بقائمة المحظورين
كاظم(تقدم إليه بصحن أكل):- أضيفيني على الهامش أتفق معكِ
لورينا:- هه مستحيل أن يكفيك الهامش يا كاظم ما شاء الله يلزمك صفحة كاملة ونتمنى الفكاك
كاظم(جلس قربها وغمزها):- يا ضيقة التفكير أنا لا يوجد من هو مثلي في الرقة والعذوبة
حكيم:- أحم …. صحتين يا كاظم تناول أكلك لا تدعنا نلكمك مجددا على ظهرك كي لا تموت
كاظم:- معك حق … هييه ميري بمن تتصلين وأين بقية القوم وروبونزل لا أراها بالجوار ؟
لورينا:- ذهبت معهم للبحث على نادر
كاظم(قضم ما بفمه):- وما به نادر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(بتأفف لم تصل لأي واحد فيهم):- إنه مفقوووود ….. وجماعتنا ذهبوا للبحث عنه
نزار(سمعهم وشعر بالخوف على ناريانا):- آه منكِ يا أختي آآآآآآآه …

على نظرة القلق التي ارتسمت على ملامحهم ، سننتقل إلى الطريق حيث كانت ثلاث سيارات متفرقة تهم بالبحث عن نادر والمشكلة أن الجو كان سيئا جدا ، الأمطار الغزيرة والطريق غير سالمة والأدهى من كل هذا الظلمة والضباب الذي بدأ بالانتشار يعني البحث عن نادر كان أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش … ولهذا استمر البحث ساعات وساعات حاول وائل الاتصال به لكنه وجد بأن هاتف نادر خارج التغطية وهذا أقل ما يمكن حدوثه ليزيد الطين بلة …
ناريانا:- أنا لن أتحمل البقاء هناااااا سأخرج للبحث عنه ..
وائل:- ناريانا اهدئي نحن نبذل قصارى جهدنااااا ، سنتابع البحث لن نعود بدونه أسمعتِ ؟؟
ناريانا(بتوجس ودموع):- طيب ماذا ننتظر هنا ؟
وائل:- عودة رجال ميار من الاتجاه الآخر كي ننتقل لمكان غير لأجل البحث عنه ، طالما قال أنه قريب منه فأكيد هو بمكان ما هنا
ناريانا:- يا رب احفظه يا رب …
وائل(عقد حاجبيه):- لما كل هذا القلق عليه ناريانا أيوجد شيء يجب علي معرفته ؟
ناريانا(عضعضت شفتيها بشرود):- أظنني أحبه
وائل(رفع حاجبيه بدهشة):- من … ناااااااادر ؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(هزت كتفيها بقلة حيلة):- طبعه الخشن معي يجذبني إليه كل مرة ، تعودت على غضبه وعصبيته ولا أدري كيف أوقف التفكير به كل لحظة ، يعني أظن انشغالي به وخوفي عليه من علامات العشق وائل صح ؟
وائل(زفر عميقا):- أظنه كذلك … هاااا ؟؟
ميار(طرق عليهم النافذة وهو بالمظلة):- عذرا أقاطع حديثكما الشيق لكن هنالك مشكلة ..
ناريانا(ابتلعت ريقها برعب):- هل وجدتمووووه ؟
ميار(حرك فكه بتلاعب):- يعني تقنيا وجدنا السيارة عالقة بالمنحدر لكن لا وجود لنادر ..
وائل(برعب خرج من السيارة):- أين موقعها ؟
ميار:- أحضر مظلة معك المكان بعيد قليلا ..
ناريانا:- سآتي أنا أيضا
وائل(أمسك مظلة من رجال ميار):- ستبقين بالسيارة وبدون جداااااااال …
ناريانا(رمقت الرجال وقد أغلقوا الباب عليها):- تباااا تبا ..هفف يا رب
ميار(كان يسير في المقدمة والتفت إليه):- إنها مولعة به هذه البنت مجنونة ..
وائل:- سمعت منها ذلك الاعتراف للتو ، نادر لا علم له بأي شيء من مشاعرها ولا أدري ما سبب خلافهما حتى الآن
ميار:- لمحتلي بنوع الخلاف لكنني لم أستوعب ولم أرد الضغط عليها ..
وائل:- غريب علما أنك تحشر أنفك في كل شيء ، حتى الآن لا أدري ما سبب مرافقتك لي
ميار(صغر عينيه فيه تحت المطر):- ربما لأنني أعرف المنطقة وربما لأنني أتحمل مسؤولية كل شخص يعيش تحت حنايا قصري
وائل:- عدنا للغرور الذي لا ينتهي ..
ميار:- ليس غرورا يا أفندي ، وإنما الواااااقع
وائل:- أين الموقع ؟
ميار:- إلى الأمام قليلا ، تتت ناريانا تقلقني ليتنا لم نحضرها معنا طبعا قلبك العطوف يجعلك توافق على أي طلب يأتيك بوداااااعة
وائل:- وهذا ما يجعلنا نختلف
ميار(توقف عن المسير):- "صدقني … لو لمست ذرة تجاوب منها ما كنت سمحت لك بالاقتراب منها ولو خطوة ، إنما ماذا أفعل للحظ الذي لعب في صفك وجعلها تحبك
وائل:- ههه .. أنت واهم في فكرة تعلقها بك هذا من سابع المستحيلات ، ميرنا تعشقني حد اللاحد ولذلك لا يوجد هنالك ما قد يؤثر فيها أو في مشاعرها أيا كان يكون
ميار(غلغله بعصبية):- لكنك لن تنكر أنني بقلبها ، وحكيم أيضا
وائل(استمر بالمشي وقد بدأ يزفر):- ولست أمانع تواجدكما طالما هو لا يؤثر بمكانتي بقلبها ، والتي يحاول كل منكما تشويهها إنما لا تجنون سوى الفراغ ههه …
ميار:- الثقة الزائدة تفقد بريقها إذا ما تحولت لغرور ، وأنت المغرور هنا ع فكرة
وائل(بغضب):- لما لا نختصر هذا الطريق بالصمت ، يكفي أن نصغي لحديث المطر فهذا أفضل
ميار:- أنت تتهرب حين لا ترغب بسماع الحقيقة ..
وائل:- الحقيقة المطلقة التي أعرفها هي أن ميرنا لي .. طالت أم قصرت هي لي أناااااااا
ميار(تلاعب بلسانه بداخل فمه وهو يتمالك أعصابه):- دع الأيام تحدد ذلك …
وائل:- مش مشكلة كلها بضعة أشهر وأتزوجها ، وأنت أتمنى لك السعادة مع جوزتك يعني عيب عيب على رجل مثلك أن تطبق واحدة بينما تنظر لابنة عمها بشكل غير محبب
ميار(توقف ورمى مظلته جانبا ممسكا به من ياقته):- لا تجعلني أتهور يا وائل ؟
وائل(لم يتحرك قيد أنملة بل ظل ينظر إليه بابتسامة):- أنا لم أقل سوى الحقيقة التي تتهرب منها ، والتي ستضعك في موضع خبيث لو عرفت جوزيت أنك تحاول الوصول لميرنا … اممم مستغل خبيث
ميار(جذبه بقوة وهو يجابهه بنظرات تحدي):- جوزيت تعرف مكانتها بقلبي ، وتعرف أن لميرنا أيضا عدة مشاعر لا يمكنني محوها ولذلك لا تدخل بيننا كالشيطان .. نحن راجييون مع بعضنا ألا ترى أنك العزول الوحيد بيننا ؟
وائل(نفض يد ميار بقوة وأبعده عنه بلؤم):- مثلي مثل لورينا وناريانا وكاظم ونادر ووووو لذلك إياك وأن تحاول الإطاحة بمقامي لأنني عدوك الوحيد في هذه المعركة …
ميار(أمسك مظلته من جديد وتابع المشي بشكل أسرع):- يفضل أن نتابع بصمت كما تفضلت
وائل(أغمض عينيه وفتحهما بشراسة وهو ينظر في غير اتجاه):- ناااااااااادر … يا نادر
تابعوا البحث عنه على أقدامهم حين وصلوا لموقع السيارة التي كانت عالقة في الوحل على حافة منحدر الطريق ، تفرق الرجال في المنطقة ولا أثر لنادر ،، طال الوقت وتعبت من الانتظار ولم يظهر أحد فيهم ، نظرت للسائق خاصة سيارتهم وللرجل الذي معه وفتحت الباب ببطء وركضت وسط المطر دون أن تلتفت إليهماااااا ، وضعتهما بمأزق لكن من يمسكها فهي تبحث عنه وستبحث عنه حتى لو عرضت حياتها لخطر ، تبللت مباشرة من فعل المطر الغزير ومع ضباب الجو وظلامه أخرجت هاتفها وأشعلت مصباحه وبدأت البحث …
ناريانا:- ههه جيد أن هاتفي مضاد للماء وإلا لكنت وقعت في حفرة ما …
توجهت حيث اتجه ميار ووائل ووجدت السيارة أيضا بعد فترة لكن لا أثر لنادر ولا لهم ، أين ذهب وكيف خرج ولما لا يجيب ، أطلت برأسها من على المنحدر وطبعا الظلمة حالكة ولم تتبين سوى الضباب الكثيف ، أمسكت حجرا ورمته لتحاول إحصاء المسافة لكن الحجر لم يرتطم بشيء بل هوى للقاع ، وهنا أيقنت أن المكان خطير وشعرت بالهلع لأن مكان السائق في سيارة نادر كان على الحافة أكيد انزلقت سيارته من فعله المطر لذلك غرقت العجلات بالوحل ، ولو لم يحصل ذلك لكان انقلب من على الجرف مع الأسف … هنا شعرت بالأدرينالين يغمرها بالرعب أكثر فأكثر والدموع امتزجت مع المطر ولم تعد تحصي قطراتها سوى بتلك الحرارة الحارقة التي تبكي نادر ، شعرت بالخواء وهي تنادي وتنادي بعلو صوتها لكن فكرة سقوطه من ذلك المرتفع هي التي عششت في عقلها وعليه انهااااارت بشكل غير مرتقب …..
ناريانا(جثت على الأرض وهي تبكي بقوة):- اهئ لما لا أستطيع رؤية شيء عنه لماااااااااااااذااااااااا اااااااااااا ، أنا أريد أن أعرف هل هو حي أم ماااااااات ، هل مات وتركني قبل أن أخبره بحبي هااااااااااااااا أجيبيني أيتها السمااااااااااااااء … اهئ ناااااااااااااااااااااااا ااااااادر …
على آخر صرخة ضرب الرعد ضربة مدوية تلتها ضربات متباعدة بشكل خفيف ، جعل الخوف يدب في عروقهم جميعا خشية من وقوع آفة أخرى .. أما في القصر فما إن سمعت الرعد حتى صرخت وتقوقعت حول نفسها على الكنبة حتى هرع إليها حكيم وارتمت بحضنه متمسكة به وهي تغمض عينيها ببكاااااء …
جوزيت:- أريد ميار أحضر لي ميااااار يا حكيم ، أهئ أريد ميااااار الآن يا حكيم أرجوك أرجووووك
حكيم(أمسكها بقوة في حضنه وهو يهدهدها):- تمام جوزي أكيد هم في طريق العودة لا تخافي .. إنه مجرد رعد يا بنت
جوزيت:- لالالالالالا أنا أخاف الرعد أحضر لي ميار حرام عليك …
ميسون(سمعتها وخافت وهزت رأسها بدموع):- هل سنغرق ونموووت ؟
لورينا(نهضت إليها):- لن يحصل لا تخافي ..
ميسون(بحثت بعينيها):- ميرناااااا .. ميرناااااااااااا
ميرنا(خرجت من المطبخ وخلفها كاظم وبدون فهم):- ماذا يحصل ؟
ميسون(ركضت إليها وتمسكت بقدميها):- إنه الرعد … جوزيت تخاف وأنا أخاف
ميرنا(نظرت لكاظم بقلق):- لا روحي هو .. يعني إنه لا يخيف لتلك الدرجة
ميسون(أشارت لجوزيت بالصالون والتي كانت بحضن حكيم):- إذا لما تبكي عمتي جوزيت ؟
كاظم:- يا ويلي على ثعلبة القطب يا ويل …
جوزيت(أشارت له بإصبعها دون أن ترفع رأسها من حضن حكيم):- ابتعد عني أيها الجدار ولا تجعلني أكرهك ، اهئ أنا أخاف من الرعد وأريد ميااااار
ميرنا(سمعتها وانحنت أرضا تعانق ميسون):- بيبي .. تعالي لنجلس هناك كل شيء سيكون بخير
كاظم(نظر للورينا التي كانت تتابع حركات ميسون وميرنا):- أليس غريبا أن تهرع لميرنا ؟
لورينا(لاعبت قلادتها ونظرت إليه):- ليس غريبا ، إنها غاضبة مني ولذلك تجد ونيسها في الآخرين
كاظم:- طفلة دبلوماسية لا عجب أن تشبه جدتها ههه …
لورينا(مطت شفتيها ونظرت خارجا):- الجو مخيف بحق .. معهم حق أن يرتعبوا .
كاظم(بتوجس):- أفكر باللحاق بهم ربما كانوا بحاجة للمساعدة ..
حكيم:- لن يبرح أحد محله فلن ننشغل بكل واحد فيكم على حدة ، سننتظر
جوزيت(رفعت رأسها إليه وسرعان ما دكته حين ضربت صاعقة أخرى):- اهئ …
ميرنا(جلست مقابلهم وميسون بحضنها):- تتت .. بدأت أقلق تأخر الوقت ولم يحضروا بعد ؟
حكيم(أومأ لها ومد يده ممسكا بيد ميسون بحجرها):- روحي .. أنا معكِ …
ميسون(استدارت برأسها وهي ما تزال على وضعها):- ماشي … لن أخاف
جوزيت(أغمضت عينيها):- أوووووف …
نادر(من مكان ما):- ناريانا … ناااااااااااااااريانااااا اا أهذه أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(انتفضت من محلها وهي تنظر حولها):- نادر … نادر هل تسمعني أنا هنا أين أنت ؟؟
نادر:- ما الذي تفعلينه هناااااا ؟
ناريانا(نهضت وهي تدور حولها لا أثر):- لقد أتينا للبحث عنك ، ثم لن نتابع الحديث هكذا أنا لا أراك أين أنت ؟
نادر:- والله .. أنا خلفكِ مباشرة …
ناريانا(التفتت إليه بجدعها والدموع تترقرق في عينيها وشعرها الطويل المبلل كان لوحده حكاية):- أنا لست أراك ..
نادر(تنهد وهو يخرج من بين الضباب وثيابه كلها وحل):- لأنكِ قليلة نظر …
ناريانا(لمحت شخصا يقترب منها وخفقات قلبها ترتفع مع اقترابه):- .. اهئ نادر .. نااااااادر
نادر(مال برأسه وهو ينظر إليها وإلى حالها الذي يدل على الوجع):- أكنتِ تبكينني ؟
ناريانا(هزت رأسها بفرح وركضت إليه مرتمية بحضنه دون انتظار):- نااااادر خفت عليك أناااا ، خفت ألا أراك مرة أخرى ولا أخبرك أنني … أح
نادر(أبعدها برفق عنه):- من أتى معكِ ؟
ناريانا(توجست من حركته وطأطأت رأسها مبتعدة عنه):- وائل وميار ، وأنا هربت للحراس كي أبحث عنك لكنني لا أعرف أين ذهباااا ..
نادر:- طيب أعيدينا لمكان السيارة ما ربما عادوا …
ناريانا(طالما أنت بخير لا بأس أن تعاملني بسوء ، المهم أنت على ما يرام): - ههه ..
نادر(رمق ابتسامتها وشعر بأنه كان لئيما معها لكنه غير قادر على التعاطي معها وهو يعرف بأفعالها القذرة):- لما تبتسمين ؟
ناريانا(أغلقت عينيها من ضرب الرعد):- أ.. هكذا … أين كنت وماذا وقع لك ؟
نادر:- أظنكِ رأيتِ وضع سيارتي ، خرجت من الباب الآخر لكنني حاولت الوصول للطريق الرئيسي إنما أضعت طريقي لحين سمعت صوتكِ واتبعته وصولا إليكِ …
ناريانا(رمشت بامتنان):- هه لو أصبت ببحة فأكيد سيكون بسببك
نادر(نظر لحالتها مجددا وتساءل):- لما أتيتِ معهم ولم تبقي بالقصر ؟
ناريانا:- قلقت عليك ..أ.. أنا ووائل وكلهم وارتأيت أن آتي معهم يعني بدون سبب وجيه
نادر(زفر وهو يهز رأسه):- كنتِ أحضري مظلة لقد تبللتِ ..
ناريانا(أردفت بسرعة):- لأجلك ، … أ يعني أنت أيضا في حالة سيئة
نادر(نظر للوحل الملتصق به):- لا تسألي عن حالتي ، يا الله أين ذهباااا تعبت
ناريانا(ابتلعت ريقها وشرعت تبحث معه):- … اممم ..
في ذلك الوقت كانا هذين في اشتباك مع من مع من مع أنفسهما ، وطبعا كلاهما يعتقد أنه المحق وكلاهما أعند من الثاني والمنافسة بينهما ممكن أن تكون على كل شيء حتى عن الطرقات الفرعية ، فواحد يعيد ويزيد أنهما قدما من هذا الجانب ، بينما الثاني يؤكد أنهما قد جاءا من الجانب الآخر ، وبالمختصر المفيد إخوتنا في الله ضاعوا وسط الضباب يا حبيبي ههههه ^^
ميار:- الله يلعن عقلي الله يلعن عقلي ، هفففففف الرعد الرعد جوزيت أكيد تكون في حالة مزرية علينا أن نعود سريعا بينما أنت هنا تتفلسف على جحيمي الأسود بأن الطريق من هنا ، هل هي منطقتك أم منطقتي ؟
وائل(كان ينظر لآثار أقدامهم على الوحل والتي اختلطت في مكان واحد لا يدرون هل اليمين أم اليسار):- فقط لو تتوقف عن النواح سنعثر على الطريق
ميار:- يفضل ألا تستفز غضبي أكثر من هذا ، قد أقتلك وأدفنك محلك وأخبرهم أنك سقطت من الجرف وتوفيت … آه ولأؤكد الخبر سأخبرهم أنه كان الموت عليه لزاما لم يوفق المرة الأولى لكن المرة الثانية أصابت بدون شك ..
وائل(رفع رأسه له):- ها ها ها أضحكتني حتى دمعت عيني … ميار أظننا قدمنا من جهة اليمين كف عن المماطلة ودعنا نمضي
ميار:- بل اليسااااار ..
وائل:- أوك لنفترق
ميار(نظر إليه وهو يرمش ورفع مظلته جيدا وبعناد الحجر):- نلتقي بالقصر سلام ..
وائل(ولاه ظهره وانطلق من الجانب الأيمن وبعناد الصخر أيضا):- بدون حتى …
طبعا افترقا وبكل جدية كل واحد منهما توجه من الطريق التي أصر عليها ، وهذا يعني أن أحدهما سيصيب والثاني سوف يخيب لذلك ما هي إلا دقائق حتى خرج وائل في الطريق الرئيسي ولمح ضوء السيارات من خلف الضباب ونادى على نادر عشوائيا والذي سمعه وخفق قلبه لصديقه
نادر:- هنا هنا ولول أنا هناااااااا
وائل(ظهر بعد لحظات ورمى مظلته ليعانقه):- اففف الحمدلله على سلامتك يا صديقي ، قلقت عليك أنت بخير هاااه ؟
نادر:- لا تقلق كنت ضائعا وبفعل الضباب لم أبصر شيئا ، ولكن صوت ناريانا ساعدني
ناريانا(خرجت من السيارة):- لم أفعل شيئا فقد ساعدت بما يمكنني فعله
وائل:- كانت قلقة جدا عليك وهي التي جعلتنا نهب للبحث عنك ، بصراحة عليك أن تشكرها
نادر(اهتزت حنجرته ونظر إليها):- احم .. أين ميار ألم يأتي معك ؟
وائل:- ذلك العنيد لم يصل بعد هفففف ، أخبرته أن نتخذ الطريق الآخر لكن عناد الحجر الذي يتمتع به جعله يذهب من الطريق الخاطئ ..
نادر(بقلق):- والعمل ؟
وائل(نٍظر حوله بتأفف ولعن قلبه الطيب):- اسمعني نادر حالك متعب أنت وناريانا عودا للقصر بإحدى السيارات ، وأنا سأبحث عنه وأعود مع الرجال تمام ؟
نادر:- أرى أن نوطد قوانا ربما نعثر عليه بشكل أسرع
وائل:- لا داعي أنظر لحال ناريانا إنها ترتجف بردا لذلك كي لا تمرضا أكثر اسمعا كلامي ..أساسا هو قريب من هنا دقائق ونلحق بكم
نادر:- طيب بانتظاركم ، هيا يا ناريانا لنذهب ..
ناريانا(ركبت وهي تنظر لوائل):- لا تتأخرااا …/ نادر أمن الصائب تركهما مع بعضهما هكذا ؟
نادر:- والله بما أنهما تأقلما واتحدا في البحث عني ، إذن أنا رجل مهم ..
ناريانا:- هه .. ما ألطفك …
نادر(نحنح وهو يطرد فكاهته فليس وقتها):- احم لنمضي يا أخ …
انطلقا للقصر عائدين في ذلك الجو المكفهر الذي لم تخف وطأته ولا لحظة ، بل تضاعفت لتزيد الطين بلة ، بينما انطلق وائل عائدا من حيث أتى لعله يجد ذلك العنيد ، حتى أنه استعان برجلين من رجال ميار اللذين رافقاه للبحث عنه وهما يوجهان مصباحهما الضوئي في محاولة لإيجاد سيدهم ، والذي كان يدور في حلقة مفرغة وطبعا كله جراء عناده إذن ليتحمل ….
ميار:- هيا ميار هذه المرة أخفقت أعلن ذلك وأقر به ، تبااااا الوضع يزيد سوءا وجوزيت أكيد الآن مرتعبة يا ليت حكيم بقربها الآن ، اففف أ.. ما هذاااااااا ففف سحقا سحقا سحقاااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااا …..
انزلقت رجله ووقع في مستنقع وحل والمشكلة أنه من نوع الوحل المتحرك ، هنا نظر حوله وشعر وكأن نهايته اقتربت ، بسرعة أزال سترته وحاولت التقاط عمودا أو أي شيء ليتشبث به ، لكن لم تمتد يده فقد كانت البقعة عريضة وكان هو بالوسط وكلما بذل مجهودا تعمق في الداخل بشكل أكبر ويا عيني يا ليل على هذه المصيبة وهذا المطب الغريب الذي وقع فيه
ميار(ضحك بغبن):- ههههه هاه لا لا غير معقول أن تكون نهايتي في مستنقع وحل ، لالالا أبدا لن أقبلها علي أنا الفهد البري لن أموووووت في هذا المكان ، لقد قاومت وتشبثت بالحياة وواجهت مطر الرصاص ومحاولات القتل في كل فرصة لكي أموت هذه الميتة لالالا أبدا أبداااااااا لن أسمح …. هففف هفف هيا ميار هيا فكر واهدأ .. أجل لن تنفعك العصبية الآن ….
أخذ يفكر في حل وكم كان ممتنا أنه يتعمق في الوحل بشكل بطيء ، لكن ما إن يصل إلى حد بطنه فأكيد ستبدأ مرحلة الخطر ، لا نجدة ولا رجال ولا عائلة ولا حتى حبيبته موجودة بالقرب وإلا لكانت نسفت كل ذلك الوحل لتخرجه من هناك أو تغرق معه ، فهي مجنونة به مهووسة لدرجة القتل ……..
جوزيت:- ماااااااااااااااااااااااذ ااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟ هل ميار ضائع يا ناريانا أجيبيني بدوووون كذب ؟
ناريانا(ارتجفت من صراخها):- ليس ضائعا وإنمااااا …
نادر(نظر إليهم):- خلاصة القول … وائل عاد لإحضاره نقطة انتهى
جوزيت(نظرت لحكيم):- أكيد سيقتله هنااااااك ذلك الوائل يكرهه
ميرنا(باعتراض):- اهمدي قليلا ولا تتكلمي على أحد في ظهره ، ثم وائل ليس مجرما
جوزيت:- طبيعي أن تدافعي عن حبيبكِ وتتركي ابن عمتكِ للموت
ميرنا:- أستغفر الله قلت لكِ التزمي حدكِ
حكيم(بعصبية منهما):- يكفي منكِ لها ، لن تبرح أيكما محلها أنا من سيذهب … كاظم لأول مرة سأعترف بوجودك أصلا ولذلك لو تحركت أيهما قيد أنملة اقصفها
كاظم(فرقع ذراعيه بقوة):-أنا في الخدمة أموت في اللين والناعم حتى …
نادر(حول عينيه فيه بدون فائدة):- يا الله ..
لورينا(أمسكت يد ميسون):- سنصعد إلى فوق يا ميسون ونبدل ثيابكِ التي أحضرها لكِ أبوكِ صباحا ماشي ؟
ميسون(هزت رأسها بموافقة):- ماشي .. بابا أنت لن تتأخر ؟
حكيم:- لن أتأخر حلوتي سأعود سريعا هيا اصعدي أنتِ ..
جوزيت(انتفضت من الرعد وأغلقت أذنيها بجنون):- حكيم سآتي معك … لن تمنعني
ميرنا:- وأنا أريد المجيء
حكيم(أخذ سترته):- هل أنا ذاهب في فسحة الله الله … كاظم تعرف ما عليك فعله ؟
كاظم(بمرح شبك يديه):- ولا يهمك ..
جوزيت(أمسكت على قلبها بشعور سيء ونظرت لميرنا عميقا):- …لارد
ميرنا(شعرت بذات الشيء ونظرت إليها وكلتاهما لاحقتا بعينيهما ذهاب حكيم):- …لارد
كاظم(توجه للمدفئة وجلس على الكنبة واضعا رجليه على الطاولة):- ناريانا لا تتأخري في النزول أود معرفة قصة إنقاذكم لسيادة الربان …
نادر(توجه للمنعطف حيث غرفته بدون أن يصغي إليه):- يفضل أن أذهب قبل أن أقترف فعلا غير مستحب ..
نزار(رمق ناريانا بحدة وتوجه للمطبخ دون كلمة):- حممم
ناريانا(زفرت بعمق وصعدت بدورها):- تمام ..أكمل يا أخي ما فعلته بي الأمطار
كاظم(رمق جوزيت وميرنا على وقفتهما بقرب الباب):- أدخلاااا ستصابان بنزلة برد
جوزيت(نظرت إليها مجددا واقتربت منها وهي تتحسس سلاحها الملتصق دوما بخفدها):- لن أستطيع التحمل
ميرنا(بخفوت بحلقت بعينيها المرتجفتين):- ولا أنا
جوزيت:- كيف سنفلت من الجدار الجالس هناك سيهرسنا بيديه لو حاولنا الفرار
ميرنا(امتصت شفتيها):- إذن وقتها سيكون ذهابنا يستحق العناء
جوزيت(زفرت وهي تنظر للحراس):- أظننا سنتفق هذه المرة ، ستخرجين أولا وتركبين بالسيارة وتقلعينها وأنا سأركض لأركب جواركِ وننطلق وساعتها يمسكون الهواء إن استطاعوا
ميرنا:- هننن مرحبا أنا لا أقود السيارات ، كأنكِ نسيتِ
جوزيت:- أووووف عقدتكِ المريعة ، تمام لنغير الخطة
ميرنا:- لا تطيلي في الموضوع سنهرب من الباب الخلفية للحديقة ما رأيكِ ؟
جوزيت:- امممم جيد أرى أنكِ تملكين المؤهلات للدخول إلى المافيا خاصتنا ، هه فكري بالأمر
ميرنا:- يا روحي … فيكِ الخير والله .. هيا هيا دعينا لا نطيل انسحبي أنتِ الأولى وسألحق بكِ ..
جوزيت:- 5 دقائق لو تأخرتِ أكثر سأذهب وأترككِ ، قلبي لا يتحمل تأخيرا أكثر …
اتفقتا لأول مرة على جدار برلين الذي أغمض عينيه معتقدا أن الأمور تحت السيطرة ، لذلك بقي الأخ يستلذ بحرارة المدفئة وليحرق أبو الدنيا حتى لن يهتم هههه ، المهم تسللت كل منهما على التوالي إلى مرأب القصر وجيد أنه كان هنالك سيارة أخرى لرجاله ، ركبت جوزيت محل السائق وميرنا اتخذت المكان جوارها وهنا كانت المرحلة سهلة جدا ، أشارت جوزيت بمسدسها صوب الحارس والذي قام بطاعتها بدون مشاكل وعليه خرجت وهي تدعك الفرامل التي أفزعت كاظم وجعلته أخيرااا يستوعب هروبهما … كان من الصعب ضبطهما خصوصا وكل واحدة فيهما تشعر بأن هنالك خطبا ما يعاني منه نصفها الثاني ، جوزيت شعرت بأن ميار يعاني من مشكلة ولذلك كان مستحيلا أن تبقى ولا لحظة دون أن تراه .. أما ميرنا فقد شعرت بشيء مماثل وطالما هي لا ترى أي واحد فيهما فأكيد الوضع غير محمود ، كاظم لم يجد سوى رحمة الله قد غادرتا ولم يكن بإمكانه سوى الدعاء والتوعد بمحاسبتهما فور عودتهما …
أما في المأزق الذي وقع فيه ميار فهنا سنجد أنه بالفعل أصبح مأزقا خطيرا ، بحيث تعمق في الوحل أكثر والذي وصل نسبة خصره بشكل مهيب ، نفذت أعصابه وهو يلعن أفكاره التي خانته لأول مرة ، ماذا لو تنازل عن تعنته وسمع من وائل لكان في القصر الآن .. لكن كله منكِ يا ميرنا كله منكِ ..
ميار:- أففففففففف علي أن أخرج من هذا المأزق ، لابد لابد من أن أخرج منه يا الله ..تبا تبا تبااااااااااااااااا لي ولجنوووووووووني وعنادي أيضا تبااااااااااااااا …
ميار(أغمض عينيه وهو يلعن وفتحهما ليبصر ضوءا جانبيا يلمع في نقطة ما ويختفي):- هيييييييييه أيوجد أحد هناااااااااااااااااا ، هيييه يا جمااااااااااااااااااااااا عة ؟؟؟؟؟
أخذ ينادي وينادي لحين سمع عدة أصوات مألوفة ، مألوفة بشكل لا يطيقه كان صوت وائل الذي اقترب من صوت ميار لكن حين سكت لم يعرف أين موقعه تحديدا ، لحين ناداه مجددا وهنا أغمض ميار عيونه وهو يلعن الموقف الذي وقع فيه ، آخر شخص سيتمنى أن ينقذه من ذلك المأزق هو عدوه اللدود ، فتح عينيه ونظر لنفسه فهو في موضع أضعف من أن يتعنت أو يتصرف بنزق ، فوائل المنتصر الآن ولذلك وحين ضرب الرعد مجددا تذكر جوزيت وهتف باسمه …
وائل(أخذ يبحث عنه مستعملا المصباح الضوئي):- ميااااار أتسمعني ؟
ميار(رفع حاجبيه بكره):- لسوء الحظ ..
وائل:- ماذاااا قلت أين أنت ؟
ميار:- لا تقترب بهدوء بهدوووء أنا في مستنقع وحل ، وللتنويه أنا أغرق
وائل(فزع وشهق بقوة):- هئئ طيب طيب لا تقلق أنا هنا موجود ، أخبرني عن موقعك ساعدني يا عمي لن نضيع الوقت في البحث ، هل تراني ؟
ميار:- أخفض عينيك قليلا ها أنا ذا هل رأيتني ، ممكن لو سمحت أن تلتقط لي سيلفي للذكرى يعني لو كان لديك وقت … اووووووف أنا هنا ياااا أعمى ..
وائل(صغر عينيه ورآه):- هعه … هههههههههههههه بالفعل تستحق صورة سيلفي أعقدك بها طوال حياتك ، لكن يلا المأزق يستحق منا ترك النزاعات على جنب
ميار:- الله يلعن الساعة التي وضعتني رهينة بين يديك
وائل(نزل بتثاقل وهو يضحك عليه):- صدقاااا من كان يتوقع أن تكون بقبضتي يا ميار نجيب
ميار(انتبه لتسارع وتيرة المطر):- وائل إن كنت ستساعدني تفضل ، أما إن كنت ستذلني فغادر أفضل أن أغرق بكرامتي ولا تقترب أنت مني ..
وائل(نزع سترته وأمسك خشبة عشوائية وعقد أطرافها بها بينما وضع المصباح بفمه):- اممم ويتشرط بعد
ميار(لم يفهمه):- أزل ذلك الشيء وحدثني رجلا لرجل …
وائل(اقترب خطوة ومد له العصا):- تمسك بهذا وكفاك فلسفة دعنا نخرج من هنا ..
ميار(أمسكه وهو يزفر بتعب):- مع الأسف ،،، كان يجب أن تكون هنا موضعي لكنت خلصت منك
وائل:- وأهون عليك ؟
ميار(نظر إلى عمق عينيه من بين الأمطار الهادرة):- أجل ومع ابتسامة عريضة حتى ..
وائل:- كاذب … تمسك هيااااااا
ميار(أمسك بالعصا وحاول أن يرفع نفسه):- ما هذاااا يا ، أظن تساقط الأمطار يجعل الوحل أكثر صلابة إنها مشكلة
وائل(هنا شعر بالقلق):- تمسك أكثر يا ميار وحاول أن تدفع نفسك للأعلى قبل أن يتفاقم الوضع
ميار(حاول ذلك لكن استحال ذلك):- أقول لك لقد تحجر ألا تفهم هففف …
وائل(آلمته يده التي لم تشفى إلا قليلا ويظهر أنها ستمرض مجددا):- آه …
ميار(انتبه لوجعه وزم شفتيه):- هل تؤلمك ذراعك ؟
وائل:- لا تهتم وساعدني لو سمحت …
ميار:- أفف الوضع لن ينجح هكذا وائل، عليك طلب المساعدة ..
وائل:- أكيد يلزم مساعدة وأنا من فطنتي جعلت رجالك يبحثون عنك بالجوار تفرقنا يا بعدي …
ميار:- وائل.. أنت تتألم لا تكابر يمكنك الانسحاب الآن أظن أن هذا قدري ..
وائل:- ههه لو لم أكن أعرف عنادك عن ظهر قلب لصدقت كلامك الآن ..
ميار(طأطأ رأسه):- أخبرهم أنني أحببتهم
وائل(رفض الإصغاء):- أخبرهم بنفسك لست سكرتيرا بدوام جزئي لدى حضرتك .. اسمعني سأبحث عن حبل أو أي شيء يساعد دقيقتين وأعود …
ميار(لمح إصراره وعقد حاجبيه):- والآن علي أن أكون مدينا بحياتي لهذاااا الشخص .. اللعنة
وائل(ابتعد وهو ينادي على الرجال لحين اصطدم بحكيم قد وصل هو ورجاله):- الحمدلله أنك أتيت حكيم ابحث عن أي حبل لديك بالسيارة والحق بي أنت والرجال
حكيم(شعر بالرعب):- ما به ميار ؟
وائل(بأسف):- غرق بمستنقع وحل ، والأدهى أنه من النوع المتحرك يعني …
حكيم(شهق بفزع):- يا إلهي …. بسرعة بسرعة هاتوا حبلا والحقوا بنا ، أين هو ؟
وائل:- تعال معي …
ركضا كليهما صوب موقع ميار الذي ما إن رأى حكيم حتى رفع يديه مرحبا ومهللا به في منظر مضحك لم يستطع حكيم أن يتمالك نفسه بل هدر في رجاله بعصبية أن يقوموا باللازم …
حكيم:- وتضحك لو محلك لبكيت ما الذي أوقعك في هذا المأزق ؟؟؟؟
ميار(أشار ناحية وائل):- تحديدا ذلك الذي يقف بجانبك
وائل(نظر لحكيم):- أكيد لن تصدقه ، ثم هو الذي أبى الإصغاء لي أقول له اليمين يصر على الشمال فانظر الآن إلى أين أودى بك الشمال يااااا عظيم
ميار(صغر عينيه فيه بلؤم):- سأتجمد هنا إن كنتم ستتصرفون خلصووووني …
حكيم(رفع المظلة وحاول أن يضعها فوق ميار):- أنت بعيد يلا يبقى استحمام بالوحل ، يقولون أنه مفيد للجسم هه
ميار:- حكيم لا تجعلني أدعو عليك ، أساسا أنت تقف بجرح مفتوح والأخ بيد مخلوعة إذن كلاكما لن يفيدني البركة في رجالي الحلوين ……
حكيم:- أنظر لناكر الجميل
وائل:- أنا أمعن النظر حتى
ميار:- بالمناسبة لما لم تحضرا معكما ذلك الجدار الذي يلتهم مطبخنا ليل نهار ويتباهى علينا بعضلاته ، كان أنقذني دفعة واحدة ولكنكم عديمي التفكير …
حكيم:- آخ نسينا لا تؤاخذنا حبيبي ميار غلطة ولن تتكرر …
وائل(بدعابة):- نيكست تايم براذر ههه
ميار(شتمه تحت أسنانه بغضب):- الرحمة يا ربي الرحمة ….
أحد الرجال:- أمسك الحبل سيدي ميار ..
ميار:- هات هات يا بني قبل أن أصبح تمثالا محنطا هنا ….
أمسك بالحبل وربطه على يده وذراعه وأخذ يبذل مجهودا للخروج من هناك ، وقد كان ذلك صعبا فالوحل أصبح متماسكا وكأنه ثبت جسم ميار بشكل عميق ، وهذا ما صعب الأمر على الأربع رجال الذين كانوا يجذبون الحبل بأقصى قوتهم ، انضم إليهم وائل بدون تفكير وأخذ يجر بيده السليمة ونظر إليه ميار وحكيم الذي انضم أيضا واستطاعوا بجهد جهيد أن يحركوه قليلا ، لكن ما لم يكن في الحسبان أن ذلك الضغط سيبتلعه أكثر … هذا ما أفزعهم وتبادلوا نظرات رعب لأنه إن لم يتصرفوا الآن سوف ينتهي ميار وسط الوحل ويموت ، بذلوا قصارى جهدهم في جره من هناك وارتفع قليلا قبل أن يهوي مجددا وكأن هنالك قوة تجره نحو الأسفل …
حكيم:- ساعدنا ميار وادفع بجسمك للأعلى
ميار(نظر إليه عميقا):- ربما هذه هي نهايتي يا ابن خالي …
حكيم(برفض):- لا تهذي على أمي يرحم والديك ، سوف تخرج وتبقى على قلبي مثل القدر المستعجل فلا تفرح لن أسمح لك أن تموت في الوحل
وائل:- أجل حتى ليس مشرفا لاسم الفهد البري
ميار(شعر بالكثير من خلال كلامهما):- معكما حق هه .. كنت أمزح آآآه يا ليتني أرى وجه البدر الآن فقط يا ليت ؟؟؟
جوزيت(صرخت بعلو صوتها):- ميااااااااااااااااااااااا ااااااااار …
ميرنا(بدورها):- واااااااااائل …. مياااااااااااااار …. حكييييييييم
ميار(فتح فمه هو وهم ورجاله والكون بأكمله لحظتها هههه):- يا ليتني طلبت التخلص من غضنفر وعصابته لكنت ارتحت ، هههه يا حبيبي
وائل(عرف أنها في المرتفع):- أكيد أبواب السماء كانت مفتوحة لحظتها هههه
حكيم:- آخ من هاتين البنتين لا تهمدااااان ، اجذبوا يا رجال هيا دفعة واحدة … واحد اثنان ثلاثة
ميرنا:- أترين شيئا ؟
جوزيت(بلهفة ورعب من الرعد أمسكت ذراع ميرنا):- لا أدري لا أرى شيئا ذلك السائق الأهوج أخبرنا أنهم ذهبوا من هذا الاتجاه
ميرنا(نظرت لجوزيت ورعبها وربتت على يدها):- لو لم تهدديه بمسدسكِ الذي أصبح أداة إكراه لحدد لنا المسكين موقعهم بدقة أكبر ، تت حسنا لا تخافي .. أ.. أنا هنا
جوزيت(هزت رأسها لميرنا مختبئة خلفها):- اهئ ففف قلبي يؤلمني أين هم أين ؟؟؟؟
ميرنا(بلهفة):- إنه صوت وائل لقد سمعته إنه يقول شيئا مااا
جوزيت:- دعيني أرى هاااا إنهم هناك تحت بالمنخفض بين الأشجار أكيد ههه ، إنه يخبرنا أنهم قادمون دعينا نعود لموقع السيارات فورا ..
ميرنا:- طيب تعالي .. لا تجزعي
جوزيت(راح كبرياؤها أدراج الرياح):- مؤسف أن أتمسك بكِ أنتِ ، لكن الرعد مرعب .. يا إلهي
ميرنا:- يا ربي أريد أن أعرف فقط كيف أصبحتِ ثعلبة القطب ؟
جوزيت(أغمضت عينيها بخوف):- لا تسألي .. لا تسألي اهئ ..
أخيرااااا استطاعوا إخراج نصفه وارتفع قليلا ، ضاعف قوة دفعه هذه المرة مساهما معهم في نجاح المهمة وذلك كان بفضل صوت حبيبتيه اللتين أبهجتا قلبه ساعتها ، وتكلل الإنقاذ بإخراجه من هناك كليا وأبعدوه عن تلك البقعة المقيتة واستلقى على الأرض يلهث هو وإياهم …
وائل(وضع يده على جنبه):- لم يكذب حكيم حين قال استحمام رملي
ميار(نظر إليه بامتنان وهو يتنهد بتعب):- شكرا لك على المساعدة
وائل:- اممم أظنك نزلت درجة من سلم الغرور .. يو ويلكم
حكيم(مد يده لميار وجعله يستقيم):- دعنا ننتقل للمرتفع فبنات الراجي سيخربون أم المكان علينا
وائل(أمسك يده وهو يتراجع من خلفهم وأغلق عينه حين نخزه عرق ما فيها):- تت …
حكيم(انتبه له لكنه لم يبرز ذلك):- ها يا ميار الحمدلله على سلامتك يا روحي ههه والله ووقعت بمستنقع وحل نكتة أي والله
ميار(نظر لحالته المريعة):- أحس بأنني أصبحت أنا المستنقع
حكيم:- جيد أنه محض تراب وماء وإلا لكنت قد أصبحت عجينة رخامية ههههههههههه
ميار:- كأنك ستأخذ وقتك في السخرية مني ؟
حكيم:- أوف كوووورس وهل هذه فارقة تحدث دومااااا
لكمه ميار بمزاح لذراعه وخرجوا من ذلك المنخفض وما إن رأوا الفتيات حتى شعر كل منهم بالبهجة تغمره ، وكانت أول من ركضت هي جوزيت ومع ضربة الرعد لم تعرف كيف حتى قطعت تلك الطريق ، طارت ووصلت إليه لترتمي في حضنه ويحملها بقوته وهو يدور بها تحت المطر …
جوزيت(تدك رأسها دكا في حضنه وتقبله بجنون):- ميار ميار أنت بخير حبيبي هاه لم يصبك شيء أخبرني أخبرني ؟؟؟؟؟
ميار(مسح على شعرها المبلل وهو يضمها إلى صدره بشغف):- حبيبتي أنا بخير اطمئني ..
جوزيت(ببكاء عانقته وهي تضع رأسه على كتفها هذه المرة):- يا روحي يا روحي خفت عليك أنا
ميار(عانقها وهو يبتسم بفرح):- سعدت لأنني رأيتكِ جوزتي الغالية …
رمى عينه لميرنا التي طأطأت رأسها للجانب الآخر وعرف أنها كانت تنظر إليهما ، توجهت صوب حكيم ووائل ولم يقدر كلاهما على الاقتراب أكثر ، فهي لا تستطيع أن تعبر على مشاعرها علنا الآن ، لذلك ابتسمت لوائل في حين تزحزح حكيم كي يجمع شتات أنفاسه الهادرة ولا يرى شيئا يؤلمه أكثر ..
وائل:- نحن بخير أنقذناه من مستنقع وحل
ميرنا(عضت شفتيها وغالبها الضحك):- مَن ميااااار هه غير معقول ؟
ميار(جذب جوزيت في حضنه جانبيا وتقدم نحوهم):- بلى ألا ترين الدليل ؟؟
جوزيت:- أين ذلك المستنقع يجب أن نردمه الآن
ميار:- ليس الآن لقد تعبنا ، غدا سأبعث الرجال ليقوموا باللازم تحسبا لوقوع نفس المطب مع غيري ، يعني أنا ووجدت وائل بالقرب
جوزيت:- أنت أنقذته ؟
وائل:- يعني ..
ميار:- بلى هو من عاد لأجلي وهذا يعني أنني مدين له بحياتي
وائل:- نقطة لي
حكيم:- بصراحة وائل يقوم بعمليات إنقاذ شاملة ولكن في الخفاء ، لا يحب الامتنان اكتشفت ذلك
وائل:- أوك سأصاب بالجزع الآن هل تنوون قتلي الليلة أنت وهو ، ما هذا اللطف ؟
ميرنا(تأبطت ذراعه):- أنا أعرف كيف أشعلهما ولا يهمك ههه ..
حكيم(زفر عميقا وتوجه للسيارة من حركتها):- دعونا نذهب والله أشعر أن قطرات المطر تضرب رأسي ولا تسقط عليه ..
جوزيت(نظرت لحالهم المبلل جميعا):- تبهدلنا وليس تبللنا …
ميار(دفعها لحضنه وهو يرمق ميرنا بطرف عين):- صح ..
ميرنا(ركبت بجانب وائل في الخلف وحكيم بالمقدمة والسائق):- هيا بنا ..
ميار(مر بجانب نافذتها وغمزها بخفة قبل أن يبتسم ويركب بالسيارة خلفها):- هه ..
ميرنا(شعرت بالدم يثور فيها ذلك الرجل غير مفهوووم غير مفهووووم):- أستغفر الله …
وائل(أمسك يدها وقبلها):- لما أتيتِ يا مجنونة ؟
ميرنا:- خفت عليك .. كما … احم
حكيم(سمعهما طبعا):- خذنا للبيت لو تعطفت يا أخي السائق قد اختنقنااااااااااا …
أما بالسيارة الثانية فقد استلقت على حضنه متشبثة به وهي تنتحب وتبكي وتحكي له كيف خافت مع هذا الرعد المرعب ، وهي ما زالت تروي انتفضت من صاعقة قوية واستكانت بوجهها في عنقه ، فتحت عينيها وهي تغالب شوقها إليه ولم تستطع القيام بشيء وهي تمد شفتيها بهدوء مقبلة رقبته بمزيج من الشغف واللهفة ..
ميار(أغمض عينيه تعبا من قبلتها):- جوزي .. توقفي
جوزيت(امتصت بلل المطر المتساقط من شعره على رقبته ونظرت إليه بعيون ذائبة):- أحبك
ميار(نظر للسائق وللطريق وللمطر وعضعض شفتيه قبل أن يلامس شفتها بإصبعه):- مجنونتي أنتِ
جوزيت:- شعرت بك والله شعرت أن مكروها أصابك ، لذلك كان من المستحيل البقاء هناك وأنتظر مثل العجائز
ميار:- يا عمري لكن مرة ثانية لا تتهوري ، أخاف من أن يصيبكِ مكروه لا سمح الله
جوزيت(دكت رأسها بعنقه مجددا):- الحمدلله على سلامتك حبيبي ..
مسح على شعرها وهو يزفر بعمق ويستذكر ما حدث معه وهو يشاهد الطريق حولهما ، قد كاد يموت لو أن وائل لم يعثر عليه يعني فعلا فعلا هو مدين له بحياته ، وهذا ما جعل ألما يستوطن قلبه فهو ممكن أن يكون ممتنا لأي شخص في هذه الحياة ، إلا وائل رشوان إلا وائل رشوااااااااااان …..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-17, 02:14 AM   #585

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

وصلوا أخيرا للقصر آمنين من تلك المغامرة التي كان سببها مطب نادر ، والذي استقبلهم بحفاوة وهو مسرور بسلامتهم ، عكس كاظم الذي وقف خلف ميرنا وجوزيت وأمسكهما من ذراعيهما بشكل مضحك جعل الكل يبتسم من منظر التوبيخ
كاظم:- هذه المرة سأحترم عمركما منكِ لها ، المرة المقبلة سيحدث فيها ما هو أدهى أتريان تلك الثريا بالمطبخ والأخرى هناك بالصالون ستتقابلان فيها يا عمري منكِ لها وأنتما معلقتان في الهواء ، ولا تحسبا أن الأسُود خاصتكما سيهبون للإنقاذ لالالا أنا سأحمل بندقيتي وأجلس بالنصف ها هنا لو اقترب أحد فرقعت جبهته ، مفهوووووووووووووم ؟؟؟؟
ميرنا(نظرت لجوزيت مبتسمة ورفعت يدها بإشارة تحية الشرطة):- علم وسينفذ سيد كاظم
كاظم(التفت لجوزيت):- وأنتِ يختي لا تحسبي أنكِ ثعلبة القطب ستفلتين مني ، قولي علم ؟
جوزيت(حركت رأسها بهبل):- علم لكنني لا أعدك بالتزام الأدب …هههه ميار تعال لنغير ثيابنا يجب عليك أخذ حمام فوري يا إلهي
ميار:- اممم اممم قوليها أبدو مثل الدب المتشرد
جوزيت(همست له وهي تمسكه من يده):- طرزاني أنا ههه
ميرنا(لحقتهما وهي تزفر):- أين ميسون ؟
كاظم(توجه صوب المطبخ):- ذكرتني سأطمئن على وجبتي
ناريانا:- راحت عليك ههه ، هي مع نزار يا ميرنا بالمطبخ ولورين جوارهم قالت أنها ستعد وجبة العشاء رفقته
حكيم(صعد هو الآخر):- ما هذا التقدم ؟
وائل(توجه لنادر الذي ابتسم له):- صديقي
نادر:- آه يا ولول رؤيتك ردت لي الروح صدقا كنت قلقا حين عرفت بما حصل مع ميار ، يعني ضياعه وما شابه ذلك خشيت أن أكون السبب بالمشكلة
وائل:- إنه مطب عابر لننسى الموضوع أفضل ، سأصعد أيضا لأغير ثيابي المطر أخذ منا كفايته اليوم
ناريانا:- والله معك حق ههه …
وائل(نظر لنادر ولناريانا وابتسم وهو ينسحب):- خذا راحتكما …
ناريانا(لوت خصلتها وهي تنظر بشرود لنادر):- هل نجلس بقرب المدفئة ؟
نادر(اهتزت حنجرته):- أخبرني وائل أنكِ من ألح لأجل البحث عني
ناريانا:- ياااه لقد بالغ أكيد أنا أخبرته بمخاوفي فقط ، خصوصا والجو سيء ضروري أن أتكلم
نادر:- ناريانا …
ناريانا(عيون ناريانا وقلب ناريانا حس بي ما بك هكذا نطح حجر ثلالالالالالاجة):- يا نعم ؟
نادر(فتح فمه لينطق وقاطعه حضور كاظم مطرودا وخلفه نزار بالعصا الخشبية):- لا شيء ..
كاظم:- والله أيها العجوز الهرم لي حساب معك ، أتحسب أن المطبخ مطبخ أهلك هففف فقط لأن برتقالية الشعر طلبت مني المغادرة وإلا لكنت وضعتك بالفرن وارتحت منك … هممم شغلوا هذا التلفاز دعونا نشاهد مباراة ما ما هذا الملل …
نادر(عدل جلسته ورمقها وقد اغتاظت من حضور كاظم لكن ليس باليد حيلة):- تفضل ….
في غرفة ميار وجوزيت
هنا كانت تساعده في الحمام على نزع ثيابه الملوثة بالوحل ، وهو كان يلامس شعرها برقة جذابة فهي تبدو مذهلة بالشعر المبلل وهذا ما يجعله يحن لأشياء عميقة بقلبه ، أزالت قميصه ورمته على الأرض ولامست صدره وهي تجره تحت صنبور الماء
جوزيت:- الآن ستصبح ميارا جديدا ههههه ..
ميار:- كأنكِ استلمتني بدوركِ ، يكفيني ابن عمكِ الذي أخذها نكتة علي
جوزيت(فتحت رباط فستانها من الأمام وأنزلته لتدخل رفقته تحت الماء):- ماذا كنت تقول ؟
ميار(رمق يديها وهي تسبح على صدره تحت الماء):- من تحدث أصلا
جوزيت(دفعته إليها وهي تمسح على شعره وشفتيها تناديان شفتيه):- إن التهمتهما كما أريد لك عندي مفاجأة ؟
ميار:- ههه تعلمين أنني لا أحب المفاجآت
جوزيت:- غريب أنت أساسا رجل المفاجآت ..
ميار(طوقها من خصرها ودفعها إليه):- ما المفاجأة ؟
جوزيت(رفعت حاجبها بلؤم):- ليس قبل أن …..
لم تتمم جملتها فقد كان الجو رومانسيا مغريا جذابا لأن يلتهمهما دون مفاجأة حتى ، ذابت في سحر قبلاته التي تمادت لتنهيدات عميقة وتأوهات تحت وقع الماء جعلتها تنسى مخاوفها من الرعد ، وجعلته يمتص منها كلما يلهب الحياة في جوف القلب …..
يا جماعة أرى أن نتوجه للغرفة المجاورة عسانا نرى ما يشغل البال ونخلي الحبايب ع راحتهم
أما بالغرفة الأخرى
فقد خرجت من حمامها وهي تجفف شعرها بعد أن ارتدت ثيابا جافة بنطلون وقميص ، تنهدت بأريحية ، فقد بلغ منها القلق ذلك اليوم الشيء الكثير ، كله ابتدأ بحضور ميسون يا حبيبتي يظهر لي أن قدمكِ قدم سعد بدخولك بحضور المصائب ههه ، لكن لما التشاؤم تعودنا على آفاتكن يا بنات الراجي ^^
ميرنا(أطفأت المجفف ووضعته على جنب):- هل هناك أحد ؟
حكيم(طرق الباب مرة أخرى):- ميرنا هذا أنا ..
ميرنا(توجهت وفتحت الباب له):- عذرا أقفلتها كنت بالحمام و ..
حكيم(غير ثيابه أيضا):- لا بأس لن أدخل ، فقط أردت أن أخبركِ أنني اتصلت بالبيت عمتي سماح وأولاد سلوى وصلوا اليوم وسوف يتوجهون غدا لبيت ميرا لأجل تحضيرات الزفاف ، تعلمين لم يتبقى سوى أيام بسيطة
ميرنا:- جيد ميرا ستفرح بهم أكيد هه ، هذا إن لم تجلطها عمتك سماح وتعيدها لميرا الغاضبة
حكيم:- من يدري ، خسارة لن نكون معهم بالزفاف
ميرنا:- أكنت ترغب بالحضور ؟
حكيم:- طبعا تلك سمر وهي تستحق رجلا ليقف بجوارها في يوم كهذاااا … على العموم هذا هو النصيب لا شيء بأيدينا لنفعله
ميرنا(شعرت بنبرة حزنه):- ما الذي يقلقك غير هذا ؟
حكيم(نظر إليها مليا واندفع للداخل):- أغلقي الباب وتعالي ..
ميرنا(بتوجس دفعت الباب قليلا ولحقته):- ماذا هناك ؟
حكيم(اتكأ على الحائط وبتوجس):- نور … قبل عدة أيام تعرض محلها لهجوم عشوائي
ميرنا(شهقت بفزع ووضعت يديها على فمها بتلقائية):- يا إلهي … وبعد ؟
حكيم:- وصلها تهديد من النوع الذي كان يصلكِ ويصل إياد أيضا ، هي لجأت إلى طلال ورامز وبالنسبة لهذا الأخير لم يقدم ولم يؤخر لأن الفاعل مجهول ، أما طلال فقد أخبرني على الفور وجعلته يزيح فكرة عصابة الفهد البري من عقلها … لكن ما حصل اليوم كان فوق المتوقع
ميرنا(اقتربت منه خطوة):- ماذا حصل اليوم ؟
حكيم:- حاول أحدهم الاعتداء عليها بالسلاح الأبيض …
ميرنا(هنا شعرت بالدوار):- أختي … هل هل حصل لها شيء هل هي بخير ليست بالمشفى صح ؟
حكيم(مسح على ذراعيها وأمسك وجهها بين يديه):- هشش اهدئي لا تجعليني أندم لأنني أخبركِ ميرنا ، نور على خير ما يرام تدخل فؤاد رشوان في الوقت المناسب
ميرنا(وجعها رأسها فجأة وشعرت بالدوار):- تمام تمام بروية احكي لي ماذا حصل ؟؟
حكيم(أغمض عينيه وهو يرى الوجع يسري بعيونها ودفعها لحضنه):- عصفورتي اهدئي ، لن يحصل أي شيء لهم وأنا متأكد أن من هاجمها ليس من عصابة غضنفر .. متأكد من ذلك
ميرنا(سكنت بحضنه وهي تشعر بالضعف):- مرام كادت تفقد حياتها بسببهم والآن نور ، الدور المرة القادمة على من هاااا حتى أنا نفذت عدة مرات لكن إلى متى أخبرني إلى متى ؟؟؟؟؟
حكيم:- ميرناااا ميرنااااااااا أنظري إلي أنا معكِ بجواركِ ولن أسمح بأن يصيبكِ خدش واحد ..
ميرنا(أحست بالضياع وهي تبكي قبالته):- ولكن .. ها أنت هنا تحميني لكن من سيحمي عائلتنا ؟
حكيم(رمى بها في حضنه مجددا ليمتص ذلك الخوف منها):- ربي معنا
ميرنا(شهقت بخوف عليهم):- إن فقدنا أحدهم أبدا أبدا لن أسامح نفسي … ليتني سلمت نفسي لذلك الوحش وانتهى الأمر
حكيم:- إيااااااكِ وأن تتفوهي بهذا الجنون ميرنا ، حتى لو فعلتِ ذلك ستكونين قد سلمتِ نفسكِ للموت وجعلتِ تضحية كل واحد فينا تذهب هباء منثورا … ثم أتعتقدين أنكِ باستسلامكِ هذا ستجعلينه يكف عما يفعله إنه يريد أن يقتص منا جميعا واحدا بواحد لأنه يكره عائلاتنا بشكل مريض ..
ميرنا(بتعب أحنت رأسها على كتفه):- لا أريد أن أفكر بكل هذااااا ، تعبت تعبت ..
حكيم(قبل شعرها وهو يمسح على كتفيها بحنان):- تمام ميرنا لننس ما حصل حبيبتي همم ؟
ميسون(دفعت الباب ودخلت لتجدهما متعانقين):- بابا .. ميرنا
ميرنا(ارتعشت مجددا من صوتها الذي يفعل بها العجائب):- هه تعالي هنا
ميسون(ارتفعت في حضن حكيم الذي رفعها إليه):- أنا سعيدة
ميرنا(لاعبت خدها اللطيف):- والسبب ؟
ميسون(قبلت وجنة حكيم ومدت يدها لخد ميرنا كي تقربه منها وقبلته وجعلتها تعانق حكيم مجددا):- لأنني مع من أحبهما كثيرا كثيرا بابا وماما التي بخيالي … هههه
حكيم(ارتعشت حدقتيه وهو يرى الابتسامة متبادلة بينهما وشعر بالأسف لأنه غير قادر على جمعهما):- ماما التي بخيالك ههه لا علم لي عن هذه القصة ؟
ميرنا:- اهاااه كي تعرف أنت فقط فهذا سر بيننا نحن الاثنتين
ميسون:- وبابا يعرف أصبحنا ثلاثة فقط ..
حكيم:- يا عيني ، تشكرات لأنكم أشركتموني بهذا السر العظيم ..
ميسون(عانقتهما بحرارة وهي تضحك):- لقد بعثتني لورينا لكي ننزل ونتعشى ، لقد حضرت الكثير من الوجبات إنها بارعة في المطبخ وغلبت العم نزار
ميرنا:- أكيد هو متذمر من ذلك لأنها استعمرت مطبخه
حكيم:- أتخيل هذا ، طيب حمامتي لما لا نسبق ميرنا فهي ما زالت توضب نفسها
ميسون(قبلت وجنة ميرنا مجددا والتصقت بعنقه):- حاضر ..
ميرنا(لوحت لهما ووجدت أن هنالك شخصا جاثما عند الباب يتفرج على هذا الجمع الغريب):- وائل
وائل(نظر مباشرة لحكيم الذي ابتسم بمكر وهو يغادر بميسون):- اممم …
ميرنا(فركت يديها وأشارت له كي يدخل):- أحم .. لما لم تدخل ؟
وائل(دخل وأقفل الباب بعده بإحكام):- وأكسر لحظاتكِ الحميمية معهما ، لن أفعل
ميرنا(مشطت شعرها ورمشت):- ما قصدك ؟
وائل(نفض قميصه بقوة وجلس على طرف سريرها):- أرى أنكِ تأقلمتِ كثيرا مع ميسون ، أتعجب فقط كيف للعلاقة بينكما أن تتطور في غضون ساعات وأنتما تلتقيان لأول مرة اليوم ؟
ميرنا(وضعت ملمع شفاهها وهي تتهرب بعينيها من عينيه):- إنها ابنة حكيم يعني شخص قريب مني ،ثم أحبَّتني وأحببتها ألديك مانع ؟
وائل:- وأنا أحببتها ، لكنني مستغرب فعلاقتكِ معها كأنكِ ..كأنكِ ….
ميرنا(وضعت الملمع واستدارت إليه):- كأنني ماذااا قلها يا وائل
وائل:- أنا واضح جداااا ميرنا ، أنا أشعر وكأنها تعني لكِ أكثر من كونها ابنة حكيم … حتى مع لورينا هي لا تتصرف على هذا النحو بعكسكِ أنتِ
ميرنا:- وهل تغار من علاقتي بطفلة يا وائل ؟
وائل:- ليس منها بل من أبيها ، أخشى أن يستغل الموقف للتقرب منكِ وهذا ما لا يسعني تحمله
ميرنا(أحنت كتفيها بتعب وتوجهت إليه):- وائل حبيبي ، لا داعي لمخاوفك كل شيء بات تحت السيطرة هممم
وائل(نهض ورماها بحضنه بهدووووء بطيء):- لو فقدتكِ هذه المرة سوف لن أكون بخير ..
ميرنا(قبَّلت لحيته وهي تبتسم):- ميرنا تشعر بالجوع أينفع لو نكمل حديثنا بعد أن أشبع بطني ؟
وائل:- آخخ منكِ أمام بطنكِ تتنازلين عن أسرار الدولة حتى
ميرنا(أمسكته من يده وجذبته خلفها):- ليس لتلك الدرجة
وائل(استوقفها حين مسح على خصلاتها المجففة بشكل خفيف جعلها تبدو مذهلة):- ميرنا
ميرنا(ارتعشت بلهفة وهي تنظر لعينيه اللامعة):- وائل .. ما الأمر ؟
وائل(رفعت يدها لفكه وقبَّلها وعيونه في عينيها):- أحبكِ ..
ميرنا(مسحت على خده بحنان ولاعبته بإصبعها):- وأنا ..
وائل(ابتسم وأشار لها):- تعالي يا أيتها الجائعة قبل أن تأكليني دعيني أضعكِ بعهدة العم نزار
ميرنا(أمسكت يده وخرجت معه):- ههه خيرا تفعل ..

في الوطن
كانت تنظر إليه وهي تفرك يديها بخجل بينما عيناها انتقلت نحو معاد الذي كان جالسا بجوار عبد المالك ، أما زياد فقد كان مقابلهما على الكنبة الأخرى فحتى إياد أتى للمطبخ كي يناديها لتجلس معهم وتقدم اللازم لضيافتهم ..
كوثر(مسحت يديها بالمنديل الورقي):- يداي تتعرقان بفعل التوتر
إياد:- له يا كوثر اجمدي يا بنتي وكوني قوية ..
كوثر:- عن أي قوة تتحدث ، أبي جاثم كالأصنام ومعاد يحاول تلطيف الجو منذ وصول زياد .. أما هذا الأخير حبيبي المسكين فلا يدري كيف سيقنع بابا ويجعله يوافق
إياد(أخذ يضع الكؤوس بالصينية):- اسمعيني جيدا ما أعرفه أن الأمر لن يكون سهلا ، متوقع وجدا أن تفشل المحاولة الليلة لكننا لن نيأس ولهذا دعينا نجلس معهم ونواجه الأمر
كوثر(انتفضت بقوة ممسكة الصينية منه):- يا ريت ميرنا ووصال معي اليوم كنت صرت أقوى
إياد(صغر عينيه فيها):- الله ياخذني على صداقتك الفاشلة يا فاشلة ، امشي فورااااا
كوثر(اندفعت أمامه وهي ممسكة بالصينية وتنظر لفستانها الأنيق ولترتيبه بحرج):- أهلا بكم نورتم بابا تفضل قهوتك
عبد المالك(أخذها منها بدون نفس):- هممم ..
كوثر(لمحت غضبه وتوجهت لمعاد):- أخي معاد تفضل أيضا
معاد:- مشكورة يا كوثر
كوثر(أشارت له بعينيها أن يضغط عليه وهز رأسه بإيجاب):- احم .. زياد خذ
زياد(ابتسم لها وهو يأخذ فنجانه منها):- اجلسي كوثر أرغب بأن أتحدث وأنتِ معنا …
إياد(أخذ فنجانه أيضا):- على بركة الله
زياد(وضع الفنجان على الطاولة ونظر لعبد المالك):- عمي عبد المالك بدون أن نطيل في أمر تعرفه جيدا ، أنا وكوثر نريد أن نكمل بقية حياتنا مع بعضنا البعض ، بالمختصر نريد أن نتزوج ونحتاج لموافقتك عمي
معاد(نظر لصمت عبد المالك الذي كان يرتشف من قهوته بهدوء):- يعني أحم .. يا زياد سنتحدث على المكشوف وبدون إحراج ، حضرتك شخص متزوج من قريبته التي تعيش معه في نفس البيت ، أي نعم تفهمنا أن زواجك بها كان بالغصب ولكنه تم وهي زوجتك على اسمك الآن … لذلك مخاوف العم عبد المالك حيال اقترانك بكوثر وجعلها الزوجة الثانية هذا كله سيجعل الكفة تميل في بعض الأحيان لفائدة الأخرى
زياد:- عذراا سأقاطع كلامك لكنك الآن تقفل الباب في وجه الأمل الذي نحاول خلقه لزواجنا ، عليك أن تعطينا فرصة وليس أن تحكم على الأمور هكذا بسطحية .. أتفق معك في هذه المخاوف وأنا أعي تماما ما أنا مقدم عليه ، زواجي بحياة تم على اتفاق لأجل أن تتمم دراستها ولكي أوقف النزاع ضمن عائلتي ،اتفقت معها على وقت معين وبعدها كل منا سيذهب لحاله ومنذ البداية وقبل حتى أن أرتبط بها وهي تعلم أنني أحب كوثر وهي المرأة التي أريدها زوجة وأما لأولادي .. بمعنى أن زواجي بكوثر الآن سيكون هو الزواج الحقيقي بغض النظر عن زواجي بحياة التي ستبقى في حالها ونحن في حالنا
إياد:- وتحت سقف واحد ؟؟؟ أكيد ستكون هنالك مشاكل يا زياد لا يسعك ضمان عكس ذلك
زياد:- أقر بهذا أنا لست مخولا بالحكم على القادم لأنني لا أضمن ما قد تجلبه الأيام ، لكنني أضمن لكم قناعاتي ومشاعري وحياة ليس لها الحق في الاعتراض ، فزواجنا متفق عليه لأجل مسمى وزواجي بكوثر عليها أن ترضخ له لأنه الواقع
كوثر(زفرت وهي تنظر لجمود عبد المالك الذي لم يحرك ساكنا):- أنا أرغب بالمغامرة معه بابا ، ألن تقول شيئا ؟
عبد المالك(زفر عميقا ووضع الفنجان على الطاولة ، شبك يديه ونظر لزياد مقابله=):- أنت تعلم أنه كانت لديك معزة خاصة بقلبي منذ أن دخلت بيتي ، حاورتك وكلمتك وعرفت معدنك الحق ولا يسعني أن أنكر رجولتك يا زياد … ولكن ابنتي كوثر هي الوحيدة التي أملكها في هذه الحياة ولست مستعدا أن أعرض مستقبلها للآلام أو للطلاق لا سمح الله …. إن كنتم بحاجة لموافقتي فموافقتي هذه ستتم بشرط واحد
زياد(بلهفة):- ما هو ؟
عبد المالك:- تطلق زوجتك طالما تقول أنه تم على اتفاق ، طلقها وتزوج بابنتي يا هكذا يا انتظر حتى ينتهي اتفاقك معها وتعال وستجدني مستقبلا إياك بحفاوة وصدر رحب
زياد:- لا يمكنني تطليقها الآن لقد وعدتها ، ثم أهلنا لن يسكتوا على هذا لو تم الطلاق قد تتعرض البنت لمساءلة تحت تفكيرهم الرجعي قد تصبح ضحيتهم .. وهذا ما لن أوافق عليه
معاد(نظر لكوثر التي استجدته بعينيها):- عمي عبد المالك كأنك تطيل عليهما هكذاااا ؟
عبد المالك:- والله أنا أحاول إيجاد حل وسط
زياد:- هذا الحل لا يناسبني
عبد المالك:-تمام ، يتبقى حل أخير… تعيشون معي هنا ببيتي ..
كوثر(رمقت رفض زياد):- ولكن بابا .. أنا أريد أن أعيش مع زياد في شقته
زياد:- وأنا أريد لزوجتي أن تكون معي بشقتي ، لست مستعدا لأعيش ببيت أبيها وأستسمح على كلامي لكنني أريد الاستقلال بحياتي وهذا من بعد إذنك
عبد المالك(ببرودة):- إذن طلبك مرفوض .. آنست وشرفت
كوثر(دمعت عيناها ونظرت لهم وقد انتفضوا جميعا من محلاتهم):- بابا …. أنا أرغب بالزواج منه
عبد المالك(نظر إليها مليا):- يعني أنتِ ستتجاوزين أمري ورفضي وتريدين الزواج منه ؟؟؟؟
كوثر(اقتربت من زياد وأمسكت يده):- أجل لو ترتب ذلك سأتجاوزه لأنك لا تتفهمني بابا فسعادتي معه وحده ،وأنا مستعدة لكل النتائج
زياد:- وأنا لن أخذلكِ لن أجعل الدمع يزور مقلتيكِ …
عبد المالك(بعد صمت مربك):- أترين ذلك الباب هناك ، أخرجي منه ولا تعودي إلى هنا إن كنتِ ستتجاوزين أمري يا كوثر الهلالي ؟
معاد(بفزع مثلهم):- أستاذ عبد المالك ما هذا الذي تقوله إنها وحيدتك ؟
إياد(برفض وخوف عليها):- أجل يا عمي ثم هما هكذا كالعصفورين الشريدين لو توافق وتريحنا جميعا ، الولد يريد البنت والبنت تريد الولد ونحن نريد الراحة هااااه ؟
عبد المالك:- القرار بيدكِ كوثر ؟
كوثر(شبكت يدها في يد زياد):- وأنا قررت فعلا ..
إياد(اقترب منها هامسا):- بنت لا تتهوري سنقنعه بأي طريقة أخرى ما زلنا في البداية
زياد:- كوثر حبيبتي .. لا بأس
كوثر(رفعت ذقنها بإباء ونظرت لأبيها):- سأتزوجه …
عبد المالك(رفع حاجبه بمرارة ومط شفتيه بجمود):- خذي كل أغراضكِ التي تحتاجينها من غرفتك ، لا أريد أن أراكِ مرة أخرى هاااا وشيء آخر حين تصبحين في الشارع لا تطرقي هذا الباب ، لم يعد لكِ أب من بعد اليوم ……..
قالها بمرارة وغبن لازماه حتى وهو يتحرك صوب مكتبه الذي دلفه وأغلقه خلفه ليجلس على كنبته ويعقد حاجبيه بخزي وجرح من وحيدته ، التي انهارت بكاء وركضت صوب غرفتها .. لحقها زياد تلك اللحظة بعد إشارة من معاد وإياد اللذين لم يجدا في اليد حيلة لفك هذا النزاع ، العم عبد المالك لن يوافق على هذا الزواج وكوثر مصرة وزياد متشبث بها والمشاكل تقول مرحبا بالأحباب ….
زياد(رد الباب وانحنى إليها وهي تهتز بكاء فوق سريرها):- كوثري ..
كوثر(نظرت إليه بغبن):- بابا ..لن يسامحني
زياد:- بلى سيفعل أصلا هو غاضب علينا الآن ، لكن يوم زفافنا سيكون حاضرا بيننا وهو الذي سيهديني حبيبتي ويسير بها في الممر متقدمة نحوي بفستان الزفاف الذي ستختارينه على ذوقكِ يا روعتي أنتِ … ستسحرينني يا ذات العينين الزرقاء ألستِ متحمسة ؟
كوثر(مسحت دموعها وعانقته):- متحمسة .. ولكن ؟
زياد(قبل وجنتها وهو يمسح على شعرها):- حبيبتي لن أجعلكِ تذرفين الدموع ، هذا وعد مني سأجعلكِ أسعد امرأة في الدنيا .. أي نعم ستمر علاقتنا ببعض العراقيل لكنها ستمضي يا حلوتي ستمضي
كوثر:- حقا ؟
زياد:- حقا يا مدللتي .. والآن انهضي واغسلي وجهكِ واجمعي أغراضكِ ستذهبين لبيت الراجي
كوثر:- أساسا ليس لدي مكان لأبقى فيه ، سآخذ غرفة ميرنا ههه
زياد:- وهي لن تعترض ، فيما بعد سنلتقي على رواق وتكون الخالة عواطف موجودة لكي نتكلم في أمور الزفاف سأجعله أجمل زفاف من أجلكِ
كوثر(ابتسمت وعانقته مجددا):- أحبك أنا ..
زياد:- وأنا أحبكِ .. ياااااااا بهجة قلبي
كان صعبا عليه أن يترك فلذة كبده تغادر بيته وهو غاضب عليها ، لكنه دفعها لذلك كي تحقق مبتغاها في قرارة نفسه يريدها أن تكون سعيدة ويعلم أن سعادتها سوف تكون مع زياد ، لكنه خائف من عواقب هذه المغامرة التي سوف تأتي بوابل من العذاب والوجع …. من جهة فكر في أن ابنته لن ترضخ عن قرارها فهي عنيدة ومدلهة في عشق زياد ، ومن جهة خشي أن تقع في المحظور من فرط هذا الحب رغما عنها ، ولذلك كان الحل أن يدفعها للزواج به وتنفيذ قرارها حتى وإن كان غير موافق عليه ، فهكذا أسلم له من أن يبقيها أسيرة لديه وحبيسة قوانينه الصارمة التي لم تعهدها من قبل … زفر عميقا وهو ينظر إليها جانبيا لم يستطع إلا أن يوليها ظهره بدون ولا كلمة ، أما هي فسحبت حقيبتها خلفها وأعطتها لزياد الذي انسحب خارجا هو والبقية
كوثر(اقتربت منه وهي ترتجف ببكاء):- أبي
عبد المالك(اهتزت حدقتيه بدموع ورفع يده ليوقفها):- اذهبي يا كوثر ..
كوثر(تقدمت نحوه ووضعت رأسها على كتفه متشبثة بذراعيه):- أحبك أبي ، لكن هذه حياتي وأنا اخترت أن أعيشها كما أريد ، لم أعصى أمرك والله بابا ولكنني أحبه وأظنك تعرف ما معنى الحب وإلا ما كنت صبرت على بعد خالتي عواطف كل هاته السنوات .. أنا ذاهبة إليها وسأخرج عروسا من بيتها هي أمي التي وجدتها في الوقت الذي كنت أتعرف فيه على قيمة الأم التي تخلت عني ، أنت لن تخذلني يوم زفافي صحيح ، ستصطحبني لزوجي مثلما كنا نحلم دوما حتى أنني سأتعلم الطبخ ببيت الراجي لهذا السبب أتصدق هه ، بابا بابااااا رد علي
عبد المالك(كفكف دمعه بيده واستدار إليها):- كوثر .. اذهبي والحقي بقرارك قد خرجتِ من بيتي وفات الأوان
كوثر(بجزع من جملته الكاسرة أخذت تحدق فيه):- بابا … لا تفعل هذا أرجووووك
عبد المالك(هدر فيها بعصبية وهو يشير ناحية الباب):- أخرجي من بيتي … فورااااااااا
كوثر(انتفضت من صراخه وطأطأت رأسها):- ما حسبت أنك ستعارضني ، ظننت أنك ستقف جوار ابنتك ولكنك تتخلى عني مثلما تخلت عنا ماما منذ زمن بعيد … هل علي أن أعيش هذا التخلي طوال عمري هاه ؟
عبد المالك:- للأسف ، أنتِ الآن أثبتِ أنكِ ابنتها …. أنتِ من يتخلى اليوم يا كوثر
لم يضف حرفا بل تحشرج صوته بألم وولى ظهره مجددا بحزم ، في حين اهتزت هي متقدمة بخطى كسيرة نحو الباب ، نظرت إليه نظرة أخيرة وخرجت بعد أن أغلقتها بصوت ارتج بقلبه وقلبها وكأن روحهما انتزعت من محلها … بلهفة الأب استدار ناحية الباب وهرول ليلحق بها وأمسك بالمقبض لكن قرارها حال دون ذلك ، أما هي فقد رمت بنفسها على الباب وهي تبكي بحرقة وألم ، لم ينتشلها منها سوى حضن صديقها إياد والذي جعله زياد يدعمها تلك اللحظة ، فهو الوحيد الذي سيتفهم ألمها بشكل أعمق منه ….. دقائق وجع وها هي ذي بين ربوع بيت الراجي …
عواطف:- اشربي هذه الحبة سوف ترتاحين ..
كوثر(نظرت لغرفة ميرنا ولسريرها الذي كانت تنام عليه):- أحتاج إليها خالتي عواطف ، ليتها هنا لتضمني لصدرها وأتذمر لها بشأن بابا .. ليت ميرنا هنا
عواطف(بدموع):- يا قلبي أنا معكِ يا روح أمكِ عواطف ، لا تبكي قد مزقتِ وتين قلبي عليكِ .. اسمعيني يا روحي أنا سأذهب إلى أبيكِ مرة واثنتان وثلاث إلى أن يوافق وصدقيني أعدكِ وعد شرف أنه سيأتي لزفافكِ وسوف تتأبطين ذراعه ويأخذكِ لزوجك ….
كوثر:- أحقا يا خالتي عواطف ؟
عواطف(مسحت دموع كوثر بالمنديل وحتى أنفها):- هيا يا هبلة بناتي لا تبكين هممم ، امسحي تلك الدموع فأنتِ ستصبحين عروسا عما قريب أترغبين بأن تكوني عروسا بشعة بهالات سوداء أيضا ؟
كوثر(بفزع انتفضت وهي تتحسس وجهها):- لالالا سوف لن يحصل ذلك هه ..
عواطف:- هههه إذن اهتمي بنفسكِ وأكلكِ وشربكِ وصحتكِ ودعي أبوكِ علي ، إن شاء الله لو اضطررت لأخَيِّره بيني وبين هذه الموافقة سوف أفعل
كوثر(تأثرت بكلامها):- تفعلين ذلك لأجلي ، هه فعلا أنتِ أمي ليتكِ كنتِ كذلك
عواطف(عانقتها):- أنا كذلك ولمن سأجهز أحلى زفاف طبعا لابنتي حبيبتي ، ستخرجين من بيتي أحلى عروس وسوف أسلمكِ لزوجكِ أيضا بوابل من الدعوات والأماني …
كوثر:- افف أنا لن أقيم زفافا إلا بحضور ميرنا ولذلك علي أن أتصل بها
عواطف:- طبعا افعلي لكن لحين ننضم الأمور مع زياد ، هو لم يفاتح حياة بعد بالموضوع صح ؟
كوثر(بتوجس):- صح .. وعدني أنه سيكلمها في أقرب وقت
عواطف:- إذن لعله خير .. هيا تصبحين على خير وغدا لنا حديث ..
كوثر:- آي لو تراني ميرنا بغرفتها ستجلط ههه ، يلا غدا سأستفزها هه تصبحين ع خير خالة
عواطف:- ههه وأنتِ من أهل الخير حبيبتي …
تركتها بين أحضان غرفة صديقتها الحبيبة التي كانت بحاجتها صدقا بجوارها ، لكن أحيانا قد نجد ونيسا من نوع آخر فسرعان ما هجمت عليها نور بصحن فشار وقنينة عصير وجلستا تشكوان لبعضهما همومهما ، وطبعا نور استطاعت امتصاص الخوف والحزن من وجه كوثر قسرا فلو لم ترضخ هذه الأخيرة كانت صعقتها نور بالكهرباء ولن تهتم هههه ، أما كوثر فحاولت التطرق لموضوع فؤاد رشوان واختصرت لها نور كل الحكاية في بضعة أسطر لتتركها أخيرا وتغادر لغرفتها مستذكرة كل ما حصل معها تلك الأمسية ، لقد أنقذها من براثن الموت وهذا بحد ذاته تغلغل في قلبها النابض باسمه وجعلها تشتاق إليه رغماااااا عنها …. كرهت هذا التنازل ولكن أحيانا قوانين القلب تتغير ويلزم الرضوخ إليها دونما قدرة على مجابهتها حتى ، والظاهر أنكِ يا نور يا عزيزتي ستتركين درع المرأة الحديدية وترضخي لسلطة فؤادكِ الحبيب لا محالة …..
هنا كان يجلس بشرفته وينظر إليه بقربه وعقله شارد في البعيد ، حاول أن يفتح معه الموضوع مجددا لكنه اكتفى بالصمت لحظتها وفقط
شهاب:- أووووف يعني الواحد لا يعطيك وجها أفضل ، ما هذا لو جالست جمادا لنطق
فؤاد:- اعذرني يا كبد عمك ، صدقا الليلة لست في مزاج جيد للحديث
شهاب:- على العموم ضيعت ساعات معك دون فائدة لأذهب لزوجتي أكيد هي بانتظاري الآن ، يلا ولا تنس يوم غد اجتماع مجلس الإدارة علينا أن نتناقش حول الشركة الجديدة التي ستكتسح السوق في القريب العاجل وعلينا أن نأخذ التدابير اللازمة لحماية اسمنا بالوسط ، الإشاعات كثيرة حيالها ولحد الآن لم نكتشف هويتهم
فؤاد(ضحك ساخرا ونظر إليه):- لا تقلق هم قريبون جدا ، لدرجة أنك لن تصدق حتى لو أخبرتك ولهذا سأجعلك تكتشفهم بنفسك
شهاب:- صدقا ما عدت أفهم منك حرفا ، دعني أذهب قبل أن تحولني لشخص متحجر مثلك والله ميرا تقتلني لو ذهبت لها بفايس أبو الهول هههه
فؤاد(نهض ليودعه):- سلم لي عليها وع شادي ، نلتقي
شهاب(بعد صمت):- أنا موجود يا عمي لو أحببت التحدث ، يعني أعلم أن وائل أقرب شخص لقلبك لكنني متميز في تغطية المحلات الفارغة لعلمك هااااه
فؤاد(نظر إليه عميقا):- أنت ووائل وهديل كلكم أحبابي ، لا حرمت منكم يا رب ..
مط شفتيه بقلة حيلة وزفر وهو يغادر شقة عمه ، يعرف أنه يتألم في صميم قلبه لكنه غير قادر على امتصاص ذلك الألم فما فعلته به نور أمر شنيع ومشين ولم يستغربه حقيقة فسليطة لسان مثلها قادرة على إخراج أي دماغ من عقل صاحبه .. ركب سيارته وتوجه صوب بيته لعله يطفئ هذا الغضب الذي استعمر قلبه على عمه ولن يمَّحي إلا بابتسامة من وجه طفله الملائكي …
شادي(نطق ما إن رآه):- با …. بب
شهاب(ركض إليه وحمله للسماء):- أي على بابا أي قل بابا بابا باباااااااااا
شادي(وضع يده في فمه وهو يضحك من حركة شهاب):- با ..ببب ههه
شهاب(ضمه لصدره بقوة وقبله):- يا روح بابا ، أين مامتك يا أسدي الوسيم ؟
هنادي(كانت ترعى شادي في صالون القصر):- بغرفتها ستنزل على الفور ما إن تتناول أدويتها
شهاب:- هل العشاء جاهز ؟
هنادي:- سأستعجله لأجلكم ..
باتريك(رمق هنادي بنظرة عتب والتي مرت بجانبه وهي تهدده بالصمت):- سيد شهاب ممكن لحظة لو سمحت ؟
شهاب(وضع شادي بحضنه جيدا وجلس مشيرا لباتريك):-ماذا هناك باتريك ؟
باتريك(جلس مقابله وفرك يديه):- أريد تقديم استقالتي …
شهاب:- هئ ههه استقالة مرة واحدة ولماذا من غير شر ؟
باتريك:- سيدتي تعاملني بشكل سيء ، وأكملت الطين بلة بفعلتها الأخيرة أنا أنا المساعد الشهير المصمم المتذوق لكل ما هو يرتبط بالفن ، تضعني في الزاوية لتختار فستان زفاف جاهز من دار أزياء لست أحبهم هممم ؟
شهاب(رفع حاجبيه هازئا):- هههه الآن هل هذه هي المشكلة ؟
باتريك:- إنها أعظم مشكلة يا سيد شهاب ، لقد بذلت جهدا في إيجاد فستان مناسب لها تحت الطلب من دار أزياء معرفتي لكي تنتفض قائلة أن التصميم لم يعجبها ، وقررت ببساطة إحضاره من غير محل وهذا بالنسبة لي إهانة لفني وذوقي الراقي
شهاب:- أممم أممم معك حق أن تغضب وميرا مخطئة
باتريك:- ههه كنت أعرف أنك الوحيد الذي سينصفني .
شهاب(مط شفتيه بمزاح):- استقالتك مقبولة
باتريك(حسر الهواء بجوفه):- ك … كيف وماذا عن سنوات عملي ألن تتمسكوا بي حتى ؟
ميرا:- ولما نتمسك بشخص هانت عليه العشرة وهو الذي يريد تركنا ؟
شهاب(نظر إليها بابتسامة شوق وهو يتأمل فستانها المنزلي الرقيق جدا وبطنها المنتفخ يبرز بشكل لطيف):- حبيبتي معها حق ، باتريك غدا سوف نقوم بتسوية راتبك وتعويضك عزيزي .. صدقا كنت غليظ الظل وساعة رحيلك هي ساعة أنس بالنسبة لي شخصيا ، صح شادي صح بابا ههه
شادي(صفق وهو يرفع يديه لميرا كي تحمله):- ب ..باب.. بب
ميرا(جلست قرب شهاب وأخذت الصغير من حضنه):- ماما أين كلمة ماما هاااااه ماذا رشوت الصغير حتى صار يناديك ولا يناديني اعترف ؟
شهاب(قبل وجنتها بشكل حميم):- قدمت له عشقي الأوحد
ميرا(احمرت وجنتاها ونظرت لباتريك الذي كان يبكي):- له يا باتريك له أتبكي لأنك ستفارقنا ؟
باتريك:- أين سأذهب لا يوجد عندي مكان لأذهب إليه ، لقد اعتدت عليكم سيدتي حتى صراخ هنادي علي اعتدت علي
هنادي(تقدمت ببكاء):- ست ميرا لو سمحتِ دعيه معنا ولا تقبلي استقالته ، أساسا هو لا يقصد ذلك
باتريك:- هاه قولي لهم يا هنادي والله أسحبها أنا أحبكم ..
شهاب:- ههه ميرا يكفي تلاعبا بأعصاب الرجل
ميرا:- هههه هذه آخر مرة تقول فيها استقالة وإلا قمت بطردك ، تمام كنا نمزح فحسب
باتريك(نهض ليقبلها واعترضه شهاب بيده):- أحبكِ أحبكِ الله لا يحرمني منكِ يا أحلى سيدة
شهاب:- هيييه من محلك يا عمري عبر عن مشاعرك الغناء ،ثم ها هي ذي هنادي لما لا تعانقها ؟
باتريك(نظر إليها باشمئزاز):- أنا أعانق هذه المتسلطة ما حزرتم
هنادي((بتأفف):- العيب على من أتت لتدافع عنك ، ست ميرا أطرديه
باتريك(عانقها):- له لا تفعلي وأهون عليكِ يا عانس ؟
هنادي(بمودة):- لا تهون علي يا ذا الشعر المموج ولكن … ابتعد ابتعد هل صدقت نفسك هففف ، سيدتي العشاء جاهز
شهاب:- لنتناوله سوية هيا أحضرا صحنيكما
ميرا(نظرت إليه بمحبة):- ما سر هذه الابتسامة ؟
شهاب:- كلمة بابا … إنها أشهى ما يمكن للأب سماعه من طفله الحبيب
ميرا:- اممم يا سلام ، طيب يا بابا شهاب الله يعطينا من محبتك
شهاب:- لم يبقى على زفافنا سوى بضع أيام ، هل أنتِ جاهزة ؟
ميرا:- هممم أكيد ، أهلي سيأتون لزيارتي غدا يعني بروتوكولات واهية وعلي التأقلم معهم
شهاب(أمسك شادي ووضعه بعربته الخاصة):- لهم عليكِ حق أنتِ أول فرحة لهم ..
ميرا:- وماذا تسمي زفاف حكيم وميرنا ؟
شهاب(تلاعب بلسانه لأنه يعرف بطلاقهما من وائل):- ههه لكن صدقا أول فرحتهم لأنكِ أكبر بنات الخالة عواطف فهمتني الآن ..
ميرا(مسحت على شعره بمحبة):- فهمت …
شهاب(زفر عميقا وهو ينظر إلى شحوبها وسحب الكرسي لأجلها):- هل تعذبكِ فلة ؟
ميرا(أعطت عضاضة الأسنان لشادي بجوارها وعدلت جلستها):- ليس كثيرا هي عاقلة اليوم
شهاب(شرد في عينيها):- جيد ..
ميرا(بتوجس التقطت صحنها لتملأه):- هل أصب لك ؟
شهاب(أخذ الصحن منها):- أنا سأصب لكِ .. ارتاحي حبيبتي
ابتسمت له وهي تحاول إخفاء ارتباكها عليه ، في كل مرة يشعرها وكأنه يكشف ما تخفيه عنه ، وهذا بحد ذاته يجعلها ترتعد خوفا وقلقا من ردة فعله إذا ما عرف بأمر مرضها ، لذلك كانت ممتنة لانضمام باتريك وهنادي لطاولتهما على الأقل وجودهما ومشاحنتهما يجعلان الوضع مرحا ، ويرحمانها من تأنيب الضمير الذي تعاني منه كلما نظرت لعيون شهاب الحبيبة …..
في تلك الأثناء
طرق الباب لعلها تجيبه هذه المرة لكن بدون فائدة ، نظر إلى فوزية خلفه والتي هزت كتفيها متراجعة بصينية الأكل التي تعود للمرة السادسة خلال هذين اليومين ، لم تتناول شيئا منذ أن واجهته ليلتها وانهارت أرضا هي وكرامتها التي بعثرها جاسر بدون حق … ما عادت تخرج للمعسكر وما عادت تزاول واجباتها كما في الأول ، تركت كل شيء للعريف زاهر الذي كان يحاول تغطية غيابها الذي بدأ يثير الشكوك ، خصوصا بعد أن صرحت ريحانة لهم بعلاقتها بالرائد جاسر وجعلتهم يعرفون بأن وصال محفوظ نقيبهم المحترمة تعشقه في الخفاء .. وحين علمت بأنه يحب ريحانة انهارت قواها ولزمت غرفتها خجلا ، طبعا البنات سخرن من الموضوع الذي وصل للشباب فقد توطدت بضع علاقات بين الجنسين وحدث ما كانوا خائفين منه ، باتت رسائل العشق ترتمي بين أحضان الشباب ويتبادلنها البنات بميوعة وكل واحدة تتباهى بحبيبها الجندي …. كان هذا قد وصل إلى جاسر الذي لم يحرك ساكنا في بادئ الأمر ، لكن حين تفاقمت لما هو أخطر كان لزاما عليه وضع حدود في صبيحة الغد في المعسكر ، لكن قلبه موجوع وعقله شارد وروحه كسيرة لأن نبض قلبه تتألم … آخ يا جاسر آخ
كامل(طرق باب غرفته وهو يعلم أنه سوف يطرد منها كما كل مرة ، لكنه لم يستسلم):- هذا أنا كامل كمال يا سيد جاسر ، رجاء افتح لي اسمع مني والله لن أؤخرك لكن الموضوع ضروري ، إنه مسألة حياة أو موت
جاسر(فتح الباب بتأفف):- أمامك دقيقة واحدة ، أوجز لي ما الموضوع ؟
كامل(ارتج من صراخه ورمش مقطبا حاجبيه):- النقيب وصال لم تتناول شيئا منذ يومين ، وأنا خائف عليها
جاسر:- أهاااه والمطلوب ؟
كامل:- لو تكلمها يا سيد جاسر أكيد هي تسمع كلامك
جاسر:- ليس ذلك من شأني ، ابتعد عني ولا تزعجني أرغب بالنوم
كامل(انتفض من إغلاق الباب في وجهه وبغيظ):- لو ماتت ستكون أنت المسؤول ، أو تعرف شيئا آخر خسارة هو الحب الذي تكنه لك أنت لا تستحقه … ليتها سمعت مني ووافقت على طلب اللواء أيمن ذلك اليوم همممم …
جاسر(حول عينيه وفتح الباب هادرا فيه وممسكا إياه من ياقته):- ماذااااا قلت … ما دخل اللواء أيمن في وصال ؟
كامل(باختناق):- يا سيدي أنت تخنقني يا سيد جاسر …
جاسر:- أجبني ماذا قدم أيمن لوصال ؟؟؟
كامل:- طلب يدها للزواج
جاسر(رفع حاجبه بصدمة):- ماذاااااا قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كامل(برعب منه فقد برزت عروقه وبان الغضب عليه جليا):- لما تصرخ بوجهي هو الذي طلبها أي والله ولست أنا ، لأنني أصلا خاطب أتذكر سلمى وجدتي حميدة وحفلة الحي هههنننن ؟؟؟
جاسر(تركه وقد أظلمت الدنيا بعيونه):- أغرب عن وجهي الآن ……
كامل:- ملطشة أهلك أنا ، اففف جدتي دوما ما تقول لي لا تفعل خيرا كي لا يصبح شرا .. لكنني لا أنصت لنصائح جدتي وإلا لما كنت أتعرض لهذا التوبيخ المتواصل هففففففف ..
كانت الدنيا سوداء في عيونه ، ماذا يعني بطلب يدها هل هو مجنوووون ، هل قام بتلك الدراما وأعطاه ملف أبيه وأمه لكي يفرقه عن وصال ، طيب لما سيفعل هذا أهو يحبهاااااااا ، منذ متى ، طيب وهي هل تحبه هل وافقت عليه ، هل حصل وأن خانته يعني ….؟؟ كل هذا تبادر لعقله وهو يرمش بغضب متجها صوب غرفتها التي فتحها بدون إذن وصفقها من خلفه ، وهنا المدهش في الأمر أنها لم تحرك ساكنا من محلها بل ظلت مضطجعة على فراشها بسكون ….
جاسر:- انهضي أرغب بالتحدث معكِ
وصال(رمشت بهدوء ورفعت الغطاء بأدب قبل أن تضع شعرها من خلفها وتقف بثبات أمامه ، بعد أن ألقت التحية العسكرية باحترام):- نعم سيدي الرائد
نظر بعدم حياة لعيونها الدموية وهالاتها المحمرة ووجهها الشاحب ، نظر لانكسار روحها الذي بدا واضحا في نبرة صوتها الجريحة ، نظر لبريق حدقتيها الميت وكأنها جسد بلا روووووح .. حتى نظرتها لم تكن مباشرة بل كانت تحدق على جانب كتفه وبدون أن ترمش حتى …..
جاسر(رف قلبه لها):- وصال هل أنتِ على ما يرام ؟
وصال:- بخير سيدي الرائد ، أعتذر على تقصيري في العمل لكنني أعدك أنني يوم غد سأباشر عملي كالمعتاد ولن أدعكم تتذمرون بشأني ، أنا أعرف مسؤولياتي اللازمة علي وسأقوم بها على أكمل وجه
جاسر(رمش وهو يتأملها بوجع):- أين هي وصال ؟
وصال(هنا رفعت عينيها الدامعة بدون نفس):- ماتت ..
جاسر(شعر بخنجر لامس قلبه واقترب خطوة منها):- ما كان عرض اللواء أيمن ، كيف تسمحين له أصلا بأن يطلب منكِ طلبا كهذااااا ؟
وصال:- سيدي الرائد حياتي الشخصية بعيدة عن متناول سلطتك
جاسر(بغيظ تمالك أعصابه بصعوبة):- وصاااااال محفوظ ، لا تسنزفي صبري
وصال(مالت بشفتها ببسمة وهي تطالعه بازدراء):- نحن ليلا الآن ووقت الدوام انتهى ، لذلك انسحب من غرفتي رجاء سيدي الرائد أنا الآن امرأة محسوبة على رجل آخر
هنا كسرت دعامة مقاوماته أمامها ، جعلت الدم يغلي فيه غليانا أقرب من انفجار الحمم البركانية في وجهها ، لم يشعر إلا وهو يرفع يده ليصفعها بدون سابق إنذار ، وبدون قدرة على التحكم في أعصاب يده التي ارتفعت لتصعقها بدورها بتلك الصفعة التي جعلتها تستيقظ من حالة الجمود التي كانت عليها من بعد الصدمة ، نظرت إليه بدون حياة في البداية قبل أن تسترجع ذاتها وتحديدا صبي القهوة الذي دفنته بداخلها فقط لتكون عند حسن ظن هذا الأبله ، ثارت فيه بعصبية صارخة في وجهه أنه لا يملك الحق في ضربها ولتكمل صنيعها رفعت يدها لتصفعه لكنها قوبلت بالصد….
جاسر(أمسك يدها بقوة وجذبها إليه بعيون جاحظة):- إياكِ وأن تفكري بالتطاول علي ….
وصال(دفعته بتقزز وهي تتملص منه):- لا تلمسني أيها الأبله أنا أكرهك ابتعد عنيييييييييييي ، هيا ابتعد واذهب لساقطتك ريحانة فهي التي تريدها وهي التي تشبع غريزتك الحيوانية وتملأ عيونك العطشى للأجسام الممتلئة …..
جاسر(أوصلته لحافة الجنون فأمسكها بقوة بين يديه):- هل وافقتِ عليه ؟
وصال(بدموع أخذت تضربه لعضلات ذراعه الصلبة):- أتركني لا تقترب مني ، أنا لست حقيرة حتى تلطخني بلمساتك التافهة ، لقد رأيتك على حقيقتك وكشفت جوعك المقززززز اذهب إلى تلك العاهرة فهي التي تليق بك أيها السااااااااااافل ….
جاسر(احمرت عيناه بشراسة ونظر إلى شفتيها وعينيها ومال برأسه):- وصاااااااااال … أسألكِ بوضووووووح ….. هل … وافقتِ عليه ؟
وصال(ارتعشت خوفا من نظرته التي لم تكن تبشر بالخير وتحشرجت الحروف داخلها):- ..أ
جاسر(نفضها بعصبية حتى أفزعها بصوته):- أجيييييييييييييييييييييبي
وصال(تنفست بصعوبة واصطنعت القوة لحظتها):- أجل … وافقت عليه لأنني أريده فهو أحق منك بحبي لأنه رجل بحق وليس مثلك أيها التافه
جاسر(تلاعب بلسانه داخل فمه وهو يضحك بعد أن أفلتها):- أنا تافه وسافل .. أنا لست رجلا بنظركِ هاااااه ؟
وصال(ابتعدت عنه متوجهة صوب الباب):- أخرج من غرفتي ….
جاسر(أغمض عينيه وهو يهز رأسه مرة واثنتان وثلاث قبل أن يفتحها بلؤم):- أنتِ جنيتِ على نفسكِ وصال محفوظ ….
اسودت الدنيا بعينيها حين رأته قد أغلق باب الغرفة عليهما بالمفتاح ، نظرته كانت تعني الغدر المرتقب من أقرب قريب ، تقدمه إليها بتلك الطريقة المتمردة جعلت كل خلاياها تتصلب ، رميه لها على سريرها جعل الدموع تحبس في عينيها أما قلبها فلم يكن يخفق بل كان يئن ويستصرخه أن يكذب الفكرة التي طرأت على بالها ، خصوصا حين رأته يزيل قميصه بخفة وأصبح أمامها عاري الصدر عاري الروح ، عااااااااريا حتى من العشق الذي كانت تحمله لأجله … قد كانت تراه شخصا آخر شخصا نصفه آدمي ونصفه الآخر وحش لا يعرف ما معنى الرحمة ، صراعه مع قميصها الذي مزق أزراره جعلها تتابع لهاثا حركاته بصدمة مبالغ فيها ، صدمة أخرست كل حواسها وجعلت مقاوماتها تتخدر دهشة من تصرفاته ، حتى عقلها توقف عن التفكير وبقي حبيس نتيجة واحدة أنها قد أيقظت الذئب الكامن فيه وسوف يقتص من لحمها الآن بكل شراااااااااسة …. أنفاسه الهادرة ولهاثه الغريب وكأنه يطمس نفسه على جسمها جعلته يبدو وكأنه مصاب بالهذيان ، يتحرك دون تركيز ويقدم على تجريدها من ثيابها بدون وعي ولا حتى تراجع .. إنها ملكه وصال محفوظ ملك لجاسر العلايلي ولو تطلب ذلك أن يطبع خاتمه عليها وأن يسرق منها براءتها سوف يقدم على ذلك وبلا تردد … بجهد جهيد حاولت أن تجعله يستيقظ من حالة الهيجان التي طغت عليه ، فحتى ملامحه قد بدا عليها الجنون جليا لناظريها المهتزتين من وجع روحها ، فكيف بحبيبها الذي تأمنه على روحها أن يخذلها بشكل مريع لهذه الدرجة …
وصال(بصوت مختنق تمسكت بقميصها الذي مزق كل أزراره بعنف):- جاسر … جاسر ج.. جاسر اكح … جاسر هذه أنا وصااااال أرجووووك لا تفعل لا تفعل … اهئ .. أنت تخيفني
جاسر(كان يلهث وأزاله منها بشراسة وتركها بملابسها الداخلية فقط):- وصااااال لا تقاوميني
وصال(دفعته في صدره بقوة ضعيفة أساسا أين القوة فنصفها ضاع من عدم تناول الطعام والنصف الآخر من هلعها الذي أصابها به جاسر):- ما بك تفعل بي هذااا ، استفق لنفسك أرجووووك يا جاسر ستندم على ما ستفعله بي لاحقا ، أنا حبيبتك أنظر لعيوني لو سمحت لو سمحت …؟؟؟؟
جاسر(نظر لعينيها وبقبضتيه الحديديتين رفع خصرها العاري إليه وجذبها كالريشة):- أنا أنظر ، لكن ليس لحبيبتي بل للجسم الضئيل الذي لا يعجبكِ ويجعلني أشتهيه كل لحظة ، هذا الجسم لي وصاحبته لي والروح التي تسكنه لي هل فهمتِ ؟؟؟؟؟؟
وصال(هزت رأسها بفشل وهي تحاول إزالة قبضته من جسمها الذي بدا هزيلا بين يديه فعلا نظيرا لضخامته):- حاضر حاضر … أعدك لن يحدث شيء أصلا لم أقبل كنت أغيظك أنا أحبك يا أحمق كيف سأقبل بالزواج من غيرك ، هيا جاسر اهدأ وأبعد ذلك الوحش الكامن فيك … حبيبي أنا وصالك
جاسر(تلمس جسمها بحرارة وشهوة بدت جلية في عينيه):- ألا أثيركِ ؟
صعقها بجوابه وبدون وعي نظرت لصدره الذي زكم أنفاسها بضخامته وجعلها تشتهي ضمته لها ، عطره الرجولي كان يذيب سكرتها في حضنه بينما عيناها انتقلت تلقائيا لوجهه ولحيته وشفتيه وعينيه وشعره الثائر قليلا في شكل يستفز أنوثة أي امرأة ، ارتعشت برعدة بين يديه وقد سرت في خط عمودها الفقري برودة جعلت أطرافها تهتز بين يديه من لمسته على ظهرها والتي سبحت لتزيل عنها ما تبقى .. شعرت بأن لسانها قد أصيب بالشلل ، حتى دموعها جمدت محلها وهي تحاول جهدها أن تبتلع ريقها وتحثه على التراجع ، لكنه لم يتراجع بل وضعها على سريرها وقبَّلها بقبلات ساخنة في شفتيها في خدودها في رقبتها نزولا إلى قمة صدرها وآهاتها المتحشرجة تزيد من عنف الموقف ومن غرابته ما بين القبول والرفض ، من جهة كانت تذووووب من لمساته تريد منعه لكنها غير قادرة على التلفظ بكلمة ، ومن جهة يريد أن يتوقف لكنه لم يتوقف لأنها تجرفه بجاذبيتها الأنثوية التي اكتشفها للتو ، كانت كالمغناطيس تجعله يتصرف بدون شعور وهذا ما لم يتمكن من مجاااااراته ، لقد هزمته ملكية وصال وهو يقر ويعترف أنه في قبضة رغبته بهاااااا أكبر منهزم …..
جاسر(بجنوووون ونبرة مرتعشة):- وصااااال … أوقفيني
وصال(انهمرت أدمع من جانبي عيونها لامست بها ذراعيه):- ج … جاسر … لا تفعل
جاسر(تابع تقبيلها وهو منغمس في عطرها الجارف):- … أنتِ وبااااااال وسقط على رأسي ..كل شيء فيكِ لذيذ يا وصال أريد التوقف ولكنني غير قادر ،،، أنا أشعر بالرغبة بكِ أشتهيكِ ….
وصال(وقد سرت بها حرارة شملت كل أطرافها من قبلاته التي تحولت لامتصاص ذاتي سحب منها رقتها وعذوبتها وطوعها لأجله):- ابتعد … آه .. جاسر ..أنت تقتلني هكذا ، أنفاسي تختنق توقف يا جااااسر بالله عليك توقف
جاسر(ارتفع برأسه بين لمساته التي امتدت للأسفل وامتص شفتيها):- وصاااااالي
وصال(آخر همسة عرفت منها بأنه قد غرق في بحر ملذاتها ولن يوقفه شيء):- جاااااسر
لم ينصت لتوسلها بل تابع هدير مشاعر الجارفة ، قبل شفاهها بنهم واستوقف كل حروفها بعنجهية ، ممتصا من رضابها العذب شهد الحياة التي تغمره بشكل غير معقوووول ، تابع تقبيلها نزولا لفكها لعنقها لصدرها من جديد والذي لم يتوقف عنده إلا لسبب واحد وهي قلادتها التي رآها لأول مرة …والتي كانت تحتمي بها في وضع مؤثر جعله يتراجع
جاسر(لامس القلادة وفتحها بشرود ليجد صورته بداخلها وصورة أمها وأبيها بالجهة الأخرى):- ما هذااااا ؟
وصال(جمدت وألجم لسانها ولم يعد بمقدورها سوى التنفس):- ….لارد
جاسر(انتفض من فوقها وهو يمسح على رأسه):- ارتدي ثيابكِ …
قوست حاجبيها بعدم تصديق هل أفلتها حقاااااااااا ؟؟؟؟؟ …. شهقت بانهيار وهي تتنفس باختناق التفتت بجهد جهيد للجانب الآخر وهي ترفع الغطاء على نفسها وانفجرت بكاء ، وهي تتلمس جسمها بازدراء جعلها تعيشه من الرعب الذي سببه لهااااا .. نظر إليها بخزي من نفسه كيف استطاع ترهيبها بذلك الشكل لقد آذاها في الصميم ، جعلها تخاف منه وها هي ذي تنتفض ببكاء قاتل يزيده غضبا وغيظا من نفسه ، ارتدى قميصه وهو يحني حاجبيه أسفا لا يعرف ماذا يقول ولا كيف سيجعلها تهدأ … اقترب منها بهدوء وجلس جوارها على السرير ، مد يده ليربت على كتفها لكنه جمعها بغضب من حاله فقد شعر بالخجل مما فعله بحبيبته الصغيرة ….
جاسر(تائه كطفل صغير أذنب في حق أمه):- وصال .. لقد فقدت السيطرة على نفسي معكِ ، فكرة أن تكوني لرجل آخر أفقدتني صوابي أنا هكذا حينما أصل لذروة الغضب أتصرف بشكل أهوج .. سامحيني أنا لم أشأ أن ….
وصال(انتفضت وهي تضم الغطاء وركضت صوب الحمام وهي تمسك على فمها):- أكح ..
بلهفة لحق بها لحمامها ووجدها منحنية على دورة المياه وتتقيأ ، تحسر على حالها ولم يجد بدا سوى الانحناء إليها ، رفع شعرها مثبتا إياه خلف رقبتها وانحنى على ركبتيه وهو يطل عليها ويحاول تعديلها لتأخذ راحتها ، ما إن فرغت أعطاها المناديل الورقية لتمسح فمها ، نظرت إليه بعيون دامية ووقفت بتعب بفضل مساعدته وغسلت وجهها بينما نظف هو المكان في دورة المياه وأغلقها ، وأخذ ينتظرها لحين مسحت وجهها لكن هالها منظرها حين جحظت عينيها بمرآتها وهي تنظر لهيأتها ولبقع حمراء داكنة ارتكزت في عنقها ، تلمستها بعتب وانفجرت ببكااااء حتى هوت على الأرض بدون حول ولا قوة ، هنا التقطها في لمح البصر وسقطت على حضنه محتضنا إياها وهو جالس على الأرض يحاول جهده أن يهدهدها ويغطي جسمها بذلك الغطاء الشارد ..
جاسر:- سامحيني حبيبي ، أنا أنا السبب في حالتكِ هذه أنا المذنب ، أعتذر كنت حيوااااانا معكِ ..
وصال(كانت تشهق في حضنه وهي تتمسك بذراعه وتحاول الابتعاد لكن أين الطاقة):- جاسر .. اهئ لقد قتلتني يا جاااااسر …
جاسر(تحركت حنجرته بندم وأمسك وجهها بين يديه وهو يمسح دموعها بعيون دامعة هو الآخر):- وصال وصال أنظري إلي ، اسمعيني جيدا لا تبتعدي اسمعيني فقط
وصال(حاولت التملص منه وتحولت محاولتها لضربات على صدره تتالت لتشمل انهيارها المؤسف):- ابتعد عني ابتعد لقد دنستني بتصرفك الأخرق ذاك ، أصبحت أكرهك أنا أكرهك يا جاسر ابتعد عني ولا ترني وجهك مرة أخرى …. أنا لا أريدك لا أريدك
جاسر(أمسك يديها بقوة وهو يعتصرها في حضنه لعله يهدأ من روعها):- مهما اعتذرت لن تسامحيني ، ولكن لو عرفت أو شعرت أنكِ تميلين لرجل آخر سأقتله وأقتلكِ وأقتل نفسي أسمعتِني ؟
وصال(نظرت إليه من بين عيونها الضبابية):- أحاول التعرف على الشخص الذي أحببته ، لكنني لا أجد سوى معتوه أحمق أمامي ، أنت تصيبني بالغثياااااااان صرت لا أطيييييييييييقك
جاسر:- طلبت منكِ أن تنتظريني وأنتِ ماذا فعلتِ سرعان ما وافقتِ على ذلك اللواء الأبله ، غدا سيجد حسابي معه لا تقلقي الدور عليه أيضا …… لكنني لا أهتم به ولا بطردي أنا أهتم بكِ أنتِ يا وصااااال أنتِ لي أنتِ لجاسر العلايلي ضعي هذا بعقلك ، لأنني رجل مجنون وأنتِ وقعت في حب معتوه لا يعرف في عرف الحب شيئا سوى التملك ، فلا تخرجيني عن طوري لا تستفزي صبري يا وصااااااااال
وصال(بانهيار دفعته عنها والتصقت بالحائط خلفها متكورة مقابله):- وقبلتك لريحانة ولمسك لها، هل هل كنت تريدني مثلها هل أصبحت في نظرك مجرد جسد شهي تشبع به غريزتك ؟
جاسر(برفض لفكرتها):- هئئئ كيف تقارنين نفسكِ بهااااااا .. ثم ما حصل معها ….
وصال(أغلقت أذنيها):- غادر غرفتي لا أريد أن أسمع منك ولا أن أكلمك ولا أن أراااااااك ، أنا أشمئز منك سئمتك سئمت عصبيتك سئمت غرابتك سئمت تصرفاتك المتناقضة ، سئمت من نزعااااات جنونك أنا لست لعبة لديك حتى تغدقني عشقا تارة وتارة أخرى تصدني عنك وتقنعني بكذبة بالية بالعكس ، ما فعلته مع ريحانة لن أنساه لك .. أما ما فعلته بي الليلة صدقني قد كسر ذلك الحب الذي جمعته لأجلك وأنت قد حصلت على ما تريده ألم تكن ترغب بإيقاف علاقتنا أنا سأعطيك ما هو أفضل من ذلك ، ما كان بيننا قد انتهى … انتهى انتهى وانتهيناااااااااا …
جاسر(رأف لحالها وحاول التحدث لكن ماذا سيقول البنت على حق):- أنا آسف
وصال(أغمضت عينيها ووضعت رأسها على الحائط بتعب):- غادر .. وحسب
جاسر(نهض من الأرض وهو مهزوز):- ما حصل كان لأسباب لا أريدكِ أن تعرفيها ، لكن حين يحين الوقت المناسب سأخبركِ عنها وستعرفين كم أحببتكِ يا وصال محفوظ
وصال(رمت برأسها بين ركبتيها وهي تبكي):- ابتعد وارحمني صوتك يقتلني غاااااااااااااااااااااادر
غادر على مضض وآخر ما رمقه منها كان حالها المؤسف ، ما الذي فعلته يا جاسر ما الذي فعلته ؟؟؟بدوره لم يفقه ما الذي فعله بصغيرته ، لقد كسرها بشكل مريع شكل يصعب على أي امرأة التعايش معه ، كاد أن يخترق حصونها المنيعة لولا أنه رمق قلادتها التي أوقفته ، رؤيته لوصال وهي تمسك بها بين يديها وكأنها تحتمي فيها جعلته يشعر بالفضول حيالها ، لذلك حين فتحها صدم مما يوجد فيها يعني تحبه حد الجنون حتى تضع صورته بداخلها بجوار أمها وأبيها ، هي تحبه بذلك القدر ولكنه خسرها وخسر حبها العمييييق مع الأسف بتصرفاته الشنيعة … بدأها مع ريحانة في تلك الليلة وأكملها قبل أيام حين انهارت وصال بمكتبه وهي تحاول فهم سر خيانته لها مع ريحانة لكنه لم يقبل أن يتحدث وطردها من هناك ، وعليه ازدادت حالتها سوءا خلال هاته الفترة لم تفهم سر تغيره وبدوره لم يخبرها بحرف ، وهذا ما زاد من وطأة الحال وأكمل جماله بمحاولته المساس بها بطريقة الحيوانات الضالة التي لا تعرف للشفقة طريق … كيف استطاع أن ينجرف إلى ذلك الحد هو متأكد أنها جرفته نحوها رغما عنه وتمنُّعها زاد من جنون شهوته كأي رجل يرى في حبيبته اكتمال المشاعر الموشومة بعبق العشق ، لكن هنا نجد أن جاسر قام بغلطة حياته ويستحيل أن تسامحه وصال عليها مهما حصل ، والتي كانت ما تزال متقوقعة حول نفسها تبكي وتتلمس جسمها بخوف ورعب قد عاشت أصعب لحظات حياتها ، وما آلمها أكثر هو الشخص الذي جعلها تشعر بتلك المشاعر الجارحة لأي أنثى ….. وهنا سنرى كيف سيمضي كل منهما بعد الذي حصل في لاحق الأيام ….

وعليه سننتقل لروما لنرى أين وصلت وجبة عشائهم المشحونة دوما كالعادة ^^
كاظم(مسح على بطنه):- هع التهمت كل الطبق الله يسلم إيديكِ مصممتنا الرقيقة
لورينا:- بالهناء والشفاء جيد أنه أعجبك
كاظم(سبل لها):- كيف لا يعجبني وهو قد أنجز من أناملكِ الجميلة تلك هاااا ؟
لورينا(احمرت خجلا ونظرت لانزعاج حكيم):- تسلم ..
ميار(مسح فمه بالمنديل ونظر إليها):- هل أقطع لكِ تفاحة ؟
جوزيت(ببريق لذيذ يبرق من عينيها جراء الشقاوة التي كانت بحمامهما ):- خضرااااء
ميار(ابتسم لها بغزل):- طبعا أعرف .. عم نزار حبذا لو تضع لنا الفواكه بسرعة
نزار(نظر إليه بامتعاض):- أنا هنا بيد واحدة ما زلت أرفع هذه الأطباق ، لو تساعدوني سألبي طلباتكم في الحين واللحظة
وائل:- هووووه يظهر لي أنك حانق يا عمي نزار ما الحكاية ؟
ناريانا(كانت تعلم أنه ما يزال غاضبا عليها):- أ.. أحم يعني لا بأس لو قمت بمساعدتك صح ؟
نزار:- أقله تقومون بحركة لهضم ما أكلتموه
كاظم(نهض أيضا وهو يغمز لها):- سأساعدكِ رابونزل
ناريانا(حولت عينيها من جنونه):- خيرا تفعل على الأقل تنقص قليلا من وزنك
كاظم(بغرور):- أنا لوحة أناااا تمثااااال للعضلات والبنية المثالية لجسم الرجل ، لذلك لا تدعيني أتعمق في حديث غير لائق عيب معنا جيل ناشئ … صحتين وهنا حبيبتي ميسون ؟
ميسون(مسحت فمها وشكرته):- شكرا عمو كاظم ..
ميرنا(ابتسمت لها):- أظنكِ تشعرين بالنعاس ، هل تريدين ذلك ؟
ميسون:- أين سأنام ؟
حكيم(استرسل بسرعة):- معي .. بغرفتي
ميسون:- ولورينا أيضا ؟
لورينا(نظرت إليه باستجداء):- أحم … أنا غرفتي بجانب غرفة أبوكِ لو أحببتِ تنامين معي
ميسون(بحزم):- لاء .. أريد بابا
حكيم(قبل يدها وربت عليها):- طيب دعيني آخذكِ الآن
جوزيت:- لو بقيت لتناول الحلوى حكيم ؟
حكيم(رمش لها مبتسما):- نن سأهتم بميسون …
نادر(تثاءب ونهض):- أنا سأستأذن منكم بدوري أشعر بالنعاس ، تصبحون على خير
وائل:- وأنت من أهله
ميار(بسخرية):- حذار أن تخرج يوم غد إن كان الجو ماطرا ، معلوم لا نريد السقوط في مسبح وحل من أجلك مجددا
نادر(ابتلع سخريته بصدر رحب):- أظن أن إنجازك تجاهي سيكتب في تاريخ روما
ميار:- يحق لي هه ..
جوزيت(عضعضت شفتيها ومسحت شفة ميار من بقايا كريمة الحلوة):- يا بطلي أناااا
ميار(أمسك منها المنديل وسحب أنفاسا عميقة):- ويل .. لنتوجه للصالون ما رأيكم ؟
وائل(نظر لميرنا التي مسحت خلف عنقها بشكل متوتر):- تفضلوا ..
ميرنا(رمقت الكل قد ذهبوا وبقي هو مقابلها):- ماذا ؟
وائل:- لما تتوترين حين تتحدث جوزيت بحميمية مع ميار ، يعني واضح جدا أنهما مع بعضهما منسجمين فابتسامتهما مشرقة ويمكن للغبي أن يعرف أنهما على علاقة … وأنتِ لما أشعر بأنكِ منزعجة من ذلك وكلما رمقتهما في وضع دافئ تنزعجين أو تمسحين على عنقكِ بتوتر ؟
ميرنا(بعصبية مفتعلة):- ربما لأن معدتي تؤلمني قليلا
وائل(اتكأ على الكرسي وهو يهز رأسه):- آه آه … ميرنا ألا تلاحظين معي أنكِ قد تغيرتِ كثيرا ، أصبحتِ مبهمة غير مفهومة وكأنني أحاور امرأة أخرى …
ميرنا:- أهااااه يعني الآن أصبحت امرأة أخرى ، لكن حين تقبلني فأنت تجدني ميرنا خاصتك ؟
وائل(رمش من حديثها البغيض وعقد حاجبيه):- توجهين لي هذا الكلام ؟
ميرنا(تلعثمت وهي تمتص شفتيها):- أعتذر ، يعني ..
وائل(نهض من محله وأشار لها بالصمت):- وصلني ما أردته ميرنا ، لا داعي لقول المزيد
ميرنا(وضعت يدها على خدها بتأفف وناظرته حتى توجه للرواق بغضب):- يا الله ..
كاظم(أعطاها كوب الحلوى الكريمية خاصتها):- أين وائل ؟
ميرنا(أشارت للجانب):- بالرواق ..
كاظم(انحنى لرأسها):- تخاصمتما ؟
ميرنا(هزت كتفيها):- تؤ …يعني هو يغضب مني في أي فرصة ، الآن لم أفتح فمي ولكنه غضب علي قال ماذا أنا أغار من علاقة ميار وجوزيت أليس جنووووونا ؟
كاظم(جر كرسيا والتقط ملعقة وبدأ يتناول الحلوى):- نوعا ما معه حق ميرنا ، كلنا نعرف أن ميار يتودد إليكِ وفي نفس الوقت يعيش علاقة مع جوزيت .. الآن لو رفعتِ عينيكِ صوب الصالون ستجدينه يبتسم برهة لجوزيت وبرهة يبحث عنكِ ، جربي !
ميرنا(رفعت رأسها تجاه ميار ووجدته ينظر إليها مباشرة وكأنه يستمع لحديثهما ، لذلك ارتبكت ونظرت لكاظم):- أنت مخبوووول أكثر منهم
كاظم:- لست تحريا من فرااغ يا بعدي ، ثم ميار بحد ذاته لا يفقه مغزى مشاعره صدقيني .. إنه يعيش تضاربا في الأحاسيس متذبذبا على أرجوحة بينكمااااا .، من جهة جوزيت لا تعطيه فرصة للتحرر من قيودها ومن جهة هنالك شيء بداخله يبحث عنكِ ..
ميرنا(نظرت لميار ببؤس ومطت شفتيها):- أنا أحب وائل ، يعني امرأة لرجل واحد وليس لعشرة
كاظم(أمسك ملعقة مليئة وأقحمها بفمها):- أربعة يا عديمة النظر وأنا ألست أعجب أو لست أعجب
ميرنا(ابتلعتها وهي تضحك):- هههه تعجب تعجب لكن لا أدري حقا نسيت أن أسألك ، ألا توجد امرأة في حياتك ؟
كاظم(تشنج من سؤالها لكن ابتسامته لم تختفي):- لا يوجد ، أنا ما زلت أحمل قلبا فارغاااا بين هذه العضلات المكومة التي ترينها هنا
ميرنا:- ما شاء الله أكيد هذه الحبيبة ستتمرغ في نعيمك
كاظم:- منذ متى وأنتِ وقحة ؟
ميرنا(أشارت حولها):- من معشر المهابيل الذين يحيطون بنا يا روحي هههههه …
كاظم(تأوه عميقا ونظر إليها بشكل يشبه الأنين):- في عقلي هنالك امرأة .. ولكن في قلبي هنالك عشروووون هههههههه أنا رجل يحب الجمال أي …(جذبها من شعرها) رابونزل مثلا
ناريانا(حملت آخر الأطباق وتوجهت بهم للمطبخ وهي تحك رأسها):- سافل …
كاظم(غمز لها وهي تبتعد):- ههه إلعب … ناريانا تعيش أزمة مشاعر مع الربان ، لا أدري نوع المشكلة الكامنة بينهما لكنني متيقن من أن المسألة متعلقة بجرح ما يتغلغل في كينونة نادر ولا يستطيع تجاوزه لأجل الغفران لناريانا ، ولهذا ملامحها كسيرة طوال الوقت وهي تحاول البحث عن فرصة لإيجاد طريق لقلبه … اممم هنالك لورينا أنظري معي إنها شاردة العقل في طلاء أظافرها الذي يحتاج لتغيير ، ها هي ذي تزفر وتبحث في بالها عن وقت مناسب لتعديله ، لكن تنهيدتها الأخيرة تعني أن الأمر لن يكون بتلك السهولة ، ها هي تنظر صوب الدرج وتفكر بالصعود لرؤية حكيم لكن تحرك حنجرتها يعني ترددها وخوفها من ردة فعله ، تلاعبها بشعرها يجعلها تشعر بالوحدة والآن نظرتها لميار وجوزيت الغارقين في حديث غريب يحسسها بالنقص ، وهووب ستنسحب بعد لحظة لحظتين … ثلاث ههه ستصعد لتغير طلاء الأظافر فهذا ما سيجعلها تنسى آلامها قليلا …
ميرنا(باستغراب من تحليله):- يخرب جنونك لورينا فعلا تصعد لغرفتها
كاظم(التهم ملعقة):- ولوو أخبرتكِ ..
ميرنا(رمشت وهي تبتسم):- طيب أنظر إلي الآن ، فيما أفكر ؟؟
كاظم(وضع الملعقة والتفت إليها):- تفكرين بإنجاز ثلاثة أشياء لا يسعكِ القيام بها دفعة واحدة ، هنالك تنازلات يا ميرنا وعليكِ الاختيار … وللتوضيح أنتِ ترغبين باللحاق بوائل للرواق كي تصالحيه ، وتريدين أن تجالسي ميار وجوزيت لتستمعي لحديثهم الذي لم يتوقف مذ أن ابتعدا في الصالون فضول يعني ، وأيضا تودين الصعود إلى حكيم للاطمئنان عليه وعلى ميسووووون … ههه نسيت أنكِ ترغبين بتناول الحلوى معي أيضا هذا رابعهم
ميرنا(حركت رأسها فيه بجنون):- هل تقرأ أفكاري ؟
كاظم:- لاء .. بل أرى أفعالكِ وأدرسها بسهولة ، سأشرح لكِ ببساطة أنتِ تلامسين الآن خيطكِ الأسود هذا وتهربين بعينيكِ صوب ميار ما يعني أنكِ ترغبين بمجالسته ، تنهيدتكِ العميقة وأنتِ تنظرين للدرج تجعلكِ تفكرين في الشقية الصغيرة وأبيها وهذا ما يدرج ابتسامة بشفتيكِ .. أما عنقكِ الذي تمسحينه رفقة خصلة من شعرك هذا يعني أن أعظم ما يشغلكِ عن هذين الشيئين موجود في الرواق لو حللته ستحلين المتبقي ..
ميرنا(أمسكت يده):- أنت خارق للعادة ، أنت لست درع الدبابة ههه ولا جدار برلين … أنت كاظم النابلسي وبس
كاظم:- اخدعيني واستغلي قلبي الأبيض ، هيا انصرفي وحلي أزماتكِ النفسية أرغب بالاختلاء في المكتب قليلا لدي عمل
ميرنا:- تصبح على خير يا زعيم
كاظم(ناظرها وهي تركض صوب الرواق وابتلع غصة في جوفه):- ميري الهبلة …
أمسك كوبه ونهض من محله متوجها صوب المكتب ولم يغفل عن نظرة ميار التي لاحقت طيف ميرنا بالرواق ، وهذا ما جعله يهز رأسه بجنون من هؤلاء المهابيل الذين يعايشهم في نفس البيت .. هنا كانت هي بالرواق تسير الهوينا صوبه وقد كان ماثلا أمام النافذة العريضة يتابع وقع المطر على المسبح وكم كان المنظر رائعا كله دفء وراحة ..
ميرنا:- أنت أناني تتمتع بهذا المنظر لوحدك ؟
وائل:- …لارد
ميرنا(بتودد):- غاضب مني يعني ؟
وائل(ناظرها بطرف عين):- يعني ..
ميرنا(ابتسمت وتعلقت بذراعه):- هه أنت لا تقدر على ذلك ، غضبك مني محدود الوقت
وائل:- أهااا ستستغلين نقطة ضعفي إذن ؟
ميرنا(لامست بإصبعها أنامل يده):- أحفظك عن ظهر قلب ، أنت لا تستطيع أن تبقى غاضبا مني لوقت طويل وهذه نقطة تحتسب لي
وائل:- لما تجلطينني دومااااا هممم ، يعني على الأقل أجيبيني ولو كذبا ميرنا
ميرنا:- له أترغب مني الكذب لكي تحاسبني فيما بعد على ذلك الكذب ، والله إنك لمخبول
وائل:- طيب أعطني جوابا شافيا لأغلق الموضوع هنا ..
ميرنا(ارتعشت من سؤاله إذ اعتقدت أنها نفذت منه):-عن أي سؤال ؟
وائل:- ميرنا أنتِ تعرفين
ميرنا:- لو أجبتك بصدق سوف تغضب ، ولو كذبت سوف لن تسامحني .. لذلك يفضل أن ننسى الأمر فحسب
وائل:- أنساه وهو يعيش معي كل لحظة ، أنا أرى نظراته إليكِ وأقاومها كي لا أخلق مشكلة وأغضبكِ لكن هذا كثير علي تحمله وأي واحد محلي لن يصمت ، ناهيكِ عن ملفكِ مع حكيم هذا لوحده حكاية
ميرنا(زفرت عميقا):- هففف …
وائل(امتص غيرته لحظتها ومد يده في الفراغ):- تمام تمام لن نتخاصم الآن ، تعالي
ميرنا(فتحت عينيها ونظرت ليده):- لم أفهم ..
وائل:- أمسكي بيدي سوف نرقص
ميرنا(رفعت حاجبها بدهشة وهي تضع يدها بيده):- نرقص ههه على أي نغم يا ترى لا توجد موسيقى ؟
وائل(جذبها بشغف):- رقصة على وقع المطر …
انسابت معه في رقصته الخيالية ووجدت نفسها بحضنه متمسكة بيده بشكل أنيق وهي تتمايل كالفراشة ، بدت رقيقة جدا بثيابها ، القميص المهندس على شكل قمصان الغجر وبنطلونها الملتصق بجسمها كان يعطيها لمحة رشيقة ، جعلتها فراشة بحق بين يديه .. كان يميل بها يمينا وشمالا وابتسامة مشرقة بينهما كلها عشق ولهفة وشغف ، كلها نبض وإحساس ومشاعر ، كلها أمل ورغبة وحياة …. العشق الذي يجمع بينهما ليس عشق فراش أو عشق التحام جسدين فحسب ، بل هو قبل كل ذلك عشق روحين كمَّلتا بعضهما بعضا حين اتحدتا لتصبح كيانا واحدا روحا واحدة نابضة بالحياة ، مقتسمة على قلبين ينبضان لأجل إحياء تلك الروح الكامنة في خلد كليهما … كلما تمايلت لتلامس صدره بظهرها رفعت ذقنها إليه متحدية عيونه في مقاومة رغبته في تقبيلها ، أما عضعضته لشفتيه فقد كانت إغراء تاما يجعلها تشهق رغبة في تلك القبلة التي تسحبها قسرا نحو عالم ليس فيه سواهما ، قبلة تعطيها إكسير الصبر لكي تتحمل المزيد والمزيد مما يسقط على رأسهم من مصاعب بين الحين والآخر ، قبلة تترجم ما مدى الشعور الذي يمسح عنهما لمحة الأسى مع كل الظروف .. هذا هو ما يجعل الأمل مزروعا بهما كيف لا وهما يعيشان لبعضهما رغما عن كل المواجع التي تحيط بهم من كل حدب وصوب …..
استمرت رقصتهم لبضع دقائق قبل أن يسحبها من يدها خلف السلالم الفرعية باتجاه غرفة قصية هناك ، أدخلها وأغلق الباب في ذلك الظلام الخافت ليرمق زاوية أضواء القصر تنبثق من النوافذ المحيطة بهما ، كان يصغي للهاثها وهي متمسكة بقميصه
وائل(همس بجنون):- تغامرين ؟
ميرنا(هزت رأسها ورفعت نفسها لتصل لأذنه وتهمس):- يس
وائل(تنهد عميقا وجذبها من يدها ليسقطها على تلك الكنبة وينحني على وجهها بشفتيه الثملتين بغرامها):- أعشقكِ ميرنا
ميرنا(همست بصعوبة من بين شفتيها):- إياك وأن تتردد هه لا تجعلني أجن بك وائل ..
وائل(بثمالة من صوتها الناعم فتح أزرار قميصها العلوية):- شتتت … أصغي لحفيف القميص فقط وتحسسي حركة يدي ، وذوبي مع أنفاسي الهادرة ، وعيشيني ميرناااااااا تنفسي بنبضي واثملي بعشقي وارضخي برغبتي …
ميرنا(وضعت يدها على صدره وفتحت أزراره العلوية أيضا وهي منتشية به):- أظننا ثملنا عشقااااا
وائل(أبعد جانب قميصها برقة وقبل عنقها بحرارة):- أهوى عطركِ الساخن
ميرنا(أغمضت عينيها منتشية بملمس شفتيه على رقبتها):- وااااائل حبيبي …
وائل(شعر بالدفء من حركة يدها على صدره والتي ارتفعت لتلامس لحيته قبل أن يفتح عينيه ويسمع شهقاتها):- حبي .. تمام لا تبكي
ميرنا(انفجرت بكاء وهي تنظر إليه):- آسفة …
وائل(عدل جلسته وجذبها لحضنه رأسها على رجله ومستلقية على طرف الكنبة):- بيبي لا دموع
ميرنا(جمعت يديها وهي تعدل قميصها وهي تنظر إليه خجلا):- هه .. أظنني سأكون أكبر فاشلة في ممارسة الحب
وائل(مسح على شعرها):- أساسا لا يمكن أن يكون هنالك شيء من هذا القبيل اطمئني ، ستكونين كذلك حين تصبحين زوجتي لكن بعض الشقاوة يعني هه ….. مباحة نظرا لقلب يتيم يذوب فيكِ حبا
ميرنا(ضمت يديها وزفرت وهي تنظر إليه):- أحتاج لحضنك دومااا يا وائل، أنت الرجل الذي أحبه وأريد أن أسند رأسي عليه كلما أغمضت عيني ، وائل لا تترك يدي مطلقا
وائل(أمسك يدها وقبَّلها بحنان ويده الأخرى يحركها بثقل كي يلامس شعرها):- أبدا لن أفلتها ، أصلا متى تركتها يا مجنونتي ألست أنا من أمسكها ليسحبكِ من الجرف مرتين ؟؟؟
ميرنا:- ههه أنت بطلي الخارق أصلا ، أنقذتني قبل ثمان سنوات ومؤخرا حين فكرت برمي نفسي من جرف البحر في مكاننا المفضل
وائل:- آه كنتِ حمقاء
ميرنا:- لاء كنت عاشقة تخشى فراق حبيبها
وائل(مسح دمعها بظاهر يده):- إن لم يعجبكِ شيء قوليه ميرنا ولا تبكي مجددا ، لن ألمسكِ يا حمقائي حتى أكتب اسمكِ بجوار اسمي في دفتر زواجنا الخاص ، لذلك لا تكتمي في نفسكِ أي شيء هذا أنا وائل وسأتفهمكِ يا شمس ليالي الآفلة ..
ميرنا(بلمحة شغب):- ههه لم تقل لي شعرا منذ ليلة عيد الحب المزعومة …
وائل(تأملها بحب وبعد صمت):- "لأخبركِ إذن ببعض الهَمس الخافِت واستمتعِي به وأنتِ تنصِتين لصَوت المَطر فِي هذا الليل الغائم … يا حُبي الأعمى الذي يقُودهُ جنُون هواكِ ما بين ضلُوعي وأنفاسي ، دعيني أسقطُ على شفتيكِ بزخاتٍ من القُبل لعلكِ تلامسينَ مع ريَاحيني غيمَ السماءِ ، دَعيني أرتلُّ على مسمعكِ ما تيسَّر من تباريحِ العناق ، يا مَلحمة الفتنة التي فتكت بإحداثياتِ تكويني وجعلتني أرمزُ إليها وأعيش في دواوين قصائدها شاعرًا مجهولَ الهوية ، بل كاتبًا هجر الحرفَ ليستقِرَّ بين دفاترِها الشَّقية ، حتى أنها حوَّلتني لعربيدٍ أدمن نبيذها الذي يمنحنِي حريَّة التحليقِ بين عوالمِ أنوثتها الغناء .. لا أحد يهواكِ سوى نبضِي ولو أخبروكِ غير ذلكَ فهم يكذبون ، فمقاييسُ عشقي أسطرُها لكِ على راحة يديكِ مثل رعشتكِ بين ذراعيْ ، وتأوهاتكِ الخافتة من بعدِ لمَساتي ، كإغماضة عينيكِ بعد نظرة وله مني ، أو اختناق أنفاسكِ حين أسيطرُ عليكِ في مماليكي الجامحة …لأن عشقي هُو أنتِ ، وألمي هُو أنتِ ، وجُرحِي هو أنتِ ، لأنكِ المرأة التي وصمتنِي بذنوبها حتى رغبتُ بامتصاصِ تلك الذنُوب لتُصبحي شَفافة كما أراكِ دومًا ملاكَ وائلكِ يا عسلَ غروبي"…
ارتفعت من محلها وجلست بحضنه محيطة عنقه بيديها لتغوص معه في قبلات ثائرة امتدت لوقت معين من تلك الليلة ، رفعها بين يديه محتضنا إياها برفق بعد أن غفت في حضنه من فرط التعب الذي جعلها تبدو لذيذة بشكل رقيق .. عطف عليها وحملها بين ذراعيه وخرج بها من هناك وقد رمق انخفاضا في الإضاءة وعرف أن الكل قد خلد للنوم إلا هو ومحبوبته ، صعد بها السلالم ولم ينتبه لذلك الجالس خلف الدرج عند منضدة المشروب وقد كان يحتسي كأسه الثالث منتظرا على نااااار صعودهما ،.. منذ البداية وهو يعرف أنها ذهبت إليه لكنه توقع أنها ستصعد للنوم مثل الخلق بعد دقائق ، إنما الدقائق تحولت لساعات تحول فيها لجماد من فرط الانتظار ، حتى جوزيت جعلها تسبقه لأجل النوم فقط كي لا تشك بما يحرقه في صميمه … ماذا بعد يا مياااااار ماذا ألن تكف عن تعذيب نفسك البنت لوائل كفى كفى كفااااااااك ؟؟؟؟؟؟ … قالها وهو يتجرع ما تبقى من الكأس ووضعه على المنضدة ونهض ليصعد بدوره وقبل أن ينعطف سمع صوت باب غرفة وائل وعرف أنه وضعها على سريرها وذهب ، لازمته لمحة شقية في الذهاب إليها في رؤيتها في معاتبتها حتى ولو كانت نائمة .. وطبعا لم يصغي لا للجائز ولا للممنوع فتح باب الغرفة ووجدها مغطاة على سريرها نائمة في سكون ، رد الباب قليلا وتوجه إليها وقلبه يهفو بجنوووون ، جلس جوارها وأخذ يمسح على خصلات شعرها الثائرة باستكانة وهو مشدوه بها وبعذوبتها الساكنة
ميار:- لست أفهم ، لما ما زلت متعلقا بكِ ميرناااااا ، لما ما زلتِ تعششين في عقلي أنا سعيد مع جوزيت لقد استرجعت حبيبتي التي افتقدتها منذ سنوات ، وهي تعشقني بجنوووون ولا أريد أن أخونها ولكن أفكاري ومشاعري تجاهكِ تجعلني في شتات ، ماذا أفعل كي أبعدكِ عن عقلي كيف أتصرف وفي كل مرة تشدينني إليكِ بعفويتكِ الشهية .. هل أخطأت حين أبقيتكِ معي ذلك الأسبوع أظنني قبل أن أجعلكِ تتأثرين بي كنت أزرع نفسي بكِ أكثر ، لقد اقترفت خطأ يا ميرناااا أجل كان لزاما علي الإصغاء لهم حين نصحوني بالابتعاد عنكِ ، آآآآه لكم أشتهي قطع يده التي تلمسكِ لكم أريد قتله فقط لكي لا تنظري إليه بتلك النظرة ، هل هل ستنظرين إلي أيضااااا بها ذات يوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بقي الجواب عالقا في جوف الليل البليل ، فلا ميرنا سمعته ولا بجعبتها الجواب من أصله ، جمع قبضة يده ومسح على شفتيها بشرود بأصابعه قبل أن ينتفض مغادرا الغرفة وصاحبتها التي شوشت عقله .. ولج غرفته ووجد جوزته نائمة بدورها في ملكوت الله أزال حذاءه وقميصه واستلقى بجوارها ، شعرت بقدومه فتململت وعانقته بيديها دون أن تستفيق ليجعلها في حضنه مستقرة مقبلا جبينها وعيونه شاردة في البعيد …..
أما وائل فقد كانت عيناه تبرقان بابتسامة فرح بمحبوبته التي لن يسرقها منه أحد ، فما يجمعه بها فوق المعقول وفوق المتوقع ، وعلى أساس ذلك أطبق جفنيه في نوم هانئ مستريح البال من كل الشوائب ، كيف لا وهو أسعد رجل فيهم تلك الليلة ….. هنا كان حكيم بدوره نائما بجوار ملاكه الصغيرة التي أمسكت يده ولم تفلتها ، وربما شعوره بأنه مسؤول عن راحة أحدهم جعلته يغفو بسرعة جوارها ، أيضا تعبه ساهم في ذلك فألم صدره عاوده قبل النوم جراء عدم ارتياحه في الفترة الأخيرة … لورينا أيضا كانت نائمة بغرفتها هي وبقية سكان القصر ……
وتمر الساعات ببطء شديد حتى وصلت 4 ليلا وقرعت أجراسها وهذه كانت ساعة القصر الموجودة جوار المكتب بالأسفل ، هنا فتحت عينيها اللتين برقتا بشكل غريب ، أبعدت يده التي كانت تضمها وخرجت من السرير ارتدت خفيها بهدوء وأخذت تسير خطوة خطوة وسط الممر توجهت مباشرة صوب الأسفل ، نظرت إلى الدرج وأمسكت بالدرابزين وأخذت تنزل درجة درجة بعيون جامدة ، إلى أن وصلت للساعة أمامها ووقفت ماثلة تنظر إليها حتى توقفت حركة مؤشرها الضخم عن القرع ، هنا تنفست بأريحية وعادت أدراجها لتصعد مجددا ، وهي تصعد وصلت المنتصف وارتعشت بدموع حين استدارت للخلف ورمقت شيئا جعل الدموع تنزل من عينيها وتمط شفتيها بخوف وهي تتراجع للخلف حتى تعثرت وكادت تسقط ، رفضت النظر وصعدت هذه المرة جريا وحين وصلت الممر رمقت ذات الشيء بقرب غرفة ميرنا تحديدا ولحظتها صرخت بقوة حتى ارتجت أركان القصر وفي آن الوقت دوى الرعد في السماء بشكل مرعب أهلك فرقد كل نائم تحت ذلك السقف …..
قلبت الدنيا لحظتها والكل خرجوا من غرفهم وأولهم حكيم الذي لم يجدها بجواره ، وبلهفة ركض إليها لينحني أرضا ويعانقها بين ذراعيه وهي كالجماد الميت لا تنظر سوى لغرفة ميرنا بعيون دامعة تنزف دمعا متواصلا بدون توقف …
حكيم:- بيبي صغيرتي ، ماذا يحدث لكِ ؟؟؟
ميسون:- ….لارد
ميار(ابتلع ريقه وهو يشعر بتوجس من حالة الطفلة متقربا بدوره منهما):- خيرا يا حكيم ما بها ميسوووون ؟
جوزيت(لحقته وهي تزرر أزرار فستانها وأمسكته خوفا من الرعد ومن صرخة ميسون):- حكيييم ما بها الصغيرة ؟
حكيم:- لست أدري استيقظت على صراخها أيضا
ناريانا(ركضت صوبهم أيضا):- ميسوووووون … هل هي بخير ؟
حكيم:- أجل يعني هذا ما يظهر لي
لورينا(عقدت خيط فستانها وركضت إليها):- ماذا رأيتِ ؟
ميسون(ظلت على نظرتها):- …لارد
كاظم(صعد كل درجتين بدرجة وهو يتقدم صوبهم بمسدسه):- من الذي هجم أين اللص ؟؟؟؟؟؟
ميار:- يخرب هبلك لا يوجد شيء كهذا أخفي ذلك العجب ، الطفلة مفزوعة خلقة
وائل(انضم لهم):- ما بها ميسون ؟
ناريانا(نظرت للأسفل ورمقت نزار وهو يشير لها بالنزول):- أ.. تت ففف
وائل:- ألم تستيقظ ميرناااا ؟
ميسون(بدموع):- لن تستيقظ لقد قتلها
هنا تجمد الماء في أجسامهم ، حتى مضخات قلوبهم توقفت عن النبض لهنيهة قبل أن تواصل الخفقان برعب من صدق مقولة هذه الصغيرة التي لا تزيدهم سوى ارتباك على ارتباك …. نظر حكيم لميار الذي نظر لوائل الذي أساسا شعر بالتخدر في ركبتيه رعبا على ميرنا ، لم يستطع أي واحد فيهم التحرك لحظتها من فرط القلق ، حتى البنات بقين جاثمات أمامهن وقد خطفت أنفاسهن من جملتها بدورهم …. هنا تنهد كاظم ووضع مسدسه تحت قميصه وتحرك صوب غرفة ميرنا …
نادر(انضم لحظتها):- لا تقلقوا هذا أكيد حلم سيء .. صح ميسون ؟
ميسون(لم تنظر إليه بل أبعدت يد حكيم ولحقت بكاظم):- …لارد
لم تلحقه لوحدها بل تبعها حكيم ووائل وميار وكلهم جثموا خارج غرفتها ، قبل أن يدير كاظم قبضة الباب المغلقة حاول فتحها لكنها كانت مقفلة من الداخل ، وهنا شعر وائل بالحيرة التي شعر بها ميار
وائل:- حين وضعتها في السرير أتذكر أنها كانت نائمة ولم تقفل الباب من بعدي …
حكيم(ابتلع ريقه):- وضعتها ؟
وائل(نظر إليه بمعنى هل هذا وقته):- أنا واثق مما أقوله
ميار(حك جبينه وفي سره):- أيضا لم أقفله إذن ../ ربما استيقظت وأقفلته
وائل:- هذا الوارد ..
كاظم:- لسنا الآن في هذاااا ، علينا فتح الباب سريعا بدأت أقلق
جوزيت:- اكسره يا كاظم
حكيم(كان ينظر لميسون التي كانت تبدو غريبة جدا ولورينا بدت هادئة وكأنها متعودة على هذا):- علينا أن نتحدث
لورينا:- كنت سأخبرك و…
كاظم(قاطعهم حين سمع صوت فتح الباب):- ميرناااااا …
ميرنا(رمشت بعينيها وهي تفتحها باستغراب):- ماذا يجري ؟
تنهد الجميع من سلامتها فأن تكون بخير هذاااااا أقصى ما يتمنون ، إنما ما جعلهم يتأثرون أكثر هو ركض ميسون إليها والتي تشبثت بها بشكل غريب جعل ميرنا تجثو أرضا لتضمها لصدرها وهي تأمل أن يخبرها أيهم عما يحدث من حولها …والظاهر أنها لم تسمع شيئا مما حصل
بعد مدة في الصالون السفلي
ميرنا(أبعدت الحليب الساخن وأعطته لحكيم):- هكذا شربتِ كل الحليب حبيبتي ..
حكيم:- يا جماعة تعذبتم معنا حبذا لو تخلدون للنوم ، نحن معها الآن
لورينا(زفرت بعمق وجلست):- سأبقى
وائل:- حتى أنا ..
ميار(نظر إليهم وشعر بالتعب):- اصعدي جوزيت .. سألحق بكِ فورا
جوزيت(مسحت على وجهه وتحركت):- تصبحون على خير ..
كاظم:- تمام طالما لا يوجد دم ولا محاولة قتل سأنسحب أيضا هيا ندور
نادر(ناظره بتقزز):- لست صديقك حتى تناديني ندور ، لا تستظرف هنا
كاظم:- مسدسي محشو احذرني ..
نزار(رمقهما بطرف عين):- إلى غرفكما فورااااا تصبحان على خير
كاظم ونادر(في آن الوقت):- وأنت من أهله
برفض توجها للرواق الجانبي ودلفا لغرفهما ، وحتى نزار استقر بغرفته وهو يفكر ويمحص في مجريات الأحداث ، ناريانا كذلك صعدت بعد أن رمقت الطفلة مرتين على التوالي وهي تشعر بالتوجس حيالها لكن هذا يتطلب حديثا مطولا مع أخيها ، وفي ذلك الليل الأنظار كلها عليهم ولم يسعها محادثته كما أرادت فقد ارتبكت الأمور بعد جملة ميسون … والتي كانت بحضنها متمسكة بيدها وتدك رأسها بصدرها باحتياج جعل ميرنا تضمها وتمسح على جسمها الصغير لتحسسها بالأمان
ميرنا:- ميسونتي أنتِ .. ستخبرينني ماذا حدث صح ؟
ميسون(عادت للبكاء وجلست معتدلة على رجلي ميرنا ورفعت يديها للسماء):- خفت
حكيم(أمسك يديها وقبلهما ومسح دموعها بألم لأجلها):- مما تخافين صغيرتي ، ثم لما لم توقظيني أنا كنت سآخذكِ إلى حيث تريدين
ميار(تنهد بإرهاق من صداع رأسه جراء آثار الثمالة):- هيا لورين نحن ننتظر ، أخبرينا ما سر هذه الحالة ؟
لورينا:- بصراحة .. هذه ليست المرة الأولى التي تستيقظ فيها ليلا ، ميسون تعاني من ذلك منذ أن سنتين تقريبا ، كل مرة كانت تعيدها المربية من أمكنة غريبة في القصر ، حتى في مرة وجدناها بالحديقة وأصبحنا نغلق الأبواب بالمفاتيح كي لا تتأذى ، لكن هذا لم يمنع تواجدها في غير مكان كل ليلة حتى اضطررنا لنقلها لغرفتي لكنها كانت تأبى النوم معي ولذلك تركت لها حريتها …
وائل:- ألم تأخذوها لطبيب ؟
لورينا:- بلى .. لكنه أوضح أنها مشكلة نفسية
حكيم(هنا ثار بغضب):- لأنكم أنشأتم عقدة في البنت طبيعي أن يحدث معها هذاااااااا ..
ميسون(انتفضت من صراخه وارتمت بحضن ميرنا):- لما يصرخ بابا لما يصرخ بابا لما يصرخ باااااااابا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(جزعت عليها وهي تربت على ظهرها):- هو لا يصرخ حبيبتي كان يتحدث فقط
ميار(بتنبيه):- حكيييم
حكيم(ابتلع ريقه بنفاذ صبر ومسح على شعر ميسون):- تحدثت بصوت مرتفع آسف صغيرتي
لورينا(امتصت شفتيها ونهضت):- سأنسحب ولنا حديث .. يفضل أن تجعلها تنام جوار ميرنا من الواضح أنها تستكين بحضنها أكثر من حضن أي أحد ….
حكيم(فهمها وطأطأ رأسه):- أستغفر الله العظييييييييم ..
وائل(جلس على طرف الكنبة وأطل على ميسون):- ميسون أنظري إلي .. لما قلتِ أنه قتلها هل كان هنالك شخص في القصر ؟
ميسون(هنا اهتزت عيناها برعب ونظرت حولها):- تت لاء ..
حكيم(توجس من سؤال وائل ونظر لميسون):- لا تخشي شيئا ميسون ، فقط أخبرينا
ميار:- هل رأيتِ أحدهم ؟
ميسون(ابتلعت ريقها وفتحت يدها لتضعها بجيبها وتخرج خنجرا صغيرا):- سقط منه هذاااا
نظر الثلاثة نحو الخنجر الصغير بهلع ، بينما ميرنا لم تصدق ما تراه بين يدي الطفلة ضربت يدها وأسقطته منها وحملتها بين ذراعيها رعبا وهي تنهض مبتعدة عن الكنبة ..
ميرنا(تضمها وتضع رأسها الصغير على كتفها):-ليخبرني أحدكم أن ذلك الشيء لعبة ؟
ميار(أمسك منديلا ورقيا من الطاولة وحمله بين يديه):- اعذريني هو حقا ما يجول ببالك
وائل(نظر حوله بجنون):- كيف وصل ليد الصغيرة ؟؟؟
حكيم(مسح على شعره بخوف):- يا إلهي …. هل كان هنالك شخص آخر معنا بالقصر ؟
ميرنا(أخذت تهتز بميسون التي كانت متشبثة بها):- ميسون صغيرتي فقط أخبريني تحدثي إلي ، من ذلك الشخص هل رأيتِ وجهه ؟
ميسون(ارتفعت ونظرت إليها ببكاء):- لاء كان يلبس الأسود ووجهه ملثم
حكيم:- هل سمعتٍ حركة ما لذلك خرجتِ من الغرفة ؟
ميسون(استدارت إليه):- لا .. الساعة أيقظتني
ميار(بعدم فهم):- أية ساعة ؟
ميسون(أشارت وهي تعانق بيدها عنق ميرنا):- تلك الساعة ، نملك مثلها في قصر ليندا
حكيم:- ليندا ليندااااااااااااااااااااا اا … فففف
وائل(رمق نظرة ميسون تجاهه):- البنت تنظر إليك أنت ترعبهاااا
حكيم:- اصعدي بها يا ميرنا سآتيكم فورا ، هيا حبيبتي ميسون اسبقوني لغرفة ميرنا
ميسون:- ههه أنام معكِ أنا ؟
ميرنا(قبلت وجنتها بدموع وخوف يتغلغل في أعماقها):- وتحت ناظري لن أبعدكِ عني أبدا
ميسون(ضمتها مبتسمة):- حسنا …
وائل(توجه إليها ومسح على شعرها):- ميرناااا لا تخافي كله في مأمن
ميرنا(أشارت له برعب وهي تداري على الصغيرة):- يا رب …
فور صعودها بميسون جعلتها تستلقي جوارها على السرير ووضعتها في حضنها ممسكة بها وكأنما تخشى أن يسرقوا منها قطعة من روحها ، ماذا لو كانت تعرضت للأذى حينما كشفت ذلك الغريب ، ماذا لو كان قد اختطفها أفكار عديدة جالت بعقلها وجعلتها ترتجف وهي تضمها بخوف إليها .. نفس الخوف كان متسربا لقلوب الثلاثة وهم ينظرون لبعضهم في الصالون
حكيم:- علينا وضع كاميرات مراقبة يا ميار ، ضروري
ميار(بتنبه):- صح .. سأضعها بكل زاوية من القصر عدا عن الغرف الشخصية طبعا ، ثم لحظة كيف لم يحس أي بغل من الحراس بدخول أحدهم كاظم تأكد من هذا والكل أجابوه بالنفي ..
وائل:- لم يلمحوا ولا أية حركة مريبة بالجوار ، ولم يدخل أو يخرج أي أحد من البوابة الرئيسية
حكيم:- كما أنه لا يوجد أخرى خلفية يعني حتى لو نط من السور أكيد سيلمحونه …
ميار:- قبل الصباح ستكون الكاميرات في أمكنتها سأجعلهم يقومون بذلك فوراااا …
حكيم:- لقد أربكني ما حدث ، صدقا أشعر وكأن عقلي طار من محله تخيلوا لو كانت ميسون في خطر الآن كيف كنا سنتصرف
وائل:- لا تقلها ، جيد أن البنت صرخت وهرب ذلك الوغد
ميار:- ما يحيرني هو أمر آخر … كيف هرب طالما كل المنافذ والمخارج مغلقة .. وشيء آخر غرفة ميرنا لم تكن مغلقة سابقا وهي لا تتذكر بأنها أصلا أقفلتها يعني ؟
وائل:- هنالك حلقة ناقصة
حكيم(بنفاذ صبر):- لن تتحدثوا لي هنا عن الشعوذة والهبل المهبل تمام ؟؟؟؟
ميار:- أففف رأسي يؤلمني من كل هذااا ، سوف أجعل بعض الرجال يرابضون بداخل القصر وسنغلق كل مداخله ومخارجه حتى الأبواب الزجاجية سنغلقها وغرفنا أيضا سنقفلها قبل النوم ، هذا أأمن شيء يمكننا فعله ، غدا على الفطور سنتحدث مطولا مع الجميع … لا تقلق حكيم سنجد هذا الحقير وسأعلقه بباب القصر لأجلك
حكيم(نهض بتأفف):- افف سأراهما ، ميرنا أيضا مرتعبة
ميار(اهتزت حنجرته):- خليك معهما يعني .. تعلم اللازم
وائل:- وددت لو كنت محلك لكن .. أنت أولى بذلك وابنتك بحاجتك
حكيم(نظر لتفهم وائل ودعم ميار ورفع حاجبيه مشيرا لهما):- لست جاهزا للرد على هذا ،لكن تصبحان على خير …
انسحب الثلاثة منطلقين صوب غرفهم ، وائل مر بجانب غرفتها ولم يتمكن من الدخول فحكيم كان خلفه ودلف إليها مغلقا الباب من بعده ، في هذه اللحظة رغب بحرق الكون وإخراج ميرنته من تلك الغرفة ولكن الطفلة أثرت به وعلم أنها بحاجتها أكثر منه ، لذلك أحنى رأسه بتفهم وتوجه لغرفته .. أما ميار فقد وجد جوزيت ما تزال في انتظاره لتتحدث معه حيال ما حصل ، لكنه لم يكن قادرا على التعاطي بحرف بل ضمها لحضنه كي تكف عن الارتجاف خوفا من الرعد المتذبذب فحينا يسكت وحينا يدوي وهذا ما كان يرعبها زيادة على قصة تلك الليلة … لكن ليس أكثر من رعب ميرنا على ميسون التي غفت بين ذراعيها وهنا حكيم جلس من الجانب الآخر وبينه وبين ميرنا تلك الحمامة التي ظهرت في حياتهم لتكمل عليهم ما تبقى …
ميرنا(شهقت وهي تسحب يدها من تحت رأس الصغيرة):- لقد كانت ترتجف خوفا ، كيف لم نحس عليها يا حكيم إنها مجرد طفلة ولا يتوجب علينا الشرود عنها …إنك تبدو في حالة متعبة
حكيم(مسح على رأسه ونهض مترجلا وتوجه للنافذة):- أشعر بأنني فاشل في تحمل المسؤولية
ميرنا(غطت ميسون جيدا ونهضت إليه):- لا تهذي ، أنت لم تكن يوما أبا حتى تعرف ما الذي يتوجب فعله لكنك مع ذلك وخلال ساعات من ظهورها لعبت دورا مهما في حياتها ونفسيتها ، لقد كنت أبا بحق لها ودون أن تعلم حتى كيفية ذلك ، لأنه شيء غريزي بداخلك حكيم
حكيم:- وماذا تسمين ما حصل الليلة ،لقد كانت نائمة بجواري وأنا لم أشعر بها حين تسحبت من الفراش وحصل ما حصل .. تخيلي معي لو كان قد خطفها أين كنا سنصبح ؟
ميرنا(شهقت وأمسكته من ذراعه):- هل هي في خطر ؟
حكيم(بقلة حيلة):- لا أعرف .. لكنكِ المقصودة ، ميسون كانت تنظر صوب غرفتكِ مباشرة وكأنها تنتظر حدوث شيء لا أعرف ماذا يعني ذلك لكنه متعلق بكما أنتِ وهي معا
ميرنا(أغمضت عينيها بتعب):- ففف يا الله
حكيم(وضع يده على كتفها وجذبها لحضنه معانقا إياها باحتياج):- ميرنااااا
ميرنا(ضمته بحرارة):- أنت متعب دعك الليلة بجوارنا ، السرير يتسع لنا هيا تعال لنغفو قليلا وغدا لنا حديث
حكيم(سحبها للفراش):- نامي أولا و..
ميرنا(أشارت له بجانب ميسون):- هيا حكيم …
أطاعها وتوجه للجانب الآخر واستلقى بجوار ميسون التي كانت وسطهما ، رفعت ميرنا الغطاء جيدا وغطته بحنان واتخذت محلها أيضا وربتت على وجنة ميسون قبل أن تقبلها بحنان وتمسح بشرود على شعرها الحريري …. هنا كان يتأملهما يده على خده وعيناه تهفو للأم وابنتها ، آه يا ربي كل ما يحدث يربط بينهما وليس هنالك مسمى آخر لعلاقتهما سوى الأمومة ، إلى متى سيكتم ذلك الوجع في صدره ميرنا تملك حقا في معرفة أن ميسون ابنتها وإلا لما كانت تشعر بها لتلك الدرجة ، ولا الصغيرة كانت ستتعلق بها أيضا و في غضون ساعات .. هنالك رابط خفي بينهما وتسميته واضحة وضوح الشمس لكن التكتم الآن محتم … رفع يده ووضعها على يد ميرنا التي كانت تضم بها ميسون ابتسم لها وطمأنها بعينيه ولحظتها فقط شعرت بالارتياح وسمحت لجفنيها بأن يغلقا ، خصوصا بدعمه لها أحست بالاطمئنان ونامت … طبعا لم يغمض له جفن فقد كان يفكر فيهما طيلة ساعات وهو ينظر إليهما نائمتين بجواره كالملائكة الطاهرة ، منظرهما كان لذيذا ود لو بقي معهما هكذا طوال حياته ، هو وحبيبته وابنتهما ياااااا عالم ابنتهما إنهم الآن مثال للأسرة المثالية كل شيء في نصابه ظاهريا ، لكن باطنيا كله خيبة وحسرة وحزن .. فبعمره لن يحصل على هذه الصورة لذلك آثر أن يستمتع بها طالما وهبته له الأقدار الغير متوقعة بالمرة ….

في صباح اليوم التالي
فتح عينيه على ضجيج قادم من الخارج ، أغمضهما وأعاد فتحها وهو يدلك يده برتابة أخرج من درجه شريط أدويته وتناول حبة مع بعض الماء وبعدها توجها للحمام ، أخذ حماما سريعا وخرج وهو يجفف شعره والهاتف بأذنه …
شهاب:- يعني متى ؟
وائل:- بضعة أيام بضعة أسابيع ، لا أدري يا شهاب الوضع هنا متشعب ولا يسعني تحديد المدة الزمنية لمغادرتنا
شهاب:- ماذا تقصد يااا ، أيعني أن ابن عمي الوحيد الحبيب لن يحضر لزفافي ، يكفي أن أختك الثرثارة التي لن تبرح محلها دون أن تحضر حفلة تخرجها هذا الأكيد
وائل:- لم أكلمها بعد ، لكنني سأحضر حفلة تخرجها قد وعدتها
شهاب:- ما هذا الاستبداد الأخوي ، يعني تساند أختك وابن عمك لا ؟
وائل:- هه شيهوب آتني بالمفيد ماذا يحصل معك ؟
شهاب:- عمك يا وائل ، أصبح رجلا غريبا من بعد حركة نور فيه … وكأنني أرى نسخة من زومبي يتحرك دون حياة ولا يكف عن أذية نفسه كلما استطاع
وائل(بتذمر):- أكيد ما يمر به أزمة نفسية ولن تمر مرور الكرام ، يلزمه وقت ويلزمك صبر
شهاب:- لعل زفافي يغير موده قليلا رغم أنني أشك ، خصوصا بعد أن أخرجت نور ذلك المتسكع زوجها من السجن ويلي ويلاه لو ركبت جنونها وقررت العودة إليه
وائل:- هل تفعلها ؟؟؟؟ لالا ميرنا أخبرتني أن نور تكرهه وتمقته كثيرا .. ثم لو أرادت الارتباط فلن يكون ذلك الشخص سوى عمنا لأنها بدورها تحبه
شهاب:- أقنعها أنت بهذا إنها ذات رأس جاف ، هفف بمجرد الحديث عنها معدتي تعكرت
وائل:- ههه لا تبالغ يا رجل ، ثم سوف نشاهد زفافكما على الهواء مباشرة وعدنا إياد بأنه سيوفر لنا التغطية اللازمة يعني وكأننا معكم
شهاب:- ماشي ماشي لا تحاول تلطيف الجو فهمنا أنك لن تحضر لزفافي ، لكن وحياتك في زفافك سأرابض بشقتك لأسبوع كامل هههه
وائل(تنهد بتمني):- يا ريت يحدث ذلك قريبا
شهاب(تصلب فكه):- ميرنا لك ..
وائل(شعر بالغرابة لذلك تنحنح):- سأدعك الآن دعواتي لكم
شهاب(شعر به):- سلام ويلي … هيا شهاب هيا لنطمئن على طقم زفافك أحسن ههه …
عدل ثيابه وارتدى ساعته بهدوء وبعدها رش عطره ليرفع هاتفه الذي كان يضيء برقم محدد ، رقم جعله يتوجس ، رفعه بعد عدة لحظات وتحدث …
وائل:- نعم ..جيد أنك اتصلت كنت قلقا بشدة
عمو بشير:- وائل عليك أن تغادر ذلك القصر بعد ساعتين مباشرة ، سوف تكون حجتك مخالفة لحجة كاظم الذي سيجلبك إلى مقرنا السري هناك ، نحن بحاجة إليك للتعرف على شخص ما
وائل(بعدم فهم):- ظننت أن اتصالك عن سير التحقيق ، ماذا يوجد غير ذلك ؟
عمو بشير:- حين تصل ستعرف .. لا تثر الشبهات وحاول التحجج بزيارة الطبيب مثلا المهم أن تكون لوحدك آنذاك وكاظم يعرف الخطة
وائل:- أوك سأكون هناك ، لحظة أود أن أسألك .. متى سنتمكن من العودة ؟
عمو بشير:- ما لم يحل الفهد البري مشاكله مع الرأس الكبير لا رجعة لكم ، وهذا أمر لاحقون عليه فما أمامنا الآن أهم بكثير من خط سير العودة .. انتهى
وائل(أغلق الهاتف وهو يزفر بعمق):- بمن سألتقي هناك ومن يقصد بالتعرف على شخص ما ، عجيييب كل ما يحدث متشابك في بعضه يا الله …
مط شفتيه ووضع الهاتف بجيبه وخرج من غرفته متوجها صوب غرفتها إذ اعتقد أن حكيم استيقظ باكرا ، وصدم بما رآه حين فتح الباب بهدوء ورمقه نائما على سريرها ويده تحضنها بينما يدها على يده تلك .. أما ميسون فقد كانت نائمة بحضنه وشعرها على كتفه بينما إحدى قدميها تعانقها ميرنا ، كانت صورة أسرية بمعنى الكلمة وهذا ما جعله يتراجع للخارج وقلبه يعتصر ألف وجع ووجع ، من ذلك المنظر الذي آذاه في الصميم ، زفر عميقا وأغلق الباب مبتعدا من هناك فلا يحق له أن يكسر تلك الصورة وما كان يبرد جمرته أنهما مطلقين الآن وإلا لكان قلب الدنيا رأسا على عقب … صوت انغلاق الباب جعلها تفتح عينيها وتفركهما وهي تتحرك وسطهما ، رفعت رأسها ونظرت جانبا لحكيم وأيضا لميرنا وابتسمت حين أمسكت يده أكثر ووضعتها على خصر ميرنا التي تنحنحت باقتراب عفوي جعلها تبدو نائمة في حضنه ، ولحظتها ابتسمت ميسون أكثر حين أمسكت هاتف حكيم من جانب المنضدة والتقطت لهما صورة جعلتها تبتسم وتضمها لصدرها أكثر بمحبة ….
بعد عدة دقائق
فتحت عينيها بتثاقل منزعجة من تلك الضوضاء التي ارتفعت أكثر من السابق ، نظرت للصدر الذي كان يضخ بقربها ودفئه الغريب جعلها تستشعر شيئا غريبا يغرد في قلبها ، رفعت عينيها لترى يدها مستقرة على عنقه بينما يده تطوقها من خصرها ، تحركت حنجرتها وهي تراه في ذلك المنظر وقد بدا وسيما في ضوء النهار بلحيته الخفيفة وابتسامته المشرقة وهنا عرفت أنه مستيقظ
ميرنا(لاعبت بيدها وجهه):- كنت أيقظني ..
حكيم(فتح عينيه):- استيقظنا سوية في آن الوقت ، لا ذنب لي
ميرنا(ناظرت عيونه العميقة والشمس تلونهما ببريق خافت):- الجو مشمس وليس كما البارحة
حكيم:- على الأقل سنضمن عدم حدوث مغامرة جديدة كيوم أمس
ميرنا(انتبهت للفراش):- أين ميسون ؟
حكيم(لاعب خصلة شعرها ودفع رأسها لرأسها):- أتعلمين أنني كدت أموت يوما لأحظى باستيقاظ معكِ على ذاتِ السرير ؟
ميرنا(احمرت خجلا وحاولت التحرر من قبضته):- هه حكيم صباح الخير ؟؟؟
حكيم(اقترب أكثر بوجهه من وجهها وجذب جسمها إليه):- ميرناااا أنتِ تعدين زوجتي فعدتكِ لم تنتهي بعد ، يعني …. تحلين لي
ميرنا(هنا ارتفع الأدرينالين بصدرها):- أيها المجنون أين البنت ؟
حكيم(تلاعب بلسانه بداخل فمه):- هيا لا تماطلي
ميرنا(تحركت حنجرتها ونظرت إليه):- تمام لقد تأثرت تليق بمجال التمثيل ، أظن لورينا تملك معارف كثر في هذا المجال لما لا تصبح عارض أزياء مثلا جسمك مثالي لذلك ؟؟؟
حكيم:- ههه أنا أريد أن أكون زوج ميرنا فقط
ميرنا(وضعت رأسها على صدره وتنهدت وهي تلامس جرحه بحركة عشوائية):- وميرنا ابنة عمك فقط
حكيم(قبل شعرها وهو يستنشق عطره الجميل مبتسما):- أوك كشفتني يا ذكية كنت أمازحكِ ، دعينا نبحث عن ابنتنا قبل أن يهلكها ميار بفصوله المتعبة قد سمعته حين دخل وأخذها و ….
ميرنا(نظرت إليه برعشة منتفضة من كلمته):- ماذا قلت ؟
حكيم(استوعب جملته ورمش وهو يرفع الغطاء لينهض):- أليست ابنتي هي ابنتكِ يعني .. مجازيا
ميرنا(تنهدت بحسرة وجلست):- أجل ..
حكيم(تنهد بوجع وهو ينسحب):- سآخذ حماما بغرفتي نلتقي بالأسفل ، لو سبقتني احرصي على أن تتناول ميسون فطورها أخبرتني أنها تحب حبوب الشوكولا صباحا مع الحليب البارد
ميرنا(تنهدت):- طيب
حكيم(هرب من هناك وفتح الباب ليخرج لكنه تراجع حين أغلقها وعاد إليها منحنيا وممسكا بيديها بين يديه):- ميرنااااا
ميرنا(ابتلعت ريقها من حركته):- نعم ؟
حكيم(أحنى كتفيه):- اسمعيني هنالك أمر أريد إخباركِ به و
ميرنا(سمعت طرق الباب):- أدخل
حكيم(سحب يديه ونهض بتأفف):- آه متوقع أن تكون أنت .. لا تقلق نحن لا نسرق هنا .
وائل(يكفي أنني تحملت 15 دقيقة بعد نزول ميسون):- صباح الخير
حكيم(نظر لميرنا بطرف عين وزوره بمثلها وخرج من هناك منفعلا):- صباحو
ميرنا(نهضت وهي تفرك يديها وانتبهت لصفق الباب العنيف لكن لم تدقق):- صباح الورد
وائل(استقبلها بقبلة على الجبين):- أردت رؤيتكِ قبل ذهابي
ميرنا:- ذهابك إلى أين ؟
وائل:- لا تجزعي لدي موعد مع طبيبي ومن الضروري رؤيته اليوم
ميرنا(رمشت بارتياح):- أوك لأذهب معك إذن
وائل:- أكيد لن أقبل سوف لن أغيب أزيد من بضع ساعات ، أنتِ ابقي هنا واستمتعي مع البنات
ميرنا:- من يستمتع مع تنك المعقدات كل واحدة منهم بمليون عقدة
وائل:- ههه وأنتِ تتجاوزيهن بمئة مليون عقدة يا روحي
ميرنا(ضربته لصدره):- أبله
وائل(سحب نفسا عميقا ولاعب بأنفه أنفها):- لما لا تدعينني أنسحب لأنكِ تبدين جذابة جداااا وأنتِ هكذا منكوشة في الصباح
ميرنا(انتبهت لشعرها):- هئئئ يا ويلي لما رأيتني هكذاااا أكره أن يراني أحد حينما أستيقظ ، أصبحت مسرحية
وائل:- ههه تعالي هنا أساسا رأيتكِ كذا مرة يا بلهاء ، ثم أنتِ أنا أم ماذا ؟
ميرنا:- صح
وائل(قبَّل يدها وتراجع للخلف):- هل تحتاجين شيئا من الخارج كي أحضره لكِ وأنا عائد ؟
ميرنا(وضعت يديها على عنقه وقبَّلت خده):- سلامتك فقط ، أ.. سيرافقك رجال ميار صحيح ؟
وائل:- ننن لا داعي كاظم ذاهب أيضا لعمله وسيقلني بطريقه
ميرنا(توجهت لحمامها):- آه طالما جدار برلين معك فلا بأس .. أراك لاحقا إذن
وائل(نظر بشرود للسرير وابتلع ريقه):- ماشي حبيبتي
تملص بجهد جهيد وهو يغالب غيرته يريد الإقفال عليها في قفص لا تبصرها عين إلا عينه ، لكن هذا محال محال محاااااااااااال ، قالها وهو يضحك على نفسه من جنونه .. عاد لغرفته وبعد مدة كان يرتدى ما يناسب وأخذ ما يلزمه وغادرها ليصطدم في الرواق بهذه وهي تركض صوب غرفتها وكأنها تبكي … نظر حوله ولحق بها طرق الباب لحظة ولم يسمع جوابا وانتظر قليلا ثم أعاد طرقه
وائل:- هذا أنا وائل ..
جوزيت(فتحت له وهي تكفكف دمعها):- هل هناك شيء ؟
وائل:- رأيتكِ تبكين هل أنتِ بخير ؟
جوزيت(ثارت فيه):- وما شأنك هااااه اذهب لميرنتك وأبعدها عني هي وتلاعبها القذر بعقول الرجال
وائل(انتفض من غلق الباب في وجهه):- هه .. صدق من قال لا تتدخل فيما لا يعنيك كي لا تسمع ما لا يرضيك ، آخ ميرنا ومن عمايلك التي لا تتوقف ..
جوزيت(فتحت الباب وهي تزفر بتعب):- أدخل قليلا …
وائل:- لتكملي توبيخكِ ؟
جوزيت(بمكر):- أعتذر منك
وائل(دخل وهو ينظر إليها بأسف وجلس على الكنبة):- وقتي ضيق سأغادر لأجل زيارة الطبيب ، أخبريني ما الذي يزعجكِ ؟
جوزيت(امتصت شفتيها ونظرت إليه وهي تتأمل وسامته القاتلة):- أتعرف بأنك وسيم جدا ؟
وائل(فتح عينيه على وسعهما):- أعتقد أن دخولي إلى هنا كان خطأ كبيرا .. حين تستفيقين من حالتكِ نتحدث جوزيت
جوزيت(اقتربت منه ووضعت إصبعها على كتفه مجبرة إياه على الجلوس):- دعنا نتحدث
وائل(نظر لإصبعها ومال برأسه ليقرأ أفعالها المريبة):- نتحدث في ماذا ؟
جوزيت(جلست مقابله واضعة رجلا على رجل بعد أن رمت كعبها أرضا):- يعني أكيد سنجد فيما نتحدث يا بعدي ..
وائل(رمق حركاتها الغريبة):- هل أنتِ ثملة ؟
جوزيت(تلاعبت بلسانها بداخل فمها):- وفيما يهمك ذلك ، ثم ألست أشبهها أحبَّني أنت أيضا ونصبح متساويين ميرنا وميار وأنا وأنت ؟
وائل(انتفض من محله):- أكيد أنتِ تهذين ، خذي حماما واستعيدي عقلكِ لأنكِ تقولين كلاما قد يضعكِ في خانة سيئة جدا .. عن إذنك
جوزيت(أمسكته من ذراعه ببكاء):- توقف هنا وأخبرني ما الذي يوجد فيها حتى لا يستطيع ميار التفكير إلا بهاااااااااا هااااه ، لقد سمعته قبل قليل وهو .. اهئ وهو يتحدث عنها لحكيم لقد آلمني الأمر كثيرا وشعرت بأنني غبية جدااااااا غبية لدرجة أنني أسلمه نفسي حبا
وائل(شعر بالأسف عليها):- جوزيت …
جوزيت(صرخت ببحة أليمة وهي تضرب في صدرها):- ألست جميلة ؟
وائل:- لا تفعلي بنفسكِ هذااااا الآن
جوزيت(تأوهت وهي تتلوى حزنا وبكاء):- لما لا يزيلها من باله طالما يحبني أناااا ، لا أستطيع أن أفهم لماااااذا لماذااااا لقد تعبت من الأمر تعبت تعببببببت ؟
وائل(اقترب منها وربت على كتفها وفاجأته بارتمائها في حضنه وهي تتمسك به):- وائل اهئ هل تشعر بي وباحتراااااقي ، أنت تشعر لأنك أيضا ترى ما أراااااه …
وائل(ربت على ظهرها وهو يطبطب بحنان):- تمام تمام لا تبكي رجااااء جوزيت ..
ميار(فتح الباب على غفلة):- جوزيت ما سمعته كان ي…. ما الذي يحدث هنا ؟
ميرنا(مرت من خلفه وتوقفت بصدمة لتراهما متعانقين وهمست بخفوت):- وااااااااااااااااائل ؟؟؟؟
جوزيت(مسحت دموعها وهي تضع يدها على كتفه):- كنت أبكي ووائل واساني قليلا ..
ميار(رمق وائل بنار):- شكرا لمواساتك لكن .. أظن أن كاظم كان يبحث عنك
وائل(نظر لميرنا من خلف ميار وخرج):- ميرنا …
ميرنا(رمقت جوزيت بطرف عين):- لا بأس يعني أثرتما فضولي ما الذي يبكيكِ آنسة جوزيت ؟
جوزيت(امتصت شفتيها بغيظ واقتربت منها خارجة من الغرفة):- هل تتلاعبين بهم ، أتحبين ذلك يعني هااااه أجيبيني ، طبعااااا من هذه التي تجد قلوبا تهوى التغزل بها وترفض ؟
ميرنا:- لاحظي أنكِ تنقصين من قدركِ ها هنا …
جوزيت(رفعت يدها لتصفعها بقوة):- أنتِ حقيرة
ميار(أمسك يدها بقوة ووقف بينهما):- إياكِ … وأن تحلمي بفعل ذلك
جوزيت(ارتعشت من حركته):- ولماذاااااا … أتختارها دونا عني ؟
ميار(جذبها بقوة خلفه للغرفة):- يظهر لي أنكِ نسيتِ نفسكِ جوزيت … ابتعدي عن ميرنا وهذا تنبيه أخير مني
وائل(سحب ميرنا):- هي تملك رجلا يدافع عنها أبقي حبيبتك بعيدا عن حبيبتي تمام ؟ امشي
ميرنا(نظرت لميار بنظرة غريبة وقد غالبتها الدموع لحظتها):- أترك يدي
وائل:- لن تجني الآن ميرنا ، كانت مجرد مواساة
ميرنا(سارت قبله نحو الأسفل):- 4 أمتااااااار … أربعة أمتار تبتعد عنها ولا تجعلني أفقد صوابي
وائل:- أستغفر الله على هذا الصباح
ميرنا(توقفت بمنتصف الدرج):- ماذا قررت ؟
وائل:- أوك أوك 4 أمتار فهمنا
ميرنا:- ههه أنت أحمق على فكرة
وائل(لاعب بإصبعه باطن يدها التي كان يمسكها):- بركاتك يا أميرة …
نزلا معا للأسفل وسرعان ما ودعها وهو يتبع كاظم الذي صبح عليها وهو يتناول شطيرته واقفا ، جلست محلها ووجدت حكيم يخلط لميسون الحبوب بالحليب ، لكن عقلها بقي شاردا فوق فهي تكره أن تقع في هذا الموقف بينهما أو بين أي ثنائي … يا الله لو يرحمونها فقط …
ناريانا:- كأن جوزيت ليست بخير ؟
ميرنا:- تخاصمت مع ميار
حكيم:- والسبب ؟
ميرنا(نظرت إليه بقلة حيلة وأمسكت فنجان قهوتها):- هذه القهوة قد بردت سأعدل غيرها وأعود
ميسون:- وأنا أريد قهوة
ميرنا(قبَّلتها في خدها وهي تنهض):- الأميرات الصغيرات يشربن الحليب فقط
ميسون(بتذمر):- حاضر ..
لورينا(رمقتهما وزفرت بتأفف):- أشعر بالملل وأفكر بالتوجه لورشة عملي
حكيم(دون أن يرفع رأسه لها):- غير ممكن
ميرنا(انسحبت وهي تحول عينيها بتعب):- كل واحدة منهن أضرب من الأخرى ، بائسات تعيسات مجرمااااااااااااااات افففف ، وأنا أولهن مع الأسف .. هاه عم نزار أ ..عم نزاااااار
نزار(كان يتحدث على جنب بخفوت):- كيف يعني لا تعرفين ؟؟؟
فخرية:- نزار أنت قد أربكت موازين عقلي بهذا الخبر الصاعق ، أنا لست أدري كيف لم أرى شيئا كهذا أيعقل أنه لدينا أخت ونحن لا نعرف ؟
نزار:- والله هل تنتظرين مني تعداد معشر الساحرات أيضا ، اسمعيني جيدا هذه المرأة خطيرة والطفلة تحت تأثيرها لقد شعرت بذلك يا فخرية عليك مساعدتها إنها ابنة حكيم …
فخرية:- يا حبيبي يا حكيم أكيد هو سعيد بها ، لكن لو عرف أن الصغيرة تحت تأثير السحر الأسود سوف ينهااااار ويقتلها وإن فعل سيتسبب بقتل صغيرته .. آه يا ربي لا أستطيع حتى تخيل ذلك
نزار:- فخرية ، من الواضح أن ليندا خططت جيدا لهكذا يوم لكي تحمي نفسها ربطت وجودها بوجود ميسون ، وإذا ما حدث مكروه لتلك الشريرة ميسون ستتأذى ولهذا أنا لجأت إليكِ يا فخرية ، عليكِ أن توقفي شرور أختك عليكِ أن تتحدثي مع سلسبيل وكهرمانة ضدها لو وطأت قدمها أرض الوطن وظهرت في الوسط ، اعلمي أن الكل هالك
فخرية:- يا الله ، أين كان يخبأ لنا هذا لم نفلت من شرور سلسبيل طلعت لنا أخت أدهى منها سامحكِ الله يا أمي على هذه الفعلة … لكن تعال هنا وأخبرني كيف عرفت بكل هذه الأخبار ؟
نزار:- وهل ستحققين معي أهذا وقته ، أساسا تسللت لأفعِّل هذا الاتصال ما يهم الآن هو أن تبحثي في الموضوع تصرفي واعثري على خيط أختك المزعومة ، ولعلمك ابنتها لورينا خارج نطاق حكمها ما يعني أنها ليست متورطة معها ولا تعلم أصلا ما يحدث بالصغيرة
فخرية:- نزار دوركما أنت وأختك مهم هذه الفترة ، قوما بأي شيء لكي تفصلوا البنت عن شقيقتنا المزعومة ريثما أبحث في أمرها
نزار(انتبه لحركة خلفه وتفتف):- تمام تمام نتحدث لاحقا …. احم
ميرنا(امتصت شفتيها وهي تتنفس بعمق):- أخبرتني ذات مرة أنك منضم لأخوية الشمس … لكنك لم تخبرني أنك تعرف بأمر فخرية ؟
نزار(ابتلع ريقه بهلع ، يا إلهي سمعتني):- أنا لن أخفي عنكِ فخرية صديقة قديمة لي ..
ميرنا:- صديقة هاااا .. ولما لم تخبرني ؟
نزار:- لم تكن هنالك مناسبة ، ثم هي من نفس بلدتي القديمة يعني شيء قديم جمع بيننا
ميرنا:- ولما تحدثتم عن ليندا وميسون ما علاقتها بها ، عم نزار أنا سمعت غالبية حديثكما فكن واضحا معي لو سمحت ؟
نزار(تنهد بعمق واقترب منها):- ميسون … طفلة مميزة
ميرنا:- بمعنى ؟
نزار(سأكذب وأمري لله):- يعني ترى ومضات غريبة في مخيلتها تتجسد على الواقع أحيانا ، وأحيانا أخرى ترى أشياء قبل وقوعها مثلا ولكن غالبيتها لا تتحقق إذ تصنف في خانة الهذيان
ميرنا(بتفكير):- مثلما حدث ليلة أمس صحيح ، اعتقدت أن هنالك شخصا قتلني
نزار:- تماما واتضح أنه قد حدث في مخيلتها فحسب
ميرنا:- ولكننا وجدنا بحوزتها خنجرا قالت أنه قد سقط منه ، ما تفسيرك ؟
نزار:- بنيتي ، الخنجر ربما كان موجودا أساسا في القصر كما ترين إنه مليء بالأشياء العتيقة .. وبما أن مخيلتها قد جعلتها تعتقد أن هنالك شخصا غريبا موجودا هنا ، كأنها رسمت سيناريو من الخيال وصدقته …
ميرنا:- ولكن هذا قد يتعب نفسيتها ألا تعتقد ذلك .. افف أريدها أن تبتعد عن محيط فخرية وأخواتها بالمرة فهذا سيؤثر عليها سلبا
نزار:- بما أن ليندا قريبتهم وهي جدة ميسون فأكيد ورثت ذلك عبر الجينات الوراثية
ميرنا(بقلق):- وهل هذا أمر خطير ، هل سيعذب الصغيرة ؟
نزار:- لا أعلم .. كنت أحاول إيجاد حل مناسب لكي أساعدكم به ولكن فخرية بدورها لا تعرف الطريقة لكنها وعدتني بأنها ستبحث في الموضوع
ميرنا:- أرجوك عم نزار ما إن تعرف شيئا أخبرني
نزار:- المهم ألا ينتشر الخبر ، وخصوصا عند حكيم فهو سيقلق على ابنته ويصعب علينا أمر البحث حيال الموضوع
ميرنا:- تمام لن أفتح فمي لكن عدني أن تخبرني بأي جديد ، أريد حمايتها أيضا من أي سوووء
نزار:- إن شاء الله
ناريانا(دخلت عليهما):- ميرنا تأخرتِ حكيم يريدكِ حالا
ميرنا(وضعت فنجانها على جنب):- أ..
نزار:- أنا سأجهز واحدة جديدة وأبعثها لكِ مع ناريانا تمام ؟
ميرنا:- أوك
ناريانا(نظرت لتوجسه واستغربت):- ماذا يجري ؟
نزار(أطل بالرواق):- مصيبة سمعتني وأنا أحادث فخرية حول ليندا وحالة ميسون
ناريانا(شهقت):- يا ويلي وماذا قلت لها ؟
نزار:- اضطررت أن ألاقي الخطوط وأخبرتها بنصف الحقيقة يعني فبركتها قليلا
ناريانا:- يعني يعني ماذا قلت ؟
نزار:- أخبرتها أن الطفلة ترى أشياء مستقبلية أغلبها سراب وذلك راجع لجينات عائلة ليندا وفخرية
ناريانا:- هااا وهل صدقت ؟
نزار:- غالبا صدقت ، لكنها ستفاتحني مؤكد فيما بعد لتطمئن على الصغيرة … فف يا لغبائي
ناريانا:- حسنا لن نتوتر طالما حذرتها من عدم إخبار أحد فميرنا ستصون السر ..
نزار:- آمل ذلك …
ناريانا(بلهفة):- اجلس يا أخي أنا سأعد لها القهوة … هيا ارتاح
نزار:- متى تنتهي هذه الصراعات لقد شاب أخوكِ وما عاد بمقدوره أن يكابر
ناريانا'(مطت شفتيها بقلة حيلها):- هذه هي حياتنا يا أخي ، قد كتب علينا أن نكون هكذا وسنكمل
نزار:- امممم سنكمل إلى النهاية …
هنا كانت تنظر إلى حكيم وهي تضع مزيج الشوكولاطة على إحدى الشطائر ، قضمت القليل وأعطته لها بيدها وأمسكته منها بحماس جعل لورينا تتأفف بغيظ وهي تنظر لثلاثتهم كصورة مكملة للأحباب
لورينا:- أشعر بالملل سأخرج للحديقة قليلا أم أن هذا أيضا ممنوع ؟
حكيم(انتبه لنبرة صوتها ونظر لميسون التي رفعت عينيها إليها):- خذي راحتك لكن ارتدي شيئا حتى لو كان الجو دافئا ما يزال هنالك رطوبة بفعل المطر
لورينا(يقتلني اهتمامك يقتلني يقتلني):- طيب …
ميرنا(اتكأت على الطاولة بقرب حكيم ومقابل ميسون):- هيا أخبرني عن الموضوع ؟
حكيم(انتظر حتى ذهاب لورينا ورفع رأسه لها):- اجلسي أولا
ميرنا(ابتسمت لناريانا التي أعطتها قهوتها):- شكرا أتعبتكِ ..
ناريانا(ابتلعت ريقها):- ولا يهمك ، عن إذنكم
حكيم(رمقها وهي تصعد واستغرب حالها):- مذ أن عرفت أن نادر غادر في الصباح الباكر وحالها مقلوب ، لتصارحه وتخلص نفسها وتخلصنا من حالة الاكتئاب
ميرنا(عضعضت شفتيها له):- الله يخرب هبلك البنت لم تصعد حتى
حكيم:- ليتها تسمعني لتتشجع
ميرنا(شربت من قهوتها وهي تتلذذ):- اممم الآن فقط سنقول عنه صباح
حكيم(ابتسم لها وهو يعدل شطيرة أخرى لها):- ما الذي حصل فوق ؟
ميرنا(وضعت الفنجان وقضمت من شطيرتها التي أعطاها لها حكيم):- شكرا .. افف لا تسأل كان وائل وجوزيت متقاربين يعني عناق ودي ، ودخل ميار وقتها وللصدفة البحتة كنت في اتجاه النزول وما إن رأيت ذات الشيء فهمت أنها كانت تبكي وأن وائل كان يواسيها ، ولكن ما لم أفهمه هو صراخها بوجهي لقد كادت تصفعني
حكيم(مط شفتيه):- لقد سمعت ميار وهو يكلمني بجوار المكتب عنكِ ..
ميرنا(ارتعشت وهي تبتلع ريقها):- ماذا سمعت ؟
ميار(نزل بعصبية وأخذ سترته من المشجب):- أنني أحبكِ … إن كنتِ تهتمين يعني ، حكيم أنا ذاهب
حكيم(نهض بفزع):- إلى أين ستذهب ؟؟؟؟
جوزيت(نزلت ركضا وهي تبكي):- مياااااااااااار لا تذهب كف عن هذا الجنوووون
ميار:- لن أبقى هنا لحظة واحدة مع امرأة لا تقدر قيمتي وتتطاول علي ، اسمعيني لو كنتِ ثعلبة القطب وقد تعودتِ على الرئاسة وأن أوامركِ مجابة ، تأتين حتى عندي وتقفين ثابتة خاضعة لأنني أقوى منكِ أسمعتني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جوزيت(بلؤم ناظرت ميرنا):- كله بسببكِ أنتِ .. هل ارتحتِ الآن ؟
ميسون(نهضت وتحركت صوب ميرنا ممسكة بقميصها):- لما تبكي عمتي جوزيت ؟
جوزيت(نظرت للصغيرة وتأففت من حالها):- إن خرجت من ذلك الباب اعتبر أن كل ما بيننا انتهى
ميار(عدل ياقة قميصه وتزحزح مبتعدا عن حكيم):- وهو كذلك
حكيم(اعترض طريقه):- لن أسمح لك أن تغادر بلا جنونك الآن … كلاكما عصبي لتهدآ وبعدها نحل الإشكال بينكما
جوزيت(بصراخ):- طالما هذه هنا يعني لا شيء سيحل يا حكيييييييم ، إنها سوسة تنخر بيننا ألا ترون ؟
ميرنا(مطت شفتيها بحزن ونظرت لميار وهي تهز رأسها بقلة حيلة):- تعالي ميسون
ميسون(أمسكت يدها ونظرت لجوزيت بغضب):- أنتِ تغضبينها …
ميرنا:- تت لا ميسون إنها متوترة فقط سنحل الأمر الآن
حكيم:- عم نزااااار عم نزااااار …
نزار(خرج مهرولا من المطبخ):- نعم ؟
حكيم:- ميسون اذهبي مع العم نزار إلى لورينا بالحديقة ، لو سمحت ألبسها سترتها وخذها
نزار(أمسكها من يدها بابتسامة ومودة):- تعالي يا صغيرة
ميرنا(أشارت لها بالإصغاء):- سألحقكِ بعد قليل
ميسون:- تمام …
ميرنا(كتفت يديها وتقدمت إليها):- ها أنا أمامكِ ماذا تريدين ؟
جوزيت(زمت شفتيها ونظرت إليه):- مياااار ..
ميار(وضع يده على جنبه):- أخطأتِ جوزيت .. صحيح أنا لا أنكر ما سمعته وأقولها أمامها أناااا
ميرنا(استوقفته):- توقف … هل جننت أم ماذاااااا .. كيف تتفوه بهذه الكذبة وأنت موقن أنها غير صحيحة ؟
ميار:- ومن أخبركِ بالعكس ؟
ميرنا:- هه لا تضحك على نفسك وعليها
حكيم:- ما الذي يجري هنا ، هل هنالك ما لا نعرفه ؟
جوزيت(رمقت نظرتهما المتبادلة وعقدت حاجبيها):- ماذا حدث بينكما ؟
ميار(تلاعب بلسانه بداخل فمه):- لست مضطرا للإجابة أنا مغادر ..
جوزيت(بتعب أمسكت على صدرها ونظرت لحكيم):- إن لم توقفه الآن سأقتل نفسي ….
حكيم(لحق به وهو يهز رأسه من جنونهم):- ميرنا دعيكِ بجانبها سألحقه
ميرنا(اقتربت منها بتردد):- أنتِ بخير ؟
جوزيت(رفعت يدها برفض):- أموووت ولا تقتربي مني أسمعتِ ؟؟؟؟؟؟ هفف نارياناااااااااااا ناريانااااااااا يا ناريانااااااااا
ناريانا(نزلت بعد برهة من فوق وهي تركض):- جوزيت جوزيت خيرا يا حبيبتي ماذا هناك ؟
جوزيت:- خذيني لغرفتي .. أحتاج دوائي
ناريانا(سمعت همسة جوزيت وتأبطت ذراعها):- طيب استندي علي ..
ميرنا(زفرت بعمق ووجدت نفسها لوحدها هناك ، أمسكت سترتها الخفيفة ذات قلنسوة الريش وارتدتها):- سنرى أين سينتهي هذا الجنون يا ميااااار ، سنرى …
خرجت لتلحق بهم ووجدت حكيم يتخاصم معه عند البوابة ، ميار يحاول فتح باب السيارة بينما حكيم يقفله بعصبية ، أغلقت سترتها وتوجهت إليهم وهي تزفر عميقا ، قليلا وانتبهت لحكيم الذي أشار من بعيد واتضح أن العم نزار يناديه لأجل الحضور إلى الحديقة الخلفية …..
حكيم:- انتظرني هنا أكيد لورينا تريد شيئا ، إياك وأن تغااااادر …
ميار(زفر بعمق وضرب على سطح سيارته):- اللعنة
لم ينتبه أيهما لها وطبعا ميار لم يكن سيصغي لحكيم لحظتها بل ركب سيارته مستغلا فرصة ذهابه ، ولم يستوعب ركوبها بجانبه إلا بعد أن وضعت حزام السلامة وتزحزحت في محلها باستكانة
ميرنا:- إن كنت ستغادر ستأخذني معك …
ميار(وضع يده على مقوده):- تعلمين ماذا سيحدث لو أخذتكِ معي ؟
ميرنا:- جوزيت ستحرق القصر ، وائل ربما يهدمه أما حكيم أتوقع أنه سيزيله من هذا الموقع الأرضي .. ههه هذه هي توقعاتي البلهاء
ميار(ضغط على زر التحكم بقفل الأبواب):- لا مهرب لكِ …
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- ألن تتراجع اعتقدت أنك ستتوانى عن جنونك ، ميار …. ميار لا تجن بلييييز أنا ركبت لأنني أردت التأثير بك وليس أن أجعلك تفقد صوابك ، جوزيت فوق تبكي حكيم سيبحث عني ووائل يعني … يا إلهي … تلك النظرة أعرفها جيدا
ميار(ضحك بخبث وأقلع بسيارته وهو يزمر للحراس):- تمسكي جيداااااااااااا
ميرنا(صرخت فيه بهلع):- توقف توقف أيها المجنوووووووووووون ………
من يتوقف يا بعدي من ، انطلق بها ضاغطا على فرامل السيارة بشكل جنوني جعلها تلتصق بالكرسي وهي ترمقه منتشيا بقيادته الغريبة ، تمسكت فعلا وهي تنظر للقصر خلفها وقد أصبح في لمح البصر بعيدا عنهما بعدة كيلومترات .. آثرت ألا تكلمه وهو في حالة هوسه وأكمل جميل صنيعه حين رفع موسيقى الجاز القاتلة ياااااا حبيبي !!
ميار(صرخ بصوت مرتفع):- هل أنتِ مستمتعة ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أقسم بأن هلاكنا اليوم حتمي ، ميار بليز أعدنا للقصر بالله عليك اكتفيت من هذا الجنون بلييييييز أنا أرجووووك
ميار(فتح النوافذ وأخذ يضحك):- ماذا قلتِ ميرناااااا أنا لا أسمعكِ ؟؟؟؟
ميرنا(وضعت يدها على جبينها):- رحتِ فيها يا ميرنا واليوم يووووووووومك ….
حكيم(بعصبية):- هل أنتم أغبيااااااااااء أم ماذا أخبرتكم ألا تفتحوا له البوابة .؟؟؟
الحارس:- ولكنه كان صارما ونحن نخشى غضبه بصراحة …
حكيم:- والسيدة ؟
الحارس:- ركبت بجواره وانطلقااااا
حكيم(هز رأسه بنفاذ صبر):- ماشي يا ميرنا مااااااااااشي تلعبين دور البطولة إذن ، آخ يا رأسي كيف سأضبط القنبلة الموقوتة أعلاه ، لالالا والجميل إن عاد وائل لن أخلص من تذمره ،… ثم أنا مالي أنا ميار لن يأكلها لكنه سيستفرد بها الأحمق سأقتله سأقتله …….
ميسون(ركضت صوبه):- بابا لنلعب الكرة أرجوك أرجوك …
حكيم(زفر بعمق):- افف حاضر بيبي … حاضر أرجو ألا تنتبه جوزيت لغيابهما حتى عودتهما ، على الأقل أضمن أنهما سيعودان …..
والله لو محلك يا حكيم ما كنت أتأمل فهذا المجنون قد فقد صوابه بحق وهو بالمعنى الفعلي يختطفها ، أمضى عدة دقائق وهو يحكي لها عن معالم روما وعن حروب روما التي وقعت بتلك المنطقة ، طبعا كانت تسمع للقليل والقليل الآخر كان يمضي في شرود وقلق مما سيحصل بعد عودتهما أكيد ستقوم الدنيا ولن تكتفي جوزيت بمحاولة صفعها ، هذه المرة ستشوه وجهها إن تعطفت ونظرت إليها بعين الرحمة والدم الذي يجمعهما … وهي في خضم تخيلاتها المضحكة انتبهت إليه وقد كان ينعطف من طريق فرعي لاحظت أنه يتوجه صوب تلة منخفضة توقف عندها وأوقف الموسيقى وزفر عميقا وبعدها استدار إليها ….
ميار(أزال حزامه):- تعالي
ميرنا:- ههه طبعا أنت لا تتوقع مني أن ألحق بك في هذا الخلاء ؟
ميار(لم يوليها اهتماما بل نزل وتوجه لجانبها فتح بابها وأزال حزامها وأمسك بذراعها):- انزلي
ميرنا(آثرت مراوغته فشكله الآن بدا أكثر جدية يعني جدية من نوع مخيف):- أين نذهب ؟
ميار(أغلق الباب وأقفل السيارة واضعا المفتاح بجيبه وتقدمها):- لمكان أحبه
ميرنا(نظرت حولها لا يوجد شيء سوى الجبال والتلال):- هل هو مكان خفي يعني لا يوجد شيء هناااااا ..
ميار(تابع التقدم):- بلى يوجد يا محدودة النظر ، أخفضي بصركِ قليلا وستفهمين مقصدي …
نظرت إلى حيث ينظر وكانت تسارع مشيتها لكي تلحق به ، رمقت بوابة أثرية محاطة بعدة أسوار وكأنها نصف قلعة حطمت أثناء الحروب ، انبهرت بجمالها وسبقته في المشي الذي تحول لهرولة كي تتفحص ذلك الجمال عن قرب ، التفتت إليه بابتسامة وركضت نزولا من ذلك المنخفض لتجد نفسها وسط تلك القلعة الحجرية … أخذت تدور وسطها وهي تلامس الأحجار والأعمدة الشاهقة ، وتحاول أن تلتقط أنفاسها من جمال ذلك المكان الساحر
ميرنا:- واوووو إنه مكان رائع يا ميار ههه ليتنا جئنا قبل اللحظة .. يا عيني سألتقط عدة صور أكيد سينبهرون بعظمته
ميار(وضع يديه بجيوبه وهو يسير ما بين الأعمدة وينظر إليها):- خذي راحتك
ميرنا(أخرجت هاتفها وأخذت تصور كلما تراه عينها وحين فرغت نظرت إليه والتقطت إليه صورة وهو يقف عند عمود حجري شاردا في البعيد):- … ما زلت لم أنسى أنك تختطفني
ميار(استدار إليها):- لا والله ظاهر عليكِ الاختطاف حتى
ميرنا(بحماس وضعت الهاتف بجيبها وتوجهت إليه وهي تضم يديها):- أعشق هذه الأمكنة ، هه حتى لو اختطفوني وأحضروني إلى هنا لن أشتكي
ميار(ناظرها بغمغمة وجع وغافلها على حين غرة):- أحبكِ ..
ميرنا(جمدت من كلمته ونظرت إليه):- ….لارد
ميار(أحنى رأسه وأردف):- وأحبها .. أنا ضائع
ميرنا(امتصت شفتيها واقتربت منه):- لست تحبني بل تحبها ، هل سنطيل في هذا الموضوع كثيرا كما أرى لم يعد هنالك أي شيء نتحدث فيه سوى مشاعرك المتضاربة غيرة جوزيت ووائل وأضف إليهم جنون حكيم .. حتى ابنته لم نتحدث حيال مصيرها بيننا
ميار:- وما كل تلك الضوضاء التي كانت صباحا ، لقد جعلت الرجال يضعون كاميرات مراقبة في كل مكان حول القصر وداخل القصر إلا في الغرف والأماكن الخاصة طبعا
ميرنا(زفرت بعمق):- بغض النظر … لقد انضم فرد صغير لعائلتنا ألا يستحق منا وضع كل شيء جانبا للاهتمام به ، ميسون تعاني من شيء مضطرب وأخشى عليها من أي سوء ، زيادة على ذلك العلاقة بين لورين وحكيم متدهورة جدا هو يكلمها قسرا ، بينما هي تتودد إليه طوال الوقت وحين تجد الصد تتعب ….
ميار:- ماذا عنكِ أنتِ ؟
ميرنا:- ماذا عني ؟
ميار(باغتها بسؤاله):- ماذا كنتِ تفعلين مع وائل بالغرفة الجانبية ليلة أمس ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وقد صدمها بسؤاله):- وأنت ما شأنك .. هل هل تراقبنا ؟
ميار(امتص شفتيه واقترب منها ممسكا بها):- ردي علي بوضوح
ميرنا(ارتبكت من قبضته وحاولت الابتعاد لكنه دفعها على العمود الحجري):- ميار … هه لا تتهور
ميار(طوقها من خصرها ودفعها إليه وهو يشتم شعرها):- ولما لا أتهور ، أم أنكِ تقبلين هذا من وائلكِ وأنا لا ؟؟؟؟
ميرنا(أشارت له بيدها التي لامست صدره):- أنظر معي … أنت الآن فعلا قد بدأت تتهور
ميار(امتص شفتيه وهو ينظر لشفتيها):- ميرنااااا أنتِ تسببين لي الصدااااع ..
ميرنا:- طيب اشرب حبة وجع رأس ، ستخفف عنك
ميار(هدر فيها بعصبية):- هل تستظرفين هناااااااااااا … ميرنا أنا أحترق أحترق بجواركِ ولكنكِ لا تشعريييييييييين
ميرنا(انتفضت من صراخه وسرعان ما امتلأت عيناها بالدموع):- هء … أ
ميار(زفر عميقا وأمسك وجهها بين يديه):- لا تبكي أنا لا أريد ترهيبكِ ، أريدكِ أن تفهميني فقط
ميرنا(أخذت تتنفس بعمق):- ولكن .. ولكنك معها في علاقة ماذا تريد بعد أنا لست أفهمك ، أتريدنا معا هل أنت مخبوووول أم ماذا .. لن يحدث ذلك بوجودها أو بدونه أنا لن أحبك كما تريدني أن أحبك فلا تخسر ما بيدك لأجل وهم
ميار(ابتعد عنها ومسح على شعره بعصبية):- وهم أجل أنا أعيش بوهم ، أنتِ الوهم الذي أريد أن أعيشه ميرنا بقناعة
ميرنا(ابتلعت ريقها):- ميار ، نحن نبحث عن حل وليس عن المعضلة .. أليست جوزيت هي حبيبتك التي كنت تتمنى عودتها من الموت هاااه ، أنظر قد تحققت أمنيتك فعش معها بسعادة .. ثم عيب أن تستغلها وأنت تفكر بغيرها
ميار:- لست أفعل ، هي تجرفني معها نحو جب مجنون كله إثارة وأجدني منصاعا لها ، أنا بين يديها قتيل وهذا ما يفقدني صوااااااااااابي…
ميرنا:- اسمعني جيدا ، أنت حاليا تعيش تضاربا في المشاعر ما بيني وبينها .. يعني لم تستوعب بعد عودتها وفي آن الوقت تريدها وتحبها ولا تفرط فيها هذا يقين تام ، لكن بالنسبة لي فأنت تغار علي من قرب وائل وحكيم مني ، لذلك لا تريدني أن أبتعد عن محيطك تريد أن تبقيني طوع يديك .. وهنا سأخبرك بأنني لست دمية حتى تضعني صوب عينيك فقط لأنك ترغب بذلك ..
ميار(أشار بسبابته):- ههه .. ميرنا ميرنا لاحظي أنكِ تطئين منطقة محظوووورة
ميرنا(مررت لسانها حول شفتيها):- لو تسمعني فقط و
ميار(قاطعها):- هل تبادلتما القبل ؟
ميرنا(شهقت بتعب):- يعني ؟
ميار:- أعرف أن سؤالي غير منصف في حين أنني أعيش مع جوزيت في رغد ونعيم ، لكنني أود أن أعرف هل … حين يقبلكِ ت
ميرنا(لم تستطع تحمل سؤاله وشعرت بالاختناق يلفها من كل جانب ، ولته ظهرها وركضت مبتعدة عن ذلك المكان):- أنت مجنون ….
ميار:- هيييه ميرنا ميرنا لا تركضي أنتِ لا تعرفين المكان … ميرنااااااااااااااااااااا ا
لم تصغي إليه بل ظلت تبكي وهي تغالب مشاعر البؤس التي اعترتها ، كيف يقحمها في أمور هي ليس لها بها علاقة ، أي نعم هي المتسبب الرئيسي في كل المواجع ولكنه من يرغب برسم دائرة التهم حولها ، هي لا تبذل جهدا حتى في إثارته بينما هو لا يفلت فرصة للإطاحة بها في شباكه … تضاربه وتناقض مشاعره يشتت تركيزها ويقينها التام في أنها لوائل وهذا ما لا يمكن تغييره ، وأيضا هذا ما صعب على جوزيت استيعابه فشكوكها حيال ميار تتضاعف في كل مرة ، وما زاد من تأزم الوضع هو تصريحه الصريح على العلن أنه فعلا يميل لميرنا ، يعني لم يبذل حتى جهدا ليخفيه أو يكذبه …
جوزيت:- وهذاااا ما يذبحني يا ناريانا ، هنا هنا أشعر بطعنة في صدري لقد تركني وذهب
ناريانا:- اعذريني يا جوزيت ، لكن لأخلص ذمتي فأنتِ السبب في ذلك ..
جوزيت(بذهول ناظرتها):- كيف يعني أنا السبب ، ماذا فعلت ؟؟ أنا قدمت له كل شيء يمكنني تقديمه حبي وخوفي وحياتي وكل ما أملكه في هذا الوجود حتى الماضي وضعته على جنب ووهبته جسمي وروحي وأنفاسي جعلت كل شيء بين يديه … هل بهذا قصرت في حقه ؟
ناريانا(أمسكت يدها بحنان):- بل أنتِ هكذا أعطيته أكثر مما يستحق … اسمعيني جيدا ميار حاليا يعيش في تضارب هذا واضح للعيان ، أنتِ اقتحمتِ حياته في حين كانت فيه ميرنا قد زرعت نفسها بين خلايا تفكيره ، هو يحبكِ هذا مما لا ريب فيه لأنكِ حب حياته وطفولته وسنوات حرمانه .. لكن ميرنا حالة خاصة
جوزيت(مسحت دموعها):- حالة خاصة يعني كيف ؟؟؟؟
ناريانا:- يعني بدورها تملك مكانة خاصة في قلبه ، عليكِ أن تتعايشي معها وتسلبيها منه شيئا فشيئا وليس مثلما تفعلين تلفتين الانتباه أكثر على ذلك وتجعلينه يتشبث بها أكثر .. لأبسِّط الأمر لكِ دوركِ المقبل هو احتواء ميار ، فطالما انفجر هكذا علانية فأكيد هو مضغوط وعقله مشوش ، إنه يعايش ذلك الاضطراب داخليا وخارجيا حتى صدح به في الأسفل وهذا يدلنا على نقطة مهمة ألا وهي الأولويات
جوزيت:- تكلمي بوضوح ولا تزيديني هم الفهم هفف
ناريانا:- أعطيه وقته اللازم ، لا تضغطي عليه لا تخنقيه لو كان ينظر إليها دعيه ينظر ، لو أراد الاختلاء به أو محادثتها دعيه يفعل ، دعيه يقتنع أن ما يجمعه بها ليس عشقا بل مودة واعتياد وبعض حب ، دعيه يقارن بينكما في مساحته الخاصة لكي يعرف أولوياته تجاهكِ وتجاهها
جوزيت(ببعض اقتناع):- لكن ماذا لو اختارها هي ؟
ناريانا:- الآن .. من التي ينام في حضنها كل ليلة أنتِ أم هي ؟
جوزيت:- طبعا أنا ولو اقترب منها سأحرقهااااااا
ناريانا:- آخ يا ربي اطلعي من مود العصابات جووووووزيت ، أنتِ هكذا ستخربين كل شيء لن ينفعكِ كهنكِ ولا عصابتكِ ولا أي مما مضى بل عليكِ استعمال لغة الصبر
جوزيت(رفعت حاجبها بتأفف):- عكرتِ صفوي يا شيخة أكثر مما هو معكر يكفي يكفي من ركن افتح قلبك ، تت أين ذهب الآن أكيد سيغضب مني طوال اليوم ؟
ناريانا:- ماذا قلتِ له حتى ثار بذلك الشكل ؟
جوزيت(مطت شفتيها بتهرب ودلكت فكها وحولت عينيها بتلاعب):- ولا شيء فقط هددته بهجره والذهاب إلى غضنفر
ناريانا(رمشت وهي تستوعب):- الله يخرب بيتك وهذااااا كله لا شيء ، يا ويلي مع من أعيش أنا
جوزيت:- سلامات يا ست أوبرا لو علي لكنت صفعتكِ صفعتين ، أبَعد كل مغامراتكِ في نيوزيلندا وبعد كل الرجال الذين جعلتهم يذوبون في هواك ، ما استطعتِ نيل قلب الكابتن ؟
ناريانا(تنهدت بتعب):- وضعنا معقد
جوزيت:- أنتِ من عقده ، اسمعي الليلة حاولي مفاتحته بشكل لطيف ما ربما وضعتِ نهاية لهذا الخلاف الغير مفهوم
ناريانا(آه لو تعرفين ما أخفيه يا صديقتي لحزنتِ علي برهة وفيما بعد تمتصين دمي هه):- لما لا ننزل قليلا حكيم أكيد منزعج بعد الذي حصل ..
جوزيت(بتأفف):- لا أرغب برؤية وجهها إنها تشعرني بالاشمئزاز
ناريانا:- مصيركِ سترينها حتى لو تهربتِ
جوزيت:- لأعتذر من الصغيرة فزعت مني جراء صراخي تعالي …
نزلت وكانت هادئة خانعة خاضعة لطيفة يعني ماذا أقول لكم خفت أن أحسدها هههه ، لكن بمجرد أن طافت بعينيها في القصر وبمجرد أن سألت العم نزار الذي لم يحسب حسابا للفظه الغير مقصوووووود ، انتشرت عفاريت الغضب في القصر لترقص على أنغام جنونها رقصة الفرفشة ^^…..
حكيم(مسح على جبينه):- حبا في الله ضعي ذلك المسدس جانبا هنالك طفلة أتريدينها أن تتعقد وتكبر سفاحة ؟؟؟
جوزيت(وضعت المسدس على خدها ونظرت إليه):- أين ذهبااااااااااا ؟
حكيم(بعصبية):- لا أعرف لا أعرف لا أعررررررررررررررررف …
ناريانا:- هاتِ المسدس يا جوزيت والله وقعتِ قلبنا ، هاتِ يا روحي هاتِ …
جوزيت(رفعت الفستان ووضعته بمكانه وهي تنظر لعينيه):- اتصل بها ..
حكيم:- حبيبتي يا روحي يا ابنة عمي وتتأمرين بعد على أمي ، اجمعي نفسكِ ولا تدعيني أتصرف معكِ بشكل غير محبب … ما هذا يا هذا أين المرأة القوية التي عرفتها أيفعل بكِ العشق كل هذا ، لقد أصبحتِ تهذين بميار وأصبحت كل حياتكِ ميار ميار ميار …….؟؟؟؟ إلى أين ستصلين بجنونكِ هذا ؟
جوزيت(اقتربت منه ووضعت رأسها على صدره وهي تبكي بجمود):- ألا يشغلك قلبك عنهما ؟
حكيم(زفر بتعب وعانقها بحنان):- بلى يشغلني ، لكنني أعرف ميرنا جيدااااا وأعرفه أكثر منها
جوزيت(رفعت رأسها له باستجداء):- أتعرف ما يذبحني أكثر .. أنها تتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه فما بالك بتواجدهما معا في مكان واحد وبعيدا عن العيووووووون … لذلك إما تتصل بها أو سأتصل بوائل وساعتها سأجعلها فضيحة …
حكيم(أشار لناريانا):- ألا تملكين مهدأ أعصاب أعطيها حبة لتستكين …
جوزيت(جلست على الكنبة وهي ترقص برجلها):- اتصل …
لورينا(نزلت من فوق):- وضعت لميسون الرسوم المتحركة بتلفزيون غرفتي ، هكذا لن تسمعنا
حكيم:- كنتِ ابقي معها
لورينا:- لا أريد …
حكيم(نظر إلى عنادها وحول عينيه):- سأتصل من المكتب …
جوزيت:- ستتصل هنا أمامي وإلا سأتصل أناااااا وتعرف ماذا سيحصل صح ؟
حكيم:- لا تهدديني يا بنت ، دعيني أعاملكِ بلطف بدلا من أن أحبسكِ في القبو لعلكِ تستفيقين من حالة الجنون المفرط التي تعيشينها ….
جوزيت(ضربت على صدرها):- أحضره لي … أرييييد أن أراااااه
ناريانا:- يا ليلي يا عين
لورينا(نظرت إليه بغمغمة حزن وجلست جوارها):- إنه العشق ….
حكيم(رمقها بطرف عين وحرك رأسه هازئا):- أساسا كان علي معرفة أنه يوم لعين من أوله ، ما شاء الله أرافق أبو عضلات ولا أجالس معشر المعقدات مثلكن
ناريانا:- تمام اهدئي ها هو ذا سيتصل …
حكيم(وضع الهاتف بأذنه وهو يدور في محله):- هيا ردي ميرنا ردي علي … ميرنااااا أين أنتِ ؟
ميرنا(بصوت متقطع):- حكييييم …
حكيم(ابتعد عنهم كي لا يسمعوه):- مهلا هل تبكين..؟؟؟؟
ميرنا:- حكي… م … نحن عالقين تحت الكهف…. أو لا أدري ما هذا ،حكييي… ييم لقد سقطت الأحجار بيننا أنا وميار ….، نحن بالمعلم الأثري ، ألووووو أتسمعني … ألوووو حكيييم حكييم
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- أي معلم أثري ، ميرنا أجيبيني ؟؟ …
جوزيت(لحقته حيث كان يهتف):- لما شحب وجهك ماذا حصل ؟
حكيم(انتبه لانفصال الخط):- نن هما في السوبر ماركت
جوزيت:- ههه سوبر ماركت يعني أخذها للمدينة ماشي يا ميار حسابك عندي .. متى يعودان ؟
حكيم(فكر سريعا):- سأذهب إليهما وأقنع مجنونكِ بالعودة ، عموما انتبهوا لأنفسكن
جوزيت:- لا تقلق أنا هنا … لكن لا تعد بدونه حكيم
حكيم(هتف وهو يلتقط سترته مغادرا):- هذا إن وجدته أي معلم أثري قصدته ميرنا ، يا إلهي
ناريانا(ناظرته بعيون تائهة ورمقت جوزيت قد جلست بينما لورينا لم تقدم ولا تؤخر):- سأسأله عن شيء وأعود …
لحقت به سريعا وقبل أن ينطلق بالسيارة استوقفته ، انتبه لها واستغرب لحاقها به فتح النافذة وأشار لها بمعنى ماذا يوجد ، هنا مطت شفتيها وانحنت للنافذة …
ناريانا:- المعلم الأثري القريب من هنا ..
حكيم(عقد حاجبيه):- أتعرفين أين هو بالضبط ؟
ناريانا:- لاء .. لكن يمكن للرجال معرفته ثم أسرع … المكان جدا ضيق
حكيم(جحظ عينيه):- وميرنا تختنق سريعااااااا ….
لم يستفسر عن كيفية معرفتها بالموقع ، بل لفرط جزعه دعك فرامل السيارة وأشار للرجال أن يلحقوه في سيارة أخرى وانطلق نافثا الغبار خلفه ليجد عصفورته الصغيرة ويغيثها من المطب الذي أوقعت نفسها به ….. حين ركضت هاربة منه لم تنتبه أنها دخلت في طريق محظور عليه شريط لاصق يعني ممنوع الدخول جاري هنا بعض إصلاحات البناء ، أثناء ركضها تجاوزت الشريط ودخلت من البوابة لتجد نفسها تسقط زحفا في منخفض قصير أوصلها لغرفة ضيقة كلها أتربة ، لحق بها دون أن يركز بدوره وسقط في ذات المنخفض لكن ما فصل بينهما وزاد الطين بلة هو الرجة التي تسببا فيها وساهمت في انهيار بعض أحجار المعلم ليغلق الطريق في وجههما ….
ميار(كان ينظر للأحجار أمامه وهو يزفر بعصبية):- تمام لا تبكي ميرنا سأجد طريقة لنخرج من هنا ، أنتِ أبقي مصباح الهاتف بقربكِ وانظري حولكِ إن كانت توجد هنالك طريق
ميرنا(صرخت فيه):- أولا لا تصرخ بوجهي ثانيا كل شيء مظلم هنا وأشعر بالاختنااااااق
ميار(أغمض عينيه من جنونه الذي أوقعهما في ذلك المأزق):- اسمعيني ميرنا قرأت ذات مرة في إحدى المعلومات العامة أن الأوكسجين ينقص من المكان الضيق بسبب العصبية ، ما أقصده أنه عليكِ الهدوء هكذااااا اصمتي وسنجد حلا
ميرنا(امتصت شفتيها):- أنت لا تقرأ المعلومات العامة ؟
ميار(بدأت تحفظني):- احسبيني قرأت
ميرنا(بتذمر):- كله بسببك ..
ميار(يلامس الأحجار بيديه):- والله ؟؟؟ من ركض من الآخر وكأنه مصاص دماء سيأكلكِ …؟.
ميرنا:- أنت تسببت في هذا وإلا لكنا جالسين متنعمين ببعض الهدوء ، لكن أنظر أين نحن الآن
ميار:- ههه حسبما أرى فهي فرصة نادرة للاختلاء بكِ .
ميرنا:- ع أساس أنك بجواري الآن ، ما يفصل بيننا مهول ولذلك لا تدعني أتذمر …
ميار:- على الأقل ألمس القوة في صوتك حتى أنكِ توقفتِ عن البكاء
ميرنا:- يا ليت حكيم يسرع ويخرجنا من هنا
ميار:- جيد أن هاتفكِ التقط إشارة وأخبرته بموقعنا
ميرنا(رفعت حاجبها):- أنا لم أخبره ..
ميار:- ماذااااااااا ؟
ميرنا:- قلت له أننا في معلم أثري لكن لم أقل شيئا عن الموقع ..
ميار(بجنون منها):- ما شاء الله ذكية …
ميرنا(سعلت من الأتربة):- مياااار ….
ميار:- نعم ؟
ميرنا:- سأموت اختناقا هنا
ميار(حاول إزاحة الأحجار الثقيلة رويدا رويدا):- لن تموتي يا بليدة ، سوف أزيل هذه الأحجار وستخرجين
ميرنا(جلست على الأرض ونظرت حولها لضيق المكان الحجري):- هل كتب علي أن أموت في قلعة أثرية بروماااا ههه ، ربما ماتت هنا أميرة سابقة أو إمبراطورة حكمت هذا الوطن ؟
ميار:- أظنكِ بدأتِ تهذين ، ميرنااااا تذكري شيئا جميلا حدث معنا
ميرنا(جلست على الأرض وضمت ركبتيها وهي تضيء بهاتفها المكان الضيق):- كل ما يحدث معكم ينتهي بالدمااااار ، عن أي جميل تتحدث ؟
ميار:- ومعي ؟؟؟
ميرنا:- لا شأن لك إنها ذكرياتي ولن أسمح لك باقتحامها
ميار(زفر بقوة وهو يحرك بصعوبة إحدى الأحجار):- تمام لنتذكر يوم ذهبنا إلى نافورة تريفي ، أظنه كان يوما مميزا يا ميرنا ولن تنكري ؟؟؟؟
ميرنا:- ههه إنه نفس يوم عيد الحب المزعوووووم ، كان يوما من بدايته رقيقا
ميار:- غلبتكِ في صباحه بالرماية لكن لم آخذ حكمي عليكِ بعد
ميرنا:- أجله لحين نخرج من هناااااا
ميار(زحزح حجرة بجهد جهيد وأبعدها وتابع الأخرى):- ههه أذكر أنني اقترحت تنفيذه يومها ولكنكِ رفضتِ
ميرنا:- طبعااااا هذا إن لم تكن ترغب بالغرق في تلك النافورة ، من البديهي أن أركب معه
ميار:- لكن سيأتي يوم وتركبين معي وسترين كيف أجيد قيادة الدراجة النارية
ميرنا:- والله حسب رؤيتك ذلك اليوم عذرت جوزيت التي شعرت برغبة في التقيؤ ما إن نزلت من خلفك هههه …
ميار(أزال حجرة أخرى بفرح وتابع وهو يستمع أحيانا لسعالها):- امممم أرأيتِ نحن نملك ذكريات
ميرنا(تنفست بعمق وهي تستأنس بصوته):- ههه المضحك في الأمر أننا كنا ذاهبات مع رجال كل واحد فيهم بقدر الجبل ولا يملكون عملة نقدية بجيوبهم كله ورق في ورق هههه
ميار:- جيد أن بطلكِ ولول تدبر الأمر وأحضر لنا النقود من البائع المتجول
ميرنا:- أهااااه يعني أننا وضعنا أمنياتنا على حسابه
ميار(عقد حاجبيه):- ها هي ذي ستمجد فيه الآن ..
ميرنا:- الحقيقة ههه
ميار(بدفء):- إذن فلنأمل أن تتحقق تلك الأمنيااااااااات ..
~ ميرنا تتذكر ~
في نفس يوم حفلة عيد الحب وقبلها يعني في ذلك المساء ، اتفق البنات والشباب على الذهاب لنافورة تريفي للأمنيات ، وذلك بعد عودة لورينا وحكيم من زيارتهم لأمها وقد كانت تبدو في مزاج سيء وأساسا أجلوا ذهابهم ذلك الصباح لأجلها وتركوه حتى تكون رفقتهم في ذلك المساء عينه … المهم انطلقوا في سيارات متفرقة وتوجهوا صوب مركز روما الأكثر سياحة وهي نافورة الأمنيات ، وصلوا بعد برهة ونزلت البنات اللاتي كن في هيأة جد جد مميزة وشبابية … كانت ميرنا ببنطلون أسود وقميص سفلي في الرمادي الفاتح وبدون أكمام وفوقه كانت تضع سترتها الجلدية السوداء شعرها كان مفرودا على حريته مع لمسة زينة دخانية أعطتها لمحة ثائرة ؛ مثلها مثل جوزيت التي كانت بفستان قصير بثوب خفيف في اللون الأزرق المزركش بمكعبات بيضاء وكانت تضع فوقه سترة جلدية أيضا وشعرها كان في دوائر متحررة خلف رأسها وبزينة مناسبة أيضا .. أما لورينا فقد كانت ترتدي بنطلون جينز قصير ملتصق بحمالتين تحتهما ارتدت قميصا أبيضا بأكمام تصل الكتفين بينما شعرها الناري كانت تضعه في ذيل حصان خلف رأسها مع حذاء رياضي بدت وكأنها لا تنتمي للمصممين قط ، وهي أرادت ذلك كي لا يتعرفوا عليها وتصبح في أمر آخر .. أما ناريانا فهذه كانت ترتدي تنورة قصيرة في اللون الفضي مع سترة ريش من اللون البنفسجي الداكن وشعرها الطويل كانت تضعه في ضفيرة جانبية وهنا كانت تتأمل نادر الذي كان بثياب عادية قميص أسود وبنطلون بني خلافا عن بقية الأيام ، عيناها لم تتركاه مذ أن نزلوا لأجل التوجه للنافورة …. كان ميار يتقدمهم بحيث أنه يعرف المكان وكان بسترة جلدية تحتها قميص رمادي غامق وبنطلون أسود شبيه بملابس ميرنا تقريبا وكانت صدفة ههه ، حاله حال وائل لكن هذا كان يرتدي قميصا أبيض تحت السترة ومع بنطلون داكن ، كلاهما ممسك بيد حبيبته ويسير متقدما بها وسط الحشد الموجود هناك … بالخلف فقد كانت لورينا تنظر لحكيم الذي استقر في بنطلون جينز وقميص أخضر داكن بأكمام قصيرة ولم يكن مستقرا على شيء بنظره الخفي تحت النظارات الشمسية سوى ما يدور حوله ، ليقطع السيد كاظم سكونهم حين قفز ليشتري غزل البنات لبناتنا الحلوات ، وهو كان عكسهم كان يرتدي بنطلونا أسود وحذاء يعلو قليلا فوق بنطلونه ، أما في الأعلى فقد كان بقميص أسود يلتصق بعضلاته التصاقا وبدون أكمام يعني لرؤية العضلات هلمو هلمو ههه ، هكذا سخرت منه ميرنا وهي تمسك منه أول واحدة عمودها الخاص …
ميار:- يعني كنت انتظر لحين العودة واشتري لهن هذااا .. الآن لن نخلص …
كاظم:- ما بك هكذا تقطع عليهن فرحتهن ، أنظر كم هن سعيدات أي على الابتسامات أي ، ثم دعوني أفرح طائرتي بعد عدة ساعات سأغيب عنكم وستشتاقون لي
حكيم:- من كذب عليك هذه الكذبة ؟؟
كاظم(غمز للورين وهو يمدها بخاصتها):- الفتياااااات
وائل:- لا عجب أن يحصل ذلك هه ..
كاظم:- والله لن تأكلوه من يدي كنت أفكر بخلق معاهدة صلح بالحلاوة ولكنكم لا تستحقون هممم
ميار(نظر حوله متفحصا المكان):- أسرعوا فقط لا نريد أن نلفت الانتباه
جوزيت(أمسكت خاصتها وأطعمته رغما):- ههه صحتين حبيبي
ميار(ابتلعها وهو يمسح فمه):- ما هذه الحركات الآن ؟
جوزيت(نظرت بلؤم صوب ميرنا وقهقهت):- إنه مقتبس من فقرة الدلال يا روحي …
ميار(أمسكها من ذراعها وأخذ قضمة أخرى):-هل أصبح لدينا فقراااات يختي ، دللينا إذن أعجبني الأمر …
ميرنا(نظرت إليها بتأفف):- عجبااااا
جوزيت(التقطت كلمتها برادارات الأقمار الصناعية خاصتها أصلا كانت بانتظارها):- وما العجب يا عجبي ؟
ميار(هدأها):- جوزي …
جوزيت(اقتربت منها وهي تتناول باستفزاز):- فقط أسأل
ميرنا(نظرت إليه وطالعته بابتسامة):- كنت دع كاظم يقتني لك واحدة بدلا من مشاركتها
جوزيت:- يشاركني أشاركه حبيبي لا شأن لكِ ..
وائل(جذب ميرنا):- ألن تهمدااا يعني ؟؟؟؟
ميرنا(طالعتها بانتقاص):- والله هي التي تتعمد هذه الحركات ولست أنا
جوزيت(ناظرتها باستخفاف):- على الأقل ما كنتِ تقلديني حتى في طريقة اللبس لو لم تغاري مني
ميرنا:- هااااء أغار منكِ يا عمري ، هل علي استشارتكِ حتى فيما سأرتديه ؟
ناريانا:- يا حبيبي فكوا بينهما والله تعبت منهماااااا
نادر:- لا تتدخلي وسيحلان المشاكل بمعرفتهما
لورينا:- أنا من رأيه
حكيم(سمعهم وحول عينيه متقدما وتاركا إياهم لوحدهم):- تعال كاظم يظهر لي أننا سنتصاحب
كاظم:- لست متوفرا أنا أتناول غزل البنات ليصبح لساني أحلى وأحلى وأتغزل براحتي في الجمال ، يووووبي بنات رومانياااااااااااا أنا قادم
وائل:- أهو هكذاااا ليس حلو اللسان قليلا بعد وتصبح أحاديثنا معه كلها سكر في سكر …
ميرنا:- ههه هذا هو كاظم
كاظم(لوح لهم وهو يغازل فتاة رومانية شقراء):- يس يسسسس جدار برلين في الخدمة
حكيم:- خذوا الآن صار لقبنا له رسميا يعبر عنه
لورينا:- ههه إنه شخص لطيف صدقا يدخل البهجة للقلب ، خسارة سنتفقده هذه الأيام
حكيم(نظر إليها وهي تطالع كاظم قبلهم):- تحركي لنلحق بهم هيا …
لورينا(رمقت غضبه وابتسمت):- حاضر …
جوزيت(تسير رفقة ميار ورمت عمود الحلوى بمكب النفايات):- والله تستفزني ثم لما لما ارتديت قميصا رماديا من قلة القمصاااااان يعني ؟
ميار:- ههههههه آه يا ربي الرحمة ، طبعا لن تغاري من هذه الصدفة التي حدثت صح ؟
جوزيت(نظرت خلفها صوب ميرنا وثيابها الشبيهة بثياب ميار):- لست أغار من طفلة مدللة
ميار:- والله ؟؟؟
وائل(يسير خلفهم معها):- فقط تجاهليها يا ميرنا
ميرنا:- كيف أتجاهلها وهي تجعل كل أعصابي مستنفرة همممم ؟
وائل:- عادي جداااا ، وكأنكِ ما سمعتِ شيئا ،، بسيطة … ثم دعينا نستمتع بالأجواء أنا وأنتِ ها هنا وروما حولنا يعني ماذا نريد أكثر من هذا
ميرنا(ابتسمت وهي تتناول من غزلها بإشراق):- خذ بعضا منه
وائل(ابتسم لها بعشق والتقط منها القليل):- اممم هكذا أصبحنا متساويين
ميرنا:- يييْ لو تسمعنا ستقول مجددا أنني أقلدها هههه
وائل:- إذن دعيها بيننا ههه …
ناريانا(رمقتهما في حالة عشقية ونظرت إليه):- هل أحببت يوما ؟
نادر(نظر إليها بطرف عين):- أجل …أحببت وطني
ناريانا:- يا ربي حتى في أجوبته يتلاعب بي ، ههه كلنا نحب وطننا نادر لكن قصدت امرأة يعني
نادر:- لا .. كان هنالك نساء في حياتي لكن عشق نن لم يحصل
ناريانا(نقطة لكِ يا بنت هيا هيا انطقي):- طيب هل لك أن تخبرني كيف تريد أن تكون حبيبتك مواصفاتها يعني ؟
نادر(مط شفتيه):- إنسانة خلوقة وحنونة وهكذا يعني ..
ناريانا(تمام أنا حنونة وخلوقة ربما .. حسنا سأتغاضى عن أفعالي السابقة أنا ملتزمة الآن):- ههه وجميلة وذات شعر طويل ألا تريد ذلك ؟
نادر(رمق فتاة مارة بجوارهما وبشعر طويل):- اممم ممكن
ناريانا(رمقت نظرته وتغلغلت بالغضب):- لو أعجبتك أحادثها لأجلك
نادر:- مشكورة أستطيع القيام بذلك لوحدي ، ثم هي ليست ذوقي انسي
ناريانا(أموت وأعرف ما هو ذوقك):- ففف ..
كاظم(وقف بنصف الطريق وهو يلوح لهم):- ههه أخذت رقمها هيا تعالوا وصلنا إلى النافووورة
حكيم(فتش جيوبه):- من معه فكة ؟
ميار:- نعم يا بعدي ألم تحضر معك ؟
حكيم:- اعتقدت أنه معكم تت
وائل:- تمام سأحضر بعضها من البائع المتجول تعالي معي ميرنا …
ميار:- إنه يصطاد الفرص المناسبة ليبدو البطل الهمام في القصة
حكيم:- أوليس كذلك ؟
ميار(صغر عينيه فيه):- ليس كذلك …
حكيم(لمح البنات وقفن بجانب بعضهن وكاظم يشرح لهم معضلة من اختراعه):- لا حركة
ميار(يراقب معه الأنحاء):- رجالنا متفرقين في كل مكان كي لا نثير الشبهات ، لكن سنطلب حظنا لقد أخرجناهن كناية على رغبتهن اللحوحة
حكيم:- معهن حق البقاء طويلا في البيت سبب لهن حربا باردة لا تنتهي
ميار:- هيييه لا تسألني ، أنظر معي في الصباح تركتني وذهبت تلعب مع سيد وائل التنس في قاعة اللعب هل فتحت فمي ، هل اعترضت تركتها على راحتها أمااااا حين رأتني ألعب مع ميرنا الرماية في الحديقة وكأنني صوبت ذلك السهم لقلبها …
حكيم:- ههه إنها مجنونة بك
ميار:- وذلك الجنون يخنقني هاااااه …
ميرنا(أعطتهم الفكة التي أحضرتها مع وائل):- خذااا واحرصا على أن تكون الأمنية خالصة من القلب تمام ؟
حكيم(أمسك قطعته ونظر لميرنا بشكل مهيب):- أنا أمنيتي واضحة
ميار(التقط خاصته ونظر إليها أيضا):- وأنا كذلك …
وائل(سمعهما وغمز لميرنا):- حتى أنااااا أمنيتي يعلمها الكون كله ..
كاظم:- وقطعتي أنا أين هي ؟؟؟؟
وائل:- تفضل خذ أنت أيضا نادر ، يا بناااات
ميار:- كل هذا هرااااء
جوزيت:- لن أسمح لك سترمي معنا نحن نلعب فحسب
ميرنا:- يس مجرد دعابة فالله وحده سبحانه وتعالى من يحقق الأمنيات
ميار:- تمام اقتنعنا
جوزيت(رمقت ميرنا بجحود):- جيد …
التقط الجميع قطعهن ووقفوا في سطر طويل تلقائي بجوار بعضهم بعضا وكان أول من رمى القطعة وهو مغمض العينين هو حكيم "أتمنى أن أحصُل على شيء أبديِّ معكِ يا عصفورتي الصغيرة" .. قالها ورمى القطعة في النافورة ، ليلحق به ميار الذي كان جواره ونظر لجوزيت جنبه وتنفس عميقا وأغلق عينيه ليتمنى "أتمنى أن أجد مُستقرًّا لقلبي فهذه الفوضى تجرفني نحو حافَّةِ الجنون بينهما" … أتمم أمنيته ورمى بقطعته أيضا ، .. هنا كان ثالثهم مغمضا عينيه وهو يبتسم بينما كانت تنكزه في كتفه ضحك لها وأجبرها على التركيز لذلك هتف بصوت داخلي "أتمنى أن أجتمع بحبيبتي الغالية ليلة عيد الحب ونتمم حياتنا رفقة بعضنا بعضا" ، ابتسم ورمى القطعة في النافورة .. ما إن تأكدت من فراغه أغلقت عينيها وأمسكت القطعة على صدرها وتمنت "أتمنى لو أن كل صراعاتنا تنتهي ونصبح عائلة متحدة كلها حب ووئام ، أتزوج أنا ووائل وميار يتزوج بجوزيت وحتى حكيم لو كانت تلك البغيضة مناسبة له أرجو أن يتزوجها ونخلص من غضنفر الشرير وعصابته ، ويعود ميار لعائلتنا وكذلك جوزيت ونصبح كلنا سوية نعيش في سعادة وفرح ورخااااء ، يااااه أتمنى من كل قلبي أن يلمس العشق السعيد قلب كل واحد من أحبتي" .. هوووب ورمتها بدورها لتفتح عينيها وتجدهم جميعا ينظرون إليها فقد طولت في أمنيتها …
كاظم:- ههه دعيني أطل في الماء ما ربما رميتِ نفسكِ هناك ، ههه ما كل هذه الأمنية الطويلة ؟
ميرنا(ضحكت بخجل):- ههه لم أشعر بنفسي كان هنالك حديث داخلي طويل ..
ميار(تحرك):- المهم أن تكوني صائبة فيهاااا …
جوزيت(تأبطت ذراعه ونظرت للنافورة وهي تستذكر أمنيتها):- "أتمنى أن أتزوجك حبيبي وأنجب منك دزينة أطفال ونعيش كلنا في عرينك مع إياد وصولي وأسرته في سعادة وهناااااء" ..
ميار:- هه لما تضحكين ؟
جوزيت:- ولا شيء استذكرت أمنيتي
ميار:- وماذا تمنت السلطانة ؟
جوزيت:- سر …
ميار:- أنا أحفظكِ عن ظهر قلب يا حمقائي … قال سر قال ههه
وائل(لحقهم هو وميرنا):- ماذا تمنيتِ ؟
ميرنا:- وإن أخبرتك هل ستصبح أمنية دعنا نتكتم عليها حتى تتحقق
وائل:- تخفين عن وائلك ؟
ميرنا(دفعته لكتفه):- مع سبق الإصرار والترصد
وائل(صغر عينيه فيها):- يا لئيمة …
لورينا:- ربما سأصرح اليوم على أمنيتي لعلها تتحقق ..
حكيم(انتبه لحركة عدة رجال من الجانب وجذبها إليه من خصرها):- همم ماذا قلتِ ؟
لورينا(ذابت في عيونه ولمسته):- كنت أتحدث عن الأمنية
حكيم(بشرود يلاحق أولئك الرجال بعينيه):- أهااااه وماذا كانت ؟
لورينا(لمعت عيناها بفرح):- أحقا تريد أن تعرف ؟
حكيم(كان يتابع حركتهم):- اختصري
لورينا(رمشت من فظاظته الشقية وشعرت بتورد خدودها):- تمنيت لو تحبني وحتى إن لم تفعل أردت أن أبقى بجوارك حتى أموت بين يديك …
حكيم(هنا نظر إليها من تحت نظاراته ولامس خدها بحنان):- لورينا لو قمت بتقبيلكِ الآن لن يُغمى عليكِ صحيح ؟
لورينا(شهقت من كلامه):- هئئ
حكيم(نظر حوله ووجد أن البقية قد ابتعدوا وسط الحشد لذلك سيقوم بالتغطية عليهم وتشتيت انتباه هؤلاء الدخلاء):- لوريناااا ..
لورينا(ذابت فيه حتى قبل أن يقبلها صعدت معها حرارة العشق):- عيوووون لورينا
حكيم(انحنى بشفتيه لشفتيها وقبَّلها بقبلة خفيفة جعلتها ترفرف عاليا):- اعذريني كان هذا ضروريا
لورينا(فتحت فاهها وهي ترغب بالمزيد ، أي لو تعذرني أنت فأنا من يرغب بالتهام شفتيك هفف):- ما سر هذه القبلة ؟
حكيم(انتبه لتوقف الرجال على جنب وأمسك يدها):- قبلة الأمنيات خاصتكِ … تعالي
لورينا(هرولت معه وسط الناس وهي تتطلع إليه بتيه):- أحبك
حكيم:- أسرعي لوري يجب أن نلحق بهم
لورينا:- لنلحق بهم ودعني ألحق بك ههه … يااااااااااه
طبعا البنت أصيبت بحالة ذهول لن تستفيق منها حتما تلك الأمسية ، التحقوا بهم بعد برهة وجدوهم بانتظارهم على جنب وهنا أشار بعينيه لكاظم الذي فهمه وجذب ميار على جنب …
حكيم:- هنالك دخلاء في المنطقة
ميار:- لا تقلها أين ؟
حكيم:- بجانب النافورة قمت بتمويههم وهربت أنا ولورينا المهم ، يجب أن نبعدهن عن المكان
كاظم:- مهلا سياراتنا بعيدة ، وإذا ما أخذناهن سوف يشكون بنا اسمعوا لندخلهن إلى مطعم ما ونتصرف وكأننا سنشتري شيئا من ذلك المحل هناك وكأنه للمجوهرات أو ما شابه على الأقل نكسب بعض الوقت ونرى الوضع
ميار:- أتفق مع فكرتك
وائل(لاحظ حديثهم واقترب منهم):- هل هنالك مشكلة ؟
ميار(نظر إليه وأردف):- يس وحبذا لو تتصرف معنا بعفوية وتسايرنا بالخطة
كاظم(اندفع صوب البنات بعد أن همس له):- نحن مراقبون …/ هوووبا أوفيلي .. أوبيللي راكاتسي
ناريانا:- ماذا يقول هذاااا الآن ؟؟؟؟
لورينا:- ههه يقول أيتها البنات الجميلات ، سي سينيوري بيللو ؟؟؟
كاظم:- أي إنها تقتلني بإيطاليتها الأنيقة مثلها جيد أنني طلبت في أمنيتي أن أتعرف على نصفي الثاني هنا بروما سأهلكها بإيطاليتي ليل نهار ، على العموم لن ندخل في ديباجة أميرة أحلامي ، فالسينيور الوسيم يطلب منكن التوجه لذلك المطعم الجانبي وتحضرن بعض الشطائر للكل
جوزيت:- ولماذا … لو نتناوله سوية هكذا أفضل ؟
كاظم:- يااااه مللنا يا عمتي من الجلوس والذي منو ، نريد بعض الفوضى حلوتي ؟
ميار:- لا تقل لها حلوتي ، جوزي تعالي قليلا ؟
كاظم(رمقه بحدة):- لا أفهم ما معنى هذه الغيرة الغريبة شخص غير مفهووووووم
لورينا:- وأنتم ماذا ستفعلون ؟
كاظم:- سننتظركم هنا لكن لا تغادروا المطعم قبل أن آتي إليكم مشيت ؟؟؟
ميرنا:- أنتم لا تخططون لشيء ما صحيح ؟
كاظم:- ذكاء البرانسيس ملوعة القلوب يجعلني أشهق في بعض الأحيان ، لا تقلقي كله في السليم
حكيم(تقدم إليهم هو والبقية):- هيا يا بنات أسرعن للداخل
لورينا(احمرت خجلا وعضعضت شفتيها):- حاضر
حكيم(لمح ابتسامتها وحرك رأسه):- ورطت نفسك حكيم ورطت نفسك ….
تحركت البنات صوب المطعم وجوزيت لحقت بهم وهي تنظر من كل اتجاه ، طبعا أخبرها ميار بما يحدث وكان عليها حمايتهن دون أن تدعهن يشعرن بأي شيء ، لحظتها كانت ناريانا تراقبه وهي تراجع أمنيتها بخاطرها كحلم شارد يرجو الخلاص"أتمنى لو تعرف حقيقتي وتحبني مثلما أحبك" ، في تلك اللحظة عينها كان ينظر إليها وهو يستذكر أمنيته الخاصة"يا ليتكِ كنتِ من نصيبي ولكنكِ قتلتِ تلك اللهفة في مهدها" …. طأطأت رأسها وانتبهت لجوزيت التي أمسكتها من يدها لتدخلها سريعا للمطعم فقد كانت تتباطأ وهي تراقب سي روميو الذي كان يسير رفقة الشباب وهم يتناقشون حول كيفية إخراج البنات من ذلك المكان وبدون شوشرة …
وائل(دخل معهم لمحل المجوهرات):- دعونا نأخذ شيئا من هنا طالما وعدنا البنات بليلة عيد الحب
كاظم(أعجبته التغطية وهو يراقب بعينيه كالصقر):- جيد جيد تابع نحن في وضع سليم هكذااااا
ميار(توجه صوب الفترينة وانتبه لقلادة حرف جي بالفرنسي):- أعطني هذه لو سمحت ؟
حكيم(رمق مشبكا لامعا وعقد حاجبيه):- أريد ذاك آنستي
وائل(سألته إحداهن عن طلبه):- مشكور لست بحاجة لشيء آنستي معي هديتي
حكيم(نظر إليه):- منذ متى ؟
وائل:- دوما ما أحسب حسابي لهكذا مناسبات
ميار(رمقه بطرف عين):- وأنت كابتن ألا ترغب بأخذ هدية ؟
نادر(نظر لبروش جميل):- سآخذ … أعطني ذلك
كاظم:- آخخخ لو أملك أنا أيضا عفريتة أهديها هدايا عيد الحب كل يوم ههه ، يلا خلصونااااا
بعد خروجهم بتلك الأشياء التي أخفوها في جيوبهم بعناية ، نظروا حولهم بابتسامات وقهقهات كي يغطوا على اتفاقهم ، وكأنهم لم يكشفوا تلك المراقبة وهذا كله تابع للخطة
ميار:- هنالك جاسوس بيننا يا حكيم … علينا أن نكتشف من يكون لا يعقل أن يتم العثور علينا أينما ذهبنا في المرة الأولى الفندق والآن نافورة تريفي وللعلم لم يكن يدري أي أحد سوانا بالقدوم إليها
حكيم(يطوف بعينيه):- سنحلل ونناقش هذا ما إن نخرج من المطب
ميار:- المشكلة الآن كيف سنغادر بهن ؟؟؟
وائل:- هنالك حل لنذهب منفردين ليس بالضرورة أن نكون كصف المعسكر
حكيم:- هي فكرة منطقية ولكن لو تعرضنا لاشتباك يعني غالبية الموجودين ليسوا ضليعين باستعمال السلاح
ميار:- جوزيت داهية فيه .. وميرنا تعرف ذلك أيضا
وائل(باستغراب):- ميرنااااا ؟؟
ميار(نظر إليه بخبث):- أهاه حتى أنها صوبته تجاه أحدهم ذات مرة لما كانت معي …
وائل(لما كانت معك الله يلعنه أسبووووع يا أخي):- بغض النظر نادر ولورينا غير محسوبين
حكيم(حرك فكه):- ننن لورينا تجيد استعمال السلاح أنا علمتها …
ميار:- جيد يا عمي لأنها حين تصوبه لرأسك سأحرص على التقاط صورة
نادر:- ههه يا جماعة أنا طيار وأجيد استعماله أيضا خضعنا لذلك في إحدى التدريبات الميدانية
وائل:- جميل ها نحن ذا جاهزون ..
حكيم:- جاهزون لماذا أساسا أين السلاح الذي نتحدث عنه ما يزال بالسيارات لا يوجد سوى الذي تحت سترتنا كلانا وجوزيت ، لأن هذا الجدار أخذ يتبجج علينا منذ الصباح أن كله تحت السيطرة
كاظم:- هااااه قلها من الصباح ، ثم رفاقي موجودون بالقرب حركة مني سيهبون للمساعدة ، الدور على رجالكم الفشلة
ميار:- ليمسكه أحد قبل أن أقلب عليه هذا المكان رأسا على عقب
نادر:- لنهدأ … فالعراك لن يجدي نفعا
وائل:- بما أن سياراتنا بعيدة ، وبما أننا في موقع مليء بالبشر أرى أن نلعب عليهم قليلا
ميار:- يعني ؟
وائل:- ما زلت متمسكا بفكرة الخروج من هنا منفردين
كاظم(نظر حوله بعد أن وضع نظاراته الشمسية):- يا جماعة … لدي فكرة أفضل من منكم يجيد ركوب الدراجة النارية ؟
نادر:- أنا قوموا بإعفائي أجيد قيادة الطائرات فحسب
كاظم:- حاضر يا بعدي سأحضر لك طائرة خاصة هههه .. كيف سنحلها ؟
حكيم:- أرى هنالك محل استئجار دراجات نارية لنتفق معهم أولا يلزمنا خمسة تقريبا …
وائل:- نادر لا يجيد قيادتها فعلا ما الحل ؟
ميار:- لا بأس يمكنك العودة بالسيارة مع الرجال فرد واحد لن يشكوا بأمره ، وسيظنون أننا ما زلنا بالمنطقة لذلك اتفق معهم يا حكيم سأخرج البنات بهدوء من هناك ونوافيكم في نقطة اللقاء
وائل(ربت على كتف نادر):- ستكون بخير تمام
نادر(زفر بعمق):- لو آخذ ناريانا معي ؟
وائل:- ولماذا ناريانا ؟
نادر(بتردد):- يعني سمعت أنها لا تحب الدراجات كثيرا
وائل(فهمه):- لنسألها تعال ..
توجه الرفاق إلى المطعم بهدوء وكما توقع نادر فناريانا لا تحبها طبعا كذبت فقط لكي تحظى بوقت خاص معه ، ولذلك كانت العودة بالسيارة من نصيبها هي ونادر ، أما البقية فأخذوا الدراجات مبتعدين عن المكان بعدة أمتار ووقفوا خلف إحدى البنايات لينطلقوا مترافقين
ميار(همس لها بتلاعب ماكر):- اركبي معي
ميرنا:- لتقتلنا جوزتك هه ما حزرت
وائل(أحضر لها الخوذة وابتعدت عن ميار):- بيبي
ميرنا:- أحضرتها أخيرا
وائل(ألبسها الخوذة):- هكذا أصبحتِ جاهزة ، أتذكرين يوم ركبناها المرة السابقة حين أتينا لروما ؟
ميرنا:- يس أتذكر ذلك جيداااا كانت ذكرى جميلة
وائل(تأكد من سلامة ضبط الخوذة):- وهذه ستكون الأجمل
ميرنا:- ههه أظن أننا نشكل عصابات شوارع بهذه السترات الجلدية والدراجات النارية يا عيني
ميار(نظر لجوزيت التي ارتدتها جيدا):- اصعدي …
جوزيت(صعدت خلفه وتمسكت به جيدا):- هههه أنا سعيدة جدا لأول مرة سنجربها معا
ميار:- افرحي لكن إن أحببتها سأجعلكِ تركبين بدراجتي وأدور بكِ حول العرين ، هااا وأعرفكِ بالعم نعيم تمام ؟
جوزيت:- صاحب المزرعة يا سلالالالام متشوقة لذلك …
لورينا(نظرت إليه):- كما الأيام الخوالي
حكيم(تذكر أنه سابقها في الماضي على الدراجات النارية وكانت ماهرة في قيادتها):- لما لا .. اركبي خلفي هيا
يااااااي ع المنظر لما ركب كاظم دراجته النارية لوحده وهو يتقدمهم لأجل الخروج من دروب روما ، أقلع خلفه ميار وجوزيت متمسكة به وهي تضحك أجمل ضحكاتها فرحا بما يحدث بدون خوف حتى ، أما ميرنا فكانت متوجسة قليلا لكنها عانقته وهي مطمئنة بقربه وكانت مبتسمة بينما خصلاتها تتطاير من خلفها ، وكانت تنحسر في جوفه وهو ينظر إليها أمامه ويشعر بعناق لورينا من خلفه ، لحقهم بدوره وهو يزفر عميقا … لما تركب مع وائل يعني وهو الأحق بهاااا ؟؟؟؟ تذمر وهو يشعر بتمسك لورينا به وانطلق بسرعة خلفهم حتى خرجوا لطريق خال وهنا بدأ اللعب على أصوله …
كاظم:- يووووووهوووو من سيلحق بي ؟؟؟؟
ميار(زاد من سرعته):- أيها الجدار الناطق مهلك فقط
جوزيت(بحماسة):- اسبقه يا ميار اسبقه ههههه
ميار:- آه منكِ بدلا من أن تقولي خفف السرعة لكن لا عجب من أن يصدر ذلك من ثعلبة القطب
جوزيت(تمسكت به ونزعت الخوذة وفتحت يديها):- هنااااااااااااااااا سيبدأ الجنون ههه
ميار(خفف السرعة خوفا عليها):- تمسكي يا بنت ….
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أريد أن أفعل مثلهااااااااااا
وائل(كان بمقربتهم):- لو فعلتها سأترككِ هنا في البراري لا تنهبلي يا ميرنااااااا ، الوضع خطير
ميرنا:- اهئ أريد ذلك أريد ذللللللللك
وائل:- صبرني يا رب طيب بيد واحدة فقط
ميرنا(أزالت الخوذة وسقطت منها على جنب):- أوبس هههه سقطت …
وائل(عاد للخلف وخفف سرعته وانحنت ميرنا والتقطتها):- ارتديها وإلا ستحصل مشكلة
ميرنا(أطلت عليه من خلفه برأسها):- مشكلة ماذا ؟
وائل(قبلها في الهواء):- اختطاف مثلا
ميرنا(لمحت عودة حكيم ولورينا):- لا تقلقا سقطت الخوذة مني فقط
حكيم(بحزم):- البسيها فورا وتحركا علينا أن نصل للقصر …
وائل:- لا يوجد أحد خلفنا الوضع جيد
حكيم(أنا أعرف لكن الخطر هو وجودك معها فهمت الآن ؟):- الحذر واجب
لورينا(رمقت ميرنا باستفزاز وأخذت تلامس ظهر حكيم بإغراء):- هه ..
ميرنا(رمقتها وامتعضت من حركتها وصغرت عينيها فيها):- اللهم طولك يا روح
وائل(كان واقفا هو وحكيم بدراجتهما في نفس الوضع تقريبا):- نتحرك ؟
حكيم(أقلع وظل يلعب بالفرامل وكأنه يستعد لسباق ما):- أنا جاهز
وائل(نظر بطرف عين لميرنا):- لا تنسى أنني أعاني من إحدى يداي وأنت ما يزال جرحك مفتوحا ؟
حكيم(هز حاجبيه ونظر لميرنا):- مغامرة تستحق ثم الشباب سبقونا عيب في حقنا
ميرنا:- هذا إن تحركتما هيا هيا انطلقااااااااااااااااااا
لورينا(بحماس صرخت وهي تعانقه):- يوهوووو إلى الأمام …
انطلقا في نفس الوقت والبنات في قمة فرحهن طبعا نظرة الغيرة كانت متبادلة بينهما ، وكل واحدة ترى في حبيبها البطل الهمام هكذا إلى أن وصلوا بقرب ميار وكاظم اللذين كانا في صراع آخر ..
كاظم:- إنه فاشل كنتِ اركبي معي يا جُوزِتِّي …
جوزيت(صرخت فيه ليسمعها):- يا ربي شوَّهت اسمي
ميار(دعك الفرامل أكثر):- إنه مختل عقليا لا تعطيه وجها
جوزيت:- أنا أعطيه حديثا بس
ميار:- حتى ذلك ممنوع
كاظم:- هههه أما زلت تغار مني ؟
ميار(تلاعب بالدراجة ليقطع عليه الطريق):- إن كنت تخاف على حاجبك الآخر مني ، اتقي شري
كاظم:- وأنت احذرني … هههه …
جوزيت:- كفىىىىىىى دعونا نستمتع ها قد وصل حكيم والبقية
حكيم:- هل تأخرنااااااا ؟
ميار(رمق كاظم بكره):- لما تراجعتم ؟
حكيم:- سقطت الخوذة من ميرنا
ميار(نظر لوائل الذي كان بجانب حكيم وانتبه لابتسامة ميرنا المشرقة تحت شمس الغروب):- ههه
جوزيت(شعرت به وطوقت خصره بيديها لكن أدخلت يديها من تحت سترته ولامست جسده):- أنت تبدو شهيا ومثيراااا يااااا ..
ميار(مال برأسه لها):- جوزي نحن على الطريق حبي يعني أردت أن ألفت انتباهكِ بس
جوزيت(ارتفعت فوق حافتي الأقدام الخاصة بالدراجة):- انتظر فقط ..
ميار(خفف السرعة من جنونها):- ماذا تفعلييييييين ؟؟؟
جوزيت(وقفت عليهما وبسطت يديها في السماء):- هكذا سأسميها حركة أكشنهاااااااا ، انطلق
ميار(أوقف الدراجة بامتعاض):- انزلي انزلي فورااااا
جوزيت(نزلت بعد أن قفزت على الأرض):- هل تخاف علي لهذه الدرجة ؟
ميار(انتبه لهم وقد خففوا سرعتهم لكنهم لم يتوقفوا):- ما الذي تحاولين فعله ؟
جوزيت(بتلاعب بعينيها عانقته وهي ترمي بالخوذة جانبا):- أحبك
ميار(التقط قبلتها المفاجئة وهو يحرك عينيه دهشة):- الله يخرب جنونك اركبي دعينا نمضي
جوزيت:- سأركب لكن هذه المرة بطريقتي
ميار:- يعني ؟
جوزيت(أخذت الخوذة ووضعتها بالخلف بعد أن عقدتها بالخيط هناك):- سترى ..
فتحت رجليها وركبت مقابله بحيث يقود وهي أمامه ، طوقت خصره ووضعت رجليها العاريتين بحواف الدراجة وظهر مسدسها الملتصق بفخذها عبر حمالته الخاصة ، نظر إليها ولجنونها ولم يحرك ساكنا بل أقلع وهو يناظر حمقها الذي يجعله أسيرها دونما شك … وصل إليهم ولوحت لهم باستفزاز ففعلا قد حظيت بالحظ الأوفر معه وهو لم يوليهم اهتماما بل دعك الفرامل أكثر وسبقهم ، هكذا هذا يسبق الآخر يرواغ وذاك يطلق أصواتا غريبة من شدة الحماس ليكملها آخرهم بدوران خطير في بقعة جانبية جعل الغبار ينتفض من شدة الحماس ، إلى أن وصلوا للقصر بالدراجات النارية التي استغرب حراسهم حضورهم بها .. وقد كانت ناريانا ونادر قد وصلوا قبل برهة فقط …
جوزيت(دخلت معه ورمت سترتها على ظهرها):- آه ريانا لو ترينني كنت بطلة في الأكشن
ميار:- لا تصدقيها بل في الجنون
كاظم(نظر لساعته):- تمام رفاقي سوف أودعكم الآن طائرتي بعد ساعة وعلي أن أكون بالمطار
وائل:- هل تحتاج شيئا ؟
كاظم:- نن كله على ما يرام ، هيا من ستعانقني وتودعني فيكن قبل صعودها ؟؟؟؟؟
نظرتِ البنات لميار ولحكيم ولوائل ولنادر ، لو تحركت إحداهن ماتت ولم يجد نادر المسكين سوى ربتة على الكتف من الشباب وابتسامات متفرقة من البنات ، وعلى أساس هذا غادر متذمرا بعد أن سرق حضنا من العم نزار الوحيد الذي عبره رغم أنهما دوما على خصام ههه … توجهت كل من ميرنا وجوزيت لفوق وكل واحدة لا تنظر للأخرى ، حتى لورينا صعدت خلفهما وهي تطير فوق غيمة وردية فقبلته وعناقه وركوبها معه ما زال يؤثر فيهااااا ، أما ناريانا فقد انتبهت لتجاهل نادر الذي دلف لغرفته وهو ينظر للبروش الذي اقتناه لأجلها ولم يعرف هل يقدمه لها أم سيبقى في حوزته هكذاااا .. خرجت لتكلم نزار في الحديقة لكن انتبهت لحديث خاص بين كاظم ووائل
ناريانا:- ألم تغادر بعد ؟
كاظم:- كنت ذاهبا
وائل:- رافقتك السلامة عن إذنكما
ناريانا:- كاظم .. أردت استشارتك في موضوعه من جديد أعرف أنني أزعجك ولكن تحليلك يريحني
كاظم:- اطمئني هو يفكر بكِ حتى أنه .. أ.. يريد التواصل معكِ وأعتقد أن هذه الليلة ستكون إيجابية بالنسبة لكما لذلك استغلي كل فرصة طيبة معه
ناريانا(لمعت بفرح):- أحقاااااااااااااا ما تقول ؟
كاظم(رمق ابتسامتها):- حقا حقاااا
ناريانا(من فرحها طارت وعانقته بحرارة):- لو يحدث ذلك سوف أبحث لك عن عروس بنفسي
كاظم:- ههه مرتشية لعينة …
ناريانا:- ههه صح هيا هيا لن أؤخرك سأصعد لأجهز نفسي سأبدو أميرة
كاظم(ابتسم لها):- أصلا أنتِ رابونزل الأميرة خاصتنا
لوحت له بحفاوة وهو يبتعد بسيارته وحين عادت للداخل وجدته أمامها وقد بدت على ملامحه الشرسة أنه رآها حقا ، وهذا ما جعلها تبدو في منظر مريب والصادم هو التالي
نادر:- طالما تميلين له كنتِ عانقيه أمامنا وليس خلسة هكذا في الحديقة ، بئسا لكِ ناريانا كل مرة أعتقد أنكِ ستتغيرين لكنكِ تصدمينني صدقا مللت من محاولة تصديقك
ناريانا(دمعت عيناها):- أنت لست تفهم لقد …
نادر(أوقفها):- ماذا أفهم كنتِ بحضنه قبل قليل ، على العموم لا داعي للعتب المتعب نحن رفاق سكن هذا كله عن إذنك
ناريانا(نظرت حولها بضياع وابتلعت ريقها وجلست على الدرج وهي تبكي):- ها قد اكتملت
وعلى هذاااا احتفظ نادر بذلك البروش بين أغراضه ولم يهديه لها تلك الليلة ، لأنها لم تستحققه في نظره بعد حركتها مع كاظم يعني حبكت تعانقيه صافحيه يختي اشكريه بإيماءة رأس وليس عناقا ها قد خربتها على أهلكِ افرحي الآن ههه …
~ في الوقت الحالي ~
ميار(أزال الكثير من الأحجار وبقي له القليل):- ههه هي التي جنت على نفسها من قال لها أن تعانق ذلك الجدار أبو مشاكل ؟
ميرنا:- لاحظ أنك تسخر من صديقتنا ، ثم نادر لم يتفهمها حاولت شرح المسألة له لكنه عنيد
ميار:- ما فهمته أن هذا استنتاج استخلصته من حديثكِ معها ، يعني لم تشرح لكِ مباشرة سبب الإشكال بينهما ؟
ميرنا:- تماما ..
ميار(رمى حجرة أخرى جانبا وهو يلهث):- عال عال يلا ليحلوا مشاكلهم واحنا مالنا ؟؟؟
ميرنا:- نحن في وضع لا يتحمل خلق ذنوب أخرى تثقل علينا الوضع ، فحذار مما تتفوه به
ميار:- أيوة ميرنا تحذرنا هناااا هه
ميرنا:- مياااااار … هئ ميار ميار انطفئ هاتفي ميارررررررررررر أين أنت لقد انطفئ والمكان مظلم اهئئئئئ مياااااار
ميار(بلفهة وخوف عليها):- تمام ميرنا لا تجزعي سأعطيكِ هاتفي من هذا الشق ، أنظري ميرنا هيا ساعديني لأساعدكِ … كوني قوية
ميرنا(نهضت وهي تتفتف):- أينك ؟
ميار(شغل الضوء بهاتفه وظهر لها):- هنا ميرناااا ..
ميرنا:- تمام أعطني إياه ..
ميار(مده لها بصعوبة من بين الأحجار):- أمسكي ..
ميرنا(جذبته بصعوبة واطمأنت لذلك لما ضمته لصدرها):- هفف هكذا أفضل
ميار:- قاربت على الوصول ميرنا دقائق بس ..
ميرنا:- مضت ساعة والوضع كما هو عليه
ميار:- لا تنظري للوقت يكون أفضل ، ثم هانت
ميرنا:- أكره الأماكن الضيقة إنها ترعبني
ميار:- ومن أين أتتكِ هذه الفوبيا يا ترى ؟
ميرنا(تذكرت الماضي):- كان بابا يحبس سمر في القبو أحيانا حين تقوم بفعل خاطئ، كانت تتذمر دوما وتشكو أنه مخيف وبه جرذان .. كنت أخافه أنا ودعاء كثيرا وكان موتنا في أن ندخله يوم ما لكن مع الأسف سمر هي التي كانت تبقى هناك لساعات طوال ، حتى يأتي طارق وحكيم من عملهما ويخرجانها رغما عنه …
ميار(تأسف من الذكرى):- لا أعرف لما حظنا عثر في مسألة الآباء ..
ميرنا:- لكنك ستكون أبا حنونا
ميار(تذكر ميسون ورمش):- وأنتِ ستكونين أما عظيمة
ميرنا(ضحكت وتذكرتها عفويا):- ربما ..
ميار(أزاح حجرا آخر وشعر باهتزازها):- ميرنا تراجعي لأبعد نقطة من ذلك المكان ، فورا تحركي
ميرنا(بجزع نهضت وانهارت الأحجار أمامهما):- ههه مياااااااار
ميار(دفع ما تبقى برجله ودخل إليها):- أخيرااا
ميرنا(ركضت إليه بدون تفكير وعانقته بحرارة):- خفت خفت وحدي …
ميار(ضمها بعمق):- أنتِ معي وعدتكِ أنني سأخرجكِ من هنا ، هيا روحي لا تخافي ..
ميرنا(دكت رأسها بصدره وهي تبكي):- تمام تمام لن أخاف أنت معي الآن ..
ميار(مسح على شعرها وأمسك وجهها بين يديه وهو يمسح بإبهاميه دموعها):- سأضع حدودا لتلك المقل كي لا تذرف دمعة مجددا
ميرنا(ابتسمت بعمق):- هه .. حاول
ميار(نظر خلفه للمرتفع المؤدي لفوق):- الآن سنأمل أن يعثر علينا حكيم
ميرنا:- لن نستطيع الصعود المكان عال جدا ..
ميار(ابتسم وضمها مجددا لصدره):- تعالي لنجلس هناك أجده وضعا لن نعيشه ألف مرة في العمر
ميرنا:- كأنك تستمتع ؟؟
ميار(نفض الغبار وجلس):- على الأقل نحن نتنفس وهذا الأهم
ميرنا(تنفست بعمق):- صح هذه الحجارة كانت تزكم أنفاسي لكن الآن أفضل
ميار(أشار لها):- اجلسي بقربي ..
ميرنا(جلست قربه على الحجر ونظرت إليه وهي ترفع الهاتف لتراه):- ههههه
ميار:- تمام لقد أعميتِ بصريتي هاتي لأحمله عنكِ ، أو لنضعه هنا بالجانب سيضيء علينا
ميرنا:- طيب..
ميار(نظر إليها):- أنا آسف
ميرنا(ارتعشت ونظرت إليه):- نحن لا نسقط في مطب كهذا كل يوم ..
ميار:- بدأت أتشاءم من خروجي ، كل يوم بمصيبة البارحة غرقت في الوحل والآن أنظري
ميرنا:- هههه هذه دعوات جوزيت
ميار(أغمض عينيه وأمعن النظر في الزوايا):- ربما كان هذا دهليزا خاصا بالملوك ، أو كان سجنا خاصا بالخونة والمجرمين
ميرنا(شعرت بالخوف):- يعني ممكن أن يكون مليئا بالأرواح الشريرة مثلا ؟
ميار(افتعل صوتا مخيفا):- ممكن جدااااا
ميرنا(انتفضت وضربته لكتفه):- لا ترعبني …
ميار(ضحك عليها):- أنتِ رقيقة حد الانكسار ، لكنكِ تخفين خلف تلك الرقة قوة امرأة لم أشهدها قط حتى جوزيت ليست كذلك
ميرنا:- عن أي قوة تتحدث أنت فقط من يرى هذا بي ، سرعان ما أبكي وسرعان ما أتذمر وسرعان ما أهرب .. وين القوة دخلك ؟
ميار(أشار لقلبها):- هناااااا ، تكمن قوة آل الراجي كلهم ميرنااااا .. صدقيني سيأتي يوم وتلمسين ذلك بنفسك وسيكون يوما صعبا حتى تتمكني من استخراجها من داخلكِ إلى الوسط
ميرنا:- أنت تهزأ بي فحسب
ميار:- في صغري كانت مجمل مخاوفي تقتصر على أن تموت أمي وتختفي من حياتي ، كنت أنهض فزعا من نومي وأسارع لغرفتها أتفقد ما إذا كانت حية ترزق ، حين أراها نائمة أقترب وأراقب تنفسها وحين تفعل أسترد روحي وأبتعد مبتسما وأقول هذا اليوم أمي معي … لكن في لحظة ما وعلى غير عادتي لم أراقبها ذلك اليوم ، تقاعست في القيام بما اعتدت عليه أكملت نومي وحين استيقظت قرابة الفجر لازمتني رغبة في رؤيتها لذلك توجهت بتكاسل إلى غرفتها وجدته جالسا عند رجليها وهو في حالة غريبة ، منعني من الاقتراب وظل يدخن بجوارها ورأسها مغطى بالغطاء ، ولا صوت ولا حركة ولا أي شيء يدل على أن تلك المرأة لم تفارق الحياة … نظرت إليه باستغراب وأنا أبحث عن أي دلالة تبين لي أنها نائمة فحسب وأنه يعاقبها بذلك الفعل ، ناديتها وناديتها ولكنها لم تجبني لذلك تجرأت وسحبت الغطاء من على رأسها ووجدتها شاحبة بدون حياة .. نظرت إليه وسألته ببراءة أين أمي ، أتدرين بما أجابني هه .. قال أنه ارتاح منها ومن همومها وطلب مني العودة للنوم لحين يأتي الصباح ويقوم باللازم هكذاااااااا ببساطة هانت عليه أمي وكأنها ليست بشراااا ،، حاولت أن أوقظها فما زلت لم أصدق أنها قد ماتت لذلك احترت كيف سيتصرف طفل صغير مثلي ، ركضت إلى فوق وأيقظت جوزيت التي نزلت معي وهي غير مستدركة لما أخبرتها به ورأت ما رأيته وبكت وهي تهزني من كتفي أذكر أنها رجتني لكي أستفيق وأوقن أن أمي ماتت … بكيت وبكيت وبكيت لأنها ذهبت دونما توديعي دونما أن توصيني بوصايا الأمهات وهن على فراش الموت ، لقد فارقت طفلها دونما كلمة وما زلت ليومنا هذا أفتقدها بأعماقي التي دفنتها فيها كي لا تمسها قذارة الواقع .. خلاصة هذه الحكاية أن خوفي المريع والفوبيا خاصتي تتجلى في فراق الأحبة قد تجدينني مهووسا إزاء ذلك ، خصوصا بعد فقدان جوزيت بنفس الطريقة أصبحت أرهب كل ما يتعلق بموت الأحباب ..
ميرنا(زفرت بدموع ووضعت يدها على ذراعه):- أنت أقوى بكثير مما تحسبه ميار
ميار:- تعلمت ذلك يعني من يعيش بعالمنا الإجرامي عليه ذلك ..
ميرنا(أطلت عليه):- لكنك تحمل قلبا طيبا حتى لو كنت تعيش وسط الذئاب
ميار(ربت على يدها):- أغلقي سترتكِ المكان رطب ..
ميرنا(أغلقتها جيدا وفعلا قد بدأت تشعر ببرودة):- ميار .. حين كنت تتقمص شخصية إياد ألم تشعر أنك تنتمي إلينا يعني بيتنا ؟
ميار:- كانت ألذ مغامرة والأقرب لقلبي هو الدخول لبيتكم ، ههه مشاحنة نور كانت من هواياتي أعرف كل طباعها الصعبة حاليا وخصوصا حين تبدأ بالشتيمة هوهوه من يسكتها ، أعرف أيضا كل ما يزعج جدتي نبيلة وأولها الضوضاء والصخب في البيت ، خالتي عواطف تحاول السيطرة لكنها تفشل دوما مع متمردات درجة أولى لكنها حنونة وتطمئن على الجميع قبل خلودها للنوم ، ليست مثل الخالة مديحة هذه أحيانا لا تبالي تتكل على عواطف في غالبية الأشياء … هنالك عفاف هذه تقربت منها ذات مرة وعرفت أنها شخصية لطيفة يعني لولا الحظ لكانت مع زوجها ، على ذكر طارق
ميرنا:- لا تخبرني أنه يعرف بأمرك ؟
ميار:- نن ليس كذلك ولكن سمعت أنه ..
ميرنا(بتوجس على أخيها):- أنه ماذا ؟
ميار(زم شفتيه وكتم السر):- أنه شخصية جادة ومرحة مثل حكيم تقريبا صحيح ؟
ميرنا(ارتاحت قليلا):- أخي طارق أعظم أخ يمكنك أن تحظى به ، حنون لدرجة عميقة ولكنه صارم لدرجة مهيبة يعني طبعه حاد ولكنه مع أخواته وأحبابه يكون منبع الحنان ، اشتقنا له كثيرا كثيراااا
ميار(لامس أنفها بإصبعه):- بدون دموع لا تكسري اللحظة الرومانسية
ميرنا:- ههه ما شاء الله رومانسية مغدقة حتى ..تابع
ميار:- اممم ميرا يا الله هذه أس التذمر تبحث عن أي شيء لتعقب عليه خصوصا لو كان يتعلق بكِ ، فهي لا تصمت إنها تمقتكِ لدرجة مضحكة فهي نفسها تجد بأنها تبالغ لكنها لا تستطيع التوقف .. إنما وبما أنها بدأت تتعاط مع أهلكم ربما يهديها الله وترى معدنكِ الحقيقي ..
ميرنا:- نتمنى
ميار:- نصل إلى دعاء هذه من بعد ما حصل مع الزفت حسام فقدت ثقتها بنفسها لكنني رأيت المدير الحالي ببيتكم بحفلة جوزيت التي أقامتها هناك تذكرين ؟
ميرنا:- أهاه كان هناك معاد ههه يعني من الواضح أنه متعلق بها لكن هي … يصعب عليها حاليا أن ترضخ لأي مشاعر طالما قلبها عليل
ميار:- مع الوقت كل شيء يُنسى ، خذيها نصيحة من مجرب
ميرنا:- ماذا تقول عن إخلاص ههه
ميار:- أوه زوجة الشيخ عمر ، أردت التدخل ولكن حكيم منعني عليه وأنا توقفت حين عرفت بأنه قد شوه وجهه ههه أحسن شيء فعله به ردا لاعتبار أخته وابنة أخته
ميرنا:- أكره التعامل بأسلوب العنف ، ولكن في حالة عمر فهو يستحق
ميار:- البقية المتبقية كل واحدة فيهن متفردة بطبعها وكلهن أصبح لهن مكانة بقلبي
ميرنا(بعد لحظة تأمل):- وماذا عني أنا ، كيف استطعت خداعي ؟
ميار:- تقنيا لن نسميه خداعا بل استغفال بصري
ميرنا:- يُدعى خداااااع وبدون تجميل للمفردات لو سمحت
ميار:- أنتِ حالة خاصة ميرنا ، لا يوجد هنالك من يراكِ ولا يرغب بالتعرف عليكِ لست أتحدث عن الشكل فجمالكِ جماااال يُشهد لكِ به ، إنما أتحدث عن الروح تملكين روحااااا غريبة تستدرجك لاكتشافها وفي آن الوقت تستفزك ، قد تحييك وقد تقتلك في الحين واللحظة تمسك مقاليد جلستها بنفسها وتجعلك مدلها في أحاديثها الشيقة ، ولا صوتها هيهييييه حكااااية لوحده ..
ميرنا(شعرت بالفرح):- أشعرتني بالحماسة فجأة ..
ميار:- كان سهلا خداعكِ فأنتِ لا تبصرين خطايا أحبابك ، بل تغمضين عينكِ على ذلك وهذا ما جعلكِ سهلة الإقناااااع …
ميرنا(فركت يديها):- آه يا ميار آه .. كأنهم تأخروا لقد بردت ؟
ميار:- لنعاود الاتصال بهم رغم أن هاتفي أيضا لم يلتقط إشارة حين حاولت ذلك قبل قليل ..
ميرنا:- جرب ..
ميار(نهض وحاول رفع الهاتف ليلتقط إشارة لكن بدون فائدة):- لا شيء
ميرنا(بتذمر نظرت جانبيا):- كنت جالسة هنا حين اتصل حكيم ، اقترب وحاول من محلي
ميار:- وها نحن اقتربنا دعيني أرى … هااااه هنالك إشارة لحظة سأتصل ، ….فصل الخط سأعيد التجربة ….همم يرن ألووو ألووو حكيم أين أنتم لقد تأخرتم ؟؟؟
حكيم(تنهد بأريحية):- ألو … ميار لقد وجدنا سيارتك لكنني لا أدري أين نذهب ؟
ميار:- بالأسفل أنظر للأسفل ألووو … ألو حكيييم ألو هفف فصل
ميرنا:- ماذا قال ؟
ميار:- وجدوا السيارة
ميرنا:- إذن هم قريبوووون يعني نجونا هه
ميار(تنهد عميقا وجلس قربها):- سننتظر ..
ميرنا(لاحظت انزعاجه):- ما بك ؟
ميار:- أريد أن نبقى هكذا لوقت أطول ، لدينا من الحكايات الكثير كي نتبادلها
ميرنا:- اممم إذن سنخصص لأجلك وقتا خاصا للحكايات القديمة مشيت ؟
ميار:- سنرى هذا إن لم ترجعي في كلامكِ ما إن ترين وائل تتحولين لامرأة أخرى
ميرنا:- عدنا لوائل
ميار:- وسنعود ثانيا وثالثا وعاشر … أنتِ بقربكِ منه تستفزينني
ميرنا:- وأنت أيضا
ميار(انتفض بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
ميرنا(انتبهت لجملتها ونظرت إليه):- قصدت أنك تستفزني بتذمرك بشأننا أنا ووائل يعني
ميار(صغر عينيه فيها وصوب المصباح لعينيها):- سأعميكِ إن لم تتحدثي بوضوح
ميرنا(وضعت يديها على عينيها):- أووه ميار توقف
ميار:- تحدثي
ميرنا:- أنت تلتقط حروفي بملقط مخيف ، وتضعها في غرفة التشريح بعقلك لتبحث عن أي مفردة تخصك لكن أحيانا أنا أتحدث بعفوية ولا أفكر بنتائج كلماتي
ميار:- لما بدأت أشعر بالبرد فجأة …؟؟
ميرنا(توجست من منظره ولامست يده):- أنت بارد حتما يا إلهي ، ٍربما ستصاب بنزلة برد
ميار(ببتلاعب):- أرأيتِ اللهفة المرتسمة بعينيكِ هههه هذا ما أقصده أنا
ميرنا(نهضت من جانبه وضربت بكفيها في الفراغ):- صدقا التواجد معك في غرفة ل24 ساعة سوف يفقدني صوابي بدون شك
ميار(نهض إليها وهو يتحرك بخيلاء):- الضوء بيدي .. لا تبتعدي
ميرنا(كتفت يديها):- وإلا ؟
ميار(أطفأ الإضاءة من الهاتف وابتسم):- بقينا في الظلام …
ميرنا(انتفضت بخوف ونظرت للأعلى كان ضوء النهار منبعثا لكنه ضئيل جدا):- ميار ميار أرجوك لا مزاح في هذا الشأن ، أنا أخاف من الظلام الحالك بليز أشعله وكفاك رعونة ها هنااااا ؟ ميار ميار أتسمعني أين أنت ؟؟؟؟
ميار(همس بخفوت):- لا تناديني .. لأنني لو أتيت لن يحصل طيب
ميرنا(اشتدت خفقاتها وهي تبحث عنه وسط الظلام):- لو وجدتك سأصفعك على وجهك من الرعب الذي تجعلني أشعر به
ميار(وضع هاتفه بسترته وهو يضحك):- مجرمة بالفطرة وتقول لك أخاف ووووو ..كاذبة
ميرنا:- ههه أنت تريد أن توقظ فيني عرق الجنون الشهير ، لذلك يا ميار لا تدعني أصرخ
ميار:- افعلي ..
ميرنا(صرخت فعلا):- حكيييييييييييييييييييم يا حكيييييييييييييييم ساعدني وأخرجني من هنا لقد كرهت وجودي مع هذا الكائن المستفز المبهم ل…
ميار(أمسكها من يدها وجذبها إليه وسط ذلك الظلام):- أريد أن أهمس لكِ بشيء مهم ..
ميرنا(ارتعشت من قربه ذاك ووجدته يضع يديها على خدوده):- ماذاااا تفعل ؟
ميار(وضع يديه على يديها وهمس):- سنتفق على شيء أنا وأنتِ …وسننفذه بدءا من اللحظة
ميرنا:- وما هو ؟
ميار:- سنحب بعضنا
ميرنا(سحبت يديها بقوة):- هل جننت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- أريدكِ أن تساعديني ميرنا ، إن لم تفعلي هذا لن أستطيع إيجاد جوزيت بداخلي أي نعم أحبها أريدها أتوق إليها لكن أنتِ تحولين بيننا … انزعي نفسكِ مني وهذه هي الطريقة لذلك .. أحبيني
ميرنا(هزت رأسها وتراجعت للخلف):- ميار يؤسفني أن أخبرك أنك قد فقدت عقلك ، يا حسرة على شبابك ياااااااا حسرة
ميار(أمسكها بقوة وسمع حركة فوق وجذبها ليداريها):- لن تبرحي محلكِ ما لم تنطقي بها
ميرنا:- أنطق بماذا لما تريد أن ترعبني ، قد كنا جيدين يا مياااااار حرام عليك ، لن نعيد ولن نزيد في الحديث أنت لجوزيت أنا لوائل نقطة انتهى
ميار(أغمض عينيه ووضع جبينه على جبينها واهتز ليلامس نصف وجهه بنصف وجهها):- إن ما بيدكِ عظيم ليشل حركتي ويجعلني مدلها فيكِ ، وأنا معكِ أنسى جوزيت وأنا معها أنساكِ … اشرحي لي ما يحدث ؟
ميرنا(انتفضت من حركته وحاولت الابتعاد لكنه كان ممسكا بها بإحكام):- أنت تلعب بالنار
ميار(اقترب بشفتيه من شفتيها وعيونه مغمضة يستنشق أنفاسها القريبة جدا):- أحرقيني أكثر
ميرنا(شعرت به وحركت رأسها لتتهرب منه بضعف):- لا تفعل ، أرجوووك لا تفعل
ميار(تلاعب بلسانه من بين شفتيه وتنفس عميقا وهو يضغط على قبلته في طرف شفتيها دون أن يلمسها):- أتشعرين بتلك النار ؟؟؟
ميرنا(أحست باحتراق في شفتيها من قرب شفتيه وأخذت تتنفس باضطراب):- ميااااار ..ميار
ميار(منتش بها):- آه على اسمي الذي تنطقينه هو يناديني يرغبني يريدني أن أفعلها ، لا تقاوميني
ميرنا(فتحت عينيها وأبعدت رأسها):- ابتعد عني ..
ميار(أفلتها من خصرها ولكنه لم يفعل إلا ليمسك رأسها بين يديه):- سأكون مجنونا لو فعلت
حكيم:- ميرناااااااا ميار أنتما هنا ؟؟؟؟
ميار:- حكييييم نحن هنا تصرف وأخرجنااااااا …
حكيم:- ميرنا أين ؟
ميار:- معي لكن سارع قليلا …
ميرنا(بصوت متحشرج):- أنا هنا حكييييم
حكيم(صرخ لتسمعه):- أنتِ بخير ؟
ميرنا:- أجل
حكيم(تنفس الصعداء):- تمام سنغيب لحظة ونعود سنحضر حبالا وما شابه …
ميار(ابتسم):- خذ راحتك ، تعودنا على بعضنا حتى …
ميرنا:- أفلتني ميار وإلا صرخت وسمع هذا الحديث القميء بيننا ؟
ميار(غرس أصابعه في شعرها ودفعها إليه):- أنتِ تقاومين الفرااااااااغ .. هه
قبل أن تفتح فمها لتجمع الحروف كي ترميها بوجهه كان يندفع بشفتيه لشفتيها كي يلتهمهما بشكل نهم كله دفء وحب وجنووووون ، امتصهما بدون توقف وهو يتلذذ بتلك الشفاه التي لطالما شكلتا له عقدة عويصة .. لم يتركهما إلا حين شعر بطعم مالح اكتشف أخيرا أنها دموع منهمرة من عينيها
ميار(ابتعد وأخرج هاتفه سريعا بضياع وشغله ليجدها مطأطئة رأسها وشعرها المكوم يحجب وجهها عنه):- ميرناااا ميرنااا ردي علي …
ميرنا(أمسكت على صدرها وهي تتنفس بعمق تنفس تحول لشهقات عالية):- .. أهئئئ ..آه
ميار(عض شفتيه وأغمض عينيه بغضب):- أنا آسف … آسف ميرناااا ما حدث لن يتكرر
ميرنا(هزت رأسها مبتعدة عنه ونظرت لأعلى وبصوت وهن):- حكيييييم ح.. حكيم أخرجني
ميار(ضرب بيده الجدار):- تبا تبا لي تبا تباااااااااا …
ميرنا(لم تستدر قط بل ظلت تجمع يديها وهي تنظر لفوق متى يأتي حكيم ويخرجها من هناك):- هفففف حكييم.. حكيم تعال حكيييم اهئ
ميار(رمى بجثته على الجدار وزفر بعمق):- ألهذه الدرجة تشمئزين مني ؟
ميرنا(نظرت إليه وسط الظلام لكن استطاعت تحديد مكانه من خلال صوته):- …لارد
ميار:- تمام ميرنا لكِ حريتكِ الشخصية بدءا من اللحظة ، لن يتكرر ما حصل مستقبلا فهمت فهمت ما كان علي فهمه سابقا … أو ما كان حريا بي استيعابه مثلما استوعبه حكيم من قبلي ، مع الأسف كنت مقتنعا بشيء في قرارة نفسي لكنكِ أثبتِ العكس.. معكِ حق جوزيت لا تستحق مني خيانتها ولن أخونها أصلا لكنني أردت معرفة شيء وقد عرفته .. من اللحظة أنتِ حرة من جانبي على الأقل لأنني أعرف أن ما بداخلكِ مزيج من الكذب والخدااااااع الذي لو أقنعتِ به الكون ، أنا لن أقتنع
ميرنا(همت لترد بشتم أو أي شيء لكنها خرست فلسانها ضاع):- …لارد
حكيم(أتى بالوقت المناسب):- مياااار لقد وجدنا سلما من الحبال في موقع الصيانة تمسكاااااا …
ميار(بصوت حزين):- ميرنا أولا ..
حكيم(رمى السلم الذي وصل إليهما):- هيا أسرعااا بالخروج
ميار:- اذهبي ميرنا ..
أمسكت بالحبل وهي تعقد حاجبيها وانفجرت بكاء وهي تتمسك بحبال السلم وتصعده درجة درجة ، كان ينظر إليها وهي تصعد وبقلبه طعنة لن تلتئم حتما طالما المتسببة فيها ستبقى صوب عينه لوقت طويل ، تنفس بعمق وأمسك بطرف السلم حين رموه له من جديد … هنا ما إن وصلت لفوق تنفست بعمق وارتمت بحضنه سريعااااااا …
حكيم(قبل جبينها وشعرها):- تمام عصفورتي أنتِ في أمان … أنتِ هنا الآن أعرف أنكِ تخافين من الظلام لكنكِ بخير تمام حلوتي ؟
ميرنا(نظرت خلفها لميار الذي خرج بدون حياة):- خذني من هنا ..
حكيم(عانقها من كتفها بخوف ونظر إليه):- أنت بخير ؟
ميار(بدون نفس ناظرها وتقدم):- سأعود بسيارتي ..
حكيم:- للقصر هاه ؟؟؟
ميار:- أنا متعب أكيد سأعود للقصر .. دع الرجال يرممون ما سببناه والبقية يعودون معنا
حكيم:- أوك هيا ، لكن ما بكما كأننا تأخرنا صح ؟
ميار(لم يجبه بل تجاوزه وذهب):- …لآرد
ميرنا:- أجل تأخرت … تأخرت لدرجة مؤلمة
حكيم(أمسك يدها وقبلها وجذبها خلفه):- كل شيء سيكون بخير .. تعالي …
عرف أصحاب القصر بما حصل معهم حين اتصلت جوزيت للمرة العاشرة بحكيم الذي تأخر عليها ، واضطر لإخبارها ولما لا تزيد الأوضاع تشعبا حين وصل وائل في تلك اللحظة ليسمع آخر الأخبار
ناريانا:- كملت …
وائل:- ماذا قلتِ ؟؟؟؟ أين ميرنااااا الآن ؟
ناريانا:- أ.. خرجت مع ميار وعلقا في حفرة بمعلم أثري قريب من هنا ، لا ندري بقية التفاصيل لكن حكيم تدبر الأمر وهما الآن على وصول
وائل(بغضب):- أين ذلك المَعلم ؟
ناريانا:- هم في الطريق وائل لا داعي لذهاااااابك …
لورينا:- صح يعني لنقل الحمدلله على سلامتهما
جوزيت(نظرت لوائل بنظرة غريبة التقطها في لمح البصر):- ميرنا هي التي لحقت به وذهبت معه ، حكيم كذب علي ، في اتصاله بها لم يكن صادقا بمعلوماته وإلا لكنت ذهبت أيضا
لورينا:- لأجل هذا هو لم يخبركِ …
جوزيت(فركت يديها):- الحمدلله نجا لي حبيبي ما كنت فاعلة لو حصل العكس هاااه ؟
ناريانا:- لا تنفعلي الآن جميعهم بخير جوزيت ..
وائل(عض شفتيه بغيظ ولمح كاظم الذي دخل عليهم):- كاظم .. أحتاج لسيارتك أود الذهاب إلى ..
ناريانا:- وائل لو سمحت لطفااااا اسمع مني ، هم في الطريق
كاظم:- هم من وماذا يحدث ماذا هناك ؟
لورينا(اقتربت منه):- تعال سأحكي لك …..
كانت دقائق مديدة وكأنها أعوام تمر على رأسهما هما تحديدا ، كلما التقت أعينهما وجدا نفسيهما يسبحان في ذات الشك الذي ينخر في عقلهما الآن ، ما الذي كانا يفعلانه لوحدهما هناك وكيف وقعا وماذا حدث ولما ذهبا إلى هناك من أصله …. زفرت عميقا وهي تنهض لتسير في الممر جيئة وذهابا يدها على جنبها ويدها الأخرى تحمل الهاتف وتراقب منه الساعة ، أما هو فقد بقي جالسا على الكنبة وهو ينظر إلى الباب بصمت ، كاظم كان جالسا يتناول بعض الأكل ولورينا بقربه في حين كانت ناريانا تطل من النافذة لعل وعسى … هكذا إلى أن فتحت البوابة الرئيسية أبوابها ودخلوا ، جوزيت لم تتمالك نفسها خرجت سريعا إلى الباب ووجدته متقدما بملامح ممحوة حضنته ونظرت لوجهه المتجهم وحاولت سؤاله لكنه لم يرد عليها بل تجاوزها ودخل .. أما ميرنا فقد تنهدت بتعب وهي تسير بقرب حكيم هي تعرف أن وائل لن يتوقف عن توبيخها وما سيأتيها أكبر من قدرة تحملها الآن ، لذلك جهزت نفسها للاستماع لتذمره لكنه صدمها بعناق لم تكن تحسب له حسابا قط ..
وائل:- حبيبتي هل أنتِ بخير طمئنيني ؟
ميرنا(رمشت وهي في حضنه):- وائل أنا ..
وائل:- لا تقولي شيئا المهم أنكِ بخير حبيبتي قلقت عليكِ .. لا تتصرفي من عقلكِ ثاني مرة تمام ؟
ميرنا(مطت شفتيها بغمغمة بكاء):- اهئ …
وائل:- حسن أنتِ بخير يا عمري سلامتك سلامتك بيبي …
حكيم(تجاوزهما ودخل أحسن له):- لورينا أعطني كوب ماء بجوارك
لورينا:- حاضر
كاظم:- كيف حالهما ماذا حصل لهما ؟
حكيم:- سأحكي لكم لألتقط أنفاسي أولا …
جوزيت(نظرت لميار الذي كان بقرب المشرب يصب لنفسه كأسا):- ما به ؟
حكيم:- لا أدري هو هكذا منذ أن رأيته
جوزيت:- يعني ما يزال غاضبا مني مثلا ، أو هنالك أمر آخر ؟
حكيم:- لست أدري جوزيت ارحميني ..
لورينا:- خذ حكيم ..
حكيم:- شكرا لوري ..
ناريانا:- هاااه ميرنا كيف حالكِ هل خفتِ كثيرا ؟
ميرنا(هزت رأسها لها):- نن قليلا
كاظم:- ميري شجاعة تعالي يا صغيرة
ميرنا(نظرت إليهم وإلى عيون وائل التي هزتها من الأعماق):- أريد أن أنام ممكن ؟
وائل(أمسكها من يدها):- تعالي معي ..
ميرنا(أريدك أن تبتعد يا وائل أريد مساحتي لو سمحت لو سمحت):- لاء.. أ.. سأستحم ومن هذا القبيل أراك لاحقا ..
وائل(مسح على وجهها المتورم وعرف أنها تعاني من شيء ما):- حاضر لكن لو أردتِ أبقى معكِ
ميرنا:- طيب .. عن إذنك
جوزيت(نظرت إليها وبدت في حالة غريبة حالها حال ميار):- هنالك شيء حدث أنا واثقة ..
ناريانا:- اهمدي قليلا ليهدأ الوسط وابدئي حصة شكوككِ التي لا تنتهي ..
صعدت أول درجة والتقت عينها بعينه وهو بالمشرب أسفل الدرج ، نظرة مدتها ثانية واحدة عزلت الكل بينهما لتجعل طعم الصدأ يتحشرج في حنجرتها بينما كان الأسى مرتسما بعيونه ، رمشت وصعدت ركضا هذه المرة في حين تجرع هو ما تبقى من كأسه وصبَّ الثاني ليتقدم إليه حكيم في محاولة لفهم ما يحصل معه ، أما وائل فعقله بقي منصبا فيها وفي حالتها الغريبة .. مط شفتيه ونظر إليهم وصعد لم يستطع التحمل فتلك حبيبته ويجب عليه الاطمئنان عليها مهما كان … ما إن دخلت الغرفة حتى أغلقتها بقوة وضربت عليها برأسها وهي تبكي بألم وحرقة وغبن ، ما الذي فعلته يا ميار ما الذي فعلته ما الذي فعلته مااااااا الذي فعلته ؟؟؟؟ كانت تستصرخ الفراغ للبحث عن جواب مبهم لن تحصل عليه حتى لو حاولت ، شعرت بالخواء في قدميها لذلك جرت نفسها بصعوبة ودخلت للحمام حين سمعته يطرق الباب ، عرفت أنه لن يتركها في راحتها ما لم يعرف ما الذي بها ، لكنها غير قادرة على التفوه بحرف لن تستطيع محاورته والنظر بوجهه حتى …
وائل(فتح الباب ودخل عليها):- ميرنااا روحي .. أنا قلق عليكِ .. كلميني
ميرنا(عضت شفتها وهي تحاول ضبط أنفاسها):- وائل سوف آخذ حماما وأنام نتكلم لاحقا ، لو سمحت أعطني فسحتي التي أريد ، بحق أنا متعبة
وائل(وجعه كلامها):- لا تبعديني عنكِ في لحظات وجعك أريد أن أعرف ما بالكِ ميرنا ؟
ميرنا:- فقط خفت يا وائل كان المكان مظلما وضيقا ومخيفا حسبت أنني سأموت اختناقا ، مرضت هذا كله دعني لو سمحت دعني وحدي …
وائل(تفهمها بعدم اقتناع):- حاضر ميرنا .. لكنني سأعود
ميرنا(هوت بفشل على الأرض وهي تبكي بحسرة):- لا أستطيع النظر بوجهك ألا تفهمني اهئ.؟
لم يسمعها فقد أقفل الباب من خلفه وظل شاردا في سبب تغيرها بذلك الشكل ، لكنه يعلم أنها ستخبره ما إن تهدأ ستخبره بكل شيء ، آثر أن ينزل لعله يعرف القصة منهم فوجد ميسون أيضا تنزل من الدرج واستوقفته
ميسون:- أين ميرنا هل عادت لقد تأخرت كثيرا ؟
وائل:- أهاه عادت وهي في غرفتها الآن تستريح ، هل ستنزلين ؟
ميسون(بتردد):- لا سأشاهد التلفاز مجددا ريثما تأتي إلي ميرنا وعدتني
وائل:- صغيرتي ما ربما كانت متعبة لما لا نؤجل المشاهدة لحين آخر ؟
ميسون:- مع ذلك سأنتظر ..
وائل:- كما تريدين ..
ميار(التقى به في الدرج وتجاوزه بتأفف):- ميسون ..
ميسون(رمقته بشرود):- عمو ميار
ابتسم لها بدون حياة وتوجه صوب غرفته دخلها وصفق الباب خلفه ، هنا أكمل وائل نزوله بينما ميسون ظلت محلها تنظر صوب الرواق وهي تفكر في الذهاب إلى ميرنا التي دخلت تحت الماء وهي تمسح على وجهها وشفتيها وشعرها وكل جسمها بشكل هستيري غريب ، قضت بعضه في بكاء والتواء أليييييم جعل قلبها يمرض وروحها تنكسر بشكل غير محبب ، ما فعله بها زعزع ثقتها الداخلية وهذا أقصى ما كانت تريده … أمضت وقتا وجيزا هناك ارتدت فستانا منزليا شاردا بعشوائية وجففت شعرها قليلا وهي تنظر للمرآة ولمحت عيونها المتورمة والمنتفخة ، وأبصرت شفتيها المحمرة التي مسحت عليهما بالفوطة بقوة جنونية حتى جعلتهما أكثر احتقانا ..
ميرنا(بفشل رمت الفوطة):- يا ربي يا ربي .. فف…
خرجت بعد برهة لتجدها جالسة على سريرها وتتلاعب بقدميها الصغيرتين وهي تنتظرها ، كانت كالحلم الجميل الذي ينتظرها عند نهاية درب مظلم طويل ، بدت مشرقة وهي تبتسم لها وتفتح ذراعيها بشكل كانت ميرنا تحتاااااااجه بحق ، حسبت لوهلة أنها هي الطفلة الصغيرة وأن ميسون هي حضن الأم الذي تبحث عنه سارت نحوها بخطى متسارعة وعانقتها بحرارة …
ميسون(أمسكت وجه ميرنا التي كانت تقبلها):- اشتقت إليكِ ..
ميرنا(قبلتها في وجهها كله):- وأنا اشتقت لكِ يا قطعة من قلبي .. كيف قضيتِ الصباح ؟
ميسون:- شاهدت مسلسلاتي الكرتونية فقط ، أردت أن أقرأ كتابا لكن لورينا رفضت نزولي
ميرنا:- سأعطيكِ واحدا لكن بعد أن أستيقظ أنا متعبة قليلا
ميسون(لامست عيون ميرنا وقبلتهما قبلة قبلة):- إنها حمراء بقبلتي ستصبح كما كانت
ميرنا(انفجرت ببكاء فقد تعبت من المكابرة والتمثيل):- ما رأيكِ لو تنامين بجواري ؟
ميسون:- كما أمس ؟
ميرنا(مسحت دموعها):- كما الأمس .. هيا اركضي اركضي
ميسون(أزالت حذاءها ودخلت معها بالفراش):- أحبكِ ..
ميرنا(وضعتها بحضنها فقد كانت بحاجتها فعليا):- وأنا أحبكِ صغيرتي ، ياااه حضوركِ أراحني
ميسون(أمسكت يد ميرنا):- نامي سأحرسكِ حتى تغمضين عينيكِ ..
ميرنا(باست وجنة ميسون وأغمضت عينيها):- حاضر .. سأنام أحلى نومة معكِ …
أغمضت عينيها هنيهة لتلحقها الصغيرة أيضا بإغلاقهما ، لكن كلها ثوان معدودة وفتحتهما لتناظر البعيد والدمع شريك حالتها .. هنا كان تحت الماء يضرب بيده على جدار الحمام حتى أدمى عظام أصابعه ودون أن يشعر حتى ، لقد أحس بإهانة عظمى منها وكأنها وضعته في الجحيم بتصرفها ذاك أي نعم ما أقدم عليه جعلها تحس بالخذلان منه ، لكنه غير قادر على مقاومة مشاعره لما لم تفهمه ببساطة ، لما لم تستوعب أنها تجذبه إليها دون عناء حتى … كان صعبا عليه هضم الموضوع ولا هذه استطاعت استيعاب شيء ، بل بقيت جاثمة عند باب الحمام وهي تستمع لعصبيته وضربه ، لم ترغب بالدخول كي لا تزعجه لكنها انتظرته حتما …
ميار(بعد مدة خرج بملامح مظلمة):- ماذا تفعلين هنا ؟
جوزيت:- أردت رؤيتك
ميار(رمى الفوطة ورفع الغطاء):- سأنام
جوزيت:- ألن تتناول شيئا ؟
ميار:- لست جائعا
جوزيت:- ألن تخبرني ما بك ؟
ميار(نظر إليها وغطى نفسه):- متعب …
جوزيت:- متعب هااااه أكيد حدث بينكما شيء وأنتما في ذلك المأزق ، صارحني ميار ؟
ميار:- سأصارحكِ ماشي ، جوزيت ستقضين الليلة في غرفة صديقتكِ ناريانا لأنني أود البقاء وحدي
جوزيت(انتفضت برفض):- هل تطردني ؟
ميار:- بالحسنى وإلا سأخرج أنا وأترك لكِ الغرفة ؟
جوزيت(ارتجت من كلامه الجارح):- لالا أنت ميار آخر ، كيف تحولت لهذا البغيض ؟؟؟
ميار:- لما أستيقظ سأفكر معكِ في ذلك ، دعيني وشأني الآن
جوزيت(زمت شفتيها):- أوك ميار سأدعك لكنني سأعرف الحقيقة طال الزمن أم قصر
ميار(لوح لها وأمسك بأداة التحكم لينزل النوافذ):- موفقة ..ها لا تزعجيني بأغراضكِ يمكنكِ أخذ ما تحتاجينه الآن وعلى رأسهم الدواء ، تصبحين على خير …
جوزيت(وضعت يديها على خصرها بعدم تصديق):- يا إلهي …
على دهشتها غادرت غرفته وهي تضرب كفا بكف مرت بغرفة ميرنا ورغبت بالدخول لكن صوت دندنة ميسون جعلتها تعرض عن ذلك ، وعليه نزلت مجددا لعلها تهضم تجريحه لها وحالته المريبة ، من بالأسفل بدورهم لم يفقهوا شيئا مما حصل فلقد خرجا من هناك بشخصية وعادا بشخصية النقيض تماما ، لكنهم سيفهمون لا محالة ….. ولا شيء سيبقى قيد الكتماااااان …

في تلك الأثناء
كان مزمجرا وهو يخط المكاتب مكتبا مكتبا لحين وصل إلى مكتبه الخاص ودلف إليه دون إذن ، حاول الشرطي أن يوقفه لكنه ما استطاع لذلك دخوله كان بمثابة توقيع على شهادة الطرد ، هذا ما لم يجد عند صديقه بعض الصراحة والدعم …
جاسر(أغلق الباب بالمفتاح وتقدم إليه):- اعتبرتك صديقي
أيمن:- أولست كذلك ؟
جاسر:- صديقي لا يطعنني في ظهري
أيمن:- أنت لا تليق بها ..
جاسر(ضرب على سطح المكتب وهو يقترب منه متربصا):- وأنت الذي يلييييق ؟
أيمن:- لم أتعمد أن أجرحك لكنني وجدت بأنني الأنسب لها ، وطبعا طلبتها بوضوح ولم أتلاعب بمشاعرها قط
جاسر:- يعني أنا المتلاعب هنا هذا ما فهمته حسب نطاق كلامك ؟
أيمن:- ما الذي تريده يا جاسر ، ثم كيف تتركك موقعك وتأتيني لتهددني ألا تتوقع مني أن أشتكي عليك لو رفعت قلمي وكتبت تقريرا في حقه سوف تطرد من عملك دونما رجعة
جاسر(اتكأ على جانب المكتب ونظر إليه بعد أن سحب قلما خطيا ذو حافة حديدية):- افعل ، حتى لو أردت عبأت لك الحبر خدمة تطوعية مني ..
أيمن(وضع يده على فكه):- أنت تغار عليها مني ولكنك مخطئ في غيرتك تلك ، فيبقى لوصال القرار وقد طلبت منها أن تفكر بعرضي لحين تنتهي دورة العمل
جاسر(هنا تغلغل بغضب):- أتعرف أكثر شيء أكرهه في هذه الحياة ، الخذلان ممن وثقت بهم هو أسوأ ما يمكن للمرء التعرض له …
أيمن:- هل كنت تتوقع مني أن أكتم إعجابي بها فقط لأنك صديقي
جاسر:- هذا الواجب
أيمن:- عذرا جاسر … سنضع صداقتنا على جنب لأنني أريدها فعلا ولست مستعدا لخسارتها لو عرفت أنه أمامي فرصة معها
جاسر(فرقع رقبته وهو ينهض وتقدم إليه وأمسكه من ياقته):- لو اقتربت منها لمتر واحد ، سوف أقتلك يا أيمن
أيمن(أبعده عنه):- لندع لها القرار أمامنا حتى نهاية الدورة ما رأيك ؟
جاسر:- أصلا ليس هنالك مجال للتفكير ستختارني أنا وإلا سترون غضب جاسر العلايلي على صفحة الحوادث ، ها وشيء آخر مرة ثانية لا تأتيني للمعسكر لا أود رؤيتك هناك ولو تجرأت وفعلتها سوف أطلب من الإدارة عزلك بنفس سبب التهديد الذي وضعته في وجهي "وصال محفوظ" …
أيمن(ارتجت حنجرته وحدق فيه):- كل شيء انتهى بيننا
جاسر(ضرب الكرسي الجانبي برجله وتوجه صوب الباب):- نحن بدأنا للتو …
أيمن(نهض بعصبية):- ماذا تريد منها بعد ، ألم أخبرك بالحقيقة المؤلمة التي تخص والديك المجرمين كيف ستنظر إليك ابنة القاضي الذي حكم بمعاقبتهما هاه ؟
جاسر(هنا وطأ على وتره الحساس):- أنت تتطاول على شيء ليس من حقك
أيمن(ضحك ساخرا):- اعذرني ولكنها الحقيقة
جاسر:- أنا سأعرف الحقيقة أيها اللواء أيمن وبطريقتي الخاصة ، وقتها سنتحاسب على كل حرف وابتعد عنها وإلا ستجدني لك بالمرصاد
أيمن(زفر بتأفف):- افعل ما تراه مناسبا لا تتأخر .. هففف أحمق …
خرج من عنده وهو يزفر بعصبية وعروقه البارزة تترجم حالته الثائرة جدا ، غادر المقر وركب بسيارته ليفعِّل اتصالا صحيح هو ثقيل على قلبه ، ولكنه وجد نفسه تلقائيا يهرب إليه وكأن فيه ما يثلج صدره ، وعلى أساس ذلك ما هي إلا مدة بسيطة حتى كان يطرق باب شقته ..
رامز(فتح له ذراعيه بحفاوة):- جندب حبيب خااااااالك ؟؟؟
جاسر(نظر إليه بتأفف وتجاوزه دونما حركة):- لدي طلب
رامز(رفع شفته امتعاضا وأغلق الباب):- الناس تقول مساء الخير ، مرحبا ، اشتقت لك ، وشيء من هذا القبيل وليس دخولا مثل مغسل الموتى …
جاسر(فرك يديه وجلس):- لو كنت ستساعدني ساعدني ولا تدعني أندم أنني طرقت بابك ، أما لو كنت ستأخذ وقتا طويلا في الامتداح والعبط دعني أغادر
رامز(بتوجس من حالته إذ بدا عليه التعب والحيرة وأكثر شيء الخذلان):- جاسر .. ماذا يحصل ؟
جاسر(مسح على وجهه بتعب):- أيوجد لديك سيجارة ؟
رامز(نهض وأحضر له العلبة):- خذ
جاسر(أشعلها وأخذ يدخنها وعيناه مغمضة):- أنا في ورطة …
رامز(هنا شعر بالخواء وجلس بخفة حتى عطب يده المعلقة دون أن يشعر):- آه .. مامم ما الورطة التي تعيشها هئئئئ إياك وأن تكون قد تزوجت بدون علمي ، أم أنك أصبحت أبا دون زواج ، لالالا الأدهى أنك ربما قمت بما هو أفظع ت ت ت ما هكذا عرفتك يا ابن أختي
جاسر(نظر إليه بنظرة قتل):- متى عرفتني أصلا حتى تقول عني ابن أختك ، أنا لا أعرفك ولن أعرفك أريد منك مساعدة وكل يذهب في حال سبيله
رامز:- نوع المشكلة ؟
جاسر:- عرفت أن أمي وأبي كانا متورطين في أعمال المافيا ، علمت أيضا أن والد النقيب وصال القاضي نصر الدين محفوظ هو الذي حكم في قضيتهما مما سبب في انتحار أمي ، هنالك خيوط مبهمة أريد توضيحها أريد أن أتأكد من هذه المعلومة لأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لي …
رامز(رمش ونظر إليه):- هل تحبها لهذه الدرجة ؟
جاسر:- لدرجة لا تحتمل الخطأ ، تخيل معي لو تزوجتها في الغد حين ننجب أطفالا سيكون أحد أجدادهما بطلا قوميا بينما الآخر سجينا مجرما و .. تتت لا أستطيع تصديق ما حصل ولا ما فعلاه ، أن يكونا متورطين في هذه الشبهات شيء لا يمكنني ابتلاعه ، ومع ذلك أحاول أحاول أن أبذل قصارى جهدي وقمت بجرح حبيبتي لهذا السبب ، ما ربما كرهتني فالأجدر أن تكرهني الآن وليس بعد أن نتزوج وتعرف أن والديَّ ومع الأسف كانااااا مجرمين
رامز:- توقف … أختي ليست مجرمة أبداااا
جاسر:- لقد انتحرت لأنها لم ترد دخول السجن ماذا تنتظر بعد ؟؟؟؟؟
رامز(بحزن):- سمية لم تنتحر ، بل قتلت
جاسر(انتفض من محله):- ماذاااا تقوووووووووول ؟؟
رامز:- هذه هي الحقيقة التي أخفيتها عنك لدواع أمنية ، فأن تعرف أنها انتحرت أهون من أن تعلم أنها قتلت أمك أبدا لم تكن مشتركة بتلك المافيا ولا أبوك الذي لفقوا له هذه التهمة تغطية على أحد رجالهم ، فلقد كان حارسا أمنيا بإحدى منشآتهم وكان كبش فداء ضحوا به لأجل مصالحهم العالية .. سمية كانت سكرتيرة بذات المنشأة وحين عرفت بالأمر حاولت أن تفضحهم وكان القتل أقصر طريقة لإخراسها وكان أبوك ضحية قبلها حين قاموا بإخراسه غدراااا وظلما … القاضي نصر الدين محفوظ لم يكن على دراية بهذه الحقائق فالدلائل التي وضعت أمامه تتهم أبوك اتهاما وثيقا وهم رجل قضاء بديهي أن يتعامل بالقانون .. يعني هذا هو الأمر جاسر
جاسر(أطفأ السيجارة بعدم تصديق ومسح على فمه وهو ينظر إليه):- ما هذا الذي تقوووووله أنا لست أصدق كيف كيف تكتمت على هذا الأمر ولم تخبرني به حتى اللحظة ؟
رامز(أغمض عينيه حين أمسكه جاسر من ياقته):- العصبية لن تفيدك بشيء .. دعنا نهدأ الحقيقة وقد أخبرتك بها وعرفت أن أهلك بريئون من تلك التهم ، رغم أنهم شوهوا اسمهم لكننا نعرف الوقائع كيف حدثت
جاسر(أفلته وهو يتحرك بعصبية):- من فعل بهما ذلك ، من قتلهمااااااااااااااااااا ؟
رامز(مط شفتيه):- شخص بلا قلب ولا ضمير ، ومع الأسف لم يقتلهما بدم بارد فحسب بل قتل أب وصال أيضا والكثيرييييين ممن يمكنك الوقوف برهبة أمام عدد ضحاياه ..
جاسر(بعيون دموية):- من يكون ؟
رامز:- نحن نتابع القضية منذ سنوات يا جاسر ، اقتربنا من الوصول إليه لكن ما أريده منك الآن أن تعرف شيئا واحدا أن أمك بعمرها ما تخلت عنك ، سامحها لأنها ماتت غدرا وبدورها خذلت ..
جاسر(شعر بالحزن عليها):- لقد عتبت عليها لسنوات طويلة ، كنت أتساءل لما انتحرت وتركتني وحيدا لما لم تتمسك بي ولم تفكر بي ، سنوات وأنا أحقد عليها لتأتي الآن بسهولة وتخبرني أنها ماتت غدراااااا يا خالي .. ههه يا خالي كنت أخبرني قبل هذا اليوم ، يا ليتني عرفت يا ليتني ما كنت عانيت بهذا الشكل ، لا سامحك الله لا سامحك الله …
رامز(تمسك به واعترض طريقه):- ولد .. أنا خالك ومن واجبك احترامي ، أنا بدوري عرفت مؤخرا مؤخرا جدا بالحقيقة وهذا زادني دافعا لألاحق المذنب وأزج به في السجن ، عليك أن تساعدني لنأخذ بثأر أمك وأبيك وثأر والد حبيبتك التي لا تعرف شيئا لحد الآن …
جاسر(تأوه من سيرة وصال):- لقد جرحت البنت بسبب عقدة عدم الثقة في جنس النساء ، من أمي التي علمتني أن الثقة فيهن ضرب من الجنون .. أفهمت الآن سر معاناااااااااتي ؟؟؟؟
رامز(تشبث به بيده):- له يا أخرق ، أتستسلم من أولها ؟
جاسر(بغضب):- أريد أن أنتقم ، أريد أن أكون معكم في مسألة القبض عليه وقتله سيكون على يدي هاتين صدقني
رامز:- أكمل أنت دورتك في المعسكر وستجدني بانتظارك
جاسر(ناظره بعمق):- أمي … آآآه يا ربي ليتني مت ولا سمعت هذاااا كيف سأعيش الآن أخبرني ؟
رامز(بلهفة):- مثلما عشت أنا مع رغبتي في الانتقام لكل أولئك الأبرياء ، ستتحمل ولا تخرب علينا خطتنا بمعرفتك ، لقد جعلتك تعلم وأنا أخالف قوانين خدمتي لكن من حقك أن تعرف فلذلك أمانة عليك وبرحمة أختي الغالية لا تفتح فمك بحرف لحين يأتي الوقت المناسب
جاسر(تأوه عميقا):- سؤال .. هذه الحقيقة من يعرفها غيرك ؟
رامز:- الإدارة بأكملها تعرف لكن هنالك فئات معينة لا تعلم هذه التفاصيل الدقيقة ، الكل يعتقد أنهما فعلا كانا من ضمن تلك العصابة
جاسر(يعني أيمن لا يعرف الحقيقة هه أحمق):- جيد .. أنا ذاهب
رامز(عض شفته):- تغذى معي تأخرت بالعودة من العمل وأحضرت بيتزا هل تريد ؟
جاسر(نظر إليه وشعر بأن غضبه منه تلاشى لحظتها لكنه ما يزال حانقا):- لا أريد .. سلام
رامز(هتف من خلفه):- سيأتي يوم ونصفي قلوبنا أسمعت ، سوف أحرص على أن أدلق كوب حليب تبركا باحتفالية الصلح هههه ..
جاسر(فتح الباب وناظره بغبن ممتزج مع بسمة شريدة):- على حسابك …
رامز(عرف أنه لمس قلبه الآن فحياه بتحية عسكرية):- انتبه لنفسك …
أحيانا الحقيقة تكون مهلكة بقدر رغبة المرء في معرفتها إلا أنها تؤذيه في الصميم ، الآن كيف سيتأقلم مع هذه الأحداث التي سقطت على قلبه كالحمم الحارقة ، كيف سينظر في وجهها من جديد وقد كسرها ليلة أمس بفعلته الشنيعة ، كيف ستلتقي أعينهما بعد أن افترقا ليلة أمس على وجع ، أكيد أيقن أنها ستبقى متقوقعة على نفسها بغرفتها كما العادة ،.. لا يعرف أن ابنة نصر الدين محفوظ والفتاة التي ربَّاها العم بشير بعد وفاة أعز أصدقائه ما هي إلا امرأة من حديد حين تصل للقاع لا يعود في مقدورها شيء سوى الوقوف على قدميها من جديد ….
وصال:- من اللحظة لن يكون هنالك أوقات فراغ ولا متنفس لممارسة الشغب ها هنا في هذا المعسكر ، طالما أنتم تحت إمرتي سوف تعيشون الجحيم في أيامكم المقبلة … سأريكم ما معنى أن تحولوا المكان التدريبي لمرتع غراميات
ريحانة(نطقت بسخرية):- حلال عليكم وحرام علينا هههه
وصال:- لقد تعلمت من خطئي آنسة ريحانة ، نعم انجرفت خلف مشاعري ونسيت دوري أمام مهنتي وأمام علم بلادي الذي وضعني في منصبي هذا ، ولذلك أنا أعترف ضمنيا لكم بأنني مخطئة وألتمس العذر منكم جميعا فلم أكن نقيبا كفؤا تليق بكم فيما سبق …
كتائب الجنود(ذكور وإناث تهاتفوا):- ماذا تقول إنها تعترف بعلاقتهماااا يا الله وووو إلخ ..
وصال(ناظرتهم عميقا):- أنا لست ضد الحب ، ولكن هذا المكان لم يخلق للحب وعليه أي تصرف مرتد منكم سيتحول صاحبه لمجلس التحقيق فورا .. دعونا ننهي هذه الدورة على خير ولكم مني كل الدعاء الخيِّر … والآن إلى ساحة التدريب ، أترون تلك العجلات الضخمة هناك ، أريدها أن تصبح كرة قدم بين أيديكم ستتبادلونها في الساحة كلها فردا فردا ، وبالنسبة للبنات وضعت لكم عجلات بحجم يناسب عضلاتكن اللطيفة …
ريحانة:- ههه أتقصدين تلك العجلات هناك ؟
وصال(كتفت يديها واقتربت منها خصيصا):- تلك .. وأنتِ من سيبدأ بذلك .. هل لديكِ اعتراض ؟
ريحانة(رمقتها بسخرية):- أنتِ تغارين مني ولذلك تحاولين أن تفرغي غضبكِ بالجنود الكرام
وصال:- أغار منكِ بصفتكِ ماذا ؟
ريحانة:- بصفتي المرأة التي اختارها حبيبكِ ؟
وصال(رسمت سمة ساخرة وناظرتها بجمود):- حلال عليكما حتى أرجو لكما الحياة السعيدة ، إن أنهيتِ وصلة الثرثرة إلى ساحة التدريب لأرى …
ريحانة(عقدت حاجبيها من ردة فعلها وتحركت):- ليلى ليلى يا بنت ما بها هذه ؟
ليلى:- والله وجدتني أتعجب بدوري من حالها ، إنها غريبة وكأنها ليست النقيب وصال
ريحانة:- والرائد غائب هذا الصباح لا أحد يعلم أين ذهب ، غريب ؟؟؟؟؟
كامل(لاحظ بدءهم في التدريبات الصعبة واقترب منها):- ست وصال هوني عليكِ ..
وصال:- ماذا هناك يا كامل ؟
كامل:- حسنا اسخري منهم وادعي القوة ، أقنعيهم بذلك لكن أنا أعرف مدى وجعكِ إنكِ مكسورة
وصال(نظرت إليه بدموع):- كامل … لقد اتخذت قرارا مهما
كامل(بخوف):- لن تستقيلي صح ؟
وصال:- اطمئن أنا معكم لحين ننتهي سوية من هذا المعسكر الذي طالت أيامه
كامل:- لا تقولي هكذا سيدتي ، لقد تعلقت بكِ وصرتِ أختي
وصال:- هه أنت الشيء الطاهر في هذا المعسكر ، لذلك تذكر هذه الأيام جيدا فالحياة قصيرة
كامل(لمس حزنها):- هل جرحكِ ليلة أمس ؟
وصال(تذكرت ما حصل وامتعضت):- لا تتدخل في هذا الشأن كامل كي لا أخاصمك ، هيا راقبهم معي وأي متقاعس أعطني اسمه لن أرحمهم اليوم
كامل(عرف أنها على آخرها من الأعصاب):- حاضر ..همممم
مسح على عينها بسرعة قبل أن تسمح لتلك الدموع أن تنهمر ، فوجعها أكبر كثير من أن تنطق به حرفيا جاسر لم يجرحها فحسب بل سلب منها روحها وحولها لكائن لا حياة فيه ولا روح … مضى الوقت وجاء للمعسكر هنا لمحته ريحانة وهرعت إليه تتملق وتتعلق لكنها وجدت الصد منه ، فهو في أقصى حالاته تعبا زمجر في وجهها ونهانا بالابتعاد عنه طوال تواجدها هناك ، أشعرها بالضآلة والدونية لذلك لحقته للمكتب بدون تفكير
ريحانة:- وهل أنا لعبة بين يديك حتى تقبلها وقتما تشاء ؟
جاسر:- لاحظي معي أنكِ قلتِ قبلة، هه عن أي قبلة تتحدثين لقد كانت مجرد تمثيلية وأنا يستحيل أن ألامس امرأة أخرى غير المرأة التي أحب.. وقبل أن يسرح بالكِ في المحظور وصال ستصبح زوجتي ما إن ننتهي من تدريبات المعسكر وصل ؟
ريحانة:- على جثتي ستصبح زوجتك على جثتي
جاسر(جلس على مكتبه بأريحية):- جميل دوِّني هنا بعض عناوين أحبتكِ لأدعوهم لتشييع جثمانك
ريحانة(اغتاظت من سخريته وخرجت):- سأريك يا جاسر ..
عادت لساحة التدريب ووجدتها في انتظارها رفقة كامل كمال والجندي مجدي الذي كان يحمل في يده حبلا متينا يلفه بشكل دائري جعلها تستغرب ، نظرت إليها باستخفاف وأشارت للحبل
ريحانة:- هل ستشنقينني ههه ؟
وصال:- نن لماذا هل تستحقين ذلك يا ترى ؟
ريحانة:- ماذا يفعل الحبل بيده ؟
وصال:- ما الذي أخرجكِ من التدريب دون إذن ؟
ريحانة:- جاء جاسر
وصال:- الرائد جاسر ، احترمي الألقاب يا جندية والآن ستكونين بعهدة الجندي الكفؤ مجدي وسيعلمكِ ما معنى شد الحبل
ريحانة(بعدم فهم):- ما قصدكِ ؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت جالسة تحت شمسيتها وهي تتفرج عليها وعصاها بيدها تضرب بها بخفوت وهي تبتسم بشر من منظر ريحانة ، التي كانت تجر حجرا كبيرا مربوطا بذلك الحبل الذي عقده مجدي على كتفيه وتركها تجره ، كان عقااااااااااابا صارما جعل ريحانة تموت تعبا وكأن يديها ستتمزق من كثر الجر ، ولكن هل سترحمها يستحييييييييل ، لم تتركها حتى تهاوت على الأرض متعرقة وتلهث بشكل يكاد يؤدي إلى الإغماء الذي لم يطل بل كلها دقائق وها هي ذي على النقالة متوجهة لغرفة التمريض خاصة المعسكر .. هنا نهضت وصال مبتسمة من إنجازها لعله درس لها لكي تتعلم منه ولا تخطئ مرة أخرى ، تعب معها كامل لكي تعدل عن ذلك الحكم لكنها كانت مصرة ، وأشارت للجنود بذلك المثال ليلتزموا حدهم ولا يفكروا مجرد تفكير بخرق القوانين ، وهنا وجدوا أنفسهم أمام شخص آخر شخص كان مسالما لدرجة الرحمة وكشر عن أسنانه بحيث أصبح لا يرحم … وصلته أخبارها لمكتبه من العريف زاهر لكنه لم يوالي اهتماما بل طلب منه أن يتركها على سجيتها ، وفي داخله كان يتغلغل بقلق على حالتها فأكيد ليس من بعد هذا الوضع إلا انهيار عصبي سيفتك بذاتها بشكل غير حميد ، ولذلك آثر أن يعطيها مساحتها ولا يقترب منها حتى تستجمع شتات روحها الذي بعثره دون وجه حق ….
أول صفعة دوما ما تكون ذات أثر في قلب الشخص المتضرر ، لكنها في أحيان ما تكون لذة سادية لبعض الأشخاص المريضين عقليا أو الذين يعانون من تعوق في مشاعرهم الباطنية وكانوا في صغرهم عرضة للتجريح والتهميش أو الكبت الذي يجعل الضغط يولد الانفجار … هذه كانت تنظر إليه بشكل مثير وكأن صفعته تلك أيقظت فيها جنون الأنثى الكامنة بداخلها ، الأنثى التي تتقزز من ملمس أبيه الذي يشعرها بالغثياااااان …
عبد الجليل:- إن لم تغربي من غرفتي أقسم لكِ يا لمياء أنني سأضع حدا لهذا ، وأغادر لبيت صديقي
لمياء(تشبث بقميصه وهي تدفع نفسها إليه):- لقد أحببتك ألا تشعر بي ؟
عبد الجليل(نظر لشفتيها اللتين كانتا قريبتان منه):- ما الذي تريدينه مني يا بنت الناس ، إنكِ زوجة أبي زوجة أبي افهمييييييييها ؟؟؟
لمياء:- لم أدعه يلمسني منذ أن لمستني يدااااك ، أتذكر كانت ليلة جميلة عشناها سوية أنا أريدك يا عبد الجليل وأبوك لن يعود حتى المساء لقد تأكدت من ذلك ، هو في ندوة مع الشيوخ وأبي معهم
عبد الجليل(أبعدها عنه):- ما حدث تلك الليلة كان من فعل الشيطان واستغفرت ربي وأقسمت ألا ألمسكِ مجددا لأنكِ تحرمين علي ، فحبا بالله لا تقحميني في جهنم الأرض …
لمياء(بعصبية أقفلت الباب وتقدمت إليه):- عبد الجليل إن لم ترضني الآن سأخبر أباك بأنك تتحرش فيني ، ولنرى من سيصدق أنا أو أنت
عبد الجليل(هنا جن جنونه وأمسكها من شعرها وأخذ يصفعها بقوة حتى رمى بها فوق السرير):- أيتها الفاجرة الغبية ، أنتِ شيطااااان لعين
لمياء(منتشية بضربه لها وهي تلهث بجنون بين يديه):- أحب عنفك معي
عبد الجليل(أمسكها من فكها وهو يحاول إبعاد رغبته التي تضعفه بقربها):- اجمعي نفسكِ وإلى غرفتكِ فورااااا
لمياء(تنهدت عميقا وبكت):- أنت تحرمنا من متعة يمكننا أن نعيشها بدون حسيب أو رقيب
عبد الجليل:- ولكن الله شاهد على هذا ، وأنا لا أريد الوقوع بالرذيلة خصوصا معكِ .. ما حصل ليلتها لن يتكرر لمياء أنا لن أخون أبي
لمياء(دفعته ونهضت):- أنت جبان .. لو كنت رجلا بحق لما تركت جسد امرأة مثلي يفلت من يديك
عبد الجليل(قبل أن تكمل نهوضها جذبها من شعرها بقوة):- هل نعتني بالجبان ؟
لمياء(رمقت نظرته اللئيمة واقترب من شفتاه بألم):- وأكبر جبان أيضااااا ..
عبد الجليل(دفعها على السرير ونزع قميصه):- لنرى الجبان إذن ….
لمياء(ضحكت بسعادة وهي تتلمس جسده):- أمووت في جسمك الشبابي أموت فيك كلك
عبد الجليل(ذاب في قبلة شفتيها وانقض عليها بجنون ثائر):- أنتِ لعنة لعنةةةة ….
آخر حرف غاص وسط القبلات والأحضان والفظاعة التي يمكن أن يحياها خائنين مثلهما ، هييه وينك يا شيخ عمر تعال تعال لترى ما يحدث من وراء ظهرك لعلك تستفيق لنفسك وترى زوجتك الصالحة التي رميتها في الركن بعد أن امتصصت روحها منها لسنوات ….. كانت تنظر إلى صورة ابنها في غرفتها بعد أن تسللت بعيدا عنهم لأخذ قيلولة ، لكنها انتفضت على صرخة عمتها سماح يا ويلي هه
خرجت من غرفتها مثلما خرجوا ليهرعوا إليها وجدوها ممسكة على رأسها وقد صدمته بحافة النافذة وجرحته ، جلست تولول بينما أخذت مديحة تضحك تضحك عليها فهي قد اقتصت منها بذلك الألم
مديحة:- أحسن لكِ لتضبطي لسانكِ قليلا ههه
عواطف(هرعت بالقطن والكحول):- مديحة الله يهديك
سماح:- أرأيتِ كيف فرحت فيني ودَّت لو فقدت روحي ، أعرفها لئيمة ومسمومة آي آي
عفاف:- دعيني أضعها لكِ عمتي ، لا تقلقي مجرد خدش بسيط
سماح:- لما تضعون تلك النافذة هناك لست أفهم اففف
مديحة:- ماذا يا بعدي طبعا لا تنتظرين أن نزيلها لأجلكِ هاه هههه ؟
سماح:- عواطف عواطف أبعدي أختكِ عني والله أنا لا أمزح
مديحة:- ضمدوها جيدا معلووووم لا نملك سليطة لسان ثانية غيرها في هذا البيت ، وفقدانها خسارة
نبيلة(خرجت بعصاها لترى ما يحدث):- مديحة كفي عن مضايقة سماح ، هل الأمر خطير ؟
عفاف:- لا جدتي لكن يلزمني إبرة مضادة للصدأ يتوجب حقنها بها
عواطف:- لنبعث يزن ليحضرها إذن ؟
إخلاص:- يزن مع تامر ونجية في الشارع المقابل ، ذهبوا لتفقد البيت أم تراكِ نسيتِ ؟
عواطف:- آه آه صح طيب لتذهب البنات ، أين هن ؟
إخلاص:- سأذهب أنا للصيدلية البنات مع نور ببيت ميرا لقد وعدتهن بفساتين خاصة لأجلهن ، وطبعا لن نرهن حتى الليل ههه ، ثم ما بكِ يا خالتي عواطف أراكِ تنسين سريعا ؟
عواطف(ارتبكت):- هه والله مع مواقف سماح ومديحة ينسى من لا ينس
عفاف:- افعلي ذلك إخلاص أنا سأمسح الدم
سماح:- أه عين وأصابتني والله هذه عينكِ يا مديحة
مديحة:- له يا امرأة ولما سأحسدكِ يا بعدي ، على زينك ولا على زييييييييينك ؟؟؟
سماح:- اشهدي يا عمتي إنها تلسن علي …
نبيلة(أشارت لهن بتأفف):- افعلوا ما شئتن يا الله على بنات آخر زمن ..
دخلت لغرفتها وتركتهن في قيل وقال ، انتبهت لضوء الهاتف خاصتها ورمشت بلهفة قبل أن تسير إليه مهرولة وتمسكه لتجيب بعيون دامعة وكلها شوق ولهفة ..
نبيلة(بقشعريرة في كل أطرافها):- ابنتي ؟؟؟؟ …
هبة(ابتسمت):- أريد رؤيتكِ أنا بقرب بيتكم ، دعيني أراكِ في الحديقة المجاورة قليلا لو سمحتِ ؟
نبيلة(ارتعشت):- قادمة .. انتظريني
هبة:- أنتظركِ أساسا انتظرتني عمرا مديدا فليس مضرا لو عوضتكِ عن القليل …
نبيلة(ابتسمت بحرارة ونهضت):- دقائق فقط ..
بسرعة أضافت عباءتها وخرجت بعصاها لتجد إخلاص بدورها في طريق الخروج ، هنا استغربت كما استغربوا جميعا خروجها الغريب في ذلك الوقت ..
إخلاص:- إلى أين جدتي ؟
نبيلة:- سأشم بعض الهواء
عواطف:- تشمين بعض الهواء هه أمي ما بكِ ؟؟؟
نبيلة(بارتباك):- لا تتدخلوا في شؤوني الخاصة ، الله الله أنتن تخرجن وتدرجن دون سؤال حتى بينما أنا تحاسبونني ، سوف أخرج ولتنطق إحداكن بحرف وأنتِ اذهبي أين كنتِ ذاهبة ولا شأن لكِ بي هل أنا طفلة كي أنتظركِ أنتِ لترافقيني عجييييييييب ..
إخلاص(عقدت حاجبها وهي تنظر إليها مغادرة):- الآن هل فتحت فمي بحرف ؟
مديحة:- عواطف أمكِ ليست بخير منذ أيام وهي هكذا ، لتكون عاشقة ههه ؟؟؟؟
عواطف:- احترمي نفسكِ مديحة عيب عيب
سماح:- لا عجب أن تتلفظ بهذه الجمل البذيئة مثلها
مديحة:- وش حشرك أنتِ بيني وبين أختي ؟؟؟؟
عفاف:- وحدوا الله ودعيني يا عمتي سماح أضع الدواء أنتِ تتحركين كثيرا …
سماح:- ضعي يا ابنتي ضعي اللهم أعوذ بك من حسد الحاسدين
مديحة(رفعت يدها في وجهها):- خمسة علينا خمسة ههه …
عواطف(صفقت بقلة حيلة):- يا الله منكما أنتمااااا …
لهفة الأم لا تفهمها سوى الأم التي حرمت من فلذة كبدها غدرا ، الأم التي بحثت عن طفلتها بين أحضان الزمن وما استطاعت الإمساك بها ، كانت تشعر بها في قرارة نفسها لكنها لم تتأكد من ذلك إلا وهي واقفة على قبرها ، لن تنسى ذلك اليوم الأليم إلى يومنا هذا فتلك الحرقة لا تنطفئ مهما دار الزمن …. لكن حين عادت إليها طفلتها الضائعة وجدت نفسها قد مسحت كل الماضي لتستقبلها بفراشاتها المغردة من لدن الجنة التي أدخلتها لها ذلك اليوم الذي اجتمعتا فيه …..
~ نبيلة تتذكر ~
إياد:- هيا جدتي ما هذا الكسل لنصعد لشقتي قبل أن تمسكنا الخالة سوسن ، والله لن تسكت اليوم حين تراكِ وتهلككِ أسئلة من أكبر أولادكِ لأصغر أحفادك
نبيلة(ضحكت):- هههه أنت ظريف وظرافتك هذه تضحكني ، لكن لم تخبرني لما أحضرتني لشقتك لا تنوي اختطافي يا ولد ؟
إياد(يساعدها على الصعود):- عيب يا جدتي الحلوة وهل يليق بي ذلك ، ولكن رأيت أنه من الأفضل استقبالكِ في بيتي بدلا عن الحديقة
نبيلة:- أم تراك تريد أن تخطب تلك البنت ، والله تليق بك ويظهر أنها تحبك ؟
إياد:- سأخطبها ولكن … جدتي بصراحة هنالك سيدة طيبة أود أن أعرفكِ عليها ، يعني هي وحيدة وتريد استشارة شخص حكيم ولم أجد غيركِ جدتي فهل ستساعدينها ؟
نبيلة(ارتعشت بشعور غريب):- من هي هذه السيدة ؟
إياد(وصل بها لباب شقته):- تعرفت عليها مؤخرا وهي طيبة جدا وروحها مرحة ، وأنا خجلت من عدم مساعدتها لذلك أحضرتكِ إلى هنا أفضل مكان لتتحدثا فيه على راحتكما ..
نبيلة:- طيب حبيبي إياد أنا سأفعل ما تريد ، هل ستبقى معنا ؟
إياد:- لا سوف أنهي بعض الأعمال يعني ساعة زمن وأعود لاصطحابكِ إلى البيت ، يعني خذي راحتك معها البيت بيتكما
نبيلة(بتوجس آثرت الإصغاء له):- رغم أن قلبي غير مطمئن لكن يلا طالما على ضمانتك فأهلا وسهلا بها
إياد(فتح لها الباب):- هي أساسا هنا بانتظارك ..
نبيلة:- ما اسمها بالمناسبة ؟
إياد(لوح لها وهو ينزل):- هبة … وداعا جدتي
"هبة" الاسم وحده عزلها عن الواقع وهي تلاحقه بعينيها الشريدتين وهو ينزل الدرج إلى أن تلاشى من أمام ناظريها ، هبة ما هذا الاسم وما هذه الصدفة ثم ما هذه المشاعر التي تغلغلت في قلبها الآن ، دفعت الباب ودخلت بخطى مرتعشة بعصاها وأقفلته من خلفها لتشم عطرا نسائيا ليس بغريب عنها ، عطر اشتمته مرات متباعدة ، عطر قريب منها لدرجة أنها تفرزه عن بعد أميال ، لكن ما هذه الصدفة .. آثرت ألا تعيش في غيمة الأوهام وتقدمت صوب الصالون أمامها وهي تبحث عن المرأة التي لم يظهر لها أثر ، من غير حقيبة أنيقة موضوعة على الطاولة ووشاح و …… وشاااااااح تعرفه جيداااااا وشاح صنعته بيديها كيف وصل هنا من هنااااااااك ؟؟؟؟
نبيلة(أمسكته بلهفة وهي تغالب دموعها وقلبه يرتجف بعدم فهم):- من .. م .. من هناااك ؟
هبة(نطقت بحشرجة في صوتها):- لقد التقينا منذ زمن بعيد ، والله لكِ وحشة يا نبيلة الراجي ؟
نبيلة(أخذت تبحث بلهفة وهي تضم الوشاح لصدرها):- أنا لست أهذي ، هه يعني لم أخرف بعد يا سيدة لو سمحتِ اظهري وأخبريني من أين أحضرتِ هذا الوشاح من صنع يداي هاتين ، صنعته لطفلتي وملأته بالحب والدعاء والبركات ليحفظها الله لي عمرا مديدا ..
هبة(خرجت من الغرفة ونظرت إليها بدموع):- وربما استجاب الله لدعائك …
نظرة واحدة تبادلتها كلتاهما وغاصتا وسط غيمة صمت عزفت لأجلها الأنفاس المختنقة ، والعيون الضبابية المليئة بدموع الخوف والرهبة ، فنبيلة لم تصدق ما تراه ، ارتجت محلها حتى هوت على الكرسي خلفها وهرعت إليها هبة لتغيثها بقلق …
هبة:- هيا يا نبيلة دوما ما علمتني القوة لن تستسلمي الآن ، ليس بعد أن عدت إليكِ ؟؟؟؟؟؟
نبيلة(زحفت للخلف وهي تحرك رأسها بدموع):- ابتعدي ابتعدي عني أنتِ وهم أنتِ سراب أنتِ أنتِ امرأة أخرى ، أنتِ من أنتِ …؟؟؟؟
هبة(حاولت الإمساك بيديها لكي تطمئنها=):- إنها أناااا هبة رشواااان ، لو سمحتِ لا تفعلي بنا هذا ما صدقت وجدتكِ ؟
نبيلة(دفعت يديها بقلة حيلة):- ولكنكِ مت مت متِ كيف عدتِ أو أو من أنتِ اهئاا ؟؟؟؟
هبة:- لم أمت لقد نجوت من براثن سليم واختفيت عن الأنظار ، لكي يقتنع الجميع أنني حقا توفيت
نبيلة(وضعت يديها على فمها وهي تصرخ ببحة):- لالالالا آآآآه أنتِ طيفها أنتِ لستِ هبة لستِ ابنتي لالالا أنتِ شخص آخر .. اهئ يا بنتي حرام عليكِ أنا أم فقدت صغيرتها ودفنتها في القبر ، لما تحرقين قلبي اعتبريني في مقام والدتكِ وأخبريني من تكونين ؟؟؟
هبة(جلست على ركبتيها وقبَّلت يدي نبيلة وهي تحكها على خدها بحنان):- لطالما كنتِ مثل أمي ، أنتِ المرأة التي وقفت بجانبي في أحلك المحن ، أنتِ يا غالية من أردتها أن تعرف بأنني على قيد الحياة ولم أمت … أنا لم أمت أنا أمامكِ هبة رشوان أنظري معي هذا وشاحكِ وهذا شكلي أي نعم تغير قليلا بفعل الزمن لكنني ما زلت أنا …
نبيلة(رفعت يدها برجفة ولامست خد هبة ودموعها):- أنتِ حقيقية إذن ..
هبة(باست يد نبيلة ونظرت إليها بحب):- حقيقية …
نبيلة(شعرت بالاختناق):- أعطني قنينة عطر بسرعة قبل أن أفقد وعيي وأحرم نفسي من رؤيتكِ ، لو استيقظت ووجدتكِ مجرد سراب آه يا ربي بما تعاقبني لماااذا الآن ابنتي ماتت ماتت ..
هبة(بسرعة أخرجت من حقيبتها قنينة العطر ورشتها على يده نبيلة):- شميها وصدقي ..أنني هبة بشحمها ولحمها ، كانت خطة قديمة لكي ينقذوني من قبضة سليم والذي صدق أنه فعلا قتلني ولكنني لم أمت بل هربت وتخليت على كل شيء لكي أحمي صغاري …
نبيلة(استوعبت ما يحدث أمامها وعدلت جلستها):- هل أنتِ هبة هل … أنتِ هبة ؟؟؟؟
هبة:- ههه يا الله أنا هبة والله هبة …
نبيلة(رفعت يدها عاليا وصفعتها بقوة):- أيتها الحمقااااااااااااااء …. أيتها الحمقاء ماذا فعلتِ بأمكِ ماذا ماذا فعلتِ اهئئئ لقد أحرقتني بكاء عليكِ ولوعة ، لقد بكيتكِ بالأعوام حتى جفت أدمعي وما عادت تنزل ، أين كنتِ يا هبة لما حرمتني منكِ أما كفاكِ ما فعله بي أبوووووووكِ ؟؟؟
هبة(بعدم فهم وضعت يدها على خدها وهي تنظر إليها):- م.. ماذا تقولين أنا أمي هي ..
نبيلة(مسحت على خدود هبة ورمتها في حضنها):- أنا أمكِ يا كبدي أنا أمكِ أنااااااااااااااا أمكِ يا هبة أنا أنا أنااااااااا يا ابنتي أنا آآه اهئ …
هبة(بعدم تصديق طلعت بصدمة أخرى):- كيف .. ك.. كيف تكونين أمي ومن تلك المرأة التي ربتني هااااه ؟
نبيلة(قبلت وجنتها ووجهها ورأسها وهي تضمها لصدرها):- أخذوكِ مني وأخبروني أنكِ ميتة بسبب الحمى ، كنتِ صغيرة وقتها ولم تعرفيني قط إلى أن كبرتِ وصرتِ صديقتي تعب أبوكِ وهو ينهاكِ عن الاقتراب مني لأنه كان يعرف بالحقيقة كاملة وكذب علينا سوية ، حرمكِ مني وحرمني منكِ وتزوجتِ بسليم ولم يخبرني بحرف برغم من أنني كنت أشعر بكِ دوماااا في قلبي كلما رأيتكِ رقصة مشاعري ، كلما عانقتكِ أحسست وكأن قطعة عادت لقلبي لكنني لم أتيقن لحين وضعكِ أبوكِ في القبر وقتها أخبرني أنكِ طفلتي طفلتي أناااااااا يا هبتي يا روحي يا حياتي ، ياااااااااااااا الله أشكرك وأحمدك على هذه الفرحة أعدت لي طفلتي … هبة هبة هبةةةةةةةةةةة ابنتي ابنتي أناااااااااااااااا
هبة(عانقتها بحرارة وهي تصرخ معها بوجع):- أنتِ أميييييييي … أمييييييي أناااااااا ههههههاهههه اهئ اهئئئئئ آه على هذه الدنيااااا آه ……
ظلتا تبكيان وتشهقان في حضن بعضهما ، فواحدة عادت لها ابنتها بعد فراق طوييييييييل ، والأخرى عرفت بأنها أمها وأنها ابنة المرأة القوية التي لطالما كانت قدوتها ، ياه على لعبة الأقدار التي تتلاعب على مصائر الناس هكذا بشكل سلس يتحول لأمر مهول يجعل شعر الرأس يقشعر من ذلك المنظر المؤثر فيما بينهما ، كانت لحظات مؤثرة جدا جداااا لا بالنسبة لنبيلة ولا لهبة ، كلاهما عانت في هذه السنوات الماضية وكلاهما كانتا تحملان من الشوق الكثير .. فرحة نبيلة لم تكن تعطيها لأحد فأن تعود لها ابنتها بعد سنين حرمان فذلك معجزة وتحققت ، لم تبعدها عن حضنها ظلت تشم عطرها وشعرها وتتلمس يديها وخدودها وكأنها ما زالت غير مصدقة أن تلك المرأة ابنتها طفلتها التي حرموها منها قسراااااااا ، أما هبة فقد وجدت فيها أمانها وفرحتها الضائعة منها ، وهذه ما هي إلا البداية لتستعيد حياتها التي مرت في جحيم … روت كل منهما عن معاناتها وعن أسرارهما وشرحت لها هبة جيدا سبب اضطرارها للكذب ، أخبرتها عن إياد وهذا كان صدمة أخرى لنبيلة التي فرحت أكثر لأنها ضمت ذلك الولد وربته وكأنه منهم وفعلا كان منهم والدم هو الذي أدخله وسط عائلته التي حرم منها بدوره … مرت الساعة كالطيف وعاد بعد مدة ووجدهما في حالة من الأنس واللطف والفرح ..
إياد(وضع الكعك المحلى على الطاولة):- يا عيني وكأنني أرى ابتسامات مغردة في الأنحاء ، كأنكما ألفتما بعضكما لأخبركِ ست هبة فجدتي نبيلة قليلة الضحك ولو ضحكت فيكون ذلك من القلب ..
هبة(نهضت إليه وعانقته بدون حرف):- أنت جميل جداااا ، شكرا لأنك منحتني هذه السعادة
إياد(عانقها بمودة):- إذن سنشرب شايا بهذه المناسبة ، دعوني أحضره سريعا
هبة(تمسكت به):- لالا أنا سأقوم بتحضيره وأعطني هذه العلبة
نبيلة(ناظرتهما بحب وشكرت الله على نعمته):-إياد يا ولد تعال وجاورني هنا
إياد(جلس جوارها بحماسة):- ما رأيكِ بصديقتي هبة ؟
نبيلة(رمقته بحنان):- إنها أروع هدية قدمتها لي يا ولدي ….
طبعا إياد كان بينهما مثل الأخرق ، يضحك لهذه ويبتسم لتلك دون أن يستشعر قيمة الحب والألفة التي تبعثرت بينهما .. وأغدقا إياد بها فواحدة تطعمه من هنا والأخرى من هنا لم يفهم شيئا بطبيعة الحال لكنه كان سعيدا وهو يرى الفرحة مشرقة منهما ، ومن وقتها ليومنا هذا تكرر اللقاء مجددا … في الوقت الحالي لا زالت غير مصدقة للمعجزة التي حصلت ، ابنتها إنها ابنتها لم تعرف كيف مضت في طريقها من البيت إلى الحديقة كانت كلها حماس ولهفة وشوق لرؤيتها ، لم تعرف حتى كيف تخطت تلك المسافة لتجد نفسها متوغلة في أعماق الحديقة الضخمة ، والتي أشعرتها بالتعب ألا يكفيها البحث عنها طوال سنوات هل ستستمر بالبحث عنها الآن على أرض الوااااقع ؟؟؟
هبة(وقفت خلفها بعد برهة بابتسامة):- أمي …
آه على أمي وعلى الصوت الذي نطق بأمي وعلى الوجه المشرق الذي همس بها ، أوااااااه من شعور نبيلة لحظتها حين استدارت بدموع لتراها أمامها كما الحلم الجميل ، هل هي في علم أم في حلم ما زالت لا تعرف هل هي على الأرض أم أنها سافرت خلف الأحلام لتعانق ابنتها على غيم السماء .. قاطعتها هبة باقترابها الخفيف جدا كنسمة الهواء وعناقها لها والذي بدا كأن أبواب السعادة تحضنها وليس ابنة حرموها منها طوال سنين … بكت ببكاء حارق دونما توقف فقد خزنت كل تلك الدموع لأجلها وشعرت أنه قد حان الوقت لإفلاتها أساسا ليس هنالك قدرة على كبتها بعد اليوم ، مسحت هبة بيديها تلك الدموع وهي تقبل وجنتها وجبينها وتشم عطرها الحبيب …
هبة(مسحت دموعها هي الأخرى):- هل ستبكينني كلما التقينا ، أظنني سأتراجع عن ذلك ؟
نبيلة(تمسكت بها):- لا يا ابنتي .. لن أبكي حسن توقفت
هبة(جذبتها لتجلسا على الكرسي):- طمئنيني على صحتكِ هل أنتِ بخير ؟
نبيلة:- أنا بخير وحياتي أصبحت رغيدة الآن بعد عودتكِ لحضني يا طفلتي الحبيبة ..
هبة(قبَّلت يد نبيلة وأمسكتها بين يديها):- اشتقت لكِ ، منذ أن عرفت بأنكِ أمي وأنا ما فتئت أشتاق أكثر لكِ صدقيني والله لو عرفت أنكِ كذلك لكنت أتيتكِ منذ سنوات ، حتى لو عشنا في الخفاء وفي السر المهم ألا أجعلكِ تذرفين الدموع ،.. لكنني لم أعرف بذلك أمي سامحيني
نبيلة:- سامح الله أباكِ وجدتكِ اللذين حرمونا من بعضنا بعضا ، لنرمي الماضي خلفنا وأخبريني عن أحوالك وذلك الشخص الذي أخبرتني عنه هل يضايقكِ ؟
هبة:- لا يستطيع تخطي حدوده معي ، لكن تلك الحدود هي نقطة الوقوف بالنسبة لي لا يمكنني التخلص منها في الوقت الحالي ، لذلك يا أمي الحبيبة ستبقى لقاءاتنا سرية ولن يعرف أحد بما بيننا حتى يحين الوقت المناسب ، هذا لأجل حمايتي من بطشه وأيضا لا أريد أن يعرف أبي بي
نبيلة(بكره):- أبوكِ سيكون حسابه عسيرا عند رب العالمين .. وأكبر عقاب له هو أنه محروم منكِ وما زال يعاني لوقتنا هذا من فراقك
هبة:- آه .. لو علي لعدت إلى جواركِ وبقيت بين أحضانك لجمعت أولادي و ..
نبيلة(قاطعتها):- هبة … طارق لا يعرف بأمركِ يا ابنتي هل ستخبرينه ؟
هبة:- أخبرته صدقا لقد رأيته قبل فترة وهو بالسجن ، طبعا لم يصدقني لكن مصيره يقتنع أنني والدته وليست أختي عواطف ، أعلم أنه سيتعذب لكنني غير مستعدة لهدر الكثير من حياتي لأجل الآخرين أريد أولادي معي …
نبيلة(حركت رأسها بعدم تصديق):- من كان يصدق أن الولد الذي رعيناه واستقبلناه في بيتنا وكأنه فرد منا ، يكون فعليا ابننا هه ، إن هذه الحياة مضحكة وتجعلكِ تصعقين الآن إياد ابنكِ ياااااه أتوقع بأنه سيصاب بصدمة هو وميرنا والباقوووون ..
هبة:- يحز في نفسي أن أكذب على ابني ، لكنه وسيلتي لأراكِ ولأتقرب منه أيضا وحين يأتي الوقت المناسب سأخبره عني …
نبيلة:- وابن حورية الآخر هل تعرفين عنه شيئا ؟
هبة(زمت شفتيها):- لا أعرف ..
نبيلة:- ما علينا ، المهم أن شملنا سيجتمع أخيرا أتدرين أن ابنة مختار وزهرة قد كانت في بيتنا مؤخرا يااااه حين عرفت بحقيقتها شعرت بعظمة الله سبحانه وتعالى ، ودعوت من قلبي أن يبعث لي من عنده ما ينسيني همومي فبعثكِ أنتِ ..
هبة(أمسكت يديها):- أمي .. هه لن أمل من قولها لعلني أعوضكِ شيئا عن غيابي ..
نبيلة(مسحت على وجنتها بحب وقبلتها ثم عانقتها):- أود لو أبقيكِ بصدري حبيسة عيني ..
هبة:- سيأتي يوم ويحدث ذلك ، إلى أن نفُض كل المشاكل المحيطة بنا .. هيا أمي سأستأذن منكِ لا أستطيع أن أتأخر أكثر كي لا يشكوا بأمري ، سوف أكلمكِ عبر الهاتف متى ما تسنى لي
نبيلة:- لا تبخلي على أمكِ بصوتكِ الرنان ، دعيني أحس بطعم الحياة التي حرمت منها من بعدك
هبة(ودعتها بحنان ونهضت):- انتبهي لنفسكِ أمي ، نلتقي …..
لاحقتها نبيلة بعينيها والسعادة تغمرها ، مضى زمن طويل لم تفرح من أعماق قلبها كما اليوم ، ظلت تناظرها حتى اختفت بين الأشجار وعليه نهضت بعصاها وهي تبتسم لتجد إخلاص واقفة من بعيد تنتظرها هنا جمد الماء في ركبتيها حين رمقتها ..
إخلاص(تحمل كيس الصيدلية بيدها):- جدتي ، أنتِ هنا ؟
نبيلة:- أجل أردت أن أجلس وحدي قليلا في الحديقة ، هل أحضرتِ الإبرة ؟
إخلاص(نظرت من خلف جدتها):- هل التقيتِ بأحدهم ؟
نبيلة(تجاوزتها):- ليس من شأنك ، تحركي للبيت
إخلاص(بفضول سارت جنبها):- أخبريني جدتي والله سيبقى سرا بيننا أنا حفيدتكِ الكبرى ، أكيد لي معزة بقلبكِ قولي قولي ههه
نبيلة(نظرت إليها وضحكت):- حتى لو كنتِ الحفيدة الكبيرة تظلين هوجاء وذات لسان حشري ، إلى البيت ولا حرف هيا تحركي
إخلاص:- يا الله حتى لو صرتُ جدة ستعاملينني هكذا ، أمري لله إلى البيت يختي
اصطحبتها للبيت ووجدتا نور والبنات قد عادوا من زيارتهم لميرا وهن سعيدات فرحات منتشيات بما حصلن عليه من معاملة خاصة في دار التصميم التي تتعامل معها ميرا دوما …
ليان:- لو ترين يا جدتي حسن المعاملة ، هوووه وكأننا في بث على الهواء مباشرة .. اخترت فستانا سوف يعجبكِ أنا متأكدة
نهال:- هلكتنا على ما استقرت على فستان أحلامها
ليان:- طبعا إنها حفلتي الأولى هنا لذلك علي أن أبدو أنيقة
نور:- آه يا ربي ، سمر تعتذر منكم على فكرة وقامت بدعوتكم على الغذاء غدا لأنها اعتذرت عن زيارتكم لها اليوم
عواطف:- لا بأس غدا نزورها على مهلنا
دينا:- وأنا اخترت فستانا نانا جميل ..
عواطف:- يا روح نانا ، هنيئا لكِ ..
شيماء:- أمي .. انتقيت لكِ عباءة وسمر طلبت مني إحضارها لكِ ولكنني أخبرتها أن تعطيكِ إياها غدا في زيارتكم لها
إخلاص:- هه صاحبة واجب
مديحة:- إحداكن تتصل برنيم تأخرت في العودة من مؤسستها اليوم ؟
نور(نظرت للساعة):- معكِ حق ، سأتصل حالا .. دينا غيري ثيابكِ صغيرتي أولا
دينا(نظرت إليها بدون رد):- تت …
نور:- بنت حين أكلمكِ ردي علي بنعم ما هذاااااا ؟
عواطف(نظرت لركض دينا ونظرت لنور التي كانت تحمل هاتفها):- ليس هكذا
نور(بعصبية):- بلى هكذااا ونص عليها أن تتأدب ، هفف ألو أين أنتِ ؟؟؟
رنيم(تتحدث تحت أسنانها):- أغيثيني ركبت مع سائق أجرة طاف بي المدينة كلها ابن الحرام لكي يأخذ مالا زيادة ، لقد اقتربت من الوصول أنا في الشارع تقريبا ..
نور(صغرت عينيها واستعدت للحرب):- وها قد جاء هذا في وقته ..
لم يفهمها أحد حين خرجت وبيدها عصا المطبخ الخاصة بدعك الحلويات ، وقفت وسط الشارع وهي تتكئ على سيارتها وتنتظر حضور خائب الرجاء الذي دعت فيه أمه هذا اليوم حتى يقع بين يديها ، تعبت معها إخلاص وهي تحاول إدخالها عفاف كذلك لكنها طردتهما للداخل وبقيت في الانتظار ، وما هي إلا دقائق بسيطة حتى هلت سيارة الأجرة ووقفت عند بابهم ومن خلقته يظهر أنه مشؤوم ..
نور(تحركت من محلها ووقفت مقابل بابه):- رنيم أختي كيف حالكِ والأخبار والصحة والأحوال ؟
رنيم(فهمتها وخرجت متأففة):- لم أدفع له ثمن التوصيلة بعد
نور:- ولما الاستعجال قفي هنا خلفي ودعينا نتعرف ، هلا بالأخ ؟؟؟؟
السائق(فتح فمه بحشرجة وهو يسعل بشكل مقزز):- نقودي ؟
نور(رمشت وهي تبتسم له):- ما اسمك ؟
السائق(وضع يده على مقوده واليد الأخرى اتكأ بها على حافة الباب وهو يطل عليها برائحة عرقه):- محروس
نور(اشمئزت من رائحته ونظرت لرنيم):- هل أتيتِ مع هذا المستنقع عفن السحنة ؟
رنيم:- أشعر بالغثيان ولا تسألي … هه
محروس:- نقودي يا هانم دعينا نسترزق الله
نور:- الآن أحضرت المفيد ، يا عمي استرزق الله وافعل كل ما تريده لكن بدون غش .. أن تحضر أختي من محل عملها إلى البيت بأضعاف ضعف ما تدفعه هي كل يوم لأجل العودة فهذا يسمى احتيااااااااااااال وأنا يا سيد محروس أكره الاحتيال والخداع خصوصا من الرجال الخسيسين النتنين وأنت منهم أيها النذل الأرعن الوغد الذي يحتاج لغرفة بمستشفى إعادة تأهيل الإنسان لعلك ترى نفسك في المرآة وتنظف عقلك …
محروس(خرج لها بعصبية دافعا كرشه الثخين):- ماذا أسمع هنا ماذا هل تشتمينني يا أنتِ
نور(اتكأت على عصاها وهي تلوح له):- أجل وبالبند العريض ، هل لديك اعتراض ؟
محروس(سعل جانبيا ومسح فمه بفظاعة):-هاحكخم … اتقي شري أيتها المرأة الغريبة ، أنتِ لآ تعرفين بعد من يكوووووون محروس ؟؟؟؟
نور(باستفزاز):- ومن يكون يا بعدي ؟؟؟؟
رنيم(رأت أن الناس بدأت تتجمهر):- نور يكفي أختي دعينا نجمع الوسط
نور:- ولماذا هل ندعه يسرقنا ويسرق غيرنا ، أتعلم أنني لو اشتكيت عليك في الشرطة ستعاقب ، أجل فما تفعله يسمى سرقة أيها المقزز
محروس(اقترب منها هادرا وهو يشير):- لغاية الآن أتمالك نفسي ، أعطوني نقودي
نور:- لن ترى فلسا منا لأنك لا تستحقه ، هااااهااا فكرت أن تسرق أختي ولكنني سأفاجئك بعدم أخذك لأي من النقود التي تنتظرها ، سأجعلك تتعفن في مكان يناسبك أيها المعفون ذو رائحة الموتى
محروس(هنا غلغلته واقترب أكثر بعصبية):- سأضربكِ إن لم تلزمي حدكِ
نور(رفعت العصا للسماء):- والله لو اقتربت خطوة مني ستبيت الليلة في قبرك
محروس(رفع يده ليصفعها ولكن رنيم صرخت فيه):- أيتها الفاجرة …
رنيم:- مهلك يا سيد خذ خذ مالك واغرب منها الله يهديك
محروس(أمسكه منها ولعن نور التي حركت يدها ورفعت العصا وضربت مرآته الأمامية كسرتها)):- ماذااااااااا فعلتِ ؟؟؟؟؟؟؟
نور(انتقلت للأخرى وكسرتها أيضا ببرودة):- ما يجب فعله لمعاقبة اللصوص مثلك ..
محروس(صفق الباب وتوجه إليها ليمسكها من شعرها ولكنها وقفت أمامه بعصاها):- أنتِ حصدتِ غضبي أيتها المعتوووووهة
نور(استدارت إليه وضربته لبطنه بالعصا):- معتوهة ماذا معتوهة بعينك يعني ، ألم تجد مع من تتعارك إلا معي يا ويلك اليوم مني ..
رنيم(بتوسل):- بالله عليك اذهب من هنا يا أخي
عواطف:- له له يا نور ماذا فعلتِ بالرجل يخرب جنوووونك ؟
نور:- أمي إنه السبب أحضر رنيم بثمن ضعف ضعف الذي تدفعه كل يوم لأسياده ، ليأتيني هو اليوم ويحاول أن يخدع أختي لالالالالا ما حزر …
محروس(أمسك على بطنه):- سأشكو بكِ في مركز الشرطة سأفتح محضرا في حقكِ ، مجنونة
نور(ببرودة وضعت العصا تحت إبطها ورفعت يديها بدعاء):- إلهي يجعلك ل اللقمة مفارق وفي الهموم غارق ويسلط عليك الغضب الساحق ، إلهي يسقط عليك وابلا من المصائب ويجعل الرصاص على رأسك متلاحق ، إلهي يجعلك أضحوكة لكل سارق ، ويبعث لك من عنده الغضب الساحق ، إلهي يسقط في بطنك الوجع الحارق ، ويجعلك في الديون عالق ، و..
محروس(هرب منها وقد ألجمت لسانه بدعواتها التي جعلت شريط حياته كله يمر بين عينيه):- تمام تمام روحي أنتِ ونقودكِ إلى قعر جهنم لا أريد شيئاااااا منكم
نور(رمت له النقود بسيارته من النافذة):- وعلى ماذا خذه لتصلح مصابيح سيارتك ولا تتحايل على الشعب مرة أخرى هاااااه ، رقم سيارتك أصبح عندي عيوني عليك لأنك لا تعرف مع من ورطت نفسك هَّااااااء …
محروس(ركب سيارته وانطلق هاربا منها وهو يحسبن):- بئسا لكِ من امرأة شريرة ، فف حرمتنا من مال كان سيعطيني فرصة للخروج باكرا من العمل ، اللعنة عليكِ …
رنيم(ضربت كفا بكف وهي تراه يحك فرامل سيارته ذهابا):- يا الله على جبروتك طيرتي الرجل
نور:- لا يوجد هنالك أحد على هذا الكوكب يخدع بنات الراجي أسمعتِ ، ومرة ثانية لا تكوني مثل البلهاء وترضخي لهم بل دافعي عن حقكِ يا بنت أريدكِ امرأة بألف رجل مشينا ؟؟
عواطف:- ههه يا الله لن تتغيري …
رنيم:- مشيت يختي مشيت وهو أنا أقدر على قول كلمة لا
نور(رفعت العصا على كتفها):- معكِ السيد نوري وأجرك على الله هههههه
عواطف:- ههه والله متيقنة من أنكِ أفرغتِ غضبكِ الآن ، لا أدري هل نشكره أم نتأسف عليه
نور:- خليه لعله يعتبر الدنيا فناء
رنيم(دخلت خلفها):- وحياتك خبريني من أين لكِ بتلك الدعوات ، لوهلة شعرت وكأنني في زمن الجاهلية مع إحدى بائعات الحرير تشاطر مع أبو زعترة الذي سرق منها نصيبها في الزيادة ههه
نور:- وحياتك أنا أكثر ، ههه هيا هيا لندخل
وعلى هذا وقع محروس في أناملها التي لا ترحم ، ما إن دخلت وهي تعيد لهم ما حدث معها ورنيم ترضع ابنتها وهي تزيد وتعيد مثلها في تلك المسرحية المضحكة ، المهم صارت لهم حكاية يتبادلون طرائفها لعلهم يغيرون قليلا من مود عمتهم سماح التي أخذت إصابتها سببا للدلال والذي منو ههه ..
في تلك الأثناء
وصلت هبة إلى قصر غضنفر وتوجهت مباشرة حيث تقطن بالجانب الشمالي لتجد هنالك فتاة مائعة تتمايل بجانب شاب يظهر من ملابسه أنه حارس ، ولت نظرها لأنها لا تريد الاحتكاك بأي أحد ، لكن أعادت النظر لتجد الفتاة في حضنه وهاتك يا قبل وأحضان جعلتها ترفع يديها لجبينها وتدلف هربا ..
هبة:- يا ويلي ما هذه الوقاحة تلك الفتاة لن تعقل أبدااا ، هئئئ غضنفر ما الذي تفعله هنا ؟
غضنفر:- أنتظركِ هبتي ، أين كنتِ ؟
هبة:- أخبرتك ذهبت للتسوق
غضنفر:- مركز التسوق في غرفتكِ فوق ، ماذا تريدين بعد؟
هبة:- وما شأنك ؟
غضنفر:- اسمعيني يا هبة يظهر لي أن مفهوم الحرية عندكِ مخلوط ببعض الغباء، إن كنتِ تظنين أنني غافل عن محاولاتكِ في التحرر مني فأنتِ مخطئة
هبة(ارتعشت وجلست مصطنعة القوة):- وما الذي أفعله ؟
غضنفر:- تريدين إنقاذ ابنكِ من قبضتي علما أنني وعدتكِ ، طالما تتخذين محلكِ بالعشيرة طارق سيكون بعيدا في مأمن
هبة:- وهذا ما فعلته إذن أين الإشكال لديك ، أو كل الحرية لنساء العشيرة بينما أنا محرم علي ؟
غضنفر:- يا هبة أنا أخاف عليكِ ،ُثم لو لمحكِ أبوكِ صدفة ماذا سيحصل ؟
هبة:- أنت ريح بالك .. لأنني أعرف ماذا أفعل ..
غضنفر(نهض بتأفف):- لا تجبريني على التعامل معكِ بقسوة يا هبة .. معلوم أنتِ لا تهونين علي
هبة(بتقزز منه):- دعني وشأني الآن فقط لو سمحت ..
غضنفر(خرج من عندها وتراجع):- إياكِ وأن تفكري بالتحرر من قبضتي ، طالما أنا من حماكِ لسنين طويلة فأنا قادر على وضعكِ في دهليز لا يعثر عليكِ حتى أشطر محقق أسمعتِ ؟
هبة(بعصبية نهضت وصعدت دون أن تجيبه):- تهديد تهديد مللنا أففف …
غضنفر(ابتسم من ترهيبها وخرج من هناك متوجها إلى قصره):- ما هذا الصوت ؟ من هناااااااك ؟
دلال(رفعت قميصها لتستر نفسها من خلف الأشجار):- إنه أبي أخرج إليه قبل أن يفضحناااا
الرجل(عدل ملابسه وبتفتفة ظهر):- أنا أراقب يا سيدي
غضنفر(نظر لحالته المشعتة):- راقب جيداااا هاه
الرجل:- حسنا سيدي …
دلال(لاحظت ذهاب أبيها وتركت القميص ليسقط وجذبته من خلف الشجر):- تعال هنااااا لنكمل ما بدأناااااه ههه ..
غضنفر:- خضر خضر .. يا خضر
خضر(خرج إليه من المكتب):- نعم سيدي ؟
غضنفر:- اتصل بسلسبيل وأعطني الهاتف
خضر:- حالا سيدي
غضنفر:- أين ذلك الأخرق ؟
خضر:- لم يبرح غرفته سيد غضنفر
غضنفر:- تمام أعطني الهاتف ودعني وحدي
خضر:- أساسا كنت بانتظارك عن إذنك …
توجه خضر لغرفتها ليراها ويحاول معها مجددا أن تفتح له الباب الذي وجده مقفلا بوجهه قبل وقت وجيز ، طرق وطرق ولكنه شعر بالخذلان فهي لا أكيد نائمة ولا تريد أن ترى سحنته ، عاد أدراجه بخفي حنين ودلف للغرفة المقابلة وقد كانت خاصته ، اضطجع على سريره ورمى همومه المثقلة من خلف ظهره وأطبق جفنيه … هنا كانت هي في الحب والغرام غير آبهة لا بزوج ولا بأب ولا بأخ كان ينظر للصور وهو يعض شفتيه بغضب
رشيد:- هكذا يا ميار إذن ، أصبحت تتعامل بشكل حريص لكنني سأعثر عليك حتما سأفعل وأسود معيشتك وهذا وعد ..
غضنفر(دخل عليه بدون إذن):- ما بك تسجن نفسك في الغرفة كالنساء ؟؟؟
رشيد:- لا أرغب بمخالطة سيادتكم مثلا ؟
غضنفر:- لقد طال لسانك يا هذا ، إن كنت ستبقى حبيس غرفتك على الأقل جد لنفسك ما تفعله
رشيد:- أنا أفعل ذلك تطبيقيا وأحاول تسيير عملك الموقوف
غضنفر(زفر عميقا):- والله يظهر لي أن الموضوع مطول ، فما زلت أصلعا
رشيد(بلؤم وكره لميار):- سينبت شعري سينبت ، ومعه سينبت انتقامي أيضا
غضنفر:- لا تورطنا سمعت يكفي ما وصلنا إليه نتيجة لخططك الغبية …
رشيد:- هل لي أن أحظى ببعض الخصوصية من بعد إذنك ؟
غضنفر(انتبه لرنين هاتفه):- أساسا مخالطة الحيطان أهون منك ، بائس … اممممم
ضرب الهاتف الذي كان بيده مع الحائط وهو ينظر لطيف أبيه الذي يصغر من قدره في كل مرة ، إنه لا يبخل مطلقا في وضعه موضع الفاشل دوما ، لكن كل هذا سيتغير ما إن يجد ثغرة يلاحق بها ميار سيرى الجميع انتقام رشيد ….
غضنفر(أقفل باب المكتب ورفعه لأذنه):- اتصلت بها قبل قليل ، لم تجدها بعد
الدبلوماسي:- أهي أحجية حتى لا تجدها ، دعها تكثف مجهوداتها وتعثر عليها أنا أريد تلك القلادة
غضنفر:- أنا لا أثق بترهات فخرية ، لذلك ربما القلادة فعليا دمرت قبل سنوات ونحن ها هنا نبحث عن العدم
الدبلوماسي:- أنا لا أفهم في هذا الحديث ، طالما أشيع بالوسط أنها موجودة دعها تعثر عليها ، وأظن خدماتي وفيرة عليك لكي تردها لي بهذا المعروف ؟
غضنفر:- أكيد … حقق لي انتقامي وحسب وأنا طوع أمرك
الدبلوماسي:- ههه انتقامنا سوف يكون لئيما لهم ، لن يعرفوا حتى ما الذي يحدث .. طالما اعترض مجلسنا على الأحداث الأخيرة وطلبوا هدنة ، وبينما منعوا علينا إزهاق الدم سوف نحاربهم من خلال أرواحهم سنقتلهم من الألم الذاتي … لكل واحد فيهم ثغرة سنحاربها ونضربه في الصميم لنجعلهم كالموتى الأحياء
غضنفر:- ههه أعجبتني خطتك لا أدري لما لم أفكر فيها قبلا ، فبدلا من أن نسيل الدم ونقتلهم سوف نبيد قلوبهم ونؤذيها بالشكل الذي يجعلهم فعلا موتى ، وأحب ما عندي رؤيتهم وهم يتألموووون ياااااااااه هذا يوم المنى
الدبلوماسي(ضحك بسخرية):- سيحدث يا غضنفر سيحدث يا صديقي … هههاههاااا …
غضنفر:- هل ننسق مع سُكٍّر ؟؟؟
الدبلوماسي:- لنبدأ اللعب هههه هيا توكل على الله
غضنفر:- أموت في السافل ههههاهاهاااا …
شبعا ضحكا مع بعضهما بعضا وعليه ما إن فصل غضنفر الخط معه حتى فعَّل اتصالا آخر نحوها ، انتظر قليلا لحين أجابت وهي وسط مكان صاخب كله قهقهات فتيات على مياعة وسفالة درجة أولى
غضنفر:- سُكَّر …
سكر:- أهلا أهلا بسيد النااااااااااااس هيهي اشتقنا لك يا سيد غضنفر لدي عتب عتب عتب بيسار الصدر ها هنا لأنك لا تسأل عني وعن أحوااااااااااالي ؟؟؟
غضنفر:- اجمعي نفسكِ معي يا سكر ، لديكِ عمل مهم اختلي في مكان خاص سريعا
سكر(هشت البنات وهي تمضغ العلكة):- هووش إلى غرفكن هيا هيااااا سريعا سريعاااا ، ها أنا ذا ع السريع يا أغلى غالي على قلبي أي والله …
غضنفر:- مجموعة بنات محترفات أريدهن في مهمة خاصة
سكر:- غالي غالي .. غالي والطلب رخيص عيوني ، متى تريدهن ؟
غضنفر:- الليلة لو أمكن وأريدهن مع جوازات سفرهن ولا تقلقي أمر السفارة والتأشيرات محلولة ،، في غضون وقت أريدهن في روما
سكر:- هاااا رومااااااا والسبب يا ترى ؟
غضنفر:- سكر لا تخرجي عن معنى اسمكِ وتقترني بمرارة الملح ، خليكِ حلوة
سكر:- هيهييْ سكر دوما حلوة يا سيد الرجال ، هاااا سؤال يسأل نفسه وإن سأل سيصيبني بالصداع وإن أصبت بالصداع هييييييه مشكلة وما بعدها مشكلة يعني كنت أقوووول ، لمن تريدهن وكيف تريدهن وعلى أي مستوى احتراف نعتمد ؟
غضنفر(بمكر):- أريد الأحلى والأدهى والأجمل لديكِ ، ولو كانت شعورهن ما بين الأشقر والبني الداكن إلى الأحمر ثم الأسود يعني تشكيلة سوف يفرح قلبي
سكر:- عيني عيني أنت تؤمر ونحن نلبي
غضنفر:- سأبعث لكِ رجالي لأخذهن وتجهيزهن .. المهم التكتم والدقة هيا ابدئي عملكِ سكر ولكِ حلاوتكِ التي تحبين
سكر:- هههه طبعا الحلو يحب الزيادة ، ومنكم نحن نعيش في نعيييييييم هاهههه …
ابتسم من خطته فها قد تدبر أمر البنات وسيجعلها تنجح في الوقت المناسب ، وعليه سننتقل إلى ابنته التي دخلت بعد مدة للبيت وهي تعدل شعرها صعدت سريعا صوب غرفتها وفتحتها بالمفتاح ودخلت خلسة ، وهنا خرج من غرفته وفهم أنها لم تكن بداخلها من أصله وهنا تغلغل بالغضب ودخل عليها
خضر:- أين كنتِ ؟
دلال:- تف أفزعتني ما بالك على هذه المداهمة ؟
خضر:- أجيبيني أين كنتِ ؟
دلال(تأوهت من قبضته):- دع يدي دعهااااا ، لا تلمسني مرة ثانية ؟
خضر(انتبه لأحمر شفاهها وأغمض عينيه):- مع أي كلب كنتِ ؟
دلال(تلاعبت بلسانها بداخل فمها وابتعدت عنه):- ليس هنالك شيء
خضر(حرك رأسه بأسف):- يا خسارة حبي لكِ ، أنا سأعرفه وأحاسبه بطريقتي لا تشغلي بالا
دلال:- هه خذ وقتك … أحمق فاشل تبا له كسر مودي هفف …
دلكت عنقها وهي تتلمسه بابتسامة نشوة عليها دلفت لحمامها ، بينما نزل هو لكي يوقع شهادة رحيل الشاب المسكين إلى الآخرة ، سرعان ما وجده فقد بدا مرتبكا ومتلعثما لما رآه ، وهنا سحبه خضر لملحق القصر وقتله برصاصة واحدة جعل رجاله يسحبونه من هناك ويدفنوه في أي مكان المهم أن يبعدوه عن خلقته .. لكن ها هو تخلص من هذا وغدا من ذاك كيف سيوقفها إن كان فاشلا من أصله ؟ جلس على الأرض وهو يضع يديه على رأسه متألما من معاناته التي تكسره بها ، معها حق أن تخونه مع الكلاب فلو كان على قدر القيمة ما كانت فكرت بخيانته قط …
في ذلك الوقت كانت هنالك خيانة أخرى خيانة من نوع أخوي يعني القيامة قامت بين معشر ساحراتنا الله يستر
سلسبيل:- ماذا الآن ماذا ؟؟؟
فخرية:- أظهري حلفكِ الآن سلسبيل ، هل ستضعين يدكِ بيدي أم ستخونين العهد كعادتكِ ؟؟
سلسبيل:- هل أنتِ واثقة أنها أختنا ؟
فخرية:- مثلما أثق بأنكِ ها هنا أمامي
سلسبيل:- آه يا أمي على هذه العملة التي قمتِ بها لا أنتِ ولا أبي رحمتم أنفسكم ، الآن ما مدى خطورة هذه الأخت المصونة ؟
فخرية:- أضعافكِ مع الأسف
سلسبيل:- هههه لا يوجد من هي أشر مني في الدنيا
فخرية:- بلى توجد أختكِ ، حسب مصادري فهي تريد السيطرة على جماعتنا ما يعني أن أختكِ كهرمانة في نصف الموضوع لو تأذت ستتأذين ونتأذى نحن كذلك معها …
سلسبيل:- والمطلوب ؟
فخرية:- استخدمي معارفكِ ولنتعرف أولا على أختنا وبعدها لكل حادث حديث
سلسبيل:- ولما سأساعدكِ ما الذي يجبرني على ذلك ؟
فخرية:- إن ساعدتني ساعدتكِ في إيجاد قلادة الشمس ؟
سلسبيل(لمعت عيناها):- كاذبة
فخرية:- ليس لديكِ خيار للتفاوض إما أن تثقي بي أو تبحثين عن أي جبل لتقضي فيه النصف الآخر من عمرك
سلسبيل:- أنا لا أهاب أحدا أسمعتِ .. وإن كانت هذه ترعبكِ فهي لا تعني لي شيئا
فخرية:- إنها قد ربطت ابنة حكيم بها ، إنها تعرف مسألة السحر والتعاويذ ألستِ مهتمة ؟
سلسبيل:- مثلما ربطتني بكِ أيتها الخرقاء .. على العموم سأسأل ونرى من تكون ليندا هذه
فخرية:- حاولي الإسراع..
سلسبيل:- سأتصل بكهرمانة أولا أختي ويجب أن تعرف
فخرية(حولت عينيها):- الصبر منكما الصبر .. هفف …
سلسبيل(ناظرتها بتعفف وبدون فهم حادثت نفسها):- لدينا أخت ههه والله نكتة
هييه اسأليني أنا يا أختي سلسبيل والله أنتِ صرتِ حبيبة في نظري بالنسبة لها ، أي والله بدأت أستلطفكِ ههه يا ستي سترينها وتتعرفين عليها وإن لم تحرق كل الرواية فلنا حظ وفير ههه ..

وعودة للمشاكل القائمة على قدم وساق …
لورينا:- إنها تتصل للمرة الثانية ، ماذا أقول ؟
حكيم:- هفف هل هذا وقتها يعني ، طالما اتصلت صباحا ولم تجيبي دعيها لتغرب
لورينا:- وهي لن تغرب ما لم أرد عليها …
حكيم:- تمام تمام ردي وبحذر …
لورينا(أشارت له بالصمت وأجابت):- نعم أمي نعم نعم ماذا تريدين ؟
ليندا:- أريد المطلوب ، أين الفيديو ؟
لورينا:- وهل سأرمي نفسي على الرجل ذلك يلزمه وقت وخطة
ليندا:- أسرعي ولا تدعي أعصابي تفلت مني ، ما زلت أحاول أن أصطبر على ما يحصل ، أنتِ وميسون هناك معهم وهذااااا لوحده يتم فوق رغبتي لكنكِ تستحقين مآلكِ ذاك ، ثم أنا أسكت لأنني أريدكِ عينا لي فلا تخذليني وإلا …
لورينا:- تمام تمام حين أجهزه سأبعثه لكِ ودعيني وشأني
ليندا:- أنا أمكِ وواجبكِ طاعتي
لورينا(بسخرية):- بصراحة بعمري ما رأيت أمَّا تطلب فيديو إباحي لابنتها وحبيبها في الفراش ؟
ليندا:- أحضري المطلوب وبدون فلسفة يا غبية .. تيت تيت
لورينا(دمعت عيناها وأمسكت على صدرها وهي تزيل الهاتف):- كم أكرهكِ كم أكرهكِ …
حكيم(وثب من خلفها ووضع يده على كتفها):- لورين ،، نحن نعرفها قذرة منذ أمد فلا تحزني ، أنتِ معي ولن يصيبكِ مكروه لو عدت للوطن ستعودين معي وسوف نرى طريقة لتتابعي فيها عملكِ من هناك ، ليس ضروريا حضوركِ في هذه الفترة تمام
لورينا(ناظرته بعشق ومسحت دموعها):- أحقا تفعل ذلك لأجلي
حكيم(هز رأسه):- طبعا أنتِ في نظر الجميع والدة طفلتي ، وهذا يجعلني ملزما بكِ وباحتياجاتكِ وأهم شيء حمايتكِ من أي سوء
لورينا:- هل هذا يعني أنه لو لم تكن ميسون كنت لتتخلى عني مجددا ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- كنت سأساعدكِ ، ولكن وأنتِ بعيدة هذه هي الحقيقة
لورينا(آآه على حقيقتك المرة):- الليلة اتفقت مع العم نزار سأجهز سباكيتي على طريقتنا الإيطالية أكيد ستحبها ، يعني لعلنا نغير بعض الجمود المخيم على الآخرين
حكيم:- افعلي ذلك ، لكن لا تتعبي نفسكِ أنا سأصعد لأتفقد ميرنا وميسون تأخرتا في النوم وهذا سيء بالنسبة لنوم الليل أكيد ستسهران بهذا الشكل
لورينا(ياه على اهتمامك بهما ليتني محلهما):- خذ راحتك .. سأكون في المطبخ
كاظم(خرج من المكتب والتقاها):- وينو على العسل أين تذهبين ؟
لورينا:- سأجهز سباكيتي
كاظم:- وأنا سأساعد لأنني ماهر في صنع الصلصة
لورينا:- سأجربك لو أعجبتني شغلتك معي
كاظم:- أبعدي فقط ذلك العجوز إنه يشعرني بالرهبة التي لم أشعر بها قط في حياتي
لورينا:- هههه امشي لنرى
صعد حكيم إلى غرفتها وفتح الباب بهدوء وجدهما ما زالتا نائمتين في سكينة ، لم يحب كسر تلك اللحظة بينهما وانتبه لحركة خلفه فأغلق الباب الذي كان آخر ما يظهر منه صورتها وهي نائمة كالملاك ، تلكأت في جوفه الحسرة أكثر من السابق ولم يتوقف بل تابع تحركه
حكيم:- هييه سلامات ألا ترانا يعني ؟
ميار(نكش شعره بعشوائية ونزل):- ماذا تريد ؟
حكيم(أوقفه عند الدرج وفتح يديه):- أخبرني ما الذي يحدث معكماااااا ؟
ميار:- لا شيء هي ذعرت تعرف مخاوفها يعني ، وأنا مودي مضروب حاجة بسيطة هذا كله
حكيم(فتح عينيه وهو يحاول فهمه):- انتظر أنت تخفي عني شيئا ما ..
ميار:- أجل أخفي أنا أشعر بالجوع ..
حكيم(حرك يديه وتركه ينزل وعاد أدراجه):- والله هذا سيجلطني لا محالة .. أستغفر الله
جوزيت(بأسف):- لا تتعب نفسك لا هو ولا هي سيتحدثان
حكيم(التفت إليها ووجدها متكئة على الحائط ويبدو من ملامحها البؤس):- أنتِ أيضاااااا ؟
جوزيت(انفجرت بالبكاء وهي تزم شفتيها وجعا):- أنا أحترق ..
حكيم(صعد إليها بقية الدرجات وجذبها إليه):- له يا مجنونة لا تبكي ، تت تعالي معي لغرفتي هيا
جوزيت(انعطفت معه صوب غرفته وما إن دخلتها جلست على سريره وهي منهارة):- قدمت له كل شيء وما زال يلحق لي ميرنا ، لو قامت بأي حركة يلتقطها ويتنهد بشكل يجرحني ، أليس من حقي أن أغاااار عليه هاااه ؟
حكيم:- من حقكِ جوزي من حقك ، لكن ..
جوزيت(شهقت وهي تلتقط أنفاسها من بين دموعها):- هل الحل بنظرك أن أهجره ، لكن أنفاسي فيه لو ابتعدت أموووووت ، ما صدقت عدت لحياته وعاد ليملأ حياتي التعيسة أنا صرت به أحيا يا حكيم لو ابتعد عني لحظة أصاب بالجنون ، وأظنك لمست ذلك فيني ..ربما أصبحت مهووسة به ربما خنقته بحبي ربما ربما هو يبحث عن خلاصه مني … هههه هل أنا هكذااااا مجنونة ؟
حكيم(رأف لحالها وأمسك يديها بعمق):- جوزيت .. أنتِ تعشقينه وما يحدث معكِ وارد في عُرف العشق ولكن … أنتِ تبالغين في التقليل من شأنك لو ..
ناريانا(كانت تنادي عليها):- جوزيت جوزيييييت أين أنتِ ؟؟؟
جوزيت(انتفضت بخفة وخرجت من غرفته):- ماذا ؟؟
ناريانا:- أ.. أنتِ هنا فقط بحثت عنكِ أأمم تمام لن أزعجكِ الآن
جوزيت(فهمت أنها تريدها في شيء مهم):- لا انتظري لنذهب لغرفتك ، حكيم نتحدث لاحقا
حكيم:- كما تريدين …
زفر عميقا وتوجه لغرفة ميرنا هذه المرة سيوقظهما فلقد اشتاق لهما بشكل مهول ، وجدها قد فتحت عينيها وابتسم لها أجمل ابتساماته وهو ينقض بيديه عليها ، أخذ يدغدغها وهي انفجرت ضحكا
ميسون:- لا بابا لا لا أنا أضحك هههه …
حكيم:- وهل ستبكين يعني طبعا ستضحكين ههه ، هشش دعينا نوقظ ميرنا بهدوء
ميسون:- أنا أنا أوقظها بليز بابا ..
حكيم:- هيا دعيني أرى
ميسون(انحنت لوجنة ميرنا وقبلتها):- ميرنا ميرنا استيقظي
ميرنا(تحركت وهي تتنفس بعمق):- أهلا بوجه البدر
ميسون:- أنا وجه البدر وأنتِ ؟؟؟
حكيم(رمقها بحنان):- وجه القمر يا عيني على أميراتي أنا
ميسون(ارتمت بحضنه وهي تنظر لميرنا):- هيا استيقظي دعينا ننزل اشتقت لهم
حكيم(رمق تغير ملامح ميرنا من جملة ميسون):- آه ميسونتي ما رأيكِ لو تسبقينا وترين قليلا العم ميار ، ستجدينه بالأسفل لا محالة
ميسون:- حاضر .. وعمو وائل موجود كنت أود ملاعبته على الكلمات المتقاطعة ؟
حكيم:- افعلي ما تريدين حلوتي .. تمام ؟
ميسون(قبلته وتحركت مقبلة إياها ونزلت من السرير لبست حذاءها ولوحت لهما):- أنا ذاهبة
ميرنا(لاحقتها ووضعت يدها تحت خدها متأملة إياها):- يا حظك بها ..
حكيم(صدم من جوابها وابتلع ريقه بصعوبة):- أنتِ بحال أفضل الآن ؟
ميرنا(تحركت محلها وجلست):- يعني
حكيم:- تمام أفضي لي ماذا بكِ ، لأنني غير مقتنع بكلمة لا شيء لا منكِ ولا منه
ميرنا(رفعت عينيها):- هل كلمته ؟
حكيم:- أكيد ولكنه لم يتفوه بكلمة عليها القيمة ، كله فيما بعد فيما بعد
ميرنا:- لم يحدث شيء، خفت قليلا وأصبت بنوبة ذعر وجيد أنه كان معي هذا كله
حكيم:- يعني لا تخفين عني شيئا ميرنا ؟
ميرنا(تحركت من السرير):- نن لا ، لست أخفي أي شيء
حكيم:- ستنزلين ؟
ميرنا:- امم أبدل ثيابي وآتي ..لو تدعني بمفردي تمام ؟
حكيم(زفر عميقا):- كما تريدين ، لكن ابن عمكِ هنا لا تنسي ذلك
ميرنا(ابتسمت له ودلفت للحمام وهي تجر رجليها بثقل):- ولو …
تركها على مضض وتوجه للأسفل ليرى أين وصل البقية ، في تلك اللحظة كانت جوزيت تنظر إليها بعدم فهم وتتساءل عما إذا كان ما سمعته صائب أم مجرد خزعبلة اخترعها ذلك الأصلع …
جوزيت:- هل التقط لهما صورة ؟
ناريانا:- أكيد وطلبت منه بعثها لي ولكن البغل الجحش لم يصور إلا نبيلة ولم يظهر من المرأة التي بجوارها سوى شعرها الأشقر
جوزيت(أخذت تنظر للهاتف):- أخبرته أن يقوم بمراقبتهم تحسبا لأي خلل ، وليس أن يلتقط في الصور هذه خصوصيات غير لازمة
ناريانا:- الآن اهمدي ودعينا نفكر فعنبر يقوم بعمله ليس إلا ، ما نعرفه أن جدتكِ نبيلة لا تبرح البيت إلا بصحبة إحدى البنات ، الآن هل لكِ أن تخبريني لما خرجت لوحدها وقابلت هذه المرأة لمدة لا تتراوح 20 دقيقة ؟
جوزيت(نظرت للمرأة):- الغبي طالما أخبره عقله البليد أن يلتقط صورة فليلتقطها من مكان جيد ، الآن ما يدريني ربما كانت جارة لهم أو إحدى معارفها
ناريانا:- لا أدري ولكن قلبي غير مطمئن أشعر وكأن هذه المرأة لغز لو حللناه ، فكت العديد من الأسرار
جوزيت:- والعمل ؟
ناريانا:- ليس في يدنا حل سوى مراقبة الجدة نبيلة مجددا ، لو التقت بها سنعرف من تكون ولما تخفيها نبيلة عن أنظار الجميع هممم ؟
جوزيت:- معكِ حق ، اتصلي بعنبر وأخبريه ألا يترك الحراسة هناك تحت أي ظرف كان
ناريانا:- ماشي رئيستي الحلوة اشتقت للعمل وأجواء العمل هه
جوزيت(ضحكت بوجع):- وأنا اشتقت لنفسي
عانقتها ناريانا وجلست تواسيها على جنب فذلك أقصى ما يمكنها فعله ، أما بالأسفل كانت ترفع سترتها الصوفية وهي تقترب منه خطوة بخطوة بقدميها الصغيرتين إلى أن وصلته ورفعت رأسها ويديها صوبه ..نظر إليها باستغراب ورمش بعينيه قبل أن يمد يده ويلبي رغبتها ويضعها بقربه على الكرسي الهزاز يناظران معا ذلك الغروب المنعكس على سطح المسبح المليء بوريقات الشجر ..
ميسون:- أنت تحب هذا المكان
ميار:- مريح للأعصاب
ميسون:- أعجبني
ميار(رمقها بطرف عين):- من أرسلكِ لي ؟
ميسون:- بابا حكيم
ميار(ضحك من صراحتها):- ههه كنت أعرف أنه لن يهمد ، طيب إن بردتِ ادخلي للبيت قليلا وألحق بكِ تمام ؟
ميسون:- لاء ليس تمام ندخل أنا وأنت سوية
ميار:- عنيدة مثله لا أستغرب ..
ميسون:- ما هي هواياتك ؟
ميار(نظر إليها ولم يستطع مغالبة ضحكته):- والله أنا الطفل هنا
ميسون:- أنا أحب القراءة والكتابة وخصوصا الخواطر والأشعار وأنت ؟
ميار:- جيد جيد وأنا أحاول ترتيب بعض الحروف لأجل البوح ، يعني أقول على نفسي مقبول
ميسون:- دعني أسمع وأحكم بنفسي
ميار:- هوووه الآن ستصبحين حكمة علي أم ماذا ؟
ميسون(ضحكت من دغدغته لها):- أنت تقول مقبول وأنا سأعرف مقبول أو غير مقبول
ميار:- عن ماذا تريدين مثلا ؟
ميسون:- اممم عن الغروب
ميار(نظر للغروب وتذكرها وكأنه لم ينفك يبعدها عن تفكيره لتهجم عليه من جديد):- "في هذا الغُروب الجريح ، عانقتُ أوهامًا منسُوجة من حشرجةِ الموتِ البطيء ، لسببين أولهُما أنني ملأت أقداحًا لا حصرَ لها من أحلامِ اليقظة مُعتقدا بأن الدُنيا إنصافٌ وعدل ، لكنني غرقتُ في اللا قاعِ دُون أن أدركَ نفسي ، أما السبب الثاني حينَ تراءى لي أن الهجرَة إلى مدائنها مُباحة وجدتُها قد أقصتنِي نحو منافي المواجعِ العقيمة وتركَت على ملامحِي ندباتٍ خلتها غابت في الزمن الأسود .. حاولتُ أن أدفعَ ظلَّ وُجودي نحو مطارحَ ليس لي فيها مكان ، رُغما حاولت أن أتنسَّم أصداءَ الحياة معها ، لكنني وجدتُ لعنة اليأس تُطاردُ بعضي وكأني طيفٌ عابرٌ جُبل على إزهاق عُهودِ الجفاء .. فقد بدت لي كحلوى الشهدِ المُغمسِ بتُوت الجنة ، أردتُ أن أتذوق طعم الدجى من بينِ راحتيها ولكنني رُميت إلى درُوب الجمرِ وما علمتُ بسكرةِ اللهفة إلا بعد أن أوصدت تلك الطرقاتِ في وجهي وصرتُ تائها في زاوية لا رجعة منها ، زاويَّة أقصيتُ فيها نفسي لعلي أنبعثُ من وجعي القديم ، أو أخرسَ بأسيَ المكتُوم جراءَ آلام أنبتت عرُوشها على جُدرانِ وجدي ، ولكنني ما استطعتُ الهربَ منها إلا إليها فهي كمدينة رُوما تماما القادم إليها يثمل والعائد منها يدخلُ أسوارَ الجُنون على مهل .." …
ميسون(مطت شفتيها وهي تغلق عينيها المغرورقة بتأثر):- جميل جدا
ميار(انتبه لتصفيقاتها الحارة وضحك):- حسنا يا شقية دوركِ ..
ميسون(فركت عيونها وهي تنظر حولها):- "لو أن الزهرَ يهبُني إحدى نعمهِ لأصبحتُ وردة تضمِّينها لصدركِ وتجعلينها تاجا على رأسك ، لو تُعطيني الفراشاتُ دورها في الحياة لزينتُ حديقتكِ برقصتي التي تُبهج روحكِ وتزرع في قلبكِ الأمان ، لو كنتُ كما نسمة الهواء لداعبتُ خُصلاتِ شعركِ وكنتُ لحضنكِ أقرب نسمة ، لو شاءت الشمسُ ووهبتني بعضاً من أشعتها لصنعتُ لكِ سراجًا مُنيرا يُضيء دربكِ في عتمةِ الأيام ؛ لو كنتُ قمرا لما تركتُ الدَّمع يَزور عينيكِ ليلا لأشعلتُ لكِ شُموع الحنين وجعلتكِ تلمسين الخيرَ على يدي … آه لو كنت ولو كنتُ لعزفتُ لكِ أغنية شاردَة من منبع محبَّتي ولهتفتُ باسمكِ على مسامعِ العصافير ، لكي تُغردَ مثلي أنِّي لتلكَ المرأة أقرب من الوريد .." ..همم
ميار(ابتلع ريقه بغصة مسننة):- متأكدة أنكِ ارتجلتِ هذا ؟
ميسون:- يس والآن هه ، هل أعجبك؟
ميار(كل شيء يشير إليها أيعقل أنها … هه):-بلى راقني حتى أنه أفضل من خاصتي
ميسون:- ليس لتلك الدرجة .. كل بمستواه الذي يجيده
ميار:- لا ومنصفة حتى ، أبهرتني
ميسون:- هل ندخل أشعر بالبرد ؟
ميار(تنهد عميقا ونهض ليحملها بين ذراعيه):- أخبريني لما أحبكِ ؟
ميسون(عانقته):- لأنك أخو بابا وبابا يحبك
ميار(أكيد حكيم أخبرها هذا عني يا حبيبي):- صح .. أتجيدين وضعية الطائرة ؟
ميسون:- كيف ههه
ميار(أمسكها ووضعها على ظهره ومد يديها للسماء وقدميها صارت في الهواء):- هكذاااا
ميسون(ضحكت بصخب وهي تشعر بالجنون معه):- هههههه هههههه إنها جميلة يوووبي ههههه لا لا كفى بدأت أشعر بالدوار هههه عمو مياااااااار توقف ههه عمي ..
ميار:- عن عننننن ابتعدوا عن الطريق سنقتحم القصر بالطائرة الميسونية هاهااااا …
ميسون:- ابتعدوا ابتعدووووووا …
دخل للقصر وهي تطير فرحا التقطها حكيم في الهواء وضمها لصدره ليحتويها من بعد فسحة الضحك ، أما ميار فتابع دغدغتها لحين استوقفه صوت نزولها من الدرج وهنا تغيرت ملامحه وتنهد بخفوت قبل أن يتوجه بقرب المدفئة ويجلس قربها ليتصفح جريدة …
ميسون(نزلت من عند حكيم وطارت إليها):- عمو ميار لاعبني الآن وكنت أنا الطائرة ، هه و كذلك تبادلنا الخواطر هو أخبرني وأنا أخبرته وصرنا متعادلين هل تحبين أن أخبركِ ماذا قلنا ؟
ميار(انتفض):- الله الله على هذه الصغيرة كمبيوتر بعقلها وليس مخ .. ستفضحني
ميرنا(نظرت إليه بطرف عين وابتسمت):- لا داعي لذلك أعرف أنكِ تجيدين البوح .. لنجلس هناك على الطاولة ألم تكوني ترغبين بلعب الكلمات المتقاطعة ؟
ميسون(سارت معها):- أها لكن أين عمو وائل ؟
حكيم(جلس على مقربة من ميار):- جوزيت ليست بخير
ميار(تنهد عميقا):- جرحتها كثيرا ربما تسرعت ، كان علي ضبط نفسي لكنها لم تترك لي فرصة
حكيم:- الآن عليك أن تجد فرصة لتصالحها .. أي نعم هي عصبية ولكن لا تنسى أنها مريضة
ميار(ابتلع ريقه وسمع صوتها من الدرج):- سأحاول ..
حكيم:- جوزيت تعالي اجلسي معنا
جوزيت(نظرت لميار):-ليس لدي وقت علي أن أكلم كاظم في كذا موضوع
ميار(تلاعب بلسانه وضحك):- هه وهذه هي ثعلبتنا إنها تفكر بالطريقة الصعبة وهي حرة
حكيم(حول عينيه بتأفف):- كلاكما أضرب من بعض …
جوزيت(بحثت عنه وعرفت أنه في المطبخ لذا دخلت حقا وجذبت كاظم في حديث خاص مغادرة به من أمامه صوب الحديقة):- حديث شخصي
كاظم(طبعا جاهز في كل الأوقات):- أموت أنا في الأحاديث الخاصة ، هاااا خير ؟
جوزيت(لاحظت نظرة ميار صوبهما وتابعت ما تفعله):- موضوع ساخن … كي لا يتوجه عقلك السافل لغير منطقة إنه يخص الجدة نبيلة
كاظم(كتف يديه باهتمام):- ما بها ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(روت له ما أرادت ورمقت مراقبة ميار لها من محلها):- هذا كله فهل ستساعدني ؟
كاظم:- طبعا لكنني بحاجة لصورة أوضح ، أنتِ وفريها والباقي علي في الحين واللحظة نعرف من تكون المرأة طبعا أنتِ مع التحري الشهير كاظم النابلسي
جوزيت:- وهذا ما يرعب حقيقة هه ، تمام لكن أبقي الموضوع سرا بيننا مخلوق لا يسمع به ماشي
كاظم:- اتفقنا ، لكن أرى أنكِ تستخدمينني طعما لتغيظي ميار ولعلمك ليس لدي مشكلة ، استخدميني حتى قبليني عانقيني أخوكِ في الخدمة 24 ساعة على 24 ههه
جوزيت:- ههههه أنت لا أدري كيف تغيرت لهذا الشخص المرح ، في صغرك كنت شقيا جدا ؟
كاظم:- إنها الأيام ربما ..
جوزيت(تأملته وأشارت له):- لنلحق صلصتك على النار وأشكرك لأنك تساعدني
كاظم(وضع يده على كتفها بتلاعب):- أساسا لو أردتِ إغاظة أحدهم دوما ما وفري لمسة من هذا النوع ، الآن سنذهب للمطبخ وستجدينه على رأسنا بعد دقيقتين
جوزيت:- أتراهن ؟
كاظم:- أرااااهن لكن على ماذا ؟
جوزيت:- دعها لوقتها تعال لنرى نتيجة تحرياتك ههه …
دلفا للمطبخ فعلا وهما في قهقهات وضحك صاخب ، ناظرتهما ميرنا باستغراب لكن تابعت اللعب رفقة ميسون وهي مولية ظهرها له ، لا تريد أن ترى عيونه فهي أساسا تشعر بهما مصوبتين كالصقر في ظهرها ، أما هو فقد كان يمسح على لحيته هل يلاحق هذه التي تتجاهله أم تلك التي تستغل أكره شخص لقلبه كي تقوم بإغاظته ، زفر عميقا ووجد نفسه غير قادر على التحمل ونهض ليلحق بهما في المطبخ هو وحكيم …
حكيم:- آه لورينا أصبحتِ طباخة ماهرة بصدق
لورينا(تضع قبعة الطبخ):- السباكيتي اختصاصي
ميار(رفع عينه من محله للصالون ورآها وهي تضع يدها على رأسها وتكتب مع ميسون):- جوزيت أريدكِ في كلمة
كاظم(غمز لجوزيت):- احم
جوزيت:- كنت سأساعد كاظم في الصلصة فيما بعد ..
ميار(تفاجأ من جملتها وصغر عينيه فيه):- كاظم قادر على تحضيرها بنفسه ، تحركي
جوزيت(تلاعبت بلسانها وتبعته):- ماذا تريد ؟
ميار:- إلى المكتب …
جوزيت(زفرت بتعفف ونظرت بطرف عين لميرنا التي لم تنتبه لهما أو انتبهت ولم تبالي):- يا نعم ؟
ميار(دخل وأقفل الباب خلفه):- ماذا تريدين أن تفعلي الآن مع ذلك المعتوه ؟
جوزيت(استغلت كرهه لكاظم):- هو ليس بمعتوه إنه تحري وذكي وشخصية مرحة ..
ميار:- ههه هل تحاولين استثارة غيرتي مع ذلك المغرور أبو عضلات ؟
جوزيت(كتفت يديها):- لست أفعل لكنني اكتفيت من خصومتكما ، أنا أريده أن يكون صديقي
ميار:- هذا آخر كلام لديكِ ؟
جوزيت(اقتربت منه):- أجل
ميار(فتح الباب بقوة):- اذهبي إليه إذن ، تليقان ببعضكما ..
جوزيت(ارتجت من جملته وامتلأت عيونها بالدموع):- أنت تجرحني
ميار(أقفل الباب):- إذن لا تضطريني لذلك
جوزيت:- ماذا بك ؟
ميار:- أنا متعب .. قلبي عليل ، وأنتِ تضغطين علي أعلم أعلم أنني مجرم في حقكِ لكنني أمر بفترة عصيبة لست ألعب أو أدعي بل أنا في متاهة وإن كنتِ ستزيدين الطين بلة علي غادري المكتب
جوزيت:- كله بسببها صحيح أنا أعرف أنها السبب في حالتك هذه .. لكن لا بأس سأعرف كيف أتصرف لأوقف هذه المهزلة
ميار(توجه للنافذة):- مجددا ستقول مهزلة ، جوزيت ابتعدي عن كاظم ودعيني الآن
جوزيت:- لقد تعودت على السمع والطاعة كثيرا يا ميار ، لكنني لست بجارية حتى تجعلني خاضعة تحت قدميك بسبب حبي الذي يجلب لي الذل معك … أنا جوزيت وسأبقى حرة أبية طالما لا أجد فيك من يحتضنني لشخصي وليس لكي يطفأ نار شوقه لغيري … عن إذنك
تركته مسمرا في محله وغادرت المكتب بعد أن صفقته من خلفها بقوة ، تأملت عيون ميرنا جيدا وتنفست عميقا لتعود للمطبخ وتكمل ما بدأته ، هنا وضعت ميرنا يديها على رأسها بصداع وانتفضت من ملمس أنامل غطت على عينيها وصارت تدلك أعلى حواجبها ..
وائل(انحنى وهمس في أذنها):- اشتاق الحبيب للحبيب ؟
ميرنا(ابتسمت بخفوت):- أين كنت ؟
وائل:- مع نادر بغرفته يقول بأنه سيغادر للوطن بعد يومان أو ثلاث
ميرنا:- حقااا ولماذا ؟
وائل:- الرجل معي منذ حادثتي ميرنا من الضروري أن يعود لعمله ، وأظن أنه على حق
ميرنا:- صحيح لكن ماذا عن ناريانا ؟
وائل:- لا أعلم لم يدلي بحرف إزاء هذا الموضوع ، والأفضل ألا نضغط عليهما هما راشدين ليحلا مشاكلهما معا … ها ميسونتي أين وصلتِ ؟
ميسون:- غلبت ماما في اللعب و .. ههه قصدت عمتي ميرنا
ميرنا(تشنجت ولكنها سرعان ما ابتسمت):- لا بأس صغيرتي لدينا طفلة نابغة هنا ، صدقا غلبتني
وائل(جر كرسيه وجلس بينهما):- أنا متأكد لو دخلت مع ميرنا ضدكِ لن تربحي
ميسون:- مستعدة للنزال ههه …
كان هكذا .. وائل لم يسألها مجددا عما حصل معها في تلك الأمسية ، تركها على راحتها لحين تهدأ وتستعيد أنفاسها ستخبره بنفسها ، وهي احترمت فيه تفهمه كثيرا لأنها شعرت بالارتياح من هذه النقطة وظلت تلاعبه مع ميسون في جو لطيف ، .. أما في المكتب فظل يتحرك بالكرسي وهو يغوص في معالم عميقة من أفكاره ، عليه التقاط روحه قبل أن يخسر كل شيء ، خصوصا أن جوزيت بدأت تلعب بلعب خبيث قميء لا يطيقه … وهنا كانت تعد مع كاظم الصلصة فعلا بينما ناريانا كانت تساعد لورينا في تجهيز السباكيتي ، أما نزار فقد اهتم بالعصير والسلطات وحلوى الفواكه ، هكذا مر الوقت المتبقي إلى أن وضعوا العشاء على الطاولة وإجبااااااااارا صار لزاما عليهم اللقاء …
كاظم(لف خيوط السباكيتي بشوكته):- لو علي يا حكيم فإنك رجل محظوظ أي والله ، ستتنعم بحضرة طباخة ماهرة مثل لورينا ياااااااه ..
حكيم:- الدور والباقي على بنات الراجي هن والمطبخ علامة ضد ..
جوزيت:- لا تخلطني في جملة واحدة لأنني من جهز الصلصة صح كاظم ؟
كاظم:- يا عيني على الصلصة أي والله هي التي حضرتها ، نقطة لكِ شريكتي
ميار(نظر إليها من محله وابتسم إن كانت تحاول إغاظته فهو أكثر شخص مستفز عرفته البشرية حتما):- ميرنا أيضا تجيد صنع السباكيتي ..
جوزيت(وحل الأكل بصدرها ونظرت إليه بوجع):- هء
حكيم(بعدم تصديق):- هه من ميرنااااا ؟
ميرنا(وضعت شوكتها على جنب وأنزلت رأسها):-…..لآرد
وائل(نظر إليها وهز كتفيه):- ربما حدث ذلك ذات مرة
ميار(نظر لصحنه):- بل منذ فترة بسيطة حتى لقد حضرتها لأجلي في العرين … كانت لذيذة وشهية ودافئة حتى أنني لم أشبع من مذاقها وتمنيت تناول المزيد إنما ماذا نفعل مدة المتعة دوما ما تكون قصيرة …
ميرنا(فهمت مقصده وأغمضت عينيها لتتألم في صدرها):- يا إلهي
جوزيت(وضعت الشوكة بعصبية فأحدثت صريرا مزعجا):- هممم
ناريانا(نكزتها):- اهدئي ..
وائل(تشنج من جملة ميار):- من حظك أن تطبخ لأجلك
حكيم(نظر إليها):- حتى أنها تجيد تعديل الشطائر ، قامت بذلك لأجلي ذات ليلة هممم
وائل(ضحك ورفع رأسه):- ميرنا … أراكِ قد طبختِ لكل الشباب ؟
كاظم(رفع إصبعه وهو يبتلع ما في فمه):- إلا أنا تناولت الكعكة من يدها ذلك اليوم هذا فحسب
جوزيت:- كعكتنا معا لم تطبخها لوحدها
كاظم:- أستسمح كعكتكما … معاااااااااااا ..
نادر(نظر لناريانا وعقد حاجبيه):- أحب المرأة التي تجيد فنون الطبخ
كاظم:- +1 أنا كذلك .. يااااه أتمنى لو أتزوج بامرأة تحب الطبخ وتطبخ لي ليل نهار ليل نهار دون تذمر ههه ، أنا رجل طريق قلبه هي ملء بطنه فهلمو يا بناااات هلموووو ..
لورينا:- ههه أنت لوحدك تقيم عرسا ، يا رجل ستزهق منك إحدى خيوط السباكيتي ونقوم بضربك
ميار:- ربما اشتاق ضربة أخرى مني .. دعيه
كاظم(بلؤم ناظره):- ها صغيرتنا لما لا نسمع صوتكِ ؟
ميسون:- أتابع الحديث فحسب .. ثم لا كلام على طعام
نادر:- هاه أنظروا صغيرة وأفهم منا ، صحة وهنا على قلبكم ….
فعلا وجدوا أن جملتها كانت صمتا رحيما لكل الجالسين هناك ،إنما العيون وحدها التي كانت تنطق كلما التقت ببعضها … ما بين ميار وجوزيت كانت هنالك لمحة عتب وتحدي ألم وبؤس وبعض غيرة على خيبة ، كلاهما ظهرت المعاناة جلية في أعينهما … أما ما بين ميرنا ووائل فقد كان هنالك سلم وراحة وبعض أمان ممتزج بالغرابة والحيرة فهو يريد أن يعرف ما بالها لكنه سينتظر بدون أن يضغط عليها فمصيرها ستحكي له ما يضايقها ، وبالنسبة لها فقد كانت تحسر نظرها في صحنها أو ميسون غير ذلك لم تتجرأ أكثر كلما رفعها فهي تعلم أنها محط أنظارهم جميعا .. أما حكيم ولورينا فهي كانت مدلهة فيه تناديه تتمناه بينما كان هو يهرب بعينيه التي تستقران رغما عنه عند عصفورته وهذا ما كان يؤلمها بصمت … أما ناريانا ونادر فقد كان اللوم والخوف مرابضان بين نظراتهما التي اتسمت بالحيرة وطلب الغفران الذي لن تحصل عليه ما لم تصارحه بالحقيقة ، وهو لن ينتظر إلى ذلك الحين لذلك نظراته كان فيها بعض وداع أيضا …… أما أخونا في الله فقد كانت نظراته تسبح بينهم جميعا يقرؤهم ببساطة وهو يلتهم صحنه ، ويحرك رأسه سخرية منهم وقهرا عليهم أيضا ….
أمضوا بقية الوقت في صمت ولم تكن هنالك أصوات سوى الملاعق والشوك والكؤوس ، هكذا إلى أن تفرقوا لأجل النوم وكانت أول من هرب هي ميرنا التي أمسكت ميسون بيدها وصعدت إذ كانت ستنام بقربها كما اتفقا ، بينما حكيم في غرفته والبقية كذلك ما عدا جوزيت التي صعدت تجاه غرفة ناريانا ونامت بجوارها وهجرت فراشه كما رغب، لكنه ندم حين طلب منها الذهاب أخذ ينظر إلى سريره ومحلها تحديدا قد بدا فارغا من الحياة لذلك اضطجع عليه بتعب والمعاناة فيه شاملة …
ناريانا:- ألن تذهبي إليه ؟
جوزيت(رمت برداء قميص نومها على الكنبة):- ما بكِ ألم تشتاقي لأن ننام مع بعضنا ؟
ناريانا:- ههه بلى اشتقت يا صديقتي الحلوة ..
جوزيت:- إذن تعالي ونامي بجواري أريد أن أغفو بين ذراعيكِ وتمسحين على شعري
ناريانا:- لا والله هل علي أن أقوم بدور مياركِ أيضا ؟؟؟
جوزيت(بغمغمة قهر):- وأين هو مياااااااري ؟؟؟؟؟ طردني يا ريانا أتصدقين ؟
ناريانا:- أكيد قام بذلك في لحظة غضب ، لو ذهبتِ إليه الآن سيكون هنالك حديث آخر
جوزيت:- وهل ترضينها لي ، لن أذهب ما لم يدعوني بنفسه ؟
ناريانا(رفعت الغطاء):- إذن تعالي لحضني فمكعب الثلج يقولها وهو لاع ..
جوزيت:- وا خيبتاه كلتانا بحظ أتعس من الأخرى ..
ناريانا:- ههه لا يختي أنتِ ميارك يحبكِ وحالة خاصة فقط لو يبعد الغيوم المشوشة من عقله، ستصبحان أفضل ثنائي هنا .. أما أنا فدعيني ساكتة أحسن
جوزيت:- كله مع مرور الزمن يُحل .. دعينا نغمض عيوننا أشعر بالوهن
ناريانا(قبلتها من شفتها):- وهذه قبلة من ميارك ههه
جوزيت(قبلتها أيضا):- هذه من ندورك ههه …
ناريانا(دغدغتها تحت الفراش):- ههه قطتي الشريدة أنا
جوزيت:- يا ضبعة هههه تمهلي بنت ….
لنتركهما مع بعضهما في أنس ومرح مفتعل لطرد البؤس من قلبهما الجريح ، وننتقل لغرفة الأميرات اللتين كانتا بقرب بعضهما ميرنا واقفة عند المرآة بينما ميسون تقف على الكرسي لتصل لمستواها ، وكلتاهما تمشط شعرها وهما تلبسان تقريبا نفس فستان النوم بدرجات البنفسجي المختلفة ، بيدين شفافتين وقصير حد الركب مع خفين قطنيين بدتا كالأختين حجم كبير وصغير .. وهذا ما كان يتأمله باستغراب كبير
وائل(كان مضطجعا على السرير وهو يتأملهما بمحبة):- الآن عليكما طردي لكي أذهب لغرفتي
ميسون:- ههه ابق معنا
ميرنا:- فندق خمس نجوم الكل ينام هنا ههه ، لا يا روحي توجه لغرفتك هنا لن ينام أحد غيرنا
ميسون:- تعجبني الاتفاقية
وائل:- أخبريني فقط من أين لكِ بذلك العقل الذكي ، ما شاء الله عليك فقط
ميرنا(وضعت المشط والتفتت لميسون):- دعيني أجدله لكِ
ميسون:- غدا افعلي الآن سرحيه مثلكِ فحسب
ميرنا:- يأمرني الحلو أنا .. هيا استديري ..
وائل(بحب نهض):- إذن سأدعكما مع بعضكما تصبحان على خير ..
ميرنا(استقبلت قبلته على غفلة في خدها وناظرته بحسرة حين انخفض وقبل ميسون):- وأنت من أهله
وائل(لامس خدها بإصبعه وتحرك للخلف):- نامي جيدا ..
ميرنا(هزت رأسها له وتحشرجت غصة في قلبها):- أنت كذلك ..
وائل(لوح لهما وفتح الباب ليجده منضما أيضا):- هل ستنام هنا ؟
حكيم(تجاوزه للداخل بلا مبالاة):- وإن فعلت هل لديك اعتراض ؟؟
ميرنا(وضعت المشط وتوجهت إليهما):- البنت هنا .. حكيم أدخل / .. لقد جاء ليقبل ميسون وسيذهب لغرفته هيا وائل لا تجعلها قصة
وائل(آه يا معذبتي ما علي إلا أن أتحمل):- حاضر يا ميرنا حاضر
ميرنا:- أحبك حين تتفهمني ..
وائل(ابتسم لها وغمز لها بتلاعب):- أراكِ غدا حبي ..
ميرنا(لوحت له بخجل من الباب):- باي باي
وائل(قبلها في الهواء):- لكِ …
ابتسمت له أجمل ابتساماتها ودخلت مغلقة الباب خلفها لترى حكيم قد اضطجع على السرير محله ، حولت عينيها بتعب ووضعت يدها على خصرها وهي ترى ميسون قد أخذت المشط وعادت لتمشط شعرها في محلها تحت أنظاره
ميرنا:- ابنتك .. جيناتك ما شاء الله
حكيم(وجيناتكِ أيضا لو تعلمين):- إذن … أين سينام بابا ؟
ميسون:- معنا معنا بلييييز مثل الصباح استيقظت وأنا فرحانة
ميرنا(نظرت إليه باستغراب وهمست له وهي منحنية لرأسه):- هل ستستغل الصغيرة الآن حكيم ، أكاد لا أصدقك مطلقاااا ؟
حكيم(وضع يديه تحت رأسه وبتحدي):- لماذا ترفضين ؟
ميرنا:- الوضع الآن غير سوي ، نحن مطلقان
حكيم:- وبعد ، ونحن متزوجان لم يحصل شيء يعني ما الذي سيجعله يحدث الآن ومعنا طفلة حتى ؟
ميرنا(وضعت يدها على جنبها):- الحديث معك عقيم عقيييم …
حكيم:- على ذكر التعقيم أحتاجكِ لتغيري ضماد جرحي ، أكيد لن تبخلي وإلا لجأت للورينا
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أحضره ودعني ألصقه ، لحين تنام الصغيرة وستنقلع لغرفتك نقطة انتهى
حكيم(نهض وزلزلها بوقفته):- وإن لم أفعل ؟
ميرنا:- بسيطة أحمل الصغيرة وننتقل لغرفتك لا مشكلة
حكيم:- عنيدة عنيدة … لحظات وأعود
ميرنا:- تمام سارع فحسب ..
توجه صوب غرفته مسرعا أحضر ملصقا وعدة الإسعافات الأولية وعاد في طريقه صوب غرفتها التي أصبحت أحب غرفة بالنسبة له ، تركا ميسون في الغرفة كي لا ترى ذلك المنظر ودخلا للحمام جلس على الكرسي وأزال قميصه
ميرنا:- أظنه بدأ يطيب صح ؟
حكيم:- ستفتحينه وترين عن قرب ما حدث فيه ..
ميرنا(زفرت عميقا وامتصت شفتيها وفتحته وهي تصغر عينيها بألم):- هل يؤلمك ؟
حكيم(نظر لعيونها):- ليس أكثر من ألم الروح
ميرنا:- ها نحن ذا سنبدأ في الفلسفة ، ساعدني بنزع الملصق فأنا لن أستطيع ذلك
حكيم(أزاله برفق ورماه بالمكب):- هيا ضعي المعقم وبعدها الملصق
ميرنا(وضعته وألصقته برفق على جرحه وانحنت لكي تثبته بقوة على الأطراف وأصبح شعرها بوجهه كله ، استنشقه بجنون وبسمة):- ها نحن انتهينا هيا لغرفتك
حكيم(أمسكها في حضنه وأجلسها على حجره):- عصفورتي ..
ميرنا(نظرت إليه ويديها مرتفعتين متفاجئة بحركته):- ما بالك فعلت هذاااا ؟
حكيم:- ولا شيء أردت المرح قليلا
ميرنا(نظرت إليه وارتخت عضلاتها باستسلام):- لن أقاوم تعبت
حكيم(عقد حاجبيه واختفت ابتسامته لأنه أراد أن يمزح معها لكن أن تقلبها دراما معناه هي تعيش في معاناة):- ميرنا أخبريني ما الذي يضايقكِ ؟
ميرنا(كفكفت دمعها ونهضت):- البنت لوحدها دعنا نطوي الموضوع هنا لو سمحت ..
تملصت منه بصعوبة وتوجهت للسرير دخلت محلها وأشارت لميسون التي انضمت وارتمت في حضنها لتناما قرب بعضهما مبتسمتين ، انضم أيضا لكنه لم يدخل بل بقي جالسا بقربهما ليطمئن على نومتهما وفيما بعد يذهب لغرفته … لم تفتح عينيها مذ أن أغلقتهما فهي تعلم أنه لن يتركها وشأنها لو فعلت ، لذلك وهي تحاول الهرب منه غفت دون أن تشعر وانتهى بها الحال في سكينة تامة مع طفلتها الصغيرة … مرت الساعات الليلية وكل يناجي وجعه في جنح ذلك الليل الساكن والذي غالبا لن يبقى كذلك ، نهضت مفزوعة من محلها وبحثت عن ميسون بجوارها لم تجدها ، نظرت للساعة كانت قد تجاوزت منتصف الليل توجهت إلى الحمام غير موجودة ، وهنا خافت من أن يحدث معها ذات الشيء كما ليلة أمس خرجت مسرعة ونظرت حولها للرواق الذي كان مظلما قليلا وانتبهت لظلمة المكان ، في العادة يتركون إضاءة الممرات كلها لما خففوها ، لم تطل سؤالا بل نزلت بخفيها من الدرج وهي تبحث عنها ما ربما كانت بجانب الساعة أو في مكان ما في الصالون لكن لا أثر ، اعتقدت أنها ذهبت إلى حكيم لذلك ما إن همت بالصعود وتجاوزت نصف الدرج استدارت حين سمعت صوتا مريبا خلفها ، وجدت شخصا ملثما يكمم فم ميسون ويجرها خلفه نحو باب الخروج هنا ، صعقت وجمدت الحياة في عينيها وهي تشعر وكأنما روحها تخطف منها ، بحثت عن صوتها لم تجده حركتها شلت حتى التصقت بالحائط وهوت جالسة على الدرج ودموعها شلال من عينيها .. أخذت تهتز وتهتز وأغمضت عينيها وفتحتهما وهي تحاول الإصغاء لصراخ ميسون التي كانت تنتفض من قبضته وتحاول الفكاك …
ميرنا(بصوت مسحوب):- ميسون .. ميسووووووون ميسوووووووووووووووووووون ……
آخر صرخة صرختها وفقدت وعيها منعزلة عن الوجود بشكل كلي ، لحظات وكانت هنالك يد تحاول إيقاظها فتحت عينيها بومضات ضوئية ولم تشعر إلا وهي بين يدين قويتين ترتجف بفشل إلى أن وضعها على الكنبة وهو يصرخ فيهم أن يحضروا بعض الماء…
ميار(كان يعدلها على الكنبة):- ميرنا ميرنااااا افتحي عينيكِ ميرنااااا … ميرنا انظري إلي
ميرنا(فتحتها وهي تشعر بلسانها مثقل):- مي…ميار ميسو…ن .. لقد .. هو .. ملثم و..
ميار(أعطته ناريانا الماء):- خذه ..
وائل(أمسك بالكوب عنه وأعطاها لتشرب):- ميرناااا حبيبتي ، استعيدي وعيكِ أنتِ بخير تمام
ميرنا(ابتلعت الماء الذي اندلق عليها قليلا ورفعت يدها بفشل):- ميسسون.. أنتم .. هو دخل و..
ميار:- ما الذي تقولييييينه ؟
لورينا:- لا تصرخ يا ميار هكذا ستفزعها
وائل:- دعني أكلمها لطفاااا .، ميرنا لما كنتِ تنامين على الدرج ماذا جرى ؟
ميرنا(نظرت للدرج ورفعت رأسها بثقل):- لقد ..كنت و..
جوزيت(كتفت يديها وهي ترى حالتها باستغراب):- هفف كل ليلة بحكاية
لورينا:- جوزيت بليييز الوضع لا يسمح ..
ميرنا(نظرت إليهم وإلى ميار بجوارها ووائل أمامها لا وجود لحكيم وميسون هنا استوعبت):- ابتعدوا عني ابتعدواااااااا … اهئ ميسوووون لقد دخلوا وأخذوووها رأيتهم ولم أستطع الصراخ لقد كتمت أنفاسي وكأن شيئا يطبق عليها ، لقد اختطفوها ألن تحركوا ساكناااااااا هااااا ؟
وائل(ابتلع ريقه ورمقها وهي تنهض لذلك أسندها):- ميرنا اهدئي
ميرنا(دفعته وتوجهت صوب الباب لكن رجلاها لم تسعفانها فسقطت باكية):- ميسون أخذوها ألا تسمعوووون ، اهئ ميسوووووووووووون أين أنتِ يا ميسوووون اهئ ما بكم تنظرون إلي هكذا ، تحركوا افعلوا شيئا وائل أرجوووك الحق بهم وأنت ميار دع رجالك يحضرونها لي ، أريد ميسون
ميسون(ربتت على كتفها):- ميرنا …
ميرنا(فتحت فمها بعدم تصديق والتفتت):- ميسووون هههه ميسوووون أنتِ هنا حبيبتي أنتِ بخير
ميسون(لم تفهم شيئا من عناق ميرنا):- أنا هنا كنت نائمة وبابا معي ..
حكيم(انحنى لمستوى ميرنا):- ماذا حدث ميرنا ؟
ميرنا(نظرت للباب ولهم ولميسون وللدرج وشعرت بالدوار):- ولكن .. لقد رأيت شخصا يأخذها وو لاحقتهم وانهرت هناك عند الدرج وفقدت وعيي أنا متأكدة ، هذا ما حصل فكيف .. أ..
وائل:- كنتِ تحلمين فحسب يا ميرنا …
ميار(مسح على فكه):- لقد شاهدت شريط المراقبة ميرنا ذلك الباب لم يفتح منذ أن أغلقناه في المساء ، يعني ما رأيته كان حلما والبنت هنا مع حكيم
ميرنا(نهضت بتعب وهي ممسكة بيد ميسون التي جذبها حكيم إليه):- ماذا تقصد هل أنا مجنونة ؟
ميار:- تمام دعي الكل وتعالي إلي أنا
ميرنا(بلؤم):- لا تخاطبني أصلا لا أريد أن أكلمك تجاهلني يااااا عم …
جوزيت:- تمام تمااااام فهمنا أنكِ رأيتِ حلما سيئا إذن ليعد الجميع لأمكنتهم ..
ناريانا:- هيا جوزيت لنصعد …لورينا ؟
لورينا(نظرت إليهم وانضمت):- تصبحون على خير …
كاظم(خرج من إحدى الجوانب بشورت قصير وقميص بلا أكمام وكان ما يزال يتثاءب):- ما هذه الضوضاء هااااه ، ما بها البرانسيس الصغيرة هل رأت ميسون حلما آخر ؟
وائل(بقلق):- هذه المرة ميرنا ..
ميرنا(جلست على الكنبة ونظرت لميار بتعب ووضعت يديها على رأسها):- تعبت تعبت
حكيم(دفع ميسون إليها وجلس على طرف الكنبة):- لا بأس ميرنا لا ترهقي نفسكِ ..
ميرنا(نظرت لميسون التي مسحت دموعها):- أنتِ لم تفزعي مني صحيح ؟
ميسون:- لاء أنا أعرف هذه الأحلام البغيضة ..
كاظم:- أي على الجميلة وأمها هيا دعونا ننام يخرب هبلكم ما تخلوا الواحد يعيش في راحة ، لا ليل ولا نهاااااااار …
وائل:- اشربي الماء قليلا لترتاحي ؟
ميرنا(ضمت ميسون لحضنها وأجهشت بالبكاء):- اهئ خفت لو يأخذونها مني ، ماذا أفعل بدونها ؟
حكيم(يا الله هذه البنت تشعر بابنتها فكيف سأخفي عنها كيف):- ميرناااا ليس أمامها
ميار(جلس على طرف الطاولة مقابلها):- هل كان شخصا ملثما ؟
ميرنا(رفعت عينيها إليه وهزت رأسها برعب):- أجل … ملثم
ميار:- نفسه الذي رأته ميسون يعني ..
ميرنا(رمشت بعدم فهم):- ولكن .. أنا سأصاب بالجنون هكذااااا
حكيم:- غير معقول أن تريا نفس الحلم
وائل:- بالنسبة لميسون لم يكن كذلك لا تنسوا الخنجر ؟
ميسون:- أنا خائفة
ميرنا(همست لهم بالصمت):- يا عمري لا تخافي .. على فكرة أنا لن أستطيع النوم وحدي بعد الذي حصل رجاااء لو نبقى جميعا هنا ممكن ؟
ميار:- سأحضر الأغطية لكما
حكيم:- لا مشكلة لدي
وائل:- سنكون معكِ لا تخافي .. على فكرة لو أردتم يمكنني البقاء وحدي وأنتم اخلدوا للنوم ؟
ميار(نظر إليه):- أنا من وجدها في الدرج وذلك لأن النوم جافاني يا بعدي ، فشكرا للخدمة سأبقى
حكيم:- وأنا لن أتركهما سأحضر أغطية لكم ..
ميار:- تعال ..
وائل(مسح على شعرها):- بيبي أنتِ على ما يرام الآن ميسون هنا بحضنك هممم ..
ميرنا:- هه لقد غفت المسكينة يا روحي ، أزعجتها في نومها لكن أقسم لك لم يكن حلما لم يكن
وائل:- هنالك شيء غريب يحدث ..
ميار:- وهذا ما أظنه أيضا ؟
حكيم(جذبه للرواق الفارغ):- فخرية قالت أن هذا من تأثير السحر الأسود ، وهو ما يجعل المرء يرى أشياء لا صحة لها من الواقع مثلما حدث مع ميسون ومع ميرنا الليلة
ميار:- لا أريد أن أحبطك لكنني لا أصدق هذه الخزعبلات
حكيم:- لا تصدق لا تصدق إلى أن نفقدهما ..
ميار:- التحليل المنطقي أنها رأت حلما مزعجا
حكيم:- وما معنى وجودها بالدرج ؟
ميار:- حين رأيتها صدمت وهرعت إليها فورا وأساسا صراخها أيقظ الكل
حكيم:- يا الله ، فكرة نومنا جميعا قد تشعرها بالاطمئنان
ميار:- حتى في الغد سنقوم بهذا لنرى ..
حكيم:- معك حق .. هيا بنا لنعطيهما الغطاء
ميار:- اسبقني سأحضر فناجين قهوة لنا .. ووائل قلق أيضا
حكيم:- هذا ما ينقص أن أقلق بشأنه
ميار:- حبيب البرانسيس على قولة ذلك الجدار … ثواني …
توجه حكيم إليهما وقام بوضع الغطاء عليهما بحيث نامت ميرنا وميسون بقربها ، أما على الكنبة المقابلة كان وائل جالسا وأعطاه واحدا وضعه على جنب وأخذ يراقبهما بقلق .. انضم ميار بعد برهة وأعطاهم القهوة وقاموا بارتشافها وهم يفكرون في حل لهذا الوضع الغريب والمريب …
لاح ضوء الصباح وفتحت عينيها لتجد نفسها نائمة لوحدها على الكنبة ، لا وجود لهم رفعت رأسها وأزالت الغطاء ووجدت العم نزار يضع الفطور على الطاولة وناريانا تساعده ، انتبهت للشمس المشرقة والجو الحار ونهضت تجر رجليها صوب الباب الخارجي ورأت في الحديقة ميسون تلاعب وائل ونادر بالكرة ، بينما كاظم كان حارس المرمى .. على جنب كانت لورينا تلعب رياضتها الصباحية بينما جوزيت على الكرسي الهزاز تلعب بهاتفها في يدها وتشرب العصير .. تنهدت وتراجعت للخلف صبَّحت على ناريانا والعم نزار وصعدت لتغير ثيابها وتغسل وجهها أولا ، قامت بذلك بروح هادئة ونظرت لفراشها كان ما يزال منكوشا من ليلة أمس تحسرت على ما حصل ، وانتبهت لبحة في صوتها جراء كل ذلك الصراخ الذي صرخته خوفا على ميسون ، كلما تتذكر كلما تشعر بتشنج في أطرافها .. جففت وجهها والتقطت من دولابها فستانا خفيفا يناسب الجو الحار والذي قلب فجأة ،، فقبل يومين تحديدا كانت هنالك عاصفة غريبة ، مشطت شعرها بيديها وتعطرت ، ناظرت نفسها وعينيها الناعستين من فرط قلة النوم والإرهاق ، تذمرت لذلك وخرجت بتكاسل من هناك وسمعت صوت حديث همهمة غريبة من الرواق المقابل ، أطلت برأسها ووجدته يتحدث عبر الهاتف ويبدو عليه الحزن الشديد …
ميرنا(ابتلعت ريقها ولم تشعر إلا وكانت تقترب منه):- مياااار .. أنت بخير ؟
ميار(انتبه لها وقطع الاتصال):- لا شأن لكِ …
ميرنا(أحنت كتفيها ونظرت للأرض وهو يتجاوزها مثل البرق):- معك حق
لم يتوقف ولا برهة بل توجه نحو الأسفل لكنه تراجع عن نزوله وعاد أدراجه مستوقفا إياها …
ميرنا:- هل نسيت جرحا آخر لتضيفه للقائمة ؟
ميار(أشار لها بوجع):- إذا جفَّ الإحساسُ يا ميرنا أخبريني ، بماذا يُفيد العتب ؟؟؟؟؟؟؟
تركها ونزل وهي تمعنت في جملته ووجدت أنها لو أطالت التفكير بها ستصاب بالجنون ، فتحت عينيها على وسعهما وتنهدت لتنضم إليهم على طاولة الفطور التي لم تخلو من الشغب ومن المشاحنات المتعددة ، ولكن أغلب الموضوع كان مرتكزا حول ميرنا … مر اليوم بشكل اعتيادي لا جديد يذكر اتصلوا بالبيت حكيم وميرنا وكلموا العائلة ، جوزيت لم تكلم ميار ولا خاطبته بحرف طوال ذلك اليوم بل تجاهلته بشكل مؤلم ، حتى هو لم يركز معها كثيرا بل ظل طوال الوقت بغرفة مكتبه ، كاظم مداعباته ومزاحه مع لورينا وناريانا هو هو ولن يتغير ، أما نادر فقد كان في كل مرة يتأكد أن قراره بالرحيل صائب لكنه لم يخبرها بعد بذلك ، إنه ينتظر الوقت المناسب فحسب ، ميرنا قضت ما تبقى رفقة وائل وميسون وحكيم كل مرة تشارك أحدهم بجلسة الصمت فقد كانت متعبة حد السكوووت ، هكذا إلى أن جاء الليل من جديد وقاموا بالنوم مثلما اتفقوا في الصالون أربعتهم وميسون معهم .. لكن الصادم هو أنه ولا حركة غريبة حدثت بل ناموا بسكينة عادية ودون مشاكل إلى أن أتى الصباح ، حتى لما راجعوا كاميرات المراقبة عليهم لم يجدوا شيئا غير مألوف وهذا ما جعلهم يوقنون أن كل ما عاشته كلتاهما كابوس لا أقل ولا أكثر … وهذا ما بعث الاطمئنان بقلوبهم أكثر ….

بعد مرور يومان
بقي الحال كما هو عليه ، المشاحنات بينهم كثرت وأصبحت الأعصاب متشنجة أكثر ، بالأحرى ينطق أحد حتى ينقض عليه الآخر من فرط الغضب ، البنات كانت كل واحدة فيهن تحمل موقفا ضد الشباب والشباب أيضا لم يقصروا في اتخاذ جبهة الحرب ضدهم ….. ما بين ميار وجوزيت ما زال الوضع كما كان ما زالت تغيظه بتوددها لكاظم الذي عاش الدور معها منه انتقام له ومنه مساعدتها لكي يفتح ميار عيونه ويكف عن أذيتها ، وهذا الأخير كان متألما من ناحية فراقها وعدم مخاطبتها حتى أنه افتقد نومها بجواره وعناق الاحتياج خاصتها بعد أن تغفو بين أحضانه ، بعمره ما شعر مع أي امرأة بذلك الشعور حتى مع ميرنا لم يعانقها ولم يستيقظ بجوارها قط ،.. حتى هي كانت تجافيه ولم تعطيه فرصة ليحادثها بحرف أصلا هو لم يحاول ، ولكن حين تحضرها الصدفة يصمتان ويرمقان بعضهما بحديث صامت كله عتب وغضب …. لورينا وحكيم كانا في واد مغاير الأخت قال ما قال استيقظت فيها نزعة الغيرة من ولا شيء ، صارت تحاسبه على كل حرف ينطق به وتحاول أن تزرع نفسها مقارنة بغيرها لعله ينتبه لوجودها ولكينونتها ، لكنه لم يتقبل تغييرها المفاجئ فذلك في ظل ظروف التوتر هذه أبعد له من الخيال ، أصلا هو حانق على أمها فما الذي تطلبه هذه البنت الآن ، كان سامحها على فعلتها طبعا لم يفعل ولكنه اضطر أن يساير الوضع لكنها تضغط عليه كثيرا وهذا ما جعله عصبيا طوال الوقت ، خصوصا والشك أيضا يسبح في عقله من حال الكل وتحديدا ميار وميرنا …. أما ناريانا ونادر فعرفت بأمر مغادرته بعد يوم أو يومان وهذا ما جعلها تحزن وتثور بوجهه ، حاولت أن تعترف بمشاعرها ولكنه حبس الكلام مجددا في جوفها وجعلها تهرب منه باكية ، شعر بالحزن لأنه يؤلمها في كل لحظة يتحادثان فيها لكنها تريده أن يغض بصرا عما رآه بالفندق وهذا مستحيل ، وطالما لم تصارحه بما حصل حقيقة أكيد لن تنتهي هذه المشكلة …. أما السيد كاظم فهذا كان في واد آخر طبعا كان يراقبهم عن كثب ويتابع سير القضية مع العم بشير من محله ، أيضا كان يساند أي واحدة في حالة وجعها فمثلا حين تبكي جوزيت فإنه يواسيها ويقف معها وقفة رجل حتى يضحكها ، وينتقل لناريانا يواسيها بدورها وبمجرد أن يناديها رابونزل ويفتعل صوت الساحرة الشريرة تموت ضحكا ويغير كل غبنها في الحين واللحظة ، لورينا كذلك تحظى بدلاله وحصة مساندته لها في أقصى أوقاتها حرمانا وحزنا ، كان يؤدي لها عرض أزياء وهو يسير بخيلاء أمامها فقط لتضحك وكانت تضحك من قلبها بالفعل وتعانقه بفرح لأنه صدقا صدقا شخص حنون رغم سخريته وغروره المباح …. ميسون كانت تتأقلم معهم وعقدت صحبة بسيطة مع العم نزار الذي كان يتقرب منها لكي يسألها عما يدور في ذهنه وبدون أن يلفت أي انتباه ، كله لأجل حمايتها وراحتها والتي تعلقت بكل فرد فيهم وأصبحت تفهمهم وتذهب لمرافقتهم في أوقاتهم التعيسة …. وهنا نصل لميرنا التي كانت تجد فيها ونيسا وراحة من بعد صراع يوم بأكمله ، صراع المشاعر أفظع صراع يمكن للمرء أن يعيشه نظرة العتب من عيون ميار كانت تكسرها ونظرة التساؤل في عيون حكيم كانت تعذبها أما نظرة الغبن من عيون وائل فهذه كانت تأتي بتأوهات عميقة تجعلها تنغمس في مود الحزن ، وهذا ما أرهق وجدان وائل الذي تعب من كثرة التحمل والمداراة هنالك شيء حصل بينهما لكنها مصرة على عدم الإفصاح ، وهذا جعل الوساوس تنخر بعقله خصوصا بعد موقف جوزيت من ميار وهذا ما زاد تأكيد تلك الشكوك ، في أن الوضع ما بينهما أخطر مما يتوقعون …
ميرنا(نظرت لنجوم السماء بتأفف وزفرت بعمق):- يعني ماذا ؟
وائل:- منذ أن حاولت فتح الموضوع معكِ وأنتِ تتهربين ، حالكِ مضطرب من يومها كفى يا ميرنا أنا بدوري إنسان ولست جمادا حتى أهضم هذه اللامبالاة ، تعبت من كثرة التهيؤات والاحتمالات الغريبة .. صارحيني لأنني أريد جوابا مقنعا الآن ولن أتنازل
ميرنا(ببكاء):- لما تضغط علي ألا ترى حالتي يعني ؟
وائل(مسح على شعره بعصبية ونفاذ صبر):- لأنني أرى حالتكِ أريد مساعدتكِ أريد أن نزيل الغشاوة من هذا الحال الغريب ، ساعديني
ميرنا:- أخبرني إذن لما كذبت علي بشأن ذهابك للطبيب ؟
وائل:- يا الله شرحت لكِ شرحت لكِ أن العم بشير طلب مني التكتم على ذهابي ، وكاظم كان معي لو كان علي لاصطحبتكِ معي ولا كنت تركتكِ تذهبين معه لذلك المعلم التاريخي ، هل أنتِ مجنونة أم تتقصدين فعل هذه الأمور لتغيظيني ؟
ميرنا:- هااااااااا الآن صرت أتقصد الأمور وتذكرت للتو أن تحاسبني على ذهابي ، ثم أنا لم أكن راغبة بالذهاب بل … هففف يا الله
وائل:- أرأيتِ كيف تصمتين حين أتطرق للموضوع
ميرنا:- أجبني الأول أين ذهبتما وماذا فعلتما ؟
وائل(تذكر ذلك اللقاء وشعر بالحزن):- لو لم تكوني مشغولة في التعايش مع مشاعركِ المضطربة ، لكنتِ لاحظتِ البؤس على ملامحي ولكن من أكون حتى تهتمي بي مثلما تهتمين بهم وتخافين على مشاعرهم
ميرنا:- أنت الآن بدأت تهذي ..
وائل:- أخبريني ما الذي حصل بينكما ؟
ميرنا:- لن أخبرك
وائل(أمسك من يدها وجذبها إليه بقوة):- لحد الآن ما زلت أضبط أعصابي ،لأنني مقتنع بأن حبيبتي التي صارت تختلق المشاكل والنزاعات معي خلال هذين اليومين فقط لترتاح من تأنيب الضمير ، ستصارحني وتنهي هذا الوبال بكلمة واحدة منها فقط
ميرنا:- ألا ترى أنك تطيل في الأمر ، ثم تلك خصوصياتي وائل أنا حرة في التكتم
وائل(اهتز بجدعه وهو يفلت يدها):- إذن من الآن فصاعدا كل منا حر في تصرفاته
ميرنا(رمشت):- ماذاااا تقصد ؟
وائل:- دعيني ميرناااااااا … يكفي يكفي تعبت من كل هذا الجحيييييييم …
ميرنا(ارتجت بدموع من جملته):- تعبت مني أيضا ؟
وائل(توقف بالرواق وناظرها بحزن):- وتعبت منكِ أيضا … يا خسارة ..
شعرت بأن هنالك سيفا انغرس في صدرها وجعلها تتلوى من الوجع ، أما يكفيها الويل الذي تعيشه من يومها ألا يكفيها العذاب الذي وضعها فيه ميار ليكمل وائل الآن جميل صنيعه … جلست على حافة نافذة الرواق المطلة على الحديقة وأخذت تبكي بازدراء من كل شيء … هنا خرج غاضبا ليجلس على الدرج خلف القصر ووجد هناك نادر جالسا بدوره بشكل أتعس منه
نادر:- بدأت أتعلق بها يا رجل
وائل:- الحب ما يشاور ..
نادر:- لا أستطيع أن أحبها ، لا أستطييييع
وائل(بحزن أليم على حالهم):- إذا صارح البنت ودعها تطوي صفحتك
نادر(نهض بحق):- سأفعل والآن حتى …
وائل(أمسك بحجرة وضربها في الفراغ):- افعل ولا تتردد ، قد يأتي يوم وتندم على هذااااا … آه يا ميرنا كلما أخفيتِ سرا تبعديننا عن بعضنا بعضا وهذا أليم يا حبيبتي ألييييييم
صعد نادر نحو غرفتها بدون سابق إنذار ، طرق الباب وحين سمع صوتها اقتحم الغرفة ووجدها مندهشة من سر زيارته التي فاجأها بها على حين غرة ..
ناريانا:- هل هناك شيء ؟
نادر(ابتلع ريقه ونطق بعد صمت):- نحن لا نليق ببعضنا انسي أمري ..
ناريانا(ارتجفت بدموع وطأطأت رأسها):- لأنك تراني غير لائقة بك أليس كذلك ؟
نادر:- بدايتنا لم تكن جيدة آنسة متعجرفة ، لذلك تعبت من كل هذا الصد والجرح وأريد أن نضع حدا لكل هذااااا
ناريانا:- صدقني أنا لست كما تظنني و
نادر(قاطعها بحزم):- أنا لم آتي إلى هنا للسبب الذي سرى في عقلكِ ناريانا ، أنا أريدكِ صديقة وحسب أنا مستعد لأن أصغي لكِ وأعرف كل ما حصل معكِ ومن يكون ذلك العجوز الذي في كل مرة أجدكِ في حضنه مع الأسف .. لذلك أنا أفتح يدي لكِ
ناريانا(بدموع):- لكنني … أحبك
نادر(تحركت حنجرته بثقل ونظر إلى دموعها وطأطأ رأسه):- حبكِ خاطئ ناريانا ، أنا رجل لا يصلح للعشق وخصوصا مع امرأة حطمتني قبل أن نبدأ حتى
ناريانا:- أنت تظلمني وتظلم مشاعري ، ألست مهمة بالنسبة لك يعني لو فكرت فيني بالشكل المناسب ربما سترحمني من عذاب الضمير .. أنا لم أفعل شيئا ولست نادمة على كل ما حصل وسيأتي يوم وتعود فيه نادما إلي ، ووقتها ستندم على حبي الذي أهدرته وأسقطته قتيل شكوكك
نادر(اقترب منها خطوة وهو يشير):- أسفي عليكِ
ناريانا(شهقت بجرح):- هه سنرى من سيتأسف على الآخر بالنهاية سيد نادر ، لو سمحت غادر غرفتي
نادر(نظر إليها مليا وتحشرج الهواء في جوفه وخرج):- هكذا سترتاحين مني .. أصلا أنا عائد للوطن ولن أقول أبدا أنني سعدت بلقائكِ …
ناريانا(أردفت من خلفه قبل أن تقفل الباب بعده):- ولكنني كنت الأسعد بهذا اللقاء …
وداع كان أم بداية لقاء الله أعلم فما إن تم إغلاق ذلك الباب حتى هوت على الأرض باكية بانهيار ، أما هو فنزل وهو حانق وغاضب والدنيا مسودة بعيونه ، إنها تتعمد في كل مرة أن تهينه وتنقص من قدره والأدهى أنه بعد كل ما فعلته ، ما زالت تدعي البراءة وبأنها لم تقدم على أي فعل خاطئ .. طيب يا روحي من ذلك الذي كنتِ بحضنه مرتين تبكين وتشهقين ووووو ، تعب من التفكير وعاد إلى حيث كان يجلس وائل بوجه مظلم ليؤنسه في ذات الظلمة بقلب مفجوع ….
هنا كانت هذه تستفزه بحركاتها وهو يحاول أن يتابع مع ابنته مسلسلها الكرتوني المفضل ، لم تعطيه مجالا وهي تطقطق العلكة بفمها وتراقبه بعيون ملوعة مستفزة تبحث عن خلق مشكلة جديدة .. تمالك أعصابه والتفت لميسون التي ضحكت من أحد المشاهد ثم عادت لصمتها ..
لورينا(نهضت تتمايل في غرفتها وشغلت موسيقى على هاتفها سببت الإزعاج):- هممم نن ..
حكيم(انتبه لانزعاج ميسون فرفع صوت التلفزيون ونهض):- إن لم أفقس بيضتها فلن تهدأ ..
أطفأ الهاتف بغضب وجذبها من يدها خلفه للحمام أدخلها وأغلق الباب بعصبية
حكيم:- ماذا تريدين الآن بهذه الأفعال ؟
لورينا:- أنت تتجاهلني وهذا يؤذيني في قلبي
حكيم:- وما شأني هااااه ؟
لورينا:- تعبت يا حكيم أريدك أن تحاورني تكلمني تحادثني ، لأن غالبية أحادثينا القليلة جدا والمعدودة على رؤوس الأصابع يا إما عن ميسون يا إما عن أمي …
حكيم:- جيد لديكِ موضوعان لنتحدث فيهما وتتذمرين … غيركِ لا يجد حتى وقتا للنظر
لورينا:- ها ها يا غرورك .. حكييييم
حكيم: توقفي لورين توقفي فحسب ، نحن نحن أنا وأنتِ يعني لا نليق لبعضنا ولن يحدث شيء بيننا طوينا هذه الصفحة ولكي لا تضطريني للقيام بفعل أرعن ،، حافظي على هذه المسافة واحمدي الله أنني أتعامل معكِ بالحسنى بعد فعلتكِ الجالسة خارجا بالغرفة
لورينا:- أخبرتك أن أمي من فعلت ذلك ثم …
حكيم:- بغض النظر أنتِ أخفيتها عني أخفيتِ عني ابنتي …. ابنتي أنا وميرنا تمام ؟
لورينا:- ابنتكما ابنتكما يا حكيم فهمت وأقحمت هذا الحديث في عقلي ، لكن دعني أذكرك أنها تتوق لأحضان وائل بدلا عنك وتموت فيه حبا ولا تراك من أصله ، لذلك أنت مثلي ستحترق على نار الغيرة والعذااااااب وهذا يرضيني ويبرد نااااااااري …
حكيم(أمسك فكها بقوة وأخرسها):- لو تلفظتِ بمثل هذا الكلام مرة أخرى سوف لن يحصل طيب
لورينا:- أعلم أنك تكره أن تسمع الحقيقة لكن هذا هو الواقع ، ميرنتك لا تعترف بك ولا تراك ولا تحبك ولن تحبك حتى لو انطبقت الأرض على السماء ، لقد سرقها منك وصارت ملكا له والله أعلم ما الذي يحدث بينهما … ها ولأضيف فميار بدائرة الخطر كلنا نعلم أنه قد حدث بينهما شيء في ذلك المكان الأثري وحتى لو تكتما عنه فاللعوب ستكشف نفسها بغبائها حتما …
حكيم(كان يستمع إليها وقلبه يتلوى وجعا):- ستجنين ثمن غضبي هذا في لحظة غادرة
لورينا(ببكاء تمسكت بيديه):- أنا أحبك أموت فيك أنظر إلي أحبَّني يا حكيم ، حاول حتى لو كان شعور ألفة أنا أقبل به لكن لا تهدر قلبك في عشق امرأة تحب غيرك ، هذا انتحاااااار وقتل لمن يحبونك بصدق
حكيم(ابتلع ريقه وأبعدها عنه):- توقفي عن الحديث فحسب أنتِ تثيرين الشفقة …
صدمت من جملته الصاعقة تلك وناظرته بقهر قبل أن يطير من هناك ومن الغرفة بأكملها نزولا للأسفل وهربا من نظرات الجميع ، تركها تتلوى بدورها وجعا في الحمام وهي تدعو الله أن يحبها ولو للحظة واحدة في هذه الحياة ربما لو ماتت سوف تموت سعيدة لأنها حظيت معه بلحظة فرح … لكن هيهات هيهات أين الفرح وأين الراحة وظل ميرنا يخيم على عقله ….
في الرواق الآخر
كان يحتجزها بغرفته وهي التي جاءت لتأخذ علبة دوائها بحيث انتهت شريحتها الخاصة ، ولذلك اضطرت لطلبها منه فقد كانت بحقيبته ولكنه أقفل الباب عليها ليحادثها عن العناق الذي دار بينها وبين كاظم صبيحة ذلك اليوم ….
جوزيت:- قدم لي خدمة وأنا شكرته هل لديك اعتراض ؟
ميار(أشار لها بسبابته وهو يحتجزها في الركن):- وهل كل من يقدم لكِ خدمة تغدقينه بالأحضان ، جوزي جوزي لا تلعبي معي حفاظا على سلامة وجهكِ النضر هاااه ، لأنني رجل مخبول قد أسقطكِ في مصيبة دون أن يرف لي جفن لو اكتشفت أنكِ تتوددين لذلك الأرعن
جوزيت(تلوت بإغراء):- أتشعر بالغيرة منه ، والله لم نعد نفهمك سيد ميار تغار علي تغار عليها ارس على بر فليس الجميع مثلك بقلبين
ميار(ضرب على الجدار جوارها وبدا التعب جليا عليه):- أنصحكِ ألا تأخذي موقفا من لطافتي معكِ ، فلا تعلمين متى ينهض الفهد الكامن في داخلي ليدمر كل شيء
جوزيت:- ولا تنس أنني ثعلبة أيضا ، وأظنني حرة في تصرفاتي طالما حضرتك تعيث عشقا فيمن تحب وتأخذهن للمعالم التاريخية حتى التي تشاركها فراشك لم تفكر باصطحابها لمشوار ثنائي بينكما كتعويض بسيط على عشقها الأحمق
ميار(زفر بعمق):- ماذا تفعلين مع كاظم ؟
جوزيت:- ما تفعله أنت مع ميرنا ، ليس حلالا عليكم وحراما علينا
ميار(تنهد بتعب وابتعد عنها ليفتح دولابه):- خذي دواءكِ جوزيت افعلي ما تريدينه أنتِ حقا حرة
جوزيت(رمشت بعدم فهم هي تريد إغاظته إثارة غيرته وليس أن تنتظر دعمه):- ولكن ..
ميار(تأوه عميقا وأعطاها شريحة الدواء):- خذيها قبل الأكل تفضلي
جوزيت(ألن تقول شيئا ألن تصرخ بوجهي وتنبهني ألا أقترب منه أين مياااار أين الرجل الذي أحببته):- هاتها .. هات ولا تخاطبني مجددا لا تستغل الفرص ميار ..
ميار(فتح لها الباب):- غادري ..
جوزيت(ضربت الباب برجلها ورمت الشريحة على الأرض ودفعته لصدره):- ماذا تكوووون جليد جماد ماذا بك ، من يومها وأنت رجل آخر ماذا حصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(أمسك يديها بقوة):- توقفي …
جوزيت(جذبت يديها ببكاء وانهيار ودفعته بكل قوتها حتى أسقطته على السرير):- أنت حبيبي
ميار(أغمض عينيه وهو يستقبل قبلتها على شفتيه والتي لم يبادلها بأي ردة فعل):- …لارد
جوزيت(نهضت من فوقه وهي تعقد حاجبيها منه):- ياااااااه ألهذه الدرجة صرت لا تطيق ملمسي ؟
ميار(تزحزح ونهض من جوارها):- كفى جوزيت كفى … أنا بدوري تائه في ذاتي وأنتِ لا تبخلين في زيادة ذلك التشتت دعي لي مساحتي أريد أن نتوقف عند هذه النقطة
جوزيت(وثبت من خلفه وهي تضرب على صدرها بوجع وانهيار):- تتخلى عني يا ميار ؟
ميار(تحركت حنجرته بثقل):- بل أعطي مساحة لعلاقتنا هكذا أفضل لكلينا ، كي لا أجرحكِ مثلما ما فعلت قبل لحظات فهذا يؤذيكِ ويؤذيني
جوزيت(دفعته لكتفه وتحركت صوب الباب):- ستندم صدقني … ووقتها لن تجدني ولن تجدهااااا
جلس على طرف السرير وهو يمسح على فكه بتعب من جملتها ومن الوضع المعاش كله ، شعر بالاختناق لذلك حمل سترته وخرج من الغرفة ومن القصر ليجد الجماعة في الجانب الخلفي للقصر والكل حزين وتعيس وموجووووع ، وها قد اكتملت قالها كاظم وهو يلمس عصبية ميار
كاظم:- هل تخاصمت مع جوزتك أنت أيضا ، والله أنتم أتعس مخاليق الله ؟
ميار:- أنت لا تخاطبني سمعت ؟؟
كاظم:- أيها الغبي يا اللي طول عمرك غبي ، هل تعتقد أن جوزيت ستنظر إلي كانت نظرت حين كنا صغارا إنها ميتة في عشقك أيها الأحمق ولكنك غبي وأعمى
ميار(أشار له):- حرفا آخر وسأقطع لسانك
حكيم(بكره):- يوووه خلصونا وحياتكم اللي فينا يكفينا …
وائل:- تتت المكان خانق صراحة
نادر:- ليتنا نخرج لنغير الجو ما رأيكم ؟
كاظم:- أعرف مكانا يااااااااااااااااه لو تدخل إليه وأنت تحمل هموم الكون ستخرج وأيضا ما زلت تحملها هههه ، يعني فرفرش ودردرش واسرح وامرح ولا أحد يهتم …
وائل:- لما أشعر وكأنه مكان بذيء مثل أفكارك ؟
كاظم(ضحك بسخرية):- وحياتك ستنسون هموم النساء فقط ثقوا بي …
ميار(عشعش كلامه في عقله ونظر لحكيم):- بصدق أحتاج لهكذا مكان
حكيم(تذكر همومه أيضا):- وأنا أيضا
وائل:- وأنا لا مانع لدي لكن ليكن محترما هاااااه ؟
نادر:- أهم شيء الاحترام
كاظم(فرك يديه بحماسة ونظر إليهم):- وحياااااااتكم كله إلا الاحتراااااااام ولووووو ….^^
نظروا لبعضهم بنظرة غريبة ولمعت أعينهم قبل أن يتفرقوا في سيارتين ويغادروا القصر ، هنا العم نزار زف الخبر التعيس لهن كل واحدة بغرفتها وسقط عليهن الخبر كالصاعقة ….
ميرنا:- خرجواااااااا ولكن إلى أين ؟؟؟؟
نزار:- والله لم يخبروني فقط نبهوني من أن أخبركم وأغلق أبواب القصر بعد تناول العشاء
ميرنا:- هكذااااا إذن سيتناولون العشاء خارجا لا والله راااااائع
جوزيت(فتحت له باب الغرفة الجانبية التي استقرت فيها مؤخرا):- وفكرة من كانت هذه ؟؟؟؟؟
نزار:- الله أعلم أتيت لأخبركِ فقط كي لا تنتظري السيد ولكي تنزلي لتناول العشاء بعد قليل
جوزيت(بغضب):- تمام يا عم نزار مشكووور …
نزار:- كما سمعتِ آنستي والسيد حكيم طلب منكِ الاعتناء بميسون وإن رغبت بالذهاب إلى ميرنا دعيها تفعل
لورينا(من بابها):- اممممم طبعا سيفكر بهما وينساني أنا كحجر الزاوية ..
نزار:- أفندم ؟.
لورينا:- ولا شيء دعني الآن سأنزل بعد قليل …
ميسون:- أين بابا ؟
لورينا(دلفت بعصبية):- ذهب مع أعمامك للعشاء خارجا
ميسون:- كان أخذنا معه
لورينا:- والله أخبريه ذلك ….
ناريانا:- وأنا ما شأني يا أخي لتخبرني خلاص انتهى كل شيء حتى قبل أن يبدأ
نزار:- عين العقل أن تفارقي ذلك المتبجج أساسا لا يليق بكِ
ناريانا:- امم امم سأنزل بعد قليل لأساعدك بالعشاء
نزار:- لا تتعبي نفسكِ أنا قادر على تحضيره بنفسي امسحي أنتِ دموعكِ واستعيدي رباطة جأشكِ يا حفيدة وُديقة
ناريانا(سحبت أنفاسا عميقة):- ولا يهمك أخي ، سأتخطااااها ولابد …
هيييه وعلى هذا الأساس أغلقن أبوابهن وكل واحدة تنظر إلى نفسها في المرآة وتفكر ، أين ممكن أن يكونوا قد ذهبوا ليتناولوا العشاء وفكرة الملهى الليلي أول ما تبادر لأذهانهن ويا حبيبي حين تتجلى الغيرة مع الجنون من يسكتهن ؟؟؟؟ الكبرياء والعنفوان منعهم من رفع الهاتف والاتصال بهم فكل واحدة مجروحة من حبيبها ، لكنهن تردن معرفة مكانهم يعني اطمئنانا ليس إلا .. لكن مع من طالما ذهبوا تحت مشورة من جدار برلين فيا ويلي ويلاه ههههه ….
وصلوا إلى ملهى ليلي من خارجه يظهر أنه يستحق المغامرة ، كان هنالك رجلان بحجم كاظم يقفان عند البوابة أعطاهما المعلوم ودخل قبلهم ليلحقوا به وهم يتأملون البنات هناك أشكال ألوان ، ضحك نادر من المنظر أما وائل فحرك حاجبيه وهو يهمس له أن وقعتهم مهببة مع حبيباتهن ، أما ميار فلاعب فكه وهو يلوز بعينيه ويرى الجمال الروماني متجليا في الأرجاء ، حكيم لمح تملق الفتيات ورقصهن المميع واتخذ محلا في طاولة أرضية ليلحقه كاظم والجماعة …
ميار(تأمل الأضواء الملونة والجو الصاخب):- مكان مناسب فعلا لنسيان الهموم
كاظم:- أخبرتك .. هاه ماذا سنطلب الليلة سننسى جنس النسوان بالمرة ..
ميار:- أي شيء ثقيل مع بعض المملحات لا رغبة لي في تناول أي شيء
حكيم:- أحضر لي مشروبا خفيفا
كاظم:- لالالا لنتفق يا حلوين ما دامتم قد دخلتم لمكاني الخاص ، فسوف تسيرون حسب قواعده
وائل:- هذا ينوي قتلنا الليلة
كاظم:- كلكم ستشربون وبدون استثناء وع حسابي
ميار:- هذا إن اختصرت علينا موشح التعريف بالمكان وقمت بالمفيد …
كاظم(غمز إحدى النادلات اللاتي قدمت بصدرها المكتنز وفستانها الخاص بالمكان):- سينيوري توُيويرديني ؟
كاظم:- لا أنتِ ستتفلسفين على أمي دعيني أرافقكِ … عائد لكم
نادر(وضع سترته جانبيا وهو ينظر صوب المرقص):- بصراحة المكان ممتع
ميار:- كان علينا الهروب إلى هنا قبل الليلة
وائل:- صح أضعنا الكثير ههه
حكيم:- أي لو أجد أي واحد فيكم يتذمر على مسمعي بعد ساعة سأحرقكم
ميار(بحسرة):- لن نتذمر أساسا جئنا بناء على رغبتنا في طرد المواجع ..
وائل(بحزن):- لا يليق بنا اللقاء في نقطة محددة نحن أعداء في نهاية المطاف
حكيم(نظر إليه):- ولأجل ذلك سننسى ونستمتع الليلة كرجال فحسب
ميار:- متفق مع حكيم
وائل:- لو هكذا لست أمانع أصلا من ذا الذي يفرط بجو صاخب كهذااااا
نادر(نكزه):- صحة صحة ع قلب الحوووب ههه
أخذوا يتبادلون الممازحات فيما بينهم إلى أن هل كاظم ومعه السينيورة وهي تقدم لهم أكوابهم ذات المحتوى الثقيل ، شربوه دفعة واحدة وهنااااا بدأت الدنيا تدور من حولهم ولكنهم استمتعوا وطلبوا المزيد ثم المزيد ثم طلبوا قنينة بأكملها على طاولتهم وأخذوا يتبادلون الهموم …..
هنا ظهرت شلة بنات ماذا أقوووووول بسم الله ما شاء الله ، كل واحدة فيهن أجمل من الثانية وكن بفساتين أنيقة وكأنهن قد خلقن لأجل تلك الليلة فحسب ، انتشرن طبعا وكل واحدة فيهن استقرت في مكان خاص 9 رصاصات ستضرب 5 قلوب حسبما أرى … تفرقن في عدة أمكن استقرت اثنتان منهما عند المشرب ، بينما ثلاثة جلسن بالطاولة المقابلة للشباب ، أما الثلاثة المتبقية تفرقن في أماكن متباعدة ولكنها كلها تصب في طاولة شبابنا الذين بدؤوا في الدخول لمرحلة الثمالة المفرطة بشكل واااااااضح ….
كاظم:- هء هههه كلما ثملت زارتني هذه الشهقة ..
ميار(بثمالة ناظره):- خسارة فيك هذه العضلات أيها الطفل المتذمر
كاظم(أشار له بثقل):- كأنك تلسن على أهلي هنا ، هااااا تركت لك جوزتك فدعني وشأني
ميار(وضع الكأس بعصبية):- جاي ع بالي أرقص ..
حكيم:- الفتيات بعدد لا يحصى خذ راحتك هههه
ميار:- هيا هيا ارقص أنت أيضا
حكيم:- بعد قليل بعد قليل
ميار(نظر لوائل):- وأنت لما هي تحبك ؟
وائل:- لنرقص أحسن من أن تفتح لي سيرة لن تنتهي إلا بفتح وجهك بالسكين ههه
ميار:- هههههههههاها أقول لهم وائل يأوي بداخله مجرما لكنهم لا يصدقونني
وائل(انتبه لإحدى البنات بشعر شبيه لشعر ميرنا):- ههه ابتعد عني
ميار(نشه وتحرك صوب المرقص):- ولا تهمني ههه …
عند البنات وتحية خاصة ل"العاشقات اللا تائبات"
أول واحدة نطقت فيهن "عائشة" والتي كانت ترتدي فستانا في اللون الكريمي أي البيج كان طويلا حتى الأسفل بشكل متحرر وخفيف وفي الخصر كان ملفوفا بخيط من نفس الثوب ومعقودا في الخلف على شكل فراشة ومتروكا على راحته ، كان يرتفع فوق النصف السفلي بهندسة رقيقة على شكر فراشات حجرية ممتدة حتى العنق وملتفة بعقد مناسب لخلف الظهر العاري والذي كان مغطى بثوب شفاف ، شعرها ذو اللون البني تركته مفرودا على راحته على إحدى جانبي كتفها ، بيدها حقيبة مناسبة للفستان وأحمر شفافها كان يشارك شقاوة اللحظة ….
عائشة(هزت يد خديجة بشكل جنوني):- هئئئئئئ هل رأيتِ ما أرى إنه ميار ميار ميااااااااار هههه
خديجة:- الله يخرب بيت ذلك الصوت ، يا بنتي ثقبتِ أذني أجل رأيته ها هو أمامي يتحرك لحظة إنه قادم تجاهنا
عائشة:- له له له أمسكيني أمسكينييييييي هل هو ميار حقا أم أنني أحلم ، من كثر ما أعجبني وأثر فيني صرت أراه في وجوه البشر ؟؟؟؟
خديجة:- أصمتي ينعن حسك إنه هو مياركِ الذي كنتِ تحلمين به ، آححح أنظري لوائل يا إلهي أنظري لوقفته وجنتلمانيته وهيأته يااااااااااي الليلة سأسقطه في حبي من كثر المحنة التي أصاب بها قلبي مذ رأيته في الصور ، عشقته إي والله عشششششششقته …
الفتاة الثانية كانت "خديجة" وهذه استقرت في فستان باللون الأخضر الفاقع وانعكس على بشرتها بشكل مميز رسمها كقنينة عطر شهية ، بحيث كان الفستان يصل حتى الأسفل وملتصق بمنحنيات جسمها بشكل ثائر ، أما فوق فقد كان يبرز شق الصدر وبكم واحد فالكم الثاني كان ينتهي حتى وركها بتشكيلة زهرية بها قطع شفافة تظهر جسمها ، ممتد من ذراع واحد حتى المرفق بذات الثوب الشفاف ، شعرها كان ما بين خصلات الأشقر الكثيف وخصلات بنية خفيفة وكانت ترفع غرتها للخلف ليبقى متحررا خلف ظهرها بطريقة متناسقة …
سهام(انضمت إليهن مصدومة لم تعرف هل تتقدم أم تبقى محلها وهي ترى جماعتنا قد وصلوا):- يا ويل ويلي أنااااا على الحب وسيد الرومانسية ههه لالا أنا أهذي
خديجة(رمقتها بحدة):- إنه هو شخصيااااا ولو تحركتِ صوبه قيد أنملة سوف لن يحصل طيب
سهام(بلا مبالاة):- والله لو أعرف أن الحرب ستقوم عليه لن أهتم ، سيكوووون لي فخففي من عصبيتكِ حبي
كانت الثالثة هي "سهام" وهذه كان بفستان في اللون الأحمر الداكن بثوب القطيفة ، بفتحة حتى الفخذ تبرز نضارة بشرتها وهي تتبختر به ، فقد كان ملفوفا في الخصر بخيط لمِّيع ملتصق ببروش خفيف خلف ظهرها العاري والمنتهي حد الخصر ، أما في المقدمة فقد كان بكم واحد بثوب شفاف بها تشكيلات حمراء متطبعة على ذراعها وأعلى صدرها إلى نهاية اليد ، شعرها البني الداكن كانت تضعه في تسريحة جانبية مع أحمر شفاه مناسب للفستان جعلها تبدو بهية للناظرين …
لتنضم إليهن الفتاة الصاخبة بضحكة لو سمعها بوليس الآداب لالتقطوها من أذنيها ههه ،
الفتاة الرابعة "نور" وهي كانت بفستان رمادي قصير حد الركب ، ملتصق بجسمها أيضا بشكل مبالغ فيه كي تبرز قوامها الممشوق ، كان بدون أكمام مرتفع حد الصدر بثنية تبرز شق صدرها ، كانت ترتدي قلادة حجرية تغطي انحناءة عنقها وشعرها الأسود كان طويلا حد الخصر وجعلته متحررا خلف ظهرها مع زينة مناسبة أكملتها بتلك الضحكة أكيد ستخرب على أمهم هههه … لأنه بسبب تلك الضحكة عينها انتبه لها وغمزت له بسرعة وهي تتقدم نحوه تحديدا وقد التقطت كأس مشروب وجلست على الكرسي مقابله من المشرب وأخذت تتلوى بإغراء ، وهي تتابعه نحو المرقص بعينيها وهنا رمقت عائشة ابتسامته وجذبتها لركن وحاصرتها
نور(شربت نصفه):- ما بالكِ عشوشتي ؟
عائشة(أخذته منها بعصبية):- لا عشوشتي ولا عمي عشور ، ما هذا الذي تفعلينه ؟
نور:- ماذا أفعل أنا أحِبَّه
عائشة:- لا تجلطيني يا بنت لولا دخولكِ كالصاعقة لكنت أوقعته في شركي ، خربتِ علي هكذااا
نور:- يوووه والعمل أنا أريد أن أراقصه الآن ؟
عائشة:- والله لو تحركتِ صوبه قيد أنملة سأجعلكِ فرجة في هذا الملهى ، دعيني أنا أراقصه أولا
نور(نظرت إليها مليا):- بما أنكِ الأصغر وبما أنكِ صديقتي وأحلى ضرة .. ابدئي أنتِ أولا
عائشة(قبلتها بفرح):- قلبي يرقص وعقلي يرقص وحواسي ترقص هههه ادعي لي يا بنت …
نور(لوحت لها وتقدمت للمشرب):- سأستعد لدوري ههع ..
عائشة(تشجعت وهي تعدل فستانها وتوجهت إليه وهي تولول تحت فمها):- يا ويلك يا عشوش يا ويلك ستقابلينه وجها لوجه ستشمين عطره ستلمسينه أي يا قلبي وماذا ينتظرك ، هيا يا بنت إنها فرصتكِ تشجعي تشجعي قبل أن تسرقه منكِ نور هههه هيا احم مرحبااااا
ميار(استدار إليها بابتسامة لعوب):- أهلين
عائشة(ماذا أفعل ماذا أفعل سأفقد وعيي لالا ما كنت أتوقع أن يكون بهذه الوسامة عن قرب ماما ماما الحقي بنتكِ راحت ضاعت):- ….لارد
ميار(انتبه لها وعلى غفلة مد يده لمصافحتها):- ميار ..
عائشة(نظرت ليده بدهشة ورفعت عينيها إليه):- ميار ..
ميار(صافحها وهو يحرك رأسه ووضع كأسه على إحدى الطاولات العمودية):- اسمكِ ميار ؟
عائشة(مدلهة فيه وفي صوته وعيونه):- هه أجل أنا ميار
ميار(ضحك من ظرافتها):- اممم تحملين ذات اسمي
عائشة(ياما ع الضحكة ياااااااما انتبهت لنفسها ما الذي تهذي به):- لالا ليس ميار أقصد أنا أدعى عائشة ويدلعوني البنات باسم آيشا يعني حسب لغة رومانيا ..
ميار(جذبها من يدها وهمس في أذنها):- آيشا .. هل تقبلين بمراقصتي ؟
عائشة(بصوت الحماس):- هههههه هذا يوم المنى ../ (رققته بأدب)أحم أقبل هه تفضل تفضل
وضع يده حول خصرها وغاص معها في رقصة ولا في الأحلام …
خديجة(نهضت ووقفت عند المشرب من الجهة المقابلة):- هيا ولول هياااا يا كبد دوجة تعال إلي تحرك لماما يا ربي تحرك يكفيني نظرات والله أحبَّش …
لبنى(هرعت إليها بخفة):- يا بنت يا بنت أنقذيني كاظم ينظر إلي هههه ، إنه ينظر ويسبل لي في عيونه ماذا أفعل ؟؟؟؟
خديجة(نظرت حيث كان يقف وهو يشرب من كأسه):- هنيئا لكِ ، سرعان ما أوقعته في شباكك
لبنى:- والله لم أقم بشيء كثير فقط تمايلت أمامه بقوامي وناديته بعيوني مع عشر ابتسامات وها هو ذا قادم نحوي
خديجة(بقنوط):- ولما فعلتُ أنا الضعف ولم يتحرك ويل قلبي هاااااه ؟
لبنى(أخذت ترتجف):- يا ويلي إنه قادم نحونا ماذا أفعل .. أشعر بأنني أرغب بدخول الحمام
خديجة:- أين ذهبت الشجاعة يا لولو هاااه هيا استجمعي نفسكِ ما بكِ ترتعدين وكأنكِ على وشكِ الدخول لامتحان الباكالوريا ، الله الله ….
كاظم(أعطاها كأسا وابتسم لها):- يسعد مساكِ ..
لبنى(تحشرجت الحروف في جوفها وهي ترمق ابتعاد خديجة عنها):- يس..يس… يسعد مكاس مساك أقصد ههه هنن …
كاظم:- وحدكِ ؟؟؟
لبنى(طبعا وحدي ياااااا كتلة العضلات وبانتظارك لتحتويني أقصد احم تحضنني):- أهه وحدي أجل يعني المكان جميل …
كاظم(قرع كأسه بكأسها واتكأ بضخامته بجوارها حيث كانت تجلس):- في صحتك
لبنى(ضاعت في عيونه ورفعت الكأس لفمها):- في صحتك آه يا الله ..
كاظم(التقط منديلا من المشرب ومسح لها فكها حيث دلقت القليل):- ولا يهمك ..
لبنى(يابااااااااااااااااا� �اي على الرقة يا باي اهئ ماتت لبنى):- هه ه ههههه .. هههه
كاظم:- كاظم النابلسي
لبنى(رمقته جذب يدها وقبَّلها برقة):- لبنى أ.. لولو يعني هكذا ينادونني
كاظم(بتلاعب لامس خصلات شعرها):- أنتِ لولو وأنا طبوش هههه
لبنى(فتحت فمها بجنون فيه):-ههه يا عيني
كانت "لبنى" هي الفتاة الخامسة بفستان بني يصل للأسفل بطول أنيق أعطاها لمحة ثائرة خصوصا مع شق الفستان من إحدى قدميها حتى الورك ، وبرزت منها وحمتها الخفيفة ذات اللون البني الداكن أعطتها طبعة فريدة من نوعها ، كان مرتفعا حتى العنق وبدون أكمام وبفتحة من الرقبة حتى شق الصدر ، كانت تضع سوارا متناسقا مع ثنية العنق اللامعة ، وشعرها البني كان بنفس درجة لون الفستان وكانت تمسكه خلف رأسها بمشبك بني وتركته مفرودا خلف ظهرها بترتيب منمق على زينة مناسبة كانت حقا تبدو مذهلة وهذا ما جعله يختارها من بينهن …
أما على جنب فقد ركضت سارة نحو خديجة حتى كادت تسقط وتقلبها سينما هناك ، خديجة رمقتها بدون فائدة ، فضحكت سارة بصخب وهي تحاول أن تخفف من وتيرة توترها
سارة(بهلع وفزع من صدمة رؤية وائل على أرض الواقع):- دجى دجى بليز إن لم تتحركي معي الآن سوف أموت ، أرجوكِ بحكم الصداقة التي بيننا رافقيني للحمام
خديجة(بنفاذ صبر):- هل ترونني هنا ساعيا للحمامات ؟
سارة:- أخشى أن تغدروا بي وتلتفوا حول وائل بدوني لذلك كي أضمن واحدة فيكن رافقيني للحمام
خديجة:- يا لصراحتكِ المطلقة طيب خذي الأخرى ودعيني هنا أراقب الوضع ، أساسا لم يتحرك من محله يا بعدي يلزمنا قوة لنجعله ينهض
سارة(ترتجف):- والله سأسقط لكِ هنا رافقيني سوف أنفجر
خديجة:- انفجري هل أنا هنا فريق الإطفاء أم ماذا ؟
سارة(بتودد):- دوووجى هذه أنا ساريتا حبيبتك رافقيني وبدون ذل هنا ؟
خديجة(زمت شفتيها وأمسكت حقيبتها):- امشي امشي أنجبتكِ ونسيت أمركِ يمكن هفف (رمقت سهام بتحذير) هاااا أحذركِ إياك وأن يهيأ لكِ بالكِ أن تلعبي بذيلكِ من وراء ظهرنا قسما بالله سأخرب عليكم هذه الحفلة
سهام:- روحي روحي من اهتم بكم أصلا يا الله لا ترحموا ولا تتركوا رحمة الله تنزل
خديجة(مررت إصبعها على عنقها بحركة النحر):- أحذركِ …
سهام(ابتسمت داخليا ونظرت لسارة التي كانت أيضا تساند في التهديد):- سترون ههه …
الفتاة السادسة "سارة" وهذه كانت بفستان نصفه السفلي أسود والنصف العلوي بثوب ذهبي بأحجاره اللامعة التي التفت حد الخصر صعودا للصدر بحمالتين بذات الثوب ، ومفتوحة على الصدر والذراعين عاريتين ، مع فتحة من قدمها اليمنى يظهر منها كعبها العالي اللامع مثل قطعة الفستان العلوية ، وشعرها الأشقر ذو الخصلات البنية كان قصيرا ووضعته في تسريحة لولبية زادتها جمالا على جمال ، وما ارتاحت حتى أخذت واحدة من الخصم معها للحمامات ههه …
في تلك الأثناء
تقدمت خطوة وعادت خطوة هل تذهب إليه إنها الفرصة المثالية طالما كلتاهما ذهبتا للحمام ، تقدمت وهي ترفع رأسها بإباء فهذه الفرصة لا تتكرر مرة أخرى ، تنحنحت وتشجعت بلبنى التي كانت تضحك بصخب رفقة كاظم من الظاهر أنهما على وفاق ، أيضا رمقت عائشة في رقصة طويلة مع ميار أكيد ستنغص عليها نور بعد قليل ههه … المهم وصلت إليه وأطلت عليه من الخلف بخفوت
سهام(انطقي يا سهام انطقي، أي على شعره إنه قريب من ملمسي ولا عطره يا ويل ويل ويل أمي أنااااااا أه يا قلبي ضعت وذبت فيك يا شيخ):- احم أتسمح لي بهذه الرقصة ؟
وائل(نظر جانبيا ولمح شعرها صعودا لملامحها الرقيقة):- أفندم ؟
سهام(وضعت يدها بجرأة على كتفه وهي ترقص ارتعادا من الخوف):- نرقص ؟
وائل(حرك رأسه بثمالة):- هااا … أوك لا مشكلة لدي لنرقص ..
أمسكها من يدها وجذبها للمرقص برقة وعذوبة جعلتها ترفرف ترفرف عاليا مع أحلامها ، نظرة من عينيه كانت تجعلها تفتح فمها بدون شعور ، فقد تجلى فيهما كل العشق والحنان والرجولة ، تأملت حاجبيه رموشه لحيته فكه وششششفتيه القاتلتين ، أما صوته فقد كان همسا عذبا بل موسيقى عزفت على أوتار الحلم … ظلت مشدوهة فيه وهي تشعر بلمسته على خصرها وكأنها جمرة وضعت لتشعل فتيل جنونها ، أما يده التي كانت ممسكة بيدها فقد كانت معجزة وتحققت
وائل:- أنتِ بخير ؟
سهام(مشدوهة فيه):- هممم نعم
وائل(بدفء):- ما اسمكِ ؟؟
سهام(مطت شفتيها بتلعثم ابتلعت ريقها وأردفت):- أدعى سهام لكن البنات ينادونني سُها
وائل:- معكِ وائل يا … سهام أو سُها
سهام(أخذت ترمش وهي ما تزال غير مصدقة):- هل تصدقني لو أخبرتك بسر ؟
وائل(فتل رأسه وضحك):- ههه قولي
سهام(ياحلو سلم على الضحكة هههه):- أنا لم أحب اسم الدلع خاصتي إلا اللحظة ، حين نطقت به
وائل:- آهاااااه سُها .. أعجبني الاسم صدقا
سهام(تجرأت وهمست بخفوت):- وأنت كلك أعجبتني … ههه
والله ويسمعوك البنات ياكلوك اسهام ههه
سندعهما يتعرفان على بعضهما لنرى على ماذا كان قائما هذا الخصام وبين من ومن
عواطف:- أصلا نحن أحضرناكِ بالعافية أيتها الغبية …
مريم:- أنا هنا رغما عنكِ لا شأن لكِ هل ترغبين بأن تحرميني من حلمي هااااااه ؟؟
عواطف:- الله الله أنظروا للحيزبون الصغيرة كم استطال لسانها وصار لزاما علينا قصه
مريم:- كيفي أنا أريده ياااا الله هل ستتدخلين حتى في نبضات قلبي ؟؟؟؟
عواطف:- اسمعيني جيدا سأصيب عينيكِ بالحول إن لم تستكيني هنا ، عجبي عليكِ تجرأت وصرت تريدين تجاوز الكبار هيا هيا اجلسي ودعي ناضجة مثلي تتقدم
مريم(بتذمر):- ليس لأنني صغيرة ستعاملونني بهذا الشكل ، ابتعدي من أمامي ليس لأنكِ كبيرة ستحرمينني من الليلة التي أنتظرها منذ أن رأيته في الصور وعرفت بأمره هممم
عواطف:- والله إن لم تهمدي سأنفيكِ إلى حيث لا تعرفين ، ليس بعد أن صار بيننا نظرات واستلطاف ستسرقين مني الأضواء وتجعلي كل تعبي يضيع هباء منثورا
مريم(ضحكت بميوعة):- هيهيه جمعتكما نظرااااات فقط نظرات هذا ما حصلتِ عليه منذ ساعات ، أنظري إلي سترين بأن ما سيجمعني به ليس نظرات فحسب بل نظرات وهمسات ولمسات انتظري لترين ههه
عواطف(رمقتها ذاهبة فعلا وجذبتها من يدها بقوة):- تعالي هنا أتحسبين نفسكِ في بيت أبوكِ ؟؟
خديجة(رأتهم وهي راجعة من الحمامات وركضت إليهم):- ما الذي دهى جنونكِ منكِ لها .. الله ينعل من يضع فيكما رأسه ، ما الذي تفعلانه أتريدان تشويهنا في المكان لا والله عال
مريم(بامتعاض):- هي تريد أن تستفرد بحكيمي لوحدها ؟؟
عواطف(وضعت يدها على خصرها):- ماذا يا بعدي حكييييييييييييييمي هيهييْ على حكيمي
خديجة(بعصبية):- اسمعيني منكِ لها لا يوجد سوى حكيم واحد ، يا تتفاهمون عليه وتجدان طريقة لتوقعاه مع بعضكما بعضا وتأخذان ما تريدان يا إما الباب بانتظاركما ؟؟؟
سارة(طافت بعينيها):- هئئئ الحقي بنت الهم تراقص ولول
خديجة(عضت شفتها):- آه يا سهام آخ والله الليلة ليلتك معي ، اسمعيني أنتِ وهي اتفقا ولا تفضحانا هااااااه أريد جوابا ؟
عواطف:- رغم أنه من فوق قلبي لكنني مستعدة لعقد هدنة
مريم:- حتى أنا لكن الرقصة الأولى لي
عواطف(دفعتها):- احلمي ….
مريم:- أرأيتما ؟
خديجة:- ميري نحن لم ندخلكِ معنا إلا بعد أن فتحتِ مناحة بالبيت لأنكِ صغيرة وهذه الأماكن نريد أن نبعدكِ عنها بقدر الإمكان تمام ، الآن اهمدي ودعي الخطة تمشي على خير
عواطف:- أنا الأكبر أنا الأولى
مريم(باقتناع نصفي):- طيب أمري لله
عواطف(بنظرة انتصار ورمقت حكيم الذي كان يدخن سيجارته وينظر للفتيات من حوله):- الآن بدأ اللعب
مريم:- يا حظك واااااع
خديجة(رفعت طرف فستانها):- إن بقيت ووضعت رأسي فيكِ ستضيع فرصتي ، الحقي بي ساريتا هيييه عمتووو وائلنا هناك لنحظى بفرصة قبل أن تستفرد به سهام
سارة:- هيا ميري لكِ الله حبوبتي
مريم:- موفقااااات هففف سأشرب شيئا وأنتظر دوري إذن ….
الفتاة السابعة "مريم" كانت بفستان أزرق داكن وكان بحمالة واحدة مرتفعة بنصف الثوب الخفيف وأيضا بورود مطروزة على تلك الحمالة نزولا لجانب واحد من صدرها إلى الخصر الذي التفت حوله كالحزام ، كان ثوبه خفيفا ويعلوه قطعة أخرى شفافة تتطاير خلفها من على الجوانب كلما تحركت بخفة ، كانت تضع سوارا في ذات اللون مع حلق متدلي يناسب الفستان الذي أبرز شق صدرها بشقاوة طفولية ، إضافة لشعرها الذي كان ما بين الأحمر المائل للسواد والذي كانت تجمعه على جنب بمشبك صغير أعطاها لمحة أنثوية رقيقة …
أما الفتاة الثامنة فكانت "عواطف" وهذه كانت بفستان في اللون الزهري من النوع الجريء فقد كان ممتدا للأسفل ومفتوحا من جانب الوسط حتى الفخذين ، ومن نقطة توقف شق الفستان صعدت زينة لامعة فضية ملتفة كفرع حول خصرها وما بين الجزء والجزء كان هنالك ثوب شفاف يظهر جسمها ، التف ذلك الفرع حول خصرها ليحد ظهرها العاري ويميل مجددا إلى الصدر ويقسمه في الوسط بنفس الثوب الشفاف ليرتفع بحمالتين شفافتين بذات الثوب اللامع ، بدت مدهشة مع شعرها القصير الذي كان أشقرا بالكامل ومع زينة أعطتها لمحة شرقية مميزة جعلتها كما تريد ..…
جلست بجواره بميوعة وأمسكت منه السيجارة ودخنتها بجرأة ، قبل أن تطفئها وتضع يدها على كتفه وهي تنظر إليه بعيون ملوعة كلها توق وشوق
عواطف:- فوفا .. هذا اسمي المهني لكن في الأصل عواطف
حكيم:- ههههههه ههه عواطف لدي خالتي تدعى عواطف أيضا هل هي مصادفة ؟
عواطف:- ربما ههه ضحكتك مدهشة
حكيم:- ماذا تريدين ؟
عواطف(عضت شفتها له):- أن تراقصني مثلا ؟
حكيم(تنهد ورمى برأسه على الكنبة):- لا مزاج لي …
عواطف(رفعت يدها بجرأة أكبر ووضعتها على صدره):- لأجلي بلييييز كلهم يرقصون ؟
حكيم:- امممم قليلا فقط
عواطف(ابتسمت وهي تنهض وجعلته يضع يده على خصرها متقدمة به للمرقص):- ما اسمك ؟
حكيم:- من الحكمة ألا تعرفيه
عواطف(ضربته لذراعه):- هههه سأعرفه حتى لو أخفيت
سار معها بعقل غائب مثله مثلهما جميييييعا ، في تلك اللحظة كانت خديجة تطقطق كعبها وسارة تمسك فيها وهي تريد الانقضاض على سهام لإبعادها عنه
خديجة:- والله لو مسكتني الآن سأقتلكِ ساريتا
سارة:- بنت اهمدي لا نريد فضائح ..
خديجة:- إذن تصرفي وأبعديها عنه لقد التصقت به التصاقا ففف كله بسببكِ أنتِ وحمَّاماتك
سارة:- يوووه من كان يدريني أنها ستبيعنا في لحظة
خديجة:- ومن لا يبيع الدنيا لأجل ذلك الغزال أي .. أمسكي الحقيبة سأكون غبية لو بقيت هنا أموت بحسرتي …
نور(تحركت بقربها):- سهام وعائشة أفظع من بعض كلاهما نسيتا أمرنا
خديجة:- إذن علينا بهما نوري ههه إلى الحرب
نور(غمزت لها وتوجهت صوب عائشة وميار):- إلى الحرب … مساء الخير احم آيشا هل لي بسرقة هذا السيد منكِ للحظة ؟
عائشة(شتمتها لسابع جد):- إلهي يريحني منك دائما ما تخرجين كالقدر المستعجل ، تفضلي هه ميااار سأراك بالجوار أنا هناك
ميار(أمسك نور بخفة):- تمام آيشا
نور(رفعت عينيها له وهنا ذهبت الحرب وذهبت الشجاعة وأحست بالرجفة والدوار):- يا إلهي
ميار(أمسكها بإحكام):- آنسة أنتِ بخير ؟
نور(تمسكت بصدره وهي مدلهة في عينيه):- صدقني طوال حياتي لم أكن بخير ، الآن أصبحت كذلك يااااه ما أجملك ياااا سيد ..
ميار:- ميار وأنتِ ؟
نور:- نور ولكن رفيقاتي يحبون نوري
ميار:- هههه لدي ابنة خال كأنكِ هي يا سبحان الله
نور:- حتى هي تدعى نور ؟
ميار(راقصها):- يس …
نور(عضت شفتها ووضعت رأسها على صدره باحتضان):- دعني أعانقك إذن فهذه اللحظة تاريخية بالنسبة لي …
ميار(أطل عليها):- ههه خذي راحتك ياااا ويلي ثملنا ثملنااااا
خديجة(لمست شعره وهي مندهشة):- أنا على أرض الواقع صح ؟
وائل:- تماما
خديجة:- والله حتى لو كنت في المريخ كنت أتيت إليك
وائل(جذبها إليه وهو يراقصها على أنغام الموسيقى التي طلبها أحدهم):- ولماذا ؟
خديجة(مالت برأسها وهي تتأمله):- قلبي مذ وقعت عيوني عليك وأخذ يخفق ويخفق ، وقعت بغرامك يا وا .. احم يا ما اسمك قلت لي ؟
وائل(عضعض شفتيه وهو يلفها رافعا ذراعها لفوق):- وائل يا ذات اللون الأخضر …
خديجة(ذابت بين يديه وطوقت عنقه بيديه بينما جعلت يديه تمسكانها من خصرها):- أملك اسمين هل تريد اسمي الحقيقي أم الدلع خاصتي ؟
وائل(لامس شعرها بشرود):- كما تريدين ؟
خديجة(التفت لتلامس كتفه وعادت لوضعها):- خديجة ولكن ينادونني بدجى
وائل:- آه يا قمر الدجى ، لكنني أفضل خديجة هكذااااا أحببت الاسم الحقيقي
خديجة(ناظرت شفتيه):- حتى لو نادتيني خوخة ما تذمرت ، أنت وحدك مباح لك قول أي شيء ..
وائل:- أنتِ راقصة متمرسة يعجبني الذكاء
خديجة(ارتمت بحضنه وهي تراقصه):- الله الله الله … هههههههههه تلاشت خديجة ذابت يا خواتي ذاااااااااابت ؟؟؟
هنا كانت سارة تشرب من كأسها وتنظر إليها وتنتظر دورها بعصبية ، إلى أن وثب على رأسها بعض الظلام رمقته بحدة ليبتعد ولكنه لم يفعل
سارة:- هيه يا أفندي ابتعد عن وجهي
الرجل:- أريد مراقصتكِ؟
سارة:- محجوزة يا كبدي رفيقي هناك
الرجل:- خسارة ..
سارة(نشته):- هيا هيا هوينا …
مريم(تقدمت إليها):- أرأيتِ فوفا والله لم تفلت حكيم لقد مر وقت طويل وهي محتجزة إياه في المرقص
سارة:- أغلقي ذلك الفم لم تمضي حتى 10 دقائق ..
مريم:- حسبتها أكثر …
سارة(بتذمر زفرت):- هذا حظنا سننتظر
مريم:- لكن شوفي معي نحن ننظر إلى الحبايب ههه من كان يصدق ؟
سارة(بحماس):- أي والله معكِ حق أنظري لوائل كيف يبدو أوسم من الصور
مريم(تنهدت بعشق):- ولا حكيم يااااااا الله إنه رصاصة مدوية ضربت في قلبي
سارة:- والله يا ميري مستقبل لسانكِ ضاع أصبحتِ سافلة طراز أول
مريم:- أساسا ماذا نحن يا سارة ؟
سارة(تألمت من جوابها):- نحن فتيات حالمات وضعنا القدر في هذه الطريق ، لكن ما زال قلبنا طاهر حتى أننا نبكي بكاء جماعيا كلما شاهدنا فيلما رومانسيا ، كل واحدة فينا تحلم بفارس أحلامها وحين رأينا هؤلاء في الصور عند سُكر أحببناهم ووقعنا في غرامهم من النظرة الأولى
مريم:- سُكر قاسية معنا ، وقد نبهت علينا لو فشلنا في خطتها ولم نوقع بهم سوف تعاقبنا
سارة(لامست يد مريم):- هه تعاقبنا ماذا هي بدوننا لا شيء ، لا تخافي
مريم(اهتزت بخوف داخلي):- طيب .. ساريتا لو هجمت على عواطف هل تسمح لي بأخذه ؟
سارة:- لنهجم سوية حتى أنا مللت من الانتظار ههه تعالي …
مريم:- أحم هل أسرقك منها لحظة ؟
عواطف(ضغطت برجلها على رجل مريم):- ماشي يا لعينة ههه حكيم نلتقي
حكيم:- احفظي اسمي جيدااا هاه
مريم:- وأنا أحفظ كل تفاصيلك بقلبي يا أسدي
حكيم(أمسكها برقصة جميلة):- ألستِ صغيرة على هذه الأماكن هه .؟
مريم:- صغيرة لكنني لست صغيرة على الحب
حكيم(لامس خصلاتها ولفها من خصرها):- يعجبني الجريء
مريم:- أنت حلمي الذي تحقق
حكيم:- حقا ؟
مريم:- منذ أن وقعت عيني عليك صرخ قلبي أننا في حب هذا الرجل نذووووب
حكيم:- اممم راقت لي الجملة المجازية ، لكن الذوبان أحيانا مضر
مريم:- معك لأدخل إلى قعر الدنيا لن أهتم
حكيم:- اممم ما اسمكِ يا صغيرة ؟
مريم:- ميري … أو مريم
حكيم:- ميري .. ههه أعرف شخصا له نفس حروف اسمك ، شخصا آذاني كثيرا
مريم(وضعت يدها على قلبه):- إذا دعني أنسيك تلك الآلام ..
حكيم:- لو استطعتِ …
هنا كانت سارة جامدة كالجثة المحنطة وهي تنظر إليه وإلى يديه اللتين كانتا تمسكانها ..
وائل:- آنسة سارة قلتِ ، ههه هل أنتِ بخير ؟
سارة:- لا لا لا لست بخير أنا ضائعة في ملكوتك يا رجل ما كل هذه الوسامة ؟
وائل؛:- ههههه ماذاااا ؟
سارة(انتبهت لنفسها):- أ ههه قههه قصدت يعني .. أنكِ جذااااب وجنتل ورقيق وفنان رومانسية
وائل:- كل هذا عرفته للتو ؟
سارة:- هوهووووه عرفته منذ زمن وأنا فيك مدلهة
وائل:- أرى أن عقدت لسانكِ فكت
سارة:- عقدة لساني فحسب ، أنت قد فككت عقدة حياتي
وائل:- ههه ساريتااااا لنرقص
سارة(ذابت معه في انسياب برقصته المبدعة):- أنااااا كلي فدا رقصة معك …
هنا انضمت آخرهن واتخذت محلها على المشرب وطلبت سيجارة من النادل وجعلته يشعلها لأجلها ورفعتها بيدها وهي تتنهد ، نظرت حولها وكانت تبتسم لهذا وذاك إلى أن التقت عيناها بعيون شخص كان مثيرا للاهتمام ، رفعت حاجبها وهي تناظره بعنفوان ثم التفتت دون أدنى حركة وفي خضم ترددها فهي لم تملك الجرأة لتدخين السيجارة من أصله ، كانت تستعمله كواجهة ادعاء القوة فحسب تأخذه حتى فمها وتعيده للصحن كي تطفئه بقنوط .. استدارت ونظرت لكاظم ومن بعده لحكيم ومن بعد لميار إلى وائل الذي لم تعرف كيف تصل إلى كل واحد فيهم ، صديقاتها قاموا باللازم فأين ستزاحم بنفسها أيضا ، وعليه بقيت مستكينة وهي تدعي الجمود
الفتاة الأخيرة رقم تسعة والتي أضيفت في آخر لحظة "روقية" وهذه كانت بفستان طويل في اللون الأزرق الغامق جدا ، بحمالتين خفيفتين مرتكزتين على قمة ذراعيها وليس على الكتفين ، بشق مقوس في الصدر على حرف في بالفرنسي ، ممتدة فتحته حتى أعلى خصرها وقد كان عاري الظهر ومفتوحا من الجوانب رغم فضفضته التي أعطتها لمحة غجرية لذيذة ، طيرت عقله وظل مشدوها فيها وفي جمالها وشعرها الأسود الذي كانت تضعه بإهمال على جانب من جوانب كتفيها ..
نادر(التقط منها السيجارة وأطفأها كلها بالصحن):- الجميل لا تليق به هذه الأشيااااء
روكا(بنظرة غزل ، أي أين كان تائها عني هذا الوسيم واو ما أروعه):- صحيح … لكن ما دخلك ؟
نادر(ابتسم لها):- جميلة ولسانكِ طويل
روكا(فتحت فمها وأخرجت لسانها بميوعة):- ها هو ذا قم بقصه ؟
نادر(أغرته بحركتها المريبة وأصابته بالدوخة):- نن أنا سألتهم ذلك اللسان
روكا(ضربتها الشاهدة):- هيييه اجمع نفسك يا سيد أراك تجرأت كثيرا علي ، دخلت فيني طول بعرض ودون احم ولا دستور هيا هيا ابتعد عني وابحث عمن تكمل معها سهرتك ، ونصيحة اتقي شري أحسن من أشوهك بالمكان كله …
نادر(استوقفها قبل أن تنهض):- أوووه جميلة وقوية وذات لسان قبيح هذا عز الطلب ، أنا أريدكِ أنتِ ، أريد أن أكمل سهرتي معكِ ..
روكا(ناظرته بابتسامة):- ..لآرد
نادر:- لقد طيرتِ عقلي من محله فكوني ملكة سهرتي
روكا(ضحكت ضحكة صاخبة جعلت الكل ينتبه لها):- ما اسمك أولا يا بعدي ؟
نادر:- نادر الوجود يا نادرة الطبع ههه
روكا(مدت يدها لتصافحه):- روكا يا حلو روكاااا ولا روقية اللي تحب …
نادر:- روكا امممم يليق المهم أنكِ أنتِ
روكا:- هههه من نيتك يا ويلي أنا … (يلا طالما لم أجد فرصة لأولئك سنقضي بهذا الوسيم حتى هو يعجب أياياي ههه)….
هكذا اكتملت مجموعة الفتيات اللاتي أرسلهن غضنفر لسرقة لب شبابنا وتحديدا لتنفيذ خطة شريرة توقع بهن في المحظور ، كانت البنات يتبادلن الأدوار ما بينهن وهن يراقصن الشباب اللذين في كل مرة كانوا يتوقفون لتجرع كأس وراء كأس حتى ثملوا وما عادوا يرون أمامهن إلا تنك البنات ..
بعد فترة رقص وفرفشة وحركة كثيفة بحيث تم وضع موسيقى حماسية ورقص الكل عليها في المرقص ، كل واحد فيهم يبادل بين الفتيات وكلهن شبعن من فرسانهن بشكل ممتع ، تبادلت البنات غمزة متحدة وجذبوهم خلفهم من الباب الخلفية خشية أن يكونوا رجالهم متربصين من الأمام ، وحسب الخطة ركبوا بهم في السيارات الضخمة بسرعة وانطلقوا من هناك
روكا(صعدت فوق ركبتيه وهو أنزل إحدى حمالاتها):- نااااادر قلت لي بأنك طيااااار ، دعني أطير معك في عالم الممنوعات
نادر(التقط شفتيها بنهم وهو يلامس ظهرها بيديه):- سوف أجعلكِ تطيرين على ريش نعاااام
روكا(دفعت رأسه لرأسها):- دعنا نطير إذن هههه ، ندووورتي
لم ينطق بحرف بل غاص معها في قبلات ساخنة ولمسات محظورة وهم ما يزالون في الطريق ، أما بالسيارة التي كانت خلفهم كان هو المتحكم بحيث وضعها على حجره وفتح زر فستانها العلوي وأخفضه من عليها وهو ينظر لعينيها الجميلتين
لبنى:- أنت تفقدني صوابي يا كاظم
كاظم(مرر لسانه بلسانها بنهم وغمز لها):- وأنتِ فعلتِ بي العجائب
لبنى(انقضت عليه بقبلة):- أحببت لطافتك هه هممم
كاظم(امتص شفتيها وهو ينزل جزءا من فستانها):- دعيني أنهل من شفتيكِ إذن …
في السيارة التي تليهم كان هذا يجلس وسط اثنتين يا عيني واحدة من هنا والثانية من هنا وكلاهما تعشقه عشقا ما بعده عشق …
عواطف:- فوفا يا روحي فوفا وليس فلفلة ههه
حكيم:- أتذكركِ باسم خالتي فحسب هه هاا آآآه يا عواطف آه
عواطف(مسحت على صدره وفتحت أزرار قميصه):- أنظر تجاهي هل تراني جميلة ؟
حكيم(ناظرها بشهوة):- أنتِ كلك على بعضك جمال
مريم(قبلت عنقه وهي تشتم عطره):- حكييييمي
حكيم(التفت إليها):- هااا يا ميري
مريم:- قبلني …
حكيم(جذبها من فكها وقبلها قبلة خفيفة قبل أن تجذبه عواطف):- ههه وأنتِ أيضا
أما في السيارة التي بعده فكان الود والسلام يسود المكان ما شاء الله تفاهم ما بعده تفاهم الضرايرات وداكشي هههه
نور:- أنا أول
عائشة:- بل أنا لأنني أنا من تعرف عليك قبلها
نور:- بواسطة الخداع عشوشتي
عائشة:- نوري لا تفقديني صوابي هاه
ميار:- مهلا مهلا … هل أنا وسطكما وتتخاصمان عيب …
نور(عضت شفتها):- أي … سامحنا بيبي
عائشة(رمقتها بتنبيه):- أرأيتِ .. ههه مياري يا ولياري أقصد ههه اعذرنا من فرط حبنا نتخاصم لأجلك أرأيت سحرك وماذا فعل فينا ؟
ميار:- لدي حل وسط سنلعب حجرة ورقة مقص ومن ربحت فيكما ستكون الأولى تمام ؟
نور(بتردد):- يلا لا يوجد حل آخر
عائشة:- موافقة …
ميار(أغمض عينيه بتثاقل وضحك قبل أن يطلب منها اللعب):- سأكون الحكم ابدآ …
عائشة(وضعت يدها خلف ظهرها مثل نور):- ورقة حجرة مقصصصصص ..
نور(أيضا وضعت المقص):- ههه نفسه
ميار:- أعيدا الكرة
نور:- ورقة حجرة مقصصص ، يس حجرة وأنتِ حجرة بففف
عائشة:- يووه في كل مرة نفس الشيء حتى في أفكارنا نتشابه
نور:- أجل ، مياااار اختر أنت بدلا عنا
ميار(بسط ذراعيه):- تعاليا لحضني لن يكون هنالك أولا ولا ثاني ، أنتما معا والله بعين ههه
ضحكتا منه وأخذتا تلامسانه وتقبلانه بحب وعشق وهما تتصرفان بشقاوة معه ، وعلى ذكر الشقاوة أخونا في الله ولول هذا كان في خضم أمر جلل فثلاثة على واحد يعني حرااااااااااااااام
وائل:- مهلا ساريتا لما الدموع ، لا تبكي حلوتي همم ؟
سارة:- لست أدري لكنني شعرت برغبة في البكاء ما إن حضنتني
وائل:- هل ستبكين الليل بطوله مثلا ؟
سهام:- هي تتدلل دعك منها وركز معي قليلا وائل حبيبي … يعني أردت أن أبوح لك ببعض مما يدور في قلبي
خديجة(نهضت من الأمام وجلست بحجره):- لا بوح لكِ أنتِ ولا دموع لكِ أنت يوجد شقاوة لي أنا وبس ههه
بدون سابق إنذار عانقته وقبَّلته من شفتيه بنهم جعلتهما تتذمران كلا على حدة ، هكذا قضوها في خصام وهو بينهم لا يدري شيئا سوى الشفاه التي كانت تتغير واللمسات التي جعلته يرفرف في غير مكان حاله حال ميار ونادر وحكيم وكاظم …
وصلوا بهم لبيت قريب من ذلك الملهى الليلي وأدخلوهم بسرعة وهم في حالة من الأنس والقهقهات العالية ، فتحوا الباب وشبابنا منتشيين بهن ولا واحد استفاق على حاله ، وضعوهم بغرف متفرقة وهنا وقفن بالرواق ليتفقوا اللهم السلم ولا المشاكل …^^
مريم:- رقصتِ معه أنتِ الأولى إذن سآخذ نصيبي أنا الأولى هذه المرة
عواطف:- أنظروا معي لهذه القطة الصغيرة تريد أن تأخذ محل الكبار
روكا:- بالنسبة لي لن أنتظر سأهجم الآن على ندوري سلملم
لبنى:- ههه خذيني معكِ سأذهب لكاظمي لوحدي يا عيني …
عائشة(نظرت لنور):- هاااا وماذا عنا ؟
نور:- الشراكة يا ضرتي العزيزة لا تفسد للود قضية
عائشة(غمزت لها):- إلى العمل إذن هههه
عواطف:- ها يا ميري بما أننا اثنتان مثلهما ماذا نفعل ؟
مريم:- نفعل ما يجب سنتحد على حكيمنا والله المعين
عواطف:- هعههه امشي ..
خديجة(وضعت يديها على جنبيها ونظرت إليهما):- أظن أن الحسبة لدينا فظيييييعة ، قلت لمعلمتي أن تبعثني وحدي لكنكما فتحتماها مندبة لتحسداني حتى في رزقي
سارة:- لا يا حبي من الأول اخترته لي
سهام:- أجل ثم من حقنا أن ننفذ رغباتنا أيضا فلا تحلمي بالاستفراد به
خديجة:- تمام يا ريا وسكينة منكِ لها ، لندخل وأمرنا لله
سهام:- أحزن على ولول مسكييييين
سارة:- أما أنا فلا هههه حبيبي حبيبي حبيبي ……
الطريقة التي أغرمت فيها البنات بشبابنا كانت عفوية ، بحيث جمعتهن سُكَّر قبل أيام في الصالون ببيتهن الخاص وبعثت صور الشباب على هواتفهن وطلبت منهن تصفحها وهنا صرن يصرخن إعجابا وغراما وهياما في القطع التي تم وضعها بأيديهن
سُكر:- ها يا بناتي من منكن ستبيض وجهي ؟
نونا:- أنا لا أستطيع عندي حالة خاصة
سُكر:- أساسا ما كنت سأبعثكِ أنتِ كلك مشاكل تمسكين الشاب فيهم ولا تتركيه حتى يكرهكِ
نونا:- قلبي رهيف يا ماما سُكر حرام عليكِ ..
سُكر:- اخرسي .. اللي بعده أنتِ توحة ماذا ؟
توحة:- أجهضت مؤخرا صعب علي التأقلم والسفر ما زلت متعبة
فاتي:- وأنا أريد السفر هذا الهمام هنا راقني كثيراااا
سومة:- حتى أنا مرتبطة هنا لا يمكنني السفر
سُكر:- يعني الباقي ذاهبات صح ما عدا توحة ونونا وسومة ، يلا سأخبركن عنهن .. هذا الشاب ذو القميص الأخضر يدعى حكيم الراجي كما ترون قد بطول بجمال يروق لكل فتاة ، هو صعب الإقناع لذلك عليكن أن تبذلن مجهودا لاستدراجه …
فاتي:- والله سأجعله ينسى حليب أمه
مريم:- راااااااااقني يا ماما سُكر أنا أيضا أرغب بالذهاب معهن
سُكر:- لاء أنتِ صغيرة ولن تتحملي هكذا مغامرة
مريم(نظرت للبنات وبدأت البكاء ونهضت غاضبة):- والله إن لم أذهب سوف أقتل نفسي
سُكر:- السكين الكبير في درج المطبخ هااا كنت أقول لا توسخي الأرضية روحي …
عواطف:- دعيها تذهب معنا ماما سُكر والله ستسمع الكلمة
سُكر:- أنا التي أعرف مصلحتكن هذه المهمة بالنسبة لي أهم من كل ما مضى ، وبنات الكلية خاصتي لا يجب أن يخطئن فمصيركن يعني نجاح هذه الخطة
لبنى(بتركيز):- تابعي ماما سكر فيما بعد نرى في قضية ميري …
سكر:- اللي بعده هو أخطرهم ميار نجيب لنعتبره الآمر الناهي لكل شيء ، يجب أن تعطوه من الدلال ما يستحق هممم من منكن ستتكلف به ؟
عائشة ونور(أغرمتا به في الحين واللحظة):- أنااااااااا …
نور:- يوووه
عائشة:- حتى في هذا شاركيني … ماذا ماذا ؟
سكر:- لن تتخاصما حلا المشكلة بينكما .. اللي بعده هذا وائل رشوان وهو الذي عليه التركيز أكبر لأنه من المستحيل أن يقع في المحظور لذلك استدراجه سيكون صعبا عليكن ، ويجب بذل مجهود
سهام(فتحت فمها فيه وقربت الهاتف من عينيها):- هذااااا لي
سارة(بنفس الهيأة):- يابااااااااااي ما أوسمه ، أنظروا للعضلات لالا هذاااا لي أنا
خديجة(نشتهم بيدها وعيناها في الهاتف):- لكما البرد ، هذا لي وعليه سأتحول لسفاحة
سكر:- هههه يخرب هبلكن يا بنات .. يلا اللي بعده نادر الرشيدي هذا كابتن طيارة يعني التي ستسقطه في شباكها ستطير بدون جناحات هههههيْ ..
روكا(ناظرته بتأمل طفيف):- اممم لا بأس به
لبنى:- بل رااااائع … ههه مهلا من هذااااااا الجدااااااااااار الممتلئ من كل جانب ؟
سكر:- ذاك هو كاظم النابلسي صديقهم ربما لا أحد يملك معلومات بشأنه ، ولكنه يستحق العناء
لبنى:- ولا واحدة ستقترب من أبو كتل خاصتي مفهوووووم ؟
سكر:- يا بنات لا تحرجوني الأوامر العليا جاءت على النحو التالي ، أن تقوموا بجعلهم يثملون حد فقدان الوعي وبعدها تستدرجوهم للبيت الذي سنوفره لكن ، وبعدها أنتن وحظكن في اللعب معهن بداخل الغرف المغلقة المهم إحضار شرائط فيديو لكل واحد فيهم تمام ؟
طبعا تمام وأوك ونعم وحاضر وأي أوامر ثانية ، البنات طرن من محلهن وهن في أنس وفرح وبهجة فقد وقعن بغرام شبابنا من الوهلة الأولى ، وأقنعوا بصعوبة سكر لكي تسمح لمريم بمرافقتهم ووافقت على مضض ، وهنا اكتملت فرحتهن لكن فاتي لم تستطع السفر لأن جواز سفرها انتهت مدته فقد استعملته أكثر منهن في الفترة الأخيرة ونسيت تجديده لذلك حزنت ، لكن سكر وعدتها أنها لن تكون المرة الأولى التي سيلعبون فيها مع جماعتنا حتى حين يعودون لأرض الوطن سيلتقون بهم …. وعلى هذا الأساس دخلن عليهم ومع أول غرفة كاظم ولبنى …
لبنى(رمت قميصه أرضا في حين كان ينزل فستانها):- أنا محققة في قسم الشرطة ؟
كاظم(فتح فاهه وهو يلتهم شفتيها ويتابع إزالة الفستان):- وأنا تحري هه ..
لبنى(صعدت فوقه وهي تبتسم):- إذا سنتفق ولكن بعد هذااااا ..
كاظم(في لمح البصر قلبها على السرير):- محققة وتحري اممم أظن أن الأقدار جمعتناااا
لبنى(وهي تنصاع له):- دخلت بصفة فتاة تعمل لحساب ماما سكر ، وكان دوري جمع معلومات من داخل الكلية يعني البنات التابعة لها ..
كاظم:- دوري أنا هو الانقضاض عليكِ الآن فيما بعد ستعرفين من أكون .. ههه لولو
لبنى:- عيون لولو
كاظم(توقف وناظرها بعمق):- أظنني وقعت في غرامكِ يا بنت ….
لبنى(رمت الفستان أرضا بيدها وعانقته):- آه يا جداااااااري آآآآآه ….
كاظم:- "ذوِّبيني في هَواكِ يا لبنَة عشقٍ طرَقت قلبي دُون سَابقِ إنذار"
لبنى(ناظرته بجنون):- آه يا كاظمي يا مسهرني ههه ..
في الغرفة الثانية
روكا(كانت تفتح أزراره):- ماذااا ههه لا تجعلني أضحك ؟
نادر(كان يلامس شعرها):- لعنتها لازمتني وصرت لا أطول علاقتي مع النساء صدقي ..
روكا(فتحت أصداف قميصه):- وأنا فيما تهمني لعنة ميرفت، لا تشغل بالك أنت معي الآن أليس هذا ما كنت تريده ؟
نادر(مدله في حركاتها):- أريد …
روكا(دفعته على السرير وأسقطت فستانها):- إذن دعني أقتنع بذلك
نادر:- مهلا …
روكا:- ماذاااااا بعد ؟
نادر(تلذذ بمذاق شفتيها):- أنتِ جميلة
روكا:- ههههههههه وأنت جميل يا روح روكا
نادر:- "ارقيني بعينيكِ يا روقيَّة وصَمتِ الفؤاد ببصمةِ الجنون"
روكا(أعجبتها جملته وانقضت عليه):- هههه طرناااا
في الغرفة الثالثة
كانت هاتين تنتظران إليه وهو بدون قميص متكأ على السرير واضعا يديه خلف رأسه وينتظرهما ، كل واحدة فيهما شعرت بالجنون لحظتها الجنون من نوع القتل ههه ، نظرت كلتاهما للكاميرا الموضوعة بعناية وبدأتا العمل …
عائشة:- مياري افتح لي سحاب الفستان ؟
ميار(ارتفع ومد يده بثقل وسحبه):- آيشاااا اسمكِ حين ألفظه أشعر وكأنني أعيش يا عائشتي
عائشة(تلعثمت من جملته وجمدت):- هه ..ههه لي هذا الكلام ؟
ميار(قبَّل ظهرها ونهض ليجلس خلفها ومرر إصبعه على خط عمودها الفقري):- يس ..
عائشة(التفتت إليه برأسها):- لما أنت داهية هكذا ؟
ميار(قبل كتفها وهو يسقط جانب الفستان):- ربما لأنني الفهد البري ؟
عائشة(فتحت عينيها على وسعهما):- أنت هو إذن ههه .. نور نوووور
نور(كانت تزيل الفستان بدون سابق إنذار):- سمعت سمعت هاتِ المفيد ودعينا من بطاقة التعريف
ميار(التفت إلى نور بثقل وسقط على السرير):- لما أراكما اثنان هاااااه ؟
نور(التقطت شفتيه بنهم):- لأننا كذلك يا بعدي هههه …
بعد لحظة سفالة وانبعاث لعالم آخر
ميار:- من الوارد أن أحب اثنتين صح ، هل سبق ورأيتما أحدا يحب امرأتين ، أنا أحبهما معااااا فهل هذااااااا حرام ؟
عائشة(بذوبان):- دعك منهما وأحبنا نحن يا رجل
نور(في أقصى حالاتها نشوة هي وعائشة):- بالفعل نحن ننسيك كل النسااااء
ميار(جذب عائشة لحضنه وهو يقبل نور):- آه على الجنوووووون أنا سعييييييد ، لذلك سأسعدكما
عائشة(بلوعة لامست صدره بيديها لتصعد فوقه وتسبح بين مروجه):- وذلك عز الطلب ….
ميار(قبَّلها أيضا وامتص شفتيها بشكل يذيب الحجر):- أنتما شهيتان
نور(لامست صدره بدفء وانحنت لتطبع عليه قبلات ساخنة):- وكلتانا تحت أمر جناااابك هههي
ميار(نظر إليهما ورمى بهما على السرير):- اممم "يا نُور الجَوى وبَهجة السماء ضُمِّي لهفتِي على مَهل"
نور(ذابت في جملته وأشعلها جنون):- يا حبيب روحي
عائشة(عضعضت شفتيها له):- وماذا عن عشوشتك ؟
ميار(التفت إليها ولامس خدودها):- "دعيني أعيشُ بين مُقلتيكِ يا عائشة فاضَ منها القلبُ لوعة"
في الغرفة الرابعة
هنا كانت عواطف تنظر إلى ملصق جرحه وقامت بالطبطبة عليه وهي في حضنه ..
عواطف:- لا يؤلمك يا روح فوفا صح ؟
حكيم(كان ينظر لمريم التي كانت ترقص بجوارهما برقصة مميعة):- لاء .. لا يؤلم
مريم:- هل يعجبك رقصي حكيمي ؟
حكيم(هز رأسه):- أهاااااه ..
عواطف(مسحت على وجهه بيديها وجلست لتزيح عنه القميص المفتوح):- أزله لترتاح حبيبي
حكيم(تماثل لأمرها):- أنتما شقيتان جداااااا ..
مريم(وضعت يدها على شفتيه):- جداااا جداااااا
عواطف(غمزت لها وانقضت عليه بقبلات حارة في حين كان ينزع فستانها):- حكييييم
حكيم(لم يتوقف بل رمى بها على السرير ونظر لمريم التي أسقطت الفستان):- تروق لي الوقاحة
مريم(عانقته وهي تقهقه وقبلت وجهه كاملا نزولا لعنقه وشفته):- كل الوقاحة خلقت لأجلك …
حكيم(نظر إليهما معا):- يا سلام ههه …. /…(بعد شرود) لما لا أملك فرصة معها يعني هنالك طفلة بيننا أليس هذا مؤثرا ، ربما لو أخبرتها عادت لي ما رأيكما ؟؟؟؟
عواطف:- يوووه دعك من خضرة ولا زعفرانة ركز معنا وحياتك
مريم:-أجل يا حكيمي انساها وخليك معنا
عواطف(أزاحت كل شيء):- همم ما رأيك ؟
حكيم(رمقها بطرف عين):- "يا عواطفي المُتأجِّجة مَهلكِ على قلبي اليَتيم" …
مريم(هجمت عليه بأحضانها):- هههه …
حكيم:- "ومِن مَرمر شَفتيكِ احترَقت غصُوني" ..
في الغرفة الخامسة والأخيرة
هنا كان الوضع مربكا ثلاثة على واحد الله يرحم ، المهم دخلت سارة وخديجة وسهام للحمام
خديجة:- هذا هو الحل سنقتله لو دخلنا بثلاثة حكموا عقلكن
سهام:- أنا لن أتنازل عن حقي هنا ..
سارة:- أنتِ بدأتِ الرقص معه دون انتظارنا حتى من منعكِ ؟
سهام:- هفف احسدوني أحسن
خديجة:- الوقت ينفذ سكر ستقتلنا إن لم نحصل على شريط واحد على الأقل …لذلك سأخرج أنا الأولى مفهوم
سارة:-ليس مفهوما أريده .. لا شأن لي
سهام:- إنه يناااااادي لما لا ندعه يختار أظن هذا حلا منصفا
خديجة:- موافقة هيا … جينا حبيبي ولول هل تأخرنا عليك ؟
وائل(أمسك على قلبه بتعب):- أريد الذهاب من هنا … لقد أغضبتها علي أن أصالحها أجل أنا أضغط عليها كثيرا وهي لا تتحمل مؤسف هو حالي هممم
سهام:- هء تذهب إلى أين ههه ، وائل نحن سننسيك إياها وننسيك الدنيا أجل
سارة(اقتربت منه ووقفت من خلفه وهي تدلك عنقه):- سندللك ونسعدك
خديجة(رمت فستانها على الأرض وبجرأة):- وستكون ملكا لنااااااااا
وائل:- من أنتن ؟
سهام(اقتربت منه بهمسة):- نحن حور الجنة
وائل(ضائع فيهن وهن يلتففن حوله بحركاتهن اللذيذة):- أظنني سأفقد وعيي…
سهام:- لالالا وحياتك إلا وعيك
سارة(أسقطته على السرير وسرقت قبلة عميقة منه):- قبلني يا سبعي …
وائل(قبَّلها برقة وهتف):- "سارة يا مَنبع الأنس والسمر"
خديجة(انحنت تمتص بقاعا من صدره):- وماذا عن قبلتي ؟؟؟؟
وائل(جذبها من يدها وأسقطها على جانبه الآخر):- "خديجة الروح أنتِ يا خليلة الوجداااان"
خديجة(عضعضت شفتيها بإغراء):- أنا كلي ملكك
وائل(امتص شفتيها بقوة وهو يتلمس عنقها):- أعرف ذلك …
سهام(وضعت يديها على السرير وتسحبت إليه من تحت قدميه وصولا لحجره):- أظنني سأحظى بالقبلة الأوفر …
وائل(لامس وجنتيها فشاهد خجلها العميق وتلاعب بلسانه بداخل لسانها ليهتف):- "أوَّاه من سهام عينيكِ قد اخترقتِ القلب" ..
قبَّلهن وسحبهن معه نحو ملكوت أنفاسه بحيث لم تستطع أيهن زحزحة عيونها من عليه ، لقد أسرهن في ملكوته واستطاع أن يسرق أرواحهن منهن في غفلة جعلتهن قتيلات في جيد هواه .. كذلك الحال مع عائشة ونور اللتين امتلكتا من أحضان ميار وقبلاته الكثير مما جعلهما يطيران في هواء الجنون رغما عنهما أصبحتا تهذيان باسمه ونبضاته ولمساته الشقية ، أيضا عواطف ومريم أخذهما حكيم رفقته لمملكته الخاصة وجعلهما أميرتين على عرش السعادة ، كذلك الحال مع روقية ونادر الذي جعلها سجينة يديه اللتين وجدتا فيها كلما يتوق إليه رجل ثمل في حضن فتاة رقيقة ، أما كاظم ولبنى فهذين تخطيا مرحلة الجنون وأصبحا معا ..قبل أن يتغير كل شيء في لمح البصر حين تمت مداهمة البيت من قبل بوليس المنظمة يعني الخرفاااااان والذي منو ههه ^^
سرعان ما قام رجال الشرطة الملثمين بحقن البنات بإبر مخدرة جعلوهن يفقدن وعيهن بسرعة ، قاموا بوضع الغطاء عليهن نزعوا الكاميرات من محلها وسحبوا الشباب من أمكنتهم سحبا وأخرجوهم من البيت بسرعة وضعوهم في السيارة وصاروا يحاولون إيقاظهم طبعا كانوا ثملين مدلهين يبحثون عن البنات في كل جانب ويتذمرون لما أخرجوهم من هناك في حين كانوا يعيشون في سعادة .. طبعا من يجد ذلك الدلال ولا يفرح كل واحد اثنان ثلاثة والجيد فيهم واحدة تنسيه نفسه ههه ، المهم أخذوهم للملهى ووضعوهم في سيارات رجالهم الذين انطلقوا بهم عودة للقصر وفتحوا النوافذ لكي يستفيقوا قليلا لكن مستحيل أن يستيقظوا من ذلك الحال الذي جعلوهن الفتيات فيه ، أدخلوهن لعالم الشقاوة بكل ما في الكلمة من معنى …..
والله لو علي يعني شخصيا شخصيا أود رؤية ردة فعل بطلاتنا قسما بالله سيكون فيها قتل هههه
بعد مدة
توجه هذين صوب المسبح مباشرة ونظرا لبعضهما بعضا …
كاظم:- أظننا سنتفق مع بعضنا في هذه المرحلة
نادر(نظر للمسبح):- ربما برودته ستطفئ بعضا من هذا اللهيب
كاظم(بدون أن ينزع ملابسه):- هلم للسباحة يا بعدي هلم اهئ وااااااااااااااااااع ..
نادر:- اللعنة عليهم كانوا انتظروا قليلا بعد هففف .. ههه أي بااااااااارد
كاظم:- اسبح يا بعدي اسبح مالنا نصيييييب
في تلك اللحظة صعد هذا لغرفته وهو لا يرى الدنيا أمامه ، فتح حاجبه ببطء شديد وحاول أن يستوعب مكانه لكن جيد أنه قد تعرف على غرفته وليس غرفة أخرى ، فتحها ودخل وهو يحك عيونه ، لم يشعل الإضاءة بل انتبه للأباجورات المضاءة ، أغلق الباب وتوجه لسريره كي يغوص في رحلة نوم ترحمه من حاله المغبون ، لكن فاجأته بخروجها من حمامه بالفوطة وهنا رفع عينيه إليها حين أفزعها وسقطت منها أرضا
لورينا(لم تتحرك ولم تتجرأ على الانحناء لرفعها):-ح ..حكيم لقد لقد استعملت حمامك ل.. لأن صنبور حمامي تعطل أخبرتك أن تصلحه لكنك نسيت وظننت أنك لن تعود الآن ولن ت…
حكيم(طوق خصرها بيديه ورفعها إليه عارية):- ومن سأل عن صنبور الحمام ؟
لورينا(مدلهة فيه):- هه حكيييم ماذا تفعل ؟
حكيم(رمى بها على السرير ونزع قميصه):- ما تريدينه …
انقض عليها بقبلات بادلته إياها بجنوووون فذلك حلم حياااااتها أن تكون معه ، غاص في مكنوناتها الداخلية ونسي نفسه معهاااا بل امتص منها كل الحياة ليسكنها فسيح عطاياه السخية … وهي كانت مشدوهة فيه طوع يديه ولمساته وأناته وآهاته التي تحولت لحمم بركانية جعلتها تحترق من جنون عشقه الذي لأول مرة تتعرف عليه …..
أما في غرفة هذه فقد كان يعرف أنها غرفتها التي أصبحت تنام فيها بعد أن طردها ، لذلك دفع الباب عليها ودخل بحالته الثملة الشاردة حتى أفزعها من نومها ، صفق الباب خلفه ورمى قميصه وسقط عليها بدون سابق إنذااار
جوزيت:- أنت ثمل مجددا هاه ؟
ميار(أخذ ينزع فستان نومها وهو يقبلها بقبلات متقطعة):- جوووزي اشتقت لكِ ، لما هجرتِ فراش مياركِ هااااه لما تركتني
جوزيت(ذابت في قبلاته بضعف):- لأنك طردتني
ميار:- أنا حقير ولا أفهم ، سامحيني
جوزيت(نظرت لحاله):- والله حين تكون ثملا تصبح ألطف خلق الله
ميار(رمى الفستان وأمسكها من خصرها):- وأنتِ جوزتي الغالية هه أحبكِ
جوزيت(وضعت يديها على عنقه):- وأنا أحبك يا أحمق .. مرة ثانية لا تصرخ بوجهي
ميار(انقض عليها):- أبدااا لن يفعلها ميااااار …
غاصت معه في بحر جنونه فهو قادر على أن يصطحبها إلى هناك معه بدون تذاكر حتى ، لأنه مجنون خلقة وهو يعشق فيها جنونه الذي تجعله يلامسه بشكل أعمق لدرجة الوصول إلى آخر نقطة .. آهاتها بين يديه كانت تحرق صميمه وتجعل نبضه يصل عباب السماء لذلك لم يفلتها بل ارتوى من عشقها ما يطيب لقلبه وروحه …..
أما في غرفة ميرنا فهنا كان وائل يفرك عينيه وهو ينظر إليها وإلى ميسون التي كانت بجانبها ، حاول التراجع لكنه لم يستطع ذلك وعليه اقترب من جانبها وانحنى مقبلا إيااااااها على حين غرة
ميرنا(فتحت عينيها لتجده يقبلها):- وائل ماذااااا تفعل ؟
وائل(نظر لميسون وأزال الغطاء عن ميرنا):- أريدكِ في كلمة ..
ميرنا:- الآن ؟؟
وائل(حملها بين ذراعيه وهو يتأمل فستانها الرقيق):- شتتت ..
ميرنا(طوقت عنقه بيديها):- هل أنت سكراااااان ؟
وائل(تأكد من عدم استيقاظ ميسون وأخذ ميرنا للحمام ورد الباب برجله مغلقا إياها):- آه يا عسل غروبي أين كنتِ ؟؟؟
ميرنا(وجدته يضعها على رخامة الحوض عند المرايا):- وااااائل …
وائل(نظر إليها بشهوة وقبّلها في يدها وذراعها صعودا لعنقها):- عيون وائل وروحه ونبضه
ميرنا:- أنت لست على ما يرام …
وائل(طوق خصرها بيديه ودفعها إليه على جلستها والتقط شفتها السفلى):؛- أجل أريدكِ أن تحبيني
ميرنا(ابتلعت ريقها ذائبة في هواه ومسحت على عنقه وشعره):- ولكن .. أنت .. وعدتني
وائل:- أنا أحبكِ …
ميرنا(لامست شفتيه بشفتيها أكثر):- وأنا أعشقك …
وائل(لامس كتفيها):- تعلمين أنني لا أطيق عنكِ بعداااا
ميرنا(استقبلت قبلاته الساخنة على عنقها وغابت معه في عالمه الخاص):- وائل أنت تضعف مقاومتي تجاهك ، لا أريدك أن تندم لاحقاااا
وائل(امتص رقبتها وهو غارق معها في العشق):- لما أنتِ بهذه اللذة ميرنا ؟
ميرنا:- آه يا ربي ستسكرني بكلماتك
وائل:- أصلا أنتِ نبيذي ..
ميرنا(وضعت يديها على أول أصفاده):- بيبي لما أشعر بأن يداي مخدرتااااان
وائل(فتح أصفاد فستانها وأنزله قليلا):- ربما لأنكِ مثلي ثملة بي …
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تضمه لصدرها):- كم أهوى جنوني معك أناااااااا … قبِّلني
وائل(فتح شفته وهو يرتعش جنونا بها):- أتشعرين برجفتي ؟
ميرنا:- بل أشعر برعشة الحب …
وائل(رفعها بيديه لتجمع قدميها خلف ظهره وهو يقبلها بنهم قبل أن يضعها على سجاد الحمام):- حبيبتي وعسل غروبي وشمس لياليَّ الجحيمية ههه آه يا قدري ..
ميرنا(غاصت معه في جنونه بل غرقت في شهد حروفه وهمساته ولمساته):- اسرقني من واقعي
وائل:- دعي جسمي يطمس بجسمك يا كل روحي
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تنظر لنفسها طريحة عشقه):- وائل ..و..
آخر كلماتها ذابت مع تنهيداتها الساخنة ، حين تركت له المجال كي يقبِّل كتفيها برقة برهنت على أنها في عشقه ميتة غائبة عن الوجود ، أغمضت عينيها برغبة جامحة استوطنت جسدها وهي تعضعض شفتيها بنشوة من قبلاته القاتلة ، لم تعرف كيف استمدت تلك القوة ومزقت قميصه لتزيحه عنه وأصبحت هي الحاكمة في تلك الحالة الجنونية ،زادته لهفة وانسيابا في أناتها المستصرخة بتراتيل العشق ، .. أخذ يخفض فستانها شيئا فشيئا إلى أن وصل لنصف خصرها وهنا ارتفعت نسبة الجنون بالنسبة لهما حينما التحم الجسد بالجسد وصارت للغته الحق الأمثل لطرد كل اللعنات المسيطرة على حياتهم ..
ميرنا(بحالة جنونية ثائرة):- أنقوم بذلك فعلا وائل ؟
وائل(همس من بين قبلاته):- نحن وكل كل ما فيناااااا فوق أديم العشق نتمرغ …
أمسكت وجهه بين يديها وصارت تقبله هي وتعشقه هي بطريقتها إلى أن صعدت فوقه ، وقبلت صدره بحنان ولهفة واحتيااااااج جعلها تنسى كل آلامها وأحزانها معه تلك اللحظة …
وائل:- كم أنتِ شهية حين أكون تحت سلطة نشوتك …
صفعها بجنون كلماته وضاعف الرغبة فيها ، استمرا في التقبيل والهذياااااااااااان العشقي إلى أن طرق باب الحمام عليهما فانتفضت ميرنا بجزع من أن تكون ميسون
ميسون:- ميرنا ميرنا أنتِ هنا ؟.
ميرنا(رفعت الفستان وأوقفت وائل الذي قبل أذنها وامتص حلمتها):- أجل ميسون عودي للفراش أنا قادمة حبيبتي
ميسون:- أنا خائفة
ميرنا(بتوتر تدفعه عنها):- حلوتي أنا قادمة فقط عودي للفراش وانتظريني
ميسون:- حاضر … لا تتأخري …
ميرنا(أوقفته وهي تنتفض من فوقه):- إلى غرفتك وبدون كلام هياااا
وائل:- كنتِ دعينا ؟
ميرنا(رفعت فستانها ومدت يدها له لتساعده على النهوض):- لقد جرفتني لموجة جنونك مجددا
وائل(التقط قميصه وحاصرها في الحائط):- سأنالكِ يوما ما ، وسأجعلكِ تنسين العالم
ميرنا(أمسكت على وجنتيها الساخنتين وقبلته بقوة):- هذه قبلة النوم هيا
وائل(عضعض شفتيه):- سأشتاق إليكِ
ميرنا(فتحت الباب):- سأدخلها للفراش وأنت غادر الغرفة أراك غدا هههه …
وائل:- سآخذ معي عطركِ وملمسكِ وطعم شفتيكِ
ميرنا(تاهت حتى كادت تسقط وهي تسير خلفيا):-اذهب فوراااااا …
ذهب على مضض وتوجه لغرفته وأول ما فعله أنه دخل تحت صنبور حمامه لعله يطفئ جمر ميرنا الذي كواااااه بالنار أكثر من ذي قبل …. وعلى العشق والهوى والحرارة المفرطة سننتقل لصباح اليوم التالي ويا عيني يا ليلي حين فتحت عينيها ووجدته نائما بجوارها ، قبلت كتفه ونهضت وهي تتمطى في سريرها ، توجهت للحمام بخفة وغسلت وجهها وارتدت فستانا لطيفا وخرجت لتوقظه حتى اصطدمت بشيء عجيب على الأرض ، رفعت القميص ووجدت عليه أنواعا مختلفة من أحمر الشفاه ، قبلات منتشرة في الكم في الصدر وفي الياااااقة أيضا ، هنااااااااا ارتفع الغضب في عينيها وتوجهت لتوقظه لكن تراجعت وهي تخرج من الغرفة .. طرقت غرفة ناريانا بسرعة وجعلتها تستنفر وتوجهتا لغرفة لورينا معا والمصيبة أنه أيضا وجدوا على قميص حكيم بقعا أخرى شبيهة بتلك القبلات هنا لورينا نظرت إليه بلؤم فبعد أن سرقها نحو عالمه كان ذلك فقط ليشبع رغبته … طلبت منهما أن يمهلوها بعض الوقت لترتدي ما يناسب وتلحقهم للأسفل ، هنا انطلقتا لغرفة ميرنا
جوزيت:- لأول مرة سأتعامل معكِ ، ستذهبين الآن لغرفة وائلكِ وتتأكدين ما إذا كان يحمل مثل هذه الآثار ؟
ميرنا:- لست أفهم ما هذا ؟
ناريانا(رفعت لها قميص حكيم):- آثار سهرة ليلة أمس
جوزيت:- هذه خاصة ميار أيضا وأكيد الباقون في خانة الشك
ميرنا(صغرت عينيها بغضب):- انتظروني لحظة …
وهنا كانت الصاعقة عادت بقميص وائل ورفعته بوجههم وكان هذا زخرفة كاملة من القبل ما شاء الله ثلاثة يا عمري ثلاثة ، هنا أشارت لهم جوزيت بالنزول وبعد لحظات كانت تمر بهن وكل واحدة فيهن تمسك بقميص حبيبها الخائن …
جوزيت:- لقد تعرضنا للخيانة يا بنات ….
ناريانا(بلؤم وكره):- نادر صدمني صدمة عمري وجدته يفتح فمه وهو يرتدي القميص المتطبع أيضا بنفس البقع
لورينا:- حتى كاظم لم يكن سهلا لقد ناما بالمطبخ أتصدقوووون ؟
ميرنا(بغضب):- يعني استغلونا هذا ما يجب فهمه ..
جوزيت:- لقد تعرضنا للخيانة تعرضنا للخيانة تعرضنا للخيانة …. والإساءة أيضا أنا أشعر بالتقزز وكأنني كنت مطفأة حريق بالنسبة له لقد استغلني
لورينا:- وأنا حكيم حكيم لم أعرف ما الذي دهاه فسلمته نفسي تت ..
ناريانا:- وأنا لم يطرق بابي .. إذا قضى غرضه هناك هو والبعل الآخر … يا إلهي ….
ميرنا(تذكرت أن ميسون أتت في الوقت المناسب ومسحت على وجهها):- أشعر بالدوار …
جوزيت(عضت شفتيها):- طالما تعرضنا للتلاعب والاستغلال والخيانة ، علينا أن ننتقم
لورينا(بشراسة):- وأشر انتقام
ناريانا(بكره):- لن نرحمهم
ميرنا(رفعت رأسها بمساندة):- والبادي أظلم …
جوزيت(رفعت هاتفها واتصلت بعيون ميتة):- عنبر .. أريدك أن تخدمني خدمة
عنبر:- أوامرك سيدتي
جوزيت:- جهز ورقة وقلم فما سأطلبه لن يخطر على بال الجن الأزرق ….
لورينا(نظرت إليها بتوجس):- ماذا ستفعلين ؟
جوزيت:- سأجد تلك البنات أولا وبعدها لكل حادث حدييييييث …. تعلم ما عليك فعله عنبر ؟
عنبر:- اعتبريه حدث ست جوزيت …
لورينا(تنهدت بغيظ):- والآن ما علينا سوى انتظار الأمراء ليشرفوا ويستيقظوا من نومهم
جوزيت:- ولما سننتظرهم حتى يستيقظوا على راحة راحتهم ، الآن سوف أحرق أم الدنياااااا على رؤوسهم
ناريانا:- هم لا يستحقون الرحمة ، طالما لعبوا مع الخصم الخطأ إذن علينا وعلى أعدائنا
نظرت لبعضهن ولحماستهن في الانتقام فالألم أحيانا يكون ممتدا لدرجة الرغبة في القصاص ، رمقت كل واحدة تلك القمصان وشعرن بسكاكين تمزق في أفئدتهن ونظرن بوعيد انتقام صوب الدرج
ميرنا(بهمس انتقام):- استعنا ع الشقاء بالله ….

والله اللي دارها بيديه يفكها بسنيه الله يعاونكم ^^

يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-17, 03:48 AM   #586

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... تم حذف المشاركة الاولى كما طلبت عزيزتي وارجو منك اخذ درس في المرة القادمة عندما يكون حجم الفصل ماشاءالله ضخم قسمي الفصل حتى لا يحدث ما حدث معك الليلة، وجدت صعوبة للدخول للصفحة وبعد ان توقفت عن الحركة تركت الموبايل يرتاح دقائق بعدها فتحت الصفحة وجدتها عادت للعمل ونزلت الى نهايتها وعدت بعدها من جديد الى فوق بكل ثاني اترك الموبايل يترتاح كي يظهر الكلام...
موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 14-03-17, 12:44 AM   #587

هوس الحلم

? العضوٌ??? » 365831
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » هوس الحلم is on a distinguished road
افتراضي

ههه الفصل كلو ولا صدمة ميسووووون بنتهم يا ويلي


هوس الحلم غير متواجد حالياً  
قديم 18-03-17, 02:33 PM   #588

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بجد عايزة أعرف كيف ميسون بنت ميرنا طيب بنت حكيم و ده ممكن جدا كما خدعته شاهيناز لكن كيف توصلوا لبويضة ميرنا حتى يتم تخصيبها و هى لم يحدث بينها و بين حكيم علاقة حميمة بجد جاوبينى يا كونتيسة
فى انتظار الفصل القادم على احر من الجمر لعل الرؤية توضح لى و شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-17, 12:30 AM   #589

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وحشتينا يا كونتيسة كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 02-04-17, 11:37 AM   #590

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طولت الغيبة يا كونتيسة لعل المانع خير ... و حشتينا و نحن فى إنتظارك
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.