آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-17, 02:56 AM   #591

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة... تم حذف المشاركة الاولى كما طلبت عزيزتي وارجو منك اخذ درس في المرة القادمة عندما يكون حجم الفصل ماشاءالله ضخم قسمي الفصل حتى لا يحدث ما حدث معك الليلة، وجدت صعوبة للدخول للصفحة وبعد ان توقفت عن الحركة تركت الموبايل يرتاح دقائق بعدها فتحت الصفحة وجدتها عادت للعمل ونزلت الى نهايتها وعدت بعدها من جديد الى فوق بكل ثاني اترك الموبايل يترتاح كي يظهر الكلام...
موفقة بإذن الله تعالى... في حفظ الله ورعايته...
تسلميلي يا قلبي أكيد سأعمل بالنصيحة الآن وفورا في تنزيل الفصل وعذرا لتعذيبك غاليتي حقا كانت تجربة لن تنعاد لوفرة الفصل مشكورة مجددا ولكي مني كل الحب على متابعة الخلل




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 02:57 AM   #592

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوس الحلم مشاهدة المشاركة
ههه الفصل كلو ولا صدمة ميسووووون بنتهم يا ويلي
اجل ابنتهم ههههه فقتي من الصدمة ولا لسة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 02:59 AM   #593

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
بجد عايزة أعرف كيف ميسون بنت ميرنا طيب بنت حكيم و ده ممكن جدا كما خدعته شاهيناز لكن كيف توصلوا لبويضة ميرنا حتى يتم تخصيبها و هى لم يحدث بينها و بين حكيم علاقة حميمة بجد جاوبينى يا كونتيسة
فى انتظار الفصل القادم على احر من الجمر لعل الرؤية توضح لى و شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أهلا أختي موضى الغالية تنوريني دوما بحضورك والله ، اممم طبعا سأتطرق لذلك في أحد الفصول ربما حين تعرف أنها ابنتها حقا وليست ابنة لورينا وأكيد ذلك وارد جدا علميا لهذا تطرقت له وسأجيبكِ عن سؤالكِ بأحد الفصول المقبلة إن شاء الله وتسلميلي على حضوركِ الذي يعني لي الكثير


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:00 AM   #594

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
وحشتينا يا كونتيسة كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟
تسمليلي ع السؤال وانا اشتقتلكم ولكن الظزروف يا اختي صعبت علي كتابة الفصل لكن أنهيته اليوم بحمد الله قراءة ممتعة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:02 AM   #595

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
طولت الغيبة يا كونتيسة لعل المانع خير ... و حشتينا و نحن فى إنتظارك
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ريي يخليك لي غاليتي حين تسلين عني أشعر بالفرح والله والحمدلله أنا موجودة الآن لطرح الفصل رغم تعبه هذه الفترة لكي مني كل التحايا الطيبة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:10 AM   #596

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 30


"حزب النون" اشتدت حرب الوطيس في أفئدتهن وصار لزاما عليهن رد الاعتبار لذواتهن التي أهدرت بغير حق من قبل أحبابهن اللذين ولا كانوا هنا ، نائمون في ملكوت الله وكأن ما حصل قد وقع في الأحلام لكن لا بأس لا بأس حين يتم إيقاظهم بطريقة تليق بتلك الخيانة سيعرفون حجم الخطأ الذي ارتكبوه ، وهذه البداية ..
ميرنا(بغضب هادر):- عمو نزار إياك وأن تتدخل ، رافق ميسون بغرفتي ولا تدعها تخرج مهما حصل الفطور وقد أخذته لها شغل الحاسوب لأجلها ودعها تشاهد مسلسلاتها المفضلة مفهووم ؟
نزار(بتقزز):- فقط أخبروني ماذا فعل هؤلاء الضباع ، من منظر نادر وكاظم بالمطبخ ورائحتهم الدالة على الفحشاء والمنكر ، أستطيع أن أشتم رائحة الخيانة هنا ؟
جوزيت(ربتت على كتفه بنفاذ صبر):- عمهم نزار روحي نحن على آخرنا ، فيا إما تصعد إلى الصغيرة يا إما سنحشرك مع معشر الذكور وهذا تهديد جاد ؟
نزار(ابتلع ريقه من طقطقة رجلها على الأرض وربتتها الأولى على كتفه):- تمام تمام مثلما تردن يا بناتي هننن ..
لورينا(ابتلعت ريقها):- لقد كنت وسيلة له .. لقد استخف بي وقاربني غدراااا
ناريانا(بكره صغرت عينيها):- عليه العوض ومنه العوض
جوزيت(بنفس الألم):- لا وقت للحسرة ، طالما لعبوا في المحظوووور إذن القيام باللازم واجب ضروري ..
ميرنا(رمقت الدموع في عيون جوزيت ونظرت للأرض بوجع):- أشعر بالوجع .. قلبي ليس معي
جوزيت(نظرت إليها وطردت دموعها):- لا مجال للتراجع ، هل أنتن جاهزات ؟
ميرنا(رفعت الدلوين مثلها مثلهن):- أكيييد
لورينا(رفعت أيضا الدلوين وهي تنظر لأحدهما والدخان يتصاعد منه بينما الآخر جامد):- هه لنوقظ أسودنا الكراااااام إذن ..
ناريانا(وقفت عند المطبخ):- أمامي مهمتين الجدار والربان فدعواتكن لي
ميرنا(بلؤم):- نلتقي هنا بعد لحظات
صعدن وهن عازمات على إيقاظهم بطريقة لا تخطر على بال إبليس ، وهذه ما هي إلا البداية دخلت جوزيت إلى غرفتها ووجدته نائما مبتسما هائما في ملكوووت الله ، بصدره العاري وبنطلونه القصير تذكرت القميص وشحنت بالأعصاب عندما شعرت بالخذلان حين جعلها تسلية له بدلا من أن يعتذر منها ، لهذا رفعت دلو الماء الساخن وصبته عليه وألحقت الدلو البارد سريعا لتجعله ينهض من محله منتفضا مفزوعا بشكل يرثى له ….
ميار(شعر بالألم ما بين الساخن جدا والبارد جدا وجحظ عينيه فيها):- هل جننتِ ؟؟؟؟؟
جوزيت(رمت الدلوين على جنب وأشارت له):- ارتدي ثيابك والحق بي للصالون ، أمامك 5 دقائق
ميار(نظر لعيونها ولم يفهم فيهما سوى الجمر المتأجج الذي لم يشهده قط):- ما الذي يحصل ؟
جوزيت(لم تجبه بل رمقته بطرف عين وهو يمسح جسمه بغطاء السرير):- هه…. لارد
تركته مشدوها في الفراغ وهو يحاول أن يستذكر ما الذي حصل ليلة أمس ، وكيف وصل من الملهى إلى هناك لكن حركتها تلك لم تكن مستحبة وعليه توجه للحمام وهو يسب ويشتم من حاله … أما في الغرفة المجاورة فكانت تنظر إليه وهي تستذكر مجيئه لها بتلك الحال ، وعرفت أن السيد كان محتفلا من خلال قميصه المتنوع بألوان أحمر الشفاه يا عيني ثلاثة ما شاء الله ، لتكمل عطورهن الطعن في صدرها الذي تأجج بالغضب وعدم الرحمة .. رفعت بدورها الدلو الساخن وصبته عليه وهي تزم شفتيها وتصغر عينيها بغضب الدنياااا أجمع ، ألحقته بالبارد وهنا انتفض وهو يصرخ فيها أن تتوقف عما تفعله لكنها وضعت الدلوين بنظام على الأرض ورفعت بصرها إليه ..
ميرنا:- صباح الورد حبيبي وائل ، عذرا أيقظناك بطريقة مريعة ولكن للضرورة أحكام ، وافيني على الفور للصالون لا تتأخر
وائل(شعر بصداع في رأسه وهو يناظرها باستغراب):- ما الذي يحدث معكِ هذا ليس مزاحا ؟
ميرنا(تحركت بحزم):- ومن قال أنني مزحت ؟؟؟… دقائق هااااه
وائل(أغمض عينيه وهو ينظر للجوانب بعدم فهم):- متى وصلت هنا ؟؟؟؟؟؟؟
نزلت بعد أن أتممت مهمتها لتكمل الأخرى ما بدأنه ، في البداية أشفقت عليه يعني إصابة صدره والملصق إذا صبت الماء سوف تؤذيه لذلك أمسكت الدلو الساخن ورفعت يده لتغطسها فيها وأضافت البارد عليها وهنا انتفض بفزع من أذية يده …
حكيم:- لورينااااااا ما بالكِ هل أصبتِ بالجنون حتى تقومي بهذه الأفعال الصبيانية ؟؟؟
لورينا(بنظرة ميتة):- من حقي … طالما أنت الذي بدأ الغدر إذن تستحق مني أكثر من هذاااا ، على العموم وقت الحديث سيبدأ في الأسفل أرجو أن تلتحق بنا بعد لحظات الأمر ضروري
حكيم(بعدم فهم):- ماذا حصل هنا ؟
لورينا(بوجع لأنه لم يتذكر حتى ما حصل معها):-أصبحت تتصرف بقذارة على فكرة
حكيم(بنظرة دموية رمقها وهو يدلك يده):- لوريييييييييين ؟؟
لورينا(هزت كتفيها بهزل وخرجت):- التحق بسرعة يكون أفضل لك ..
حكيم(نفض الغطاء من بعدها ونهض):- ما بها هذه من على بكرة الصبااااح هفف ؟؟؟ ….
أما بالأسفل فقد كان هذين يصرخان وهما يتراقصان بحرق وببرد وبمختلف المشاعر …
كاظم(يدلك لحمه):- الله لا يوفقك ناريانا أهذه فعلة تقدمين عليها حرام عليكِ ؟؟؟؟
نادر(بنفس الشيء):- بأي حق تقومين بهذااااااا ؟
ناريانا(بوجع منهما):- بحق أحمر الشفاه العالق على قمصانكما ، بحق سهرة الفتيات أم نسيتم الأمر هيا اغسلا وجهيكما لتصحصحا ووافونا للصالووووووون … فوراااااااااااااااا
كاظم:- ولد ما بها خاصتك تصرخ هكذا أفزعتني ؟
نادر:- ليست خاصتي ولكن … لكنها أثرت فيني امشي ، إلهي يلعنك يا بعيد كله بسببك أنا لا أذكر أي شيء مما حصل
كاظم:- طالما لا تذكر لما تسبني يا بغل ؟
نادر(صغر فيه عينيه وهو ينزع قميصه المبلل):- لأنه لو انشطرت الكرة الأرضية إلى شطرين ، سيكون جدار برلين السبب وااااااااضحة ، هفف دعنا ننظف هذا لنرى ما الذي يحصل
كاظم:- قلبي ينبؤني أنه ليس خيرا ليس خيراااااااا …
طبعا شبابنا لا يذكرون بالتحديد ما الذي حصل معهم ليلة أمس ، لكن بناتنا أكييييد يعلمون ذلك من خلال الدلائل التي وجدوها كختم معلم على ياقات قمصانهم ، وهذا ما انحسر بأجوافهن وأشعرهن بطعم الخيانة المؤلم … كن يجلسن بالصالون كل واحدة تنظر إلى الأخرى وهن تنتظرن نزول الأمراء من غرفهم ليستلقوا وعدهم بعد ما حصل ..
خرج من الغرفة وهبَّ بالنزول وهو ساخط على الوضعية يعقد حاجبيه ويظن أنه لم يقدم على أي شيء بالعكس ، ارتأى النزول لكي يحاسبها على إيقاظه بتلك الطريقة ، لكن حضور حكيم وهو يدلك يده المتألمة جعله يجفل ..
ميار:- ماذا حدث ليدك ؟
حكيم:- لورينا يا عمي جن جنونها ووضعتها في ماء ساخن ثم بارد كي تعرف الهبل
ميار(باستغراب):- حتى أنا فعلت جوزيت بي ذلك ، لكن ليس مثلك بل صبته على جسمي كله تلك الحمقاااااء
وائل(انضم بملامح التذمر):- يظهر لي أن هنالك تحالفا فقريبتكم أيضا فعلت بي المثل
حكيم:- يا جماعة من منكم يتذكر أحداث ليلة أمس ؟
وائل(مسح على رأسه):- سأكذب عليك لو قلت أنني أتذكر
ميار:- ولا أنا ، يعني أرى بعض الومضات الغريبة لكن غالبيتها هامشية …
حكيم:- لننزل ونرى هيا بنا …
وائل(تنهد بزفرة عميقة):- قلبي منقبض
ميار(بذات الشعور صغر عينيه):- لعله خير ..
خير هيهيْ نسيت منك له ما فعلتماه مع الشاطر حكيم والباقيين رفقة بنات الكلية هاااااه ، لكن لا بأس سأعطي الكلمة لبطلاتنا حتى يشرحن لهم على مهل ما سر ذلك الجمع المصيري ….
ميار(أشار لها وهو يجلس):- فعلتكِ لن أمررها على خير ..
جوزيت(كانت واقفة وهي تشير لهم بالواحد كي يجلسوا بقرب كاظم ونادر):- تفضلوااا
حكيم:- بست ماذا يحدث ؟
كاظم(هز كتفيه):- والله علمي علمك حين أتينا حشرونا هنا ومن وقتها والصمت شريك
نادر:- أضف إليه النظرات اللئيمة هل قتلنا قطتهم ليلة أمس يا ترى ؟
وائل(نظر لميرنا التي أشاحت ببصرها عنه):- تمام تمام دعونا نفهم ..
حكيم:- احم أين ميسون ؟
لورينا(زورته بتأفف):- مع العم نزار في الغرفة فوق ، معلوم لا نريدها أن تستمع لحديثنا السافل
جوزيت(لم تتحمل فجلست وأمسكت من الطاولة قميصه الذي طوته بعناية):- ما هذاااا على القميص يا حبيبي ميار ؟
ميار(نظر للقميص بعدم فهم ورمش):- كأنه أحمر شفاه يووه يا جوزيت ها قد خربته هل ارتحتِ ؟
جوزيت(رفعت إصبعين اثنين):- قلمين اثنين من أحمر الشفاه ، يعني أنهما لفتاتين يا روحي …
لورينا(رفعت قميص حكيم):- معكِ حق حتى حكيم ما شاء الله لم يبخل ، أرأيت الزخرفة ؟
حكيم(صغر عينيه في القميص):- كأن ذلك قميصي ولا أنا غلطااااان ؟
ميرنا(فتحت القميص الثالث):- والله كما نرى هناك قلمين على قميصيْ ابن العم وابن العمة ، الدور على من يحمل ثلاثة أقلام يااااه كأنك كنت في ساحة حرب أستاذ ولول ؟؟؟
نادر:- امممم كأن النبرة تحولت لاتهام هنا ، لك الله ولول
وائل(نظر لقميصه وأشار بعدم فهم):- كيف حصل هذااااا ؟
كاظم(همس لنادر):- جيد أننا خرجنا من الحسبة ..
ناريانا(رفعت قميصه الذي أخذته فور دخوله للحمام هو ونادر):- لا والله حتى أنتما لم تقصرا ، هل لكما أن تشرحا لي ما سر القبلات هنا ؟
نادر:- هفف ارتحت إنه قلم واحد يعني فتاة لكل واحد منا
كاظم(تنهد بعنف):- أوووه قلبي اطمأن يا صاح ….
جوزيت:- انتهى وقت المزاح ، أين كنتم ليلة أمس ؟
ميار(تلاعب بلسانه داخل فمه ونظر لها وللبنات وبعدها التفت لصحبته):- بصراحة .. نحن لا نتذكر
وائل(نظر باعتذار لميرنا):- يعني ذهبنا لملهى ليلي ثملنا قليلا وبعدها العدم
حكيم:- لكنني أذكر جيدا ما حصل بعد عودتنا ، لورينا أود أن …
لورينا(استوقفته بدموع):- لقد استغليتني حكييييم …
حكيم(نظر لميرنا التي طالعته بخزي مثلما تطالعهم تماما):- لورينا عليكِ أن تفهمي أننا لم نشأ ذلك
لورينا:- بحق القميص المتطبع بتلك القبلات هاه ؟
ميرنا:- ما فعلتموه لا يغتفر … أبدااااااا وأنت وائل ما حسبتك ستنجرف معهم ؟
وائل(مسح على وجهه بندم):- ثملنا ميرنا ولم نكن في وعينا و …
ميرنا(استوقفته):- لا داعي للمتابعة قد فهمنا ما يلزم
جوزيت(طالعت ميار بغضب):- فهمنا أننا مجرد مكب لتفريغ شهواتكم المقيتة ، ذهبتم لأجل الترفيه مع الفتيات اللاتي سأجلبهن حتى عندي ولو كانوا تحت الأرض ، سأعاقبهن على التطاول الذي حصل ، فلا يوجد هنالك أي امرأة تستطيع الاقتراب من حبيبي ولو مترا واحدا ، فما بالك بتقبيله
ميرنا(تابعت عنها):- واحتضانه وملامسته بدون وجه حق
لورينا(أردفت):- وإعطاء الفرصة للساقطات بأن يضعوننا في محل قميء عنوانه الوسيلة ..
ناريانا(نظرت لنادر بكره):- خصوصا إن كانوا يدعون العفة والأمانة ، الله الله وقتها فقط يصبح للسخرية معنى شاملا لتكملة النص ..
نادر:- أنتم تبالغون …
كاظم:- بالفعل يعني ماذا حدث كلها قبلات وبضع أحضان ثم الشباب لم يبخلوا صح ؟
ميار(من تحت أسنانه):- حكيم أسكت ذلك الجحش أمامك إنه بعيد عن قبضتي
جوزيت(هدرت فيه ببكاء):- يكفيييييييييييييي …. كيف استطعت أن تخونني مع نساء أخريات هاااااااه كيف فعلت ذلك بي لتعود إلي مثل الأهوج لتطفئ فيني حريقك ، هل أبدو لك عاهرة حتى تعاملني بتلك الطريقة ؟؟؟؟
ميار(هنا نهض):- جوزي ليس أمام الجميع دعينا نتحدث على انفراد
جوزيت(نهضت ودفعته لصدره):- ليس بيننا حديث من بعد اللحظة ، لساني لن يخاطب لسانك حتى تأتيني بتلك الفتيات ووقتها سأرحمك …
ميار:- آتي بمن إن كنت لا أتذكرهم من أصله ، هيييه جوزي جوزيييت تتت
لحقها للأعلى وهو يحاول ضبطها من ذلك الجنون ، وهنا نظر حكيم بندم للورينا التي كانت تشهق بدموع وهي تشعر بالخزي ، فأي امرأة ستكره حصول ذلك معها من الشخص الذي تحب ..
حكيم:- ربما تلومينني أنتِ أيضا على نفس السبب ، لكن صدقيني لم أكن بوعيي
لورينا(نهضت وضربته بالقميص لوجهه):- أرجو أن تبرر هذا لابنتك لو استطعت ..
حكيم(رمقها بوجع ونهض ليلحق بها):- طيب لورين اسمعي فقط وافهميني ..
كاظم(نهض منسحبا وهو يحك جبهته):- يا ليتنا ما ذهبنا يا ليتنا
نادر(رمق تحديق ناريانا اللئيم فيه):- إلهي ياخذك يا بعيد ورطتنا ورطة العمر
ناريانا(رمت قميصهما أرضا ونهضت للحديقة):- هه فقط كفا عن ادعاء الأمانة وأنتم عاهة عليها
نادر(أغمض عينيه بتعب):- أراكِ تظلميننا هنا .. ناريانااااااااا
كاظم(توجه للمطبخ):- أخوكم سيصنع قهوة من يشرب .؟؟؟ لا أحد طيب سأنوب عنكم احم …
انسحب نادر خلف ناريانا للحديقة واستوقفها على جنب
ناريانا(جذبت يدها من قبضته):- لا تقترب مني قيد أنملة ، أنا أشمئز منك أشمئئئئئز
نادر(أمسكها مجددا):- اسمعيني … ما حصل ليس له تبرير أنا أعلم ولكن صدقيني انجرفت وراء رغبتي في النسيااااان
ناريانا(ببكاء):- نسيان ماذا إهانتك لي ،،،، لقد أحببتك أيها الأحمق ويا ليتني ما فعلت
نادر(اهتزت حنجرته وشعر بالندم):- هل ستكرهينني الآن ؟
ناريانا:- ليتني أستطيع أنا حانقة من نفسي ، في الوقت الذي أتعرض فيه لاتهاماتك الباطلة يكون نفسه الوقت الذي تطعنني فيه ، أعلم أعلم أنه ليس هنالك شيء بيننا ولكن طالما تدعي الأمانة والطهر كنت لا تجعلني ألمس هذا النفاق القذرررررر ..
نادر:- لاحظي أنكِ تهينني هنا
ناريانا(دفعته بيدها وتوجهت للحديقة):- لأنك كذلك مع الأسف …
نادر(ضرب يديه على جنبه ولحقها):- طيب افهمي شيئا ناريانا يا بنت …
ظل يلحقها في الحديقة ، وهنا كانت هذه ترمقه بنظرات صامتة وهي تسأله عن السبب الذي دفعه لذلك الفعل الشنييييع ، رمش بقلة حيلة فلا يسعه تكذيب ما رأته ، لذلك استوقفت ذلك الوضع بينهما حين رمت بقميصه على الطاولة ووقفت وهي تزفر باختناق ، مسح على جبينه بندم ونهض ممسكا بيدها التي جذبتها منه بقوة
ميرنا(بحرقة):- إياك وأن تحاول وائل
وائل:- عليكِ أن تصغي لي ميرنا ، ما حصل كان كان يعني .. تت
ميرنا:- لقد أتيتني لغرفتي وأخذتني معك لعالم آخر ، ليثبت أنه من فرط غبنك مثلك مثلهم قمت باستغلالنا يا واااااااائل ، لقد رأيت فيني عاهرة مثلهن وأتيت لتكمل ما بدأته معهن صح أم لا ؟
وائل(وضع يده على ذراعها):- ميرناااا أنا لا أذكر أي شيء أي شيء …
ميرنا(دفعته بقوة وهي تبكي):- ثلاثة يا وائل ثلالالالالالالالالاثة لو قلنا واحدة ماشي اثنتان مقبوووول نبتلعها أمرنا لله ، لكن ثلاثة ماذا تكوووون يا عم ؟؟؟؟؟؟
وائل(مسح على فكه وهو يزفر ملاحقا إياها):- ميرنا ميرنا بالله عليكِ اسمعيني ..فقط أصغي لي
ميرنا(توجهت صوب المكتب وصفقت الباب في وجهه ففتحه ودلف):- ماذا تريد مني ؟؟؟ هيا انطق ودعني وشأني لأنني لا أتحمل رؤيتك ولا حتى النظر بوجهك لأنني كلما فعلت تذكرت خيانتك لي ، هل هنت عليك أجبني هل هل استمتعت معهن ألم تتذكرني وأنت بجوارهن ؟؟؟؟
وائل(تمسك بها بقوة وهو يحاول أن يوقف وجعها):- يا عمري يا عمري هل تعرفين بأنني أخونكِ هاه ، والله ما حصل كان جراء الثمالة منه لله كاظم الذي أخذنا لذلك المكاااااان الوقح
ميرنا:- كنت عد كنت عد أو توقف ولا تفعل هذااااا بي ، لقد سقطت من نظري أتعلم ذلك ؟
وائل(هنا جرحته في الصميم فعقد حاجبيه وهو يفلتها):- ميرنااا لا تفعلي
ميرنا(وضعت يديها على عينيها):- ظللت الليل كله أنتظرك لساعات طويلة ، كل مرة أطل من الشباك لأراكم قد عدتم ، لكنكم لم تفعلوا بل بقيتم سهرانين مع الفاسقات والله أعلم ماذا أجرمتم معهن
وائل:- صدقيني ميرنا، صدقيني لست أعرف بدوري يعني .. هل أنا الآن في مأزق ؟
ميرنا:- وتسأل وتسألني بعد ، يا لجرأتك أتسمع دعني الآن وحدي وإلا لن يحصل طيب لن يحصل
وائل(مسح على فكه وقد هربت منه):- يا إلهي ما الذي فعلناااااااه ؟؟؟؟؟
حكيم:- من قال أنني استغليتكِ يا بنتي والله لم أكن في وعيي ، أتحسبينني أبلها حتى أفكر بأن ألمسكِ لو كنت بعقلي لن أفعل ،،، ولا تنسي أنكِ حاولتِ معي سابقا ولم يحصل شيء لكن هذه المرة فرقت لا أدري ما الذي حصل لي
لورينا:- ما حصل لك هو أنك وجدتني تسلية جاهزة على فراشك كي تستغلها على أكمل وجه ، لما لا فأنت في أمس الحاجة لي فكيف لا تستغل الفرصة ؟؟؟؟؟
حكيم(أشار بعصبية):- لاحظي أنكِ تؤججين غضبي الآن لوري ، أنا نفسي كرهت نفسي حين عرفت بأنني لامستكِ .. تت اللعنة ..
لورينا(أشارت للباب):- أغرب عني حكيم ، صدقا لست في حال جيد لأتقبلك بغرفتي بعد الذي حصل لا تكلمني طيب تمام ؟
حكيم:- لست أفهم مما أنتِ منزعجة ؟؟؟؟
لورينا(بوجع):- صحيح أنا أحبك صحيح أنا أريدك ، لكن أن تجد فيني متعة نصف ساعة وبعدها ترحل عذرا منك وقتها يصبح الأمر تجريحا وإهانة لن أغفرها لك صدقني …
حكيم(لاحظ انفعالها وبكاءها وضرب يديه على جنبيه بقلة حيلة):- تبااااا لك يا كاظم تبااااا
خرج من هناك وهو يزفر بتعب وعلى مسمعه صراخ جوزيت في الغرفة الجانبية ، تنهد بكره وعرف أن ذلك لن يمضي على خير ، ودَّ الذهاب لرؤية ميسونته الصغيرة فهي ستسمح عليه بعض الأسى لكن صوتها جعله يتوقف محله
ميرنا(كانت تصعد ورمقته متجها صوب رواق غرفتها):- إياك وأن تفكر برؤيتها الآن ، انزل ودعها وشأنها
حكيم(توقف محله وكتف يديه):- حتى أنتِ ستحولينها لقصة ؟
ميرنا(وثبت أمامه وهي تكفكف دمعاتها):- كلكم قمتم بخيانتنا لن نسامحكم حكيم
حكيم:- على الأقل أنتِ لا تفعلي ، لأنكِ تحفظيننا عن ظهر قلب ؟؟؟
ميرنا:- لست أعرفك ولا أعرفه ولا أعرفهم ، كلكم أصبحتم في نفس الكفة القذرة بليييز لا تدعوني أرى أي واحد فيكم هذا اليوم
حكيم(نفض يده بعصبية):- جيد ميرنا جيد … تت أستغفر الله أين ذلك الحائط اليوم سأردمه اليوم
ميرنا(مرت بجانب غرفة جوزيت وهي تصغي لنواحها وطأطأت رأسها بوجع):- يا الله …
جوزيت(ضربت المرايا بأحد الديكورات):- هل عاشرتهن أجبنييييييييييييييييييييي ييي ؟
ميار(كان متكأ على الحائط مكتفا يديه ويتفرج فيها وقد كسرت كل شيء بالغرفة):- لست أذكر
جوزيت(صرخت بعصبية):- هل تريد أن تجلطني ألا تذكر ما الذي فعلته ليلة أمس ؟؟؟؟ ، ماذا عن القبل ماذا عن الأحضان ماذا عن البقع التي كانت على قميصك هل سمحت لهن بأن يلامسنك ، من هن أعطني أسماءهن ومواصفاتهن ولو اختبأن ببطن الحوت سأحضرهن أقسسسسسسسسسسسم
ميار(على صرختها الأخيرة تحرك صوب الباب):- حين تفرغين من كل هذه الدراما سنتحدث ..
جوزيت(أخرجت مسدسها بلؤم وضغط على زناده):- لو خرجت من ذلك الباب سأقتل نفسي ..
ميار(استدار إليها بثقل وهو يراها تصوب المسدس لرأسها):- أوك قمت بخيانتكِ جوزيت ، خنتكِ وأنا أصلا لا أذكر كيف فعلت ذلك بمعنى أنني لست متهم طالما لست أعرف كيف حصل هذاااااا
جوزيت(أغمضت عينيها وهدرت فيه):- كيف استطعت ملامسة غيري كيييييييييييييييييف ؟
ميار(نفذ صبره):- لا تصرخي … لا تصرخيييييييييي
جوزيت(اهتزت بوجع ورمقته بدموع):- حتى اعتذار لم تستطع التنازل وتقدمه لي ، ألهذه الدرجة لا أملك قيمة بالنسبة لك ؟
ميار(عض شفتيه واقترب منها بهدوء):- ضعي المسدس جانبا وهذه آخر مرة ترفعينه بوجهي ؟؟؟
جوزيت(ارتخت قواها من اقترابه ووضعت يدها على جانبها بالمسدس):؛- كنت أبحث عنك طوال الليل وأنا أدور بالأروقة وأنظر للساعة ، جلست بالدرج جلست بعتبة القصر جلست بالشرفة ، لكنك لم تعد يا ميار ، عرفت أنني بالغت معك ولكن ذلك من حقي وتمنيت فقط عودتك لنحل المشكلة بيننا ، ولكنك أبدا ما رجعت وتركتني وحدي بينما كنت تعيث مرحا مع الغانيااااات ، أنا غبية صحيح غبية لأستقبلك في فراشي وأنت مليء بعطرهن لكنك سرقت عقلي كيف لي أن أعرف ؟؟؟؟
ميار(مد يده وسحب المسدس من يدها ورمى به على السرير):- جوزي ..
جوزيت(أغمضت عينيها ووضعت جبينها على جبينه وهي تبكي بألم):- قتلت جوزتك يا ميار
ميار(أمسك يدها وثبتها بحضنه):- أجل أخطأت ما كان علي أن أتمادى ، ولكن صدقيني ذلك تم فوق طاقتي ثملنا ولم نستوعب ما الذي يحدث ، افهميني أي واحد من الممكن أن يقع في هذا الخطأ حتى كلنا وقعنا به بدون استثناء
جوزيت:- وهل من المفروض أن أعذرك ؟
ميار(رمق ابتعادها عنه وزفر بعمق):- جوزيت لا تصعبيها بلييييز رأسي يدور
جوزيت(جلست على السرير ودفنت وجهها بيديها):- لن أسامحك ميار لن أسامحك أغرب عن وجهي الآن ودعني وحدي … دعني وحديييييييييييييي …
ميار:- أساسا لست مستعدا لمجاراتكِ وأنتِ في حالة الجنون هذه .. عن إذنك
جوزيت(بانهيار موجع):- أيها الغبي الأحمق اهئئئئ …
صفق الباب بقوة وتركها تنتحب وهو يفرك على جبينه بإرهاق سهرة أمس ،وأيضا ببكائها الذي يثقل كاهله بالندم ، أجل ما حدث ليلة أمس كان مشينا جدا .. حتى التحدث فيه أو محاولة تذكره تعطي نتيجة سلبية ألا وهي مشاعر الندم … لكن الندم بعد فوات الأوان أحيانا لا ينفع
ميرنا:- هل استمتعتم ؟
ميار(وجدها مكتفة يديها عند باب غرفتها):- لا تزيديني همكِ أيضا
ميرنا(نظرت صوب الأرضية وولته ظهرها):- لست أفعل لأنك لا تستحق .. مثلك مثلهم
ميار(تمالك أعصابه بقوة ومر كالريح جوارها):- الرحمة يا ربي الرحمة …
ميرنا(بأسف دخلت الغرفة وهي تهز رأسها بكل فشل):- عم نزار يمكنك النزول الآن ، سأبقى هنا
نزار:- حبذا لو تخبريني ماذا يحدث ؟
ميرنا(رفعت حاجبها):- أظنك ستعرف حين تنظف قمصان الأسياد المبجلين ..
ميسون(أقفلت الحاسوب ونظرت إليها):- ميرنا تبكين ؟
ميرنا(تنفست بعمق وأغلقت الباب خلف نزار):- دخل شيء بعيني ، سأغسل وجهي وآتيكِ فورا
ميسون(زمت شفتيها بدون فهم ونهضت لتناظر الشرفة):- بابا هناك لو أنزل كي يخبرني لما تبكي ميرنا ، لكنها طلبت مني انتظارها اممم سأنتظر وإلا ستغضب مني ..
في الحديقة حيث اجتمع الرفاق على حسرتهم وخيبتهم المنيلة بستين نيلة هههه …
كاظم:- وحياتك ما تزيدني همك والله هذا النطح ابن خالك قام باللازم
حكيم(نظر لميار):- ما النتيجة ؟
ميار:- إنها غاضبة
وائل:- مثلهن يعني جميل جميل ، كله بسبب مشورتك يا كاظم
كاظم:- وهل ضربكم كاظم على أيديكم لترافقوه للملهى الليلي ..؟
ميار:- ما حدث فظيييييع ، صحيح نحن نحاول أن نجد الحل سريعا لكننا قمنا بشيء جارح … خصوصا نحن الثلاثة أليس كذلك ؟
حكيم(تذكر لورينا):؛- والله لم أكن بوعيي لست أخرقا حتى أؤوي ابنة تلك الحرباء في فراشي
وائل(زم شفتيه):- وأنا تواقحت مع ميرنا
ميار(رمقه بنظرة قتل هو وحكيم):- ماذاااااااا فعلت ؟
حكيم:- تلك طليقتي يا أفندي إن كنت أتغاضى على بعض أمور فهذا لا يعني أن تتجاوز الحدود
وائل:- رائع منك له ، الآن أتركا فضيحتكما على جنب واهتما بي أنا …
نادر(انضم إليه وهو يزم شفتيه):- اللعنة فحسب على كل الليلة
كاظم:- ما بالك أنت أيضا هل أحرقتك النار بلسانها ؟
نادر:- نعتتني بالمنافق ههه أرأيت سعدي ؟
كاظم:- والله الحرية جميلة في بعض الأحيان ، أنظروا إلي لا أملك من تسمم مسمعي وتعيق أعصابي أفعل ما يحلو لي بدون حسيب ولا رقيب
نزار:- كاظم كاااااااااااظم تعال هنا أيها السمج ..
كاظم:- كنت لتوي أدعو بالسلام ، نعم يا عم نزار خير ؟
نزار(اقترب منهم):- هل هذه فعلة تقدمون عليها منك له ، أين التربية أين الأخلاق ؟؟؟؟؟؟؟
نادر(أشار صوب كاظم):- هذااااا السبب
كاظم:- هاااااااا كلكم سترمون بالذنب علي ، لا يا عم نزار لا تصدقهم أنا والله مظلوم
نزار:- عمى اللي يعميك من أين لأين أكون عمك ، اسمعني جيدا أنت وهو سوف تصححون فعلتكم تصعدون تنزلون سوف تصلحونااااااا وباشروا بالتصرف قبل أن تتأثر الطفلة ، أهلكتني أسئلة وهي تصغي لصراخكم المرتد من جانب لآخر …
حكيم(بتأسف):- هففف مشكلة بحق
نزار:- سأعد لكم الفطور فحتى البنات لم تفت اللقمة إلى بطونهن ، منكم لله شباب طائش
ميار(مسح على فمه):- كيف لم يتناولن الفطور ، فف جوزيت عليها أن تأخذ الدواء
حكيم(سمعه وعض شفتيه):- والأخريات أعند منها ، يا جماعة يظهر لي أننا أخطأنا خطأ كبيرا المشكلة نحن حتى لا نذكر ماذا حصل
كاظم(ابتلع ريقه):- آخر ما يخطر ببالي أنني كنت في حضن فتاة ما ، حتى وجدتها مغمى عليها فوقي … فجأة لا شيء .. بعدها رجال يسحبونني من الفراش كاللقمة ..
وائل(بتفكر):- صحيح .. لما لا نسأل الرجال كيف وصلنا إلى هنااااااا ؟
ميار(فتح عينيه بانتباه):- نعم كيف تاه عن بااااااالي …. هيهه من يجيد فيكم التصفير ؟
كاظم(فتح فمه ووضع إصبعيه بصفير واحد انتبه له الطاقم كله):- ههه
نادر:- ما شاء الله مكتمل من كل حدب وصوب
كاظم(رفع حاجبيه بغرور):- معلم ولووو ههه ..
ميار(زفر بعمق وانتظر قدوم أحد رجاله):- هل تملك فكرة كيف عدنا ليلة أمس من الملهى ؟
السائق:- صراحة لا ندري نحن بالضبط ما حصل ، لكن هنالك رجال أخرجوكم من سيارتهم ووضعوكم بعهدتنا وطلبوا منا إعادتكم للقصر على الفور
حكيم:- كيف يعني رجال من هم ؟
السائق:- كانوا ملثمين ويرتدون قبعات غريبة ، أخبرونا أنكم خرجتم من الملهى رفقة عدة بنات وقاموا بإنقاذكم من براثنهن ، وبالأمارة يخبرونكم أن كل التفسير الذي تحتاجونه ستجدونه عند كاظم
كاظم(أشار لنفسه بعدم فهم):- أنااااااااا ولكن ما دخلي أناااا هاه ؟
وائل:- قلت تم إنقاذنا هاه ، يعني ما ربما كانت خطة دنيئة من أحدهم ليوقع بيننا ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- أو ربما حقا كانت سهرة مقصووووودة ، كاظظظظظظم هل أنت متواطئ مع العدو ؟؟؟
كاظم(نهض من الكرسي وزفر بضحكة صاخبة):- أنت هنا تخطئ بحقي يا سيد
ميار(دفع صدره بمجابهة له):- أجل أنا أتهمك وعلى بلاطة أيضا ، لو لم يكن ذلك فلما إذن سيطلب أولئك الغرباء من رجالي هذا الطلب العجيب ؟؟؟؟
وائل:- أكيد هنالك تفسير للموضوع يا ميار ، دعنا لا نستعجل
ميار(نظر إليه بنظرة غريبة وأشار تجاه كاظم):- طيب اشرح لنا ما سر العلاقة بين وبين ؟؟؟؟
حكيم(رمق نظرة كاظم الذي تلاعب بلسانه داخل فمه):- كاظم أنت من أخذنا لتلك الحانة ؟
نادر:- وما حصل كأنه كان مخططا له ، صحيح ثملنا برغبة منا لكن ما حدث بعد ذلك تلاشى
كاظم(زفر عميقا وناظرهم جميعا):- يعني أنني محط اتهام الآن ، جيد وصلني ما تريدونه عن إذنكم
وائل:- نحن لم نتهمك يا كاظم ، لكننا نسأل فحسب
كاظم(هدر فيهم):- لقد تم إنقاذنا من قبل رجالي تمااااام الآن ؟ عرفتم فهمتم إذن شكرا للتهمة
حكيم(مسح على رأسه بتعب وجلس على جنب):- كأننا بالغنا ؟
ميار(رمق كاظم بطرف عين):- من حقنا أن نعرف .. ثم كان يتكلم من البداية
وائل(رفع رأسه للسماء):- يوم خانق ما هذا الضيق ؟؟؟؟
نادر:- ونحن ما زلنا سوى في البداية …
الوضع كان غير مبشر بالخير نهائيا خصوصا بعد أن نشب سوء التفاهم فيما بينهم ، إذ أصبحوا لا يطيقون لبعضهم كلمة لأن كل كلمة تنطق ألا وتكون صائبة فقد أخطئوا في حق البنات ولا لوم عليهن لو اتخذوا هذا الموقف منهم … فأي امرأة لن تتقبل تلك الخيانة فكيف بأحبتهم الذين وهبوا لهم من أعماقهم كل شعور جميل ليقوموا بمبادلته بطعنة الغدر مع نساء أخرياااااات ، نساء ستخرجهن من بطن الحوت لو ترتب عليها ذلك ….
جوزيت(بلؤم وشراسة):- ههه .. تمام أنت ابعث لي بالرجال هذه الليلة ، أنا أعرف ماذا سأفعل
عنبر:- لو آتي للمساندة سيدتي ؟
جوزيت:- وهل أناااا بحاجة لمواساتك يا بغل ، ثم خليك هناك أنا لا أثق بغيرك ليقوم بتدبير شؤون الرجال والقصر في ظل غيابي تمام ؟
عنبر:- ماشي يا ست جوزيت أمرك ..
جوزيت(زفرت بعمق):- عنبر .. هذه الليلة أريدهم هذه الليلة لن أتحمل أكثر هذا الانتظار القاتل …
رمت الهاتف جانبا وأخرجت حبة دوائها ابتلعتها بعصبية وهي تنظر بحسرة للفراش الذي جمعهما ليلة أمس ، شعرت بالحرقة وكأن قلبها سيسحب منها ، رمقت جسمها بكره وقبل أن تنهض للحمام طرق الباب وكان العم نزار
جوزيت:- هل شكوت لك ؟
نزار:- اسمعي إن كانت لديكِ مشكلة فحليها معه وليس معي ، أنا لست بعمركِ حتى تعاملينني كواحد من خُدامك ، والآن ستتناولين هذا الفطور وإلا قسما بالله لن يحصل طيب
جوزيت(عقدت حاجبيها وهي ترمقه باستغراب):- هل تجبرني ؟
نزار(تجاوزها ووضعه على الطاولة):- حين أعود لأخذ الّأطباق أريد أن يكون كل شيء مستقرا في بطنك ، ولا تجربي صبري لأنه محدود …تناوليه هيااااا …
جوزيت(اهتزت منه وناظرته بدون مبالاة):- هه حاول مع غيري فهذه اللعبة لا تنطلي علي
نزار(أشار لها بسبابته مهددا):- قد أعذر من أنذر
جوزيت(انتفضت من صفقه للباب):- ما به هذا العجوز الخرف الله الله هل سيتحكم فيني أم سيتحكم فيني عال والله ؟؟؟؟؟؟؟؟ … هفف سأستحم رغم أنني حقا أشعر بالجوع
ميرنا:- لست أشعر بالجوع يا عم نزار خذ أطباقك ومع ألف شكر
نزار(زفر عميقا ودخل للغرفة ووضع الأطباق على الطاولة):- بنتي ميسون أطعمي ماما ميرنا الفطور ، هي طلبت منكِ ذلك
ميسون(ابتسمت):- حقا سوف أجعلها تلتهمه وتنهي الأطباق
ميرنا(رمقته بقلة حيلة):- الآن وضعتني بمأزق
نزار:- هذا ما ينفع ما رؤوس الحجر مثلكن عن إذنك ..
ميرنا(مسحت دموعها المختنقة وجلست بقرب ميسون بعد أن ودعته):- هممم أطعميني لأرى
ميسون(عضت شفتها):- لا أعرف كم تضعين من قطعة سكر في قهوتكِ ؟
ميرنا(ابتسمت بغبن ووضعت ثلاث مكعبات):- ثلاثة أحبها حلوة
ميسون:- دعيني أحركها لأجلكِ إذن ..
ميرنا(نظرت إليها عميقا وهي تحرك لأجلها الفنجان وزفرت):- ميسووون
ميسون(انتهت وأمسكت ببسكوتة وغمستها بالعسل):- افتحي فمكِ ..
ميرنا(فتحته على مضض):- اممم ها أنا ذا
ميسون(فتحت فمها أيضا وامتصت العسل بإصبعها):- لذيذ
ميرنا(أمسكت بسكوتة ووضعت عليها العسل):- تمام هذه لكِ والأخرى لي
ميسون(ابتسمت ووضعت يدها على خد ميرنا):- أنتِ لمَّا تضحكين أشعر بالراحة ، لكن حين تبكين وتصبحين غاضبة أحس بالخوف
ميرنا(وضعت ما في يدها وعانقتها في حضنها):- لا بأس الحزن وارد في بعض الأحيان ، لكن لا تخافي مني لأنني حتى لو غضبت من الجميع منكِ أنتِ لا أغضب
ميسون(برقت عيناها):- هل هذا صحيح ؟
ميرنا:- صحيح فأنتِ قطعة السكر خاصتي دوما ما تجعلينني أبتسم
ميسون(ابتسمت بإشراق):- ههه أحببت ..
ميرنا(لاعبت شعرها وزفرت بعمق والغبن شريك ذاتها):- لنفطر هيا …
في الرواق الآخر
كان يضع الأكل على الطاولة وهو يرمقها بطرف عين وقد كانت متقوقعة على فراشها وتبكي ، رد الباب وجلس بجوارها وأخذ يمسح على شعرها الطويل بحزن
نزار:- هيا يا ناري لا تؤلمي قلب أخيكِ هكذاااا
ناريانا:- دعني يا أخي والله قلبي محروق
نزار(وضع يده على كتفها):- أختي أنظري إلي
ناريانا(التفتت بثقل وانفجرت ببكاء في حضنه):- اهئئ هو لا يحبني لو كان يفعل لما كان خانني
نزار:- هكذا أفضل كي تعرفيه على حقيقته باكرا ، ثم الكل وقع في المحظور ليس هو فحسب يعني لا لوم على واحد بل على الجماعة برمتها
ناريانا:- أعلم ذلك جيدا ولكن بدلا من أن ينغص عيشتي وهو يحاسبني على أفعالي ، كان حاسب نفسه لقد كرهته
نزار:- يا الله لن أتمكن من البقاء ومواساتكِ كما أرغب ، لكنني أريد منكِ تناول الفطور
ناريانا:- لا شهية لي
نزار:- ستتناولينه هياااا البطن الفارغ لا يساهم في التفكير الصائب ، تحملي وتناوليه تمام ؟
ناريانا:- تت .. ماشي
نزار(قبل جبينها ومسح دمعها برفق):- بغلاوة أخيكِ لا تفعلي
ناريانا:- حين اجتمعت بالبنات في الصالون ليلة أمس أثناء انتظارنا لهم ، راودتني رؤيا لذلك انسحبت متحججة بالنوم باكرا ، من وقتها وقلبي مكسور لقد رأيت ما حصل معهم مرت ببالي ومضات متباينة ، لم أستطع رؤية أي شيء عن نادر هكذاااااا كلما رفعت عيني لأتفحصه وجدته صفحة بيضاء ، هذا أمر ليس بعادي صحيح ؟
نزار:- ناريانا كأن أحدهم يناديني هيا لا تلهيني بالحديث ، سأعود لاحقا
ناريانا(زفرت بعمق وهي تعدل جلستها):- حاضر …
خرج من عندها وهو يمسك على قلبه فهو يعلم أن ذلك جراء العشق الأعمى ، الذي يعمي بصيرة أي واحد من عشيرته ولو أخبرها سوف يثبت ذلك الحب في قلبها أكثر فأكثر وهذا ما لا يريده .. تأفف وهو يتوجه بالعربة صوب غرفة لورينا ووجدها جالسة على منضدتها وتضع زينة على وجهها
نزار:- الفطور
لورينا:- ضعه هناك عمي نزار ، ما الأوضاع بالأسفل ؟
نزار(رمقها بطرف عين):- عادية … هل ترغبين بشيء آخر ؟
لورينا(نظرت للمرآة):- لاء مشكور …
خرج من عندها وهو لا يدري كيف ستنتهي تلك الآهات والدمعات بعيونهن ، فحتى لو كانت تدعي هذه القوة إلا أن ملامحها الكسيرة واضحة للعيان ..، نزل ووجد الشباب جالسين كاليتامى على طاولة الفطور ولا واحد فيهم قام بلمس صحنه فأمكنة البنات كانت شاغرة مثلما كانت شاغرة في صباحهم الذي كان أشبه بظلمة الليل ، الاكتئاب كان شريك نفوسهم جميعا فالبنات محطمات والشباب لا يعرفون ما الحل … أما العاشقات اللاتائبات فأكيد الآن لسن في رغد ونعيم …^^
مر الوقت بشكل ثقيييييييل جداااااا على قلوبهم وكان الصد عنوان الحالة المترجمة فيما بينهم ، حاول ميار الولوج لغرفتها لكنه صدم بإغلاقها للباب وذات الشيء مع وائل الذي كان يصغي لحديثها مع ميسون بداخل الغرفة وبرغم طرقه للباب فإنها لم تفتح ، أما حكيم فحاول أيضا رؤية ميسون على الأقل ولكنها منعته من ذلك وآثرت أن تلعب لعبة مع ميسون وأعطتها سماعات الأذن لكي لا تصغي لإزعاجهم وراء الباب ، أما لورينا فقد تركت كل هذا وتوجهت للمسبح بينما ناريانا قضتها نوم ..
لورينا:- لو سمحت نادر أريد أن أسبح ؟
نادر(نهض بأدب من الكرسي الهزاز):- خذي راحتك
لورينا:- أين كاظم ؟
نادر:- يحبس نفسه في الغرفة منذ وقت
لورينا:- هه يليق به طبعا ..
رفع يديه وتركها على سجيتها بالمسبح وضعت فوطتها على الكرسي ودخلت بملابسها العادية قميص وشورت قصير لأنها تعلم لو أخذت راحتها سوف تخلق مشكلة أخرى مع حكيم ، الذي سيمانع منعا باتا سباحتها بملابس السباحة الخاصة ، ولأنها لا ترغب بمحادثته أو الولوج معه في حديث ألهت نفسها في ذلك المسبح لعلها تنسى قليلا من ذلك الوجع …. هنا كان ميار بالمكتب وبرفقته حكيم ، فحتى وائل كان مع العم نزار بالمطبخ يحاول مراضاته وبدون فائدة كأن ما فيه لا يكفيه …
نادر(بوهن):- ألم يخرج بعد من غرفته ذلك الغاضب ؟
وائل:- لاء ما يزال يحتجز نفسه هناك
نادر:- هل علينا أن نراضيه الآن يا عيني …
وائل:- ضاق نفسي لنخرج للحديقة
نادر:- لورينا في المسبح
وائل:- طيب لنذهب للجهة الأمامية لن نزعجها إن بقينا هناك
نادر:- تمام يلا
نزار:- اذهبا اذهبا لعلكما ترحمانني من الويل الذي صرعتم رأسي به …
نادر:- والله لست في مزاج جيد لمجادلتك ، امشي يا صديقي ..
وائل(بحزن):- ميرنا ترفض محادثتي
نادر:- ربما علينا إعطائهن بعد الوقت بصراحة معهن كل الحق ، لقد قمنا بغلط فادح
وائل:- وكأنما كنا متعمدين حدوث ذلك ، كلانا نعرف كيف
نادر(خرج معه من الباب):- يا سيدي رحم من قال المصائب لا تأتي فرادى ….
في المكتب
حكيم:- طيب كف عن طقطقة ذلك القلم أزعجتني
ميار(كان يهتز على الكرسي جيئة وذهابا):- رابضت عند بابها ربع ساعة ما فتحت
حكيم:- يا سلام وكأنك انتظرتها في الفيافي الحارقة
ميار:- ما الحل حكيم أنا لا أقدر على هذا الوضع ؟؟؟
حكيم:- لا أدري أخوك في نفس المركب إن كنت تستوعب ، بدوري لا أستطيع التصديق بأنني أعطيت للورينا فرصة معي يا إلهي يا إلهي
ميار:- فات الأوان على الندم الآن …
حكيم:- حتى ابنتي تحتجزها ميرنا معها ، فكيف سأقنعها أنني اشتقت لابنتي بنظرك ؟
ميار:- أو اشتقت لها بدورها مثلما أنا اشتقت لكليهما ..
حكيم:- ماذا تحمل في ذلك الصدر قلبين مثلا ؟
ميار:- في هذا الوضع وبما أنني حقير كبير ونذل ، أظنني أحمل الجنون الرسمي
حكيم:- متوقع …
ميار:- من فعل بنا هذا يا حكيم ، صدقني لا أذكر سوى عدة فتيات تحطن بي من كل جانب .. لا ملامح ولا أسماء ولا أي أي شيء كأن دماغي ممسوح
حكيم(لوح له بثقل):- أضف شريكا على الرف
ميار:- هففففففف الرحمة يا ربي ، الوضع لا يحتمل لا يحتمل سأعيد الكرة وإن لم أستطع سوف أكسر الباب عليها هذا وضع لا يطااااااااق
حكيم:- قلبي معك يا قريب …
ميار(نهض عازما على أن يكسر عليها الباب):- سترى …
حكيم(مسح على رأسه وهو يفكر كيف سيحل هذه المعضلة فيما بينهم):- يظهر أن باقي الأيام السوداء قد هلت ، مرحبا مرحبااااا …
صعد إليها مجددا وأخذ يطرق يطرق يطرق يطرق إلى أن فتحت له الباب ولكن حسبما أرى ، فقد فتحتها لكي تخرج من هناك وبالفعل خرجت وتركته جاثما عند الباب وهي تتحرك في الرواق متجهة صوب الدرج ، ناظرها بقلة حيلة وهو يضرب على جانبيه ولحق بها ليعرف على الأقل أين تمضي
جوزيت:- ليس من شأنك
ميار(أمسكها ودفعها على الجانب محتجزا إياها بقبضة يده):- جوزيت لا تجلطيني أين تذهبين ؟
جوزيت:- لقاعة اللعب
ميار:- ماذا تفعلين هناك ؟
جوزيت(بدون حياة ناظرته وهي تبتسم):- سأحرق أعصابي هل لديك مانع ؟
ميار(دفعته بقوة وأبعدته عنها):- دعينا نتحدث
جوزيت(تنفست بعمق):- ابتعد عني ..
ميار(لحق بها وهي تنزل الدرج مسرعة):- على مهلك جوزيت لا تركضي
جوزيت(توقفت بآخر درجة واستدارت إليه):- إن كنت لا ترغب من أن أؤذي نفسي ، ابق بعيدا حيث أنت تمام ؟
ميار(مسح على شعره وقد أخرسته):- افعلي ما تريدين
جوزيت(شكرته بابتسامة ساخرة وتوجهت للرواق صوب غرفة اللعب):- جيد …
ميار(جلس محله على الدرج وهو يمسح على شعره ونظر خلفه):- أكيد ميرنا لن تصدني أحتاج للحديث سوف أنفجر ….
ميرنا(عدلت أغنية أخرى لميسون وهي تبتسم لها ، مسحت على شعرها ونهضت لقرب الباب تاركة إياها على السرير):- ماذا تريد ؟
ميار:- ألن تفتحي الباب ؟
ميرنا:- لا لن افتح
ميار:- هذا أنا مياااااار ؟
ميرنا(ضحكت بوجع):- أنت نفسه الفهد البري المجرم ، ابتعد من بابي وإلا جرحتك أكثر
ميار(صدم من جوابها وتراجع للخلف):- حتى أنتِ ميرنا ؟
ميرنا(ضربت على الباب بوهن):- ابتعد ميار يكفيييييييي … دعوني وشأني
ميار(زفر بعمق وضرب على الباب ونزل):- حمقاوات غبيات ينعن اللي يفكر فيكن من أصله ..
ميرنا(وضعت يديها على عيونها بألم):- آخخخ متى ينتهي هذا الصداع أحتاج لحبة وجع رأس
نظرت لميسون وزفرت عميقا قبل أن تتوجه إليها وترفع إحدى سماعاتها ، أخبرتها أنها ستغيب للحظات وحسب لذلك أعطتها دفترا وقلما وجعلتها تكتب ريثما تعود ، نظرت لنفسها بشرود في المرآة وبعيون ميتة دموية خرجت وهي تنظر من كل جانب فهي لا تريد أن تصطدم مع أي منهم ، ستأخذ حبة من العم نزار لو توفر لديه وتعود لغرفتها … خرجت بهدوء من الغرفة ونزلت حيث المطبخ أفزعت العم نزار الذي أسقط الصحن من يده فأحدث ضجيجا غير مستحب …
ميرنا:- هل ارتحت الآن ستجمع علي أولئك الأوباااااش ؟؟؟
نزار:- عذرا بنيتي لكن دخولكِ كاللصوص أربكني ، هل تحتاجين شيئا ؟
ميرنا(نظرت حولها بسرعة):- حبة وجع رأس لو سمحت
نزار(وضع يده على فكه يتذكر أين وضعها):- أخذ مني ميار واحدة قبل قليل ولم يعد العلبة تت ، لحظة سأتفقدها بالمكتب وأعود إليكِ ..
ميرنا:- سارع فحسب
أشار لها بإيماءة رأسه وتوجه مهرولا صوب المكتب بينما أمسكت هي بالمكنسة وأخذت تجمع حطام الصحن في ركن واحد ليسهل جمعه ، طبعا كل ما قامت به فقد فعلته عن ظهر غيب فعقلها كان شريدا في المأساة التي حلت على قلوبهن فجأة …
ميار(قاطعها بحضوره):- سمعتِ أنكِ ترغبين بدواء يريح رأسكِ من التساؤلات ؟
ميرنا(رمت بأطراف الصحن في مكب النفايات):- كف عن الظهور بوجهي كالأشباح
ميار(رفع شريحة الدواء بيده وهو متكأ على جدار الباب في وقفة مستفزة):- الدواء
رمت المكنسة جانبا بحنق وانتبهت أنها نسيت قطعة مكسورة ، فأمسكتها بعصبية من الأرض ولم تنتبه لحافتها الحادة فجرحت إصبعها وهي تقوم بذلك ، هنا انتفض بقلق ووضع الشريحة على جنب وتقدم إليها وجدها قد جثت على الأرض وهي ممسكة على إصبعها
ميار(وضع يده على ظهرها ليتفقد جرحها):- دعيني أرى ..
ميرنا(ببكاء تحركت لتبعده عنها):- أنتم زمرة من الأنذااااال ، كلكم كلكم أنذاااااال …
ميار(انتبه لوجهها المحمر وعينيها الدموية وهاله حالها):- لما تعذبين نفسكِ هكذا ميرناااا
ميرنا(رفعت نفسها بجهد وهي تصرخ فيه):- لا شأن لك بي ، أناااا لست المرأة التي كسرتها ليلة أمس بفعلتك ، صحيح من أكلم أنا أكيد أنت مثلهم استمتعت بالتجريح فينااااااا هاه ؟
ميار(أمسك يدها بقوة ونظر لإصبعها الجريح):- فقد كفي عن الصراااخ هكذاااا ، ميرناااا نحن أخطأنا نعم ولكن أي شخص من الممكن أن يعايش ذلك رغما عنه
ميرنا:- تمام تمام سنخرج نحن أيضا الليلة ونثمل ونذهب مع الرجال ، ونأتي في صبيحة الغد لنخبركم أننا ثملنا نحن آسفات لن نعيدها ، تمام هذا ما تريده هل تتقبلها ؟
ميار(بغضب أشاح ببصره جانبيا):- من حيثما حاولت التفسير أجد الأبواب موصدة بوجهي
ميرنا(دفعته وهي تتجاوزه):- لأنه أساسا لا يوجد ما يستحق التفسير ، فعلتم ما يلزم
ميار(استوقفها):- دعيني أرى جرح إصبعكِ هيا …
وائل(أخبره نزار عن وجود ميرنا بالمطبخ لعل وعسى):- إليك عنهااااا …
ميار(مال برأسه وناظره من محله):- وائل رشوان هيا انضم فهذا وقتك المعتاد
وائل(شرد في جرح إصبعها وبلهفة أمسك يدها):- هل تؤلمكِ ؟
ميرنا(سحبت يدها وناظرتهما بتقزز):- ليس بحجم ألمي منكما .. ابتعدا عني تمام ؟؟؟؟؟
وائل(اعترض طريقها):- كفي عن هذه التصرفاااااات ميرنا أنتِ تعذبينني هكذاااا
ميرنا(بدموع سحبت الشريحة من الطاولة والتفتت لميار بنظرة قاسية ألحقتها لوائل):- كنتم فكروا بالنتائج قبل القيام بالعربدة مع نساء أخريااااااات .. هه
بوجع انسحبت من بينهما في رمشة عين ، رمقه ميار بقلة حيلة بينما تحرك وائل ليلحق بها فهو لن يتوقف عن المحاولة حتى تغفر له خطيئته الغير مقصوووودة ، ركض في الدرج وسبقها قبل أن تصل للأعلى وهنا لم توليه اهتماما بل تابعت مسيرها
وائل(لحق بها):- فقط اسمعي مني
ميرنا(توقفت بالرواق):- ماذا أسمع أنك القديس المعذور أوووه مع الأسف كنت مخمورا وحدث ما حدث ، وحين لم تجد ضالتك معهن أتيتني بعد منتصف الليل يعني مجرد التفكير يعكر معدتي فماذا ستضيف بعد لقد فهمت واستوعبت ذلك جيدا أي جديد ؟
وائل:- معكِ حق معكِ كل الحق أخطأنا ولكن لسنا مذنبين لأن كل ما تم قد جاء تباعا يلحق بعضه ، المشروب البنات و
ميرنا:- أكاد لا أصدقك هل ستحكي لي عن مغامراتك مع الثلاثة بنات ثلاثة وائل يعني لو واحدة يمكنني تقبلها لكن ثلاثة كيف فعلتهااااااااا ؟
وائل(امتص شفتيه):- جديا هل هذا ما يشغلك ؟
ميرنا(اقتربت منه حتى باتت أنفاسها في أنفاسه ولامست وجهه):- كل شيء فيك ملكي أناااا
وائل(احتضنها برفق تحول لقوة جعلتها ملك يديه):- ويا ليتكِ تعلمين أن هذا ما يؤذيني حين يخيل لي أن أفكر في المهالك التي تسببها لي تصرفاتكِ المجنونة
ميرنا(شعرت بالوهن بين يديه ولامست بشفتيها لحيته قليلا وهي تتشرب عطره بانتشاء:- وائل رشوان ملكية أبدية لميرنا الراجي ، لو عرفت أنك ستخونني مع ثلاثة شيطانات لما وهبتك أي شيء من قلبي ، لقد جعلتني طوع يديك وائل رفعتني إلى السماء السابعة وقد كان شعورا حلوا اعتقدت أنك معي في كل تنهيدة في كل نفس في كل لمسة ، حتى أنني انجرفت معك ناسية كل العواقب فقط لأكون معك ، تخيل ماذا كان سيحصل كيف كانت ستكون حالي أصعب مما عليه حين أعلم أنني كنت مجرد وقت متعة
وائل(بلهفة لامس شعرها وضغط عليها في حضنه):- أبداااا لستِ كذلك يا حمقاء أنتِ حبيبتي
ميرنا(أرخت يديها ببكاء):- دمرتني وائل أشعر بأنني سيئة الحظ
وائل(عض شفتيه وأمسك وجهها بيديه):- أنظري إلي أنظري هل تصدقين أنني أخونكِ ؟
ميرنا(أبعدت يديه بتعب واحتراق):- وهذا ما يقتلني أعلم أنك لا تفعلها لا تفعلهااااا
وائل:- آه يا ميرنااااا
ميرنا(ابتعدت عنه بنفور):- لن تخدعني وائل بكلامك هذااا لن تجعلني أغفر لك ، لن أتأثر بك صدقني اكتفيت من تجريحك وإهانتك لي ، ما فعلته ليلة أمس قهرني في الصميم وأظن بأنه وصل بنا لمفترق طرق ليست فيها أية رجعة ….
وائل:- ماااااااااذاااا تقولين هل فقدتِ عقلكِ ؟
ميرنا(هدرت فيه بعصبية وهي تشير):- أجل فقدته فقدته لأنك بعتني بعتني بعتني مع عاهرات لا تدري حتى ملَّتهن …..
وائل(مسح على فكه):- أتحاسبينني الآن ميرنا جديااااااااااا .. ماذا عنكِ أنتِ ؟
ميرنا(شهقت بفزع وهي تشير لنفسها):- أتترك كل شيء لتهاجمني أنا الآن ؟
وائل:- أربعة أيام أربعة أيام وأنا أحاول الوصول معكِ لجواب مقنع عما يحصل بينكِ وبين ميار ، ولكنكِ كنتِ تتهربين مني لأن ما حصل سيحرق هذا القصر ويقلبه رأسا على عقب
ميرنا(اقتربت منه بحزم وعدم تصديق):- بما تتهمني يا ترى ؟
وائل(اقترب بنفس الهيأة):- أخبريني أنتِ ؟
ميرنا(أشارت له واستدارت للأسفل لتجده متوجها بخيلاء صوب المشرب):- لم يحصل شيء
وائل(انتبه له وجذبها إليه):- أخرسي هذه الوساوس ميرنا ..
ميرنا(بوجع):- حتى لو أخرستها هذا لن يأتي شيئا أمام خيانتك لي وائل ، لقد غدرت بي بمجرد أن جعلت امرأة أخرى تقترب منك وتلمسك وتأخذ محلي ، فأنت هكذااااا خنتني ..
وائل(مسح على وجهها المتورم):- غلطة ..ولن تتكرر
ميرنا(بشراسة):- ولكن أخطائي أنا ستتكرر
وائل(ابتعد عنها بعصبية):- كفى كفى كفففففففففففففىى … كفى تجريحا هنا كفى لقد مللت
ميرنا(انتفضت من صراخه بوجهها وطأطأت رأسها):- أ.. أ……..
وائل(مسح على فمه وناظرها بندم):- ميرناااا ….
كانت تهتز وهي تحاول السيطرة على رجفتها الباردة ، فبدلا من أن يحتويها فقد أعصابه وأخذ يصرخ بوجهها ويزيد من وجعها أضعافا مضاعفة ، لم تشعر إلا بقدوم شخص هادر أمسك بياقة وائل وجعله في قبضته لذلك رفعت عينيها بشهقة لما رأتهما متعاركين …
ميرنا(شعرت وكأن لسانها ثقل لحظتها):- توقفااااااااااا توقفاااااا
ميار:- إياك وأن تصرخ بوجهها مجددا أسمعتني ؟
وائل(لكمه على وجهه مبعدا إياه):- أنت لا تتدخل فيما بيننا ، كل المشاكل أنت سببهاااااااااا
ميار(مسح على فكه وهمَّ بضربه):- أنت جنيت على نفسك …
حكيم(خرج من غرفته وميسون التي أحضرها من غرفة ميرنا كانت معه):- ميااااااااااار
ميار(جمع قبضته وهو يناظره بلؤم):- هذاااا البائس صرخ بوجهها
حكيم(نظر لميرنا بوجع):- كلنا على أعصابنا لذلك دعهما وشأنهما …
ميسون(اقتربت من ميرنا ببطء وانتبهت لقطرة الدم على السجادة):- دم ..
ميرنا(انتبهت لإصبعها الذي أمسكته ميسون):- لقد جرحته فحسب
ميسون(عقدت حاجبيها ولامست الدم بإصبعها وأطالت النظر):- هل جربتِ طعم الدم يوما ؟
هنا استوقفتهم جميعااااااااا في تلك اللحظة ، وجعلت حكيم ينظر لميار بسرعة البرق وهما يستقران بعدم فهم فيما قالته الصغيرة ، أما وائل فقد جفل وهو يحاول استيعاب ما ذكرته ، ولحظتها ميرنا شعرت بقوتها قد خارت لذلك انحنت على الأرض وهي تمسح إصبع ميسون
ميرنا:- لما تقولين هذا ؟
ميسون(مطت شفتيها):- ليندا تقول أنه لذيذ …
حكيم(جمع قبضته بعصبية وأمسك يد ميرنا):- ذلك هراااااء ، انسي كل ما عشته عند ليندا أسمعتني ميسوووون ؟
ميسون(انتفضت من صراخه ونظرت إليهم):- لما تصرخ بابا ؟
حكيم:- آه يا ربي ميرنا عقمي جرحكِ فوراااا هيا
ميرنا(سحبت يدها منه بعصبية):- لا شأن لك بي ولا تستغل فرص خروجي وتقترب منها لأنها معي الآن وتحت رعايتي ، و أنتم أيضاااااااا ابتعدوا عني وحسب
وائل(نظر ميار بكره وتوجه صوب غرفته):- أستغفر الله
ميار(أشار من خلفه):- هذه اللكمة سأعيدها لك وائل رشوان ، لا تقلق أنا رجل لا يبقي عليه أية ديووووون … تبا له
حكيم:- ما هذا الاستعراض الآن ؟
ميار:- لقد صرخ بوجهها هل تريدني أن أسكت
حكيم:- وما شأنك أنت ؟؟؟؟ …هل اهتممت بجوزيت أو حاولت طلب الغفران منها أين هي هل لديك فكرة من أصله ؟
ميار(بتذمر):- هي بغرفة اللعب
حكيم(رفع يديه بإعجاب):- عال والله ..كلكم أتعس من بعض
ميار(مسح على فكه مجددا):- هل ستترك أثرا ؟
حكيم(نظر إليه وهو يرمش بدون فائدة):- ذكرني أن أنفي نفسي في قبو هذا القصر ريثما نعود للوطن ..
ميار(رفع يديه مستوقفا إياه):- قلنا كلمة فحسب هفف … متى ينتهي هذا اليوم متى متى متىىىى ؟
في الغرفة
ميسون:- أنتِ هكذا عقمتها ؟
ميرنا:- يس وسأضع هذا الملصق الصغير لأنه مجرد خدش
ميسون:- لا تؤلم
ميرنا:- لاء
ميسون:- لكنني تألمت حين نزف الدم من ذراعي ذات مرة
ميرنا(بعدم فهم نظرت إليها):- كيف يعني هل سُحب منكِ الدم ؟
ميسون(رفعت يدها إلى الساعد وبرز ثقب صغير):- من هنا كانوا يسحبونه ويضعونه بقنينة
ميرنا(شهقت):- و .. ولكن من كان يفعل ؟
ميسون:- ليندا ، ليس دائما فقط مرتين واحدة السنة الماضية والأخيرة كانت قبل شهرين
ميرنا(انتفض قلبها):- كيف .. وأين كانت لورينا هل كانت تسمح لها ؟
ميسون(زمت شفتيها):- لم تكن تعرف وليندا أخبرتني أنها لأجل الوقاية من الأمراض ، ولكنني لم أصدق فلقد سمعت ريتا تعرفينها مربيتي كانت تهمس في أذني أنه علي أن أهرب من ذلك القصر ما إن يأتي أبي ليأخذني ، كانت تهمس وهي تبكي فوق رأسي وتطلب الله أن يحميني من ليندا
ميرنا(أغمضت عينيها وقلبها يرتجف برعب):- أين ريتا الآن ؟
ميسون:- سألت لورينا عنها البارحة ولكنها لم تجبني .. وحتى بابا حكيم ليس لديه فكرة ، أتعرفين أنها تحبني وأنا أحببتها كانت تمشط شعري وتحممني كانت تلعب معي الكلمات المتقاطعة وهي التي علمتني لعبة الشطرنج ههه..
ميرنا:- تلعبين الشطرنج يا سلام ، طفلة ذكية
ميسون:- مميزة كانت تقول عني ريتا ، وحين أسألها تشرد وتعانقني ببكاء في مرة ضبطتها ليندا تحضنني وهدرت فيها ألا تفعل
ميرنا:- والسبب ؟
ميسون(هزت كتفيها بعدم معرفة):- لا فكرة لدي ..
ميرنا(مسحت على وجهها وزفرت بعمق=):- من يعرف بكل هذا غيري ؟
ميسون:- أنتِ فقط
ميرنا:- تمام لن تخبري به أي شخص حتى لورينا وبابا حكيم ، لأنني سأفعل بنفسي
ميسون:- حاضر
ميرنا(بشرود نظرت للسماء):- أين كنتِ يا صغيرتي وبأي بيت رعب كنتِ تعيشيييييين ؟؟؟؟ …
آه لو تعرفين يا ميرنا لما سألتِ هذا السؤال ، لكن مصير الأجوبة تسطر على جبين المعرفة فلا شيء يبقى مكتوما إلى الأبد … هنا كان هذا ينظر إليها من خلال النوافذ وهي غافلة عنه تضرب كرة التنس بعصبية بمضربها وهي تعيد الكرة بدون توقف ، أمضت جل وقتها وهي تنفس عن غضبها بتلك الطريقة دون أن ترحم نفسها ولا خفقات قلبها التي امتدت حتى جعلتها تسقط المضرب وتنحني على الأرض ممسكة على صدرها وهي تلتقط أنفاسها ببكاء ….
ميار(صعق من منظرها ففتح الباب وركض إليها):- جوززززيت .. جووووووزيت أنتِ بخير ؟
جوزيت(رفعت رأسها إليه بثقل):- ابتعد .. إياك وأن تقترب مني …
ميار(انحنى أرضا إليها):- اخرسي الآن ليس وقت غضبك ، هل تناولتِ دواءكِ ؟
جوزيت(تملصت منه بجهد وهي تلهث بصعوبة):- لا تقترب مني لا تلمسني هه أهئ أنت خااااائن
ميار(وضع يديه على خصرها والأخرى تحت ركبيتها ورفعها في لمح البصر بحضنه):- إلى غرفتكِ وكفاكِ مماطلة ستقتلين نفسكِ هكذا
جوزيت(وضعت رأسها على كتفه وهي تضربه بوهن):- لقد آذيتني ميار ، آذيت جوزتك كسرتها
ميار:- أنا أحمق أخرق أنا كل ما تريدينه أستحق ذلك
جوزيت(نظرت لجانب شفته المحمر واقتربت برأسها لتحقق النظر):- من أين أتت هذه ؟
ميار(خرج بها من الرواق):- بركات وائل رشوان
جوزيت(بلؤم صغرت عينيها):- سأقطع يده التي امتدت عليك … لكن مهلا لما سأفعل فور استردادي لصحتي سأعطيك واحدة من عندي لأنك نذل حقير سافل وأنا أكررررررررهك
ميار(ابتسم وهو يصعد بها):- كنت لأصدقكِ لو أنكِ حقا تتحدثين من قلبك .. لا تكابري
جوزيت(شعرت بالدوخة ورمت ثقلها عليه):- أشعر بالدواااار …
ميار(هزها بعنف):- جووووزيت لا تفقدي وعيكِ … جوزيت … حكيييييييييييييم يا حكيييييييييييييييم أنجدني يا حكيييييييييييييييم …
فقدانها للوعي أمر غير مستحب خصوصا للمصابين بأمراض القلب ، فذلك قد يؤدي لا سمح الله لنتائج مرعبة لا يمكن التحكم فيها وأخطرها دخول المريض في غيبوبة ، هكذا نبهه طبيبها لذلك بمجرد أن بدأت تفقد وعيها طلب النجدة … ركض بها نحو غرفته ووضعها على السرير ليلحقه حكيم وهو غير مستوعب لسبب الصراخ …
حكيم:- ما بالها ؟
ميار(بلهفة):- لست أدري ، نحن بحاجة لطبيب فورا يا حكيم تصرف يا أخي ..
حكيم(بقلق ناظرها):- تمام تمام رافقها سأعود حالا ..
ميرنا(خرجت من غرفتها على صراخهم):- جوووزيت .. ما بها ؟؟؟
ميار(نظر لميرنا بقلة حيلة):- لا شيء فقد دوار بسيط ..
جوزيت(أمسكت يده بصعوبة وجذبتها إليها):- أنت خائن
ميار:- خائن أنا كذلك لكن لا تتركيني جوزي هااااه لقد وعدتِ بأنكِ لن تتخلي عني مجددا ؟؟
جوزيت(بدموع أغلقت عيونها وهي تغالب حالتها الصعبة):- أنا لا أجد ما أقاتل لأجله ، أنت لا تحبني
ميار(أمسك يدها وقبَّلها بحنان):- بلى أنا أحبكِ ..
ميرنا(اقتربت من السرير وهي تناظرهما وانحنت جانبيا):- جوزيت ..
جوزيت(نظرت إليها وهي تشعر بالألم في صدرها):- لا أريدكِ هنا .. اذهبي
ميرنا(نظرت إليه وعدلت وقفتها):- أنا بالقرب لو رغبتِ بشيء
جوزيت(نظرت لميار مليا وأردفت):- أنت من سيذهب من هنا..
ميار(عقد حاجبيه وتمسك بها):- ماذاااااااا أنا لن أبرح محلي ..
جوزيت:- أنت تؤلمني برؤيتك ، قلبي يوجعني أريد ميرنا وحسب
ميرنا(دهشت من طلبها ورمقته بقلة حيلة):- سأرافقها لا تقلق ، وحين يأتي الطبيب سيعاينها
ميار(نظر لجوزيت مرة أخرى):- هل تقومين بإقصائي الآن ؟
جوزيت(لفت وجهها وأغمضت عينيها على بقية أدمعها المغبونة):- أفعل ذلك حتى …
ميرنا(أتت من جانبه):- ما فعلتموه جااااارح ، حبذا لو تجدوا حلا مع بعضكم لكي تصححوا ما حصل علما أنه لا يمكن تصليحه مهما فعلتم ، تحرك ميار أنت تزيد الوضع سوءا ..
ميار(نهض وهو يشير بعدم فهم):- ولكن … أنتم هكذا تظلموننا ؟؟؟
جوزيت(صرخت بالجهد المتبقي):- غاااااااااااااادر … أخرج أخررررررج وارحمني اهئئئ آآآآه
ناريانا(وصلت على صراخها وركضت إليها):- جووووزيت حبيبتي
جوزيت(رفعت يدها لها بوهن):- دعيه يخرج لا أريد رؤيته لا أريييييد ..
ناريانا(نظرت إليه وهي تجلس على السرير وحضنت جوزيت بين يديها):- ميار بلييييز
ميار(مسح على كفه ونظر لميرنا التي أشاحت ببصرها عنه):- سأبقى بالقرب …
ميرنا(نظرت لها ولناريانا بقربها):- أظن صديقتكِ بقربك تماسكي ..
جوزيت(رمقتها بوهن):- مهلا .. ابقي لو أردتِ …
ناريانا(باستغراب):- اجلسي ميرنا
ميرنا(جلست بتردد ونظرت لجوزيت التي أغلقت عينيها):- هل أنتِ بخير ؟
جوزيت:- أنا مريضة بالقلب .. هيا افرحي يمكنكِ الآن أن تنتصري علي وقتما شئتِ فغريمتكِ عليلة
ميرنا(اهتزت من جملتها ولكنها أشفقت عليها أكثر):- نحن بنات عم ..
جوزيت:- هه وهذا لا يمنع أنكِ عائق في طريق سعادتي
ميرنا:- بعمري ما كنت غريمتكِ جوزيت .
ناريانا:- لما لا نجعل ميرنا تنسحب فأنتِ هكذا ستؤلمين نفسكِ ، اهمدي حتى وصول الطبيب بليز جوزي توقفي
جوزيت(أخذت تلهث بوجع):- ارتاحي ناريانا لا أريد خصاما أساسا أين الروح التي ستكابر ذلك ، لقد قطع كل شيء في داخلي جعلني عاهرة في لحظات متعته لكنني لن أسكت سوف أجعله يدفع الثمن غاليا لن أكون ثعلبة القطب ما لم أفعل ….
ناريانا(بقلق رفعت عينيها لميرنا):- ماذا تنوين جوزي ؟
جوزيت:- سأجد تنك الفتيات وحين أراهن بأم عيني وقتها سأعرف ما أنا فاعلة بهن ، وأنتن ستساعدنني كلكن بدون استثناااااء ، فالآن تحدثي هل أنتِ معنا أم ستعطفين ؟
ميرنا(رمقت نظرتها وبغضب):- أكيد معكن
جوزيت:- هه جيد لأنني أسير على الموضوع الآن ، بضع ساعات تفصلنا عنهن فحسب أقسم أنني سأجعلهن تتوسمن الموت ولا تجدنه من قبضتي
ناريانا(طبطبت على ظهرها):- أنتِ تختنقين مجددا فقط اصمتي جوزيت ، اهدئي بيبي
ميرنا(نهضت وهي تفرك يديها):- سأنسحب أنا …
جوزيت(لم تفتح عينيها بل دكت رأسها بحضن ناريانا تحتمي فيها):- ليتني أموت ليتني أموووت
ناريانا(ببكاء مسحت على شعرها وهي تداعب وجهها):- هششش الطبيب على وصول
ميرنا(أغلقت الباب خلفها وهي تغالب دمعاتها وتفاجأت به جاثما عند الرواق):- ماذا تريد ؟
ميار(تقدم إليها):- كيف حالها ؟
ميرنا:- هه طبعا لا تتوقع مني أن أطمئنك عليها صح .. حقا أنت لا تصدق
ميار(نفث شررا بنفاذ صبر):- ميرنا جوزيت مريضة وليس وقت جنونكِ الآن ..
ميرنا(تجاوزته لغرفتها):- كنت فكر في ذلك ليلة أمس يا أفندي …
حكيم(قادم من الرواق):- الطبيب في الطريق الآن .. ميرنااا
ميرنا(رمقته بتعفف):- واسوا بعضكما فالمواساة تليق بكما في هكذا أوقات عصيبة ..
حكيم(نظر إليه ورفع حاجبه):- هذه تمادت كثيرا
ميار(مسح على جبينه ونظر لساعته):- أين الطبيب ؟
حكيم:- أخبرنااااك في الطريق الله الله
ميار(توجه لغرفة جوزيت وبقي جاثما عند الباب والقلق يساوره):- يا رب تكوني بخير .
حكيم(ناظره من بعيد وحدق في باب ميرنا لوقت حتى وثب عنده وطرقه):- ميسون
ميسون(وقفت وركضت صوب الباب لكن توقفت بالمنتصف):- لن تغضبي لو فتحت لبابا ، لم نتحدث كثيرا قبل قليل ممكن ؟
ميرنا(مطت شفتيها بوجع من كل شيء):- طيب
ميسون(ابتسمت وأكملت ركضها وفتحت لها لترتمي في حضنه بحرارة):- بابا اشتقت لك أنا
حكيم(حملها بين ذراعيه وقبَّل وجنتيها):- وبابا حكيم اشتاق لحمامته الصغيرة
ميسون:- ميرنا بخير لقد وضعت ملصقا لإصبعها لن ينزف الدم
حكيم(نظر لميرنا التي تأففت بضيق ودلفت للشرفة ووقفت عند حافتها تناظر البعيد):- ميسونتي أنتِ هنا على خير ما يرام ، لا تبرحي غرفة ميرنا ولو أردتِ أي شيء سأحضره لكِ
ميسون:- لقد سمعت عمتي جوزيت تصرخ وهنالك ضوضاء في كل مكان ، أيوجد جرذان ؟
حكيم:- هه وما المناسبة ؟
ميسون:- هي التي تجعل النساء تصرخ ، لكن أنا لا أخاف منهم لو رأيت واحدا قتلته
حكيم(عقد حاجبيه بتعجب):- شجاعة هاه ..
ميسون:- كنت أكتب ميرنا طلبت مني أن أكتب عن أي شيء أحبه ، واخترت هذه المرة أن أكتب لك بابا حكيم هل ستفرح ؟
حكيم(دمعت عيناه ومسح على وجنتها):- من أين خرجتِ لي يا أميرتي كل مواجعي معكِ تختفي
ميسون(عانقته بدفء):- أنا ابنتك بابا
حكيم(لم يستطع أن يكابد شعور الامتنان الذي اعتراه فأحاطها بذراعيه بقوة):- دمتِ لي يا أغلى الناس
ميسون:- ههه سأكتب الآن
حكيم(كفكف وجع روحه واستقام):- سأرى ميرنا قليلا ..
ميسون(انكبَّت على الطاولة وأخذت تكتب):- اممم
نهض برفق وباس شعرها ليستطيب عطره فالظاهر أن ميرنا حممتها ليلة أمس بنفس مستحضراتها ، التي جعلتها تحمل ذات عطرها العذب ، وقف عند باب الشرفة وفتحه ليغلقه خلفه وهو يتقدم إليها برفق ، سمعته أم لم تسمعه فردة فعلها كانت جامدة وكأنها لا تريد التواصل معه بأي شكل من الأشكال ، وهنا كان التجاهل مؤلما في الوقت الذي كان يريدها بالقرب …
حكيم(تقدم إليها وهو يصارع نسائم شعرها المتحررة خلف رأسها بشكل مهلك):- عصفورتي
ميرنا(ضحكت بهزل):- ما توقعتك تفعل بنا هذاااا …
حكيم(وقف بجوارها ولمح لورينا تسبح بشكل جنوني وكأنها بدورها تصارع غضبها ، أغمض عينيه ونظر جانبيا معها):- معكِ حق في كل ما تزعمينه
ميرنا(رمقت لورينا بالأسفل وأشاحت ببصرها):- أنت ورطت نفسك معها الآن ، هي ليست أداة للاستهلاك ما فعلته صحيح كان رغما عنك ولكنك الآن أنت مخير بين خيارين لا ثالث لهما
حكيم:- و هما ؟
ميرنا:- يا إما ستحررها من عهدتك وهذا يعني أنها من الممكن أن تكون في خطر ، يا إما …
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- إما ماذا ؟
ميرنا:- تتزوجها بالأخير هي أم ابنتك صحيح ؟
حكيم(ضحك بجنون من فكرتها ورمقها بطرف عين):- ميرناااا ما الذي تقولينه يعني هه .. أنا ولورينا نتزوج لالا أنتِ تمزحين
ميرنا:- لست أفعل على العكس أنا أتكلم بجدية ، إلا إذا كنت مثل البقية بدون ضمير .. فواحد منهم رأيت إلى أين أودى بفعلته يعني حرام أن يعبث بمشاعرها هكذاااا ، ثم متى كنتم ستخبرونني بأنها مريضة بالقلب ؟
حكيم:- أكيد هي لن ترحب بإخباركِ ميرنا ..
ميرنا:- ههه اممم جيد لأنك فعلت المثل مع لورينا ، فبأي وجه ستنظر إليهاااااااا ؟
حكيم:- لا تنفعلي البنت معنا
ميرنا(نظرت خلفها وأشارت له بسبابتها):- يفضل أن تخرج من هنا قبل أن يرتفع صوتي بشيء لا تستحبه ، كلكم بالنسبة لي أصبحتم في الحضيض ولا واحد يفرق عن الثاني ، فارتاح أصبحتم في ذات الكفة مع الأسف
حكيم(تضخم صدره بوجع):- يعني لا وجود للرحمة بقلوبكن هذا ما فهمته ؟
ميرنا(رمقت خروج لورينا من المسبح وقد جلست على الأرض تضم ركبتيها وتبكي):- أظن أن لديك مشكلة لتحلها معلوم لن تبقى معي في قيل وقال بينما دموع الانكسار تزهق على أرض الغدر …
حكيم(انتبه للورينا وتضخم صدره بالألم):- آه يا ربي آآآآآآآه …
زفر بعمق وهو ينظر إلى تلك الجالسة على العشب في حالة يرثى لها ، شعر بالذنب تجاهها لذلك خرج من الغرفة بدون أن ينتبه لنداء ميسونته التي رفعت الورقة لتملي عليه ما كتبت ، رأتها ميرنا وجعلتها تسمعها إياها متحججة بأن لحكيم عملا ضروريا جعله يغادر بتلك السرعة ….
لورينا(رفعت رأسها لتناظر الفوطة التي وضعت على كتفيها):- هل تريد أن تكفر عن ذنبك ؟
حكيم(جعلها تقف بوهن):- ستصابين بنزلة برد هكذاااا
لورينا:- ليس شأنك ،،، أموت حتى لما ستهتم ؟
حكيم(مسح على أنفه وهو ينظر جانبيا):- اسمعيني لورين أنتِ حانقة على تصرفي ، أشهد لكِ بأنكِ تملكين كل الحق لكن رجاء حارا لا تؤذي نفسكِ إزاء ذلك ، وعليه ستدخلين للبيت وتوقفي عن هذااا
لورينا(بدموع حكت وجهها بكتفها المبلل):- أنت استحقرتني
حكيم(برفض):- رغما عني ، لم آتيكِ بقدمي بل جئت لغرفتي لكنني وجدتكِ أمامي ولم أدري كيف حصل ذلك الانسياب ، لم أقاومكِ … آسف
لورينا(تنفست بعمق وهي تلتقط أنفاسها):- لو فعلت بك ذلك أكيد كنت رميتني خارج هذا البيت
حكيم:- لن أبرر لنفسي فعلتي ، ولكن صدقيني لوري والله لو كنت بوعيي درجة واحدة لما قاربتكِ وأنتِ تعرفين أسبابي
لورينا(مسحت أنفها):- ها ها أجل ميرنا وعشق حياتك وووو … يا حكيم لا تطعنني بالمزيد بليز
حكيم:- إلى أين تذهبيييين لم نتحدث بعد ؟
لورينا(احتمت بالفوطة بشدة):- أظنني وصلت لما يجب علي معرفته … لا تتعب نفسك
حكيم(عض طرف شفته وهو يرمقها مبتعدة عن المكان وحرك قدميه صوب الداخل):- يا ليت ما حدث لم يحدث الآن كيف سنحل هذاااا الوبال كيف ، ثم ذلك الجدار بأي حق يغضب أبعد أن ورطناااا سيتوارى خلف الأنظاااااار ؟؟؟؟؟؟؟
توجه إلى غرفته حانقا وأخذ يطرق الباب إلى أن فتح له ، وجده يجمع حقيبة أغراضه وهنا رفع حاجبه مستغربا لما يحصل معه
حكيم:- جديا هل تنوي الهرب ؟
كاظم:- يس لا يشرفني البقاء مع أناس لا يثقون بي
حكيم:- بلا جنونك كاظم ، صحيح لا أطيقك ولكن في هذا الظرف لا يسعك المغادرة
كاظم:- ولماذا هل أنا متهم هناااااا ؟
حكيم:- يا عمي أخطأنا تمام أغلق تلك الحقيبة وتمهل … أخبرتك أن الوضع لا يتحمل جنونك الآن
كاظم(أغلق الحقيبة وتقدم إليه):- وأنا اتخذت قراري ، ولا أجد أي شيء يجبرني على البقاء
حكيم:- بلى هناك سبب … جوزيت مريضة
كاظم(رمى الحقيبة أرضا وفرقع فكه):- وهل أصيبت الجوزة بالعفن ، حري بكم رميهااااا
حكيم:- هلللو جوووووزيت ؟؟؟؟
كاظم(رف جفنه ووضع يده على جنبه):- سمعت سمعت بما هي مريضة ؟
حكيم:- أظنك لن ترحل وتتركنا بهذا الوضع ؟
كاظم:- سأصبر حتى المساء ، أكيد لست قليل ذوق لهذه الدرجة
حكيم(ولى ظهره بصدد المغادرة):- نحن لا نلومك كاظم ، وآسف باسمهم أننا شككنا بك يعني الكل مستنفر وعلى أعصابه فوارد جدا حدوث تماس غير مستحب
كاظم(لحقه ورافقه في طريق الصعود للاطمئنان على جوزيت):- أنت شهم جدا حكيم ..
حكيم:- هه وأنت غليظ جدا كاظم
كاظم(امتص شفتيه):- اتصلت بإدارتي وأخبروني أنهم سيعطونني تفسيرا لما حصل ليلة أمس
حكيم:- أحقا بإمكانهم ذلك ؟
كاظم:- أكيد طالما هم من أنقذونا من ذلك المطب السافل ، إلا ويملكون تفسيرا مناسبا
حكيم:- وافيني بالتقرير فور وصوله أنا بحاجة لأعرف ما الذي حصل حرفيا
كاظم(كان يصعد بجنبه):- هذا إن لم نكن حقا مذنبيييين ، آخ رأسي مصدع فقط أرغب بتذكر اسم اللوزة التي كانت بحضني هههه
حكيم:- سرعان ما انقلبت لعرقك السفيه يا ساااافل …
كاظم(حرك حاجبيه):- الطبع غلالالالاب …
نزار(هدر من خلفهم):- جاء الطبييييب …
حكيم(توقف بلهفة واستقبله من محله):- جيد أنك حضرت أيها الطبيب ، تفضل
الطبيب:- لا بأس أين المريضة لو سمحت ؟
حكيم(أشار له ليصعد بسرعة وبلهفة قاده لغرفتها):- من هنا
ساقه لغرفتها ووجدا ميار مرابضا عند الباب بسكينة تامة ، ما إن لمح الطبيب حتى انتفض قلبه وسرعان ما فتح الباب لكي يقوم بمعاينتها وهنا رمقها كاظم من الممر وحزن لحالها وهم بالدخول لكنه اعترض طريقه بعنجهية
ميار:- إلى أين تظن نفسك ذاهبا ؟
كاظم(نظر ليد ميار ومال برأسه):- أرغب بالاطمئنان على الجوزة ، فتنحى جانبا
حكيم:- كااااظم بعد أن يعاينها الطبيب لو سمحت
كاظم(ابتعد طوعا):- طيب .. لأجلك فقط
ميار(كتف يديه ونظر لحكيم):- اللهم طولك يا روووح …
ناريانا(خرجت إليهم):- يريد معاينتها على انفراد سننتظر ..
ميار(عقد حاجبيه ودخل مقفلا الباب خلفه):- سأبقى ….
جوزيت(نظرت إليه بثقل ولم تنطق بحرف):- …لآرد
الطبيب(فتح حقيبته وحدق فيه):- أنت زوجها ؟
جوزيت(أغمضت عينيها):- ليس زوجي ولا أتشرف بزوج مثله خائن .. أنجز ما ستنجز ودعني أنام ولا تشغلني أكثر لطفاااااااااا
الطبيب(عرف أن الوضع متأزم بسببه):- حبذا لو تغادر أريد معاينة مريضتي على انفراد
ميار(تقدم صوبه وهو يفرقع أصابعه):- كأنك لم تسمع ما قلته دكتووور ، أنا سأبقى رغما عنك وعنها فعاينها وخلصناااااا بدلا من أن تغادر بعاهة مستديمة عيب صح ؟
الطبيب(شهق بفزع):- أتهدد طبيبا يا هذااااا ؟
ميار(جلس جوارها على السرير وناظرها بحرقة):- يمكنك أخذ ذلك بعين الاعتبار
جوزيت(بدموع):- أنت أحمق وأنا أكرهك
ميار:- اكرهيني كما تريدين ، لكنني سأبقى معكِ ريثما يفرغ
الطبيب(حرك رأسه فالعشق بينهما واضح ، لذلك تغاضى عن إهانة الأفندي):- سأحتاج لفسحة ضوء
ميار(نهض بخفة وأزال الستائر وشغل المصابيح):- هكذا مناسب ؟
الطبيب:- مقبول .. ارفعي فستانكِ يا آنسة ..
ميار:- سيدة .. هي زوجتي المستقبلية
جوزيت:- هه لا تضحكني بالله عليك ونحن في هذا الوضع ، أنا يستحيل أن أرتبط بك مطلقاااا
الطبيب:- لو تدعوني أعاين وبعدها تحلان مشكلتكما ممكن ؟
جوزيت:- افعل
ميار(في آن الوقت):- طبعا طبعا ….
نظرا لبعضهما وهنالك خليط من المشاعر يزدهر فيما بينهما ، كأنه طاقة تسلب كل جميل جمع بينهما لعله يمسح لمحة الأسى من عليهما ، اقترب منها ورفع يده ليمسح على شعرها في حين كان الطبيب يقوم بفحوصاته الشاملة ، رفعت عينيها إليه والدموع منهمرة بدون توقف ، لمسته كانت عذاااابا لها كيف ستصفح عنه وهي تعلم أنه يتألم بدوره ،.. عيونه الآن تترجم ندمه ونظراته التائهة تدل على ضياعه وسط آثامه ، لا يوجد حل للعودة عما حصل ليلة أمس قد كسرت الدعائم وانقضى الأمر .. بوجع حاولت التملص منه لكنها استسلمت لاستكانة يده على رأسها وهو يهدهدها كي لا تتألم من الحقنة التي همَّ الطبيب بحقنها بها ، يريد أن يحميها من ألم الإبرة ونسي أن يحميها من وجع الغيرة وجع الانكسار ووجع الخياااااانة القاتلة … نسي ذلك وآلمها في الصميم دون أيما رحمة … كل نظراته كانت تعبر على ندمه وعلى رجائه في الصفح ولكن نظراتها هي كانت مرارا على مرار وربما لن تغفر ما لم تستطع أصلا هضم تلك الفعلة الشنيعة … حديث صامت وتناهيد حارقة وأنفاس متحشرجة ترجو الخلاص ودقائق تعاقب الزمن بل تجلده دونما حق ، فأي منها السبب في كسر تلك الدعامة فيما بينهما هل يد الغدر التي لطختهم البارحة بما لا يحمد ، أم أن الأمر يسبق ذلك بعدة أيام تحديدا يوم المعلم الأثري وكأنما اختلط عليها كل شيء وبدأت بمقاصصته دون شفقة فهو يستحق طالما لم يحافظ على قلبها ومشاعرها وأكملها بإهانة جسمها بعد تلك الفعلة ، إذن هو بنظرها مذنب مهما رجا العفو لن يحصل عليه … لم تنتهي نظرات اللوم والاعتذار إلا بعد أن أغلق الطبيب حقيبته بقوة جعلتهما ينتبهان إليه ..
الطبيب:- سيدة جوزيت ، أنتِ مريضة قلب يعني الغضب العنيف ممنوع عليكِ ، حاولي ألا تفلتي أعصابكِ لو سمحتِ فوضعكِ لا يسمح بذلك
جوزيت(رمقت ميار بكره):- فقط ليبتعد عني من يسبب لي ذلك الغضب وسأكون بخير ..
الطبيب(نظر إليه مباشرة):- سيد ميار هلا وافيتني للخارج لحظة ..
جوزيت(تقوقعت على جانبها):- سأناااام ولا أريد إزعاجا
ميار(فهم أنها تطرده لذلك طأطأ رأسه وأشار للطبيب بالخروج):- تفضل …
حكيم(انتفض من محله فور فتح الباب):- ما الأخبار ؟
الطبيب:- وضعها مستقر لا تقلقوا أعطيتها حقنة ستكون بخير ..
ميار:- ابق معها ريثما أعود ، وأنت دقيقتين وتغادر غرفتها ستناااااام
كاظم(صغر عينيه فيه):- مبهج ..
حكيم(لاحق بعيونه توجه ميار مع الطبيب للأسفل لكن انشغاله عن جوزيت كان أكبر):- جوزي ..
جوزيت(نظرت إليهما ورفعت إصبعها لناريانا التي ركضت إليها):- دعيهما يغادران غرفتي لا أريد أي واحد فيهم بقربي
كاظم:- هيا يا جوزة كفي عن التملق ، أنتِ مريضة ونحن هنا لمساعدتك
جوزيت:- أنت من أخذهم لتلك الحانة صحيح ؟
كاظم(حك لحيته الخفيفة ونظر جانبيا):- أنا
جوزيت:- إذن فأنت مذنب مثلك مثلهم ، حكيم دعوني أناااام بلييييز
حكيم:- لكنني بالقرب جوزي ، هممم نامي روحي
جوزيت:- ناريانا اهئئ جوفي يحترق يحترق
ناريانا(انحنت أرضا على جانبها وهي تمسح على شعرها وتجفف دموعها):- نامي جوزي ستصبحين بخير ، سينقضي كل هذا الألم أنا واثقة …
حكيم(بأسى رمقها وخرج غاضبا):- أرأيت إلى أن وصل بنا الجنون ؟
كاظم:- ليتنا ما خرجنا من أصله يا ليت ..
ميرنا(خرجت من غرفتها وهي تزفر بعمق):- لكنكم خرجتم وحصدتم ثمن ذلك همم
كاظم(ارتعش قلبه لحظتها وراقب نظرتها):- هل أنتِ حانقة علي أيضا ؟
ميرنا(تحركت صوب غرفة جوزيت):- أنت على رأسهم ..
كاظم(رمق حكيم قد تجاوزهما بالحسنى ليقف بقربهما عند النافذة الجانبية أما هو وثب كالجدار أمامها):- ميري الهبلة التي أعرف ، ليست بحقودة
ميرنا(كتفت يديها وهي تهتز بتفكير):- ربما قد تجدني أقل متضررة في القصة ، لكن يؤسفني أن أخبرك أنني أكبر متألمة مما حدث ، معلوم ثلاث صدمات من أقرب الأقربين ليتبعها غدر الأصدقاء إذن لا حياة لمن أنادي…
كاظم:- أتفهم حنقكِ علينا ، ولكن …
ميرنا:- ستصر مثلك مثلهم أنكم ضحايا للثمالة وأن يدا خفية جعلتكم في ذلك الموضع ، سأصدقك على فكرة لكن هذا لا يبرر الخطأ عزيزي كاظم …
كاظم(تنهد عميقا وابتلع ريقه بجمود):- لا تظلمين القافلة بسبب القبطان ، أنا السبب
ميرنا(عضت شفتها واقتربت منه خطوة وهي ترفع رأسها لتنظر لعينيه):- وهذا لا يعفيهم
وائل:- ولكنه يعطينا مجالا للتفسير
ميرنا(اهتزت من حضوره والتفتت خلفها لتجده قادما رفقة نادر):- تمام بما أن العصابة اكتملت ، يجدر بي الانسحاب
وائل(استوقفها بقوة):- ميرنا كفي عن محاكمتنا هكذاااا رجاااء
ميرنا(نظرت ليده):- ابنة عمي مريضة يعني لما لا نؤجل أحاديثكم السقيمة لحين آخر ؟؟؟
حكيم(نطق من محله):- هه ومنذ متى تحفلين بذلك ؟
ميرنا:- على الأقل مشاعري نزيهة
ميار(ظهر من الرواق):- أو مفبركة ، لأنكِ تتمنين زوالها كي يخلو لكِ الجو
وائل(بغيظ):- التزم حدك
كاظم(وقف بينهما):- لن نتعارك عند باب البنت تمام ؟
لورينا(قدمت أيضا لترى جوزيت):- ما سر هذا الاجتماع أكيد أنتم لا تحصون عدد القبل التي استمتعتم بها ليلة أمس ؟
نادر:- هذه ستزيد الطين بلة
لورينا:- والله أنتم من استطاب ذلك …
حكيم:- لورين لا تبدئي
لورينا:- أساسا وقوفكم أمامنااااا عار لحاله …
ميار:- لن أتوقف لأصغي لهذه الترهات سأرى جوزيت …
وائل:- جيد على الأقل عرفنا ميولاتك الحقة ، أرأيتِ آنسة ميرنا أو عفواااا سيدة ميرناااا هه
ميرنا(ناظرته بعدم تصديق ولاحظت اقتراب حكيم):- صدقا لست أدري ما بالك ، هل أنت المذنب في هذا أم أنااااااا ؟
ناريانا(خرجت من الغرفة وأغلقت خلفها الباب):- لو كنتم ستتخاصمون القصر شاسع ، لكن ليس أمام بابها ما صدقت نامت
ميار:- كيف هي ؟
ناريانا:- لا تطيق رؤيتك يا روحي يعني كيف ستكوووون ؟
نادر(رمقها باستجداء):- ناريانا هل لنا بكلمة على انفراد ؟
ناريانا(كتفت يديها):- أبداااا لن يحصل ذلك ولو سمحتم انصرفوا من هنا ، لا نريد أن نتسبب بانتكاسة أخرى لها ، رجااااء …
ميرنا(تحركت وعادت لغرفتها):- لنرحم أنفسنا من رؤية هذه الدراما
لورينا(تحركت للمغادرة):- لعلهم يتعلمون من الخطأ
ناريانا(تبعتها أيضا):- هذاااا إن نفع حتى …
لم يُسمع سوى صوت صفق الأبواب الثلاثة المتباعدة ، وهنا نظر الشباب لبعضهم بحيرة وقلة صبر ..تحرك حكيم صوب غرفته نادر نزل أيضا ميار فتح باب غرفتها ودلف دون أن يستمع لأي من تلك الإرشادات الواهية ، فلا أحد سيمنعه عن مرافقة جوزته ، وهنا بقي هذين قبالة بعضهما ..
كاظم:- ما بك ؟
وائل:- ما زلت أنتظرك كاظم لتبرر ، كلنا نعرف أنك لست الفاعل لكن هنالك من يعرف بذهابنا لتلك الحانة يعني هنالك شخص يعلم بتحركاتنا … تمام إن لم يكن شخصا من قلب القصر فمن بإمكانه خيانتنا ؟
كاظم:- لننتظر اتصال العم بشير وبعدها ندعو الله أن كل ما توصلنا إليه مجرد شكوك …
وائل:- كانت لتبقى لو أنهم لم يوجهوا رسالة مع رجال ميار ، الأمر واضح لقد تدخلت المنظمة
كاظم:- يا فضيحتنا مع العم بشير …
وائل(ناظره بقلة حيلة):- من الآن أشعر بتوعك
كاظم(نظر لهاتفه):- الوضع صامت حتى الآن لننزل ونرى ما سيساعدنا على نسيان كل هذااا
وائل:- والطريقة ؟
كاظم:- أقصر طريقة لنسيان المواجع هي الأكل ، ههه تعال تعال
وائل(ضحك بغبن):- والله لا يوجد من هو مرتاح بقدرك ، يا حظك …
بمجرد نزولهما رن هاتف كاظم الذي ارتج بطولته من ذلك الاتصال ، كيف لا والمتصل هو العم بشير أكيد سيأخذان بهدلة لم تحصل في أي وقت … توجها لغرفة كاظم سريعا وأخذا الاتصال المباشر يا عيني يا عين
عمو بشير(جالس خلف المكتب بالمقر وهو يكتف يديه):- اجلسا لنرى ..
كاظم(وضع الهاتف مثبتا إياه على سطح المكتب كي يراهما معا):- عمو بشير ما حصل كان ..
عمو بشير(بحنق):- اخرس أيها الخروف الفاسد يظهر لي أنه حان وقت ذبحك وتقطيع لحمك قطعة قطعة لأهديه للكلاب في حفلة شوااااااء …
كاظم(ابتلع ريقه):- حرام عليك يا عمي بشير ألست تحبني مثلما أحبك ، كيف تسخى بشاهك ؟
عمو بشير:- والله إن لم تطبق فمك سأردمه لك فور رؤيتك ، هل هذه فعلة تقدمان عليهااااا أجيباني وأنت وائل أنت وائل طيب كاظم ونعرف أنه جنس نتن لا يتوب لكن ماذا عنك كيف وقعت بهذا الفخ ؟
وائل(فرك يديه):- بصراحة ثملنا و
عمو بشير:- ثملتم أجل ولكنه تم وضع مادة حيوية في مشاريبكم يا فهيم ، وهي التي تسببت بما حصل مع تلك البنات في بيتهن ، كانوا يريدون أخذ فيديوهات لكم في الفراش يا بعدي إن كنت تعي حجم المصيبة التي أنقذناكم منها … لقد راقبناكم منذ دخولكم للحانة وعميلاتنا كُن هناك أيضا وهن من كشفن أمر المادة التي تم وضعها في مشاريبكم وأيضا الخطة التي كانت دارجة للإيقاع بكم دفعة واحدة ….
كاظم(تذكر صوتا غريبا"أنا محققة في قسم الشرطة"):- عم بشير هل العميلات التي تقصد يعني إحداهن هل كانت رفقتهم ؟
عمو بشير:- أيها الأغبياء كيف وقعتم مع نساء لا تعرفن عنهن شيئا ، سأرسل لكم مقاطع الفيديو خاصتكم واحدا بواحد وإياكم وأن ترمقها البنات ستصبحون في عداد الموتى حينها
كاظم:- لا تقلق نحن أساسا بحاجة للتذكر
عمو بشير:- وأنا بحاجة لأن تأخذوا درسا وعظة منهااااا … حسابي معكما لن يكتمل حتى أراكما على أرض الوطن وسأجذب أذنكما هكذا هكذا على الأعصاب التي جعلتموني أشرب دواء مضادا لتهدئتها
كاظم:- هيا عمو بشير لن تنسب آثار الشيخوخة في خرفانك صح ؟
عمو بشير(بعصبية):- كان حريا بي ردمك حين كنت ما تزال ضلعة واحدة … اسمعاني جيدا هنالك من يسرب المعلومات من داخل موقعكم ، لقد عرفنا من العميلة أنه قد تم تجنيدهن لأجل هذه المهمة من أرض الوطن ، والأوامر كانت إحضار مقاطع سافلة لكل واحد منكم ولهذا تم بعث أولئك الفتيات .. الآن ما يستلزم عليكم معرفته أنهن قد اختفين من الوسط بعد أخذكم مباشرة ، لا نملك أدنى معلومات عن مكانهن لكن لابد وأن المستفيدين قاموا باللازم معهن …
كاظم(امتص شفتيه):- وهل هذا سيضر بهن ؟
عمو بشير:- لست أدري .. لقد انتهى وقتي معكما وسوف أحاسبكما بطريقتي فور رؤيتكما الآن أمعنا النظر في المقاطع لعلكم تتعظون مما حصل ولا تقعون في نفس الغلطة مجددا ..
كاظم:- حاضر عمو بشير لكن وحياتك هل كنت صادقا في شأن ذبحي ؟
وائل(ضربه لكتفه):- علم عمي بشير نحن طوع أمرك… هل جننت يا هذا ما صدقنا عاملنا بالحسنى شخص مثله كان أحرقنا ونحن جالسين
كاظم:- معك حق ، لكنني متحمس لرؤية مقطعي أكيد كنت درع الدبابة بحق
وائل:- صدقا التورط معك يودي للهلاك ..
كاظم(انتبه لرسالة نصية على هاتفه):- هاه وصلت خاصتي
وائل(أخرج هاتفه الذي رن أيضا):- وأيضا خاصتي هفف .. لنرى ..
تفرج كل منهما في مقطعه وهو يناظر مدى فظاعة الموقف ، كيف تصرفوا بذلك الشكل وكيف لم يستوعبوا أنها مكيدة ، كان كل شيء مصورا بالفيديو مع كل واحدة خاصة بهن ، وائل صعق بالثلاث بنات وبأشكالهن وجمالهن وأيضا بحديثهن وحديثه الذي أكمل الطين بلة ،، كان يهز رأسه بنفي غير قادر على تصديق ما تراه أعينه ، هل حقا كان بتلك القذاااااارة ؟ … أما أخونا الثاني فقد كان يتفرج يتفرج يتفرج إلى أن انفجر ضاحكااااااا بهستيريا لا يمكن تصديقها حتى وائل لم يقدر على إيقافه فبدوره كان مصدوما من نفسه .. حاله حال حكيم الذي شهق من رؤية الفيديو الذي وصله على هاتفه الخاص وضع يده على فمه وجلس على السرير وهو ينظر ويستمع لذلك الأمر الجلل ، كان يرى نفسه وسط فتاتين يا عيني لم تفلتا فرصة لتملقه ، وهو الآخر لم يقصر …. أما ميار فقد انتفض من محله ودخل لحمامه مغلقا الباب خلفه وأخذ يتفرج على الفيديو والغضب يتغلغل فيه معها حق أن تخنقه لو أرادت ، فلو رأت ما يراه الآن أكيد لن تبقيه على قيد الحياة ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:14 AM   #597

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في مكان آخر
كان ذلك المكان باردا جدااااا أشبه بثلاجة وُضعت فيها البنات التسع وهن مكتفات الأيدي وعلى عيونهن أشرطة سوداء لا يبصرون منها أي شيء ، منذ ساعات وهن على ذلك الوضع ولم تتبين أي منهن ما الذي حل بها ، فجأة بعدما كن في النعيم جُررن بكل صلف نحو ركن قصي ليس فيه ذرة حياة ، أو مهلا هنالك حياة من نوع ما ….
الرجل 1 :- ماذا سنفعل بهن ؟
الرجل 2 :- سننتظر الأوامر
الرجل 1 :- بدأت أشعر بالملل .. والبرد
الرجل 2 :- لم نجد أأمن من هذا المقر المهجور لإيوائهن ، ثم لدينا بعض الأكل تناول القليل واشغل نفسك بأي شيء …
الرجل 1 :- أفضل بأن أشغل نفسي مع … هه فهمتني
الرجل 2 (بملامح جادة):- لو اقتربنا خطوة منهن سوف يصل الخبر للسيد ووقتها سنصبح في عداد الأموات
الرجل 1 (ابتلع ريقه):-لقد مزحت فحسب…
الرجل 2 :- تناول أكلك سوف آخذ لهن وجبة وأرى إن كن بحاجة لشيء
الرجل 1 :- لك الله مع سليطات اللسان كل واحدة فيهن ما شاء الله لسانها أطول من قامتها
الرجل 2 :- الله يعين
أخذ الرجل طعاما معلبا لهن وفتح الباب الضخم بالمفتاح ليجدهن جالسات على وضعهن بقرب بعضهن والارتجاف شريكهن ، لقد كن خائفات بل مرعوبات فمنذ أن استعدن وعيهن وهن في ظلام …
خديجة:- متى ستطلقون سراحنا هل نحن سجينااااات هنا ؟
عائشة:- يفضل ألا تستفزي أبو قلب حنين يا صديقتي العزيزة كي لا نكون وجبة دسمة
نور:- نصيحة في محلها لأنني لا أسمع سوى وقع أقدام متجهة صوبنااااا
مريم(بفزع وبكاء):- أريد الخروج من هناااا لا أريد أن أموت اهئئ …
عواطف(كانت تحتمي بها مريم ودكتها دكا في الزاوية):- يا ربي ما الذي فعلته في حياتي حتى أبتلي بهكذاااااا قوم ؟؟؟؟؟؟
سهام(برزانة ابتلعت ريقها):- لو سمحت على الأقل أفصح لنا عن سبب احتجازنا هنا ؟
سارة(بارتجاف ضمت صوتها):- أجل أجل … ليس من حقكم اختطافنا دون معرفة سابقة
روقية:- لا والله كانوا بعثوا لنا دعوة أيضا ، هللو يا بنات الكلية عفوا منكم هل لنا باختطافكم ليلة كاملة رجاااء هل توافقن ؟
لبنى:- شتتتتتت كفى منكِ لها اخرسن فحسب ..
الرجل 2 :- رائع يوجد بينكن من تملك عقلا ..
لبنى(ابتلعت ريقها):- نحن نتضور جوعا وبردا وأيضا نريد الذهاب للحمام ، لسنا نعترض على الاختطاف خذوا راحتكم لكن بعض الإنسانية هنا ممكن ؟
عائشة:- والحمام أكثرية الحماااااام أهم نقطة في بنود الطاعة والسلام …
الرجل 2 :- أنتن هنا لأجل حمايتكن ولسنا نختطفكن لأجل غاية لا تحمد ، اتصلت المديرة وهي تبلغكن سلامها وتخبركن أن فشل المهمة لم يكن بسببكن بل هنالك دخيل قام باللازم …
نور(بفرح):- هااااه كنت أعلم أن ماما سكر لن تتخلى عنا
خديجة:- طيب متى سنعود للوطن هل سنبقى هكذا لوقت طويل ؟
الرجل 2 :- جاري أمر تهريبكن عبر الحدود وهذا سيتخذ بعض الوقت ..
عائشة:- والسبب ؟
الرجل 2 :- أسماؤكن مطلوبة في دائرة المطار وسفركن بات صعبا جداااا
روقية:- طالما أنت حليفنا لما تحتجزنا كالبقر بهذه الطريقة ؟
عواطف:- سؤال وجيه أرى أنكم تظلموننا وماما سكر لو عرفت بسوء معاملتكم لنا، لن يعجبها الأمر
الرجل 2 :- اسمعي منكِ لها أنتم هنا لستم بفندق خمس نجوم ، نحن ننفذ الأوامر وهذا أأمن لسلامتكن
سهام:- لحظة لحظة هل تقصد بأن حياتنا في خطر ؟
مريم:- اهئ قلت لكم سنمووووووووووت ؟؟
عواطف(نكزتها بمرفقها):- والله إن لم تخرسي سأقتلكِ أنا في أرضك …
الرجل 2 :- لا مزيد من الأسئلة ، سوف تبقون هنا في الحفظ والصون إلى حين تتغير الأوامر ولا أريد إزعاجا فصديقي الكامن بالخارج لا يعرف كيفية التعامل بلطافة مثلي ، وأنصحكم ألا تستفزوا غضبه .. والآن سآخذكن بالواحدة للحمام وبعدها تتناولن طعامكن تمام ؟
لبنى(ابتلعت ريقها وزفرت من هذه الورطة):- خذني أنا الأولى …
سارة:- لاء أناااااااا
مريم:- بل أناااا
عائشة:- الله يخرب بيتكم حتى ونحن في هذا الوبال تتخاصمون على الحمام، عمو لا تسمع منهن خذني أناااااا
خديجة:- آه يا ربي كل الفرح الذي فرحناه ليلة أمس سندفع ثمنه في هذا الويل
الرجل 2 :- هذا ما توفر .. انهضي أنتِ
لبنى(اطمأنت لأنه ابتدأ بها ولكنه فك قيد يدها فحسب أما عيونها فبقيت مغطاة):- طيب ..
سارت معه نحو الحمام الكامن خارج غرفة احتجازهن ، هناك فتح رباط عينيها وجعلها تدلف للداخل ، نظرت بنظرة خاطفة حول المكان كله ظلام في ظلام لم يبرز سوى ممرات غريبة لم تغنيها بشيء ، دخلت وهي ترمش ونظرت لنافذة الحمام كانت جد صغيرة ولا تمكن حتى أصغرهن من الهرب ، لذلك الفكرة التي أقدمت لأجلها فشلت من بدايتها .. لذلك قضت حاجتها وخرجت متأففة وهي تزفر من ذلك الوضع ليس بوسعها تقديم شيء في تلك الحال سوى إبقاء البنات في مأمن ، مأمن حتى من ألسنتهن القادرة على استفزاز أكبر ثلاجة …. ^^
الرجل 1 :- ماذاااا طلبتِ يا عين أمك ؟؟؟؟؟
مريم:- ما بك تصرخ فيني هاااه ، فوفا لما يصرخ بوجهي هذااااا ؟
عواطف:- اسمعني يا أخ دعك من البنت وإلا سأمزقك بأظافري …
روقية:- ثم أليس عيبا أن تحتقر أصغرناااا ، عيب في حقك ؟
الرجل 2 (أعاد لبنى لمحلها والتقط سارة):- يكفي هل ستجادلهن حتى لو بقيت هنا ليلة كاملة ، لن تأخذ منهن لا حق ولا باطل
خديجة:- واووو هكذا سنتفق وخذ بنصيحة رفيقك كي لا تجد على وجهك خريطة مميزة
الرجل 1:- كأن هذه النعجة تبحث عمن ينحرها ؟؟؟؟؟
الرجل 2 (أخذ سارة للحمام):- تأقلم فحسب ، تقدمي
سارة:- هييه لا تدفعني أنا لا أبصر الطريق
الرجل 2 (أزال غطاء عينيها):- الآن أبصري وارحميني من تعثركِ المستمر بذلك الفستان
سارة(نظرت بحسرة للفستان الذي تبهدل):- آخر ذكرى لي من الحبيب يا لحظنا المتعوووس
الرجل 1(أعطاهن العلب وأزال أغطية عيونهن):- ستتناولنها بهدوء وبعدها سأعيد الأغطية
ناظرنه بكره ولكن جوعهن كان أكبر تناولن ما في العلب بعد أن تبادلن نظرة حسرة في بعضهن ، فالبارحة كنا فوق الغيوم الوردية مع الأحلام التي بنتها كل واحدة فيهن رفقة أبطالنا ،لكن كل شيء تلاشى في غمضة عين ولذلك تلكأ ذلك الأكل في بطونهن وعدن للحزن والواقع المرير ، فشتان بينهم وبين الوصول لقلوب فرسان الأحلام .. وعلى ذلك سنتركهن مع الحارسين ونتوجه صوب بيت سكر الذي كان في مداهمة غير حمييييدة .
سكر(مختنقة من يده وهي معلقة من على الأرض ترتج برجليها لعله يفلتها):- والله ليس عندي فكرة ألا تصدقني ، أكح ستخنقني يا رجل أفلت رقبتي اكح حراااام عليك
عنبر(فرقع رقبته وأنزلها وهو ينظر للبيت بجمود):- اسمعي يا مديرة مثلما تحبين أن ينادوكِ ، أمامكِ خمس ثوان لتنطقي بمكانهن في روما وإلا ستجدين نفسكِ في تابوت مدفونة في قبر وأنتِ تلتقطين صورة أخيرة قبل رمي التراب عليكِ ،،،، وصل ياااا حلو ؟
سكر(مسحت على رقبتها بهلع):- وصل يا خويا وصل ولووو
عنبر(رمقها وهي تنظر صوب الباب):- هااا بخصوص رجالكِ بخخخ قتلناهم قبل ولوجنا للبيت ، لذلك ليس لكِ أحد غيرنا وبالنسبة للبنات فقد تدبرنا أمرهن بغرفتهن ، ولن يستيقظن حتى الغد وقتها سأتأسف عليكِ يا سكرة لن تجدي من يقرأ عليكِ حتى الفاتحة
سكر(ابتلعت ريقها بخوف من رجاله المسلحين):- ماذا تريد من بنااااتي ؟
عنبر(وضع رجلا على رجل بعد أن اتخذ مجلسه):- لما لا تخبرينني أنتِ من البداية ونقطة نقطة دون أن تغفلي شيئا من هذه الخطة الدنيئة ؟
سكر(في سرها):- يا إلهي لو نطقت سيقتلني غضنفر ولكن إن لم أنطق سيقتلني هذا الأقرع ، ماذا أفعل يا ربي نورني ؟؟
عنبر(أشار لرجاله):- يظهر لي أن السيدة بحاجة لحافز ؟
سكر(رمقت رجاله بموت وهي تراهم يفتحون أزرار قمصانهم):- ماذا ستفعل ،،،، يا ويلي سأخبرك سأخبرك فقط لا تقتلني ولا تمس بناتي بسوووء سأخبرك
عنبر:- هذا إن أسرعتِ … ابدئي سكرررررررر صبري بدأ ينفذ
سكر(جلست مقابله وهي ترتجف):- لست أدري من أراد هذا والله صدقني ، لكنني أعرف من تواصل معي وطلب مني بعث بنات حلوات شقيات إلى روما للإيقاع بعدة رجال ذوي المقامات الرفيعة ، وطبعا هذا اختصاصي آه قمت باختيار الأجمل والأجود والأثمن أيضا فهن ما تزلن يعني ههه هيهيه فهمتني صح ؟؟؟؟
عنبر(ضرب على ذراع الكنبة):- لخصي …
سكر(ارتجت من ضربته):- هن دخلن لكليتي قبل عدة أشهر بسيطة وقمت بتجهيزهن لهكذا طلبات استثنائية يعني يا أستاذ لم تخبرني عن اسمك ؟؟؟؟
عنبر(وضع يده على فكه بضجر):- اسمي قطران أسود إن لم تتحدثي بدل استظرافكِ المضجر
سكر:- يخرب بيتك ولا تعرف لحس الفكاهة طريق ، يلا هل نعيش عمرنا وعمر غيرنا إن كنا سنموت فسنموت فدا بنات الكلية آه فداااهن
عنبر:- هل ستنطقييين أم ماذاااااااااا ؟
سكر:- طيب طيب لما الصراخ ، المهم أعطوني رزمة مال لقاء كل فتاة وقمت بالاتفاق معهم وتم تحضير أوراقهن وسافروا صوب روما قبل عدة أيام وهذا ما حصل
عنبر:- وبعد تابعي كيف تم التواصل بينهن وبين المستفيد ؟
سكر:-هاه يعني آه هناك وسيط اسمه جوناس هو الذي تعامل معهن ، وفر لهن السكن وضروريات الحياة وأيضا هو الذي اصطحبهم للحانة التي اختارها الشباب ، فقد كانوا مراقبين
عنبر:- الآن يا سكر ، هل ستعطينني عنوانا مباشرا أم أنكِ ستراوغين ؟
سكر:- والله قلت لك كل ما أعرفه ولا أدري أي شيء عن العناوين وحياتك لست أدري
عنبر:- طالما المستفيد قد بعث الأوامر من هنا لأجل تسجيل مقاطع صورية لهم ، فأكيد تملكين فكرة عن هويته صح سكر ؟
سكر(نظرت إليهم مليا ونطقت):- خضر … خِضر هو الشخص الذي سيقودكم إليهن ..
عنبر(نهض من محله بعد أن وجد ضالته):- سكر عزيزتي لضمان جودة حلاوتكِ الدائمة يفضل ألا يعلم أحد بزيارتي هذه ، هاااا وشيء آخر لا تجعلينني عدوا لكِ قد أجعل ملح القبور يؤنس فنجانكِ هاه هيا بنا يا رجااااال انتهى عملنا هنا …
سكر(ابتلعت ريقها بارتجاف):- يا ويلي ربي ما يوفقك إلهي تتعفنوا في السجون ، عالم نتنة ..
عنبر(فور خروجه ركب بسيارته مع رجاله):- اتصلوا بجاسوسنا الموجود بقصر غضنفر ذاك الذي وضعه السيد مفهوم ، واعرفوا منه الحصول على معلومات عن مكان جوناس هذاااا تمام ؟
رجاله:- علم سيدي
عنبر(نزل وتوجه للسيارة الأخرى):- خذنا للقصر أمامنا عمل …
وصول عنبر إلى بيت سكر جاء نتيجة وشاية تم اكتشافها أثناء البحث ،، وطبعا لم يكن الأمر سهلا بالمرة ففور اتصال جوزيت به وإمداده بالمعلومات الخاصة بالحانة التي كان بها رجالنا الحلوين والتي أخذت عنوانها عن طريق تهديد سائق ميار .. فور أن أمدت عنبر باللازم جعل رجالهم المستقرين في روما يتدخلون ، وتوجهوا للحانة وعرفوا بطريقتهم أن البنات ليسوا برومانيات وأنهن من الوطن وأيضا عرفوا بأمر المادة الحيوية التي تم وضعها بمشروبهم ، وغير ذلك أن ما حصل هناك لم يكن بمحض الصدفة بل مخططا له …. الآن التوصل إلى سكر كان أسهل ما يكون إذ ربطوا الأحداث مع المستفيد الرئيسي في كل هذا التلاعب ألا وهو غضنفر ، وحسب معلومات جوزيت القديمة فهو لا يتعامل سوى مع بنات كلية سكر كما تسميها ، وبالفعل بعثت عنبر ليتحقق من الاستنتاج الذي توصلوا إليه وإذ بهم قد وصلوا لنصفه وما يزال أمامهم خطوة أخرى للوصول إلى جوناس ذاك والإمساك بهن … وهنا سكر شعرت بالخوف منهم وبمجرد خروج عنبر أمسكت الهاتف وطقطقت الرقم واتصلت بغضنفر الذي هدر فيها بعصبية كونها أفشت أمر ذراعه اليمين …
غضنفر:- الله يلعنك يا سكر هل هذه فعلة تقدمين عليها ؟
سكر:- اهاااائ وماذا أفعل يا سي غضنفر خادمتك سكر قليلة حيلة ، وحين رأيت الموت بعيني قلت يا فكيك السلامة ولا الندامة ولذلك اعترفت وأعطيتهم اسم رجلك خضر
غضنفر:- تمام تمام أصلا الاعتماد عليكِ كان فكرة خاطئة من البداية ، فشلت العملية وأصبحنا الآن عرضة للتهمة من قبلهم ، افصلي ولا تتصلي مجددا حتى أتصل بكِ سلام ..
سكر:- يوووه هي سكر أصبحت بلا قيمة معكم أم ماذاااا الآن فقط صرت عبئا تفوه رجال وسخة ..آه ياني يا بناتي آه أين رميت بكن اهئ اهئ …..
رشيد(جلس بقربه على الكنبة):- أخبار سيئة هاااه ههه هل فشل التكتيك الحربي خاصتك ؟
غضنفر:- لقد أتيتني في وقت أمقت فيه حتى النظر في وجهي … اغرب عني يا رشيد
رشيد(وضع رجلا على رجل):- ولماذا يمكنك أن تسر لي بما يتعبك ، مهما كان أنا ضليع بخطط ميار المرتدة ؟
غضنفر:- هذه المرة الوضع متأزم ، لقد اقترفت خطأ فادحا في التعامل مع بنات سكر كشف أمري وجوزيت أعلنت الحرب
رشيد(باهتمام):- وما دخل جوزيت ببنات سكر ؟
غضنفر(نظر إليه مليا وأردف):- لقد طُلب مني تدبير عدة بنات للترفيه عن أولئك البائسين ، وأيضا لتصويرهم في وضعيات دنيئة تصبح دليلا في قبضتنا ، ولكن الخطة باءت بالفشل أحدهم كشف أمرنا وقام بتخديرهن وسحب الشباب مع أخذ كل كاميرات التسجيل ما يعني أننا خسرنا
رشيد:- ولكن من كشف الخطة ومن تدخل هل كانوا رجال ثعلبة القطب ؟
غضنفر:- لاء ليسوا هم لأنهم ما يزالون يبحثون عن خيط يوصلهم للبنات ، من قام بإفشال خطتي شخص يسبقنا بخطوة وقام باللازم في الوقت المناسب وأنقذ الجماعة مني ..
رشيد:- اممم عجيب أمر محير ، طيب والبنات أين هن الآن ؟
غضنفر:- في عهدة رجلنا جوناس ولكنها مسألة وقت ويصلون إليه ، تعلم ثعلبة القطب ودهائها وعلى حسب ظني فهي وميار ليسوا على وفاق بعد الذي حصل ، يعني نوعا ما خطتنا نجحت معنويا
رشيد(بشماتة في ميار):- هل تسمع مشورتي ؟
غضنفر:- إطلاقا … لأنك لا تجلب سوى الشؤم يا وجه النحس
رشيد(بسط ذراعيه متكئا بأريحية على الكنبة):- جرب مني لأنني أريدك خارج عقاب ميار ، يعني عيب أن نصبح كلانا في وضعية الخائنين أب وابنه أليس كذلك ؟
غضنفر(أشعل سيجاره ودخنه وهو يمعن النظر فيه):- اطرح فكرتك لنرى ؟
رشيد:- فكرتي بسيطة… لا تحرك ساكنا
غضنفر:- يعني ؟
رشيد:- دع جوزيت تصل للبنات وتتصرف معهن حسبما تريد ، لأنها إن لم تفعل ذلك لن تهمد حتى تخرب الدنيا وتصل إلى عمق اللعبة ، لذلك إيجادها للبنات سيجعلها تضفر بهن وتنتقم من ميار عن طريق هجره فأي امرأة ستبقى بعد تلك الفضيحة فهي مخبولة صح ؟
غضنفر:- اممم نوعا ما اقتنعت ، لكن مع ذلك علي أن أقوم بالاستشارة
رشيد:- قم بالاستشارة واقترح فكرتي صدقني حتى لو قمتم بكل الاحتياطات ، نحن قد وصلنا لمرادنا حصلنا على الشرائط أم لم نحصل المهم أن شبابنا التافهين قد تم كشفهم للبنات ، ولا تنس أنهم يعيشون في مكان واحد يظنون أنهم يختبئون منا وهذا يعني أن الحياة بينهم ستصبح مستحيلة
غضنفر:- وهذا يعني أنهم سيجبرون على العودة إلى الوطن
رشيد(تابع عنه):- ووقتها سيتسنى لنا أخذ انتقامنا الروحي مثلما خططنا وأكثر ، تمامو ؟
غضنفر:- أحيانا ذلك القرص الموجود بعقلك يشتغل ، يلا انقشع من أمامي سوف أدرج اتصالا خاصا
رشيد(نهض بخيلاء):- علم يا كبير …
غادر مجلسه وتركه يفعِّل اتصالا صوب شريكه في العملية الانتقامية المتفق عليها ..
غضنفر:- فشلت الخطة
الدبلوماسي:- أعلم ذلك يا غضنفر وصلتني الأخبار ، جوناس سيتصرف ويعيد البنات بطريقة غير قانونية للوطن كله مرتب
غضنفر:- ولكن أنا لدي رأي آخر ، أفكر بوضع البنات كهدية لثعلبة القطب أكيد سوف تحرق الدنيا لتصل إليهن وقد بدأت بالفعل وقد توصل رجالها لسكر ..
الدبلوماسي:- دوما ما قلت عن تلك الفتاة داهية ، حري بها أن تكون ابنتي لكن لا بأس نصيب
غضنفر:- أنت تريدها ابنتك وأنا تمنيت لو كان ذلك الميار من صلبي ، هييه لو كانوا أولادنا لحكمنا الكون وصارت إمبراطورية الفهد البري عالمية أتتفق معي ؟
الدبلوماسي:- كل الاتفاق ، لكن نصيبنا في الأولاد أتعس مما كنا نظن
غضنفر:- هل ستخبرني يعني ، أرى البلايا التي وهبني الله إياها كل واحد فيهما أفظع من الثاني
الدبلوماسي:- على العموم دعنا في المهم أخبرني عن خطتك ، لما طلبت كشفهن ؟
غضنفر:- سأخبرك ….
الدبلوماسي(بعد أن سمع خطة غضنفر):- هاهاااااا هههه معقولة فكرة معقولة وهكذا نكون قد ضفرنا بما ابتغيناه من البداية ، والله إنها لفكرة مميزة أعجبتني … لكن لن نفرح طويلا فأولئك الخونة قادرون على تطويع عقول البنات بالكلام الحلو ، وقتها لن نكون قد أحرزنا أيما نجاح
غضنفر:- لالا سوف نحرز حسب معرفتي بجوزيت وعناد الباقيات فسوف لن يمررن ما حصل بسهولة ، ولندعو الله أن تمتد المشاكل بينهم إلى أجل غير مسمى
الدبلوماسي:- عال عال ، لكن أين وصلت اتفاقيتنا بخصوص الراجية الأخرى سمر ؟
غضنفر:- نحن نعمل على ذلك لا تقلق قريبا جدا ستسمع الأخبار الطيبة
الدبلوماسي:- أريدهم أن يحترقوا جميعا من الآلام يا غضنفر ،لن نرحم أي واحد فيهم سنجد ثغرة لكل منهم ونجعلهم يتجرعون الحزن في أقداح ذهبية ههه
غضنفر(بضحكة مجلجلة):- وذلك عز الطلب سنضربهم في الصميم ..
أي خطط دنيئة جمعت فيما بين هؤلاء الأشرار ولا واحد فيهم يرحم ، وكأن أحبتنا ناقصهم مواجع على مواجع أحزنني الأمر هل أتدخل في نظركم هههه طبعا لاع خليهم يعرفو قيمة اللي بين يديهم نيهاهاهااا
وعلى ذكر الشر سنتوجه لأس الشر التي كانت متربعة على عرشها مثلما تسميه ، وقد كانت تراقب من بعيد مجريات الأحداث التي وقعت في ذلك البيت وكيف تم سحب الشباب من قبل ملثمين ، طبعا الشرطة لم تحسب حساب كاميرا مراقبة موضوعة في البيت المجاور وهنا ظهر دهاء ليندا التي حسبت حسابا لهذا وأرادت أن تعرف من يدعمهم وأكيد ستعرف …
ليندا:- مغدووور هل رأيت ما رأيت ؟
مغدور(نهض من الأرض ووثب خلفها وأخذ يدلك كتفيها):- رأيت يا سيدتي ولكنني لم أفهم ، من هؤلاء وما علاقتهم بشبابنا ؟
ليندا:- حسبما أرى هم كتيبة منظمة ، دخولهم منظم يعني قد يكونون شرطة
مغدور(شهق بفزع):- شرطة يا إلهي هذا أمر خطير ، ما الذي سيجمع الشرطة بهم أو ؟؟؟
ليندا(رفعت يدها):- هاتفي …
مغدور(ركض بسرعة وأعطاه لها):- بمن ستتصلين ؟
ليندا:- أمر لا يخصك أغرب عن وجهي
مغدور:- حاضر يا ست الكل ..
ليندا(أمسكت منه الهاتف بعد أن أطفأت الشاشة أمامها):- أريدك بعد دقيقتين في الموقع الأمر عاجل
الدبلوماسي:- تمام ..
نهضت بخيلاء من كرسيها وتوجهت لغرفتها السرية ، أغلقت الباب خلفها وجلست على حاسوبها الشخصي وأخذت تنتظر ظهوره ، لحظات وكان أمامها ناظرته بعمق وأردفت
ليندا:- فشل المخطط
الدبلوماسي:- نقطة لهم
ليندا:- هناك من يساعدهم وأنا أريد أن أعرف من يكونون
الدبلوماسي:- سأقوم بتحرياتي الخاصة
ليندا:- لا نرغب بالمشاكل ثم كيف ستتدبر الأمر مع غضنفر ؟
الدبلوماسي:- ليندااا قررنا أن ندع ثعلبة القطب تعثر على البنات ، ذلك للمصلحة المشتركة من جهة تخلصنا منهن ومن جهة ننتقم من ميار بواسطتهن ،، إن لم يمُتن سيعدن للوكر لكن إن لقين حتفهن فرحمة الله عليهن
ليندا:- ممكن ، لكنني رأيت شريط مراقبة المنزل المجاور وأعلم أن حدسي لا يخيب.. ابحث في طاقم الشرطة هنالك ثغرة ما
الدبلوماسي:- عدا ذلك ماذا تريدين ؟
ليندا:- أما زال البحث جاريااا لقد مللت من الانتظار ، وأرى أنك عدت للوعود الكاذبة ؟
الدبلوماسي:- ذلك الزمن ولى يا ليندا لا تتذكريه لمصلحة كلينا
ليندا:- أصلا لا يشرفني أن أتذكر تلك الحقبة إطلاقا ، لكنني أرغب بسماع جواب محدد ؟
الدبلوماسي:- جاري البحث ليندا لقد حسمت الأمر
ليندا:- أريدهاااااا .. أسمعتني أريدها قبل أن تصل إليها براثن أخواتي لأنني لن أرحم أيهن لو ملكتها قبلي ولن أتذكر أصلا أننا شقيييييييقات
الدبلوماسي:- أعرفكِ حين تجعلين مصالحكِ فوق أنف أي رابط أسري .. جربته حتى
ليندا:- هياااا هه لن تستذكر على مسمعي الأيام الخوالي ، أصلا لا أملك وقتا لك انتهى
الدبلوماسي:- أنا أطول بالي عليكِ ليندا بحكم العشرة لذلك لا تتواقحي معي ، أنا غير كل الناس
ليندا:- وحياتك لا تصدق نفسك أنت مجرد حثالة بالنسبة لي ، حتى لو كنت أخطر واحد بالعشيرة هذا لا يعني أنني سأنهزم أمامك هههه لا تنسى من أناااا
الدبلوماسي(بوجع قلب):- أنتِ وجعي الدائم
ليندا(ضحكت بسخرية وفصلت):- باي ..
الدبلوماسي (استدار بكرسيه ونظر للصورة الموضوعة على طاولته):- وما زلتِ الأقرب
ليندا(بملل نهضت وهي تحول عينيها):- متى سأتخلص منكم جميعا هفف
خرجت من هناك متأففة ، أغلقت الباب السري ووثبت عند منضدتها فتحت أحد الأدراج بكلمة سرية وفتحته على صندوق بثوب أحمر حريري مصفوف بداخله 7 قنينات صغيرة مليئة بالدم ، تفحصتها بأصابعها واختارت الأخيرة ، سحبتها ورفعتها لوجهها ونظرت للاسم المكتوب عليها وابتسمت حين فتحتها ووضعت قطرة على سبابتها وامتصتها بنهم ، نهم جعلها تغلق عينيها وتضحك بضحكااااات سادية تعبر عن نشوتها المفرطة بذلك المذاق ، امتنت منه وأعادته لمحله ونظرت لنفسها في المرآة وهي تلهث باستمتاع
ليندا:- كنت أعلم أن مذاقكِ لن يقاوم صغيرتي ميسووووون ههه ، لذلك أبقيتكِ آخر ضحاياي فأنتِ التي ستحقق لي دوام التوهج ومع قوة قلادة الشمس سأبقى كما أنا إلى الأبد ههههاهاهاااا ..

"هل تُصدقين بأن قلبًا عاشقا ما خانَ صاحبهُ ولكن الضُّعف صوَّرهُ كذلك ؟ … كسرتُكِ وأقرُّ بأن العقلَ قد خانني وجعلني أكسرُكِ رُغما عني ، إذ يستحيلُ أن أطمسَ رُوحا أخرى بروحي غيرَ رُوحكِ يا رُوحي .. "
رمى الهاتف على جنب وهو يردد تلك الكلمات على مسمع نبضه ، مكلوم يحاول أن يوقف ذلك الاختناق ففكرة بعدها عنه تؤلمه في الصميم ، فما باله بغضبها القاتل لقد اختنق صدقا وضاق ذرعه لذلك حبس نفسه ساعات وساعات بغرفته وهو يناظر مقطع الفيديو خاصته ويتساءل أين كان عقله الذي ما استوعب تلك المكيدة ،.. لقد كان قذرا وإن عاقبته فهي تملك كل الحق لأن ما تم تصويره يعني خيانة عظمى مع سبق الإصرار ، خيانة قلبه التي ما فتئت تحاول استجماع نفسها بعد مغامرة المعلم الأثري إلا وقد صدمها صدمة قوية بفعلته بعد يومين … تأفف وهو يستشعر ألم يده واستقام من محله تارة يناظر الساعة فقد مضى وقت منذ أن رآها في الرواق ، وتارة كان يبحث عن وسيلة تجعله يكفر عن غلطته التي لا تغتفر ، ولكن الحيرة كانت طاغية على الموقف فميرنا أغلقت في وجهه كل أبواب الرحمة .. لذلك ما عاد أمامه سوى حل واحد ، خرج من شرفته وأطل على شرفتها وشغل هاتفه على أغنية لعلها تشرح القليل مما يعتمر صدره
[Just Give Me A Reason] ..Pink..
-فقط أعطني سببا-

من البداية كنت لصا
لقد سرقت قلبي
وأنا ضحيتك المستعدة
و مكنتك من رؤية أجزاء مني
إن لم يكن جسمى بهذا الجمال
ومع كل لمسة جعلته أجمل
الآن وأنت تتحدث في نومك
الأشياء التي لا تقولها لي
تقول لي أنك اكتفيت من حبنا
فقط أعطني السبب سبب قليل فقط يكفي
ثانية فقط .. نحن لم ننكسر فقط انحنينا
ونستطيع أن نتعلم أن نحب مرة أخرى
لقد كان مكتوب في ندوب على قلوبنا
أننا لم ننكسر بل انحنينا فقط
ونستطيع أن نتعلم أن نحب مرة أخرى

أنا آسف لأني لم أفهم من أين أتى كل هذا
واعتقدت أننا كنا بخير
(أوه كان لدينا كل شيء)
وجعلتك تجن مرة أخرى
يا عزيزتي لا يزال لدينا كل شيء
وهذا كله أوهام في عقلك فقط
(نعم ولكن هذا هو ما يحدث)
كنت تحلم أحلاماً حقاً سيئة
كنت مستلقى بالقرب جدا مني
لا يوجد شيء أكثر من أغطية فارغة بين حبنا
الدموع جفت من عينى
أنا سوف أصحح الأمر بالنسبة
نحن نجمع الغبار ولكن حبنا يكفي
كنت تكبح هذا
كنت تسكب الشراب
لا شيء سيء كما يبدو
سنأتي بدون أي ذكريات سيئة
فقط أعطني السبب
سبب قليل فقط يكفي
ثانية فقط نحن لم ننكسر فقط انحنينا
ونستطيع أن نتعلم أن نحب مرة أخرى
إنها في النجوم
لقد كان مكتوب في ندوب على قلوبنا
أننا لم ننكسر بل انحنينا فقط
ــــــــــــ
كانت واقفة بدموع عند باب الشرفة تنظر إليه بحسرة وكلمات الأغنية تترجم مدى معاناتهما معا ، تنهدت بعمق وخرجت إليه على آخر حرف والتقيا كلا بشرفته والقلوب تهفو لمعانقة بعضها لعلها تمتص تلك المواجع إلى غير رجعة …. هتف بكلمة خفيفة وصلت لمسامعها مثل السحر وجعلتها ترتعش في محلها وهي تحاول ابتلاع جرحه ، لكن حين ناظرته تبادرت مشاهدها الخيالية لذهنها وشعرت وكأنها تمقته لما فعل بها ، وعليه ولته ظهرها وهمت بالدخول
وائل:- حري بكِ ألا تصدقيني لكنني أحبكِ ميرنا ولا أخونكِ مطلقاااا
ميرنا(توقفت محلها واستجمعت قوتها المنتحرة في محراب الغل):- أثق بك ولكنك جرحتني وائل
وائل:-لن أطلب منكِ فرصة هي من حقي ، لقد تغاضيت عن الكثير مع حكيم مع ميار ولم أنبت ببنت شفة لأنني واثق منكِ ميرنااااا ، فأنتِ روحي بغض النظر عن كل المغريات التي تجذبكِ نحوهما إلا أنكِ متشبثة بي لأنكِ تعشقينني أناااا أنا من يسكن بين ضلوعك أنا من يسري بدمك فقط أنا .. مهما حاول أيهما فلن يصلا لمكانتي بقلبكِ حتى لو أردتِ أنتِ فذلك لن ينفع
ميرنا(ناظرته ببؤس):- جيد أنك تعرف مقامك عندي
وائل:- أعرف يا شمسي ولهذا ألتمس منكِ طي الصفحة معي ، لأننا لبعضنا يا عمري همم ؟
ميرنا:- لا أستطيع وائل دع لي مساحتي فأنا مجروحة .. ولو سمحت لا تضغط علي
وائل(حاول أن يستصرخها كي تشعر به ولكن مهما كان فهو مذنب):- سامحيني حبيبتي
طأطأت رأسها وهربت منه لترتمي في حضن سريرها وتبكي بحرقة ، حرقة آلمتها في أدق مشاعرها وجعلتها صريعة الحزن الذي كانت تمتصه منها تلك الصغيرة بشكل محبب ، بحيث أنها لم تسألها هذه المرة عما يبكيها ولا عمن أبكاها بل استلقت جوارها وأخذت تمسح على شعرها وكأنها تعلم ما يجب أن تفعله كي تهدئها .. وكأن ميرنا أيضا استطابت ذلك الملمس لتغفو دون وعي في نوم عميق يرحمها من كل تلك الديباجة….
في تلك الأثناء كان هذا جاثيا على الأرض في ركن من الغرفة وهو ينظر إليها نائمة مستكينة بعد انتكاستها ذلك الصباح ، أمضت ساعات في نوم مريح جعلها ترتب أوراقها وتحسم أمورها للقادم حين استفاقت ، كانت تعلم أنه برفقتها في ذات الغرفة أنفاسه المتحشرجة وتناهيد الندم التي ما كانت تبرح فؤاده دليل على حنقه مما فعله ، لقد تأثر بما وقع والندم يتآكل صبره المتعب ، فذلك الصباح كان لعنة بالنسبة له فقد شابهه بصباحاته القديمة حيث كان يستيقظ على ضرب أبيه وغضبه ..
جوزيت(ببحة نطقت وهي ملتفة للجانب الآخر على وضعها):- أتحسب أنك ستجعلني أشفع لك ببقائك المزري معي ؟
ميار(رفع رأسه ووضع يديه على ركبتيه وهو يطالعها من محله):- أحاول
جوزيت:- أنا لست حمقاء يا ميار ، أعرف أن غريزتك تحكمك وهذا ما يؤلمني … لا مشاعر تملكها صوب تلك العاهرات وهذا متأكدة منه ، لكنه لا يعني أنك لم تخنني مع ميرنا
ميار(تحركت حنجرته وناظر جسمها الذي كان يتحرك بهزة طفيفة):- موضوعي مع ميرنا غير
جوزيت:- كله متعلق ببعضه ، لا تحسب أنني حزينة لأجل ساقطات سعرهن تحت إمرة أصغر خُدَّامي ، بل على نفسي التي استغليتها وحسبتها طوع أمرك وكأنني في قبضتك مهما فعلت فيني ستجدني إليك راضخة طائعة ، ضمنت وجودي معك وغفراني لك بسبب عشقي الأحمق ونسيت أنني قلب ومشاعر ، صحيح سأسامحك صحيح سأغفر لك كل خطاياك صحيح سوف أضعك في أول أولوياتي لكنك غفلت تماما عن شيء مهم ، أنه مهما امتد جسر العطايا سوف يأتي يوم ولا يتحمل ذلك الجسر ثقل أخطائك المتهالكة فينقطع حبل الأمل وينكسر كل شيء .…
ميار(مسح على فمه وناظرها بغبن):- يعني لا مجال لغفرانك هذا ما علي أن أفهمه ؟
جوزيت(استدارت إليه على حالها وتمسكت بالغطاء وقد برزت دموعها المنهمرة بانصياع على خدودها المتورمة):- مثلما أهدرت فرصتك معي عليك أن تستعيدني
ميار(نظر بأسف نحو الأرض ونهض من محله بتثاقل):- ماشي يا جوزيت ، مثلما تريدين
جوزيت(نظرت إليه باشتياق وابتلعت غصتها):- مؤلم أن أشتاق لك وأنت بعيد هكذاااا عني
ميار(زلزلته بجملتها وتوجه إليها برفق):- ولكنني معكِ
جوزيت:- نن لاء لست كذلك ، أنت مجهول بالنسبة لي ما عدت قادرة على مسامحتك فروحي تحترق وقلبي ممزق .. كلما تخيلت أنك قبَّلت غيري لامست غيري أختنق
ميار(أمسكها بين يديه وهو يهدهدها من رجفتها المفاجئة):- لالا يا حبيبتي تعلمين أن كل هذا هرااااء ، أنتِ على حق لقد أذنبت في حقكِ كثيرا أنا مخطئ
جوزيت(انفجرت بانهيار وهي تهز رأسها وتنظر إليه):- تعابير وجهي الآن تقتلني أكره أن أبكي ولكنك تبكيني ، يا من أعطيتني الأمل في هذه الحياة كيف استطعت أن تمحوني من ذاكرتك وأنت معهن وأنت معهااااا لقد عرفت أنك قبَّلتها في ذلك المعلم الأثري لم أحتج ذكاء لكي أصل لتلك النتيجة فساذجة مثلها تكشف نفسها بنفسها ، اهئ عرفت وكتمت ذلك في صدري كتمته كي لا أخسرك ولكن فعلتك ليلة أمس ضاقت فيني وما عدت أدري كيف سأتحمل
ميار(عضعض شفتيه ودفعها لحضنه بحرقة):- أنا آسف آسف يا جوزتي الغالية ، آسف يا حبيبتي
جوزيت(بوهن تمسكت بذراعه):- فات الأوان على الاعتذار يا ميار ، لقد ماتت حبيبتك
ميار(هزها بعنف وهو يمسح على وجهها بجنون ممسكا بها بإحكام):- لا تقوووووولي ماتت جوزيت أنتِ معي ، بالله عليكِ كفى كفى لننس ما حصل ليلة أمس ونمضي
جوزيت(أغلقت عينيها على الدموع المنهمرة):- لو نسينا يوم أمس هل ستنسى المعلم الأثري ، أم ستنسى أنك تحبهااااااااا ؟؟؟
ميار(عض شفتيه وقبلها في شفتيها بقوة تملك تعني أنها لن تبرح مملكته):- أنتِ لي جوووووزيت لن أسمح لكِ بأن تضعي حدودا بيننا ، موضوع ميرنا سنقفله الآن ولن يحصل بيننا أي مما يزعجكِ ثقي بي
جوزيت(استسلمت لقبلته بوجع ومالت برأسها جانبيا كي توقف هدير مشاعرها التي مؤكد أكيد ستخونها طالما هي أمام الملك):- أريد أن أكمل نومي
ميار(قبَّل جبينها وجعلها تنام في حضنه):- ستنامين هنا
جوزيت(أطبقت جفنيها بتعب):- أنت خائن
ميار(وهو يربت على شعرها):- وقذر أيضااااا أتفق معكِ …
جوزيت(بتذمر لذيذ):- لا تقل عن نفسك قذر أنا فقط من أملك الحق
ميار(أطل عليها ومسح دمعاتها بأصابعه بحرارة الاحتياج):- حسنا لن أملك ذلك الحق ، هيا نامي حبيبتي ،،، نامي يا جوزتي نامي …
بعض أنواع العشق تختلف من ثنائي لآخر ، فالحب المترجم هنا هو حب الألم والعذاب حب السادية المطلقة التي تجمع بين شخصين تعودا على الحصول على كل ما يرغبونه ، فبعد أن عاشا محرومين من بعضهما واحد يظن أن نصفه الثاني قد خطفها منه القدر فعاش على حرمانها طوال تلك السنوات ، والأخرى عاشت لأجل لحظة لقياه وطلب الغفران منه على كذبة كانت في سبيل حمايتهم وحسب ، .. كل ما حرما منه ترجماه من خلال عملهما مع العصابة بحيث أفرغا كل الغضب كل الاحتياج كل الرغبات التي كانوا يتوقون إليها وهم صغار ، إلى قوة ونفوذ وجبروت لا يمكن لغيرهما أخذها في وقت قاموا فيه بنزع الرحمة ووضع القسوة محلها وسلطة تعني المُلك لأي واحد فيهما ، ريثما تغدقهم الأيام بألوان جديدة يلونون بها حياتهم التي كانوا يتمنون …. الآن ما حصل صحيح كسر الكثير بينهما وضاعف كمية الوجع خصوصا بعد حركة المعلم الأثري إلا أن هنالك خضوعا لسيادة المنطق فلا هي بقادرة على معاقبته ولا هو بقادر على الابتعاد عن مدارها ولا لحظة ، وهذا ما اكتشفه بعد حدوث ما حدث ولنقل أنها نقطة تحتسب لصالح جوزيت التي غفت بين يديه بتعب استنزفته مذ أن أعلنت حرب الانتقام ….
في غرفة أخرى
كان هذا يحرق أعصابه وهو يحادث صاحبه لعله يفرغ بعضا مما يؤلمه في صدره …لكن الظاهر أن لا شيء سيريح فؤاده المجبول على تجرع المواجع تبااااااعا مع الأسف
طلال:- الله لا يوفقها.. والله لن تفلت مني هذه المرة سأجعلها تبكي دمااااا
حكيم:- تمهل يا طلال ، أنا لم أخبرك لتحاسبها فذلك شأني أنا وأنا وحدي من سيتصرف معها ريثما أعود وأطالبك بالتكتم لأنك لو انفجرت ستعرض حياة ابنتي لخطر ، هل فهمتني طلال ؟
طلال(جمع قبضته):- دوما كنت أقول بأنها لن تتوب عن أفعالها ، مهما حاولت تصديقها وها هي البشائر صوب عينك ، آخ منكِ يا شاهيناز آخ ..
حكيم(مسح على رأسه بتعب):- لقد أجهدت نفسي كثيرا وأريد أن أرتاح صدقا تعبت ومللت من المكاااابرة يا طلال
طلال:- أشعر بك يا صديقي ليتني بالقرب لعلي أخفف عنك ولو القليل
حكيم:- صدقني لا شيء سيخفف عني وطأة هذا العذاب ، عموما لن ننشغل بهذا الأمر الحتمي دعني أعلم أخباركم أولا بأول ولا تنس أن تضع مراقبة خلف سمر فالليلة برنامجها مع بهجت محمود ذاك ، صدقني بدأت أتشاءم من سيرته في كل مرة نقع بعد برنامجه في مشكلة
طلال:- ههه قد مر قرابة شهر عما حصل معكما أنت وميرنا ، وهذا كفيل لبدء صفحة جديدة ثم أنت تعلم حماسة سمر لن تسمح لأحد أن يسرق منها الأضواء خصوصا وأن زفافها بعد أيام معدودة
حكيم:- ولو أنا من يعرف غرورها الصادح في الأكوان ، يليق بها الله يسعدها
طلال:- اللهم آمين ، هيا سأدعك لمشاكلك كي أهتم بما بين يداي ابنة عمك الأخرى نوري تريد افتتاح الشركة بعد أسبوعين من بعد زفاف سمر ، وأمك المصونة خالتي مديحة الله يطول في عمرها تريد إقامة حفل تخرج لإخوتك آخر الشهر المقبل احتفاء بعودتهم بالشهادات هيييه وأنا وحيييييييييد ضائع بينهن … فرحماك بي يا صديقي
حكيم:- هههه آه يا طلال الاستماع لك صدقا أراح قلبي ، لا أملك لأجلك سوى دعوات من القلب مع نساء الراجي الله يعينك
طلال:- وأنت ربي يعينك يا رفيق …
حكيم(تنهد عمق وهز رأسه):- آمين
أحيانا بعض البؤس حين يعتمر الفؤاد يجعله راضخا تحت سلطة الانصياع ، وهنا كان انصياع حكيم مهولا لذلك المصاب الجلل ، أجل فهو مصاب هدم كل الأواصر التي بنوها خلال تلك الفترة ، وأصبح النفور سيد الموقف ،… وضع رأسه على السرير وأخذ يفكر في حل لهذا الإشكال فالقصر أصبح شبه مهجور كل منعزل في غرفته ولا حياة لمن تنادي ، وكأن عقابا ما نزل على جنباته بعد أن كانوا في طريق الألفة والاتحاد …
حكيم(طرق بابه بعد لحظات):- أريدك في كلمة …
وائل(صغر عينيه):- خيرا ؟
حكيم(نظر للرواق وتحديدا لغرفة ميرنا هناك):- أريدك أن تقتحم غرفتها
وائل:- كيف ، هي تغلقها بالمفتاح وميسون طوع أمرها لن تتصرف بدون مشورتها يعني انسَ
حكيم:- أعلم ذلك ولكن مضت ساعات يا وائل والوضع كما هو عليه ، حتى وجبة الغذاء تناولوها بالغرف مثل الفطور يعني هل سنبقى هكذا لوقت طويل ؟
وائل:- أتفهم عصبيتك حكيم ولكن لا جدوى من المراوغة ، لقد حطمنا قلوبهن وما علينا الآن سوى ترك بعض المساحة الخاصة لجرحهن كي يلتئم ..
حكيم(مسح على لحيته):- في نظرك لما لجأت إليك هاه ، أعرف أن ذلك المجنون غارق في مراضاة جوزيت وليس له حتى معنى لتملق ميرنا وإلا سيزيد الطين بلة ، وعليه ستكون هذه مهمتنا
وائل:- وماذا ستستفيد ؟
حكيم:- لا تدع تفكيرك يشطح في طريق خاطئة، أي نعم أسعى لغفرانها ولإزالة تلك النظرة المقيتة التي ترمقني بها لكن غايتي الأهم أن أطمئن عليها وعلى ميسون التي ظلت في جو مكهرب منذ أن وعت هذا الصباح
وائل(مط شفتيه):- لدي فكرة
حكيم(ابتسم بإشراق):- إذن دعنا نحفل بإنجاز يزيح الغيمة من على رؤوسنا
وائل(تنهد عميقا وهو يغادر معه الغرفة):- حري بنا أن ندفن أنفسنا ونحن أحياء ، ما فعلناه كان مخزيا جدا جداااا
حكيم:- هل وصلك أيضا ؟
وائل:- وصلني ويا ليته ما وصل ، اسمعني جيدا لا يجب أن تلمحه أي من البنات لا خاصتي ولا خاصتك ولا خاصة ميار الذي أتوقع أن جوزيت لو وصل ليديها سوف تمزقه بأسنانها دونما رحمة
حكيم(منذ متى صارت ميرنا خاصته هل أقتله وأرتااااااح آخخخ):- والله صرت أشك بنفسي لا أمان معهن ، قد رأيت كيف تحولن لمفترسات فقط حين سمعن بالموضوع أما لو شاهدن المقاطع الحماسية سنصبح في عداد الموتى
وائل:- أعوذ بالله لن تراه أي واحدة فيهن ، ها لحظة ماذا تخال نفسك فاعلا هل تتوقع أنها ستفتح لك الباب بمجرد أن تطرقه عليها ، كانت فعلت ذلك قبلا يا عيوني هه
حكيم(بعدم فهم ابتعد عن بابها):- طالما لن ندخل من هنا حزرك من أين سندخل ؟
وائل(غمز بدهاء):- من حيث لا تتوقع …
نظر إليه حكيم ولمعت بباله نفس الفكرة التي طرأت على عقل وائل ، لذلك نزلا للأسفل وتوجها للحديقة طلبا من الرجال إمدادهما بسلم مناسب وضعوه برفق عند شرفتها ، وهنا رمقه حكيم بإشارة الصعود لكن وائل صعد خطوة وتراجع
وائل:- أعرف أن ميرنا مهما رغبت بالاختلاء أو مهما حاولت معاقبة الآخرين بابتعادها ، إلا أنها في قرارة نفسها تحب الإصرار والمحاولة لذلك يفضل أن تصعد أنت حكيم ، أنت شخص يملك معزة كبيرة في قلب ميرنا وهي سوف تسمع منك حتى لو لامتك فأنت ابن عمها بالأخير وأقرب لها حتى مني وأحق بأن تمسح عنها غبار ليلة أمس لو استطعت إلى ذلك سبيلا
حكيم(كبر في عينه بتصرفه الشهم ولم يعرف ماذا يقول):- صدقا لو كان ميار محلك لاستغل الفرصة وكان فوق الآن
وائل:- هه وهذا ما نختلف فيه
حكيم(امتص شفتيه بتردد):- وائل نحن …
وائل(أشار له بالصعود بعد أن تنحى):- ابنتك هي طريق دخولك فهيا لا تتردد …
ابتسم له حكيم وصعد بحماس نحو الشرفة ، قفز إليها ووثب عند الباب الزجاجي فتحه برفق ودلف إلى الداخل وجد ميرنا نائمة وخيوط الدمع مرتسمة على خدودها في حين …. أين ميسون بحث بعينيه عنها وانتبه أنها بالحمام لذلك تنهد بأريحية ، توجه للسرير وجلس بجوارها متكئا ليناظرها عن قرب ويلامس خدودها المجروحة بدموع الألم المتعبة ، رأف لحالها ومسح بأنامله على جانب عينيها وهو يناظر عصفورته الجريحة وهي متقوقعة حول نفسها هربا من الواقع بنوم عميق جعله يتأملها بعشق خفق بقلبه ، فكيف له أن يخرس ذلك العشق وهو ينبض كلما رآها ، آه منكِ يا قاتلتي قالها وهو يهمس في أذنها مقبلا خدها البائس مثل حالتها ..
حكيم(وضع يده على خصلة من شعرها وجذبها لأنفه مشتما إياها باحتياج):-آه يا ميرناااا يا عذاب حكيم متى ستصفحين ؟
ميسون(خرجت من الحمام وابتسمت):- بابااااا
حكيم(أغلق عينيه وكأنه وجد إجابة شافية لسؤاله بصوتها الرنان):- روح بابا
ميسون(ركضت نحوه وصعدت للسرير وارتمت بحضنه):- أنت ترافق أميراتك صحيح ؟
حكيم(برفق عقد حاجبيه وهو يدنو من خدودها اللذيذة مختطفا قبلات اشتياق):- لو سمحت ميرنا بذلك سأكون مسرورا
ميسون:- مزاجها سيء هذا اليوم ، لكنها لا ترفض لي طلبا ههه سأرجو منها أن توافق وستفعل
حكيم(امتص شفتيه):- إذن سننتظرها حتى تستيقظ ونطلب منها
ميسون:- أنت لم تسمع خاطرتي عنك بابا إنها بدفتري الخاص
حكيم:- اممم والآن فرصة مناسبة لتخبريني هل تفعلين لأجلي ؟
ميسون(هزت رأسها إيجابا ونزلت من السرير):- حالا ..
ابتسم لها لكي تنجز ما تريده وأمسك يد ميرنا وقبَّلها وجعلها في قبضته وكأنه يذكر نفسه أن هذه المرأة ملكه حتى وإن لم تكن ملكه ، يعني محض جنون سادي يطغى على عقله في أغلب الأوقات لعله يخرس وجع روحه، حتى ولو كانت مشروطة على وائل رشوان سيبقى ختم حكيم الراجي معلما في قلبها إلى أبد الأبدين … تنهد بعمق وهو يربت على يدها بحنان وناظر صغيرته التي أحضرت دفترها وجلست قبالته على السرير … وأخذت تهمس بجميل الكلام عنه وعن مقامه بقلبها إلى أن فلتت منها شهقة فضحت أمر استيقاظها وجعلته يلتفت إليها بحرقة …
حكيم:- ميرناااا
ميرنا(دكت نفسها في وسادتها وهي تشهق):- اهئئئ تعبت من هذا الألم يا حكييم أريده أن يتوقف أريده أن يتوقف اهئئئئ…
حكيم(نظر لميسون التي أسقطت دفترها بخوف):- شتتت بيبي ميرنا فقط تبكي لا تخافي ، أمسكي دفتركِ وتعالي لنغني لها أغنية كانت تحبها وهي صغيرة لعلها تكف عن البكاء
ميسون(تنهدت بارتياح من لحظة الخوف تلك):- ميرنا لا تبكي فقط الصغار هم من يبكون
ميرنا(وضعت يدها على خدها ورفعت نفسها لتمسح دموعها):- معكِ حق
حكيم(عض شفتيه من ألمها ووضع إصبعه على فكها وجعلها تنظر إليه):- لو كنتِ سترتاحين فكتف ابن عمكِ أفضل مكان لذلك …
ميرنا(هنا انفجرت بحرقة وارتمت بحضنه ممسكا إياهااا بحرارة):- كيف سأتحمل طعناتكم ، أنت وكلكم ، ولا واحد فيكم وفر جهدااااا في إذلالنا
حكيم(داعب بأصابعه أصابعها وهو يهدهدها بهمساته الدافئة):- لعلمكِ ما زلت أمقت وائل لأنه يسرقكِ مني ، ولكن لا أنكر أنه جعلني أواسيكِ الآن ولا تلومي ميسون هي لم تفتح الباب قط بل دخلت من الشرفة
ميرنا:- جيد جيد أتحفني بالمزيد
حكيم(آه يا وجع الروح):- ميسون كأنكِ تأخرتِ ؟
ميسون:- رتبت أغراضي بابا ها أنا جئت
حكيم:- طفلة منظمة ومرتبة وذكية وجميلة ذكروني أن هذه الجوهرة ابنتيييييي ..
ميرنا(ابتسمت حين قفزت ميسون بحضنه):- ابنتك
ميسون(حكت جبهتها على صدره):- أنااااا أنا أنااا ههه
حكيم:- آه يا جرح صدري أظن أنه لم يكتب لك أن تلتئم قط …
ميسون:- آلمتك بابا ؟
حكيم(عدل جلستها بحضنه وهي أمسكت بيد ميرنا الأخرى):- لا بأس حمامتي
ميسون:- أنا سعيدة أنا وميرنا تعانقنا يداك بابا ههه لهذا أحبها كبيرة
حكيم:- يا سلام ..استغلالية أيضا
ميسون:- أين الأغنية ؟
ميرنا:- صحيح أين الأغنية لست أذكر أنك كنت تغني لي ؟
حكيم(رمش بعينيه وزفر بعمق قبل أن يضع رأسها على كتفه لتستقر):- ليست أغنيتي ولكنها تملك ذكرى عارمة في قلبي ، كنا نتناوب عليها كلما مرضتِ أو أصبتِ بالحمى أنا … وطارق
ميسون:- من هو طارق هل عمو أيضا ؟
حكيم(بحسرة):- أجل هو أخي
ميسون(أخذت تعد في أصابعها وضاعت حسبتها):- هم كثيرووون كيف سأذكرهم جميعا ، ما ربما غضب مني عمو طارق لو نسيته ؟
ميرنا(بكت بوجع لحظتها):- اهئ .. أخي
حكيم(دفع أيضا ميسون لحضنه وصار هو بالوسط وميرنا على جنبه محتضنا إياها بذراعه وميسون على صدره وبصوت عذب غنى بلحن تشيب له الكلمات):- …[ هي عُصفورتي أنا ، عُصفورتي التي تطير فوق رَوابي أنفاسِي ، تلاعبُ زهرَ بَسماتي وتسلبُ منها عَسل الفرح ، تطيرُ وترفرفُ عاليا غيرَ مُكترثة لغيُوم الوَهن ، هُناك حيث يرسُو جَدول الهَمس ظلت تتمايل عُصفورتي رُفقة صَديقاتها الفراشات لتعلِن عن قدُوم الرَّبيع … تلوِّح لي بجَناحيها الملائكيتين وضِحكتها وكأنما ارتسَمت على وجه الشَّمس كُلما ناظرتني شَعرتُ بأن في عَينيها لغة الشَّقاوة والدَّهاء ، عُصفورتي أنا التي أحب كلما طارَت بعيدا عني عَادت إلى مَرساها على كتِفي ، فحتى لو سَحبتها رِياح الزمن لأقاصِي الدنيا وحتى لو سَرقتها مِني قبضة الغرباء كَانت ولا زالت على هذا الحُضن تغفو بَين ذراعيَّ وتستطيبُ من هَمسي عَذب الكلمِ ]…
ما إن فرغ حتى انتبه لدموع ميسون التي نزلت على خديها بدون أن ترمش ، وهذا ما جعل ميرنا تخرج من قوقعة ذكرياتها لتطمئن عليها ، فحتى حكيم عقد حاجبيه غير مدرك ما الغلطة التي اقترفها حتى أبكى الصغيرة ..
حكيم:- ميسوووون ؟
ميسون:- قلت عصفورتي فحسب والعصفورة هي ميرنا ، قلت أنها تطير مع الفراشات طيب ألا توجد حمامة صغيرة تطير معها في السماء تركتني وحدي بابا اهئئئئئ …
أي على الدلال أي أنا أموووت في هذه الطفلة أي والله هههه … لم يستطع تمالك نفسه من الضحك لا هو ولا ميرنا التي ما عرفت هل تبكي من فرحتها بهذه الذكية أم أنها ستضحك وتستسلم لأنة الجنون الراجي لما يتجلى ، احتضنتها ميرنا في حضنها وهي تحاول شرح المسألة العويصة فميسون لا تبكي بسهولة ، وطالما غنى حكيم لأجل ميرنا شعرت ببعض الغيرة لكن يا بنتي هل يوجد من تغار من أمهااااا.. قالها في سره وهو يرمقهما تتبادلان أجمل الضحكات وعلى أساس ذلك تنهد بأريحية فوائل كان معه حق تأشيرة الدخول لسجن ميرنا الذي سجنت نفسها فيه كانت في الصغيرة ….
وعلى ذكر وائل كان جالسا بالصالون وفي كل لحظة يرفع رأسه للساعة ، حري به ألا يشعر بالقنوط الآن فهو الذي بعثه إليها ولكنه يعلم أن شفاءها سيكون عبره وعبر ميسون ، هو لن يكون أنانيا فميرنا تستحق أن تجد خلاصها كي تتأقلم مع تلك المشكلة المهولة التي كسرت كل أواصر العلاقات بينهم …
لورينا(جلست قربه بملل وهي تحمل كأس مشروب):- هففف ..
وائل:- ولكنكِ أقلعتِ عن الشرب لا أجدها فكرة جيدة لورينا
لورينا:- لو توفر علي فلسفتك أستاذ وائل وتدعني وشأني سيكون ذلك أكثر من رائع
وائل(مد يده وأخذ الكأس منها):- لن تصححي غلطا بغلط آخر لورينا ، يكفي
لورينا(وضعت يديها على رأسها بعصبية في حين أعاد الكأس لمحله ورجع إليها):- من عينك وصيا علي ؟
وائل:- حين أراكِ تخطئين طبيعي أن أتدخل ، ثم أنتِ أساسا لم تكوني تنتوي الشرب وإلا لما جلستِ قبالتي كي أمنعنكِ عن ذلك
لورينا(وضعت يديها على وجهها وتمددت):- أنا متعبة
وائل:- أتفهمكِ …
لورينا(بدموع رفعت عينيها إليه):- ههه من السخرية أن الرجل الذي طعنني فوق مع حبيبته وابنته يتبادلون أجمل الضحكات ، ألا يحرك ذلك فيك أي شيء ؟
وائل(امتص شفتيه وتنهد):- أنا من بعثته لميرنا وطالما هم يضحكون فهذه بادرة خير للأحسن
لورينا:- كلكم تهتمون بميرنا ومشاعر ميرنا وحياة ميرنا حتى أنفاس ميرنا عليكم أن تحسبوها بالثانية ، وماذا عن الآخرين ألا يحق لنا ربع من ذلك الاهتمااااام ؟
وائل:- واثق من أن حكيم لم يقصر ولكنكِ أنتِ من صددته
لورينا:- وماذا كنت تنتظر من رجل استغل جسدي ليفرغ شهوته ؟
وائل(أغمض عينيه فقد وضع نفسه محل حكيييييم لذلك لعن البارحة):- لا تجعلي هذا الحديث يصل لمستوى متدني أكثر مما هو عليه
لورينا(ناظرته بوجهها المحمر من البكاء=):- جيد أنكم تعترفون بخطئكم على الأقل …
وائل:- لوريناااا أعطي فرصة لجرحكِ كي يندمل ، لو ضللتِ هكذا تقهرين بنفسكِ لن تصلي لنتيجة
لورينا:- هل نصحت ميرنتك بذات النصيحة أم أنك تترك الآخرين لينوبوا عنك في مهمتك ؟
وائل(نهض بعصبية):- إن كنتِ حانقة عليه فواجهيه هو وأفرغي بوجهه جام غضبك ، لكن بالنسبة لي فلا تملكين الحق
لورينا(رمقته وهو يبتعد في اتجاه الحديقة وزفرت بعمق):- كلكم أرذل من بعض هممم
كاظم(خرج بطبق فشار ووجدها):- يا عيني الفتاة الصهباء خرجت من حجرتها ، أتأخذين ؟
لورينا(رمقته بملل ورتابة):- حتى أنت كاظم لم تفلت من نذالتهم ..
كاظم(جمع حفنة فشار ووضعها بدبابة فمه هه):- والله يا أختي يا لورين من غير عتب ، كنا سكرانين والسكران شخص مثل الأحمق بدون عقل فلما تتعبون أنفسكن بعتاب من كان عقله فوووو في الهوى يا بعدي ؟؟؟؟
لورينا(بعدم تصديق):-أهذا مبدأك ؟؟؟
كاظم(أخذ حفنة أخرى مستمتع بالمذاق):- وعن ظهر قلب ، خذي مني لا تشدي الحبل كثيرا كي لا يفلت منكِ كل شيء خصوصا واحدة في محلك أظنها فرصة للتقرب من حكيمكِ أكثر ، فلأنه حكيم اسم على مسمى ويحب العدل والذي منو سيشعر بأنه مدين لكِ ، وإن شعر بأنه مدين لكِ سيعني هذا أنكِ ستصبحين معنية من أمره وستبقين قريبة ولو أصبحتِ قريبة معناه أنكِ تملكين فرصة معه ، وصل ؟
لورينا(مسحت دموعها غير مصدقة ما يقوله):- أنت داااااهية
كاظم:- لا لا أنا التحري الشهير كاظم النابلسي …
لورينا(عضعضت شفتيها بتفكير):- أتصدق أنك على حق
كاظم(أخذ حفنة أخرى):- تشكرات
لورينا(رمت برأسها على الكنبة وناظرت السقف):- كاظم … هل تلك الثريا كانت في ذلك الموضع أم أن مكانها تغير ؟
كاظم(رفع رأسه صوب الثريا وعقد حاجبيه بتمعن):- أظنكِ تهذين إنها في محلها
لورينا:- إذن أنا التي ترى الأمور ضبابية ربما من فرط البكاء ، سآخذ قهوة
كاظم:- أساعدكِ ؟
لورينا:- لا أريدك أن تساعدني فأنت مثلهم همممم .
كاظم:- روحي من أمسككِ أساسا أنتن أنانيات طالما وجدتن حبلا تربطنه حول رقابنا فلن تقصرن
لورينا(أخرجت لسانها بمقت وتوجهت للمطبخ):- منعدمو الضمير مثلكم هذا ما يليق بهم
نادر(دخل بعصبية من الحديقة):- لا تحاول وائل لقد سمعت ما يقوله ذلك العجوز
وائل:- آخ يا عم نزار هل هذا كلام تقوله لنادر ، ثم تعلم أنه صديقي وأنا أضمنه لك فكيف تشك في أمره عيب والله عيب
نزار(لحقهم للداخل وهو مزمجر):- لست أقول سوى ما سمعت ، ثم عرفت أنه هو وذلك الجدار قد غطسا في المسبح البارد بعد عودتكم مباشرة وهذا دليل على صدق كلامي
كاظم:- مهلا هل سمعت اسمي بشكل واضح ، ماذا به نزاركم ؟
نزار:- أرأيت كيف يسخر مني هذا القليل الأدب ..
نادر(بتأفف):- أنا ما الذي يحملني على البقاء هنا غدا مساء سأرحل ودونما رجعة ، ولول سنلتقي حبيبي بالوطن فهذا المكان أصبح جحيما لا يطاق
نزار:- يا ليتنا نتخلص من وجهك التعيس فذااااك يوم بهجتي
نادر(أشار لوائل):- ولول أمسكه عني وإلا لن يحصل طيب
كاظم(قدم الفشار لنزار):- عمو خذ القليل ودعك من الأعصاب ، قد نخسرك يا رجل بعدما بدأنا نألفك ههههههه
نزار(رمقه بنظرة قتل):- وائل بني ، هذا الباب هل ينفعكم بشيء ؟
وائل:- سوى المشاكل وحياتك
كاظم:- هءءء ناكر الجميل …
نادر(بتأفف ترك جمعتهم وتوجه للمطبخ):- انتهى زمن وجودي هنا ، يكفي ما عاد ينفع
نزار(زفر عميقا ونظر لوائل):- هل بالغت ؟
وائل:- جدا فأي واحد لن يرضى بأن ينعته الآخرون بالمستغل ، ثم نادر لم يقرب ناريانا وهذا أكيد لا أدري ما سبب انزعاجك لهذه الدرجة …
نزار(تفتف خوفا من أن يكشف):- يعني هذا عرضنا يا ولدي وهي وحيدة ويجب أن نحرسها
كاظم:- اممممم أيعقل أن عينك منها ؟
نزار(هنا فتح عينيه بصدمة من جوابه وبغضب لم يشهده أحد قط أشار له بإصبعه):- إياااااااااااك وأن تتطاول على أعراض الناس هكذا ، أنا لست بعمرك حتى تلسن علي بهذه الطريقة وماذا فعلت لك البنت حتى تضعها في خانة سيئة لهذه الدرجة ؟؟؟
كاظم(صدم من ردة فعله مثله مثل وائل):- أوك كنا نمزح لا تحزن يا عجوز
وائل:- تمام كاظم فعلت ما يكفي ، وأنت عم نزار دعني آخذك لغرفتك كي ترتاح ولا تحتك بأحد ماشي
نزار:- لم أفعل سوى الصواب
وائل:- موقن من ذلك ، لكنك كما ترى الوضع متوتر لوحده فدعنا لا نزيد الأمر سوءا ..
نزار(بتذمر):- هذه الغيمة ستنقشع أنا واثق
وائل:- نتمنى وحبذا ألا تتشاحن مع نادر يعني ترى الوضع يا عمي نزار ؟
نزار(بتأفف من سيرة نادر):- إن شاء الله …
كاظم(عاد لمجلسه):- لن يسعك السيطرة على الجميع وائل بيك
وائل(تقدم إليه ووثب من خلفه مطلا عليه في مجلسه):- فقط أبقي بنزينك بعيدا عن هذه النيران وستخمد ..
كاظم(رسم القفل على فمه):- ولا حرف .. ثم الصهباء منزعجة من تواجد حكيم وميرنا سوية ألا تتضايق حتى أنت ؟
وائل(أنا أتمزق لكن لو كان ذلك يريح عسل غروبي سأتحمل)- انشغل بفشارك أفضل لك..
يا جداااار برلين
كاظم(صغر عينيه فيه بلؤم):- جيد أنك لم تنعتني بالخروف وإلا لكنت عضضتك
وائل(زفر عميقا ونظر صوب الدرج):- وها قد أصبح الانتظار مهلكاااا فوق المتوقع

في قصر ميرا
كان الداخل أكثر من المغادر ههه كل من يحضر يستقر ليحاول إيجاد حل للمعضلة التي خلقتها ميرا لأجل الجميع ، ويا عيني حين يركب شهاب عرق العناد الرشواني الشهير أكيد مؤكد سيستفز أجنَّ واحدة في آل الراجية ووقتها يا فكيك السلامة ^^
نور:- أصلا أصلا لو جينا للأصل سأنتظر جوابا منك وبوضوح ، وش حشر أنفك وسط النساء ؟
باتريك(عقد حاجبيه):- لما تصرخين بوجهي ست نور لما يعني لما ،هممم هذا الزفاف أحلم به منذ عدة أشهر ولن أسمح لكِ بأن تحرميني من متعة ترتيبه على ذوقي ، أنا المساعد هنا وأنا من سيعطي الأوامر
نور(أمسكته من ياقته بخفة):- ميرا أختي هل تحتاجين هذااااا بعد زواجك ؟
ميرا(نشت يدها):- خذيه بالقلب الصافي
باتريك(شهق):- هءءء فرطتِ فيني يا سيدتي وااااع
هنادي:- أخرج من هذا الدور باتريك لقد جعلت الجميع يتأفف من مضايقتك ، تمام سنصل لحل وسط أنت قم بما تفلح به ودعني أنسق ما طلبته الست نور كمقبلات للزفاف مع متعهدي الحفلات
نور:- أجده حلا مناسبا
باتريك(زورها بطرف عين):- عنيييييييدة
نور(ضربت رجلها أرضا ونهرته):- طر من هنا بدلا من أن أطيرك بنفسي … أهبل
ميرا:- ها نور ماذا عنكِ ؟
نور:- ماذا عني ؟
ميرا:- هنادي حبذا لو تطمئني على شادي أعلم أن عواطف ستهتم به لكن عمتي سماح ننن لا أطيقها
نور:- أمي تلك تدعى أمي وليس عواطف حاف
ميرا:- لا شأن لكِ ثم لا تضايقيني أنا أفعل ما أجده مناسبا لروحي وليس للآخرين ، ولى زمن التضحيات الآن لا أعيش سوى لحبيبي وأولادي
نور(هزت رأسها وهي تقترب منها مكتفة يديها=):- طيب يا مغرورة لن أضيف شيئا لأنكِ مصيبة
هنادي(خرجت من جناح ميرا متوجهة للأسفل):- عن إذنكما …
نور(انتبهت لقفل الباب وانحنت على المنضدة وهي تناظرها وقد كانت تضع زينتها):- برنامجكِ الليلة هل أنتِ مستعدة ؟
ميرا:- متحمسة يا نور هذا البرنامج مهم للفيديو كليب الذي سنطلقه هذا الصيف ، اممم أظن أن كل الأشياء السعيدة التي تمنيتها سوف تحدث هذه الفترة
نور(رمقت الفرحة بعينيها ولامست شعرها):- الله يسعدك أختي ولكن .. أود أن أستفسر عن وضعكِ الصحي ميرا ، يظهر لي أنكِ تهملين نفسكِ هذه الفترة بسبب ضغوطات الزفاف ول
شهاب(دخل كالبرق لحظتها):- لقد ألغيت حلقة البرنامج
ميرا(فتحت عينيها بعدم تصديق):- نععععععععععم ، ماذاااااااااا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟
شهاب:- لن تبرحي خطوة خارج هذا الباب لأنني عرفت كل شيء
ميرا(نظرت لنور التي تقدمت إليه بتوجس):- عرفت ماذا ؟
شهاب:- أنكِ تجهدين نفسكِ لأجل هذا اليوم ، علما أنكِ امرأة حامل يجدر بها الاهتمام بنفسها وليس المجاهدة لأجل المصلحة العامة ولا تدعيني أذكركِ أنكِ فرطتِ في ابننا لأجل شهرتك ولن أسمح أن تكرري الفعلة مع ابنتي ؟
ميرا(فتحت عينيها على وسعهما وهي تناظر كلامه بعدم تصديق):- لي هذا الكلام ؟
شهاب:- لكِ أجل وأنا موقن من كل كلمة
نور(حركت رموشها وهي تعد حتى الثلاثة كي لا تنفجر في وجهه لكن طفح الكيل):- أستاذ شهاب عدا عن اقتحامك للغرفة بهذه الطريقة وأنت تعلم أنني موجودة فهذا سننسبه لطيشك ، أما إلغاؤك لحلقة ميرا فهذا لا تملك حقه بالمرة
شهاب(تجاوزها بلا مبالاة):- أساسا لا أوجه الكلام لكِ فغادري أحسن
نور(عضت شفتها وهي تحرك رأسها والله حاولت التعامل بالحسنى لكنها لا تليق مع هكذا أنواع):- أنا أكلمك بهدوء لو لاحظت
شهاب(استدار إليها وأمسك يد ميرا وجعلها تقف):- أرى ذلك ولكنني لست مهتما
ميرا:- يكفي شهاااب لن تعكر صفو يومي بفزعك اللامنطقي أنا بخير
شهاب:- كنت لأصدق لو لم أسمع هنادي تحادث طبيبكِ في الممر ، لما طلبت منه وصفة أخرى ولما أصرَّت على أنكِ تكابرين في سبيل حضور البرنامج وهذا ما لن أسمح به سوف يأتي الطبيب بعد قليل ليحسم الأمر لقد طلبته فعلا
ميرا(شهقت وهي تستقوي بنور):- أتعلم كم هي مهمة هذه الحلقة لمسيرتي الفنية ، ثم كيف سأجابه ألسنة الصحافة إن لم أحضرهااااا أتعلم كم من دعاية تمت لأجل هذه الحلقة ، والقناة بحد ذاتها معتمدة علي في هذا الخصوص ولهذا لن أسمح لك بأن تفرض علي سلطتك شهاااااب
شهاب(جمع قبضته بقوة على يدها):- أنا زوجكِ
نور:- أوك اكتفيت من حلقة يوميات المتزوجين لذلك أترك يدهاااا ودعنا نتحدث بعقلانية
شهاب:- لا كلام لي معكِ
نور(بنفاذ صبر):- قلت لك دعهااااااااااا
شهاب(ترك يد ميرا والتفت إليها):- أساسا ما الذي يحشر أنفكِ وسط زوج وزوجته ؟
نور(رفعت ذقنها بقوة لتجابهه):- ربما لأنها أختي مثلالالالالالالالا ؟؟
شهاب:- نووور … لا تستفزيني ؟
نور(حركت له حاجبيها باستفزاز):- وإن فعلت ؟
شهاب(تمالك أعصابه ونظر لميرا):- دعينا على انفراد أريد محادثة زوجتي منفردا
نور:- لن أسمح ولن تعترض على برنامجها بل ستتصل وتخبرهم أنها محض دعابة فحسب ، لأن ميرا ستحضر لهذه الحلقة شئت أم أبيت
شهاب:- ميراااااااا
ميرا(ابتلعت ريقها من زمجرته):- ن .. نور لو سمحتِ ممكن تدعينا لوحدنا لحظة ؟
نور(صغرت عينيها فيه):- اسمعني يا هذا إن كنت ستظن بأنك ستجعلها تعدل عن قرارها ، فأنا لك بالمرصاد لأنني سأرافقها لذلك البرنامج وسأكون بجوارها رغما عن أنفك ، وجيد أنك اتصلت بالطبيب هو الذي سيحكم ، ونصيحة لا ترفعا أصواتكما أمي وعمتي تملكانا رادارات وليس آذان …
ميرا:- اممم
شهاب(رمقها بطرف عين):- لقد كنت محقا حين قلت لعمي أنه ارتاح من مصيبة الزواج بكِ فأنتِ عاهة تسوسين معيشة أي كائن يرجو العيش بسلام
نور(اهتزت من جملته ولكن هل ستبرز له ذلك أبداااا بل عادت إليه وهي تشير بسبابتها):- سأحترم وجود أختي جوارك وإلا لكان لي جواب آخر معك
ميرا(وقفت بينهما):- يكفي توترا هنا بليييز ؟؟؟
شهاب(تنهد بعصبية وتقدم مبتعدا):- اللهم طولك يا روح
ميرا:- نوور ؟
نور(رمقته طرف عين):- حممم سأكون بالقرب …
ميرا(بعد ذهاب نور جلست على طرف السرير ورفعت رأسها له):- أحتاج لهذه الحلقة شهاب ، لو كنت بظروف غير الظروف كنت سأنصت لك
شهاب(عقد حاجبيه من جملتها وبعدم فهم توجه إليها):- تمام إذن أصغي هذه المرة
ميرا(ما ربما كان برنامجي الأخير يا شهاب لا أحد يعرف ما ستجلبه الأيام):- لا يمكنني أنا متشبثة بحضوره بشكل لن تفهمه
شهاب(أشار بعصبية):- طبعا طبعا هوسكِ بميرنا وغيرتكِ منها الأجوبة المعتادة والأفكار السوداوية التي تحملينها لأختكِ التي تعاني في آخر الدنيا ، وأنتِ ولا تهتمين سوى بحضور نفس البرنامج الذي حضرته هي قبل شهر أليس كذلك أما لو كانت ميتة أو حية لا يعنيكِ الأمر ؟؟؟؟؟؟؟
ميرا(هنا شحنها بالغضب):- هل تتواصل معهااااااااا ؟
شهاب(نظر إليه وضحك من غبنه):- الآن …هذا ما أعانكِ دماغكِ على التفكير به ، ثم ها أنا ذا تواصلت معها هل ذلك ممنوع ؟
ميرا(نهضت إليه):- إياك وأن تجرب جنوني اللحظة يا شهاب ، أنت تعرف ما يمكنني فعله لو عرفت بأنك تتواصل معها .. تلك المرأة بالنسبة لك لا شيء
شهاب(تحركت حنجرته بثقل):- ميرااااا أنتِ تخطين الحدود الحمراااااء
ميرا(اغرورقت عيناها بالدموع):- لا توجد حدود حمراء إن سمعت بأنهااا
شهاب(هدر فيها بعصبية):- أنهاااااااا ماذاااااا هل تعتقدين أنني ما زلت في عقل ميرنا ، ههه بليز على الأقل أنتِ تعرفين الحقيقة وائل من جهة زوجها حكيم من جهة يعني الوضع برمته ميئوس منه ، هذا لو افترضنا أن خزعبلاتكِ واقعية … ثم من هذا كله هل سنحرف الموضوع إلى ميرنا الآن ؟
ميرا:- أنا أمقتها ولو احترقت في الجحيم لن أكترث لأنها ليست أختي … وأنت لا يحق لك محاسبتي وهذا برنامجي وأنا الوحيدة من يقرر هل أحضره أم لا ؟
شهاب:- يعني ستتجاوزين أمري ميرا ؟
ميرا:- احسبها كما تريد لكنني لن أرضخ لك ، لأنه من حقي أن أقوم بواجباتي تجاه مهنتي
شهاب(امتص شفتيه ونظر لبطنها):- كيف ستبرهنين للناس لو اكتشفوا حملكِ ؟
ميرا(تنهدت بعمق):- باتريك سيتدبر الأمر ثم تحدثت مع مدبري القناة واشترطت عليهم بأن لا يتم التركيز على بطني فريح بالك ما يهمهم هو أنا والأرباح التي ستغدق عليهم بعد استضافتي فحسب
شهاب(ناظر دموعها التي أخفتها وهي تتوجه صوب النافذة):- أنا خائف عليكما ..
ميرا(رمقت نظرته واقتربت منه):- أنا بخير
شهاب(ناظرها بحزن):- لستِ كذلك ، ميرااا أنتِ الشيء الوحيد الذي أعاد الأمل في قلبي وجودكِ يعني الحياة بالنسبة لي ما يعني أن أي شيء يؤذيكِ سوف يقتلني ، أنا رجل لا يعرف كيف يتصرف مع الفقد ولست أحمقا حتى أغامر بكِ أو بأولادي .. إن قال الطبيب أنكِ غير قادرة على الذهاب فلن تذهبي أرجوكِ لا تجعلي حبي لكِ يفقدني وجودكِ بحياتي
ميرا(لامست خديه وابتسمت):- ومن قال أنك ستفقدني سنعيش سوية أنا وأنت وشادي وفلة ،وسنكون بخير أنا واثقة من ذلك
شهاب(تنهد بعمق):- أنتِ تعاندين رشوانيا رأسه حجر
ميرا:- ولا تنسى أن ذلك الحجر يلف من حولي كحصن منيع ليحميني
شهاب(مسح على شعرها وخطف قبلة من شفتيها):- سأحميكِ حتى آخر الرمق ، أنتِ هي بسمتي وسوف لن أحرمكِ من هذا اللقاء ولكن مثلما أخبرتكِ سيكون حكم الطبيب هو الفاصل بيننا
ميرا(بسعادة غمرتها):- ههه موافقة
شهاب:- ثم تلك القنبلة المسماة أختكِ فلتحافظ على محلها بدلا من أن نخرج أنا وهي لطريق مسدود
ميرا(تأبطت ذراعه):- لما لا تساعدني في تمالك أعصابك قليلا يا حبيبي ، ودعنا ننقذ طفلنا من براثن عمتي فهي أكيد تملك عينا حسودة لا تعقل هههه …
أومأ لها بالإيجاب وسحبها معه بعد أن قبَّل يدها بحنان وأمسكها من خصرها يدفعها لحضنه وكأنه يقاوم أي خطر قد يجابه المرأة التي اتخذت محل والدته في قلبه بل وأكثر ، صارت له أغلى الناس يكفي أنها أم صغير آل رشوان ، أوك يا شهاب يمكنك تصور ذلك لكن هنالك حقائق قد تصدمك في القادم يا عزيزي ههه …. اتخذا محلهما في الحديقة وشادي خطا بخطوات غير مستكينة تجاه شهاب وقليلا فقط حتى سقط خلفيا وانفجر بكاء ، هنا حمله شهاب وابتعد به وهو يهدهد كي يصمت بينما جلست ميرا معهم وهنا نظرت إلى نظراتهما المتفحصة فيها واستدارت إلى نور لتنجدها
ميرا:- ماذا يحدث ؟
عواطف:- لقد تكلمت أنا وعمتكِ سماح قبل قليل
ميرا(التفتت لسماح بقنوط):- خير ؟
عواطف:- عمتكِ أشارت علي بفكرة وجدتها منطقية يا سمر ، يعني أرى أن تخرجي من بيتنا عروس
ميرا(رفعت حاجبها وأطلقت ضحكة مجلجلة):- ههههه … آه يا ربي بطني وجعتني من هذه النكتة ، أنااا أخرج من بيتكم أنتم هههههههههه ،، أصلا متى اعترف بي بيتكم حتى يستقبلني عروسا هذه المرة هاااه لتذكرني إحداكن لعلي سهوت ؟
سماح(امتصت شفتيها):- سمر لا أجد أن هنالك داعيا لأن نعود للوراء ، طالما ستتزوجين إذن سنبدأ معكِ صفحة جديدة ولكي نفتحها عليكِ أن توافقي على طلبنا
ميرا:- عذرا يا … ذكريني من كنتِ هااا عمتنا تمام يا عمتنا التي ما توانت طوال سنوات عن السؤال على أحوالنا وعلى مشاكلنا وعلى أوجاعنا ، يعني أردت أن أضعكِ في النصاب الذي تستحقينه
عواطف:- سمر عيب أن تكلمي عمتكِ بهذا الشكل
ميرا(انفجرت بغضب):- أوليس عيبا عليها أن تأتي بعد كل هذه السنين لتملي علي ما يجب فعله لا وتشترط بعد ، اسمعوني إذن أنا قد نفرت من ذلك البيت وإن كان دخولي إليه مؤخرا يخول لكم أنني صفحت وغفرت عن كل المعاناة التي شهدتها في الأعوام السابقة فأنتم مخطئوووووون ، أنا لم ولن أغفر طالما فيني عمر وعليه سأخرج من هذا البيت الذي دفعت لأجله ثمنا غاليا وإن لم يعجبكم أنتم أحرار في عدم الحضور لا أحد سيجبركم
نور:- كفى يا سمر يعني قلنا كلمة وليس قرارا لكي تسمعينا موشحا بهذا القدر ..
عواطف(زمت شفتيها بغلغلة ونهضت من هناك):- أنا في الحمام ..
سماح(رمقتها بطرف عين):- تعجرفكِ هذا سيجعلكِ تخسرين بالأخير وقولي عمتي قالت ، نور دعينا نمضي انزعجت
ميرا(لوحت لها وهي تنهض بدورها):- رافقتكِ السلامة عمتي
نور(فتحت عينيها بتنبيه لميرا):- يا الله …
سماح:- تلك الفتاة لن تعقل أبدااااا .. لا أدري لما تمقتني لهذه الدرجة ؟
نور(رفعت حاجبها بدون فائدة في عمتها وكأنها لا تعرف ههه):- كلهم مجااااانين أقسم …
شعرت بالضيق وبحلقت في الفراغ قبل أن تنفض عنها غبار التردد ، توجهت مباشرة للحمامات لا تدري لما دفعتها غريزتها لكي تلحق بها لكن هنالك ضيق في صدرها غزاها وعليها التخلص منه ، توقفت برهة أجل حاولت أن تعرض عن الاتجاه الذي خطته قدماها دون غاية منها ، ولكن كانت مسحوبة بل ملزمة لكي تقف عند الباب وهي تفرك يديها منتظرة خروجها المرتقب … لحظات وكانت تغادر وعيونها ما زالت عالقة عليها آثار الدموع
ميرا(ها قد أبكيتها مجددا تبا لي):- أنتِ .أ .. يعني هل ،هفف أريدكِ أن تعرفي أن الكلام الذي قلته خارجا كان موجها لها هي وليس أنتِ ، أنا لا أحبها ولا أريدها أن تلعب علي دور الوصية بعد كل هذا الهجر … أنا أمقتها لأنها تشبهه في المكر والغدر والظلم أمي
عواطف(تنهدت بتعب وتقدمت إليها ومسحت على خدودها):- اصفحي كي نجد الخلاص
ميرا(صدمت بحركة أمها وتراجعت للخلف):- نو ماما أنتِ لا تريدين مني أن أصفح ، أنتِ تريدين أن تتخلصي من ذنبكِ تجاهي ، ذلك الذنب الذي يثقل كاهلكِ منذ سنوات ترغبين بأن أخلصكِ منه غافلة عن مشاعري أناااااا … للمرة الثانية يا أمي ستتصرفين بأنانية أكاد لا أصدقكِ ؟؟؟؟؟
عواطف:- حتى لو غدوتِ أمّا ما زلتِ لا تفهمينني ، سمر أنتِ ابنتي التي كانت بلسما شافيا لي من سقم أبيكِ وجوره ، لقد جعلتني أتمسك بالحياة لأجلكِ فحسب لقد حولني سليم لكيان بلا روح استنزف الحياة مني في كل ليلة كان يجعلني أتجرع فيها من ساديته ما يقتل بذاتي الرغبة في العيش … لقد كنت يافعة حين فكرت بأن أرمي نفسي من حافة الجبل لولا تدخل امرأة غريبة وصراخها بأنني حامل لكنت فعلتها وخلصت نفسي من تلك المعيشة المقيتة ..لقد أنقذتني وأنقذتكِ حين لامست بطني بيدها وجذبتني بعيدا عن الجرف المهول لولاها لكنت حرمتكِ من هذه الحياة
ميرا(بعدم تصديق فتحت فاهها وهي تستمع لاعتراف أمها لأول مرة):- ماذاااا تقولين هل حاولتِ قتل نفسكِ أمي ؟
عواطف(ابتلعت ريقها وقد أجهشت بالبكاء):- أنتِ لا تعلمين شيئا عن المعاناة التي تجرعتها من سليم ، لم أكن قط قوية مثلكِ فأنتِ جابهته وواجهته مرارا وتكرارا وبدون استسلام ، أثبتِ أنكِ راجية بحق عكسي أنا التي ضعفت من الوهلة الأولى …
ميرا(اقتربت منها بدموع أيضا):- ماذا فعل بكِ ذلك الوحش ؟
عواطف(اقشعر بدنها من الذكرى واتكأت على الحائط خلفها):- ما تكره المرأة أن يُفعل بها لقد أجبرني وكنت عبدة لملذاته الكريهة ، الآن .. الآن لا أخبركِ كي تغضبي هكذاااا يا سمر بل لأجعلكِ تعرفين ماذا تكونين بالنسبة لي فأنتِ بصيص الأمل الذي كابرت لأجله طوال سنين …
ميرا(اهتزت حنجرتها بضيق وأمسكت على صدرها):- كدتِ تقتلين نفسكِ وتقولين لي لا أغضب ، ذلك الوحش أجبركِ على الوصول إلى حافة الموت بقدميكِ لولا تدخل الغرب لما كنا هناااااا ؟
عواطف:- غضبت مني جدتكِ كثيرا حين سردت لها ما جرى لي ، أذكر أنها ظلت غاضبة مني طوال شهور الحمل وكانت مديحة هي التي تهتم بصحتي فلقد كنت هزيلة وأكلي قليل ، فالروح عليلة والقلب كسير طبيعي أن يكون ذلك هو حالي … صدقيني حين رأيتكِ بين ذراعي وقتها فقط عرفت أنه علي أن أناضل مهما كان الثمن غاليا
ميرا(جمعت قبضتها وهي تقاوم رغبتها في ضم أمها):- لما لم تشعري هكذا مع أخي طارق ؟
عواطف(برقت عيناها وتلعثمت وهي تكذب):- شعرت أيضا لكن أنتِ كنتِ غير
ميرا(وضعت يدها بعد عناء على حنك عواطف):- توقفي عن البكاء لو عرفت أن كلماتي ستذكركِ به لما نطقت
عواطف(مسحت أيضا دموع ميرا):- ربما جراحنا لن تندمل ولكنني موقنة بأننا سنجد أنفسنا في خضم هذا الغضب
ميرا(وضعت رأسها على كتف عواطف بوهن):- أمي …
عواطف(نظرت لطفلتها وضمتها بحرارة):- يا روح أمك ، أحبكِ سمر وأرجو أن نصفح لكي نعثر على بقايا أرواحنا الضائعة في جحيم سليم الراجي
ميرا(بكره فتحت عيناها):- لن أغفر له ما حيييييت ، سوف لن يحصل على غفراني
عواطف(شعرت بمدى الكره وآثرت ألا تتعبها أكثر):- هه لنعد قبل أن تعلن عمتكِ علينا ثورة
ميرا:- هه يلا .. ها لم تخبريني من تلك المرأة التي أخبرتكِ أنكِ حامل هل كانت تعرفكم ؟
عواطف(تذكرتها):- لاء كانت أول مرة أراها فيها ثم أصلا لم أكن موقنة من حملي بعد فاجأتني ، لأنها حينما أخبرتني وكأنما تحرك فيني شيء بداخلي جعلني أشعر بكِ كما السحر …. وقد عدت لاحقا لذلك المستقر لعلني أجدها لأخبرها بأنني فعلا كنت حاملا ولأشكرها عن إنقاذي فحقا قد فعلت لكن لم أجد أحدااا ، أخبرتني أمي أن ذلك الجبل أصلا لا يسكنه سوى الساحرات والمشعوذات وذهابي إليه خطير جدااااا ، ارتعبت ومن وقتها لم أطأه من جديد إذ حسبما فهمت من أخبرتني ربما كانت منهم
ميرا:- غريب ربما كانت عرافة ما من يدري ههه ، صدقا صرت أرى نفسي معجزة
عواطف(مسحت على بطنها وابتسمت):- أتوق لاحتضانها بين ذراعي
ميرا(شعرت بشعور جميل):- أمي …
عواطف(توقفت عن المسير):- نعم يا سمر ؟
ميرا(نظرت للبعيد وزمت شفتيها قبل أن تنطق بما يتحشرج بجوفها):- لو حدث لي مكروه هل تعدينني بأنكِ ستعتنين بصغاري ؟
عواطف(انتابها الرعب لحظتها وتبدلت كل ملامحها):- مكروه ماذا هه ، سمر أنتِ ستنجبين وتربين أولادكِ كما تريدين فلا تجزعي من الولادة فها أنتِ قد عبرتِ شوطا مع شادي أليس كذلك ؟
ميرا(أمسكت يدي عواطف فجأة):- أريد وعداااا
عواطف(تلكأ الحرف بحنجرتها وهي تحاول إخماد القلق الذي زرعته بها ميرا):- مهلا مهلا هل هنالك ما علي أن أعرفه ؟
ميرا:- ليس هنالك شيء فقط تحسبا ، رجاء لا تبخلي علي بهذا الوعد
عواطف:- أكيد سأرعاهم بقلب سعيد وأيضا سأقوم برعايتكِ معهم لأنك تظلين صغيرتي
ميرا(رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها فقد شعرت لتوها بالارتياح):- هذا يطربني ..
نور:- آآآخ أنتما هنا في حديث وتركتماني مع تلك العمة الصعبة المراس
عواطف:- كنا في صدد الالتحاق بكما ..
نور:- وأيضا ستكونون في صدد العودة للبيت طرأ لي عمل وعلي أن أنجزه قبل الغد ، تعلمان حفلة دينا وطلباتها لا تنتهي
ميرا:- قبلاتي لها
سماح(زورت ميرا بطرف عين وخرجت دون سلام):- أنا بانتظاركن
عواطف:- لا تنزعجي من عمتكِ يا سمر تعرفين طبعها
ميرا:- آخر همي صدقيني
نور:- يلا حبي نتحادث تمام ؟
ميرا(أرسلت لها قبلات في الهواء):- أراكِ مساء …
عواطف:- أبدعي كما دوما سنشاهدكِ كلنا
ميرا(ابتسمت):- حسنا ..
عواطف(لوحت لها وسارت مع نور):- ما سر نظرتك البلهاء يا سيد نوري ؟
نور:- ولا شيء فقط نود التأكد من موقعنا بقلبكم سيد عاطف ؟
عواطف(غمزت لها وتأبطت ذراعها):- والله عسل مصفى فقط تتركنا الغيوم السوداء وشأننا وها نحن فوق المروج نرفرف
نور:- أي أصبحتِ تتحدثين بالأشعار أشك أن العم عبد المالك بات تأثيره عليكِ قوياااا
عواطف(تذكرته ومصمصت شفتيها):- وعلى ذكره ألا ترين أنه عليكِ الاعتذار
نور:- أرغب بذلك ولكنني أؤجل الأمر لحين تحدد كوثر وزياد موعد زفافهم معلوم علينا أن نقنعه ووقتها سأستعمل معه خططي المرتدة
نور:- ويحكِ تخططين بدون علم أمك
نور(نزلت معها درج البوابة=):- ههه أنتِ أصلا الكل في الكل ، أنظري لعمتي سماح قليلا بعد ويخرج الدخان من أذنيها بصراحة سمر تعجبني فيها
عواطف:- ههههه لو كانت معنا خالتكِ مديحة لصفقت لها بحفاوة على الأعصاب التي زرعتها بعمتك
نور:- لنصعد يختي قبل أن تفجرنا بدون ذنب …
سماح(التفتت لعواطف بعد أن ركبت):- ابنتكِ تلك يلزمها تربية من الأول إنها فظة جداااا ، ما هكذا تكلم البنات عماااااتها
نور(حولت عينيها):- ضعي حزام السلامة عمتي ضعييييه مطبات الطريق كثيرة
عواطف(فهمت حنق نور وأخفت ضحكتها وسرعان ما تبددت وهي تشعر بمشاعر طيبة متأملة القصر):- ستعودين يا صغيرتي ستعودين ..
في تلك الأثناء
وحيث كانت مديحة التي لم ترافق عواطف وسماح إلى عند سمر إلا للضرورة القصوى ، فهي لا تفلت فرصة الاستمتاع بتعكير صفو العمة سماح من قبل سمر فهي لا تطيقها وهذه تحاول التواصل معها دونما جدوى …
مديحة(بلهفة):- دعاااء ما الأخبار ؟
دعاء:- جيدة ماما ، أ..شكرا دكتور لا تقلق سوف أحرص على تناولها في الوقت
الدكتور(مد لها الوصفة):- أهم شيء الراحة يا دعاء لا ترهقي نفسكِ ، أي نعم قد اجتزتِ مرحلة الخطر ولكن استمرار حملكِ معجزة بعد كل ما تعرضتِ له وأيضا بقاؤه يقف قاب قوسين أو أدنى من الخسارة ، أعلم أن كلامي يزعجكِ ولكنني طبيبكِ وعلي أن أكون صريحا معكِ
دعاء(استشعرت حزنا عميقا لحظتها):- أعرف دكتور هذا واجبك وإن شاء الله سأهتم بنفسي
مديحة(بخوف عليها):- يعني ابنتي ليست بخطر هاااه ؟
الدكتور:- لا تقلقي سيدتي هي على ما يرام حاليا ، هيه أين كنا وأين أصبحنا قد تحسنت كثيرا وباتت قادرة على التحرك كما تشاء وبأريحية لكن دونما إجهاد وتعب
مديحة:- طبعا طبعا لعله خير
دعاء(صافحته بمودة):- اصطبرت على إزعاجي كثيرا دكتور أشكرك من صميم قلبي
الدكتور:- هذا من دواعي سروري أراكِ في المعاينة القادمة
مديحة(بتملق أعجبت بلطفه):- شكرا يا بني … هيا دعاء
دعاء(تحركتا صوب المغادرة):- ما تلك النظرات ؟
مديحة(وشوشت بلهفة):- اممم كم هو لطيف هل هو مرتبط أخبريني هل متزوج ؟
دعاء:- آآآخ يا ماما لن تتغيري … ارتاحي يختي متزوج وبأولاد أيضااااا
مديحة:- خسارة يلا ما بالهم المدراء على سيرتهم ألم يتواصل معكِ ذلك الشاب ؟
دعاء(ضغطت على زر المصعد وأخذت تنتظر جوارها):- أمي معاد صديق مقرب فحسب لا شيء كان بيننا ولن يكون
مديحة:- ولما تغلقين الأبواب يا ابنتي لا تعرفين أين الخير الله الله
دعاء(دخلت بتأفف):- لو تابعتِ تحدثا في هذا الموضوع سأعود لوحدي للبيت ها قد أنذرتك
مديحة(حركت فمها بتلاعب):- يلا خرسناااا
نظرت إلى أمها بدون فائدة فهي لا تتوب ، وعليه خرجتا من العيادة وتوجهتا للسوق لاقتناء بعض الأغراض للمولود وأيضا هدية زفاف لأجل سمر ، ولأنه مضى وقت طويل لم تغادر دعاء البيت شعرت بالدوار وهنا ما كان على مديحة سوى تركها بمطعم مركز التسوق ريثما تنهي تسوقها …
مديحة:- هاه دعي هذه الأغراض بجواركِ حبيبتي نصف ساعة وأعود لكِ
دعاء:- عذرا ماما لكن انقطع نفسي لم أستطع تحمل الدوران
مديحة:- سأطلب لكِ عصيرا وأكلا كي تستردي عافيتكِ يا صغيرتي ، يلا
دعاء(نفضت شعرها من خلف ظهرها ومسحت على رقبتها):- طيب لا تتأخري بليييز
مديحة(عقدت حاجبيها):- لا تخشي شيئا دعاء أمكِ ستعود باكراااا
دعاء(ناظرتها ببؤس وارتسمت عليها ملامح الأسى):- ماشي … وعذرا أمي لكنني ما زلت عليلة
لم تسمع مديحة آخر ما ذكرته دعاء لأنها انطلقت عائدة للسوق كي تحضر ما تبقى ، هنا جلب النادل لأجلها ما طلبت وحين رأت الأكل ابتسمت بفرح فهذا ما سيعيد لها النشاط … لحظات بسيطة قبل أن ترفع رأسها لتناظر الجسد الضخم الذي جلس قبالتها يعني ليست جثة عيب عيب أن نقول عنها كذلك ههه ^^
تهاني(تلهث بتعب):- كنت أراقبكِ من لما خرجتِ من عيادة الطبيب ، هكذا يا دعاااء أراكِ صدفة وألحق بكِ كما لم ألحق بفارس أحلامي حتى ، يا بنت عيب أن تنسي رفقتكِ ماذا فعلت لكِ حتى تنبذيني هاه ولا لأنني ثخينة وأم لسان طويل يعني نعم أنا كذلك لما الكذب ، لكن يشهد الله أن معزتكِ خالصة بقلبي مثلكِ مثل السيد معاد أي والله …
دعاء(مطت شفتيها):- تهاااااااني يا هلا …
تهاني(سحبت الصحن للوسط وأخذت شطيرة):- يا بنتي اعزمي علي ولو كذبا ها يا أستاذ طلب مثلها لو سمحت تمام .. همم ما أخباركِ يا دعاء ؟
دعاء(ابتسمت من حالتها التي لا تتغير):- ههه ابتلعي ما بفمكِ أولا وبعدها نتحدث …
ابتسمت لدى رؤيتها رغم امتعاضها في بادئ الأمر ، لأن رؤيتها تعني الرجوع بالذاكرة للوراء حيث الآلام والأوجاع اللامتناهية ، لكن لقاؤها أعاد لها بعد أواصرها مع الحياة ، فدوما لم يكن لتهاني أي ذنب فيما حصل وعليه قررت دعاء أن تضغط على نفسها فهذه الصديقة تستحق …
تهاني(التهمت كل ما في طبقها من شدة الحنق):- لا وماذاااا بعد طلب مني دفع الاستقالة و الجلوس في البيت قال ما قال لا يحب امرأته أن تكون عاملة وتخرج وتدرج هنا وهناك ، ولأجل ماذا لكي أطبخ وأكنس وأنظف وأكوي ثيابه العفنة لا والله ما حزر هذه تهاني وأجرك على الله ، أتعلمين بدأت أصدق مبدأ أختكِ نور بخصوص الرجال كلهم خسيسين لا يفكرون سوى بمطامعهم الشخصية لكن المرأة لا وألف لا ليس لها سوى بيتها وأولادها كالبقرة الحلوب والسلام …
دعاء:- أراكِ تبالغين تهاني وما بهن ربات البيوت ثم لا تنسي أمهاتنا لم يكن نساء عاملات والحمدلله استطعن الوصول بنا إلى مكانة مهمة ، يعني المسألة ليست مسألة عمل من غيره بل مبدأ تسير عليه كل امرأة ولا تجعل الرجل يطوقها في قفص حتى لو كانت ربة بيت فهي لها حريتها الشخصية ومساحتها التي تستغلها لأجل ذاتها بعيدا عن هموم البيت والأولاد وووو …
تهاني:- وأنا مالي يعني ما ذنبي في أنني ألتقي بهكذا أنواع فقط لأنني أريد عريساااا اهئ قليلا بعد وسأتسول في الشوارع بحثا عن عريس يفهمني وأفهمه يحبني وأحبه يقبلني وأقبله واااااع في سبيل الله يا محسنين أريد الحصول على قبلتي الأولى هل كفرت يا دعاااء اهئ أريد أن أُبَاسَ يا عالم ؟؟؟
دعاء(ضحكت عليها من قلبها):- تمام تمام فهمت هه لكن ماذا حصل مع ذلك الشاب الذي التقيت به عبر موقع الزواج ، أخبرني معاد مؤخرا عن ذلك كيف جرى اللقاء ؟
تهاني(شربت العصير دفعة واحدة):- اسكتي ألم يتضح أنه سفااااااح
دعاء:- هءءءءءء يا ويلي أحقا ؟
تهاني:- أي والله طلع سوابق يختي كلمة اثنان يخرج خنجره ويرسم على وجوه الناس ما يروقه ، يا إلهي هل أنا ناقصة عمر حتى أسلم نفسي لشخص مثله أكيد سيقطع شحمي من أول مشكلة هههه
دعاء:- هههه والله حكاياتكِ لا تنتهي
تهاني:- أما لو أحكي لكِ عن البخيل الذي تعرفت عليه في أحد المطاعم ، يعني بيني وبينكِ لو عزمكِ شخص للتعرف من سيدفع الحساب ؟
دعاء:- طبعا هو
تهاني:- إذن احلمي .. دفعته أنا وحياتك ومن حر مالي قال ماذا علي أن أتحمل المسؤولية كاملة منذ البداية ، أنا من يدفع ثمن الخواتم وعلي حفل الزفاف والمأكولات والمشروبات عدا عن توفير بيت للسكن بأثاثه ومستلزماته وغيره ، وعلاوة على كل هذا أتقاسم راتبي الشهري معه إن لم يكن إمداده به كاملا ليدبر هو شؤون المعيشة … ما يعني أنه لم يرغب بالزواج مني بل أرادني أن أتبناه المسكين هههههههههه شفتي الخيبة
دعاء(انفجرت ضاحكة هنا):- هههه آه يا بطني قتلتني يا تهاني بقصصك أيعقل أن هنالك أنواع مثله صدقااااا نكتة …
تهاني:- هيييه عندي حكايا وحكايا لا تأتي لا على البال ولا على الخاطر ، آخرها من اشترط علي أن أنقص من وزني النصف وأخذ يحسب لي وجبة الفطور والغذاء والعشاء بالآلة الحاسبة ليجدني أدلق عليه كوب الماء وأنهض ، قلت له إلا جسمي هاااااه أنا هكذا دبدوبة وأحب نفسي مثلما أنا ، يعني يا دعاء مؤكد لن أجد من يحبني كما أنا فشباب اليوم يريدون الجسم الممشوق ووو
دعاء(أمسكت يد تهاني):- بنت لا تيأسي من أولها ، يعني أنتِ بهذا العمر وتعرفتِ على كل هؤلاء الأنواع لكي تزيدي معرفة بخلائق الله وتفكيرهم كيف هو ، ولكن صدقيني الشخص المنشود سيأتيكِ صدفة ودونما تخطيط حتى
تهاني(بحماس):- قولي والله … ياه يا دعاء مناي أن أتزوج وأعيش قصة حب وأنجب أولادي وأبعثهم للمدرسة وأطبخ ما أريد وحينما لا أريد أخاصمه ليحضر أكلا من المطعم أكيد سأفعل ذلك ههه ، لكن ليأتي عريس الغفلة وبعدها كله يهوووون …
دعاء:- أتمنى لكِ كل الفرح
تهاني(ربتت على يد دعاء):- وأنا أريدكِ سعيدة دعاء .. امم علي أن أصارحكِ بشيء ..
دعاء:- تفضلي
تهاني:- لقد تم تعيين موظفة جديدة بالشركة معنا اسمها آسيا
دعاء(تشنجت من سيرتها وأمسكت كوب عصيرها):- أهاه ..
تهاني:- هي لطيفة ونشيطة في العمل يعني لا غبار عليها ولكن … هفف بصراحة يا دعاء إنها معجبة بالأستاذ معاد وهذا ما يضايقني
دعاء(عقدت حاجبيها ورمشت وهي تطأطئ رأسها):- وما العيب هو شاب أصيل وأي واحدة قد تُعجب به …
تهاني(بصدمة منها):- يا بنتي أقول لكِ معجبة يعني تتودد له يعني ترمي نفسها عليه وأمامه وبمحيطه لتكسبه ، هل ستتركين لها الساحة فارغة كلنا نعرف أنه يحبكِ دعاااء
دعاء(مسحت على جبينها):- وأنا .. أ.. يا تهاني ترين وضعي هاه حتى لو قال بأنه سيرعاني ويرعى طفلي وكأنه من صلبه إلا أن ذلك لن يمضي على خير … أنا لا أستطيع إخراج طيف حسام من بالي أراه في كوابيسي وأنهض من نومي مفزوعة ما زال الجرح طريا ولا أجد القوة كي أدخل في علاقة مهزومة من بدايتها ، حتى لو كنت موقنة أن معاد يحبني فأنا لن أسعده ولذلك لن أظلمه معي .. لو كان له خير مع هذه القارة الآسيوية فله كل الود من عمق قلبي
تهاني:- هذاااااااا ما قدَّركِ الله على قولك ، إذن دعيني أوضح لكِ أن تلك القارة ستستعمره ولن تحلمي حتى برؤية ظفره ، أي نعم يحبكِ وسيصدها في بادئ الأمر لكن كهن النساء أدهى ، وقولي تهاني قالت حينما تصلكِ دعوة زفافهما
دعاء(عقدت حاجبيها بحزن ونظرت للجانب):- لو لم يعميني حسام بحبه الكاذب لكنت أنا ومعاد ننتظر هذا المولود بفرح ، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
تهاني:- ومن قال ربما علينا نحن أن نوجه سفننا للاتجاه الصحيح ، لما نلوم دوما رياح القدر ؟؟؟
دعاء(انتبهت للساعة):- كأنه وقت دوامكِ يا تهاني ؟؟؟؟
تهاني:- تهربي تهربي لا بأس افعلي ما تريدين لحين تجدينني أرقص في زفافه حتى ، همم أنا قلبي عليكِ يا دعاء وأعرف أنه لن يطيق العيش مع امرأة غيركِ وخير دليل أنه لغاية الآن لم يقحم أي واحدة في حياته ، ما يزال لديه أمل معكِ دعاء وصراحة لن يكون مجنونا وينتظر السراب ، إن لم تحبيه فدعيه ليرى حياته ولا تعلقيه بكِ هذا آخر ما يمكنني نصحك به
دعاء(زفرت عميقا ومسحت على حاجبها):- ما المطلوب مني الآن يا تهاني .. هل لحقتِ بي لكي تناضلي خلف مصلحة صديقكِ معاد ؟
تهاني(مطت شفتيها):- كنت أعلم أنكِ سوف تفهمينني غلط ، ولكن لا مصلحة لي سوى أن تكونا معا ولكنكِ تأبين إعطاء نفسكِ فرصة ، تعتقدين أنه سيكون قذرا معكِ مثلما كان المدير ولكنكِ مخطئة ليست كل المعادن مثل بعضها
دعاء:- تهاااني يكفي لقد خرجت لأنفس عن خاطري وليس لكي تزعجيني أكثر
تهاني(نهضت وفتحت حقيبتها لدفع ثمن المأكولات):- أكلكِ على حسابي يلا أنتِ أحق من أسود الرأس ذلك المعتوه الذي جعلني أدفعها لأجله ، ولكن تذكري كلامي وفكري فيه مليا الحب لا يأتي ألف مرة وطالما ما يزال يريدكِ فمن تكونين حتى ترفسي النعمة التي أتنشق حدوثها …. آخ يا ربي لما تعطي اللوز لمن ليس له أسنان لمااااا لمااااذااااااااااااا ؟؟؟
دعاء(مسحت على وجهها وهي تراها مغادرة لتحاسب النادل):- نتواصل هاه .. تت أستغفر الله …
مديحة(بعد برهة أقبلت عليها):- هل تأخرت بُنيتي ؟
دعاء(لمحتها وهي تحمل أكياسا تفوق عدد ما على الأرض):- يا الله يا أمي هل اقتنيتِ كل السوق ؟
مديحة:- ههه لو ترين ملابس الأطفال التي كانت بالركن الآخر ما كنتِ ستقاومينها أحضرت كل ما أعجبني لحين نفذ المال مني ههه
دعاء(نهضت):- جيد أنه نفذ وإلا ما كنتِ توقفتِ ، دعينا نعود للبيت لقد تعبت
مديحة:- يلا يا صغيرتي دعيني أساعد في حمل الأغراض
دعاء:- يمكنني المساعدة ليست ثقيلة
مديحة:- هل حاسبتِ ؟
دعاء(أخفت عنها حضور تهاني):- اممم تم ذلك …أ .. احم أمي أحتاج للذهاب إلى مكان ما
مديحة:- ألم تقولي أنكِ متعبة ثم أين تريدين الذهاب لنذهب سوية ؟
دعاء:- أحتاج للذهاب وحدي ماما ولا تقلقي سيكون مكانا آمنا يعني … تت للشركة
مديحة(توقفت عن المسير وقد تشنجت من السيرة):- والسبب ؟
دعاء:- ماما لا تقلقي علي
مديحة:- كيف لا أقلق يعني لقد خرجتِ لأول مرة من البيت بعد حادثتك فالطبيب الله يرضى عليه كان يزوركِ في البيت ، وأيضا لن نحتسب زيارتكِ لأخيكِ حكيم حين كان بالمشفى فكما ذهبنا عدنا فهمتني يا ابنتي ولذلك من حقي أن أقلق
دعاء(مسحت على وجهها):- معكِ حق مستحيل أن أتخطى تلك الأزمة حتى لو بقيت أتهرب من هناك دهرا كاملا ، ثم علي أن أعيد الشيك الذي أعطتني إياه جيداء لست بحاجة لصدقة منهم ولا أي شيء يربطني بحسام النهواني أبداااا
مديحة:- هل تحملينه معكِ بحقيبتك ؟
دعاء:- أجل لم أزله منها لأنني لا أريد رؤيته قبالتي في الغرفة ، وطالما لم أعده لن أكون بخير
مديحة(رأفت لحالها):- لست أدري قلبي غير مطمئن كي أبعثكِ لشركة ذلك المجرم ، يعني أجليها يا صغيرتي لأجل أمك هااااه ووعد سأمنحكِ حرية التصرف حين تصطحبكِ نور فأنا
دعاء(حركت فكها):- أنتِ لا تفهمينني ماما هل تعتقدين أنني سأزور ذلك الأخرق في السجن ؟
مديحة(صراحة هذا ما طرأ ع بالها لما الكذب):- أنا لم أفكر بهذه الطريقة أعرف أنكِ لن تفعليها
دعاء(هزت رأسها بتعب):- هفف لن أفعلها ماما لكن يحز في نفسي أن تفقدي فيني الثقة هكذا ، لقد تعلمت الدرس جيدا والخطأ الذي وقعت فيه سابقا لن يتكرر دعينا نمضي للبيت
مديحة(عرفت أنها بالغت في ردة فعلها لذلك لم تضف حرفا لحين خرجوا):- يمكنكِ الذهاب لكن لا تتأخري عديني بذلك
دعاء(نظرت إليها عميقا):- وما سر هذا التغيير فجأة ؟
مديحة:- أنتِ راشدة وأنا لم أفقد ثقتي بكِ ، برغم ما حصل أعرف أنكِ عاقلة ولن تعطي فرصة أخرى للكلاب كي تؤذيكِ
دعاء(ابتسمت):- شكرا يا أحلى أم
مديحة(بتوجس من خطوة دعاء):- يعني قلبي سيظل معكِ حاولي ألا تتأخري يا ابنتي الله يخليكِ أو دعيني أتصل بطلال طيارة ويصطحبكِ في سيارته ها ما قولكِ ؟
دعاء:- ماما حبيبتي علي أن أعتمد على نفسي أنا أرغب بالذهاب لأجل ذاتي صدقيني سأرتاح
مديحة(لوحت لسيارة أجرة):- طيب اركبي بهذه ولا ترهقي نفسكِ ..
دعاء:- أنتِ معكِ الأغراض خذيها الأول
مديحة:- اركبي يا بنتي وبدون أن تعذبيني هكذا سأرتاح ، هيا يا بني اهتم بها أقصد لا تسرع في الطريق ماشي
سائق الأجرة(ابتسم لها):- لا تخافي خالة ستكون السيدة برعايتي لحين تنزل سالمة
دعاء(ركبت وهي تضحك):- الله يعافيك ثم لحظة ، ماما اركبي معي أنزلوني حيث أريد وبعدها يوصلكِ للبيت ما رأيكِ ؟
مديحة(ركبت بحماس ومدت لها الأكياس):- والله فكرة ثم هذا الولد أحببته ربي يرضى عليك ، هناك أنواع نركب معهم هووووه رائحة التعاطف لا يملكونها وربي لا يرزقهم صدقني بالبسمة تربح راحة الناس وتعطيهم الصبر والله يرزقك بواسطة ذلك من حيث لا تحتسب
السائق:- على عيني خالة أنتِ مثل أمي والأخت كأختي لما سأعبس بوجهكما ، الخير فيما اختاره الله ولا أحد يأخذ أكثر من نصيبه
مديحة:- هيييه ربي يعمر بيتك يا ولدي ، خذنا إلى مركز المدينة
دعاء:- أجل وهناك سأدلك على المقر الذي أود أن تأخذني إليه …
مديحة(أمسكت يد دعاء):- ههه هكذا سأرتاح نصفيا يعني لحين تعودين للبيت
دعاء:- آه يا ماما ومن قلقكِ الذي لا يتغير حسن كما تريدين …
السائق:- ساعة دوامي ستنتهي بعد قليل لكن لأنكن سيدات طيبات ما رأيكِ لو أعود لاصطحابكِ أختي؟
دعاء:- أجل لما لا أعطني رقمك أساسا لن أتأخر هناك ربع ساعة أو أقل
مديحة:- وهو وقت مناسب ليأخذني للبيت ويعود إليكِ ، تمام أعجبتني الفكرة
السائق(أعطاها هاتفه):- خذي الرقم أو أعطني خاصتكِ المهم نتواصل
مديحة:- الله يخليك يا بني ما اسمك ؟
السائق:- سفيان
مديحة:- تكرم الأسامي سفيان يا ولدي والله ارتاح بالي على ابنتي لذلك ربي يحفظك … متزوج ؟
دعاء(من تحت أسنانها):- أمييي ..
مديحة(نكزتها وهي مهتمة بجواب الولد):-هااا
سفيان:- أجل خالتي وزوجتي حامل مثل الأخت
مديحة:- يتربى في عزك إن شاء الله ..
وعلى استجواب على تحقيق لغاية ما نزلت دعاء تحت وصايا مديحة من جديد ، والتي أخذها سفيان من هناك صوب البيت أما دعاء فقد تبددت كل شجاعتها وشعرت بالرهبة والخوف والندم لأنها خطت هكذا خطوة ليست مستعدة لها ، الذنب كله ذنب تهاني التي شحنتها بالأفكار الغير سوية والآن ما العمل ، لم تجد بدا سوى أن تمضي فمصيرها كان واضحا ، امتنت أن هذا وقت العودة للدوام بعد فسحة الظهيرة … خطت خطوة داخل الشركة ولما لا يمر عليها شريط حياتها كاملا عليها ، كيف كانت تخرج رفقته من باب الشركة ويتوجهان لتلك الشقة المشؤومة والتي يصدف أنها قد أصبحت ملكها حاليا ،هناك في الزاوية حيث كانت تأخذ علبة قهوتها وهي تبتسم له أجمل الابتسامات بينما كان يسترق النظر إليها وهو يغمز لها بأن تلحقه إلى مكاتبهم ، ذلك المصعد حيث حاصرها في إحدى المرات وخرب أحمر شفاهها حتى اضطرت لضبطه من جديد .. ها هي ذي تستقل ذات المصعد لكن ليس معه بل مع ابنه ، شعرت بالاختناق يغمرها وهي تضغط على زر الطابق الخاص بهم ، كل الذكريات غزتها لتشعرها بالاختناق ولكن أكثر ما قد يضيق المرء هو الصدف الغير مستحبة ..
ــ عذرا آنسة .. آه عفوا مدام نفس الطابق تقريبا ؟
نظرت دعاء للشابة اليافعة التي أوقفت قفل المصعد بحقيبتها الجلدية ودلفت بقامتها الممشوقة ، وذقنها الأبي ذات عيون سوداء غامقة وشعر أسود تنتهي خصلاته باللون الأشقر ، هيأتها تدل على اهتمامها الشغوف بالموضة ومشتقاتها عدا عن ذلك مكياجها كان دقيقا لا تشوبه شائبة ، مغرية للنظر وبشوشة فمنذ أن وقفت جوارها وهي تبتسم بإشراق وكأنها متشوقة لرؤية شخص يعني لها الكثير ، ودعاء تعرف سر تلك الابتسامة البلهاء عن ظهر قلب إنها ابتسامة العشق الأحمق …
آسيا:- هل أنتِ في زيارة هنا أول مرة أراكِ ؟
دعاء(اهتزت حنجرتها وتنهدت بعمق تتمالك أعصابها فهذه أول موظفة ستحتك بها):- كنت موظفة سابقة هنا بالشركة
آسيا:- آه شرف لي أنا تعينت مؤخرا لم يمضي الكثير ولكنني أحببت المكان وأصحابه ، فعلا التعامل معهم يشعرني وكأنني بين عائلتي
دعاء(ابتلعت ريقها وناظرتها):- ما اسمكِ ؟
آسيا(انتبهت لانفتاح الباب):- وصلنا سيدة …
دعاء:- دعاء
آسيا("صافحتها):- أنا آسيا ومكتبي بالجوار لو تمرين لنشرب فنجان قهوة ؟
دعاء(شعرت باختلال توازنها هذه هي إذن لقد شعرت بذلك):- أنا مستعجلة مشكورة ..
آسيا(انتبهت لها):- سيدة دعاء هل أنتِ بخير ؟
دعاء(خرجت معها من المصعد ونظرت للمكان لم يتغير فيه شيء وهذا ما ضاقت نفسها حين رمقته):- لو سمحتِ لا تشغلي نفسكِ بي أنا سأبحث عن تهاني .. شكرا لكِ
آسيا(لم تفهم سبب نفور دعاء الواضح على ملامحها لكنها وافقت):- على راحتك
دعاء(ففف فقط ابتعدي لا ينقصني سواكِ):- ممتنة ..
تحركت بطقمها النسائي المحدد على جسمها بشكل ينبض بالحياة، ملفتة للنظرة بتنورتها القصيرة ذات اللون الأرجواني والقميص الأبيض تتدلى منه قلادة طويلة على سترة في اللون الأزرق الداكن ، أكملتها بكعبها الذي طبع أنوثتها بفتنة يعني لما الكذب هذه الشابة فاتنة … نظرت دعاء لنفسها يعني لما اختارت القدوم هكذا يوم وهي بهذا الفستان العريض تحسبا لبطنها المنتفخ حتى شعرها لم ترتبه جيدا بل كان في تسريحة عادية ولم تضع نقطة زينة على وجهها مثلما تفننت القارة الآسيوية فيه بشكل تتلهف له الأنثى قبل الرجل ، فهيهات ألا يتأثر معاد بصاحبة العطر الصارخ …
تهاني:- هئئئ بسم الله الرحمن الرحيم ألم أترككِ قبل قليل في المطعم كيف جئتِ ولماذا ؟
دعاء(جلست عند مكتب تهاني):- أعطني شربة ماء ريقي نشف
تهاني(نهضت بخفة وجلبته لها من القنينة الجانبية للموظفين):- خذي عزيزتي أكيد غضبتِ من كلماتي لهذا جئتِ إلى الشركة ، والله تعلمين أن ما يوجد بقلبي يطرحه لساني لا أعرف كيف أنافق ، فسامحيني وحياتك ما تغضبي
دعاء:- هيا تهاني تعرفين أن هذه الأمور لا تغضبني ثم احتجت للمجيء لأن لدي دينا علي دفعه
تهاني:- ها دين ماذا ؟
دعاء:- هل معاد في المكتب ؟
تهاني(امتصت شفتيها):- احم السيد معاد تعلمين أن مكتبه الآن هو
دعاء:- ذاته مكتب حسام سابقا لا بأس إن كنت تجاوزت ذكريات بوابة الشركة والمصعد ، فأكيد سأتجاوز الباقي حبذا لو تعطيه خبرا أنا سأنتظر هنا
تهاني:- ههه وهل أنتِ ضيفة لن أعطيه خبرا بل فاجئيه بنفسك ؟
دعاء(وقفت وهي تتنفس بعمق):- على حسابك ههه
تهاني:- والله اشتقت لتواجد روحكِ هنا يلا الله يعينك وضعي عقلكِ برأسك لا تخيبي خيبتي ؟
دعاء(نظر للرواق المؤدي لمكتبه):- إن شاء الله …
المسير في ذلك الرواق كان مليئا بالذكريات أيضا ، فقد خيل لها مشيتها وهي تسارع نحو مكتبه متلهفة لتراه متلهفة لتعطيه الملفات كي يوقع عليها متلهفة لتجلس على مكتبها الخارجي لمكتبه وهي تناظره من محلها ، ترسل له بسمات وقبلات هوائية تترجم مجمل عشقها لذلك الرجل الخسيس ، كل هذا بات جرحا يتلكأ في جوفها وما عساها تتخلص منه ، خصوصا وأنها أعادت لنفسها ذلك الحنين القاتل بزيارتها للشركة والتي كانت بحاجة لها كي تضع الأمور في نصابها ، تنفست بعمق وهي تستعيد رباطة جأشها ورسمت ابتسامة على شفتيها حين وصلت لمكتبها حيث لم تكن تجلس أية سكرتيرة كان فارغا وهذا ما استغربته ، رفعت عينيها للمكتب ولمحته جالسا هناك يدفن رأسه بين الأوراق تأملته بإعجاب لحظتها ، بدا رسميا جدا تارة بعد تارة يقلب الأوراق ويعود ليتمم عمله ، شعور بالافتخار لازمها قبل أن تنتبه له وهو يرفع رأسه ويحادث شخصا ما معه بالغرفة حتى أنه ابتسم أجمل ابتساماته ، عقدت دعاء حاجبيها وهي ترمش قبل أن تطرق الباب بتردد … لم تنتظره حتى يجيبها بل فتحته لتجدها متقدمة نحوه وهي توزع عليه بقية الأوراق وتتمايل بثيابها الشقية بعطرها الصارخ عند رأسه …
دعاء(اختفت بسمتها حين رمقتها):- …لارد
آسيا(رفعت رأسها وانتبهت لدخولها):- هاا سيدة دعاء مرحبا من جديد
اسمها وحده كان الشيء الوحيد الذي جعله يتأكد من أنها هي وأنه لم يخطئ عطرها حتى لو زكمت آسيا أنفه بعطرها الخاص ، إلا أن رائحة دعائه يستحيل أن يخطئها عدا عن مشاعره التي تضخمت بصدره حينما شعر بتواجد طيفها بالمكان …. رفع رأسه عن الأوراق واستقام بدون وعي وهو ينظر إليها أمامه كم بدت رقيقة بذلك الفستان وبشعرها الذي كانت تربطه بمشبك خفيف خلف رأسها ، ببطنها المنتفخ بدت في غاية الجمااااال وهذا ما جعله يفتح فاهه بدون وعي ويهتف باسمها شوقا
معاد:- دعااااء … أهذه أنتِ حقا ؟
دعاء(تراجعت للخلف وتناقلت بنظرها صوبه وصوب آسيا التي لم تفهم شيئا):- …أ ربما أتيت في وقت غير مناسب عذرا لكن .. لم أجد أي سكرتيرة وحسبت أنك وحدك
آسيا(رفعت حاجبها وهي تناظر نظرته اللامعة صوب دعاء حتى أنه تجاوزها ليستقبلها):- ..لارد
معاد:- طيب لا تبقي واقفة تفضلي تفضلي بالجلوس
دعاء(نظرت للمكتب مبتلعة ريقها وجلست على الكرسي):- تعرفت في المصعد على السيدة آسيا
معاد:- آه إنها مديرة العلاقات العامة بالشركة
آسيا(تبدل لونها من اهتمامه ومن عيونه التي لم تغفل عن دعاء ولا لحظة):- أجل تشرفت
معاد:- أ.. دعاء كانت موظفة معنا أيضا
آسيا(تذكرت قصة السكرتيرة والمدير التي روتها لها إحدى الموظفات وربطت بين الأحداث):- آهااا
دعاء(رمقت نظرة آسيا بشيء من التوجس وتنفست بعمق):- قد أتيت بدون موعد ولكنني مستعجلة لن أبقى هنا طويلا
آسيا:- على العموم سأتركك معاد مع ضيفتك نكمل لاحقا
دعاء(معاد بدون كلفة يا حبيبي):-.. لارد
معاد(وقتها فقط نظر بنظرة خاطفة صوب آسيا):- لكِ ذلك آسيا
تركتهما بمشقة الأنفس فهي قد اشتمت رائحة غريبة هناك وستلحقها حتى تعرف ما الذي يجمع بينهما ، خرجت من فورها لتتأكد من استنتاجها فهي لن تسكت حتى تعرف من تكون دعاء بالنسبة لمعاد
معاد(ابتسم وهو يعضعض شفتيه):- مفاجأة حلوة صدقا
دعاء(بخجل):- عذرا لو ضايقتكما لكن تهاني شجعتني على الدخول بدون إعلامك ، المعذرة منك
معاد:- لا تعتذري دعاء هذا مكتبكِ وكل شيء تحت إمرتك
دعاء(تحركت محلها وهي تبتلع جملته القاتلة وطبعا بدون قصد):- لا بأس ليبقى كل في مقامه الخاص لقد جئت لأعطيك أمانة تسلمها للسيدة جيداء من بعد إذنك
معاد(نهض من مكتبه وجلس قبالتها على الكرسي):- ما بالكِ على هذه الرسميات دعاء ؟
دعاء(امتصت شفتيها ونظرت تجاه الباب):- الآنسة آسيا لطيفة جدا
معاد(عقد حاجبيه بعدم فهم):- يعني ؟
دعاء(رمشت وهي تفتح حقيبتها):- لا يعني شيئا ، هذا الشيك أعطتني إياه جيداء ولكنني لست بحاجته ولا طفلي أيضا ، لا أرغب بأي شيء من أموالهم لذلك حبذا لو تعيده لها وتشكرها نيابة عني
معاد(أمسك الشيك بتردد):- ولكنه حقكِ دعاء حتى لو كنتِ مستغنية عنه لكن ابنكِ ؟؟
دعاء(تضخم صدرها بالمشاعر وانفجرت ببكاء):- قلت لك لا أريده يكفي معاد فقط أعطه لها ولا تضغط علي أنا أعرف ما يريحني
معاد(وضع الشيك جانبا على المكتب وأعطاها منديلا ورقيا):- ولما الدموع الآن ؟
دعاء(أمسكته منه وأخذت تبكي):- مجرد دموع
معاد(امتص شفتيه ونهض برفق ليجلس على طرف الطاولة التي كانت بينهما ويمسك يدها):- أعلم أن حضوركِ إلى هنا صعب عليكِ ، ولكن هذه الخطوة الأولى نحو الشفاء
دعاء(نظرت ليده التي كانت تمسكها بحنان فسحبتها برفق وهي تقف):- ما جئت لأجله قد وصل ، أستأذن منك الآن علي الذهاب
معاد(رمش بعينيه):- لما لا تصارحينني ، لما علي دوما أن أبادر بالخطوة الأولى هل لكِ أن تشرحي لي ما سر هذا الصد وهذا الجفاء اعتقدت أنه بعد زيارتي لبيتكم قد بدأنا صفحة جديدة ؟
دعاء(مسحت دموعها جيدا واستدارت إليه):- نحن لا نليق ببعضنا أنا ما أزال جريحة وسوف أعذبك معي ، حبذا لو تنسى أمري وتمد بصرك صوب بعض القارات التي تحوم حولك
معاد(رفع حاجبه بهزل):- قااااارات ؟؟ ههه يا الله جنونكِ لا يتغير
دعاء(كتفت يديها بعنفوان):- وهل كذبت لقد لمست إعجابها بك وتوددها المطلق وأظن هذا مريح لك قد تنسيك إياي وترتاح مني ومن مشاكلي التي لا تنتهي
معاد(اقترب منها وهو يلمس الغيرة في حديثها ونظراتها وحركات يدها):- أيمكن أن أحسب حديثكِ هذا بداية غيرة ربما ؟
دعاء(شهقت برفض):- هء غيرة هههه لا لا معاد أظنك لم تفهمني يعني ، أنا ما قصدته هو أ..
معاد(وثب أمامها وهو يتنهد):- دعائي لا تهربي
دعاء(تلعثمت منه ونظرت جانبيا قبل أن تلتقط أنفاسها):- أنت تربكني هكذاا
معاد:- أنا أحبكِ …
دعاء(انتفضت من جملته المفاجئة وشعرت بأشياء متعددة تتضخم في صدرها تجاهه):- معاد رجاااء توقف فحسب نحن لا نليق ببعض أنا يعني لن تجد معي السعادة بل العذاب فحسب
معاد:- أنا مستعد للمغامرة فقط لا تقفلي الباب في وجهي أنا أريدكِ كما أنتِ ولا يعني لي أي شيء مما مضى ، إن كان هذا ما يرعبكِ لكِ وعدي في أنني لن أجرحكِ بحرف فقط كوني لي
دعاء(تراجعت للخلف حتى التصقت بالباب):- يكفي معاد لا تجعلني أندم على مجيئي ، ثم ما بها تلك القارة الآسيوية ألا تلاحظها يعني مستحييييل أن أصدقك ؟
معاد(همس بعشق):- أنا لا ألاحظ غيركِ ..
دعاء(هنا صعب عليها المتابعة فتحت الباب وخرجت هاربة منه):- هفف تنفسي يا دعاء تنفسي
مسح على فكه وهو يناظر طيفها الذي تلاشى من أمامه في لمح البصر ، هذه هي دعاء الراجي الهروب من اتخاذ القرارات المصيرية هوايتها ، لكنه لن يسمح لها بأن تفرط في حبه الذي يكنه لأجلها وحده دونا عن أي رجل عرفته في حياتها … فتح الباب ولحق بها وأخذ يبحث عنها بين الأروقة اصطدم بتهاني التي سقطت منها كل الملفات التي كانت بين يديها ولكنها لم تصرخ فهي تعرف لمحة الحب حين تتجلى وعليه جلست على الأرض واضعة يدا على خدها واليد الأخرى رفعتها بدعاء لله سبحانه وتعالى كي تجد هي الأخرى نصفها الثاني …. هنا كانت هذه تراقب من غرفة مكتبها ولمحت كل شيء لذلك خرجت لتلحق به وقد نزل من الدرج ركضا ليلحق بها إلى أن استوقفها في الطابق الآخر قبل أن تغادر الشركة برمتها …
معاد(وهو يلهث من الركض):- دعاااااء
دعاء(توقفت قبل وصولها للباب الخارجي لذلك انعطفت لكي تدخل من الباب الفرعي المؤدي للمرأب لعلها تظفر منه بين السيارات):- يا إلهي علي أن أهرب … سأهرب أجل لست مستعدة لمشاعره وهو لن يفهمني لن يفهمني اهئ …
هرول بخطوات متسارعة ليدركها بخفة قبل أن يلاحظ أي من الموظفين غرابة ذلك الموقف ، دفع الباب الفرعي ودخل ليجد نفسه وسط المرأب والسيارات من كل جهة وصوب ..
معاد:- تمام دعاء هل ستختبئن هنا كالأطفال ، دعينا نتحدث بطريقة حضارية لا يسعكِ الهرب مني هذه المرة إنها مشاعر أتفهمين ما معناها وأجد لديكِ صداها لذلك أطالبكِ وبكل اقتناع أن تهبيني إياها ولا تحرمينا من شفاء جراح بعضنا البعض …
دعاء(كانت مختبئة خلف أحد الجدران وهي تمسك على قلبها بقلق بينما كانت تستسيغ قرب صوته):- هفف ابتعد ابتعد يا معاد
معاد(كان يبحث عنها وهو يصدح باعترافه):- أنا لا أهتم بأحد سواكِ دعاااء أصلا كيف أهتم بشخص لا أستطيع أن أراه
دعاء(وهي ترتجف):- توقف فحسب توقف وارحمني …
معاد(وقف بالوسط وهو يبحث عنها في كل جانب):- أوك أعلم أنكِ لم تغادري المكان ، لذلك يا دعاء حبا بالله اظهري وكفاكِ هروبا هل أنتِ طفلة عليكِ أن تواجهي
دعاء(زمت شفتيها وهتفت بغيظ):- ولكنني غير مستعدة فرجاء دعني وشأني
معاد(ابتسم وهو يستمع لها):- على الأقل عرفت أنكِ مهتمة
دعاء:- يا إلهي كلما تحدثت تورطت أكثر ، معاااااد لو سمحت أنا أرجوك أن تدعني أرحل بسلام
معاد:- ماشي لكن بشرط اظهري أمامي وبعدها غادري
دعاء(تنفست بعمق وخرجت من إحدى الزوايا):- كن عند وعدك
معاد(رفع رأسه إليها مبتسما):- الوعود في سبيل الحب أحيانا تملك أحقية الارتداد
دعاء(بعدم فهم ثبتت محلها):- بمعنى ؟
معاد(توجه إليها وباغتها حين وقف أمامها):- بمعنى أنكِ محاصرة في منطقتي الخاصة
دعاء(مالت برأسها وتراجعت للخلف لتجد نفسها في الزاوية محاصرة):- خدعتني
معاد(اقتربت منها):- كل شيء جائز في الحب
دعاء(التصقت بالحائط خلفها):- عن أي حب تتحدث لقد كنت واضحة معك
معاد(حاصرها في الزاوية أكثر ووضع يديه على جانبي رأسها):- كما تلاحظين أنتِ في قبضتي الآن
دعاء(امتصت شفتيها ورفعت وجهها إليه بتلعثم وارتباك):- أنت تتعبني وهذا لا يليق
معاد:- أنا أبتغي راحتكِ وأنتِ راحتي
دعاء:- أنت معتوه صدقا من العاقل الذي سيفكر بالارتباط بآفة المشاكل مثلي ؟
معاد:- ما شأنكِ هاه ما شأنكِ فيني يا دعاااااء .. أنا راض بالمجازفة فكفي عن تكرار ذات الجملة
دعاء:- لن أستطيع
معاد(هنا تشنج مبتعدا ونظر إلى دموع عينيها):- أما زلتِ تحبييييييييييينه ؟
دعاء(انتفضت من صرخته وأغلقت عينيها وأخذت تتنفس بصوت مرتفع وبشكل تسارعي):- لا تصرخ معاااااد
معاد(رأف لحالها وتنفس بتعب قبل أن يضع يديه على خدودها ويمسح عنها الألم):- دعيني أكون بلسمكِ لما تغلقين أبواب الرحمة بوجهنا ، نحن نستحق فرصة ولو حتى كانت تجربتكِ السابقة مريعة أنا لا يهمني أنا أريدكِ أنتِ افهميني
دعاء(استكانت للمسته على وجهها لبرهة قبل أن تدفعه):- ابتعد عني …
معاد(فتح فاهه بصدمة منها):- دعااااء
دعاء(أمسكت على صدرها بضيق):- أريد الذهاب لبيتنااااا
معاد(رآها وهي تخرج هاتفها):- ماذا تفعلين ؟
دعاء:- ألو سفيان أجل أين أنت طيب انتظرني عند الباب أنا قادمة … / معاد ابتعد عن طريقي
معاد:- لن تبرحي محلكِ لحين تعطيني إجابة شافية …
دعاء:- أنظر معي أين نقف ونحن نجري هذا الحديث وكأننا نسرق ، وهذا ما لا أرييييييييد أن أعيشه مجددا ثم ثم أنا لم أدرك نفسي بعد و و . وأنت تستحق فرصة مع آنسة جميلة تقدرك وتعرف قيمتك وتسعدك وأظن تلك القارة تملك هذه المواصفات وهي تناسبك جدا و
معاد(اتكأ على الحائط بخيبة وهو مطأطئ رأسه للأرض):- يكفي أن تقولي أنكِ ما زلتِ أسيرة عشقه ، هه وأنا كالأبله اعتقدت أنها دموع غيرة أظن أنكِ بكيتِ لأجل ذكرياتكما في الشركة يا لي من غبي
دعاء(صدمها بجوابه وشعرت بخنجر انغرس فيها ، ولكن طالما هو يعتقد ذلك فأكيد هذه الطريقة المثلى لكي تبعده عنها وتجعله يعيش في راحة بعيدة عن جحيمها):- لن أكذب أجل فكرت فيه ..
معاد(رفع عينيه مصعوقا من ردها ، أن يشك به ماشي لكن أن تؤكده هذا غير معقول):- ولكن .. أبعد كل ما فعله بكِ ما زلتِ تفكرين فيه ؟؟؟؟
دعاء(رفعت ذقنها وهي تتحرك في اتجاه المغادرة):- لن أنساه لأنه يعيش بداخلي هنا أرأيت بطني بداخلها ينمو طفله ، يعني أنا مخولة بتذكر حسام النهواني لآخر الرمق وحتى لو رغبت بنسيانه ابنه سيذكرني به وأنا لست آسفة من كلامي هذا لأنها الحقيقة
معاد(تقدم إليها بعصبية نافذة وأمسكها من ذراعها جاذبا إياها):- لا تكذبي علي مجددا
دعاء(انتفضت بصدمة من جوابه ومن موقعها بقربه):- لست أكذب
معاد(أغمض عينيه متنشقا عطرها الهادئ مثل روحها):- بلى يا دعاء تكذبين بدليل أنكِ لا تنظرين بعيوني ، لو كان ما تقولينه حقيقة لكنتِ صممتِ أذني وأقنعتني ولكنكِ مخطئة … مخطئة
دعاء(ارتعشت وهي تستشعر أنفاسه القريبة وناظرت عمق عيونه من خلف نظاراته الزجاجية ، إنها رمادية فاتحة لالا ذلك اللون بني ممزوج بالرمادي لالا أكيد هو لون موحد):- …لارد
معاد(تاه بدوره في عينيها السوداويتين ولم يشعر إلا بانجذاب يجعله يقترب من شفتيها بشفتيه):- دعاااائي
دعاء(ابتلعت ريقها وهزت رأسها برفض قبل أن يتمادى):- معاد مهلك ..
معاد(انتبه لنفسه وامتص شفتيه):- معذرة منكِ .. أنا أخرق يعني فكرت ب..
دعاء(مسحت على يدها التي أفلتها ونظرت إليه):- ابحث عن سعادتك بعيدا عني نصيحة
معاد(زفر عميقا):- يعني لن تستسلمي
دعاء(تحركت هاربة منه):- لن أفعل
معاد(لاحقها بصوت):- وأنا لن أنتظر المزيد من الترهات دعااااء ، لن أجعلكِ تقتلين هذه المشاعر
دعاء(دفعت باب المرأب والتفتت خلفها):- سامحني
معاد(نظر إليها بغبن وهز كتفيه):- أعجزتني … لكي ما تريدين
دعاء(ببكاء خرجت):- سامحني لأنني لا أريد أن أحبك يا معاااااد لا أريد أن أعذبك لا أريد …
تحركت من هناك سريعا وامتنت لوجود سفيان بانتظارها ، ركبت السيارة وانطلق بها من هناك وعيونها تلاحق الشركة وهي تبتعد شيئا فشيئا عن مرآها ، هي تعلم أنها طعنته لكن هذا أرحم من حب ستقتله فظاعة الذكريات بوسخها الذي لن يمَّحي لن يمحي …
سفيان:- أختي هل تبكين هل أنتِ بخير ؟
دعاء:- بخير بخير خذني للبيت تعرف الطريق صحيح ؟
سفيان:- أكيد حفظتها على فكرة أنتم تقطنون على بعد عدة شوارع من حينا يعني نحن أولاد منطقة واحدة شفتي الصدفة
دعاء(مسحت دموعها):- هه جميل لكن أخبرني يا سفيان نحن بحاجة لسائق متمرس الفترة المقبلة ، سوف نفتتح شركة ويلزمنا شخص أمين أتستطيع المساعدة ؟
سفيان(برقت عيناه بفرح):- هل تصدقين والله كنت أفكر في شأن هذه السيارة قريبا جدا سوف تنتهي تأشيرة عملي فيها ، وصاحبها يريد تغيير السائق لا أعرف ما الذي يرغبه من فرط الطمع رجوته أن يدعني معه لكنه أمهلني حتى آخر الشهر ، يعني عرضكِ هذاااا قد نزل علي مثل المعجزة ، أرجو أن يسعدكِ الله أختي
دعاء:- سنبقى على تواصل لأنه علي استشارة المديرة حاليا وهي ابنة عمي ع فكرة ، لذلك لن تمانع ولا يهمك من صاحب السيارة .. أعدها له ومن فورك ستكون معنا أصلا لن نجد شخصا بمثل أمانتك
سفيان:- يشرفني ذلك والله ههه أكيد زوجتي ستفرح بهذا الخبر سأزفه لها وآخذ معي حلوى لأجلها ولأجل الصغير ، بعيد عنكِ لقد هلكتني مصاريف لم يأتيها الوحم إلا على الحلوى
دعاء(ابتسمت):- أتؤمن أن الأقدار لا تلاقينا إلا بالناس الصالحين في عز الحاجة ؟
سفيان:- ونعم بالله ، ماذا تذكرتِ ؟
دعاء:- ههه نحن نملك محل حلويات
سفيان(صدم منها):- ههه هل أنتم ملائكة أم أن اليوم يوم حظي ؟
دعاء:- أنت اليوم بلسم إن كنت تعرف قيمتك فقط هذا الحديث جعلني أرى الأمور بوضوح ، ههه سفيان ستعيدني للشركة نسيت شيئا علي قوله
سفيان(أدار السيارة):- سفيان وسيارة مدير سفيان وكل ما يخص سفيان تحت أمركِ سيدتي ، الآن أصبحتِ كذلك فأنتِ صاحبة العمل وأنا مستعد لأن أضحي بنفسي لأجلكِ فقط لأنكِ فتحتِ لي باب رزق سوف يقيني أنا وزوجتي وطفلي القادم من التشرد
دعاء(اتسعت بسمتها):- أسرع فحسب يا سفيااااان
عودتها كانت جدا غريبة لكن هنالك شيء تحرك فيها فور محادثتها التي جرت بعفوية مع هذا السائق سفيان ، ولكن لما رغبت بالعودة ما الذي ستضيفه بعد وما الذي تغير خلال ثوان معدودة من مغادرتها للشركة ، لم تعرف الإجابة ولكنها وجدت نفسها تسرع خطواتها بين الممرات وصولا إلى مكتبه لم تجده هناك فكانت تهاني بوصلتها والتي أشارت عليها بغرفة الاجتماعات ولكنها وصلت غرفة الاجتماعات ولم تجد شيئا هنا شعرت بالضياع ، تريد أن تراه أين يمكن أن يكون بحلقت بعينيها وتذكرت الحديقة الجانبية الموجودة في الطابق العلوي وعليه صعدت وهي تبحث عنه بعينيها لتجده هناك جاثما عند النافذة … اتسع صدرها بالخفقات الشديدة عليها أن تفضي بما في قلبها صحيح ليس حبا ولكنه شعور طيب وعلى معاد أن ينتظرها هذا إن رغب بها فعلا ، كادت أن تمضي نحوه وتنتشله من بوتقة الضياع كادت أن تتخطى كل مخاوفها وتعطي لنفسها فرصة معه كادت وكادت وكاااادت قبل أن ترى تلك الأفعى المتربصة وهي تتلوى لتضع يدها على كتفه إذ اتضح أنها كانت برفقته … ابتلعت دعاء ريقها ورمشت لترى ردة فعله لكنه صدمها حين سمح بعناق آسيا له والذي جاء فجائيا على حين غرة ، آسيا ضمته برفق وهي تحاول أن تمسح عنه حالة الألم التي كانت تغدقه ولكن هو كان شارداااا غائبا لا يدري أصلا ما الذي يحدث وما أيقظه من ذلك الوضع حقيبتها التي سقطت منها أرضا …. هنا كانت اللحظة الحاسمة حيث ناظرته وهي تهز رأسها بعدم تصديق قبل أن تسمح لدموعها بالتحرر ، انحنت والتقطت حقيبتها وركضت هربا منه ، لحظتها استوعب أنه ربما ربما خسرها للأبد ، أبعد عنه آسيا بشكل متأفف وركض ليلحق بها
معاد:- لا تركضي ستؤذين نفسكِ دعااااء تمهلي … دعااااااااااااء
دعاء(كانت تركض في الدرج بعيون ضبابية):- اهئئئ كلكم مثل بعضكم كلكم خائنوووووون
معاد(ركض بخفة حتى وصل إليها وتجاوزها):- توقفييييييييي
دعاء(هنا تعثرت وكادت تسقط لو أنه لم يمسكها بإحكام في حضنه):- آآآآآآآآه …
معاد(أغمض عينيه وهو يضمها إليه برفق وخوف):- دعاااء أنتِ بخير ؟
دعاء(كانت مغمضة عينيها مستكينة على حضنه وهي تقارن بين مشاعرها السابقة ومشاعرها الآن ، هنالك حرارة دافئة طيبة تجمع بينها وبين معاد حين يكون بذلك القرب حرارة تعني الأمان ،والأدهى أنها تجعلها تشعر بالنعاس):- أريد النوم …
معاد(فتح عينيه على وسعهما حين اكتشف أنها ستفقد وعيها):- مهلا مهلالالالا دعاااااء …
بالفعل فقدت وعيها وحملها بين ذراعيه وهو يركض بها في اتجاه غرفة مكتبه غير مكترث لا للموظفين ولا للعاملين ولا للكون بأكمله ، حتى تلك التي نزلت بحسرة من فوق لم يبالي بها وهذا ما جعلها تعلم علم اليقين أنه يعشق دعاء الراجي مع الأسف … وضعها على الكنبة في مكتبه ومددها بهدوء قبل أن يستقر عند وجهها وهو منحني يحاول إيقاظها
معاد:- افعلي شيئا يا تهاني عطر ماء أي شيء تحركيييييي ؟
تهاني:- ح..حاضر حاضر لا تصرخ فقط ها أنا ذا سأعووود
معاد:- دعائي حبيبتي …
بعد برهة كانت تهاني تمسح على يديها بالماء بينما كان هو يرفع منديلا رش عليه بعض العطر وكان يشممه لها لعلها تستفيق ، لحظات وحسب وكانت تفتح عينيها بثقل …
تهاني:- هاه الحمدلله هي بخير
معاد(مسح على جبينه):- دعينا وحدنا تهاني
تهاني(نهضت متأففة):- دوما ما يحرمني من رؤية المشاهد الرومانسية وكأنه لا يكفيه أنني أصلا أعيش في جفاف عاطفي هفففف …
معاد(سمعها وأخذ محلها جاثيا عند رأس دعاء):- وخذي الباب في يدك
تهاني(زورته بغضب وأقفلت الباب):- ها هو الباب هاه … نعم آنسة آسيا هل تحتاجين شيئا ؟
آسيا(كانت مكتفة يداها وهي تنظر من النافذة الخارجية عليهما):- أ.. لا كنت أطمئن فحسب
تهاني(تطمئنين يا أفعى آآخ يا أم أربع وأربعين):- اطمئني لقد استيقظت
آسيا:- طيب أ… أنا بمكتبي
تهاني(لم تبرح محلها حتى انطلقت هذه الأخيرة):- عشنا وشفناااا
دعاء(فتحت عينيها على الدموع):- كف عن ادعاء الاهتمام لقد رأيتك وأنت تحضنها
معاد:- وإن يكن ألم تقولي ليذهب كل واحد منا في طريق ؟
دعاء(رفعت حاجبها وحاولت النهوض):- أجل قلت وما زلت عند رأيي دعني أنهض
معاد(امتنع عن التحرك وأبقاها أسيرة أمامه على الكنبة):- لما عدتِ ؟
دعاء:- نسيت أن أخبرك بأنني أمقتك وأنك آخر رجل سأفكر به في حياتي …
معاد(رسم ابتسامة جذابة على شفتيه وناظرها ببريق لئيم):- ولكن عيونكِ تقول شيئا آخر
دعاء(اهتزت من جملته ، هل أنا مكشوفة لهذه الدرجة):- لو ترفع يديك لأنك تحظر عني الوقوف
معاد(نهض وترك لها المجال في حين رتبت هي نفسها ولامست خدودها الساخنة):- دعاء الراجي حين تكفين عن المماطلة ستجدينني بانتظارك
دعاء(أمسكت حقيبتها):- فعلا حتى انتظارك مليء بالحميمية سرعان ما وجدت بديلة تتنعم بحضنها
معاد(عقد حاجبيه من جملتها):- تعلمين أن هذا غير صائب
دعاء:- صائب أو غير صائب أنا أصلا لست مهتمة
معاد(أغلق عينيه):- كفي عن التجريح فحسب لأنكِ تؤلمين نفسكِ لا أنا
دعاء(بغضب):- لا شأن لك بي وهذه آخر مرة سنرى فيها بعضنا بعضا تمام …
معاد(زفر عميقا):- اهتمي بصحتكِ
دعاء(فتحت الباب يا ويلي هل سيجلطني أقول له آخر مرة نرى بعضنا يقول لي اهتمي بصحتك وما شأنه بصحتي أصلا):- هممم …
معاد(ابتسم بلوعة وهو يحرك رأسه):- آخ يا شقية …
دكت الأرض دكا بقدميها وهي تغادر بدون مبالاة حتى حين رأت آسيا واقفة بالرواق لم تواليها اهتماما إلا حين استوقفتها بندائها ، وهنا عدَّت حتى العشرة كي لا تخطئ بحرف لكن امممم الجنون الراجي حين تأتي ساعته لا أحد يوقفه
دعاء:- لو كنتِ تحسبينه ساذجا وسوف تضحكين عليه بعناق وحضن مساندة فأنتِ واهمة ، معاد أسمى من ذلك بكثير وحبذا لو تهتمين بعملك بدلا من مواساة المدراء والتودد لهم
آسيا(كتفت يديها):- أنا أنهج نهجكِ سيدة دعاء ألم تفعلي أنتِ هذا سابقا مع المدير السابق حسام النهوااااني ؟
دعاء(تشنجت من جملتها ونظرت حولها بتشتت):- بأي حق تتحدثين عن حياتي الشخصية ؟
آسيا(اقتربت منها):- بنفس الحق الذي أجدكِ تبررين فيه لنفسكِ وتحرمين على غيرك ، ما بكِ أنا ألعب نفس لعبتك ؟
دعاء(هنا تقدمت إليها وبدون صبر صفعتها على وجهها):- إذن فأنتِ تصنفين كعاهرة مثلي
معاد(رمق آسيا وقد رفعت يدها لترد الصفعة لدعاء):- توقفييييييي …. ما الذي تفعلانه أنتما الاثنان وأمام الموظفين أيضاااااااا ؟
دعاء(رمقته بغضب):- أصلا فرغت من هذه الشركة المقيتة
آسيا:- طبعا بعد أن فضحتِ فيها لا أعرف أساسا بأي وجه وطئتها بعد أن خربتِ بيوت الناس
دعاء(اهتزت من جملتها وتحركت للمغادرة):- كان خطئي حين فكرت بالعودة
تهاني(اعترضت طريقها):- أنتِ بخير ؟
دعاء(بحزن حركت رأسها):- حان وقت مغادرتي
تهاني(رمقت آسيا بكره ورافقتها):- سأرافقكِ
معاد(نظر لآسيا):- انتظريني بمكتبي أريد أن أستفسر عن هذه المهزلة
آسيا(بتودد وميوعة):- معاد أنا لم أفعل لها شيئا هي التي صفعتني بدون وجه حق
معاد(لحق بدعاء):- هي لا تفعل ذلك ما لم تجرحيها …
آسيا(تغلغلت بكره):- إنه يلحق بها هي هي لماذاااا لم يهتم بي أنا من تم صفعها آآآخ ، كيف سأتخلص منهاااا الآن بعد أن عرفت غريمتي لن أسمح لها أن تسود حلمي معه أبداااااا … هففف وأنتم على ماذا تتفرجون كل إلى عمله هياااااااا ….
سفيان(كان واقفا يدخن سيجارة لحين رمقها):- له يا ست دعاء من المجرم الذي أبكاكِ مجددا ؟
تهاني(عقدت حاجبيها فيه):- وانتا وش حشرك فيها
سفيان:- أصلا من تكونين يا دبة هذه سيدتي وأنا سائقها الرسمي منذ اللحظة
تهاني:- اسمع يا رأس البطيخ لا تجاريني هاه دعنا أحباب ، هل ستذهبين مع هذا ؟
دعاء:- هيا سفيان لنرحل من هنااااا فورااا
تهاني(ساعدتها على الركوب):- دعاء لا تحزني والله سأقتص لكِ من أم لسان طويل
معاد:- دعااااااااااء دعااااء انتظري
دعاء(رمقته بحزن وهمست لتهاني):- دعيه ينسى أمري …
تهاني(عضت شفتيها بحسرة وأغلقت الباب):- حسرة عليكم وعلى قلبي المشوي على حطب العشق
معاد(وصل متأخرا ووثب بجانب تهاني):- بما أنكِ تملكين آذانا خارقة للعادة ستخبرينني بما دار بينهما دون إغفال كلمة
تهاني(هذا يوم المنى ههه):- والله سأقول الحق …
معاد(زفر بغيظ)- امشي معي إذن
عادت معه للشركة وهي تسرد له ماذا قالت هذه وماذا ردت الأخرى ، عرف ما يلزم معرفته من تهاني وسمع البقية من آسيا التي طبعا ضاعفت بعض الجمل وحاولت حشوه بالظنون ضدها ، ولكن مع من لو لم يكن يحفظها عن ظهر قلب لصدقها ولكنه يعرف دعاءه وطبع دعائه التي غادرت لبيتها وهي تحمل في قلبها عصارة من المشاعر المتناقضة التي يصعب عليها التأقلم وإياها الفترة المقبلة ..
وعلى ذكر التأقلم
كانت الأمور بينهما متدهورة بحيث لم ترمقه قط منذ تلك الليلة ، وهو بدوره تحاشاها بالمعنى المفيد وترك لها حرية التنفيس عن غضبها في الجنود ، بحيث ضاعفت تدريباتها حتى صارت ليلية أيضا لم تكن ترحمهم بل في كل وقت قد تجعلهم يتهيئون لتدريب مفاجئ والويل كل الويل لمن يعترض ، لم تترك أي محطة فحتى التدرب تحت الماء خلقته لأجلهم ، فقد استغلت المسبح الموجود هناك لمثل تلك التدريبات وأنجزت مسابقة لمن يكتم التنفس أكثر من غيره ، على من يحارب صديقه تحت الماء لمدة أطول والرابح كان يحظى بمكالمة لمدة ساعتين مع أغلى أحبته ، أما من ينجز كل ما تأمره به دونما خطأ فله أن يطلب من المأكولات ما يشتهي والعم حسين والخالة فوزية كانا يقومان باللازم ، هكذا استمر كل ذلك الوقت بعد تلك الليلة المشئومة … إلى هذا المساء حيث حدث ما لم يكن في الحسبان فبعد تناول وجبة الغذاء استقر الجميع في مهاجعهم ليلتقطوا أنفاسهم قليلا قبل أن تبدأ وصال من جديد في نزعة الانتقام الذاتي منهم ، وهنا فجأة نشب حريق مفتعل في المهجع الخاص بالجنديات .. ارتفعتِ الأصوات بالهتافات لإيقاف النيران المندلعة في كل جانب ، حتى وصله الخبر ودارت به الدنيااااااا فجأة وهو يصغي لنجدة كامل كمال الذي أخذ يصرخ ويهذي أن وصال ما تزال عالقة بالمهجع بعد أن أنقذتِ الكثيرات منهن … ركض بدون وعي صوب المكان وقلبه يهفو إليها أيعقل بأن يفقدها لالالا يستحيل يستحيل ذلك ، لم يشعر لا بالزمان ولا بالمسافة التي جعلته يقف قبالة المهجع المحترق ويرى النيران التي كانت تتآكله من كل جهة وصوب
جاسر(التقط أنفاسه بصعوبة ولمح زاهر يخرج بإحدى الجنديات بحال يرثى له):- ماذا حصل يا عريف زاهر أخبرني ؟
زاهر(أخذ يسعل من الأدخنة وحاله كله متسخ):- لا أدري حضرة الرائد اندلعت النيران فجأة
جاسر:- هل أنقذتم الكل ؟
زاهر:- تقريبا والله لا أعرف الوضع صعب بالداخل
كامل(بلهفة):- النقيب أين هي أما زالت بالداخل ؟
زاهر(انتبه):- لكنني بعثتها للخارج قبل قليل آمرا إياها بالانتظار لا أدري أين بقيت ..
جاسر(أزال سترته ورمى بها أرضا):- أبعدوا البنات عن المكان وقوموا بتعدادهن بالاسم فورااا
كامل(بجزع):- سيد جاسر أنقذ لنا نقيبنا لو سمحت ..
جاسر(ابتلع ريقه وبحسرة دخل دون مبالاة بالوضع الخطير):- سأنقذ روحي أصلا …
أخذ ينادي عليها وسط تلك النيران الممتدة من كل جانب على الأسرَّة على الستائر على الحيطان على أعمدة السجاد بالدواليب في كل مكان ، الأدخنة كانت كثيفة لذلك توغل في الداخل وهو ينادي باسمها وقلبه يرتجف رعبااااا عليها
جاسر:- وصاااااااال وصاااال وصااااااااااااااااااااااا ااااال
وصال(كانت تسعل):- اكح … جااااااااااااسر أنا هنااااا
جاسر(ركض صوب الصوت):- أنا لا أراكِ وصاااااال كلمينيييييي
وصال:- جااااسر اكح … أسرع إنها تموووت
جاسر(تبين محلها من تخمينه وركض إليها ووجدها تحاول حث ريحانة على النهوض):- يا إلهي
وصال(نظرت إليه بتهرب وبعيون دامعة):- احملها جااااسر أنا غير قادرة على ذلك
جاسر(نظر إليها بعطف وعقد حاجبيه):- هل أنتِ بخير ؟
وصال(هزت رأسها):- أجل لكن أسرع بهااااا ليس لدينا وقت إنه مغمى عليهاااا أظنها اختنقت
جاسر(رفع ريحانة بين يديه):- الحقي بي فوراااا هياااا تحركي
وصال(أشارت له بالإسراع وهي تخفي ألم رجلها):- ماشي ماشي …
اطمئن عليها قليلا وسارع بالخروج بريحانة التي كان مغمى عليها بالفعل ، هنا اعتقد لوهلة أنها خلفه ولكن لم يكن خلفه سوى الضباب ولما لا تسقط بعض الأعمدة الخشبية التي كانت تفصل ما بين الأسرَّة وهنا صرخ كامل فيها لكي تخرج ، وضع جاسر ريحانة أرضا في عهدة زاهر بينما ركض إلى الداخل متجاوزا تلك الأعمدة ، كله خوف ورهبة من أن تتأذى محبوبته ناداها مجددا ولكن هذه المرة لم يكن هنالك صوت وهذا ما أربكه وجعله يعيش رعبااااا … وصل إلى حيث كانت والنيران قد اقتربت من جانبها وانتبه لتوه أن رجلها كانت عالقة منذ البداية تحت السرير الذي رفعته لكي تنقذ ريحانة فسقط عليها العلوي ، هنا شعر وكأنه عاجز عن التنفس وهو يرمقها في حالة الضعف تلك مغمضة العينين ويظهر أن الأدخنة تسربت إليها بشكل مهول … استعاد تركيزه وهمَّ لإنقاذها رفع طرف السرير وأبعده بقوة وحملها بين ذراعيه برفق وانتبه للطريق أمامه والتي أغلقت تقريبا بفعل سقوط الأخشاب التي زادت الطين بلة ….
جاسر(مسح على جبينها ونظر للدم المنساب من ساقها):- تمام حبيبتي تمام سنخرج من هنا وتكونين بخير يا وصالي ،،،، وصال ردي علي افتحي عينيكِ وصااااااال لالالالالا …
أغمض عينيه لبرهة قبل أن يضعها أرضا ويحزمها على ظهره ممسكا إياها بإحكام ، أخذ يتجاوز تلك الأعمدة وكل حين يعترض آخر طريقه والنيران المندلعة كانت أشد وطأة من ذي قبل ، كان حريصا أن يتجاوز عقبات النار المحيطة بهم وخوفه عليها يشتد مع كل مرحلة إلى أن لاح الباب أمامهما
جاسر:- تحملي وصالي ها قد نجوتِ هااااااه …
كامل(لمحهم وهتف):- ها هما ذااااااااا الحمدلله الحمدلله سيدتي وصااااال هل هي بخير ؟
جاسر(هدر فيهم):- حاولوا إطفاء النيران فورا أيها الجنووود ، ثم كلموا الإدارة وسيارات الإسعاف لدينا أوضاع حرجة هيا تحركوووووووووووا ؟؟؟؟
وضعها برفق على أحد الكراسي ومد رجلها ليرى مدى عمق الجرح فيها ، كان هينا نوعا ما وهذا ما طمأنه أمسك من كامل حزاما جلديا نزعه من سترته وربطه على رجلها كي يوقف نزيف الدم ، لامس وجهها الذي كان ملطخا بالرماد ورأف لحالها وهو يرمش بغبن…
جاسر:- اعتني بها كامل سأعود حالا
كامل(انحنى بالمنديل وأخذ يمسح على وجهها):- حاضر سيدي
جاسر(ابتلع ريقه وأزال المنديل من يده):- لا تفعل شيئا فقط راقبها فحسب
كامل(رفع حاجبه):- النقيب في حالة يرثى لها فهل هذا وقت غيرة سيد جاسر ؟
جاسر(لمح طبيب المعسكر ينتقل من فتاة لأخرى):- ليس وقتك كامل افعل ما أمرتك به دون كلام ، هييه أنت لحظة هنا لو سمحت
أتى الطبيب مهرولا وفحصها ووجدها بخير فقط أغمي عليها من الاختناق وهذا ما سوف يعالجونه بالتنفس الاصطناعي بغرفة التمريض ريثما تصل سيارات الإسعاف ، هنا كان جاسر يرافق الجنود في عملية إخماد النيران دلو هنا على خرطوم من هناك وأتربة وغيره مما قد يخمدها إلى أن انطفأت كاملة بعد جهد جهيد استنزفه كل واحد فيهم ،.. نظروا بحسرة نحو المهجع الذي تدمر كليا مع الأسف وصل إليه العريف زاهر بكل الأسماء إلا اسم واحد والذي كان ناقصا وهو للجندية ليلى صديقة ريحانة
جاسر(بعد مدة):- يعني أين ذهبت لقد فتش الجنود المهجع مجددا ولم يجدوا أثرا لأحد ؟
زاهر:- صدقا لست أدري سيد جاسر
جاسر(سمع صوت سيارات الإسعاف):- جيد أنهم وصلوا ، عريف زاهر المعسكر سيكون بأمانتك وافتح لي تحقيقا مع الناجيات لنرى كيف اندلع حريق مهول في المهجع بهذا الشكل ،
كامل:- بما أن المتضررات أربع جنديات مع النقيب وصال هل لي أن أرافقكم أيضا سيدي الرائد أرجوك أرجوك والله سيدة وصال ستفرح برؤيتي بالقرب
جاسر:- تمام تعال …
ركض وهو يشير للمسعفين كي يهرعوا بالنقالات لأجل رفع كل من وصال وريحانة وفتاتين غيرهما ، حضرت سيارتي إسعاف مع فريق إطفاء للقيام بالتحريات اللازمة ، هنا صعد كامل كمال في مقدمة سيارة الإسعاف بينما كان جاسر معها بالخلف ممسكا بيدها وقناع التنفس على فمها
جاسر(رفع يدها مقبلا إياها بحنان):- كنتِ اليوم بطلة يا حبيبتي ، أكيد ستفخرين بإنجازكِ ما إن تستيقظي أليس كذلك ؟ … ما زلتِ حانقة علي من بعد تلك الليلة صراحة لم أستطع تحريك ساكن أصلا لا أملك الوجه الذي ينظر إليكِ والذنب يتلبسه ، اعذريني حبيبتي أجرمت في حقكِ أجرمت جرما كبيرا
ظل يبوح بكل ما يعتمر صدره وكامل كمال ينصت بقلب مفزوع على صديقته ، بينما ظل جاسر يرثي حالها كيف تغامر بنفسها لأجل الآخرين بل كيف غفل عنهاااااا حتى هذا الوقت وتركها وحدها تكابد وجع فعلته بقلب عليل … ضرب بقوة على نافذة السائق وطالبه بالإسراع رغم أن الممرض الذي كان جواره طمأنه على حالها إلا أنه لم يصدق ،،،، غالبته الدموع لحظتها فهو يكره رؤية النقالة الطبية التي سحبت ذات يوم أمه والدماء تغطيهااااا ، نفض رأسه من الذكرى وهو يلامس شعرها بيده الأخرى ويمسح عليها بحنان ، هكذا إلى أن وصلوا للمشفى وقام الأطبة باللازم وبحمد الله لم تكن هنالك خطورة على حياتهن
كامل(عانق جاسر بدموع):- وااااع نقيبي الآن بخير ستصير بخير وتسمعني من تذمرها كل جميل ، أحمدك يا ربي نجيتها لنا هههه
جاسر(ابتلع ريقه وهو يناظرها من النافذة):- الحمد لله
كامل:- هااااه ههه إنها تفتح عينيها سأدخل وأهجم عليها ههههههه
جاسر(تحركت حنجرته وابتعد عن النافذة):- جيد
كامل(توقف وتراجع عن الدخول):- ألن تراها ؟
جاسر(امتص شفتيه بقلة حيلة يريد أن يراها يريد أن يتأسف منها لكن …):- لا بأس أنت فيك الكفاية
كامل:- لكنني صديقها ولست الرجل الذي تحبه يعني هي بحاجتك أكثر مني
جاسر(أشك أنها ما زالت تحتفظ بذلك الحب ، خسارة):- أحيانا يكون الصديق أفضل ، أدخل الآن
كامل(بحماس هز كتفيه):- لن أفلت الفرصة …./ نقييييييييييبي ههههه
وصال(ابتسمت بتعب):- وأنا التي كنت أتساءل ما الذي أفتقده ، صوتك الرنان يا كامل كمال
كامل(سلم عليها بحرارة):- خفنا عليكِ أي والله لكنكِ كنتِ بطلة أنقذتِ الجميع والجميع بخير
وصال(نظرت لضماد ساقها):- اممم وريحانة كيف هي ؟
كامل:- أنجدتها في الوقت المناسب آخخخ لو تركتها تموت لارتحنا من خلقتها هههه
وصال:- هشش لا تقل هذا ، لم أدري كيف نشب الحريق ، فجأة وجدت نفسي بالداخل أحاول نجدتهن بعد أن تم قفل الباب عليهن ، كسرت القفل حتى استطعت الولوج غريب أليس كذلك ؟
كامل(بتفكير ملي):- قصدك كان الحريق بفعل فاعل مثلا ؟
وصال:- لما لا …. آي ففف حنجرتي مجروحة
كامل:- سلامتك هل أستدعي الطبيب ؟
وصال(نظرت بتوجس):- ألم يأتي معك جاسر ؟
كامل:- بلى هو في الخارج هل أناديه لحظة ؟
وصال:- لالالالا لا تناديه لا أريد رؤيته
كامل(مط شفتيه):- لقد كان مرعووووبا عليكِ
وصال(ضحكت بهزل):- أولم يكن مرعوبا على ريحانته مثلا ؟
كامل:- على حسب نظرتي لا فليست هي التي رافقها في سيارة الإسعاف ، وليست هي من أمسك بيدها وأخذ يدعو لها وقلبه يرتجف رعبا عليها
وصال(اهتز وجدانها من جملته وبحسرة ترجمتها دموعها المجمدة):- لا شيء يبقى على حاله ، تعلَّم ذلك يا كامل كي لا تصدم في هذه الحياة
كامل:- هووه ست وصال لن تكوني أنتِ والزمن عليه ، إن أخطأ فالندم باد على وجهه صدقيني
وصال(أصلا أنت لا تعرف أي شيء لذلك أعذرك):- متى سأخرج من هنا ؟
كامل:- ليس قبل الغد لذلك ستبيتين الليلة هنا
وصال(مطت شفتيها):- هففف تمام .. دعني أرتاح الآن لو سمحت كامل لا تضغط علي
كامل(بتذمر):- حاضر حااااااضر …
خرج من هناك وهو يضرب كفا بكف كلاهما أعند من الآخر ، لكن مثلما قالت وصال أنت معذور يا كامل فأنت لا تعرف ما المجريات التي آلت إليها علاقتها التي باتت مستحيلة هذه الفترة ، ما إن لمحه جاسر حتى انفرجت أساريره وهرع ليعرف كيف صحتها ، أجابه كامل بالمفيد وأخبره أنها سألت عنه هنا كان على بنت شفة من الدخول لكنه تراجع من فوره حين سمع بقية كلام كامل في أنها تريد الراحة وعدم الإزعاج …. وعلى أساس هذا عرف أنها لن تغفر ولو كانت على فراش الموت بعيد الشر ، طاف بعينيه وأمسك هاتفه ووجد نفسه يكلم خاله الذي بات يهاتفه كلما ضاقت به جوانب الدنيا ..
رامز:- جندب حبيب خاااااااااله لن تفصل في وجهي كالمرة السابقة صحيح ؟
جاسر:- أنا بالمدينة نشب حريق في المعسكر ووصال تأذت قليلا
رامز(بهلع رفع حاجبيه):- لا تقلها طيب هل هي بخير يعني ليس ضررا كبيرا أجبني ؟
إياد(نهض من محله بجزع):- من هي المصاااابة ماذا يحدث ؟
رامز:- هشش دعني أسمع ألو جاااسر أجبني يا ولد
جاسر(مسح على جبينه):- لو كان ذلك إياد أخبره عن الموضوع وحبذا لو يأتي إلى هنا لرؤيتها يعني هي بحاجة لأحد من ذويها ، ولا تقلقوا إصابة طفيفة الحمدلله
رامز:- تمام تمام نحن في الطريق
إياد(بقلق):- وصال أليس كذلك … هي المصابة ؟
رامز:- علينا الذهاب للمشفى فورااا واطمئن الوضع حميد
إياد(عض شفته برعب عليها):- هل أبلغ البيت لالا لأرى الوضع أولا وبعدها أتصل بهم .
رامز:- خيرا نفعل هيا بنا..
كان القلق مرتسما على ملامح إياد فوصال غالية على قلبه ويعدها أخته التي لم تلدها له أمه ، صديقته الحميمة والتي إن لم يهب إليها الآن لن يكون بخير ، وأيضا إن لم يخبر هذه المجنونة سوف تخنقه بيديها حين ترااااااه … والتي كانت جالسة معه عند محل الخواتم تنتقي له ولها ما يناسب
كوثر:- لو لم تضيع الخاتم السابق لكنا استعملناه الآن أرأيت إهمالك ؟
زياد:- صدقيني لا أذكر أين وضعته ضاع في غمرة غضبي منكِ
كوثر:- امممم يا سلام والمرة المقبلة لما تغضب ماذا ستضيع يا ترى ؟
زياد:- سأضيع عمري فقط لأجعلكِ تسعدين هههه
كوثر:- ولكن هذا الخاتم مبالغ فيه كثيرا زياد صدقني ؟
زياد:- أنا أرغب بهذا أجده مناسبا لكِ كوثري
كوثر:- ألم ترى كم ثمنه لا تنهبل لن نبعثر أموالنا هكذا وهكذا ، لا تنس يتبعنا تغيير الأثاث وأيضا تبديل طقم غرفة نومنا وشهر العسل قصدي أسبوع العسل ههه يعني كل هذا يلزمه مال ولن نبذره في خاتم أعلم أنه سيعني الكثير لكن وجودك معي يعني لي كل شيء
زياد(زفر عميقا ومسح على أنفها):- بعد هذا الموشح أقسم أنني لن أقتني إلا هذا ، أعجبكِ كان بها عاندتِ سآخذه رغما عنكِ ..
كوثر(ابتسمت):- عنيد ههه ، طيب حاسب سوف أجيب على هذا الاتصال إنه إيادووو .. هلا بالأخ نعم يا روحي أصبحت لا تتصل بي إلا وقت الغاية فحتى صديقتك الأخرى لا تحادثني إلا وقت الشدائد ، أما الأخت وصاااال هيهييييه وقت الضيق تطرق باب الصديق
إياد(بنبرة حزينة):- كوثر …
كوثر(تبدلت ملامحها بقلق):- ما بالك إياد ماذا هناك ؟
إياد:- أينما كنتِ توجهي فورا إلى المستشفى العام وصال هناك وكي لا تصرخي وتقعي من طولك ، هي بألف خير فقط مصابة ببعض الرضوض البسيطة أنا في طريقي إليها رفقة رامز
كوثر(أمسكت يد زياد):- فهمت فهمت أنا قادمة أيضا يا حبيبتي يا وصااااال يا الله ، زياد دع هذا ليوم آخر وصال في المستشفى
زياد(وضع العلبة للصائغ واعتذر منه):- سنعود لاحقا شكرا لك ، هييه توقفي فهميني ما بها وصااااااال وجاسر أين هو ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب ينتظرك بالمشفى ويا ريت تعقل صاحبك راه أنا شبت معاه وحق الله ههه


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:17 AM   #598

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في روما
الوضع كان ما يزال متأزما فيما بينهم وحتى أنهم لم يحرزوا أي تقدم ، ميار غادر غرفته تاركا جوزيت لوحدها مثلما رغبت ودفن نفسه في المكتب هو وحكيم يحاولان رصد خيوط ليلة أمس منذ بدايتها ، أما كاظم فقد كان يراضي العم بشير لكي يصفح عنه وعن فعلته ويمدده بمزيد من المعلومات إذا ما تم التوصل إلى مجموعة البنات للتحقيق معهن ومعرفة المترصد لهذه القذارة ، في حين كان نادر يخاصم العم نزار في المطبخ كلمة عندي كلمة عندك ولا واحد يستسلم ، أما وائل فقد كان في غرفة اللعب يضرب الكرة ويعيد لعله يتخلص من أفكاره السقيمة التي لم تتغير منذ أن غادر حكيم مخدع ميرنا وميسون ، فقد بقي بجوارهما لأزيد من ساعتين يعني طوال هذه المدة ألم تفكر به ميرنا ؟؟؟ لم يعرف أصلا أنها نامت أغلبية الوقت تاركة حكيم يتحادث رفقة ميسون في مواضيع جمة ….. أما بالنسبة للبنات فقد تم إعلان حالة الاستنفار ، بعثت جوزيت برسالة نصية لناريانا التي رفعت شعرها في ذيل حصان وهي حين تفعل هذا معناه أنها مقبلة على تخريب أو مصيبة ، مرَّت على لورينا وسحبتها معها لغرفة ميرنا طرقتا الباب عليها وهذه الأخيرة تركت ميسون بالغرفة تشاهد مسلسلها الكرتوني المفضل ولحقت بهم إلى غرفة جوزيت حيث وجدتها تربع رجليها على السرير ….
ميرنا(وجدتهم قد استقروا ثلاثتهم على السرير لذلك أغلقت الباب وانضمت):- ما سر هذا الجمع الرهيب أظن بأنكن تفكرن باحتلال الكون ؟
جوزيت(زفرت عميقا ونظرت إليهن):- لا ترمقوني بتلك النظرة أنا بخير وقادرة على تحطيم زجاج هذا القصر كله دفعة واحدة ، ستعدلن عن الشفقة التي ترمقنني بها لأنني بخير
ناريانا:-اممم أظنها افتتاحية تعلن عن التمرد
جوزيت(امتصت شفتيها):- أريد أن أعرف من منكن ستسير معي في نفس خط الانتقام ، ومن تخشى ردة فعل محبوبها ستقف عند الزاوية وتتفرج أما من سترى أن في انتقامنا ردا لكبريائنا وعشقنا المغدور ستخبرني الآن بكلمة واضحة وتتعهد على الانضمام لنا أيا كانت القرارات التي سنتخذها لأجل رد الاعتبار لأنفسنا التي تبعثرت بواسطة أولئك المعتوهين .. هيا من ستوافق ومن ستنسحب لأنني لا أريد وجود ضعيفات خانعات معي ؟
ناريانا(تنهدت):- بالنسبة لي لقد صدمت في نادر ما حسبت أنه سيقدم على ذلك ، بينما كان يجرحني في كل لحظة بالقيم والمبادئ ناسيا نفسه ، أفكر بإعطائه درسا مناسباااا يتذكره طوال حياته … أنا معكِ وموافقة على كل شروط الانتقام كيفما كانت تكوووون …
جوزيت(ابتسمت ونظرت للورينا):- جيد ناريانا في صفي ، وأنتِ لورين هل ستسمحين له أن يستغلكِ مثل تلك الرخيصاااااات الوضيعااااااااات ؟
لورينا(اهتزت حنجرتها وهي تنظر إليهم):- لا أعرف ، حكيم جريح يعني احم م..
جوزيت:- جريييييييييييح هههههههههه طيب الجريح خانكِ ليلة أمس مع البنات وأيضا أظن بأن الحال قد أعجبكِ بين يديه ، إذن لا مكان لكِ معي فأنتِ في حبه خاضعة وستعرقلين سير انتقامنا وحسب
لورينا(بغضب):- أبدااا أنا أريد أن ألقنه درسا لن ينساه لأنه استهان بي ، أجل اعتبرني مجرد أداة تسلية ولن أغفر له فعلته حتى لو كنت أتمناها لكن ليس بهذه الطريقة ليس وكأنني بديل تنتهي مدة صلاحيته فور استيقاظه ،،، هذا جرحني في الصميم وعليه أنا معكِ وأقبل بشروط الانتقام كاملة ..
جوزيت(ضحكت بانتصار):- رااااائع … وأنتِ يا ملوعة القلوب على قولة كاظم ما قولك ؟
ميرنا(تنهدت وناظرتهم بتمعن):- كيف هو شكل الانتقام أولا ؟
جوزيت(مطت شفتيها بتفكير):- ضرب
ناريانا(أضافت عليها):- تعذيب
لورينا:- ممكن حرق لا بأس
ميرنا(فتحت فاهها فيهم):- يخرب بييييييييتكم هل تودون تحويلنا لمجرمااااااات ؟
جوزيت:- وماذا تنتظرين بعد يا بعدي ، لقد لامسن رجااااالنا وإن كنتِ لا تهتمين ، فأنا بالنسبة لي لا توجد هنالك أي امرأة على سطح الكوكب تلمس رجلي ولا أقطع لها تلك الأصابع فهمتِ ؟؟؟؟
ناريانا:- أجل أنا أتفق مع جوزيت تلك الساقطات اقتحمن أرضا محظورة ، صحيح رجالنا تفاعلوا معهم لكن هؤلاء سيكون انتقامهم غير ، الدور على اللاتي حاولن الإيقاع بهن في خطة دنيئة
لورينا:- وكل هذا يستحب انتقاما فعالا يكون درسا لا ينسى في ذاكرتهن
ميرنا(ابتلعت ريقها):- يا الله منكن مجرمات بالفطرة ، طيب احم أنا أيضا لا أسمح لأي امرأة كيفما كانت تكون بأن تلمس وائل ، وأولاد عمومتي أيضا محظوووورون عليهن ، وأصدقائي نادر وكاظم أيضااااا والذين وقعوا في لعبة قذرة يجب أن يدفعن ثمنهااااا غاليا …لذلك ..
جوزيت(باهتمام):- همممم ؟؟؟
ناريانا(بحماس):- نعم ؟؟؟
لورينا(رمشت بلهفة):- ماذاااا ؟
ميرنا:- عدا عن الضرب والتعذيب والحرق أضيف نوعا آخر من العقاااااب كحلق الشعر مثلا ؟
جوزيت(انفجرت بضحك):- هههههههههههههه وكأنني أرى نسخة من ميار نجيب أمامي
ميرنا(ضحكت من قلبها وانهمرت الدموع):- هههه ماذا سنفعل جينات بعيد عنك
ناريانا(بدموع وضحك أيضا):- ههههههه الله لا يسامحهم
لورينا(ببكاء أيضا وبعض ضحك):- جننونا إلهي يجننهم … ههههههههه ..
ميرنا(مسحت دموعها وهي تتنهد بوجع):- هناك اختناق بجوفي لا يروح ، مهما فعلت مهما حاولت هو مطبق على صدري كالحجر
جوزيت(هزت رأسها بوجع هي الأخرى):- ولن تبرد تلك النار ما لم نجعلهم يدفعون ثمن فعلتهم كما يجب …
لورينا:- ربما علينا البدء ولكن ما الخطة ؟
ناريانا:- أصلا أقرأ في عيونكِ أخبارا جيدة جوزيت وإلا ما كنتِ جمعتنا هكذاااا صح ؟
جوزيت:- صح يا ذكية اتصل بي عنبر وأخبرني أن رجالنا قد وجدوا البنات ، كلها ساعة ويقتحمون المخزن الذي تتواجدن فيه وسيأخذونهم حيث طلبت منهم …
ميرنا:- هل سيكون هنالك اشتباك بين رجالكِ وبينهن ؟
جوزيت:- هن محميات الآن تحت رجال خطرين لكن رجالي أقوى وسيقتلونهم جميعا ويختطفون البنات ، هل ألمس التردد في عينيكِ ؟
ميرنا:- أنتِ تتحدثين عن القتل والدم هنا يعني ….
جوزيت:- ها ها الضمير العربي والذي منو لا ينفع في جو العصابات حلوتي ، يا إما نختطفهن بهذه الطريقة يا إما لن نصل لنتيجة.. أو لأقول لكِ يا طرية القلب لما لا تنزلين وتحضنين وائلكِ وتهمسين في أذنه بأنكِ سامحته وتضيفين بعض الخواطر كملح للصلح بينكما ؟؟؟؟
ميرنا:- لو كنتِ ستستهزئين بي منذ الآن سأنسحب ..
ناريانا:- أوك لا تبدآ ثانية ما قلنا عقدتما هدنة اتفاق لأجل الانتقام ، ميرنا هذه حياتنا عزيزتي لا يمكن أخذهن بغير طريقة ويا ستي سوف نخبر رجالنا ألا يريقوا الدماء على راحتك الآن ؟
ميرنا:- أجل هكذا سأرتاح … ههه
جوزيت:- هذه البنت ستجلطني … عموما الخطة كالتالي
لورينا:- هاااا هل سنذهب إليهن ؟
جوزيت:- هذا سيأتي لاحقا لوري ، الآن علينا أن نجد طريقة لكي نخرج فيها من القصر بدون مراقبة وبسبب مقنع يجعل الشباب يسمحون لنا بالذهاب بقلب سعييييييييد …
ميرنا:- أتقصدين أن نصالحهم ؟
جوزيت:- مبدئيا يس ، كل واحدة ستحادث رجلها على انفراد وتقنعه أنها ستسامحه وسوف نخرج للعشاء كلنا مع بعضنا في مكان جميل لأجل الصلح ، طريقة الإقناع أكيد يجب أن تكون ذكية وليس أن تنزلن وتعانقنهن ببرودة على العكس تبججن وتحججن واغضبن وبعدها اغفرن ..
لورينا:- وبعد ؟
جوزيت:- بعد ذلك سنترك ميسون في عهدتهم هم يعرفون أنه لو كانت لنا نية في الغدر سوف نأخذها معنا ، لكن بما أننا سنتركها معهم سيفكرون بأنها متعلقة بنا ولن يسعنا التخلي عنها فهمتم ؟
ميرنا:- ليس كثيرا فقد يعتقدون ببساطة أننا نتخلى عنها لكي ننفذ مأربا ما ، هم ليسوا بأغبياء ؟
جوزيت:- أعلم ذلك ولهذا سيكون دور الإقناع عليكن ثقيلا ، ستلعبن الدور جيدا وتتقمصن شخصية المتسامحات وهم لن يعترضوا عن ذهابنا لأجل اقتناء فساتين لسهرتنا المفتعلة فهمتموني أم أعيد ؟
ناريانا:- أنا فهمت وموافقة
لورينا:- مع أنني غير مطمئنة لكن يلا على حسابكم أنا معكم
ميرنا(تنفست عميقا):- احسبوني معكم ، لكن ماذا سيحصل فيما بعد ؟
جوزيت:- طبعا سأشرح لكن ، إنما لدي ملحوظة كل واحدة فيكن ستحاول استطلاع شيء شممت رائحة سيئة حياله ؟
ناريانا:- وما هو ؟
جوزيت:- حين كان ميار معي ادعيت أنني نائمة حتى لا يضايقني ، وصلته رسالة غريبة جعلته ينتفض من على الأرض وهو يسب ويشتم بصوت خافت دخل من فوره للحمام وأخذ يضرب الحائط بقبضته والغريب أنه أخذ وقتا طويلا هناك ، وبعد خروجه تقدم إلي ومسح على شعري قبَّل وجنتي واعتذر مني مجددااااا ، ما يعني أن هنالك خطب ما بهاتفه أنا سأحاول بطريقتي تفحصه وأرجح أن تقمن بذلك مع هواتف الشباب إلا ما نصل لشيء ما ؟؟؟
ميرنا(بتفكير):- صحيح لاحظت شيئا غريبا على حكيم حين كان معي بالغرفة قبل قليل ، ميسون التقطت صورة بهاتفه وحاولت أن تريني إياها لكنه خطف الهاتف من يدي وتحجج بأنه سيجعلني أراها فيما بعد ، أيعقل أنهم يخفون شيئا ؟
لورينا:- أكيييييييد وحكيم معهم ، يا إلهي أخشى رؤية شيء سيجعلني أصعق
ناريانا:- أكثر من صعقتنا بهم أظن بأنه لا يوجد ما سيصدمنا أكثر
جوزيت:- إذن للعمل يا صبايا هيا وسنلتقي هنا حين نحضر أنفسنا للذهاب ، ميرنا عليكِ جعل ميسون تشغلهم بشيء عفوي ريثما نرجع … عذرا لورين ولكنني أرى مدى تأثير ميرنا عليها أكثر منكِ
لورينا(اهتز جدعها بهزل):- ولا يهمك أساسا هي حانقة علي ولا تفارق جوار ميرنا ، تعودت
ميرنا(لمست الحزن بنبرة لورينا):- لو كنتِ أما جيدة لما فارقتكِ لكن هذا ليس وقت العتاب
لورينا:- جيد أنكِ عرفتِ بأننا أصلا في حضيض الأحزان كي لا تزيدي علي الهموم
ناريانا:- أرجح أن نباشر في الخطة
جوزيت:- وأنا سأنتظر اتصال عنبر بي ، وقتها سأنتظر قدوم ميار إلي كي لا يشك بشيء غالبا بعد رؤيتكم تلفون بالأسفل سيزورني …
ميرنا(عقدت حاجبيها وقد فهمت رسالة جوزيت لامباشرة ونهضت لحظتها):- نلتقي إذن …
خرجت كل منهن وهي عازمة على اكتشاف السر والذي إن عرفوه سيجد الشباب أنفسهم أمام حدث جلل لن يمضي على خير ، من الصدفة البحتة كانوا في المكتب وقتها مجتمعين بعد أن طلب منهم كاظم أن يسمعوا الأخبار الجديدة ….
ميار:- يا إما تتحدث بدون شيفرة وألغاز يا إما ريحنا من صوتك ..
كاظم:- أساسا لا أوجه الكلام لك فحسب بل للجميع ودعني أكمل دونما مقاطعة …
وائل:- رجاء دعونا نفهم ماذا تقصد بأنهن مدبَّرات ؟
كاظم:- ما سمعته ويل عرف رجالي أن كل الليلة الماضية مدبرة بتكتيك جهنمي مسبق ، فقط باختلاف الموقع فقد ارتجلوا حيث استقرينا وكانت مقررة في أي وقت غادرنا فيه القصر ، يعني كن جاهزات في كل الأوقات ما إن تصلهن الإشارة حتى يستولين على الأضواء …
نادر:- يا الله يعني وقعنا في شرك
حكيم:- الآن المادة الحيوية التي وجدوها في المشروب ألا يمكننا الانتفاع بمصدرها مثلا ؟؟
كاظم:- المادة شائعة في كل أنحاء العالم حكيم يعني متوفرة بكثرة في الأسواق السوداء ..
حكيم(زفر بحنق):- أحبطتني …
ميار:- آتنا بشيء جديد الآن ، أين تلك البنات ؟
كاظم:- ما يزال البحث عنهن جاريا خصوصا بعد أن تعممت صفاتهن في المطارات ، فأكيد لن تعبرن الحدود بدون الإيقاع بهن من قبل رجالنا
ميار:- يعني هل علي أن أنتظر سنة أو نصف سنة على حسبة سلاحف النينجا خاصتك ؟
كاظم:- أنت تسخر هنا وأنا أضبط أعصابي منذ أن دخلت فكف عما تفعله ، أنا لم أضربك على يدك لكي ترافقني خرجنا في سهرة شباب لنسهر ونمرح وننسى الهموم قليلا جعلتموني أندم حتى لأنني اقترحتها عليكم … ولو كان أيكم اقترحها لما تربصتم به كما تفعلون معي وبقائي هنا لحين تنتهي هذه القضية وبعدها لن أفرح برؤية أشخاص فقدوا ثقتهم فيني بهتانا عند أول مطب
حكيم:- تمام تمام لن تعيش في الدور ، أكيد تأثير فراق بناتنا جعلك مرهف الحس لهذه الدرحة
نادر:- ههه أكيد فهو لا يستطعم الحرف إلا بجوارهن
وائل:- والله حرمانك منهن نتيجة غلطنا جميعاااا ، هفف متى تنتهي هذه الحالة
ميار(ابتلع ريقه):- الآن لو كان غضنفر من لعب هذه اللعبة علينا فأكيد له أبعاد ، مثلا أن يوقع بيننا وبين النساء ولو تم ذلك سيربك مسيرة سفرنا وابتعادنا عن الوطن
حكيم:- ما يعني أنه ربما يدفعنا للعودة
وائل:- وماذا سيستفيد من عودتنا ؟
ميار(رفع حاجبه):- هذا ما علي أن أستفسره من رشيد الأصلع ، المهم ضاق نفسي قريبا ستغرب الشمس من منكم يريد قهوة ؟
نادر:- لقد حضرها العم نزار بالفعل انشغلنا ونسيت إخباركم تفضلوا
مط كل واحد فيهم شفته بغيظ فالضيق قد اعتمر أفئدتهم لوقت طويل ، لكن لا بأس يا حبايبي هانت سيتطور الضيق ليصبح اختناقا بإذن الله بعد قليل هههه … خروجهم صادف مرور ميرنا للرواق لورينا للحديقة ناريانا للصالون وهذا ما جعلهم يتسمرون محلهم لبرهة قبل أن تلمع ببالهم فكرة جهنمية في مصالحتهم …
وائل(لحق بها من فوره):- عن إذنكم
ميار(تنهد عميقا حين رآه):- سأرى جوزيت
حكيم(عقد حاجبيه ولحق بلورين):- كأن لورينا كانت تبكي ؟
كاظم:- والله أنا سأطمئن على قهوتي
نادر(نظر لناريانا التي وضعت رجل على رجل وهي تشاهد التلفاز):- ربما متابعة البرامج ستكون جيدة في هذه الأثناء ، احم … ناريانا هل يعرضون الدعاية الخاصة ببرنامج ميرا الآن ؟
ناريانا(ناظرته بنظرة ثقيلة):- أجل لن ينفكوا يضعونها لحين يبدأ برنامجها
نادر(جلس قبالتها وطالع معها الشاشة):- متحمس لرؤيتها
ناريانا:- عادي يعني حتى لو راحت علينا الحلقة نعيدها على النت
نادر:- اممم لكن الليلة سنشاهدها جميعا ما رأيكِ ؟
ناريانا(مطت شفتيها ورمقته بتردد):- لا أدري ربما نشاهدها أنا والبنات
نادر:- أرى أنكن اتفقتن جميعا مع بعضكن بشكل جيد
ناريانا:- يقولون في الشدائد تكتشف الصداقة ، يعني مثلنا مثلكم حتى أنتم أصبحتم لا تفترقون ما أجمل هذه الصحبة
نادر(شبك يديه):- ما تزالين حانقة علي أليس كذلك ؟
ناريانا:- وما الذي سيجعلني أتوقف عن ذلك ؟
نادر:- وعد ..
ناريانا(رمشت بتفكير):- وعد من أي نوع ؟
نادر(بلهفة حين وجدها تتعاط معه):- أنني لن أقع في هذا المحظور من جديد
ناريانا:- ولما ستفعل ذلك ، هل نحن سوية حتى تفكر فيني ؟
نادر:- ناريانا أنتِ لا تساعدينني هنا ، احتراما لمشاعركِ تجاهي لن أقوم بما يؤذيها يعني
ناريانا:- أنت حر في تصرفاتك نادر ، أنا لست حبيبتك حتى تقيد نفسك من أجلي ..
نادر:- حر.. ولكن لم يكن هذا كلامكِ حين حاسبتني صباحااااا ؟
ناريانا:- بالغت في الأمر ، فكرت مع نفسي وتساءلت أصلا لما أحرق نفسي لأجل رجل لا يراني
نادر(رأف لجوابها ورمش بغصة):- ولكنني أراكِ …
ناريانا(نظرت إليه وأنقصت صوت التلفاز):- أنا لست طفلة في يدك حتى تلعب فيني ، أنا أحببتك
نادر:- وأنا أعدكِ بأنني .. يعني لا أريد أن تقف بيننا عثرات أخرى خصوصا هذا المشكل أود تقليصه بشكل يجعله ينعدم ، أريدكِ أن تنسيه
ناريانا(ابتلعت ريقها):- سأنساه بشرط واحد
نادر:- أي شيء تريدينه سأفعله ؟
ناريانا(ابتسمت بمكر):- دعني أضع على حسابك الشخصي أنك مرتبط
نادر:- ههه وما المناسبة ؟
ناريانا(بغنج):- طالعته منذ أيام ووجدت الكثيراااااااات يتابعنك ويرددن على صورك وتفاعلك وهذا جعلني أشعر بالغيظ ، لذلك سأضع كلمة بسيطة أنك مرتبط حتى لا تتواقح أي واحد وتسول لها نفسها أنها قادرة على الإيقاع بك
نادر:- ناريانا أنا طيار وصفحتي رسمية يعني غالبية تنك الفتيات لا أعرفهن صدقيني ، أستعمله في العطل وللضرورة وحسب
ناريانا:- هات هاتفك أود القيام بذلك الآن …. يا إما دعني أشاهد التلفاز على سجيتي ولا تزعجني بمبدأ ألفا وغيره
نادر(بتردد أخرج هاتفه):- طيب موافق فقد لتعرفي أنني حسن النية معكِ
ناريانا(آخ لو تعرف نيتي أنا كم هي حسنة):- ههه أعطني …
نادر(توجس من تصفحها لجانب آخر لذلك حاول إرشادها):- دعيني أساعدكِ
ناريانا:- ليس الآن لحين أطلب منك الكلمة السرية لحظة
نادر:- إنه مفتوح مباشرة فقط أدخلي ..
ناريانا:- أشم رائحة القهوة أحضر لي فنجانا مع قطعتي سكر بسرعة ريثما أضع النص المطلوب
نادر:- أ .. حين تفرغين سأحضرها لكِ …
ناريانا(زورته بغضب):- الآن نادر وإلا خذ هاتفك وابتعد عني …
نادر(زفر عميقا):- فقط لأنني أشعر بالذنب سوف أتوانى على نبرتك ، لكنني ما زلت على موقفي
ناريانا:- القهوة نااااادر …
نادر(نهض على مضض وتوجه للمطبخ):- آخ عليك يا نادر أتترك بيدها قنبلة وتنهض ماذا لو رأته يا فضيحتك يا فضييييييييحتك ….
ناريانا(كتبت فورا كلمة "مرتبط بناره" وخرجت سريعا لتلج جانب رسائله النصية وفتحت على آخرها من رقم مجهول لتجد الفيديو وترى فضيحته مع روكاااا الله الله):- هئئئئئئئئئ هكذااااا يا نادر مااااااااااشي ، إن لم أحرقك لن أسمى نار هففف لن أبكي الآن لن أبكيييييييييي ..
وضعت الهاتف على الطاولة وأخذ تتنهد وهي تحاول أن تضبط أنفاسها ورغبتها في البكاء ، إلى أن أقبل عليها بفنجان قهوة أمسكته منه على مضض وهي ترسم ابتسامة اصطناعية قريبا ستتحول لصرخة رهيبة ترج الأكوان رجااااااااااا ….
أما في الحديقة
فقد كان حكيم يحاول أن يفهم منها ما الذي يبكيها لكنها كانت تهتز على الكرسي الهزاز وهي تنوح وتنتحب دون أن تعطيه رأس خيط ، كسبت عطفه طبعا ولذلك أوقف اهتزازها وأصر على معرفة ما يضايقها فلقد تعب من المماطلة بشكل رهيب …
حكيم:- توقفي فحسب .. أنظري إلي وأجيبيني بوضوح ما الذي يبكيكِ ؟
لورينا(رفعت رأسها):- حالي يبكيني مشاعر الغدر تبكيني وضعنا يبكيني كل شيء يؤثر فيني
حكيم(مسح على رأسه بإرهاق وجلس بجوارها):- ماذا تريدين يا لورين ؟
لورينا(التفتت إليه):- ألا يحق لي أن أحصل على اعتذار ورد اعتبار ، ألست بشرا يا أخي حتى لو لم تكن تحبني فقد قضيت معي وقتا ممتعا جسدك يتذكره لو نسيته أنت
حكيم(أشار لها بضيق):- بدون أن تتطرقي لليلة أمس فهي ستظل عابرة
لورينا:- سهل عليك أن تنسى لكن أنا ماذا عني أنااااا لقد عشتهااا معك بكل جوارحي ، لقد كنت أستمع لآهاتك باسمي أناااا وليس اسم أحد
حكيم(أغمض عينيه):- أنتِ لا تساعدين هنا على فكرة ، أعلم أن الخطأ يملؤني لكن أمهلينا بعض الوقت لندرك أنفسنا على الأقل … بالنسبة لي لا شيء سيتغير من مشاعري تجاهكِ لأنني أصلا لا أذكر ما حصل بيننا وقد تم نتيجة إفراطي في الشرب وسهوا وقد كان وجوبا عليكِ أن تمنعيني لا أن تستسلمي لي ، وصدقيني لو رَوينا هذا المقطع لأقصى جاهل سيلومكِ أنتِ …
لورينا(نهضت منتفضة ببكاء):- لأنني أحبك يلومونني لأنني معتوهة في غرامك أيها الجااااامد … أتعرف حتى لو عاملتني بهذا الصلف لن تجعلني أكرهك فريح بالك ودعني في همي أرثي حظي العثر في هذه الدنياااااااااا …
حكيم(وقف خلفها وهو يزفر بحنق):- الآن هذا المسلسل لن ينتهي على هذه الحسبة ؟
لورينا(رمشت بدلال):- ينتهي لو اعتذرت مني لو عانقتني لو عبَّرت لي عن تأسفك ، لكن طالما أنت بهذا التعجرف سيبقى الحال كما هو عليه
حكيم(هذه إشارة حميدة):- تمام لورينا أنا أتأسف منكِ عما حصل ليلة أمس
لورينا(بتودد اقتربت منه):- هل تراني جميلة ؟
حكيم(رفع حاجبه):- نعم يختي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لورينا(هزت كتفها واقتربت أكثر):- أنا .. هل تراني جميلة ؟
حكيم(عقد حاجبيه وبتطاول ناظرها):- يعني مقبولة
لورينا:- ههه كاذب أنا أجمل واحدة فيهن حتى أجمل من حبيبة قلبك ، لكن عيونك تأبى رؤية ذلك
حكيم:- الآن ما المغزى من حديثكِ خلصيني ؟
لورينا:- سأسامحك وأطوي هذه الصفحة بشرط واحد ..
حكيم:- وهو ؟
لورينا:- أريد أن ألتقط لنفسي صورة من هاتفك وتبقى ضمن مجموعتك ولا تحذفها إلا حين أموت
حكيم:- ههه ومتى تنوين الموت يعني تعرفين هذا هاتف وصلاحيته مستهلكة ، قد يسقط قد ينكسر قد يضيييييع ؟
لورينا:- أنا سأدرجها ضمن شريحة أرقامك حتى لو ضاع الهاتف الصورة ستبقى
حكيم:- لما تفعلين هذا ؟
لورينا(رفعت شفتها):- إنه حلم عمري أن تكون صورتي من ضمن مجموعة صورك المفضلة ، أتعز فيني هذا الطلب الذي يعتبر نقطة من بحر ما جعلتني أكابده؟
حكيم(صغر عينيه):- كأنكِ مظلومة زيادة ع اللزوم علما أنكِ وجدتها من الجنة والناس
لورينا(مدت يدها):- هاتفك ..
حكيم(زفر بعمق):- طيب أين تريدين التقاط الصورة ؟
لورينا:- سألتقط سيلفي لنفسي بجانب المسبح ، هيا لا تكن بخيلا …
أعطاه لها على مضض وراحت البنت تصور وتحذف تصور وتحذف بقصد أنه لم يعجبها أي شيء ، أتعبته من الانتظار وجلس على الكرسي الهزاز بينما كانت هي تبتعد لتلتقط في أمكنة مختلفة حتى ابتعدت هناك عند كرسي المسبح وولجت للرسائل النصية وهي تحرك يدها كأنها تلتقط صورة ، إلى أن وجدت الفيديو ورأته وهنا تبدلت ألوان وجهها وهي تناظره وسط فتاتين اثنتين يداعب ويلاعب ، ٍرمقته بكره لحظتها والتقطت صورة بملامح حانقة وأعادته له ولم تضف ولا حرفا بل ابتسمت له وجلست جواره تتنعم بهدوء اللحظة بينما في داخلها يغلي يغلي غليااااااانا رسميا …….
نفس الغليان الذي كانت تضبطه هذه بصعوبة وهي بجواره ، من جهة تريد أن تزيح غيمة الخصام فهي لا تقدر عنه بعدا ومن جهة فهي مصرة على أن تجعله يدفع الثمن غاليا … حين دلف إلى غرفتها وجدها واقفة عند المنضدة وهي تضع زينة على وجهها تفاجئ بنهوضها من السرير لذلك امتعض من تصرفها ذاك قصد إراحتها …
ميار:- ما تزالين متعبة جوزي هذا لا يليق ؟؟
جوزيت(زفرت عميقا وهي تضع ملمع الشفاه):- أصبحت بخير لا تشغل نفسك فيني ، ها أرى أن الليل قريب لما لا تعيدون الكرة أظن أنكم قد اشتقتم لتلك المتع هااااا ؟
ميار(رمى بنفسه على السرير ونظر للسقف):- ولكنني اشتقت لكِ أنتِ
جوزيت(ناظرته من مرآتها وتحركت حنجرتها):- هههه ولما لم تشتق لي وأنت بحضنهن ؟
ميار(رمقها بطرف عين):- لم أكن في وعيي لكن جزما قد فكرت فيكِ
جوزيت:- جزماااا هاه ، طيب أخرج لي جزمتي من الدولاب من بعد إذنك فقد وضعتها فوق ولن أصل إليها بدون مساعدة
ميار(نهض بتثاقل):- لا داعي للجزمة أنتِ لستِ ذاهبة لمحل
جوزيت:- بلى سأخرج
ميار(توقف محله وناظرها):- إلى أين يا روحي ؟
جوزيت(عطرت نفسها ونهضت):- مش شغلك
ميار(نهض بخيلاء وتقدم من خلفها وهو يتبادل معها نظرات تحدي في المرآة):- لا خروج لكِ جوزي ، اعدلي عن هذا الجنون وكفي عن تخيل أمور ليست من ضمن اختصاصاتكِ معي وكخير مثال السيطرة التي تحاولين إدراجها في العلاقة بيننا ، لأنه من المستحيل أن تتجاسر ثعلبة ضد فهد هممم
جوزيت(طالعته بنظرات مستكينة وزفرت عميقا قبل ّأن تضع ملمع الشفاه على المنضدة):- ولكنني ثعلبة لا تخشى فهدا ينتمي إليها ..
ميار(تحركت حنجرته واقترب أكثر حتى وثب من خلفها مباشرة قريب ولكن في آن الوقت بعيد):- لا تجربي حظكِ معي كي لا يخذلكِ حين تبوء محاولتكِ بالفشل
جوزيت:- أساسا أنا لا أؤمن بالحظ وغير ذلك أنت فعلا قد خذلتني خذلانا يكفيني العمر كله
ميار(تبدلت ملامحه وتحولت لحمم بركانية):- الآن ماذا تريدين إلى ما تسعين لقد اعتذرت منكِ رابضت بغرفتكِ اليوم كله بغية استعطاف رضاكِ ، أخبرتكِ أن كل ذلك كان لعبة دنيئة مخطط لها ، ما يعني أنني بريء من هذااااا الجحيم الذي تقحمينني فيه لحظة بعد لحظة
جوزيت(استدارت إليه ببرودة):- هل لك أن تتنحى قليلا أريد سحب الكرسي لإحضار كعبي
ميار(حرك رأسه بجنون وضرب الكرسي بغضب):- لما لا تتوقفي عن التصرف بجمود هكذااااا ، لأنه لا ينفع معي جوزيت لا ينفع معي
جوزيت(بعد صمت ناظرت فيه الكرسي المكسور):- كنت أحسب أننا صرنا معا ، حين اختلطت أنفاسنا حين توحدت أجسامنا حين التحمت أرواحنا ، وامتزج الوجد بالوجد لكن …. ربما أخطأت التقدير فأنت تبقى مجرد أناني منحط لا تفكر إلا بنزواتك وعقدك القديمة العليلة التي تستصرخها في كل لحظة لأجل تسميم أوقاتنا السعيدة …
ميار(رفع يده ليخرسها وجذبها من رقبتها بقوة إليه):- أنتِ هنا قد تخطيتِ الخط الأحمر
جوزيت(صغرت عينيها وهي تناظر وجهه القريب منها دونما رهببة):- وأظنك تخطيت خطوطي قبلي يا ميار ، فدعني لا أصبح عدوتك لأنني لو صرت كذلك ستجدني أبيعك لألذ أعدائك فقط لأنتقم من نفسك التي خولت لك أنني أضحووووووووووكة ..
ميار(أشار لها بسبابته):- الحوار هنا سيتخذ منحى سيئااااااا لن ينتهي على خير
جوزيت(دفعت نفسها إليه وهي تجابهه قوة):- وأنا لست خائفة
مسح على رقبته وهو يناظرها مبتعد خلفه لتجذب الكرسي الآخر وتضعه بجانب الدولاب، صعدت بهدوء وأخرجت علبة حذائها وضعتها على خصرها ونظرت للأرض لأجل النزول ووجدته دفع رجل الكرسي وكاد يسقطها فتسمرت محلها
ميار(كتف يديه متحديا إياها):- انزلي لأرى
جوزيت(تمسكت بالدولاب):- ما تفعله لهو صبية في ربيع عمرهم ليس إلا
ميار:- أذكر أننا كنا كذلك ذات يوم ، أم أن هذه السنين أنستكِ الظهر الذي كنتِ تمتطينه لتجلبي أغراضكِ العلوية …. أنا ما نسيت
جوزيت(رمشت وهي تنظر إليه):- دعني أنزل لا أرغب بتذكر الأطلال ، مر ردح من الزمن وفات وقت الإيثار عليها …
ميار(صغر عينيه بلؤم ودفع رجل الكرسي بقوة حتى اختل توازنها):- أظنني سأذكركِ بطريقتي ..
جوزيت(صغرت عينيها فيه أيضا وبلؤم ابتسمت وهي تقفز):- هههه أنت معتوه لو كنت تظن أن ثعلبة القطب ليست فذة حتى تدافع عن نفسها … آه .. تتت
ميار(اقترب منها):- ماذا بكِ جوزي جووووزي؟؟
جوزيت(استدارت مولية ظهرها له وهي تغالب ألم بطنها المفاجئ):- لا شيء …
ميار(أمسك ذراعها):- أخبرتكِ أنكِ لستِ على ما يرام ولكنكِ تعاندين
جوزيت(رمت العلبة على السرير وابتعدت عنه متجهة صوب الحمام ، أغلقت الباب خلفها وانحنت وهي تلامس بطنها):- هفففف أي … ليتني ما قفزت ها قد آلمت نفسي يا الله الآن سيحبسني ولن يسمح لي بالخروج أعرفه ، كيف سأتصرف ربما العناد لن يجدي معه نفعا إذن لنستعمل الطريقة السهلة
ميار(أخذ يطرق الباب عليها):- جوزيت أجيبيني وإلا كسرت عليكِ الباب
جوزيت:- اكسره اكسره فأنت قد كسرت قلبي سابقا هل سأحزن على الباب يعني …
ميار(وضع يده على جنبه بنفاذ صبر):- الرحمة يا ربي الرحمة ، اسمعي يا بنت أنا لا أملك عقلا لكي أبقى اليوم بطوله ألاحقكِ من جملة لجملة كفى لقد أرهقتني وفاض صبري
جوزيت:- كنت تذكر العاقبة حين تمرغت وسط البناااااات الجميلات عزيزي ميار ..
ميار(تنفس بعمق):- جوزي افتحي الباب سأعد حتى الثلاثة ، 1…2 ..
جوزيت(فتحتها عند ثلاثة):- ماذا تريد ؟
ميار(اندفع إليها ورد الباب خلفه):- الآن ما هذه التصرفاااات ؟
جوزيت(تنهدت بتعب وأرخت كتفيها وناظرته قبل أن تتجاوزه مغادرة الحمام لتجلس على طرف السرير):- اختنقت
ميار(حرك رأسه وانحنى القرفصاء وهو يطالعها):- أنا السبب
جوزيت(بعيون ذابلة):- أردت الخروج فقط لأنفس عن خاطري المكسور ، هل في هذا ضرر ألا يحق أن أبدد خيانتك لي بأكثر الأشياء مساعدة لقلب الأنثى المخدووووع ؟
ميار:- ليس وأنتِ متعبة
جوزيت:- أتريدني أن أسامحك
ميار(أمسك يديها وقبَّلهما وبجدية حنونة):- أرغب بذلك بشكل لا تتصورينه
جوزيت:- إذن اسمح لي بأن أغادر ثنايا هذا المكان سويعات بسيطة وحسب ممكن ؟
ميار:- غير ممكن انسي الموضوع
جوزيت:- ستكون البنات معي وسيذهب معنا رجالك كحراسة ولن نتأخر كلها ساعتين ..
ميار:- ماذا تريدين بهذا أجيبيني بوضوح ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها):- حين كنا بنيوزيلندا أنا وناريانا كنا نقضي أيام الأجازة بالمنتجع ، يعني نخضع لجلسات تدليك على اهتمام شامل من قبل العاملات هناك ، يعني تدليل نسائي على أعلى مستوى وافتقدت ذلك لأنه كان يريحني ويوقف حبل أشواقي المضنية إليك.. وبالفترة الأخيرة أخبرتنا لورينا عن المنتجع الذي ترتاده شعرت بالغيرة لأنها مدحته كثيرا والآن اشتهيت الذهاب إليه فهل سوف تدعني أذهب ؟
ميار(مرر لسانه حول شفتيه وجلس بقربها وجعلها تستدير إليه):- طبعا جوزي سأسمح لكن ليس اليوم حتى أتأكد من أنكِ بخير
جوزيت:- يوووووه هل ستتحكم في أنفاسي أيضا ، ثم أصلا أصلا أنت لست في موضع يخول لك فرض سلطتك علي أنا لم أسامحك بعد
ميار:- ستسامحينني
جوزيت(تفاجأت حين وضع رأسه على كتفها):- ماذاااا ؟
ميار(بوجع):- أشعر بالضيق فحسب
جوزيت(لعنت اهتمامها ورمشت بضعف):- مماذا ؟
ميار:- من حالنا هذا ..
جوزيت:- ومن المتسبب في حالنا هذا يا بعدي ؟
ميار:- أنا … ولكنني أريد نسيانه أريد تجاوزه لكي نصير بخير تعبت
جوزيت:- هل تعدني أنك لن تكررها مرة أخرى ؟
ميار(لمعت عيناه وناظرها بلهفة):- أعدكِ وعد شرف
جوزيت:- وميرنا ؟
ميار(ارتجت حدقاته وتحركت حنجرته من كذبته):- سنتجاوزها أيضا
جوزيت(ابتسمت):- إذن ستوافق على ذهابي مع البنات وإن تعبت سأطلب منهم العودة
ميار:- أنتِ مصرة يعني تمام سنعتبرها موافقة صلح
جوزيت:- أكيد لا فصلحنا يجب أن يتم باحتفال ما رأيك لو نتعشى سوية خارج القصر ، في مطعم لا أدري سأرى ما يمكنني إيجاده أثناء نزهتي مع الفتيات ، وبالمرة أستطيع أن أضغط عليهن ليسامحن البقية وتكون سهرة جماااااعية ؟
ميار(مط شفتيه):- هل حقا سامحتني ؟
جوزيت(لامست وجنته بيدها):- طبعا لاء أيها الأهبل ، ولكن أنا واثقة حين أعود من هذه النزهة سأكون قد نسيت
ميار(همَّ بتقبيل شفتيها ولكنها ابتعدت):- تتهربين ؟
جوزيت(نهضت):- لندع كل شيء لليلة ، أ… مياري لما لا تحضر لي ما ألتهمه قبل شرب الدواء إذ لا أريد أن أنساه فليلتنا تستحق
ميار(نهض بفرح):- حالا جوزتي .. لا تعرفين كم أنا سعييييد الآن
جوزيت(لمحت الفرحة بعينيه ورسمت ابتسامة خبث):- ولا تعرف كم أنااااا أتلهف لرؤية هذه السعادة وهي تندثر في الهوااااء هههه أخرق إن كنت تظن أن المرأة تنسى الخيانة بسهولة ودونما دفع الثمن المناسب …/ امم الآن أين هاتفه لمحته قد وضعه هناك هاااه جيد لنرى …
أدخلت كلمة سر عيد ميلاد إياد فما يزال يحتفظ بها حتى الآن ، ولجت بسرعة نحو بريده ووجدت الفيديو بانتظارها فتحته وإذ بأنفاسها تختنق وهي ترى ما لا تحب أي عاشقة رؤيته في هذه الحياة ، كانت المشاهد جارحة جداااااا والأدهى أنه كان مدلها في الفتاتين الجامحتين غير مدرك للسكين التي كان يطعنها بها وهو يتواقح معهما ، في حين كانت هي كالخرقاء تنتظره لكي يعود وتصالحه وتعتذر منه حتى أنها قد غفت على سريره من فرط الانتظااااااار .. تساقطت دمعات خائنة من عينيها وسرعان ما مسحتها وأعادت الهاتف لوضعه وتوجهت للحمام ، وضعت يديها على حافتي الحوض وهي تلهث بأنفاس متقطعة تكابد اختناقها الذي جعلها هشة أكثر من ذي قلب ، رفعت رأسها للمرآة وبعيون دموية كلها كره وغضب ثائر آثرت الانتقام وهذه المرة سوف لن ترحمه …..
طبعا لن ترحمه هذه أيضا فحتى لو استحلف لها بأن ما حصل كان غلطة وأنه ليس لهم ذنب فيما حصل ، إلا أنها ستظل تلومه وتلومه حتى قبل أن ترى الثلاث عرايس والله قلبي معك ولول قضيتك هذه المرة أكثر تشعبا من ذي قبل … ^^
في الغرفة الجانبية الكامنة بجانب الرواق والتي كانا بها في إحدى المرات ، كانت هنا تجلس على الكنبة وهي تتكئ على ركبتيها ويديها تدفن وجهها بهما ، بينما كان هو بجوارها يضع يده على فكه يعتمد على حافة الكنبة ويده الأخرى يمدها على الأريكة بينما عيناه تناظرانها بتعب ..
وائل:- لن تتوقفي عن الانتحاب هذا ما فهمته
ميرنا(رفعت رأسها المحمرّ ورمت نفسها على الكنبة متكئة بإرهاق):- لا أعرف ماذا علي أن أفعل كي أبتلع هذا الوجع ، إنه هنا هنا ملتصق بحنجرتي وبسببببببببك
وائل(لامس شعرها الذي سقط على يده حينما اتكأت ووضع رأسه أيضا على حافة الكنبة يناظرها بانهزام):- عسل غروبي قد تحول فجأة لعسل أسود يذبحني في كل نظرة
ميرنا(واجهته بنفس جلسته وتنهدت):- ضع نفسك محلي
وائل(ابتسم بسخرية):- أصلا أنا محلكِ منذ أن ظهر حكيم الراجي في حياتك ، ليكمل ميار نجيب بهاء إعدامي عند محراب عشقك
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- من يعشق لا ينسى معشوقه
وائل:- ولما في نظركِ صنع الخمر لكي ينسى الناس همومهم علما أنه خطأ وما كان علينا التمادي ، لكنكِ البارحة جعلتني أصل للحد الأقصى من التحمل حتى أنكِ أبدا أبدا لم تهتمي فيني ولم تشعري بأنني بدوري أتخبط في وجع مختلف النظير عن كل ما نعايشه …
ميرنا(رمشت بعينيها):- وما الذي سيؤلمك مثلا ؟
وائل(مط شفتيه وهو يناظر البعيد):- ميرناااا أنتِ مستبدة
ميرنا(عوجت خدها بألم):- أمر ليس بجديد
وائل:- على العموم حين تعودين ميرنا التي أعرف وقتها ربما سأخبركِ ..
ميرنا:- ولست مهتمة حاليا إلا بأوجاعي التي لا أجد طريقة لكي أتناساها لأنك هنا ذبحتني
وائل(نظر لساعته):- 15 عشرة دقيقة من الرد والعطاء ولا فائدة ، نحن ندور في نفس الحلقة المفرغة لا أنتِ قادرة على الصفح ولا أنا قادر على جعلكِ تنسين حتما تعبت واستسلمت
ميرنا(ناظرت تعبه فعلا من ملامحه واهتزت حنجرتها):- لو كنت محلك ما كانت ردة فعلك ؟
وائل(زفر عميقا ونظر إليها):- سأغضب سأنعزل سأحاول احتواء عصبيتي قدر ما أستطيع ، ممكن أصرخ بوجهكِ طبيعي لكنني سأبتعد لأعود وأعاتبكِ وبعدها أغفر لكِ ..
ميرنا(مطت شفتها):- أنت واثق ،هه ألن تتخلى عني مثلما تفعل معي كل مرة ؟
وائل(برقت عيناه بابتسامة عشق):- أصلا متى تخليت عنكِ يا غبية ، دوما ما كنت أعود إليكِ وأنا أعشقكِ أكثر من البداية
ميرنا(ضحكت من جملته):- معك حق ، بعمرك ما تخليت عني لكنك كنت تعاقبني بهجرك وجفائك وابتعادك عني لأيام طويلة
وائل(صغر عينيه بتفكير):- دعيني أرى ، اممم لا أظن بأنني تجاوزت أسبوعا على بعضه
ميرنا:- اخرس ولا تدعني أذكرك بأفعالك الشنيعة فيني ..
وائل:- طيب اصفحي …؟
ميرنا(حركت رأسها وقد نسيت أصلا يده على شعرها والتي استطابت ملمسها):- كيف ؟
وائل(اقترب منها ومد يده ليعانقها ويدفعها لحضنه على جلستهما):-هكذااااا !!
أغمضت عينيها وهي تشعر بالراحة على صدره ، سئمت من مقاومتها وشعورها نحوه يدفعها للإفراط في الجنون وتقبيله حتى ، فهي لذلك الشخص تنتمي مهما تقاذفتها الأمواج إلا أن الاستكانة التي تحياها في حضنه لا تجدها في أي مكااااان ، لمسته الحنونة وطبطبته على رأسها ومداعبة خصلات شعرها تجعلها تغفر ، همسات قلبه التي يهتف بها بخفوت على مسمعها تزيدها تعلقا به ، أما عطره فهو كالمغناطيس يجذبها إليه ويجعل كل مقاوماتها تخمد نيرانها لكي تستقبل أنفاسه وتطوع كل خلاياها الكامنة فيها ،… احتياجها له واشتياقها استوضحت مدى عمقهما حين ضمها إليه بذلك الشكل لعله يمتص ذلك البؤس الذي زرعه فيها دون قصد …. كان بدوره مغمضا عينيه وهو يستطيب قربها الذي يجعله شخصا قادرا على الإطاحة بأي حاجز يبعدها عنه ، فحضنه الذي يؤويها الآن مسكنها ، وصدره الذي يفرغ كل ما بداخله لأجل احتوائها ملاذها ، قلبه الذي ينبض الآن بخفة مملكتها التي تعيث فيهااااا تارة بالعذاب وتارة بالعشق الهادر ، إنها ميرنته عسل غروبه وشمس لياليه الآفلة ..
ميرنا(زفرت بعمق وهي تسحب نفسها من قيوده التي تكبلها مهما تنصلت):- اسمعني ، كي نتخطى هذه المحنة عليك أن تعدني بأنك لن تثمل مجددا هذا فقط ضمان للمستقبل
وائل(بحماس):- أعدكِ وعد شرف
ميرنا(زفرت عميقا واقتربت بوجهها ملامسة وجهه لتصل لمسامعه وتهمس):- إذن نفذ بقية وعودك وستحصل على غفراني كاملا
وائل(ارتعشت أنامله التي وضعت أناملها فيها):- حبيبتي
ميرنا(نفخت في عنقه وهمست):- أريد تلك الأغنية التي أسمعتني إياها في الشرفة على هاتفي الآن ، أريد أن أعيد سماعها من جديد لأقرر هل تستحق غفراني أم أنني سأهدر وقتي معك ؟
وائل(أخرج هاتفه من جيبه وشرع بفتحه):- أكاد لا أصدق أننا تجاوزناهاااا ميرنا ، لحظة سوف أجدها هنا
ميرنا(أخذت منه الهاتف برفق وهي تسبل بعيونها اللعوب):- لما لا تدع لي هذه المهمة ، وتستعد لتنفيذ رغباتي فأولها امممم ، سأخرج مع البنات للتسوق فالليلة أفكر بأن نحتفل سوية خارج القصر ما رأيك ، ربما لو طرحت الفكرة عليهم لن يعترضوا وربما تكون فرصة صلح للبقية ؟
وائل(قبَّل جبينها بحرارة وعشق):- لنفعل كل ما تأمرين به
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تناظر حماسه):- إذن … لنبدأ بأولها أرجو أن توفر لبطني ما يشبع جوعها ريثما أحمل الأغنية على هاتفي هاااا ولا تنس قهوتي
وائل(نهض بحرارة وتوجه صوب الباب وعاد إليها):- ميرنا أنتِ لا تتلاعبين بي صحيح ؟
ميرنا(بردة فعل مفتعلة):- أظن أنك استحليت غضبي تمام خذ هاتفك أنا بغرفتي
وائل(بلهفة):- لالالا حلوتي لا من قال ذلك أنا فقط لم أستوعب ، تمام هه انتظريني عائد لكِ
ميرنا(ناظرته حتى غاب عن ناظريها ورمقت الهاتف بخبث):- وأنَّى لي أن أتحرك مثلا ؟؟؟
سرعان ما ولجت الهاتف بكلمته السرية التي تعرفها سالفا وقد غيرها باسمها مؤخرا ، دلفت مسرعة لخانة الرسائل البريدية ووجدت الفيديو بإحداها ينتظرها بحسرة ولحظتها رأته كااااااااملا ، رأت ما قد يحول أي امرأة لبركان ثائر يشتهي الفتك بألذ أعدائه ، ميوعة البنات وسفالتهن وتفاعله معهن وهو وسطهن بذلك الشكل جعلها تشعر بالغثيان ، آلمتها معدتها وهي تناظر كل واحدة فيهن تلتف من حوله وهو بينهن راضخ وفي حالة من الأنس والمتعة … ناسيا إياها ناسيا العالم كله وما فيه وعلى هذاااا سوف لن تغفر ، حتى لو ظل يعتذر منها اليوم كله لن تغفر قربهن ولمسهن وجرأتهن وقبلاتهن وأحضانهن له ، ولن تغفر رفض جسمه لهن بل سوف تحاسب طاعته الراضخة بشكل لن يتخيله قط ….كفكفت دمعها وهي تعض على شفتها بألم ووجع اعتمر صدرها ، رفعت ذقنها وهي تخرج من جانب البريد وبعثت الأغنية فعلا لهاتفها لتضعه على جنب وتنهض للنافذة ، فتحتها وأخذت تتنفس تتنفس تتنفس كي لا تصاب بنوبة ذعر تفضح أمرها ، رفعت شعرها لفوق وأخذت تنشُّ على عنقها وهي تمسح هالة التوتر التي اعتمرتها بعد رؤية تلك الفضيحة … صدقت جوزيت صدقت حين علمت أن هنالك رسائل نصية ولجتهم وحدسها لم يخيب ، وياااا الله على الوجع الحااااارق إنه يفتك بكل ذرة صبر فيهم … مع الأسف
بعد مرور بعض الوقت وبعد أن قامت كل واحدة فيهن بإقناع رجلها بالخروج للتسوق لأجل الاحتفال وطبعا أقنعوهم بأنهن متفقات سلفا على ذلك ، وأيضا يمكن تحويل النزهة لسهرة مميزة تلك الليلة لأجل الصلح الجماعي ومصلحة الكل ،.. الشباب لم يقدموا ولم يؤخروا كانوا يتنشقون ذلك الصفح وحين جاء كانوا خاضعين بمعنى الكلمة لأوامر البنات خصوصا حين أودعوا ميسون بحوزتهم صار الأمر مضمونا ولا شائبة تشوبه ، يعني كله في السليم ولم يتم التشكيك بتخطيطهن مطلقا خصوصا أن الرجال سيرافقونهم كحراسة …
ميسون(بتذمر):- يووه لما لا تذهب ميسون أيضا أليست نزهة فتيات أنا فتاة كذلك ؟
ميرنا(انحنت وهي تعقد رباط فستان ميسون):- ميسونتي سأخبركِ بشيء وعليكِ تنفيذه ، بابا حكيم أحضر هاتفا لأجلكِ صحيح .. أريدكِ أن تستعمليه في الوقت الذي سأتصل بكِ عليه ، ابتعدي لزاوية منفردة ولا تجعلي أحدا يتنصت عليكِ وبعدها نفذي ما سأطلبه منكِ خفية عنهم تحججي بالدخول للحمام في غرفتي وقومي باللازم
ميسون(رمشت):- يعني خطة تكتيكية سننفذ ؟
ميرنا:- آه وأنا التي أشرح هنا بشكل أوفر أنتِ أصلا داهية ، أجل خطة يعني سنلعب لعبة وأنتِ البطلة فيها بحيث ستشغلينهم جميعا في مكان واحد ولا تدعي أحدا منهم يغادر جمعتكم
ميسون(عدت أصابعها):- هاااء كيف هم خمسة أنا كيف سأضبطهم أنتم لا تستطيعون ذلك فكيف بي أنا ؟
ميرنا(مطت شفتيها ونهضت):- قسما بالله ما كذبتِ يا بنت ، إن كنا نحن بطولنا لم نضبط ولا واحد فيهم فكيف بكِ أنتِ ، اممم ولكننا لن نيأس دعينا نفكر … مثلا أبوكِ ستشغلينه بكتابة خاطرة لكِ ووائل بالكلمات المتقاطعة ومعه نادر اخلقي منافسة بينهما والرابح يلاعبكِ همم ، أما ميار فدعيه يعلمكِ رمي السهام واطلبي منه إحضار الدائرة الصغيرة بمكتبه ويعلقها بمكان ما في الصالون أمام مرأى الجميع والعبا سوية ، أيضا كاظم تحديه في لعب الذراع لست أدري اخترعي أي شيء أو لحظة هو يفقه في الرسم دعيه يرسم لكِ شيئا …… يعني يا ميسون ستكونين أنتِ الرابط الذي سيجمعهم في مكان واحد لأنهم لو غفلوا عن ناظريكِ سوف يعرقلون مهمتنا وسنتأخر نحن أكثر بالخارج ، وأنتِ لا ترغبين بذلك صح ؟
ميسون(أمسكت يد ميرنا ومسحت بها خدها):- صحيح .. سأشتاق لكِ … لورينا ستذهب أيضا ؟
ميرنا:- يس هي أيضا ذاهبة معنا ..
ميسون:- تمام سأنفذ الخطة مثلما سنلعب
ميرنا:- أساسا أعتمد عليكِ أنا حلوتي .. وإياكِ وأن تفضي بهذا السر لأي أحد هو سر خاص بالبنات وحسب اتفقنا ؟
ميسون(رفعت إصبعها بحركة الوعد مثل ميرنا):- أعدكِ ههه …
ميرنا(عانقتها ونظرت لنفسها بالمرآة وهي تهندم فستانها):- صرنا جاهزات الآن هيا …
أمسكت يد ميسون وحملت حقيبتها وهي تطأ على كبريائها غضبها حنقها وانكسارها بواسطة كعبها الذي كانت تخط به الأرضية وهي عازمة على حرق الدنيا ولا تجعل كل ما حصل يمر مرور الكرام ، مرَّت بجانبها تلك الأنثى الصارخة بعيون ميتة وقلب كسير تنهدتا ورفعتا رأسهما بإباء وهما تنزلان من الدرج لتلحق بهما كل من ناريانا ولورين وهما أيضا على ذات الهيأة الجريحة والمعنونة بعنوان "نساء مكسورااااااات" …. الشباب كانوا بصالون المدفئة ما إن لمحوهم حتى تبادلوا نظرات انتصار وابتسامات حيث ظنوا لوهلة أنهم ظفروا بغفران البنات اللاتي لم يدخرن جهدا في زرع ابتسامة خادعة على وجوههن المتعبة …
جوزيت:- ساعتيْ زمن ونعود ، آه ميار هل كلمت رجالك لا نريد مجازفة ؟
ميار(برقت عيناه وهو يتطلع إليها):- أكيد نبهتهم بألا يغفلوا عنكم بالمركز الذي ستتوجهون إليه لا تقلقي، لكن لا تتأخروا هاه لكي نعرف أين سنذهب بسهرتنا الليلة
جوزيت(تحركت وهي تناظرهم بطرف عينها):- نتفق
ميار(قاوم نظرته كي لا ينظر إليها فقد كانت مباشرة خلفها ولذلك شغل عيونه بميسون):- ميسون
حكيم(نظر لميسون):- وأنتِ دلوعتي ستبقين برفقتنا
ميسون(نظرت لميرنا وأومأت برأسها وهي متوجهة إليه حتى رفعها بحضنه):- أكيد سنستمتع أنا وأنتم سنلعب كثيرا لأنكم مسئولون عن سعادتي وراحتي ريثما يعودون هممم ؟
وائل:- هوووه أميرتنا المدللة في رعايتنا ولا نهتم بها ، عيب حتى في حقنا
كاظم(خطفها من حضن حكيم):- أنتِ ستجدين نفسكِ في الهواء أصلا فور خروجهن ههه
ميسون(ضحكت بصخب):- ههههههه أنزلني
نادر:- يا الله سوف يفتك بالبنت …
ميرنا(امتصت شفتيها):- لنذهب يا بنات كي لا نتأخر ،، نلتقي
وائل(ابتسم لها):- أراكِ
ميرنا(ابتسمت له):- طبعااا
لورينا(لحقتها وهي تبتسم على مضض):- لا تشاغبي ميسون
حكيم(بمودة):- استمتعوا ..
لورينا:- همم سنحاول
ناريانا(زفرت وهي تصطنع بسمة):- اهتم بالصغيرة
نادر(حرك رأسه ببلاهة):- سيحصل
جوزيت(مرت بجانبه لكنه استوقفها حين أمسكها من ذراعها):- أتحتاج شيئا ؟
ميار:- إذا ما شعرتِ بتوعك عودي فورا حيثما كنتِ ، لا تدعيني أقلق ؟
جوزيت(نظرت ليده وابتسمت):- أخذت دوائي معي ، يعني سنأمل أن أستمتع مثلما آمل ، هيا سأذهب الآن البنات بانتظاري …
ميار(تحرك معها):- سأرافقكم للسيارة ..
جوزيت(حركت رموشها وتقدمته):- رافق يا بيبي راااافق مثلما ترييييد …
ركبت لورينا محل السائق وبجوارها ناريانا أما جوزيت فاستقرت بالخلف وبقربها ميرنا ، أشار ميار لهن كي يقود بهن السائق ولكنهن آثرن أخذ حريتهن بينما كانت سيارتيْ حراسة ترافقهما واحدة تتقدمهم والأخرى من خلفهم ، وهذا وحده ما جعله يأنس قليلا ويتركهن على سجيتهن ، ولكن القلق كان شريك حاله فقد شعر بشيء غير طبيعي رغم ذلك ..
حكيم(انتبه له من النافذة وهو جاثم عند الباب بلا حراك وتوجه إليه):- هيييه ما بالك واقف هكذا ؟
ميار(نظر للشمس وهي تغيب):- لا أدري لكنني أشعر بشيء غير طبيعي
حكيم:- أتقلق بشأنهن لا تشغل بالك ، المركز الذي ستصطحبهم إليه لورينا أعرفه سابقا في مرة رافقتها وهو آمن وللنساء فقط
ميار:- ريحتني ولكن مع ذلك ، فف لن أطمئن لحين عودتهن سالمات
حكيم:- والله بعد أن غفرن لنا كل شيء يهون فدا عودة ضحكتهن
ميار(ضحك بفرح وراحة):- معك حق كأن جبلا من الهموم قد انزاح عن قلبي …
حكيم(أشار له بالدخول):- دعناااا نريح كاهلنا قليلا
وائل(ابتسم لميسون):- طبعا أنا أغلب عمكِ نادر من الشوط الأول
ميسون:- دعوني أرى …
نادر:- هاتِ هاتِ يا أميرتنا اليوم سأصرع عمكِ ولول مليون خسارة …
جلس الشباب بقربها والتلفاز من خلفهم يدرج استعداداته لبرنامج ميرا ، في حين كل واحد فيهم كان قلبه يبتسم فرحا بعد مصالحته لحبيبته فهذا أقصى ما كانوا يتمنون ، ميسون نفذت خطة ميرنا بالحرف حيث حاول كاظم الانسحاب ولكنها طالبته بالرسم حتى ميار حين استقام ليتكلم عبر الهاتف مع الوطن لمعلومات طلبها تخص موضوع ليلة أمس ، طالبته بالإسراع للعودة لمحله يعني حجزتهم بقربها ولم تفلتهم ببراءتها التي شحذتها ميرنا بذلك الطلب المخطط له طبعاااااا … هنا كانت البنات قد قاربن على الوصول إلى وسط المدينة للتوجه إلى المركز ..
ميرنا:- يوه جوزيت أجبتكِ نعم نعم رأيت ما علي رؤيته ، كان بوضعية مخلة مع ثلاث فتيات
جوزيت:- يا عيني كل واحد فيهم ثلاثة اثنان
ناريانا:- آخخخ ربما حظ تعيسي في واحدة ولكن رغم ذلك هي خيانة
لورينا(استدارت وهي تلحق بسيارة الرجال):- الآن فكروا معي ما الذي سنفعله لأننا قاربنا على الوصول ، هل أنتن جديات بتنفيذ الخطة ؟
جوزيت(ناظرت السماء من جانبها):- أنا واثقة من قراري وأي واحدة فيكن لديها ذرة تردد ، سوف لن نقحمها معنا
ميرنا:- أنتِ لم تجبريني على شيء بكِ أو بدونكِ كنت سأسعى لهذا الانتقام ، مشاعري التي أزهقت وقلبي الذي طعن لا شيء سيشفي غليله إلا هذاااا
لورينا:- تلك المشاهد جعلتني أشعر بالتقزز من نفسي ، التمست طعم العهر بسببه حين ظن أنني مثلهن وأتاني ليكمل ما بدأه معهن مع الأسف
ناريانا:- الأنذاااال الحثالة آخ قليل فيهم ما سيحصل ولذلك نحن معا في هذاااا القرار جوزيت ، ولن تتحملي المسؤولية بل أربعتنا سنتحملها باقتناع حتى
زفرت كل منهم وقد توقف الحديث عند ذلك الحد ، وصلوا للمركز وقد كان خاصا بالنساء فحسب من جهة للتجميل ومن جهة للتسوق ، أمرت جوزيت الرجال أن يبقوا بمقربة الباب دون حراك لحين مغادرتهن وطبعا أجابوا طلبها وهنا دلفن بسرعة للمركز وتوجهن صوب الباب الخلفي حيث كانت بانتظارهم سيارة رجالها وركبت بها هي والبنات …
جوزيت:- هل قبضتم على ذلك المدعو جوناس ؟
فيكو(ذراع عنبر اليمين):- أجل سيدة جوزيت لقد احتويناه في مخزن لن يعثر عليه أحد ، بالنسبة للبقية أخشى أننا لم نستطع التعامل إلا بالسلاح دفاعا عن أنفسنا
جوزيت(نظرت جوارها لميرنا):- خيرا فعلتم لا نريد دلائل ، وبالنسبة لجوناس تعرفون ماذا تفعلون
فيكو(قاد السيارة وقد أخرج يده لرجاله كي يلحقوا به):- علم سيدتي
ميرنا(همست لها):- هل ستقتلونه ؟
جوزيت(اهتزت حنجرتها):- ميرنا حين دلفتِ معنا لهذا الاتفاق كان حريا بكِ أن تعرفي شروطه ، الآن لا أرغب بسماع شيء لقد تعرضنا لمؤامرة دنيئة والواجب علينا رد الصاع صاعين أو على الأقل رد جواب بأننا كشفناهم ، لذلك يا فيكو غيرت رأيي رحلوا جوناس للوطن ودع عنبر يرسل جثته إلى بيت سكر
فيكو:- كما تأمرين
ميرنا(بعدم تصديق):- يا إلهي من تتحدثين عنه إنسان ..
ناريانا(رمقتها بقلة حيلة):- إنسان لو واتته الفرصة لقتلكِ من فوره ، هنا نحن لا نلعب إما حياة أو موت وهذا قانون الولوج لعالمنا
ميرنا:- وما أبهاه من عالم
لورينا:- سؤال لو سمحتم رغم أني لا أشاء المقاطعة ، الآن هل هذا وقت تفكير في جوناس هذا دعونا نفكر بما سنفعله بتلك البنات أنا أشعر بيدي ترتجفان أريد الانقضاض عليهن وخنقهن .. لا أدري كيف سأضبط غضبي
ناريانا:- ومن سمعكِ يا لورين ، كلنا في ذات الوبال نتخبط .
جوزيت:- هانت قد وصلنا لمبتغانا …
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- أرجو فقط ألا نورط أنفسنا بما هو أدهى …
حملت كل واحدة فيهن مواجعها وهي تفكر فيما هن مقبلات عليه ، هكذا إلى أن وصل الرجال بهن لمبنى نائي لا تطأه قدم ، وجدن هناك رجال آخرين وهنا ذهلت ميرنا من كمية الرجال الذين تحت إمرة جوزيت والذين انحنوا بطاعة فور نزولها من السيارة ، استقاموا بالترتيب لإلقاء تحية الواجب لها وهي بادلتهم بأوامر صارمة جعلتهم يطأطئون رؤوسهم إيجابا وطاعة بشكل ترهب له الذات ، ناريانا كانت متعودة عليه لذلك كانت تكلم فيكو قائدهم على جنب ، في حين كانت لورينا تبادل ميرنا نفس الاندهاش حيال جبروت جوزيت وقوتها التي تطوع أعتى الرجال والدليل أمامهم….
جوزيت:- لندخل هن بالمخزن الخلفي ..
ميرنا(رمقتها وهي تخرج مسدسها من حقيبتها):- هل ستستعملين هذا من بدايتها ؟؟؟
جوزيت:- ضروري للترهيب ، ولا تتدخلي في شؤوني لديكِ ثلاث بنات لتنتقمي منهن ، أما أنا فقطعتين لي سأحولهما لخليط غير متجانس صبرهما فقط …
ميرنا:- الله يستر
لورينا:- قلبي مقبوووض
ناريانا(دخلت بإباء وكره):- وأنا كلي حماس وفرفشة هيااااا لنحصل على ثأرناااااااااااا
الدخول إلى هناك كان بمثابة خطوة سوف تؤثر تأثيرا عميقا بقلوبهن ، فهن أبدا أبدا لم تتوقعن بأنهن سيكن بذلك الموقف الذي حقا وبمعنى الكلمة كن يحسدن عليه ، حتى لو كان الأمر مبالغ فيه وذنب الفتيات في رقبة سكر وغضنفر إلا أن جواب تلك الفعلة عليهم أن يرسلوه بذات الشكل الموجع … نظرن لبعضهن قبل أن تمد ناريانا يدها لتفتح الباب وتجد 9 صبيات ما زلن بفساتينهن التي شهدت معاناة لليلة كاملة وما زلن يتخبطن من مكان لمكان دونما استيعاب أي شيء .. فحين تمت المداهمة حيث كن سابقا وتم قتل الحراس صرخن باستنجاد بالرجلين اللذين كانا معهما بالداخل لكن بلا فائدة فقد فارقا الحياة وتم أخذ البنات رهينة وإحضارهن لهذا المكان القصي … صوت كعب بطلاتنا كان ينخر بآذانهن وهن متوجسات جالسات على الكراسي قرب بعضهن بشكل مهيب ، عيونهن مغطاة أيديهن مربوطة وأفواههن لا ، كلهن جامدات صامتات واحدة فقط هي التي كانت تبكي بارتجاف وقد كانت أصغرهن …
جوزيت(تذكرت ملامح البنات خاصة ميار):- أحضر لي هذه صاحبة الفستان البيج وتلك هناك صاحبة الرمادي …
فيكو(حرك رأسه لرجاله):- خذهما للغرفة حالا …
نور(نطقت بتوجس):- من أنتِ ؟
عائشة(تنهدت بعمق):- أيا كنتِ فنحن لا نخشاكِ أسمعتِ ؟؟؟؟
نور(امتصت شفتيها وهي تحرك رأسها برفض):- نحن لم نفعل شيئا لما تحتجزوننا هنا ؟
جوزيت(بدون حرف فرقعت إصبعها للرجلين اللذين سحبوهما بقوة):- …لارد …
عائشة(تحركت على مضض):- دعني دعني أيها الغبي
نور:- عائشة لا تخافي أنا لن أدعهم يؤذونكِ
عائشة:- أففف يا نور أخشى أنها نهايتنا وعلي أن أصارحكِ
نور:- هل هذا وقتكِ كأننا ببرنامج لحظة الحقيقة
عائشة:- من يدري ربما كانت آخر ساعة لنا وعليه يجب أن تعرفي أنني أحبكِ يا أحلى ضرة
نور(بكت وهي مجرورة خلفها):- وأنا أحبكِ ولن يؤذوكِ ستعيشين وسوف نتزوج الرجل نفسه وننجب منه ونتخاصم عليه ألم تعدينني بذلك ؟
عائشة:- لا يختي متى وعدتكِ أي نعم أوافق أن نحلم معا لكن أن تشاركيني واقعا بزوجي لا يا أختي كلها وفي حاله
نور:- هاااا الآن أنكرتني اسمع يا أخ ابدأ بها أولا
الرجل(دفعهما للغرفة):- اخرساااااااااا منكِ لهاااااااااااااا
جوزيت(كانت جالسة على الكرسي واضعة رجلا على رجل):- على الأرض …
الرجل(جعلهما تجثوان أرضا على ركبتيهما):- كونا مؤدبتين
ناريانا(بالخارج أشارت ناحية روكا):- أريد تلك التي ترتدي الأزرق القاتم ..
فيكو:- تمام ، هيا خذ تلك للمستودع
لورينا(تقدمت نحو البنات وصفعت عواطف ومريم بقوة وجذبتهما من شعرهما):- وأنا أريد هااااااااااااااااتين
فيكو(أشار لرجاله):- إلى الغرفة الأخرى سريعا خذا هاتين …
عوطف(بغيظ):- الله لا يسامحك على هذه الصفعة خادمات عند أهلكِ نحن أيتها القذرة ، فكيني وسترين إن لم أقضم أصابعكِ النتنة بأسناني
لورينا:- ها وشرسة أم لسان أيضاااااا ذكرني فيكو أن نقوم بتأديبها جيدااااا
مريم(انكمشت في نفسها):- ما هذا الظلم ماذا فعلنا لكِ ؟
لورينا:- ولو يا راقصة هل نسيتِ نفسكِ ع العموم الحساب يجمع ، خذهما فورااااااااا
فيكو:- تحركوا يا رجال
ميرنا(نظرت إليهم وهم يسحبوهن):- أظن العدد كاف الآن أربعة ؟؟؟؟
فيكو:- سنخلصكِ من واحدة لو شئتِ
ميرنا(نظرت لصاحبة البني):- تلك خاصة كاظم ربيها على كيفك بمكان آخر لأن ثأري مع الثلاثة فحسب ولا أريد أن أكون ظالمة
فيكو(صغر عينيه):- أنتِ أخت الرئيسة وطلباتكِ مجابة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- أختها ؟؟؟؟
فيكو:- هذا ما أخبرتني به السيدة حين كنا بالخارج وطلبت أن أجيب كل أوامركِ بدون استثناء
ميرنا(شعرت بالإطراء):- ثعلبة أصيلة .. هيا تصرف …
لبنى(تحسست صوتها وأوقفتهم قبل أن يجتذبوها):- أنتِ حانقة عما حصل ليلة أمس في الملهى أليس كذلك ، يعني أنتم من قمتم بتحريرهم منا ؟
ميرنا:- تلك الذكية زيادة ع اللزوم يا فيكو اهتم لي بها جيدااااا
لبنى:- أظن أن هذا العقاب نابع من نزعة شك ووجع تحاولن القضاء عليه بتعذيبنا ، لكن لأختصر لكِ يا سيدة مهما فعلتم فذلك الوجع لن يمَّحي لا نحن ولا أنتم ولا هم لنا يد بكل هذاااا ، هي أقدار
ميرنا(انتفضت واقتربت منها):- كنتِ وفري فلسفتكِ هذه البارحة أو أن كاظم جعلكِ تنسين نفسكِ ومهمتكِ القذرة في سبيل الحصول على فيديو مشبوه لكما بالفراش ، تفوووه كلكن وسخات
خديجة:- آخ لو يتركونني عليها آآآآآآآخ
ميرنا(سمعتها وأشارت للرجل كي يسحب لبنى):- خذا هذه ودعوني أرى تلك الشجاعة قليلا
انعزلت كل واحدة فيهن مع غريماتها في مكان مستقل ، جوزيت مع نوري وآيشا بغرفة ، لورينا مع فوفا وميري بغرفة ، ناريانا مع روكا بالمستودع ، وفيكو أخذ لولو إلى جانب آخر لتبقى ميرنا قبالة الثلاثة سها دجى وساريتا …. يا حبيبي قلبي عليكن يا عاشقات لا تائبات شاطرات غير فالغرام والعشق والذي منو ودابا نشوفو الجد هههه
ساريتا(همست بخفوت):- دجى دجى يا بنت لما أشعر وكأنها نهايتنا ؟
خديجة:- إلهي أشوفهم يمزقونكِ إربا إربااااا يا أختي ابتعدي عني حتى في الموت يلاحقني صوتكِ ، دعيني أتجهد لله أن نخرج من هذا المطب الجلل
سهام:- حبذا لو تخرسا كلتاكما لأننا في وضع غير مستحب ، سندافع عن أنفسنا وليس وقت الخوف الآن أعلم أننا في مأزق ولكننا بنات الكلية يعني ؟؟؟؟
خديجة:- حري بهم أن يبدؤوا بكِ أنتِ على هذا اللسان الفطين ، ساريتا ما الأخبار كأنكِ لم تطلبي الولوج للحمام وإلا يطرأ ذلك فقط بالأوقات الجميلة حيث تحرمين على أمي المتع ؟
سارة:- صدقيني دجى أختي حين نخرج من هذا المصاب لن أزعجكِ قط ، وعد
سهام(قاطعتهما حين رفعت صوتها):- من أنتِ وماذا ترغبين منا ؟
خديجة:- هشش اخرسي نهضت الحكيمة لتنطق
ميرنا(أعطاها إحدى الرجال كرسيا لتجلس عليه):- ستعرفين من أكون حين نتحاسب ، لو سمحت ابدأ التصرف
الرجل(تقدم بآلة الحلاقة وأمسك برأس خديجة الأول):- تحت أمركِ سيدتي
خديجة(برجفة صرخت فيه وهي تحرك يديها المربوطتين لتصله):- أيها الأخرق السافل أزل يديك عني ابتعد عني ماذا تفعلون بي هل جنننننننتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سهام(بفزع):- دعوها وشأنها من أنتم صرحوا عن أنفسكم وفكوا قيودنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سارة(ابتلعت ريقها وفي آن الوقت هتفت):- يا ربي تسترنا يا ربي اهئ…
ميرنا:- امممم كأنكن لا تبدعن سوى بغرف النوم ما بالكن ألم يعجبكم تغيير الجو ، ثم لم يرق لي شعركن أريد أن أغير التسريحة هيا يا رجال افعلوااااااااا …
تقدم عدة رجال بنفس الأداة وأمسكوا رؤوس سارة وسهام وخديجة ودفعوهم للخلف قبل أن يزجوا شعرهم زجا من جذوره ، أخذ يتساقط على أيديهن وهن تصرخن لكي يرحموهم مما هن فيه لكن من يسمع فميرنا ارتأت أن ذلك أهون عقاب لهن
ميرنا:- والآن …. سنتحاسب على ما اقترفتموه ليلة أمس ، ما كانت غايتكم ؟
خديجة(شهقت وهي تلتقط أنفاسها):- أيتها السافلة الحقيرة فكي قيودنا وأنا سأفصل لحمكِ عن جلدك ؟؟
ميرنا:- هههه أحقا ستفعلين ، ما علي إذن سوى الانتظار وأظن أنكن حظيتن ببداية عقاب تجعلكن تعدن حساباتكن في تلك الطريق التي تسيرون بها …
سهام(شتمت من بين أسنانها):- أنتِ تريدين معاقبتنا إذن ، ومن أنتِ أصلا حتى تفعلي بنا هذااااا أم أنكِ حزنتِ لتواجد حبيبكِ بيننا ؟؟؟؟
سارة(تنفست بعمق):- أيعني هذا أنها المرأة التي كانت يتحدث عنها الوسيييم ليلة أمس ؟
خديجة:- اركليها يا سها أمامكِ لأنني سأقتلها في أرضها أم لسان طويل ، احترتِ هاه شبعتِ حيرة لتنتظري جواب السؤال واضح يا ذكية أنها تنتقم لأننا أخذنا حيزا في قلبه ، لكن إكسكيوزمي هو الذي أتانا وليس نحن
سهام:- أقترح ألا نستشيط غضبها دجى حبيبتي اصمتي
ميرنا(نهضت وهي تزفر عميقا وتقدمت إليهن):- من المؤكد أن ألسنتكن بحاجة لتقليم لما لا ، أخ فيكو هاااا لو سمحت ضعهم مع صديقتهن هناك وقوموا باللازم لأجلهن .. بطبعي أنا لست انتقامية لكن حين تفكرون بالإطاحة بأحبتي في خطط دنيئة فما سيُفعل بكم قليل بحقكم حتى … هياااا
أخذوهم حيث كانت لبنى قد فقدت شعرها هي الأخرى وعلى جسمها كدمات الضرب بادية ، أيضا هن أخذن نصيبهن من الضرب والتعذيب على يد أضخم رجالهم فتكا …
سارة(بألم في كل أطرافها):- اهئ لوبا راح شعري راح يا لولو
لبنى(تداري آلامها):- لا تبكي يا هبلة الشعر سينبت هل استطعتم التعرف على أي واحدة منهن ؟
خديجة(بأنين):- جسمي تكسَّر إلهي تتكسر عظامهم
سهام:- لبنى فهمنا أنها خاصة الشاب الذي كان رفقتنا يعني وائل رشوان
لبنى:- وهي صديقة لكاظم ، ما يعني أن الأخريات خاصات ببقية الشباب يا إلهي لم تظهر ولا واحدة فيهن أخشى أن يقتلنهن
سارة:- هئئئ بعيد الشر عنهم .. يا رب تحفظهم يا رب
سهام:- كل هذا بسبب سكر كل هذا بسببهاااااااا ، ما نفعله لا يتحمله أي شخص عادي
لبنى:- ولهذا تحديدا وثقوا بنا ولن نخون ثقتهم لكي نخرج من هذا المطب وننقذ الباقيات
خديجة:- تنقذين من ، أغلبية بنات الكلية يمتهن العهر وراضيات بالواقع الذي فُرض عليهن … والتي تنطق بحرف اعتراض تعلمين مصيرها جيدا
لبنى:- وهذا مربط الفرس علينا أن نتصرف حسب الخطة ، وما حدث الليلة ضريبة لقلوبنا الحمقاء التي اعتقدت بأننا فعلا وجدنا الحب ، من نكون أصلا حتى يُغرم بنا أولئك الشباب فأناقتهم وحدها تعني أنهم لا ينظرون سوى للنجوم الصعب الوصول إليها
سهام:- ولما يعني لمااااا لم نستطع رؤية من يحبون ، إنهن على بعد أمتار منا ولكن لم نملك فرصة التطلع إليهن فقد كن حريصات
خديجة:- آخ لو أرى التي يحبها فيما هي أحسن مني يعني فيما ، فتاة مثلي مثلها حتى أنني فاتنة وفطينة ومرحة ولساني سليط هذا هو عيبي الوحيد
سارة:- نسيتِ متعجرفة وشرسة وتحرِّمين المرح على الشعب ، مسمومة باختصار
خديجة:- آه يا ربي والله والله أول ما سأفعله بعد خروجي من هذا المأزق هو حشو فمها بالنمل لعلها تنشغل عني وتتركني أرثي حالي …
سارة:- اهئ شعري المنتوف كم حاولت رعايته بحمامات الزيوت ليطول ، وها هو ذا في غمضة عين راح ضحية بطش نسائهم
سهام:- الحمدلله وصلت لضرب وزج شعر لا شيء أكثر ….، هئئ صرخة مريم يا الله ماذا يفعلن بهاااااا هي وعواطف ؟
أخذن يصغين لآلام صديقاتهن اللاتي لم يسلمن من زج الشعر أيضا فقد تفرق الرجال بالآلات صوب كل غرفة وقاموا بحلقها دونما رحمة أو شفقة ، حتى أصبحن كلهن على ذات الوضع مع الأسف وعلى ذكر القسوة كانتا هاتين الأخيرتين تشهدان عقابا أليييييييما لا إنسانية فيه …
جوزيت(مددتهما على طاولتين حديديتين وربطت رجليهما وأيديهما بالطاولة بدون أن تفتح أعينهما):- امممم بما أننا انتهينا من وصلة الحلاقة ههه أصبحتن جميلات لو ترون أنفسكن بالمرآة ما علينا لاحقا خذوا راحتكن في التأمل ، الآن حان وقت العقاب أليس كذلك ؟
عائشة(بلؤم هدرت فيها):- ستدفعين ثمن ما فعلته أيا كنتِ أسمعتِ ؟؟؟
نور(ببكاء):- شعري اهئ حرام عليكم ماذا فعل لكم شعري
عائشة:- اخرسي نور هل هذا وقت انتحاب الشعر ؟
جوزيت:- أنا مع رفيقتكِ في ذات الفكرة ، نحن في خضم جلل مثلا سنزيل عنكما هذه الفساتين أرى أنها قضت دورها اللازم ؟
عائشة:- ماذاااا ستفعلين هل أنتِ مخبووووولة ؟؟؟؟
جوزيت(فرقعت إصبعها لرجالها اللذين أزالا الفساتين عنهما بالقوة):- من قال لكِ أنني أصلا أكسب عقلا يا جميلتي ، أسرعوووووا …
تحت صرخات نور وعائشة ومقاومتهما الفاشلة تحت تلك الأذرع الذكورية القوية تم نزع الفساتين عنهما ، وهنا ابتسمت جوزيت وهي تتوجه صوب المشعل حيث كانت هنالك عصا حديدية ذات رأس عليه وشم شفاه ، أمسكته بيدها وهي تتقدم نحوهما بلؤم …
جوزيت:- عرفت أنكما من كلية سكر وأن هنالك من أمر ببعث مجموعتكم السافلة للإطاحة برجالنا ، ولا يوجد على وجه البسيطة من تلمس رجلي وتبقى على قيد الحياة ، لكنني وعدت بألا أزهق أرواحكن ووعد الحر دين عليه من جهة ليس لدي غاية في قتلكن وحسب بل بتصفية كل دمائكن قطرة قطرة ، ولكن لا بأس فبعض العذااااااب سيجعلكن تتمنون الموت ولا تجدنها ….
بقوة وجبروت وضعت الحديدة على فخذ نور التي صرخت بعلو صوتها حتى انقطعت أنفاسها من شدة الألم ، هدرت فيها عائشة لتبتعد عنها وهي تحاول التحرر من قيودها لكن ضربة قاضية مثل التي حظيت بها نور طبعت على فخذها أيضا فأخرستها حتى أغمي عليها من فرط ألم الحرق … هنا ابتسمت جوزيت بانتصار وهي تمد الحديدة لرجالها كي يعيدوها لمحلها ومسحت يديها بالمنديل
جوزيت(بدموع):- هذا درس بسيط فحسب وضريبة لاقترابكن من ممتلكاتي الخاصة ، هاهااههه …
في غرفة أخرى كانت لورينا تعذبهن أشد العذاب ، بحيث علقتهما بالجدار أيديهما لأعلى وعيونهما ما تزال مغطاة ، عواطف حاولت استمالة عطف لورين كي ترحم مريم التي كانت تنتحب برعب ولكن لورين أمسكت سوطا جلديا من أحد الرجال وتقدمت إليهما …
لورينا:- ما حصل يا حبيبتاي أنه حتى لو استجديتما عطفي فقلبي لن يسمح ، لماذا … سأخبركما لأنكما ببساطة وصمتماني بجرح لن يمَّحي جعلتماني عاهرة مستوى أول لأجل غاية غير حميدة ، وتحت نوايا خبيثة أساسها أنتما ووقاحتكما مع رجل لا أسمح لأي امرأة بأن تقربه ، إن لم أكن أناااااا فلا أحد غيري سيكون من نصيبه حتى لو كانت أقرب امرأة إليه … وأنتماااا فعلتما ما لا يستحب قاربتما منطقة محظورة وستجدان مني كل العقاب
عواطف:- بالله عليكِ أنظري معي أنا سأتحمل كل العقاب ولكن مريم صغيرة لو سمحتِ ..
مريم:- اهئ لا تضربيني لم أفعل شيئا
لورينا:- ههه فات وقت الغفراااااااااااااااااان …
صرخت بقوة قبل أن تهم بضربهما على جسمهما العاري الذي كان يئن بحرقة ببكاء بعذااااب من بطشها الذي لم تكن فيه ذرة رحمة ، بل كانت تضربهما بوحشية جعلت حتى الرجلين اللذين كانا معها ينظران لبعضهما قبل أن يتقدم أحدهما ويوقفها فقد أدمت عدة مناطق من جسدهما وهنا قد وصلت لانتقامها الذي تريده ، حتى أنه أغمي عليهما من فرط الصراخ والوجع ..
أما في المستودع وحيث كانت ناريانا مع روكا لوحدهما كان هنالك حرب من نوع أخرى …
ناريانا(صغرت عينيها وهي تتأملها بومضات غريبة):- من أنتِ ؟
روكا(برجفة):- ماذا تقصدين ؟
ناريانا(تقدمت إليها وضربتها بصفعة جعلت ما تبقى من شعرها الحليق يتساقط أرضا):- أجيبيني ؟
روكا:- لست أفهمكِ …
ناريانا(أمسكت فك روكا ودفعتها على حافة الكرسي قبل أن تضع سكينا على رقبتها):- ستجيبينني بوضوح وإلا نحرت عنقكِ وتموتين هدرااااا … من تكوووووونين ؟
روكا(حاولت الاستعطاف للمماطلة):- أنتِ تؤلمينني
ناريانا:- لم تري الألم بعد فإن لم تردي على سؤالي لن تجدي أصلا أي لسان لتستعمليه مستقبلا
روكا(بهلع):- ستقطعين لساني هل أنتِ مجنونة ؟
ناريانا:- أجل مجنونة لأنكِ أخذتِ الموضع المقسم لي مع رجل ما كان عليكِ الاقتراب منه لأنه يعد ملكا خاصا بي ، وعليه أريد إجابة شافية من تكونين غير العاهرة التي باعت نفسها لأجله ليلة أمس ؟
روكا(وجدت نفسها بمأزق):-وإن لم أخبركِ ماذا ستفعلين ؟
ناريانا(طعنت فخذها بالسكين وتركته محفورا برجلها):- أظن هذا ردي
روكا(صرخت بألم متقطع):- آآآآآآآآآآآآآآه لما فعلتِ ذلك لماذااااااا ..؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(أمسكت رأس روكا بيديها وأغمضت عينيها وهي تنظر لخفاياها):- هئئئئئ ما هذااااا الذي أراه هل أنتِ .. مُجندة ؟؟؟؟؟؟
روكا(بوجع مدت يديها المكبلتين للسكين):- دعيني أنزع السكين ستنقطع أوصالي وربما أفقد قدمي ، أرجوكِ لا تفعلي بي هذا أيا كان عقابي فافعليه لكن ليس هكذااااا ، أزيلي غطاء عينيييييييييي
ناريانا(زفرت وأزالت السكين بوحشية ورمته على جنب وأمسكت رقبة روكا):- ما الذي تفعله عميلة مجندة وسط مجمع عاهراااااااااات ردي علي فوراااااااااا ؟؟؟
روكا:- نحن لسنا عاهرات ، نحن جعلنا الزمن عرضة للشارع وطريق الانحراف كان وسيلتنا للعيش لكن ما زال يوجد في هذه الحياة أناس خيرون يفكرون بغيرهم ، أخذونا وآوونا وعلمونا ما يلزم في مهمتنا يعني … اهئ نحن مجموعة مجندة تم زرعها ببيت سكر لأجل مراقبتها وإنقاذ البنات من يدها في الوقت المناسب ، حتى البنت الصغيرة ميري هي مثلنا ضحية للمجتمع ونحن نحاول أقصى جهدنا أن نحميها من ذلك العالم كي لا تتلطخ بالدناءة التي تغمس فيها أجساد البريئااااات بكل عنجهية وجور ، أفهمتِ الآن ما كان دورناااااااااااا ؟
ناريانا(حركت رأسها بعدم تصديق):- أنتِ كاذبة كاااااااااااذبة ,,.. آه يا ربي
روكا(هدرت فيها بألم):- لقد بعثنا في هذه المهمة لكي نتفرع في كل بيوت سُكر وهذا ما حاولنا فعله ، لكي تثق فينا وتأتمننا على أسرارها الفظيعة ، ولكن أنتم الآن قد خربتم كل مخططنا كنا نود اكتساب ثقتها أكثر والتفرع للبيوت الأساسية لأنها ما زالت تضعنا في مكان خاص ولم نختلط بعد بأي مجموعة ولم نعرف أي سر من أسرارها ، اهئ في نظركِ لما سنكابد هذا الذل هاااااااه ؟
ناريانا(فتحت رباط عينيها ونظرت إليها):- وهل طلب منكن أيضا أن تنزعن لباس الحياء مع الرجال لتلك الدرجة ؟
روكا(ناظرتها وعقدت حاجبيها):- أنتِ هي ذات الشعر الطويل رابونزل إذن ههه
ناريانا(بعدم فهم):- ماذا تدمدمين هناك عندكِ ؟
روكا:- الآن عرفت من هي المرأة التي كان يقصدها نادر ، عجيب أن يغرم بكِ وهو يمتلكني ؟
ناريانا:- ربما النزيف جعلكِ تهلوسين الآن
روكا:- رغم أنكِ لا تستحقين لكنكِ بعقله رغم أنني وددت نسفكِ منه ، فأنتِ مجرمة وما فعلته ستندمين عليه صدقيني
ناريانا(حركت رقبتها قبل أن تصفعها بقوة):- لحين تلوذين بالفرار من هنا وقتها نتحاسب ..
روكا(بصقت جانبا):- سأعرفكِ وسأنتقم منكِ على كل ما جعلتمونا نعانيه ، فبدلا من أن نلقى منكن الدعم صرتن ضدنا وكأن ما نعايشه ببيت سكر لا يكفي …
ناريانا:- صدقيني لن تكسبي تعاطفي مطلقا ولكن ستكسبين شيئا آخر وهو صمتي عما ذكرته
روكا:- كيف عرفتِ بأمري ؟
ناريانا(حركت فكها بسخرية):- لا شأن لكِ … فيكووووو فيكووو خذها وضمها لصاحباتها أريدها مستوية على الآخر
فيكو(وضع الغطاء على عيون روكا من جديد):- امشي معي …
سحبها خلفه وأدخلها حيث كانت لبنى والبقية فقد جمعوهن بغرفة واحدة ، جوزيت جعلتهم يصبون ماء باردا على خاصتها فاستفقن مفزوعات بعد إغمائهن ، وجدن أنفسهن بفساتينهن وما تزال بقعة الحرق على أجسادهم تنضح بالألم ، جذبوهم للغرفة وبعد ضرب متفرق النظير ، توقفن …. أجل فصراخ البنات كان أليما جدا رغم أن بداية التعذيب ما كانت إلا على مشارفها ورغم ذلك لم يستطيعوا الاستمرار ، في نظرهن قد وصلن لما يردن وانتهى الموضوع ..
ميرنا:- قلت لكِ يكفي لقد قتلناهن حتى أنظري إليهن ، لن أستطيع التحمل سمعتني ولو عارضتني وقمتِ بإعطاء أوامركِ سوف أغادر المكان
جوزيت(شعرت بدوار وتيه في عيونها):- تمام تمام لا تبدئي الآن .. أظننا اكتفينا وقمنا برد الرسالة بهذه الطريقة ليس ذنبي أنهن وسيلة للتنفيس عن غضبنا ، لأنهم وضعوا في هذا الطريق ولا يسعني سوى حرق كل من تسول لها نفسها بأن تقترب ممن أحب
ناريانا(رمقتها باستغراب ووضعت يدها على خصرها):- وجهكِ شاحب ما زلتِ متعبة
جوزيت:- افف دعونا نغادر المكان ..
لورينا:- وهؤلاء ؟
جوزيت(نظرت إليهن بلؤم):- سنجهزهن للسهرة
ميرنا:- يعني ؟
جوزيت:- ألن نسهر مع أسُودنا إذن ضروري من سهرة مختلفة لم يشهدوا مثلها قط ، وضيفات الشرف هن شريكات متعتهن ليلة أمس ..
ميرنا(تنفست بعمق):- علينا ترتيب كل شيء
جوزيت:- فقط اكتبي المشهد وستجدين رجالي طوع أمرك
ميرنا:- يا حبيبي الآن صارت مسؤوليتي أناااااا ؟
لورينا:- هل فهمتِ شيئا فيهما أختي ناريانا ؟
ناريانا:- عدا على أنهما صارتا صديقتين فكلامهما أبعد من مجال استيعابي
جوزيت:- فيكو .. نظفهن جيدا واحرص على أخذهن للمكان الذي أخبرتك به
فيكو:- سنشطبه ونغلقه الليلة لكم خصوصي
جوزيت:- جيد وادفع أي ثمن يستوجب إخلاء المكان ، لأنني أريد عرضا مختلف النظير فليلتنا هذه حاسمة ولن نعيش مثلها كل يوم
فيكو:- بخصوص تلك الكدمات والجروح ؟؟؟
جوزيت:- عالجوهن بما يلزم أريدهن واقفات كالأصنام في الوقت المناسب ، أحضر لهن طبيبنا الخاص ودعه يقوم باللازم أطعموهن وبالنسبة للشعر هه أظننا أرحناهن من التصفيف
ميرنا(زفرت عميقا):- بدأت أشعر بالندم ..
جوزيت(أمسكت يدها وجذبتها إليها على جنب):- إن كنتِ ستندمين من الآن روحي ابكي على كتف أمكِ عواطف أسمعتني ؟
ميرنا:- ما كل هذه القسوة ، الضرب ووافقتكن عليه والحرق وقمتِ بما يلزم مع البنتين يعني لورينا لم تقصر أيضا بجلدهن أما ناريانا أكملتها بطعن الفتاة … أين الرحمة ؟
ناريانا:- تركنا الرحمة لكِ أنتِ قال زج شعر قال هل نحن في حديقة حيوانات ، هؤلاء البنات كن دمار شامل لمستقبل رجالنا إن كنتِ تقدرين هول المشكلة … ماذا تتخيلين أن يمر الأمر مرور الكرام
جوزيت:- أخبريها ريانا أخبريها أن من سعى لهذا الفيديو الإباحي رجل فاسق يسعى لتدميرهم ، نادر سيخسر عمله كاظم ذات الشيء ، وائل لا تحلمي بأن يعود لمزاولة المحاماة فاسمه سيصبح مشطوبا عليه بعد تلك الفضيحة ، وإن كنتِ تحسبين أن شركتهم ستنجو منها فأنتِ مخطئة سيفلسون بعد انخفاض أسهم نزاهتهم التي ستصبح في الحضيض ، حكيم سيخسر فرصة وضعه ل لَبنات حياته التي يحاول لململتها وستفهمين كلامي لاحقا ، أما ميار سيفضح أمره ويصبح في خطر وطبعا سيسعى للانتقام وهذا سيعرض الكل بدون استثناء للخطر المحدق وعلى رأسهم إياااااد صديقكِ يا صحفية ….
لورينا:- ارتعبت صدقا وبعدما سمعته أرى أنه قليل ما فعلناه بهن …
ميرنا:- لستِ جدية فيما تقولينه أساسا ما تلك الوحشية من أين لكِ كل هذاااا الشر ؟
لورينا(تلعثمت):- لا أدري انجرفت
ناريانا:- لا تعاتبيها ميرنا نحن كلنا في هذا الخضم ويدنا يد الجماعة ولا لوم على أي منا ، وما جرى بالداخل نقطة من بحر … نحن في العادة لا نتعامل برحمة واسألي جوزيت تخبركِ
جوزيت:- جوزيت ترغب بالتحرك من هنا الوقت يداهمنا وعلينا التحضر للسهرة قبل أن يكتشف رجال ميار بأننا لسنا بالمركز ، لنتحرك فيكو ستبقى هنا لتسوية ما طلبته منك
فيكو:- كوني مطمئنة ست جوزيت كله سيكون حسب ما رغبتِ
جوزيت:- سنبقى على اتصال هيا يا بنات …
نظرن بحسرة صوب المبنى وتوجهن للسيارة في صمت رهيب ، صمت أليم جعل كل ما فعلنه بالبنات يعود عليهن بالحسرة والغبن فهن أبدا لم يشأن تعذيبهن بتلك الطريقة ، ولكن طالما تم وضعهن في هذه المعاناة إذن ما حصل كان جزءا من رد الإكرامية التي تم تقديمها غشا في غش … عدن للمركز في غضون دقائق ودلفن من الباب الخلفي توجهن سريعا لجانب التسوق واخترن فساتين عشوائية بدون تخطيط ولا نفس فقط التقطن ما وقعت عليه أعينهن من الوهلة الأولى ، حتى العاملات هناك حاولن تعديد الاختيارات لكن فوجئن بدفع الحساب الفوري … انطلقن من هناك بأكياسهن صوب الجانب التجميلي وهنا حين جلسن ليخضعن لجلسات تنظيف وتزيين انفجرت ميرنا بالبكاء الهستيري لحقتها لورينا وتبعتها ناريانا لتكمل جوزيت ذلك البكاء خاصتها بضحكة مجلجلة جعلت العاملين هناك يصطدمون بمجموعة مخبولات .. طبعا كن سينفجرن لأن ما حصل ضغط في ضغط وذلك الانعطاف النفسي جاء جراء كمية العذاب الجارفة بدواخلهن ، مما يعني أنهن قد وصلن لآخرهن وما عاد في الصبر صبر للتحمل مع الأسف …..
جوزيت(تحت قبضة إحدى المدلكات بينما الأخرى كانت تهتم بزينة وجهها):- أنا لست نادمة ..
ميرنا(كانت عند المرآة وأحدهم يعدل شعرها بينما الأخرى تزين مكياجها أيضا):- أشعر بالوجع وجع لم أستشعره في حيااااااتي
ناريانا(كانت إحداهن تسرح شعرها بتسريحة مناسبة وأخرى تدلك يديها بعد أن فرغت من زينة وجهها):- والله أريد فقط وضع رأسي على الوسادة والنوم ، لعلي أنسى هذا اليوم الكئيب من صبحه حتى مساه
لورينا(كانوا يضعون لها طلاء أظافر بلون جديد وأحد العاملين كان يهتم بزينتها):- أشارككِ ذلك حتما ناريانا لا يليق بنا سوى النوم لعلنا ننسى الهموم …
جوزيت:- هففف هذا الضيق لن يذهب ما لم نضعهم تحت الأمر الواقع ، وهذه الليلة مصيرية لنا يعني لا مجال للتردد ومن تشعر بالحنين من الآن لتبقى بحضن رجلها كي لا تبكي علي فيما بعد
ميرنا:- وكأنكِ لن تكوني أول متذمرة تشتاق ؟
جوزيت(رمشت بدلال):- حتى لو اشتقت فلن أشتاق
ناريانا(أشارت لهن بحركة الهبل):- افهميها يختي
ميرنا:- آه يا ربي لو أرى ذلك المجرم لزججت به في السجن على هذا الألم الذي سببه لنا ، كنا في راحة وأصبحنا في عذاب
جوزيت(تحرك فكها):- اممم أي راحة تقصدين راحة أسراركِ أنتِ ورجلي ؟
ميرنا(تشنجت وطأطأت رأسها):- أخبرتكِ ألف مرة لم يحصل شيء بيننا
جوزيت:- ههه حتى لو حصل فهو قد عاد إلي ومصير عودته دااااااااائم لجوزته ، يعني السراب يبقى سرابا ويتلاشى حين تتوضح فعليا البقعة الثابتة
ميرنا(أشارت للعامل):- أنهي هذا سريعا لو سمحت ضقت ذرعا هنا
ناريانا:- جوزي … لقد صرنا ليلا ألن تتصلي ؟
جوزيت(أمسكت هاتفها):- سأرى فيكو أين وصل وبعدها نتصل
ميرنا:- اتصلي كي أتصل بدوري بميسون لتنجز ما طلبته منها …
جوزيت(رفعت الهاتف لأذنها):- تمام … ألو فيكو ها أين وصلتم أنتم هناك ، أهاه والعرض ؟ جيد جيد لالا لا تتصرف من عندك فقط أبقي المكان خاليا ضع لافتة تمنع دخول أي أحد ، بالنسبة للعشاء ضعه بشرفة المسرح واحتسب 11 شخصا هناك عجوز سيرافقنا ليسهل علينا بعض العمل … أوك انتبه جيدا بالنسبة للأزياء استعمل مخيلتك لك الحرية إذ أعلم أنك هاو مسارح وسيناريوهات هه طيب
ميرنا:- أنتِ غير معقولة عن أي عرض تتحدثين ؟
جوزيت:- أخبرتكِ أن تكتبي شيئا وفكرتكِ أنتجت عرضا لن يمحى من بالنا
لورينا:- ماذا سيحصل فيما بعد أين سنذهب ؟
ناريانا:- لا فكرة لدي
لورينا:- وأنا لن أستطيع المساعدة أي مكان ذهبت إليه أمي لديها صلة فيه ، لذلك سأساعد بما أفقه يمكنني تسلم القيادة لأنني عالمة بطرقات روما
جوزيت(مطت شفتيها):- لا يسعنا الذهاب لفندق سيكشفون أمرنا وسيبحثون عنا فندقا بفندق ، أعرفهم لن ييأسوا حتى يجدوننا
ميرنا(برقت عيناها بفكرة):- وهذا ما يجعلنا نصل لحل أخير ، أعرف جيدا أين سنذهب وعلى الفور سأقوم باللازم
جوزيت:- فقط ليكون آمن أساسا رجالي سيذهبون معنا للحراسة لن نكون وحدنا
ميرنا(رفعت هاتفها وهي تفكر):- أمهليني لحظة لأبحث عن رقم ما زلت أذكر أنني دونته بحافظتي ، وبعدها سأكلم ميسون
ناريانا(ابتسمت للعاملة):- شكرا أنجزتِ عملا جيدا مثلما طلبت
جوزيت:- هل وحدي التي أرى بأننا نبدو فاتنات جدااااا ؟
لورينا:- وسنبدو أبهر حين نرتدي تلك الفساتين سوف نسلب عقولهم بطريقتنا التي تجذبهم
ناريانا:- وهذا أقل واجب
ميرنا(نهضت مبتسمة للعامل وانسحبت لتتكلم في زاوية وأردفت قبل تحويل الخط):- أو ذكرى أخيرة بالنسبة لهم .. / هه ألو مرحبا معك ميرنا الراجي أحتاج لبيتك قليلا وسأدفع أي ثمن تريده ، امم لا أدري أسبوع أسبوعين سنبقي العرض مفتوحا لو أمكن تمام ،، ماذاااا محجوز حاليا تتت ما هذا النصيب ؟
جوزيت(وقفت وأخذت الهاتف منها):- قال لكِ محجوز هاه ، اسمع يا عمي الذي لا أعرف اسمه يا إما ستخرج أولئك الناس بحجة تسرب في الغاز أو ظهور ذئب في الأنحاء يا إما ستجد نفسك ميتا في غضون نصف ساعة وأنا لا أمزح …
ميرنا(عضت شفتيها وسحبت منها الهاتف):- الله يخرب بيت عقليتك السفاحة ما بكِ على هذا العنف ، فف عمو عمو أختي تمزح معك ههه أكيد لا هي لا تقصد لا لالا أرجوك لا تفصل الخط بوجهي والله أنت الحل المتبقي لنا أرجوك لا تتخلى عنا بمحنتنا ، وفكرة تسرب الغاز لإخراجهم مقنعة فأنت ستربح ضعف ما تحصل عليه كل يوم همممم ما قرارك ؟ ….
جوزيت(صغرت عينيها فيها بلؤم وهي تقلدها):- ما قرارك يا ناعمة هفف ، فستاني يا أخت
العاملة:- حالا سيدتي …
ميرنا(نشتها واستدارت لتكمل):- جيد جيد في الحال ومالك ستأخذه نقدا فوريا أيضا ولا يهمك شكراااا ، ههه ها قد تم أمر البيت
جوزيت(التفتت لتنزل سحاب فستانها):- افتحي ذلك
ميرنا(زمت شفتيها):- حمممم ..
جوزيت(انتبهت في المرايا خلفها لكدمة زرقاء أعلى ذراعها توقفت عندها ميرنا):- إنه جامح
ميرنا(احتقن وجهها بالحمرة وأنزلت السحاب وهي تنظر لتلك الكدمة ببؤس ارتسم على وجهها):- وهذا أمر ليس من شأني ..
جوزيت(كانت تراقبها من المرآة):- أعرف أنه لا يهمكِ ، لكنني استذكرت جموح رجلي فقط لتعرفي أنني من يملكها في وقت محنه وفي وقت فرحه
ميرنا(انتهت وكتفت يديها):- إن كنا سنتعايش في هذه الأزمة يفضل ألا نتطرق لموضوعه قط ..لو سمحتِ أريد فستاني أيضا ..
العاملة(أحضرته من المشجب):- تفضلي سيدتي
ميرنا(أمسكته وابتعدت لجانب آخر):- هفف لن أتأثر قال جامح قال آخر همي هفف .. سأكلم ميسونتي حان الوقت ..
جوزيت(ابتسمت بخبث حين استشاطت غضب ميرنا واتصلت بميارها):- نعم ميار حبيبي تأخرنا أليس كذلك يعني كنت أقول لو توافونا إلى المركز ، هكذا سنكسب وقتا جيدا لسهرتنا ثم نحن أصلا نتجهز من هنا لذلك سنكون بانتظاركم حيث سنتوجه ، لأننا وجدنا موقعا أثريا يااااي ما أعظمه
ميار(حك على جبينه):- أوك جوزي طالما هذا رأيكن لا مانع لدينا ، سنتجهز بدورنا ونحضر ميسون ونأتيكن
جوزيت:- تمام بيبي هااا كنت أقول لو يحضر معكم العم نزار أيضا ، حرام يعني هو يبقى بالبيت طوال الوقت وتكون سهرة جماعية بيننا ؟
ميار:- ذلك العجوز لا يتحرك قيد أنملة مستحيل يوافق
جوزيت:- ولهذا أقترح أن تستعمل قوة إقناعك معه ، ههه أرعبه
ميار(بتلاعب):- امممم ماشي يا ستي كما تريدين ، جوزيت أنا سعيد
جوزيت(شعرت بطعنة وهي تمسح دمعها كي لا يشعر بها):- بصلحنا ؟
ميار(بلمحة فرح):- أهااااه أشعر كأنكِ عدتِ لي أخيرا يعني .. عدتِ من قبرك
جوزيت(عقدت حاجبيها وأمسكت على صدرها):- ربما عدت لكن ..
ميار:- دعيها بدون لكن أنا متلهف لرؤيتكِ أود قول الكثير لكِ ، دعيني أشعل الفتنة في هؤلاء التعساء ونلقاكم في غضون وقت وجيز
جوزيت(اهتزت حنجرتها):- بانتظاركم ..
تمت الخطة بنجاح وتوجه ميار إلى الصالون ليخبرهم بما جد ، من فورهم انتفضوا بحماسة وتوجهوا لغرفهم كي ينتقوا أحلى الأطقم فتلك الليلة مميزة لهم جميعا ويجب أن يظهروا بشكل يليق بهذا الصلح الذي نزل كالعسل على قلوبهم ، فهو الذي زرع ابتسامات عشق على وجوههم وهم يضبطون قمصانهم الأنيقة على ستراتهم على أزرارهم الفضية وتسريحات شعرهم وعطورهم وهندامهم الذي برز بشكل جنتلماني يجعل أي امرأة تراهم تذووووب في رجولتهم وجاذبيتهم عشقا على عشق ..
حكيم:- هيا ميسون هل ستأخذين وقتا طويلا بالحمام دعيني ألبسكِ هذه السترة القطنية كي لا تبردي حلوتي ، ميسوووون أتسمعينني ؟؟
ميسون(أمسكت الهاتف بيدها):- بابا حاضر لحظات وألحق بك بالأسفل دعني وحدي …
حكيم:- آخ على البنات هذا وأنتِ طفلة أما حين تكبرين ماذا سأفعل ، حقا يا حكيم كيف ستتدبر أمر ابنتك حينما تكبر لالا أكيد سوف أرابض بمدرستها لن أسمح لأي حمار بالاقتراب منها ، إلا ابنتي أجل والله وصار لك بنت تفكر فيها ههه رحمتك يا الله …
ميرنا:- تلك الحقيبة بالدولاب هي صغيرة الحجم ولكن محتواها مهم ، لآ تسمحي لأبوكِ بأن يتفحصها وتحججي بأنها أغراض لا أهمية لها وإن عارض افتعلي مشكلة واطلبي خصوصيتكِ ، وإن وجدتِ أنه قد عاند أكثر أخبريه أنني من أمرتكِ بذلك وعليه بسؤالي شخصيا وقتها سيتوقف تمام ؟
ميسون(كانت ترفع حاجبيها):- هذا كثير ميرنا أشعر بالدوخة
ميرنا:- هههه تمام تمام لن أكثر عليكِ افعلي ما ترينه مناسبا ، لكن لا تدعي أحدهم يتفحصها
ميسون:- حاضر علي أن أخرج بابا حكيم ينتظر
ميرنا:- يلا صغيرتي أراكِ ها وارتدي شيئا مناسبا يقيكِ من برد الليل ، ولا تنسي دفتركِ أحضريه معكِ ماشي ؟
ميسون:- أوكي …
لحظات معدودة وكانت تقف قبالته في الصالون وهو منحني يعقد لها رباط السترة القطنية ذات اللون البني الداكن فوق فستان بنوتي رمادي فاتح ، شعرها كانت تضع له مشابك مناسبة وأخذت عطرها الطفولي وراحت ترشه وهو ينظر إليها بقلة حيلة …
حكيم(كان بحلة أنيقة طقم في اللون البني الداكن بسترة مفتوحة وقميص سفلي في درجة أفتح ، وكان يبدو رائعا بلحيته النامية التي تركها على سجيتها هذين اليومين فأعطته لمحة جاذبية مطلقة):- يا عيني ألم تنسي شيئا آخر يا حمامة ؟
كاظم:- قلت لكم هذه البنت ستصبح زوجتي حينما تكبر ههه أحببتها
حكيم(ناظر لبسه الفوضوي):- إنها سهرة على مستوى هل ستذهب هكذااااا ؟
كاظم(رفع أطراف سترته وأخذ يختال بسرواله الجينز وقميصه ذو المكعبات المربعة في اللون البني على سترة جلدية بنية داكنة):- ومالي هكذا حتى أنني أعجب ، صح ميسونتي ما رأيكِ فيني يا بنت أجيبي بصدق لقد رسمت لأجلكِ بطة وأنا بعمري ما رسمت البط ههه ؟؟
ميسون(ضحكت بصخب بينما كان يضبط لها حكيم حذاءها):- هههه إنك رجل طفل
وائل(نزل بطقم أزرق بسترة بيضاء وربطة عنق في الأزرق الداكن ، وقد كان يلبس ساعته وهو يبتسم أجمل ابتساماته الجذابة):- هي التي عثرت لك على تشبيه مميز لشخصيتك …
كاظم:- ها هااا مضحك
نادر(انضم بطقم رمادي تحت قميص أسود):- قد انتهيت هل تأخرت عليكم ؟
كاظم:- في الوقت ، ألم تمر بذلك العجوز أكيد هو من سيؤخرنااااا سأهجم عليه
وائل:- لا تزعجه كاظم حين يفرغ سينضم إلينا
حكيم:- حتى ميار تأخر ،،، هيا بيبي أنتِ جاهزة هكذا اجلسي هنا لحظة ما تلك الحقيبة خلفكِ ؟
ميسون(تفتفت):- إنها لميرنا وطلبت مني إحضارها
وائل(اقترب باهتمام):- وماذا فيها ؟
ميسون(أمسكتها وضمتها لصدرها):- هي لميرنا ليست لكم حتى تروا ما في داخلها
حكيم(صغر عينيه):- ثياب خاصة يعني ؟
ميسون(بتفكير):- لست أعرف
وائل:- ربما سترة أو ما شابه فحين خرجوا من هنا كن على عجالة ولم يخططن للتوجه من هناك ، عموما لا بأس يا أمينة الآن عرفت بأنكِ تصونين الأمانة بشكل رائع حفظكِ الله صغيرتي
ميار(نزل يتبختر وهو يعدل أزرار طقمه المميز ذو اللون الأسود بحيث كان كله أسود ربطة العنق القميص السفلي الذي كان بدرجة قريبة من الرمادي الداكن ، حتى المنديل على جيب سترته كان في ذات اللون):- أظنك متحمس لممارسة دور الأب أستاذ وائل رشوان ، نصيحة مني ميرنا لن تحفل بالصغار من أول سنة ههه
وائل(رمقه بإباء):- ذلك شأن خاص بي وبهااااا
ميار(مال بفكه ساخرا وهو يتوجه للمشرب ليلتقط كأسا):- حسرتي على من يثق بنفسه كثيرا ، فحين يصطدم بأرض الواقع يصبح الأمر أشبه بطرد من جنة الأحلام
حكيم(حول عينيه فهو يهتف للمشاكل بلسانه الفذ):- حسنا حسنا لن نبدأ هنا سنتوجه لأننا تأخرنا .. عمو نزاااار خلصنااااا …
وائل(رمق ميار بطرف عين):- سأتفقده كي ننطلق …
ميار(رفع الكأس من محله لحكيم وغمزه هازئا):- نخبك …
حرك رأسه فهو يعرف حالة ميار حين ينتشي على شيء لذلك لم يدقق بل جلس قرب صغيرته لحين خرج العم نزار على مضض فهو لم يشأ مرافقتهم ، ولكن هدده ميار إن بقي سوف تكون حياته في خطر وطبعا تدخل وائل ليلطف الجو وجعله يرافقهم بالحسنى .. وعليه انتقلوا في سياراتهم متجهين صوب المدينة حيث كانت البنات في انتظارهن وهن على أجمل إطلالة بهاء وجمال ولمحة وجع .. تناولن مشروبات خفيفة في ذلك المركز قبل أن ينتقلن صوب المسرح الموعود …

في الوطن
كانت تدور في الممر وهي تزوره بنظرات مبهمة جعلته يغير موقعه ويجذب صديقه على جنب ..
كوثر:- أنا غير مطمئنة كأن هنالك شيئا مبهما لم يحكيه لنا جاسر
إياد:- وماذا سيكون يختي يا كوثر ، سمعتِ نفس ما سمعناه تعرضت لحريق ودخلت لتنقذ جندياتها وأصيبت قليلا هذا وحسب
كوثر:- لالالا قلبي ينبؤني بأن هنالك خلفية أخرى للوجع المرتسم بمقل وصال ، ألم تراها قبل أن تغفو قد كانت شاحبة الوجه وكلامها قليل حتى حين انحسر جاسر في الزاوية واضطر للدخول معنا رمقت كامل كمال ذلك الجندي وهو يتبادل نظرة حسرة بينهما، وإن شغلت بوصلة حدسي الشهيرة سنجد أننا في خضم أمر خفي علينا اكتشافه
إياد(جذبها من شعرها):- يا بنت يا بنت صديقتنا ليس فيها شيء لما تريدين اختراع مشكلة ليس لها أساس من الوجود
كوثر:- أقسم لك أن الفتاة النائمة بالداخل ليست صديقتنا لقد فقدت بريق صبي القهوة
إياد(فتح عينيه على وسعهما):- وهل يفترض بأن تكون هذه مشكلة ، على العكس يعني الآن يمكننا أن نبارك لها أخيرا أصبحت أنثى
كوثر(ضربته لكتفه وضربت وضربت بينما هو يبعدها عنه):- أيها الأخرق التافه ، أتذكر الليلة التي جننا فيها بشقتك ؟
إياد(وهو يتحسس ذراعه من ضربها):- أذكر حين استيقظت صبيحة اليوم التالي لأجد كل نذلة فيكن قد رحلت وتركتني أجمع بعدكن تلك الفوضى العارمة
كوثر:- الآن ركز معي ، تلك الليلة كانت لدينا مشاكل جمة ووصال كانت مرحة برغم الأسى المرتسم على وجهها ولكن هذا الأمر مختلف فمن بالداخل ليست وصااااال إنها شخص مكسور
إياد(عقد حاجبيه):- معقول .. يعني هل هي حقا في وضع غير حميد ؟
كوثر:- أنا أفهمها جيدا طالما افتقدت صبي القهوة في كينونتها معناه أننا فعلا في ورطة
إياد(رمش بعيونه وتطلع نحو زياد وجاسر حيث كانا يتخاصمان):- كأنه معكِ حق حتى القائد ليس على سجيته ،، أنظري ؟
كوثر(بتنبه رمقت امتقاع وجه زياد والذي كان حانقا جدا):- زياد ليس على طبيعته أخبرتك أن هنالك شيء يحدث …
زياد:- أين كان عقلك فقط أخبرني أين كااااان ؟
جاسر(مسح على جبينه):- حبا بالله اهمد قليلا أساسا فيني ما يكفيني
زياد(هدر فيه):- لأنك تستحقه
جاسرّ:- أنجدني الآن أخبرتك لأنني بحاجة لمساعدتك وليس لعتابك ، فأنا أصلا نادم كوني أقحمتها في زلة لن تغفرها لي والدليل أمامك حين دلفنا جميعا لم توليني نظرة حتى
زياد(هتف بخفوت كي لا يرفع صوته):- حقهااااااا حقهااااا ما فعلته لا تغفره أي امرأة حتى لو كانت تحبك يا جاسر حتى لو كانت تحبك ….
كوثر(وصلت ع آخر جملة):- ماذا فعلت بصديقتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جاسر(فتح فاهه ونظر لزياد):- يا الله ..
إياد(أمسكه من ياقته بعصبية):- لقد سألتكَ سؤال فأجبهااااا فوراااا ما الذي ضايقت به وصال ؟
زياد(فكَّهُما):- ابتعدااااا هيا نحن بمشفى ولسنا بالشارع ..
رامز(أتى بعلب القهوة وركض صوبهم):- غبت دقيقتين جيت لقيتكم متناحرين خير خير ؟؟؟؟
كوثر(أشارت بسبابتها تجاه غرفة وصال):- ابن أختك يا رامز الله أعلم ماذا فعل بصديقتي ، إنها ليست على عادتها كأنها هيكل والروح غائبة ، سألته بالحسنى لكنه يأبى الرد
زياد:- أنتِ تضخمين الموضوع كوثر لا تفعلي
رامز(وضع العلب على الكرسي):- أحقا ما حصل جاسر ؟
جاسر:- يووووه لا شأن لأي واحد فيكم بي ولو أردتم معرفة ما حصل ها هي ذي أمامكم اسألوهاااا
رامز:- إلى أين أنت ذاااااهب ، هييه جااااسر ؟؟؟؟؟
زياد:- سألحق به ، وأنتِ كوثر لم أجد ما أقول لكِ نتحدث لاحقا
كوثر:- حسن اغضب أنت أيضا تلك صديقتي إن كنت نسيت
زياد(أشار لها وهز رأسه ليلحق بجاسر):- تتت
إياد(مسح على فكه):- ذلك الجندي أين هو ؟
كوثر(بحنق):- ذهب ليزور عائلته وأخبرنا أنه سيعود بعد ساعات
إياد:- أكيد هو يعرف كل التفاصيل وصال لن تخبرنا بحرف ، وهذا الثور أيضا
رامز:- هاه التزم حدك يااا .. ذلك ابن أختي صحيح جندب ولكنني أحبه
إياد(صغر عينيه فيه وفتح باب غرفة وصال):- إذا طز فيك وفيه …
رامز(شهق بعنفوان):- هئئئئ شوفي الحقير شوفي
كوثر:- رامز الوضع جدي ، حبذا لو تسأله بنفسك ما ربما أخبرك
رامز(مط شفتيه):- طيب خذي علبتيكما سوف ألحق به لأرى …
كوثر:- مشكور ونحن سنحاول معها على الله ….
دلفا معا إلى غرفتها في حين توجه رامز للرواق كي يلحق بجاسر وزياد ، هنا وجداها ما تزال نائمة أو هذا ما اصطنعته لكي تهرب من نظراتهم وتساؤلاتهم ..
إياد(أمسك يدها وقبَّلها بحنان):- وصالي يا وصال أنا إيادك ألن تردي علي ؟
كوثر(بدموع قبَّلت جبينها وهي تمسح على شعيراتها الثائرة):- هيا يا صبي القهوة هيا يا حبي ردي على صديقتكِ كوثر ألم تشتاقي لي ولتذمري هااااه ؟
إياد:- لا يا فالحة تساعدين هنا ، قال تذمري قال شايفة البنت في نفسية متدهورة وتزيد عليها بتذمرها هيا اشجيها بأن العم عبد المالك قد طردكِ وأصبحتِ لاجئة ببيت الراجي ، أخبريها أنكِ تمردتِ وستتزوجين زياد رغما عن رفض أبيكِ ، أخبريها بكل المستجدات يا بعدي …
كوثر:- الله لا يسامحك أنا هنا أحاول المساعدة
إياد:- ومن منعك لكن أن تزعجيها لن أسمح لكِ
وصال(بامتعاض):- تمام تمام فهمنا منك لها لن تصمتا ما لم أفتح عيني هففف ، حتى في المرض تتخاصمان ما هذا ياااا
كوثر(عانقتها بحرارة):- حبي حبي استيقظتِ أخيرا
إياد(بفرح جلس جوارها):- صوتكِ الشجي كان له مفعول فوري يا أخت كوثر ، أفكر بأن نمر بجناح أصحاب الغيبوبة المستعصية
كوثر:- لو لم تكن حبيبتي بيننا لصفعتك على وجهك ، ها روحي بما تشعرين ؟
وصال:- أنا بخير ما بالكما تضخمان الأمور ، يعني جرح طفيف وتنفسي صحيح ما يزال متحشرجا ولكن أنا أفضل الحمدلله
إياد:- وصال ، نحن نعرف أن هنالك مشكلة حصلت بينكِ وبين جاسر ،.. فأفضي لنا كي نستطيع مساعدتكِ عزيزتي ؟
كوثر:- أجل لا تجعلينا نقلق عليكِ وصال
وصال(اهتزت حنجرتها بتعب):- أ.. أين هو كامل كمال ؟
كوثر:- ذهب قبل ساعات ليزور أسرته بعد أن اطمئن عليك ، أخبرنا أنه سيعود قريبا لكن هل تحتاجين منه أي شيء أخبرينا نحن أصدقاؤك وقد تعاهدنا على الصدق وعلى خوض غمار هذه الحياة في السراء والضراء أربعتنا هممم ؟
وصال(دمعت عيناها حين استذكرت):- أنا فقط افتقدتكم وتشاجرت مع جاسر لأنه لم يسمح لي بزيارة هذا فحسب
إياد(بعدم اقتناع):- وصاااااااال لو عرفت أنكِ تخفين عني شيئا سوف لن يحصل طيب ، أجيبيني بوضوح كي ألزمه حده أنتِ لكِ عائلة ولا يجب أن يحسب بأنكِ وحيدة كي يأخذ راحته في إذلالك
وصال(نظرت لكوثر باستجداء):- أشعر بالإرهاق ..
كوثر(مطت شفتيها بقلة حيلة وهزت رأسها لإياد):- تمام حبوبتي ارتاحي ..
إياد(اهتزت حنجرته ورمش قبل أن يخرج):- إن رفضتِ الإفصاح لا مشكلة سوف أعرف بطريقتي
وصال(ببكاء ناظرته وهو يذهب وانفجرت):- اهئ كوووثر اهئئئ أنا متعبة متعبة جدااااا
كوثر(عانقتها بفزع وأخذت تمسح على شعرها):- لم أقتنع بكلامكِ عرفت عرفت والله عرفت أنه بكِ شيء ما ، لستِ أنتِ وصال صديقتي أخبريني هيا ما الذي حصل ؟
وصال:- جاسر … ج… اهئ في إحدى الليالي قام … اهئ قام بالاعتداء علي وكان سيغتصبني لو لم يتوقف لقد … لقد عشت أسوأ ليلة اهئ أسوأ ليلة في حياتي
كوثر(شهقت بفزع وهي غير مستوعبة وقلبها ينتفض رعبا على صديقتها):- النذل الحقير الخسيس ابن اللعينة الله لا يوفقه على هذه الفعلة ، سوف أمزقه بأسناني سأفضحه سأفضضضضضضضحه
وصال(تمسكت بها):- لو فعلتِ ذلك ستسيئين لي وأنا أريد نسيان ما حصل ، بقيت أيام على انتهاء دورة المعسكر سأصبر ريثما تنتهي وأغادر ذلك المكان الذي عشت فيه أوقاتا عصيبة … جاسر جعلني بفعلته أكرهه وأمقته صدقيني قد غادر قلبي إلى ما لا رجعة ،،، لقد أهانني أهانني وجعلني أعيش ساعة رعب حقيقية لن تصدقي كيف عشتها لن تصدقي اهئئئ
كوثر(طبطبت عليها وهي تبكي بدورها):- آه يا رفيقتي آه يا لي من صديقة حقيرة ، أكل هذا تكابدينه وأنا لا علم لي ، يا حبيبتي أنا …. تمام ابكي في حضني لترتاحي أنا معكِ ولن يمسكِ سوء
وصال:- كنت أحبه ، عشقته ، ولكنه وصمني بالعار ،… جعل كل مشاعري تتحول لكره ومقت قميء كلما رأيته شعرت بالغثيان ، كيف سأعيش هكذا أنا ؟؟
كوثر:- ولما ستعيشين هكذا ألم تقولي أنه باقي على أيام الدورة القليل ، لما لا تأخذي أجازة ولينهيها لوحده هناك ، منها تسلمين من رؤيته الشنيعة ومنها تشتري راحتكِ خصوصا بهذه الإصابة ؟؟؟
وصال:- لا يمكنني ذلك عملي يحتاجني ، والإدارة صارمة سوف يحققون بإصابتي وسوف يتابعونني من مستوصف المعسكر يعني لن أتمكن من التملص من مهمتي خصوصا ونحن قد وصلنا لنهايتها ..
كوثر:- آه يا جاسر والله صدمتي فيك كبيرة أبدا لم أتوقع منه هذا التصرف ، لكن ما كان الدافع لكل هذاااااا هل تعرفين ؟
وصال:- هنالك لواء يدعى أيمن وهو صديقه وبصراحة طلب يدي دون علم جاسر ، وحين عرف استفززته بأنني وافقت ، ولحظتها جن جنونه وصار يصرخ فيني أني ملكه أني له أني حبيبته التي لن تكون لغيره وحصل ما حصل
كوثر(بتأثر):- أي على العشق أي ، ظلمته يختي ظلمته إنه يحبكِ حبا جنونيا يا بنت
وصال(دفعتها عنها):- الآن هل أنتِ بصفي أم بصفه ؟
كوثر:- بصفه لأنه يحبكِ وأنتِ تحبينه عن أي لواء تتحدثين يا هبلة ، أنتِ لجاسر وجاسر لكِ أكيد ما فعله لا يغتفر ولكن ستسامحينه وتبدؤون من جديد
وصال(نظرت إليها بعدم تصديق):- ليت ميرنا هنا ليت ميرنا هنا هي التي تفهمني وكانت ستخرب الدنيا على رأسه وليس مثلكِ يا ناعمة سرعان ما نسيتِ الجحيم الذي جعلني أعيش فيه ليلتها ، وصرتِ من مناصريه حتى هيا هيا نادي عليه واشبكي الخواتم بإصبعينا … معتوهة
كوثر(رجعت وعانقتها):- بنت حمقاء اسمعي ، من في هذا الزمن تجد مثل عشق الرائد جاسر هاه ؟؟؟ ولا واحدة لأخبركِ لماذا شخصية مثل جاسر صارمة قوية متسلطة ولا تترك مقاليد كينونتها لأي شخص آخر في محيطه ، الآن رضوخه لكِ وتعلقه بكِ يترجم معنى فعلته تلك الليلة .. لقد شعر بأنه سيفقد الشيء الوحيد الذي يجعله يتنفس يعني كان سيختنق لو سمح لذلك العبط أن يمتد وإن كان قد تصرف بعنجهية معكِ وصلف ليس من حقه ، فذلك قد نجم عن تخوفه الرهيب في أن يفقدكِ وهذا ما جعل عقله يصل إليه ، فكر في أنه لو قام بذلك ستصبحين ملكه ولا يعود لكِ ملاذ إلا إليه … فهمتني ؟
وصال(لأول مرة تفكر بطريقته ونظرت إليها):- كوثر … حتى لو أنا لن أغفر له ما حييييت …
الخالة حميدة(دفعت الباب في مداهمة ههه):- أنا التي لن أغفر لحفيدي البغل الذي جعلني آتيكِ متأخرة ، آخ يا فلذة كبدي آخ يا وصال يا بنتي اهئ كيف حالكِ كيف رجلكِ كيف صحتكِ كيف نفسيتكِ هل خفتِ هل انزعجتِ هل تألمتِ أخبري خالتكِ حميدة أخبرييييييييييييها اهئئئئ
كامل(دخل مطأطأ رأسه وأشار صوب جدته):- والله علقتني في مشجب الباب حين رفضت إحضارها معي ، لم أتمكن من ضبطها ما إن عرفت حتى آثرت رؤيتكِ ست وصال
وصال(سلمت عليها):- خالتي حميدة ولا يهمك بسيطة ..
حميدة(دفعت كوثر وجلست محلها):- آه عين عين وأصابتكِ يجب أن أسكب لكِ بعد الرصاص ليبعد عنكِ كل شر وكل عين حسووووووود
كامل(دمدم تحت أنفه):- أكثر من الرصاص الذي نراه كل يوم ، أكيد لن ينفع هه
حميدة(زورته بعصبية):- ولد ما الذي يبقيكِ مع الحريم هيا هيا اذهب وأحضر لي السيد رائد إلى هنا أود محادثته في شأن خاص
كامل:- الرائد جاسر يا جدتي عيب أن تنسي اسمه
حميدة(بتفتفة):- أي والله عيب طيب اذهب ولا تقف كالمسمار هناك ، تحررررك ..
كامل(انتفض من صراخها):- حاضر حاضر قلبتِ المشفى بصوتكِ ، عائد يا نقيبي
كوثر:- وصال حبي عائدة لكِ أيضا
وصال(بتخوف):- كوثر كوثر ما أخبرتكِ به سيبقى بيننا ؟؟؟
كوثر(عضت شفتها):- سيبقى ههه خالتي حميدة اهتمي بها
حميدة:- هي في أيدي أمينة آآآخ كم من وصال لدي أنا ، آه يا كبدي عليكِ
كوثر(لحقته للرواق):- هشش كامل ..
كامل:- نعم ست كوثر ؟
كوثر(سارت معه في الممر بغية البحث عن الجماعة):- سمعت بأن زفافك بعد دورة المعسكر مباشرة ، مبروك عليك
كامل:- يبارك فيكِ خطيبتي سلمى كان بودها أيضا الحضور ، لكنني أمرتها بالبقاء في البيت يعني لم أشأ إزعاج النقيب خصوصا وهي تعيش أوقات متعبة ..
كوثر:- لقد حكت لي وصال ما حصل ليلتها مع جاسر
كامل(عض شفته):- صدقيني الرائد جاسر يحبها وأنا شاهد على ذلك ، وما فعله صحيح ليس جيدا ولكن من فرط جنونه بها أقدم على ذلك والحمدلله يعني ،، قدر الله ولطف ونجت منها رغم أنه لم يكن سيتخلى عنها لو حصل ما حصل
كوثر:- أنا لن أحكم عليه لا أدري ولكنني مقتنعة بوجهة نظري ، جاسر يحبها وهي أيضا وعلينا أن نساعدهما كي يسترجعا بعضهما ويخرجا من هذا المطب الشنيع …
كامل(بلهفة):- يااااه فرحت لأنكِ لم تتخذي موقفا ضده ، طيب ماذا سنفعل ؟
كوثر:- لست أدري بصدق لكن لنأمل أن تنتهي الدورة على خير وسنستغل زفافك وزفافي فأنا أيضا سأتزوج هذا الصيف
كامل(بفرح قفز):- قولي والله ، بالسيد زياد صراحة هو أيضا يهواكِ ياااه كم أحب القصص الرومانسية التي تنتهي بالزواج ..
كوثر:- يعني زواجي به مستعصي قليلا ولكنني لن أتخلى عنه ، سأتحدى معه أي شيء وأواجه معه المحن وإلا ما ضرورتي في حياته .. وهذا ما علينا أن نوصله لوصال وجاسر يجب أن يتخطيا تلك الليلة بأي شكل كان
كامل:- وأنا رهن الإشارة ، ثم لم يظل سوى أيام ع الدورة وتنتهي ونتخرج ما يعني أنه سوف يفترقان حين يعودان إلى المدينة
كوثر:- اممم صح .. هذا ما سيزيد الطين بلة لكننا سنفكر سنفكر بحجج وطرق تجعلهما يلتقيان
كامل(وصلا للخارج):- مهلا أليس ذلك إياد والسيد جاسر يتعاركاااااان ، يا إلهي يا إلهي الحقي …
كوثر(ركضت معه صوبهما حيث كانا خارج المشفى يتعاركان ورامز وزياد يفكان بينهما):- إياااااااد ما الذي تفعلانه ؟؟؟؟؟
إياد(ابتعد عنه):- هذااااا الحقير هذا الحقير … تلاعب بمشاعر وصال مع جندية غريبة جعلها تدخل بينهما لتخرب الوضع وهذا ما يوجع صديقتنا هل فهمتِ الآن سبب حنقي عليه ؟
جاسر:- لا يحق لك أن تتدخل في شؤوننا أنا ووصال ، لأننا قادرين على حل مشاكلنا أسمعت ؟
إياد:- تلك أختي يا أبله أختي وإن لم تحترمها أو تحترم مشاعرها فستجدني أمامك بالمرصاد ..
جاسر:- لن تصل معي لشيء بالتهديد ، فالفتاة النائمة فوق تخصني ولا توجد قوة على هذه الأرض ستنتزعها مني …
رامز(لامس ذراعه):- كفى كفى كلاكما لقد شوهتمونا بهذا المشفى ..
زياد:- جاسر جاسر عليك أن تدلف معي حالا هيا
إياد:- لا تفكر برؤيتها وإلا سوف أهشم وجهك هذه المرة …
جاسر(تلاعب بلسانه داخل فمه):- لاحظ أنك تتمادى هنا ولم ألمسك لأنك صديقها المقرب ، لذلك إن تطاولت مجددا سأنسى أصلا أنني أعرفك
رامز:- هووووه قلنا كفى
كوثر:- جاسر لو سمحت ممكن لحظة ؟
زياد(نظر إليها):- ماذا تريدين
كوثر(غمزت له):- حديث خاص ، أ… كامل تصرف هنا ماشي
كامل(حك فكه ببلاهة):- وماذا سيفعل كامل كمال وسط حلبة مصارعة هاه ؟؟؟؟
جاسر(دخل للمشفى بعصبية وهي لحقته مهرولة)ّ:- اختصري كوثر أريد رؤيتها الآن ..
كوثر:- أعرف بنذالتك معها ..
جاسر(عقد حاجبيه وتسمر محله بوهن):- هي أخبرتكِ ؟
كوثر:- لم أحتج سؤالا رأيت البقعة الداكنة على رقبتها وفهمت الموضوع ، ولعلمك هي لم تشأ إخباري بشيء فبركت حكاية عن ريحانة الجندية ولكنني لازمتها حتى انهارت وأخبرتني بالحقيقة
جاسر(حرك فكه بأسف وناظر الأرض):- ما حصل قد كان هفوة مني ، أعرف أنها لن تسامحني لكنني لن أتنازل عنها مصيرها لي مصيرها ستسامحني
كوثر:- أنا لست ضدك ، علما أننا كرهتك لحظتها حين جرحتها ولكن ما وقع قد وقع الآن علينا أن نفكر بالقادم ، .. وأنا سأساعدكما ليس لأن صديقتي رخيصة عندي لاء … لأنني أعرف أنها ما عادت تشعر بشعور اليتم والحرمان إلا بقربك ..
جاسر(فتح عينيه على وسعهما وهو يصغي إليها):- …. لارد
كوثر(اقتربت منه وتابعت بحزن):- وصال فتاة حساسة برغم قوتها التي تبدو عليها ، هناك من يعتبرها متكبرة أو متعجرفة ولكنها عفوية لدرجة قصوى ، حتى متسامحة مع من كان يسخر من ستايلها في اللبس الذكوري والذي اعتادت عليه لكي تدافع به عن نفسها من براثن المجتمع … بعد وفاة العم نصر الدين عاشت مع صديقه الذي اضطر جراء لعمله بأن يساعدها في اختيار مهنتها التي تحب ، وطبعا ما كانت ستختار إلا ما كان يريده أبوها وهذا ما جعلها تبتعد عنه بعد أن ملأ الفراغ الذي تركه بعد وفاته .. مرت سنوات بينهما حيث كانا يلتقيان في الأجازات الصيفية أو في العطل بحكم تدريبها وعمله ، ولذلك افتقدت حضنه وشعورها به صارت تشتاق إليه كثيرا واشتياقها تحول لحصن منيع في كل مرة تبني طوبة على قلبها وتجعل مشاعر الحرمان والاحتياج تتضخم في صدرها لتصبح جدارا منيعا كي لا يكسرها أي أحد يحاول أو يفكر في التلاعب بها … لكن ذلك الجدار لم يكن إلا زجاجا يعكس رقتها ونعومتها وهشاشتها المطلقة والتي كشفت عليها معك وبجانبك ، عاد بريق الحياة لعينيها وانكسر جليد الفقد في داخلها وملأته بحضورك أنت ، صرت لها سببا حنونا للوجود ، أقرب شخص عوضت به حرمانها من أمها التي لم تعرفها يوما ومن أبيها الذي تركها وهي في أمس الحاجة إليه ، من عمها الذي رعاها وحباها بعطفه وافتقدته بسبب ظروف الحياة ،،،، كل هذاااا جمعته ورمته على عاتقك مقابل نظرة منك ومشاعر صادقة بادلتها إياها بطهر ونقاء … الآن ما اقترفته أنت زعزع ثقتها بك جعلها تشعر بالرهبة والخوف من أن تفقد ذلك الأمان الذي كانت تشعر به وهي معك ، صدها الآن وجفاؤها نابع من حرقتها وغضبها لأنك كنت بالنسبة لها ملاكا طاهرا لا يمكن أن يؤذيها ورغم غفرانها لك إلا أنك تماديت مرة بعد مرة في تجريحها وآخرها قصمت قشة البعير ، وصارت علاقتكما ما بين المطرقة والسندان وعليه يجب أن تلازمها يا جاسر لا تتخلى عنها تمسك بها حاصرها افرض وجودك واجعلها تزيل تلك النظرة من عينيها ، فلو اقتنعت أن ما حصل قد كان محض هفوة وزلة لن تؤثر على حبكما الجامح ستسامحك وتبدأ معك صفحة جديدة …..
جاسر(كان يستمع وقلبه يرتجف رعبا على صغيرته التي آذاها):- لن تسامحني .. أنتِ لم تري النظرة التي رمقتني بها يومها ، ما زالت بين عيوني كلما أطبقت جفني رأيتها تذبحني في صميمي ببراءتها التي حاولت انتهاكها دونما وجه حق
كوثر:- يا إلهي هل أكلمك لترثي فعلتك على مسامعي ، نحن نبحث عن حل يا جاسر وصال في أحوج أوقاتها لك فهل ستتركها لوحدها يعني ، هل ستدعها تبعدك وتقصيك عن دورك المهم في حياتها الآن ، هل ستدع للواء أيمن المجال ؟
جاسر(رفع عينه ببريق شر):- إلا ذاااااك سوف أقتلعه من جذوره لو حاول التودد لها
كوثر(كتفت يديها):- والله افعل ذلك لأنني أعتقد أن الرجل الذي يرتدي ثيابا رسمية ويحمل باقة ورد وسيم أيضا ولطيف المحيا ما هو إلا اللواء أيمن صحيح ؟
جاسر(نظر حيث كانت تشير وظهر له أيمن وهو يدلف لغرفة وصال بباقة ورد وهنا انتفضت الحمم أمامه):- سأقتله ..
كوثر(ركضت واعترضت طريقه وهي تشير له ليتمالك أعصابه):- وهذا هو الخطأ بعينه ، لو دخلت وصرخت وأحرقت الكون سوف تعطيه فرصة للتقرب من وصال وستجعل وصال ترفضك لتصرفك الوقح هذا ، وربما قد تعطيه فرصة عنادا فيك وحسب
جاسر:- وماذا تنتظرين أن أتركه ينفرد بها لوحدهما لا والله لن تكون له ؟
كوثر(استوقفته من جديد):- اهدأ .. اهدأ أصلا وصال ليست وحدها معها جدة كامل ، وجدة كامل تعرف بعلاقتكما وتؤيدها وصدقني لن تسمح له بالبقاء لأزيد من دقيقتين ، فقط اصبر معي وسترى
جاسر(ابتلع ريقه وضرب على الجدار):- ثلاث دقائق إن لم يغادر سأقتحم الغرفة واللي يحصل يحصل …
كوثر(ضحكت بجنون وهي ترمق زياد قادم هو والجماعة):- عموما اطوي الموضوع سيبقى بيني وبينك فحسب وزياد طبعا لن أستطيع أن أخفي عنه
جاسر:- أساسا أخبرته ..
كوثر:- إذن إياد فقط هو الذي لن نخبره وخالك لن يسكت إن عرف …
جاسر(تنهد عميقا):- أخطأت في حقها كثيرا وعلي أن أفعل أي شيء لأصل لغفرانها ..
كوثر:- وعليك أن تسمع مني لو أردت حدوث ذلك … كامل جدتك تناديك حبذا لو تنضم إليها
كامل(هرول للغرفة):- حاضر هوى …
رامز:- أنت بخير ؟
جاسر(هز رأسه واتكأ بيديه على حافة الممر كي لا يضبط أعصابه):- ماشي يا أيمن ماشي …
زياد(جذب كوثر على جنب):- حبيبي ..
كوثر:- لن نتطرق لأي حرف هنا الوضع لا يُحمد ، صديق جاسر أو لنقل الخائن أيمن موجود بالداخل ما يعني أنه عليك أن تلتصق بجاسر التصاقا كي لا تحصل فضيحة هنا ،وأنا سأقتحم الغرفة وأصرفه سريعا تمام
زياد(تنهد بتعب):- اتفقنا وربك يستر …
إياد(ضرب بكفه كفه الآخر وسحب هاتفه لينزوي في المنعطف الآخر):- ألو رقية حبيبتي لست بخير لست بخير ، همم سأحكي لكِ …
ابتعد عن الرواق وأخذ يحادثها لعلها تخفف عنه وطأة الخوف على صديقته ، بينما كان رامز يساند جاسر وزياد الذي شرح له الوضع وجعله يعي تماما أنهم مقبلون على اشتباك ليس له أول من آخر .. بالغرفة مثلما توقعت كوثر الجدة حميدة لم تبتلع أيمن قط ومذ دخوله عليهما وهي تزوره بنظرات ناقصة فهمتها وصال ولم تستطع بدورها التملص منه ..
كامل:- ولكن لقد أعطاني الرائد الإذن لمرافقة سيدتي النقيب ، حتى اسألها ؟
أيمن:- مع ذلك لا يجب أن تترك موقعك تحت أي ظرف كان ، ماذا ستفعل غدا لو وكلنا لك أمور الدولة هل ستتركها لتهرع لجدتك ؟
حميدة:- هوهووووه كأنك تماديت هنا يا لواء لا أدري ماذااااا ، هاااا سكتت لك منذ دخولك لكن اسمعني جيدا إن كنت سيدا على قومك فأنا سيدة على قوم قومك
كامل(عض شفتيه لها وهو يولول):- له له جدتي تسعى لطردي ، هههه سيدي اللواء طبعا لن تهتم بحديث عجوز هرمة
حميدة(ضربته لكتفه):- من هي الهرمة إلهي تنهرم ولا تجد حتى من يقدم لك شربة ماء
كامل(أغمض عينيه):- يا الله يا الله اهمدي يا جدتي اهمدي ..
كوثر(دخلت عليهم):- مرحبا أنا كوثر صديقتها … من حضرتك ؟
أيمن(صافحها بمودة):- اللواء أيمن
كوثر(مثلما حزرت يا حبيبي):- أظن بأنك سمعت بالأخبار همم ؟
أيمن:- طبعا ولذلك هرعت للاطمئنان على وصال .. الحمدلله على سلامتها
كوثر(رمقت نظرته لوصال ومالت بشفتيها):- مشكور مشكور ، لكن كأنكِ نعسانة وصال يا حبيبتي لم تنامي اليوم بطوله من عذاب الزيارات ، لا تهتمي بنا نحن هنا أنتِ ارتاحي
وصال(فهمتها):- أهاه تعبانة ..
أيمن(ابتسم وانحنى لرأسها):- سأمر بكِ في وقت لاحق أود محادثتكِ بشأن مهم
وصال(امتصت شفتيها بتهرب):- إن شاء الله
حميدة(همت بالنهوض للفتك به لكن كامل كان يمسكها من لباسها=):- أتركني لن أفعل شيئا سوى طحنه وفرمه بين أسناني الاصطناعية ، سأكسرها على أمه اليوم ولا بهتم
كامل(بهمس):- يخرب عرق الجنون الذي في عقلكِ جدتي ، لا تفضحينا هو على وشكِ الرحيل
حميدة:- لم أطقه ولن أطيقه ولا أرييييييييده …حممممم
كامل:- روح يا لواء ألم تستطع المرور إلا حين أحضرت هذه اللبؤة الجامحة كخهخ
أيمن:- مع السلامة
كوثر(ودعته حتى الباب):- رافقتك السلامة …
حميدة:- بنتي وصال هذا الأفندي لم تعجبني نظراته ولا ابتساماته ، ماذا يريد منكِ ؟
وصال(كملت والله هه):- جدتي حميدة لو نمت لن تنزعجي مني صح ؟
حميدة(نهضت إليها وعدلت لها الوسادة والغطاء):- يا قلب جدتك نامي يا كبدي سأرعاكِ ..
كوثر(كتفت يديها واقتربت من كامل):- لنأمل ألا نسمع صوتا عاليا في الخارج
كامل(أشار لها بالنفي):- مستحيل هههه …
أيمن:- أنت معقد نفسي لذلك ترى كل الزيارات محاولات لسرقة حبيبتك منك ، ولكن هذه المرة أنت على حق أنا أتيت بنية مختلفة فهل ستمنعني ؟
جاسر(كان ممسك به زياد وإياد الذي شرع للمساعدة):- دعااااااني سأفتك بك اليوم سأحطم وجهك
أيمن(بلا مبالاة):- أنت واحد مريض
رامز(أمسكه من ياقته بيد واحدة):- هييييييه لا تتطاول ، حتى لو كنت لواء فذلك في العمل في الإدارة لكن هنا لا تحلم كلنا لن نسمح لك بأن تحتقر جاااااسر ، لو سمحت غادر لا نريد مشاكل
أيمن(نفض يد رامز):- إياك وأن تنسى نفسك أيها المحقق ، أنا أرفع منك ومنه مقاماااااا
زياد:- الله الله كأنك تماديت هنا هل ستمارس علينا أيضا مهام عملك الرفيع ، لآ تجعلنا نستعمل معك طريقة مغايرة في التفاهم …
أيمن:- وعلى ماذا … أساسا أنا مغادر ..
إياد:- خيرا تفعل
أيمن(مر بجاسر الذي كان ثائرا بمعنى الكلمة):- ولكنني سأعوووووود … هه سلام يا صاح
جاسر(حاول الإفلات منهما ولكنهما أمسكاه بقوة):- سترى ما سأفعله بك لو وطأت قدماك المشفى أيها الخائن المناااااااافق … حسنا دعاني دعاني ..
إياد:- اهدأ …
زياد:- جاااااسر لا تدعه يستفزك مثلما قال هو أرفع منك مقاما وقد يحاول أذيتك في عملك
رامز:- من ؟ ذاااااااك البغيض ، والله لو حاول مجرد محاولة سيجعلني أدخله السجن في قضية آداب مخلة
إياد:- ينخاف منك يا صديق أي والله
جاسر(بألم ضرب بقدمه الفراغ وتوجه لغرفتها دونما صبر):- وصاااال …
كوثر(فتحت عينيها على وسعهما وفي سرها):- يخرب بيته أين الصبر الذي طلبته منه أين ../ أ جاسر لقد نامت …
حميدة(هرولت إليه):- صح قبل لحظات حتى ، أ كنت أريدك في كلمة بني جاسر ممكن
كامل(رمق حالته الجنونية التي يعرفها عز المعرفة):- جدتي لنؤجلهااااا
حميدة(بعناد الحجر):- لا الآن لما التأجيل بني جاسر .. جاسر ؟
جاسر(تنفس عميقا وهو ينظر إلى أميرته النائمة وكيف تبدو في حسن وبهاء):- نعم خالة حميدة أنا معكِ تفضلي ، كامل لازم المكان ولو عاد ذلك الأخرق تعرف ما عليك فعله ..
كامل(رمقهما وهما يغادران ونظر لكوثر):- حقيقة لست أعرف هل تعرفين أنتِ ؟
كوثر:- ههه إنه الحب يا كامل كمااااااال ….
كامل:- لا تخبريني وحياتك ههههه …
حميدة(جرته للرواق المقابل):- ولدي أنا مثل جدتك هاه ، والله أعتبرك مثل حفيدي ولذلك أجب أمنية قلبي وتقدم لخطبتها يكفيكما من هذا العذاب ، أقسم لك أنني أفهم جيدا لوعة الحب وما رأيته بعيونكما المنكسرة آلمني ولذلك أنا على استعداد لأقف معك وقفة رجل يعني ههه .. سأكون وليتك ونذهب لخطبتها بعد أن تنتهوا من عملكم ما رأيك ؟
جاسر(فكر فيها فعلا وبرقت عيناه):- جدتي حميدة سأناديكِ هكذا لأنني لم أعرف يوما ما معنى أن يكون لي جدة ، لكن يسعدني أن تكوني كذلك وصدقيني كلامكِ هذا فتح أبواب البهجة بقلبي ، بعد زفاف كامل حفيدك سوف نقوم باللازم وسأتشرف باصطحابكِ معي أكيد وصال ستفرح
حميدة(عانقته بحب):- آه يا حبيبي فرحتني ههه ، وأحلى خطوبة لأحلى رائد
جاسر(ابتسم بأمل):- على الله ….
فعلا كان ذلك بمثابة أمل بالنسبة له ، فلو رأت وصال جديته في الموضوع أكيد ستوقن أنه يحبها حبا جما وعنها لن يتخلى .. مر بعض الوقت وغادرت حميدة رفقة حفيدها كامل للبيت فقد وجدها فرصة ليشبع شوقه منها ومن خطيبته التي جهزت له كل ما لذ وطاب من الأكل لزوم الشوق يعني ، لكن هيهات مع العسكري حميدة سوف لن تسمح لهما بلحظة اختلاء إلا بعد الزواج وهما مجبران على الانتظار فقد هانت وصار الوقت أقرب لهم بعد عدة أيام …. هنا غادر حتى إياد واصطحب معه كوثر لبيت آل الراجي في حين بقي كل من زياد ورامز رفقة جاسر ، لم يريدا تركه في تلك المحنة وهو بدوره استأنس بوجودهما …
في تلك الأثناء وفي بيت الراجي
كان الكل مسطرا أمام التلفزيون ينتظرون بث برنامج ميرا الذي لم يبق له سوى سويعات بسيطة ..
عفاف(قدمت لهم الأطباق):- الفشار جاهز والعشاء على النار ، خالة نجية حسنا اتفقنا على أن نترك كل شيء حتى نقوم به سوية
نجية(مسحت يديها):- لم يبدأ بعد صحيح ؟
عفاف:- لاء باقي ساعتين يمكن ، نور لم تتصل بنا بعد
إخلاص:- لنتصل نحن والله أريد التحدث مع ابنة عمي قبل أن تدخل للبرنامج
رنيمّ:- ابنة عمكِ الآن ستجدينها محاطة بجنود التجميل ، يعني لن يستطيع حتى زوجها الاقتراب منها
إخلاص:- حطمتِ معنوياتي
عواطف:- بعد الحلقة نتصل بها نحن ما رأيكم ؟
مديحة:- نتصل نتصل والله فرحتي لا أعطيها لأحد صرنا مشاهير ، بناتنا يظهرن بالتلفاز بالأول ميرنا والآن سمر يا عيني ع بنات الراجي يا عين …
رنيم:- لم تري شيئا بعد ، بيتنا كله سيدخل لعالم المشاهير بعد فترة ههه …
سماح(عوجت شفتيها):- عجايب على ماذا تفرحون هكذاااا يعني ، عادي ..
ليان(كانت تبحلق في التلفاز):- أين العادي جدتي أنتِ لا تعرفين شعور الشهرة لذلك لا يسعكِ الحكم
سماح:- تعرفينه أنتِ مثلا ؟؟؟… ثم أفكاركِ العقيمة دعيها لنفسك لأنها لن تتحقق ما دمت حية
نهال(نكزت شيماء لتنتبه):- عن أي أفكار عميقة تتحدثين عمتي سماح ؟
ليان(زورتهما بلؤم):- لا شأن لكما فيني
يزن(قفز ليجلس على الكنبة):- تريد أن تصبح عارضة أزياء هههههههههه بذلك القوام يخرب الهبلبل …
ليان(ضربته بوسادة):- وما به قوامي حتى أنني وردة ندية تستحق فرصة
مرام(انضمت أيضا):- بالفعل ليان جذابة وجميلة ، لما تعترضين على فكرتها عمتي سماح ما به المجال الفني يعني ها أنا ذا دخلت لعالم الموسيقى وسأتخرج أستاذة موسيقى بعد فترة
سماح(بخفة ردت):- وهل تملكين خيارا آخر نظرا لوضعك ؟
مرام(رفعت حاجبيها):- ….لارد
عواطف(بحلقت في سماح وهي غير مصدقة لما هتفت به):- سماااااااح …
مديحة(امتقع وجهها):- حتى قبل حادثتها كانت تحلم بأن تصبح أستاذة موسيقى ، يعني حققت حلما وتشبثت به ولم تسمح لعجزها بأن يقف بطريقها حتى ..
ليان(نظرت إليها):- أنا السبب في هذه المشكلة مجددا
نهال:- يمكن أنا ههههههه طبعا أنتِ ، يا لطيف منكِ ومن جدتك
ليان(لم تجبها):- ففف ..
شيماء:- يكفي يا بنت دعيها وشأنها
مرام(اقتربت لتلاعب سجى في حجر رنيم):- لا بأس عمتي سماح يمكنكِ أخذ حالتي كمثال جيد ، ثم ليان لن تفرط بدراستها ولو أرادت تحقيق حلمها هنالك طرق عدة فميرا قادرة على خلق فرصة
ليان(برقت عيناها بفرح):- أحقاااااا تتحدثين ؟
يزن:- هوهووه عند مصلحتها أختي تصبح ألطف خلق الله
إخلاص:- ههههه يا لك من فظيع إن ضربتك الآن لن أنقذك
يزن(همس لها):- تضرب من أساسا لم تسمعني فقد غاصت وسط غيمة أحلامها ، أنظري لفمها المفتوح الآن سترمش وستبتلع ريقها وستصرخ بحماس …
ليان(قفزت وهي تشير):- يس يس يسسسسسسسسس هههه
إخلاص:- تحفظها عن ظهر قلب لا عجب ..
نبيلة:- هششششش ما هذه الضوضاء ، هل بدأ برنامج البنت ؟
مديحة:- ليس بعد يا أمي لكن تعالي وانزوي معنا هنا ، أقله ترعبين سماح لتضبط لسانها المسموم
سماح:- يا لؤمك …هاها
نبيلة:- لا أعرف لا أعرف هل علي أن أتعامل مع الصغار أم معكماااااااا .؟
عواطف(عدلت الوسادة لها):- لا تهتمي بهما أمي دعينا ننتظر حلقة ابنتنا ، تت حتى كوثر تأخرت في العودة كانت وعدتني بالرجوع باكرا وإحضار إياد أيضا ..
ليان:- هاه رنين الجرس سأفتح ..
مرام(أعطت الكرة لأيهم الذي كان وسطهم على الأرض)):- حبوبي خذ مررها لي …
يزن(نهض ليرى أيضا من بالباب):- يمكن هذا تامر طلبت منه المجيء ليشاهدها معنا
نجية:- خيرا فعلت يا عزيزي
شيماء(توترت ونظرت لنهال):- ما الذي أحضر هذا الآن ؟؟
نهال:- اهدئي سوف نعرف ..
تامر:- السلام عليكم
شيماء(لأول مرة شعرت بتوتر وارتباك من حضوره):- أ… تامر
عواطف:- أهلا تامر بني تعال تعال وانضم إلينا الليلة عشاءك معنا ، لن نتنازل
مديحة:- صح نحن لا نراك إلا نادرا يا ولد ، البيت بيتك
تامر:- شكرا لكم لقد أصر علي يزن ولم أشأ أن أحرجه ..
ليان(لوت خصلات شعرها بميوعة وهي تتلوى وتتأمله):- ستؤنسنا بتواجدك مؤكد
نهال:- الحقي البنت تطبقه ههه راحت عليكِ يا شيمو ..
شيماء(ارتبكت بغل):- سأحضر لك صحن فشار
تامر(لم يرفع رأسه لها بل انحنى وخطف أيهم):- أيهوووووم حبيب تامر
رنيم:- اشتقنا لك تامر ..
تامر(ابتسم وجلس جوارهم):- وأنا اشتقت …
رنيم:- هانت أليس كذلك ؟
تامر:- خلصنا آخر امتحان البارحة سوف ننتظر نتائج التخرج وبعدها مرحى للفرج ههه
رنيم:- إن شاء الله بأعلى مجموع يا عزيزي
ليان(اتكأت على حافة الكنبة وهي تنظر لعضلاته الشبابية الجذابة):- حلووو …
نهال(لاحظت أنه يتحاشى النظر إليها وإلى شيماء اممم):- أكيد ذلك البغيض أسعد جعله يسانده في موقفه ليحترقا همم لما سأفكر به أنا الله الله ….
رنيم(انتفضت):- هاتف البيت هذه أكيد نووور ردي ماما ..
عواطف(أمسكته بلهفة):- ألووو أهلا نور بنيتي هااا ما الأخبار ؟
نور:- كله تمام أمي ميرا الآن بغرفة التجهيز حين نقترب من البدء سأتصل بكم قبلها تمام ؟
عواطف:- طيب وكيف هي دينا ليتكِ ما أخذتها معكِ
نور:- وهل سلمت منها التصقت التصاقا لترى الكواليس ولم أرد حرمانها ، يلا ماما أكلمكم لاحقا علي أن أفصل …
عواطف:- ماشي يا عزيزتي هاا وأخبريها أن شادي نائم فور أخذ رضاعته غفي حبيبي الصغير …
نور:- ماشي انتبهوا له يا عواطف لا نريد مشاكل مع ابنتك …
عواطف:- ههه ولو بعيوننا .. / إنها تقول أنهم وصلوا إلى هناك الآن وميرا بغرفة التجهيز
نبيلة:- على بركة الله …
نهال:- هنيئا لتلك الفصعونة الصغيرة سترى بهجت محمود على أرض الواقع
ليان:- امممم حلم عمري أن أراه وجها لوجه
شيماء(أعطت الصحن لتامر):- تفضل ..
تامر(بدون نفس):- شكرا
شماء(تنفست بعمق ستلعب دور المجافي تمام خذ راحتك ولا يهمني):- آه يا ريت حتى أنا وددت لو أراه أمامي ، يا حظك يا دينا هه ..
نهال(رمقت امتقاع وجه تامر وضحكت):- ههه خطيرة …
شيماء(بلؤم ناظرته):- اللهم أعننا على فعل الخير …
دينا:- مامي والله لن ألمس شيئا فقط أريد أن أسلم على بهجت محمود وألتقط صورة معه ّ، أريد أن أزرع الغيرة في قلب نهال وشيمو بليز مامي بلييييز
نور:- ههه تمام يا شقية لنسلم عليه ..فخالتكِ ما تزال محتجزة مع مساعديها …
دينا(قفزت بفرح وهي تبتسم):- سأحرق قلب جنان حين ترى صورتي معه ،
نور:- أهاه قولي ذلك من البداية ، تعالي …. مرحبا
بهجت(كان يعدل هندامه وقلمه بجيب سترته):- أهلا وسهلا
نور(صافحته):- أنا نور الراجي شقيقة ميرا وهذه ابنتي دينا ، أصرت على إلقاء التحية فهي من معجباتك العنيدات
دينا(بحرج صافحته):- أنا … أ.. مامي … يعني …
بهجت(انحنى بابتسامة ودودة):- دينااا ، اسمكِ جميل جدا وأنتِ لطيفة جدا جدا هل تحبين استطلاع الكواليس معي قبل بدء الحلقة ؟
دينا(بفرح نظرت لنور وابتسمت):- أريد ..
بهجت:- سيدة نور يمكنكِ أخذ راحتك ستكون الآنسة الصغيرة في مأمن معي ..
نور(تبسمت):- هذا من لطفك وفعلا مثلما قالوا عنك جميل القلب والقالب ، ويسعدني أن أخبرك أنك شاب مميز أرجو لك كل التوفيق في مجال عملك
بهجت:- هذا من لطفك ست نور ، هيا يا أميرة هل نبدأ جولتنا ؟
دينا(لوحت لنور):- عائدة مامي ههههه
نور(ضحكت من فرحة ابنتها):- أظنه عشقكِ الأول يا ابنتي آآآآآخ بس .. لأتفقد ميرا قليلا …
هنا كانت ميرا في مسألة عويصة مع السيد شهاب الغيراااااان
شهاب:- مكشوف يا ميرا مكشوف لن تجلطيني هنا ولن تدعيني أخرج عن طوري وأحلف أنكِ لن تصعدي لتلك المنصة ….
ميرا(مسحت على رأسها بصداع):- والله إنك تبالغ، لأنك تريدني أن ألغي الحلقة وأنا لن ألغيها لذلك لا تتحجج علي هنا بالحجج الواهية
شهاب(أشار لصدرها):- أنظري لشق صدرك كله في الشارع هل أنا زوجكِ أم رجل كرسي هنا ؟
باتريك:- هذا تصميم لأشهر مصمم في الدول العربية فكيف تستهزئ بتصميمه هكذا ؟
شهاب(صغر فيه عينيه):- اخرس أنت لأنك أساس هذه الفتنة ، ثم كنتم استشيروني كنت أعفيتكم من هذا الوضع المربك وجعلتكم تغيرونه ..لكن بما أنكم آثرتم وضعي أمام الأمر الواقع فأنا لن أرابض هذا المحل ولن تخرج ميرا به نقطة انتهى
هنادي(مسحت على حاجبها وقدمت كوب ماء لميرا):- ست ميرا خذي هذه وارتاحي ..
ميرا:- شهاب أنا سأخرج بهذا الفستان لن تجعلها قصة ولن تحبطني من أولها
شهاب(أشار لصدرها):- هل ترغبين بأن يرى العالم كله ما هو من حقي ؟؟؟
هنادي(حركت فكها):- باتريك اتبعني دقيقتين ونعود لكِ سيدتي
ميرا(زفرت بعمق ونظرت إليه):- شهاب أنا فنانة ولست ربة بيت حتى تلزمني بما علي أن أفعله
شهاب:- ولكنكِ زوجتي ومن حقي أن أغار عليكِ
ميرا(أحاطت عنقه بيديها):- تغار علي ماشي لكن أن تفرض علي سلطتك لاء هنا ستكون مشكلة ، ثم الفستان ليس عاريا جدا فقط هذا الشق الشقي ها هنا وغيره هو فضفاض كي لا ينتبه أحد لفلتنا الصغيرة ، ثم أنا اخترته خصيصا لكي أشد النظر بعيدا عن بطني فهمتني ولا أشرح من أول وجديد ؟
شهاب:- قولي هكذااااا من البداية ، لكن مع ذلك لن أبتلعه
ميرا(همست له وهي تتلذذ بنظراته):- ما رأيك بأن تبتلع شيئا آخر ألذ منه ؟
شهاب(مرر لسانه حول شفتيه واقترب من شفتيها):- كلسانكِ مثلا ؟
ميرا(بنار ولوعة طبعت شفتيها على شفتيه):- سيقتلني باتريك على أحمر الشفاه الذي دمرته لكن .. لن أستطيع تمالك شفاهك حبيبي ..
شهاب(اعتصرها في حضنه):- أليس غريبا أن نعتاد القبل في الأماكن الغريبة ؟
ميرا(همست بضعف):- أنت تثيرني في كل مكان ههه ..
نور(فتحت الباب متخطية طلب هنادي وباتريك في الانتظار):- احم احم
ميرا(ابتسمت بخجل وهي تبتعد عنه):- نور تفضلي
شهاب(رمقها بطرف عين):- سأرى الوضع بالخارج قليلا ثم أعود
نور(كتفت يديها وهي تهز كتفيها بامتعاض):- أقله نستمتع ببعض الهواء المنعش ..
ميرا(نفضت فستانها وجلست قرب المرآة):- على الأقل هذه الليلة لا تتخاصما إكراما لي ، أنا متحمسة جداااا جدااا نور أختي هذا البرنامج يعني لي الكثير
نور(وثبت من خلفها):- ستتألقين كنجمة فوق السحاب ، مثلما كنتِ دوما أتذكرين حين كنا صغيرتين جلسنا نفس جلستنا هذه بغرفتك وأخبرتني أن حلم حياتكِ أن تصبحي فنانة مشهورة ويصل صوتكِ لأعماق الناس … حققتِ حلمكِ يا سمر ؟
ميرا(اغرورقت عيناها بالدموع):- الآن لن أضبط أحمر شفاهي وحسب فحتى كحلي مهدد بالخطر ، ههه فعلا حققت أحلامي التي أملتها لكنني ما زلت ناقصة
نور(امتصت شفتيها):- ناقصة وأخوكِ نوري موجود عيب في حقي ..
ميرا:- هههه يا مشاغبة ، صدقا وجودكِ يعني لي الكثير ،.. سعيدة أننا تجاوزنا تلك الحقب اللعينة يعني معكِ أنتِ دوما كان الأمر مختلفا
نور(لاعبت بوجهها وجنة ميرا):- لا أقدر على مقاومة إشعاعكِ يا بنت عواطف ، أعطني قليلا أعطني قليلا
ميرا(ضحكت بصخب):- ههههه أتركي بريقي يا لصة ، النور منكِ يُستمد ههه
نور(ضحكت معها):- ما زالت جملنا لم تتغير ما يعني أن جوهرنا لم يتغير ، حتى لو مرت به سنين وسنين سنبقى أنا وأنتِ نور السَّمر …
ميرا(نزلت دمعاتها):- أوووه الآن نادي باتريك سريعا سريعا يا مجنونة
نور(كفكفت دمعها هي الأخرى):- ههه الطوارئ تنادي …
أدخلت باتريك وهنادي ليقوما بإغاثة الموقف ، في حين توجهت هي للكواليس كي تتفقد دينا التقت بشهاب في الزاوية وقد كان يتحدث عبر هاتفه ، لم توليه اهتماما بل تابعت البحث إلى أن وصلت ولكن انتبهت لتحدث المذيع مع المخرج ولكن بدون دينا ، بحلقت عينيها وهي تنظر صوب الجمهور المتحمس والمستعد لحضور هذه الحلقة أيضا لم تكن هناك … وهنا ارتفع الأدرينالين بصدرها وتوجهت إليه على عجل
نور:- سيد بهجت عفوا منك لكن أين دينا ؟
بهجت:- آه ست نور لقد أتى والدها واصطحبها معه ، غادرا للتو ظننت أنكِ من أراد ذلك
نور(دارت بها الدنيا وتحركت حنجرتها بصدمة):- قلت والدها أ… آه نعم حدث ذلك
المخرج:- من بعد إذنكِ سيدتي علينا أن نضبط بعد الأمور في الكواليس
نور(شعرت بالخواء في رجليها):- ماشي .. ماشي
اتراجعت للخلف وهي تنظر في كل حدب وصوب أيعقل أن حفيظ وصل إلى هناك ، لكن هم لا يدخلون الناس عشوائيا بل يجب أن تكون هنالك بطاقة خاصة يعني أمثال حفيظ لن يطئوا حتى البوابة .. رمقها وهي تدور تائهة وأعاد الهاتف لجيبه ود العودة إلى حجرة ميرا لكنه احتار فحالها لم يكن يفسر
شهاب:- نور ..
نور(وجدت فيه الخلاص وبعيون تائهة):- شهاب .. ابنتي ضائعة أنا لا أجدها .. ثم المذيع قال أن أباها أتى واصطحبها ومستحيل أن يدخل حفيظ إلى هنا فهمتني و .. يعني .. أناااا أريد دينااااا …
شهاب(ربت على كتفها بقلق ارتسم على وجهه):- تعالي معي سنبحث خارجا هيا ولا تثيري جلبة ..اهدئي سنجدها نور
نور(نظرت إليه):- شهاااااب … إنها ابنتي أريدهااا أنا لا أرغب بالتفكير في أي شيء غريب يعني هي بالخارج تلعب أو تستكشف أو ..
شهاب(زفر عميقا وأمسكها من كتفيها):- نور نور ركزي معي أصغي لي.. سنجدهااااا هيا ..
نور(ابتلعت ريقها وأصغت له):- حاضر حاضر لن أتفوه بحرف ، ههه أصلا سنجدها هنا أو هناك صح سنجد صغيرتي …؟
صراحة هو لم يكن يملك الجواب بل كان يرتجف في باطنه فأين يعقل أن تكون قد ذهبت مع رجل غريب ، إن كان أمثال حفيظ لا يمكنهم الدخول لمكان مثل ذاك دونما دعوة ، وعليه آثر أن يسأل الحراس هناك وأجابوه أنهم لم يلمحوا أي طفلة ولم يدخلوا أحدا منذ أقل من ربع ساعة وقد تم إقفال باب الدعوات ، .. هنا ازداد الرعب فالبنت لم تخرج من المبنى إذن أي يمكن أن تكون ، وجدت نفسها بعد برهة تصعد السلالم ركضا وهي تبحث بينما شهاب يحاول أن يضبطها ومن جهة يبحث جديا عن ديناااا ، فقد دارت بعقله أفكار كثيرة لأن طفلة مثلها قد يطمع فيها أمراض القلوب ربما ، أو حتى قد تكون اختطفت من أعدائهم الذين عرف بأمرهم مؤخراااا جدا وهذا ما أرعب نور كذلك وجعلها تمسك على قلبها وهي تدلف من مكان لمكان كالمجنونة ولا أثر ..
نور(غالبها البكاء ولكنها لم تبكي بل توقفت وهي تمسح على جبينها):- عمك .. اتصل بفؤاد دعه يأتيني حالا أرجوك أريد فؤااااد اتصل به …
شهاب(استغرب طلبها لكنه تفهمها واتصل):- طيب اهدئي بالله عليكِ لآ تفقدي أعصابكِ …ها أنا ذا سأتصل …. تيت تيت ت ألو عمي أين أنت ؟
فؤاد(بتوجس):- أنا ببيتي ماذا هناك ؟
شهاب(مسح على فكه وزفر بعمق):- أ.. نحن بالقناة الإذاعية ونور معي لكن .. دينا مفقودة
فؤاد(نهض من محله منتفضااا وقد زلزل قلبه بهذا الخبر):- مفقوووودة كيف يعني مفقودة ألم تذهب مع نور للقناة ؟؟؟؟؟؟؟
شهاب:- أنت تراقب الوضع إذن وأنا الذي شككت يعني هل هي معك ؟
فؤاد:- ليست معي ولكن همام هناك خارجا يراقب الوضع ولم يخبرني بشيء ،أمتأكد أنها ليست بمكان ما داخل القناة ؟
شهاب(ابتعد عن نور قليلا):- نور متوترة وتريدك أن تأتي
فؤاد(رق قلبه لها وبقلق على دينا):- طيب طيب مسافة الطريق أكون هناك ، افصل سأكلم همام لأفهم منه وحاول أن تهدئها ريثما أصل …
شهاب(هز رأسه بفشل):- سأحاول ..
نور:- ماذاااا قال سمعتك تقول أنها معه هل هذا صحيح ؟
شهاب:- ليست معه عمي في شقته ولكن .. همام بالخارج ولم يرى أي شيء غريب لذلك دعينا نسأله هيا ما ربما غفل عنه ، ثم اتصلي بأبيها واسأليه ماذا تنتظرين ؟
نور(رفعت الهاتف وهي تلتقط أنفاسها):- فؤاد … هل هو قادم ؟
شهاب:- طالما تحبين عمي هكذاااا لما رفضته ؟
نور(عضت شفاهها بانهيار):- لأنني أحبه …
شهاب(فتح فاهه من اعترافها الصريح):- وهل يتوجب رفض من نحب يعني اشرحي لي هذااا ؟
نور:- ما إن أجد ابنتي سأشرح لك كل شيء .. دعني أتصل …
شهاب(هز رأسه):- بقيت ساعة على البرنامج على الله نجدها قبل أن تنتبه ميرا ونصبح فيما لا تحمد عقباااااه …
ركضا بخفة في الدرج وصولا إلى الخارج طلبا من الحارس فتح البوابة وبحثا عن همام الذي كان مستقرا في سيارته مع رجل من رجاله ، طرق عليه شهاب النافذة وأفزعه
همام:- خيرا سيد شهاب ؟
شهاب:- دينا مفقودة يا همام ألم ترى أحدا يخرج بها من القناة ، أبوها حفيظ مثلا ؟
همام(خرج بخوف):- أبدا لم يخرج أحد من تلك البوابة أنا أحرسها منذ وصولكم يعني حسب أوامر السيد فؤاد ، لاحقت السيدة نور والآنسة الصغيرة حتى وصولهما ورابضت هنا وصدقني لم يخرج أحد من هناك …
نور:- بالله عليك يا همام ركز …
همام:- صدقيني سيدتي لم تخرج البنت من تلك البوابة ، إلا إذا …آه بالفعل كان للقناة بوابة خلفية منها هربت ميرنا وحكيم المرة السابقة
نور(ارتفع ضغطها وأمسكت على رأسها):- يعني ابنتي الآن مفقودة مخطوفة ماذا حصل لها فهموووووني ؟
شهاب(امتص شفتيه وأمسك يدها):- نور نووور ما تفعلينه لا يساعد رجاء اثبتي سوف نجدها ..
نور:- نجد ماذا ألم تسمعه ماذا قال ثم كيف لم أفكر أن للقناة بوابة أخرى ، بل كيف نسيت ذلك …
همام(حمل هاتفه):- سأبلغ السيد فؤاد
شهاب:- سبقتك في ذلك هو في طريقه ، وأرى أن نستدعي الشرطة
نور(بغضب أخذت تتصل بحفيظ):- الله يلعن اليوم اللي شفتك فيه يا حفيظ وجهك وجه النحس والشؤم ، متى طلبتك ووجدتك أصلا ؟؟؟
حفيظ(نهض من نومه):- ما بكِ نور على هذه الدعاوي ماذا يجري ؟
نور:- أين أنت ؟
حفيظ:- في الشقة
نور(آخر أمل لها):- يعني … دينا .. دينا ليست معك ؟
حفيظ:- اسم الله عليكِ يا نور هل ضربتكِ الشمس دينا معكِ فما الذي ستفعله معي ؟
نور(نظرت لشهاب بتيه):- اه دينا ليست معك …إذن أين هي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
استنفرتِ الأوضاع هناك بحيث اتصلت بطلال وبلغته بالحدث والذي هب سريعا هو ورجاله ليعمموا البحث ، في حين كانت هي جالسة على كرسي الحارس وتطقطق بكعبها وتنظر لهاتفها ما ربما وصل شيء له صلة باختفاء دينا … قام شهاب بتفحص البوابة الخلفية وقد كانت مفتوحة يعني لن يستطيع أن يجزم فأي أحد يمكنه الدخول والخروج من هناك لأنها مخصصة للعاملين ، وسألوهم طبعا والكل أشار إلى أنهم لم يلمحوا أي رجل وأي طفلة ، وهذا ما جعل السؤال يطرح نفسه أين اختفت ؟….
طلال:- جيد أنني كنت وسط المدينة ووصلت سريعا ، اسمعي سوف نفتش أطراف المكان وأعود لكِ
شهاب(مسح على فكه وناظر رقم ميرا على هاتفه):- ميرا تتصل
نور:- إياك وأن تخبرها بشيء دعها تحضر لحلقتها وقلبها مرتاح ونحن … نحن سنبحث أكيد ستظهر ابنتي هه أحدهم يلعب معي لعبة خبيثة .. أنا واثقة ..
شهاب(لمح غبنها ونظر لساعته):- هفف أينك يا عمي أين …/ ألو ميرا حبي لالا بالقناة لكن طرأ لي عمل لذلك انشغلت أوك خذي راحتك أنا بالقرب … (أغلق الخط وانتبه لوصول) ميرا تمت هااااااه وصل عمي
فقط صرير سيارته التي دعك فراملها بعنف جعلها تشعر وكأن كل همومها قابلة للتبخر ، لأن منقذها قد وصل نهضت بلهفة وهي تتطلع إلى نزوله الذي امتد ليحادث همام على جنب ، كان يهز رأسه ويشير بيده ولم يلتفت قط للخلف ، بل تابع شرحه لدقيقتين كاملتين وبعدها استدار وها هو ذا متوجه نحوها مهلا نحو ابن أخيه
فؤاد(نظر إليها):- ماذا حصل ؟
نور(توقعت أن يحتضنها وحين خاب رجاؤها شعرت ببرودة خوف):- …لآرد
شهاب(فهمها حين ارتجت محلها ومسحت على ذراعها):- حدث كل شيء في غفلة منا ، نور تركت دينا مع المذيع لبضع دقائق حين عادت لتفقدها أخبرها أنها ذهبت مع والدها اتصلنا بحفيظ واتضح أنه لم يبرح شقته ما يعني أن هنالك ملعوبا في الأمر …
فؤاد(أغمض عينيه وتوجه إليها):- كيف تغفلين عنهاااااااااا كيف ؟؟؟؟؟؟؟
نور(طأطأت رأسها بعد أن صرخ بوجهها):- ابنتي مفقودة
فؤاد(زم شفتيه وأشار لها بعصبية):- إن حدث لها مكروه أو تعرضت لأذى أقسم أن حسابكِ معي لن يكون حميدا يا نووووور …
نور(انتفضت من هديره وارتجفت شفتاها):- و..ولكن أنا ..
شهاب(رمق هشاشتها لأول مرة في موقف حساس كذاك فتلك ابنتها يعني كل أقنعتها ستسقط):- عمي عمي اهدأ نور بدورها قلقة على ابنتها …
فؤاد(أكمل جملته بلؤم):- ويفضل أن نجدها قبل أن أفقد أعصابي لأنه لن يحصل طيب ….
شهاب(أشار لهمام ليقترب ويسحب فؤاد):- يا الله
نور(تحركت حنجرتها بثقل ونظرت لشهاب الذي اقترب منها):- لما يصرخ بوجهي أنا لست على استعداد لأسمع لوما وعتابا ، إنها ابنتي يا نااااس …
شهاب:- نور نور عمي متعلق بها مثلكِ يعني اعذري صراحته ، ثم الوضع فعلا مقلق لذلك لا تدققي .. من هذا كله أليست هذه قناة تصوير إذن أكيد يملكون كاميرات بمداخل ومخارج المكان ؟
طلال(ظهر من خلفه):- وكلها محذوفة أحدهم تلاعب بالوقت أثناء اختفاء دينا …
فؤاد(اهتزت حنجرته بثقل):- ما يعني ؟؟؟؟
نور(ارتجفت عيناها):- طلال ؟؟؟؟
طلال:- مع الأسف …. تم اختطافها …. والمصدر مجهول
آخر جملة كانت هي ما جعلتها على صلة بالحياة وبعدها لم يكن هنالك سوى الضباب يغزو عينيها ، لم تشعر إلا بيدين تلتقطها في الهواء لتضعها بمؤخرة سيارته لعلها تستعيد وعيها رويدا رويدا … انقلب المكان سريعا بحيث اتصل شهاب بإياد طلبا في مساعدة رامز الذي هبَّ من فوره للمساعدة حتى إياد تملص من بيت الراجي بصعوووووبة …
إياد:- كوثر لا تلازميني رامز يطلبني لأجل عمل ما يعني أنه ليس شيئا يتعلق بوصال صدقيني ..
كوثر:- طيب هل ستعود قبل حلقة ميرا أم ماذا ؟
إياد:- غالبا لن أتمكن من مشاهدتها يا ستي نراها على النت لاحقا ، هيا لا تجعليني أتأخر سلملم
كوثر:- أوك يا مشاغب
عواطف(انقبض قلبها ولحقت بكوثر للباب وسمعت آخر الحديث):- ما بها وصال ؟
كوثر(رفعت حاجبها بتفكر ومررت لسانها حول شفتيها):- بخير هه ..أ
عواطف:- كوثر …… ردي بوضوح ؟
كوثر(أخفضت كتفيها باستسلام وهزت رأسها):- سأخبركِ …
أخبرتها طبعا ووجدت نفسها بعد حين بجوارها في السيارة تصطحبها للمستشفى إذ يستحيل أن تسمع عواطف بإصابتها ولا تهب للاطمئنان عليها ، هي تعتبرها كميرنا وغير ممكن ألا تهب إليها لتدعمها وتحسسها بأنها ليست وحيدة … أكيد عاتبت كوثر وشتمت إياد لأنهما أخفيا عنها مثل هذا الأمر ، والأكيد أكثر أنها تملصت من البيت بحجة زيارة عاجلة للعم عبد المالك للتحدث في موضوع كوثر ، استغربوا وخصوصا مديحة التي فتحت لها تحقيق لأنها تعرف مدى أهمية برنامج ميرا لعواطف ولولا الشديد القوي ما كانت فرطت في مشاهدتها رفقتهم ، ولكن كوثر تدخلت وتحججت بألف حجة حتى غادرت بها صوب المشفى … في تلك الأثناء غادرها رامز وكان قد اتصل بفريقه للتوجه صوب القناة على السريع ، فالوضع كان مستعجلا جدااااا وبالمعنى الصريح كانت قضية اختطاف …
بعد مدة جاوزت النصف ساعة وصل إياد للقناة وأول ما فعله دعم نور التي كانت جالسة بسيارة فؤاد في الخلف، تنظر لصورة دينا على هاتفها وقلبها يخفق برعب …
رامز(وصل بدوره وكان يشير لفريقه):- مشطوا المكان من كل جوانبه على الفور ، اتصلوا بدوريات الأمن القريبة من هنا واطلبوا تقريرا للسيارات التي تجاوزت حدود السرعة ..تحركوا
إياد(أخذ منها قنينة الماء):- أحسن الآن ؟
نور(نظرت جانبيا صوب فؤاد الذي كان يمسح على شعره بعصبية وهو يحادث شهاب وهمام):- لاء أريد ابنتي يا إياد ،من أخذها ولمااااااااذا ؟
إياد(خشي أن تكون لعصابة الفهد البري صلة لذلك مط شفتيه):- اسمعيني جيدا ، دينا ستكون بخير إنها فتاة قوية
نور:- أعرف أنها فتاة قوية لكنها ستقلق وتخاف ، تخيل لو قاموا بأذيتها ماذا سأفعل بنفسي ؟
إياد(أمسك بيدها):- أعدكِ أنها ستعووود …
شهاب(تقدم إليه وأطل عليها):- كيف تشعرين الآن ؟
نور(استغربت اهتمامه ولكنه بين على معدنه في الشدائد):- غريب أن نتأقلم سوية في هذا الأمر المؤلم ، لكن … لا أشعر بنفسي على خير ما يرام عمك يجافيني وكأن ما فيني لا يكفيه ، وابنتي مفقودة لا أدري أين هي ولا من اختطفهااااا
شهاب:- إياد اسمح لي قليلا معها
إياد:ّ- أصلا إياد سيرى رامز أيضا احم .. تفضل
شهاب(جلس بقربها في السيارة وزفر عميقا):- نور .. أنا وأنتِ لا نطيق بعضنا الكيمياء بيننا لا تتفق لذلك ، لن ندقق كما أخبرتكِ ما نتعايش معه الآن أهم بكثير من المشاعر حتى عمي لا لوم عليه إنه يشعر وكأن قطعة منه ضاعت من بين يديه ، وإن كان يلومكِ فهذا من خوفه الشديد عليها
نور:- ولكنها ابنتي ابنتي
شهاب:- حتى لو ، طالما دخلتما حياته فأنتما محسوبتين عليه وإلا لما سيتكبد عناء وضع حراسة خلفكما دون أن تعرفا ، وحتى لو كنتِ منعته المرة السابقة بعد حادثتكِ فإنه لن يصغي ، لأنكِ المرأة التي ينشدها لإتمام حياته معها حتى لو رفضته .. سيحبكِ مع نفسه
نور:- لقد عذبني عمك ذاك ، قهرني وجعلني أقلب حياتي رأسا على عقب وحين ظننتني فقدته رميت بنفسي لشخص لا أرضاه لغيري ، ما ذنب دينا أن تحصل على أب لا مبالي مثله هاه .. أنظر معي منذ متى اتصلت بي تقريبا أزيد من ساعة ولم يحرك ساكنا ولم يسأل حتى أين البنت يعني .. قمة الغبن
شهاب(تنهد بعمق):- بينما عمي الأمر مختلف فقد هب سريعا في الحين واللحظة
نور(نظرت لفؤاد):- ليتني أستطيع الولوج لعقله لكنت فهمت ما يدور فيه
شهاب:- تأكدي أنكِ أنتِ من يملؤه ودينا .. عموما سوف أدخل قليلا إلى ميرا لأنها هلكتني اتصالات ولن تهمد ما لم تراني باقي 25 دقيقة ويبدأ برنامجها من هنا لوقتها سأعود إليكِ .. لذلك لا تخشي شيئا نور ، سنسترجعها
نور(مطت شفتيها):- أتمنى ….
إياد:- ما ربما كان لديه فكرة يا رامز دعنا نجرب ؟
رامز:- وماذا ستفعل ستتصل لتخبره أخي حبيبي ابنة نور ضائعة أعطنا إحداثيات الموقع الذي أخذوها عليه ؟
إياد:- أنت هكذا تغلقها بوجهنا ، ثم مهلا ألا يعقل أن تكون أم فؤاد لها صلة بالاختطاف ؟؟؟؟
رامز(رفع حاجبه):- صوفياااا كيف لم نفكر بهذااا ، يا إلهي تعال تعال أو .. ابق محايدا سأحادثه بنفسي
إياد(بحماسة):- هيا إذن ..
رامز:- فؤاد ممكن لحظة ؟
فؤاد(أشار لهمام الذي ذهب وأومأ له):- أي أخبار ؟
رامز:- ربما الأخبار عندك ، أرجح أن تتصل بوالدتك في القريب العاجل ما ربما كانت رسالة منها
فؤاد(برقت عيناه بعدم فهم):- أتقصد أن الجميع يعرف بأمر أمي ؟؟؟
رامز:- نعرف يا فؤاد والآن البنت أهم بكثير من الأسئلة أليس كذلك ؟
فؤاد(بجنون):- هل هي التي تقف خلف خطف ابنت… خطف دينا ؟؟؟؟؟؟؟
رامز:- سنفكر بجميع الاحتمالات وأرجح أن تستعجل اتصالك بها ..
فؤاد(امتص شفتيه بغيظ):- لو كانت هي الفاعلة لن تمر هذه الفعلة على خير ..
رامز(تنهد بتأفف):- لنأمل سماع خبر مفيد ..
فؤاد(رفع هاتفه وطقطق رقمها الذي أعطته له مؤخرا كي يتصل بها في أي وقت):- …ألو سوف لن أطيل عليكِ هو سؤال محدد وأريد إجابة شافية عليه …. هل دينا معكِ ؟
صوفيا(عقدت حاجبيها واستقامت):- ماذااااا تقول دينا من ؟
فؤاد(من بين أسنانه):- دينا ابنة نوووور ، أجيبيني يا صوفيا وإلا لن يحصل طيب هل البنت معكِ ؟
صوفيا(فتحت فمها بصدمة):- ليست معي طبعا كيف تفكر بأنني سأقدم على اختطافها ؟
فؤاد:- أساسا لم أذكر كلمة اختطاف ما يعني أنه لديكِ فكرة عن الموضوع ، اسمعيني جيدا سأكلمكِ بوضوح لا أنا ابنكِ ولا أنتِ أمي أريد عودة تلك الطفلة في غضون دقائق وإلا قسما بالله سأفتح محضر شكوى في حقكِ وزججت بكِ وبكهرمانة في السجن ،..طبعا عيبكِ الوحيد أنكِ أمنتِ ابنكِ الوحيد في يد مجرمة مثلها مثلكِ أمي ؟؟؟؟؟؟ …
صوفيا(التقطت أنفاسها):- لست أعرف أي شيء يا فؤاد أنت تظلمني ، لا يمكنني اختطاف تلك الطفلة ثم هي لا تعني لي الكثير أنا أرغب بإبعادك عن أمها فكيف سأبتلي بابنتها ؟
فؤاد:- إذن من اختطفها أكاد أجن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صوفيا:- تجن لماذا يعني أصلا ما علاقتك ، لتجن من جعلتها تضيع وتتحمل مسؤوليتها هل كانت طفلتك حتى تخشى عليها لهذه الدرجة ؟؟؟؟؟؟
فؤاد(ابتعد عنهم وبحسرة انحصرت بجوفه):- إنها طفلتي فعلا يا أمي …. دينا ابنتي
صوفيا(هنا جمد الماء في ركبتيها وجلست أرضا):- ماذاااا تقووووووول ؟؟؟
فؤاد:- إنها ابنتي وأنا أرجوكِ لو كان لي بقلبكِ معزة ، أعيديها لي .. إلا هي خذيني أنا وهي دعيها حبا بالله أنا مستعد لتقديم أي شيء أي شيء تودينه مني لكن إلا ابنتي …
صوفيا(عضت شفتيها بوجع):- ليتك ذكرت ذلك قبل اللحظة يا فؤاااد ، صدقني يا بني لا أعرف عنها شيئا ولكن … سأتصرف
فؤاد(تنهد بأريحية):- ستساعدينني ؟
صوفيا:- سأقوم بما يلزم ، … ولي حساب معك حين نلتقي ، كيف تخفي عني أمر ابنتك كيف ؟؟؟؟
فؤاد:- أقسم أنني سأتطرق معكِ لأي نقطة لكن أعيديها فحسب أعييييييدها …
صوفيا(تنفست عميقا):- انتظر اتصالي
فؤاد(أغلقه وتنهد عميقا وناظرها من محله والدمع بمقلتيها شريك):- آخ يا نور آآآآخ …
صوفيا(فعَّلت اتصالا فوريا وأخذت تنتظر الرد):- هل طلبتم اختطاف حفيدة آل الراجي ؟
غضنفر:- ههههه ما رأيكِ بضربتنا القاضية تحفة أليس كذلك ؟
صوفيا:- أنت وذلك المجنون لا تعرفان ما الذي تفعلانه ، أنا متأكدة مصيركما بالنهاية في مصحة المجانين لو بقيتما على درب الانتقام تسيرون دون تفكير …
غضنفر:- هيا لن تكسري علي متعتي ، ثم هي شدة أذن سنعيد الطفلة لا تقلقي
صوفيا:- ستعيدانها الآن ، أعطي الأوامر لرجالك كي يعيدوها من حيث أخذوها
غضنفر(زمجر بغضب):- منذ متى تملي علي الأوامر صوفيا ؟
صوفيا:- الآن أمليها عليك وإن لم تتصرف وتعيد البنت سوف لن يحصل طيب ، وتعرفني لا أهدد مرتين وقد أقلب الدنيا وأموت فيها مش مشكلة لكن الطفلة ستعوووود وحالاااااا
غضنفر:- ها ها فهمت الآن أكيد لجأ إليكِ ابنكِ الرشواني هههه ، ما حزرتما سوف لن أعيدها لحين تتربى ذات عرق الراجية يعني هو حساب ستدفعه كل واحدة من ذلك البيت
صوفيا(هدرت فيه):- غضنفررررررررر …
غضنفر(انتبه لنبرة صوتها):- صوفيا لا تجعلينا نصل لمفترق طرق عزيزتي ، لآ تنسي الأيام الخوالي صديقتي العزيزة ؟
صوفيا:- ولأجل تلك الأيام ستعيد الطفلة إكراما لي ، لو سمحت ؟
غضنفر(بتلاعب):- وما المقابل ؟
صوفيا:- عن أي مقابل تتحدث يا غضنفر يا أيها الطماع الذي لا يشبع ، ألم تكفيك سنين عمري التي أهدرتها في سبيل خدمتكم ، ولا ابني الذي فرطت فيه على صغر ، هااااه شبابي الذي ضاع معكم ووسطكم أو أن كل هذا لا يعني لكم شيئا ؟؟؟
غضنفر:- تمام تمام أحبطتِ حماستي ، سأعيدها فورا ولكن هذه المرة فقط لأنكِ طلبتِ ذلك .. في المرة المقبلة لن يسعني المساعدة إذ تعرفين جنون الدبلوماسي خاصتنا
صوفيا(ابتلعت ريقها):- تصرف أرجوك .. وحاول التفسير له بأي طريقة لكن لتكن هذه المرة الأخيرة وطفلتهم لا ذنب لها في انتقامنا أليس كذلك ؟
غضنفر:- ههه منذ متى تملكين قلبا عطوفا صوفيا هانم ؟
صوفيا(بدموع):- سلبتموني منه يا غضنفر … ماذا عساي أقول ؟
غضنفر:- افف انتهى سأكلمهم ليعيدوها ..
صوفيا(بفرح):- شكراااا
غضنفر:- لكنكِ ستدفعين المقابل وسأخبركِ به في الوقت المناسب
صوفيا:- أعلم أنك حقير لكن أن تطمع فيني فهذا لم أستبعده ، وأنا جاهزة …
غضنفر:- ههههههه سلامو يا أم قلب حنين … / …… ألو خضر اسمعني جيدا أعد الطفلة من حيث أخذتموها وارمها بالشارع المقابل للقناة ودعوها تتصرف لوحدها تمام ؟
خضر:- وكيف تغيرتِ الخطة سيدي ؟
غضنفر:- هكذا جد ، افعل ما أمرتك به ولا تدع أحدا يلمحكم ارموها بالقرب من الموقع وتبخروا
خضر:- أوامرك سيدي ، حالا ….
خضر(التفت إليها وهي خلفه):- يكفي اخرسي سنعيدكِ لماما ..
دينا(نظرت إليه بعصبية):- كنت أعرف أصلا أنكم ستعيدونني لأنكم مجموعة حثالة خسيسين جبناء مثلما تقول ماما ، وأكيد الله سيعاقبكم على فعلتكم هذه
خضر:- هههه شوفلك البنت أم لسان أطول منها ، اخرسي بدل أن أصفعكِ على وجهك هذه تسمى قلة أدب يا آنسة
دينا(كتفت يديها):- أنت هو قليل الأدب .. لُممم ..
خضر(التفت أكثر إليها من محله):- جديا غضبي لا يُحمد يا صغيرة ، لذلك التزمي الصمت
دينا(تمسكت بقلادة فؤاد ونظرت للسماء):- أعيدووووني فحسب
خضر(رفع حاجبه):- ماذا تمسكين هناك ؟
دينا(تمسكت بها بفزع):- فقط قلادة ماذا أمسك يعني
خضر:- طيب يا أسطوانة إن كنتِ تخشين تعرض أمكِ لنفس الموقف الذي توضعين به الآن ، ستخبرينهم بما سأمليه عليكِ بالحرف ولو أخطأتِ وأعطيتهم مواصفاتنا أو أشكالنا أو أخبرتهم بما حصل بيننا سوف أختطفكِ مجددا وهذه المرة لن أعيدكِ بل سآخذكِ إلى بيت الكلاب خاصتي …
دينا(خافت وانكمشت حول نفسها):- لن أخبرهم فقط أعدني لمامي ….
خضر(هز كتفيه):- أسرع يا بني المهمة ألغيت ..
دينا(مسحت دموعها بخفة كي لا يحسبوا بأنها ضعيفة مثلما أخبرها فؤاد ذات مرة):- سأكون قوية عمو فؤاد لا تقلق …..
عشرون دقيقة من جحيم الانتظار ، فقدوا فيها أعصابهم ولا جديد يذكر .. خرجت نور من السيارة وأخذت تدور في محلها جيئة وذهابا جيئة وذهابا ، حاول معها إياد ولكن لا فائدة كانت كالشعلة من يقترب منها تنفجر بوجهه ، وقد حدث ذلك مع رامز الذي جرب حظه ولكن لا نتيجة ،.. وعليه اقترب همام من فؤاد ورمش بعينه وهو يشير إليها
همام:- ألا تجد أنه من اللازم محادثتها ، هي بانتظارك أن تعبرها منذ مجيئك ولكنك تقسو عليها في أكثر الأوقات صعوبة عليها .. إنها تمر بمرارة الانتظار وأنت تعرف ما معنى ذلك …
فؤاد(نظر لساعته):- صوفيا قالت أنهم سيعيدونها في أي وقت … لكن مضت 22 دقيقة ولا جديد يذكر أيعقل أنها سخرت منا ؟
همام:- محال ، قد خيرتها بالعديد من الأمور ولا أظنها ستغامر خصوصا حين أخبرتها بحقيقة دينا
فؤاد:- حاولت أن ألمس فيها عرق الإنسانية أو القرابة ما ربما ساعدتني ، ولأصدقك القول كنت أرتجف من ردة فعلها لكن طالما كتمت الأمر كما أخبرتني سعدت بذلك
همام:- ستسعد أكثر حين ترى طفلتك مقبلة علينا ، ولكن إلى غاية ذلك برِّد قلب أمها الجريح ..هيا يا فؤاد لا تتثاقل .. لا أصدقائها ولا أخواتها ولا حتى أمها قادرة على امتصاص الرعب الكامن فيها حتى حالها يصعب على أقسى قلب … فقط وحدك من يمكنه ذلك فتشجع
فؤاد(مط شفتيه وأزال يديه من جيوبه وتقدم صوبها للطرف الآخر):- نور ..
نور(لم تسمعه فقد ظلت تكتف يديها وتسير بين الأشجار المقابلة للقناة ، تنظر للأرض وتخاطب الفراغ في حالة جنونية مرفوعة فوق السماء مع الأسف):- ديناااا دينا … أين أنتِ حبيبتي دينا عودي لي يا ابنتي ، هه عودي لماما ولن تصرخ أمكِ في وجه أحد لن أخجلكِ مع صديقاتك مرة ثانية سوف أصبح أما أخرى فقط عودي لماما حبيبتي عودي لمامااااا … عودي اهئ دينااا دينااااا أمكِ تناديكِ مامي هنا مامي تريد أن تعانقكِ يا دينا ألا تسمعينها هاااا ، ارجعي لي يا طفلتي وأعدكِ بأنني سأتغير لن أجعلكِ تتذمرين بسببي فقط عودي لي ديناااا .. دينا يا دينااا ابنتي أين أنتِ ماما تبحث عنكِ …دينا دي..
آخر هتاف مبحوح شارد نطقت به وهي بحضنه حين جذبها إليه بقوة دونما كلمة واضعا رأسها على صدره …وهو يضمها بحنان واحتياج لرؤية طفلته أكثر منها ، لم تفتح عينيها بل ظلت تبكي منفجرة في حضنه ببكاء حصرته في جوفها منذ أن وقعتِ الفاجعة ، تمسكت بقميصه وهي تدك رأسها دكا في حضنه ،.. تنعي حظ طفلتها وترثي حالها بينما كان هو يتنشق عطرها ويحاول لملمة شتات روحه الكسيرة على مآل صغيرته ، وأيضا يحاول امتصاص رعبها وارتجافها الذي استكان بين يديه .. لم ينطق أي منهما بحرف فذلك العناق كان كفيلا ليمسح من على جبين الموقف كل ذلك البؤس ……. من جهة كان رامز يهز كتفيه بقلة حيلة ، طلال يضرب أحجار الأرض وينتظر أي خبر إياد يحاول أن يضبط أعصابه بينما همام كان يشاركه بعد الأفكار .. أما شهاب فانضم ليجد أن الحال كما هو عليه ولا جديد يذكر … نظر صوبهما وارتسمت ابتسامة على شفتيه فهو يعرف أنهما لغير بعضهما لن يكونا ،،، ظلا على تلك الحال لبضع دقائق حسمها صوت طفولي بريء هتف من بعيييييد جدا وهو ينادي عليها …
نور(انتفضت ونظرت إليه بدموع):- دينااااا ،،،، هذا صوت ديناااا
فؤاد(نظر حوله لا شيء):- نور .. ربما كنتِ تتخيلين
نور(هزت رأسها بجنون وهي تنظر من كل اتجاه):- لالالا إنه صوت ابنتي لقد نادت علي ، دينااااااااااااااا ديناااااااااااااااااااااا ااا أنا هنا ديناااااا اهئ … أنا لست مجنونة لقد سمعتها ديناااااا
استنفر الكل وهم ينادونها لحين لاحت من بعيد وهي تركض صوبهم من الطرف الآخر ،،
نور(صرخت ونظرت إليه قبل أن تركض):- أخبرتك لقد سمعتها … ابنتي ديناااااااااااااااااا ..
دينا(ببكاء):- ماااااااااااااااماااااااا ااااا
ركضت كل من هما صوب الأخرى كل واحدة من طرف إلا أن جثت نور أرضا على ركبتيها لتستقبل أجمل فرحة حظيت بها في هذه الحياة ، ابنتها حبيبتها شمعتها التي تنير عتمة لياليها قطعة من روحها وأغلى أغلى ما تملكه في هذه الدنيا ، طفلتها التي ارتمت في حضنها بحرارة وهي تبكي تبكي وتشارك أمها الخوف وهالة الحرمان التي شعرت بها كلتاهما بعد ذلك الموقف … تأثر كل الحاضرون بذلك المشهد بينهما رامز بكى وضربه إياد لرأسه كي يصمت ولكن هذا الأخير أيضا شعر بحرارة الموقف ودمعت عيناه ،، شهاب تنهد براحة هو وهمام وطلال الذي عض شفتيه سرورا بعودتها .. أما فؤااااد فقد استدار بعيدا عنهم ليداري دموع عينه من سلامة طفلته ، لم يشعر أصلا بنفسه إلا وهو يبكي وصديقه الوفي الذي ربت على كتفه فرحا هو الذي جعله يكفكف فرحته ويتقدم إليهمااااا …
فؤاد(بدفء انحنى بجانب نور):- دينا ..
نور(تركتها قليلا وهي تقبلها بجميل القبل):- عمو فؤاد هنا أيضا ؟
دينا(ارتمت في حضنه وتشبثت به بحرارة وقوة):- أنا لم أخف منهم لقد تمسكت بقلادتك وواجهتهم حتى أنني جعلت رئيسهم يغضب من طول لساني ، ولكن أنا فعلت كل ما أخبرتني به وقلادتك أنقذتني كنت أفكر فيك وأدعو الله أن تكون بجانب ماما لأنها ستخاف حين تعرف أنني مفقودة ، كنت معها صح عمو فؤاد ؟
فؤاد(زفر بعمق وهو يعانقها بقوة):- كنت معها يا صغيرتي وكنا ننتظر عودتكِ لنا … آه يا حبيبتي
نور(انتبهت لملامحه المتألمة وشعرت بشيء ينبض بقلبها ورفعت يدها ربتت على يده وهو يحضن دينا):- لقد عادت هه
فؤاد(رفع يده الجانبية وضمها أيضا إليه وقبَّل رأسها):- الحمدلله …
نظرت لدينا التي بادلتها نفس النظرة وهما بحضن فؤاد ، شعور جميل خامرهما لحظتها وهما بمملكته تنعمان بالدفء والعطف والأمان ، كان يحضنهما بكل ما فيه من مشاعر حب يخصها لكل واحدة فيهما بل يقسمها بينهما فكلتاهما منى عينه … تمسكت نور بيد صغيرتها وارتفعت بعد برهة لتستقبل عناق صديقها الحميم إياد الذي بارك لها رجوعها ، فرحة رامز لم تكن تحصى فقد التقط الصغيرة من حضن فؤاد وعانقها بحرارة ، بينما شهاب عانق عمه بدعم وربت على كتفه بهجة بعودتها ، حتى أنه بارك لنور التي سلمت عليه من وجهه وهي تستقبل تهنئته بكل فرح …
طلال:- ولكنكِ ستخبرين عمكِ طلال كم كان عددهم ؟
دينا(عضعضت شفتيها):- اممم أريد أن أنام ..
فؤاد(استغرب أنها لا تجيب على أسئلة طلال ورامز):- هل هددوكِ ؟
دينا(انكمشت وأمسكت يد نور):- مامي لنذهب ..
فؤاد(احمرت عيناه غضبا ونظر لنور):- دينا حبيبتي أنتِ معنا الآن يعني لا تخافي هممم ..
دينا(حركت رأسها برفض):- مامي ؟
نور(عانقتها على وقفتها):- طيب لن نضغط عليها ماشي سوف أعيدها للبيت
فؤاد:- لاء .. لا أرجح أن تذهبا للبيت يعني سوف نقلق الأهل في هذا الليل وأقترح أن تمضوا الليلة بشقتي أصلا لن أأتمن عليكم إلا هناك خصوصا اليوم ..
دينا(بفرح):- نبيت معك في شقتك يااااي ، وافقي مامي بليز بليز أريد ذلك
نور(نظرت إليه بتوتر وانتبهت لاقتراب شهاب):- لكن ماذا سنقول لميرا ولبيتنا ؟
شهاب:- عادي اتصلي وأخبريهم أنكِ ستعودين معنا للقصر لأن ميرا أرادت مبيتكم معنا ،وأنا سأحكي لها كل شيء ما إن نعود وأكيد ستدعمنا همم ؟؟
إياد:- وهذا حل يا نور لا تترددي ابنتكِ بحاجة لفسحة راحة وأظنها بالبيت لن تكون على سجيتها
فؤاد(ابتسم بإشراق):- هااا نور ؟
نور(ها يا عذابي هااا):- موافقة ..
فؤاد:- جيد أعطني المفاتيح سيلحق بنا همام وأنتم ستركبون معي ، شهاب سلم لنا على ميرا وأخبرها بالمستجدات
شهاب:- ماشي ماشي اهتموا بأنفسكم ، هيا يا صغيرة نلتقي
دينا(لوحت لهم):- باي باي …
شهاب(نظر لهم وهو مبتسم):- ألا يشكلون معا أسرة واحدة موحدة ؟
إياد:- فقط لو تترك نور عنادها سينعمون بالراحة
شهاب:- آخ لا تخبرني بعناد بنات الراجي ، لدي واحدة تسير الكون كله على هواها وأجدني في أوامرها راضخ وحياتك ثم منذ متى ونحن صحبة هيا هيا دعني أعود لزوجتي فستفتقدني وتتوتر
إياد:- لحظة ابنكم ببيت الراجي كيف ستحل موضوع نور ؟
شهاب(عض شفتيه):- هذا لم أفكر فيه تت .. طيب ربما سأجعل هنادي تحضره للسيارة دون أن ننزل بحجة تعب ميرا مثلا يعني سنفبرك شيئا لا تحمل هما …
رامز:- هيا يا إياد علينا الذهاب ..
إياد(انتبه لدخول شهاب):- تمام ، حتى طلال ورجاله انصرفوا
شهاب(لوح وهو يدلف):- سلاموووو …
رامز(ركب جواره بالسيارة):- كانت أمه مثلما توقعنا ..
إياد(حرك السيارة):- لما يسعون لاختطاف طفلة يا رامز ، ما كانت غايتهم ثم كيف أعادوها بعد وقت وجيز من اتصاله أظن أن الموضوع فيه إن ولن يتوقف عند هذااااا الجانب وحسب ، قد يمتد إلى شيء أفظع لا نستطيع مجاراته
رامز:- صديقي لو أخبرتك أنني جوعان وغير قادر على النطق بحرف ولا ع التحليل ما أنت فاعل ؟
إياد(ضحك من جنونه):-ما أنا فاعل أعرفك نذلا طوووول عمرك ، هه لنتناول أي شيء وآخذك للمشفى أخبرتني كوثر أنها هناك مع الخالة عواطف ..
رامز:- هيييه استلم إذن يا جاسر يا كبد خالك ههه …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:20 AM   #599

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في روما
وصلوا جماعتنا قبل برهة إلى موقع المسرح حيث سيلتقون بأميراتهم ، في قلب كل واحد فيهم كانت فرحة وبهجة بهذا الصلح الذي جعلهم ينسون غم ذلك اليوم الذي مرَّ بهم في بكاء وأوجاع وخصام منقطع النظير ،.. لا يعلمون أن ذلك كله خلفية للأزمة التي سيصطدمون بها بعد الكشف عن مفاجئتهن المنتظرة …. كل واحد فيهم برقت عيناه بلمعة عشق حين ناظر حبيبته وهي واقفة عند الجانب حيث تم تحضير أحلى مائدة على شرفهم ، عليها كل ما لذ وطاب وكل ما يشتهيه أي واحد فيهم فقد تم تحضيره أطباقهم المفضلة أيضا ، الشموع المنيرة بالوسط والزهور شريكة الجلسة وعازفي الكمان وتشيلو على الجانبين في هندام متأنق لهكذا سهرة …. تقدم شبابنا نحوهم وهم يحملون فرحة ما بعدها فرحة ، أول نظرة تبادلها كل منهما كانت نظرة إعجاب لا يمكن تبديلها بأي موقف آخر ، طقمه الأزرق الداكن بدا فيه كأمير مهندم قادم لأجل قضاء وقت رومانسي مع أميرته التي وجد بأن جمالها مضااااعف ومضاعف في ذلك الفستان الشقي الذي كانت ترتديه ذو اللون الكستنائي .. ابتسمت له ميرنا واستقبلته بسلام على الوجه كل قبلة بهمسة وخفقة ووعيد ماكر … جذبته خلفها وجلسا مقابل بعضهما في محلهما حيث سحب النادلين الكراسي لهما ،… أما الثاني فقد كانت نظرته شقية وهو يرمقها بفستان يقتله يقتله ثوبه في الصميم قد انتقت شيئا بثوب النمور جعله يشهد بجمالها الثائر دونما قدرة على إزاحة عينيه من عليها ، حتى طقمه الأسود جعله غامضا لدرجة الرغبة في اكتشاف خباياه بطريقة سافلة شقية لا تقبل غيرها ، قبلته أيضا واستقبلته بحفاوة وجذبته بدورها لأمكنتهم ، جلست هي قرب وائل وجعلت ميار قرب ميرنا ، وهنا ناظر هذه الأخيرة بطرف عين وتحركت حنجرته ليرفع عينيه إلى وائل وجوزيت قربه … تقدم حكيم أيضا ليجد لورينا بانتظاره وقد كانت في فستان ذهبي قصير تبتسم له أجمل ابتساماتها قبلته كذلك وأمسكت بيده لتصطحبه للطاولة وهي تتأمله بطقمه البني الذي بدا فيه أجمل مما يكون ، جلست هي قرب ميار بينما حكيم جلس قرب جوزيت وعينه انحرفت لترمق ميرنا بجوار ميار وهنا تلكأت الحروف بحنجرته وابتسم على مضض ،.. وأخيرا وليس آخرا ظهر نادر متقدما نحوها وثغره مفتوح من جمالها الملوكي فقد كانت تستقر في فستان أسود طبع لمحة شعرها الطويل وزاده إشراقا ونورا ، ابتسم لها بحرارة وسلم عليها وأخذته بدورها ليجلس بقرب لورينا وهي قرب حكيم … هنا دخل العم نزار وكاظم الذي كان ممسكا بيد ميسون سلم عليهم ووضعها على رأس المائدة ما بين ميرنا ووائل ، بينما عاد هو ليجلس مقابل العم نزار وأخذ يسخر منه بطريقته المعهودة كونهما بلا نساء …
ميار:- جميلة هذه السهرة أليس كذلك ؟
جوزيت(رفعت يدها للموسيقيين في حين فرقعت إصبعها للنادلين):- هي على شرفكم .. لنبدأ بالعشاء أولا فسهرتنا ما تزال ببدايتها ..
وائل(لم يبعد عينيه من عليها):- حتى الإطلالة مبهرة كأننا في كنف السماء والنجوم
ميرنا:- أردنا أن تكون سهرة لا تنسى
حكيم(رفع رأسه):- بالفعل لن تنسى كيف طرأ على بالكم مكان كهذا ؟
لورينا:- مجرد صدفة
نادر(يتأمل الأجواء وعينه تعود إليها):- صدفة ملوكية بحق
ناريانا(ابتسمت له):- نظمنها لأجلكم ..
كاظم:- تسلموا تسلموا ولكن لنؤجل الشكر والذي منو لقد متنا جوعاااااا
نزار:- سحقا لك لا تفكر سوى ببطنك
كاظم(رفع عضلات يده بقوة):-إنه البنزين يا عديم المفهومية ..
ميرنا(أشارت للنادل):- تفضل وابدأ بالغالي كاظم وتابع بعدها ..
وائل(همس لها):- تبدين متألقة ؟
ميسون(رفعت عينيها صوبهما):- شكرا عمو وائل
ميرنا(ضحكت عليه):- ههه تسلم عمو وائل ..
ميسون(انحنت لتقبلها):- أحضرت لكِ الحقيبة هي معي لم أعطيها لهم أبدا
ميرنا(نظرت للحقيبة وأمسكتها وضعتها تحت رجلها):- شطووورة حبيبتي ميسون
ميسون:- أنتِ سعيدة بإنجازي صح ؟
ميرنا(مسحت على شعرها):- ولذلك سأجازيكِ وأسكب لكِ بنفسي الطعام ..
حكيم:- لا تكثري لها كي تنام مرتاحة ، ما صدقنا توقفت عن رؤية الكوابيس
ميار:- كانت كوابيس أولية هكذا يحدث مع الأطفال حين يغيرون أمكنة نومهم ..
لورينا:- يعني .. ارتحنا على الأقل
ميرنا:- منذ آخر ليلة رأيت فيها ما رأيت وتوقف كل شيء ..
كاظم:- وذلك أفضل للكل ..
نزار(نظر للنادل وهو يخدمه وابتسم):- هييه سأتعود على هذا الدلال بني وائل أفكر بالاستقرار هنا للتنعم بالراحة
وائل(أطل عليه):- ماشي يا عمي نزار فور عودتنا سأعين لك خُداما يخدمونك من عيوني
نادر(هتف لها مستغلا انشغال الجميع):- ناسبكِ الأسود
ناريانا(بخجل ابتسمت):- يعني حاولت أن أبدو راقية الليلة لأنها تستحق
نادر:- لما الكذب أنتِ دوما راقية ومتألقة
نزار(رمقهما بطرف عين):- احم الملح يا ناريانا بنيتي من جانبكِ ؟
ناريانا(فهمته وابتسمت):- خذ ..ها هو ذا
كاظم(دمدم تحت فمه):- لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل هذا العجوز المعقد .. هفف
ميار(عضعض شفتيه ورفع رأسه لجوزيت):- فستانكِ ..
جوزيت(اقتربت وهي تبتسم بلوعة):- شقي أعرف ..
ميار(فتح زر قميصه الثاني وتنهد):- قاتل ..
ميرنا(لامسته بدون إدراك وهي تحاول أخذ بعد اللحم المشوي):- عذرا ممكن لو …
ميار(نظر إليها بعمق وبدون أن ينظر للصحن أمسكه وقدمه لها):- تفضلي
ميرنا(رمشت وهي تمسكه عنه):- شكرا ..
جوزيت(شعرت بألم ببطنها لكنها دارته وتنهدت بصوت مرتفع):- يا الله
وائل:- تحتاجين شيئا ؟
جوزيت:- كوب الماء بجوارك فحسب ..
وائل(مده لها):- كأنكِ متعبة ؟
جوزيت(فتحت يدها على حبة الدواء وغمزت له):- هه الأفضل أن نكتم هذا قبل أن يحبسني السيد ميار في زنزانة
وائل(ضحك من جملتها ووضع يده على الطاولة كي يداريها وهي تبتلع الحبة):- إذا دعيني أساهم
جوزيت(أعجبت بحركته وناظرته بامتنان حين انتهى الأمر):- أنت شريك جيد في اللعب
وائل(رفع حاجبه هزلا):- على الرحب والسعة
ميرنا:- أستطيع أن أقطعه يا ميار لست فاشلة ..
ميار(رفع كميه وأخذ يقطع لميسون):- كم نملك من ميسون يعني واحدة فقط ، دعيني أتصرف لأنني واللحوم علاقة متميزة وتدرين ذلك
ميرنا:- أدري هل ستخبرني يعني يومها قطعت ذلك اللحم في زمن قياسي حتى أن إيزابيل أشادت بموهبتك في المطبخ
ميار(غمز لها):- بعض من المواهب الخفية ، هاه صار جاهزا أعطيه لها ودعيني أقطع لكِ
ميرنا:- ننن الأولى جوزي ..
ميار(أومأ لها وسحب صحن جوزيت):- سأجهز لكِ
جوزيت(ابتسمت له):- وأنا ميتة من الجوع ..
وائل(أخذ صحن ميرنا):- وأنا أقطع لكِ حبيبتي
ميسون(طرقت الشوكة بالصحن ونظرت لحكيم):- بابا لما أنت بعيد هكذاااااااا ؟
حكيم(كان يتابع كل شيء من البداية ويتهرب من نظرات لورينا):- بابا هنا ميسون ..
ميسون(مطت شفتيها وباشرت الأكل):- تمام ..
لورينا:- أكيد كانت متحمسة للمجيء ؟
حكيم(امتص شفتيه ونظر لصحنه):- كثيرا ..
لورينا(ابتلعت غصة وأمسكت كوب عصيرها وشربت منه):- جيد ..
حكيم(رفع عينيه لميرنا وتنهد عميقا):- هذه الموسيقى غير مناسبة ، حبذا لو يغيروها ؟
ميرنا(نظرت إليه واختفت بسمتها):- هل ضايقتك ؟
حكيم(أجل ضايقتني بتجاهلكِ ميرنااااا أنتِ بينهما لكن أنا أينني منكِ):- يعني أجدها غير مناسبة
لورينا:- طيب أطلب لنا على ذوقك فأنت تتمتع بحس راق جدا
ميار:- وها قد أخذت شهادة تقديرية من لورينا يا عم حكيم ..
جوزيت:- هشش لا تتدخل ..
وائل:- يا إما تقترح يا إما سأقترح العرض مغر جداااا
حكيم:- تفضل وائل صدقا ذوقك لا يعلى عليه (يكفي أنك اخترت عصفورتي الثمينة)
وائل(فهم تهجمه من نبرة حديثه):- ممكن ..لو سمحت لحظة
همس في أذن النادل الذي توجه صوب العازفين وطلب منهم تغيير اللحن لمعزوفة كلاسيكية تليق بذلك الجو الرومانسي العريق ، ظلت النظرات فيما بينهم تلعب أشواطا مهمة في تلك اللعبة إلا أن سعل كاظم بعد أن انحسر الأكل بجوفه
كاظم(بحالة صعبة):- كله من عيونك أيها العجوز الهرم لما وضعتموه أمامي
نادر:- هههه كفى يا كاظم والله لم يضربك أحد على يدك
ناريانا:- ما شاء الله تأكل وتتكلم فأكيد كان متوقعا أن يحدث ذلك
نزار(أمسك على بطنه ساخرا منه):- آه يا معدتي هلكتني ضحكا يا ولد هههه تستاهل
جوزيت:- سلامتك كاظم اشرب المااااء
ميار(زورها بعنف):- وما شأنكِ فيه ليمت حتى ؟
جوزيت(أشارت للصغيرة):- جيد جيد علمها الاستغناء منذ الآن …
ميرنا(مسحت على فم ميسون بينما قدم لها وائل قطع الفاكهة):- وها هو عمو وائل حضر لكِ تشكيلة فواكه ، كلي ما تشائين
ميسون:- شكرا عمو وائل
ميار(مسح على فمه وأمسك كأس مشروبه):- لو سمحت هنا ؟
النادل(أحضر القنينة وسكب القليل):- صحة ..
ميرنا(نظرت إليه واستغلت شرود وائل مع ميسون وجوزيت مع حكيم):- هذا الكأس الثاني ، انتبه
ميار(همس وهو ينظر إليهم جميعا):- تألقكِ هذا لأجله صحيح ؟
ميرنا(مسحت على جبينها وهي تتململ):- ولأجل من يا عيوني ؟
ميار(استدار إليها ورسم ابتسامة على ثغره):- عيوني ؟؟ .. لو رفعتِ الصوت درجة واحدة لانقلبت هذه الطاولة بما فيها
ميرنا:- ههه لكتبنا بجريدة الأحداث حتى ما رأيك ؟
ميار(رفع الكأس لفمه):- معكِ يسهل الموت
ميرنا:- يكفي ميار لا داعي من هذا التلاعب ، عيونك أصلا تستقر عندها في كل حين لقد تكبدت كل هذا العناء لأجلك صدقا هي تبدو متألقة
ميار(تأمل جوزيت):- إنها جميلة جدا روحا وقلبا وقواما ، كانت هكذا في صبانا دوما ما تهتم بنفسها وتولي جمالها كل الوقت اللازم .. أحيانا كنت أسخر منها لكنني أذكر جيدا أنني كنت أقضي وقتا طويلا وأنا أتأملها وهي تمشط شعرها أو تنتقي من دولابها ما ستلبسه لليوم التالي ..
ميرنا:- ولهذا لديكما أشياء مشتركة لا يجب تجاوزها ..
ميار(تجرع كل ما في الكأس ووضعه):- يعني تدفعينني إليها دفعاااا هذا ما فهمته ، أوك … جوزي لنرقص حلوتي
جوزيت(قطعت الحديث مع حكيم):- هذا فحسب لذلك تجاوزتها أملا في تغيره
حكيم:- هذا النطح لا يتغير إلا على هواه ،.. أنظر إلي لا تراقصها كثيرا هي متعبة
ميار(أمسك يدها وانحنى بملوكية ليجذبها إليه):- هذه ملكة سهرتي فلا تتدخل يا ابن العم ..
حكيم:- بغيض ..
جوزيت(انحنت بفستانها بحركة الأميرات وتقدمت معه بعيدا عنهم بقليل):- ما سر هذه الرقصة ؟
ميار(أحاط خصرها بيديه بينما أحاطت هي عنقه):- اشتقت لثعلبتي
جوزيت(ضحكت):- يا عيني ع فهدي الحنون ..
ميار:- جديااااا هل ترغبين بقتلي الليلة بهذا الفستان ، تعرفين نقطة ضعفي ولكنكِ تستغلينها بشكل مهلك جدا جدا جدااااااا
جوزيت("جدا" الأخيرة كانت مغرية حد الموت ولذلك لامست زر قميصه العلوي):- وأنت أيضا لم تدخر جهدا في إبهاري
ميار(دفعها إليه):- حبيبكِ دوما مبهر ..
جوزيت:- ما كذبت .. ههه راقصني ..
كاظم(التقط أنفاسه بتعب):- وأنا أرغب بالرقص من ستراقصني منكن ؟
حكيم(نظر للورينا):- راقصيه لو أردتِ ؟
لورينا:- أريدك أنت
كاظم(أمسك على قلبه بموت):- أي أي أي رصاصة رومانية اخترقت قلبي
لورينا:- هههه يا لك من مجنون تمام لأرقص معك أولا هيا تعال
كاظم(نهض وكأنه لم يتألم قبل قليل):- طيارة يا بعد قلبي ، تعالي يا بلورة ههههه ..
حكيم(رفع كأسه ونهض من محله):- امممم ..
ميسون(ابتسمت بإشراق):- بابا .. أرأيت ميرنا تبدو جميلة ؟
وائل(ضحك بسخرية وهمس لنفسه):- لا عجب أن ترث جيناته في المكر يا عيني ..
حكيم(انحنى ليقف بينها وبين ميرنا):- لو سمحتِ ميرنا قليلا ..
ميرنا(نهضت وجلست محل ميار وتركت له الكرسي):- كيف جرحك ؟
حكيم:- التأم الحمدلله وهو في طريق الشفاء ..
ميسون:- بابا راقص ميرنا ..
وائل(هنا تبدلت ألوان وجهه ونظر لميرنا):- هفف …
ميرنا(رفعت رأسها لوائل ولأنها تريد إيلامه ربتت على كتف حكيم):- نفعل ؟
حكيم(تفاجئ بحركتها وبموافقتها السريعة لذلك وضع الكأس ووقف):- طبعا ..
ميسون(ابتسمت بحرارة وهي تراهما قد بدآ الرقص):- وأنا أرغب بالرقص لو أصعد على الكرسي وتراقصني عمو وائل ؟
وائل:- لا وذكية أيضا افعلي يا حلوتي لنرى أين سنمضي بهذه الليلة ..
نهضت على الكرسي ووقف ليمسكها بيديه ويراقصها وهي تتمايل بمرح وفرح ،،، نادر نظر لناريانا التي توترت من نزار فلو لم يحضر كان الأمر سهلا ولكن الآن لن يسعها التحرك خشية ردة فعله ، لكنها تفاجأت به ينهض متحججا بالذهاب للحمام وكأنه فهم رغبتها وانسحب ..
نادر:- تعالي لنرقص نحن أيضا ..
ناريانا(ابتسمت ونهضت):- ماشي ..
حكيم(لامس يدها بيده):- عيونكِ حزينة ميرنا
ميرنا(تحركت حنجرتها):- أنا بخير يعني ما زلنا نحاول ابتلاع فعلتكم ، وهذا يتطلب وقتا حكيم
حكيم(دفعها إليه أكثر):- ولكنني لا أتحدث عن هذا ، هنالك ما يشغل بالكِ أو .. أنتِ متوترة حيال أمر ما يجعلكِ تترددين
ميرنا(اندهشت من تحليله وامتصت شفتيها):- كأنك تبالغ
حكيم:- أنا لست رجلا عاديا بحياتكِ ميرنا ، أنا أقرؤكِ جيدا وأعرف أن هنالك ما يشغلك
ميرنا:- لا تكن واهما لهذه الدرجة ، هي مسألة وقت كما أخبرتك وأعود لطبيعتي طبعا لا تنتظر مني أن أقبِّلكم فرحا بما أنجزتموه ليلة أمس ؟
حكيم:- طيب أثق بكِ لن نتطرق لليلة أمس مجددا .
ميرنا:- يكون أفضل ..
حكيم:- لكنني اشتقت لكِ ..
ميرنا(تفاجأت بجملته وارتبكت):- أ..
حكيم(بوجع لملم شتات كبريائه المبعثر):- لا تردي فقط أردتكِ أن تعرفي بهذاااا سأنسحب الآن يمكنكِ مراقصة حبيبك
ميرنا(توقفت جامدة من حركته تلك ومسحت خلف عنقها):- وهل من المفترض أن أستسمح منه أيضااااااا ؟
حكيم:- حمامتي ..
وائل(تركها له):- سعدت بمراقصتكِ يا أميرة
ميسون(ضحكت من قبلته على يدها):- سأراقص بابا هههه ..
وائل(تقدم لميرنا):- وأنا سأراقص عسل غروبي … بيبي
ميرنا(ابتسمت له وأخذت تراقصه):- روحي
وائل:- توقعت أن يحتجزكِ السيد حكيم السهرة كلها لذلك كنت أستعد لاستنفار ، فكرت بأخذكِ لي ولو بالقوة فأنا عاشق مجنون في هوى حبيبته يذوووب ..
ميرنا(تلمست كتفه وضحكت):- يقول أهل العشق أن لوعة الفقد هي الأداة التي تقلب دفة السفينة ، فالقلب يسير وفق نبضات مشتركة بين الحبيبين وحين يتغير المناخ بينهما تصاب السفينة بعاصفة هوجاء قد تغرقها في الوجع ، وقد تصل بها إلى بر الأمان …
وائل:- وفي حالتنا أين نحن ؟
ميرنا(اقتربت من أذنه وهمست):- ما زلنا وسط البحر
وائل:- لعلمك أنا قبطان شاطر
ميرنا(عضعضت شفتيها بإغراء):- وهذا ما يعجبني فيك …
وائل(شعر بأطيب المشاعر وهو يدفعها إليه بتملك يعني أنها له):- يا عمري أنا ….
كاظم:- سيد حكيم اسمح لي أن أسرق منك هذه الجميلة قليلا
حكيم:- آخخ أصبحت ابنتي في خطر معك … تمام تفضل لكن لا تلف بها كثيرا
ميسون(ارتفعت في قبضة كاظم):- أنت عملاقي
كاظم(رفع يدها وهو يراقصها في الهواء):- خاص بكِ وفقط يا أحلى ميسونة … ههه
لورينا(وضعت يديها على عنقه):- تبدو مبتهجا
حكيم:- يعني .. الليلة تستحق منا بعض البشاشة
لورينا:- تناسيت ما حصل معنا ولكن .. لن أتناسى مشاعرك وأنت معي
حكيم(بتعب):- لوري لا تتطرقي للأمر
لورينا:- كنت جذابا أسرتني معك بصدق وأنااااا .. يعني أحب أن أكون بطلتك ولو لوقت وجيز ذلك يكفيني
حكيم(هدر فيها):- لو أضفتِ حرفا آخر تركتكِ وذهبت
لورينا(تمسكت به):- حسنا سأصمت ، ولكن أريدك أن تعرف أنني ممتنة
حكيم(زفر بعمق وحول عينيه ليرميها إلى عصفورته التي كانت مبتسمة بحضن وائلها):- همم
نادر:- تمام تمام فهمتكِ ولكِ وعد مني ألا أتعاط شيئا يفقدني تركيزي
ناريانا:- سأثق بكلامك ، أعلم أننا لسنا سوية ولكن قلت بأننا سنكون أصدقاء أليس كذلك ؟
نادر:- لا ندري ربما من صداقتنا نتعرف على بعضنا أكثر ونجد أنفسنا مغرمين
ناريانا(احمرت وجنتاها خجلا):- هذه أمنيتي ، فأنا لا أخفيك مشاعري بل أصدح بها أنا أحبك
نادر(أغمض عينيه وهو يستسيغها منها):- سنأخذ مساحة بيننا يا ناري ، وقتها ستكون للأيام كلمة في حق علاقتنا
ناريانا:- من كان يظن أنك ستراقصني الليلة ؟
نادر(أخرج من جيبه البروش الذي أحضره لها في عيد الحب المزعوم ولم يقدمه):- كنت أحضرت هذا في يوم ذهابنا لنافورة تريفي ولكن .. ما حدث بينكِ وبين كاظم جعلني أغض النظر ولذلك أجد أن الليلة مناسبة جيدة لأعطيكِ إياه
ناريانا(أعجبت بالبروش كثيرا):- يااااي إنه مذهل شكرا شكرا نادر
نادر(استقبل عناقها المفاجئ وقبلتها على خده):- هه .. دعيني ألبسه لكِ
ناريانا(أمسكت جانب فستانها):- سأحتفظ به ذكرى منك
نادر(ابتسم حين لاق بها):- وهذا سيسعدني …
جوزيت:- ممكن وغير ممكن ؟
ميار:- يعني استقري على جواب محدد جوزي ؟
جوزيت:- أولا أنت طردتني من غرفتك يعني عليك أن تطلب مني الغفران بداية ، لأفكر بعدها هل أوافق أم لا أوافق و
ميار:- أنتِ تنوين قتلي قوليها وأنهي الموضوع ..
جوزيت:- يووه ما بك غضبت فجأة نحن نتناقش
ميار:- أريدكِ صوب عيني أن تنامي بحضني هذا فحسب ، لا تتوقعي أنني أنوي استغلالكِ من جديد أساسا لن يحدث بيننا شيء بعد ليلة أمس لأنني لا أرغب بأذيتكِ من جديد ، ولكنني لن أتوه بعيدا عنكِ ًصحيح ما أطلبه ليس من حقي في الوقت الذي أتصرف فيه بأنانية مطلقة ،، أطلب منكِ الدعم .. لكن صدقيني وجودكِ معي حين أستيقظ يجعلني أنظر للحياة بالشكل الذي تقت إليه طوال حياتي
جوزيت(قبلت وجنته وضمته لصدرها):- سأكون معك مياري لكن بشرط ..
ميار(بلهفة):- أي شرط اعتبريه منجزا ؟
جوزيت(تملصت منه مبتسمة):- أريدك أن ترقص مع ميرنا ؟
ميار(ارتبك من فكرتها الجنونية):- ولكن ..
جوزيت:- وائل عذرا أقاطعكما لكن أرغب بمراقصتك ، لندع ميار يراقص ميرنا أيضا ممكن ؟
ميرنا(بتوتر نظرت مباشرة لميار بعدم فهم):- ماذا تفعلين ؟
جوزيت(أمسكت يد وائل):- راقصيه وأثبتي لي بأنه لم يحدث شيء بينكما ..
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- وائل .. أ
وائل:- لا بأس تفضلي جوزي ..
ميرنا(عقدت حاجبيها فيه سرعان ما تحرك مع جوزيت):- الله الله ..
ميار(تقدم إليها بخيلاء ورفع يديه):- أظن الخيار محصورا فيني الآن ؟
ميرنا(تقدمت نحوه):- مجبرين يعني ..
ميار(اقترب خطوة أكثر ووضع يده على خصرها):- لم أتوقع ذلك ..
ميرنا(وضعت يدها على يده واقتربت خطوة منه):- ظرف عابر ليس إلا
ميار(تأمل عينيها ورفع نظره ليناظر الكل من حوله):- ألستِ ممتنة لهذا الحدث ، يعني كونكِ بين أحضاني غاية دفينة تخفينها ببراعة
ميرنا(ناظرت عمق عينيه):- لأنك أكبر واهم عرفته في حياتي
ميار(هتف بغرور):- أو لأنني واثق مما أقوله
ميرنا:- لا تحسب أنني تجاوزت عما فعلته بي بالمعلم الأثري ، ولولا مشكلتكم ليلة أمس ما كنت خاطبتك بحرف لأنني لا أرغب بذلك
ميار(لاعب إصبعها بإصبعه):- ألم تشتاقي لي ؟
ميرنا(ارتبكت من حركته):- أنت سافل جداااا هل لديك علم ؟
ميار(غمز لها بمكر):- ما المانع إن كنتِ تتلهفين لما أعيشه مع جوزي ..
ميرنا(توقفت):- لالالالا هنا تماديت
ميار(جذبها لتكمل الرقصة وهو يراقب محيطه حينا وحينا آخر يستقر في ملامحها وبريق عينيها المشع):- أنا أفهمكِ ميرنا ، أفهم نظراتكِ رغباتكِ وحتى أنفاسكِ أدرسها جيدا … أنتِ ترغبين بعشق ثائر ينتزعكِ من مبادئكِ القيمة ورقي مشاعركِ الدفين ولكن هذا لا تجدينه مع وائل ، بل هو يثبت تلك المبادئ بنبل أخلاقه ….. لكن حين اصطدمتِ مع سافل مثلي على قولتك وجدتِ اللذة في الثورة ولهذا أنتِ ترقصين بحضني بسلاسة تجذبكِ إلي دونما إدراااااك
ميرنا(سحبت أنفاسها عميقة):- لكنك مخطئ في نقطة مهمة ، أنا لحبيبي وحبيبي لي ..
ميار(نظر صوب جوزيت وهي بحضن وائل):- ما أراه شيء مختلف ، كأنهما تأقلما سريعا ؟؟
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- يعني ؟
ميار(نظر لجوزيت وابتسامتها مع وائل):- لا تهتمي دعيني أستغل هذا الوقت معكِ ..
ميرنا:- لقد تخطيت الأنانية صرت جارحا بمعنى الكلمة ، تتاجر في العشق بوضوح تبيعها الأماني والأحلام وتراقبني عن كثب كي لا تفلتني لأحد غيرك … وهذا ما سيجعلك مفلسا في الحضيض ولن تجدها لا هي لا أنااااا …
ميار:- أقبل بالمجازفة
ميرنا(بلؤم):- أنت اخترت ….
على رقص وتلاعب بالكلمات ، على وعود وتهامس بالنبضات ، على فرح وتحاور بالبسمات .. حان الوقت الموعود ، تحججت كل واحدة فيهن بدخول الحمام في آن الوقت وتركوهم بالمكان رفقة ميسون بينما اجتمعوا في الحمام بغية عقد اجتماع فوري وحااااسم …
جوزيت:- ليس ترددا ولكن … فيكو بعث لي برسالة نصية كل شيء جاهز بالمسرح
ميرنا:- إذن سنتمم ما بدأنا به جوزي ،،
ناريانا:- أجل لا وقت للتردد ، أرأيتم كم بدوا سعداء لأننا تغاضينا عن خيانتهم وسامحناهم سريعا ولكن هذا أبعد لهم مما يتخيلون
لورينا:- إنه درس أبدي لهم كي لا يقعوا في المحظور مرة أخرى ، بدوري لم أنس منظر حكيم وسط الفتاتين وكلما تذكرت كلما شعرت بأنني رحمتهما فقد كان لزاما علي إفراغ جام غضبي فيهما
ناريانا:- ولا أنا أفرغت حنقي على البنت التي أخذت محلي بين أحضانه ، أبدا لن أغفر
ميرنا:- كلما تطلعت إليه وجدت طيف الثلاثة يدور بيننا كدت أصرخ وأفجر كل شيء خارجا ، بصعوبة ضبطت أعصابي
جوزيت:- أما أنا فقد وجدتني أقمع رغبتي في إخراج مسدسي وبدء الاحتفال الحق باكراا
لورينا:- إذن ؟؟؟
ناريانا(فتحت يدها):- كلنا عليهم ..
لورينا(وضعت يدها بيد ناريانا):- كلنا عليهم
جوزيت(وضعت يدها على مضض وهي تزفر):- كلنا عليهم
ميرنا(مطت شفتيها وبقلة حيلة):- ربي معنا …
جوزيت:- الآن إلى الخطة ، ميرنا ستطلب من العم نزار إبقاء ميسون بالمكان ريثما نعود إليهما .. ولورينا ستجعلها تبقى عاقلة لكي لا تتذمر وتجعل نزار يحضرها إلينا تمام ؟
لورينا:- ميرنا تقوم بالمهمة فهي تصغي لها أكثر مني …
ميرنا:- سأنفذ
جوزيت:- ونحن سنصطحبهم للمسرح ، هيا بنااااا
خرجت كل واحدة فيهن وهي تدفع عن قلبها ذلك الغبن المرتسم على جبين قلبها ، من جهة استطاع الشباب مسح بعض الأفكار من عقولهن حيال ليلة أمس لكن ما حدث لم يكن سهلا تمريره ، فهو وجع أنثى عاشقة طعنت باسم الحب ورأت حبيبها في أوضاع لن يتقبلها العقل مهما حاولن حذف تلك المشاهد من عقولهن وجدوها أمام أبصارهن تترنح …مثلما اتفقن طلبت ميرنا من العم نزار إبقاء ميسون بقربه ونبهته ألا يحضرها إليهم تحت أي ظرف كان ، فهم رغبتها ووافقها رغم أن الشباب لم يستطيعوا فهم حركتهن تلك لكن اعتقدوا أنهن ستعرضن شيئا خاصا بهم الليلة .. ولذلك دلفوا للمسرح العتيق والذي كان خاليا وستائره الحمراء مسدولة ، نزلوا من الدرج وجلسوا على التوالي في المقاعد الأمامية ، جعلوا الرجال في جهة وهن وقفن مقابلهم على المنصة التي تقدمت فيها جوزيت لتستلم الكلمة ..
جوزيت:- طبعا كل واحد فيكم يستغرب تواجدنا ها هنا .. وأيضا لديكم فضول لمعرفة ما يحدث خلف هذا الستار ، ونحن لن نبخل عليكم أبداااا بل على العكس سنخبركم وبكل سرور
ميرنا:- الخيانة التي تعرضنا لها خيانة عظمى وضعتنا موضعا فظيعا لن يسعنا مجاراة عوارضه الجانبية بسهولة ، ولذلك كل ما سترونه كان ناتجا عن الغضب والألم الذي جعلتمونا نعيشه
ناريانا:- كل واحد فيكم يظن بأنه ظفر بمحبوبته وحصل على الغفران ، أي نعم غفرنا لكم ولكن قلوبنا لم ولن تغفر
لورينا:- لأن الوجع ممتد حتى جذور أعماقنا قد تفننتم في طعن قلوبنا المحبة وصرتم والحزن سيان
جوزيت:- وعليه سنجعلكم تستمعون بهذا المنظر ما ربما استرجعتم بعضا من حلاوة ليلة أمس وعرفتم ما معنى الخيانة …. فيكووووو
ابتعدت جوزيت وميرنا على جنب اليمين بينما تراجعت لورينا وناريانا على اليسار ، لتفتح الستارة على منظر مهول زاد الدهشة والوجل في قلوب الشباب أكثر مما فعلته بهم مقدمة البنات التي كانت دالة على أمر فظيع ، لكن للأمانة لم يتصورا ذلك المنظر مطلقااااااااااااااااااا ….كانت كل واحدة من البنات التسع محتجزة في مربعات زجاجية منفردة ومتباعدة عن بعضها ، بينما كان يحيط بهن سياج حديدي ممتد للأعلى ، آثار الضرب كانت بادية من أذرعهم وأرجلهم فقد كن بثياب قصيرة تليق بالعاهرات فحسب ، وكله في كفة وصلعهن بكفة أخرى وهذا ما جعل الجنون يدب في عروقهم
ميار(انتفض وهو يشير صوب البنات):- ما هذا الذي فعلتموووووه ؟
وائل(نظر لميرنا):- أكااااد لا أصدق هل اشتركتِ أنتِ أيضا في هذاااااااا ؟
نادر:- غير معقووووول من أنتن أكاد لا أتعرف عليكن ؟؟
حكيم(ضرب كفا بكف وهو مصعوق بدوره):- ربما كان حريا بنا بعثكن لمصح عقلي
كاظم(تبين ملامح لبنى):- يا إلهي ….
جوزيت(أشارت للبنات المحتجزة وهي تختال بينهم):- ما بكم كأن مفاجأتنا لم تعجبكم ؟
وائل(اقترب من المنصة منزعجا):- حرروهن الآن لسن عبيدا لديكن ، وحسابنا سيكون أشد وطأة مما تتوقعون
ميرنا(اقتربت منه بعصبية):- لماذااا يعني هل تذكرتهن هاااه أنظر معي يا بطل مخيلاتهم ، تلك دجى هااااه لا تستطيع أن تلوح لك لأنها مكتفة اليدين ولكنها تتذكرك لذلك هي تبكي ، والتي بجانبها سها هممم ألم يعجبك اسمهااا حتى أنظر إليها جيدا ها هي ذي تنظر للأرض بخزي وعيونها مليئة بالدمووووع ، والأخرى ساريتا ها هي تستجديك بعينيها لكي ترحمها من ذلك السجن … هيا أنقذهن لو استطعت أم أنك جدير فقط بالتمتع بهن في غرفة النوم لقد رأيت ذلك المشهد ، حين تركت لي هاتفك لأحمل أغنيتك التافهة قد كانت غايتي في رؤية ما لا يجب علي رؤيته …. حطمتني وأنا غير نادمة على ما ألحقت بهن من أذى …
وائل(مسح على فكه وهو يشير ناحية البنات بعدم تصديق):- لا أستطيع التعرف عليكِ جدياااا …..
ميرنا(ضربته لصدره بانهيار):- ولكنك ستتعرف عليهن ، هيا يا بنات من تريد أن يحررها بطلها وائل أولا هيااااا هي فرصة نادرة الحدووووث …
ساريتا(نظرت لسهام وخديجة وطأطأت رأسها لتهمس بغبن في سرها):- الآن عرفت لما يعشقها
خديجة(بحزن هتفت أيضا بخفوت):- الآن فقط فهمت بأنه لم يكن لدينا فرصة معه من البداية
سهام(بنفس الأسى المرتسم على وجوههن):- كنت حلما وستبقى حلماااااا …
وائل(عض شفتيه وأشار للقفص):- حرروهن …
جوزيت:- كأن مهارات ويل الإجرامية قد برزت أكيد من معاشرتك لعصابة مافيا هذا ما سينتج هه حلو
ميار(صفق بيديه):- ت ت ت …. صراحة اندهشت وانبهرت وقلبي يرتعش بحماسة ما كل هذاااااا الحقد بقلوبكن ، لا وتصميم الديكور جذاب حتى ، أظنها فكرتكِ ميرنا لكن بتدبير من جوزيت ؟
جوزيت(اقتربت منه بعصبية):- أتصدق نفسك يااااا برودك ، ألا توافقني الرأي فهنالك فتاتين تستحقان نظرة عطف أو شفقة على الأقل
ميار(بتخمين):- امممم يوجد وستحلين قيدهما حتى ..
جوزيت:- كنت أعرفك غير كل الناس ، لكن ما رأيته على هاتفك جعلني أفقد ثقتي بك حتى نظرتي إليك تغيرت … لأذكرك أنا إذن تلك آيشااااا وتلك نوري هناك هل عرفتهما يعني اعذرني لمحة الشعر ستجعلهما مختلفتين قليلا ولكن يبقى الأساس هو الأهم
ميار(أشار لهما بنفاذ صبر):- انتهت المسرحية فافتحي هذااا القفص …
عائشة(بحسرة نظرت لجوزيت وهمست وهي ترمق نور بغبن):- فقدنا فرصة الحلم حتى
نور(بحزن هزت رأسها):- أصلا لم يكن لنا نصيب فيه
ميار(تأملهما وبحسرة):- افتحي القفصصصصصص جوزي
جوزيت:- ذلك الزجاج المحيط بهم مضاد للرصاص وأيضا لا يمكنهم سماع شيء مما يدور بيننا ، يعني أنا فقط من يمكنها تحريرهن عزيزي ميار
لورينا(اعترضت طريقه):- وذلك ما لن يحصل ، لأننا نرغب باستضافة السيد حكيم على المنصة ليتعرف على حبيبتيه الشقيتين ميري وفوفاااااا ، تفضل حكيم تفضل أنت أيضا معنا يو ويلكم
حكيم(صعد وهو يمسح على جبينه إلى أن وصل إليها وجذبها من يدها بقوة):- ماذا تخالين نفسكِ فاعلة بأي حق تعذبينهن أنتِ وهن أصبحتن نسخة طبق الأصل من الشر ؟
لورينا(هدرت فيه ببكاء وهي تشير لهن):- ماذا فعلت أنت أخبرني هل ظننتني أرغب حقا بصورة سيلفي من هاتفك كي تبقى ذكرى بمجموعتك ، بلييييز لا تجعلني أضحك من فرط غبني فأنت قد تخليت عني وليس لديك النية أصلا لكي تبقيني رهينة بك فكيف بصورتي إذن… أنظر معي جيداااا تلك الصغيرة هناك هي التي رقصت لأجلك وفوفا هي التي أزالت عنك بأس الحرمااااان .. تأملهما هياااا
حكيم(نظر بأسف لهما وقد بدتا متعبتين):- ماذا فعلتِ بهما ؟
لورينا:- ما كان يلزم أن يُفعل بخائنتين مثلهماااااااا
عواطف(بعصبية):- آخ لو تحررني لقتلتها أي والله ، الغبية البليدة أتحسب نفسها ملكة جماااال أنا أحلى منها هففف
مريم(رمقتهما ببؤس ودموع):- ضاقت أحلامي حتى تبخرت في الهواااء يا حكيمي
لورينا:- هممم هل أشفقت عليهن ؟؟؟
وائل:- ما تفعلنه مخل بالإنسانية هل صرتن وحوششششششا ؟؟؟؟
ناريانا:- بسببكم بسببكم صرنا كذلك … من الذي طعن من الذي خااااان من الذي غدر ، وأنت يا نادر أنا من كنت تتهمني بالعهر والفساد صدقت أكثر مني وقاحة وسفالة ، أيضا رأيت مشاهدك مع روكااااا شريكة الفيديو رأيتها حين ظننتني مهتمة بصفحتك الشخصية أي نعم لا أنكر اهتمامي ، وإنما فعلت ذلك لغاية في نفسي وليتني ما فعلت ولا رأيت ما رأيت
نادر:- نارياناااا كل ما حصل قد حصل خارج إطار الوعي ، لكن ما فعلتموه أنتم كان بوعي ومع سبق الإصرار والترصد وهذااااا جرم جررررررم ..
ناريانا:- من حقنا من حقناااااااااا …
ميار(أمسك جوزيت بقوة):- حرريهن الآن الآن أو أعطني أداااااااااااة التحكم هياااااا
جوزيت:- لو حاولت تحريرهن دون كلمة السر الخاصة بي ، أرأيت معي الأنبوبة الصغيرة الموجودة فوق كل علبة زجاجية تلك العبوة تحتوي على غاز مسموم ، إن قمتم بأي حركة أطلقته وأصبحت الفتيات ضحايا بحق ولسن مجرد رهائن
ميار:- كيف فكرتِ بكل هذااااااااا أخبرينييييييييييي ؟
جوزيت:- أثناء نسجكم لأحلام الصلح كنا نحن ننجز عملناااا ..
ميرنا:- ماذااااااااا تفعل أنت الآخر ؟
كاظم(قفز بخفة ووصل للقفص تحديدا بجانب لبنى):- سأحررهم بنفسي
ميرنا:- لا تعذب نفسك يا أخ كاظم فبدورك صدمتنا فيك مع لولو حتى لو لم نشاهد شريطك معها أتوقع أن النذالة كانت شريكة جلستكما …
كاظم(دفع القفص الحديدي بيده لا فائدة):- كيف يفتح هذاااا ؟
جوزيت(اقتربت منه ولامست القضبان وهي تنظر للبنى):- هل أحببتها ننن أكيد لن تنزل لهذا المستوى عزيزي كاظم ؟؟؟؟؟
كاظم(زم شفتيه بحنق):- ستفتحينه
جوزيت:- لن أفعل …
ميار(نظر للمكان ووجد أن الدفة الرابحة لهن):- تمام .. تمام لقد كسبتن هذه الجولة ، نحن أوغاد وأنذال ومن حقكم ألا تغفروا لنا ، لا اعتراض ولكن يكفي هؤلاء الفتيات مجرد وسيلة للإيقاع بنا
ميرنا:- أليس غريبا أن تدافع عنهن وأنت أصلا من يمول بيتهن ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما مصدوما من جملتها):- كيف تجرؤيييييييين ؟
حكيم(تدخل):- ميرنا أنتِ مخطئة في رأيك نحن لا علاقة لنا في تلك البيوت ، كلها من تسيير وتدبير غضنفر ولا ذنب لنا إن أقحِمنا في هذا الجحيم أسمعتِ ؟
ميار(هز يده هازئا وولى ظهره وهو ينظر للقفص):- شكرا ميرناااا لن أنسى رأيكِ هذا إطلاقا
جوزيت(برتابة):- وهذا لن يغير شيئا من هذه الحقيقة
وائل(هز القفص بيده وبغضب):- لن أصغي لحرف آخر ما لم تحرروهن أصلا أين القوة التي سيهربن بها ، رجاء افتحوه وإلا لن يحصل طيب… ميرنااااااااااا ؟
ميرنا(كتفت يديها):- لا أستطيع ذلك لأنني مقتنعة مما فعلته ووصلة الحلاقة كانت اختياري
جوزيت(أشارت لفخذ نور وعائشة):- تلك الآثار من صنع يداي ما رأيك مياري بطابع الشفاه ؟
ميار:- أنتِ مجنوووونة
ناريانا:- لما الكذب استمتعنا مع بعضنا حتى
نادر:- عن أي استمتاع تتحدثين أنظري لفخذها المضمد ؟
حكيم:- أو لآثار السوط الجلدي ، أكل هذا حقد في قلبكِ لوري ؟
لورينا:- هذا بعض من لا شيء
كاظم:- كله في كفة وكدمات الضرب بكفة أخرى ، صدقا ما عدت أعرفكن ؟؟؟؟
وائل:- حتى لو كن مشتركات بخطة دنيئة صدقوني ما أقدمتن عليه أوجع بكثيررررر …
ميرنا(اهتزت من جملته):- وخيانتك ماذا تسميها ؟؟؟؟ تخيل لو رأيتني بنفس الوضع ماذا كنت ستفعل بالمتسببين به من أصله ،،، أنا أرى أن ما فعلناه بهن جواب للمدبرين الرئيسيين ليعرفوا أننا لسنا لقمة هينة بقبضتهم
جوزيت:- وأضيف على كلام ميرنا أنه من بدأ الحرب عليه أن ينهيها … ميار كلمتي الأخيرة في الموضوع ستسمعها مني وعلى انفراد
ميرنا(فهمت أنه حان الوقت):- كذلك أنت وائل
حكيم(ضحك هازئا):- متوقع
لورينا(سمعته):- لأنها ليست من احتضنتها ليلة أمس فقد كنت أنا ، وعليه ستسير معي حيث أرغب
ناريانا(أشارت لنادر):- وأنت أيضا تفضل
كاظم(لوح لهن):- يفترض أن يبقى أحدنا للمراقبة
جذب ميار جوزيت من يدها بعنف وهو يصعد بها خلف الكواليس لركن قصي ، دفعها على الحائط وأحاطها بيديه وهو ينفث شررا وغضبا وحنقااااااا من كل ما يدور بالخارج …
ميار:- كانت فكرتكِ من البداية ؟
جوزيت(بتحدي):- أجل ورجالي ساعدوني في كل شيء ، لا تتوقع أنني سأتخلى عنهم لأنني حتى لو كنت ميتة في عشقك سأبقى ثعلبة القطب التي لا يسعك أن تنتشلها مني …
ميار(زم شفتيه):- لما فعلت هذا … لقد اعتذرت منكِ وأظنكِ فهمتِ أن كله مجرد ملعوب قذر من غضنفر وشركائه ؟؟
جوزيت:- ما كنت أنوي القيام بكل هذا ولكن الظروف قد جدَّت ، فحين رأيت مشاهدك لم أستطع تمالك نفسي دونما فعل شيء يبرد النار التي بجوفي
ميار:- ولكن حسابكِ معي معي أنااااااا
جوزيت(رفعت ذقنها بإباء وهي تناظر شفتيه القريبة):- لا عجب أنك تنتظر عقابك مني ، لكن صدقني دع كل شيء بوقته كي تشعر بلسعته
ميار(أمسكها من فكها وجذبها نحوه):- ستنزلين الآن وستفكين قيودهن ويتكلف رجالي بإعادتهن لتصل رسالتكِ تمام ؟
جوزيت:- ليس تماما أرغب بوعد ..
ميار:- وعدتكِ وعدتكِ ولكنكِ لا تصدقين وأنا ليس لدي نية في إعادة الحديث مجددا
جوزيت(انهمرت دمعتان حارقتان من عينيها):- أحبك
ميار(مسح على خدودها بوجع):- ليتكِ ما فعلتِ ذلك جوزي …
جوزيت:- شعرت بالغيرة ، فكرت بقتلهما ولكنني تراجعت واكتفيت بذلك الحرق تذكارا مني … لآ يوجد امرأة تلمسك وتسلم من قبضتي يا ميار فأنت لي أنا وحدي ..
ميار(وضع جبينه على جبينها وهدر فيها):- أنا أصلا لكِ ماذا تريدين بعد ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(قبَّلت شفاهه بقوة ومن بين دموعها أحاطت وجهه بيديها):- سأعرف أنك لي حين أستطيع رؤية ذلك … خذ كلمة السر يمكنك تحريرهن …
ميار(عقد حاجبيه وهو يمسك منها أداة التحكم):- أحقا ستفعلين ، كنت واثقا من ذلك جوزي ..
جوزيت(ابتسمت له):- أريد أن نغادر هذا المكان وننام بفراشنا ، أريدك أن تلاعب شعري وتهدهد مسامعي بكلماتك العذبة ، أريدك أن تظل الليل بطوله تحرسني حتى أغفو
ميار(ابتسم وضمها لصدره):- سيحدث ذلك حبيبتي سيحدث …
جوزيت(رسمت ابتسامة ألم على شفتها وهي بحضنه وهزأت):- سيحدث لكن بطريقتي ..
أخرجت إبرة مخدر من حزام مسدسها المعلق بفخذها وحقنته بها في عنقه ليفتح عينيه مصعوقا مما فعلته ، تهاوت قوته شيئا فشيئا حتى سقط على الأرض مغشيا عليه … هنا انحت أرضا ولامست شعره وهي تبكي ونهضت تركض مغادرة ذلك الموقع …
على جنب
كان يحاصرها عند الدرج وهو يهز رأسه يحاول أن يتعرف على فتاته الطاهرة ولكن يظهر أن وجودها في عالم الإجرام جعلها مثلهم ، تنتمي إليهم حتى في عقابها صارت أشد قسوة مما عهد
وائل:- أخبريني أين هي ميرنا هيا لنبحث عنها لأنني أرى هنا نسخة عن جوزيت وميار وحكيم ووووو القائمة تطول ، لا أجد أي أثر للمرأة التي أحببت
ميرنا:- أنا هناااا وما فعلته بهن لست نادمة عليه ، لأنه لو تكرر الموقف مرة أخرى سأعيد الكرة
وائل:- أخبريني فقط لماذاااااا ؟
ميرنا:- لأنهن مذنبات في حقي وما رأيته بالفيديو يجعلني أقتص منهن ، ولذلك ما توصلت إليه من عقوبة أجدها مناسبة لكل امرأة يتهيأ لها أنها قادرة على الاقتراب منك ،،،، لأنك لي
وائل:- ما يحرقكِ شيء آخر ، مجيئي إليكِ بسببهن أليس كذلك ؟
ميرنا(هزت كتفيها):- هذا لوحده يعد نقطة من بحر أما ما فعلته أنت وسطهن كان كارثة
وائل(بنفاذ صبر):- لم أكن بوعيي يا ميرنا هل سنعيد ونزيد في هذا كثيرااااااااا ؟
ميرنا(طأطأت رأسها):- لن نفعل نحن فقط فكرنا بإعطائكم درسا لكي لا تنسوا يوما فعلتكم ..
وائل(نظر جانبا بتعب):- صدمتي فيكِ كبيرة ، لقد صححتِ خطأ بخطأ آخر أفظع منه
ميرنا(ولته ظهرها بحرقة):- لأني شعرت بالغيرة ، لمساتهن لك وإغرائهن وتعاطيك معهن ، قبلاتهن وأحضانك كلامهن وهمساتك كانت قاتلة لي ولمشاعري ، أنت ملكي يا وائل ولأجل ذلك قد أتغير للأسوأ لو شعرت أن هنالك من تفكر بسلبك مني
وائل(وقف من خلفها واحتضنها على وقفتها ورأسه مطل عليها):- أنتِ لي وأنا لكِ ..
ميرنا(هزت كتفها بدلال):- كاذب
وائل(قبِّل عنقها وهو يلامس خصلاتها):- أقسم واسألي قلبي حتى
ميرنا(مطت شفتيها وهي تتنهد):- ولكن ليلة أمس ك..
وائل(بإصرار ودفء):- لننسى ذلك الويل فنحن لغير بعضنا لن نكون ، جسمكِ مطموس بي وأنفاسي لا تعرف مستقرا إلا بين تناهيدك فكفى يا شمس ليالي الآفلة كفى اغترابا فملجأكِ بين ذراعي في حاجة ماسة إلى مليكته العنيدة ..
ميرنا(تنفست بعمق ورفعت فتحة فستانها قليلا لتخرج حقنة أزالت غطاءها واستدارت إليه بخفة وأحاطت عنقه بيديها):- أتعدني أنك سوف لن تخونني مرة أخرى ؟
وائل(أمسكها بأحضانه بلهفة):- أعدكِ يا وجه القمر ..
ميرنا(ابتسمت وقبلت خده قبل أن تعانقه):- ضمني إليك إذن … لتكن ضمة جميلة
وائل(اعتصرها في حضنه وهو يشعر بالارتياح):- حبيبتي
ميرنا(وضعت الحقنة بذراعه):- سامحني حبيبي ولكنني غير قادرة على ابتلاع الأمر ….
ارتج في محله بذات اللحظة التي حقنته بها وناظرها بعدم تصديق قبل أن يسقط على حضنها لتضعه برفق وثقل على الأرض ، رمقته بقلة حيلة ورفعت يده لفمها قبلتها بحرارة وتأسفت منه وتبخرت من المكاااااان من فورها …
أما هذين فقد كان يحاول العثور على بصيص أمل في طبعها لكن ما ترعرعت عليه جعله يقف وقفة رعب على ابنته
لورينا:- ستحاسبني على أفعال أمي أليس كذلك ، إذن ليكن في بالك أنا ابنتها والبنت لأمها تكبر وابنتك حتى وإن لم تكن من صلبنا لكنها كبرت بيننا وأكيد ستتشرب طبعنا عاجلا أم آجلا
حكيم:- لن أسمح بذلك ولو كان آخر ما سأفعله بهذه الدنيا ، لن أجعل ابنتي نسخة منكما إطلاقااا
لورينا:- أوَ تعاتبني يا حكيم ، بدلا من أن تعتذر مني وتتأسف عما فعلته بي
حكيم:- يااااا الله من أين يفهمون يعني ، أخبرتكِ أخبرتكِ أنني كنت ثملا غير واع هل أشرحها لكِ باليابانية حتى يتسنى لكِ تصديقي …؟؟
لورينا:- حتى لو أقسمت لي ستبقى مستغلا ، لقد اقترفت الشيء الذي هربت منه قبل ثمان سنوات وقعت في أحضاني وطواعية حتى ،…
حكيم:- واستغليتِ أنتِ أيضا ذلك لأنكِ كنتِ تتلهفين إليه على مدار هذه السنوات ، لا تنكري
لورينا:- طبعا لست مجنونة حتى أوقفك لأنك أصلا سحبتني معك خارج حدود هذا العالم ، ولو تسنت لك فرصة كتلك مع ميرنا ما كنت ستفلتها
حكيم(أشار لها بغيظ):- ميرنا خط أحمر
لورينا(صغرت عينيها بلؤم وأنزلت رأسها):- هل أعجبك دور الكازانوفا الذي تلتف حوله الجاريات من كل جانب ، ربما استمتعت معهما وأنا التي ألومك ها هنااااا
حكيم:- يكفي لورين لا أود تذكر ما حصل ليلتها
لورينا:- مشاهدك كانت عبارة عن حقيقتك التي تحاول إخفاءها تحت قناع الوداعة والنبل ، لكنك مجرد
حكيم(أغلق فمها بيده وهو يجذبها بقوة):- اخرسسسسسسسي …
لورينا(ببكاء هدرت فيه مبتعدة):- من حقي أن أعاتبك من حقي أن أصرخ بوجهك لأنك حطمتني
حكيم:- وتأسسسسسسسسسسفت مرارا وتكرارا تأسفت منذ أن استيقظت على هذه الفاجعة ، فكفى قد مللت وضجرت من حاااااااااالي
لورينا(انفجرت ببكاء وهوت أرضا):- اهئئئئ كل ما تعانيه سببه لورينا ، حتى لو هاجمتك الكواكب سيكون ذلك بأوامر من لوريناااا …
حكيم(انحنى أرضا وحاول مسح هالة البكاء تلك من عليها):- تمام لا تبكي ستفسدين زينتكِ هكذا
لورينا(بدلال):- وهل تهتم ؟
حكيم:- على الأقل لن أستمتع بتذمركِ أنتِ والبنات على خرابها ..
لورينا(مطت شفتيها مبتسمة):- أعطني منديلا لأمسح دموعي إذن
حكيم(أخرج منديله من جيبه وأثناء ذلك صدم بها وقد عانقته):- لوري …
لورينا(بوجع):- سامحني الآن فقط عرفت أن دموعي غالية عليك ، ولكن هذا لن يغير شيئا من الحقيقة ، نوما هنيئاااااا
قبل أن يستوعب حرفا كانت قد حقنته بها وفجأة شعر بالدوار وهو يحاول استيعاب ما فعلته به ، ليجد الدنيا سوادا بين عينيه مغمى عليه بدوره ، وضعته بهدوء على أديم الأرض وأخذت قبلة من شفتيه قبلة حارة عميقة مسحت بعدها على لحيته ونهضت لتلحق بالأخريااااااات ….
وهنا كانت ناريانا تنجز قسمها من الاتفاق أيضا ..
ناريانا:- لا بأس ببعض العتب تجاوزنا في أقل من 24 ساعة كل المراحل الممكنة ..
نادر:- صدقيني كنت أتوقعكِ مختلفة لكن بفعلتكِ بهن تغيرت نظرتي
ناريانا:- ههه أساسا نظرتك كانت مختلفة منذ البداية لكن غير مهم طالما هذا قد جعلني مرتاحة
نادر:- ثقي بي راحتكِ هذه لن تستمر لأن تلك النار المندلعة بجوفكِ لن تهمد بهذه الطريقة
ناريانا:- ليس من شأنك بعد الآن أن تقايضني على مشاعري أسمعت ؟؟؟
نادر(مسح على فمه):- أنتِ لستِ هكذا ناريانا لقد لمست فيكِ روحا نقية لما لطختها ، بداية بأفعالكِ في الفندق مع العجائز والذين غضضت بصرا عن موضوعهم لأنني وثقت بكِ ،، لتكمليها بتصرفاتكِ الطائشة التي لا تتوبين عنها وآخرها انتقامكِ من فتيات بريئات ذنبهن أنهن وقعن ضحية حسابات بين المافيا إذن أينكِ من كل هذاااااا ؟
ناريانا:- كنت انظر إلي كما يجب ما ربما وجدتني أقرب لك من أنفاسك
نادر:- هراء .. بات كل شيء هراء
ناريانا(أخرجت الحقنة مستغلة استدارته وحقنتها بظهره):- معك حق كل شيء بات هراء الآن ، نوم العوافي نادر حبيبي ….
أرقدته أيضا في محله وركضت مبتعدة عنه وقلبها الموجوع شريك قلوب أخرى كانت برفقة نزار ، لم يفهم منهن شيئا فقد باغتنه على حين غرة وجعلنه يجلس على الطاولة بهدوء ليسردن عليه أوامرهن ويشرحن له الوضع …
ميرنا(ألبست ميسون سترتها وأمسكت الحقيبة التي أحضرتها معها وعلقتها على يدها):- سأنسحب بميسون لا تتأخرن ..
لورينا:- سأرافقكِ ..
جوزيت(رمقت ناريانا قد التحقت):- ريانا هنا ، اسمع يا عمي نزار نحن قد قمنا بأمر شنيع جدا بالداخل ووحدك القادر على استجماع تلك الفوضى ، الآن بعد ذهابنا ستسلمهم هذه الرسالة لكن ليس هنا بل بعد عودتكم للقصر تمام ؟
نزار(تنهد بأريحية):- جيد أنهم على قيد الحياة ، أفزعتموني صراحة
ناريانا:- نزار احم .. نحن سنكون بخير وسنتواصل معك بشكل ما لكن عليهم أن يتربوا جيدا بعد تلك المصيبة التي اقترفوها وهذا لن يتم إلا بهذه الطريقة
نزار(نهض بقلق):- يعني لو نحل الأمور بسلاسة هاااه ؟
جوزيت:- أحبابنا في الله سيستيقظون بعد دقائق سنكون فيها قد تبخرنا وقتها قم بما أمرتك به ولا تدعني أضيفك لخانتهم كي لا تجد مني كل عسير .. هاه كاظم لم نستطع التصرف حياله فمن يقدر على حقن ذلك الحائط وعليه مهمتك أن تشغله لمدة لا تقل عن 10 دقائق على الأقل بعد خروجنا
نزار:- سأقوم بذلك ليس لأنني خائف منكِ يا بنت ، بل لأنني معكم في فكرة تربيتهم انصرفن وراءكن رجل سيحميكن هنا
جوزيت:- والله وكنت آخذة فكرة ليست ولابد عن عمهم نزار ، إنه عتيق
ناريانا(ابتسمت له بمرارة):- لنرحل جوزي … هيا
جوزيت(أعطته الرسالة وتنهدت):- انتبه لأكلهم وشربهم أوصيك بهم خيرااااا لو سمحت
نزار(عرف قيمة العشق ببينهم وتنهد):- الله يقدرني على فعل اللازم … توكلن على الله
أمسكت ناريانا يد جوزيت وخرجت بها من المكان الذي شمل أجمل ذكرى بينهم وفي آن الوقت تركوا به أسوأ ذكرياتهم أيضا .. بسرعة أحضرت لورينا السيارة للبوابة ركبت مباشرة ناريانا بجوارها بينما وقفت جوزيت تنظر للمبنى وقلبها يتمزق مثلها مثلهن ..
فيكو:- أوامركِ ؟
جوزيت:- رابض بالمكان وساعد ميار على أخذ البنات وإخراجهن من هنا ، كن له يدا أمينة ولو حاول معرفة مكاننا أجبه بالحقيقة أنك لا تعرف
فيكو:- ألا يجب أن يرافقكِ بعض من رجالنا سيدتي فهذا أأمن ؟
جوزيت:- فكرنا بذلك حقا ولكن المكان الذي سنذهب إليه صاحبه من ذوي العقل الحجري ، لو رآكم سوف يطردنا في هذا الليل ونحن معنا طفلة يعني سنبقى على تواصل إن احتجتكم سأصل إليكم بطريقتي المعتادة ماشي .. هيا الآن لازم ميار مثلما أمرتك سيستيقظ بعد فترة وحاول أن تضبط أعصابه يعني الأمر مستحيل لكن دعه يقتنع
ميرنا(أطلت عليها من النافذة وقد كانت تحضن ميسون بذراعها):- هيا جوزيت …
لورينا(أقلعت السيارة):- جوووزيت ..
جوزيت(مطت شفتيها وركبت بقرب ميرنا في الخلف):- هيا هيا …
لورينا(انطلقت من فورها بسرعة قياسية مبتعدة عن المكااااان الذي تركن فيه أجمل ما يملكن في هذا الوجود):- ربي معنا …
جوزيت(بدموع):- لن نندم صحيح ؟
ميرنا(ببكاء أيضا مسحت دموعها بيدها وهي تمسح على شعر ميسون باليد الأخرى):- تؤ ..
ناريانا(أجهشت بالبكاء وهي تدفن وجهها بيديها):- قلبي يحرقني اهئ
لورينا(مسحت دمعاتها وتابعت القيادة):- نرجو بعد هذا أن يتعلموا الدرس كما يجب ..
ميرنا:- لقد غفت ميسون ..
جوزيت:- هل ذلك البيت بعيد ؟
ميرنا:- 20 دقيقة تقريبا ، لورينا أعطيتكِ إحداثيات موقعه عرفتِ أين ؟
لورينا:- طبعا عرفت المكان لا تقلقي سنصل في أقل من ذلك الوقت ..
جوزيت:- ماذا أحضرتِ في تلك الحقيبة التي حرصتِ على ألا يراها أحد ؟
ميرنا(مدت يدها ووضعتها بحجرها):- افتحيها ..
جوزيت(فتحتها بفضول ووجدت وشاحا قطنيا وقبعات=):- ما هذااا أتهزئين بي مثلا ؟
ميرنا:- فتشي بداخلها بشكل أعمق
جوزيت(أدخلت يدها واكتشفت أن هنالك جيبا تحتها وفتحته لتجد أربع مسدسات وخزانات رصاص متعددة وهنا شهقت من هول ما رأت):- يا ويلك ما هذاااااا مسدسات ورصاص من أين أحضرتها ؟
ميرنا:- من ملحق رجالهم سرقتها فطبعا لن نهرب من القصر بأيدي فارغة ونحن ملاحقون ، ثم كل واحدة فينا تجيد استعماله وعليه أحضرت واحد زيادة فأنا أعلم أن خاصتكِ معلق بفخذكِ طوال الوقت
ناريانا:- الله الله ع التفكير النير صراحة برافو عليك ، والله أنا نائبة الثعلبة ولم أفكر بذلك
جوزيت:- جيد يا فالحة وعلى هذه الحسبة أفكر بطردكِ وتعيين ميرنا
ميرنا:- هههه وميرنا ستوافق على الرحب والسعة
ناريانا:- بصدق كيف طرأت ع بالكِ الفكرة ؟
ميرنا(مطت شفتيها):- بعض مما تعلمناه من الفهد البري خاصتنا
جوزيت(بوهن):- مياااار
لورينا:- الغريب كيف استأمنتِ طفلة على ذلك ميرنا ، ألم تخشي أن تفتحها أو يكتشف حكيم الأمر ؟
ميرنا:- حقيقة كنت خائفة لكنني عرفت أنه يعتمد على ميسون ، ولم يخب ظني
جوزيت(ابتسمت وهي تنظر للصغيرة):- راجية أي والله …
ناريانا:- عذرا لمقاطعة هذا الإنجاز لكن علينا أن نتوقف في محل ما لنحضر ما يلزمنا خلال الأيام المقبلة ألا تتفقون معي ؟
جوزيت:- بلى بلى لنقف بأي متجر ونعبئ البنزين أيضا كي لا نتعثر في هذه الرحلة التي لا نعرف متى ستنتهي ..
ميرنا:- أود إحضار أكل خاص بميسون كذلك كي لا تشعر بشيء مختلف ، كما يلزمنا ثياب لم نحضر شيئا كي لا يكتشفوا أمرنا
ناريانا:- لنفعل ذلك فورا قبل أن يستيقظ الجماعة ويعثروا علينا فهم ضليعون بكل التصرفات
ميرنا:- ها ذكرتني يجب أن نطفأ هواتفنا كي لا يلاحقوا الإشارة
جوزيت:- نسيت ذلك حتما لنقدم على ذلك الآن ، ولنشتري أرقاما جديدة للطوارئ
لورينا:- أعرف متجرا خارج حدود المدينة سنتوقف عنده وبعدها نمضي
بالفعل توقفن بعد دقائق من القيادة في متجر على جانب الطريق السريع ، اهتمت لورينا بتعبئة البنزين وملأت أيضا قنينتين تحسبا ووضعتهم بجيب السيارة الخلفي ، بينما كانت تحرس ميسون التي تركوها نائمة بالخلف حيث دخلت كل منهن لأخذ ما يلزمهم بسرعة قياسية ..
ناريانا(توجهت صوب الأكل وأمسكت سلة وأخذت تملؤها):- اممم نحتاج هذه وهذه أيضا ..
جوزيت(توجهت صوب الملابس وأخذت تنتقي):- الآن كيف سأعرف قياس الصغيرة تت ..
ميرنا(ظهرت من الجانب الآخر وقد أخذت لها):- لا تقلقي عرفت قياسها من ثيابها وأخذت ما يلزم ، اهتمي بنفسكِ أنتِ ..
جوزيت:- ريحتني هيا لحظات وأوافيكِ …
جمعن ما يحتجنه وحتى المصابيح الضوئية أخذوها إضافة لحاسوب جديد اقتنوه مع هاتف جديد وأرقام خاصة للطوارئ مثلما زعموا ، حاسبوا صاحب المتجر الذي أغنوه بكل ما أخذوه معهم رتبوه في السيارة بالخلف حيث ركضت لورينا لتأخذ ما تحتاجه بدورها وجلبته ولم تنس جلبة قنينة مشروب
لورينا:- صحيح لم أشرب منذ زمن ولكن هذه الليلة تستحق كأسا جماعيا
ناريانا:- افعلي يختي لكن بعد أن نصل بأمان
جوزيت:- هه آه لم أشعر بمثل هذه الحماسة منذ زمن
ميرنا:- أتفكرين بما أفكر به ؟
جوزيت(نظرت لساعتها):- ولوووو ….
فتح عينيه بثقل وهو يرمش لتتضح الصورة أمامه ، حيث كان وائل يحاور العم نزار على جنب ، وحكيم يحاول الاتصال بأحد ما ، كاظم يحاول فتح القفص الحديدي بمساعدة نادر ، وهو نائم على الكراسي الجانبية ، ربت على جبينه وهو يستذكر ما حدث ليكتشف أنه قد حقن بشيء ما ، ومن فعل به ذلك أكثر شخص مستبعد
حكيم:- هاااه جيد أنك استيقظت معنا هذه الأداة ولكن لم نعرف كلمة السر بعد ..
ميار(استقام وهو يرمش):- ماذا حصل ؟
حكيم(مط شفتيه وهو يشير):- هربن ..
ميار(كان قد فهم ما حصل ولكنه حاول استنكاره):- هربن .. من تقصد ؟؟
حكيم:- نساؤنا يا ميااااار نسااااااااؤناااا هللو استوعبت ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- ما الذي تقوووووله ؟
وائل(بحنق):- يفضل أن تستيقظ من الصدمة لأننا في وضع جلل علينا أن نحله
ميار:- حتى أنتم حقنتم ؟؟؟؟
حكيم:- مثلنا مثلك مع الأسف وكاظم هو الذي أحضرنا إلى هذه الغرفة
ميار(انفجر بعد دقيقة صمت):- مااااااااااااااااااذا قلت …. هرررررررررررربن ؟
حكيم:- صباح الخير …
كاظم(تقدم ناحيته):- لو كانت لديك فكرة للكلمة السرية مدنا بها لنفك قيودهن ونبعثهن لمكان آمن ، وبعدها نبدأ البحث عن تلك المجنونات لأنهن لم يعدن للقصر
نادر:- كاظم على حق علينا أن نسارع الأمر لنعرف أين ذهبن قبل أن يبتعدن أكثر
ميار:- ما الوقت الذي يفصل بين استيقاظنا وهروبهم ؟
نزار:- ساعة تقريبا
ميار(أغمض عينيه وأمسك الأداة من حكيم):- الحقوا بي لدي كلمة السر ، الواضح أن جوزيت قد اتخذت كل تدابيرها وتركت لي الشيفرة …
لحقوه صوب المنصة ووجدوا البنات على وضعهن إلا أنه قد بدت عليهن ملامح التعب ، فالعذاب الذي رأوه ذلك اليوم في حياتهن لن يشهدنه ، سرعان ما وضع ميار الكلمة السرية بالأداة وارتفع القفص من أسفل لأعلى ، فتحت أيضا تلك العلب الزجاجية وانفرجت أسارير البنات أخيرا … ركض كاظم صوب لبنى وفك قيدها لتسقط على حضنه بتعب … أما وائل فقد فتح قيودهن ثلاثتهن وسقطن أرضا بقربه كل واحد تلتقط أنفاسها بعد ذلك الوجع الأليم … ميار أيضا فك قيد فتاتيه اللتين بكتا بحرقة لدى رؤيته عن قرب .. نادر أيضا ركض صوب روكا وأخرجها من هناك وانفجرت ببكاء في حضنه حتى لم تترك له فرصة للتفكير ،.. بينما حكيم وجد نفسه أمام انتحاب الصغيرة والكبيرة ولم يعرف من سيسكت منهما لذلك ربت على رأسهما وهو يناظرهما بغبن ….
كاظم:- لقد حفظته سأتواصل معكِ سريا لأفهم ما الذي يقحمكِ وسط هذا العااااالم
لبنى(مسحت دموعها):- فكرت فيك كثيرااا وأردت أن أعتذر منك ولكنني كنت مخيرة ما بين هذا ، وما بين فشل الخطة
كاظم:- تمام لن تبرري لي الآن ، أنا أثق بكِ لولو رقمي معكِ الآن
لبنى(ناظرته بعمق):- ألن أراك مجددا ؟
كاظم(شعر بشيء ينتفض بداخله ومسح على رأسها الحليق):- ستستعيدين نفسكِ ، وتستجمعين كل آلامك ما حصل نقطة من بحر الألم الذي تعيشه أمثالكن حقا في تلك البيوت ، وعليه ستكملين مهمتكِ شرطية لبنى …
لبنى(ابتسمت):- حتى لو تغير شكلي أنت لن تجد مشكلة صح ؟
كاظم(ابتسم):- اممم ربما أفكر باسم ذكري يناسبكِ أكثر ههه …
استقبلت مسحة يده على خدودها ونسيت كل آلامها التي تبددت حين دار بينهما وعد باللقاء والتواصل ، ما يعني بداية أمل بينهما من جانبها طبعا … في حين كان هذا يناظرها بضعف يريد أن يمتص منها ذلك الألم ولكن ليس في مقدوره شيء
نادر:- هل تؤلمكِ ؟
روكا:- نن قليلا وحسب لقد أحضروا لنا طبيبا قام باللازم، لا تقلق حضرة الربان
نادر(برقت عيناه):- بخصوص ليلة أمس أرغب بالاعتذار منكِ ، غالبا فقدت تركيزي وربما تواقحت معكِ أو تفوهت بما يسيء لكِ ..
روكا(أمسكت يده بحنان):- أعلم بأنك مشغول البال بصاحبة الشعر الطويل ، وبكل صراحة هي متيمة بك حد الجنوووون ، وإصابتي خير دليل على ذلك وعليه سوف تعطيها فرصة أكيد ستغفر لك خطيئتك لو عرفت بمعنى مشاعره الصادقة
نادر:- على الأرجح سيكون هذا آخر لقاء بيننا ، عليكِ أن تعرفي أنني صدقا ممتن لمعرفتك حتى لو كانت بظروف مزرية وتحت مكيدة معنونة
روكا(صافحته بحرارة):- أنا الأسعد نادر ..
صافحها بحرارة أيضا فذلك اللقاء حمل معه جميع معاني العذاب رغم لذته الأولية والتي عادت عليهم بخسارة فادحة ، تفننت فتياتهن بوضع خطة استراتيجية للفتك بهم ومعاقبتهم بأفظع الطرق الممكنة ، هنا كان يناظر الفتاتين بعيون كسيرة لا يعرف كيف يضبط آلامهن ..
ميار:- حسن كفى دموعا ما حصل كان ضريبة لليلة أمس ، لستم وحدكم من دفع ثمنها ونحن أيضا نعايش أسوأ أوقاتنا ، لقد تواطأتم ضدنا وما حدث لكما كان نتيجة متوقعة ..
عائشة:- حين أعطتنا ماما سكر الصور لكي نختار من بينكم لم نميز أكثر من ثانية فقد وقع اختيارنا عليك ولم يكن هنالك داعي لمتابعة التصفح
نور:- أنت تملك كاريزما خطيرة يا ميار أسرتنا حتى قبل أن نعرفك ، ولذلك كل ما وقع معنا فداك يهووون صحيح فقدنا شعرنا واكتسبنا هذه الآثار الأبدية لكن سنعتبرها تذكارا من أجمل شخص عرفناه يوما في هذه الحياة البائسة
عائشة:- كنت حلما بالنسبة لنا وصدق بأننا ممتنات لك رغم الثمن الذي دفعناه ، إلا أنك جعلتنا نلامس قليلا أرض الخيال بتعاطيك معنا ومنحنا تلك الفرصة البارحة ، وهذا بحد ذاته يعني لنا أكثر مما تتوقع
ميار:- جديا لم أجد الحروف المناسبة لشكركن وسوف أحرص على إعادتكن سالمات لوكركن
نور:- لا تقلق ماما سكر لا تفرط فينا حتى لو فشلنا في المهمة إلا أننا كنز بالنسبة لها ..
عائشة:- وبالنسبة للشخص الذي حرضنا نحن لم نعرفه شخصيا بل سمعنا به وحسب
ميار:- لا داعي للتفكير أساسا عرفت من يكون ، المهم حين عودتكن اشرحن لها كل ما حصل وأخبرنها أنكن قد هربتن من قبضتنا ولجأتن لمصادركم الموثوقة ليعيدوكم لأرض الوطن .. ولا تقلقوا سوف تكون عيون رجالي عليكن يعني حتى تصلن بمأمن ودونما خدش
نور:- أصلا كل الخدوش زارتنا ههه ..
عائشة:- حبيبتك امرأة قوية وهي تحبك بشدة لا تخسرها إذ يظهر مدى تعلقك بها ، صحيح لم نسمع أي شيء دار بينكما لكن فهمنا من نظراتكم وعصبيتكم وحرقة قلوبكم ما يدور بالخفاء
ميار(تنفس عميقا ومسح على وجههما بيديه):- سعدت بلقائكما آيشا ونوري
عائشة(مسحت على يده بحنان):- ونحن كان لنا الشرف
نور(قبّلت يده تلك وتنفست):- على الأرجح حانت لحظة الرحيل ..
ميار:- هذا اللازم …
مريم:- طب هل أستطيع الحصول على حضن أخير لو سمحت هذا آخر مطلب مني
عواطف(بتأسف):- بليييز لو تؤمن لها هذه الأمنية لقد بكت اليوم أكثر مما بكته في حياتها كلها
حكيم(نظر إليهما):- أنا أعتذر منكما بشدة لأنني تسببت لكما بهذا الوبال ، حلق الشعر والتعذيب والضرب المبرح مآل لم أكن أوده لكن .. وإنما تورطكم مع المافيا لم يكن فكرة صائبة أعلم أن لكل واحدة فيكن ظروفها التي رمت بها في بيت سكر لكن وعد مني أنني سأخرجكن من هنااااك
عواطف(مصمصت شفتيها):- لا يمكنك ذلك ولا نريد تعريضك لأذية حكيم ، نحن قادرات على الدفاع عن أنفسنا ثم سكر لا تستغني عنا مهما كان الثمن
مريم(بتذمر):- لقد جبلنا على العيش تحت كنفها إلى الأبد
حكيم(أمسك يدها):- أنتِ يافعة جدا على هذا الدرب ميري وصدقيني لا شيء يدوم للأبد .. أكيد سنجد حلا لتحريركن من قبضتها يوما ما
عواطف(ابتسمت له):- أنت عظيم جدا حكيم ، ونحن سعدنا أكثر بمعرفتك عن قرب حتى لو لم تكتمل فرحتنا بك لكن ستبقى بالنسبة لنا شيئا جميلا
حكيم(عانق مريم بذراع وعواطف بذراع):- وستبقى كلتاكما ميري وفوفا بالعقل لن أنسى لقائي بكما مهما حصل ..
عواطف(ابتسمت لمريم وهما بحضه):- وهذا بحد ذاته ما نتمناه ..
على جنب كان وائل بينهن يصغي لكل واحدة فيهن وهو يحاول امتصاص الوجع من عليهن ..
وائل:- أقدر صراحتكن معي ، وأنا أعرف أن كل ما حدث قد كنتن مجبرات عليه ولن يسعني تغييره أو العودة بالزمن لكي أحرف مجرى الأحداث ..
سهام(تأملته بحب):- لقد أحببناك
سارة(بذوبان):- جدااا
خديجة(أكثر منهن ولها):- وددنا لو نختطفك حتى ونضعك هكذا صوب أعيننا نناظرك ليل نهار
سارة:- ويبقى هو بدون شغل ولا مشغلة فقط تمثال كي تمتعي به عيونكِ البائسة
خديجة:- الآن وش حشر أنفك بيني وبين وائلي أنتِ مالك ؟؟؟
سهام(امتصت شفتيها):- وائل ..
خديجة:- الحقي سوف تبوح الأخت … النجدددددة
سارة:- اختصري يا سها ولا تأكلي وقتنا الوحيد معه ..
سهام(زورتهما بحنق):- دعا لي فرصة يا الله …
وائلّ:- تفضلي يا سها
سهام:- أنت رجل عاطفي وجنتل ومثالي لكل امرأة تتوق لرجل يحميها ويحافظ عليها من كل الشرور ، لقد لمسنا شهامتك حين حاولت الدفاع عنا أمام حبيبتك التي رأيناها مع الأسف ، كانت تليق بك أكثر من أي واحدة فينا وهذا أقوله باقتناع .. يعني لو خلقنا بظروف أخرى ما ربما كنا نملك فرصة ولكن أمامها وبهذا الوضع الأمل منعدم ولذلك نحن لن نرجو لك إلا السعادة
خديجة(بجدية لأول مرة):- حتى لو لم نحظى بلقياك مرة أخرى اعرف أنك بقلبنا ، تعلقنا بك منذ الوهلة الأولى لما رأيناك ع الصور وحين التقينا بك واقعا زاد تشبثنا بك ألف مرة .. حتى لو شهدنا اليوم عذابا ما حييناه سابقا لكن فداك سننسى كل الألم ونتذكر بأننا ضربنا في سبيل حبك … لكن هااااه لا تصدق لا تصدق والله لو التقينا بحريمكم بظروف متكافئة وعادلة صدقني لكنت نتفت دجاجتك شعرة شعرة …
وائل:- ههه ها قد عادت لطبعها
سارة:- مؤسف أننا لم نشبع منك كثيرا ورغم ذلك سنجمع كل ذكرياتنا معك ونحفظها في أعماقنا
سهام:- لأنك تستحق منا كل الدعم وإن شاء الله تظفر بها وتسامحك
وائل:- أسعدتموني بردة فعلكم الطيبة ، وهذا يظهر معدنكن الصادق سأحاول أن أجدكن لكي أبعدكن عن ذلك المكان
خديجة:- لا تتعب نفسك نحن راضيات بمآلنا تعودنا عليه ولا يسعنا التملص منها
سارة:- صح .. تلك حياتنا
سهام:- وإليها سنعووود
وائل(حزن عليهن وساعدهن على الوقوف):- انتبهن لأنفسكن ولا تدعوا أحدا يكسر عزيمتكم ظلوا هكذا أخوات وصديقات ومشاغبات أكثر …
خديجة:- ههه هذه الأخيرة مضمونة ولا يهمك ..
وائل(فاجأهم بحركته بحيث قبَّل جبين خديجة التي تسمرت من حركته):- رعاكِ الله دجى ..
خديجة (احمرت خجلا وانهمرت أدمعها):- وأنت كذلك
وائل(ابتسم لها والتفت لسهام):- وأنتِ سها لسانكِ حكيم وفكركِ يدل على أنكِ تعرفين ما يجول بين السطور ولذلك لن أتحدث فأكيد قد وصلكِ كلامي .. اعتني بنفسك
سهام(أسقطت دموعها وهي تتحسس قبلته الدافئة على جبينها):- ستظل أفضل ذكرى مرت بحياتي
وائل(غمزها وانتقل لسارة التي أجهشت بالبكاء):- ساريتا ..
سارة(هزت كتفيها):- أشعر بأن روحي تسحب مني لما يعني ستكون النهاية هكذا اهئ اهئئئئ
وائل(أمسك برأسها وقبَّل جبينها بحرارة ثم مسح دمعتيها بإبهاميه):- ساريتا القوية لا تبكي مهما أتعبها الظروف ستظل الأقوى ، وها هي ذي دجى ستحرص على ذلك كلما انخفضت كفة عزيمتك ، وسها ستأخذ بيدكِ لكي تقفي على قدميكِ من جديد إكراما لي ستكون كل واحدة فيكن هي الأقوى ..
ابتسمن له ووعدنه بذلك وحان وقت الرحيل مع الأسف ، اصطحبهن فيكو ورجال ميار للخارج بعد أن ألبسوهم أردية تغطي عريهن ، ودعن فرسان أحلامهن وانطلقن في طريق العودة لحقيقتهن التي نسوها خلال هذين اليومين المنصرمين …. هنا تم إعلان الطوارئ حين انفجر ميار في وجه العم نزار الذي لم يجد ما يقدم ولا ما يؤخر أمامهم ..
نزار:- أخبرتك لم تدلي بأي حرف أعطتني رسالة وأخرسوني بالتهديد وذهبوووا
حكيم:- وابنتي ابنتي معهم يا عم نزاااااار كيف سمحت لهن ؟؟؟؟
وائل:- وأنت كاظم ألم تشعر بهربهن يا أخي دوما تصرعنا بملازمتهن وحين تمنيناك تفعل ذلك انسحبت ؟؟؟
كاظم:- وما كان يدريني أنهن يخططن للهرب ، نساؤكن ذكيات جدا ولو اعترضت طريقهن كنت جاورتكن في نومتكم
ميار:- أين الرسالة ؟
نزار(أخرجها من جيبه):- طلبت مني جوزيت أن أعطيها لكم بالقصر ولكن .. خذها وريحني ..
نادر:- اقرأها سريعا لنرى …
وائل(زم شفتيه بغيظ):- طيب يا ميرنا طيب ….
ميار(فتحها وتنهد بتعب):- … "حين تقرؤون هذه الرسالة سوف لن نكون بقربكم لكي تعاتبوننا ، نحن غير قادرات على نسيان طعنتكم لنا ولو حاولنا تناسيها سنجد تلك الشرائط تمر بأعيننا في كل حين ، وما لم نقدر على تخطي هذه الأزمة ستصبح أيامنا مع بعض عسيرة .. كل واحد فيكم يظن بأنه أخفق معنا وللصدق أجل أخفقتم في اجتياز اختبار الوفاء رغما عنكم ، فأنتم ضحايا لمؤامرة شنيعة وصمتكم بذلك العار المخزي ، .. الآن نحن بالغنا قليلا في ردة فعلنا فيما يخص تلك الفتيات ولكن فعلتنا تلك كانت رد عطاء على تلك المكيدة ، سنلمس نتائجها مستقبلا لما نسلم من مثل هذه التصرفات الخادعة .. ما نطلبه منكم الآن وبدون إطالة أن تمنحونا فسحتنا التي نستحقها لكي ننسى أفعالكم السيئة وبعدها سنعود من نفسنا إليكم هذااا إن سار الأمر كما يجب .. لا تحاولوا البحث عنا لأنكم لن تعثروا علينا ولو بحثتم الوقت كله لكن إن شئتم المحاولة يسرنا أن نراكم تخفقون ..، ميسون في الحفظ والصون معنا لذلك آخر ما سنذكره لكم أننا نعشقكم بجنون …،/ بتوقيع محباتكن المجنونات"
وائل(خفق قلبه برعب):- يعني ؟؟؟؟
حكيم(فتح فمه بصدمة):- لن نستطيع رؤيتهن ما لم يظهرن بأنفسهن
نادر:- ولكن هذاااا ليس عدلااااااااا ..
كاظم:- مع الأسف يا إخواني لقد تصرفن بشكل يرد الاعتبار لكرامتهن التي أهدرت بسبب ما حصل
نزار:- تستاهلوا على الله تتوبوا قليلا
ميار(هدر بعصبية وهو يكمش الورقة):- سأحرق رومااااااااااااااا بحثا عليييييييييييهن …
جملته كانت كفيلة لتشحنهم بالعزيمة فهم لن يستسلموا ويدعوا الحرية المطلقة للبنات ، سيعيدونهم بذات الطريقة التي رحلوا بها ولن يمرروا كل ما حصل يومها على خير ، لأنهن تمادين كثيرا بدءا بالتعذيب إلى الهرب فأي عقاب ينتظرهم بعد ؟؟؟؟؟؟ …
وصلن إلى البيت الجبلي نفسه البيت الذي أتت إليه ميرنا ووائل وشهاب سابقا واكتملت بحضور ميرا أيضا ، وهذا أبعد مكان يمكن لأحد أن يتوقع تواجدهن فيه ، صفَّت لورينا السيارة بالمرأب الخلفي للبيت الجبلي كي لا تبقى واضحة للعيان وخرجت ميرنا أولا لكي تكلم صاحب البيت الذي خرج لاستقبالهن وقد بدا شخصا عنيفا رغم كبر سنه ..
طوميكس(بصرامة):- طوميكس يتحدث
ناريانا(انفجرت ضحكا من اسمه):- جرار أحسن لا هههه …
طوميكس:- لو سخرتِ من اسمي مرة ثانية بندقية الصيد خاصتي ستستقر على جبينك
ناريانا(ابتلعت ضحكتها):- عذرا عمو طوم ..
لورينا(اهتزت بضحك):- أين جيري ؟ هههههه
جوزيت:- يا الله منكما … أهلا يا عم نحن القاطنات الجديدات ببيتك هل لك أن تخبرنا بشروطك ؟
ميرنا:- نحن اللاتي اتصلن بك قبل مدة ونقودك جاهزة
طوم:- أعرف ذلك وإلا لما تركت البيت بعهدتكن ، على العموم لقد تصرفت وصرفت الزبناء بحجة تسرب في الغاز وما حدث ليس خوفا منكن بل لأنني لم أطقهم فقد كانوا منحرفين وأنا لا أوصم بيتي بمثل تلك الأنواع ، المهم أنا مستقري الأصلي بالمدينة لو احتجتم أي شيء اتصلوا برقمي هو مدون بورقة معلقة بباب الثلاجة ، لقد ملأتها ببعض الطعام والحطب يكفيكم ليوم واحد عليكم تدبير أموركم وقطيعه وإلا جمدتم من البرد ، الماء متوفر بكثرة لكن السخان أحيانا يتعطل لذلك لا تسرفوا كي يبقى الوضع حميدا ، ماذا أيضا هااا يفضل ألا تخرج أيكن ليلا قد يمر من هنا بعض الصعاليك لكن لا تشغلوا بالكن بهم المهم … اممم ألا يلمحنكن لأنكن تظهرن كحوريات الجنة بالنسبة لمحرومين مثلهم … عدا عن كل هذا لا تخربن بيتي ولا ترفعن صوت الموسيقى وكن مؤدبات
ميرنا:- اممم ماشي يا عم طوم سنفعل كل هذاااا ، لا تقلق هذه ليست أول مرة نقطن ببيتك
طوم:- خذي المفاتيح وأغلقوا الباب جيدا عليكن ، والباب الخلفي عليه قفل من الداخل ولا يملك مفاتيحا يعني لو فتحتموه سوف تصبح مشكلة
جوزيت(تخطته للدخول):- كنت عدله يا فيلسوف
طوم:- كنت بصدد ذلك لكنكن داهمتموني .. هيا أنا ذاهب
ناريانا:- شكرا عمو .. هيا يا بنات لنحمل عدتنا وأغراضنا للداخل ..
ميرنا(توجهت للباب الخلفي ووضعت رداء على ميسون):- سأدخلها الأول ، جوزي الحقيبة لا تنسيها هنا
جوزيت(عادت أدراجها):- ماشي يختي …
رتبن أمورهن سريعا داخل البيت ، تكلفت ناريانا بوضع الأكل بالثلاجة وترتيبه في حين اهتمت جوزيت بتأمين مداخل ومخارج البيت بحيث أغلقت كل الأبواب والنوافذ أسدلت ستائرها وصعدت لترى الغرف وجدت ميرنا قد استقرت بإحداها وكان هنالك غرفة أخرى بجوارها وثالثة بالأسفل
لورينا(صعدت بثقل):- هممم غرفتين وواحدة تحت طبعا لا توجد من هي أشجع من ثعلبة القطب لتستقر فيها ..
جوزيت:- ها ها ذلك نادر الحدوث أفضل النوم مع ميرنا وميسون .. وأنتِ مع ناريانا بالغرفة الأخرى هذا أفضل لنا جميعا ..
ناريانا(صعدت وهي تجر رجليها بعد أن أزالت كعبها):- والله ناريانا ستنام بالحظيرة لو وجدت فقط لأنااااام لقد انهلكناااا اليوم …
لورينا:- لا تقومين بالشخير صح ؟
ناريانا:- ههه اسألي جوزي ثم ليس لديكِ خيار يا بعدي …
لورينا:- أمري لله هيا تصبحان على خير
جوزيت:- وأنتما أيضا وأقفلا الباب عليكما بالمفتاح ،، ها لحظة خذا من حقيبة ميرنا مسدسين طبعا لم تتكبد المسكينة كل هذا العناء لأجل إبقائها في ركن قصي ..
ناريانا(تقدمت نحو الحقيبة والتقطت اثنين مع خزاني رصاص):- تم الأمر ليلة سعيدة ..
ميرنا(غطت ميسون بالغطاء ووقفت):- لما اخترتني ؟
جوزيت(أغلقت الباب عليهما بالمفتاح وأزالت ملصق مسدسها وتحسست فخذها بتعب):- لا أتفاهم مع لورينا ولا أظنكِ ستتفاهمين بدوركِ معها ، لذلك تركت لناريانا الأمر فهما تقريبا قادرتين على التأقلم ، وهذا يجعلنا محصورتين بنفس الغرفة إن لم يكن لديكِ مانع ..
ميرنا(اقتربت من النافذة وهي حافية القدمين ولامستها بشرود)):- ربما استيقظوا صح ؟
جوزيت(التقطت من أكياس ثيابهم فستان نوم):- لا يا روحي بل هم في حالة استنفار الآن هه ، لا أستطيع تخيل وجوههم لكن ليعتبروا ويروا حالتنا حين استيقظنا على تلك الحقارة
ميرنا(استدارت إليها):- ربما تمادينا قليلا في معاقبتهن
جوزيت:- ما أخذنه منا لا شيء أمام العقاب الذي تشهدنه في تلك البيوت ، دعيكِ منهن وقت بسيط ويلملمن شتات أنفسهن هن متعودات على هكذا أمور ..
ميرنا(تنهدت باختناق):- ميسون سألتني حين وضعتها بالسرير عن حكيم ، لآ أدري لورينا أيضا غير مهتمة بها وكأنها ليست من صلبها ما هذه الأم اللامبالية ؟؟؟؟
جوزيت(ناظرتها بعمق وانتقلت لتنظر لميسون):- لو أتيتِ للصراحة تلك الطفلة من حقكِ أنتِ ، من جهة أنتِ تجيدين رعايتها ما شاء الله عليكِ تقولين متدربة على دور الأم من فترة .. ومن جهة البنت تعلقت بكِ ووجدت فيكِ أمانها منذ أول لحظة
ميرنا(ابتسمت):- أنا أيضا أحببتها
جوزيت:- وأنا .. لكن دعيني أستحم أولا لأغفو عيوني تلتصق ببعضها من التعب والبكاااء
ميرنا:- طيب افعلي أنا سأشغل الحاسوب قليلا
جوزيت:- انتبهي لا يجب أن يعرف مخلوق بمكاننا حتى لو كان إياد
ميرنا:- لن أتصفح أي مكان معروف فقط أرغب بالتسلية فحسب …
جوزيت(حولت عينيها وهي تدلف للحمام):- أوك ..
شغلت الحاسوب سريعا ودخلت لمدونتها الخاصة وجدت هنالك رسائل من معجبيها المميزين ، قرأت بعضها وانتبهت لاسم شخص ضمن تلك القائمة وكان يحمل لقب "أنيس الليل" ، قلبت الصفحات ولم تجد أي شخص قام بالرد عليها أكثر من عدة مرات سواه حتى أنه بعث لها أزيد من رسالة يبحث فيها عنها ويتفقد حروفها على حد قوله … وآخرها كانت(أين لاحت حروفكِ الراجية يا منارة سفني التائهة) امتعضت من رده الذي بدا وقحا قليلا وكتبت (سفنك التائهة ستبقى تائهة لأن المنارة تحت الصيانة) بعصبية أقفلت الصفحة وهي تلعن تسرعها لما ترد عليه ثم لو كان أحدا من معارفها ستكون مصيبة ، لكن آخر همها أن تفكر بأحد غير نفسها في الوقت الراااااهن …
بعد مدة
كانت تنام قبالتها وهي تلاعب قلادتها بحرف الجي وهي تنظر للفراغ ، بينما كانت ميرنا عيناها شاردة في البعيد أيضا وهي ممسكة بيد ميسون التي كانت بينهما غافية ، هكذا إلى أن نطقت وكسرت الصمت
جوزيت:- اشتقت إليه والنوم يجافيني
ميرنا(بأسف):- الحال عند الحال لا يسعني التخفيف عنكِ
جوزيت(برتابة):- وها قد استنجد غريق بغريق
ميرنا:- ماذا يفعلون الآن ؟
جوزيت:- ههه ميار أكيد الآن بغرفتنا يلامس أطلالي المتبقية هناك ويتحسر على فقداني ، وائلكِ نفس الشيء سيكون ممسكا بإحدى قمصانكِ وهو يتشرب منها عطركِ المتبقي له منكِ ، حكيم ربما يكون بالصالون وهو ممسك بأحد كتابات ابنته يتحسر عليكما معاااا ، كاظم لا تسألي أكيد هو يفرغ غضبه بالمطبخ ، نادر إن لم يكن على خصام مع العم نزار فستجدينه يدور دونما هوادة بحثا عن إجابة شافية تقيه بعد ريانا … هكذا يحدث ربما
ميرنا:- غالبا هو هكذاااا ، أكيد تلك البنات الآن بعهدة رجال ميار سيعيدونهم للوطن
جوزيت:- والله منه لهن تركت له كل شيء ليتصرف ، يلا أعطيته فرصة لتوديعهن وتوديعي معهن
ميرنا:- يا ستي يوم لهم ويوم عليهم
جوزيت(تثاءبت):- سأناااام الآن الحديث معكِ قد ساعد تصبحين على خير
ميرنا:- لو التقينا بظروف أخرى ربما كنا صديقتين مقربتين ألا تظنين ذلك يا ابنة عمي ؟
جوزيت(ارتفعت لتلتفت للجانب الآخر):- ربما .. لكن حاليا ذلك يستحيل وبيننا رجل واحد
ميرنا(حولت عينيها وهي تهز رأسها بدون فائدة):- وأنتِ من أهل الخير ..
قبَّلت وجنة ميسون واحتمت بها لتغفو بدورها في عالم آخر بعيدا عن تلك المواجع ، كذلك الحال مع لورينا وناريانا سرعان ما التفتت كل منهما لجانبها وغاصت وسط غيمتها الخاصة بعيدا عن كل الأفكار الجامحة التي سلطت عليهن في ذلك الليل …. من جهة مثلما تخيلت جوزيت بالضبط كان الشباب مثل المحكومين عليهم بالفراغ المؤبد ، شعروا بخواء كبير في خاطرهم ولم يجدوا حيلة للتخلص من ذلك الفشل ، فقد حاول ميار ورجاله العثور عليهن ووجدوا أن كل الطرق مغلقة بوجههم لذلك أجلوا البحث لصبيحة اليوم التالي بأمل جديد وبتفكير أجد … ميار كان متدثرا بغطائه وهو يتنشق عطرها فيه ، وائل غفا على سرير ميرنا وهو يعانق وسادتها ، حكيم كان بغرفته يناظر سريره بحرقة وبيده سترة ميسونته التي اشتاق لها بقدر ما اشتاق لعصفورته أيضا ، كاظم كان بغرفته ينظر للفراغ وبيده هاتفه وهو يتطلع لرقم تلك الغريبة عنه ، نادر كان أيضا هناك وهو شارد على أنغام العندليب التي وضعها على هاتفه … بينما كان شخص آخر غافيا مرتاح البال بعيدا عن النساء وعرق النساء والله وانتا اللي طلعت ليك الايام يا عم نزاااار هههه

في شقة فؤاد
تحركت بثقل وهي تناظر نفسها ببجامته التي بدت عليها مثل طاووس ينفث ريشة تبخترا وغرورا ، نظرت لنفسها بمرآة الرواق وتقدمت إلى المطبخ لتفاجئ به وهو يعد فنجان قهوة له
نور:- هل ستشرب قهوة الآن أكيد لن يزور النوم عيونك لو فعلت
فؤاد(ناظرها وشعر بالضحك):- يجافيني النوم أصلا لذلك أردت شرب فنجان ، هل تريدين ؟
نور:- لاء رغبت بأخذ قنينة ماء ، دينا غفت قبل لحظات وما تزال مرتعبة مما حصل لم تنطق بحرف عن الخاطفين حاولت معها بشتى الطرق لكنها أبت الإفصاح .. أتراهم آذوها بشيء ؟
فؤاد(صب القهوة بفنجانه):- غير ممكن نحن داهمناهم سريعا ولم نعطيهم فرصة للاستفراد بها
نور:- الحمدلله .. لكن علي أن أصارحك لقد كنت عظيما جدا اليوم شكرا لأنك أعدت لي طفلتي
فؤاد(تشنج من شكرها وهتف ساخرا):- نور الراجي حسب معرفتي لا تشكر أحدا ولا تعتذر من أحد فما الذي جد ؟
نور:- كأنه لا يليق معك اللطف ، عموما سآخذ القنينة وأعفيك من صوتي كله ..
فؤاد(وضع الفنجان على رخامة المطبخ وانتظرها حتى مرت بجانبه وقبل أن تمسك بالقنينة أمسكها هو محيطا يديه على حافتي الرخامة وهي بالوسط):- نور … أودكِ أن تعرفي بأمر مهم
نور(ابتلعت ريقها وهي تعود برأسها للخلف):- ألا يمكن لهذا الأمر أن يُحكى ولكن بعيدا عن متنفسي لقد خنقتني ؟
فؤاد(اقترب أكثر):- موضوعي حساس
نور(رفعت حاجبها وحضر العفريت يا عين عيني أنا):- أيوووووووة يعني فكرت أنني حين ألبس كيس بيجامتك هذه ستمتلكني أليس كذلك ، يعني ستعتبرها دَينا علي ما حزرت يا فؤاد رشوان الآن سأزيلها وأرتدي فستاني وأحمل ابنتي وأغادر بيتك وعالمك وك…
فؤاد(لامس خصلة شاردة ونفخ فيها بشفتيه):- اخرسي قليلا واسمعيني
نور(خرست نعم لكن ليس لتسمعه بل لتتأمله):- ماذا تريد ؟
فؤاد(بتردد):- موضوع أخفيته عنكِ منذ زمن وهو أمر….
دينا(صرخت بقوة):- ماااااااااااااااااااامي مااااااااااااااااااااما اهئ ماما أين أنتِ ؟؟؟؟؟؟
نور(دفعته لتهرع إليها بينما لحقها ركضا):- دينا دينا أنا هنا حبيبتي لا تخافي
دينا(كانت جالسة على السرير وهي تهتز ببكاء): - اهئ خفت حين لم أجدكِ ماما
نور(ضمتها بحنان لصدرها):- يا عمري أنا معكِ نحن بشقة عمك فؤاد هممم ؟
دينا(فتحت عينيها ومدت يدها له):- ابق معنا كي لا أخاف أرجوووك
نور:- بنتي عيب دعي عمكِ يرتاح بغرفته
دينا(استلقت):- أرجوك ابق
فؤاد(مط شفتيه وأمسكها في حضنه):- ستنامين على ذراعي الليلة أيرضيكِ ذلك ؟
دينا(ارتمت في حضنه وأخذت يد نور رهينة بحضنها وأجبرتها على الاستلقاء أيضا):- أحببت النوم معكما هكذا ليتنا نستطيع ذلك كل ليلة ..
نور(قبلت رأس دينا ونظرت إليه بحسرة):- نامي بيبي نحن معكِ …
فؤاد(أومأ برأسه لنور كي تهدأ):- متوقع حدوث ذلك أمر طبيعي لا تقلقي
نور:- أخشى أن يلازمها هذا الرعب وغدا حفلتها التي انتظرتها منذ زمن
فؤاد:- هيييه أخبرتكِ أنها ستتجاوزها بمجرد استيقاظها دعينا نوفر لها الأمان الذي تحتاجه وسترين النتيجة غدا
نور(ابتسمت وهي تلامس اهتمامه):- ما تفعله لأجلها لم يفعله أحد قبلك
فؤاد(رمقها بحدة):- ولن يفعله أحد بعدي
نور(لم تفهم نظرته):- فؤاد يجب أن تعرف بأنه..
فؤاد(انتبه لنوم دينا):- هشش أخفضي الضوء ودعينا نتحدث صباحا هيا نامي أنتِ كذلك متعبة
نور(رفعت حاجبها بتأفف):- عذرا لن أنام وهنالك جني يحرسني فوق رأسي
فؤاد(رمى خفيه واستلقى بأريحية):- عنك ما نمتِ سوف أغفو مع صغيرتي ويمكنكِ أخذ المناوبة الأولى في الحراسة ، ليلتكِ سعيدة
نور:- الله يلعنني أنا التي وافقت على الحضور لبيت هذا المغرور ، هئئئ والله ناااام وتركني أحادث جنبات الحيطاااااان اخخخخ يا ربي اخ ..
بعناد ظلت تكابر وتكابر وهي تبقي عينيها مفتوحتين على مضض ، أحيانا تهرب نظراتها لتأمله وتأمل سكينته المميزة وأحيانا تعاند يدها التي رغبت بأن تمتد لتلامس لحيته ، وأحيانا أخرى كانت تنفض عنها غبار هذا الهبل هكذاااا إلى أن نامت وهي تراقب .. وكانت أحلى نومة بالنسبة له فهو يحلم بها منذ أمد بعيد وقد تحققت صدفة …
في ذات الوقت
كانت هذه تخط أرضية غرفتها بعصبية بيدها صحن مليء بالبطيخ وباليد الأخرى كانت تلتهمه والحنق يملأ وجهها دونما قدرة على التحكم فيه ، كان هو جالسا على طرف السرير ببيجامته ينتظرها أن تهمد لكي يحتويها ويهدأ من روعها ولكن مع من …
ميرا:- أبفهم كيف تترك ابني هناك وتحضرني إلى هنا مبااااااااشرة ؟؟؟؟؟
شهاب:- رويت لكِ ما حدث يا ميرا ، دينا كانت مفقودة والحمدلله تم إعادتها على خير ما يرام الآن عمي فضل بقاء نور ودينا معه بشقته الليلة لكي يأتمن عليهما أكثر وهذا لم يكن سيحدث لو لم أتدخل وأعطيها حجة غياب ، ألا وهي بقاءها هنا معنا ….. عدا عن كل هذا طفلنا هناك يعني لو مررنا به سيسألون أين نور وتنكشف اللعبة كلها
ميرا(صغرت فيه عينيها):- لم ينم صغيري بعيدا عني ولا ليلة عدا عن السنة الأولى وندمت عليها أشد ندم تت ..
شهاب:-هففف ميرا يا حبيببتي لقد اتصلتِ وعرفتِ أن أمكِ تبقيه بقربها وسيغفو بحضنها يعني هو بمأمن فقط أنتِ التي تكبرين المسألة ، أو تراكِ حانقة لأن نور لم تشاهد حلقتكِ هممم ؟
ميرا(عقدت حاجبيها):- وعدتني أن تبقى معي ولكن … ظرف ابنتها أهم
شهاب(أشار للسرير)"- طيب تعالي هنا يا أيتها البطيخة التي تأكل البطيخ
ميرا(أشارت بيدها المبللة بماء الفاكهة):- ستتسخ ملاءة السرير دعني أنهي هذا وآتي
شهاب:- لن تنهي ذلك الصحن حتى الغد فتعالي لأني متعب وأرغب بتقبيلكِ قبل أن أغفووو
ميرا(جلست على منضدتها):- لست آلة قابلة للتقبيل حين أكون حانقة
شهاب(رفع الغطاء ودخل محله):- ولا أنا متفرغ سلامو
ميرا(وضعت الصحن بعصبية على الطاولة ونهضت للحمام):- أحمق
شهاب:- أنا أصغي هاااه …
ميرا(ابتسمت من جنونه وغسلت يديها وهنا شعرت بانقباض في بطنها):- ..ش ..شهااااااااااب
شهاب(انتفض بسرعة وهرع إليها):- ميراااااااا ميرااا ما بكِ ؟
ميرا(نظرت إليه بوجه شاحب):- فقط شعرت بمغص وخفت
شهاب(غسل وجهها بالماء ومسحه بالفوطة وهو يجففه بخوف):- تمام حبيبتي لو شئتِ استفرغي سأمسك بكِ لقد أكلتِ الكثير من البطيخ وهذا ما آلمكِ
ميرا:- إنه الفاكهة الموسمية وحين رأيته لم أستطع مقاومته هممم
شهاب(احتضنها بحنان ولامس بطنها وهو ينسحب بها للغرفة):- والآن لن تضيفي قطعة واحدة سأضعكِ بالفراش وأبعده عن هذا المكان ..
ميرا(ناظرته بامتنان وهو يغطيها بحنان):- أحب اهتمامك فيني
شهاب(التقط قبلة من شفتيها):- انتظريني عائد لكِ ..
ميرا(أخذت اللوح الإلكتروني خاصتها):- سأدخل للمواقع قليلا وأتصفح تعليقات حلقتي لا تتأخر كي نطالعها سوية ماشي
شهاب(أمسك الصحن ولوح لها وهو يغادر):- همم ماشي .. لما سنرمي كل هذا لآكل بعضه ..
أخذ يبتلع بعضا من قطعه وهو ينزل بخفة صوب المطبخ ووجد هناك هنادي وهي تشارك المشروب مع باتريك …
شهاب:- هوووه سهرانين ؟
هنادي(أشارت للهواتف):- نرى آراء العالم بعد حلقة الست ميرا كلها قنبلة صراحة والجمهور أعجب بها كثيرا أما نسبة المشاهدة لن تصدق لقد كانت مهولة … أكيد ستفرح ميرا سيدتي بهذا
شهاب:- امم خبر جيد سنزفه لها لا محالة
باتريك:- كله جميل عدا عن تعليق ساخر لم يرق لي
هنادي:- بيتر لا داعي لإزعاج السيد شهاب بهذااااا
شهاب(وضع الصحن جانبا ومسح يديه بالمنديل):- لا .. أخبراني ؟
هنادي:- شخص ما علق على فستانها وركز على بطنها وأشاع بأنها حامل رغم أن ذلك لم يكن واضحا ولكن التعليقات توالت ، عن زيادة وزنها منذ آخر لقاء لها وتعرف الشعب حين يلتقطون معلومة كهذه فإنهم يصنعون لها عالما من الإشاعات التي لا تنتهي
شهاب:- أين نشر هذا ؟
هنادي:- بكل محل
شهاب(رفع حاجبيه):- إذن هذا إعلان الطوارئ لأنني تركت ميرا تتصفح الأخبار ولو رأته ستتضايق ولن تنام هذه الليلة ، وعليه تصبحان على خير
باتريك:- ههه وأنت من أهله
هنادي:- ما الذي يضحكك يا أبله يا أبو لسان معقوووف
باتريك:- هبلة بل امرأة آلية أنتِ لا تملكين من المشاعر ذرة ، ألا ترين حب السيد شهاب لسيدتنا ميرا هذا يشعرني بالغبطة والسرور
هنادي:- أي والله الحب شيء جميل
باتريك:- وأنا أحبكِ
هنادي(ضربته بيدها وهي تغلق الحاسوب وتضع هاتفها فوقه):- أفضل أن يحبني أحمق على أن تحبني أنت
باتريك:- ههه هل صدقتِ نفسكِ أصلا من يحب معقدة مثلكِ ،،، يا لطيف
هنادي(أخرجت له لسانها بعصبية وغادرت):- بدون تصبح على خير أيها الأبله
باتريك(قلدها):- معتوووهة …
هنا تركهما شهاب ليصعد سريعا إلى أميرته التي لم تنتبه لمثل تلك التعليقات ، بل فرحت بإشادة بهجت محمود في صفحته الشخصية وقد وضع صورته معها وكتب تحتها أجمل حلقة مع شخصية مرحة شكرا ميرا على هذه المتعة ..
شهاب(دخل جوارها وخطف اللوح منها وقرأ):- كأنه يتغزل بزوجتي هنا ؟
ميرا:- يخرب جنونك يتغزل ماذا إنه أصغر مني ومن نور حتى لكنه شاب متميز يعجبني
شهاب(صغر عينيه وأطفأه):- وأنا تعجبني ميرا
ميرا(ابتسمت):- شيهووبي أود طرح سؤال عليك ؟
شهاب(رفع يده لترتمي بحضنه):- خذي موقعكِ أولا وتحدثي
ميرا(انغمست في حضنه وهي تتدفأ به):- فرضا يعني .. لو سافرنا لروما بعد الزفاف هل سنزور ميرنا ووائل و ابنة عمنا الأخرى جوزيت ؟
شهاب:- أتريدين ذلك ؟
ميرا(مطت شفتيها):- لا أدري لكن لا أمانع لو أردت رؤية ابن عمك
شهاب:- صراحة اشتقت لأخي كثيرا والله افتقدته وأرغب برؤيته اليوم قبل الغد، ألا يكفي أنه لن يحضر حفل زفافي ؟
ميرا:- امم بالنسبة لي ارتحت من شوفة ميرنا لا أريدها بزفافي
شهاب:- أما آن الأوان لنتخطى موضوع ميرنا يا ميراااااااا عيب ؟
ميرا(انتفضت مبتعدة عنه):- العيب هو أن تدافع عنها كل لحظة ، تصبح على خير
شهاب(تفاجئ بردة فعلها واستدار إليها وهو يلامس ذراعها):- لا تغضبي يا أم فلة
ميرا(ضحكت):- ههه أنت تغضبني يا أبو شادي
شهاب(لفها إليها وهو يعضعض شفتيه وقبّلها بنهم):-إذن تعالي إلى أبو شادي ليراضيكِ ههه
وعلى ذكر شادي الحلو كان بحضن عواطف غافيا في ملكوت الله ، لكن هي على العكس فقد كانت تفكر في العديد من الأشياء أهمها حالة وصال الشاردة ، فهي اقتنعت بإصابتها ورأتها بأم عينيها يعني لكن كان هنالك ما تخفيه عنها وهذا ما احتارت فيه ، حتى كوثر دخلت مباشرة بعد عودتها لغرفة ميرنا ولم تدقق مع عواطف كي لا تشك بالأمر … ولكن حدس الأم يبقى الأقوى …
كوثر(كانت تكلمه):- يعني أين بقي الآن ؟
زياد:- تركته بالمشفى مرغما لأنه أراد مني أن أرتاح أخبرته أن لا مشكلة لدي ولكنه أصر ، وطبعا خاله أيضا ذهب بعد أن طرده بالمعنى المجمل
كوثر:- ههه رامز يا سلام هذا يصلح فيه الطرد ليل نهار على كلماته الملعونة
زياد:- آه يا كوثرتي ليت كل مشاكلنا تنقضي ليت أيامنا تنتهي لكي يحين الوقت الذي أضمكِ فيه إلى أحضان قلبي
كوثر:- كأنك شاعري زيادة ع اللزوم هذه الليلة ، ولذلك حان وقت هروبي ههه تصبح على خير
زياد:- وأنتِ من أهله حبيبة قلبي أراكِ غدااااا
كوثر:- مواااح مواح
زياد:- ههه الرجال لا يقبِّلون هاتفيا سلالالالالام
كوثر:- سلام يا وحشي أنا
ابتسم كل منهما واضطجع في محله وهما ينسجان من الأحلام ما يليق بهما ، لكن هو كان متوجسا قليلا فقد قرر مفاتحة حياة بموضوع زواجه في اليوم التالي إن لاقت الظروف ، ومن جهة كان قلقا على جاسر الذي تركه يعربد في الممرات خشية إزعاجها …
الطبيب:- مريضاتك بخير كلهن قويات وتحملن عناء ذلك الحريق ، بالنسبة للجندية ريحانة فهي تحت العناية المركزة لتسرب الدخان إلى رئتيها وهذا ما سبب فقدانها للوعي لكنها ما تزال تحت السيطرة غدا إن شاء الله تستيقظ ..
جاسر:- أهاه مشكور يا دكتور لكن ماذا بخصوص النقيب وصال ؟
الطبيب:- تجاوزتها أيضا وهي بصحة وعافية عدا عن إصابة قدمها مع راحة عدة أيام ستصبح أفضل
جاسر:- تمام شكرا لحسن رعايتك
الطبيب:- هذا واجبنا ..
مسح على ذقنه وهو يتأمل الطبيب الذي تبخر في الممر وناظر باب الغرفة بحسرة وتردد ، ما بين دخوله وعدم ذلك ، وجد نفسه يفتح قبضة الباب ليلج الغرفة بهدوء تام كي لا يزعجها ، كانت نائمة في سكينة هالته للاقتراب ، أغلق الباب خلفه ببطء وتقدم إليها وهو يناظرها بحنان وجذب الكرسي ليجلس جوارها …. رمق يدها المضمدة بملصق طبي تخفي الحرق الطفيف من عليها وشرد فيه
جاسر(رفعها لفمه وقبلها بانتشاء):- وصااااالي … أتسمعينني لو كنتِ كذلك أخبريني كيف السبيل إلى وصالكِ فقد اعتدت على مناظرة بسمتكِ وكأنها شمس تشرق على ظلمتي ، لكنني بسبب نذالتي وخوفي من فقدانكِ حاولت إقحامكِ في آفة لا يسعكِ تحملها حبيبتي ، ولا أظنكِ ستغفرينها لي ولكن صدقيني يا وصال أنا أعشقكِ حد الجنوون وهذا هو عقلي لم أفكر لم أعطي لنفسي مساحة لكي أتيقن من أنكِ لن تكوني لرجل غيري ، كان يكفي أن أثق بكِ بدلا من التشكيك بمشاعركِ والطعن في شرفكِ الذي لطخته بسوء أفعالي … يجب عليكِ أن تغفري لي زلتي لأنني أريدكِ لي لقد تخطيت بسببكِ رهبتي ضد النساء فبعد انتحار أمي التي اعتقدت بأنها تخلت عني في صباي ، فقدت ثقتي بكل امرأة أصادفها في حياتي لكن أنتِ غيرتِ كل مفاهيمي وجعلتني أوقن أنني تسرعت في حكمي عليكِ من البداية .. عذبتكِ وعاقبتكِ وضغطت عليكِ ومع ذلك أثبتِ لي في كل مرة أنكِ ند قوي لي ونزعتِ عني تلك الأفكار وأسرتني في نبض هواكِ وصرت إليكِ عاشقا مجنونااااا .. لذلك افهميني يا وصالي افهمي أنكِ مني وإلي تنتمي لا أيمن ولا أي رجل آخر سيسلبكِ مني وإلا صرت مجرما بسببك
وصال(تنفست عميقا وتحركت عاقدة حاجبيها وكأنها في حلم سيء):- أمي … أمي لا تفعلي لا تتركي يدي أمي … بابا لما لا تجيب …أمي هه عمو بشيرر أين ذهبت أمي … جاسر جاسر لا تفعل جاااااسر لا أمي ابتعدي عن النيران ستحترقين مااماااا سينقذكِ جاسر ممم ..
جاسر(كان يحاول إيقاظها وهو يهزها لكنها أبت الاستيقاظ):- وصاااال وصااااااال اسمعيني وصال أنتِ تحلمين فحسب وصااااااااااال استيقظي …
وصال(انتفضت بصرخة وارتفعت جالسة):- أمي ..اهئ أمي …
جاسر(جلس جوارها على السرير ليسمح عنها العرق):- اهدئي كان حلما سيئا فحسب
وصال(ارتجت بعدم تركيز وكانت تنظر بتشتت):- لما لم تنقذ أمي ؟؟؟
جاسر(مسح على جبينها واستغرب حالتها):- وصاااال ركزي معي كنتِ تحلمين
وصال(رمشت وهي تنظر إليه ببلاهة قبل أن ترفع يدها لجبينها بتعب):- ولكن ..
جاسر(ربت على رأسها وهو يناظرها بحنان):- مجرد حلم ..
وصال:- أمي .. اهئ لقد رأيتها في الحلم وكانت النيران تحاول المساس بها حتى أنني ما عدت أرى شيئا كان بابا وعمو بشير يجذبانني للخارج بينما كنت أصرخ فيك أن تنقذها ولكنك لم تسمعني ..
جاسر(لاحظ تأثرها وبكائها الأليم من بين شهقاتها وارتجافها):- لا تجعليني أطلب الطبيب فحالتكِ لا تسر ، وصااااال
وصال(أمسكت يده وجذبته لحضنها بدون تفكير):- كانت ستحترق
جاسر(صدم بفعلها):- و.. وصاااال
وصال(تشبثت به وهي تنظر للفراغ بعيون جاحظة وكأنها تهذي في عالم آخر):- إياك وأن تفلتني أنا خااااائفة دعك معي هااااه ، لا تذهب لا تتركني لا تبتعد عني لالالالا هم هم رجوتهم ألا يبتعدوا ولكن ماما ذهبت قبل أن تشبع عينها بنظري ، تركتني وحدي بدون أم وبابا حين وعدني بأنه لن يترك يدي طوال حياته فقدته دون أن أعي حتى كيف ذهب دون أن يودعني أو يوصيني بما يوصي به الآباء أولادهم ،،، كلهم كلهم يذهبون ويتركونني فهل ستفعل أنت أيضا ؟
جاسر(رفع رأسها من كتفه وأمسك وجهها بين يديه):- وصااااال أنا لن أفرط فيكِ مطلقا
وصال(بعيون تائهة):- توعدني ؟
جاسر(عرف أنها ليست بوعيها وإلا لكانت صفعته ولم تقربه لتلك الدرجة):- أعدكِ لكن نامي الآن حبيبتي همم أنا سأبقى بجوارك
وصال(ارتجفت ببرودة):- أشعر بالبرد
جاسر(أحضر سترته سريعا وأضافها على غطائها وجلس بمحاذاتها):- هكذا ستشعرين بالدفء
وصال(رفعت ذقنها وناظرته باحتياج):- أينفع لو تغمرني مثلما كان يفعل بابا ؟
جاسر(شعر بطعنة عميقة عليها وفتح ذراعه):- أصلا هذا مستقركِ ..
وصال(تشبثت بقميصه ووضعت رأسها على مضخة صدره متمسكة به بينما يداه تحيطها باحتياج):- أريد أن أنعس ولكن … خفت لو أرى أمي مرة أخرى كلما رأيتها أمرض
جاسر(مط شفتيه وهو مغمض العينين يستنشق عطر شعرها):- لن تمرضي لأن بطلكِ هنا وسيزيح عنكِ كل أذى ، جاسر معكِ يا وصالي هممم نامي بحضني فلن يمسكِ سوء ها هنا ، سأحميكِ من كل شر فقط أغمضي عينيكِ وتخيلي أنكِ في مكان بعيد لا يعرفكِ فيه أحد ، تدورين وسط المروج الخضراء وتتنشقين عطر الهواء العليل ، تلامسين بيدكِ سنابل القمح وتارة تلاعبين الفراشات وأنتِ تتغنين بصوت العصافير لكن لن تعصف بكِ أي غيمة ولا تتوقعي أن يكسر فرحتكِ هجوم مسلح أو اقتحام دبابة سوف تفتك بذلك الحقل المنعش ، سأحرص على أن أحرسكِ …
وصال:- ههه كنت جيدا في مسألة المرج كيف وصلت للرصاص والقتل هاااه ؟
جاسر:- ههه بعض من هوسنا بالمهنة
وصال(رمشت بعيونها وانتفضت من حضنه):- ما الذي تفعله هناااااااا ؟؟
جاسر(نهض بدون استغراب):- ها قد عدتِ لطبيعتكِ اطمأننت عليكِ ..
وصال(مسحت على شعرها ورمت سترته على الأرض وهي تتدثر بالغطاء):- مستغل الفرص همم
جاسر:- لا حول الله يا ربي لا حول الله …
رمقته وهو يلتقط السترة وأغمضت عينيها كي لا تراه وناظرها بهزل هنا حين ارتمى ليجلس على الكرسي قبالتها ، وضع السترة واتكأ عليها ووضع رجلا على رجل وأخذ يتأملها في حين هي استدارت للجانب الآخر بعنف حتى آلمت رجلها ولكنها لم تبين له بل ظلت مستديرة بحنق منه ومن استغلاله للفرص ، لعنت حنانها وحالتها التي تصيبها كلما حلمت بوالديها هكذا إلى أن غفت مرتاحة فهي تعلم أنه موجود هنالك ليحرسها ، العجيب أنها لم تطرده ولم تبدي أية ردة فعل بعد أن وعت لتصرفاتها وذلك راجع لدعمه لها في أمس أوقاتها حاجة … ولكن رغم ذلك يبقى الوضع كما هو عليه فلا هي ستغفر ولا هو سيتمكن من استخلاص ذلك الغفران منها خصوصا طالما ما يزال جرحها طرياااا….

في صباح اليوم التالي
صباح جديد يعني يوم جديد وأحداث جديدة أيضا ، لكن على هؤلاء لست أجزم
اجتمع الشباب في طاولة الصالون لأجل الفطور وأي فطور هذا الذي سينزل لبطونهم وقلوبهم وجلة على ريحانات أفئدتهم والهاربات من قبضتهن بطريقة لم يتوقعوها قط … لا أحد فيهم نام ساعة على بعضهما فكل واحد منهم كانت ليلته متكسرة ما بين تفكير على خوف على قلق على اشتياااااق حارق ، ولهذا كان الصمت شريك صباحهم
نزار(صب لهم القهوة وهو يناظر وجوههم المتجهمة):- الناس تقول صباح الخير وتفتح نفسها للحياة كل يوم ببركته ، وأنا أكيد أنكم ستعيدونهن لبيتهن الليلة
وائل(بحشرجة أليمة):- أفطر معنا
نزار:- سبقتكم .. لكن سأجلس معكم لأنني فكرت مليا وطرأت ببالي عدة أشياء ..
ميار(بلهفة رفع عينه المتعبة):- تكلم مثل ماذا ، هل أخبرنك عن وجهتهن وتتكتم على ذلك لتشاركهن في تعذيبنا ؟
نزار:- لا حول الله ما هذا التظلم ؟
ميار(بنرفزة نافذة):- إذن انطق ولا تجعلنا نفقد أعصابنا هكذاااا
حكيم(زفر عميقا):- ميار اهدأ … هكذا لا تحل الأمور تفضل يا عم نزار واشرح لنا
نزار:- بما أنهن لم يخططن للذهاب إلا خلال البارحة فأظن أنهن لجأن لمكان غير مخطط له .. ولكن في آن الوقت آمن وموثوق ولذلك لو حسرنا التفكير في هذا المكان ربما نجد حلا
كاظم:- لورينا … لورينا ابنة روما ألا تفكرون معي بأنها ربما أخذتهم لمكان تعرفه سابقا ؟
حكيم:- فكرت في هذا لكن لورينا لا تغامر هكذا مغامرة خصوصا وأن مقاليد روما كلها في جعبة ليندا ، يعني سيعثرون عليها في غضون وقت وجيز ولو اختبأت في جحر فأر ..
نادر:- رائع ها قد ضيقت علينا التفكير من أول وجديد
ميار:- جوزيت ليست ضليعة بأماكن روما يعني أن الأمل منها مفقود
حكيم:- ميرنا كذلك ..أو ماذا تظن يا وائل ؟
وائل:- حين قدمنا المرة الماضية يعني عرفنا بضع أماكن ، اممم ولكن لم نستقر سوى بذلك الفندق وخاصتنا لسن غبيات حتى يعدن إلى ذلك المكان أليس كذلك ؟
كاظم:- كذلك … لكن أين يمكن أن يلجأن في هكذا ظروف ؟
ميار(انتفض من محله حين استذكر فيكو وخرج هادرا في رجاله):- أحضروا لي فيكو من تحت الأرض هياااااااااااا …
أحد رجاله:- حالا سيدي …
حكيم(لحقه للخارج):- هدأ من روعك لأنك لو فقدت أعصابك سنجد أنفسنا في ذات البقعة نلف وندور ، الوضع الآن متأزم ولكي نجدهن سنفكر على مهلنا
ميار:- لقد فوت لها ما فعلته البارحة فقط لأنني أعطيتها بعض الحق ، أما طز فيها وفي كل الناس لا أحد يتدخل فيني وفي تصرفاتي لو أردت النساء بفرقعة إصبعي أحضر مئة …
حكيم:- أنت عصبي جدااااا وهذا غير جيد
ميار(ضرب حجرة برجله ومسح على فكه):- تخيل معي لو مرضت ولم تشرب دواءها تخيل معي لو ضاقت أنفاس ميرنا أو أصيبت بنوبة ذعر ، تخيل لو انتكس قلب جوزيت هممم ؟؟؟ .. تخيل لو أصيبت الصغيرة بحمى أو جن جنون لورينا أو أغمي على ناريانا كيف سيتصرفوووون ؟
حكيم:- ههه صدقا سؤالك أضحكني ، حبُّوب يؤسفني أن أخبرك أن جوزيت وناريانا تعيشان منذ أمد لوحدهما بعيدا عنك وأكيد هما قادرتان على تدبر أمورهما ناهيك عن كونهما رئيسة عصابة ونائبتها هذا لن نحتسبه تحسبا لمشاعرك المتناقضة الآن ،،،. أما ميرنا فهي قادرة على الاهتمام بشؤونها لا أنا ولا أنت ولا حتى وائل كنا بحياتها سابقا كي نشعر بالجزع عليها ، ومثلما أنا متأكد من كلهم لست واثقا من لورين فطبعها قد اختلف كثيرا عما عهدتها عليه ، وصغيرتي معهاااا قربها يعني ؟؟؟
ميار:- يعني أنه علينا العثور عليهن في أقرب وقت ، أنا لن أستطيع العيش هكذاااا لقد ألغيت كل حياتي كفهد بري لأجلهن فليس الآن ليس الآن وقت فقدانهن هااااا ، فهمتني حكيم ؟
حكيم(تفهم نظرات غبنه وهو متفاجئ منه بشدة):- ميااااار
ميار(بغصة أليمة):- أنا لن أسكت هذه المرة ، التحقيق خاصتنا وقد انتهى ما يعني أنه صار وجوبا علينا العودة لأرض الوطن ولكن لن نعود قبلما أضع النقاط على الحروف وأخيِّر الجماعة بما سيقلب الكفة رأسا على عقب وأنت لن تكون معي ….
حكيم(عقد حاجبيه):- مش فاهم ماذا تهذي هنا ؟؟
ميار:- ليس مهما أن تفهم الآن فالأهم أن تجد ابنتك وتبعدها عن هذه الدوامة ، قررت أن أقصيك حكيم مثلما أقحمتك في هذا الخضم منذ سنوات حان وقت خروجك
حكيم:- ماذااااا تقصد .. ههه ميار هل أنت بخير لست أنت أبدا من ضغط علي لأكون رفقتكم إنه الكلب غضنفر هو الذي قام بكل ذلك التهديد وجعل من سمر سلاحا يقايضني به وحين فرغ منه ، انتقل لميرناااااا وهنا جعلني أخضع طواعية وأنت تعرف ما مدى معاناتي بسبب ذلك تلك الفترة
ميار:- وعليه حان وقت تحررك ، ابنتك بحاجتك الآن وفكرة شركتكم ستكون بمثابة طوق نجاة عليك التمسك به لتخرج من هذا المستنقع
حكيم(ربت على كتفه):- ميااااار أنا وأنت بهذا الطريق ، إن لم نخرج كلانا ومعنا جوزيت وحمينا الآخرين فما جدوى صحبتنا ؟
ميار(ضحك بوجع):- متى صرنا أصدقاء لهذه الدرجة ؟
حكيم:- هذا هو حال الدنيا يا ابن عمتي
ميار(رمش بعيونه بامتنان):- لكنني سأخرجكم من هذا الجحيم قررت ذلك ، أنت وجوزيت ستكونان خارج اللعبة ميرنا لن تصبح عرضة للخطر سوف أحررها بدورها وأضمن ذلك بروحي لأنني تعبت يا حكيم ، تعبت من هذه الدوامة سنوات وسنوات وأنا في ذات الحلقة أدور تحت أوامر ذلك الضفدع السمين كم أكرهه وأود لو أمزقه وأعطيه لأسودي كي لا يتركوا فيه عظمة هذا فقط ما سيعزيني ويجعلني أوقن أنه حقا قد فارق الحياة
حكيم:- لنتخلص من مشكلتنا الحالية وبعدها نتحدث سوية في هذه القرارات المصيرية ..
ميار(مسح على وجهه بتعب):- أين ذهبن ، أجبني فقط أيييييييييين ذهبن ؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا لن تجد الجواب عند حكيم لأنه بدوره حائر على صغيرته وعلى عصفورته وعلى ابنة عمه وعلى أس مشاكله وعلى صديقته أيضا ، ولذلك التفكير على مهل قد يجدي بنتيجة .. ظلا يفكران في محلهما إلى أن خرج وائل مرتديا سترته وعلى وجهه ملامح غير مفسرة ..
ميار:- خير ؟؟؟
حكيم:- إلى أين يا وائل ؟
وائل:- أكيد لا تريدان مني أن أبقى أنتظر معكما لحين يحدث مكروه لهن ، هنالك أعداء يتربصون بنا فما بالك بافتراقنا الآن أكيد فرصة النصر قد تضاعفت لديهم ولذلك كل ثانية تمر وهن بعيدات تعني أن الخطر محيط بهن بشكل مهول ….
ميار:- بغض النظر عن هذه المقدمة إلى أين أنت ذاهب ؟ حدد لي ؟؟؟
وائل:- لست أدري … لكنني سأجوب كل مكان زرناه سابقا ما ربما وجدتهن
حكيم(حرك فكه):- إذا سآتي معك
ميارعض شفتيه):- اذهبا أنا سأنتظر قدوم فيكو سأعلقه اليوم ما لم ينطق بمكانهن …
حكيم:- هيا وائل ، أخبرنا لو جد جديد
ميار:- أنتم أيضا … ..
انطلق حكيم رفقة وائل ليبحثوا عنهن في الفندق السابق ما ربما كن هناك ، هذا ما فكروا به ولذلك قرروا درس كل الاحتمالات ، هنا بقي ميار ينظر لساعته وينتظر رجاله وهم مقدمون عليه بفيكو الذي سيمزقه بأسنانه إن لم ينطق أين هن ، كيف به أن يعرف لو كانت جوزيت أصلا لم تطلعه على المكاااااان …. هنا خرج كاظم بدوره وهو يرتدي سترته وناظره ميار من تحت لفوق
ميار:- وأنت إلى أين يا أفندي ؟
كاظم:- سأذهب لمقري وأحاول ملاحقة خطوط هواتفهن أكيد سنجد دليلا حتى لو كانت مغلقة سنتبين آخر منطقة التقطت فيها إشارتهم ، يعني سيكون خيطا ضئيلا يساعدنا في البحث عنهن
ميار(لمعت بباله الفكرة):- إذا ماذا تنتظر انطلق فورا
كاظم(نفض سترته):- أستغفر الله أساسا كنت منطلقا أنت من استوقفني ..
ميار:- طيب طيب فهمنا ولا تنس أن تعطيني خبرا عن أي جديد ؟
كاظم(مط شفتيه وهو يتوجه لسيارته):- معلوم معلوم فأنت السيد … خخخ
ميار:- ينعن شكلك يا جدار تبا لك … تتت هفف
زفر عميقا ودلف للداخل قصد الولوج لمكتبه قليلا ، وجد نادر يساعد لأول مرة في نقل الأطباق مع العم نزار لم يوليهما اهتماما بل توجه لمكتبه أغلق الباب خلفه ووقف عند النافذة وهو يضع يديه بجيوبه مغمضا عينيه ومقطبا حاجبيه وعقله شارد في البعيد .. لحظة لحظتين وفتحهما بتفكُّر خرج كالنار من مكتبه وصعد لفوق كل درجة بدرجتين إلى أن وصل لغرفته فتح بالأدراج كلها ولم يعثر عن غايته ، بحث في حقائبها في خزانتها لا شيء يذكر انتبه أنه وضع كل جوازات السفر بخزنته في التي في المكتب ولذلك نزل مجددا ليفتح الخزنة ويجد كل كل الجوازات موجودة هناك ، أخرجها جميعا وأخذ يبحث وسطها وهو يبتسم وجد خاصة ناريانا خاصة جوزيت خاصة ميرنا وخاصة لورينا أيضا حتى خاصة ميسون ، وهذا ما جعله يطمئن بأنهن في روما ولن تبرحنها إذا حتى لو استدعى الأمر سوف يفتشها شبرا شبرا عليهن ويجدهن لا محالة …..
هنا كن قد استيقظن قبل برهة ، جهزت ناريانا ولورينا الفطور سوية بينما اهتمت جوزيت بإشعال الحطب في حين كانت ميرنا تلبس ميسون ما يناسب الجو هناك رغم دفء الجو لكنه متقلب .. وضعت البنات الفطور على الطاولة ورفعت بعدها ناريانا الستائر ليدخل ضوء النهار المشرق عليهن ..
جوزيت:- قلبي منقبض منذ أن استيقظت ومعدتي متعكرة ربما عدم تناولي لشيء ضايقني
ناريانا:- طيب روحي اجلسي وتناوليه لقد جهزت لكِ البيض كما تحبينه غير طازج كليا
جوزيت(بابتسامة):- تسلمي ريانتي ع التعب ..
لورينا(قدمت لميسون حبوب الشوكولا والحليب):- وهذا لكِ
ميسون:- شكرا لورينا لكن هل سيأتي بابا بعد قليل اشتقت له أنا ؟
ميرنا(بحدة):- بابا مشغول تناولي فطوركِ ..
لورينا(جلست وغمزت لناريانا):- ما بها ؟
ناريانا(هزت كتفها):- لا أدري ..
جوزيت(نظرت لميرنا التي بدت عصبية وتتصرف بغرابة):- ميرنا
ميرنا(أمسكت فنجان قهوتها وارتج بيدها):- نعم ؟
جوزيت:- أنتِ ترتجفين ..
ميرنا(قرَّبت الفنجان من شفتها ولما لا ينسكب عليها):- يااااا الله .. هذا ما توقعته هذا ما توقعت اهئ كله يلي بعضه في الإخفقاااااااات كل شيء مريييييع في هذه الحياة ، حتى الأشياء الجميلة التي ظننا بأنها ملائكية اتضحت قذارتها هفففف …
جوزيت(انحنت أرضا وهي تمسح بالمنديل على فستان ميرنا):- هششش انظري إلي لن تنهاري من أولهااااااا .. ستستعدين رشدكِ وإلا صفعتك
ناريانا(أشارت للورين كي تأخذ البنت ولكنها لم تحرك ساكنا لذلك نهضت هي):- ميسونتي تعالي معي قليلا لنجهز فنجان قهوة آخر لميرنا
ميسون(نظرت إليها بقلق وهي مسحوبة مع ناريانا):- لما تبكي ميرنا ؟
ناريانا:- لأن …أ.. لأنني لم أحضر لها قهوة جيدة وهذا ما أزعجها
ميسون(عقدت حاجبيها بتذمر وابتعدت مع ناريانا):- سنحضر واحدا جديدا وستفرح به ..
ناريانا:- آه يا صغيرتي هذا ما سنفعله
لورينا(تابعت فطورها ببرودة وكأن شيئا لا يحدث):- هممم ..
جوزيت(ناظرتها باستغراب):- وأنتِ ألن تحضري شيئا نجفف به هذه الأرضية ؟؟
لورينا(رمت البسكويت ونهضت وهي تتمايل):- أوكي …
جوزيت(أمسكت يد ميرنا ونظرت للبعيد):- أفهم شعوركِ الآن .. أنتِ تشتاقين لهم وتفتقدينهم وهذا البعد يخنقكِ ، ولا أستبعد أن تكوني قد تعبتِ مما حصل ليلة أمس واسترجعت كل ذلك العنف ، هل ندمتِ ميرنا ؟
ميرنا(هزت رأسها بفشل):-أ .. أهاه طريق الإجرام ليست طريقي لطالما كافحت ضد الظلم لآتي الآن وأرفع سوط الجور بوجه فتيات ذنبهن الوحيد أنهن أداة قمعية للوصول إلى غايات سيئة ،، كل هذا آلمني في الصميم وتمنيت لو أنهم لم يقحمونا في كل هذا تمنيت لو بقوا في القصر ليلتها لما حصل ما حصل ولما شعرت بتأنيب الضمير .. الغريب أنني أفتقدهم مثلما قلتِ فهل أنا مجنونة ؟
جوزيت(زمت شفتيها وهي تتنهد بعمق):- لا .. أنتِ تملكين قلبا طيبا والطيبون هذا ما يحدث لهم
ميرنا:- هل حدث لكِ مثلي ذات يوم ؟
جوزيت:- كثيرا خصوصا في بداية عملي لم أكن من هواة الدم والانتقام وفرض السلطة ، ولكنني تأقلمت مع ذلك لأنني وضعت هدفا في حياتي أنني سأنفض عني ذلك الذل يوما ما لأصل إلى حبيبي الذي سينقذني من تلك البراثن ونعيش سوية في هناء .. وحده ميار كان بوصلة أماني في خضم التعب
ميرنا:- وما ستكون بوصلتي أنا إن كنت أصلا لا أعرف أين أقف ؟
جوزيت:- من الغريب أن أدعمكِ لكن .. نحن معا في هذا ولذلك سأطلب منكِ إعطاء نفسكِ فرصة لتتأقلم مع هذا الألم فهو لن يمَّحي بسهولة
لورينا(أحضرت المكنسة وآلة الشطف):- حبذا لو تبتعدا قليلا وتكملا محاضرتكما في مكان آخر ..
ميرنا(نهضت):- سأغير ثيابي وأعود
جوزيت(نهضت بدورها):- أسرعي نود التحدث بشأن ما جميعا …
ميرنا(هزت رأسها وابتسمت لدعمها):- ميسونتي أنا قادمة
ميسون(ببهجة):- نحن نحضر لكِ قهوة جديدة
ميرنا:- متشوقة لشربهاااا ..
أكملت صعود الدرج وابتسامتها تلك تختفي شيئا فشيئا إلى أن تحولت لسم ينخر في ذاتها ويجعل الوهن يتآكل في داخلها ، كل شيء تراكم عليها وصار لزاما أن تخرس ذلك الصخب بأي شكل كان.. سرعان ما نزعت الفستان بالممر ولجت الغرفة ورمته جانبا لتلتقط بشكل عشوائي بنطلونا وقميصا آخر ارتدتهما على عجالة ولفت انتباهها الحاسوب … زفرت عميقا وفتحته مجددا على المدونة لتجد رسالة من "أنيس الليل" ذاك مكتوب فيها (أنا بارع في صيانة المنارات التي تعني لي الكثير مثلكِ ميرناااا ، كوني بخير يا مدللة) …..بحنق أغلقت الحاسوب وهي تصغر عينيها
ميرنا:- بأي حق يناديني مدللة أصلا من يكون حتى يخاطبني بدون رسميات ، أكيد هو متابع مخبول الله لا يوفقه أحرق أعصابي أكثر مما هي محترقة هذا الصباح
كفكفت حنقها ذاك وعادت إليهن بأمل ضئيل يقيها من الانهيار المرتقب، فقد فلحت جوزيت في تبديد هالة العصبية التي كانت عليها مذ أن فتحت عينيها وانتبهت أنها في سرير آخر وحيدة تناظر جنبات الغرفة بروح مسحوبة .. ميسون كانت قد نزلت مع جوزيت التي استيقظت بدورها باكرا للتأمل في الطبيعة من حولها لتبكي على راحتها عن أشواقها له رغم غضبها عليه ، فهي ودت لو تلمحه قبالتها لتعانقه الآن وتسامحه عن كل ما حصل ليبدؤوا صفحة جديدة كلها راحة وسلم .. لكن هيهات أن يحصل ذلك والألم كالغصة ملتصق بالحنجرة …
انضمت إليهم مرة ثانية وتناولن فطورهن بصمت مطبق كسرته جوزيت حين نطقت بما يلزم ..
جوزيت:- فكرت مليا ووجدت بأننا كنا قساة جدا على أنفسنا ، ما حصل معهم كان مدبرا من عدونا المشترك ، وضعتُ كل واحدة فينا بذات الموقف وتخيلت ما الذي كان سيحصل ، أكيد رجالنا كانوا سيصيرون مجرمين يعني لن ينتظروا مثلنا ويعذبوهم على مهل ، رصاصة في رأس أي رجل يفكر بلمسنا غيرهم وبهذا هم على حق … لكن نحن كنساء تعاطفنا قليلا معهن كونهن مجرد خادمات للمهمة وهذا ما جعلني أفكر بتفكير ملي وهو مقايضة مديرتهن سكر عليهن
ميرنا:- تقايضينها كيف يعني ؟
جوزيت:- سأحررهن من عبوديتها ومن ذلك العالم ، سأدفع ثمنا لقاء كل بنت منهم أو سأفرض سلطتي بالتهديد وهذا الحل الثانوي إن لم توافقني سكر
ناريانا:- جوزيت أنتِ هكذا ستفتحين أبوابا أخرى علينا ، أفكر لو ندع هذا الموضوع كي يمضي لحال سبيله فنحن لسنا ملزمين بهن
جوزيت:- أنتِ تعرفين أن هذا ليس عدلا ، أعرف أن تعاطفي هذا غريب ومريب ولكنني أشفقت عليهن ووضعت نفسي محلهن هن يستحققن فرصة النجاة
ميرنا:- لست متحمسة بشأن الفكرة ، ثم ميار لن يرضى بهذا الفعل جوزيت
جوزيت:- أنا لن أستشيره من أصله إنني ثعلبة القطب ما زالت قوتي شامخة ، ولن أسمح له بأن يثبط رغبتي أي نعم ولا واحدة فيهن قصرت مع رجالنا ولكن تبقى خطة دنيئة يجب أن نقلبها لصالحنا
ميرنا(زمت شفتيها):- يجب أن تكلمي ميار بهذا الخصوص ، ويا ستي إن لم يكن ميار على الأقل حكيم يعرف
جوزيت:- أنا أردت محادثتكم بهذا الخصوص ميرنا وليس مناقشتكم ، ما فعلناه كان مبالغا فيه كما ذكرت ولذلك سأستغل نفوذي وأخلصهن من تلك الطريق سأحرص على إعطائهن حياة جديدة تنسيهم وبال ذلك المستنقع
لورينا:- طيب أنتِ خططتِ وقررتِ ونحن ما دورنا ؟
جوزيت(ناظرتها باشمئزاز):- أصلا أنتِ ما هو دوركِ في هذه الحياة ، بنتكِ وليست بنتكِ حتى كلمة طيبة لا تسمعينها إياها فقط تفتعلين اهتماما عشوائيا بها فور انتهاء مدته تختفين … ما الذي أراه هنا هل هي ابنة شوارع حتى تعامليها بهذه الطريقة ؟
لورينا(انتفضت بعصبية):- لا يمكنكِ التحدث أو التدخل في علاقتي بها أفهمتِ ، ليس من حقكِ حتى وحده حكيم من يتدخل فيني ولا شأن لغيره بي … الله الله هذا ما ينقص أن تحاسبيني
جوزيت(فتحت عينيها على وسعهما):- والله إن الحديث معكِ خسارة
ناريانا(نهضت):- إلى أين تذهبين يا مجنونة لا يمكنكِ الخروج
لورينا(التقطت سترة وفتحت الباب):- سأشم بعض الهواء لا تقلقي أنا لست مجنونة كفاية حتى أتصرف بخبل .. لكن تذكري يا جوزيت هذا الكلام واعلمي أنني لست من أقصى دوري كأم بل ابنة عمكِ الجالسة جواركِ والتي لم تتوانى لحظة في سلبها مني والدليل أظنه واضحا أمامكم
ميرنا:- أصلا لو كنتِ بحياتها كما يجب لما تخلت عنكِ ولجأت إلي ، وهذا راجع لدوركِ الناقص معها
لورينا(زمت شفتيها بلؤم):- لن أرد عليكِ …هممم
جوزيت(ارتجت من صفقها للباب):- شوفي ابنة الهم الله لا يوفقك كم أمقتكِ حقيرة سافلة .. ففف
ناريانا:- جوزي لا تبدئي في النميمة هي لم تفعل لنا شيئا
جوزيت:- بلى بلى فعلت أخفت عنا ابنتنا وكسرت قلب حكيم ابن عمي وهذا ما لا أرضاه ، ما يؤلمه يؤلمني أنا أيضا وابنته التي صعدت فوق لتشاهد مسلسلاتها المفضلة أكيد لو سمعت خصامنا هذا لبكت فهي تعرف قذارة أمها حتى لو كانت صغيرة السن
ميرنا(مسحت على وجهها):- ليس جيدا أن نفتح فوهة الغضب من جبهتها يا جوزيت ، ناريانا حبذا لو تلحقي بها سيكون مناسبا لأننا لن نضمن ما قد تفعله حكيم دوما يحتاط منها ..
جوزيت(زمت شفتيها وهي تكتف يديها):- ضاق صدري بسببها إلهي تسقط بحفرة ونرتاح منها
ناريانا(التقطت سترة بدورها):- والله أنتِ خربي الدنيا وناريانا تصلحها ، تمام سألحق بها لنرى
جوزيت:- مسدسكِ معكِ ؟
ناريانا(فتحت درج المطبخ ووضعته بخصرها):- تم اللازم
جوزيت(مسحت على رأسها بعد مغادرة ناريانا):- هل بالغت ؟
ميرنا(رفعت شفتها بتفكر):- لاء .. تستحق كل حرف قلته
جوزيت:- ههه جيد أن تدعمينني ، لكن … أود أن أسألكِ سؤالا محددا وأرغب بمعرفة جوابه منكِ
ميرنا(توترت وهي تنهض لتجمع الأطباق):- لما أشعر وكأن السؤال خاص به ؟
جوزيت(نهضت لتساعد أيضا):- أكيد عنه …
ميرنا(تهربت للمطبخ أمامها ووضعت الأطباق):- أهاه تفضلي ..
جوزيت(لحقتها ووضعت الأغراض بالثلاجة):- يوم المعلم الأثري
ميرنا(انزلق منها الطبق والتقطته سريعا قبل أن ينكسر):- طوينا ذلك اليوم حسبما أعتقد
جوزيت(أمسكتها من ذراعها قبل عودتها للصالون):- أجيبيني ميرنا .. كيف كانت قبلته لكِ ؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما وهي مندهشة من سؤالها):- هو لم يقبلني من أين اخترعتِ هذا
جوزيت(اقتربت منها):- أنا أعرف كل نفس يتنفسه ميار ، أتعتقدين أنني غافلة عنه حتى لو مرت هذه السنوات لاء .. صحيح أفسدته الحياة ولكن ما يزال هو هو الطفل المتجبر الذي عرفته في صباي
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر وسحبت يدها):- قلت لكِ لم يحدث شيء
جوزيت(باستجداء تمسكت بها):- لست ألومكِ ولن أفعل ، فقط أريد أن أفهم وأجعله يفهم أنني حب حياته وما يعايشه معكِ مجرد أوهام تصوغها له نزعة التسلط وحب الامتلاك الذي يتمتع به طبعه .. أجيبيني ميرنا أنا أساسا أعرف
ميرنا(نظرت لعمق عيون جوزيت):- كانت قبلة طائشة في موقف عابر ، فور إنقاذنا نسيناها
جوزيت:- نسيتوووها أواثقة ، لقد عدتما لا أحد ينظر للآخر وظللتما هكذا طيلة تلك الأيام ، لم تطيقا حديثا ولا ونيسا وأقصيتمانا أنا ووائل لتستفردا بوجعكما ،،، فأي وجع ذلك ؟
ميرنا(تملصت منها):- أرى أنكِ متفرغة لتزيدي علينا مشكلة أخرى ، جوزيت انسي الأمر لأننا نسيناااااه
جوزيت:- لو كنت محلكِ مع وائل … ما كان شعوركِ ؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما واستدارت إليها بشهقة):- أكاد لا أصدق أكيد أنتِ تهذين هناااا ، أصلا وائل لا يفعلها جوزي فريحي بالكِ …
جوزيت:- أقول افتراضا
ميرنا(عادت إليها وهي تزفر بتعب):- والله ليس فيني حيل لمجاراتكِ بهذا الخصوص ، ولكن لكي أريحكِ فقد عرف بأن قبلته لي كانت أكبر خطأ اقترفه ، وأخبرني أنها كانت لغاية في نفسه ربما لمقارنة شيء بداخله وهذا ما يجعلنا نصل لنقطة مهمة حين لم يحاول التطرق للموضوع بعدها ، فهذا يعني أنه اقتنع أنني مجرد وهم وأنكِ الأساس ومشكلتهم الأخيرة جعلته يوقن ذلك وجوباااا ..
جوزيت(باقتناع نوعا ما):- أنتِ على حق.. ولكن
ميسون(من فوق نادتها):- ميرنا ميرناااااا ميرا عمتي في التلفزيون، سيعيدون الحلقة تعالي شاهديها معي أرجوكِ أرجوكِ ..
جوزيت(أشارت لها):- يمكنكِ الصعود ..
ميرنا(تحركت ولكن عادت أدراجها):- دعيه يجد نفسه بهذا ستكسبينه
جوزيت(اهتزت حنجرتها):- سنرى
ميرنا(صعدت وهي تتحدث في سرها):- جيد يا ميار أنت هناك وأنا ما زلت هنا أعايش آثار جنونك يومها آآآه يا قلبي كم يجب عليك أن تتحمل هاااه ؟؟؟ …. اشتقت لك وائل ترى كيف حالك ؟
وكيف سيكون حاله مكسورا مهموما عيونه تبحث عن شمسها في كل مكان … حاله حال حكيم الذي أغمض عينيه وهو يعيد صياغة السؤال على مضيف الاستقبالات ..
حكيم:- صديقي دعني أسألك بأدب فأنا حريص على بقاء سلم التواصل بين العلاقات الدولية ، هممم تساهل معي ولا تجعلني أقدم على صراع بين الدول لن ينتهي على خير ؟؟؟؟؟؟
وائل:- يا الله جيد أنك لا تتحدث بالإيطالية وإلا لكنت تسببت في سجننا
حكيم:- فعلت ذلك لأحفزك وتجعله يقدم على نجدتنا قبل أن أحاوره بلغتي التي أجيدها
وائل:- لو سمحت نود فقط أن نسأل عن زوجاتنا هن غاضبات قليلا منا واعتقدنا أنهن لجأن إلى فندقكم بحيث كنا نزلاء لديكم سابقا ، ضع ذلك في حاسوبك وستجد أسماءنا يا رجل ..
المضيف:- أتذكرك سيد وائل ولكن يؤسفني أن أخبرك لا أحد من مجموعتكم عاد مؤخرا إلى هنا
حكيم:- هاه الآن نطقت درر ، إذن لما تثاقلت على أهلي قبل قليل ؟؟؟
وائل(جذب حكيم):- تمام مشكور يا أخ .. هيا حكيم لا نريد مشاكل أخبرتك قبلا أنه مستبعد حضورهن إلى هنا
حكيم(تذكر اليخت الذي أخذها فيه حين اختطفها أول مرة رآها):- هنالك الميناء سنذهب لذلك المكان
وائل:- وما علاقتك بالميناء ؟
حكيم(شرد فيه ونطق):- صدف أن اختطفت ميرنا إلى هناك حين جئتم لروما المرة الماضية
وائل(فتح عينيه على وسعهما):- نعم نعممممممم خطفتها ؟؟؟؟؟؟
حكيم(سبقه بركوب السيارة):- حسن هو ليس ظرفا جيدا لنستذكر مغامراتنا السابقة لذلك دعنا نتوجه إلى هنالك لعل وعسى
وائل(ركب جواره بحنق):- ستخبرني هاه ؟؟؟؟؟؟
حكيم(انتبه لرنين جواله):- يا حبيبي راجية أخرى تنادي… هف أكيد ستسأل عن حلقتها ونحن مع الأسف حضرنا حلقة أكشنية أخرى على المباشر …/ سمري
ميرا:- اعتقدت بأن أول ما ستفعله هذا الصباح هو مهاتفتي ، لكن يظهر لي أن هموم الحياة سرقت من ابنة عمك المدللة ؟
حكيم(وضع الهاتف على المكبر وبدأ القيادة بعد أن وضع حزام السلامة):- سمري هل ينفع لو اتصلت بك في وقت لاحق ؟
ميرا:- ماااااذا حتى مكالمتي صارت بالمواعييييييد ، سحقا لك من ابن عم أنا أكرهك
حكيم:- طيب طيب يا ربي أنتِ لست مدللة فحسب بل علقة .. ومن الآخر لم أشاهد الحلقة وذلك تم لظروف صعبة استلزمت خروجي من البيت هل غضبتِ .. ألووو سمري ؟
ميرا(بتذمر مطت شفتيها):- حلقة ميرنا حضرتها بنفسك يا حكيم تذكر ذلك جيدا ، لكن حلقتي غبت عن حضورها شخصيا وأيضا تخلفت عن مشاهدتها مباشرة إذن ماذا تتوقع مني ؟
حكيم:- أي حكم أنا راض بدفعه فقط لا تغضبي مني حبيبتي هممم ؟
ميرا(بغنج):- لست حبيبتك
حكيم:- ههه حبيبة الرشواني يختي هكذا كي لا تغضبي مني
ميرا(ابتلعت ريقها):- أنت لم تحبني لقد أحببتها هي وفضلتها هي وأردتها هي وحتى حلقتها حضرتها لأجلها هي ، إذن أنا من بحياتك لا تشغل بالك فيني سلام ..
حكيم(أغمض عينيه وانتبه لتشنج وائل الذي وضع يده على فكه بعد أن فتح النافذة جواره للتنفس):- ميرا نتحادث لاحقا سلام …
ميرا(أغلقت الخط بعيون دامعة وشاردة في الماضي):- أصلا لو أحببتني كما يجب لما احترق قلبي
شهاب(خرج من الحمام):- أي من هذا الذي يحرق قلب محبوبتي هاااه ؟
ميرا(اهتزت حنجرتها ونهضت لتعانقه):- أنت هو حب حياتي يا شهاب تعرف ذلك صح ؟
شهاب(عانقها بحنان):- أه ياني حين تبوح ميرا من على بكرة الصباح فهذا يعني إعلان الغزل
ميرا:- أنا متحمسة لإحضار ابننا هيا ارتدي ملابسك سريعا أود الذهاب لبيتنا سريعا سريعا
شهاب(انتبه لدموعها):- أبكيتِ ؟
ميرا(مسحتهم وهي تضحك):- لالا أبدا فقط الماسكارا التي وضعتها آذتني قليلا سأعدلها ريثما تلبس هيا شهاب اشتقت لشادي …
شهاب:- يلا يختي ، ها اتصلت بعمي سيأخذ دينا ونور للبيت وشرح لهم الخطة كي لا تجدوا مشكلة مع المحققات خاصتكم
ميرا:- ههه بالفعل محققات خصوصا عمتي سماح افففف دفتر شكاوي متنقلة
شهاب:- سأخبرها بذلك
ميرا(هزت كتفيها وهي تقف عند المرآة):- آخر همي ..
شهاب:- حين تكرهين أحدا الله يستر ..
ميرا:- لكن حين أحب أحداااا ماذا يحدث ؟
شهاب(ركض إليها ودغدغها):- تغدقينه عشقا هكذا هكذاااا ههه
ميرا:- هههههه لالا شهاب توقف توقف أرجوك ستضايق فلة يا مجنوووووووون ههه …
وائل(زم شفتيه وتنهد عميقا قبل أن ينطق بالسؤال المتحشرج بجوفه):- ما قصة كلام ميرا ؟
حكيم:- كنت أعلم أنك لن تفلت شيئا مما سمعته وخطئي أنني وضعته على المكبر لكي أسارع بالقيادة ولا نضيع وقتا …
وائل:- أجبني حكيم …
حكيم:- الأمر بسيط وعادي جدااا جدا سمر كانت ولا زالت تغار من ميرنا في كل شيء ، حتى من محبتي لها كانت تغار
وائل:- الوضع بينهما يستحيل أن يصلح
حكيم:- ليس هنالك ما هو مستحيل ، أصلا هنالك شخص واحد قادر على هذا الصلح وكلتاهما لا تستطيع أن ترفض له طلبا
وائل:- من هذااا ؟
حكيم(نظر إليه وتابع القيادة بحسرة):- طارق
وائل(برقت عيناه بفرح):- اممم ..
حكيم:- هه ماذا هل تعتقد بأنني لا أعرف ما الذي تفعله من وراء ظهرنا مع محاميتك رقية … هيا وائل إلا أناااا لا تنتظر مني أن أكون حائطا عزولا من بعيد ؟؟؟
وائل(هز حاجبيه):- أردتها مفاجأة لميرنا
حكيم:- وأنا ممتن لمحاولتك تلك ، بواسطتك وافق طارق على الخروج لا أدري كيف أقنعتموه ولكنني آثرت البقاء بعيدا أهم شيء هي النتيجة
وائل:- كيف عرفت ؟
حكيم:- طارق لا يعيش في ذلك السجن لوحده لدي أشخاص يساندونه ليل نهار ، وعلى مر السنوات كنت أضع أناسا يرعونه بالقرب وكي لا يشك بأمرهم كنت أساهم بخروجهم ليدخل غيرهم إلى السجن وهذا كان عملا ثانويا أقدمه لهم لكي يصبحوا من رجالي بدلا من التعثر في حفر الحياة دون وجهة .. يكسبون المال يكسبون الاحترام وأهم شيء يكسبون ثقتي فأنا مددت لهم يد العون مقابل أن يهتموا بابن عمي الذي أعرف أنه ليس بحاجة لرعاية ولكن أعدائنا في كل مكان ولا أحد يضمن ما قد يحدث
وائل(بإعجاب):- تصرفك ملفت للنظر .. لكن ما زلت لا أفهم لما أقصاكم طارق من حياته ؟
حكيم:- مسألة مبدأ ..
وائل:- بمعنى ؟
حكيم:- طارق شخص ذو عقلية معقدة جدا ، قد تراه صريحا بصراحة لاذعة دونما مجاملة وقد تجده لطيفا لأقصى الحدود مع حبيبات قلبه خالتي عواطف وأخواتنا وزوجته أيضا كان يحبها حبا جما ،،، لا أدري كيف غيرته هذه السنوات وأي رجل أصبح لأنه رفض رؤيتي مرارا وتكرارا وآخر لقاء تم بيننا كان منذ سنوات حيث شرح لي سبب رفضه لرؤية أي منا
وائل(بأسف عليه):- وما كانت ؟
حكيم:- هو يعتبر نفسه مسؤولا عن موت عمي ، من وقتها لليوم ما يزال يلوم نفسه وكلما رأى أحدا منا استرجع آلام تلك الليلة وشعر بأنه فعلا مسجوووون ، غير قادر على تحريك ساكن ما يعني العجز وطارق ابن عمي أكره ما لديه هو الوقوف عاجزا أمام أمر جلل ،،، وهذا فقط ما جعلني أنفذ رغبته على مضض كي أريحه ولو قليلا
وائل:- من حقه فتلك الحادثة كانت خرابا على العائلة بأجمعها .. لكن لا تقلق كل شيء سيعود لسابق عهده حينما يعود أخوكم لحضنكم
حكيم(رفع حاجبه):- مساندة جيدة وائل رشوان ، ونعتمد عليك بهذا الشأن
وائل:- أساسا هانت لم يتبقى سوى القليل ،بشهادة زوجة رماح وابنها ستسقط الشكوى ويغادر حنايا السجن إلى ما لا رجعة
حكيم(خفق قلبه بتمني):- أتعرف بخروجه ماذا سيحدث ، الكل سيفرح وحياتنا ربما تهون قليلا وأهم شخص محتاج له بكثرة هو ابنته نهااااال … لقد حرمت منه مذ ولادتها فأكيد ستفرق معها عودته
وائل:-على الله …
حكيم(هز كتفيه):- الحديث معك يقلص المسافات ها نحن ذا في المرفأ تعال لنسأل ..
مثلما ذهبا ببسمة عادا بخيبة أمل فلم يجدوهن هناك ، ولحظتها ضاقت بهم الدنيا وتوجهوا صوب الفنادق العامة ليبحثوا ما ربما كانوا هناك ، .. في ذلك الوقت كان كاظم يحادث العم بشير على الشاشة الكبيرة في المقر ، ههه كان مطأطأ الرأس مكتف اليدين يعض شفتيه مثل التلميذ الصغير الذي يتعرض لتأنيب معلمه …
عمو بشير:- أنت لا يعتمد عليك لا يعتمد عليك ، أنت خيبة أنت دمااااار أنت عاااااار على الخدمة يا أيها التحري الغبي ، كيف وقعت في هذه المكيدة هاه هم ونقول بأنهم نعاج لا يملكون بعد نظر ، ماذا عنك يا جدااااااار الهم ،،، أين كان عقلك أم أنك وجدت مرتعك وسط الخمر والنساء وهشك بشك إلهي أشوفك أمامي في أقرب وقت لأشويك على نار الموقد هكذا ألفك يمنة ويسرة يمنة ويسرة وأنا أستمتع بمأمأتك أيها الخروف المتشررررررررررررررد …. آخ يا ويلي على موظف في الاستخبارات الدولية الذي يقع عرضة مجموعة أجسام تتلوى كالأفاعي لكن العتب على من العتب على من وظفك بوظيفتك تلك وائتمنك على هموم الدولة وقضيتها الحاسمة أما كان حريا بك البقاء هنا جواري لتنظف المسلخ فهذا ما يليق بجثة مثلك أن تنظف المجارير من دماء الخواريف يا ضبع …
كاظم(هز حاجبيه بتذمر وهو يرفع إصبعه في كل لحظة كي يقاطع العم بشير الذي كان يهدر فيه ويتابع شتيمته وعتبه):- أنا خروف ولست ضبعا أي والله تم خداعنا ماذا كنا سنفعل ، أنت تعرف وضعوا لنا مادة حيوية أفقدتنا صوابنا
عمو بشير(أشار له بإشارة الصمت):- هشششششششش هشششش ولا حرف ولا حرف يا فاشل ، أنا سوف أجعلك منظرة وعبرة لبقية إخوتك الخرفان أنا سأربيك من أول وجديد يظهر أن تربيتي فيك لم تثمر
كاظم(مط شفتيه):- عميييييي …
عمو بشير:- لا تقل عمي عمى اللي يعميك إن شاء الله أقله يقولون من حرصه على ابن أخيه دعا عليه فتحققت أمنيته
كاظم(زفر عميقا):- ستذلني يا بشير وهذا ليس جميلا
عمو بشير (بعصبية):- بشير حافية طيب يا كاظم ، أقسم بأنني سأنسى قرابتي بك والدم الذي نشاركه يا جحش وأجعلك عبرة لمن يعتبر فقط لحين تعود لأرض الوطن
كاظم:- دوما كاظم هو السبب هو المخطئ هو الفاشل ، لعلمك لولا كاظم لما وصلتم لكل تلك المعلومات الخاصة بالدبلوماسي وحدي من استنبطها لكم من لورينا ولولاي لما نطقت البنت بحرف خوفا من أمها
عمو بشير:- أضف أضف يا نابلسي ما يجعلني أشطب على اسمك بالأحمر
كاظم:- حسنا يا عمي يكفي لقد أخطأنا وعرفنا بخطئنا ودفعنا ثمنه حتى ، البنات الآن مختفيات لا ندري أين هن تخيل معي لو يصل إليهن غضنفر قبلنا أكيد ميرنا لن تسلم منها أضف عليها جوزيت التي تعتبر خائنة بالنسبة له الآن، والباقيات سيكن ضحايا ومش بعيد يخطف ميسون لو عرف أنها ابنة حكيم وهذا بحد ذاته كفكرة يرعب ؟؟؟
عمو بشير(زم شفتيه):- ماشي ماشي سأعطيك كل الصلاحيات الممكنة لتبحث عنهن ، ولكن تذكر أن هذا خارج حساباتنا الشخصية والله فور رؤيتي لك سأعطيك ضربة للرأس إن كنت تحسب نفسك قد كبرت على عمك وغد … ثم أختك وصال في المستشفى الآن تعرض معسكرهم لحريق
كاظم(بقلق):- طيب وهي كيف حالها هل أصيبت بشيء ؟
عمو بشير:- لا مجرد خدش عابر ستتحسن بعده إن شاء الله ، سأقوم بزيارتها بعد قليل
كاظم:- طبعا لن أقول لك سلم لي عليها لأنها بدورها لا تتذكرني ، لكن سأدعو لها بالشفاء
عمو بشير:- لا وفيك الخير يا ولد الله أكبر أخاف من الحسد عليك ، ادعي لنفسك كي أرحمك من عقابي يا أخرق روح روح من وجهي قال جدار قال والله جذع شجرة ولا يرضى بك ،،، تيت تيت
كاظم(هز رأسه بفشل):- والله وصارت كرامتك الأرض يا كاظم ، جيد أن البنات لا يسمعن هذا التوبيخ وإلا صرت بالحضيض ….
كخخخ ها يا بنات كأنكن لم تسمعن شيئا عن خروفنا الشجاع ^^
من فوره استجمع حماسته وتوجه لفريق العمل خاصتهم أعطاهم أرقام الهواتف الخاص بأربعتهن ، لكي يوسع نطاق البحث وهنا بدأ العمل جاريا وما كان عليه سوى الجلوس والانتظار لعله يصل لخبر جيد يعطي لهم إشارة بينة عن أمكنتهن … وعلى هذا الأمل كان الكل مستنفرا وينتظر لكن في حالة هذاااا شأن مختلف فيا إما الموت في سبيل إعادتهن يا إما الموت في سبيل من يساهم في عرقلة الطريق لإعادتهن ، كان يعلقه في غصن الشجرة بالحبل الملتف بعنقه ويضع تحته كرسيا ويسير جواره جيئة وذهابا لغاية تحفيزه والنطق بمكانهن …
فيكو:- والله لا أعرف يا سيد ميار يا سيد ميار بالله عليك فكني ستقتلني في سبيل شيء أصلا لست أعرفه والله أنا لا أكذب عليك، حلفتك بأغلى ما تملكه في الدنيا بأن تفك قيدي
ميار(ببرودة أخذ سيجارته من جيبه وأخذ يدخنها):- اليوم مشمس جميل أليس كذلك ؟
فيكو(بجزع هز رأسه):- ها ها نعم هو جميل
ميار:- يعني سنقوم بدفنك في يوم جميل تذكر ذلك
فيكو(جحظ عينيه):- لالالالالالالا تفعل أرجوك أرجوك يا سيد ميار ، سوف تندم أجل أجل أنا شخص لا يستحق أن تلطخ يديك بدمه
ميار(فتح فمه وهو ينفخ هواء السيجارة ويطالعه من فوق لتحت):- من ذكر سيرة الدم هنا أنت ستختنق بذلك الحبل الذي سيلتف حول رقبتك بقوة حين أضرب برجلي هذه ذلك الكرسي ، يعني لا أمل لك سوى أن تنطق ،،،،، فيكووووو لا تختبر صبري ؟
فيكو:- وحياة تت دعني أرى آه وحياة سيدتي جوزيت ثعلبتي التي أفني روحي فداها أنا لا أعرف مكانها ، ساعدتهم في إحضار تلك البنات وفي معاقبتهن وفي تسيير أمور المسرح وفي تعليقهن بالمنصة في تلك العلب الزجاجية في القفص الحديدي وهناك انتهت مهمتي … ما يلي ذلك لم تطلعني عليه وذكرت لي أنك ستقوم بتعذيبي وضربي حتى ولكن قالت بأنك لا تعرف شيئا أصلا لذلك أنت ونصيبك …
ميار(اقتنع بكلامه ولكن مع ذلك الواجب ترهيبه):- كنت قد بدأت أستلطفك يا فيكو ، يا خسارة ..
فيكو(لوح بيديه وهو يصرخ):- لالالا يا سيدي لا تفعل أرجوووووك ….
نادر:- ما الذي يحدث هنا هل تنوي شنقه ؟
ميار(ناظره بعدم استيعاب):- أصلا ما الذي أحضرك إلى هنا ، هذا رجلي وأنا أتعامل معه حسبما أريد ثم هو يكذب إذن يستحق الموت
فيكو:- والله أقسم لك لست أعرف مكانهن إلهي انعدم في روحي لست أعرفففففف
ميار:- ولما العجلة ستنعدم يا بعدي فقط أمهلني لحظات أحادث السيد نادر وأفهم سبب تدخله ، نعم خير يا غالي أتود قراءة الفاتحة قبل موته أنصحك بتأجيلها ….
نادر:- يا إلهي هل الدم عندك هدر في هدر وبلا قيمة هكذا ، إنه إنسااااااااان
ميار(بتذمر رمى سيجارته):- صدقا الآن فقط عرفت لما يصادقك وائل فأنتما نسخة طبق الأصل ، لكن يا روحي بما أنكما بين عالم المافيا عليكم أن تتعودوا على هذه المناظر.. فيكو حبيبي أتلو الشهادتين ؟
فيكو(انتفض محله وهو يرتعش):- لا تدعه يقتلني يا سيد نادر أقسم أنني لست أعرف شيئاااااا وحياة أختي التي لم أرها من سنواااات لست أعرف …
نادر(رفع حاجبه):- أختك ؟؟؟؟؟
ميار(مط شفتيه):- جيد أنك ذكرتها هييه ورقة وقلم لندون رقمها عيب يجب أن يأخذ فيك أحد من أسرتك العزاء ، هذا اللازم … هيه يا بني سارع لو سمحت ؟
نادر:- ففف ميار توقف عما تفعله أصلا ستقتله من فزعه ، طالما قال هو لا يعرف إذن لا يعرف
ميار:- وأنا لا أصدقه ؟
الرجل:- خذ سيدي هذه ورقة وقلم
ميار(مدها لفيكو):- دوِّن هنا ما تعرفه ؟
فيكو:- ماذا ؟
ميار:- أعطيك فرصة أخيرة لتنقذ سيدتك يا فيكو ، إنها مريضة ودواءها لم تأخذه معها وإن لم نصل إليها في غضون وقت قصير قد نفقدها … الآن يظهر إخلاصك لها فيكو أنا لا أريد أذيتها أنا أرغب بحمايتها فساعدني وارحم نفسك من حبل المشنقة ..
فيكو(ارتج وأمسك منه الورقة وكتب فيها شيئا):- هذا ما أعرفه ..
نادر(بعدم تصديق):- طالما تعرف هذا كنت ريحنا من فيلم الأكشن هذا ، ها ماذا كتب ؟
ميار:- عنوان صيدلية .. ماذا سأفعل به ؟
فيكو:- حينما بعثتني سيدتي جوزيت لأحضر لها دواءها لم أجد كل ما طلبته ، فقد كان هنالك نقص في أدويتها وطلبت إحضارها لها بالطلب وأخبروني يومين وأعود لأخذها
ميار:- ما يعني أن لديها شريحة دواء واحدة ما إن تنتهي ستحتاج لأخرى
فيكو:- هي تعرف هذه الصيدلية وستأتي لأخذها .. أظنني قد ساعدت هنا لأجلها فحسب
ميار(ابتسم بأريحية):- قلت لك أنني أحببتك يا فيكو ، فكوا قيده وأكرموه جيدا قد صار منا وأنت نادر ستبقى هنا بالقصر ريثما يعود الباقون أنا سوف أتفحص هذه الصيدلية وأستعد لزيارة جوزتي
نادر(أشرقت أساريره):- أساسا هذا خيط جيد لنمسكهن … هه هانت سأخبر ولول وحكيم
ميار(ببسمة تحسس مسدسه واتجه لسيارته وهو يشير لمجموعة من رجاله):- اتبعوني سنحتاج لترهيب مفتعل هناااااك ..
سرعان ما زف نادر الخبر لوائل وحكيم اللذين أشرقا ببهجة فقد يكون ذلك خيطا جيدا لمتابعته في سبيل الوصول إليهن أيا كانت الطريقة المحتملة … فالقلب قد فاض شوقا والعقل قد شاب خوفا عليهن

في المستشفى
كانت تجالسها وهي تزفر بحنق تندب وتحندب كيف لم يخبرها أحد بإصابة ابنتها وصال كيف فعلوا بها ذلك ، لامت عواطف لوما ما بعده لوم والتي أخبرتها حتى صبيحة اليوم التالي بحادثتها ومن فورها لم تنتظر دقيقة أو دقيقتين استقلت سيارة أجرة رفقة عفاف التي كانت ذاهبة لعملها ولكن أرجحت أن تطمئن على وصال قبلا فهي تستحق
عفاف:- ألف سلامة عليكِ يا أختي قد قرأت تقريركِ الطبي ، أنتِ بخير والإصابة سطحية يعني ستتماثلين للشفاء في القريب العاجل ولن يكون هنالك خطورة في المشي لكن مع ذلك ستستعملين دعامة طبية تسهل عليكِ الحركة
وصال:- سلمتِ يا عفوفة والله أنتِ معي من الصباح يكفي أختي اذهبي لعملك
مديحة:- أجل يا عفاف منذ وصولنا وأنتِ هنا ، اذهبي وأنا سأعود للبيت بسيارة أجرة لكن بعد مروري بالسوق أحتاج لعدة أغراض
وصال:- له يا خالة مديحة أتجهزين لزفاف ميرا مثلا ؟
مديحة:- شوفو البنت على أساس أنكِ مريضة
وصال:- ههه مريضة لكن عيوني عشرة على عشرة ..
عفاف:- الله يديم الضحكة ، طيب سأترككما وأعود مساء للاطمئنان عليكِ
وصال:- كنت سأستقبلكِ بفرح لكن مساء سنعود للمعسكر
مديحة:- ماذاااا ولكن كيف ستعودين أنتِ حتى لم ترتاحي كما يجب ؟
وصال:- هناك سأتلقى بقية العلاج وهذه أوامر الإدارة ، نحن وضعنا صارم وليس لنا الحرية في اختياراتنا الشخصية وطالما عاينوا قدمي ووجدوا بأنه ليس هنالك خطورة بعودتي ، فيجب أن ألبي الأوامر دون اعتراض
مديحة:- بصراحة عملكِ هذا من أصله لا يليق بأنثى مثلكِ ، همم عموما لن أضايقكِ يا بنتي ما فيه راحتكِ الله يسهله لكي
وصال:- آمين يا خالتي ، ها كيف حال ميرنا هل اتصلت بكم نسيت أن أسأل خالتي عواطف البارحة؟
مديحة(بامتعاض):- لا تسأليني عن كنة لا ترفع الهاتف لتسأل عن حماتها
عفاف:- هوهوووه ستبدأ أسطوانة الكنة والحماة إذا ما علي سوى الرحيل ، سلامو …
مديحة(لوحت لها ومطت شفتيها):- ابني حبيبي يتصل ويكلمنا جميعا لكن هي ولا مرة ، لا اتصلت مرة ولكن كلمت جدتكِ نبيلة وأمها فحسب حتى أنا لم تعبرني بحرف
وصال:- امممم أكيد كانت مشغولة أو
مديحة:- لا تدافعي عن صديقتكِ أصلا لولا حب ابني لها وحبي أنا أيضا لأنني من ربيتها على ذراعي هاتين ، لكنت جررت أذنها بقوة جعلتها تستوعب على نفسها قال كنة آخر زمن همم ..
وصال:- آخ يا خالتي مديحة حين تضعين أحدا برأسك هووه يبقى عليه السلام
كامل(دخل بقفزة):- كامل كمال حضضضضضضر
مديحة(نفخت بردائها):- يحضِّر لك ألف عفريت يا مخبول ما بك على هذه الصرخة ، أهكذا تزور الناس مرضاااااااااها ؟؟
كامل:- يا ربي تركت جدتي في البيت لأجد نسخة منها هنا ههه
وصال:- ههه كامل سلم ع الخالة مديحة وكفاك ضوضاء وإلا لن تنجو منها
كامل(حيَّاها من محله وهو يلتصق بالحائط):- بستْ نقيبي هي من أي رتبة ؟
وصال:- هههه من رتبة أنت ميت يعني ميت
كامل(ابتلع ريقه):- إذن لا يليق في هذا الموقف سوى ارتداء قناع الوداعة ، صباااااحكم سعيد
مديحة(ابتسمت):- وأنت الأسعد يا عزيزي ، هااااه بما أن صديقكِ قد أتى سأذهب أنا وأرجع مساء
وصال:- لا داعي يا خالتي أنتم أصلا مشغولون هذه الفترة ، يكفي زيارتكِ الآن ولقد قاربت دورتنا على الانتهاء يعني قريبا سأرابض ببيتكم كيفما كنت سابقا
مديحة:- تآنسينا يا حبيبتي أي والله ، هيا قبِّليني وسأترك لكِ دعواتي وبركاتي بالشفاء العاجل ها جدتكِ نبيلة أيضا تبعث لكِ السلام
وصال:- سلمي لي عليها وعلى البنات كلهم صدقا اشتقت لهم جميعا .. أراكم على خير
مديحة:- اسمع أنت انتبه لها ولا تتركها منفردة ، حين جئنا وجدتها لوحدها المسكينة
كامل:- لوحدهاااااا ؟؟ ولكن …
وصال:- احم تسلمي خالتي ..
كامل(فهمها وخرس):- لا تقلقي خالتو أنا من هنا لن أتتعتع …
وصال:- ها كامل تعال ..
كامل(جلس جوارها بلهفة بعد ذهاب مديحة):- أين الرائد ؟
وصال(بتذمر):- لست أدري استيقظت ولم أجده كان هناك ليلة أمس
كامل:- امم ع الكرسي جيد جيد
وصال:- أجل ع الكرسي مثل الأخرق وهذا لا يعني أنني سامحته ….
كامل:- طيب بدون أعصاب ههه أنظري ماذا أحضرت لكِ سربت بعض الأطعمة الدسمة من صنع جدتي وسلمى خطيبتي هي تسلم عليكِ كثيرا كثيرا وتخبركِ أنها تدعو لكِ ليل نهار لتكوني بصحة وعافية إن شاء الله وتحضري زفافنا
وصال:- ههه سأشتكي عليك لمدير الأمن فما تعطيني إياه يؤذي صحتي
كامل:- امممم ومن سيأكله ؟؟؟؟؟
وصال:- أنت
كامل(موجود ههه=:- يلا وأنا جائع ههه هممم …
كانت هنا مديحة تتوجه صوب المصعد لكي تغادر المشفى ضغطت على الزر وأخذت تنتظر وتنتظر ، مرت بها عدة ممرضات رمقنها بطرف عين ولا نطقن بحرف ، هي لم تستوعب أصلا لما تلك النظرة ولكن هزت كتفها وأخذت تنتظر بلا مبالاة وكل من يمر يرمقها بذات النظرة الغريبة ،.. تأخر المصعد وإذ بها تتراجع للخلف وتقرأ اللافتة المكتوب عليها خاص بالموتى هنااااا جحظت عينيها ورمشت وهي ترتج بضحكة مختلطة مع الحمق على الجنون ولم تشعر بنفسها إلا وقد سقطت هكذا يا سبحان الله ملائكتها تركوها هههه ….هرعت إليها إحدى الممرضات وحملتها برفق
مديحة:- الله يلعنهن هنالك ممرضات مسمومات معكن بالخدمة ، كن يخبرنني أن المصعد خاص بالموتى لأنني لم آتي من هذا الجانب بل من الجانب الآخر ولذلك لم أعرف أن هذا المصعد للموتى وإلا لما وقفت هنا لأزيد من عشر دقائق ، آخ ظهري تكسر ربما عين سماح لاحقتني حتى هنا الله يحرقها
الممرضة:- أنتِ بخير خالة ؟
مديحة(نهضت وهي تعدل هندامها):- بخير يا ابنتي روحي الله يسهلك على وقفتك معي ..
الممرضة(ذهبت):- تشكرين ..
مديحة(زفرت بحنق وهي تنظر للمصعد بطرف عين):- الله يخرب هبلك يا مدحدح … كأن هذا صوت ضحك رجوووولي ؟؟؟؟
عمو بشير:- هههه هل أنتِ عمياء ؟
مديحة(العرق الراجي يخوااااااااااتي هههه):- نعمممممممممممممم من تنعتها بالعمياء يا أيها الشائب الخائب العااااااااائب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمو بشير(وضع يديه خلف ظهره وتقدم نحوها بأدب):- بشير النابلسي ..
مديحة(ابتلعت ريقها وانسحبت للخلف):- وأنا لا أكلم الغرباء ..
عمو بشير:- أرجح أنكِ كذلك وأعتذر لو ضايقتكِ بكلمة سيدة …أ
مديحة(عدلت حجابها وهي ترمقه بطرف عين):- مديحة الراجي
عمو بشير(رفع حاجبيه):- هاااه وأنا أقول لمن أشبهكِ في التمرد ، مرحبا ست مديحة أنتِ خالة ميرنا أنا أكون عم وصال أنا هو اللواء بشير إن كنتِ سمعتِ بي
مديحة(فتحت فاهها):- آه آه اللواء بشير سمعت بك أنت من ترعى ابنتنا وصال ، طبعا أنت غني عن التعريف وسامحني على فظاظتي يعني لم أعرفك ، يا خجلي منك أعتذر منك مجددا
عمو بشير:- ولا يهمك ست مديحة أنا أيضا كنت وقحا ، لكنني لم أتمالك نفسي
مديحة:- احم .. يعني حادثة هه … تشرفت بمعرفتك
عمو بشير:- أنا تشرفت أكثر ، لن أؤخركِ سوف أطمئن على ابنتي وصال وأعود لعملي
مديحة(بحرج تفتفت وهي تتحرك صوب الدرج):- تمام أ.. إلى اللقاء
عمو بشير(تأملها بابتسامته الطيبة وسحب يديه ليسلم عليها):- انتبهي للدرج ..
مديحة(صافحته بتردد وهي تشعر بحمرة ممتقعة بخدودها):- إن شاء الله .. سلام
عمو بشير(هز رأسه بثبات وما زال يبتسم بأدب إلى أن اختفت بالدرج):- والله وراجية أصيلة
مديحة(وقفت بالمنعطف وهي ترتجف):- ههه الله يخرب لسانك يا مديحة انفضحتِ أمام الرجل فافرحي يختي افرحي ، آآآه لما أحكيها لعواطف أكيد سوف تسخر مني لكن ماذا أفعل نصيييب
ذهبت وهي تضحك على نفسها من هذا الموقف المضحك ، وهنا طرق الباب على غرفة وصال وانتبه له كامل وفمه مليء بالأكل نهض وهو يغلق العلبة وفتح الباب دون أن يرى من وولى ظهره لكي يخفيها ولا ينتبه له أحد ، فما كان الحل سوى الركض للحمام هنا عقد العم بشير حاجبيه من تصرف هذا الجندي الأهوج ولكن لم يطل نظرا فيه فقد رفَّ قلبه لمحبوبته الصغيرة …
وصال(دمعت عيناها فور رؤيته وعدلت جلستها بلهفة):- عمووووو بشيرررررر ؟؟؟؟؟؟
عمو بشير(هرع إليها ورمى بها في حضنه بحرارة):- ابنتي وصاااال ….
وصال(تمسكت به بحرارة):- آآآآه يا عمو بشير لكم اشتقت لك يا أبي ..
عمو بشير(دمعت عيناه):- صغيرتي أناااا …
وصال:- لا تقلق لم يحدث لي شيء خطير لقد كنت قوية وما زلت وسأكمل الدورة بشكل أفضل وستسمع عني الأخبار الجيدة ، سأعود بعدها لبيتي وتزورني مثلما مضى أليس كذلك ؟؟
عمو بشير:- امم كذلك يا عزيزتي
وصال(عادت وعانقته):- أنا غير مصدقة بأنك هنا أمامي والله فرحت برؤيتك ههه ..
كامل(خرج وهو يمسح فمه):- احتراماتي سيدي اللواء ..
عمو بشير(ناظره بطرف عين):- ما مرتبة هذا الشاب ؟
كامل:- جندي يا سيدي
عمو بشير:- اممم ولما ليس الجندي في موقعه ؟
كامل(ناظر وصال بقلة حيلة):- احم .. أ.. لأنه لأنني
وصال:- ارحمه يا عم بشير كامل صديقي
عمو بشير:- ههه تمام ولكن احرص على ألا تلهو أريدك برتبة جيدة فور انتهاء الدورة
كامل(أعاد التحية بحماس):- علم وسينفذ يا سيدي …
جاسر(طرق الباب ودخل):- مرحبا ..
وصال(تبدل لونها وهي تناظره -حتى باقة ورد لم يستطع إحضارها هممم-):- حممم
عمو بشير:- الرائد جاسر ، أهلا جيد أنني رأيتك لأنني أرغب بسؤالك عن سبب الحريق ..
جاسر(امتص شفتيه):- طبعا نتحدث ولكن ليس هنا وصال ما تزال متعبة ..
عمو بشير(فهمه):- بعد أن أشبع من صغيرتي نتحدث .. هيا وصال احكي لي كيف حالكِ ؟؟؟؟
جاسر(انسحب وهو يشير لكامل برأسه):- اتبعني ..
كامل(تنفس بأريحية وهو يلحق به):- سيد جااااسر
جاسر(أمسكه من ياقته ودفعه على الجدار):- كيف سمحت بحدووووث ذلك ؟؟؟؟؟؟
كامل(ملقوف):- حدوووووث ماذااااا ؟
جاسر:- من دبر الحريق يا كااااااامل ؟
كامل(ابتلع ريقه بصعوبة):- والله كنت سأخبرك ولكنك سبقتني
جاسر(أفلته وهدر فيه):- العريف زاهر أقام التحقيقات وأفادت جماعة الإطفاء أن الحريق تم بفعل فاعل وهذا بالدلائل ، ولكن حين حقق مع الجميع قالوا بأنهم لمحوا كامل كمال بقرب المهجع قبل فترة من الحريييييييق فما الذي كنت تفعله هناك أجبنيييييي ؟
كامل:- كنت أتجسس
جاسر(فتح عينيه على وسعهما):- ت ماذا تتجسس ؟؟؟
كامل:- لو تترك ياقتي سأخبرك .. سمعت في وجبة الفطور عن مؤامرة تدور بالخفاء لأجل الإطاحة بالنقيب وصال وجعلها تظهر بمظهر المتسببة بحريق المهجع .. الآن لست أدري كيف تم الأمر وانقلب السحر على الساحر بحيث تضرروا وهم بداخله ربما استعملوا مادة غير آمنة وهي التي تسببت بتلك الخسائر
جاسر:- من هم ؟
كامل(ابتلع ريقه):- ريحانة وليلى وبعض الجنديات
جاسر:- أيوة وأنا الذي يتساءل أين تبخرت ليلى ههه والله عال صار معسكري خطة حربية ، اتبعني إلى غرفة ريحانة سوف لن أرحمها اليوم
كامل:- أقول يا سيدي لو نبلغ الإدارة هي تتصرف
جاسر(لم يصغي له):- لم أتعود أن أشتكي لأحد كي أحضر حقي ، وطالما حاولوا الإطاحة بوصالي فأكيد سيلاقون مني كل الشر …
دخل لغرفتها التي تم وضعها فيها بعد إخراجها من العناية المركزة وجدها مستيقظة لذلك صفق الباب في وجه كامل وتوجه إليها هادرااااااااا …
جاسر:- أكنتِ تحسبين أنكِ ستنجين من فعلتكِ تلك… سوف أزج بكِ في السجن صدقيني يا ريحانة لن تفرحي بنفسكِ أبدا وعملكِ انتهى بح من الآن سأكتب فيكِ تقريرا يحرمكِ من عملكِ لمليوووون سنة أسمعتني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ريحانة(انتفضت ببكاء):- سامحني جاسر سامحني سيدي كانت غلطة حين رأيت وصال تنقذني برغم ما فعلته بها عرفت خطئي ، أقسم أن هذه الحادثة فتحت عيوني على الحقيقة
جاسر:- أنا لا يمشي معي هذاااا الكلام ، لقد انتهت دورتكِ آنسة ريحانة ستسلمين عدتكِ فور خروجكِ لأنكِ لا تستحقين شرف الجندية طالما تحملين الغدر في صفاتك
ريحانة(حاولت النهوض ولكن مرضها كان أشد):- أقبل يديك لا تفعل بي هذا والله سأتغير في تصرفاتي صدقني ستكون هذه آخر مرة ، ثق بي والله تعلمت الدرس فأن تنقذني المرأة التي حاولت أذيتها هذاااا أكبر درس يمكنني أخذه في هذه الحياة
كامل(دلف على الجملة):- سيدي لو نسامحها ونعطيها فرصة ؟
جاسر:- اخرس أنت … وبالنسبة لكِ سأترك القرار في يد النقيب وصال وحدها من سترى في شأنك ومن وقتها إلى أن نغادر هذه المستشفى لو لمحتكِ تقربينها بمتر واحد سيكون عقابكِ أشد
ريحانة:- أعدك أعدك لن يحصل شيء من هذااا كن مطمئنا …
جاسر(ناظرها باشمئزاز وخرج):- اللعنة عليكِ وعلى تصرفاتك ، تعال كامل ..
كامل(لحقه مهرولا):- استلمي الآن يختي … ها سيدي أنا معك
جاسر:- مساء سنعود للمعسكر نظم الأمر
كامل(لمحه وهو يذهب):- أنظم ماذا بالضبط ؟؟؟؟؟؟؟ … لكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسه أناااااااا وش حشرني وسط هذا العالم ما زلت أتساااااااااءل ؟؟؟؟؟؟؟ ههههه
ظل العم بشير مع وصال يتحاوران ويتشاركان أشواقهما ولكن وقته كان جدا ضيق ، أصلا خروجه للملأ لم يكن حميدا وعليه انسحب سريعا وأوصى كامل بها خيرا لينزوي مع جاسر في الرواق قبل رحيله …
عمو بشير:- سمعت أن الحريق بفعل فاعل ، أريد هذا الفاعل في التحقيق ..
جاسر(امتص شفتيه):- هي جندية يا سيدي اللواء لكن .. سأتدبر الأمر مع وصال أريدها أن تقرر بشأنها ما يلزم
عمو بشير:- وصال متسامحة جدا .. أكيد ستغفر ولكن أنا لن أغفر لمن حاول أذية صغيرتي
جاسر(اهتزت حنجرته وهو يزفر بعمق):- حبذا لو ندع لها حرية الاختيار ، وصال راشدة وقادرة على اتخاذ قرار وأضمن لك ذلك سيدي
عمو بشير:- نفسيتها جدا متعبة لم تتوقف عن البكاء مذ دخولي ، أظنني أخطأت من البداية حين أقحمتها في العمل بمعسكركم ولكن …
جاسر(رمش بعينه):- كان لزاما عليها مقابلة ذلك المعسكر معي … هذا إن أرادت أن تمسك بقوى مناسبة لكي تحارب بها من قتل أباها …..ووالديَّ أيضا …
عمو بشير(صغر فيه عينيه):- منذ متى تعرف ؟
جاسر:- منذ فترة بسيطة ، ولا تخف لن أخبر وصال بحرف لأنني أخشى جرح مشاعرها أكثر منك
عمو بشير:- الحديث بهذا الشأن وفي رواق مشفى ليس جيدا … اطوي الموضوع لحين وقته وأنهوا دورتكم على خير ولكل حادث حديث ..
جاسر(حياه بالتحية العسكرية):- علم سيدي …
عمو بشير(تمشى قليلا واستدار إليه):- ضعها بعيونك ، فهي عيوني …
جاسر(تنهد عميقا):- إن شاء الله …
طأطأ جاسر رأسه ودلف إليها ليجدها تضم يديها وهي تنظر للجانب الآخر وتبكي بحرقة ، كامل كان يمدها بالمناديل ويحاول إضحاكها بحركاته الهبلة وبالفعل استطاع ذلك لأنها عفوية بشكل ملفت ، وهذا ما جعله ينسحب كي لا يكسر بهجتها الضئيلة … انتبه لرنين هاتفه وكان رامز ..
رامز:- كبد خالك
جاسر:- بدأت أتشاءم من حيويتك الدائمة بهذا الاستفتاح يا خنفساااااء
رامز:- جندب … هذا وأنا أحاول أن أرفع من معنوياتك قليلا
جاسر:- لا ترفع ياخويا من اشتكى لك من أصله
رامز:- ولد حسن ملافظك وأخبرني كيف الأوضاع عندك ؟
جاسر:- عادية سنغادر هذا المساء ..
رامز:- اممم تمام سآتي ومعي ماريا هي تريد الاطمئنان على وصال
جاسر:- ماريا من ؟؟؟؟؟؟؟
رامز:- ماريا يا بني ماريا مشروع المستقلب ههنهعع
جاسر:- الممرضة الله الله أخيرا ستستقر يلا أحسن من دورانك مثل الخنفساء الأرملة …
رامز:- هئئئئ أنا خنفساء أرملة يا أيها الجندب الأجرب ، صبرك علي لحين أراك سأنطحك برأسي نطحة ثلاثية الأبعاد تعيد رأسك لدماغك كي تكف عن تعذيب مخاليق الله كالنقيب التي دعا عليها أحدهم حتى وقعت في غرامك ، أي والله صحيح لما أحبَّتك بالله هل فيك ما يُحب وأنت أصلا كتلة عقد ناطقة ؟
جاسر(نفث شررا):- رااااااااااامز دعني أنتبه مرة بعد مرة أنك خالي
رامز(رأف قلبه بحب):- قلت خالي … يا عيني يا ليلي أعدها على مسمعي هكذا لأرى خ ا ل ي
جاسر:- ماشي سأعيدها ولو تكرم … تيت تيت
رامز:- ابن اللعين فصل بوجهي ماشي حين أراك سنتحاسب ،،، لأرى الجحش الآخر أين هو ؟؟
إياد:- همم أنا بالسيارة قاربت على الوصول لبيت الراجي ماذا هناك ؟
رامز:- ألن تمر هذا المساء بالمشفى ماريا تقول أنك ستحضر رقية أيضا ، لما ليس لدي علم ؟
إياد:- والله مخابرات نسائناااا ما بعدها مخابرات لقد اتفقنا على ذلك قبل دقائق متى لحقت في نشر الخبر ، خاصتي يلزمها لجام أي والله
رامز:- هههه المهم سنلتقي هناك يا بعدي سأتركك لزيارتك وبلغهم سلامي ..
إياد(صف السيارة):- يوصل يا كبير …./ ..امم يا عيني أي حظ هذا الذي جعلني أصل في الوقت مع أميرة الشاشة العربية جوهرة الحب ميرا اسمحي لي ؟
ميرا(نزلت بابتسامة وتركته يسلم على يدها):- مشاغب ..
شهاب:- وقبلة اليد لماذا يعني ؟
إياد:- وانتا أصلا وش دخلك بين أخت وأخوها
شهاب(رفع حاجبيه بتفكر مفترض وهو يغلق السيارة):- صدقتك ..
إياد(تأبط ذراعها ورن الجرس):- هل زوجكِ هكذا حانق على طووول ؟
ميرا:- هشش شهابي أحلى زوج بالدنيا
إياد:- كيفك يختي أنا مالي .. هللو ليان
ليان(فتحت الباب بفرح):- يااااااااه خالتو ميراااااا هنا تفضلي تفضلي
ميرا(قبلتها ودلفت):- أهلا يا شقية ..
عواطف(وقفت بشادي واستقبلتهم):- ماما وبابا هنا شادي …
ميرا(التقطته سريعا):- حبيب ماما
عواطف(رأته وهو ينتفض في حضن ميرا):- شوفو الشقي حين رأى أمه نسي أمرناااا
ميرا(فرحت بحركته وضمته بحنان):- صغيري ..
شهاب(وقف خلفها وقبَّل خدوده):- كيف هو ابني البطل ؟؟؟
ميرا:- خذه شهاب اشتاق لك على ما يبدو
شهاب(رمقه وهو يمد يديه له):- تعال هنا يا روحي …
ميرا:- همم كيف حالكم ؟
سماح(عوجت شفتها وهي تجلس):- نحن بخير
دعاء(سلمت عليها):- أهلا سمر كنتِ قنبلة ليلة أمس تفرجنا على الحلقة لقطة بلقطة ، حتى أجوبتكِ كانت جد مميزة
ميرا:- تسلمي لي حبوبتي هذا من لطفك
إخلاص:- يا أهلا وسهلا بابنة العم ها ماذا قلت لكم قلت أنها ستأتي على ريحة الأكل ، وأحلى غذا لأجلكِ سمر حبيبتي
ميرا:- شكرا .. أين جدتي ومديحة ؟
عواطف:- اجلسي أولا ، ثم جدتكِ تصلي بضع ركعات قليلا وستوافينا ..
إياد:- خالتي عواطف أين النافذة المكسورة لأصلحها فأنا مصلحكم المنزلي أنتم كسروا وأنا أعدل
سماح:- عدلها رغما عنك فلقد خدشتني حتى كدت أفقد عقلي
إخلاص:- ليتكِ فقدته كنا ارتحنا …
نهال(ركضت من الدرج):- عمتي ميرا عمتي ميرا هنا والله كل صديقاتي يسلمن عليكِ بصفحتي وبليييز أريد صورة لي معكِ الآن لأخبرهم حصريا أنكِ ببيتنا أرجوكِ أرجوكِ …
عواطف:- دعيها ترتاح أولا يا بنت
نهال:- نانا الشعب ينتظر بليز صورة واحدة ..
ميرا:- ههه ماشي يلا …
نهال(وقفت بجوارها والتقطتها):- يسسسسس تسلميلي يا أحلى فنانة الآن سأحرقهم وأتدلل عليهم ببيتنا فنانة بحجم الكوووووون ..
دعاء:- آه يا شقية آه ، ألم يكن لديكم موعد لحضور مسابقة مرام أم أنني مخطئة ؟
شيماء(سلمت على ميرا بحرارة):- بلى بلى ولكن سنذهب حتى المساء حين تمر بنا فردوس
ميرا:- يعني مرام ليست هنا ؟
عواطف:- هي مع أصدقائها قد حضروا لمسابقة رقص ورسم والله لم أفهم لكن طالما هذا يسعدها لتفعل ذلك …
شهاب(قبل وجنة شادي ووضعه بحجر ميرا):- أنا سأستأذن ميرا سأمر بالشركة قليلا ، سآتيكِ مساء تمام ؟
ميرا:- ماشي أنتظرك
عواطف:- لو تبقى على الغذاء ؟
شهاب:- لا اعذريني ست عواطف مرة ثانية لدي عمل متراكم أجلته بسبب حلقة أميرتنا
عواطف( لمحت البسمة بعينهما وابتسمت):- طيب على راحتك
إياد(ناظره):- سأوافيك حتى الباب ..
إخلاص:- ها ميرا ألم تكن نور معكِ هي ودينا أين هما ؟
ميرا:- أ.. في الطريق مرت بالسوق لا أدري تعرفينها متقلبة المزاج
إخلاص:- طيب سأرى ما بالنار ..
إياد:- يعني ألم يتوصلوا لشيء مع الصغيرة ؟
شهاب:- نن لم تنطق بحرف أظنهم قد أرعبوها وستتكلم بعد تخطي الأزمة
إياد:- مسكينة رأت ذلك على صغر لكن لا بأس واثق من أنها ستتخطاها
شهاب:- نتمنى ، عمت مساء
إياد:- إلى اللقاء ..
شهاب:- ها دع الباب قد وصلتا
إياد(خرج معه ورآهما وهما تنزلان من السيارة):- هلا بدندونة هلا
دينا(ابتسمت على مضض وعانقته):- أهلا عمو إياد
شهاب(اقترب من نور التي كانت ملامحها شاحبة):- كيف أنتِ ؟
نور(استغربت سؤاله لكنها زمت شفتيها بقلة حيلة):- سنكون بخير
شهاب:- أتمنى أن تكوني قد وجدتِ الراحة ببيت عمي
نور:- لحقنا حتى الشارع الآخر هو وهمام ، يكون قد ذهب
شهاب:- لا مشكلة أساسا سألتقي به في الشركة ، لا تريدين شيئا صحيح ؟
نور:- تت لاء
شهاب(ناظرها عميقا وزفر من اهتمامه الغريب):- أزمة وستمر ..
نور(رمشت وهي تتنهد):- أرجو ذلك
شهاب:- ميرا بالداخل لا أحد من الأهل يعرف بالقصة لذلك كلمي دينا بالموضوع ..
نور:- فهمتها أصلا ونحن بالطريق لا تقلق .. عن إذنك
شهاب:- سلام …
نور(أومأت له وتقدمت صوب إياد الذي كان ممسكا بدينا من يدها):- إياد
إياد(عانقها بحرارة):- انتهى الكابوس أختي ..
نور(دمعت عيناها لكن تنفست بعمق):- انتهى انتهى هه لندخل .. هيا بنا
دلفوا للبيت وانضموا لهم وطبعا كل الأحاديث كانت عن حلقة ميرا التي حاولت تقليص الحديث فقط كي تنفرد بنور قليلا ، وهذا ما وجدته بعد آذان الظهر حيث اهتم البعض بالصلاة والبعض بوجبة الغذاء في حين كانت البنات مع بعضهن بغرفتهن الخاصة ، أما دينا فقد كانت نائمة بغرفة نور حسب طلبها الخاص وهنا نور استغلت غرفة حكيم الفارغة وسحبت إليها ميرا التي تركت شادي بعهدة دعاء .
نور(أغلقت الباب ونظرت إليها باحتياج):- أختي …
ميرا(عضت شفتها وهزت كتفيها وفتحت ذراعيها):- تعالي ..
نور(ركضت وارتمت بحضنها وانفجرت بكاء):- كدت أفقدهااااا يا سمر كدت أخسر ابنتيييي أتصدقييييييين اهئئئ ما زلت غير مصدقة أنها معي لا زلت أشك أنني في حلم وأنها لم تعد لي ..
ميرا(ضمتها بحرارة وهي تبكي):- لا يا أختي قد عادت ابنتكِ بحمد الله
نور(أجهشت بالبكاء الأليم):- ما زال قلبي يحرقني لا أدري كيف أطفئ هذه الناااااار …
ميرا(جذبتها خلفها وجلستا على السرير):- روحي … يكفي البنت في مأمن الآن وأيا كان المتسبب في ذلك أكيد فؤاد سيتصرف والله وكان رجلا بحق معكما ولم يتخلى عنكِ في أزمتكِ
نور:- صحيح .. امتننت من وجوده لولاه لما .. اهئ لما رأيتها من جديد ؟؟؟؟
ميرا:- هششش يا نور البنت رجعت الآن بكاؤكِ لا داعي له .. ثم بصراحة ستسمعين مني حتى لو كان كلامي سيغضبكِ ، أنتِ بحاجة لرجل في حياتك لا أتكلم عن نص متر الحائز على أوسمة تميز في المكر والخداع المسمى حفيظ ، أقصد رجلا بحق مثل فؤااااد يا نور فكري مليا طالما ما تزال الفرصة سانحة بينكما ، ابنتكِ بحاجة لأب مثله وليس مثل ذلك الأبله الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عنها
نور:- لم يتصل حتى ليرى إن عادت أو لم تعد بل أكمل نومه بفظاعة ، خسارة فيه تلك البنت والله لم تكن تليق به كابنة ولم يكن يليق بها كأب ولكن ماذا عسانا نفعل ، هذا النصيب
ميرا:- كفكفي دموعكِ وفكري في كلامي طالما الرجل يشتريكِ لا تخسريه يا هبلة ، واسألي مجربة يعني شوفيني الآن أين أجلس ألم يكن صاحب هذا السرير هوسا لي في المااااضي ، كنت أعشقه بشكل يفتك بأوصالي ولكن اتضح أن حبي الحقيقي مع شهاب ، ومن تجربة خاصة أولاد رشوان مبدعون في العشق هههه ..
نور(دفعتها وهي تضحك ببكاء):- في العشق ولا الفرااااش أرى النتائج بادية ها هنا
ميرا(لامست بطنها):- صدقيني أنا سعيدة معه جدا ، ووجود أولادنا سيزيد من رونق حياتي التي تمنيتها ذات يوم أسود
نور:- الحمدلله يا روحي ، على العموم دعينا ننزل كي لا تشك أمي بشيء سأمر لأغسل وجهي وأرى دينا قليلا لم نتكلم على سجيتنا من لحظتها
ميرا:- أوك سأرى البنات قليلا وبعدها أنزل …
توجهت كل منهما حيث تريد وهنا اقتحمت ميرا الغرفة عليهن وجدت نهال وشيماء على جنب بينما ليان في ركنها الخاص تضع سماعات الأذن وتتحدث عبر الهاتف ..
ميرا:- هل أضايقكم يا ترى ؟
شيماء'(قفزت):- له يا خالتي أنتِ تنورين كل زاوية تفضلي هنا
نهال:- عمتي ميرااا أنا سعيدة للنجاح الذي حققته
ليان(تقدمت إليها):- أريد أن أكون عارضة أزياء .. ولكن جدتي تعارض ذلك ؟
نهال(حولت عينيها):- دعيها تجلس أولا وبعدها فجري جملتكِ ست ليان
ميرا:- اممم لكن إن لم تكن هنالك موافقة من أهلكِ سيصعب عليكِ الدخول لهذا المجال ، أملك معارفا سيساعدونكِ في الموضوع وأولهم باتريك
ليان(بحماس قفزت):- صحيح يعني هل هل يمكن أن أصبح عارضة أزياء بحق ؟
ميرا:- كل شيء ممكن مع ميرا ، لكن دراستكِ الأهم وبما أننا بالصيفية يمكنني القيام بشيء لأجلكِ
ليان(عانقتها بحرارة):- ياااااااي ستفرح ماما والله لكن ماذا سنفعل بجدتي ؟
ميرا:- دعيها لي لكن حتى نضعها أمام الأمر الواقع ونزيل من بالها فكرة الانحلال التي تأخذها على عارضات الأزياء ، فهن فنانات بدورهن المهم … كل هذا الحديث سنتطرق له في الوقت المناسب أرني أولا نتائجكِ المفرحة وبعدها لكل مقام مقال ..
شيماء:- هيييه لن تهمد الآن بعد أن أعطيتها هذا الأمل
ليان:- سترين مني كل ما تحبينه خالتي …
ميرا:- تمام يا حلوات سأسبقكن للأسفل لا تتأخرن لأجل وجبة الغذاء ..
نهال(كتفت يديها):- هل حقا صدقتِ نفسكِ أين مؤهلات عارضة الأزياااااء فيكِ يا بعدي ؟
ليان:- سأكون عارضة وستلمحين ذلك حين يلمع نجمي
نهال:- الحقي يظهر أن نجمها سيكسر رأسها قبل أن يلمع حتى هههه
شيماء:- نهالووو دعيها وشأنها لننزل ونساعدهم بالمطبخ
نهال(أشارت لها بالنزول):- أنا فقط أود أن أجعلها ترضى بالأمر الواقع ، لو أردتِ ذلك حقا عليكِ أن تغيري أسلوب تعاملكِ مع الآخرين وبعدها سنتمنى لكِ النجاح بقلب سعيد
ليان:- لا أحتاج دعمكِ فقط اغربي عني ..
نهال(نكزتها لكتفها وخرجت):- معتوهة ..
ليان(أخذت تهتز بعنف وعصبية وهي ترمق الباب الذي صفقته نهال بعنف):- أنا سأريكِ يا نهال سأريكِ سأرييييييكِ …
توجهت صوب منضدة نهال الخاصة وأخذت تبحث هناك عن أي شيء يمكنها أن تخربه فيزعجها ، لم تجد سوى علبة عدساتها البصرية المؤقتة فكلما فرغت مدة علبة ترميها لتجددها بأخرى وهنا كان متبقي فقط علبة أخيرة عدا عن التي ترتديها بعينيها الآن ، المهم أخذتها بكل شر وأتلفتها ووضعتها محلها بالعلب ، رمقت نظاراتها البصرية أيضا بقنوط واشمئزاز فهي قد عرفت أن نهال لا تلبسهم خارجا لأنها لا تحب أن يراها الآخرون بهم ، لكن طالما أقدمت على إخراج شياطين ليان فسوف تجعلها ترتديهم شاءت أم أبت لكن من الضروري الآن أن تجعل نهال تزيل ما بعينيها لكي تخربهم أيضا ويصبح حلها الأخير ارتداء النظارات البصرية فهي لن تفلت تلك الحفلة حتى ولو على حساب قناعاتها الشخصية … ضحكت بخبث ونزلت للأسفل فبعد أن قضوا فترة الغذاء في مزاح مع ميرا وأنس باستقبالها ومحبة أبداها الكل باستثناء سماح التي كانت تطالعها شزرا بتأفف فحتى مديحة أضفت جوا مرحا حين روت لهم سقطتها بالمستشفى ، وهي التي قلبت الأجواء على نور التي تخيلت منظرها وضحكت ولكن سرعان ما تبددت ضحكتها حين تذكرت كلام دينا لها بالغرفة …
~ قبل دقائق ~
نور(أطلت عليها ووجدتها تعانق دبدوبها وتنام):- دندونتي ؟
دينا(فتحت عينيها):- مامي ..
نور:- ها مامي كيف أنتِ ؟
دينا:- جيدة
نور(جلست جوارها وجذبتها لحضنها وهي تغمرها بحب):- خفت عليكِ كثيرا لكنني عرفت أن ابنتي رجل مثلي هه يعني في المواقف الصعبة تكشر على أسنانها ولا تبكي
دينا:- بكيت ولكنني أخفيت دموعي وكنت كما تريدينني ويريدني عمو فؤاد ، اطمأننت بتواجده معنا شعرت وكأن كل مشاكلنا حُلت بقربه لا أشعر أبدا بالخوف
نور(زفرت عميقا):- الليلة حفلة الآباء خاصتكِ .. سأكلم أباكِ ليحضرها
دينا(تذمرت بشأن ذلك):- لا ماما سنذهب أنا وأنتِ كما كل سنة ، إن كان سيذهب ذلك الرجل فلا أريده أنا
نور:- ولكنه أبوكِ
دينا(بحنق):- ولكنني لا أحبه لا أريده اهئ ..
نور:- طيب طيب لا دمووووع سنحضرها أنا وأنتِ وحسب .. لكن أرى أن نعطي أباكِ فرصة ؟
دينا:- لست أريد..
نور:- ديناااا عمو فؤاد لن يستطيع حضورها لأنكِ تملكين أبا بحق
دينا:- ولست أريده أبا أنا لا أريييييييده
نور(أغمضت عينيها):- أوك لا دموع الآن ، سنتخطى ما حصل ونمضي
دينا(شهقت):- أتمنى لأنني خائفة ماما ، ماذا لو خطفوني من جديد ؟
نور(أمسكتها بجزع):- لا يا قلبي لن يحدث ذلك مجددا لن يحدث ذلك ….
تنفست بخوف ورهبة وهي تناظر ابنتها الآن وهي تضحك معهم على سقطة الخالة مديحة ، شعرت بالغبن والرغبة بالصراخ فخوفها أكبر من التحمل لذلك تابعت أكلها في صمت على غير العادة ، شعرت بها عواطف ولكن لم تدقق فهي قد اعتبرت أنها متعبة أو مهمومة بشأن حفلة دينا تلك الليلة … في ذلك الوقت خوفها كان يشاركها فيه فؤاد أيضا والذي كان يحرك رجله بطقطقة عصبية ويده على فكه تارة ينظر للساعة وتارة يرفع رأسه لهمام الذي كان يناظر الطريق
فؤاد:- ألم تصل بعد ؟
همام:- ليس بعد
فؤاد:- قالت بعد نصف ساعة صرنا في ساعة ولم تحضر ، أتراها تلاعبنا هنا ؟
همام(رآى سيارتها):- وصلت ..
فؤاد(نهض بلهفة وفتح الباب):- اختفي أنت الآن سأكلمها على انفراد
صوفيا(فتحت الباب وخرجت مسرعة صوب البيت وجدت همام يغادره ورمقت فؤاد شزرا وهي تدلف):- أخبرتك أنني اليوم مشغولة جدا ماذا يجري ؟
فؤاد:- ع أساس أننا سنتكلم بشأن ما حصل ليلة أمس
صوفيا:- آه آه تلك القصة
فؤاد:- هه لا عجب أن تنسي موضوع ابنتي إن كنتِ أصلا تتذكرين ابنكِ صدفة
صوفيا(جلست بحنق):- لا تتفوه بكلام ليس صحيحا
فؤاد:- إذن اشرحي لي الصحيح ، لما اختطفوها وما غايتهم منها ؟؟؟؟؟
صوفيا:- فقط للانتقام ليس هنالك شيء يذكر غير هذا
فؤاد:- اسمعي يا صوفيا ، أنا وابنتي في كفة وصمتي عن قذارتكم في كفة أخرى .. وأنتِ تعلمين لما أصمت لأنني لا أرغب بأذية أحبتي وليس لأنني أراكِ أما تستحق التضحية فهمتني صح ؟
صوفيا(بألم):- فهمتك ولا داعي لأن تتطرق للمزيد …
فؤاد:- سيكون هذا إنذاري الأخير لكم لأنني في المرة المقبلة سأستعين بما يوجد تحت يدي وسأفضحكم جمييييييعا وأزج بكم في السجن ، أحذركِ صوفياااااا
صوفيا:- أنا أمك أمك
فؤاد:- أمي لا تساهم في اختطاف ابنتي حتى لو لم يكن لديكِ علم فأنتِ مشتركة معهم وفي قذارتهم
صوفيا:- كان حريا بك أن تخبرني عنهااا
فؤاد:- ليستغلوها في حربهم ما حزرتِ .. ولن يعرف أحد بهذا ولا أقسم …
صوفيا(اقتربت منه):- أنت ولدي … كيف أؤذيكِ أو أؤذي ابنتك ياااااه الآن فقط استذكرت جمالها ورقتها وفهمت سبب تعلقها بك ، لكن ذلك الرجل طالما ليس أبوها يجب أن نقصيه من حياتها
فؤاد:- لن تتدخلي بشيء أنا سأتصرف أنتِ فقط أبقي مجرميكِ بعيدين عنها وعن أمها لأنني لن أغفر لمن يفكر بمحاولة الظفر بهن تحت أي ظرف كااااااان …
صوفيا:- مهلا هل ستذهب ؟
فؤاد:- أظنني أوصلت رسالتي ؟
صوفيا(جمعت قبضة يدها ببؤس):- كما تريد
فؤاد:- ههه هل تتوقعين أن أتصرف معكِ بعاطفة رجاااء لا تجعليني أضحك ، خصوصا وأنا قلق على صغيرتي لأنني غير واثق منكِ صراحة
صوفيا:- بلى ثق فيني لن يمسها سوء طالما أنا على قيد الحياة ، إنها حفيدتي …
فؤاد(زفر بعمق):- من الجيد أن تتذكري ذلك … عن إذنك
صوفيا(بحسرة تكلمت خلفه):- سيأتي يوم وتغفر لي يا بني … آآآآآه
جلست متحسرة في زوايا ذلك البيت وحيدة تنعي حظها العثر إلى أن ولجها الاتصال الذي كانت تتهرب منه طوال اليوم ، أغمضت عينيها على دموعها وردت عليه ..
الدبلوماسي:- أراكِ تتدخلين في أوامري ؟
صوفيا:- لا للأطفال .. لن أقبل أن تؤذي شعرة منهم حسابكِ مع الآخرين لكن الصغار لاء
الدبلوماسي:- صرتِ لطيفة يا عضوة البرلمان هل لعبت بدماغكِ مشاعر أمومتكِ المتأخرة أم ماذا ، لا تحاولي أنا أعرف أنكِ بشقتكِ القديمة وأن ابنكِ قد غادر لتوه دار ذكرياتكما القديمة
صوفيا(نهضت بفزع):- كيف تجرؤ على مراقبتي ؟
الدبلوماسي:- التزمي حدكِ واعلمي مع من تتكلمين
صوفيا(توترت):- حبا بالله اسمع مني الأطفال لا علاقة لهم بحربنا فرجاء ارأف بحالهم
الدبلوماسي:- ستعطينني مقابلا جراء ذلك
صوفيا:- أخبرت غضنفر أنني مستعدة لكل شيء مقابل أن تبقى الصغيرة محمية
الدبلوماسي:- ههه إذن تجهزي لمطلبي التالي إن كنتِ حقا حريصة على إبقاء ابنكِ وأحبته سعداء
صوفيا(ابتلعت ريقها):- ماذا تريد ؟
الدبلوماسي:- مقعدكِ …
فتحت عينيها على وسعهما بعدم تصديق وجلست وهي تشعر بالخواء في قدميها حين فصل الخط بوجهها وجعلها تصارع طلبه الغريب ، يريد مقعدها في العشيرة لكن لمن ولأجل من هنا لم تستطع معرفة شيء فقد غيبت عن الواقع وهي تحسر تضحياتها السابقة لتجد نفسها خارج اللعبة فجأة …
غضنفر(استدار بكرسيه وهو يراه في الشاشة ويكلمه):- صدقني سوف تعطينا كل ما نريده ، وخطتنا ستنجح أساسا أصبحت صاحبة مشاكل ولسانها استطال وأنا أمقت مثل نوعها ، صحيح هي مضحية ولأجلها أفعل الكثير كونها صديقتي ولكن حان دورها لتتنحى جانبا وتهبنا المقعد الذي يلزمنا لتجديد روابط العشيرة السوداء
الدبلوماسي:- في نظرك هل سيقتنع ؟
غضنفر:- ليس أمامه حل إما هكذا أو يودع أحبته للأبد
الدبلوماسي:- هكذا سنضع الأمور في نصابها
غضنفر:- سيصيبنا وجع رأس منه مثلما هو متوقع لكن طالما الأوامر العليا أفضت بذلك سننفذ ..
الدبلوماسي:- صار وقت خروجي باي
غضنفر:- سنبقى على اتصال …
رشيد(دخل عليه لحظتها وصفق الباب خلفه):- ما هذا الذي سمعته ؟
غضنفر:- كيف تتنصت عليها أيها الأقررررررع ؟
رشيد:- أجبني فحسب ما الذي سمعته كيف ستجعلون صوفيا خارج اللعبة ومن ستجلسون بدلا عنها في ذلك المقعد ؟
غضنفر:- على الأغلب شخص رشواني ومن يكون ذلك سيبقى في عهدتي الخاصة ، لحين يأتي الوقت المناسب ستعرفون كل شيء
رشيد:- إن كان ميار سأحرق الدنيا على رؤوسكم
غضنفر(ضرب على سطح المكتب وهو ينهض):- ميار ميار أساسا عقدتك في الحياة هو ميار لأنه استسيدك وجعلك عبدا لديه ، هو البطل في كل شيء وأنت الحشرة
رشيد(ضرب الكرة الأرضية الموجودة على سطح أبيه):- لا تتجرأ على إهانتي ، أنا فنيت عمري في سبيل كل هذا الوبال
غضنفر:- مجبر مجبر أيها الأبله أم نسيت من أخرجك من ذلك السجن وإلا لكنت ما تزال تتعفن بين جدرانه ، ولكنني أخرجتك وحاولت جعلك رجلا لكن صدق من قال الكلب يبقى كلبا
رشيد(بحنق):- تربيتك يا أبي تربييييييييتك
غضنفر(صفعه على وجهه):- أين أمك هااا أجبني أين هي أمك هل تعرف مكانها طبعا لاء لأن سيدك يبقيها أسيرة لديه ، سيدك ذاك هل تعرف أين هو ولا على ما ينوي لا تعرف أنا من يعرف كل شيء ويدبر كل شيء وأنت فقط رجل كرسي أحركها كيفما أشاء وحيثما أريد ، فإياك ثم إياك وأن تكبر علي يا ولد أقسم لك سأدفنك في أرضك أقله أتحسر على شبابك بدلا من أن أموت بحسرتي من مصائبك
رشيد(أشار بيده):- سوف أحرق كل المراكب لو بقيت تستصغرني بهذا الشكل ، لما تحجمني هكذا لقد فعلت كلما أردته مني خدمت جاسوسا لأجلك حاولت مراضاتك ولكنك أبدا لن تعتبرني رجلا لأنك لا تراني كذلك مقارنة بمياااااااار ، هو الذي تمنيته ابنا لك من صلبك لكن أنااا كنت نكرة بالنسبة لك ..
غضنفر(ولاه ظهره):- أغرب عن وجهي فقد بدأت هذيانك ولا وقت لسماعه أمامي عمل كثير
رشيد(نظر إليه بحسرة):- ماشي … عن إذن سيادتك ..
خرج من عنده وهو حانق على الوضعية برمتها صفق الباب خلفه وتوجه لغرفته بعد أن اصطدم بها وهي تتمايل بمجلتها في الرواق ، التقطتها من على الأرض وناظرته باستغراب
دلال:- الله الله ما به هذا الأبله ؟؟؟ رشيييد رشيييد ؟؟ هئ صفق الباب بوجهي يلعنك من أخ
رشيد(أخذ يرتج محله وكسر المرآة بعصبية وهو يحاول ضبط أعصابه):- أنا سأريكم من هو رشيد سوف أجعلكم تشهدون بعظمتي رغما عن أنوووووووفكم … همممم
بوعيد انتقام زفر بكره وهو ينظر للدم المتناثر من يده أغمض عينيه وخرج ليصطدم بها في وجهه ، دفعها عنه حتى سقطت ولم يوليها اهتماما إطلاقا
دلال:- اهئ لما فعلت ذلك أيها الأحمق ؟؟؟
خضر(ركض صوبها وأمسكها):- هل تأذيتِ انهضي معي حبيبتي ؟
دلال(دفعت يده عنها):- لا تلمسني يااا ما شأنك بيني وبين أخي هفف
خضر:- دعيني أساعدكِ وكفاكِ عنادا هيا
دلال(جعلته يرفعها من على الأرض):- تمام تمام أنا بخير ..
خضر(ناظر فستانها الضيق وتذمر):- الجو غير مناسب لهكذا فستان يا دلال سيأتي ضيوف عند والدكِ وعيب أن يروكِ بهذا الشكل
دلال:- أولا لا تتدخل فيني وفي شؤوني ثانيا هذا هو لبسي ولن أغيره ثالثا أصلا لن أرى ضيوف أبي فريح راسك ..
خضر(أعلم أنكِ لن تريهم فستكونين مشغولة مع كلب آخر):- طيب..
دلال(نشت يدها بعصبية):- افف صممت أذني ..
غضنفر(فتح باب المكتب وصرخ فيه)):-خضرررررر يا خضر تعال هنا
خضر(نفض يديه وتوجه إليه ركضا):- أمرك سيد غضنفر ..
غضنفر:- حين يحضر الضيوف أدخلهم غرفة المكتب ريثما آتيك
خضر:- إلى أين ستذهب ؟
غضنفر:- سأرى هبة قليلا ولا تدع أحدا يغيب عن ناظرك سمعت ؟
خضر:- حاضر …
أشار له غضنفر بالأوامر وتوجه صوب الجانب السكني الذي تمكث فيه هبة والتي كانت تتحدث عبر الهاتف مع أمجد الذي أوضح لها عدة أمور جعلتها تجفل بقلق عما سيحصل لاحقا ..
هبة:- متوترة
أمجد:- لا تجعليني أندم يا هبة من إخباري لكِ ، أنتِ بالنسبة لهم كرت محروق ولن يسعهم استعماله إلا في حالة واحدة ألا وهي إعادتكِ للحياة .. ولكن هو سيكون بمثابة قوة بالنسبة لهم خصوصا أن حكيم وميار في الميداااان أضيفي عليهم جوزيت أيضا ..
هبة:- لكن ابني بعيد عن هذه الديباجة كلها
أمجد:- حين التقيت به شرحت له حساسية الموقف وأعطيته كل ما يلزم ليعرف أين نقف وما الذي فاته وما علاقتكِ بالموضوع وكيف تم إقحامكِ في هذا الجحيم ..
هبة:- وما كانت ردة فعله ؟
أمجد:- غير مبشرة بالخير ، لم يكن متحمسا بالمرة وأيضا لم يبدي أي اعتراض صراحة لم أفهمه إن ابنكِ ذاك تركيبة معقدة جدا صعب أن تفهمي ما الذي يدور برأسه
هبة:- تركيبة من سليم ماذا ستفضي أكيد كارثة ، الله يستر ولا يفضح الأمر
أمجد:- نبهته من خطورة الوضع وبالخصوص أنتِ ، هنا سأقول أنه تفهَّم بإيماءة رأسه تلك فحسب
هبة:- لا طمأنتني يجب أن أراه قبل خروجه ضروري ..
أمجد:- صراحة يا هبة لست أدري متى سيطلقون سراحه ولكن .. سأحاول متابعة الموضوع أولا بأول وأبلغكِ به
هبة(انتبهت لصعود أحدهم):- سأفصل الخط الآن وداعا …
غضنفر(حاول فتح الباب عليها وجده مقفل):- هبة .. يا هبة
هبة(فتحته على مضض):- نعم ؟
غضنفر:- لما تقفلين الباب على نفسك ؟
هبة:- ربما لأنني أرغب ببعض الخصوصية مثلا ؟
غضنفر:- جهزي نفسكِ هنالك ضيوف أودكِ أن تتعرفي عليهم
هبة:- من هؤلاء ؟
غضنفر:- مستثمرين أجانب ستتفاهمين معهم على ثمن الشحنات
هبة(مسحت على رأسها):- ما الذي تهذي به يا غضنفر أنت تعلم أنني سأرفض ، استعن بصوفيا أو وجدان أنا لا مزاج لي
غضنفر:- كنت لأستعين بوجدان ولكن تلك الثرثارة تفكر بمصلحتها أكثر من مصلحة الجميع وقد تقلب الموازين علينا ،أما صوفيا فلم أطلب منها لأننا نفكر بإقصائها من المجموعة ؟
هبة(فتحت فاهها بصدمة):- تقصوووووونها ولكن لماذا ماذا فعلت لكم ؟
غضنفر:- أصبحت تتدخل في شؤون لا تخصها ، ثم البارحة اعترضت قرارنا وهذا ما لا يسعنا تقبله
هبة:- أي قرار ذاك ؟
غضنفر:- ههه حاولت الانتقام من بيت الراجية باختطاف حفيدتهم الصغيرة ولكن اتصال طارئ من صوفيا جعلنا نعيدها دونما الوصول لغايتنا
هبة(قلبها سقط في محله وهتفت بداخلها دينا ابنة نووور):- امممم ولما غيرتم رأيكم ؟
غضنفر:- لأن الغبية هددتنا .. ولذلك نحن فكرنا بعقاب جيد لها سنأخذ منها المقعد وسنقصيها خصوصا وأن اسمها دخل لملفات الشرطة فأكيد صارت مراقبة ولا يلزمنا مشاكل …
هبة:- كيف تضحون بها بعد كل ما قدمته لأجل هذه العشيرة اللعينة ، أنتم ناكرو الجميل بحق ؟
غضنفر:- هذا بدلا من أن تفرحي ..
هبة(بعدم تصديق):- أفرح هههههههه بماذا يا ترى ؟
غضنفر:- بمن سيجلس على ذلك المقعد
هبة(اختفت ابتسامتها):- من تقصد ، أكيييييييد أنت لا تتحدث عن طارق ابني ؟
غضنفر:- نن لا هذا مستبعد فطالما أنتِ معنا سيبقى بعيدا ، لكن الشخص الذي اخترناه من دمكِ ولحمك أكيد ستتأقلمان سوية هههههههههاهاها …
هبة(ارتجفت بدموع):- من هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غضنفر(همس بأذنها بخفة ونطق الاسم):- هههههه مفاجأة أليس كذلك ؟
هبة(حركت فمها برجفة وهي تتراجع لتجلس على الكرسي):- أنتم أنذااااااال أنذااااااااااال اهئ
قهقه بضحكات عالية وهو يغادر غرفتها ليتركها وحيدة تستشعر حزنا عميقا خصوصا بعد أن عرفت منه الاسم المرشح ، شعرت بطعنات في صدرها وهي تحاول التقاط أنفاسها فهذا كثير كثيررررر عليها تحمله خصوصا وهي ترى دمها يقحم ظلما وجورا في عالم مظلم لا فكاك منه …… نزلت على مضض لتنجز قسمها من الاتفاق فطالما تورطت ستكمل حتى الأخير ، جالست أولئك الضيوف بعقل غائب وسيرت الأمور التي أمرها بها وما إن فرغت من ذلك هرعت لمسكنها لتدفن نفسها بين أفرشتها وتبكي على حظها التعيس ……
نبيلة:- بنيتي ؟
هبة(ابتلعت ريقها وهي تتمالك نبرة بكائها):- أردت سماع صوتكِ فحسب أمي
نبيلة(عيناها دمعت حين شعرت بها):- ما الذي أبكاكِ صغيرتي ؟
هبة:- كل شيء كل شيء اهئ أرغب بالمجيء إليكِ لتضميني لصدركِ لتنسيني همومي يا أمي ، ولكن حتى ذلك محرم علينا لماذا لماذاااااا كتب علي هذا العذاااااااااب ؟ لماذا أنحرم منكِ وأنتِ حية هاااااا ؟
نبيلة(تلكأت الحروف بجوفها وأغمضت عينيها بدموع):- حبيبتي لا تبكي أنتِ تطعنين قلب أمكِ هكذا ، اسمعيني أيا كان ما يبكيكِ صدقيني سيأتي يوم ويصبح ذكرى من الماضي وما عليكِ الآن سوى أن تكوني قوية … لأجل أمكِ ستفعلين
هبة(ابتلعت ريقها):- تعبت يا أمي والعالم لا يرحم ابنتكِ ، إنهم يطعنونني يعذبونني وأنا لا أستطيع تحريك ساكن خوفا عليكم وعلى أولادي وعلى نفسي منهم … أنا أعيش في إرهاب متواصل يا أمي فكيف بي الصبر هاااا أخبرني لو كنتِ محلي كيف ستتحملين ؟
نبيلة(أمسكت على قلبها):- بنتي … هبتي
هبة(استساغت اسمها):- نعم يا أمي ، أنا حقا أتعبكِ معي لكنكِ الوحيدة التي تخفف عني وطأة حرقتي الله يحفظك لي
نبيلة:- أنتِ ابنتي التي حرمت منها لسنوات كيف لا أتحملها ، أنا بئركِ العميق حيث تدفنين أسراركِ المظلمة أنا التي ستحتويها دون أن تسأل حتى عما يتعبكِ يكفيني أن أخلصكِ منها
هبة(شعرت بالراحة):- فعلا أنتِ بلسم شاف لي ماما .. أحبكِ يا نبيلتي ..
نبيلة(ابتسمت):- هكذا دللي أمكِ كي تفرح هه .. أ.. مهلا أنا أتكلم من الطارق ؟
إياد(دخل):- أنا جدتي بلبلة أودكِ في استشارة يا حكيمة
هبة(سمعته):- الآن صرت أفضل حين وجدت من أتحمل لأجلهم ، سلام أمي
نبيلة(أغلقت الخط ووضعت الهاتف جانبا):- نعم إياد
إياد(أقفل الباب خلفه ودخل إليها):- أرغب بأخذ موافقتكِ
نبيلة:- وفي ماذا ؟
إياد:- بعد زفاف ميرا سيأتي زفاف كوثر وبعد زفاف كوثر أرغب بأن أخبرتك ذلك اليو في شقتي بأني أرغب بالتقدم رسميا لخطبة رقية ، ولكنها تأبى الزواج ولديها تخوف رهيب من فكرة الطلاق وأريدكِ أن تقنعيها بطريقتكِ أنني ولد جميل لطيف بار ومخلص ووفي وحنون وعطوف ويحبها حبا جما جمااااااااا ، أقنعيها لأجلي جدتي همم ؟
نبيلة:- آخ يا ولد ربيت نفسك حتى تفكر بالزواج
إياد(أبرز عضلاته):- شوفي شوفي أنا أبلغ 29 سنة كاملة وقاربت على الثلاثين ألا يحق لي الزواج هاه ثم أنا والله أرغب بالاستقرار معها لكنها مترددة ، كلما تطرقت لهذا الموضوع تحججت وتهربت أعلم أنها معقدة من تجربة والديها السابقة ولكن .. نحن أناس غير وليست كل علاقة مجبولة على الفشل صح ؟
نبيلة:- صح .. طيب يا ولد سأكلمها لأجلك ..
إياد(عانقها بحرارة):- يسلم لي الفهمان أنا ، أحبكِ يا جدتي أي والله وليست صباغة بالألوان بل مشاعر وحياتك
نبيلة:- آآآآآه منك يا لعين، اشتقت لصديقتك كثيرا كلمها لأجلي ..
إياد:- ميرنا هاتفها خارج التغطية حاولت قبل قليل لكن لم ينفع ، أكيد هي بخير حكيم معها ووائل وعليهم جوزيت إذن كله تمام
نبيلة:- امم اجتماع هاتين في مكان واحد أصلا لا يبشر بالخير .. وقد طالت غيبتهم مع الأسف
إياد(بحسرة على أحبته):- هانت يا جدتي هانت …. هئئ ماذا يحدث ؟
نبيلة(هزت رأسها):- الحفيداااااااااااااات يا بعدي …
نهال:- أنتِ بلهاء أم ماذا من الصبح وأنا أضبط في شعري وتأتين الآن لتصبي علي العصير ، علي أن أستحم ولا وقت لدي لكي أقوم بتعديله اففف
نور:- تمام تمام لا تفتعلوا مشكلة هنا سأسرحه لكِ نهال بسرعة لا تقلقي حبيبتي
نهال:- ولكنها تعمدت صب العصير علي
ليان:- كان حادثا
شيماء:- بل تعمدتِ ..
ليان:- أصلا أنتِ دوما معها في صفها وأنا هي الظالمة …
يزن:- أختي حتى لو لم أرى الحادثة نظرا لدخولي إلى البيت الآن فأنا أضيف إصبع التهمة لهن
سماح:- يزن … إلى غرفتك فورا ولا تتدخل أصلا هن لا يطقنها مذ أول يوم فأكيد سيخترعن كل الحجج لأجل التقليل من شأنهااااا ..
كوثر(التهمت سنويشتها):- عفوفة هيا هيا دعينا نهرب لآخذكِ بطريقي لعملك
عفاف:- نهال لا تتأخروا في السهرة رغم أنني أثق بتلك الجماعة ولكن حاولوا عدم التأخر
عواطف:- ستكون مرام معهم وطالما هم بعهدة فريد لا بأس
سماح:- عشنا وشفنا تربية آخر زمن
إياد:- ماذا يحصل يا جمااااااعة ؟
نهال(بتذمر كانت تجفف شعرها من العصير):- هذه الحمقاء صبت العصير على شعري
إياد:- ليان لما فعلتِ ذلك ؟
ليان:- كان حادثة ..
نور:- يكفيييييييييييي …يكفي نهال اصعدي واستحمي فورا وتعالي لغرفتي لأجففه ، شيماء ساعدي هنا في جمع الأطباق وأنتِ ليان يفضل أن تتجهزي أيضا فموعد ذهابكم قد اقترب أليس كذلك ؟
ليان(بمكر):- أوك ..
سماح:- همممم
مديحة:- أنتِ لا تشعلين سوى النار
سماح:- نينينينينينينين … موتي بسمك
عواطف:- أستغفر الله على هاتين أستغفر الله
دعاء:- ههه إخلاص أرأيتِ كيف قلدت ماما ؟
إخلاص:- ههههنينينينين هههههه يا الله …
إياد(حول عينيه منهم):- آخ ع جنون الراجيات آخ كوكو انتظري .. هيا يا حلوين أراكم على خير سأذهب أيضا يتبعني المرور بوصال قبل ذهابها للمعسكر سأبلغها سلامكم جميعا
نور:- واعتذر لنا منها كوننا لم نستطع رؤيتها تعرف يعني ..
إياد(غمز لها):- ولو لا تشغلي بالكِ .. سلامو …
كوثر:- عفوفة أسرعي …
عفاف:- سأعدل وشاحي وآتي …
إياد(بالخارج):- أحاول الاتصال بميرنا منذ الصباح هاتفها مشغول ، ميرا فقط التي طمأنتني على أحوالها فقد وصلت إلى حكيم
كوثر:- طيب يعني الأمور بخير
إياد:- لا أدري لكن قلبي ليس مرتاحا
كوثر:- هل تريدني أن أشغل القمر الصناعي الخاص بحدسي المهبول هههه ؟
إياد:- افعلي يختي ..
كوثر:- حسنا سأحاول بدوري الاتصال ولو وفقت في الوصول إليها أخبرتك، ، هيا دعنا نلتقي عند وصال مساء سلامو يا حلو ..
عفاف:- جييييييت هيا بنا …
تفرق المجمع خارجا وبالداخل ، وهنا تسللت ليان بمكر إلى العلبة الخاصة بعدسات نهال التي نزعتهم كي تستحم خربتهم أيضا وأغلقت العلبة وخرجت من الغرفة لتنضم إليهم وتساعد في نقل الأغراض للمطبخ كي لا يمسك عليها أحدهم التهمة … هدوء يلي هدوءا إلى أن صرخت نهال بعد عدة دقاااااائق وجلست أرضا تنتحب …
نور:- نهااااااااااال ما الذي حصل يا بنت ؟
نهال(شهقت وهي ترفع عدساتها لهم):- أحدهم خرب عدساتي اللاصقة .. اهئ اهئ كيف سأحضر أنا في هذه الأمسية كيففففف ؟؟
عواطف:- حبيبتي … يا الله ألا تملكين علبة ثانوية يعني ما يزال وقت على موعدكِ مع الطبيبة نرجس لأجل تغييرها ؟
نهال:- ما كنت أرتديه وما بالعلبة خربوا خربوا كلهم كلهم ، ما عاد في يدي الذهاب اهئ ، ولا أريد الذهاب بنظاراتي البصرية أنظري كيف أبدو لأنها تظهرني كالخرقاء أنظري أنظري ..
نور(رمقت خلفها دخول شيماء وإخلاص):- إخلاص دعونا وحدنا معها وطمئني جدتي لا شيء يفزع ، واستوقفي من هم قادمون بالرواق أسرعي
إخلاص(انتبهت لعمتها وليان):- اممم حاضر حاضر
شيماء(دخلت وعانقتها):- سأبقى
عواطف(نهضت وأغلقت الباب بالمفتاح):- الآن سنحل هذه المشكلة …
نهال:- كيف اليوم أحد ومن سابع المستحيلات أن أجد بديلا لعدساتي فذلك معيار خاص بي ، ولو ذهبت بهذه النظارات سأكره نفسي أتفهمونني ؟ اهئ أريد ماماااااا
نور(انحنت أرضا وعانقتها):- ستحضرين لهذه الأمسية وبهذه النظارات أسمعتني .. لا أحد له شأن بكِ لا أحد وكوني مقتنعة بنفسكِ ولا تدعي أحدا يحطمكِ حتى لو كان نقص النظر لديكِ
نهال:- أنتِ لم تجربي تلسين الآخرين عليكِ حين ينعتونكِ بألفاظ غبية لا تمت للإنسانية بأدنى صلة
عواطف:- لأنهم منعدمو الضمير
شيماء:- وأنتِ قوية أقوى مني ومن كلنا لذلك سأكون عينكِ .. لا تقلقي
نهال:- لن أذهب ..
شيماء:- لقد وعدنا مرام ، ألا تشعرين بقيمة ما تقدمه وهي في عجزها ذاك لما هي ليست خجلة من وضعها هاه بل على العكس ستصعد للمسرح وتهزم محاولات كل شخص في إحباطها بقوتها وشموخها ستتحدى الكل … أين أنتِ من عجزها هاه ؟
عواطف:- شيماء تتكلم دررا هنا ، بالفعل أنتِ معافاة وسليمة ونحمد الله ونشكره على هذا ولكن ابنتي المسكينة لا يسعها حتى التحرك على قدميها بأريحية ، خذيها عبرة وقدوة لكِ
نور:- ولو كنتِ بحق تربية عمتكِ نور ستذهبين بهااااا هممم ؟
نهال(هزت رأسها):- ليان فعلت هذا بي انتقاما
نور:- نعلم ذلك وسيكون لها حساب عسير لا تقلقي دعي الأمسية تمضي وحفلة دينا كذلك وغدا لي جلسة معها لنرى ما الذي تريده الأخت …
شيماء:- هيا انهضي لتجفف لكِ خالتي نور شعركِ .. هيا حبيبتي
نهال(نظرت للمرآة ولنظاراتها):- أنا ألبسهم فقط حين أكون معكم لكن بعد حضور عمتي وليان أرفض ذلك وألبسهم قبل النوم فحسب .. لذلك .. طالما لا يوجد حل مضطرة للذهاب بهم ..
شيماء:- يسس هذه هي نهالو ابنة خالي الحلوة
نور(ربتت على كتفها):- شجااااعة بطبعها
عواطف(عانقتها بحنان):- ستمضي وغدا من بكرة الصباح سنذهب لنصنع لكِ غيرها ..
نور:- أكيد وبنفسي سآخذها حتى … هيا شيمو اركضي لغرفتي وأحضري المجفف
شيماء:- هوى يا خالتي
عواطف:-لأنزل أنا كي أطمئنهم أكيد ميرا فزعت من هذه الضوضاء
نور:- جيد أنها ترضع الصغير بغرفة رنيم ..
نزلت عواطف وأخبرتهم أن الأمور كلها على ما يرام ، طبعا خبث ليان امتد ولم تستطع إخفاء ابتسامتها حتى وثب من خلفها يزن وواجهها بأنها هي السبب هدرت فيه جدته وجعلته يتكتم على الموضوع ، وبحنق غادر لغرفته وهو يلومها أشد اللوم ، بينما سماح رغم معرفتها بأنها السبب فضلت أن تسكت كي لا تكبر المشكلة .. هنا دلفت عواطف على رنيم وميرا وكانتا تهتمان بالصغار رفقة دعاء بالغرفة طمأنتهم أيضا وحلت المشكلة ….. بحمد الله ..



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-04-17, 03:23 AM   #600

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


لكن هنالك مشاكل لا تحل ولا يخفى عليكم أن الحال بات مرهقا بحق … اجتمعوا مجددا على طاولة الغذاء ووضع لهم العم نزار ما يلتهمونه لكن ولا واحد فيهم اقترب من صحنه ..فقط واحد عفوا وطبعا هو مهزوم أمام الأكل
كاظم(جر صحن نادر):- يا الله لما لا تتناولون حتى أن نزاركوم حضر أكلا لذيذا
نزار(جلس معهم وأخذ يتناول أكله):- اخرس فقط اخرس صوتك يجلب المتاعب
كاظم(التهم ما أمامه):- والله أنا مشغول الفم وإلا لرددت عليك
ميار:- الآن فهمنا متى ستصدر تلك النتائج ..؟
كاظم(التقط قطعا أخرى دفعة واحدة):- في الغد لأن تلك الأمور يلزمها إجراءات وحقوق في البحث عن خطوط دولية وتصريحات وهذا ما قمت به وتعذر علينا الحصول على نتيجة إلا في هذا الوقت ..
وائل(بتذمر):- ولكنه كثير حتى الغد كيف سنصبر هذا اليوم هاااااه ؟
حكيم:- لن نصبر سوف نتتبع خطة الصيدلية ألم تهددهم يا ميار ؟
ميار:- بلى حتى أنني أرعبتهم برجالي وجعلت حارسا منهم يرابض هناك وكأنه عامل نظافة ، ما إن يلمح جوزيت حتى يلحق بها إلى حيث تذهب ..
حكيم:- وهذا ما لن يحصل قبل يومين حسب قول فيكو ذاك
ميار:- هذا ما لدينا حكييييييييييم هل تركوا لنا فرصة أخرى ، لقد درسن كل الاحتمالات وهذا ما يصيبني بالجنون
نادر:- يفضل ألا نفقد أعصابنا
ميار(نهض ورمى بصحنه أرضا وضرب كرسيه بعنف):- حين يحدث ما أخشاه وقتها سآخذ راحتي في العصبية أليس كذلك ؟
حكيم(نهض خلفه):- أكملوا طعامكم سأتفقده قليلا
وائل(نهض بدون نفس وخرج للحديقة):- عالم مخبولة ، تبا ميرنا تبا أتختبئين مني الآن ؟؟؟؟
أمسك هاتفه وناظر صورتها وهو يتجه صوب المسبح ليجلس على كرسيه الهزاز ويتحسر عليها ، ليتها سمعته ليتها شعرت بندمه ليتها ما هجرته لقد سحبت معها أنفاسه وجعلته عرضة للحرمان من جديد ، تأسف كثيرا وفي غمرة حزنه رن هاتفه برقم مدللته …
وائل(أغمض عينيه وابتسم كي لا يشعرها بحزنه العميق):- هديلي ..
هديل:- جيد أنك تتذكر أختك أيها الأخ الحبيب ، اشتقت لك ويلي
وائل:- وأنا اشتقت لكِ يا عمري ، ما أخباركِ وأين وصلت ترتيبات العودة ؟
هديل:- كل شيء جاهز تقريبا وأكون معكم إنما تعذر علي الإسراع لحضور حفل زفاف شهاب اعتذرت منه وأبدى دعمه الشديد لي ، لكن ألن تأتي لحفلة التخرج خاصتي هي بعد أيام بسيطة
وائل(ابتلع ريقه):- لن يسعني حضورها حبيبتي طرأت لي مشاكل جمة تربطني بهذا المكان ، ستغفرين لي حين أعوضكِ بحفلة تخرج لم يحضرها أحد من قبل
هديل(بتذمر):- ولكنني أدرس منذ سنوات وأنت وعدتني في تخرجي الأخير سترافقني
وائل:- هديل أتسمعين ما أقوله ؟
هديل:- فيما أقحمت نفسك مجددا أم أن مشاكل ميرنا هانم لن تنتهي ، أخبرتك سابقا لو بقيت تتبعها ستودي بك للهاوية وها أنت تقف عند كلماتي
وائل:- هديييييل .. يكفي ميرنا ،، تت اسمعيني
هديل:- اسمعني أنت لقد كبرت وصدق جدي حين قال بأنكم صرتم أنانيين لا تفكرون إلا بمصالحكم الشخصية ، لا تحضر يا وائل لدي أصدقائي يفرحون بي وسأعود لجدي الذي سيستقبلني بفرح ولن أنتظر منك ولا من ابن عمنا ولا من عمنا حتى أي شيء … سلام
وائل(تذمر من عصبيتها):- سامحيني صغيرتي لكنني عاجز هذه الفترة ..
بغبن فصلت الخط ونهضت تدك الأرض دكا ، نظرت لنفسها بالمرآة وهي راضية عن شكلها أضافت ملمع شفاه وأمسكت حقيبتها وهمت بالخروج لكن قاطعتها جلنار بدخولها ..
جلنار:- إلى أين يا حلو ؟
هديل:- أنا حانقة على الأمة أرغب بتناول مشروب
جلنار:- عدنا للمشروب ألم نتفق على ألا تلمسيه فأنتِ حين تفعلين ذلك تصبحين شخصا آخر
هديل:- ولكنني سأنفجر أحتاجه جلنار
جلنار:- طيب ..سأرافقكِ ..
هديل(بامتنان):- أحقا ستفعلين لأجلي يا صديقتي ؟
جلنار:- ههه طبعا أساسا كنت ذاهبة فأخي ينتظرني بأحد الملاهي الليلية لكي يدبر لي إجراءات السفر تعرفينني فاشلة بها .. و ربما أحضره إلى الشقة هنا ليبقى معنا قليلا لا تمانعين صح أصلا لن يتأخر فقط ريثما ينجز ما يلزم سفري ..
هديل:- لا بأس غازي شخص لطيف صحيح لم أره وجها لوجه إلا مرة وكانت عابرة ولكن .. لست أمانع المهم ألا يراني ثملة فوقتها سيخاف على أخته مني ههه
جلنار:- لا أخي غازي كيوت ولطيف وشبابي جدااا ، دعيني أغير ثيابي وها أنا معكِ …
هديل(تنفست بعمق وجلست تنتظرها):- أوك حبي …
ما هو إلا وقت وجيز حتى دخلت الفتاتان للملهى الليلي الذي كان يعج بالشباب الراقصين ، طبعا كان اختيار غازي شنيعا فقد ندم حين أصغى لنصيحة أحدهم فهو لا يريد لأخته أن تلج تلك الأماكن ، ولكن وجد نفسه مخيرا أمام ذلك الملهى ، اتخذ مجلسا عند المشرب وطلب عصيرا منعشا ريثما تصل أخته التي دلفت مع هديل وهي تتطلع لكل جانب مبتسمة من ذلك الجو الراقص ..
هديل(كانت مبتسمة إلى أن لمحت جولي وحازم مع بعضهما في الركن):- الخاااااااائن ما يزال معها ما يزال معهاااااااا
جلنار(أمسكتها):- أوك لن تفتعلي فضيحة أخبرتكِ أنه نذل ولن يتربى ، دعيه منه لها
هديل(زمت شفتيها بحنق والتقطت كأسا من أحد الطاولات خاصا بأحدهم طبعا وشربته):- وحياتك لن أسكت لن أسكت ….
سحبت كأسا آخر من طاولة أخرى وتوجهت صوبهما وصبته على جولي بقوة وصفعتها على وجهها دونما رحمة ، رمقته بصرامة وهمت بضربه بحقيبتها لكنه استوقفها بجنون
حازم:- هل جننتِ ؟؟؟؟؟؟
هديل(ببكاء):- أجل جننت لأفضحك أيها الخائن ، ألم تخبرني أنك انفصلت عنها حينما واجهتك بالصور هااااه طلبت غفراني وسامحتك لأجدك تخونني معها مجددا ومن خلف ظهري
جولي:- حازم يحبني وأنا أحبه ونحن قد خطبنا لبعضنا أنظريييييي ….
هديل(فتحت عينيها في الخاتم ونظرت لجلنار):- ههههه أكيد هي تمزح ..
جلنار(جذبتها):- دعينا نمضي لا شأن لنا بهما
هديل:- أصلا أنا رميته لكِ لتشبعي به لأنني لا أرضى بعلاقة مع خائن لا يحب سوى نزواته، وصدقيني لما وجد منكِ ما لم أعطه إياه سيمل وسيبحث عن غيركِ ليخونكِ معها ووقتها ستعرفين قيمة شعوري الذي اندثر وتلاشى في الهواء .. لأنني عرفت سيده الذي يقدرني ويحبني ؟؟
جولي(مسحت شعرها المبلل):- أحقا ولما لا نراكِ معه ؟؟؟
جلنار:- هيا هديل لقد تجمهر الكل حولنا
حازم:- إنها غبية أصلا من سيرضى بها كحبيبة معقققققققدة مختلفة عقلييييييا …
غازي(لكمه بقوة أسقطته أرضا):- التزم حدك حين تتكلم عن امرأة تخصني بهذه الطريقة ؟؟
حازم(فتح فمه وهو يناظره جاثما وخلفه جلنار وهديل):- ومن حضرتك كي تلكمني على وجهي أيها الغبي المخنث ؟؟؟؟؟؟؟
غازي(تصدى لمحاولة حازم في رد الضربة وأمسك ذراعه لواها بعنف):- لا تجاري شخصا حياته كلها رياضة … والآن ستنسحب من هذا المكان دونما رجعة فهمت وإياك والتصدي لهما مرة أخرى وإلا سأكسر هذه الذراااااع ؟
جولي:- دعه أيها الأخرق دعععععععه … أمسكي عنا حبيبكِ الجديد يا هذه ودعينا نعيش علاقتنا براحة لا نريد منكِ شيئا
هديل(برقت عيناها وهي ترمق غازي بنظرات إعجاب):- وطبعا حبيبي سيتصدى لكما لو حاولتما اعتراض طريقي ، هيا أنظر الآن للرجل الذي اخترته إنه أفضل وأعظم منك شأنا وقدرا يا تافه اشبعي به حبيبتي جولي سلملم ..
جلنار(وضعت يدها على رأسها من الفضيحة وجلست):- يا حبيبي …
غازي(التفت إلى الفتاة المتحدثة اللبقة التي تستعرض علاقتهما الوهمية أمام الملأ):- آنسة هديل ؟
هديل(انتفضت وقد عادت للواقع حين رمقت الكل يتفرق من حولهم):- إياك وأن تفضحني أو تتراجع عما قلته والله لن أجد أفضل منك في تمثيل دور حبيبي
جلنار:- هششش اصمتي وإلا جمعكِ معهما
هديل(أمسكت يده برجاء):- بليز بلييييز كن حبيبي لفترة مؤقتة فحسب حتى أشعر بأنني انتصرت عليهما أرجوك أرجوووك
غازي(سحب يده ونظر لجلنار):- هل صديقتكِ حمقاء هكذا طوال الوقت ؟
هديل:- الآن لما رأوك معي سوف لن أسلم لو أحضرت شخصاااا آخر ، لذلك أنت مضطر لإكمال التمثيلية معي وإلا قتلت نفسي
غازي(جلس بجانب جلنار):- أخبري صديقتكِِ أنني لست شخصا مناسبا للهو ..
جلنار(عضعضت شفتيها لها لعلها تصمت ريثما تجدان حلا):- اخرسي بالله عليكِ اخرسي
هديل(جلست قبالتهما):- لن أخرس لقد وضعت أمام أمر واقع الآن ، إن لم تمتثل لهذه اللعبة سوف أصبح مسخرة في الشلة أرجوك احسب أنك تقدم خدمة لأختك
غازي:- طلبكِ الذي لا أعتبره طلبا صائبا مرفوض ، هيا جلنار لننجز أوراق سفرك وسعدت لرؤيتكِ آنسة هديل … الحقي بي أنتِ
جلنار(لملمت حقيبتها):- في البيت في البيت سنقنعه غادري الآن وحضري طعاما لنفتح الشهية قبل الحديث هيا اسمعي مني أخي لا يقاوم أكل البيت ويصبح قابلا للمفاوضة هيا ..
هديل(برقت عيناها بفرح):- طيب طيب وأقنعيه لأجلي بلييييز أختكِ في ورطة ..
جلنار:- آآآخ أنتِ تورطي وجلنار تلملم خلفكِ سأحاول ..
وجدتها فرصة مناسبة للانتقام من صديقتها الخائنة وحبيبها الخائن أيضا ، وطبعا جاءت من عند الله ودخل غازي الخط بناء على الأقدار فهي لم تخطط لكل ذلك فعلا صدق من قال رب صدفة خير من ألف ميعاد ،.. من فورها خرجت من هنالك متحمسة وأخذت معها ما ستحضره كوجبة عشاء لعلها تفوز بموافقته في تلك التمثيلية التي لن تأخذ وقتا طويلا فقط حتى تحرق قلب حازم وجولي كما تريد ، لكن مع رأس راجي يظهر من أولها أنه أعند من إخوته فلا أعتقد أن أمل الرشوانية بذلك العمق ههه ..
في تلك الأثناء
وعودة لشعب روما التائهين في ذلك القصر بدون جواهرهن الضائعة ، ظل وائل بجانب المسبح بينما كان يناجي طيف محبوبته الشقية .. في حين كان حكيم يغير ملصق جرحه وهو ممتعض من كل شيء وفي آن الوقت مشتاق للمسة صغيرته الشافية اشتاقها اشتاقها بجنون فبهذه السرعة زرعت نفسها به ولا يسعه الإنكار .. أما ميار فقد كان بغرفة اللعب يضرب كرة التنس بقوة حتى ترتطم بالجدار وتعود إليها ليعيد ضربها بعنف أكبر لم يهتم بتعرق قميصه الذي التصق على جسمه التصاقا بل ظل يطرد أفكاره في كل ضربة … نادر كان يعتذر في الهاتف من طاقم عمله فقد تغيب كثيرا واضطر لأخذ إجازة أخيرة لتلك الفترة ، أما كاظم فقد كان على اتصال بفريقه يحاول الضغط عليهم ليسارعوا في البحث لعلهم يعثرون عليهم في أسرع وقت … أما نزار فقد كان يحادث فخرية في شأن ليندا …
فخرية:- لم نتوصل لأدنى معلومة ثق بي ..
نزار:- وسلسبيل أختكِ هي ضليعة بسكان البلدة ألم تصل معهم لشيء
فخرية:- ما زالت تبحث
نزار:- تأخرتم هكذا على الاتفاق يا فخرية وكلما تأخرنا كلما زاد تحكمها في البنت
فخرية:- وماذا في أيدينا نفعل يا نزار ، لقد حجبتها بتعاويذها المتينة ثم بدون أثر من الطفلة لن أستطيع قراءة طالعها ولا مستقبلها
نزار:- ونحن بعيدون ويتوجب تأجيل كل شيء حتى عودتنا ولكن هذا يؤزم الوضع ليس إلا
فخرية:- سأضغط على أختي قليلا لنرى ما قد يجد ، انتبه للأمور عندك وداعا
نزار(أغلق بحنق):- ربك يستر
أقفل كل منهما والتوجس شريك لحظتهما ، تدثرت بردائها وخرجت من الغرفة لتبحث عن شاهيناز أو سلسبيل فقد كان طلال موجودا بالقصر لذلك لم تغامر وتناديها بغير اسم ، المهم بحثت عنها مباشرة في غرفتها لتجدها في حضن طلال تتمرغ في النعيم أي يا سلسبييييييييل وما الذي تفعلينه ؟؟؟؟؟؟ رمقتها واعتذرت منه مرتدية رداء عشوائيا عقدت خيطه في خصرها وهي تنفض شعرها متجهة للخارج لترى تلك العجوز مخربة اللحظات
شاهيناز:- خير خير كيف تقتحمين غرفتي بدون إذن ؟
فخرية:- أصلا ما الذي تفعلينه معه يا حمقااااء ؟
شاهيناز(أشارت لجسمها):- أليس حراما أن يبقى هذا الجسم عطشا حتى لو لم يكن ملكي ، قلت لأستغله كي أمتع نهاري
فخرية(مسحت على جبينها):- ما ذنبه أن تتلاعبي بمشاعره ، هو يعتقد بأنكِ حبيبته شاهيناز
شاهيناز:- وهل لديكِ ما يثبت أنني لست هي ؟؟؟؟؟؟؟
فخرية(فتحت عينيها على وسعهما):- صدقا النذالة يجب أن يتم تدريسها من مدرستكِ يا امرة ، المهم أود معرفة الأخبار أين وصل معارفكِ في إحضار معلومات أختنا المصون ؟
شاهيناز:- لم يصل شيء بعد وكلمت كهرمانة أخبرتني أنها بدورها ستسأل
طلال:- شااااااهي تعالي ..
شاهيناز:- ههه قادمة ، هيا هيا انقشعي بالله عليكِ دعيني أنسى حالي قليلا فشباب هذه الأيام ممتعون أكثر من الأصنام الذين عرفناهم في بلدتنا العقيمة ، أراكِ
فخرية:- الله يخرب بيت اللي خلفوكِ أصلا أنا ما الذي أقحمني في جهنمك ، تت كأن سحري ارتد عليها بشكل غريب يا إلهي أيعقل أن سيطرة باطن شاهيناز تغلب عليها فما رأيته للتو نسخة منها ، حتى أنني لم أتبين أختي إلى في ومضات … له له ههه والله قمت بإنجاز عظيم يلا لم تري إلا القليل يا شقيقتي لكن كله في كفة وتلك الشمطاء الغريبة في كفة أخرى …
استمر الوضع كما هو عليه في ذلك اليوم المريب ، الشباب ما زالوا يتحسرون على بناتهم والبنات ما زلن يشتقن لأبطالهن ، والوضع بينهم متشعب بطريقة غير حميدة على الأغلب ستنتهي بمرض أو ما يصعب عليهم مكابدته كألم الصدر …
ميار:- أحسن الآن ؟
حكيم(شرب الماء بعد أن أخذ حبة مسكن):- آه .. أهملت دوائي لذلك اشتد الوجع
ميار:- أصلا جرحك ما زال بفترة التعافي وأنت لا ترحم نفسك يا صاح ..
حكيم:- والله في خضم هذه الأحداث التي تشبه ألعاب الملاهي صار الشفاء عقيماااا
ميار(جلس مقابله على الكرسي):- هن بخير ، أنا واثق ستعتنين بأنفسهن وميسون ستكون في أحلى حالاتها فلا واحدة فيهن ستعرضها لأذى .. أنا متأكد من هذا لكن ما زال قلبي يحرقني أريد أن أراهن هكذا صوب عيني وقتها فقط سيرتاح بالي ، لكن طالما هن بعيدات عقلي سيفقد عقله ..
حكيم(تنهد واتكأ على جدار سريره):- يمكنك الارتياح سأنام قليلا
ميار(نهض وهو يزفر بعمق):- غدا سنجدهن صدقني … سنصبر اليوم ونتحمل
حكيم(بحزن):- اشتقت لهما ..
ميار(طأطأ رأسه):- إن قلت اشتقت لهن هل ستضربني ؟
حكيم(رمقه بحدة):- ههه أصلا أنت مضروب خلقة هل سأعتدي عليك بدوري
ميار:- جيد هه فلحت في إضحاكك
حكيم(انتبه لرنين هاتفه وأمسكه بلهفة لكن سرعان ما تبدلت ألوانه لحمم بركانية):- ماذا تريدين مني أيتها الساقطة الفاجرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليندا:- أوووه حكيمي ما بالك تشتم هكذا ، حتى أنك حلو اللسان مع حبيباتك آه لعلمك قد وصلني خبر شرائط الفيديو وسهرة الأنس خاصتكم لكن من حظكم أننا لم نلحق على أي تسجيل
حكيم:- كنت أعرف أن لكِ يدا في تلك القذارة
ليندا:- لالالا ههه لا يذهب بالك لبعيد أخبرتك أنني سمعت يعني لم يكن لدي يد في ما حدث معكم ، أساسا لست عدوتكم الوحيدة في هذا العالم
حكيم:- اختصري ما الذي تريدينه ؟
ليندا:- الغبية لورينا لا أستطيع الوصول لهاتفها أين هي ؟
حكيم(توتر ولكنه استكان):- لا ترغب بمحادثة أم لا تقدر قيمة ابنتها ، ولا تحاولي الوصول إليها حاليا فهي حانقة من بعد حدث تلك الليلة
ليندا:- اممم يعني حتى لو تم إنقاذكم إلا أن الوضع عندكم غير حميد ، يلا اكتسبنا حرقة دمكم
حكيم:- اللعنة عليكِ فلتحترقي في الجحيم
ليندا(ضحكت أسفل ضحكاتها):- هيههاها … أنا وأنت حبيبي سي يو …
حكيم(أقفل الخط باشمئزاز):- أليس حلالا أن أبصق بوجه هذه الحقيرة ؟
ميار:- حلال حلال ، جيد أنك لم تبرز لها شيئا عن اختفاء لورينا وميسون وإلا استحضرنا مشاكل أخرى نحن في غنى عنها هذه الفترة
حكيم:- طبعا هل أنا غبي لو أخبرتها كانت أتت وليس خوفا عليهن فقط لتثبت لي أنني بدونها لا شيء ، لكن مع ذلك يا ميار علينا العثور عليهن أنا لا أثق بليندا وقد يكون هذا الاتصال مجرد لعبة ..
ميار:- من بعد تشويش الكاميرات التي وضعنها في قصرها بت أضرب لها حسابا ، فأي داهية هي حتى تكتشف ما وضعناه بقصرها يومها لمراقبتها
حكيم:- أرأيت وذلك التشويش افتعلته كي تخرب مخططنا وتقفل بوجهنا فرصة الإمساك بطرف خيط
ميار:- لكن ما يزال معك تسجيلها السافل ؟
حكيم:- ههه أكيد هذا لن أمحوه مطلقا وقد احتفظت به في مكان آخر وليس على هاتفي حتى ، لأنني لا أضمن أن يخترقه أحد أو يلمسه شخص ما غيري ..
ميار:- يا ليت حرصك كان حين رأت لورينا تسجيلك ههه ، ولا ثعلبتي بعثتني لأحضر لها ما تأكله في حين ولجت هي لهاتفي لتلهو كما تشاء .. يلا بالأخير يجب علينا الاعتراف نسائنا ذكيات …
حكيم(رفع حاجبه):- الله لا يزيد ويبارك ههه ….
في الأسفل
كان وائل رفقة كاظم ونادر بالمكتب ، كان يجلس على الكرسي بينما كانا هما قبالته
نادر:- هل أنت متأكد ؟
وائل:- أجل متأكد يا نادر لولا ذلك لما أخبرتكما
نادر:- طيب في بالك من يكون هذا الشخص ؟
كاظم:- واضحة إنها ميرنا دون شك ..
وائل:- وهل ميرنا ستتصل لتخبرني عن مكانها عن طريق فاعل خير ، أكيد هذا الشخص يعرف أين هن الآن وإلا لما أخبرني بهذا المقتطف لأحل لغزه
كاظم(بتفكر):- اممم .."عد بذاكرتك إلى معالم روما ستجد فيها الأميرة التائهة" .. غريبة هي الجملة ولكنها واضحة يا وائل طالما هذا الشخص يساعدك إذن هو يعرف أين هن بالفعل ، والحل بحوزتك عليك أن تتذكر أين ذهبتم وسوف نكتب نحن بورقة كل معلومة ، وحين تفرغ سنحصي الأمكنة هيا وائل ما ربما عثرنا عليهن قبل حتى الذهاب لتلك الصيدلية أو انتظار إشارة هواتفهن .
نادر(بحماس):- لنبدأ ولول ..
وائل(مط شفتيه بإشراق):- على بركة الله …
أخذ يستذكر رحلته السابقة معها وذكر يوم اعترفا لبعضهما بالحب ، أيضا يوم أخذها عبر الدراجة النارية لأحد الأمكنة الأثرية للتأمل ، يعني ذكر كل الأمكنة الممكن ذكرها إلا أنه غفل عن البيت الجبلي فهذا لم يكن من اختياره بل شهاب الذي قام بحجزه ولهذا استبعد الفكرة كلياااااا ، ويا ليتك ما استبعدتها يا شيخ كنت عثرت عليهن بأسرع وقت هههه … على العموم سندعهم في عملهم وننتقل لغير مكان وتحديدا سنعود لبيت الراجية حيث تجهزت ليان بأبهى حلة كأنها بالغت زيادة في لبسها ولم تعترض سماح فذلك تحبذه لكي تكسر عين البنات وتكون حفيدتها الأجمل ، وبالفعل كانت جميلة مثلها مثل شيماء التي تألقت أيضا متردية حجابها ودونما وضع أي ذرة مكياج بل تعطرت فحسب ، مع ذلك بدلت رقيقة جدا هنا كانت نهال تقف قبالة مرآتها وهي تتحسر على ثوبها فهو لن يرضيها طالما ترتدي تلك النظارات القميئة أمسكتها بكره وارتدتها وهي تنظر لزينتها وتعديلات نور التي بذلت معها مجهودا ، فقط لكي لا تشعر بالنقص الذي يؤلمها …
نور:- وها قد صرتِ جاهزة …
شيماء(دلفت):- وصلت فردوس يا نهال صار وقت ذهابنا ..
نهال(نظرت لنور وابتلعت ريقها):- هل أنا هكذا جيدة ؟.
نور(عانقتها بحرقة):- نهال الراجي لا تسمح لنظارة بحجم اليد في أن تكسر متعتها اليوم
نهال:- ههه معكِ حق على الأغلب
شيماء:- هيا يا أختي قريبا سوف أطالب أمي بتغيير كنيتي للراجي ، الله الله كل هذا حب
نور(عانقتها):- وأنتِ تبدين مدهشة يا غالية … هيا أسرعاااا
نزلتا معها وسلموا على فردوس التي كانت أيضا متألقة فهذه المسابقة مهمة لأخيها ومرام أيضا ، لذلك سرعان ما غادروا سوية وليان بقرب شيماء في الخلف ، لم تكلمها نهال بحرف بل ظلت تضع يدها على جبينها وقلبها مكسور فمن جهة تود نزعها ولكنها لن ترى شيئااااا … بعد مدة وصلوا إلى موقع مسابقة الرسم التي سيفتتحون بها قبل أن يتوجهوا للشارع المخصص لوصلة رقصة كل مجموعة ، وجدوا هناك مرام والجماعة وسلموا عليهم بحرارة ترحيب وحفاوة
تيمو:- ها نهالو جهزي لي حلقكِ أود تشجيعا ما بعده تشجيع
نهال(بحرج طأطأت رأسها):- خيرا إن شاء الله …
مرام(رمقتها بحزن ونظرت لشيماء كي تفهم منها):- ماذا حصل ؟
شيماء(انحنت لتهمس):- ليان خربت عدسات نهال كلها وصار لزاما عليها الحضور بنظاراتها
مرام:- أعرف حنقها من ذلك ولهذا أجزم أنها تعيسة الآن ، آخ ليان آخ
شيماء:- لم نواجهها بعد كما يجب خالتي نور طلبت أن نمضي الليلة على خير وغدا تحاسبها
مرام:- أشد حساب فهذا ما يليق بواحدة لئيمة مثلها ..
فريد(وثب من خلف مرام ولامس كتفها):- جاهزة ؟
مرام(ابتلعت ريقها توترا وابتسمت):- أكيد
فريد:- يلزمنا الذهاب لموقعنا ستبدأ المسابقة بعد لحظات ، ها بنات خليكم هنا بالمقدمة جهزت لكن الموقع خصيصا لتكن الأقرب لنا ..
شيماء:- يااااا عيني
ليان:- يسسسسس متحمسة جدا جدا هههه
يزن(قدم هو وتامر):- هللو بالحلوات تأخرتن ؟
تامر(سلم عليهن بتحية رأسه وناظر شيماء بطرف عين):- عمتم مساء ..
تيمو(جر كرسي مرام):- نحن اختفينا أنتم سلموا ع بعضكم براحة
ليان(بميوعة صافحته):- أهلا تامر كيف حالك ؟
تامر(بمودة):- بخير آنسة ليان
يزن:- هيا بنات هل أنتن جاهزات لأحلى سهرة ؟
نهال(بتوتر):- يعني ..
ليان:- أكيييييييد
يزن:- لم أسألكِ أنتِ فحتى لو كنا بجنازة فإنكِ تفرحين …
ليان(ناظرته شزرا):- غبي ..
فردوس(انتبهت لكثافة الجمهور):- الآن أين سأجد مازن وسط هذا الجمهور ؟
تامر:- إنه مع أسعد في الجانب الآخر
نهال(أمسكت يد شيماء رعب ونظرت إليها):- أسعد هنا ..
تامر(لاحظ توترها وعقد حاجبيه):- سيأتيان إلى هنا بعد قليل ..
نهال(امتصت شفتيها ارتجافا):- كيف سأهرب الآن ؟
شيماء(لاحظت مراقبة تامر):- هه …بنت تامر يراقبنا اهمدي أنتِ جميلة وحتى إن لم يحبكِ كما أنتِ فلن يحبكِ فيما بعد وهذا لن يسمى حبا
نهال:- يخرب هبلك عن أي حب تتحدثين أساسا ذلك النطح لا أريده حبيبا لي ، لكن لأذكركِ قليلا فذاكرتكِ أحيانا تفقد ذاكرتها ألم أكسر له يوم السينما دراجته النارية ، يعني هو الآن يستحلف فيني ؟
شيماء(تذكرت وهمست):- هاا هااا ما شاء الله جيد أنكِ تعترفين حتى
نهال:- وبيني بينكِ حتى مسألة النظارات توترني لا أريده أن يراني بها فأنا بشعة حتى لو حلفتم لي وأقسمتم إلا أن خاطري سيبقى مهزوزا ..
تامر(انتبه لهما أكثر):- هل هناك مشكلة ؟
نهال(نظرت إليه وسرعان ما أبعدت وجهها):- لا ..
شيماء:- احم عادي … نتحدث عن الأجواء
ليان:- دعك منهما فهما لا تجيدان سوى التذمر أما الاستمتاع فدعه لي ..
يزن:- طيب يختي اهمدي قليلا
فردوس:- هاااااااه إنه مازن … مازن حبيبي …
شيماء(نظرت لفردوس ولمازن في آن الوقت وقرأت النظرة العشقية بينهما فتحركت حنجرتها بأسف لتأتي عيناها تلقائيا بعيون تامر الذي رسم ابتسامة ساخرة على شفتيه):- ما بك ؟
تامر(هزأ وهز رأسه):- لا شيء …
مازن(عانق فردوس وقبَّل وجنتها وسحبها من خصرها إليهم):- أهلا يا جماعة .. كيف الحال ؟
نهال:- نحن بخير .. (بخير طالما لم تحضر رأس الإجاص معك)…
شيماء(بارتباك):- بخير أخي مازن …
تامر(رفع حاجبيه دهشة وضحك):- أخي .. ههه جديدة هذه عندكِ شيماء
يزن(فهم الفيلم):- كأن الأجواء تحلو أليس كذلك ههه ؟
شيماء(رمقته شزرا وبلؤم):- وأنت كذلك يا تامر أخي …
ليان(لم تصغي لهما فقد كانت مدلهة في عرض الراقصين المشجعين بالوسط):- يااااا هوو روعة
فردوس:- مزون حبيبي دعنا نحضر بعد المصابيح الضوئية الملونة من هناك .. قريبا ستظلم
مازن:- سنعود لكم .. هيا بيبي
يزن(اقترب من ليان):- اهمدي قليلا وكفاكِ وقاحة هنا
ليان(دفعته لكتفه):- انس بأنني توأمك يا أخي انس أمري ودعني أعبث بمرح
يزن(بانزعاج):- أنتِ أصلا تافهة مع من أتحدث أنا ..
شيماء(ناظرته بعتب):- لما تعاملني بهذه الطريقة ؟
تامر(اقترب منها):- لما أنتِ تتهربين ؟
شيماء:- أتهرب مماذا أصلا ليس بيننا شيء كي أتهرب منه
تامر:- أحقا ونظراتكِ تلك ؟
شيماء:- أنت من يخيل له ذلك ، يعني لا يوجد شيء من جهتي
تامر:- طبعا طبعا فلست أنا من تتوترين لدى رؤيته
شيماء(بعصبية):- الآن هل ستزعجني بذلك الموضوع كلما رأينا بعض ؟
تامر:- آخر همي
شيماء:- وأنا آخر همي رأيك أو غيره لأنني أعرف أن ما تشعر به الآن ما هو إلا نزوة ، ستمر وتمر وتمر ولكن على حساب مشاعري التي ستكسرها بهجرك
تامر(نفث بشرر وهو يكتم صوته):- وما الذي يضمن لكِ ذلك هااااه ، على أي أساس تقيمين هذا ونحن حتى لم نبدأ ؟
شيماء(بتلعثم):- رأيت من التجارب ما يكفيني ثم ذلك حرام
تامر:- وأنا لن أجبركِ على شيء حرام لأنني لا أرضاه لكِ شيماء ، فقط لو تعطيني بصيص أمل سأخطبكِ هذا الصيف وبعدها ستتعرفين جيدا علي ، يعني أود الدخول من الباب وليس مثلما تعتقدين
شيماء:- وهدى ؟
تامر:- يا لهذه القصة التي لن تنتهي هدى مجرد هفوة لن أسميها حتى نزوة ، كانت تسيطر علي بمشاعر الزيف تلك ولكنني حين فتحت عيني وتعرفت عليكِ وجدتني أتعلق بكِ رغما عني ..
شيماء:- أظننا أوضحنا الأمور ليلة السينما …
تامر(لامس فكه حين تذكر صفعتها):- جيد أن تذكريني لألتزم حدي … وعذرا لإزعاجك
شيماء(شعرت بالبكاء):- تامر .. أنا ..أ.. يا الله جميل يا شيمو ها قد أزعجته مجددا ..
يزن:- هييه تمور إلى أين ؟
تامر:- عائد بعد قليل ..
نهال(انتبهت لها):- ما بكما ؟
شيماء(نفضت يدها):- نفس الإشكال كل مرة ..
يزن:- هيا ستبدأ العروض الآن لنشاهد …
بعد مدة عاد الجميع إليهم وأخذوا يشاهدون عرض الرسم خاصة فريق تيمو الذي ابتدأ هذه المرة بحكم فوزهم سابقا بالجائزة ، تجمهر الفريق عند الجدار وكان لزاما عليهم الرقص والرسم في آن الوقت ما يعني التفنن في رسم تلك الرسومات وهم يراقصون بعضهم ، مرام كانت المركز بحيث لفها تيمو من كرسيها ودفعها لترفع الفرشاة للجدار وترسم خطا انتهى عند فرشاة فريد الذي ابتسم لها ورفع فرشاته عاليا في الجدار وباشرا الرسم تحت إيقاعات الموسيقى الصاخبة ، ورقص فرقة تيمو التي انطلقت وسط المرقص ما بين قفز والتفاف والتواء على اجتماع وتفرق ما بين الثنائيات كانت وصلة خطيرة بحق ، أبدعوا فيها دونما كلام … هنا كان فريد ومرام يرقصان بفرشاتهما وعيناهما أحيانا تلتقيان بابتسامة مشرقة كلها عشق وصل لأفئدة الحضور الذين صفروا لهما ، حين بدأت صورة الرسمة تتوضح وقد كانت علامة ما لا نهاية وسط قلب بعيون غامزة ، وسط صدر أنثى تمسك على قلبها ويدها الأخرى بيد شاب يلبسهاااا خاتم ، كان إبداعا حقيقيا حين لاحت الصورة النهائية للوحة المتقنة والتي لم تستغرق سوى دقائق شارك فيها الفريق بالأخير كي يساعدوا في الرسم بحيث اقتسموا مهاراتهم بعضهم صعد على السلم بعضهم على الحبال وأخذوا يلونون خلفية اللوحة واحد ينتقل بالحبل من هنا والآخر من هناك ، إلى أن قفزوا جميعا للمسرح واصطفوا على الأرض كالمجندين لتكمل مرام وفريد آخر جرة رسم بنقطة في الوسط جعلتهما يبتسمان للجمهور … تعالت الصيحات والهتافات والتصفيقات والتصفير هناك تشجيعا لهم ولموهبتهم وعرضهم المميز والذي انتهى عند ذلك الحد ، سحبوا جدارهم المتنقل للخلف ووضعوا آخر لتدخل الفرقة الأخرى وتقوم بعملها ، وهنا جماعتنا توجهوا صوب جمهورهم القريب
شيماء:- ياااااااه خالتي مرامو والله أبدعتِ دمعت عيني حتى
ليان:- كنتم جد جد مميزين
يزن(أغلق الهاتف):- صورتكم لقطة بلقطة حقا أبدعتم ..
نهال:- ههه استمتعنا بحق كان عرضا مذهلا
تيمو:- لم تروا شيئا بعد حين تبدأ وصلة الرقصة خاصتنا ستفقدون عقولكم
ليان:- متحمسة
فريد:- ههه مرامي سأترككِ مع قريباتك ريثما نطمئن على أغراضنا ونجهزها بالكواليس
مرام:- أوك
فردوس:- أخي هههه كنت جد مميز يا خطير
فريد(عانقها بحنان):- جيد أنكِ أقررت بموهبتي
مازن:- لا يسعها إلا قول ذلك فأنتم فعلا تستحقون التشجيع …هل تحتاجون لمساعدة ؟
فريد:- نن خذوا راحتكم فقط ، آه لم ألمح تامر هنا أين ذهب ؟
مازن:- لما نجد أسعد سنجد تامر ههه تعرفهما حين يغطسان
فريد:- يلا أراكم ..
مرام(التفت حولها شيماء وليان):- يااااه والله كأنني بعرض عالمي تحفة تحفة
يزن:- الله الله لن تسكت الأخت استقبلي مرام
ليان:- خالتنا ؟؟؟
يزن:- حرام هذا الجمال نناديه خالتنا سنجعلها تبدو عجوزا وهي تكبرنا بسنوات بسيطة
مرام:- ههه خذوا راحتكم أعطني يا يزن الهاتف لأرى الفيديو ..
يزن(انحنى أرضا وأخذ يتفرج معها):- دعيني أريكِ
ليان:- أنا أيضا أريد الإعادة هذه الفرقة غير مميزة مثلكم إنهم مملون ..
شيماء:- ها هي ذي ستحكم عليهم من أولها أنا سأتابع ، نهالو أنتِ بخير ؟
نهال(اتكأت على حافة الحاجز الحديدي لتراقب العرض معها):-أجل … يا الله ما هذا الاختناق ..
لم تسمعها شيماء فقد كانت تركز في العرض أما نهال فقد مسحت على فكها وهي تشعر بالضيق ، لاحظت أن الكل مشغول وزفرت بحنق فهي لا يسعها التحرك على سجيتها لذلك ستبقى ، مر الوقت متسارعا حين أتى فريد ليأخذ مرام للتجهز لوصلة الرقص خاصتهم فقد كانت بعد دقائق ..
ليان:- لم نشعر بالوقت ماذا سيحصل بعد الرقصات ؟
يزن:- سوف يقوم الحكام باختيار الفائزين بمسابقة الرسم وكذلك تصميم الرقصات ، وهنا سندعو لفرقتنا المميزة بالنجاح الباهر
ليان:- نتمنى ، لكن بعد كل هذا ماذا سنفعل سنسهر بمكان ما صحيح ؟
يزن:- أفهم تفكيركِ السافل أجل سنسهر بمطعم هكذا سمعت الشباب يتفقون
ليان(قفزت بمرح):- يس هذا هو
يزن:- أستغفر الله على هذه البنت متى تتوبين متى ؟
ليان:- وهل انحرفت أصلا حتى أتوب يا بعدي ههههههههههه …
يزن:- صبرا ياااارب ..
مازن:- هاه تامر أخيرا ظهرت أينك يا رجل ألم تشاهد عرض الرسم ؟
تامر:- بلى شاهدناه من الجانب الآخر ..
نهال(انتفضت حواسها حين سمعت جملته):- شاهدنااااااه ؟؟؟؟؟
ليان(صفرت بإعجاب):- فوفوووْ من الوسييييييييم ؟
يزن(ضربها بكوعه):- اخرسي ..
مازن(صافحه بمصافحتهم المعهودة):- أخيرا ظهرت يا أمير الظلام .. ههه
فردوس:- هو مثل القمر لا يظهر إلى في جنح الليل
تامر:- اممم دعوا صديقي وشأنه ..
أسعد(اقترب بخيلاء وسلم عليهم):- مرحبا ..
يزن(بمودة):- أنا يزن تشرفت بمعرفتك هذه توأمي ليان ؟
تامر:- توأم آخر غير فريد وفردوس سلم ..
أسعد:- تشرفت
ليان(طالعته بإعجاب كادت تأكله حتى):- يا ليل الليل الآن من سأختار بينهما كلاهما يهوس ..
أسعد:- آنسة ؟
ليان(صافحته بخجل):- ههه اعذري سهوي سيد أسعد
أسعد:- أسعد فقط …
فردوس(انتبهت لابتعاد شيماء ونهال):- بناااات ..
أسعد(ناظر شيماء وانتبه للامبالاة نهال):- اممم كأن العرض سيبدأ متشوق لرؤية رقصة فريد ، أريد أن أعلق عليه كما يحلو لي
تامر:- ههه سنعقده بحياته
مازن:- لا تقصرواااا أنا سآخذ مقطعه وأنشره بصفحتي هههه
تامر:- نقول رحماك يا فريد ههه ..
أسعد(رفع عينه لشيماء التي هزت رأسها وانحنت لنهال):- هممم لا تريدين حتى النظر بوجهي لا مشكلة خذي راحتك
شيماء:- إن كنتِ ستفعلين هذا دعينا نذهب ..
نهال(برجفة):- ألا تفهمين أنا لا أرغب بأن يراني هكذاااا ، افف جيد أخفضوا الإضاءة لأجل الرقصة الحمدلله الحمدلله … أنتِ فقط ابقي ثابتة هكذا وأنا سأختبئ خلفكِ بليز شيمو قومي بذلك لأجلي
شيماء(دارت عليها):- أنا أفعل كلما يريحكِ حبيبتي .. لا تقلقي لن يراكِ طالما لا تريدين ..
امتنت نهال من تصرفها المساند وبطرف عين رمقته من شق كتف شيماء وسرعان ما أخفضت رأسها كي لا ينتبه لها ، ركزت في العرض وهي مختبئة خلف شيماء تداري نفسها بحرص ، هكذا إلى أن بدأت وصلة الرقص خاصة فريقنا .. تم تسليط أضواء رباعية وسط منصة الرقص التي كانت تضوي من الأسفل بأضواء مربعة متناقلة بشكل يزيد من حماسة الجمهور ، انطلقت الموسيقى بعزف كمان من أميرتنا المدللة التي صعدت بثبات على المرقص من تحت الأرض لتستقر هناك وتبدأ عزفا رومانسيا شد مسامع كل الحاضرين ، بدت ملائكية المنظر بفستانها الخفيف والطويل ذو اللون العسلي الفاتح مع شعرها البني بدت رائعة ، هنا سحرت قلوب الحاضرين ليتبع لحنها لحن آخر معاكس وأكثر جموحا من صاحب الطقم الشبابي فقد كان يرتدي طقما بطريقته مع حذاء رياضي وقميص بدون ربطة عنق ومفتوح بشكل مثير ليكمله بطي أكمامه حتى المرفقين وهو يحمل كمانه على كتفه ويعزف لها أجمل الألحان ، ناظرته ببسمة وغاصت معه وسط المعزوفة التي انتهت بدخول تيمو وميدو في كرسيين مدولبين ، وهذا ما جعل فريد ينسحب بعد أن غمز لها وهي ظلت تتابع الموسيقى الصاخبة بكمانها الذي ضاعف من روعة الصوت … وثب بجوارها ميدو وتيمو الذين غمزا لها بالبدء بحيث حركت رأسها لترفع يدها عاليا وتنزل البنات بخيوط بيضاء استقرتا خلفهما وبدأتا الرقص بهما كل في جانب ، إلى أن التحق فريد بكرسي مدولب أوقفه أمامها يناظرها وتناظره .. سحبت منها سوسو الكمان وأشارت لفريد كي يراقصها وهنا انخفضت وتيرة الموسيقى لتسير بوتر نااااعم يلمس شغاف الروح ، بحيث كان ميدو يراقص سوسو التي كانت تلتف حوله بحركات ملوعة مستغلة جلوسه على ذلك الكرسي ، بينما ذات الشيء مع جيجي وتيمو وصولا إلى مركز المنصة حيث كانا وحدهما بكرسيين ناظرته مرام بدفء قبل أن تمد يديها للأمام حيث مد يديه ولامسهما برقة ، شبك أصابعه وسط أصابعها وأمسكها لتدور بهم منصة خاصة ارتفعت أكثر لتتضح أنها جزء دائري علا لكي يبرزا أكثر وحتى يتمكن فريد من إلصاق الخيط بظهرها وظهره
فريد(همس لها):- جاهزة ؟
مرام(امتصت شفتيها بتردد):- فقط لا تتسببوا بقتلي ههه ..
فريد(تأكد من متانة الحبل ووضع يديه على خصرها بينما وضعت يديها على عنقه متمسكة به):- لن أفلتكِ في حياتي مهما حصل ..
مرام(هزت رأسها):- أثق بك
رمى بنفسه وهو يجذبها في حضنه لتتعلق الكراسي في الهواء وينزلا هما جوا بينما كانا يراقصان بعضهما بشكل جنوني حميمي دافئ كله مشاعر وأحاسيس دمعت لها القلوب ، حين أمسكها من خصرها ودفع ظهرها للخلف وارتمى شعرها من خلفها بدت كأميرة هاربة من القصص الخرافية رفقة أميرها الحبيب الذي استقر بها على الأرض وهو يحملها بين ذراعيه … هنا نهض تيمو وميدو ودفعا الكراسي خارج المنصة ليحملوا رداء طويلا ويمرروه بين أربعتهم لتشمل بؤرتهم وصلة أخرى ، حجبوا صورة مرام وفريد وهنا كان يلبسها الأحذية المتحركة التي ثبتها بإحكام ، أومأ لها وانخفض الرداء الضخم ليمسكها من يدها ويجذبها خلفه في رقصة على المسرح كله في حين كان تيمو يتشقلب من جانب بينما ميدو يرفع سوسو فوق ظهره والتي قفزت بالمقلوب ، لتنحني جيجي في حركات راقصة من نوع راب ويكملها تيمو بشقلبة الرأس في حين كانا هذين يذوبان في عالم خاص بهما استطاعا الوصول به لقلوب كل الحضور إلى أن وثب في نقطة جعلها تضع جبينها على جبينه وهي تلهث في حضنه الذي كان يثبتها فيه كي لا تسقط ، التفت حولهم جيجي وسوسو وانحنى تيمو ليجلس بالوسط وارتفع ميدو من خلفهم ليشكلوا صورة لهم جميعا وتنتهي الوصلة الجنونية بشكل خارق …. لم يتم التصفيق ولا حتى التصفير بدا المكان ساكنا جدا وكأنهم الوحيدين بذلك المكان نقطة فارقة بالنسبة لهم أربكتهم من ردة فعل الجمهور الذي استفاق أخيرا من هول المشهد وانتبهوا أن عالم الخيال انتهى وهو انطلقت تصفيقة بعد تصفيقة حتى هطلت كالمطر بغزاااااارة ودونما توقف ، وقتها فقط عادت لهم الحياة حين قاموا بتحية الجمهور بابتسامة … همست مرام لفريد بخفوت والذي حملها بين ذراعيه وتكلف ميدو بنزع الأحذية المتحركة لها وسحبها لكرسيها الخاص بعد أن أبدت على امتنانها بالدمووووع
تيمو:- الله وتبكي تبكي لما البكاء الآن ميمي لقد قمتِ بعمل راااااائع اسمعي تشجيع الجمهور
فريد:- والله أجزم أن لا شيء سيأتيهم من بعد وصلتنا نحن
ميدو:- وهل بهذااا شك أبدا هههه نحن الأفضل
سوسو وجيجي :- يس يس يس نحن الأفضل يوهووو
مرام:- أنا سعيدة جدااااا ..
فريد(انحنى أرضا وقبَّل يديها):- حبيبة قلبي … ههه
ضحكت له أجمل ضحكاتها وناظروا الجمهور من الكواليس وأخذوا يلتقطون أنفاسهم ، لحظتها كان الجو حماسيا عندهم بحيث قفزت ليان ويزن من حرارة المشهد في حين بكت فردوس وظل مازن يسخر منها ويهدئها قليلا ، بينما تامر كان سعيدا لصديقه ولمرام أيضا وكذلك هاتين اللتين بكتا قهرا وفرحا في آن الوقت ، شيماء على هموم قلبها ونهال على وضعها وأيضا فرحا لعمتها التي عاشت الحب على الملأ وبدت أميرة نظيرا لعجزها الذي لم يجعلها تستسلم …
نهال(تحركت حنجرتها حين تسارعت خفقات قلبها):- أ..
أسعد(وقف بجوارها واضعا يديه على حافة الحديد ويناظر معها المسرح):- نهاااال ههه انتبهت لوجودكِ للتو اعذري نظري عزيزتي
نهال(شعرت بالبكاء والخوف وطأطأت رأسها):- أسعد ..
أسعد(نظر إليها ووجدها تتهرب بعينيها وهي تحرك شعرها كي تغطي وجهها):- أجل أسعد يا مدمرة الدراجات أتحسبين أنكِ فلتتِ مني ، لا يا روحي أنا أدعكِ بمزاجي ولكن حين يأتي وقت الحساب ستدفعينه غاليتي
نهال(امتصت شفتيها):- أنا لم أفعل شيئا
أسعد:- سأصدقكِ بكيفي فقط ..
نهال(ابتلعت ريقها):- لو سمحت لا أريد محادثتك دعني ..
أسعد(لاحظ غرابتها ومط شفتيه):- ولا أنا مهتم …
نهال(عضعضت شفتيها وخانتها الدمعة حين نظرت للجانب الآخر وركضت):- اهئئئ …
أسعد(عقد حاجبيه من تصرفها ورمش):- ما بها هذه الغبية ؟
شيماء(انتبهت للخلف):- أين ذهبت هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟… يا إلهي حتى أسعد ليس هنا يا ويلي كيف غفلت عنها منك لله يا يزن هل هذا وقت التقاط صور … تتت نهاااال نهاااال …
كانت تركض وسط الجمهور دون هوادة لحين اصطدمت بأقذر إنسانة عرفتها وسقطت منها نظاراتها حين وقعت أرضا
هدى:- الله الله أنظر من هنااااا نهال الراجي …
نهال(أخذت تتفتف عن نظاراتها):- … لست جاهزة لسماعكِ آنسة هدى
هدى(لمحت حالتها وفهمت أنها تبحث عن شيء وانتبهت للنظارات وابتسمت بخبث):- أتبحثين عن شيء ما ؟
نهال(كانت منحنية وتتخطى برأسها مرور الناس):- لا تشغلي بالكِ ..
هدى(وطئت بقدمها عليهم وكسرتهم لقطع متناثرة بكعبها):- أووووبس … تكسرت ..
هنا شعرت نهال وكأن الحياة سحبت منها وكأن كل الناس ينظرون إليها ، حسبت نفسها وحيدة لا تعرف أحدا هناك لذلك مدت يدها برجفة لتلتقط النظارات في حضنها وتنظر إليهم عن قرب جدا وهي تتفتف وتسعل بعدم تصديق ..
نهال(رفعت رأسها لخيال هدى):- لما فعلتِ ذلك ؟
هدى(انحنت لرأسها ونكزتها فيه بلا مبالاة):- هذا لا شيء .. ههه هيا لنكمل السهرة بعيدا انتهينا في هذا المكان
صحبت رفاقها من هناك وتركت نهال على وضعها والتي بقيت على الأرض منعزلة بحسرة ، لا تعرف كيف تتصرف ولا ماذا تفعله ولا كيف تعود لموقعها لتستنجد بشيماء ، وجدت نفسها محاصرة بالكثير الكثير من الغرباء وهي الوحيدة المجهولة بينهم ، لم تتبين ملامح أحد فكلهم كانت تراهم بشكل ضبابي رمشت وهي تحاول استجماع قوتها ومسحت دموعها ونظرت مجددا للنظارات التي أصبحت هيكلا محطما وحسب …
نهال:- اهئئ ما كان علي المجيء ما كان علي ذلك ماذا سأفعل ؟؟؟
أسعد(نظر لكل شيء من البداية وشعر بغضب الدنيا لما فعلته هدى بها لكن هي بحاجته الآن فالحساب سيجمع لاحقا):- أنا هنا ..
نهال(انتفضت من صوته وارتفعت برعب):- لالا ابتعد عني ابتعد عنيييييي …
أمسكت نظاراتها بيدها وأخذت تركض في غير اتجاه وهي تصطدم بالناس بعضهم صرخ بوجهها وبعضهم هتف وهو يعايرها إلى أن خرجت من هنالك لخلف المبنى فذلك أقصى ما وصلت إليه ، جلست أرضا وهي تلهث وتبكي تبكي بحرقة قاتلة آلمته في صميمه وهو يراها هكذاااا ..
أسعد:- لما تهربين مني ؟
نهال(أنزلت رأسها وهي جاثية على الأرض وتبكي):- لست بخير .. أرجوك اتركني وحدي أو ..اهئ أحضر لي شيماء أرجوك أحضرها لي أنا أنا .. اهئ
أسعد(انحنى القرفصاء ووضع يده على يدها وسحب نظارتها):- رأيتها حينما كسرتهم ، سوف لن يمر الأمر بسهولة
نهال:- لقد اهئ تعمدت أن تكسرهم .. ماذا فعلت لهم كي يفعلوا بي هذا أنا أنا لم أكن سآتي لكنني لم أشأ خذلان عمتي .. و و أردت المجيء فقد كنت متحمسة ولكنهم كسروا حماستي ..ثم اهئ أعطني نظارتي لا تكلمني أنت تسخر مني مثلهم تمام تمام أنا لا أرى جيدا لا أبصر شيئا إلا الضباب حتى أنت الآن لا أرى فيك أي ملامح فقط وجودك ككيان أمامي ، وهذا مرض خلقي يعني لم أختره وربي وحده الذي حكم علي بهذا ثم .. أنا سأقوم بعملية تصحيح نظر لكن طبيبتي قالت حين حين أصل ل21 سنة ستنجزها لي وأرتاح من هذه النظارات والعدسات اللاصقة ،،، أنا أخبرك لكي تأخذ راحتك في السخرية مني وترد لي جزاء ما فعلته بدراجتك أجل أنا حطمتها لأنني .. لأنني شعرت بالوجع وقتها ولست آسفة اهئئ ، كلكم مثل بعضكم تسخرون مني وتضحكون وأنا
أسعد(جذبها إليه بخفة وضمها في حضنه لكي تصمت):- شتت لا تقولي شيئااااا
نهال(استغربت احتضانه لها وفتحت فمها وهي تلتقط أنفاسها):- و..أ…
أسعد:- لا يهم إن كنتِ ترينني أم لا ، ما يهم هو إحساسكِ الآن معي … أغمضي عينيكِ مثلي وسترينني كما أراكِ أنا
نهال(استكانت من رجفتها وهي تجمع قبضة يدها لحين دفعته عنها):- ما الذي تخال نفسك تفعله ، هل ستستغل وضعي هذا لعلمك أنا لست ضعيفة أنا قادرة على تدبر أموري وحدي لست بحاجتك فابتعد عني … معتووووه أخرق
أسعد(بعصبية):- كتلة مشاكل أي والله ، سأنادي على شيماء لا تبرحي محلكِ …
نهال:- لا أتلقى الأوامر منك يا هذاااا
أسعد(انتبه لها وقد تعثرت وهز رأسه):- فقط حين تكفين عن عنادكِ سترين الأمور بوضوح ، المشكل ليس بعيونكِ آنسة نهال بنظرتكِ المظلمة لكل شيء
نهال(كتفت يديها):- جيد أعطني درسا في النحوي إن أردت ..أسعد …أسعد
التفتت حولها من كل جانب وكان قد تبخر من أمامها لذلك شعرت بالرهبة ، فحين تكون غير مبصر لشيء بوضوح فكل المخاطر قد تبدو لك هلاكا غير مرتقب ، انكمشت حول نفسها وهي تلتصق بالحائط خلفها متهربة من وساوس عقلها فهي تعلم أن شيماء في الطريق أكيد ذهب ليناديها … لكن ما هذا التصرف كان ليقول كلمة له يا أخت العرب هل تركتِ له مجالا سامحكِ الله ، سخرت من نفسها وهي تمسك على رأسها بوجع ودوار جعلها تجلس أرضا فقد أجهدت عينيها كثيرا في محاولة إبصار أي شيء ولذلك تعبت …
نهال:- يوم تعيس يوم تعيس يوم تعيس بمعنى الكلمة ، ثم لما أترك هاتفي بحقيبة شيماء يعني ما الغاية من ذلك تتت …أين أنتِ ماما أين ِأنتِ ….
باشرت البكاء مجددا وشعرت الغبن والوحدة والنبذ والقهر والعذاب والوجع وكل كل ما هو مرير ، أمسكت على قلبها وهي تلامس إحساس العجز وتنظر للسماء مستنجدة بفرج من عند الله ، ولم تمضي سوى لحظات حتى ركضت إليها شيماء ببكاء هي الأخرى
نهال(تحسستها وارتمت بحضنها وهي تنهض):- اهئ شيماء لقد كسرت لي نظاراتي دون مبالاة ، اهئ وقعت وسقطوا مني وشعرت أنني وحدي في هذا الكون
شيماء:- آه يا كبدي أنا أنا اللوم علي غفلت عنكِ سامحيني ..
نهال(بحرقة):- أصبحت عرضة للإهانة يا شيمو .. أنا أحترق في صميمي
شيماء(أمسكت وجهها):- له يا بنت لا تقولي هذا أنا معكِ أنا عيناكِ أنا بصيرتكِ هممم سنذهب من هنا للبيت لا نريد سهرة ولا زعفران مشيت ؟
نهال(حركت شفاهها بزعل):- لا أنتِ كنتِ تودين الحضور ومرام بحاجتنا معها سأعود للمنزل وأنتِ ابقي رفقتها فهي ستسعد أكثر بوجود إحدانا قربها فحتى ليان لا يعتمد عليها ..
شيماء:- ولكن كيف ستعودين ؟
أسعد(ظهر من الجانب حيث كان متكئا وهو يتفرج عليهم):- لديها دين عليها دفعه وأظن توصيلتي ستكفي ذلك ..
نهال(زم شفتيها فلا حل أمامها كي لا تكسر عليهم فرحتهم):- أجل شيمو سأذهب معه
شيماء(همست لها):- هل أنتِ متأكدة يا بنتي إنه أسعد لا تنسي قد حطمتِ ما هو أغلى ع قلبه ؟
نهال(زفرت بتأفف):- لكنه ثقة
شيماء:- أهاه ولكن هذا لا يغير شيئا من الحقيقة يا روحي أنا قلقة دعيني آخذكِ للبيت بلا سهرة ..
نهال:- كفى شيماء إنها فرصتكِ أصلا لتقتصي لي من هدى لو كنتِ تودين ذلك
شيماء:- أكيد سأقتص وأحرق أمها فقط لأطمئن عليكِ
نهال(همست لها):- خذي منها قلبها ..
شيماء(انتفضت بتفكر):- قصدك … ولكن تعلمين عقليتي أنا لن أفلح
نهال:- طالما هو يود الدخول من الباب دعيه يفعل حين تعلم بعلاقتكما ستجن .. وهذا أقل عقاب
شيماء(ابتسمت):- رغم أنني واثقة من أنه سيستغل الموقف لكن يلا … كل ما يحرق قلب تلك المعتوهة سيفيد اللهم أعنني على ذلك ..
أسعد:- احم احم .. هل أقاطعكما ؟
شيماء:- هل أنتِ متأكدة بذهابكِ معه وعلى الدراجة حتى ؟
أسعد(أمسك ذراع نهال):- هي مجبرة على دفع دينها هيا نهال …
نهال(امتصت شفتيها):- سأبعث لكِ برسالة فور وصولي ، ها هاتفي ..
شيماء(أخرجته من حقيبتها):- طيب حبيبتي سأخبرهم هنا أنكِ توعكتِ قليلا وسأخبركِ بنتيجة المسابقة هاتفيا لا تقلقي .. ورجاء أسعد خذها للبيت مباشرة ولا تسرع بالطريق فستشعر بالدوخة لذلك ، أ.. وأيضا احذر مطبات الطريق و
نهال:- تمام شيمو تمام هو يعرف كل هذا ،،، وداعا
شيماء(مطت شفتيها):- افف وداعاااا .. حبي لن نتأخر وعد
نهال:- ماشي .. / لما تقطع سهرتك لأجلي ؟
أسعد:- أنتِ أهم ..
نهال(هل هذا تعبير صريح لأنتِ تهمينني أم أنه يتلاعب بي):- هه أهم ..
أسعد(أمسكها من يدها وجذبها بجواره فقد كادت تصطدم بسياج حديدي):- امم لما لا تدعين لي مهمة القيادة ..
نهال(شعرت بحرارة الخجل ولامت عينيها الخائنة):- .. متأسفة لنفسي
أسعد(زفر عميقا وسار بها نحو موقف السيارات ليأخذ دراجته):- أنا لدي حساسية ..
نهال(عقدت حاجبيها):- حساسية ماذا ؟
أسعد:- في موسم الصيف تظهر بقع داكنة على ظهره فلا أستطيع إزالة قميصي لأجل السباحة فالكل يسألني ما ذاك ومن أين جاء ، حاولت معالجته وأخبرني الطبيب أن ذلك موسمي وظهري يتأثر بالحرارة المفرطة لذلك تظهر تلك البقع ، فهمتني ؟
نهال(ابتسمت):- يعني أتقصد أنك أيضا تخجل من الناس ؟
أسعد:- ليس خجلا فلست أهتم برأي أحد طالما سأستمتع لنفسي وذاتي حين أسبح وأمرح ووو .. لكن أتهرب من التساؤلات وصداع الرأس عن ماذا وكيف وبلابلابلا التفاهات ..
نهال:- جيد ..
أسعد(شعر براحتها):- كل واحد لديه ما يخفيه ويخشى إظهاره للملأ .. اممم
نهال(وقفت معه وهو يلبسها خوذته):- آسفة لتكسير دراجتك كنت حانقة عليك جدا
أسعد:- هذه المرة سأمررها لكن لو كسرتها مجددا سوف أكسر عنادكِ ..
نهال:- هاء .. لا تحلم بذلك ..
أسعد(حملها برفق):- اركبي يا عنيدة ودعينا نعيدكِ للبيت آمنة قبل أن تعلم شيماء الطوارئ
نهال(ابتلعت ريقها حين ركب قبلها وجعلها تضع يديها على خصره):- هكذا أفضل ..
أسعد:- تمسكي جيدا وأغمضي عينيكِ كي لا تؤذيكِ الأضواء ..
نهال(قبل أن يقلع):- لما تهتم فيني هكذا ؟
أسعد(تشنج من سؤالها ورفع حاجبيه):- لست أدري …
نهال(تابعت في سرها):- ولا أنا بحاجة لجواب … يكفي ما أشعر به …
انطلق من هناك بدراجته عائدا بها للبيت وفي قلبهما الكثير من الأشياء التي ولدت لكي يتشاركان بها سوية رغم العناد رغم الغضب رغم البداية المشرفة لمعرفتهما إلا أنهما لبعضهما قد خلقا … هنا أخبرتهم شيماء بانسحاب نهال ولحظتها سخرت عليها ليان أمامهم وقالت بأنها انسحبت مع حبيبها بل هربت لتستفرد به ، هدر فيها يزن وأخرسها بينما شيماء ظلت تحرك رأسها يأسا من هذه البنت المقيتة … علمت مرام بذهابها وفهمت أن الأمر راجع لنفسية نهال لم تدقق فهي تعرف أن أسعد سيوصلها بمأمن للبيت ولذلك أعلنت النتائج عن فوز فريقهم بالمسابقة للمرة الثانية …. صرخوا وهتفوا وبكوا وابتسموا وتعانقوا فرحا بهذا النجاح أخذوا جائزتهم وانطلقوا للمطعم حيث سيحتفلون كما يجب ، وفي هذا الوقت كانت قد وقفت معه على كورنيش البحر بعد أن طلبت منه ذلك ..
أسعد(قدم لها مخبوزات ساخنة أحضرها من عربة الأكل المجاورة):- تفضلي ..
نهال(أخذتها منه وابتسمت):- كنت جائعة جدا ..
أسعد:- حتى أنا ..
نهال(استدارت لترمق البحر):- ههه منظر مبهج لو كنت أستطيع رؤيته كما يجب
أسعد:- كيف أصبتِ بقصر النظر لهذه الدرجة ؟
نهال(امتصت شفتيها بألم):- ولدت هكذا .. يعني ماما أثناء حملها بي تعذبت كثيرا معي ولم تكن تتناول شيئا ولا تهتم بصحتها وكانت تبكي طوال الوقت وهذا ما أثر على الهرمونات وجعلني بنظر قليل منذ الولادة ..
أسعد:- اممم الموضوع راجع لدخول أبيكِ للسجن ؟
نهال:- أهاه وقتها
أسعد(لاحظ دموعها ولم يشأ التأثير عليها وهي أصلا متعبة):- لنتمم هذه ونذهب …
نهال:- ما كان اسم أمك ؟
أسعد:- شريفة
نهال(رفعت عينيها):- اممم
لم ينطق أيهما بحرف بل كان السكون شريكا بينهما لحظتها ما إن فرغا من أكل تلك المخبوزة حتى قرر العودة بها للبيت لكن حضور متسكعين إلى عين المكان جعله يفقد أعصابه ، خصوصا حين تجرؤوا حرفيا عليها ، ود لو يضربهم ويطيح بهم أرضا ولكن تمسكها به رغبة في الذهاب جعله يتراجع ويصحبها من يدها ويغادرا المنطقة … كان غاضبا جدا شعرت بجسده متشنجا وهو يقود بهما ولكنها وضعت يدها على قلبه باستكانة جعلته يرخي كل عضلاته لتتمركز في لمسة يدها التي امتصت كل حنقه وجعلته يرى الوضع من منظور مختلف …. على نسائم الليل العليل وفي ذلك الجو الصيفي المبهج وعلى وقع أصوات المارة وأبواق السيارات ، وفي خضم جنون البشر وخروجهم في الشوارع استمتاعا بأجواء المدينة ، كان يخط بها الطرقات عائدا بها أسعد للبيت ، وهنا بعد وصولهما المحتم شعرت بشيء عميق في داخلها يتمنى لو يبقى بالجوار لوقت أطول وهذا ما استغربته في أن تستأنس لوجوده المستفز …
أسعد(ساعدها في النزول):- مرة أخرى لا تبكي إن حاول أحدهم أذيتكِ … حتى لو كنتِ في موقف ضعف عليكِ أن تبدي أكثر قوة ثم استعملي أيقونة الشعلة خاصتكِ ما شاء الله هي تعمل 24 ساعة على 24 في حضوري
نهال:- ههه هذا لأنك تستفزني …
أسعد(ابتسم لها):- هيا ادخلي
نهال(تقدمت بخطوات لتتراجع قليلا إليه ، تحسست وجهه وطبعت قبلة على خده):- هذه لأنك كتمت سري ولأنك حميتني ولأنك دافعت عني ولأنك كنت رجلا معي .. شكرا ..
أسعد(تفاجئ بقبلتها تلك وابتسم):- العفو ..
نهال(تمشت بخطى قليلة وطرقت الباب):- وداااعا ..
أسعد(أقلع دراجته وما إن فتح الباب اختفى):- وداعا يا شعلة المشاكل …
عفاف(فتحت لها متفاجئة وموجوعة فقد روت لها عواطف ما حصل):- ابنتي نهاااال
نهال(انفجرت ببكاء):- ماماااا اهئ …
أدخلتها وحكت لهم بدورها ما حصل حزنوا لأجلها ولاموا تصرف هدى وامتنوا من موقف أسعد وفرحوا لأجل مرام وانتهت المناحة الخاصة بنهال التي وعدوها في صبيحة اليوم التالي بأنهم سوف يصطحبونها بشكل عاجل للدكتورة خاصتها … وعلى ذكر هذه الدكتورة فقد كانت تبتسم لنور وهي تشكر في ذكاء دينا ودرجاتها العالية ..
نرجس:- ههه أكيد بناتنا متفوقات بكل المدرسة ، تروقني المنافسة بينهما صدقا
نور:- هذا يعطيهما حافزا لتقديم الأفضل
نرجس:- مراد ألا تتفق معي ؟؟
مراد(ابتسم لنور):- أكيد أتفق لكن يجب أن أخبركِ أنه لولا اهتمام الست نور بطفلتها ما كانت تفوقت لهذه الدرجة
نرجس:- كأنني ألمس تهكما في واجباتي كأم هنا ؟
مراد:- لا والله نحن فقط نذكركِ بأن هذه الليلة خرافية حيث رافقتنا بخير وسلام بعيدا عن مشاغلك
نرجس:- اشهدي يا نور إنه دوما يفتعل مشكلة من لا شيء
نور(ابتسمت):- ههه الله يخليكم لبعض سأرى دينا قليلا عمتم مساء ..
نرجس:- هممم .. جيد أن جنى ولمى بقيتا مع هند ، وإلا لكنت دخت معهما يكفيني تحرك جنان من محل لمحل
مراد(أمسكها من خصرها):- إذا دعينا نلحق بها أكيد هي في مكان ما هنا …
جنان:- لالالالالا أنت هكذا تصنفني الثانية وأنا لا أرضى بذلك ..
صهيب:- ولكن دينا هي الأولى في فئة البنات وأنتِ الثانية مثلي ..
جنان(صغرت عينيها فيه):- وأنت أصلا ما شأنك بناااااااا ، أولى ثانية أنت مش شغلك
دينا(بخفوت):- لا تصرخي جنان ، عادي مثلي مثلكِ ..
جنان:- هئ منذ متى تتنازلين أم لأنكِ ضمنتِ المركز الأول تهينينني …
دينا:- لست أفعل
صهيب(ناظرها بعمق):- تبدين شاحبة وغير متزنة وأجوبتكِ مقتضبة ، حتى حين تسلم الجوائز والإدلاء بالمراتب الأولى لم تكوني سعيدة
دينا:- أنا مريضة قليلا
جنان(بلؤم):- لأن أباها لم يحضر مجددا مثل كل سنة هههه ..
دينا(اهتزت بدموع لحظتها):- …لارد
صهيب(رفض ذلك):- اخرسي جنان هذه قلة أدب أن تعايريها بأبيها …
جنان:- ههه ههه ..آسفة دينا ..
دينا:- لا بأس أنتِ صديقتي ..
صهيب(اقترب من دينا وأعطاها منديله):- امسحي دموعكِ ، لا تشغلي بالا أساسا أبويَّ لا أدري أين هما فور وصولهما انغمسا وسط الأصحاب ونسيا أمري يعني وجودهما وعدمه في هذه الليلة سيان
جنان(رفضت تخفيفه عنها):- ولكنهما موجودين ، هه مثل أمي وأبي أيضا ..
دينا(تنهدت بحرقة وانسحبت):- هذه المحادثة تضايقني سأذهب ..
جنان:-ابقي أم أنكِ تخشين الخوض في الحديث عن أبيكِ .. من هو بالمناسبة وأين هو ؟؟؟
نور(وقفت خلفها):- قادم ..وسترينه عما قريب لا تشغلي بالكِ ..
نرجس(وصلت مع مراد على ذات الحديث):- متأسفة منكِ نور بحق .. جناااااان ما هذا الكلام الخبيث كيف تجرحين صديقتكِ هكذا ؟
جنان(نظرت لدموع دينا):- كنت أمزح معها فحسب، والله سامحيني دينا
مراد:- هذا تصرف سيء سنتحاسب عليه لاحقا ..
صهيب:- أمر عابر هيا دينا .. عليكِ أن تفرحي طالما أبوكِ قادم ؟
دينا(رفعت رأسها لنور وهزت عيناها بحرقة):- اهئئئ ..
نور:- عن إذنكم قليلا … دينا ديناااا
سرعان ما استوقفتها على جنب وانحنت أرضا لتمسح دموع ابنتها ، عضعضت شفتيها وأخرجت هاتفها لتتصل به مجددا حين اصطحبتها لتغسل وجهها وتركتها بالحمام لتحادثه
نور(بلؤم وشراسة):- أيها الحشرة النكرة يا شماتة الرجال في كل مجلس يا من تستحق سجنا في أعمق مستنقع لعلك تتعفن أكثر وتناسب مقامك العطن ، أيها الغبي ذو التركيبة الغير متجانسة مع بعضها أين وقعت عليك إلهي كنت أصبني بالغباء المركب لعلني أرفض الارتباط بفقمة مثلك ..
حفيظ(كان يتثاءب):- لما توقظينني كل مرة من عز نومتي ما الذي تريدينه البارحة واليوم هااا ؟
نور(بجنون وعصبية):- آه على الأخرق لا يليق بك سوى غرز شوك بعينيك وعمود حديدي بأذنيك وكومة ملح بفمك هذا فقط لو شعرت بأنك على قيد الحياة ، يا أيها الحماااااااااااااار ذو الأذنين المعقوفة …
حفيظ:- لا تنعتيني بالحمار هاااه أنا رجل
نور(باشمئزاز):- ونعم الرجل ونعم الرجل … ألم أمر بك هذا المساء وأضع لك طقما مناسبا لتحضر به حفلة الآباء خاصة ابنتك ؟
حفيظ(رهن الطقم ليلعب القمار):- أ.. ولكنني نسيت يا نور .. اعذري سهوي
نور:- سأعذر سأعذر ولكن أتعرف ماذا سأعذر نفسي التي لم تلطخ يديها بدمك ، اذهب إلهي تحترق بالجحيم أيها القرد الحبشي لا نريد منك شيئا لا أنا ولا ابنتي ..تفووووه عليك يا عيفة الرجال …
حفيظ(تثاءب مجددا ورمى الهاتف ليكمل نومه):- تصرخ تصرخ دوماااا وكأن لا عمل لها سوى الصراخ هممم سأكمل نومي امم …
مسحت نور على فكها وهي تفكر الآن خيبت ظن دينا مجددا ، فقد طلبت منها ألا تتصل به ولا تناديه ولكن نور أصرت على حضوره وأخبرتها أنه لن يخذلها ولكن هيهات هيهات … فتحت دينا الباب وخرجت مطأطئة الرأس متقبلة للوضع
دينا:- كنت أعرف أنه لن يحضر لما أتعبتِ نفسكِ ماما ؟
نور(فركت يديها بأسف):- الآن ألستِ سعيدة بوجودي معكِ
دينا(أمسكت يد نور=):- سنستمع بنات مع بعض وحسب ..
نور(ناظرت محاولة ابنتها في تطييب خاطرها):- الله يكملك بعقلكِ يا صغيرتي …
عادت بها للحفلة ولكن مبتعدة عن جماعة جنان وصهيب لكي لا يجرحوها مجددا بكلامهم ، في ذلك الوقت صار لزاما على المتفوقين إلقاء كلمة أخيرة قبل انتهاء التكريم ولذلك صعدت جنان وصهيب وتلميذ آخر وبنتين ودينا معهم ، تقدم كل واحد فيهم ليدلي بكلمة تم حفظها ع السريع طبعا لهكذا موقف وبدأت إحدى البنات وبعدها تلميذ وبعدها جنان التي شكرت أمها وأباها وحرصهما على رعايتها ، أيضا صهيب قام بذلك وبقية التلاميذ وصولا إليها .. تقدمت من الميكروفون ونظرت إلى نور التي ظلت تصفق لها بحرارة دامعة ..
دينا:- احم .. مرحبا أنا دينا الراجي صحيح لقبي ليس كذلك ولكنني ابنة ماما التي سهرت لأجلي ورعتني وأحبتني ووهبتني كلما أريده في هذه الدنيا ، أما عطوفة وبيتا وسط قلبها خاصا بي أنا فحسب ، أنا أحب ماما كثيرا لأنها أحضرتني لأشاركها وحدتها وأبعد عنها الحزن المترقرق بعينيها كلما نظرت إلي ، أفهمها لأنني أعتبرها صغيرتي فهي تكملني وأنا أكملها ، .. نور قلبي الصغير الذي تُيم بها إلى ما لا نهاية ، شكرا لأنكِ ماما وشكرا لأنكِ بحياتي يا أحلى نور …..
ضمت يديها لصدرها وهي تبكي من هذه الكلمات التي نزلت على مسامعها كالنور المشع الذي اخترق قلبها ولامس فؤادها العليل ، ركضت دينا من المنصة صوبها وارتمت في حضنها أمها تحت تصفيقات الحضور تشجيعا لمشاعر الصغيرة النبيلة ..
نور(ضحكت من بين دموعها):- آه يا صغيرتي أنا كلامكِ جميل جداااا
دينا:- ههه قلته من صميم قلبي
صهيب(ركض إليها):-ديناااا كيف ارتجلتِ تلك الكلمات فعلا أنتِ مبدعة
جنان(تقدمت بتذمر):- ليس شيئا مهما طالما لم يحضر أبوها ليسمع ما قالته هممم
نور(تشنجت ولمحت انكسار خاطر دينا):- دعيني أضع حسابا لوالديكِ وكفى فظاظة هنا ، عيب ما تفعلينه جنان عيب ..
صهيب:- أجل دينا قالت كلاما جيدا لما تنقصين من قدرها هكذا ؟
جنان(بامتعاض):- لأنها مدللة سرعان ما تبكي …
نور:- وهذا لا يعطيكِ الحق في لومها أو معاتبتها لأن أباها لم يحضر قد جدت له ظروف عمل ..
صهيب:- لا داعي خالة نور نحن نساند دينا فحسب
نور(رفعت حاجبها فيه):- من عينك محامي لابنتي أبفهم ؟
صهيب(حك رأسه):- ههه إنها صديقتي ..
جنان(كتفت يديها):- وأنا لست كذلك لُوووم …
دينا(هزت رأسها فيها):- من فينا المدلل الآن ؟؟؟
هناء:- صهيب هل علي أن ألحق بك من مكان لمكان ؟
صهيب:- أمي هناء أعرفكِ بالسيدة نور أم دينا صديقتي
هناء(سلمت عليها):- أهلا نور وهنيئا لكِ بطفلة مثلها دمعت عيناي من كلماتها المؤثرة
نور:- تسلمي ست هناء تشرفت
هناء:- ما كانت المشكلة بينكم يا صغار ؟
جنان:- لا توجد مشكلة فقط هناك من لا يتقبل الحقيقة
صهيب:- يكفي يا جناااان
جنان(ناظرته بعتب):- سئمت من دفاعك عنها ثم أنا لست مخطئة هي لا تملك أبا من أصله وإلا لكنا رأيناه الآن أو السنة الماضية أو التي قبلها وقبلها وقبببببلها …
دينا(بعصبية):- من قال لكِ أنني لا أملكه ؟؟؟؟؟؟؟؟
جنان:- وأين هو هيا دعيني أراااااااه وأثبتي لي العكس ؟
نور:- هي ليست على استعداد لتثبت لكِ أي شيء كفاكِ تمردا هنا لأنكِ تسيئين لأهلك
صهيب:- سأنادي الخالة نرجس والعم مراد
دينا(كانت ترتجف بغيظ وسرعان ما انخفض لترفع رأسها جانب الباب):- ذلك بابا …
رفعت نور رأسها لتلعن فكرة ابنتها التي ادعت أبوة أحد غريب ، الآن وضعت دينا نفسها في موقف لا تحسد عليه قبل أن تبدأ حصة الشرح التفتت جانبيا للشخص المشار إليه ، في بادئ الأمر كانت تراجع في عقلها ما الذي ستشرحه لهم وتبدد سوء التفاهم لكن عادت لترمش وتراه متقدما بخيلاء صوبهما وأول ما فعله هو أخذ دينا في حضنه بحرارة بادلته إياها وكأنه سقط عليها من السمااء
دينا:- قلت أنك بابا لا تفضحني
فؤاد(تشنج وهو يبتسم):- أنا حقا أبووكِ ..
دينا(عانقته بحرارة):- هههه بابا حبيبي ..
صهيب(نظر لجنان):- هل فرحتِ الآن ؟
فؤاد(أنزل دينا وأمسك نور من خصرها ودفعها إليه بتملك دون إذن):- مرحبا وعذرا للتأخير صغيرتي لكن زحمة السير كانت هلاكا ..
دينا:- لا مشكلة بابا المهم أنك أتيت .. ماما اكتملت فرحتي الآن ؟
نور(بدهشة):- لمست ذلك لمسته … هننن
جنان(رمقته):- أنت أبوها حقاااا لقد رأيتك في المؤسسة ذلك اليوم كنتِ أخبريني وقتها دينا ؟؟
دينا:- معليش ها أنتِ قد عرفتِ ؟
هناء(رمشت بعينها حين تذكرته):- وواوووو غير معقول فؤاد رشوان صح ؟
فؤاد(انتبه لها):- عذراااا ؟؟
هناء:- أنا هناء نائبة مدير التسويق الخاص بشركتكم أظنك لا تتذكرني لكنني أذكرك جيدا ، تشرفت بلقائك وجها لوجه صدقا أنت شخصية مميزة يفتخر المرء بلقائها على أرض الواقع ، وتشرفت أنك والد زميلة ابني في الصف
فؤاد(نظر لنور التي حذرته بعينيها):- الشرف لي ست هناء واعذري سهوي ..
جنان(دكت الأرض بغضب):- هممم
صهيب(غمز لدينا):- راحت تنفجر يمكن ههههه
دينا:- يمكن ..هههه
هناء(صافحته بحرارة):- الشرف لي ولو ، وأكيد سنلتقي في فرصة قادمة مثل بعيد ميلاد صهيب ابني نهاية الشهر أتشرف بقدومك أنت وزوجتك والصغيرة دينا ؟
نور:- يعني اعذريني وقتها سنكون مضغوطين قليلا
هناء:- لالا لن أقبل أعذارا أو أعطوني عنوان بيتكما سآتي بنفسي لدعوتكما
فؤاد:- أ… لا داعي لا داعي أكيد صغيرتي ستود حضور حفلة صديقها أليس كذلك ؟؟
دينا:- أجل صهيب يستحق
صهيب:- هههه
هناء:- جيد هكذا إذن اسمحوا لي هيا صهيب ..
دينا(لوحت له وابتسمت):- اكتملت فرحتي أخيرااااااااا
نور:- لقد وضعتنا في مأزق لما هتفتِ بذلك ؟
دينا:- وماذا أفعل قد سمعتها وهي تسخر مني
فؤاد:- لا بأس نور .. هل لدي صغيرة كي أدللها أكثر من دندونتي الحلوة .. همم بما أن الحفلة انتهت ما رأيكما بتناول العشاء في أحد المطاعم على شرف الفائزة المميزة خاصتنا ؟
دينا(قفزت وعانقته):- موافقة موافقة
نور(تنهدت فهي تتورط فيه أكثر فأكثر وكل يوم مع الأسف):- شكرا لأنك أتيت
فؤاد:- ما كنت سأفلت هكذا مناسبة ، انتظرت خارجا لعل حفيظ يأتي ولكن امم وجدتني مندفعا بدلا عنه
نور(هتفت بشرود):- لطالما كنت الأول … هيا بنا
همستها تلك رفعته لسابع سماء وجعلته يغادر بهما مبتسما فرحا بحفلة حبيبته الصغيرة ، وهكذا كان أخذهم إلى مطعم جيد يناسب بهجة ابنته ونور عيونه التي بدت أكثر راحة بقربه حتى لو حاولت مداراة ذلك لكنه قادر على الإحساس بأنها ممتنة لوجوده معهما في هكذا ليلة تعني لهما الكثير .. وعلى أساس ذلك سننتقل صوب روما لنرى ما قد جد معهم في جنح ذلك الليل ..

طبعا لورينا ما زالت حانقة من جوزيت وهذه الأخيرة لم تطقها ذلك اليوم اشمأزت منها لدرجة القنوط ، حاولت ناريانا تلطيف الجو لكن من يخرس جوزيت ، فحتى ميرنا لم تبالي فهمومها الدفينة كانت تخرسها بأسف … تناولن عشاءهن وتبعثرن في غرفهن ..
لورينا:- إنها جاحدة معي ما الذي فعلته لها حتى تكرهني ألم تريها كيف كانت تتصيد نطقي بحرف أو كلمة كي تثور بوجهي ؟؟؟؟؟؟
ناريانا:- اصطبري عليها يا لورين هي على أعصابها
لورينا:- كلنا كذلك كلنا متشنجات وعصبيات وكارهات للوضعية التي نحياها ولكننا مجبرات على ذلك ، ولو كنا قد دخلنا في هذا جميعنا يجب أن نحترم بعضنا وإلا لن يمضي كل شيء على خير … لأنني لن أسكت لها لو حاولت التنقيص من شأني مرة أخرى وهذا آخر كلام عندي
ناريانا(دلكت رقبتها):- آه يا ربي طب دعينا ننام والصباح خير وبركة ..
لورينا(بحنق):- هففف … إنها تلومني على ميسون ولكن ألا ترون أن ميرنا استحوذت عليها ؟ قريبا تناديها ماما حتى ..
ناريانا(سخرت بهزل):- لأنها أمها يا لورين
لورينا(صعقت من رد ناريانا وزفرت بتفتفة):- ههه أمها ماذا هل جننتِ ؟
ناريانا:- قصدت أمها التي تريدها لو كنتِ كما ميرنا لما تركتكِ
لورينا(ارتاحت من جواب ناريانا ذاك):- سأنام تصبحين على خير ..
ناريانا:- سأكمل هذا الكتاب وأغفو أنا أيضا ليلة سعيدة ….
في الغرفة المجاورة
كانت جوزيت على الحاسوب وهي تقضم من التفاح الأخضر المفضل لديها ما يثلج روحها ، بينما كانت ميرنا تهدهد ميسون كي تنام والتي كانت تبكي اشتياقا لحكيم ..
ميسون(رفعت أصابعها):- كم يتبقى حتى أرى بابا ..؟
ميرنا(زفرت عميقا):- امم لا أدري ميسونتي لكن بضع أيام أخرى
ميسون:- ألا يريد أن يراني هل أغضبته أنا أهو منزعج مني ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(فتحت عينيها بصدمة):- لا لا يا صغيرتي أبدا الموضوع لا يخصكِ أنتِ ، هو مشغول قليلا ما إن يفرغ حتى يأتي إلينا
ميسون:- غدا مثلا ؟
ميرنا(بتعب):- لا أعرف يا صغيرتي نامي وغدا نتكلم ..
ميسون(هزت رأسها بأدب):- حاضر ..
ميرنا(قبلتها على وجهها وغطتها جيدا):- أحلاما سعيدة هانئة فوق غيوم مملكة ميسون الأميرة
ميسون:- ههه بابا دوما يقول لنا أميراتي أنتِ عصفورته وأنا حمامته ، أحب بابا واشتقته كثيرا
ميرنا(بأسى خالجها لحظتها):- هيا نامي كي يزوركِ بابا حكيم في الحلم ، هيا هيا اركضي ههه آه
تألمت بحسرة وهي تفكر فيهم رغما عنها ، مسحت على جبين ميسون وناظرت براءتها الصغيرة وكل لحظة تمضيها معها تشعر بها وتتعلق بها أكثر فأكثر وهذا شعور متبادل ، لم تعرف كم أمضت من الوقت وهي تتأملها حتى قاطعتها جوزيت بنهوضها
جوزيت(أقفلت الحاسوب):- نعست أنا ..هفف ذلك الغبي عنبر أكلمه في الشرق وهو يفهم في الغرب حري بي أن أجعله يأخذ دورة في الكمبيوتر وأساسياته
ميرنا:- من كثر ما تذكرينه أنتِ وناريانا شوقتموني لأراه
جوزيت(ضحكت وهي تستذكره):- الأصلع البليد سأعرفكِ به ما إن نعود للوطن ، سآخذكِ معي لقصري لأريكِ ٍرجالي وكل شيء تريدينه
ميرنا(شعرت بالحماس وهي تتخذ محل جوزيت قرب الحاسوب):- ماذا فعلتِ على الحاسوب ؟
جوزيت(دخلت للحمام وأطلت عليها وهي تفرش أسنانها بالفرشاة):- مواضيع عامة لا تهتمي
ميرنا(ولجت للمخزن ووجدت مواضيع تخص المرأة الحامل ههءءءءءء يا حبيبي):- يا إلهي لما تدخل جوزيت لمواضيع كهذه ، كيف تعرفين بأنكِ حامل ما هي أعراض الحمل … يا الله هل أسألها أم أصمت أم ماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(خرجت وهي تمسح وجهها):- سأطفئ ضوء أباجورتي ضايقتني ليلة أمس ..تصبحين على خير
ميرنا(ناظرتها وهي ترمش):- وأنتِ من أهله …
شعرت بالتوجس ولكن آثرت أن تتمهل كي لا تجعل جوزيت تنزعج منها بسبب فضولها ، لكن لو حصل ذلك ستكون هنالك مشكلة مترتب عليهم مواجهتها مع الأسف … زفرت عميقا وهي تطرد من بالها كل الأفكار العميقة ومجددا دخلت لمدونتها لتجد المدعو"أنيس الليل" قد بعث رسالتين ، فكرت ألا تقرأهما ولكن دخلت لترى من الفضول وجدت بالأولى رسالة مقتضبة (حتى لو غربتِ الشمس عنا سوف تجد مستقرها في كبد السماء باليوم التالي) هزأت به وقرأت الرسالة الأخرى (ميرنا لما لا تردين على رسائلي الخاصة هل أضايقكِ بسؤالي عنكِ)
ميرنا(شتمته في سرها):- طبعا تضايقني يا فضولي يا حشري اففف أعرفك أنا أعرفك حتى تناديني باسمي حاف ثم من غير ذلك من طلب منك السؤال عني ، عالم عجيبة لكن العيب فيني التي أعطت لأمثالك وجها ضايقتني إلهي يغمر قلبك كل الضيق تعيس لعين هففف …
ظلت تزفر وتتأفف ونفضت نفسها من هناك متضايقة وانغمست وسط السرير لتنام بدورها ، لكن أين النوم فقد ظلت تعدد نجوم الستائر وطيات الوسادة وكم وردة على جدار الحائط على خطوط الكنبة التي عددتها خطا بخط …. أما جوزيت فقد غفت من فورها وقلبها يرتجف خوفا من الأعراض التي باتت تشعر بها مؤخرا وهذا ما أرعبها بحق ، ولكن سرعان ما لعنت الفكرة الدارجة وقررت أن تدعها للظروف فهم لا ينقصهم مشكلة أخرى في ذلك الوقت .. لورينا نامت حانقة على جوزيت أما ناريانا فبعد أن أكملت قراءة كتابها أعادته لمحله بحقيبتها وانتبهت للبروش هدية نادر رفعته لعيونها وابتسمت بدموع شوقا إليه وغفت بدورها …… هنا كان الشباب كل في غرفته يناجي طيف محبوبته والشوق قد فتك بهم فتكا مرت 24 ساعة أول ليلة يعني على بعادهن فما المزيد ؟؟؟؟؟
في صبيحة اليوم التالي ..
فتح عينيه على طرق الباب هز رأسه كارها للدنيا ولعن الطارق أيا كان يكون ، لكن هذا الطارق عرف أنه لن ينهض ما لم يجعله يقلق ففتحها عليه ودخل ليرفع بوجهه الهاتف
ميار:- نعم ؟؟؟؟؟؟ هل اقتحمت غرفتي لتريني خلفية هاتفك يا بعدي ؟
وائل:- انهض لقد عثرنا على آخر إشارة لهاتفهن
ميار(انتفض بحماس)::- أتتكلم بجدية ياااااا الله طيب أ.. ماذا سنفعل أ.. يعني اسبقني سأرتدي ما يناسب وأوافيكم تحت لنرى ما قد نفعله ، أجل الرجال الرجال يا وائل حضروهم سنذهب للبحث عنهن و و … حكيم أين حكيم هل أخبرته ؟
وائل(ضحك على حاله):- من يراك الآن ينسى تماما أنك الفهد البري الصارم … اممم هيا كلنا بانتظارك سارع فحسب …
ميار(ابتلع ريقه):- كيف تتركوني نائم هكذا هاااه أنا بالحمام …
وائل:- هذا بدل شكرنا يا عم لكن معليش طبعك ولن يتغير أسرع هاااااه سنذهب بدونك لو تأخرت
نزل وائل بعد أن فرحه بذلك الخبر في حين ضرب ميار بقبضته الفراغ في حركة فرح عارمة ، شعر بأن الحياة ستبتسم له أخيرا سيعيدها إليه سيعيدها حيث يجب أن تكووووون ، لن يجعلها تحرمها منه بعد أن تجرع علقم فراقها سنينا بعد سنين … بعد لحظات ضئيلة كان ينزل الدرج بخفة ووجدهم جالسين على طاولة الفطور
ميار:- لما لستم مستعدين هيا نذهب ..
حكيم:- أفطر أولا ثم نحن في انتظار كاظم هو في طريقه ..
ميار:- أخيرا ظهر خير من ذلك الغوريلا
نادر:- والله استيقظ أبكر واحد فينا وتوجه لمقره لكي يضغط عليهم أكثر ، وأظن أن ضغطه ذاك جاء بنتيجة وتوصلنا لآخر موقع التقطت منه إشارتهن
ميار:- أنا متوتر جداااا
حكيم(دفع له صحن الفطور=):- وعليك أن تتناول شيئا كي تصلب طولك
ميار(تناوله على مضض وعيناه تبرقان):- سنجدهن صحيح ؟
وائل(تنهد بأسى):- سنبذل قصارى جهدنا …
حكيم:- لنأمل ذلك ..
على أساس هذا الأمل الذي زرع بقلوبهم والبسمة التي توزعت على شفاههم أكملوا ذلك الفطور وأخذوا ينتظرون قدوم كاظم الذي ما إن وصل حتى اختطفوه ولم يتركوا له حتى مجالا للتنفس ، ولكن لم ينسوا بطنه فلقاء خبر كذاك أحضر له نادر ساندويتشين والتهمهما في الطريق … وصلوا إلى العنوان مستخدمين محدد الأمكنة بسيارتهم الموحدة ووجدوه متجرا ، هنا نزلوا دفعة واحدة ودخلوا بلهفة إلى صاحب المتجر الذي ناظرهم بالواحد وتابعهم عضلة بعضلة كلهم أبواب ما شاء الله وقفوا في سطر وهم يتفحصون جوانب المتجر ..
ميار:- من الآخر إن كنت مفيدا لنا سنعتبرك صديقا ولن نمسك بسوء ، أما لو آثرت اللف والدوران أخاف عليك أي والله أخاف من أن يتحطم هذا المتجر الجميل
صاحب المحل(ابتلع ريقه):- هل أنتم عصابة السرقات ، خذوا كل ما بالخزنة لحظة سأجمعه لكم
حكيم:- توقف عندك ، لو أجبتنا بما نريد معرفته سنعطيك مالا أكثر مما تحمله خزنتك اليتيمة تلك
صاحب المحل(فغر فاهه):- نعم ماذا تريدون ؟
وائل:- قبل كل شيء نود رؤية تسجيلات الكاميرات ليومين
صاحب المحل:- في تلك الغرفة ستجد ما تريده
وائل:- كاظم رافقني قليلا
كاظم(التقط بسكويتة وعلبة عصير):- هذه ع حاسبكم هاه ههه أخوكم يجوع بسرعة ولا يعمل دون طعااااام قادم وايْلونُ
ميار:- هممم قبل ليلتين هل زارت محلك مجموعة من فتيات ؟
نادر:- كن يرتدين فساتين سهرات وأنيقات جدا يعني ..
حكيم:- وكان معهم طفلة صغيرة ؟
صاحب المحل:- أهاه التوأم ومعهما فتاة ذات شعر طويل أشقر وأخرى أحمر دخلت بعد أن عبأت البنزين بسيارتها لكن لم أرى أية طفلة .. لكنني انتبهت أن صاحبة الشعر الأحمر كانت تتحدث عبر النافذة لوحدها حسبتها تتكلم عبر الهاتف ربما مع هذه الصغيرة
حكيم(بإشراق):- أجل هو كذلك .. نود أن نعرف هل ذكرن أي شيء عن وجهتهن تذكر لو سمحت
ميار:- وتذكر أيضا أن كل معلومة قد تنال منها ضعف ما تملكه في اليوم هيا شغل ذاكرتك ..
صاحب المحل:- صراحة لا أذكر حديثا
ميار(طقطق بإصبعه بعصبية):- تذكررررررر …
نادر(لمح رعب الرجل):- ساعدنا كي نساعدك
حكيم:- همم ؟
صاحب المحل:- إحداهم ذكرت شيئا عن القصاص وكانت أخرى تبكي وهي تتطلع لذلك الجانب ، يعني حيث أضع الفاكهة
ميار(نظر للتفاح الأخضر وشعر بالبؤس):- جوزتي …
صاحب المحل:- بينما أخرى أخذت دفاتر وأقلام من ذلك الجانب ، سقطت منها في بادئ الأمر لكن لملمتها وهي تسخط وتلوم بلغة غير مفهومة
حكيم:- وهذه ميرنااااا
صاحب المحل:- أما ذات الشعر الطويل فقد كانت تملأ السلة بالأكل وهي ترميها كأنها تخاصم عفاريت وجهها
نادر:- نارياناااااا …
صاحب المحل:- آخرهن أخذت ثيابا ووقفت مطولا بهذا الجانب وأخذت قنينة مشروب
حكيم(فتح عينيه):- يا ويلي …
صاحب المحل:- هذا كله …
ميار:- طيب ما الذي يوجد بالقرب من متجرك هل هناك منازل أو مزارع ؟؟؟
صاحب المحل(أخذ يفكر):- ….لارد
وائل:- أخذن ما يلزمهن لشهر وليس لأسبوع حتى تت ..
كاظم:- خططن لكل شيء حتى من الشمع والمصابيح الضوئية أخذن …
نادر:- طبعا كشافة معنااااا …
ميار:- بل عصابة .. حممم
حكيم:- هاااا يا سيد أجبنا نحن على نااااار
صاحب المحل(بتردد):- ماذا فعلن بكن ؟
حكيم:- هن زوجاتنا والطفلة التي معهن طفلتي .. فهمت الآن لما نحن حانقون لهذه الدرجة ؟
صاحب المحل(عطف عليهم):- هنالك مزرعتان وأربع بيوت وخامسهم في الجبل وهذا مستبعد جدا جدا أن يؤجر بيته لثلة فتيات فهو صعب المراس ويدعى طوميكس ..سأعطيكم خريطة بالمنازل التي ذكرت وبالمزارع وغيرها لن تجدوا ضالتكم فما تبقى غابة موحشة لا يطؤها الناس كثيرا ، وغيرها طريق ممتدة حتى حدود المدينة
وائل:- ما يعني أنهن حتما في أحد هذه البيوت ، ههه شكرا لك أعطنا إياها
كاظم:- إذن بما أنها رحلة ميدانية سنأخذ ما يلزم
نادر:- دعني أساعدك ياخويا في أخذ الأكل اللازم أعرفك
المهم وضعوا رزمة مال في خزانة صاحب المحل الذي فتحت له أبواب السماء لا مع نسائهم ولا مع الرجال الذين دعا معهم أن يجدوا حبيباتهن ، وعليه أخذوا ما يلزمهم لرحلة البحث وبدؤوا بأول مزرعة قابلتهم وشرعوا في البحث ، لا نتيجة توجهوا للبيت المجاور لها أيضا لا نتيجة ، انطلقوا للمزرعة الثانية لا جديد وهنا كاظم أغرم بابنتهم الشابة التي كانت تحلب البقرة وجره نادر جرا قبل أن يفرغ أبوها مسدسه في رأسه ، دفعوه للسيارة وانطلقوا به من هناك وهو يتبسم ويتأوه عشقا في فتاة البرية ههه … قلوب قلوب تتناثر من عينيه وهو يرمش ببلاهة حتى صفعه نادر لرأسه وأيقظه حين وصلوا للبيت الثالث أيضا لم يجدوا هنالك ضالتهم وبدؤوا يشعرون بالخوف من عدم إيجادهن ، توجهوا للرابع بعد أن هلكت قواهم وأكلوا على السريع ما أحضروه معهم ونزلوا ليتفقدوه وأيضا عادوا بخفي حنين وبهذا لم يتبقى لهم أي أمل ….
ميار(ضرب عجلة السيارة وهو يزفر من حرارة الشمس):- يعني هل تبخروا ؟؟؟
حكيم(نفض قميصه الملتصق بجسمه):- أشعر بالحر ..
وائل(فتح أزرار قميصه واتكأ على سطح السيارة):- أكيد لم يبتعدن هنا في مكان ما ، وإلا أحد أصحاب تلك البيوت كذب علينا
كاظم(كان قد نزع قميصه وأخذ ينش به على نفسه):- لا لا الفتاة البرية لم تكذب نظرت في عينيها وقرأت الصفااااء
نادر(ضحك وهو يمسح على جبينه):- صدقا أنت تحفة اجمع عضلاتك لو رآك أحدهم سيأخذك للمتحف هههه
كاظم:- اخرس يا عديم النظر …
ميار(زفر بعمق):- أين هن ليوضح لي أحدكم أي هنننننننننننننن ؟؟؟؟؟
وائل(عقد حاجبيه وهو يتذكر رسالة الغريب التي ولجت هاتفه حيث قال ابحث في ذاكرة ماضيك ستجدها هناك):- ….لارد
حكيم(انتبه له):- فيما تفكر ؟؟؟؟
وائل:- لست متأكدا ولكن … كأنني مررت بهذه الطريق سابقا حين كنا بالبيت الجبلي
ميار(اقترب منه):- أوضح ؟
وائل:- هههه …. يا لدهائهاااااا يا لدهائها لقد اختبأن في أبعد مكان يمكنني التفكير فيه ، كيف غفلت عن ذلك ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم:- حبا بالله ليضربه أحدكم لرأسه كي يعيد تنظيم اللغة كي نفهم ؟؟؟
ميار:- وائل … ركز رجاء .. أين هن ؟
وائل(امتص شفتيه وركب محل السائق):- اصعدوا لقد عرفت أين هن …
صعدوا وكلهم أمل في العثور عليهن بصدق فقد تعبوا من البحث وأيضا اشتاقوا لهن بجنون ، المهم قاد بهم وائل وسط البراري إلى أن لاح البيت الجبلي من الجانب السفلي ، هنا نظر كل منهم للبيت بلهفة وشوق ولكن مع ذلك لم يتبينوا إن كانوا هنا حقا أم لا
حكيم:- يجب أن نقتحم البيت عليهم ونضعهم أمام الأمر الواقع هذا ما يلزم ؟
وائل:- هن لما هربن في نظرك لكي لا نخنقهن أنا من رأيي ، تركهن على راحتهن اليوم حتى لو كنت أعارض فكرتي داخليا إلا أنني مقتنع بها ، سنعطيهم مساحة أخرى اليوم وسنتحمل
نادر:- نوعا ما رأيك يا وائل سديد ، ولكن ماذا لو هربن مجددا أو غيرن مكانهن ؟
كاظم:- مش لما نتأكد أصلا أنهن هنا
ميار:- أنا كل هذا لا يأكل معي سأنزل حالا وأخرب أم الدنيا عليهن …
وائل:-ميار ميار أنا أتفهمك بدوري أحترق لكن الصبر جميل ، الآن ما سنفعله ستتصل برجالك ليأتوا لعين المكان في حينه وساعته سيراقبون البيت من فوق ومن تحت ومن الجانبين دون إثارة شبهات ، لأنهن إن شعرن بمراقبتنا سيهربن ولن نعرف أين هن ولو انطبقت السماء على الأرض وقتها …
حكيم:- وماذا بعد هذا أكيد لن أتحمل حتى صبيحة الغد ؟
وائل:- صباح الغد سنعيدهن لبيتهن وهذا أقصى حد للصبر بالنسبة لنا ولهن ..لأنني أضمن احتراقهن شوقا مثلنا مثلهن
نادر:- أساسا علينا أن نتأكد أليس كذلك ؟
ميار:- حبايبي اسمحوا لي لن أتمالك أعصابي حتى الغد ، سأتحمل حتى المساء ما رأيكم ؟
حكيم:- افف بدوري اشتقت لصغيرتي حتى الغد كثير أوافق ميار للمساء
نادر:- وأنا أظن من هنا للمساء فسحة لهن
كاظم:- لو علي أنا حتى الآن مش مشكلة
وائل(أصغى لأشواقه الحارقة):- وأنا معكم ..
ميار:- جيد سأكلم رجالي لكن بعد أن نلمح شيئا يدل على تواجدهن ما ربما كنا نهذي من البداية ها هنا وخاصتنا غير موجودات بالمكان
وائل:- حتى لو لم نتأكد أنا واثق أن ميرنا أحضرتهن إلى هناااا ، هذا البيت الجبلي الذي قطننا به مع ميرا وشهاب سابقا وهو آمن لم أعرف كيف لم أفكر فيه من الوهلة الأولى
حكيم:- ذكية هذه الخطوة لقد اختبأن في مكان واضح جدا لكن .. لا بأس كان درسا لنا
كاظم:- لحظة لحظة كأن أحدا يرفع الستارة .. له له إنها الناااااااار أي والله وجدناااااااااهن
نادر(شعر بشيء يخفق بداخله):- ناريانااااا
ميار(بلهفة):- جيد أمر جيد أننا عثرنا عليهن الحمدلله ..
حكيم(ابتسم وهو يعضعض شفتيه):- رحمتك يا الله …
انسحبت من خلف الستار وهي تبتسم بشوق ودلفت للحمام سريعا نظرت للمرآة وهي تلامس خدودها الموردة ونطقت ببحة عاشقة أضناها الغياب
ناريانا:- انتظرتك طويلا يا نادر … أخيرا سأراك …
طبعا استطاعت الشعور بتواجدهم بالقرب فقد بدت لها رؤية عن حكيم حين لمست يد ميسون قبل لحظات ، لما أرادت مساعدتها على الجلوس فوق الكرسي لتناول الطعام … لم تنبس ببنت شفة ولم تخبر البنات فقد حان وقت العودة وطال صبرهم حتى أوجعهم بشكل رهيب … بالنسبة للشباب لم يتحركوا من هناك إلا بعد حضور رجال ميار الذين رابضوا بالمكان وبدؤوا بالحراسة من بعيد كي لا ينتبهوا لهم ، بينما عادوا للقصر وكل واحد فيهم يحمل شوقا للمساء … بعد فترة كان كل واحد فيهم بغرفته يستحم لينزع عنه عرق وتعب الطريق وأيضا ليتعطر بجميل العطور فقريبا سيرى محبوبته وملكة قلبه … حتى العم نزار حظي بمعاملة خاصة حتى أن نادر عانقه لأول مرة بينما كاظم قبل جبينه ووائل سلم عليه وميار أومأ له برأسه وحكيم صافحه ، كانت فرحتهم لا تقدر بثمن لذلك وجدوه بوجههم ينتظر الأخبار المفرحة وكانت تلك طريقتهم للتعبير عنها ، مرت نصيب من الزمن وكان كل واحد فيهم أمام مرآته يعطر نفسه ويعدل هندامه بملابس شبابية صيفية تليق بذلك الجو ، لم ينسوا أخذ حقائب صغيرة جدا عرف كل واحد فيهم مكمنها وابتسموا لبعضهم وتوجهوا في ذلك المساء الموعود نحو بيت أميرااااااااااتهن اللاتي كن ينتظرن الكعكة المحلاة التي حضرتها ميرنا لهم ..
ميسون:- يا عيني أحب الكعك المحلى ميرنا …
ميرنا(راقبته في الفرن):- ستأكلين أحلى كعك محلى …
لورينا:- انتهى الحطب من ستحضره لأجل الليلة قبل أن تظلم أنا سأقوم بنشر الملابس في الفناء الخلفي
ناريانا:- أنا سأحضر الشاي مع ميرنا …
جوزيت(كانت ممددة وهي تتصفح مجلة):- ولا تنتظروا مني أن أخرج أنا متعبة
ميرنا(نظرت إليها ورمشت):- طيب ناريانا اهتمي أنتِ بالكعكة ريثما آتي سأحضره بنفسي
جوزيت:- خذي سلاحكِ ولا تتأخري
ميرنا:- ماشي .. ميسونتي سأعود بعد قليل
لورينا(حملت سلة الملابس وخرجت من الباب وانعطفت للخلف كي تقوم بتعليقها=):- دوما لورينا افعلي لورينا أنجزي لورينا قومي بهذاااا ما هذااا التظلم هفف متى تنتهي هذه المعيشة ؟؟؟؟
ميرنا(كانت تدندن وهي تسير خارج البيت):- أين سأبحث عن هذا الحطب أنا الآن تت …
جوزيت(تثاءبت):- لوري .. أ تفوه لما أناديها أنا ،،، هه ريانا ؟
ناريانا:- ها حبي ؟
جوزيت:- سأغفو قليلا بالغرفة حين تنهون كل شيء أيقظوني ..
ناريانا:- ما سر نومكِ يا بنت ههه مش مشكلة سأستأنس بميسونتي قليلا
ميسون:- لنضع موسيقى ..
ناريانا:- حاضر حلوتي
جوزيت(صعدت برتابة):- لا ترفعوها كثيرا أرغب بالنوم هممم …
هكذا تفرقت كل واحدة فيهن وهنا وصل شبابنا الحلوين يا عيني يا عيييييييييين ^^
كانوا قد وصلوا بمدة وراقبوا المكان قليلا وعليه تفرق كل منهم حيث يناسبه ، فقد لحق وائل بميرنا بعد أن لاحقه حكيم وميار بأعينهما وتحشرجت فيهما أشياء عديدة بالداخل ، تبددت حين انطلق كل منهما صوب غايته ، توجه حكيم للبيت رفقتهم بينما أطل كاظم على الفناء الخلفي وقرر إفزاع لورين ههه ، أما بالداخل فقد قفزت ميسون بفرح حين رأتهم وطارت على حكيم الذي التقطها في السماء وأخذ يدور بها من فرط الشوووووووق
ميسون(كانت تضمه وتشبك يديها بقوة):- بابا بابا بابا عرفت أنك ستأتي اليوم ههه اشتقتك
حكيم(اشتم عطرها وشعر كأن الحياة عادت إليه):- حمامتي يا حمامتي وأنا اشتقت لكي ههه ..
نادر(اقترب من ناريانا):- نارياناااا
ناريانا(احمرت خجلا وابتسمت بصعوبة):- احم .. جوزيت بالغرفة فوق على اليمين
ميار(لمعت عيناه وصعد الدرج بلهفة):- شكرا ..
نادر:- افتقدت وجودكِ
ناريانا(بابتسامة):- جيد أنكم جئتم …
ميسون(تمسكت به وهو يخرج بها للخارج):- بابا الجو رائع في الخارج المكان كله سااااحر ..أحببته وأحببت أكثر حضورك معنا ههه هكذا صرت فرحة أكثر ..هئئ صرخة لورينا
حكيم:- هذا أكيد كاظم يلاعبها دعينا نراها هه .. آآآآه يا قلب حكيم آآه …
بالفعل كانت تركض خلف كاظم لتضربه فقد أفزعها بوقوفه خلفها كالجداااار حتى أنه حجب عنها الشمس ورأت ظله أمامها وهذا ما صعقها حتى ارتجفت ، أمسكها وهو يضحك بصخب وتوقفت حين رأت حكيم أمامها
لورينا(بدموع):- حكيييييييييم …
كاظم:- هذا يعني أن أخطف وردتي الصغيرة تعالي لعمو كاظم تعالي لنطير
ميسون(ارتمت بحضنه وطارت خلفه بعد أن وضعها على ظهره):- يوووووووبي ..
حكيم:- اقتربي
لورينا(اقتربت ببكاء وعانقته):- سامحني ..
حكيم(بحنان):- سامحيني أنتِ ….
لورينا(تمسكت به بدفء):- اشتقت لك
حكيم:- اممم جيد لكي أعرف قيمتي لديكِ على الأقل ههه …
ناظرته بابتسامة عارمة فقد تبدد كل حنقها عليه وصار الآن عشقا وهوسا أكثر من الأول ، هنا كان هو يتأمل نومتها الساكنة فقد اشتاق لرؤيتها على ذلك الشكل المريح لقلبه .. دخل إليها وانحنى بجدعه ليجلس جوارها وأخذ يمسح على وجهها بحنان
ميار:- جوزي … حبيبتي استيقظي لقد جاء ميارك
جوزيت(تململت واستدارت للجانب الآخر):- همم ..
ميار(همس أكثر حين اقترب من أذنها):- جوزي ..جووووزيت ، جوزتي الغالية … جوزي
جوزيت(عقدت حاجبيها بتنبه):- هل أصبحت أحلم به واقعا لا يا ربي لا لا لن أفتح عيني أكيد أنا أهذي اهئ اشتقت له أناااااااا
ميار:- طيب افتحي عينيكِ لتريني أمامكِ … جوزيييييييت كفى استيقظي
جوزيت(بتنبه):- يا إلهي هل حتى في الحلم يأمرني ويرد علي .. لن أفتح تبعثر أيها الوهم هيا ؟
ميار(وضع شفتيه على شفتيها ممتصا إياهما):- هذه الطريقة التي ستجعلكِ تستيقظين
جوزيت(هنا فتحت عينيها بعدم تصديق):- م… ميار ميار كيف ..ك.. كيف وجدتمونا ؟؟؟؟
ميار(ناظرها بلهفة وشغف وقبَّلها في شفتها أكثر):- اشتقتكِ يا مجنونتي كيف تغيبين عني هاه
جوزيت(ببكاء عانقته بحرارة وهي تجذبه إليها):- حبيبي لن أغيب مجددا عنك اهئ اشتقت لك أيها الغبي الأحمق
ميار(ابتسم ودفعها إليه):- وأنااا يا جوزتي جربت طعم العالم بدونكِ مجددا وكرهت نفسي ، لن أغضبكِ مرة أخرى
جوزيت:- توعدني ؟
ميار:- أعدكِ يااااا …. هاتِ قبلة وكفاكِ حديثا هنا
جوزيت(جذبته بجوارها على السرير وأخذت تقبله قبلات مسروقة):- هههه حياتي أنا …
في تلك الأثناء كانت هذه ما تزال تجمع أعواد الحطب وتضع على ذراعها ، تناظر الشمس وهي تغرب قليلا وتسارع كي لا تتأخر عنهم ، جمعت الكمية التي تكفيهم لتلك الليلة وعادت أدراجها ، كانت تتمتع بنسيم الهواء العليل وفجأة تمازج بعطر تعرفه عز المعرفة ، سقطت منها الأعمدة ونظرت بضبابية صوب الأرض وهي تعقد حاجبيها وتحاول تكذيب نفسها ، حتى لو كان عطر وائل يستحيل أن تراه هناك ولا في ذلك الموقع أجل هكذا ، أقنعت نفسها بذلك وانحنت لتجمع الأعمدة من جديد وهي ترفع شعرها لجانب كتفها وعيناها ترغبان بالبكاء فعطره الخائن يتسرب إليها في أقصى حالاتها اشتياقا .. لكن خطوات خفيفة كانت تتقدم صوبها بينما تضاعفت رائحة عطره أكثر فأكثر لتجد نفسها ترفع عينيها على انحناءتها وتطالعه حيث توقف مقابلها بعدة أمتار ، من أسفل لأعلى لأعلى لأعلى له .. ناظرته بعدم تصديق وفتحت فمها وهي تنظر من كل جانب ونهضت مبتلعة ريقها ..
ميرنا(بشعور بالخواء في قدميها وبقلب يخفق بقوة):- و.. وائل ما الذي تفعله هنا ؟
وائل(بسط يديه):- السؤال الأصح ، كم اشتقت لي ؟
ميرنا(ببكاء تذمري):- بحجم الكون وأكثر ..
وائل(ابتسم براحة وهو يشير لها):- تعالي لحضني يا عسل غروبي تعالي لمستقركِ الوحيد
ميرنا(عقدت حاجبيه وانفجرت ببكاء لتركض صوبه كالفراشة وترتمي بحضنه وتدك رأسها دكا بصدره وهي تجذبه إليها أكثر فأكثر):- اهئ حبيبي أنااااااا .. وائل وائل لا تتركني مجددا لا تدعني أغضب منك لقد تعبت من اشتياقي لك اهئئئ …
وائل(أغمض عينيه وهو يتنشق عطرها ويدفعها لصدره بقوة تملك):- يا قلبي آخر مرة أغضبكِ
ميرنا(ابتعدت بشغف وهي تلامس وجهه):- ههه أنت أمامي ولست أهذي هاه
وائل(ناظر شفتيها وقبَّلهما بعنف ومن بين قبلته هتف):- أنتِ …..لي
على حشائش الأرض جعلها تستقر برفق وهو يقبلها بنهم وشغف واشتياااااق وعشق ينبض ينبض بقلبه وقلبها في آن الوقت ، كانت تتمسك بعنقه وهي تطمسه بها وتجذبه إليها دونما تفكير فالحرمان الذي عاشته بعيدا عنه خلال هذين اليومين كان كفيلا ليذيب ذلك الجليد بينهما
ميرنا(كانت تمسح على لحيته وهي ترسم خطا عليها بشرود وعيون لامعة):- كيف كنت بدوني ؟
وائل(تنهد عميقا وهو يجلسها في حجره متكئا على جذع شجرة محرومة):- كنت أختنق
ميرنا(رفعت رأسها وقبلت ذقنه وناظرته بعيون عطشى للمزيد):- وبعد ؟
وائل(ذائب فيها وفي حركاتها ، فيده كانت تنغرس بشعرها وهو يمسك رأسها المتكأ على ركبته):- انتظرت هطولكِ علي ولكنكِ حرمتني منكِ
ميرنا(عضعضت إصبعه السابح على شفاهها):- كي تتعلم ألا تخونني مرة أخرى
وائل(صغر عينيه وفتح فمها):- لن أعدكِ بذلك
ميرنا(عقدت حاجبيها):- نعم نعم ؟؟؟؟؟؟
وائل(أعادها لمحلها وهو يرفع فمها إليه مثبتا فكها بيده):- لأنني سأخونكِ مع أشواقي وأنفاسي ونبضاتي ، سأعشقكِ أكثر منهم وأضعكِ بلسما شافيا لروحي يا روح روحي أنا
ميرنا(ابتسمت):- ذبت أنا
وائل(عض طرف شفته وقبل جانب شفتيها بنعومة وهمس):- والميت فيكِ شهيييييد يا وهم قلبي
ميرنا(انتبهت لصوت اقتراب أحدهم):- أحدهم قادم
وائل:- دعيه ..
ميرنا(نهضت بخجل وهي تنفض عن نفسها الغبار):- انهض ولا تفضحنا ..
وائل(وقف وجذبها إلى الشجرة وألصقها بها ليلتقط قبلة أخرى):- كيف هو نوع الارتواء منكِ ، أنا أرييييييدكِ لي …
ميرنا(عضت شفته بشفتيها):- واااائل يكفي جنونا ههه ..
كاظم:- يا ميرنا أين أنتِ لقد هلكت جوعا وتلك الكعكة تبدو شهية حرام يبعثوني أنا لإحضاركم ، ميرنا وائل أين أنتمااااااااااااا ؟
ميرنا(تملصت من حضنه بصعوبة ولكنه استرجعها):- وائل لا تعذبني ..
وائل(بعيون ذابلة بالعشق):- ارحميني إذن ..
ميرنا(عانقته مجددا وقبلته بقبلات لا تنتهي):- آآآه أشعر وكأنني بسباق الركض
وائل(انتبه لقدوم الجدار):- يجوز ردمه لأنه يخرب اللحظات الجميلة ..
ميرنا(احمرت خجلا ورتبت شعرها):- كيف هو ..
وائل(قبل أن تسأل عدل لها شعرها وأزال عنه الوريقات وقبَّل جبينها):- أنتِ هكذا بخير ..
ميرنا(ابتسمت له أجمل ابتساماتها):- كاااااظم يا درع الدبابة
كاظم(انتبه لمصدر الصوت وتقدم إليها):- أخيرا يا ملوعة القلوب والله لن أتنازل عن عناق تعالي تعالي يا شقية …
ميرنا(عانقته بدفء):- أبدو معك مثل الطفلة لا مجال للاحتضان ههه
كاظم(أغمض عينيه وسرعان ما فتحهما بابتسامته المعهودة):- اشتقنا يا مشاكسة
وائل(بحنان):- احم لنعد إذن … سأجلب هذا الحطب لا تزعجي نفسكِ
ميرنا(ناظرته بعشق):- ماشي
كاظم(تأبط ذراعها):- تعالي واحكي لي يا بنت كيف طرأ على بالكن هذا المكان ؟؟؟؟؟
هيه من كان يظن أنهم سيعثرون عليهن بذلك البيت الجبلي سريعا سريعا ، اجتمعت جوزيت وميار بهم على الطاولة في حين كان متبقي فقط ميرنا ووائل وكاظم الذي لاح من الخارج وهو يتقدم متأبطا ذراعها كأنها ستهرب
كاظم:- تاتا أنظروا من أحضرت لكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أول نظرة رمقها بها حكيم طالعتها لورينا بحرص شديد ، رافقتها جوزيت بذات الشكل تجاه ميار الذي تحركت حنجرته وابتسم حين دلفت لكنه لم يقف بل حياها برأسه والتقط قطعة كعكة أطعمها لجوزيت
ميرنا(ابتسمت لهم واقتربت من حكيم الذي وقف):- حكيم ..
حكيم(يا وجع الرووووح اشتاق لكِ حكيم وكل جزء من حكيم):- عصفورتي
ميرنا(احتضنته بحنان):- كيف جرحك ؟
حكيم(يعني مشتاق لكِ متحسر لأجلكِ يفتقدكِ نوعا ما):- كله بخير فقط لأنكِ على ما يرام
ميسون:- مثلما وعدتني ميرنا البارحة وقالت أنك ستأتي اليوم ، قد فعلت بابا
وائل(وضع الحطب بقرب المدفئة):- أظننا اكتملنا أخيرا
حكيم'(ناظر اتساخ ثيابها ببعض التراب):- صح ..
ميار(رمق نفس الشيء وطأطأ رأسها بلا مبالاة مصطنعة):- …لارد
نادر:- لا ينقصنا شتم العم نزار هههههههههههه
ناريانا:- حرام عليك
كاظم(جلس محله):- هاتوا لي قطعة هاتوا هههه أنا جوعااااان
ميرنا(جلست بقرب حكيم فهي تعلم أن ميار لن يستقبلها ذلك الاستقبال المنتظر):- كيف حالك ميار ؟
ميار(هز رأسه لها ونظر لجوزيت):- صرت بخير بسلامة جوزتي
وائل(هز حاجبه وجلس قربها):- من مبدعة هذه الكعكة ؟
ناريانا:- ميرنا يا بعدي وكأنها عرفت بقدومكم هيا سأقطعها لكم
كاظم:- ابتدئي بي فهذا الناقص قد سرق قطعة لجوزته
ميار:- وهل أنتظركم اليوم كله … يستحيل ..
على نظرات وأحاديث وابتسامات طائشة بعضها عشق بعضها لوعة بعضها فرحة ، أمضوا أمسيتهم حين التئم الشمل على بعضه بعضاااااااا ، ولكن ليس لفترة طويلة فحين لاح المساء تم فرض إشكالية منقطعة النظير بخصوص الغرف ..
كاظم:- أنا أنااااااااا بهذا الجسم وتريد مني أن أنام على تلك الكنبة الصغيرة والله ظلم ، مش شغلي سأنام بهذه الغرفة هنا بالأسفل من يريد مشاركتي أهلا وسهلا …من لا يريد نعمت بالغرفة وحدي
نادر:- نطح جحش إن كنت تركل لن أنام بجوارك ..
كاظم:- لا أنا أحضن بس
نادر(جحظ عينيه):- أستغفر الله العظيم ، روح روح كل المشاوي قبل أن يلتهموها عليك ..
كاظم(خرج معه للحديقة حيث كانوا يضعون المشويات):- الحاضر يعلم الحاضر الغرفة السفلية خاصتي وخاصة نادر مشيت ؟
ميار:- يا حبيبي من أعطاك الأمر بذلك
كاظم(جلس محله والتقط عمود شواء):- رأسي يا حلو
ميار:- تلك الغرفة لحكيم ووائل هما اللذين يستحقانها لماذا في نظرك ؟
كاظم(عوج شفته):- واحد صدره مفتوح والثاني ذراعه مخلوع هعههههههخخ
نادر:- عليك نووووور
كاظم:- طيب سأفرش بالصالون على الأرض لأنه من التظلم أن أنام على كنبة لا تتسع حتى لأقدامي
ميرنا:- درع الدبابة يليق بك النوم في الفناء يا جدار برلين
كاظم:- هبلة
ميسون:- أحب مخاصماتكما جدا هههه ، لكن بابا حكيم سينام معي الليلة صح بابا أنا اشتقت لك
حكيم(نظر لميرنا التي امتقع وجهها):- كان منى عيني ولكن ستنامين مثل السابق جوار ميرنا ، وحين نعود للقصر ستنامين جواري
ميسون:- حاضر ..
وائل:- يا عيني على المؤدب خذي هذه القطعة مني ..
ميسون:- آخر واحدة لقد شبعت بطني سينتفخ كالبالون
ميار(نظر لجوزيت):- لما لا تأكلين ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- شبعت بدوري .. لا أريد
ناريانا(أخذت صحن جوزيت):- لدينا جرار ينهي كل شيء خذ يا كاظم
كاظم:- ضعي ضعي لي يا زوجة الربان أ…..احم
نادر(أغمض عينيه في وسط السكون الذي خيم عليهم):- …لآرد
ناريانا(ارتبكت ونهضت):- سأحضر العصير لقد فرغت تلك العلبة …
لورينا(زفرت بتأفف):- الجو خانق والحرارة هنا رهيبة
حكيم:- هذه هي أحوال روما متقلبة دوما
لورينا(رمشت وهي تقرأ في عينيه اشتياقا لعصفورته فكلما نطقت ناظرها بحنين):- تت ..
وائل(أعطى لميرنا من عموده):- خذي أنهي هذا ولا أريد اعتراض
ميرنا(امتصت شفتيها):- أكلت كثيرا
وائل:- لأجلي
ميرنا(رمقت حنق ميار وحكيم من اهتمامه وابتلعتها):- طيب ..
ناريانا(صبت لهم العصير مجددا):- تفضل نادر …
جوزيت:- بما أنكم عثرتم علينا عن طريق صاحب المتجر ، وبما أنك لم ترحم فيكو المسكين يجب علينا أن نتحدث جديا ..
ميار:- نعلم ما ستتحدثون بخصوصه ولكم منا وعد بإقفال هذا الموضوع للأبد ، تعلمنا الدرس اعترفنا بالخطأ وانتهى الأمر
وائل:- بالفعل ولا أجد داعيا للإطالة بالموضوع أكثر مما يلزم
حكيم:- لندفنه ونبدأ صفحة جديدة فأمامنا مشاكل أهم بكثير كي نتخطاها
نادر:- أنا مع الصلح المؤبد ههه
كاظم:- وأنا مع حفلات الشواء يامي يام …
ميرنا:- هه .. حسنا من جهتي انتهى الموضوع
وائل(غمز لها بحنان):- خيرا تفعلين
جوزيت:- بالنسبة لي أيضا لم أعد قادرة على التحمل ، أقفلناه حتى
ميار(قبَّل يدها):- روحي …
ناريانا:- وأنا أيضا عفوت
نادر:- رحمتك يا الله هههه
لورينا:- وأنا عفوي من عدمه لن يهتم به حكيم ع الأغلب ولذلك في صحة صلحكم …
طبعا جملتها تلك قلبت المزاج قليلا ، لكن سرعان ما غيروا الموضوع فلن يسمحوا لها بتخريب فرحتهم بالصلح مهما حصل ،،، مرت السهرة جيدة إلى حد اللطف فقد تبادلوا أطراف الحديث كأصدقاء لأول مرة وبدون حزازات ولا نزاعات ولا حتى خواطر مكسورة ، برغم بعض الجراح إلا أنهم تخطوها فرحا بهذا الجمع الذي صار أقرب لهم من حبل الوريد ….. انتهت سهرتهم وانتقلت البنات للأعلى كي ينمن بأريحية كما اعتدن اليومين الماضيين ، بينما الشباب تكلفوا بتنظيف الأطباق وجمع الفوضى لأنهم أعطوا للبنات فسحة دلال ، طبعا من غسل الأواني هو كاظم ونادر عقوبة لهما على التواطئ في أخذ الغرفة منهم في حين كان وائل يضع أغطية على الكنبات الثلاث بالصالون واحدة لكل منهم …
كاظم:- هفف انهلكت والله عذاب المرأة لا يقدر بثمن حين تقف لتغسل الأواني ليل نهار
نادر:- هل ستخبرني ظهري انقسم ، اممم تصبحون على خير
حكيم :- وأنتم من أهله
نادر:- جديا لو أردت النوم بالسرير لا أمانع لكن أخشى عليك من هذا الجدار ضربة منه جرحك يفتح مرة ثانية هههه
حكيم:- لا تقلق أفضل البقاء هنا ..
نادر:- جيد هيا يا جحش امشي أمامي
كاظم:- بون نوي ..
وائل:- نوما هنيئا …
ميار(تلاعب بلسانه داخل فمه وقد كان ينظر للخارج من النافذة):- هل تأكدت من قفل الباب حكيم ؟
حكيم:- أجل قفلته بالمفتاح وحتى باب الفناء أقفلته حين أدخلت سيارتنا هناك
ميار:- امم جيد
حكيم:- لما أنت مشغول البال ؟
ميار:- نن لا شيء
وائل(توجه للمطبخ وأحضر كوب ماء):- إن كنتما تريدان بعض الخصوصية ذهبت
ميار:- وعلى ماذا لا يوجد ما نخفيه
وائل:- لكن يوجد لدي .. يعني ليس قصد الإخفاء ولكن قد وصلتني رسالة هذا الصباح من رقم مجهول تقول أن علي البحث في ذاكرتي إن أردت إيجادهن ، وهذا ما حصل حين وقفنا في المفترق تذكرت البيت الجبلي
حكيم:- ومن يكون هذا ؟
وائل:- شخص ثالث يراقب من بعيد
ميار(بفزع):- لو كان من طرف أعدائنا ما كان سيساعد بل كان سيستغل الفرصة ، إذن ؟؟
وائل:- لم أعرف وحتى كاظم لم يتوصل لصاحبه حين بعث بالرقم لفريقه يعني بقيت معلقة
حكيم:- هذه ليست أول مرة يقومون فيها بمساعدتنا ولا أول مرة نلمس فيها الغدر
ميار:- يا جماعة .. صار علينا العودة للوطن ولكن لن نعود قبل أن أضمن بعض الأمور
وائل:- ممكن .. ع العموم ليلتكم سعيدة ..
حكيم(اضطجع بالكنبة المقابلة):- لا أحد فيكما يشخر وإلا صعدت لأنام جوار ابنتي
نفض كل منهما غطاءه واضطجعا أيضا على كنبتهما وعقلهما سابح في حبيبتيهما اللتين كانتا تنامان بابتسامة جوار بعضهما ممسكتين بيد ميسون والفرحة شريكة نبضهماااااا ، والحمدلله الحمدلله نزغرت لما تصالحتو وإلا كنت شايبة معاكم خصوصا معا دقة العاشقات اللاتائبات اللهم لا حسد

وسننتقل من هنا إلى بعض عدة أيام وتحديدا في زفاف "ميرا و شهاب " ..
هنا كانت الحضور كلهم متأنقين بشكل متميز لطيف وراقي يليق زفاف فنانة ورجل أعمال ، كان الكل يلمع في تلك القاعة الزاهية والمفتوحة على الحديقة بحيث يشمل الضيوف جزءا في الداخل والخارج ، إضافة لأعمدة الورد الملون في كل الجوانب باللونين البنفسجي والأبيض ، على الستائر المخملية والديكورات الرفيعة التي طبعت لمحة راقية لذلك الزفاف الذي ستحدث فيه العديد من المفاجآت فربنا يسترررررررر
كانت العروس في غرفة التجهيز بحيث كان باتريك يضع لها آخر اللمسات على وجهها ، وهنا اقتحمت عواطف الغرفة لكي تكلم ميرا على انفراد قليلا ، لذلك انسحبت هنادي وباتريك على مضض
باتريك(واضعا يده على فكه):- آخ الآن ستبكيها وسيترتب علي إعادة المايكاب من أول وجديد ، لما العذاب يعني وجب الآن مكالمتها ..؟؟؟
هنادي(أمسكت هاتفها وطرف فستانها):- باتريك تابع هنا سأرى متعهدي الأكل أين وصلوا في الترتيبات …عفاف تطلبني
باتريك:- روحي يختي وأنا أضع يدي على خدي وأنتظر … يا خسارة تموج شعرك باتريشيووو
عواطف(ناظرتها بفستان الزفاف الملوكي):- تبدين أميرة يا أميرة قلبي
ميرا(ابتسمت لها وهي تدور في الفستان):- فلة غير بارزة صح ؟
عواطف(بفستان حجري في البنفسجي):- لا ..تموج الفستان في الخصر يغطي حبيبتنا النائمة ..
ميرا:- ههه أنا سعيدة سأتزوج يعني للمرة الثانية من نفس الشخص هههه
عواطف(لمست فرحتها واقتربت منها):- أرجو لكِ كل الفرح حبيبتي تستحقينه
ميرا(امتصت شفتيها):- بلا دموع أنا أصلا متزوجة يا عواطف
عواطف:- ولكن التطبيق غير تأثرت ما ذنبي
ميرا(لمحت دموع عواطف فانفجرت ببكاء):- اهئ مامااااااا …
عواطف(ضمتها لحضنها بحنان):- يا الله علينا يعني كلما التقينا يجب أن نبكي ههه
ميرا(كفكفت دمعها وقبلت وجنة عواطف ومسحت آثار أحمر الشفاه):- أنظري لي لطختكِ ههه ..
عواطف:- لطالما لطختِ قلبي بحبكِ صغيرتي صرتِ عروسا وأما ..
ميرا:- وحبيبة لرجل أعشقه حد الجنون
عواطف(امتصت شفتها وأزالت سوار يدها):- هذا أعطته أمي لمديحة وقد كان لجدتكِ أم أبوك
ميرا:- ما كان اسمها سكينة ؟
عواطف:- أجل ثم عيب أن تنسي اسم جدتكِ يا بنت ..
ميرا:- حاضر .. لكن ما الداعي لإعطائي هذا السوار ؟
عواطف:- هي عادة متوارثة ستأخذه البنت البكر لكل جيل
ميرا:- أيوة الخرافات والذي منو طيب ألبسيني إياه فقط لأنه يتلألأ ومناسب ولأنني أريده لفلة
عواطف:- ههه نهال قبل فهي حفيدة الجيل الذي يليكم ، لقد أعطتني إياه مديحة لأجلكِ الليلة
ميرا:- جيد ماما .. لكن عليكِ أن تتوقفي عن الخوف أنا بخير وزالت كل مخاوفي في هذه الحياة ، أعيش مع زوجي ومع ابني وننتظر ابنتنا أيضا وفي أحلى أيامي أنا أتربع
عواطف:- دايما إن شاء الله
باتريك(اقتحم الغرفة):- السيد شهاب بالباب علي أن أنهي تجميلكِ لكي نخرج صار الوقت
عواطف:- سأطمئن على شادي هو مع نجية ورنيم وأولادها ، أكيد حين يسألون سنخبرهم أنه ابن رنيم كي لا يشك أحد
ميرا:- ماشي أمي .. هيا باتريك سارع ..
عواطف(توقفت ونظرت إليها وهي تجلس مبتسمة):- الله يديم سعادتك يا ابنتي …
خرجت لتجده بطقم أسود مع وردة في الجيب وربطة عنق بيضاء وتسريحة ذكورية جذابة جعلته يبدو في أبهى حلله ، ابتسمت له واقتربت منه وهي تجر فستانها الطويل ..
عواطف:- كتب لي أن أكون حماتك ولذلك ، اهتم بابنتي وأحفادي جيدا شهاب إنها سعيدة معك لم أرها تلمع كنجمة هكذا قط في حياتي ، لأنه كلما كانت تحاول ذلك كان أبوها يكسرها .. لذلك ضمها واحتويها لقلبه وأزل عنها وجع الماضي فهي بك تتشبث بفرحة المستقبل
شهاب(ربت على كتف عواطف):- إذن يا حماتي سأتمنى لو أكون صهرا يليق بكِ ..
عواطف:- واثقة من ذلك ، عن إذنك
خرجت من هناك للحديقة اطمأنت بالفعل على شادي الذي كان في عربته مغطى ونائما بجوار عربة أولاد رنيم ونجية تحرسهم جميعا ..
رنيم(بفستان برتقالي وحجاب مناسب):- أمي .. كأن ميرا وشهاب تأخروا في الخروج ؟
عواطف:- قليلا ويخرجون لكن ما يقلقني هو تأخر إياد أين رقية لتخبرني عنه ؟
نجية:- كانت مع كوثر في الزاوية هناك قبل قليل
عواطف(توجهت إليها):- هاه رأيتها شكرا نجية … رقية بنيتي ألم يتصل بكِ إياد ؟
رقية(كانت بفستان أزرق ونظرت للساعة):- لاء خالتي عواطف ، قال أنه سيصل بعد نصف ساعة لقد مرت 10 دقائق فحسب
عواطف:- وهل هذا يوم مناسب ليختفي فيه ، لا بأس كوثر كوثر
كوثر(اقتربت منها بعد أن وضعت كأس العصير على الطاولة وكانت بفستان أحمر):- ها خالتي ؟
عواطف:- أين أبوكِ ؟
كوثر:- الشوق يا عنيا أي أي علي أناااااا
عواطف(نشتها):- اخرسي يا بنت أريد رؤيته لكي يكون وكيل العروسة يعني لن نجد أفضل منه ، تمثيلية طبعا فهم متزوجون أصلا
كوثر:- سأتفقده لمحته هنا قبل قليل ..تعلمين هو يتجنبني
رقية:- خالتي سأستأذن وصلت ماريا ورامز يجب استقبالهما
عواطف:- روحي لأرى أين غطست سماح بدل مساعدتي هناااا تغطس … هاه إنها بجوار البوفيه كان علي أن أحزر .. سماح سماح
سماح(بعباءة زرقاء سماوية وحجاب مناسب):- يا نعم ؟
عواطف:- أليس عيبا أن تتركيني وحدي أستقبل المدعويين قليلا من اللباقة في زفاف ابنة أخيكِ
سماح:- والله هي لا ترغب بذلك لما سأتعب نفسي هاه ؟
عواطف:- لأجلي يا شيخة لأجلي
سماح:- ماشي لكن أين هي أمي اختفت منذ حضورنا ؟
عواطف:- كانت بالحمام مع إخلاص ستوافينا بعد قليل .. هيا معي إلى هناك ..
سماح:- شوفي البنات من لما شافوا بهجت محمود طاروا عليه هههه
عواطف:- خليهم يفرحوا ههه ..
ليان(بفستان أخضر قصير):- ياااي صورة أخرى بليز سيد بهجت
بهجت:- أنت أكثر من الأميرة الصغيرة شوفو كيف هي عاقلة ، دندون ؟
دينا(بخجل):- لا أريد أن أزعجك
بهجت(أمسك يدها):- ما رأيكِ أنكِ ستكونين بقربي في كل صورة أريد ذلك
دينا(احمرت خجلا):- يسعدني الأمر هه …
نهال(بفستان أصفر خافت):- يا سلام عمتو جلنار تتصل صورة وصوت لحظة … هاي عمتي أترينني ؟؟؟ أترين مع من أقف مع مذيعنا الوسيم بهجت محمووووود ؟؟
جلنار(اختفت بسمتها حين رأته يأخذ الهاتف على نهال):- بهجت ؟؟؟؟؟
بهجت:- جلناااار … هه لا تقولي لي بأنكِ عمتهم يا الله على هذه الصدفة ؟
جلنار(بحياء):- صدقا لم نلتقي من سنواااات ولكنني عرفتك إذ كنت أتابعك على برنامجك وشاهدت حلقاتك مع أختاي ميرنا وميرا
بهجت:- امممم متابعة من بعيد يعني ، طيب أين أنتِ وماذا فعلت بكِ الدنيا أنا تخرجت مذيعا تلفزيونيا يا غدارة ؟
جلنار:- ليس غدرا ولكنني ههه تمام لن نتطرق لذلك الآن ،، أنا سأتخرج مذيعة ولكن إذاعية لا أحب الظهور في الشاشات تركت لك التبجج يا متبجج
بهجت:- متى تعودين ؟
جلنار:- لما لا نتواصل على الخاص كأن البنات بجانبك أغمي عليهن ؟
بهجت(ابتسم):- أكيد سأعطي لنهال معلوماتي ولا تتأخري أود مكالمتكِ في أقرب وقت
جلنار(ابتسمت):- حاضر ..
شيماء(بعباءة رمادية):- أمسكوني أمسكوني سأسقط هل خالتي جلنار صديقة لبهجت محمود ؟
ليان(بفم مفتوح):- مش بعيد يأتي للبيت كي يتناول من حلوياتنا ههه
نهال:- يا لها من صدفة
دينا(وضعت يديها على خدودها يا ويلي):- ههه سأهرب
بهجت:- سجلي كل أرقامي وحساباتي وأرسليها لعمتك هي صديقة عزيزة جدا علي ..
نهال:- ولو على عييييييييني
دينا:- مامي مامي هل تعرفين ماذا حصل ؟
نور(استدارت بفستان بني):- نعم دندونتي ماذا حصل ؟
دينا:- طلع بهجت محمود صديق عمتي جلناااااااار أي والله عرفنا ذلك للتو حين اتصلت فيديو ههه
نور(فتحت فمها):- يخرب فمك يا حكيم ما كذبت حين قلت أن ذلك الشاب قد يدخل بيتنا في يوم ما ، والله وطلع كلامك صح هههه يا لها من صدفة جميلة خربت خربت أي والله وبناتنا هنا لن نجمعهم
ريمة(كانت تحمل صحن الأكل):- هههه يا ستي خلينا نفرح زيادة الأعراس يعني زيادة المأكولات
نور:- هذا بما تفكرين آآآآخ
فؤاد(بطقم مناسب):- نور نور …
نور(انتفض قلبها):- نعم فؤاد
فؤاد(أمسك يد دينا):- سيخرجان الآن يجب أن تكوني جوار أختك تعالي ، وأنتِ أميرتي ستأتين أيضا هيا بنا ..
دينا(بمتعة):- أتعرف الجديد عمو فؤاد شفت هذاك المذيع الشهير طلع صديقة عمتي جلنار الروح بالروح يعني وارد جدا دخوله لبيتنا ههههههه يااااي سأنغص على جنان حين ترى كل المشاهير في بيتنا ياااه أريد التصور معه وأحتفظ بصورته في عيوني ..
نور(همست له):- أول عشق للآنسة لا تأخذ ببالك
فؤاد(اشتم رحيق عطرها وطالعها بإعجاب):- الله يعيني على التغطية …
نور(شعرت بعطره يتسرب في خلاياها أيضا لذلك ابتسمت):- احم .. إن شاء الله
على جنب
كانت مديحة بعباءة بنية فاتحة تقف بجوار إخلاص التي كانت بواحدة سوداء والتي كانت تسير بجوار جدتهم نبيلة والتي كانت بالأبيض ، سارت بعصاها فوق العشب والتحقت برنيم ونجية هناك في الزاوية ، وهنا مديحة أشارت لإخلاص لتنضم لهم بينما توجهت لدعاء التي كانت بفستان فضفاض مزركش باللونين الأحمر والبني …
مديحة:- بنتي الوقوف غير جيد لكِ .. اجلسي قليلا
دعاء:- لا أمي أنا مرتاحة مع ريمة
تهاني(بطقم نسائي):- والله الزفاف لوز وسعيدة أن ابنتكِ دعتني وإلا لكنت غضبت منها ، أقله أبحث عن عريس الغفلة بين الرجال ههه يلا سأنسحب لأطلق العنان لمجهري الخاص بحثا عن عريس
دعاء:- الله يوفقك ههه
تهاني:- هاااا قد وصل الأستاذ معاد يا أهلا وسهلا
دعاء(ارتجفت محلها حين رأته متقدما نحوهم):- مرحبا معاد
مديحة:- أهلا يا ولدي .. نورت أ.. دعاء سأطمئن على خالتكِ قليلا
معاد(ناظرها بإعجاب):- كيفكِ ؟
دعاء(بحرج تأملت طقمه الأنيق):- جيدة
معاد:- اشتقت لك..
دعاء:- معاد تكلمنا في الموضوع
معاد:- لم أقتنع وسأفاتحكِ به مرة ومرتان وعاشر ..
دعاء:- وماذا عن قارتك ؟
معاد:- آسيا ماذا أنا أحبكِ أنتِ لا تجننيني ..
دعاء:- لا تصرخ بوجهي
معاد:- لست أصرخ بل أنفس عن شوقي وعشقي لكِ ، حسي فيني
دعاء:- أحس … ولكنني خائفة ..
معاد(أمسك يدها):- دعائي أنتِ ستكونين معي ..
دعاء(انتبهت للتصفيق):- نتكلم لاحقا الليلة خاصة بابنة عمي وحسب ..
معاد(تفهم تهربها وصفق معها):- كما تريدين يا معذبتي ….
هنا انتقلت عواطف ومديحة وسماح بقرب كراسي العرسان حيث خرجا للملأ برفقة جوقة موسيقية قامت بزفهما وكانت من خلفهما نور وفؤاد ودينا والبنات أيضا طرن إلى هناك ليرفعن مؤخرة فستان الزفاف ، بدت ميرا مشرقة فيه بحيث كان بتصميم خلاب بثوب متناقل ما بين الدونتيل وبين الحرير الأبيض المرصع بالأحجار اللامعة ، تصميمه بدون حمالات مرتفع عند الصدر بانتفاخ مناسب ومفتوح حتى شق الصدر من أسفل وهو يميل بدونتيل يخفي الفتحة وطبعا تم إضافته بناء على رغبة السيد شهاااااب ،،، كان ينزل بفضفضة دائرية تخفي بروز بطنها وينتهي بتموجات من ثوب الدونتيل كأنها وردة بوريقات عدة ، شعرها كان طويل بحيث ظفرته بشكل منكوش ورفعته خلف رأسها كباقة ورد انتهت بتاج مرصع على رأسها مع لمحة مكياج بدت أميرة بحق …. أعجب بها الناس والتقط الصحافة ما يحبون ويريدون من الصور وحتى شهاب كان يلوح لهم بابتسامة وهو مشرق بعروسه سعيد بها سعادة ما بعدها سعادة .. بعد تصفيقات الحضور جلسا على منصة الزواج وهنا ظهر عبد المالك من الجانب وانتقل فؤاد ليجلس جوار كي يكون الشاهد الأول أما الشاهد الثاني فقد كان إياد الذي وصل على الوقت ومباشرة جلس محله دون أن يتوقف عند أحد ..
تم الزواج بحمد الله وأصلا هما متزوجين لكن أمام الناس يعني وتم التصفيق عليهما حسب الأصول ، وهنا انتقلوا للاحتفال اللازم بحيث أخذها شهاب في رقصة أولية لن يفلتها بتاتاااااا …
شهاب:- أريد أن أعتذر منكِ ؟
ميرا:- ولماذا ؟
شهاب :- لأنني ضربتكِ تلك الليلة كنت حقيرا جدا وآذيتكِ ..
ميرا(وضعت إصبعها على شفته وأعادتها خلف عنقه):- الليلة ليلة فرحنا دعنا لا نتذكر شيئا من الماضي ، فأنا أيضا لم أكن جيدة لتلك الدرجة
شهاب:- دعينا نرقص ونوقع شهادة سعادتنا الأبدية مع بعضنا مع شادينا وفلتنا
ميرا:- ههههه أحبك ..
شهاب:- وأنا أحبكِ يا حبيبتي ……
بالجوار جذبته رقية على جنب وهي تناظره بلؤم ، حتى احتار كيف يفلت من قبضتها
إياد:- لعلمكِ حركتكِ هذه تجعلني أفكر بسفالة أعطيني قبلة والله تبدين شهية بهذا الفستان
رقية:- سأعطيك ضربة على رأسك ما لم تنطق لما تأخرت ؟
إياد:- أحضرت بعض الضيوف والله العظيم
رقية:- من هم ؟
إياد:- اممم ستعرفين بعد لحظات ولأنني أحضرتهم فجأة لم يتسنى لهم التجهز لذلك أخذتهم لغرفة هنا بالقاعة لكي يتجهزوا وينضموا لنا
رقية:- نساء ولا رجال
إياد:- امممم أم وابنتها ؟
رقية:- يا ويلك تخونني تخونني ؟؟؟؟؟؟؟
إياد:- البنت بعمر نهال وشيمو يخرب هبلك … لكن تعالي هنا ما سر هذا الجمال هاتِ قبلة هاتِ ؟
رقية(هربت منه):- ماريا راااامز ..
رامز(بطقم مناسب مثل إياد):- احتمي خلفي يا بنت ههه
ماريا(بفستان ذهبي):- ما بك مع صديقتي أستاذ إياد ؟
إياد(زور رقية بنظرة خطيرة):- حساب بيني وبينها وسآخذه الليلة يعني سآخذه
رقية:- احلم …
كوثر(تقدمت هي وزياد):- حلويييين كيف الحال ؟
ماريا:- نستعد لنزوجكِ يختي ههه
كوثر:- من فمكِ لباب السماء
زياد:- هاه اشهدوا هي التي تريد الزواج مني ولست أنا
كوثر(نكزته):- هاها طريف
إياد:- أنا صديقتي الكل يتمنى الزواج منها روحي إلهي يرضى عليكِ
كوثر:- ويجعل بعض ناس يرضون عليك
رقية:- كأن الكلام حرف لي أنا ههمم
إياد:- أنا لم أقل هي قالت .. ههه …..
رامز:- شوفلك الخالة عواطف والله طلعت أفضل منكن
رقية:- أخيرا ستحادث العم عبد المالك
كوثر(نظرت لزياد وتحركت حنجرتها):- إنه يتجنبني طوال الزفاف ع الأغلب سيغادر بعد قليل
زياد:- لا بأس حبيبتي .. لا بأس
إياد:- لعله خيرا كوثرتي .. لا تيأسي ..
كوثر:- لن نحزن فهذا زفاف مميز ويستحق الفرح والبهجة في صحتنا جميييييييعا ..
عواطف:- يعني فرصة واحدة ألا تجرؤ على منحها ؟
عبد المالك:- عواطف إن كانت علاقتنا الثابتة ستضغط علينا فأنا سأتخلى ..
عواطف(رفعت حاجبها بغيظ):- تتخلى يا عبد المالك … ههه .. طيب وأنا لن أتخلى عنها يمكنك فعل ما تشاؤه
عبد المالك(أمسكها من يدها مستوقفا إياها):- أنا خائف عليها افهميني
عواطف(ارتعشت من لمسته وجذبت يدها):- وأنا بدوري خائفة لكن اللهم أزوجها برغبتي أو يحصل ما هو غير طيب ويصبح للمحظور طريق بينهما ، ولا أظنك متحمس للفكرة
عبد المالك:- لما لا نؤجل حديثا في هذا الموضوع بضع دقائق وأذهب ..
عواطف(هزت كتفها):- اذهب
عبد المالك:- عواطف نحن لسنا صغارا
عواطف:- ولكنك تتخلى ؟
عبد المالك:- يا الله على الدلال طيب أعتذر منكِ سيدتي
عواطف(ناظرته بخجل):- لا تعدها على مسمعي مهما حصل لن يتخلى أحدنا عن الآخر
عبد المالك:- ههه طيب
ظل الكل يتبادل أطراف الحديث وهم يبتسمون وبعضهم رقص مثل إياد ورقية ، ماريا ورامز الذي قلبها رقص شعبي وخرب الموسيقى ، دخلت أيضا دعاء ومعاد الذي دعاها على مضض ولم تشأ أن تخجله أكثر ، وهنا لمح الأمل بقلب مديحة لعله يكون من نصيبها وكم فرحوا لأجلها وتمنوا الخير .. في تلك الأثناء كان شهاب يحادث بعض المدعويين ومع فؤاد ، بينما كانت نور مع البنات ملتفين حول ميرا التي كانت متألقة معهم .. لحظتها دخل هذا بعصاه وخلفه خادمه وهو يحمل صندوق هدايا كانت هي أول من انتبهت له وهي تناظره بطرف عين ، اتكأت على عصاها جيدا ونهضت لتتبعه إلى حيث توقف عند المنصة بجوارهم …
ضرغام:- شهاب … ميرا
ميرا(اقتربت من شهاب الذي أحاط خصرها):- جدي ..
ضرغام(وضع يده الصندوق):- ضعه هنا لأقدم مباركتي وبعدها هديتي
ميرا(توجست منه ونظرت لشهاب):- شكرا
شهاب:- كنت لا تكلف نفسك
فؤاد(اقترب منه):- أبي
ضرغام:- ما بكم قد قدمت لأقدم التهاني لا داعي للتشنج والاستنفار هكذا ، رستم افتحه
رستم(فتحه ليظهر منه طقم ألماسي):- تفضلوا
شهاب:- احم .. كأنك تبالغ ؟
ضرغام:- أول كنة لأحفاد آل رشوان هذا ما يليق بها
ميرا(رمقت الكل ينظر إليهم فابتسمت):- شكرا لك سيد ضرغام
نور(امتصت شفتيها):-لست أطيقه
ميرا:- ولا أنا ههه..
ضرغام:- سأحرص على أن أستمتع بالحفل …
شهاب(نظر لفؤاد):- لا تدعه يغيب عن ناظريك عمي رجاء
فؤاد:- لا تقلق ..
نبيلة(اعترضت طريقه):- ضرغام ..
ضرغام(تشنج وتقدم إليها بعصاه):- نبيلة
نبيلة(بشعور الانتصار والقصاص):- أردت فقط أن أراك وجها لوجه
ضرغام:- ههه غير معقول هل سترحلين للسماء ؟
نبيلة:- من بعدك إن شاء الله
ضرغام(زم شفتيه واقترب خطوة):- صحيح تزوجا ولكن زواجهما ملعوووون
نبيلة:- تلك اللعنة راسخة بعقلك أنت فحسب ، دعهم يفرحون ببعضهم
ضرغام:- لن أعدكِ بذلك لأنني حريص على سعادة أحفادي
نبيلة:- وأنا حريصة على معاقبة كل من يحاول أذيتهم حتى لو كنت أنت
ضرغام(زفر عميقا):- عن إذنك
إياد(وقف بجوارها):- جدتي .. أهناك مشكلة ؟
ضرغام:- ومن أنت أصلا أيها اللقيط حتى تتدخل بيني وبينها ؟
إياد(تحشرج صوته من جملته ونظر لها):- جدتي ..
نبيلة(ضحكت ولم تبدي أي ردة فعل):- ضرغام رشوان ذكرني بهذه الجملة حين تعرف حقيقة إياد ذكرني لأرى النظرة على وجهك وأقارن بينها اللحظة وحينها .. أمسك بيدي حبيبي إياد
إياد(ناظره بحرقة):- تعالي جدتي … لكن ما قصدكِ بحقيقتي هل أنا رجل فضائي مثلا ههه ؟
نبيلة:- لا يا كبدي أنت أغلى من روحي ، ولذلك ألم تعدني برؤية ميرنا وجوزيت هيا قم بتفعيل الفيديو التصويري
إياد:- حالا حالا أساسا أردت نقل بث مباشر لهم وكنت أنتظر إشارة منهم لكن مهلا اجلسي وارتاحي وأنا سآتيكِ فورا فورا ..
نبيلة:- هيا لا تتأخر
هنا كانت مرام في فستان وردي برفقة أصحابها ومجموعتها التي التحقت بها نهال وشيماء وليان
فريد:- أحب إقامة زفافي في الغابة
تيمو:- ههه منها للوحوش والذئااااب عااووووو
تامر:- يخرب هبلك
مازن:- أنا زفافي سأقيمه بالجامعة هههه هناك فقط سأحس بطعم الزواج
فردوس:- ولما يعني لما الجامعة ؟
مازن:- هناك تعرفت عليكِ يا ملاكي
فردوس:- نوعا ما يعني .. ههه
تامر:- مبارك مسبقا
أسعد(نظر لنهال):- أنت أيضا اختر عروسك وتوكل على الله ماذا تنتظر ؟
تامر(حك أنفه ونظر لشيماء):- أنتظر موافقتها
نهال:- وما على الرسول إلا البلاغ
سوسو:- هوهوووه كأن رائحة عشق ممنوع تدور بالأجواء …
فريد:- هشش ارقصي يختي مع حبيبك ودعينا نتغنى بأجواء الحفل
سوسو(جذبت ميدو):- تعال تعال
تيمو:- أنا إلى البوفيه مباشرة تعبت من الانتظار جيجي ..
مازن:- ونحن ماذا نفعل ؟
مرام:- لا ندري ههه …
أسعد(اقترب من نهال):- ترقصين ؟
نهال(نظرت لعفاف التي انضمت أخيرا بفستان أسود حيث كانت تهتم بالمأكولات مع هنادي في المطبخ):- اممم ماشي
مازن:- ونحن لنرقص
فريد(انحنى ليجلس جوار مرام وأمسك يدها):- ماذا يريد حبيبي ؟
مرام(عضعضت لها شفتيها):- معنا شباب .. اهمد
يزن(استدار):- أنا منسحب سأبحث عن فتاة أحلامي مش معقول كلشي محجوز ههه
ليان(بانزعاج رمقت أسعد ونهال):- هممم وأنا سأدور بالمكان ..
تامر(أشار لشيماء التي اقتربت بخجل):- كيف حالكِ ؟
شيماء:- بخير ..
تامر:- جيد لأنني أريدكِ دوما كذلك ..
شيماء:- ولماذا ؟
تامر(ابتسم):- تعرفين لماذا
شيماء(طأطأت رأسها بخجل):- ههه صح
إخلاص:- شيماء شيمااااء
شيماء(انتفضت):- عن إذنك ..ماما نعم ؟
إخلاص:- لما تختلين كثيرا مع تامر ، اسمعي مني حتى لو كان أبوكِ وأخوكِ بعيدين أنا موجودة
شيماء:- لم أفعل شيئا ماما اطمئني ..
عفاف(اقتربت منها):- إخلاص تعالي لحظة هنا سيوزعون الطبق الأول .. رافقيني
إخلاص:- هذا تنبيه ..
شيماء(بتذمر):- ناس تعيش حياتها وناس لاء ما هذا الظلم … أستغفر الله العظيم …
في تلك الأثناء وبروما
كان الكل مسطرا أمام التلفاز ينتظرون الخارق كاظم ليعدل لهم الاتصال من الهاتف للشاشة ، وأخيرا ضبطت الصورة ورأوا الحفل ويا عيني ع الحماس … كانت تجلس ميرنا بجوار حكيم وبينهما ميسون بينما وائل من جانبها الآخر ، على الكنبة الأخرى جوزيت متكئة في حضن ميار وهي بقرب حكيم وكان جوار ميار كاظم بقربه لورينا ، انتقالا لناريانا ونادر وحتى العم نزار كان بالطرف الأخير يشاهد معهم ، وعلى الطاولة المملحات والمشاريب التي تلزم هكذا جلسة …
إياد(رفع عصى الهاتف وأخذ يلوح لهم):- مرحبااااااااااا اشتقت لكم كثيرااااااا
ميار(بفرح):- ميسون هذا عمكِ إياد إنه أخي
ميسون:- راجي ؟
حكيم:- هه لا آل نجيب يا آنستي …
ميسون:- مرحبا عمو إيااااااد
إياد(اختفت بسمته قليلا حين شببهها بميرنا):- أهلا بميسون وأهلا بانضمامكِ للعائلة، نسخة منكِ ميرناااا وأنتِ جوزيت يا سلام ستطلع راجية مدمرة للقلوب
ميار:- والله نحن نرى مفعولهن بدون تكلفة …
جوزيت(كانت متعبة لوحت له):- إيادي حبيبي
إياد:- هلا بالحوب اشتقت لكِ جوزة
كاظم:- هاه ظهر الحق وزهق الباطل لست وحدي من يناديها كذلك
إياد:- أكيد أنت جدار برلين سمعت عنك الكثير
كاظم(حياه بتحية عسكرية):- تشكرات تشكراااات أنا من يومي أعرف بأنني مشهور
ناريانا:- لن يسكت الآن
إياد:- مرحبا ناريانا مرحبا نادر مرحبا ب العب من القطعة ؟
لورينا:- ههه تشرفنا إياد معك لورينا
إياد:- الشرف لي يا أختاه
كاظم:- هذا الولد فيه شبه مني أحببته هههه
إياد:- سنصير أصحاب مع رامز هوووه فتان والفتك بعباد الله ههه ، هاااااااه عمو نزار لما لا نسمع صوتك ؟
نزار:- أنا متابع يا ولد ثم لا شأن لك فيني
وائل:- إيادو خذنا للعرسان أريد أن أرى شهاب وميرا
إياد(همس):- وجدك هنا قدم لها طقم ألماس هدية زواج ثمييييييينة
حكيم:- تستاهل سمر … خذنا إليهما وبعدها العائلة رجاء
أخذهم إياد ناحية المنصة وثبت كاظم الصورة على حكيم وميرنا ووائل وجوزيت فحسب حتى ميسون نهضت لتجلس بحجر ميار الذي كان يراقصها على الموسيقى التي يسمعونها وهي تضحك ..
إياد:- مرحبا يا عرسان من يريد منكما أن يلقي التحية ؟
ميرا:- على من ؟
إياد:- أنظري هناك
ميرا(رأت ميرنا وحكيم يلوحان لها فتشنجت من ميرنا لكن ابتسمت لحكيم ودمعت عيناها):- يااااه ههه أهلا ميرنا .. حكييييييييم حبيبي
حكيم:- روحي .. يا أحلى عروس تبدين مذهلة
ميرا(وضعت يدها على عينها):- ستبكيني يا أحمق وددت لو كنت جواري في يومي هذا
حكيم:- متأسف منكِ عزيزتي ولكنها الظروف
ميرا:- مش مشكلة يا قلبي المهم أنك بخير صحتك تمام هاه ؟
حكيم(أمسك يد ميرنا وثبتها بيده لكي تتحدث):- أجل لا تقلقي علي
ميرنا(امتصت شفتيها):- مبروك لكِ سمر ..
ميرا(سحبت يد شهاب):- تسلمي ، شهاب أنظر من هنا ..
شهاب:- ميرنا وويل قلبي الله الله ، مفاجأة حلوة كيفكم يا أولاد ؟؟؟
وائل(دمعت عيناه وهو يراه):- شيهوب
شهاب:- ولد عيب عيب أن تتسبب بالدمع في عيني سيقولون العريس يبكي تريد فضحي حرام عليك هههه اشتقت لك يا ابن العم
وائل:- أنا أيضا
نزار( وقف خلف وائل):- ولد شهاب أوضعت عقلك برأسك ستتزوج هاه
شهاب:- وأنا أقول ماذا ينقصني هههه عمو نزار
نزار:- ارتحت منك أي والله هكذا ستنشغل بزوجتك والطريق التي تؤدي هههه
شهاب:- انتظر حتى أزوجك أنا أيضا مهلك علي بس هه
حكيم:- انتبه لابنة عمي هاه هي بأمانتك
شهاب :- كأنك تكررها مرات كثيرة لا تقلق وإنها بأعيني
ميرنا:- مبروك شهاب
شهاب(ابتسم لها وهز رأسه):- شكرا ميرنا
ميرا(زفرت بعمق):- أين جوزيت ؟
جوزيت(أطلت من جوار حكيم واتكأت عليه):- هنا ..
ميرا(نظرت لميرنا على يساره وجوزيت يمينه):- كأنني أصبت بالحول ؟
شهاب:- يا سبحان الله
إياد:- توأم ههههههههه
جوزيت:- هه لا تجاوزوا الصدمة ع مهلكم ، ميرا مبروك عليك تعيشي في سعادة إن شاء الله
ميرا:- مشكورة جوزيت ، أحببتكِ هل تعلمين ذلك ؟
ميرنا(شعرت بالدموع وسحبت يدها من يد حكيم لتلتقط كأس عصير):- امممم
جوزيت:- كوني بخير وأنا أيضا بالمثل
إياد:- يلا لوحوا للعرسان سآخذكم للعائلة جدتكم نبيلة ستموت وتراكم يختي قلب الجدة ..، هاه لنرى عواطف أولا عواطف يا خالتي عمو عبد المالك سأسرقها منك لحظة …
عواطف(نظرت إليه بغرابة):- ما الذي تفعله مجددا يا أهوج تارك خطيبتك المستقبلية وحدها هاه ؟
إياد:- أنظري للشاشة
عواطف:- هاااا أنا أنظر ما ..ميرناااااااا ابنتي يا روح ماما يا قلبي أنا
ميرنا:- ها هي ذي ستبكي ههه
عواطف:- حكييييم حبيبي والله قطعتم بنا كل هذا غياب قاربتم على الشهر حرام عليكم ؟
حكيم:- خالتو ظروف ما إن تتحسن سنعود ..
جوزيت:- خالتي عواطف مرحباااا
عواطف:- جوزيت يا أهلا بحبيبة قلبي كيف حالكِ يا بنت من لما رحتِ ما فكرتِ تسألي مرة علي هذه هي الأم صح ؟
جوزيت:- ههه حسنا فور عودتنا سأرضى بعقابكِ لي
عواطف:- سيكون عقابكِ هنا بحضني
جوزيت(دمعت عيناها ونظرت لميار):- ربي ما يحرمني منكِ خالتي
ميرنا:- بدأت أغار هاه
وائل:- مرحبا خالة مديحة وأنا أشعر بالغيرة
عواطف:- واااااائل يا غالي ، ههه يا حبايبي لا تحزنوا أنتم كلكم أولادي هاه مديحة يا مديحة تعالي لتري هنا من أكلم ..
مديحة(أتت مزمجرة):- مديحة سوف ترتكب جريمة في سماح تلك والله إنها تستفزني قال ماذا كان عليهم وضع إضاءة خافتة لما التبذير هل هي من ستدفعه من جيبها الله الله
حكيم:- أمي ولن تتغيير .. يا أماه
مديحة(سمعته):- حكيييييييييم ولدي اهئ يلعنك من ولد ابتعد عني لا تكلمني ..
حكيم:- يا امرأة اهمدي أما اشتقت لابنك ؟
مديحة:- اشتقت ولكنني لن أشتاق فأنت لا تستحق لا أنت ولا زوجتك المصون ..
حكيم(تحركت حنجرته ونظر لميرنا التي احمر وجهها):- معليش أمي ظروفنا صعبة لكننا اقتربنا للعودة إليكم
مديحة:- من بعد ماذااا همم
ميرنا:- خالتي مديحة لما الغضب ؟
مديحة:- ويحكِ من كنة أهكذا لا تسألين على أم زوجك يا ستي تذكري أنني كنت خالتكِ يوما ما
ميرنا:- طيب يا مدحدح نتأسف منكِ
حكيم:- نعم نعتذر منكِ إلا خاطركِ يا غالية
مديحة:- يا حبايبي هااا كيفو جرحك ؟
حكيم:- صار بخير لقد شفيت وما زال هنالك ندبة بسيطة ستلتئم بدورها
مديحة:- إن شاء الله خير
إياد:- والله لو تركت لكما الهاتف ستستحوذان على الوقت كله دعوني أمر إلى جدتي بلبلة … وهوووب بلابل بلبلة لحظة لحظة هذه نور تسلم عليكم
نور:- مرحباااااااا .. ميرنا حكيم جووووزيت يا أهلا وائل مرحبا … أين القطة ؟
حكيم:- احم احم فيما بعد
نور:- هههه ماشي
إياد:- وهذه كوثر وزياد
زياد:- مرحبااااا
ميرنا(صرخت):- أهلا زياد … هههه كوثريييييييييييي حبي حبي
كوثر:- ميرنااااااااااااا يا ملعونة اشتقت لكِ يا بنت ههههه
ميرنا:- وأنا يا روحي كيفك وكيف زياد والعم عبد المالك لمحته بالقرب هناك ولكنه حازم ههه
كوثر:- لا تسألي ههه
إياد:- اختفي اختفي لو أعطيتكما مجالا احتكرتما وقت الآخرين ، دعاء سلمي على أخوكِ وميرنا
دعاء:- حكيييييم أخي الغالي هلا ميرنا حبي
حكيم:- كيف بطنكِ يا دبة
دعاء(أشارت لها):- بخير هههه
حكيم:- اهتمي بنفسكِ يا أختي الحبيبة ..
دعاء:- حاضر أهلا وائل عساك بخير ؟
وائل:- السؤال عنكِ يا غالية
إخلاص(لوحت له وهي تقاطع الحديث):- أخي الحبيييب
حكيم:- ها هي النسخة الحصرية من عواطف ومديحة على حرف تبكي ..
إخلاص(بدموع):- اشتقت لك ماذا أفعل ههه …
ميرنا:- ونحن اشتقنا
إخلاص:- جوزيت .. تدينين لي باعتذار كنت وقحة معكِ في آخر اتصال ببيتنا
جوزيت:- ولا يهمك إخلاص عادي ..
إخلاص:- بيتنا مفتوح لكِ وقتما شئتِ يا ابنة عمنا
جوزيت(بشعور جميل):- تكرمي …
إياد:- عمتي سماح وعفاف سلموا أنتِ ورنيم سلموا يا جماعة بهدلتم أمي في عمل الصحافة
سماح(بدون نفس):- مرحبا
عفاف(لطفت الجو):- ههه أهلا مرحبا ميرنا وائل، حكيم جوزيت
إياد:- شوفو الناس العاقلة كيف تسلم وتهدي تحية وتبتعد ههه مشكورة عفوفة
رنيم:- مرحباااااا بالجميع اشتقنا لكم يا جماعة
حكيم:- ونحن اشتقنا غاليتي
ميرنا:- حبوبتي ارفعيها لأرى يا عيني ع الأميرة وماذا تلبس
رنيم:- شفتولي سجى هااااه إنها عروس صغيرة
جوزيت(بإحساس جميل التفتت لميار):- إن شاء الله نراها عروسا في حياتك
رنيم:- إن شاء الله جوزيت …
وائل:- أين الأسد بينهما لأنني أشم أن رشوانيا ما في إحدى العربتين ههه
رنيم:- ذكي ولا أقول الدم يحن هذا شادي إنه نائم يا روحي وهذا أيهوم أخذ رضاعته وغفا ريحني صراحة ههه
وائل:- جميل جميل ….
إياد:- والآن نصل لكبيرة العائلة الجدة بلبلة ألقي التحية
نبيلة(امتصت شفتيها ونظرت للهاتف):- يا أولاد
ميار(هنا اهتزت حنجرته واستقام من محله واتجه للمشرب التفتت إليه جوزيت ولم تفهمه):- حمم
ميرنا(ناظرته أيضا ولوحت لها):- جدتي حبيبتي اشتقت لك ولحديثكِ أنا
نبيلة:- حفيدتي الغالية ميرنا كيفكِ يا ابنتي ؟
ميرنا(دمعت عيناها):- مشتاقة لكِ جدتي
نبيلة:- وأنا يا كبد جدتك ، حكيم بني
حكيم:- جدتي ما أخباركِ ؟
نبيلة:- وضعي بخير ولكنني قلقة بشأنكم متى تعودون ؟
حكيم:- قريبا جدتي قريبا
نبيلة(التفتت لجوزيت):- حفيدتي جوزيت .. كيف حالكِ يا ابنة الغالي ؟
جوزيت(بدموع):- أنا بخير وأشتاق لحنانكِ معي
نبيلة:- حين تعودين سأضمكِ لصدري يا أغلى البنات ..
جوزيت:- تسلميلي يا أحلى جدة
وائل:- جدتي نبيلة ؟
نبيلة:- هه وائل بني وأنت كيف حالك افتقدناك ؟
وائل:- أنا أموري بخير طالما أنتِ كذلك
نبيلة:- الحمدلله الحمدلله
ميرنا(أشارت بيدها لجوزيت):- كيف ترينني أنا وجوزيت معا جدتي
حكيم:- وحكيم وسط التوأم المختلف هههه
نبيلة:- يا سبحان الله على شبهكما غريب جدا
جوزيت:- ليس شبها عميقا يعني يتم التفرقة بيننا
نبيلة:- اممم بحاسة الشم خاصتي ههه
جوزيت:- فهمتني يا فطينة ..
ميرنا(وضعت خصلتها على شعرها):- شفتو جدتي دوما أقول عنها ذكية
نبيلة(ضحكت ولكن سرعان ما اختفت ضحكتها):- ميرنا .. ماذا ترتدين بيدك ؟
ميار(هنا انتفض ووضع الكأس على المشرب):- يا إلهي
ميرنا(ابتلعت ريقها):- مجرد خيط أسود جدتي
نبيلة(ارتجفت بتوجس وأمسك إياد بيدها):- من أين حصلتِ عليه ؟
ميرنا(نظرت لعيونهم المحيطة بها والتفتت لميار الذي جلس محلها وأشار لها):- لا أذكر
نبيلة:- وهل الناس ترتدي شيئا لا تذكر من أين أحضرته ؟
جوزيت(انتبهت مثلها مثلهم لنظرات ميرنا وميار):- ماذا يحدث هنا ؟
حكيم:- جدتي سوار عادي يعني ما المهم فيه ؟
إياد:- نفس الجملة والله
وائل(فهم الفيلم):- إلا إذا كنتِ تعرفينه جدتي
نبيلة(بتمعن فيه):- أنا لست أعرفه …. أنا أصلا من صنعته وأعطيته لعمتكم حورية الراجي فكيف وصل ذلك السواااار ليدكِ ميرنا أجيبيني ؟
وائل(هنا نهض منتفضا):- مجددا مجددا هذه البنت لا تتوب ..
جوزيت:- أنا أعطيته لها جدتي نبيلة .. وأستأذن منكِ سأذهب للحمام
إياد:- طيب يا حلوين إلى هنا وانتهت جولتي هنا بالمنطقة سننتقل لمرام بعد قليل وأعيد الاتصال بكم تمام اقطع …
جوزيت(انفجرت بوجهه):- أنت أعطيته لها ..
ميار(مسح على رأس ميسون ونظر لميرنا التي طأطأت رأسها):- أجل
حكيم(حول عينيه وهمس في أذنها):- هذه الأسرار ستقضي عليكِ يوما ما
ميرنا(رمقته بتوجس ونظرت خلفها لوائل بالمشرب):- كان أمانة فحسب لم آخذه دوما وتناسيت رده له
وائل(شرب ما بالكأس):- تناسيتِ هاااااه هه مدهش
ميار:- أعيدي لي رزقي ميرنا
ميرنا(نزعته ونهضت وأعطته له):- شكرا عليه
ميار(أخذه):- لن يحصل عليه أحد سواها ، ميسون لا تنزعيه من عنقكِ مهما حصل سمعتني ؟
ميسون(رفعت شعرها):- حاضر عمو ميار
حكيم(امتن من حركته):- لم يكن هنالك داع
ميار(بحنق):- بلى ميسون تستحقه ليحفظها من كل شر ، وكي لا تحولوها لقصة أعطيت لميرنا هذا السوار يوم برنامجها بغرض استعادته نقطة انتهى جوزيت عودي لمحلك عيب إياد ينتظر .
جوزيت(عادت على مضض):- سنتفاهم فيما بعد
وائل:- ألا توجد لديكِ كلمة لتنطقي بها ؟
ميرنا:- كان علي إخبارك متأسفة نسيت
وائل(عاد بحنق):- فقط لأنه زفاف ابن عمي سأمررها فيما نتحاسب ..
حكيم(زفر عميقا واستدار إليها):- ميرناااا دعينا نهرب
ميرنا(انفجرت ضحكا):- ههههه أضحكتني والله من دواع سروري …
كاظم:- ها قد عاد الاتصال دعونا نرى بقية العيلة ما ربما وجدت عروسي هناك تدور
نادر:- وحياتك حاولت قبلك وجدت كلشي محجووووز
ناريانا:- أحسن ههه
نادر(ابتسم لها):- معكِ حق
نزار(بتأفف):- لنتااااااااابع
إياد:- هنا جماعة مرام ستركزون معي هاااااه … أولا مرامووو
مرام:- حكيييييييم ميرنااااا جوزيت ووائل يا هلا ومرحبا
حكيم:- هلا بالمدللة كيفكِ يا غالية ؟
مرام:- حلوة ومرة بدونكم
ميرنا:- الشعر ياخواتي افتقدتكِ يا روحي
مرام:- أنا بالمثل جوزيت غبتِ عنا
جوزيت:- عائدة لأبق على قلوبكم ولا يهمك هههه
إياد:- هنا فريد وفردوس توأمه ، لوحا لوحا جيد هههه هنا ميدو وجماعته تصفير يا حلوين وين روح الحماسة هكذا الله أكبر ، هنا التوأم المختلف أولاد سلوى ليان ويزن قولوا مرحبا
ليان ويزن:- مرااااحب ههه
إياد:- هنا نهالو وشيمو يا عيني هههه
نهال:- عمو حكيم عمتي ميرنا اشتقت لكم عمتي جوزيت أيضا
شيماء:- والله افتقدناكم .. كونوا بخير
حكيم:- وأنتم حبيباتي
إياد:- هنا تامر مازن وأسعد وهكذا اكتملت الشلة
ميرنا:- أهلا وسهلا …
إياد:- من تبقى من العيلة هااا دينا الصغيرة تعالوا إنها مع فؤاد وضرغام يامي ذلك الرجل مرعب هه عذرا ولول لكنها الحقيقة
وائل:- مع الأسف
إياد:- دينااااا قولي مرحبا
دينا:- يااااااه عماتي وعمو حكيم هههه عمو وائل أيضا أتعلمون أن بهجت محمود طلع صديق عمتي جلناااااااااااار الروح بالروح
ميرنا(بدهشة):- قولي والله ؟
دينا:- أقسم بالله
إياد:- يا خيبتي السوداء ههه كنتم أنتم المتبقيين لتخبركم بالخبر فمرحى
فؤاد(اقترب وقد ترك ضرغام مع رستم):- مساء الخير
دينا:- ارفعني عمو فؤااااد ههه
فؤاد(رفعها):- كيف الأحوال وائل كيفك يا كبد عمك ؟
وائل:- بخير الحمدلله وأنت عمي ؟
فؤاد:- رائع يعني أحاول السيطرة على جدك الله يعينني ههه
وائل:- ههه لا أحسدك صراحة ..
فؤاد:- ميري كيفكِ يا بنت ؟
كاظم(ناظره بعمق ونظر لميرنا):- ميري هههه يناديها مثلي
ميرنا:- بخير عمو فؤاد استمتعوا هاه
إياد:- أكيد يختي دعوني آخذكم الآن للعصابة الأخرى رامز سلم على ميرنا ؟
رامز:- ميرنااااااااا يا حبي الأول احم وليس الأخير فها هي ماريا حبيبتي سنتزووووووج قولي لي مبروووووووك
ميرنا(بحرج من جنونه):- أنت لن تعقل ولو صرت جدا ، ع العموم مبروك
وائل:- مهلا مهلا أليست تلك ممرضتي سرقتها يا أفندي
رامز:- هههه ماريا
ماريا:- مرحبا أستاذ وائل والله الشكر لك الذي جمعنا
وائل:- بالهناء إن شاء الله
رقية(خطفت عصا الهاتف):- وااااااااائلي ..
وائل(بحنان):- رقيتي حلوتي كيف حالكِ افتقدتكِ بشدة يا صديقتي العزيزة
رقية:- وأنااااااا متى تعود ؟
وائل:- في القريب العاجل ..
كوثر(أطلت عليهم):- ما زلت هنا معهم هههه ميرنااااا حبي
ميرنا:- هههه يا مجنونة
جمانة:- إيااااد …
رقية(استدارت لصاحبة الصوت بالهاتف):- من هذه ؟
إياد:- هيه نووور تعالي تعالي لأعرفكِ… هذه ضيفتي يا جمانة ألقي التحية أولا هنا وأعرفكِ عليهم
جمانة:- مرحبااااا ميرنااا جوزيت أنا هناااا حضرت لزفاف ميرا بناء عل حلمي شكرااا لك ميرو لأنك حققت لي هذا الحلم حين طلبت من إياد اصطحابي أنا وماما ، يا ماما ماما تعالي ماما ما بكِ تبكين ؟
إياد(أمسك الهاتف ونظر لإيزابيل):- خالة إيزابيل …
وائل(فتح فمه):- أختي …. و … إيزابيل … يا إلهي … (تذكر جملتها حين رآها بالمقر لما خرج مع كاظم بناء على طلب العم بشير ، تحديدا يوم المعلم الأثري "أنا كنت زوجة أبيك وجمانة أختك")….
ميرنا(سمعته جيدا):- ماذا قلت وائل من أين تعرفهم ؟؟؟
وائل(بتنبه نظر للشاشة):- لا شيء …
ميرنا(تابعت بقلب مسحوب):- …. ماذا يجري ؟؟؟
إيزابيل(بدموع):- كوثر …
جمانة:- ماما لما تبكين ؟؟؟
كوثر(انتبهت لها وشعرت بشيء مريب):- من حضرتكِ ؟
جملة كانت كفيلة لتطعن صميم إيزابيل فأن لا تتعرف عليها ابنة بطنها ماذا تبقى في هذه الحياة ، ركضت جمانة لإيزابيل وأعطتها منديلا وهي لا تفهم شيئا مما يحدث
ميرنا:- لا تفصل الخط إياد ماشي أعطي الهاتف لرامز
رامز(أخذه):- طيب لكن بدون قلق …
إيزابيل(التقطت أنفاسها بصعوبة):- أ..
عواطف(تقدمت هي وعبد المالك):- يا أولاد ما بكم ؟
كوثر:- لست أدري .. بابا
عبد المالك(فتح فمه حين رآها):- إيزاااابيل ؟؟؟؟
إيزابيل:- عبد الماااااااالك ؟
كوثر:- ليشرح لي أحدكم ماذاااااا يحدث ؟
زياد(اقترب منها وقد لحق على الأخير):- كوثر اهدئي …
عبد المالك(بصدمة كان ينظر إليها):- ماذا تفعلين هنا ؟
عواطف(رمقت نظرة إيزابيل له ولم يعجبها الحال):- من هذه عبد المالك ؟
عبد المالك(رمش وهو يمسح على عيونه ونظر لكوثر):- إنها ….
إيزابيل:- ابنتي …
جمانة:- نعم ماما ؟؟؟
إيزابيل:- ابنتي الكبرى … أنتِ كوثر
كوثر(فتحت فمها غير مصدقة):- أ…..أمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت صدمة قوية عليهم استيعابها ولذلك تم فصل الخط في الحين واللحظة فهذا كثير على الاستيعاب خصوصا حين فقدت كوثر وعيها من هول الصدمة واضطروا لأخذها لمكان آخر ….
ـــــــــ
في نفس المكان وصلت لنور رسالة نصية على هاتفها فتحتها بسرعة ولمحت صورة قديمة لفؤاد وهو لالا ما هذاااا ، كان يخرج من باب بيتها القديم مع حفيظ ، هنا رفعت رأسها إليه وقبل أن تتوجه لتسأله وصلت رسالة أخرى عليها رسمتي الوردة التي رسمتها دينا وفؤاد ذات مرة في المطعم وكانت متطابقة واحتارت بشأنها نور ، هنا جمعت بين الخيوط ونظرت للرقم المجهول هناك من يحاول بعث رسالة لها ولكن ما فحوااااااها .. طبعا لن تعرف ما لم تواجهه ذهبت إليه ورفعت الهاتف بوجهه وهنا تسمر محله وهو يرمش بحثا عن كذبة تبعد عنها الشكوك …
ـــــــــ
أما على جنب وصل طبيب ميرا الخاص وطلب من النادل مناداة شهاب على جنب والذي توجه مباشرة للرواق مبتعدا عن الأنظار ووقف عنده ..
شهاب:- خيرا دكتور ؟
الطبيب(على وجهه كدمات مختلفة أخرج أداة تحميل):- هذا هو سر زوجتك الذي تخفيه عنك
شهاب(تشنج من جملته):- عن أي سر تتحدث هل جننت ؟
الطبيب:- أعتذر منك ولكن زوجتك في خطر إن لم تجهض تلك الطفلة ستموووت وهذا تقريرها الصحي قد أخليت ذمتي من محاولة إخفائها للأمر عنك ، حرصت على كتمه منذ شهور ويؤسفني أن أخبرك كل يوم يمر كأنك تودعها على مهل .. عن إذنك
شهاب(بعدم تصديق فغر فاهه والتسجيل بيده):- ياااااا إلهي …. ميرااااااااا ميرااااااااااااا
زم شفتيه وخرج إليها حيث كانت تضحك رفقة الضيوف ، لم يستطع تمالك نفسه ولكنه شعر بطعم المرارة بجوفه وهو ينظر لبطنها بتأسف ليهتف
شهاب:- آسف يا صغيرتي آسف لن تشاركينا في هذه الحياة أمكِ عندي بالدنيا كلها فسامحيني يا ابنتي
سألتقيكِ في عالم آخر …
ميرا(ناظرته واقتربت منه):- حبيبي أين اختفيت ؟
شهاب(وضع التسجيل بجيبه وجذبها إليه محتضنا إياها):- أحبكِ ميراااا أحبكِ …
ميرا(توجست منه لكن فرحت به):- يا روحي
شهاب(بحرقة قلب وعيون دامعة قبل جبينها):- سامحيني حبيبتي
ميرا(بقلق):- هه أنت تفزعني شهاب ؟
شهاب:- لا تقلقي حبيبتي أنا أحبكِ
ميرا(ضمته بحرارة):- وأنا أعشقك يا عمري
شهاب(في سره):- ولكنني أختاركِ أنتِ سامحيني لكن تلك الطفلة ستمووووت
ــــــــــــ
على جنب أيضا نظرت دعاء لهاتفها الذي اتصل برقم غريب فردت
دعاء:- ألو نعم ..
مدير السجن:- هل أنتِ دعاء الراجي ؟
دعاء:- أجل من معي .؟
مدير السجن:- نحن نتحدث من السجن أختي ووجدنا رقمكِ بسجل المرحوم حسام النهواني
دعاء(بفشل):- هه ماذا قلت ؟
مدير السجن:- مع الأسف طليقكِ وجد مقتولا في مخدعه هذا الصباح، البقية في حياتكم
دعاء(بعدم تصديق):- لالالا حسااااااااااااااااااااام حساااااااااااام مااااااات
سمعتها فردوس وجذبت فريد من يده وقلبها يرتجف ارتجافا
فردوس:- ماذا قلتِ دعاااء بابا بابا ماذا حصل له اهئ باااااابا ؟؟؟؟؟
فريد(أخذ الهاتف من دعاء):- ألو أنا ابن حسام النهواني هل هل ..قمم .. هل لك أن تخبرني من حضرتك وماذا حصل لأبي ؟
مدير السجن:- حاولنا الاتصال بعائلته ولكن كل الأرقام خارج التغطية فتوصلنا لهاتف السيدة دعاء ، مع الأسف أبوك قد توفي هذا الصباح تعازي الحارة ويجب عليكم المرور بنا لاستكمال الإجراءات وتسلم الجثة …
فريد(بعدم تصديق نظر حوله):- فردوس ……
فردوس(انهارت أرضا):- لا تقل لي بابا مااااااااااااااااات ؟؟؟؟
ــــــــــــــــــ
في الحمامات النسائية
كان يحتجزها بتملك وهي ترتجف برعب وتحاول التملص من قبضته خوفا من أن تضعف أمامه
رنيم:- ستدعني أمر يا رأفت الأولاد وحدهم وما تفعله يسمى اختطافا ؟
رأفت(تذكر ما رآه وأغمض عينيه):- لا أعرف كيف أتصرف يا رنيم كان معكِ حق أنا آسف سامحيني حبيبتي والله أخطأت بحقكِ كثيرا وما كان علي تصديقهم
رنيم:- كأنك تأخرت في هذااااا كثيرا يا رأفت ؟؟؟
رأفت:- رأيتها بحضن عشيقها ورميت عليها يمين الطلاق ، هما بالسجن الآن
رنيم:- سجنتهااااااا ؟
رأفت:- وماذا كنتِ تنتظرين مني أن أبقي عاهرة على ذمتي ؟
رنيم:- ههه طبعا لا فأنت الرجل
رأفت(احتجزها وقبَّل شفتيها):- ترنيمتي .. مشتاق لكِ ؟؟
رنيم(بضعف دفعته):- وأنا أكرهك
رأفت(أمسكها بقوة ومزق فستانها):- لن تخرجي من هناااااا سمعتني ؟
رنيم(نظرت لفستانها الذي تمزق ورمقت نظرته الشهوانية التي تعرفها عز المعرفة):- لا تفعل
ــــــــــ
إخلاص(ببكاء من حالتهم رفعت الهاتف لتجيب):- عبد الجليل ولدي
عبد الجليل(كان يرتجف ويداه مليئة بالدماء):- أمي …. لقد قتلته
إخلاص(فتحت عينيها بصدمة):- ق..ق..قتلت من ؟
عبد الجليل(ابتلع ريقه وهو ينظر للدماء حوله):- قتلت …قتلت أبي
هنا انعزلت عن الكون وهي تركض بدون وجهة صوب البوابة الخارجية تاركة كل شيء وعقلها غائب فيما قاله ابنها المصدوم بدوره فيما فعله …
ـــــــــ
في روما وفي ذلك الوقت
حكيم:- أين البنت كانت هنا ؟؟؟
لورينا:- لست أعرف طلبت أن آخذها للحمام أخذتها وحين عدت لم أجدها
حكيم:- أين غفلتِ عنها ؟
لورينا:- فقط خرجت لأجيب على الهاتف هذا والله
حكيم(أبعدها وأخذ يبحث عنها وأطل من درابزين الدرج):- ميسون مفقودة
ميرنا(بلهفة):- ماذا تقول أين ذهبت لقد صعدت مع لورينا للحمام ؟
حكيم:- وهذا ما أود فهمه بدوري أين اختفت
وائل:- يا جماعة أكيد هي بمكان ما فوق ستنزل لوحدها
حكيم:- تتت يا الله
ميار:- أين ذهبت ؟؟
جوزيت(بقلق):- لا يمكن أن تكون نزلت ولم نرها كنا هنا
ميرنا(بقلق):- تتت بدأت أشعر بالخوف …
لورينا:- هاااه كانت بغرفة ميرنا شفت …
حكيم(رمقها وهي تنزل وبقي جاثما محله حين فتح فمه بصدمة لما رأى ميسون مقبلة عليه بمصيبة جديدة):-مي…ميسوووووون ميسون ما الذي تحملينه بيدكِ ميسوووون ؟؟؟
كانت تقترب وهي تمسك مسدسا بإهمال ووقفت مقابله أمام ناظرهم في الأسفل حيث انتفضوا جميعا ووثبوا عند الدرج ينظرون إليها بصدمة …
ميرنا(حاولت الصعود لكن جذبها ميار وأحكم قبضته):- ميسوووووون
ميار(جذبها بقوة أكبر):- أنظري لعينيها هي ليست طبيعية كأنها تنظر للأرض ؟؟؟؟
ميرنا(ببكاء):- إنها تحمل مسدس ممم مسدس … يا إلهي
وائل:- اهدئي ميرنا اهدئي حكيم … حاول أخذه منها
جوزيت(برعب):- حاول يا حكييييم
لورينا(ناظرت منظرهم ورسمت ابتسامة خبيثة):- هه ..
حكيم:- ميسوووووووون
في تلك اللحظة كانت ليندا تجلس وسط دائرة مرسومة بالملح الخشن والطبشور ، وكانت تمسك دمية قماشية مصنوعة باليد ومغمسة في دماء ميسون وكانت تغرس برأسها إبرة وهي تضحك بعمق .. هنا رفعت فخرية عينيها من على الصحن الأسود خاصتها وذلك جاء في ومضات ضوئية جعلها ترقب الخطر الذي امتد لدخول سلسبيل عليها
سلسبيل:- فخرية فخرية روحي تسحب مني … فخرية أنجديني أختييييييييييي آآآآه
فخرية(بصدمة فغرت فمها حين سقطت سلسبيل مغشيا عليها):- سلسببييييييييييل ماذا يحدث لكِ ؟
هنا ضحكت ليندا بقهقهات عالية
ليندا(بمكر):- صار وقت اللعب وعليه سنضع البيادق في أمكنتها الخاصة ههه ، هيا ميسونتي أبدعي يا روحي هههههاهاهاااااااااااااااا اهاهااااا
ــــــــــــــ
في تلك اللحظة وفي الجانب الآخر من القاعة حيث الحديقة الخلفية كانت هذه تركض ببكاء بدون أن تنتبه لا هي ولا هو لما يحدث في الجهة الأخرى مع عائلتهم
أسعد:- يا نهال اسمعي مني اسمعي فحسب
نهال:- لن أسمع لن أسمع فقد رأيت ما يجب أن أرااااه
أسعد:- وهل أنتِ معي حتى تتحكمي فيني ؟؟؟
نهال:- طالما لست كذلك لما تقبل دعواتي الخاصة لما تراسلني لما تتصل بي لما تراااااااقصني
أسعد:- لأنني ل..
نهال:- أرأيت متردد حتى في كلامك ، وطالما أعجبتك ليان أكمل أخذ عنوان بيتنا الذي تعرفه غير رقمها الذي صار بمذكرتك
أسعد:- هي التي أعطتني إياه هل أرفض
نهال:- أجل ترفض لأنها تفعل ذلك عمدا لتغيظني لأنها تعرف بأنك تخصني وهي تحاول أخذ كل ما يخصني أفهمت الآن ؟
أسعد:- لحظة لحظة .. هل أنا أخصكِ يعني هل تكنين لي مشاعر ؟
نهال(عضت شفتيها):- أغرب عني أنت ومشاعرك
أسعد(أمسكها بقوة من ذراعها):- لا تطيلي لسانكِ علي ….
لحظتها دخل سبع سبع يخواتي سسسسسسسسسسسبع اشتقناااا له وعرفناه فقط في مكان واحد حيث كان مأسورا ، يا ناس قولولي من يأسر هذا الحلو حتى حرام في حق البشررررررررية ههههه… كان يتقدم بثقة وهو بطقم أسود يفتح ياقته وتبرز منها قلادته ذات الصفيحة التي لا يزيلها من عنقه قط ، رفع كم يده اليمنى وناظر ساعته وهو يتقدم بخيلاء ويمسح على فكه قليلا ببرودة تحديدا على لحيته النامية التي كانت تزيده وسامة قاتلة ،مر به نادل يحمل حلويات التقط حلوى إسفنجية وابتلعها بابتسامة بعد أن شكر النادل برأسه ، كان يتقدم وهو يتصفح المكان كأنه ببيته ، يناظر كل شيء بدقة بعيون مصغرة تقرأ كل حذافير الحياة يا عيني إنه الراجي الأول في سلالة رجال الراااااجية ، إنه امممم طاااااااااارق الراجي الذي انعطف من جانب مدخل الحديقة ليناظر ذلك الغبي وهو يحاول أذية نهال فهل سيسمح …..؟؟؟؟؟؟
طارق(هتف بصوت جهوري):- كأنني تأخرت ؟؟؟؟

خبروني كيف جاتكم صدماتي وضعتها على شكل مقتطفات بل صواعق يلا متعوني بآرائكم وتوقعاااااااتكم خصوصاااااااا على حبيبنا الغالي الذي انضم أخيرا إلينا بعد شوق عااااارم
" طااااااااارق الرااااااااااجي "

و يتبع …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.