آخر 10 مشاركات
شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-17, 08:47 PM   #681

سهام سهام

? العضوٌ??? » 353273
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 419
?  نُقآطِيْ » سهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond reputeسهام سهام has a reputation beyond repute
افتراضي


سلاممممممممممممممممممم موفققققققققققق شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



سهام سهام غير متواجد حالياً  
قديم 11-06-17, 05:13 AM   #682

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم حبيباتي رمضانكم كريم اشتقت لكم بجنووون عساكم بخير يا غاليات
والله الغياب كان له ظروف قهرية واضطرارية ومرضية الحمدلله تجاوزتها كلها وما زالت مسألة الشفاء تحتاج لوقت لكن لم أتمكن من التأخر أكثر من هذا بالفصل ولذلك أحضرت معي غالبيته وتبقى لي مقطع صغير لم أتمكن من كتابته حين أنهيه سأوافيكم به غدا أو بعده تكونون ما زلتم في خضم قراءة ما طرحته لأنه أطول فصل تقريبا في الرواية
سامحوني على الغياب وأتمنى لكم قراءة موفقة غاليتي ولكم مني كل الحب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 06:07 AM   #683

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

تتمة الفصل 31

~ قبل شهر وعدة أيام ~
في روما
كان الجو مشرقا صيفيا ويدعو لقفزة مائية تنعش الأطراف ، كان قد مضى يوم على إعادة البرانسيسات لبيتهن بعد مشكلتهم مع بنات سكر والحفلة التي قلبت لرحيل طارئ وهجر قصم قلوب شبابنا ، وعلمهم درسا إثر غياب بطلاتنا عن محيطهم وعقابهم بالفقد الذي لم يقدر على تحمله أي واحد فيهم ، لذلك كان هذا الحدث الفارق درسا رسميا في عدم خيانتهن ولو فكريا حتى …
ميار(صغر عينيه):- ماذا تقصدين بـ فكريا ست مُفكرة هانم ؟
ميرنا:- ما أقصده يا غالي على قلب جوزتك أن تنفض عقلك هكذا يمينا وشمالا وتطرد كل الأفكار السلبية وتنظر للعشق بالمجهر لعلك تخلصنا من نظراتها التي تتسم بقتل ثم سلخ ثم شفط للدماء ..
ميار(حك بين جبينه):- بالله عليكِ خذيني على قدر دماغي الصعلوك ، هل دخلتِ لعقلها لا سمح الله ؟
ميرنا(ضحكت من جملته):- مياااار لا تتسبب بكسر رابطة الود التي بالعافية خلقت بيني وبينها
ميار:- وأنا لم أفعل شيئا فتقنيا قد ابتعدت ، وقد لمستِ ذلك مذ كنا بالبيت الجبلي همم ؟
ميرنا(رمشت):- آه لمست ذلك وارتاح قلبي لكن …
ميار(نهض من محله وتقدم صوبها ووثب معاكسا لها):- ميرنا .. أنتِ بخلدي سر عظيم لكن جوزيت حبيبتي أنا وعدت نفسي لحظة غيابكم بألا أخذلها وألا أعطي المجال مرة أخرى لجنون أفكاري ، سأخلص لها صدقا واقتراحكِ الفكري هذا كان من ضمن غاياتي المستقبلية هه يعني كنت ألعب بأعصابكِ قليلا فحسب ههه
ميرنا(زمت شفتيها بغيظ وهي تكتف يديها):- وأنا التي كنت أشرح لك ما عليك القيام به ، لكن سماع ذلك أثلج صدري
ميار(أطل على صدرها):- هل أحضر شاحنات مختصة بإزاحة الثلوج كي نغيث دروب صدرك ؟؟؟
ميرنا(احمرت خجلا وهربت منه):- مجنون وربي .. يا إلهي
ميار(ضحك وهو يلحق بها خارج المكتب):- ههه تعالي تعالي يا بنت كنت أمزح .. لكن إذا أمطرت أخبريني للاحتياط هاه
ميرنا(توقفت عند وائل الذي كان قادما ناحيتهم):- وائلي ما رأيك بجلوس على كنبة الحديقة ، الجو حار بالقصر ؟
وائل(مال برأسه وهو يناغشها):- من بعدكِ مليكتي ، امم ميار لما لا تنضم أيضا ؟
ميار(حول عينيه وهو يتبسم في طريقه للصعود):- طبعا سأحضر جوزتي وأوافيكم
ميرنا(ابتسمت من جملته ونظرته الحماسية):- أنا سعيدة جدا
وائل(سار بها للحديقة وحاصرها خارجها عند حواف الباب):- أو تعلمين ما يسعدني أنا ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها وهي تضبطهما كي لا تنفرج ابتسامة الشغف):- أخبرني ؟
وائل(ناظرها بعشق ومسح على خدها قبل أن يمد شفتيه ويطبعهما بقبلة):- أنكِ سبب حياتي
ميرنا(تصاعدت معها حرارة جنونية):- وائلي .. أتعرف ما يلج بعقلي الآن ؟
وائل:- ههه أي شيء سافل سوف أرحب بكل سرور
ميرنا(ضربته لصدره):- دعني أكمل هه .. أفكر بالسباحة معك ممكن ؟
وائل(تنهد عميقا وكأنما وضعت على قلبه معضلة الكون):- هي من جهة ممكن فممكن ويمكن جدا أيضا ، لكن …. هنالك عيون خبيثة ستنظر إليكِ بشكل سيجعلني أتحول لقاتل متسلسل
ميرنا(هزت كتفها بامتعاض):- فستاني مناسب أنظر إنه بيتوتي وبه وردات زهرية ويصل حتى الركب وبلا يدين وثنية صدره مرتفعة قليلا يعني دعني أرى ، احم لن ندقق في غير تفاصيل
وائل(نظر لشق صدرها وامتص شفتيه وهو يحاصرها في حضنه):- أخبرتكِ ذات زمان ألا تلعبي بمفاتنكِ أمامي يا ميرناااااااا ؟
ميرنا(أزالت يدها من ثنية الصدر وهي ترمق عينيه المشتاقة):- أوبس هربت أنا …
وائل(رمقها وهي تتسلل من بين يديه):- ههه إلى أين ستهربين يا أختاه ، ميرنا ميرنا توقفي يا فتاة تعالي إلي لأخبركِ بكلام غزل إذن ،،، ميرنااااااا ههه آه يا نبض روحي
ركضت بين الورود والربيع الأخضر وهي تنعطف صوب جانب المسبح لتقف ممتعضة مقطبة حواجبها ، عاقدة شفتيها بنظرة مصاحبة تعني خيبة الأمل ، تنهدت بحسرة حين لاحظت وصوله وأشارت برأسها نحوهم بتذمر
ميرنا:- سبقوني
وائل(كتف يديه وهو ينظر إليهم):- الله يخرب الهبل ألا يستطيعون الانضباط لحظة فقط .. ولا يهمك ستسبحين يعني ستسبحين
ظهر من خلفهما وهو يجر ميسون خلفه التي كانت بملابس سباحة ، وهو كان بقميص دون أكمام وبنطلون صيفي قصير ونظاراته بيده وزيت مضاد لأشعة الشمس والهاتف كانت تمسك به ابنته التي تزينت باللون الزهري فبدت أشبه بميرنا لحظتها
حكيم:- ونحن سنسبح
ميسون(لوحت بحرارة):- ميرنا ميرنا اسبحي معي بابا حكيم سيدهن لي الزيت ، ليدهن لجسدكِ قبلي أرجوكِ أرجوكِ
وائل(رفع عينيه بنظرة قتل صوب ميرنا):- همممم هذا ما ينقص
ميرنا(رمقت نظرته):- هههنهنهن … أ.. ميسونتي أنا كبيرة كفاية لأدهن لنفسي ثم أنا لا أستعمل هذا النوع من الزيوت ، لا بأس
ميسون(وقفت وهي تجذب يد حكيم بعتب ولوم):- كيف تحضر بابا زيتا ليس كمستحضر زيت ميرنا الخااااااص ؟
حكيم(أعطى الزيت لميرنا ووضع نظاراته الشمسية):- أنا مستقري عند تلك الكنبة الهزازة أسلمكِ مسؤوليتكِ من الآن تصرفي
ميرنا(وضعها أمام الأمر الواقع):- يا حبيبي ^^
وائل(امتص شفتيه وهو ينحني ليناظر الصغيرة):- أتعلمين ماذا ميسونتي متشوق للعب معكِ في الماء لكن بشرط
ميسون(بفضول):- ما هو ؟
وائل:- سنتحد ضد ميرنا لنغرقها هههه
ميسون(فتحت عينيها):- غرق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل سنغرق بابا قال أنه ليس عميقا هل كذب ؟
ميرنا(أشارت له):- استلم الآن
وائل(ضحك من براءة هذه الطفلة التي تربعت على قلوبهم جميعا):- ههه مزحت فقط
كاظم(أخرج رأسه ليلحقه صدره الأثري وهو يمسح الماء من على رأسه):- هيييه ميري الهبلة تعالي بعروسي دعونا نتشارك الماء يا جماعة ههه
نادر(رش عليه الماء وهو بدون قميص أيضا):- يكفي أنك جعلت ناريانا تشرب نصف ماء المسبح
ناريانا(كانت تجلس عند حافة المسبح وقدميها بالداخل وهي ترتدي فستانا برتقاليا وتضع قبعة على رأسها):-أجل ما زلت أشعر بالماء في أذني وحنجرتي واااع
كاظم(أشار مازحا):- لو ترين ما فعلته بالبلورة يا رابونزل لشكرتني ، أنظري إليها المسكينة ؟
ناريانا(التفتت للكراسي الشمسية وقد كانت لورينا نائمة عليها وهي تضع يدها على رأسها):- هههه لم ألحق والله لكنت مت ضحكا عليها
نادر:- اسأليني أنا هههه …
كاظم(اقترب منهم بمكر):- أتعلمون ما الذي يدور في دماغي ، أفكر لو أخرج بجهامتي وأختطف العم نزار وأرميه بهذا المسبح أقسم أنه سينسفني من هنا حتى الوطن ههههههه
نادر:- ههههههههه مع أنها فكرة تستحق التطبيق لكنني أخشى على لعنته منك
ناريانا:- لا تبدؤوا .. المسكين هو يطبخ لنا طعام الغذاء ونحن هنا نسخر منه
وائل(وصل إليهم):- من جهتي لكم كل الصلاحيات
كاظم:- يسلم فمك ههههع وأنتِ هبلة ؟
ميرنا(انحنت على ركبتيها وأخذت تضع الزيت لميسون):- أنا سأساهم في طرق التعذيب التي سيشرعها قانون العم نزار في حقكم
نادر:- قوية ههه
وائل(نزع قميصه فجأة دون أن يعلمها حتى ووضعه على الكرسي ليبقى ببنطلونه القصير ذو اللون الأسود):- أنتظركِ
ميرنا(هنا رفعت عينيها لتنظر إليه وقد سباها بجسمه الذي بدا هلاكا بالنسبة لها لحظتها):-….لارد
ميسون(كانت تهزها):- ميرنا ميرنا
ميرنا(كانت تفتح فمها بدون إدراك فيه وقد غاص وسط المياه برشاقة غير معهودة جعلتها تنعزل عن الكون):- هاااا ؟؟؟
ميسون(كانت تهزها أكثر):- لقد سكبتِ كل المستحضر على الأرض ؟
ميرنا(ما زالت في عالم آخر تلاحق شعره المبلل وحركات يديه):- معلييييش
ميسون(زمت شفتيها بتذمر):- ولكنكِ ستنهينه هباء ميرنا ميرنا
ميرنا(تنبهت بصعوبة):- ماذا قلتِ ؟
ميسون(أشارت للمستحضر المسكين):-أنظري
ميرنا(جحظت عينيها):- له له من سكب هذا …هه لا بأس عزيزتي سنستفيد بما تبقى فيه هه يعني تحمليني حدث ذلك رغما عن وعيي
جوزيت(رمقتها بسخرية):- ههههه ميرنا رأت عضلات وائل وسكبت المستحضر على الأرض
ميار(كان بشورت بني وقميص بدون كمين في الأبيض وكان محيطا بخصر جوزيت وهي بقميص أحمر وبنطلون دجين قصير):- جوزي ..؟؟؟
جوزيت(هزت كتفيها وهي ترمق امتقاع وجه ميرنا):- ماذا هل كذبت هههههه ؟
نزار:- العصائر يا أولاد تفضلوااا هنا
ميسون:- وااع متى نسبح ؟
ميرنا:- الآن حلوتي
كاظم(جلس على طرف المسبح):- كأسي يا عجوز ؟
نزار:- اخدم نفسك بنفسك لست خادمك الشخصي يا هذا ، ثم أمسكوا عني ما قلة التهذيب هذه الأكل على النار هيا هيا …
ميار(أخذ منه الصينية):- تمام لا تجعلها قصة فهمنا ..كيمو ؟؟
حكيم(انتبه لإشارة ميار ونزع سماعات أذنه):- أعطني واحدا مش مشكلة
ميار(عقد حاجبيه من حاله وهو يتقدم إليه بالكؤوس):- لما لا تسبح ؟
حكيم(أمسك كأسا):- كيف سأسبح بجرحي يا فهيم زمانك ، مشكور
ميار(هز رأسه):- تناسيت ذلك لكن يلا سأسبح بدلا عنك ع شرف ابن الخال
حكيم(ابتسم وهو يهز له الكأس وأعاد سماعته):- سأشاهدكم ..
غمز له ووزع بقية الكؤوس عليهم جميعا باستثناء لورينا التي غفت على وضعها لذلك ترك كوبها على المنضدة ، لكن الجدار مر عليه فنسفه نسفا وجعله يستقر ببطنه قبل أن يقف على لوحة القفز ويهددهم بقفزة ثلاثية الأبعاد ستبعثر مياه المسبح كلها لذلك هدروا فيه أن يتوقف عن جنونه وعليه عدل عنه فعلا وغاص بشكل هادئ تحت وطأة التهديد المبطنة ، نادر كان يحادث وائل وسط المسبح وقد كانت نظرات كل واحد فيهم تصب صوب عيون من تشغل باله ، ابتسمت ميرنا حين حضَّرت ميسون وهنا كانت جوزيت قد جلست على العشب لتشرب عصيرها بينما أزال ميار قميصه ولحظتها لم تنظر هذه الأخيرة له بل لميرنا التي أشاحت بصرها وصرفته عند ميسون ..
ميسون:- أنتِ أولا
ميرنا:- تت ربما يكون باردا
ميسون:- ههه ليس باردا لقد أخبرنا عمو كاظم أنه دافئ وجاهز للغطس
ميرنا:- عمو كاظم هاه أساسا إن لم ندخل في غضون دقائق سنجد أنفسنا مقحمين رغما ..
كاظم:- هههه إذن اختصري وارحمي نفسكِ بالدخول
وائل(اقترب منهما وأمسك يدي ميسون وهو ينظر لميرنا التي كانت تغرق رجليها فقط في المياه):- هيا يا شجاعة
ميرنا(ناظرت صدره القريب وبلل شعره فتك بها لذلك رمشت وهي تلتقط أنفاسها):- ابدأ بميسون
ميسون:- لاء أنا وأنتِ سوية احملني عمو وائل
وائل(حملها بين ذراعيه ونزل بقدميها للمياه):- هههه كيف هي ؟
ميسون(عانقته ببرودة):- باردة باردة هههه
وائل(ضحك من تشبثها بعنقه):- تمام سننزل واحدة واحدة وتتعودين على برودتها التي ستتحول بعد لحظات لحرارة ماشي ؟
ميسون(ظلت مغمضة عينيها وهي متشبثة بعنقه محتضنة إياه بخوف):- عد الأرقام عمو وائل كي أستعد
وائل:- أرأيتِ طفلة صغيرة وأشطر منكِ هممم .. واحد ، اثنان ….. ثلاثة
ميسون(صرخت ببرودة):- بابا بابا حكيييييييم اهئ إنه بااااارد بارد ، أوك إنه يصبح دافئا ههه أشعر بحرارة الشمس الآن لالا أنا أرتجف حسنا ههه لا أعرف شعوري
وائل(أحاطها بذراعيه وهي بحضنه وأخذ يدخلها وسط الماء قليلا ويخرجها):- كيف الآن ؟
ميسون(ابتسمت له وهي تقبل خده بفرح):- أنا أسسسسبح هههه
وائل(ضحك من تصرفها وأشار برأسه لميرنا):- هيا ميرنا تشجعي يا مجنونتي ..
ميرنا(ابتلعت ريقها وناظرت ميار الذي كان يلامس ركبتي جوزيت اللتين كانتا وسط المياه):- هممم
وائل(نظر لعينيها ورمق ميار غارقا في حديث خاص مع جوزيت في طرف المسبح الآخر):- ميسونتي ما رأيكِ لو أسلمكِ لعهدة العم كاظم ؟
ميسون(نظرت لكاظم):- أخاف منه سيغرقني أنت لطيف تجعلني أسبح بهدوء
وائل:- أوك عمو نادر سيتصرف مثلي فالجدار أكيد سيرعبكِ يا بنتي معكِ كل الحق
ميسون:- ههه ماشي عمو نادر مقبول
وائل(صفر له):- ندور أتتعهد بالولاء للأميرة الصغيرة ميسون ؟
نادر(ضحك لناريانا التي سخرت من جملة وائل):- هههه أتعهد أتعهد وهل أملك أفضل من أميرتي الصغيرة ميسون الأولى
ميسون(انحنت بيدها وهي تلوح بملوكية):- شكرا عمو نادر
نادر(أشار لها بحماس):- شوفو البنت متعودة على حياة الأميرات ، تعالي تعالي لعمك نادر
ميسون(ارتمت بحضنه وهي تلعب برجليها في المياه):- عمو كاظم لن أسبح معك أنا أخاف منك
كاظم:- له له أصابت قلبي بسهم هذه الأميرة ، يا إلهي لقد أقصتني من مملكتها وأنا الذي كنت سأنتظرها عمرا بأكمله
ميسون:- ههههه لن أتزوجك
ناريانا(هنا صفقت بحماس):- وهددددددددف هدف هدف أرني وجهك كاظم ؟؟؟؟؟؟؟ ههه
نادر:- أنصحكِ ألا تسخري منه يا ناري ههههه
كاظم(رسم وجها حزينا وهو يضع يده على صدره):- كسرتِ قلبي
ميسون(رمشت بحزن):- حقا أنا أعتذر
كاظم(اقترب متربصا منها وهو يحرك يديه كالذئب الذي سيفترس فريسته):- هممن هممن كي أسامحكِ اسبحي معي ميسونتي هاهاها
نادر(هرب بها للجانب الآخر)- لنهرب لنهرب …
ميرنا(كانت في حديث مع وائل):- أين سأهرب مثلا يعني يعني ؟
وائل:- مش عارف .. لكنني أحسكِ مترددة ؟
ميرنا(لامست الماء بيدها وهي شاردة بعينيها في تموجات المياه):- مش قصة تردد ولكنني … هئئئئئ لالالالالالا وائئئئئئئئئئل
وائل(كان قد جذبها بقوة ورمى بها في المياه كلهااااااا):- هههه والآن أما زال هنالك تردد حبيبتي ميرنا ؟
ميرنا(كانت تسعل وهي تلتقط أنفاسها متشبثة به وشعرها قد تبلل كاملا):- حرام عليك وائل هممم … قد أفزعتني اكح تبللت
وائل:- لو بقيت لأنتظر موافقة حضرتكِ لوصلنا المساء
ميرنا(رشته بالماء وهي تعدل بيدها الأخرى خصلات شعرها المبللة):- أبله دعني أنا عاتبة عليك
وائل(تركها تتحرر منه ليرشها بالماء):- سأجعلكِ تندمين على كلمة أبله ، اعتذري قبل أن أطلب العون وتعلمين ممن ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تهرب منه):- لالا إلا درع الدبابة أستسلم أنا
وائل(ابتسم لابتسامتها):- هاه .. سأضحي بغيرتي مقابل رؤية هذه الابتسامة
ميرنا(اقتربت منه):- دعني أسبح مع تلك البنت قبل أن يقتلها هذين تعال لنحضرها ههه
وائل(غطس وسط الماء سباحة):- أحضريها سأسبح قليلا وأعود لكما
ميرنا(رمقت سباحته بإعجاب وتنهدت مقتربة منهم لتتلف ما تبقى من توقها لاحتضانه):- ميسونتي
ميسون(استدارت إليها وهي تمد يديها في الهواء):- ميرنا ميرنا خذيني إليكِ ، لقد خانا مملكتي وعمو وائل عليه أن يقصيهما فورا فورا من دورهما لم يعاملاني كأميرة بل كان يتربصا بإغراقي
كاظم(فتح فمه):- هئئئئئئ لو لم تكن أمامي اللحظة لقلت أن أحدا أدرج ذلك الكلام بعقلها
نادر:- شوفلك الباطل جيناااااات يخرب الهبل
ميرنا(حين ذكر جينات رفعت رأسها لحكيم الذي كان شاردا في البعيد مستلقيا على الكرسي الهزاز وبأذنه السماعات على عينه نظارات الشمس وقبعة الشمس خاصة ميسون كان يضعها على جانبه وهو يهتز بسكون):- ما به حكيم يا ترى ؟؟؟؟؟
انشغل بالها من حالته تلك ولكن تمسك ميسون بعنقها جعلتها تنزلها على الماء وتمسكها من خصرها ، بينما ظلت ميسون واضعة يديها على ذراعي ميرنا كي لا تهوى للأسفل خوفا من الغرق … عاد إليهم وائل بعد برهة وأخذ يلاعب ميسون وميرنا في الماء ، وماتوا ضحكا حين أفزع كاظم ناريانا لمَّا صرخ بأن تحت رجليها ثعبان من الهلع ارتجت حركتها لتسقط في المياه ممتعضة ، وهنا اقترب منها نادر ليجمع معها الشعر الذهبي الذي انساب خلفها بينما كانت تبكي وكاظم منفجر بضحك على منظرها .. لحقه وائل ممتعضا من تصرفه لكن تركه هاربا في الطرف المقابل وانشغل بغواليه …
ميار:- تنامين ؟؟؟
جوزيت:- يس على تلك الكراسي وأنت امرح معهم لا مزاج لي
ميار(عقد حاجبيه):- اعتقدت أنكِ تحبذين ذلك جوزي سنسبح لأول مرة سوية
جوزيت:- حسنا ليست أول مرة
ميار:- بلى أول مرة
جوزيت(انحنت برأسها لرأسه بحركة إغراء):- سبحنا معا وسط مغطس حمامك هل نسيت ؟
ميار(تذكر سفالة الذكرى):- هاااااا المغطس … تتت أتعلمين أرغب بإعادة الكرَّة مجددا توافقين ؟
جوزيت(رشته بالماء):- أريد رؤيتك وأنت تسبح هيا سأراقبك من هناك
ميار:- طيب حبي لن أصر أكثر لكنني أود ملاعبة الصغيرة ، خذي راحتك حلوتي
جوزيت(أشارت بتنبيه):- ميرنا … خط أحمر لن تقترب من محيطها ولو قطرة ماء
ميار(رفع حاجبيه):- إنه مسبح يخرب هبل غيرتك
جوزيت(هزت كتفيها):- هذا شرط موافقتي
ميار(تنهد بتعب):- حاضر يا بيبي أمركِ .. ههه أي أوامر ثانية ؟
جوزيت:- أبدع فحسب …
غمزت له وهي تخرج قدميها من المياه بينما ظل يراقبها لحين استلقت على كرسي بجانب كرسي لورينا ولوحت له بأن يباشر ، هنا التفت جانبيا ورمق حكيم وقد وضع يده على رأسه وقد اضطجع بجدعه كاملا على الكرسي وغالبا نام على وضعيته لذلك ابتسم بحماس وفرك يديه حين دخل وسط الماء سابحا بأريحية قبل أن يخرج برأسه بقربها كثيراااا
ميسون(صرخت وتشبثت بميرنا):- مامااااااااااااا اهئ ثعبااااان
ميرنا(رمشت من كلمتها العفوية ومسحت على رأس ميسون وقد حملتها في حضنها):- مياااار هذا أنت العاقل فيهم تفعل هذا ؟
ميار:- ذكروني من أخبر هذه الفتاة بأنني عاقل ؟؟؟
وائل(ضحك):- والله التعقل فيك يليق كبحث للماجستير
ميار:- ههه سأفكر بذلك ، ههه هيا ميسونتي هذا أنا عمو ميار تعالي لألاعبكِ قليلا ربما سأحضر لأجلكِ طوق النجاة أملك واحدا في المستودع
ميسون(لمعت عيناها):- يعني سأسبح دون مساعدة منكم ؟
ميار:- أي على جينات البزنيسوومين ، ماشي يا عمري سأحضره لكِ الآن حتى لكن تعالي إلي هنا
ميرنا:- هي بحضني مرتاحة
ميار(مد يده):- أريدها
ميرنا(حولت عينيها من عناده):- لكن لا تدخلها المياه كثيرا لقد تعبت
ميسون(أمسكت بذراعه حين حملها):- ستفعل أليس كذلك ؟
ميار(ضحك بمكر):- هاهاها صرتِ الآن بيد الوحش سوووووووف أغرقكِ ههههههه
ميسون(صرخت وهي تغمض عينيها بيديها):- بابا أنقذني من الوحش وااااع
وائل(رمق ميرنا متقدمة إليهم وأمسكها من خصرها داخل الماء وجذبها إليه):- مكانكِ هنا
ميرنا(أثارها بحركة يده خصوصا حين أعادها للخلف ولامست صدره العاري فجأة ، وهذا ما جعل داراتِ جسمها تتكهرب من ملامسته):- وائل .. لا تجعلنا نتهور
وائل(جعلها تستدير إليه):- التهور معكِ لذيذ ، ثم هم منشغلون بميسون وناريانا ما زالت تجمع شعرها رفقة كاظم ونادر ، أما البقية نيام ههه أنتِ لي إذن
ميرنا(هابت من حركته وتراجعت للخلف):- لن تغرقني مجددا حرام عليك وائل لطفاااا
وائل(تربص بها بشكل مضحك):- رعبكِ هذا يستحب التقاط صورة …
كاظم(التفت إليهما من محله ورمش بعينيه):- هيييه أتلعبان الكرة معنا ؟
ميرنا(وجدتها ملاذا):-أجل أجل أحب كرة الماء أنا
وائل(مال برأسه وهو يسخر منها):- كاذبة متملصة ههه فهمتكِ
ميرنا(حركت رأسها بدلال):- إذن تعطف علي وارحمني
وائل(عضعض شفتيه وهو يقترب منها بإثارة):- مقابل قبلة لكِ تحت الماء سأرحمكِ
ميرنا(جحظت بعينيها):- تحت إييييييه .. هههه قبلتك فوق الأرض بقي لك تحت الماء يا عمري
وائل:- أنا أتحدث بجدية فور ذهابهم جميعا من هنا ، أريد قبلة منكِ تحت الماء
ميرنا(ارتبكت وقد شعرت بالفشل يغمرها فمجرد ذكر قبلة منه تعني الفشل والهلاك):- كااااظم أين الكرة يا كااااااظم ؟
وائل:- سأدعكِ تهربين لكن لي معكِ موعد ههه ، كاظم أغثها بالكرة يا كااااظم
ميرنا(هربت فعليا منه وهي تشعر بالحمرة غزت كيانها الذي فشل من قربه المهلك):- آآآه …
أحضر رجال ميار لميسون طوق النجاة الهوائي ووضعها بداخله وهنا الست راق لها الوضع ، صارت تأمره يأخذها يمينا وشمالا إلى أن وصل بها ناحية ميرنا التي خرجت من لعبة الكرة بخسارة
ميار:- دعينا نتبادل الأدوار سأعيد لكِ حقكِ
ميرنا(بتذمر):- كيف ناريانا ووائل فتكا بي أنا ونادر فحتى كاظم انسحب واتخذ منصب الحكم
ميار:- ولا يهمك سوف أنتصر لأجلكِ ههه كم أنتم ؟
ميرنا:- 8 ل 4
ميار(عقد حاجبيه):- لا أمل لا أمل … خذي خذي ميسون
هنا غاص وسط الماء بحماس وخرج بقربهم متخذا محلها وهاتك يا لعب وحماسة بينهم ، وكاظم تارة يميل مع هذا الفريق وتارة مع الفريق الآخر ، هنا جوزيت كانت قد نامت محلها بجوار لورينا التي لم تحس بشيء من حولها … أما ميسون فقد ظلت تسبح بيديها وهي تدفع جسمها وسط طوق النجاة وميرنا تساعدها أحيانا وأحيانا أخرى تتركها لتعتمد على نفسها ، استدارت خلفها لذلك النائم على الكرسي الهزاز بجلسة مريحة واستغربت حاله لذلك جذبت ميسون بمقربة من جانبه وتركتها تلعب بعد أن خرجت من المسبح متوجهة إليه ، أطلت عليه بابتسامة ورفعت يدها المبللة وأخذت ترش وجهه بقطرات الماء حين فتح عينيه ممتعضا ودفع يدها بانزعاج
حكيم(أزال سماعات أذنه ونظاراته الشمسية):- ما هذا ميرنا تت فف
ميرنا(قطبت حاجبيها وهي تكتف يديها):- لقد نمت كفايتك ها هنا وهذا سيزعج نومك ليلا
حكيم(نظر حوله):- كأنني لا أزعج أحدا فكلكم مشغولون بالسباحة إذا دعيني على سجيتي
ميرنا:- أوك لما الانفعال ؟
حكيم(تثاءب برتابة):- كيف تبلي ميسون ؟
ميرنا(استدارت للخلف لتشير إليها):- أووه إنها سبَّاحة ماهرة أنظر إليها كي….ميسووون ؟؟؟؟؟
حكيم(انتفض من الكرسي وطاف بعينيه في المكان):- أوه لا تقلقي إنها هناك وسط تلك الكوكبة
ميرنا(وضعت يدها على صدرها وأحست بالخواء حين تراجعت للخلف وجلست):- أصبحت هشة تجاهها ، لا أدري ما الذي ينتابني لكن حين لا أكون مطمئنة عليها يصيبني الجنون
حكيم(وضع يده على جنبه بحسرة"ربما لأنكِ أمها مثلا ؟؟؟"):- تمام اهدئي ولا تحدثي جلة هنا ، ميرنا أنظري إلي إنها بخير ؟
ميرنا(تنفست بعمق):- ضاق نفسي قليلا لا تأخذ ببالك
حكيم(أطل عليها وهو يمسح على عينيه):- الجو يجعلني أتكاسل
ميرنا(رمقت احمرار عينيه ونهضت بخفة):- كأنك محموم ؟
حكيم(استكان للمسة يدها على جبينه وهو يرمش بتيه):- نن لا أكيد لاء
ميرنا(فتحت عينيها وهي تتحسس وجنتيه أيضا):- أجل حرارتك معتدلة لكن تبدو عليك آثار الإرهاق ، اجلس محلك من جديد هيا سأصب لك كأس عصير
حكيم(تنهد من اهتمامها):-عودي للمسبح سأصب لنفسي
ميرنا:- تت ما عادت لي رغبة في السباحة
حكيم:- ما بكِ ؟
ميرنا(نظرت إليه بتوجس وهي تصب العصير بالكوب):- أنت بخير هل يؤلمك جرحك ؟
حكيم(باندهاش):- أوك .. للأمانة لم أتعود على حنانكِ الزائد هذا
ميرنا(ابتسمت وهي تقدم له كأسه وأخذت بدورها وجلست جواره):- ماذا كنت تسمع ؟
حكيم(أشار للهاتف والسماعات):- منوعات لا تشغلي بالكِ
ميرنا(وضعت الكوب على المنضدة وأمسكته بخفة):- دعني أرى
حكيم(بلهفة وضع الكأس وحاول أخذه منها):- لالا إنه شيء خاص بي .. تت ميرنا لا أريدكِ أن تسمعيه هفففف ميرناااا أعيديه لي
ميرنا(أبعدت رأسها للخلف ووضعت السماعة بأذنها وشغلت الأغنية أو هكذا ما كانت تعتقد):- ههه دعنا نسمع ما بك بخيل هكذا ، اممم لنرى ذوقك ونستسيغ عذب إحساسك و…..ما هذااااا ؟
نظر إليها بحرقة قلب ورمش وهو ينهض منتفضا بأسى من جوارها ، تقدم مبتعدا بين الأشجار لتجد نفسها تصغي لما كان يصغي إليه مستغربة بل غير مصدقة حتى ، رمشت بدموع ونهضت بعد أن طالعت الهاتف وضمته لصدرها ، ركضت خلفه بين الأشجار ووجدته متكئا على الجدار الخلفي للقصر ويده على جنبه بينما عيناه كانتا تطالع الأرض بانهزامية غير مرضية لشخص مثله …
ميرنا(اقتربت ومدت له الهاتف والسماعات):- تفضل
حكيم(أمسك الهاتف وضعه بجيبه ولوا خيط السماعات وضعه بالجيب الآخر وكتف يديه مستندا على الجدار):- ستقولين بأنني شخص مخبول مجنون ماشي موافق ولست أنكر ، لكن لا تنظري إلي بتلك الطريقة لأنكِ تؤذينني
ميرنا(وضعت يدها على صدره وبدمع انحسر بجوفها):- ما زلت لم أستوعب كيف تحبني لهذه الدرجة ؟
حكيم(أغمض عينيه متألما من جملتها ووضع يده على يدها وهو يضغط على صدره):- حتى لو انفتح جرحي هذا سأضغط على يدكِ لعلكِ تخرجين قلبي وترين ما موضعكِ فيه ميرنااااا .. لست أعرف هل أنا أحبكِ أم أنني لا أنتمي بتاتا لكون لستِ فيه
ميرنا(تحرك فكها بغمغمة):- أ…لكن ليس لدرجة أن تستمع لتسجيل محادثاتي معك بحلوها ومرها ؟
حكيم(رفع يدها وقبل باطنها وهو يغمض عينيه):- لا تحرميني من الشيء الوحيد الذي يجعل قلبي ينبض ، صوت عشقكِ ميرنا عشقكِ وحسب ما يجعلني بحال أفضل …
ميرنا(هزت عينيها بشفقة):- آسفة ..
حكيم(أغمض عينيه برهة وفتحهما من جديد وهو يلامس شعرها):- إييييه ماذا قلنا دعينا من هذا العبط ، المهم أنكِ أمام عيني
ميرنا:- كيف تبلي بهذه القوة بينما أنا لا أزيدك سوى المتاعب ، أنا أنانية أجل ولكن والله يا حكيم والله لو استشعرت …
حكيم(وضع يده على فمها وجذبها إلى حضنه وهو يعانقها بقوة مغمضا عينيه):- شتتت لا تتفوهي بتلك الجملة التي لن تزيد شيئا غير الوجع ..
ميرنا(تأوهت وهي تبكي بدون قدرة على التحمل):- لكنني حقيرة معك ، حقيرة لدرجة مؤذية
حكيم(تنشق عطرها وهو يمسح البلل من شعرها وكأنما يكفكف عنها مواجعها ناسيا حرقة مواجعه):- يا شقية .. كفي عن البكاء هكذا سيحسبونني قد وبختكِ لأمر ما
ميرنا(هزت كتفها وهي تنظر له بدلال):- لا أحد له حكم علي ..
حكيم:- أعلم يا متمردة كنت حكمتكِ أنا ، لكنني أعشق فيكِ هذا العرق الثائر يا راجيتي الحنونة
ميرنا(تنهدت وهي تمسح دمعاتها):- كيف يمكنني أن أسعدك حكيم ؟
حكيم(أحبيني ممكن وأضيفي على حبكِ عشقا أسطوريا يلتصق فيني أبد الدهر ، ، أشعريني فقط يا ميرنا أيمكن ذلك ؟؟؟؟):- يكفي أن تبقي بقربي
ميرنا(تأبطت ذراعه وهي تمسح على قميصه):- بللتك ههه
حكيم(نظر لبقع البلل):- جعلتني أسبح دونما سباحة ، سأصعد لأغيره وأعود إليكم
ميرنا:- ماشي .. أ.. لحظة ؟
حكيم(توقف عن الدخول وولى ظهره لها بارتجاف):- نعم ميرنا ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها وأطلت عليه):- لو حدث وصادفت امرأة فريدة من نوعها مناسبة لشخصيتك ووقعت بغرامك ، هل تنفذ طلبي وتحبها ؟
حكيم(ضحك من جملتها واستدار بجدعه إليها):- من تقصدين لوريناااااا ؟
ميرنا(بشراسة):- أبدا سأتمنى لك حب قردة ولا تحب تلك الشمطاء أمقتها ولا أطيقها ، أنا أتحملها فقط لأنها أم ميسون أما لو كنت نسفتها من حياتنا كلها وما جعلتها تقربك
حكيم(هز رأسه بألم من جملتها ، آه لو تعرفين):- طيب من تقصدين ؟
ميرنا(وضعت يديها خلف ظهرها وتململت):- لست أعرف ، لكن أكيد أنت قادر على لقاء أي فتاة وقد تكون أفضل مني حتى
حكيم(امتعض وتعصب لوحده):- حسنا دعيني أبدل قميصي ومرة أخرى لا تطلبي مني هكذا طلبات مقيتة سمعتني ، ولا تضيفي حرفا كي لا أغضب منكِ … قال أحب امرأة غيرها قال ، لعلمك لا توجد امرأة على وجه البسيطة قادرة على إخراجكِ من قلبي إلا لو أردت أنا ذلك ، واسمعيها مني وضعيها حلقة في أذنك ،.. حتى لو أحرقتني حتى لو كنتِ مع غيري حبكِ الذي أعيش به ليومنا هذا سيكمل مسيرة أنفاس حكيم الراجي لما تبقى من حياته …
ميرنا(تسمرت من جملته ولم تستطع النطق بحرف):- …لارد
حكيم(رمش بعينيه ولوح بيده بغبن وهو يبتعد عنها):- ..تت أستغفر الله ..
ميرنا(مسحت خلف عنقها وهي تناظر طيفه الذي غاب عن محيطها):- إلى متى سأتسبب بموتك يا حكيييييم ؟
قالتها وهي تنحسر في زاوية قصية لعلها تخرج بعضا من غبنها ، جلست على الدرج وهي تنظر للسماء في محاولة لالتقاط أنفاسها لحين سمعت نداء يبهج روحها من صوت رقيق هجم على حياتهم ليصبح بلسمهم الشافي .. كفكفت دمعها وعادت إليهم وجدت ميسون ملفوفة في فوطة وقد كان وائل يجففها على طرف المسبح بينما ميار كان يطل على جوزيت ويوقظها وهو يمسح جسمه بفوطة ، هنا كان كاظم يرش الماء على لورينا التي نهضت مفزوعة وركضت خلفه لحين رمى بها في المسبح عنوة وأخذ يسخر منها … ناريانا انسحبت للداخل هي ونادر بحيث توجهت لتبدل ثيابها وتنزل لمساعدة نزار في وجبة الغذاء ونادر توجه للحمام …
لورينا(أمسكت الفوطة وأحاطت بها جسمها وتحركت):- لن أنساها لك كاظم سترى
كاظم(وهو يجفف شعره ويسير جوارها للداخل):- هيا بلورة الجو صيفي وكان لابد من مشاركتنا السباحة أكثرلكنكِ نمتِ يا كسولة
لورينا(تأففت):- أنا في وضع خاص ولذلك لم أشأ السباحة كثيرا
كاظم(فتح عينيه ونظر للمسبح):- يااااااااه كنتِ قوليها الله يخرب هبلي ما فهمت ، آسف
لورينا(ضحكت من إحراجه):- كنت أمزح ليس هنالك شيء هههه أردت رد الصاع لك
كاظم(نفث شررا وهو يرمقها تهرب للداخل):- بنت بنت توقفي حمم سأريكِ المزاح ماشي عليكِ ..
وائل(مسح خصلاتها بحنان):- هكذا لن تصابي بأذى مطلقا ميسونتي
ميسون(لامست يده وسواره الذي لا يزيله مطلقا):- ماذا يعني هذا الحرف ؟
وائل(انتبه لسواره الذي أعطته له أمه رانيا آخر يوم لها في الحياة):- إنه سوار لأبي عليه حرف دابليو وأمي وجدت بأنه يناسبني أيضا
ميسون:- أين هي أمك ؟
وائل(تأوه وهو يبتسم على مضض):- صارت عند الله منذ سنوات
ميسون(رفعت حاجبيها بتفكر):- أتستطيع أن ترانا وتسمعنا ؟
وائل:- يقولون ذلك ..
ميسون(رفعت يديها):- إذن سأدعو الله أن يجعلها تسمعني كي أخبرها بأمر ما ..
وائل(تشنج من حركتها وشعر بالحنين المتدفق):- ماذا ستخبرينها ؟
ميسون(أخذت ترمش بتفكير ونظرت للسماء):- ما اسمها ؟
وائل(تلكأ صوته بحزن):- رانيا
ميسون:- خالتي رانيا أم عمو وائل أريد أن أخبركِ أنني أحب عمو وائل كثيرا وأحب قضاء وقت معه ، لأنه يحبني ويمتعني ويخاف علي من البرد ، خالتي رانيا أنتِ أم جميلة لأنكِ أحضرتِ شخصا جميلا لطيفا مثل عمو وائل هو يعاملني بلطف ولم يغرقني في المسبح مثلما فعلوا هم حتما حين فكروا أن يفعلوا ههه ، خالتي رانيا أنا أحب عمو وائل فأحبيه أنتِ أيضا ولا تجعليه يحزن
هنا دمعت عيناه رغما عنه قد أثرت فيه بجملها البريئة ، حاول أن يضبط أعصابه لكنها فلتت منه حين حضنته ميسون بشكل غريب ودكت رأسها بكتفه قبل أن تبتعد وهي تمسح على وجهه ولحيته وتقبله على وجنته بابتسامة مشرقة ، وهبته جرعة حنان كان يفتقر إليها منذ زمن بعيد فقد خيل له وكأنها لمسة من أمه الحبيبة ، أما حين ابتعدت برهة عنه بدت له كشمس لياليه التي اقتربت بحرص وتوجس مما يحدث بينهما تلك اللحظة خصوصا أنها أصغت جيدا للدعاء الذي نطقت بها ميسون وعرفت أنها أثرت في وائل بشكل عظيييم ..
ميرنا(انحنت القرفصاء بجوارها وأمسكت يده):- صغيرتي
ميسون(اتكأت في حضن ميرنا):- هل قمت بشيء خاطئ ؟
ميرنا(شدت قبضتها على يد وائل بقوة):- أبدااا حلوتي قمتِ بأمر جميل جدا ، حتى أن عمو وائل ابتهج لذلك صح ؟
وائل(بصوت مختنق عقد حاجبيه وهو يرسم ابتسامة طيبة على شفتيه):- أجل
ميسون(ارتجفت):- لو ندخل ؟
ميار(مر بجوارهما وخطفها في الهواء وهو يرفعها على كتفه بخفة):- ستدخلين معي بيننا حساب يا مشاغبة
ميسون(أخذت تضرب على ظهره وهي ميتة من الضحك):- هههه لا عمتي جوزيت أنقذييييني
جوزيت(كانت تسير خلفهم وهي تشعر بوجع في بطنها):- ههه عمتكِ جوزيت ستنام من طولها لا تعتمدي علي ، لا تقلقوا هي معنا أين حكيم ؟
ميرنا(تشنجت من سيرته):- بغرفته
جوزيت(نظرت إليها وإلى وائل ولم تفهم ما سر الحزن المرتسم على وجهه):- أوك
ميار(انتبه لتلك النظرات وشغل باله بميسون التي دخل بها للقصر):- هممم …
ميرنا(انتبهت لذهاب الجميع وجلست بجواره عند حافة المسبح حين التف وهو يتنهد بعمق):- هل اشتقت لها ؟
وائل(هز رأسه وهو يصغر عينيه بتفكر):- لغاية الآن أصعب فقدان يمكنكِ أن تعيشيه في حياتكِ هو فقد الأحبة الذين يغادرون الأرض نحو السماء ، ألم ذلك لا يتحمله القلب مطلقا وكلما تذكرت كلما تألمت … لو بقيت أمي معنا ليومنا هذا أكيد كانت لتحبكِ ميرنا ، كانت لتعاملكِ بلطف وطيبوبة كعادتها دومااا
ميرنا(تأبطت ذراعه وشبكت يدها في يده بعد أن اتكأت على كتفه):- لكنها يا حبيبي عند الله سبحانه وتعالى ، ربي اختارها لتكون بجواره ولكن أنا متأكدة من أنها سعيدة لأجلنا
وائل:- كانت تشبه هديل أختي كثيرا ، أذكر أنهما كانتا تجلسان قرب بعضهما في منضدة المرآة وتفتعلا الفوضى بأدوات التزيين وتقوما بوضع المستحضرات لبعضهما بشكل عفوي لطيف ، كانت العلاقة بينهما رقيقة جدا وعميقة وحين كنت أراهما هكذا كنت أقف عند الباب وأتأمل ابتسامة أمي وأعرف أنها سعيدة تلك اللحظة … لا أدري لما هديل غير متأثرة بتلك الذكريات مثلي أجل هي تحزن لذكراها ولكن ليست تتأثر كما أفعل أنا علما أنها من عاشت معها آخر سنوات بحكم دراستي …
ميرنا:- كل واحد فينا يعيش الحزن بطريقته الخاصة وائل ، ليس بالضرورة أن تبكي إذا ما كنت تشعر بالأسى يكفي تلك النظرة الناقصة التي تعتمر صدر عيونك وقد تليها تنهيدة تجعلك تكفكف وجع روحك لتبدو أكثر بهجة مبتعدا عن هالة الوجع التي تحاول السيطرة عليك .. هناك من لا يتحمل إحساس الحزن وقد يقحمه ذلك في حالة اكتئاب تجعله ينهار ، ربما هديل تستشعر هذا وتهرب به بعفويتها المرحة وربما هي تعيش ألمها بالكتمان الذي تترجمه في حالات التمرد التي شهدناها سابقا
وائل(تمعن في كلام ميرنا وأطل عليها):- ربما معكِ حق .. الله يرحمها
ميرنا(نظرت إليه ونكزته بإصبعها مرتين بدعابة):- ما رأيك لو نسمي ابنتنا رانيا ؟
وائل(أشرقت أساريره من جملتها):- رانيااااا رشوان .. اسم سيتكرر مرتين بعائلتنا جميل أن تفكري بذلك ميرنا صدقا أعجبني الأمر ، لكن … لا أرغب بذلك
ميرنا(عقدت حاجبيها باستغراب):- والسبب ؟
وائل(عض شفتيه ودفع ميرنا لحضنه):- أريد أن يكون حظ ابنتي أفضل ، ولا أرغب بأن أتأوه كلما ناديتها لذلك سنسميها شيئا آخر اسما فريدا بها ، اممم ما رأيكِ لو نختار لها اسما إغريقيا ؟
ميرنا:- هاها كي تغلب جدتي وهي تحاول مناداتها عدا عن خالتي التي ستشوه الاسم عمدا ههه ، لتأتي الصغيرة وبعدها نفكر باسم لطيف لها اسم فريد لا يوجد لا بعائلتي ولا بعائلتك
وائل(تلاعب بعينيه وهو يلامس جسمها):- كأن الفستان جف قليلا ؟
ميرنا(هزت رأسها):- يس خرجت من المسبح قبل وقت هه
وائل(هنا ابتسم بمكر):- الوعد ميرنا ؟
ميرنا(بتفكر شهقت):- لالالالا انس انس انساه وااااااائل …
قبل أن تكمل جملتها شهق بقوة وهو يلتقط أنفاسه قبل أن يجبرها على ذلك هلعا وقفز بها في المسبح على حين غرة ، جذبها إليه بقوة متحكما في جسمها الذي كان يرتخي وسط المياه مع ارتفاع شعرها الجنوني والذي زاد جمالية المشهد بينهما ، خصوصا مع انعكاس أشعة الشمس وسط المسبح الأزرق .. هنا فتحت عينيها بخوف قبل أن تجد شفتيه ملتصقة بشفتيها في قبلة ثائرة تحت الماء كما أراد جعلتهما يستكينان في زمن غير الزمن ومكان لا يمت للواقع بصلة ، مكاااااان مجنون يخص عشقهما فحسب …..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 06:14 AM   #684

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعات
"ماستِ الحسناءُ ميسًا مُترنِّحَا ، فاحت بعدَه أساطيرُ الولهِ بين ضُلوع اشتياقي ،
فحين تجلَّى الحُسن بين وجنتي الميسُونِ ذاتُ عيون المَها
طرقت القلبَ طرقتين وقالت افتح يا دنجوان عصرك فأنا العشقُ وما بعدي يرحلُ "
ميسون(صفقت بحرارة وهي تنحني بملوكية):- يااااااااي عملاقي قد أعجبني قولك ، أظنني أشعر بالخجل هههه ميرنا ميرنا ..
ميرنا(أمسكتها حين ركضت لتختبئ خلفها):- كاااااظم … ما هذا البوح يا رجل ما عرفتك ؟
كاظم(أشار بغرور):- هييه والله هذه البنت تجعلني أتجلى والجدار حين يتجلى معناه أنه بحاجة لطلاء جديد هههه ، عرقي السافل وأنا أعرفه
ميار(أشار له وهو يتخذ مجلسه بالصالون):- احمد ربَّك أن أبوها يستحم وإلا لكان قد فرقع رقبتك على هذا الكلام الكبير
كاظم:- أووه هيا لما تحبطونني ما بكم لو افترضنا أنني سأختطفها بعد 10 سنوات ، فميسون ستكون بالسابعة عشر تقريبا ومحسوبكم سيكون ب امم دعوني أرى اممم 39 سنة واوووه مناسبان لبعضنا تماماااا
ميرنا(أشارت له وهي تغلق آذان الصغيرة):- كاظم ما بك انهبلت يكفي …
جوزيت(خرجت من المطبخ بصحن بندق):- كاظم ههه كأنك تحجزها لعلمك لا أبوها ولا أمها سيسمحان بذلك فألغي الفكرة
كاظم(اتكأ على حافة الدرج):- سترون ما سيفعله كاظم مهلكم علي بس ..
نزار(خرج من المطبخ حانقا):- الله الله هل هو مطبخي أم مطبخكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا:- عم نزار لما لا ترتاح وتدعنا ننهي عملنا ، يا سيدي نحن نعفيك من التعب هذا اليوم يكفي أنك حضرت لأجلنا وجبة الغذاء نهارا إذن دعنا نطبق طبخة على العشاء حسبما نستحب
نزار:- طيب ماذا سأفعل في ظل ذلك الوقت هكذا سأشعر بالملل ؟
لورينا(تبعته وهي ترتدي مريلة المطبخ):- شاهد التلفزيون تأمل نجوم الليل اقرأ كتابا المهم أنك لن تدور حولي هناك أرغب بإتقان ما أود عمله …
ناريانا:- كأنكِ احتكرتِ المطبخ ست لوري أنا أيضا سأطبخ
جوزيت(بامتعاض):- ماذا ماذاااا كأن هنالك حلفا مطبخيا يجري هناك ، ماذا عني وميرنا ؟
ميرنا(وضعت يدها على خصرها):- أجل ماذا عنا ؟
وائل(أتى من الرواق بصحبة نادر):- ههه مش لما تكونوا مع المطبخ على صلة مودة ؟
ميار(ضحك عليهما):- بعمري ما شاهدت أيكما تطبخ عدا مرات تُعد على أصابع اليد الواحدة
وائل:- هههه هو كذلك ، فكيف ستطبخان بالله عليكما ؟
كاظم:- أنا من جهتي أتمنى بقاءكما هاهنا أود ضمان وجبة العشاء من الآن عصافير بطني تزقزق
نادر:- أبفهم شيء واحد فقط عصافير بطنك تلك ألا تملك عملا آخر غير الزقزقة ؟
كاظم:- ههههه وحياتك هي متفاعلة 24 ساعة على 24
نادر(حول عينيه بدون فائدة فيه):- يا فرحتي بك
ميار:- هممم أولا وقبل كل شيء ماذا ستطبخون لنا ؟
ناريانا(صفقت بحماس):- لازانيا
لورينا:- بيتزا إيطالية وسباكيتي
وائل(امتعض):- كأننا تناولنا الكثير منها مؤخرا نريد شيئا مختلفا
لورينا:- ولكنني لا أعرف أي طبخة غير هاتين
ناريانا(بتفكر):- وأنا أجيد اللازانيا فحسب
نادر(بهزل):- مرحى على نساء المستقبل
ميار(ابتسم باستفزاز):- ها يا بنات الراجي ماذا عنكما ؟
جوزيت(صغرت عينيها فيه):- كأنني ألمس نبرة سخرية هنا ؟
ميار(غمز لها):- أنا جوعااان وأشتهي أكل شيء مختلف
وائل(بلمعة شهية ابتسم لميرنا):- ويكون شهيا متبلا ومحشوا بالبهارات اللذيذة
كاظم(بحلم أيضا):- وعليه صلصة تفتح النفس على الطعام
نادر(شاركهم التمني):- ونكملها بحلوى الثلاجة على بعض من المقرمشات يااااااااه …
ميرنا(عقدت حاجبيها):- هل هؤلاء يشتهون على ظهرنا أم أنه يتهيأ لي ؟
جوزيت:- أكيد يحلمون
ميار(اتكأ بأريحية):- يا خسارة الواضح يا شباب أننا سنطلب أكلا من الخارج فلن نتعب عمو نزار بعد أن وعدته البنات براحة مسائية
كاظم(مط شفتيه):- يا إلهي طارت غيمة طعامي في الهواء
نادر:- كان لدي أمل
وائل:- يلا سنصطبر على نصيبنا مش مشكل …
نزار(بغرور مضحك):- أصلا أثبتتِ الأيام أنكم بدوني تموتون جوووووووعااااا
ميار:- أذكر أن هناك من ذكرت اسم أكلة نفيسة كلها لحم ضأن بالخضراوات مع بعض المرق الطازج ، ياااه مجرد تخيلها يشعرني بالجوع
نادر:- ولا شوربة العدس هذه ياااااا ويلي لم أتناولها منذ عهد مضى، مؤسف ألا أجد من يطهوها لأجلي
كاظم:- أذكر جيدا أن بطني التعيسة ما زالت تحترق حسرة على أصابع الدجاج المشوية ، يا لخيبتي لو كنت أجيد الوصفة لأنجزتها
وائل(أضاف عليهم):- أما سلطة الفلافل الطازجة هذه لوحدها حكاية ، أتحدى أي واحدة فيكن بإعدادها وطبعا لن أجد صدى لأمنيتي … أتأسف منكم شباب سنلتهم السباكيتي والبيتزا كالعادة وننخمد فلا يوجد نساء تبتكرن لأجلنا ما نحب
ميرنا(هنا استشاطت غضبا ونطقت دون وعي):- من قال ذلك …
نظروا إليها جميعا وشحنت البنات بالطاقة وانتقلت نظراتهن لبعضهن بعضا ، بعدها نظروا للشباب نظرة قاتمة تلتها ابتسامات متتالية جعلت شبابنا يندهش
جوزيت:- أنتم ابقوا هنا ونحن سننجز كل ما اشتهته بطونكم في ظرف وجيز
ميرنا(بعلياء):- أوف كووورس يعني وين التعب هي مجرد سلطة فلافل في أقل من 10 دقائق ونجهزها عدا عن بقية الطلبات
ميار:- هاااا هااا يعني واثقات من ذلك ؟
لورينا:- طبعا المطبخ لنا منذ اللحظة
ناريانا:- إلا إذا كان لديكم شك في قدراتنا ؟
نادر:- ولووووو نحن نثق بكن
كاظم:- فقط ما تخلونا ننام بدون طعام والله أموت فيها دون شك
وائل(بتحدي):- ونحن سنكون بالانتظار وكلنا شوق لرؤية طلباتنا يعني .. قبلنا التحدي
ميرنا:- أكيد حين نضع ذلك على الطاولة ستندهشوووون ، مستعدات يا بنات ؟
جوزيت(بحسم):- طبعاااا … وستكون ميسون مرسالا بيننا لأنه ممنوع على أي واحد فيكم الدخول للمطبخ ولا حتى المرور بالمطبخ الفرعي هذا
ميار(نظر حيث تشير):- أبدا جوزتي سننتظر على نار هادئة لرؤية ذلك، هااا لا تنسوا أخذ الأكلة المفضلة للعم نزار
نزار(أشفق عليهن):- أنا لن أطلب شيئا
ميرنا(تنهدت براحة):- رحمتنا يا عم نزار
ميار(رفع حاجبه):- طيب ماذا عن حكيم أعرف أنه يحب الكفتة المشوية مرفقة بصوص البيشاميل المنزلي هيا من ستبدع ؟
لورينا(عضعضت شفتيها):- يمكنني تحضيرها لأجله
كاظم(لوح لهن):- يا عيني على نسائنا يا عيني بدأت أغير نظرتي حولكن ههههه
وائل(امتص شفتيه وتقدم للصالون):- الوقت يمضي …
ميسون(انفجرت ببكاء):- اهئ اهئئئ
ميرنا(اندهشت منها معهم):- ميسونتي حبيبتي ماذا هناااااك لما البكاء ؟
جوزيت:- بنت لما تبكين ؟
ميسون:- كلكم ستطبخون فقط ميسون ستبقى تشاهد دونما عمل ، امممم أشعر بالسوء ؟
كاظم:- شوفلك الدلال شوف ههه ..
ميرنا:- ولا يهمك حلوتي ستساعديننا أليس هذا ما تريدينه ؟
ميسون:- يس يس أريد
ميرنا(أمسكت يدها):- تمام دعينا نجد لأجلكِ مريلة بحجمك ههه
جوزيت(حولت عينيها وتقدمتها):- الأطفاااااااال يا الله …
ناريانا:- ههه استعدي يختي هذا اليوم سيكتب في التارررررريخ
جوزيت:- بعمري ما طبخت ما هذه الورطة ؟
لورينا(تسير خلفهم):- سنتبع التعليمات كله موجود ع النت
ميرنا(لحقتهم):- نحن بمعضلة كونية علينا أن نتقن الطبخات وإلا صرنا أضحوكة لهم
جوزيت:- لكن ذلك كثير علينااااا كيف سننجزه بوقت وجيز ؟
ميرنا:- أمامنا من هنا حتى موعد العشاء 4 ساعات سوف تكفينا
ناريانا(دخلت المطبخ):- سننظم بيننا هنا موقدين وبالمطبخ الفرعي موقدين أيضا ، لنتقاسم ونقسم العمل بيننا كي لا نقع في لخبطة ويسخر منا الجماعة
لورينا(حكت حاجبها بظاهر يدها):- تعلمون أننا لو فشلنا في هذا سنصبح مسخرة لهم لأبد الأبدين
ناريانا:- أي … لا تخبريني من الآن أشعر بتوعك في معدتي
جوزيت(عقدت حاجبيها من الجملة حيث انتابها ألم أيضا ولكن بسبب آخر):- هيا هيا دعونا نبدأ ، أنا وميرنا سنعمل بالمطبخ الفرعي
ميرنا:- سأجهز سلطة الفلافل وحلوى الكراميل وأضعها بالثلاجة وبعدها أساعدكِ في تجهيز طلب السيد ميار حتى في طلباته صعب المراس
جوزيت(ضحكت بغبن):- إذن دعينا نتصفح النت وأنتما وفقكما الله في أصابع الدجاج المشوية وشوربة العدس ، وأيضا ماذا ؟
لورينا(بعشق ابتسمت):- الكفتة المشوية بصوص البيشاميل لأجل حكيم
ميرنا(رمقت ولهها وهزت رأسها):- وأنتِ ميسونتي ستكونين عميلة سرية بيننا اتفقنا ؟
ميسون(ضربت بيدها):- جاهزة ههه
انطلقتِ البنات لعملهن الذي سقط عليهن من العدم بناء على تحدي بسيط جعلهن سيدات للمطبخ تلك الليلة، فهل سيفلحن بذلك أم أنهن رمين بأنفسهن للتهلكة …
هنا كان الشباب في أوضاع مختلفة عمو نزار كان يقرأ كتابا على جنب ، كاظم فتح التلفاز على مباراة كرة قدم وهاتك يا صياح وتشجيع حتى أنه لم يعرف أيا من الفرق لكنه يحب روح المنافسة ههه ، شاركه في ذلك نادر بينما كان وائل يتحدث عبر الهاتف في المكتب ، وهنا مسح ميار على يديه وهو يصعد إلى فوق متوجها مباشرة لغرفة حكيم لكن تفاجأ بأن الغرفة فارغة ولحظتها استغرب مكان وجوده .. اعتقد في بادئ الأمر أنه بمكان ما أسفله ولذلك توجه لغرفته واستوقفه شيء غريب بغرفة ميرنا ، تقدم صوب الغرفة ودفع الباب المفتوح شقه وأطل برأسه ليجد الشرفة مفتوحة وهو جاثم عند حافتها ويكلم أحدا …أحدا يفهم جيدا وجعه
حكيم(بنبرة حزينة):- أشك في ذلك لأنني مرغم على إحراق صبري كي تمضي القافلة ، ليس هراء ليس هراء ولا أسمح لكِ بالتشكيك في ذلك أصلا ، لا تملكين الحق في الاستهزاء بتجذرها فيني لا يحق لكِ أن تملي علي تصرفاتي ، ولا تجعليني أندم لأنني أجبت اتصالكِ هذا ولو علم زوجكِ بما تهمسين به في هذا الليل أكيد لن يحصل طيب … تت عمتِ مساء مضطر للذهاب باي ميرا باي ..
ميار:- لم أقصد التصنت ولكن … ما مشكلتك مع المغنية لما حادثتها بتلك الطريقة ؟
حكيم(أعاد هاتفه لجيبه وتقدم نحوه):- حديث عابر لا تهتم
ميار(اتكأ جانبيا وهو يطالعه):- ما فحوى الهموم المرتسمة على ملامحك حكيم ؟
حكيم(نظر إليه بغبن لكنه مط شفتيه):- مجرد إرهاق
ميار:- أتعلم أن بناتنا يطبخون لأجلنا أشهى الطبخات ، لذلك الكفتة المشوية ستحسن مزاجك أنا متأكد
حكيم:- آهااا يعني تقصد أن راجياتنا أيضا بالمطبخ والله لو رأيت بعيني ما صدقت
ميار(اهتز في اتجاه المغادرة):- حتى أن ذلك يتم فعليا ههه تعال لننزل
حكيم(تحركت حنجرته):- اسبقني سأكلم طلال قليلا للاطمئنان على سير الأمور في الشركة ، نهاية الأسبوع المقبل سيكون الافتتاح إن شاء الله
ميار:- يعني قبل زفاف ميرا ألم يكن بعدها ؟
حكيم:- تم إنهاء كل الترتيبات والأمور باتت جاهزة ، يعني لم يتبقى سوى المواضيع الشكلية وهذه حلها عند نور
ميار:- نوري … تلك المرأة ليس منها اثنين قوتها لا تضاهى ، وددت لو كانت معنا
حكيم:- ههه تلك ستحرقك لو تماديت معها هي تحقق الحق ولو على حساب حياتها ، لكنها تضحي بحياتها تلك لأجلنا يكفي أنها تسترت على أمري لسنوات
ميار:- شهمة بحق .. لم تخبرني ما الذي أتى بك لغرفة ميرنا ؟
حكيم(بارتباك):- أ… غرض ما لميسون لا عليك اسبقني سألحق بك بعد قليل
ميار(تأمله عميقا):- حين تكذب فإنك تصغر عينيك وتنظر جانبيا بتنهيدة منقطعة
حكيم(تنهد بعمق لأنه كشفه):- وجدت نفسي فجأة هنا
ميار(زفر وهو يقترب منه إلى أن مثل أمامه ووضع يده على كتفه):- اعشقها حكيم .. اعشقها لا أحد سيمنعك من ذلك ولا أحد يستطيع أصلا أن يجعلك تكف عن عشقها ، إنما ما يؤلم أن هذا العشق يتحول أحيانا لرمح يستقر صدر قلبك ممزقا أشلاءه لألف قطعة وقطعة ، لكنه لا يتزحزح من محله ولا يزول وهنا قمة الألم حين تشعر به مرة بعد مرة دون توقف
حكيم:- أممم جيد أن هذا الكلام ينبع من أهل المعرفة والعلم كحضرتكم ميار بيك
ميار(بمرارة):- توقفت … عاهدت نفسي لو عادت لي جوزتي لن أخونها ولو حتى بأفكاري ، يعني الموضوع مش بسيط في ظل تواجد ميرنا بالقرب لكنني سأستقر أنا ومشاعري في الضفة التي تستحق مني كل الحب ، لن أخسر جوزيت مرة أخرى حتى لو على حساب جنون أحاسيسي المتضاربة ، قررت ذلك حين فقدتها للمرة الثانية ولست مستعدا لفقدانها من جديد ولذلك سأضع نقطة نهاية وأخلص
حكيم(بتأثر من جملته):- يا ليتني بمثل تفاؤلك لكن وضعي مقارنة بك يختلف .. لذلك أنت أصلا كنت معتوها حين فكرت باثنتين وسعيد أنك وجدت ضالتك بنهاية المطاف
ميار:- يمكنك أيضا أن تجدها حكيم ، صحيح أمقت ذلك المتبجج وائل ولكنني سأتنحى جانبا لأجل مصلحة الجميع
حكيم:- أتعلم أنني لا أصدق حرفا مما تنهبل علي به ، ميار نجيب لا يتراجع
ميار:- لأجل العشق قد يتراجع ، من قال أنني سأفكر بالاعتزال ؟؟ بواسطة ميرنا شعرت بالاكتفاء وقررت الابتعاد ولو انهارت الدنيا من حولي .. ما علينا توالت الأحداث حتى صرت ملزما بالعدول عن فكرة الاعتزال لأجل حماية الكل ، الآن ما أود منك معرفته أن العشق قادر على تغيير جزيئات تفكيرك من الشرق إلى الغرب فتوقع أي هفوة جنون طالما قلبك ينبض باسمها..
حكيم:-هل من المفترض أن أقتنع بوجهة نظرك الغريبة ، أساسا من يعشق يغاااار وأنت هنا تشجعني على حبها لذلك فأنت واهم وهنا عليك وضع عقلك برأسك فقد بالغت وصرت للتناقض عنوان
ميار(مسح على فكه):- نحن هنا لا نناقش وضعي بل وضعك أنت .. أخبرتك أنني أحاول وسأحاول حتى أفلح لأنني لا أستطيع العيش بدون جوزيت ها أنت تسمعها مني الآن
حكيم(رمق اهتزاز حدقتي ميار):- لا أدري ما علي قوله لكن … دعها للأيام
ميار(تراجع للخلف قصد الخروج:- فكر في من يستحق حبك هذا يا حكيم ؟
حكيم(حول عينيه):- تمام تمام لم يتبقى لكم سوى التدخل بسير كرياتي الدموية … أستغفر الله
غمز له ميار بمكر وغادر الغرفة وهنا جلس حكيم على سريرها وهو يناظر جنبات المكان بحسرة تتلكأ بجوفه ، تنفس الصعداء ورمى بنفسه للخلف مستسيغا هالة الارتياح الكامنة بين جدران مملكتها الخاصة ، .. في تلك اللحظة كانت البنات في صراع مع الطبخات ميرنا وجوزيت تنظران للوصفة عبر هواتفهن وتحاولن تطبيقها بينما لورين وناريانا كانتا في المراحل النهائية للأكلات
جوزيت:- يوووه بندق بندق لا أريد الفستق
ميرنا:- ألا ترين معي أنكِ دوما ما تفرضين علي رغباتكِ المجنونة جوزي ، ثم أنا قلت فستق يعني فستق موتي حتى لن أتراجع
جوزيت(بحنق أشارت لها بالملعقة الطويلة):- ميرناااااااااا لا تضغطي علي أكثر مما أنا مضغوطة ، ضعي البندق ولا تجادليني
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ولما البندق تحديدا أخبريييييييني ؟؟؟
جوزيت(بتلعثم):- اشتهيته وأظنه سيكون لذيذا في حلوى الكراميل الباردة
ميرنا(فتحت انعقاد عينيها وتنهدت):- أوك .. سنضع البندق
جوزيت(استغربت):- كأنكِ لم تجادلي أكثر ؟
ميرنا:- أ.. أيضا أريد تذوقها بالبندق ربما سيكون مذاقها ألذ
جوزيت(ابتسمت بشوق):- متلهفة لأكلها باردة مع الكاراميل السائلة واوووو
ميرنا(ابتسمت رغما عنها):- حسنا سأجهز كمية مضاعفة لأجلك ، لكن أسرعي بالطبق الرئيسي ما يزال أمامنا عذاب أسود في هذا الوبال
جوزيت(بحماس):- يلا .. أ ممكن الشوكة بجواركِ لطفا ؟
ميرنا(أعطتها لها وسحبت يدها):- ههه
جوزيت(بتعب):- ميرنا هل سنلعب الآن أعطني إيااااها
ميرنا:- خذيها لو حبيتي
جوزيت(وضعت يديها على خصرها):- ميرنا الوقت يداهمنا وحياتك بلا فضايح
ميرنا(بتخمين):- امممم أقنعتني خذي
جوزيت(ضحكت):- معتوهة التفكير
ميرنا(ناظرتها وأخذت تحرك ما كانت تضعه على النار):- محدودة النظر
ميسون:- كلاكما مجنونتان هذا ما قاله عمو وائل هناك هههه
ميرنا(رفعت رأسها ناحية الصالون ووجدته يلوح لها):- آآخ اذهبي إليه وأخبريه ألا ينظر إلى هنا وإلا انسحبنا من التحدي
ميسون(ركضت):- حاضر حاضر ..
جوزيت(نظرت إليه وابتسمت):- أنتِ تحبينه كثيرا
ميرنا(بحرج من مشاعر الحب التي اجتاحتها لتربكها تلك اللحظة):- فوق ما تتصورين ، أو مثلما تحبين أنتِ ميار
جوزيت:- لكنكِ غير منصفة مثلي
ميرنا(رفعت حاجبها):- بمعنى ؟
جوزيت(عيَّرت نسبة من الماء وصبتها بقدرها):- تستمتعين باللعب فوق الحبال ميرنا .. أهي هواية أم أنكِ لا تقوين على مقاومة تياراتهم الجارفة ؟
ميرنا(هنا تشنج ونظرت إليها بصدمة):- كيف تقييمين تصرفاتي بهذا الشكل المهين ؟
جوزيت(هزت كتفيها ببرودة):- أيمكنكِ أن تشرحي لي لما تتلاعبين بهم كما تشائين ، واحد توهمينه بالعشق الأزلي وتبيعين له الأحلام ، والثاني تقفين كحجرة عثر في حنجرته تخنقينه وإن حاول التملص من محيطكِ تعيدينه قسرا لربوعك ، أما الثالث فأنتِ لا تتركين ياقته بالرغم من أنكِ تعرفين بأن قلبه محجوز لأخرى والتي هي أناااااا … يعني مجرد تحليل بسيط لأهوائكِ حضرة الصحفية
ميرنا(هدأت من روعها ولم تنفعل كما كان يلزم):- ربما معكِ حق .. لكنكِ غفلتِ عن الكثير جوزيت وتحليلكِ هذا إجحاف في حقي
جوزيت(أغلقت القدر ووضعت يدها على خصرها):- هيا أفضي لي لنرى فيما أخطأت بتقييمي
ميرنا(مطت شفتيها بهدوء):- ليس هنالك قصة فقط جملة مختصرة … هم لا يتركونني بحالي
جوزيت(ضحكت بتعجرف):- أو أنتِ من يبقيهم أسرى لديكِ
ميرنا(بدأت تتشنج):- جوزيت .. أنا لم أضرب حبيبكِ على يده كي يستلطفني ولم أخدع حكيم من البداية وهو يعلم أنني أعشق وائل وهذا الأخير يعرف جيدا مكانة كل منهما بقلبي ما يعني أن إقصائي من حياتهما شبه مستحيل …
جوزيت(أمسكت العصا الخشبية وعادت للتحريك):- فهمت ..
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تعد حتى الثلاثة):- لما تطرقتِ لهذا الآن ، لقد كنا واضحتين الليلة الماضية حين افتعلتِ مشكلة من فراغ
جوزيت(تفتفت):- حسبته معكِ في الغرفة مش ذنبي
ميرنا:- أن تتنصتي على باب غرفتي اعتقادا منكِ أنني أحادث مياركِ هذا غير مقبول ، لقد أحرجتني أنا وهو سوية أمام تلك البغيضة لورينا وأمامهم حين قمتِ بالصراخ دون أي داع لكي أفتح الباب ، وجميل أنكِ اصطدمتِ بوائل في غرفتي وإلا لكنتِ انجلطتِ
جوزيت:- واعتذرت من سوء التفاهم هذاااا همم ..
ميرنا:- جيد أن ميار كان بغرفة اللعب رفقة حكيم وإلا لكنتِ وضعتنا في مقصلة الاتهامات الباطلة
جوزيت:- أكانت باطلة حقا ؟
ميرنا:- باطلة يا جوزيت … بااااااطلة ، أحتاج للملح سأحضره وأعود
جوزيت(ناظرتها بتمعن وزمت شفتيها):- أموت ولا أصدق هذا الهراء قال باطلة قال هه
ظلت تمتعض وتعيد وتزيد في حديثها حتى انتفخت ميرنا منها وطالبت ناريانا قسرا أن تبادلها المكان ، اللهم لورينا وإزعاجها ولا هذه المجنونة التي أبت إلا أن تصدق ما تتفوه به أحرفها ، لم تعرف أن ميرنا بدورها تعيش اضطراب مشاعر مما يدور حولها ، تود لو تختفي مع حبيبها الذي يمتلكها لأقاصي الدنيا ولكن الظروف لا تسمح ، ولا يسعها التملص من محيطهم قد صاروا أقرب لها من الوريد وباتت جمعتهم كالعائلة دونما شك ، مضى شهر وهذا وقت كاف لكي يتعودوا على بعضهم وعلى طبع بعضهم وجنون غيرة بعضهم بعضا … يعني لا مناص لهم إلا إليهم هكذا فمن البداية كانت حمايتها هي مهمتهم الأولى ، لتمتد تلك الحماية وتشمل أفرادا أخرى عداها أصبحوا لهم الشغل الشاغل بدون سابق إنذار ، كهذه اللطيفة الرقيقة التي يشتهي الواحد تقبيلها حتى ينقطع نفسه ههه
ميار:- أنصحك يا وائل أن تضع البنت بجوارك لأن آل الشفط الضخمة تلك قريبا ستشفط خدا من خدود هذه المسكينة
ميسون(مطت رقبتها وهي تبعد وجهها عنه):- يكفي عمو كاظم لقد هلكتني بوسا
كاظم(هز كتفه):- مش بإيدي مذاقك عسل يا عسل إنتااااا موااااح
وائل(مد يده لها):- اهربي اهربي إلي ودعيكِ منه
ميسون(تمسكت بيده):- اجذبني عمو وائل سيأكلني هذا العملالالاق
كاظم(أمسكها أيضا):- هههه ويحكِ يا بنت كيف تقولين على زوجكِ المستقبلي عملاق
نادر:- هووه ماذا قلنا كاظم لا داعي للتفوه بهذا ؟
ميار:- يااااه أمنيتي أن يسمعك حكيم ليضعك عند ذلك الجدار كبرواز أثري
كاظم(أفلتها وقد ارتمت بحضن وائل):- سأمسك بكِ ولن أرحمكِ يا بنت سترين
ميسون(دكت رأسها أكثر برهبة):-عمو وائل هل سيفعل حقا أنا خائفة ؟
وائل(رمقه بحدة):- يكفي أنت ترعبها ، .. هه ميسونتي طبعا عمو كاظم يمزح
كاظم:- لست أفعل
ميسون:- اهئئئئ ماماااااااا
كاظم(نهض وداعب شعرها):- طيب طيب ها أنا ذا سأترككِ على سجيتكِ برانسيستي
ميار(انتبه لرنين هاتفه واستقام):- خيرا تفعل يا أفندي
كاظم(مط ذراعيه العريضتين وتوجه إلى المطبخ):- ههه لأضايق غير ناس … صبايااااااا
ناريانا(أشارت له بالسكين):- لو تقدمت خطوة أخرى أرسلت هذه لجدارك الصدري
كاظم:- أوووبس متوحشة لكنني عطشان ألا تشفقون على عابر سبيل مثلي ؟
جوزيت(رمقته وهو يطل على إنجازاتهم):- كاظم …؟؟؟
كاظم(سبل لها بعينيه وهو يطل عليها من حافة المطبخ خاصتهم):- عيون كاظم ؟
جوزيت(رفعت حاجبها):- ههه أود لو يسمعك ميار كي يفقع لك تلك العيون
كاظم(فتح ذراعيه):- ولووو أأهون عليكِ يا جوزة حرام حتى في حق هذه العضلات
ناريانا:- هههه الغزل عندك أصبح من ضمن إعدادات حديثك العادي ، خوفي عليك من لقاء شخص لا يتقبل مثل هذا المزاح الثقيل يعني من حظك أن شبابنا قد عرفوا معدنك ووضعوا لك حدودا من أولها
كاظم:- مخطئة يا رابونزول لقد ابتعدت من خاطري لأنني لا أحبذ الإيقاع بامرأة قلبها مع غيري
جوزيت(نظرت إليه):- ما عدنا نفهمك صراحة ، ومن آخره لا نملك ذلك الوقت الآن لو سمحت اذهب أنت تلهينا عن عملنا هكذا
كاظم:- أفف مقيتات سوف أذهب لأضايق الثنائي الآخر ، بالمناسبة ههه كيف اجتمعت البلورة الحمراء مع ملوعة القلوب ؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(هزت كتفيها بمزاح):- على عينك …
كاظم(وضع يديه خلف ظهره وهو يفرقع عضلاته وتوجه نحو المطبخ):- بنات حلوااات ؟؟؟
لورينا(رفعت الصحن الساخن بيديها):- إن لم تختفي في غضون ثانيتين سأدمر وسامتك التي تتبختر علينا بها ها هنااااااا
كاظم(رفع يديه باستسلام):- واوووو ما بكِ يا مفترسة أردت شربة ماء اسقيني اسقيني أكثر المية فإيديك سكرررررر ..
ميرنا:- لا حول الله يا ربي .. كاظم خذ ما تريده وهوييييينا الآن
لورينا:- سمعتها يلا بعض الهواء يا فاضل
كاظم(رفع شفته بتأفف):- سْتانْك إكْوِيسْتيكو همم
لورينا(جحظت عينيها):- كْي كُوزا إيدْيتُّو ؟
كاظم(رمقها بطرف عين):- ولا حاجة أنا مغادر
ميرنا(وقفت بوجهه عند الثلاجة):- سأريك قدرات الأنانيات أخ كاظم
كاظم(أطل عليها برأسه):- أنتِ جادة بالوقوف في وجهي يا أنانية أجل ما كذبت كلاكما كذلك ، حرام يعني جداركم يتضور جوعا وأنتن تخفين عنه ما لذ وطاب من مأكولاتكم
لورينا:- سيحسد ما طبخناه الآن أكيد ستحصل كارثة
كاظم:- بالله عليكِ هل حقا ترعرعتِ هنا أشك نظرا لنقص التمدين الذي تملكينه
لورينا(أشارت بلا مبالاة وهي تخرج ما بالفرن):- لن أطيل معك
ميرنا(فتحت الثلاجة وأخرجت قنينة ماء):- خذ ولا ترينا وجهك حتى ننتهي
كاظم(أمسكها عنها):- هذا سيطفأ ظمأ حنجرتي لكن ماذا عن معدتي ؟
ميرنا(جذبته من قميصه):- أخرج أخرج قبل أن أرتكب فيك جرييييييييييييييييمة الآن
كاظم(تصلب في الرواق حتى ارتطمت به وناظرها من علوه):- تقتلينني حين تتعصبين هكذا ههه يروق لي مشاكستكِ حينها
ميرنا(كتفت يديها وهي تشير برأسها نحو الصالون):- هناك ستقبع واحد … اثنان …
كاظم(أغمض عينيه وهو يبتسم):- ثلاثة اختفيت أنا …
ميرنا(رمقته وهو يركض):- أخرق … ههه يا الله
على مشاكسات كاظم على سخرية الشباب وانتظارهم المضني على تعب البنات وركضهم من هنا وهناك أخيرا أخيراااا تم إنهاء المهمة ، لكن هل بنجاح أم لا سنعرف ذلك بعد قليل ^^
جوزيت(جلست وهي تشعر بالتعب):- ريانا أحضريه أنتِ والله ظهري يؤلمني تعبت
ناريانا:- أووه نسيت الصلصة على النااااار لورينا لورينا أطفئيهااا
ميرنا(نظرت لجوزيت بعد أن وضعت الطبق على طاولة الأكل ونظرت بإعجاب لما أنجزوه):- صارت المأدبة جاهزة ، أمم .. ماذا طلبتِ من ناريانا لتحضره لكِ ؟
جوزيت(وضعت يديها على رأسها):- دوائي
ميرنا(نظرت للصالون وللحديقة):- أوك سأحضره
جوزيت(تفاجأت بمساعدتها):- أهذا اعتذار أم اعتذار ؟
ميرنا:- أنا لا أعتذر لأنني لم أخطأ فأنتِ من تخيل أمورا لا أساس لها من الصحة
جوزيت:-ستثبت لكِ الأيام صحة كلامي
ميرنا(تأففت):- وأنا لا وقت لدي لأجل ذلك فأجيبيني أين وضعته لأحضره لكِ ؟
جوزيت:- اممم طيب لو أحببتِ هذا سأكون ممتنة
ميرنا:- طبعا إن كان هذا رجاء وليس أمرا من حضرة جنابكِ يا ثعلبة القطب ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها):- أظن بأن حماستي لعودتنا إلى الوطن ستكون لأجلكِ كي أعرفكِ بعنبر ورجالي
ميرنا(تراجعت للخلف):- وأنا كلي شوووق للتعرف على عالمكِ جوزيت الراجي
ميار(كان متقدما من خلفها ناحية جوزيت ولم ينتبه لها بدوره حين اصطدمت به):- أوووبس
ميرنا(التفتت إليه بخفة):- هه أعتذر منك
ميار(أغمض عينيه لحظة من عطر شعرها الذي مر بوجهه كالبرق):- لا مشكلة انتبهي فحسب .
ميرنا(امتصت شفتيها وابتعدت):- ماشي …
جوزيت(استقبلت يديه اللتين دلكتا كتفيها وهو يطل عليها):- مع من كنت تتكلم ؟
ميار(قبَّل وجنتها وجذب كرسيا ليجلس جوارها ممسكا بيديها):- كهرمانة
جوزيت(حولت عينيها بكره):- وماذا تريد تلك المرأة ؟
ميار:- سألتني عن بنات سكر أخبرتها بأنهن في طريقهن للوطن يعني أخليت ذمتنا منهن
جوزيت:- أولم تخبرها بالأضرار اللاتي عدن بها ؟
ميار(مسح على وجنتها):- لما لا ندع كهرمانة تكتشف ذلك يا طباختي الماهرة
جوزيت(نظرت للأطباق بحماس):- سننتظر التحاااق الجميع
ميار(همس لها بخفوت):- أشك أنني قادر على الانتظار
جوزيت(احمرت خجلا من جملته السافلة):- هشش اهدأ يا بغيض هممم …
ميسون(رأتها وهي تصعد):- ميرنا ميرنا سآتي معكِ اشتقت لبابا
ميرنا(أمسكتها من يدها):- يلا حبيبتي هااا كيف قضيتِ وقتكِ مع الشباب ؟
ميسون(هزت يدها للسماء في حالة استعانة):- لو لم آتي في نهاية الوقت لمشاركتكم في تزيين الأطباق لانتفخ قلبي
ميرنا(وهي تصعد معها):- أووف أووف ينتفخ مرة واحدة ، من أين سمعتِ هذا المصطلح ؟
ميسون:- هه سمعت جدي نزار يقولها لعمو كاظم حين أزعجه بصوت التلفزيون المرتفع
ميرنا(وقفت بها عند مفترق الأروقة):- همم يفترض بي أن أسمع نصيحة وائل حين نبهني من بقائكِ الطويل معهم ، هيا يا صغيرتي روحي شوفي بابا بغرفته سأحضر شيئا من غرفة جوزيت وآتيكِ
ميسون(ركضت صوب غرفة حكيم):- ههه بابا بابا حكييييم بابااااا
تقدمت ميرنا صوب غرفة ميار حيث تستقر جوزيت أيضا ودلفت إليها ، نظرت لقميصه الملقى بإهمال على الكنبة ولفستانها المبلل حيث كانت ترميه على مشجب الحمام لكن متى سبحت هي حتى تبللت ، أرجحت أنها اقتحمت حمامه لذلك حركت رأسها لتبعد عن بالها تلك الفكرة وهي تضحك .. التقطت الدواء من المنضدة وغادرت في اتجاه السلالم كي تنتظر ميسون وحكيم لكن انتبهت لباب غرفتها الذي كان مفتوحا واستغربت لأنها أغلقته قبل نزولها ، تقدمت صوبه ودفعته لتفاجأ به وهو نائم على سريرها بوضعية أفقية بملامحه البريئة والساكنة التي جعلتها تبتسم راحة لأجله .. تركت دواء جوزيت على جنب وتقدمت صوبه لتوقظه إن استطاعت ، أطلت عليه بالمقلوب بعد أن انحنت على السرير وأخذت تلاعب خصلات شعره التي امتدت لإزعاج منقطع النظير
حكيم(رمش بانزعاج):- توقفي ميسون عن هذه الحركة تت أووه بنت …
ميرنا(ضحكت وهي تزيد من وتيرتها):- …لارد
حكيم(فجأة أمسك باليد التي كانت تزعجه وجذبها إليه):- كأن هذه اليد كبيرة ؟؟؟؟
ميرنا(تحركت بفعل رجته وسقطت بوضع معاكس له):- إنها أنا
حكيم(تأمل وجهها المعاكس له وابتسم بأريحية):- وما أحلاكِ يا أنتِ ..
ميرنا(اهتزت حنجرتها):- ميسون تبحث عنك وقد جهزنا لأجلكم مأدبة ياااااااااه سوف نكتفي بها لأبد الدهر ، فكلما تطرقتم للطبخ سنذكركم بهذه الليلة
حكيم:- هااا يعني أخذتم إعفاء مدى الحياة فقط لأنكم حضرتم بضعة أطباق ، والله نساء آخر زمن أتعلمين يجدر بي حبسكن في مطبخ رفقة نساء الراجية القديرات هووووه عمتي سماح وأمي وخالتي عواطف وعلى رأسهم جدتي كرقيب للمطبخ سيجعلنكم تمشون على أصابع أقدامكن ولا تقلن أي …
ميرنا(اتكأت على يدها):- ما هذا يا هذاااا كأنك تتكبر علينا حرام عليك بنات عمك هن والمطبخ مش ولابد يعني تركنا ذلك لكبيرات العيلة هههه
حكيم(حرك رأسه بفشل ونظر للسقف):- هممم همم تملصي كالعادة تت لا أدري كيف غفوت هنا ، أين حمامتي ؟
ميرنا(تنهدت وهي تتحرك قصد النهوض):- ذهبت لغرفتك كي تبحث عنك حان وقت العشاء
حكيم(تحرك أيضا وهو يفرك عينيه):- بفف ..
ميرنا(انتبهت لإمساكه لرأسه لحظتها وتوجهت إليه):- ما بك حكيم ؟
حكيم(انتبه لصداع رأسه):- نسيت تناول مسكن المساء غفوت أثناء ميعاده
ميرنا(بلهفة):- أحضره لك حالا
حكيم(ارتجت حركة يده وهم بالنهوض):- لا بأس سأذهب بنفسي
ميرنا(تعثرت برجلها في غطاء السرير حين حاولت مساعدته):- دعني أساعدك … آه حكييييم
حكيم(أمسكها بقوة مثبتا إياها في محلها بيد واحدة فقط):- مهلا انتبهي
ميرنا(ثبتت يدها على صدره والمشكلة على جرحه):- اختل توازني .. هئ جرحك آسفة آسفة
حكيم(أغمض عينيه متألما من ضغطها لكنه أمسكها من ذراعيها):- فقط توقفي ههه .. بلهاء
ميرنا(دفعته لكتفه بعناد):- أنت الأبله
حرك كتفه جانبيا ولما لا تسقط البنت على السرير وتجذبه معها في وضعية غريبة خلقتها الصدف لحظتهاااا ، تشنج وهو يناظرها بذلك القرب حيث استقرت على السرير وهو بجوارها المربك ، أما هي فقد كانت تغوص وسط أكوام شعرها المبعثرة على وجهها ، أخذ يزيلها برفق وهو يضحك عليها في حين كانت ممتعضة مما يحصل وشتائمها لم تنتهي إلا حين سمعت شهقة ..
ميسون:- هئئئئ بابا لما تضرب ميرناااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(قفز بارتباك وهو يهز رأسه):- الظلم عندكم سلالة ما شاء الله ، بنت أين رأيتني أضربها لقد سقطت على السرير وأنا كنت أنقذها من أكوام شعرها
ميسون(كتفت يديها):- همم أنا ضللت أبحث عنك في الغرف وأنتما هنا تلهوان بدووووني
ميرنا(نهضت وهي تضبط شعرها):- كانت حادثة بسيطة ميسونتي
ميسون:- يعني لم يضربكِ بابا ؟
ميرنا:- نن أبدا .. حكيم لا يضرب أحدا ثم الرجال الشجعان لا يرفعون أيديهم على البنات
ميسون(هزت كتفيها بأريحية):- أشعر بالجوع
حكيم(عضعض شفتيه وهو ينحني لمستواها):- وبابا يشعر بالجوع لما لا تسبقيه مع ميرنا ريثما أتناول دوائي صغيرتي
ميسون:- لاء سأذهب معك لأنني لو تركتك وحدك سوف تتوه في هذه الأروقة وأموت جوعا
حكيم:- والله عشت لأجد من يهتم بي مثل حمامتي أناااا
ميرنا:- ها ها وكأننا لا نعمر عينك سيد حكيم ؟
حكيم(استقام وهو يمسك بيد ميسون وناظرها):- والله أنا من يمد لكِ المساعدة طوال الوقت ، والدليل ما حدث قبل قليل همممم وما أجمل ما حصل
ميرنا(خجلت وهي تتفتف متجهة صوب الخارج):- سآخذ دواء جوزيت تأخرت عليها هه .. نلتقي
حكيم(مال برأسه وهو يطالعها إلى أن خرجت):- آآآه
ميسون(نظرت لطيف ميرنا الذي اختفى ورفعت رأسها لترى نظرته):- ماذا يعني الحب ؟
هنا وجد نفسه محاصرا أمام سؤال طفولي صحيح هو بريء لكن أن ينتج من صبية صغيرة مثلها هذا ما لم يتقبله ، سرعان ما أقحمته في عالمها الصغير وسرعان ما وجد بأنه صار مسئولا عنها وعن كل ما ستتعلمه وتعرفه مستقبلا ،.. لذلك تلعثم في الإجابة ووجد نفسه يجلس على طرف السرير وهو يمسك بيديها وينظر إليها بتوتر ، فكلما هم بصياغة جملة ارتبكت جمله كما لو كان يرتبها ويرى الأنسب لعقل حمامة رقيقة مثلها ، هنا شعرت بالاستغراب وهي تبحلق فيه بعينيها العسليتين وتنتظر الإجابة الشافية لسؤالها الذي تعرفه عن ظهر غيب بشعور قلبها الصغير ..
ميسون(رمشت بدلال):- ألا تعرف الإجابة بابا ؟
حكيم(وضعتني بموقف صعب يا بنت يعني حرام تسألي هذا السؤال وميرنا هنا لتنقذني):-..أ .. أوك يعني أكيد أعرف ولو بابا يعرف كل شيء احم .. أ.. الحب يا ميسونتي هو .. أ..
ميسون(تتابعه بتركيز تام):- همم ؟
حكيم(نظر لاهتمامها وهز رأسه بتعب):- تمام .. أ.. الحب هو عبارة عن شعور لطيف يجعلنا نشعر بالسعادة ، مثلا ما يكمن في قلبي وقلبكِ تجاه بعضنا يسمى حب ، فأنا أريدكِ أن تكوني سعيدة وأريدكِ بصحة وعافية وأريدكِ أن تكوني مرتاحة البال أخاف عليكِ وأحب لكِ كل خير وهذا يدخل في إطار الحب بين الأب وابنته ،.. وأيضا الحب كامن بين الأخ وأخيه مثلي ومثل عمكِ ميار ، أيضا بين الصديق وصديقه مثلي ومثل بقية أعمامك ، أيضا الحب بين العائلة كعمتكِ جوزيت مثلا وعماتكِ الموجودات بالوطن هن وبقية الأهل .. هكذااا يعني
ميسون(بتفكير):- طيب ولورينا ؟
حكيم(تشنج من سيرتها):- بالنسبة لها الأمر يختلف لكنني لا أكرهها ..
ميسون(رمشت بلمعة):- وعمتي ميرنا أتحبها مثل عمتي جوزيت وبقية عماتي اللاتي بالوطن ؟
حكيم(هنا سقطت قلاعه وطأطأ رأسه):- يعني .. هناك حب من نوع آخر ميسونتي حين تكبرين سأخبركِ به فلا ترهقي قلب أباكِ أكثر من هذا
ميسون(وضعت يديها على لحيته):- بمسلسلي الكرتوني المفضل لما تزوجت بطلة الكرتون بالبطل ذكروا أن يكون الحب بينهما أزليا في السراء والضراء وليعيشا بسعادة للأبد ، أهذا هو نوع الحب بينكما بابا لذلك كنت تعانقها قبل دخولي للغرفة ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(جحظ عينيه في ذكاء هذه الطفلة الخارق وتمتم تحت أسنانه):- آخ كأني أرى جيناتها متجلية بمعنى الكلمة والله إنها ابنتها حتى آخر عرق … ./ احم ميسونتي أولا هذا المسلسل الكرتوني أخشى أن حلقته الأخيرة قد حانت لن تشاهديه مجددا لأنني لن أضمن تطرقكِ لدرس في العلاقات المعقدة لاحقا ، وثاني شيء أنتِ عرفتِ أنني لم أضربها مع ذلك قلتِ ذلك لماذا ؟
ميسون(عضعضت شفتيها بذنب):- لأنني أردت أن أخلق بينكما ألفة فأنا أحبكما حينما تكونان مع بعضكما متقاربين ، هذا يشعرني بالسعادة في قلبي ها هنا ههه وهذا يعني أنني أحبكما من نوع الحب الابنة لأبويهاااااا
حكيم(هنا دمعت عيناه من جملتها البريئة ودفع بها لصدره وهو يدفن أصابعه بشعرها):- ابنتي
لم تفهم ما الذي دفعه لذلك الاحتضان الحميمي المليء بالمشاعر الحارقة ، لم تفهم أنها وطأت على وتره الحساس وعلى السر الذي يطبق على صدره كالذنب العظيم ، لم تفهم أنها وضعته بين المطرقة والسندان ما بين رغبته في حمايتها وما بين خوفه من القادم ، لم تفهم أنها ببراءتها جعلته ينحني ببؤس لحقيقة شنيعة يخفيها بدهاليز صدره … جملتها الطفولية تلك كانت الحدث الذي جعل قلبه يرتج خوفا من لحظة الحقيقة ، لم يفكر سابقا بذلك ولكن الآن انتابته رهبة غريبة جعلته يدكها في حضنها دكا ، كأنما يصرخ أمام العالم أجمع أن تلك الفتاة قطعة من قلبه ومن قلب عصفورته ، كأنه يندد بملكيته لأميرته التي لونت حياته بأجمل الألوان ومسحت عن الغبن والأسى … وجد بأنها تحضنه بيديها الصغيرتين التي لفتهما حول عنقه وقد كانت تضحك
حكيم(أفلت شهقة حاصرت أفكاره حين وجدها تضحك):- لما تضحكين ميسون ؟
ميسون:- ههه لأنني أحب العناق
حكيم(رفع رأسه وناظرها):- حتى أنتِ تحبين العناق ، هههه أساسا لم أعد أملك شكا مثقال ذرة في أنكِ نسخة مصغرة .. هيا هيا فلو بقينا هنا ستقتلينني بأفكاركِ الغريبة ..
ميسون(سارت معه):- ههه بابا هل كنت جادا بخصوص مسلسلي المفضل ؟
حكيم(فتح الباب):- طبعا لو سمعت بأنكِ شاهدته سأغضب منكِ
ميسون:- ولكنه كرتوني بابا وأنا أحبه ؟
حكيم(مال بشفتيه):- أوك سنشاهده سوية وإن لم يعجبني ستكون آخر مرة اتفقنا ؟
ميسون(لمعت عيناها):- واوو أنا موقنة أنه سيعجبك سيعجبك سيعجببببك
حكيم(ضحك من ركضها في الرواق):- طيب تمهلي يا صغيرة … هه تمهلي يا حلمي الجميل
مرت الدقائق والأطباق وزعت والشوك قرعت وما زال الانتظار سيد الموقف ^^
كاظم:- أوك ليخبرني أحدكم أنهم لا يرتضون معاقبتي ، ما الذي فعلته حتى أنظر للطعام ولا أتناوله فقط فقط أخبروني ما جدوى الانتظااار ؟
ناريانا:- يا إلهي على هذا البطن الذي لا يشبع ، نحن ننتظر حكيم لحظات وينضم إلينا
كاظم(وضع يده على خده والشوكة في يده):- دقيقة واحدة إن لم ينزل سأختطف صحني
نزار:- بئسا لك من شحط لا يعرف آداب الطاولة
كاظم(مط شفتيه بتدلل):- كاظم حين يجوع ينسى أصلا أنه على قيد الحياة
وائل:- تمام لا تزعجوا لنا جدار برلين أكيد سيحزن لو طال الأمر
ميرنا(ابتسمت):- ههه كاظم تخيل معي لو امتد العقاب يوما بأكمله ماذا ستفعل ؟
كاظم(زمجر بدعابة):- سألتهمكم
لورينا(انفجرت ضحكا):- هههههههه وحش
حكيم:- عمتم مساء
كاظم(فتح عينيه على وسعهما وهجم على طعامه):- إعلان البدء سلام عليكم ههه
ميسون(جلست محلها):- سنتناول أشهى طعام فكل ما على الطاولة يبعث على الطمأنينة
جوزيت:- ابقي جواري لأطعمكِ يا ميسون
حكيم(مسح على رأس جوزيت بمودة وجلس محله وبعد فترة نطق):- سلمتِ الأنامل
ميار:- هوووه كنت أعلم أنك ستسخر منهن مثلنا شفتي جوزيت يعني الأمر ليس عشوائيااااا
جوزيت(رمقته شزرا):- أصمت يا بلااااائي
ميار(غمز لها):- أحلى بلاء تستلطفينه حسبما أعتقد
جوزيت(خجلت أمامهم):- يكفي ..هه أحم حكيم أرأيت لقد طبخت لورينا لأجلك كفتة مشوية ، ورغم العراقيل التي مرت بها أثناء إعداد صوص البيشاميل الذي تحبه لكنها نجحت بنهاية المطاف
حكيم(نظر للطبق أمامه ورفع عينه ليلامس بريق اللهفة بعيون لورينا):- حقا … شكرا لورين
لورينا(بتلعثم):- أهه .. على الرحب والسعة هل تحب أن أقطعها لأجلك ؟
حكيم(رفع يده معارضا حركتها في حمل الطبق):- لا بأس سأتناولها وحدي .. ميسون تذوقيها معي
لورينا(تشنجت):- لاء ….
هنا انتبه لها الجميع رفقة حكيم الذي استغرب حنقها الغير مفهوم من ذلك ، وعليه عقد حاجبيه وهو يشير لها بحثا عن إجابة
حكيم:- وما المانع ؟
لورينا(بارتباك):- هه .. ميسون لا تحب الكفتة بالصوص تحبها لوحدها
ميسون:- صح بابا أحبها جافة
حكيم(وضع بصحنها القليل):- طيب تناولي هذا الآن …
لورينا(أخذت تنظر إليه وهي تهتف بداخلها):- هيا حكيم تناولها تناوووولهاااااااا
حكيم(أمسك قطعة من الكفتة بالشوكة وغمسها في صحن الصوص ولكنه توقف حين نظر لميرنا):- ميرنا .. تناولي معنا لو أردتِ ؟
ميرنا(كانت تهضم أصابع الدجاج المشوية):- هه أظن أن أجسامنا كلها ستتضرر بهذا العشاء الدسم
ميار:- مش مشكلة سنهضمه بطريقة صحيحة
جوزيت:- وماذا تقترح ؟
ميار:- اممم لعبة تنس مثلا ؟
جوزيت:- في هذا الوقت تت لاء الأمر غير جدير بالمحاولة
وائل:- لعبة طاولة ممكن
ميرنا(بتذمر):- لا أفهمها ولا أحبها إنها تسبب الضجيج
نادر:- أقترح لعبة الورق كلكن تحببنها أليس كذلك ؟
ناريانا:- اممم مللنا منها نادر
وائل(لمعت بباله فكرة):- أوك بما أنكن تعبتن لأجلنا في التحضيرات أظن بأنه من العدل إراحة سعادتكن قليلا
ميار(أمسك كوبه):- حين يبدأ المحامي بدفاعاته الغريبة أعلن استسلامي
وائل(صغر عينيه فيه دعابة):- وفر سخريتك لما نحن على مشارفه سيد ميار
نادر:- تحمست من الآن ماذا سنفعل ؟
وائل(ناظرهم بخبث):- خلوها مفاجأة لنتناول عشاءنا وبعدها سنتفق
ناريانا:- هوووو أعشق المفاجآت أنا ههه تحمست
كاظم(استقبل نكزتها):- احذريني يا رابونزل فحين أكون في حالة أكل مستنفرة أصبح أعنف
ناريانا:- يا ماماااا
حكيم(ابتسم لكاظم):- حياك الله أخي الوحش هل تود بعضا مما صُنع لأجلي ؟
كاظم(هضم ما بفمه بعد أن وضع يده على حنجرته ليبتلعه بسرعة):- أكيد غمسها لأجلي بالصوص أحبها مبللة بشدة
لورينا(توترت):- أ.. ولكنني صنعتها لأجلك فحسب يا حكيم ، وقد سألت ميرنا سابقا أجابتني أنها تحب الكفتة مع الكيتشوب وحسب
ميرنا(شربت من عصيرها):- اهاه صح
كاظم:- ولكن بلورة كأنكِ تحسدينني هنا ولا ترغبين بتذوق أكلك ، هيا هيا يا بنت تشجعي حبة واحدة
نادر:- والله ما عرفت أنكِ ستنعمين السيد حكيم لوحده بهذا الخير كله
ناريانا:- يا سلام وكأن ما صنعته لأجلك لم يكفيك ؟
نادر(بلطف):- كفاني
نزار(رمق نظرتهما ونحنح):- ينقصه بعض الملح أعطوني القليل
جوزيت(قدمته له):- خذ يا عمهم نزار
نزار(صغر عينيه فيها):- تسلمي يا جوزتهم
ميار:- ههه هذا العجوز يتأقلم بشكل سريع مع نمط عيشنا الجنوني
وائل:- ومن هذا الذي لا يتأقلم مع عالمنا أعطني اسما واحدا فحسب
ميار(أشار بشوكته):- كأنني لمست نبرة الجمع في جملتك ؟
كاظم:- قال عالمنا هههه يعني خلاص صرنا رابطة واحدة لا يمكن التفرقة بينها
ميرنا(رمقت كاظم شزرا):- لا تبدأ
كاظم(وضع إشارة القفل على فمه):- سأهتم بطعامي يا ملوعة القلوب
حكيم(تنهد عميقا):- أممم .. لنقل بسم الله أولا وآخره من جديد بعد هذا الوقت المستقطع ونشرع بأكل سعيد فالأخ وائل يحضر لأجلكن مفاجأة
وائل:- طبعا بمساعدتكم شباب
نادر:- لك دعمي الكامل
كاظم(بصوت مضخم):- وأنا وأنااا
ميسون:- وميسون ستشهد المفاجأة أم ستجعلونني أنام مرة أخرى على حكايات العم نزار القديمة ؟
نزار:- هاااه كأن هناك من يتذمر من حكاياتي ؟
ميسون:- العفو العفو عمو نزار أنا أحب حكاياتك خصوصا تلك الحربية ضد أقران عشيرتكم
رفع الجميع رؤوسهم تجاه نزار وميسون أيضا ، فقد استوقفتهم جملتها البريئة لكن ما لفت الانتباه أكثر هو ارتباك العم نزار وسقوط كأس العصير من يده حيث اندلق على جزء من الطاولة وعلى الأرض
ناريانا(بارتباك):- أنا سأحضر منديلا لأنظف الفوضى لا بأس ..
نزار(امتص شفتيه):- ههه الصغيرة ثرثارة جدا
حكيم:- حقا … كأنني متشوق أيضا لمعرفة نوع القصص الحربية التي تسردها لطفلتي ؟
ميرنا(زفرت عميقا):- عم نزار ؟؟؟
نادر:- استلم قد وقعت بالمصيدة
نزار:- ههه يا جماعة هي قصص هزلية يعني فيها نوع من الخيال الممتزج بالماضي ، هذا فحسب لا داعي لترهيب الأمر وإن كنت أضايقكم بحديثي معها يمكنكم الحؤول أمام ذلك إن كان يريحكم
وائل:- عم نزار أكيد هم لم يأخذوا الموضوع على هذه الشاكلة ، لكن كل هذا من دواع الاطمئنان على ما تقحمه بعقلها فهي صغيرة وقد ترى أي شيء متاحا أمامها
لورينا(امتصت شفتيها):- استلمتم الرجل حرام عليكم ماذا فعل لكل هذا الاستنفار ، حكايات قديمة يرويها كل الأجداد لأحفادهم يعني وين المشكلة ؟
حكيم(تنهد بنفاذ صبر):- لورينا لا تستهيني بالأمر
لورينا(رمقته بعصبية):- أساسا لو نطقت ميرنا بذات الجملة لما استنفرت هكذا
ميرنا(بتأفف):- عدنا للكلام المبطن
لورينا(باستنفار):- وهل كذبت ؟؟؟
ميار:- كفى ….. كأننا قررنا تناول العشاء في صمت مطبق ؟
جوزيت(رمشت له):- وهذا ما سيحصل حبيبي
ميسون(طأطأت رأسها بعد أن وضعت ملعقتها على جنب):- هل أخطأت ؟
حكيم(حول عينيه بقهر وسحب كرسيه للخلف قصد النهوض):- كان من الحكيم أن أبقى في غرفتي
ميار(عقد حاجبيه من تصرفه):- أوك حكيم فهمنا لكن ليس أمامها ؟
ميرنا(رمقت دموع ميسون المنحسرة بعينيها):- حكييييم
نزار(نهض من محله):- المشكل أساسا حدث بسببي أقدم اعتذاراتي
وائل:- هيا عمو نزار لا تبدأ أنت أيضا الموضوع لا يستحق
حكيم(باحتدام):- بل يستحق فحين يصبح لديك أطفال ستفهم أن العالم الذي نعيش فيه أخطر من مجرد قصة قد تجعلهم يفكرون بالصالح والطالح بطرق غير جيدة لتنمية شخصيتهم الباطنية …
جوزيت:- تمام هنا أنت تبالغ يا حكيم
حكيم(نظر لنزار):- عم نزار بدون إساءة أعتذر منك لكن .. ستتوقف عن تلك الحكايات أساسا هي تعاني اضطرابا أثناء نومها وكلنا نعرف ذلك
نزار(تحرك مبتعدا):- ولن يتكرر الأمر ..
وائل(أشفق عليه ونهض مجابها لحكيم):- قد كسرت بخاطره حكيم ، ما الذي فعله حتى يستحق هذاااا الجزاء كله ؟
حكيم(أشار له):- لا تحتدم ضدي بسببه إنها طفلتي وأنا الوحيد القادر على حمايتها
وائل(رفع حاجبه):- حمايتها هااااه … حمايتها وسط دائرة نيران تضيق من حولنا كل لحظة فعلا أبهجتني … عم نزار انتظر يا عم نزار
ميار(مسح على حاجبه):- وهذا ما يعني بالعشاء السعيد
ميسون(انفجرت ببكاء وركضت صوب الصالون لترمي بنفسها على الكنبة وهي تبكي):- اهئئئ
لورينا(أزاحت الكرسي لكن نهوض ميرنا جعلها تثبت محلها):- تت …
ميرنا(رمقته بغضب ثم ركضت إليها):- ميسونتي لا تبكي صغيرتي الذنب ليس ذنبكِ
جوزيت(وضعت شوكتها وتوقفت عن الأكل):- متى تنتهي هذه الدراما ؟
حكيم(التقط ما قالته وهو يتحرك صوب الصالون):- حين تنجبين أجيبي على هذا السؤال بنفسك
ميار(رمقها بنظرة موت وعقد حاجبيه):- لا ترمي بغضبك علينا يااااا ابن الخال سمعتني ؟
حكيم(هز كتفه بدون مبالاة وأطل على ميسون):- بيبي ؟؟
ميسون(رمقته بعيون محمرة ودموعها منهمرة):- لا أريد التحدث معك أنت جرحت العم نزار وبسببي أنا اهئ
ميرنا(زفرت عميقا وانحنت أرضا وهي تلامس شعر ميسون):- حسنا اخرج قليلا للحديقة لتسترد أنفاسك فأنت لست على ما يرام
حكيم(نظر لميسون وهو يهمس لها):- أتريدينني أن أبتعد ؟
ميسون(نظرت جانبيا ودفنت وجهها بين يديها):- أهئئ
ميرنا(جلست على الكنبة وحضنتها):- هيا حكييم
حكيم(عض شفتيه وشد على قبضة يده):- طيب …
تحرك من هناك بحرقة وخرج من الباب الرئيسي متجها صوب الحديقة وقلبه يخفق بغضب ضاعف وجع جرحه لحظتها وكأن ذلك ما ينقصه .. صحيح بالغ قليلا في ردة فعله لكن خوفه من تأثيرات ليندا السابقة عليها جعله يمنع عنها أيا مما قد يجعلها تستذكر ذلك أو تتطرق إليه بردة فعل غير مقبولة ، يعني بالمجمل قرر أن يبعدها عن أجواء الدم والألم لكن هل سيفلح ؟؟؟ … مسح على وجهه وهو يشعر بصدره المختنق يكاد يتمزق شيء ما غير صائب في كينونة طفلته ، لا يدري ما عانته وهي بقبضة ليندا ولكن ما أشارت له بعفويتها يحسسه بالرهبة خوفا عليها فهل أصبح ملاما بذلك ؟
نزار:- أعرف أنه لا لوم علي يا ولدي ولكنني أحب الصغيرة وأخشى عليها من كل شر ، ما حسبت أن حكاياتي قد تزعج أباها لهذه الدرجة ولكن جيد أنه أخبرني كي أعرف حدودي
وائل(ربت على كتفه بحنان):- عمو نزار لا تبالغ رجاء ، لحكيم أسبابه الخاصة في شعور الخوف الذي اعتراه لحظتها وأيضا أنت تملك الحق في رعايتها لأنها بمثابة حفيدة لك
نزار(رمش بعمق):- عد إليهم يا عزيزي سأخلد للنوم أساسا أثقلت في الأكل
وائل:- أنت حتى لم تكمل بضع لقيمات من صحنك ؟
نزار:- ولكنني شبع الآن .. تصبح على خير
وائل(تنهد بعمق وأومأ له):- وأنت من أهله ..
عضعض شفتيه وهو يتحسر على حالة نزار الذي دخل لغرفته مقفلا الباب خلفه ، هنا عاد وائل أدراجه وجد ميرنا تهدهد ميسون بينما ناريانا تجفف الأرضية بعمود التجفيف ، لورينا تجمع الأطباق وميار وجوزيت غير موجودين فقط كاظم الذي بقي برفقة نادر يكملان صحون التحلية ، أساسا هل يصلح الكلام بخصوصهما يعني كلاهما مثل بعض ..
وائل(توجه صوب ميرنا مباشرة):- روحي …
ميرنا(زفرت بقنوط وأشارت له بالجلوس):- لا تريد التوقف عن البكاء تلوم نفسها عما حصل
وائل(جلس من الجانب الآخر وأشار لها):- تسمحين ؟
ميرنا(أومأت بخفة):- طبعا
وائل(أمسك ميسون من خصرها ورفعها إليه):- هيا يا علكة الفراولة ترفضين النظر بوجهي ؟
ميسون(أخفضت رأسها ليغطي شعرها بعضا من وجهها):- اهئ أنا لم أشأ حصول هذا أهئ بابا غضب من عمو نزار وعمو نزار غضب مني أنا وأنا غضبت من نفسي اهئئئ
وائل:- له له على الصغيرة الباكية ، أنظري إلي هيا ارفعي عينيكِ لعمو وائل هيا ؟
ميسون(نظرت إليه من بين دموعها):- هممم ؟
وائل(قلدها حين مطت شفتيها بدلال):- أي على الدلال المباح لأميرتنا الجميلة ، شوفي حبيبتي ما حصل قبل قليل أمر وارد جدا وطبيعي أن يشعر أبوكِ بالخوف عليكِ من أي شخص في هذه الدنيا ، نحن لا نعيش وحدنا ميسون هنالك أشرار يتربصون بنا مثلما هنالك أخيار يحبون لنا السعادة
ميسون:- ولكن ما دخل جدي نزار بكل هذا ، قد كانت حكايته وجيزة عن مبارزات البطولة بعشيرتهم وعن حروب الزعامة التي طالت جماعتهم ذات زمن ، فقط كان يخبرني عن جدته القوية وعلى قصصهم المتوارثة وأنا أحببتها وكنت أطلب منه دوما أن يسرد لي مقطعا منها ، فأين الخطأ ؟
ميرنا(مسحت على وجهها بتعب):- آآآآخ رأسي يؤلمني
وائل(مسح على كتفي ميسون ورفع ذقنها إليه):- بابا حكيم لا يفهم بهذا الكلام ، بابا حكيم يريد لابنته أن تكون مرتاحة البال ولا تفكر بقصص حروب ومبارزات وسفك دماء
ميسون(مطت شفتيها):- يعني هو يعترض على النوع المفضل لدي الآن ؟
ميرنا:- ليس تحديدا يعني …
وائل:- ميسون أنتِ لا تحبين الكفتة بالصلصة صح ؟
ميسون:- أجل
وائل:- لماذا ؟
ميسون:- لأن طعمها لا يروق لي
وائل:- تماما هذا هو مربط الفرس ، بابا حكيم لا يروق له أن تسمعي أو تقرئي قصصا لن تفيدكِ في شيء يساهم في زعزعة إيمانكِ بشخصيتك ، ما يعني أن خوفه مقبول ومنطقي لأنكِ صغيرة على التطرق لهذه الصراعات
ميسون(ارتجت بعصبية حتى امتقع وجهها بالحمرة وبرز عرق في جبينها):- لكنني كنت أقرأ العديد من هذا وأنا مع جدتي ليندا لم يمنعني أحد ولم يخبرني أحد أن النوع الذي أتناوله ليس جيدا لشخصيتي ، لما الآن لما بابا يرفض لا أجد سببا لاعتراضه سوى أنه يريد أن يجعلني أ..
ميرنا:- كفى ميسون … لما ترتجفين هكذاااااا ؟؟
ميسون(أخذت ترمش وهي ترتجف ببرودة):- أ….أشعر بالبرد … ربما سنغرق الآن
وائل(عقد حاجبيه بعدم فهم):- لما تتحدثين عن الغرق دوما ؟
ميسون(رفعت رأسها له وقد بدأت أسنانها تصطك ببعضها من كثرة ارتجافها):-عمو وائل سنغرق
ميرنا(هنا شعرت بالرعب عليها ولامست خدها):- ميسوووون ميسون حبيبتي ما بكِ ميسوون أنظري إلي ميسووووون …. كاااااااظم نادي حكيم فورا يا كااااظم
كاظم(انتفض سريعا ودفع الكرسي خلفه وركض صوب الحديقة ليصفر بتصفير واحد):- حكيييم
حكيم(نظر لميار وجوزيت):- أقفلا موضوع اللوم والعتب هذاااا ، لنرى ما يحدث
جوزيت:- شفت أخبرتك أنه لن يصغي إلينا
ميار(أحاط ذراعها بيده):- المهم أننا حاولنا تهدئته قليلا ، دعينا نرى ما يجري ..
حكيم(هرع سريعا حين رمق الكل يحيط بميسون):- ما بها ابنتي ؟؟؟؟؟
ميرنا(هزت رأسها بعدم فهم):- لست أدري حكيم فجأة بدأت ترتجف هكذااااا ؟
حكيم(انحنى أرضا ممسكا بيديها):- ميسون روحي أنظري إلي بابا هناااا
وائل(بقلق):- أمسكها حكيم إنها خائفة من شيء ما وتهلوس بالغرق
حكيم(جلس محل وائل وأمسكها بحضنه معتصرا إياها):- اهدئي حبيبتي …أين لورينا ؟
جوزيت(رمشت وهي تبحث عنها):- ربما بالمطبخ هاااه ناريانا أين لورين ؟
ناريانا:- دخلت للحمام ربما
نادر:- رمقتها وهي تصعد لغرفتها قبل أن تصرخ ميرنا
حكيم:- من بعد إذنكم أريدها هنا الآن ربما لديها فكرة عن إيقاف هذه الحالة
كاظم(تحرك):- سأناديها
ميار(أطل على ميسون بتوجس):- بما تشعرين حلوتي ؟
ميسون(تمسكت بقميص حكيم):- بالبرد .. هل ستمطر ؟
ميار(اتكأ على طرف الكنبة ومسح على شعرها):- صغيرتي إنها لا تمطر
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- ما بهاااا يا جماعة ليشرح لي أحدكم ماذا يحدث معها ؟
وائل(اقترب منها وأمسكها من ذراعيها محتضنا إياها):- ميرنا ميرنا لو رأتكِ على ذا الحال سوف تزداد حالها سوءاااا
جوزيت(تنهدت):- وائل معه حق لا يجب أن تراكِ هكذا
ناريانا:- لو تغسلين وجهكِ بالحمام ميرنا ؟
ميرنا(هزت رأسها برفض وهي تمسح عينيها وجلست على الطاولة مقابلهم):- سأبقى هنا
جوزيت(جلست على الكنبة الأخرى):- يا الله ..
نادر(مد كوب ماء لحكيم):- دعها تشرب بعض الماء لتهدأ
حكيم(نظر لميار الذي أمسكه عنه بسلاسة):- تريدين بعض الماء ؟
ميسون(دفنت رأسها بحضنه):- لما غضبت من عمو نزار يا بابا حين يغضب أحد يحدث لي هذا
كاظم(نزل بخفة):- لورينا غير موجودة بغرفتها
حكيم:- طبيعي أن تختفي في مثل هذه الظروف
ميرنا(نظرت إليها بغبن):- ميسون ردي علي حبيبتي هل تشعرين بتحسن ، نحن حولكِ كلنا معكِ لا تخافي يا عمري
ميسون(رفعت رأسها ونظرت لحكيم):- دعها تأتي بقربنا
ميار(ابتعد):- تعالي ميرنا
ميرنا(مسحت دموعها وجلست جوار حكيم):- أنا معكِ شفتي همم أنا بقربكِ دوما
ميسون(ارتمت بحضنها وهي ممسكة بيد حكيم):- أشعر بالسوء
ميرنا(رفعت عينيها لحكيم بخوف):- ربما علينا استدعاء طبيب
لورينا(ظهرت من الوراق):- لا داعي فقط شغلوا التلفزيون على قناتها المفضلة وستهدأ ، يعني مش قصة لتنشغلوا بها هكذا …
حكيم(نظر لميار):- أسكتها أو سأفعل بطريقة غير حميدة
ميار:- لورينا لو تصمتين ؟
لورينا(جلست مبتعدة عنهم واضعة رجلا على أخرى):- لماذا أنا قلت فقط ما تعودت عليه
وائل:- لوريناااا
لورينا(رمقته شزرا):- اسمعوا مني لن تخسروا شيئا ..
كاظم(أمسك أداة التحكم):- ها نحن ذا سنفعل فقط كفي عن سخريتك
ميسون(رمشت وهي تحدق بالتلفاز واتكأت على كتف ميرنا بأريحية بينما لم تفلت يد حكيم فقد كانت تحضنها باحتياج):- هممم ..
ميرنا(رمقت سكون جسد ميسون ونظرت إليهم باستغراب):- هدأت
لورينا(بغرور):- هه أخبرتكم أنني أفهمها أكثر واحدة فيكم
حكيم(عد حتى الثلاثة وحين هم بالانقضاض عليها لكن ثبته ميار من الخلف حين أمسكه من كتفيه):- أيتها ل…
ميار(همس بأذنه):- ليس أمام الصغيرة يكفي ما حصل الليلة .
حكيم(تنهد بعمق):- تمام
ميار:- كأن سهرتنا انقضت من يريد الانسحاب لأجل النوم فليتفضل مشكورا
كاظم:- أنا أول منسحب سأمارس بعض الرياضة وأغفو ، ماسَّتي أراكِ غدا حبي
ميسون(نظرت إليه بتعفف حين قبل وجنتها):- ت …
ميرنا:- هه .. إنها لا ترغب بذلك كاظم لا بأس
كاظم(نظر لميرنا ولميسون بحضنها):- يليق بكِ أن تكوني أما ميرنا ، إنها تناسبكِ جدا
ميرنا(تشنجت من كلامه ونظرت لحكيم الذي امتقع وجهه):- ملاطفة جميلة منك .. ليلتك سعيدة
حكيم(رمش وهو يتمالك أعصابه):- لورينا اصعدي أيضا لغرفتك
لورينا:- ولكنني …
حكيم(نظر إليها بنظرة قاتلة):- اذهبي لغرفتك انقضت ليلتكِ معنا
لورينا(عقدت حاجبيها):- على راحتكم أصلا أنا دوما المقصية من مجمعكم
ناريانا:- هيهيه علينا لا تأخذيها قصة أنا ذاهبة لأرتب المطبخ من تلك الفوضى
نادر:- أساعدكِ ؟
ناريانا:- يا ريت … هيا ارتاحي انسحبنا يختي
لورينا(صعدت بتعفف):- آخر همي
نظروا لبعضهم بعضا وجلس ميار بجوار جوزيت بينما اتخذ وائل مجلسه بالجانب الآخر بقرب ميرنا وميسون التي جحظت عينيها بالتلفاز وأخذت تشاهد ما يُذاع باهتمام مبالغ فيه ، كأنها منعزلة عن العالم أو ما شابه وهذا ما جعله يطالعها بقلة حيلة ، لم يستطيع كبت حالته لذلك نهض من مكانه وتوجه صوب المشرب ليلتقط كأسا ويصب فيه ما قد يزيح عنه تلك الآلام التي اجتاحت صدره جسديا وباطنيا مع الأسف ..
ميار(لحقه وأخذ منه الكأس):- لن تشرب حكيم
حكيم(نظر خلفه إليهم من بعيد وأشار لهم):- تلك الطفلة لي … ولكنني لست أفهم منها شيئا ، ما الذي يحدث لطفلتي في كل مرة ما الذي تعاني منه ، ما الذي يحيييييط بها فقط أخبرني هل هي في خطر هل هي تتسرب من بين يداي يعني ؟
ميار(اقترب منه وهو يهمس):- حسنا اهدأ بداية دعنا نذهب للمكتب ونتحدث على سجيتنا ، هيا لا تجعلها تنتكس هي متأثرة بأي تصرف تتصرفه يا حكيم ، إنها متعلقة بك أكثر مما نعتقد وحالاتها الغريبة تثبت ذلك
حكيم(مسح على جبينه وهو يتنهد بحرقة):- لو حدث لها مكروه لن أتحمل ، إن دموعها لوحدها تجعلي أخرج عن طوري ..
ميار(جذبه من يده وتوجه به للمكتب):- سر معي …
حكيم(توجه معه للمكتب فعلا وفور دخوله فتح النافذة وأخذ يتنشق بعضا من الهواء):- هففففف
ميار(دفع الباب بخفة وتقدم إليه):- جيد جيد أن تستنشق بعض الهواء النقي ليزيح عنك تلك الأفكار العقيمة ، البنت بخير الآن
حكيم(ناظر السماء بغبن):- الآن … لكن ماذا عن بعد قليل ماذا عن منتصف الليل ماذا عن الغد واللي بعده والأيام المقبلة وووووو ؟
ميار(زفر بقلة حيلة):- سنحميها من أي شر يا حكيم ، لن نسمح لأحدهم بأن يقترب منها أو يمسها بضرر أعدك وعد شرف ولك كلمتي … إنها دمي ابنة أخي
حكيم(تنهد بألم وهو يطأطئ رأسه):- أنت لا تفهمني ميار ، تلك البنت قطعة من روحي إنها أنا يعني لو اختنقت سأختنق لو بكت سأحزن لو تأذت سأنهااااار … لقد أصبحت بوصلتي في هذه الحياة لا أدري متى تكونت هذه الرابطة بيننا بهذه السرعة ولكن كأنها كانت موجودة منذ ولادتها ولكن كل واحد فينا كان بمداره يحيا ، وحين اجتمعنا صدحت فينا تلك العلاقة بوضوح … تعلقت بها ميار تعلقت بها وصرت أخاف عليها من نسمة الهواء
ميار(ربت على كتفه):- أفهمك أفهمك لا تحسبني بدون مشاعر
حكيم(نظر إليه بحرقة):- صعب أن تفهمني يا ميار .. صعب أن تفهم ما معنى فلذة الكبد لأنك لا تملك أطفالا وهذا الشعور ستصل إليها حين تعيش إحساس الأبوة .. حين تكون أبا
ميار(زفر بحسرة):- أنا لن أكون أبا مطلقا يا حكيم .. تحدثنا في الموضوع جوزيت لن تنجب أطفالا ولن تحمل من أصله
حكيم(ضحك بسخرية مريرة):- وهل أنت الله حتى تمنع ذلك ؟
ميار:- إنها تتناول حبوب منع الحمل أجبرتها على ذلك ، بالله عليك كيف سننجب طفلا في خضم هذه المعركة ابنتك وما زلنا نفكر بطريقة لحمايتها أتريد منا جلب مأساة أخرى
حكيم(عقد حاجبيه):- كيف تقول عن طفلك مأساة ؟
ميار:- ههه أي طفل تتحدث عنه ، إنه موجود بخيالك فقط يا حكيم لأنني لن أحصل على طفل من جوزيت لو انطبقت السماء على الأرض أتعلم لماذا ،.. لأنني بعد فقدانها مرتين لست مستعدا لأفقدها للأبد بسبب طفل سيحرمني منها ، ولو حصل ذلك بمشيئة القدر تأكد أن أفعالي الشنيعة سأضعها في كفة وقتل ذلك الطفل في كفة أخرى
حكيم(شهق بفزع):- أتقتل طفلك يا مياااااااار ؟؟؟؟؟
ميار(تأوه بصلابة):- أجل أقتله يا حكيم .. أقتله لأحميها من الموت
حكيم(ابتعد عنه):- أنت مخبوووول ، ماذا عن حقها هي في الأمومة ألا ترى أنك أناني هنا بل مستبد لأقصى الحدود ؟
ميار(أشار له بقوة):- حقي أن أخاف عليهاااااا حقي يا حكيم والطبيب أخبرني أنه لو حصل حمل سوف أودعها باكرا جدااااا ، يعني ريثما تنجبه ستستنزف كل قوتها ولن يسعني إنقاذها افهمني
حكيم:- لن أفهمك يا ميار لأنك لم تسأل نفسك حتى عن شعورها الشخصي حيال هذا الموضوع ، لوحدك فكرت وقررت أن تقصيها من هذا الحق
ميار(هدر فيه بغبن):- لحمايتها يا حكيم …. لأجل حمااااااايتها
حكيم(جلس على الكرسي):- أستغفر الله .. لم أعرف أنك متصلب القلب لهذه الدرجة
ميار(أفلت عن شهقة حرقة وناظر الفراغ):- ألا تحسب بأنني أتوق لمولود صغير بحجم الذراع لأورثه اسمي وكل ممتلكاتي ، ألا تحسب بأنني أشتاق لشبل من صلبي ومنهااااا يملأ علينا حياتنا … بغض النظر عن مرضها بالقلب واستحالة إنجابها للأطفال تعال لننظر إلى ما يدور حولنا ، نحن وسط مجرى دموي لا ينتهي إلا بالدماء فهل ستتحمل جوزيت أذية طفلها لو أصابه مكروووه ، ستجن فيها ولا أستبعد أنها سترتكب مجزرة انتقاما لذلك …. لقد فكرت في هذا مرارا وتكرارا يا حكيم لست ضد حلمها في الأمومة ولا حلمي في الأبوة ولكن … سأكون ضد أي ضرر قد يحرمني منها وعليه ، لا وجود لأطفال في حياتي أنا وجوزيت ولو وجد سأحرص على موته بنفسي ولو اقتلعته من أحشائها اقتلاعا لن أندم …
هنا رفع حكيم رأسه ليناظر الشر الذي كان ينطق به ميار بصوت صارم يغلفه البؤس والحرقة ، لمح لمعة عيونه حين ولى ظهره له ورمش بقلة حيلة إزاء موقف ميار من هذا الموضوع الحساس … أما هي فقد وضعت يدها على فمها وكتمت شهقتها ورغبتها في البكاء ، تراجعت بفشل للخلف فقد خارت قواها بعد أن سمعت ما أفضى به لحكيم … لم تصدق في البدء وحاولت تكذيب مسمعها ولكن حين تضاعفت نبرة الشراسة واللؤم في حديثه شعرت بالرهبة تتملكها كاملة دونما دفاع .. سيقتل طفلها لو علم بأمره سيفعلها وهي تعلم أنه لا يكذب في مسعاه ، هي تعرف جيدا نبرة صوته حين يهدد بوعيد سيذبحه في الصميم لكنه سيقدم عليه ولو تحدى فيه الكون كله ، إنها تعلم أنه صادق في قوله وأن صغيرها في خطر فماذا تفعل … شعرت بالدوار لذلك تراجعت بسرعة من هناك نظرت نظرة خاطفة للمكتب من خلفها وبعدها ركضت لفوق كي تدفن نفسها بين وسائدها وتبكي بحرقة كلما سمعته من فم الرجل الذي حلمت طوال حياتها أن تنجب منه صغيرا يشبهه في العناد وفي الحنان ، طفلا يمسح عنهما غربة الأيام الغابرة ويجمعهما برباط قوي لا تمزقه الظروف … الآن الطفل موجود لكن إلى أي وقت سيبقى موجودااااا مع أب سينسفه دونما رحمة ؟؟؟؟
بعد مدة التحق بها ميار وجدها متقوقعة في فراشها فاعتقد أنها نامت أثناء انتظاره ،وكم امتن من نومها لأنه لم يكن على استعداد لمواجهة عينيها خصوصا بعد الحقيقة المؤلمة التي نطق بها لحكيم، الحقيقة التي تخص طفل أحلامه والذي سيوأده في الرحم قبل أن تنبثق فيه روح الحياة ، تأوه بحزن وهو يتغطى بجوارها بذات الغطاء الذي اعتبره مصيرا يجمعهما في نفس الطريق ،.. وهذا ما يجعله يتعهد بحياته لأجل حمايتها حتى لو كان ذلك ضدا في رغبته بطفل يجمعه بها ، لن يغامر وسيختارها بكل يقين فهي حبيبته وجوزته وابنته وأخته التي لأجلها سيضحي بقية أيامه … دفعها لحضنه وهي مستديرة للجانب الآخر ، وضع يده على بطنها ورأسه على ظهرها وكفكف وجع روحه بل دموعه التي اجتاحت عينيه خوفا عليها وأسفا من معرفتها بنواياه تجاه أي حمل مستقبلي يتم دون خاطرهما … لم يحسب حسابا لدموعها الحارقة التي كانت تنزل من عينيها وهي على وضعها وهكذا ظلا كل واحد يناجي الآخر بحزن مكتوم كي لا يفقه أيهما حجم المعاناة التي يعاني منها كل منهما ، فهو كان خائفا عليها خوفا لا يتقبله عقل وهي كانت مكسورة من كلامه وإصراره على قتل جنينها لو عرف به فما السبيل لحمايته من أب لا يرى في الحياة سوى رصد قراراته المظلمة واتخاذ أقصر الأمور كحل لمشاكله ، غير آبه بمشاعر الأمومة التي اجتاحت كيانها مذ أن بدأت تشعر بطفلها ينمو بين أحشائها حتى بعد أن كشفت عن ذلك باستعمال اختبار الحمل الذي أحضرته لأجلها ناريانا سرا ، ظلت تلملم أفكارها قليلا لكي تفاجأه بالخبر كانت تتمهل وتنتظر الوقت المناسب ، لكن جيد أنها خرست وعرفت صدفة بنواياه التي ينتويها وهذا ما سيجعلها تعيد حساباتها في الوقت اللاحق ، فكل شيء ستضعه بكفة وهذا الطفل بكفة أخرى …

أما في غرفة حكيم فقد كانت ميسون غافية على سريره بينما كان هو ينظر إليها من محله على الكنبة ، كان ينفخ بزفرات مختنقة وهو يتخيل أسوأ الأشياء التي من الممكن أن تعيشها ابنته ، .. شعر بالرهبة تجتاحه من مجرد التفكير بذلك ، انتفض من محله وهو يمسح على جبينه بحرقة في محاولة لالتقاط أنفاسه وإيقاف سيل الأفكار السيئة التي زارت عقله ، ناظرها عميقا وهي نائمة ببراءة ود لو يمسح عنها الخوف الذي تعيشه في فترات الأزمات التي تمر بها بين الحين والآخر ، ود لو يقتحم عقلها ليزيح عنه كل تلك المخاوف فهي صغيرته التي لأجلها سيضحي بالغالي والنفيس … شعر بالراحة قليلا حين فضل نومها بغرفته رفقته لعله يهدأ من روعه عليها قليلا ، وهذا ما وصل إليه بالفعل ولكن الوساوس لم تسمح له بذلك لوقت طويل فسرعان ما غزته الأفكار السقيمة من جديد ، ولذلك وجد نفسه محاصرا في بوتقة الألم الذاتي والجسدي فلم يغير ملصقه الطبي منذ البارحة وصار الألم الآن كثيرا عليه ، دخل حمامه واكتشف انتهاء الضمادات من علبته الخاصة ولهذا حك جبينه ونظر لميسون نظرة بعدها خرج ليبحث عن ضمادة بصيدلية المطبخ .. انتبه لسكينة القصر وأضوائه الخافتة وأيقن أن الجميع قد خلد للنوم ، ارتاح باطنيا فهو في غنى لرؤية أي أحد أو محادثته ، تسلل بخفة في الدرج ولم ينظر لأي محل مطلقا بل انعطف مباشرة يمينا للمطبخ ، أخذ غايته وتوجه للطاولة الجانبية في الردهة وضع عليها الملصق والضمادة الطبية والمقص وبقية أغراض تنظيف جرحه ، أزال قميصه ورمى به بإهمال على الكرسي وأخذ ينزع ملصق جرحه ببطء ليجده ملتهبا هذه المرة ، وهذا الالتهاب هو ما سبب له الألم …. زفر عميقا بكره وهو يكمل نزع الملصق بجهد جهيد كي لا يزيد من إيلام جرحه لكن يدا شاردة وضعت على كتفه جعلته يجفل
لورينا:- لم أحسب أن حكيم الراجي الرجل المقدام الذي لم يخلق مثله أحد يهاب من نزع ملصق عن جرحه ههه دعني أساعدك ؟
حكيم(رمش وهو يرمقها قد جلست قبالته ومدت يديها لتنزع عنه الملصق):- لا تفعلي
لورينا(أوقفت يدها بتردد):- إلى متى ستقصيني من حياتك ، أتحسب أنني أود رمي نفسي عليك حكيم يعني بمجرد أنك ضاجعتني سوف أصبح مشروطة عليك ههه بليز أرجوك لا تأخذني على هذا النحو السافل من التفكير
حكيم(أغمض عينيه):- احترمي ألفاظكِ معي ، اعتذرت لكِ عما حصل ليلتها فلم أكن بوعيي ولن نتطرق إليها لأنني سئمت من ذكراها التي وددت بكل ما فيني من عقل أن أعود بالزمن لأنسفها منه
لورينا(رمشت ببؤس وهي تجمع يديها فوق حجرها):- أعتذر منك على كلامي الوقح
حكيم(تنهد وهو متكئ على طرف الطاولة بذراعه بينما يده على جبينه يخفي تحتها عيونه المتعبة):- ما الذي أيقظكِ في هذا الوقت ؟
لورينا(توترت):- أردت بعض الماء
حكيم(أشار لها خلفه):- المطبخ خلفي خذي ما تريدينه وتصبحين على خير
لورينا(مدت يدها ونظرت لجرحه=):- لو تتركني أساعدك
حكيم(أمسك يدها بخفة وحملق فيها بقوة):- قلت لكِ .. خذي ما تريدينه واذهبي للنوم
لورينا(تشنجت من حركته ونظرت إليه بدموع):- أنا أحبك حكيم .. حتى لو آذيتني بهذه الطريقة
حكيم(نفض يدها عنه وأعاد الملصق لصدره بضربة حارقة لينتفض بعروق بارزة في جبينه تعني فقدانه للسيطرة):- وأنا لا أحبكِ لا أحبكِ ولن أحبكِ اطلعي من رأسي بالله عليكِ يكفي أنني أتحملكِ بسبب ميسون والحاضرين فقط ، أتحملكِ خوفا عليكِ من أمكِ العاهرة المجنوووونة ، أتحملكِ لأنكِ بدوني ستهلكييييييييين فدعي لنفسكِ بعض الكرامة وارحميني من محاولاتكِ الفاشلة بالله عليكِ ، دعيني في همي وابتعدي عني ابتعدييييييي عني
لورينا(ببكاء قهري ارتعبت من ثورته المخيفة في وجهها):- اهئئ ستندم على كل هذا الكلام
حكيم(جلس على الكرسي بفشل وهو يطأطئ رأسه):- ارحمي نفسكِ من كلامي الجارح يا لورينا ارحمي نفسكِ وارحميني
لورينا(ناظرته بحزن وتحركت):- لكنني سأبقى أحبك …. رغم ذلك
حكيم(دفع الكرسي بذراعه وآلم نفسه أكثر):- يكفيييييييييي
لورينا(اهتزت خوفا منه وعليه ولذلك ركضت مبتعدة عنه):- اهئئئئ … حرام عليك ما تفعله بي ، حراااام عليك يا حكييييم اهئ
حكيم(نظر إليها وهي تركض وسط الظلام الخفيف لتختفي وسط الدرج):- ارحموووني فقط دعوني وشأني دعوووووني وشأني …
لا يريد أحدا ولا يحتاج أحدا كره نفسه وكره الجميع وكره قلبه الذي يجره نحو المذلة يوما بعد يوما ، كرهه كره العمى لأنه دوما ما يقوده كالأعمى نحوها دونما قدرة على التحكم في مشاعره مثلما فعل الآن ، لم يشعر بنفسه وهو يجلس على كنبة غرفتها ينظر إليها وهو يتحسر على شباب قلبه الضائع في ملكوت عشقها ، والذي لن تحتويه ولو سخّر لأجلها النجوم فهي قد خرجت من دائرته ووهبت قلبها لرجل غيره فكيف سيخرس آلامه الآن ؟؟؟؟؟؟
تحركت بعد وقت وفتحت عينيها دون سابق إنذار وكأن شيئا ما أيقظها من نومها وجعلها تستفيق ، وجدت قلبها ينبض بقوة وبه رعشة خوف غريبة كانت تستشعرها سابقا حين يتعرض أحد لأذى ، ومؤخرا باتت تلفها مرة بعد مرة كلما عاشت ميسون ظرفا غريبا أو أيا ممن تهتم لأمرهم مثلهم …… ومثله ؟؟؟ ، فتحت عينيها على وسعهما وهي تناظر ظل الشخص الجالس في الركن المظلم وهو يتفرج عليها بشكل مهيب لم تلمح منه إلا لمعة عينيه تحت ضوء القمر وهذا ما جعلها تنفض الغطاء عنها بسرعة وتهرع إليه
ميرنا(عانقته دون تفكير وحضنت رأسه برهبة):- لما لم توقظني ؟
حكيم(عقد حاجبيه بألم وابتلع دموع عينه بفشل والتي هجعت باحتضانها المريح ذاك):- ليس هنالك شيء
ميرنا(رفعت رأسه إليها ومسحت عينيه ثم أردفت باختناق):- لما تبكي إذن ؟
حكيم(دفعها عنه وانتفض وهو يعقد حاجبيه):- متى بكيت أنا ، أنتِ تهذين أساسا أ.. كنت يعني قد تذكرت بضعة أشياء قديمة أثرت بي ولم أشعر بنفسي فلا تعمليها قصة
ميرنا(بوهن في ذاتها تمسكت بذراعه):- حكييييم …
حكيم(نظر إليها بعذاب وقد كانت بقميص نوم رمادي خفيف):- …لارد
ميرنا(جحظت بخوف حين رأت جرحه):- أنت تنزف
حكيم(نظر لجرح صدره وانتبه لذلك توا):- كنت سأبدل ضمادته ولكنني آذيت نفسي ، ثم لا تنشغلي بي عودي لنومكِ لا أريد شفقة من أحد حتى منكِ
ميرنا(انتبهت لاحتدامه ضدها):- لما تكلمني بهذه الطريقة ؟
حكيم:- وسأكلمكِ بهذه الطريقة متى يحلو لي تعبت من ملاحقتكِ ميرنا تعبت من انتظارك ومن انتظار أوهامك ، تعبت تعبت حتى فاض التعب مني وأنتِ حتى لا تشعرين يكفيني منكِ
ميرنا(شهقت من صراخه بوجهها ورمشت حين خرج هادرا من غرفتها):- ما به هذا الآن ؟؟ لا ويقتحم غرفتي وهو عار الصدر وجريييييح ثم يجلس ليتأملني في ركن قصي وتدمع عيناه دون سابق إنذار ، لالالا أكيد هو يعاني من خطب ما وسأعرفه لا محالة حممم ؟
التقطت رداء الفستان القصير وارتدته بسرعة لتحشر قدميها بخفيها وتلحق به ، يجب أن تفهم ما يؤلمه صحيح لديها فكرة لكن اعتقدت أنه قد فهمها حين حادثته ذلك الصباح قرب المسبح ، لكن يظهر لها أنه لن يستوعب مطلقا أن تكون لغيره وأن ما مضى قد مضى .. فهل ستتحسر على نفسها أم على نفسه التي تؤذيها بتصرفاتها العفوية ، لم تعرف فقد كانت تخط الأرض بهرولة ونزلت ركضا من الدرج لتجده في محله السابق جالسا بخشونة وقد أزال الملصق بقوة ورمى به على جنب ليمسك بالمقص ويضعه على جرحه وهو يتنفس بعمق وبعقل غائب عن عقله فقد تركيزه بالمرة لحظتها .. وهنا شهقت بفزع وركضت إليه وأمسكت يده ليتوقف عما يفعله بنفسه
ميرنا(بدموع في عينيها):- لو تحبني لا تفعل …
حكيم(رمش بدون تركيز وهو يضغط بالمقص على جرحه):- أحبكِ
ميرنا(نظرت للنزيف الطفيف ولمحته قد فتح قطبا من قطبه):- يا إلهي … حكيم حكيم أرجوك توقف عن هذا الجنون …
حكيم(مال برأسك وقد فقد شعوره لحظتها):- أحبكِ
ميرنا(نظرت إليه ووضعت خصلة خلف أذنها بخوف وهي تحاول إبعاد يده):- بالله عليك لا تفزعني أرجوك دع هذاااا أبعده أبعده وإلا صرخت وجمعتهم على رأسك ؟؟؟
حكيم(بعيون ضبابية):- أحبكِ
ميرنا(نظرت إلي عينيه الغائبة وحالته المبهمة):- حكييم أرجوك ركز معي أعطني المقص لو سمحت
حكيم(رمش بغبن):- أحبكِ
ميرنا(شهقت ببكاء):- اهئ أعطني المقص أنت تخيفني حكيييم ، اهئ لما ترعبني هكذااا ألست تسمعني أم أنك تود إفزاعي بهذا الإرهاب الذي تمارسه في حق جرحك ؟؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه وهو يتنهد بأسف):- [هذا الدَّمُ لا فائِدَة مِنهُ إن كان لا يَتدفقُ بَين أوردَتكِ مِثلما تتدفقينَ أنتِ فِيه] …
ميرنا(نظرت بحسرة لدمه الذي نزف على صدره وعضعضت شفتيها حين مدت يدها):- أعطني إياه
حكيم(انصاع لحركتها وأعطاه لها):- لماذا ميرنا .. أجيبيني فيما قصرت معكِ أما زلتِ تعاقبيني على غيابي القهري ؟
ميرنا(تنفست الصعداء حين أبعدت المقص عن مرمى يده):- أوفف الحمدلله خوفتني
حكيم(نظر لدموع عينيها وبعدها لجرحه):- فيما يهمكِ أمري لو انتهيت حتى لن تفرق معكِ بشيء ميرنا ، وكلانا نعرف ذلك
ميرنا(كفكفت دمعها وأمسكت بعض القطن وباشرت بمسح الدم):- أنت مجنون على فكرة غدا يجب أن يراك الطبيب ، سوف أضع لك الملصق ولكن ذلك القطب الذي فتحته لا أدري ما سنفعل بأمره ، ما قمت به جنون يا حكيييييم جنوووون
حكيم(استسلم لحركة يدها واتكأ على الطاولة وهو ينظر إليها بغبن معهود):- ليت لهفتكِ هذه تختص حتى في مراعاة المشاعر
ميرنا(رفعت بصرها إليه وسرعان ما أعادته للجرح واستقامت لتمسحه بدقة):- إياك وأن تعيدها
رفع رأسه لها بتعب وناظر جسمها اللولبي أمامه وهي تتحرك بعفوية جعلتها تنسى انزياح الرداء قليلا من على كتفها المغري ، وغفلت حتى عن شق صدرها الماسي الذي كان هلاكا بحد ذاته ، طالع شعرها الذي جذبته من جنب وعنقها الطويل الذي بدا له كالحليب في جنح ذلك الظلام الطفيف المحيط بهما ، رغب بها ولن ينكر أنه يتمنى لو يمتلكها ويمتلك روحها وجسمها ويقبلها بقبلات تحبس أنفاسها ، رغب بملامسة جسدها وبطمسه بجسمه تحت ضوء ذلك القمر ، رغب بتقبيل شفتيها اللتين جعلتهما يتوسمن بالحمرة حين عضعضتهما خوفا عليه قبل قليل ، رغب بمعانقتها وشم عطرها فهي ملكه منذ الطفولة ، ميرنا الراجي إرثه الذي لن يسلمه لأحد لو أسعفته الظروف ….. لكن كل هذا هو غير قادر على تحقيقه ، فلهفتها الآن هي لهفة قلب محب يخاف عليه من الأذية لأنه متعلق به كشخص لا يمكنها الاستغناء عنه ، شخص عزيز أجل لكنه لن يرتقي لمكانة الحبيب الذي ستمنحه جسدها بسرور العاشقيييين ، وهذا ما يؤلم أكثر من آلام جراحه السقيمة المسطر تحت جملة بالبند العريض "أنتِ ملكيتي المهلكة يا عصفورتي الصغيرة" … تأوه بحسرة وهو يطرد أفكاره حين شعر بها قد وضعت الملصق برفق على جرحه وأخذت تطبطب على جنباته بهدوء كي يلتصق ولا يؤلمه
حكيم(أمسك بيدها ووضعها على خده قبل أن تجمع الأغراض):- أحبكِ ميرنا
ميرنا(مسحت بيدها الأخرى على عينيها بتعب):- وماذا يفترض بي أن أفعل ؟
حكيم(أسقطها في حجره واعتصر خصرها ليدفعها إليه بقبضة محاصرة):- أحبيني
ميرنا(نظرت جانبيا بتعب):- أتركني يا حكيم ما تفعله خاطئ
حكيم(بلهفة فتح شفتيه وهو يقاوم قرب شفتيها منه):- أنتِ طليقتي
ميرنا(زمت شفتيها):- أنا أحب رجلا آخر
حكيم(اقترب بوجهه من وجهها):- تعتقدين ذلك
ميرنا:- هه هل عداك ميار بتناقضه أم ماذا ، صباحا تجزم لي أنني أحب وائل وليلا تعارض قولك يعني استقر ولا تعطي لهذه الفكرة أي مجال ، لأن إيماني بعشقي لذلك الرجل لن يتزعزع وموقعي هذا في حضنك وعلى حجرك وفي مكان قصي وبهذا الليل سيفهم بشكل خاطئ لو لمحنا أحد ما .. لذلك ستتعقل وتصعد لغرفتك فابنتك بحاجتك حكيم لا أنا
حكيم(أغمض عينيه ووضع جبينه على فكها بتعب):- أينفع لو أحترق أنا وقلبي لأريحكِ ؟
ميرنا(وضعت يدها على رأسه من الخلف ومسحت على شعره):- أشعر بثقل قلبك فهو يثقل كاهلي أيضا لكنني لا أريد أن أكذب عليك أو أوهمك بشيء حكيم .. أنا أعشق وائل وسأكون له
حكيم(ابتسم وهو يرفع عينيه لها):- قبل البرنامج طلبت منكِ قبلة أخيرة في عرين ميار تذكرين ؟
ميرنا(ابتعدت برأسها وحاولت التملص من قبضته):- أذكر لكن ما لا أعرفه هو ما سبب تذكر ذلك الآن ، ثم ثم أفلتني يمكننا أن ننهي هذا الحديث على بعد مسافة
حكيم(شد قبضته أكثر وهو يدفعها إليه):- أنتِ تثيرين غرائزي الرجولية وأرغب بكِ ميرنا
ميرنا(هنا فتحت فمها بدون وعي ودفعته عنها بقوة):- هل جننت ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(حين أفلتت منه استقام وجذبها من ذراعها وأمسكها من يديها):- مجنونكِ أنا لا شيء جديد
ميرنا(تلعثمت وهي تنظر لصدره أمام وجهها بينما يديه كانتا كقبضتي حديد على خصرها):- أينفع هذا يا حكيم تصرفك غير مفهوم ، ثم أخفض صوتك لو استيقظ أحدهم ستصبح مشكلة
حكيم(اقترب برأسه من أذنها وهمس بعد أن لامس خدها بشفتيه):- الهلاك من تحت يديكِ شقاء ولكنه بالنسبة لي حبل أمل أتمسك به لأتنفس
ميرنا(أغلقت عينيها من همسه وهزت رأسها):- لما تعذبنا ؟
حكيم(لامس خصلة من شعرها):- لأنني أهواكِ والهوى فيكِ يعني الجنون
ميرنا(نظرت ليديها اللتين وضعهما على صدره):- أتعتقد أنك ستؤثر فيني هكذا ؟
حكيم(طبع قبلة على كتفها العاري):- أحاول
ميرنا(بوهن خائب):- أنا ملك له
حكيم(برفض هتف):- طالما لستِ زوجة أحد رسميا فلن أبتعد عن مدارك ، حين يُوضع اسمكِ جوار اسمه على عقد القران وقتها فقط سأتلاشى من محيطكِ كما كنت سابقا
ميرنا:- مجددا ستختار الابتعاد عن مداري ، ألم تكتفي من الهجر 17 سنة يا حكيم 17 سنة ؟؟؟
حكيم(هز كتفه بامتعاض):- ولن تكفيكِ
ميرنا(نظرت لعضلاته ورمشت وهي تشيح بصرها لغير جنب):- أنا مغرمة به ولن أنفك من ترديدها حتى تقتنع بأنني …
حكيم(رسم ابتسامة على وجهه حين قرأ ما يجب قراءته):- يكفي لست بحاجة لسماع شيء قد وصلني ما أردته بالفعل
ميرنا(بعدم فهم نظرت إليه وهي تتملص من يديه):- أنت تخنقني وأنا لم أفهم منك حرفا ويكفي يكفي لعبا بالأعصاب أنا أراعي الوضع لأننا ليلا والناس نيام لكنني سأحاسبك على هذا التوتر تأكد من ذلك
حكيم(تركها قليلا وانحنى بقبضتيه على الطاولة):- أريدكِ ميرنا
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر وعدلت رداءها بحنق):- أصلا سأنسحب فما عاد للحوار معك مجال
حكيم(تأوه بعد ثانيتين):- أسبق وفكرتِ فيني كرجل يستحق أن يُقابل عشقه بالمثل ؟
ميرنا(توقفت في المنتصف وابتلعت ريقها):- أنت رجل مميز حكيم وأكيد سوف تجد من تقدرك وتحبك أفضل مني حتى و
حكيم(قاطعها حين التفت إليها):- أسبق ووضعتِ نفسكِ مكاني ؟
ميرنا(توترت أكثر وأشارت بقلة حيلة):- لاء لكن .. أعلم أن وضعك صعب
حكيم(مط شفتيه وهو يهز رأسه):- أجل هو صعب جدا ، وعليكِ أن تجربيه أيضا
ميرنا(بعدم فهم رمشت):- …. كيف يعني ماذا تقصد ؟
حكيم(اقترب منها بخيلاء):- يعني .. أنه سيأتي يوم وتحسين بذات إحساسي فقط آمل أن أكون ما أزال أنتظركِ على منصة الشقاء ، لأنكِ لو تأخرتِ ستجدين صدى أنفاسي الراحلة محيطة بالفراغ
ميرنا(عقدت حاجبيها):- كان حريا بي تركك تنزف قبل قليل أقله ربما يعود عقلك لرأسك
حكيم(كتف يديه):- انسحبي واهربي قدر ما تشائين .. لكن تذكري دوما أنكِ بموافقتي تعبثين ولو كان بودي حبا عنيفا كنت حصلت عليكِ قسرا ورغما عنكِ حين كنتِ زوجتي ، إنما ولأنني رحيم معكِ وأعشقكِ فوق أي معتقد فأنا أترككِ على سجيتكِ لتجدي طريقكِ إلي لوحدك عدا عن هذاااا ما كنت سأطلقكِ وما كنت سأسمح له بالتنفس معكِ تحت سقف واحد .. أقسم لكِ بحياة ابنتي التي لم أعرفها إلا قبل شهر لولا أن عشقي لكِ أعظم من كل ما تهفو إليه روحي لكسرت قلبكِ عليه ميرنااااا
ميرنا(هنا دمعت عينيها برعب):- عدت للتهديدات يعني صرت نسخة عن ميار الآن
حكيم(أشار بيديه بوجع):- أو ربما أنا أدهى منه لكنكِ لا تبصرين ذلك عصفورتي
ميرنا(طأطأت رأسها وأنزلت كتفيها المتشنجتين بأسف):- كنت أحسبك أفضل من هذا حكيم ، لكنك خذلتني
حكيم(رمش بعينيه وقد تلكأتِ الحروف بجوفه):- شكرا لمساعدتي في وضع الملصق لكنني سأمقتكِ لو اعتقدتِ بأنكِ قد كفرتِ عن ذنوبكِ تجاهي بهذا التصرف المقدور عليه من قبل أي أحد
ميرنا(تصلبت محلها وهي تشعر بريحه حين التقط قميصه من الطاولة وقد مر بها تاركا إياها لوحدها):- اهئئئ لما يحدث لي هذاااا لما علي أن أنام كل ليلة بالدموووووع ؟
جرت رجليها بوهن لتسقط على كنبة الصالون وتعانق وسائدها الصغيرة وتغوص في ملحمة دموع وبكااااء غير مستقر ، لقد عذبها أجل عذبها أثقل ضميرها هذه المرة بما هو أقسى وأشد ، ظلت تبكي بحرقة لأزيد من ساعة وهي تجهش بالبكاء الحارق الذي مزق وتين روحها … يعني حين تعدل كفة مع أحدهم تميل مع الآخر ووائل دوما في منتصف الدفتين رفقتها لا تدري ما هي فاعلة ، ولا كيف ترضي الجميع فأكيد لو حاولت ذلك ستخسر أحدهم وهذا ما أيقنت أمره في الظروف الراهنة ،.. فلما رست سفينة جنون ميار أخيرا استيقظ جنون حكيم فجأة وفقد سيطرته على نفسه وعلى الأحداث الضارية التي تزيد الأمور سوءا ، وتفقده صبره وحكمته ليصبح هذا الإنسان الذي واجهها الليلة دون قناع بل عرَّى نفسه أمامها وصدح بعشقها المجنون واضعا إياها في موقع حزن سيمتد بها لوقت من الزمن … أجل فهي تعرف ذاتها وكيف تتعامل مع هذه الأشياء التي تصلب روحها أمام الحقيقة التي تحاول جاهدا أن تنجو منها فعشق حكيم يمزقها حسرة عليه ، بينما عشق وائل تحاول النفاذ به لبر الأمان ، أما الأخير فربما هي تريد تصديق نظرته الجديدة تجاه جوزيت لكن هنالك شيء في أعماقها يمنعها عن ذلك ولكن مع هذا فهي ستثبت لكي يقتنع أنها مجرد سراب في حياته .. يعني دوامة ثلاثية الأبعاد ترمي بها كل مرة في طرف وهي كالكرة بينهم لا تدري كيف تجعل عقرب المودة يستقر في نقطة معينة بل كيف ستجعله يستقر وسط إعصار وبركان وزلزال لا يعرف أيهم ما معنى الاستسلام .. والضحية دوما هي ميرنا التي تكابد وسط تياراتهم الجارفة لعلها تفلت من تلك الضغوطات القهرية .. يعني إلى متى ستمضي وسط زوبعة تخميناتها المؤلمة ، ربما مرت ساعة أو ساعتين وهي على وضعها حتى غفت دون وعي في محلها …
هنا استيقظ بعد برهة ليحضر لنفسه ماء للشرب فانتبه لكرسي الطاولة الجانبية وهو مقلوب على الأرض وبجواره أغراض طبية ، عقد حاجبيه وتوجه صوبها حين لمح بعض الدم على المقص وفهم أن هذه الأغراض خاصة بحكيم ، هم بجمعها من هناك لكن شيء ما جعله يرفع رأسه صوب الصالون ليلمح شعرا يعرفه عز المعرفة وهو متدلي من حافة الكنبة … صراحة ارتعب لحظتها وهو يقترب بخوف خشية رؤية شيء غير مستحب .. لكن أن يجدها نائمة بتلك الطريقة وهي في حالة سكون وبوضع جميل جدا هذا ما لم يتوقع للأمانة أن يراها عليه ، قد بدت رقيقة ولامعة تحت أضواء القصر الخارجية وأيضا نور القمر الساطع من إحدى النوافذ ، رداء قميصها كان مائلا على جنب اضطجاعها وهذا ما جعل ذراعها تبدو كماسة متلألئة تستحق اللمس ، رفع يده بتردد وقبل أن يضعها على ذراعها مدها لرأسها ولامس خصلات شعرها المتناثرة لينتبه لالتهاب عينيها وحمرة هالاتها وأجفانها المنتفخة والدالة على بكاء عنيف ، حتى شفتها الدامية قليلا انتبه لها واستنتج أنها عضتها ربما من فرط البكاء لكن ما الذي سيجعلها تبكي بهذه الحرقة ؟؟؟ تشنج خاطره عليها ومسح على جبينها وحاول إيقاظها حين همس باسمها مرة فحسب ، لكنه تراجع ونظر إليها مرتين قبل أن يضع يده تحت ركبتيها ويده الأخرى تحت رقبتها بهدوء حتى رفعها إليه بخفة نظرا لحجمها الضئيل مقارنة به وهذا ما جعله يهز رأسه هازئا فقد ود لو كانت مستيقظة لتعرف الفرق ههه ، لكن ما استوقف سيل سخريته هو عطرها الذي تسرب لكينونته لحظتها وجعله يغمض عينيه لينفض عن رأسه تلك التأثيرات التي تجذبه قسرا نحو هاويتها الشهيرة بالموت المحتم دون رحمة … تنبه لحركة يدها التي وضعتها تلقائيا على صدره وهي تحك رأسها على وسادة صدره غافية في مزن بعيدة ، مزن لا تحمل في دروبها أدنى شقاااااء …
صعد بها بلطف وعيناه تناظرها مرة بعد مرة فقد حاول إشاحة بصره لغير شيء ، لكن جاذبيتها كانت أقوى من متناول قلبه الرقيق ، انعطف بها في الرواق متوجها صوب غرفتها وجد بابها مفتوحا أصلا لذلك دلف إليها ووضعها على السرير بحنان ، أزال خفيها ووضعهما على الأرض ووضع الغطاء عليها ليتوقف برهة قبل أن ينحني برأسه مطلا على وجهها لم يعرف لما لم يستطع انتزاع نفسه من جوارها ، لكن لا يصح إلا الصحيح ابتسم قليلا وابتعد منسحبا فهذا ما يلزم في ذلك الوقت حتما .. عاد للأسفل ونظف الطاولة بعد أن رمى تلك الأغراض في كيس القمامة بالمطبخ ، أخذ قنينة ماء ثم توجه لغرفته لعله يطرد بعضا من سحر البرانسيس ملوعة القلوب ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 06:27 AM   #685

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الوطن
تحديدا في المعسكر تلك الليلة ، كانت تجلس في الباحة الخلفية رفقة كامل كمال الذي كان يسرد لها ترتيبات الزفاف التي تقوم بها جدته من الآن ، إذ فور عودته بيوم سيتم الاحتفال بالزفاف وإقامة العرس على أصوله … طبعا ظل يحكي ويروي لعقل غائب عن الوجود فقد كانت ترسم لنفسها دوائر وهمية عن حفل زفافها ، أيعقل أنها حقا ستتزوج يوما ما ولكن هل سيكون هو زوجها .. لالا أكيد لن تقبل به حتى لو تقدم إليها لأنه شخص مريض ومعتوه وأخرق ….
كامل(انتفض بفزع):- أنا أخرررق ؟؟؟
وصال(تلعثمت وهي تنظر إليه بعدم فهم):- ماذا قلت ؟
كامل:- أنتِ التي نعتني الآن بالأخرق
وصال:- عذرا فكرت بصوت مرتفع قليلا .. تت أووه لم نشعر بالوقت أبدا أثناء حديثنا لقد تأخرنا يا كامل لنخلد للنوم فغدا أمامنا تدريبات على قدرات التحمل
كامل:- أي أشفق عليهن من الآن يا سيدتي
وصال(نهضت ومدت يدها له):- لو أشفقت عليهم تدرب بدلا عنهن
كامل(قفز معها من الحجرة العالية التي كانا يجلسان عليها):- وعلى ماذا مش ناقص حرق شحوم ، جدتي حميدة تطلب مني تناول الأكل جيدا كي تكون صوري مليحة
وصال(هزت رأسها بدون فائدة فيه):- عليك قصص أنت وجدتك مهلكة …
كامل(أخذ يسير بجوارها):- له له والله جدتي تموت فيكِ وكلما هاتفتها توصيني بكِ خيرا ، ههه على فكرة لقد سألتني عن اللواء أيمن في آخر مكالمة
وصال(تشنجت من سيرته):- وماذا قالت ؟
كامل:- سألتني ما إذا رأيناه مجددا بعد حادثة الحريق ، أجبتها بالعدم فنحن لم نرى خلقته من يومها
وصال:- لكن عما قريب سنراه يا كامل المشكلة غير كامنة فيه بل في جاسر ، فكلما رآه احتدم وامتلأت عيناه بالشر
كامل:- ييييْ لا تخبريني من الآن أرتعب ، مهلا ست وصال أتسمعين ما أسمعه ؟
وصال(رمشت بسكون وهي تصغي):- ماذااا سمعت ؟
كامل(عقد حاجبه بعدم فهم):- كأن هنالك أحدا ينازع أو يتمتم ، كأنه قادم من المخزن
وصال(هنا رفعت حاجبها ووضعت يدها على سلاحها):- تعال من خلفي هيا
كامل(ركض ووقف خلفها):- طبعا طبعا فأنتِ النقيب وأنا..
وصال(أشارت له بإشارة الصمت):- هششش اخرس
بلع لسانه وهو يلحق بها صوب المخزن ، وفي كل خطوة كان الصوت يصل لمسامعهم بشكل أوضح ، وقفت عند الباب الخلفي ونظرت لكامل قبل أن تفتحه بقوة لتفتح معه فمها في المنظر المهول الذي رأته ، شهق كامل خلفها ووضع يده على فمه وهو يحاول غض بصره
وصال(كتفت يديها بسلاحها):-الله الله ما الذي يحصل هنا ؟
مجدي(امتص شفتيه بتلعثم وهو يرفع بنطلونه):- أ… سيدتي النقيب
ليلى(برعب ارتدت ثيابها):- أ.. نحن نحن
وصال(هزت رأسها بعدم تصديق):- جنديين خارجين عن الطريق وأين في معسكر يدعمكم لأجل حماية الوطن يقومان بكل وقاحة بهذه الفحشاااااء في مخزن الأسلحة ههه … كامل كماااااااااال
كامل(بتوتر):- ن .. نعم نعم سيدتي ؟
وصال:- أيقظ لي العريف زاهر فورااااااا ليتخذ التدابير اللازمة في حق هذين الحقيرين تحررررك
كامل(بصق جانبيا وهو يرفع شفته):- جعلتماني أعافكما يععع نتنين
ليلى(أغلقت أزرار سترتها وانحنت أرضا بتوسل وهي تبكي):- أرجوكِ أرجوكِ سيدتي النقيب نحن نحن نحب بعضنا
مجدي(انحنى بجوارها أيضا):- لو سمحتِ حضرة النقيب لا تبلغي عنا سوف يسلموننا لمجلس تأديبي والله من عشقنا فلتت منا الأمور وكانت هذه أول مرة
وصال(صغرت فيهما عينيها):- سندع الأمر للرائد جاسر حتى يقرر فيه لكن الآن … تهجدا للإله مني لأنني لن أرحمكمااااا ولو كان هذا آخر عمل لي في هذا المعسكر
نظرا لبعضهما ببؤس وخوف فقد حانت نهايتهما بعد تلك الخطيئة التي أقدما عليها ، الرعب تفشى بعروقهما خصوصا من نظرات وصال التي كانت تعد بوعيد شر سيطمسهما بالعار لوقت طويل … سرعان ما حضر العريف زاهر الذي استيقظ من غفوته ليلحق به جاسر الذي أتى بقميصه الداخلي وبنطلونه العسكري بدون سترة ، رمش وهو يشعر بالحنق من كامل الذي لم ينطق بحرف فقط ناداه للمخزن على وجه السرعة
جاسر(زمجر بغيظ):- ماذاااا يجري هنااااا ؟؟؟؟؟
زاهر(تفتف وهو يشير إليهما):- تم ضبطهما وهما يمارسان الرذيلة في المخزن حضرة الرائد
جاسر(فتح فمه ورفع عينيه لوصال التي كانت تكتف يديها وتحادث كامل على جنب):- الرذيلة … وفي معسكري وبمخزن الأسلحة أيضاااا ؟
مجدي:- سامحنا يا سيدي الرائد والله غلطة ولن تتكرر و
جاسر(لكمه لوجهه على غفلة حتى أسقطه أرضا ودماء فمه تنزف):- غلطة هااااه … أقسم بأنك سترى حسابا أسود من تفكيرك .. وأنتِ
ليلى(انكمشت ببكاء على نفسها):- سامحنا سامحنا اهئ
جاسر(أمسكها من شعرها ورفع رأسها إليه ليصفعها صفعة مدوية طرحتها أرضا بجوار مجدي):- أكيد ستنالين غفراني ولو … عرييييف زاهر أترى أعمدة التدريب هناك في الساحة ؟
زاهر:- أجل سيدي ما بها ؟
جاسر(نظر إليهما بابتسامة):- جهز لي حبلين متينين فورا فسوف نعلق عليهما عنزة وضفدع بحاجة للتهوية وأنت كامل ساعده هيا
زاهر:- بأمرك سيد جاسر …
جاسر(نظر لوصال التي عقدت حاجبيها):- لقد ارتكبتما خطأ فادحاااا جدا ستعاقبان عليه .. سوف لن أبلغ المجلس التأديبي عنكما سأعفو ولكن ستنالان عقابا على طريقتي … تأكدا أن ما تبقى في أيام تدريبكما ستمر كالجحييييييم … خصوصا عليكِ ست ليلى لم ننسى بعد تواطئكِ مع ريحانة في حريق المهجع
وصال(تحركت من هناك):- لو تسمع نصيحتي بلغ عنهما ودعهما يحصلان على متعتهما بين قضبان السجن
جاسر:- الرحمة جائزة في بعض الأحيان ، ولكن رحمتي تختلف فأكيد سيتمنيان دخول السجن على البقاء في سجن عقابي
كامل:- سيدي جهزنا الحبال ماذا نفعل ؟
جاسر(أشار لهما):- تحرك منك لها لأرى
ليلى(ببكاء نظرت لمجدي):- اهئ كله بسببك
مجدي:- أنتِ التي جررتنني إلى هنا سحقا لكِ
جاسر:- أواثقة من أنهما يحبان بعضهما ؟
وصال(سمعت همسته حين تحركا رفقة زاهر وكامل):- لن أجزم لكن أكيد ما بينهما ليس حب أرواح بل حب أهواء انقشعت عند أول مطب … معلوم فالرجال بطبعهم حيوانات لا يفكرون إلا بالفراش
جاسر(أمسكها من ذراعها قبل أن تتقدم أكثر):- لا تعيدي هذه الجملة على مسمعي ما حصل تلك الليلة لا يحتسب من ضمن ..
وصال(اقتربت من وجهه بإغراء وهمست بخبث):- لم تعد تفرق عندي جاسر .. وفر غضبك لمن يستحقه في الساحة همم ؟
تركته جاثما محله وتقدمت صوب ساحة التدريب ، حيث ظل يناظرها بعدم فهم لقد تغيرت كثيرا وأصبحت أجلد من الجليييييييد بحد ذاته ، شحنته لا مبالاتها بالغيظ لذلك تقدم صوب الساحة بخطوات جبار سيفتك بهم فتكا لو وجد الفرصة .. طلب من كامل وزاهر أن يربطا أيديهما بالحبال وهذا ما فعلاه وبعدها طلب منهما أن يعقدا تلك الحبال على عمود التثبيت العالي ، صعد كامل على الكرسي ليثبتهما بقوة ويجعلهما متدليين قليلا ولكن جاسر طلب منه أن يعقد الحبال عقدة أخرى ليرتفعا على سطح الأرض بنسبة عدة سنتيمترات جعلتهما معلقين ، ذراعيهما معلقة في العمود المثبت وأقدامهما مرتفعة على الأرض بنسبة قليلة وهذا ما يعني العذاب المهلك …
جاسر:- هذا أقل عقاب ممكن أن تحظيا به حبيبي منك لها ، وأكيد سنستقبل يوم غد فرحة أصحابكم بإنجازكم هذا واثق من أنكم ستحصلون على تباريك منهم ، بيض حجر طماطم ومن يدري ربما براز سيجعلكم تكرهون الحياة وما فيها ههه يلا .. اجنيا قليلا من المتعة وواسيا بعضكما مثلما فعلتما في المخزن احرصا على البقاء دافئين يعني لن أضمن لكما تغير المناخ ، تصبحان على خير
زاهر(هز رأسه فيهما بقلة حيلة):- هذا جزاء كل من يخطأ … سامحكما الله
ليلى(انتحبت بألم):- اهئئئ سنتمزق هكذا ارحموووونا حرام عليكم
وصال(مطت شفتيها وهي تناظرها بازدراء):- طبعا ستحصلان على الرحمة منا لكن ليس الآن .. ليلتكما سعيدة هيا كامل
كامل(لوح لهما بأسف بعد أن صب عليهما دلوا من الماء بللهما كليا):- أنتما من جنيتما على نفسيكما بهذا العقاب … قلبي معكما
جاسر(تحرك قبلهم):- هيا كل إلى مخدعه تحركا …
وصال(تقدمته بتعفف واتجهت صوب الدرج الآخر المؤدي لغرفتها):- هفف يأمر ويتأمر وكأنه معفي من الخطأ ، لولا العيب لعلقته بدوري جوارهما لأنه يستحق
جاسر(أسرع بخطاه إلى أن صعد خلفها):- ماذا تدمدمين عندكِ حضرة النقيب ؟
وصال(فزعت من صعوده):- غرفتك في الطرف الآخر
جاسر:- وهذا الدرج المؤدي لذلك الطرف ست وصال
وصال(بعنفوان رفعت ذقنها وأكملت صعودها):- لم يعجبني العقاب
جاسر:- وأنا لم أقدم عليه كي يعجبكِ آنستي
وصال:- كنا بلغنا عنهما لما حميتهما ؟
جاسر:- نحن على مشارف انتهاء الدورة العسكرية ، تخيلي معي لو قدمت فيهما تقريرا سوف تضيع منهما هذه الدورة وقد يسجنا فيها ويصبح مستقبلهما في كفة العار .. وأنا فكرت مليا وقررت أن أتقبل ما حصل ولكن على طريقتي لأنني لن أدع لهما فرصة النجاة من عقوباتي القادمة
وصال(انعطفت من جانب رواقها):- مدهش ..أتمنى لك التوفيق
جاسر(عقد حاجبيه من تصرفاتها الغير مفهومة):- إلى متى ستتصرفين معي بهذا الشكل البارد ؟
وصال(رفعت حاجبها وهي تسير تجاه غرفتها):- إلى ما لا نهاية
جاسر(بغل):- والسبب يا وصال ؟
وصال(فتحت غرفتها وأطلت عليه):- أنك لا تستحق .. ليلتك فحم إن شااااء الله
جاسر(شهق من دعوتها التي ألحقتها بصفقها للباب):- والله عال يا جاسر وصلت لزمن يصفقون فيه الباب بوجهك ويتمنون لك سواد الليل أيضا … ماشي يا وصال صبري عليك سيطووول لحين تتأكدين من عشقي لكِ .. تت وصالي أنا ولكم اشتقت لعطر هواكِ
في صبيحة اليوم التالي
استيقظ الجنود على ذلك المنظر في ساحة التدريب ، تجمهروا هناك وهم يتساءلون عن سبب تعليق جنديين وسط الساحة بتلك الطريقة وفي واجهة الشمس الحارقة ، كان يبدو عليهما التعب والعطش لذلك قدم لهما العريف زاهر شربة ماء قليلة جعلتهما يلتقطان أنفاسهما بعد وبال تعليقهما ليلة كاملة ، تضاعفت الهمسات بين الجنود وصار لزاما على جاسر تقديم تصريح حيال ما يحصل ، وطبعا لم يبخل عليهم لذلك أجابهم بشكل وجيز عن سبب هذه العقوبة المستحقة
جاسر:- طبعا كلكم تتساءلون عن سبب عقوبتي للجندي مجدي والجندية ليلى ، بسيطة لقد خانا عهد المعسكر وأخلا بالأدب بداخله وصار واجبا علينا أن نقوم بتحديد عقوبة مناسبة لما أقدما عليه ، وقد كانت على هذا الشكل الذي ترونه أمامكم … وهذا ما يجعلهما عبرة لكم فمن يتجاوز قوانين معسكري سينال عقابا أشد وأعنف من هذا ، وأي واحد فيكم يفكر ولو مجرد تفكير في أن يقترب منهما ولو مترا سيعلق بجوارهما طبعا المكان سيتسع .. هيا انصراف الآن كل إلى موقعه تحركواااااااا
الجنود:- انتبااااااااه …
طبعا فهموا ما كان مقصد جاسر ونظروا إلى مجدي وليلى بحسرة فليس بوسعهم تقديم أي شيء ، وعليه انطلقوا للمطعم لأجل تناول وجبة الإفطار قبل بدء التدريبات ، وكانت سيرة هذا الحدث الغريب حديثا على ألسنتهم شباب وبنات .. وما لم يحسب له جاسر حسابا هو التمرد اللفظي فقد قارنوا بعلاقته بوصال مع علاقة مجدي وليلى وتولد الفكر العصبي لحظتها وهذا ما شكل اعتصاما بطريقة العساكر ، حيث ظلوا يطرقون الأطباق على الطاولة وهم ينظرون إلى وصال وجاسر بشكل غير مستحب بالمرة
كامل:- أشعر بالنهاية تقترب
وصال(نظرت لجاسر):- لما يفعلون هذا ؟
جاسر:- سنعرف الآن …. هدووووء هدووووووء توقفووووووووووووا فورا ، ما الذي تحسبون أنفسكم فاعلون هل ستعارضون أوامري ؟
جندي منهم:- هذا العقاب يهين شخص الجند كلهم فردا فردا ، فحين تستحب لنفسك ما تمنعه على غيرك يصبح الوضع هنا مربكا وقريبا من الاضطهاد سيدي الرائد
جندية أخرى:- أجل يا سيدي ، حتى لو أخطأ زميلينا هما ليسا عبيدا لديك حتى تعلقهما بتلك الطريقة دون رحمة أو إنسانية
جندي آخر:- ومن هذا المنطلق علينا أن نتطرق لعقوبة المسئولين أيضا ، كلنا سمعنا اعتراف حضرة النقيب بعلاقة حبكما المحظورة داخل حرم المعسكر
جندي آخر:- وهذا ما يبيح لكما ما أبحتماه للجنديين خارجا ، كلاكما عليه أن يحاسب
زاهر:- اخرس منك له أتحسبون أنفسكم ملوكا هنا حتى تحاسبون سيادة الرائد وحضرة النقيب ، إنهما أعلى منكم شأنا ولم تصل الأمور لما وصل إليه الجندي مجدي والجندية ليلى ، فعدا عن اقتحامهما للمخزن دون إذن قاما بتلطيخه برذيلتهما حين مارسا الفحشاء بدون تفكير في عواقب اختراق القوانين ، كان حريا بالرائد أن يكتب فيهما تقريرا ويدمر مستقبلهما ولكنه رحمهما وأشفق عليهما
الجندية:- أو أنه خاف من تحدثهما فإن وصلتِ الأمور للإدارة هما أيضا لن يصمتا عما حصل بينه وبين النقيب وصال
زاهر(نظر لجاسر الذي كان مبتسما وهو ينظر إليهم):- يكفي .. احترموا أنفسكم وإلا ستعلقون جميعا في الساحة مثل المذنبين
هنا هتف الجند جميعا بدون استثناء بصوت موحد بكلمة عقاب عقاب عقاب ، ظلت تتكرر على مسمعهم وهما ينظران إليهم بشكل مختلف عن الآخر .. فقد ظل جاسر مبتسما بشكل غريب بينما وصال عقدت حاجبيها وهي تشعر بالخزي من فعلتهم ، أما كامل فقد كان يولول من حالتهم المستنفرة عدا عن زاهر الذي حاول ضبطهم …
جاسر:- توقف يا زاهر أنا سأتحدث معهم
زاهر:- من بعدك سيدي الرائد
وصال(همست بخفوت):- ماذا ستقول ؟
جاسر(مط شفتيه):- ما يجب أن يقال في هكذا ظروف … اسمعوني جيدا يا جنودنا الكرام لن أكون دكتاتوريا معكم وأنكر علاقتي بالنقيب وصال والتي لم تتعدى الحدود الغير محترمة ، كان هنالك تجاوب وانسياب للمشاعر في الفترة الماضية بيننا خلقها التآلف وظروف العمل كأي اثنين من الممكن أن يقعا بذات موقفنا … الآن ما حصل هو أن غشاوة الهذيان كانت تغطي عقولنا والحمدلله استعدنا وعينا وتراجعنا وعرفنا أن ذلك الانجراف اللاإرادي لن يخلق إلا زعزعة في قلب المعسكر ، وبأننا سوف نمنع على الآخرين ما نبيح لأنفسنا ونعطي صورة سيئة على رؤساء المكان ، ولذلك توقفنا عند تلك النقطة وكان لزاما علينا الاعتراف بأننا أخطأنا وأنه لا يجب علينا العودة لذات الخطأ مستقبلا ، وهذا ما نتج عنه سيرورة آمنة للمعسكر كلكم لمستموها في الفترة الأخيرة ما قبل حادث الحريق ،.. حاليا أحترم النقيب وصال كثيرا ولي الشرف أن أكمل معها دورتنا التدريبية في حدود الزمالة التي فرضتها علينا الإدارة وما حدث سابقا نسيناه حتى أننا التفتنا لمصلحتكم قبل مصلحتنا وأكيد لم تلمسوا ما يخالف كلامي هذا بعد الحريق أليس كذلك ؟؟؟؟ (رمق ترددهم وأردف) .. وهنا سأعارضكم في فكرة المقارنة بيننا وبين مجدي وليلى اللذين أخلا بالعرف والأخلاق والأهم ما يحثنا عليه حب الوطن ، خيانتهما كانت عظمى ولا يمكن النظر إليها بعين الرحمة ومع ذلك رحمتهما ولم أكتب فيهما تقريرا وإلا لكانا الآن في التحقيق أمام الإدارة …
أحد الجنود:- ربما خشيت إن فعلت ذلك ستنقلب الأمور عليك ويوضع اسمك بقرب خيانتهما ؟
جاسر(نظر صوب من تحدث واسترسل):- الإدارة تعلم أصلا بهذا فأنا لست أخفي شيئا عن رؤسائي
الجنود(هتفوا لبعضهم بعدم تصديق):- غير ممكن
جاسر:- يمكنكم سؤال اللواء أيمن ما إن يخط بقدمه داخل المعسكر إن كنتم لا تصدقون رائدكم ؟
الجنود(صمتوا احتراما لحظتها):- ….لارد
جاسر(وضع يديه خلف ظهره):- يؤسفني هذا الحال ويحز في نفسي أن أجد منكم هذا العصيان ، اعتقدت أننا عائلة هنا ولكن اتضح لي أن حالنا لن يتغير إذ سنتصيد دوما الفرص للتعبير عن حنقنا الداخلي حول بعضنا بعضا وهذا ما لن يجعل هذا البلد يتقدم خطوة واحدة ، طالما ننقب عن عيوب الآخرين لنعلق عليها أخطاءنا … عموما لن أعلق أكثر وإن تكرر هذا العصيان أقسم لكم بعزة جلال الله أنني سأكتب فيكم تقريرا بالاسم ولن أتقاعس حتى لو كان عددكم صعبا لكنني سأقدم على ذلك علكم تلتزمون حدودكم التي إن تخطاها أحدكم مرة أخرى سيجد نفسه خارج المعسكر ، وكلمتي أخيرة … هااا وشيء آخر لو تطرقتم لهذا الموضوع ولو همسا مع بعضكم ستعلقون بجوار رفاقكم هناك في الساحة مثل اللحم المقدد عقابا على هذه الجرأة مفهووووم … انصراااااااااااااااف
الجنود(كلهم تسطروا برعب منه وألقوا التحية العسكرية):- انتبااااااااااه ….
غادرتِ الكتائب المطعم ولم يبقى سوى كامل كمال وصال وجاسر الذي التفت للطباخة فوزية هي والعم حسين والذي كان يحرك قدره بعيون تائهة فقد كان متابعا للأحداث ، فحتى عندما هدر فيه جاسر لم يستوعب إلا بعد أن جاءته ضربة بملعقة الخشب من حيث لا يدري
حسين:- ما بكِ يا امرأة هل جننتِ ؟
فوزية:- أجل جننت يا أطرش ، الرائد يناديك منذ ساعة وحضرتك فاتح فمك الشبيه بفم البغال
حسين:- أنا فمي شبيه بفم البغال يا أم لسان الxxxxب المتزوجة بالأفاعي ؟؟؟؟؟
فوزية(جحظت عينيها):- بالله إن لم تخرس أقسم أنني سأرمي بالمرق الساخن على وجهك
حسين(تأفف ورفع شفته):- اعفيني من صوتكِ الصدأ هذا ودعيني أهتم بسادتي الكرام ، هااا أي أوامر سيدي الرائد ؟
جاسر(جر كرسيا وجلس):- أجل .. أشعر بالجوع وأود تناول فطوري اليوم هنا مع النقيب وصال وكامل كمال ممكن ؟
فوزية(استطردت بلهفة):- وأحلى فطور لأحلى سادة …
حسين:- لقد قال حسين هل اسمكِ حسين ؟
فوزية:- وش فهمك أصلا يا عديم المفهومية إنه يطلب مني بيضا نصف مستو كل صباح يعني أنا من سيحضر لأجله الفطور وعليك القهوة
حسين:- أستغفر الله العظيم
وصال:- لا تحسبوا حسابي لا أرغب بالإفطار هنا
جاسر(بنبرة جادة):- اجلسي أمامي … هناك حيث أشير
وصال(وضعت يديها على الطاولة واتكأت):- أتأمرني سيد جاسر ؟
جاسر(اشرأب عنقه وهو يتأملها):- يس
وصال:- إذن في أحلامك
كامل(حاول تلطيف الجو بينهما):- دهعننن لما لا نجلس سيدتي وصال والله جوعان أنا يعني .. حرام نضيع تعب الخالة فوزية والعم حسين أليس كذلك ؟
وصال(رمقت كامل بنظرة قاتلة):- انصرف عن طريقي كامل …
جاسر(بنظرات الترجي):- لطفا ؟
وصال(نظرت إليه باستغراب):- ههه أتعلم أن المحاضرة التي ألقيتها على الجنود لم تصل لمسمع عقلي قط ، لأنني أعرف أنها جعجعة هادرة افتعلتها لأجل الدفاع عن نفسك أمامهم .. كان بودي أن أخبرهم بحقيقة الوحش الذي يختبئ خلف عباءة القيادة ، ولكنني اتقيت فيك المولى وتعاملت بمبدأ الرحمة عند الاستطاعة وهذا شيء تعلمته منك عزيزي
جاسر(أمسك بيدها بخفة قبل أن ترفع نفسها):- ستجلسين وتتناولين هذا الفطور اللعين وإلا أقسم لكِ بأنني سأخرج للأبد من هذا المعسكر ولن تري وجهي مرة أخرى
وصال(ارتبكت من حركته ونظرت لكامل):- سيسعدني توديعك لا تنسى إخباري، يدي لو سمحت ؟
جاسر(أفلتها وضرب الطاولة برجله قبل أن يهدر في كامل):- أغلق تلك الباب فورااااا يا كامل
كامل(نظر إليها):- هئئئئ
وصال:- لو أغلقتها ستنسى صداقتنا كاااااااامل ؟
جاسر(نفث شررا):- كاااااامل سمعت أمري بوضوح فنفذه ؟؟؟
وصال(بلؤم ناظرت جاسر):- صدقني يا كامل سوف تجد نفسك متشردا خارج المعسكر لو أقدمت على ذلك
جاسر:- أنا القائد يا كامل وأمري واجب الطاعة تحررررررك
وصال:- كاااامل لا تفعل
كامل(كان ينظر تارة لها تارة له وبانهيار أخفض كتفيه):- كامل رحمه الله …
حول عينيه وسقط أرضا مغشيا عليه وهنا هرعت إليه فوزية بكوب ماء بينما أحضر حسين حبة بصل وأخذوا يشمموه له ، هنا كان جاسر قد أغلق باب المطعم بنفسه بينما كانت هي تجلس على الطاولة وتنتظر استيقاظ كامل رغما عنها … العفريت قام بذلك عمدا ليجبرهما على الصمت وإلا كانت الأمور ستتفاقم لما لا تحمد عقباه ، فور استيقاظه طلب الفطور لهم وفرح لأنها لم تتركه وهو متعب بينما جاسر كان ذلك عز مناه …
وصال(شربت من قهوتها بتأفف):- لأجلك فقط يا كامل أنا أشاركه الطاولة .. وهذه آخر مرة
جاسر:- ولكنكِ جلستِ بالأخير
وصال(بشراسة):- من أجل كامل وليس من أجلك
كامل(ابتلع ما بفمه):- حسنا حسنا لنلعب لعبة
وصال وجاسر(في آن الوقت):- وهل هذاااااا وقته ؟؟؟؟؟؟
كامل(انتفض من صراخهما وأشار بيده):- اسمعاني فقط سوف نلعب لعبة الصمت ومن يتحدث سوف نحكم عليه في لعبة الصراحة أو الجرأة من ليس موافقا سأعتبره جبانا هاه ..
وصال:- أنا لست جبانة وأقبل التحدي
جاسر(صغر عينيه فيها):- وأنا أيضا
كامل(نظر إليهما وأردف):- ماذا ستحضران هدية لحفل زفافي ؟
وصال(نظرت لجاسر وزمت شفتيها):- …لارد
جاسر(وضع يده على فكه بأريحية):- لارد …
كامل(أنتما أعند من الحجر ولكنني أدهى منكما هععع بركاته جدتي حميدة):- من يحب الآخر أكثر ؟
وصال(رفعت حاجبها باستهزاء):- …لارد
جاسر(حرك حاجبيه وزفر بعمق):- …لارد
كامل:- هل تريدان الاعتراف لبعضكما بشيء مدفون بقلبكما ؟
وصال(أود لكنني لن أفصح):- ..هممم
جاسر(أريدها أن تعرف بأنني أهواها):- …لارد
كامل:- اللواء أيمن حين تقدم لكِ هل فكرتِ في عرضه حقا ؟
وصال(نظرت لجاسر الذي امتقع وجهه):- أكيد لاء
جاسر(في آن الوقت):- غير السؤال
كامل(أشار لهما بسخرية):- هاهاهاهاهههه وقعتما في الفخ معا إذن سننتقل للمرحلة الموالية ، صراحة أم جرأة وهذه الملعقة ستكون الفاصل بينكما .. مستعدان ؟
وصال(نظرت لجاسر وشحنت نفسها بالغضب):- ابدأ
جاسر(بعناد الحجر مثلها):- باشر …
كامل(حرك الملعقة بمتعة):- هياااااا …… ههه أوبس وصال أنتِ من ستجيب والرائد سيطرح السؤال عليكِ ..
جاسر(ابتسم بخبث وامتص شفتيه):- أما زلتِ تحبينني ؟
وصال(ارتعشت من سؤاله المباغت ولعنت كامل أشر لعنات):- أنا لم أختر بعد صراحة أم جرأة
كامل:- معها حق … اختاري
وصال:- جرأة
جاسر:- يعني عنادا فيني تقومين بهذا
وصال:- هذا حقي في اللعب … اخترت الجرأة فتفضل
جاسر(اتكأ على ظهر الكرسي جيدا وناظرها مليا):- أريدكِ أن تحضري لي قهوتي بنفسك
وصال(فزت عينيها بعنف):- أتحسبني خادمة عند أهلك مثلا ؟
جاسر:- قانون اللعبة أليس كذلك كامل ؟
كامل:- أجل سيدتي واجب عليكِ تنفيذه
وصال(عدت حتى الثلاثة لتتمالك أعصابها واستقامت):- حاضر سأجهزها لأجلك سيد جاسر
جاسر(برقت عيناه من تحركها):- اممم وأنا بالانتظار .. هه كفك كامل ؟
كامل (استقبل كف جاسر):- ههه الله يستر
وقفت بجوار العم حسين وأمسكت إبريق القهوة ووضعت فيه ملعقتين ونظرت للعم حسين شزرا كي يبتعد ويفسح لها المجال ، وطبعا ابتعد وإلا كانت ستحرقه بنظراتها النارية صوب جاسر ، أخذت تنتظر القهوة حتى فرغت منها وحين همت بوضع ملاعق السكر ابتسمت بخبث ووضعت ما أرادته لتقدمه له وهي تبتسم ببلاهة لعله يختنق وتخلص منه ^^
جاسر(وضع رجلا على رجل):- النقيب وصال محفوظ بحد ذاتها تعد لأجلي القهوة ، اكتب هذا في نصوص التاريخ من بعدي يا كامل كمال
كامل(ابتلع ريقه رعبا منها):- امممم سأكتب طبعا إن لم أسبقك لدنيا الآخرة
وصال:- صحة وهناء
جاسر(رمقها وهي تجلس بعد أن قدمتها له):- يسعدني شرب القهوة من يديكِ وصال
وصال:- حقا ههه حتى أنا يسعدني أن تعجبك
جاسر(نظر للعم حسين الذي كان يشير له من خلف ظهر وصال بإصبعه):- …؟؟؟
العم حسين:- لا تشرب لا تشرب … لا تشرب
جاسر(لم يفهم ما الذي يقوله دون صوت):- ما به هذا ؟
وصال(استدارت خلفها ووضعت يدها على عنقها بحركة الذبح):- حمممم
العم حسين(التصق بالحائط):- يا ويلي
فوزية(سخرت منه):- هذا جزاء من يتدخل فيما لا يعنيه ههههه
العم حسين(رمقها بتأفف):- فقط لو تغربي عن وجهي سأرى السعد في هذا المعسكر
فوزية(وضعت يديها على جنبها):- ماذا ماذا تتمتم هناك لديك
العم حسين(دفع كرشه وعاد لمحله):- ولا شيء حسبي الله ونعم الوكيل
كامل(نظر لجاسر الذي رفع الفنجان لفمه):- هل قمتِ بوضع السم فيه ؟
وصال(غمزت لكامل):- بل أدهى …
جاسر(ارتشف رشفة منه وسعل بشدة حتى أسقط الفنجان أرضا):- أكححح أكح ماذا وضعتِ فيه ؟
وصال(بمتعة):- بعد الفلفل الحار مع قليل من الملح هااااا كيف المذاق معك ؟
جاسر(أشار لكامل وهو ممسك بعنقه المحمر):- الماء يا كامل أغثني … اككككح
أخذت تضحك وتضحك بصوت مرتفع على منظره لكن سقوطه على الأرض وهو جاث على ركبتيه في محاولة لالتقاط أنفاسه جعلها تتوقف فزعا وتنظر إليه بعدم فهم ، كأن عيناه كادتا تخرجان من محلهما ووجهه كله امتقع بالحمرة وحتى سعاله كان كما لو يستخرجه من آبار صدره الذي كان ممسكا عليه بقوة ،… أحضر له كامل الماء ولكنه شرب القليل واندلق البعض على قميصه ومع ذلك لم يخرج من تلك الحالة ، هنا شعرت بالذنب والخوف يخالجها ولم تفهم كيف تساعده ….
العم حسين:- يا إلهي سيموووووت بين أيدينا
فوزية(هرعت للثلاجة):- إلهي تموت أنت ونخلص منك ساعدني لإحضار ماء بارد وبعض الثلج
كامل(أخذ يولول):- يا ويلي سنخسر الرجل هكذااااا … ماذا سنفعل ؟
فوزية(ركضت إليه بالماء البارد ودلقته على رأسه):- هاتِ الثلج وضعه على رقبته أسرع
العم حسين:- وما فائدته ؟
فوزية:- ما رأيك لو أشرح لك في جلسة استشارية عن منافعه وأضراره لو أردت ؟؟؟؟
العم حسين(وضعه وهو يزفر):- اللهم نجه يا رب
وصال(ابتلعت ريقها بخوف وجثت أرضا على ركبتها وهي تنظر إليه):- يا إلهي ماذا فعلت ؟
جاسر(كان يختنق بالفعل):- أكح … وصال …وصال أنا …
وصال(اقتربت منه برهبة):- يا ويلي هل هو يودع الآن ؟
كامل:- تقدمي إليه يا ست وصال ارحميه رجااااء
وصال(اقتربت منه بتوجس):- آسفة منك لم أقصد حدوث هذاااا … آسفة
جاسر(أغمض عينيه وفتحهما بصعوبة):- الفلفل الحار يسبب لي حساسية .. اكح لا عليكِ
وصال(كيف لم يغضب مني توقعت أن يصفعني كبداية لترجمة حنقه ضدي):- أ…
فوزية:- هفف الحمدلله سيتجاوزها أخيرا
العم حسين(رفع يديه للسماء):- سأحضر لك كوب حليب سيساعد على إزالة الحرقة بجوفك
فوزية:- وضع فيه بعد القرفة أو لأقول لك دعني أنا أحضره
العم حسين(تحرك قبلها):- بل أنا
فوزية(لحقته بحنق):- أنا وأنت سوية
كامل(رمش ونظر لنظرتهما ونهض):- سأساعدكما وخلصوووووني الله يخليكم
وصال(لمحت انسحاب كامل ونظرت لجاسر الذي دمعت عيناه جراء الحالة التي عاشها):- لم أعرف
جاسر:- اوووف … لم تكن هنالك فرصة لأخبركِ ..أعذركِ
وصال(-لم تفهم شيئا من تصرفه العطوف معها):- سامحتني ؟
جاسر(أغمض عينيه وتنفس بعمق قبل أن يرخي عضلاته ويشد على قبضته):- لن أسامح نفسي عما فعلته بكِ وجعلتكِ تعيشينه وصال ، لا أدري كيف سأكفر عن ذنبي ولكن .. أتمنى لو تغفري
وصال(امتصت شفتيها ومدت يدها لتضعها على وجهه لكنها توقفت في المنتصف وجمعت قبضتها):- ربما سيساعدك الحليب بالقرفة أو ما ذكرته فوزية ، و.. أنا سأنسحب الآن
جاسر(فهم أنها تحاول مقاومة مشاعرها):- إلى متى ستهربين ؟
كامل(رمقها وهي تهرب فعلا ونظر لجاسر الذي طأطأ رأسه بحزن ، هنا ركض إليها واستوقفها قبل خروجها بلحظة):- له له يا ست وصال أليس عيبا أن تخرجي دون أن تطمئني على السيد جاسر ، لقد تسببتِ له بهذا الحال وستهربين هكذا ؟
وصال(بارتباك):- ولكنني اعتذرت منه ؟
كامل:- عيب في حقكِ أي والله عيب ، ماذا سيقول عنكِ العم حسين والخالة فوزية أنكِ جعلته يمرض وهربتِ قبل حتى أن يستعيد أنفاسه ؟
وصال(نظرت لجاسر خلفه والذي حاول بجهد أن ينهض ليجلس على الكرسي):- لن أستطيع ضبط نفسي في هذا الموقف يا كامل
كامل(رأف لحالها):- لكن الواجب يحتم عليكِ أن تبقي بجواره .. هذه هي الأصول
وصال(مطت شفتيها وأزاحت يدها عن مقبض الباب):- سأبقى قليلا فقط
كامل(ضحك وهو يشير لها):- لألحق العجوزين قبل أن تتحول القرفة والحليب لخليط غير متجانس
وصال(فركت يديها وتقدمت صوب طاولة جاسر حيث جلس ووضع يديه على رأسه المسكين):- هل تتألم ؟
جاسر(لم يزح يديه بل ظل مغلقا عينيه بوهن):- أظنني سأبقى مريضا اليوم بطوله الفلفل الحار يفعل بي العجائب تتت
وصال(عضعضت شفتيها وجلست على الكرسي جواره):- متأسفة
جاسر:- يكفي اعتذارات وصال أنتِ لم تعرفي بالأمر
وصال(تنهدت وهي تضبط يدها الشقية التي رغبت بملامسة يده دعما):- ماذا بوسعي أن أفعل ؟
جاسر(رفع يده وأطل عليها بهدوء):- لن أتحمل أشعة الشمس كثيرا عيوني ستحرقني بشدة
وصال(نظرت للنوافذ ونهضت):- لأغلقها إذن
جاسر:- نن سأشرب ما يعدانه وأذهب لغرفتي يجب أن أنام لأنني لو بقيت صاحيا سوف أفقد عقلي حين تظهر الأعراض الأخرى حكة وسعال ودمع تت لم أعش مثلها منذ سنوات حتى أنني نسيت ذلك ، آخر مرة كانت بسبب رامز وبدوره لم يعرف
وصال(أشفقت عليه وندمت لأنها قامت بهذا الفصل الناقص معه):- طيب… كما تريد
جاسر(مسح عينيه المحمرة وعطس):- ففف … سأزعجكِ برشحي وحالتي الخرقاء هاته لذلك اذهبي للعمل سوف يهتم بي كامل كمال
وصال(عقدت حاجبيها):- العريف زاهر على رأسهم سيتكفل بالمهمة لن أتركك…أ سأرافقك لغرفتك
جاسر(هز يده بمساندة):- تمام ..اكح …
فوزية(هرعت إليه):- هااااه خذ يا رائد هذا سيفيدك حتما
جاسر(أمسكه منها):- دعيني أشمه واااع رائحته بشعة
العم حسين:- وضعنا فيه أعمدة القرفة ستساعدك في التحسن اشربه كله
جاسر(أبعده بتعفف):- لكنه مقزز
فوزية:- وهل ستكتب فيه تعليقا أنت ستشربه وستشربه الآن هيا لأرى
كامل:- إن لم تشربه لن تتحسن حالتك
جاسر:- يوووه
وصال(أمسكت الكوب من فوزية):- اشربه جاسر لكي تشفى
جاسر(فتح عينيه بصعوبة ورمش):- لأجلكِ فحسب
فوزية(حركت شفتيها بسخرية ونظرت للعم حسين):- احم احم …
العم حسين:- لننسحب نحن كفينا ووفينا هيا ونتي تموتين في مراقبة غيرك
فوزية(بصقت بتأفف):- تفوه .. العجوز الهرم لا يرحم ولا يترك عيوني على راحتها هفف
وصال(امتنت لشربه القليل):- تابع يا جاسر أرجوك لا تدعني أشعر بالذنب أكثر
جاسر(أغمض عينيه وشرب ما تبقى):- هممم على راحتكِ الآن ؟
وصال(هزت رأسها بامتنان):- أكيد
جاسر(رفع يده في الهواء):- كامل ستسندني لغرفتي وأحضر معك ضمادات ثلجية سأحتاجها
وصال(انتفضت بخفة):- سأحضرها أنا .. أسنده فقط يا كامل
كامل(أسنده فورا):- أوكي هه ..
جاسر:- لما تتبسم يا أبله ؟
كامل(سار به وهو يحول عينيه بدعابة):- ههه لأنكما ستتصالحان
جاسر(نظر إليه بجهد جهيد):- من يدري …
ابتسم أجل لأنه تمنى لو أن ما حصل سيجعله يدخل لقلبها من جديد من يدري ، سارع به كامل نحو غرفته ففعلا دمعت عيناه أكثر بفعل أشعة الشمس وظل مغمضا عينيه لحين وصل لغرفته واضطجع على سريره .. أزال له كامل الحذاء العسكري والسترة بحنان وأبعد عنه القبعة أيضا وأخذ ينظر إليه بلهفة وخوف
كامل:- لقد أغلقت النوافذ أيضا ماذا تحتاج غير ذلك سيدي ؟
جاسر:- كامل …. أنا أعشقها أحتاجها هي وحسب
كامل:- يااااه على الحب طيب حين تأتي سأنسحب لكنني سأبقى بالقرب يعني لأطفأ أي نيران قد تندلع بينكما ، فأنتما لا تهمدان ما شاء الله
جاسر:- ههه هي التي تتسبب بكل المشاكل
كامل(تحت أسنانه):- وأنت المعصوم الله الله
وصال:- قد أتيت
كامل:- هااااه جيد أنكِ جئتِ سأطلب من الخالة فوزية أن تحضر لأجل الرائد بعض الحساء، ومن ثم سأتوجه للمعسكر كي أخبر العريف زاهر بالأوامر احم .. انسحبت أنا
وصال(ناظرته بنظرة موت لو خرجت سأقتلك لكن هيهات فر من قبضتها وأغلق الباب خلفه):- سترى مني يا كامل ما لا يسرك صبرك علي
جاسر:- هل أحضرتِ الثلج رجاء أعطني إياه عيوني تحرقني
وصال(ركضت إليه بلهفة وبيديها الكمادات الثلجية):- دعني أضعها مهلا مهلا …
جاسر(بتوجس):- ضعيها برفق
وصال(وضعتها بلطف وجلست على الكرسي وهي تنظر إليه):- ما كنت أدري أن هذا سيحدث
جاسر(أنزل يديه وابتسم):- أكيد لم تتوقعي رؤيتي على هذا الفراش وأنا بهذا الضعف والوهن ، يعني لم يسبق أن سمعتِ بقائد معسكر هزمه الفلفل الحار ؟
وصال:- هه صراحة لم أسمع
جاسر(ابتسم لضحكتها العفوية):- أتعلمين شيئا وصال
وصال(تشنجت مما سيقوله وأردفت بخفوت):- نعم ؟
جاسر(رفع ضمادته وفتح عينه المنتفخة ناظرا إليها):- أنتِ الشيء الفريد الذي يحلو انتظاره
وصال(تلعثمت ونظرت جانبيا):- حاول أن تنام
جاسر(أغمض عينيه ووضع يده على يدها):- ابقي معي لا تتركيني عديني أنكِ لن تذهبي ؟
لم تفهم مقصده ولكنها شعرت بشيء ما يؤلمها على حاله ،قد بدا رقيقا جدا حد الهشاشة أيعقل أن الجبل الصنديد العظيم جاسر العلايلي بمثل هذه الرقة وما هو إلا طفل صغير بحاجة لجرعة حنان .. لم تجد ما تضيفه سوى أنها ربتت على يده وأزالتها لتضعها على صدره واهتمت بوضع الثلج على جفنيه وكانت تنتقل بهما لعنقه كي لا يتألم أكثر … أما هو فقد كان مستسلما لشعوره بالأمان جوارها هدَّه التعب والمرض المفاجئ فحساسيته ضد الفلفل الحار دقيقة جدا وتجعله عرضة للمرض طوال اليوم ، وهنا وجدت أن واجبها لتكفر عن ذنبها كامن في رعايته حسب الأصول لعله يشفى ….. هههههه هو كان مالنا ومال هاد الوبال أخت وصال مسكين السيد كان صحيح هديتيه فظرف ثانية آخ إن كيدهن لعظيم ^^
وعلى سيرة الكيد سنرى الأخت حياة على ماذا تنوي هنااااا
حياة:- اسمعيني يا أم لقمان قسما بالله إن لم ترسلي لي ما طلبته في ظرف أسبوع سوف أجعل أبي يطردكِ من الزريبة التي تعيشين فيها داخل أرضناااا سمعتني ؟
أم لقمان(تفتفت):- أستغفر الله العظيم يا بنتي يا حياة لقد تبت عن تلك الطريق ، أشفقي على حال عجوز مثلي حرام عليكِ
حياة:- أم لقمان لن أكرر كلامي مرتين أريد المشروب بقبضتي في غضون أيام ، ستأخذين مالا لقاء ذلك وأظن بأن فقركِ سيجبركِ على الموافقة أليس كذلك ؟
أم لقمان(تنهدت بتعب):- أمركِ يا ابنة الأصول سأنفذ وعساها آخر مرة
حياة(بكره):- أنا من يقرر إن كانت آخر مرة أم لا ، المهم حضري لي شيئا يفرقهما ويزرع الكره والضغينة بينهماااااا أريد أن يراها وحشا أريده أن يكرهها يكرهها فهمتني ؟
أم لقمان:- أنتِ ابعثي لي أثرها ولا يهمك
حياة(بتفكر):- أي أثر يا امرأة لست أملك أي شيء منها لكن لدي أغراضه الشخصية
أم لقمان:- وكيف سأزرع بينهما الكره يلزمني شيء من أثره وأثرها أيضا ، تدبري أمركِ بدونه لن تصلي لغايتكِ مطلقا
حياة:- أمهليني 24 ساعة وسيكون الغرض بين يديكِ
أم لقمان:- الله يحفظنا من شرك
حياة(هدرت فيها):- نفذي ولا تجعليني ألعنكِ يا عجوووز … سأكلمكِ لاحقا حرقتِ أعصابي هفف
أم لقمان(بقلة حيلة):- حسبي الله ونعم الوكيل على الظالم والمفتري
توجهت صوب مرآة غرفتها واستذكرت حديثها مع زياد ليلة أمس حول زواجه الثاني بحبيبته ، عارضت وصرخت ولكنه أنهى كل حنقها وثورتها بجملة واحدة في أنها المرأة التي يحب وهي التي سيتزوجها بشكل حقيقي وليس صوريا مثلما فعل معها … يعني وضعها تحت الأمر الواقع فزواجه بها كان باتفاقية بينهما وعلى أجل مسمى فمن هي حتى تتدخل في قراراته الآن ؟؟
حياة(بشر):- لكنني لن أسمح لك بأن تتزوجها يا زياد سأقف حائلا بينكما صدقني لن تفرح ولن تهنأ بعروسك مطلقاااا …
زياد(دخل للبيت لحظتها):- حياة …
حياة(عدلت هندامها وعرت كتفيها قليلا وهي تنزل فستانها الضيق الذي حرصت على ارتدائه لعلها تلفت انتباهه لجسمها ويجد نفسه أسيرا لها):- أنا هناااا قاااادمة
زياد(وضع حقيبة عمله على جنب):- أحضرت لكِ شهادة دخولكِ للجامعة غدا ستسجلين لتبدئي السنة المقبلة مع بقية الطلاب
حياة(اقتربت منه بحماس وأمسكتها):- ههه شكرا زياد أنا سعيدة لذلك
زياد(انتبه لعناقها الحار له وابتعد):- ما الذي تحاولين فعله ؟
حياة(أمسكت الورقة ووضعتها خلف ظهرها وأخذ تتململ محلها):- لا شيء
زياد(فك ربطة عنقه وجلس على الكنبة بعد أن ناظرها بطرف عين):- أممم .. سأخلد للنوم قليلا قبل عودتي للدوام لا تحدثي جلبة ؟
حياة:- لقد حضرت لأجلك وجبة الغذاء ألن تتناولها معي ؟
زياد:- الوقت مبكر على تناولها ثم لا داعي لذلك أنا سأكون بالمطعم وقتها
حياة:-ستلتقي بها لتخبرها عني صح ؟
زياد(مسح على جبينه وحمل حقيبته):- أصلا هي تعلم عنكِ من البداية يعني ليس هنالك ما ستجعلينه سلاحا لتفرقي بيني وبينها ، هذا إن اتخذت ترهاتكِ ليلة أمس على محمل الجد
حياة(انتفضت وهي تلحق به لغرفته):- ليست ترهات أنا أحبك فعلا ، ومستعدة لأكون زوجتك ؟
زياد(رمى بحقيبته على الكنبة وأزال سترته):- هذه الغرفة لا تطأها قدمكِ ودعيني لطيفا معكِ لأنني لو لمست إزعاجا في تصرفاتكِ لن يحصل طيب
حياة(ضربت باب غرفته بقوة ودلفت إليه):- أنا امرأة مثلها فيما هي أحسن مني ؟
زياد(جلس على طرف السرير وأخذ يزيل حذاءه بهدوء):- مراهقتكِ التي تعيشينها الآن لن تسبب لكِ سوى المشاكل ، أنتِ لا تحبينني أنتِ تتوهمين حبكِ لي لكي تخلقي لنفسكِ قصة بأجواء المدينة
حياة(بدموع):- ولكنني زوجتك ؟
زياد(وضع حذاءه على جنب واستقام):- ولكنها حبيبتي وزوجتي التي سأحبها حتى مماتي ، وأنتِ زواجي بكِ مؤقت ما إن يحين وقته سأطلقكِ
حياة(زمت شفتيها):- أهذا آخر كلام لديك ؟
زياد(أمسكها من ذراعها وأخرجها من الغرفة):- شاهدي بعض الأفلام الهندية قد تنفعكِ مستقبلا لتأدية دور المظلومة بشكل مقنع أكثر مما تدعينه عزيزتي …
حياة(انتفضت من صفقه للباب في وجهها وزفرت بكره):- أنا سأريك ما سأفعله بكما
توجهت صوب غرفتها وتركته مرتميا على سريره وهو يفكر بخوف في أن يجد منها مشاكل جمة ستزيد من تأزم الأوضاع مع كوثر وهو ما صدق أن الأمور بدأت تتحسن قليلا .. لكن لا يسعه إخفاء مخاوفه مما قد تفعله حياة التي اعترضت على زواجه كلما فتح معها الموضوع وهذا ما يؤرق تفكيره في الفترة الأخيرة ، وهذا ما جعله يغفو أثناء سرد تخميناته بداخله المشتاق لصاحبة العيون الزرقاء ،، .. والتي كانت تنظر إليهما وهي تحاول إيجاد حلا يحسم المشكلة بينهما ..
عواطف:- اسمعيني يا مديحة والله لو فتحتِ باب تلك الغرفة لن أكلمكِ ليوم الدين
مديحة(عضعضت شفتيها):- يا فضيحتك يا مديحة الآن ستسمعنا سماح وتسخر منا يخرب فمك اسكتي اسكتي
عواطف(بأعصاب نافذة):- سألتني وأجبتكِ بالحسنى فلما تزعجينني ؟
مديحة:- كوثر يا بنتي قولي لها إلى متى ستبقى الغرفة مقفلة وأولادنا سيعودون يعني كيف سنتدبر أمرهم هاااااه ؟
عواطف:- غازي سيبقى بغرفة حكيم وجلنار مع رنيم مثلما كانت سابقا قبل سفرها يعني وين المعضلة التي تحاولين خلقها هنا ؟
كوثر:- خالاتي يا خالاتي الحبيبتين منكِ لها ، أرى أن نميل لاقتراح خالتي عواطف يا خالتي مديحة لأنكِ تعلمين حساسيتها تجاه غرفة سمر وإن لم تقطنها هذه الأخيرة لا أحد سيطؤها
مديحة(كتفت يديها):- عواطف
عواطف(دمعت عيناها وجلست على كرسي الرواق):- أظن بأن أعصابي قد فلتت قليلا ، اعذريني أختي
مديحة(مسحت على وجهها):- ما الذي يوتركِ الغرفة ولن نفتحها يا ستي على راحتك ؟
عواطف:- أمقت تلك الغرفة وأمقت الدخول إليها وكلما استبعدت دخول أحد إليها ارتاح قلبي ، حتى صاحبتها لو دارتِ الدنيا وعادت إليها سوف أشعر بالسوء لذلك قدري مشاعري قليلا أختي
مديحة:- ماشي يا ستي أساسا فور عودة الأولاد سيستقرون بقصر حكيم ، وحتى لو بقوا هنا ستبقى كوثر مع ميرنا بغرفتها وحكيم مع غازي يعني مؤقتا فحسب
كوثر:- هممم أفكر بالذهاب لبيت وصال هي لن تمانع يعني كي لا أسبب لكم مشكلة أكثر
عواطف:- أنتِ اخرسي وامشي أمامي للمطبخ اليوم ستعدين الطبخة التي علمتكِ إياها نجية وإلا سأقضم أنفكِ الرفيع هذا ، قال بيت وصال قال عال والله ناقصني مشاكل مع أبوكِ أنا
مديحة:- هااااه قوليها من الصبح يعني السيد عبد المالك هو السبب ؟
عواطف(ابتسمت بحرج):- يعني جزء من السبب كلمته لكنه لم يرد علي
كوثر(عانقتها جانبيا):- يا خالتي يا عواطفه الجياشة أبي وأعرفه عن ظهر قلب ، هو يعاند الآن لكن أكيد مؤكد بزفاف ميرا ستذهلينه بجمالكِ وسيعطيكِ جميل السلام وقولي كوثر قالت
مديحة:- أيووة أيوة جميل السلام هاه ههههه
عواطف:- يووه ستستلمانني الآن دعوني أكلم ابنتي اشتقت لها كثيرا
مديحة:- لنكلمهم سوية حتى أنا اشتقت لابني
كوثر:- طيب خلوني أتصل أولا لأسمعها عذب تذمري ولكم البقية …(أخرجت هاتفها) من منكما ستبدأ ؟
مديحة وعواطف:- أنا أنا
عواطف:- يووه أنا الصغرى
مديحة:- وأنا الكبرى وأم الولد وستدعينني أبدأ هممم
عواطف:- تت غلبتني
مديحة:- ههه طيب طيب بلا دلع أنتِ الأولى يختي على راحتك ؟
عواطف(برقت عيناها):- أكيييد
كوثر(أبعدت الهاتف):- لا أنتِ ولا هي الهاتف خارج التغطية
نظرتا لبعضهما بعضا بحيرة تلتها خيبة الأمل لكن كوثر وعدتهما أن تعاود الاتصال فيما بعد لأجلهما قبل ذهابها للعمل ، وإن لم تتمكن من الوصول إليهما سيقوم بذلك أي واحد من أهل البيت المهم يسمعون صوت فلذات أكبادهم الذين لو علموا ما يمر بهم لبكوا حسرة عليهم مع الأسف



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 06:45 AM   #686

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد الفطور الغريب بينهم وتحديدا الصمت الذي كان من قبلها وقبله فلم ينظر أيهما للآخر ولا حتى لحظة ، رغم محاولات ميسون لخلق أحاديث عفوية بينهما إلا أنهما ظلا ساكنين طوال الوقت ، حتى ضجيج البقية لم يفلح ووائل لم يفهم سر توعكها ذلك الصباح حتى أنها كانت ترغب بالبقاء في الغرفة ولكن فجأة غيرت رأيها ، أرجح السبب لمشاحنة بينها وبين إحداهن خصوصا أن لورينا أيضا كانت بوجه مقلوب ولا تطيق حرفا من أحد … ميار كان مشغولا بالاتصالات التي وردته بينما جوزيت كانت تضع سماعات أذن وتدندن في ملكوتها دون اكتراث لأحد ، ما يعني أن الجلسة كانت مربكة إلى حد بعيد فحتى كاظم كان هادئا ولم يمزح كعادته
ناريانا:- لا والله أنت لست على عادتك يعني اعتدنا على ضوضائك وزلزلة جدارك يا أفندي
نادر:- أتفق معها حتى أن سكونك يفزعني هل علينا أن نترقب زوبعة مفاجئة ؟
ناريانا:- هههه نادر لا تستلمه الآن بليييز أنظر لوجهه العابس أيعقل أنك محسوووود ؟
نادر(تأمله بسخرية):- يعني لو حسدوه فمعهم كل الحق على ذلك هههه …
كاظم(تنهد باختناق واستقام):- سأغادر الآن لدي عمل
نادر(مط شفتيه):- يعني لن تودعني ؟
كاظم:- سأعود مساء لكن أنت إلى أين ستذهب ؟
نادر:- كأنك نسيت أخبرتكم بأنني سأتجه للمطار سأبدأ العمل اليوم رسميا يعني لن أستطيع رؤيتكم كثيرا الفترة المقبلة
كاظم(نظر لناريانا التي عبست):- دعني أكلمك قليلا على انفراد
ناريانا(رمشت بعدم فهم):- أ…
نادر(حرك رأسه بموافقة):- أكيد كاظم
كاظم(رمق أفراد الطاولة بطرف عين وانسحب معه للرواق):- ناريانا تحبك
نادر(مط شفتيه وهو يتنفس عميقا):- وأنا لا أريد التسرع في علاقاتي كاظم ، أعرف أنها تحبني صرحت لي بذلك عدة مرات ، ولكنني ما عدت ذلك الطائش الذي كنته سابقا ،.. أحتاج لثبات في علاقتي المقبلة فهي التي ستتوسم بزواج وأولاد و
كاظم:- اسمعني جيدا .. صعب أن تجد امرأة كاملة حتى لو جبت الكون كله لن تجد أي واحدة بالمواصفات الكاملة التي ترغب فيها ، أكيد ستجد هفوات سيمكنك تغطيتها بإيجابيات أخرى ، هكذا على الرجل العاقل أن يتصرف ولا يسمح لمن ستمسح عنه غبن الأيام أن تفلت من بين يديه .. ناريانا تعشقك وأنت تميل إليها لن أسمي مشاعرك تجاهها عشقا ولكنك في الطريق الصحيح ، ما سأطلبه منك ليس صعبا عليك .. افتح قلبك افتح دروبك ودعها تتغلغل فيها ولن أتمنى لكما سوى السعادة
نادر(تأمل كلامه وحز في نفسه موقفه السابق منه):- اعذرني في البداية لم أستلطفك وكنت أمقتك حتى أنني خاصمتها عدة مرات بسببك
كاظم(ابتسم بثقل):- أعلم ذلك ، وكنت أعرف أنك ستبدل نظرتك تلك حين تتعرف على شخصيتي .. هه يعني لن أنكر أنني ذو تصرفات غريبة مع البنات لكن ذلك عرق كامن فيني ولا يسعني تبدليه
نادر:- امممم أظنني سأشتاق إلى فوضويتك يا كاظم النابلسي
كاظم(مط شفتيه بسكون):- سنلتقي أكيد ، هيا هيا دعني أذهب .. وفقك الله
نادر(عاد معه للصالون):- وأنت كذلك
ناريانا(وقفت باستقباله حين مضى كاظم لغرفته):- ما الذي رغبه منك ؟
نادر(طالعها بابتسامة مشرقة):- ما رأيكِ لو نتجول قليلا في الحديقة الجو جميل ؟
ناريانا(برقت عيناها بسعادة):- أهاااه موافقة طبعا هه تفضل
ابتسم لها وانسحب معها خارج القصر في اتجاه الحديقة ، هنا عاد ميار من الخارج وهو يلوح لكاظم برتابة وهاتفه على أذنه وتوجه مباشرة للمكتب ، رمقته جوزيت وعقدت حاجبيها لم ترد الذهاب إليه فهي تتحاشى الانفراد به مذ أن استيقظت ووجدت أن مهمتها تلك ستسهل لو توجهت لقاعة اللعب واسترخت هناك ، أقله سيأخذ وقتا حتى يجدها وبالفعل انسحبت بهدوء من جوارهم وذهبت .. بالنسبة للورينا كانت تنظر إليه بلؤم وعتب ولم تستطع التحمل أكثر لذلك توجهت صوب الصالون وأخرجت عدة مجلات لتتصفحها لكن ذلك كان مخاضا عسيرا عليها لذلك صعدت لغرفتها أهون ..
وائل(نظر إليهما باستغراب وحين طفح الكيل …):- ما بكما ؟
ميرنا(هنا رفعت عينيها مباشرة لعيون حكيم الذي كان يلعب بهاتفه):- نحن .. هه .. أ لا شيء
حكيم(طقطق شيئا سريعا على هاتفه واستقام):- ميسون تعالي معي سنتصل بالعائلة
وائل(نظر إليه باستغراب وإلى ميرنا):- ألن تكلمي أهلكِ أيضا ؟
حكيم(أمسك يد ميسون وتقدم بها دون أن يعلق على كلام وائل كأنه لم يسمعه مطلقا):- سأدعكِ تكلمين عمتكِ نور تذكرتها صح بيبي ؟
ميسون(وضعت يدها على خدها بتفكر وهي تسير معه):- أجل هي أم دينا
حكيم:- برافو عليكِ …
ميرنا(اعتصر الألم صدرها):- …لارد
وائل(انتبه لما حصل ونهض من محله ليجلس جوارها حيث كانت تلعب بملعقتها داخل الفنجان طوال الوقت):- ميرنا
ميرنا(شعرت ببرودة تسري بجسدها ولكنها اصطنعت ابتسامة سريعا والتفتت إليه):- أرغب ببعض الموسيقى
وائل:- أتعانين من شيء أخبريني حبيبتي ؟
ميرنا(أمسكت يده بلطف):- أود سماع شيء .. منك
وائل(زم شفتيه بتفكر لعله يمهلها بعض الوقت):- أظنني أملك فكرة عما ترغبين بسماعه
ميرنا(ابتسمت حين أمسك بيدها وجذبها خلفه):- إلى أين تأخذني ؟
وائل:- لأحقق رغبتكِ .. مؤخرا اكتشفت شيئا بهذا القصر أظن أن ميار لم يوليه اهتماما قط أو وضعه منظرة في المكان ليس إلا
ميرنا(صغرت عينيها بتنبه):- لما أعتبر نفسي حللت الأحجية ؟
وائل(دعك بإبهامه على إبهامها وأطل عليها وهما يسيران):- لأنكِ حبيبتي الذكية
استمرت معه في الرواق حيث انعطفا بجوار قاعة اللعب ولم ينتبها لوجود جوزيت بالمرة فيها ، بل مضيا نحو آخر قاعة والتي كانت تحتوي على جلسة عادية بجوارها مدفأة صغيرة وبالجهة الأخرى بيانو عتيق وآلة تشيللو ثابتة في الأرض ، فور رؤيتها لهم رفعت حاجبها ونظرت إليه باستفهام قبل أن تنهي جملتها أمسكها من يديها وأجلسها على الكنبة طوعا ، طبعا أصغت له بدون جدال
وائل(تحرك صوب آلة البيانو):- بما أن حضرتي تنازل على مهنة المحاماة كي يحابي على شمس لياليه من كل شر ، وبما أنني تركت مسؤولياتي في الشركة في عهدة العم المصون وابن العم المشاغب ، قررنا نحن سيادة العاشق وائل رشوان أن نكون لملكة القلب ميرنا الراجي عازف بيانو لعلها ترضى ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(صفقت حين انحنى بملوكية لها وحيته بانحناءة أيضا):- لكم ذلك أيها اللورد وائل ، سأتشرف بسماع معزوفتك لكن حبذا لو تذكر حضرتنا متى تعلمت العزف على البيانو ؟
وائل(جلس بإباء على كرسي العزف وناظرها من محله):- هوهوووه منذ نعومة الأظافر ، سأهديكِ مقطعا خاصا بوالدتي الغالية يدعى "شمس الليالي"
ميرنا(اتسعت نظرتها):- يعني هذا اللقب لم يكن عشوائيا ؟؟؟
وائل(تنهد ونظر للبيانو):- كان ولا يزال يخص أغلى النساء في حياتي وأنتِ الآن حياتي يا معزوفتي الشقية
ميرنا(كتفت يديها بحب وحماس):- متشوقة لورد وائل يمكنك البدء
وائل(هز رأسه ساخرا من عيشها في الدور):- جيد أنني استطعت رسم الابتسامة على ثغركِ مليكتي العزيزة … انسابي معي إذن في معزوفتي فأنا أهديها لكِ ولكِ ولكِ أيضا
ميرنا(عضعضت شفتيها واتكأت على الكنبة وهي متحمسة لما ستسمعه):- تفضل
استدار محله ورفع يديه على النوتات وأخذ يناظرهم للحظات قبل أن يتعمق في معزوفة رقيقة بدأت بشكل ناعم لترتفع النغمات وتملأ الزوايا كلها ، للحقيقة استطاع أن يفاجئها حتما بعزفه الذي لم تعهده قط ، أصلا لم تكن تعلم أنه يعزف بهذه الحرفية والسلاسة رغم أنه ومنذ أن عرفته لم تره يوما جالسا على البيانو ، فكيف يتذكر معزوفته بهذه الدقة … لم تولي اهتماما لتخميناتها تلك اللحظة فقد تفاعلت مع عزفه الذي شدها وشد تركيزها وإحساسها بالدرجة الأولى ، انسيابه مع اللحن في حركات أنامله في إغماضة عينه تارة ولمعتها تارة أخرى في ابتسامته وشروده بين اللحظات في نظراته أيضا ، كل هذا كان يسحبها نحوه دون شروط ليصدح في فؤادها عشقه الذي استوطن باطنها للأبد …
"السحر" هذا ما فعلته معزوفته في ميرنا فقد سحرتها لتشرق كبرعم الزهرة أمامه وهي تنصت لكل نوتة بتركيز وعشق يرقص بداخلها على نغمات الهوى ، ليس هي فقط بل حتى السيدة التي كانت مستلقية على كراسي الاسترخاء بقاعة اللعب استساغت ذلك اللحن وجحظت عينيها الدامعة فجأة ، وكأن ما سمعته حل بها مثل الحنين الجارف نحو مدن الوهم ، حين كانت تركض هي وميار على مروج الزهر وطفلهما يتوسطهما متشبث بيدي أبويه ويضحك أجمل ضحكاته وسط الربيع المشرق كحياتهما السعيدة التي تتمناها مثل أي امرأة تحب رجلها وترغب بالإنجاب منه .. لكن بالنسبة لها بات الحلم ممنوعا بل محرما وعليها إيجاد حل لتحمي جنينها ولا تخسر ميارها الذي خرج من مكتبه وهو يعيد هاتفه لجيبه لمَّا عقد حاجبيه وهو ينصت للحن الغريب ، اتبع النغم لعله يجد ضالته التي غفلت عنه برهة من الزمن بل مذ أن استيقظت وهي غير متاحة … أما خارج القصر فقد وصل اللحن مسمع ناريانا ونادر اللذين نظرا لبعضهما بعضا نظرة ملؤها الدفء والحنان والحرج ، أيعني ذلك بدايتهما الصحيحة أم أن التردد سيبقى سيد الموقف ، لا هو ولا هي أجابا عن هذا السؤال بل ظلا ينصتان بتمعن ويستمتعان بعذب الألحان … وبخصوص لورينا التي كانت بشرفتها تطل على حكيمها الذي يعتبر بالنسبة لها عشقا ممنوعا فكلما اقتربت صدها وكلما ابتعدت نسيها فما الحل ، كفكفت دمعها وهي تشبع من صورته وهو يبتسم للهاتف وبحضنه ميسون يلوحان لأحد ما في الاتصال ، أكيد هو غير آبه بها ولا يكترث لوجودها أصلا لكنها لا تستطيع الاستغناء عنه ، إذن ستبقى متألمة حتى تنال مبتغاها … هنا كان يلوح بوداع لنور التي كانت تتعرف على ميسون لأول مرة وكم فرحت بها وأحبتها وحتى هذه الأخيرة راقت لها وودعتها على أمل اتصال آخر ،،، وقتها انتبه حكيم لعزف على البيانو ونظر للبعيد ليمسك أيدي ميسون ويسير بهدوء صوبه ، وأيضا الصغيرة وجدت نفسها تنساب معه وهي تنظر بلهفة في نفس الاتجاه لعلها تبصر مصدر العزف .. حالهما حال هذا الذي كان بغرفته وهو ينظر إلى الشباك بحسرة ، فذلك العزف لم يزده سوى غبنا وألما استشعره منذ ليلة أمس ، تنهد بعمق وسحب نفسه بقوة ليغادر القصر في اتجاه عمله ، فمهما كان هي حتى لا تذكر أنه من حملها لغرفتها ليلة أمس
لم يكذب من قال أن الموسيقى هي غذاء الروح ، فالغبن الذي كان يسيطر عليها منذ الأمس إلى أن استيقظت بغرفتها بفراشها ولم تدري حتى من أخذها إلى هناك ، فآخر ما تتذكره أنها غفت باكية على كنبة الصالون فأرجحت أنه حكيم فحتى وائل لو كان قد فعلها كان سيسألها عن سبب بكائها ، وميار لم يكن سيفلت فرصة للنقاش حيال الموضوع.. إذن فهو حكيم لكن ما لم تفهمه هو صده الذي استيقظ عليه فلم يرفع رأسه لها بنظرة عابرة حتى ، لم يتفوه بحرف حتى صباح الخير لم ينطقها بل شغل نفسه بميسون وبفطورها وبأحاديث مقتضبة وضحت لها حنقه بعدما حصل بينهما… كل هذاااا أثقل كاهلها ولم تستطع النطق بحرف لحبيب قلبها فالتزمت الصمت لكن بفضل موسيقاه الآن ارتاح نبضها ووجدت مستقرها بين نغماته السحرية التي طمأنتها أنه مهما اشتد الوقت سوف تنفرج من عند الله ، حتى وائل لمس راحتها فكلما نظر إليها وجدها مبتسمة شاردة في البعيد مرة تغمض عينيها ومرة تتنهد بأريحية وهذا ما يجعله يمضي في معزوفته لأجلها فقط …
لم يدري أن تلك الراحة تسربت لأهالي القصر أجمعين ، فميار وثب عند النافذة المطلة على قاعة اللعب وأخذ يناظر جوزيت التي لمحها تبكي على كرسي الاسترخاء وهي تشهق بشكل غريب ، لم يدخل إليها ولم يتقدم خطوة واحدة بل تركها على سجيتها لعلها تفرغ بعضا من مواجعها وأكيد سيعرف ما بها ، إذا لم يحزر أصلا بداخله ما يؤلمها فقد وقع تضارب في أفكاره ما بين غيرتها من ميرنا وما بين خوفها على مستقبلهما … أيضا تلك الموسيقى جمعت ما بين الأب وابنته في نظرة حالمة لكل جميل يجمعهما فقد حملها حكيم بين ذراعيه ووقفا عند باب الحديقة الخلفي يستمعان لهذا اللحن الشجي وكل يسبح في ملكوت أفكاره .. ناريانا ونادر امتدت الابتسامة بينهما حتى تحولت لرقصة طلبها منها بمناسبة رحيله وهي لبتها بمحبة ، فأكيد ستشتاق إليه رغما عنها .. هنا كان أخوها ينظر إليها من شباك المطبخ لم يعرف هل يمنعها أم يتركها حتى تلسعها نار الفراق فهم قوم محرم عليه العشق خارج دائرتهم ، فكيف ستصغي وهي مدلهة في عشق نادر الرشيدي ولا ترى غيره مع الأسف ، تحسر على حالتها وأنصت للموسيقى التي زادته وجعا على وجع فهو لا يعرف على من يحزن ومن يستحق حزنه حتى …
على آخر نوتة زفر الجميع بتنهيييييدة عميقة ، كاظم ركب بسيارته وخرج من القصر ، ميار دخل إلى جوزيت ، حكيم دلف بميسون للقصر ، نادر وناريانا أوقفا الرقصة ، أما ميرنا فنهضت برقة وتوجهت إليه لحين وقفت على رأسه ووضعت يدها على كتفه
ميرنا(أطلت عليه):- أعَينك من اليوم فصاعدا أيها اللورد وائل العازف الرسمي للملكة ، ليسمع الجميع بهذا الخبر ولتقم الاحتفالاااات هههه
وائل(ضحك من جملتها المجنونة وأشار برأسه بعذوبة):- أتشرف مولاتي
ميرنا(ربتت على كتفه وعانقته على جلسته حين جمعت قبضتيها على صدره):- أخبرني لما أحبك هكذاااا ؟
وائل(وضع يديه على يديها ورفعهما لفمه بقبلة ثم شدد قبضته عليهما):- لأنكِ تنبضين بقلبي ولأن قلبي يحبكِ بقدر يفوق الخيال فأنتِ تحبينني بذات النسبة
ميرنا(صغرت عينيها):- أممم تحليل منطقي
وائل(حول عينيه بدعابة):- ألا يستحق العازف قبلة من شفتي مولاته يا ترى ؟
ميرنا(قبَّلت خده وداعبت لحيته بأنفها):- يستحق يا هواي أنا ، ع فكرة هاه إنني أعشق رائحة مستحضر حلاقتك إنه يغريني للتقبيل
وائل(تلاعب بعينيه مبتسما):- أيوة يعني صار لزاما علي أن أمتع سيدة البلاط بمستحضر حلاقتي المغري ممكن لما لا أوامركِ مطاعة ،اممم أوَ ترغب مولاتي بمعرفة ما يغريني فيها ؟
ميرنا(هنا خجلت ونظرت جانبيا):- واااائل لا تحرجني
وائل(ضحك من حرجها):- وائل لا تحرجني آخ يا مدللة آآخ ، أتعلمين حين نتزوج سأطالب بهذا الحرج ولن أجده فيكِ أعرفكِ مشاغبة وتحت حرجكِ هذا شغب لبؤة تخدش
ميرنا(دكت إصبعها بخده):- سأفعلها وأترك ندبة هنا إن لم تتراجع عن كلامك
وائل(غافلها حين عض إصبعها بمزاح):- ماذا قلتِ ؟
ميرنا:- هئئئ عضضتني يا متوحش ؟
وائل(استقام ورفع إصبعها لشفتيه وقبله):- أموت في أناملكِ أنا منذ مدة لم تكتبي أكيد اشتقتِ ؟
ميرنا(مطت شفتيها بحزن):- أكيد افتقدت حسي الصحفي هه نفسي أكتب عن سبق سياسي مثلما كنت أفعل ولكن الوقت لا يسعف زيادة على أن أفكاري كلها متلاشية يعني … هذا ما هو مقدر لي هذه الفترة
وائل(وضع إصبعه على فكها ورفع رأسها إليه):- خذيني مثالا لقد تركت عالمي لكي ألحق بكِ لآخر الدنيا ، بدوري اشتقت لكنكِ الأهم في نظري وأولى أولوياتي إذن لينتظر البقية لأن لي حياة واحدة سأعيشها بكل تفاصيلها وهي تدعى عسل الغروب
ميرنا(تململت بغنج هي تلامس أصفاد قميصه القطني):- واااائل
وائل(تنهد بعمق وابتسم):- ماذا تريدين ؟
ميرنا:- ههه كيف عرفت أنني أرغب بشيء ؟
وائل:- طبعكِ وأنا أعرفه ، هممم بم ترغب حبيبتي ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها ونظرت جانبيا قبل أن ترفع عينيها اللامعة إليه):- أريدك أن تحملني
وائل(رفع حواجبه باستغراب):- وما المناسبة ؟
ميرنا(هزت كتفها):- أريد ذلك
وائل(أخذ يطل على خصرها):- يعني مع احتساب الأجازة والراحة,,, كأنكِ سمنتِ قليلا اممم أصبحتِ دبة
ميرنا(هنا استشاطت غضبا وابتعدت عنه):- مااااااذا تقووول هل أناااا ثخينة ؟
وائل(أمسكها قبل أن تبالغ):- تمام أنا أمازحكِ يا مجنونتي تعالي إلي
ميرنا(دفعته ونفرت منه):- ابتعد عني قال سمنتِ قال ما بك يعني وزني لم يزدد إلا كيلو واحد أو اثنان ثم إنها الراحة ماذا سأفعل ، غير ذلك أنا أجوع كثيرا وهذا طبعي أكولة لدرجة حمقاء … ثم ثم أنت ملزم أن تتزوج بي حتى لو كنت كالبقرة هممم
وائل(عض شفته وهو يخفض رأسه ليطل عليها):- أي .. كأنني لمست وترا حساسا لدى مهبولة آل الراجي ، عذرا يا قلبي لكنها الحقيقة ههههه
ميرنا(ضربته لكتفه وابتعدت عنه):- لا تكلمني ولا تخاطبني ولا تعرفني من أصله
وائل(لحق بها في الرواق):- تعالي يا بنت إنني أمزح ميرنا هههه ميرنا …يا دبة
ميرنا(توقفت وزورته بشراسة ثم تابعت طريقها بغضب):- لا تقترب مني …
وائل(أخذ يضحك عليها وهو يلحق بها):- ميرنتي يا مدللتي ..
ميرنا(هزت كتفيها بإباء ومضت):- لن ترشوني بكلماتك المنمقة خلاص غضبت منك
وائل(ابتسم قبل أن يستدير لقاعة اللعب ويراهما):- بست أنظري هناك
ميرنا(توقفت ولمحتهما وجحظت عينيها):- يا إلهي لما تبكي جوزيت هكذااا ؟
وائل:- السؤال الأهم لما يحمل ميار مسدسها ؟؟؟؟؟؟؟؟
بسرعة استدارا حول القاعة الزجاجية لكي يستطيعا الوصول إلى الباب من الجانب الآخر، وقد كانت مرتسمة على وجههما علامة الاستغراب في الوضع المحتدم الذي كان بين هذين ..
جوزيت:- لأنك أناني ومستبد ولا تفكر إلا بنفسك اهئ أنا أكرهك
ميار:- حسنا أشهرتِ سلاحكِ بوجهي للمرة الثالثة وهذه آخرها يا جوزيت قسما بالله سأسحبه منكِ
جوزيت(هزت أنفها وهي تشهق):- دعني وشأني أنت حقير وسافل
ميار(مسح بظاهر يده على جبهته واستقام واضعا المسدس خلف خصره ليرفعها إليه من ذراعها حتى هز توازنها كله):- إن نعتني بهذه الألفاظ مجددا سترين مني ما لا يعجبكِ جوزي
جوزيت(نفثت شررا من بين أسنانها):- لن تهددني يا ميار لن تهددني ثم أنا سأذهب من هنا لا أريدك لم أعد أرييييدك هل ستجبرني ؟
ميار(هزها من يديها ودفعها إليه):- ما الذي تهذين به يا أنتِ هل جننتِ تذهبين لأين ، لن تتعتعي من محلكِ قبل أن أضمن سلامتكِ وسلامتكم جميعا
جوزيت(هدرت فيه):- هاااااا قل هكذا إذن سلامتكم جميعا وعلى رأسنا الست ميرنااااااا
ميار(أفلتها ورفع يديه للسماء):- الرحمة يا ربي الرحمة من تطرَّق لسيرة ميرنا الآن ؟
جوزيت:- عيونك تصرفاتك أتحسبني غبية حتى لا أستوعب مكابرتك بقربها ، استيقظ يا ميار أنا لم أسمى عبثا بثعلبة القطب …. صحيح أنت تمثل دور اللامبالي لكن هناك في أعماقك هي موجودة
ميار(مط شفتيه):- أوك .. والحل يعني ماذا تريدين مني أن أفعل طلبتِ الابتعاد عن محيطها وابتعدت ، طلبتِ أن أكون لكِ وكنت لكِ حتى أنني صرفت نظرا عن أمرها لأجلكِ وحاولت إقناع نفسي أنها مجرد وهم فقط كي ترتاحي ، طيب ماذا سأفعل غير ذلك .. تواجدنا معهم في نفس المكان مؤقت يعني أكيد كل سيعود لحياته الطبيعية بعد فترة فلما تكابدين وتخلقين المشاكل الآن ؟
جوزيت:- لقد أهنتني ميار
ميار:- نعتتكِ بالسطحية فحسب أيعني هذا أنني أهنتكِ أيستحق أن تشهري سلاحكِ بوجهي وتهدديني بالرحييييييل ؟
جوزيت(بتهرب منه):- أنت تخنقني
ميار(عقد حاجبيه):- ما بكِ جوزيت منذ الصباح وأنتِ على غير عادتك ، أفصحي عما تختزنه أفكاركِ السقيمة ودعينا من اللف والدوران
جوزيت(صرخت فيه):- استيقظت ووجدتني أكرهك يا سيدي أريد العودة لقصري أو لنيوزيلندا اكتفيت منك مللتك سئمت منننننننننننننك
ميار(رفع يده ليصفعها بقوة لعلها تخرس عن هذا الجنون):- ينعن ….
ميرنا(ركضت إليهما):- مياااااار إياك …
ميار(ابتلع ريقه ونظر لجوزيت وهو يكتم غضبه):- أعيدي هذه الجملة مجددا وستجدين نفسكِ في سجن أسود أقسم لكِ بذلك
جوزيت(بانهيار وتعب):- لا تهددننييييييييييييييي
وائل(اقترب منه):- ماذا يجري هنا ؟
ميار(رمش بعيونه وناظرها بعدم فهم):- والله لم أستوعب بدوري فجأة اشتاقت السيدة لعالم الحرية خاصتها وتريد مغادرة القصر
ميرنا(اقتربت منها لتسكتها):- تمام جوزي … أخبريني ما الذي يضايقكِ ؟
جوزيت(جلست على الكرسي بفشل):- كرهته إنه مستبد متسلط لا يفكر إلا بنفسه لا أريده دعيه يبتعد عني
ميار(عقد حاجبيه):- هل هذه ترغب بأن أفقد صوابي الآن ؟
وائل:- لو تتركها لوحدها قليلا أكيد ستهدأ أعصابها
ميار(بعصبية نافذة):- أشهرت سلاحها بوجهي لا أعتقد بأنني سأتخطى هذاااااااا
ميرنا(نظرت لوائل):- وائل لو تهدئها قليلا ؟
وائل(هز رأسه):- أوك دعيها لي .. جوزي
ميرنا(جذبت ميار من ذراعه لزاوية بعيدة عنهما):- ما الذي تتفوه به هاه ألا يوجد بلسانك غير التهديدات ؟؟؟؟
ميار(نظر خلفها لجوزيت):- لم أفعل لها شيئا فجأة صرخت فيني بأنها تشعر بالضجر وتريد التحرر ، يعني صدقي إنها جوزيت التي صدحت في العالم أجمع أنها تحبني ولن تفارقني ووووو لا أدري ما الذي دهاها ؟
ميرنا(آه يا ربي هل هذا تأثير الوحم مثلا):- اسمعني ميار … خذها على قدر عقلها يعني أحيانا النساء يتفوهن بأشياء غير منطقية في أوقات محددة يعني ..
ميار:- إنها لا تعاني من عادتها الشهرية إن كان هذا مقصدكِ .. أعرف ذلك جيدا
ميرنا(أغمضت عينيها من جملته السافلة):- يخرب … تت لن أدقق طيب هي نفسية يا ميار البنت كانت بعالم وصارت بعالم ، يعني كيف سأشرح لك جوزيت كانت قد تعودت على السلطة وعلى الأوامر وعلى الرئاسة لتجد نفسها فجأة بعيدة عن عالمها الذي اعتادت عليه لسنوات مديدة ، أي نعم أنت الكل في الكل في نظرها ولكن أحيانا يشتاق المرء لما كان عليه ، ونظرا لقوتها وسلطتها التي كانت تضاهيك بها فأكيد بين الفترة والفترة ستحن لذلك
ميار(مسح على فكه):- ميرنا … كلامكِ هذا كله دخل من أذن وخرج من الأخرى .،، البنت قليلا وتعبدني وتقولين لي اشتاقت للحرية والعبط الأخرق … لالا أكيد هي تعاني من خطب ما وسأعرفه
ميرنا(عضعضت شفتيها ونظرت خلفها لجوزيت التي كان يمسك وائل بيدها):- …لارد
ميار(نظر إليهما واستغرب مسح جوزيت لدموعها واستكانتها):- أرأيتِ كيف تتعاطف مع الكل إلا أنااااا …ماذا فعلت لها أخبريني ؟
ميرنا(زفرت بتعب):- يا الله …. ميار لو تدعها قليلا اسمع مني أنا سأكلمها وأفهم منها ما يحصل
ميار:- سأتحرك بشرط ستخبرينني وبأمانة عن كل ما ستخبركِ به
ميرنا(ابتلعت ريقها بتردد):- إن شاء الله
وائل(نهض ورفع جوزيت من يدها):- تمام سأجعل العم نزار يعد لأجلكِ عصير ليمون كي تهدأ أعصابكِ أيريحكِ هذا ؟
جوزيت(نظرت إليه بغبن مكتوم):- أنا لست بخير ولم أعد أطيق المكان دعه يفهم أنني لا أرغب بالبقاء هنا
وائل:- جوزيت أنتِ حتى لا تفصحين عن الدافع الذي يجعلكِ تتخذين هذا القرار ، لو أخبرتني ما ربما سأستطيع المساعدة
جوزيت(تأملته بغبن وطأطأت رأسها حين شعرت بهما عائدين نحوهما):- لا يمكنك مساعدتي ، لا أحد يمكنه ذلك
ميرنا:- جوزيت ؟
جوزيت(انتفضت وزورته بطرف عين):- إياك وأن تلحق بي لغرفتي
ميار(رفع يديه ومسح خلف رأسه بنفاذ صبر):- الرحمة يا ربي الرررررررررحمة
طبعا لن يتركها في حالها لحق بها ركضا إلى حين استوقفها وسط القصر قبل صعودها إلى فوق ، هنا كان حكيم يجلس رفقة ميسون على المنضدة واستقام ليفهم ما الذي يجري ، وقتها لحقت بهم ميرنا ووائل لعلهما يسيطران على الوضع قبل أن يتفاقم
حكيم:- ما الذي يجري معكما ؟
ميار:- ابنة عمك المصونة يا سيد حكيم ترغب بترك القصر ، والسبب مجهووووول
جوزيت:- السبب هو أنت .. لقد كرهتك ألا تستطيع تقبل هذاااااااا
ميار(نظر إليها بنظرة نارية يكاد يفقد أعصابه):- حكييييم حكيييم عقلها وإلا ارتكبت فيها جريمة
جوزيت(بعناد الحجر):- أعد لي مسدسي الآن
ميار:- لن تحلمي به إلى أن يعود عقلكِ لذلك الرأس الفاسد
ميرنا:- هفف يا إلهي
حكيم:؛- أوك أوك منك لها اخرسا واشرحا لي ما سبب المشكلة ، جوزيت لما ترغبين بالرحيل ؟
جوزيت:- كيفي يا أخي مللت من تدخله في أنفاسي لقد كنت مخطئة حين وثقت به
ميار(رفع حاجبيه بتفكر)- هاااااااا أسرِّي الآن بما لديكِ … فيما أخطأت معكِ يا أخت يعني بغض النظر عما سبق منذ أن وعدتكِ بالتغير هل خنت عهدكِ مثلا ؟
جوزيت(نظرت لميرنا التي توجهت صوب ميسون):- لم تخن عهدك لأنك أصلا وعدت نفسك ولم تعدني أنا
وائل:- إنكِ تبالغين في هذا وأرى أن الموضوع أبسط ولا يستحق الرحيل بالمرة
جوزيت(زورته بامتعاض):- حين تنام مع امرأة تفكر بغيرك وقتها ربما ربما يصلك شعوري
وائل(مباشرة نظر لميرنا ورمش بعينيه):- أستغفر الله
حكيم:- لا تنحدري بالكلام في الحضيض يا جوزيت هنالك طفلة .. ميسوووون
ميسون(كانت تهمس لميرنا):- أين هو كاظم ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وفتحتهما بتعب):- ذهب لعمله
ميسون(انتبهت لنداء حكيم):- ها بابا أنا مع ميرنا
حكيم(التفت إلى ميرنا بطرف عين وخصص نظره صوب ميسون):- اصعدي لغرفتي فورا
ميسون:- لكنني بابا مع ..
حكيم(رفت عيناه بنظرة صارمة):- فورااااا
ميسون(انتفضت وسحبت يدها من يد ميرنا بتأسف):- سأصعد لغرفة بابا
ميرنا(تأسفت من هذا الحال ووجعها خاطرها لأنه يدمج ميسون في خصومتهما):- لا بأس صغيرتي
وائل(هنا تيقن أن هنالك ما يحدث بينهما):- هل أنتما متخاصمين ؟
ميار(انتبه أيضا للأمر):- ماذا بكما؟
حكيم(تنهد برتابة دون اكتراث بأسئلتهم وتوجه صوب جوزيت):- تعالي معي ..
جوزيت(سحبت يدها منه):- لن أتحدث في الموضوع لأنني قررت وقراري لن أتراجع فيه
ناريانا(ظهرت أيضا):- وأنا سأرافقها
ميار(بدهشة منهما):- أهاااااااه يعني الموضوع مطبوخ بينكما ؟؟؟؟؟
ناريانا(نظرت لنادر خلفها والذي هز كتفيه وعاد أدراجه ليحضر حقيبته للرحيل):- أجل إن كنت لا تمانع أخ ميار
ميار:- ناريانا .. أخرجي نفسكِ من هذه الديباجة لأن جوزيت لن تبرح محلها ولو خطوة واحدة
جوزيت(هنا فاض بها كأس الصبر فضربت بيدها إناء من الفخار كان جوارها):- يكفييييييييييييييييي يكفي تدخلا فيني وفي حياتي لا أريدك لا أرغب بك افهمها ودعني بحاااااااالي
ميار(نظر للأرض حيث تناثرت قطع الإناء لأجزاء بعد أن أحدثت صوتا مزعجا بالوسط):- …لارد
حكيم(هنا جحظ بعينيه وأمسكها من ذراعها):- اخرسي واجمعي هذا العبط فمبرراتكِ واهية يا سيدة .. تعالي معي
جوزيت(حاولت التملص منه لكن ما استطاعت):- دعني دعوووني لن يجعلني أحدكم أعدل عن قراري سمعت …. دعني حكييييييييييم
وائل(رأف لحالها وتقدم صوبهم):- حكيم … رجاء إنها ترتجف قد تفقد وعيها فلا تضغط عليها
حكيم(امتص شفتيه):- هل ستصبح محاميا في الشؤون العائلية أيضا ؟
وائل(احتدم لحظتها):- أترك يدها .. الآن لطفا
جوزيت(جذبت يدها بقوة):- أريد البقاء مع ناريانا لا أريدكم لا أريييييدكم
ناريانا(أمسكتها ونظرت لميار الذي تصلب محله دون حرف):- سوف آخذها للغرفة و… هفف هيا جوزيت هيا حبيبتي
ميرنا(مسحت خلف عنقها وتقدمت إليه):- أنت بخير ؟
ميار(رفع عينيه ببؤس هز رأسه نفيا قبل أن يخرج من القصر):- إذا عدت ولم أجدها سأحرق هذا القصر ومن فييييييه
حكيم:- عال عال ليجن كل واحد فيكما ويحترق الآخرون … ثم توقف أين تذهب مياااااار ؟
وائل:- يفضل ألا ندعه وحده وهو في هذا الحال قد يتصرف بشكل أرعن ونصبح فيما لا تحمد عقباه
حكيم(سمع صوت انكسار شيء أعلاه وفهم أنها جوزيت):- لن أستطيع ترك تلك المجنونة وحدها هكذا ، جوزيييييييييت
صعد كل درجتين بخطوة وتوقف بالمنتصف بعد أن تنبه لأمر ما
حكيم:- يعني إن كنت حقا ستلعب مهنة المحاماة ها هنا ، يفضل أن تلحق به بنفسك لأنك المتوفر الوحيد والشخص المناسب لفهم المعضلة
وائل(هز رأسه لميرنا):- فقط لأنني أرى أن هذا الصائب ورجاء لا تزعجها أكثر بتطفلك ، دعها ترتاح وستحكي لنا بروية عما يحدث معهما
ميرنا(أشارت له):- شكرا وائل .. أسرع فحسب قبل أن يذهب
وائل(ابتسم لها وهمس):- سأعود لكِ سريعا يا دبدوبتي
ميرنا(احتقن وجهها بالحمرة):- همممم سنتحاسب
غمز لها وأمسك سترة خفيفة من المشجب ولحق بميار ، هنا ظلت تبتسم ببلاهة قبل أن تتحرك صوب الدرج لتجده جاثما كالتمثال يتفرج عليهما ، تفاجأت بنظراته الحارقة صوبها وقبل أن تفتح فمها زورها بغضب وأكمل صعوده … مسحت على جبينها بتوتر ونظرت للإناء المكسور ثم صعدت بدورها فلا وقت لديها كي تواكب نزاعها مع حكيم الذي توجه مزمجرا صوب غرفة جوزيت التي كانت متقوقعة على سريرها جالسة وترتج في محلها تضم ركبتيها لصدرها ورأسها تدفنه بينهما بينما شعرها كان يغطي كل ملامحها ، ناريانا كانت بجوارها وكانت تمسح على كتفيها لعلها ترتاح …
حكيم(فتح الباب عليهما):- ما ذنب اللوحة التي كسرتيها بالرواق ؟
ناريانا:- بليز حكيم هل ستعلق على لوحة الآن ؟
حكيم:- كانت تعجب ميسون تت .. ناريانا ستتحدثين أنتِ أم هي أود معرفة ما يجري ؟
ناريانا(نظرت لجوزيت):- كما ترى هي لن تفصح
حكيم:- يعني هنالك شيء ما يحدث معها
ناريانا(مطت شفتيها ونهضت إليه):- حكيم … جوزيت متعبة نفسيا يعني سترتاح وتعقل إن شاء الله لكن لا تضغطوا عليها سأحاول تهدئتها بمعرفي لو سمحتم أفسحوا لي المجال
ميرنا(انضمت وقتها وتوجهت صوب جوزيت):- طبعا لن تنتظري منا التفرج على ابنة عمنا وهي تتمزق أمامنا ، جوزيت ارفعي رأسكِ إلي وأجيبيني بوضوح هل آذاكِ ميار بشيء ؟
جوزيت(رفعت رأسها وناظرتها بدموع):- لاء
ميرنا(رفعت يدها بتردد ومسحت على شعر جوزيت):- طيب هل أزعجكِ أحد منا ؟
جوزيت:- لاء
ميرنا:- إذن ما بكِ فغير معقول أنكِ اشتقتِ لعنبر الأصلع ؟
جوزيت(ضحكت من غبنها):- هه .. المسكين فعلا أفتقده لكن ليس هذا أيضا
ميرنا(بعد لحظة صمت عاتبت نفسها):- هل أنا من يبكيكِ ؟
جوزيت(رفت حدقتها وناظرت حكيم وناريانا):- لاء .. أنا حانقة على ميار هو وحده
حكيم:- لا حول ولا قوة إلا بالله ، حانقة على ميار بسبب ماذا أكيد هنالك سبب أم تراكِ مهلا لحظة …. ميرنا وناريانا إلى الخارج الآن …
ميرنا(بعدم فهم):- ماذا هناك ماذا تعرف ؟
حكيم(رفع حاجبه متجاهلا إياها):- ناريانا أختي سمعتني بليز
ناريانا(نظرت لجوزيت التي مسحت عينيها بعدم فهم بدورها):- طيب على راحتك سأكون بالرواق ، ميرنااا ؟
ميرنا(بعصبية منه):- لن أتحرك من هنا
حكيم(أغمض عينيه وفتح الباب):- أخرجي
جوزيت(فهمت أن بينهما مشكلة وقتها):- ما الذي يجري بينكما أنت وهي ؟
ميرنا(كتفت يديها بغضب):- اسأليه
حكيم:- سأسر بسرد المحور الشائك لها طبعا …
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما وآثرت النهوض قبل أن يفعلها المجنون):- سأتفقد ميسون
حكيم(هز رأسه هازئا من تصرفها ورمقها وهي تتمايل لتخرج برفض):- تت …
جوزيت(ناظرته وهو يغلق الباب):- هل ستخبرني ما بكما ؟
حكيم(تقدم إليها وجلس بمحاذاتها):- وهل ستخبرينني أنتِ ما الذي تهذين به ؟
جوزيت:- وضعي مختلف
حكيم:- ووضعي شائك
جوزيت:- ما الذي تعرفه ؟
حكيم:- لدي شك واحد أنكِ سمعتِ ما تحدثت به ليلة أمس مع ميار في المكتب ؟
جوزيت(رجفت عيناها بارتباك وصرفت نظرها للفراغ):- وما الذي تحدثتما فيه ؟
حكيم(خشي من عدم سماعها ولو أخبرها سوف يخلق مشكلة بينهما أكثر من أي مرة لذلك آثر جس نبضها أولا):- جوزيت لا تتلاعبي معي أنا متأكد من أنكِ سمعتِ كلامنا في المكتب وإلا ما هو سر هذه الكراهية العجيبة ؟
جوزيت(آثرت بدورها مراوغته):- ما الذي تحدثتما فيه هل ذكر شيئا عن ميرناااااااااااا ؟
حكيم(جيد جيد أنني لم أنطق بحرف فلم تسمع شيئا هفف):- ميرنا ماذا هل انتهت كل المشاكل لتصبح ميرنا معضلة كونية للكل ؟
جوزيت:- هذا ما سيزعجني منه لذلك هذا ما تبادر في ذهني
حكيم(صغر عينيه فيها):- كلامكِ غريب .. إن لم تكن ميرنا سبب الكراهية المزعومة طبعا فما الذي تحاولين فعله جوزيت أجيبيني بوضوح ؟
جوزيت(في سرها):- كيف أشرح لك أنني أرغب بالهرب لأحمي طفله كيف سأخبرك أنني ومنذ أن سمعته يهدد بقتل جنيني لم يغمض لي جفن ، كيف أخبرك يا حكيم أنني أرتجف رعبا على هذا الطفل الذي جاء على غفلة منا وكتب له أن يزرع في أحشائي … بدأت أشعر به يا حكيم أشعر بابني الذي لن أفرط فيه ولو فرطت برووووحي فهذا ما أحاول فعله أحاول الهرب للنجاة به …
حكيم(رمق اهتزاز عينيها والدمع المنهمر منهما وأمسكها بين أحضانه وأخذ يربت على كتفها):- ما بها ابنة عمي المتمردة هممم … أخبريني يا ثعلبتي ما الذي يؤلمكِ حد الكتمان ؟
جوزيت(انهارت ببكاء في حضنه):- اهئئئئ أنا أتعذب هنا فحسب أحتاج لفسحة راحة بعيدة عنه ، لم أستطع هضم ما فعله بي لقد عاشرني ليطفئ لهيب رغبته بعد أن أشعلتها العاهرات
حكيم:- هااااااا يعني ما زلتِ تعبثين في نفس المشكلة ، يا جوزيت لقد عاقبتم البنات وعاقبتمونا نحن أيضا بما هو أشد وتعلمنا الدرس ووعدناكم أنها آخر مرة وأنتم قبلتم يعني .. لما ما زلتِ تتألمين بعد أن أقفلنا ذلك الموضوع ؟
جوزيت(وجدتها حجة):- مقفل بالنسبة لكم لكن ليس بالنسبة لامرأة كان جسمها مطفأة حريق
حكيم(أبعدها):- أوك سأتغاضى عن سفالة لسانكِ المنحطة وأركز في المضمون ، لأكون واضحا معكِ يا جوزي فميار قد عدل عن جنونه بميرنا يعني هو مخلص لكِ الآن أخبرني ولمست ذلك من تصرفاته على النقيض مما كان يفعله سابقا … إنه صادق هذه المرة ربما لو ساعدته قليلا سوف يتخطاها إن كان أصلا يعيش بين أوهامه بها فأنتِ من ستنتشله من بوتقة الضياع كي يستقر معكِ في عالمكِ فحسب ، ولو قارننا بي تصرفاته السابقة سنجد بأنه فعلا قد بدأ يتفاعل وهذا ما كنا نرجوه فلما ترغبين بتحطيم كل شيء الآن ؟
جوزيت(بغبن وقهر تملصت منه ونهضت وهي تتهرب من أسئلته التي أصلا تعرف أنها من خلقها بعقله):- حكيم أنت تتعبني بالله عليك ارحمني ولاحقا لاحقا نتكلم ابعث لي ناريانا أرجوووك ، أحس بأنني لست على ما يرام قد يغمى علي ولا أرغب بذلك
حكيم(نهض خلفها):- وتهربين ….. لن أضغط عليكِ ما إن تشعري برغبة في الحديث ابن عمكِ موجود عن إذنك
جوزيت(عضت شفتيها حين رمقت غضبه منها):- سامحني حكيم ..
حكيم(فتح الباب بقوة وخرج دون أن يلتفت إليها):- هي تريدكِ
ناريانا(زفرت بتعب وبقيت جاثمة حتى انصرف من الرواق ودلفت للغرفة أقفلتها خلفها بالمفتاح ونظرت لجوزيت التي اهتزت بقهر):- جوزي
جوزيت(طأطأت رأسها):- حمميني مثلما كنتِ تفعلين بنيوزيلندا
ناريانا(زفرت عميقا وعانقتها بقوة):- روحي .. كل شيء سيكون بخير لا تقلقي
جوزيت:- ألم تخبريني أنكِ ترين رؤى بين الحين والآخر ، لما لا تستبصرين شيئا عن ابني ؟
ناريانا:- ههه أصلا من أكد لكِ هذا الحمل ألست أنا ، لكنني لم أرى شيئا صدقيني حبيبتي ما رأيته كان طفلا يتحرك بأحشائك وأبصرت بطنكِ منتفخا وأنتِ تبتسمين يعني … كان الفرح باديا عليكِ
جوزيت:- فرح .. أي فرح وبدايته كما ترين
ناريانا(تأبطت ذراعها ومسحت على بطنها):- حبيب خالته سيحضر لهذه الدنيا ثقي بي ..
جوزيت(رمت بثقلها على كتف صديقتها):- ستحممينني ؟
ناريانا(ضحكت وأجابتها بحب):- من عيوني أصلا من لي غيركِ لأدللها هااااه ؟
جوزيت(بأسى):- لا يوجد
أدخلتها للحمام وجعلتها تنتظر لحين امتلأ الحوض بالماء الدافئ ، وضعت به مستحضر جوزيت المفضل وحركته لتتكاثف رغوته ويصبح جاهزا ، ركضت خارج الغرفة ونزعت سترتها لتبقى بقميصها الداخلي أحضرت معها زهرة من باقة الزهور الموضوعة على إحدى المنضدات وفتتها في الحوض لتزيد من عذوبته ،،، أمسكت ثوب جوزيت حين فتحت سلساله وساعدتها بإزالته لتدخل للحوض وترتخي عضلاتها وسطه ، رمت الفستان جانبا وأمسكت مشبكا لترفع شعر جوزيت كله للأعلى كي لا يتبلل … وبعدها أخذت تجمع الماء بيديها وتبلل ذراعي جوزيت بالماء والرغوة قليلا وأخذت إسفنجة زهرية وأخذت تمسح بها على كتفيها وجسمها بحنان
جوزيت(اتكأت على حافة الحوض واستسلمت لحركات ناريانا المريحة):- حين سمعته يهدد بقتل ابننا شعرت بالرهبة يا ريانا ، كأني اختنقت لحظتها ولم أعرف بما ابتليت .. لم أستطع إخباركِ وقتها كي لا ألفت الانتباه من فرط الصدمة .. محزن أن تري أب طفلكِ يصرخ بموته على يده أليس كذلك ؟
ناريانا(كانت تجلس على ركبتيها وهي تهتم بتدليلها جديا):- ميار لا يعرف بأمره أصلا جوزي لا تحكمي عليه من خلال ما سمعته
جوزيت(انتفضت):- ولكن لو عرف سيفعلها لقد كان جادا في تهديده ، وأنا أعرف ميار عز المعرفة حين يعد بوعيد شر فإنه ينفذه ولو على حساب أذية قلبه .. حدث ذلك معه مرة حين ترك إياد بالملجأ بالرغم من أنه كان في استطاعته أخذ أخيه لكن خشية عليه تجاهله
ناريانا:- حالة إياد تختلف لو بقي بمحيطه لهددوه بحياته وما ربما خسرتموه لا سمح الله
جوزيت:- وهنا نفس الشيء سيقتل ابننا لكي لا يهددوه به ، سيتخلص منه وهو ما يزال جنينا كي لا يتعلق به ويتألم على فراقه
ناريانا(رفعت ذقن جوزيت بيدها الأخرى ومررت الإسفنجة على رقبتها):- آآه ماذا عساي أقول لكِ لقد وضعنا بين المطرقة والسندان ولا أدري كيف سنتصرف ، ما أعرفه هو أنني لن أتخلى عنكِ سوف نجد طريقة لكي نحمي صغيركِ
جوزيت(رمت بثقلها على يد ناريانا التي رمت الإسفنجة واحتضنتها):- أنا أختنق أختنق في بعاده عني كيف سأتحمل ؟
ناريانا:- ميار لن يتخلى عنكِ يا جوزيت ، يجب أن نفكر بخطة مقنعة يصدقها الجميع لعلكِ تفلتين بنجاة ابنكِ كما تتمنين
جوزيت(انهمرت دموعها):- هل سيكون حظي عثرا كحظ أمي ؟
ناريانا(هنا دمعت عيناها وضمتها بقوة):- اخرسي … لا تتفوهي بهذه الكلمات إن شاء الله لن يتكرر معكِ ما حصل مع أمكِ زهرة ، بالعكس سوف تنجبين أطفالا بعدد الأصابع وسوف تفقدين صوابكِ في تربيتهم وتشكين لي ههه طبعا سآتي للمساعدة فهم أولاد أختي الحبيبة
جوزيت(ابتلعت حلمها الذي مر بجوفها كطعم الصدأ):- لم أعد أرغب بشيء في هذه الدنيا سوى مدينة بعيدة أعيش فيها مع ابني وأبيه أريدهما معا أنا واثقة من أننا سنكون سعداء .. واثقة أنه لو آمن بهذا الطفل سوف نتخطى الكثير من الأزمات لكنه لن يتقبله خصوصا ونحن في هذه الظروف الراهنة ولن أقامر بحياة صغيري حتى لو وطأت على حبي ومضيت
ناريانا(أمسكت وجهها بين يديها ووضعت جبينها على جبين جوزيت):- سننجو أنا وأنتِ والصغير
جوزيت:- هه أشعر بأنه ولد أريده ولداااا سيفرح ميار بوريث له إن سمحتِ الأوضاع طبعا
ناريانا:- لما لا تسترخين وتدعيني أكمل هذا الحمام هممم ؟
جوزيت(ابتسمت لها):- أنتِ أفضل صديقة في الكون
ناريانا:- طبعا فأين الصديقة التي ستحمم صديقتها هذه الأيااااام يعني يعني هههه
جوزيت:- مردودة لكِ يا ستي في الأفراح
ناريانا:- آآآخ سيسافر زماني نادر الوجود بعد ساعات ، سأشتاق إليه كثيراااا
جوزيت:- الجميل أنه يتفاعل معكِ بمودة وهذا أمر جيد حتى الآن
ناريانا:- ويا ليته يبقى جيدا على طووول ههه.. بالمناسبة ما الذي يحصل بين ميرنا وحكيم كأن الأمور بينهما غريبة ؟
جوزيت:- لم أفهم بدوري ما يجري بينهما ولكن غالبا تخاصما بسبب وائل
ناريانا:- الله أعلم …..
هنا كان يقف عند باب غرفته المفتوح قليلا ويصغي لحديث ميسون وميرنا المليء بالدفء والحنان ، فالعلاقة بينهما حتى وإن لم تسمى بالمسمى الطبيعي الذي منحته لهما الأقدار إلا أن مشاعرهما تصدحان بتلك الرابطة الدموية والحميمية بينهما ..
ميسون(مسحت وجنة ميرنا):- حين تحزنين معدتي تؤلمني
ميرنا(عقدت حاجبيها وضحكت):-ههه له له طيب ما علاقة المعدة بالحزن ؟
ميسون:- الآن ألا يعتبر الحزن مسببا رئيسيا للكآبة ، والكآبة ألا تجلب للقلب الهموم ، والهموم ألا تثقل عقلنا بالتفكير ، والتفكير ألا يستهلك طاقتنا ، وطاقتنا ألا تتمركز في معدتنا همم كل هذا يؤدي لنفس النتيجة في أن الحزن يسبب الألم في المعدة حين نستهلك كل قوتنا في التنهد والبكاء والحسرة والاختناق .. هل تحدثت كثيرا ؟
ميرنا(أمسكت يد ميسون الصغيرة ووضعتها بكفها):- أبدااا يعجبني أن أصغي لكِ فأحيانا تطبطبين على قلبي الحزين بكلامكِ الجميل هذا
ميسون(طبطبت بكفها الآخر على قلبها):- ههه هكذا مثلا ؟
ميرنا(تنهدت من حنان هذه الطفلة وتصرفاتها المريحة جدا):- أجل بتلك الطريقة
ميسون(مطت شفتيها بأسى):- أنتِ منزعجة من بابا لأنه صرخ بكِ تحت ؟
ميرنا(عضت شفتها):- شوفي ميسونتي أيا كان ما يحدث بيني وبين أبيكِ فهو سيبقى أمرا شكليا فيما يخص مصلحتكِ ورعايتكِ صغيرتي ، يعني حتى لو كنت أنا وهو على غير هدى فإننا سنضع خصومتنا جنبا إزاء حاجتكِ أنتِ
ميسون:- لكن هذا ليس ما أريده ؟
ميرنا:- وماذا تريدين ؟
ميسون:- لورينا .. كانت تبكي حين صعدت لفوق ودخلت إلى غرفتها ولكنها طلبت مني الرحيل
ميرنا:- أهاااه وبعد ؟
ميسون:- حين خرجت سمعتها تقول شيئا غريبا لم أفهمه
ميرنا(باهتمام):- ماذا قالت ؟
ميسون:- ذكرت شيئا عن أمومتها المهدورة وأنني سبب تعاست….
حكيم(دخل فورا وقتها وهدر فيها لتتوقف):- ميسسوووووون ألم أخبركِ ألا تنقلي الكلام الذي تسمعينه لأحد … قلت أم لم أقل ذلك ؟
ميسون(ارتعبت من غضبه):- ولكن بابا … والله أنا لم أقصد إنها ميرنا فقط
ميرنا(أمسكتها بحضنها):- ما هذااا يا حكيم منذ متى تصرخ بوجهها ألا ترى أنك بالغت ؟
حكيم:- إنها ابنتي فتفضلي مشكورة وغادري لغرفتك
ميرنا(عقدت حاجبيها من جملته التي كسرت خاطرها وخاطر ميسون):- كيف أصبحت هذا الشخص أنت تجعلني أتذمر منك بشدة
حكيم(أغمض عينيه بنفاذ صبر وأشار لها):- اتبعيني …
ميرنا(نظرت لميسون التي تمسكت بها وامتصت غضبها):- ههه ميسون حبيبتي ما أخبرتكِ به قبل قليل سوف تحفظينه بقلبك ، مهما حصل …
ميسون(تابعت معها):- سنبقى عائلة واحدة
ميرنا(ضربت كفها بكف ميسون):- ضعي سماعات الأذن هذه وتفرجي على برامجكِ على لوحكِ الإلكتروني تمام ؟
ميسون(أمسكت لوحها ووضعت سماعات الأذن):- حسنا
تأكدت ميرنا من وضعها ومن أنها لن تسمع شيئا مما سيقال ، رمقته بحدة من محلها وقد كان بالشرفة يدخن سيجارة وهنا انتفخ قلبها من تصرفاته لا محسوبة ، ولذلك خرجت إليه وأغلقت الباب عليهما بعد أن تأكدت أن الستائر بمحلها وميسون لن ترى أو تسمع أي شيء
ميرنا(كتفت يديها وتقدمت إليه وجدته ينفخ دخان السيجارة بعصبية):- ما الذي تفعله ؟
حكيم(رفع حاجبه ببرودة وتابع تدخينه):- …لارد
ميرنا(استفزها بصمته واقتربت منه لتنزع من يده السيجارة):- أعطني هذه لو رأتك البنت سوف تسأل وإن سألت سنحتار بما سنجيبها ، فارمي ذلك السم من يدك وكلمني مثلما أكلمك
حكيم:- صعب أن أكلمكِ بنفس طريقتكِ سيدة ميرنا
ميرنا(تلاعبت بلسانها من داخل فمها وهي تصطبر عليه):- ارمه حكيم وإلا رميت نفسي بدلا عنه
حكيم(مط شفتيه):- أنتِ جبانة جدا ولن تجرئي وحتى لو فعلتِ حبيب القلب غير موجود كي ينقذكِ ويمسككِ بين ذراعيه هه
ميرنا(اهتزت عيناها بجرح من جملته ولكنها تمالكت أعصابها أكثر):- أفهمك وأفهم سبب انزعاجك مني ولا أدري كيف أعالج هذا الإشكال بيننا ، لا أطلب منك تفهما أو استيعابا لأنك لن تفهمني مطلقا فما برأسك برأسك … لكنني سأطلب منك ألا تجعل البنت تتأثر بمشاكلنا إنها تسأل وتستفسر عن سبب خلافنا إنها تشعر بذلك حتى وإن حاولنا إخفاءه ..
حكيم:- عادي جدا عليها أن تتعود على هذه المشاكل من صغرها لأنها ستشهد مثلها في لاحق الأيام معلوم أنا لن أركض خلفكِ العمر كله يا وجع الروح
ميرنا(أغلقت عينيها برهة بعد أن سرت في جسمها قشعريرة غضب هادرة):- لا تستفزني … لا تستفزني يا حكيم
حكيم(أمسك السيجارة وأطفأها على حافة الشرفة الحائطية بشكل مدبر):- أترين هذه السيجارة أنظري إليها أرأيتِ كيف دمرتها أنتِ هكذا استهلكتني وبعدها دمرتني وتركتني عرضة للجنون فتحملي يا عمري لأنكِ لن تستعيدي الشخص الذي كنته إن بقيتِ على ذات التصرفات
ميرنا(انتفضت من هديره بوجهها ودمعت عيناها لحظتها ثم زمت شفتيها):- ليس من حقك أن تحاسبني حكيم … أنا غير مجبرة حتى على التبرير لك … أ.. ليس من حقك ليس من حقك من تزوج الآخر دون علمه من غاب عنه من تركه عرضة للمصائب وهجره دون وجه حق من تخلى أنا أم أنت ؟
حكيم:- ورجعت … عدت يا ميرنااااااااااا عدت ولم أجدكِ ؟
ميرنا:- طبعا لن تجدني فمن تخلى مرة سيتخلى ألف مرة
حكيم(قوس حاجبه بقهر من جملتها):- أصبحنا هكذا إذن هه … مدهش أن أسمع منكِ هذا لكنه شيء جيد أن أعرف كيف تفكرين
ميرنا(رمشت بعينيها ونظرت للأسفل بعيدا في نقطة وهمية):- ذات مرة وحين كنت بالسابعة عشر عندما كنت مراهقة يعني .. أتذكر أنني نمت بغرفتك كالعادة محتضنة ثيابك وحصالة العصفور التي صنعتها لأجلي وأهديتني إياها ليلة رحيلك كانت بين يداي هي الأخرى ، أذكر أنني غفوت على دموعي وحلمت بكابوس أربك كل أحاسيسي ، رأيت أبي يدخل للغرفة وهو يحمل بيده مطرقة وطلب مني إعطاءه العصفور ، رفضت ورجوته ألا يقوم بكسره لكنه صفعني وأخذه مني ووضعه على الطاولة أمام ناظري وهمَّ بكسره بكل عنجهية وكره وهو يسب ويشتم بألفاظ تسيء إليك ، تحول الخشب لحطام وتلاشت ملامح العصفور خاصتي .. بعدها أتدري ما فعل رمى بالخشب في القمامة وتركني ألاحقه بعيوني بصوت مختنق والدموع وحدها التي كانت تنطق لحظتها ، بحثت عنك ترجيتك أن تعيد لي عصفوري وأن تنتقم لي من أبي لكنني لم أجدك في عز حاجتي إليك .. حين استيقظت وجدتني أحتضن العصفور الخشبي ونظرت للطاولة التي كسر بها العصفور في حلمي لأجد نفسي قد استرجعت ذكرى قديمة ففعلا بابا كسر عصفورك وما كان بين يدي طلبته نور من أحد النجارين وأحضرته لي كي أستطيع النوم ، فقد مرضت من اليوم الذي فعل بابا ذلك بي وعاقبني على محبتي لك وانتظاري لعودتك ، .. صحيح الفارق الزمني بين رحيلك وموته كان بعد وقت زمني ضئيل لكنه كان كفيلا ليتحول إلى وحش يفتك بكل من يذكر سيرتك بالبيت ، مع ذلك لم أرضخ ولم أخنع لأوامره ولا لتهديداته بل كنت أتسحب ليلا لأرتمي بين أحضان سريرك وملابسك بحضني أناديك وأناجي طيفك لعلك ترنو وتعود إلي … كنت أحبك يا حكيم كنت أحبك ولكنني توقفت عن حبك حين امتدت السنوات ومل انتظاري من انتظارك
حكيم(اهتزت حنجرته لحظتها وقد دمعت عيناه من تلك القصة التي سمع بها لأول مرة):- ميرنااا
ميرنا(مسحت دموعها):- لم أحكي لك هذا كي تغير نظرتك لي فأنت لن تفعل ، لكن أردت أن أشرح لك فحسب ما كابدته في غيابك وغيره الكثير مما لا يحكى
نظر للسماء برهة ودعك رقبته بتعب السنين الحارقة قبل أن يلتفت ويضرب يده مرتين بالحافة الحجرية حتى أدمى أطراف أصابعه وتوقف فقط لأنها أمسكت يديه بقوة دون أن تنطق بكلمة ، رفع وجهه إليها وجدها تحني رأسها وتناظر يديه برهبة بينما صدرها كان يعلو ويهبط وعيناها مغلقتين وخصلات شعرها تغطي نصف وجهها بفعل الرياح … شكلها لوحده كان تعبا حارقا لذلك أزال يديه بغبن من يديها وابتعد ليسير دون هوادة على بعد خطوات ، بداخله تخبط غريب فقد رجت كل عزيمته وطرحتها أرضا ….
حكيم(رفع يده لفمه ومسح بحرقة قبل أن يتنهد بعمق ويكابد تعبه وينحني القرفصاء باستسلام):- عاتبيني أجل فأنا السبب لما عشته بدوني
ميرنا(رمقته وهو في وضع وهن يشرح عمق آلامه):- الظروف كانت صعبة أتفهم ذلك
حكيم(ضحك بمرارة دون أن ينظر إليها):- اممم الظروف كانت صعبة
ميرنا(تحركت صوبه وانحنت بجواره):- أنا لست غاضبة منك
حكيم:- ولكنكِ تكرهين الماضي بسببي
ميرنا:- ولا أكره الماضي بسببك
حكيم:-.. لارد
ميرنا(أمسكت بيده المتدلية بإهمال وقبَّلتها لتجده يرفع عينيه الكسيرة لها):- أنا أحببتك وسأبقى أحبك لكن حبي لك لن يتعدى خط القرابة والمودة حكيم .. ها أنا ذا أقولها لك للمرة الألف لن أستطيع أن أفعل ذلك مجددا لأنني حاولت ووجدتني مدلهة بعشق وائل وكأن مغناطيسا يجذبني إليه كلما ابتعدت
حكيم:- وماذا أفعل بأكوام عشقي لكِ ؟
ميرنا:- رتبها لأجلي في دهاليز قلبك وأعطي منها لابنتك وللمرأة التي ستنسيك إياي
حكيم(مط شفتيه):- تنسيني إياكِ … ههه ههههه اذهبي ميرنا لغرفتك ودعيني وحدي لا مزاج لي لسماع الترهات هيا انصرفي
ميرنا(عقدت حاجبيه من نفورها):- يعني ستبقى على موقفك ؟
حكيم(جحظ عينيه فيها وبلؤم):- مطلقا بل سأضاعفه طالما قد وضحتِ موقفكِ بشكل يجعلني أستوعبكِ جيدا يا عمري
ميرنا:- لا تقل لي يا عمري .. أنا لست عمرك
حكيم(دفع يدها واستقام برفض):- بل عمري الذي ضاع فداء لعشقك ، حياتي كلها حياتي كلها وأنا أحبكِ حتى وأنتِ طفلة رضيعة كنت أحبكِ ، كنت أحملكِ بين ذراعي أرضعكِ بيدي أمشط شعركِ ألبسكِ ثيابكِ أغطيكِ أنيمكِ عندي حين تمرضين أنا أنا من اهتم بكِ أكثر منهم أكثر من أمكِ حتى ، وحدي من اهتم بتفاصيلكِ الصغيرة وكنت أحتويها بحنان … رسمت معكِ درستِ معكِ غنيتِ معكِ فرحت معكِ وحزنت لبكائك ، طبعا لن تتذكري هذا لكنني أتذكره وأتذكر بأنني عشقتكِ مذ سمعت اسمكِ أول مرة في محيط بيتنااااا فلا تأتي الآن وتهذي بهذا الهراء لأنكِ عمري الضاااااائع يا ميرنااااا ، طفولتي وشبابي رهين بكِ وبذكرياتكِ وصوركِ وحدكِ يا ابنة عمي … لا ترمقيني بنظرات الاستعطاف أنا لا أحتاجها منكِ أنا وضحت لكِ الصورة فحسب كي لا تستهيني بمشاعري والآن ابتعدي عن مداري لأنني لم أعد أطيق التحدث معكِ في هذا الويل
ميرنا(شهقت ببكاء واستدارت واضعة يدها على صدرها حين لف ظهره للجانب الآخر متمسكا بحافة الشرفة):- أريدك فقط أن تعرف … أن هذا الشخص الذي أنت عليه يذكرني بشخص أكرهه
حكيم(رفع حاجبيه بصدمة وهز رأسه):- إنه عمي وحتى لو شبهته فلا لوم علي ، ارحلي
لم تضف حرفا أمام جبل الجليد الذي أصبح عليه ، إنه يجرحها دون أن يرف له جفن كأنه يقتص منها عن آلامه ، لم تعرفه ولم تفهمه ولكنها اكتفت من تجريحه وإهداره لكرامتها وكبريائها في سبيل حرق أعصابها بالماضي اللعين … تراجعت للخلف وهي تهز رأسها بحسرة وغبن وأغلقت خلفها الباب لتمسح عينيها بقوة خشية رؤية ميسون لها لكن امتنت لأن هذه الصغيرة ظلت تشاهد المسلسل ولم تشعر بخروج ميرنا حتى ، وعليه غادرت لغرفتها لعلها تزيح عنها بعضا من التضارب الذي سقط على عاتقها دون سابق إنذااااار ،،،، هنا ظل يتحرك جيئة وذهابا وقلبه يكاد يخرج من صدره ، أذيته لها تؤذيه في صميمه لكن رغما عنه رغما عنه صار يتصرف بهذا الشكل الوقح ، إنها لا تشعر بآلامه إذن يجب أن تحس بانزعاجه من تجاهلها المتعمد ذااااك .. تنفس بعمق قبل أن يدلف للغرفة ويرمي بنفسه بجوار ابنته التي رمت اللوح الإلكتروني جانبا ونزعت سماعاتها وارتمت بحضنه كي تطبطب على يده وكأن هنالك قوى خفية تجعلها تعرف متى يحتاجها كل منهما ، وبالفعل استكان لحركة يدها على يده وأغلق عينيه على مواجع روحه لعلها تهدأ وترحمه من جحيم الذكرياااات القاتلة ….

في ذلك الوقت
كان ينظر إليه باستكانة عميقة ، وذلك منذ أن لحق به للمعلم الأثري نفسه الذي أخذ إليه ميرنا سابقا ، لم يعرف لما انعطف إلى هناك وتوقف بسيارته ليريح باله من كل الأفكار السقيمة التي زرعتها جوزيت بعقله ذلك الصباح بتصرفاتها الغير مفهومة ،،،، لكن من يسمح لك فتواجد هذا بجواره جعله يشعر بالحنق والانزعاااااااج
ميار:- أعطني حليبي لو سمحتِ يا مربيتي الحنونة
وائل(كان متكئا على سيارته وهو يضع نظاراته الشمسية ويتأمل معه الأرجاء):- عذرا عزيزي لكن حليبك في البيت ما إن نعود حتى أطعمك إياه على الرحب والسعة
ميار(صغر عينيه فيه وعض داخل فمه بغيظ):- مازحني أجل كأنك مستمتع برؤيتي على ذا الحال
وائل(رفع يده وناظر ساعته):- والله معي كل الوقت لحضرتك مش مشكل
ميار:- لما أنت هنا ، نحن لا نطيق بعضنا يا سيد وائل
وائل:- أعلم ذلك جيداااا وأعلم أنه جمعت بيننا ذكريات كبركة الوحل مثلا
ميار(حول عينيه بكره):- عقدني بها لو كان ذلك يريحك واطرحها في موضوع رسالة أحد الطلاب ، أكيد ستكون ربحا جيدا للجيل الصاعد
وائل:- سأفكر بالأمر
ميار:- أووووووف يكفي يا وائل أنت تغيظني بتصرفاتك هذه ، أنا لست بحاجة لأنيس معي ثم أنا لست مراهقا حتى ترافقني يعني لن أرمي نفسي من أعلى الجرف بسبب مشكلة عابرة
وائل:- ومن اهتم بك أصلا ، أنا احتجت لهذه الفسحة وليس لديك حق لتمانع
ميار(جلس على حجرة ونظر للبعيد):- سأضيع نصف عمري لو رددت عليك برصاصة في نصف جبهتك وأخلص منك ، أساسا لما ظهرت بحياتنا يعني نحن عائلة نأكل بعضنا نقتل بعضنا وش حشر أنفك فينا أساسا أجبني ؟؟؟؟
وائل(مط شفتيه بتفكر طفيف):- أنا أعتبر صهركم عيب عيب أن تستظرف بهذه الطريقة الوقحة
ميار(صغر عينيه وعاد إليه هادرا):- لن تكون صهرنا مطلقا …
وائل(ببرودة):- حتى أنني صرت والدليل وجودي اللازم بجواركم ورغما عنكم
ميار:- بسببها ؟
وائل:- بداية كان بسببها لكن فيما بعد صرت أهتم بأعضاء آخرين من ذات عائلتكم المصونة
ميار(بعدم فهم اعتقدها جوزيت):- ولما تهتم بها يعني هل شكت لك عني ؟
وائل(كان على ميسون):- ولما ستشكو جميلتي هي بسيطة لدرجة أنك تنسى كل همومك من نظرة في عينيها البريئتين
ميار(نفث شررا):- أجننت حتى تكلمني عنها بهذه الطريقة ؟
وائل:- وما المانع هي تستحق مني هذا الكلام لأنني ما كذبت إنها حقا شخص رقيق يستحق التأمل
ميار(زفر عميقا):- سأعد حتى الثلاثة وتوقف هذا العبط عن مسمعي وإلا قتلتك في أرضك
وائل(لم يستوعب حنقه):- هل تحسب أنك ستحتكرها لنفسك فقط ؟
ميار(رمش بعدم فهم):- وما المانع ؟
وائلّ:- ههه اعذرني .. فأنا تعلقت بها رغما عني ولن أستأذن في محبتها من أي أحد
ميار(مسح على فكه وهو ينظر إليه ويفكر بأي طريقة سيقتله):- كلماتك الأخيرة ؟
وائل(انتبه لرنين هاتفه ورفع يده معترضا كلام ميار):- اعذرني قليلا ..
ميار:- لن أعذرك قليلا بل كثيرا فقط اغرب عن محيطي
وائل(رمق رقما غريبا ولم يجب بل أسكته وأعاده لجيبه):- ميار …
ميار(كتف يديه واتكأ بجواره):- هممم ؟
وائل:- أعلم أنك لا تطيقني وأعلم أننا لسنا على وفاق ومودة كبقية البشر ، لكننا نعيش تحت سقف بيت واحد منذ شهر ، جمعت بيننا أحداث ومواقف وذكريات
ميار:- وهل من المفترض أن أكتب عنها خواطر امتنان وبهجة مثلا ؟
وائل:- بعض التقدير .. ثم أنت يجب أن تعرف بأن ..
ميار(نظر إليه بطرف عين):- أن ماذا … هل ستتنازل على عرش العجرفة وائل رشوان ؟
وائل(زفر بعمق):- نوعا ما سنتنازل معا .. نحن بحاجة للتواصل أكثر لكي نستطيع إدراك أي خطر سيحدق بأحبتنا ، منك بعض التواضع ومني بعض التفاهم والقافلة تسير .. هذا من جهة ومن جهة أخرى موضوع جوزيت لا تضغط عليها به ، فإن كان هنالك شيء تعلمته من بنات الراجي فهو ترك الجراح للزمن كي تندمل
ميار(تمعن في جملته وأردف):- بنات الراجي … ومنذ متى تعرف خاصتي ؟
وائل:- ليس صعبا على أي أحد أن يفهم طبع جوزيت ، إنها إنسانة شفافة رغم تمردها في بعض الأحيان وصعوبة مزاجها لكنها ناعمة القلب وصاحبات هذا النوع عليك أن تحرص على عدم أذيتهن ، عليك أن تعاملهن كما لو أنك تحمل بلورة قابلة للكسر بين يديك إن لم تحافظ عليها ضاعت منك
ميار(هنا كان يتغلغل ببطء إلى أن فاض كيله):- وائل لقد طفح كيلي وواجب اللباقة معك أصبح غير متاح بالمرة بعد هذا الكلام
وائل:- أنت حر لقد أبديت رأيي فحسب
ميار(بحدة):- لا تبدي رأيك لم يطلبه منك أحد ومن آخره لنعد للقصر ضجرت هنا
وائل(ببرودة استفزت ميار):- تفضل
ميار(تعجب في حاله):- أنت مرتاح البال لأنني خرجت من دائرة المنافسة أليس كذلك ؟
وائل(توقف عن المسير وناظره برتابة):- أنت لم ترقى أصلا لدور المنافس عزيزي ميار ، فهي كانت لي وستبقى لي طالت الدنيا أم قصرت
ميار(أقفل باب السيارة بعنف بعد أن فتحه):- لولا ظهور جوزيت الذي وقف حائلا بيني وبينها لكانت لي يا أخ ، فلا يغرنك العشق الذي تعشقه لك لأنني قادر بفرقعة أصبع أن أنسفه منها ، فهي تعشق الشغف وروح المغامرة معي ولا تظن أن مثاليتك تلك سوف تجدي نفعا معها فالنساء صحيح يعشقن الثبات والاستقرار لكن لا ضير من الجنون اللحظي إن لزم الأمر وهذا ما لا تتمتع به مع الأسف
وائل(تأمله مليا):- شكرا للنصيحة لكن هل لاحظت الفرق بيننا كم هو قريب جدا ، خاصتي تحب المغامرات وخاصتك تحب الاستقرار والثبات ، أنت مجنون زيادة على اللزوم وأنا دقيق في إدارة حياتي يعني … كلانا نملك العكس ونصيحتك لي أعكسها لك هذا إن رغبت بالاحتفاظ بجوزتك
ميار(تشنج من جملة وائل واستقر بسيارته بعنف):- إنه يتفلسف على أمي ويحسب نفسه فهيما ، والله لو لم يكن بالي مشغولا وغير مستقر لرميت أهله من هذا الجرف ليعرف معنى الاستقرار على الأرض جيدا … تبا له
هز وائل رأسه بهزل وركب بسيارته التي استقلها ليلحق بميار الذي انطلق بسيارته نافثا الغبار خلفه عائدا للقصر لعله يجد ما يفهمه من حالة جوزته الغريبة مؤخرا … أما وائل فلحق به بحرص كي لا يتوجه صوب مكان ما غير القصر ، لا يدري لما يتحمل عبء هذا المجنون الذي يشكل لهم معضلة كونية ولكن لم يشأ أن يخذل مدللته وأيضا كان يشعر ببعض المسؤولية تجاه سلامة ميار وهذا من نبل أخلاقه لا أكثر و لا أقل … استمرا في القيادة لبعض الوقت إلى أن وصلا للقصر ترك ميار سيارته مفتوحة وتوجه مباشرة للداخل ، أما وائل فقد أوقف السيارة وقبل نزوله انتبه لاتصال آخر من نفس الرقم وعليه نظر حوله وخرج ليستقبل تلك المكالمة الغريبة
وائل:- نعم من معي ؟
الشخص:- هل أكلم وائل رشوان ؟
وائل:- أجل أنا هو من حضرتك ؟
الشخص:- أنت لا تعرفني ولكنني أعرفك جيدا ، أريدك أن تستلم طردا باسمك وضروري أن
وائل:- مهلا مهلا أفصح لي عن اسمك أولا
الشخص:- شخص غير مهم ولكنه سيقدم لك معروفا لتكتشف خيوط اللعبة التي تدور من حولك
وائل:- طبعا لن أستمع لهذا الهراء حاول الإيقاع بغيري أستاذ مجهول عن إذنك
الشخص(أردف بسرعة):- هناك بيت جبلي ملك لعائلتكم موجود في أرض الوطن حاول الوصول إليه وستصل لأجوبة قد تهم قضيتك ، وداعا
وائل(بعدم فهم هدر في الهاتف):- ألووو أفصح عن هويتك انتظر تت .. عن أي بيت يتكلم هذاااا الإنسان هفف ها قد شغل بوصلة الفضول بعقلي الآن كيف سأهدأ أنا ؟؟؟؟
نظر مليا للرقم وحاول الاتصال به مجددا لكن وجده خارج التغطية بطبيعة الحال ، ولذلك مسح على جبينه وأعاد هاتفه وغاص في تفكيره بحثا عن إجابة ، في تلك اللحظة تحديدا أبعد المتصل الهاتف عن أذنه واستدار لسيده
الشخص:- أعطيته رأس الخيط سيادتك أي أوامر ؟
الرجل:- دعه ينقب في الماضي أكيد سيتوصل لما يحتاج معرفته فقط لو يكف عن عناد الرشوانية الذي يمتلكه سوف يكتشف مصلحته
الشخص:- إلى أين حضرتك ؟
الرجل(وضع يده على لحيته الشائبة وتنهد عميقا):- لنزر تلك المقابر
الشخص:- كما تشاء
انطلق الشخص بسيارة سيده السوداء الناعمة التي وقع في غرامها رامز ذات مرة … ولتشأ الأقدار قبل وصولهم للمقبرة توقف السائق في ركن قصي حين لمح عدة سيارات موجودة بالمقابر عينها والغريب أنها حقا لم تكن غريبة …
أماني:- أم.. أممي ل لنذهب قدد تأخخر الوققت
كهرمانة(عقدت حاجبيها وهي تلف على شعرها وشاحا أسودا):- قليلا بعد يا بنتي
أماني(نظرت حولها بتوجس):- الممكان غيرر آمن هكذذا ق قال عرنندس
عرندس(اقترب من كهرمانة):- علينا الذهاب
كهرمانة(نظرت صوب القبر بحزن شديد ولامست تربته):- الله يرحمك يا يعقوب
عرندس(زفر عميقا وربت على كتفها):- كهرمانة …
كهرمانة(ناظرته بدموع):- مضت سنوات وما زلت جمرة حرقته تؤلمني في قلبي ،، لو كان حيا كنا قد زوجنا أولادنا ههه … لكن مختار سرقه مني
عرندس(أمسك كتفيها بقوة وهزها):- وأنتِ سرقتِ روح مختار
كهرمانة(ببكاء):- وهل ارتحت في نظرك ، لقد ترك لي مواجع لا تعد ولا تحصى والأصعب أنه بقي في حياتي حتى لو وددت التخلص من كل آثاره فيها ، إلا أنه خلف لي شيئا لا يمكن نكرانه يا عرندس
عرندس(انتبه لأماني ولرجاله من حوله):- توقفي عن الكلام لنذهب
أماني(فهمت أن كهرمانة تتحدث عن شيء ما لكن عرندس أوقفها):- هيا أممي …
كهرمانة(استندت على كتف أماني):- هذه النار لن تنطفئ هذه الناااار لن تنطفئ
تنهد عرندس بحسرة بعد أن سمع جملتها وناظر القبر نظرة أخيرة ، قبل أن يفرقع أصابعه لرجاله ليخرجوا من المقبرة رفقتهم وينطلقوا بكهرمانة المنهارة ، فكلما زارت تلك المقابر تصبح نفسيتها في الحضيض ولا تستعيدها إلا بعد فترة أحزان مريرة ،… لم تجد أماني بما تساعدها سوى الطبطبة على حضنها لعلها تهدأ قليلا فنار الغدر لا تنطفئ وتبقى حرارتها تحرق وتين القلب طوال العمر .. وقتها وبعد أن تأكد هذا من مغادرة الجميع نزل من سيارته رفقة مساعده ودخل للمقابر بعد أن عقد حاجبيه باستفهام يتطلب جوابا مقنعا …
الرجل:- هذا قبر يعقوب صبري
مساعده:- يعقوب صبري كان زوج كهرمانة وقد نحر عنقه على يد مختار الراجي
الرجل (صغر عينيه في القبر):- أعرف هذا ولكن ما الذي أحضره إلى هذه المقابر ألا ترى العنوان؟
مساعده:- مقابر آل نجيب … ربما عامر سمح لكهرمانة بإعادة دفنه هنا ؟
الرجل:- عامر نجيب لا يضع يعقوب صبري بمقابرهم مطلقا إلا إذا لعب غضنفر هذا الدور
مساعده:- هذا إن دل على شيء فهو يعني أن ابن عامر لا يدري ما الذي يوجد ها هنا ؟
الرجل(ابتسم):- إذن لنبعث له برقية ونكشف له سر كهرمانة ما ربما فطن وعرف ما الذي يدور حوله
مساعده:- سنتمهل قليلا سيادتك ونعطيه الخبر
الرجل:- تصرف حسب المناسب لنا ، دعنا الآن نزور خاصتنا ونغادر قبل أن تتكاثر الأقدام
توجها معا صوب المقابر خاصتهم ، ففي البلدة مقبرة شاسعة مقسمة على أطراف كبارية البلدة قديما وكل كبير فيهم كان له ولعائلته باب يؤدي لمقبرتهم الخاصة ، في نفس الوقت كانت تجاور بقية المقابر ومن ضمنها مقابر آل الراجي وآل رشوان وآل وهبي إضافة لآل نجيب أيضا ، وهنا انطلق كل منهما صوب غايتهما التي لن نكتشف أي واحدة تم قصدها إلا بالوقت المناسب .. ما إن وقف عند قبرها حتى مسح الغبار على شاهدها وتلا الفاتحة لأجلها ثم هتف بصوت مخنوق
الرجل:- ستتحررين من قيود ألسنتهم أعدكِ بذلك ، لن أسمح لهم بأن يبقوكِ أسيرتهم لزمن طويل سأحرركِ وأحرر أولادنا من قبضتهم ، واحد منهم من صلبي والبقية من صلب روحي وقلبي وإنسانيتي ، صدقيني يا شقيقتي الحبيبة سأقتص لكِ منهم وبيد أولادنا نفسهم … لن أسمح لهم بأن يستغلوهم لوقت طويل فقط اصبري علي يا صغيرتي
على آخر جملة تأوه بمرارة قبل أن يبرح محله هو ورجله ويختفيا من المكان برمته ، بوقتها ورد اتصال لهاتف عرندس الخاص وهم ما يزالون على الطريق عائدين إلى المدينة …
عرندس:- تمام تمام كفي عن البكاء اخرسي يا امرأة وإلا قطعت لسانكِ سوف نأتيكِ بعد ساعة ، كفي عن الولولة وإلا كان ذلك آخر عمل لكِ على وجه الأرض…. نحن قادمون
كهرمانة(تنبهت لنبرته وعقدت حاجبيها):- من المتصلة ؟
عرندس(رفع حاجبه بكره):- سكر … سيف امضي مباشرة من الطريق الفرعي كي نصل سريعا
سيف(كان يقود بهم):- على عيني
كهرمانة(حولت عينيها بتعب):- ماذا تريد هذه الخرقاء أخبرتها أنني غير متوفرة اليوم اففف غضنفر ورطنا معها ولن نخلص
عرندس:- من الضروري زيارتها وإلا لن نرتاح من زنها خصوصا وأن غضنفر أوكل لكِ مهمتهن
كهرمانة(مطت شفتيها بحزن):- أتصدقان أنني اشتقت لابني ؟
نظرت إليها أماني بمساندة بينما عرندس برقت عيناه بشراسة قبل أن يلتفت إليها ويشير بيده لها كي تخرس ، هنا أماني فكرت في ميار ورمشت بحزن هي الأخرى لكن كهرمانة سبحت وسط غيمة مواجع دفينة استرجعتها كلما عادت بها الذكريات للماضي …
ما هي إلا ساعة وقد استعادت رباطة جأشها لتصعد بهيلمانها رفقة رجالها ومع أماني أيضا وعرندس الذي أرعب حراس بيت سكر حين هدر فيهم بالابتعاد .. دخلت كهرمانة ووجدت سكر تربط على رأسها وشاحا يعني أنها تعاني من الصداع ، بينما إحدى بناتها كانت تنقع أصابعها بماء دافئ لعلها تستكين لكن ما إن لمحت دخولها حتى دفعت البنت لتنصرف ورمت بالوشاح وهي تولول بدموع
سكر:- كهرماااااانة اهئئئئ كهرمانة أخيرا أتيتِ وحياتك ما غمض لي جفن ولا مرت اللقمة بفمي يا كهرمااااانة ، قهروني وقهروا بناتي أي والله حراااام عليهم حرام والله حراااام اهئئئئ
كهرمانة(بإباء جلست على الكنبة وهي ترفع حواجبها بتعفف):- اجلسي يا سكر وكفي عن التنطيط هنا وهناك ، اشرحي لي ما الذي أصاب بناتك رغم أنه قد وصلتني فكرة عن الأمر ؟
سكر(جلست جوارها وأخذ تعد بحرقة قلب):- صلع وحرق وضرب وشتم وإهانة وتجويع ونفسية مدمرة وأرواح منكسرة وكله كوم والطعن كوم تاني ، آه وماذا بعد الذل يا كهرمانة صحيح هن بنات المصلحة ولكنني أعتبرهن بناتي وبنات الكلية كلهن رفيعات الشأن فكيف يتعرضن للذل والمهانة هكذا ولا أجد صدى لشكواي اهئئئ
كهرمانة:- لقد دفع لكِ السيد غضنفر ثمنهن أليس كذلك ؟
سكر(مسحت دموعها):- أجل ودفع الضعف أيضا كثر الله خيره
كهرمانة(عدلت ثوبها بلا مبالاة):- إذن لا شيء لكِ عندنا
سكر:- له له يا ست كهرمانة وماذا عن كرامة بناتي المهدورة والأهم من ذلك …. ماذا عن نفسيتهن المحطمة منذ عودتهن وهن في غرفهن متقوقعات كالموتى لا يأكلن ولا يشربن ويا حبة عيني الدموع لم تجف من محاجرهن الجميلة … اهئ حسرتي على بناتي كبيرة أي والله كبيرة
كهرمانة(رفعت ذقنها):- أماني … تفقدي البنات سريعا وأعطني الخبر اللازم
سكر(فرحت بتصرف كهرمانة):- سأعد لكِ فنجان قهوة على كيفك
كهرمانة(أشارت لها):- لا أريد …. دعينا ننتظر وحسب
عرندس(اقترب بصرامة تقدح من عينه):- سكر أو ماما سكر أو ملح حتى ، أتعلمين أن لكِ حسابا عسيرا معنا عليكِ دفعه ؟
سكر(ابيضت شفتاها بالهلع والتصقت بالكنبة):- ووو … ولكن ماذا فعلت أنا ما ذنبي ؟
كهرمانة:- عرندس .. امم لا تفزعها مهما كان هي منا وفينا
عرندس(فرقع إصبعه):- أنتِ من دل عنبر على مكان بناتك صحيح ؟
سكر(برجفة وخوف):- تحت التهديد أقسم لك والله العظيم تحت التهديد ، تعرفون بأنني لا أبيع أهلي وناسي كيف ذلك وأنتم أرباب لقمة عيشي
عرندس(صغر عينيه فيها):- هل هددكِ عنبر بهن ؟
سكر:- وبرجاله أي والله حين رأيتهم وهم يهمون بالفتك ببناتي الأخريات خشيت عليهن ولذلك سلمته مقاليد الباقيات فقد كنت موقنة من أنهم سي
عرندس:- كفى اخرسي فهمنا يا امرأة دعينا ننتظر في صمت
بحلقت سكر بعينيها فيه وفي كهرمانة التي اتكأت باستكانة شامخة تناظر نقطة بعيدة جعلت سكر تتأملها بنظرات غيرة وحسد ، أما عرندس فقد رمقها بحدة كي تجمع أفاعي عينيها وبالفعل جمعتها وهي تتفتف بخوف … هنا كانت أماني تصعد الدرج صوب غرف البنات توجهت ناحية القريبة منها والتي كانت مفتوحة قليلا لتتوقف وتستمع لذلك الحديث الممزق …
توحة(كانت تمسح على كدمات وجه عائشة):- بصراحة الحمدلله لأننا لم نذهب أنا بسبب إجهاضي وفاتي بسبب انتهاء جواز سفرها ونونا لأنها كانت مرتبطة بموعد
نوري(كانت ترفع فستانها لأعلى وهي تضع ثلجا فوق الضمادة الخاصة بالحرق):- أنتن تشمتن بنا قلنها هياااا وخلصوا ذمتكن بالسخرية
نونا(نظرت لوشاح رأس نور):- ههه الآن صرتِ فعلا فعلا شاويش نوري
فاتي:- لالا وحياتك سنبل آغا بشحمه ولحمه أما آيشا فهي السلطانة الأم بذلك الشعر المستعار
عائشة(ركلت رجل فاتي بقوة حتى عطبت حرقها فتألمت):- آخخخ لو أمسككِ سأفقع عينكِ يا بعيدة
فاتي(كانت تمسح بالمرهم على كدمات عواطف):- حسبي الله ونعم الوكيل في اليد التي امتدت على هذه الركب الجميلة
عواطف(كانت تتكئ وهي غائبة عن الوجود):- آآآآه
فاتي:- أيوة أيوة الست فوفا تتنهد على مسامعنا الواضح أن الأخت عاشقة
ميري(تنهدت ببكاء وقد كانت تنظر لرأسها في المرآة بغبن):- ليست لوحدها من وقعت في عشقه
فاتي(مطت شفتيها بحسرة):- ما زلت أتحسر على صورته في الهاتف وما زلت أنتظر فرصتي
عواطف(زفرت عميقا):- لتعد لي إحداكن فنجان قهوة لأعدل مزاجي
خديجة(فتحت عينا واحدة فقد كانت مضطجعة على جنب):- خلوهم اثنين رأسي سينفجر
توحة:- خادمات أمهاتكن ونحن لا ندري أنا عن نفسي لا أستطيع الصعود والنزول كثيرا تعلمون وضعي
روقية(نظرت إليها):- على أساس الإجهاض كفي عن الادعاء كلنا نعرف أنكِ أصلا لم تكوني حاملا
توحة(برقت عيناها بشرر):- وأنتِ مالك ؟؟؟؟
روقية(أبعدت كمادات الأعين ونظرت إليها):- أنا أقول الحقيقة فحسب
توحة:- لا شأن لكِ بي سمعتِ ؟
روقية(لوحت لها بتعفف):- أصلا لن أجادلكِ همي أكبر منكِ ومن ترهاتك
توحة:- والله سأطبع قدمي في وجهك إن لم تصمتي
فاتي:- خلاص خلصونا من هذا الهراء أساسا نحن لا نبيع بعضنا تمام ؟
ميري(بتألم):- أي … هذه الكدمة لا يهمد وجعها
عواطف(أعطتها بعض الثلج):- ضعي هذا
ميري:- حاضر فوفتي
خديجة:- تلك لي يعني ستبقى لي من سمح لكِ بأخذ أغراضي هاه ؟
عائشة:- شوفي يا صلعاء أنا لن أتشاور مع أمك لكي أضع الشعر المستعار المناسب لي
خديجة:- ولكنه خاصتي يعني ستعيدينه وأنتِ تبتسمين أنا اخترته أولا يعني هو لي
عائشة:-أو لست عشوشتك حبيبة قلبك خليه لي لقد ناسب رأسي
خديجة(مطت شفتيها):- امم أشفقت عليكِ لكن ليلا ستعيدينه لن أبقى أدور هنا كرأس البيضة
روقية:- ههههه كلنا رؤوس البيض يا بعدي لما القلق
سارة(استيقظت من نومها):- ألا ينام معكم المرء يعني اففف
خديجة:- ساريتا حبيبتي نوم العوافي منذ عودتنا وأنتِ كخميرة العجين
سارة:- ها هي ستسخر مني هل دست لكِ على طرف الآن دعيني بهمي ؟
سهام(قلدتها بتأفف بعد أن أزالت سماعات الأذن):- دعيني في همي … أي هم يا وش الهم منكِ لها لي بسبب حظنا العثر نحن ها هنا نتخاصم مع بعضنا كأزواج الدجاج بئسا لهذه المعيشة
روقية:- وماذا تقترحين أخت سها هيا أفضي لنا بوعيد خير نسير على دربه ؟
عائشة:- بنت منكِ لها التزمن الصمت لسن وحدنا هنا
لبنى(كانت تشير لعائشة من الحمام بأن هناك من يتلصص عليهن وهي نبهتها):- من أنتِ ؟
أماني(صدمت بفتح لبنى للباب كله):- أم..أماني
نظرن إلى صاحبة الشعر الأحمر جذابة المنظر والطلة والتي اقتحمت جلستهن بها دون سابق إنذار ، تبادلن النظرات فيما بينهن لتتراجع لبنى إلى الخلف وتكتف يديها هي تتفحصها بحرص وتوجس
لبنى:- سألتكِ سؤالا محددا من أنتِ ؟
سهام:- هل أنتِ فتاة جديدة ؟
مريم:- هذا ما ينقصنا طبعا
نور:- لنفهم أولا وبعدها نتحدث تفضلي يا أختي اجلسي معنا
عائشة:- إلهي تجلس على رأسكِ ما تنهض ، هل ترحبين بكل الناس يعني ما فهمتكِ أنا
نور:- لزوم الآداب وش دخلك أصلا
خديجة:- يامَّا على الضراير فقعتن مرارتي
سارة:- ههه دجى ونحن ضراير أيضا
خديجة(حركت شفتيها وهي تسب بصوت خافت):- يخرب …
سهام(رمقت أماني وقد أقفلت الباب خلفها وتقدمت صوبهن):- اخرسسسسن
عواطف:- أيوة الآن سنعرف من تكون الضيفة اهدأن يا بنات
أماني:- أدعى أماني
لبنى(جلست بجوار روقية):- ابتعدي قليلا
روقية(تأبطت ذراع لبنى):- تعالي حبي بجواري همم لنسمع قصتها
توحة:- تفضلي يا آنسة
فاتي:- كخمم آنسة اخرسي أحسنلك وش عرفنا أنها ليست …
نونا(لمحت ابتسامة أماني من جملة البنات):- خلصوناااااا …
أماني(تناقلت ببصرها صوبهن واحدة بواحدة بعد أن صمتن):- كما قلت أدعى أماني وأنا بعمر أكبر منكن قليلا حسبما أرى ، وهذا ما يخول لي أن أكون عرابتكن
عائشة(رفعت شفتها فيها):- عراااابة ههه ومالو يختي وبالأمارة شوفيلنا عراب حليوة ليأخذ دور الدكتور مايك آححح ما أوسمه من طبيب بابتسامته أنسى اسمي
خديجة(بلوعة):- طبعا سيعاينني أنا أول واحدة أحب تفحص كل القطع بيدي هاتين اااااه
نور:- ساااافلة … هه احم اعذريني آنسة أماني لكن كلمة عرابة غريبة على مسمعنا
سهام:- وغير مقبولة أصلا يعني فيما ستفيديننا وأصلا من تكونين ؟
لبنى(ناظرتها بحرص):- أنتِ أتيتِ مع المرأة ذات المساعد الأعور صح ؟
أماني:- أنتِ ذكية جدا .. أجل أنا ابنة كهرمانة بالتبني وعرندس ذراعها الأيمن وقد طلبت مني أن أتفحص وضعكن عن قرب لكي أرد عليها بما يلزم
سارة:- والذي هو ؟
مريم:- هل سيفرقوننااااااا ؟
عواطف:- من أين تأتيكِ بهذه الأفكار يا حيزبون يخرب هبلك اسكتي اسكتي
أماني:- البنت معها حق … أتيت كي أتبين وضعكن وبعدها سيتم اختيار من سترحل من هنا..للأبد
لحظتها نظرن لبعضهن بقلق ورهبة فهن ومذ أن اجتمعن ببيت سكر لم تنفصلن عن بعضهن ، إلا لفترات قليلة لا تذكر لكن هذه البنت تقول رحيل أيعني هذا رحيل نحو الحرية أم القبر ؟
لبنى:- الرحيل إلى أين وضحي لو سمحتِ ؟
أماني(شبكت يديها):- لن أخفي عنكن .. الرحيل لن يكون خيِّرا عليكن ولذلك ستسمعنني جيدا لأجل المكوث ها هنا في مأمن يعني على الأقل مكان آمن مقارنة بالمصير الذي ينتظر
عواطف:- أرعبتنا لو تفصحين أكثر لفهمنا ما يدور ؟
أماني:- هنالك بيت سوف نأخذ إليه من تدهورت حالتها ، بصراحة هو ليس مكانا طيبا بل هو سجن أكثر منه ملجأ لاحتواء الفتيات اللاتي انتهت مدة صلاحيتهن … تقييم هذا سيتم برؤية أجسامكن ومعاينتها وأيضا نفسيتكن المحطمة إن كانت ستؤثر في سير العمل خاصتنا أكيد سنوقف كل ما يهدد خطرا على سيرورة عمل ناجحة
لبنى(ابتلعت ريقها):- ههه .. نفسية ماذا نحن .. أ.. نحن بخير أليس كذلك بناااااات ؟
سهام(نظرت إليهن وبقلق):- أجل نحن سنتخطى ما حصل يعني أيام فقط وسنصبح بخير
روقية:- إلا إذا كنتم ترغبون بحرماننا من هذا الحق أيضا
سارة(اغرورقت عيناها بالدموع):- ألا ترحمون يعني ؟؟؟؟؟
مريم(ببكاء):- هل هل سيبعدونني عنكن ؟
عواطف(دكتها خلف ظهرها):- لن يحدث ذلك فألجمي ذلك اللسان وإلا صفعتكِ في حافة أنفك
خديجة(نظرت صوب عائشة):- حتى أننا متلهفات للعودة للعمل هكذا وعدتنا ماما سكر
عائشة:- وبما أن مهمتنا بروما فشلت فهذا يعني أن الطلب علينا سيكون كثيفا خصوصا وأننا ما زلنا مطلوووبات ومرغوبات يعني
نور:- وهذا ما يستلزم منكم تركنا وشأننا
توحة:- يعني كلنا بحال أفضل لا داعي للتدخل فينا ههه
نونا:- تدخل ماذا صديقتي توحة تقصد تعبكم معنا يعني هه احم
فاتي:- هو كذلك …
أماني:- أعرف أن كل واحدة منكن خائفة في أعماقها ولكن يؤسفني أن أخبركم بأن ادعاءكم هذا لن يجدي نفعا أمام أمي كهرمانة ، فهي تكشف الكاذب في غمضة عين
عواطف:- هئئئ يعني رحنا فيها ؟؟
مريم:- اهئ ما تقوليهاااا
أماني(قاطعتهم):- يجب أن ترى ما يقنعها وهذا لن يتم إلا إذا اتبعتم خطتي
لبنى(صغرت عينيها فيها):- لما ترغبين بمساعدتنا ؟
أماني:- ربما لأنني أضع نفسي مكانكن ، أو ربما لأنني في ذلك السجن وأرغب بحمايتكن منه لما رأيته من أوضاع مزرية تحدث بوسطه
روقية:- أوك لقد وصلتِ لغايتكِ في إرعابنا
سهام:- لذلك تطرقي للمفيد
سارة(بارتباك فركت يديها):- وأخبرينا ما الخطة المتبعة ؟
أماني:- الخطة هي …أ
شوشو(فتحت الباب عليهن لحظتها ووضعت يدها على خصرها وهي ترمقهم واحدة بواحدة من أعلى مناخيرها):- الله الله ما سر هذا الاجتماع السري بينكن يا بنات الكلية ؟
عائشة(صغرت فيها عينيها بلؤم):- شاشية الخير وحياتك مش ناقصين التشاؤم بوجه حضرتك
خديجة:- ثم جمعتنا لا تخصكِ لذا عودي من حيث أتيتِ
شوشو(رمقتهم بخبث وكتفت يديها):- على ماذا تتفقون من خلف ظهر ماما سكر ؟
لبنى:- ولما تسألين ؟
عواطف:- هه غالبا كي تفتن علينا
روقية:- أو تشتري محلها تحت جناح أمنا وتصبح هي الآمر الناهي ها هنا
سارة:-في أحلامها قال الآمر الناهي قال
سهام:- شوشو لو سمحتِ غادري مكانكِ ليس هنا
توحة:- ما بكم يا جماعة تهجمتم عليها لنسمع منها أولا ما تريده ؟
فاتي:- أتفق مع توحة في هذا
شوشو:- سأخبر ماما سكر أنكم تدبرون أمرا من وراء ظهرها لكن أتيت لأخبر الضيفة أن السيدة بانتظاركِ مع اللازم في غضون دقائق
أماني:- ح .. حاضر أخ.. أخبررري أمي أنننيي قاااددمة
لبنى(هنا ناظرت أماني بعدم فهم):- ماذا يحدث ؟
خديجة(همست لعائشة):- شفتي اللي شفتو ؟
عائشة(وهي تطلق أنف المحقق كونان):- كأن في الأمر إن وأخواتها
نور(سمعتهما فأطلت عليهما):- أقطع ذراعي إن كانت هذه البنت تتلاعب بنا أو تجربنا ؟
عواطف(همست لهم):- بدون ما تقطعي ذراعك ستقطع هي لسانكِ لو سمعتكِ ونصبح في مشكلة
سارة:- ما رأيكم لو ننتفها ونرمي بها من النافذة ؟
نور:- ههه لتكتمل الفرجة
عائشة(هزت رأسها بدون فائدة):- حسبي الله … الرحمة يا ربي
روقية(مصت شفتيها بنفاذ صبر):- مطااااء …
خديجة(حاولت ضربها لكنها كانت بعيدا عن مرماها):- ساريتا المرة السابقة هددتكِ بالنمل هذه المرة سأبحث عن عش دبابير النحل وأضعه لكِ بملابسكِ الداخلية ، ووقتها ابحثي عني لأصطحبكِ للحمامات لو فيكِ ذرة جرأة
سهام:- ههههه أشفق عليكِ ساريتا
سارة:- واااع لما دوما تأتي الدعوات والضربات فوق رأسي أنااااااا
هدرن فيها جميعا في مرة :- من لسانكِ الأعووووووووج هممم …
سارة(أبعدت رأسها منهم):- شفتي يا لولو دوما أنا الضحية
لبنى(كانت تتحدث مع أماني بخفوت):- لنسمع ما ستقوله أماني يا بنات …
أماني(امتصت شفتيها بعد ذهاب شوشو المستفز وبعد تأكدها من رحيلها حيث نهضت لتطل من شق الباب كي تتفقد الأمر):- صبايا ما رأيتموه الآن خدعة أمارسها منذ زمن يعني التأتأة التي أعاني منها مفبركة
شهقن بعدم تصديق وهن يناظرنها باستغراب
أماني(أردفت سريعا):- ، لقد وثقت بكن وأخبرتكن بما أخفيه وإذا ما عرفت أمي أنني أتحدث بطلاقة أقل شيء سوف تفعله بي هو أن ترميني وسط ذلك السجن … يعني لكي تثقوا بي سلمتكم السر الذي لو انكشف رقبتي ستطير فيها
مريم(بفزع):- يا ماماااا اهئئ
سهام(هدرت فيها):- ميري … لا تبكي لا وقت للبكاء الآن ماما سكر لن تضحي بنا
روقية:- ولكنها أمام القوة ضحت والدليل هذه الكدمات التي تزين أجسامنا
نور:- صح روكا تتحدث بشكل صائب ، ماما سكر لا حول لها ولا قوة أمام الأوامر العليا
سارة:- ونحن الضحية مع الأسف
خديجة:- أو لن نكون كذلك إذا ما كثفنا مجهوداتنا ووثقنا بالأخت
نظرن إلى أماني وكأنها طوق نجاتهن من الهلاك المحتم لبعضهن أو أغلبيتهن لا أحد يدري ، ولذلك سردت لهن خطتها وتبادلن نظرات حيرة قبل أن تفرغ من حديثها
لبنى:- أماني … هل أنتِ واثقة من أن خطتكِ ستنجح ؟
نونا:- أخشى أن نصبح في عداد الموتى لو اكتشف بأنهن تمثلن عليه ، فحتى نحن خارج دائرة التفتيش التي ستحدث
توحة:- احح كله من حظ سومة طارت للخليج وتركتنا نتخبط ها هنا ، لكن نجونا من مقصلة الحكم
أماني:- معكِ حق أنتِ وصدقاتكِ الأخريات نجوتن من هذا المصير
عائشة:- يا إلهي بدأت أؤمن بمقولة مصائب قوم عند قوم فوائد
توحة:- هه أزلتيها من فمي والله العظيم
فاتي:- مش وقت فوازير رمضان الآن .. لتكملي أخت أماني …
أماني:- أنا أحفظ عرندس عن ظهر قلب إذا ما أتى لتفحصكن إياكن وإبراز ذرة ضعف ، حتى لو تألمتن تحملن والله عذاب ساعة ولا جحيم سنوات
لم تكذب حين قالت ساعة عذاب فقد طلب عرندس نزولهن إلى قاعة جانبية من بيت سكر ، كان يتوسط رجاله وعلى رأسهم سيف وسط تلك القاعة الفسيحة إلى أن نزلت أماني مطأطئة رأسها وهن خلفها ، كانت كهرمانة جالسة على إحدى الكراسي الوثيرة وبجوارها تقف سكر وهي تفرك يديها بتوتر خوفا عليهن ومن حكم عرندس فيهن …
عرندس(أشار برأسه صوب مريم التي خرجت من سطر البنات اللاتي كن أمامه في صف واحد يتمنين الرحمة من هذا المصير):- تقدمي يا صغيرة
مريم(نظرت للبنات برعب ليكتمل خوفها حين طالعت وجهه المخيف):- …قمم … "وجَعلنا مِن بين أيدِيهم سَدَّا ومن خلفهِم سدا فأغشَيناهُم فهُم لا يُبصرون"…
عرندس(أشار لها بالتوقف في المنتصف وأشار لسيف كي يتقدم إليها):- اسمكِ ؟
مريم(عضت شفتها لتضبط ارتجافها وغالبت دموعها):- ميري …
عرندس:- ارفعي رأسكِ وانظري إلي
مريم(رفعته برجفة):- …همم
عرندس:- ما الذي تفعلينه في هذا البيت ؟
مريم(قلبها يكاد يخرج من محله وهي ترمش بعينيها وتنظر إليه):- أعيش هنا
عرندس(ضحك بسخرية من جوابها):- جواب غبي .. ما عملكِ هنا ؟
مريم:- ماما سكر … هي ولية أمري وكل ما تريده أنفذه
عرندس:- هممم من تخدمين يا مريم ؟
مريم(قلت له ميري يعني هو يعرفني):-….لآرد
عرندس(أشار لسيف الذي صفعها بقوة على وجهها):- سألتكِ فأجيبيييييييي
مريم(سقطت أرضا من هول الضربة المفاجئة):- اهئئئ …
سكر(بخوف عليها):- احم ست كهرمانة البنت صغيرة وهي يعني ..
كهرمانة(رفعت يدها لتخرس سكر وأخذت تتابع):- شتتت …
مريم(وضعت يدها على خدها الذي ارتسمت عليه أصابع سيف):- أخدم ماما سكر
عرندس(برقت عيناه بشراسة وأشار مجددا لسيف):- ماما سكر هاااا … سيف
سيف(أمسكها من شعرها المستعار ورماه على الأرض ليعريها أمامهم):- هذا لا لزوم له
مريم(خجلت من صلعها وأخذت تبكي):- اهئئ أعيدوه لي
أماني(رمقت البنات بحدة كي لا يتدخلن فقد رفضن رؤية ذلك التعذيب النفسي أمامهن وخصوصا في مريم):- الصمت …
ابتلعن غضبهن بصعوبة وحاولن السيطرة على غضبهن ورفضهن لتلك المهانة التي تتعرض إليها مريم المسكينة … زفرن بعمق وهن يناظرن ضرب سيف لها بالكفوف لغاية ما سقطت أرضا وجثت على ركبتيها حيث تقدم إليها عرندس وانحنى أرضا ليمسك فكها بيديه
عرندس:- حين أسألكِ مجددا عمن تخدمين تجيبين وبدون تفكير بأنكِ تخدميننا هممم ؟
مريم(هزت شفتها الدامية بصعوبة):- …ح …حاضر سيدي
عرندس(استقام ليتقدم نحو صف البنات):- أبعدوا هذه عن ناظري إنها لا تنفع بشيء أعيدوها لغرفتها سالمة
توحة(التقطتها بسرعة وهي سعيدة بنجاتها):- ششتت لا تبكي لقد نجوتِ يا مريم كنتِ قوية
فاتي(كانت رفقتها تطلان من شق الباب على الأحداث):- أجل يا روحي تعالي معنا
عرندس(وضع يديه خلف ظهره وأخذ يمر أمامهن واحدة بواحدة حتى جعل الرعب يدب في أوصالهن خشية من اختياره الموالي):- أنتِ …
نور(رمشت وهي تتنهد):- أأنااا ؟
عرندس(عاد أدراجه وفرقع إصبعه لها):- تقدمي لأرى ..
نور(نظرت لعائشة مباشرة):- أحبكِ ضرتي
عائشة(رمشت خوفا عليها):- كوني لبؤة تليق بحبيبنا نوري
نور(ابتسمت شبه ابتسامة فقد أعطتها دفعة قوة لا تخطر على بال وتقدمت بإباء):- نعم
عرندس(كتف يديه وناظرها بتأمل):- اسمكِ ؟
نور:- نوري
عرندس:- من تخدمين ؟
نور:- من تخدمهم ماما سكر
عرندس:- اممم عمركِ ؟
نور:- أعيش بصحة تكفيني لمزاولة أعمالي
عرندس(عقد حاجبيه من أجوبتها):- أزيلي ذلك الوشاح من فوق رأسك
نور(أزاحته بخفة):- صلعي ليس عارا إنه مكافأة مهمتنا
سيف(تقدم إليها وصفعها بقوة):- لا تجيبي دون أن يتم طرح السؤال عليك
نور(مسحت الدم الذي نزف من طرف شفتها):- طوبة تلك أم يد يع .. احم حاضر
عرندس(تفحصها بحرص):- يمكنكِ الذهاب لقد نجوتِ ..
نور(تنفست الصعداء):- شكرا
سيف(رمق عرجها وأمسكها بقوة ومزق فستانها من الأسفل حتى أعلى الفخذ ليبرز أثر الحرق عليه):- أنتِ كنتِ للفهد
نور(رمشت بعدم فهم):- ..أجل
سيف(نظر لعرندس الذي نبهه وأزال الملصق من على رجلها ليروا أثر الحرق الذي كان على شكل شفاه):- اممم شفاه ؟؟
عرندس:- حرق شفاه أظنكن لامستن شيئا محظورا جدا
كهرمانة(فرقعت إصبعها ليتقدم صوبها عرندس):- ضع لي هذه الفتاة على جنب وابحث لي عن الأخرى التي كانت برفقتها
عرندس:- ماذا تريدين منهما ؟
كهرمانة(رمشت بعينيها):- ابني الفهد سينسى هذا الأثر وأنا أريد تذكيره به في الوقت المناسب
عرندس:- لن نأخذهما ؟
كهرمانة:- لاء.. ستبقى كل منهما بعهدة سكر لكنني سأبقيهن تحت أعيني وحين أريد، اتصال صغير وأجعلهن بين أناملي وفي خدمة لنواياي
عرندس(فهمها):- يعني تدبيرا للمستقبل
كهرمانة(غمزت له):- هو كذلك …
عرندس(عاد أدراجه):- انسحبي أنتِ نوري ..
نور(تنفست الصعداء وغادرت المكان):- يا ربي تحمي صديقاااااتي يا رب
عرندس:- اممم تقدمي يا آنسة متوترة
سارة(نزل ضغطها لحظتها):- هئئئ من أناااا ؟
عرندس:- أجل أنتِ … ليس لدي اليوم بطوله لأجلكِ تقدمي وخلصيني
سارة(نظرت إلى البنات بارتجاف واقتربت منه وقدميها تسلمان على بعضهما):- نعم ؟
عرندس:- اسمكِ ؟
سارة:- س.. ساريتا ؟
عرندس:- مهنتكِ ؟
سارة(ابتلعت ريقها):- عاملة تحت رعاية ماما سكر
عرندس:- ولائكِ لمن ؟
سارة:- من انتشلوني من الضياع
عرندس:- أي فئة كنتِ ؟
سارة:- لم أفهم …
سيف(نزل عليها بطوبة يده حتى أسقطها أرضا):- أجيبي بوضوح
سارة(ببكاء):- اهئ لم أفهم ؟
عرندس:- تلك الليلة مع من كنتِ ؟
سارة(حولت عينيها وتذكرت):- هااا وائل رشوان
عرندس:- والفتاة الصغيرة ؟
سارة:- امم حكيم الراجي
عرندس:- انهضي فورااا من محلك
سارة(نهضت بوهن وهي تمسح دموعها):- …لآرد
عرندس(بعد صمت أرهق تفكيرها):- اذهبي … تقدمي أنتِ ؟
خديجة(يا حبيبي تفوه عليك من وجه نتن يا ربي تتاح لي الفرصة وأثقب لك العين الأخرى):- همم
عرندس:- سيف
سيف(من الوهلة الأولى صفعها على التعنت):- حين تتقدمين إلى السيد انحني يا متعجرفة
خديجة(أمسكت وجهها):- إلهي تنكسر يدك يا بعيد حجر سقط على وجهي تفوه .. همم
عرندس:- فئة من ؟
خديجة(تمالكت أعصابها كي لا تقوم بعمل خاطئ):- وائل رشوان
عرندس:- ماذا تخبرينني ؟
خديجة(أزالت الشعر المستعار):- لا قول بعد ما تراه سيدي
عرندس(أعجب بجرأتها):- قوية .. لكن أمامي عليكِ بالانحناء سييييييف
سيف(نزل فيها ركلا وضربا حتى بصقت الدم):- هذا فقط بعض الواجب معكِ يا حلوة
خديجة:- تفوووه عليك واحد رخيص …
سيف'(سمعها تتمتم):- ماذا قلتِ ؟
عائشة(هنا تدخلت):- حين تتألم فهي تدمدم بكلام غير مفهوم ..
عرندس(نظر إليها):- من سمح لكِ بالكلام ؟
عائشة(نظرت لخديجة):- أردت فقط أن أشرح وضعها لكم
عرندس:- هي تملك لسانا صح ؟
عائشة(ارتبكت خشية على دجى):- عذرا سيدي
عرندس:- أبعدوا هذه عني وتقدمي أنتِ لنرى يا جريئة ما مدى جرأتك
عائشة(نظرت لخديجة التي هزت رأسها لها برفض فما كان عليها التدخل):- أدعى آيشا
عرندس:- أخبريني يا عائشة ما الذي سيجعلني أتراجع عن أخذكِ من هذا البيت ؟
عائشة(رفعت فستانها لتزيل الملصق وتريه الشفاه):- هذا جوازي
كهرمانة(عرفت أنها البنت الثانية):- عرندس
عرندس(نظر لعائشة بلؤم):- لكنكِ واهمة إن حسبتِ بأنني سأتغاضى عن وقاحتك
سيف(أخرج خنجره من خصره ومرره في لمح البصر على شق صدرها العلوي):- هذا كي تتعلمي الأدب
عائشة(صرخت من الدم المنساب):- ماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سكر(ولولت):- لو سمحتم اغفروا لها الله يخليكم
عرندس:- أغربي عن وجهي .. التالية … تقدمي أنتِ هناك
عواطف(نظرت بأسف لعائشة التي ساقها الرجال لتنضم للباقيات):- نعم
عرندس:- فئتك ؟
عواطف:- حكيم الراجي
عرندس:- اسمكِ ؟
عواطف:- فوفا
عرندس:- كيف كان معكما ؟
عواطف:- شهما
عرندس:- وأنتما ؟
عواطف:- قمنا بعملنا
عرندس:- ومن عاقبكم ؟
عواطف:- حمراء الشعر حبيبته
عرندس:- امممم .. جلدتكن حسبما سمعت ؟
عواطف:- سامحها الله
عرندس(لمس نمردتها ونظر لسيف الذي أزال حزامه الجلدي):- وسيف يحب الجلد ؟
سيف(قبل أن يتمم عرندس حديثه ضربها بالحزام):- أحبه جدااا
عواطف(تحملت الألم وهي مغمضة العينين إلى أن أمره عرندس بالتوقف):- اهف…
عرندس:- قوية هاااا … لا بأس يمكنكِ الذهاب نجوتِ
سيف(لوا حزامه الجلدي على يده ونظر للثلاثة الباقيات):- أوامرك ؟
عرندس:- أحضر لي تلك
سيف:- أنتِ تقدمي …
سهام(ابتلعت ريقها وتقدمت منهم):- هنا
عرندس:- من تخدمين ؟
سهام(بعنفوان):- من تترأسك
عرندس(نظر لكهرمانة وابتسم):- جواب ذكي لكن النزق هنا لن ينفعكِ .. أي فئة ؟
سهام(بحسرة):- وائل رشوان
عرندس:- كانت معاقبتكن رحيمة جدا
سهام:- عقاب النفس أشد ألما
عرندس(حرك فكه بابتسامة):- فهيمة كما أرى لكن هل الفهامة بقدر القوة ؟
سهام:- إن لزم الأمر
عرندس:- ما اسمكِ ؟
سهام:- سها
عرندس:- ما هي أمنيتكِ يا سها ؟
سهام(تشنجت من سؤاله):- ما ترغبون في تحقيقه هو أقصى أمانينا
عرندس:- بخصوصك؟
سهام:- أتمنى أن أبقى هنا
عرندس:- اممم جميل … لكن البقاء هنا بثمن ؟
سهام:- وأنا أدفعه منذ دخولي إليه
عرندس(نظر لسيف الذي أعطاه أحد الرجال عصا خشبية):- معكِ حق حتى أن تأشيرة البقاء باهظة الثمن .. سيف
سيف(ضربها لرجلها بقوة حتى أسقطها):- هذا لكي تنزلي قليلا من عرش التعنت سيدة كبرياء ، أنتِ هنا لا شيء أنتِ هنا مجرد نكرة بيدق نحرك كيفما نبتغي مثلكِ مثل كل صديقاتك نحن من نعطيكن الهوية ونحن من يسمح لكن بالعيش هل فهمتِ ؟
سهام(تألمت من ضربته كثيرا لكنها كابدت الألم):- مفهوم
عرندس:- انصرفي …
نهضت وهي تجرجر رجليها لكي يتقدم عرندس بعدها صوب هاتين ، أخذ ينظر إليهما وتوجه صوب روقية ليقف مقابلها وينظر لعطب رجلها حيث تتواجد طعنة ناريانا لها
عرندس:- من أصابكِ بهذا ؟
روقية(بارتياب):- ذات الشعر الطويل
عرندس:- كنتِ مع نادر الرشيدي صح ؟
روقية(بحزن):- أجل الربان
عرندس:- اسمكِ ؟
روقية(بتلعثم):- روكا
عرندس:- ستأتي معنا يا روكا فنحن لا نأوي فتيات معطوووبات
روقية(بفزع نظرت للبنى ولسكر):- هئئئ لماذا لل.. أنا أنا سأشفى وأصبح بحالة أفضل والله سأخدم ماما سكر بعيوني ، دعوني هنا أين ستأخذووووني اهئئئ ماما سكر .. لولو ؟؟؟؟
عرندس(تركه ووقف عند لبنى):- قلت كلمتي .. أنتِ ما اسمكِ ؟
لبنى(تألمت من صراخ روكا أمامها):- لولو
عرندس:- عملكِ ؟
لبنى(أغمضت عينيها من بكاء صديقتها):- خادمة طوع أوامركم
عرندس:- لما ترتجفين ؟
لبنى:- سيدي .. ألتمس منك السماح لصديقتي بالمكوث معنا هي والله خدومة ومفيدة جدا ، لا نريد أن نخسرها
عرندس:- ألا ترين أنها وقاحة أن تعترضي على أوامري ؟
لبنى:- أبدا بل هو رجاء من حسن كرمك سيدي
عرندس:- ما المقابل ؟
لبنى(فكرت مليا وآثرت كشف أمر له وهمست على مقربة):- سأخبرك سرا عن كاظم النابلسي
عرندس(رمشت عيناه بانبهار):- هذه الفتاة ذكية … وتعرف غايتها حسنا سأعفو عن صديقتكِ لكن بعد سماع المفيد ؟
لبنى(تنهدت حين توقف رجاله عن مسيرهم بروقية):- إنه محقق
عرندس:- نعلم هذا ما الجديد ؟
لبنى:- محقق في الاستخبارات الدولية
عرندس(تنبه أكثر):- وبعد ؟
لبنى:- أثناء وضعنا الحساس أسرَّ لي بأنه سوف يلتقي بي مرة أخرى ويخبرني بالعديد من الأسرار ، يعني لو أعطيتموني فرصة لملاقاته مجددا ربما سيفيدنا لنعرف تحركات محيطه
عرندس(بتفكير):- أنتِ لا تتلاعبين معي صح ؟
لبنى:- أبدااا سيدي
عرندس:- أعيدوا الفتاة المعطوبة لغرفة صديقاتها وأنتِ … ستأتي معنا
لبنى(تنهدت بقلق):- إلى أين ؟
عرندس:- لأتأكد من أنكِ لن تتلاعبي بذيلكِ معنا … تحركي …
روقية(نظرت للبنى بخوف وقد جرها سيف خلفه):- لبنننننننى لبنىىى
أماني(هدرت في روقية):- اذهبي … اذهببي مممن هننااا
كهرمانة(وثبت بتأفف):- انتهى عملنا هنا والمرة المقبلة لو اتصلتِ بي وأزعجتني سوف يكون عقابي أشد مما رأته عيناكِ ولم تجدي جهدا للاعتراض عنه
سكر(عضت شفتيها):- توبة .. توبة يا ست كهرمانة
كهرمانة(لوحت لها بقنوط وخرجت):- أماني الحقي بي فورا سنغادر هذا المكان السقيم
أماني(هزت رأسها وهي تنظر بحسرة صوب المكان):- ححاضر أممي ..
لم يغادروا إلا بعد أن تركوا في زوايا البيت رائحة الخراب والآلام والدموع المتراكمة ، هرولت سكر نحو الطابق الثاني حيث تكمن غرف البنات وقد كن مضطجعات بجوار بعضهن ، تواسي كل منهن الأخرى ، بعضهن تداوي الكدمات وبعضهن تنتحب والأخريات يشتمن حظهن الذي ألقى بهن في مستنقع مثل ذلك البيت المزري …
مريم:- اهئ بهدوء طرف شفتيَّ يؤلمني أنتِ متأكدة لم تسقط سني هااا ؟
سارة(كانت تساعدها ودموعها على خدها):- لم تسقط
عائشة(دلكت فكها):- النتن إن شاء الله يموت في طاحونة لحم ويتحول لكفتة في القريب العاجل
خديجة(كانت تئن في حضنها):- لا تتحركي أنتِ تؤلمينني بتململكِ
عائشة(قبَّلت رأس خديجة):- يا حبيبة قلبي إن شاء الله تشل يده التي رفعت عليكِ ، أحح حتى أنا ارتسمت على وجهي علامات أصابعه الله يعطيه ضربة
نور(كانت تضمد جرح روقية):- جيد أن القطب لم تتضرر هكذا ستصبحين بخير روكا
روقية(بدموع):- أنا خائفة جدا يا ترى أين سيأخذون لبنى وماذا سيفعلون بها اهئ ؟؟
سهام(بحالة صمت لم تذرف دمعة واحدة حتى رغم ألم رجلها التي كانت تدلكها بمرهم مسكن للآلام):- غالبا سيضربونها سيعذبونها ولو كان لها نصيب ستبقى على قيد الحياة
عواطف:- أستغفر الله على تشاؤمك
توحة(كانت تسند عواطف وتخفف عنها):- تت ألم تسمعي بما همست لذلك الأعور الحقير ؟
روقية:- لاء لم أسمع
عائشة:- آه … لبنى لا يخاف عليها أكيد ستتدبر أمرها وتعود لنا في أقرب وقت
نونا:- لكن ماذا إن لم تعد ؟
فاتي:- ستعود أنا واثقة،، ثم تلك الفتاة أماني ستنقذها لا تقلقوا عبثا
مريم:- والله لو كنت أملك رقم حكيم لأخبرته بما يحصل لنا
عواطف(هنا انفجرت ببكاء حسرة على حظهن):- ولو كان معنا حكيم أكان سيسمح بهذا العذاب ؟
نور(بنظرة عشق وحنين):- ربما نسوا أمرنا ، أيمكن أن ينسانا ميار يا آيشا ؟
عائشة(أمسكت يد نور بجوارها وأسندتها على كتفها):- لن ينسانا ولكنه حلم يا نوري مجرد حلم
نور(تأوهت بحزن):- لما حظنا عثر هكذا ؟
خديجة(بغبن تذكرت وائلها):- لأننا لا نملك أصلا أيقونات الحظ في كتاب حياتنا ، اشتقته
سهام(هنا انسكبت أدمعها دون قدرة على المقاومة):- ربما لو كان معنا ما كنا شعرنا بكل هذا الأسى ، فنظرة منه كانت ستفيد وتجعلنا نتحمل كل بؤس
سارة(مسحت دموعها المنهمرة):- أو ربما كان أخذنا بحضنه وطبطب على جراحنا يااااه …
روقية:- ماذا تهذين منكِ لها من أنتن أصلا في قائمتهم يكفينا ما رأيناه من نسائهن ، أرأيتم كيف هم وكيف نحن أرأيتم مستواهم مقارنة بنا ؟؟؟
توحة:- لكن اعذريني روكا مهما كان هم كذلك بواسطة المال فحسب
فاتي:- أجل لو تعطينا رزمة مال أنظري كيف سنصبح ولا ممثلات هوليوود
سارة(تنهدت بعمق):- كنا بمستواهم أو لم نكن ، فنحن مجرد ذكرى عابرة في حياتهم
مريم:- طيب لما لم ننساهم نحن ، ما زال قلبي يخفق كلما تذكرته وكأن ما حصل معنا حدث للتو
عواطف:- حتى أنا أصبر نفسي بعطره الذي ما زال ملتصقا بوجداني
سهام:- نفس الشيء حنان عينيه هو طوق النجاة بالنسبة لي
نور:- ولا صدره الآمن ما زالت طبطبة يده على ظهري تجرني نحوه وتعيدني إليه
عائشة:- أظن أن خفقة قلبي التي شعرت بها وأنا بقربه لن تتكرر ، كلما أغمضت جفني تذكرت رقصتي معه وكم كان دفئه قاسيا على مشاعري اليتيمة فكلما استشعرتها زاد غبني
خديجة(بحالة هيام مثلهن):- أو قبلته .. طعم شفتيه لن أتذوق مثلها ما حييت ، إنها بطعم يصعب وصفه قد سرقني من حالي وأسكنني بين مماليكه لحظتها
سارة:- حتى لمسة يده بعمري ما حظيت بمثلها كلها حنان ورقة وطمأنينة يا ليته بالقرب الآن
روقية(هنا انتحبت):- اهئئئ أريد حضن الربان الآن الآن الآآآآن
ضحكن على جملتها من بين دموعهن وتنهدن بخيبة أمل زارت قلب كل واحدة فيهن مع الأسف ، قاطعتهن سكر بدخولها وهي تبكي وتولول وانحنت تلامسهن واحدة بواحدة وتعانق وتقبل وترثي حالتهن ، بعضهن تعاطف معها والبعض الآخر زفر عميقا بغية الواجب فحسب ، هنا شوشو وقفت عند الباب وهي ترقبهم بنظرات سم وكره جعلتها سكر تنصرف فورا لتحضر لهم لقمة تروي عظمهم الذي صار ملطشة لذوي الأمراض النفسية مؤخرااااا … وعلى الغبن والحرقة والشوق الذي استوطن أفئدتهن تجاه شبابنا عادت لبنى بعد برهة وقد كانت تزحف من ركن إلى ركن حتى دخلت عليهن بملامح ضرب مبرح جعلتهم يفزعون خوفا عليها ،أخذنها بين أحضانهن وفقدت الوعي برهة زمنية حتى استعادته وهي تذرف دموع الأسى فتلك عقوبتها التي ستعاقب عليها فداء لمهمتها



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 06:53 AM   #687

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في السجن
نادوا على اسمه وهو في الزنزانة كان يطالع أحد الكتب الخاصة به ، قام بثني الصفحة التي وصلها ووضعه على سريره ، نظر لمهدي الذي أومأ له بدعوات خير كي يسمع خبرا جيدا عن إطلاق سراحه ، والبهجة المرتسمة على وجه مهدي لم ترتسم على وجه طارق مطلقا بل ظل عابسا بشكل جدي فوق اللازم … ولكن ربما نلتمس له بعض الحق فزيارة نائب الأمن للمرة الثانية أكيد وراءها استفهامات..
أمجد(استقام لاستقباله في غرفة خاصة):- سعدت برؤيتك مرة أخرى يا طارق
طارق(ناظره شزرا وتوجه صوب الطاولة طرق عليها بيده وجلس وهو يتأملها):- هذا الخشب رديء جدا
أمجد(رفع حاجبه بعدم فهم وجلس مقابله):- هذه ستكون زيارتي الأخيرة لك ، إذ سنلتقي خارج السجن إن شاء الله ما رأيك ؟
طارق(كان يتفحص نوع الخشب بتركيز):- إن شاء الله إذا خرجت من هنا سأصنع بعض الطاولات لفائدة هذا السجن
أمجد(بحلق بعينيه بعدم تصديق):- ماذاا … طارق لو سمحت ركز معي قليلا ، لقد تم تحديد موعد محكمتك …. إنه غداااا
طارق(هنا رفع عينيه ونظر إليه بريبة):- غدااا ؟؟ .. اعتقدت أن الأمر أطول من ذلك
أمجد:- أكاد لا أصدقك الواحد يتمنى متى يخرج من هذا السجن وأنت ما زلت تتمنع على رحمة الله
طارق:- علي أن أرتب نفسي أولا فسجني دام لسنوات وليس لعدة أشهر
أمجد:- أتفهم غايتك لكن إن سارت الأمور جيدا يوم غد فأنت ستغادر حنايا المكان في نفس اليوم
طارق(بحدة):- لاء … لا أريد الخروج بنفس اليوم ؟
أمجد(هنا مسح على جبينه بدهشة):- أعجزتني .. أخبرني بما تريده
طارق:- أريد ترتيب أموري وأولوياتي في السجن ، لذلك حتى لو حكمت المحكمة ببراءتي فسألتمس البقاء لعدة أيام حتى يحكم بخروج صديقي
أمجد:- ومن صديقك هذا ؟
طارق:- يدعى مهدي سجن في تهمة حيازة سلعة مهربة ، أريده خارجا معي أو بعدي بأيام
أمجد:- أعطني اسمه كاملا لأرى آخرتها معك ، طيب ماذا عن أختك التي ستكفلك ستأتي غدا أيضا والمحامية التي ستترافع عنك ستعرف أنك رفضت الخروج ؟
طارق:- سوف تتدبر الأمر لتخفي عنهما موعد خروجي يا سيد أمجد ، أنت النائب ولست أنا وشيء آخر لا أرغب برؤية تلك المرأة غدا
أمجد:- ولكنها ستأتي لأجلك إنها أمك
طارق(نبهه بإشارة إصبعه قبل أن يسحب الكرسي للخلف):- أوضحت كلامي
أمجد(كيف سأخبر هبة بأنه لا يريدها):- حسنا كما تريد
طارق(تنهد بعمق):- أختي سمر …. أيمكنني أن أراها قبل موعد المحكمة ؟
أمجد:- لن أستطيع الجزم بذلك لكن سأحاول لأجلك
طارق(عقد حاجبيه فيه):- لما تساعدني ؟
أمجد(فتح حقيبته وأخرج ملفا وقلم):- وقع لي هنا إنها إجراءات روتينية لأجل الغد
طارق:- يفترض بمحاميتي إحضارها ولكنك تكبدت عناء ذلك بنفسك فأجبني … لما تساعدني ؟
أمجد(ابتلع ريقه وآثر قول الحقيقة):- لأنني وعدت أمك
طارق(هنا تبلدت ملامحه واتسمت بالخشونة):- وما الذي يوجد بينك وبين تلك المرأة حتى تساعدها وتغامر بمنصبك لأجل سجين لا تربطك به أي صلة ؟
أمجد:- ليس هنالك رابطة مما تفكر فيه أمك سيدة محترمة وقديرة وهي تعتبر صديقة تستحق مني الوقوف بجانبها خصوصا وأنها بدون سند وبدون ظهر تحتمي به وسط الذئاب المتربصة بها
طارق(لم يقتنع بكلامه لكنه آثر الصمت فحين يخرج سيضع لكل شيء حدودا):- إلى اللقاء
أعاد أمجد الملف لحقيبته بعد أن وقع طارق على الورق اللازم ، ولم يجد ما يضيفه فحالة هذا الولد مستعصية جدا يعني لفهمه واستيعاب طريقة تفكيره يلزمه وقت
هبة(على الهاتف بنبرة حزن):- يعني كان هذا طلبه ؟
أمجد(كان يغادر حنايا السجن):- أنتِ لن تجعلي هذا يزعجكِ ولا للحظة يا هبة ، المهم هو النتيجة
هبة(ابتلعت غصتها):- معك حق ما يهمني هو خروج ابني من ذلك السجن … لن أسامح سليم مدى حياتي فهو السبب في حرماني من ابني قبل موته وبعدها
أمجد:- هوني على نفسكِ يا هبة أنتِ تحزنينني هكذا … أقصد ..
هبة(تشنجت من جملته وعضت شفتها بحرج):- عذبتك معي .. إلى هنا ولن أزعجك أكثر شكرا لك
أمجد(تنهد بعمق حين فصلت الخط):- على ما الشكر يا مدمرة الوجد …
على تلك التناهيد غادر مبنى السجن نحو عمله ، وقتها عاد طارق لزنزانته ووجد مهدي مضطجعا على سريره وبيده الكتاب الذي كان يقرأ فيه ، ما إن رمقه حتى انتفض من محله فزعا وضرب برأسه حاجز الحديد وأخفى الكتاب خلفه
مهدي:- أ.. آسف يا ريس طارق والله أردت تفحص فحوى الكتاب لا أكثر ولا أقل
طارق(جلس على سريره):- وعرفت ؟
مهدي(قدم له الكتاب بأسف):- لم أستوعب حرفا فيه .. لما تقرأ هذا الكتاب فقط ريس طارق ؟
طارق(أخذ الكتاب بين يديه وناظره بعمق):- أقرأه لأجل الذكريات
مهدي:- أية ذكريات ؟
طارق(أغمض عينيه وفتحهما بحدة وهو ينظر للبعيد):- هذا الكتاب هو الذي جمعني بحلم حياتي ، قد اصطدمت بها ذات مرة وهي عائدة من مدرستها ، سقطت الكتب في الوحل وتبللت وكان لزاما علي وقتها أن أساعدها وهكذا تعرفت عليها فحينها قد صارت حلما جميلا ألاحقه يوما بعد يوم … هذا الكتاب ما كان لها بل لمعلمة وهبته لها كهدية لقاء النقطة المميزة التي حصدتها في الامتحان ، وحين أكملت عامها الدراسي أهدتني إياه لكي أتذكرها به ، لكنني خطبتها وقتها وجعلتها ذكرااااي بدلا عن كتاب
مهدي(تأوه من عظمة الشخص الجالس أمامه):- واووو إن هذا لعشق عظيم
طارق(رمش بعينيه وهو يهز رأسه برفض):- عشق هه ؟؟ … ما جمعني بامرأتي ليس عشقا يا مهدي بل توحد روحاني ومنذ أول نظرة تلاحمت فيها حياتي بحياتها وصارت أنفاسي تتنفس بأنفاسها لست أدري إن كان صائبا أن أكلمك عن زوجتي ولكن هذا الحديث مدفون في صدري منذ زمن بعيد
مهدي(جلس على الأرض وربع رجليه ليتابع الحكاية):- أكيد هي أيضا أحبَّتك وما زالت تنتظرك
طارق(تشنج من هذا):- لست أدري .. كنت قد فكرت بتحريرها ذات مرة ولكن ابنتي منعتني
مهدي:- حراااااام كيف ترغب ببعادها وأنت تتنفس بوجودها ؟
طارق(شعر بالألم يعتصر صدره):- أحيانا وأد قلوبنا شفاء لأرواحنا الكسيرة
هم مهدي بالرد عليه لكن طارق اضطجع على سريره وضم الكتاب لصدره وأغمض عينيه ، قطع الكلام في جوف مهدي وانعزل صوب حبيبته الغائبة الحاضرة في ملكوت حياته … والتي كانت تكتف يديها أمامهما في محل الألبسة وتكاد تنفجر من التأخير
عفاف:- بنات والله صبري طال خلصوني واختاروا ما يناسبكن
نهال(خرجت لتريها ما ارتدته):- ولكنه ضيق جدا عند الساقين لم يعجبني كأنني مربوطة بحبل
شيماء(خرجت بدورها):- شوفولي هاد العباءة كأنها زادت من عمري قليلا ؟
ليان:- يععع ما هذا الذوق الرديء ؟؟؟
نهال(زورتها بطرف عين):- لم يطلب أحد رأيكِ آنسة ليان اهتمي بنفسك
شيماء:- أجل أنا لم أسألكِ بل سألت نهال وخالتو عفاف ، ثم بالمناسبة أهذا ما ترغبين بارتدائه والله ستكونين مسخرة لكل الحاضرين
ليان(نظرت لنفسها بالمرآة):- ما باله إنه تصميم جديد حتى أنه موديل آخر صيحة
نهال(قلدتها):- موديل آخر صيحة بفف
عفاف:- هيييه لتزل كل منكن هذه الثياب ودعونا نغادر آخر مرة سأرافقكن ، سأوكل المهمة لنور هي التي تفهم لكن أما أنا فمغلوب على أمري
نهال(عانقتها):- حبيبتي يا ماما طيب لما لا تختارين شيئا لكِ أيضا ؟
عفاف:- نن دعينا مني المهم أنتِ ..
نهال:- سأغيره سريعا هيا يا شيمو
عفاف(زفرت عميقا وابتعدت عنهن قليلا لتجلس في ركن قصي):- لما أشعر بهذا الضيق يا ترى ؟
أمسكت على قلبها الذي ضاق فجأة ، حاولت تهدئة نفسها فلا يوجد ما يسترعي الانتباه ، لذلك التفتت من النافذة العلوية كي تناظر الشارع قليلا وتتنفس بعض الهواء النقي .. وقتها لمحت دراجة نارية تقف عند مدخل مركز التسوق ، تلك الدراجة رأتها سابقا وهنا عقدت حاجبيها بنظرة استغراب ..
أسعد(على الهاتف):- عائد يعني ؟
نادر:- عائد بعد أيام الآن لدي سفر لبلد غير ، ثم من الآخر يا أسعد أخبرني ما سبب اتصالك لأنني صدقا مضغوط وعلي أن أتوجه للمطار الآن
أسعد:- حين تصل إلى هنا هل ستزورني ببيتي ؟
نادر:- لن أفعل
أسعد(عضعض شفتيه):-آخر مرة التقينا كانت لتحذرني حيال نهال ، إذن لأجعلها هذه المرة كذلك فأنا أنتظر خروجها من مركز التسوق الآن ولن أفترق عنها
نادر(بعصبية نافذة):- ما الذي تريده من البنت ؟؟؟؟
أسعد:- وفيما يضرك اهتمامي بهاااا أخبرني ؟
نادر:- إنها ابنة أخ صديقتي وقريبة مني عدا عن كونها شخصا مهما لي ولا أريدها أن تتأذى في هذه الحياة أكثر مما عانته سابقا ، ولذلك دعك منها ولا تجبرني على استعمال لغة أخرى لن تحبها
أسعد:- هذا أسلوبك أصلا يا نادر دوما ما تهرع للحل السهل ألا وهو التهديد
نادر:- أسعد ؟؟؟
أسعد(بغبن):- طالما أحمل نفس لقبك العائلي فعليك احترامي ومعاملتي كما أستحق ، لقد مات كل من جعلك تعاني ولم يتبقى سوى أنا وأنت فلما تعاند الوصل ؟
نادر(لم يجد بما يجيبه):- مش شغلك ثم لا تحاسبني أنا فقط من له الحق في الحكم على تصرفاتي
أسعد:- إذن يؤسفني أن أخبرك أن تصرفاتك تلك ستجعلك منبوذا من قبل الجميع ..سلام
نادر(بغضب نظر للهاتف ورمى به على السرير):- الغبي ….
أسعد(أعاد الهاتف لجيبه وهم بالركوب على دراجته قصد المغادرة لو لا أنها استوقفته):- ست عفاف
عفاف(تقدمت إليه وهي تتأبط حقيبتها بإباء):- ما الذي تفعله هنا ؟
أسعد(صدم بحضورها ، اللعنة رأتني):- كنت بالجوار ورأيتكم حين دلفتم لمركز التسوق قلت لأبقى ما ربما أردتم مساعدة
عفاف(كتفت يديها ورفعت حاجبها):- اممم لا تقلق وتعطل أشغالك نحن قادرات على تدبر أنفسنا ، يمكنك المغادرة وبقلب مطمئن أيضا
أسعد(نظر من خلفها ما ربما لمحها لكن بدون جدوى):- أوك .. يومكم سعيد
عفاف(تنهد من جنون الشباب ولوحت له):- مع السلامة
عادت أدراجها بعد أن أقلع فهي لن تطمئن حتى يغادر حقا ، وجدت البنات مقبلات عليها بحقائب التسوق وطبعا الرادار ليان أكيد ستلمحه أمام إشارة المرور التي استوقفته
ليان:- هئئئئ إنه أسعد أليس كذلك ؟
نهال(اهتز قلبها ونظرت اتجاهه):- إنه يشبهه
ليان(أعطت الحقائب لشيماء دون سابق إنذار وركضت):- لا والله هو .. أسعد يا أسسسسسسعد
نهال(هنا تغلغلت وهتفت):- ما الذي تفعلييييينه أجننتِ احترمي على الأقل وجود أمي ؟
عفاف(تقدمت صوب الطريق):- هاه جيد أن سفيان وصل تحركن أمامي لأرى هيا
شيماء(أعطتها حقائبها بعنف):- ثاني مرة لا تهرولي كالمراهقة التي لم تشهد قط جسما بعضلات
نهال:- أساسا من أجبرنا على إحضار هذه معنا هفف
سفيان(نزل من السيارة خاصة رجال حكيم فقد باشر الأخ بالعمل رسميا لدى عائلة الراجي):- عنك يا سيدتي ، هاتوا يا آنساتي سأضعهم بالخلف
عفاف:- تسلم يا سفيان هااا متى ستحضر زوجتك للمشفى لقد أخذت لها موعدا لدى طبيب الحمل والولادة كي يتابع حالتها هي والطفل
سفيان(أغلق جيب السيارة سريعا بعد وضع الأغراض وفتح لعفاف الباب الخلفي ولحقتها البنات وليان هي التي ركبت بجواره):- إلى البيت يا سيداتي ؟
عفاف:- أجل للبيت يا سفيان ، همم لم تجبني ؟
سفيان:- سأحضرها يا سيدتي والله كنت أنوي أخذها اليوم بعد الظهيرة ولكن حضرتكِ يعني لن تكوني موجودة وأخشى من أن يتم إهمالها هناك ، يعني تعلمين هي نور حياتي وابني أول فرحة لي
نهال(دكت إصبعها في خصر شيماء لتتنبه لرومانسية سفيان):- شفتي الحب ههه
شيماء(قفزت بصرخة مكتومة):- ههه احتشمي ينعن تفكيرك جحشة
نهال:- ههه قال نور حياتي قال والله وتسمعه عمتي نور سوف تقيله من عمله الذي استلمه البارحة فقط هههه المسكين
شيماء:- أي … يعني وكأنكِ لا تعرفين ما معنى الحب في نظرك ما الذي أحضر أسعد إلى هنا ، أكانت صدفة أم صدفة ؟
نهال(تنبهت ونظرت للشارع من نافذتها):- لست أدري نحن لم نتحدث من يوم المسابقة ، شعرت بالإحراج ولم أكلمه بعد ما حصل لي رغم أنه ترك لي رسالة على حسابي الشخصي ولكن أنا تجاهلتها عمدا
شيماء(همست لها):- يلزمك ضرب .. أو لأقول لكِ خيرا فعلتِ لا نريد الوقوع في الحرام من يريدنا سيدخل للبيت من بابه
نهال:- الشيخ عمر نسخة اثنان هههه
شيماء(ضحكت):- هههه لو تسمعك ماما ستشيد بكلامك طبعا
عفاف:- هشش كفى دردشة دعوني أكلم السائق وأشرح له الإجراءات …
نهال(لمحت ليان في عالم خاص بهاتفها):- لو أجذب شعرة من شعرها الذي يعجبها ذاك تخيلي معي ردة فعلها ههه
شيماء:- خلينا منها ومن مشاكلها ههه واسمعي فكرتي لما لا تردين على رسالة السيد أسعد وتطلبي منه القدوم لزفاف خالتي ميرا يعني دعوة ، ثم هو يستحق لقد أنقذنا ويسمى من العائلة
نهال(حركت فكها بتفكير):- برأيكِ سيحضر ؟
شيماء:- طبعا الشلة كلها ستأتي حتى تيمو ورفاقه مع فريد وفردوس أخبرتني خالتي مرام بذلك
نهال:- يعني مازن قادم ؟
شيماء(مطت شفتيها):- طويت صفحة مازن يا نهال أصلا هو لا يراني ، بينما تااامر …
نهال:- أيوة أيوة تامر باشاااا ما وضعه ؟
شيماء:- لالا لا يروح تفكيرك لبعيد أنا ملتزمة ولن أسمح له بهفوة شيطنة ، لو كان متمسكا بي فهو يعرف الوسيلة لأجل ذلك
نهال:- لقد وعدتني بأن تقفي معي في الانتقام من هدى عبره يا شيمو ، وعدتني تذكرين ؟
شيماء:- وعدتكِ أجل ولكنني لن أقدم على خطوة قبله افهميني
نهال(انتفضت):- لو كنت أنا محلكِ لفعلتها دونما تردد لكن هذا حالي وهذا ثأري لا شأن لكِ فيه
شيماء:- هفف يكفي دراما ماذا تريدينني أن أفعل يختي ؟
نهال:- هههه شيء بسيط جدا ستبتسمين له أجمل ابتساماتك والباقي عليه
شيماء:- هذا فقط ؟
نهال:- أجل ههه هذا فقط
عفاف:- يوووووه يا سفيان والله صرعن رأسي بالوشوشة سنكمل فيما بعد وأشرح لك كل شيء على مهل ، وأنتما هيا تكلما بصوت مرتفع لأفهم ما المعضلة التي تحلان لغزها ؟
نهال(بحلقت بدلال):- باقي على زفاف عمتي يومان كنا نتحدث بشأن ذلك فحسب
عفاف(زورتهما بحدة):- آآآآخ منكما آخ …
على توبيخ عفاف على تمرد البنات انطلقن عائدات للبيت حيث وجدن نور مغادرة البيت رفقة دينا وعواطف ومديحة كذلك ، هنا خرج سفيان ليساعدهم في نقل الأغراض لداخل البيت
سفيان:- الحمدلله على سلامتكم
نور(فتحت الباب لدينا التي لوحت لهن وركبت منغمسة في لعبة على هاتف نور):- كيف العمل معك يا سفيان ؟
سفيان(وضع الأغراض عند العتبة):- ألف حمد وشكر لمن أغدق علينا بهذا العمل ، الشكر للست دعاء والخالة مديحة ربي يعمر بيتكم
مديحة:- تسلم تسلم يا ولدي خليك بالقرب من البيت يا سفيان ما ربما احتاجت البنات لشيء
سفيان:- هنا سأبني خيمة
نور(حركت مفاتيحها):-ههه هااا كيف كان التسوق بنات ؟
ليان(أمسكت أغراضها وتجاوزتها للداخل):- عادي
شيماء:- جميل جدا خالتي أحضرنا ما كان ينقصنا وغدا ليلة الحنة سنرتدي ما اشتريناه يعني فتيات مع بعضنا
نهال:- أما فساتيننا الخاصة ليوم الزفاف فلن يراها أحد إلا ليلتها وعدتنا عمتي ميرا أنهم سيجهزونهم بغرفتها الخاصة للتبديل
شيماء:- ههه متشوقة
عواطف(عانقتهما):- يا عيني على الابتسامات يا عين
عفاف:- ههه طيب يختي منكِ لها ادلفا للداخل ورتبا أغراضكما لنتناول شيئا قد مت جوعا معكن
مديحة(ربتت على كتف عفاف):- نحن ذاهبات لبيت ميرا لنرى ما إذا كانت بحاجة لمساعدة ، البيت بأمانتك أنا لا أثق بتلك الحيزبون سماح
نور(تحركت صوب محلها):- آه ستبدأ بتذمرها لنهرب يا عواطف
عفاف:- ههه ولا يهمك خالتي مديحة الشيخ عفيفي بالخدمة
مديحة(انفجرت ضحكا حتى بدأت تسعل):- وأحلى شيخ عفيفي ههههه يخرب هبلك يا بنت
عفاف(لوحت لها وهي تضحك ودخلت للبيت):- بلغوا ميرا سلامي هاه .. سفيان سأبعث لك مع نجية ما تتناوله وفنجان شاي تمام ؟
سفيان(كان متكئا على سيارته):- والله سأكون ممتنا ههه سلمت الأنامل ست عفاف
عفاف(ابتسمت له ودخلت أيضا):- نجية .. يا نجية عزيزتي هل هنالك شيء جاهز ؟
نجية:- أجل غاليتي
عفاف:- يا ريت لو تأخذي بعض الأكل وفنجان شاي للسائق الجديد لقد مات جوعا معنا المسكين
نجية:- حاضر ولا يهمك
عفاف:- وين الباقي ؟
نجية:- مرام بغرفتها رنيم لم تعد بعد الأولاد نائمون وعمتك سماح مع الجدة نبيلة بالصالون
عفاف:- أوك حبيبتي تسلم إيدك … السلام عليكم
نبيلة(ابتسمت لها):- الحمدلله على سلامتكم عزيزتي تعالي واجلسي جواري
عفاف(قبلت رأس ويد نبيلة):- بركاتك جدتي هه كيف صحتكِ لقد غفلنا اليوم على قياس الضغط والله البنات هلكوني لكي نذهب سريعا ولم ألحق ؟
نبيلة:- كما ترين أنا بخير
عفاف:- ولو .. سأفحصه لكِ رغم ذلك ،فقط لأغير هذه الثياب وأعود جدتي تمام .. كيفكِ عمتي سماح ؟
سماح(كانت تتصفح التلفزيون وببرودة ردت):- بخير
عفاف(تنهدت وهي ترتفع مبتسمة):- عن إذنكم …
نبيلة(بعد ذهابها رفعت عصاها ونكزت بها رجل سماح بقوة):- ما هذا التصرف ؟
سماح:- أي عمتي لقد آلمتني ماذا فعلت ؟
نبيلة:- كان عليكِ أن تكوني أكثر لطفا معها ، لما لا تطيقينها لست أفهم ؟
سماح(صغرت عينيها):- ليس لدي مشكلة مع الأخت لكن زوجهاااا … حرمني من أخي ولا يمكنني نسيان ذلك مطلقا في حياتي
نبيلة(كزت أسنانها بغيظ):- أخوكِ الله يرحمه هو من تسبب بخراب هذه العائلة ، ولو سمعتكِ تتفوهين بمثل هذا الكلام هنا وهناك قسما بالله سأغضب عليكِ
سماح(بارتباك):- خلاص عمتي بدون أعصاب أنا خلصت ذمتي وأخبرتكِ بوضوح
نبيلة(نهضت من محلها):- يكفي .. لست أرغب بسماع شيء صممتِ أذني بحديثكِ البغيض
سماح(مطت شفتيها وقلبت القناة لتشاهد دونما مبالاة):- هممم …
تحركت نبيلة صوب غرفتها وأغلقت الباب خلفها لتمسك بوسيلة التواصل الوحيدة التي تجمعها بحبيبتها التي خرجت لها من العدم كي تسكن مواجعها ببلسم المشاعر الطيبة التي تولدت معها ،وزرعت الفراشات في حياة نبيلة بعد أن كانت تميل للخراب …
هبة:- أعتذر منكِ أمي لم أجبكِ صباحا ، والله لتوي استطعت الرد كيف صحتكِ طمئنيني عليكِ ؟
نبيلة:- أنا بخير يا ابنتي طالما أنتِ كذلك ، همم أتلهف لرؤيتكِ غدا مثلما وعدتني ؟
هبة:- عذرا منكِ أمي .. لكن تغيرت الأمور عندي ولن أستطيع الخروج
نبيلة(بخيبة أمل):- أحقا … لكن .. طيب معليش المهم أن تكوني بمأمن
هبة:- أعدكِ بعد زفاف سمر سأدبر موعدا لنا ونلتقي يا أمي الحبيبة ، أقبل يداكِ أنا
نبيلة:- الله يرضى عنكِ يا غاليتي ، سيأتي إياد الليلة ليبيت معنا لأجل إكمال التحضيرات في البيت ، لقد ابتعنا بضع أغراض لأجل غازي وجلنار ونظمنا الأطقم وتبقت بعض الترتيبات سيساعدنا فيها حفيدي الشجاع كعادته
هبة(بدموع):- اشتهيت لو أراه يعمل بابتسامة داخل جدران بيتنا الذي لم أراه بعد
نبيلة:- سترينه يوما يا صغيرتي ..
هبة:- إن شاء الله .. أمي سأذهب الآن ونتكلم لاحقا تمام مثل العادة همم ؟
نبيلة:- حسنا يا حبيبتي لن أعرضكِ لمشاكل نتكلم لاحقا ، السلام عليكم
هبة:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمي الله لا يحرمني منك يا شمعة دربي
نبيلة(بفرحة عارمة):- ولا يحرمني منكِ يا فرحة دنياي …
ابتسمت هبة بحنان للهاتف وقبلته وضمته بعدها لتضعه جانبا وتنهض من محلها تلقائيا وتنظر للحديقة الجانبية ، رمقت هناك رشيد وهو يمسك بياقة أحد رجاله عند الحائط ، حملقت بتمعن وهي ترمقه وقد أخرج مسدسه ليضعه على رأس الرجل وهو يسب ويشتم بكلمات بذيئة لاحت لها بشكل متقطع .. هزت عينيها لتعود أدراجها ولا تتدخل فيما لا يعنيها ولكن خافت على حياة الرجل المسكين لذلك خرجت إلى الشرفة وهدرت فيه
هبة:- توقف عما تفعله
رشيد(رفع عينيه بدهشة فيها ولاحت له صورة سمر لوهلة قبل أن يعقد حاجبيه ويقفل الاتصال):- من حضرتكِ لتتدخلي فيني يا هاته ؟
هبة:- أفلت الرجل وإلا لن يحصل خير
رشيد(عانق رأس الرجل وهو يمرر المسدس على جبينه بشكل سادي):- هذا الرجل قصدكِ ههه وإن لم أنفذ مطلبكِ سيدتي كيف ستعاقبينني ؟
هبة(حركت فكها بكره):- ستجني غضب غضنفر
رشيد:- ههه والله .. وماذا عن غضبكِ يا قطة ؟
هبة(زورته بكره):- ما أوقحك من ولد ، دع الرجل عنك فوراااا
رشيد(أفلته ورفع يديه بالمسدس وهو يضحك):- حقا فعلت أرأيتِ .. لكن أخبريني من تكونين ؟
هبة(تراجعت للخلف):- امرأة لا يهمك أمرها
رشيد:- ههه ولكنني مهتم
غضنفر(وثب من خلفه وضربه بيده لرقبته):- إلهي تهتم فيك أفعى ذات رأسين لعلك تتعقل ، ألم أنبهك ألا تتدخل في أمر المرأة .. قلت أم لا ؟
رشيد:- قلت ولكن سامحني هي التي تدخلت فيني حين أطلت علي ، يعني هي من خرقت القوانين لست أنا وهي من تستوجب العقوبة
غضنفر:- أكيد أنت انهبلت اسمعني هناااا دع عنك رجالي وشأنهم هم ليسوا حيوانات لديك لتمارس عليهم سلطتك ، لو أردت عبيدا شمر على ذراعيك وقم بإحضارهم بنفسك
رشيد:- أذلني أيضا فأنت لم تكتفي بعد
غضنفر:- هففف… اتبعني للجانب الآخر حالا
رشيد(نظر للنافذة حيث كانت تطل عليهما من خلف الستارة ، رمقها ولوح لها بيده):- ههه
هبة:- تفووه منك ولد عاق كأبيك إلهي تموتوا دفعة واحدة
غضنفر(وهو يسير صوب مجلسه خارج القصر بالحديقة الأمامية):- اسمعني جيدا ، سأبعثك في مهمة أجزم لك لو فشلت فيها سأمحو فكرة الاعتماد عليك من بالي
رشيد(باهتمام):- هل حقا ستثق بي وتوكل لي مهمة ؟
غضنفر(وضع يده على فكه ورجلا على رجل):- سأجربك لو أرضيتني سأراضيك
رشيد(تنفس بعمق والفرحة اعتمرت قلبه):- لن أخذلك
غضنفر:- أختك المجنونة قد نفذت مهدئاتها الخاص وخضر حاول البحث عنها في كل مكان لكنه عرف بأن المورد قد قتل
رشيد:- قتل ؟؟ ولكن من قتله ؟
غضنفر:- أشك في أن رجال ميار أو حكيم قد توصلوا إليه بعد أن نسينا أدويتها في قمامة القصر حين هربنا بعد تحذيرك لنا
رشيد:- كانت تلك غلطة لا تغتفر
غضنفر:- الآن نحن أمام مشكلة عويصة ، إذا لم تأخذ أختك تلك الحبة قد تحاول الانتحار أو تقدم على شيء أدهى وأفظع لذلك ستكون مهمتك إحضار الدواء لها من تحت الأرض
رشيد:- أهذه هي المهمة حسبت أنك ستثق بي فيما هو أكبر وأعظم،، وليس شيئا على زوجها المذلول القيام به ولست أنا
غضنفر:- كنت واثقا من أنك لن تنفعني بشيء .. أغرب عني
رشيد(لأمتلك ثقته في هذاااا ولأطلب منه ما أريده بعدها لن يعترض):- تمام.. تبقى أختي وراحتها تهمني ، سوف أتصرف
غضنفر(ابتسم ببهجة):- إذن لتبدأ بتهدئتها وأخبرها أنك ستحضره لأجلها في غضون وقت وجيز ، قبل أن تحطم كل أغراض البيت
رشيد(حول عينيه):- علي الآن أن أتعامل مع جنونها ، لكن ليس علي أن أستغرب فجينات الهبل متوارثة ما شاء الله
غضنفر(هم بالرد عليه لكنه وجده قد طار من أمامه):- وأنت خير دليل يا فرحتي البائسة هفف ..
صعد رشيد نحو غرفتها مباشرة ومن الدرج سمع صراخها ونحيبها وتكسيرها للأغراض ، وأكيد كان لزوجها خضر نصيب في شتيمتها وغضبها الجامح ذاك ، تعب وهو يحاول إسكاتها لكنها نتفت شعرها وقامت بنزع كل الستائر والمفروشات وحطمت مرآتها أغراضها ومزقت فساتينها وحُليها كلها رمت بهم أرضا بعد أن بعثرتهم بإهمال …
دلال:- أكررررررررررهكم جميعا أحضروا لي دوائي اهئ أريد دوائي لما لم تحضروه لي ، أترغبون بالتخلص مني أتريدون زجي في مصحة للمجانين اهئ حرام عليكم أنا حبيبتكم دلال أليس كذلك ؟
خضر(اقترب منها بحرص وأمسكها من كتفيها):- طبعا أنتِ حبيبتي وسأبذل قصارى جهدي وأحضره لكِ فقط اهدئي
دلال(استكانت بحضنه قليلا بعيون جاحظة في الفراغ):- أتعدني بذلك ؟
خضر(أغمض عينيه وهو يضمها إليه بحنان):- طبعا يا عمري
دلال(صغرت عينيها وخدشته بأظافرها في وجهه):- أيها الحمار النذل أنا أكرهك لا تلمسسسسسسسسسسسسسسسسسسني لا تلمسني اهئئئئ
خضر(مسح على وجهه من دم الخدوش التي خلفتها بوجهه):- آخ يا دلال لما تعذبيننا هكذا
رشيد(اتكأ على جدار الباب):- دعني مع أختي قليلا
خضر(رمقها بنفاذ صبر وخرج وهو يمسح بمندليه آثار الدم):- هي لك
رشيد(صفر برتابة ودفع الباب برجله خلف خضر وتقدم إليها ، أمسك بآنية حديدية كانت تتدحرج على الأرض ووضعها على الطاولة بترتيب):- انزلي من عندك
دلال(كانت تقفز فوق السرير بهبل):- لا أريد أحضروا لي دوائي
رشيد:- أوك .. لكن انزلي أولا
دلال(نزلت بخفة وطارت عليه لتتشبث بحضنه):- أستحضر لي الدواء أخي ؟
رشيد(رمقها بطرف عين ومسح على وجهها):- منذ متى وأنتِ مجنونة ؟
دلال(صدمت بسؤاله وضربته لصدره):- أيها الأحمق أهذا كلام تقوله لأختك ، ثم أين كنت عن أختك قبل سنوات حين كان أبوها يساوم في جسمها الغرب وحين لم يجد غايته رمى بها لذراعه الأيمن ، أين كنت حين تخلت عني أمك لأنني لم أكن الابنة التي تمنتها دوما ما انتقصت مني ونظرت إلي بنظرة ازدرااااء وكأنني عار عليهااا ، أين كنت حين احتجتك كأخ لتدعمني وتقف بظهري ولا أشعر بأنني وحيدة … أنتم السبب فيما وصلت إليه وحدكم من يلام على وضعي هذاااا وأنتم مجبرون على مداواتي أحضروا لي دوائي أريد دوااااائي
رشيد(كان ممسكا بيديها كي لا تتابع ضربها الجنوني):- متى آخر مرة عاشرتِ فيها رجلا ؟
دلال(سحبت يديها منه وناظرته بلؤم):- اليوم فجرا
رشيد(تنهد بعمق):- وستكون الأخيرة وإلا لن أحضر لكِ الدواء بل سأفعل ما هو أدهى ، سأزج بكِ في مصحة عقلية وأنا صادق في قولي
دلال(برعب ابتعدت للخلف):- تزج بأختك في مأوى للمجانيييييييييييين ؟
رشيد:- أنتِ من سيجبرني على ذلك
دلال(جلست أرضا على ركبتيها):- ولكن كيف سأعيش بدووون ..
رشيد(أمسكها من فكها بقوة وجذبها إليه):- ستعيشين مرغمة على ذلك لا شأن لي لو كان زوجكِ عليلا لكنكِ لن تفضحينا أكثر مع رجالنا ، لم نعد نقوى على كظم ألسنتهم وسخريتهم منا بشأنك ، لم تتركي أحداااا في حاله فإلي أين ترغبين بالوصول ؟
دلال:- أحضر لي الدواء وأعدك سوف لن أخرج عن طوع كلمتك
رشيد(أفلت فكها وأمسكها من شعرها وجذبها إليه):- أنا لست أمزح
دلال(رمشت بقلة حيلة):- وأنا أيضا
رشيد(دفعها عنه واستقام بنفور):- سأحاول جهدي .. وهذا المساء ستجدين ضالتكِ ولكن إن لم تنفذي وعدكِ لي سأسحبها منكِ مفهوووم
دلال(بلهفة قفزت):- ههه مفهوم مفهووم
حرك رأسه في حركاتها الطفولية الغريبة رغم كبرها إلا أنها ما تزال طفلة صغيرة تتمنى جرعة حنان ، تحتوي قلبها وروحها العليلة وتطبطب عليها لتستكين وتؤمن بقدرها خيره وشره ، لكن طالما بطون الحرام لا تشبع وبينما أبوها يركض خلف السلطة وأخوها يلهث خلف الثأر ستبقى في ذلك المستنقع تدفع ثمن إهمالهم وتزيد المواجع على زوج حكمت عليه الأقدار بالعذاب لزمن غير معروووف ..
خضر:- تركت رشيد معها
غضنفر(كان يدخن سيجاره بتأفف):- احرص على ألا يعود حتى المساء لا أريده أن يشهد اتصالي السري بأصحاب روما
خضر:- دبرت كل الأمور سيدي لن يعثر على البائع البديل إلا ليلا ، لكن لو نعطيها مسكنا و
غضنفر:- لن نعطيها شيئا أساسا جعلتها تعاني تلقائيا لكي يقتنع بأنها حقا تمر بأزمة ويهب لمساعدتها تحت أمر مني ، وقتها سأنفذ رغباتي التي لا أريد منه شم رائحتها قط
خضر:- كما ترى سيادتك
رشيد:- اجمع لي الرجال يا خضر سأغادر بحثا عن دواء أختي في السوق السوداء
خضر(تحرك فورا):- طيب
غضنفر:- لو أحضرت الغاية أكيد سأغير نظرتي تجاهك
رشيد:- سأحضرها لأجل أختي وليس لأجلك
غضنفر:- الله الله هذا تقدم ملحوظ أخيرا اكتشفنا أنك تملك مشاعر أخوية بذلك القلب الأسود
رشيد(كان ينظر حوله للرجال):- أجل قلبي أسود مثل فحم قلبك ، هااا لقد تشرفت برؤية ضيفتك المقيمة الدائمة بقصرنا وفي المرة المقبلة سوف أتعرف عليها عن قرب تبدو جميلة
غضنفر(هنا رمى السيجارة ونهض برفض):- لو اقتربت منها قيد أنملة ستجد نفسك في وبال معي
رشيد(صغر عينيه في مواجهة لأبيه):- توقعت ذلك هه … سنرى
غضنفر(بغضب هدر من خلفه):- اسمع أيها الأقرع لو خرقت أوامري ستجد نفسك بمشكلة
رشيد(ركب بسيارة الرجال):- وما المانع أصلا حياتنا كل مشاكل ههه … سي يو فاذار
غضنفر(رمقه بحدة وهو ينطلق رفقتهم):- الغبي الغبي …. هل كان يتكلم بجدية ؟تت (انتبه لرنين هاتفه) …. نعم ؟
فاروق:- نعم الله عليك أين أنت اتفقنا على اللقاء منذ 10 دقائق
غضنفر:- كانت هنالك عراقيل منعت ذلك ، هيا أنا قادم لأنجز الاتصال الشامل بيننا
فاروق:- هل ستحضر هبة ؟
غضنفر:- دعها في شقتها لا أريدها أن تعرف بمخططاتنا الأخيرة
فاروق:- معك حق ، دعها غير مدركة لما سيحدث هكذا أفضل إذ لا يجب الثقة بها خصوصا وأن ابنها على رأس خطتنا المقبلة
غضنفر:- سوف ترضخ مصيرها ترضخ إن وضعناه تحت أيدينا سيجبرها على الموافقة لتتنازل له على مقعدها
فاروق:- شاءت أم أبت سوف ترضخ ، هيا نحن في انتظارك بالاتصال المباشر لا تتأخر
غضنفر:- ثوان وأنا معكم …
فاروق:- أتعلم بأن المياه عادت إلى مجاريها بين جماعتنا في روما ؟
غضنفر(بكره كان يتوجه صوب مكتبه وأقفل الباب من خلفه بحرص):- سمعت بالأخبار ، أكيد لن تكون هذه محاولتنا الأخيرة
فاروق:- لا أعرف كيف سأفرق بينهم أولئك الهمجيين لكن أكيد سنصل لخطة دنيئة تزرع الكره بينهم
غضنفر:- آآآه هذا يوم المنى بالنسبة لنا
وهو نفسه يوم الويل الذي سيجعلكم ميار تعيشونه ، كان يدور في خط مستقيم بالرواق وهو يتحدث عبر هاتفه الذي كثرت اتصالاته يومها بشكل زاد من ضغطه ، فجوزيت لم تفتح له الباب منذ ساعات وهو يرابض عند بابها ولكن بدون فائدة ولولا انشغاله لكسر عليها الباب وهذا الأمر ليس بعيدا جدا قد يحصل لو تابعت عنادها
ميار:- تمام فهمت فهمت دعك من كل هذا العبث الآن وأخبرني هل هما بخير ؟
إياد:- صدقني هما بخير حتى أن جمانة تكاد تقفز من الفرحة كونها قبلت في الكلية التي أرادتها
ميار:- امم شيء جميل وصولي كيف هو ؟
إياد(لاحظ صمته):- في أجمل حالاته يعني منذ أن تحدثنا وقد تطرقت لكل المواضيع ولم تتحدث عن جوزيت ، هل هنالك مشكلة بينكما ؟
ميار:- يعني … ليست مشكلة ولكن هفف… لا أدري ما بالها يا إياد استيقظت صباحا وهي شخص آخر مختلف عني ، أريدك أن تكلمها وتفهم منها ما الذي ضايقها مني ؟
إياد:- ربما شيء يبدأ بحرف الميييييم مثلا مثلا يعني
ميار:- ههه ميرنا طويت صفحتها وباقتناع وأخبرت جوزيت بذلك وهي صدقتني ، لكن شيء ما قلب كيانها هذا الصباح وحاولت بشتى الطرق معرفته لكن دون جدوى
إياد:- أهاه طيب يا شقيق سوف أتصل وأفهم لك سر انقلابها أخشى أن ذلك من آثار الوحم ، له له هل سأصبح عمااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟
ميار(خفق قلبه بشدة لحظتها وكأن قلاعه كلها انهارت أمامه):- حامل يعني … ههه لالا أكيد جوزيت لا تخفي عني شيئا كهذا لو حصل ، كانت لتصدح في العالم أجمع أنها تحمل قطعة مني ، وأول من سيسمع بالخبر كانت لتكون ميرنا كي تغيظها هه يعني هو هكذاااا
إياد:- آه ممكن جدا ، يلا دعني أحاول الوصول إليها وإن فشلت سأحاول مساء لأنني مستعجل جدا جداا جدا أخوك محتجز قسرا في عهدة نساء الراجية واااع
ميار:- هون عليك .. لو كنت هنالك للعبت دورك وأرحتك لكن ههه خليك تتعاقب على هبلك
إياد(ضحك بسخرية ثم استكان ليتحدث بجدية):- أحقا طويت صفحتها ؟
ميار(تنهد بأسف حين توقف عند مقدمة الرواق ورفع رأسه لأعلى):- أجل لم أعد أفكر بميرنا إطلاقا وما عدت أريدها في حياتي وما عاد لها مكان في قلبي وما باتت تهمني أمورها بالمرة ، فهمت ؟
إياد(بعدم اقتناع):- رغم هذا التعداد كله إلا أنني غير مقتنع
ميار(بحنق):- صدق أو لا تصدق أنا لم أحبها يوما بل أحببت جوزيت انتهى …
إياد:- ههه ماشي ماشي نتواصل يا متعصب … ههه
ميار(بغضب من روحه أغلق الهاتف ووضعه بجيبه ليتكأ على الجدار وهو يلهث):- تتت ..
ميرنا(كتفت يديها وهي تتقدم من خلفه):- كنت أحضر بوقا وقم بقول ذلك على مسمع الجميع
رف جفنه لحظتها بصعقة كهربائية ألجمت لسانه وخدرت جسده على وقفته ، لم يتمكن من تحريك ساكن وقد فاجأته بتواجدها وبسماعها لكل جمله التي استنكرتها ذاته جملة وتفصيلا ، ها هي ذي تعريه مجددا وتزيل عنه القناع فما الذي تريده منه بعد ؟
ميار:- ما سمعته كان جديا ولم أكن أعبث
ميرنا:- وأنا يسرني سماعه على الأقل ارتحت من محاولاتك الفاشلة
ميار(تأفف وهو يمر بها كالبرق):- يفضل ألا نختلي ببعضنا أكثر من اللازم
ميرنا(التصقت بالحائط خلفها وهي تضحك بهزل):- لماذا .. أتخشى على نفسك من التأثير ؟
ميار(ابتلع ريقه وتوقف عن المسير حين عاد إليه ووضع يده على الجدار محتجزا إياها):- لا تلعبي لعبة القوية ميرنا ، أفصحي عما يؤلمكِ ودعيني بهمي
ميرنا(أخفضت كتفيها ونظرت إليه باستسلام):- حكييم يعذبني
ميار(أزال يده ومسح على لحيته وهو يهز رأسه):- اكتشفت ذلك حين رأيت تصرفاته معكِ هذا الصباح لكن ما السبب ؟
ميرنا(اهتزت بعدم فهم):- بدوري لست أعرف كيف سأجعله يفهم ب
ميار(أشار لها):- لو تطرقتِ لأمر الرشواني سأترككِ تتحدثين إلى الفراغ ، حكيم لا يستحق منكِ هذا التعامل ميرنا أنا من كان يرى ذبول قلبه يوما بعد يوم ، لقد قسوتُ عليه كثيرا ولكن ذلك تم لضغوطات لو تعرفينها لبكيته أبد الدهر
ميرنا:- وما ذنب قلبي هاااااه ؟
ميار:- لست هنا أحاول تلطيف صورة حكيم في داخلك لأنكِ مقتنعة بمدى أهمية وجوده فيه ، صحيح أنتِ عاشقة لوائل وهو يعرف ذلك تمام المعرفة لكن قلبه يأبى تصديق ذلك ، قد اعتاد على وجودكِ فيه فكيف ترغبون باستئصاله من محله في ظرف وجييييز ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- كأن الحديث انحرف ليشملك أم أن هذا ما يتهيأ لي ؟
ميار(حك حاجبه بارتباك وتحرك):- حاولي إيجاد وسيلة للتصالح معه هكذا ستؤثران بالطفلة
ميرنا:- وحاول بدورك ألا تزعج جوزيت فهي بدورها طفلة تستحق الرعاية
ميار(وقف عند باب غرفته لعلها تفتح له هذه المرة):- ها أنا ذا سأحاول من جديد
ميرنا:- نادر على وشك المغادرة صعدت لأحضر شاحن هاتفي فحسب
ميار(رمقها وهي تدخل لغرفتها وتنهد بعمق):- افعلي ما يريح قلبكِ وليس ما يمليه عليكِ عقلك
ميرنا(استغربت جملته ولكنها دلفت لغرفتها دونما حرف):- لو تطبق مقولتك مش أحسن
ميار(صرف نظره للباب):- جوزي …جوزيت لقد كلمت إياد وأخبرني بأمر مهم افتحي لأشارككِ به حبيبتي هياااا ..
جوزيت(ردت عليه من محلها):- لن أفتح غادر
ميرنا(أخذت شاحنها سريعا وأغلقت باب غرفتها وتقدمت صوبه):- بعد تلك الكارثة أقفلت بابي أيض ولكن حكيم صعد إلي من شرفتي ، يعني ربما هذه الفكرة ستنفعك وتضعها أمام الأمر الواقع
ميار(برقت عيناه بالفكرة):- امممم مشكورة ع المساعدة أختاه
ميرنا(ضحكت وغادرته):- ههه أختك حقا …
نزل من فوره ليبحث عن سلم البستاني الذي وجده في المستودع ، حاول رجاله أن يحملوه عنه لكنه منعهم وأخذه بنفسه لغاية شرفتها ، وضعه على الحائط مثبتا إياه بقبضتيه ليصعد من خلاله نحوها ، فهو سيراها يعني سيراها ،.. قفز بخفة في الشرفة حتى أفزعها وقبل أن يدخل انتبهت له وركضت سريعا للمقبض وأقفلت عليه باب الشرفة …
ميار(نظر إليها وطرق على الزجاج):- افتحيه
جوزيت(اقتربت من الزجاج وبنظرة حادة):- لن أفعل
ميار(رمق حالة عينيها الباكية):- اشتقت لكِ
جوزيت(اهتز قلبها وعقدت حاجبيها ببؤس):- أنا لاء
ميار(مال برأسه ليطالع وجهها):- كاذبة
جوزيت(بدموع):- لست أكذب
ميار(بتأفف وإرهاق):- افتحي لي جوزي
جوزيت(في سرها):- لو فتحت سأرتمي بحضنك يا معذبي ، لو فتحت سوف تنهار مقاوماتي ومحاولاتي في حماية ابننا ، لو فتحت سوف تكسر قلبي بنظراتك وحنانك وقبلاتك ، لو فتحت سأنسى نواياك وأرضخ لك
ميار(فهم أنها تعاني من صراع داخلي ، لذلك وضع يده على الزجاج وبنظرات مستجدية):- دعيني أحتوي ألمكِ ، ألست أنا دواءكِ الشافي ؟
جوزيت(هزت كتفيها ببكاء ووضعت يدها محل يده على الزجاج):- أنت هذه المرة دائي يا ميار
ميار(عقد حاجبيه وقد ثار الدم فيه):- ستفتحين هذا الباب وإلا كسرته
جوزيت(أبعدت يديها ووضعت الستارة لتحجبه عنها):- لو بقيت هناك يوما بأكمله لن أفتح
ميار(ضرب الباب الزجاجي بقبضة يده):- جوزيييييييييييييت …….. افتحي فورااااا
جوزيت(وضعت يديها على أذنها وجلست على الفراش):- دعني وشأني لا أريدك لا أريدك
ميار(تنهد بنفاذ صبر ومسح على شعره وهو يتراجع للخلف):- أوك .. إن لم تفتحي سأقفز من هنا
جوزيت(فتحت عينيها بفزع ونظرت خلفها لتتبين وقوفه على حافة الشرفة): يا ويلي متى صعد إلى هناااااك ، مياااااااار هل جننت ؟
ميار(صرخ فيها):- جوزيييييت أنا لا أمزح
جوزيت(ركضت إلى الباب الزجاجي وأزالت الستارة لتشهق من منظره وترتعب):- طيب طيب انزل من عندك سأفتح
ميار(أشار للأسفل وهو يغالب ضحكته كي لا تنتبه لمزاحه):- الآن وإلا ألقيت بنفسي
جوزيت(ببكاء وأيد مخدرة من الهلع):- حسنا حسنا فتحت انزل أرجوك لو سمحت .. لا تمازحني بهذاااا أيها الوقح السااااافل إنك ترعبني
ميار(بقي على حاله رغم فتحها للباب):- أتعلمين المنظر من هنا جدا جميل ، عال ويفيد التأملات
جوزيت:- ميار انزل من عندك ولا تجلطني انزل فورا
ميار(آثر أن يعاندها ويرد لها الصاع صاعين):- ولماذاااا ألم ترفضي إدخالي قبل قليل ، أنا أيضا سأرفض النزول همم
جوزيت(وقفت بجزع وهي تقرأ جنونه):- حسنا حسنا وفتحت بالنهاية ،، أرجوك لا تطل في الأمر وإلا رميت بنفسي خلفك
ميار(تنهد بتعب وهو يناظر خوفها من حدقتي عينيها المرتجفة ولم يشأ أن يعذبها أكثر):- طيب
جوزيت(تنفست الصعداء حين رأت بأنه نزل من عنده):- لا تمازحني بهذا الشكل مجددا ..لما تقترب نحوي هكذا ممم … ماذا ت.. تريد مني أ…
ميار(كان يقترب منها بمكر بينما كانت هي تتراجع للخلف بخطوات وهنة):-…لارد
جوزيت(تضخم صدرها باقترابه المهلك لم تستطع مقاومة أشواقها له لذلك هربت لداخل الغرفة):- …حسنا فتحت لك يمكنك المرور مباشرة من باب غرفتي وترحل
ميار(أغلق باب الشرفة بهدوء وعدل ستائره بتركيز تام):- ..لارد
جوزيت(فركت يديها بقلة حيلة وآثرت الهرب للحمام فذلك الحل المتاح أمامها):- أ…
ميار(قرأ أفكارها لذلك بخفة اعترض طريقها):- إلى أين ؟
جوزيت(أشارت للحمام):- أحتاج للذهاب للحمام سريعا
ميار(اقترب منها بخطوات أخرى حتى احتجزها على جنب السرير ولم يعد لها مهرب):- والآن ؟
جوزيت(تحركت شفتيها بقلة حيلة وهربت بعينيها من تأثيره القاتل عليها):- لو تبتعد أنت تخنقني
ميار(زاد اقترابا ووجدها تتلوى بعذاب كي تهرب من قبضته رغم أنه لم يلمسها بعد):- ماذا تريدين أن تفعلي جوزتي ؟
جوزيت(استقبلت همسته في أذنها بشكل صعَّب عليها أخذ نفس بشكل صحيح):- اكح … أ.. ميااار
ميار(نظر لصدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعة):- نعم ؟
جوزيت(يا لوسامته يا لروعته يا لحنان نظراته وشقاوتها إنه يضعفني لما يفعل بي هذا لما يعذبني لما لماااااا اهئ):- كأن أحدا يناديك
ميار(نظر خلفه بخفة وابتعد عنها):- حقا ؟
جوزيت(وضعت يدها على صدرها وجلست على طرف سريرها وهي تتنفس الصعداء):- أفف
ميار(كان يراقبها من مرآتها وهي تتكلم وتشير من خلف ظهره مثل البلهاء):- جوزيت …
جوزيت(انتفضت بانتباه):- همم ؟
ميار(تقدم صوب منضدتها ومسح على مرآتها وناظرها من هناك):- هل أنتِ حامل ؟
ربما اندثرت هي وأفكارها ومخاوفها لوقت معين قبل أن تستعمل أقصر الطرق للتهرب من الإجابة ، كمثال أن تفتح عينيها وتجد نفسها بحضنه عارية بينما كانت تتفاعل معه في جنون لحظي بلغ منهما ذروة الشغف والاحتياج والعذاب الذي يخلفه بعادهما عن بعضهما ولو لساعات فقط ، والدليل ما حصل يومها فقد عذبته بهجرها ورفضها وبدوره عذبها بقربه واحتوائه … امتص شفتيها قبل أن يرفع بها بخفة فوق حضنه ويلامس خصرها وهي نائمة فوقه
جوزيت(قبلت صدره بوهن):- كيف وصلنا هنا ؟
ميار:- هه أنتِ جذبتني
جوزيت(وضعت رأسها على صدره العاري):- أحبك ميار ..
ميار(لامس ظهرها بحركات دافئة):- معذبتي …
جوزيت(استسلمت لاستكانة لمسته وبكت بصمت):- أتحبني ؟
ميار(قبل شعرها وضمها إليه بقوة):- أحبكِ ..
جوزيت(دكت رأسها في حضنه أكثر وهي تغالب بكاءها):- لما سألتني ما إذا كنت حاملا ؟
ميار:- إياد زرع الفكرة في عقلي ، لكنكِ لستِ كذلك ؟
جوزيت(مسحت دموعها بخفة ورفعت عينيها إليه):- ماذا لو كنت كذلك ماذا سنفعل ؟
ميار(ابتسم بثقة):- سنزيله جوزيت نحن نعرف جيدا أنه لن يعيش في هذا الوسط
جوزيت(رمقت برودة جوابه وشعرت بالصقيع يضرب في صدرها):- ولكن ماذا لو كنت أرغب به ؟
ميار(دفعها من خصرها إلى الأمام حتى وصلت شفتيها لشفتيه):- جوزي … أنا لا أريد خسارتكِ ، أخبرتكِ بوضعكِ الصحي فلا تجبريني على التطرق لأمر سيزعجنا فحسب
جوزيت(قبَّلت شفتيه وأغمضت عينيها):- إنه طفلنا
ميار(انغمس معها في تلك القبلة وهزها إليه):- لما تقتلينني بحلاوتكِ هكذاااا ، أنتِ نااااري
جوزيت(وضعت يديها على جانبي رأسه وامتصت لسانه قبل أن تجيب بصوت متقطع):- ربما لأن حلاوتي تفيض بلمساتك
ميار(ضحك وهو يقلبها على السرير برفق):- حقا … سنرى ذلك
جوزيت(ابتسمت له بصعوبة قبل أن تشهق وهي منسابة في عالمه وهتفت في سرها الباكي):- سامحني يا ميار فهذه آخر مرة سنكون فيها معاااا … لن أسمح لك بقتل ابننا … آآه
تنهيدات الوجع التي كانت تزفرها حسبها تأوهات جنون ومتعة ما عرف أنها تحترق على جمر لمساته وأنفاسه ، ما عرف أنها تودعه بتلك الطريقة ، ما عرف أنها كذبت عليه وأجبرته على نسيان سؤاله حين أزالت فستانها على السرير وأشارت له … نظرة الشوق والشغف التي ارتسمت بين عينيه كانت تقرأها جيدا ولكي تبعد تفكيره عن ذلك السؤال الذي سيهلك قلبها ، آثرت أن تسلمه ما يريده هو وجسمها الخائن الذي يصبح بقربه أخرقا من شدة الضعف والفشل .. ميار لم يدرك ردة فعلها بعد سؤاله ذاك بل حسبها تسخر منه بحركتها تلك وبأن جوابها هو النفي ولا يوجد حمل من غيره ، مع ذلك كرر السؤال ومجددا راوغته وجعلته ينساه منغمسا في ملذاتها التي لا يشبع منها ، والتي تجعله طفلا مدلها في عالم أمه الحنون … كانت تعلم أن تأثيرها عليه كبير وعظيم الشأن وفعلا استغلته لكي تنسيه الفكرة وتمحيها من باله خصوصا بعد أن ضحكت ووافقته على اقتراحه في التخلص من الجنين لو وجد طبعا ، وهذا ما جعله يصدق بأنها حقا ليست بحامل وأن ما حصل معها صبيحة ذلك اليوم جنون عابر وستتخلص منه لكي تفكر مليا بفكرة تحمي جنينها فعليا ولو كان ذلك على حساب صلب روحها واستئصاله من جذورها إزاء ذلك ..
بعد مدة ^^
خرج من الحمام وهو يلف نصف منشفة على خصره بينما كان يجفف شعره بمنشفة أصغر حجما ، كانت هي ما تزال نائمة على السرير ملتفة بالغطاء وتضع يدها على رأسها معانقة الوسادة وتنظر إليه
ميار(خطف قبلة من وجنتها وتوجه للمرآة ليكمل تجفيف شعره):- ألن تنهضي ؟
جوزيت:- جسمي تكسر
ميار(برقت عيناه وغمز لها):- أنتِ تعشقين هذا النوع من التعب
جوزيت(تأوهت بعمق):- كثيراااا
ميار:- سافلة
جوزيت:- مثلك يا أسفل مني
ميار(ضحك بسعادة):- تعلمين أنكِ رددتِ لي روحي حين توقفتِ عن ذلك الجنون
جوزيت(رمشت وحافظت على بسمتها):- أخطأت
ميار(فتح دولابه والتقط قميصا وبنطلونا ورمى المنشفة على جنب):- ما رأيكِ لو نخرج من القصر قليلا أنا وأنتِ فقط ؟
جوزيت:- لست في مزاج طيب للفسحة ، ثم أين القوة التي سأكابر بها حضرتك أهلكتني
ميار(رفع بنطلونه سريعا):- كأنني ألمس نبرة شكوى هنا ؟
جوزيت(عانقت الغطاء وهي تسحبه بقوة لصدرها):- نن مطلقا
ميار:- هيا جوزيت لن تبقي بالفراش اليوم بطوله دعينا ننزل …
جوزيت(رمقته وهو يرتدي القميص بخفة ويرش على جسمه عطره الخاص):- سأشتاق لهذا
ميار:- امم لم أسمعكِ ؟
جوزيت(فتحت ذراعيها له):- تعال لأشم عطرك هيا هيا حبيبي
ميار(ضحك من رغبتها ووضع سريعا العطر على المنضدة وتقدم إليها ليعانقها بحرارة):- هكذا سأتواقح معكِ مجددا لأنكِ جدا مغرية
جوزيت(عانقته بحرارة وهي تشم عطره لعلها تلصقه بصدرها لأطول وقت ممكن):- أنت لي
ميار(عقد حاجبيه واختفت بسمته وعانقها بقوة أكبر):- وأنتِ مني
مسكت وجهه بحنان وقبلت وجنته قبل أن تلوح له كي تغفو ، يعني تحججت بالنوم ليتركها على سجيتها قليلا هنا اطمئن وتركها لوحدها مع دموعها تبكي وتفكر في حل سيجعلها تجد منفذا لها ولطفلها في لاحق الأيام … بعث برسالة نصية لإياد وأخبره أن الأمور حلت بينه وبين جوزيت وكم كانت الفرحة تغمره حين نزل ووجدهم متفرقين في جلسات مختلفة ..ميرنا كانت متكئة على الكنبة وهي تشاهد أحد البرامج في التلفزيون بينما ميسون بجوارها تخطط في كتابها ، وائل يجلس جوار ميرنا ويهمس بخفوت ويتراسل عبر هاتفه في آن الوقت ،أما لورينا وناريانا فقد كانتا على جنب تتحدثان في شؤون تافهة لمرور الوقت ،.. كانت هنالك حقيبة عند باب القصر وعرف أن نادر في صدد المغادرة لكن أين حكيم ؟
ميار:- أين حكيم ؟
ميرنا(التفتت إليه بتلقائية ولمحته وهو بثياب أخرى):- …لارد
وائل(انتبه لنظرتها واستدار إليه):- هو بالمكتب
ميار(أطل على ميسون وقبّل رأسها):- حبيبة عمو ماذا تفعل ؟
ميسون(أغلقت الكتاب كي لا يسترق النظر):- أكتب أشياء سرية
ميار(قبَّل وجنتها وعنقها وأخذ يدغدغها):- طيب خليها سرية ع الكل إلا عن عمك ميار
ميسون:- هههه لاء عنكم جميعا ، ميرنا أوقفيه ههه
ميرنا(وضعت يدها على كتف ميسون):- ارحمها يا مياااار
ميار(نظر لعيون ميرنا وابتسم):- حاضر
ميرنا(اشتمت عطر مستحضرات الحمام ونظرت جانبيا وهي تهدهد ميسون):- تابعي حبيبتي
وائل(أقفل هاتفه واستقام):- ميار لحظة …
ميرنا(استغربت ذلك ولكن آثرت صرف نظرها للتلفاز مع أنه أثار فضولها):- هممم
ميار(انسحب معه قليلا):- خيرا ؟
وائل:- نادر على وشكِ المغادرة ربما لو يرافقه رجالك للمطار سيكون ذلك جيدا
ميار:- في العادة نحن نقوم بذلك ما الذي يقلقك اليوم ؟
وائل:- لست أعرف لكن … مجرد قلق طفيف لو أمكن طبعا ؟
ميار:- أكيد قم بالتصرف إنهم رجالك أيضا ومتاحين لكل واحد منا
وائل(عقد حاجبيه من ردة فعل ميار الحنونة والإيجابية جدا):- تمام … هل تصالحتما ؟
ميار(ابتسم):- هل ذلك بارز لهذه الدرجة ؟
وائل(رفع حاجبيه):- كثيرا حتى
ميار:- تت .. يكفي يكفي من نظراتك تلك قم بما تريده أنسحب أنا
وائل(هز رأسه بهزل):- الله يديمها فرحة
ميار(لم يعرف لما تفاعل مع دعوته ورفع إصبعه بإشارة مساندة):- يا رب .. صبايا ؟
ناريانا:- ميار يا أهلا كنا نلعب بالورق قليلا ، ألم تنزل جوزي ؟
ميار:- نن هي نائمة
لورينا:- هنيئا لها بحبيب حريص مثلك
ميار(رفع حاجبه قبل أن يتحرك):- أمنياتي الطيبة لكِ أخت لورين
ناريانا(بعد ذهابه):- ألا تخجلين ، هذه جملة قذرة المعاني
لورينا(رمت أوراق اللعب بإهمال):- وماذا قلنا لاحتدامكِ ست ناريانا أو لأن نادر مغادر سترمي علينا هموم أوجاعك ؟
ناريانا(ناظرتها بدهشة واستقامت):- يفضل أن أبقي عقلي برأسي فلو طاوعتكِ سنخسر هذه الصداقة المزعومة ،أكملي لوحدك هممم
لورينا:- افف ماذا قلنا لهذه حتى تغضب هكذا ، مخلوقات غريبة
غادرتها ناريانا بتعفف وتوجهت للمطبخ وأخذت تطل مرة بعد مرة على الممر ما ربما يمر نادر وتراه قبل رحيله ، هاااح الحب وداكشي
هنا كان ميار ينظر إليه باستغراب فقد وجد حكيم على اللابتوب وقد برزت من شاشته عدة بيوت مطلة على البحر ..
ميار(فاجأه):- اممم هل تفكر بالسياحة ؟
حكيم(أزال الصفحة):- ممكن
ميار:- تمام لنتكلم جديا ما الذي يجري بينك وبين ميرنا ؟
حكيم(رفع الصفحة من جديد وفتش مرة أخرى):- كل خير
ميار:- هيا لا تكلمني بهذا التعنت ، أعلم أنكم متخاصمين
حكيم(استقر على بيت وأخذ يتفحص صوره الداخلية):- هي أخبرتك ؟
ميار(انتبه لما يفعله):- أجل .. إنها حزينة لذلك
حكيم:- أووه إنها تتلوى حزنا حتى ، بأمارة قهقهاتها التي تصل إلى مسمعي وهي بجوار وائلها
ميار:- وابنتك معهماااا لا تنس ذلك
حكيم(تنهد عميقا وأغلق حاسوبه):- لم يعد هنالك وصل بيني وبينها هذا كله ببساطة
ميار(باندهاش):- أنت …. تبتعد عن ميرنا هه أي كذبة هذه ؟
حكيم(وضع الحاسوب على جنب ووضع يديه بجيبه):- كما سمعت
ميارّ:- مهلا أين تذهب لم نتحدث بعد ..
حكيم:- انتهى الحديث ميار ولا تقحم نفسك في هذه الدائرة كي لا تتوه أكثر ، يكفيك ما فيك
ميار(تشنج من جملة حكيم واتكأ على طرف المكتب):- لست أدري ماذا أقول
حكيم(فتح الباب):- لا ينفع القول بعد الانفصال
ميار(من خلفه نطق):- انفصااااال … ههه هل طلقا سابقا أم أن حكيم فقد ذاكرته ويحسب أنهما يطلقان للتو ؟
حكيم(تقدم ناحية الصالون فاستوقفته لورينا في الركن حيث كانت تجلس):- لا شيء محدد
لورينا:- إذا دعنا نأخذ ميسون ونخرج في جولة ضاق نفسي هنا بالقصر ، وحتى ميسون تحتاج للخروج قليلا منذ مدة لم تغادر حنايا المكان
حكيم(نظر لميسون وقد كانت تفتح كتابها وهي بحجر وائل بينما ميرنا متكئة على كتفه ويقرؤون معها):- اممم ربما فكرتكِ جيدة اصعدي وجهزي نفسكِ
لورينا(استقامت بفرح):- حالا …
حكيم(تقدم صوب الصالون وبحواجب مقطبة):- ميسون
ميسون(انتفضت من حجر وائل وتركت الكتاب لميرنا):- بابا بابا حكيم لقد تفوقت على عمو وائل والله فعلت ههه أنظر لقد …
حكيم(أمسكها قبل أن تعود لتحضر كتابها):-ألا ترغبين بالخروج قليلا من هذا القصر ؟
ميسون(توقفت):- أين نذهب ؟
حكيم:- أين تريدين الذهاب ؟
ميسون:- اممم لا أعرف لكنني أحب مشاهدة عروض الفنانين في المرة السابقة وعدتموني حين ذهبنا لتلك الأوبرا لكن سرعان ما غادرنا
حكيم:- تلك المرة كانت حالة استثنائية لكن بما أنها بقيت في خاطرك سأحققها لكِ ..
ميسون(قفزت بفرح وعانقته):- حقا بابا ياااااي جميل جدا ، ميرنا ستلبسني مثلها ونذهب كلنا
حكيم(نظر لميرنا بطرف عين):- لن تذهب ميرنا
وائل(انتبه لنبرة حديثه ولميرنا التي تشنجت بجواره):- تت …ميرنا لو رغبت كنت سآخذها بنفسي لن ننتظرك سيد حكيم
حكيم(رفع حاجبه بدون مبالاة):- سنذهب أنا وأنتِ وأمكِ لورينا
ميرنا(هنا شعرت بشيء غريب ليست من حق لورينا وليس من حقها أن تكون أمها ويعاملها بتلك الطريقة أو يجعلها تقترب من ميسووون ، لا تدري أصلا ما سبب ضيقها من جملته ولكنها استقامت بعصبية لم تستطع كبتها):- أكيد لست موافقة
حكيم:- أفندم ؟
ميرنا:- كما سمعت دع البنت هنا ولا حاجة لها بمسرح من غيره ، ميسون سأضع لكِ مسرحية على التلفزيون ونشاهدها كلنا
ميسون:- ولكن بابا وعدني و…
حكيم(وضع يديه على كتف ميسون بعناد وتحدي):- أحضري كتابكِ بيبي سأجهزكِ بنفسي
ميرنا(اهتزت شفتيها بقهر ونظرت لميسون التي طأطأت رأسها):- …أنت
وائل(وثب من خلفها ووضع يده على ذراعها كي يوقفها):- تمام ميرنا لا بأس بالأخير هي أمها ولن تؤذيها وحكيم معهما
حكيم(وجعه خاطره لأنها ترضخ لوائل ولدعمه لها ولكن سرعان ما تضخم صدره بالغضب):- ههه مضحك أن تهتما بصغيرة لا تمت لكما بصلة ، إنها ابنتي أنا ولورينا وهي الوحيدة التي تملك حق التدخل فيها ، يعني يا ميرنا لو كانت البنت معظم الوقت بأحضانك فهذا لا يغير شيئا من الحقيقة التي نعرفها جميعا ، أتمنى لكما أمسية سعيدة
ميرنا(اهتزت من ذهابه الجارح ونظرت لوائل):- إنه يفعل ذلك عمدا
وائل:- والسبب ؟
ميرنا(ماذا سأخبرك يا وائل):- لا أدري جن جنونه فجأة مثل جوزيت ربما.. تت
وائل:- أكيد هنالك شيء لا تخبرينني به ميرنا إلى متى ستكتمين ؟
ميار(خرج لينقذها من ضغط وائل):- إنه بسبب لورينا
ميرنا(نظرت لميار كطوق النجاة):- هفف..
ميار(تابع مباشرة):- ميرنا قد طلبت منه أن يتزوجها لأجل ميسون ولكنه رفض
وائل(لم يستطع إخفاء ابتسامته إعجابا بموقفها):- ولما يرفض ؟
ميرنا(أومأت لميار الذي أنقذها حقا من مواجهة مشاعر ضارية هي ليست مستعدة لها):- يقول أن الوقت ما يزال مبكرا وهي ليست أهلا للثقة
وائل:- آه في هذا معه حق كيف سيؤمن على البنت معها .. لكن الفكرة دارجة بعقله صح ؟
ميار(حول عينيه من نار الغيرة وتوجه صوب مشربه):- محتمل …
وائل(همس لميرنا):- طالما هكذا حبيبتي كنتِ أخبريني
ميرنا:- لم أشأ إزعاجك …
نادر(خرج من الرواق):- حسنا ألقاكم بعد يومين يا جماعة .. مع السلامة
وائل(اقترب منه):- سأرافقك للبوابة تروح وترجع بالسلامة ندور
نادر(ربت على كتفه):- تسلملي ولول أين هي ناريانا ؟
ناريانا(خرجت بكوب ماء في يدها لتدلقه خلفه):- هنا هنا أحضرت هذا
نادر:- آآآآخ نسخة ثانية من عمو نزار .. ههه لقد سلمت عليه وتركته يصلي العصر
وائل:- امم انتبه لنفسك
ناريانا:- ههه أجل وكثيرا هاه
نادر:- مع السلامة ميرنا شكرا يا ميار على كرم الضيافة
ميار(أشار له بكأس مشروبه وتقدم صوبهم):- على الرحب والسعة
وائل(جذب حقيبة نادر خلفه ونظر لميرنا):- عائد حبيبتي
ميرنا(لوحت لنادر):- ماشي … باي نادر
نادر(لوح لها وخرج رفقة وائل وناريانا):- باي باي قبلي الصغيرة لأجلي سأحضر لها هدية معي
ميرنا:- ههه أوك
ميار(وثب من خلفها كالصقر بعد ذهابهم):- أنقذتكِ ..
ميرنا(انتفضت بفزع واستدارت إليه بجدعها):- أفزعتني
ميار(شرب من كأسه وهو يضحك):- أنتِ مفزوعة خلقة يا بعدي هه .. لكن موقفكِ صعب عليكِ أن تحلي الأمور مع حكيم لأنني بعمري ما رأيته بهذا العناد الغريب
ميرنا(مسحت على جبينها وجلست=)::- وماذا تقترح يا ميار .. لا أعرف كيف أتصرف معه
ميار(جلس مقابلها وشرب مجددا):- لست أعرف بدوري ما الذي قد يساعدكِ لكن نصيحة مني كي لا تتألمي تجنبيه
ميرنا:- سيأخذ لورينا معه رفقة ميسون إلى دار الأوبرا … فأي جنون هذا ؟
ميار:- في نظري هو يقتص منكِ
ميرنا(زفرت عميقا ومسحت على وجهها):- يعني حضرتي متاحة للإغاظة والأعصاب جميل جميل
ميار(أغمض عينيه وفتحهما بخفة):- أنتِ آفة كل الأكوان …
قبل أن تحلل وتناقش جملته في عقلها كانت ميسون تركض في الدرج والسعادة تغمرها ، بينما لحقها حكيم ببذلة أنيقة ، لتتبعهما لورينا في ثوب راق جدا وإطلالة بهية أنجزتها بشكل سريع كي لا تفلت منها الفرصة .. كل هذا كان لحد الآن حجرا فوق القلب لكن أن تضع تلك الحرباء يدها على كتف حكيم مستندة عليه وتتأبطها هذا ما جعلها تفتح فمها بغيظ
ميار(انتبه لها وآثر إعفاءها من ذلك الوبال):- حكيم .. سيكون فيكو والرجال معكم
حكيم:- أوك … هيا أمسيتكم طيبة
ميسون(ركضت إلى ميرنا وعانقتها):- سأشتاق إليكِ ميرنا ليتكِ تذهبين معنا
حكيم:- ميسووون إن لم تتحركي ذهبنا وتركناكِ
ميسون(قبَّلت وجنة ميرنا):- لا تغضبي سنذهب مرة أخرى معا هكذا أخبرني بابا وهو يلبسني ثوبي
حكيم(إنها تفضحني يا إلهي):- لورينا …
لورينا(أمسكت يد ميسون):- هيا حبيبتي
ميرنا(رمقت نظرة لورينا المنتصرة ورمشت بعينيها لتناظره برفض فما يفعله يؤذيه لا يؤذيها):- تت
وائل(دخل قبل خروجهم):- اممم ذاهبون ؟
ميسون:- أجل عمو وائل سأصور كل شيء وحين أعود سأريكم ما شاهدناه ههه
وائل(مسح على شعرها):- ماشي حلوتي سننتظركِ ..
لم يعد هنالك ما يقال فقد كظمت غيظها بجهد جهيد وتململت محلها لتعدل جلستها ، هنا انسحب ميار وتركها مع وائل لعله يخفف عنها بينما ناريانا دخلت وهي تمسح دمعاتها وتشهق ، ونداء ميار لها جعلها تستجيب مستفهمة لسبب ندائه ..
ميار:- أود تجهيز شيء لجوزيت ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وضحكت ببلاهة):- شيء مثل ماذا يعني ؟
ميار:- لا أدري أعطني أنتِ فكرة عما تحب فعله ؟
ناريانا:- أوك هي تعشق تدليك الحمام وأيضا تحب الاسترخاء تحت ضوء الشمس أو في المسبح أممم تستطيب حصص العناية بالوجه وإزالة الشعر و
ميار:- احم احم … ألا تحب صديقتكِ أي شيء محترم يعني كله سافل ما شاء الله ؟
ناريانا:- هههه يعني … هي تحب التسوق لكن هذا قد تجده غريزة صرع في قلب كل أنثى ، ولكي أكون دقيقة فهي تحب مشاهدة الإبداعات اليدوية
ميار(هنا برقت عيناه):- مثل ماذا ؟
ناريانا:- مثلا تجهيز قوالب الحلوى وتزيينها ، مثلا تحضير ديكورات يدوية منزلية تعشق رؤية مراحلها والوصول للنتيجة ، يعني كل ما يصنع باليد فهو يشد انتباهها
ميار(مرر لسانه حول شفتيه):- أهاااه يعني لو صنعت لأجلها شيئا ستفرح به أكيد ؟
ناريانا:- أكيييد لكن ما الذي تجيد فعله ؟
ميار(ابتسم بحماس):- أشياء عديدة لكن من أهمها هوايتي المفضلة …
تركها مشدوهة محلها وعلامة استفهام كبيرة تقف على رأسها وتوجه لمكتبه بحث عن سكين مسنن في الدرج حيث يملك منه العديد أخرج واحدا منهم وتوجه صوب المستودع ، التقط قطعة بلاستيكية دقيقة الحجم وبدأ ينحتها بتركيز واهتمام والله كنت سأبقى لأعرف ما نوع المجسم الذي سيصنعه لكن ارتأيت متابعة هذا الحديث أولا …
وائل(كان يسير بالرواق):- بمعنى ؟
ميرنا(لحقت به وهي تزم شفتيها):- يا الله .. توقف يا وائل صدقا تعبت من مجاراة كل هذا
وائل(توقف على جنب):- أنتِ تقولين لا تتدخل في أمور تخصني بعائلتي وأنا أيضا أقول لكِ لا تتدخلي فيما يتعلق في خصوصياتي
ميرنا:- خصوصيات هاه ، ماذا قصد كاظم برسالته النصية لك ؟
وائل:- لم يقصد شيئا كان يتحدث عن أمر يخص القضية
ميرنا:- وهل القضية تسمى جي إن ؟؟؟؟
وائل:- ما لا أفهمه كيف خطر ع بالك أنه يتحدث عن امرأة ؟
ميرنا:- طيب من هي جي إن ولما قال بأنه حصل على ملفها كله ؟
وائل:- ربما قصد قضية يعني مش ضروري تكون أنثى
ميرنا(بنبرة تمرد):- ما الذي تخفيه عني وائل ؟
وائل:- جيد أنكِ تشعرين بالفارق بيننا فأنا حين أخفي عنكِ شيئا فإن ذلك يبدو علي ومهما أطلت فإني أخبركِ بكل شيء ، بينما أنتِ بئر وليس له قرار
ميرنا(مسحت بين حاجبيها بصداع وأنزلت كتفيها):- تمام انفعلت قليلا
وائل(أصدر صوت زفرة عميقة وتوقف عند الركن):- اقتربي
ميرنا(هزت كتفيها):- لم أغر عليك فقط أحببت أن أعرف من هي جي إن ، ولكن طالما لا تريد إخباري فسوف أصرف نظري
وائل(بحدة):- اقتربي
ميرنا(بعناد):- يعني حتى لو كان يقصد امرأة فلن أغضب فقط أعطوني فكرة ولا تدعوني كالمهبولة بينكما دون علم ولا خبر
وائل(رفع يده لها):- أوك تعالي هنا
ميرنا(اقتربت منه بدلال وهي تدك قدميها دكا على الأرض):- أنت دوما لا تسعفني حين أسألك تدخلني في متاهات
وائل(شهق بدعابة):- أناااااا ؟
ميرنا(هزت كتفيها بغنج):- أجل أنت أنت ..
وائل:- ههه طيب يا مدللة لن أنكر أنني تعمدت إثارة غيرتك بهذه الرسالة النصية خاصة كاظم ، لكن الموضوع أبعد مما تظنين في الوقت المناسب سأخبركِ بكل شيء
ميرنا(وضعت يديها خلف ظهرها):- وائل
وائل(بسط ذراعيه لها):- يا نبض وائل
ميرنا(ارتمت في حضنه وعانقته بحرارة):- أكره رؤيتك أو سماع اسمك مع امرأة أخرى ، لذلك يجن جنوني فاعذرني
وائل:- آآآخ لو تعرفين كم يزعجني ذلك يا عمري في حالتكِ أنتِ أقصد حالااااات حضرتك
ميرنا:- ههه ولووو أنا ميرنا الراجي
وائل:- الله الله ما شاء الله على التواضع
ميرنا(قبلت لحيته):- وائل رشوان لميرنا فحسب
وائل(ناظرها بعشق):- وميرنا الراجي لوائل فحسب
ابتسمت له وضمته من جديد وهي تزرعه في قلبها كشتلة الأحلام التي تسرقها من عالم الواقع وتسكنها بين ربوع السعادة ، على الأقل برهة من الزمن فقد افتقدت وجود ميسون وكأن شيئا ما انتقص من محيطها وهي الآن تشعر بالفراغ … صعدت لغرفتها قليلا لتبدل ثيابها فقد قررت أن تلعب التنس مع وائل في غرفة اللعب بل تحداها لأجل ذلك ، وحتى هو ذهب ليبدل ثيابه لكن استوقفه نحيب قادم من غرفة جوزيت في البداية قرر عدم التركيز فيه كثيرا ومتابعة طريقه ، لكن ما استطاع ذلك .. طرق الباب لحظة ولم يسمع جوابا لذلك فتحه بهدوء
وائل:- جوزيت … هذا أنا وائل أيمكنني الدخول قليلا ؟
جوزيت:- لاء اهئئئ
وائل:- امم يعني أتفضل مشكورة جوزي ..لكن ماذا بكِ ألم تتصالحي مع ميار لما هذا النحيب ؟
جوزيت:- أغلق الباب خلفك
وائل:- طبعا لن تجني مثل المرة الفائتة بصعوبة تحررنا من اتهام ميرنا وميار
جوزيت(نهضت من فراشها بثقل وجلست على طرف السرير بقميص النوم وشعرها تشعث وكأن عاصفة مرت به):- أقفله رجاء
وائل:- تت طيب على راحتك ها هو ذا أقفلناه
جوزيت(نظرت إليه):- هل كان صوتي مرتفعا ؟
وائل(حمل رداء الفستان وأعطاه لها كي ترتده):- البسي هذا ..
جوزيت(ضحكت بسخرية):- أتخشاني يعني ؟
وائل(جلس مقابلها على الكرسي):- أخشى أخذ نظرة مسيئة لكلينا لذلك ارتدي الرداء
جوزيت(ارتدته فعلا وتأففت):- أنا تعيسة
وائل:- تعيسة ؟؟ هه كيف تكونين تعيسة وأنتِ …
جوزيت:- لا يغرنك منظري ولا ضحكتي وابتسامتي فقلبي يبكي دما وأنا أكتمه في صميمي لعلني أهتدي لحل يريحني
وائل(باهتمام):- طيب أخبريني ماذا هناك كي أساعدكِ
جوزيت(استقامت بتعب):- لا يسعك مساعدتي لا أنت ولا غيرك
وائل(رأف لحالها):- من الواضح أن همومكِ كبيرة ، أفضي لي بما يتعبكِ جوزي يعني لو كنتِ تثقين بوائل
جوزيت(استدارت إليه واقتربت منه لتجلس مقابله على الكرسي):- همي كبير مثلما قلت اهئ أنا أموووت يا وائل قلبي يحترق فؤادي يتمزق وحياتي تزداد إرهاقا وتعقيداااا
وائل(مط شفتيه):- هوني عليكِ كل العراقيل لها حلول
جوزيت(بحرقة):- اهئ إلا مشكلتي فليس لها أي حل ، لو لو ساءت الأمور سوف أقتل نفسي
وائل(بفزع عليها أمسك يدها):- شتتت جوزيت لا تتفوهي بهذا الهبل ، أنتِ امرأة قوية وقلبكِ حنون لذلك يعني مهما كانت مشكلتكِ مع ميار فقد تتجاوزينها شيئا فشيئا .. شوفي كي أبسطها لكِ فأنتِ غبتِ عن ميار سنينا كثيرة وحين عدتِ وجدته قد تغير ولم يعد ميار الذي عرفته في صباكِ ، وهذا أمر طبيعي أنتِ أيضا تغير فيكِ الكثير
جوزيت:- عدا عن عشقي له ، ففي كل يوم كنت أستيقظ على عشقه وأنام على صورة حبه في قلبي ، كنت أعيش أيامي به لكن هو .. سرعان ما وجد البديلة عني
وائل:- أوك سنفترض أن ذلك وارد أيضا ولكنه توقف يا جوزيت ، أزال عنه ذلك السراب لأجل راحتكِ وحماية عشقكما
جوزيت:- أثق بأنه فعل ذلك حقا ، ولكن مشكلتي ليست مقتصرة على هذاااا
وائل:- وعلى ماذااا .. يا جوزيت لا تتكتمي أخبريني ما الذي يجري معكِ ،، ربما أستطيع مساعدتكِ ربما أنا فقط من يستطيع ذلك لا ميار ولا حكيم ولا حتى ميرنا أو ناريانا ستتمكَّن من حل مشكلتك
جوزيت(برقت عيناها فيه ولمعت ببالها فكرة جهنمية):- هي لو دققنا فأنت وحدك من يستطيع
وائل(ابتسم لها بمساندة):- أرأيتِ .. هيا يا عزيزتي أخبريني
جوزيت(امتصت شفتيها وقبل أن تمسح دموعها نهضت من محلها):- ولكن هذا غير منصف
وائل(نهض من خلفها):- أنظري إلي … أنا وائل صحيح لم تستلطفيني بداية لكن عاشرنا بعضا طوال هذه المدة أكيد عرفتِ من أكون
جوزيت(تراجعت للخلف وهي تتهرب):- لالا هذا لن يكون منصفا ولن أتمكن من كسر فرحتك
وائل(عقد حاجبيه بعدم فهم):- هل هنالك شيء يتعلق بميرنا أو ميار ؟
جوزيت:- لاء فهذا يتعلق بي أنا … اهئ أرجوك لا تكن حنونا معي غادر غرفتي لو سمحت غادر
وائل(عرف أنها تعاني من وجع عميق لذلك مط شفتيه بقلة حيلة):- لن أضغط عليكِ
جوزيت(ولت ظهرها وهي تهتز بحرقة حتى انحنت بتعب متمسكة بطرف السرير):- أشعر بالتعب
وائل(أسندها بلهفة):- رويدكِ جوزي .. أنتِ ترهقين نفسكِ بهذه الضغوطات و
جوزيت(ارتخت عضلاتها أكثر حين سقطت على السرير):- وائل …أمسكني
وائل(بسرعة أمسكها ووضعها على السرير بخوف):- بما تشعرين أجيبيني ؟؟؟
جوزيت(أخذت تتنفس باختناق وبنظرة ضبابية):- كأن روحي تسحب مني …هففف هففف
وائل(تحسس حرارتها):- حرارتكِ مخفضة و ….
ميار(فتح الباب):- بيبي ….
وائل(كان واضعا يده تحت رأسها ويحاول أن يبقيها مستقيمة):- …جوزيت
ميار(صدم من ذلك المنظر وخطف قلبه منه):- ما الذي تفعله بغرفتها ؟
وائل(مسح على شعرها):- إنها ليست بخير
ميار(اقترب منها بلهفة بل سارع خطاه حتى انحنى لوجهها):- جوزي … جوزي حبيبتي ما بكِ ؟
جوزيت(فتحت عينيها ونظرت لميار):- ربما فقدت توازني لأنني لم أتناول شيئا .. ..
وائل(تركها لقبضة ميار ومسح على فكه):- ربما علينا استدعاء طبيب
جوزيت(فتحت عينيها بصعوبة):- لالا … أريد أكلا سأكون بخير في كل مرة يحصل هذا لا تقلقوا
ميار(احتضنها بخوف):- آذيتكِ صغيرتي ؟
جوزيت(نظرت إليه ودمعت بحرقة):- ..اهئئئ تؤ …
ميرنا(دفعت الباب برفق وأطلت عليهم):- ماذا يحدث هنا ؟
وائل(زفر عميقا واستقام):- سلامتك جوزي سوف أطلب من عمو نزار إحضار بعض الطعام لكِ
ميرنا(بقلق):- ما بها جوزيت ؟
وائل(اقترب من ميرنا):- لا نعرف
ميار(هزها في حضنه):ّ-بيبي افتحي عينيكِ ولا تفقدي وعيكِ … سوف تكونين بخير
ميرنا(اقتربت بحرص):- جوزي .. ربما ناريانا تساعدها أين هي ؟
وائل:- كانت بالمطبخ آخر مرة
ميرنا(انتبهت للهفة ميار وهو يحتضن جوزيت بخوف):- سأناديها ..
ميار:- حين وجدتها على ذا الحال كان عليك أن تنادينا يا وائل ؟
ميرنا(توقفت):- هل أنت من وجدها هكذااا ؟
ميار:- أجل وجدته معها حين دخلت الغرفة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- تعال معي …
وائل(زفر عميقا ولحقها):- أهذا وقته ميرنا جديا البنت ليست بخير ؟
ميرنا(جذبت الباب خلفهما وأمسكته من يده سحبته معها تجاه الرواق):- أعرف أنها ليست بخير وقلبي يؤلمني على منظرها ، لكنني بحاجة لأن أفهم ما الذي كنت تفعله بغرفتها ؟
وائل:- آخ منكِ آخ … أخبرتكِ لقد كانت ..
ناريانا(صعدت ركضا):- ما بالها جوزيت ؟؟؟؟؟؟
ميرنا:- وكيف عرفتِ أنها ليست بخير ؟
ناريانا:- يعني هذا صحيح ، يا إلهي جووووزيت حبيبتي
وائل(أغمض عينيه ولحق بناريانا لكنها أمسكت بيده):- ميرناااا ؟؟؟
ميرنا:- سنتحدث لاحقا في هذا هممم
وائل(رفع يديه من حالها المريب):- أستغفر الله العظيم …
سرعان ما احتوت ناريانا الوضع ، فقد أخرجتهم من الغرفة بحجة استحمامها فربما ذلك يريحها قليلا من الضيق الذي تشعر به ، وعدتهم بأنها ستكون بخير فقط ليمهلوها بعض الوقت ، ميار لم يقتنع لكن وائل وميرنا آثرا أن ينسحبا لإعطائها ذلك المجال بغية الوصول للنتيجة المرجوة ، أما ميار فقد انسحب ولكن لكي ينهي ما كان يصنعه في غرفة مكتبه ، فقد صعد قبل قليل ليتفقدها ما إذا كانت مستيقظة ليطلب منها النزول في الوقت المحدد كي يفاجأ بتواجد وائل رشوان على رأسها ، وهذا ما استوقفه عن عمله
ميار:- ما الذي كان يفعله بغرفتهاااا من أصله ؟
ميرنا(كتفت يديها وجلست على الكرسي):- حتى لو فأن تقتحم غرفتها هذا أمر غير مقبول
وائل:- يا الله طيب أنتِ ماذا عنكِ تقتحمين غرفهم ولا أتفوه بحرف
ميرنا:- أنا وضعي مختلف هم عائلتي
وائل:- وكلاهما يعشقكِ فاخرسي أحسن لكِ ..
ميرنا(حركت فكها بغيظ):- مزاعمك واهية
وائل:- ها ها إنها حقيقة يا عمري ..
ميرنا(حكت شفتها وأشاحت ببصرها):- مع ذلك لا تدخل غرف البنات بدوني
وائل(هز رأسه بدون فائدة من غيرتها لذلك توقف عن مسيره وتوجه إليها ، عانقها من الخلف وأمسك يديها اللتين كانتا على الطاولة):- حبيبي الغيران
ميرنا(رفعت عينيها إليه بعد أن أطلت عليه):- إذا لم أغر عليك على من سأغار يعني
وائل(قبَّل حاجبها):- ههه لكنكِ تبالغين هاه سأحاسبكِ مثلما تفعلين من الآن فصاعدا
ميرنا:- حاسبني أجل .. المهم ألا أراك مع غيري تحت أي ظرف كان
وائل:- حاضر يا ستي أي أوامر أخرى ؟
ميرنا(ابتسمت بتفكير):- أجل اهمس لي بأنك تعشقني ؟
وائل(همس في أذنها وهو يضغط على أنفها بمزاح):- أذوب فيكِ ….
ميرنا(صعدت معها حرارة غير متوقعة):- تمام لم أتوقع هذا هه
وائل(تابع بنفس النبرة):- وأشتهيكِ …
ميرنا(ارتبكت وعضعضت شفتيها وهي تبعد عينيها في كل اتجاه بلوعة):- ههه أنا لست طعاما
وائل:- أنتِ قُوت روحي وأنفاسي ونبضاتي
ميرنا:- كم باقي عل زواجنا ؟
وائل(لمعت عيناه ولعب بشعرها):- يروق لي شعركِ حين ترفعينه هكذا في ذيل حصان
ميرنا(لعبت معه في ذيل شعرها):- ههه سوف أبسطه ضدا فيك هع
وائل:- مهبولتي أنا … يا ستي اممم دعيني أحسب هذا الشهر والشهر المقبل وبعده اممم عدة أشهر يا عمري يعني تبدو كثيرة ولكنها ستمضي
ميرنا:- ستمضي وأنت معي ولي وبقربي
وائل:- ههه آه يا قطعة مني لالا يا كلي أناااااا
ميار(خرج من مكتبه وهو ينظر لساعته):- بففف تأخرتا ؟
ميرنا(انزاحت قليلا من ملمس وائل على خدودها):- سينزلان بعد قليل
ميار(رمقهما بحدة وعاد أدراجه):- أوك سأنتظر في مكتبي أحسن لي
وائل(خطف قبلة من شفتها حتى ضحكت فزعا):- ههه
ميرنا:- مجنوووون .. ههه
ميار(نظر لمرآة الزاوية ورمق ابتسامتها وأكمل طريقه وهو يعقد حاجبيه):- جيد يا ميار
في غرفة جوزيت
ناريانا:- هذه الفكرة التي خطرت على بالكِ خطيرة يا جوزيت ، ستخربين توازن العائلة كلها هكذا ؟
جوزيت:- أخبريني ماذا أفعل أعطيني حلا ، حاولت الهرب والتملص من ميار وجدته يحتجزني في سجن قلبي الذي يعبده ، وحتى لو هربنا أنا وأنتِ رجاله سيجلبوننا في وقت وجيز مثلما حصل المرة الماضية ، وغير هذا إلى أين سنذهب فميار سيضيق علينا المعيشة ولن يتبقى لنا مفرا سوى غضنفر
ناريانا:- هئئئئ سيذبحكِ ميار لو فعلتها اللهم وائل ولا غضنفر
جوزيت(بحزن):- لكنني سأكسر قلب ميرنا
ناريانا:- ولكنها ستتفهم حين تنقشع غيمة المخاطر وستقدر قيمة هذه التضحية
جوزيت:- في نظركِ هل سيوافق وائل ؟
ناريانا:- مستحيل إنه يتنفس بميرنا لن يفعل ذلك إلا إذا وضعناه أمام الأمر الواقع
جوزيت:- بمعنى ؟
ناريانا:- سنبدأ التخطيط من اللحظة وجيد أن ميار دخل ووجده معكِ بالغرفة ، اسمعيني جيدا سنزرع الشك في عقل ميار حيالكِ وحيال وائل ، سنزيد بعض الجرعات ولما تحين اللحظة الحاسمة سوف
جوزيت(أشارت لها):- توقفي توقفي لا أريد أن أسمع
ناريانا(رمت بها في حضنها):- آه يا كبدي أنا وعلى دموعكِ الغالية
جوزيت:- جدي لي حلا أنقذي طفلي لا يهمني ما الثمن الذي سأدفعه لقاء ذلك لكن … ساعديني ريانا أنتِ وحدكِ من ستفعل ..
ناريانا(عزمت على ذلك):- سأفكر يا روحي لكن الآن عليكِ أن تستقوي بنفسكِ لننزل فميار يجهز لأجلكِ شيئا جميلا ثم الجميع قلق عليكِ ويجب أن تكوني أقوى لأجل القادم
جوزيت:- دعيني أغسل وجهي
مطت ناريانا شفتيها بحزن وحسرة على صديقتها ، وأيضا خوفا وحيرة مما سيحدث إن طبقتا الفكرة التي جالت بعقل جوزيت فهذا بحد ذاته لعب بعداد الموت ، فميار لن يسكت وهما ستقامران بحياة شخصين بل ثلاثة إذا ما تم كشف هذه اللعبة التي ستزعزع ذلك الاستقرار الذي بصعوبة يحاولون الحفاظ عليه … نزلتا معا وقد استعادت جوزيت نفسها حين أخذت تفكر مع ناريانا في الخطة التي ستجعلهما تنجوان بسلامة الطفل ..
ميار:- افتحي عينيكِ الآن ؟
جوزيت(ابتسمت حين أبعد يديه عن عينيها):- هه ماذا اخترعت لأجلي ؟
ميار(ابتسم وابتعد ليشير إليها):- أنظري
فتحت عينيها بدهشة حين رأت ما صنعه لأجلها ، لم تشعر إلا والدموع تتسرب لعينيها ، عانقته بحرارة وناظرت المجسم من جديد بحب وإعجاب ، فقد كان عبارة عن بيت ذو طابقين وقبة ثلاثية بها مدخنة وهنالك نوافذ للبيت وباب جانبية أيضا … هذا المجسم كانت تحلم به في طفولتها كانت ترغب بالحصول على لعبة على شكل بيت الدمى ويكون صغيرا يناسب دماها لكنها لم تحصل عليه ، وحين جمع بعض المال من عمله عند العم نجمي وأراد إهداءه لها في عيد ميلادها الأخير فقدها كليا .. عادت وعانقته وتوجهت للمجسم ولامسته بيديها حضنته وأخذت تطل من نوافذه بجنون المتعة
جوزيت:- ههههه كيف صنعته ومتى صنعته ؟
ميار:- يعني تطلب مني ساعتي تجهيز لكن لا بأس حبيبتي ، يكفيني أنه أعجبكِ ؟
جوزيت(حملته من محله وخرجت به من المكتب):- ههه لم يعجبني بل أخذ عقلي ههه أنظروا أنظروا ماذا صنع ميار لأجلي ؟
ناريانا:- له له ما هذا يا سيد ميار ما عرفناك فنان
ميار(تبع جوزيت ويديه بجيوبه):- يعني بعض من مواهبنا الخفية
وائل:- واو أنت تملك حس الهندسة في عروقك هنيئا لكِ جوزيت
جوزيت(نظرت إليه وابتسمت):- شكرا عزيزي وائل فرحت أنه أعجبك أيضا … ميرنا ؟
ميرنا(ابتسمت أيضا):- راقني هذا المجسم فعلا ميار يتمتع بموهبة فريدة قد اطلعت على مصنوعاته في ورشة عمله بالعرين ، وما صنعه اليوم كان الأجمل
ميار(انتبه لنبرة صوتها التي انخفضت بالأخير):- ههه هل شعرتِ بالغيرة لو كذلك صنعت لأجلكِ مجسم مكتب لو أحببتِ
ميرنا:- ههه لا بل سعيدة لأجل جوزيت ، أكيد ميسون ستطالبك بشيء لها
جوزيت:- طبعا هذا لي ولن يأخذه أحد غيري سأضعه بعيوني هه حبيبي يا أنا
ميار(استقبل قبلتها على خده):- عمري …
نزار:- العشااااء
ناريانا(توجهت إليه سريعا ودفعت العربة التي كان يجرها):- دعني أساعدك
نزار(رغم أنه يمقته لكنه فكر فيه تبارك الله على السي نزار ههه):- ذلك الباب غائب طوال اليوم ألن يعود للبيت ؟
وائل:- فعلا كاظم اختفى اليوم بطوله سأتصل به الآن …
ميرنا(نظرت للساعة):- حتى حكيم تأخر ؟
ناريانا:- هووه طالما ذهبت معه لورينا لن يعودا إلا بعد منتصف الليل
ميرنا(رمقت تنبيه ميار بعينيه):- قلقي على ميسون يعني مش همي هو أو لورين
جوزيت(وضعت المجسم على طاولة ديكورات جانبية):- بعد تناول العشاء سأحمله لغرفتنا
ميار(جذب كرسيه وجلس في المقدمة):- افعلي ما تحبين
وائل(حاول الوصول لرقم كاظم لكن بدون فائدة):- إنه لا يجيب
ناريانا:- تمام سنترك له حصته من العشاء ، هيا يا جماعة تفضلوا لأمكنتكم جوزيت أنتِ اجلسي أيضا ما زلتِ متعبة
جوزيت(جذبت كرسيها وأشارت لوائل):- مكانك هنا بجانبي طالما ناريانا ستأخذ دور الطباخ
وائل(جلس جوار ميرنا):- ههه لأبقى هنا فناريانا ستقتلني لو أخذت محلها أعرفها حين تجن
جوزيت(ابتسمت من إخلاصه):- مرحى لكِ ميرنا بحريص مثله
ميرنا(تنهدت بحنان وهي تنظر إليه):- طبعا فهذا محله دوما بجواري …
ميار(نظر لصحنه وأردف):- من الجميل تناول العشاء في جو هادئ كهذا ، صحيح ينقصنا بعض الأفراد لكن يلا … سنجعله يستحق
صبت ناريانا لهم من الحساء الذي أعده العم نزار لأجلهم ، وفرقت الأكلات المتنوعة على أطباقهم أيضا وجلست بجوار جوزيت وأخذت تعطيها وتقطع لها ما تتناوله ، اهتمامها بها كان باديا ولكنهم اعتبروه جميعا من منبع الصداقة ، إلا ميرنا التي كانت تدقق النظر فيهما فقد فهمت أن ناريانا على علم بحمل جوزيت الذي ما زالت تخفيه وما زالت بدورها لا تعرف متى ستواجهها به …
تم العشاء بشكل عادي أقرب للمرح فقد كانت العلاقة بين ميرنا ووائل هادئة ومليئة بنظرات العشق ، أما نظرات جوزيت وميار فقد كانت كل شغف ولوعة ، أما ناريانا فقد كانت بين البينين والشوق فيها غالب على أنفاسها …. هكذا إلى أن مضى الوقت وأخذوا يتناولون التحلية في وضع يسوده الهدوء يعني الهدوووء الذي يسبق العاصفة …
لورينا(دفعت الباب ودخلت بعصبية):- إياك وأن تجعلني عرضة لأفكارك الغريبة مجددا ، ثم محاولتك في تحسين الصورة بعدما حصل بيننا ليلة أمس بعد منتصف الليل لم ترق لي إطلاقا فقد خربتها إذن افرح
حكيم(دخل من خلفها وهو يحمل ميسون على كتفه وقد كانت نائمة):- لن أرد عليكِ
لورينا:- طلبت منك البقاء فقط لبرهة ، طلبت منك فقط أن تمثل دورا لأجلي أمام صديقتي وحبيبها أين الصعب في أن تلتزم الصمت وتجاريني في كذبتي ، يعني استخسرت فيني حتى كذبة يا حكيم بل صدحت أنك لا تفكر حتى بالارتباط بي وأن علاقتنا هكذا لطيفة ، عن أي لطافة تتحدث عنها وأنت لا تفلت فرصة في إيلامي هاااااه … ولكن ماذا أعاتب فأنت عنيد ورفضت حتى ادعاءأن تخون ذكراااها يا أخي افهم افهم أساسااااااااااا أنت مش في بالها
حكيم(وضع ميسون على الكنبة ومسح على شعرها بحنان):- لن تستشيطي غضبي لأنني لا أريد الانفعال والبنت نائمة
لورينا(رمت حقيبتها أرضا وضربت برجلها):- أنت مستفز كائن غريب ، وعقلية الستينات التي تتمتع بها لن تجديك نفعا في زمن لا يعترف إلا بالأنانية
حكيم(استدار للخلف وانتبه لهم على طاولة الطعام وقد كانت أعينهم مصوبة نحوهما):- عمتم مساء
لورينا(رمقت ميرنا بلؤم وتقدمت إليها):-أتعلمين بأنني سأكرهكِ حتى أموت ، أنتِ سبب تعاستي أنتِ امرأة لعوب أحتقركِ وأتمنى لكِ البؤس طوال حيااااااتك
حكيم(هنا تدخل وأمسكها من يدها بقوة وجذبها خلفه):- ابتعدي عنها ولا شأن لكِ بها ، وقبل هذا اعتذري منها
لورينا(اهتزت عيناها بدموع):- أتذلني لأجلهااا أيضا ؟
وائل(استقام وأمسك يد ميرنا):- تعالي ميرنا لن نشاهد هذه التراجيديا المقيتة
ميرنا(كانت ترتجف بصدمة من موقف لورين):-….لارد
ميار:- حكيم أوقف مهزلة هذه الآن …
جوزيت(رفعت حاجبها ونظرت لناريانا):- ما كان عليك اصطحابها معك فهذه الأنواع لا تعرف ما معنى الرفاهية حتى لو ولدت في قصر تبقى جذورها تافهة
لورينا:- لا أسمح لكِ بأن تسممي مسمعي بمسقط رأسي يا هذه ، على الأقل أنا قد حظيت بأم حتى لو كانت الشر بعينه ماذا عنكِ ؟ ؟ ؟؟؟
ميار(هنا استقام بعصبية):- لا أسمح لكِ … حكيم إن لم تلجمها سأفعل أنا
جوزيت(اغرورقت عيناها بدموع لكنها لم تبكي):- صدقيني لورينا أنتِ لن تصبحي من هذه العائلة مهما فعلتِ ، وحتى لو أصيب ابن عمي بارتجاج في المخ وقرر الارتباط بكِ أقسم لكِ بأنه لن يحصل .. ناريانا دعينا نصعد لفوق فالجو هنا ازداد وساخة
ناريانا:- افف ثورة غضبكِ ستجركِ للمتاعب مجرد نصيحة ..توقفي
لورينا(ضربت الأطباق بغضب):- لا شأن لكم بييييييييييييي
ميسون(انتفضت بهلع):- بابا بابااااااا
حكيم(زم شفتيه ووضع يديه على جنبه):- أرأيتِ ما فعلته ؟؟؟
ميرنا(زمت شفتيها ونظرت لحكيم بحزن):- كل هذا بسببك
حكيم(برقت عيناه بشراسة وهو يرمقها تتقدم نحو ميسون):- أجل ففي النهاية كله يأتي على عاتقي
وائل(حمل الصغيرة بين يديه):- شتت لم يحدث شيء ميسونتي سنصعد للنوم
ميسون(تشبثت به وأغلقت عينيها):- امم
ميرنا(لحقت به لكن بعد أن رمت نظرة قاسية صوب حكيم تعني أنت من بدأ):- يا خسارة
ميار(بعد ذهاب الجميع أمسكها من يدها وأجلسها بعنف على الكرسي لم يجلسها في الحقيقة دفعها بغضب عليه):- هل يبدو لكِ أننا مهتمون بنزعات قلبكِ المجنون لكي تدخلي بهذا الشكل البدائي وتتهجمي علينا ؟
حكيم:- أنا لم أرغب برفع يدي عليكِ مجددا يا لورينا لكنكِ تزيدين الطين بلة في كل مرة ، أنتِ لا تساعدين بل في كل لحظة تخلقين المشاكل وهذا كثير علينا تحمله
لورينا:- هيا قلها قل بأنك سترمي بي خارج هذا القصر لأنك تعبت مني اهئ .. لقد أحببتك يا رجل أحببتك فما ذنبي أن تذلني بهذاااا الحب ؟
حكيم(هدر فيها):- لأنني لا أحبكِ ولن أحبكِ افهمييييييها وكفى من مشاكلكِ قد ضجرت وسئمت ، أنا أتحملكِ لأجل ميسون فقط لأجل حمايتكِ فقط لأجل مصلحة الكل ، لكن إن لاحظت أنكِ قد خرجتِ عن قوانين هذه العائلة فسوف أتصرف بشكل لن يعجبكِ
لورينا(زمت شفتيها ونظرت للأرض):- ميار أرجوك قل كلمة الحق لو سمحت ، لقد رجوته ألا يخجلني أمام صديقتي ولكنه تعمد ذلك وأهانني أمامها وأمام حبيبها وغدا سأصبح على كل فاه قذر أنا وكذبتي فهل هذا يليق ؟ لم أطلب منه أن يضحي لأجلي بشيء عظيم لن يتمكن من إنجازه بل كانت كذبة تحافظ على سمعتي التي صارت الآن علكة على كل لسان
حكيم:- هههه ميار أنت طبعا لن تقتنع بهذا العبط صح ؟
ميار(كتف يديه):- للحقيقة يا ابن خالي انجرفت حتما مع تمثيلها .. ههه حبيبتي لورينا يعني تعلمين أننا حريصون على الهرب ممن يترصدون الإيقاع بنا ، إذن حكيم لن يغامر ويأخذكِ لمطعم معروف بل سيحافظ على سرية الأمكنة ، فكيف وصلت صديقتكِ للمطعم الذي اختاره حكيم دون معرفتك يعني هل كانت مصادفة أم أنكِ طلبتِ منها المجيء لتقدم على تلك التمثيلية ويتسرب خبر خطوبتكِ من حكيم لتضعينه أمام الأمر الواقع ؟
لورينا(هنا فتحت عينيها بصدمة):- مم .. ماذا تقول ؟
حكيم:- في المرة المقبلة حين تفكرين باختراع كذبة احبكيها جيدا على الأقل … كنت أعرف أنكِ بعثتِ لها رسالة وأنتِ معي بدار الأوبرا ، حسبتِ أنني لن أفهم ما الذي ستفعلينه تركتكِ لحين أخذتِ ميسون للحمام وأخذت هاتفكِ دخلته بكلمتكِ السرية المتوقعة باسمي وقرأت ما يجب قراءته يعني ؟؟؟؟ تمثيليتكِ انعكست عليكِ روحي
ميار:- هههه توقعاتي كانت صائبة يا عيني أفكر بإنشاء برنامج للتوقعات ما ربما حصدت أعلى نسبة مشاهدة هذا الصيف
حكيم(رمقه وهو يتراجع صوب مشربه وجلس على الكرسي بوهن):- إلى أين ترغبين بالوصول ؟ كذبتكِ وتغاضيت عنها والحمدلله لم تكن أمكِ لنا بالمرصاد بعد اتصالكِ الغير مسئول بصديقتكِ لأجل الإيقاع بي ، غير ذلك تعلمين وجيدا جدا أنني لن أكون لكِ فلما تتعبين نفسكِ لوري ؟
لورينا(انفجرت ببكاء فقد كشفت لعبتها):- أنا غبية أليس كذلك ؟
حكيم(أشفق على حالها ولكنها تتعمد إخراجه عن طوره):- شوفي لورين .. أنتِ تملكين مكانة طيبة بقلبي أخشى عليكِ وأدين لكِ برعاية ابنتي هذه السنوات لذلك لم أكن قليل أصل معكِ ، فتحت لكِ بيتي وأسرتي وجعلتكِ منها لعلكِ تشعرين بالانتماء الذي افتقدته بقصر أمك ، وعدتكِ أن أفتح لكِ دار أزياء بالوطن لكي تبدئي من هناك مجددا فهنا لن تدعكِ أمكِ وشأنك ، وعدتكِ أن تبقي تحت كنفي ووصايتي كي تأتمني على حياتكِ بيننا وكل هذا في سبيل تعويضكِ عما عشته من جحيم سابق … لكنكِ يا لورينا دوما ما تخذلينني أنتِ لا تساعدينني بل تزيدين الأمور سوءا لو بقيتِ هكذا فسنصل لطريق مسدود
لورينا(بخوف):- هل تتخلى عني ؟؟؟؟
ميار(ضحك وهو يشرب من كأسه متقدما نحوهم):- الست ما زالت تنوي البقاء بيننا بعد كل هذا اللف والدوران ، كوكو مرحبا نحن لا نثق بالخائنين والناس المتلاعبة
لورينا(بجزع نظرت لحكيم ونزلت أرضا على ركبتيها وأمسكت يديه بلهفة):- أرجوك حكيم هذه ستكون آخر مرة أخدعك فيها ، سامحني أرجوك لا ترمني خارج حياتك فلا مكان لي لألجأ إليه ، أرجوك والله لن أعيدها فقط اغفر لي
حكيم(سحب يديه واتكأ على الكرسي بأريحية):- وما الذي سيضمن لي أنكِ لن تفقدي صوابكِ مجددا وتكرري ما فعلته وتهيني ميرنا وتسيئي لجوزيت وتنتقصي من ناريانا وتستفزي البقية ؟
لورينا(عضت شفتيها):- سأضع ملصقا على فمي لو أردت سوف أبقى بغرفتي ولن أختلط بأحد ، سأعتذر من ميرنا أمامكم ومن جوزيت حتى لكن لا ترميني اهئئئ أبقني بقربك فحبي لك يعيش على رؤيتك فحسب وهذا سيكفيني رغما عني سأجعله يكفيني …
ميار(أعطاه الكأس ووضع يده على حافة كرسي حكيم):- من جهتي لن أثق بكِ حتى لو صعدتِ للسماء ورجعتِ ،قد غسلت يدي منكِ لورينا هانم
حكيم(شرب ما بالكأس ووضعه بعنف على الطاولة):- ستكون فرصة أخيرة
ميار(هزه):- له له هل ستفعلها حقا وتستمع لهذه المخبولة ؟
لورينا(بعيون ذابلة):- سأكون شخصا مختلفا شخصا كما تريده أن يكون ،جمادا حتى
ميار(زاد الفحم لإرعابها أكثر لعلها تهاب):- إنها تسخر منك وتتلاعب بعقلك أنا لو منك أرمي بها خارجا والآن حتى
حكيم(نظر لميار):- تبقى أم ابنتي ..
ميار(هنا ضحك هازئا ورفع يديه):- هذه إشارتي كي أنسحب حلوها بمعرفتكما
لورينا:- أحقا سامحتني ؟
حكيم(انتبه لذهاب ميار):- لن أفعل ولكنني سوف أمهلكِ فرصة أخيرة لورينا لو خذلتني مجددا لو خنتِ جزء الثقة الذي سأهبه لكِ ستجدين نفسكِ في مشكلة
لورينا(قبلت يديه وانهارت بكاء عليهما واضعة رأسها على ركبتيه):- أحببتك يا حكيم أحببتك وحبك يذلني وأنا أرضى بهذا الخضوووع
حكيم(سحب يديه مجددا واستقام):- أعوذ بالله أبدا ما أريد استعبادكِ يا لورين ، أنا واضح معكِ من البداية وأعيد وأكررها أنتِ هنا معززة مكرمة إذا ما حافظتِ على قواعدي واحترمت كلمتي
لورينا(مسحت دموعها واستقامت):- حاضر … سأكون أي شيء تريده مقابل بقائي جوارك
حكيم:- مهما تأسفت لكِ عن تلك الليلة فلن أستطيع التكفير عنها ، ستبقى دينا برقبتي أيضا وسأعوضكِ عنها بهذه الفرصة التي سأمنحها لكِ تمام .. الآن اصعدي لفوق وخذي حماما دافئا ونامي أراكِ غدا
لورينا(عضت شفتيها من عظمته معها لكن هذا الحب الذي تكنه له يجرفها نحو الهاوية ويجعلها تتصرف بشكل أهوج):- هل يمكنني أن أطلب شيئا ؟
حكيم(مسح على جبينه):- بعد كل ما فعلته تتشرطين ، هيا قولي ماذا تريدين ؟
لورينا(باستجداء):- حضنا
حكيم(صدم من طلبها وهز رأسه برفض):- أنا متعب اصعدي لورينا
لورينا(حركت شفتها بغمغمة بكاء وركضت مبتعدة عنه):- اهئئئ
مسح على وجهه وهو يستمع إلى نحيبها وتغلغل بعصبية نافذة أكثر مما كان عليه ، يكره أن يقهر أحدا ولكن لو كان شخصا مثل لورينا فهي تستحق لأنها خبيثة مثل أمها ، وتصرفاتها دوما ما تنجرف نحو التصرفات الهوجااااء مثلما حصل ليلتها .. وما زاد من غضبه هو كلام ميرنا له قبل ذهابه في أنه سيجني ثمار تصرفاته الغير محسوبة وها هو ذا قد وقف عند جملتها ، لكنه لن يرضخ لها بعد الآن لن يسمح لها بأن تتحكم فيه وتبقيه أسيرا لها … نظر بحدة صوب الدرج وصعد إلى غرفتها مباشرة فتح الباب دون سابق إنذار ليجد وائل يداعب شعر ميسون ويهدهدها أثناء نومها بينما كانت ميرنا بالحمام ، تقدم مباشرة دون حرف ورفع ميسون بين يديه
حكيم:- ستنام بغرفتي
وائل(عقد حاجبيه من تصرف حكيم):- البنت نائمة يعني ما هذه الطريقة الهمجية في أخذهاااا ؟
حكيم:- أنا الوحيد من يتحكم في حياتها سيد وائل ، ولو كنت ستلعب دور الأب هنا سهلة جدا أحضر لنفسك من تمارس عليه هذا الحق ولكن ليس ابنتي سمعتني ؟؟؟؟
وائل(سحب نفسا عميقا كي لا يفقد أعصابه واستقام):- إنك تسير بعناد غضبك نحو طريق لا رجعة منه ، والضحية في كل هذا هي ابنتك فرجاء تراجع لأنك ستؤذي نفسك وتؤذيها وتؤذي ميرنا كذلك
حكيم(ابتلع ريقه):- أصلا ما الذي تفعله بغرفتها حتى الآن ؟
وائل:- ههه لست مستعدا لأبرر لك
حكيم:- ما احترمتني وهي زوجتي وما احترمتني وهي طليقتي ولا احترمتني كمسئول عنها بصفتي ابن عمها ، تخطيت كل هذا وائل ووطئت عليه لكي تبقى بجوارها لكن لاحظ معي أنني أطول بالي عليك ، يعني إذا ما فقدت ذلك الخيط الرفيع جدا سوف نكون أعداءأكثر من ذي قبل
وائل(كتف يديه):- ما سر هذا الحنق المفاجئ أكل هذا بسبب عرض ميرنا ؟
حكيم(وضع ميسون على السرير بهدوء وتقدم إليه):- عن أي عرض تتحدث ؟
وائل:- زواجك من لورينا
حكيم(عقد حاجبه من هذا الهبل):- وهل هي من أخبرك بهذااااا الجنون هه أكيد لم تحسبني غبيا لهذه الدرجة كي أحقق مطلبها فقط لأن الراجية المدللة لا ترغب بالمعاناة أكثر بسبب تأنيب ضميرها تجاااااااهي …ههه هيا يا وائل أنت أذكى من هذا ؟
وائل(أشار له بغضب):- لا تجرنا لحديث سقيم لو سمحت أنا أحترم نوم ابنتك وإلا لكنت رددت عليك بما يجب
حكيم:- أصلا لا تستطيع الرد علي لأن الحق كله معي ، ولو سألنا ألف مليون شخص عن صحة بقائك في غرفة طليقتي ومع ابنتي في هذا الوقت سوف يعطوني الحق
وائل:- أوك … ربما معك حق لكن تلك المرأة ستصبح زوجتي وهي في حكم خطيبتي الآن يعني لا غاية لك من تدنيس الوضع فقط لأن حضرتك تغار عليها مني
حكيم(نفث شررا وأمسكه من ياقته):- أنت تدفعني للتصرف بطريقة لا أحبها
وائل(نفض يديه من ياقته ودفعه عنه):- ربما لأنك تبحث عمن تلقي عليه فشلك الذريييع
حكيم(اهتزت حدقتيه لحظتها):- فشلي الذريع الذي كنت سببا أوليا فيه
وائل(رفع يديه):- أنت من خسرها بتصرفاته لا أنا
حكيم(تغلغل من هذه الحقيقة):- بالفعل أنا الذي ساهم في خسارتها وتسبب بذلك ، لكن صدقني لا أريد لأي شخص أن يعيش الجحيم الذي عشته
وائل(شعر بالندم من جملته ولكن حكيم استفزه):- الآن لو تخفض صوتك البنت نائمة
حكيم:- أنت أخذتهاااا مني وتسعى الآن لوضع نفسك في حياة ابنتي لتسلبها مني أيضااااا
وائل(شهق بصدمة):- ماذا تقووول هل جننت كي تقيم محبتي لميسون بهذه الطريقة ؟
حكيم:- أجل جننت لأنك دوما ما تسعى لسلبي مما أملكه ، في البداية ميرنا والآن ميسوووون والله أعلم إلى ما ستمتد يدك مستقبلا
وائل:- يظهر لي أنك بدأت تفقد عقلك خذ ابنتك وتصبح على خير
حكيم(اقترب منه بعصبية):- لا تملي علي أفعاااااالي يا هذاااااااااااا
ميسون(فتحت عينيها بثقل وهي تحكُّهما):- بابا .. عمو وائل ؟
ميرنا(خرجت من الحمام بشعرها المبلل ونظرت إليهما بحدة):- كلاكما أخرجا من غرفتي الآن
حكيم(تحركت عيناه تلقائيا ليطالعها شزرا من قدميها حتى رأسها):- ..لارد
وائل(انتبه لنظرته ووقف بوجهه):- يمكنك أن تتفضل
حكيم(أمسك يد ميسون ورفعها إليه في حضنه):- ستنامين مع بابا يا عمري
ميسون(لوحت بثقل النوم لوائل وميرنا):- تصبحان على خير
ميرنا(قبلت يدها ولوحت لها):- أراكِ غدا حلوتي .. وأنت حكيم سوف نتحدث في شأن هذا غدا
حكيم(عضعض شفتيه وهو يدفع الباب برجله ونظر إليه وإلى وائل خلفها):- لا غدا ولا بعده لقد اكتفيت منكِ بحق
آخر جملة نطق بها ومباشرة إلى العدم ، لولا إمساكه لها لكانت قد سقطت من فرط الغضب وحرقة الأعصاب ،، آثر أن يرد عليه وأن يسمعه ما لم يسمعه سابقا لكن ميسون وحدها التي وقفت بطريقه وخشي إفزاعها في ذلك الليل لذلك غمغم بشتيمة تحت أنفه قبل أن يضمها بحنان إليه ، ولحظتها انفجرت باكية دون قدرة على التحمل ، بكت بوهن كل مواجعها وهنا اكتشف أنها تعاني بصمت فمنذ أن استيقظت وهي على غير سجيتها ، وكابرت لكي تبدو في أحسن حال ولكن فاض كأس صبرها في اللحظة الأخيرة التي عرت على مواجعها وانكشفت أناتها الصامتة التي استكانت في حضنه حتى غفت من فرط دموعها .. كره رؤية عسل غروبه على ذلك الشكل فهو لا يحب رؤيتها تبكي وحكيم يجب أن يقف عند حده وإلا لن يحصل خير .. حزن لأجلها وأخذ يمسح على شعرها وهو يقطب حاجبيه ولا يعرف كيف يدخل لعقلها ويمتص منه كل ما يرهقها وكأنه لم يكفيهم حالتهم الصعبة التي يعيشونها كالهاربين من العدالة ، لا بل الصراعات الكامنة بين جمعتهم تزيد الأمور سوءا مع مرور الوقت وهذا ما يستلزم حلا في أقرب مدى….
لم يشعر بنفسه إلا وقد نام محتضنا إياها على جلسته حتى مرت ساعات وساعات ، فتحت عينيها وقد كانت تشعر بشيء يجذبها من ثيابها ، لكن غشاوة النوم جعلتها لا تبالي فيما تشعر به بل تابعت نومها لحين تم جذبها مرة أخرى من ثيابها وهنا فتحتهما بثقل لتتبين نومها في حضن وائل ابتسمت بشرود ورفعت رأسها لكي تجلب ميسون إليها فقد أرجحت أنها الوحيدة التي ستجذبها بتلك الطريقة ، لكن أن تفتح عينيها ولا تجد شيئا هذا ما أفزعها وجعلها تنكمش حول نفسها .. أخذت تبحلق في زوايا الغرفة مستعينة بضوء الأباجورة وضوء القصر الخارجي لكن لا شيء ..خفق قلبها برعب لحظتها ونظرت للسقف للجوانب للصالون الملحق لغرفتها لباب الحمام لا شيء ، نظرت للمرآة العمودية وخافت من أن ترى فيها شيئا غير طبيعي لذلك أغمضت عينيها وتقوقعت في حضن وائل الذي عدل نومته ودفعها إليه واضعا يديه على يديها ، اطمأنت أجل لكن حين سمعت صوت انفتاح باب الحمام هنا ماتت يديها وقدميها وقلبها صار يخفق بقوة غير معهودة ، لم تجرؤ على رفع رأسها لتعرف مصدر الصوت لكن عليها أن تعرف لذلك قرأت القرآن في سرها واستدارت بخفوت لتجد شق الباب مفتوحا بالفعل لكن لا يوجد شيء ، هل تنهض أم تبقى هل توقظه أم تصمت لم تعرف ماذا تفعل لذلك شعرت بالتعرق والخوف يسري بعروقها وأنفاسها التي كانت تسحبها من آبار صدرها من شدة رعب الموقف … كل هذا صارعته وتمالكت أعصابها فيه لكن أن تسمع اسمها بصوت ميسون هنا خارت قواها كلها حين انتفضت لتراها واقفة عند الباب وشعرها يتدلى من على وجهها ، فزعت ميرنا لرؤيتها وتملصت برفق من يد وائل ونهضت إليها لتعانقها برهبة وترفعها إلى حضنها
ميرنا:- هششش بيبي ما الذي أيقظكِ ؟
ميسون(دكت رأسها في حضنها):- هو أيقظني
ميرنا(رأتها تشير صوب الباب):- من هو ؟
ميسون:- أتريدين رؤيته ؟
ميرنا:- والله إن قلت لكِ لا أريد فهل ستصدقين ، اااااههمم ميسونتي من رأيتِ ؟
ميسون(نظرت لميرنا وأشارت للباب):- إنه هناك
ميرنا(ترددت في التوجه حيث تشير ميسون ونظرت خلفها):- يجدر بي إيقاظ وائل
ميسون(هزت رأسها برفض):- لو فعلتِ سيرحل ولن نراه
ميرنا:- يا إلهي عمن تتحدث هذه البنت إنها تزيدني رعبا على رعب
ميسون(انتفضت من حضنها ونزلت):- دعيني …
ميرنا(بصوت خافت):- تمهلي … ميسون ميسووون تعالي هناااا
هربت منها ميسون وركضت خارج الغرفة هنا لم تجد ميرنا بدا سوى اللحاق بها ، نظرت بنظرة خاطفة صوب وائل الذي كان نائما بسكون ، ولحقت بميسون وهي تحاول إمساكها قبل أن تغيب عن ناظريها ، رأتها وهي تنعطف في الرواق صوب الدرج وهنا ازداد خوف ميرنا فبالأسفل سوف ترتعب أكثر هي تعلم ذلك … أخذت تناديها لعلها تستقوي بها لكن اختفت البنت عن ناظريها وهنا نزلت حافية القدمين وبخطوات طفيفة ، أخذت تبحلق في الجوانب بحثا عنها وتناديها لكن دون جدوى
ميرنا(برعب كانت تنزل وهي تنظر لظلمة المكان الضئيلة):- ميسون يا عمري لا ترعبيني والله أنا مرعوبة خلقة ميسون حبيبتي أين ذهبتِ .. ميسووون تعالي مي..ميسونتي لا تتركيني وحدي في هذا الظلام أرجوك اظهري نحن لا نلعب الغميضة الآن لكن وعد مني غدا سنلعبها كلنا في الحديقة فقط اظهري يا عمري …ميسوون
سمعت صوت حركة في الجانب قرب مكتب ميار توجست من الاقتراب فقد كانت المسافة طويلة ، من الدرج مرورا بالمطبخ الفرعي للرواق المؤدي للمطبخ الرئيسي للرواق الآخر المؤدي لباب الحديقة وعلى الجانب طاولة الطعام الرئيسية وصالون صغير لشرب الشاي وممر به مرايا على الجانبين ويتوسطه باب مكتب ميار يا حبيبي مسافة ولا أي مسافة ،، لكن الصوت من هناك قادم إذن عليها التقدم بهدوء ، اقتربت من المطبخ الفرعي ومدت يدها أمسكت بعمود تقليب الأكل وتقدمت وهي تبتلع ريقها وتنظر حولها خلفها وأمامها بلهفة ، قطعت نصف المسافة بأمان وتنفست الصعداء كلما اقتربت لتصل بين المرايا وتنظر برعب فيهما ولم تلمح إلا صورتها وهذا ما طمأن قلبها لكن شيئا ما أسود الشكل مر من خلفها بسرعة البرق وهنا صرخت ونظرت خلفها بخفة لم تجد شيئا وفي آن الوقت فتح باب المكتب ، أسرعت نحوه وأشعلت نوره على الجانب وتنفست بعمق قبل أن تطوف بعينيها بحثا عن ميسون التي كانت تحت سطح المكتب ، هرعت إليها ميرنا ورفعتها نحوها من جديد وجدتها تبكي وترتجف ببرودة ولم تفهم أصلا ما الذي يحدث
ميرنا(أمسكتها بلهفة ووضعتها على صدرها وأخذت ملعقة الخشب باليد الأخرى):- … لا تقلقي سأوقظ بابا الآن وسوف نكون بخير
ميسون(انكمشت فيها)ّ:- …لارد
ميرنا:- حبيبتي أجيبيني أنتِ بخير هااااه ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا):-…لارد
ميرنا(نظرت إليها ورمقت الممر الطويل المخيف):- كيف سنخرج من هنا هففف … سننادي على عمو نزار أكيد سيسمعنا لأنه نائم بالأسفل هيا معي … عمووووو نزااااااااااااار يا عم نزاااااااار
ظلت تنادي وتنادي لكن دون جدوى لعنت نفسها لما نسيت هاتفها بالغرفة لكانت اتصلت بأي واحد فيهم لينزل ويغيثهما لكن لا مفر سوى الخروج ، أمسكتها ميرنا بحرص وخرجت بها من المكتب بينما ميسون كانت متمسكة بها بقوة لا تنظر لأي شيء بل كانت مرعوبة من أن تفتح عينيها … انتبهت لها ميرنا ولم تعرف كيف تخفف عنها إذا كانت هي أصلا في حالة أسوأ منها ، تقدمت في الرواق وهي تقرأ المعوذتين وتتمنى ألا تصادف شيئا أغرب مما رأته في المرايا ، حين تذكرت سرت في صدرها قشعريرة برد ولما وصلت للدرج فرحت لأنها ستصل بميسون لبر الأمان
ميسون(دكت كتف ميرنا بيدها والتي كانت تصعد بها لفوق):- ميرنا ميرنا
ميرنا(توقفت عن المسير وخفق قلبها أكثر):- ماذا ؟
ميسون:- إنه خلفنا
ميرنا(سقط قلبها في الأرض بعد جملة ميسون واستدارت برعب):- مم …من ؟
ميسون(كانت تشير لشخص ملثم يقف عند بوابة الباب وبيده شيء يلمع):- الملثم
ميرنا(ارتعشت وهي ترى السكين بيده وحتى صوتها لم تقوى على النطق به):- قممم …أ…ميسون … اركضي إلى أبيكِ فورااا فورا ولا تنظري خلفكِ ….ميسون اركضيييييييييي ….
أنزلتها ودفعتها لتصعد وبقيت هي تنظر للملثم وجها لوجه وبينهما مسافة ، تفقدت ركض ميسون للأعلى ورفعت عمود التحريك بيدها وهدرت بصوت مرتعب
ميرنا:- أنت أساسا لا تعرف فيما أقحمت نفسك ، هذا القصر لن تحلم بالخروج منه وأنت حي لذلك يفضل أن تعود من حيث أتيت نصيحة إنسانية يعني .. احم يعني لو كانت غايتك النقود أكيد ستحصل عليها لكن لا داعي لأذية أحد هه يعني لا داعي لأن تضيع شبابك في سبيلي مثلا فأنا والله لا أستحق هاااه تفاهمنا ؟
الملثم(بقي جاثما محله دون حراك):- …لارد
ميرنا(صعدت خلفيا درجة وتابعت الصعود خطوة بخطوة وهي تحادثه):- هذه المرة الثالثة التي تدخل فيها إلا هنا ولكن ستكون هذه الأخيرة …. حكيييييييييم يا واااااااائل ميااااااار أين أنتم هئ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الصمت
حين التفتت لتركض ما تبقى ونظرت للأمام ما توقعت أبدا أن تتوقف عند ثاني درجة لترمق السواد أمامها ، قد وجدت الملثم أمامها عند بداية الدرج هنا جمدت الدنيا من حولها وهي ترمق المسافة القصيرة بينهما والسكين بيده ، التفتت للخلف لتتأكد من أنها لا تهذي ولكن لم تجد شيئا بالخلف بل كأن ذلك الملثم طار وظهر من أمامها ، عرفت أنه سيؤذيها لذلك تراجعت لكنه كان أسرع منها حين هز يده بالسكين وهم بطعنها في الصدر ، قاومته وقاومت بضراوة ولكنه كان أشرس منها ودفعها على الحائط وآثر طعنها في محاولات كثيرة وجدت ميرنا نفسها تعيش صراعا لأول مرة .. دفعته عنها بكل قوتها لكن كانت كما لو تدفع شيئا لا يتزحزح سقطت منها العصا الخشبية واختل توازنها حينها اصطدم الشخص بالحائط وقبل أن تهرب أمسكها من رجلها وأخذت تضربه وتدفعه عنها حتى سقط على الدرج هنا وجدتها فرصة لتهرب للأسفل فذاك ما وجدته أمامها ، نزلت وهي تصرخ وتستنجد بهم إلى أن أشعلت الأضواء أخيرا واصطدمت إثر انعطافها بحائط آخر جعلها ترتج محلها قبل أن يلتقطها في أحضانه بقوة
كاظم(أمسكها بخوف):- ميرناااااا لما تلهثين هكذا ماذا يحدث معكِ ؟
ميرنا(برعب تيقنت من صورته ومن أنه كاظم عانقته بخوف وأشارت للخلف):- هناك … اهئ هناك شخص حاول قتلي إنه الملثم إنه في الدرج هناك سقط
كاظم(أنزلها سريعا وأمسك مسدسه وتوجه للدرج):- ابقي خلفي …
ميرنا(كانت تبكي وهي تلحق به):- اهئئئئ اهيئئئ كاظم
كاظم(أطل من الدرج وصوبه نحوه لكنه لم يجد شيئا):- أين هو ميرنا ؟
ميرنا(صدمت من فراغ الدرج وهزت رأسها من حولها):- أقسم أنه كان هناك و…
وائل(نزل بخفة مهرولا خوفا عليها):- ميرناااا حبيبتي لما تصرخيييين ؟
ميرنا(رمقته باستغراب خصوصا حين لحق به حكيم وميار أيضا):- ولكنني منذ مدة وأنا أصرخ ألم تسمعوني ؟
حكيم:- أين ميسون ؟
ميرنا:- بعثتها لكي تستنجد بك لقد كانت معي ، اهئ وذلك الملثم حاول مهاجمتي مجددا هاه أنظر إنها عصا التحريك أمسكتها لأدافع بها عن نفسي ولكنها سقطت مني
ميار(التقط العصا من الدرج ونزل):- متى عدت أنت ؟
كاظم:- قبل ساعات وحين سمعت الضوضاء استيقظت لأجدها تركض بفزع
وائل(عانقها بقلق):- تمام روحي لم يحصل شيء
ميرنا(ابتعدت عنه):- ولكن أين ذهب الملثم ليخبرني أحدكم وأين ميسوووووون ؟
حكيم(رمقها وقد خرجت من غرفة ناريانا):- ميسووون ما الذي تفعلينه هناك ؟
ميسون:- كنت أبحث عنك بابا
ناريانا(خرجت):- أفزعتني حين وجدتها تهزني لأستيقظ ما الذي يحدث ؟
جوزيت(خرجت وهي تربط رداءها):- يا إلهي أصبحت أرى مثل هذه الليالي كثيرا في هذا الوقت ، ماذا ميرنا ماذا رأيتِ من جديد ؟
ميار:- جوزيت لا تسخري إنها مرتعبة
ناريانا(نزلت معهم):- ميرنا أنتِ بخير سأحضر لكِ كوب ماء
ميرنا(أجلسها وائل على الكنبة):- معقول … أيمكن أن يكون فوق مختبئا يعني حين سمع صوت كاظم ربما هرب أرجوكم ابحثوا فوق أكيد هو في مكان ما .. واسألوا ميسون إن لم تصدقوني ميسون رأيناه معا أليس كذلك ؟
نظروا جميعا صوب ميسون التي هزت كتفيها بدون معرفة ، وهنا صعقت ميرنا من موقفها ولم تستوعب لذلك نهضت إليها وانحنت أرضا وهي تهزها كي تتذكر
ميرنا:- لقد أيقظتني وأنا نائمة حتى أن عمو وائل كان نائما أيضا تذكرين ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا):-…لارد
ميرنا(بجنون):- حملتكِ بين ذراعي وهربتِ مني ونزلت للبحث عنكِ وجدتكِ تحت المكتب تبكين ، شكوتِ الملثم وأخبرتني أنه يظهر لكِ صح ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا من جديد):-…لارد
ميرنا(هزتها بجنون مضاعف):- ميسون لقد هربنا منه سوية عند الدرج وكان يقف عند الباب وهو يحمل سكيناااا أرسلتكِ لتوقظي أبيكِ … تذكري أرجوكِ لا تفقديني صوابي ؟
ميسون(رفعت رأسها لحكيم):- لم يحدث بابا
ميرنا(هنا صدمت بها ورأت حكيم وهو يضعها خلفه):- ولكن …
حكيم:- أكيد رأيتِ وهما آخر ميرنا
ميار:- تمام تمام إنها مرهقة الآن سوف نشاهد شرائط الفيديو أولا وبعدها سأجعل الرجال يبحثون فوق ، يفضل أن يوقظ أحدكم العم نزار ولورينا تحسبا لأي طارئ
ناريانا(أحضرت الماء لميرنا):- سأرى نزار …
كاظم:- سأوقظ لورين وأنتم شاهدوا الشريط فما يحصل لا يصدق
بالفعل تفقدوا شريط الفيديو ولكن لم يجدوا أيا مما ذكرته ميرنا وهنا صرخت فيهم بجنون بأنها ليست مجنونة وأن ما عاشته ليس وهما أو تهيؤات راودت عقلها ، لامت ميسون بعينيها فلم تجرؤ على كسر خاطرها خصوصا أنها الشاهد الوحيد عما حصل .. نزل كاظم وأخبرهم أن لورينا نائمة ولم يشأ إيقاظها ومع ذلك أيقظها حكيم عنوة ونزلت وهي تشتم من هذا الحال المتكرر دوما ، صعد رجال ميار تلبية لرغبة ميرنا وبحثوا في كل الغرف أعلاه ولم يكن هنالك أثر لأي شيء مريب وعليه عادوا بخفي حنين وأغلق كاظم خلفهم الباب
حكيم:- إذن مجرد وهم كما أخبرتكِ ميرنا هيا ميسون تصبحون على خير
ميسون(أمسكت يده ونظرت لميرنا بأسف):- …آسفة
ميرنا(سمعت همستها الخافتة وضحكت بعدم تصديق):- ماذا يحدث لي ؟
جوزيت(تثاءبت):- هيا ميار لنعد للنوم لا شيء يستدعي الخوف
ميار(أمسكها من خصرها):- ميرنا خذي حبة دواء ونامي عزيزتي تمام ؟
ميرنا(نظرت إليه بطرف عين):-…لآرد
ناريانا(صعدت هي الأخرى):- بون نوي
لورينا(تبعتها بتأفف):- كل ليلة على ذا الحال تبا لها من مدللة
ناريانا:- الله يعلم بحال العبد لا تشمتي وإلا أصبتِ بهلوستها
لورينا(افترقت عنها في الدرج):- ألف لا بأس علي اففف ..
ناريانا(حولت عينيها من حركتها):- تت …
العم نزار:- ربما هي هلوسة كما قالوا يا ابنتي ، حاولي النوم من جديد وستتحسن حالتك ؟
ميرنا(نظرت إليه أيضا وهزت رأسها):- أتعبتكم معي
العم نزار(انسحب):- ربي معكِ ..
كاظم(كان هو الوحيد الذي بقي هناك رفقة وائل الذي كان ممسكا بيدها):- أحسن الآن ؟
ميرنا(شهقت بعمق):- أجل .. يمكنك أيضا النوم كاظم عذرا أفزعتك بدورك
كاظم:- ولا يهمك .. أساسا لا أنام كثيرا سأترككما لوحدكما وارتاحي رجاء
ميرنا:- طيب
وائل(انتظره حتى ذهب وأطل عليها):- أنتِ لستِ مجنونة
ميرنا(ببكاء):- أنا لست مجنونة لقد كان كل ذلك حقيقيا أقسم لك يا وائل والله كان حقيقة ولا أدري لما أخفت ميسون ذلك وكذبت
وائل(عقد حاجبيه):- ولكننا رأينا شرائط الفيديو في ذلك الوقت الذي ذكرته لم يحدث أي تغيير في هدوء القصر ، لم تمر أي صورة مريبة بل بقي الوضع ثابتا كما كان سابقا وكما تلا ذلك
ميرنا:- والمعنى ؟
وائل:- لما لم توقظيني ؟
ميرنا:- قلت مع نفسي سأحضر ميسون وأعود للنوم بها لم أعرف أن الأمر سيمتد لهذا
وائل:- وهذا خطؤكِ لو أيقظتني لأمسكنا بهذا الشخص الذي يحاول تشتيت تركيزك أو إفقادكِ لصوابك إذ ليس معقولا أن تشاهدي ذات الأمر ثلاث مرات
ميرنا(بامتنان):- يعني أنت تثق بي ؟
وائل(ربت على يدها):- طبعا حبيبتي أنا أصدقكِ وصرت أخشى عليكِ أكثر بكل صراحة
ميرنا(أرخت رأسها على كتفه ونظرت حولها):- كنت جدا مرعوبة خفت على ميسون وحاولت التصرف وحدي لكنني فشلت
وائل: شتتت أنتِ قاومتِ هذا الشخص وأيا كان يكون سنعرفه ، الآن لآخذكِ للنوم همم
وافقته على مضض وعيناها تسبح في المكان فقد كان ما عاشته واقعا وليس مجرد خيال ، إذن من يلعب بعقلها هكذا ومن يحاول جعل صورتها تصبح أغرب وأقرب للجنون ، ثم لما كذبت ميسون ولما اتجهت لغرفة ناريانا وليست غرفة حكيم لتوقظه ، تساؤلات كثيرة طرأت على بالها حين اضطجعت على سريرها وجلس بجوارها يهدهدها حتى تنام ، تمسكت بيده وأغمضت عينيها فقد وعدها بأنه لن يتركها حتى الصباح وهكذا كان ،، نامت بقربه وهو أمضى غالبية الوقت يمسح على شعرها ويدفئها بقربه ففي كل وقت كانت تنتفض من حلم مزعج ترقبه وتعاود النوم إلى أن لاحت أشعة صباح اليوم التالي ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 07:06 AM   #688

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


كان الفطور هذه المرة في حديقة القصر هكذا أرادت جوزيت التي استيقظت أول واحدة فيهم ، ووجدت العم نزار يجهز الفطور رمقت أشعة الشمس مزينة الأجواء فأرجحت تناول فطور صيفي بالحديقة ، وهكذا كان ساعدته في تنسيق الأطباق بينما أمرت الرجال وعلى رأسهم فيكو بأن يحضروا السفرة خارجا ، طبعا استغربوا ولكن تحت أوامرها الصارمة أطاعوها بصمت مطبق … أول الوافدين كان كاظم والذي التقط الأطباق من صينية نزار والتهم بعض السجق وتوجه إليها
جوزيت(وضعت يديها على وجهها من أشعة الشمس):- لما تلقم من الطبق يا جداااار عيب
كاظم(مد لها الأطباق التي وزعتها وسط الطاولة):- الناس تقول صباحو يااااا
جوزيت(رتبها باهتمام):- صبااااحو ياااا .. حلو هكذا ؟
كاظم(جر كرسيه وصب كأس عصير):- يعني سنمررها … ألم يستيقظ الباقون ؟
جوزيت:- بعد وصلة ميرنا في فيلم الصرخة ليلة أمس أكيد اضطرب نوم الجميع
كاظم:- لا أدري ما يحدث لتلك البنت
ميار(خرج من باب الحديقة بنشاط وهمة):- إنها تعاني هلوسة نمطية فور عودتنا للوطن لن ترى مثلها متأكد
جوزيت:- يعني تقصد أن ما يحدث معها بسبب القصر ؟
ميار(التقط بسكويتا وجلس محله):- وارد جدا
كاظم:- مثلما قال ميار ربما لم يناسبها جو القصر لذلك هي ترى أشياء لا صلة لها بالواقع
جوزيت(جلست بدورها):- والله لست أدري إن كانت تسترعي انتباهنا فقط أو أنها فعلا تعاني من خطب ماااا كل ليلة
كاظم:- ليس كل ليلة فمنذ مدة لم يحدث ما حدث معها ليلة أمس
ميار(صب قهوته):- عجيب والله … تعبت من التفكير وارتأيت عرضها على طبيب نفسي ؟
جوزيت(رمقته بحدة):- هي راشدة وتعرف مصلحتها لما ستعرضها على طبيب يعني بصفتك ماذا ؟
ميار:- هي منا يا جوزيت … لن نتخلى عنها في أزمتها
جوزيت(عوجت شفتها بامتعاض):- اممم ولي الخير لأنو …
كاظم(ضحك من جملتها):- ههه أي على التبطين الصباحي ..
ناريانا:- صباحووو
كاظم:- رابونزل تعالي يا بنت صباحو
ناريانا:- افتقدناك البارحة ولك من نادر سلام حار نسيت إخبارك في خضم البلبلة
كاظم:- يسلم يسلم الربان …. اممم طيب من خاصة نادر ألا يوجد سلام ؟
ناريانا(ضربته لكتفه وجلست بجواره):- لاع ههه … جوزي كيف حالكِ اليوم ؟
ميار(نطق قبلها):- بعد الفطور اسأليها ما ربما جنت مثل يوم أمس ههه
جوزيت:- امم لن يحصل طبعا ههه …
ميسون(ركضت صوبهم):- صباااح الخير أنا جائعة
ميار(فتح يديه لها):- قبلة الصباح يا بنت ؟
ميسون(عانقته وقبلته من وجهه):- هممم
ميار:- يا عيني على العطور الفواحة ما أجملها من رائحة أحبها كثيرا كثيرا
ميسون(تملصت منه بمرح):- إنها لميرنا
جوزيت(هنا اختفت بسمتها ونظرت لناريانا التي هدأتها بنظراتها):- حمممم
كاظم(اعترض طريقها بيده):- طيب ماذا عني أناااااا ؟
ميسون(احتضنته بعمق):- اشتقت لك عمو كاظم قد افتقدك قلبي كثيرا والله فكرت فيك
كاظم(عقد حاجبيه وهو يكتم ضحكته):- يا ويلي ضربتني في مقتل خلاص وقعت في عشقكِ أنا
ميسون:- هههه
كاظم(قبل وجنتها بحنان):- هاه هل لحيتي هكذا مضبوطة ؟
ميسون(لامستها بيدها):- أجل إنها لا تؤلمني دوما حافظ عليها هكذااا هههه
كاظم:- أمركِ أميرتي
حكيم(زفر بعمق وجلس مقابل ميار):- فكرة من تناول الفطور بالحديقة ؟
جوزيت:- فكرتي أردت تغيير بعض الجو
لورينا(ظهرت من خلفهم وهي تضع نظارات شمسية):- وما اخترتِ إلا هذا اليوم الحارق إن حرارته مفرطة جدا جدااا تعبت وأنا أضع من واقي الشمس لأحافظ على بشرتي
جوزيت:- والله العم نزار يفطر وحده بالمطبخ شاركيه الصحن لم يجبركِ أحد على الجلوس معنا
لورينا(زورتها بطرف عين وجذبت كرسيا بعنف):- يا صبااااااح
حكيم(نظر حوله):- امم
ميار(فهم نظرته):- لم ينزلا بعد على الأرجح بقي معها وائل طوال الليل ، طبعا فهذا دور أسند له تلقائيا من ابنة الخال
حكيم(ناظره بنفاذ صبر ولم يرد عليه):- ميسون أفطري حبيبتي
ميسون:- حاضر بابا لكن أود إيقاظ ميرنا هل أذهب ؟
حكيم(بحدة):- ابقي محلكِ
ميسون(تراجعت عن نهوضها وطأطأت رأسها):- أوك
ميار(وضع نظاراته الشمسية التي أزالها من قميصه ونظر إلى ميسون):- ستحضر بعد قليل يا حمامة
ميسون(هزت رأسها بثقل):- تمام …
حكيم(بادل ميار نظرته واهتم بفطوره):- كلي ؟
لورينا:- سأكتفي بالعصير لا أشعر برغبة في الأكل
جوزيت:- أحسن …
لورينا:- الآن هل وجهت لكِ الكلام ؟
كاظم:- أوك ليس على الفطور بعد الانتهاء يمكنكما نتف بعضكما هناك بين الأشجار
ناريانا:- هههه دجاجات
كاظم:- ههه سأتواضع وأكون الحكم وأنتِ عليكِ تهيئة الحلبة
ناريانا:- ههه مشيت
تابعوا مزاحهم على صمت حكيم ونظرات لورينا المسمومة في جوزيت على امتعاض هذه الأخيرة على استكانة ميار ، وكلهم تارة ينظرون لساعاتهم وتارة يتطرقون لفكرة ما تشغلهم قليلا لعلهم يرون ميرنا وكيف استيقظت للاطمئنان من جهة ، ولأجل معرفة ردة فعلها بعدما حصل البارحة …
تمطت أمام المرآة بتعب ورفعت شعرها وهي تدلك عنقها قليلا ، لمحته وهو يتحرك بالفراش وفتح عينيه بثقل ابتسمت له وتقدمت إليه بفستانها الأزرق السماوي الخفيف .. جلست جواره وطبعت قبلة على خده بعد أن طوق خصرها بيده ودفعها إليه
وائل:- فراشكِ ناعم ودافئ وحنون سوف أبيت هنا كل ليلة
ميرنا:- لا أدري كيف سمحوا لك بالبقاء أكيد لو عرفوا ستصبح مشكلة هه
وائل:- لن نخبرهم سيكون سرنا
ميرنا(ابتسمت له):- لكنني فعلا ارتحت ببقائك بعدما حصل
وائل(مسح على خدها وأزال مشبك شعرها):- دعيه مفرودا اليوم
ميرنا(نظرت لخصلاتها الثائرة):- ههه هذا إن استيقظت ونزلت فورا لأجل الفطور قد مت جوعا
وائل:- أوك بيبي اسبقيني سأذهب لغرفتي أستحم سريعا وألحق بكِ
ميرنا(قبلت أنفه وشفتيه بخفة):- لا تتأخر علي
وائل:- ماشي حبيبتي
ميرنا(همت بالنهوض لكنه جذبها على غفلة):- اممم شكلك مرتاح يعني لن تدعني أذهب ؟
وائل(تأملها بحسن):- فتنتك تقهرني ماذا أفعل
ميرنا(أمسكت يديه وقبلتهما ووضعتهما على صدره واستقامت هاربة):- سوف تنهض يا بعدي هههه هيا سأنتظرك بالأسفل
وائل(رمى بالوسادة عليها لكنه أخطأها):- حسابي معكِ يا هاربة
ميرنا(أخرجت لسانها باستفزاز له):- لممم هذا إذا أمسكتني هع
وائل:- شوفلك البنت شوف … ماشي يا ميرنا سترين كيف سآكلكِ هههه حمقائي
ركضت بابتسامة هاربة منه بالفعل لكن ما إن وصلت للدرج حتى انقبض قلبها ، فقد تذكرت ما حصل ليلة أمس معها وصارت متوجسة أكثر من ذي قبل ، نظرت حولها ونزلت بهدوء وهي تستذكر ما حدث وكيف قاومت الملثم في تلك المنطقة وكيف سقطت منها العصا وغيره ، ابتلعت دموعها قبل أن تسمح لنفسها بأن تتمادى أكثر وبحثت عنهم لم تجدهم بالصالون بل سمعت ضوضاءهم خارج الحديقة ولذلك خرجت إليهم وصبحوا عليها جميعهم حتى ميسون نهضت من محلها وقبلتها على خدها وعادت
ميار:- كيف أنتِ اليوم ؟
ميرنا:- بخير
جوزيت:- ما اسمي ؟
ميار:- جوزيت لا تبالغي
جوزيت:- ههه أجربها فقط ما ربما استيقظت كائنا آخر
ناريانا:- قهوتكِ ميرنا
ميرنا:- شكرا ناريانا هذا من لطفك
كاظم(صغر عينيه وهو ينظر لحالها):- أنتِ شاحبة
حكيم(نظر إليه ونظر لميرنا):- تت …
لورينا(فهمت امتعاض حكيم لكنها آثرت در الرماد على العيون):- ماذا يا كاظم هل ترى ما لا نراه في ميرنا يعني ، أوقعت أيضا في شباكِ تأثيرهاااااا ؟
حكيم(ضرب على سطح الطاولة):- إن كانت شهيتكِ مسدودة فلا تسديها على الجميع ، خذي كأسكِ وتوجهي للمسبح للأشجار للخارج فقط اخرسي من على بكرة الصباح
لورينا(نهضت وهي تتمايل بخبث):- حاضر حكيم أوامرك مجابة يا غالي
ميار(رفع حاجبه في تصرفاتها):- أي على كهن النساء …
جوزيت:- الود ودي أن أغرقها في ذلك المسبح هذا ما تستحقه
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر):- لا بأس حصل خير
جوزيت(نظرت لناريانا وتنبيهها بالعيون):- أين وائل ألم يستيقظ بعد افتقدته على الفطور ؟
ميار(هنا رمقها بحدة):- افتقدتتتتته …. الله الله جديد علي هذا المصطلح ؟
جوزيت(بارتباك مصطنع):- ولما يعني تنفعل هي جملة عابرة ثم أيضا افتقدت كاظم البارحة ، فكل واحد فيهم زرع مكانا بقلب الآخر صح ؟
ناريانا:- صحيح صحيح ثم جوزيت عفوية يعني ههه تعرفها يا ميار
ميرنا:- لا تقلقي سيستحم ويلحق بنا بعد قليل
حكيم(رفع عينيه لها):- وأين رأيته أنتِ ؟
ميرنا(توترت من سؤاله المباغت ونظرت إليهم بحرج):- كان معي
كاظم(وضع كأسه برفق):- تصرفه شهم للغاية
ميرنا:- أجل فهو لم يتخلى عني وصدقني
ميار(احتقن بغيظ مكبوت):- ونحن صدقناكِ لكن كما رأيتِ الكاميرات لم تظهر أي شيء
ميرنا:- حتى رغم ذلك هو صدقني
حكيم:- لا تجادلها يا ميار قد استيقظت وجرعة حنان وائل الزائدة تؤثر فيها
ميرنا(رمقته بدموع مكتومة):- على الأقل هو رافقني وآمن بي برغم كل الأشياء التي تدل على عكس ما حصل ، إلا أنه وثق بي وهنا الفرق يتجلى بينه وبينكم
كاظم:- كي نتجنب ما حصل معكِ ليلة أمس سوف نعيد المناوبة من جديد ما رأيكم ؟
حكيم(ناظرها بتعفف):- ولما سنتعب نفسنا إن كانت تملك أصلا من يحابي عليها ، البركة فيه
ميرنا(رمشت بغيظ):- إلى أين تود الوصول ؟
حكيم(أمسك فنجانه بابتسامة مستفزة ورفعه لها):- صباح الخير
ميرنا(أغمضت عينيها من استفزازه):- أستغفر الله
جوزيت(عقدت حاجبيها وهي ترى ما يجري بينهما):- أووه نسيت دوائي سأحضره سريعا وأعود
ميار:- آتيكِ به لو أردتِ
جوزيت(بتوتر فركت يديها أمامه):- لالا سأشربه وحدي وأعود لأنهي فطوري ابق هنا
ميار(هز رأسه):- ماشي بيبي ..
نظرت لناريانا التي أومأت لها وتوجهت صوب القصر لتصعد لغرفتها ، هنا لم يرحم حكيم ميرنا ولا لحظة ففي كل جملة ينطق كان يستفزها حتى فاض بها الصبر وغيرت محلها الذي كان مباشرا له وجلست بجوار كاظم الذي تنهد من عطرها ومازحها قليلا لعلها تبتسم وتزيل العبوس الذي ارتسم على وجهها .. أما حكيم فظل يناظرها بحرص هو يعلم أنه يؤلمها لكن كان كما لو فلتت منه أعصابه وما عاد قادرا على إيقاف غضبه ، فهمته طبعا ولكن ما كان بيدها سوى أن تتجاهله لعلها تظفر بالقليل المتبقي من عقلها … هنا كانت جوزيت تقف في الرواق وهي تسير جيئة وذهابا ، تحججت بالدواء الذي تناولته أصلا فور استيقاظها فقط لكي تصعد وتلقاه ، فجأة سمعت صوت قفل بابه وأثقلت مشيتها حتى رآها وانتبهت له وكأنها صدفة غير مفتعلة
جوزيت:- هااا صباح الخير وائل
وائل(ابتسم لها وهو يقترب):- يسعد صباحك جوزيت
جوزيت(تأملته ببهجة):-هنيئا الحمام
وائل:- هه تشكرين .. كيف الأحوال اليوم ؟
جوزيت(مشت بجواره في طريق النزول):- بخير بخير والفضل يعود لك
وائل:- لالا لم أقم بشيء كان ذاك واجبي فحسب
جوزيت(نزلت معه الدرج):- لا تتواضع أنت شخص شهم وتصرفك معي كان رقيقا جدا
وائل:- المهم أن تكون النتيجة دائمة
جوزيت:- طبعا طبعا
وائل(انتبه لعدم وجودهم):- أين الجماعة ؟
جوزيت(أشارت له للحديقة):- نحن نفطر بالحديقة اليوم ، أ.. وائل مهلا
وائل(رمق يدها حين أمسكته باهتمام):- خيرا جوزيت أتحتاجين شيئا ؟
جوزيت:- لاء فقط أردت أن … هه لن أستطيع التعبير لذلك
انتفض من عناقها المفاجئ لكنه ربت على ظهرها بحنان وابتعد بلطف ، حينها نظرت إليه بعيون تبرق استغرب نظرتها وحركتها أصلا حين قبَّلت خده وهي تبتسم بشكل مريب
وائل(في سره):- يعني هل جنت أم جنت لو تراني ميرنا ستمزق هذه الخدود بسكين مسنن هذا إن رحمتني ولم تخلف عاهة أبدية
جوزيت(تأبطت ذراعه):- لنذهب إليهم
وائل(يا حبيبي بهذه اليد أكيد سوف نفطر في السجن):- ههه … احم تفضلي
تصرف بأدب معها ولم يشأ كسر حماستها فربما هي رأت ذلك عاديا ، لكن هم لن يروه عاديا بالمرة أول من رمقهم كان كاظم الذي وحل شيء في جوفه ونهضت ناريانا لتغيثه ، أما ميرنا فقد فتحت عينيها على وسعهما مثلها مثل ميار الذي عقد حاجبيه أما حكيم لم يدقق
جوزيت:- وجدته في الطريق فأحضرته لكم ههه هيا وائل اجلس قد حضرت أنا كل هذا الفطور مع العم نزار ، وكانت فكرتي تناوله في الحديقة ما رأيك ؟
وائل(رمق نظراتهم القاتلة وتنفس بعمق):- جميلة جدا صباحكم سعيد
ميرنا(طقطقت بإصبعها على الطاولة ورمقته بنظرة قاتلة):- حمم
وائل(جلس بجانبها):- يا ويلي إنها تنفث الحمم من عينيها
جوزيت:- بيبي ؟
ميار(رفع حاجبه أكثر فيها):- ما الداعي لتأبط ذراعه يعني ؟
جوزيت(ابتسمت لتلطف جملته):- ههه عادي …
كاظم:- يخرب بيوتكم كدتم تقتلونني ووقتها لن تجدوا من يمازحكم مثلي ، أي قلبي
ميسون:- هههه هل ستموت ؟
كاظم:- شوفو البنت إنها تدعو علي ، طيب لو مت أنا من سيتزوجكِ يا هبلة ؟
ميسون(وضعت يدها على خدها):- ليس أنت
كاظم:- ههه سترين
حكيم:- كاظم رجاااااء ؟
كاظم(وضع حركة القفل على فمه):- هاه سكتنا
ميرنا(ضربته برجلها لرجله وزورته بغضب):- لما تتأبط ذراعك يعني لما لما ؟؟
وائل(تحدث من بين أسنانه بخفوت):- هي فعلت أنا بريء
ميرنا(صغرت عينيها فيه):- حسابك عندي لكن أفطر أولا …
ناريانا(نظرت لحال العشاق ميار يخاصم جوزيت على جنب ميرنا مع وائل قريبا ستفترسه وحكيم يدعي عدم الاهتمام لكن نظراته كانت تحكي الكثير ، أما كاظم فظل يناغي ميسون ويمازحها كلمة مني وكلمة منك وهنا تنهدت عميقا بعض أن وضعت يدها على خدها):- آآآآخ يقطع الحب وسنينو

في الوطن
كانت تنتظر في مكتب فرعي بالمحكمة وهي متشنجة طوال الوقت تارة تمسح على بطنها وتارة تنظر لساعتها وعيناها ترتجفان بارتباك صاحب اختناق جوفها لذا كانت تخرج قنينتها الخاصة من الحقيبة تشرب القليل وبعدها تعيدها ، استمرت على هذا الروتين لأزيد من ساعتين ، لحين فتح باب المكتب عليها أخيرا وقد كان ذلك الترقب أطول مدة انتظرت فيها شيئا مهما ومصيريا مثل انتظار أخيها الحبيب …
أمجد(فتح الباب وأطل عليها):- ست سمر عذرا تأخرنا عليكِ لكن حان الوقت ولو سمحتِ لا تؤخريه لديكم 10 دقائق قبل توجهنا لقاعة القضاء تمام ؟
ميرا(ارتجفت وهي تستقيم وتحشرج صوتها حد الاختناق):- ..أحم حاضر … أي..أين هو ؟
أمجد(نظر خلفه للشرطي):- فك قيده لو سمحت
اهتزت قدماها بخوف فلم يسبق لها أن فكرت في هذا اللقاء يعني فكرت فيه سابقا لكن كانت تعول على مضي ما تبقى من سنوات عقوبته ، ولذلك ألغت التفكير في هذه اللحظة حتى يقترب الوقت هكذا كأنما أجلت كل مخاوفها لذلك العهد ، ولكن الأقدار دوما ما تصدمنا بأحداث لم تكن في الحسبان … مثلما يحصل الآن معها ، ارتعشت ولم تستطع النظر أكثر صوب الباب لذلك ولت ظهرها وهي تغالب دمعها بقهر ، مسحت على وجهها وهي تتنفس بعمق وتحاول أن تستمد قوتها كي لا تخذله مجددا ، إذ يكفي أنه دمر حياته لأجلها فهل ستحرمه من نظرة عينيها الآن …؟؟؟
طارق(مسح على معصميه وناظرها بابتسامة):- ألن أرى وجه البدر يعني ؟
ميرا(هنا خارت قواها وعزيمتها وفشلت في استمداد القوة المزعومة ، وجدت نفسها قد سحبت قسرا نحو تلك الحقبة بمجرد أن نطق بتلك الجملة التي كان دوما ما يناديها بها "وجه البدر"….آه يا أخي آآآآآآه):- …اهئئ
طارق(امتص شفتيه واقترب خطوة وهو يطل عليها):- سمري … أنظري إلي هيا لا تخشيني أنا أخوكِ طارق ، أنا أخوكِ يا حبيبتي سندكِ وظهركِ الذي حرمتِ منه رغما يا وجه البدر خاصتي
ميرا(لم تستطع التحمل لذلك انحنت بيديها على المكتب وهي تهتز بارتجاف):- اهئئئ …أنا أخت حقيرة ..أهئئ أنا السبب في ما حصل لك يا أخي …طااااااااااااااارق
طارق(انتفض لحظة نطقها باسمه وحين استدارت إليه رماها في حضنه بقوة):- أختي …سمر
ميرا(تلمست وجهه وقبلته على جبينه ورمت برأسه لحضنها وهي تبكي بحرقة):-آآآه يا أخي الحبيب آه يا قطعة من روحي ، آه يا ذنبي العظيم سامحني يا أخي سامحني على سنين عمرك التي حرمتك منها ، سامحني على يتم ابنتك وأنت حي ، سامحني على أنانيتي يا أخي سامحني سامحني على كل أيام القهر التي عشتها في هذا السجن ، سامحني لأنني سرقت عمرك سرررقته سرقت منك فرحتك وتركتك تدفع ثمن أخطاااااائي ليتني مت ليتني مت ولا تسببت لك بهذا الأذى يا طااااارق
طارق(دمعت عيناه وعض شفتيه بقوة وهو يمسكها من رأسها ويضمها بحرارة):- تمام تمام هشش هانت يا روحي ، نحن نخطو نحو الحرية ،… حريتي من هذا السجن وحريتكِ من تأنيب الضمير ، أعلم أن فرحتكِ ناقصة وبأنكِ غير مرتاحة في حياتك لكنني ها هنا أمامكِ أخيراااا .. هه أكيد بعض الشيب غزا رأسي لكنني ما زلت أخاكِ ؟
ميرا(مسحت على شعره وهي تبحلق بعفوية):- أين الشيب ما زلت شابا حلوا عظيم الشأن ، أي على العضلات والله لو أخرج بك من هنا في الشارع ليموتن فيك البنات وتروح على عفاف ههه
طارق(تألم من سيرتها وأمسك وجه ميرا بين يديه وقبل جبينها):- أصبحتِ أمَّا أخيرا ..
ميرا(مسحت على بطنها ووضعت يده عليها):- إنها ابنتي فلة أخوها شادي ستراه بعد خروجك إنه يشبهك يعني قليلا لن أكذب ههه ، أحب تشبيهه بك لأنك أعظم شيء حصل لي في حياتي .. أنت من كان يدافع عني ويتحمل عني الآلام والمواجع ، أنت من كان يصد عني ظلم ذلك الرجل ، أنت من كابد معي الويلات ….أنت أخي البطل
طارق(أمسكها من يدها وأجلسها على الكرسي وجلس جوارها):- أختي أود سؤالكِ عن شيء ؟
ميرا:- همم اسألني عن أي شيء يا أخي حبيبي
طارق(نظر جانبيا وزفر بثقل):- حين سألتني المحامية عمن تريد منه أن يكفلك لم أنطق بأي اسم سوى اسمكِ أنتِ يا سمر ، لعدة أسباب شخصية تعرفينها أكيد لكن إن كانت هذه الكفالة مكلفة بالنسبة لكِ اسحبيها وتراجعي ، لا أريد أن أكلفكِ بشيء أنا قادر على التحمل وقد تعودت على الحياة ها هنا ، هو قدري بالأخير وعلي إتمامه على أكمل وجه
ميرا(سحبت يدها منه):- أجننت يا طارق ما حسبت أن السجن سيحبط رغبتك في الخروج، ثم أنا لو بعت كل أملاكي وبعت كل غال علي ما كنت سأفوت فرصة إخراجك ، نحن ننتظر هذه الفرصة منذ زمن وحين وجدت أترغب بإفسادها ؟؟
طارق(تبسم لحظتها):- ما زلتِ نمرودة صغيرة
ميرا(ضحكت من بين غبنها ومسحت دموعها):- شوف طارق ..أنا لن أخسرك بعد هذه الفرصة التي خلقتها الظروف لأجلنا ، إنها معجزة يا أخي وعلينا التمسك بها وسوف أخرجك من هنا لأنني السبب .. اهئ أنا أنا السبب في تواجدك هنا أنا السبب فيما وصلت إليه ، لولا غضبي من أبي لولا محاولتي في كسر عينه مع ذلك الحقير لولا أن ابني لم يولد من أصله اهئئ ربما لكان حيا حتى لو آلمنا في حياتنا المهم أن تبقى وسطنا يا أخي ولا تغيب بسببه … مهما اعتذرت منك لن أستطيع إخماد هذه الحرقة هنا هنا بجوفي هنا تحرقني هناااااااااا آآآآآآآه
طارق(نهض وعانقها من جديد):- يكفي يا سمر ستستنزفين كل دموعكِ يا طفلتي
ميرا:- كنت أبي ..اهئئئ أنت أبي الذي أحببته أن يكون بابا كنت حنونا معي وتحبني ولم تضربني يوما ولم توبخني قط ، كنت تحضر لأجلي الحلوى وتأخذني للحديقة ، كنت تغني لي وتمسح عني آثار الضرب وتبيت الليل بطوله وأنت تهدهدني حتى أغفو ولا أشعر بالوجع ..كنت تنال ضربا بسبب وقوفك معي لكنك لم تتخلى عني أبداااا ، كنت تحميني دوما ولكنه كان يستغل غيابك ويفعل فيني ما يريد أذكر حين ..اهئئ حين حاول تلك الليلة أ، .أن أن …
طارق(رفعها إليه بقوة وتفجرت عروق دمه من صدغيه حتى عيونه تلونت بلون الدم وهو يشخصها فيها):- إيااااااااااكِ …إياكِ والنطق بهذاااا إنه سرنا يا سمر تذكري تذكري ….سرنااااا
ميرا(اهتزت شفتيها برعب وهي تنظر إليه وكأن ما حصل أرجعها للذكرى وكل الخوف عاد معها):- كاااان وحشاااا نظراته ولمسة يده على شعري كانت مقززة ….كرهته كرهت النظر في وجهه المرعب ، رغبت بالهرب ولكنه لم يسمح لي بذلك … لو أنك لم تحضر وقتها لو أنك تأخرت فقط لكنت انتهيت … حقا أنقذتني ولكن ولكنني بقيت عاجزة في تلك اللحظة عمري كله اهئئئئئئئئئ آآآآه يا طارق آآآآه
طارق(أغمض عينيه بحرقة عليها ودفع برأسها لصدره معانقا إياها بحرارة):- يكفي يا أختي أنتِ تعذبينني هكذاااا ، سمري يا سمري أنتِ ابنة اليوم وما مضى قد مضى ، لقد مات ذلك الوحش وارتحنا منه ،،، مات يا سمر مات ودفع ثمن كل أفعاله الشنيعة
ميرا(بنظرات تائهة):- أشك في أنه ما يزال نابضا بجوفي هنا ، لا أستطيع التخلص منه حتى لو حاولت يبقى هنالك صوته ينغص علي صفو حياتي … لم أكره شيئا بحياتي بقدر ما كرهته
طارق(مسح دموعها بإصبعه وداعب وجنتها):- لقد انتهت حقبته منذ سنوات والمفروض أنكِ عرفتِ ذلك حين غاب عنكِ أخوكِ ، فبحق الإله أطردي تلك الذكريات السيئة وانظري معي للجانب المشرق ، أنا عائد لكِ ؟؟
ميرا(عانقته بدفء):- أكاد لا أصدق يا أخي بأنك أخيرا ستتحرر سأبذل جهدي ليحصل ذلك وإلا قلبت عليهم المحكمة وما فيها
طارق:- هه تفعلها أختي الشقية
أمجد(دخل عليهم):- طارق … يجب أن نذهب
طارق(هز رأسه بجدية وعض شفته بأسى):- مهما كان الحكم إياكِ وأن تحزني …. يعني إن لم نوفق لا بأس
ميرا(بخوف):- لا تقل هذاااا أنت أكيد ستخرج معي اليوم سترى كيف سيحدث ذلك
أمجد:- هيا طارق..
ميرا:- سأدعو لك يا أخي
طارق(تحرك وأومأ لها بإرهاق ذاتي):- لعله خير أختي ..
كأنما خطفت منها روحها مجددا وجدت نفسها تلاحقه بعينيها بلهفة وقلق من أن تسير الأمور بشكل سيء لكنها لن تسمح ، أمسكت حقيبتها ورفعتها سريعا إليها وخرجت من المكتب لتجد هنادي مقبلة عليها هي وعدة محامين
هنادي:- علينا أن نلحق بهم للقاعة ست ميرا ، الأساتذة طمأنوني ما إن تحضر الشاهدة سوف تسير الأمور بشكل سلس حين تمثلين للنطق بشهادتكِ أيضا
ميرا:- قلبي يخفق برعب يا هنادي
هنادي(تأبطت ذراع ميرا):- لن نقلق الآن كله محسوب دعينا نتحرك كي لا نتأخر
رأته وهم يسحبونه مكبلا من يديه ويتوجهون به صوب قاعة المحكمة المعروفة ، قلبها رأف على حاله فأصعب منظر قد يراه المرء هو أن يخطف منه أحد أحبته ويزج في السجن ، حزنت لحاله وكادت أن تنهار لكن عزيمتها في التكفير عن ذنوبها وإخراج أخيها وقفت حائلا بينها وبين ذلك الفشل الذي يستوطن ذاتها كاملة ، دلفت هي وهنادي للقاعة وجلستا بمحلهما رفقة الحضور ، وقد كان طارق يقف عند القضبان .. رمقته بابتسامة ومسحت دموعها حين غمز لها بحنان ،، بدوره كان قلقا مما سيحصل لكن خوفها هي كان أكبر لذلك آثر ألا يزيد عليها المواجع وقرر أن يستمد قوته من عينيها اللتين اشتاق لرؤيتهما ، لم يزح عينيه من عليها وكأنها صحبته في رحلة نحو الماضي السحيق ، تحديدا نحو الأيام الجميلة التي كانت ذات يوم أحلى ذكريات بالنسبة لهم … تذكر كيف كان يحملها بين ذراعيه ويدور بها وسط البيت كلما قاموا بالتنظيف الشامل كان يجعلها تلعب في رغوة الصابون ويشكل معها الفقاعات الجميلة ، مرة يزحلقها ومرة يرشها بالماء ليأتي حكيم وإخلاص ويبدآ حرب الماء فيما بينهم ، كانت أياما مرحة رغم ضآلتها مع مرور الأيام ، فكلما كبرت سمر سنة كبر حقد أبيها عليها خصوصا وأن شبهها بهبة كان الذنب الذي لم ترتكبه قصدا ، بل كانت حكمة الإله أن تشبه خالتها ولكن سليم لم يفهم ذلك فقد كان يمقتها بل يكرهها كلما نضجت ، في البداية كان خائفا من نفسه تجاهها ولذلك كان يضربها ويمقتها ويهينها على أقل الأمور بساطة ،،، المهم أن تنال ضربا مبرحا وتغيب عن ناظريه وهذا ما شكل لها عقدة نفسية تضاعفت لتتسع فجوتها حين فهمت سبب كرهه العقيم لها مع الأسف …
الحاجب:- محكمة …
انتفضت من صوته الذي أيقظها من تيار الذكريات الشنيعة ونظرت لطارق الذي هز رأسه له مساندا ، وقتها دخلت رقية وهي ترتدي ثوب المحاماة الخاص وابتسمت لميرا ابتسامة خافتة وتوجهت بحزم صوب القضاة وضعت بين أيديهم ملفات ووثائق وبعض الأوراق الدلالية على أحقية طارق بالخروج من سجنه …
رقية:- أنا المحامية رقية الفارسي أترافع اليوم أمام حضرتكم باسم موكلي طارق الراجي المحكوم عليه سجنا نافذا لمدة خمس وعشرين سنة بتهمة قتله لأبيه ودفعه من النافذة عمدا ليسقط صريع الموت … قبل أن أبدأ مرافعتي سادتي القضاة سوف أناشد فيكم الروح الإنسانية المتشكلة في علاقة الآباء والأبناء ، قضيتنا هذه مضى عليها زمن لا بأس به اتهم فيه الابن بقتل أبيه ، هي جريمة شنعا نعم فمن يسمع بها سيلعن هذا الابن ويسخط عليه لكن حين تكون ملابسات القضية تحتوي على أسرار خفية جعلت هذا الابن يدفع ثمن ذنب لم يرتكبه ولم يتخيل يوما أنه سوف يقدم عليه .. اسمحوا لي أن أستهل على حضرتكم وضع موكلي كإنسان بُترت أنفاسه وأحلامه بسيف الظلم ، منذ ما يقارب 18 سنة المنصرمة والتي قضى نَحْبَها في معاناة دفعه لثمن حادثة عفوية تسببت له بهذا المآل ..طارق الراجي هو أب لم يمارس حقه الشرعي في الحياة يعني لم يعرف ما معنى الأبوة قط فقد ولدت ابنته بعد دخوله للسجن ، لم يرها ولم يحملها بين ذراعيه ولم يسميها ولم يرى فيها أمله في الغد ، بدورها لم تناديه بابا ولم تجده كي يحتويها بين أحضانه ويغدقها بمشاعر الأبوة التي يرجوها كل رجل وكل طفلة في هذا الوجود،.. كلمة بابا لم يسبق له أن عرفها أو سمعها من ثغر ابنته التي بلغت من العمر ما يكفي لتلفها مشاعر اليتم وأبوها على قيد الحياة ، تخيلوا معي أن تحرم طفلة صغيرة من أبيها ما يقارب عقدين من الزمن ، أليس حراما أن يبقى البعاد بينهما شرخا صدئا بسبب تهمة نسبت إليه ظلما وزورا .. /// في الملف أمامكم أول وثيقة تثبت شهادة أسرة المتهم والتي سبقت الشهادة التي تقدم بها المدعي … كما ترون فالتحقيق الذي حدث آنذاك أثبت صحة شهادة أسرته المنفردة إذ لا يعقل أن يتم فبركة نفس التفاصيل بذات الدقة وهم في وضع عائلي مزر وهذا ما يجعلنا نثق أنها صادقة مئة بالمئة فقد شهدوا كلهم لصالح طارق وذكروا الحقيقة كما حدث ولم لم تتدخل أنامل الشر آنذاك كان ليأخذ موكلي حكما أخف ، لكن شهادة رماح تدخلت لتحكم عليه بهذا السجن النافذ ، أمامكم في الوثيقة أسفله المبلغ المالي الذي دخل لحساب رماح مباشرة بعد الحكم على موكلي ،وقتها لم يتم التدقيق في مصدر المال نظرا لإرثه وللأموال الطائلة التي كان يملكها ، لكن حين بحثنا مؤخرا بشكل أدق عرفنا أنه حصل عليها لقاء شهادة الزور التي ألقاها في المحكمة ذلك الوقت ، بالورقة التي تليها هنالك نفس المبلغ دخل لحساب القاضي الذي حكم على قضية طارق الراجي وقد كان بنفس المبلغ ونفس الوجهة التي أرسلت لرماح نصيبه المتفق عليه يا لها من صدفة ، هذا ما يجعلنا نقف أمام مؤامرة لتدمير حياة موكلي مع سبق الإصرار والترصد … زوجته التي سرقت منها فرحتها في أول أشهر زواج تستحق أن يعود إليها زوجها وابنته التي حرمت منه في طفولتها وشبابها يكفيها من هذا الغياب ، وذويه وإخوته بحاجته وهو بحاجتهم فكم سيمضي من العمر في هذا السجن بذنب لم يرتكبه ، إنه ظلم يا سادتي القضاة ظلم أن نبقي سجينا بين جدراننا وبين أيدينا ما يبرؤه … كما ترون في باقي أوراق الملفات ما يثبت أهلية خروج موكلي أطالب ببراءته والإفراج عنه بدفع كفالة ..
القاضي(أغلق الملف الذي كان بين يديه بعد أن تصفح باقي الأوراق):- نحتاج لأدلة وبراهين أيتها المحامية فما هي أوجه الدفاع التي تملكينها ؟
رقية:- شهود يا حضرة القاضي .. زوجة المشتكي رماح وأخت موكلي
القاضي:- استدعوا الشاهدة الأولى …
الحاجب:- حسنية لطفي … حسنية لطفي
ميرا(نظرت لهنادي التي نظرت بدورها للباب):- أين هي المرأة ؟
هنادي(بتوجس):- والله لست أدري …
رقية(نظرت لطارق وتنهدت بعمق):- .. هيا يا خالة لا تخذلينا الآآآآآآآن
طارق(ابتسم لهم بمرارة ونظر جانبيا بصمت):- … يا رب
مضت دقائق صمت عديدة جعلت أعصابهم قريبة من الانفلات قبل أن يفتح باب القاعة ويفتح معه باب الأمل لتدلف حسنية وهي تلهث مع ابنها توفيق الذي هرول خلفها وهو يتنهد ويبتسم لهم ببلاهة التأخير
توفيق:- لم أجد أين أركن سيارة العمل آسف …
ضحك الحضور على جملته العفوية واتخذ مجلسه بينهم في حين تقدمت حسنية صوب محل الشهود ، وثبت أمام القضاة ونظرت لرقية التي دعمتها بعينيها بابتسامة مشرقة تعني أنكِ تقومين بشيء صحيح فكفري عن ذنوب زوجك وخففي عن الآخرين همومهم ..
القاضي:- هل تقسمين أمامنا على كتاب الله سبحانه وتعالى أنكِ ستقولين الحقيقة ؟
حسنية(أمسكت القرآن من الحاجب وحلفت):- أقسم سيدي القاضي أنني لن أقول إلا الحقيقة
القاضي(رمق الحاجب وقد أبعد عنها القرآن):- إذن تكملي يا سيدة ما الذي تعرفينه عن جريمة قتل طارق الراجي لأبيه سليم الراجي في 24 من حزيران 1999
حسنية:- أنا كنت زوجة رماح واسمي هو حسنية لطفي، رماح كان رجلا مقتدرا وتزوج عدة مرات بعدي ، طبعا رجل يملك مالا فأقل شيء سيفكر فيه هو تعدد الزوجات ، أذكر جيدا أنه تحدث لي عن فتاة جميلة رآها ببيت صديقه ونالت إعجابه ، كانت بالسادسة عشر وقتها تقريبا حين طلب مني الذهاب لخطبتها أنا رفضت وحصلت مشاكل بيننا ولجأ لزوجتيه اللتين بدورهما رفضتا إحضار ضرة جديدة عليهما ، لم يجد بدا إلا بأن يطلبها بنفسه من أبيها الذي رماها له بدون شروط حتى بل طلب إزاءها المال وقال له حلال عليك … أذكر أن رماح كان سعيدا جدا لأنه سيظفر بغنيمة يافعة صغيرة وجميلة تهفو لها قلوب الرجال في الأربعينات والخمسينات ، المهم تم تحديد موعد الزواج وسمعنا أن هنالك مشاكل بداخل أسرتها كون العروس لم توافق على رجل بعمر أبيها وأكثر ، معها حق لكن السلطة كانت أكبر منها ومنا لمنع هذا الأمر ،،، كان كل شيء مخططا له لكن فجأة انهار كله أرضا وانكشف المستور اكتشف الأب أن ابنته قد سلمت نفسها لشاب ابن جيرانهم وصارت حاملا منه فقط لكي توقف هذا الزواج وتكسر عين أبيها ، ففي ليلة الحادثة اتصل الأب برماح وأخبره بما حصل وخيره بأخذها تلك الليلة أو نسيان الأمر من أصله ، رماح كان قد رأى البنت مرات عديدة واشتهاها بهذا المصطلح لذلك لم يهتم لا بعذريتها التي فقدتها ولا بحملها ذاك بل طلب منه أخذ الطفل وإعطائه لإحدى بناته لكي ترعاه فقد كانت عقيما .. سليم اتفق معه على هذا الأساس ولهذا توجه رماح وزوجته الثانية وابنته نحو بيتهم تلك الليلة ، حين وصلوا سلمهم الطفل الذي ولد في خضم مأساة أسرية محضة ، بكت الأم وترجت أباها أن يعيد لها وليدها ولكن لم يحصل ذلك ولم يصغي إليها بل أعطاه لابنة زوجي الرضيع دونما رحمة أو شفقة .. انهارت الأم وقتها ووقفت مستمدة قوتها من صغيرها الذي كان صراخه يضج في المكان ، ضربت الأب بمزهرية على رأسه وهنا جن جنونه وهم بضربها ليتدخل الابن دفاعا عن أخته التي كادت تموت بين يدي أبيه ،… دفاع هنا على ضرب من هناك لحين تعثر الأب لوحده وسقط من النافذة وهذه هي الحكاية سيدي الحكاية الحقيقية وليس التي رواها زوجي سامحه الله
القاضي:- اشتكى زوجكِ على المتهم وذكر بأنه رآه وهو دفعه عمدا مع سبق الإصرار والترصد من النافذة بغية التخلص منه
حسنية:- كذب … فقد شهد شهادة زور لكي يخرب حياة هذا الولد المظلوم ، منها انتقم لنفسه لأنه لم يحصل على عروس الأحلام ومنها أنه أخذ رشوة لقاء ذلك من أطراف مجهولة لم نعرفها يوما
القاضي:- أين هي الزوجة الثانية الآن ؟
حسنية:- توفيت قبل سنوات إثر ورم خبيث في رأسها ، أما عن ابنتها فقد انتحرت بعد عدة سنوات من تلك الحادثة لأن زوجها تزوج عليها كونها عقيم يعني مشاكل أسرية تلت بعضها لأن الله لا يبقي الحرام على قيد الحياة بل إنه ينصف صاحبه ويقتص له من الظالمين مهما طال الزمن … رماح دفع ثمن كذبته التي دمرت كيان أسرة بأكملها وسقط طريح الفراش لسنوات وهو يصارع المرض إلى أن وافته المنية ، فقدنا كل أمواله في الديون وتشتتت الأسرة العظيمة التي كان يتباهى بها ولم يهتم به أحد إلا أنا وابنه توفيق فقد عاد إلينا في آخر أيامه ذليلا ومتعبا وهو الذي اعترف بكل هذا على فراش الاحتضار
القاضي:- هل ذكر أي مصادر معنية بالتحريض لأجل سجن المتهم ؟
حسنية:- أبدا .. فقد لفظ أنفاسه في آخر لحظة لكنه ذكر شيئا عن عشيرة وبعدها صاحب الأمانة أخذ أمانته
القاضي:- قد أقسمتِ على قول الحقيقة يا سيدة ، لكن لما لم تنطقي بها منذ سنوات ما الذي جعلكِ تصمتين حتى اليوم ؟
حسنية:- قلة الحيلة يا سيدي أنا امرأة معدمة أحاول أن أستر عائلتي وأبعدها عن اللعنة التي أصابتها بعد تلك الجريمة المدبرة ،، لم أجرؤ على فتح الموضوع وتعاهدت أنا وابني توفيق على التكتم ، إلى أن زارتنا هذه المحامية الطيبة وأججت العزيمة فينا وعرفنا أنه الوقت المناسب لقول ما لدينا
القاضي(همس للقاضيين جواره على اليمين وعلى اليسار):- يمكنكِ الجلوس …
رقية:- ألتمس منكم الإصغاء لشاهدتي الثانية الضحية الأولى سمر الراجي
القاضي(نظر إلى ميرا وابتسم حين رمقها تتقدم نحوهم مرتجفة ولونها مخطوف فآثر طمأنتها):- بعيدا عما يحدث بين جدران هذه القاعة فأنتِ مغنيتنا المفضلة بارك الله في صوتك
ميرا(صعقت من جملته وهي التي كانت تكابد دموعها بعد سماع القصة من فم حسنية):- شكرا
القاضي:- تقدمي يا سمر إلى المنصة وأقسمي على قول الحقيقة
ميرا(نظرت لطارق وجملة القاضي خففت من ارتباكها):- حاضر … أقسم على كتاب الله تعالى أن أقول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة
القاضي:- ماذا تذكرين يا سمر عن تلك الليلة كيف حصل الحادث ؟
ميرا(تشنجت بداية ونظرت لبطنها وسترتها بوشاحها):- … صراحة نظرتي للأمور ليلتها كانت ضبابية فقد حرموني من ابني الرضيع ،،، و … احم يعني كان يصرخ ويبكي لكي يرضع من ثديي و يحتمي بي وكأنه شعر بخطر أبي عليه ، ظل يبكي دون توقف و .. وْ …عذرا هل لي بشربة ماء ؟
القاضي(أشار لمساعدتها):- خذي وقتكِ يا ست سمر نحن هنا لنصغي إليكِ
هنادي(أعطتها تشرب بارتباك من سوء حالتها):- تماسكي سيدتي نحن في الطريق الصحيح
ميرا(بارتجاف):- هممم .. حسنا سأتابع ..أ حين ازداد بكاء ابني ترجيت بابا أن يعيده لي فقط لأرضعه وأضمه وبعدها يعني ..قمم … حتى أنني لم أرى ملامح ابني جيدا ولم أتعرف على عطره لم تمسك يده إصبعي ولم يبتسم لي لالا لم يحدث هذااااا …. كان يصرخ وظل يصرخ وصراخه ذاك كان يثير الجنون فيني قبلت أقدام أبي يديه ركبتيه ليعفو ويعطيني إياه وجدت الصد وجدت الكره والانتقام في عينيه ، كان وحشا ولطالما عاش وحشا حتى آخر لحظات حياته .، كان سيئا معي رغم ذلك لم أبالي فقط أردت ابني وأخبرته أنني مستعدة للزواج برماح وبأنه لن يرى وجهي مدى حياته أخبرته أن يعيده لي لحظتها فقط وبعدها يمكنه أخذه رجوته أقسم أنني فعلت بكل أشكال التوسل التي يمكنك تخيلها سيدي القاضي … حاولت استمالة عطفه أو جعله يحن فيني ويرحم ابني المسكين ولكنه لم يشفع قط ولم يرحمني ، أحرقني وأحرق ابني ونحن ننظر دون أن نستطيع تحريك ساكن .. لقد كان جبارا متسلطا وهذا ما جعل الدم يفور في عروق أخي الذي رفض هذه المهانة وهذا الإجرام .. تلك القسوة لم يتقبلها أي واحد فينا لذلك طالبوه بالواحد أن يعيد الطفل لي ولكنه سلمه لأناس غرباء وأمام عيني سلبوا مني صغيري ، لم أقوى على التحمل فضربته بالمزهرية عمدا على رأسه فلم أكن أرى أمامي شيئا إلا ابني وصوته الباكي …وقتها لم أذكر التفاصيل جيدا لأن أبي صفعني بقوة وأسقطني أرضا وصار يركل في بطني ويضرب رأسي مع حاجز السرير ، حاولت أمي وخالتي وأختي وجدتي أن يبعدوه لكن دون جدوى وعليه تدخل أخي الذي استنجدوا به وحين رأى ذلك المنظر ثار الدم في صدره وهم للدفاع عني ومرت ومضات ضوئية سريعة جدا حكمت على أبي بالموت وعلى أخي بالسجن …حاول طارق منعه عني وأوقفه لكن أبي ود ضربه لإيقافه كي يكمل ضربه فيني ويقتلني لكن امتدت الأمور لصراع لم يتعدى الثواني وفجأة أخي دفعه عنه وهنا أراد أبي صفعه لكنه تعثر برجله في عمود السرير وتراجع للخلف في عدم توازن وسقط من النافذة ….(أغمضت عينيها وهي تلهث وتحاول طرد هذه الأفكار لكن عليها أن تتحدث لذلك شهقت وشربت قليلا من الماء وتابت بحرقة قلب) لحظتها خرست الدنيا من حولنا بعد صرخة أبي الأخيرة والتي لم نسمع بعدها صوته ومع الأسف حتى ذلك الصوت الصغير الذي كان يبكي توقف لحظتها ورحل عن الدنيا .. مات وهو في حضن السيدة التي أخذته لم نعرف كيف نستوعب كل هذا ففي اللحظة التي سقط فيها أبي وتجمهر حوله الجيران وهو في الشارع مدججا بدمائه في ذات الثانية عاد الرجل الكبير وفي يده طفلي وهو مغطى بلفافة بيضاء .. اهئئ مااااات ابني ببساطة مات مات وهو يبكيني مات وهو يناديني مات وهو يبحث عني وأنا ما استطعت الركض إليه ما استطعت إنقاذه اهئئ ما استطعت أن أكون أما جيدة لأجله .. (باحتدام ونفاذ أعصاب) أبعد كل معاناتي يدفع أخي ثمن أخطائي وثمن ذنوب لم يرتكبها فقط لأن الطبيعة وهبته مكانة أخوية وغريزة الأخوة جعلته يدافع عني برجولة وشهامة ، أيحق لكم معاقبته على وقوفه بجانب أخته .. لا يوجد متهم في هذه القضية إلا الميت بحد ذاته فهو المجرم الأول والأخير في هذه القصة ويستحق مآله إزاء الجحيم الذي جعلنا نعيييييييييييييييييشه …….
الحضور(بعضهم شهق بكاء وتعاطفا معها وبعضهم احتار في أمرها):-…ردود متناقضة
القاضي(طرق بمطرقته):-صمتاااا … أنتِ تحقدين على والدكِ وهذا لن يفيد أخاكِ يا سمر الراجي .. نفس السؤال سأطرحه عليكِ لما لم تقومي بفتح القضية والإدلاء بشهادتك ؟
ميرا:- حاولت وقمت بالمطالبة بفتح القضية ولكن أنامل الشر حالت دون ذلك ، في كل مرة تقفل لسبب واهٍ أو لأن القضية قديمة وتم الحسم فيه والنطق بالحكم ، تكررت محاولاتي بعد أن اشتهرت وأصبح لي ثروة أستعيد بها أخي لكن هو نفسه رفض مساعدتي وطالبني بالتوقف .. كان يعتقد أنه إذا ما استدعاني فإنه سيعيدني لمواجعي السحيقة أراد أن يخفف عني آلامها ومرت السنوات هكذا عبثا ، حاول ابن عمي التدخل لكن الشكوى التي قدمها رماح كانت قوية جدا وخصوصا أن القاضي الذي تولى القضية كان شديد الصرامة معه ما يعني أن كل محاولة لفتح القضية كانت ستبوء بالفشل …
رقية(تقدمت بعد أن صمتت ميرا):- سيدي القاضي حضرة السادة المستشارين ألتمس منكم تحكيم ضميركم في هذه القضية ، أخاطب صوت عقلكم الداخلي وأناشد ضميركم الإنساني مع موكلي الذي عانى ما يكفيه طوال سنين ، حرم فيها من حياته ومن حقه في عيش سليم ، افتقدته عائلته أعواما عجاف لن يجبرها الخاطر العليل .. أنتظر منكم أن تضعوا أنفسكم محل هذا الابن والأخ والأب والزوج ، ضعوا ضمائركم فوق أي اعتبار ورتبوها فوق رف النظر لهذه القضية بتمعن وأمانة وشفافية أيضا ، لا أسترعي انتباها عاطفيا أبدا بل أود منكم رؤية القضية من منظور صادق .. يكفيه ما عاشه من ظلم وجور دفع ثمنه غاليا وأي تعويض مقبل لن يعيد له سنواته الضائعة ، أتمنى منكم إنصافا لموكلي المظلوم وأطالب ببراءته والإفراج عنه في الحين واللحظة فهذا أقل ما يمكننا رد اعتباره به … هذا ما لدينا سيدي وهذا دفاعي عن موكلي طارق الراجي ولمحكمتكم الموقرة واسع النظر …
القاضي(تنهد عميقا وهز رأسه):- الحكم بعد المداولة …
رقية(وثبت واقفة مع الجميع احتراما للقضاة الذين انسحبوا من القاعة):- ميرا كنتِ جيدة
ميرا(أمسكت المنديل من هنادي وأخذت تمسح دموعها):- يعني هل اقتنعوا ؟
رقية:- لمست تعاطفا من القاضي لكن لست أعرف ما قد يحدث
ميرا(أطلت على طارق):- دعيني أرى أخي لحظة ..
هرعت إليه من وراء القضبان وأمسكت يده قبلتها بحرارة ومسحت عليها بينما هو ربت على رأسها بحنان وعطف ..
طارق:- كيف قلبكِ الآن ؟
ميرا:- ههه خففت بعضا من ثقله
طارق:- أصبحتِ شجاعة يا سمر
ميرا:- كنت كذلك رغم أنه حاول إخمادها فيني وجعلي أخضع
طارق(جذب يدها لفمه وقبلها بحرارة):- أيا كان الحكم يا سمري تأكدي من أنني فخور بكِ
ميرا(انفجرت بكاء لحظتها):- اهئئ أؤكد لك سوف تخرج من هنا صدقني أنا واثقة من ذلك .. إن لم يحصل سأخرج للرأي العام سوف أخبر العالم بأسره عنك ، لن يهمني شيء إلا إخراجك من هنا وسأفعل ليس بعد أن دفع ابني الثمن غاليا ليس بعد أن سجنت ظلما ليس بعد أن تفرقت عائلتنا وعاشت في ظلم وبطش ذلك الأب الجاحد … أبدا لن نستسلم طارق قد اقتربنا من الخلاص يا أخي وسنحصل عليه سنحصل ثق فيني
طارق(ابتلع ريقه):- أثق بكِ يا وجه البدر
ميرا(ابتسمت له):- أشعر وكأننا عدنا إلى حيث توقفنا
طارق:- لن نعود يا سمر بل سنمضي قدما نحو غد أفضل فقط ثقي بي
ميرا(تنفست الصعداء):- فليكن خيرا إن شاء الله
طارق:- كأنكِ تعبتِ ؟
ميرا:- نن لا فقط إرهاق فلة أيضا متوترة مثل أمها فمصير خالها على المحك
طارق(نظر جانبيا):- من يدري ما قد يحدث … سننتظر
على جنب
رقية(كانت ممسكة بيد حسنية):- صدقيني يا خالة والله سيخف عنكِ هم الذنب الذي أقحمه رماح في حياتك ، لقد قمتِ بإنجاز عظيم اليوم سيجازيكِ الله عليه خيرا
حسنية:- المهم أن يظهر الحق يا ابنتي فلقد تعبنا من مداراة الحقائق ونرغب بالعيش في سلام
رقية:- حسنا توفيق أظن أنه ليس صدفة أن تجمعك الأقدار بأخت طارق ، أنظرا لحكمة الله في اللحظة التي سأطلب فيها منكِ شهادة حق في ابنهم كانت ابنتهم تعرض على ابنكِ عملا رسميا براتب جيد ،،، كأن الله أعطاكم إشارة لتكملا الطريق وتقولا الحقيقة
توفيق:- بالفعل خير الست نور لن أنساه ما حييت ، بفضلها صار لي دعم مالي وسجلت أولادي بمدرسة أفضل ودفعت أقساط الديون التي كانت علينا وكله في كفة وعمل أمي وزوجتي بمحلهم في كفة أخرى وأيضا كانت صدفة ، يعني رحمة الله واسعة فقط علينا أن نحمده ونشكره على نعمه
رقية:- ربي سيحميكما وصدقاني لن تتعرضا لأذية مطلقا ، وهذا ضمان من طارق بنفسه
الحاجب:- محكمة ..
رقية:- هيا لنستعد لسماع الحكم …ميرا عودي لمحلك
ميرا(عادت بعد أن شبكت أصابعها بأصابعه دعما وجلست محلها):- رحمتك يا رب…
القاضي(جلس محله):- تفضلوا بالجلوس
طارق(نظر لأمجد الذي أومأ له بابتسامة طيبة):- تت … يا الله
لحظة لحظتين مر عليه شريط حياته كاملا وهو مسجون ، مرت سنوات طفولة ابنته بين عينيه ضحكة زوجته ودعاباتها صوتها الذي اشتاق إليه ، مرت عليه مخبوزات أمه وحنان خالته واستظراف أخواته المجنونات كلا بطبعها المتفرد ، مر عليه دعاباته مع ابن عمه الذي افتقده بصدق وجدته التي يرتاح القلب من نظرة من عينيها فقط …آه كم اشتاق لأصله ولكنه لا يدري ما مصيره فبين لحظة وأخرى سيكون الحكم فما النتيجة يا ترى …أغمض عينيه لحظتها بصبر مطبق وفتحهما وهو ينظر بجدية صوب القاضي فأيا كان الحكم على الأقل هم حاولوا والكمال على الله سبحانه وتعالي ..
القاضي:- بعد الاطلاع على كل الوثائق والدلائل المتعلقة بالقضية رقم 322 ضد طارق الراجي المتهم بقتل أبيه سليم الراجي عمدا وبكامل قواه العقلية ومع سبق الإصرار والترصد ، بعد سماع شهادة الشهود ودفاع زوجة المدعي وقولها للحقيقة قسما ونظرا لإثباتات الرشوة والتلاعب التي تمت في مجريات القضية ، وبعد أن تم سجن المتهم لما يقارب 18 سنة ودفع سنينا من عمره عقوبة على تهمته الملفقة إليه ظلما وبهتانا ، وبعد المداولة بين السادة المستشارين والرجوع لقانون الجنايات اتضح أن التهمة غير ثابتة في حق المتهم ، وعليه قررنا نحن القضاة إعادة النظر في العقوبة المنسوبة إليه بعد أخذ الدلائل الجديدة في عين الاعتبار والتي أثبتت أهلية المتهم بحريته ، ولأنه لا يوجد أي مسوغ شرعي أو نظامي يحرم المدعى عليه حقه في ذلك فإننا وباسم العدالة نحكم بالبرااااااءة المطلقة على طارق الراجي دون شروط ومع دفع كفالة نسبية ….. رفعت الجلسة .
طرقة بالمطرقة كانت كافية لكي تجعله يغمض عينيه ويحمد الله في سره كثيرا كثيرا فكلمة "البراءة" كانت أقصى أقصى كلمة يتمنى سماعها منذ أعوام وأعوام ، لم يشعر بنفسه إلا وهو يضحك بفرح لقاء براءته من ذنب اتهم به ظلمااااا ، انفرجت أساريره حين استقام الجميع تصفيقا وتبجيلا لانتصاره في هذه القضية ، فقد دفع ما يكفيه ثمنا لقذارة أبيه ورفقته .. بسببه وصلوا إلى ما وصلوا إليه لكن هانت ها قد حكم له بالإفرااااااج فالحمدلله على سلامتك يا طارق ، صحيح مهما جار الزمن إلا أن الحق يعود لأصحابه طال الزمن أم قصر ….
ركضت إليه سمر هرعا حين أخرجوه من ذلك القفص وعانقته بحب ومودة فرحا بانتصاره وحريته التي حررتها هي الأخرى من أحمالها الثقيلة بشأنه ، عانقها بدوره فهي أسرته التي اشتاق لها وعبر لها عن أشواقه بعفويته المخصصة لها فحسب ، فلو كان شخصا آخر بدلا عنها ما كان على سجيته مثلما كان معها … ظلت متشبثة به لدقائق وهي تفرغ مكنوناتها الداخلية من غبن وحرقة وعذااااب بكت على صدره بكاء حارقا شمل كل معاناتها السنين الماضية ، وما قاطعهم إلا تقدم حسنية وابنها
حسنية:- سامحنا يا ولدي نحن أيضا نحمل الذنب مع رماح لكن تأكد أن الله اقتص لك منه ، وربي ع الظاااالم ألف مبروك
توفيق:- مبروك الإفراج أخي طارق يجعلها آخر الأحزان
طارق:- شكرا لكما
رقية(سلمت عليه):- هنيئا لك يا طارق أخبرتك أنك ستحصل على حريتك ، يتبقى عليكِ يا سمر دفع الكفالة قبل خروجك
ميرا(مسحت دموعها):- طبعا طبعا هنادي معكِ دفتر شيكاتي تصرفي
هنادي(تراجعت):- سوف أنسق الأمر مع المحامين لا تقلقي
ميرا:- سوف تذهب معي لبيتي أريدك أن تتعرف على شادي وعلى شهاب زوجي ستحبه أكيد ، وغدا في حفل زفافي سنفاجئ العائلة بخروجك هاه ؟
طارق(مسح عيونها):- ليس كذلك يا سمر
أمجد:- عذرا للمقاطعة يا جماعة لكن طارق لن يغادر اليوم من السجن هنالك إجراءات روتينية عليه القيام بها ، يعني لما يقارب عدة أيام سيبرح جدران المكان
ميرا:- ولكن لماذاااا ، طالما حكم له بالبراءة عليه أن يغادر الآن ؟
رقية:- أو ربما قصدك يا سيدي النائب بشأن تسوية الكفالة مع الخزينة العامة ، أمم فعلا الأمر يأخذ قرابة يوم أو يومين
ميرا:- طيب يمكنني تدبر المال نقدا مش مشكلة المهم أن يخرج معي أخي في يدي
طارق:- سمر سمر ..أنظري إلي أنا بريء سوف أخرج في غضون أيام سأتحمل عزيزتي
ميرا(بعدم اقتناع):- أتراك لا تريد رؤية العائلة يعني ؟
طارق:- لا أريد ذلك في الوقت الراهن .. عليكِ أن تتكتمي على أمر براءتي لكي لا يزج بي مجددا بتهمة أخرى من طرف أولئك الذين سجنوني سابقا وتعرفين من أقصد
ميرا(رمشت):- بالفعل .. لا يجب أن يعرف أحد أنك ستخرج من هنا
طارق:- وهذا ما عليكِ التكتم لأجله حتى يحين الوقت الذي أجده أنا مناسبا
رقية:- ميرا .. المهم أن أخاكِ نفذ منها يعني احسبيه حرا طليقا منذ اللحظة
أمجد:- ولضمان سلامته يفضل أن تبقي أمر خروجك سرا عن الجميع حتى عن سمر وعن محاميتك وعني شخصيا
ميرا:- هل الأمر خطر لهذه الدرجة ؟
طارق(مسح على يدها):- الاحتياط واجب وهذه سنين عمري التي أهدرت يعني من واجبي الحذر
ميرا(عانقته):- طيب يا أخي حبيبي لكن عدني وعد شرف ما إن تخرج هنا ستتصل بي لكي أجهز لك أين ستبقى وأدبر أمور سكنك ريثما تعود لبيت العائلة
أمجد:- هذا سيكون عندي أنا سأتكفل به
رقية(نظرت بتوجس صوب النائب):- طيب لم يتبقى لنا عمل هنا ، الحمدلله على سلامتك طارق سأزف الخبر لوائل وتأكد أن الأمر سيبقى سرا بيننا لحين تفصح عنه بنفسك
طارق:- اشكريه نيابة عني
هنادي:- تم تسوية الأمر سيدتي علينا المغادرة نحن أيضا
ميرا(عانقته بحرارة وبدموع الفرحة):- أخي
طارق(اشتم رائحتها ودفعها إليه بقوة):- عدت لكِ يا وجه البدر .. قد حان زمننا يا أختي الحبيبة
ميرا(لامست لحيته):- الله لا يحرمني من رؤيتك من اليوم فصاعدا ..سأكون بانتظارك أخي
ربت على كتفها وودعها بلطف وخرجت والدنيا لا تسعها من السعادة فقد حققت اليوم إنجازا أراح ضميرها المثقل منذ سنوات ، سار معه أمجد رفقة الشرطي الذي كان يربط يده بيد طارق واتفق معه على عدة أمور سينجزانها إثر بقاء طارق في السجن لأيام مقبلة .. هنا غادرت رقية أيضا وهي في الطريق زفت الخبر لطرفين لوائل الذي فرح كثيرا لأجل طارق ولم يعرف كيف سيتحمل ويخفي الأمر على شمس لياليه رغبة من طارق نفسه ، وأيضا زفته لإياد الذي وجدته قد وصل للتو للمحكمة وكان في انتظارها
رقية(عانقته سريعا):- هممم ما رأيك فيني ؟
إياد:- أي على محاميتي القوية والله ما عرفتكِ يا بنت ههه راقني لباسكِ وجداااا
رقية:- شفت كي تعرف أنك تملك حبيبة قوية
إياد(عضعض شفتيه وأمسك حقيبتها رمى بها في السيارة بالخلف):- دعيني أرى إلى أي مدى هي قوية يا ترى
رقية(ضحكت بجنون حين حملها أمام المحكمة وأخذ يدور بها):- ههههه إيااااد أنزلني أنزلني يا مجنون يخرب هبلك ضاعت هيبتي ههه
إياد(أنزلها وضمها إليه بعمق):- حبيبتي يا أناااا
رقية(عانقته بحرارة وهي تضحك أجمل ضحكاتها):- رووووحي أحبك
إياد(مسح على شعرها):- وأنا أحب عطر شعرك
رقية (بامتعاض قرصت كتفه وهي ما تزال في حضنه):- عطر شعري وبااااس ؟
إياد:- امم وجمال عينيكِ وصوتكِ وأنفاسكِ وأيضا احم … قوامكِ الشهد هذاااا
رقية(ضربته لكتفه وتملصت منه):- أيها السافل هل هناك حبيب يتغزل بقوام حبيبته في الشارع
إياد:- والله ما عندي أي مانع في قول ذلك في البيت وبزاوية قصية هكذا تكون مظلمة وعلى أنغام رومانسية ياااااااه
رقية(ضربته لصدره وانتفضت من قربه):- قليل الأدب
إياد:- ههه طيب تعالي يا عاقلة كنا نمزح أصلا أنتِ ترغبين بذلك لكنكِ تماطلين
رقية(احمرت خجلا وهي تفتح باب سيارته):- يخرب … اخرس وخذني لأتناول شيئا جعت أنا
إياد(ركب بجوارها):- ههه شعلة شعلة وربي …هئ ما به هذا الأخرق ألم يجد أين يقف بدراجته النارية ، سأنزل لأهشم وجهه الغبي ؟؟؟
رقية(فتحت عينيها بصدمة وتمسكت بذراع إياد):- أرجوك لا تفعل أ… لنذهب لنذهب من هنا
إياد(لم يفهم ما الذي دهاها):- دعيني أنزل لأربي هذا البغل إنه يتعمد الوقوف بطريقي
رقية(رمقت ضحكة رجب):- أي بطني تؤلمني آآآآآح إياد أنا أتمزق خذني للمشفى آآآآآآآآه
إياد(فزع عليها واستدار نحوها):- حبيبتي ماذا حصل لكِ ؟
رقية(عانقته وأشارت لرجب بالذهاب):- آآآه ضمني إليك لا أدري لا أدري
رجب(فرك إصبعيه بمعنى النقود):-…ههه
رقية(هزت رأسها له بالموافقة واستجدته بعيونها أن يذهب):- .هممم ..
إياد:- دعيني آخذكِ للمشفى فورا عند ماريا لتتفقدكِ ؟
رقية(رمقت رجب وقد غادر وتنفست الصعداء):- أ..فف زال المغص يعني … احم هو شيء خاص بالنساء يأتيني الوجع دوما هكذا بين الفترة والأخرى
إياد(رفع حاجبه):- هاااا خصوصيات يعني ههه والله أفزعتني يا بنت ، هاه فلت منا الأخ المتعجرف لكن خيرا دعينا نذهب للإفطار في المطعم
رقية(أمسكت على قلبها وهي تتنهد بأريحية بعدم حصول مشكلة):- خذني حيثما تريد هففف ..
منذ أن استيقظت ورجب يتصل بها وهي تحجب الاتصال رفضت أن تعطيه أي مال فقد تمادى آخر فترة ، وبات يظهر لها في عدة أمكنة والآن تمادى أكثر حين هددها بإياااااد ، بمشقة الأنفس تخلصت منه تحت وعد بمنحه ما يريد فقط ليبتعد عنها ، لكن إلى متى ستخفي عنه الأمر سيأتي يوم وينكشف المستور كله ..أساسا هي لا ترغب بإخفاء شيء على إياد لكن صعلوك مثل أخيها الواحد لا يتشرف به صراحة ولو تعرف عليه إياد سوف يسبب له المشاكل اللهم تبقيه سرا ولا توجع رأسها .. ذهبت مع إياد للمطعم ونسيت قليلا هم أخيها الذي ظل ينتظرها تحت بيتها لحين أوصلها إياد بعد ساعتين ، ودعته وهي تلوح له إلى أن غادر بسيارته هنا دخلت للعمارة ليخرج في وجهها كالقدر المستعجل ، جرها من يدها ودفعها على الدرج
رقية:- هل جننت يا رجب كيف تتصرف معي هكذا ثم كيف تظهر في حياتي بهذا الشكل المقيت ؟
رجب:- هااا أكنتِ تريدين التسكع على سجيتكِ مع المحروس لا ما حزرتِ يا حلوتي ستدفعين ثمن سكوتي وإلا رفعت هاتفي واتصلت بأبيكِ ليجمع ابنته السافلة من الطرقات
رقية(همت بضربه لكنه لوا يدها):- أي أترك يدي يا أخرق أكرهك أيها المتسلط أنت لا تريد مني شيئا سوى المال ، أتحسبني بنكا مفتوحا لحضرتك أنت وأبوك ابتعد عني وإلا رفعت شكوى عليك
رجب(جذبها بقوة ودفعها على الحائط):- تشتكين على أخيكِ يا رقية ؟
رقية(بدموع):- أجل أفعلها إن لم تغرب عني وتتركني بحالي
رجب:-أترككِ بحالكِ لكي تعيشي في الحرام مع ذلك الصعلوك أليس كذلك ؟
رقية:- وأنت ما دخلك ما دخلك في حياتي أكنت تسأل عني سابقا وعن كيفية عيشي أو عن نوعية رفقتي هااااه ، لم تعرفني إلا مؤخرا لأنك عاجز ولا تريد مني سوى دفع ثمن فشلك
رجب(صفعها وأمسكها من شعرها):- أعطني ما أريده وإلا خلفت عاهة مستديمة في هذا الوجه الجميل ، وبعدها لنرى هل سينظر إليكِ الوسيم أم لا ؟
رقية(انفجرت ببكاء وهي تلمس خدها بحرقة):- الله يأخذك من حياتي ويريحني منك يا تافه خذ خذ ها هي الحقيبة ، اسحب منها ما تريد ودعني في حالي
رجب(بمكر):- جميل كنتِ افعلي هذا قبل أن أمد يدي عليكِ .. هممم دعينا نرى كأن حصة اليوم مضاعفة أكيد قبضتِ الراتب الشهري ؟
رقية:- لو أخذت ما تريده أغرب عن وجهي في الحال
رجب(وضع المال بجيبه ورمى الحقيبة على وجهها):- ثاني مرة لا تجادليني وحين أتصل بكِ ردي علي وإلا وجدتني في عقر بيت حبيبك سمعتني ؟؟؟ سلام سيستر هههه
بصقت من خلفه وجلست على الدرج بفشل وشرعت تبكي بغبن حال أسرتها الشنيعة ، كل واحد فيهم يمتص دمها من جهة ولا أحد اهتم بمشاكلها ولا بهمومها ، وطبعا لم تجد سوى حضن العمة نعمة ملاذا لمشاعرها الكسيرة
نعمة(كانت تحضنها وهي نائمة على السرير):- يا بنتي هوني عليكِ ، أنا لو منكِ كنت أبلغ إياد وأخبره كل شيء يجب أن يعرف أخوكِ أن لكِ رجلا يقف خلف ظهركِ وسوف يواجه كل من يحاول أذيتك
رقية(مسحت دموعها):- هاا لكي يقتلا بعضهما وقتها ، أخي مجرم بالفطرة وخسيس وإياد شخص راق لن يستطيع أخذ الحق من هذه النوعية الدونية آآآه كم أكرههم يا عمتي نعمة ، بسببهم حصلت على هكذا إخوة
نعمة(مسحت على رأس رقية):- حسنا حبيبتي لا داعي أن تحرقي قلبكِ أكثر ، نامي الآن وربك يسهلها في لاحق الأيام
رقية(بقيت في حضنها):- ابقي معي عمتي نعمة رجاء
نعمة(أسندتها بحنان):- حاضر يا عمري .. حاضر

في سيارة ميرا
ميرا:- أكيد لن نخبره يا هنادي شغلي مخكِ معي قليلا ، سنقول أننا ذهبنا للطبيب ؟
هنادي:- ولكنه يملك رقم الطبيب قد يسأله في أي فرصة ، لنقل أننا تسوقنا
ميرا:- وأين الأغراض ياهبلة أين نحن خرجنا في الصباح الباكر من القصر حتى قبل استيقاظ شهاب ، وأكيد سيبحث عني أتمنى فقط ألا يكون باتريك قد نطق بحرف ، والله لن ينقذه مني أحد
هنادي:- على الصوت المرعوب الذي كلمنا به فلا يجب علينا الاستخفاف بالأمر
ميرا:- أوك لا توتريني يرحم والديك ثم زفافنا غدا يعني لن يدقق إذا ما ذكرنا شيئا عن فستان الزفاف ، هاه أجل فستان الزفاف قمنا بإنجاز بروفة أخيرة له
هنادي:- أوك هكذا جيد جدا …
اتصالات شهاب لم تتوقف منذ نصف ساعة وهو يرن وكانت ميرا تحجب اتصالاته عمدا ، لحين وصلوا أخيرا ، وجدته واقفا عند النافذة وهو ينظر إلى الحديقة بينما شادي يلعب على الأرض بألعابه وباتريك ملقوف بجانبه يحرك عينيه لهما بتحذير ، ما يعني أن شهاب على آخر آخره
ميرا:- هنادي خذي شادي لغرفته أنتِ وباتريك سأوافيكما بعد قليل
باتريك(حمله ومده لميرا التي قبلته واشتمت عطره بحنان):- حاضر سيدتي ، بس إنه يستشيط غضبا إنه على آخره إنه …
هنادي:- خلاص فهمنا تحرك أمامي
باتريك:- ما الأخبار ؟
هنادي(أمسكته من خصلة شعره الأمامية وجذبته):- هذا كي تسمع الكلام إمشي ..
باتريك:- واااع ضاعت تسريحتي
ميرا(وضعت حقيبتها على جنب وفركت يديها وهي تتقدم إليه):- حبيبي
شهاب(لم يحرك جفنا):- …لارد
ميرا(ابتلعت ريقها ونظرت للزوايا ثم تقدمت إليه واضعة يدها على كتفه):- شهاب ؟
شهاب(بسرعة قياسية أمسكها ودفعها على الحائط وهو يرفع يديها للأعلى وبعيون قاتمة ناظر عيونها المرتبكة):- أين كنتِ ؟
ميرا(بتلعثم من حالته):- أ.. كنا في بروفة الفستان أخبرتك البارحة أنني سأمر بهم
شهاب(حرك لسانه داخل فمه ونظر لعينيها):- كاذبة .. لقد اتصلت مديرة المعرض لتتفقدكِ وتخبركِ بأن الفستان في طريقه إلى القصر ، فمتى قمتِ بهذه البروفة ؟
ميرا(برقت عيناها بخوف):-أ.. كان ذلك صباحا و.. و
شهاب(أغمض عينيه وأفلت يديها لكن اتكأ بيده على الحائط محتجزا إياها):- لا تكذبي علي وأجيبيني بصدق .. أين كنتِ ؟
ميرا(توترت أكثر من نبرته وشعرت بمغص في بطنها):- أنت تفزع فلة هكذا
شهاب(ابتسم وأمسك بيدها بقوة):- هذه الأكاذيب والخدع لن تخيل علي الآن ميرا ، فأجيبيني بوضوح وبدون لف ودوران هااا إذا ما كنتِ تلعنين مساعدكِ فهاتفه بحوزتي ولم يغب لحظة عن ناظري حتى يقوم بتنبيهك يعني جدي كذبة جيدة تنقذكِ من هذا الموقف
ميرا:- أوك لكن .. هل لي أن أجلس أنا متعبة وبطني توجعني
شهاب(إنها تفقده أعصابه ، أفلتها وجعلها تجلس على الكنبة):- اجلسي هنا لأرى
ميرا(تلاعبت بعينيها):- ممكن كوب ماء ؟
شهاب(ضرب على حافة الكنبة):- ميراااااااااااا لا تخرجي عرقي العصبي ، لا تتلاعبي بيييييي ؟؟؟
ميرا(انتفضت من صراخه وأغمضت عينيها):- لم أطلبه أنا إنها ابنتك هي التي تشعر بالعطش
شهاب(امتص شفتيها بنفاذ صبر إنها تخرجه عن طوره لا محالة):- ماشي ماااشي يا ميرا سنحضر لابنتكِ الماء لتشرب وتروي عطشها وبعدها سنرى …
ميرا(مطت يديها فوق بطنها بحركة لطيفة أنثوية جعلتها تبدو أجمل وأرق):- حاضر ..
شهاب(رق قلبه لها لكنه حرك رأسه يمنة ويسرة وتحرك من هناك قبل أن تفلت منه رجولته ويضيع في بحر قبلات شفتيها الشهية):- اللهم طولك يا روووح
ميرا(ضحكت من منظره وأزالت كعبها ومدت رجليها فوق الوسادة الأرضية باسترخاء):- همم أرأيتِ أباكِ يا فلة إنه مجنون وعصبي أرجو ألا تحملي ذات عرقهم الرشواني ، كوني مثل أخاك حنون لطيف مثل ماما ماشي حلوتي
شهاب(عاد إليها بكوب ماء):- ما الذي تسوسين به عقل ابنتي ؟
ميرا(عضعضت شفتيها وأخذت منه الكوب):- أخبرها كم أنت تحبنا وتخشى علينا من العالم الخارجي ، هذااااا فقط
شهاب(كتف يديه وانتظرها لتنهي ما بيدها ، رمقها وهي تشرب وسحبه منها ما إن فرغت):- والآن ما زلت أنتظر الجواب ؟
ميرا(مدت يدها في الفراغ):- احملني لغرفتي
شهاب(رفع حاجبه):- هل تحسبينني أمازحكِ ميرا ؟
ميرا(أغمضت عينيها بإرهاق ونظرت جانبيا):- لو سمحت ؟
شهاب(إنها تتدلل عليه بالمعنى المجمل سحب نفسا عميقا):- حاضر يا ميرا لكنكِ لن تتهربي بتصرفاتكِ هذه من سؤالي إن لم أجد جوابه سنكون بمشكلة
ميرا(رفعت يديها الاثنتين له):- خذني لسريرنا
لم يجد مفرا سوى مجاراتها فهي تسرقه قسرا نحو عفويتها وطفولتها الأنثوية الرقيقة ، وجد نفسه يصعد بها وهو يتأمل وجهها الخافت ، للتو لاحظ شحوب ملامحها حتى إغماضة جفنها المنتفخة كانت دالة على بكاء فما الذي أبكاها وغدا زفافهما يا ترى ، استغرب حالها ووضعها على سريرها برفق ، أزال عنها سترتها وجعلها تضطجع بأريحية وجلس على طرف السرير ممسكا بقدميها
ميرا(رمقته وهو يدلكهما بحنان):- لم أطلب
شهاب(أزال سترته وألقى بها على جنب وهم بتدليكهما بلطف):- لا حاجة لذلك فأنا أعرف متى تحتاج ابنتي لهذا ، همم هل ستخبرينني أين كنتِ أم أنكِ ستخفين على زوجك ؟
ميرا(رمشت بغبن ونظرت للجانب الآخر):-سأخبرك لكن غدا بعد زفافنا
شهاب(قلق لحظتها):- ما الذي يتعبكِ يا سمري ؟
ميرا(نظرت إليه وقد امتلأت عيناها دمعا):- احضني
شهاب(تنفس عميقا وعرف وقتها أنها تعاني بصمت لذلك اضطجع بجوارها ودفعها لحضنه وهي على وضعها تنظر جانبيا ، أمسك يدها ويده الأخرى كانت على بطنها تربت برفق):- أخبري حبيبكِ شهاب ما الذي يؤلم روحكِ ، دعيني أحمل عنكِ بعض الهم يا عمري ؟
ميرا(أغمضت جفنيها حين قبَّل شعرها وهمس بدفء):- أنا لم أشعر في حياتي بالأمان إلا مرتين
شهاب(تشنج من سيرتها وأطل عليها وهو يرى الدموع تنساب من عينيها):- أخبريني
ميرا(ضمت يده على خصرها بقوة وجمعت قبضتها تحت وسادتها وناظرت البعيد):- أنا أشعر بالأمان معك ، أنام وأنا مطمئنة حتى حينما كنت تخاصمني في بداية علاقتنا السيئة بعمري ما خفت منك .. حتى ليلة أخذك لي لشقة أهلك حيث حصلت تلك الذكرى بيننا لم أخف بل كنت مصعوقة من تصرفاتك فحسب
شهاب(أغمض عينيه برفض لتذكر ما فعله بها):- كنت قذرا جدا معكِ وأنا في كل ليلة ألعن اليد التي امتدت على جسمكِ ، قهرتكِ حبيبتي ومهما اعتذرت لن أستطيع محو تلك الليلة من بالك
ميرا(التفتت إليه وأمسكت وجهه بيديها وجذبته نحوها):- شهابي … أنت لم تسمعني جيدا قلت لك حتى في تلك الليلة كنت أشعر بك تحميني من نفسي ، أماني الذي يطبطب علي بنظراته رغم غضبه مني ، حضورك معي وبجواري كان مهربا لذاتي من نفسها ، ذاتي التي توحدت في ركن قصي ولم تشرع أبوابها إلا إليك … منذ أن التقينا أول مرة في المصحة العقلية وأنت تشغل ركنا من تفكيري رغم أني رغب بإقصائه لكنهه ترسخ ببالي دوما ذلك الشاب الشجاع الذي أنقذني ، لم أتوقع يوما أننا سنلتقي مجددا وحين وجدتك ما كنت سأفرط بك لأن أنفاسي كانت قد ارتبطت بك وفات أوان إيقاف ذلك .. تصرفت بدوري بشكل قذر مع أختي ومع العائلة حين تقربت منك بطريقة لا تليق ، لكنني أحببتك منذ الوهلة الأولى ومجرد تخيل زواجك بميرنا كان يفقدني صوابي ، لم أجد حلا سوى أن أمتلكك وأفضح الأمر لتبتعد عنك أختي ، أردتك لي وكنت سأحارب لأجلك سنينا أخرى المهم أن تكون بالأخير ملكا لي ولابنك الذي حظيت به في زمن عشقتك فيه بجنون
شهاب(وضع رأسها على كتفه ومسح دموعها):- ما الذي ذكركِ بكل هذا يا ميرا ، نحن قررنا طي صفحة الماضي لأجل أطفالنا
ميرا:- تذكرت ابني
شهاب(تشنج حزنا عليها):- ولما تذكرته ؟
ميرا(بغبن):- لو كان حيا لكان عمره الآن تقريبا 17 سنة ههه شابا يا شهاب ، مراهقا سيتعب قلبي بهمومه ورغباته ، كنت سأحبه وربما كان سيعتني بشادي أيضا وسيزين غرفة فلة معنا ، واثقة من أنك كنت ستعامله كما لو أنه من صلبك وليس ابن خطيئة اقترفتها في حق نفسي قبل أي أحد … حزنت لفراقه وكل مرة يخطر ببالي ملامحه التي لا أتذكرها ترى كيف سيبدو لو بقي معنا وبقربنا ، و
شهاب(اعتصرها بقوة حين بدأت تبكي وتشهق):- ميرا ميرا يا روحي توقفي عن تعذيب نفسك ما تفعلينه الآن سيؤذيكِ ويؤذي صغيرتنا ، لما تذكرته اليوم ماذا حصل ؟
ميرا(رمشت وهي تدك وجهها على صدره):- أحتاج للنوم
تعب وهو يحاول أن يفهم منها ما يرهقها لكنه عرف بأنها لن تنطق بحرف ، كان بوسعه أن يجبرها بالعنف والقوة ولكنه لم يشأ جرحها ومضاعفة مواجعها لأنها هشة الآن أكثر من أي وقت مضى ، مشاعرها باتت لينة حد الانكسار فما الذنب العظيم الذي يثقل كاهلها بهذا القدر.. وجد نفسه يهدهدها حتى غفت بين يديه رفع الغطاء عليها وقبل وجنتها قبل أن يخرج ويستفرد بهنادي ليفهم ما الذي يجري مع زوجته
شهاب:- إنها زوجتي يا هنادي ويجب أن أعرف مما تعانيه لكي أستطيع مساعدتها ، ودوركِ متجلي في أن تخبريني بالحقيقة فرجاء لا تدعي هذا الحوار يتخذ منعطفا غير حميد
هنادي(مطت شفتيها):- لن أستطيع سيد شهاب سامحني
شهاب:- هنادي أنتِ هكذا تساهمين في سوء حالتها ، فكري معي في مصلحتها وأعطني الجواب المبين لكي أتفهم ما يحصل معها ؟
هنادي:- ستخبرك سيدتي في الوقت المناسب أعتذر منك سيد شهاب
شهاب(عرف أنها لن تبيعها لذلك تراجع بحنق):- أوك هنادي يمكنكِ الذهاب …لكن لو حدث لها مكروه أو أصيبت بمغص سوف تكونين الملامة أمامي
هنادي(تنهدت بقلق عليها لكنها لم تتراجع عن موقفها قط):- عن إذنك سأتفقد شادي
مسح على جبينه ونزل من الطابق العلوي وهو ممتلئ بما يكفيه من الأعصاب ، لحظتها أمسك هاتفه واتصل بأكثر الأشخاص راحة له في مثل تلك الأوقات الغريبة
وائل:- ابن العم ؟
شهاب(بتذمر):- غيابك طال يا وائل متى ستعود ؟
وائل(عقد حاجبيه من سؤاله فأصلا شهاب لا يذكر اسم وائل كاملا إلا في أوقات نادرة):- شيهوب ما القصة ؟
شهاب:- مشتاق لك يعني أحرام أن أشتاق لأخي ؟؟
وائل:- ليس حراما يا أبله ولكنني قلقت
شهاب:- يا سيدي لا يوجد شيء فقط أفتقدك بمحيطي ، غدا زفافي
وائل:- يس وحزين لأنني لن أكون جوارك ولكنني سأشاهدك أوجدنا طريقة متفقة عليها مع إياد
شهاب:- هااا إذا كان هكذا سأكون جد جد سعيد ، لكن أكيد ليس بقدر فرحتي بتواجدك بجواري
وائل:- حسنا عوضني أنت في زفافي ههه
شهاب:- ما هذا يا هذا أنا من قبل الزفاف بشهر سأرابض بشقتك ، فكم من أخ أملك يعني
وائل:- ههه يا سلام وكيف حال ميرا وشادي ؟
شهاب:- بخير … سيكونان كذلك الأمور هنا على قدم وساق نحاول ألا نغفل عن شيء ، تعرف متطلبات ميرا وما تستحقه مني
وائل:- الله يعينك يا عزيزي .. لا تحتاج شيئا مني صح ؟
شهاب:- وجودك فحسب ، اتصلت بأختك بعد الزفاف بأيام ستكون هنا سأستقبلها إذا ما أرادت لكن على الأرجح سيسبقني جدك ويقوم باستراق الأضواء
وائل:-ولو حتى حاولت معها فهي قد أوضحت غايتها بالبقاء معه ، دعها على سجيتها حين سأعود سأرى ما يسعني فعله مع تلك المعاندة
شهاب(انتبه لصوت بوق السيارة في البوابة):- على الأرجح وصل عمك بطقمي الخاص علي أن أزعجه قليلا ما ربما تزوج من بعدي
وائل:- بلغهم سلامي إذن …
كان ينتظر عمه ليشبعه من خبيث الكلام ما يستفزه ويمازحه ولكن ظنه خاب حين وجد رصاصة آل الراجي لا عفوا مدفعية آل الراجي بوجهه مباشرة ^^
نور(بدون سلام ولا كلام):- أين أختي ؟
شهاب:- مخطوفة يا مسائوو
نور:- هممم مساااااؤه عطر وفل وعنبر وياسمين ماذااااا لديك ؟
شهاب:- ولا شيء فقط لو تخففي من نبرة التهكم التي تتمتعين بها ربما ربما قد تحلو الحياة بعيونك
نور(حولت عينيها بتأفف):- أمي هل أجركما بالحبال هيا ادخلا
مديحة:- ما بكِ يا بنت تجريننا كالنعاج والله نفسي انقطع من الدرج الأمامي ..
دينا:- مرحبا عمو شهاب أين شادي اشتقت له ؟
شهاب(انحنى وقبلها):- أهلا باللطيفة العسل ليت أمكِ تتمتع بنصيب من خصالكِ الحنونة
نور:- أستطيع سماعك جيدا ع فكرة
عواطف:- هه مساء الخير يا بني جئنا لتفقد سمر أهي نائمة ؟
شهاب:- أهلا بكم طبعا البيت بيتكم ، أ.. نوقظها لو أردتم ؟
عواطف:- لا داعي لأن تعذب نفسك أصلا نحن نريدها بشكل خاص هيا يا مديحة
نور(جلست واضعة رجلا على أخرى وناظرته من محله):- يتضح لي أننا سنجالس بعضنا في نهاية المطاف تفضل
شهاب(شبك يديه وجلس):- لما لا أساسا لن أجد متعة خارقة للعادة غيركِ بالجوار
نور:- إن كنت ستسخر سوف أجالس الحيطان بدلا عنك
دينا(ضحكت منهما):- ههه أين شادي يا عمو شهاب ؟
شهاب:- إنه بغرفته مع المساعدين اذهبي إليه عزيزتي لا بأس في ذلك
دينا:- مامي سأكون بغرفة شادي
نور:- لا تحاولي حمله آخر مرة كاد أن يسقط من بين يديكِ وتقتلنا ميرا
دينا(ركضت للأعلى):- حاضر مامي سأكون حذرة
شهاب:- ههه وماذا فيها السقوط يقوي العظام
نور:- هاها ما شاء الله عليك واضح أنك سقطت كثيرا في صغرك ؟
شهاب(اختفت ابتسامته ونظر جانبيا):- بالعكس ،كانت طفولتي جميلة جدا حتى أنني لا أذكر سقطة واحدة .. ولكي تضحكي على راحتك فسقوطي كان بعد أن كبرت .. هكذا هي الدنيا
نور(رفعت حاجبها وشعرت وكأنها لمست وتره الحساس):- كيف ماتا ؟
شهاب:- تعرفين أمي كانت بالمصحة العقلية التي صدف وكانت فيها ميرا وتقريبا انتحرت
نور:- أخبرتني ميرا عنها لكن لم تخبرني شيئا عن أبيك ؟
شهاب(عقد حاجبيه):- لا أعرف تفاصيل كثيرة بشأنه لكنه غادرنا أول واحد ، وكان هذا ما تسبب بمرض أمي التي ما عادت تعيش إلا لتبكيه
نور:- قصتك محزنة
شهاب(وضع رجلا على رجل):- لست أنتظر استعطافكِ فتعفف ملامحكِ يكفني عن ذلك
نور(نظرت جانبيا):- كيف هو شعور الإنسان حين يفقد أباه ؟
شهاب(مط شفتيه استغرابا من سؤالها لكن أجاب):- شعور قاتم وكأنكِ في بقعة مظلمة متخلى عنكِ من قبل شخص كان ذات يوم يقودكِ نحو النور ، تفقدين شعور الأمان ويصبح كل شيء بالنسبة لكِ متاحا للخوف والجزع من أي شيء يحيط بك ، بعض الناس تتحول إلى وحوش في نظرك وبعضها لا يأخذ منكِ دقيقة تفكير لأن دوافعكِ الدفاعية قد باتت أكثر شراسة وحرصا ممن يضمرون لكِ الشر ، والعنف هو الجواب الأول لمثل هذه الحالات
نور:- غريب .. أنا لم أستشعر أيا من هذه المشاعر حين فقدت أبي بالعكس تنفست بأريحية واكتشفت بأنني لم أكن أحمل أي ذرة مشاعر تجاهه ، حتى أنني استغربت قسوة قلبي حيال موته وتأثرت لأجل أسرتي وعائلتي لدرجة قصوى ، لكن هو وجدت دموعي لأجله لا تقل عن واجب عزاء من ابنة لأبيها ، ههه يعني اكتشفت أنني أصلا لم أعرفه ولم أكن أراه أبا كبقية أقراني …هكذا
شهاب:- أي أب في هذا الكون يحب أطفاله لا يوجد من لا يكن لهم مشاعر الأبوة ، لكن هنالك فوارق في النشأة الخاصة بكل أب وخصوصا إذا ما كان لديه مجموعة أولاد فإنه سيفرق في محبتهم بشكل متفاوت رغما عنه ، قد يميز أحدا وقد يحتقر الآخر مثلما فعل أبوكِ معكم
نور:- أشك أنه أصلا كان يحبنا يا شهاب ، لذا لنقفل هذا الموضوع إنه يثير اشمئزازي
شهاب:- معكِ حق أصلا لا أدري كيف انجرفنا في هذا الحديث ، نحن ليس بيننا حوار
نور(بعنفوان):- وسنبقى كذلك همم
هنادي:- سيد شهاب ممكن لحظة ؟
شهاب(وجدها فرصة للتملص من نور):- طبعا طبعا
نور(نفثت بأريحية بعدها):- قال حوار قال مالي جننت كي أكلم هذا الأخرق بهذه الطريقة هذا ما كان ينقص
الحارس(بعد لحظة):- عفوا سيدتي لكن عليكم توقيع استلام فستان الزفاف ، أين أجد السيد شهاب ؟
نور(بعنادها الشهير):- سأوقع أنا إنه فستان أختي وليس فستانه أرني أين هو ؟
الحارس(قادها للخارج):- تفضلي معي إنه خارج البوابة
نور:- أدخلهم يلعن هبلك أتريدني أن أقطع المسافة من هنا حتى البوابة الرئيسية ت ت ت من أين تفهمون يااااا …
الحارس(صفر لرفاقه بفتح الأبواب):- حالا سيدتي
دخلت سيارة كبيرة من البوابة وتقدمت صوب مدخل القصر ، نزلت منها فتاة عاملة ورفقتها أحد العاملين سلم ورقة الوصل لنور التي وقعت بالاستلام وأعطوها الفستان الضخم وهو مغلف بجلد بلاستيكي ووضعوه بين يديها ، نظرت إليه وسرحت فيه وفي شكله الخيالي الذي تحبذه أي أنثى ، شيء ما تحرك في داخلها .. فهي لم تفرح يوما بهكذا فستان أصلا لم تلبس مثله بل كانت تتزوج بلا روح وما ارتده كان شيئا أبيضا رمته على جسمها وحسب ، أما هذا لم تعرف لما شردت فيه ولما سرقها نحو حلم جميل لو يتحقق سوف تكون امرأة أخرى … لم تشعر بعدد الدقائق التي مرت عليها وهي تحمله بين ذراعيها واثبة محلها ولم تشعر لا بمن دخل ولا بمن خرج ، لحين تقدم إليها وهو يحمل طقم رجاليا خاصة شهاب وكانت لقطة فريدة من نوعها أن يجتمعا وكلا يحمل بين يديه حلم أحبته الذي سيتحقق يوم غد
فؤاد(تأمل نظرتها وابتلع ريقه من عذوبتها):- يليق بكِ على فكرة
نور(انتفضت من صوته ورمقته بطرف عين ونظرت للطقم بين يديه):- أ… ما هذااا يا يعني لقد وصل للتو
فؤاد(رفع طقم شهاب المغلف):- وهذا أحضرته للتو
نور(نظرت لهذه المفارقة العجيبة ورمقت ما بيده وما بيدها):- تمام بما أننا النائبين الرسميين للعرسان فطبيعي أن نحمل ما سيلبسانه ههه ، هذا هو
فؤاد(تحرك لأجل الدخول):- لا داعي للتبرير يا راجية الأمر بسيط
نور(رفعت حاجبها):- هل اعتذرت ؟
فؤاد:- طبعا لست أحمقا حتى أعتذر من مديرتنا التسويقية عن عدم حضورنا لعيد ميلاد ابنها فقط لأن حبيبتي دينا كذبت كذبة بيضاء وصارت حقيقة
نور(سارعت خطاها وسبقته):- أنت تجد ذلك ممتعا أليس كذلك ؟
فؤاد(مضى قبلها مجددا):- إنه عيب في حق ابنتكِ أن تجد نفسها كاذبة أمام رفاقها ، ألم تفكري بهذا وتحسبي حسابه أم أن نزعاتكِ المجنونة التي تتشكل في عدم الالتقاء بي في أي مناسبة ولو حتى كانت صدفة خلقتها الأقداااار ؟
نور:- أنت هنا تهاجم بشكل غير منصف ، لأن المشكلة كانت بسبب ابنتي أقر بذلك لكن أن تتمادى فيها أنت وتقبل الحضور للحفل بصفتنا زوجين وأبوين لها فهذا كثير علي تحمله
فؤاد(توقف عند المدخل مفاجئا إياها):- الآن أخبريني بذمتك هل أنتِ تخشين على ابنتكِ أم عليكِ ؟
نور(رمشت بعينيها وعقدت حاجبيها بعنف):- أتحسبني ميتة في هواك وأنا لا أعرف ، هوووه استيقظ عمو فؤاد أنا نور الراجي ولست متاحة لأ…
فؤاد(اقترب من وجهها وهمس فجأة):- عصبيتكِ هذه ….
نور(فتحت فمها وقد صعدت معها حمرة من حرارة قربه):- ….لارد
فؤاد(رفع رأسه للحظة وناظر عينيها):- إنها تقتلني
نور(أفرجت عن آه مكتومة وهي تلعن مشاعرها التي تجمد بقربه):-…مطلقا لا أسمح لك بالاقتراب مني خطوة خطووووووة سمعتني ..أم أمييييي قد وصل فستان ميرا يا عوااااطف
رمقها بطرف عين حين تملصت منه وهي تهرب من جملته التي هزت عرش مشاعرها وكشفتها ، ركضت دون توقف ودلفت لغرفة سمر دون إذن وهي تلهث لتجدهم جالسات حول أختها بل كانت عواطف تحضنها …أي متى ولد هذا الحب يعني ؟
نور(استعادت رباطة جأشها):- الله الله على عشق الراجيات صرنا نحس بالغيرة هاه ، شوفو قد وصل الفستان ما رأيكم ؟
مديحة(ببكاء):- يا الله ما أجمله يا سمر تلبسيه بالهناء يا ابنتي
ميرا(رفعت حاجبها بمديحة):- خالة مديحة نحن لم نتصافى بعد وأشك أنكِ اعتبرتني يوما مثل ابنتك يعني اطلعي من هذا الدور فنحن نعرف ما يدور بالخواطر
عواطف(شعرت بتملص ميرا من حضنها):- لما هذا الكلام الآن يا سمر ؟
ميرا(رفعت الغطاء عنها ونهضت):- أنا لا أنافق ولا أجامل أنا أقول الحقيقة ، هل سبق ودافعت عني أيكما قد كنتما خاضعتين مثلكما مثل كل فرد من ذلك البيت حتى جدتي كانت تحت سلطة أبي الظالم
نور(علقت الفستان بالمشجب):- أوك إنه جنون ما قبل يوم الزفاف تحملوها
ميرا(وثبت مكتفة يديها):- أتعلمان ماذا لن أكون قصة درامية بعد الآن ، أريد أن أسترجع حياتي كما استحققتها من البداية ، صحيح لن يعود أي شيء مما ضاع مني ، ولكنني لن أرثي حال الماضي بل سأطالب بكل ما كنت دوما أتوق إليه ..
مديحة:- والمطلوب يا ابنة أختي ؟
ميرا:- امممم لنبدأ بتصفية القلوب أولا .. أنتِ خالتي ولكِ علي واجب الاحترام وأنا أيضا أطالبكِ بالمحبة التي أستحقها
مديحة:- ولكنني أحبكِ يا بنت من أين تحضرين خلاف ذلك أم أن عمتكِ سماح لعبت بعقلكِ آخ تلك الحرباااااء وأفعالها
ميرا(أخفت ضحكتها):- ههه اللوم عندكما عادة وجب قطعها ، لكن لأريح بالكِ فهي لم تتفوه بحرف
مديحة:- طيب ماذا تريدين مني أن أفعل وسأفعل لتقتنعي أني فعلا أحبكِ ؟
ميرا:- لست أدري أنتِ من عليه أن يعوضني
عواطف(سمعت صوت هاتفها يرن وأجابت):- ها حلوتي أين أنتِ ؟
كوثر:- أخبروني أنكم ببيت ميرا ،، أردت فقط إخباركِ بأنني مضطرة للذهاب لبيتنا كي آخذ بعض الأغراض الخاصة بالحفلات الفخمة ههه يعني أشياء أبقيها بعيوني
عواطف:- أيوة أيوة لأجل اكتمال البدر ماشي يا عمري اذهبي ، ها لكن ماذا بشأن أبيكِ ؟
كوثر:- لهذا اتصلت بكِ خالتي عواطف رجاء كلميه واعرفي أين هو كي يتسنى لي الذهاب في غيابه
عواطف:- طيب سأفعل لكن لا تقحمينا بمشاكل هاه هو أصلا على آخره
كوثر:- يسلم لي الدعم ههه يلا أنا سأنتظر اتصالكِ لكي أتحرك
عواطف:- ماشي خليني أتصل بالأول
ميرا(حولت عينيها وهمست لنور):- الست نسيتنا تماما أهذا عشق أم عشق ؟
نور(تأوهت بعمق):- إنه جنون العشق
مديحة(نهضت):- سمر قلبي ينغصني هل ستخبرينني بسر جملتكِ قبل قليل أم سنبقى هنا اليوم بطوله
ميرا(كتفت يديها):- والله هذا شيء عليكِ أن تسعي إليه لوحدك ، الحب لا يشترى بل يكتسب
مديحة:- يا ويلي على هذه ستجلطني نور هل أختكِ تتلاعب بي ؟
نور:- هههههه الله على الفطينة خالتنا مديحة بالفعل هي تمازحكِ وأرادت فقط جس نبضك
ميرا:- ههه ولكنكِ لم تتراجعي جعلتني أستغرب
مديحة:- لأنني فعلا صادقة بمشاعري كنتِ الفرحة التي جعلت أختي تبقى بحياتي ، لولاكِ لكنت حرمت منها منذ أمد بعيد ، حين ولدتِ زرعتِ فينا حبكِ بعفويتكِ الرقيقة وبالفعل أحببناكِ ، لكن حين كبرتِ خلقت المشاكل وصرنا نتجنب الحب في البيت فقط كي لا نزيد من حقده عليكِ ، نحن لطالما دافعنا عنكِ في الخفاء لكي لا تري الفشل القميء حين تبادل رغباتنا في حمايتكِ بالفشل ..
ميرا(لأول مرة تسمع ذلك الكلام سحبت يدها من خصر نور حيث كانتا تضحكان عليها):- ..لارد
نور(انتبهت لعودة عواطف التي دخلت للحمام كي تتكلم عبر الهاتف):- يا جماعة لما نفتح الدفاتر القديمة في ليلة حناء ميرا همم ، علينا أن ننظم الأمور التي أتينا لأجلها كي تلتحق بنا البنات مساء أليس كذلك ؟
ميرا(فجأة انفجرت دون سابق إنذار):- مع ذلك … كنت طفلة بحاجة لربتة على الكتف لحضن يداوي جراحي ولكنكم فضلتم الصمت
عواطف(تقدمت نحوها):- وكانت غلطة مهما اعتذرنا بشأنها لن تغفري ، لذلك دعينا نذهب يا مديحة نراكِ الليلة يا ابنتي
ميرا(نظرت لنور التي مطت شفتيها بقلة حيلة):- مهلا مهلا أنتِ لا تتحدثين بجدية ؟
عواطف:- بلى أتكلم بجدية فأنتِ لا تفلتين فرصة ولا تذكرين فيها هذا الموضوع ، حتى ليلة زفافكِ ما زلتِ تتطرقين إليه رغم أنكِ تعلمين علم اليقين أنه يؤذينا في الصميم ودون استثناء
ميرا:- حسنا … كنت أرغب بالمزاح فقط ولكنكِ صدمتني الآن ، أيعني هذا أنني أشكل دفترا للأحزان بالنسبة لكم ؟
نور:- هوهووووه لما تبالغين يا أختي من قال ذلك
ميرا(بدموع):- هما
نور(نظرت إليها ووضعت يدها على خصرها):- لنخرج من هذا المود السخيف هياااا
عواطف:- هههه كنا نمازحكِ أيضا سمعتكِ من الحمام حين ذكرتِ ذلك لخالتك ، وقلت لما لا نرد لها الصاع صاعين شفتي ؟
ميرا(انفجرت ببكاء):- وااااي حسبتكِ تتكلمين بجدية ماماااا
عواطف(وكلمة ماما أنجبت بداخلها الورود):- ولو أينفع مرور زفاف دون مقالب ههه تعالي إلي
وعلى مزاح من هنا على دموع السيدات الفاضلات سنرى السيد فؤاد وصغيرته رفقة شادي فقد فاجأها بدخوله عليها وإغماض عينيها بيديه
دينا(كانت تحمل شادي بحضنها وفؤاد يثبته وهو ينحني القرفصاء أمامها على الكرسي):- إنه لطيف
فؤاد:- طبعا الرشوانيون كلهم لطفاء
دينا(مطت شفتيها):- والراجيات لطيفات أيضا
فؤاد:- أياااي طبعا طبعا ، لكن تخيلي معي مزيجا ما بين الراجيات والرشوانيين ماذا سينتج ؟
دينا(برقت عيناها):- آيسكريم متعدد النكهات
فؤاد(صغر عينيه ومسح على شعر شادي):- بالفعل مثلجات لذيذة لا يشبع منها ، أود سؤالكِ عن شيء دينا بما أنكِ كبيرة كفاية الآن
دينا:- طبعا 13 سنة يعني أصبحت شابة
فؤاد(رفع حاجبه):- شابة على من يا عمري ستظلين طفلة إلى أن تبلغي سن الرشد ، ثم ما وضع الأخ صهيب رأيته في حفلة الآباء يدافع عنكِ ويساندكِ هاه اسمعيني جيدا التفتي لدراستكِ وإلا حرمتكِ من الذهاب لحفلة عيد ميلاده
دينا(فزعت):- هئئئ أتقصد بأنني متهورة ؟
فؤاد:- من ذكر لفظ متهورة ؟
دينا:- جملتك دالة على ذلك ، أووه وأنا من حسب بأنني مؤدبة في نظرك يعني هل علي أن أقيم عاداتي من جديد لكي أرضيك عمو فؤاد ؟
فؤاد(رمش بعدم فهم):- لحظة لحظة كم عمركِ ؟
دينا:- 13 تقريبا
فؤاد:- أوك أحسب بأن عمري وعمركِ معكوسان هناك لبس ما ، أوبس أعطني إياه قد نام على كتفك دعيني أضعه بسريره دندونتي
دينا(أعطته إياه وبقيت ممتعضة):- حاضر
فؤاد(حمله بين ذراعيه وانحنى لوجنته مقبلا إياه بحنان ومحبة):- هيا نم يا بطل ونحن سننسحب كي لا نزعج نومتك حبيبي
دينا(استقامت وتوجهت صوب باب الخروج):- …لآرد
فؤاد(غطى الصغير في سريره وانتبه لخروج دينا على ذلك الوضع المتذمر):- يا حبيبي ^^
استوقفها بالرواق بعد أن أغلق باب غرفة شادي ، لكنها لم تصغي لندائه فاضطر لاعتراض طريق المدللة حين وثب أمامها وانحنى ممسكا يديها ..
فؤاد:- لما غضبتِ ؟
دينا(تنهدت وهي تهز كتفيها):- أحسد شادي
فؤاد:- أهااااه معكِ حق بدوري أحسده لأنه ينال كل اهتمام الكبار
دينا:- أحبه ولكن .. أحبك أيضا ولا أريد رؤيتك تحب أحدا غيري أو تهتم به
دينا:- هل هذه غيرة أم سلطة ترغبين بفرضها علينا ست دينا ؟
دينا(كتفت يديه):- مجرد أمنية
فؤاد(استسلم لبراءتها وجثا على ركبة واحدة وجذبها إلى حضنه):- ليكن في علمكِ يا دندونتي لا يوجد من يتربع على عرش قلبي سواكِ
دينا:- هههه طيب وماذا عن ماما ؟
فؤاد:- أوك لأمكِ المملكة بأكملها لكن أنتِ الأميرة المدللة فيها
دينا(لامست خدوده بحنان):- أحبك عمو فؤاد وأحيانا أغار عليك لذلك أتصرف بعبث
فؤاد(ضمها إلى حضنه واشتم عطرها شعرها وهو يمسح عليه بعطف):- وعمو فؤاد يحبكِ دينا ويتمنى أن تسامحيه يوما ما
نور(اقتربت منه وهي عاقدة حاجبيها):- تسامحك على ماذا يا بعدي ؟
فؤاد(قبل وجنة دينا واستقام):- أمر عابر أراكما غدا
دينا:- هئ ألن تبقى لليلة حناء عمتي ميرا ؟
فؤاد:- إنها ليلة خاصة بالنساء يا عمري يعني سأكون رفقة شهاب وهمام وإياد وبقية الشباب
دينا:- طيب غدا سترى فستاني متأكدة من أنه سيعجبك قد حرصت على انتقاء شيء أنيق
فؤاد(مسح على شعرها):- واثق من اختياراتكِ عزيزتي
نور:- دينا توجهي لغرفة خالتكِ ميرا إنها ترغب برؤيتك
دينا(عرفت أنه موعد الانسحاب لذلك غمزت لفؤاد):- تشجع
نور(رفعت حاجبها بعدم فهم وهي تلاحق دينا بعينيها):- علام تتفقان ؟
فؤاد(تقدم صوبها):- أمر بيني وبين صديقتي الصغيرة وانتِ مالك ؟
نور:- أنا أمها
فؤاد(وأنا أبوها):- وأنا صديقها الأمين
نور:-الله أعلم إلى ما تخطط لكن عساه شيئا لا يقحمنا بالمشاكل
فؤاد:- ههه
نور:- لما تضحك ؟
فؤاد(تحرك صوب النزول):- يضحكني الفضول المشع من عينيكِ
لم يعطها مجالا لكي تشبع فضولها كما ذكر لكن مع جنون الراجية الأولى في القمع والتعذيب النفسي أكيد سيجد نفسه عرضة لخطر محدق ، لحقت به للأسفل واستوقفته لكنه لم يوليها اهتماما لذلك سحبت سكين الفواكه بوجهه هوووه ست نور تطورتِ لا ؟
فؤاد(رفع يديه بضحك):- هههه هل علي أن أبدأ بالاعتراف ، ع فكرة أنا جاهز لذلك في كل آن
نور:- بدون محاولات لإثارة حفيظتي سيد فؤاد أخبرني الآن ما الذي يجري بينك وبين ابنتي ؟
فؤاد(فتح سترته وجلس على الكرسي واضعا رجلا على أخرى):- كل خير
نور(اقتربت بالسكين):- فؤاد رشوان أمامك دقيقة لتعترف ؟
فؤاد(ضحك منها ونظر جانبيا):-آه يا نور متى ؟
نور(أحست برجفة وأغمضت عينيها):- متى سأذبحك بعد دقيقتين لا تستعجل
شهاب(خرج من الرواق وصدم بالمنظر):- يا ويلي ما الذي يحدث هنا ؟
نور(صوبته نحوه):- لا تقترب
شهاب(وقف محله):- حسرتي عليك يا عمي كنت قد بدأت أستلطفك رحمك الله
فؤاد:- ههه ألن تنقذ عمك يا خسيس ؟
شهاب:- مع سفاحة آل الراجي نو نو اعذرني أراك في النعيم ههه
فؤاد(رمقها وهي مشدوهة في شهاب وانتفض ملتقطا السكين منها):- لا تعبثي بهذه الأغراض مجددا قد تجرحي إصبعكِ دون قصد
نور(صغرت عينيها فيه بلؤم):- يعني لن تخبرني تمام سأجرب الضغط على دينا فأكيد هي لن تخفي عن أمها
فؤاد(رمى السكين على الطاولة واقترب منها):-نحن نجهز هدية لأجلكِ غدا تمام فهمتِ الآن ؟
نور(فتحت فمها وزمته بغيظ):- هدية لأجلي والسبب ؟
فؤاد:- شيء متفق عليه بيني وبينها خلاص لا تسألي أكثر
نور(رفعت حاجبها):- تمام سنرى …
رمقته بحدة حين سمعت صوت رنين هاتفها وقد كان من البيت ، ابتعدت عنه وأجابت على إخلاص وأخبرتها بموعد تحضيرهم كي تذهب لإحضار البقية بمساعدة من كوثر ..
إخلاص:- يلا يا بنات ابدأن التجهيزات بعد قليل كي لا تؤخرننا تمام ؟
ليان:- أنا سأبدأ الآن بالأحرى أنهي تحضيراتي
نهال:- روحي يختي فحين سأصعد لا أحبكِ بمرآتي تمام ؟
ليان(حولت عينيها فيها):- نينين حمقاء
نهال(ضربت على فخذها):-اللهم طولك يا رووووح
عفاف:- تمام نهال خلصينا من القصة ساعديني في تحضير الصغيرين رنيم على وصول
سماح(كانت تعدل وشاحها):- متى ستحضر نور يا إخلاص ؟
إخلاص:- بعد ساعتين غالبا
سماح:-طيب جهزي نفسكِ لتعتني بالصغيرين ويهتم البقية بأنفسهم قبل مجيء ابنة عمك ، سأتفقد عمتي لم تبرح غرفتها منذ ذهابهم
إخلاص:- على بركة الله
توجهت إخلاص لغرفتها وتنهدت حين أمسكت بهاتفها لعلها تجد صدى لنجوى قلبها المحترق على فلذة كبدها الذي لم يسأل عنها ولو باتصال منذ مدة ، وجدت نفسها تتصل فالأم تبقى أما حتى لو حزنت على أولادها وغضبت منهم طول العمر ..
إخلاص(بصوت مرتعش):- عبد الجليل ولدي
عبد الجليل:- أهلا أهلا أماه عاش من سمع صوتك ماذا هل أقحمتم أنفسكم بمشكلة جديدة ؟
إخلاص:- لا يا بني أمك اشتاقت إليك فحسب ،أ.. هه غدا زفاف خالتك ألن تجرب الحضور ؟
عبد الجليل(تذكر أمرا خاصا):- لا لن آتي لزفاف المناكر والفساد ثم أبي لن يسمح لي
إخلاص:- اعتقدت أنك اشتقت لي مثلما أشتاق لك يا بني
عبد الجليل:- هيا أمي كبرت على هذه المشاعر وإن لم يكن لديكِ أمر ضروري علي أن أقطع الخط لدي أمور هامة
إخلاص(امتلأ قلبها بالدموع):- حسنا يا عزيزي لن أعطلك على عملك وفقك الله
عبد الجليل:- همم همم سلام
لمياء(وضعت الأكل على الطاولة):- أبوك سيحضر بعد دقائق يعني لن تجن الآن عبد الجليل أصبحت مُلحا بشكل غريب
عبد الجليل(مرر يده على خصرها):- أنتِ من جذبني لعالمك فتحملي يا عمري
لمياء(سمعت صوت المفتاح):- احم أبوك أبوك أزل يدك
عبد الجليل(ضربها على مؤخرتها بخفة وهو يضحك):- أبتااااه يا مرحبا يا مرحبا
عمر:- أهلا بني تأخرت عليكما اعذراني بقيت مع الشيخ محمد حتى أكمل درسه ، وغدا أمسية الأئمة في بيته إن شاء الله
عبد الجليل(تلاعب بعينيه):- أيمكنني مرافقتك أبي ؟
عمر:-كان بودي ذلك لكن عدد المدعوين محدود
عبد الجليل(ضحك):- وفيك الخير والبركة
عمر(توجه للمطبخ وأطل عليها وهي تصب الأكل في الأطباق):- كيف حالكِ يا وردتي ؟
لمياء(بخجل):- ابنك معنا
عمر:- اممم إذن موعدنا الليلة حين يقفل علينا الباب هه سأذهب لغسل يدي
عبد الجليل(رمقه بحدة واستقام فورا وأطل على الرواق حين أقفل عمر الباب وتوجه صوبها):- اسمعيني جيدا لو سلمته جسدكِ لن تلومي إلا نفسك ، فهمتِ أنتِ ملكيتي ؟
لمياء(وضعت يديها على صدره):- ههه وبدوري لا أريده يا حبيبي بل سأكتم شوقي إليك حتى الغد
عبد الجليل(غمز لها):- أعشقكِ حين تفهمينها وهي ترفرف في السماء
لمياء:- هيهيي بطبيعة الحال سأفهم أي شيء يوده حبيبي
عبد الجليل(فرك يديه بحماس وعاد لمحله):- هه لنلعب يا موزتي هههه …
ستلعب يا أخونا في الله لكن بعداد عمر أبيك مع الأسف ، عمر كان غافلا عما يجري حوله لكنه يستحق ذلك فكل هذا جراء إهماله وظلمه لشيماء وزوجته المخلصة كاسمها والتي ما زال زواجه من أخرى يحرق قلبها ،وكلما سمعت سيرة زواج انقبض خاطرها تلقائيا فهي تبقى امرأة قمعت روحها الأنثوية في سبيل رجل مستبد باعها عند أول محطة رغبة …. كانت تبكي على صورة ابنها وهي تتذكر حياتها التي مرت كلها في مرار طافح لم تشهد يوما سعيدا إلا للحظات تعد على أطراف الأصابع ، يلا كله خير
نبيلة(دخلت عليها):- تأخرتِ وقلقت البنات عليكِ ؟
إخلاص(مسحت دموعها):- أنا جاهزة جدتي ننتظر قدوم نور فحسب
نبيلة(ردت الباب خلفها وتقدمت بعصاها نحوها):- لما تبكين ؟
إخلاص:- ولا شيء تذكرت ابني
نبيلة:- معكِ حق أن تشتاقي إليه لكن لا تطيلي الاشتياق كي لا تتألمي فهو أصلا ولد عاق
إخلاص:-لم يكن هكذا أبوه هو السبب فيما آلت إليه أحواله ،جعله غير مكترث بالمرة لمشاعر أمه أو أخته حوله لنسخة مستبدة جاحدة مثله أكيد لن يهنأ في باله طوال حياته
نبيلة:- ما زرعه في ابنه سيحصده وكل ظلم إلا وله نهاية مسار،لكن يبقى الحلال أبديا مهما أحاطته الهموم والظلمات
إخلاص(جففت عينيها):- هه لعله خيرا يا جدتي الحبيبة دعيني لا أنغص عليكِ فرحتكِ لنوافيهم في الصالون
نبيلة(هزت رأسها وهي تنظر لإخلاص بتمعن وحسرة):- الله يهنيكِ يا ابنتي …
خرجتا معا للصالون وكانت للتو قد وصلت رنيم وهي تغلي غليانا من فرط العصبية ، لم تنطق بحرف ولذلك تدخلت إخلاص لتفهم منها ما الذي يزعجها لهذه الدرجة
رنيم:- الحقير الغبي ما زال يملك عينا لكي يواجهني لقد اعترض طريقي اليوم وأخبرني أنه سيعرف الحقيقة كلها وسوف يتأسف مني ويستردني لو اكتشف أن كل ذلك ملعوب ، أحمق أيحسب بأنه سيجدني بانتظاره فاتحة ذراعي له؟
إخلاص:- بما أجبته أنتِ ؟
رنيم:- شتمته وكدت أفقد صوابي باستفزازه لي لكنني هربت منه في أول سيارة أجرة
إخلاص:- ما أعرفه أن رأفت يحبكِ ولكن ما فعله بكِ لا يغتفر
رنيم(بدموع):- لن أسامحه حتى لو عرف الحقيقة سيكون قد تأخر كثيرا على طلب الغفران
إخلاص:- هييه يكفي لن تبكي يعني اليوم يستحق منا بعض الفرح أليس كذلك ؟
رنيم:- أي والله معكِ حق لن أبكي دعيني أجهز نفسي الليلة ليلة فرح وميرا أخت تستاهل
جميل أن يصمد القلب في وجه المحن والأجمل أن يستبدل الألم بالبهجة رغم المعاناة التي تحتم على المرء الاحتراق في محرقة الجراح التي لا تندمل ،.. كان يعلم سلفا أنها لن تغفر له وقد بدأ شكه يتجه لليقين وما عليه إلا الإمساك بالبرهان وكي يمسك بالبرهان عليه بمراقبتها ..
نورهان:- أ..أوك روريتا سأراكِ بعد ساعة في نفس المطعم ،تمام باي حبي
رأفت(سمعها وقد كان يرتدي ربطة عنقه):- هل ستخرجين اليوم أيضا ؟
نورهان:- لو كان ذلك يضايقك سأبقى
رأفت:- وهل في نظركِ سيعني لي ذلك شيئا احترقي حتى لن أهتم
نورهان(دمعت عينيها):- حسنا إذن سأفعل مثلما تريد فلا تسألني عن شيء مستقبلا ، كل يعيش مثلما يريد أو لما لا تطلقني ؟
رأفت(ضحك هازئا وارتدى سترته):- كان حريا بكِ التفكير بهذا قبل أن ترمي بجسمكِ ذاك في فراشي وتستغلين عشقي لزوجتي التي سأعيدها رغما عن أنوفكم
نورهان(هنا انتفضت بعصبية):- تعيدها ههه هذا إن وافقت على العودة إليك ، هه دعواتي لك
رأفت(هنا فهم أنها تملك اليقين في عدم عودة رنيم إذن هي واثقة من مصدرها):- سنرى ذلك
نورهان(ضربت الكرسي برجلها حين خروجه):- ففف متى سأتخلص من هذه المرأة المشعوذة تت
علي أن أرى رجب في أسرع وقتي أنا أختنق
اتصلت به وألغت موعدها معه بعد في المساء بل جعلته بعد ساعة طبعا وجدها فرصة لشقاوته ، وهي كانت تجدها فرصة للهرب من خيبة آمالها وحزنها كزوجة لم تفرح قط بما حلمت به طوال عمرها ، وطبعا لن تجد فمن تدخل بين زوج وزوجة يحبان بعضهما حتى لو ظفرت بما تريده فلن تصل للسعادة والحب الذي كان بينهما ،وهذا ما لمسته نورهان وهذا ما تحسر لأجله رأفت
حاتم(على الهاتف):- اتصلت بأكرم وأخبرني أنه لن يستطيع مراقبة خط هاتفها دون إذن
رأفت:- يا أبي كل يوم يمضي وتلك المرأة على ذمتي يشعرني بالتقزز والاشمئزاز
حاتم:- نفس شعوري طالما لم أجد ما يثبت تواطأ أمك معها
رأفت:-كلتاهما تستحقان الجزاء ، المهم أعد الاتصال بأكرم لعله يجد حلا لنا يا أبي أريد الخلاص
حاتم:- سأحاول من جديد لكن أنت لا تتهور دعنا نتصرف بحكمة يا ولدي
رأفت(نظر للعمارة من سيارته وأخذ يترقب):- سأعمل على ذلك
ما هي إلا بضع دقائق حتى خرجت وهي تسير بخفة من العمارة ،ركبت بسيارتها وانطلقت بها صوب وجهة غير معروفة لرأفت الذي أقلع بسيارته بعدها ليتبين وجهتها ويفهم ما الذي يدور من وراء ظهره، وسيكون غير جيد بالنسبة لها بتاتا أن تتجه صوب بيت رجب …. مضى وقت قد نعتبره آخر زمن سيربط اسمها باسم آل الحمداني الذي كادت تجن لنيل ابنهم الذي لطالما شكل لها حلم مراهقة تحول لهوس ، هوس عززته خالتها وجدان في كينونتها وجعلتها تقدم على الصالح والطالح في سبيل الحصول عليه ولكن حبل الكذب قصير جدا وها هي ذي ستعبر لآخر مرة منطقتها المحظورة ..
رجب(فتح لها الباب وأدخلها سريعا بعد أن نظر من كل جانب):- حبيبتي احترقت لوعة في انتظارك
نورهان(أخرجت من حقيبتها بعض المال):- هذا لك
رجب(بعدم فهم):- وُوو هل ستقطعين علاقتكِ بي ؟
نورهان:- لاء ولكنني أريدك أن تنسيني رأفت الليلة أتستطيع ذلك ؟
رجب(أمسك رزمة المال وبلل إبهامه وبدأ بالعد):- والله لو علي سأنسيكِ اسمكِ أيضا لو أحببتِ ما شاء الله تبارك الله
نورهان(رمت حقيبتها دون حياة وأزالت فستانها):- هذا إن بدأت الآن ؟
ناظرها بلوعة وهو يتأمل قوامها بشقاوة قبل أن يضع المال في درجه ويلتقطها في الهواء ويلقي بها في سريره ليغرب معها في لعنة شهوة ستجلب بعدها وبالا لا أول ولا آخر له …هنا كان يصغر عينيه بتقزز وهو يرى ذلك المنظر أمامه من نافذة البيت ، شعر وكأنه كان أضحوكة لها من البداية والخائنة الآن بين ذراعي حبيبها تتأوه … شعر بالدم يفور بدمه كيف جعل اسمه يقترن بعاهرة مثلها عاد لسيارته وأخذ يبحث عن شيء ليقتلهما به فقد غلا الدم في صدره وشعر بإهانة في رجولته وتوجب عليه أن يقتص ، لكن حين اصطدم أثناء بحثه بحذاء ابنته الصغيرة توقف لبرهة وهو يفكر بشكل أكثر منطقية .. من يستحق بقاءه وسلامته هم أولاده وحبيبته ولو قتل تلك الفاجرة وعشيقها لن يجني سوى السجن ويدمر حياته وحياة صغاره لأجل شيء تافه إذن لما لا يزج بهما هما بدلا عنه … في الحين واللحظة اتصل بأبيه وبلغه بالمستجدات وطاوعه في تبليغ قسم الشرطة التي وصلت أسرع من المتوقع بصحبة أكرم ..
رأفت:- ذلك هو البيت أكيد ستجدهما متلبسين أريدهما بالرداء فحسب يا أكرم ،إنهما يستحقان ذلك وأرغب بحضور التحقيق ما ربما كان هذا من مثل دور حبيب زوجتي رنيم
أكرم(ربت على كتفه):-ولا يهمك سأتصرف ،يا شباب لنتحرك أسرعوا ….
ما هي إلا لحظات حتى أحاطوا البيت ،دفع أكرم الباب برجله ولم يفتح وهنا صدح فيهم بالاستسلام طوعا فقد تم إمساكهم متلبسين ،لم يجبهما أي من رجب ونورهان التي ماتت رعبا في محلها وأخذت تحيط جسمها بالغطاء ، لكن اقتحام البيت صدمها حين صوبت الشرطة مسدساتهم برأسهما ودخل رأفت خلف أكرم وهو يصفق بابتسامة غبن وقهر
رأفت:- أهذا هو عشيقكِ يا زوجتي العزيزة إذن دعيني أهنئكِ به فأنتِ طالق طالق طااالق بالثلاث يا عمري انتهينا وأهلا بكِ في سجن الدولة جحيمكِ الجديد…
هل تبكي أم تشكي لم تعرف حتى ما ستنطق به نظرت لرجب الذي هدر فيها لائما فبسببها سوف يدخل السجن ،سحبوهما بالأغطية فحسب ليذلوهما كما يجب وتوجهوا بهما تحت أنظار الجيران مفضوحين نحو مركز الشرطة ، هناك تم التحقيق معهما واعترف رجب بكل شيء حول اتفاق وجدان ونورهان معه لأجل رنيم ، شرح الخطة كلها وهنا انفجرت أسارير رأفت فرحا بطهارة زوجته التي خذلها بشكه فيهاااا مع الأسف، أما حاتم فقد طلب استدعاء وجدان التي حضرت ملهوفة بدون فهم فيما يجري ليصدمها حاتم بالحقائق ويزيد عليها الطلاق أيضا .. انهارت هناك ولم تجد ونيسا لها ولا واحد من أولادها حتى فرأفت لم ينظر إليها قط ومازن لم يجبها أبدا أما هدى فلم تسمع اتصالها حتى فقد كانت في حفلة صخب مع رفاقها ، لذلك وجدت نفسها مجرورة في مشكلة نورهان رغما عنها … فور انتهاء الإجراءات التي أخذت منهم ساعات وساعات تم ترحيلهما للسجن لأجل استكمال التحقيق معهما صبيحة اليوم التالي وتحويلهما للمحكمة فالتهمة ثابتة عليهما وليس هنالك أي مجال للتشكيك .. وبعد كل هذا هل ستعود إليه ترنيمته أم أنه سيفقدها للأبد هذا ما عزم على معرفته غدا إن شاء الله ، وغالبا لن يجد صدى لأمنياته فحين يمزق وتين العشق ويلتحم بدلا عنه الفراغ يصبح اسوداد القلب شيئا لا مفر منه إذن ستتلقى يا رأفت جزاء عدم ثقتك فيها فهي الآن في بهجة ولن تشغل نفسها بك..
كانت بحفل الحناء ليلتها بصحبة الأهل بقصر ميرا يرقصون ويمرحون ويفرحون بابنتهم التي فتحت لهم أبواب قلبها هذه المرة دون ضغائن ففرحتها بخروج أخيها من السجن كانت تأشيرتهم للصفح على الأقل في زفافها فكلهم يستحقون هذه الفرصة …
رقية:- والله آخر سيلفي هلكتني يا إياد ماذا تركنا للغد ؟
إياد:- هشش آخر وحدة لأذهب فالشباب بانتظاري في شقة شهاب وأنا هنا أمرح مع حبيبتي
رقية(اتكأت على كتفه وهي تلتقط لهما صورة):- هاه انتهيت خذ
إياد(خطف قبلة من خدها):- يسلم لي الوسيم أنا يا ويلي ع اللون الأزرق قريبا أخطفكِ هكذا وبلاها حضورنا للزفاف
رقية:-ههه أنت لا تتوب مطلقا هيا اذهب قبل أن تنتبه لغيابي خالتي عواطف
إياد(غمز لها وغادر فعليا):-أراكِ يا رقيتي
رقية(لوحت له ودلفت):- باي حبي
كوثر(وجدتها بالقرب):- حبي أي على إيادي هلكته عشقا حتى ما عاد يفرق بيننا المسكين
رقية:- احسديني يا أخت كوثر ثم مالنا على الأقل أنتِ ستجربين الحب تطبيقي مش مثلي جفت شفاهي شوقا ل..
كوثر(احمرت خجلا وضربتها لكتفها):- والله ما كذب من قال أن الطيور على أشكالها تقع ، أنتِ وهو والسفالة عنوان مشترك
رقية:- هههه بذمتك الحب جميل ، تعالي تعالي لنرقص أموت في هذه الأغنية
كوثر:- وميرنا تحبها يا ليتها هنا كنا فرحنا
رقية:- سنعوضها في عرسك يا بنت ههه ويكون صبي القهوة بالقرب أيضا
كوثر:- هيييه سترقص لنا وصال رقصها المهبول أكيد جاسر سيقذفها بإحدى قذائفه لا محالة
رقية:- ههههه مش بعيد
عفاف:- يا بنات سنلتقط صورة مع ميرا التحقا هيا لتقوم بنكزكما لعلكما تلحقانها على عجل
كوثر:- أنا الأولى أنا العروس التالية هع
رقية:- خذي راحتك يا عمري ونحن اللاحقون
على مرح وأنس وفرفشة كانت الأسرة كلها تتبادل الأوقات السعيدة ، حتى الصغار فرحوا فقد أنزلوهم من عرباتهم الخاصة وأمسكوا أيديهم وصار الرقص والقفز عندهم أكثر متعة ، ضحكات شادي ارتفعت حيوية حين أمسكته إخلاص لتراقصه أما رنيم فقد أمسكت ابنها الذي أخذ يقفز نشاطا على الإيقاعات الموسيقية ، أما سجى فهي الوحيدة التي حظيت بالتصفيق من محلها تشجيعا لهما .. ناظرته ميرا من محلها وهي تنظر لبطنها وتستمتع بوقتها ، خصوصا حين استقامت البنات للرقص
نبيلة(رفعت شفتها):- أليس رجلا إذن لما لم يرافق الرجال ، لآ تدافعي عنه ذلك الكيان مشكوك في أمره أي والله ؟
نور:- هههه والله أنتِ تظلميه جدتي ، ثم هو لا يستطيع ترك ميرا لوحدها في هكذا ليلة
نبيلة:- شوفي شعره المموج آخ لو أملك أداة زج لكنت أزلته له كاملا وجعلته يبدو رجلا كما يجب
نور:- ههه والله صرتِ الرجل يا جدتي وأنا لا أدري
نبيلة:- طول عمري امرأة بألف رجل وهذا الولد هناك ياااع سوف أضربه يوما ما بعصاي ثقي بي
نور:- آه باتريك المسكين وحظه التعيس معكِ لن يجد مفرا ، سأطمئن على ميرا
عواطف:- ههه شوفو دينا والله راقصة معنا بالبيت ونحن لا نعلم
مديحة:- ههه إنها سعيدة وتعاند الصغار خليها تفرح
سماح(تلوز بعينيها):- أما كان عليهم توفير مصاريف هذه الليلة وإشراكها في حفل الغد ؟
مديحة(نهضت بتأفف):- الحمام أين الحمام بنت يا هنادي …
سماح(حولت عينيها فيها):- همممم
عواطف(ضحكت منهما):- يا إلهي لن تتوبا مطلقا …
نور(اتكأت على حافة كرسي ميرا):- أنتِ بخير ؟
ميرا(نظرت لحناء أصابعها):- سنزيل هذه ما إن نصعد لغرفتي لا أحب الحناء
نور:- إنها فقط فأل حسن يا بنتي ، وعلى راحتك سنزيلها لا تقلقي
ميرا:- كلهم سعداء أليس كذلك ؟
نور:- المهم أنتِ بما تشعرين ؟
ميرا(نظرت إلى كل واحدة فيهن وابتسمت):- حياتي رجعت لي …
ابتسمت نور بإشراق وعانقتها وهما تنظران لما يحصل حولهما في حفل الحناء الذي كان روعة بامتياز ،… هنا كان إياد ينقل الأخبار لميار الذي نبهه أن يبقيه على علم بالمستجدات إلى يوم الغد فاهتمامه كان شاملا بالعائلة عامة وبالخصوص ميرا التي كانت تستحق كل خير وفرح …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 07:15 AM   #689

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في روما
الأمور كانت متذبذبة فغيرة ميرنا من تصرفات جوزيت المريبة جعلتها تراقب الأمر عن كثب ، فجوزيت لا تتهور دون سبب ووائل لا يسكت لجوزيت طوعا أكيد هنالك ما يجري ، خصوصا أن الوشوشة بينهما كثرت ذلك اليوم منذ الصباح لم تتوانى جوزيت في الهمس له أمامها وأمام ميار ،وحين يسألها هذا الأخير تتحجج بشيء يخص ميرنا فيصمت كي لا يدخلا من جديد في حبل خصام آخر … أما حكيم فقد بقي على حاله حانق ومتعصب من أنفاسه شعرت به ابنته ولم تدري كيف تجعل أباها يبتسم من جديد ، فكرت وفكرت ولم تجد حلا إلا اللجوء لكاظم الذي تفاجئ بها عند باب غرفته
كاظم:- أهلا أهلا بعظمة الملكة في جناحي المتواضع تفضلي مولاتي
ميسون:- ههه عمو كاظم لا تضحكني لأن موضوعي حساس
كاظم(هز عينيه باستفهام):- أخبريني إذن بما يستطيع خادمكِ المطيع المساعدة ؟
ميسون(جلست على الكرسي بأدب):-أحتاج لمساعدة فعلا
كاظم(جلس مقابلها وشعر وكأنه يكلم فتاة ناضجة وقتها):- أفصحي ميسونتي
ميسون:- بابا وميرنا متخاصمين منذ البارحة وهذا يؤلمني في صميمي ، أريد أن يتصالحا
كاظم(رمش بقلة حيلة):-هما راشدين كفاية لحل مشاكلها يا ميسون
ميسون:- أعلم ذلك لكنني اعتقدت بأنه في مستطاعي القيام بشيء
كاظم:-امم طيب بما أنكِ لجأتِ لي فلن أخذلكِ دعينا نستعمل لغة الرعب
ميسون:- كيف يعني ؟
كاظم(غمز لها):- دعي لي أنا الخدعة وأنتِ قومي بتنفيذ مهمتكِ بإحضار ميرنا للرواق الجانبي أتستطيعين ذلك ؟
ميسون:-حيث توجد قاعة اللعب صح ؟
كاظم:- يس هناك
ميسون:- أوك سأحضرها لكن ماذا ستفعل أنت ؟
كاظم:- سأحاول أن أبقى على قيد الحياة ولا يقتلني وائل بعدما سأفعله .. بما أن الكل على وشك الخلود للنوم بعد وجبة العشاء إذن نحن قادرون على تنفيذ المخطط
ميسون(صفقت بيده):-وأنا معك ههه أحبك عمو كاظم
كاظم(احتضنها وقبل شعرها):- وأنا أحبكِ يا صغيرة …
ميسون(نظرت إليه عميقا لبرهة وابتسمت بإشراق):- ههه حين أكبر سأفكر بعرض الزواج منك
كاظم(رفع حاجبه بهزل):- آخ يا شقية كأنكِ تقدمين لي رشوة فقط لأنكِ سعيدة روحي روحي جيبي ميرنا وخلينا ننتقل للخطة يا كهن النساء من على صغر
ميسون(ركضت وهي تضحك):- هههه حالا حالا حالا
توجهت من فورها صوب الطابق العلوي لكي تأتي بميرنا التي كانت رفقة وائل بشرفة غرفته ، حانقة وممتعضة وعيناها تستشيطان غضبا وهي تحاول ضبط أعصابها بشكل جعله يمسح لحيته وهو ينتظر انتهاء فقرة التذمر والامتعااااض
ميرنا:- أنظر لإصبعيَّ هذين لو رأيتها قريبة بقدر هذين سأقتلك يا وائل
وائل(أمسك ضحكته بصعوبة):- ميرنا الغيورة لو أنكِ تحفلين بتعداد أنفاسي لعرفتِ بأن كل نفس فيها يعني أنتِ
ميرنا(هزت كتفيها لائمة):- لن تغشني بكلماتك المعسولة أنا على يقين تام بما يحدث ، جوزيت تتعمد إثارة غيرة ميار وهي لا تعلم أنها تجعلني أجن من ذلك لا أنا ولا هو نستحق هذا
وائل(أمسك يدها وجذبها إليه معانقا إياها وهي تنظر للأمام بإباء ، وضع رأسه على كتفها وأطل على وجهها وخطف قبلة منه وناظر معها السماء بنجومها):- أنظري لتلك النجوم المتلألئة إنها تترجم حضوركِ في حياتي ، رغم ظلمة لياليَّ الغابرة فأنتِ تشعين فيها وتنيرين دروبي ، أما حين يطلُّ القمر فإنكِ تجعلين مدينة قلبي تشرق بالحب … فهوِّني عليكِ يا عمري لا توجد امرأة قد تسرق هذه المكانة
إلا أنتِ
ميرنا(شعرت بدغدغة في مشاعرها وضمت يديه أكثر على خصرها وهي متكئة على صدره ومؤخرة رأسها على كتفه):- أحب النظر للنجوم رفقتك إنها تشعرني بالدفء ، لما نهندس بيتنا أريد أن تكون الشرفة شاسعة وأريد أن تضع لي كراسي تأمل خاصة عليها ، وأريد …هيه أتسمعني وائل ؟
استدارت برأسها لتتفقد وجهة بصره ليصدمها بقبلة خاطفة أخرست ملايينا من كتائب التمرد والعصيان المدفونة بوجدها ، احمرت وجنتاها من سحر قبلته ونظرة عينيه اللامعة تحت ضوء السماء الحنونة ، والتي شعرت وكأنها تطبطب عليهما وترسم لهما آفاقا بين كتل الأحلام المهيأة لأجلهما … دفء تلك اللحظات سحبهما نحو هالة خاصة بهما حتى أنهما لم يشعرا بتاتا بدخول ميسون التي ما إن رأتهما عقدت حاجبيها انزعاجا ، حركت فكها بغضب وأطبقت حاجبيها وضربت على الباب الزجاجي للشرفة حتى التفتا إليها باستغراب
ميرنا(تملصت سريعا من حضن وائل):- ميسونتي أهناك شيء ؟
ميسون(بتذمر):- أريدكِ ميرنا
وائل(تقدم نحوها):- على الأغلب ستغفو الآن وتريدكِ جوارها تمام قبليني حلوتي وتصبحان على خير أتمنى لكما أحلاما سعيدة
ميرنا(لوحت له وأمسكت يد ميسون التي أبعدت وجهها رافضة لقبلة وائل ولكنها أخذتها على مضض):- تصبح على خير عمو وائل
ميرنا:- أراك غدا
وائل:- سوف أتواصل مع الشباب على الفيديو سأرى ما يفعلون بليلة الحناء هه
ميرنا:- أوك بلغهم سلامي
انسحبت بها بعد أن أغلقت خلفها باب غرفة وائل وتوجهت معها لغرفتها ولكن ميسون توقفت
ميسون:- أنتِ غاضبة مني بشأن البارحة صح ؟
ميرنا(تشنجت حين تذكرت البارحة):- لم أفهم لما لم تقولي الحقيقة
ميسون:- كنت مضطرة
ميرنا:- أيهددكِ أحد ما أخبريني صغيرتي وسأتحاسب معه بنفسي ؟
ميسون(همست بأذنها):- لا أستطيع لكن يوما ما ستعرفين
ميرنا(حركت رأسها فهي لن تأخذ لا حق ولا باطل من هذه الطفلة):- دعينا ننام سأقص عليكِ قصة
ميسون:- أ.. أشعر بالعطش لننزل ونشرب عصيرا أنا وأنتِ
ميرنا:- أوك لكن أين أبوكِ ؟
ميسون:- لا أدري
لم تفهم ميرنا أنها تسحبها خلفها نحو مقلب متفق عليه مع كاظم ، فقد استغل غياب الكل لينفذ مخططة ، فميار كان بغرفته مع جوزيت وقد كانت غافية بجواره بينما كان يدبر هو أمورا عبر هاتفه انشغل بها بشكل كبير ، أما ناريانا فقد غفت بدورها لكن لورينا بقيت تشاهد التلفزيون في غرفتها .. بينما حكيم كان بالمكتب يكتب أشياء على ورقة عشوائية بوتيرة سريعة وكأنه يرغب بالتخلص من أحمال همومه ويظفر بالراحة التي يتأملها
ميرنا(لم تفهم لما تقودها ميسون للرواق الجانبي):- قلتِ أنكِ ترغبين بشرب العصير فما الذي أحضرنا إلى هنا ، ميسون لن يحدث أمر بشع مثل ليلة البارحة لا تجعليني أفقد أعصابي ؟
ميسون:- لا ثقي بي إنه شيء جميل
ميرنا(ابتسمت بطمأنينة):- لكن ما هو لم تخبريني ؟
التزمت ميسون الصمت لحين وصلتا للرواق المؤدي لقاعة اللعب من جهة ولقاعة الموسيقى من جهة أخرى وعلى الجانب يتواجد المستودع وغرف أخرى لا طائل منها ، وأصلا لم يتم اكتشافها من قبلهم لحد الآن وهذا ما استغله كاظم لتنفيذ خطته ، استمرتا بالمسير لحين توقفت ميسون تحديدا عند قاعة اللعب وسحبت يدها من يد ميرنا وركضت وسط الظلام هنا اشتعلت ميرنا غضبا فلن يتكرر ما حدث
ميرنا:- ميسون لقد طفح كيلي على فكرة بهذه التصرفات ، أيا كان من يجعلكِ تفعلين هذا بابا حكيم قادر على إيقافه ، اسمعيني جيدا عودي ولا تجعليني أغضب منكِ هاه ، وتعرفين لو غضبت منكِ فلن أكلمكِ مطلقا … تتت يا ميسون المكان هنا لا نعرفه جيدا عودي كي لا تؤذي نفسكِ يا صغيرتي ألووو ميسووووووون هففف .. يا ربي هئئئ
فصلت الكهرباء في الرواق وهنا جمد قلب ميرنا خوفا من الظلام ، تراجعت للخلف وهي ممسكة على صدرها والتصقت بالحائط وهي تبحلق من الجانبين ، أخذت تنادي بصوت مرتعش على ميسون التي لم يظهر لها أثر قط في تلك المنطقة ، وميرنا تاهت في محلها واحتارت ماذا ستفعل ؟
ميسون(ركضت للزاوية ووجدته بانتظارها):- احملني احملني خفت من الظلام
كاظم(رفعها إليه وعانقها بحنان):- شتت لا تقلقي سوف نرعبها قليلا لحين يأتي بابا حكيم
ميسون:- متى سيأتي ؟
كاظم:- هذا سيترتب عليكِ يجب أن تذهبي لغرفة المكتب وتخبريه بأن ميرنا سقطت ولوت كاحلها بغرفة اللعب وتدعينه يهرع إليها وأنتِ عودي إلى هذا الموقع تمام ؟
ميسون(صفقت بيده):- ههه حاضر فورا
استنجدت بحكيم الذي لم يعرف بما ابتلي سرعان ما كمش الورقة التي كانت يخطط فيها مواجعه وأدخلها لجيب بنطلونه وهرع صوب ميرنا كي ينجدها ، خطف قلبه خوفا عليها وغفل عن أمر ميسون التي انسحبت في طريق غير طريقه وتوجهت صوب كاظم وأخذت ترتقب معه ما سيحدث … أما حكيم فقد ظل ينادي على ميرنا في الأروقة لحين وصل غرفة اللعب ولكن لم يجد أثرا لها وانتبه لحلكة الظلام هناك ، جرب تشغيل الإضاءة ولكن لم يوفق في ذلك ولهذا أخرج هاتفه وأضاء به الطريق وأخذ يبحث عنها من غرفة لغرفة ، هنا كانت جامدة محلها وتلوم نفسها للمرة الألف لما لا تحمل معها هاتفها في مثل هذه المواقف الغير متوقعة ، شعرت بالرهبة وهي على وشك البكاء لكنها لن تبكي فهي راشدة لتواجه لكن طيف الملثم علق بدماغها حتى محاولاته لطعنها جعلتها تسترجع تلك الرجفة الغير مبشرة بالخير مطلقا … كانت تتسحب بين الحيطان وهي تستعين بإضاءة القصر الخارجية الضئيلة بحيث لن تتمكن من رؤية أي شخص يقترب منها سوى ظلاله ، هه وطبعا حتى لو ظهر لها حكيم ستحسبه شخصا آخر وتحاول ضربه مثلما فعلت الآن وللصدمة لم يكن حكيم
ميرنا(اصطدمت به حتى سقطت على الأرض وهي تمسح على رأسها):- مم …من أنت اهئ ماما ماماااااااا ابتعد عني سوف يقتلونك النجددددة النجدة …
أمسكها من قدمها وجرها إليه ولكنها دفعته عنها وهي تتحرك بسرعة بغية الخلاص ، فتحت عينيها على وسعهما برعب حين أمسك قدمها من جديد وهو يزحف على الأرض ، ضربته ليده بقدمها الأخرى ونهضت وهي تركض من هناك وتصرخ طالبة للنجدة التي لن تحصل عليها في القسم الآخر من القصر حيث لا أحد يستطيع سماعها ، لكن إذا كان هذا متواجدا هناك فيسمعها ما إن أصغى لندائها حتى انتفضت روحه رعبا عليها فهو يعرف صوتها حين تكون ميتة من الخوف
حكيم:- يا إلهي …. ميرنااااا أكيد مرتعبة من الظلاااااام ميرناااااااااااااا ميرناااااااا
ميرنا(ظلت تبكي وهي تركض وسمعت صوته):- حكيييييييييييم أنقذني إنه يلحق بي اهئ حكيييم
كان يركض خلفها الملثم بشحمه ولحمه والذي ظهر فجأة من العدم ،لحقها بين الممرات وهو يحاول الإمساك بها حتى دخلت للمستودع وأغلقت الباب خلفها وهي تلهث برعب ، أين وائل إنه يشاهد احتفال الشباب من هاتفه وهم ببيت شهاب وفي الشرفة يعني لن يسمعها مهما صرخت ، أين ميار قد وضع سماعات الأذن لكي يصغي لأشياء تهم عمله عبر هاتفه وهو أيضا لن يسمعها ، أين كاظم يعني هذا كان رفقة ميسون ولم يتوقع بتاتا أن يحدث لها هذا المكروه … آخرهم كان حكيم وهو الوحيد الذي سمع نجدتها وهو الوحيد الذي فرطت روحه منه وهو يتألم لنحيبها ، بحث عنها بجنون وهو ينتظر منها إشارة واحدة تدل على مكانها .. مسحت على وجهها وهي ترتعش برعب وأخذت تتحرك في المستودع بحثا عن أي شيء يساعدها في الدفاع عن نفسها وجدت فقط عصا البيلياردو الطويلة قسمتها لنصفين وأمسكت الطرف المتين ووقفت خلف الباب وهي تنتظر بصبر …لم تتوقع بتاتا أنها ستسمع حركة في المستودع وهذا ما أرعبها وجعلها تمسك بقبضة الباب وتهرب حين هوت جثة على الأرض وسقطت متعثرة بعدة أغراض
ميرنا(نظرت خلفها للملثم وهو على الأرض وركضت بجنون):- اهئئ حكيييم أين أنت يا حكيييم اهئ لما تتركونني وحدي أعيش هذا لماذا لمااااذااااااا آآآآه
حكيم(اصطدم بها والتقطها في الهواء سريعا ورفعها إليه):- ميرنا ميرنا روحي يكفي أنتِ معي بمأمن الآن ، حبيبتي لا تبكي أنتِ هنا
ميرنا(كانت معلقة في حضنه وهي متشبثة بعنقه وتدك رأسها على كتفه):- ك ..كان هنا مجددا وحاول الإمساك به .. اهئ إنه في المستودع هناك
حكيم(برقت عيناه بشراسة وأنزلها أرضا ورفع هاتفه ليتفحصه بالمستودع):- شتتت بيبي قفي هنا سأتفقده بنفسي
ميرنا(تشبثت به أكثر):- لالا لا تتركني وحدي أرجوك
حكيم(أمسك بيدها):- ابقي خلفي تمام
اقتربا من المستودع بتربص طفيف وأطل حكيم على المكان ولم يجد شيئا وقتها أنيرت الأضواء وظهر مجسم بلاستيكي لجسم الإنسان خاص بتعليق الملابس وهو الذي كان أرضا ، نظر حكيم لميرنا بمعنى أنكِ أخطأتِ التقدير مجددا فهذا مجسم فحسب لكن ميرنا لم تعاند أكثر وتحاول النطق بحرف مما جرى لها فلا أحد سيصدقها ، ابتلعت خوفها وذبلت ملامحها حين التصقت على الحائط بوهن
حكيم(أعاد هاتفه لجيبه واقترب منها وهو يطل على ارتجافها):- ميرنااااا … أنتِ بخير ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- لاء اهئئ ..
حكيم(تنهد بقلق عليها ودفع بها إلى حضنه):- تمام روحي أنتِ معي
ميرنا(انهارت قواها):- حكييييم مت رعبا أنا والله حسبتها نهايتي ووميسون لا أدري أين هي
حكيم:- ولكن ميسون هي التي استنجدت بي وأخبرتني أنكِ سقطتِ بقاعة اللعب ولويتِ كاحلكِ
ميرنا:- أبدا لم يحصل ذلك أنا بخير ولكن لم أفهم لما أحضرتني إلى هنا .. شيء ما يحدث معها يا حكيم هنالك أمور غريبة والله لا أكذب عليك والله
حكيم(مسح على وجهها):- ماشي بدون دموع توقفي عن البكاء الآن ودعيني آخذكٍ لغرفتك
ميرنا:- أرجوك لا تدعني وحدي
حكيم(أمسك يدها):- لن أفرط فيكِ ميرنا مهما حصل
فلتت منها شهقة بكاء وهوت على كتفه باستسلام غير قادرة حتى على مقاومة أفكارها لحظتها ، سحبها عائدا بها نحو غرفتها وبالفعل اطمئن حين خرجت من الحمام بعد أن غسلت وجهها ، تركها برهة وخرج بحثا عن ميسون التي وجدها بالمطبخ مع كاظم
ميسون:- بابا
كاظم:- سأشرح لك كل شيء
حكيم(كتف يديه):- كان حريا بي توقع تورطك بهذا الأمر ، ميسون اصعدي فورا لغرفة ميرنا سأوافيكِ بعد لحظات
ميسون(انتفضت من نبرته الصارمة):- حاضر
كاظم(بعد ذهابها):- لجأت إلي لكي أصالحك على ميرنا ووجدت طريقة مثلى في إرعابها قليلا لحين تجدها أنت و
حكيم(أمسكه من ياقته):- أتعلم أنها كانت تهذي بظهور الملثم هناك وقالت أنه حاول الإمساك بها من جديد يا كاظم ما فعلته جنون ، ميرنا الآن ترتجف لوحدها أترغب بجلطها يعني ؟
كاظم:- عن أي ملثم تتحدث لقد كنت مع ميسون طوال الوقت
حكيم(بعدم فهم):- ما كانت خطتك ؟
كاظم(دفع يدي حكيم باستغراب):- ولا شيء نويت أن أقفل الإضاءة قليلا وأشعلها حين تمضي إليها وتتصالحان يعني لم أتوقع أن تجن هكذا
حكيم(مسح على جبينه):- إنها مرعوبة وتتحدث بجدية أشك أن هنالك من يتربص بميرنا فعلا يا كاظم ، أظن أنه أحد رجال ميار إن لم يخب ظني
كاظم(عقد حاجبيه):- هي من جهة المنطق فهي غير معقولة أولا لأننا لم نجد شيئا على شرائط الفيديو يدل على صحة كلامها ، ثانيا ميسون نفت تماما ما حصل ليلة أمس ولا أجد سببا يمنعها من قول الحقيقة ، وثالثا حسب نظرتي الشخصية فلا يوجد دخان بدون نار والأمور تفاقمت وهذيان ميرنا كثر بالآونة الأخيرة ما يعني …أن حدس التحري في أنفي يخبرني أن هنالك من يتلاعب بها
حكيم:- إذن علينا التحري جديا في الأمر ولن نخبر أي أحد لا وائل ولا ميار ، سيبقى بيننا وسنحمي ميرنا من هذا الجنون أسمعتني ؟
كاظم(شرد في الموضوع):- أين حصل الهجوم ؟
حكيم:- بجانب المستودع لماذا ؟
كاظم:- ولا شيء سأذهب للبحث هناك ما ربما وجدت شيئا ، أنت اصعد إليها ولا تتركها الليلة رجاء
حكيم:- سأقفل الباب بالمفتاح تحسبا لأي طارئ قد يحدث بعد منتصف الليل أصبحنا متعودين
كاظم:- آسف لأنني سببت لها هذا الجزع سأعتذر منها غدا على انفراد
حكيم(فتح الثلاجة):- أنت وحظك مع غضبها ، هيا تصبح على خير
كاظم(رمقه وقد التقط علبة حلوى باردة وعدة ملاعق):- طيب …
صعد بتلك الأغراض صوب غرفة ميرنا وجدها مستلقية وميسون جالسة بقربها تضم يديها وهي تنظر بقلة حيلة صوب ميرنا التي لم تكلمها بحرف ، عرف أن الأمور بينهما سيئة لذلك أغلق الباب بالمفتاح ووضعه بجيبه وتقدم صوبهما
حكيم(وضع العلبة بينهما):- أحضرت لكما هذه
ميسون(تحركت شفتاها بامتعاض):- ميرنا لا تخاطبني
ميرنا(رفعت حاجبها في ميسون وأشاحت بصرها):- هممم لست جائعة
حكيم(أزال حذاءه وأمسك العلبة واتكأ جانبيا على السرير وبدأ بتناوله):- يااااي طعمه جدا لذيذ هيا يا مدللتيْ حكيم ألن تتذوقاه معي إنه بنكهة الفانييلا الشهية
ميرنا(حركت فكها باشتهاء):- لست أريد
ميسون(أغلقت فمها وهزت كتفيها):- أنا أيضا لا أريد
حكيم(نظر إليهما وكل واحدة تلوي فمها للجانب الآخر وبدتا صورة منعكسة لبعضهما):- آه يا عناوين مواجعي تعاليا وإلا غضبت منكما هيا 1 …2…3
ميسون(أمسكت منه الملعقة بتردد وهنا ميرنا ارتفعت وأخذت خاصتها):- إنه لذيذ فعلا
ميرنا(تذوقته على مضض):- يعني لا بأس به
ميسون:- أنتِ تفضلين الشوكولا
ميرنا:- وأنتِ تفضلين نكهة الفراولة
ميسون:- حتى الفانيلا جيدة
ميرنا:- أجل يكفي أنها تعجب حكيم
ميسون:- بابا ذوقه جميل ومهذب
ميرنا(سحبت ملعقة أخرى):- طبعا طبعا لا ذوق بعد ذوقه ولكن مذاق هذه الحلوى تتميز بنكهتها
ميسون:- لو وضعنا عليها بعض العصير المخصص سوف يكون طعمه فوق الخيال
ميرنا(أطعمتها ملعقة ومسحت نصف شفتها):- لا سيكون مليئا بالسكريات
ميسون:- هووه ولكنكِ تحبين السكر أنسيتِ ثلاثة قطع خاصة القهوة
ميرنا:- ههه أنتِ لا تنسين ذلك
ميسون(أطعمتها ملعقة):- طبعا كل شيء يخصكِ يبقى محفورا بعقلي ياااء سقطت منكِ
ميرنا(مسحتها باسترسال وامتصت البقية بلسانها):- هكذا يكون الطعم ألذ
ميسون(قلدتها ولحست شفتها):- هههه إنه لذيذ بالفعل جربه بابا
حكيم(كان متأثرا بمنظرهما واسترسالهما في الصلح حتى أنهما لم تستغرقا ثانية):- أجل إنه لذيذ
ميرنا(نظرت إليه ووضعت الملعقة):- شبعت شكرا حكيم
حكيم(رمق ميسون قد وضعت ملعقتها أيضا):- صحة وهنا سأضع العلبة بالحمام عائد لكما
ميسون(فركت يديها وهي على جلستها فوق السرير):- ميرنا
ميرنا(واضعة يديها على ركبتيها وهي تنظر جانبيا):- هاااا ؟
ميسون:- أردتكما أن تتصالحا أنتِ وبابا لم أشأ أذيتكِ أبدا ، عمو كاظم ضمن لي سلامتكِ وأنا وافقت
ميرنا(تنهدت عميقا وهي تشعر بثقل ضمير ميسون يا روحي):- تمام لكن مرة أخرى لا تتفقي مع أي أحد مهما كان السبب لكي لا تتعرضي للمشاكل ، بابا حكيم سيغض بصره على كذبتكِ البيضاء لأن غرضكِ كان بداع صلحنا لكن لو كررتها فلن أسامحكِ لا أنا ولا هو
ميسون:- يعني … هل عفوتِ عني وتوقفتِ عن الغضب مني ؟
ميرنا(حركت رأسها):- أجل بيبي حدث ذلك…
ميسون(ارتمت بحضنها واتكأتا على حائط السرير):- من الجميل النوم بحضنكِ لأنكِ تشعرينني بالطمأنينة
ميرنا(قبلت رأسها):-وأنتِ كذلك لكن لما لا تحبين النوم بغرفة أمكِ لورينا ؟
ميسون(مطت شفتيها):-لم أنم بجوارها منذ أن ولدت كنت دوما بغرفة مستقلة
ميرنا(أشفقت عليها):- أغمضي عينيكِ هيا سأجعلكِ بحضني متى ما أردتِ ، آه لحظة إنه هاتفي
وائل:-حبيبي أنتِ بالغرفة ؟
ميرنا:-أ… أجل ومعي ميسون سوف ننام الآن
وائل:- ماشي أردت فقط سماع صوتكِ قبل النوم أقبلكِ هاه
ميرنا(بخجل):- وأنا كذلك
ميسون(نطقت):- باباااا احكي لنا حكاية أنا وميرنا حتى ننام أرجوك أرجووووك
وائل(هنا اختفت ابتسامته):- هل حكيم معكما بالغرفة ؟
ميرنا(حولت عينيها وتملصت من السرير):- عائدة أحم…أ..أجل يعني أ حدثت أشياء و..لحظة تعال للشرفة
وائل:-أنا بها أصلا أنتظركِ …
ميرنا(أغلقت الهاتف وسحبت الباب الزجاجي خلفها ورمقت نظرة حكيم):- آه يا ربي لما أقع بمثل هذه المواقف دوما من علي أن أراضي ومن علي أن أصالح هفف
وائل(كتف يديه وهو يقف عند حافة شرفته):- نعم أنتظر تفسيرا ؟
ميرنا(وضعت خصلة خلف أذنها ووقفت مقابله على الشرفة):- سيبقى حكيم معنا لحين تغفو ميسون وبعدها سيذهب لغرفته تمام ارتحت الآن ؟
وائل:- أكيد لاء ما المناسبة حتى يبقى معكما أو أنه يستغل ابنته لأجل البقاء بقربك ؟
ميرنا(مسحت على رأسها):- ليس كذلك
وائل(انتبه لرجفتها وشحوبها):-ما الأمر ؟
ميرنا(دمعت عيناها ونظرت جانبيا):- مجددا هاجمني ذلك الملثم ولا تقلق لم يحصل لي شيء
وائل(ارتعب خوفا عليها):-أين وكيف حدث ذلك وهل تأذيتِ ؟
ميرنا(مدت يدها له في الهواء):- أنا بألف خير لا تقلق من فراغ حصل ذلك في رواق قاعة اللعب ، انقطعت الكهرباء هناك وهاجمني لكنني دافعت عن نفسي وهربت منه
وائل(شعر بالرعب عليها)):- دعيني أبقى معكِ حبيبتي أنا لن أستطيع النوم دون أن أطمئن عليكِ
ميرنا:- وائل وائل إن حكيم بالقرب الآن لن أستطيع تجاوزه وإلا لرغبت بالبقاء معك
وائل(مسح على يدها بحنان وقبلها):- يا عمري هل خفتِ .
ميرنا:- قليلا فحسب لا تقلق يا وائل لو سمحت
زفر عميقا فهو يخشى عليها من نسمة الهواء ،قبَّل يدها قبلات متتالية وأبقاها سجينة لديه لعدة دقائق قبل أن يفلت يدها ويودعها للقاء في الغد الباكر إن شاء الله ، ودعته بدورها وعادت للغرفة مغلقة الباب الزجاجي خلفها .. وجدته يضطجع على السرير وهو ممسك بيد ابنته بينما عيناه مغمضتان أكيد تأخرت حتى ناما معا بدونها ، رمقت انفتاح شفة ميسون وهي بحضن حكيم وارتمت بجوارهما وهي ترفع الغطاء على الصغيرة وقبل أن ترفعه عليه أمسك بيدها بقوة حتى أفزعها
حكيم:- لا تلعبي معي دور المهتمة مشكورة ميرنا أنا هنا لأجل ميسون ولأجل طمأنينتكِ شيء آخر لا أتوقع منكِ تفكيرا فيه ليلتكِ سعيدة
ميرنا(سحبت يدها التي ابيضت في المفصل من قبضته ونظرت إليه بتعب):-افعل ما تشاءه
انقلبت للجانب الآخر وانكمشت حول نفسها واعتصرت دموعها في عينيها فهي لم تخرج بعد من مود الرعب الذي عاشته بالأسفل ، فقد استعادت ذلك الشعور لحظتها والذي كظمته لكي لا تفزع ميسون وتنهار أمام حكيم وتوتر وائل في حين كانت هي ترتج رجا من الداخل ،وهذا ما غلبت تمسكه والآن وجدت نفسها تهتز دون قدرة على التحكم بنفسها ، مسحت دموعها وعضت طرف وسادتها وهي تحاول أن تكتم عنه بكاءها ولكنه كان يتنهد بعمق كونها عنيدة يعني ما المعيب في أن تبكي ؟؟؟
لم تشعر إلا وقد انتقل جوارها وقد أزاح ابنته برفق لمحله والتي رفعت يدها غائبة فوق غيمة الأحلام ، هنا وضع يده على كتفها وجعلها تستدير إليه ،وقد أجابت فقد كانت بحاجة لتفريغ تلك الدموع وإلا مرضت أكثر من المرض الروحي الذي يعذبها يوما بعد يوم
حكيم(عض شفتيه وهو ينظر إليها):- كل هذا غضب على حكيم ؟
ميرنا(هزت كتفها وهي تخط بإصبعها على الوسادة):- اهئ ليس كذلك
حكيم(زفر عميقا فمهما غضب منها سوف يجد نفسه عند حاجز حزنها يقف لكي يزيحه عنها):- اقتربي مني أنتِ ترتجفين
ميرنا(لم تقترب بل أبعدت رأسها):- لن تصفح وأنا لن أنسى
حكيم(لوا شفته بامتعاض):- وارد جدا لكنكِ الآن في وضع مرهف وبصراحة أنتِ تزعجين نومي
ميرنا(رفعت حاجبها بذهول):- ماذا ماذااااا لتنزعج وماذا بعد أنت مجبر على تحملي
حكيم:- ههه هذه هي الروح التي أبحث عنها فيكِ ، متمردة وعنيدة ولا شيء يهزمها
ميرنا:-أفتقدك
حكيم(صدمته بكلمتها العفوية ورمقها وهي تتثاءب):- من الواضح أنه وقت نومك
ميرنا(أمسكت يده وحضنتها وأغمضت عينيها):- عيناي مثقلتين بالنوم لا أدري كيف لكن كلماتك كانت كالسحر ، حكيم أنا سأغفو وحين أغفو انتبه لميسون لا تدعها تخرج وحدها ، وحرك فنجانها جيدا كي يذوب السكر ولا تنسى الكاكاو وخاصتي فوق الثلاجة هممم ..
حكيم:- هههه يا حبيبي جنت البنت نامي يختي نامي غدا سننام بالمطبخ أعدكِ بذلك
ضحك عليها هازئا من هذيانها فقد نامت وهي تتحدث ، جذب يدها التي كانت تمسك بيده وقبلها طويلا قبل أن يضمها إليه ويتأمل وجه ميرنا أمامه ويبتسم لعله يظفر بغد أفضل ينجيهما من عقوبة القدر التي باتت جحيما بالنسبة إليه …
في صباح اليوم التالي
كان الأمر حماسيا بعض الشيء لمشاهدة حفل زفاف ميرا تلك الليلة ولهذا قد تم غض البصر عن أي نقطة مثيرة للإزعاج ، من ميرنا على الأقل والتي استيقظت مفعمة بالحيوية وفي داخلها قرار بنسيان أي ثغرة قد تنغص اليوم راحتها بهذه المناسبة ، أي نعم ميرا لن تحس أصلا بهذا ولكن هي احتاجت لهذا التصالح الداخلي لعلها تتخلص من شوائب الأسى التي تغزو كيانها فجأة … ظل وائل يناغيها اليوم بطوله وهي تتدلل عليه كون خوفه عليها تضاعف فأصبح هوسا لا يخلو من مراقبة دقيقة لكل حدث ، أما حكيم فقد كان مرتاحا ولم يستيقظ عنيدا كما سلف بل قرر ترك عجلة الوقت تدور وما سيجلبه الزمن سيرى فيه الأنسب له ولمصلحته هو وابنته ،.. ميار كان مبتهجا مع جوزيت وهو لا يعرف أن تلك البهجة ستنقرض في وقت معين حين تقرر جوزيت أن تخطو الخطوة الحاسمة في موضوع جنينها ،بدورها كانت مستكينة وهي طائعة لأي مستجد فقد اعتبروا أن ذلك اليوم يوم عائلي يستحب وضع النزاعات جانبا … مرت الساعات عليهم وعلى أهل الوطن في تحضيرات وتجهيزات لليلة العرس المرتقبة بمصائبها ومشاكلها التي ستقلب كيان كل أسرة غالبا وأهم بيت الراجية الذين كانوا كسرب النحل ينتقلون من غرفة لغرفة وهم يجهزون أنفسهم لأجل الذهاب لقصر ميرا والانطلاق معها من هناك في موكب العرس صوب قاعة الحفلات المرتقبة ..
كاظم:- يوه والله خلوها علي أن أفهم في هذه الأمور سأجعل الجميع يتفرج من تلك الشاشة على الزفاف فقط املئوا لي هذه الطاولة بالمأكولات والمشروبات الشهية وها أنا ذا معكم
ناريانا:- ماشي يا عم سنبدأ التحضيرات
كاظم:- أعرف نظرة الحماسة المرتسمة على وجهك إنها بسبب عودة حبيب القلب
ناريانا:- مر وقت منذ ذهابه اشتقت له
كاظم:- هع يومان تعد وقتا يا عيني يا عين روحي روحي واعتني بصحني أريده أكثر منهم
حكيم(تقدم إليه وهو يعدل خيوط التلفاز بالصالون):- ها يا كاظم خلصت أم ليس بعد ؟
كاظم:- أخبرني بربك متى وعدكم جدار برلين ولم يوفي بوعده ؟
حكيم(بتفكير):- ولا مرة
ميار(رفع رأسه من هاتفه):- ههه شفت يعني ملاحظة جماعية كما ترى
كاظم:-مخابيل لن أضع رأسي بكم
ميسون:- بابا بابا هل أحضر ورقة لكي أكتب أسماءهم ؟
ميار:- هههههه هذه البنت تفهم أكثر مما يجب احذر منها كيمو
حكيم(انحنى على الكنبة وناظرها):- لن تحتاجي لذلك سوف تتعرفين على القليل اليوم ، والباقي حين نعود لأرض الوطن
ميسون:- طيب بابا حبيبي سأصعد لأنادي البنات إذن
ناريانا:- خيرا تفعلين لكي يساعدنني بالمطبخ قبل بدء الاحتفال
ما هي إلا برهة زمنية وكان الكل مسطرا بقرب التلفاز ، تناولوا القليل من الأطعمة المتنوعة التي كانت على سفرتهم بقرب الشاشة وسرقتهم أحاديث منفردة ، فمثلا ناريانا انشغلت بنادر ولم تزح عينيها من عليه وهي تعبر عن أشواقها صمتا وبدوره كان مرتاحا بجوارها ، أما نزار فقد قلب وجهه وهو يرى ذلك المنظر ود لو يثقب عيون نادر عنها ولكنه غير قادر على التصرف لذلك ترك الجمل بما حمل لحين تتوقف من حالها لما تجد نفسها مضطرة للابتعاد … لورينا كانت متضايقة ولكنها تصرفت بشكل عادي كي لا يلاحظوا توترها الغير مبشر بالخير، جوزيت كانت متكئة على كتف ميار الذي ظل يتلاعب بهاتفه منشغلا به بعض الشيء ، ميسون بجوار جوزيت وهي تلعب بشعر حكيم الذي كان يجلس بقرب ميرنا وكانت الأوضاع بينهما ساكنة يعني متموجة ولكن في ذلك الوقت كانت أقرب للهدوء بكثير ، أما وائل فقد كان يهمس لشمسه لحظة بعد لحظة تارة تضحك وتارة تخجل وهكذا دواليك …
إلى أن بدأ حفل الزفاف وبدأت الاحتفاااااال كان الوضع جد جميل الكل سعيد الكل فرح بما يعايشونه ولكنه بعض الأمور وقفت حائلا بين تلك السعادة وأولها ما حصل لحسام النهواني
في صباح ذلك اليوم استيقظ السجن على جريمة شنعاء راح ضحيتها تحت تأثير طعنات على مستوى العنق والصدر تسببت في نزيف حاد أودى لموته الفوري ، حقق البوليس مع المسجونين معه في الزنزانة وكلهم أفادوا دخوله للحمام وتأخره هناك ، أقروا أنه لم يلحق به أحد من مجموعتهم ولذلك ظل البحث جاريا عن الجاني ، وطبعا كل هذا لأجل التغطية على الجريمة التي تم دفع ثمنها بأموال طائلة لأجل تنفيذها والتكتم عليها أيضا …
الشرطي:- بمن سنتصل هل معك الرقم ؟
الآخر:- أجل لن نتصل بالأرقام الموجودة بملفه بل على هذا الرقم المحدد
الشرطي:- أوك أنا أعرف ما علي فعله …
الآخر:- لم نحسب حساب صديقه ناجي هل علينا تصفيته أيضا ؟
الشرطي:- الأوامر لم تطلب ذلك دعنا نقوم بعملنا فحسب
وطبعا الأوامر العليا جعلته يقتل صديقه بداع المال وتهريبه من السجن ، دخل وسواس خناس في عقله قبل فترة منذ أن زاره شخص من رجالهم وأعطاه المفيد لأجل الحرية وبرصيد جيبي يخوله لعيشة هنيئة ، من شدة طمعه ورغبته في الخروج لم يفكر ثانية في صديقه حتى لو كانت صداقة مصلحة تحولت في الأخير لعداوة إلا أنه يظل صديقه..
~ ناجي يتذكر ~
كان حسام بالحمامات يمسح وجهه ويديه ورمق دخول ناجي خلفه والذي أغلق الباب بإحكام ،هنا لم ينتبه حسام بل ظل يترقب وصوله وهو يلاحقه ببصره في المرآة
حسام:- ها يا ناجي هل تذكرت صديقك أخيرا ، اسمعني لما لا نعيد الأواصر بيننا أعلم أنني السبب في سجنك معي يا صاحبي وقادر على تعويضك فور خروجنا من هنا لن أتخلى عنك ،وستعمل معي في الشركة ما رأيك؟
ناجي(كان يرمش بعينيه وهو يمسحه عنه العرق):- الشركة وهل جيداء ستسمح لك بذلك يا ترى ؟
حسام:- جيداء لا تقاومني أكيد حين أخرج سأفرض عليها تأثيري وستجد نفسها طائعة لي ، صحيح سأتعب ولكنني سأكون مخلصا لها رغم أنني سأفتقد دعائي لكن لن أسمح لها بأن تتزوج مطلقا ابني لن يربيه أحد سوى أنا ، أما أولادي يعني سأستغرق وقتا حتى أستعيد ثقتهم بي ولكنهما يستحقان
ناجي:- …لارد
حسام(وضع الفوطة على كتفه):- ما بك يا رجل وجهك شاحب ولونك مخطوف هل هناك أمر ما ؟
ناجي(دمعت عيناه):- كنت صديقي
حسام(بتوجس منه):- ههه أكيد وما زلت حتى لو ضربنا بعضنا وانقطعت الصلة سنبقى أصدقاء
ناجي(وقف خلفه وناظرا بعضهما من المرآة):- ولكن الصداقة عند المصالح تختفي ولو كنت محلي لكنت بعتني أيضا يا حسام النهواني
حسام(برقت عيناه بشراسة ولمح السكين من المرايا):- ناااااااااااااااااجي لا تفعل ….
طعنه على مستوى العنق طعنتين ودفعه عنه حسام مقاوما إياه لكنه أسقطه بضربة لرجله وهوى على صدره بالطعنات وهو ينعته بأقذر الكلمات ، دموعه تساقطت على جسد صديقه الذي طعن ثقته به ولم يسرق منه روحه فحسب ، لفظ حسام أنفاسه الأخيرة وهو ينظر إلى عيون ناجي ويسأله لماذاااا بنظراته وناجي هنا انهارت قواه بعد أن قتله وجلس ينتحب بجواره وهو يتأسف من حاله وعلى حاله، أخرج من جيبه كيسا بلاستيكيا وضع فيه السكين ومسح البصمات عنه وعن مقبض الباب وعن كل أثر قام بلمسه وناظر جثة حسام الغارقة في دمائها وخرج هاربا من هناك والخوف منحسر بجوفه .. دخل أحد الحراس ليجد نفسه أمام جريمة قتل هزت السجن بأكمله وطالب المساجين بمعرفة الجاني في أسرع وقت ، ولأن الشرطة متواطئة في هذا وهم من هيئوا لناجي الفرصة لقتله فإنهم ماطلوا في الأمر وسيطروا على الوضع بالتهديد القمعي داخل السجن فالسلطة للشرطة ولا يجب لأحد التدخل في شؤونها الخاصة حتى لو كانت روح سجين كحسام النهواني ثمنا لذلك ….
وعليه أمضوا اليوم بطوله في التحقيق الروتيني وفي الوقت المناسب حين وصلتهم الإشارة لإبلاغ أسرته ، اتصلوا على رقم دعاء الراجي خاصة ليصدمها صدمة عمرها ..
أما ما حصل مع عمر وعبد الجليل فهذا كان حكاية أخرى
في ذلك المساء حينما قرر عمر ليلة أمس الذهاب لبيت الشيخ محمد لحضور اجتماع الأئمة ، في أمسية دينية عرض عليه عبد الجليل مرافقته ولكنه رفض وقد كان ذلك بداع التغطية على أمسيته الحصرية مع زوجة أبيه التي جهزت نفسها لقضاء وقت ممتع في الحرام الذي أصبح لهما لذة ما بعدها لذة ، خاصة عبد الجليل الذي نسي التفرقة بينما أحِلَّ له وما حرم عليه لكن مع الأسف جرفته الشيطانة لتيارها وأصبح مهووسا بها لدرجة الجنون .. في تلك الليلة وبعد أن غاصا في الرذيلة وتوجه كل منهما لمخدعه قبل وصول عمر الذي ما إن دخل ووجد الظلام ابتسم كون محبوبته نائمة وابنه في غرفته على الأغلب ، تفقده ووجده يصلي الله الله
عمر:- اللهم تقبل يا حبيبي
عبد الجليل(نظر إليه وطأطأ رأسه شعورا بالذنب):- أبي
عمر(سبح بمسبحته وتقدم صوبه):- ها يا بني ؟
عبد الجليل:- ماذا يعني وجع الضمير ؟
عمر(جلس على الكرسي قبالته):- إنه ثقل من الشيطان قد رماه على صدرك
عبد الجليل:- ماذا لو جرفنا تيار الشيطان لمتاهات لا رجعة منها ، يعني تحاول جاهدا إيقافها لكنك تجد نفسك عبدا لها تشتهيها وتغزوك أفكار مكبوتة تسيطر على مكمن العقل فتقودنا نحو الهاوية
عمر:- أول ذنب يشبه النقطة التي تكون بمنتصف صفحة حياتك البيضاء ، إذا ما تكررت الذنوب ازداد اتساع النقطة تباعا لتصبح حفرة سوداء عميقة كلما نظرت إليها وجدت نفسك تسقط فيها بلا حول ولا قوة ، حتى منجد لن تجده ليمسك بيدك ويرفعك من ذلك المستنقع سوى إيمانك .. إذا ما وجدت نفسك ستخلص نفسك من ذلك الانجراف الأسود الحل بيدك إما أن تتخذ طريق اليمين أو تبقى قابعا في مستنقع الشمال
عبد الجليل(زفر عميقا واستقام من سجادته):- أفدتني أبتاه
عمر(نهض وعانقه بحرارة):- أنت ولدي الغالي تذكر دوما أن آمالي كلها أزرعها فيك يا بني ،صحيح أبوك يتسم بالقسوة ولكنني أردت مصلحتك ووضعتها في المرتبة الأولى
عبد الجليل:- فهمت
عمر:-تصبح على خير سأذهب لمخدعي
عبد الجليل(هنا استشاط غضبا وتمنى لو تكون قد نامت):- تفضل
أخذ يدور بغرفته ويفكر ويتخيل ما الذي قد يحدث بينهما ،كل ليلة تتردد على رأسه نفس الأفكار لذلك لا يفلتها من بين يديه نهارا فقط كي يوقف سرب هذه التساؤلات التي ليس لها أجوبة ، وجد نفسه يتسحب في البهو وهو يصل لغاية رواق غرفة أبيه ويعود أدراجه كالمجنون ، توجه لباب البيت وخرج للردهة الخارجية وأخرج سيجارة من جيبه ودخنها لتلحقها اثنتان وثلاثة ، أزالهم بقدمه بإهمال وعاد على صوت صراخ أغلق الباب بقوة وتوجه صوب الصوت وجدها تولول وفستانها ممزق من الطرف بينما عمر كان قد أزال عباءته وحاول أخذ حقه الشرعي فيها رغما وبالضرب حيث احمر جسمها بالضرب بحزامه الجلدي ..
عمر(لم ينتبه لعبد الجليل عند الباب):- ما الذي ترفضينه ألستِ زوجتي ؟
لمياء(هدرت فيه بشر):- أنا أشمئز منك يا رجل لن تلمسني أسمعت لن تفعل
عمر(أمسكها من شعرها وطرحها على السرير):- بل سأفعل وحاولي منعي لو استطعتِ
عبد الجليل(أغمض عينيه حين رأى أباه كوحش كاسر يحاول الفتك بجسمها):- أبيييي توقف عما تفعله
عمر(استقام وهدر فيه):- أغرب لغرفتك واخجل من نفسك كيف تدخل على أبيك وزوجته دون إذن ، استري نفسكِ أنتِ
لمياء(بغضب):- ولما سأستر نفسي وابنك يراني عارية كل يوم
عمر(شهق بفزع ونظر لعبد الجليل الذي نظر إليها بموت):- هئئئئئئ كيف تجرئين على إسقاط الباطل على ابني أيتها الفاجرة ؟؟؟؟؟؟؟
لمياء(انتفضت من صفعاته على وجهها ودفعته عنها ونثرت حمالة الفستان على صدرها):- ها أنت ذا ترى هذه الآثار قاتمة اللون وأظن بأنك تفهم جيدا كيف تتكون ؟
عمر(هز رأسه ونظر لعبد الجليل الذي امتقع وجهه):- عبد الجليل ما الذي تقوله هذه ؟
عبد الجليل(ناظرها بغضب):- إنها تكذب عليك إن إنها ..
لمياء(تقدمت إليه وعانقته وهي تتلمس وجهه):- كيف أكذب عليه ألم تنبهني وتحذرني من الاستسلام له ، ألم تخبرني أنني لك وحدك هيا أخبره ودعه يطلقني لكي نتزوج
عمر(هوى على السرير وهو يلهث بعدم تصديق):- ما الذي يحصل هنا ؟؟
عبد الجليل(دفعها عنه):- أبييي لا تصدقها إنهاااااا تكذب أيتها الحقيييييييرة
لمياء(صدمت بصفعة عبد الجليل واستقامت بجنون):- لست أكذب قد بدأ ذلك منذ مدة ونحن نخوووونك يا عمر ،، منذ مدة ونحن مع بعضنا كلما خرجت لعملك رافقته كل يوم أتسمعني يا مشوه الوجه ههه كيف تتوقع مني أن أحبك يا رجل بطنك المشحم هذا لوحده يثير الغثيان في جوفي
عبد الجليل(دفعها حتى سقطت):- اخرسسسسسسسسي
عمر(تضخم صدره بالوجع وهو ينظر لابنه وزوجته بشكل قميء):- أيهاااااا العاصي أيها القذر كيف تخون أباااااااك
سقط فيه عمر ضربا ولكما على الوجه بينما حاول عبد الجليل مقاومته ودفعه عنه كونه أكثر قوة من أبيه ، حاول أن يتأسف منه ويعتذر لكن عمر كانت عيناه دمويتان قد نوى على قتلهما لذلك انتزع نفسه انتزاعا وخرج من الغرفة وهو يصرخ وينهر ويشتم ويلوم ويعتب على تربيته التي ذهبت هباء منثورا ، ألصق عبد الجليل لمياء على الحائط لأنها كشفت كل شيء بينما لم تذرف دمعة واحدة بقيت ثابتة وهي تصرخ فيه أن يتركها للحاق بعمر قبل أن يتهور ويبلغ عنهم … ركض عبد الجليل ليلحق بأبيه وصدم به وقد ركض صوبهم بسكين المطبخ الكبير
عمر:- الليلة سأغسل عاري يا فااااااااجر منك لهااااا
لمياء(برعب):-عمر عمر لا تتهور ما الذي تفعله أرجوووك أنا زوجتك وهذا ابنك يا حبيبي كانت هفوة والله هفوة
عبد الجليل:- أبي أبي أنت غير قادر على قتل ابنك أليس كذلك يا أبي سامحني
لم يكن يرى أمامه أي شيء بل وسوس له الشيطان في غسل عاره بقتلهما وعزم على ذلك ، هربت لمياء للغرفة ولحقها عبد الجليل وقبل أن يغلقاها خلفهما دفعها عمر برجله وهجم عليهما محاولا طعنهما ، وحين أمسك بلمياء من رقبتها وهمَّ بطعنها دفعه عبد الجليل وأسقط منه السكين وهو يبكي
عبد الجليل:- أبي أنت لست بقاتل أرجوك توقف عما تفعله
عمر(ببكاء ضرب عبد الجليل على وجهه وهو طريح الأرض):- لقد خنتني خنت تربيتي يا ولد خنت أباك عليك اللعنة عليك اللعنة سأقتلك سأقتلك إليك عنيييييي
دفعه بقوة تولدت فيه من حرارة الخيانة التي طعن بها ، أمسك عبد الجليل من عنقه وأحكم قبضتيه عليه وهم بخنقه ، انقلب عمر لفوق وهو ممسك برقبة عبد الجليل الذي ارتمى على الأرض باختناق وتوسل لأبيه من أن يفلت عنقه والذي لم يكن يرى أي شيء سوى الخيانة والغدر الذي أعمى عينيه ، هنا صرخت فيه بترجي أن يتركه ولكنه لم يفعل نظرت للأرض وأمسكت السكين وغرزته دون تردد في ظهره … عم الصمت وفتح عمر عينيه وفمه وهو يرى الدم متقاطرا من قميصه الأبيض ، نظر لعبد الجليل تحته وهز رأسه برجفة الموت وهو يلومه في آخر نظراته ولم يتفوه بحرف سرعان ما سقط جثة هامدة على السجاد بينهمااا
لمياء(رفعت يديها ولم تزل السكين بل تركته مغروزا في ظهره):- هو …هو هو كاد يقتلك يا عبد الجليل وو .. وأنا دافعت عنك
عبد الجليل(بجنون هرع إليه يهزه):-ماذا فعلتِ ؟؟؟؟؟؟؟ أبي أبيييييييييييي ..أبي استيقظ أبي افتح عينيك أبي سامحني يا أبي لا لا لا لا لالالالالا يا أبي لا تفعل لا تمت يا أبي سامحني سامحني أرجوك لا تمت يا أبييييييي لا لا أبيييييييييييييييييي
صرخ ببكاء وهو يلهث ويعاتبها عما فعلته حضن جثة عمر وهو يحاول إيقاظه ولكنه مات من فوره ، مات وهو غاضب على ابنه الذي ضاقت به السبل ولم يعرف كيف يتصرف ، فقد كانت تحثه على الهرب وهمت بجمع ذهبها والمال الموجود بخزنة أبيه ثيابها الخاصة وكل الأشياء الثمينة وضعتها بحقيبة بينما كان هو جامدا يهز جثة عمر بحضنه ويبكي بدون صوت
لمياء:- عبد الجليل يا عبد الجليل علينا أن نهرب لو سمحت ركز معي لقد مات عمر مات أبوك علينا أن نهرب وإلا دخلناااا السجن
عبد الجليل:- لقد قتلناه قتلناه يا لمياء اااااااه
لمياء(أغلقت فمه بيديها):- اخرس اخرس أرجوك سوف أذهب لغرفتك وأجمع أشياءك الخاصة لن أتأخر وأنت لا تفعل أي شيء متهور سوف ننجو تمام
تركته وهرولت نحو غرفته وأخرجت حقيبة صغيرة من دولابه وبدأت بوضع أغراضه فيها ، لحظتها سحب هاتفه ودق رقم أمه بدون شعور وبلغها بما حصل وبدورها ارتعبت ولم تعرف حتى كيف اتخذت طريقها صوب البيت تاركة حفل الزفاف وما فيه …
أما عند رنيم ورأفت حيث مزق فستانها وكان يحتجزها بالحمام فقد حاولت التملص منه ، ولكنه كان كالثور الهمجي دفعته بفشل وبالأخير توقفت وأخذت تبكي بنحيب يمزق وتين القلب ، وهذا ما جعله يتوقف وينظر إليها بحسرة
رأفت:- هل توقفتِ عن محبتي ؟
رنيم(رفعت عينيها الدامعة إليه ونظرت لطرف فستانها الممزق):- أكرهك يا رأفت
رأفت:- كاذبة ما زالت أنفاسكِ تذوب بين يدي ، رعشة جسمكِ ما زالت ترتج من لمساتي إذن ما زلتِ تعشقينني يا امرأة لم تخلق إلا لي
رنيم(بعتب):- حقا ؟؟ …أظنك على صواب فأنت الرجل الوحيد الذي عرفته في حياتي وربما ليس كذلك من يدريك أن رعشتي هذه لم يستشعرها رجل غيرك هااااه ؟
رأفت:- أعلم أنكِ تريدين القصاص مني وأنا جاهز يا رنيم ، قد عدت لكِ نادما على كل ما فعلته قد ظلمتكِ حبيبتي وأطلب منكِ الصفح
رنيم:- بعد ماذا يا رأفت ، عدت لي بعد أن كسرتني وحطمت قلبي الذي أحبَّك ، ههه أتحسب أن العشق غباء لهذه الدرجة يعني بمجرد أنني أحبك فإنني سأغفر لك أي غلطة ، … حبيبي أنت مخطئ حتى لو كنت أموت في هواك فهفوة مثل هذه ستقف حائلا بيني وبين ذلك الحب الذي أفتقده صراحة ،لأنني طويت صفحتك منذ مدة ولم يعد لوجودك مكان في حياتي
رأفت(تلمس كتفيها ودفعها إليه بإحكام):- شهقاتكِ هذه دالة على انتمائكِ لي
رنيم(أبعدت يديه عنها):- لقد طردتني من موطني فيك ، رميت بي كخردة بالية من حياتك وجعلتني أتجرع علقم الظلم والغدر ، لم تصدقني بينما صدقت تمثيليتهم والآن بعد أن اكتشفت الحقيقة عائد لي ، بعد ماذا بالله عليك هل يعود القلب للخفقان بعد أن تسحب منه روحه ؟
رأفت(بتأثر ووجع عليها):- أنا قادر على تعويضكِ يا حبيبتي فقط أعطني فرصة ..
رنيم(صفعته على وجهه):- أظن هذا جوابا كافيا لك فلا تهدر كرامتك أكثر من هذا واغرب عن حياتي وحياة أولادك تمام ؟ …
خرجت وتركته مشدوها محله ويده على خده ، طبعا ستكون ردة فعلها طبيعية بعد كل الأسى الذي تعيشه يا سيد رأفت ، رمش بعينيه ووجد نفسه يغادر المكان وعقله يخمن في طرق أخرى للتأثير فيها فهو عازم على إعادتها طالت أم قصرت ستكون له .. في تلك اللحظة عدلت حجابها وأسدلته على كتفها كي لا يظهر تمزق الفستان ، مسحت دموعها وركضت صوب الحديقة لتصطدم بدعاء تتلوى أرضا وتصرخ ببكاء على شخص ميت ؟؟؟؟؟
أما في روما
فقد كان الفزع شريك اللحظة بحيث اختفت ميسون في غفلة عنهم والتي صعدت برفقة لورينا صوب الحمام ، لتظهر بعد برهة من غرفة ميرنا بمسدس وتجعل الكل يقف جاثما عند الدرج في انتظار تصرف القدر
~ قبل بضع دقائق ~
ليندا(عبر الهاتف):- اسمعيني يا غبية أنتِ ضعي المسدس في متناول يدها ولا تتدخلي في الباقي
لورينا:- أمي أود التخلص منها وأنتِ هنا لا تساعدينني بشيء
ليندا:- لن ينفعنا التخلص منها يا حمقاء أنا بحاجة لها وهي حية ، طالما لم أجد غايتي فلن تموت
لورينا(في أحلامكِ ماما):- أوك أوك فهمت ماذا تريدين مني الآن ؟
ليندا:- أعطي الهاتف لميسون واذهبي لغرفة ميرنا ضعي الهاتف في مرأى عينها وغادري
لورينا(رمقت ميسون قد خرجت من حمامها):- خذي كلمي جدتكِ
ميسون(بتذمر وفزع):- مرة أخرى ؟؟؟؟
لورينا(هدرت فيها بعنف):- تحدثي واخرسييييي
ميسون(انتفضت برعب وأمسكته عنها):- جدتي
ليندا(بصوت كفحيح الأفاعي):- هاااهااا ميسوووووووووون نفذتِ خطة أول أمس بشكل متقن عزيزتي ، أسعدتني كثيرا حين قمتِ بدوركِ المسند إليكِ أكيد سوف أضع هذا في حسباني
ميسون(مطت شفتيها حزنا):- ولكنني أحزنت ميرنا حين كذبت لا أريد أن أكذب مجددا
ليندا:- ستكذبين وتنفذين ما آمركِ به وإلا أبعدتكِ عنهم وحبستكِ في القصر هنا مع الثعابين
ميسون(انتفضت رعبا):- هئئ حااضر جدتي سأفعل ماذا تريدين ؟
أخبرتها ليندا بما تريده بالحرف وهنا أجابت ميسون بالطاعة وقلبها يخفق برعب وخوف من أن تحرم منهم ، تأثير ليندا عليها لم يكن بحاجة لممارسة السحر بل يكفي إرعابها بما يخيفها وبما أنها طفلة فقد عايشت شيئا مما ترعبها به ليندا لذلك هي تصغي لها بالحرف ولا تجادل ،، وعليه توجهت لتنفذ الخطة وأمسكت المسدس وخرجت به إليهم لتسكت قلوبهم بحركتها الرعناء تلك
حكيم:- بيبي أعطني المسدس يا عمري هيا ..
ميرنا(بدموع على عينيها):- حذار يا حكيم قد تؤذي نفسها أرجوك أزله عنها اهئئ
وائل(أمسك يدها ومسح عليها):- تمام ميرنا لا تفقدي أعصابكِ …
ناريانا(شهقت وهي تنظر إلى الطفلة ونظرت لنزار الذي هرع ليشاهد ما يحدث):- نزااار
نزار(هز رأسه لها بطمأنينة):- …هممم
ناريانا(تقدمت صوب الدرج وصعدت نحوها بهدوء):- أعطني السلاح
ميسون(رفعت رأسها ونظرت لناريانا وأجابت بحركة النفي):- …
ناريانا(وقفت أمامها):- أعطني إياه الآن ميسون هياااا استيقظي مما أنتِ فيه
ميسون(نظرت صوبهم من محلها وصوبت سلاحها تجاههم):- لن أفعل
ميار:- أوك بدأ الأمر يفوق حده أزله يا حكيييم ماذا تنتظر ؟
ميسون(صوبته تجاه لورينا التي كانت على الجنب):- تلك المرأة تكرهنااااا أريدها أن تموت
حكيم(برقت عيناه بشراسة في لورينا):- لورينااااااااا ….
لورينا(ارتعبت من ردة فعل ميسون الغريبة وفي سرها):- ولكن .. يا غبية لم تكن هذه هي الخطة يا إلهي فضحت أمري العبيطة
ميار(انقض عليها ممسكا بها من شعرها ودفعها على الكنبة):- الآن حكييييييم
حكيم(أمسك المسدس سريعا من يد ميسون ووضعه خلف ظهره):- ميرناااااا ميرنا تولي أمرها فورا وأنتِ حسابكِ معي سيكون عسيراااا
ميرنا(ركضت سريعا نحوها وحضنتها):- لما فعلتِ ذلك لمااااذا ؟
ميسون(صرخت ببكاء في حضنها وهي تضرب بقضبتها على ظهر ميرنا):- لما تتركونني وحدي اهئئئ أنا أخااااف أخاااف منهم اهئئ مامااااااا
ميرنا(دمعت عيناها من جملتها وحكت جسمها بحرارة):- تمام يا عمري أنتِ معي لن أفرط بكِ مطلقا … وائل يا وائل
وائل(كان ينظر لحكيم وهو يجر لورينا من يدها صوب المكتب ولحق به ميار):- كاظم خليك مع ميرنا سأرى ما سيفعلانه بالبنت ، طبعا لن أسمح لهما بأذيتها
نادر:- خيرا تفعل .. جوزيت .. جوزيت ؟؟
جوزيت(كانت شاردة الذهن):- هاه أ…أنا بدوري سأصعد لغرفتي ناريانا رافقيني رجاء
ناريانا(نزلت الدرج وأسندتها):- على مهلكِ ماذا جرى لكِ ؟
جوزيت:- ضاق نفسي …هفف لا أدري ماذا كان سيحدث لو قامت بأذية نفسها تخيلي معي
ناريانا:- اللهم قدر ولطف
كاظم(صعد معهما):- جوزي أنتِ بخير صح ؟
جوزيت:- ها ها فقط خفت على ميسون
كاظم(أسرع خطواته):-لا تقلقا سيكون كل شيء على ما يرام
لحق بميرنا سريعا والتي وضعت ميسون على السرير وانحنت القرفصاء لتسكتها ، ولكن الصغيرة ظلت تنتحب دون توقف وهي مغمضة عينيها وتبكي بكاء الكبار المفطور قلبهم ، يا ترى ما الذي يؤلمها لهذه الدرجة حتى أنها تبكي بهذه الحرقة ؟؟؟؟؟؟
كاظم:- ميرنا .. أنا جيت
ميرنا(نظرت إليه بطرف عين وعقدت حاجبيها):- لم نتصالح على فكرة
كاظم(جلس بجوار ميسون):- أجليه لوقت آخر حلوتي وأنا جاهز لدفع الدين ، ميسون أميرتي ؟
ميسون(نظرت إليه):- أنا موجوعة
كاظم(فتح عينيه على وسعهما ونظر لميرنا):- وما الذي يؤلمكِ صغيرتي أفضي لي ؟
ميسون(نظرت لميرنا):- لا أستطيع
ميرنا(استقامت):- أترغبين بخروجي ؟
ميسون(خجلت من طلب ذلك لهذا نظرت جانبيا):-…لارد
كاظم(فهمها وأشار لميرنا برأسه أن تخرج):- هممم .. والآن بعد ذهاب ميرنا صارحيني يا ماستي ما الذي يحدث معكِ ؟
ميسون(أطلت على الباب وأمسكت يد كاظم):- عدني ألا يعرف أحد بما سأخبرك به
كاظم(ضم يدها الصغيرة جدا بين يديه الضخمتين وناظرها بحرص):- كاظم النابلسي يجيد كتم الأسرار
ميسون(تنهدت عميقا ونظرت للأرض بحرقة ثم رفعت عينيها الدامعتين):- جدتي ليندا طلبت مني القيام بهذا لكي أهددكم قليلا ،أرادت أن أصوبه تجاه ميرنا لكنني لم أستطع ذلك خفت عليها أنا أحبها ولهذا صوبته تجاه أمي لورينا وأنا حزينة لأنني قرأت أن من يعصى أمه يدخل النااااار اهئئئ
كاظم(أشفق عليها وأمسكها بخفة ووضعها بحجره وعانقها بحنان):- آه يا صغيرة وعلى القلب الطيب ، شوفي حبيبتي ما فعلته كان صائبا وأنتِ لم تخطئي إلا في شيء واحد
ميسون(رفعت رأسها ونظرت إليه):- ما هو ؟
كاظم:- كان عليكِ مصارحة أبيكِ ليوقف تهديدات جدتك ، عليكِ أن تصارحيه بكل شيء يا ميسون إن أردتِ إيقافها عند حدها وجعلها تكف عن إزعاجك
ميسون:- ولكن اهئ هددتني أن تضعني في القبو مع الثعابين لقد رأيتهم إنهم مرعبووون ، وأنا اهئ وأنا أخشاااااهم اهئئئئئئئ
كاظم(ضمها بخفة ونهض بها وهو يهدهدها):- شتتت حسنا لا تبكي يا ماستي عملاقكِ هنا ولن يسمح لأحد بأذيتكِ أو أذية ميرنا هذا وعد
ميسون(نظرت إليه وضمته بحرارة):- أتعدني بذلك أنت تقول الصدق ؟
كاظم(اشتم عطرها بحنان وربت على رأسها):- صدقيني ، صحيح أنا أرعن وغالبية أحاديثي ساخرة لكنني وقت الجد جدي لأقصى حد، اعتبرِ سركِ في مأمن لكن عليكِ النطق به في أقرب فرصة وإلا تفاقمتِ الأمور لما هو أسوأ
ميسون(مسحت دموعها بظاهر يديها):- تساعدني ؟
كاظم(قبل وجنتها بدفء):- وماذا تتوقعين أساسا من ملاككِ الحارس هاه ؟ دعينا نريح بال ميرنا الآن هي حزينة لأجلنا تمام ؟
ميسون(وافقته وجلست على السرير):- ماذا سيفعل بابا بلورينا الآن ؟
كاظم(هز كتفيه بعدم فهم):- غالبا لن يكون الأمر حميداااا …
لورينا:- هئئئئئ تطردني يا حكيييييم ؟
حكيم:- سأحضر لأجلكِ بيتا مناسبا مع خدم وحراس سأغرقكِ بالأموال وأفتتح لكِ ما تريدينه من دور أزياء فقط اطلعي من حياتي ابتعدي عني وعن ابنتي ، خلاص انتهت مهلتكِ في حياتها بل انتهى جحيمكِ بالنسبة لهاااااا يكفي
لورينا(انتفضت من تصفيقته بوجهها):- ولكنها ابنتي
حكيم(نظر لميار الذي كان مكتفا يديه ولوائل الذي كان يحاول معها بأن تنطق بما تعرفه):-ميار لو سمحت ممكن لحظة معها وأنت وائل رجاء
وائل:-لن تخرجها من هذا القصر أظن هذا أمرا واضحا كالشمس ؟
حكيم:- ميااااار اشرح للأفندي أنني لا أتناول الأوامر منه بل أفعل ما يناسب أهلي
لورينا :- وأنا أهلك لقد وعدتني بذلك
حكيم(زفر بكره):- يا الله يا الله هففف
وائل(ربت على كتفها):- لا تقلقي سوف تكونين في مأمن ها أنا ذا خرجت
ميار(لحقه مقتربا منه):- عزيزتي سوف تجدين نفسكِ بمأزق معي حتى لو رحمكِ هو ،أتدرين لماذا لأنني لا أعرف ما مرادف كلمة الرحمة في قاموسي هممم ؟
لورينا(ابتلعت ريقها برعب ونظرت لميار الذي هددها وخرج):- هل ستسمح له بأن يهددني ؟
حكيم:- بل سأضيف على تهديده ما هو أدهى إن لم تفضي لي بكل شيء
لورينا(ابتلعت ريقها):- حسنا سأخبرك لكن اقطع لي وعدا بأنك لن تبعدني
حكيم(جلس مقابلها):- أنتِ لستِ في مكان قابل للتفاوض انطقي وبعدها أحكم
خارج المكتب
وائل:- أساليب القمع والتهديد بدائية جدا حبذا لو تغيروها لما يعبر عن هوياتكم الحقيقية
ميار(توجه لمشربه):- عذرا منك حضرة المحامي نحن هكذا سعداء
وائل(زفر عميقا وتوجه لفوق):- الكلام معك عقيم افعل ما تجيده أصلا لا يليق بك إلا الإجرام
ميار(ضرب الكأس مع الطاولة ونظر لوائل من الدرج):- أعترف بذلك ولكن ماذا عنك ؟
وائل(صعد دون مبالاة):- سأبقى رغما عن أنفك الأجدر تمام هه…
ميار(تجرع ما بكأسه من استفزاز وائل):- الغبي حممم
هنا توجه لغرفة ميرنا مباشرة وجدها هناك تحمل ميسون بحضنها وتهدهدها بينما كاظم كان على رأسهما ، دخل واطمأن على الصغيرة وهدأها قليلا ليلتحق حكيم بعد برهة ويمسك صغيرته بين يديه منفردا بها في الغرفة بعد إذن منهم
وائل:- هيا لا تعبسي
ميرنا(انفجرت ببكاء):- تخيل معي لو آذت نفسها لو فقدناها كنت سأفقد رووووحي ، هنا احترق قلبي حين رأيت المسدس بين يديها وكأن أحدا فجر قفصي الصدري وأقحم يديه واعتصر قلبي دونما رحمة ،لالالا لن أقوى على تعرضها لأذى أريدها دوما بخير ساعدني على ذلك وائل اهئ أرجوووك
وائل:- ميرنا ميرنا عمري اووه لا تفعلي هذاااا ، تعالي إلي
ميرنا(هوت أرضا وجلست ببكاء على سجاد غرفته):- لن أستطيع تخيل ذلك لا لا لن أستطيع
وائل(جلس جوارها وضمها إليه على جلستها):- تمام لا تهابي شيئا هي بخير .. ستكون بخير
غالبا ستكون بخير فلكي تهرب من مساءلة حكيم غفت بين يديه ، ولذلك تركها على سجيتها واضطجع بجوارها على السرير لعله يخفف عنها وتيرة ذلك الرعب ، من جهة كان يحترق هلعا عليها فقد كاد يفقدها ومن جهة زفر بكره من سيرة لورينا التي يرغب بالتخلص منها لكن بما أنها سلمت مقاليد ليندا إليه إذن سيبقيها بالقرب رغما عنه …

،،،،،،

أما بقاعة الحفل الذي تحول لمأتم فقد انقلبت الأمور من زفاف لجنازة دموع ، تقريبا حيث توقفت صدمات حفل الزفاف الذي سنعود إليه ونعرف ما حدث فيه جملة وتفصيلا وحين تقدم هذا الغائب ليرقب الحفل من بعيد ويرى أحبته ، لم يتوقع بتاتا أن أول من سيصادفها هي ابنته الحبيبة والتي وجدها في حال أرعن طائش لم يرق له مطلقا وهذا ما جعله يظهر بنية تفتيت عظام الفتى وربما تأنيب الفتاة لكنه تأنى فهو من طبعه أن يتأنى في إصدار الأحكام العقابية لمن يستحقها .. أثناء مسيره تهافتت إلى عقله أشواقه وهو في طريقه إلى القاعة وكيف كانت أحاسيسه المتضخمة قبل برهة
"كُنتُ مُستميتا لأنظرَ إلى عُيون صغيرتي التي لم أمَنَّ عيني برُؤيتها وهي تَحضرُ لهذه الدُّنيا ، قد حُرمْت منها قسرا مثلما حُرمَت هي مني ، هي التي لم تتعرَّف على عُيون أبيها بل ناظرَتني باستغراب وكأنما تحاول استشعار ذبذبَات أبُوتي لها"
إنهَا ابنتي التي لم أفكر مُطلقا أن لقائي بها سيكون في حديقة قصِية ومع شاب حسنا يبدو طيب الطليعة ولكن عيونه الماكرة كلها خداع في خداع وهذا حدس لن يستشعره سوى أب يقرأ العيون عن ظهر غيب منذ أمد بعييييييد ….
طارق(استوقفه بنبرة صارمة):- أفلت يدها يا هذاااا ؟؟؟؟
نهال(تطلعت للرجل الغريب بدهشة وحيرة):- … من أنت ؟
أسعد(لم يعطيها مجالا للتجاوب بل دفعها خلفه ووثب أمام طارق):- من حضرتك لتتدخل فينا ؟
طارق(امتص شفته وهو يصغر عينيه متأملا ما يدور حوله في حين كان يقترب من أسعد ببطء أشبه بالتربص بالفريسة):- أظن بأنني تكلمت معك بلمحة هدوء ، لقد طلبت منك وبكل أدب أن تفلت يدها لكن أرى أنك مصر على أخذ الأمور لمنحى غير مستحب ولحظك الرااااائع .. أنا جاهز
أسعد(رسم ضحكة ساخرة وطالعه بازدراء):- أتفكر بأن تتطاول على فتاتي وأدعك تمضي بسلام ، التزم حدك ولا تحسبني يافعا هنا حتى تحاول استعراض عضلاتك
طارق(نظر إليها نظرة خاطفة لم تتعدى الثانية وركز بصره فيه):- …..لارد
أسعد(رفع ذقنه مجابها إياه بتحدي):- ألم تجد ما تضيفه ؟
طارق(أخذ يحدق فيه مطولا وبدون أن يرمش وهذا ما زعزع رباطة جأش أسعد الذي توتر ونظر لنهال خلفه ولكنه استجمع نفسه قبل فقدانها):- لما أنت ترتجف ؟
أسعد(اهتزت حنجرته وضحك ساخرا):- ههه أرتجف منك .. أصلا من حضرتك يا هذاااا ؟
طارق(تلاعب بلسانه داخل شفتيه):- أليس لديكِ أهل لتكوني معهم بهذا الزفاف ، تحركي واذهبي فورا لأمك
نهال(ارتجت من نبرته الحازمة وشعرت بأن الحروف تلاشت منها):- أ…
طارق(لم يطل نظره فيها بل صرفه عنها بحنق):- ماذا تنتظرييييين اذهبي فوراااااااااا ؟؟؟؟؟
نهال(انتفضت وابتعدت للخلف):- هء
أسعد(دفع طارق لصدره):- لا تصرخ بوجهها يا هذااااا ؟
طارق(بحركة سريعة لوا ذراع أسعد في لمح البصر وجعل يده تحت رقبته وهو في وضعية مقلوبة جعلته يجفل من ارتجاله البارد):- نصيحة من رجل لآخر .. لا تتلاعب بقلب وعقل فتاة لست ندا للدفاع عنها والآن يا آنسة التأمل الليلي والمتوارية عن الأنظار مع شاب لا أستأمنه ليحرس حتى قطة شريدة أتودين مشاهدة كسري لصدغه أم أنكِ تملكين قلبا رحيما للمغادرة الآن ؟
نهال(اهتزت بدموع وهي خائفة على أسعد الذي حاول المقاومة لكنه كان في وضعية إن قاومها سيصيب نفسه بأذى):- دعه الآن هل أنت مخبول حتى تتدخل فينا يا هذااااا ، قلت لك دعه ؟
طارق(سذاجة عفاف يمكنني استشعار هذا العرق فيها لكن العناد أظنها تذكرني بإحدى أخواتي):- بنت ….. هل ستنصرفين أم ستجعلينني أنزل عليه وبال غضبي ؟؟؟؟؟
نهال(وجدت بأن حواسها ترضخ لهذا الرجل طوعا):- أسعد أنا آسفة … هئ
أسعد(احمر وجهه بتعب من قبضة طارق):- اذهبي نهال اذهبييييييي فوراااا
طارق(شعر بوخز في قلبه لدى ابتعادها وتأوه بصمت قبل أن يدفع عنه أسعد):- لو لمحتك بالقرب منها ولو على بعد مترين ستجد نفسك في مشكلة
أسعد(نفض ياقته وهم بلكم طارق الذي تجاوزها):- أيها الحقييير من تحسب نفسك ؟؟؟
طارق(تجاوزه ورفع يده بلكمة مباشرة لوجه أسعد الذي انتفض للخلف بفعل الضربة):- أنا شخص ستجده كظلك من الآن فصاعدا ، ستراني حيث لا يجب أن تراني ولذلك أنصحك بود أن تبتعد عنهاااا
أسعد(مسح الدم من فمه وهدر فيه):- هل أعجبتك ؟
طارق(هنا انتفضت مضخة قلبه وشعر بأن العروق في جسمه قد استنفرت فأمسكه من ياقته وأسقطه أرضا ، ضغط على صدره بركبته بينما يده كانت تخنق عنق أسعد):- أنا هنا لست ألاعبك ، ستبتعد عن نهاااااااال وإلا ستقع بمأزق وهذاااااا آخر إنذااااار يا أخ … تبا لك
أسعد(كاد يموت بين يديه وقد احتقن وجهه بالحمرة):- اكح … ابتعد عني …
هبة(استوقفته بحضورها حين ركضت صوبه):- توقف …
أمجد(خرج من السيارة سريعا خلفها):- ما الذي تفعله هنا أهكذا كان الاتفاق ؟
طارق(ترك أسعد ورفع يديه مستقيما):- لا كلام لدي مع تلك المرأة ، وأنت اتفاقي معك لم يستوجب إيقاف هذه الزيارة الخفية بين قوسين "لا مرئية" ؟
هبة(نظرت لأسعد الذي كان يسعل وانحنت إليه):- بني رجاء لا تخبر أحدا بما رأيته هنا
أسعد(مذهول فيهم جميعا ومتألم من آلام اللكمة و وجع ذراعه):- من أنتم بحق السماااااء ؟
طارق(أشار إليه):- عن نفسي يمكنك تسميتي بخليفة إبليس إن لم تبتعد عنها
هبة(أغمضت عينيها مذهولة فيه):- يا إلهي ،، أمجد رجاء تصرف قبل أن يلمحنا أحد
أسعد:- سأبلغ عنكم رجال الأمن …. سوف لن أمرر هذا على خير مطلقااااااا …
طارق(هم بإمساكه لكن هبة وقفت بوجهه فناظرها مليا قبل أن يتنهد برتابة):- إنه يتودد إليهااااا ؟
هبة:- وليس هكذا تحل الأمور
أمجد(لحق بأسعد):- أدرك أنك مصدوم مما حصل لكن نصيحة مني ابتعد عن المشاكل ولا تذكر أي شيء مما رأيته هنا
أسعد:- لا أحد سيجبرني على الصمت لأنه أهانني وحاول التحقير ها هناااا ثم من يكون أصلا ومن يحسب نفسه هذااا الأخرق ؟
أمجد:- مجددا لا تخطئ فيه لأنك قد تصدم بهويته وتجعل نفسك بموقف لا تحسد عليه ، لا وقت لدي لإقناعك لكن لتخرج نفسك من دائرة المشاكل يجب عليك أن تتكتم عن الأمر … هيا اذهب
طارق(لمح نظرة أسعد له وهو يغادر المكان وبادله بنظرة أقسى منها وأشد):- من هنا لن أتزحزح ولا علاقة لكم برغباتي ، لقد صبرت سنينا طويلة وما عادا فيني حيل
هبة:- يا إلهي على أساس أنه لا يمكنك الظهور الآن يا طارق ، كما تعلم الوضع غير مستقر
أمجد:- العتب علي غفلت عنك بالشقة وفعلت ما يحلو لك
هبة(صغرت عينيها وهي تنظر من كل جانب):- أبي موجود وخطورة بقائنا هنا ليست حميدة ، دعنا نمضي يا بني أرجوك ؟
أمجد:- نحن لن نحرمك من أهلك فهذا حقك لكن الليلة أرجوك لا تتهور ولو حتى كانت رغبتك في رؤيتهم من بعيد أقصى أمنية لك
طارق(زفر عميقا):- إلى متى ؟
أمجد:- لست أدري علينا أن نمهد الأمر لهم أولا و…
هبة(قاطعته بلهفة وهي تتمسك بذراع طارق):- متى ما أردت لكن ليس الليلة على الأقل
طارق(استشعر لمستها وسحب يده):- سأغادر وحدي
أمجد(لمح بؤسها الذي ارتسم على ملامحها من حركته واعترض طريقه):- لن تبرح شقتي سمعت على الأقل كرما لأمك الملتاع قلبها عليك
طارق(رفع حاجبه):- أمي التي أعرف موجودة في الداخل ولا تفصلني عنها سوى تلك الأشجار
هبة(هنا شعرت بالأسى وأرخت كتفيها وهي تتوجه للسيارة):- ….لارد
أمجد(حزن لأجلها):- أتستمتع بأذيتها يعني ؟
طارق(ناظرها بطرف عين ورفع حاجبيه):- خذنا من هنا
أمجد(زفر عميقا وهو يرفع يديه فشلا من حركة طارق):- يا الله …
كفكفت هبة دمعها وهي تشغل بصرها في إضاءة الديكور المحيطة بأسوار القصر ، حين استشعرت دخوله إلى السيارة وجلوسه بجوار أمجد في المقدمة شعرت وكأنها ترغب بمعانقته من الخلف والإمساك به في قبضتها لعلها تفرغ بعضا من أشواقها الدفينة ، إنه يعاقبها ولكنها لا تدري أساسا بأي حق يفعل ذلك وكيف لم يقدر ثمن البؤس الذي دفعته طوال حياتها بعد فقدانه … وجدت نفسها تدخل في دوامة تلك المواجع من جديد لذلك آثرت تأمل ملامحه القاسية والخشنة إنه يشبه سليم في حدته لكن لمحة السكينة المرتسمة على وجهه تدل على أنه ليس ابن أبيه ، بل هو راجي رحيم جارت عليه الدنيا وجعلت القسوة والغضب يتسرب إلى مواطن إنسانيته لتحوله إلى كيان صلب لا تهزه ريح ،،،فتحرره من براثن السجن لأنه كان أغلى أمنياتها مذ أن عرفت بهوية طفلها المنكوب ، وها هو ذا الآن يناظر السماء من حوله السماء التي حرم من طعمها منذ سنوات عديدة…
أمجد:- سنتوجه لشقتي القديمة ولا تنس أن هنالك من يتربص بك وعليك أن تستقر بداية قبل أن تظهر في الوسط ، خطأك اليوم كان فادحا وظهورك المفاجئ أمامهم سيعطل الكثير من غاياتنا المشتركة
طارق(وضع يده على جبينه مقاطعا إياه):- افتح المذياع لو سمحت
أمجد(نظر لهبة من المرآة باستغراب):- المذياااااااع والسبب ؟؟؟
طارق(فتح النافذة):- هناك برنامج مسائي سيبدأ الآن ، أتابعه يوميا لذلك افتحه
هبة(حولت عينيها بتعب):- ما كتلة التناقضااااااااات هذاااااااااااا أيعقل أنه ابني ؟؟؟؟؟؟
أمجد(هز كتفيه بفشل وفتحه):- كما تريد
طارق(ولا كأنه هنا مد رجليه للأمام واتكأ على النافذة وأخذ يطالع الشارع حوله):- مساء بديع
هو بديع بالنسبة لك لكن بالنسبة لهبة وأمجد فقد كانا يتبادلان نظرات ارتياب من حالته المتناقضة ، لقد كان قبل قليل عصبيا جدا وتحول في لمح البصر لشخص هااااادئ فوق المتوقع والجميل أنه يطالب بالاستماع لبرنامجه الإذاعي اليومي وكأنه لم يقدم على فتح جبهة الاحتدام في قاعة الزفاف ، و كأنه لم يرى قط ابنته التي لم يعرفها يوماااااااا وهذاا الغريب لم يدقق في الأمر ويعطيه ما يستحق بل صرف نظره عن مضمون الموضوع …. يا إما هكذا أو أنه يكتم ما يعتمر صدره في بوتقة الغموض التي باتت طبعه السيامي مؤخرااااا …
في ذلك الوقت وفي القاعة المخصصة للحفل كانت الأمور كارثية بشكل مهول لا يتصوره عقل ، سيارات الإسعاف وصلت لتغيث ما تغيث بينما غادر مجمل الضيوف بعد اعتذار رسمي تكفل به فؤاد ونور واللذين كان قلبهما يرتعش رعبا على أهلهم وعلى مصابهم الجلل .. دخلت عفاف ونجية بالصغار إلى غرفة جانبية ليقوهم من قوة الصراخ والانهيار المهول والجو المتوتر هناك ، شهاب كان يجلس بميرا على إحدى الكراسي بينما كان باتريك مذهولا يضع لها العطر على يدها ، في حين كانت هنادي تعتذر عبر الهاتف بالفضوليين من الصحافة والقنوات الإذاعية فقد تسرب الخبر إليهم في الحين واللحظة وتحول زفاف الفنانة ميرا إلى مأساة مهولة يرتج لها القلب ..
شهاب:- كيف تشعرين الآن ؟
ميرا(كانت يدها بين يدي باتريك الذي كان يرش عليها العطر ويدلكها):- شهاب ما الذي حصل كيف انقلب زفافنا لهذه الكوارث كلها ؟
شهاب(بأسف مسح على وجهها):- حبيبتي لا تقلقي طفلنا نائم وهو في الحفظ والصون ، وما حصل يعني كان قدرا علينا التأقلم معه
ميرا:- بدأت أشعر بأننا ملعونون محرومون من الفرح ولو قليلا ، دوما ما تنقلب سعادتنا لأحزان ما هذااااااااا ؟؟؟
نبيلة(اقتربت منها بعصاها):- سمر استجمعي نفسكِ أنتِ حامل
ميرا(تنهدت بتعب وهي تهز رأسها لها بضعف):- أحضر لي ماء يا باتريك ريقي نشف
باتريك(هرول مولولا):- حالا حالا
شهاب(لمح جده وهو يبتسم على جنب مع رستم واستشاط غضبا وهو يتحدث بصوت مرتفع):- ما الذي يضحكك أنت ؟
ضرغام(تقدم بعصاه ووقف مجابها لنبيلة):- ولا شيء فقط أرى قدم السعد الخاص بالراجيين
نبيلة(بحزم):- أبقي ترهاتك بجعبتك سيد ضرغام
ضرغام(اقترب منها خطوة وهو ما يزال يرسم على ثغره ابتسامته الساخرة):- ألا ترين معي أن اللعنة حقا قد تم تفعليها أنظري معي للأجواء من حولكِ ، كيف تحول حفل زفاف لمأتم وجنازة ومصائب لا تخطر على بال ؟
نبيلة(تشنجت من جملته ولكنها جابهته):- مع ذلك لا يحق لك أن تلسن على عائلتي ، وإن اكتفيت من التبسم غادر المكان دونما رجعة ودعنا نواسي بعضنا بعيدا عن سخريتك المريضة
ضرغام(تحرك):- أصلا لا أطيق البقاء في مكان يجمعني بكم لأزيد من ساعة ، رستم سنغادر
شهاب(بغل):- شكرا جدي على هذااا الدعم ومرة ثانية لا تؤاخذنا كسرنا متعتك
فؤاد(اقترب منهم وبجواره نور التي بدت حانقة بإفراط):- مع السلامة
ضرغام:- لن أقول إلى اللقاء لأننا سنلتقي في ظل هذه الأحزان … أرجو لكم الصبر والسلوان
نور(بغضب زورته واقتربت من جدتها):- لما تحتكين بهذا العجوز الهرم جدتي ؟
نبيلة(طالعته بتأفف والتفتت لميرا):- يجب على أحدنا وضع حد له وهذا ما كنت أفعله ..
ميرا(رفعت رأسها بانهزام لنور):- أختي … أشعر بأنني لست بخير
نور(زمت شفتيها):- هوني عليكِ يا ميرا ، لقد ذهبت دعاء في سيارة الإسعاف تمالكي أعصابكِ وإلا ألحقناكِ بها …
باتريك:- الماء الماء سيدتي تفضلي ..
نور(رفعت عينيها):- أين بقيت أمي ؟
نبيلة(نظرت تجاه مديحة التي كانت تلتف حولها ماريا ورقية وريمة):- لست أعلم لنذهب إلى خالتكِ نور ، وأنت لازم زوجتك
شهاب(انحنى القرفصاء أمام ميرا):- أحسن الآن ؟
ميرا(بوجع):- قليلا … أشعر بالأسف شهاب ما هكذا تخيلت حفل زفافنا ؟
شهاب(أمسك يديها بحضنه ووجع ابنته الصغيرة التي سيئودها في بطن أمها يطعن في قلبه):- أصلا زفافنا قد انقضى يوم دخلتِ حياتي وأقحمتِ السعادة فيها
ميرا(امتنت من جملته ووضعت رأسها على كتفه):- ابق معي ….
فؤاد(مسح على فكه وانسحب من جوارهم وهو يلاحقها):- نور نور توقفي
نور:- لقد جاورتك فقط لأن ابنة عمي كانت في أزمة لكن كلامي معك لم ينتهي ..
فؤاد:- ماذا أفعل كي تقتنعي بالحقيقة التي ذكرتها لكِ ؟
نور(توقفت وهي تشير له):- كاذب أنت كاااذب الصورة قديمة قديمة وقد التقطت بباب بيتي الذي كنت أسكنه مع حفيظ ، اشرح لي ما الذي كنت تفعله ومعه بباب بيتنا وكيف تعررفه من وقتها ؟
فؤاد:- نور … أنا أعرفه يا نور وتعلمين ذلك
نور:- أعلم أنك تكرهه تمقته وجعلته يبقى في السجن لسنين طويلة فقط انتقاما ولكن ما لا أعرفه هو أنكما كنتما صحبة لهذه الدرجة ؟؟؟؟؟؟؟؟ … ثم يفضل أن تصارحني لأنني لو وضعت بفم ذلك النتن مبلغا ماليا سيبيع أمه وليس أسرارك فقط
فؤاد(مسح على رأسه):- الوقت غير مناسب الليلة يا نور سنتحدث في الموضوع لاحقا ، أساسا كنت سأخبركِ ولكن الظروف منعتني
نور:- أنا لا أنسى فقط لأطمئن على أهلي وسترى مني ما لم تراه قط في حياتك
فؤاد(مسح على رأسه):- دعيني أرافقكِ
نور:- يفضل أن تبتعد عني لأزيد من متر لأنني حانقة على أم الدنيااااااا ، سمعت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(رفع يديه للسماء بتعب):- أستغفر الله أستغفر الله … من أين خرجت كل هذه المشاكل ثم من سيبعث لها صورة كتلك أيعقل أنه حفيظ ولكن كيييييييييف كيف رأسي سينفجر يا ربي استرنا مع هذه القنبلة الموقوتة أكيد ستخنق ياقتي فور انتهاء كل هذه الديباجة رحت فيها يا فؤاد وكما يظهر … حان الوقت لينكشف المستور ..
ماريا(أبعدت أداة قياس الضغط من يد مديحة):- خذ يا رامز دقيقة ، خالتي مديحة سوف تشربين الماء بالسكر وستكونين بخير تمام ؟
مديحة(كانت تهلوس وهي كالحية الميتة):- بنتي … ابني أين أولادي .. دعااء دعاااااء
رقية:- خالتي مديحة لا تنهاري هكذا بالله عليكِ ارحمي نفسكِ ، ما حصل قضاء وقدر ولا يمكننا تغييره ودعاء ستتجاوزها وهي بحاجتكِ أقوى الآن
ماريا:- هفف .. سأذهب لأستعجل الماء والسكر لن أجد ضالتي في غضون هذا الإرباك كله
رامز(أشار لإياد):- طيب ماريا … هييه إياد إلى أين ؟
إياد:- كنت في طريقي لأرى بلوة كوثر أيضا يعني كيف سأغطي كل هذا تت سأبدأ أولا بأولاد حسام فهم أيضا في حالة يرثى لها مع الأسف
رامز(مسح على فكه):- صدقا الوضع لا يحمد أين كان مخبئا كل هذا .. اذهب سأبقى هنا مع الخالة مديحة قليلا
رقية(اقتربت من إياد):- إياد أنت بخير ؟
إياد(بأسى):- يعني نوعا ما رقيتي خليكِ بجوار الخالة مديحة سأعود لكم
رقية:- تمام لكن لا تنزعج كله سيمضي على خير
أومأ لها بنفاذ صبر وتوجه صوبهم وهنا في جانب آخر كان الحديث مترعا بالسخافات التي ضايقت البعض بطبيعة الحال …
بهجت:- آنسة ليان لو سمحتِ هذا ليس وقتا لمثل هذه التفاهات ، كما ترين الوضع غير مناسب لطرح هذه الأسئلة الغير مبالية
يزن:- سلم كلامك سيد بهجت دوما ما أجبرها على النضج ولكن عقلها عالق في الحقارة
ليان(بغيظ):- ما الذي قلته أنا لقد سألت فقط عما درج في الصفحات الإلكترونية للاستطلاع فحسب
بهجت(زفر بحنق وتحرك صوب مجموعة أخرى):- سأرى الآنسة مرام قليلا ..
مرام(كانت تبكي بانهيار وهي تعانق فردوس التي ظلت تصرخ):- فردوس يا حبيبتي أرجوكِ توقفي عن البكاء .. اهئ كلنا حزننا للأمر لكن ماذا عسانا نفعل
فردوس(بحرقة قلب):- اهئ أين أبي أين بابا أتصدقين أنا لا أستطيع تذكر آخر حديث لي معه ، حتى نظرته غابت عني لقد قسوت على أبي ولن أراااااه بعد الآن لن يسمعني لن يحضنني لن يكلمني اهئ أريد باباااااااااااا أبي أبي أبي أين هوووو أبي أين ذهب وتركني أين ترك ابنته ، حسنا غضبت منه حزنت عليه لكنني ما كرهته فهو بابا أنااااا باباااااااااااا
فريد(كفكف دمعه وهو يصغي لها):- دعني يا مازن دعني …دعووووني
مازن(كان يقف بوجهه ممسكا به):- لن أسمح لك بأن تذهب وأنت على هذا الحال ، اهدأ يا فريد قدر الله وما شاء فعل
تيمو:- أجل يا فريد عليك أن تهدأ يا صاح
فريد(بنظرة ميتة):- كيف تريدونني أن أهدأ ولقد فقدت .. ف… فقدته فقدت ذلك الرجل الذي أوجدني في هذه الحياة لا أذكر أنني عرفته يوما بل لأنني عرفت فيه فقط جانبه السيء لا أستطيع البحث عن أي شيء جميل جمعني به … أيعقل أنني مذنب في حقه لهذه الدرجة ؟؟؟
مازن(أمسكه من كتفيه):- شتتت فريد فريد ما تفعله الآن لن يجدي نفعا ، أبوك …. رحمه الله
فريد(فتح عينيه على وسعهما والدمع ينهمر بشكل محزن):- أبي مات ، مات دون أن يسمع عتبي عليه ولا حنقي منه ومن تصرفاته مات دون أن يعلم أنني أحببته أجل أحببته ولكنه جعلني أمقته بسبب أفعاله مع أمي …. أمي أين هي أمي الآن عليها أن تعلم
تيمو(بأسف عليه):- يا الله على ذا الحال
مازن(بتأسف أيضا):- هيييه تامر تامر لحظة هنا
تامر(ركض صوبه وهو ينظر لشيماء التي كانت تجلس أرضا بملامح مظلمة):- نعم مازن ؟
مازن:- لازم فريد هنا مع تيمو سوف أكلم الخالة جيدااااء
فريد(ابتلع ريقه):- لاء لن يبلغها أحد سواي ، سأتمالك أعصابي وسوف أستجمع نفسي فأبي بحاجتي الآن
تامر(بتأثر منه عانقه دونما صبر):- فرييييد
فريد(أغمض عينيه بحزن):- قلبي يحترق …
تامر(ربت على كتف صديقه):- سنتجاوزها معا دعنا نذهب إلى الخالة جيدااااء
فريد(نظر لفردوس التي كانت تتلوى بكاء على الأرض قبالته):- أختي …
فردوس(نظرت إليه وأخذت تهز رأسها):- لم يمت بابا هاه بابا بابا لم يمت فريد هم مخطئووون فحسب يعني ممكن ذلك هممم ؟؟؟
فريد(انحنى أرضا ورمق مرام بأسف):- فردوس ..
فردوس(زحفت على ركبتيها وصولا إليه بفشل واهن):- حسام النهواني ما زال على قيد الحياة ، أكيد وقع لبس هناك ههه بابا يستحيل أن يموت
فريد(جلس أمامها ومسح على شعرها نزولا لدمع عينها):- أختي فردوس .. علينا أن نذهب للبيت
فردوس(مطت شفتيها بغبن وهي تبحث في عينيه عن إجابة تنفي ما سمعته):- لماذا ؟
فريد(أمسك وجهها بين يديه):- لنخبر أمي
فردوس:- هه أجل لنخبرها أنهم مخطئون ولنذهب فورا للسجن سنجد بابا بصحة وعافية ، وأنا سأعانقه لن أغضب منه فأي أب في هذه الدنيا قد يخطئ وليس علينا أن نحزن من أجلهم وقتا طويلا علينا أن نسامحه ونغفر له و..
فريد(دفعها لحضنه بعذاب وصرخ فيها بألم باك):- أبي مااااااات توقفي عما تفعليييييييييينه
فردوس(انتفضت في حضنه وهي ترفع عينيها لمازن الذي انحنى أرضا خلف فريد):- لم يمت
فريد(ضغط عليها وهو يدفن وجهه بكتفها):- بلى مااااااات مات مااااااااااااااات
فردوس(صرخت في آن الوقت بجنون):- لالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالا …. لم يمت لم يمت
مازن(اقشعر بدنه رعبا عليها):- فردووووس يكفي
فريد(بانكسار):- ماااااااات يا فردوس انتهى زمن وجوده معنا لقد رحل إلى الله الآن … افهمي
فردوس(ابتعدت عنه ودفعته عنها بجنون وهي تمسح على شعرها):- لم يمت وسترون ذلك سأثبت لكم أنه حي يرزق سأثبت ذلك
مازن(رفعها بقوة إليه وأمسكها بحضنه):- فردوس فردوس ركزي معي … هذا ليس وقت صدمات
أمكِ ستكون بحاجتكِ الآن وأخوكِ كذلك
فردوس(نظرت إليه بضياع):- أيعني هذا أننا فقدناه للأبد ؟
مازن(دك رأسها في صدره وتأسف لحالها):- فردوسي …
مرام(جرت كرسيها ووثبت من خلفه وأخذت تمسح دمعها):- فريد ؟
فريد(كان موليا ظهره وحين سمعها مسح دموعه ومط شفتيه متأسفا):- مرام … أنا متعب جداااا
مرام(فتحت يديها وهي تعضعض شفتيها ببؤس وبكاء):- تعازي الحارة
فريد(ركض إليها وجثا على ركبتيه ليضع رأسه على حجرها وهو يبكي بحرقة):- كيف سأرى وجه أمي الآن ؟ كيف سأخبرها ؟
مرام(مسحت على شعره):- حبيبي فريد سوف نتجاوز هذا سوية ، كن قويا أرجوك
فريد(بوخز يطعن صدره):- أشعر بالتلاشي لا يمكن أن يموت بهذه البسااااااااطة ، هذا لا يعقل
إياد(انضم إليهم رفقة بهجت لحظتها):- بهجت أظن أنك تعذبت معنا كثيرا يمكنك الذهاب ؟
بهجت:- أردت الاطمئنان على الآنسة مرام ولكن حالة السيدة مديحة ليست بخير
إياد(نظر خلفه لتلك الكوكبة الملتفة حولها):- بالفعل تت .. فريد
فريد(ابتعد عن مرام واستقام بثبات):- سنغادر صوب البيت ، فردوس هيا بنا
إياد:- مازن لن تتركهم صح ؟
مازن(أخرج مفاتيح سيارته):- أكيد طبعا وتامر سيكون رفقتي
تامر:- هل لمح أحدكم أسعد أين يختفي في ظل هذه الأوقااااات ؟
مرام:- أي أخبار دعاء ؟
إياد(عض شفتيه):- أخذتها سيارة الإسعاف ورافقها معاد وتهاني والعمة سماح أيضا ، خالتي مديحة فقدت الإدراك لذلك سوف أصحبها بعد أن تستعيد أنفاسها
مرام(بدموع):- ما هذا الذي يحصل إياد ؟
إياد(مسح على وجهها):- هييه لن ننهار الآن العائلة بحاجتك ثم أين البنات لم أرى سوى ليان ويزن هناك وشلتكم في ركن جانبي
مرام:- شيماء كانت هنا قبل لحظات لكن نهال لم أرها منذ وقت
إياد(مط شفتيه):- ههفف كل شيء ارتبك فجأة كوثر بالداخل منهارة هي الأخرى مع أمها التي ما توقعت أبدا أن تكون هي إيزابيل .. تت لا وقت لهذا علينا أن نهتم بفريد وفردوس همم ؟
مرام:- ماذا عساي أفعل بودي مرافقتهم لكن ..
فريد(تقدم إليها ربت على يدها):- لا داعي … هيا فردوس
فردوس(كانت مستندة عليه وهو يدعمها بكتفه مجروح بدوره يبحث عمن يسنده):- اهئئ …
مازن:- إياد أخبر رنيم بالأمر لست أدري أين اختفت هي الأخرى
إياد(أومأ له بالإيجاب):- لا تقلق ..
بهجت:- حضرت الآنسة نهال
نهال(وصلت إليهم بدموع):- مراام … عمتي ما هذا الذي سمعته هناك أحقا توفي حسام النهواني ؟
مرام:- أهاااه مع الأسف ودعاء انهارت بعد سماع الخبر وأخذوها للمشفى والحال كما ترين
نهال(في عقلها عالق ذلك الرجل):- لقد كنت بالحديقة الخلفية و … أين الباقون ؟
إياد(أمسكها من ذراعها):- يجدر بكِ أن تلاحظي هناك فالكل مستنفر
نظرت إليهم من محلها ومسحت على شعرها وهي ترمش ، انسحبت من فورها وتوجهت صوبهم هنا التفت جماعة تيمو حول مرام ليساندوها في حين غادرهم تيمو ليلحق بصديقه فهو لن يترك فريد الآن وحيدا حتى لو كان تامر ومازن معه سيقوم بواجبه أيضا ، ولذلك ترك الشلة ليقدموا المساعدة لو ترتب وهنا تقدمت مرام مع إياد وبهجت عودة للعائلة حيث كان يستقرون جوار مديحة ..
مرام:- خالتي هل رأى أحدكم شيماء ؟
رامز(طاف بعيونه):- ذكرت هنادي بأنها في الحمامات حسبما أعتقد
هنادي(أغلقت الهاتف وأومأت لها بالإيجاب):- فعلا رأيتها تركض باكية صوب الحمامات الجانبية
مرام(التفتت لرقية):- لو تصطحبيني إلى هناك رقية ممكن ؟
إياد:- طبعا وسآتي معكما فهي أكيد مع إخلاص
مرام(مسحت دموعها بعد أن ربتت على يد مديحة):- تمام .. وأمي أين هي ؟
إياد(ضرب على رأسه):- افف فقدت تركيزي تماما سوف أدعكِ رقية معها وأدخل لأرى أين وصلوا
رقية:- ولا يهمك أنا معها … سأخبركِ مرام بما حصل فالليلة ليلة الصدمات ألم تظهر أم كوثر هنا بالحفلة أيضا هي وشقيقتها ؟
مرام(بذهول):- لا تقوليييييييها ؟؟؟؟ …………
توجه إياد صوب ملحق القاعة حيث كانت تقف عواطف بإباء وهي تمسح دمعها بكاء على مآل دعاء ، وأيضا على حالة كوثر التي استيقظت من إغماءتها وهي في عالم الهذيان ، حاول زياد أن ينبهها لكنها كانت متلاشية العقل تماما حتى عبد المالك لم تجدي محاولته نفعا لذلك صب جام غضبه في وجه إيزابيل التي كانت جالسة وهي تبكي وجمانة بجوارها تهدئها بفشل …
عبد المالك(بقهر):- كان حريا بكِ أن تحسبي حسابا لهذا اليوم قبل هروبكِ إيزابيل ؟
إيزابيل:- هل ستحاسبني الآن على كل هذه السنوات يا عبد المالك ؟
عبد المالك:- أبسط ما يمكنني تقديمه لأجلكِ يا سيدة ، لقد تركتني وهجرتني مع رضيعة وكل هذا لأجل الذهاب إلى عشيقكِ الذي … تتت
جمانة(عضت شفتيها ببكاء):- … اهئ
إيزابيل(نظرت إليها):- ابنتي جمانة هي شقيقة كوثر ابنتنا يا عبد المالك ولا يمكنك تغيير الأقدار ، أجل هربت منك وهجرتها ولكن كان ذلك لأجلكما لأجل حمايتكما من الشرور التي كانت تحيط بي من كل حدب وصوب ، كان علي التضحية وضحيت بكما ولست نادمة
عبد المالك(بجنون):- هههه توقعت طبعا هذا الدفاع الضعيف من امرأة لا مبالية مثلكِ ، لما ظهرتِ بحياتنا مجددا لمااااااذا كنا نعيش في راحة بدونكِ والآن أنظري للحال الذي جعلت ابنتكِ تعيشه
إيزابيل(نظرت لكوثر التي كانت في عالم آخر):- اهئ لا تجرحني أكثر أنا موجوعة
عبد المالك(بغضب أشار لجمانة):- بالفعل قد عرفت لأي مدى كنتِ موجوعة ولأي مدى ضحيتِ لأجلنا ههه صدقا لم أعد أتوقع منكِ سوى النذالة والحقارة
جمانة(نهضت منتفضة هنا بغل):- يكفي يكفي توقف عن إهانة أمي أيها الرجل ..
إيزابيل(شهقت من انتفاضتها):- جمااانة لا تقللي أدبا
جمانة(بحنق):- ولكنه يهينكِ منذ البداية وأنا تعبت من السكوت ، أنت يا سيد لا تعرف ما عايشته أمي لكي تحافظ على حياتك وحياة ابنتك تلك أجل الآن فهمت سبب تضحيات ماما طوال هذا الوقت ، والتي حاولت جاهدة ألا تجعلني أستوعب شيئا من الموضوع أو أتطرق إليه الآن عرفت لأجل من كانت تهرب ،،، لأجلك يا سيد ولأجل ابنتك تلك هي أختي وقد تقبلت الأمر منذ أن رأيتها ورأيت نظرة ماما الحنونة والمشتاقة لها ، غريب هو حبي الوليد لها ولكنني فكرت بمشاعري وليس بعقلي لأنني تمنيت أختا منذ زمن بعيد لأجدها جاهزة ولكن مع الأسف لم تتقبلني أو تتقبل أمي بفضل نزعة الشكوك التي ولدها اختفاء ماما ، لكنك لا تعلم السبب الذي جعلها تهجركم إذا لا يحق لك التجريح في كرامتها
عبد المالك(تنهد بتعب وهو يرى لمحة التمرد الشبيهة جدا بتمرد ابنته):- اسمكِ جمانة ؟
جمانة(جفلت قليلا وردت عليه):- أجل
عبد المالك:- ومن يكون والدكِ ؟
إيزابيل(وقفت برجفة):- لا شأن لك به ثم … جمانة لا تعرف من يكون أبوها يعني لقد مات قبل أن تعي هي الدنيا رحمه الله
عبد المالك(عقد حاجبيه):- امممم …
زياد(مسح على رأس حبيبته):- هيا كوثر كوثر ردي علي حبيبتي ؟
كوثر(كانت تفتح عينيها بثقل وتغلقهما):- أين بابا ؟
عبد المالك(هرع إليها):- طفلتي
كوثر(ارتمت بحضنه وهي تنظر لإيزابيل):- تلك المرأة ,,, إنها تحدق بي ؟
عبد المالك(ضمها بحرارة):- كوثر استفيقي يا ابنتي من حالتكِ هذه ، إنها أمكِ
كوثر(أغمضت عينيها ورفعت يدها لعواطف):- خالتي عواطف … خالتي عوااااطف
عواطف(رمقت إيزابيل شزرا وأمسكت يد كوثر):- ها أنا ذا حبيبتي
كوثر:- أخبريها أنني لا أطيق سيرتها ولا أريدها أنا أمي هجرتني مذ كنت طفلة ، والأم التي تهجر صغارها لا تعتبر أما دعيها تذهب هي وابنتها فهي أحق بأمومتها عني .. اهئ أبعدوها عني لا أريدها لا أرييييييييدهااااا
إيزابيل(تنهدت بحزن وربتت على يد جمانة التي استوقفتها حين تحركت):- لا بأس لقد تجهزت لهذا اللقاء منذ سنوات عديدة ، لا تقلقي صغيرتي
جمانة:- قد تجرحكِ بكلامها ؟
إيزابيل(همست لها):- ولكنني جرحتها قبلا بتصرفاتي الغير مسئولة .. لا بأس
كوثر(لمحتها وهي تقترب وابتعدت عن حضن عبد المالك):- ماذا ترييدييييييين مني ؟
زياد(أمسك كوثر):- كوثر … كفى بالله عليكِ أنتِ تزيدين الطين بلة
كوثر(انسحبت للخلف حتى التصقت بالكنبة):- اهئ إنها تؤلمني
عبد المالك(وقف بوجه إيزابيل):- ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ، أبعد كل هذا الغياب ستقتحمين حياتها ابنتي ستفقد عقلها بسببك
عواطف:- لو سمحتِ يا سيدة حبذا لو تغادري حالها غير مستقر ، لنطمئن عليها بداية وبعدها سوف نحاول معها بهدوء
إيزابيل(زورتها بطرف عين):- كوثر …
كوثر(تشنجت من صوت إيزابيل وذلك النداء الذي تمنته طوال عمرها كيف آن له أن يتحقق بهذه البساطة الموجعة):- دعها تصمت
زياد(سمع همستها ونهض):- سيدة إيزابيل أرجوكِ دعيها تستوعب وبعدها تفضلي بمحادثتها و
إيزابيل(اقتربت منها بلهفة وجلست مقابلها):- ابنتي كوثر …
كوثر(وجدت نفسها تفتح فمها وعينيها وهي تنظر إليها عن قرب):- أ..
إيزابيل(مالت برأسها جانبيا وهي تكتم دمعاتها):- ما هجرتكِ يا صغيرتي إلا للشديد القوي ، سامحيني سامحي أمكِ التي كانت تتلهف شوقا لرؤيتكِ كل يوم …
كوثر(مطت شفتيها بعجز):- لكنكِ لم تأتي وأنا توقفت عن الانتظار
إيزابيل(تأوهت بألم):- سامحيني لم يكن في يدي حيلة
كوثر(رمقت اقتراب جمانة فقطبت حاجبيها بكره):- ولكنكِ استطعتِ أن تكوني أما لغيري لذلك استمتعي بهذا الدور لأنني سحبته منكِ وألغيتكِ من حياااااااااااتي
إيزابيل(اهتزت من جملتها):- … كيف تحكمين على أمكِ دون أن تسمعيني ، ثم أختكِ لا ذنب لها في كل هذا أفهمتِ ؟
كوثر(وضعت يديها على رأسها وأغمضت عينيها):- لم أسمع ولم أفهم ولا أرغب بكِ ولا بوجودكِ لا أنتِ ولا هي ، غادرااااااااااااااا فوراااااا أنا لست أعرفكما لست أعرفكمااااااااا
إياد(دلف لحظتها بعد أن أصغى لمعظم الحديث):- كووووووووثر… كيف تعاملين أمكِ بهذه الطريقة وكيف تخادعين نفسكِ وقلبكِ الذي يهفو لضمة من صدرهااااااااااااااااا ، كفي عن الادعاء الكاذب كفي عن المقاومة إنها أمكِ التي تمنيتها طوال حياااااااتك
كوثر(انتفضت من صراخه وشخصت ناظريها في إيزابيل):- ولكن .. ولكنها هجرتني عمدا تخلت عني تخلت عني لكي تنجب ابنة أخرى غيري وتغدقها بحبها ، لقد حرمتني منها لأجل أخرى ألا ترى ألا تسسسسسسسسسسسمع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد(نظر لجمانة التي هزت كتفيها له بقلة حيلة):- جمانة بدورها ليس لها ذنب وإيزابيل أيضا ، أساسا لم نسمع منها أي شيء حتى تلوميها بهذه الطريقة
كوثر(باحتياج):- زياد زياد أشعر بالغثيان
زياد(أمسكها من ذراعها وجعلها تنهض):- يا جماعة أرجوووووكم ؟
عبد المالك(لمح خوفه عليها وعقد حاجبيه):- إيزابيل دعينا نتحدث على انفراد
إياد(زفر عميقا):- جمانة رافقيني للخارج أنتِ أيضا
عواطف(همت بالمغادرة):- كوثر سأكون ف..
كوثر:- دعيكِ معي ابقي هنا
إيزابيل(رمقت النظرة المتبادلة بينهما وتحركت):- سوف لن أتخلى عنكِ بعد أن بعثتكِ لي الأقدار
كوثر(هزت كتفها وهي تشعر بالخواء في قدميها):- أشعر بروحي تسحب مني
عواطف(مطت شفتيها وعانقتها):- صغيرتي
كوثر:- اهئئئ خالتي عواطف إنها أمي أنا لست أصدق
عواطف(سمعت صرير قفل الباب ونظرت لزياد):- تعالي للحمام كي تغسلي وجهكِ وبعدها نتحدث بروية عزيزتي همم ؟
كوثر(بنظرات مشتتة):- زياد أتصدق إنها أمي وتلك الفتاة إنها تشبهني إنها أختي .. جمانة ؟
عواطف(علمت أن كوثر لن تتجاوز هذا الأمر بسهولة):- يا الله جاريني يا كوثر هيا …
زياد:- لو نأخذها للمستشفى لست أدري حالها لا يعجب وأنا قلق عليها
عواطف:- هي تحت تأثير الصدمة ما إن تغسل وجهها ستستفيق من حالتها هذه .. انتظرنا هنا
زياد(اتكأ على الجدار):- طيب …
وقفت معها عند حوض الحمام ونظرت إليها بشفقة ، ساعدتها على غسل وجهها فقد كانت يداها ترتجفان وعيونها مدلهة في الفراغ ، مسحت عنها الماء وأمسكت يديها برفق
عواطف:- أعلم أنكِ لا تستوعبين هذه الحقيقة التي ظهرت أمامكِ فجأة دون تخطيط ، ولكن يا بنيتي قد تم ذلك رغما عنا جميعا بدورها لم تعرف أن القدر قد هيأ لأجلكما هذا اللقاء هنا وهذه الليلة ..
كوثر(نزلت دمعتين حارقتين على وجنتيها المحمرة من فرط البكاء):- لما لم أكن أنا محل جمانة ، لما لم تحبني مثلها وتقترب مني كصديقة وليس كأم فقط هااااه ، لما اختارتها دونا عني ؟
عواطف:- كوثر لا يوجد هنالك أم تفرز بين أولادها ، أحيانا قد تكون الأفضلية من نصيب واحد من الأولاد لكن هذا لا يعني أن الآخرين لا نحبهم .. وفي حالة أمكِ وأختك فهي قد اضطرت للاختيار وقد هجرتكم لأسباب لم نسمعها حتى الآن
كوثر:- هل تثقين بها ؟
عواطف:- حسبما رأيته من جمانة وكلامها وعلاقتها بأمك فأظن أنه علينا الإصغاء لها بجدية ، مستحيل أن تتخلى عنكِ لو لم يكن ذلك حماية لكِ
كوثر:- كيف تصدقينها هااااااه ؟
عواطف:- الحب النابع من عينيها اللامعة يشرح لي الكثير ، فأنا أم وأشعر بذلك مثلها أنظري إلينا أين نحن في حفل زفاف سمر بغض النظر عن النهاية التي نعايشها الآن من أحداث ، إلا أننا بقربها نحتفل معها بأجمل يوم في حياتها وقد وضعنا نقطة فاصلة بيننا وبين الماضي لكي نشتري الحاضر والمستقبل وهذا ما عليكِ فعله تماما ، أعطي لنفسكِ فرصة وبعدها ..
كوثر(أزاحت يديها وعدلت شعرها أمام المرآة):- لا توجد فرص .. دعينا نغادر للبيت لطفا
عواطف:- لا يسعنا المغادرة ، مع الأسف لقد توفي حسام النهواني دعاء سقطت مغشيا عليها بعد الخبر وقد ذهب معها معاد و
كوثر(أمسكتها من يدها وجرتها خلفها):- كيف يحدث هذا وتبقين ثابتة بقربي خالتي عواطف ، أختكِ بحاجتك وابنتها أيضا تعالي عائلتناااا بحاجة لنا
عواطف(ناظرتها بامتنان):- ماذا عن أمك ؟
كوثر(تشنجت):- أكيد يمكنها الانتظار قليلا فقد انتظرتها سنينا عجاف
لم تجد بما تنطق أكثر من رجاء من الله أن تنتهي كل تلك الآفات على خير ، انضم لهما زياد وتوجها صوب الحديقة أصلا كانت كوثر تسارع خطاها كما لو كانت تهرب من مواجهة أمها من جديد والتي كانت في احتدام مع عبد المالك على جنب
جمانة:- لا تلم نفسك لا أحد كان يعرف أن الحقيقة ستكشف الليلة
إياد:- ولو مع ذلك كانت غلطتي ، ما حسبت ما حسبت إطلاقا أن تكون إيزابيل هي والدة كوثر وأنتِ أختها … يا للغرابة فعلا دنيا غريبة جدا
جمانة:- مثلك تماما مع ميار من كان يحسب أن يكون أخاك .. لكن هنالك اختلاف شاسع بيني وبينك أخوك يحبك بينما أختي أنا تمقتني وتراني سارقة أمها
إياد(اقترب منها):- آه يا بنت .. الليلة لن تعودا للعرين سوف تبيتان بشقتي هكذا أفضل
جمانة:- أحقا ذلك ، جيد لأنني أخشى على ماما أكيد بعد هذا اللقاء لن تكون على ما يرام .. أنا لست غاضبة منها لأنني أعرف حجم المعاناة التي عاشتها وحتى حين أخفت عني أمر شقيقتي لم أحزن فأنا أعرف أمي وقلبها كيف هو كبير ، أكيد ما فرطت في ضناها إلا بالقوة
إياد(مسح على شعرها):- يا حنونة همم هيا أخبري أمكِ أنني بانتظاركما خارجا سأرى أين وصلت رقية ومرام
جمانة:- ماشي .. سنوافيك خارجا بعد قليل ..
توجهت بخطى متثاقلة صوب الرواق الذي كانت فيه أمها وعبد المالك وقبل أن تظهر وتناديها ، تسمرت عند الحائط وهي تتنصت عليهما دون قصد ..
عبد المالك:- وحرقتي أنااااا ماذا سأفعل بتلك السنين التي عايشت فيها وجع رحيلك ؟
إيزابيل:- بذاتي احترقت يا عبد المالك
عبد المالك:- ولكنكِ ما أحببتني يوما ، ولا أنا أحببتكِ كما يجب ولهذا رحلتِ
إيزابيل:- هل ستلقي اللوم علي الآن ، أعلم أن رحيلي جاء رغما عني ولكنني كنت أشعر معك بالأمان ولا تجبرني على خوض غمار مشاعر كتمتها في صدري لوقت طويل
عبد المالك:- لأنكِ وهبتِ قلبكِ لرجل آخر غيري ، وأرجح أنه والد جمانة صح ؟
إيزابيل:- فرضا كان ذلك صحيح ، هذا لن يغير شيئا من أن كلانا كان سيدفع الكثير لجعل العلاقة تنجح لأجل كوثر أليس كذلك ؟
عبد المالك(مسح على لحيته):- فات الأوان على الاستفسار الآن ، كلانا عاش حياته كما ألزمته بها الأقدار ومثلما اخترتِ شريك حياتك فأنا أيضا وجدت المرأة التي أحببتها بجوارحي وسوف أتزوجها عما قريب
إيزابيل(ضحكت بغبن):- أتتوقع أن ظهوري المفاجئ تهديد لتعكير صفو حياتك ، أنا لا أريد منك شيئا سوى ابنتي لا تجعلها تكرهني فقد تعبت من اشتياقي لها ، والله لم أذق طعم الفرح يوما وأنا بعيدة عنها ولكن … أنا أعرفك لست برجل ظالم وسوف تساندني اجعلها تغفر لي اجعلها ترتمي بحضني فلقد سئمت التضحيات
عبد المالك(رمق دموعها):- ما الذي عشته إيزابيل ؟
إيزابيل(تأوهت بحزن):- سأخبرك سرا الآن .. ولكن عدني ألا يعلم به أحد سوانا يعني حتى يكون كل شيء آمن وبعدها سأفشي السر بنفسي
عبد المالك:- أعلم أن مساندتي لكِ الآن غير مريحة لي ، ولكن … لأجل ابنتي سأفعل
إيزابيل:- زواجي بك كان تغطية لعملي فحسب ، يعني من البداية كنت أستغلك يا عبد المالك أردت خلفية حياة طبيعية لي تبعد عني الشبهات لأجل عملي السري ، حين التقينا في بلادي كنت شابا يافعا محبوبا وطيبا جدا وقد أردتني واستلطفتني رغم كل زلاتي وهناتي التي كنت أقترفها في حقك ، في البداية كنت أتهرب منك لأنني لم أرغب بتوريطك معي ولكن فجأة ضاقت بي السبل ووجدتك ملاذا لي
عبد المالك(تراجع للخلف واتكأ على الجدار بقهر):- …لارد
إيزابيل(طأطأت رأسها بوجع):- كنت محققة في الاستخبارات الدولية ، وعملي كان يتطلب السرية وأوكلتِ الإدارة لفريقي عملا متفرعا وأنا من بينهم ، كانت مهمتنا التوغل في بطون عصابة متفرعة يحكمها رأس واحد … القضية لم تكن سهلة لذلك تفرقت الفئات المختارة وصار لزاما علينا البحث بطرق أمنية لا يشك فيها أحد ، فاخترتك لأنني استلطفتك واعتقدت أنه بيننا انجذاب وإعجاب لم أفكر مرتين فقد كنت تغطية مقنعة جدا لي كونك أستاذ مستقر بالوطن وحياتك مثالية … هكذا كنت أحسب في البداية لغاية ما تزوجنا وزال الانجذاب بيننا وتحولت حياتنا لروتين قاتل جعلنا ننظر لحل الطلاق كوسيلة تبقي المودة بيننا لأكتشف أنني حامل ، وقتها وضعنا خياراتنا التي فكرنا فيها جانبا وجعلنا ابنتنا هي الحلم الذي سنكافح لأجله وأتت كوثر.. وقتها قررت الاستقالة من هذا العالم ووضعتها بأيدي المدراء لأقابل بالرفض المطلق ، حاولت التفسير والتبرير لغايتي الحميدة ونيتي في تربية ابنتي فحسب ولكنهم رفضوا بل هددوني بمصير أسوأ إن لم أبقى بفرق التحريات ،بقيت مجبرة إلى أن دخلت بصفة مزيفة لشركة غسيل أموال واكتشفت اسما ما كان علي معرفته، وقتها رغبوا بتصفيتي وقاموا بملاحقتي ولم أتمكن من العودة إلى البيت لمدة يومين أذكر أنني اتصلت بك وأخبرتك بأنني أمكث عند صديقة لي ، كنت أعلم أنك لن تصدقني ولكنني اضطررت خصوصا أن ما طمأنني هو هويتي المزيفة التي لم يعثروا لي فيها على عنوان ولكن الأمر لم يكن سيمضي على خير لو ترددت عليكم وعرضتكم للخطر، ولذلك اتصلت بأقرب محقق لمست فيه الصدق ومعنى الأخوة والطيبة والذي عرض حمايته لي تحت أي ظرف كان ، وكان لجوئي إليه هو ما أنجب فكرة التخلي عنكم وهجركم بأسوأ الطرق الممكنة كي تكرهوني ولا تبحثوا عني مجددا ، لذلك كتبت تلك الرسالة الجاحدة وتخليت عنكم للأبد وكان تصرفك أكثر منطقية حين قمت بتطليقي وأيضا حين كفلت ابنتنا ورعيتها بالحب الذي تستحقه … لقد مت وسحبت روحي مني حين ابتعدت عنها دون حتى أن أشبع أنفي من عطرها ولا ملمس يدي بيديها الثلجيتين لقد حرمت منها قسرا ولو بقيت كنت لأفقدكما دونما رجعة ، وهذا كان سيؤذيني في الصميم وهذا ما جعلني أغادركم بنية تخليصكم من الوبال الذي أعيشه وهكذا مرت السنوات إلى أن بنيت على قلبي ألف طوبة وطوبة حتى أستطيع التنفس بعيدا عن طفلتي …
عبد المالك(مندهش مما يسمعه):- أكاد لا أصدق كل ما تتفوهين به يعني أنا كنت مجرد خلفية إقناع بالنسبة لكِ ، هل ظهرت لكِ ساذجا لهذه الدرجة حتى تدوسي على كرامتي بهذا الشكل ؟
إيزابيل:- عبد المالك أنا لا أخبرك هذا كي تلومني أنا أوضحت الصورة لك لتتفهمني
عبد المالك :- تابعي لقد غفلتِ عن قسم جمانة كيف أتت ومن أبوها ؟
إيزابيل:- لا يخصك الأمر ولن يعرف أي أحد في هذه الفترة ذلك القسم من ذكرياتي ،إلى حين أجد الوقت مناسبا حينها سيعرف الكل من تكون جمانة
عبد المالك(رفع يديه ومسح على وجهه):- لست أدري ما علي قوله 29 سنة غياب وتعودين اليوم لكي تستعيدي ما هجرته فعلا أنتِ تهذين ، فحتى لو تغاضيت أنا ابنتكِ لن تغفر
إيزابيل:- وأنا لا أتوقع ذلك سريعا فقط لا تغلق الباب بوجهي أرجوك
عبد المالك :- أساسا أنا وهي لسنا على وفاق في الوقت الراهن
إيزابيل:- والسبب ؟
عبد المالك :- أظن أن مهمتكِ كأم ستفعَّلُ عما قريب يا إيزابيل ، ربما تنفعينني بشيء وتجعليها تفهم أن التزوج برجل متزوج والدخول على ضرة في نفس البيت ما هو إلا ضرب من الجنون
شهقت إيزابيل بعدم تصديق وأخذت تبحلق في الفراغ ، كان منظر صدمتها مضحكا ولكنه أليم في آن الوقت ، لذلك تدخلت جمانة وطلبت منها الذهاب من هناك رفقة إياد صوب بيته ، سمع عبد المالك بهذا وآثر اللحاق بابنته وعواطفه ليدعم العائلة التي كانت في حال يرثى له
شيماء:- اهئ لست أدري يا خالتي مرام أمي اختفت أريد أن أعرف أين ذهبت ماما ؟
عفاف:- يا بنتي ما ربما ذهبت مع خالتكِ دعاء ؟
رامز:- لم يحصل لقد كنت هناك حين أخذت سيارة الإسعاف العمة سماح وصديقي دعاء
ماريا:- أجل حتى أنني أوصيت رجال الإسعاف بها وشرحت لهم ما يجب فعله ولم يظهر أثر لإخلاص
رنيم(مسحت دموعها):- أين ابنة عمي يا الله … هاه ماما يا ماما لقد اختفت إخلاص ؟
عواطف(حضرت مع كوثر التي كانت متوقفة مع نور تشرح لها الجديد):- اختفت ماذا تعني ب اختفت يا بنتي ؟
رامز:- أوك بدأت أشم رائحة التوتر
إياد:- أنا سأنسحب قليلا لآخذ الضيفتين لشقتي وأعود إليكم
كوثر(باحتدام):- لم تشرح لنا بعد يا إياد ما الذي جمعك بهما ومن أين تعرفهما ؟
إياد(هنا وقع في حيرة تساؤلاتهم ونظر لرامز الذي حرك حاجبيه له):- عبر جوزيت
عواطف:- طبيعي كان علي أن أتوقع أن ظهور تلك البنت سيفتح بئر الأسرار
رقية:- سأرافقك إياد لن أدعك تعود وحدك الطريق خال في هذا الوقت من الليل
كوثر:- أنا سأتوجه للمستشفى هيا خالتي عواطف لنحضر الخالة مديحة والجدة نبيلة ونمضي
نور:- أنا سأبقى لأرى ما قد أفعله وبعدها أوافيكم لننطلق هيا ولندع هذه الليلة تمضي
شيماء:- وماذا عن أميييييييي ؟
نور:- اتصلت على هاتفها إنه يرن لكنها لا تجيب وعلى أساس ذلك قلت أنني سأبقى والكل سيمضي للبيت هيا سوف يوصلكم سفيان
فؤاد:- وأنا في الخدمة أيضا
نور(زورته بطرف عين):- حمم
عبد المالك:- إذا كان هكذا لنتحرك عواطف دعينا نسبق نحن للمشفى والباقي على الشباب
تحركت عواطف رفقته قبلهم بينما اقتربت كوثر من زياد الذي أفسح لها المجال مع أبيها ، همست في أذنه وأومأ لها بالإيجاب وتركها تمضي ، ليساهم بدوره في إيصال الجماعة ركبت نجية والأولاد معه ورنيم وأخذهم للبيت .. بينما عرض بهجت إيصال البنات ومعه يزن رفقة الجدة نبيلة التي رفضت الذهاب للمستشفى ورغبت بالعودة للبيت ، هنا أخذ شهاب ميرا لقاعة بالداخل ولحقت به نور وفؤاد فحتى شادي قد أخذوه رفقة أولاد رنيم فلن تستطيع ميرا التعامل معه إطلاقا وهي في ذلك الجو المتوتر ، مساعديها بقيا يناظران بعضهما ويهتمان بالإشاعات والأخبار التي تدفقت على هواتفهم من كل حدب وصوب ، أما رامز فقد ترك همام يتكفل بإيصال ماريا لشقتها لعله يتفطن لسبب اختفاء إخلاص من الحفل فقلب الكل قلق عليها وبالفعل أمر اختفائها كان جد محير …
وصلت وهي ترتعد بخوف وقلق نحو بيتها لتلمح بابه مقفلا والإضاءة مشغلة بالداخل ، طرقت الباب طرقة لينفتح على مصراعيه بهدوء ، دخلت وهي ترتجف بينما كانت تبحلق بعينيها المرتجتين وتنادي باسم ابنها عبد الجليل، لم تجد صدى لنداءاتها بل ظلت تتقدم بحثا عن أثر لجثة عمر لتفاجئ به مضطجعا على الأرض غارقا في دمائه والسكين مغروز في ظهره ، صرخت من هول المنظر وصدمت حين سمعته ينازع اقتربت منه وهي تحاول مساعدته ونزعت السكين من ظهره وقلبته لتراه يغيب ويصحو بشكل غير متزن
إخلاص(بدموع وانهيار):- عمر عمر بالله عليك تماسك أرجوك لا تجعل ابننا يدخل السجن ، أرجوك اثبت وقاوم سوف أتصل بالإسعاف
عمر(رفع يده بصعوبة):- إخ…إخلاص سام..سامحين…ي
إخلاص(صدمت بجملته):- أسامحك ياعمر أسامحك يا رجل ولكن …ت..عمر عمرررررر عمررررررررررر استفق عمر افتح عينيك عممممممممممممممممممممر النجدة ساعدوووووني النجدة النجددددددددددة
هرع إليها الجيران أم وردة وأبو ماهر وأولادهم ليصطدموا بذلك المنظر ويرمقوها بنظرات عتاب ، كيف استطاعت قتل زوجها بهذه البرودة هنا صدمت بسؤالهم ونظرت لآثار الدم على يديها وثيابها ورمشت وهي تنظر للسكين إن لم تقل أنها من قتله فسوف يذهب فيها مصير ابنها الذي اختفى من البيت إذن .. لقد رمت بها الأقدار لتغطي عنه جريمته وتضحي بدورها كأم في هذه الحياة لأجل ابنها مهما كانت النتائج … قام أبو ماهر بتبليغ الشرطة التي أحاطت البيت من بابه حتى أدق نقطة فيه وقاموا برفع البصمات والأدلة بدءا من سجائر الباب الخارجي إلى أتفه شيء موجود بالبيت ، أما إخلاص فقد كانت مكبلة اليدين تنتظر حكم القدر عليها مع الأسف …. هنا وصل الخبر لرامز والذي اتصل به صديق معرفته وأخبره أن اسم الراجي ذكر في إحدى الإخباريات طلب الاسم كاملا وصدم بما سمعه ليشاركه بالبقية ، ولحظتها صعقت نور وميرا من الخبر بينما فؤاد جحظ عينيه وشهاب لم يتوقع مطلقا سماع مثل ذلك الخبر الذي نزل عليهم كالرعد ليكمل ما بدأته العاصفة …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 11-06-17, 07:18 AM   #690

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المشفى
دخلوا بدعاء نحو غرفة المعاينة واتضح أنها فقدت وعيها جراء صدمة قوية جعلتها تغيب عن الوجود ، ظل معاد جاثما عند باب الغرفة بربطة عنق مفتوحة وأزرار مفكوكة لعله يدخل الهواء لجوفه ويستوعب القليل مما حصل مع دعائه .. لقد انهارت لأجل الرجل الذي دمر حياتها بل بكته بشكل مهول لم يتوقعه قط ، حتى أنه تساءل مع نفسه أكانت ستبكي عليه لو حصل معه ذات الشيء ؟
تهاني:- كانت لتفعل
معاد(بتنبه نظر إليها):- هاه ماذا قلتِ؟
تهاني:- دعاء هشة جدا ولذلك هي حساسة بشكل جارح يدهشنا ويجعلنا نحاول تفكيك مكنوناتها الباطنية ، الآن أنت تسأل عما فعله لأجلها حسام حتى تبكيه بهذا الشكل وتنهار لأجله قد تقول أيضا أنها يجب أن تشعر بالراحة ،ولكنك غفلت على أن دعاء تقدس البدايات كثيرا وقلما ما تنسى أي حدث عابر قد عارض مجريات السكينة في حياتها … حسام النهواني كان رجلها الذي استحوذ عليها بشكل مفرط زرع فيها بذرة وتركها تنمو بأحشائها فطبيعي أن تكون العلاقة بينهما أكثر من حقيقة قد تنتهي في آخر السطر
معاد(بتعب من حديث تهاني):- أعلم كل هذا ولكنني فقط يائس وبائس، لا أريدها أن تستشعر مثل هذه الأحاسيس أريدها أن تنس فحسب
تهاني(ربتت على كتفه):- وحتى تفعل علينا أن نصطبر عليها ..
سماح(هرولت وهي تقفل هاتفها):- هاه أي أخبار ؟
تهاني:- ما زلنا ننتظر
سماح:- مديحة وعواطف في طريقهم إلى هنا إنهما قادمتين مع عبد المالك وابنته كوثر
معاد:-يا الله عسى كل هذا الكابوس يمضي على خير …
الطبيب(خرج بعد برهة):- المريضة في وضع مستقر حتى الآن ولكن الجنين في وضع مغاير لقد انقلب ببطنها ولا ندري كيف ستؤول الأمور ، سنتوقع أي شيء في 24 ساعة المقبلة دعواتكم معها
تهاني(شهقت وهي تضع يديها على فمها):- يا لمصابكِ يا دعاء
سماح:- لا حول ولا قوة إلا بالله
معاد(ضرب على الجدار):- دعااااء تماسكي سننقذ هذا الطفل … يااااارب…
وصلت مديحة على الخبر لتفقد وعيها أدخلوها لغرفة جانبية لعلها تستريح ، حيث تفقدتها عواطف وهرعت لتفهم ما الذي يحدث لدعاء وطفلها لم تفهم بدورها ولكن عبد المالك تكفل بشرح الأمور لها بالطريقة المثلى حين ربت على كتفيها وسحبها من هناك لأجل الجلوس في مكان قصي يبعدها عن جو الاختناق الذي كان هناك ولكنها رفضت وآثرت البقاء …تهاني انسحبت على مضض بعد أن ترجاها معاد فقد رمقها وهي تتثاءب متعبة ولذلك طلب لأجلها سيارة أجرة وأرسلها للبيت ، هنا حاول عبد المالك أخذهن ولكنهن بقين عنيدات رافضات للذهاب دون ابنتهم أو ربما قلوبهم استشعرت الخطر المحدق بها عما قريب..
كل هذا تم ولم يجرؤ أحد على إخبارهم بما يحدث لإخلاص ، فقد انعطف إياد برقية صوب مخفر الشرطة حيث طلب منهم رامز اللقاء هناك منها رقية تفهم ما يحدث ومنها يكونون بقربها ، أما نور فقد طارت رفقة فؤاد نحو المخفر أيضا ولم يدعها تقود السيارة بل جعل همام يتوجه بسيارتها لبيت الراجية كي يقل دينا ويعيدها للبيت ويبعدها عن هذا الوبال الذي سقط كالقدر المستعجل عليهم من حيث لا يدرون ..
نور(بخوف):- إخلاص إخلاص حبيبتي ما الذي حصل ؟
إخلاص(نهضت إليها مكبلة):- اهئ لقد قتلت عمر لست أذكر كيف فعلت هذا ولكنني غرزت السكين في ظهره حين خاصمني ونعتني بألفاظ خبيثة
رقية:- إخلاص…إخلاص اهدئي نحن معكِ ولن نترككِ وحيدة ها هنا لذلك أجيبينا بالصدق من فعل ذلك عبد الجليل صح ؟
إخلاص(بجزع عليه):- لالالا ليس ابني ابني ليس قاتلا أنا أنا من قتلته حتى بصماتي على السكين وأيضا آثار الدم على ثيابي وحدي من قتله وحدي
نور(مسحت على رأسها من الصداع):-إخلاص ابنكِ مفقود وضرتكِ أيضا البيت فارغ من الأغراض الثمينة وثيابهما غير موجودة يعني؟
إخلاص:- لا يعني لا يعني أي شيء أنا من قتله ولقد اعترفت بذلك
رقية:- يا إلهي أنتِ تعقدين الوضع لو بقيتِ على هذا سوف ترحلين للنيابة العامة وقد تحاكمين
إخلاص:- أنا جاهزة لذلك
نور:- المهم عندكِ أن تدافعي على ابنكِ المجرم لكن لا بأس سوف أعثر عليه بطريقتي وأجعله يعترف بكل ما اقترفه ،لا يمكنكِ أن تسجني بدلا عنه أو عنها سمعتني
إخلاص(هدرت فيها):-إنها حياتي وأنا حرة فيها دعوني وشأني ، رقية لا تترافعي عني أنا لا أريد محاميين يحيطون بي ، أنا واثقة مما أفعله وهذا هو الصحيح
نور:- لا ليس الصحيح حين تنسفين حياتكِ مقابل حياة أحد أولادك فهذا يعني أنكِ أكبر جبانة عرفتها في حياتي هيا دافعي عنه واسجني مكانه ودعيه يفلت من العقوبة هو وتلك الغانية المعتوهة ، وأيضا يتمي ابنتكِ ودعيها عرضة للخزي طوال حياتها
إخلاص:- خذني يا رجل من هنا لا أرغب برؤية أحد
هربت منهما ولم يجدا ما يفعلانه سوى الانتظار ، بعد برهة من التحقيق المضني خرج إليهم رامز ليخبرهم بالنتيجة التي لم تكن على خاطرهما مطلقا
رامز:-الوضع متأزم مع الأسف إخلاص اعترفت بالجريمة
نور:- لكن أكيد هنالك حل لن نسمح بإفلات عبد الجليل ولمياء أبداااا
فؤاد:- ما يزال هناك التحقيق في دلائل البيت بصماته وأغراضه لتوقُّع ملابسات الجريمة ، توقيتها وساعة موت عمر وأيضا طريقة قتله يعني كل هذا من الممكن استغلاله لتبرئة إخلاص
رقية:-لحمايتها علينا إيجادهما في أقرب وقت لأنها اعترفت حتى لو لم تقترفها بصماتها على السكين
نور(بتفكير):- لالالا مطلقا لن أسمح لذلك العاق أن يسجن ابنة عمي أنا أعرف الطريقة المثلى لإيجاد ذلك الحثالة هو وتلك الحربااااء ، آه يا ربي كيف سنبلغ أهل البيت بهذه المصيبة ؟ ….
رامز:- أسفي عليكم أختي نور
فؤاد(اقترب منها ووضع يده على كتفها):- تعالي لحظة
رامز(فهمه ونظر لإياد الذي كان يضع يده على فكه وهو يفكر):- ما بك ؟
إياد:- أفكر في المكان الذي سيلجأ إليه شخص مثل عبد الجليل ، ربما سيستعين بأحد من معارف الجامعة وعلينا أن نعطي الخبر لمازن وتامر ما ربما ساعدونا بشيء ، فحتى فريد في وبال آخر
رقية:- أشفق عليه هو وأخته أكيد الوضع لديهم بائس أيضا …
حين فتحت الباب وقبل أن تنظر لعيون ابنيها شعرت بوخز عميق يؤلمها في صدرها ، كأن شيئا ما كان يطبق على صدرها وانزاح بشكل مفاجئ ، رمشت بعينيها وهي تحاول أن تفهم سر نظرات فريد لها فحتى فردوس انفجرت بكاء على كتف مازن خلفهما … شهقت وهي تحاول لملمة حروفها وهي تقرأ نظرات ابنها المغبونة والمليئة بحزن لم تره في عيون ولدها مطلقا
فريد(بغلالة دمع):- أمي
جيداء(ابتلعت ريقها وهي تتناقل بنظراتها نحوهم جميعا):- فريد .. ما بك يا بني ، ما بها أختك ما بكما تبكيان ماذا حصل ؟
فريد(زم شفتيه ونظر جانبيا ليفرج عن آه مختنقة ويهتف قبل أن يرتمي بحضنها):- أبي مات
فتحت عينيها على وسعهما وهي ترتج محلها ولا تدري أساسا ما سبب البرودة التي غزت كيانها ، فالرجل الذي عذبها طوال حياتها والذي رهنت لأجله شبابها وضحت باسم عائلتها وشرفهم حين وهبته نفسها وأعطته كل ما يستحقه كل رجل من زوجة ،،، إذن استحال عليها أن تصدق فهذا الرجل صعب أن يموت بهذه السهولة لذلك دفعت عنها ابنها وتراجعت للخلف وهي تصرخ وتحاول أن تفهم منهم أنها ربما كذبة من أكاذيب حسام فلطالما أغدقها بالويلات ، لكن صراخ ابنتها وانهيارها المتوقع حال دون ذلك وهنا تيقنت تماما أنه قد مات وانتقل إلى رحمة ربه ، فهل ستبكيه الآن أم ستبكي نفسها لم تدري فقد غابت عن الوعي لأن ما حصل كان أكبر أكبر بكثير من استيعابها … حالها حال كل من حضر لذلك الزفاف الكئيب
ليلة تعيسة بمعنى الكلمة مرت بهم والمشكلة كانت كامنة في الوقت الذي مر بهم مثل الدهر ، كل واحد يجلس في ركن وهو يفكر ويحاول أن يستوعب كمية المصائب التي طالت أفئدتهم .. في البيت كانت رنيم تجلس على سجادتها وهي تبكي بانهيار تذكرت كل محادثتها مع رأفت وكيف قاربت على الضعف معه ، ولكنها ثبتت نفسها بالألم الأليم الذي جعلها تعيشه ، ارتاحت حين بكت وحين صلت صلاتها لتدعو الله سبحانه وتعالى أن يهون على بنات عمها الوبال الذي سقط على رؤوسهم من حيث لم يحتسبوا ،، حالها كان شبيها بحال عفاف التي كانت تجلس على سريرها وهي تقرأ من كتاب الله ما تيسر لها وقد كانت تمسح دمعاتها وكل حين ترمي بصرها لسريرها الفارغ منذ زمن بعيد ، اشتياقها واحتياجها له تلك الليلة كان غريبا أي نعم مرت بمصائب جمة ولكن هذه المرة افتقدته وافتقدت وجود سند لها يطبطب عليها ويجعلها تنس قليلا همومهم الأزلية مع الأسف … الحال مع ابنتهما كان مغايرا فقد جلست تفكر بالرجل الذي أبعدها عن أسعد قسرا وكيف كان مرتاح البال وهو يهدر فيها ، وكأنه بالفعل يملك حقا عليها حتى أنها استغربت طاعتها له بذلك الشكل الخاضع ، حاول أسعد الاتصال بها ولكنها لم ترد عليه وتركت الأمر معلقا فقد كانت أصلا تحمل في جنبات روحها وجعا شاملا عن عماتها وعن شيماء التي كانت تنام بحضنها بعد أن حقنتها عفاف بحقنة مهدأ فما إن سمعت بما فعله عبد الجليل وبأن أباها مات انهارت من طولها وأخذت تلطم وهي تنادي باسم أبيها تارة وباسم أمها تارة أخرى وكم لامت عبد الجليل ودعت عليه لأنه من حرمها من أسرتها وأفلت منها …
شيماء(نهضت مفزوعة من نومها ونظرت لنهال وعرفت أن ما سمعته ليس حلما):- أبي مات قتلوه يا نهال قتلووووه أنا أكرههم وأكرهه أجل لكنني أبكيه الآن اشرحي لي لما أنا حزينة لأجله ، لم يعاملني قط كابنة له لم يعتبرني أبدا شخصا يستحق محبته لطالما مجد عبد الجليل لطالما فضله علي وأعطاه الأحقية كونه ولد ،لطالما جرحني وجعلني أبكي من تعاستي وحزني لكنني أبكيه ولست أعي السبب ، إنه الرجل الذي أهان أمي وكسرها وألقى بها خارجا عن حياته وأحضر لها ضرة ، فكيف سأبكي عليه رغم أنه سود عيشتنا وجعلها كابوسا يتكرر يوما بعد يوم ، هاااا أخبريني من كان ذلك الرجل في حيااااااااااتي ؟
نهال(ببكاء ضمتها إليها بحرارة):- حبيبتي .. لقد مات عمو عمر وهو الآن عند الله لندعو له بالرحمة وبالإفراج عن أمك وبالقبض على أخيكِ وزوجة أبيك ليلقيا جزاءهما
شيماء:- مات أبي أصبحت يتيمة الآن أصلا من طول عمري يتيمة لم أشعر يوما بأنه يحبني أو يعتبرني ابنته ، لكنني حزينة لأجله حزينة لأقصى حد فلم أكن أريد له هكذا مآل رغم كل شيء …وأمي الحبيبة هل عليها أن تعاني من جوره في حياته ومماته هل هي الآن تبكي أقلبها مفطور هل تشعر بالانكسار كونها أنجبت قاتلا ، هل تحس بالجوع أهي برداااانة أريد أمي أرررررريد أميييييييييي أحضروا لي أمييييييييي اهئئئئئئ مامااااااااااااااااااا يا مااااااااااماااا أريييييييد أميييييييييييي
صراخها هذا أربك هدوء البيت التعيس لتصعد إليها عفاف وجلة بينما لم تتمكن مرام من الصعود بل ظلت في كرسيها تبكي عند الدرج لحين خرجت جدتها نبيلة ووقفت أمامها متكئة على عصاها وعيناها تعتصر من الأسى ما لا يترجم .. صعدت سماح أيضا بينما رنيم كانت قد سبقتها لتصلا لغرفة البنات حيث كانت ليان تطل عليها وقد بدا عليها اللامبالاة جلية فهذا طبعها لكن نهال ظلت تسكتها وتهدهدها كي تصمت وتكف عن البكاء ولكن بدون جدوى
رنيم:- يا الله يا الله على هذه الليلة الغريبة يا شيماء يا حبيبتي توقفي عما تفعلينه إخلاص ستعود إلينا عما قريب ثقي بي يا صغيرتي
عفاف:- افف يا ربي ، انهضي يا نهال دعيني أجلس محلكِ هيا
نهال(نهضت وهي تعدل نظاراتها وقبلت جبين شيماء):- ماما ستنام جواركِ
عفاف(اتخذت محل نهال وضمت إليها شيماء):- صغيرتي نامي بحضني اعتبريني ماما إخلاص وأفرغي كل الدموع المحصورة بجوفك ، ثقي بي
شيماء(نظرت إليها بغبن وانفجرت بدموع):- أهئئئئئ خالتي عفااااااف أانا أختنق من كل هذاااا أريد أن أرى أمي أرجوكم دعوني أراااااها اهئ آه يا ماما آه على حظك التعيس
بالفعل حظها عثر ولا يمكن لأحد قول العكس ،ولكن ربما الله يختبرها في صبرها وربما القادم أحلى ربما سيمسح عنها كل هذا الأسى من يدري ، فالله يمهل ولا يهمل أبداااا قلبي معكِ عزيزتي إخلاص .. كانت بالزنزانة تجلس خلف القضبان على كرسي طويل خشبي بارد رغم الأغطية التي أحضرها رامز لأجله لكنه لا يشبه مطلقا فراشها الدافئ والآمن الذي كانت تغفو عليه كل يوم .. هي وحيدة كئيبة تعيسة تتحسر على أيامها السوداء التي لم ترى فيها بياضا مذ أن وعت على هذه الدنيا الظالمة …. عرفت عواطف بما حصل لها ولم تجد جهدا لتنطق بحرف بل ظلت مشدوهة في الفراغ تبكي بصمت بينما عبد المالك كان بجوارها يحاول التخفيف عنها ، في حين كانت كوثر قد غادرت لبيتهم لتغير ثيابها فلم ترد الذهاب لبيت الراجية كي لا تزعجهم في ذلك الوقت المتأخر من الليل ، ولم تتوجه لوحدها بل رافقها زياد الذي كان ينتظرها بموقف المستشفى فلن يدعها تقود وحدها في ذلك الليل البليل … أما نور فقد عادت معه للمشفى لم يشأ أن يتركها لحظة ولم تجرؤ على الصعود لمعرفة الأخبار بل آثرت البقاء بالمقهى أسفلا لعلها تريح بالها بفنجان قهوة وتركز بما ستفعله لأجل أسرتها لاحقا …
فؤاد:- أنا لا أطلب منكِ ألا تحزني فقط أريدكِ أن ترحمي نفسكِ مما تفعلينه الآن ، أنتِ هكذا ستفجرين عرقا برأسك
نور(شربت ما بالفنجان كله ووضعته بثقل):- أريد أن أغمض جفني ولكنني غير قادرة على ذلك ،لما حصل كل هذا وكيف حصل لقد كنا مرتاحين بالزفاف فجأة انقلب لدموع ومصائب أنحن ملعونون حقا ؟
فؤاد(أمسك بيدها بحزن):- لا تقولي هذا نحن بخير وكل الأمور ستصبح أفضل
نور(استكانت للمسته ودمعت عيناها):- انقلبت حياتنا مجددا ولا أدري متى ستصبح أفضل يا فؤاد
فؤاد(ربت عليها وهو يبتسم):- لنكن متفائلين …
فحتى التفاؤل يحتاج لطاقة فعالة تجعله غاية تُدرك ، لكن الوضع برمته يجبرهم على الخوف من القادم ، وكل هذا حال دون تخيل حدوث مصيبة جديدة فلم يتخيلوا مطلقا أن أنامل الشر ستمتد لحجرة دعاء وتفتك بضنين لا ذنب له إلا أنه خلق في بطن المشاكل السوداء …دخل ممرض مكمم الفم يرتدي بزة طبية وبيده حقنة طويلة الحجم ، أقفل الباب خلفه واقترب منها متربصا أزال عنها الغطاء وعرى بطنها لينظر إلى انتفاخه ويصغر عينيه قبل أن يحقنها بتلك الحقنة ويفرغ فيها كل ذلك المحلول ، لم تشعر دعاء بشيء فلقد كانت نائمة تحت تأثير المنوم وهذا ما جعل المجرم يقوم بفعلته دونما إشكال ، غادر وكأنه لم يقدم على سرقة روح طفلها الذي انسابت منه الروح رويدا رويدا حتى استكان ولم تشعر بحركته وهذا ما أفزعها حين استيقظت صبيحة اليوم التالي ولم تجد له حراكا
دعاء:- لالالالا طفلي طفلي لا أشعر بحركته أنجدوووووني اجعلوا طفلي يستيقظ دعوه يتحرك افعلوا شيئا أرجوكم ما به طفلي هاااااه ما به طفلي أجيبوووني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها الطبيب نظرة بائسة بينما زمت الممرضات شفتهن بأسف وطلبوا من نور الدخول إليها والتي تهربت بعينيها فهذا الموقف تحديدا استصعب عليها ،ولكنها ثبتت نفسها وتقدمت صوبها بهدوء الأموات حيث كانت تناظرها دعاء بتشتت وهي تبحث على ملامح تدل على عكس ما توقعت
دعاء:- لم يحدث له شيء هو نائم فحسب ؟
نور(بدموع مكبوتة):- حبيبتي دعاء أنتِ صغيرة في العمر وما زال بإمكانكِ الزواج والإنجاب لكن يؤسفني أن أخبركِ ، أن طفلكِ قد … قد تعرض أثناء نكستكِ لشيء ما جعله يفقد تواصله معكِ مما يعني أنه ؟…
دعاء(زحفت للخلف محلها وهي تضرب على بطنها):- اخرسسسسسسي ابني لم يمت استيقظ يا حبيبي استيقظ ماما تناديك هيا استيقظ أقول لك استيقظ .. هاااه سوف يتحرك سترين
الطبيب:- سيدة دعاء لا تأزمي الوضع لو سمحتِ علينا أن نقوم بإجراء العملية ونزيله
دعاء(هدرت فيه بشراسة):- تزيل ماذااااا أيها المجرم لو اقتربت سأقتلك ، نوووور أخبريهم أن صغيري حي يرزق إنه نائم فحسب هااا ماما نائم … سترون أنه سيستيقظ بعد قليل أنتم لا تفهمون ابني لا يمكنه أن يتخلى عني هيااا استفق يا صغيري
ظلت تضرب على بطنها ونور حاولت إمساك يديها لكنها خدشتها بلؤم وأخذت تعاند وتتكلم بكلمات مختلطة من فرط صدمتها ، حاول الأطبة أيضا التدخل لكنهم فشلوا في ذلك وهنا دخلت عواطف ومديحة ليكملا المعضلة بالدموع والصراخ ولم يستفيدوا شيئا بل زادت حالة دعاء البعيدة عن الإدراك كأنما كانت تفقد ثبات وعيها ونظراتها تلك كانت شبه خالية من التركيز ، بل كانت مشتتة العقل وهي تارة تصرخ فيهم وتارة تكلم ابنها إلى أن دخل معاد وهنا رمشت وهي ترفع يدها إليه
دعاء:- معااااااد تعال وانجدني يريدون نزع طفلي من هنا إنهم لا يفهمون أنه على قيد الحياة ، أرجوك اقترب هههه اقترب والمس بطني ربما يحادث عمه معاد تعاااال
معاد(اقترب بأسى وخوف عليها وأومأت له نور بالاقتراب):- دعاااء لو سمحتِ دعيني أكلمكِ
دعاء(جذبت يده بقوة ووضعتها على بطنها وهي تضحك):- ههههههه عمو معاد إنه هنا لقد وعد بأن يحبك مثلما يحب ماما سوف يكون بابا جديد لك ههههه لقد مات أبوك ولكن هنالك معاد سيكون أبا لك أجل هو وعد بذلك أنت يا صغيري ستكون طفلا مدللا على الأغلب ، سوف لن تتخلى عن أمك صحيح ماما لن تتخلى عني وسط الطريييييييق لن تفعل يا عزيزي أليس كذلك ؟
مديحة(شهقت بصراخ مبحوح فيهم):- افعلوا شيئا أسكتوهااااا إن ابنتي تضيييع مني …
الطبيب(نظر للممرضة):- قوموا بذلك الآن ….
دعاء(رمقتهم وهم يبعدونها عن معاد وتمسكت ببطنها):- ابنييييييييييي ابتعدوا عن ابنييييييي ابنيييييي لم يمت لم يمت لم يمتتتتتتتت ابتعدوووووووا عناااااااا لالالالالالالالاللالالالا لالالا
آخر صرخة صرخت بها قبل أن تفقد وعيها جراء الحقنة لتستيقظ وهي فاقدة لإدراكها في هذه الحياة بعد مرور ثلاثة أيام من الحادثة ….

في روما بعد مرور ثلاثة أيام
جوزيت كانت متوترة جدا فتصرف اليوم سيكون تأشيرتها لإدخال الشك بعقل ميرنا وميار ، خصوصا أنها استغلت اهتمام وائل بها هذه الفترة والذي جاء جراء مخططاتها هي وناريانا وأولاها مرضها وحزنها الغير مفهوم والظاهر له والخفي عنهم وكله في سبيل زرع الشك … الوضع بين ميرنا وحكيم كان متذبذبا فبعد حادثة ميسون جعلها تتقرب منهم وتكمل اهتمامها الذي احتاجته ميسون منها بدرجة مضاعفة ، خصوصا أن لورينا قد أقصيت للملحق الذي جعلها حكيم تقطن فيه ما تبقى من أيام لهم في ذلك القصر ، وافقت طبعا اللهم تبقى معهم في نفس المكان ولا تغادر للخطر قد تقتلها فيها أمها كونها لم تعد لها عينا هناك ولن تستفيد منها شيئا وهي بعيدة ، وهذا ما حسبه حكيم مفيدا لهم ولم يعرف أن تلك الشريرة تخطط لما هو أسوأ .. فمثلا قد استغلت قوة سلسبيل لتؤثر في ميسون في دائرة سحرها الأسود تلك الليلة ، والذي لم تبرزه حسب تخطيطها كي لا يتفطنوا لهذا بل جعلته يظهر وكأنه أمر جعلتها تنفذه بملء إرادتها
فخرية:- عماذا تتحدث يا نزار لا تفقدني صوابي علينا أن نحدد مصير هذه الطفلة ونحميها ، لن أغامر بعد الآن عليك أن تعود وتساعدني ها هنا يا رجل
نزار:- سوف أعود يا فخرية ولذلك انتظريني فلن أستطيع التحرك دون البقية
فخرية:- يووووه لا تزدها على مخي أختي لا أعرف ما الذي دهاها ، تستيقظ كل ليلة في نفس الوقت وتتخشب أو لا أدري ما بالها وحين تنقضي تلك الدقائق تدرك أنها ليست بغرفتها ، وحين واجهتها بالأمر قالت بأنها لا تذكر شيئا … أنا واثقة من أن ليندا تمتص سحر سلسبيل ولكنني لا أفقه كيف وصلت إلى أختي وكيف أخذت دمها ، لأن طريقة التحكم التمثيلي في السحر الأسود لا يتم إلا بدم المعني بالأمر
نزار:- أخشى أننا أمام داهية يا فخرية لا أعرف كيف سنتخلص منها ومن شرورها ، لقد كادت ميسون تؤذي نفسها تلك الليلة بواسطة السلاح وأشك بأن لورينا أيضا مسخرة لهذه المهمة فهي تبقى ابنتها رغم كل شيء
فخرية:- سارع لو سمحت بالعودة أنا لن أستطيع التصرف لوحدي ، ثم عليك أن تسافر للبلدة وتحضر لي بعض الطلبات التي لن يعثر عليها إلا شخص من عشيرة الشمس
نزار:- أمهليني وقتا بسيطا وستجدينني في ظهرك علي أن أفصل الآن وداعا
ناريانا(نظرت خلفها وركضت إليه):- هاه ما الأخبار ؟
نزار:- سلسبيل في وضع مربك كأن قوتها امتصت منها أو تم حجبها ، فخرية تطالبني بالعودة للمساعدة أتدركين المساعدة في ماذا تريدني أن أعيد لسلسبيل قوتها
ناريانا:- وإن لم تفعل ستستغلها ليندا وتقوم بأذية البنت
نزار:- وسلسبيل ستؤذي ميرنا أم تراكِ نسيتِ ؟
ناريانا:- لن تؤذيها قبل أن نفتك بها نحن ميرنا هي مرتبطة بي
نزار:- ماذاااا تقولين كيف يعني مرتبطة بكِ ؟
ناريانا:- أعلم أنك ستصرخ بوجهي ولكنني لكي أضمن سلامة مهمتنا التي ضحينا لأجلها بالغالي والنفيس ، ووعدت جدتي وديقة أن تبقيها آمنة مستورة فلقد ربطت شعرة منها بشعرة مني وعلى الأقل سوف أكون حائلا يمهلكم بعض الوقت للنجاة بميرنا إذا ما حان الوقت المناسب
نزار(جحظ عينيه):- أتدركين ما فعلته يا مجنونة ، هكذا وهبتها نصف طاقتكِ الدفينة
ناريانا:- سأفعل أي شيء لكي أرفع رأسك أخي وأبقي اسم عائلتنا موجودا على هذه الأرض ، لن يصدقنا أحد كوننا من عشيرة الشمس فنحن في زمن العولمة وما حدث قد كان نتاج الأولين ولكننا موجودون والدليل أنا وأنت وسنبقى هكذا حينما أنجب
نزار:- أكيد أنتِ لا تفكرين بالارتباط بذلك الربان والله قد فقدتِ صوابكِ
ناريانا:- إن كتب الله لنا ذلك سنتزوج حتى لو وقفت كل قوى الأرض بوجهنا
نزار:- لا يمكنكِ أن تجزمي فأنتِ لا تستطيعين رؤية مستقبلكما حتى لأنكِ معمية عنه
ناريانا:- لا أستطيع أن أستبصر معه حياتنا المستقبلية أجل ،ولكنني متفائلة بالخير إزاء ذلك
كاظم:- الله الله عم نزار كأنك تستفرد برابونزل كثيرا في زوايا القصر ، هاه لأخلي ذمتي الكابتن لن يعجبه ذلك حتما ههه
ناريانا(توترت):- كنا نتحدث عن وجبة عشاء الليلة فحسب
كاظم(فتح الثلاجة):- وضعت هنا بعض المثلجات من أخذها ؟
ميار(أعاد العلبة فارغة):- جوزي يا حبيبي
كاظم:- فقط لأنها جوزة وليس أنت وإلا لكنت جعلتك تستفرغها إذ لا أطيق إطعامك في نهاية المطاف
ميار:- ها ها مضحك جدا
ناريانا:- ههه والله إن جوزيت تتدلل علينا كثيرا هذه الأيام حتى أنها جعلت وائل يحضر لها منها في منتصف الليل البارحة
ميار(برقت عيناه بشراسة):- ماذا تقولين ليلة أمس ولكنني تركتها نائمة
ناريانا(ادعت وكأنها أفلتت منها الكلمات):- أقصد يعني كنا سهرانين أنا وهي بالصالون ووائل معنا طلبت منه أن يحضرها لغرفتها وقد قام بهذا ، يعني ….لم أتفوه بهذا لخلق مشكلة آسفة
كاظم:- امممم ولكنكِ فعلتِ
ميار(استشاط غضبا وذهب إليها حيث كانت تجلس في الحديقة بجوار حكيم وميسون):- جوزيت
جوزيت(توجست من اقترابه الناري):- ميااار ؟؟
ميار(أمسكها من ذراعها وجعلها تنهض):- تعالي لحظة … عفوا منك حكيم
حكيم(كان مركزا مع ميسون في لعب البازل):- خذ راحتك
جوزيت(مجرورة خلفه):- أي ما بك تعاملني بعنف ماذا يجري ؟
ميار:- لقد خرجتِ لي بفكرة نومكِ بغرفة مستقلة ووافقت على مضض ، طلبتِ حريتكِ الشخصية وأخذ مساحة لأنكِ ترغبين بترك المجال بيننا يأخذ مجراه الطبيعي ونشتاق لبعضنا وهراء من هذا القبيل ظللتِ تقحمينه برأسي وتزنين على مسمعي به ومع ذلك طاوعتكِ … لكن أن أدرك أنكِ تستغلين ذلك للتقرب من وائل هذا ما لن أقبله ، أيمكنكِ أن تشرحي لي ما الذي كان يفعله بغرفتكِ ليلة أمس بعد منتصف الليل وإياكِ والكذب ؟
جوزيت(توترت):- كيف عرفت أنه كان بغرفتي لم نخبر أنا وهو أحداااا
ميار(شهق):- ماذا أسمع هل تخفيان الآن الأمر عليناااااااا ؟؟؟؟؟ ما الذي يحدث بينكِ وبين وائل يا جوززززيت ولما تكذبان بشأن لقاءاتكما ؟؟؟
جوزيت(بقلق مسحت فمها):- وولكن أنا لم أقل هذا لقد أحضر لأجلي مثلجات وغادر من فوره ، يعني لا يوجد شيء يدفعك للقلق
ميار(صغر عينيه بعدم اقتناع):- منذ فترة وحالكِ مقلوب لا يعجبني ، ونزعة اهتمامكِ بوائل لم تأتي من فراغ فمنذ وقت وأنتِ تمجدين في خصاله الحميدة وفي تصرفاته الحكيمة وفي نظرته الدبلوماسية للأمور ، لقد نقشتِ الرجل نقشا وقريبا ستنحتين لأجله تمثالا تبرزين فيه مدى إعجابكِ بهذا الكيان ، فبالله عليكِ أوجزي وأخبريني ما الذي يربطكِ به هل يعجبكِ وائل رشوان يا جوزي ؟؟؟؟
ميرنا(شهقت من سماعها للجملة واقتربت منهما):- هئئئئ ما الذي أسمعه ها هنا ؟
جوزيت:- هل ارتحت الآن ها هي ذي ستشك بي وبحبيبها ونحن لا يحدث بيننا سوى استلطاف وانجذاب طفيف من كلا الطرفين في حدود طبعااااا
ميرنا(بغضب):- استلطااااااف وانجذاااااااااب … هههه وائئئئئئئئل ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(فرقع رقبته):- العبط الذي يحدث يجب أن يوضع له حد الآن … تعاليا معي
جوزيت(انجرت خلفه من ذراعها بينما ميرنا رمقتها بقنوط):- يوووه أنتما تكبران الموضوع يعني ألا يجب أن تتكون صداقة بيننا ، يعني هي كيمياء تكونت بين كينونتي وكينونته صداقة لطيفة أم أنكما ترغبان بالاستفراد بهذا لوحدكما هذا إن وضعنا بعين الاعتبار نزعة هوسك عزيزي ميار ؟
ميار(كان يدخل بها للقصر وميرنا خلفهما):- يجدر بكِ الصمت الآن لا تستفزيني أكثر
جوزيت:- يا سبحان الله
ميرنا:- طيب يا وائل سألقفك بيدي هاتين صبرك علي فقط
أخذهما صوب غرفة وائل الذي كان يتراسل مع ابن عمه على الهاتف كي يواكب معه ما يحصل بالوطن ، حتى فاجئوه بدخولهم الغريب لذا وضع الهاتف جانبا واستقام بعدم فهم
وائل:- أوك كأنكم اشتقتم لي دفعة واحدة ؟
ميار:- هو سؤال واحد .. ما الذي كنت تفعله بغرفتها بعد منتصف الليل ؟
ميرنا(شهقت):- هذه معلومة لم تكن بحسباني ياااااااا ويلك مني
ميار:- وها هي ذي ببالكِ يختي سمعينا صمتك
وائل:- لا أظن هذا أمرا يستوجب شرحا إلا إذا كنتم تشكون بأمر ما مثلا ؟
ميرنا:- أنا لست أشك أنا سوف أقتلكما لو سمحت للشك بأن يدخل عقلي
ميار:- لو سمحت لا تتدخل بجوزيت لا من قريب ولا من بعيد وغرفتها محظور عليك دخولها تحت أي ظرف كان
وائل:- تمام أنت أيضا أريدك بعيدا عن ميرنا بالقدر الذي سأكون فيه بعيدا عن جوزيت ، أيمكنك ذلك أستاذ ميار ؟
ميار(ابتلع ريقه):- أساسا ابتعدت عنها ولكنك لن تنفي علاقتي الدموية بها واهتمامي المقتصر بحمايتها فحسب
ميرنا(نظرت إليه):- دخولكما لغرف بعضكما ممنوع
جوزيت:- هههه ماذا لو عرفتِ بأنني كنت صباحا بغرفته ماذا ستفعلين ؟
وائل(ابتسم من جنون جوزيت):- جوزي لا تفعلي
جوزيت:- ههه لما لا عزيزي وائل دعنا نرى ماذا بقدرتها أن تفعل
ميار:- أنا من سيفعل سوف تكونين تحت نظري الله الله هذا ما ينقصني الآن لكي أنشغل به
ميرنا:- كل هذا الهراء لا يلج للعقل لكنك يا وائل ستجد نفسك في مأزق معي ، لن أكلمك قط
وائل(رمقها وقد رفعت ذقنها بإباء):- يا حبيبي مزحنا معهما طلعنا بمشكلة
جوزيت:- ههه أي والله
ميار(صغر عينيه فيهما وخرج):- الحقي بي للغرفة فورااا
غمزت لوائل وخرجت وهي تضحك لتترك الشعلة وهي على مقربة من الانفجار المرتقب ، أغلق وائل الباب عليهما ووثب أمامها منتظرا حكمها عليه ، لكنها فاجأته بخروجها للشرفة وهي تفتح أزرار قميصها العلوي ليلج الهواء صدرها فقد بدأ الاختناق الذي تمقته وهنا ما كان عليه سوى فتح باب الصلح قبل أن تتفاقم الأمور
وائل(اتكأ على كتفها):- مرمونتي ؟
ميرنا(رفعت حاجبها هازئة):- ما هذا اللقب الأهوج لم أحبه
وائل:- ولهذا نطقت به لكي تنزعجي
ميرنا:- هل تتعمد إخراجي عن طوري يعني ؟؟؟؟
وائل:- يس …أحبكِ وأنتِ عصبية
ميرنا:- لا تدخل غرفتها يا وائل حرام عليك أنت هكذا تؤلمني
وائل(ابتعد عنها ووقف أمامها وهو متكأ على حافة الشرفة):- وماذا عن غرف الشباب ست ميرنا حتى من كاظم صرتِ تدخلين غرفته ولم أنطق بحرف
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما):- هل ستضم كاظم لسرب الممنوعات أيضا ؟
وائل(مط شفتيه):- أنتِ ملكي إذن من حقي أن أغار عليكِ حتى من عمو نزار
ميرنا(اتكأت عكسيا وهي تطل على الحديقة):- تمام لا تبالغ ولا تحرف الموضوع إلى زاويتي
وائل:- كله مرتبط ببعضه عزيزتي
ميرنا(أغلقت أذنيها):- لا تقل عزيزتي لأن جوزيت ترددها دومااااا اففف
وائل:- أموت في الغيران أنا
ميرنا:- أحمد الله أننا سنعود غدا وإلا لكنت مت من أعصابي هنا
وائل:- ههه أعلم ذلك لكنني غير مستريح لهذه العودة رغم أن أهلنا بحاجتنا في هذا الوقت الراهن
ميرنا:- آه يا وائل حالة دعاء في النازل إنهم يفكرون بأن يضعوها بمصحة نفسية لعلها تتحسن
وائل:- ما مر بها ليس سهلا ، لقد فقدت رجلا كان حبيبها ذات وقت وفي نفس اليوم فقدت ابنها
ميرنا:- لأي درجة قدرها متشابه بقدر سمر أختي ، كأن عجلة التاريخ تتكرر معها بكل شيء كلاهما عاشتا طفولة مضطهدة ودخلتا في علاقة محرمة أنجبت بذرة تم إزهاق روحها ظلما ، الاثنتان دخلتا لمصحة عقلية وماذا بعد ؟
وائل(استشعر رجفتها لذلك أمسك بيدها):- ماذا بعد ميرا الآن تعيش مع الرجل الذي تعشقه مع طفلها في أمان ، هما الآن يتأقلمان مع بعضهما وينتظران صغيرتهما التي ستكمل تعداد أسرتهم الفترة المقبلة حسب تخطيط شهاب أتكلم ،يعني رغم كل الأسى الذي عاشه كل منهما إلا أنهما اجتمعا بنهاية المطاف … وهذا ما سيحدث مع دعاء الشاب معاد يحبها ولن يتخلى عنها في أزمتها صدقيني هي فترة وستمضي وتبني حياتها من جديد كما تستحق
ميرنا:- أرجو ذلك ، لكن ماذا عن إخلاص الوغد عبد الجليل لم يظهر له أثر وابنتها ستفقد عقلها إن لم تعد لها والدتها في أقرب وقت .. اتصلت قبل قليل وأخبروني أنها قطعت الأكل ولم يعد أحد قادر على كبح جماحها الثائرة
وائل:-طبيعي لقد فقدت أمها ظلما وأبوها توفي في ظروف شنيعة لا يستطيع أحد تقبلها والجاني أخوها وزوجة أبيها يعني كل هذا قد يفقد المرء صوابه
ميرنا:- آآه يا ربي كأننا وضعنا بقارورة زجاجية وتم إغلاق كل منافذها لكي نختنق وسطها
وائل:- بيبي … لن نضعف الآن سنعود لنجعلهم يتماسكون وليس لكي نزيد الطين بلة
ميرنا(حكت رأسها بكتفه):- مجددا سأعيد وأكرر غرفتها لن تلجها مفهوووم ؟
وائل(خطف قبلة من على خدها):- تؤمر يا جميل
ميرنا(رفعت حاجبها فيه):- لقد أصبحت وقحا بروما هل تعلم ذلك ؟
وائل(لامس خصرها وهو يطل عليها):- والوقاحة مطلوبة مع شمس غروبي
ميرنا(أزالت يده):- يا عيني أنت غيرت حتى اسمنا أنا شمس لياليك وعسل غروبك
وائل(أعاد يده ودفعها إليه):- لو تمعنتِ بحروفي ستجدينني أجمع معطى الجملتين لأختزلها في عينيكِ وحدكِ يا شقية النبض
ميرنا(ابتسمت عشقا):- لن تدخل صح ؟
وائل:- يا حبيبي لن تصمت هذه الليلة حسنا أمري لله ….
احتضنها بحنان بينما كان هذا يحتجزها خلف الباب وهو يسرق منها قبلات تملُّك جعلتها تضعف قسرا في حضنه ، حاولت التملص منه لكن سلطانه عليها كان أقوى وأشد لذلك وجدت كذبة بيضاء لتهرب بها وهي الوضع الشامل لكل النساء وهنا جعلته يلعن الوضع برمته
ميار:- حسنا لست منزعجا لكنني أريدكِ هنا الليلة
جوزيت:- يووه يا ميار أنا لن أقابله خلسة عنك يعني لن نصل لتلك الدرجة ههه
ميار:- هل تستمتعين باستثارة غضبي يعني ومن بوااااائل ؟
جوزيت:- أنت ذاتا تغار منه بشأن ميرنا فلن تدعي الآن اعتباطا أنه ليس أهلا لغيرتك عزيزي
ميار:- حسنا أغار منه ولن أنكر ذلك ، لكن أغار عليكِ أكثر ولهذاااا
جوزيت(اضطجعت على السرير في وضعية مغرية):- لهذااا ماذااا يا بعدي ؟
ميار(مسح على رقبته وهو يتأملها):- أستغفر الله العظيم الرحمة يا ربي الرحمة
كانت تبتسم من جنونه حين أزال قميصه وخرج للشرفة ليدخن سيجارة لم يحسب أنها ستأتي من خلفه لتوتره أكثر ، خصوصا حين حاصرته بيديها ووضعت رأسها على كتفه ، سحب نفسا عميقا وناظر السماء وسرعان ما عقد حاجبيه فقد استشعر شيئا غريبا جعل قلبه ينقبض ، هذا الشعور هو يعلمه مسبقا فقد استشعره في عدة مرات من حياته ولم يدرك لما خالجه الآن بينما يعيش أحلى أيام حياته مع مجنونته التي وصل معها أخيرا لراحة أزاحت عنهما خبايا الماضي ومسببات المشاكل المبتدئة بحرف الميم طبعا …هنا كان حكيم يحل البازل مع ابنته بينما عقله وقلبه مفطوران على أختيه لقد ود الطيران إليهم ليلتها ولكن الظروف لم تساهم في ذلك ، فميار رفض السفر على عجل كي لا يحصل مشاكل في الطريق غير مرتقبة وأيضا ليؤمنوا العودة بأمان خصوصا ومعهم ضيفة جديدة ستقتحم حياتهم بمعنى الكلمة … ثلاثة أيام مرت به كالجبل وهو في كل لحظة يتصل بطلال ليتأكد من سلامتهم جميعا ، لقد خشي حدوث مكروه لكلتيهما وحتى لأمه التي عرف أنها مفطورة القلب لكنه اطمأن كون غازي وجلنار سيصلان ظهر الغد للبيت ، يعني وجودهما سيجعلها ترتاح قليلا ويخفف عنها لغاية ما يعود بالسلامة إن شاء الله … توجه إليه فيكو بعد برهة وأشار له برأسه مقاطعا إياه
حكيم:- أكملي روحي عائد لكِ … ها فيكو خيرا ؟
فيكو:- الست لورينا تبكي
حكيم(حول عينيه):- وماذا سأفعل لأجلها أنا يعني يا فيكو دعها تبكي وستصمت بعد قليل
فيكو:- إنها تبكي منذ ثلاث ساعات ولم أشأ إزعاجك ولكن نحيبها زاد عن حده ، أقترح لو تزورها سيادتك وتجعلها تهدأ ..
حكيم(نظر لميسون خلفه ورمق كاظم يتحدث عبر هاتفه لذلك فرقع إصبعه له كي ينتبه):- كاظم معك ميسون تمام ؟
كاظم(أشار له بإبهامه وفصل الخط ليجلس بقربها):- ماذا تفعل ماستي ؟
ميسون:- يا الله لن تخرب لعبتي تمام ؟
كاظم:- وماذا لو فعلت ؟
ميسون(مطت شفتيها):- سأمنعك من تقبيل خدي ههه
كاظم(عضعض شفتيه):- أوه حكم صعب جدا تمام سأشاهدكِ فقط
ميسون(ابتسمت له):- أحب مشاهدتك لي لأنك تشرد وتصبح مثل بابا نويل
كاظم:-ما المناسبة ؟
ميسون:- إنه شخص طيب وأنت طيب
كاظم:- ولكننا أمة لا تؤمن بهذا الشخص عليكِ حفظ هذا جيدا
ميسون(لم تفهمه):- ولماذا إنه يحضر للأطفال الهدايا ؟
كاظم:- ذلك الشخص خلقه الإنسان كشخصية ممتعة لكي تسعد قلوب الأطفال ليلة عيد الميلاد ، يعني ليس شخصا خارقا حتى يعتبره الناس أعجوبة
ميسون:- أعجوبة تضحك قلوبنا ههه لما تعاند ؟
كاظم:- بنت إنه شخص مثلي ومثلكِ ولكن الناس تفضل تصديق خرافته لكي يسعدوا قلوبهم عمدا ، يعني هنالك من يحتاج للكذب كي يبني آماله للقادم ويضع خطوات سليمة لحياته بناء على هذه الأسطورة التي يمجدها ويجعلها شيئا خارقا للعادة فقط لكي يعلق عليها شوائبه الماضية ويبدأ عهدا جديدا مليئا بالأماني الطيبة
ميسون:- لست أدري لكنني أثق بأن الناس ليسوا بأغبياء ،أكيد هم مدركون لماهيته ولكنهم يحببون تصديق الخرافة على أن يدققوا في صحته من عدمها لعلهم يتمكنون من التخلص من زلاتهم السابقة
كاظم:- هاااه ها أنتِ قد فهمتني ومن آخره أخبرتكِ نحن دولة إسلامية لا تؤمن بهذه الخزعبلات
ميسون:- ولكنك ستقدم لي عرضا لبابا نويل بعيد ميلادي
كاظم(رمش بتفطن):- متى عيد ميلادكِ ؟
ميسون(مطت شفتيها بابتسامة):- سأخبرك عن طريق أحجية لو حللتها سوف أسمح لك بأن تكون رفيقي بالحفلة
كاظم:- الله يا ربي هل عمر هذه البنت 7 أم 17 بدأت أشك هيا أفضي يختي لأرى ؟
ميسون:- عيد ميلادي كان في يوم قبَّلت فيه الشمس خد الربيع والربيعُ أهدى باقة ورد للخريف الذي نثرها على الأرض لأجل هطُول المطر وهذا المطر مسح الأرض وأزال عنها الغبار كي تسطع الشمس وتنير العالم لوقت مضاعف على غير العادة
كاظم(ظل فاغرا فاهه):- هل فكرتِ في هذا الآن الآن وأنتِ معي ؟
ميسون:- هههه أجل
كاظم:- والمفروض من عملاق مثلي أن يفهم لغزكِ يا قزمة لا والله أبهجتِ قلبي ، تعالي هنا وأخبريني بالحل لم أفهم إلا أن عيد ميلادكِ في كل الفصول يا ماستي أنا
ميسون(هربت منه):- وهذا هو بيت القصيد عليك أن تعثر على الفصل الذي ولدت فيه ، وحين تعثر عليه سوف نتطرق لأحجية الشهور ههههه وبعدها الأيام وبعدها الساعات وهكذا دواليك
كاظم(استقام):- بنت عودي إلى هنا وهاتي التاريخ محددا وإلا لن ألعب أي دور في الحفل
ميسون(لوحت له):- أمسكني لو استطعت وقتها سأخبرك
كاظم:- آه يا ربي على آخر زمن سألاحق الأطفال تعالي يا بنت ميسووون ههه…
هنا كان حكيم يستمع لنحيبها وهو ينظر للسماء ويحاول فهم ما الذنب الذي ارتكبه حتى يلتقي بهكذا امرأة قلبت أيامه لسواد وزرعت فيها كل وجع ، بدءا بصغيرته التي أخفتها عنه دونما وجه حق ..تأوه بعمق فما فيه يكفيه لذلك فتح الباب عليها بالمفتاح ودلف ليجدها جالسة عند الزاوية وتنتحب بشكل يفطر القلب لكن استغرب فلم يشعر أن تلك الدموع حقيقة رغم تمثيلها الصادق
حكيم:- لما هذه المناحة ؟
لورينا:- اشتقت لابنتي
حكيم(ضحك هازئا وجلس على طرف السرير ليضع يديه بين ركبتيه ويتدلى منهما المفتاح):- ابنتك ههه هل تهذين ؟
لورينا:- إنها ابنتي منذ 7 سنوات ولن تغير هذا في ظرف شهر ونصف
حكيم:- معكِ حق لكنني استطعتِ نسفكِ من عقلها ، حتى أنه ومن حكمة الإله البنت لم تستلطفكِ قط فمنذ دخولها لهذا القصر وقلبها يهفو لأمها الحقيقية .. يعني استيقظي من أحلام اليقظة يا روحي فهذا لن يجدي نفعا
لورينا:- قد يجدي لو أفضيت بالسر لهم ، ولنتخيل معا كيف ستكون حياتك بعدها إن لم تأخذها منك
حكيم(صغر عينيه):- لن تستطيعي القيام بهذا لأنكِ تعلمين نهايتكِ على يدي لو أقدمتِ على هذا
لورينا:- أعلم ذلك والمشكلة أنني واثقة منه حتى
حكيم:- إذن عيشي وضعكِ كما هو حبيسة لغاية ما أتأكد أنكِ بعيدة من تلك الهجمات التي طالت ميرنا
لورينا(استقامت بلؤم):- ميرنا تلك صدقني يا حكيم سوف تغرس في صدرك سيفا سيمزق وتينك دونما رحمة ،أقسم بأنك ستبكي الدم بسببها والأيام ستريك ذلك والوقت خير برهان
حكيم(استقام بغيظ):- كفي عن النحيب لورين ، كفي منظركِ أمام رجالنا أصبح مدعاة للسخرية
لورينا:- لأنك من وضعني هنا كالحشرة
حكيم:- لأنكِ استحققتِ ذلك ولا تجعليني أعدد لكِ أفعالكِ الشيطانية أنتِ وأمك
لورينا(تمسكت بيده):- ابق معي قليلا اشتقت إليك
حكيم(نفض يده):- اجمعي دموعكِ واكبري قليلا اففف أتعبتني وأنا متعب من أصله هيا استكيني سيحضرون العشاء لأجلكِ بعد قليل
لورينا(ابتعدت عنه وجلست محلها):- حاضر يا حكيم سأبقى سجينة هنا بإرادتي فقط لكي أجعلك ترتاح مني وتوقن أنني بريئة مما يحصل لميرنتك الخرقاء
حكيم(رفع يديه بغيظ وخرج مغلقا الباب خلفه بالمفتاح):- سأفكر بإطالة الحجز فكلما ظل لسانكِ قذرا لهذه الدرجة ستبقين هنا ، وحتى لما نعود للوطن سأحتجزكِ ثقي بي
هشت بيدها وهي تدعي اللامبالاة ونظرت لزوايا الغرفة التي تحتجز فيها وتأوهت بغبن فليس بوسعها القيام بشيء ، أما هو فعاد للقصر غاضبا حانقا مشرد المشاعر لا يدري من يحادث ولا من يفهمه فكل يغني على ليلاه وهو الوحيد المحترق في جوف القصر… لكن حين رمقها وهي تلتقط من الطبق لقيمات لتسد جوعها خلسة تذكرها في صباها كانت تقوم بذلك أيضا ، تسمر محله وهو يعقد حاجبيه وينظر إلى حركات إصبعها وهي تتلذذ بالطعام بسلطنة جعلته يقترب منها دون شعور إلى أن وقف خلفها وسرق منها القطعة ووضعها بفمه
حكيم:- عيب أن تتناوليها لوحدك ؟
ميرنا(وضعت يديها على خصرها بتذمر):- ما زلت تسرقها مني
حكيم(تلذذ بما التهمه):- وما زلتِ تسرقين الطعام
ميرنا(أخذت قطعة وأطعمته إياها):- كيف الآن ؟
حكيم(ابتسم لكن سرعان ما اختفت ابتسامته حين أحضر وائل صحن المقبلات):- عادية
وائل:- كلاكما ستحرمان من تناول الأكل انتظرا لغاية اجتماع الكل
حكيم(استقام بانزعاج):- سأرى ميسون
ميسون(دخلت هاربة إليه وارتمت بحضنه):- بابا قلبي يكاد يتوقف لقد جعلت كاظم يلحق بي في الحديقة كلها ولم يمسكني
كاظم(دخل وهو يلهث):- لقد فعلت ذلك عمدا يا قزمة
ميسون(أخرجت لسانها):- لُممم عملاق فاشل ههه ههه
حكيم(أجلسها محلها):- هيا بيبي سنتناول العشاء اجلسي محلكِ
كاظم(غمز لها):- سنعيدها لاحقا في الوطن فهذه آخر ليلة لنا مع بعضنا وعلينا أن نجعلها تستحق
ناريانا(أحضرت الأطباق):- صحيح فأنت ستبقى هنا حسبما أخبرتنا ؟
كاظم:- أجل سأنهي بعض الأمور وألحق بكم للوطن ، واااع سأشتاق لكِ رابونزيل وأنتِ يا برانسيستي ملوعة القلوب خاطري سيبقى معكِ ، جوزة أيضا سأشتاقها وبلورة رغم شقاوتها لكنها كانت لطيفة معي
ميرنا:- تمام لن نبدأ مرحلة الوداع الآن يا كاظم أنا ميتة من جوعي
جوزيت:- وأناااا أكثر
ميار(لحقها بهدوء واتخذ الكل محله):- الكابتن مكانه فارغ لكن أرجو أن تجتمعي به ناريانا عما قريب
ناريانا(رمقت نظرة نزار لها وجلست):- الله أعلم ..أحيانا قد نحسب أن حياتنا تسير وفق تخطيطنا لنصطدم بواقع يسيرنا حسب رغبته ويصدمنا بأمور لم تخطر على بال
جوزيت:- معكِ حق
ميار:- لنبدأ في تناول عشائنا فهو الأخير حسبما يدرك الجميع إذن ليكن عشاء طيبا إن شاء الله
حكيم(تململ ورفع بصره إليها وجدها قد باشرت بملء صحن ميسون التي كانت تتهامس معها):- ما أجمل هذه الصورة العائلية وددت لو تستمر حتى بالوطن
ميار:- نحققها بقصري أو بقصرك الموضوع مش صعب
جوزيت:- وما به قصري يعني يعني ؟؟؟
وائل:- وما بها شقتي هاااه أملك طاولة تسعنا جميعا وتبقى الأماكن شاغرة
ميرنا:- ههه إذن سوف أجعلكم تهدئون وأستقبلكم ببيتنا
هتف الجميع باعتراض فالبيت برمته مليء بالناس فكيف ستزيد عليهم تلك القبيلة ، باشروا بتناول العشاء في البدء بسخرية وضحك ليتحول ذلك لصمت مطبق فكل واحد فيهم يفكر فيما سيلحق تلك الليلة من أحداث قد تبعثر السكون الذي استشعروه طوال الأيام السابقة
حكيم(بعد برهة):- حين أتيت إلى روما كان ذلك بداع حماية ميرنا بداية ، وقتها كنت لا أنفك أفكر براحتها وبإبعاد أي خطر عنها خصوصا بعدما طالنا من تهديدات تعرفونها عز المعرفة .. لكن بعد مدة ظهرت في حياتي مخلوقة صغيرة لم أتوقع بتاتا أنها ستملئ علي حياتي وتكون لي سندا وبئر حنان تسقيني من مياهه العذبة ما يطفئ ظمأ شقائي ، ابنتي الحبيبة ميسون أهلا بكِ في حياتي وفي وطننا وفي بيتنا وفي عائلتنا التي سأعرفكِ بهم رويدا رويدا يعني لأساعدكِ على التذكر حتما
ميسون(نهضت من محلها وركضت إليه وعانقته):- أحبك بابا حكيم وأحب عائلتنا وأحب كوني راجية مثل ميرنا وعمتي جوزيت وعمو ميار أيضا
ميار(رفع شوكته):- أنا نجيبي أبا عن جد مع عرق راجي أفتخر به
حكيم:- طبعا يا ابن عمتي أنت منا وفينا
وائل:- أظننا يا عزيزي النابلسي بقينا بدون دعائم بالمناسبة ناريانا .. لم نتطرق يوما للقبكِ العائلي تذكرت ذلك الآن صدفة ما هو ؟
ناريانا(تبدلت ملامحها ونظرت لنزار ولجوزيت التي لم تدقق):- ههه وما همك بلقبي يعني دعه مفاجأة للكابتن فبدوره لا يعرفه
ميار:- أي علاقة هذه لا يعرف فيها المرء لقب حبيبه
ناريانا:- أساسا لسنا حبايب يا ميار
جوزيت:- لا تضايقوها هممم …
نزار:- صحة وهناء سوف أتوجه لغرفتي كي أجمع حقيبتي قبلكم
وائل:- ههه ألمس رغبتك بالعودة للبيت سوف يتم ذلك لا تقلق يا عم نزار
حكيم:- عسانا نعود ونلملم شتات أسرنا التي تحطمت مؤخراااا
جملته كانت كفيلة لتسرق من فؤاد كل منهم تنهيدة حزن جعلتهم ينهون تلك الجلسة بتمني أيام أفضل لبعضهم ، توجهوا لغرفهم ونامت ميسون مع ميرنا بينما حكيم ذهب لغرفته والبقية لغرفهم كذلك ليستقبلوا صبيحة اليوم التالي مع أطنان من الحقائب …
ميار:-أتذكر أننا لم نحضر كل هذه الكمية هل سرقتِ روما يا بنت ؟
جوزيت:- لقد تسوقنا كثيرا هنا ثم هنالك حقيبتين للعائلة وحقيبة لعنبر والباقي لي
ميار:- عنبر … عنبر هل اشتريتِ لذلك الأصلع أغراضا أيضا أكاد لا أصدق
جوزيت:- همم عنبري شهم معي ويستحق هدايا أيضا
ميار:- وهل اقتنيتِ لأجله شعرا مستعارا أعرفكِ قد تفعلينها
جوزيت:- هههه فعلتها ناريانا نريد السخرية منه قليلا بها
ميار:- أخ احمل يا بني احمل وخذ كل هذا للسيارة صبرنا يا رب
نزار:-وماذا فيها لقد حضرت ساندويتشات للصغيرة ما ربما جاعت في الطريق
وائل:- سيرفضون أخذها يا عمو نزار وتعرف قوانين الطائرة الله يهديك
نزار:- حسنا سنتناولها في الطريق أصلا ذلك الجدار سينسف النصف من هنا للمطار
كاظم(كان يساعد في جمع الحقائب):- ههه آه بالفعل سيحدث والآن بدأت أشعر بالجوع
ناريانا:- أساسا حتى لو تكون على طاولة الأكل ما إن يذكره أحد تشعر بالجوع ربي يصبرك
كاظم:- ههه رابونزل سوف تضطرينني لاحتجاز الكابتن بروما لوقت أطول إن لم تستكيني
ناريانا:- هااااه سكتنا
ميسون(نزلت ركضا وهي ترتدي قبعة):- بابا بابا لقد صرت جاهزة أنا متحمسة لزيارة الوطن
حكيم(خرج من المكتب):- حلوتي وأنا سعيد بعودتكِ معي ابقي جواري تمام ؟
ميسون:- حقيبتي ستحضرها ميرنا إنها ما تزال تجمع خاصتها
وائل:- سأتفقدها قليلا ، ومن رأيي ليستعجل أحدكم لورينا فهي ستمكث هناك وقتا مضاعفا
حكيم:- وهذا ذنب هذا الجدار أخبرته قبل ساعة أن يحضرها للغرفة كي تجمع أغراضها ولكنه نسي
كاظم:- لا تلوموني أخوكم ينسى ما لا يريد نسيانه …
جوزيت(شعرت بالتعب وجلست):- يا الله
ناريانا(أطلت عليها):- هانت يا عمري في الوطن سننفذ المخطط الأخير ونخلص
جوزيت:- ربي يوفقنا …
صعد وائل إلى ميرنا وجدها غارقة في الأغراض المبعثرة على السرير بينما بقيت حقيبتين فقط فارغتين ، من أصل 3 ممتلئة وجاهزة
وائل:- هوهوووه بقينا هنا
ميرنا:- لست أدري كيف أنسق هذه الأغراض بالحقيبتين أشعر بالتعب وائل والتوتر أكثر
وائل(فتح الحقيبة الأولى ووضع بها الملابس):- ولما تتوترين أنظري ها قد حللنا المشكل
ميرنا(جلست لترتاح):- ههه أساسا فعلت ذلك عمدا لكي تجهزها بدلا عني حقا تعبت
وائل:- ههه أجهزها لعيون الحبيبة
ميرنا:- سأفتقد روما
وائل:- نعود إليها في شهر عسلنا ما رأيكِ ؟
ميرنا:- ههه موافقة
وائل(أغلق الحقيبة الأولى):- هيا يا صحفيتي الشهيرة أليس لديكِ ما تقولينه لروما ؟
ميرنا(ابتسمت بحرارة):- أحبكِ روما لأنكِ جمعتني بحبيب كل حياتي
وائل(أغلق الحقيبة الأخرى):- وأنا أحبكِ يا عمري .. لنعود إلى وطننا أشتاق إليكِ هناك
ميرنا:- أكثر ما اشتقت إليه هو مكاننا المفضل
وائل:- سنزوره حبيبتي وعد مني
ميرنا:- لم أشأ العودة وظروف عائلتنا سيئة بهذا القدر لكن ماذا عسانا نفعل لعله خير
وائل(قبل جبينها):- ربي يتولاهم بالخير أمسكي يدي
ميرنا(أمسكتها):- هاه
وائل:- سنبقى هكذا دومااا في السراء والضراء
ميرنا(ابتسمت):- إن شاء الله
هييييه سنشتاق لكِ يا روما والله أحداثك لن تنسى لا لي ولا لهم ولا لذاكرة كل من عايش معكم تلك الأيام ، وأجمل ما في الموضوع هو ميسون الحبيبة فعودة ميمونة إن شاء الله .. لم يتوقع أحد أن يدمع كاظم فور رحيلهم فلقد عانقهم واحدا بواحد حتى من ميار عانقه والذي دفعه عنه بمزاح ونفرا من بعضهما في شكل مضحك ، وحين وصل لمعانقة جوزيت تمنى لها إيجاد ما تريده وعن ميرنا فقد ضمها بلطف وتمنى لها السعادة وهنا ناريانا امتعضت معارضة وهي تطالب بأمنية لها ، وطبعا أشرك معها لورينا التي كانت تضع نظارات على عينيها وغير آبهة بكل ما يدور حولها فقلبها كان متوجسا من حركة قذرة من أمها قد تحرمها العودة معهم .. لكن اطمأن قلبها أخيرا حين أقلعت الطائرة بهم عائديييين للوطن أخيرا ….

في بيت الراجي
فتحت الباب بالمفتاح لتدخل بهما بعد إحضارهما من المطار وتصرخ بحرارة وفرح بعودتهما أخيرا للبيت ، لكن الفرحة صاحبتها الدموع فقد مضى وقت طويل على زيارتهم ولكن الحمدلله ها هما ذا بالبيت أخيراااا
نور:- يا أهل البيت اليوم عادا فردين مهمين لعائلتنا ، رحبوا معي جميعا بجلنار الراجي وغازي الراجي يا مرحبا يا مرحباااا
مديحة(خرجت من المطبخ ببكاء):- أولادي …اهئئئئ غازي جلناااااار
جلنار(ركضت إليها ببكاء):- ماما حبيبتي يا دحدوحتي عدت لكِ أخيراااا أنا ههه
مديحة(عانقتها بحرارة حتى هوت أرضا بها):- اهئئئ أولادي
غازي(جلس قرب أخته وعانق أمه وقبل رأسها):- لا تبكي يا أماه سنستعيد أختاي صدقيني
مديحة(انفجرت بحضنهما بكاء حتى أبكت الكل):- اهئئئئئ
عواطف(اقتربت بدموع):- الله الله انهضي من عندكِ ودعينا نحضن الغوالي يا أهلا وسهلا البيت نور يا حبايبي
جلنار(عانقتها):- منور بكم خالتي صدقا اشتقنا لكم
نبيلة(نهضت إليهم):- تعاليا إلى هنا لأرى …
غازي(وضع إشارة الشرطة على جبينه):- كوماندار نبيلة الراجي تحياتي لكِ
نبيلة(استقبلت قبلته على يدها وفتحت له ذراعها):- تعال يا شقي ما زلت أرعنا مثلما كنت
غازي:- ههه يليق بنا ذلك فالراجيون يحملون في جيناتهم عرقا مجنونا لا يسعنا إنكاره
جلنار:- ابتعد ابتعد دعني آخذ بركات بلبلتي الشجية اشتقت لكِ جدتييييييييي
نبيلة(عانقتها بحنان):- وقلب جدتكِ اشتاق لكما يا أحبتي ، هيا كلكم رحبوا بهما كما يجب
سلموا عليهم جميعا في جو من الراحة التي لم تزر قلب أي منهم منذ الحوادث المربكة التي زعزعت سكون أسرتهم .. لكن سرعان ما خيم الحزن مجددا عليهم حين تناقشوا حول مجريات الأحداث الراهنة التي جعلتهم يفكرون بشكل جدي بحل مشكلة دعاء والتفكير بإخلاص بعدها ، فحكيم يبذل قصارى جهده بواسطة رجاله الذين لم ينفكوا في البحث عن ذلك القذر عبد الجليل ولمياء …
عفاف:- نور إلى أين تتسللين يا امرأة ؟
نور:- إلى الشركة يعني نحن لم نفتتحها هباء يا بعدي الإدارة على عاتقي الآن ويجب أن أبقيها ثابتة فلن نفشل من البداية ، تلك الشركة ستكون طوق النجاة بالنسبة لنا
عفاف:- ههه والله لو أفهم بالأمور المكتبية لكنت معكم للمساعدة
نور:- ربما احتجنا لممرضة فبعيدا عنكِ المشاكل تحبنا
عفاف(تأوهت بحرقة):- اليوم سآخذ تقرير دعاء وسأذهب به للمصحة النفسية مباشرة سنستعجل في إدخالها إلى هناك كي نستعيدها سريعا
نور:- على الله ، هيا اهتمي بنفسك أراكِ مساء
دينا:- مامي مامي إلى أين تذهبين شوفي عمتي جلنار ماذا أحضرت لي ؟
نور:- أي يا عيني على الأطواق ما أجملها عليكِ لكن خبئيها دندونتي الوقت غير مناسب
دينا:- حاضر ماما لكن أردت ارتداءها في حفلة عيد ميلاد صهيب تليق بي صح ؟
نور(حولت عينيها):- يا عيني من ذكر صهيبا هذا الآن اسمعي روحي ارسمي وقتي ضيق ، قبلي ماما هيا ودعيني أذهب
عواطف(رمقتها وهي تقبل ابنتها):- ألن تتناولي معنا وجبة الغذاء يا بنتي ؟
نور:- لا يا عواطف لدي اجتماع طارئ ثم سألتقي برنيم هناك فهي ستباشر بالعمل حتى وإن لم تنهي دورتها الدراسية ، أنا بحاجتها وأخبرتني أنها ستطلب من أستاذها المساعدة
عواطف:- طيب طيب الله يقدرنا على التخلص من هذه الأزمات
غازي(نزل بملابس مريحة):- نوار إلى أين تذهبين يا ابنة العم ؟
نور:- ههه أنت امرح لي بالبيت وتعرف على ما فاتك وابنة عمك ستذهب للشركة ومن ثم تعود
غازي:- أهاه دعواتي لكِ إذن تعالي دندون سمعت أنكِ رسامة ماهرة ؟
دينا:- أملك كتابا سيبهرك دقيقة وأحضره
غادرت نور البيت صوب الشركة التي تم افتتاحها قبل زفاف سمر بيومين ، كانت مسائية وسريعة لأنهم كانوا مشغولين بالعرس وقتها ، لذلك تم الإعلان عن اسمها كشركة آل الراجي رسميا والتي اقتحمت عالم الأعمال التسويقية في ظرف وجيز ،، قامت نور بإعطاء نبذة عن غايتها المستقبلية وأيضا نواياها لتوسيع نطاق العمل على المستثمرين الذين أبدوا إعجابهم بهذه الافتتاحية المفيدة لهم .. تمت دعوة المقربين ومنهم آل رشوان أيضا وقد حضر عنهم فؤاد طبعا وشهاب اعتذر لأنه كان مشغولا أما فؤاد فقد أعطى الخبر لهم وجعل منذر يحضر معه لكي يدرس احتمالية منافستهم لشركة الراجي التي اكتسحت السوق بقوة غير متوقعة ، طبعا إذا ما كانت نور على رأسها وتحت جناح حكيم الراجي فلا شيء سيقف بطريقهم خصوصا إذا ما كان الراعي الرسمي هو الفهد البري بنفسه … وصلت بعد برهة لتجد توفيق على رأس عمله والذي ابتسم لها بمودة ولم يستطع إلا أن يبقي سر أخيها طارق خفيا عنهم ، وهذا تم تحت طلبه شخصيا واعتبره توفيق واجبا يعوضه قليلا عما فعله أبوه به طوال سنوات ..
نور:- سيد توفيق كيف الأوضاع ؟
توفيق:- مبهرة يا سيدتي الأمن مستتب والموظفون سعداء بذلك
نور(ابتسمت له وتوجهت للمصعد):- تسلم يا طيب وهيا لا تحدث جلبة كلما دخلت كي لا يعتقد الموظفون أنني مهووسة بدور المديرة الجبارة
توفيق:- ههه ولكنكِ كذلك سيدتي
نور(فتح المصعد ودخلت لتطل عليه):- إذن لعملك الله الله …
ضحك توفيق ونحنح وهو يمسح على بطنه مبتسما بعمله وسطهم والفرحة تغمره ، أما هي فقد وصلت بعد برهة لمكتبها وقبل الدخول إليه مرت بهذه المخبولة أكثر منها والتي ظلت تبحلق في الأوراق لساعتين متواصلتين
نور(وضعت كيس الطعام على الطاولة):- أحضرت الغذاء لنا يا بنت هللووو نحن هنا
رنيم:- نور أنا لم أدرس هذا والله لا أدري من أين أحضرتموه
نور(فتحت الكيس):- عني لن أستطيع التركيز ببطن جائع لنتناوله وربك يحلها ، ثم متى يصل أستاذك ؟
رنيم:- بعد قليل
نور:- إذن لنتناول الأكل ها سجى بخير لقد أعطتها أمي دواء الكحة ، أما أيهم فجلنار تسلمته لم تتركه برهة وجعلت خدوده حمراء مثل التوت
رنيم:- يا الله أكاد لا أصطبر على رؤيتهما حتى المساء يلا معليش العمل ينادي
السكرتيرة:- عفوا منكم سيدتي ولكن السيد فؤاد بمكتبكِ ست نور ؟
نور(حولت عينيها وفتحت العلبة ورفعت الساندويتش):- قدمي له القهوة وأخبريه أنني قادمة
رنيم:- ماذا تفعلين الرجل ينتظركِ ؟
نور(قضمت قضمة):- فلينتظر أنا أتناول طعامي الآن
رنيم:- آآآآخ منكِ آخ
ضحكت وهي تكمل أكلها لغاية ما أنهته براحة تامة دخلت لتضبط مكياجها بعد أن وضعت علكة بفمها وتوجهت لمكتبها وهي تدك الأرض دكا بكعبها العالي ، دخلت لتجده يجلس على مكتبها ويحمل بيده صورة لها ولدينا في وضعية مريحة للنظر
نور:- كأن ذلك مكتبي ؟
فؤاد(لم يتزحزح بل ظل يتحرك فيه وهو يناظرها):- ألم أخبركِ أن هذه التنورة قصيرة ؟
نور(نظرت لطقمها النسائي ووضعت حقيبتها على جنب):- أجل أخبرتني ولكن ألم أخبرك أنك لست زوجي حتى تمنعني من ارتدائها وحتى لو كنت حريتي الشخصية في انتقاء ملابسي ستكون بندا من بنود الزواج هه مفهوم ؟
فؤاد(استقام وهو يزفر بتعب):- نور .. لا تبدئي الآن أنا شرحت لكِ ماهية علاقتي بزوجكِ السابق
نور:- كاذب أنا لم أصدقك ، ولولا أنني مشغولة بالشركة لكنت عرفت الحقيقة من فم حفيظ
فؤاد:- لا تنبشي بالماضي سوف لن تستفيدي شيئا ، ثم قدومي إلى هنا لا علاقة له بذلك أودكِ في استشارة
نور(جلست محلها بعنفوان ووضعت رجلا على رجل):- لأرى إن كان وقتي يسمح
فؤاد:- ابنة أخي وصلت اليوم للوطن وأفترض أن أبناء عمك أيضا بالبيت ، الآن لم يحضر أي منا لحفل تخرجهم مع الأسف نظرا للظروف الصعبة .. ولكن أفكر بألا نحرمهم من حق الاحتفال لذلك أعتقد بأن دمج الحفلة بيننا وبينكم سيسعد قلبهم خصوصا وأنهم رفقة
نور(تمعنت في الفكرة):- لست أمانع ولكن لا يسعنا الاحتفال في ظروفنا الحالية هذا عيب لذلك أرجح أنهم لن يوافقوا من أصله
فؤاد:- فكرت بهذا وارتأيت تحضيرها لأجل صحبتهم بالدرجة الأولى ولن تكون في الوقت الحالي ، يعني بعد أسبوعين تكون فيها الأوضاع قد هدأت قليلا
نور:- أوك تمام سأطرح الفكرة عليهم ونشوف
فؤاد(تحرك):- إذن دعينا على اتصال ولتكن مفاجأة امتنان لهم ، إنهم يكدون منذ سنوات ويستحقون ثناء لأجل ذلك
نور:- صح المساكين عادوا بوقت عصيب لكننا سنعوضهم بهذه المفاجأة ، إنها حقا فكرة مميزة
فؤاد:- كي تعرفي أنني لا أطرح الأفكار عبثا
نور:- هايهيهي أضحكتني إذا أكملت طلباتك يمكنك المغادرة لدي عمل ، ها وثاني مرة عليك أخذ موعد فوقتي جدا جدا ضيق
فؤاد(ضحك من منظرها وتحرك صوب المغادرة):- لقد خلقتِ لمثل هذا المنصب مديرتي المشاكسة
نور(تململت بحرج):- هوينا سيد فؤاد احم أنا دوما مديرة رغما عن أنوفكم
لوح لها وهو يرحل وتركها تلمس وجنتيها اللتين تكشفانها رغما عنها ، لكن سرعان ما نفضت عن نفسها ذلك العبط لتفتح ملف الأعمال التي تنتظر إنهاءها .. في ذلك الوقت وصل الأستاذ نديم لمكتب رنيم فقد صدف وكان هو أستاذها بالمؤسسة الخاصة التي تدرس فيها
نديم:- ها يا رنيم هل ركزتِ في المعطى الذي استفسرنا عنه يوم أمس ؟
رنيم:- والله يا أستاذ نديم احترت فالتطبيقي يختلف كثيرا عما درسناه
نديم(نهض ووثب من خلفها على المكتب وفتح معها الملف وهو يشرح لها الأمور):- شوفي هنا كي لا نعطي الأمر مساحة تجعل عقلكِ يتوه سوف نبدأ من النقطة الأولى
رنيم(التفتت إليه):- يا لخاطرك الواسع أنا لو منك كنت ضجرت مني لأنني متعبة
نديم:- ههه أبدا أنا نفسي طويل جدا بالمناسبة حاولت مكالمتك ليلة عزاء حسام النهواني لكنكِ رحلتِ سريعا
رنيم:- بالفعل تركت أولادي مع عمتي بالبيت وقد كانت سجى مريضة لذلك خرجت قبل العائلة
نديم:- مش مشكلة أردت فقط أن أخبرك بهذا لقد وضعت اسمكِ ضمن الدورة الثانية ، حتى لو لم تكملي معنا يوميا سوف تزورينا مرة بعد مرة لكي تستلمي الدبلوم آخر الشهر إن شاء الله
رنيم:- يا الله خيرك هذا لن أنساه مطلقا سيد نديم
نديم(ابتسم لها وهو يطل عليها):- ويسعدني تقديم المساعدة
والله هي المساعدة عينها التي ستطلبها أنت بعد قليل … سأل عن مكتبها ودلوه عليه وتوجه بباقة ورد منتقاة بعناية وهي حسبما تفضلها في العادة ، أراد خلق مفاجأة لها ليفتح الباب ويجدهما بذلك القرب وضحكاتهما تصدح بالمكتب ، دخوله أفزعها لذلك ارتجت محلها ولكنها ثبتت نفسها لتفهم ما سر زيارته وكيف يجرؤ على الحضور إلى شركتهم من أصله
رنيم:- خيرا يا سيد رأفت هل ضللت الطريق ؟
رأفت-(بغيظ رمق نديم):- من الأخ ؟
نديم(مد يده بطيبوبة):- معك الأستاذ نديم
رأفت(لم يوله اهتماما بل وضع الورد على الطاولة وزورها بحنق):- ومن يكون الأستاذ نديم ؟
رنيم(استقامت بعند):- أستاذي الشخصي
رأفت:- وهل كل الأساتذة خاصتكِ يقفون بذلك القرب ؟
نديم:- هه على الأرجح فهمت الأمور خطأ
رنيم(نظرت لنديم وبرقت عيناها):- أبدا عزيزي نديم هو لم يفهم خطأ فوضعنا جدا طبيعي فأي خطيبين بوسعهما فعل ذلك
رأفت(بشراسة):- خطيييييبين ؟
نديم(رفع حاجبه ونظر لرنيم):- هااا ؟؟
رنيم:- أجل خطيبي ولقد وافقت عليه وما إن تهدأ العواصف ببيتنا سنتزوج هل لديك مانع ؟
رأفت(اقترب منها بغضب وأمسكها من ذراعها):- زواج ماذا هل تريدين مني أن أقتلكِ ؟
نديم(وقف بوجهه):- إلى هنا واحترم نفسك عيب أن تمد يدك على امرأة
رأفت(دفعه عنه):- أصدقت نفسك ، ههه انس موافقتها على خطوبتك فهذه المرأة زوجتي
رنيم:- بل طليقته يا عزيزي نديم فلا تبالي به إنه محروق كونه اكتشف خيانة زوجته مؤخرا ، يا حبيبي قلبي عليك
نديم:- أهااااه
رأفت(أشار لهما):- كفا عن هذاااا الهرااااء لا يمكن قبول هذه الخطوبة مطلقا
رنيم:- والله إن لم تصدق أمامك بيت العيلة تفضل مرحب بك في أي وقت ، ثم نحن أولاد أصول نفهم جيدا في الواجب ولم نرد الاحتفال بخطبتنا بينما أهلنا يعانون في هذا الوقت الراهن صح نديم ؟
نديم(وجد نفسه مجبرا على مجاراتها):- هو كذلك ولو سمحت يا أخ لا تزعج خطيبتي بعد الآن
رنيم(ابتسمت له):- والآن أخرج قبل أن أنادي الأمن
رأفت'(أشار لها):- لم ننتهي يا رنيم أعدكِ بذلك
تنفست الصعداء بعد ذهابه ولم تجرؤ على رفع عينيها لنديم الذي جلس وهو يضحك من المنظر ، جلست بدورها لتشاركه الضحك الممتزج بالدموع فهذا كثير عليها تحمله
رنيم:- أظنني بمأزق الآن
نديم:- فعليا أجل لكن تقنيا لا أنا سأساعدكِ
رنيم:- لا أدري كيف أعتذر منك على ما حصل والله نطقت بذلك فجأة
نديم:- الرجل يحبكِ وأنتِ تحبينه لما لا تغفرين ؟
رنيم:- لا أستطيع لقد كسرني وعليه جبر كسري وذلك لن يتم إلا حين أقرر أنا ذلك
نديم:- وإلى وقتها أخوكِ في ظهركِ للمساعدة يعني أستاذ نديم وست رنيم لم يعد لهما معنى
رنيم:- يااااه أيوجد مثلك على هذه الأرض ؟
نديم:- لنقل أن حظكِ وفير كوني ما زلت أعزبا ومتاحا لتأدية الواجب ههه
ضحكت وهي تمسح دموعها وتركته ليحدد ماهية العمل لتذهب لغرفة نور وتخبرها بالمشكلة الجديدة التي ورطت نفسها بها ، طبعا لامتها نور لوما شديدا ولكن وجدت نفسها أمام الأمر الواقع ولم يتبقى سوى خطوة واحدة وهي إخبار العائلة بذلك وكانت هذه مهمة نور لتلك الليلة ، فلم يكذب من قال المصائب لا تأتي فرادى ولكن رأفت يستحق ذلك يلا لنرى ما بوسعه فعله لاستعادتها لو كان جادا بالفعل ….

في خان كهرمانة
كانت تنظر لصورة قديمة والتي أخرجتها من إحدى الصناديق العتيقة خاصتها ، رمقتها بقنوط لتعيدها وتعطي لأماني الصندوق كي ترجعه لمكانه ، هنا تقدم منها عرندس وهو يتحدث عبر الهاتف
كهرمانة:- من على الخط ؟
عرندس:- ميار يريدكِ في أمر عاجل
كهرمانة(استقامت بخفة وأمسكته):- بني
ميار:- أنا عائد للوطن لقد دبرت أمر الجماعة أريدكِ أن تسبقيني للعرين أحتاجكِ في موضوع خاص
كهرمانة:- وللصدفة فأنا أعرف ما تريده مني
ميار:- أنا لن أغامر بحياتهم مجددا أريدكِ أن تكوني وسيطا بيني وبين غضنفر الكلب
كهرمانة:- طلباتك ؟
ميار:- سأخبركِ في الوقت المناسب الآن علي أن أفصل الخط سلام
كهرمانة(رفعت ذقنها وأقفلت الهاتف):- هذا الولد لا أدري لأي شيء يخطط
عرندس:- بما تشكين ؟؟
كهرمانة:- لا شيء محدد ولكنه يريد شيئا من غضنفر وغضنفر لا ينفذ دون مقابل
عرندس:- السيد ميار يعرف أن العشيرة تغاضت عن موضوع الانتقام حضرتكِ بلغته بذلك ، لكن هو لا يثق بهم وهذا ما يجعلني أشك في أنه سيعرض عليهم مقابلا لن يتمكنوا من رفضه
كهرمانة(بتفكير):- وهذا ما يجعلني أفكر بتمعن في الشيء الذي سيعرضه عليهم ، ترى ماشا سيكون يا عرندس ؟
عرندس:- المساء نعرف
كهرمانة(زمت شفتيها وأمسكت هاتفها):- سأكلم أختي سلسبيل حالها لم يطمئني في آخر مكالمة
عرندس:- سأكلم الرجال ليتجهزوا لهذا المساء
كهرمانة(وضعت الهاتف على أذنها):- لك ذلك …ألو شقيقتي كيف حالك ؟
سلسبيل:- بي صداع رهيب أشك في أن أختكِ فخرية تفعل ذلك عمدا بي إنها تكرهني
كهرمانة:- حسنا أوضحت فخرية أنه ليس لها ذنب في صداعك فتوقفي عن لومها
سلسبيل:- إذن من سألوم في نظركِ هاه ؟
كهرمانة:- لا تلومي أحدا وركزي معي أحتاجكِ لتصليني بغضنفر في الحال
سلسبيل:- والسبب ؟
كهرمانة:- لدي ما أخبره به ثم أمر لا يهمكِ
سلسبيل:- أنا من يحدد إن كان سيهمني أم لا تحدثي ..
شرحت لها كهرمانة غايتها منه وهنا وافقتها سلسبيل على مضض ولذلك قامت بوصلهما معا وتنحت جانبا حين وقفت على رأسها فخرية ساخرة مما تفعله سلسبيل ، حتى أنها نعتتها بلعبة كهرمانة الحالية وهذا ما جعل هذه الأخيرة تنزعج ولكن لم تبالي بالأمر فهنالك ما يشغل تفكيرها الآن ..
غضنفر:- لمن أدين بهذه المكالمة السعيدة ست كهرمانة ؟
كهرمانة:- هه طبعا ليس لأحد فأنا وأنت لم ننفصل قطعا
غضنفر:- انفصلنا حين اخترتِ جانب ميار ابنك
كهرمانة:- وكان ذلك للصالح العام والآن أريد مصلحته أيضا لذلك لجأت إليك
غضنفر:- خيرا ؟
كهرمانة:- ميار في طريقه للوطن
غضنفر(برقت عيناه):- ولما تخبرينني ألا تخشين عليه مني ؟
كهرمانة:- أنت لن تؤذيه لا هو ولا حكيم ولن تؤذي جوزيت ولا حتى تلك الغبية ميرنا أو وائل رشوان
غضفر:- وما المانع ؟
كهرمانة:- ميار لديه عرض لكم وأنا من سيكون وسيطا بينكم لذلك أفسح المجال لهذا كي نصل لبر أمان فيما بيننا ونستعيد عملنا كالسابق
غضنفر:- امممم سأفكر لن أعدكِ بأكثر من هذا
كهرمانة:- أنصحك أن تسمع عرض ميار لأنه حريص على حمايتهم وسيدفع أي ثمن مقابل ذلك
غضنفر:- أهاه هكذا أقنعتني سأنتظر اتصالك
كهرمانة:- على خيرة الله
ابتسم غضنفر بخبث وفعل اتصالا فوريا بفاروق الذي رحب بالأمر بشكل محبب فهم على استعداد لاحتواء ميار كونه مكسبا كبيرا لهم ، إذن قرروا الإصغاء وعليه سيحكمون بما يناسب ..

العودة إلى الوطن يعني العودة للمشاكل فالوقت الذي أمضوه مع بعضهم بعضا ، صحيح كان مليئا بالمشاحنات ولكنه قربهم من بعضهم ، استوعبوا شخصياتهم وعقلياتهم واختلاف نظرياتهم للأمور ، حتى أنهم ألفوا طبائعهم بشكل ممتزج بالمودة التي توضع على الرف حين تخلق مشكلة بينهم .. الآن عودتهم تعني التفرقة فكل سيذهب في طريق واللقاءات بينهم ستكون متباعدة تفاديا للاحتكاك ولخلق المشاكل في المحيط ، أيضا لكل منهم حياته التي ابتعد عنها هربا لروما التي كانت وستبقى أحلى أيام عاشوها لحد الآن …. ذهاب ميرنا وحكيم كان جبلا يضغط بثقل على قلب وائل فقد تمنى لو يصطحبها معه ولكن الظروف لا تليق لذلك كان وداعهما حميميا لدرجة التأثير
ناريانا:- أنا سأتجاوز هذه المرحلة من الوداع وأبحث عن عنبر والله وحشني هههه
نزار:- خذيني معكِ لأتعرف عليه بدأت أحسب أنني أعرفه من كثر حكاويكم هه
لورينا(أيضا لم يرقها الجو):- أنا أيضا سأنتظر خارجا
جوزيت(نظرت لميار الذي كان يرمش بعينيه متفاديا النظر لميرنا ووائل):- حمم
ميسون:- بابا حكيم الآن إلى أين سنمضي ؟
حكيم:- أممم الآن سأجعلكِ تتعرفين بجدتكِ فخرية وعديني بأنكِ لن تهابي منها فهي تحبكِ
ميسون:- لا تقلق بابا ولكن لما ميرنا تبكي ؟
حكيم(ناظرهما بطرف عين):- لأن عمو وائل لن يعيش معنا مجددا فهمتِ ؟
ميسون:- والسبب ؟
حكيم:- ميسونتي لما لا تتفرجين على حوض السمك هناك لحظة
ميسون:- أوك
ميار(نظر لحكيم):- سنتحدث عبر الهاتف ما إن أتواصل مع غضنفر الآن بوجهك للقصر البحري ، ولا تدع تلك المدعوة شاهيناز تعرف بموضوع ميسون أو تشك به حتى ، نحن لا نضمن تصرفاتها
حكيم:- سأتدبر الأمر طلال على الأغلب سيتصرف حيالها
جوزيت(مسحت على رأسها):- أكل هذا وداع يا الله ماذا يقولان ؟
ميار:- وفيما يزعجكِ الأمر لو أحببتِ اذهبي وتنصتي عليهما
جوزيت:- الله الله ما بك الآن ؟
حكيم:- كفى هو على أعصابه لذلك لا تزيدي الأمر عليه
ميار(جر الحقائب):- ألا يكفيني هذا العقاب ما كل هذه الأمتعة بفففف
جوزيت(رمقته وقد تحرك دون أن يتوقف لتوديع ميرنا):- وكأن أجواء الوطن أعادتك لما كنت عليه
ميار(رفع يده بغير مبالاة):- لن أرد عليكِ … / سنشتاقك وائل رشوان
وائل(التفت إليه):- حتى أنا
ميار(رمق ميرنا بطرف عين ولم يوليها اهتماما):- سلام يا ابنة الخال
ميرنا(مسحت حاجبها):- اعتني بنفسك
جوزيت(تحركت خلفه وسلمت عليها باليد):- حين أدعوكِ لقصري إياكِ وعدم الحضور
ميرنا:- ولو هل سأفلت فرصة كهذه
جوزيت(نظرت لوائل وعانقته فجأة):- اهتم بنفسك وائل سأفتقدك
ميار(هنا استدار بتلقائية وتوقف وهو يناظر عينيها):- ما الذي يحدث مع هذه البلهاء والله ستجعلني أقتلها …. جوزييييييت تحركي
جوزيت(لوحت لميار وركضت إليه):- وداعا وداعا ميسونتي أراك كيمو نلتقي يا حب
حكيم:- سلام ..
ميرنا(وضعت يدها على خصرها):- أوك سننسى كل الوعود التي وعدتني بها هنا اللحظة ، وسنضع في كفة علاقتك بجوزيت التي أصبحت وقحة لدرجة لا تطاق
وائل:- هاه رأيتِ بأم عينك
ميرنا:- أجل رأيت أنها أخذت وجها عليك بزيادة حتى أنها ما عادت تخاف ميار أو تخجل مني ، وهذا ما يقلقني ؟
وائل(مسح على وجنتها):- يا غيرانة لا يوجد ما يدعو لذلك فاطمئني
ميسون(هزت يد حكيم):- تعبت بابا لنذهب
حكيم(دفع الحقائب وتجاوزهما):- حان وقت الذهاب ميرنا
ميرنا(عانقت وائل):- سأراك الليلة ههه في مكاننا المفضل تمام ؟
وائل:- لن أصطبر على بعادكِ حبيبتي
حكيم:- ميسون اذهبي واجلبيها أنتظركما خارجا فهي لن تتزحزح حتى آخر النهار
وهذا ما فعلته ميسون ركضت صوب ميرنا وجعلت وائل ينحني إليها لتقبله على خده وتودعه ، أما ميرنا فعانقته بحرارة من جديد وهمست بأذنه ثم ذهبت وهي مجرورة خلف ميسون وقلبها قد تركته بحوزته .. هنا ركبت مع حكيم بالسيارة حيث كان طلال يدخل الحقائب والذي رحب بها وتمنى لها عودة ميمونة بإذن الله ، تحمست هي وميسون لحظتها وعانقتا بعضهما بعضا فرحا بالعودة للوطن ..أما لورينا فلم توليهم اهتماما قد كانت جالسة بالزاوية وهي تتحاشى نظراتهم المزعجة لها … هنا خرج وائل ليجدهم قد وصلوا في الحين واللحظة لذلك كتف يديه بامتعاض
رقية:- والله ثم والله تأخير غير متعمد إنها زحمة السير
وائل(عانقها بحرارة):- رقيتي اشتقت لكِ يا شقية ؟
رقية(دكت رأسها بحضنه):- وأنا اشتقت لك يا وائلي الغالي والله البلد بدونك صفر
وائل:- ههه كي تعرفوا قيمتي فقط .. ابن العم ؟
شهاب(فتح يديه وحضنه بقوة):- تعال يا كبد ابن عمك آآآآآآه كدت أنسى عطرك يا ولد
وائل(أغمض عينيه بفرحة):- ولو أنا لن أنساك أبدا يا غالي صدقا افتقدتك بشدة
شهاب(ربت على كتف وائل بحماس):- إذن لنقل أهلا بك في الوطن
وائل(نظر خلفهما):- ألم تأتي معكما هديل ؟
رقية:- اتصلنا بها ولم ترد ربما كانت مشغولة معليش ستراها مساء ، هيا عمو نزار سبقنا للسيارة أوووه كم اشتقت لذلك العجوز الهرم
وائل:- ههه وهو اشتاق لكِ والأكثر لشهاب
شهاب(فتح له الباب):- لا يا خويا لا أشتاق له ولا يشتاق لي خلينا بعاد أفضل
ضحكوا من جملة شهاب الذي أمضى بهم في الطريق وبعد مدة من الأحاديث وصلوا لهذا ..
وائل:- كيف يعني ألم تقدمي على التصرف بأي شيء في ذلك ؟
رقية:- لم أقدم على شيء هو يستحق هذا المآل وائل ولا تحاول حثي على القيام بواجبي ، لن أفعل فلقد جلب العار لنا هه والله أنا من كانوا دوما يخشونني طلعت أطهر منهم والعيب خرج من عينهم
نزار:- اللهم لا شماتة
رقية:-لست أشمت لست أشمت ولكن أخي يستحق العقاب
شهاب:- لحين تسمع بقية القصة الآن فكر معي من تكون المرأة المتزوجة التي وجدوها معه ؟
وائل:- من تكون ؟
رقية:- لن تصدق الزوجة الثانية لرأفت الحمداني طليق رنيم
وائل(جحظ عينيه):- غير معقوووول
شهاب:- بلى كي تعرف أن الدنيا صغيرة
وائل:- أكيد رنيم الآن في حال غير جيد ؟
شهاب:- نن إنها تعمل بالشركة الجديدة شفت أصبح النسايب منافسين لنا لا أدري كيف سنتصرف
وائل:- نتصرف بما تلزمه علينا القاعدة
رقية:- العمل عمل ولو حتى في آخر الدنيا ههه والله لك وحشة يا وائل
وائل:- اممم أكيد إياد كان يغطي مكاني أليس كذلك ؟
نزار:- أزيحي يدكِ عن يده لقد هريته لمسات
رقية:- لمسات أخوية يخرب نظرك والله لن أسمح لك بأن تنغص علي فرحتي بعودة الغالي
وائل:- ههه حقا اشتقنا …
أما في سيارة ميار فقد كانت جوزيت صامتة فعودتهم للوطن يعني شروعها في تنفيذ آخر مخطط لنسب الطفل لوائل والحفاظ على حياته ، هنا كان يصطحبها للعرين ولكنها تحججت بمليون حجة لكي يدعها تذهب مع عنبر وناريانا لقصرها ، قصدت الابتعاد لكي تفكر آخر مرة في خطوتها الموالية ، وعلى هذا تفرقت المجموعات في طرق مختلفة ستعنون حياتهم في لاحق الأيام …
بعد مدة
وصل بهن نحو قصره البحري وفتح لهم داغر البوابة والابتسامة مرتسمة على ثغره فلقد افتقد رب عمله وأسرته ، نزلت ميسون بخطوات خفيفة وهي تفتح فمها من جمال القصر المطل على البحر أغرمت بالجو وأخذت تركض بالحديقة حتى ناداها حكيم للدخول
فخرية(فتحت ذراعيها واحتضنته):- ولدي حكيييييييم
حكيم(عانقها بحنان):- فخريتي
فخرية(بدموع):- أكاد لا أصدق أنني أراك أخيرا يا عزيزي ، كيف صحتك وجرحك ؟
حكيم:- بخير بخير الحمدلله ..
فخرية(رمقت ميرنا وحركت رأسها لها دون ملامسة):- أهلا يا ابنتي
ميرنا(عانقتها فجأة):- كيف حالكِ فخرية ؟
فخرية(شعرت بالحرارة تلسعها لذلك ابتعدت عنها مسرعة):- حاليا بخير
حكيم:- تقدمي لورينا إنها خالتكِ
لورينا(رمقت فخرية بتأفف):- أهلا خالة
فخرية(بدورها نفرت منها):- ما كتلة الجليد التي جلبتها معك يا حكيم ؟
ميرنا(ضحكت):- ههه ما كذبتِ
لورينا:- وما شأنكِ فيني أنتِ الله الله
حكيم:- خلصونا أود أن أعرف فخرية بضيفتنا الرئيسية .. صغيرتي
ميسون(تقدمت وهي تحك جبهتها):- قادمة بابا
ما إن تقدمت حتى رفت عيون فخرية وهي تطالعها بتمعن ، سرعان ما رفعت رأسها لميرنا التي توترت من نظرتها الغريبة ، أما لورينا فقد تابعت بحرص ما سيحدث عكس حكيم الذي علم علم اليقين في أن فخرية سترهبهم بشيء من نزعاتها الجنونية
ميسون:- مرحبا جدتي فخرية أنا ميسون الراجي ابنة حكيم
فخرية(انحنت أرضا ولامست بشرة الصغيرة):- أنتِ حقا من دم ولحم
حكيم:- ههه وعظم
فخرية(أمسكت يد الطفلة):- أغلقي عينيكِ لحظة
ميسون(أغلقتهما بعدم فهم):- ماذا ؟
فخرية(أغلقت عينيها أيضا):- لا شيء سأرقيكِ من الشرور فحسب
لورينا(رفعت حاجبها):- ما الذي تفعله للبنت هذه المرأة ؟
حكيم:- لوري انعطفي على اليسار في الرواق الجانبي والغرفة التي كنتِ فيها سابقا وقت حادثتي ستكون لكِ هيا تحركي لترتاحي من السفر
لورينا(جرت حقيبتها):- طيب
ميرنا(اقتربت من ميسون):- ونحن علينا أن نرتاح
حكيم(نظر لفخرية التي فتحت عينيها بدموع):- خذا الغرفة القريبة من غرفتي تمام ؟
ميرنا:- أوك هيا ميسونتي
ميسون:- القصر بدييييع واوووو ههه متى سأتعرف على صافيور ؟
ميرنا:- بعد أن نرتاح حلوتي
فخرية(لحقتهما بعينيها وهي تشير بإصبع مرتجف):- إنها أمها بالفعل
حكيم(اقترب منها وهمس):- هششش لا تذكري شيئا كهذا ولو حتى مع نفسك
فخرية:- عليها أن تعرف
حكيم:- لن تعرف حتى أجد الوقت المناسب وفي هذا الوضع لن تعرف سمعتني ؟
فخرية:- يا الله … من كان يعتقد أن رؤياي ستتحقق
حكيم:- أساسا متى لم تتحقق أي رؤية لكِ.. خليها معلقة ودعينا نمضي مع القافلة
فخرية:- الله يكون بعونك يا ولدي …
مضى الوقت سريعا قبل أن يخرج حكيم من القصر ليتوجه لبيت العائلة ، هناك حيث انهارت مديحة انتحابا وهي تشكو لها حالهم وكم فطرت قلبه ، أما إخوته فقد سلمت عليه جلنار بحرارة مفرطة مصاحبة بالدموع أما غازي فقد سلم عليه كرد واجب فحسب لأن ما في الخاطر سيظل بداخله …
عواطف:- وأين هي الآن يعني كيف تأتي لزيارتنا ولا تجلبها معك ؟
حكيم:- إنها متعبة من السفر غدا سأجلبها ونتوجه سوية لزيارة دعاء
مديحة:- إن شاء الله يا ولدي والله والله لقد تكدر خاطري وحين رأيتك الآن ارتحت
سماح:- اعتقدت أنك ستهرع إلى هنا أول وصولك لكن يظهر لي أن مشاغلك لم تسمح
حكيم:- كنت أدبر بعض الأمور يا عمتي والحمدلله أنتم على خير حال ، ولا تقلقي أمي سأعيد أختاي للبيت وهما بأفضل الأحوال هذا وعد مني
مديحة:- إن شاء الله
ظل يساند فيهن ويدعمهن وللحقيقة ارتحن بوجوده بينهم وكأن حملا وانزاح عن أكتافهن بعودته ، ورؤية ميرنا بعد هي الوحيدة التي ستجعلهم يرتاحون أكثر .. لا يعلمون أنها تحفظ جوهرة راجية صغيرة إذا ما علموا بها ستنفرج أساريرهم فرجا …
نهال:- من الطارق ؟
حكيم(فتح الباب وأطل عليهن):- أيمكنكم استقبال عمكم حكيم ؟
نهال(قفزت من محلها):- عمو حكيم عمو حكييييم ياااااه متى جئت ؟
حكيم(حضنها بحرارة):- قبل فترة يا حلوتي مبارك النجاح أخبرتني أمكِ بالنتائج
نهال(امتعضت ونظرت خلفها لشيماء التي كانت تدعي النوم):- شكرا عمو حكيم لو تكلمها
حكيم:- أساسا قدمت لأراها ممكن لحظة على انفراد ؟
نهال:- أوك يلا ليان يا لياااان
ليان(أزالت سماعات الأذن وانتبهت له):- يااااه خالو حكيم أهلا بك
حكيم(سلم عليها وانتبه للبسها الفاضح):- اممم شكرا اذهبا الآن
ما إن خرجتا اقترب من شيماء وأطل عليها ليجلس بمحاذاتها على السرير ، جعلها تستدير إليه ووجدها غارقة في دموعها لذلك انتشلها ليرمي بها في حضنه وتنهار هي باحتياج عارم آلمه في صميمه
حكيم:- صغيرتي توقفي عن أذية نفسك إخلاص لا تحبكِ هكذا ، هي تريدكِ قوية
شيماء:- كيف أكون قوية وأسرتي قد تشردت ، بابا مات أخي هارب وأمي مسجونة
حكيم:- ولكن خالكِ موجود وجداتك وخالاتك كلهم في ظهرك
شيماء:- وهل يعوضني كل هؤلاء عن ماما حبيبتي ؟
حكيم:- لن يحدث ، ولكن على الأقل كوني على قدر من المسؤولية التي تأملها فيكِ أمك .. إنها تستحق التحمل في وجه المصاعب ولو كانت معنا لكانت صامدة فتلك هي إخلاص القوية التي نعرف
شيماء(رمشت من كلامه):- ولكنني اشتقت لها أفتقدها أريد ماما اهئ
حكيم:- ستعود أمكِ يا صغيرتي مهما طال الأمر مصيرها سترجع لبيتها ، وأخوكِ ذاك سيدفع الثمن غاليا حتى لو كانت إخلاص تتصرف بدافع أمومتها سيأتي وقت عليها أن تنطق بالحق
شيماء:- لطالما دافعت عنه لطالما تحملت زلاته ، أنظر إلى أين وصل بها الأمر خسرناها
حكيم:- سنستردها لأن إخلاص الراجي مهما عذبتها الأيام إلا أنه في صميم قلبها هي تملك أملا يجعلها تتحمل الأصعب
شيماء:- أيمكنك أخذي في زيارة لها أرجوك لو رأيتها سأتحسن
حكيم:- أدبر ذلك حتى وغدا سنذهب أنا وأنتِ وأمي وميرنا إليها تمام ؟
شيماء(عانقته بحرارة):- أشعر بالتحسن لأنك بالجوار خالي
حكيم:- ولكي تردي لي هذا الشعور النبيل انزلي معي لتناول شيء من الأكل ، ارمي همكِ على رب العالمين أكيد سوف يكون الغد أفضل
وافقته وهي تتبسم بجهد جهيد لأجل الأمل الذي زرعه في ثناياها ، فقد قررت أن تتحمل لأجل أمها فهي تستحق منها ذلك حتما ، وعدهم بعد بقائه قليلا بالعودة فقد خرج لكي يحاول إيجاد حلول لإنقاذ أخته من السجن وأيضا إيجاد ذلك الغبي عبد الجليل ، المشكلة أن طلال لم يتوصل لشيء لا عبر صحبته ولا معارفه كأن الأرض انشقت وابتلعته ، لكن حكيم لن يترك الموضوع سيبقى خلفه حتى الأخير … بعدها ببرهة غادر البيت واتجه للشركة حيث استقبلته نور بالأحضان والفرح شريك
نور:- واووو أهلا أهلا برئيس الشركة حبيبي حكيم
حكيم:- أوك لست متعودا على الإدارة خليكِ لطيفة وشيلي هذا الهم عني
نور:- ههه على عيني يا ابن العم ها أين ميرنا ؟
حكيم:- لم تحضر إنها مع ميسون
نور:- أي حبيبة عمتها متى تحضرها لأراها والله قلبي يرتجف لألقاها ؟
حكيم:- سأدبر لكِ لقاء معها لكنني لن أجعل العائلة تعرف بأمرها في الوقت اللاحق تعلمين
نور:- أساسا هم في دوامة مصائب لن يستوعبوا ظهورها الآن
حكيم:- ها أخبريني أيوجد هنالك ثلاث مكاتب زيادة ؟
نور(تحركت معه صوب مكتبها الرئيسي):- ثلاث مكاتب من تنوي توظيفه يا بعدي ؟
حكيم:- ههه احزري
نور(رمقته وهو يتجاوزها للمكتب):- والله ستخبرني هيا هيا لا تثر فضولي
حكيم:- ألا يوجد لدينا عاطلين عن العمل في هذه الأسرة الكريمة ، ثم هذه الشركة نصف أسهمها لميرنا يعني حري بكم تحضير مكتب خاص لها ها هنا
نور:- أيوة الحب والذي منو هنيئا لكِ ست مرمر ، لكن لا تقلق كنت في صدد تجهيزه على ذوقها فأنا أحفظه عن ظهر قلب
حكيم:- إذن عجلي به أريده في غضون يومين ممكن ؟
نور:- لما لا كله ممكن مع آل الراجي ، ها لم تخبرني بقية المكاتب لمن ؟
حكيم:- واحد لإياد
نور:- أي لما لم يخطر ذلك على بالي والله جيد أنك ذكرتني سوف أكلمه ولن يعترض
حكيم:- إياد خبير في تدبير الشؤون التسويقية حسب خبرته بالتصوير يعني أكيد سيجد مشكلة في البدء لكنكِ هنا لمساعدته
نور:- يااااه وكأنني أنا التي ولدت مديرة ما زلنا نتعلم وكم أرغب بلم شمل أسرتنا في هذه الشركة ، إنها شركة الأمل لنا بالنسبة لميرنا وإياد سيعوضان خسارة عملهما كصحفيين ها هنا وربما يتمكنان من فتح جريدتهما التي يحلمان بها منذ أمد .. بالنسبة لرنيم يعني
حكيم:- سمعت بأمر خطوبتها من الأستاذ نديم هل جنت ؟
رنيم(دخلت عليهم):- أخ قلبي لم أتوقع الدخول على هذه الجملة بتاتا ، سحقا لك
حكيم(أمسكها من كتفها):- ماذا ماذا أسمع بنت هل ستكبرين على ابن عمكِ لأنك أم لولدين يعني ؟
رنيم:- حسنا حسنا مزحت ههه اشتقت لك يا أحلى ابن عم
حكيم(عانقها بحنان):- وأنا يا مجنونة لكن هل لكِ أن تشرحي لي ما الذي سمعته عن خطوبتكِ الغريبة ؟
نور:- سأحكيها لك أنا مثل الأحجية .. الآن سابقا قبل عدة أشهر ألم تكن الخالة أم طلال ترغب بتزويجي وقالت أنها تملك خطيبا لأجلي ، الآن الأستاذ المبجل طلع هو نفسه الأستاذ نديم هذه نقطة تحتسب للقدر الذي جمعهما ، .. النقطة الثانية أن ابنة عمك حين عرفت بأن رأفت طلق نورهان بسبب خيانتها التي ضبطت عليها مع رجب أخو رقية حبيبة إياد جن جنونها وأرادت رد الصاع صاعين له حين فكر بالعودة إليها … يعني كله مسألة كرامة ، الآن النقطة الثالثة وهي أن أختنا العظيمة طلعت تلميذة للأستاذ نديم وهو الذي درسها تدبير الشؤون الإدارية وحين زارها هنا للمساعدة حضر رأفت قصد التهنئة ويا عيني حين نطقت الأخت بأنه خطيبها وهكذا تمت خطبتهما في الهواء
حكيم(رفع حاجبه):- ستحرقين نفسكِ يا رنيم ، لو كنتِ تحبينه اغفري له فأكيد لن يكرر ذات الخطأ طالما عرف بقيمتكِ حين خسرك
رنيم:- ولكن ماذا عن دموعي وإهانتي وعذابي وتطليقي دون وجه حق ؟ ..أبدا لن أسامحه بسهولة دعه يتعذب
نور:- أجل إنه خسيس مثله مثل باقي الرجال يستحق فقع مرارة على كل ما جعل أختي تعانيه
حكيم:- والله يا راجيات حين تتفقن مع بعضكن على الواحد أن يهابكن ، ولذلك سأنسحب لدي عمل
نور:- مهلا مهلا لم تخبرني المكتب الثالث لمن ؟
حكيم(تلاعب بعينيه):- خليها مفاجأة لكن تدبري تجهيزها دفعة واحدة
نور:- أوك يا خويا وصل وسيتم
رنيم(نكزتها):- مكاتب ماذا يا أختي ؟
نور:- سأخبركِ …
غادر من هناك وهو يحمل أملا في قلبه من تلك الشركة التي افتتحها لتكون بلسما لجراحهم لعل وعسى ينسون قليلا من المآسي التي مرت بهم طوال الفترة الماضية ، وقتها اتصل مباشرة بطلال وطلب منه موافاته في أقرب محطة طريق
طلال:- ماذا تقوووول ؟
حكيم:- كما سمعت يا طلال أريد وضع صورته بالإعلان ووضع مبلغ مالي محدد لمن يأتينا به
طلال:- والله أختك ستتبرأ منك لو فعلتها
حكيم:- إذن أخبرني كيف السبيل لكي أنجدها مما هي فيه
طلال:- يا أخي هي اختارت هذا وعلى الأقل لو أردنا تغيير ذلك علينا أن نجعل الأمر سريا ، سنجده بطريقتنا ولن نحتاج لإعلان فضائح
حكيم:- فف لقد فكرت في هذا لأنني رأيت شيماء ووضعها لقد هزلت البنت قليلا بعد وستتلاشى
طلال:- ستصبر لا أحد يموت ناقص من عمره يوما واحدا .. كل منا كتبت عليه محن لا تعد ولا تحصى ولكننا ما زلنا على قيد الحياة ، الآن أزل من بالك هذه الفكرة بالمرة تمام ؟
حكيم:- تمام تمام فهمنا ، ماذا ستفعل الآن ؟
طلال:- سأنسق مع الرجال لنعيد البحث مجددا ربما الأحياء الشعبية قد تساعد
حكيم:- الله يعين أنا سأتوجه لقصر ميرا أحتاج للاطمئنان عليها
طلال:- خيرا تفعل نلتقي
بعد مدة وصل حكيم لقصر ميرا التي كانت تجلس بالجاكوزي خاصتها بينما هنادي كانت تدلك كتفيها ، في حين كان باتريك يوليهم ظهره وهو يقرأ الأخبار جهرا ، أما شادي فقد كان يلعب بألعابه مقابلهم في الركن المخصص له
ميرا:- تجاوز يا باتريك ماذا قال بهجت محمود على صفحته ؟
باتريك:- يصادف أنني كنت بزفاف الفنانة ميرا ولم يسبق لي أن رأيت تنسيقا عائليا مثلهم رغم المصائب التي مرت على رؤوسهم إلا أنهم ظلوا وحدة مترابطة أتمنى لهم القوة لتخطي هذه المحن
ميرا:- اممم كلماته لا بأس بها
هنادي:- أقترح لو نتوقف هنا لا نرغب بسماع شيء يزعجكِ
ميرا:- ألبسيني المنشفة أود الخروج من هنا قد تعبت
هنادي(وقفت وفتحت المنشفة لتصعد ميرا وترفع يديها عاليا حيث ألبستها لها هنادي وهي تبتسم لبطنها):- شفتي كم كبرت الشقية ؟
هنادي:- ههه بالفعل إنها تكبر يوما بعد يوم الله يحفظها
باتريك:- أيمكنني الالتفات الآن ؟
ميرا:- ههه تفضل لكن التفت مباشرة لشادي أطعمه واجعله ينام هيا
باتريك:- طيااااارة ههه
الخادمة:- هنالك ضيف بانتظاركِ ست ميرا
هنادي:- من هذا الضيف يا غبية ألم أخبركِ ألا تستقبلي أي أحد بالقصر دون علمي ؟
حكيم(دخل عليهم):- ولكنني لست أحدا
هنادي:- يا إلهي عفوا عفوا منك سيد حكيم عن إذنكم
ميرا(عقدت حاجبيها حين رأته ونظرت لنفسها بعنفوان):- اذهبوا من هنا
حكيم(ناظرها وهي تفتح شعرها المبلل):- حمام الهنا
ميرا(رفعت شادي من ركنه وأعطته لباتريك):- سلم على خالو واذهب للنوم حبيبي
حكيم(اشتم عطره وقبله بحرارة):- رائحته تشبهكِ
ميرا(اقتربت منه):- إنه مني
حكيم(تنهد عميقا):- كيف حالكِ ؟
ميرا(هزت كتفيها وأشارت لبطنها وهي تمسح على منشفتها):- كما ترى ازداد وزني صرت بدينة أليس كذلك ؟
حكيم(ابتسم):- لاء أنتِ جميلة بكل الأحوال
ميرا(عانقته واضعة رأسها على صدره):- تعذبت كثيرا خلال الأيام الماضية ، أردتك بجواري ولكنك لم تكن بالقرب
حكيم:- ما حصل مع العائلة أمور لم تكن في الحسبان مطلقا ، لكننا سنتجاوزها وهذا ما أتى بي رغبت بالاطمئنان عليكِ بعيني
ميرا:- غبت كثيرا عنا وحدث الكثير أثناء ذلك ، هل أخذت كفايتك من ملاحقتها ؟
حكيم(حول عينيه وابتعد عنها):- لا تبدئي سمر بليز
ميرا(رمقته بطرف عين وقد وضع يده على جنبه وهو ينظر للجاكوزي ورغوته الدائرية بدت كمتاهة حياتهم التي تدور بهم دونما توقف):- ميرا مثل هذا الحوض إنها تبقيك في دائرتها دونما توقف
حكيم:- أتيت هنا لأجلكِ وليس لأجل ميرنا
ميرا(وثبت خلفه ووضعت رأسها على ظهره وقد سمحت لدموعها بالانهيار):- لقد رأيته
حكيم(رفع عينيه لأعلى):- رأيتِ من ؟
ميرا(بصوت متحشرج):- طارق
هنا تزلزل قلبه وسرعان ما استدار إليها وأمسكها من يديها ودفعها لحضنه بقوة جعلتها تبكي بحرقة كل ما كتمته في قلبها منذ يوم المحكمة ، لتضيف عليه أزمة ليلة زفافها الذي انقلبت لأحداث متسلسلة من الآفات السيئة … احتواها بمعنى الكلمة فهو يعرف جيدا كيف هو شكل اللقاء بينهما فكلاهما سيحترق إزاء ذلك … لكن كيف رأته وأين ولما زارته ؟
حكيم:- أحس وكأن لديكِ ما تحكينه لي
ميرا:- طارق خارج السجن يا حكيم الآن ….
حكيم(بدهشة):- ماذا تقوليييييين ؟
ميرا:- لقد تم الإفراج عنه بشهادتي وكفالتي وأيضا بشهادة زوجة رماح وابنها توفيق ..لقد أخرجناه بمساعدة وائل رشوان ورقية
سعل بصدمة وهو يحاول أن يستوعب ما يدور حوله ، كيف يتم التكتم عن أمر كهذا وهو آخر من يعلم ، عاتبها ولامها لأنها أخفت عنه ، صحيح كان يملك فكرة عن هذه الخطوة ولكنه لم يتوقع بتاتا أن تكون بهذه السرعة ، ثم أين هو طارق لما لم يعد حتى الآن ؟
ميرا:- لست أدري النائب أمجد تكفل به فور خروجه ولم يتواصل معي بعدها
حكيم:- كيف يخرج أخوكِ وأنا لا علم لي ، ألا تدرين من يكون طارق بالنسبة لي ؟
ميرا:- أعلم يا حكيم أعلم ولكن هذه غايته وسوف نرضخ لإرادته حتى يحين الوقت
حكيم(مسح على فكه):- أي وقت تتحدثين عنه أبعد كل هذه السنوات ما زال الأخ يتردد ، يا الله يا الله لو ألقاه فقط أكيد سوف ألكمه بنصف وجهه ، فقد اعتقدت أنني أول من سيلتقي به لكن خيب ظنني
ميرا:- لا تلمه طارق لم يعد طارق الذي عرفناه ، وهذا ما يجعلنا نحرص على إبقاء الأمر قيد الكتمان منها لنحميه ومنها لنمنحه الفرصة لأجل إيجاد نفسه
حكيم:- حتى ذلك الغبي مهدي لم يعطينا خبرا عن خروجه أحسب أنه صار مخلصا لابن العم
ميرا:- لا تنزعج يا حكيم أما كنا نتمنى فقط خروجه ، ها قد تحقق ذلك والله يهديه
لم يستطع هضم كلام ميرا فموقف طارق آلمه في الصميم ، ليزيد وائل رشوان الطين بلة بأي صفة يقوم بإخراجه من السجن وتقديم مساعدة كتلك هاه ، حرك رأسه بعصبية وغادر ميرا تاركا إياها تحادث الجدران فلم يكن بوسعه البقاء لحظة بعد سماع ذلك الخبر … وبوجهه للقصر فرؤيتهما هي الوحيدة التي ستمسح عنه كل ذلك البؤس ..

في ذلك الوقت
كان هذا يلاعب صغيره بشكل حميمي دافئ بينما كانت هي تحاول التوصل معه لمحادثة إيجابية ، لكنه لم يسمح لها بقطع حلاوة اللقاء بينه وبين شبله الذي اشتاق له بشدة ، ظل يقفز بين يديه ويعانقه ويلعب الكرة معه لغاية ما تعب صولي وهنا استقام ميار وأمسك منديلا عن خادمه ومسح يديه ليتحرك صوبها أخيرااا فرجت
كهرمانة:- يعني تغيب طوال هذه المدة وتشتاق لشبلك أكثر من أمك التي ربتك ؟
ميار(جلس مقابلها على كرسي الحديقة):- عفوا ولكنني أزلتكِ من منصب الأمومة متى يا ميار متى يا ميار هاه أجل يوم فكرتِ بالغدر بي
كهرمانة:- يا الله هل سنكرر ذات الأمر مجددا
ميار:- لن نفعل لكنني أرغب بوضع نقطة للماضي وبدء صفحة جديدة
كهرمانة:- بمعنى ؟
ميار:- أرغب بترؤس العشيرة
كهرمانة(فتحت ثغرها لوهلة قبل أن تطلق ضحكة مجلجلة):- هههههههه أكيد أنت تمزح ؟
ميار(وضع رجلا على أخرى وتجرع من كوب عصيره القليل ووضعه بأريحية):- أنا أكلمكِ بجدية تامة يا كهرمانة .. أريد تسلم مقعد الرئاسة
كهرمانة(اختفت بسمتها):- أتحسب أن هذا الأمر سيتحقق ، أنت لن تتمكن من تجاوز غضنفر مطلقا وحتى لو فعلت كيف ستستطيع تجاوز العشيرة ؟
ميار:- سأتدبر أمري وطبعا لن أقترح هذا دون ضمانات
كهرمانة:- أنت تلعب بالنار وكل هذا لأجل حمقاواتك
ميار:- ههه ما كذبتِ .. لكنني مهتم أكثر بسلامتهن فهل ستساعدينني أم ماذا ؟
كهرمانة:- ما الذي تنوي فعله ؟
ميار:- سأبعثكِ بالعرض الذي سأقترحه على غضنفر لو وافق خير وبركة ، لو رفض سأشن الحرب عليه لغاية ما آخذها عنوة
كهرمانة:- يا إلهي إنك شخص آخر أكاد لا أتعرف عليك بالمرة
ميار:- تعودي على طبعي الجديد يا أماه فهكذا أنا رغما عن أنوف الكل
تركها تضرب كفا بآخر بعد أن أخبرها بعرضه لغضنفر ، ولم تجد بدا سوى مجاراته وعليه غادرت رفقة عرندس لكي تلتقي بغضنفر في النقطة المتفق عليهما بينهما … هنا صعد هو لغرفته وتنهد باشتياق فقد تمنى لو عادت معه لذلك رفع هاتفه واتصل بها وجد رقمها مشغولا استغرب ولكنه انتظر قليلا وأعاد الاتصال وجده أيضا مشغولا ، لكن قاطعه اتصال إياد لذلك أجابه بشرود
ميار:- حبيب أخيك متى ستصل ؟
إياد:- لن أستطيع رؤيتك الليلة يا أخي لدي عمل بشقتي فإيزابيل وجمانة تنويان تشطيب البيت ، لا أدري ما الذي دهاهما في شقتي المسكينة
ميار:- ها دعهما تفعلان ما تريدان ، لا تحسسهما وكأنهما ضيفتين واعرض عليهما العودة للقصر لو رغبتا بذلك أهلا وسهلا
إياد:- صراحة لم يبدو عليهما ذلك فإيزابيل بنت صداقة ما بعدها صداقة مع نساء الحي ، أما جمانة فقد صارت تمارس فنها بسطحنا يعني هما مرتاحتين معي
ميار:- وعبد المالك ذاك هل يزعجهما ؟
إياد:- لا هو ولا كوثر قاما بزيارتهما يعني الوضع عالق ، لكنني اتصلت لأخبرك عن عدم مجيئي وأيضا لأسأل عن جوزيت جربت الاتصال بها قبل ساعة وهاتفها مشغول مررها لي لأكلمها
ميار(هنا عقد حاجبيه بعدم فهم):- جوزيت بقصرها لكن حان وقت إعادتها إلى هنا سلام …
فصل الخط بوجه إياد وهو حانق وطلب من رجاله تحضير السيارة ليداهمها فهو يشعر بأن هنالك خطبا ما بها وعليه اكتشافه ، جرب الاتصال بها مجددا على الهاتف ولكن لا فائدة ، هنا قرر مهاتفة ناريانا ما ربما كان لديها فكرة
ناريانا:- ميار ههه يا رجل لقد فصلت معك جوزيت الخط للتو هل اشتقت إليها ؟
ميار(هنا أوقف السيارة وهو يدعك فراملها بصرير جامح):- ماذا قلتِ ؟
ناريانا:- ماذا قلت ؟
ميار:- أعيدي على مسمعي ما ذكرته الآن عن أي مكالمة تتحدثين .. أنا لم أهاتف جوزيت منذ أن ودعتكم من المطار ؟
ناريانا:- ههه كيف ذلك يا رجل لقد دخلت عليها قبل قليل لأزعجها ولكنها طردتني ، حتى أنها كانت تهمس لك عن حبها وعشقها يااااا سلام على الحب والذي منو ههههه ههه
هنا اسودت الدنيا بين عينيه وهو يصغي لناريانا ويتمنى لو تنطق بحرف يدل على أنها تمازحه وترغب بإفقاده صوابه ، ود ذلك عميقا ولكنها تشنجت عبر الهاتف حين لمست صمته الذي طال وطال وطاااااال لغاية ما دعك الفرامل مجددا وانطلق صوب القصر …
جوزيت(تنهدت بعمق وهي تمسك على قلبها وقطعت الخط مع رقم عنبر الذي كان هاتفه بحوزتها):- هل صدق ؟
ناريانا:- حتى أنه سيطير إلى هنا طيرانا والآن دوركِ جوزيت ، هو ليس بغبي سيعلم أنني سأنهبكِ وهنا سيأتي الدور على ما تدربنا عليه
جوزيت:- الله يعينني هيا غيري الأرقام بسرعة بواسطة تطبيق هاتف عنبر
ناريانا:- سنضع رقم وائل في الرسائل النصية التي ولجتكِ قبل أسبوعين من هاتفه ، سندعه يكتشفها لوحده بعد بحث مضني لا تقلقي خبيرنا الإلكتروني أخبرني بضمان المهمة … غير ذلك الاتصال فعليا تم لهاتف وائل رشوان خاصتنا ههه
جوزيت:- إن لم يذبحني فأرجوكِ لا توقظيني حين أذهب للنوم سأموت من رعبي
ناريانا:- تماسكي هذه خطوتنا الأولى ..
والخطوة الأولى كانت لوحدها فزعا سيسيطر على قلبها لوقت مديد ، جلست بثبات في غرفتها تنتظر قدومه الذي أتى بالعواصف .. ترك السيارة عند البوابة مفتوحة ودخل للقصر متجاوزا كل الناس حتى ناريانا دفعها عنه ولم يتوقف برهة إلى أن فتح باب الغرفة عليها وصفقه حتى كاد يقتلعه من جذوره ،، تقدم نحوها مثل الثور الهائج ونزع الهاتف من يديها
جوزيت:- ما الذي تفعله يا ميار أجننت أعد لي هاتفي ؟
ميار:- هذا سيبقى معي ريثما تخبرينني الآن مع من كنتِ تتحدثين قرابة ساعتين ؟
جوزيت:- يعني مع من سأتحدث كنت أكلم … إياد آه إياد تعلم اشتقنا لبعض ولدينا من الحكاوي ما نتطرق إليه و
ميار(أمسكها من صدغها وجذبها نحوه):- مع من كنتِ تتكلمين أجيبيني لأنني سأعرف شئتِ أم أبيتِ هيا جوزيت ؟؟؟؟
جوزيت(تألمت من حركته):- الله يهديك أعده لي أخبرتك بالحقيقة لما تحسسني وكأنني محط شك بالنسبة لك ؟
ميار:- لأنكِ كذلك مذ أن كنا بروما وتصرفاتك تزداد غرابة ، والآن تكلمين أحدا بصفتي أنا ناريانا أخبرتني خطئا بذلك وإياد الذي تزعمين مكالمته اتصل بي لأنه لم يصل إليكِ ، يعني كذبكِ مكشوف يا جوزيت أجيبيني ولا تضعي نفسكِ بمأزق
جوزيت(دفعته عنها):- لم أكلم أحدا يوووه ما هذا الحصار
ميار(صغر عينيه فيها):- سأعرف يا جوزيت سأعرف بطريقتي ، اجمعي نفسكِ ستغادرين معي للعرين وبدون ناريانا تمام ؟
جوزيت(ارتعشت):- ولكنني أريد البقاء بقصري
ميار:- لن أكرر كلامي تحركي وفوراااااااا …
جوزيت:- ليس من حقك أن تحجز هاتفي كما ليس من حقك أن تجبرني على الذهاب معك وأنا لا أريد سمعت يا ميار ؟
خرج دون مراعاة لبقية جملها التي كانت تهذي بها ، نزل من فوره وجلس على الدرج وهو يبحث في هاتفها الذي لم يجد فيه ما يدل على هوية الشخص الذي كانت تكلمه لكنه ولج للحافظة السرية ، والتي تحمل خاصية إعادة المكالمات السابقة ليرى رقما لم يتوقع بتاتا رؤيته وهنا شلت أنفاسه ،،، جوزيت ووائل ما الذي يجمعهما حتى تطيل معه الحديث لساعتين متواصلتين ، هنا شعر بشيء يطعن قلبه وقرر النبش خلف الأمر فأكيد سيفتش خبايا الهاتف ليجد ضالته لو أمكن ، سمعها وهي تنزل بعد مدة وسبقها للسيارة ومن وقتها الصمت يخيم على الأوضاع ،،، في حين كانت هي ترتعش خوفا منه ومن ردة فعله لكنها كانت موقنة من أنه سيبقى صامتا لحين يمسك الدليل القاطع بيديه … طوال الطريق لم ينبس ببنت شفة ولهذا وضعت يديها على بطنها لتستمد القوة من طفلها الذي ستضحي لأجله بالغالي والنفيس حتى بشك ميار في خيانتها لو تطلب .. وصلا بعد برهة وتجاهلها ليلج مكتبه ويفتح النت ليبحث عن طريقة لاكتشاف أسرار نوع هاتفها ، لم يستطع العثور على شيء لذلك فكر مع نفسه واتصل بشخص خبير أعطاه شرحا مبسطا طبقه ميار بالحرف لتخرج إليه قائمة رسائل ممحوة تعود لأسابيع خلت في روما .. رسائل جعلته يخرج عن طوره وهو يقرؤها صحيح لم تكن تدل على أي مشاعر ولكنها كانت تدل على الانجذاب بينهما الانجذاب الذي يؤدي لأمور أفظع … رمى الهاتف على الطاولة وأمسك على وجهه وهو يشعر بأن جوفه يحترق لا يعقل أن تفعل به جوزيت ذات الشيء ، إنها تنتقم منه لما فعله بميرنا لكنه أنهى الموضوع طواه وتاب عنه ،،، أيعقل أنه فات الأوان على ذلك يا الله … زفر بعمق واستقام ليخرب عليها أم القصر لكن حين صعد وجدها مغمى عليها وهي على الأرض وطبعا هذا راجع للخطة الرهيبة فلم تتناول الطعام بشكل جيد وكما توقعت أنها ستفقد وعيها في أقرب وقت بدأته هي بلعبة وانتهى بحقيقة وهنا خرس ولم يستطع القيام بشيء ، قرر إبقاءها على راحتها لعلها تعترف من نفسها حينما يواجهها بالأمر لعلها تفعل ،..
أما عند ميرنا فقد تم بعث رسالة نصية من رقم غريب يذكر فيه أن وائل قد شوهد مع فتاة بنية الشعر قرب البحر ، طبعا خطة مكشوفة ولعبة بذيئة ولكنها كانت كفيلة بزرع الشك في عقلها ، خصوصا حين اتصلت به ولم يجبها وبعدها ببرهة أعاد الاتصال وأخبرها أنه كان بقصر جده
وائل:- يا ميرنا الله يهديكِ لم أسمعه والله لم أسمعه
ميرنا:- يستحيل ألا تسمعه يا وائل أجبني مع من كنت وأين كنت ؟
وائل:- يا الله سوف تجلطينني ما الداعي لسؤالكِ من أصله ، تعلمين أنني سأحاول رؤية أختي وقد قدمت لأجل تحقيق ذلك
ميرنا:- أريد رؤيتك هذا المساء سأخرج من القصر لأجل ذلك
وائل:- أ… صراحة يا ميرنا لن يسعنا اللقاء الليلة شهاب ينظم عشاء لنا ببيته وأنا وهديل مضطرون للذهاب مع عمي فؤاد ، عذرا بيبي لقد وضعني أمام الأمر الواقع ثم قد بدا لي مهموما ولم يجد الفرصة ليفضي لي عما يؤلمه
ميرنا:- طيب يا وائل غدا سوف ألقاك ووقتها سنتحاسب لا تكلمني باي
وائل:- ميرنتي
ميرنا:- …لارد
وائل:- عسل غروبي ؟
ميرنا: …لارد
وائل:- شمس الليالي
ميرنا(قاومت ابتسامتها):- همم
وائل:- أحبكِ
ميرنا:- أحمق سأنتظر اتصالك بي
فصلت معه وهي تغرد مع الفراشات قبل أن يقتحم عليها غرفتها وهو حانق بشكل غير متوقع
ميرنا:- بسم الله ما بالك ؟
حكيم(صغر عينيه فيها):- هل يستوعب أحدكم أوامري أم لا ، أنتِ تحاشيها وهي تتحاشاكِ تمام ؟
ميرنا:- تمام لكن دعها تقطن بمكان آخر غير هذا ريثما أعود لبيتنا
حكيم(آلمه جوابها):- لن تتمكني من العودة لذلك البيت أو حتى إخبارهم بطلاقنا لمليون ألف سبب
ميرنا:- وأنا لم أمتعض أنا أوافقك على كل هذا ولكن سيأتي يوم تتبدل في هذه الأمور ، وسنضطر لإخبارهم بالحقيقة كاملة
حكيم(زفر عميقا):- هههه
ميرنا(لمست سخريته):- أفضي يا حكيم بما يزعجك وبدون مقدمات
حكيم(جلس على طرف السرير):- لا أثق بلورينا رجاء لا تتركي ميسون معها تحت أي ظرف كان
ميرنا:- وهذا ما أغني عنه منذ الصباح
حكيم:- هففف
ميرنا(جلست جوارها وهي تضم يديها):- أنت منزعج من أحداث البيت معك حق لو ذهبت أنا أيضا كنت سأصبح مثلك مكتئبة
حكيم(رمى بنفسه على السرير واضعا يديه تحت رأسه):- هربنا ولم نستفد شيئا المشاكل لاحقتنا وعدنا بها فأي قدر هذا
ميرنا(نظرت إليه):- هيا يا متقاعس ليس وقت استسلام الآن
حكيم:- لدي مفاجأة لكِ غدا
ميرنا(برقت عيناها):- مفاجأة ماذا يا هذا ؟
حكيم(استقام مبتسما):- لو اكتملت غدا ستعرفين
ميرنا:- الله الله كنت لا تخبرني رأسي سيؤلمني من الفضول وااااع
تركها وتوجه صوب مكتبه الخاص أقفل الباب على نفسه وأخذ يفكر في حلول تقطع حبل الوريد مع المصائب لا متناهية ، في ذلك الوقت طرقت عليه الباب وأطلت برأسها الذي يرسم أجمل الابتسامات ويجعله يبتسم رغما عن أنف مواجعه
ميسون:- بابا بابا لقد اختلست النظر برهة وهربت هه
حكيم:- أول مرة أرى أحدا يعترف بجريمته من البدء ، تعالي هنا وأخبريني عمن اختلستِ النظر ؟
ميسون:- على جدتي فخرية إنها تقوم بأشياء غريبة في غرفتها وتتكلم بلغة غير مفهومة ههه ، كانت تحمل صحنا بين يديها وترفعه للسماء وكأنما كانت تمنح قربانا أو ما شابه ذلك
حكيم:- وهل تعرفين ما معنى قربان يا ويلي ، تقدمي واجلسي هنا أولا عيب ما فعلته مهما حدث مع الآخرين لا يحق لنا اختلاس النظر
ميسون:- ولكنها أثارت فضولي وأحببت الاستطلاع
حكيم:- ولو ذلك غير جيد ، ثاني شيء أعجبني اعترافكِ لي حلوتي أريدكِ دوما أن تخبريني بأشيائكِ وأفكاركِ الخاصة دون أن تخفي عني شيئا
ميسون(ارتمت على صدره ولامست قلادة مفتاحه):- حاضر بابا ولكن ماذا يفتح هذا ؟
حكيم(تشنج وأمسك يدها):- أسرار خاصة يوما ما سأجعلكِ تقرئينها لتعرفي لأي مدى كنت أحب
ميسون:- تحبني ؟
حكيم(ضمها لصدره):- أحبكِ وأحبها
ميسون(رمشت بطفولية):- ليت عمو كاظم كان هنا معنا اشتقت له ، على فكرة لقد راسلني قبل قليل على هاتفي وقال أنه بخير وهو مشتاق لنا بدوره
حكيم:- يا حبيبي هل تتراسلين مع عمك كاظم آخ على ذلك الجدار سوف يقتلني …
ضحكا سوية على هذا وبعدها ببرهة تحركا صوب طاولة الطعام لتناول العشاء ، الذي انضمت إليه ميرنا وفخرية فحسب أما لورينا فلم ترغب بذلك لأنها شعرت وكأنها أساسا غير مدعوة … بعد برهة رفع حكيم هاتفه ليطمئن عليه فقد شعر بالفراغ بعد أن كانوا جميعا يقطنون في مكان واحد
حكيم:- ما بك ؟
ميار:- ولا شيء أنا مرهق فحسب
حكيم:- لالا أكيد حصل معك شيء صارحني ميار
ميار:- عرضت على غضنفر عرضا أتمنى لو يوافق عليه لكي أضمن سلامتكم أكثر
حكيم:- أي عرض هذا ؟
ميار:- ستعرف به في الوقت المناسب الآن لقد … سمعت شيئا لم يرق لي وهذا ما عكر صفوي ؟
حكيم:- ما الذي سمعته ؟
الطبيب(خرج من غرفتها):- إنها بخير اطمئن عليها أخذت عينة من دمها كما طلبت مني ، سأقوم بالتحاليل اللازمة وأرد عليك
ميار:- شكرا دكتور طمأنتني بالفعل سأكون بالانتظار
حكيم:- ما بها جوزيت ؟
ميار:- فقدت وعيها يمكن هذا بسبب التعب
حكيم:- هل آتي إليكم ؟
ميار:- لا داعي فقد نامت للتو وأنا بحاجة لقسط من النوم سامحني سأضطر لإقفال المكالمة
حكيم(فهم أنه يتملص منه):- على راحتك لكن لا تتردد في الاتصال في أية لحظة
أنهى ميار المكالمة ورمى برأسه بجوارها وهو ينظر إليها ويحاول أن يفهم ما الذي تكتمه سرا عنه ، غفا من فرط تفكيره ليفتح عينيه ولا يجدها بقربه كانت تقف بالشرفة وهي تتحدث عبر الهاتف هامسة ، هنا اسودت الدنيا بين عيونه ونهض بخفة متوجها ناحيتها ليسمع الآتي
جوزيت:- حتى أنا لكن .. لا أدري كيف سأصطبر على عدم رؤيتك ماشي ماشي غدا سوف أتصرف وآتيك للمطعم المتفق عليه ، أنت احرص على عدم إخبار أحد خصوصا ميرنا ، لقد بدأ ميار يشك بي وأخشى أن يفضحنا ههه وأنا أيضا أحبك يا عمري ، ها وائل لا إله إلا الله ههه باي باي علي أن أذهب قبل أن يستيقظ أراك غدا سأهرب من القصر لألقاك لا تقلق سأتحجج بشيء فميار يصدق أي كذبة من كذباتي مواااح
أظلمت الدنيا من حوله وشعر بالاختناق وهو ينصت إليها ، إنها تخونه مع وائل إنهاااا تخونه بمعنى الكلمة ، ود لو يدخل إليها تلك اللحظة ليفجر فيها مسدسه ولكن تراجع شيء ما جعله يتراجع ويعود لفراشه ويستلقي كأنه لم يستفق حتى … عادت هي إلى الفراش ونظرت إليه مليا قبل أن تعيد هاتفها لدرجه كي لا يكتشف أنها استعملته دون إذنه ، قبلت ذراعه العاري واستلقت مولية ظهرها له والدموع بعينيها شلال ، أما البركان الكامن خلفها فقد فتح عينيه بشرر سيحرق الدنيا غدا وما فيها ، فقط ليضبطهما معا إن لم يكسر عظامهما سوية لن يكون ميار نجيب ، فليس هو من تتم خيانته بهذه البساطة والاستغفااااااال … لم يغمض له جفن ولا لحظة ظل الوسواس ينخر بعقله إلى أن أتى الصباح وادعى نومه لتستفيق هي بهدوء وتلج الحمام ، بعد برهة كانت تتسلل للخارج بثياب الخروج وهنا استيقظ فلم يستطع أن يتحمل
ميار:- إلى أين ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):- سأذهب لشقة إياد اشتقت له وفيكو سيرافقني يعني لو خشيت علي
ميار:- لا خروج اليوم إياد سيحضر إلى هنا
جوزيت:- ولكنني مختنقة أرجوك أرجوك لن أتأخر ساعة زمن وأعود
ميار(نظر لثيابها المنمقة واختيارها المغري ولعطرها وزينتها وتسريحة شعرها المنظمة جدا):- هل جهزتِ كل هذا لأجل إياد ؟
جوزيت:- ماذا ماذا تقصد أنا دوما أنيقة
ميار(اتكأ على فراشه):- عودي سريعا
جوزيت(ابتسمت بفرح وركضت إليه خطفت قبلة مفاجأة من ثغره وغادرت):- أحبك هه
لم يرد عليها فقد كان قلبه يحترق ويحترق ويحترق ، رفع الغطاء بشكل ميت ونظر للباب وهو يرفع حاجبيه بضيق غير مصدق لما يحدث أمامه ولكنه سيصدقه حين يراهما معا ويفتك بهما بشكل لا يمكن توقعه .. أقلها فيكو نحو المدينة لتلتقي بوائل الذي نظمت ناريانا حجة للقائه بجوزيت غير مدرك أن كل هذا مجرد لعبة ، وصلت إليه بعد برهة وقد كان بانتظارها بالفعل استقام وسلم عليها مبتسما وأشار لها بالجلوس
وائل:- أول ما اتصلت بي ناريانا قبل قليل أتيت من فوري
جوزيت:- أتمنى ألا أكون قد لخبطت مواعيدك ولكن الأمر مستعجل
وائل(أمسك بيدها):- هل ضربكِ فعلا ؟
جوزيت(يخرب بيتك يا ناريانا ألم تجدي سوى هذه الكذبة سيفضحني الآن):- يعني لم يضربني بالمعنى الواضح ولكنه دفعني أجل وكل هذا لأنني قمت بمعانقتك البارحة في المطار ، لا أدري يا وائل لكنني أكن لك مشاعر خاصة
وائل(هنا رفع حاجبيه بدهشة وسحب يده ماسحا على جبينه):- مشاعر خاصة ؟؟
جوزيت:- لا أريدك أن تنزعج مني ولكنني واثقة مما أقوله ولو أردتني أن أشرح لك ماهية ذلك ، فهذه الليلة سوف تفهم كل شيء حين أتدبر فرصة مع ناريانا ونأتي إليك
وائل:- لشقتي ؟ .. جوزيت تعلمين ما سيحدث ميار أصلا لا يستلطفني وميرنا لو علمت شيئا كهذا ستفهمه بشكل خاطئ مثله ، هكذا سنخسرهما لذا دعينا لا نلتقي خفية عنهم
جوزيت:- ولكن ناريانا ستكون برفقتي أرجوك لست أملك وقتا الآن لأشرح لك كل ما أطلبه منك هو انتظاري ممكن ؟
وائل:- جوزي لا أرغب بمشاكل مع ميرنا وأيضا لا أريد لميار أن يضعكِ في خانة سيئة
جوزيت(أمسكت يده بين يديها):- أنت طوق النجاة بالنسبة لي إن لم أفضي لك انفجرت ، لا أحد سيتفهمني غيرك أرجوك
وائل(هز رأسه موافقا):- طيب جوزي سأنتظركما
جوزيت(ابتسمت ونهضت من محلها وعانقته بحرارة):- شكرا شكرا الآن سأذهب نلتقي ولا تخبر أحدا إياك … سلام
تركته بعد أن مسحت على شعره وارتدت نظاراتها لتركب سريعا بسيارة فيكو وتغادر ، هنا كان هو يستشيط غضبا فقد شلت حركته مما يراه صعب عليه أن يستوعب ما يحدث أمام ناظريه ، مستحيل جوزيت ووائل لالا أكيد هنالك شي خاطئ .. لما لم ينزل لمواجهتهما لما انتظر لما عجز عن ذلك وكأن شللا أصاب أطرافه ظل مشدوها في محله وهو يحاول أن يستوعب ما يحدث ، وقبل أن يخرج ليكشف كل شيء لم يجد سوى الفراغ فقد غادر وائل بسيارته وجوزيت انطلقت مع رجلها لغير وجهة … وقتها تشنجت أعصابه وابيضت مفاصل يده التي أحكمها على المقود حيث كان يراقب الأمور عن كثب ليصل إلى حل أخير سيرحمه من هذا الوبال … أكيد هنالك وجهة نظر أخرى جوزيت لا تخونه أكيد ما يحدث مجرد انجذاب وهي تحاول إغاظة ميار بعدما فعل نفس الشيء مع ميرنا ، ليته ما فعله ليته ما فعله ولا كان شعر بهذا الألم كله ..
هنا كانت ناريانا تكلمها عبر هاتف فيكو وقد عرفتا أن ميار يلاحقها حسب إفادة عنبر الذي كان يراقب الأمور من بعيد ، يعني زراعة الشك بعقل ميار تمت بنجاح الآن لم يتبقى أمامه سوى إحضار ميرنا وميار لشقة وائل تلك الليلة وهنا سنودع هذا السلام وستبدأ حقبة جديدة من الألم ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.