آخر 10 مشاركات
و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )           »          لا اجيد العتاب (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          من أجل أمي (28) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          إفتقادّ *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          فقط.......دعيني احبك (الكاتـب : المســــافررر - )           »          من تكوني ...؟ (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-17, 03:45 PM   #721

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي


كل عام وانتم بخير



نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 02-09-17, 11:39 PM   #722

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلا بنوتات اشتقت إليكم وعذرا لتأخري لكن الوقت لا يرحم أتمنى لكن عيد أضحى سعيد كما أحب شكركن كثيرا كثيرا على ردودكن التي أحبها وأستمد منها ما يستحبه الخاطر ،ممتنة لمتابعتكن وأترككم مع تتمة الفصل 32 عساها تكون بالمستوى يا حبيباتي




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-09-17, 11:54 PM   #723

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 32 الجزء 2

"معذِرة سَيِّدتي ؛ قبلَ أن أسرُد لكِ تفاصيلَ إثمي الذي بدَّد توبة قلبٍ أقسمَ على الولاء ، أسألك باستجداء من أيِّ معبرٍ أمُرُّ كي أنتشِلكِ وذاتي من ذلك البرزخِ الذي أنشأ آلاف الجُدرانِ ما بيني وبينكِ، كيف أتحمَّلُ وأنا على العهدِ باقٍ فما زلتُ أرتِّبُ عطايا أنفاسكِ فوقَ آلامي علها ترُومُ قليلا من الفراغ المُكوَّمِ فوق ذكرياتي .. يا اصطفاءَ وجدي التي أشكرُ الله على منحها لي ، متى تجمَّلتِ بالعتابِ وصار اللومِ في عينيكِ جواهرَ عسليَّة تبرقُ كي تخطفَ نظراتِي ، متى أصبحت شفتاكِ مُشاكسة حدَّ الشغب فصارت تُلاعبُ البسمة والامتعاضَ بينَ قوسينِ من السُّخرية ، متى امتلكتِ ذلكَ السحر الذي يجذبُني نحوكِ كالمغناطيس ،..أتدرينَ ماذا اكتشفتُ وأنا أبادلكِ نظرة الشوقِ الشَّغُوف أيقنتُ جزافا أنني لا أرغبُ بخسارتكِ من جديد صحيح آلمتُكِ صحيح قتلتكِ وجرحتُ قلبي لا قلبكِ حين جعلت محاجركِ تنزف ،لكنني نادمٌ ولا أدري هل ستسامحِينني أم أنكِ ستُضاعفينَ الجفاءَ لأزمانَ أخرى "
[وائل(بنبرة اختناق):- وهمُ قلبي لا تتخلى عن قلبها] ..هكذا كنتِ تقولين دوما فافتحي عينيكِ حبيبتي افتحيها وانظري إلى الذراع التي تحتضنكِ ،إنه أنا وائلكِ بجانبكِ أما كنتِ مشتاقة لي هاااا أنا معكِ الآن هلا رأيتني ؟؟؟
لا رد قد كانت متخشبة كالميتة في عالم بعيد جدا عن ديباجتهم التي أوصلتها لذلك الموقف ، أيْ موقف التلاشي والتشرد والهلاك ، من قال أنها ستعيش حياة المشردين لساعات مديدة عرضتها لألف خطر وخطر ،،من قال أنها سترمي بنفسها للتهلكة لو أنها لم تصل لحد فاصل بينها وبين الوعي ،أجل كانت تدرك أن عواقب ذلك المشروب ستخلد آثارا لا تمحي من المهالك ولكنها قررت أن تتجرعه لكي تنسى وتخرس مواجعها العقيمة والتي لا تفارقها برهة حتى تضاعف المزيد وكأن ما فيها لا يكفيها …قمة الألم حين يتيه المرء وسط ظلمات قلبه وتفكيره وهذا تحديدا ما حصل مع ميرنا التي أوصلت نفسها والآخرين لنقطة فارقة سيقفون عندها مرغمين لعل السماء تعطف عليهم بإشارة خير …
كان حكيم جاثيا أمامها يحاول صياغة جملة تؤثر فيها لعلها تستفيق ، لعلها تجد طريق العودة إليهم وإن لم يكن لأجله فلأجل ابنتهما التي لا تدري عن أمرها شيئااا ..آخر جملة عززت فيه القوة وجعلته يستردك أنفاسه ويطلب سيارة إسعاف بشكل سريع لعين المكان ، لم يعرف من أين واتته الشجاعة ليستعيد كينونته ويقوم بدور المنقذ دور الملاك الحارس الذي كان عليه دوما ، فلن يتخلى عنها الآن وهي بأمس الحاجة إليه ، صحيح هو لا يدرك بعد خطورة وضعها ولكنه مؤمن بأن النبض الذي يسري في شريانه باسمها ما يزال يضخ في عروقه إذن ما زالت في حياته راسخة …
حكيم(ببؤس):- عصفورتي كفى تعذييييبا استيقظي الآن …
وائل(كان فكه يتأهب للنطق بجملة ملتصقة بحنجرته ولكن دون فائدة):- أ..
ميار(كان يميل برأسه وهو يتأمل سكينتها جالس على ركبتيه هو الآخر ، متهالك القوى وضعيف النظرات وكأنه يستعطفها لكي تفتح عينيها وتمسح عنه غبن ذكرياته الأليمة):- لو نعطيها بعض الماء ربما هي عطشانة هاه ؟ ما ربما لو ن…
حكيم(بانفعال وهو يرتجف):- توقف توقف يا ميار إنها إنها لا تستجيب ألا ترى ذلك ؟
وائل(ابتلع ريقه بصعوبة حين وجد صوته أخيرا):-ولكن ….ماذا سنفعل ؟
حكيم(رمش بعدم معرفة وتحركت حنجرته ليتمم):- سوف لن ننتظر سيارة الإسعاف لنأخذها بأنفسنا لنسعفها يا جماعة ما بكم ميرنا لا تموت هكذا ببساطة ، أجل عصفورتي لا تسمح للموت بسرقة حياة لم تنهي فيها رسالتها التي تطمح إليها … أشعر بقلبها ينبض بداخلي ميرنا حية حية …
ميار(تأوه بعمق وهو يربت على يدها الدامية وفجأة رفع يده لينظر لذلك الدم باستغراب):- أنت تكذب علينا … أنت مصدوم مما يحصل وتحاول الكذب أكيد فهي ماتت مثلما ماتت جوزيت هااا أين جوزيت بالمناسبة ، ثم لما أتفوه بمثل هذا الكلام ماذا يحصل معي؟؟؟؟
حكيم(جذبه بصعوبة وهو يهز كتفيه بجنون):-أنظر إلي أنظر إلي واستعد وعيك ميار ، ميرنا بخير ستكون بخير إنها ميرنا وما حصل مع جوزيت كان في الماضي وهي الأخرى بخير … سمعتني أهاتفك هذا الذي يرن أجبني ؟
ميار(هز رأسه بإصغاء غريب):- أجل
حكيم(رأى الهاتف على الأرض وحمله سريعا وأعطاه له بعد أن أجاب على الاتصال المتوقع):- أصغي جيداااا للصوت واستعد نفسك قبل أن تفقدها جراء هراك فهذا ليس وقته مفهوووم ؟
ميار(وضعه على أذنه وعدل جلسته بوهن):- ميرناااا ماتت مثلما ماتت جوزيت كف عن المحاولة ميرنا ماتت سمعتني ماتت مثلما ماتت جوزيت ومثلما ماتت أمي حورية ههه ماتوا جميعا وتركوني وحدي …أنا متأكد ولن أقتنع بغير هذه الحقيقة ميرنا ماتت مثلما ماتت جوز
جوزيت(ممسكة على قلبها بدموع وهي بالسيارة في الخلف جوار ناريانا):- م….مياااار ؟
ميار(أبعد الهاتف عن مسمعه ونظر إليه بدهشة فاغرا فمه):- من أ…أنتِ ؟
جوزيت(مسحت أنفها بالمنديل وتابعت):- مياري هذه أنا جوزتك الغالية أنا في طريقي إليك، اسمعني رجاء لا أدري ما حصل ولكن جوزيت في الطريق قادمة نحوك يا روحي تمام ؟
ميار(بتشتت مسح على شعره وهو يستقيم):- أشعر بأنني مشوش العقل …
جوزيت(أبعدت الهاتف):؛- أسرع يا إياد لطفا لطفا إنه يتسرب من بين أيدينا
إياد(ضرب على الموقد برعب على ميرنا وحال ميار الآن ورفع صوته):- مياااار أخي
ميار(انتفض قلبه ووضع يده الأخرى على الهاتف وهو يصغي جيدا):-إياد !!
إياد(ابتلع ريقه وأخذ الهاتف من جوزيت):- أخي نحن قادمون إليك لا تقلق سنتجاوزها سوية ..طمأننا على ميرنا الله عليك كيف الوضع ؟
ميار(تنهد ونظر خلفه لوائل وهو يمسح على خصلات شعرها بهذيان هو الآخر):- ولكنها ماتت قد فات الأوان
كاظم(دعك الفرامل وخرج مسرعا من سيارته ليتوقف برهة بعد أن هاله منظرها ورف قلبه لأجلها لكن سرعان ما استجمع نفسه وهب إليهم):- الله يخرب بيوتكم يا مجانين هل تتفرجون على البنت هكذاااااا أين عقلكم ؟؟؟؟؟؟ …ميرنااا ميرناااا سأتفقد نبضها هااااه إنها حية ترزق لكن بعد سويعات التأمل البوهيمي خاصتكم أشك ببقائها على هذا الحال ،أعطني إياها هيا واااائل
وائل(بنظرة دموية هدر فيه):-إياك وأن تلمسها
حكيم(انحنى أرضا):- بحق السماء عد إلى رشدك أنت الآخر ،بدوري أشعر بالسوء ولكن ميرنا بحاجتنا هل سنخذلها أكثر إثر هذه الصدمة ألا يكفي خذلاننا لها الليلة ؟
وائل(نظر إليها وهو يميل برأسه):- كل هذا خطئي
حكيم(أغمض عينيه):-بل خطئي أنا
ميار(بغمغمة حزن):-أو ربما كان خطئي من البداية
كاظم:- أقسم بالله هو خطأ أمي التي أنجبتني في زمن كهذااااا أعطوني البنننننننننت بلا هبلكم
نظر الثلاثة صوبها وهي كالريشة المغمسة في طشت من الدماء بشكلها المستسلم جدا ، برغم اتساخ ثيابها وبللها الطفيف إلا أنه بدا البؤس على ملامحها بشكل رقيق جعلها تبدو ملائكية المنظر ،بهالتها الساكنة التي سلبت لبهم وهي ترتفع بين أنامل كاظم …
حكيم(نظر لنزيف رأس وائل):- اركب معي فورا أنت أيضا جريح .. هيا أسرع
إياد(أوقف السيارة تلك اللحظة وخرج منها وهو يركض صوب كاظم بجنون):-ميرناااا ميرناااااا
جوزيت(رأتها ودمعت عيناها برعب عليها):- أهي بخييييير ؟؟؟؟
كاظم(توقف قبل وضعها):-إنها حية لا تقلقا ولكنني لست أضمن مدى ذلك إنها تنزف بشدة
إياد(مسح على جبينها وقبله بدموع):- عزيزتي ستكونين بخير أنا متأكد لن تتخلي عن صديقكِ
كاظم(وضعها برفق):-لو تساعدني في لملمة الوضع هنا أخوك في عالم آخر والباقون في حالة صدمة لا أدري كيف سنحلها
إياد(مسح عينيه بكم يده ونظر خلفه):- انطلق بها فورا فورااا لو سمحت ..
حكيم(ابتلع ريقه وهو يرمق نظرة ميار لجوزيت التي تحركت صوبه ووقفت قبالته ببكاء):- إياد مهمتك صعبة
إياد(عرف أن نظرات ميار تتأهب لإعصار هادر):- سأكون هنا لا تتركا ميرنا لوحدها.. ثم وائل أأنت بخير ؟
وائل(لاحق سيارة كاظم بقلب مخطوف واستوعب للتو أنه يسلبها منه):- توووووووووووقف
كاظم(فزع حين اعترض طريقه بركضه المريب):-مااااااا بالك يا مجنون ؟
وائل(بلهفة جمع يديه اللتين بسطهما ليعترض طريقه ولامس السيارة حتى فتح بابها الأخير):- يستحيل أن تغادر بدوني
كاظم(رمى برأسه على كرسيه وتنهد):-آخخخ تبا للعشق
حكيم(صغر عينيه فيه وتوجه لسيارته بعصبية):- انطلق بها ماذا تنتظر يا كاظظظظم أسرع
كاظم(هز كتفيه):- اللهم صبرنا ياااااارب
هنا صعد لسيارته هو الآخر ولم ينظر خلفه بل لحق بعصفورته فهو سيذهب أينما ذهبت أكيد لن يتركها وحيدة في دنياها المظلمة … في تلك اللحظة كانت ناريانا ترمق الأحداث من محلها فلم تبرح السيارة مطلقا بل ظلت مسحوبة في رؤيا غريبة شملت ميسون وميرنا ووائل في صورة موحدة غريبة لم تستطع تبين شيء منها ، قد كانت الرؤيا مبهمة بحق لدرجة أنها حين استعادت وعيها لم تجد تفسيرا للأمر ، وما كان عليها إلا الاستنجاد بأهل المعرفة وهذا ما جعلها تبعث رسالة نصية مستعجلة تستعجله بالعودة فالوضع غير حميد …أما هذين فقد كانا جاثمين أمام بعضهما هو يحدق فيها ويستذكر أعوامه السحيقة التي مرت في الانتظار العقيم ، وهي تستجديه بعينيها أن يعود لرشده فهي أمامه وذكرياته ليست سوى وهم يحاول التسرب لواقعه الآن
إياد(حاول مقاطعتهما):- ميار إن…
جوزيت(سقطت دمعات حارقة على وجنتيها ونظرت لإياد برفق):- دعنا وحدنا
إياد(نظر للشاحنة خلفهما وعقد حاجبيه بدهشة واتجه صوبها):- ولكن …لحظة أين السائق ؟
ناريانا(أشارت له برأسها بعد أن خرجت لتلحق به إلى هناك):- هرب غالبا
ميار(مسح على حاجبه وهو مغمض عينيه):- …الصمت المريب
جوزيت:- أظن بأنك ستستغرق وقتا أطول لتستوعب حتما ما يحصل حولنا
ميار(تحرك للخلف وتهاوى على الأرض حتى جلس لافا قدميه بتعب ونظر لبقعة دم ميرنا على الأرض):- هههه ولكنني .. شاهدتكِ وأنتِ هكذا ممددة على الأرض ومدججة بدمائك ، ناديتكِ وناديتكِ مرارا وتكرارا ولكنكِ لم تصغي إلي ههه يعني ضحكتِ علي وجعلتني أضحوكة لتعيشي حياتكِ هانئة بينما أنا أنتظر طيفكِ كالغبي وأبكي وفاتكِ ليلة بعد ليلة ، لقد جعلت قلبي في حداد لأجلكِ سنينا عجاااااف لتأتي بالأخير وتخبريني أنكِ حية ترزقين ؟
جوزيت(انحنت أرضا باستسلام وتنهدت عميقا):- مثلما توقعت سنعيد كل شيء من البداية
ميار(أبعد يده حين حاولت لمسه):- إياكِ ؟؟؟
جوزيت(تألمت من حركته ولكنها تحملت وجلست بجواره):- ميار… أنا هنا وأنت لست تهذي وذاك أخوك إياد وابن خالك حكيم ذهب في طريقه للمشفى لينجد ميرنا هو ووائل وكاظم جارنا القديم
ميار(رفع ركبتيه واتكأ عليهما بيديه وأحنى رأسه باستناد):- اصمتي
جوزيت(بحزن عليه رفعت يدها لتلامس يده):- حبيبي
ميار(هدر فيها بصراخ):- اصمتييييييي
جوزيت:- أرجوك أرجوك لا تحرق قلبك فأنت تؤلمني
ميار(أخذ يرتج بغيظ):- لا أريد سماع صوتكِ لأنكِ مجرد وهم
جوزيت(شبكت يديها بين أنامل يده وهزته):-أهئ أنا موجووووودة موجووودة بجوارك ألا تشعر بي يا ميااااار ؟
ميار(رفض الإصغاء وجذب يده):- ولأنني أشعر أأبى التصديييييييق
جوزيت(بعدم استطاعة على التحمل):- ميااااار كف عن تعذيبي
ميار(بانفجار):- ارحلي عني ارحلي عني فأنا وأنتِ مجرد كاذبين سمعتِ ارحلي ارحليييييييييي الآن
جوزيت(اهتزت من صراخه):- لن أتركك
ميار(ضرب بيده على الأرض حتى خدشها كلها):- قلت ارحليييييييي
جوزيت(بحزن تململت محلها وهي تنظر إليه بحرقة):- أتوسل إليك … لا تنكرني لأنك ترفض الخروج من قوقعة الحادثة القديمة بسبب ما حصل هنا مع ميرنا ،لو تحبني استرجع ذاتي
ميار:- لست غبيااااا أنا أدرك كل شيء ولكنني أرفض معرفتكِ أرفض عودتكِ ليتكِ مت حقيقة وأعفيتني من هذااااا الوجع يا خاااااااااااااااااائنة …أمقتكِ أمقتكِ ارحلييييييييي عني ارحلي
لم تكد تتعرف عليه وهو على ذلك الحال الثائر ، فتحت فمها مصدومة من جمله الجارحة واستقامت بتعب وهي تنظر بعدم فهم حولها فأين هو ميارها أين هو من ذلك الحبيب فهذا الشخص غريب عنها ،أيعقل أنه فقد صوابه ؟؟؟ رمقت إياد بعيدا عنها هو وناريانا اللذين كانا يحاولان التفتيش عن أي شيء يدل على هوية صاحب الشاحنة والغريب في الأمر أن الطريق خلت فجأة من السيارات وكأن هنالك من يقطع الطريق في كل الجانبين … طبعا هذا ما خمنه إياد حين استنجد برامز تلك اللحظة والذي بلغ عن الحادثة وتحرك مع الدورية صوب الموقع ، أما ناريانا فقد تلقت رسالة من نزار مفادها أنه في طريقه إليهم في الحين واللحظة..أما جوزيت فقد ظلت تتحرك في غير وجهة وبعيون ضبابية وهي تنظر إليه وهو ما يزال جالسا على وضعه يخفي رأسه بين ذراعيه ويغلق مسامع أذنه وكأنه يهرب من صوتها هي تحديدا وهذا ما كان صعبا عليها تحمله ، وعليه شعرت بمغص في بطنها فهي لم تزل تخرج من وضع أليم فجر ذلك اليوم التعيس ليكمل ليله الطين بلة …
ناريانا(نزلت من الشاحنة وهي تنظر إلى ترنح جوزيت):- جوزي جوزي أنتِ بخير ؟
جوزيت(رمقتها بتيه وهي تحرك رأسها نفيا):-إنه لا يريدني ..لقد طلب مني الرحيل
ناريانا(امتصت شفتيها وأسندتها):-إنه تحت تأثير الصدمة وضغطكِ عليه الآن لن يجدي نفعا
جوزيت(أبعدت يدها وأشارت نحوه):- ذلك الرجل إنه مني أتفهمين ، رؤيته على ذلك الشكل تعذببببببببني تعذبني
ناريانا(ابتلعت ريقها):-لقد كدتِ تفقدين ابنكِ صباحا وقد قاموا بإنقاذه بصعوبة ،ما زلتِ مريضة يا جوزي ولم تسمعي مني وتبقي بالبيت …أنظري معي لأعيدكِ وبعدها نرى وضع ميار
جوزيت(أمسكت على قلبها وحكت مكانه):- شيء ما يوخزني هنااااا اهئئئئ ميااااار ميااااار
ناريانا(بجزع حدقت فيها وهي تجثو على الأرض في وضعية ركوع):- جووووزيييييييت أنجدني …يا الله مياااااااااااااااار
ميار(رفع رأسه بجزع):- م…ما بها ج…جوووووووووووزييييت ؟
جوزيت(كانت تبكي بهستيريا وتصرخ):-أنا لم أمت لم أمت لما لا تصدقني لما تحرقني لمااااذاااا
ميار(انتفض من محله وسارع نحوها حتى تعثر في الأرض وسقط دونما اهتمام فقط رفع رأسها إليه وهو يتفقد ملامحها من بين أكوام شعرها):-جووزيت تنفسي بعمق أنتِ على ما يرام
جوزيت(أمسكت يده وقبلتها ببكاء):-أنا هنا يا أحمق اهئئئ لما ترفضني لماااذااا تكويني اهئ
ميار(اقترب منها وأمسك وجنتيها ليجبرها على الهدوء):- شتتتت يكفي ..
جوزيت(استكانت لحركة يده وجلست وهي تنظر إليه بشوق مجنون):- ميار
ميار(رأف قلبه لحالها وامتص شفتيه برفض لأفكاره):- اهدئي
أن يمسح وجهها بيديه الحبيبتين قد كان هذا أقصى ما تتمناه في ذلك التوقيت تحديدا، لكن حين دفع برأسها لكتفه وضمها إليه وكأنها عادت لمستقر أنفاسها فقد أجهشت بالبكاء المتوسم بالحنين لكل تلك المشاعر التي تنتابها بقربه ، ارتجافها واضطراب نبضاتها بين ذراعيه كل هذا كان يمثل لها حلما وقد تحقق ..ولكن سرعان ما سلبها منه حين أبعدها عنه واستقام
ميار(بحزمه المعهود):- إيااااد ..إياد
إياد(نزل من الشاحنة وهز يديه):- لا يوجد شيء هنا
ميار(عقد حاجبيه):- تابع ما تفعله لأنني أشعر بملعوب في القصة وشيء آخر … سأكون أنت بالمشفى فلن أدع ميرنا وحدها في هذا الوضع
جوزيت(بقيت على جلستها):- وماذا عني ؟
ميار(بغبن):- كأنكِ علقتِ على الحادث آمالا واهية عزيزتي جوزيت .. لأن المرأة التي تتخبط بين الحياة والموت أهم منكِ كثيرا بالنسبة لي الآن
ناريانا(برفض):- لو تتجنب تجريحها إنها في وضع صعب
ميار(هز كتفيه وتحرك خلفيا نحو سيارته):-آسف منكم سيداتي
جوزيت(شهقت حين دعك فرامله وانطلق فعليا):- إنه ذاهب هكذاااا ببساطة ؟
ناريانا(أمسكتها من ذراعها):- سآخذكِ للمشفى لأتفقد حالكِ إنكِ بوضع صعب بالفعل ،إياااد ؟
إياد(رمى مفاتيح السيارة لها):- خذيها سأبقى هنا ريثما يأتي رامز وبليز بلغيني بأي جديد عن ميرنا تمام سوف أتكفل بإخبار العائلة
ناريانا:- الله يعيننا ..هيا جوزيت
جوزيت(بهذيان):- ذهب لأجلها ناريانا أتصدقين ؟
ناريانا(تنهدت بتعب):- لا حول ولا قوة إلا بالله … رافقيني فحسب
"مُضطرٌ لتجريحِ فؤادكِ فالقلبُ المفطور لا يعرفُ كيف يُجامل ، والحادثُ لم يكن سوى رجَّة هزت عرشَ سُكون ثورتي ، لو لم أستأصل روُحكِ من رُوحي كنتُ أشفقتُ على حالكِ وحالي وضممتكِ لي ساعات طويلة ، لكنَّ أفكاري مجزأة لنصفين أحدهُما يلهثُ خلف حلمٍ لا يشبهُ بقية أحلامي ، والآخر يستطيبُ مذاق القُبل المشتهاةِ في ليالِ الحرمان التي فاضت بها رسائل نظراتنا … كدتُ أقرأ جُملة الشغف المُسترسلةِ من تلك العُيون الذابلة ولكنني أبيتُ الانصياع لصوتِ قلبي فقد تُحرقينه كما فعلتِ سابقا حينما بعتِه برُخص التراب ، اكتفيتُ منكِ وما عاد صبري يتحملُ إلا أمنية استيقاظ ذاتِ العينين العسلية والتي اختصرَت اعتقاداتي في سَطرين [امرأة مبادئها ليسَت للبيع] .. وهذا سرُّ لهاث قلبي خلفها كالمسحُور لأنها كينونة شفافة حتى وهيَ تُصارعُ تناقضاتها إلا أنها واضحة كالشمسِ في كبدِ السماء عكسكِ يا سوادَ العُمر .."
ما إن أتمم جملته حتى ضرب على مقوده مرات عديدة وهو يمسح على شعره بأسى،لما خانت لما جاءت لما دخلت إليه من أضعف نقطة في قلبه ألا وهي ذكرياتهما الماضية ،لما عليه الآن أن يعايش رغبته في ضمها لصدره لعله يستوعب أنها ما زالت بحياته وأن ما حصل في الماضي مجرد كذبة دمرت وتين فؤاده ، لما عليه أن يعاني ألا يكفيه خوفه على ميرنا لتزيده جوزيت تشتتا أكثر فأكثر … هز رأسه وهو ينظر للسماء مرة بعد مرة يدعو الله أن يحمل عنه هذا الهم الذي أثقل كاهله وجعله عرضة للجنون … كيف فقد صوابه قبل قليل ولما شعر وكأنه يفقد رشده شيء ما أتعب تفكيره وزاد من وساوس عقله وهو رهابه الشديد من حدوث ما لا يستحبه ، لكنه الآن واع تماما لما يحصل أجل هو واع لدرجة جعلته يفرق ما بين الحادثتين وما حصل كان تحت تأثير الصدمة فقط لا غير ، هذا ما أقنع به نفسه وهو يمضي سريعا نحو المشفى الأقرب من موقعهم حاله حال حكيم الذي كان يزمر ببوق سيارته لكاظم كي يسرع أكثر …
كاظم:- يلعنك من رجل أبله أنا أسارع ما الذي تريد مني فعله أن أطييير ت ت ت …
وائل(كان ينحني برأسه على رأسها وهو يمسح على وجهها بحنان ويربت على قميصه الذي مزق ذراعه وربطه على كتفها لعله يوقف النزيف قليلا):- طالما هي تتنفس فهنالك أمل في أنها لن تخذلنا هذه المرة
كاظم:- ما بالكم على هذا الحال ….أرأيتم إلا أين أوصلتموها كله بسببكما
وائل(رفع عيونه الدامية ونظر إليه):- معك حق كله بسببي كدت أفقد حب حياتي
كاظم:- هه وما زال يقول حب حياتي يا أفندي لقد كسرت ذلك الحب بح طار مع الجراح
وائل(برهبة):- مطلقا …ميرنا مني وستغفر لي ، أنا أعشقها
كاظم(ناظره من مرآته وهو يزيد من سرعته):- يفضل أن تستفيق من أحلامك الوردية ، الأهم الآن هو صحتها جهزها بهدوء قد قاربنا على الانعطاف
وائل(ضمها إليه ببؤس شديد):- ستكونين بخير حبيبتي ..أعدكِ أن كل شيء سيكون بخير
كاظم(حول عينيه ورفع هاتفه لأذنه):- نعم لولو تمام وجدناها لقد تعرضت لحادثة سير أرجو أن تعلميني بالمستجدات بعيدا عن التوغل في التفاصيل فهمتني طبعا ،أوك رامز سيكون هناك حذار
حكيم(ضغط على الدواسة وسارع قبلهم ليقف عند موقف السيارات وينزل بلهفة ليطلب النجدة):- لو سمحتم نحن بحاجة لنقالة هنا إنها حالة طارئة
سارع الممرضون بالنقالة صوب سيارة كاظم الذي توقف أخيرا عند باب المشفى ، نزل وائل أول شيء ومنحهم المساحة المطلوبة لرفع ميرنا التي ما زالت على حالها ولم يتغير شيء … مسح على فمه وهو يرمقها فوق النقالة مستسلمة بشكل مهيب وهذا نفسه ما جعل حكيم يميل برأسه ويتأملها بحزن ، ود لو كان محلها ولا تمسها شعرة لذلك جن جنونه حتى هدر فيهم آمرا إياهم بالدخول على الفور ، ولحظتها فقط شعر أنها ربما قد تتسرب من بين يديه وهذا بحد ذاته يعني العيش تحت اختبار ضغط لا يرحم ….
كاظم(ربت على كتفه حين توقفوا عند باب غرفة العمليات):- لو نهدأ ؟
حكيم(كان يضع يده على فكه وهو يسير دون هوادة):- ميرنا ضعيفة لن تتحمل لن تتحمل ، فجأة تزعزع ثباتي لا أدري حين رأيت غرفة العمليات لما شعرت بهذا الرعب كله
كاظم(مسح على جبينه وهو يتنهد بتعب):- الانهيار لن يفيدنا بشيء ،أتسمعني أنت أيضا وائل ؟
وائل(كان متكأ على الحائط منحني الرأس):- والانتظار سيفيدنا كثيرا في العذاب النفسي
حكيم(رمقه بطرف عين):- كيف وصلت إلى تلك الطريق ثم أين كنت طوال الليل ونحن نبحث عنك ؟
وائل:- لم أدرك المصاب حتى الأخير ليتني فهمت وجعها من خلال صوتها الحزين
حكيم(برقت عيناه بشراسة):- هل كلمتك ؟
وائل(نظر إليه):- أجل ربما قبل خروجها من البيت لست أدري لكنها كانت شبه واعية ،وحين أردت الاستفسار فصل الخط ولم أحسب قط أنها في مصيبة
حكيم:- أصلا متى توقعت أنها بمصيبة دوما ما تعبث بها وتتركها عرضة للخطر
وائل(باحتدام):- لا أسمح لك
حكيم(بحدة):-أو اسمح لأنها الحقيقة
وائل(تحرك من محله):- إن كنت تبحث عن شيء تعلق عليه عصبيتك فأكيد لن تجده عندي
حكيم(جمع قبضته):- كله من تحت رأسك لو لم تظهر بحياتها لكنا ق….
كاظم(وقف بوجه حكيم):- ميرنا لن تحبذ هذا الانهيار المسبق حكيم ، تمالك أعصابك سيكون أفضل
حكيم(أرخى عضلة ذراعه ونظر لوائل الذي وثب عند باب غرفة العمليات):- حسنا حسنا سأمررها لأني أشعر بالضيق ولست في مزاج جيد للعراك، ميرنا هي كل ما يهمني الآن
كاظم(بخوف عليها):- جيد … لنأمل خيرا
حكيم(رمق ارتعاش حدقتيه واستغرب):-ما بك ؟
كاظم(بتلعثم):-أبدا فقط قلق بعض الشيء
حكيم(مسح على شعره وجلس على الكرسي):- تحملي ميرنا تحملي يا وجع الروح ……

قلب الأم حينما يشعر بالضيق فجأة فإن ذلك يعتبر نذير شؤم بالنسبة لها ،خصوصا عند نساء الراجية اللاتي صرن خبرة في هذا الإحساس وهذا ما جعلها تسقط برجفة غير محتسبة كل صينية كؤوس الشاي التي كانت تحملها للعائلة بالصالون ، وهذا ما جعلهم يستغربون حالتها المريبة تلك اللحظة …
رنيم(ركضت إليها):- أمي أمي أنتِ بخير ؟
عواطف(دمعت عيناها ونظرت للكؤوس المنكسرة):- لا أعرف كيف سقطت مني ولكن …قلبي آلمني فجأة
نبيلة(نظرت إليها ورمشت باقتضاب):- لينادي أحدكم على نور
عفاف(همت بجمع الزجاج المكسور):- إنها بغرفتها جدتي وتأبى النزول لقد طلبت ذلك
نبيلة(لم تولي جملة عفاف أية أهمية):- ناديها يا نهاااال حالا
نهال(قفزت بركض):- حسنا جدتي حالا حالا
جلنار:- أوووه شفتي يا أمي خالتو سكبت كل الشاي على الأرض أكيد التنظيف سيدور ويدور ليقع على رأسي
مديحة:-أهذا همكِ يا لكِ من بنت متقاعسة اركضي وأحضري شيئا لتنظيف هذه الفوضى ، وأنتِ أختي عواطف تعالي واجلسي بقربي عزيزتي أكيد نزل ضغطكِ بعض الشيء
عواطف(انجذبت معها حتى جلست بتوتر وهي تمسك على قلبها):- بناااااتي …أنا أريد رؤية سمر وميرنا الآن
سماح:- الله الله ما بالكِ يا امرأة هل بدأتِ تفقدين صوابكِ ؟
رنيم(بعصبية من عمتها):- عمتي رجاء ألا ترين حالتها يعني ؟
سماح(لوت شفتها بعدم اهتمام):- اففف وأنا مالي
مرام(أتت بكرسيها وهي تسارع نحوهم):- ماذا يحصل ؟
مديحة:- ولا شيء عزيزتي فقط سقطت الصينية على الأرض
جلنار:- حدث خير فأختكِ في الله ستقوم بالتنظيف لا محالة
عواطف(بدموع أخذت تدور بعينيها):- ليتصل أحدكم بميرنا أو يجد لي طريقا لسمر أنا غير مطمئنة
نبيلة(بحيرة):- وكأنكِ تبالغين ؟
عواطف:-لست أبالغ أنا أشعر بأن سوءا يحدث مع إحداهما لما لا تفهمونني هااااه ؟
نور(نزلت برتابة):- طيب يا أخت عواطف فرضا وجدنا ميرنا من أين سآتيكِ بالأخرى ونحن لا نعلم لها طريق ، تعقلي يا بنت والله قلبنا فيه ما يكفيه
عواطف:- طيب طيب اتصلي أولا بميرنا يا نور لطفا يا ابنتي
نور(برتابة):- ديناااا يا دينا أحضري الهاتف لقد هلكتِ أمه من لعبة الويل التي تفرغ شحنه طوال الوقت
دينا(نزلت وهي تلعب به):- اممم ماذا أفعل أنتِ ترفضين إحضار هاتف جديد لي ؟
نور:- لا والله ومن كسر الهاتفين اللذين أحضرتهما سابقا أنا مثلا ؟
دينا:- واحد انكسر في باص المدرسة والثاني كسره أيهم
نور(قلدتها):- والثاني كسره أيهم أساسا أنتِ مصيبة هاتِ هاتِ … ست عواطف ها نحن ذا سنكلم ابنتكِ التي تتهرب مني اليوم بطوله فأنا مغتاظة منها بشكل لا يتصوره عقل
عواطف(جمعت قبضتيها فوق حجرها):- حتى كوثر تأخرت ؟
نور:- إنها لا تجيب …وبالنسبة لكوثر بلغتنا أنها ستبقى عند وصال يعني لا تقلقي هباء
عواطف:- أعيدي الكرَّة
نور(أعادت الاتصال وهي تجلس بجوار عواطف):- لا ترد
مديحة:-تمام جربي حكيم أكيد هي معه
نور(طقطقت الرقم):- لنرى …. هااااه أولادكم خارج التغطية ونحن هنا نحرق أعصابنا
عواطف(صرخت فيها بدون وعي):- خذيني إليها إذن
نور(رمشت من صرخة أمها ونظرت لنبيلة):- ما بكِ أمي ؟
رنيم:- إنها قلقة ولا ندري سر هذا القلق الغريب
جلنار(مسحت الأرضية):- إنه قلق الأمهات حسبما أعتقد فأنا قد تعودت على جنون الراجيات ، فمثلا إحداهن أذكر أنها كانت تكلمني فجرا لكي تطمئن علي
مديحة:- هكذاااا إذن وأنا التي كنت أراكِ في الكوابيس وأستيقظ فزعة ولا أهدأ إلا بعد سماع صوتك
جلنار(غمزتها):- يختي على الدلال اتصلي يا روحي قدر ما تشائين ولا أتذمر منكِ
مرام:- أوك لنتصل بكوثر ما ربما لديها فكرة ما رأيكم ؟
نور(جربت وهي الأخرى لم ترد):- اوووه بدأت أنزعج لما لا يجيبون على هواتفهم افف..سأكلم طلال مباشرة ليصلني بهم هذا ما تبقى لي من حل …تيييت تيييت ألو هاه طلال أخيرا أمسكت واحدا فيكم كيف حالك ؟
طلال(ابتسم لميسون وانسحب بهدوء):- بخير بخير ما الأمر ؟
نور:- أريد مكالمة ميرنا أو حكيم هل أنت برفقتهم ؟
طلال(بارتباك):-أ.. لا لا لست معهم أنا بالقصر القديم
ميسون:- هل هذا بابا ؟
نور(رفعت حاجبها حين سمعت صوت ميسون):- أهي معك ؟
طلال:- أ.. يعني هنالك ظرف شائك أ…
نور:- طلال بدأ صبري ينفذ تكلم بوضوح هل تعرف شيئااااا ؟
طلال(باستسلام):- افف بصراحة أختكِ مفقودة
نور(برقت عيناها):- ماذااا تقوووول ؟
طلال:- هذا ما يحصل
نور(انتبهت لخط آخر):-مهلا إنه إياد سوف أكلمك بعد لحظتين انتظر ..ألو إياد
إياد(تنهد عميقا):- افتحي لي الباب
نور(استغربت حركته تلك):- لما لم ترن الجرس إذن ؟
إياد(بحزن):- أود مكالمتكِ قبلا افتحي الآن الأمر مستعجل
أقفلت الخط وركضت صوب الباب تحت نظراتهم المرعوبة وفتحت الباب لتجده بتلك الحال ، فقد بدا عليه الأمر وخصوصا بقع الدم التي كانت متطبعة على جزء من قميصه ،جزعت لمنظره وسألته بعينيها فحسب قبل أن تنطق
نور:- إيااااد ؟؟
إياد(تنهد عميقا):- يؤسفني إخباركِ ولكن ..لقد تعرضت ميرنا لحادثة سير وهي في الإنعاش الآن
نور(اهتزت عيناها بدموع قبل أن تسمع صرخة عواطف من خلفها):- م…يرنا
عواطف:- ابنتييييييييييييي ميرنااااااااا مااااذا حصل لهاااااا ؟
اضطر تلك اللحظة ليدخل فقد حدث ما خشيه من البداية ، سرعان ما ارتبك الكل ودب الرعب في أوصالهم خوفا عليها من أي مكروه ،وما لم يضربوا له حسابا هو انهيار مرام تلك اللحظة حيث استذكرت حادثتهما قبل ثلاث سنوات
مرام:- هل هل ستشل مثلي هااااه لا يمكن ذلك أهئئئئئ لالالالالالالا ميرنا أختي أختي اهئئئ إنها تخاف من حوادث السير كيف تعرضت له هاااااه اهئ أختييييييييييييييييييي
جلنار(بدموع عانقتها):- شتت اهدئي يا مرام اهدئي يا أختي
رنيم(ببكاء تهز ابنتها التي فزعت من الصراخ):- الآن أخبرنا الحقيقة ما بها ميرنا هل هي في وضع سيء يا إياد ؟
إياد(بتوتر):- صراحة لست أعرف ما الوضع لكن حكيم ووائل معها الآن
نور(عقدت حاجبيها):- إذن ماذا ننتظر لنذهب إليها وأنتِ مرام ستأتي معنا لن أفرط ببقائكِ هكذا
مرام(ببكاء مرير):- خذيني إلى أختي إنها خائفة غالبا أنا أنا من يعرف حالتها حين ترتعب من الحوادث ، أاهئ آه يا أختي الحبيبة آه
نبيلة:- لن تبرحي محلكِ سوف نخبركِ بالمستجدات فور وصولنا تمام ؟
مرام:- ولكنني لن أستطيع التحمل أرجوكِ جدتي ؟
نبيلة(بحسم):- قلت كلمتي
عفاف:- اهدئي عزيزتي مرام جدتكِ معها حق لو تبقين سيكون ذلك أفضل
مرام(تلكأت الحروف بجوفها):- تخشون من أن أعرقل عليكم ذهابكم تمام سأنتظر
عفاف(رمقتها وهي تنسحب لغرفتها):-لم نقصد هذا ولكن …
رنيم(تدخلت):- هيا عفاف اذهبي ولا تبرري لها دعيها ستتفهم لوحدها
مديحة(حركت فكها من كل ذلك الجنون):- وكأن ما فينا لا يكفينا سترك يا الله ، سأرافقكم وربنا يستر ربنا يستر
نبيلة(اتكأت على عصاها):- إياد … سأركب معك
سماح:- لو تبقين أنتِ أيضا يا عمتي أنتِ لستِ حمل أعصاب
نبيلة:- تلك الراقدة بين الحياة والموت حفيدتي إن لم تهمكِ في شيء أمامكِ البيت امرحي فيه
إياد(تحرك صوب نبيلة وأمسك يدها):- رافقيني جدتي هيا يا جماعة
عفاف:- هيا يا أمي ؟
عواطف(هزت رأسها):- ميرناااا ابنتي اهئئئ
نهال:- خذوني أنا أيضا لعمتي الله يخليكم خذوووني
شيماء:- وأنا وأنا أريد رؤية خالتي والاطمئنان عليها
جلنار:- لا يا بنات ستبقون هنا بالبيت لا نريد أن نزيدهم إرباكا تمام أكيد سيبلغوننا بكل جديد ؟
نور(رمقت دينا وهي جالسة في الركن وتبكي):- رنيم انتبهي لدينا أوك ؟
رنيم(هزت رأسها ببكاء):- حاضر حاضر لا تقلقي هي بعيوني فقط بلغونا بالأخبار والله متنا ، رعبا الله يحميكِ يا أختي الله يحميكِ …
خرج إياد مسرعا بعد أن فتح للجدة نبيلة الباب لكي تركب جواره في حين ركبت مديحة خلفهم هي وعفاف ،أما بسيارة نور فقد ركبت هي وعواطف فقط وفجأة تسربت نهال من باب البيت وجلست بالخلف لم يستطيعوا إمساكها لذلك وافقوا على ذهابها … بعدها انطلقوا مسرعين صوب مصيبة جديدة حلت على رؤوسهم فما الذي سيحصل ؟؟؟؟ أو لنستهل ذلك بهذا السؤال ما الذي حصل ها هنااااا حتى وصلت الأمور لهذه الشاكلة ؟
وائل(يمسكه من ياقته):- لم أحسب أبدا أنك دنيء لهذه الدرجة كيف كيف تفعل بها هذااااااااا ؟
حكيم(قاومه باستكانة وأبعده عنه):- ليس من شأنك
وائل(بجنون):- كيف ليس من شأني تلك الفتاة حبيبتي
حكيم(دفعه بقوة):- حبيبتك ؟؟؟ منذ متى يا هذاااا ما ربما كنت أنا من خانها وينتظر مولودا من غيرها يا بعدي ؟
وائل:- لا تخلط بين أمور لا تدري عنها شيئا يا حكيم
حكيم:- أعرف أعرف ولا تشغل بالك بالشرح والتفسير ، فأنت مجرد خائن في نظرها وبسببك فقدت أعصابها وتحولت لمتشردة عربيدة في الطرقات بعد منتصف الليل
وائل:- ولكنني لست قذرا حتى أفكر بتعذيب نفسيتها بهذا التصرف الخسيس ،آخر شخص توقعت أن ينجم منه هذا هو أنت
كاظم(بنفاذ صبر):- لما لا تخرسان سوية نحن بالمستشفى لقد فضحتم أمنا
وائل(بانتفاضة):- ألم تسمع ما ذكرته الممرضة لقد تعرضت لمحاولة اعتدااااء وكله سيكتب في تقريرها ، ألم تصغي له جيدا حين اعترف بأنه هو المتسبب في ذلك ؟
كاظم:- سمعت وأصغيت جيدا لكنني في انتظار خروج الطبيب للاطمئنان على حياة ميرنا أم أن هذا لا يهم أمركما بقدر الشكليات التي حدثت ؟
حكيم(رمى بنفسه على الجدار):- لقد اعتذرت منها ، فلتت مني الأمور وخرجت عن سيطرتي ،وكله بسببك يا تافه لقد أرادت أن تبرهن لنفسها بأنها مرغوبة فلم تدرك أنها تلقي بي وبها في طريق لا رجعة منه …أجل استغلتني لكي تخرس أفكارها السقيمة بخصوصك أنت وجوزيت وللأسف سمحت لها بهذا الاستغلال والتجاوز رغما عني
وائل(اهتز جدعه بوهن لحظتها):- هل فعلت ذلك بسببي ؟
حكيم(شعر بالتعب فارتخى على الأرض حتى جلس مستلقيا على الجدار وصدره يضخ مواجع لا حصر لها):- فعلت أجل فعلت فهل أنت سعيد لأنها استعملتني كوسيلة لكي تثبت لك مدى جدارتهاااا …بففف كلما فكرت في هذا يصاب قلبي بالضيق والاختناق ، تبا لك يا وائل تبا لك ولفعلتك الشنيعة
وائل(نظر لكاظم كي يساعده على الاستيعاب):-أكيد هو يلفق كل هذا كي يبعد عنه الذنب
كاظم(مسح على فمه وهو غير مستوعب):- الحمدلله أنها ما تزال بخير ، حكيم لا تحمل نفسك ذنب هذا لأنك لم تفعله بقصد وميرنا أكيد كما قلت كانت غير واعية بسبب المشروب ،أفكارها غير متزنة وهذا ما لمسته منها حين التقيت بها إنها مضغوطة من كل جانب لذلك لا ألومها
وائل(رمش بحزن):- لو غفرت هي لك أنا لن أسامحك مطلقاااا
حكيم:- ليس من حقك أن تحاسبني لأنني لست من طعن ظهرها باللعب خلف الجدران
وائل(وجعته الإهانة وهم بالرد عليه):- ستندم يوما ما على ما تفوهت به أقسم لك بذلك
حكيم:- ههه حقا وهل ستعيد الزمن إلى الوراء لقد خنتها خنتها وكسرتها فكف عن استنكاااار هذاا
وائل(بعدم تفكير):- لقد فعلت هذا لأجل جوز…
جوزيت(وصلت في اللحظة):- واااااائل …
وائل(صمت وطأطأ رأسه):- …لارد
حكيم(رمق النظرة المتبادلة بينهما ولم يفهم أي شيء):- ما الذي أحضركِ ؟
جوزيت:- لم أستطع البقاء أريد الاطمئنان على ميرنا أنا أيضا
نارياناّ(لحقتها ركضا):- افف طلبت منكِ انتظاري عند المدرج وإذا بكِ تهرعين إلى هنا ، تعالي معي سيفحصكِ الطبيب وبعدها نعود تمام أووه وائل أنت أيضا عليك رؤية جرح جبينك ؟
جوزيت(نظرت لوائل الذي أشاح بصره عنها):- ما الذي يحصل بينكما ؟
حكيم:- ولا شيء أخت جوزيت فقط تماديت ليلة أمس مع ميرنا وكدت أجلب لها العار لذلك تجدين حبيبكِ أب ابنكِ يحترق على أعمدة أعصابه رفضا طبعا
جوزيت(شهقت بعدم تصديق):- من ….أنت ؟؟؟
حكيم(صفق بيديه وضرب رأسه مع الحائط):- ربي ارحمني من هذاااا الوبال
كاظم:- تعالي جوزي سأشرح لكِ ما يحصل هيا ..أخبريني هل أتى معكم ميار ؟
جوزيت(بتلعثم):- لاء … لقد سبقنا إلى هنا ألم يصل بعد ؟
كاظم:- لم نره قط
جوزيت(نظرت لناريانا):- اجعلي عنبر وفيكو يحضران بسرعة ويبحثان عنه
ناريانا:- حاضر فقط استرخي يا جوزيت والله أنتِ تزيدينني رعبا أكثر مما أنا مرعوبة
جوزيت(أمسكت ذراع كاظم):- لم أفهم شيئا مما قاله حكيم أحقا فعل بها ذلك ؟
كاظم:- مع الأسف أخبرتنا الممرضة أن هنالك آثار محاولة اعتداء عليها وقد اعترف حكيم بذلك
جوزيت(جزعت):-حكيم لا يفعلها إلا إذا كان قد وصل لحده الأقصى في التحمل ،أكيد النذلة أجبرته على ذلك أكيد أكيد
ناريانا:- أليس عيبا أن تنعتيها بذلك اللفظ وهي بغرفة العمليات ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها ندما):-ولكنها حقيرة وهذه حقيقة لن يغيرها أحد ،كيف هان عليها حكيم لتستغله كي تثبت نفسها لغيره إنها مهزلة حقيقية وأظن أن ما يحدث معها الآن عقاب استحقته
كاظم(توقف عن المسير):- لو تابعتِ الحديث على هذا المنوال سأغضب منكِ
جوزيت(باحتدام):-إذن دعك بالجوار يا غالي فأكيد أوقعتك أيضا في شباك سحرها ، فهل هي حمقاء حتى تفرط بك أنت الآخر مثلا ؟
ناريانا(أومأت لكاظم بعينيها كي يتجاوز جملة جوزيت):- يا إلهي
كاظم(هز رأسه بحرقة):- أظنني سأتجاوز الأمر لأنكِ متعبة تفضلي بها رابونزل قبل أن أفقد أعصابي
جوزيت(عقدت حاجبيها فيه بلؤم):- هممم ماذا هل قلت شيئا غير صحيح ؟
كاظم(بانفعال):-أجل تفوهتِ بالترهاتِ يا سيدة جوزيت ولو سمحتِ دعيكِ مني لأنني لست بشخص جيد لحظة الانفعال تمام ؟
جوزيت(رمقته بحدة حين ذهب وتركهما):- والآن لما غضب مني هذا ؟
ناريانا(وضعت يديها على جنبيها باستسلام):-وتسألين يا لفظاعتك ..امشي امشي ودعينا ننتهي
جوزيت:- ت .. ترى ما وضعها الآن ؟
ناريانا(هزت كتفيها):-لست أعرف
حكيم(بعدم فهم):- ماذاااا قلت ؟
الطبيب:- لم نستطع لملمة جرح كتفها فقد تأذى بشكل بليغ نحن نحتاج لنفس زمرة دمها لأنها نزفت كثيرا وهذا ضروري كي نتمم العملية
وائل(بلهفة ورعب):- خذوا دمي كله لكن أبقوها على قيد الحياة رجااااء
الطبيب:- ألم تجعل أحدا يرى جروحك يا سيد ما هذا الذي تفعله بنفسك ؟
وائل(بغمغمة حزن):- لا يهمني نفسي بقدر ما تهمني المريضة الموجودة بالداخل ، بالله عليك أنقذها بكل ما تستطيعه وإن لزم الأمر وفرنا لكم كلما احتجتموه
الطبيب(رمقه بطيبة وتنهد):- على العموم حياتها ليست بتلك الخطورة حاليا لكن نزيفها الحاد هو ما نقلق بشأنه ،إن لم يتم تزويدها به قد يسبب لها انتكاسة وربما قد تتعرض لانسداد في شرايين القلب أو ما شابه
حكيم(عضعض شفتيه):- أنا أحمل نفس زمرة دمها ولكن … هل حالتها بتلك الخطورة ؟
الطبيب:- أخبرتكم قد استطعنا السيطرة على وظائفها المتبقية ولكن مسألة الدم المفقود هي التي تربك سير عمليتنا ، علينا ضخ الدم في عروقها بدل الذي فقدته كي يبدأ وظيفته ونتمكن من إنهائها بسلام ونقوم بتقطيب الجرح وأظن بأنه سيخلف ندبة مع الأسف
وائل(فتح فمه بحزن عليها):-ندبة ولكن .. ألا يمكن إجراء عملية تجميلية لأجلها فيما بعد ؟
الطبيب:- الجرح دقيق جدا حتى لو قمنا بإجرائها لمرات متكررة صحيح سنخفف من آثار الندبة لكنها ستبقى غالبا ،حتى وشمها قد تأثر يعني بصريح العبارة تشوه واتخذ شكل كرة غريبة
حكيم(باستغراب):- كرة ؟
الطبيب:- لا يسعني إفادتكم بشأن ذلك حتى تتحسن حال المريضة ، فمن منكما سيتبرع ؟
حكيم(نظر لوائل):- لن تفيدها الآن لأنني الوحيد القادر على إنقاذها خصوصا وزمرتنا متماثلة
وائل(بغبن):- إنها مشفى ضخمة كيف لا تملكون بنك دم من نفس زمرتها ؟
الطبيب:- مع الأسف زمرتها نادرة جدا وإيجادها في وقت وجيز سيخلف مضاعفات على صحتها
وائل:-أريد رؤيتها الآن؟
الطبيب:- طبعا هذا ممنوع رجاء لا تربك سير العملية يا سيد
حكيم(هز حاجبيه بتحدي):- لا تبالغ في التراجيديا فأنا موجود لكي أنقذها كما تعودت دوما همم ؟
وائل(شعر بإهانة حكيم له بتلك الجملة وهز رأسه):- لتستيقظ على خير وبعدها نتحاسب
حكيم(أشار له بإصبعه وانطلق رفقة الطبيب):- لو كان لدي وقت ممكن ..تفضل دوك
وائل(جلس على الكرسي ومسح على رأسه بجنون):- يا الله
نادر:- هااااه وجدتكم أخيرا واااائل وائل كيف الوضع ؟
وائل(اطمأن لحظة حضوره):- جيد أنك أتيت يا نادر الوضع لا يحمد ها هناااا …

"حينَ خطفتِ ذاتي وغادرتِني ارتفعَ أنين قلبي وهو في قبضَة اليأس ، تركتِ ثقُوبًا بروحي لا تملؤها سوى لمسَة أناملكِ لمَّا تغرسينها بينَ ضُلوعي ، ثُقوب عميقة تُماثل مُثلت الفراغ فلا يُسمعُ منها إلا نداءُ روحٍ مجبُولة على مُلاحقةِ جذبك لي ، وتمتمة باسمكِ مهما حاولت إيقافها قاومتني وظلت تُناديكِ وتبحثُ عنكِ بين شظايا أنفاسي المُبعثرة … أما عُريُ أفكاري أمامكِ يُربكني بينما صدقُ مشاعري يَجعلني عُرضة لانتقاداتِ عيُونكِ وكأنها محكمة تُعاقبني دون مُحاكمة حتى ، فكُلما حاولت إعادة ترتيبكِ بداخلي وجدتُني مشدُوها أمام عظمتكِ فيني ، وكأنني أمحُو كُلَّ شيء لكي تُزعزعيني كسيلٍ لا قُدرة لي على إيقافه ، ولهذا أسألكِ بكل جوارحي يا عبيرًا سُرقَ أريجهُ من النعيم متى تتعانقُ الأرواحُ وترتفعُ القلوب فوق هالةِ الإدراك وتُرممَ ما كسرتهُ الأيام وتُعيدنا لآخر يوم افترقنا فيه إبان الصِّغر يا وجعَ الرُّوح ؟"
كان يلحق بالطبيب وهو يمسك على صدره فقد شعر للتو بمدى أهميتها في حياته ، إنها تعني الحياة باختصار وجيز ،، لو فقدها سيفقد ذاته لا محالة من بعدها ولذلك سوف يقدم على أي فعل فقط لتكون بخير وتعود إليهم حتى وهي غاضبة منه لا بأس ،المهم أن تكون معافاة هكذا كان يقوي نفسه قبل أن يفتح الطبيب باب غرفتها ويراها على ذلك الوضع المربك..كانت نائمة على بطنها ووجهها ملقى على مسند خفيف لكي يرفعها قليلا لأجل سير العملية الدقيقة التي تجرى على كتفها الذي هاله منظره أكثر فقد تشوه تماما ، وهذا تحديدا ما جعله يرتج محله هلعا عليها ويتسمر محله
الطبيب(ارتدى قفازات طبية جديدة وأشار للممرضة):- سنجري عملية نقل دم فورية ومباشرة جهزوا السيد فورا …يا أخ أأنت مستعد ؟
حكيم(كانت عيونه تدمع تلقائيا شفقة عليها):-…لارد
الطبيب(فهم حزنه):- الحمدلله لم يكن هنالك كسور فقد لحمها الذي تأذى كما ترى ، سوف تكون بخير وستستعيد نفسها لكن عليك مساعدتها لو رغبت بذلك
حكيم(ابتلع ريقه بصعوبة):- هي لا تستحق ما حصل معها إنها رقيقة جداااا رقيقة
الطبيب(اقترب منه وهو يتنهد بعمق):- غرفة العمليات هذه شهدت كثيرا من الحالات صدقني إن حالتها أهون بكثير مما عشناه ولذلك سوف تمضي وستكون بخير ، ثق بكلام غريب لا يسعى إلا لخدمة مهنته بضمير وإنقاذ مرضاه
حكيم(تحركت حنجرته من كلام الطبيب):- حسنا ..سأقوم بواجبي لكن لطفا أيمكنني إمساك يدها ؟
الطبيب(عقد حاجبيه باستغراب):- ماذا تقرب المريضة ؟
حكيم(ناظرها بلوعة قلب):- يمكنك تسميتي بشبحها لو أحببت
هنا مط الطبيب شفتيه استغرابا من كمية عشقه لها وهذا ما جعله يعزم على إنقاذها بكل ما فيه إكراما لتضحيته الكفيلة بضخ الروح في نبضها ، من كان يتوقع أن دماءه ستسري بدمائها كما يسري عشقها فيه ، إن الدنيا غريبة بهذه الصدف التي تخلقها فقد كان هذا بعيدا عن توقعاته لكن هذه هي الحياة تأتيك بأشياء غريبة وتضعها بين يديك لتستغلها كما تستحب الأقدار .. وهذا حتما ما فعله حكيم حين أنهوا فحوصاته وقاموا بتحضيره لنقل الدم من ذراعه إليها ولحظتها أمسك بيدها وداعبها برفق ، قد كانت باردة جامدة من كثرة استسلامها شعر بأنه يرغب بحركة منها تجعله يصطبر على سعيرها المعتاد ..لكنها ما زالت غائبة عن الوجود وكأنها استحبت ذلك الرحيل المؤقت ما ربما رحمها من مرض روحها التي دمرت كل خلايا تركيزها في آخر فترة … سحبوا منه الدم الذي يلزمهم لأجل إتمام العملية وبالفعل أنهوها وخاطوا الجرح بصعوبة واستحق منهم هذا عدة أقطاب لأنه كان على مستوى الكتف ونصف الظهر كاملا ، وهذا ما أثر حقا في وشمها الذي محي تماما وخلف كرة غريبة أو لنقل بما ّأننا أهل المعرفة قد خلفت شمسا برزت لتظهر حقيقتها أخيراااا ^^
حكيم(باستغراب):- شمس ؟؟؟
الطبيب(أزال القفازات وأشار للممرضة):- ضعي عليه ملصقا طبيا ريثما تشفى جراحه
حكيم(مال برأسه متأملا إياه):- لا أعتقد أنها ستحب هذا الشكل فقد كانت تفضل الفراشة وحرف اسمها بالأجنبي
الطبيب:- ربما تجدون حلا بعد استيقاظها لأن العملية قد تمت بنجاح والحمدلله حالها مستقر
حكيم(ببهجة عضعض شفتيه):- فعلا هذاااا أسعد خبر سمعته ، لكن متى يمكنني رؤيتها من جديد ؟
الطبيب(سار معه صوب طريق الخروج):- سننقلها لغرفتها بالعناية المشددة قد نسمح بزيارات قليلة للأقرباء ، ومسألة استيقاظها ستبقى محصورة لديها فحسب
حكيم(انتبه لامتعاض الطبيب):-أهنالك شيء لم تخبرني به ؟
الطبيب(بقلق):- لا أخفيك سرا ولكن المشروب الذي كان بدم المريضة قد يؤثر في وضعية مخها مع البنج لست أضمن متى يمكنها الاستيقاظ ، بعد ساعات أو بعد يوم أو يومان
حكيم(ساوره القلق):- يومااان أليس هذا كثير ؟
الطبيب:- لن نقلق الآن يمكنك طمأنة الأسرة ، وبالشفاء إن شاء الله ولا تنسى أن تستريح قد استهلكت الكثير من دمك قبل قليل
حكيم(بشرود في كلامه):- تمام إن شاء الله
فور خروجه وجد ما لم يتوقعه أمامه ، عواطف تبكي وتدعو الله من جهة جوار أمه ، بينما كانت عفاف تجلس بقرب نبيلة وتصبرها ،أما نهال فقد كانت جوار نادر الذي كان يشرح لها بعضا مما حصل ، وبالنسبة لوائل فلم يجده بينهم فأين اختفى في ظل هذا الوقت الحساس ،أليس مفترضا أن يرابض بجانب الباب حتى يطمئن على حبه المزعوم فحتى كاظم انتفض من محله وتقدم صوب حكيم ليعرف الأخبار هو ونور التي فصلت الخط وركضت صوبه..
حكيم(هز رأسه بتعب وناظرهم):- يا جماعة
نور:- حكييييييم كيف هي ميرنا ؟
عواطف(ركضت إليه وعانقته بلهفة وحرقة):- ابنتي أخبرني أنها بخير
مديحة(بعيون دامعة):- كيف حالها يا ولدي أهي بخير ؟؟؟؟
نهال:- عمو حكيم كيف هي عمتي أخبرنا رجااااء ؟
كاظم(وضع يديه بجيوبه):- هااا ؟
نبيلة(وقفت على عصاها ونظرت إليه):- انطق يا بني قد استهلكت أعصابنا حتى الأخير
حكيم:- لا تقلقوا ميرنا بخير يعني قد تجاوزت الخطر وحالتها مستقرة الآن
عواطف(انفجرت ببكاء):- اهئ اهئ أريد رؤيتها الآن لو سمحت لن أطمئن حتى أرى ابنتي
حكيم(ضمها إليه برفق):- سترينها يا خالتي لكن حين يقومون بنقلها للعناية المشددة تمام ؟
عواطف:- أنت لا تكذب على خالتك هاممم ؟؟
حكيم(لاعب فكها وقبل جبينها):- ومتى كذب حكيم على أمه الثانية يا عواطف ثقي بي هي على خير ما يرام ، وعكة وستمر
مديحة(رفعت يديها بحمد وشكر وعانقت أختها):- الحمدلله على سلامتها الشكر لك يا ربي
نبيلة(جلست براحة):- شكرا لك يا الله أعدت لي حفيدتي الغالية
نور(ضمت يديها وتقدمت إليه):- حكيم
حكيم(فتح ذراعيه لها وعانقها بدفء):- ستتجاوزها ميرنا قوية
نور(دكت رأسها بحضنه):- خفنا كثيرا والله …
حكيم(عانق نهال قربها أيضا):- حسنا يا صغيرة كفي عن البكاء عمتكِ بخير
عفاف(اقتربت وجذبت ابنتها):- لقد كان لديها لترين من الدموع أظن أنها وجدت سببا لإفراغها
نور:- ههه عليكِ كلام يا عفاف يخرج المرء من قمقم الأسى
كاظم(أشار لحكيم):- لحظة…
حكيم(تركهم وانسحب عنده):- أين العاشق الولهان أهذا وقت مناسب لكي يختفي فيه ،أين موشحات عشقه المستحيلة ووووو هااا ؟
نادر(قاطعه بامتعاض):- اضطر للانسحاب قسرا لأجل جرح جبينه وقد كان إياد رفقته
حكيم(باستغراب):- ألم نطلب منه عدم الحضور إلى هنا ؟
ميار(ظهر من الممر):- ولكنني طلبت حضوره لأجل ضمان حضوري يا بعدي …
حكيم(بسرعة نظر خلفه للعائلة):- لا تحدث فوضى ثم لما غيرت ثيابك ؟
ميار:- هنا يكمن سحر الفهد البري قد جعلتهم يحضرون لي ولإياد شيئا مشابها كي لا يشكوا بنا ، ولا تقلق تركته فوق السطح سوف ينزل بعد ذهابي ليطمئن على ميرنا بدوره تمام ؟
حكيم(حول عينيه):- أتمنى فقط ألا تحدث مشكلة ، طيب ما دخل وائل في هذه الديباجة يعني ؟
كاظم:- وائل وائل أ..
نادر(مسح على رأسه):- عند جوزيت
ميار(هنا برقت عيونه بشراسة):- ولما تخفون يعني ذلك ؟
كاظم:- كانت مشورة إياد يعني .. ذهب للاطمئنان عليها أيضا فقد كانت حالتها متعبة
ميار(اهتز قلبه خوفا عليها ونظر لحكيم):- كيف حال ميرنا الآن ؟
حكيم:- لا تقلق إنها تحت السيطرة وضعها بخير
ميار(حرك فكه):- سأعود بعد قليل
حكيم:- ولكن إلى أين ستذهب …مي…يا رجل ؟
نبيلة(استوقفته):- مهلا …
ميار(توقف محله وارتعش قلبه من صوتها واستدار ببطء نحوها):- …لارد
حكيم(نظر لميار ولجدته التي ظلت ترمقه بعيون الصقر خاصتها):- ماذا تريدين منه جدتي ؟
نبيلة(اقترب منه بعصاها وهي ترمقه بحذر):- ..لارد
كاظم:- لأول مرة قلبي يرتعش من هيبة أحدهم الله يحفظك ليا يا عمو بشير كنت ظالمك ههه
نادر:- إنها جدتهم ولها هيبة عظيمة ولا تحدث جلبة إنها لا تعرف الكبير من الصغير حين تنزعج
كاظم:- يا حبيبي أبهجتني
حكيم(شعر بتوتر ميار لكن ما باليد حيلة):- جدتي ؟
نبيلة(وقفت مجابهة لميار الذي أحنى عيونه خشية من مواجهة عيونها لكنه رفعهما بالأخير):- نعم جدتي هل هنالك شيء ؟
نبيلة(حركت رأسها):- رافقني للرواق برهة ..
حكيم:- ولما جدتي نحن لسنا بغرباء ثم ماذا بينكِ وبين إياد تحيكانه خلف ظهرنا يعني ؟
نبيلة:- منذ متى وأنت تحشر أنفك فيما لا يعنيك أمر خاص بي وبإياد ،انتبه لأمك وخالتك فهما اللتين تستحقان تركيزك الآن .. تعال يا ولد
ميار(هز كتفيه ولحق بها للممر):-حسنااا
كاظم:- يا إلهي جدتكم يا حكيم بمئة ألف رجل لا لا إنها القوة بعينها أنا وعلى طولي ارتعشت
حكيم(ظل عقله شاردا معهما):- هممم هممم
نادر:- نرجو خيرا
ميار(زفر عميقا وهو يشعر بثقل قلبه لما يضطر للكذب ولكن للضرورة أحكام):- نعم جدتي ؟
نبيلة:- لم أحضر هاتفي الخاص ولكنني أريدك أن تتصل بالست هبة وتخبرها بأن موعدي معها يوم غد قد ألغي نظرا للظروف الراهنة مفهوم ؟
ميار(فتح فمه بصدمة وحاول تكذيب مسمعه أو تحريف الحدس الغريب الذي ساوره):- الست هبة ؟
نبيلة:- ما بالك يا ولد هبة هبة إنها صديقتك المرأة التي دبرت لي لقاءات معها بشقتك وبالحديقة ، ما بك هل صدمة ميرنا زعزعت مخك اتصل بها ولا تنسى هذا كي لا تتكبد عناء الخروج إلي ..هل يمكنني الاعتماد عليك ؟
ميار(شعر بالخواء يتسرب من بين يديه وفي سره):- لا يعقل أن تكون هبة هبة هي نفس المرأة يعني كان لدي حدس وكنت أعرف مسبقا بهذا ولكن … كيف تاه عن بالي أنها تتردد على شقة إياد وتلتقي بنبيلة ومن أصله ما الذي يجمع بينهم والأهم أين رجالي الأغبياء كيف لم يستدركوا هذا الأمر .. لا يا ميار ربما كانت هبة أخرى دكتورة أو جارة دعنا نتأكد / جدتي يعني لدي اسم هبة آخر بأرشيف هاتفي لو تمديني بلقبها أفضل ؟
نبيلة(صغرت عينيها فيه):- ولكنك لا تعرف أصلا لقب هبة يا إياد
ميار(هنا ارتاح قلبه وأتمم في سره):- جيد جيد أنه لم يعرف لقبها وإلا كنا بمشكلة لكن كيف سأخرج الكلام من هذا الحاسوب الذكي افف
نبيلة:- أدخلت الشك في أعماقي يا ولد ماذا يحصل لك ؟
ميار(امتص شفتيه):- حسنا حسنا اطمئني جدتي سأتصل بها بعد برهة عرفت من تقصدين
نبيلة:- طيب لا تنس
ميار(مسح على فكه وهو يرمقها تبتعد بينما هب إليه حكيم):- هه أتعلم ما الذي اكتشفته يا ابن خالي؟
حكيم:- مصيبة جديدة واضح من ملامحك الشؤم
ميار:- هبة رشوان تعبث مع أخي … ومع جدتك فأخبرني ما الذي يجمع ما بين البينين هاه ؟
حكيم(رفع حاجبه):- ألم تقل لي أنك تشك ببقائها على قيد الحياة ما الذي يجزم لك ذلك ؟
ميار:- أنا لست أشك أنا متيقن أنها هي بشحمها ولحمها لكنني لا أعرف بقية التفاصيل ، ولكنني أعلم جيدا الطريقة التي ستجعلني أعرف
حكيم(قرأ فكرته):- أكيد أنت لست جادا فيما تنوي فعله ؟
ميار:- ربما تقمص شخصية إياد لبرهة سينفعنا ، بيني وبين تلك المرأة حساب طويل بحق دموع أمي التي انهمرت بسببها سأجعلها تتجرع علقما بدلا عنها
حكيم(أمسكه من ذراعه):- لا تجن إنها والدة أخوووك إياد ألا تفكر بأنه سوف ينهار لو علم بأنك آذيت أمه ، قد ينفر منك إزاء ذلك ؟
ميار(بحقد دفين):- لم تكن أمك التي تنام والدموع بمقلتيها جراء تهميش أبيك أو إهانته لها ، قد كانت أمي التي لم يشفع لها حمقها عنده بل كان يزيده جبروتااا
حكيم(انتبه لتقدم نور صوبه):- سنكمل هذا الكلام
نور(أطلت على ميار):- إياد إياااد
حكيم:-دعيه قليلا فهو يعني .. سعيد لنجاة ميرنا ويرغب بالاختلاء بنفسه قليلا
نور:- وأنا رغبت بالاتصال بالبيت لكي أطمأنهم فالكل على أعصابه ولكن هاتفي قد نفذ شحنه ممكن هاتفك لحظة ؟
حكيم:- أغلقته فور وصولنا دون شعور جربي
نور:- أجل أجل أنتم أغلقوا هواتفكم ونحن نقلق على العموم سوف نرى بخصوص هذا لاحقا …دعني أتصل أولا فأكيد أول توبيخ سأسمعه سيكون من أختنا أم الأولاد هاااه شفت
رنيم:-حرام عليكم يا نور متنا قلقا لما لا تجيبين على هاتفك ؟
نور:- قد فرغ شحنه يا عبيطة ثم اطمئني والله ميرنا بخير ستكون أفضل إن شاء الله
رنيم:- اففف الحمدلله يا جماعة ميرنا بخير ميرنا بخير اهئ
نور:- حسنا بدأتِ حصة البكاء إذن سأنسحب غالبا ههه هيا بلغيهم سلامي
رنيم:- طيب طيب ههه ..
حكيم(أخذ الهاتف منها):- ابقي جوارهم نور ريثما أعود
نور(باستغراب):- إلى أين أنت ذاهب ؟
حكيم:- بعد قليل ستعرفين …
توجه صوب الممر الآخر وهو يعقد حاجبيه من جهة يريد معرفة سر اهتمام ميار بجوزيت وهل لهذا الاهتمام علاقة بصدمته إثر حادثة ميرنا أم أنه كان مسبقا،لم يعرف لما شك بالأمر وأراد ملاحقته وفعلا تحقق حدسه حين وجد ميار يقف بجمود عند باب غرفة جوزيت دونما حركة وكأه ينتظر شيئا يعزز قوته ليلج الغرفة
حكيم(اتكأ على الجدار):- يعني ؟
ميار(انتفض من حضوره ورمقه بطرف عين):- كنت أود الدخول ولكنني غير قادر خصوصا وذلك الرشواني بالداخل
حكيم:- ألا تعتقد معي أنك تتصرف بطيش ،ما الذي يجعلك تقف عند باب غرفتها هكذا كالصنم ؟
ميار(حك رقبته):- الموضوع وما فيه …
وائل(فتح الباب قصد الخروج وتفاجأ بهما):- ماذا هناك ؟
حكيم(اغتاظ لدى رؤيته ولاحظ الملصق الطبي على جبينه وأعلى عنقه):- كل خير ها أكتبت شيئا رومانسيا أثناء تواجدك بعيدا عن غرفة العمليات ، معلوم فأنت صرعت رأسنا بتلك الحجج الواهية في اهتمامك الكاذب بميرنا
وائل:-اهتمامي ليس كذبا وقد أتيت هنا للضرورة القصوى
ميار:- ضرورة قصوى ههه يعني ماذا هل ساهمت في إطلاق صاروخ نحو القمر ؟
وائل(جذب الباب خلفه ووقف مجابها لهما):- أخفضا صوتيكما جوزيت متعبة
حكيم(رمق ارتباك ميار قربه):- ماذا حصل معها كانت بخير قبل قليل ؟
وائل:- اسأل ابن عمتك ؟
ميار(حرك فكه ونظر جانبيا):- وما دخلي أنا في الموضوع ؟
وائل:- لقد ضغطت عليها كثيرا وأتممتها ب
ميار(قاطعه مشيرا بإصبعه):-أنت آخر شخص يمكنه توجيه الكلام لي ، تنحى جانبا لأنني أود رؤيتها على انفراد
وائل(كتف يديه وهو يهز رأسه):-أتحسبها ستوافق على رؤيتك مثلا ؟
ميار:- من مصلحتك أن تدعني أراها وإلا منعتك عن ميرنا ؟
وائل(اهتزت حنجرته):- لا يمكنك منعي لو أردت رؤيتها فسأفعل
ميار(تقدم إليه خطوة وواجهه بحنق):- سيتم ذلك صحيح ..لكن على جثتي
حكيم(تدخل بينهما):- تمام تمام خلصونا من حوار التهديد هذا ولنتفق
وائل:- لن تدخلا إلا بعد أن تأذن هي لكما بذلك وهذا آخر ما لدي
حكيم:- أوك وهذا يكفينا ..
ميار(نظر لحكيم بغيظ):- جديا ؟
حكيم(نكزه لكتفه):-وماذا تنتظر أن تستقبلك بالأحضان يعني ثم لست أفهم ما معنى وجودك هنا ؟
ميار(رفع حاجبه):- عادي أردت رؤيتها
حكيم(حرك رأسه بعدم اقتناع حين رمق عودة وائل من داخل الغرفة):- الله أعلم ما الذي يدور تحت شعر رأسك
ميار(ابتسم لوائل بكره):- بعض الهواء مفيد للصحة يا حلو
وائل(تحرك مغادرا):- إذن تنشقه بدلا عني فقد بدأت تشيخ
ميار(صغر عينيه فيه):- إنه يبحث عن رصاصة تقسم جبينه أسمعت ما قاله ؟
حكيم(أمسك مقبض الباب):- سمعت سمعت ولن أهتم فلدينا ما هو أهم ،أتدخل أم أدخل ؟
ميار(ارتعش لحظتها لكنه جمد قلبه):- سندخل سوية هكذاااا
جوزيت(بارتباك كانت ممسكة بيد ناريانا):- أهلا أهلا
ميار:- ههه إنها ترحب بنا يا مرحبا بكِ أختاه
جوزيت(بعدم فهم نظرت لناريانا):-…أ..كيف هي ميرنا ؟
حكيم(حك أنفه):- ميرنا صارت بخير قد تجاوزت خطورة العملية وستتماثل للشفاء
جوزيت:- الحمدلله
ميار(ابتسم):- كأنكِ لم تسعدي للخبر ؟
جوزيت(تنهدت بتعب):- لست مستعدة لأبرر لك أي شيء وحبذا لو تختصرا سر زيارتكما الغريبة لي ، فآخر زيارة قام بها ابن عمي كان لأجل البحث عن ميرنا وأنت لا أعتقد بأنك تحمل سببا آخر في أعماقك لتطمئن علي إلا إذا كان تتمة للسخرية والإهانة التي أغدقتني بها في موقع الحادث
ميار(هز كتفه وهو يقترب من الكرسي جوارها حتى جلس):- يمكنكِ الاقتناع بما تريدين
ناريانا(نظرت لحكيم ورمشت):- حكيم أحتاجك في كلمة على انفراد
حكيم(نظر لميار الذي وضع رجلا على رجله قبالتها):- لست أفهم شيئا مما يحدث ، لكنني استهلكت أعصابي بصدق وتعبت من التفكير والتبرير ليفعل الكل ما يشاؤه
ناريانا(مشت خلفه):- صبرك علينا يا راجي فغضب الأسد لا يثمر خيرا
حكيم(خرج معها للرواق):- هل بإمكانكِ شرح سبب خروجنا ألا تعلمين أنهما كالنار والبنزين ؟
ناريانا:- حتى لو أحرقا بعضهما إلا أنهما لا يفرطان بروحيهما أنا أعرف ، لكن سبب طلبي لك كامن في شيء آخر بعيد عنهما
حكيم:- ما هو ؟
ناريانا:- إنها ميرنا يا حكيم
حكيم(اهتزت حدقتيه بعدم استيعاب):- ولكنها في وضع أحسن بكثير مما كانت عليه ما الجديد ؟
ناريانا:- لا أدري كيف أصوغها لك لكن ساورتني رؤيا غريبة لم أستطع تبين شيئا منها
حكيم:- هيا أكملي ما بدأته فخرية قبلكِ وكأنه لم يكفيني جنونها حتى تزيديني حرقة أخرى
ناريانا:- اسمعني حكيم أنا لست مثل فخرية فالرؤى خاصتي قد تتغير زمنيا يعني ليست ثابتة وما رأيته هو شيء غريب
حكيم:- أخبريني
ناريانا:-أولا قد تنفعل أو قد تفهمه بشكل خاطئ لكن ربما ميرنا لن تستيقظ إلا بتواجد ميسون جوارها
حكيم:- ههه أكيد تمزحين ؟
ناريانا:- ميسون ووائل أيضا
حكيم(هنا جحظ عينيه بعصبية):- ما الذي تهذين به ؟
ناريانا:- صدقني هذا ما رأيته ولم أفهمه بدوري لكن ..أرجح إحضار ميسون لأجل ميرنا
حكيم(مسح على فكه):- أتعلمين ماذا مشكورة ع النصيحة لكن هذا لن يحصل عن إذنك
ناريانا(لحقت به):- مهلا لو تسمعني قليلا يا حكيم ..حكيم افف كيف سأقنعه الآن يا الله أين أنت يا نزار لما لا أجدك وقت حاجتي همم … لأحضر كوب قهوة لي علني أجد حلا بعدها
تحركت من هنالك وانعطفت لتفاجئ بشيء لا كان على البال أو على الخاطر يا حبيبي ؟؟؟؟ كان نادر يمسك بيد نهال بحرارة وهو يميل برأسه ويتحدث بشيء أقرب للهمس بينما كانت نهال تبتسم تارة وتارة تشرد في ملامحه وتهز رأسها الله الله مين الأخت من غير شر ؟؟؟
ناريانا(سعلت بقوة واقتربت منهما):- سيد نادر ؟
نادر(ابتسم بإشراق):- ناريانا جيد أنكِ أتيتِ لأعرفكِ بسليلة آل الراجي إنها نهال ، نهال هذه ناريانا صديقتنا
ناريانا(آلمها تعريفه لها ولكن آثرت لملمة الوضع):-تشرفت بكِ وقد سمعت عنكِ الكثير
نهال(تأملتها بمكر):- اممم ولكن لم يسبق لي أن سمعت عنكِ أي شيء مع الأسف
ناريانا(تقبلت خبث الصغيرة بامتعاض):- عجبا عجبا كيف لك ألا تروي لها عن مغامراتنا بروما يا نادر ت وكأنك بخست من حق علاقتنا أمام الصغيرة ؟
نهال(صغرت عينيها فيها):- لست صغيرة يا صاحبة الشعر الطويل
نادر(حك أنفه ورمق شرارة بينهما):-حسنا ما الذي يحدث هنا ؟
الاثنان معا:- لا شيء
ناريانا(أشارت للمنعطف):-لأدعك مع صغيرتك عزيزي نادر سأحضر قهوة لعلها تعدل مزاجي
نهال(لوحت لها):- أتمنى أن يستوي مزاجكِ يا روحي
نادر(رفع حاجبه مصدوم من حركة نهال):- ما بالكِ معها ؟
نهال:-إنها مستفزة
نادر(نظر خلفه لناريانا التي كانت تستشيط غضبا وهي تنزل الدرج وعيونها عليهما):- غالبا سمعتكِ
نهال(هزت كتفها وتأبطت ذراعه):- آخر همي ..لكن مهلا أيعقل أنها تحبك لهذا شعرت بالغيرة مني يا نادر ؟
نادر(هز رأسه ّإيجابا):- شبه ذلك
نهال(قفزت بحرارة وعانقته):- يااااه وأنت وأنت أتحبها ؟
نادر(استقبل حضنها بحنان):- لست أدري
نهال(شعرت بالارتياح قليلا وتلاعبت بعينيها):- اممم يعني أنت لا تكن لها أدنى مشاعر صح ؟
نادر(بارتباك):- لم أقيم مشاعري تجاهها بعد
نهال(وضعت يديها خلف ظهرها وأخذت ترتج محلها):- جيد جيد
نادر:- وما الجيد في هذا ؟
نهال(بتلعثم):-أ..يعني خذ وقتك خذ وقتك في تقييم مشاعرك يعني لا تتعجل في ذلك
نادر:- أيمكنني سؤالكِ عن شيء وبوضوح ؟
نهال(نظرت جانبا):- أجل
نادر:- لما فرحتِ بهذا القدر لعدم تأكيد مشاعري تجاهها ،ما السبب الحقيقي خلف هذا ؟
نهال(عقدت حاجبيها ووجدت نفسها في مأزق):- أ..أكيد ليس شيئا مهما ولكنني أريد سعادتك وراحتك فحسب وبالنسبة لهذه المرأة لم ترق لي صراحة
نادر(همس لها بدعابة):- حقا ؟
نهال(ارتبكت من حركته وناظرت عيونه العميقة):- أ..أمي غالبا تبحث عني سأعود إليهم
نادر(تنهد عميقا):- تفضلي ..
ناريانا(بعد ذهاب نهال قاطعته بعودتها):- هل تعجبك ؟
نادر(استدار بخفة صوبها):- من ..نهال هه أكيد لاء يعني هي رقيقة القلب وتعتبر صديقتي
ناريانا(مطت شفتيها بمرارة):- صديقتك مثلي يعني ههه .. يا كثر صديقاتك سيد نادر مرحى لك
نادر(بعدم فهم):- أين تذهبين انتظري ناريانا نارياناااا يا الله ما بالها انزعجت فجأة، لا يعقل أنها تغار من نهال أكيد هذا أمر غير معقول ..مهلا يا بنت ..
لحق بها في الممر وربما ستصب على وجهه كوب القهوة الساخن فالأرجح أن يدعها وشأنها وهي في أقصى حالاتها اشتعالا هه يعني جرب نار الغيرة يا غالي ، لأننا سننسحب بغية فهم ما يدور بين جدران هذه الغرفة فاللعب تحت المكشوف بات إرهاقا شديدا لا يحتمل
ميار(كان جاثما عند النافذة وهو يتأمل أضواء المدينة من ذلك العلو):- ألم يعجبكِ اقتراحي ..أظنكِ في موضع لا يسمح لكِ بالمفاوضات إذ عليكِ الموافقة وفوريا
جوزيت(ببكاء):- إنه أخونا كيف سنفعل به هذاااا يا ميار ؟
ميار:- ضريبة خيانتكِ لي … إما أن تدفعيها الآن أو تلتقطي صورا كثيرة لجنينكِ الذي سأسرقه منكِ فور نزوله
جوزيت(وضعت يدها على بطنها وهي تشتم في سرها):- الأحمق الأبله هل ستختطف ابنك آه يا ربي ليتني قادرة على البوح بالحقيقة فقد تمادى هذا الغبي
ميار(استدار ليتفقدها):-كأنكِ تفكرين كثيرا .. بالغتِ في شرودكِ عزيزتي وهذا ما لا أملك وقته
جوزيت(أغمضت عينيها واتكأت برأسها على الوسادة):- لو تعطيني كوب ماء أكيد لم تنفذ الرحمة في قلبك لهذه الدرجة ؟
ميار(ضحك من جملتها واقترب من القنينة):- في سبيل دعمكِ لي قد أسقيكِ ما تشائين
جوزيت(ابتسمت بتوتر وأمسكت عنه الكوب وشربت القليل):- شكرا
ميار(وضعه محله وكتف يديه):- اممم ؟
جوزيت(تزحزحت محلها):- عدلي الوسادة أيضا بليييز
ميار(بنفاذ صبر):-قد بدأتِ تشعرينني بالضجر
جوزيت(فتحت عينيها بلمعة شر وحين هم بتعديلها خلف ظهرها ضغطت على قلبه):- نبهتك من عدم تهديدي سابقا أليس كذلك ؟
ميار(بقي على وضعه والمسدس يلامس قلبه):- ههه يعني مهما طال الزمن لن أتعلم مواقيت خبثكِ يا جوزي ، هنيئا لكِ قد تفوقتِ علي يا ثعلبة القطب
جوزيت(أغمضت عينيها حين اشتمت عطره الذي يضعفها):- أنت تهددني بأثمن شيء بت أملكه إذن لا يسعني أن أتحمل خطرك عليه
ميار(رفع رأسه القريب منها ووضع يديه على جانبي السرير حيث صارت تقريبا بأحضانه):- جوزيت الراجي .. العبث معي سيؤذيكِ
جوزيت(بدموع انهمرت من جانبي عيونها حركت الزناد):- قد أقتلك يا ميار لأجل طفلي
ميار(نفخ بشفتيه خصلة من خصلات شعرها وهو يبتسم بخبث):- الغريب في الأمر أنني واثق من ذلك وأقبل بالمجازفة
جوزيت(بعدم تصديق):-كيف …هل هل ستنفذ تهديدك لكنني قد أزهق روحك لو فعلت ؟
ميار(وضع يده على يدها الموضوعة على صدره بالمسدس):-افعلي ذلك الآن واضمني سلامته باكرا لأنني سأسرق منكِ فرحتكِ ولكِ وعدي ...وعد رجل عشقكِ وأنتِ حية وأنتِ ميتة يا عمري
جوزيت(بتعب حاولت إبعاد يدها لكن قبضته أربكتها):- أترك يدي يا مجنون قد تسبب بانفلات رصاصة والخزان ممتلئ ، أنا لا أمزح دع يدي
ميار(اقترب بشفتيه من شفاهها حتى أخرسها):- بدأتِ تفقدين مهاراتكِ يا ثعلبتي أخشى أنكِ ستعتزلين قريبا
جوزيت(أغمضت عينيها من تأثير قربه ذاك وظنت أنه سيقبلها):-…لارد
ميار(تأمل استسلامها ذاك وابتسم بخبث):- حتى وأنتِ بين أحضانه حينما أقترب منكِ سأنتزعكِ طواعية لأن كل ما فيكِ ينتمي لي أنا … لذلك سأنفر منكِ لأتفرج على احتراقكِ الممتع رويدا رويدا
جوزيت(فتحت عينيها بحرقة):- لما تتلذذ بإيلامي بهذا الكلام ؟
ميار(ابتعد عنها وعدل قميصه):- يكفي عبطا هنا وأعطيني وعدكِ هل أنتِ معي في ما يخص هبة ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):- لن أفعل هذا بإياد أخبرتك برفضي
ميار:- أوك.. سأتصرف وحدي ولو حدث وسمعت أنكِ نبهته سوف أجعلكِ تعيشين بجحيم
جوزيت:- أكثر مما أنا فيه أشك
ميار(سمعها جيدا ولكنه فتح الباب وغادر):- حسنا يا جوزيت ستلعبين إذن لكِ ذلك …
جوزيت(ضمت مسدسها لصدرها وهي تتنهد بتعب):- لما يقتلني بعطره آه يا ربي لما أعشقه هكذااا افف افف أكره ضعفي بقربه ولكني أحبه ، وأنت تحبه يا صغيري آه لو يعلم بك أبوك أكيد سوف يفرح ولكنه سرعان ما سيفكر بمنطقية ويسلبنا من بعضنا أنا أعرفه ،والله أفعل هذا لأجلك يا حبيبي لذلك لا تحزن ماشي كلها فترة ونجتمع ثلاثتنا أنا وأنت وبابا ميار ههه …
فتحت الباب عليها فجأة ووثبت أمامها بعصاها التي تزيدها حزما وصرامة ،وهذا ما جعل جوزيت تناظرها باستفهام جعل الحروف تتلكأ في جوفها تلك اللحظة ، فهل سمعتها يا ترى هذا ما سنراه حتما لكن بعد برهة لأن هنالك تسللا واضحا علينا ملاحقته …
ارتداؤه لثياب الممرضين كان شيئا بعيدا عن مدى تفكيره ، لكن حين لاحت له بوابة العناية المشددة التي تم نقل ميرنا إليها شعر برغبة جامحة في رؤيتها .. لذلك تحرك صوب غرفة الممرضين وارتدى ما يناسب ،وأكمله بالقبعة والقناع ونظارات بصرية كانت على إحدى المكاتب جعلته يبدو غريب الملامح حيث لن يشك فيه أحد أيا كان يكون ..حمل ملفا به تقارير غريبة لم يفقه فيها شيئا ولكنه لم يهتم بل خرج لينفذ مخططه فإن لم يراها الآن سوف تنفذ أعصابه ..مر بجانب العائلة التي كانت في حالة مواساة وتشتت مكنته من الدخول للممر الخاص دون مشكلة ، نظر حوله للغرف وأخذ يتفقدها واحدة بواحدة معتمدا على إحساسه الذي كاد يتجسد على أرض الواقع ويركض صوبها قبله وقبل قلبه ووجدانه …وجدانه أخيرا قد لاحت له ها هي ذي أمامه رمقها من الزجاج الخارجي وهي مربوطة بأسلاك طبية ومضمدة الظهر وشعرها مرفوع على جنب الوسادة بينما كانوا يضعون على فمها قناع تنفس اصطناعي جعله يرجو الله عافيتها في القريب العاجل …
ضغط على زر البوابة الزجاجية ودلف إليها برقة وهو يميل برأسه ويتحسر على إصابتها ، منظرها ذاك كان سكينا يمزق فؤاده ، عسل غروبه مصابة وهذا ما يؤذيه فكل لحظة تمر بها في ألم إلا وتنزف من جوارحه ، إنها لا تستحق هذا العذاب فكيف وصلت الأمور لهذا النحو ؟
وائل(اقترب منها ودنا من يدها التي رفعها بقبلة حنونة):- حبيبتي ميرنا وائلكِ هنا قد أتيت ، اعذريني يا عمري لم أستطع منحكِ راحة البال بل زدتكِ وجعا وحرقة ، ولكنني أجبرتُ على هذا يا كبدي لو أخبرتكِ بالحقيقة لكان الطفل في وضع خطير الآن ..جوزيت ترتجف رعبا من ردة فعل ميار وأنا لن أتمكن من كسر فرحتها بابنها الوحيد الذي سترزق به في هذه الحياة ، يعني وضعت بين المطرقة والسندان أنتِ من جهة وكسر حبنا من جهة .. لقد كنت مقيدا وما زلت ولكنني غير قادر على الانسحاب كما يتوجب الوضع لا أحسب أنني قادر على إبعاد عيني من عليكِ يا وهم قلبي
تأثر كثيرا وحزن عليها ولكن ما باليد حيلة فهو يعلم أنها ضريبة عذاب أخرى عليهم دفعها ،مسح على يدها بحنان وارتفع بها ليلامس خصلات شعرها العسلية ورمق بأسف شديد ضمادات ظهرها العاري وانتبه للملصق الطبي الموضوع على ندبتها وقد بدا وكأنه اقتلع من أحد الجوانب ، استغرب إهمالهم فكيف سيشفى دون الاهتمام به بشكل جيد ..هنا نهض من محله وحاول إلصاقه ولكن الملصق أبى وفهم أنه غير مناسب لذلك بحث بعينيه عن ملصق آخر فوجده بعربة الأدوية وأحضر مقصا ليزيل به الآخر وبالفعل أزاله وحين هم بوضع الجديد فتح عينيه بدهشة مما رآه ، فقد كانت هنالك أخاديد محفورة مكان الوشم على شكل دائرة مرقعة وبها خطوط قصيرة ملتفة حولها وبداخلها تفاصيل وجه مشوه وللحظة بدت وكأنها شمس بكل ما في الكلمة من معنى ،لم يشعر بنفسه إلا وهو يضع يده عليه وفجأة أغمض عينيه دونما تركيز ليبصر شيئا لحظيا أربكه للأمانة …
ميرنا(كانت جالسة على حافة الجبل بفستان أنيق يتراقص حول جسمها):- يا وائل إن أوس نائم الآن لذلك لا تزعج نومته يا عمري رجاء
وائل(كان يداعبه وهو بين ذراعيها مستكين):- ولكنني أحبكِ حين تتذمرين من بكائه المتواصل تصبحين شقية وجميلة هكذاااا تعبثين بأوتار قلبي
ميرنا:- يا سلام هل هذا هو العشق يا أفندي أن تتعب زوجتك بابنكما ؟
وائل:- وابنتنا المدللة شمس ألا تفكرين بها ؟
ميرنا(أغمضت عينيها):- إنها في مأمن ولن يحدث لها مكروه ثم حكيم يعتني بها جيدا
وائل:- يحز في نفسي أن أفرق بين أولادي ولكن ميسون تحب شمس كثيرا ولو أنها وافقت على مرافقتنا لهذه الرحلة لكنت سعدت بانضمامهما
ميرنا(وضعت رأسها على كتفه):- لا بأس الرحلة القادمة نحضر الجميع معنا ،وجيد أن شمس بقيت هناك لأنني شعرت بأن حرارتها مضطربة لذلك جعلت ناهد تعتني بها
وائل:- ما رأيكِ في علاقة ناهد وحكيم ؟
ميرنا(ابتسمت بخجل):- إنها تحبه
وائل:- ههه وهو ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها):- ما زال يحبني
وائل(أغلق عينيه وانتبه لاستيقاظ أوس):- غالبا ابنكِ يعرف المواقيت المناسبة للاستيقاظ
ميرنا(أعطته له):- طيب خذه للسيارة أنا سألحق بكما بعد قليل
وائل(حمله بين ذراعيه وقبَّل وجنتها):- أحبكِ يا شمس الليالي
ميرنا(غمزت له):- وأنا أعشقك يا أبو أولادي ههه
وائل(استقام بأوس ونظر إليها وقد بدت كالحلم الجميل في ذلك المكان):- تبدين مذهلة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- ندبتك وائل أهي تنزف ؟
وائل(نظر لندبة يده ورفع بصره لندبتها):- وندبتكِ أيضا تنزف هل جرحتها ؟
ميرنا(استقامت بفزع):- أبدا لم أفعل ولكن …واااااائل لما أشعر بأن شيئا ما يجذبني للخلف
وائل(أمسك الصغير وقد جحظ عينيه بجزع=):- أمسكي يدي ميرنااااا لا تفلتيهااااا
ميرنا(أمسكتها لكن رياحا عاتية كانت تجذبها قسرا للهاوية):- وااائل أنقذني وااااائل
وائل(بخوف):- ميرنااااااااااااااااا ميرناااااااا
ميرنا(انجرت للخلف حتى وصلت الحافة وبقيت رجلها فقط على آخر نقطة):- اهئئئ وااائل اعتني بأولادنااااا لا تفرط فيهم أبداااا ، اعتني بميسوووووون ميسون يا وائل ميسووووووووووون آآآآآآآآآآآآآآآآه
وائل(فتح عينيه على صرختها):- ميرناااااااااااااا لالالالالالالالالالالالال الا / هئ ميرنا ميرناااا يا إلهي
الممرضة(كانت تهزه ليستفيق):- يا ممرض إن موقعك ليس هنا رجاء غادر غرفة المريضة
وائل(بعدم فهم ناظر الممرضة):- عفوا منكِ ولكن … أ
الممرضة:- حان وقت إمداد المريضة بالدواء لقد مرت ساعة جيد أنني مررت لأخرجك من هنا ، علي أن أضع ملصقا جديدا لجرحها هاتِ عنك فتواجدك هذا مخالف لو سمحت انسحب
وائل:- تمام تمام لقد تعينت مؤخرا هنا لذلك حسبت أن هذه هي الغرفة المقصودة عن إذنك
نظر بشرود صوب ميرنا التي كانت ما تزال نائمة على حالها واستغرب كثيرا ذلك الحلم المريب ، ماذا يعني ثم كيف حلم به وهو لم يشعر بحاجة للنوم ، شيء غريب حدث له سحبه ليبصر تلك الرؤيا التي كانت ما بين اليقظة والحلم ، حتى خروجه من الغرفة لم يشعر به لذلك كانت المواجهة هي الشيء الوحيد الذي سيجعله يقتنع بأن ما رآه محض خيال
حكيم(كان يقف بالرواق الذي يفصل ما بين العناية المشددة وبين بقية الممرات):- رأيتها ؟
وائل(أزال قناعه والنظارات والقبعة برفق فقد كشف أمره):- أجل
حكيم(أزال رجله التي كان يضعها على الحائط وفك تكتيف يديه ورفعهما بتصفيقة ثلاثية وشمها بالهزل):- وكيف وجدتها ؟
وائل(اقترب منه بامتعاض):- إن كنت ستسخر من تصرفي لك ذلك لأنني مرهق بما فيه الكفاية ، الوضع الذي رأيتها عليه نحن من تسببنا فيه …لذلك إن لم نجد بما نصحح هذه الخطايا فميرنا لن تتحسن
حكيم(اقترب منه بعنفوان ووقف أمامه):- خطيئتي مهما بلغت من الأذية فلن تصل للقدر الذي آذتها به خطيئتك أنت مع امرأة غيرها ،فالنساء قد يغفرون أي شيء يمكنك توقعه إلا تبديلهن بأخريات
وائل(أغلق عينيه برهة بإرهاق):-…لآرد
حكيم(انتبه لملامحه وعقد حاجبيه لاعنا اهتمامه به فليحترق):- هل ستسقط أنت الآخر طريح الفراش ؟
وائل(فتح عينيه ببؤس ونظر إليه):- ماذا لو لم تستيقظ ؟
حكيم(انتفضت مضخة قلبه باستياء):- كيف يعني ماذا تقصد ؟
وائل(أمسك على قلبه):- هنالك شيء مريب حيال الأمر لا أدري ماهيته ولكنني قلق عليها
حكيم(بتوتر):- وتقلق لماذا فالطبيب طمأننا على حالها ستستيقظ الليلة أو غدا على الأغلب
وائل(بشرود تحرك):- أرجو ذلك
حكيم(استوقفه):- أتريد مشاركتي بشيء ما ؟
وائل(ناظره بعمق):- أنت لن تستطيع مساعدتي فدعني في همي
لم يفهم منه شيئا مما قصده لكنه نظر للرواق وتحديدا لغرفة ميرنا وتقدم صوبها ليراقبها من الزجاج الخارجي ، فذلك أقصى ما يمكنه فعله مراقبتها والدعاء لسلامتها وعودتها إليه في القريب العاجل … هنا خرج وائل متجاوزا الأهل ولم يتوقف حتى ليلقي السلام بل مضى لغير وجهة لحين وجد نفسه بسطح المبنى يقف عند حافة السور وكان قد فتح أزرار قميصه الذي كان متطبعا ببقايا دماء شمس لياليه ، وقف هنالك وهو يتحسس حنجرته كي يستقبل الهواء لعله يشحنه بالأنفاس التي صار يسحبها عنوة من أعماقه بغية الخلاص ، لحين قاطعته بحضورها المرتقب
ناريانا(نطقت بعد برهة من الصمت والتأمل بجواره فهو لم يستشعر وجودها البتة):- إياد مع كاظم في السيارة خارج المشفى وهو بانتظار مغادرة ميار كي يتفقد الوضع بدوره
وائل:- ألم يغادر غرفة جوزيت بعد ؟
ناريانا(رمشت):- غادرها قبل قليل
وائل:- إذن ؟
ناريانا:- ما زال ينتظره غالبا هو في مكان ما هنا ، فذلك طبعه حين يختفي بين الممرات ويستجمع نفسه وأفكاره
وائل:- جيد
ناريانا(ابتلعت ريقها):- كأنك متوتر من شيء ما ؟
وائل(نظر إليها عميقا قبل أن يسترسل):- حدث شيء غريب وأنا أزور ميرنا بغرفتها
ناريانا(ابتلعت ريقها):- ماذا حدث يمكنك مشاطرتي لو أحببت
وائل:- أخشى أنكِ لن تستطيعي مساعدتي أنتِ أيضا
ناريانا(باهتمام):- جرب ولن تخسر شيئا
وائل:- لقد أبصرت رؤيا غريبة حين لمست ندبة ظهرها التي برزت مكان وشمها
ناريانا(باستغراب مفتعل):- ندبة …لم أفهمك ؟
وائل:- لقد محي الوشم تمام جراء الحادثة ولكنه تسبب بإنشاء شكل دائري كالكرة مكانه ، لوهلة تحسبين وكأنه شكل شمس
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما):- أهاااه وبعد ؟
وائل:- وكأنني رأيت مستقبلنا أنا وميرنا ومعنا ّابننا جالسين على جرف جبل تبادلنا أطراف الحديث عن ابنتنا التي تركناها لدى حكيم وأوصتني ميرنا بهم وبميسون أكثر ، بعدها فجأة انجرفت خلفيا نحو الهاوية وكأن قوة ما كانت تسحبها للخلف حاولت الإمساك بها لكنها أفلتت مني ولما سقطت استيقظت
ناريانا(هزت حاجبيها):- إنه محض حلم مزعج غالبا أعصابك متعبة لذلك رأيت هذا
وائل:- ربما
ناريانا(رمقته بطرف عين ونظرت جانبيا):- تمام سأدعك لوحدك قليلا سأتفقد جوزي
وائل:- مهلا سآتي معكِ
نزلا سوية وفي خلد كل منهما تفكير مختلف فهو كان يستشعر ذبذبات رعب ستجعله يكتوي على محبوبته ، بينما كانت هي تنظر لساعتها وتترقب حضور نزار ليلملم الوضع الذي زادته الأقدار ارتباكا خصوصا بعد هذه الرؤيا التي زارت عقل وائل في وقت غير مرتقب ،وهذا ما يعني أن الوقت قد اقترب … كثيرا
في غرفة جوزيت
كانت تجلس على الكرسي جوارها وهي تستنطقها والظاهر أنها شكت بشيء لا يمكن تلافيه
نبيلة:- بمعنى ؟
جوزيت(مسحت عرق جبينها وهي تفرك يديها):- أ..أ… لا يسعني النطق بشيء جدتي نبيلة أرجوكِ ارحميني من ثقل الموضوع
نبيلة:- اسمعيني جيدا يا بنت أنا لا يمشي معي هذا الكلام ، ستنطقين الآن وتجيبين بصراحة وإلا سأخرج من هنا وأتوجه للطبيب الذي قام بمعاينتكِ وأجبره على النطق بالحقيقة التي تحاولين إخفاءها منذ دخولي …أتحسبين أن اللف والدوران الذي صرعتِ رأسي به قبل قليل سيخيل على راجية عاشت بقدر ما عاشت لتتبين حقائق أحفادها من نظرة أعينهم ؟؟؟؟
جوزيت(بدموع):- ماذا تريدين أن تسمعي إذن ؟
نبيلة(بحزم):- ممن أنتِ حامل ؟
جوزيت(بكت لحظتها ووضعت يدها على بطنها):- من شخص لا تعرفينه ورجاء دعيني وشأني
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):- حين تسحبين كل الدم الذي يسري بعروقكِ وترمي به في المستنقع وقتها سأدعكِ وشأنك ، لكن طالما دم الراجيات يدور بجسمكِ المتهالك فأكيد ستجدينني لكِ كالمرصاد فأجيبيني بوضوح ولا تستنزفي صبري لأنكِ لا تعيشين في هذا العالم لوحدك إن ترعرعتِ وحيدة فقد أعادتكِ الأقدار لمن هم أكبر منكِ عمرا ويحق لي التدخل فيكِ فردي علي … من هو أبوه ؟؟؟؟؟؟
جوزيت(بانهيار):- لا شأن لكم بي مثلما عشت حياتي كلها بعيدا عنكم سأكملها أيضا وأنا غريبة عن ذلك البيت الذي لم أنتمي له يوماااا ، أنا لست منكم حتى تتدخلي فيني أنا لست حفيدتكِ أتسمعين ؟
نبيلة(رفعت عصاها وضربت رجل جوزيت):- أيتها الوقحة
جوزيت(وضعت يدها على ركبتها بألم):- أي ماذا تفعليييين ؟
نبيلة:- إن كانت الظروف قد لعبت دورها وحرمتني من تربيتكِ فأنتِ واهمة لأترككِ تعبثين وتجلبين العار لعائلتنا بهذه البساطة ، هذه الركب سأكسرها إن لم تطيعي أوامري وتجيبيني بشكل واضح عن سؤالي لكي أجد ما ألملم به هذه الفضيحة
جوزيت(مسحت وجهها من الدموع):- فضيحة بالنسبة لمن ،أيعرفني أحدكم لا أكيد لا يعرفونني فكفي عن لعب دور الكبيرة لأنني قادرة على الاعتناء بنفسي بعيدا عن محيطكم
نبيلة(استقامت وهي تهز رأسها بنفاذ صبر):- العناد الراجي المعروف تمام … إن لم أستطع معرفة ما أريده هنا لا بأس في البيت سأفهم منكِ كل شيء
جوزيت(رفعت شفتيها بذهول):- بيت ماذا ؟
نبيلة:- ستغادرين من هنا إلى بيتنا مباشرة وأقسم لكِ بدم الراجية الذي وطأتِ عليه دون شرف إن لم تلتزمي أمامي لأجعلنَّكِ ترين عرقا أسودا لم تحسبي يوما حسابه
جوزيت(ارتعبت من نظرة نبيلة):- هل ستلعبين دور الجدة الراعية الآن ؟؟ أين كنتِ قبل هذااا ؟
نبيلة(تأسفت لحظتها):- الذنب ليس ذنبي بل ذنب أبيكِ من البداية ولكن .. لا بأس قد فات الأوان على نعي الحقائق وما بين أحشائكِ الآن أهم فهل أنتِ مستعدة لمرافقتي ؟
جوزيت(تتدحرج ما بين رغبتها بالموافقة والرفض):- لا أستطيع ذلك .. لا يمكن أن أكون أنا وميرنا تحت سقف بيت واحد
نبيلة(باستغراب):- والسبب ؟
جوزيت(نظرت لنبيلة بعمق):- لقد كسرت قلبها
نبيلة(شهقت وهي تفتح فمها بعدم تصديق):- ماذا فعلتِ ؟
جوزيت(هزت كتفها بقلة حيلة):- لقد وقعت بالمحظور أنا ووائل رشوان وهذا الطفل هو ابنه
نبيلة(ارتعشت محلها حتى ارتجفت قدماها وجلست دون شعور على الكرسي):- غير معقول
جوزيت(بفزع عليها انتفضت):- جدتي نبيلة جدتي ما بكِ أجيبيي ؟
نبيلة(كانت تفتح وشاحها بصعوبة):- مااااء أعطني شربة مااااء
جوزيت(نهضت سريعا من سريرها وأعطتها القنينة كاملة):- اشربي جدتي
نبيلة(بعد تجرع القليل لاحظت قرب جوزيت منها والتي وضعت القنينة على جنب):- أنتِ كاذبة
جوزيت(استقبلت صفعة جدتها بقوة على وجهها وهي مذهولة):- هئئئئ
نبيلة(اتكأت على عصاها ونهضت بصعوبة لمجابهتها حيث جذبتها من ذراعها بقوة غير معهودة):-أشك بأنكِ قد تعرضتِ للتوبيخ يوما ما لكنني لاحقة عليه يا غبية .. ففي المرة المقبلة التي تفكرين فيها بتلفيق كذبة لا تنظري إلى جوانبكِ بل إلى عيون المتحدث إليه ، هكذا فقط يمكنني تصديقكِ والآن أريد تفسيرا لكل ما حصل كيف كسرتِ قلب ميرنا ولما تنسبين أبوة ابنكِ لوائل رشوان ؟
وائل(دخل على الجملة):- الله الله هذا ما كان ينقص
ناريانا(فتحت عينيها بذهول):- يا إلهي ….
نبيلة(نظرت إليهم جميعا بحزم وقامت بتسطيرهم أمامها بعد لحظتين):- ليشرح لي أحدكم ما سر هذه الأكذوبة من الألف إلى الياء ودون إغفال حرف …هيا ابدؤوا ؟
لم يحسبوا حسابا كهذا للأمانة فلقد غطوا كل الثغرات لكن ثغرة نبيلة الراجي لم تكن في توقعهم على الإطلاق ، وجدوا بأنهم محاصرين من قبل عيونها التي لا ترمش إلا لكي تقيس درجة توتر كل واحد فيهم وتلمس كذبه من صدقه ، وهذا ما أربك مسار الوضع حقيقة وصار لزاما عليهم تدبر كذبة لا تشوبها شائبة ولكن كيف السبيل كيف ؟؟؟؟؟؟
كاظم(دخل فجأة عليهم بعربدته المعهودة):- هللو جئتكِ وأنا أضع حجرا على قلبي بالرغم من أنكِ جرحته يا جوزة لكنكِ عزيزة يا بنت أ…الجدة نبيلة هنا أيضا مرحبا مرحبا
جوزيت(برقت عيناها بنفس البريق الذي لمع في عيون ناريانا التي نظرت لوائل الذي فهمهما وهز رأسه بالرفض قبل أن تقحما المسكين في مصيبة جديدة):- كااااااااظم حبيبي
نبيلة(رفعت حاجبها):- أهذااااا هو من كنتِ تخفينه عني ؟
جوزيت(رفعت يدها له كي يدنو منها):- أجل أجل جدتي وسأشرح لكِ كل شيء لكن أمانة عليكِ لا أحد يعرف أن كاظم هو الرجل المنشود



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-09-17 الساعة 01:03 AM
الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-09-17, 11:56 PM   #724

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كاظم(صغر عينيه في وائل):- هل ستقدمونني قربانا لفائدة حماية الخرفان أم ماذا ؟
ناريانا:- هشش أنت تنقذنا من ورطة بعدين ستفهم
وائل(مسح على وجهه بتعب):- أنا أخلي ذمتي من أي إشكال سيقع
نبيلة:- هييه لما تتكلمون بالألغاز وأنت أيها الباب الضخم اقترب مني لأرى
كاظم(ببلاهة اقترب):-شوفي يا جدتهم أنا صحيح رجل عربيد وطائش وفوضوي لكن قلبي أبيض وحياة معزة ميرنا لديكِ
نبيلة(أخذت تدرس شخصيته):- هل ستتحمل مسؤوليتك أم أنك ترغب بنسبها لوائل طوال العمر ؟
جوزيت:-أ…جدتي إن كاظم رجل تحري ويصعب علينا ذكر أبوته لطفلي حاليا لأنه لأنه ..
ناريانا(استرسلت بسرعة):- ملاحق من نفس المافيا التي كانت تلاحق ميرنا وحكيم
نبيلة(شهقت بفزع):-أهاااه وبعد ؟
ناريانا:- اهئ جوزيت مريضة قلب كما تعلمين والمسكينة لن تستطيع الإنجاب إلا مرة واحدة هكذا أخبرونا الأطباء ، وهذا الجنين فرصتها لتكون أما أما يا جدتي وأنتِ تعرفين ما مدى أهمية هذا الموضوع لكل امرأة، ورجلنا كاظم رجل بحق سيتحمل مسؤوليته حتى الأخير ههنن
جوزيت(وجدت أنها تقتنع بكذبتهم):- أجل جدتي ونحن لفقنا الأمر لوائل بغية الحفاظ على حياة جنيني يعني فور انتهاء هذه المشكلة والقبض على المجرمين سأتزوج أنا وكاظم حبيبي ويولد ابننا بين أحضاننا صحيح يا وائل ؟
وائل(هز كتفيه من تلك الورطة فهو مجبر على مجاراة المسرحية):- طبعا طبعا مثلما تقولان
ناريانا:-أ..متفق معنا يا كاظم أليس كذلك ؟
كاظم(فاغرا فمه بعدم استيعاب فيهم):- وحياة عرق الخرفان الذي يسري في دمي وحياة سنين التحري التي مرت وما زالت تمر لم أفهم في أمكم أي حرف بالله عليكم أخبروني من سيتزوج من ومن هو ابني حبيبي هاه ؟؟؟؟
جوزيت(كانت تومئ له بفمها):- يا بغل البغال أنا وأنت سنتزوج ههه لنعيش كلنا سوية فهمت ؟
كاظم(كالصنم الذي انفجر لتوه):- أنااااااااا وأنتِ نتزوووووج أكاد لا أصدق يااااااااااه حلم العمر يتحقق هنننن سوف يموت غيرة يلا خليه يستاهل هو الذي تدخل بيننا في عهد الصغر ههه
جوزيت(كاد يغمى عليها):- ريااااانا تصرفي وإلا سيجلطني ههه أهلا وسهلا جدتي نورتِ
ناريانا(ضربته لرأسه وتأبطت ذراعه):-أكيد اشتقت لحبيبتك جوزيت يلا لندعك معها قليلا ، جدتي ؟
نبيلة(ضربت عصاها أرضا واستقامت بحزم وبعد صمت):- اسمعني يا ولد حفيدتي هذه ليست للتلاعب أشكر الله أن هنالك ولدا سجيا يفكر بمصلحتها وقرر أن يحميها من الفضيحة ويحمي طفلك ونشكره على هذه التضحية العظيمة ، لكن قسما بالله لو فكرت بالتلاعب بها سأجعلك ترى غضب آل الراجي حين يتجلى
كاظم(انكمش محله):- وحياتك ؟؟؟؟
وائل:- جدتي نبيلة حبذا لو تبقي الأمر سرا فميرنا لا تعرف بهذه الحقيقة ولا حكيم ولا أي أحد
نبيلة:- أفهم الآن سبب بؤس حفيدتي لكن ما لا أفهمه هو دور حكيم الذي غاب كليا ها هنا أليس زوجهاااا ؟
جوزيت(رمقت وائل بطرف عين):- يفضل أن تتحدثي معه شخصيا يا جدتي هناك ما يجب أن تعرفيه
نبيلة(صغرت عينيها فيهم جميعا):- أنتم تتلاعبون بحياة طفل صغير وكأنكم بمغامرة ممتعة ،هذه الرعونة لا تعجبني وكل هذه الفوضى تربك أعصابي سوف لن أتنازل عن ذهابكِ لبيتي فهمتِ ؟
جوزيت:- ولكنني لا أستطيع أخبرتكِ بأن …
نبيلة:- ستذهبين سواء رضيتِ أم لا ، ولن أكرر كلامي مرتين وأنتِ يا ذات الشعر الطويل يمكنكِ المجيء أيضا
ناريانا:- اممم هذا إن كتب الله لنا عمرا جديدا
وائل:-جدة نبيلة إنهما معززتين ببيتي ثم حكيم وإياد يترددان عليهما بين الفترة والأخرى هذا من باب العلم بالشيء فحسب ، ولو عرف الجميع أنهم قد انتقلوا منه قد نبعث الشك في أفئدة الأعداء ، فلو نترك الحال على ما هو عليه ألن يكون أفضل ؟
كاظم(استوعب أخيرا بعد أن قرصته ناريانا في ذراعه):- أنا خائف على صغيري أهبهبهأهب
وائل(جحظ عينيه فيه هو والبنات):- يا حبيبي
ناريانا(دمعت عيناها بتلاعب مؤازرة لكاظم):- شفتِ يا جدتي كيف يحترق قلب الأب ، تخيلي لو تعرضت ابنتنا لمكروه كيف سيتحمل هاه ؟
نبيلة(رمشت ببؤس وهي تتناقل ببصرها):- وأنا التي تساءلت عن سبب عدم زيارتكِ لنا أكيد بعد هذه الفضيحة لا تملكين وجها للدخول إلى هناك ولكن … سوف أتدارك مسألة بقائكِ بشقة رجل أعزب فقط لأن صديقتكِ معكِ ، وأيضا لأنني أرغب بتحقيق حلمكِ فلست عديمة الشفقة حتى لا أفهم رغبتكِ في الأمومة ، وكل هذا سيتم بشرط واحد
جوزيت(رمشت مرتين قبل أن تنطق):- ما هو ؟
نبيلة(حركت فكها):- أريدكِ أن تسميه مختار
جوزيت(سعلت بشدة وهي غير مستوعبة وفجأة تذكرت أخاها):- هههه مختار هه أكيد لن أفعل
نبيلة(عقدت حاجبيها بتذمر):- ولما لن تفعلي يا قليلة الأصل والشرف ؟
جوزيت(امتعضت):- مقبولة منكِ الإهانة جدتي .. لكن لكي أخلي ذمتي فحفيدتكِ الراقدة هناك والتي تبجلونها بأجمل الصفات والعبر هي أكثر مني في قلة الأصل والشرف إنها تتلاعب بح …
وائل(احتقن وجهه بالدم واستوقفها هادرا):- جوزيييت اخرسييييييي
جوزيت(انتفضت من صرخته وانتبهت لأنها استفزت شيئا ليس من حقها):- معذرة
نبيلة(نظرت إليهما):- .. إن بقيتما على هذا الوضع فكيف ستتحملان البقاء تحت سقف بيت واحد ، على العموم لتغادر ميرنا المشفى بسلامة وبعدها سنتحدث في مسألة بقائكِ هناك ، حاليا تصرفي على سجيتك
كاظم(انتبه لتحركها واسترسل ببلاهته المعهودة):- أوصلكِ يا بلبلة ؟
نبيلة(رفعت العصا لتقيسه وهي ترفع عنقها لتتأمل طوله الفارع):- ذكرني باسمك ؟
كاظم:- كاظم ههه كاظم النابلسي ويمكنكِ مناداتي بجدار برلين
نبيلة(هزت رأسها بدون فائدة):- اللهم أهديني لأتحمل عقول هؤلاء الأولاد البليدة
كاظم(بعد ذهابها):- هل هكذا هي سعيدة أم تعيسة ؟
ناريانا(تنفست براحة واتكأت على حافة السرير):- كدنا نقع في مصيبة
كاظم:- اففف إنها داهية يا جوزة جدتكم تستحق مقعدا في أكبرها مؤسسة مخابرات ههه
وائل(ولى ظهره وتوجه للنافذة بحنق ووثب هناك):-…لارد
جوزيت(نظرت لناريانا التي هزت رأسها لها كي تنهض وتعتذر):- هممم ؟؟
ناريانا(همست بخفوت):- اعتذري الآن يا بلهاء افف من لسانكِ لمّا تسقط ميرنا بين قبضته
كاظم:- غيورة ماذا تفعل ههه
جوزيت(تنهدت باستسلام ورفعت الغطاء ببطء):- حسنا ..
ناريانا(جذبت كاظم من يده):- تعال تعال لأخبرك بشيء مهم ودعهما يتحدثان
كاظم(خرج معها خارج الغرفة):- لماذا تزحلقينني مثل الثور انتظري ما الأمر ؟
ناريانا:- كاظم .. إن موقع الحادثة كان فارغا تماما سواء من المارة أو من السيارات يعني وكأنه فرغ فجأة لأجل حادث ميرنا فهل تعتقد أن هذا أمر طبيعي خصوصا وأنه لم يكن هنالك أثر لسائق الشاحنة قد صدمها وهرب غالبا ؟
كاظم:- خمنت في هذا الأمر لحظة وصولي ولكنني أنتظر تقرير رامز وبعدها سوف أفكر
ناريانا:- أشك في أن الحادث مدبر
كاظم(نظر للبعيد):- ومن سيستفيد من هذا الحادث ؟
ناريانا(حركت له حاجبها بمعرفة):- برأيك ؟
كاظم(صغر عينيه فجأة):- أكيد لاء لن يتمادوا لهذا الحد لا لا ليس لهذه الدرجة … أتعرفين أحتاج للقيام ببعض الاتصالات لقد لفتتِ انتباهي لنقطة مهمة عائد لكِ
ناريانا:- أوووف مهلا شاركني أفكارك يا عديم النفع تت …وأنتِ جوزيت صالحيه سريعا ودعيني أريح قدمي قليلا قد تعبت ، هاه وجدتها سأنام بإحدى الغرف الفارغة لبرهة أكيد لن يحصل شيء ههه يعني معلش ليخرب العالم قليلا ليس ضروريا أن أكون حاضرة بعقل نصف واع ..تبا نسيت قدوم أخي نزار لكن لأرتاح لبعض الوقت قبل وصوله هكذا أحسن يلا ريانا اقتحمي اقتحمي يا بنت
دلفت لإحدى الغرف عشوائيا وتدثرت بغطاء السرير الطبي وهي تبتسم براحة جعلتها تغمض عينيها وتغط في النوم من الوهلة الأولى ، قررت أن تنسى العالم قليلا فقط لكي تشحن عقلها وتستقبل المزيد من المتاعب التي لا تنتهي … هنا كانت صديقتها ما تزال في صراع شفهي مع ذاتها قصد ترتيب الجملة المناسبة التي ستنطق بها لمراضاة قلب السيد عشقان ههه ...
جوزيت(وضعت يدها على كتفه بعد أن طال صمته):- أعلم أنك تحبها أكثر من نفسك
وائل(باحتدام انفجر بوجهها):-ولأنني أحبها لا أسمح لكِ بإهانتها بحضوري يا جوزيت ، لا يهمني ما الذي يدور بخلدكِ تجاهها فهذا أمر لن يصلح بين ليلة وضحاها ، لكن أمام تضحيتي ألتمس منكِ بعض الاحترااااام لقاء ذلك
جوزيت(سحبت يدها):- معك حق .. ولم أندهش فهذا أنت إن لم تدافع عنها بهذه الطريقة لن تكون وائل النبيل لوهلة كدت أحسدها عليك ،فلست أدري إن كنت أجد من يدافع عني هكذا في ظهري أم أنني مجرد عائق مر بحياة الكثيرين لكي يتعثروا فيه ويمضوا بطريقهم
وائل(فتح فمه من جملتها):- الموضوع لا يستحق كل هذا الانفعال .. اهدئي
جوزيت(تحركت شفتاها بغبن وأطلقت العنان لدموعها):- بل يستحق يا وائل يستحق .. كل العالم يدور حول ميرنتكم لكن ما يحدث لي أنا لا يهمكم ، مشاعري لتحترق وتذهب للجحيم حتى وضعي أصبح مدعاة لأسباب تخصها وإن كان هنالك قلق فهو لحظي ويمر مرور الكرام بعقولكم … أما حب حياتي أصبح غريبا عني رجل لم أعهده قط وحتى هو وإن كان يرتعب لأجل صحتي فذلك لأن غريزته الباطنية ما تزال تحثه على التفكير بصغير لحد الآن يشك في أبوته له ..
وائل:-تمام اهدئي أنتِ تنفعلين وهذا ليس جيدا لأجلكما وجل كلامكِ خاطئ حتما
جوزيت(انفجرت أكثر):- كلكم تقصونني حين تحضر الملكة ميرنا في الكفة المجاورة لي ، كلكم تبجلونها وتعطونها قيمة أكثر مني بينما أنا فلأذهب ومشاعري للجحيم
وائل(وضع يديه على كتفيها لكي يهدأ من روعها):- أوك فهمت فهمت أنكِ حانقة لتلك الدرجة ، لكن توقفي فحسب عما تفعلينه واستكيني رجاء
جوزيت(أخذت تتنفس بعمق وحاولت التملص من قبضته لكنه أحكمها بقوة):- دعني وحدي وائل اهئ دعني أرجوووك فأنتم جميعا تفكرون في ميرنا بينما جوزيت ليس لها أهمية لديكم
وائل(ضمها بحنان وحرارة وهو يمسح على شعرها علها تسترد ثقتها به):- بالغت في انفعالي أنا أستسمح منكِ ، ثم لا تقولي مثل هذا الكلام أمركِ يعنيني
جوزيت(نظرت إليه من بين دموعها):- لا تكذب لترضيني
وائل(لامس فكها بدفء):-ولكنني لست أكذب جوزي … أنا حقا مهتم لأمرك
جوزيت(برقت عيناها تلك اللحظة واستكانت على كتفه الأيمن):- هنا أشعر بالأمان ولا أخاف من أي شيء ، إن حضنك صحيح يشبه حضنه قليلا في الطمأنينة ولكنني أحس هنا بالاستقرار وليس بالتخبط الذي كنت أحياه بجواره ..
وائل(أبعد خصلاتها عن وجهها وهو يطل عليها):- يعني تصافينا ؟
جوزيت(ابتسمت):- لا يسعني أن أغضب منك أساسا هه
وائل(قبل جبينها وأغمض عينيه في حين ضمت هي ذراعه وظلت مستكينة على صدره):- جميل هو اسم مختار ههه لما رفضتِ تسميته حتى ولو كان إكراما لجدتك ؟
جوزيت(فتحت عينيها بشراسة):- لا أحد سيأخذ هذا اللقب فصاحبه قد مات
وائل(بابتسامة جنونية):- امممم
جوزيت(ضربته لذراعه):- سأعطب جرحك إن لم تخرس عني
وائل:- آآآآخ منكن يا بنات الراجي آخ …
ميار(فتح الباب لحظتها بخفة وأقفلها دون أن يلتفت للخلف وحين فعل اصطدم بهذا المنظر):-لارد
جوزيت(فتحت عينيها بسرعة ورأته لتنتفض من حضن وائل وكأنها تجرم):- م..ياااار ؟
ميار(رمقهما بنظرة قاتلة كيف ترتمي بحضنه هكذا باستكانة كيف كيف):- بف عذرا لمقاطعتكما لقد كنت أعلم أن دخولي إلى هنا خطئ من البداية لكن .. حدثت مشكلة ومضطر لتغطية فورية
وائل(صعق هو وجوزيت):- تغطية ماذاااا تحديدا ؟
ميار(هز كتفيه بقلة حيلة):- لا يوجد غيرك في هذا الرواق قد يغطي الأمر وحبذا لو تتحرك الآن لأنهم في طريقهم للحاق بي وهذا سيضع إياد بمأزق
جوزيت:- ماذااااا فعلت ؟
ميار:- حسنا كنت أهم بالمغادرة فإذ بي أجد كوثر ووصال وحبيبيهما بوجهي واضطررت للتراجع متجاهلا نداءهم لي ، ولوهلة نظر جاسر لسيارة كاظم وقد كان بها إياد وتخيلا معي ما حصل ؟؟؟؟؟
وائل:- يااااا الله ألا تستطيع البقاء بدون مشاكل ؟
ميار:- لو تخرس أليس أحسن ؟
وائل:- سأرى الوضع وأنت ابق هنا ريثما أؤمن لك طريق الخروج ، ولا تعتقد مطلقا أنني أساعدك أنت بل المسكين أخاك الذي تضعه دوما في مآزق لا حصر لها
جوزيت:- سارع يا وائل وافهم إن كان جاسر هذا قد استوعب الأمر
ميار(رمق نظرتها المحفزة لوائل وحول عينيه وهو يقفل خلفه الباب وبالمفتاح):-حممم
جوزيت(عادت لسريرها):- والمفتاح لأجل ماذا ؟
ميار(أخذ يحك جبينه):- أكيد لن أغتصبكِ فارتاحي
جوزيت(رفعت حاجبها من وقاحته):- أستغفر الله
ميار(جلس على الكرسي حانقا والتزم الصمت لكن عيناه ظلت عليها):-…لارد
انتبهت لمراقبته لها وناظرته أيضا باستفهام لكن سرعان ما لاحظت تسارع نبضات قلبها ، فأرجحت أن تشتت انتباهها لغير شيء ..رفعت الغطاء على جسمها واتكأت على وسائدها بغية الاسترخاء وهنا سمعت ضحكة أفلتت من ثغره وهو يضع يده على فكه متكأ بها على يد الكرسي
جوزيت(بانفعال):- ماذا هناك ؟
ميار:- كيف لم ينتبه الأطباء للمسدس الذي تخفينه تحت وسائدك ؟
جوزيت(رفعت الغطاء وهزت الفستان ليظهر ملصقها الجلدي بالمسدس):- ناريانا صديقة جيدة إنها بارعة في التغطية
ميار(رمق فخذها بطرف عين وأشاح بصره):- ووائل بارع في الاحتضان أليس كذلك ؟
جوزيت(غطت نفسها ورمشت وهي تحاول فهم سر نظرته):-أتشعر بالغيرة ؟
ميار(حرك فكه بملل مصطنع وتمطى بعنجهية):- سابقا
جوزيت(مطت شفتيها بعدم تصديق):- ههه صدقتك
ميار(صمت قليلا وتنهد بعمق قبل أن يسترد لؤمه):- صدقي لأنني انتزعتكِ من داخلي قبل زمن
جوزيت(اهتزت حدقتي عيونها بدموع لكنها كبتتهم تلك اللحظة):-هل اطمأننت على محبوبتكم؟
ميار:- سأعود لاحقا لأجل ذلك فالعائلة كلها هناك والزيارة ممنوعة
جوزيت(حركت فكها):- ريح بالك الأخت بخير فالمحبوبين الغاليين لم يفرطا بها وقاما بزيارتها عند أول فرصة أتيحت لهما
ميار(صغر عينيه بتفكير):- ما قصدكِ بالمحبوبين ؟
جوزيت(انتبهت لما تلفظت به):- …أ
ميار:-أتقصدين أن وائل ما يزال يحبها ؟
جوزيت(تلعثمت وآثرت ابتلاع لسانها):- طبيعي جدا أن يقلق عليها
ميار(استقام من محله منتفضا):- هنالك فرق في جملتيكِ ست جوزي
جوزيت(حركت فكها بشراسة):- إن كنت تتصيد الأحرف من ثغري فلتجد شيئا آخر تخرجه منه
ميار(التفت إليها):- لسانكِ مثلا ؟
جوزيت(امتقع وجهها بالحمرة والتوتر وشدت قبضتها على الغطاء):-أنت حقير كبير
ميار(أخرج سيجارة رقيقة من جيبه وأشعلها):- شيء معروف
جوزيت(أشارت لإحدى اللافتات):-ألا تقرأ هناك أنه ممنوع التدخيييين ؟
ميار(جذب نفسا عميقا ونفثه في الأرجاء):- لا أجيد القراءة لما أكون متعبا
جوزيت(امتصت شفتيها وامتعضت من رائحة الدخان حتى شعرت بالغثيان):-أرجووك أطفئها أنت تزعج معدتي ، رائحتها ثقييييلة جداا
ميار(اقترب منها وهو يدخنها ونفثها بوجهها):-ألم تكوني تعشقينها في السابق ؟
جوزيت(تحركت من محلها وهي تمسك على فمها):- ابتعد ابتعد
رفع رأسه وهو يتابع تدخينه بعد أن ركضت صوب الحمام وجلست على الأرض كي تستفرغ في دورة المياه بشكل أليم ، ظلت تتقيأ حتى أفرغت جوفها الفارغ أصلا فذلك اليوم لم تأكل الكثير وهذا ما آلم معدتها أكثر ولكنه لا يستوعب حتى لم يكلف نفسه لكي يلحق بها ويمسح على شعرها ويساعدها على الاسترخاء مثلما كان يفعل وائل معها …ياااه شتان ما بين الاثنين قالتها بعيونها الدموية وهي تبكي وتمسح وجهها وتنظر للمرآة بعصبية نافذة منه
ميار(كان يجلس على سريرها واضعا رجلا على أخرى ويديه خلف رأسه):- مكانكِ دافئ
جوزيت(أمسكت على بطنها ونظرت من كل جانب):- لما تعذبني ؟
ميار(وضع يديه خلف رأسه وأخذ يتأملها قبالته):- مزاجي يستحب ذلك ، ثم لباس المشفى يليق بكِ كثيرا إنه يغري بشكل لا تتخيلينه
جوزيت(ضمت ركبتيها العاريتين وهي تنظر لخيط المغذي الوريدي الذي أزالته قبل ساعة):- انهض
ميار(نظر للسرير):- يمكنكِ الاستلقاء جواري ع فكرة هنالك متسع
جوزيت(كتفت يديها وهي تتنهد بصعوبة فقد شعرت بالتعب):- أنا لا أمازحك
ميار(ربت على اللحاف جواره):- أنظري حتى أنه يناسب مقاس جسمك
جوزيت(شعرت بالدوار وأخذت تراه اثنان):- لما تفعل هذااا يعني ما الذي تسعى وراءه ؟
ميار:- ولا شيء أنا أعبث لأرفه عن نفسي قليلا ريثما يعود حبيبكِ ويعطيني إشارة المغادرة
جوزيت(اقتربت من السرير ووضعت يدها على حافته الحديدية):- في نظري لا تبالغ كثيرا في السخرية لأنهم يقولون بأنها نتاج للقهر الذاتي ،أستطيع رؤية آلامك من خلال نظراتك المستهزئة لأنني مرآتك التي تراك على حقيقتك مهما وضعت من أقنعة إن كنت قد نسيت هذاااا
ميار(تبدلت ملامحه من سخرية لجدية):- أوك قد انتصرتِ
جوزيت(اهتز جدعها برجفة غير عادية):- ما زلت متعبة
ميار(انتبه لهزتها ولكنه اعتقدها تمثل عليه):- تمام فهمنا تعالي لمحلكِ وبلا تمثيلياتك
جوزيت(تحركت خطوة لكنها شعرت بالوهن فتمسكت بالحديدة بقوة):- لما أشعر بالدوار الثقيل هكذااا ربااااه
قبل أن تتم جملتها ارتخت قواها وأفلتت يدها لينتفض هو بسرعة البرق ويمسكها قبل سقوطها على الأرض بين ذراعيه ،رفعها إليه بين أحضانه بلهفة وهنا تمسكت بقميصه وهي تدك رأسها بحضنه وتشعر بأنها تفقد وعيها دون قدرة على مقاومة تيار وهنها وعطره المهلك
جوزيت(بين وعي وهذيان):- أكره عطرك أيها المعتوه
ميار(عقد حاجبيه وهو ما يزال على وضعه يحملها بين ذراعيه ولم يضعها على السرير):- معذبة أنتِ وكاااااذبة
جوزيت(بدأت تستسلم):- أنت أيضا بارع في الاحتضان
ميار(تشنج من جملتها وناظر استكانتها بحضنه):- كنتِ ابقي على العهد ولا تخونيني
جوزيت(حكت جبينها وانسحب عقلها تلك اللحظة):- أنت لا تجيد الغرام أنت فاشل ولكنك تجيد احتواء قلبي يا مياري
ميار(انتبه لها وقد رفعت رأسها مغمضة العينين ووضعت شفتيها على خده):- جوووزيت
جوزيت(فتحت عينيها كالثملة وناظرته بعينيها المستجدية وانتقلت لشفتيه):- لا توقفني
ميار(تدفقت المشاعر بقلبه لحظتها ولم يستطع مقاومتها أكثر لذلك وضعها بقوة على السرير):- مكانكِ هنا أنا راحل
جوزيت(أمسكت يده بقوة وهنة):- لا تتركني
ميار(نظر ليدها المتشبثة به ولجفنيها الثقيلين):- لا أستطيع
جوزيت(جذبته من قميصه وتنهدت لتشم عطره):- نحن نحتاجك
ميار(عقد حاجبيه وهو محاصر من قبضتها التي برغم وهنها إلا أنها كانت تتحكم فيه طواعية وكأنه كان يستطيب ذلك التمسك الطفيف الذي أحيا فيه ما ألغاه منذ الواقعة):- أنتم من ؟
جوزيت(فتحت شفتيها وأغلقت عينيها بقوة قبل أن ترخي يدها):- أنا وابن…
وائل(طرق الباب تلك اللحظة بعنف):-جوزييت جوزيت ..
ميار(عض شفتيه وهو يسب ويشتم فيه لاعنا ظهوره في هذه اللحظة):- دائما ما يطلع في نصيبي ما أفظعه ، جوزيت أكملي جوزي جوزي … نمتِ؟؟؟
نامت فعلا وتركته يتصارع هو وأفكاره التي قاطعها وائل بحضوره وكأن الأقدار أرسلته ليوقف هدير تلك المجنونة ، مسح ميار على شعره وأمسك السيجارة رمى بها من شباك النافذة وتوجه للباب فتحها وبدون أن يكلمه بحرف خرج من هناك وتركه متسائلا ..
وائل(بامتعاض):- الغبي كيف يدخن في غرفة مريضة افف من جنونه أف
سرعان ما دخل ووجد جوزيت نائمة وهذا ما طمأن قلبه تلك اللحظة ، توجه لمغذيها الوريدي وأعاده ليدها وغطاها جيدا وبعدها جلس جوارها يحاول أن يستعيد نفسه ،وأيضا لينتظر عودة ناريانا لكي يذهب ويطمئن على ميرنته فقلبه ما يزال يحرقه عليها وإن لم يراها مرة ثانية لن يهنأ باله ..لكن هوهووه سيد وائل كأنك ستنتظر كثيرا الأخت رابونزل فهي تغفو فوق غيمة من الأحلام
كانت تهزها يد ما لكي تستفيق ولكنها لم تستيقظ بل دفعتها عنها وتابعت نومتها ولكن اليد تابعت هزها لحين فتحت عينيها بفزع ولكن سرعان ما اطمأنت وابتسمت لتعانقه بحنان بادلها إياه ،كيف لا وهي غاليته شقيقته الصغيرة التي اشتاق لها طوال فترة سفره
نزار:- شقيقتي
ناريانا(بدموع عانقته):- كنت أعرف أنك ستجدني اشتقتك أخي
نزار(جلس جوارها هامسا):- وأنا افتقدتكِ يا أختي
ناريانا:- كسرت مهمتك أليس كذلك ؟
نزار(بتلعثم):- مطلقا كنت أصلا في طريقي للعودة إلى هنا
ناريانا:- هل وجدت المطلوب ؟
نزار(ربت على جيبه):- أحضرت المطلوب ولن تصدقي ما الذي وجدته هناك أيضا ؟
ناريانا(بفضول):- ماذا يا أخي أقلقتني ؟
نزار:- اكتشفت شيئا بالصدفة وأنا أبحث بمقابر آل الراجي عن شجرتي الصنوبر لأحضر التراب الذي تريده فخرية ، وأنا هناك لفت انتباهي توقف سيارات بالجملة سرعان ما أحاط الرجال الأصحاء المكان وطوقوه ولم أجد فرصة للفرار إلا أنني اختبأت خلف قبر إسماعيل الراجي رحمه الله
ناريانا:- هااا وبعد من كان هؤلاء ؟
نزار:- إنهم من العشيرة السوداء رأيتهما جيدا حتى لو جارت كل هذه السنين ، الأول كان غضنفر والثاني فاروق شقيق يعقوب
ناريانا(بعدم فهم):- يعقوب وفاروق ؟
نزار:- طبعا لن تتذكريهم وأنتِ لم تعرفيهم يوما ، يعقوب قد كان عشيق كهرمانة والذي قام مختار الراجي بنحره ليلة زواجهما
ناريانا:- ها ها رويت لي هذه القصة وحتى جوزيت حكتها لي بشكل أفضل ودقيق لما سرد لها غضنفر الحكاية سابقا ، ولكننا لم نعرف شيئا بخصوص شقيقه الأكبر هذااا
نزار:- واتضح أنه اختفى لينضم للعشيرة يا أختاه ، سمعتهما جيدا وهما يتبادلان القهقهات والكلمات البذيئة فوق قبري سليم ومختار وحتى عامر نجيب لم يسلم منهما راقبتهما حتى غادراااا
ناريانا:-طيب ما الذي أتى بهما يعني ؟
نزار:-القصاص أو الثأر أو التلذذ بالانتصار لا أدري غايتهما لكنني استطعت اكتشاف أمر مهم كنت غافلا عنه واستذكرته بعد رؤية فاروق
ناريانا:-وهو ؟
نزار:- لقد لمحت وشما قديما يا أختاه إنه ينتمي لآل اليزيدي ، وشم كانوا يضعونه على شكل عقرب سوداء توشم على معاصمهم لكي يتم تفرقتهم عن باقي أبناء البلدة
ناريانا:- أهاه والسبب يعني لما تم تمييزهم بذلك الوشم ؟
نزار:- كانت جدتنا وديقة تتحاشى التعامل معهم فقد كان الغدر يسري فيهم منذ الأزل ، وفي إحدى المرات قامت جدتنا بحرق مزرعة أحد أولادهم لأنه بعث بناته ليغروا شبابنا لأجل إحضار نسل من عشيرتنا
ناريانا:- الله الله حري على جدتنا الافتخار بما أنجزته وقتها فهم لا يستحقون الرحمة
نزار:- هذا المشكل فتح علينا جبهة أعداء جديدة وكأنه كان ينقصنا ، لكننا عقدنا معهم هدنة مقابل زواج اتفاقي ما بين إحدى بناتنا وأحد شبابهم واللذين كانا يحبان بعضهما
ناريانا(بتأثر):- أي يعني خليتهم يتزوجوا صحيح ؟
نزار:- جدتي وديقة وافقت بطيبة ولأجل الصلح وإبعاد المشاكل عن عشيرتنا ،ولكن الغدر الذي كان فيهم ما كان يجب علينا الوثوق أبدا ..لقد تزوجا حقا وأقيم لهما عرس في البراري على الأصول وأخذها معه للبلدة فقد كان صعبا على ابنهم أن يتعود على معيشة الجبال مثلما كنا نعيش نحن ، المهم مرت بضعة أشهر وبأحد الليالي تم بعث رسول منها تطلب فيه حضور جدتنا وكبارية العشيرة لأجل حضور ولادتها الأولى … تم نشر الخبر وبالفعل فرحنا لأجل ابنتنا ووليدها وتوجه أبي وجدتي وبقية الكبار نحو البلدة لحضور الولادة ولكن قوبلوا بعدم الاستقبال ،فأمه قد اعتبرتها نذير شؤم على المولود ولذلك طلبت انتظارهم خارجا لحين يتم الأمر ..طبعا جدتي بجلالة قدرها ما كانت ستقبل بهذه الإهانة ولكنها كانت حكيمة منعت من معها من التدخل ووافقتها على طلبها وتمت الولادة على الخير ،إلى هنا وكل الأمور حميدة
ناريانا(باهتمام):- جيد جدا لكن تابع وماذا حصل فيما بعد ؟
نزار:- أنجبت بنتين توأمين وكأنهما نسختين طبق الأصل وهذا ما أثار حفيظة أم الشاب فلقد أرادت لابنها الذكر إذ تعلمين عقلية أهل تلك الحقبة ، انزعجت وهجمت على ابنتنا ونعتتها بالأرض الشؤم حيث لم تحضر لها الذكور بل بنتين سيزدن عليهن همومهن ويجلبن النحس لمعشرهم وهنا جدتنا لم تتمالك نفسها حين صرخت فيها أن تستهدي بالله وتعود لرشدها ، لكن الأم كانت كالمسعورة فجأة أمسكت بعصا الموقد وأشعلت في مهد المولودتين النيران وهذا ما جعل ابنتنا تنهار خوفا عليهما منها ولم يستطع الزوج القيام بأي ردة فعل فقد كانت أمه الشر بعينه ، لكنها لم تكن بقدر رجلها وبقية الرجال الذين أتوا هرعا من الصيد ليلملموا الوضع .. شحنتهم الزوجة بما تريده وقامت باتهام جدتنا بإلقاء سحر أو القيام بألعوبة جعلت ابنتنا تحضر الإناث فحسب وطبعا زرعت في عقولهم وسواسا خناسا وكأننا أردنا ذلك لمصلحة أولاد عشيرتنا ، وكأنما نقول أننا أهديناكم واحدة وستعود لنا باثنتين وهذا ما أشعل فتيل الغضب بيننا وبينهم ،أبي المعمعان قام بمحاولة لفض النزاع ولكن الوضع تحول لحرب ضروس بين رجالنا ورجالهم خلفت خسائر لم يكن لها داع وانتهت برمي ابنتنا للخارج هي ووليدتيها الرضيعتين ، تعب زوجها في محاولة لإقناعهم برضاه ولكن أباه هدر فيه وجعله يخرس وأمه توعدته بزواج آخر يجلب النعيم لهم ، وهكذااا عادت جدتي للجبل ومعها ضيوف جدد أقامت لهم عقيقة ملائكية تليق ببنات عشيرة الشمس وجعلتهما مميزتين بحيث كان كل من يرمقهما سوية يتهجد لله إجلالا لهذا الحسن والبهاء ..
ناريانا:- أهاااه وبعد ؟
نزار:- كان اسمهما سراج وهجير والاثنتان كبرتا ولم تفترقا يوما عن بعضهما لغاية ما بلغتا 15 وحان وقت تزويجهما ، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وصل الخبر إليهم فجأة فأتى والدهما وكبارية معشرهم للمطالبة بإعادتهما لهم ، وطبعا لا يعقل ذلك بعد تربية دامت 15 عشرة سنة وتخلي عن زوجة لم يكن لها ذنب في حكمة الإله أكيد لم نوافق وتوعدونا باختطافهما وهذا ما استدعى جدتي لإعلان حرب ضدهم لأجل إيقافهم ولكن ماذا ستوقف ، سير الغدارين والخونة قد كنا نحتفظ بالفتاتين بمكان آمن ولكن لم نعرف كيف تم تسريب خبر مكانهما وتم اختطافهما بالفعل ، جن جنوننا وهرعنا للبلدة لأجل استعادتهما لنكتشف أن المكان يخلو منهما ، بحثنا في كل بيت وفي كل ركن خفي أثرهما لم نجد إلا جدتهم الشمطاء وأبوهم جوارها يتلو على مسامعنا مواعيد زفافهم من أولاد معشرهم ..أخبرهم أبي بالحسنى أنهن أصلا مخطوبات لأولادنا ولكن ما لم نعرفه أن العشق أيضا يتوارث عبر الأجيال
ناريانا(بعدم فهم):- بمعنى ؟
نزار:- وقعت إحداهما في غرام ابن جلدتها بينما الأخرى لم توافق على ذلك ، ونحن لم نستطع فهم هذا إلا متأخرا جداااا ،لذلك حاولنا التفاوض معهم دونما فائدة وحينما لم نجد صدى لكلماتنا اضطررنا للانسحاب ، وهنا رأت جدتي رؤيا دالة على مكان كل واحد فيهما وبعثتنا تلك الليلة لجلبهما قبل فوات الأوان ، ..لكن فور وصولنا لأول بيت صعقنا حين وجدناهم قد زوجوا إحداهها لعجوز يكبرها بعشرات السنين وقد كاد يفتك بها ،لم يستشعر شبابنا فوران الدم الذي بلغ بهم حد الجنون وقاموا بقتل العجوز في أرضه وسحبوا أول فتاة عائدين بها لأمها ، لكن البنت الثانية حين هممنا بإحضارها وجدناها ميتة
ناريانا(دمعت عيناها):- هئئئ ميتة وكيف ماااااتت ؟
نزار:- لدغتها عقرب سوداء
ناريانا:- كيف يعني … هل كانت صدفة أم تدبيرا منهم ؟
نزار:- في البداية ظننا أن الأمر مجرد صدفة ولكن حين لم نجد الشاب الذي تزوجها فهمنا أنه قد لاذ بالفرار وتركها جثة هامدة
ناريانا:- يا إلهي …
نزار:- أجل صدقي فقد كان في عرف كل بيت من بيوتهم أن يربوا عقربا سوداء منذ أول دقيقة لهم ،وكلما كبرت كبر شأنها معهم ،وهذا ما كان في تقاليدهم التي جعلتهم عرضة لغضب جدتي .. فور عودتنا طالبت بدفن الجثة التي انهارت على قبرها أمها وشقيقتها التوأم وحزنت عليها نساء العشيرة وتعهدن بقص جزء من شعرهن وحرقه فداء لهاااا … في العزاء أجبرتنا جدتي على التريث فقررنا احترام وفاة ابنتنا وبعدها سنتحاسب معهم كما يجب ،ولكنهم كانوا يضمرون لنا الشر ففي تلك الليلة ارتاد بعضهم الجبل وقاموا بحرق خيماتنا وإصابة بعض نسائنا بجروح بليغة ،دمروا محصولنا وسرقوا ماشيتنا مستغلين غيابنا لأجل العزاء وهذا ما جعلنا نرد الصاع صاعين في نفس الوقت نزلنا للبلدة فطالما لم يحترموا دمها الذي لم يبرد وقاموا بأذية نسائنا في غيابنا وانتهكوا حرماتنا سوف لن نرحمهم ، هاجمناهم أجل وقتلنا منهم الكثير وأيضا خسرنا الكثير منا وانتهت المعركة بالتغلب عليهم وتهديد البقية بالخروج من البلدة وإلا تم قتلهم جميعا ، طبعا كان المقصود هم النسوة وأولادهن الصغار فغالبية رجالهم يا إما كانوا موتى أو مصابين بإصابات بليغة مصيرها واضح ..… كل هذا كان يؤكد انتصارنا في تلك الحرب وما لم نحسب حسابه أن لتلك العشيرة تأثيرا على مواليدهن فسراج حزنت لوفاة أختها كثيرا كثيرا ،وظلت ترثي قبرها لسويعات طويلة حتى ملت أمها منها وغادرت تاركة إياها لوحدها فقد تعبت من فرط نعي فقيدتهما ،،وهذا ما جعل سراج تنزل في ظلمة ذلك الليل للبلدة وعرفت أين موضع الxxxxب السوداء اللاتي كانت توزع عليهم بيتا ببيت لتزين أركانه ويعلقوا آمالهم على رمز معشرهم .. لكن سراج كان لديها طموح آخر فقد أخذت مجموعة منهم ورمتها بكل بيت تمر به وتعالت صرخات النسوة والأطفال وبالنسبة للمصابين كان لهم نصيب أكبر في تلك الxxxxب التي أودت بحياتهم في الحين واللحظة ،كما أودت بالبقية ولم يفلت منها إلا عدد صغير بحجم الأصابع لم تتمكن من ملاحقتهم لذلك وقفت وسط دائرة الموت التي كانت جدتها وأبوها ميتين على رأس الباقيين ، ناظرتهم بغبن على حالها وأمسكت بعقرب وضعتها على معصمها وجلست تنتظر مصيرها مثلما حصل مع أختها قد أرادت الموت واللحاق بها ولكن ما حدث كان مختلفا جدا فالعقرب سرت بجسمها ونزلت منه دونما أن تلدغها لدغة واحدة وهذا ما أثار استغرابها الذي انتشلناها منه حين أمسكناها وأعدناها للجبل
ناريانا:- غريب لما لم تلدغها العقرب يعني ؟
نزار:- هنا حكمة آل اليزيدي ستتجلى حين تتحد مع بنات الشمس
ناريانا:- ماذا حصل ؟
نزار:- العقرب لحقت بها لغاية ما وصلت لمخدعها وصارت تعيش تحت كنفها دون أن تؤذيها بأي شيء ،وهذا ما جعلنا نستغرب ونعقد اجتماعا لفهم هذا الأمر الذي استخلصته جدتنا في سطر وجيز..أخبرتنا أن وفاة أختها هجير منح لسراج كل القوى خاصتها حتى حكمة الxxxxب باتت تسري بعروقها ، وأصبحت سراج امرأة تداوي كل من لمسته يداها وتمسح الآلام والمواجع من مواضع الجراح والأورام ، يعني تحولت لطبيبة حكيمة وهبتها الأقدار ذلك لعدة أسباب ،أولها أنه أطفأ جذوة الانتقام التي كانت تسيطر على عقلها وحين أكدنا لها أن العدد الذي فر من قبضتنا زهيد استسلمت للراحة أخيرا وصارت خيمتها مرسى لكل مريض ،وهذا ما يجعلنا نستنتج أن دمهم ودمنا إذا ما توحد فهو يصبح قوة صالحة جعلت جدتي تفكر بتزويجها لأجل الإنجاب ولكنها كانت عقيما فمات الأمل من ساعتها
ناريانا:-وفيما الضرر يعني خلاص انتهت مهمتها لوحدها حتى ماتت غالبا ؟
نزار:-أنتِ لا تفهمين إذا ما توحد الدم ما بين العشيرتين فذلك يصبح قوة استشفائية ، وكأن حرارة الشمس و سم العقرب عندما يتمازجان ويتكونان في جسم ما يصبح هذا الجسم منيعا من أي مرض أو عدوى ،وقد يتم شفاء جراحه وآثار الحروق وغيرها من الأمور الأخرى …والأهم أنها قادرة على مداواة مرضى عشيرة الشمس والعقرب فحسب يعني من ليس له قرابة بهاتين العائلتين لم يكن بإمكانها مساعدته ..
ناريانا:- هممم طيب تابع وبعد ؟
نزار:- ماتت سراج بعد سنوات قليلة لم تتجاوز حتى الثلاثين ،وهذا ما سبب أزمة حزن على طبيبة العشيرة التي غادرتنا باكرا ، تبخرت بعدها سيرة آل اليزيدي حتى تلاشت مع مر السنين من البلدة كلها واستبقينا سرهم مكتوما في خلدنا لأعوام وأعوام ،لغاية ما تم مشاهدة امرأة قد عادت بأولادها للبلدة وعلى معاصمهم توجد أوشام xxxxب سوداء عرفنا أنهم منهم فذهبنا للقائهم ووعدتنا ّأنها لا هي ولا أولادها سوف يتعرضون لنا فقط طالبت ببقائها في البلدة،وفعلا تركناها تعيش ما تبقى لها من عمر هناك هي وأولادها الاثنين اللذين كبرا مع أولاد البلدة وكانوا أقرانا لي ولغضنفر وعامر وبقية أولاد الراجية وحتى أولاد رشوان ،وحين توفيت والدتهم تبخرا من البلدة وكأنهما لم يعيشا فيها قط ومن وقتها لم نعرف عنهم شيئا لغاية ما مرت بضع سنوات ، وعرفنا أن أحدهما يختبئ في دار عجوز خشية من إصابته بسوء بينما الآخر حسبناه قد توفي ، ولأن العائلة منبوذة كانت فقد غدروا بالكثير من العائلات ولم نكن ضحاياهم لوحدنا ولهذا اكتسبوا أعداء كثر ، جعلهم يتحدون للإيقاع بهذا الشاب الذي جروه بحبل معقود خلف عنق حصان وسط البلدة وأمام الكل ،قاموا بضربه وبتعذيبه وتعليقه على عمود خشبي ظل معلقا عليه لثلاثة أيام يقتات بفتات الخبز الذي تهبه له إحدى الأمهات ، وشربة ماء يسقيها له الأولاد ويهربون خوفا من بطش صعاليك البلدة وعلى رأسهم سليم فحتى مختار وعامر قد كانت غياباتهما كثيرة ولم يحضرا وقت معاقبتهم للشاب الذي هربته من هنالك امرأة غريبة يحكى أنها الساحرة هداية والتي أرشدته ليهرب إلى دار بغاء ويعيش هنالك بلقب مختلف ويبتعد كليا عن لقب اليزيدي الذي بات لعنة تلاحقهم …وهنا نصل لنقطة عيش يعقوب تحت كنف بدرية وهناك تعلم العزف وصار عازفا بفرقتها حتى تعرف على كهرمانة ووقعا في الحب ، لتجلب الصدف أسوأ رجلين للحانة ويتقاتلان عليها مختار وعامر والبقية تعرفينها ….
ناريانا:- يااااا الله ما هده القصة الغريبة افف لم أحسب أن لهؤلاء الناس حكاية أيضا
نزار:-وصرتِ تعرفينها لذلك بما أن يعقوب قد توفي فأكيد فاروق موجود وغالبا هما المتبقيين من تلك العشيرة والاحتياط منهم واجب
ناريانا:- الآن لو لم تعد بهما أمهما للبلدة ما كانوا قد تفرقوا صحيح ، فهل هي غبية لتفعل ألا تعلم أن الكل سينتظر الفرصة للتخلص منهم ؟
نزار:- إلى هنا ويبقى هذا الجانب مبهما إلى يومنا هذا والسر كله مع فاروق
ناريانا:- هل لديه أولاد ؟
نزار:- لا أدري
ناريانا:- طيب والشاب حبيب هجير الذي هرب ألم تعثروا عليه ؟
نزار:- اختفى وكأنما الأرض ابتلعته ، ولكنني لم أحبذ تصديق ترهات فخرية بشأنه ولكن بيني وبينكِ أختي قد دخلت الشك لخلدي بخصوص وفاة هجير فإن لم تلدغ العقرب أختها أكيد ما كانت ستقتلها هي الأخرى وخصوصا وهما توأمين
ناريانا:- ما ربما قاموا بامتصاص قوة عشيرتنا ووهبوها لسراج كي لا تشكوا بالأمر ، ما ربما كانت قد اتفقت معه على الهرب طالما كانت موقنة أنكم ستأتون في إثرها لتعيدوها هي وأختها ، فالحب يا أخي يتحدى المستحيل
نزار(بشرود في فكرة أخته):- الآن لا أملك أي استطاعة لمعرفة حقيقة وفاتها من عدمه فأبي ورجال العشيرة كانوا متأكدين من وفاتها لكن إن كان ذلك ملعوبا لكي تهرب مع ذلك الشاب الذي اختفى أثره هو الآخر ، فهذا قد تم بواسطة مساعدة ساحرة وطرف من عشيرتنا
ناريانا(صغرت عينيها):- وهذا الطرف لن يكون رجلا سيكون أنثى يااا إلهي ما ربما كانت متفقة مع أختها أو أمها من البداية على هذااا ومثلوا كل هذا الفيلم لكي تبقى على قيد الحياة مع حبيبها ؟
نزار(استغرب جملتها):- لما ستفتحين علينا هذا الباب البنت ماتت وشبعت موت دعينا في المغزى الذي جعلني أروي لكِ هذه القصة والغاية هي الأهم
ناريانا:- صحيح لما أخبرتني بهذه القصة يا أخي ؟
نزار(مط شفتيه):- لأنني كنت أتكتم على شيء دفين فلم يكونوا هم فقط من نفذ من الهجوم بل عائلة أخرى لم يتبقى منها إلا ولد واحد يصدف أنه لا يعلم شيئا من كل هذا الأمر
ناريانا:- من يكون ؟
نزار:-معلوماتي ضئيلة بشأنه لكنني متيقن من وجوده وهذا ما عرفته من خلال مصادري الخاصة ، والآن إن توصلنا إليه قبل أن يصل فاروق ربما نكسبه لصفنا ونجعله يخدم مصالحنا
ناريانا:- وما الذي سنستفيد منه يعني ما فهمتك ؟
نزار:- إن وجدناه سيستطيع معالجة ميرنا حينما تنهض قواها يا أختي ،إنها وليدة الشمس وغالبا قد اقترب الوقت
ناريانا(مطت شفتيها بتلعثم):-بصراحة فعلا اقترب كثيرا حتى
نزار(بدون فهم):- كيف ؟
ناريانا:- وشم الشمس الذي أخفيناه لقد ظهر بفعل الحادثة
نزار(جحظ عينيه بصدمة):- ظهر ؟؟؟ ولكن … يا إلهي أنتِ تعلمين ما معنى هذا ؟
ناريانا:- أعلم أعلم أننا مقبلون على معركة فانتازية لن تصدقها أذن ولن يستوعبها عقل
نزار:- نحن حقيقيون يا أختي وعلينا أن نجد الشاب بسرعة
ناريانا(امتصت شفتيها بفكرة):- مهلا … كيف سيساعدنا وهو ليس ابن عشيرتنا وأنت قد ذكرت أن هجينا منا ومنهم هو الوحيد القادر على ذلك
نزار(ناظرها بحزم):- وهذا الهجين هو ما ستحضرينه أنتِ يا شقيقتي
شهقت فزعا وهي تحاول استيعاب فكرته إنه حتما يهذي ، انتفضت من أمامه وركضت برفض تاركة إياه في حيرة طفيفة، فهو عازم على إيجاد هذا الولد فحسب المعلومات التي جمعها من البلدة فالشاب موجود بنفس مدينتهم ولن يساعده في إيجاده سوى فخرية التي ما زالت متمسكة بفكرة بقاء هجير على قيد الحياة إذن أين هي وكيف اختفت وما كان مصيرها وهل لديها أولاد كل هذا قرر البحث فيه سرا حينما يعود للبلدة فالآن عليه أن يجد ضالته ليجبر أخته على تقديم يد العون والتضحية لأجل عشيرتهم لأن ذلك واجبها منذ الولادة …

هتفت فجأة بحنق:- طلقتَها ؟؟؟؟؟
جملة دوت في رأس جدته التي كانت جالسة قبالته بالمطعم والتي طلبت محادثته على انفراد ، لكي تفهم ما يحدث معهما هو وميرنا حسبما أشارت جوزيت ،ولكنه لم يخفي عنها أي شيء بل صارحها بكل أسف وواجهها بالحقيقة ما إن سألته عنها وكأنه كان ينتظر من يخفف عنه حمل قلبه …
نبيلة:- طلقتَهااا هكذا ببساطة طلقتَ ابنة عمك يا حكيييم ؟
حكيم(مسح عينه بحزن):- حسنا جدتي تجاوزي هذه الفقرة لأنني أصلا أحترق بسبب ذلك
نبيلة(هزت رأسها):- أكاد لا أستطيع التعرف عليكم ،لا لا أنتم لستم أحفادي أنتم أشخاص مختلفون عني حتى آباؤكم لم يكونوا بهذا التعقيد ، فمن كان شريرا كان كذلك ومن كان طيبا كان كذلك ، ولكن أنتم مزيج من كل شيء حتى ما عدت أصدق أيا منكم …كلكم مؤامرات وضغائن وأحقاد دفينة والأدهى
أن حياتكم كلها صارت صراعات تعرضكم للأخطار دوما وتجعلنا مفزوعين عليكم طوال الوقت
حكيم(أمسك يدها ونظر إليها بغبن):- أتعلمين جدتي ما معنى أن أطلقها ، يعني أنني تركت الأمل الوحيد الذي سيهبها لي سمحت لذلك الأمل العقيم بأن يتسرب من بين يداي ، كنت مشتتا ضائعا بسبب عشقها الأسطوري لذلك الرشواني الذي ظهر بحياتنا ليخربها نعم بسببه ضاعت مني … وحين سقطت في غيبوبة بتلك الرصاصة كنت قد وكلت طلال ليتصرف حسب الأصول ،أردتها أن تتحرر مني ولا تكون أرملتي فترث من بعدي الهموم لذلك وهبتها جل ما أملك لأنني أحبها وسأعتنق حبها ذلك حتى الممات
نبيلة(دمعت عيناها وربتت على يدها):- قلبك موجوع يا ولد
حكيم(أفلتت آهة من صدره وعقد حاجبيه مشيحا بنظره للبعيد):- إنها أنفاسي حتى وإن لم تكن من نصيبي ستبقى أناي ووجع الروح
نبيلة(بعد صمت):- ما فهمته الآن أنكما افترقتما لكن لما لم تخبرونا بالحقيقة ، لما بقيتما هذه الفترة سوية وبقصرك يعني أليس هذا غريبا ؟
حكيم:- جدتي سأصارحكِ القول ، نحن محاصرون في دائرة مافيا لا يسعنا التملص منها قد تورطنا وعلينا أن نحرر أنفسنا من تحت قبضتهم دون خسائر
نبيلة(بقلق):- نفس العصابة التي أصابتك يوم هرب ميرنا لروما مع وائل رشوان ؟
حكيم:- أجل نفسها ، والآن كلنا متورطين مع الأسف وأنا خائف على الجميع خصوصا ميرنا وجوزيت
نبيلة:- ومن غيرهما تخشى عليه يا حكيم ؟
حكيم(سحب يده وتلعثم بثبات):- غالبية المجموعة وائل إياد يعني …
نبيلة:- لا أدري ما يسعني قوله ولا كيف ستتقبل أمك وأمها هذا الخبر الصاعق ،أكيد ستطالبان بعودتها للبيت وهذا أمر بديهي لا يمكننا تركها معك وهي طليقتك
حكيم(حرك فكه ببؤس):- الظروف هي التي ستحكم وأخشى أنها أصلا بعدما تستيقظ ستفكر بالعودة بنفسها إليكم ، إنها تكرهني بشدة بشدة
نبيلة:- والسبب ؟
حكيم:- لنقل أنني جرحت مشاعرها دون قصد
نور(رفعت حاجبها وهي تتقدم صوبهم):- ما شاء الله أنتما هنا والدنيا مقلوبة فوق
حكيم(انتفض من محله سريعا وأزال الكرسي بعفوية):- ميرناااا ميرنا هل حدث لها شيء ؟
نور(أشارت له):- لالا اطمئن ميرنا بخير ولكن المشكلة مع أخوك والست هديل
حكيم(رفع حاجبه):- غازي وهديل ؟؟؟
نبيلة(حركت رأسها واستقامت بعصاها):- وإلى ما لا نهاية سيظل هذا الدولاب يدووور ويدور ويدوووور …حسبي الله ونعم الوكيل …
نور(رمقتها وهي تنسحب):- ما بها جدتك ؟
حكيم:- دعينا من هذا الآن وأخبريني ما مشكلتهما ؟؟؟؟
مديحة(ضربت على فخذيها):- سجن سسسسسسسسجن يااااااااااا ويل أمي يا ويل يا ويل قلبي، ما هذه اللعنة المسماة هديل رشوان هل بعثها الله لي خصيصا لكي تزج بأولادي في السجن أم ماذااا ليشرح لي أحدكم ما الذي يحدث ؟
وصال:- خالتو مديحة بالله عليكِ اهدئي نحن أساسا لم نفهم بعد ما حصل
مديحة(أخذت تندب)):- ما حصل هاااه ما حصل أن تلك البنت الشؤم والنحس تفكر بحرماني من أولادي ، وحين لم تنجح بسجن حكيم ذهبت للآخر ….آآآآخ خذوني إليها سأقتلع شعرها بأسناني
عواطف:- يا مديحة البنت أيضا مقبوض عليها لننتظر حكيم ونرى ما سنفعله لقد ذهبت نور لإحضاره
مديحة(استقامت):- أنتظر مااااذا هاه قلبي يغلي لا لا نهاية هذه البنت ستكون على حسابي
كوثر:- اتصلت بإياد وأخبرني أن وائل بغرفة جوزيت وقد ذهب زياد لإخباره
عواطف(صغرت عينيها):- جوزيييت هنا ؟
نبيلة(تقدمت إليهم):- وبعد انتهاء هذه الزوبعة اذهبي للاطمئنان عليها
حكيم(تقدم هادرا بعصبية وفي آن الوقت جاء وائل):- ما الذي يحدث ؟
وائل(بقلق):- ما بالها أختي وغازي ما الحكاية ؟
مديحة(ناظرته بلؤم):- اسمعني يا وائل أنت تعلم أننا نحترمك كثيرا واستقبلناك ببيتنا وكنت على رأسنا ، لكن إلى هنا وكفى اجعل أختك تبتعد عن ابني وإلا لن يحصل طيب
وائل(تمالك أعصابه):- مهلا خالة مديحة أود فهم الموضوع ما الذي حصل معهما ؟
مديحة:- أختك زجت بابني في السجن
عواطف(مطت شفتيها):- الله يا ربي ..بني وائل اتصلوا بنا المخفر ويقولون بأنه مقبوض عليهما سوية يعني لم يعطونا أدنى سبب
وائل(عقد حاجبيه ونظر لحكيم):- تمام بسيطة سأحل الموضوع
حكيم(بحزم):- سآتي أيضا
مديحة:- وأنا خذوني والله لن أبقى هنا لحظة واحدة أريد رؤية ابني وإنقاذه من براثن تلك البنت
وائل(توقف عن المسير):- عفوا منكِ؟
نور:- بليز وائل لا تدقق هي غاضبة و …أرجح أن أذهب أيضا فهي ستحرق الأخضر واليابس خالتي وأعرفها
عواطف:- اهمدي يا مديحة ما هذا الكلام ؟
مديحة(لوحت لها بامتعاض وهي تعدل شالها):- خلوني بهمي اففف
عفاف:- يا الله من أين تأتي هذه المشاكل
نهال:- وتباعاااا أيضا يا سبحان الله
نادر:- سأرافقك وائل
وائل(توقف):- لاء ابق هنا لأجل ميرنا لو سمحت
نادر(تفهم قلق صديقه):- تمام أي جديد سأبلغك وربي معكم
وائل:- لنرى مشاكل الست هديل أيضا إلى أين وصلت
نور(أمسكت ذراع مديحة وهي تسير من خلفهم):- مدحدح
مديحة(كانت تعقد 11 بين حاجبيها):- ولا حرف
نور:- يا ربي عليكِ حين تعندين نحن أصلا لم نعرف القصة وأنتِ هجمتِ على البنت ، عيب أمام أخوها يا امرأة
مديحة(من تحت أسنانها):- إن وجده عيبا ليجمع أخته ويبعدها عن ابني هذا آخر ما عندي
نور(حولت عينيها دونما فائدة):- يااااا حبيبي …
وائل(زم شفتيه بغضب ووعيد):- أظن أن هذا الحدث ناتج عن الملهى الليلي تمام يا هديل أنا أعرف كيف سأحاسبكِ على هذا ، نور ممكن لحظة ؟
نور(طبطبت على كتف مديحة التي زورته بشر):- امضي أنتِ خالتي سألحق بكِ ..ها وائل بالرغم من أنه لا حديث باق بيننا بعد الذي فعلته ؟
وائل(أغمض عينيه):- الوضع طارئ الآن أحتاج هاتفكِ
نور:- لتكلم عمك المحترم ؟
وائل:- هاه وتستشعرين سيرته قبل النطق بها أنتِ تستوعبين بشكل خطير حسبما أرى
نور(أخرجت هاتفها):- حسنا لكن لا تطل فرصيدي ليست تحت خدمة حضرته
وائل(وضع الهاتف على أذنه بعد أن طقطق الرقم ووجده مكتوب باسم البلاء):- هههه أتعلم ما الذي اكتشفته يا عمي ؟
فؤاد(نظر للهاتف وأعاده من جديد):- أليس هذا هاتف نور ؟
وائل:-ولو تعرف ما الاسم الذي تضعه لك سوف تموت ضحكا يا بلاء
فؤاد:- بلاء بلاء لماذا يعني لماذا أنا والله حنون ت ت ت أحزنتني يا ولد لكن لما تتكلم من هاتفها ؟
وائل:-أظن بأنك لم تغطي شيئا الليلة ولهذا أنت بعيد عن الأحداث
فؤاد:- فعلا فهمام الأبله في مهمة ولم يعد بعد لكن خيرا إن شاء الله ؟
فؤاد:-وافيني بمخفر الشرطة الرئيسي أنا في طريقي إلى هناك والسبب ابنة أخيك المبجلة وابن الراجية السيد غازي
فؤاد:- له له وما الذي جمع بين البينين ؟
نور(خطفت الهاتف لوائل):- هل ستحكي معه الليل بطوله وافينا هناك وخلصناااا الله الله
فؤاد(انتبه لانقطاع الخط):- متوحشة متوحشة ولكنها تبقى امرأتي المختارة ههه ..
وائل:- بلاء ؟
نور(احمرت غيظا وأعادته لحقيبتها وهم يخرجون للموقف الخاص بسياراتهم):- عمك يستحق ذلك
وائل:- أرجو أن تعطي لنفسكِ فرصة
نور:- لا والله تعلمت شيئا من مصائب آل رشوان وهو عدم الثقة فيهم مهما حصل
وائل(اشرأب عنقه للسماء متأملا):- ولكن أحيانا الثقة تكتسب تلقائيا أليس كذلك ؟
حكيم(توقف عن المسير وفتح لأمه الباب):- كما نلاحظ ليس معك سيارة
وائل:- تركتها في موقع الحادث
نور:- اركب معي وأنت خذ خالتي يا حكيم
حكيم(صغر عينيه فيه وقبل صعوده):- يفضل أن ننتهي من هذه الليلة فقد طفح كيلي
وائل(رفع جفنيه بتذمر):- ذات الشيء والله
مديحة:- خلصوووونا ..
هم وائل بالركوب جوار نور ولكن انتبه لوصول سيارة إسعاف أنزلت مصابا للتو ، أنزله المسعفون فوق النقالة بسرعة وهم يتبادلون كلمات الإغاثة الأولية فيما بينهم ،كل هذا كان طبيعيا لكن حين سمع كلمات أحدهم استغرب واكتملت الصورة حين رأى وجه الرجل وتذكره
الممرض:- إنه بائع كعك متجول صدمته سيارة في الطريق البحري قبل ساعات
الآخر:- ذلك الطريق حصد ثلاث حوادث سير وهنالك متسول أيضا أحضروه إلى هنا بحالة حرجة وتوفي المسكين فور وصوله ،أما السيدة فقد تم إغاثتها على الفور ونجت منها
الممرض:- غريب والله ربي يستر
نور:- وائل ألن تصعد ؟
وائل(رمق الرجل المدجج في دمائه ويظهر أن حاله خطير جدا):- قادم قادم … أمر عجيب حقا
حكيم(رن هاتفه فرفعه سريعا بعد أن أغلق الباب على أمه مبتعدا):- نعم طلال ماذا هناك ؟
طلال:- ابنتك تبكي منذ ساعة ولا أعرف كيف أسكتها حاولت معها بشتى الطرق ولكنها ترفض الإصغاء لي ، إنها تريد ميرنا غالبا
حكيم(أغمض عينيه):- أين فخرية ؟
طلال:- نائمة غلبت وأنا أحاول إيقاظها ولكنها كالصخرة ، ولورينا في الحجز وحسب أوامرك لم أقم بإخبارها بأي شيء
حكيم:- تلك دعها في حجزها لتريحنا من مشاكلها ،أما فخرية فكلنا نعرف أنها لا تستيقظ إلا بمزاجها لذلك دعها وأعطني ميسونتي لأكلمها
طلال:- ميسووون ميسوون خذي بابا سيكلمكِ
ميسون(كانت تجلس على الدرج وتكتف يديها بوجه محمر وحنق واضح):- لقد تخليتما عني
حكيم(انتفض قلبه من جملتها التي نطقت بها بصوت متحشرج وبنبرة باكية):- حمامتي
ميسون(ببكاء):- لست حمامتك لأنني لو كنت كذلك لأخذتني معك لأرى ميرنا ،أريدها الآن الآن
حكيم(مسح على لحيته):- شوفي بيبي الآن صعب جدا أن تريها لكن أعدكِ غدا سأحضركِ إليها
ميسون(أخذت تهتز بجدعها وهي ترتجف بعيون جاحظة):- قلت لك أريد رؤيتها الآن لما لاااا تفهمنييييييي الآن الآن الآن
طلال(لاحظ حالتها فارتاب):- حكييييم
حكيم:- افصل الخط ورد بعد ثانيتين تمام …
فصل الخط واتصل فيديو عليه وفعلا كما توقع رآها وقد بدأت تنتابها نفس الحالة التي كانت تحضرها بروما ولهذا شعر بالتعب وكأن ما فيه لا يكفيه ، طالبه بإشعال التلفزيون لها حتى استكانت وظل يكلمها ويراقب تحركها ووعدها بهدوء أن يجلبها فقط لترتاح وتنام قليلا وبعد ساعتين سيمر بها وبهذا اقتنعت أخيرا وهدأت ..
مديحة(زمرت له لكي يأتي):- ساعة وأنت تتحدث هيا بناااا لقد سبقونا
حكيم(وضع الهاتف بيده وجلس محله):- حسنا أمي نحن ذاهبون
مديحة:- ماذا يريد منك طلال ؟
حكيم(تنهد عميقا):- مجرد عمل …
إياد(بعصبية):- أي عمل هذا الذي يجعلكما تغادران البيت وتتركانها لوحدها وهي على تلك الحال ؟
كوثر(كانت تلتصق بالجدار وهي تتأبط يد وصال ببكاء):- والله والله غبت لساعتين فحسب وتركتها نائمة ولأن الحراسة عليها مشددة قلت لا بأس ببعض التملص
وصال:- وحين اتصلت بكِ لم تكوني بالبيت بل كذبتِ علي
كوثر(عضعضت شفتيها):- هل ستلقون باللوم علي أنا الآن ، أنتِ أيضا خرجتِ مع جاسر
وصال(بغضب):- أنا خرجت لأجل كامل كمال ومشكلته وحين تم حلها اختطفني الأخرق
إياد:- ياااا حبيبي أي جنون هذااا
جاسر(تقدم):- حدث كل هذا بسببي ولو لم آخذها من البيت ما ربما كانت ميرنا بخير
زياد:- بل بسببي لو لم أستعجل طلب كوثر لبقت هناك وأمنت على سلامتها
كوثر:- ولكن ميرنا لا يمكنك ضبطها يمكنها الهرب ولو تحت ألف حارس وحارس
وصال:- أجل هذه عادتها والمشروب ضاعف الجنون
زياد:- وكله من تحت رأس من
كوثر(أحنت رأسها):- لقد اعتذرنا افف
زياد(جذبها إليه):- تمام بلا دموع صديقتنا بخير الآن
كوثر(ارتمت بحضنه باكية):- اهئئئ لو فقدناها ماذا كنا سنفعل ؟
زياد:- شتت بيبي انتهى الأمر وميرنا ستكون بخير
وصال(اغرورقت عيناها بدموع ونظرت لجاسر الذي أومأ لها بهدوء):- همم
إياد(حول عينيه منهم أربعتهم):- أساسا ما الذي يجعلني أقف معكم أنتم رباعي التشاؤم بعينه
وصال:- بالمناسبة أين رقية لم نرها بالأرجاء وما جديد رامز ؟
إياد:-أما عن رقية فلم أخبرها بشيء تعبت اليوم ولم أشأ إزعاجها وبالنسبة لرامز …
كاظم(قاطعهم بحضوره):- إنه قادم إلى هنا …مرحبا بالجميع
جاسر(زوره بقنوط):- أهلا
زياد(بنفس النظرة):- يا …
كوثر(بلهفة):- أهلا كاظم ياااه أسمعت الأخبار ؟
كاظم:- قد كنت هناك مع الأسف ولكنها مضت على خير
وصال:- ستتجاوزها ميرنا أليس كذلك لا أحد منهم يخبرنا عن الوضع بشكل صريح ؟
جاسر(زورها بجنون وهمس لزياد):- أترى كيف تتمايعان ها هنا أمام هذا المدفعية أخ حري بنا تمزيقهن فهو تأثير سيء على طباعهما
زياد:- رأيت رأيت حتى أن أنفاسي قد شُحت بظهوره
كاظم(بأسف):- لم أرى ميرنا بعد ولكنهم أخبرونا بسلامتها ونجاح العملية ،الضرر كله كمن في كتفها وجانب عنقها .. لكن قام حكيم بالتبرع لها بدمه لذلك تمت السيطرة على الوضع في غضون وقت بسيط
كوثر:-أي…قمة العشق ولكنه سيلوثها بدمه المغبون ذاك مسكينة أنتِ يا صديقتي
وصال(لكزتها بقوة):- لو تخرسين من هذه الترهااات
زياد(هز رأسه فيها دون فائدة):-لا حول ولا قوة إلا بالله
كاظم:- أصالة وكمثرى لا تخشيا شيئا سوف تنهض فميرنا بمئة رجل …
كوثر(شهقت مع وصال):- كمثرى ؟؟؟؟
وصال:- وأصاااالة ؟
زياد(نظر لزياد):- لا يمسكني أي واحد فيكم
جاسر(شمر على ساعده):- هذا إن لم أسبقك
إياد(بفزع جذب كاظم):- تعال يخرب بيتك أتذهب للنار برجليك تعال معي لأهربك
كاظم(ضحك ببلاهة وهو يلوح لهم باستفزاز):- هيا هيا لأخبرك الجديد بالمناسبة

"منذُ متى وأنتِ تُصرِّين على اللعب بأعوادِ الكبريت ،أخبرتكِ أن الأنفاس التي تحاولين نفثها كذبا قد تُحرقكِ تحت تلابيب الانسياب ..الانسيابُ الذي يجعلكِ تغوين طواعية أنملا ترتجف لتسبح فوق مُستوطناتكِ لعلها تخترقُ فيكِ لبَّ المُستحيل وتُرضينا بشبق اللذة المُستوحاة من فكرة جُنونية راودت عقلي لحظة استغراب .."
فتح عينيه فجأة وانتفض محله وهو يحاول أن يستوعب ذلك الجنون الذي التهب في عقله وأين في مخفر شرطة ، أغمض عينيه وأعاد فتحهما وهو يناظر جوانب السجن لحين رآها في الزنزانة الأخرى وهي متقوقعة حول جسمها وتهتز ببكاء يا سلام طلعت بالأخير أنثى تعرف ما معنى الخضوع ..قالها وهو يمسح على وجهه وينفض من باله تلك الصورة التي زارته في حلم عابر أو لنقل في منظر جعله يكفهر وينفجر غضبا أكثر مما كان عليه فلا يعقل أن يراها يقظة وحلما أيضا فهذا كثير عليه كثير ..
غازي(رمقها بطرف عين وأشار بسبابته):- كله بسببكِ أنتِ أيتها الفتاة المدللة الخرقااااء ، لو لم تذهبي لذلك المكان المشبوه منذ البداية لكنت ارتحت من رؤيتكِ المشئومة
هديل(ظلت تنظر إلى الأرض بصمت):-…لارد
غازي(وقف عند قضبان زنزانته وحاول اقتلاعها بوحشية):- أنا أكلمكِ… لا يمكنكِ تجاهلي بتلك الطريقة الصبيانية بعد أن أوقعتنا في هذا الوبال
هديل(رفعت رأسها ووضعته على الجدار خلفها وأسفرت عن تنهيدة عميقة جعلته يوقن مدى غبنها):- .. آسفة منك
غازي(بغضب جامح):-آسفة ههه آسفة أأنتِ متأكدة من أنكِ آسفة أم أنها جملة تتفوهين بها لكي تخرسينني ، صدقيني لن أجعل هذا يمر بسهولة لقد تدللتِ كثيرا وإن لم تجدي من يلجمكِ فأنا سأتكفل بالمهمة لأنكِ ورطتني في جحيم كهذااا
هديل(تنفست عميقا ومسحت دموعها برتابة ونظرت إليه):- ما بك قلق هكذا السجن للرجال
غازي(حرك فكه بعصبية):- حسنا فهمنا أن السجن للرجال إذن ما الذي تفعلينه عندكِ ؟
هديل(حكت عينها):- أواسيك
غازي(ضرب على الحديد بقوة وتراجع للخلف هادرا):- الصبر
هديل(نظرت إليه من محلها وتحركت حنجرتها بثقل):- كنت خائفة
غازي(وضع يديه على الحائط موليا ظهره لها):- ههه
هديل(نهضت من محلها وتوجهت لقضبانها التي تفصل بين قضبانه بممر قصير):- لأول مرة أشعر بأن هنالك شخصا يخاف علي
غازي:- كم من شخص أخبرته بهذه الجملة المتداولة ؟
هديل(ارتعشت من نظرته القاسية):- أنت وح
غازي(أتمم بعصبية):- وحازم
هديل(كنت سأقول وحدك ):-…لارد
غازي(تقدم صوبها ووقف كالصقر أمامها):- إن ذكرتِ اسمه على لسانكِ مجددا أمامي سوف أقضي على سمعته المهنية حتى قبل أن يبدأ مساره الطبي
هديل(انهمرت الدموع من عينيها وأشاحت بصرها بعيدا):- أنت قاس جدا
غازي(ضرب على القضبان بقوة كانت قادرة على كسر مفصله):- لا تتفوهي بحرف أنا أمقت الهواء الذي أتنفسه ها هنا بقربك ،سأنتظر انتهاء هذا الجحيم لكي أغمض عيني ولا أراااااااكِ أمامي
هديل(شهقت من جملته وهتفت في سرها):- لما يكرهني لهذه الدرجة أكل هذا بسبب دور أسندته له رغما عني ،لكنه وافق بمحض إرادته ولم يضربه أحد على يده فلما يشعرني وكأنني رخيصة بنظره ، ألا يعرف من أكوووون أنا هديل رشوان يعني يعني جبل لا يهده ريح ،،ولكن لما أشعر بأني جواره ضعيفة ومتهالكة القوى لا أرغب إلا بمراقبة ردود فعله …ماذا يحصل لكِ يا هديل أكيد أنتِ تستعملينه كممثل لكي تحرقي قلب حازم الخائن ، تبا لك حازم بسببك تورطت هذه الورطة …
غازي(ضرب الكرسي الملتصق بالجدار برجله وجلس واضعا يديه على رأسه):- اففف اففف
هديل:- استغفر الله ؟
غازي(رفع رأسه بضحكة هازئة):- صوتكِ يجلب المشاكل لذلك اصمتي
هديل(بنفاذ صبر):- على فكرة أنت وقح جدا وغير مؤدب وإنسان معتل نفسيا ويجدر بك زيارتي في العيادة ما ربما فهمت سبب التناقضات التي تعيشها ضد نفسك ، أنا واثقة أنك تخفي في خلدك ضغطا تفجره عبر ردود أفعالك الخشنة …لذلك أخبرني بوضوح ما مشكلتك معي ؟
غازي(صفق بيديه):-برافو حضرة الدكتورة أو ترغبين بمعرفة سبب مشكلتي معكِ حسنا يمكنك الالتفاف للخلف أترين الجدار هناك اضربي رأسكِ فيه …فهكذا أفعل أنا ندما لأنني وافقت على الدخول في لعبتكِ القذرة
هديل(صرخت فيه):- لا أسمح لك …
غازي(بعنجهية):- أو اسمحي فلن تفرق في شيء
هديل(أخذت تعد في خاطرها حتى الثلاثة قبل أن تنفجر ولكن عند الرابعة):- أنت أسوأ رجل عرفته في حياتي وأكيد ستموت وحيدا لأنك لا تطاق لا تطاااااق ….
صوت مفاتيح الباب هو الذي جعلهما يوقفان تلك المعركة الشرسة فالتزما الصمت للوافدين فقد دخل عليهما كل من حكيم ووائل وقد بدت على ملامحهما كل عناوين الامتعاض والاعتراض على ما حص… ، رمق غازي أخاه بضيق وأشاح بصره عنه بينما ركضت هديل لتمسك بالقضبان وهي تستنجد بوائل الذي هرع إليها ممسكا بيديها من خلف تلك الزنزانة التي جمعتهما ..
وائل:- لا تخافي حبيبتي ستغادرين بعد لحظات
هديل:- اهئ أقسم أن ذلك الرجل هو السبب ونحن لم نقصد أبدا أذيته هو من تهجم علينا
وائل:- وأنتِ كنتِ مستعدة لضربه بالكعب ليتدخل غازي ويكمل جميل صنيعك
هديل(حولت عينيها بحرج):- حصل ذلك ..
حكيم(وضع يديه بجيبه وتقدم إليه):- مشكلة أليس كذلك ؟
غازي(بقنوط):- يسعني تدبر أموري يمكنك المغادرة
حكيم:- أما زلت تعاند وتتجبر ما هذا الذي فعلته بالرجل لقد هشمت عظامه ؟
غازي(انتفض من محله بعصبية):-أنت آخر شخص يحاسبني فهمت ؟
حكيم(رمق وائل وهديل خلفه وهز رأسه):- حسنا لن أحاسبك لكن أمك بالخارج قلبها يكاد يخرج من محله رعبا عليك ، ولذلك ألتمس منك بعد الإحسان فهي ما تزال مرعوبة من قضية أختنا
غازي(شعر بالحرقة على أمه):- تمام لكن لا تلعب علي دور الوصي ، أنا أخطأت وأستحق أن أحاسب
هديل:- بل كان الخطأ فيني أنا من البداية
غازي:-أنتِ احمدي الله أنهم لم يسجنوكِ بسبب سكركِ في البارات المشبوهة
هديل:-أنا لست قاصراااا
غازي:- طبعا ستقولين ذلك
وائل:- أوووك فهمنا لنخرجكم من هنا أولا وبعدها نحل المشكلة
غازي(بكره ناظرهم جميعا):- لا يوجد ما أتبادله معكم لأخرج وبعدها سأنصهر
وائل(عقد حاجبيه ونظر لحكيم متقدما إليه):- برغم سماجتك لكن أخوك أزفت منك
حكيم(نظر لهديل خلفه):- والشعلة أختك رشوانية بامتياز
شبه ابتسامة جنون ارتسمت على شفتيهما وناظرا كلا من هديل وغازي اللذين لم ينظرا لبعضهما البتة بل ظلا يزفران بحنق وكره من موضعهما ذاك ومن الموقف برمته ، بعد لحظات دخل الحارس وفتح الزنزانتين لتعانق هديل أخاها بينما غازي مر كالبرق وضرب بكتفه كتف حكيم ليتجاوزه بصلف، ابتلع حكيم حركته بكل هدووء ولحق به ، بينما ظلت هديل تمس جبين وائل الجريح وتسأله عما حصل له وعن سر إصابته التي بحمد الله كانت عبارة عن خدوش بذراعه ورضوض بسيطة ستزول بواسطة المراهم مثل الجراح التي سيلزمها بعض الوقت
مديحة(ما إن رأته حتى ركضت إليه):- ابني ابني حبيبي غاااازي أنت بخيرررر ؟
غازي(استقبل عناقها):- أمي لا تبكي أنا بخير
مديحة(بلؤم لامست وجهه لتتفقده):- كيف بخير وتلك الحيزبون سجنتك ؟
غازي(أغمض عينيه):- تمام لنجمع الموضوع
مديحة(ابتعدت عنه ورأتها مقبلة):- أنتِ يا أيتها الوباء إن لم تبتعدي عن ابني لن يحصل طيب
هديل(فتحت فمها لترد فوجدت وائل يسبقها):- ولكن..
وائل:- خالة مديحة لنبقي الحديث في إطار الاحترام لا أسمح لكِ بالتقليل من شأن أختي
مديحة:- لا والله آسفة منك ولكن أختك الكريمة تفكر بتخريب حياة أولادي لم يكفيها أنها حاولت اتهام ابني في حادثتك وسجنته لتنهي ما بدأته مع غازي، يعني ما مشكلتها مع أولادي أبفهم ؟؟؟
حكيم(حك حاجبه):-أمي اجمعي الليلة ودعينا نغادر يكفي فضائح
غازي(جذب يدها):- هيا أمي
مديحة(أشارت بإصبعها لهديل):- سيكون هذا تحذيري الأول والأخير لكِ يا بنت وتذكريه جيدااا ، هيا غازي هيا حكييييم
حكيم:- سأوقع بعض الأوراق وأوافيكم للسيارة
غازي(توقف لحظتها):- أنا لم أطلب منك إخراجي على فكرة ولا تنتظر شكرا مني
مديحة:- غازي أخوك الكبير هذا فاحترمه ؟
غازي(باحتدام):- ولماذا ؟
مديحة(عقدت حاجبيها):- لأنه يستحق الاحترام كيف تسألني لماذااا
غازي:- ههه إذن أنا راحل احترميه قدر ما تشائين
حكيم(مسح على فكه وأومأ لها كي تلحق به):- لا بأس سأوافيكم بعد لحظات
وائل:- اجلسي هنا هديل ريثما أعود
هديل(جلست وهي تمسح دموعها):- اهئ لما يحصل معنا كل هذا افف …
رقية:- حسنا أعدك أنها ستكون آخر مرة وقد تم دفع التعويض وكفالة موكلينا أيضا
نور(كانت جالسة أيضا):- جيد أنك كنت هنا والله لن ننسى هذه الخدمة مطلقا يا أكرم
أكرم:- حقا جيد أنني كنت أناوب هذه الليلة ولكن لم يسعني إلا تقديم زنزانة مرتبة لأجلهما ريثما تحضرون ،لا تقلقوا سأجمع الأمر بمعرفتي ولا يهمك
نور(رن هاتفها وانسحبت للجانب لتخرج فارتطمت بحكيم وأفسحت له المجال):-مشكور يا أكرم عن إذنك ../ ألو نعم …
حكيم(دخل وقتها ليوقع الأوراق):- شكرا يا أكرم معروفك هذا لن ننساه يوما ، شكرا لأنك اتصلت
أكرم:- ولو ذلك واجبي ، أعطه الملف يا أخ ليوقع عليه
حكيم(وقع وقدم له القلم):- انتهى الأمر على هكذا ؟
أكرم:-أكيد ويجعلها آخر الأحزان
حكيم:- إن شاء الله
وائل(دخل بعده):- لننهي الأمر
رقية:- ها وائل تعال وقع أنت أيضا وانظر معي للمحضر الذي كتب أوك
حكيم(أغلق الباب خلفه ورمقها في موضعها جالسة وتبكي):- يا مسكينة مزقتِ وتين قلبي وأنا الوحيد الذي يعرف أن تلك الدموع ليس لها علاقة بتاتا بهذا الفيلم كله
هديل(ارتعبت من جملته لكن غالبها الضحك):-وكيف تقرؤني بهذه الطريقة ؟
حكيم(وضع يديه بجيوبه وتقدم ناحيتها):- يمكنكِ القول أن عيونكِ تفضحكِ ، نظراتكِ تلك حانقة جدا وأكيد ليست على الرجل الذي غرستِ كعبكِ في جنبه وجيد أنه كان طماعا ورضي بالمال الذي عرضناه عليه وجمع الحكاية ، إضافة لتكلفة رعايتنا الصحية له بالمشفى هذا موضوعه على جنب
هديل:- ولما تتذمر أتنتظر مني أن أشكرك أليس هذا واجبكم كإخوة ؟
حكيم(جلس جوارها وشبك يديه):- إخوة ؟؟ ههه جملة ليست بمحلها
هديل(رأفت لحاله):- لما غازي قاس لهذه الدرجة إنه شخص مقفول بإحكام ، لا يمكن حتى قراءة ما يدور في أفكاره أكان هكذا غريب الأطوار دوما ؟
حكيم(مط شفتيه بأسى):- كل ما أعرفه عنه متجلي في طفولته وصغره عدا هذا أشك بأنني قادر على إمدادكِ بتقييم مناسب ، لكن أجيبيني لما أنتِ مهتمة به لهذه الدرجة ؟
هديل(رمشت ونظرت إليه):- مطلقاااا لست أهتم ولكن فضولي فقط هو الذي أجبرني على السؤال
حكيم(رمق تهربها):- وفضولكِ أيضا ما جعلكِ تهربين منه وأنت في حالة سكر لتشتبكي في خصومة مع رجل غريب ؟
هديل:- حسنا أخوك مستفز درجة أولى أكثر منك يعني .. أستسمح ولكن بدورك تملك ذلك العرق الذي يجعل الرأس يفووور والقلب ينتفخ ،أخبرته ألا يصرخ فيني لكنه ظل يشتم ويوبخ وأنا فاض صبري تركته عند إشارة المرور وهربت وظهر هذا بوجهنا وتحرش بي وحين قمت بضربه أتمم أخوك من فرط عصبيته المعضلة برمتها ..يعني باختصار أنا السبب الرئيسي في هذا
حكيم(رمق تذمرها):- حصل خير
هديل(ناظرته باحتياج):- وأنت ابتعدت
حكيم(عقد حاجبيه ونظر للجانب):- تأخر أخوكِ
هديل(تجرأت وأمسكت يده):- أحتاج للتحدث معك ليس أنت وحدك بل حتى أخي أحتاج رؤيته ولكنه لم يعد أخي ،لقد تغير تماما وصار وحيدا حزينا منفردا في عالمه الخاص ، حتى شقته لم يعد يجلس فيها كما كان فمجمل وقته يقضيه بالعمل ، إنه عصبي طوال الوقت وخلقه أضيق من خرم الإبرة ،فكيف سأجده في عز حاجتي لقد طفح كيلي ووجدت نفسي أطلب من النادل أن يصب لي كأسا بعد آخر وصعدت للمسرح لأرقص مأساتي ، لغاية ما ظهر غازي من العدم وسحبني خلفه كالبقرة
حكيم:- خيرا فعل يا ليته صفعكِ أيضا لتستيقظي على حالك
هديل(بيأس):- لقد فعل
حكيم(مط شفتيه باستغراب):- غازي ….غازي قام بصفعك ؟
هديل(وضعت يدها على خدها):-أظن بأن خدي صار تعويضا عن سجني لكم يا شباب الراجية
حكيم(أضحكته جملتها وأمسك يدها):- هه عليكِ جمل في عز هذه المواقف تذكرني بشخص ما
هديل(سحبت يدها ونظرت للأرض):- أكيد سمو الأميرة
حكيم(تحرك حاجبه الأيمن بينما فكه ارتعش لحظتها):- إنها تصارع في المستشفى لقد أصيبت بحادث ولا ندري متى ستستيقظ بعد
هديل(رمقت عظيم ألمه):- وأنا التي لم أستوعب سر تنهيدة أخي لما سألته عن جرحه ، إذن أنتما معا تحترقان من الانتظار في سبيل استيقاظ الملكة اممم ربي معكما إذن
حكيم(ناظر وقوفها المفاجئ باستغراب):-هل ألمس هنا نبرة تهكم وارتضاء لمصيرها ؟
هديل(بكره دفين):- يمكنك اعتبار ذلك لأنني لا أحبها
حكيم(استقام منتفضا):- أساسا لا أعرف ما الذي أبقاني ها هنا الحمدلله على سلامتك آنسة هديل
نور(انعطفت ورأته مقبلا عليها لذا فصلت الخط):- حكيم ستتمالك أعصابك صحيح
حكيم(زفر بعمق):- أي مصيبة جديدة تحملينها بخلدكِ يا نووور ؟
نور(لوت شفتها):- هي مش مصيبة ولكنه رجاء أن تصطحب معك وائل للمشفى بينما آخذ خالتي وغازي معي لقد رفض ركوب سيارتك ،،وقال أن دراجته قد صودرت ولن يستردها حتى الصباح
حكيم(هز رأسه):- يعني هو من كنتِ تحادثينه من البداية ؟
نور:- وأمك الثرثارة التي هلكت مسمعي بتذمرها بشأن هديل
حكيم(نظر خلفه لهديل التي كانت تراقبه وأشاح بصره):- افعلي ما تريدين أنا سأنتظر لا بأس
نور(ربتت على كتفه):- طول عمرك قلبك أكبر القلوب أراك هناك
حكيم(اتكأ على الحائط وأخرج سيجارة وتحرك خلفها لخارج المبنى كي يدخنها على راحته):-..امممم صبرا يا رب
بعد ذهاب نور رفقة غازي ومديحة ابتعد حكيم قليلا عن المخفر واتكأ على سيارته التي كانت مستقرة في الجانب الآخر ، أخذ يدخن سيجارته باستكانة وهو يفكر بالعديد والعديد من الأشياء ، تذكر أنه ما زال بقميص ملطخ بدماء محبوبته وكان لديه حقيبة بجيبه الخلفي يضع بها ثيابا احتياطية ، فتح أزرار قميصه ونزعه عنه في الشارع وفتح جيب السيارة بعدها رمى السيجارة على الأرض ووطأ عليها بقدمه ، انتشل قميصا ذو كُمين قصيرين في الرمادي الفاتح وقام بارتدائه ، أمسك بعدها بالقميص الملطخ واشتم عطره ليغمض عينيه قليلا بشرود ويطويه بعناية ويضعه برفق في الحقيبة ، وبعد لحظتين أخذ يستمع لتنهيدات وهمهمات أنثوية غريبة أجبرته على إغلاق جيب السيارة ليتربص بهذه المتطفلة التي أزعجت وحدته ، ولحظتها استدار فجأة ليجدها مختبئة خلف الشجرة
حكيم(حرك فكه بقنوط وهو يتقدم من الجانب الآخر حتى أفزعها وهو يطل عليها):- من حضرتكِ ؟
الفتاة(توترت وسقط منها سلم من الكتب):- هئئئ أفزعتني
حكيم(كتف يديه وهو يرمق هذه المزعجة وهي تجمع كتابا فيسقط الآخر):- أيمكنني أن أعرف ما سبب مراقبتكِ لي ؟
الفتاة:-ولكن حضرتك من قام بعرض مجاني لعضلاته البارزة في الشارع يعني حري بي المشاهدة
حكيم(صغر عينيه فيها):- متطفلة ومزعجة وقليلة أدب من فوق
الفتاة(وضعت الكتب بعصبية على الأرض لتمسك على جنبيها في حالة تأهب للحرب):- حضرتك أتنعتني بهذه الألفاظ وأنت بوعيك ؟
حكيم(حرك يده بلا مبالاة):- عفوا منكِ كنت أكلم الشجرة لا حضرتكِ
الفتاة(احمرت بغيظ ونظرت للشجرة):- أتعني بأنني مجرد فرااااغ ؟
حكيم:- لا بالعكس أنتِ أصلا مرحلة متقدمة من الفوضى حتى أنكِ غير قادرة على جمع بضع كتب
الفتاة(جمعتها دفعة واحدة ورفعتها لحضنها):- هذا لأن متسلطا مثلك يوقف سيارته في طريقي
حكيم:- ولكن الطريق شاسع يا آنستي المزعجة أم تراكِ تتلكئين ؟
الفتاة(خرج الدخان من أذنها فقد اكتفت منه):- لا أسمح لك ثم أنا أساسا لم أكن سأكلف نفسي بمشاهدتك لولا أنني أنتظر خروج أبي
حكيم(اتكأ مجددا على سيارته وهو يكتف يديه):- أيعمل هنا ؟
الفتاة(عدلت خصلات شعرها الأسود):- وما شأنك ؟
حكيم:- على فكرة أنتِ لا تطاقين استديري ودعيني وشأني سيكون أفضل
الفتاة(بغضب):- وهل هذا الموقع ملك لأبيك وأنا لا أعرف ، أتحسبني عالة ها هنا أنا إنسانة محترمة و
شكري:- نااااهد
ناهد(شهقت ونظرت لحكيم):- بابا بابا والله لم أقدم على أي إزعاج حتى اسأل السيد
شكري(رمش بعينيه وهو يحاول تذكر حكيم):- وكأنني رأيتك سابقا ؟
حكيم(أيضا رمقه باستغراب):- ألست تعمل بنفس المشفى خاصة عفاف ؟
شكري:- هاا هاا تذكرتك أنت شقيق زوج الست عفاف يا لها من صدفة جميلة ، لقد كنت هنا في زيارة لابن أخيها على فكرة فلقد وعدني بأن ينهي ترتيبات دخول ابنتي ناهد للجامعة وجئنا لتفقد الأمر ، معلوم الدراسة على الأبواب وعلينا أن نستعد خصوصا و انها كانت قد توقفت عن الدراسة منذ عدة سنوات وأخيرا يعني ما صدقنا خبر عودتها
ناهد(بحرج):-بابااااا
شكري:- ههه هي لا تحب هذه الأحاديث ..أ.. ناهد تقدمي إلى هنااا
ناهد(ناظرت حكيم بلؤم):- ها بابا
شكري:- هل أزعجتِ السيد حكيم بشيء أعرفكِ وأعرف طباعكِ المزعجة ؟
ناهد(حركت حاجبيها لحكيم كي يغطي عليها):- مطلقا بابا قد كنت في منتهى اللطف حتى أنني شاهدت مناظر خلابة أثناء انتظاري لك
حكيم(ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة):- أفكارها نيرة ما شاء الله أتوقع حصولها على معدل مرتفع في الحضور والسلوك الحسن
ناهد:- حممم
شكري:- يا الله على هذا السهو لقد نسيت الملف بمكتب الاستعلامات ، عائد بعد لحظات
حكيم(كتف يديه وناظرها):- إذن ؟
ناهد(رمت بشعرها للخلف وهي تضم الكتب بيد):- نعم ؟؟؟؟
حكيم:- ما اختصاصكِ يا متطفلة ؟
ناهد(حركت فكها):-أريد أن أكون قاضية
حكيم(صفر عميقا):- هووو قاضية مرة واحدة اممم يا حسرة على العباد منكِ
ناهد(اغتاظت منه):- أتقصد بأنني لا أليق بهذه الوظيفة، على فكرة أنا حاصلة على أعلى درجات في ثانويتي ولست بذلك القدر من الغباء حتى لا أصل لهدفي
حكيم(نظر لساعته برتابة):- رفقا بنا يا حضرة مشروع القاضية
ناهد:- بما أنني أملك حسا قانونيا في هذا المجال أيمكنني أن أسأل عن سر الدم المتواجد بقميصك الذي غيرته وشممت عطره وكأنك هئئئ إنسان سادي يستمتع بدماء ضحاااايااااه غالبا ، هئئئ يا إلهي هل قتلت أحدهم يظهر لي أنك تخفي خلف ملامحك الساكنة هذه هوية قاتل متسلسل ، أتراك مختص في نحر أعناق النساء بعد تعذيبهن ، يا الله هل رأيتني ولهذا استعرضت أمامي من البداية لتقوم بقتلي الذي تراجعت عنه لأن أبي رآآآآآآآآآك ؟
حكيم(تقدم صوبها فجأة):- …لارد
ناهد(تراجعت للخلف حتى ارتطمت بالشجرة):- ابتعد ابتعد يا أبله أنت مريض نفسي ربمااا
حكيم(انتزع وريقة شجر من خصلة شعرها وغمز لها):- أنا لا أقتل المتطفلات على فكرة
ناهد(عانقت كتبها وهي تبحلق فيه بعينيها الزمرديتين):- حقا ؟
حكيم(بملامح متصلبة هز رأسه وهو بذلك القرب):-حقااا
ناهد(ابتلعت ريقها برعب):- يااااا أمي
حكيم(أفلت عن ضحكة وهو يتراجع لمحله):- لديكِ خيال واسع ولكنكِ ما زلتِ تفتقرين للحس البوليسي إذ عليكِ أن تتعرفي على المذنب وغير المذنب من نظرة عينيه فحسب
ناهد(تقدمت بجواره وهي تنظر لسيارة الشرطة التي وصلت للتو):- وكيف تتعرف عليهم ؟
حكيم(رمق الشرطة وقد فتحوا الباب لإدخال بعض الأشخاص المقبوض عليهم):- مثلا ذلك الشاب الطويل في المقدمة إنه يلتفت من كل جانب وكأنه يبحث عن منفذ للهرب من تلك الورطة ، هذا نقول عنه مذنب وذنبه أكيد سيؤدي به للسجن …أنظري لذلك الثخين هناك إن عيونه دموية ويظهر وكأنه يشعر بالندم
ناهد(وقفت قبله وهي تتأملهم واحدا بواحد وقاطعت كلامه):- ما ربما كان نادما بالفعل ؟
حكيم(انتبه لملامسة شعرها لكتفه ولحيته وتأمل تذبذبه المتدرج للتو):-…لارد
ناهد(التفتت إليه):-أقول أنه ربما يكون يشعر بالذنب لجريمته مثلا ؟
حكيم(فتح فمه):- لا أعتقد فهو يعاني من ارتفاع في الضغط وحضوره إلى هنا محض ظلم لا أكثر ، أنظري لعنقه المتعرق ولشفتيه الجافتين كيف يفتحهما ويغلقهما ليتنفس ،إنه عاجز حتى على استيعاب ما حصل
ناهد(استدارت إليه باستغراب):- كيف تعرف كل هذا من نظرة عيونهم ؟
حكيم(هز كتفه):-مجرد خبرة تؤكد لي أن ذلك القصير خلفهما قاتل مع سبق الإصرار والترصد وذلك مترجم من استكانة ملامحه وكأنه كان يتوقع ذلك المآل
ناهد(بدهشة):- واو تستحق أن تكون محققا أو قاضيا بحق سوف أتعلم مثلك وأصبح خبيرة أيضا
حكيم(انتبه لسقوط كتبها مجددا):- ريثما ترتبين هاته الكتب التي تتساقط من يدكِ كل لحظة سوف أحاول خجلا إعطائكِ أملا بالنجاح
أشار لها بيده كي لا تنحني وانحنى هو بدلا عنها والتقط الكتب بترتيب مناسب من الأكبر إلى الأصغر حجما وتوجه صوب جيب سيارته فتحه وأخرج كيسا كرتونيا للقهوة فهو لا يعلم ما الذي يفعله طلال بسيارته حين يعطيها له ،ولكن جيد أنه وجد شيئا يفيد به هذه المزعجة ...قدم لها حمالتي الكيس وأغلق السيارة نافضا يديه وأخرج بعدها هاتفه ..كل حركة من هذه الحركات كانت تطالعها باهتمام ولم تعرف لما شدتها تصرفات هذا الرجل الغريب لكن سرعان ما تبخرت أفكارها حين رأت أباها مقبل عليهم وهو يتعثر في خطوااااته ووجهه شاحب وكأنه يود النطق بشيء مهول سيزعزع ثباتها
ناهد(بتوتر):- بابا ؟؟؟
شكري:- ناهد ناهد أمكِ وقعت مجددا وأخذها الجيران للمشفى علينا أن نهرع إليها فورا
ناهد(شهقت بفزع وأسقطت الكيس هذه المرة):-أمي ….
شكري(أمسك الكيس وتأبط ذراعها):- اثبتي يا صغيرتي سوف تكون بخير دعينا نبحث عن سيارة أجرة تعاااالي …
حكيم(رمقهما بقلة حيلة):- امم …(انتبه لوصول فؤاد للتو) فؤااااد
فؤاد(ركض إليه):- للتو وصلت ما الأخبار هل خرج الأولاد ؟
حكيم:- أجل خرجوا ولكن ما يزال وائل وهديل ومعهم رقية بالداخل
فؤاد:-ألف سلامة على ميرنا لألملم هنا وألحق بكم للمشفى
حكيم(نظر جانبا لشكري وابنته وهما ينتظران ظهور أي سيارة أجرة):-تمام أنا سأنسحب وأنت تكفل بجلبهم لأن سيارة وائل ما تزال بموقع الحادث
فؤاد(دخل بخفة):-تمام تمام سيحدث ..
هنا تنهد حكيم بأريحية وصعد فورا لسيارته وتوجه صوبهم ليقف مقابلها هي وأبوها المتوتر
حكيم:- اركبا سآخذكما للمشفى
شكري:- وهل هذا يليق يا بني اذهب لمشوارك أنت ونحن سننتظر سيارة أجرة
حكيم:- أهذا يجوز تفضلا أساسا كنت ذاهبا للمشفى يعني لن أكلف نفسي بشيء ، صحيح أي مشفى هي متواجدة ؟
شكري:- الرئيسي
حكيم:- جيد طريقنا واحد إذن .. دعاني أساعدكما أعطني الكيس عنك؟
ناهد(تمسكت به):- يمكنني التصرف
حكيم(أغلق الباب خلفها وعاد لمحله):- قليلة ذوق
ناهد:-أفندم هل قلت شيئا ؟
حكيم(انتبه لدخول شكري):- لا شيء
ناهد(زورته من الخلف بارتباك فهي أصلا عقلها ليس معها):- فليحفظكِ الله لي يا أمي الحبيبة
حكيم(أقلع بهما):- ما مرض السيدة ؟
شكري:- كبدها متضرر وهي بحاجة لنقل كبد جديد ولكن ما باليد حيلة ، حاولت الست عفاف البحث عن متبرع ولكن تكاليف هذه العملية باهظة وصحتها ما عادت تتحمل
ناهد(بشراسة):- أساسا نحن نعيش بغابة البقاء للأقوى لو كنا نملك المال لكان طبيبها قد أعطانا من وقته ولو القليل ، ولكن بما أننا معدمون سوف يتصرف بهذا الشكل التافه …ناس شكلية يحسبون أن الفقراء قليلي النفس ليعتقدوا بأننا لسنا كائنات بشرية أرقى وأنقى منهم حتى
شكري (خجل من حكيم):- ناهد ..استجمعي نفسكِ يا ابنتي عيب
حكيم(وضع يده على مقوده ويده الأخرى ناظر بها ساعته):- دعها تتحدث سيد شكري فهي متحدثة لبقة أقرب إلى ثرثارة فوضوية حانقة على المجتمع
ناهد(شهقت من جملته):-أنااااا ؟
شكري:- والله يا بنت الرجل معه حق قد استلمت دفة التذمر منذ ركوبك
حكيم(ابتسم بخبث وهو يرمق انتفاضتها مع شعرها الكثيف):- هه ..(انتبه لهاتفه فتبدلت ملامحه على الفور) ..نعم ؟
ميار:-بحق السماء قل لي أين أنت ؟
حكيم(تنفس بعمق):- أهناك شيء ؟
ميار:- هل لدينا مرضى هنا أم ليس لدينا أخبرني بالله عليك ؟
حكيم:- تكلم بشكل واضح لأنك أربكتني ،هل هي بخير ؟؟
ميار:- لست أعرف فلقد غادرت مجبرا ريثما تخف الأرجل من هناك فالمشفى أصبح مثل السوق ولكنني استغربت رحيلك حين اتصلت بإياد وأخبرني ما حصل
حكيم:- موضوع بسيط لا يستدعي القلق لقد حللناه بسرعة وأنا في طريقي إلى هناك
ميار:- طيب بلغني الأخبار حين تصل فلم أفهم شيئا من إياد لذلك استعنت بجدار برلين وليتني ما فعلت
حكيم:- هه ألا تعلم أن ذلك الأحمق لم يتناول عشاءه غالبا بدأ يهذي ،لا تقلق سأكون هناك أساسا أود رؤيتها لأطمئن أكثر
ميار:- يا لفرحك أنت ووائل كلاكما يدخل وقتما يريد بينما أنا …لي الله
حكيم:- أممم وكأنك لم تعسكر بغرفة جوزي لأوقات متعددة ؟
ميار(تذكرها فتألم):- روح عني ياااا اففف
حكيم:- ههه آه عليك ومنك عموما أكلمك لاحقا لست وحدي
ميار:- مهلا من معك ؟
ناهد(عطست وهي تستمع إليهما بحرص):- اتشن
حكيم(نظر إليها من مرآته وعرف أنها تعمدت ذلك):- لا تشغل بالك سأخبرك ريثما أصل سلام ..تفضلي آنسة ناهد
ناهد(رأته وهو يمد لها منديلا ورقيا):- مشكور
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة):- ..يا سبحان الله
استدار في المنعطف وانتبه لملامح العم شكري البائسة وكأنه أصلا لم يكن معهم بتلك السيارة، فجل تفكيره كان محصورا في أم ناهد وهذا ما جعله يسرع في طريقه كي لا يؤخرهم أكثر عنها ..بعد برهة وصلوا إلى هناك وسرعان ما نزل شكري وناهد بلهفة حتى أنهما نسيا كيس الكتب وحكيم بدوره لم ينتبه له بل سلم السيارة لعنبر الذي كان بالجوار ،وقام باللحاق بهما حيث وقفا ليسألا عن غرفة مريضتهم سمع الرقم ولكنه لم يلحق بهما بل طلب اسم الطبيب المعالج وتوجه مباشرة لمكتبه ،وجده جالسا هناك برغم استغاثة الممرضة لأجل الحالة إلا أنه لم يحرك فيه هذا أي ساكن
حكيم:- مرحبا أنت الدكتور حسن ؟
الدكتور:- أجل
حكيم:- كأن هنالك حالة طارئة لامرأة مصابة بالتهاب الكبد .؟
الدكتور:- يووه تلك المرأة وأسرتها التي لا تكل أو تمل ،طالما لا يملكون نقودا فليتقبلوا الأمر كما هو عليه ماذا بوسعي أن أفعله يعني
حكيم(رفع حاجبيه ونظر للمكتب ولأغراضه الشخصية ومباشرة لصورته العائلية):- عائلتك؟
الدكتور:- نعم
حكيم(أمسك الصورة):- جميلة ومعبرة إنكم تشكلون صورة أسرية متماسكة
الدكتور(توتر):- ما علاقة هذا ثم من تكون أنت بالمناسبة ؟
حكيم(وضع الصورة على سطح المكتب ووضع إصبعه عليها ليغطي ملامح الأم):- ألا تتوقع معي انهيار هيمنة هذه الأسرة المتماسكة إذا ما توفت الأم ؟
الدكتور(استقام بفزع):- أتهددني ؟؟؟
حكيم:- مطلقا أنا أطرح سؤالا فحسب
الدكتور:- أخرج من هنا على الفور
حكيم(رمش بعينيه):- الظاهر أنك لن تفهم بلغة العاطفة ولهذا أخبرني بمبلغ عملية السيدة وسأقوم بدفعه الآن
الدكتور(هز حاجبه):- كله ؟
حكيم:- أجل كله ألديك مانع ؟
الدكتور:- لالا مطلقا فقط سأقوم بترتيباتي لتجهيز الكبد المناسب لها لزراعته
حكيم(صغر عينيه):- تمام اتفقنا
الدكتور:- يمكنك الدفع في مكتب الحسابات
حكيم:- ومتى تشرف حضرتك على الحالة ؟
الدكتور(بتلعثم وطمع):-أ..حالا حالا سأتفقدها ولو هي على رأسي
حكيم(استوقفه بضخامته وناظره باستعلاء):- سوف لن تخبرهم أنني من دفع التكاليف ، ستقول بأنه من الصدف الحميدة تم وضع اسم المريضة في سجل إحدى الجمعيات التي ساهمت في إيجاد المتبرع ، أما تكاليف المشفى يمكنك تدبير كذبة بيضاء صحيح ؟
الدكتور(باستغراب):- ولما ستفعل هذا لأناس لا تعرفهم ؟
حكيم:- أنت نفذ المطلوب منك ونقودك ستجدها كاملة على سطح المكتب ،وأي تلاعب معي سوف أعرفك على نفسي بشكل لن تستحبه
الدكتور:- عدنا للتهديد
حكيم(أشار له للباب):- لديك حالة مستعجلة أتتفضل أم أتفضل ؟
الدكتور(ناظر قوة حكيم وثقته وآثر الانسحاب):- حالا
نظر حكيم للصورة متأملا إياها ولحق بالطبيب الذي ركض في الممرات وكأنه فعلا مهتم ،وفي الأصل هو حقا مهتم لكن بالمال الذي سيضاف في حسابه وليس في حياة تلك المرأة الراقدة على السرير ،تحيط بها ابنتها والعم شكري الذي كان يمسك يدها بحب بينما كانت ناهد تقبل جبين أمها وتحاول طمأنتها أن كل شيء سيكون بخير ، تفاجئوا بانضمام الطبيب الذي طلب منهم الخروج وتلك اللحظة انسحب حكيم سريعا في الرواق وكانت هي قد رمقت ظهره كآخر مشهد في ذلك الممر واستغربت لحاقه بهم ،لكن راحة أمها كانت فوق أي اعتبار … عاد هو للجانب الآخر ليجد جزءا منهم قد انسحب وطبعا كان الرباعي الرومانسي أس المصائب جاسر وزياد ومعهما كوثر ووصال توجهوا لبيت الأخيرة ليستجمعوا أنفسهم قليلا ، أما عفاف فقد طالبتها عواطف بالمغادرة مع مديحة والجدة نبيلة التي تعبت من الانتظار ووافقت على مضض بينما نهال قررت البقاء رفقة جدتها لتواسيها مع نور ..في حين أحضر لهم غازي القهوة ولنفسه أيضا فقد أرهقت أعصابه
عواطف:- حسنا كان من الخطأ أصلا أن تجاري رجل شوارع
غازي:- انفعلت
نور(غمزت لأمها):- في المرة المقبلة ستتحكم في أعصابك فإن سلمت هذه المرة لن تسلم مرة أخرى
غازي(تجرع من قهوته):- ابنة عمي ..هل هي بخير وماذا عن إصابتها ؟
نور:- لا ندري ما زال الوضع كما هو عليه كما ترى ، فريق يدخل وفريق يخرج
غازي:- كيف وقع الحادث ؟
نور:- لا نعلم أي شيء
غازي:- وماذا عن المحقق الذي كان هنا ؟
نور:- رامز سرعان ما غادر ولم يفدنا بأي شيء بل زاد من ارتباكنا أكثر
عواطف:- يقول بأن سائق الشاحنة قد فر أكيد سيلقون بالقبض عليه أليس كذلك نور ؟
نور:- أكيد يا أمي لدينا أصدقاء بارعون في عملهم وسيجدونه
عواطف(ارتعش قلبها ونهضت من محلها):- لما لم يسمحوا لي برؤيتها كثيرا ، تلك الدقائق لم ترح قلبي بل زادت في حرقتي
نور(أمسكتها من يدها):- لما لا تشمين بعض الهواء سيكون مفيدا لكِ
حكيم(وصل للتو):- ما بها خالتي الحبيبة ؟
عواطف(استقامت وعانقته):- حكيييم
حكيم:- هششش أخبرناكِ أنها ستكون بخير لما الدموع الآن ؟
نور(رمقت امتعاض غازي وحولت عينيها):- إنها بحاجة لبعض الهواء سوف آخذها قليلا للحديقة
حكيم(رأى غازي ونهال تلعب بهاتفها جواره):- اممم
نور:- نهال نهااال يا بنت تعالي هنا
نهال:- ها عمتي ؟
نور:- سأخرج بجدتكِ للحديقة قليلا ابقي بالقرب من هنا ماشي ؟
نهال(رمقت نادر وهو يسير مع ناريانا في الممر الآخر):- أ..أشعر بالجوع سأحضر ساندويتشا لي
نور(أعطتها ورقة مالية):- ستكفيكِ هذه
نهال(ابتسمت):-وأكثر حتى ههه
نور:- هيا يا سيد عاطف ماذا كنا نقووول ؟
عواطف:- جدتكِ تخفي عني أشياء كثيرة يا نور ، لقد تجهمت ملامحها مذ أن عادت من غرفة جوزيت وفي غيابكم حاولت زيارتها ولكنها كانت نائمة
نور:- طيب كرري الزيارة الآن ربما تكون قد استيقظت
عواطف:- أتتوقعين هذا ،امم تمام رافقيني أنتِ أيضا
نور:- على عيني يا حبة عيني
توجهتا لغرفة جوزيت التي كانت متكئة على السرير وهي مغمضة عينيها لكن عقلها كان يدور فيما حصل مع ميار قبل مغادرته ، قد كانت تحاول مراجعة ما قالته لأنها متيقنة أنها تصرفت بعدم اتزان ، قد جعلها تثمل من خلال عطره الذي يذيب فيها كل أقنعة الجليد التي تحاول ارتداءها في حضوره ، ظلت تعيد وتزيد في أفكارها لحين طرق الباب عليها
جوزيت:- تفضل ؟
الممرض:- عفوا منكِ سيدتي أحتاج لتغيير المحلول الوريدي ؟
جوزيت:- امم ولكنه لم يفرغ بعد
الممرض:- هذا ما قاله الطبيب سيدتي لا تقلقي إنه روتين يومي
جوزيت(برتابة):- حسنا قم بذلك
الممرض(اقترب منها بخبث ووضع يده على المورد الغذائي):-طيب
رفعت عينيها لتتأمله وجدته يضع قناعا على وجهه ونظارات وقبعة تبرز طول شعره الذي كان يصل للكتف ، فاستغربت قبول ممرض بتلك المواصفات وهنا برقت عيناها بشدة وأمسكت بالمسدس تحت الغطاء لترفعه بوجهه فجأة
الممرض:- يا إلهي
جوزيت:- ارفع يديك فوراا لفوق هياااا أنجز
الممرض(رفعهما بقلة حيلة):- أرجوكِ سيدتي لا تقتليني أنا عبد مأمور
جوزيت:- لم أفهم ماذاااا وراءك ؟
الممرض:- أنا لست ممرضا ولكن هنالك رجل دفع لي قطعة ذهبية وطلب مني تغيير محلول هذه الغرفة بهذا البديل وتنتهي المهمة
جوزيت(تحركت حنجرتها):- مااااذا قلت أيها المجررررررررم ؟
نور(دلفت سريعا وهي تسمع صراخها):- ما الذي يجري هناااا ؟
جوزيت:- هذا الأخرق يحاول أذيتي
عواطف(شهقت):- هئئ لا تقوليها ؟؟؟
نور(صغرت عينيها فيه وأعطت حقيبتها لأمها وشمرت على ساعديها):-إذن لتوقع على ورقة موتك يا خسسسسسيس يا ابن اللعينة الله أكبر
سقطت فيه نور بالضرب بكعبها ولم ترحمه رغم توسلات عواطف التي استنجدت طلبا للمساعدة ،بينما جوزيت أمسكت على بطنها بخوف لم تعي ماهيته كي تنفجر ببكاء أضعف عزيمتها رعبا على جنينه . هرعت إليها وعواطف وعانقتها لتتحمل بينما اجتمع الناس فوق رؤوسهم وتم استدعاء الأمن لأخذ ذلك الممرض واحتجازه ،في حين هرعت عواطف تبحث في الممرات عن أي واحد فيهم ليخبر حكيم لكن لم تجد في طريقها سوى كاظم الذي هب للغرفة في الحين
كاظم:- جوووووزي من القرد الأهوج الذي حاول أذيتكِ أين هووو لأفرمه بين ذراعي هاتين ؟
جوزيت(أشارت له برأسها بشكل بائس):-كاااظم أهئ كان يضمر لي شرا
كاظم(جلس جوارها بعفوية وارتمت بحضنه):- ماشي جوزي سوف أقوم بفرمه لأجل هذه الدموع
جوزيت(انفجرت ببكاء):- اهئئ ماذا يريدون مني ومن طفلي هااااه ؟
كاظم(أشار لنفسه حين رأى صدمة عواطف فحتى نور كانت تعرف):- أ… طفلكِ في الحفظ والصون
عواطف(لاحظت برود نظرة نور ولكزتها):- أكنتِ تعرفين ؟
نور(تألمت):- أححح وانا مالي لما آكل الضرب بينما هم من يخربون العالم هاه
عواطف:- حسابي معكِ هو الأخير وأنتِ كيف تجرئئئئئين ؟
جوزيت:- يا الله ما بدأته نبيلة ستكمله ابنتها
نور:- قولي جدتي يا قليلة الذوق
جوزيت(نظرت لكاظم):- لطفا دعهم يرحلون
كاظم(رمش وهو يبتسم):- لو تستدعون حكيم سيكون جيداااا
عواطف(تحركت بإباء):- كلامنا سينتهي لما تغادرين هذا الفراش وتذكري أنني سأحاسبكِ
جوزيت(اقشعر بدنها تلك اللحظة وهي ترمقها بنظرات مستغربة):- …هذا ما كان ينقصني
نور(كتفت يديها بعد ذهاب عواطف وأخذت تتأمل كاظم):- من أين ظهرت أنت فقد لاحظت أنك صديق الكل والكل يعرفك عداي يعني كيف تهت عني ؟
كاظم(غمز لجوزيت بتلاعب):- كيف الوضع ؟
جوزيت(ضربته لكتفه):- إنها ستنسفك لو فكرت بالتطاول عليها ثم هي تخص رشوانيا لذلك أملك منعدم
كاظم(فتح عينيه):- بفف حظي ضئيل هل هي نسخة من نبيلة جدتكم ؟
جوزيت:- تماما عليييك نور
نور:- يا نعم ؟
كاظم(استقام بأدب وصافحها):- كاظم النابلسي تحري خاص وصديق الشلة
نور:- أهاه رأيتك سابقا لكننا لم نتحدث على انفراد
كاظم:- نتحدث يا حلوتي ولو في أي وقت شئتِ
نور(كانت تتأمله بابتسامة ماكرة):- أتعلم من أكون ؟
كاظم:- طبعا روحي نور شقيقة ميرنا وابنة عم هؤلاء المجانين
نور:- وهنالك لقب آخر ينادونني به في الحالة الطارئة العم نوري يعني …إن لم تحفظ أدبك معي أو مع ابنة عمي تلك ستجدني لك بالمرصاد
كاظم(نظر خلفه لجوزيت):- كان حريا بكِ أن تعطيني نبذة عن هذه العائلة ونحن برومااااا …
انسحبت من هناك وهي ترمقه بنظرات الوعيد بينما ابتلع ريقه وهو ينش من تأثير قوة بنات الراجية ،ليجد نفسه يجلس قبالة جوزيت ويحاول طمأنتها ،.. التحقت الأخيرة برواق الانتظار قرب العناية المشددة ووجدت عواطف فحسب بينما غازي وحكيم لم يظهر لهما أثر
عواطف:- غالبا نزلا للمطعم
نور:- ابقي بالقرب سأتفقدهما حتى نهال لا أدري أين اختفت
تحركت صوب سلم النزول وفي الطرف الآخر كان نادر يعانق ناريانا التي كانت تبكي دونما توقف وغلب ليفهم منها ما الذي يبكيها ولكن بدون فائدة، فما الذي ستحكيه له لتحكيه أتخبره أنه عليها الإنجاب من رجل غريب لم تعرفه يوما ولن تحبه ، كيف ستجهض أملها الذي تنتظر ليل نهار وهي رفقته وبين أحضانه زوجته وأم أولاده …الآن قد أقصى نزار الحلم من عقلها بطريقة لا تستطيع تقبلها فكيف السبيل ؟
نادر(أمسك يدها):-إن نزلت دمعة أخرى سأدعكِ وأنسحب
ناريانا:-تمام ماشي لن أبكي
نادر:-لو تخبريني بسر حرقتكِ يا ناري لفهمت كيف أساعدكِ؟
ناريانا:- لا يسعك مساعدتي نادر لقد كنت مضغوطة فحسب ،مشاكل جوزيت من جهة وحادث ميرنا قلب علي المواجع
نادر:-أنتِ مرهفة القلب جدا هنيئا لهما بصحبتك
ناريانا:-وهنيئا لوائل بصحبتك أيضا
نادر:-كأننا تأخرنا على مسؤولياتنا جوزيت وميرنا ،فلو عاد ولم يجدني بالقرب سيمتعض مني ولكنكِ أهم بكثير الآن ما كنت سأفرط بدموعكِ أبدا
ناريانا(ذهلت من جملته وتأثرت بها):-أحقا ؟
نادر:- أكلمكِ بجدية
ناريانا(انهمرت دمعتين رغما عنها):- آسفة آسفة ههه
نادر(رفع إبهامه ومسح دمعتها):- توقفي عن البكاء
ناريانا(أغمضت عينيها ونظرت جانبا للجدار):- دعنا ننهض
نادر(أطل عليها بعد وقوفها):- أحسن الآن
ناريانا(ادعت أنها تشعر بدوخة):- أوه أمسك يدي لو سمحت نادر
نادر(أمسكها بسرعة وسار بها لأجل الخروج من تلك الحديقة الجانبية):- رفقا على مهلك …أهاااه نهال ما الذي تفعلينه هنا ؟
نهال(ارتبكت حين اكتشفوا أمرها):-أ..كنت أود الاسترخاء هنا قليلا بعد إذنكما طبعا
ناريانا(تأبطت يد نادر جيدا):-أساسا كنا راحلين
نهال(رمقت ذراعها وابتسمت):- أمر جميل
نادر(لم يفهم طبعا أي شيء):- أراكِ يا صغيرة
نهال(بامتعاض جلست وهي مكتفة يديها):-أكيد ستراني لا أدري لما تغيظني تلك المرأة،أصلا لما أهتم ولكنه صديقي وعلي أن أحرص على صحبته ،وأنا قلت تلك المرأة لم ترق لي يعني لم ترق لي هممم ..ولا رسالة حتى
مطت شفتيها بأسف وهي تنظر لهاتفها المغبون فأسعد لم يراسلها أو يكلمها منذ فترة ،وكأن شيئا ما ألم به أساسا هو شخص غامض ولا يعرف له وقت اختفاء من ظهور ، وحري بها أن تتأقلم أو ستصاب بجلطة فجائية في أي وقت … زمجرت بقنوط واستقامت لتعود للأعلى ولكن خطوات غريبة استوقفتها
نهال(نظرت لأطراف الحديقة وابتلعت ريقها):- من هناااااك أظهر نفسك فأنا لا أخاف شيئااا ؟ هللو أهناك أحد هنا ؟؟؟ يا ربي ربما كنت أهذي لأعود لجدتي أحسن ههه يا ماماااا
هربت ركضا من هناك وفي تلك اللحظة ظهر هو من خلف الأشجار ،يميل برأسه ويتأمل تلك الفتاة الحسناء المتمردة في كل شيء والعنيدة أيضا والحنونة في بعض الأحيان ،إنها مزيج من كل شيء جميل ولهذا رأف قلبه لها وارتسم شبح ابتسامة على ثغره …أما هي فهربت لتجد نفسها أمام حكيم مباشرة،انتبه لركضها وطلب منها العودة للأعلى بينما هو دخل للحديقة وانتظر برهة ليراقب إن كان هنالك أحد خلفه وبعدها تقدم في الظلام وهو يمسح على فكه بينما يده بجيبه ممتعضا من عناد الراجيين الذي لا ينتهي
حكيم:- سيد خفاااش ؟
طارق(ظهر من الخلف):- في موعدك بالضبط
حكيم:- ابنتك كانت هنا قبل برهة يعني أنت تعلم أنك تغامر
طارق(برز من خلف الظلام):- بمعجزة أنا أضبط أنفاسي قربها
حكيم(ابتسم وتقدم نحوه ليعانقه):- آه يا طااارق آه يا ابن عمي
طارق(عانقه بحرقة):-لم أستطع البقاء هكذا أخبرني أنها لن تموت ؟
حكيم(ابتعد عنه وناظر الأرض ببؤس):-سنأمل ذلك فور استيقاظها على خير إن شاء الله
طارق:-كيف وقع الحادث يعني من كان وراءه ؟
حكيم:- لا نعرف
طارق:- ومن سيعرف يعني ثم فريق التحري ذاك ألم يحرز أي تقدم ؟
حكيم:- يقولون أن الشاحنة مسروقة وقد سجلت في المفقودات قبل يومين ،وأيضا تم قطع الطريق بفضل عمال بناء وهميين يعني كأن الأمر خطط له وتم تنفيذه بالثانية ، وأقصد بالثانية مروري أنا ووائل رشوان الجد عادي فنحن لم نلحظ أيا من هاته العراقيل ،يعني من كان خلف الحادث كان يعرف بقدومنا لا محالة
طارق(بعصبية):- أيا كان يكون فلقد حاول قتل أختي تعلم ما معنى ذلك ؟
حكيم:- لست مقتنعا بأن الحادث مدبر من قبل العشيرة لأنني واثق من عدم تورطهم كما أراك الآن
طارق:- وما الذي يجعلك تظن هذا ؟
حكيم:- لقد حاولوا تهديدنا في الحفلة بذلك الحريق المفتعل وأكيد سينتظرون ردة فعل منا ،نحن لم نتصرف إلا بعد يومين أو ميار هو الذي أنجز ذلك فبينه وبين رشيد حساب لم يغلق بعد
طارق:- ما الذي حصل لرشيد ؟
حكيم:- إن مات فسوف يكون ذلك أبشع ما يحدث له ،فميار ينوي تعذيبه لأطول فترة ممكنة لقد ذهب هذه الليلة في مهمة للقصاص منه ولكن حين اتصل به إياد ترك كل شيء وهب إلينا
طارق:- يعني أكيد سيهربونه بعد الذي حصل ؟
حكيم:-والله ميار يقول أنه تركه جثة هامدة فإن نجا فقد كتب له عمر جديد ليسحبه منه ميار مجددا ،وإن مات فقد أراح العالم من شره وسيكون علينا التعامل مع غضنفر في ظل ذلك بشكل دقيق وحساس
طارق:- افف أشعر وكأن يدا خفيا تحرك اللعبة من مكان لم نستطع رؤيته لغاية الآن
حكيم:- ما قصدك ؟
طارق(حك لحيته ونظر للجانب):- هنالك صحبة سأنسحب الآن
حكيم(تحرك خلفه ولكن طارق خرج من هنالك سريعا):- مهلا تت …تبا لمن أتى الآن
نظر جانبيا لتلك الفتاة التي كانت تركض بين الأشجار بفستانها الأرجواني وشعرها الأسود الذي انفتح شريط ربطته ليسقط على الأرض دون أن تنتبه له ،، فلقد انفجرت للتو ببكاء وهي تجلس خلف الأشجار تضم ركبتيها مختبئة من العالم كله … كره نفسه لأنه لم يتحرك من تلك الحديقة قبل نزولها فالآن عليه أن يتعامل مع شيء لحكمة الأقدار جعلته مسئولا نوعا ما ..
ناهد:- اهئئ … لا تفعلي ماما لا تفعلي لا تفعلي …
حكيم(أمسك بشريط شعرها بيده وتأمله وهو يقترب من محلها):- يقينا أفزعتِ حشرات الليل ببكائك
ناهد(انتفضت من محلها بشراسة وحين رأته هدأت):- ..أنت ؟
حكيم(وضع يديه بجيوبه وتقدم إليها وهو يرى حرقة عيونها الدموية وشفتيها المتورمتين):-أيمكنني أن أعرف ما سر هذه الدموع ؟
ناهد(حكت عظمتي خديها وهي تزيح عنهما الدموع):- مسألة عائلية أرجو منك عدم التدخل فيها ،لقد رأيتك وأنت تلاحقنا حتى غرفة ماما
حكيم(مط شفتيه وأدار ظهره لها):- رائع وفرتِ علي جهد التبرير
ناهد(انتفض صدرها وهي تتأمله):- حكيييم
حكيم(عقد حاجبيه والتفت إليها بعد لحظة صمت):- أفندم ؟
ناهد:- هل سبق وشعرت بأن شخصا مهما في حياتك يتسرب من بين يديك ؟
حكيم(جملتها أعادته صوبها هي فحسب عصفورته الصغيرة):- أعايش ذلك حتى
ناهد:-إذن لا تسألني عن سر دموعي لأنني أحترق هنا بينما أمي تحتضر فوق ،وما يتبعني أنه ليس بوسعي القيام بشيء فحين فرجت من جانب اسودت من جانب آخر
حكيم(باستغراب ألم أحل موضوع الطبيب ما الذي حدث ؟):- لم أفهمكِ ؟
ناهد:- أمي ترفض إجراء العملية
حكيم(رفع حاجبه دهشة):- والسبب ؟
ناهد(انفجرت ببكاء):- اهئ لست أعرف لست أعرف ، بعدما جاهدنا لشهور طويلة مع مرضها وحينما اقتربنا من الخلاص فجأة رفضت إجراءها وبدون سبب مقنع
حكيم:-أكيد هنالك سبب ما يجعلها ترفض ذلك، أيمكنني رؤيتها ؟
ناهد(برقت عيناها لحظتها بامتنان):- أحقا ستفعل ؟
حكيم(لم يستوعب رقتها لذلك تراجع خطوة للخلف):- أنتِ تسألين كثيرا وهذا يزعجني
ناهد(ابتلعت ريقها وهي تلحق به بلهفة):- لا لن أسأل من جديد ولكنني استغربت فحسب سبب اهتمامك يعني
حكيم(توقف ونظر إلى ارتباكها وأطال نظرته في مقلتيها الزمرديتين اللتين كانتا تحدقان به وكأنهما سهم ناري يرغب بالاستفهام):- إنه واجب علي تجاه أبيكِ وطالما بيدي المساعدة فلن أتوانى عن استخدامها
ناهد(توقفت بدورها وهي تصغي له باهتمام):- أظنك ملاكا وقد ظهر لي في الشارع فجأة،كأنك تحولت لحظة تبديلك للقميص الدامي من سفاح لأطيب خلق الله ؟ هئئ آسفة آسفة لم أقصد إهانتك و
حكيم(حول عينيه وتحرك بتجاهل):- وفضولية متعجرفة أيضا جميل جدا
توجه على مضض رفقتها صوب غرفة أمها التي كانت مضطجعة على السرير وعلى وجهها تبدو علامات المرض ، كانت ممسكة بيد شكري الذي كان يبكي عليها حزنا وألما
صفوة:- أريدك أن ..تسمعني يا شكري ..وقتي لم يعد يسمح وعليك أن تفهم ما الذي أوده منك ..شكري
شكري(ربت على يدها بخوف):- صفوة أنتِ لن تموتي .. الحمدلله هانت سوف ننجز لكِ العملية ونزرع لكِ كبدا جديدا وتعودين بعدها لبيتك
صفوة:- دعنا لا نضحك على أنفسنا يا شكري ، حتى لو أنجزتها فهل سنتمكن من دفع ثمن الفحوصات والأدوية التي تلحق ذلك ، كل ما معنا قد وفرناه لناهد ولا أريدك أن تمد يدك لذلك المال حتى لو كان لأجلي
شكري(بأسف):- ما لا تعرفينه يا صفوة أن ناهد فعلا قد فكت الوديعة وقامت بدفع أقساط المشفى للشهر المنصرم
صفوة(اغرورقت عيناها بالدموع):- ولكنك أخبرتني أن المشفى قام بإعطائك سلفا لأجلي ،كذبتما علي حتى أعود للبيت مرتاحة البال أليس كذلك؟
شكري:- لأجلكِ نحن مستعدان للقيام بأي شيء ، ثم افرحي ابنتنا سوف تدخل للجامعة التي تريدها وستصبح قاضية عظيمة الشأن مثلما كانت تحلم في صباها
صفوة:- علينا أن نخبرها الحقيقة يا شكري ..ناهد تستحق أن تعرف أنها ليست ابنتنا
ليست ابنتنا ليست ابنتنا ضربت الجملة في مسمع حكيم الذي كان يسبقها بخطوتين للغرفة ، بينما كانت هي تسير خلفه باتزان توقف محله واستدار سريعا ليجبرها على التوقف ليتأكد حقا من أنها لم تسمع أي شيء ، ومن ملامحها المبتسمة يظهر فعلا أنها لم تسمع ذلك ولم يشعر إلا بشيء يحز في نفسه ويؤلمه في صميمه فأكيد هذه الحقيقة المريرة سوف تربك سير حياة هذه المسكينة أكثر مما هي عليه في الوقت الراهن…
ناهد(باندهاش):- لما توقفت ؟
حكيم(قرأ عينيها وهو يبتلع ريقه):- يفضل أن تدلفي قبلي لتستهلي الأمر ؟
ناهد(تحركت للداخل):- حسنا ولكن يمكنني أن أعتبر هذا ارتباكا ليس في صالح شخصيتك الغامضة
حكيم(تنهد عميقا):- يفضل ألا تسبحي عكس التيار فهنالك غموض من غموض
ناهد(وضعت يدها على مقبض الباب وصفعته بشعرها):- أنا لا يؤثر فيني الغموض على فكرة
حكيم(انتبه للعطر الذي ضرب خياشيم أنفه إنه مختلف تماما مختلف بشكل يؤلم قلبه، حتى لهجتها فجأة تحولت لطريقته فعليا):- إذن لن تروقكِ النتائج
ناهد(فتحت الباب):- أنا من سيحكم على ذلك وليس أنت ..أمي أبي
كلمتين صادقتين نبعتا من صوتها الشقي وهي تركض صوبهما بفرح ،رؤيتها أنجبت الدموع في عيونهما خصوصا بعد تذكرهما لمأساة حياتهما وحياتها وكيف قاما بتبنيها منذ زمن طويل ..
صفوة(فتحت ذراعيها الحنونتين):- طفلتي
ناهد(ارتمت بحضنها):- ماما لدي ضيف يود زيارتكِ وأرجوكِ أرجوكِ أصغي له من أجل خاطري
شكري(استقام بحرص):- من الضيف يا ناهد ؟
حكيم(تقدم للداخل بجنتلمانية):- إنه أنا عم شكري أتيت لتفقد السيدة
صفوة(رمقته باستغراب):- من حضرتك ؟
شكري:- أ.. إنه شقيق زوج الست عفاف يا صفوة ، يعني شخص أمين وجميل الطبع والخلق هو الذي جلبنا إلى هنا حين علمنا بأنكِ في حالة حرجة
صفوة:- آه مشكور يا بني على معروفك
ناهد(برقت عيناها وهي ترميه ببعض النظرات):- …السيد حكيم يود محادثتكِ ماما
صفوة(رفعت حاجبها وهي تعدل حجابها قليلا):- طبعا طبعا على الرحب والسعة
شكري:- امم إذن ننسحب أنا وطفلتي أليس كذلك ؟
ناهد(تأبطت ذراع أبيها):- يجدر ذلك
حكيم(ابتسم للعم شكري وجر الكرسي ليجلس جوارها وبعد أن أقفلا الباب نطق):-ست صفوة
صفوة(بابتسامة حارة):- هل تود مصارحتي بشأن ناهد ،كنت أعلم أن ابنتي لن تقوم باختيار سيء لطالما قلت عنها نبيهة وهذا ما أراح قلبي ، لقد اختارت وعرفت ما تختاره ويظهر لي أنك ابن ناس طيب الأخلاق وجميل المحيا ويكفي أن شكري يمدحك لذلك على بركة الله خير البر عاجله
حكيم(سعل بدهشة وهو يصغي إلى المرأة):-أ..احم عفوا منكِ أظن بأنكِ خلطتِ الأمور
صفوة:- لا تخجل مني يا ولدي من الآن أنا في مقام الوالدة
حكيم(حك حاجبه وهو يبحث عن جملة ينطق بها دون أن يجرحها):- سيدتي أنا قد أتيت إلى هنا لأجل عمليتكِ وليس لأجل الآنسة ناهد
صفوة(تجهم وجهها وكأن غيوم الدنيا كلها اكفهرت به):- ماذااا تعني ألم تأتي لأجل إخباري بعلاقتك بناهد يعني كي تستأذن وتقوم بخطبتها؟
حكيم(صفق بيده ببطء وهو محرج بشكل أكبر):- آسف منكِ ولكن ذلك لم يحدث
صفوة(برقت عيناها بحزن وناظرت الأرض):- سامحني يا بني لقد استعجلت الحكم على الأغلب ،،أرجو ألا تأخذ في بالك
حكيم:- أبدااا عادي يعني ثم الآنسة ناهد طيبة وأكيد سيبعث الله لها ابن ناس يقدرها
صفوة(رمشت وهي تنظر إليه):- ما الذي يجعلك مهتم بعمليتي ؟
حكيم(شبك يديه وناظرها بعمق):- لنتحدث بصراحة .. لما لا ترغبين بإنجاز العملية بغض النظر عن تكلفتها التي تم دفعها من قبل الجمعية يعني ؟
صفوة:-ومن أين لك بكل هذه المعلومات ؟
حكيم:- لا تدققي ثم ناهد أخبرتني قبل قليل ، المهم أن تجيبيني ما الذي يمنعكِ ؟
صفوة(بدموع):- تعبت ولا أريد أن يتعلق كل منهما بأمل كاذب سوف يصدمهما إذا ما حصل لي شيء ،يعني النهاية معروفة فليتقبلاها من الآن يكون أفضل
حكيم:- ولما أشعر أن هنالك سببا آخر يا ست صفوة ،ما الذي يؤلمكِ ويجعلكِ ترغبين بالتخلص من أثقالكِ وهموم قلبك؟
صفوة(ارتجت عيناها وهي ترمقه باستغراب):- وكيف تعرف هذا ؟
حكيم:- يمكنكِ القول بأنني أفقه ما يعتمر صدور الأمهات من نظراتهن الملتاعة ، وأيضا …قد سمعتكِ وأنتِ تتحدثين رفقة العم شكري هل صحيح أن ناهد ليست ابنتكما ؟
صفوة(انفجرت ملامحها):- ياااا إلهي هل حقا سمعتنا أرجوك أرجوك لا تتفوه بحرف لها ،لا تخبرها وإلا انهارت وشعرت بالحزن ..أنا أهرب من هذه اللحظة منذ أن فتحت عينيها بين ذراعي
حكيم:- يمكنكِ الوثوق بي يا ست صفوة فأخبريني ما القصة ؟
صفوة:- لا أستطيع ذلك اعذرني وأرجو أن تبقي السر في خلدك ، يعني كان خطئي حين تفوهت بشيء لم يكن يجب أن أنطق به وجيد أن ناهد لم تسمعني
حكيم(أخرج بطاقة لأرقامه الخاصة):- على راحتك لن أضغط عليكِ لكن صدقيني لن تجدي أأمن مني ليصغي إليكِ ويمد يد المساعدة، العم شكري يعني الكثير لزوجة أخي وأنا جاهز لتقديم العون …شيء آخر سوف تنجزين العملية ولن تفكري بالقادم بل ستبذلين جهدك كي تعيشي لأجل اليوم ، سيبقى الأمر بيننا هذا إن كنتِ حقا ترغبين بالتكفير عن ذنبك لأنني أرجو ومن صميم ما رأيته ألا تتخلي عن ابنتكِ التي كانت تبكي خوفا عليكِ مثل الأطفال …إن أردتِ التخفيف من هذا الحمل الثقيل رجاء لا تطفئي جذوة حماستها وخصوصا وهي تعقد آمالا على هذه العملية
صفوة(رمشت بحيرة):- أمتأكد أنك لا ..
حكيم(استشعر سؤالها فاستقام فجأة حين رن هاتفه):- سأستأذن منكِ الآن وسأتابع سير عمليتك ، بالشفاء العاجل
صفوة:-أ… ولكن يعني ..لحظة ..
خرج من هنالك مستأذنا ولم ينظر خلفه بل رد على هاتفه فورا ليجد نور تخبره عن أمر الشخص الذي دخل لغرفة جوزيت التي ما زالت ترتجف بخوف ، سرعان ما تبدلت ملامح وجهه وانطلق سريعا دون أن ينتبه لها وهي التي ركضت خلفه لتسأله عن جديد أمها … لم تفهم تجاهله ذاك ولكن ربتة أبيها جعلتها تعود لأرض الواقع وتهب لأمها التي وجدت نفسها تقتنع بشكل لا مثيل له بنظرية حكيم ،وزفت لهما خبر الموافقة على إجراء العملية ،وهذا كان سببا جادا يجعلها تبحث عنه لكي تقوم بشكره على هذا الإنجاز الذي استحال عليها وعلى العم شكري فغالبا لن توفق وهو أصلا سيتلاشى لأجا محاسبة هذا المهرج….
في غرفة جانبية خاصة بحراس المستشفى
كان يرفعه بقبضة حديدية من عنقه وهو يفرقع عضلات يده ويحاول أن يفهم منه تلك البلابلا التي يصرع رأسه بها منذ أن أمسك به بإحكام ، أن يتجاوز حدوده ويتجرأ ليدخل غرفة جوزته الغالية فهذا يعني أنه قام بالدخول لمكان محرم …حتى ولو كان بينهما ألف خلاف وخلاف فسلامتها بالدرجة الأولى تقف عند عتبة أي إشكال ،وهذا المبدأ وليد اللحظة يعني الأخ ميار أصبح شخصا يتصرف بحذر وبلباقة فمنذ متى ؟
ميار:- تابع تابع ريثما أنهي سيجارتي
الرجل(ملقوف بشكل مضحك):- يا سيدي يا سيدي لقد ذكرت لك كل ما أعرفه ،والله ثم والله لم أرى الشخص الذي أعطاني القطعة الذهبية فقد كان موليا ظهره وكتب لي في المظروف رقم الغرفة والمطلوب وأنا نفذت
ميار(دخن ما تبقى من السيجارة ورفعها بوجه الرجل):- ماذا لو أطفأت هذه بشفاهك يا عزيزي ،أكيد ستصبح شبيهة بفم التمساح هههه هكذا أنت تفضل أليس كذلك ؟
الرجل(برعب):-دعني دعني النجدة النجدة …
حكيم:- مياااااار … دع الرجل وشأنه
ميار(أفلت يده فسقط الرجل أرضا):- هو لك ..لكنه لن يغادر حنايا هذا المشفى قبل أن أعرف من الذي أضمر لجوزيت ذلك المقلب
حكيم:- جوزيت فوق مرعوبة ألا ترى أنه من واجبك الاطمئنان عليها ؟.
ميار(رمى السيجارة وأشار لنفسه):-أناااا أنااا أمتأكد أنك تقصدني أنا ، وأين هو جميل الصفات اللورد وائل رشوان أين هو حسن الفضائل والأخلاق وفارس الأحلام الذي يهب للمساعدة بحصانه الأبيض كلما وقعنا بمأزق ؟
وائل(دلف ومعه نزار):- للتو وصل ..أخبرني إياد بهذااا الحدث وتركته مع رقية خارجا بالموقف لذلك أود معرفة ما الذي يحدث هنا ؟
حكيم(حك لحيته وأشار للرجل):- يقول أن غريبا أعطاه قطعة ذهبية وطلب منه تغيير محلول الوريد خاصة جوزي
وائل:-هل طلبتم فحص المحلول المستبدل ؟
ميار:- لم نفعل يا سيد فهمان
وائل(امتص شفتيه بصبر):- يفضل أن نعطي المحلول لخبراء على الأقل لنعرف إن كان به ضرر ؟
ميار:- هل تريد أن تجلطني يا أفندي واحد داخل لغرفة مريضة ليغير محلولها تحت رشوة ، يعني هل وضع لها ماء بسكر ليكون الجنين حلو الصفات والملامح حبا بالله لا تخرجني عن طوري
وائل(أشار له):- التزم أدبك معي لأنني لست في مزاج جيد لكي أتقبل سماجتك
ميار(أشار إليه):-أين كنت وهي لوحدهاااا هاااه ، كل المصائب تحدث لها وأنت غير موجود ألا ترى معي أن هذا الأمر زاد عن حده ؟
وائل(ابتلع ريقه ونظر لحكيم):- هي لن تشكو لك
حكيم:- كلاكما ليلتزم الصمت ولنفعل ما يلي،سأصعد أنا ووائل لأجل تفقد المحلول وبعدها سننتظر قدوم رامز ليجز بهذا الحشرة في السجن ، فهناك سيعترف لا محالة
ميار(حك فكه):- لست موافق ليبقى وائل وأذهب معك لأنني لو بقيت هنا سأقتله
نزار(حول عينيه وجذب كرسيا):- اذهبوا كلكم وخلوني معه أساسا فقعتم مرارتي
وائل:-أكيد جوزيت بحاجتي الآن تكفلا بأمر المحلول إذن
ميار(عض شفتيه بغيظ وهو يرمقه بطرف عين):- أرأيت مستغل الفرص ؟؟؟؟
حكيم(جذبه من ذراعه):- هيا يا ميار والله خلقة أشعر بالضيق لا تزدها علي يا رجل
ميار:- ويلك مني ياااا هذا إن فكرت بالهرب سأقتلع مقلتيك وأطعمك إياهااا مفهووووم ؟؟؟
الرجل(برجفة موت):- حاضر حاضر سيدي
نزار(حرك رأسه بدون فائدة):- ولو غبت مليون عاما سأجدكم مثلما تركتم الله يهديكم
ميار(توقف أمامه ونظر جانبا):- لا يا عم نزار أنت حتى لم تعرفنا والدليل ما أقدم عليه الشهم الذي تمدح فيه ليل نهار
نزار(تحركت مقلتيه بغضب):- ما فعله كان ذنبا عظيما وارتمى على ظهره ، لكن ما تفعله أنت الآن هو اقتراف شيء أعظم بكثير ألا وهو عدم الاكتراث لما يدور حولك
ميار(حدق في حكيم الذي سبقه):- أنت لا تعرف أي شيء لذلك دعني بهمي ولك أن تفتخر بتربيتك
نزار(بامتعاض):- ستٌكشف الدفاتر يوما ما ووقتها ستعرف بأنك كنت أعمى
ميار(حرك يده بعدم اهتمام):- أبقي عيونك مفتوحة فلا يسعنا الاهتمام بكما سوية عم نزار ؟
نزار(أقفل الباب خلفهما):- يا الله على هؤلاء الأولاد …
ميار(تحرك سريعا ليلحق بحكيم ورمق داغر بطرف عين):- عينك على هذا الباب لو خرج منه فأر صغير أريدك أن تمسك به تمام ؟
داغر:- حالا سيدي لا تقلق
حكيم:-آخر مرة سمعت فيها هذه الجملة كانت ميرنا تحلق في الشوارع ،،، هيا ميار هيااا لقد انتفخت
ميار:- ما بالك أنت ؟
حكيم(كان يسير جواره للدخول):- ممتعض وأشك بألف شيء ، وطارق زاد من همومي
ميار:- أين هو طارق هل رأيته ؟
حكيم:- كان بالحديقة اتصل بي والتقيت به لكن كلامنا كان وجيزا لقد غادر سريعا قبل أن يراه أحدهم
ميار:-أكيد سيعود لأجل ميرنا
حكيم:- لا أعرف لا أعرف ما عدت أعرف أي شيء ،أريد أن يغمى علي صدقا لعلني أستطيع استيعاب كمية المشاكل التي تحط فوق رؤوسنا
ميار(دلف معه في المصعد):- برأيك من يريد أذية جوزي ؟
حكيم:- العشيرة مثلا ؟؟ ولكن لما سيهاجمون بناتنا دفعة واحدة يعني ما الذي قمنا به لاستخراج هذا الحقد الدفيييين كله ؟
ميار:- يعني ربما كان هذا انتقاما لما فعلته برشيييد ولكن التخطيط كان في آن الوقت يعني ليس ممكنا أن يكونوا هم ،أو ربما هم ماذا تظن ؟
حكيم(ضغط بعصبية على زر الطابق):-الفضل لهذا يعود لمن يا روحي ، هل أنا من ذهب للسجن كي ينتقم منه باقتلاع أسنانه بالمقلاع واحدة بواحدة وهو يصرخ لأجل النجدة ؟
ميار(بكره):- كان لدي حساب عسير معه ولست نادما عما فعلته
حكيم:- لأخبرك إذن أن ما فعلته كان انتقاما للآخرين بالدرجة الأولى وليس لرشيد ، لقد انتقمت لنفسك ولغدر جوزيت ووائل ، لميرنا ولأمك ولي أيضا ، انتقمت لكل شخص آذاك منذ أن وعيت على هذه الدنيا ليومنا هذا …والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ارتحت ؟
ميار(رمش من مواجهة حكيم ولاحظ وصولهما حين انفتح الباب عليهما):- صدقني إن أخبرتك أنني ما زلت أتألم
حكيم:-وستظل تتألم لأننا في دوامة ضيقة كلها أشواك ستظل تدمي أطرافنا حتى ينتهي واحد منا ، يعني سيحدث هذا إن ظل كل يغني على ليلاه … بما تفوقنا العشيرة بنظرك ؟
ميار:- التكاثف ؟
حكيم:- يس هذا هو مربط الفرس حتى لو كانوا أعداء ويضمرون لبعضهم الشر ،إلا أنهم وعند المصلحة تجدهم قوة متكاثفة بينما نحن ما هو حالنا بنظرك … أصبحنا مشتتين كل يلعب في ملعبه الخاص ولا يحرز هدفا عليه القيمة حتى ،ماذا استفدنا من انتقامك من رشيد فقط ستشعل جبهة الحرب في وجهنا مجددا
ميار(تحرك من المصعد):- ع أساس أنك لست بتلك الحرب ، ثم هم لا ينتظرون أصلا انتقامنا لأنهم يتحركون بسرعة تفوق إدراكنا وهذا ما علينا إيقافه
حكيم(لحقه في الممر):- عليك نور ، علينا إيقافه لكن كيف ؟
ميار(توقف ونظر إليه عميقا):- علينا أن نلتقي في اجتماع خاص ، أنا وأنت وجوزي وطارق وذلك البغيض وائل بما أنه صار منا
حكيم:- هاه هكذا يكون اللعب ، ولكن كل هذا سيتم إذا ما سلمتني مقاليد الأمور يا ميار لأنك وفي الفترة الأخيرة غدوت تتصرف بجنون غير محسوب وقد يعرض أحبتنا للخطر ..ميرنا من جهة وجوزيت من جهة والله أعلم ربما يكون إياد في رقعة الهدف في المرة المقبلة
ميار(برعب فتح عينيه):- لو مسوا شعرة من أخي سأنسفهم
حكيم(بأسف):- وكادوا يمسوا ابن جوزيت بسوء أين كنت ؟ حسنا فهمت أنك تلوم وائل ولكن لما لم تلم نفسك أولا أليست ابنة خالك بالأخير ورفيقة دربك مهما كانت الأسباب فذلك الجنين لا ذنب له في أن يقتل ألا يكفي ابنة ميرا التي قتلوها غدرا ألا يكفي ابن أختي التي فقدت عقلها المسكينة بسبب طفلها المنكوووب هاه ؟
ميار(شعر بغمغمة حزن حكيم وتأثر به لذلك ربت على كتفه):- آسف منك حكيم
حكيم(امتص شفتيه وشعر بصدره يحترق):-أنا أتخبط وسط كل هذا وأحاول أن أجد حلولا ولكنني أجد نفسي محتجزا في زنزانة ضيقة لا مفر منها ،أتعلم أن أخي يكرهني أجل شقيقي الوحيد ينقص مني كلما رآني وكأنني قتلت له قتيلا
ميار:- ذلك الأهوج سيقر بقيمتك ذات يوم لذلك لا تحزن
حكيم:- ما يهمني الآن أن تستيقظ صغيرتي ميرنا وبعدها ربك يحلها
ميار(عانقه على غفلة ودك رأسه بحضنه):- هل أخبرتك يوما أنك أخ عظيم ؟
حكيم(أغمض عينيه فحقا كان بحاجة لحضن صادق):- كاذب يا أنت لأنك الأعظم
ميار(امتلأت عيونه بالدموع):- ممتن لأنك بحياتي يا حكيم لقد كنت السبب في إبقاء شعلة النور بخلدي ، لولاك لكنت أسوأ بكثير ربما لكنت خليفة إبليس بحق
حكيم(ربت أكثر على ظهره):- ولكنني معك في السراء والضراء ولن أسمح لك بأن تصبح كما يريدونك بلا ضمير ، ستبقى راجي الأصل نجيبي الدم ولن تكون مافيوزيا ناكرا للجميل وحاقدا على المجتمع مهما فعلوا بك ومهما ابتزوك أو استفزوا فيك أنة المروءة ..
ميار(ناظره بمحبة):- أحبك يا رجل ههه
حكيم(أبعده عنه):- حسنا أغرب عني ميار قبل أن يرانا أحد ويفهمنا خطأ
نهال(رمشت وهي تعطس):- اتشن آسفة آسفة لم أقصد التلصص عليكم أبدا ولكن …لما تنادي إياد باسم ميار يا عمي حكيم ؟؟؟؟؟؟
ميار(رمش بعينيه وصعق من جملتها):-….لارد
حكيم(تنهد بعمق وناظرها ليلملم الفضيحة بذكاء ملزم):- أكيد سمعتني خطأ ..أ.. لقد قلت إياد لكنني أمازحه بهذا الاسم سرا يعني لذلك لا تأخذي ببالك صغيرتي
نهال(شبه مقتنعة):- حقااا لكن غريب هو هذا اللقب
ميار(انسحب للخلف):- سأكون بغرفة التحاليل يا حكيم أراكِ يا صغيرة
نهال(رمشت وهي تلاحق بعينيها):- ولكن عمو حكيم لقد..
حكيم(أمسكها من يدها وربت عليها):- حبيبتي لو طلبت منكِ معروفا هل ستقدمينه لعمك حكيم ؟
نهال(تأبطت ذراعه):-طبعا يا عمي أنت بغلاوة أبي في قلبي حتى
حكيم:- ما سمعته هنا سيبقى هنا فميرنا تتضايق من هذا الموضوع ،يعني لا تدعيه يقحم برأسك لأنه شيء تافه هل أعتمد عليكِ ؟
نهال:-: رغم أن الأمر غريب لكن مثلما تأمر
حكيم:- اممم لنتفقد جدتكِ إذن
تنهد عميقا لأنه استطاع أن يلملم الموضوع وجيد أنها كانت نهال ، فلو كانت نور لكانت قد فقعت عينه
تلك اللحظة دونما شك لحين أن تعرف ما السبب الذي استدعاه لكي ينادي بذلك الاسم المحظور منذ زمن بعييييد …امتن أن الأمر امتد لهذا النحو فمجرد تخيل نور جعل عقله يفقد رشده لذلك نفض الفكرة عن باله واستمر مع نهال ليلاقيا عواطف هناك ،والتي كانت تقرأ آيات من الذكر الحكيم لأجل صغيرتها التي كانت ما تزال غائبة في دنيا بعيدة عن الدنيا ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-09-17, 11:58 PM   #725

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


على جنب الرواق
فؤاد(أمسك بها من ذراعها وجذبها خلفه لغرفة جانبية):- اخرسي قليلا لتستوعبي
نور(كانت تتهرب منه):- أساسا ما الذي جاء بك للمستشفى أريد أن أفهم ؟
فؤاد:- نور
نور(أزالت يدها):-لا تلمسني بحجة الضرورات كي تبيح المحظورات ،اجمع يدك يا فؤاد رشوان وإلا بترتها لك ونحن بمشفى يعني كل أدوات التقطيع والتمزيق متوفرة هاه
فؤاد(أغمض عينيه ورفع يديه مبتهلا لله):- يا ربي لما ابتليتني بأم لسان شبيه بأم أربع والأربعين
نور(فتحت عينيها على وسعهما):- تقصصصصصدني أناااا يا فؤاد
فؤاد(ربت على صدره باستجداء):- بل أنا أنا الذي يتعدى على حدودكِ الحمراء غاليتي
نور(وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها):- اختصر لي ودعني أعود لأمي فالمكان هنا قميء
فؤاد:- ومن جعله كذلك لسانكِ طبعا فلو خرستِ قليلا واستمعتِ لي كنا سنصبح بخير
نور(بتأفف):- أوجز يا فؤاد لا أملك وقتا لأجل الاستماع لبرنامجك الليلي عزيزي
فؤاد(حرك رأسه دونما فائدة):- كلمة عزيزي تجعلني أشمئز لذلك تجاوزيها ، المهم الآن لقد حدثت مشكلة غريبة هذه الليلة وهي التي جعلتني آخر من يعلم بما حصل مع ميرنا
نور(بعدم فهم):- أهاه يعني ؟
فؤاد:- اتصلت بي الست هناء هذا المساء
نور(استشاطت غضبا وتراجعت للخلف خطوتين):- وما شغل أهلي بالموضوع ؟
فؤاد:- لو تصطبري فقط لو تمهلينا من ذكائكِ الخارق لحظة سوف تستوعبين ما أرغب بقوله منذ الصباح ، لقد اتصلت بي المرأة وسألتني عن الدكتورة نرجس
نور(بقلق):- وما بها نرجس أحدث شيء ؟
فؤاد:- صراحة حدثت أشياء لقد اندلع حريق ببيتهم هذه الليلة والطفلة الكبرى تأذت
نور(أمسكت على صدرها):- جنى ؟؟؟؟؟
فؤاد:- أهاه جنى ،حين علمت بهذا فورا بعثت همام ليتقصى الأمر فوجد صديقة العائلة هناك وهي في حالة يرثى لها كنت قد التقيت بها يوما بجانب مؤسسة دينا تدعى هند ، هذه الأخيرة أخبرت همام بأن الوضع مربك جدا في المنزل ،فنرجس قد دخلت في حالة انهيار عصبي وهي راقدة بمستشفى خاص أما الدكتور مراد فحاله أصعب إذ يرعى صغيرتيه جنان ولمى وكما تعلمين لا يسعه أن يغطي أي شيء ما بين زوجته وابنته والتحقيق في منزلهم الذي احترق
نور(دمعت عيناها وأمسكت على قلبها):- يا إلهي أكل هذا حدث معهم علينا أن نزورهم ولابد ، ياااه دينا ستحزن كثيرا إذا ما عرفت هذا إن لم يكن صهيب أو أي أحد من زملائها قد أخبرها الأمر ؟
فؤاد(اقترب منها وأمسكها من ذراعيها):- اهدئي نور لقد حسبت حساب هذا لذلك اتصلت بدينا فور سماعي بالخبر وأعلمتها بنفسي
نور(بهلع دفعته عنها):- مااااااذاااا فعلت هل جننت يا فؤااااد ؟
فؤاد(استقبل عاصفتها):- الآن ألم تكوني مع البنت اليوم وكان كل شيء بخير هاه ألم تكن عاقلة ؟
نور:- لا والله عاقلة جدا حتى أنها التصقت بفستاني كي ترافقني للعشاء المعتبر الذي جعلتنا نتناوله
فؤاد(ارتسمت على ملامحه ابتسامة):- بذمتك ألم يكن أفضل عشاء تناولته في حياتك ؟
نور:- فؤاااااااد لا تخرج عفريتي في هذا التوقيت تحديدا لأنني على آخري ،أخبرني متى عرفت ؟
فؤاد:- بعد عشائنا المعتبر
نور:- ولما لم تخبرني يعني ؟
فؤاد:- على أساس كنتِ تردين على هاتفك
نور:- ولما سأرد اعتقدت أنك ستسمعني نشازا من أحداث القرون الوسطى فحسب ،ولكن حينما يكون هنالك أمر ضروري كهذا واجب عليك أن تعلمني ولو حتى برسالة نصية يا أخرق
فؤاد(رفع إصبعه لها):- الآن لن أدقق في عرق الهبل خاصتك ، إذ علينا التصرف بحكمة
نور:- وكيف يعني ما المطلوب ؟
فؤاد:- أقترح يعني مجرد اقتراح لو نقوم بإحضار الفتاتين لشقتي مع خالتهم المدعوة هند وقبل أن تكملي فتح فمكِ لكي تطلقي نيرانكِ ستكونين أنتِ ودينا رفقتنا ما رأيكِ ؟
نور(رمشت بعينيها وغالبها الضحك):- هههه ههه أكيد أنت تمزح هل مكتوب على جبينك سفير النوايا الحسنة والأعمال الخيرية يعني وأنا لا أقرأ ذلك ، هللو عزيزي فؤاد إنهما مسؤولية ثم من أصله مراد لن يوافق فأبوهم بحاجة لهم غالبا هذه الفترة
فؤاد:- ومن قال لكِ ذلك إن الرجل يعاني ومن واجبنا مساعدته ،ضعي نفسكِ محله ما كنتِ فاعلة خصوصا والرجل مقطوع يعني لا عائلة و لا أهل يساندوهم في ظل هذه الظروف المشئومة ؟
نور:- وأهل الزوجة ألا يوجد هنالك من يساعد؟
فؤاد:- هناك خالهم ولكنه عملي جدا ولا يملك وقتا لرعاية فتاتين صغيرتين ، تذكري نور سوف نقوم بتقديم خير كبير لهذه الأسرة يعني أسبوع فحسب ريثما تستعيد الأم عافيتها والابنة تستقر حالتها ، افعلي خيرا يا نور فلا تعرفين متى يعود إليكِ …
نور(جلست على الكرسي):- أبفهم يعني لما تحشرني دوما في أفكارك التي لا تجلب خلفها سوى المصائب ؟
فؤاد:- لأنني واثق فيكِ وأعرف بأنكِ لن تخذليني
نور(استقامت بحزم):- لا يخويا سوف أخذلك لأنني لست موافقة انس الأمر عن إذنك
فؤاد(مط شفتيه):- ولكنني فعليا تحدثت مع الرجل وامتن كثيرا إزاء هذا الصنيع ،كما بلغت دينا وهي الآن تقفز من الفرح لأنها ستعيش مع صديقتها جنان في بيت واحد ولو لفترة مؤقتة
نور(باحتدام):- أولا جنان ودينا ليستا صديقتين ثانيا هذه آخر مرة ستكلم فيها طفلتي دون علمي وثالثا إياك ثم إياك وأن تفكر بأن تضعني بالأمر الواقع ،لأنني قادرة على خذلانك وينتهي الأمر بحرجك أمام الرجل فهمت ؟
فؤاد(كتف يديه وتنهد بتعب):- قلبكِ قاس جدا
نور(بعصبية وانفعال):- أخبرني بالله عليك كيف سأرعاهن وأنا بدوري أحتاج لرعاية ،أنظر معي أنظر لحياتي أختي تعيش بين الحياة والموت وأبناء عمومتي كل في مصيبته يسبح ، بينما إحدى أخواتي مختفية لا أعلم إن كانت بخير أم لا ، علي أن أزور دعاء وأحاول استعادتها ولكن دونما فائدة،، علي أن أعاود زيارة إخلاص لكي أقنعها بأن تغير أقوالها لكن وكأنني أكلم الجدران ،أما البيت فلا أحدثك عن مشاكله ،لتكمل أختي ميرنا كل هذااا بهذا الحادث يعني لو فقدناها ماذا كنا سنفعل هاه أخبرني أنا تعبت من هذا الحمل تعبت ، يعني … يعني أ..
فؤاد(أمسك كتفها بهدوء ودفعها لحضنه وهو يهدهدها):- تمام تمام أنتِ هنا الآن اهدئي نور، وارتخي يعني لا شيء مطلوب منكِ الآن سوى أن ترتاحي وتسترخي هكذااا ،لا تفكري ولا تحملي هما لشيء ابنتكِ نائمة بالبيت مع خالاتها وهي بخير ،أختكِ ميرنا ستستيقظ غدا صباحا لتكمل تعذيب قلوب الأحبة ، ميرا سنعثر عليها وإخلاص ستغادر حنايا السجن عاجلا أم آجلا ،دعاء ستعود لرشدها وتعود لعملها وستصبح كما أرادت ذات يوم ، أما الباقون فمشاكلهم ستحل مع الوقت لا شيء يحل بين ليلة وضحاها يا حبيبتي ..
نور(استكانت في حضنه وهي تكره ذلك الضعف الذي يجعلها تحتاج لذلك الأمان):- …لارد
فؤاد(مسح على شعرها بحنان):-أكيد تعبتِ الليل بطوله دعيني أعيدكِ للبيت أنتِ وأمك
نور(استجمعت نفسها وابتعدت عن حضنه بغضب):- أخبرتك ألا تلمسني مجددا ؟
فؤاد:- كنت أدعمكِ يا ست المجنونة
نور(صغرت عينيها فيه وتراجعت للباب):- سأريك الجنون على أصوله
سحبت المفتاح سريعا وخرجت لتغلقه عليه وتتركه يطرق الباب خلفها بعصبية وجنون ، فهذه المرة لو أمسكها محتمل وجدا أن يعلقها فوق سور المشفى ، تحركت دون اكتراث تاركة إياه ينادي باسمها كالمخبول لكنها ستجعله يحرم لمسها من جديد ، ليس لأجله بل لأجل ذاتها الضعيفة في حضوره ،،وكأنه يمتص منها قوتها ويجعلها هشة وهذا ما تكره حدوثه فهي تعزز قوتها بكرهها وحنقها الشديد عن كل ما يزعجها في محيطها البائس،..وأنت يا سيد فؤاد سوف تجابه غضبها طالما أنت من أراد السباحة ضد التيار ،لكن فكرة رعاية بنات مراد ونرجس أكيد أكيد سوف تثمر خيرا هذا إن لم تشعل النيران في نفسها هي الأخرى وتخلص ….. ^^

خارج المشفى
كان يجالسها بسيارته وهو يفكر ويدقق في كل الخيوط التي تم استجماعها حتى اللحظة،ولكن كلما وصل لفكرة وجد نفسه يعود لنقطة الصفر
رقية(وهي تلتهم ساندويتشا):- حسنا لقد جعلتني أتوتر
إياد(كان يشرب عصيرا معلبا):- وماذا أقول أنا معايشتي لفريق المحققين المخابيل الذين أعرفهم ،جعلني أفقد صوابي لقد انزعجت بما فيه الكفاية من رامز إنه لا يرد على هاتفه وكل لحظة يخبرني أنه قريب من هنا
رقية:- غالبا سيظهر بعد قليل ،لكن ألا ترى معي غرابة في اختفاء بقعة الدم من على الأرض ؟
إياد:- والغريب أنني أخشى إخبار أي من حكيم أو وائل أكيد لن يستوعبا الأمر
رقية:- كنا استوعبنا نحن أولا ،ثم ألا تعتقد معي أن أحدا من المشفى يعني فريق الإنقاذ قام بإزاحته عن الطريق
إياد:- وفرضا لم يكونوا هم ، من سيقوم بذلك ؟
رقية:- ربما مصلحة تنظيف الطرقات ؟
إياد:- رقية لا تهذي لقد تم وضع الشريط الأصفر حول مكان الحادثة ، يعني لا يمكن لمس أي شيء دون إذن من الشرطة التقنية شخصيا وانظري معي لقد غاب رامز لبرهة وحينما عاد وجد تلاعبا في الأمر ، يعني هنالك أيدي خفية استعانت بأحد من القسم ليقوم بتسهيل الأمر
رقية(كان تقضم ما بفمها):- جاسوس قصدك
إياد:- جاسوس أجل جاسوس نفسي أفهم ما الذي سيفعلونه بدم ميرنا ، رأسي لم يستوعب لم يستوعب
رقية:- برأيي لنخبر حكيم ووائل أكيد سيهمهم معرفة الوضع ، حتى التحري الآخر جدار برلين هذا سيكون مهتما
إياد:- لننتظر رامز وبعدها نرى ما قد يفيدنا به
رقية(حركت رأسها حتى طرق رامز نافذتها ففزعت حتى ابتلعت الأكل بشكل خاطئ وأخذت تسعل):- ماء ماء يا إياد أكح
إياد(بلهفة أعطاها عصيره):- خذي حبيبتي سلامتك ، الله يخرب بيتك يا أنت أتريد قتل مشروع العمر يعني سحقا لك من رجل أهبل
رامز(حرك رأسه له خفية عن رقية كي يخرج):- معذرة رورو معذرة لكنني لم أنتبه
رقية:- مش مشكلة اففف سوف أسترد أنفاسي بعد لحظات
إياد:- أوك بيبي عائد لكِ…
رامز(لوح لها وتراجع للخلف حين أتاه إياد):- أين أخوك ؟
إياد(نظر خلفه سريعا):- فوق
رامز:- هو فوق وأنت هنا يعني تغامران وتقامران باكتشاف الحقيقة دونما تفكير بالعواقب والله فقدتما رشدكما على الأغلب ، عموما عموما قبل أن أفعل برنامج التذمر بعقلي أنا أحتاجه على وجه السرعة لقد اكتشفت شيئا غريبا جدا قد حدث في موقع الحادث
إياد(عقد حاجبيه):- وما هو ؟
رامز(أخرج قطعة ذهبية من جيبه):- أخبرني ما الصدفة التي ستجعل هذه القطعة تتواجد عند أربعة أشخاص في نفس موقع الحدث لتنتهي بواحدة في غرفة جوزيت وبيد رجل حاول القصاص منها ؟
إياد(تنفس عميقا):- ما تفسيرك ؟
رامز:- أننا بعيدا عن براثن العشيرة فنحن نواجه عدوا مختلفا هذه المرة
إياد(بقلق):- ما الذي تقصده بعدو مختلف لا تقتلني رعبا ، هل الوضع آمن يعني هل سيحاولون الظفر بميرنا هل سيعيدون الكرة مع جوزي وأخي هل هل سيؤذونه ،أخبرني بالله عليك ما الذي يريدونه منهم ؟
رامز:- لست أعلم ولهذا أنا بحاجة لرؤيتهم على وجه السرعة ..اسمعني تواجدك هنا سيربك الوضع فميار أكيد سيجن جنونه بعد قليل ورقية لو رمقته سوف نجد أنفسنا بمشكلة أخرى ..أرجح أن توصلها لبيتها وبعدها تعود لعل الأمر يهدأ عبر حكمة إلاهية لست أدري
إياد:- طيب مشورتك لأول مرة ستنفع سأنسحب أنا وأطلعني على الجديد
رامز(تحرك للداخل):- ماشي ماشي
صعد رامز قصد البحث عن البقية ولم يعثر على أي واحد فيهم لذلك قرر التوجه لرواق ميرنا لعله يظفر بأي منهم ،ولكن خائب الرجاء طبعا ولابد سيلتقي بآخر مثله … كان مارا من إحدى الجوانب حتى سمع صوت طرق باب ونداء من بعيد ،اقترب وهو يتربص ويده على زناده وحين زاد اقترابه سمع صوتا مألوفا فكسر الباب برجله ووجد فؤاد رشوان بوجهه
رامز(رفع يديه):- توقف لا تخبرني أشم رائحة راجية مجنونة كانت سبب سجنك هذا ؟
فؤاد(تنهد بتعب):- لا تسألني يا رامز الله بعثك لي كالحسنة
رامز:- أنا طول عمري حسنة ههه
فؤاد(وضع سترته على ذراعه بملل):- يعني ماذا أفعل معها لقد فاض كأس صبري هل علي أن أختطفها وأسجنها في جزيرة حتى تقتنع بحقيقة أنها تحبني وتكف عن العبث ؟
رامز:-نصيحة من فاشل في الحب لا تقم بذلك ستخسرها ، شوف حالتي دوما أعد حبيبتي بعشاء وكل ليلة تطلع بمشكلة حتى فقدت أملها مني وطلبت مني عدم الاتصال بها ، ولم أتصل لأنني أصلا لا أجد فرصة لأحك شعر رأسي
فؤاد:-لقد جعلتني أكتئب معك يا رجل حتى لو كان لدي صفر في المئة أمل أنت قد حطمته الآن
رامز(سار معه في الممر):- هييه خليها على الله أخبرني أين يمكنني أن أجد الجماعة ،كنت في طريقي لمنعطف ميرنا بغية إيجاد أي منهم ولكنني سمعتك قبل ذلك
فؤاد:- وهل عرفت أساسا قد فضحتني ابنة الهم لكنني لن أمررها لها بسهولة سوف ترى ما سأفعله بها، هاه أنظر إنه كاظم جالس هناك بجوار نادر
رامز:- جيد جيد مرحبا جميعا هل هناك جديد ؟
كاظم(زوره بطرف عين):- ليس بعد
رامز(استشعر شرارة العنف بينهما وأردف):- ولما تقولها من غير نفس هل أتوسل منك الكلام يعني ثم لم يطلب منك أحد الرد ، أخ نادر ؟
نادر(امتص شفتيه):- ما زال الأمر كما هو عليه ، الخالة عواطف تعبت وأخذتها نور لغرفة مستقلة كي ترتاح ،أما ميرنا فقد خرج طبيبها منذ قليل بعد تفقده لوضعها ولم يضف أي شيء يذكر
فؤاد:- همم همم طيب أين الباقون ؟
نادر:- غالبا بغرفة التحاليل
رامز:-تمام سوف أراهم هناك
كاظم:- مهلا هل هنالك أمر ما أنا كنت سأتفقدهم بعد لحظات ؟
رامز(ناظره عميقا وأشار له):- لو أردت المعرفة الحق بي
كاظم:- شخص بغيض
رامز:- وأنت متعجرف
فؤاد(مسح على وجهه وانتبه لرنين هاتفه):- يا الله على فريق المحققين كلهم ناقصين عقل، ألو شيهووب كبد عمك كيف الأحوال ؟
شهاب(بصوت كسير):- عمي …
فؤاد(تبدلت ملامحه واتسمت بالرعب):- خيرااا يا شهاب هل أنت بخير شادي شادي أهو بخير ؟
شهاب(بحالة يرثى لها كان سكرانا وعيونه ضبابية):- لست أعرف لكن حرارته مرتفعة وأنا لا أدري ما أفعله ، كانت ميرا تعطيه محلولا ولكنني لم أجده أتعرف اسمه ؟
فؤاد(فتح فاهه):- ما أعرف هو أنه عليك الجلوس فوق كنبتك ريثما أصل على الفور
شهاب:-أنا متوتر جدا وهو لا يتوقف عن البكاء هل ستأتي حقا ؟
فؤاد(تحرك من هناك):- طبعا طبعا اسمعني جيدا لا تعطه أي دواء سأصل وأتصرف
نادر(استقام بقلق):- أهو الصغير ؟
فؤاد(أدخل الهاتف لجيبه):- مشكلة أخرى علينا التعامل معها نادر
نادر:- إن شاء الله خيرا

نهال(قدمت وهي تزيل سماعات الأذن):-ما به العم فؤاد يركض هكذا ؟
نادر(تقدم نحوها):- شادي مريض
نهال(فزعت):- ماذاااااا ؟؟؟؟؟
فؤاد(كان يسب ويشتم صاحب السيارة الذي وضعها في طريقه):- الآن كيف سأمر الله يلعنك من حقير يااااا حارس أين صاحب هذه السيارة هل هذا موقف أم مجمع خردة أخبرني أين التنظيييييم …. أيوجد أحد هناااااا ؟؟؟؟
نور(بعد لحظتين مرت عليه بسيارتها وزمرت بالبوق):- اركب معي
فؤاد(ناظرها بغضب وأخذ يكمل فوضاه):- أيسمعني أحدددد ؟
نور(وضعت يديها على مقودها):- الطفل مريض يا فؤاد لا وقت لغضبنا أوك أستسمح لقد بالغت في ردة فعلي ولكنك تضغط علي في كل لحظة
فؤاد:-والمفروض أن أتفهم سبب حجزكِ لي بالغرفة أليس كذلك ؟
نور(دلت شفتيها بغنج):- ربما .. ألا أستحق ذلك ؟
فؤاد(حرك رأسه وأوقف السيارة باستسلام فهي تأسره تأسره):- لأجل شادي فحسب
نور(فتحت له الباب):- أقسم لك إن كان السبب خلف مرضه هو إهمال ابن أخيك لن تكفيني فيه مياه المدينة كلها إذ أنوي أن أنظف به الشوارع
فؤاد:- كان يبدو في حالة ثملة وكله بسبب أختك
نور(أقلعت بعصبية):- أختي هاه أختي التي أخذها ابن أخيك في جولة للمشفى كي يجهض طفلتها دون علمها
فؤاد:-ولكنه تراجع في الأخير يعني لم يقدم على ذلك فهي ابنته أيضا يا سيدة
نور:- حتى لو تراجع فالفكرة التصقت بعقل ميرا ولم تستطع هضم تصرفه ، ليزيد فقدان الطفلة فعليا من أزمتها فطبيعي أن تحنق على الشعب كله حتى على زوجها بل هو أول واحد حتى
فؤاد:- أتفهم غضب ميرا أتفهم حالتها النفسية ولكن ألا ترين معي أن شهاب أيضا محطم ، كل مرة أراه بها يزداد سوءا هو بالأخير نادم ومحروق القلب على صغيرته التي سحبت منهما وهما ينظراااان ألا تشعرون بمعاناته هو الآخر ،،،أم أن الألم مقتصر على المرأة بنظركما ؟
نور:- لو علي أنا فأجل المرأة وحدها من تشعر وتتألم على أولادها
فؤاد(باحتدام):- مخطئة إذن ،أتعلمين أن الأب والزوج هو الذي يتوجع أكثر من الأم والابنة لماذا لأنه رجل البيت وهو الذي يتحمل مسئوليته ، وعليه فإنه يحاول التخفيف عن ذويه باصطناع القوة والصرامة في الأوقات الحرجة فلو فقد أعصابه لن يتمكن من خلق أمل بصدورهم لأجل الاطمئنان
نور:- مجرد حديث عابر لا يمكنك أن تحكم على هذا لأنك لست أب
فؤاد(أغمض عينيه وضرب على الباب بقوة دون قدرة على التحمل):- ومن قال لكِ ذلك ؟
نور(فتحت عينيها على وسعهما ودعكت فرامل السيارة بقوة):- ماااااااااذااا تقووول يا هذا ؟
فؤاد(أخذ يلهث ونظر جانبيا ليعيد نظره إليها):- امضي يا نور ولنصمت يكون أفضل
نور(رفعت حاجبها فيه حين رمقته وهو يضع يده على فمه ويحدد بصره للجانب الآخر):- ماذا قصدت يا فؤاد ؟
فؤاد(فلتت أعصابه):- يا إما ستقودين هذه السيارة يا إما سأنزل اختاري ؟
نور(عقدت حاجبيها من صراخه بوجهها ونظرت جانبيا):-…لارد
فؤاد(مسح على جبينه بنفاذ صبر):- عذرا ..أعصابي تلفت قليلا
نور(أخذت تهتز بعدم اتزان وهي تحرك رأسها للجانب):-…لارد
فؤاد(اقترب منها ليطل عليها):- صرخت بوجهكِ أعرف ولكنكِ أخرجتني عن طوري ..
نور(بدمع تكوم فجأة):- هل هل لديك أطفال حقا ؟
فؤاد(رأف لحالها ودنا برأسه منها):- حتى أنه لدي طفلة عنيدة وتخفي دموعها تحت قناع الصرامة، أتحبين معرفة اسمها ؟
نور(رمشت وهزت كتفها بتشتت):- أنا أسألك جدياااا ؟
فؤاد(تنهد بتلعثم فكيف سيكذب عليها وهذا أنسب وقت للمواجهة):- كان ذلك حديثا عابرا يعني لأنني أعتبر دينا مثل ابنتي وشادي كذلك ..
نور(مطت شفتيها واستعادت أنفاسها):- حسنا ابنتي لديها أب بالفعل فلا تصدق كذبتك
فؤاد(والذي هو أنا يا نور قلبي أناااا فمتى ستفهمين ؟):- تمام لنكمل طريقنا بصمت كما أردتِ شادي في حاجتنا الآن
آثرت الصمت بدورها فهو قد وصل بحديثه لنقطة حاسمة أسكتت كلاهما وجعلتهما يسبحان في تحليلات مختلفة ، فبينما كان هو يحاول فهم سبب دموعها وخوفها من أن يكون لديه أولاد ، كانت هي ترتعب من هذه الفكرة وكأنما شعرت بحب امتلاكه لها ولابنتها فحسب ، فمجرد التفكير في أنه من الممكن أن يكون لديه حياة أخرى جعلتها ترتبك ولم تتمكن من إخفاء ذلك عنه، إذ واجهها في أكثر الأوقات ضعفا وخصوصا في ليلة استهلكت فيها كل المشاعر ….

وعودة للمشفى وتحديدا في المختبر حيث كان يقف وائل بقرب إحدى الطبيبات وهي تتفقد المحلول الذي أحضروه من غرفة جوزيت ، في حين كان ميار يجلس على الطاولة والمسدس بيده بينما كان
حكيم ينتظر النتيجة بفارغ الصبر مثلهم ..
ميار(رمق وائل بطرف عين):- لن أزيل المسدس ولن أؤذي الطبيبة ،وليس معنى أن جوزيت ترفض مقابلة أي منا أن تقف على رأسي مثل الناظر أبو شارب
وائل:- سأقف حيثما يحلو لي لأنني لا أضمن تصرفاتك
الطبيبة(برعب):- هل ستؤذونني ؟
حكيم(تنهد بتعب):- لا يا دكتورة فقط أوجزي وأعطينا نتيجة التحاليل وسنغادر وكأن شيئا لم يحدث
الطبيبة:- تعدني بذلك يا سيد ؟
حكيم:- وعد شرف حتى
وائل:- والآن ميار هل ستنزله أم ماذا ؟
ميار:- لن أفعل فأنا لا أثق بأحد ، لذلك أنجزي يا ست لو كنتِ تريدين العودة لسرير زوجك أوك ؟
حكيم(حرك رأسه):- يا حبيبي …
أنهت الطبيبة على عجل آخر أبحاثها على المحلول الذي خلطته مع محاليل أخرى وراقبته بالمجهر حتى وصلت للنهاية المرجوة والتي تفيد ؟
الطبيبة:- المحلول كان به فيتامينات مفيدة للأم
ميار(رفع حاجبه بعدم فهم):- كيف يعني ألم يكن به ما يضر الجنين ؟
الطبيبة:- مطلقا التحليلات التي توصلت إليها كلها إيجابية ، يعني المحلول سليم وهو منتج تستورده العيادات الخاصة لحالات الأمهات اللاتي تعانين من مشاكل في الحمل ، أو اللاتي تعانين من السكري أو ضعف في القلب أو غيره من الأمراض التي تعرض حياتها للخطر أثناء الحمل
وائل(عقد حاجبيه):- أتعنين بأن من وضع هذا المحلول كان يريد خيرا بمريضته ؟
الطبيبة:- تماما
حكيم(صفق بعدم استيعاب):- ليفك أحدكما هذا اللغز لأنني اعتزلت الفهم وليكن مشكووورا
وائل(باستغراب):- أكيد لم تخطئي في التحاليل يعني هل نحتاج لأخذه لمختبر مختص ؟
الطبيبة:- يمكنكم القيام بذلك لكن أؤكد لكم أنهم لن يقدموا أكثر مما استنتجه ، والآن أيمكنني المغادرة؟
ميار(حرك رأسه لها بالرحيل):- تفضلي …
قبل خروجها انقض عليها وأمسكها من شعرها واضعا المسدس على رقبتها
الطبيبة(ببكاء):- اهئئئ لقد وعدتموووني ؟
حكيم(بانفعال):- أتركها يا مياااار
وائل(بغضب أيضا):- ما الذي تحاول فعله ؟
ميار(كز أسنانه بعصبية):- ولا شيء أحاول تذكيرها أن محاولة الوشي بنا تعني موتها
الطبيبة:- لن أنطق بحرف فقط دعني أذهب لأولادي أرجوووك لقد قمت بالمطلوب كله
ميار(تركها وهو يشير بمسدسه):- ستجدينني كالكابوس في يقظتكِ إن لعبتِ معي ، انصرفي
الطبيبة(هربت):- حاضر حاضر ..
حكيم(هز كتفيه له):- ما جدوى هذا الاستعراض الآن ؟
ميار:- ضرورة لإخافتها
وائل:- هذا يسمى إرهابا يا أخ …تت
كاظم(دلف عليهما هو ورامز):- يا جماعة ما بال الطبيبة خرجت تتعثر من هنا ؟
حكيم:- لا تسأل
رامز:- لدي أخبار لكن قبلها أخبروني ما نتيجة التحليل ؟
وائل:- ستستغرب لقد اتضح أنه محلول إيجابي وليس به ضرر لا على جوزيت ولا على الجنين
كاظم:- لا تقلها يعني قمنا بهذه الدراما كلها لأجل شيء غير موجود أصلا
ميار:- وماذا كنا سنعتقد وهو قد دلف إليها بتلك الطريقة المريبة ، ثم من آخره من يكون هذا الذي سيفكر بمصلحة جنينها إن لم يكن أنت وائل ؟
وائل:- ولو كنت أنا يا فهيم هل كنت سأستعين بغبي للقيام بذلك
حكيم:- بصراحة وائل لا يقدم على هذا بواسطة أي أحد بل سينفذ على الفور
رامز:- يعني مثلما توقعت …
ميار:- ماذااا ؟
رامز:- هنالك شخص يتربص بكم وهو الوحيد الذي يقف خلف هذه الأحداث
كاظم:-وليس من العشيرة
حكيم(أمسك على رأسه بصداع):- فريق التحري الذكي ليتكلف أحدكما بالتوضيح فلقد ضقت درعا هنا
ميار(جلس على الكرسي):- تفضلا
رامز(أراهم القطعة الذهبية):-صاحب هذه القطعة الذهبية يضمر شرا لكم
وائل(أمسكها باستغراب):- ما سر هذه القطعة رامز ؟
حكيم(التقطها منه حين ألقى بها إليه):- وذهبية من فوق ؟
ميار(صفق برتابة):- يلا يلا ليتحدث أيكما
كاظم:- في موقع الحادث تلك القطعة شوهدت أربع مرة ،كانت بشاحنة السائق وكانت بجيب المتسول الذي أصيب بحادث بقرب الحديقة وتوفي من فوره ، وكانت بحوزة بائع الكعك الذي أصيب بحادث مميت هو الآخر وما يزال يصارع بين الحياة والموت …أما آخر قطعة فقد كانت لدى الرجل الذي حاول وضع المحلول لجوزي
رامز(تابع عنه):- وكل هذا يجعلنا نسبح في دائرة واحدة لا يظهر وجه تشابه بينها إلا ميرنا التي كانت على الطريق
وائل(سحب نفسا عميقا بعدم اصطبار):- والتي التقت ببائع الكعك
حكيم(بشرود وتفكر):- والمتسول والعجوز أيضا ؟
وائل(برعب عليها):- تابع يا رامز هل ببالك شخص معين ؟
رامز:- الآن هذه القطع النقدية منتشرة في كل بقاع العالم صحيح لكن فيما يخص أصحاب المجوهرات المحلية خاصتنا فإنهم يحضرونها حسب الطلب ، إذن لو أحصينا مجموعة من الجواهرجية في البلد أكيد سنتوصل لموزع هذه القطع
حكيم:-وفرضا كان شخصا حريصا وكان يصنعها بمكان آمن ؟
ميار:-سنتبع أي خيط يا حكيم وإذا لم نتوصل لنتيجة وقتها سنفكر بغير طريقة
رامز:- أرقى عائلة جواهرجية بالوطن هي عائلة الورداني إذا ما استطعنا التواصل معهم قد نجد مقصدنا ، فمن سيتكفل بالسفر ؟
كاظم:- يمكنني القيام بذلك ما دام أمامي بعض الوقت
رامز:-جيد حللنا هذا الأمر يتبقى لدينا المحلات المعدودة في المدينة وهذه يجب أن تنقسم بينكم
وائل:- لدي صديقة في هذا المجال تدعى إحسان يمكنها المساعدة
رامز:-سيكون جيدا لو سارعنا في تقديم التقارير ،ماذا عنك ميار فيما شردت ؟
ميار:- الآن .. لو كان هذا الغريب يود الظفر بميرنا لما قد يساعد جوزيت ؟
حكيم:- ربما لأنه يحتاجها بما أنها ثعلبة القطب مثلا
كاظم:-أو لأنه يريدها بصحة جيدة لينتقم وقتما يشاء
ميار:-أو ربما كان شخصا يحرص على حياتها
وائل(رمقه بطرف عين):- يعني ؟
ميار:- ما زلت لم أقتنع من خلو ذمتك من الأمر
حكيم:- حسنا بدأت تهذي فوائل كان معي بالمخفر لأجل غازي وهديل
وائل:- ثم من هذا كله هل سأفكر بأذية نبضي ؟
رامز(عقد حاجبيه):- نبضك ؟
حكيم(فهم بأنه على ميرنا لكنه آثر الانجراف مع التيار):- انتهينا هنا صح ؟
رامز:- ليس بعد هنالك أمر آخر ..عدا على أن الشاحنة مسروقة وعدا عن اختفاء السائق فلقد اختفى الدم أيضا
حكيم(تبدلت ملامحه):- دم من ؟؟؟؟؟؟؟
رامز:-دم ميرنا الذي كان على الأرض سحب كاملا ومسحت البقعة بالاسمنت وكأنها لم تكن
ميار:-يا عيني وهل أفرغت قارورة هناك كلها بضع قطرات
وائل:- لا يا ميار جرحها كان بليغا وقد نزفت بشدة وإلا لما اضطر الطبيب لطلب تبرع من حكيم
حكيم(بتعب جلس على الكرسي):- بالفعل ماذا سيريدون من دمها يعني ؟؟؟؟
وائل:- صراحة لست مطمئنا البتة
كاظم(حك شعره):-ولا أنا يعني عادة الدم يسحب لأجل تلفيق تهمة ما ،لكن في حالتنا نحن الضحية والجناة قد لاذوا بالفرار إذن؟
ميار(بشرود):- إلا إذا كانت …. حكيييييم هل أعطيتها مرادها ؟
حكيم(رمش مرتين وتذكر الأمر):- يا إلهي كيف نسيت هذااا لقد طالبتني بقلادة الشمس
ميار(بتوجس):- والنتيجة ؟
حكيم(حرك فكه):- لم أعطيها أي شيء لأن القلادة أصلا بقيت مع ميرنا وحين خرجت هذا الصباح كانت بحوزتها
وائل:- مهلا مهلا أتتحدثون عن قلادة الشمس التي وهبتها إياها ؟
كاظم:- ولكن من التي تبحث عنها ما الذي تخفيانه عنا ؟
وائل:-أود معرفة ما يحصل والآن
حكيم(نظر لميار):- ليس هنالك شيء محدد لكن ليندا تبحث عن القلادة لأسباب سحرية لسنا نعرف
رامز:- بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق
كاظم:- هل ستلبسك كالجني جمد قلبك يا رجل
رامز:- لا يا حبيبي حتى السحر والشعوذة وأخوك مسالم
وائل:- هل ستفسران الأمر بشكل أوضح أم ماذا ؟
حكيم:- حسنا .. ليلة الحفل قد شهدتم ما حصل بين لورينا وميرنا بشأن قلادة الشمس التي أهديتها إياها ، أكيد أحد ما عرف بالأمر فأخبر ليندا التي قامت بالسيطرة على لورينا وميسون بواسطة السحر الأسود ، تذكرون حين خرجنا للبحث عنهما ووجدناهما نائمتين في الهواء الطلق … الآن بعد عودتنا للقصر لورينا تصرفت بجنون حين استيقظت وهاجمت ميرنا بالسكين
وائل(جحظ عينيه):- ماذاااا تقول ولما ليس لدي علم ؟
ميار(ضحك بهزل وهو يرفع رجلا فوق أخرى):- معذرة يا حبيب في المرة المقبلة سنبعث لك رسالة
وائل(تجاوز عن سخريته):- هل آذتها ؟
حكيم(رمقه بجنون تملكه تلك اللحظة):-أيهمك الأمر ؟
كاظم(لاحظ احتدامهم فآثر التدخل):- لننتقل للمهم
حكيم:- اففف حين هاجمتها سيطرنا على الوضع ولكن اتصال ليندا أربك الموازين ،طالبت بالحصول على القلادة ولكنني ماطلت في الموضوع ويمكن أن يكون ما حصل الليلة ناتجا عنها
وائل:- وكيف سنعرف هذااا لابد وأن نفهم ما غايتها من قلادة عادية أهديتها لميرنا ، والأهم ما الذي ترغبه بدمها ؟
رامز:- هل علي بأن أشك أنها مصاصة دماء ؟
ميار(هز كتفه):- يمكنك ذلك فتلك المرأة غريبة الأطوار
كاظم:- مستحيل أن تكون تلك غايتها ما زلت مقتنعا بفكرة توريط ميرنا في مصيبة جديدة
وائل:- لا تقلها كاظم يعني بعد كل الوبال الذي تعانيه ، أساسا نحن نحترق لأننا لا نعلم كيف ستستقر حالتها بعد هذا الحادث ؟
حكيم(رفع هاتفه محاولا الاتصال بليندا):- سأفهم الموضوع وأعود لكم ..
خرج للشرفة وأخذ ينتظر وينتظر وهي تراقب اتصاله وتقهقه بضحكات عالية ،وحين شعرت بأنه يأس تماما وفقد أملها بالجواب رفعته لأذنها
ليندا:- هل اليوم عيد ؟
حكيم(امتص شفتيه بوعيد شر):- أأنتِ من يقف خلف حادث ميرنا ؟
ليندا:- حاااادث أووه المسكينة هل ماتت يعني لآتي وأعزي قلبك اليتيم من بعدها ؟
حكيم:- ليندا لا تتلاعبي معي لقد وعدتكِ بحصولكِ على القلادة لما غدرتِ بي هكذا ؟
ليندا(بتلاعب):- حسنا من محاسن الصدف أنه لا علاقة لي بحادثها
حكيم:- إن لم تكوني أنتِ فمن سيقدم على ذلك ؟
ليندا:- حكيمي إن ميرنتك تحصد كمية أعداء بالأكوام يعني فتش عمن تعلق عليه هذه التهمة لأنني غير مسئولة عنها ، كما أنني أنتظر القلادة منك لأنك وعدتني بها وأنا أثق بك
حكيم(زادت من حيرته):- سأسلمكِ إياها شريطة أن تغربي عن حياتنا بالكااااامل
ليندا(انتبهت لقطعه الخط):- أغرب عن حياتكم ههههه أساسا أنا حياتكم يا غبي …هه / مغدوووري يا مغدووووري
مغدور(ركض إليها بكوب المشروب):- خادمكِ مولاتي
ليندا:- أريد منك تجهيز المنزل البحري لصبيحة الغد سوف ألتقي بفاروق هناك
مغدور:- عيوني وأحلى بخور لأجلكِ سيدتي
ليندا(ابتسمت وهي تتجرع من مشروبها الخاص):- ههه أصلا إن تعرضت ميرنا لسوء سأكون الخاسرة لذلك أرجو لها نهوضا طيبا هههاهنناهاهااا …
صدحت بضحكاتها في القصر وهي تضمر كل الشرور في صدرها ، بينما عاد حكيم إليهم بخفي حنين ،وأخبرهم بعدم تورط ليندا في الموضوع إذن كيف سيعرفون هذا العدو الخفي ؟..لحظة صمت عمت الأرجاء حين تنهد كل واحد منهم بحرقة ، وائل توجه للنافذة وفتحها ليتنفس بعض الهواء ويجعله يخترق صدره لعله يطفئ لهيب الخوف الذي يعتمر وجدانه قلقا على شمس لياليه ،..أما حكيم فقد تبادل هو وميار نظرة وبعدها أشعل سيجارة واتكأ ليدخنها ، بينما ميار ظل يلعب بمسدسه بيده وعقله شرد في ملامحها لحد الآن لم يرها ولحد الآن هو يتصرف بشكل أهوج فقط لأنه يخشى فقدانها ،لا مبالاته المصطنعة منذ الحادث كله كان بسبب تلافي هذا الموقف ولكن كلما مرت الساعات حوصر في تلك البوتقة إذ عليه التعايش معها مهما تهرب …بينما كاظم ولى ظهره وادعى التلاعب بسوار يده في حين كانت حرقة قلبه بادية على ملامحه مهما حاول مداراتها ، وهنا كان رامز يتأمله وتذكر أن تلك الفتاة التي لوعت قلوبهم جميعا كانت ذات يوم حلما جميلا في قلبه وربما ما زال يكن لها مشاعر طيبة لغاية اليوم ،ولهذاااا
رامز:- اسمعوني جيدا ، سوف لن ندع أحدا يؤذيها لميرنا سوف نقوم بحمايتها بشكل كثيف
كاظم(برقرقة حزن):- كيف ..لقد كانت وسط حشد من الحرس واستطاعت الهرب ؟
رامز:- لو نعالج أسباب هربها ربما سنستطيع السيطرة على حالتها المزاجية
ميار(صفق بيده):- حسنا لأعطيك المفيد ، هنالك ابن عم خذلها وهنالك حبيب خانها وهنالك ابن عمة صارت ترفض مساندته لأنها تظن بأنها تؤثر على حالته النفسية سلبا …ها لأضيف لك أصدقاؤها لا مأمن معهم كما رأيت تخلوا عنها جميعا ولا يسعنا الوثوق بهم مع الأسف ، أما العائلة فمخزون تعاستهم قد امتلأ حتى الأخير عند ميرنا
كاظم(رمش بعينيه):- إذن لتقطن ببيتها الأصلي
حكيم:- ألم تسمع ما قاله ميار ذلك صعب ..ميرنا لن تستطيع التعامل مع غضب أمي بعد أن تعرف بموضوع طلاقنا ناهيك عن بقية المشاكل
كاظم:- لا تخبروهم إذن ريثما تتحسن صحتها على الأقل ؟
حكيم(مط شفتيه):- البيت غير مناسب لها ، إنه يعج بالعائلة وميرنا لا تطيق الزحمة في حالات المرض أنا أعرفها إنها تفضل التواجد في مكان نائي بعيدا عن كل الناس
رامز:- للحقيقة هي تحتاج لنقاهة ولا يجب أن يتم إزعاجها على الإطلاق ، وهذا سنستغله نحن لحمايتها في آن الوقت
كاظم:- طالما لا يوجد هنالك مكان لتذهب إليه فحتى شقة إياد مراقبة ..لما لا تأتي لشقتي ؟
نظر الثلاثة له بنظرة قاتلة بينما رامز غالبه الضحك لكن سرعان ما ناظر كاظم باستغراب
ميار(بنفور):- أنت تحلم سأقطع رجلها لو فكرت بالدخول لشقتك
حكيم(بغيظ):- هذا ما ينقص أن … لا يليق يا كاظم لا يليق
وائل(بعد صمت نظر إليه وهز كتفيه):- فعلا هذا غير مناسب ثم أنت أعزب كيف ستقدم على رعايتها إذا ما اضطررت للخروج ؟
كاظم:- يعني ركزتم في مسألة عزوبيتي ولم تهتموا بحمايتها فعلا أنتم مخابيل ،إذن أودعوها في ملجأ أيتام إن كان هذا يناسبكم أنا أخلي ذمتي
ميار(برقت عيناه بفكرة):- بالفعل كي تاه هذا عن باااالي ..هنالك مكان يمكننا أخذها إليه ولن يزعجها فيه أي واحد منا حتى ..
حكيم:- أين ؟
ميار(ابتسم لهم وأردف):- ستعرفون بالوقت المناسب
وائل(بتوتر):- هل هي أحجية ؟
ميار:- ولما انزعجت يا بعدي أكنت تتوقع إخبارك مثلا ، أساسا لا يهمك الأمر ؟
وائل(باحتدام):-كل ما يهم ميرنا يهمني
حكيم(بتأفف):- مدهش
كاظم:- المهم أن يكون آمنا لها طالما هي بصحة جيدا هذا سيجعلنا مرتاحي القلب، هيهه أنت أين سافرت عمو ؟
رامز:- شردت قليلا الآن ..ألم يظهر صاحب القطع الذهبية في ليلة اختفاء ميرنا ، ماذا لو كانت ميرنا قد التقت به فعليا وعرفت أي شيء قد يفيدنا بشأنه ؟
حكيم:- ممكن ذلك وجدا ولكن يؤسفني أن أخبرك أن أملك هذا ضعيف ،لأن ميرنا لن تتذكر أي شيء حصل معها الليلة بسبب المشروب
ميار:- وحتى لو تذكرت أشك بأن هذا المجهول قد واجهها سيخشى على نفسه منها
كاظم:- إلا إذا كان يضمن التخلص منها
وائل(بانتفاضة):- مطلقا ..مطلقا لن أقتنع بهذا فميرنا بخير بخير
حكيم(رمقه بتأفف):- أيا كان يكون فلم يظهر هذه الليلة إلا ليكشف لنا نفسه
ميار:- وهذا يعني أننا أمام مواجهة كبيرة ، لذلك ترقبوا أي مفاجأة جديدة
رامز:- سأضع حارسا على باب غرفة جوزيت وأيضا بالرواق الخاص بميرنا ريثما يتم وضعها بغرفة مستقلة ، ستكون رقابتنا عليها دقيقة هكذا أفضل
حكيم(بأسى):- بعد استيقاظها إن شاء الله بعد استيقاظها
وائل(شعر بالاختناق لحظتها وتحرك):- عن إذنكم
ميار(زوره بطرف عين):- إذنك معك يخويا
حكيم:- أصبح المكان خانقا سأشم بعض الهواء أنا أيضا
ميار:- سأكلم إياد فلا أعلم أين اختفى
رامز:- بعثته ليوصل رقية فالبنت قليلا بعد وتكشف كل شيء جراء رعونتك ، قلقت فتصرفت هااا بالمناسبة جمانة مريضة جدا
ميار:- أخبرني أخبرني ولكنني نسيت السؤال عنها
حكيم:- إيزابيل تخلت عنها ويقول أنها طلبت منه إحضارها لبيتنا
ميار(باستغراب):- والسبب ؟
حكيم:- لست أدري لكننا أكيد سنستقبلها فهي صغيرة وتحتاج لرعاية
رامز:- يا حرام صدمت البنت من تصرف أمها لكنني لا أفهم سبب رحيلها المفاجئ هذا ؟
كاظم(انتبه لهزة هاتفه بجيبه):- سأنسحب لدي عمل .. هاه وائل ما زلت هنا ؟
وائل(كان عند الباب يصغي للحديث عن جمانة والذي غزا مسامعه فجأة):- هاه كلمتني ؟
كاظم:- يس أكلمك وائل هل هنالك شيء ؟
وائل:- هل جمانة متعبة كثيرا يعني ؟
كاظم:- مرضت بالحمى هذا ما فهمته ، المسكينة قد سافرت أمها وتركتها وحيدة وغالبا ستعيش ببيت الراجيين ريثما تعود
وائل(عقد حاجبيه):- فهمت شكرا كاظم
كاظم:- مهلا أنت قلق على أختك صحيح ؟
وائل(بتهرب):- عادي أردت الاطمئنان فحسب ..عن إذنك
كاظم(لوح له ووقف بالمصعد):- طيب …
حكيم(خرج بدوره وانطلق من جانب آخر وبعد برهة تواجها في نفس الممر):- أكيد لن تتجرأ على اقتحام غرفتها مجددا يعني ؟
وائل(بحزن):- لاء أرح بالك فحين أرغب بزيارتها حضرتك لن تعلم بذلك
حكيم(بلؤم):- فور استيقاظها ستتغير أشياء كثيرة غالبا
وائل:- ومن بينها موقفها تجاهك متشوق لرؤية ذلك
حكيم:- ههه لا تفرح كثيرا مهما حصل بيني وبينها إلا أنها لا تستطيع أن تستأصل نفسها مني
وائل(توقف عن المسير):- ولا عني
حكيم(عض طرف شفته من الداخل ورمق الحديقة):- يفضل أن نكف عن هذا الحديث السقيم
وائل(توجه من الجنب الآخر):- أحسن
انطلق كل منهما في طريق مختلف ولكنه ليس بذلك الاختلاف ،فكل منهما كان شاردا في ملكة قلبه .. واحد كان يناجي أطياف روحها عن بعد إذ كان يعلم أن اقترابه سيحرقها ولذلك قرر التوجه إلى جوزيت ليخبرها عن جديد المحلول والأخبار الدارجة ، وحتى لو رفضت سيجعل ناريانا تبلغها بذلك فالسيدة عاتبة عليهم لأنها ارتعبت من تصرف ذلك الرجل الغريب وخافت على نفسها أكثر ، وهذا ما صنفته في خانة الاهتمام بميرنا دونا عنها يا عيني على دلال الراجية خاصتنا …أما حكيم فقد كان يسير بشرود عقله غائب معها حتما إذ كان يحاول ضبط أنفاسه بصعوبة فخوفه من استيقاظها أكبر بكثير من عدم ذلك ، ففي كلا الحالتين ميرنا ستقصيه من حياتها وهذا ما لن يستطيع التعامل معه …تذكر ابنته لذلك أخرج هاتفه بسرعة ليعرف أخبارها ..
حكيم(أخذ يسير في الحديقة وهاتفه بأذنه):- …….ألو نعم طلال أيقظتك ؟
طلال:- اممم لا بأس كيف حالك ؟
حكيم(نظر للسماء باختناق):- ما زلت أتنفس
طلال:- ابنتك صرعت رأسي يا رجل لقد بكت اليوم بشكل فظيع جدا ،غفت والدموع بعينيها تقول أن بابا خذلني وعدني بقدومه بعد ساعتين ولكنه نسي أمري
حكيم(عضعض شفتيه):- يا للورطة أكيد ستضيف هذا على ما حصل في الصباح ليكمل حادث ميرنا جمال الموقف وأصبح من المحظورين في لائحتها السوداء حتما
طلال(تثاءب بنعاس):- هه يا لطرافة ردك في عز هذه الظروف التعيسة
حكيم:- أول ليلة تنام فيها صغيرتي بعيدا عني .. أمتأكد من أنها بخير ؟
طلال:- صدقني أنا أنظر إليها حتى لقد غفت بجواري على كنبة الصالون لا تقلق أنا أراقبها بحرص
حكيم:- دعها بعيونك يا طلال وحاول إيقاظ فخرية لكي تحرسها معك يعني حاول ربما استيقظت
طلال:- حسنا سأحاول ..لكن أنت ريح بالك ستكون كل الأمور بخير
حكيم(جلس على الكرسي الحجري بشرود):- كيف وكل الأمور تمشي عكس التيار من سيء لأسوأ
طلال:- حسنا أكيد هنالك بصيص أمل في نهاية المطاف
ميسون(حكت عينيها):- هل ذاك بابا ؟
طلال:- هاه استيقظت حمامتك قلب الابنة شعر بك ههه تفضل
حكيم(جمع قبضة يده وأغمض عينيه):- حمامتي
ميسون(بدموع):- كذبت بابا
حكيم(امتص شفتيه):- ظروفي لم تسمح لي يا حبيبتي
ميسون(بنبرة حزينة):- ولكنني انتظرتك ؟
حكيم:- أعدكِ ف…
ميسون(بنبرة باكية):- لا تعدني …أريد ميرنا أريد البقاء معها لم أعد أثق بك بابا لأنك خذلتني
حكيم(شهق من جملتها الموجعة وتصلب محله):- لي هذا الكلام يا ميسون ؟
ميسون(ببكاء):- لو كنت روحك وطفلتك كنت وفيت بعهدك لي تحت أي ظرف كان ، ولكنك تخليت عني مثلما فعلت ميرنا على الأغلب هي فعلت بسببك لو أنك لم تزعجها اهئ لو أنك لم تحزنها ما كانت ذهبت وتركتني اهئئئئئ أريد ميرناااا
حكيم(أغمض عينيه بأسف عليها):- يا روحي يا حبيبتي أنتِ تعلمين كم أحبكِ أيعقل أن أخذلكِ بهذا الشكل لولا الضرورة ؟
ميسون:- وما الضرورة التي ستجعلك تحزن ابنتك ؟
حكيم:- حسنا بما أنكِ راشدة كفاية وذكية لتستوعبي كلامي ، فالوضع كان خطيرا والضرورة هي أن ميرنا قد تعرضت لحادث سير، لكن لا تقلقي هي بخير وغدا صباحا سوف تستيقظ وتفتح عينيها وتكلمكِ بنفسها ماشي …بيبي عمري أتسمعينني ؟
ميسون(فتحت فمها وهي جاحظة بدموع متحجرة وأعطت الهاتف لطلال):-….لارد
طلال:- ألوو
حكيم(انتفض من محله):- ما بها ميسون طلال ما بهااا لما لم تجبني ؟
طلال(رمقها وهي تصعد الدرج خطوة خطوة بشرود):- صراحة لست أعرف تصرفاتها غريبة لم تنطق بحرق وهي تصعد لفوق الآن
حكيم:- الحق بها فورا ولا تدعها تغلق على نفسها قد تقوم بأي فعل طائش سمعتني هل أعتمد عليك أم آتي بنفسي ؟
طلال:- تمام لا تشغل بالك أكيد هذه صدمة أطفال ستتجاوزها ولا يهمك
حكيم:- كلمني بعد برهة إن لم يتحسن الوضع سأضطر لأجيء إليكم
طلال:- أوك سلام .. / يا ميسون حبيبتي أترفضين التحدث مع عمك طلال ؟
ميسون(بدون أن تتفوه بحرف أكملت صعودها لحين وصلت لغرفة لورينا):- افتحها
طلال(عقد حاجبيه):- والسبب ؟
ميسون(بدموع):- أريد ماما
طلال(انحنى أرضا بعد أن وضع الهاتف بجيبه):- ولكن بابا حكيم سوف لن يحب ذلك و
ميسون(أشارت له بإصبعها):- يمكنك البقاء معنا بالغرفة أنا سأنام جوارها فحسب
طلال(هز كتفه ورأف لحالها):- طيب إذا كان هذا ما ترينه صائبا سأنجزه لأجل خاطرك ، لكن عديني ألا تخبري بابا ؟
ميسون(هزت رأسها ونظرت للباب):- …لارد
فتح لها الباب بالمفتاح وإذ به يجد لورينا نائمة والتي استيقظت بجزع لكن حين رأتها ابتسمت ، وما زاد اتساع بسمتها هو ركض ميسون تجاهها واحتضانها الذي لم يحدث في أي لحظة فارقة خلال فترة عيشهما سوية ، يعني كانت تلك المرة الأولى التي تعانقها فيها بذلك الشكل وهذا ما جعل لورينا تضمها بدفء لصدرها ونظرت لطلال تستفهم منه والذي أغلق عليهم الباب وجلس على الكنبة مقابلهما تاركا لميسون الكلمة…
لورينا(قبلت جبينها):- ميسونتي خيرا ؟
ميسون:- ا..أيمكنني النوم جواركِ الليلة .
لورينا:- أين أبوكِ؟
ميسون(دكت رأسها في حضنها):- ليس موجودا
لورينا(نظرت لطلال):- حسنا لما لم تنامي جوار ميرنا إذن كما تعودتِ ؟
ميسون(أغمضت عينيها بدموع):- ميرنا غير موجودة أيضا
لورينا(رفعت حاجبيها باستفهام):- وأين ذهباااا وتركاكِ؟
طلال(فرقع إصبعه لها):- لا تضغطي عليها لو سمحتِ نفذي ما تريده وبدون شوشرة
لورينا(رمشت وأدخلتها معها بالفراش):- اهمسي لي عما حصل
ميسون(بصوت خافت مبحوح):- ميرنا تعرضت لحادث هكذا يقول بابا وأنا أريد رؤيتها لكن لن يسمحوا لي لأنني صغيرة ،لكن لو أخذتني أنتِ سيسمحون لي أليس كذلك ؟
لورينا(تنهدت عميقا):- يعني مجيئكِ لي بسبب هذا صحيح ؟
ميسون(نظرت إليها ببراءة):- ستغضبين مني أيضا هل أذهب ؟
لورينا(رأفت لحالها):- لاء ..ابقي معي أنا أيضا محتجزة هنا كالحشرة قد تعبت من الوحدة
ميسون:- بابا قال أنكِ اقترفتِ شيئا خاطئا لذلك أنتِ معاقبة
لورينا:- كله بسبب ميرنا
ميسون(اهتز جدعها واستدارت للجانب الآخر):- هل ستموت ؟
لورينا(اشتمت عطر شعرها وضمتها لحضنها على وضعها):- بابا حكيم لن يدع سوءا يصيبها يعني اطمئني من غير توصية سيقوم بوضع روحه فداء لسلامتها
ميسون:- هل تأخذينني إليها غدا ؟
لورينا(تلاعبت بعينيها فهي فرصة لخروجها):- أوك سأحاول
ميسون(ابتسمت وهي تستدير إليها وقبلت وجنتها):- سأفرح كثيرااا
لورينا(ناظرتها ببؤس):- أتحبينها لهذه الدرجة ؟
ميسون:- أهاه
لورينا(كيف لا وهي أمك يعني .. يااه لو أنجبت أنا أيضا أكانت ابنتي ستحبني هكذا):- نامي نامي
أغلقت عينيها على الحلم الجميل طبعا بينما لورين ظلت تفكر بفكرة تجعلها تخرج من القصر يوم غد ، فإن ظهرت بمحيط العائلة هي وميسون ما ربما ستجبره على الاعتراف بهما أمامهم ، فكرة نعم ستقدم عليها وتجعله أمام الأمر الواقع ،.. يعني ميسون لم تخدم نفسها فحسب بل وأعطت للورينا فرصة ذهبية فهل ستستغلها على أكمل وجه وهل ستنفعها أم ستنفيها هذه المرة فحكيم ينتظرها على غلطة واحدة يعني ..سنرى ذلك صبيحة الغد لكن الآن لنرى سر الصفعة ؟؟؟

كانت تلهث وهي تنظر إليه بعيون دامعة تحاول أن تتمالك نفسها من بعد جملته التي تفوه بها ، فقد كسرها كسرها وهو يعلم ذلك بل تعمده لكي يؤلمها وتتركه وشأنه ولكنه لا يعرف أنه قد تورط وانتهى الأمر،والمضي بهذه الطريقة سيجعله لا يقدم ولا يؤخر
لبنى:- أتعلم أنك أقذر رجل عرفته بحياتي ، يعني يعني حتى لو تعرفت على أقذرهم فقد كنت أعلم غايتهم مني ولكن أنت …اعتبرتك شخصا مختلفا ولكنك لم تختلف عن حيوانيتهم بشيء يا كاظم لقد خاب ظني فيك …خيبت أملي اهئ
كاظم(تنهد بتعب):- أعتذر منكِ لولو ،لقد عرفتِ وضعي من البداية وما حصل بيننا كان غلطة
لبنى(عضت شفتيها بألم):- غلطة …أن أثق بك وأسلمك مقاليد قلبي ونفسي هذا يسمى غلطة بالنسبة لك ، طبعا سيكون غلطة فمن أكون حتى تقوم ب
كاظم(لاحظ ارتعاشها):- لبنى لبنى
لبنى(سحبت يدها من يده):- أساسا أنت شخص استغلالي ندمت على اللحظة التي وثقت فيك بها
كاظم(بعصبية نافذة):- أتلومينني وحدي يعني هل ما حصل كان بدون رغبتك ، هل أجبرتكِ؟
لبنى(رمقته باشمئزاز):- على الأقل لا تثر معدتي أنت تجعلني أشعر بالغثيان
كاظم(صفق بيده):- إلى هنا واكتفيت من ترهاتك ستكون هذه آخر مرة نلتقي فيها
لبنى:- أصلا أنا لن أفخر برؤيتك مجددا سمعتني ،أكره اللحظة التي عرفتك بها صدقني لو عاد بي الزمن لما جعلتك تدخل إليها قط بئسا لك فلتحترق في الجحييييم …أنا أكرهك أكرهك يا كاظم النابلسي
كاظم(أغمض عينيه بعد ذهابها وأخذ ينظر من كل جانب):- يعني فيما أخطأت أنا هااااه ؟؟؟
نزار(ظهر من خلف الجدار):- أخطأت حين لمست فتاة لا تنوي الاحتفاظ بها
كاظم(جلس على الكرسي باستسلام):- أكمل علي يا عم نزار فأكيد لن أموت بعد سماعك
نزار(جلس قربه):- النساء يا غبي صحيح يسلمنك أنفسهن فوق طبق من ذهب ولكن ذلك يتم لسببين اثنين فقط ولا ثالث لهما …يا إما هي تحبك أكثر من نفسها يا إما تضمر لك شرا
كاظم:- وخاصتي ؟؟؟
نزار:- حسبما سمعت من غلالة نبرتها فالبنت قد وقعت بحبك يا جداااار ، أبشر
كاظم( ضحك من جملته):- أبشر هاه على ماذا سأبشر وحياتي كلها مبشرة ببشير يوقظني من عتمة أحلامي البائسة
نزار:- إلى أين يا ولد …؟؟؟
كاظم(تحرك من فوره):- لا أدري سأهيم قليلا في الطرقات ثم أعود لا تقلق ، فالباب بالأخير لن تردمه سحابة صيف
نزار(مط شفتيه وكتف يديه):- سأدعو لكم هذا ما بوسعي القيام به …
فعلا كان بحاجة لكي يهيم مع نفسه فهنالك أشياء تعتمر خلده ليست بصائبة،وللحقيقة لم يعد بقادر على كتمانها وهذا ما جعله ينفجر بوجه لبنى بتلك الطريقة الجارحة ، لعلها تريحه من تأنيب الضمير الذي يثقل كاهله بتحميلها نصف المسئولية ريثما يجد حلا لمشاعره المتضاربة هذه الفترة …لكنها صفعته والله عشت وأكلت صفعة يا جدار برلين لكن ولا يهمك مش لوحدك الذي أخذها تلك الليلة فهذا أيضا نال صفعة غير متوقعة على الإطلاق ههه …
شهاب(وضع يده على خده):- كيف ترفعين يدكِ علي ؟
نور(أمسكت شادي بين ذراعيها وهي تشير برأسها):-وأسلخ جلدك أتعلم ما الذي فعلته أيها الرجل الأخرق لو اشتكيت عليك في مركز الشرطة سوف تأخذ فيها سجنا لا محالة
شهاب(مسح على خده بعصبية وهم بالتهجم عليها):-أيتها الحقيرة البائسة
فؤاد(وقف بوجهه):- لا تتجاوز حدودك شهاب ، أنت ثمل الآن والأجدر أن تأخذ حماما فوريا لكي تستعيد وعيك
شهاب:- لن أفعل لن أفعل دعها تضع ابني أرضا
نور(كانت تهز شادي الباكي):- لن أدعه لك ولن أسمح لك بالاقتراب منه ولو خطوة، من اللحظة سيكون تحت رعايتي سمعتني ؟
شهاب(أشار نحوها بجنون وخطا نحوها لكنه تعثر في الأغراض المبعثرة في كل جانب):- ما الذي تهذي به هذه المرأة الغبية
نور:-أنظر لحالك أيها السكير الأخرق أكيد أختي هربت منك لما لم تجد منك أي أمل
شهاب(تألم من جملتها ونظر لفؤاد):-إنها تعايرني بهرب ميراااا يا عمي
نور(أغمضت عينيها بنفاذ صبر):- ابكي ابكي على كتفه مثل الولايا أيها الخسيس فهذا ما ينقص
شهاب(دفع فؤاد عنه):-أقول لك أنها تشتمني وفي بيتي يا عمي هل ستسكت لها ؟
فؤاد(أوقفه بقوة):- إن لم تتوقف سأقوم بصفعك على الجانب الآخر لعلك تستجمع نفسك
شهاب:- هل ستدعها تهينني ألهذه الدرجة أعماك حبهااااا ؟
فؤاد(أغمض عينيه ونظر إليها):- لا تتجاوز حدودك أنا أحذرك الآن
شهاب(بجنون):-أعيدي لي ابني واغربي عن وجهي أنتِ وأختك، لا أريد لأي منكم أن يزعج حياتي أنا وشادي فهمتِ؟
نور:- أيتها حياة يا متشرد هل تقصد حياة الصعاليك التي تحياها ، أنظر حولك لهذه الفوضى هل هذا جو مناسب لرعاية طفل صغير ولتكمل الطين بلة بدل من أن تسقيه ماء أعطيته مشروبا الله يلعنك
فؤاد:- حسنا لا تعمليها قصة سيكون أصغر فرد من عائلتنا يثمل
نور(غالبها الضحك من كثر استفزاز جملته):- ههه صدقا أنا من أحدث هنا فالعم كابن أخيه أضرب منه الله يحرقكم ، هيا حبيب خالتك لن أتركك لآل رشوان المخابيل ولو على جثتي دعني أحضر أغراضك عزيزي
شهاب(أمسك ذراع فؤاد):-هل ستتركها تأخذه عمي افعل شيئااااا ؟
فؤاد(هزه بقوة):- استعد نفسك يا شهاب منذ متى وأنت بهذا الاستسلام ،ثم متى وصلت لهذا الحال يا رجل ، ما هذا العشق الذي جعلك تصل للحضيض يستحيل أن نترك شادي معك لأنك أصلا بحاجة لرعاية وهذا لمصلحته صدقني سيكون في مأمن
شهاب(بكره):-إلا بيت الراجية أقسم أنه لو وطأ هناك سأطلق ميرا بالثلاث
فؤاد(فتح فمه من هول ما سمعه):- لا والله ؟
نور(رفعت الحقيبة على ظهرها خاصة شادي الذي ضمته لحضنها بقوة):- طلقها لو كنت رجلا فأصلا لم تعد تتحمل البقاء مع مجنون أخرق فكر بقتل ابنتهما دون أن يرف له جفن
شهاب(دمعت عيناه لحظتها):- لأجل أختكِ فعلت ذلك ،،،،أختكِ كانت تموووووت
نور(رمشت بعينيها بعدم فهم وتوقفت محلها):- م..ماذا قلت ؟
شهاب(جلس متهالكا على الكنبة):- ليلة زفافنا … طلب طبيبها الخاص مني أن أكلمه على انفراد اعتقدت أنه سيبارك لنا فحسب ولم أتوقع أنه سيصدمني بهذا الخبر الذي كتمته في صدري حينما انقلب زفافنا لفاجعة وكأن هذا الخبر جلب خلفه سلسلة من المصائب السوداء …ميرا كانت تعاني من خطب ما في هرموناتها لذلك الحمل كان خطئا من البداية وقد تأثرت بذلك جراء حبوب المنع التي كانت تتناولها بعشوائية ، لتؤدي بها لخيار أصعب منه لا يوجد إما أن تعيش طفلتها أو هي وتخيلي معي ماذا كان من الممكن أن يحصل
فؤاد(عقد حاجبيه):- يا الله ولما لم تتفوها بحرف يا شهاب ؟
شهاب:- متى…لقد حاولت أن أحل مشكلتي لوحدي فهذه مصيبتي وتلك طفلتي وميرا بالوسط وابننا يقف بيننا وبين خياراتنا ـفحتى ميرا قد قررت التخلي عن حياتها ، قررت تركي أنا والأطفال بدونها فكيف تنتظرون مني أن أسمح بهذااااا …لم أستطع تمالك نفسي زرت طبيبها مرارا وتكرارا وحين عزمت الأمر لم أستطع خذلانها ، لم أستطع
نور(بتأثر):- لقد حسبت أنك ترغب بإجهاض الطفلة لأن..
شهاب(صرخ بها بعصبية):-لأن ميرا أخبرتكِ بأنني خذلتها حسنا أنتِ لم تسمعي من جهتي لذلك لا يمكنكِ الحكم،قأنا من خسر ابنته وزوجته في آن الوقت
فؤاد:-شهاااب …سنستعيدها اهمد يا رجل قد أفزعت ابنك
شهاب(مسح على وجهه بنفاذ صبر):- لا يمكنكم سحب روحي مني بأخذ شادي
نور:- لن أسمح لك برعايته شهاب أنت تؤذيه تخيل معي لو حدثت له مضاعفات أخرى غير الحرارة المرتفعة والتي يجب أن نصطحبه للمشفى لأجل تفقدها هاااه ؟
شهاب:- أعدكِ سيكون آخر خطأ لكن لا يمكنكِ حرماني منه إنه آخر ما تبقى لي من ميراااا
فؤاد:- ميرا حية ترزق ولم تمت حتى تنعيها بهذه الطريقة، عليك أن تجدها وتعيدها لبيتها ولابنها هذا هو دورك يا شهاب وليس أن تبقى هنا بين أربعة جدران تنتظر الفراغ
شهاب:- ماذا تعني هل سأجدها لو بحثت ؟
فؤاد:- أنت حتى لم تحاول فميرا لو لاحظت أنك تبحث عنها في كل مكان أكيد سيتحرك شيء بداخلها يجعلها تغادر حنايا المنفى الذي رمت نفسها به
شهاب(لمعت الفكرة بباله):-أتعرفان لقد أنرتما عقلي أظنني سأباشر بالبحث عنها لكن …ماذا عن صغيري هاه ؟
نور:- ابن أخوك صار مجنونا رسميا هنيئا لك فؤاد
فؤاد:- ابنك سيكون بالحفظ والصون
شهاب:- لن تأخذينه لبيتكم أريده أن يبقى ببيت عمي فؤاد
نور:- لا وتتشرط يعني
فؤاد(غمز لها كي تخرس):-يكفي أنه وافق يا نور استكيني الآن
نور(احتضنت شادي الذي استقر في حضنها بنوم عميق):- سأفكر بذلك
شهاب:- ستعدانني الآن ؟؟؟
فؤاد:-هيا نور الرجل معه حق فلا يسعنا رعايته ببيتكم خصوصا وأنه لا صلاحية لي لدخوله بعد ذلك الفلاش الغريب معي
نور(تذكرت وارتسمت على ثغرها ابتسامة غريبة):- عموما … نأمل خيرا إن شاء الله
شهاب:- أتعتقدين أن ميرا تنتظرني ؟
نور:- حسب معرفتي بها فهي أكيد تنتظرك لكن عزة نفسها وجرح قلبها سيمنعانها من الاقتراب ،لكن لو عرفت كيف تتصرف أكيد ستجبرها على الظهور
شهاب:- سأفكر بخطة علي أن أرتب أفكاري غادرا رجاء
فؤاد(استقام):- وهذه إشارة اذهبا من غير مطرود
شهاب(نهض وقبل جبين ابنه):- لا تفرطي فيه نور إنه أمانة بين يديكِ
نور(استغربت جملته ورمشت بعدم فهم):- هه أكيد لن تقتل نفسك يعني بالأخير ؟
شهاب(قبل خده ويده أيضا):- إنه قطعة مني وأعرف أنكِ سترعينه بشكل أفضل مني ،،أنا أثق بكِ نور
نور(ابتلعت ريقه):- أنت ..؟؟
فؤاد:- شهاب …ابنك سيكون بانتظاركما سوف نضعه بأعيننا فقط استرجع نفسك وزوجتك وكل العالم سيكون بانتظاركما
نور(تراجعت وهي تتأمل نظرات شهاب للصغير ورأفت لحاله):- آسفة للصفعة
شهاب(ربت على كتفها):- رديها لي بتصرفكِ الصائب مع عمي
فؤاد(حك أنفه):- حسنا لنغادر نحن فما زال المشروب يؤثر عليك
شهاب :- عمي يحبكِ كثيرا نور لا تضيعي رجلا مثله تعشق النساء التراب الذي يمشي عليه
نور(تحركت قصد الخروج):- أوك حان وقت المغادرة
خرجت مهرولة من هناك وهي تغطي رأس شادي بقلنسوة قميصه خشية من برودة الليل ، بينما لحقها فؤاد بعد برهة من الوصايا والمواعظ ووجدها تجلس في المحل الآخر وهي تضم شادي لصدرها وتنيمه بحضنها بشكل يألف له القلب ،ابتسم لمنظرها فقد كانت شاردة ولم تنتبه له بل كانت تحادث الصغير بهمس وتناجيه بأجمل الوعود ..
فؤاد(جلس محل السائق):- فكرة جيدة
نور:- خشيت لو وضعته بالخلف أن يستيقظ
فؤاد:- اممم إنه هادئ
نور:- لنأخذه للمشفى لن أطمئن إلا إذا تفقده طبيب وربي يستر مما سيقوله
فؤاد:- ههه أكيد سوف يوبخنا كثيرا
نور:- ونحن لماذا يعني كل اللوم على أبيه
فؤاد:- أخفضي صوتكِ كي نصل بهدوء
نور(حركت رأسها وربتت على يد شادي وهي تغالب بسمتها):- شااادي حبيب خالتو
فؤاد(وهو يقود بهما):- يليق بكِ رعاية الأطفال إذ تكونين النقيض تماما عن دور العم نوري
نور:- لا تصدق بعد ثانيتين سوف أنزعج وأتذمر فهذا هو حالي
فؤاد:- أتوقعكِ أما عظيمة يكفي أن النتيجة أراها بدينا
نور(ناظرته مطولا):- حتى أنت ستكون أبا عظيما أنا واثقة
فؤاد(ابتسم):- ربما ..
لقد قرأت ابتسامته أجل ولم تعلم لما بادلتها بابتسامة حاولت جهدها أن تبقيها أسيرة بين ضلوعها ،فمنذ القبلة وحالها مقلوب والآن عليها أن تتعامل مع حنينه مع الأطفال ، ها هو ذا يقود ويلتفت لشادي ويبتسم معه ببراءة يااااه متى امتلك هذه الابتسامة الآسرة أم أنها لأول مرة تلاحظ ذلك ؟؟ استغربت من حالها وآثرت تركيز بصرها في نقطة محددة على الأقل ريثما تصل دونما انفجاااار ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 02-09-17, 11:59 PM   #726

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

آذان الفجر
كان العم نزار يغادر جوانب المشفى ليتوجه للمسجد المجاور قصد الصلاة ، لم يستغرب مطلقا رؤيتهم خلفه فهو الذي جمعهم بالواحد ليأخذهم للجامع ، ذلك المنظر كان نادر الحدوث ولكن في صميم كل منهم كان هذا يعد احتياجا لرب العالمين ، لطالما كانت صلاتهم سرا لكن هذه المرة هي علانية ودون أدنى تردد ، بل على العكس استراحوا من مقترح نزار الذي أكيد مؤكد سيكسب في هؤلاء اليتامى ثوابا ما بعده ثواب …
نزار(وضع حذاءه في الخزنة):- هيا يا شباب توجهوا للوضوء وبعدها تعالوا لنقيم الصلاة
تحرك كاظم أولا وبعده نادر ليلحقه حكيم ثم وائل وبالأخير ميار الذي كان يجر رجليه بخطوات ثقيلة لم يسبق له أن قام بهذا ، ولذلك استغربه كثيرا وأيضا ارتاب منه وسنعرف ذلك السبب بعد قليل
كاظم:- هههههه لا تقلها يا رجل
ميار(امتعض منه):- وما يدريك أنت بحالي لقد نشأت في وسط لم يعلمني كيفية أداء فريضة الصلاة
كاظم:- حجة قديمة لأن النت الآن يريك العجب
حكيم:- ميار …كأنني سأتفق مع كاظم هذه المرة؟
ميار(بتأفف):- ربي لن يقبل صلاتكما لأنكما تسخران مني
وائل:- على الأقل وجدت شخصا يشارك نادرا بعض الذنب
نادر:- حسنا مواقيت الصلاة مختلفة من بلد لآخر وأخوكم في الله دوما ما يجمعها
كاظم:-أريد أن أستوعب شيئا ميار كيف كنت تصوم بدون صلاة ؟
ميار(عقد حاجبيه):- حسنا كنت أعتقد أن الصلاة غير واجبة أثناء الصوم
وائل:-إن كنت لا تعرف فلا لوم عليك
ميار(رمق سخريتهم جميعا):- ع أساس أنكم وبروما لم تكن جباهكم تفارق السجادة ؟
كاظم:- كنت أؤديها سرا
نادر:-أنا أيضا رغم أنني كنت أجمعها
وائل:- وأنا تقاعست قليلا
حكيم:- وأنا …
ميار:- هاه عال إذن من اللحظة سوف لن نتركها ما رأيكم ؟
نزار(ابتسم من تصالحهم):- الله يجعلكم رفقة هكذا على الدوااااام
ابتسامة ارتسمت على ثغر كل منهم رغم المشاكل رغم النزاعات لكن فريضة الصلاة خير شفاء ، فبعد الوضوء تسطروا جميعا جوار العم نزار الذي وثب خلف الإمام وهم ببدء الصلاة …في خاطر كل منهم كان هنالك أمنية معينة حتى لو كانت تشمل نفس المعطيات كسلامة ميرنا وعودتها إليهم ،إلا أن كلا منهم كان لديه هموم أخرى حاولوا الابتهال لله سبحانه وتعالى لعله يرأف بهم ويستجيب لدعائهم الذي كان بالنسبة لهم كطوق نجاة سيتمسكون به حتى الأخير … صلاتهم تلك كانت أجمل ما يمكن حدوثه فلقد ارتاح كل منهم واستشعروا راحة وأمانا وتقربا من الله جل في علاه ،وهذا بحدث ذاته يعتبر خيرا اكتسبه العم نزار الذي علم أنهم بحاجة للتقرب من رب العالمين ليكتشفوا أنفسهم الضائعة في ملكوت الحياة ، فكل يجري حول ما يريح ذاته غير مدرك أن مستقر تلك الذات محدد بين أكف الله ..وفور انتهائهم عادوا بعد برهة قضوها في الدعاء لأجل ميرنا ميرنا طبعا والتي كانت ما تزال على وضعها …
رامز(استقام بعد رؤيتهم): - اللهم تقبل
حكيم:- شكرا لأنك بقيت هنا لتحرس المكان
رامز:- ولو هذا واجبي سأهرول لأصلي بدوري وبعدها أعود لكم ، ها لقد نامت نهال بجوار جدتها عواطف فقط ليكن لديكم علم ..
حكيم:- تمام,,,
كاظم(جلس ورمى برجليه حتى منتصف الممر):- آخ الواحد يمد رجليه هكذااا وينااااام
حكيم:- لسنا بفندق يا سيد
كاظم(وضع يديه خلف رأسه):- ولكنني مرهق ها ندور لو أضع عليك كتفي ما رأيك ؟
نادر:-ابتعد عني وإلا ابتليت فيك
وائل:- عم نزار إلى أين ؟
نزار:- أردت رؤية جوزيت قليلا فحسب ترافقني ؟
ميار(سمعه جيدا):- حممم
وائل:- غالبا هي نائمة
نزار:- لو وجدناها كذلك عدنااا
حكيم(انتبه لنظرة ميار اللئيمة):- ها ؟
ميار(حك جبينه):- إنه يستفزني يا حكيم بوسعي قتله لكنني لا أستطيع ذلك
حكيم:- ولن تستطيع لأنك لست بقاتل
ميار:- الضمير العربي يا حبيبي
في الممر
وائل:- مهما حاول معك لا تخبره بأي معلومة دع ما أخبرتني به لي فسوف أعرف كيف أتصرف
نزار:- ولكن يا بني أخشى عليك من الخطر ، حكيم وميار متعودان على هذا العمل لكن أنت ؟
وائل:- سأتعود سأتعود فأنا لن أسمح لهم بأذية ابن عمي أو صغيره ..أنت لم تسمع كيف كان تهديدهم المقزز لي
نزار:-ولأجل هذا أستحلفك أن تضعهما بالصورة
وائل:- أنا حتما سأفعل لكن لأضبط الأمور هنا وبعدها يحلها الله ، ثم هديل ستجلطني يا عم نزار إنها تتصرف برعونة وجدي لا يقدم ولا يؤخر إنه يتركها على سجيتها وأنا أخشى عليها من أن تعرض نفسها لخطر ما …تعرف الوضع يعني ؟
نزار:- لا يسعك جلبها للبيت ولا يمكنك أصلا إقناعها لكن ربما مراقبتك لها ستثمر بفائدة
وائل:- أراقبها ؟
نزار:-ولما لا تفعل أنت الآن شخص قادر على تحريك إصبعه ويتمن فحسب
وائل:-ليست لتلك الدرجة
نزار:- بل لتلك الدرجة ضع أختك تحت جناحك إن كنت ترغب بحمايتها فالذئاب الضالة التي رأيتها بالمقبرة لا ترحم
وائل:- لن نسمح لهم بالظفر بنا يا عم نزار سنقلب عليهم قبعة الساحر لكن لتمضي هذه المحنة على خير وبعدها لكل مقام مقال ..
آثر الإصغاء له حين وصلا لغرفة جوزيت التي كانت فعلا نائمة وخروج ناريانا جعل وائل يدلف ليتفقدها عن قرب ، بينما هي انسحبت مع نزار بالقرب من هناك بغية التحدث سوية
نزار:- ما الوضع ؟
ناريانا:- لم أرى أي شيء حاولت وحاولت لكن الرؤيا مظلمة ولا أعلم وضع ميرنا حتى
نزار:- كأنها أطالت في نومها ذاك
ناريانا:- أكيد أنت لا تعتقد بان سوءا ألم بها ؟
نزار:- لست أدري..لكنني قلق بشدة
ناريانا:- ماذا سنفعل يا نزار إن لم تستيقظ هل سنتدخل ؟
نزار:- طبعا سنتدخل لكن فقط لرؤية ما الذي يدور بخلدها ، يعني ستحاولين التلصص عما تراه مثلما حدث مع وائل حينما شهد ذلك الحلم
ناريانا:- صعب علي التفسير له ولكنني جعلته يقتنع أنه مجرد هذيان
نزار:- نرجو أن يكون هذيانا بالنسبة لميرنا أيضا
ناريانا:- على الله..جوزيت أيضا تقلقني إنها غاضبة منهم بشدة
نزار:- إنها تتدلل
ناريانا:- إنها مشتاقة للمحة عطف ويعني من حقها فالكل يهب إلى ميرنا دونا عنها
نزار:- لأن ميرنا التي بين الحياة والموت وليست هي
ناريانا:- ميرنا حالها مستقر مسألة تأخر استفاقتها هو الحائل فحسب
نزار:- عودي للداخل أشعرتني بالضجر من مواضيع النسوة خاصتك سأعود لمكاني
ناريانا:- مثلما تشاء
تركته ليذهب بينما دلفت لتجد جوزيت تبكي ووائل يحاول إسكاتها
ناريانا:-المشهد الخاص ببكاء جوزيت ومحاولة وائل لإسكاتها رقم 222 اقطع
وائل:-ههه من يملك صديقة مخبولة مثل تلك لا يجب عليه التذمر مطلقا
جوزيت:- ليس ذنبي أنني لست أحتضر هنا حتى أسترعي انتباهكم
وائل:- يا ربي هل علي أن ألحنها لكِ ، المحلول كان سليما يعني لا ضرر عليكما
جوزيت:- ولنفرض أنه ضرني ماذا كنتم ستفعلون ؟
وائل:- ما كنا سنسمح له بأن يفلت من العقاب مثلما حصل ففعلا قد بعثه رامز للسجن ريثما يبدأ معه التحقيق صبيحة غد
جوزيت:- حقا فعلتم لأجلي ؟
وائل:-حقا يا مجنونتي… لو ترتاحين ؟
جوزيت:- بنظرك من سيفكر بإعطائي ذلك المحلول أيعقل أنه ميار ؟
وائل:-لقد نفا علاقته بالأمر حتى أنه نسبه إلي
ناريانا:- ههه أكيد هو يهذي
وائل:-تماما فما مصلحتي من هذا كله ثم لو كنت أعلم بوجود هذا المحلول كنت جلبته لجوزي قبل فترة حتى
جوزيت:- أعلم يا عزيزي ولذلك لا تشغل بالك
وائل:- أجل
جوزيت(أمسكت يده ولاحظت توتره):- أترغب بالذهاب إليها ؟
وائل(ببؤس):-لا أستطيع ذلك
جوزيت:- اسمعني وائل أعلم أنني حرمتك من حقك في فرض رغبتك أمامهم ، ولكن يمكنك التصرف مثلما تريد ولا أحد فيهم قادر على محاسبتك ولو فعلوا سوف لن توليهم اهتماما لأجلها
وائل(حك عينيه وأمسك على قلبه بغرابة لحظتها):- رأسي يؤلمني وصدري يضيق ، لا أعرف لا أعرف هي لم تستيقظ بعد وهذا لوحده يربكني
ناريانا:-حسنا إنها أطول ليلة نعيشها ربما الصباح سيأتي بالخير
جوزيت(تثاءبت وهي تنظر لوائل):- لو ترتاح قليلا ؟
وائل(نظر للكنبة واضطجع عليها بوهن وتحدث بشكل غريب):- أخذت حماما سريعا بالمخفر أكرم وفر لي ذلك حتى أنني ارتحت بسيارة عمي لحظة مجيئي إلى هنا ، ما تشغلي بالكِ يعني ..اعتقدت أن نيرانا نشبت وأحرقت كل شيء وحين طال الأمر مضيت إلى الجرف و و …
ناريانا(لاحظ تسارع حديثه وغرابته):- وائل وائل أنت بخير ؟
وائل(عقد حاجبيه ونظر جانبيا وهو يستعيد رشده):- لست أعرف لكن … ميرناااا ميرنا علي أن أراها الآن الآن
جوزيت(انتفضت بجزع):- ماذاااا يحصل ؟
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما):- نزاااار يا نزاااار
نزار(دخل سريعا حين كان يجلس بالقرب من غرفة جوزيت):- خيراااا ؟
ناريانا(هزت رأسها له):- رافق جوزيت سوف آخذ وائل لغرفة ميرنا الآن
نزار(لم يستوعب حالته):- وائل بني لما أنت هكذااا ؟
وائل(فتح أزرار قميصه وهو يمس عنقه):- هل يضيق الهواء هنا أم ماذاااا أشعر بالاختناق ؟
ناريانا(أمسكته من يده):- وااااااائل تعاااال معي
جوزيت(رفعت الغطاء):- سآتي أيضا لا يمكنني تركه بهذا الحال يا إلهي
نزار:- لن تبرحي محلكِ يا جوزيت أنتِ مريضة
جوزيت(باستسلام):- ولكن ؟
نزار:- ناريانا ستقوم باللازم عودي لمكانك
قمة الغرابة أن يحدث ذلك تحت دهشة جوزيت التي استسلمت لحكمة نزار ، كانت ناريانا تمسك بيد وائل دون أن تفلته وقد كان هو ينظر بضياع نحو الممرات والدوخة تسري بعقله ، حاولت حثه على التركيز معها ولكن عيناه كانت مصوبة نحو مكان واحد فحسب وهو ميرنا …وصلا الرواق وكان هنالك حكيم يكتف يديه بينما نادر كان يقرأ في كتاب ما وما إن لاحظا قدومهما استقاما فملامحهما لم تكن تبشر بالخير
حكيم:- ما الأمر ؟
ناريانا(امتصت شفتيها ونظرت لحكيم):- سوف تدعه يرى ميرنا الآن يا حكيم
حكيم(بهزل):- ههه هل وصل بك الأمر لتطلب واسطة من النساء ؟
نادر(انتبه لامتقاع وجه وائل الذي كان لونه غريبا):- ما الذي يحدث له ؟
ناريانا:- لا أعرف ولكنها غالبا حالة نفسية
حكيم(بقلق):- كيف يعني ماذا يجري ؟؟
ناريانا:- غالبا هو يمر بحالة ضيق تنفس إن لم يرى ميرنا قد تتأزم حاله
حكيم:- وما علاقة ميرنا بالأمر ؟
ناريانا:- حكيم لو سمحت أجل كل هذه الأسئلة ريثما نغادر الغرفة ولو كنت قلقا رافقنا وخلصنا
حكيم:- أساسا لن يسمح لكما بالدخول هييه توقفي هل هي وكالة من غير بواب يعني الله الله
نادر:- رجاء حكيم ألا ترى حالته يعني أنت تعرف عزة نفس وائل ، ألا تتوقع معي إن لم يكن الأمر قد وصل معه عند حده هل سيسمح لكبريائه بأن يوضع موضع العوز ؟
حكيم(مقتنع بوجهة نظره نوعا ما):- لكنني لن أسمح له بأن ينفرد بها سأرافقهم
نادر:- حسنا افعل طالما هذا يريحك
لحق بهما في الممر المؤدي للعناية المشددة ولما وصل لجانب ميرنا بطئت خطواته وهو يطل برأسه ليرقب ما يحصل ، هنا كان وائل قد فتح الباب دون انتظار متجاهلا حتى توجيهات الممرضة التي كانت تحرسها بل تركها لتخاصم ناريانا التي أخذت تشرح لها أمورا لا أساس لها من الصحة …طبعا لم يكن يصغي لأي شيء فالحريق الذي كان يشب في صدره جعله ينحني أرضا ويمسك يدها وهو يميل برأسه ليتفحص ملامحها ..
وائل(قبل يدها):- حبيبتي ميرنا …عمري ألن تفتحي عينيكِ ألا ترين أنني أعاني معكِ هاه ؟
ميرنا:- …لارد
وائل(بملل):- لقد تعبت والله تعبت من الخوف عليكِ لو تحركين يدكِ حاجبكِ أي شيء ،هل أنتِ تسمعين صوتي يا روحي وائلكِ هنا
ميرنا:- …لا رد
وائل(دعك يدها بيده ووضع جبينه عليها):- استفيقي يا وهم قلبي
حكيم(رمقها بحزن واقترب بهدوء من الجانب الآخر):- عصفورتي
وائل(فتح عينيه وهو يلهث بعنف):- أخرج من هناااا
حكيم(عقد حاجبيه):- ما حزرت
وائل(نظر لناريانا بشكل عفوي):- ميرنا لا تريدك هنا
حكيم:- حقا وهل أنت تتخاطر معها مثلا أم أنكما تتواصلان عبر الهمسات الخافتة ؟
وائل(أخذ يتنفس بعمق ويده تعتصر يد ميرنا):- سمعتني جيداااا أخرج من هناااا حكيم
حكيم(رمق حالته الغريبة):- ما الذي يحدث لك يا هذااا هل فقدت عقلك غادر الغرفة هكذا ستؤذيها
ناريانا:- حكييييم … غادر رجاء
حكيم:- لن أبرح محلي حتى أفهم ما الذي تنويان فعله بميرناااا
ناريانا(ابتلعت ريقها واقتربت منه):- حكييم أصغي لي جيدا
حكيم(وجدها تسحبه من يده وتخرجه خارج الغرفة ليقفا عند الباب الزجاجي):- أفضي ؟
ناريانا(نظرت لوائل الذي استكان من جديد ورمقت حكيم بنظرات حيرة):- أغلق عينيك
حكيم(برفض):- ناريانا لست في مزاااااج مناسب لهبلك و
ناريانا(طوقت عنقه بذراعيها وسحبته لحضنها):-شتتت فقط أغمض عينيك واصمت قليلا
حكيم(عقد حاجبيه من تصرفها ولكن طاوعها):- هل ستفجران قنبلة ؟
ناريانا(أخذت تدندن بلغة قديمة بشكل ناعم):-..همم كُندِيستِيمَا برنتيسَّا ميَّا…….
استطاعت أن تخرس كل جزيئة استفسار بخلده ،فقد أسرته بغنائها العذب والذي اكتشف للتو أنها تملك صوتا شجيا تأنس له الروح ، تمكنت منه خصوصا حينما أسرته في حضنها وهي تميل معه وعيناها على وائل وميرنا ، ..مشهد غريب جدا جعل الروح تسحب منه حين رمقها تحتضن حكيم بذلك الشكل ،فتح فمه وهو يحاول تركيب جملة مفيدة لكن دونما فائدة..لقد كانت فعليا تعانقه بشكل حميمي جعله يندهش للأمانة فهي لن تتغير لن تتغير ستظل تعانق الآخرين دون أن تضع له حسابا ،وهذا ما جعله يتراجع بغضب للخلف فأصلا لم يستشعر أيا منهم دخوله ،حتى الممرضة أخلت المكان تلبية لطلب ناريانا والتي همست لها بعدة أشياء أبصرتها من لمسة يدها جعلت هذه الأخيرة تعطيها الطاعة والسلام … أما بالغرفة فكانت الأحداث رتيبة يعني استصعب على وائل أن يفهم حالته التي تحثه على البقاء جوار ميرنا كما استحال على ناريانا التفوه بأي حرف ،بل ظلت تغني وتغني لعل صدى الأغنية يصل مسامعهاااااا … فهل وصل ؟؟؟
……………………..
في غرفة زجاجية زهرية اللون كانت تجلس على الكرسي الهزاز ذو اللون الزهري أيضا ، تراقب وريقات الشجر الزهرية التي كانت تتساقط من فرع شجرة يمتد بعمق الغرفة ، على جنب كانت هناك كنبة وردية وعليها صحن ممتلئ بفاكهة الرمان ، وعلى الجنب الآخر سرير مغطى بقماش الدونتيل الزهري ، تحيط به شمعدانات زهرية زادت المنظر رقة ، الأرضية كانت عبارة عن سحابة زهرية وعلى جدرانها كانت هنالك نوتات تتراقص لتصل إلى جانب آخر كان فيه بيانو زهري يجلس عليه رجل يوليها ظهره وهو يرتدي طقما رجاليا أبيضا وفي أبهى حلله ، استقامت من الكرسي فتساقطت كومات فستانها الزهري الطويل وانتبهت لطول شعرها الذي انساب على جنبيها لتلاحظ تاجا صغيرا مرصعا بالألماس كان يتربع فوق جبينها ، تقدمت صوب الرجل ولامست بيديها الأجراس التي كانت متدلية من السقف لتنبعث منهم موسيقى رقيقة صاحبت لحن الغريب الذي غزا مسامعها تلك اللحظة ، انسل عطر الورد المنتشر في كل ركن لتتخطاه وهي تقترب منه لحين وصلت إليه ووضعت يدها على كتفه فاستدار إليها وعيونه مليئة بالدموع بينما يديه لم تتوقف عن العزف…
ميرنا(بصوت حنون):- واااائل
وائل(ابتسم لها أجمل ابتساماته):- أخيرا أصغيتِ لي
ميرنا(نظرت حولها وابتعدت عنه وهي تدور محلها):- أتسمع هذا الصوت إنها دندنة جميلة ، ترى من تغني بهذا الشكل الجميل ؟
وائل:- عودي معي
ميرنا(توقفت عن الدوران):- لكنني أحب المكان هنا ، أنا أحب وحدتي أنظر كل شيء جاءني وفق أحلامي ههه أحب المكوث هنا ولا أرغب بالعودة
وائل:- أعنيدة حتى في أوهامك ؟
ميرنا(جلست على الكنبة وأخذت تلتهم حبوب الرمان):- أنا مرتاحة
وائل(توقف عن العزف بصوت مزعج)"- لكن ماذا عني ماذا عن أحبتكِ ؟
ميرنا(ناظرته بطرف عين وهي تلتصق بثيابها):- لما تصرخ فيني هل ستؤذيني ؟
وائل(استقام ليقربها):- أبدااا أنا أتيت لأجل أخذكِ معي
ميرنا(نظرت للأرض بخوف):- أنت لست وائل وائل لا يصرخ بوجهي
وائل(مد يده لها):- أمسكي يدي ودعينا نعود لحياتنا حبيبتي أنا معكِ
ميرنا(رمشت بتيه واستقامت لتقف قرب النافذة):- ولكنها لا تريد لنا أن نجتمع الآن
وائل:- من هي ؟
ميرنا(فتحت النافذة فانبثقت الرياح العاتية):- لا أعرفها
وائل:- هذا مجرد سرااااب رجاااء استمعي لي كلنا بحاجتك كلنا بانتظارك ، أطردي عنكِ هذه الأوهام بليييز ميرنا تمسكي بيدي وعودي معي
ميرنا(مدت يدها للفراغ ونظرت للهاوية التي تقف عندها من نافذتها):- ولكنني خائفة
وائل:- أنا سأكون بجوارك
ميرنا(لامست بيدها يده لكن ريحا أحاطتها من خصرها على شكل يد وهمية كبيرة):- لالالا وائل لا تفلت يدي سوف تقتلني إنها تريد أن تمتص حياتي وااااااااااااااااااااائل ……
وائل(انتفض من محله وهو يلهث وناظر ميرنا بلهفة):- ميرنااا ميرنااااا
حكيم(فتح عينيه ودفع عنه ناريانا حين سمع ّأصوات جرس الطوارئ في الآلات التي كانت تربط بجسد ميرنا):- ما الذي يحدث ياااا إلهي ميرناااااااااااااااااااا …؟
ناريانا(بدموع نظرت للغرفة):- حان الوقت
وائل(كان يهزها بينما مؤشراتها كلها كانت تبرز خطورة الوضع):- يااا إلهي
فجأة ظهر فريق الأطبة مسرعين نحو الغرفة للإغاثة، أخرجوا وائل من هناك والذي كان غائبا عن الوجود عيونه تناظرها برعب بينما قلبه ما زال عالقا في صوتها الهامس أثناء الحلم ، أما حكيم فنظر لناريانا التي وضعت يدها على الزجاج وأخذت تبكي وهي تنظر إليها بحرقة ، لم يفهم ما جرى ولكن ذلك كان كفيلا لكي يجعله يشعر بأن الوضع لا يحمد …
تلك اللحظة كان يسير بخطوات وهنة وهو يطالع حركة الأطبة المتسارعة قصد إنقاذها ، سلطانته التي تعبث بمعزتها في قلوبهم بشكل متسلط ، إنها هي المسيطرة على وتين الحياة فكيف لا يمكن التأثر بها ،وصوله إلى الجدار الزجاجي جاء بعد خبر وصله من الحارس الذي كان يضعه بعين المكان لحراستها ، والذي أفزعه من محله حين أخبره أن الوضع غير حميد بالمكان ، وهذا ما جلبه على نحو السرعة ليراها فهذا آخر ما يسعه فعله في ذلك الوقت …
ميار(وضع يده على الزجاج ورمق حكيم باحتياج):- ستكون بخير ..ميرنا ستنجو
وائل:- ليشرح لنا أحدكم ما يحدث أرجوووكم أخبرونا ؟
ناريانا:- لا تتعب نفسك وائل ميرنا عليها إنقاذ نفسها بنفسها
حكيم(ضرب على الباب الزجاجي وحاول فتحه لكنهم أغلقوه من الداخل تفاديا للإزعاج):- افتحوا هذا الباب اللعين ميرنا لن تموووت سمعتم ؟؟؟؟
حتى وإن كانت حاسة السمع بعيدة عن الإدراك تلك اللحظة ، إلا أن خواطرهم كانت تأمل كل خير ،لم يفهموا ما سبب انتكاستها خصوصا وجرح كتفها ليس بتلك الخطورة إضافة لجراح عنقها يعني الوضع تم السيطرة عليه ،والطبيب بنفسه بلغهم أن حالتها مستقرة لكن ما الذي حدث حتى انتكست هكذا لدرجة أن تفقد تواصلها بالحياة شيء ما تغير ولا أحد يعرف ماهيته ..فتركيزهم كان شاملا في المشهد الذي لم يتوقعوا بتاتا أن تنتهي عليه ليلتهم الطويلة …
جوزيت(تحركت صوبهم برجفة):- لم أستطع المكوث هناك طويلا لذلك جئت لكي …أ…م ماذا يحصل لميرناااا لما هم يركضون حولها هكذاااا ناريانا ؟؟…ليجبني أحدكم مياااار وائل حكيييم ؟ لماذا تصمتون هكذااا ؟
ناريانا(مسحت دموعها وتقدمت نحوها):- جوزيييت ميرنا الآن في وضع سيء جدااا
جوزيت(تكومت الدموع في عينيها فجأة ونظرت إليها):- كيف يعني هل هل ستمووت ؟
ناريانا(ضمتها لصدرها):- شتتت لن يحصل شيء من هذا فميرنا قوية أجل ..سوف تتخطى هذه الأزمة سمعتم كلكم ميرنا ستنهض منهاااا
جوزيت:- هل رأيتِ ذلك أبصرته صح ؟
ناريانا(هزت كتفيها):- لم أشاهد أيا من هذاااا صدقيني لا أعرف ما سيحصل
جوزيت(بوجع عليها):- لالا تلك المتعجرفة لا يمكن أن تتركنا بهذه البساطة سترين أجل سترين
لحظات مرت عليهم في صبر وانتظار وكل منهم يراقب الطبيب الذي أزال قفازيه الطبيين وخرج إليهم وعلى ملامحه تبدو علامات التعجب خصوصا وخط سير حياتها قد عاد لطبيعته بعد جهد جهيد ، ومن هول الصدمة ولا واحد فيهم تمكن من النطق بالسؤال المرتقب ولذلك تحدث نيابة عنهم
الطبيب:- ما حصل غريب جدا فبعد أن كانت مؤشراتها تسير بهدوء فجأة انتفضت وكأن الدم ثار فيها ، وهذا راجع لعدم تقبلها لدم المتبرع
حكيم(فتح فاهه):- ماذااا تقول ولكن زمرتي من زمرتها ؟
الطبيب:- حالتها الآن استقرت لكنني لن أضمن وضعها في الساعات القليلة المقبلة ، لو نجت منها سيكتب لها عمر جديد أما إن لم تتخطاها فلا يسعنا سوى الدعاء لها
وائل(حك عينه ونظر إليه):- مهلا مهلا أنت تتحدث بشكل سريع لم نفهم أي شيء ، ما وضع ميرنا الآن ؟
الطبيب:- أخبرتكم عدم تقبل صفائحها للكريات الدخيلة كان بعيدا عن تخيلنا ،يعني الموضوع سيأخذ وقتا لكي تتوحد مع بعضها ويمضي الأمر على خير ما يرام
ميار(بشرود):-لما لم تفتح عينيها ؟
جوزيت(انتبهت لنظرته وعقدت حاجبيها):-…لارد ؟
الطبيب:- لا أحد يعرف ما يحدث مع المريضة فهذه أول مرة أعايش هذه الحالة ،وكأن حربا ضروسا تعبث في عروقها ولهذا أرجو منكم عدم إزعاجها والزيارة ممنوعة كلياااا لو سمحتم ؟
حكيم:- أنا لا أستوعب دمي سليم ومن نفس فئتها إذا لماذا لم تتقبله ، هل وصلنا لمرحلة نفور لهذه الدرجة حتى من دمي غير معقوووول ؟
الطبيب:- الموضوع طبي وجسم المريضة وحده من سيحكم بتقبله من عدمه ، لذلك لا تتوهم أمورا لا أساس لها في التفسير العلمي لطفا منك
وائل:- ولكنك قلت أن ما حصل نادر الحدوث فما تفسيرك هل ستتخطاها ؟
الطبيب:- أعرف مدى خوفهم عليها وأطمئنكم الساعات القادمة ستكون مهمة جدااا ،أدعو لها
جوزيت(همست لناريانا):- لم أفهم شيئاااا
ناريانا(باستغراب):- ولا أنا لكن ما فهمته أن دم حكيم لم تتقبله ميرنا غالبا
حكيم(تحرك من هناك بعد أن رمى نظرة عتب تجاه ميرنا وهتف):- حتى دمائكِ ترفضني ،،،ألهذه الدرجة تنبذين وجود حكيم يا عصفورتي الصغيرة ،أتحاولين إخراجي من عروقكِ يا وجع الروووح ، هههه أكاد لا أتحمل هذااا يا صغيرتي ، أكاد لا أتحمل
جوزيت(انتبهت لانكساره):- حكيم لا تأخذ الموضوع بحساسية ولا …
حكيم(أشار لها بالصمت وتحرك للمغادرة):- لا جدوى من الكلام
ناريانا(مطت شفتيها بأسف):- يجب علينا إخبار أمها …
جوزيت(أشارت لها بالذهاب):- طيب …
نظرت إليهما سوية وهما جاثمين أمام الباب الزجاجي وينظران إلى سكينتها ، عمق العشق الذي نبع من عيون وائل قد قرأته بشكل عميق جدااا وفهمته حد الألم ..لكن الظلام الذي كان يغطي عيون ميار هذا ما لم تجد له تفسيرا ..تحركت صوبهما ببطء وتوسطتهما لتجد نفسها في موقف لا تحسد عليه
جوزيت(نظرت أمامها وهمست لنفسها):- لما لا تستيقظين وتغيثينني من هذا الموقف يا ست ميرنا ، حسنا أنا أشفق عليكِ صدقيني ولكنكِ تثيرين حفيظتي بهذا الاهتمام كله أعلم أنكِ ستعتبين على كلامي ولكنني لا أخفيكِ سرا أنتِ مدللة في استيقاظكِ أو في نومكِ تصبحين أثقل خلق الله ، لا أفهم ما الذي يرونه بكِ أنا لا أستطيع رؤيته …لكنني لن أتمنى لكِ السوء أرجو حقا أن تفتحي عينيكِ
ميار(وضع يده على كتفها فجأة):- جوزي
جوزيت(انتفضت ونظرت لوائل الذي كان متجمدا دون حراك وكأنه سحب نحو بوتقتها وانعزل عن الوجود):- هل أنت بخير ؟
ميار(أزال يده وحرك رأسه):- لاء
جوزيت:- فيما تفكر ؟
ميار(بنظرة مشوشة):- في أمي
جوزيت(فتحت فمها واقتربت منه):- إن طلبت منك مرافقتي هل ستفعل ؟
ميار:- إلى أين نذهب ؟
جوزيت:- نشم بعض الهواء فحسب تعال معي ..ثق بي
ميار(هز رأسه كالطفل الصغير وطاوعها):- ميرنا تجرب مكانتها لدينا فحسب أنا أعرف أنها لن ترحل بهذه السهولة
جوزيت(وهي تسير بجانبه ويدها على بطنها):- هي لن ترحل قبل أن تقتلكم جميعا وهذا أقل واجب من الست السلطانة
ميار(ناظرها عميقا):- أتغارين منها وهي على فراش الموت ؟
جوزيت(تلعثمت وفتحت باب الممر):- لست أغار فقط أحاول أن أفتح عيونكم وعقولكم لو أمكن
ميار:- وجودكِ جيد
جوزيت(ابتسمت لحظتها):- كنت أعرف ذلك ..لنصعد
أمسكته من يده وأدخلته للمصعد وضغطت على زر الصعود للسطح ، ويا الله على جمال المنظر وشروق الشمس التي بزغت لتمزق صدر الظلام وتشرق بعد معاناة ، أشرقت معها أساريره حيث كان يقف عند الحافة وهو يناظر السماء بعيدا هناك وفي عقله تدور آلاف الأشياء ..تأملها له كان يجتذبها نحوه بشكل هوسي وكأنه يسيطر ببراءته تلك على كل مكنوناتها ، لذلك لم تشعر بنفسها إلا وهي تضع يدها على صدره وتدك رأسها باحتياج عليه ،، ولكنه تزحزح مبتعدا عنها
جوزيت(طأطأت رأسها بخيبة أمل):- توقعت ذلك
ميار(رمش وهو يطالع احمرار خدودها التي أبت تقبل نفوره منها):-…لارد
جوزيت(تململت لتبتعد عنه):- …آسفة لقد تجاوزت حدودي و
بعد أن قتل فيها الأمل وحين قررت الابتعاد عنه حفاظا لكرامتها جذبها إليه بقوة وأحاط بيده خصرها وضمها عميقا لأنفاسه بشكل احتياجي يستحبه كل منهما ، احتضن جسمها الناعم بقبضتيه المشتاقتين للمسة حنان تؤكد له أن القادم سيكون أفضل ، وذلك العناق ترجم مكنوناتهما الداخلية والتي لا تشوبها شائبة من الواقع الذي يحاولان وضعه كحاجز بينهما ولن يكسره شيء غير العشق الذي يجمعهما فقط ….
بعد مدة
ظل وائل يلامس الزجاج بيديه ويناجيها بصوت متقطع تنهار لأجله الأفئدة وأمله كان كبيرا بنجاتها فهو يعلم أنها لن تفرط فيه أو في عشقهما مهما حصل …أما حكيم حسنا فقد كان يقتلع جذور إحدى الأشجار من محلها بشكل جنوني جعلها ترمش بخوف عليه فهي أبدا ما توقعت أن تراه في تلك الحالات يعني عدا الحالات السابقة التي شهدته عليها خلال بضع ساعات مضت ..
حكيم(بحالة جنونية):- أناااا أنا يا ميرنا تفعلين بي هذاااا لماذااا لماذا تضعينني دوما في أمكنة بائسة كهذه ، لما تجعلينني أضحوكة يا ميرنا أهذا عقاب حبي لكِ أهذااااا عذاااابي المكتوب علي ، حرام يعني فيما أخطأت معكِ فيما أذننننننننننبت أوصلت معكِ أن تنبذي دمااااائي التي تهتف باسمكِ في كل لحظة ،دمائي التي أردت سحبها كلها لأجل أن تعيشي أنتِ ولكن ماذا فعلتِ بما قابلتِ تضحيتي بالنبذ والرفض ههه ، لكي يخبرني الطبيب أن دمها لم يتقبل دمك والتأقلم معه سيحتاج وقتا يااااه وأنا الذي اعتقدت كالأبله أنكِ تلتحمين بي ولكنني مجددا أخطئ التقديييييير ميرنااااااااا ميرنااا اااه يا وجع صدري وأنفاسي آه يا قاتلتي آآآآآآه
لم تجرؤ على الاقتراب أكثر من خطوة لتراقبه فهي كانت تراه وهو يسحب الجذور من أعماق الأرض بينما كان يتفوه بكلام غير مفهوم أغلبه حنق وغضب من شخص ما جرحه في الصميم ،فمن يمكنه جرح ذلك الأسد والمساس به دون عقاب ؟
ناهد(وطأت على إحدى الأغصان فأصدرت صوتا وشوهدت متلبسة):- عف..عفواا لم أقصد كسر خلوتك سيد حكيم والله لم أقصد …
حكيم(بعيون دموية رمى ما بيده وأشار لها موليا ظهره):- اذهبي الآن
ناهد(انتفضت من صراخه بوجهها ونظرت لحالته):-لو تخبرني ما …
حكيم(تقدم هادرا نحوها كالإعصار):- أريد الاختلاء بنفسي فلا تلعبي دور الناصحة وابتعدي عني فضلا وليس أمراااا
ناهد(امتلأت عيناها بالدموع):- أ…أنت
حكيم(رن هاتفه وأخرجه بعنف ليجد رقم طلال):- ما المصيبة الجديدة التي سترمي بها على رأسي أنت أيضا ؟
طلال(ارتعش فمه وهو ينظر للفراش الفارغ):- لن يعجبك ما حصل لكن .. لورينا وميسون في طريقهما إليك وقبل أن تلومني ففخرية هي التي فتحت لهما الباب وهي من اعترفت لي بذلك
حكيم(أغمض عينيه ليستوعب):- أعد على مسمعي ما قلته ؟؟؟؟؟
طلال:- استوعب يا حكيم فهما في طريقهما عليك أن تتصرف
حكيم(تحرك فكه):- أعطني فخرية فورا …/ حبا بالله أخبريني أنكِ لم تفعلي ذلك ؟
فخرية:- لما تبرعت لها ؟
حكيم(توقف وهو يلهث بحشرجة):- وما المانع ؟
فخرية:- أيها الأحمق ما الذي فعلته طبيعي أن ترفض دمااااءك لأنها مختلطة بدماااااء الساحرات
يعني ياااا حكيم لقد جعلت ليندا تظفر بميرنااااا في الأخير …
حكيم(انحنى على ركبته وقد غالبه الاختناق):- هههههه …لوري
فخرية:- لورينا أجل والآن ذلك الدم لن تتقبله ميرنا إلا بصعوبة ، ستعيش انتكاسات من ذلك القبيل حتى لو استيقظت سوف لن تعيش بخير …مثلما كانت تعاني من نوبات الذعر ستصبح للانتكاسات مساحة في حياتها اليومية وهذا راجع لعدم فطنتك كيف لم تفكر في هذااا ؟
حكيم:- أفكر هااااه … لقد أنقذتهاااااا لأصطدم بحقيقة نبذي
فخرية:- الآن دعنا في المهم أنا بعثت لها ابنتها ..دعها تزورها ولا تقف بطريقها لأنها الوحيدة التي ستستطيع التواصل معها من ابنة لأمها
حكيم:- كيف ؟
فخرية:- عادي جدا في أي عرف يوجد هنالك تواصل دموي بين الأقارب يعني ليس سحرا أو تعويذة ، بل فقط تواصل حسي بين ميرنا وميسون قد يثمر خيراااا فهمتني ؟
حكيم(مسح على رأسه واستدار ليجدها خلفه كالجماد):- ..أكلمكِ لاحقا فخرية …/ أما زلتِ هنا ؟
ناهد(بدموع):- خشيت أن أذهب فيجن جنونك من جديد و ..
حكيم:- هل أنتِ من ذوي أهلي وأنا لا أعرف دعيني وشأني لو سمحتِ وكفي عن الظهور بوجهي كل لحظة لأنني ما عدت أطيق نفسي سمعتِ ؟
ناهد(بامتعاض):- أتهين دوما من لا تعرفهم جيدا أم أنك تتلذذ باحتقاري أنا فحسب ، معلوم فأنت لن تنتف جذور شجرة بريئة أقصى ذنب ارتكبته أنها وقفت بطريق سعادتك ؟
حكيم(أعاد هاتفه لجيبه):- هه عزيزتي لدي مليون ألف سبب لأقتلع هذا المشفى من جذوره وليس أشجاره فحسب ، لذا لا تحاولي أن تتذاكي هنا اذهبي إلى أمك ودعيني في همي
ناهد(أغمضت عينيها حين مر بها كالبرق):- جميل يا ناهد اسمحي لفضولكِ بوضعكِ في مواضع دنيئة كالعادة ، ت لكن ما الذي سيجعله شخصا همجيا هكذا إنه النقيض تماما عن الشخص الذي عرفته ليلة أمس امممم كيف سأعرف الآن هاااه هل ألحق به ؟؟؟؟
كان هو يصارع ذباب وجهه ففخرية تضعه في موااااااااااقف لا يحسد عليها ،حسنا لن تكون حياته بائسة لتلك الدرجة إن لم تثقله الأقدار بأكوام مصائب جديدة ، قبل أن ينعطف انتبه لسيارة سفيان التي نزلت منها جدته وأمه وسماح عمته يا حبيبي هذا ما كان ينقص ،ثم لما هن مبكرات هكذاااا هاه وبالمناسبة أين اختفت نور فهي الوحيدة التي ستنقذه في هذا الموقف ، اتصل بها على الفور لتجيبه بخفوت من غرفة بجانب الملحق الخاص بالأطفال الصغار ، استغرب تواجدها هناك وتوجه من فوره إليها دونما تردد
حكيم(دلف سريعا لرقم الغرفة التي أشارت له بها):- نووور ما به الصغير ؟
نور(بهدوء):- هشش إنه الآن على خير ما يرام لقد انخفضت حرارته وفور استيقاظه سآخذه لبيت فؤاد وأعود
حكيم(رفع حاجبه وأطل على فؤاد الذي كان نائما على الكرسي من إجهاده):- فؤاااد هاه يعني كنتِ طوال الوقت رفقته هنا أليس كذلك ؟
نور(جذبته وخرجت به للرواق):- اتصل شهاب بعمه طلبا للنجدة فما كان علي إلا أن أرافقه إنه ابن سمر يا حكيم ما كنت سأتخلى عنه
حكيم:- لكن طالما هو ابن سمر فبيتنا أولى به ريثما تعود أمه
نور:- شهاب رفض ذلك ولا يسعني التدخل طالما ترك ابنه أمانة لدى عمه ، ثم بالله عليك نحن أصلا لا نعرف أين نحن حتى نوفر له مكانا هادئا ببيتنا الذي يعج بالمصائب
حكيم:- وما بالهما أولاد رنيم يعني ما الفرق ؟
نور:- حكيم لما تكلمني بعصبية هكذا ماذا حصل ؟
حكيم(ارتجت عيناه):- حصل شيء والآخر في طريقه ، ولنبدأ بالأخير ميسون قادمة إلى هنا لأجل ميرنا وللصدفة الجميلة يظهر لي أن الأقدار تعشقني عشقا ما بعده عشق للتو ذلك المدعو سفيان أحضر جدتكِ وعمتكِ وعلى رأسهم أمي
نور(فتحت عينيها مع كل اسم وهي تشهق):- له له لا تقلها
حكيم:- تصرفي لو سمحتِ لأنني على آخري صدقيني ما عدت أتحكم في نفسي خصوصا بعد الفصل الذي قامت به أختكِ تجاهي
نور(رمشت بعدم فهم):- أختي من…ميرنا ميرنا هل استيقظت ؟
حكيم(دك رأسه ببؤس):- انتكست قبل قليل وقام الأطباء بنجدتها
نور(ارتجفت):- أختتتتي تموت وأنا لا علم لي
حكيم(أمسك من كتفيها):- لقد عادت لسكينتها اهدئي الآن
نور:- وكيف حصل ذلك أخبرني بكل شيء
حكيم:- حسنا يقول الطبيب أنها ستتقبل الدم الدخيل ببطء شديد فهذا ما أثبته مؤشراتها مع الأسف
نور(أمسكت على قلبها):- يعني ستكون بصحة جيدة ستعود لسابق عهدها ستتجاوزها ؟
حكيم:- نرجو ذلك ….
تحرك دون قدرة على التحمل فنور تزيد من مواجعه بتساؤلاتها البريئة تلك ، لذلك دلفت سريعا للغرفة أيقظت فؤاد وجعلت الرعب يدب في أوصاله لكي ينتبه لشادي بينما هرولت هي لتلحق بحكيم ، وما إن وصلا حتى وجدا عواطف قد افتتحت الموشح هي وأختها ^^
عواطف:- الله على ابنتي المسكينة اهئ
مديحة:- يا مهجة قلب خالتكِ ووجدانها اهئ
عواطف:- يا عمر أمكِ ويا روحها اهئ
مديحة:- يا لوعتي عليكِ يا صغيرة اهئ
سماح:- الله الله على المعددات خاصتنا الله يهديكما اخرسا قليلا نحن بمشفى ولسنا بمقبرة
نبيلة:- بعيد الشر على حفيدتي يا سماح انتقي ألفاظكِ أو التزمي الصمت
سماح:- حاضر عمتي سكتت هاه
نور(ركضت إليها):- أمي
عواطف:- نووور نور أين كنتِ وتركتِ أختكِ هاه ؟
نور(امتصت شفتيها):- كنت مع شادي ارتفعت حرارته قليلا لكن وضعه مستقر الآن لا تقلقي
عواطف:- آه يا ويلي من مصيبة لمصيبة أخرى اهئ اهئ
مديحة(ركضت لحكيم):- ابني
حكيم(استقبل حضنها بحنان):- أمي لا تعملوها قصة يعني .. لو تهمدون قليلا فميرنا بخير
عواطف:- أين ذهبت أنت الآخر وتخليت عن زوجتك ؟
حكيم(تأذى من جملتها ونظر لنبيلة ونور):- حسنا … بصراحة إنني وميرنا قد
نور:- يعني هو لم يتركها يا أمي لقد أتى ليخبرني بالجديد وليرى شادي ألن تطمئنوا عليه ،يا حرام الليل بطوله وهو يبكي وقد تركته مع فؤاد الآن
عواطف(استقامت وهي تمسح دموعها):- طبعا سأرى حفيدي مديحة
مديحة:- أجل أجل لنتفقده هو الآخر فالمشفى أصبح خاصا بنا وبعائلتنا الله يستر
سماح:- عين وتأبى مفارقتكم…. أي عمتي
نبيلة(استقامت بعصاها ووطئت على قدم سماح عمدا):- كي تخرسي قليلا
نور(أشارت لهم في الرواق):- هيا تصرف أنت سأحاول قدر المستطاع أن أبقيهم بغرفة شادي
حكيم(رفع هاتفه ليتصل):- حسنا حسنا ../ألو داغر اسمعني جيدا ستأتي لورينا وميسون بعد لحظات فور رؤيتك لهم تتصل بي سمعتني ؟؟؟ أوك سأنتظر بفف أين ميار الآن لكان أنجدني من هذا الموقف وسحب ابنة المشعوذة بعيدا عن نظري ،،، افف قلبي يكاد يتوقف من كل هذا الضغط آخ يا ميرنا آآآآخ
ناريانا(انعطفت رفقة نادر):- الآن لما لا تشرح لي ما سبب حنقك مني ، ثم لما تفطر مع تلك البنت يعني ودون أن تدعوني حتى ؟
نادر:- تلك البنت تدعى نهال وقد عرضت الإفطار معي فوافقت يعني لا سبب بقي لكِ كي تعلقي عليه امتعاضكِ ست ريانا
ناريانا(بغيظ):- لا لا تصرفاتك غريبة لقد عدت لما كنت عليه أول ما وصلنا لروما
نادر:- من تصرفاتك
ناريانا:- عن أي تصرفات تتحدث ؟
حكيم(رمقهما ووجد فيهما نجدته):- الحمدلله أنني وجدتكما أنا حتما بمشكلة
ناريانا(بقلق):- خيرا ؟
نادر:- ما الأمر يا رجل ؟
حكيم:- ميسون قادمة إلى هنا مع لورينا وأسرتي موجودون برواق الصغار لأجل شادي ابن ميرا والّآن تخيلوا معي لو اختلط البعض بالبعض أين سأصبح ؟
ناريانا:- هءء إنها مشكلة بحق لكن أ…لنجعل جوزيت تتصرف وتشغلهم قليلا بدورها
حكيم:- لا أعرف لكن لو تسرعين بإخبارها سأكون ممتنا لكِ
ناريانا(ربتت على كتفه):- طيب يا روحي ولا يهمك
نادر(تنهد عميقا):- صبرا يا رب ، اذهبي أنتِ سأرافقك هنا لأرى بما قد أساعدك
تحركت صوب غرفة جوزيت لتبحث عنها وإذ بها تجد الممرضة فحسب والتي كانت تعدل الفراش
ناريانا:- عفوا منكِ أين ذهبت المريضة التي كانت هنا ؟
الممرضة:- لا أدري سيدتي لقد حان دوري في التنظيف ولم أجدها حين أتيت
ناريانا(عقدت حاجبيها):- غريب أين ذهبت ؟؟؟؟
أمسكت هاتفها لترن عليها وأخذت تتصل وتتصل وطبعا السيدة لم تكن ستسمعها أبدااا ^^
جوزيت(فتحت عينيها بثقل النوم وهي تشعر بأشعة الشمس تخترق جفنيها):-أ..أوه هئئ
وجدته ينام بحضنها وهما مضطجعين على أرضية السطح بجانب إحدى الكراسي الخشبية ،مفترشين أغطية كانت منشورة على حبال الغسيل والإخوة احتكروها لأنفسهم ههه، كان ميار نائما بشكل بريء جدا ملامحه يبدو عليها الهدوء ،لكن كيف وصل بهما الأمر على ذلك الوضع ؟
جوزيت(رفعت يدها بشوق ولامست جبينه نزولا للحيته الخفيفة):- ياااه لقد نام بجواري ولم ينبذني لقد بقي معي ورافقني يعني هو بدوره مشتاق لي هه ، يااااه يا روحي اشتقت لعطرك حبيبي اشتقت لكل شيء فيك يا عمري أناااا
ميار(بعد لحظات عقد حاجبيه من ملمس يديها على وجهه وتململ وهو يهذي):- جوزيت … ج…جوزززززززيت ؟؟؟؟؟
جوزيت(انتفضت فزعا وهي تهدهده):- شتتت كنت ترقب كابوسا فحسب أنا هنا
ميار(رمقها بلهفة ووضع يده على وجنتيها يتلمسها بارتياب):- حقا ها هااا كنت أحلم ..
جوزيت(امتصت شفتيها من لمسة يده على خديها اللتين احتقن فيهما الدم خجلا):- لا عليك
ميار(تحرك ليجلس بمحله وهو يفرك عينه ويحاول فهم موضعهما ؟):- غفونا هنا لا محالة
جوزيت:-كنا متعبين يعني وأعصابنا قد أرهقت لذلك استعنا بهذه الأغطية
ميار(نهض من محله):- أكيد هم قلقون علينا وأنتِ بالخصوص
جوزيت(لو نبقى هكذا العمر كله):- ربما
ميار(مد يده ممتعضا كي يساعدها على النهوض):- انهضي
جوزيت(أمسكت يده بلهفة واستقامت وهي تمسك على بطنها):- شكرا
ميار(سحب يده ونظر لبطنها):- وائل سيقلق عليكِ انزلي أولا وألحق بكِ فيما بعد
جوزيت(تنهدت بيأس):- لا تدخن قبل الإفطار
ميار(كان قد وضع يده بجيبه ليخرج سيجارة):- لا تشغلي بالكِ تعودت على التدخين باكرا
جوزيت(اضطرت للانسحاب فقد كان يطردها بلباقة):- لا تتأخر هنا وحدك
ميار(رسم ابتسامة على شفتيه):- يعني لن تقلقي علي صح ؟
جوزيت(ارتعشت وهي تسير للخلف):- لما لا بالأخير أنت شخص تهمني
ميار(نظر خلفها):- طيب انتبهي للخطوة الموالية أنتِ لا تسيرين وحدكِ هنالك شخص يعيش بأحشائكِ عليكِ الحرص على سلامته
جوزيت(لامست بطنها بحنان من جملته):- تخاف علينا يعني ؟
ميار(سحب السيجارة وهو يرسم على شفتيه ابتسامة مصطنعة):- وما علاقتي أكيد أبوه من سيحزن
جملته تلك كانت كفيلة لتجعل الدم يدب في عروقها ولهذا نزلت وهي تتذمر ، فبسرعة البرق سحب منها مود الفرحة التي استيقظت عليها ، ياااه حتى بعض الراحة استخسرها فيها ولكن لا بأس هنالك خطوة تقدمت بها نحوه ولم يعد يهينها في كل لحظة ،،،، يعني لنقل قليلا فحسب ههه ..نزلت لتجد ناريانا تبحث عنها في كل مكان والتي أعطتها مربط الفرس وأخبرتها بشأن ميسون ولورينا اللتين وصلتا أخيرا للمشفى ، نظرت لورينا بخبث وهي تنزل بفستانها الجريء جدا وبشعرها الذي لفته بشكل محترم يدل على أنها سيدة محترمة تليق بابنهم ، أمسكت يد ميسون التي ألبستها فستانا أنيقا وأخذت تسير بها وزينتها الصارخة تدب فيها أشعة الشمس حياة ، أما عطرها فقد كان يسبقها بأميال مثل سيقانها العارية التي كانت تزين الكعب الذي قلب سكون المشفى مذ لحظة دخولها …
داغر(رفع الهاتف سريعا لأذنه):- وصلتا
حكيم(تنفس عميقا واتصل بنور):- إنهما هنا احذري
نور:- لا تهتم …
حكيم(أعاد الهاتف وشبك يديه وهو ينتظر):- نادر إنهما قادمتين
نادر:- أنسحب لو أحببت ؟
حكيم:- كما تريد لكن خليكم بالقرب
وصولها كان حاسما لأشياء كثيرة في خلده فهو سيواجه غضب صغيرته الذي لا يحتمل ، ومع من مع لورينا التي أحضرتها بنفسها فمنذ متى سمح لها بالخروج ، دقائق معدودة مرت وهو في صراع الانتظار والترقب لحين لاحتا من قمة الرواق … الله الله منذ متى سمح لها بهذه الجرأة كلها ثم ميسون لما يبدو عليها الارتياح بجوارها ، لقد كانت تمسك بيدها وكأنها فعلا ابنة مطيعة قد جاءت مع والدتها للمشفى لأجل الزيارة .، تنهد بعمق قبل أن تضرب خياشيمه بعطرها الصارخ الذي جعله يمسح على رقبته بقلة صبر فهو يعلم جيدا حركاتها ويعرف بأنها ابنة أمها يستحيل أن تفلت هكذا فرصة
حكيم(انحنى أرضا ليقبل ميسون ويحتضنها):- بيبي ؟؟؟؟
ميسون(توقفت رفقة لورينا أمامه):- بابا أين ميرنا ؟
حكيم(جمع يديه وشبكهما فوق ركبته):- نائمة الآن
ميسون:- لا مشكلة أراها وهي نائمة
حكيم:- أتيتِ بالأخير ؟
لورينا(لوحت له بأصابعها):- في الأخير كل شيء يعود لنصابه
حكيم(همس لها من بين أسنانه):- لا تصدقي أكذوبتكِ لأنكِ ستصعقين بالواقع لوري
لورينا(تنهدت من عطر أنفاسه):- يظهر لي أنك لم تغمض عينيك الليل بطوله
حكيم:- ميسون تعالي معي لنرى ميرنا سوية
ميسون(هزت رأسها نفيا):- لورينا ترافقني
حكيم(بنفاذ صبر):- فهمت أنكِ غاضبة مني لكنني شرحت لك الموقف كفي عن العبث ميسون
ميسون(زمت شفتيها ونظرت إليه بعناد):- أراها وحدي
حكيم(أمسكها من يدها بقوة):- يفضل أن تبقي هنا وإلا سأجعل هذا المشفى مقبرة لكِ
لورينا(ارتعشت من تهديده):- طيب خذها واذهب سأنتظركما
حكيم(جذب يد ميسون وجرها معه):- يعني تتعمدين التصرف بطيش؟
ميسون:- لارد
حكيم:- آه يا ربي هل علي أن أتحمل جنون البنت وأمها
ميسون(رفعت رأسها إليه):- …لارد
حكيم:- ألن تنطقي يعني خرستِ فجأة ؟
ميسون(حاولت جذب يدها ولكنه كان يحكم قبضته):- أنت تمسكني بقوة تؤلمني
حكيم(أفلت يدها):- طيب طيب يا ميسون أدخلي من هنا
فتح لها باب الممر المخصص للعناية المشددة وتوجها إلى هناك ليصطدما بتواجد وائل على حاله ،فلم يتزحزح منذ ساعة انتكاسة ميرنا من جانب الجدار الزجاجي ، تنهد بعمق مستسلما للأمر الراهن فهو في مصيبة الآن عليه التعامل معها بحذر
ميسون(ركضت بدموع حتى وقفت جواره وشهقت حين رأتها):- ميرنااااا
وائل(انتبه لها وفتح عينيه مندهشا ليجلس على ركبتيه):- ميسونتي
ميسون(أمسكته من وجهه وأدارته لينظر معها لميرنا):- هل ستموت ؟
وائل(ببؤس ضمها إليه):- لاء ميرنا شجاعة وستتحمل
ميسون:- أريد رؤيتها
وائل:-أنتِ تفعلين حتى
حكيم(وصل وهو يضع يديه بجيبه):- لا يسعكِ رؤيتها إنه ممنوع
ميسون(نظرت لوائل ووجهت له كلامها):- أرجوك عمو وائل حقق لي مرادي
وائل:- لا يمكننا ذلك بابا حكيم على حق
ميسون(ضربت رجلها على الأرض):- أريد رؤيتهااااا أريد رؤيتها الآن …
حكيم(مسح على جبينه):- أووه يا ميسون لما أصبحتِ هكذا مزعجة ؟؟؟
ميسون(سقطت دمعتين حارقتين على خدها والتجأت لوائل بنظراتها):-…اهئ
وائل(استقام وهمس له):- إنها منزعجة ألا ترى ذلك ارأف بحالها لطفا
حكيم(مرر لسانه حول شفتيه ورمقه بحنق):- تلك ابنتي
وائل:- فهمنا ولكنها حزينة فتصرف كأب وليس كزوج أم
حكيم(وضع يده على جنبه):- هل ستريني الآن كيف أرعى ابنتي هاااا ؟
ميسون(لاحظت احتدامهما ومسحت دموعها وضغطت بيدها زر الغرفة ففتح ودخلت تركض):- ميرناااااا ميرنا ماما روحي أنا جئت
تحت دهشة حكيم ووائل اللذين صعقا من تصرفها كانت تضع يدها على وجنة ميرنا التي كانت تنام على ظهرها ما تزال على وضعها ،مع خط نبضها المتعرج والذي كان يثبت هدوء حالتها واستقرارها ، قبلتِ الصغيرة وجنتها ووضعت وجهها على أذنها وهي تضم رأسها لصدرها بحب وحنان بيديها الناعمتين والصغيرتين جدا ،…تأثر حكيم بذلك المنظر حتى دمعت عيناه ووجد نفسه يتسمر محله غير قادر على تخريب تلك الصورة، في حين دلف وائل بهدوء ليجلس على الكرسي ويربت على ذراع ميسون التي انفجرت ببكاء وهي تهز ميرنا وتحاول إيقاظها
ميسون:- ستسمعني ميرنا أنا واثقة هي دوما ما تخاف على خاطري ، هي حين تعلم أنني سأحزن لأنها لا تنهض سوف تقاوم لأجلي وتعود لأجلي صح عمو وائل ؟
وائل(زفر عميقا):- لا أدري
ميسون(زمت شفتيها بغضب):- ستنهض ستنهض أنا أعلم ذلك فقط يلزمها بعض الوقت ،أنا سأوقظها أجل ..سأفعل هيا ميرنا هيا ماما انهضي لأجلي
حكيم(لم يستطع لحظتها تمالك أعصابه):- ميسوووون بليز توقفي عما تفعلينه
وائل(راقب ردة فعل حكيم واستذكر الحلم الذي رآه ليلا):- كانت توصيني ميرنا بميسووون أكثر ،ماذا سيحصل لو رأت الصغيرة شيئا آخر …حسنا لا تهذي يا وائل كل ذلك محض أحلام يقظة رأيتها من فرط خوفك ورعبك عليها ،وما حصل هذا الفجر كان من تعب أعصابك ولا شيء غير لا شيء غير
ميسون(أمسكت ذراعه فجأة):- ساعدني
وائل:- في ماذا ؟
ميسون(وضعت يده على كتف ميرنا):- سنحملها ونهرب بها ونعود لروما هناك ميرنا كانت سعيدة وكنا كلنا بخير وجميلون حتى كنا نتحدث طوال الوقت ونضحك مع بعضنا ، الآن أشعر بالتعاسة وميرنا مثلي لو نعود هناك سوف تستيقظ أنا أعرف
حكيم(مسح على فمه بقلة حيلة ودلف إليها):- صغيرتي كفي عن تعذيب نفسكِ هكذا
ميسون(لم توليه اهتماما بل علقت آمالها على وائل):- عمو وائل تساعدني ؟
وائل(لامس كتف ميرنا وللملصق الصغير):- أتودين رؤية شيء قبل استيقاظ ميرنا فأكيد لن يروقها الأمر
ميسون:- ما هو ؟
حكيم:- هل ستضع عقلك بعقلها الآن وااااائل كف عن العبث أنت أيضا ؟
وائل(فتح الملصق دون اكتراث وانتبه للجرح الذي التأم كليا):- يااا سبحان الله سرعان ما شفي هذا وبقي القليل
ميسون(فتحت عينيها دهشة من ندبة الشمس):- ههه أنظر أنظر كأنها شمس مطبوعة على كتفها دعني ألمسهاااا ياااه إنها حقيقية
وائل(وضع يده على يد ميسون وابتسم لها):- شفتِ هذا سيكون ضمان مزاحنا مع ميرنا لما تستيقظ
ميسون:- تعدني أنها ستفعل ؟
وائل(ضمها لصدره):-ستفعل فمن يملك صغيرة مثلكِ ولا يعود لأجلها هاه ؟
ميسون:- ههه الآن فرحت لنغطي الندبة فلو رأتنا ستستشيط غضبا
وائل(أعاد الملصق برفق):- شتت سيكون سرنا دعينا ننسحب قبل مجيء الطبيب
ميسون(أمسكت يده وقبلت وجنة ميرنا):- سأنتظركِ ماشي هه
لقد استطاع تدبر أمر الصغيرة بحنكة مريبة جعلته يفتح فمه دهشة وهو يتراجع للخلف كي يتفرج عليهما ،صدمه وائل بحسن تصرفه معها حتى أنه امتص عصبيتها في لمح البصر وزرع البسمة على ثغرها ، كيف أمكنه ذلك بل كيف تعطيه هي هذه الفرصة….يعني هل اتحد العالم لكي يجعله أضحوكة أمام عصفورته وابنتها ما الذي يحصل هناااااااا ؟؟؟ …لم يستطع تمالك أعصابه لذلك أمسكها من يدها وانتزعها لوائل بعنف
ميسون:- أي يدي بابا
وائل:- ما الذي تفعله ؟
حكيم:- لا تتدخل بيني وبين ابنتي وما حصل بالداخل لن يتكرر ، فأنت لن تقترب من ميرنا وإلا وضعت حظر تجول هنا وتعلم أنني أستطيع مكانك مع جوزيت مع المرأة التي تحمل طفلك إذن توجه إليها بدون مطرود وعلى الفوررررر سمعتني جيدا ؟
وائل(تفهمه لذلك هدأ من روعه):- بيبي أراكِ لاحقا ،وأنت سأنسحب فقط لأن الصغيرة معنا فعيب أن ترانا ونحن نتخاصم هكذا
ميسون(بنفاذ صبر انتزعت يدها):- لما تفعل بابا كل هذا لما تجعل الناس تكرهك وتفارقك، في البداية ميرنا والآن وائل ثم أناااا لا أريدك لا أريدك
سحبت يدها وهي تبكي وركضت صوب باب الخروج بسرعة ، جن جنونه لحظتها ورمق وائل بلؤم والذي نظر خلفه لميرنا وتركها ليركض خلفهما ويمسك بالصغيرة التي اتخذت منعطفات متعددة أثناء خروجها ،حتى أن لورينا لم تستطع إيقافها بل استغربت ركض حكيم ونداءه لها لتوقف وائل ويخبرها على عجل أنها غاضبة من حكيم ، هزت رأسها له بمساندة ونظرت خلفه لرواق العناية المشددة وتحركت صوبه وهي ترسم على وجهها ابتسامة خبيثة ،،، في تلك الأثناء وصل حكيم للمنعطف ولكن لا أثر لها اختفت وكأن الأرض انشقت وبلعتها
وائل(وقف بالرواق المقابل له وهز يديه):- لا توجد هنا
حكيم:- سأتابع البحث من هناك
وائل(أخرج هاتفه):- سأخبر نادر والرجال
حكيم(تابع طريقه):- أين ذهبتِ يا ميسووون والله ما كذب من قال أن البنت تطلع لأمها يا ربي هل علي أن أتعامل مع جنونهما المتوارث بهذا الشكل الألييييم اووووف …
كانت تلهث وهي ممسكة على قلبها الصغير خلف إحدى الجوانب لكن صراخ أبيها جعلها تنتفض وتكمل الطريق أمامها حتى نزلت من السلالم ووجدت نفسها أمام الحديقة ، نظرت خلفها بلهفة وركضت بين الأشجار لتستقر بين عدة شجيرات كثيفة وتمسك على صدرها وهي تراقب عن كثب
ميسون:- هنا لن يجدني بابا
ناهد(ضحكت من جنون اللحظة حيث كانت تجلس حافية القدمين وهي تصنع طوق أزهار):- حتى أنتِ هربتِ منه ؟
ميسون(انتفضت فزعا حين رأتها):- من أنتِ ؟
ناهد(رفعت الطوق):-أميرة الأحلام
ميسون:-أنتِ بشر ؟
ناهد(ضحكت بمرارة):- ههه لا جنية موووو
ميسون(جلست على الأرض):-ههه أنتِ بشرية إذن بابا ينهاني من التحدث مع الغرباء ، لو سمحتِ لا تخاطبيني سأبقى هنا قليلا وبعدها أكمل رحلة هربي
ناهد(هزت كتفيها دون اهتمام):- افعلي ما تريدين قاربت على إنهاء الطوق الذي أصنعه منذ ساعات
ميسون(رمت عينيها له):- كيف تفعلين ذلك ؟
ناهد:- هل أعجبكِ لكنه أكبر من حجم رأسك ههه
ميسون:-أريده لشخص عزيز على قلبي
ناهد:-أمك؟
ميسون:- يحتسب كذلك لأنها مريضة ولم تستيقظ حتى عندما جئت إليها ،وبابا أصبح عصبيا بشكل غريب إنه يخيفني وهي كانت تجعلني أهدأ
ناهد(رأفت لحالها):- سأهديه لكِ لو أردتِ أساسا أنا لست في وضع يسمح لي بارتدائه ، فقط كنت ألهي نفسي لأرثي حال مأساتي
ميسون(برقت عيناها):- أستفعلين حقا سأفرح كثيرا
ناهد(تابعت ترتيب الأزهار على الطوق):- تساعدينني ؟
ميسون(وضعت خصلة خلف أذنها واقتربت منها):- كيف أنا لا أعرف ؟
ناهد(أمسكت الوردة وثنت مؤخرتها لتغرسها وسط مقدمة الوردة الأخرى على الخيط):- هكذا
ميسون:- لأجرب هممم همم هكذااا
ناهد:- يس هكذا ..ما اسمكِ يا صغيرة ؟
ميسون:- ميسون
ناهد:- واووو اسمكِ أنيق وراق جدااا قرأت مرة أنه دال على الفتاة الحسناء ذات الوجه الأحمر الجميل ، وأنا أدعى ناهد
ميسون:- امم واسمكِ جميل ترى ماذا يعني ؟
ناهد(ضحكت):- ههه حسنا اسمي ذو معان رذيلة لا أحب شرحها لطفلة مثلكِ ولكنني أحبذ الترجمة الأخرى فهو يعني المرأة القوية ربما …
ميسون:- ههه أنتِ جميلة جدا وروحكِ مرحة
ناهد(أتممت وضع آخر زهرة):- شوفي ميسون ألم يصبح جميلا هكذا ؟
ميسون(أمسكته بيديها وابتسمت):- أصبح رائعاااا
وائل(خرج للحديقة):- ميسوووون ميسون حبيبتي أين أنتِ ؟
ميسون(انتفضت بفزع):-إنهم يبحثون عني علي أن أذهب
ناهد(استقامت وهي تنفض عنها حشائش الأرض وارتدت حذاءها):- أنا بارعة في الهرب أتريدين تغطية؟
ميسون:- تفعلين لأجلي ؟
ناهد:- ألم نصبح صديقتين حتى هه طبعا سأفعل لكن بشرط ؟
ميسون:- ما هو؟
ناهد(انحنت ودكت إصبعها بجبهة ميسون):- سوف تعودين لأبوكِ بعد عدة دقائق مثلما سأفعل أنا قد غضبنا بما فيه الكفاية تمام ؟
ميسون:- ولكنه منزعج مني
ناهد:- مطلقا حين يراكِ سيعانقكِ
ميسون(مطت شفتيها بقنوط):- مستبعد
ناهد(وضعت إصبعها بوجه ميسون):- لنتشارط إذا ما عانقكِ ستعطينني شيئا خاصا لكِ
ميسون:- وإن لم يفعل ؟
ناهد:- سأعطيك رقم هاتفي ههه
ميسون:- طيب وكيف سنعرف النتيجة ؟
ناهد:- سألحق بكِ
ميسون(تنهدت عميقا):- حسنا على ضمانتك ههه شكرا ناهد
ناهد(داعبت شعرها):- شكرا لكِ أنتِ يا ميسون ، قد بددتِ انزعاجي من رجل قميء متعجرف لا يطاااااق
ميسون(انتبهت لمغادرة وائل وركضت صوب طريق العودة):- باي باي …
لوحت لها ناهد بطيبة بينما ركضت ميسون صوب طريق العودة وبيدها طوق الورد ، وقبل أن تصل إلى أرضية المشفى لتعود لفوق كان هو قد التقطها في الهواء واستدار بها من حرارة فرحة إيجادها
ميسون:- ههه أمسكت بي ؟
وائل:- أهاه شممت عطركِ بالأرجاء وقلت لأنتظر ظهور الوردة امم لمن هذا ؟
ميسون:-أعطتني إياه صديقتي سوف آخذه لميرنا
وائل:-حسنا ولكن ما فعلته غير صائب أبوكِ حانق جدا
ميسون:- ولكنه غاضب
وائل(وهو يحملها بين ذراعيه):- سنتعامل مع ذلك
ميسون(ربتت على جرح حاجبه):- يؤلمك ؟
وائل:-قليلا فحسب أنا رجل كبير لا يجب علي أن أتألم
ميسون:- يعني ميرنا لا تتألم ؟
وائل(خفتت ابتسامته):- أرجو ذلك يا ميسونتي …لنصعد
ناهد(من خلفهما):- ياااه ما أجملها مع أبيها أتمنى أن يشفي لها أمها المسكينة ،اممم لألحق بها مثلما وعدتها ههه ..
بعد لحظات رفع يديه بحمد وشكر لأنه وجدها ووقف عند الممر لتلمع بباله فكرة واحدة حين رآها وطوق الورد بين يديها …
حكيم:- أين تركت لورينا ؟
وائل:- فوق
حكيم(هز حاجبه):- لا تفلت ميسون من يدك والحق بي سريييييعاا
ميسون(بقلق):- بابا بابا ماذا يحصل .؟؟؟
وائل(وقتها دارت به الدنيا وركض خلفه وهي بين ذراعيه):- شتت صغيرتي لا تقلقي لم يحصل شيء
فور وصوله لفوق وجد الرواق فارغا من أي أحد لذلك ركض صوب الباب الخاص بالعناية المشددة ،دخل سريعا ولم يجد أي أثر لها بجوار غرفة ميرنا التي كانت على وضعها دون جديد يذكر، اطمأن قلبه لحظتها لذلك عاد بفشل صوب الخارج ليطمئن قلب وائل الذي خرج من محله رعبا
حكيم:-هي بخير لكنني لم أجد لورينا
وائل(أنزل ميسون فإن لم يرى بعينيه لن يهنأ باله):- عائد لكما …
ميسون(رفعت الطوق له):- لميرنا
حكيم(انحنى أرضا وهو يتنهد بتعب):- لما ترهقينني معكِ ميسون أنا بابا هل تهربين من أبوكِ ؟
ميسون(بدموع وضعت يدها على شفتها):- لكنك تصرخ طوال الوقت وكما أنك أحزنت ميرنا
حكيم:- حسنا اعتذرت منها وغالبا سامحتني لكن تصرفكِ لم يعجبني إطلاقا
ميسون:- غضبت مني ؟
حكيم:-أجل
ميسون(اقتربت خطوة منه ووضعت يدها على لحيته):- عيونك محمرة ولحيتك غير مهذبة
حكيم(هز كتفه):- يعني هذا من بركات الأستاذة الراقدة بالداخل
ميسون:- بابا …أعتذر منك لن أهرب مجددا
حكيم(أمسكها من يدها ودفعها لحضنه ليشتم عطرها):- آه يا عطر روحي كم أحبكِ
ميسون(ضمته بحنان والطوق على ظهره):-وأنا أحبك يا أمير قلبي بابا حبيبي
حكيم(وقف بها):-أمير قلبي ههه جميلة هذه الجملة
ميسون:- سمعتها في مسلسلي المفضل
حكيم(جحظ عينيه):- نفسه ..ألم تتوبي ؟
ميسون(حكت جبينها بكتفه):- هه لاء إنه يعجبني
حكيم:- آخ على عناد الراجيات حين يتجلى
ميسون:- بابا بابا ههه انظر هناك إنها صديقتي تطل علينا سأناديها ولكنها لن تسمعني من هنا
حكيم(استدار للخلف ولم يجد شيئا):- أين هي؟
ميسون(انتبهت لاختفاء ناهد):- خسارة قد ذهبت ولكنها فازت بالرهان إذن عليها أخذ رقم هاتفي ،لحظة أنزلني بابا
حكيم:- يا ميسون ما الذي تهلوسين به عن أي صديقة تتحدثين
ميسون(أعطته الطوق):-أمسكه فحسب هي بالرواق هناك لحظة لحظة
تركته مندهشا وركضت في الرواق حتى وصلت لآخره وأطلت برأسها لتجد ناهد تختبئ بالجوار ، تبسمت وهي تتقدم نحوها بينما كانت هذه الأخيرة تمسك على قلبها
ميسون:- ربحتني ؟
ناهد:- فعلا ربحتكِ وعلي أخذ الرقم الآن ؟
ميسون(أخذت هاتف ناهد وكتبت رقمها ورنت على نفسها):-أصبح لدي رقمكِ ولديكِ رقمي
ناهد:- اممم تعادلنا إذن لكن ..ذلك الرجل الذي عانقكِ أهو صديق أبوكِ ؟
ميسون(اعتقدت الكلام على وائل):-هااا أجل أجل إنه شخص جميل جدا
ناهد(بابتسامة):- فعلا إنه رائع هئ إنه يتقدم من هنا يا ويلي هيا هيا اذهبي نتكلم لاحقا ميسون:- ولماذا دعيني أعرفكِ عليه وافقي لطفا ؟
ناهد(بارتباك):- لا يا روحي لا لو رآني سيكمل حلقة غضبه دعيني أذهب باي باي
ميسون(لوحت لها):- طيب على راحتك ودااااعا
حكيم(انعطف سريعا ولم ينتبه لذهاب ناهد):- مع من كنتِ تتحادثين ؟
ميسون(ببراءة):- مع صديقتي
حكيم(أمسكها من يدها):- من اللحظة لن تتحركي خطوة بدوني تمام ؟
ميسون(بابتسامة ناظرت الرقم):- حاضر بابي
حكيم:- أواه منكِ يا معذبة بالفطرة
ميسون:- مثلك بابا ..ههه لنعد إلى ميرنا ونهديها طوق الورد
حكيم(زفر عميقا):- هيا بنا
عادا لمحلهما ووجدا وائل يحادث الطبيب لذا اقترب منهما حكيم سريعا ليفهم منه ما يحدث واستطاع جمع جملة واحدة مفادها أن مؤشراتها تدل على استجابتها وقد تستفيق في أيتها لحظة، وهذا الخبر لوحده كان سببا ليفرح وتبتهج روحه فعصفورته ستعود إليهم وهذا بحد ذاته أقصى ما كان يتمنى هو ووائل الذي طالعه بنظرة عميقة تلتها تنهيدة تترجم مدى فرحهما بهذه المعجزة لكن لابد وأن يخرج شيء من حيث لا يدرون ضروري يعني
حكيم(قرأ رسالة نور):- أوك حان موعد اختفائنا
ميسون :- لا أريد أن أعطي هذا لميرنا أولا أرجوك عمو الطبيب دعني أضعه على رأسها لطفا هي ستفرح به وستعلم بأنني كنت بجوارها وقت أزمتها
الطبيب(أعجب بلطافتها كثيرا):- ما شاء الله عليك يا ذكية حسنا موافق لكن عليك ارتداء ثياب مناسبة كي لا تصابي بفيروس
ميسون :- ولكننا لم نرتده حين دخلنا قبل قليل
وائل(شتم تحت أسنانه):- ابنتك أحرقتنا
حكيم(ضحك للطبيب):-إنها تتخيل فحسب لا تأخذ ببالك
الطبيب:- رافقيني صغيرتي
حكيم:- مشكلة نور لم تستطع إبقاء عائلتي لأكثر من هذا الوقت
وائل:- إذن لتتدخل جوزيت لنكلمها فحتى نادر جعلته يتفقد لورينا هو ورجالكم بعد أن أخبرتهم أننا عثرنا ع ميسون
حكيم :- خيرا فعلت لننجز هذا كي أغرب بهما عن هنا
قاطعت حديثها حين خرجت كالكرة الخضراء بتلك الملابس ، ضحكت بإشراقة جعلتهما يتنهدان بأريحية ، أما الطبيب فقد فتح لها لترافقه بداخل غرفة ميرنا ولحظتها توجهت إليها برفق ووضعت الطوق على رأسها وقبلت جبينها ومررت إصبعها الصغير على حاجب ميرنا استنادا لحركتهما الخاصة وبعدها همست
ميسون:- اشتقت لك لذلك أقوم بحركتنا الآن لو تشعري بها سأكون سعيدة ولو تستيقظين ستفرحين بالورد هههه
ميرنا:- لا رد
ميسون:- عمو الطبيب هل هي تسمعني ؟
الطبيب :-يمكن ذلك فالمريض يسمع كل ما يحيط به من حوله حتى لو استصعب عليه التواصل
ميسون(أمسكت يد ميرنا وشدتها بقوة):- اسمعيني إذن ميرنا لقد أهديتك هذا الطوق لكي يحرسك ، أنا أحبك ميسون دوما تنتظرك فلا تتأخري عليها أرجوك عودي لأجلي كي نعود كما كنا ...
بدمع قبلت وجنتها حتى ربت الطبيب على كتفها لكي تخرج وبالفعل تحركت قصد الخروج معه، لحظتها تحرك إصبع ميرنا ولكن لم يلحظ ذلك أحد لهذا خرجت ميسون مطأطئة رأسها تحت تشجيع منهما وتحركت مع الطبيب لغرفة التبديل
حكيم:- لهذا رفضت مجيئها لم أردها أن تعيش نفس خيبة أملنا وتشعر بالضعف
وائل:- ما يدريك إن لم يكن هذا مفيدا لميرنا يعني على الأقل ستشعر بأن كل أحبتها موجودين حولها
حكيم :- اممم لعله خيرا
وائل:- جوزي تتصل ../ ألو نعم ماذااا بالرواق طيب أوقفيهن فورا تصرفي جوزيت
جوزيت:- طيب طيب ناريانا سنقوم بالتالي
ناريانا(بعدم فهم):- والذي هو ؟
جوزيت(تحركت بعنفوان وخرجت بطريقهن):-هاااا نساء الراجية الكريمات المشفى نور بحضوركن
سماح(فتحت فمها بعدم تصديق):- ميرنا ؟
جوزيت :- ههه أكيد أنت العمة المتطفلة لا يا كبدي أنا جوزيت ابنة أخوك مختار الراجي
سماح:- متوقع فسماجته تنبع من حروفك لكنك لا تشبهين أمك وهذا شيء جميل جدا لم نكن متحمسين للعرق النجيبي من أصله
جوزيت(تحرك فكها بلؤم):- ولماذا ع أساس أنك كنت مغرمة بنجيبي في الماضي أم تراها مجرد إشاعة ؟
فتحت سماح فمها بصدمة ورمقت عواطف ومديحة بنفي فهما لأول مرة تسمعان ذلك الجنون وهذا ما رسم الدهشة على وجههما ، بينما نبيلة سخرت من فزعها
نبيلة:- اه عليك يا بنت
سماح(امتقع وجهها بالرفض):-كيف تجرئين أنا عمتك وعليك احترامي
جوزست:- كنت سأفعل لو أنك احترمت ذكرى أمي المتوفاة
ناريانا(آثرت التدخل):- صباح الخيرات
نبيلة :-أهلا يا ابنتي نحن نريد رؤية حفيدتنا اطمأننا عل حال شادي هو بعافية الآن
عواطف(بلهفة أم):- أجل لعلنا نجد أخبارا سعيدة قلبي ينبؤني أن صغيرتي بخير
هي الأخرى
جوزيت:- لو كانت أمي حية أيضا لكانت قلقت لأجلي خسارة لم أعرفها يوما
سماح(تحت أنفها):- ومن جميل الصدف أنك لم تتشرفي بمعرفتها
جوزيت(باحتدام):- أنا لا أعرف ما مشكلتك معها لكنني أبقى ابنتها وابنة أخيك شئت أم أبيت
سماح:- عمتي هذه البنت كأنها نسخة من ميرنا حتى في العجرفة وثقل الدم ؟
عواطف:-هل ابنتي ثقيلة دم الآن ؟
مديحة:- والله أحيانا يا سماح تفرقعين جملا لا تنفجر إلا بوجهك
نييلة ؛-شبهها عادي بميرنا وين المشكلة ؟
جوزيت:-صدقوني لست أفخر به ولكن أنا الكبرى يعني اللوم على نسختكم مش أنا
عواطف:-جميل سنعيد تشكيل عجينتها إن كان هذا يريحك
جوزيت :- لما تكلمينني بلؤم خالة عواطف ؟
عواطف:- وتسألين بعد الفضيحة
ناريانا :-ست عواطف لو نتوجه لغرفة جوزي ونكمل حديثنا
عواطف:- يمكنكم الاستمرار بدوني فأنا ذاهبة لابنتي
سماح(بتعفف):- ليتني انتظرت عفاف لآتي معها وأتجنب هذا الحديث السقيم
جوزيت(ناظرتها بوجع):- لم أنت هكذا لئيمة ولا تطاقين ، أشك في أنهن يتحملنك بالكاد في بيتهم ... كل كلامك مبطن وإن لم يكن كذلك فإنك تضمرين السوء فحسب للآخرين أعتقد بأن سلالة جيلك كلها مضروبة
سماح(شهقت من وقاحتها ورفعت يدها لتصفعها):- أيتها اللقيطة العا
نبيلة(أوقفتها بعصاها):- إن لمستها ستعودين للبيت وتجمعين أحفادك وترحلي
سماح :- أ ولكن عمتي لقد أهانتني هذه الوقحة
نبيلة :- استحققتِ ذلك … لنرافق جوزيت قليلا وبعدها نمضي تحركا أمامي وأنت أمامك ثانية لتقرري ؟
سماح(زفرت برجفة والدم يفور منها):- عواطف قولي شيئا
مديحة(ضحكت وضرت على كتف جوزيت):-يسلم فمك يا ابنة الراجية تعالي تعالي يا حلوة من الآن أنت عضوة في جبهة القصف خاصتي ههه
عواطف:- يا الله عليك يا مديحة لا تفلتين الفرص
مديحة(بحماس تأبطت ذراع عواطف):- ههه بتاتا يختي
ناريانا (همست لجوزيت):-ما كان هنالك داع لذلك
جوزيت :- بل كان ذلك ضروريا حتى إنها لا تنفك ترمي بسمها ثم ألا يكفي أنها أهانت ذكرى أمي وأبي ، مطلقا لن أسمح لأحد بالمساس بهما مطلقا
ناريانا:- أوكي هدئي من روعك لم يحدث شيء
سماح(نظرت حولها بتأفف ورمقت جوزيت بكره):-حسنا يا ابنة مختار لقد ربحت الجولة الأولى لكنني لن أسمح لك بتكرارها سترين حممم
بلؤم ووعيد لحقت بهن حتى غرفة جوزيت لعلها تبقيهن قليلا هناك ريثما يرحل حكيم بميسون ولورينا التي لم يظهر لها أثر حتى الآن
نهال:- أوك مامي حين تأتين سوف أعود مع سفيان للبيت ، لا لا نانا أخبرتني أنه ينتظر بالخارج لكن متى تصلين أنت ؟
عفاف:- أنتظر تجهز مرام وجلنار وسأكون هناك غازي سيحضرنا لقد أعطاه أحد معارفه سيارة ليدبر أمره
نهال:- طيب لما العناد الغبي لقد طلب منه عمو حكيم اختيار ما يريد من مرأبه الخاص ولكن أبى
عفاف:- لا يجب علينا التدخل فيما لا يخصنا هم أشقاء يحلونها بينهم ، على العموم إذا ما شعرت بالتعب اطلبي من سفيان إحضارك حبيبتي
نهال:- ماشي سأرى ع حسب الوضع
نادر(ظهر من الرواق وابتسم حين وجدها):- نهال ممكن دقيقة
نهال:- طيب مامتي سلام الآن ../ ها نادر معك ؟
نادر:- كنت سأذهب لإحضار بعض الطعام للجماعة أترافقينني ؟
نهال:- طبعا عزيزي لا عمل لدي الآن وارتاح قلبي على عمتي ميرنا وشادي يعني كله في التمام
نادر(نظر خلفه ووضع يده على ظهرها): إذن لنمضي
خروجه بها كان قصد تضليلها هي الأخرى حتى لا ترى لورينا أو ميسون وأيضا لكي يجلب لهم ما يتناولونه ، فقد رفض كل واحد منهم مبارحة موقعه والنزول للمطعم فقد كان وائل مع حكيم وميسون بجوار ميرنا ، نزار كان مع الرجال خارجا ، جوزيت وناريانا تكفلتا بالسيدات برهة ، في حين بقيت نور مع فراد قرب شادي
شادي:- ماما ... ماما ههممم
نور(بتأثر):-يا عمري أنا سوف تعود أمك فقط تحمل قليلا
فؤاد(أمسك فنجاني قهوة من همام الذي أتى قبل قليل):- مشكور همام وسأنتظرك حتى تعرف اسم المشفى المتواجدة فيه كل من جنى ونرجس
همام:- أنتظر المعلومات فحسب
فؤاد:- خذي قهوتك
نور:- بدون سكر صح ؟
فؤاد:- أكيد
نور(أخذت منه الفنجان وجلست محلها):- مشكور ... والآن ماذا علينا أن نفعل ؟
فؤاد(ارتشف القليل من فنجانه):- سنتوجه به لبيتكم ونبقيه هناك بشكل مؤقت ريثما نتوجه للمشفى قصد زيارتهما ، ومن هنالك سنلتقي بمراد ويسلمنا الطفلتين أعود بهما لشقتي وتذهبين أنت لإحضار شادي ودينا مع أغراضكم التي تحتاجونها هذا فحسب
نور(امتصت شفتيها بتوتر):- إنها أول مرة سأغادر فيها بيتنا وخصوصا في ظل الظروف الراهنة ، يعني سيكونون بحاجتي
فؤاد:- فهمت ..ألمس من حديثك نبرة تردد ولكننا وعدنا الرجل نور ، ثم ألا تعتقدين معي أن الصغيرتين وعليهم شادي هم أكثر احتياجا لنا ؟
نور:- لم تفهمني قد قصدت ..أ ..بمعنى
فؤاد:- معنى تواجدك ببيتي أتفهم ذلك جيدا
نور:- اسمعني مهلا
فؤاد(قاطعها):- شوفي نور أنت لن تكوني وحدك هناك ، فستأتي خالتهم هند معهم وغالبية الوقت سأكون بالشركة ولن أقلق راحتك مطلقا
نور(اشتعلت كالكبريت):- نعم نعم هل ستترك لي مسؤولية أربعة أطفال وتذهب لتدير أمور شركتك ، عال والله طيب لنفعل الآتي ما رأيك لو أستقيل من عملي وأجلس لأكنس وأطبخ وأكوي ملابسك وأرعى صغارك أيضا عزيزي فؤاد ؟؟؟
فؤاد(حاول التفسير لكنها أخرسته):-مع أنني أرحب بالفكرة لكن يا ستي من ذكر هذا حتى أنا قصدت أن أخلق لك الجو المريح ، ورعاية الصغار سنتقاسمها فيما بيننا أصلا لا يهون علي أن تتعذبي منفردة لأجل راحتهم
نور(همدت قليلا):- جيد جدا إذا كان هكذا سوف أوافق مرغمة على مقترحك ، لكن أمهلني بعض الوقت لأخبر أمي بالوضع
فؤاد(ابتسم بحماسة):- أكيد لك ذلك
زورته بطرف عين وهي تفكر في هذه الورطة التي تورطت فيها ، يعني لولا أن الأطفال حقا بحاجتها ما كانت وافقت على أفكاره النتنة مثل تفكيره .... زفرت عميقا وشردت قليلا في وضع أختها فكيف ستبتعد في ظل هذه الظروف الكئيبة ؟؟

فتح ثغره بشهقة وهو يحاول استيعاب جملته التي طلب منه إعادتها على مسمعه مرة ومرتين وفي الثالثة
نزار(ضربه لرأسه):- أغرب عني يا جحش هل أنا في وضع مناسب لأعيد عليك ما سمعته ؟
كاظم:- لم أستوعب ما حصل فحضرتك فجرت كل شيء بوجهي ، وهذا لأنني غبت ساعات فقط بعد الصلاة أما لو غبت اليوم بطوله لوجدت هذا المشفى قد تم إغلاقه حصرا لكرمائنا الأحباء
نزار:- أنت نظف قذارتك وبعدها افتح فمك
كاظم:- أتمنى ألا يسمع أحدهم بما حصل اوعدني عمو نزار ؟
نزار:- إن سكتت سيكون ذلك لأجل البنت وليس لأجلك يا وغد ، ثم شيء آخر لو كنت تحسب أنك ستفلت من عذاب الضمير فأنت واهم لذلكواجه خيبتك وخلصنا
كاظم:-سأحاول إصلاح الأمر لا تهتم سأدعك الآن لأرى الجماعة
فيكو(أحضر الشاي لنزار):-تفضل يا عم
نزار(أمسك الكأس ووجده باردا):- ما هذا شاي أم عصير ثلاجة بلون الشاي خذ من وجهي خذ
فيكو:- يا الله ماذا أفعل لك يعني أمامك المطعم
نزار:- كلكم أوباش أغرب عني هيا هممم
فيكو:- خذ يا عنبر لأنني قليلا بعد وأفجر رأس أحدهم سأحضر قهوة لي تريد ؟
عنبر(بعيون تراقب كل شيء بالمنطقة):- أوك
تقدم فيكو لبوابة المشفى وعيونه تزور نزار بتأفف ، بينما الأخير كان يرمقه بمثلها .. لكن تذكر أنه لم يسأل عنبر ما إذا كان يرغب بكعك ما أم لا ، وحين هم بالعودة اصطدم بهذا الشقي
فيكو:- هيبيه انتبه يا هذاا
باتريك(نشه عنه بلا مبالاة):- يوه انتبه أنت لقد أفزعتني اوبس من أين قالت ملحق الأطفال من أين تتت ها قد تهت اففف لأسأل الاستعمالات
فيكو(ظل يحدق فيه وهو يستوعب):- هذا الغبي أين رأيته سابقا يا فيكو أين أين إنه ....
هنادي(لحقته وهي تنهي المكالمة الهاتفية):- حسنا سوف أنتظر ردكم في أقرب وقت ... عفوا منك أيمكنني المرور ……… هئىىى فِكرَت ؟؟؟؟؟
فيكو(فتح فمه بصدمة):- هنادي ؟؟؟؟
باتريك(تقدم إليها وجذبها من يدها):-عرفت أين يوجد الصغير هنادي إنه من الجانب الأيسر دعينا نمضي ... هيه يا بنت لما الدموع شادي بخير ههه
هنادي(شعرت بالخواء في ركبتيها وهمست وهي تلاحقه بعينيها حين كان باتريك يجذبها):- فِكرَت 😭
فيكو(بروح خطفت منه):- يا إلهي😕
باتريك(يلكزها في كتفها):- يا بنت تحركي ما بالك تسمرت هكذا كالأصنام ؟
استدارت لتنظر لباتريك بعيونها الدامية ولما التفتت لتشبع نظرها بهذه الصدفةالغريبة وجدته قد اختفى ، وعرفت أنه عليها إتمام الطريق حتى الأخير .. دلفت معه لغرفة شادي وظلت بعقل غائب حتى حينما كانوا يوجهون لها الحديث كانت تجيب بإيماءة رأسها فحسب بينما عقلها كان في وضع آخر ، نفس الشيء بالنسبة لفيكو الذي عاد دون قهوة وعندما استفسر عنبر لم يجد صدى لسؤاله فقد كان هو الآخر في زمن مختلف لا يمت للواقع بصلة ... امم سنرى سرهما لاحقا 😉
وعلى جنب أو تحديدا في موقف السيارات السفلي ، كان يجلس خلف مقوده وهو يدخن سيجارته لحين دلف إليه
ميار:- تأخرت ؟
إياد:- لا تسأل بالعافية تركت جمانة
ميار:-كيف هي ؟
إياد:- الحمدلله قد تحسنت وطلبت منها توضيب أغراضها ريثما أعود لأصطحبها لبيت الراجية ، لكن قبل ذلك سأعطيهم فكرة يعني لست أدري كيف سيتقبلون الوضع لكن هذا ضروري
ميار(نفث هواء السيجارة خارج نافذته):- أعطني هاتفك قليلا يا إياد
إياد(أخرجه على الفور):- وما به خاصتك ؟
ميار(نظر إليه):- نفذ شحنه
إياد:- حسنا أخي تفضل
ميار:- إياد هل تتذكر أي شيء من الماضي ؟
إياد(باستغراب):- ما الداعي لهذا السؤال ميار ؟
ميار:- فضول ... لكنني أنتظر جوابك عليه
إياد(بتفكير):- لا أتذكر الكثير ولكن صورتك أنت وجوزيت غير واضحة ، الخالة صباح أيضا لكن بصورة وهمية فغالبية ذكرياتي كانت من الملجأ
ميار:- أهاه ممكن لو تحضر لي شاحنا من سيارة داغر أحتاجه لهاتفي ريثما أفعل هذا الاتصال بخاصتك
إياد:- حسنا
راقبه ميار لحين مغادرته وأمسك الهاتف سريعا بيديه وبحث عن اسم هبة ، وجده وكتبه بورقة رماها بجيبه ثم بعث لها رسالة نصية تستعجلها في لقاء سريع لهما ... فور رؤيتها للرسالة استغربت وجربت الاتصال به لكنه بعث لها بغية التوقف عن ذلك لأنه بالمستشفى وحين يلتقي بها سيخبرها ما حصل ، وجدت نفسها مجبرة على رؤيته فهو ابنها وفهمت أن الأمر أكبر منا كانت تظن فنبيلة لا تخلف موعدا معها للضرورة القصوى إذن ما الذي يحدث .. أخذت تفكر بحيرة حتى لمعت ببالها طريقة تمكنها من معرفة الوقائع
هبة:- بعيدا عن نبرتك المقززة أريد أن أفهم متى سترفع حظر المراقبة علي ، لقد مللت من رجالك ؟
غضنفر(بحزن):- هبتي
هبة:- ما الأمر ؟
غضنفر:- رشيد ابني ...
هبة(ابتلعت ريقها خوفا مما سيضيفه):- مااا به ؟
غضنفر:- في وضع حرج للغاية أحدهم دخل لمخدعه وقام بتعذيبه حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة
هبة:- و ومن قد يفعل به هذا هاه ؟
غضنفر:- لست أدري لكنني أقسم لك بحياة ابني وشبابه سأجعل المذنب يذوق مني المر
هبة:- لو تهدأ وتسمعني..
غضنفر:- هبة لا تجلطيني حراسة ولن أزيلها ستبقين تحت مراقبتي هذا كان شرطنا مع ابنك طارق أم تراك نسيت ؟؟؟
هبة:- فقط ضجرت ثم كلمت طارق ويأبى زيارتي
غضنفر:- إنه مشغول غالبا مع أخته الصحفية تمنيت لو ماتت
هبة(انتفضت برعب):-م ميرنا ما بها ؟
غضنفر:- واحد من أولاد الحلال دهسها بشاحنته وهي صريعة الموت الآن يلا إن الدنيا دائرة لا ثقة فيها ههه، هاه ولكي أخلي ذمتي لم يكن للعشيرة ذراع فيما حصل هههه
هبة(امتصت شفتيها وفصلت الخط بوجهه):- يا إلهي رحمتك ...
طقطقت رقما على هاتفها ولكنه لم يرد لذلك اتصلت بأمجد الذي هدأ من روعها ووعدها بمعرفة وضع ميرنا وطمأنتها ، أخبرته أنها ستلتقي بإياد ووافق على ذلك لعلها تريح بالها من القلق وكلاهما لا يعرفان أنها ستلتقي بشخص آخر ويظهر من ملامحه الغريبة أنه لا يضمر خيرا .. بتلك اللحظة أطل عليه بالشاحن ولم يجد إلا السيارة فارغة وهاتفه بموضع السائق أخذه واستفهم من الرجال وأخبروه أنه دلف المشفى يعني افهم لتفهم طبع جنون السيد ميار لما يحين …
أما عند غضنفر فقد ركب بسيارته الخاصة بينما ركب خضر بالمقدمة لتفاجئهم دلال بركوبها أيضا بجوار أبيها
دلال(بدموع):- ذلك المصاب أخي سوف أراه بنفسي
غضنفر:-أتصدقين أدهشني عرق الأخوة الذي دب في عروقكِ فجأة
دلال:- أقسم لك يا أبي بأنني سأنتقم بمن فعل هذا وعلى طريقتي الخاصة
غضنفر:- امضي يا بني ،ههه خضر أهنئك زوجتك غالبا بدأت تعود لرشدها
خضر(ناظرها بأسى):- حقا هه ..اممم الحمدلله على ذلك سيدي
رمقت خضر بطرف عين بينما رمت نظرتها للسائق الذي اكتشفت أنه قد داعبها في أحد المرات،ارتسمت على ثغرها ابتسامة وهي تغمز له بطرف عينها والمقصد لقاء متجدد لهما تلك الليلة يعني أختنا المصون مطلقا لن تتوووووب

ّفي تلك الأثناء
كان يسحبها خلفه بهدوء وهو يراقب من كل جانب فراغ الممرات وحمد الله لما كان المكان آمنا وجاهزا لخروجه هو وابنته دون أن يرقبهما أحد .. لكن حين تكتب الأقدار سطرا فوق منصة الحدث الواقع فالحقيقة تصبح ذات معنى آخر ، كان يعلم أنه يغامر بكشف حقيقة صغيرته لكنه حاول جاهدا كي يخفيها إلا أن هذه خرجت له من حيث لم يتوقع
كوثر:- هاه حكيم أ..
ميسون:- من هذه بابا ؟
كوثر(فتحت فمها بصدمة):- بابا ؟؟؟؟
ناريانا(حاولت إيقافهن لكن هيهات هيهات):- يا خالاتي والله نحن لا نخفي عنكن أي شيء وميرنا بخير وعافية .. يعني لست أفهم لما شككتم في أن هنالك خطب ما؟
عواطف:- ابنتي ناريانا لا عليك نحن أتينا لميرنا سنراها ونعود لنشرب الشاي معكم حتى ؟
مديحة:- أي والله لنتفقد ابنتنا ووقتنا بعدها ملك لكم
ناريانا(اعترضت طريقهم):- ههه طبعا خالاتي لكم كل ما تبتغونه ولكن ...
سماح:- أي من تلك الطفلة التي يمسكها حكيم بيده
مديحة(همت برؤيتها):- من قصدك ؟
نبيلة(كانت بالمقدمة لذلك استطاعت رؤيتها):- لا يعقل
وائل(أتى سريعا إليه والتقطها):- تعالي ميسون
كوثر(التصقت بعدم فهم):- هل هذه ابنتك لما تناديك بابا يا حكيم هل هل ميرنا تعرف؟
ميار(مر بهم وتجاوزهم):- ما الحكاية حبيب ؟
حكيم(حك جبينه وأشار لأمه التي كانت تتقدم صوبه هي والبقية):- ورطة ورطة
مديحة:- حكيبيم
وائل(سحبها معه لرواق ميرنا):- كان من الخطأ إحضارك من البداية
ميسون(نظرت خلفها):- ما الذي يحدث عمو وائل أتلك المرأة عمتي أيضا؟
وائل:- هي صديقة ميرنا وتدعى كوثر
ميسون:- وماذا عن الباقين هئ أهن جداتي اللاتي بالوطن دعني عمو وائل أود رؤيتهن وإلقاء السلام عليهن أرجوك أرجوك
وائل:- ميسون لا يسعك ذلك بابا حكيم سيغضب منك الآن
لورينا(ظهرت من العدم وأوقفته):- أو ربما لن يفعل تعالي ميسون حان الوقت لنعرفك على العائلة
نظرتها الجادة تجاه حكيم جعلته يشعر بالدنيا وكأنها تدور حوله تلك اللحظة ، كل شيء يسير ببطء شديد ، الزمن يعاند أنفاسه وقلبه يخفق ألف خفقة في الثانية ، بينما عينيه كانت تتناقل بين كل الفئات اللاتي تتساءلن بأعينهن وتحاول أن تفهم من هي تلك الصغيرة التي تحاول التملص من أنامل وائل .. فجأة تقدمت لورينا وهي تجذب يدي ميسون من وائل الذي نظر لحكيم الذي أشار له برأسه وأعطاه إيماءة موافقة، في حين رفع عينه بتحذير للورين التي هزت كتفيها بعنفوان وهي تتقدم صوبهم لحين مثلت أمامهم
لورينا:- مرحبا أدعى لورينا وهذه ميسون
ناريانا(اقتربت منها بتحذير):- لا تفعلي
لورينا(تجاهلتها):- لابد وأنكم عائلة حكيم حسنا لم تسنح لنا فرصة كي نزوركم ونتعرف عليكم
نبيلة(عقدت حاجبيها وهي تنظر لميسون ورفعت بصرها لوحمتها الوردية وشهقت):- راجية ... هذه الطفلة راجية
سماح:- أي والله إنها تحمل وحمة وردية يا إلهي
عواطف(نظرت لحكيم الذي همس له ميار بشيء):- إياد حكيم هل ستشرحان لنا ما يحدث؟
وائل(حك فكه وانتبه لركض أحد الأطبة بالرواق):- ميرنا ؟؟؟؟
ميار:- حكيم واجه الأمر بسلاسة وحاول لملمته دون مشاهد درامية أوك
حكيم(وقع بين المطرقة والسندان ولو أمسك لورينا منفردا سيقتلع لسانها دون شك):- لو كنت محلي ما كنت فاعل ؟
ميار(ناظرهم بطرف عين):- صراحة سوف أقوم بقتلهن برشاشي الخاص وأريح بالي
لورينا(بتحدي):-أخبرتك أنني سأضع النقاط ع الحروف ولكنك تجاهلتني
مديحة(طالعتها من فوق لتحت):- من حضرتكِ ؟
لورينا:- عفوا منكِ حماتي لم أقدم نفسي بشكل جيد أنا أكون ….
ميار(هتف برعونة في نفس الوقت لكي يوقفها):- هي تكون تكون يعني امم ... ابنة صديق
ميسون(فتحت فمها بجنون):- ولكن لما ...
حكيم(التقطها وانحنى أرضا يهمس لها):- لا تقولي شيئا سنلعب لعبة إخفاء الحقيقة جاريني فحسب حمامتي
ميسون(أومأت له بالموافقة):- حاضر بابا
مديحة(أمسكت على قلبها بتوجس وهي ترمق الطفلة بشكل حنون جدا وكأنها شعرت بها):- له له يا عواطف ألا تشبه هذه الصغيرة شخصا نعرفه ؟
عواطف:- معك حق كأنني أرى ميرنا في طفولتها ولكن ما الذي يحصل لست أفهم .. أهي حقا راجية لكن ابنة من ؟؟؟؟؟
حكيم(رفع بصره نحو ميار):- فيما بعد سنخبركم فيما بعد هذا ليس وقته
لورينا(ثارت من تصرفهما وقبل أن تنطق أمسكها ميار من ذراعها):- اخرسي وإلا قتلتك بأرضك
لورينا(تألمت منه):-دعني إلى متى ستخفون الحقيقة ؟
كوثر(تحركت بوهن ولحقت بوائل للرواق كي تفهم منه):- أكيد ويل سيشرح لي فذلك المقطوع لن ينطق بحرف وإياد لا يجيبني حتى
تصرفت من بالها ولحقته بينما تركت خلفها أعاصير وبراكين كارثية على وشك الاشتباك ؟؟؟ في ذات الدقيقة وصلت نور وهي تحمل شادي بين ذراعيها وفؤاد يلحقها بقلق ، فنهال تكفلت بزرع الرعب في قلوبهم بعد ركضها صوب الغرفة لأنها سمعت نادر يكلم أحدهم ويخبره أنه يغطي الأمر ولن يسمح لنهال بالتوجه إلى هناك، يعني اجتمع كل شيء لكي يكشف الحقيقة والسلام ، فحتى كاظم ونزار التحقا بعد برهة ليكملوا اجتماعا حصريا لا مثيل له
نور:- ماذا يجري معكم ياااا ناس ؟
فؤاد:- هل وضع ميرنا شائك يا ترى ؟
كاظم:- ليتحدث أحدكم
ناريانا:- لا تقلقوا بدون داع لا يوجد هنالك شيء …نادر أهذه هي التغطية ؟
نادر(هز كتفيه):- حدث رغما عني
نهال(هرولت لتقف خلف جدتها):- ناناااا أنا قلقة جداا
عواطف(ربتت على يدها بدعم):- حكيم هل لديك ما تخبرنا به ؟
حكيم:- يعني ..
مديحة(أشارت لميسون):- كي لا نطيل في هذا الهبل ستوضح لنا من تكون تلك الطفلة ولما تحمل وحمتنا على كتفها ؟؟؟
ناريانا(شردت في باب الرواق الخاص بميرنا ونظرت لنزار الذي بادلها نفس النظرة المتوجسة):- يااارب
حكيم:- أنتِ اخرسي
لورينا(بشراسة):- لا تخرسني يا حكيم هيا أجبها
ميار(غرس قبضته في ذراعها حتى جرها خلفه للزاوية):- يا جماعة لن ندقق في خزعبلات لا طائل منها حينما يحين الوقت سوف نخبركم بكل شيء …
نبيلة:- يعني أنت أيضا تعرف يا إياد ؟
ميار(تنهد عميقا حين لمح جوزيت قد وقفت خلفهم بنظرة خائفة من كشف حقيقة حكيم فأكيد سوف يحزن بشدة):- أجل أعرف ويكفي أن تثقوا بنا جدتي ، الآن نحن في وضع حساس ميرنا ل…لحظة ماذااااا هناااك ؟؟؟
كوثر(فتحت الباب بذراعيها وهي تلهث بابتسامة):- ياااااااااااا جماعة ميرناااااا فتحت عينيها ؟
تلك الثانية ربما كانت ستدخل في التاريخ فلقد انتابتهم جميعا انتفاضة مشتركة في الخفقات ، منها القلق ومنها الخائف ومنها لا مبالي ومنها المنتقم ، يعني ردود أفعال كانت مختلفة باختلاف الشخوص المتواجدة في ذلك الحضور الغريب ،، لكن ابتسامة كوثر كانت بلسما شافيا جعل أصغرهم تتفطن بسرعة وتسحب يدها من يد أبيها وتصرخ بفرح وببراءة أيضا بشيء ما كان عليها النطق به تلك اللحظة
ميسون:- مامااااااااا ميرناااااا
تتالت الشهقات لتلاحق بعضها بعضا في غيمة شكوك وغرابة غزت ملامحهم ، ومن كان يعرف بالسبب الرئيسي لمناداة ميسون لميرنا بذلك لم يتمكنوا من تغطية الوضع الذي تمكنوا من تخطيه لأجل سبب واحد فحسب ، ألا وهو اللحاق بالصغيرة لرؤية استيقاظ ميرنا حقا ، أول من تحرك كان حكيم الذي لحق ركضا بميسون بينما تبعته عواطف والبقية المتبقية حتى لورين تبعتهم ، ليبقى هذين محلهما متسمرين هو يناظرها بنظرات تهمس لها بكلمات مبهمة بينما هي كانت الدموع جوابها ،…تقدمت صوبه وهي تتعثر في خطواتها فها هي قد استيقظت وها هو ذا سيعود لهوسه بها يعني ..لن ترتاح أبدا
جوزيت(بمرارة):- هنيئا لك قد استيقظت سلطانتك أخيرا
ميار:- أيمكنني أن أتوقع أن هذه الدموع ليست لأجلي ؟
جوزيت(مسحتها بابتسامة حزينة):- لن تفرق
ميار(انتظرها حتى وصلت إليه وتحرك):- إذن لن يفرق بقائي أيضا معكِ بشيء عذرا منكِ
جوزيت(تأملته وهو يبتعد مغادرا إياها ليلحق بركبهم ويتركها وحدها):- وهذه هي عادتكِ جوزي يعني لما ستتذمرين هذا هو حال البرانسيس ملوعة القلوب على قولة كاظم هه ..
همت بذرف الدموع التي حاولت تجميدها بمقلتها ولكنها لم تتمكن من ذلك ، نظرت من شق الباب للجمع العائلي الذي كان يقف عند الجدار الزجاجي وعيونهم تتهافت لترقب ميرنا ، حتى آخر من تركها كان يسير بخيلاء ويديه في جيوبه صحيح الكاريزما خاصته لا تسمح له بأن يركض على عجالة خصوصا بعد استيقاظها لكنه يعتبر منهم … تراجعت للخلف وهي تدك في نفسها تلك الآلام لحين أوقفتها صرخة خطفت قلبها من محله … صرخة جعلت الحدث يتحول لفاجعة أو ربما شيء لم يتم التعامل معه قط ، شيء صعب عليهم جميعا تحمله فإن كانت صاحبته نفسها لم تستوعبه كيف لهم أن يفهموه بهذه البساااااطة … ؟؟؟؟

تلك المواجهة استنزفت كل قواه لا يعلم إن كان يظلم نفسه أم أنه يعاقبها على هذا المآل ، فكل ما يدركه الآن أنه يتعذب أكثر منها يحترق على سعير نيران لن تخمد، حاول أن يتنفس ليفهم من الأطبة الذين طردتهم بيديها ولكنه لم يتمكن من استيعاب الفكرة بل لم يستطع …أما هذا فقد ظن أنه سيعذب نفسه لكي يشعر بذلك الرضا الذي يسمح له بالوصول لنقطة الخلاص الذاتي ، ولكنه كان في صراع شائك طوال الوقت فلا هي رحمته ولا هو تمكن من التملص منها ،رغم تضحيته إلا أنه أمام تلك الكذبة كان يقف بضيااااع ، والآن بعد اكتشاف هذه الحقيقة الصادمة لم يجرؤ على النطق بحرف فقد سكنت حواسه هو الآخر وظل سابحا في صورتها فحسب …ليقف الأخير خلفهم بدهشة مرتسمة على ملامحه فما باليد حيلة خوفه من مواجهة خسارتها كان يمنعه من الاقتراب الذي ظل يجلده طوال تلك الليلة بسياط الانتظار المهلك لم يدرك يوما أن الأمر مؤلم هكذا مؤلم لدرجة أنه تمنى لو كان محلها وأصابه ذلك المصاب …
أما العائلة فما بين عويل وصراخ وصدمة وشهقات متتالية كانت ردود الفعل تنتقل ، ونظرة ميرنا لهم كانت أشبه بنظرة مومياء عادت من الموت بوجهها الشاحب ويدها التي ظلت تحاول إزالتها من المورد الغذائي بتعب ، لعلها تلمس رقبتها وتفهم ما يحصل ...شعرها الثائر كان
ينتفض معها برفض وهي تحاول أن تجد جوابا في أعينهم التي كانت مليئة بالغبن والأسى ،
لمستها لعنقها كانت تزيد من مواجعهم ولم يستطع أي من الثلاثة التحرك قيد أنملة ، فلقد رمتهم بسهام نظراتها التي كانت تستنجد بهم لفهم أي شيء ..
عواطف(ركضت إليها بحرقة قلب أم):- ابنتيييييييييي ميرناااااااااا يا عمري أنا يا عمري
ميرنا(تشبتت بحضنها وهي تبكي بحالة يرثى لها وتحاول النطق لكن دونما فائدة):-أ…ممم ..ي…أ…ل
عواطف(احترق فؤادها وهي تهزها دون وعي والبكاء يترجم تلك اللوعة):- آه يا صغيرتي آه يا ليتني كنت أنا لا أنتِ يا ليتني كنت أنا اهئئئئئئئ ابنتي افعلوا شيئا أرجوووكم
مديحة(دلفت إليها وأمسكتها من ذراعيها):- استعيني بالله يا عواطف اهئ مصابنا واحد وميرنا ستتخطاها صح حبيبتي ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-…خ..ل …اههئئئ
مديحة(اكتوى قلبها عليها):- يا ربي ارحمنا برحمتك يااااربي ما تفعلينه يزيد من لوعتها يا عواطف دعينا نكون عونا لها الله يخليكِ يا أختي
عواطف(تتمسك بميرنا):- دعوني دعوووووني اهئ
نادر(حاول اجتذابها):- يا خالتيَّ ما تفعلانه غير لائق

وائل(ابتلع ريقه ونظر لحكيم وميار خلفه وتقدم بدون شعور حين رمقها وهي تحك عينيها بعدم تصديق وتحاول التحدث لكنها تفشل):- ميرناااا …اهدئي عزيزتي سوف نحل كل شيء صدقيني إن ما حصل مجرد عوارض طبية ، يلزمها وقت وس…
ميرنا(رمقته برفض وهي تهز رأسها):- …أ..مممم أ…و أ آآآآآه
حكيم(لم يتمالك نفسه وركض إليها من الجانب الآخر):- شوفي عصفورتي أنظري إلي أعدكِ أن هذا سيمر ، عليكِ أن تكوني ثابتة يا روحي تمام حاولي لأجلناااا
ميرنا(هزت رأسها بدموع وهي تنتف شعرها بألم من كتفها المضمدة):- آآآ…ح …حاهئئئ
حكيم(أمسك يدها بقوة وقبلها بحرارة وروحه تسحب منه):-أفدي كل قطرة من دموعكِ يا كبدي والله والله سوف تنجين منها وسوف تعودين كما كنتِ ..
وائل(جلس جوارها ومسح على وجهها):- أجل …إنها فترة مؤقتة صح دكتور دكتور ؟
الطبيب(كان ملقوفا عند الحائط وميار يضع المسدس على رأسه):- النجدة النجدة
جوزيت(نظرت للعائلة المصدومة بدموع):- مااااااذااااا تفعل يا أحمق ؟؟؟
ميار:- ستخبرني الآن عن وضعهاااا فورا فورا انطق وإلا أفرغت هذا برأسك
عواطف(هزت رأسها فلم تعد قادرة على مواكبة ما يحصل لذلك):- لالا …ههه لا ميرناااا حبيبتي ميرناااا لم تفقد حاستها يعني يعني أكيد هذا مشكل طبي هه أكييييييييد
نور(أعطت الطفل لفؤاد وأمسكتها):- أميييييي …أمي استجمعي نفسكِ يا عواطف والآن
مديحة(ببكاء):- يا ويلي يا ويلي يا زينة شبابك يا ميرناااا
نبيلة:- لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنا لنسألك اللطف فيه
كوثر(اقتربت منها):- ميرناااا حبيبتي ؟
ميرنا(سحبت يدها وأخذت تشير لعنقها):-أ…أ…ك…..أ…اهئئئ …أمم

سماح(رفعت حاجبها):- اللهم أجرنااا ونجنا من المهالك
كاظم(امتص شفتيه وكان أول من خرج من الصدمة):- لو سمحتم غادروا فورا للرواق سنرى وضعها بدقة وبعدها نخبركم بالمفيد ، تفضلوا لو سمحتم ناريانا نادر أرجوكما ؟
ناريانا(نظرت لنزار الذي انسحب):- أجل لو سمحتم هي هكذا ستزيد من انهيارها حين تراكم جميعا متصلبين أمامها ، أرجوكم لمصلحتها قوموا بذلك ؟
عواطف(بانهيار كانت على وشك فقدان الوعي):- لا دعوني مع ابنتي اهئئئ
نهال(تأبطت ذراعها بدموع):- خلاص جدتي رافقينا يكون أحسن لأجل عمتي
مديحة(سحبها نادر برفق):- آه يا ربي آه يا مصيبتنا الجديدة آآآآآآآه
نادر:- تفضلي معي يا خالة لو سمحتِ
انسحبت حتى كوثر ونبيلة تحت ضغط من ناريانا ولم يبقى هنالك سوى جوزيت ولورينا التي كانت تعانق ميسون في محاولة لمساندتها فهذه الأخيرة كانت مشدوهة في ذلك المنظر غير قادرة على فهم أي شيء …لكن قبل تحرك نبيلة زورتها بطرف عين لتشهق في سرها حين رأت الحجاب الأسود بعنق ميسون وقتها رمت نظرها لغرفة ميرنا وعلمت أن تلك الطفلة ابنة شخص موجود في تلك الغرفة وستعرفه حتماااا …
الطبيب:- إن ما تفعله يعاقب عليه القانون وأنتم ستكونون شركاءه
جوزيت(اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه):- لطفا ميار لطفا ميرنا تنظر إليك ؟
ميار(تركه ونظر لميرنا وأعاد مسدسه لجيبه):- أعد لها ما فقدته
الطبيب:- هي لم تفقد شيئا
حكيم(برقت عيناه):- يعني ؟
الطبيب:- غالبا أنا متيقن من شيء واحد وهو أن حبالها الصوتية لم تتأذى من الحادثة ، وحتى أثناء العملية كان كل شيء سليما وقد استبعدنا ظهور مضاعفات كهذه للأمانة ، وهذا ما جعلني أشك بشيء بسيط
حكيم(هدر فيه من محله بعصبية):- مااااااااااااا هو ؟
الطبيب:- في أنها تناولت جرعة دواء مضاعفة وهي التي سببت لها ثقلا في النطق ، إن قمنا بأبحاثنا اللازمة محتم سنكتشف المادة التي ولجت كيانها وتسببت في هذا ، لكن …ما علي مصارحتكم به أمامها أن هذه الحالة قد تبقى لشهر أو شهرين أو حتى لسنين
وائل(هذه المرة استقام باحتدام وأمسكه من ياقته):- ما الذي تقصصصصصده بهذااا هي ستنطق ستنطقققققققق وأنت ستجعلها تفعل ذلك، لو احتاجت عملية سنجري إن احتاجت سفرا لمستشفيات مختصة سنسافر لكن لا تقل أن ناتج هذا فاقد الأمل
الطبيب(سعل بقوة):- لست أقول أن الأمل منعدم ولكنني أضعكم بالصورة ..
جوزيت:- من سيتجرأ على اقتراف هذا الجرررررم ؟
ميار(حرك زناده في جيبه):- سأقتلع لسانه من محله
لورينا(ابتلعت ريقها وتراجعت خطوة بخوف ضبطته بصعوبة):- ..قمم
الطبيب:- والله بدخولكم وخروجكم لغرفة المريضة لم نعد نتمكن من ضبط أي شيء ها هنا
يعني ماذا يعتقدون أن الأمر بهذه البساطة سيمضي ، مستحيل أكيد من قام بالتخطيط لكل هذا الوبال عرف نقاط ضعف الوضعية وقرر استغلالها ،ولكن أيا كان فهو قد جمعهم من جديد وهذا يعني مزيدا من الصراعات والمشاعر المتضاربة ، والأكيد الكثير الكثير من الآلام ،آلام فتكت بصبرهم فلم يعد لهم قدرة على تحمل أي وجع جديد …فما بالهم بفقدان شمسهم لحاسة النطق وكأن ما كان فيها لم يكفيها ، وجدت نفسها ضائعة فهي تعايش وضعا جديدا مختلفا لم تعهده أو تفكر به حتى في خيالاتها ، شيء جعلها تشعر بأنها ناقصة أو منبوذة وكأنها كانت تنتظر هذا المصير لتزيد من انكسار روحها ما تبقى …نظراتها لكل واحد فيهم كانت كلها احتياج وغربة وخوف من القادم ، كانت تشعر بتهربهم فهم بدورهم ما زالوا تحت تأثير الصدمة، كيف لا وهم يعرفون أنهم مقبلين على جحيم إثر إصابتها فميرنا ليست من النوع الذي يتقبل الأمور بسلاسة فأكيد عليهم الاستعداد لمعركة للأمانة لا يظهر فيها رابح من خاسر … فكيف السبيل وقد حكم عليها بهذاااا ؟
كاظم(تململ بأسف وأومأ لها برأسه من محله):- لنقل الحمدلله ع كل حال يا ميرنا أكيد يعني سنتجاوزها سوية لو علي سأبقى جواركِ اليوم بطوله حتى لا تشعري بالملل
جوزيت(مطت شفتيها له):- كاااظم ألا ترى حالتها ؟
كاظم(هز كتفيه بقلة حيلة):-أريدها أن تبتسم فحسب
ميرنا(انفجرت ببكاء ورمت بوجهها بين يديها الجريحتين):-اهئئئ
جوزيت(أشفقت عليها):- حسنا لم نكن نتوقع هذا ولكنها حكمة الأقدار ، كاظم معه حق عليكِ أن تشكري الله لأنكِ سليمة وسوف تمتثلين للشفاء ثم الطبيب قال وضع مؤقت ما بالكِ تتشاءمين هكذااا هاه ؟
وائل(بفشل):-الوضع صعب صعب ميرناااا ؟
ميرنا(رفعت رأسها ونظرت جانبيا):-…لارد
ميار(عض شفتيه بجنون):- أكاد أقتلع نفسي من نفسي ياااااااا ففف
حكيم(مال برأسه وهو يناجيها بعينيه بينما نظرت إليه بتيه وضياع):- ميرنتي
ميرنا(أمسكت ذراعه وأشارت بإصبعها لعنقها):- اممم ..اهئئ
حكيم(ضمها لصدره وهو يموت ألف مرة ومرة):- سنستعيدكِ فقط اصبري معنا ميرنااا
ميرنا(تمسكت بقميصه وهي تدك رأسها في ذراعه):- امم
حكيم(مسح على كتفها غير الجريح برفق):- انتبهي ستؤذي نفسكِ ثم ثقي بي ثقي بحكيمك ؟
ميرنا(°°أنا أختنق يا حكييييم أريد صوتي أعده لي لقد عودتني دوما أن تحتويني فلما لا تحتوي وجعي الآن ؟°°):- اهئئئ
حكيم(ضم رأسها بحرقة فلم يستطع التحمل لذلك انفجرت بمضخته آلاف الأحزان):-عصفورتي
ميرنا(ابتعدت عنه وهي تهز رأسها تريد النطق ولكن لم تتمكن من ذلك):- أ..آآآآ..أ…
حكيم(جمع قبضة يده وهو ينظر لميار بموت):- ….يا الله
وائل(احترق لغبنها واقترب منها مقبلا رأسها بحرارة):- ستمضي يا روحي
ميرنا(رفعت رأسها إليه وأمسكت يده لترمي بنفسها على صدره وتبكي بعمق):-و…و..ل اهئئئ أ..
وائل(أغمض عينيه وهو يمسح على رأسها):- حسنا يا غاليتي سوف تتحسن صحتكِ إنه مجرد عائق مؤقت لا محالة ستستعدين صوتكِ يا أنااا
ميرنا(شهقت وهي تشعر بالضعف فذلك صوتها صوتها يعني جزء منها قد ضااااااع):-…اممممم اهئئئ
وائل(أطل عليها بعيون كسيرة همس لها):- أعدكِ بأن كل شيء سيكون على ما يرام أعدكِ حبيبتي
ميرنا(شهقت حين تراكم كل شيء):- …لارد
وائل(تابع همسه وهو يشم عطرها):- يكفي أنكِ عدتِ لحياتي لن أدعكِ تغيبين عن ناظري
ميرنا(°°بعد ماذا يا وائل بعد أن جعلتني أفقد الحياة لقد أصبحت ناقصة ناقصة وأنا بحاجتك أكثر من أي وقت مضى°°):-..لارد
وائل(لاحظ ارتعاشها ودنا منها):- ثقي بكلامي واشعري به فحسب …
ميار(ضرب على الجدار بعصبية نافذة من هذا الوضع برمته):- اسمعني يا دوك تلك المرأة هناك ستستعيد صوتها وإن لم يحصل ذلك صدقني سوف تخسر حياااااتك
جوزيت:- يا إلهي ميار هنالك طفلة هنا لاحظ ذلك .. تت ميرنااا آسفة منكِ
ميرنا(نظرت إليها باحتياج):- ج..ت ..هام ل…
جوزيت(اقتربت منها ببكاء وجلست قربها لتعانقها):- لا تبكي يا ميرنا ستمضي والله ستمضي
ميرنا(هزت رأسها بفشل):- اممننم ….تى ..؟؟
جوزيت(انفجرت ببكاء وضمتها بعمق):- يااا الله شتتت أنتِ تؤلمين نفسكِ هكذااا ..
ميرنا(°°أنا تعيسة جدا لم أكن أتوقع عودتي بهذا الشكل هل كان علي أن أعود لأجد هذه المعاناة بانتظاااااري يا جووزيت°°):-…لارد
جوزيت:- صدقيني سوف تكونين قوية يا …أختي
ميرنا(شعرت بالأسى لحظتها وطأطأت رأسها):-…..
ميار(اقترب بدوره منها وملامح الجدية المرعوبة تبدو عليه ورفع فكها لوجهه بعد ابتعاد جوزيت عنها):- أقسم لكِ سوف تعودين ميرنا التي كنتها قبل الحادث ثقي بي لن أهمد حتى أجد لكِ العلاج المناسب ماشي ميرناااا ماشي يا لبؤتنا الباكية ؟
ميرنا(هزت رأسها ببكاء وقبل يدها بحرارة وهو ينحني ليضمها إليه):- اهئئ م…..ر
ميار(هنا فقد سيطرته على نفسه وشدها إليه برهبة):- حين ..حين كنتِ على الأرض ظننتني فقدتكِ ميرنا ، أنتِ غالية على قلبي تعرفين ذلك لا تعيدي ما فعلته مجددا ،إياكِ وأن تغامري بنفسكِ فستحرقين روحي عليكِ …المهم أنكِ عدتِ لنا ومسألة نطقكِ ستكون مؤقتة فحسب وإن لم يحصل ميار سيحرق العالم لأجل استعادة صوتك سأدمر كل شيء لأجلك تعلمين ذلك همم تفهمين ما أود قوله ؟
ميرنا(هزت رأسها):-…لارد
ميار(أمسك وجهها بين يديه وهو يجثو على ركبتيه وقبل جبينها):- سلطانتي أنا ستتحدى كل العوائق لتصبح بخير
ميرنا(°°آه يا مياااار لقد احترقت روحي وفقدت نفسي في ظل هذا التخبط أنا استحققت ذلك°°):-….اهئ
°°أجل أنا أذنبت وأنا أجني عواقب ذنبي ،أخطأت في حقك حكيم وجرحتك كثيرااا (رمقها بنظرة غفران وكأنه شعر بها)…وأخطأت في حقك وائل لكنك ظلمتني معك (سحب نفسا عميقا فهو يدرك أنه المخطئ) وأخطأت في حقك ميااار ولكن دون قصد (ميار سحب نفسه ليقف على قدميه ويحاول إثبات قوته في عز ضعفه) ..أخطأت في حقكم جميعا وفي حق نفسي أكثر لكنني انتهيت واكتفيت وربما عقاب الله سيكون خلاصي من قعر الجحيم °°
جوزيت(نظرت لحكيم بقلة حيلة وهي تشير للصغيرة):- حكيييم ؟
حكيم(نظر خلفه لصغيرته والتي استيقظت للتو من حالة الدهشة):- ميسووون؟
لورينا(أفلتت يدها بارتباك):- أ..أسفي عليكِ ميرنا بالشفاء العاجل
كاظم(رمقها بطرف عين وتقدم ليقف قربها):- أين كنتِ وقت بحثنا عنكِ ؟
لورينا(ابتلعت ريقها):- بالمطعم حتى اسأل النادل طلبت قهوة لي رأسي كان يؤلمني
كاظم:- سأفعل ذلك تعلمين هذا ؟
لورينا(بتهرب):- افعل يا روحي ومما سأخاف الله الله …
حكيم(لم يوليها أدنى اهتمام لحظتها فوجعه كان أكبر):- بيبي أنتِ على ما يرام ؟
اقتربت ميسون منها بخطوات مترددة لحين ركضت لترتمي في حضنها ببكاء بينما ميرنا ضمتها لصدرها بدموع وحرقة فقد أشرعت عن دموعها دون توقف ، اشتمت عطرها وكأنها إكسير جنة بعثها الله لها لتمسح عنها غبن الفاجعة ، ظلت تبكي وتبكي بنحيب مزق وتين قلوبهم لحظتها لم يتوقعوا بتاتا أنهم سيعايشون وضعا كهذا ، أن تفقد ميرنا صوتها فذلك كان أبعد مما يمكن تخيله أو توقعه على الإطلاق ، وهذا ما استغربوا كيفية التعامل معه لأنهم يشهدون ذلك لأول مرة ، يعني حرقة أخرى ستضاف على مواجعهم والتي ضربت بالمنطق عرض الحائط وقررت بعد تفرقتهم أن تجمعهم من جديد في حالة الطوارئ تلك ، فكيف سيتعاملون مع مأساتها بشكل يساعدها ولا يجرحهااا هذا ما سنعرفه في لاحق الأيام ..
ميرنا(°°ميسونتي يا حياتي أنا كم يحز في نفسي أن تريني هكذا ولكن ما باليد حيلة°°):- اممم
ميسون(بنبرة تعيسة مسحت على وجه ميرنا والدموع تملأ محاجرها الصغيرة ، مسحت بإبهامها دمعها ودمع أمها وهتفت بسؤال بريء جدا لكنه أليم في نفس الوقت):- ميرناااااااااا ألن تحادثيني مجددا ألن أسمع صوتكِ هممم ماما روحي هل أصبحتِ خرساااااء ؟؟؟؟



امم إلى هنا وأترككم مع القسم الثاني من الفصل 32 نلتقي في القادم وبالمناسبة
عيد أضحى مبارك سعيد أتمناه لكم متابعيني الحلوين أحبكم في الله
يتبع..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-09-17, 12:58 AM   #727

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo


"معذِرة سَيِّدتي ؛

قبلَ
أن أسرُد لكِ تفاصيلَ إثمي

الذي

بدَّد توبة قلبٍ أقسمَ على الولاء ، أسألك
باستجداء من أيِّ معبرٍ أمُرُّ

كي
أنتشِلكِ وذاتي من ذلك البرزخِ

الذي
أنشأ آلاف الجُدرانِ ما بيني وبينكِ،
كيف

أتحمَّلُ وأنا على العهدِ باقٍ

فما زلتُ

أرتِّبُ عطايا أنفاسكِ

فوقَ آلامي علها ترُومُ قليلا من الفراغ المُكوَّمِ فوق ذكرياتي ..

يا اصطفاءَ وجدي

التي أشكرُ الله على منحها لي ،

متى
تجمَّلتِ بالعتابِ

وصار اللومِ

في عينيكِ جواهرَ عسليَّة تبرقُ

كي تخطفَ نظراتِي ،
متى

أصبحت شفتاكِ مُشاكسة حدَّ الشغب فصارت

تُلاعبُ البسمة والامتعاضَ

بينَ قوسينِ من السُّخرية ،

متى

امتلكتِ ذلكَ السحر الذي يجذبُني نحوكِ كالمغناطيس ،..
أتدرينَ

ماذا اكتشفتُ

وأنا أبادلكِ نظرة الشوقِ الشَّغُوف
أيقنتُ جزافا
أنني لا أرغبُ بخسارتكِ من جديد صحيح آلمتُكِ

صحيح قتلتكِ

وجرحتُ قلبي لا قلبكِ

حين جعلت محاجركِ تنزف ،
لكنني
نادمٌ ولا أدري
هل
ستسامحِينني

أم أنكِ

ستُضاعفينَ الجفاءَ لأزمانَ أخرى





modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 03-09-17, 01:00 AM   #728

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

…قمة الألم حين يتيه المرء وسط ظلمات قلبه وتفكيره


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 04-09-17, 02:53 PM   #729

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و نحن فى انتظارك كاتبتنا العزيزة كل عام و انت بخير و دائما فى احسن حال

موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 04-09-17, 10:54 PM   #730

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اضحى مبارك
الفصل كان روعة وننتظر البارت الجديد على احر من الجمر لمعرفة من هواللاعب الجديد وما غايته واحول ابطالنا
في انتظارك مهما طال غيابك


نونا لبنان غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.