آخر 10 مشاركات
..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          6 - رجل بلا قلب - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          15 - ليالي الغجر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          14- الزواج الابيض - نيرينا هيليارد - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-17, 06:58 PM   #731

راضية رزاق
 
الصورة الرمزية راضية رزاق

? العضوٌ??? » 407782
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » راضية رزاق is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم انا من متتبعاتك الوفيات على الفيس 😅
معرفتش علاش حاسة بلي صاحب القطع الذهبية غيكون مختار اخ جوزيت وحاجة اخرى شاكة فزوج الاشخاص ممكن يكونو من سلالة اليزيدي نادر او ناهد ومزيان يكون نادر باش تبقى لينا ناريانا على خاطرها حرام نعذبوها بالفراق




راضية رزاق غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 10:51 PM   #732

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انشاءالله يكون توقعك مظبوط عشان ناري ونادر يجتمعو حاجة عذاب كونتيسة لهدول والبقية متمنية ينسى حكيم حب ميرنا بسرعة

نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 24-09-17, 12:15 AM   #733

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلا بكن صديقاتي أشكركن من صميم قلبي على دعمكم الدائم لي وبتشجيعكم وتعليقاتكم كيكون القادم أفضل ربي ميحرمني منكم وأحترم كل آرائكم وعسى أجوبتي عليها بأحداث الفصل بانتظاركم حبيباتي ولكم مني كل الحب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:18 AM   #734

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 33

"فوضَى عارمَة والعقلُ في شتات ؛ ها أنا ذا مُجددا أبحثُ عن قمَّةِ الخذلانِ كي أتسلَّقها وأرميَ نفسي في مُحيطٍ من الأحضانِ الصَّادقة ، أحضَان لا تعرفُ معنى الاستسلام ولا تسكنُ في نُقطة الفشَل بل تتخطاها وتتحدَّى المُستحيلَ لأجل بسمَتي التي ستختلجُ صُدورهم وتعيدَ لهم الفرحة لقلوبهم التي هجرتها الضحكَة [بسببي أنا]… لكنني ومع الأسف وفي هذه اللحظة تحديدا ما عُدتُ أريدُ شُرب إكسيرِ العشقِ المُعتقِ بعد اليوم "لا" بل بتُّ أرغبُ بمسحِ أنةِ الغُبن التي تتسمُ بها نظراتُهم وهي تنطقُ شفقة وحرقة على مصابي ، لكن كيفَ الملاذُ من شُحِّ أحرفي التي نمَت على جُذور السَّواد ، لقد أحرقتُهم وأحرقتُ نفسي معهُم والاحتراق على جَمر الانتظار لعنَة لا يُمكن فكُّ طلاسمها بسُهولة ، إذ يتوجبُ حظرُ الأنا من الذاتِ هذا إن استطعت التملُّصَ من لسعةِ النيران المتأججة ،،، فرُبَّما قد حانَ أوانُ التذكُّر تذكُّر كلِّ همسة فرحٍ عشتُها رُفقتهم فإبان الوَداع عليَّ أن أخلي ذمتي من أكوامِ متاعبهم التي لن تهنأ طالما أنا بالقُرب أتنفس .."
يصعب جدا استيعاب كارثة مدمرة كتلك التي تعرضت لها ، يعني ولا واحد فينا يمكنه أن يهضم هذا الخبر بشكل بسيط أو على نحو سريع ،على العكس يترتب فهمها أولا وتقبلها ثانيا لتحين مرحلة احتوائها ومحاولة البحث عن حلول لعلاجها …لكن في حالتنا هذه فأعصابهم كانت مثل الحمم البركانية المتساقطة بشكل فوضوي بينهم ، حيث خرجتِ الأمور عن السيطرة ولم يعد هنالك مجال للملمة الوضع إلا بإذن صاحبته شخصيا …
بعد عدة دقائق من استيقاظ ميرنا المفجع ~ ~
الطبيب:-يا سادة يا سادة ما تفعلونه سيؤثر بنفسيتها الله يخليكم بعض الهدوء
ميار:- ابتعدي عن طريقي لأنني سأجعله يشبع هدوءا في قبره إن شاء الله
جوزيت(اعترضت طريقه وهي تحاول إمساكه عن الطبيب):- يا ربي ما بالك يا ميار قد فقدت عقلك ، اهمد رجاء
ميار(هدر فيها وهو يشير بيده):- وأنتِ ما شأنكِ فيني ابتعدي عن مرأى عيني الآن ، وأنت أقسم لك بعزة جلال الله ستجدني أمامك كاللعنة إن لم تقم بواجبك المهني يا فاااااشل
الطبيب(أمسكه كاظم بقوة وهو الآخر يشير دون رهبة لأنه أساسا لا يجهل موضعه):- سوف أرفع عليك قضية سب وشتم سأجعلك عبرة لمن لا يعتبر يا همجي
جوزيت(التفتت إليه):- أتوسل إليك أصمت يا حضرة الطبيب أنت لا تعرف مع من تتحاور أصلا لذلك لا …
كاظم(أمسكه من كتفه حين رمق نظرة ميار):-دوك ..غادر المنطقة قد أصبحت مليئة بالألغام
الطبيب(نظر إليهم):-أنتم ثلة مجانين وتلك المريضة بسببكم وصلت لذلك المكان ولن تشفى لأنكم أصلا داؤها الذي لا يزووول ، عن إذنكم أو بدون فأنتم لا تستحقونه
كاظم(أفلته وهو يزفر):- الله الله شوف ياااا هل حفظت جملتين في حصة التعبير النحوي كي تسردها علينا يا هذاا ،روح روح وإلا أنا من سيخرب بيتك ،،،هييه بست وين راح الحلو ؟
لورينا(امتصت شفتيها وهي تفك تكتيف يديها):- أين يا روحي أ…أنا معكم
كاظم(اقترب منها بخيلاء):- كنتِ بالمطعم هاه ؟
لورينا(بتوتر حاولت إمساك نفسها):-أجل متأكدة
كاظم:- تعلمين أن الرواق هذا به كاميرات مراقبة ؟
لورينا(جحظت عينيها وعفويا رفعت رأسها لتتفقد محل الكاميرات):- ومن أين سأعرف يعني ثم حتى لو كانت موجودة لماذا سيعني لي الأمر ؟
كاظم(بجدية أفزعتها):- أشم رائحة غدركِ يا بلورة وأتمنى أتمنى من صميم قلبي أن أكون مخطئا
لورينا(هربت منه وهي تقترب من الجانب الآخر):- خليني بهمي يااا كاظم افف …
وائل(بنفس الوقت كان يتجادل مع حكيم):- من قال لك ذلك إليك عنها لأنك تزيد من توترها
حكيم:- هل ستريني كيفية التعامل معها الآن أخبرني ؟
وائل:-أستغفر الله ألا ترى معي حالتها يعني إنها لا تجيب ولا تستجيب
حكيم(دفعه بيده وجلس قبالتها وهو يحاول تحريك يدها):-ميرنا أنظري إلي
ميرنا(رفعت عينيها الدامعتين إليه):- …لارد
حكيم(حاول إبعاد ميسون عن حضنها):- أفلتيها لطفا أنتِ تؤذي نفسكِ وتؤذينها معكِ
ميرنا(تمسكت بها وهي تعتصرها بحضنها وهزت رأسها برفض):-…
حكيم(تنهد بتعب وهو يرى حالة ميسون الباكية بحضنها):-أنتِ تعذبينها تعلمين ذلك ؟
ميرنا(رمشت وهي تطل على ميسون لتتيقن من جملته):-…لارد
حكيم(بتفكير):- أعطيكِ ورقة وقلم وتكتبين لي ما ترغبين به ممكن ؟
ميرنا(هنا جحظت عينيها وفتحت فاهها …°يا إلهي لقد أصبحت عالة الآن°):- …لارد
وائل(رفع حاجبه وهو يقرأ ملامحها):- حكيييم…أبعد ميسون عنها الآن
حكيم(انتبه لنظراتها المتلاشية):- آسف لم أقصد أن أ…ميرناااا ميرنااا
جوزيت(انتبهت لها):- ما بها الآن ؟
ميار(انتبه لميسون التي نزلت من حضنها):- غالبا بعض من جنون الاستيعاب سنترقبه بصمت
ميسون:- بابا حكيم لما ميرنا ترتجف ؟
حكيم(نظر لجوزيت):-اذهبي لعمتكِ فورا
جوزيت(أمسكتها من يدها ووضعتها خلف ظهرها):- حبيبتي لا تشغلي بالكِ متوقع هذا أصلا فلن تكون ميرنا إن لم تستعرض مأساتها في الشاشات السينمائية العريضة
ميار(حرك فكه وهو يضع مسدسه بجيبه):- لو تكفي عن كونكِ إنسانة فظة ربما قد تتمكنين من رؤية ما يؤلمنا يا هذه
جوزيت(تأففت وهي ترمق لورينا خلفه):- ما بال تلك الأفعى الصفراء ؟؟؟
ميرنا(دفعت يد وائل عنها وهي تهتز):-…ل…امم ا
وائل(انحنى القرفصاء وهو يمسح على وجهه):- شوفي ميرنا هذا الوضع مؤقت صدقيني يعني لو تتقبليه كما قال الطبيب وتساعدينا في استجماع الوضع قد نتمكن من …
ميرنا(وضعت يديها على أذنيها وهي تبكي ببكاء يفطر القلوب):- ….شهقات فحسب
حكيم(مسح على فمه بتعب وهو يستقيم):- أتريدين البقاء وحدكِ ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تهز رأسها:°ضاع صوتي لقد أصبحت عديمة النفع الآن ، كيف سأتحدث كيف سأنطق كيف سأشرح لهم وأفهم منهم ، كيف سأجيبهم وأتعامل معهم ههه لا أكيد هم يمزحون معي ،لا صوتي محله هاه سأجرب وسأسمعه من جديد°):-…أ..لأ ل…اهئئ
وائل(بعصبية):- كفي عن تكرار الأمر لأنكِ تؤلمين نفسكِ يا ميرناااااااا أنتِ لن تتحسني بهذا الشكل كفى كفى كفى
ميرنا(بجنون هزت رأسها):- ننن …امممئئ
حكيم(جحظ عينيه):- أجننت كي تصرخ فيها ؟؟؟؟
وائل(بقهر عليها):- لا أستطيع .. لا أستطيع تحمل تعذيبها لنفسها هكذاااا
ميار(اقترب بغضب):- لا والله على ملك الأحاسيس المؤثرة أصلا ما الذي تفعله هنا ،عائلة وسط بعضها وش حشر أنفك فينا … خذ عاهرتك وارحل
جوزيت(شهقت وهي تتصلب محلها من جملته الصادمة):- هئئ
ميار(صغر عينيه فيها بلؤم):- ما بال الصدمة معكِ جوزي ؟
وائل(رمق دموعها واقترب منه بعصبية ممسكا به من ياقته):-أنت أعفن رجل شاهدته في حياتي ، كيف تلقبها بهذاااا يا معتوووه ؟
ميار(دفعه عنه):-إياك وأن تتجاوز حدودك معي ثم أليست هذه هي الحقيقة ؟
وائل(بنفاذ صبر هم بضربه):- اخرس اخرسسسسس فحسب
حكيم(تنهد وهو يتقدم ليفك بينهما):- يكفي يكفي ما الذي تفعلانه منك له وأمامها ؟
جوزيت(انفجرت ببكاء ونظرت إليها):- أرجو أن تستمتعي بذلك المآل لأنكِ استحققته ميرناااا
ميرنا(عقدت حاجبيها من بين كل آلامها ستسمع وترى ما هو أعظم):-…لاد
ميسون(نظرت إليهم بتشتت وتوجهت إلى كاظم هربا):- عمو كاظم ممكن تحملني ؟
كاظم(أمسكها بحضنه وهو يرمق ذهاب جوزيت):- لأبعدكِ قليلا عن هنا بيبي
ميسون(دكت رأسها بحضنه):- إنهم يشعرونني بالنفور أريد أخذ ميرنا معي لكنني صغيرة
كاظم(تحرك بها):- سوف نقوم بذلك ذات مرة لا تقلقي،، لوري أنتِ أيضا رافقينا
لورينا(ابتلعت ريقها رعبا منه):- حسنا …
حكيم(انتبه لنزع ميرنا للمورد الغذائي):- ميرنااا ما الذي تفعليييينه ؟؟؟
ميرنا(دفعت يده وهي تزيله عنها بجنون لحظي لم تستطع تحمل نفسها بعد فلقد فاض كأس استيعابها وهي بموقف لا تحسد عليه الآن):- امم…ام
ميار(تبادل اللكمات هو ووائل ولكن توقفا حين ناظرا حالتها):- اهدئي حسنا لم يحدث شيء
وائل(لامه بعينيه):- كله بسببك أنت
ميار:- بل أنت
حكيم(صرخ بوجههما):- أخرجاااا معا كلاكما غادرا رجاااء
ميرنا(حاولت إبعاده عنها حين كان يحاول إمساك يدها):- اهئئئ
وائل(أشفق على حالها):- ميرنا آسف منكِ بحق
ميار(ندم لحظتها):- ما كان علينا أن نتعارك أمامكِ لكن وجوده مرفوض هنااا
ميرنا(رفعت رأسها باستجداء لحكيم):-°هل علي أن أصرخ ولكن أين الصوت الذي سأصرخ به لتفهموا أنني أود البقاء وحدي دعوني لو سمحتم لو سمحتم°…
حكيم(انتبه لاستكانتها وهي تشير بيدها للخارج):- تودين الخروج..تودين خروجنا نحن؟
ميرنا(بتعب ناظرتهم والدموع شلال من عينيها وقتها هزت رأسها إيجابا):- همم
وائل(ضرب على الجدار بعصبية):- …حسنا لكننا سنمكث بقرب الباب فهمتِ ؟
ميرنا(رمشت وهي تنظر إليه وانتبهت لجرح رأسه ووضعت يدها على جبينها تلقائيا):-أ..
وائل(همس قبل خروجه):- شيء بسيط أنتِ الأهم الآن..
ميار(عض شفتيه ووضع يديه على حافة سريرها):- ما زال يستفز هنا ويستعرض
حكيم:- غادر خلفه لأنك أصل الخصومة كيف تعايرها بتلك الطريقة المهينة ؟
ميار(شعر بوجع فور قول ذلك):- هل أخطأت أليست كذلك وكأن ذاك الطفل جاء من الفضاء ؟
حكيم(اقترب منه وأمسكه من ذراعه):- حبا بالله أتريد لهذه أن تموت ألا ترى أنك تكسرها بكلامك الجنوني هذا عن الأخرى وتذكرها بما حصل، ما بالك أين عقلك ؟
ميار(عقد حاجبيه ونظر إليها):-أعتقد بأنني بحاجة لمشروب عقلي ليس بمكانه
حكيم(أشار له كي يخرج):- وبوادر ذلك واضحة ما شاء الله
ميار(نظر إليه جديا):- سأكون بالجوار ..ميرنا تحسني بليييز
حكيم(مسح على جبينه وهو يزفر عميقا وأغلق الباب خلفه وراقب الممر حتى فرغ منهم):- بقينا سوية بالأخير
ميرنا(اضطجعت بألم على سريرها ونظرت جانبيا لملصق ظهرها):-…الصمت
حكيم(جر كرسيا وجلس جوارها):- لا تأخذي في بالكِ ما حصل هنا تعلمين أننا جماعة تراجيدية بامتياز ، وأحيانا نتجاوز الصدمات بطريقة هزلية مثلما حصل للتو ..
ميرنا(أغلقت عينيها بوهن):-…
حكيم(تنفس بعمق ونطق بصوت متحشرج):- أنا منكسر الآن..أشعر بأنني مشوش لا أعرف كيف أجعلكِ تتحسنين حتى أنكِ لا تثقين بي صح ؟
ميرنا(فتحتهما بدموع وجمعت قبضتها بحرقة):- °آه يا حكيم آآآآآه°
حكيم(أخرج هاتفه وأعطاه لها):- ممكن لو تكتبين لي بما تشعرين الآن لو كان لدي خاطر عندكِ ؟
ميرنا(نظرت للهاتف ورسمت ابتسامة ساخرة صاحبتها شهقة أليمة):-..هئئئ
حكيم(ربت على صدره مرتين):- أعرف أعرف أن هذا يكسركِ لكن لو لي في قلبكِ ذرة مشاعر أكتبي لي أتوسل إليكِ ميرنا ، حكيم يريد أن يطمئن عليكِ أمن الممكن أن تتجاوبي معي ؟
ميرنا(أمسكت الهاتف ونظرت إليه عميقا وفتحت جانب الرسائل وكتبت بشعور مدمر):-…°أريدكَ أن تحضر لي أمي ..هذا فحسب°
حكيم(ارتعش حين قرأ ذلك"أريدكَ" يااااه على الكلمة ياه):- حاضر سأجلبها لكِ على الفور لكن عديني أنكِ لن تتصرفي بسوء ، تعديني ميرنا ؟
ميرنا(هزت رأسها بأدب وهي تنظر إليه):- اممم…
نهض من محله وهو متردد ولكن رغبتها فوق أي شيء ، قبل جبينها ومسح على رأسها بدعم جعلها تجفل وهي تنظر جانبيا وتنتظر ذهابه بفارغ الصبر ، راقبته لحين مغادرته وابتلعت ريقها وهي تنظر لنفسها ،نزعت المورد الغذائي من يدها وحاولت النهوض لكنها شعرت بالدوار لذلك استندت على السرير بذراعها فالأخرى كانت تؤلمها ولهذا زحفت متمسكة بحافة السرير حتى وصلت للباب الزجاجي ورأت انعكاس صورتها فيها ..كانت تبدو شاحبة اللون كالأشباح المرعبة شعرها مجعد عيناها دامية وهنالك جروح على وجنتها وفكها نزولا لعنقها الذي رمقت فيه كدمة شاهدتها صبيحة ذلك اليوم، كدمة جمعتها بذكرى مؤلمة لن تمَّحي من عقلها بشكل سريع ،،تسارع زفراتها كان إعلانا للطوارئ وهذا ما جعلها تبكي وتبكي وتبكي بحرقة حتى انهارت تماما ووضعت يدها على كتفها وهي تنتف تلك الملصقات الطبية ،وتنزع عنها الضمادات دون تفكير لامست دماءها ورفعت يدها الملطخة لوجهها وهي ترتجف بخوف من أن تفتح فمها فتجد صوتها غائبا عن عمله اليومي..
لا أكيد هنالك شيء خاطئ هي لم تفقد صوتها لم تفقده لم تفقده، ظلت تصرخ بصوت مكتوم وهي تمسك على صدرها تحاول انتزاعه من محله أو حثه على مساعدتها في البحث عن صوتها المفقود ، لم تشعر إلا بالدنيا تدور حولها ومن شدة ارتباكها وعدم اتزانها تلك اللحظة نثرت الفوضى في المكان حين ضربت بعمود المورد تلك الآلات ونكشت السرير ونثرت دماءها في كل الزوايا دون أن تنتبه فأين العقل الذي سيستوعب أين ، حتى شعرها لم يسلم منها وخدشت وجهها بلا وعي حتى أدمت جانب حاجبها وشفتها فقد كانت ميرنا أخرى ميرنا بصفة امرأة محطمة…صدى صوت التوتر المرفق بتلك الآلات زاد من وتيرة عصبيتها المفرطة ولحظتها شعرت بالخواء في قدميها وكأن الدنيا تسحبها قسرا نحو بوتقتها السوداء ولذلك فضلت أن تنهي حياتها ولا أن تعيش بهذا الشكل البااااائس ، قبل أن ترفع عينيها لطاولة الأدوات الطبية بدأت عيناها تغمضان بشكل تلقائي ليملأهما الضباب وتسقط أرضا مغشياااا عليها فلقد أنهكت روحها المتعبة أصلا وانهيارها ذاك كان متوقعا ولذلك لم يكن عليهم تركهااا وحدها مهما حصل …
ولكن ذلك حدث رغما عنهم فتأخر حكيم مثلا لم يكن متعمدا فلقد وجد لورينا تحت رحمة أسئلة سماح التي لا ترحم لذلك لحق الموقف قبل تفاقمه ، وسرعان ما جرها من ذراعها وسلمها لداغر الذي أعادها للقصر قصد تسليمها لطلال الذي لن يجعلها تفلت من قبضته بعد الذي حصل ، وهذا ما أراح قلب حكيم قليلا فقد ضمن أنها لن تتفوه بحرف وعليه عاد ليحضر عواطف لابنتها كما طلبت منه ولكنه وجدها بحالة صعبة هي الأخرى وحولها الممرضات يحاولن إسعافها بغرفة مقابلة ، كل هذا كان تحت السيطرة لكن الخطر كمن في ابنته التي كانت جالسة جوار نبيلة وكاظم يحاول التملص بها لكنه ما فلح ، وهذا ما اضطره للتدخل تلك اللحظة لإنقاذ الموقف
حكيم:- ميسون..
ميسون(حاولت النطق لكن يد كاظم ربتت على كتفها):- أ…ب
كاظم:- أظنكِ جائعة يا صغيرتي دعينا نذهب للمطعم قليلا
نبيلة(نظرت للطفلة وأومأت برأسها لحكيم):-كلنا نتساءل يا حكيم طفلة من هذه ؟
حكيم(أغمض عينيه بدعم لميسون التي أطاعته ورافقت كاظم):- أيمكن أن تؤجلي هذا السؤال إذ علي أن أعود لميرنا الآن
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض وهي ترمقه بغضب):-لقد تهاونت في أداء واجباتي تجاهكم كجدة ، أمهاتكم فرطن فيكم أو لنقل تركن لكم المسؤولية ظنا منهم أنكم ند لها ..لكن ما أراه الآن مجرد تخبط ورعونة خارجة عن القوانين اللازمة …اثنان يتصرفان على هواهما يتزوجان ويطلقان وكأنهما في لعبة ، والأخرى تحمل من رجل غريب وبدون زواج حتى ، بينما الباقون أفضل ألا أتطرق إليهم لأن ضغطي سيرتفع
حكيم(زفر عميقا ووضع يده على كتفها واقترب برأسه من أذنها ليهمس):- إنها …طفلتي يا جدتي ها أنا قد أجبتكِ ولا تنتظري مني أي تفسير آخر لأنني لن أنطق بحرف ..عن إذنك
نبيلة(فتحت عينيها بشهقة وهي تتبعه بعينيها وهو يرحل):- طفلته ؟؟؟؟….ههه طالما هي طفلته إذن لما تشبه ميرنا بهذا القدر ولما نادتها بماما ، لا لا هنالك أمور أخرى خفية وعلي أن أعرفها لكنني سأصبر حتى الوقت المناسب …آه يا ربي طفلته طفلته راجية راجية والله راجية ههه علي أن أحضنها الآن أين ذهب بها ذلك الحائط …؟؟؟
نهال(خرجت من الغرفة وانتبهت لها):- جدتي إلى أين ؟
نبيلة(تحركت بلهفة لم تستطع كبتها):- عائدة عائدة خليكِ بالجوار
نهال(عادت وجلست بقرب مديحة):- جدتي مديحة كيف تشعرين الآن ؟
مديحة(كانت تضع يدها على رأسها والأخرى كانت تصب عليها كوثر بعض العطر):- كيف سأشعر أظنني في صندوق مغلق ألقي في أعماق البحر الملعون
نهال:- أنا حزينة جدا شوفي حالتنا عمتي فقدت صوتها ، نانا مغمى عليها ولا نعرف كيف ستتقبل الموقف بعد
مديحة(وضعت يدها على رأس نهال ودفعتها لحضنها):- كل شيء يحدث لحكمة وما علينا إلا أن ننتظر حكمة الله من هذه المصائب كلها ،والمؤمن عليه أن يكون صبورا يا صغيرتي هممم ؟
نهال:- الله معنا
كوثر(غمزت لها):- سنتجاوز كل هذا يا حبيبتي هوني عليكِ
سماح(تحركت صوبهم وهي تفرك يديها):- لا حول ولا قوة إلا بالله ما عدت أعرف ما الذي يحصل لنا كل واحد فيهم مصاب أو عليل الحمدلله أنني وأحفادي بخير
كوثر(كادت تنفجر من جملتها لكن يد مديحة استوقفتها):- ماذااا قلتِ ؟؟؟
مديحة(أغمضت عينيها وفتحتهما بشراسة):- سماح أهل البيت أكيد بحاجة لشخص كبير يلملم الوضع هناك … اذهبي أنتِ
سماح(وجدتها راحة لها):- أي لا يناسبني جو المستشفيات لذلك تركت لكم السلام
كوثر(جحظت عينيها من سماجة هذه المخلوقة):- كيف تطيقونها ؟؟؟
مديحة(بكره):- صدقيني إن قلت أنني أبلعها بصعوبة ، لكن سفيان سيقوم بتخليصنا من وجهها الشؤم ،أساسا منذ أن وطأت بيتنا ونحن في الحضيض الله يجيرنا من عينها المسمومة تفوه عليكِ يا بومة
نهال(كمشت عينها):- أليس عيبا أن نغتاب الآخرين خلف ظهرهم جدتي ؟
مديحة:- بنت انقلعي من وجهي وإلا انفجرت بوجهكِ الله الله حتى التنفيس عن روحي لا يقبل
كوثر(ربتت على يدها):- أعصابك خالتو مديحة لقد ذهبت
نور(تقدمت بشادي):- نهولة خذيه عني قليلا حبيبتي وداعبيه لقد أتعبني بنشاطه غير المعتاد في ظروفنا هذه كأنني أرى لا مبالاة ميرا متجلية فيه الآن
نهال:- حسنا ولكن عمتي سماح ذاهبة للبيت أفكر لو نرسله معها ما رأيكِ ؟
نور:-آه حقا إذن خذيه لها يا حبيبتي وها هي ذي حقيبته فوق الكرسي ، والله سأطمئن عليه لأنني لن أوليه الاهتمام المناسب هنا في ظل ما يحصل …
نهال(أخذت شادي عنها ورفعت الحقيبة على ظهرها):- طيب عمتي فورا فورا سأتصرف…
مديحة(زفرت عميقا ونظرت جانبيا لسير الأطباء الذين ركضوا صوب الممر):- كوثر ..نور ؟
نور(نظرت حيث تنظر مديحة):- أختي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كوثر(انتفضت من محلها):- ميرنااااا ؟؟؟
ركضن من فورهن صوب الممر حيث كان حكيم يتعارك مع أحد الممرضين الذي منعه من الدخول ،بينما كانوا يرفعون ميرنا من على الأرض ويعاينون حالتها الصحية لتزيد عصبيته لما جروا الستارة ومنعوا الزوار من رؤية ما يحدث بالدااااخل
حكيم(دفع عنه الممرضة وهو يشتم ويسب):- حسنا أتذكرك جيدااا وسأريك فيما بعد كيف تمنعني عنهااا أيها الأحمق …
مديحة(بلهفة):- حكيم حكيم ما بها ابنة عمك ؟؟؟؟
نور:- أختي يا حكيم هل حدث لها شيء ؟
كوثر(بدموع):- تكلم ؟
حكيم(ضرب بيده على الجدار بحرقة):- غفلت عنها قليلا لأحضر خالتي عواطف ولكنني تأخرت … ميرنا انهارت تماما وقامت بفتح قطب كتفها والفوضى بالداخل لا تحتمل لقد آذت نفسهاااا
نور(وضعت يديها على فمها):- توقعت أن أحدكم بالجوار وإلا لما كنت تزحزحت من هنا
حكيم(أشار بيده):- كلها دقيقتين وفعلت ما فعلت كأنها تعمدت إخراجي من هنا يا الله ،ما كان علي أن أصغي لها ما كان علي فعل ذلك
كوثر(ابتلعت ريقها):- الوضع خطير يعني أخبرنا ؟
حكيم(هز كتفيه بعدم معرفة):- لا أعرف
مديحة(ضربت على فخذها بفشل وجلست على الأرض):- لا لا يظهر لي أن هذا اليوم لن يمر على خير أكيد أكيد نحن في عين الخطر 24 ساعة على 24
كوثر(انحنت أرضا):- قومي معي خالتي سوف يتدبرون الأمر بالداخل سترين
مديحة(أشارت بإصبعها):- مطلقا لن أتحرك حتى أرى ابنة أختي بخير
نور(اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه):- حكيم ليس ذنبك إن ميرنا ..
حكيم(قاطعها بدموع متحجرة):- ميرنا فقدت صوتها وأنا أتفرج ، آذت نفسها لأنني غبت عنها دقيقتين لو بقيت لحصرتها في الزاوية ولم أترك لها متنفسا لتنهار
نور:- لا يمكنك ذلك إن ما يحدث أمر طبيعي ، حتى الطبيب أخبرنا بأن نستعد لثورتها فأي مريض في محلها لن يتقبل الأمر بسهولة
حكيم(تنهد بعمق):- مع ذلك الذنب ذنبي
نور:- لا تحمِّل نفسك ما لا طاقة لك به يا ابن عمي ، أنا واثقة أن أختي ستتجاوزها
حكيم(ابتلع ريقه وناظر دموعها المكومة وهز رأسه):- أنا أم أنتِ ؟
نور(تحرك فمها بغمغمة):- لا أدري
حكيم(دفعها لكتفه وضمها عميقا):- يكفي أن تبكي
نور(أطلقت السراح لعنان دموعها):- ميرنا هشة حتى لو كانت تتصرف بطيش وأحيانا تدعي القوة لكنها ضعيفة جدا جدا ، كيف ستتحمل فقدان صوتها وكيف سنتعامل معها لست أعرف
حكيم:- سنجد حلا لذلك اطمئني فقط لنتحكم في جنونها هذا وبعدها نحل كل شيء
نور:- أتمنى ..
ناريانا(انضمت إليهم بعيون دامية):- حكيم لحظة لو سمحت
حكيم(انتبه لحالتها وعقد حاجبيه بعد أن أفلت نور):- ماذا هنالك بعد؟
ناريانا(جرته من يده وهي تمصمص شفتيها):- حكيم إن إن جوزيت تتصرف بشكل غريب ولا أعرف كيف أتصرف ،أنت تعلم وضعها يعني ولو استمرت هكذا ستتعرض لنزيف آخر سيجعلها تفقد الجنين
حكيم(أغمض عينيه):- أين ميار ؟
ناريانا:- خرج لست أعرف ووائل اختفى فور مغادرته الممر هنا وأنا وحدي تركت معها نزار فحسب ليحاول تهدئتها قليلا
حكيم(أشار للجانب):- ميرنا انهارت وآذت نفسها
ناريانا(لم تفاجئ بالأمر):- ستكون بخير
حكيم:- عودي لجوزيت لحظات وألحق بكِ بعد قليل
ناريانا:- لا تتأخر
الطبيب(بعد برهة غادر):- جيد أننا لحقنا الوضع وسيطرنا عليه
مديحة(نهضت بلهفة):- يعني هي بخير أليس كذلك حضرة الطبيب ؟
الطبيب:- حقناها بمهدأ وستغفو طوال الساعات المقبلة هذا أفضل لها ، وإن شاء الله بعد استيقاظها ليلا ستكون بحال جيد / وبالنسبة لقطبها قمنا بالتصرف وأعدنا تضميد جراحها كما يجب فلا تقلقوا ويفضل أن تخلوا هذا الممر على الفور فوجودكم لن يفيد بشيء
نور:- افف الحمدلله يا رب فرحت الآن هيا خالتي مديحة ، كوثر رافقينا …حكيم ؟
حكيم(كان شاردا في صورتها الأخيرة التي رآها قبل أن يقفلوا الباب):- لما وضعتم الستار ؟
الطبيب(راقب ذهابهن):- سيبقى كذلك لأنكم لن تهمدوا وستودون البقاء هنا وهذا مخالف
حكيم(تنهد عميقا):- لكنني سأعود لأطمئن عليها بعد وقت بسيط لن أستطيع الابتعاد
الطبيب:- أيمكنني أن أعرف ما تقربكم هذه المريضة فكل واحد فيكم كان مستعدا لقتلي اليوم لأجلها ؟
حكيم(حرك فكه ونظر إليه بشبح ابتسامة):- حسنا تلك المرأة هي الهواء الذي نتنفسه
الطبيب(حرك رأسه بقلة حيلة):- تفضل يا سيد وربي يعينكم
حكيم(وضع يديه بجيوبه وتحرك قليلا ثم توقف):- أنا أنصرف لأجل سلامتها وليس لأنك طلبت مني ذلك فقط ليكن بحسبانك ؟
الطبيب(اندهش من رده):- على أساس كنت أظنك أعقلهم يعني
حكيم:- ما اسمك ؟
الطبيب(ابتسم وتحرك جواره):- فارس وأنت ؟
حكيم(صافحه):- حكيم الراجي
فارس:- لا أدري ولكنني أشفقت كثيرا على هذه الحالة ، والأكثر تأثرت بكم وبحالتكم حين علمتم بوضعها مع الأسف ليس كل ما نتمناه ندركه .. لدي أخت أيضا فقدت حاسة النطق وهي صغيرة ولكنها تأقلمت مع وضعها حتى شفيت منه تمام ، وهي الآن طبيبة في مؤسسة للبكم وقد ساهمت في علاج الكثير من الحالات ، يعني لو فكرتم في وضعها في مكان أمين أختي ستكون في الخدمة ؟
حكيم(خمن في الفكرة ولكنه هز رأسه):- لن ينفعنا ذلك لأننا لا نفكر بتشهير الأمر ، سوف تكون بمكان مغلق وسنوفر لها كل ما تحتاجه
فارس:- أحيانا مشاهدة المصابين لبعضهم وهم يتشاركون نفس الداء قد تحفز المريض للشفاء ، ، ، لكن لأكون صريحا معك بعد رؤيتي للانهيار الذي عاشته مريضتكم أخشى أنها لن تتقبل العلاج
حكيم(رمش بعينيه):- ولما خمنت هذا ؟
فارس:- مجرد حدس طبي لن نسبق الأحداث سننتظر المساء ونرى فذلك وقت استيقاظها ، المهم علي أن أرى بقية الحالات بالإذن سيد حكيم
حكيم:- شكرا لدعمك دكتور فارس واعذرنا لو بدر منا أي شيء وقح يعني …
فارس(ابتسم له بأريحية):- لا عليك
حكيم(حك جبينه وخرج أيضا ليلج غرفة عواطف فوجدهم بوجهه):- وصلتم
عواطف(بصوت مبحوح):- كيف هي ابنتي ؟
نور:-أخبرتكِ يا أمي أنها على خير ما يرام
عفاف:- سأستأذن لأرى بما يمكنني المساعدة نهال خليكِ هنا
نهال:- طيب ماما
مرام(بدموع مدت يديها له):- حكييييم
حكيم(انحنى القرفصاء وأمسك يديها):- لما تبكي جميلة الراجيين ؟
مرام(دفعت برقبته لوجهها وناظرت عيونه بعمق):- قل لي أن أختي ستتحسن لن يحدث لها مثلي لن تصبح عاجزة عن النطق ، قل لي أرجوك أرجوك حكيم ؟؟؟؟
حكيم(ضمها برفق ومسح على وجهها فيما بعد وهو يقرأ العذاب في عينيها):- أتعتقدين أنني نسيت أمركِ يا مرامي ، في ظل هذه الظروف والمشاكل أجلت الموضوع قليلا لأن نفسيتكِ أصلا بالحضيض والعملية تستحق جوا ملائما لها
مرام(تحركت شفتاها بوجع):- ا..اعتقدت أنك نسيته ؟
حكيم(قبل يديها وضمهما لصدره):- أأنسى شقيقتي الصغيرة مستحيل ، أنتِ مني يا صغيرتي وسوف تنجزينها مثلما وعدتكِ ما صدقت أخذت موافقتكِ ،..مازلتِ كذلك صح ؟
مرام(ابتلعت ريقها):- شوف …في البداية كنت أرفض وذلك بسبب مخاوفي لكن لكن سأنجزها لأجل أختي ميرنا لا أريدها أن تشعر بالمسئولية تجاهي خصوصا في وضعها هذا ..
جلنار:- أحقا لن تنطق إلا بعد فترة يا أخي ؟
حكيم(امتص شفتيه واستقام وهو يزفر):- العلم عند الله يا جماعة لست أعرف ..
غازي(بعصبية):- أساسا ربما كان كل هذا الحادث الذي تعرضت له من تحت رأسك ، أيمكنك أن تشرح لي ما الذي كانت تفعله زوجتك في الطرقات ليلا وهي بتلك الحالة الثملة ووسط الغرباء ؟؟؟
مديحة(بانفعال):- غازي نحن لا نعرف شيئا مما حصل لكن أكيد حكيم لديه تفسير للأمر ..
كوثر(نظرت إليه ومطت شفتيها):- ميرنا كانت معنا ببيت وصال
عواطف(بقلب مفطور):- ببيتها ولكن ما السبب هل التقيتم هناك أم ماذا أجيبوني أصبحت غريبة عن ابنتي اهئ أصبحت لا أعرفهااااا
مديحة(دعمتها بيدها):- اهدئي يا أختي سنفهم كل شيء
غازي(باحتدام):-أصلا ما زلنا ننتظر جوابك سيد حكيم هل لديك تفسير
كوثر(رمشت برهبة):- كله بسببي أنا من أحضرت المشر..
حكيم(نظر إليهم وطأطأ رأسه مقاطعا إياها):- أظن بأنه حان وقت معرفة كل شيء
مديحة:- كلكم تبدؤون بهذه الجملة ولكنكم لا تخبروننا بشيء ، تمام نحن نصغي جيدا فمن تلك الغريبة التي جاءت مع ابنتها التي تحمل مثل وحمتنا وأرادت الإفصاح عن أمر ما قبل استيقاظ ميرنا هاه أين تبخرت ؟
حكيم(بكره):- انسوا موضوع تلك المرأة نهائيااا
جلنار:- أية امرأة ماما ؟
نور:- افف قال لكم انسوه للموضوع يعني أقفلوه تمام ؟
عواطف:- لن نقفل أي شيء ستشرحون لنا ما نريد معرفته والآآآآآآآآن
نور:-أمي انفعالكِ هذا ليس بمصلحتك
مديحة:- ولكنكم تعاملوننا كالأطفال نحن يحق لنا معرفة ما يدور بحياتكم
حكيم:- حسنا حسنا تودون معرفة كل شيء إذن اسمعوا هذااااا …لقد
نور(قاطعته بلهفة):- لا تفعل يا حكيم لا تفعل …ليس الآن على الأقل
كوثر(صغرت عينيها وهي تتابعهم):- ما السر الذي تخفييييه أنت ؟
حكيم(حرك فكه بزفرة مميتة):- يا الله
غازي:- ههه أكيد مصيبة جديدة على تلك الملامح
حكيم(بغضب انقض عليه ممسكا إياه من ياقته فلم يعد بقادر على تحمله):-لما تكرهني لهذه الدرجة ألست أخوك يا هذااا ؟
غازي(دفعه عنه وكأنه وجد ضالته منذ عودته):- لست أخي أهذا ما ترغب بسماعه إذن اسمعه أنا لا أملك إخوة
مديحة(شهقت من خصامهم):- يا ربي يا ربي ما الذي يحصل ؟؟؟
حكيم(بعصبية نافذة):- دعيني نور ولا تمسكيني
نور(حاولت جره):- لا تجاريه رجااااء
عواطف:- نووووور إن لم تتحدثي أنتِ أو هو الآن فأكيد لن يحصل طيب
مديحة:-أجل أنا وأختي مصرتين على معرفة حقيقة ما تخفونه عنا
غازي(عدل ياقته):- هذا إن وجد الأخ مفرا لكذبة جديدة يلصقها بالظروف اللعينة وسلسلة الترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع
حكيم(نظر إليه بعدم تصديق):- أكاد لا أعرفك
غازي(بشراسة):- جيد جدا فقريبا ستصل لمرحلتي ألا وهي النكران التام
حكيم(ببؤس نظر إليهم):- يا خسارة على الدم الذي يسري بعروقك لقد اكتفيت منك ، وأنتم ليكن بعلمكم أنني كنت بصدد إخباركم لكن حادث ميرنا وقف عائقا أمامي …لقد انفصلنا
عواطف(نظرت لمديحة بجزع ونطقتا في آن الوقت):- طلقتها ؟؟؟؟؟؟؟؟
غازي(هز رأسه بعدم تصديق):- أكيد جننت ؟
حكيم(تحرك بمرارة ونظر لنور):- أصلا لا أحد يعنيه الأمر لأنه خاص بي وبها فحسب فلا تتدخلوا مفهووم ؟
مديحة(بعصبية):- ما المفهوم من غيره يااااا ولد كيف تطلقها أكان ذلك بسبب …بسبب تلك الطفلة التي كانت هنا هي وأمها يا ويلي
عواطف(تفتفت بكلمات غير مرتبة):- هل هل هي ابنتك وتلك عشيقتك أم ماذااااااااا ؟
جلنار:- اهدأن لو سمحتن أكيد حكيم لديه تفسير للموضوع
مرام:- أجل أجل فهو يعشق ميرنا ولن يفرط فيهاااا
نهال(فركت يديها وهي تتابع ببكاء):- عمتي
كوثر(هزت رأسها بعدم فهم):- أيعني أن ما حصل البارحة كان لأجل هذا السبب ؟
حكيم:- هه..أكيد كلكم لن تستوعبوا شيئا مما حصل لكنني سأكتفي بالصمت الآن لا مزاج لي بالدخول في متاهة صدماتكم
غازي:- لن تبرح محلك حتى تشرح ما حصل لأنه يحق لهم معرفة أسباب هذا الطلاق
حكيم(وقف مجابها له):- أحقا ستهتم الآن يا شقيقي العزيز ، عذرا كأنك أنكرت أخوتنا قبل بضع ثوان ؟
غازي(جمع قبضته بغضب):- لا تجبرني على القيام بشيء لست أحبذه
حكيم(نظر ليده وابتسم بمرارة):- لن أستغرب شيئا منك لأنك لم تعد شقيقي
جلنار:- غازي أخي لا تجن ولا تقلل من احترام أخونا
مرام(دفعت نفسها إليه):- حكيم لا تحزن ..
حكيم(نظر إليها بانكسار):- عادي جدا فالحزن هو شريكي الثاني في هذه الحياة
نور:- أمي خالتي لا تبدآ أنتما أيضا نحن نعرف بأمر الطلاق منذ مدة ..ثم ميرنا لم تعترض بل كان اتفاقيا بينهما مثلما كان صوريا من البداية
مديحة(جلست بفشل):-زواج صوري يعني كنتم تمثلون علينا من البداية ؟؟؟؟؟
عواطف(زورتها بشراسة):- كلكم كنتم تعرفون بينما نحن نعيش كالبعير في ذلك البيت ، وهذا ما جعلكم تتصرفون على أهوائكم دون أن تأخذوا اعتبارا لمقام أي منااااا
كوثر(بأسى):-كيف لم تفصح لي ميرنا عن هذاااا ؟
نور:- أكيد أخبرتكِ بطريقة مختلفة ولكنكِ لم تستوعبي
مديحة:- عواطف أختي من هؤلاء الأولاد أكيد أكيد ليسوا من ملتنا ههه لا لا أكيد هم من دنيا أخرى ،ما هذا الكذب ما هذا الافتراء ما هذا الوبااااااال ؟
جلنار(ركضت إليها):- أمي أمي لا تنهاري طالما كانا متفقين على هذا إذن هما راشدين لاتخاذ قرار كهذا
مديحة(ضربت على يد الكرسي):- وماذا عن استغبائناااا ماذا عن الكذب الذي مارسوه تحت سقف بيتنا ، كيف كنتما تنامان بغرفة واحدة بالمناسبة ، كيف كانت تقطن معك بقصرك هل هل حدث بينكما شيء في الحراااام ؟
عواطف(نظرت إليه بعيون مصعوقة):- …حكيم؟؟؟
حكيم(هز رأسه وقد غالبه الضحك من فرط البؤس لحظتها من جملتهما):- ههه
نور(هدرت فيهم):- كيف تتفوهان بهذا العبط منكِ لها أمي هل جننتما ، وتسألان وكأنكما لا تعرفان ميرنا أو حكيم يااااا الله منكم أكيد ضربت الصدمة إعدادات العقل لديكم، حكيم لا تأخذ ببالك والله نساء الراجية تعرفهن ناقصات عقل يعني
عواطف(فكت انعقاد حاجبيها ورفعت الغطاء عنها):-أين وائل رشواااان ؟
حكيم(فتح فمه بصدمة من طلبها):- و..ماذا تريدين منه ؟
عواطف(أبعدت عنها الغطاء واستقامت):- لا شأن لك وتأكد أنني لن أسمح لك بالتدخل في حياة ابنتي بعد اللحظة يكفيها ما حصل لها من تحت رأسك حتى اليوم
مديحة(انتفضت بغضب):- الأفضل ألا تفلتي لسانكِ بما لا تتحملين عواقبه يا عواطف ، ما ذنب ابني إن كانت ابنتكِ أصلا لا ترغب بهذا الزواج…والبيت كله كان يعرف ذلك لكنه فضل الصمت لكي تسير القافلة ..أنا على يقين تام أنها المذنبة في هذا كله
عواطف(لبست حذاءها بوهن):- اسمعيني جيدا مديحة لن أجعله يقربها بعد اليوم ..لكنني لن أكون أنانية لتلك الدرجة ليبقى قدر ما يشاء ريثما تستعيد ابنتي عافيتها وبعدها لكل مقام مقال
مديحة:- ما قصدكِ يعني هل ابني أصبح عائقا هنا ، هل ستفضلين الرشواني عليه الآن …أجل أجل هيا أظهري نواياكِ التي كنتِ تكتمينها فمنذ البداية وأنتِ تريدين لهذا الزواج أن يخرب ولن أستغرب إن كنتِ أصلا متفقة معها
عواطف(فتحت فمها):- أناااا أتفق معها لأجل تخريب بيتها ؟
مديحة(بهزل):- عن أي بيت تتحدثين بالله عليكِ أكانت تلك أصلا كنة تملأ العين ؟
حكيم(صرخ فيهما لحظتها):- يكفييييييييييييييي … إياكما وأن تخطئا في ميرنا ولو بحرف حتى لو كانت ابنتكما فهي عندي أغلى ، ثم هل ستتخاصمان على أمر تم منذ ما يقارب الشهرين ، أجل هكذااا حدث ذلك بعد حادثتي مباشرة وكان كله كذبة مجرد كذبة
نبيلة(فتحت الباب بعد أن أصغت جيدا لخصومتهما):- خسئتما منكِ لها يا خسارة تربيتي فيكما ، هل تتخاصم الأختان هكذا وبسبب رعونة أولاد طائشة ..حسنا فهمنا لقد أخطآ ولكن هل سنزيد الطين بلة بمشاحنتكما أم سنلملم الموضوع بمنطقية ؟
عواطف(تحركت بإباء):- عن نفسي لن أتنازل عن أي حرف
مديحة(أدارت ظهرها بعنفوان أيضا):- ولا أنا سأجعلها تمسح بكرامة ابني الأرض
حكيم(تحرك وهو يهز رأسه بفشل):- العتب على الغبي الذي يحاول محادثة الصخر هنا
نور:- تمهل يا حكيم حكيم ..اففف هل ارتحتما الآن ؟
غازي(اتكأ على الجدار بعد ذهاب أخيه):- ويسألونني لما لا أطيقه أرأيتم كيف يتصرف؟
جلنار:- غازي مش وقتك صدقا
غازي:- غازي راحل أصلا اعتبروني وكأنني لم أعد مطلقا
نهال:- عمتو متى نعود لأيام بهجتنا أصبحت أشعر بالغربة
مرام(أمسكت يد نهال التي اتكأت عليها):- لا تقلقي حبوبتي سوف نسترجع كل تلك الأيام
نبيلة:- مرام ونهال وجلنار ثلاثتكم غادروا الغرفة
جلنار(همت بدفع كرسي مرام):- طيب جدتي ..
كوثر:-وأنا لأخرج سوف أحاول إيجاد إياد ليساعدني على استيعاب ماهيتي
نور(أغلقت خلفهم الباب):- وأنا يا بلبلة هل أخرج…. هاه سكتتِ يعني الصمت علامة الرضا لأتخذ كرسيا إذن
نبيلة(نظرت إليهما بغضب):- اسمعاني جيدا منكِ لها ، هناك بعض الأسرار يفضل أن تبقى قيد الكتمان كي تمضي قافلة الحياة ، ليس ضروريا أن تعرفا كل شيء ثم حكيم وميرنا راشدين كفاية ليتخذا قراراتهما بأنفسهما ،..عدا عن ذلك تورطهما في تلك المافيا كان السبب الرئيسي خلف هذا الزواج يعني لو لم يتم ربما كنا نتحسر على قبرهما الآن من يدري
مديحة(طبطبت على صدرها):- الله الله ألف لا بأس على ابني
عواطف(برعب على فلذة كبدها):- الحمدلله على سلامة ابنتي
نبيلة(جلست مقابلهما وهي تنظر إليهما):- ابني وابنتي رائع جدا يعني اتخذتما جبهتين الآن ، أنسيتما أن أولئك الأولاد ترعرعوا على أيديكما يعني لم نعش يوما حكاية أولادي أو أولادك ما الذي حدث أين أنتما من هذاااا ؟
عواطف:- لن أقف مكتوفة الأيدي أمي هذه حياة ابنتي لقد وصمت الآن باسم مطلقة وكأنه في بيتنا لا يكفي مطلقات يعني …أغلب بناتنا الآن صرن كذلك ماذا تتوقعين مني ؟
نور:؛- ها هي ذي ستخطئ في ملتي شوفي يختي يا عواطف أنا راضية بمصابي منذ عهد مضى ، يعني لا تعمليني قصة كي تعلقي عليها الخيبات الجديدة ماشي ؟
عواطف(لم توليها اهتماما فهي ستكسر عزمها لا محالة):- قلت كلمتي
مديحة:-وأنا أصلا لم أكن مرتاحة لهذا الزواج يكفينا ما حصل حتى اليوم ، أكيد سأزوج ابني بمن تستحقه وتجعله تاجا فوق رأسها وليس فتاة طائشة لا تعرف حتى ما تريده
عواطف(بدموع):- الآن هكذا صارت ميرنا بعيونك إذن غادري المشفى فورا
مديحة(بدموع أيضا):- تطردينني عواطف ؟
عواطف:- أجل أطردكِ وإن لم تذهبي أقسم بأنني لن أطأ ذلك البيت
نبيلة:- صفقي يا نور نيابة عني فاليوم نشهد هذا المشهد لأول مرة في حياتنا صح ؟
نور:- أمي خالتي أنتما لم تتخاصما قط يعني ..هل ستجعلان من هذا الأمر حاجزا بينكما ؟
عواطف(تحرك فكها بغمغمة):- إن كنت قد كتمت في جوفي هذا الحديث فسأخبركِ به الآن أختي ، لم أكن يوما راضية على هذا الزواج وقد رفضته بداية ولكنني طاوعت الأولاد لأنني أردت سعادة ابنتي فحسب ،لكن ومنذ زواجها به ونفسيتها في الحضيض وأكيد لن يخفى عنكِ أمر كهذا
مديحة(بوجع):- ع أساس أن الفرحة كانت مرتسمة على وجه ابني طوال الوقت ، شوفي عواطف ابنتكِ قد عذبته كثيرا بفصولها التي لا تنتهي وطالما قد انفصلا إذن سوف نحمد الله على ذلك لأنهما اتخذا القرار الصائب أكيد
عواطف(تململت):- وهذا ما أحاول قوله من الأول …دعيني أمر يا نور ؟
نور(نظرت لجدتها):- جدتي هاتين تعاركتا جديا يعني شاهدة ؟
نبيلة(زورتهما بطرف عين):- وهذا ما يحزنني ..
عواطف(تحركت صوب الباب):-معذرة أمي ولكن الفتاة الراقدة بالداخل تكون ابنتي وواجبي يحتم علي أن أفتش عن مصلحتها ، حتى لو كانت بين أكف الغريب
مديحة(حركت فكها بتعفف):- الحمدلله الذي فتح لابني عينيه وفعلا ضاقت نفسي هنا سأكون بالبيت
عواطف(فتحت الباب ونظرت إليها بعنفوان):- جيد فتخفيف الأرجاء من مصلحتنا أكيد
نور:- أمي لا تتمادي ؟؟؟؟
مديحة(امتصت شفتيها بحرقة وهي تجمع دموعها):-أراكم بالبيت …
مرت كالبرق بجوار شقيقتها التي رفعت ذقنها بحدة ، فهي لن تتراجع على ما قالته مطلقا والأخيرة راجية عنيدة مثلها يعني لن تتزحزح هي الأخرى عن وجهة نظرها ، افترقتا وكل ذهبت في طريق وبقيت نبيلة تناظر الفراغ وهي تفكر في هؤلاء الأولاد اللذين جعلوا من الأختين عدوتين فما الحل لتصحيح هذا الأمر كيف ؟؟؟؟
نور(عانقت جدتها من الخلف):- بلبلة ؟
نبيلة(تنهدت عميقا):- يعني مر على هذا الرأس مصائب بعدد شعره وهذا يعتبر لا شيء
نور:- كأنني ألمح ابتسامة شقية هنا ؟
نبيلة(جذبتها من أذنها):-كنتِ تعلمين بأمر الصغيرة ولم تخبري جدتكِ هاه ؟
نور:-أي يا جدتي أنا كبيرة على شد الأذن احح هه ثم بذمتك أليست جميلة ؟
نبيلة(بحب):- إنها جوهرة لقد دخلت قلبي ياااه والله عشت لأرى ابنة حفيدي أحمدك يا رب
نور(قبلت جبينها):- وسترين أولادها حتى فهل نملك مليون نبيلة هي واحدة راجية اكتسحت الأجيال ههه
نبيلة:- لكن كيف لم يخبرنا بأمرها وهل هي طفلة غير شرعية تعلمين أنه عليه التزوج من أمها ،آخ جيد أنني ضبطت نفسي وإلا كانت قامت قيامتهما أكثر مما حصل قبل قليل إذا ما عرفتا بأن ميسون ابنة حكيم من امرأة أخرى
نور:- هوووه أمي سوف تنسب الطلاق لهذا السر الذي انكشف فجأة مؤكد يعني ، لكن جدتي تعلمين أن لا أحد عليه معرفة الأمر لأن حكيم يخفيها عن الخطر بشكل لا يتصوره عقلك
نبيلة:- طبعا أليست طفلته ..ثم هنالك ما يشغل بالي ما سر شبهها بأختكِ ميرنا ؟
نور:- إلى هنا وما عندي معلومات والله ..
نبيلة:- لا بأس أكيد الأيام خير كاشف للأسرار ، كنت أقول لو تبعثين نهال والبنات للبيت بقاؤهن هنا لا جدوى منه ماشي ؟
نور:- حسنا سأفعل دعيني أتفقدهن بداية
نبيلة(استقامت بعصاها):- وأنا لأرى ما يدور بالرواق الآخر
نور(فتحت الباب):-الشعلة ابنة مختار بدورها لا تهمد
نبيلة:- طبيعي فعرق الراجيين بركان متأجج على مدار الساعة ...

بأحد الأروقة
كانت تسير جيئة وذهابا وهي تحك جبينها بينما كانت تتناول بسكويتا بنهم ، كلما قضمت منه قضمة بكت قليلا لتتابع هضمه بشكل سليم ، تعبت قليلا لذلك اتكأت على الجدار وجلست على حافة النافذة وهنا انفجرت ببكاء مرير جعلها تسقط البسكويت من يدها …
جوزيت:- هيا أسقط أنت أيضا مثلما سقطت كرامتي اهئ لما يهينني أيفعل هذا لأنني حاولت الحفاظ على ابنه ، لو كان محلي هل كنت سأجرحه هكذاااا ؟؟…حسنا كنت لأقطع لسانه قبل أي شيء وأبتر أجزاء جسمه واحدة بواحدة وعلى مهل لكي أعذبه أطول فترة ممكنة ، أجل يستحيل أن أغفر له همم
الممرض(التقط بسكويتها):- تفضلي
جوزيت(رفعت رأسها بثقل ولم ترقب ملامحه بدقة بل سمرتها في سترته البيضاء):- شكرا
الممرض:- هناك طريقة للتخلص من مواجعنا وهي تمتثل في التحدث والفضفضة ، لقد أتانا طبيب نفسي جديد وهو مختص في الحالات النفسية المستعصية وأرى أن تزوريه سيدتي
جوزيت(حركت لسانها بداخل فمها وهي ترفع رأسها إليه بتشتت لتفرك عينيها):- هل شكوت لك حالي ، هل أنت من بقية أهلي ، هل تعرفني ؟
الممرض:- كانت مجرد نصيحة
جوزيت:- احتفظ بنصيحتك لأهلك أغرب عني لو سمحت لست في مزاج جيد للمجاملة
الممرض(أخرج بطاقة):- هنا ستجدين ضالتكِ عن إذنك
حكيم(أتى من الرواق):- جوووزيت
جوزيت(أوقعت بطاقة الأرقام وركضت إليه وقتها تبخر الممرض):- حكييييم أرأيت يا حكيم كيف أهانني هل أنا عاهرة بنظره ، كيف يجرؤ كيف يجرؤ ذلك المعتوه المستبد ذلك الكتلة العصبية التي لا تستحق اكتراثا ولكن قلبي الأحمق متعلق به
حكيم:- جوزيت لم أعد أستوعب من تصرفاتكم أي شيء ، من خان يا ابنتي أنتِ ووائل وهنالك طفل بأحشائكِ يعني الموضوع غسلنا عليه أيدينا فاقتنعي وكفي عن الترهات
جوزيت(أنت لا تعلم شيئا لا تعلم شيئا ):- لما مزاجك معكر ؟
حكيم:- ولا شيء فقط أمي وخالتي أصبحتا الآن جبهتين معارضتين ، أتصدقين خالتي نبذتني بصريح العبارة ولم تكتم هذا حتى بل نسبت لي كل الأمور البشعة التي وقعت لميرنا
جوزيت:- مصيرها ستفهم أنك غير مذنب في شيء بل الذنب كل الذنب يقع على عاتق ابنتها هي كله بسببها
حكيم:- أتنسبين غلطكِ لها أيضا ، جوزيت كلنا نعرف أنكِ من كسرتِ القاعدة وحطمتِ الجسر بينكِ وبين ميار فلا تعلقي عليها الآن خطيئتكِ التي نسفت كل شيء
جوزيت(ابتعدت بحرقة):- أصلا أصلا من أحادث أنا ولمن أشكو لعقل مغلف بأغطية وستائر ميرناتية ، ليتوزع أثاثها في كل بقاع مخه وتزين أرجاءه بحضورها الفواح مع الكثير من الأراضي المكتوبة باسمها في كل شق من شقوق رأسك ، ناهيك عن القلب فهذا قد كتب على بابه مستعمرة ميرنا الأزلية …. افف حكيم لقد بالغت ولكن أنا امرأة حامل وجائعة ومتعبة وأريد أن أنام وبدأت أهلوس فما الذي تريده مني ؟؟؟؟؟؟
حكيم(أحنى كتفيه):- جئت لأراكِ
جوزيت(ضحكت بدموع واتكأت على الجدار):- حقا وهل سمحت لك الأميرة بهذا يعني لثوان معدودة على الأقل ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- ميرنا انهارت قبل قليل وقد آذت نفسها يعني كما توقع الطبيب قد حصل
جوزيت(تلون وجهها بالقلق لكن سرعان ما استعادت عصبيتها):- جيد لأنني بسببها صرت أتعرض للتجريح كل لحظة
حكيم(تحرك موليا ظهره):- حين تستعيدي نفسكِ يمكننا التحدث عن إذنك
جوزيت(عضعضت شفتيها):- اذهب اذهب يا روحي أساسا ماذا كنت سأتوقع غير هذاااا ، اهئ أين ذهبت ناريانا وتركتني هنا أغلي اففف ؟؟؟
كانت هي الأخرى في وبال آخر عاند ليجلطها ^^
نادر:- أنا راحل يا ناريانا لدي طائرة بعد ساعة ولم أنم طوال الليل فرجاء لا تجعليني أثور بوجهكِ بشكل لن تحبيه
ناريانا(كتفت يديها بدموع وهي ترمق باقي السيارات في الموقف):- يعني لو لم أرك بالصدفة ما كنت ستودعني حتى ؟
نادر:- أودعكِ هه …ولما لا أفعل الآتي لأصطحبكِ معي وأضعكِ بمقطورتي الخاصة لتلتقطي سيلفي جوي من على ذلك الارتفاع ؟
ناريانا:- على الأقل توقف عن تجريحي لما أصبحت لئيما هكذا ، أكنت أنا من أفطر مع مراهقة في المقهى متجاوزة إياك ؟
نادر:- هيا تابعي تسليط الضوء وإلقاء اللوم على طفلة
ناريانا:- ليست طفلة ونظراتها صوبك لم تكن بعادية يا نادر أنا أعرف
نادر:- ههه إذن دعيني أخبركِ أنها صديقة غالية على قلبي ولن أفرط فيها ، لأن حضرتكِ تغارين من أوهامك القابعة في رأسك ولأضيف آخر جملة عودي للداخل وجدي حضنا تواسيه فتلك عادتكِ من عهد روما
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما وهي تستوعب جملته أحضااااان):- أتقصد أنك رأيتني وأنا أعانق حكيم ؟
نادر(أغلق باب السيارة بعصبية وكتف يديه):- ذلك لا يعني لي شيئا عانقي حتى ناطور الحي لن أهتم بعد اليوم
ناريانا(غالبتها الضحكة):- أتغار علي ؟
نادر(بعصبية):- لست أغار ولما سأغار يا بعدي يعني ثم ثم تلك عادتكِ أصلا يوم عرفتكِ وجدتكِ بأحضان الغرباء تتمرغين
ناريانا(ابتلعت ضحكتها):- حسنا قد بدأت تؤلمني بكلامك الآن
نادر(مسح على جبينه بتعب):- اسمعيني دعيني أذهب لألحق عملي وأقلع بالشعب ، وحين أعود مساء لنا حديث
ناريانا:- توعدني ؟
نادر(أغمض عينيه وفتحهما لينظر لشعرها الذهبي وهو يتدلى خلفها مع الرياح في ثورة ترافق صاحبته):- آه يا ناري كفي عن التأثير بي ودعيني أمضي في حال سبيلي
ناريانا(تراجعت بحزن):- أوك خذ راحتك تفضل
نادر(رمق امتقاع وجهها وقد كادت تبكي لذلك تراجع):- الآن لما الدموع ؟
ناريانا(انفجرت ببكاء):- أنت لئيم جدا معي لما لا تواجهني بدلا من أن تعذبني ، لما لم تخبرني أنك تتضايق من احتكاكي بالآخرين والله أنا أفعل ذلك من محبة أخوية فأنت الرجل الذي أحبه وأريده ..ولكن يظهر لي أنه لديك من هم أهم مني ؟
نادر:- من قصدكِ يعني ؟
ناريانا(أشارت خلفه وأدارت ظهرها):- رحلة موفقة نادر
نهال(ربتت على كتفه):- نااادر أنت ذاهب ؟
نادر:- أهلا نهال .. أجل لدي طائرة الآن هل أستأذن منكِ يا شقية ؟
نهال:- اممم أردت فقط أن ألقي عليك السلام نحن أيضا ذاهبات للبيت كوثر ستقلنا
نادر:- حسنا نلتقي
نهال(رمقت وقوف ناريانا على جنب):- ما بها طويلة الشعر هل تبكي لرحيلك أم ماذا ؟
ناريانا(سمعتها وزمت شفتيها):- وهل هذا من شأنكِ يعني ؟
نهال(أطلت عليها وهي تتكئ على كتفه):- ولو يا عمري شأن الربان من شأني
نادر(لاحظ استشاطة ناريانا):- أ..لما لا نتوقف عن إشعال النار أراكِ لاحقا نهال
نهال(ودعته وهي تلوح لها):- عن إذنك ندور ألقاك فيما بعد ورحلة سعيدة
ناريانا(نظرت إليه وهو يلاحقها بعينيه حتى ذهبت):- أصدقت كلامي إنها تتعمد إهانتي ؟
نادر:- حسنا أنتِ تبالغين تلك ليست من عادات نهال
ناريانا(بألم):- ليست من عاداتها يعني تعرفها جيدا حتى تفهم تصرفاتها ، بينما أنا أكون العجوز الشمطاء جيد جدا جعلتني أعرف مقامي وداعا
نادر(زفر بحنق ولحقها ممسكا بذراعها حتى استوقفها):- لما تفعلين كل هذاااا الآن ؟
ناريانا(بدموع لامست وجنته بيدها):- لأنني أحبك
نادر(تنهد بتعب):- تعلمين موقفي من هذا الأمر لقد كنت صريحا معكِ من البداية ، مشاعري ليست ملكا لي في هذا الوقت يعني أريد أن أحبكِ على سجيتي وليس رغما عني لكي لا تشعري بأنني أنقص من تلك الأحاسيس
ناريانا:- أنا لم أستعجل ولكن لا تلمني إن شعرت بالغيرة عليك ، كما أنك تشعر بالمثل ولكنك تماطل وكأنك تخشى من المسئولية أو الارتباط ..تمام أنا أتفهم هذا ولا أطلب منك سوى أن تكون بجواري وتثق بي فليس كل رجل أعانقه يعني أنني أعشقه لأنك من سرق قلبي مني
نادر(مسح دموعها بأصابعه):- دموعكِ تؤلمني حين تذرفينها ، ثم أخبريني يا بنت هل لديكن مخزون يومي منها حتى لو بكيتن اليوم بطوله تجدن المزيد
ناريانا:- هههه تلك خاصية النساء
نادر(عضعض شفتيه وانحنى لخدها مقبلا إياها بعد لحظة تأمل):- اعتني بنفسك
ناريانا(احمرت خجلا من قبلته الغير متوقعة ولامست خدها):- ح..حاضر وأنت كذلك
ابتعد عنها ملوحا بينما دلفت هي للمشفى بعدها توجه لسيارته وما إن انطلق بها حتى مرت به سيارة كوثر وبجانبها نهال التي رمقته بدموع استطاع أن يراها بشكل مباشر ، وقتها تحرك ببطء بينما ظلت عيون نهال تلاحقه حتى اختفت من المدار
نادر(باستغراب):- ما بال نهال يا ترى تصرفاتها جدا غريبة ؟؟؟
كوثر:- بنت هللو ماذا هناك ؟
نهال(مسحت عينيها):- ولا شيء دخل غبار لعيني فحسب
مرام(جمعت شعرها فوق):- أكاد لا أصدق أن حكيم طلق أختي لقد كان يحبها
جلنار:- وما زال يا بنتي ما زال يعشقها لكن هل العشق يتوقف بالانفصال يعني ؟
كوثر(تقود بهم):- شوفو بيني بينكم ذلك الزواج كان غلطة من البداية وتم تصحيحها وقلبي كان يحسسني أن زواجهم مجرد لعبة صورية وطلع حدسي بمحله
مرام:- ولكن هذا مؤلم بالنسبة له فحتى أختي موقنة من أن عشقها لوائل يملأها حتى النخاع
كوثر:- هاه شفتِ هذه هي العلاقة السليمة ما بينها وبين وائل ، لكن اعذرنني أخوكم أراد أن يكتسح عالما قد بنته لنفسها مع غيره وهذا ما يجعل الفشل عنوانا لمحاولته
جلنار:- أخي المسكين يا كبدي عليه
نهال:- أظن أن الحب لا وجود له هو مجرد هرااااء
مرام(رفعت حاجبها بتلاعب):- حقا يا بنت أخي ؟؟؟؟
نهال(استدارت إليهم):- حقا حقا عمتي أنا مقتنعة بهذا فالإنسان عليه أن يعشق بعقله لا قلبه ،لأن هذا الأخير سيؤلمه في صميمه دونما شك
جلنار(تقدمت بجدعها لتطل من الوسط على نهال):- ويلي على الفتاة الجامعية هل أنتِ عاشقة يخرب بيتكم كلكم عشقتم وتركتموني دون حبيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرام:- ههه ها هي ذي ستبدأ
كوثر:- ههه حسنا حبي في عرسي سأجعل أصدقاء زياد كلهم في صفحتكِ الشخصية واختاري من تريدين ، هاه كلهم مناصب جلنار حبيبتي
جلنار:- أي أموت في الرجال أنا حسنا سأختار من يميل له قلبي ، لكن ….ليت ميرنا تصبح بخير وقتها لنفرح كلنا بعد سلسلة من الكوارث المتعبة
مرام(بحزن):- نتمنى أن تشفى قبل الزفاف من يدري
كوثر:- صدقا حزينة لأجلها صديقتي حبيبتي لكنني واثقة منها أعرفها قوية وستتجاوزها
نهال:- الله يشفيها
كوثر(انتبهت لاتصال إياد وربطته بالمكبر):- إيادو أخيرا تكرمت ورددت علينا لقد اتصلت بك كثيرا أين أنت ؟
إياد:- أ..أين أنتِ أولا ؟
كوثر:- في طريقي لبيت الراجي ومعي البنات خيرا ؟
إياد:- أوك أنا أيضا في طريقي إلى هناك وأحتاج لتواجدكِ أيضا
كوثر:- طيب أملك ساعة قبل ذهابي للعمل لقد أكثرت من التأخير لأنهي بعض الأعمال وأعود مساء للمشفى كي أرى ميرنا
إياد:- طيب ألقاكِ هناك ، مهلا يعني نور والبقية بقوا في المشفى صح ؟
كوثر:- لاء خالتي مديحة ذهبت للبيت ياااه لم أحكي لك لقد تخاصمت هي وخالتو عواطف بسبب طلاق ميرنا وحكيم لقد عرفوا
إياد:- أوووف حقا أخبرهم لقد كنا نتوقع هذا يا كوثر
كوثر:- أنا من توقعت معرفتك دونا عنا أنا ووصال لقد نبذتمانا من حياتكما بشكل ماسخ لا يطاق ،عموما سأخبر صبي القهوة وأجعلها تقضم أذنك فقط لتعود من الداخلية فهي اليوم ستتسلم أوراق عملها رسميا
إياد:- طيب طيب ننهي هذا الحديث لاحقا علي أن أفصل …
كوثر:-هشش كفوا عن الثرثرة دعوني أسمع أ..مهلا ..تت انفصل الخط
جلنار(تابعت الحديث):- أخ على مديحة وعواطف يعني حدث وتعاركتا بسببهما كيف سنحل الوضع ؟
كوثر:- لن نحل شيئا والأفضل أن نبقى محايدين يعني أشك أن أمكِ ستبحث لا محالة عن أطراف لتعزز دفاعها ضد خالتك
مرام:- والله عليهما حكايات نرجو فقط ألا يطول الأمر ويصل لميرنا ، هي في وضع أساسا لا يسمح لها بأوجاع أخرى
كوثر(هزت كتفيها بأسف وتابعت الطريق):- لنأمل خيراااا …

في تلك الأثناء
كان يتحدث عبر الهاتف بعصبية مفرطة تبدو عليه آثار الإرهاق ولكنه يكابر ، يا لهذا الرجل ألا يتعب أم أنه يعمل ببطارية تدوم وتدوم وتدوم ههه، قالت هذه الجملة الساخرة وهزت رأسها لتستعيد رشدها بينما عيناها كانتا تراقبانه بدقة ، حركة يده وحاجبيه اللذين يقطبهما بتذمر من تلك المحادثة المزعجة تجعله يبدو أكثر رجولة لا أكثر لطفا من هدير الإعصار الذي ضرب بوجهها فجر هذه الليلة يا الله إنه يجعل أدق شعرة فيها تستنفر نطقت بهذا وهي تفتح فمها حين لاحظت أنها تراقبه بشكل غير سليم لذلك رمشت بعينيها مرتين وطلبت قهوة معلبة وبسكويتا لكي تهرب من هناك قبل أن يراها ، لكن الصغيرة ضبطتها حية
ميسون(برقت عيناها بابتسامة وهي تفلت يدها من يد كاظم):- عمووو كاظم مهلا أود إلقاء التحية على صديقتي أرجوك أطلب لي مثلجات فالفطور كان ثقيلا على معدتي
كاظم:- أخ معدتي ولا معدتك يختي قد التهمتِ فطوري وأنا أفرط في إحدى كليتيَّ ولا أفرط بفطوري ولكن لمعزتكِ الخاصة بقلبي عملت استثناء ههدنن
ميسون:- ههه ماشي سأعوضك لاحقا لكن انتظرني
كاظم(راقبها وهي تركض صوب فتاة شابة):- ماسة لم تخبريني من تلك الموزة ؟؟؟؟
ميسون(توقفت أمامها وهي تلهث):- نااااهد ههه التقينا مجددا
ناهد(بتلعثم ابتلعت ريقها وهي ترمق جانب الحديقة المرفقة للمطعم):- أ..أهلا ميسون كيف حالكِ هل فرحت أمكِ بطوق الورد ؟
ميسون(ارتسمت على ملامحها علامات الأسى):- أصبحت لا تتكلم لقد فقدت صوتها لم أفهم ولكن بابا أخبرني أنه وضع مؤقت
ناهد(تأسفت وانحنت على ركبتيها وهي تطل عليها):- امم يعني ليس عليكِ أن تحزني فمثلا أنا أمي ستنجز عملية نقل كبد خلال هاته الأيام ورغم أن العملية خطيرة جدا تجدينني أبتسم لأنني واثقة من أنها لن تتخلى عني مهما حدث
ميسون(بتفكير):- ما معنى زرع كبد هل مثلما يحصل في زرع الشعر ؟
ناهد:- ههه تقريبا يا ذكية لكن الكبد في بطوننا يعني سيفتح الطبيب بطنها ويبدل كبدها المتضرر بواحد سليم
ميسون:- هااا طيب لما لا نفعل ذلك نحن أيضا ونزرع لها لسانا بدل المتضرر حتى تتحدث من جديد ؟
كاظم:- بست بنت تعالي المثلجات جاهزة ، مرحبا آنستي ؟
ناهد(أشارت له برأسها وهي تستقيم):- مرحبا
ميسون:- هذه صديقتي ناهد وهذا صديق بابا إنه كاظم وأنا أناديه بعملاقي ههه
كاظم(هز حاجبيه وهو يضع المثلجات على الطاولة):- حسنا فضحتِ أمنا لكن لا بأس تفضلي آنستي معنا لو سمحتِ ؟
ناهد:- لا اعذروني علي أن أعود لأهلي أراكِ لاحقا ميسون
ميسون(لوحت لها):- مع السلامة
كاظم(جلس مادا رجليه وذراعيه):- أخبريني يا قردة من أين تعرفين هاته النوعيات الجميلة ؟
ميسون:- أنا لست قردة
كاظم(غمز لها):- تجاوزي فقرة الحيوانات وأخبريني من الحلوة ؟
ميسون(بامتعاض):- لما تلاحقها بعينيك هذا عيب
كاظم:- وما العيب فيه أنا رجل أعزب ويحق لي أن أرى ما أشاء
ميسون(كتفت يديها بغضب):- لا يحق لك ذلك ثم أنت تجلس مع فتاة أصلا
كاظم(فتح فمه وشبك يديه بتأسف):- اعتذارات اعتذارات منكم حضرة الفتاة متى كبرتِ يا شقية ؟؟؟
ميسون(نظرت للمثلجات بحنق وبدأت بالتهامها):- …لارد
كاظم(رفع حاجبه):- أتغارين ؟
ميسون(تابعت الأكل وهي تعقد حاجبيها بانزعاج):-…لارد
كاظم(وضع يده على فكه وهو يضحك):- ههه للأمانة لم أتوقع هذا لكن أخبريني هيا من تكون صديقتكِ تلك ؟
ميسون(نظرت جانبيا وانتبهت لقدوم حكيم):- بابااااا
حكيم(جذب كرسيا بتعب وجلس قبالتها):- ها بابا أتشعرين بالضيق ؟
ميسون(زورت كاظم بطرف عين):- قليلا
حكيم(همس له):- ما بها تركتها بحالة جيدة قبل المكالمة ؟
كاظم:- والله أردت فقط التعرف على صديقتها ولكن ابنتك ترفض
حكيم:- هل كانت هنا ؟
كاظم:- أجل يااااه إنها قطعة اممم تستحق التأمل وابنتك ترغب بالاحتفاظ بها لوحدها
حكيم:- غريب
ميسون:- كفا عن التحدث عن صديقتي لأنني أسمعكما
حكيم:- طيب أنهي مثلجاتك لأنكِ ستغادرين بعد قليل
ميسون(اهتزت برفض):- لا أرغب بالذهاب سأبقى مع ميرنا
حكيم(بتعب):- ميسون لن نتجادل في هذا مجددا
ميسون:- لما أبعدت لورينا كانت ستبقى معي
حكيم(نظر لكاظم):- لقد اكتفيت لغاية الآن من جملة المشاكل أعدكِ أنني سأحضركِ ليلا لرؤية ميرنا لأنها أصلا لن تستيقظ الآن ، فلما لا ترتاحين قليلا وبعدها تعودين ؟
ميسون:- فهمت أنت تريد أن تتخلص مني صح ؟
حكيم:- ليس المقصود ولكنني لن أستطيع الاعتناء بكِ يا صغيرتي
ميسون(امتصت شفتيها):- طيب موافقة لأذهب
حكيم:- لن تذهبي للقصر سأبعثكِ لمكان آخر
ميسون(باستفهام):- أين ؟
كاظم(غمز لها وهو يرقص حاجبيه بتلاعب):- لبيتي
ميسون(برقت عيناها بفرح):- حقااااااااا سأدخل بيتك يااه سأكون أول فتاة تدخله أليس كذلك ؟
حكيم(مسح عل فمه بقلة حيلة من جنون ابنته):- أظنني سأتراجع عن هذه الفكرة
كاظم:- هههه جيناتك يا أفندي
حكيم:- اعتني بها جيدا يا كاظم إنها أمانة لديك
كاظم:- لا تقلق هي في أيد أمينة سوف أعود بها مساء كما اتفقنا قبل قليل
حكيم(تنهد عميقا ونهض):- حسنا تعالي وعانقيني يا حمامتي
ميسون(مسحت فمها بالمنديل ونزلت من الكرسي لترتمي بحضنه):- فور عودتك للبيت ستشذب لحيتك أنت تحكني وميرنا لن تحبها هكذا
حكيم(تألم من جملتها ورفعها لحضنه بقوة احتياج"ميرنا لن تحبها هكذا" ممكن لو كانت أصلا تحبنا كما يجب):- حاضر يا طفلتي سيحصل كما تريدين
كاظم(استقام ليمسكها):- سأحضر لكِ مثلجات بالبيت دعينا نمضي كي لا نتأخر على بابلو
ميسون:- من هو بابلو ؟
كاظم(رفعها بقوة للسماء):- إنه لعبتي المفضلة على البلايستيشن أراهنكِ على الفوز
ميسون:- هووه أحب الألعاب الذكية سوف تخسر صدقني
حكيم(لوح لهما):- وكأنكما التقيتما همم إلى اللقاء
كاظم(لوح لحكيم):- سلملم
ميسون(قبلته في الهواء):- باي باي بابي حبيبي
كاظم(خرج بها للرواق بعد أن أنزلها):- من تحبين أكثر بابا حكيم أو ماما لورينا ؟
ميسون(وضعت إصبعها على فمها بتفكر):- بابا حكيم أكيد
كاظم:- اممم طيب من تحبين أكثر بابا حكيم أو ميرنا ؟
ميسون(توقفت عن المسير ونظرت إليه):- أحبهما سوية بنفس القدر
كاظم:- أيوة أيوة طيب وماذا عن عمو كاظم ؟
ميسون(رفعت يدها للسماء):- هههه أنت عملاقي
كاظم(مد قبضته ليصفق بيدها):- آواه على ماستي الشقية أموت في ضحكتكِ أنا إنها تنعشني
ميسون(وضعت إصبعها على فكها):- الانتعاش يرتبط بالانتشاء فهل شربت شيئا ؟
كاظم(هز رأسه دون فائدة):- أمتأكدة أن عمركِ سبعة ؟
ميسون(رفعت يدها):- سبعة وإحدى عشرة شهرا وثلاثة أيام وست ساعات ههه يعني باقي على عيد ميلادي الثامن 26 يوما و18 ساعة تقريبا
كاظم:- تعرفين كل هذا وأنا الذي ظننتني الأذكى لقد تخطيتني بأشواط يا مشاغبة ، يعني على هذه الحسبة أنتِ برج القوس أو الميزان لا ربما العقرب يا لهوي ؟
ميسون:- لست أدري
كاظم:- أخوكِ نسونجي جوزائي النمط هوائي القلب سرعان ما أقع على أنفي هههه
ميسون:- عمو كاظم أنت تتفوه بكلمات رذيلة لا تناسب عمري رجاء انتبه
كاظم(رسم سلسلة على فمه):- خرسنا يا جدتي ههه
أخذها رفقته لكي يبعدها عن جو المشفى الذي كان الغضب فيه مستتبا لذلك نسوا تقريبا أمرها ، لأن طلاق حكيم وميرنا كان تغطية لذلك السؤال المرتقب ألا وهو من تكون تلك الصغيرة صاحبة وحمة الراجيات الشهيرة ، زيادة على كل هذا موقف خصومة عواطف ومديحة الذي لا كان على بال أو خاطر …
سماح:- هئئئئئ طلقها يا ويلي ولكنني رأيتهما كذا مرة وهما في وضع يعني يعني أعوذ بالله ، كيف يكون صوريا إن كانا يقبلان بعضهما ليشرح لي أحدكم عقلي ما استوعب ؟؟؟
رنيم(كانت تهز شادي في حضنها):- عمتي كأنكِ تزيدين الفحم يعني كانا متزوجين وانفصلا عادي فلا تأخذيها علكة في فمكِ لطفا
سماح(عوجت شفتيها بهزل):- طيب أكملي يا مديحة ماذا قالت عواطف ؟
مديحة(كانت تربط وشاحا على رأسها وهي حانقة):- ماذا ستقول لقد وضعت ابنتها فوق أي اعتبار ولكنني أيضا وضعت ابني قبل أي واحدة فيهما ،أجل ابني ولا أحد غيره سأرى مصلحته وأزوجه أجمل وأفضل منها حتى
رنيم(عقدت حاجبيها):- افف منكِ خالتي يعني هل انقلبتِ الآن ضد أختك عيب ياااا
نجية:- خذي الينسون يا أختي مديحة سيريح أعصابكِ
مديحة(أمسكته عنها وهي تصغر عينيها في رنيم):- شوفي يا بنت قومي من وجهي لأنني لا أطيق نفسي لو عندكِ كلمة طيبة قوليها ، لكن أن تذكري لي أمك وأختك لا أريد
رنيم(نهضت بشادي):- أصبحنا هكذا إذن والله شياطينكِ تلك سوف تجعلنا أعداء بهذا البيت
شيماء:- لو كانت أمي معنا لكانت ساعدت في تصحيح الأمور لكن ..مع الأسف
رنيم(ربتت على كتفها):- هريتِ عيونكِ بالبكاء منذ الصباح توقفي يا شيماء
ليان(كانت تصبغ أظافرها بالصالون الآخر دون مبالاة):- لم تخبرونا هل حقا خالتو ميرنا فقدت النطق يعني لن تتكلم أبدا ؟
رنيم:- ستتكلم ستتكلم فقط ركزي فيما تفعلينه وابقي منعزلة في شؤونكِ الخاصة أنتِ وجدّتك
سماح:- ما هذه الوقاحة ست رنيم ؟
رنيم(ولتهم ظهرها):- افف أين ذهب الجميع وتركني مع هؤلاء المخابيل ، يا يزن يزن هل نام أيهم ؟
يزن(خرج بأيهم فوق عنقه):- عننن عننن أنظري لنا يا ماما رنيم نحن نطير
رنيم:- هه انتبه فقط كي لا يسقط
شيماء(سمعت الباب):- سوف أفتح ..
نجية:-ربما هذا تامر ابني قد جاء ليصطحبني
رنيم:- آه يا نجية لو بقيتِ معنا لما العجلة ؟
نجية:- أكيد لن أترككم في هذه المحنة والبيت قريب على بعد شارع واحد سأساعدكم طوال النهار وليلا سأذهب لبيتنا هكذا يفضل ابني تامر
رنيم:- ولكن كيف ستدبرون أمر الإيجار يا نجية ؟
نجية:- ربك يحلها يا ابنتي نحن لن نموت بالنهاية ، ثم تامر يساعد بعمله الجزئي بإحدى المطاعم والكمال على الله
رنيم:- طيب لما لا تتقاضيْ أجرا على مساعدتكِ لنا هنا فلقد تركنا كل التعب على عاتقكِ ، فكما ترين الوضع يتأزم شيئا فشيئا
مديحة:- رنيم على حق يا نجية أنتِ تستحقين أجرة لقاء ذلك ، فمثلما كنتِ تعملين ببيت الحمداني نحن أيضا قادرون على دفع أجرتكِ هنا لو وافقتِ ؟
نجية:- أنتم أسرة استقبلتني في أحلك ظروفي ولا يمكنني أن أقبض مالا منكم ، ثم معزة ابنتي رنيم مثل ابني تامر والله يشهد
رنيم:- أنتِ لن تعملي مجانا يكفينا حديثا ابتداء من الشهر المقبل سوف تأخذين نفس الأجرة التي كنتِ تحصلين عليها سابقا ولا أريد جدالا ، هه يعني لقد أصبحت موظفة حتى أتمكن من تدبر أمركِ فدعيني أقوم بذلك يا امرأة
نجية(ابتسمت بطيبة):- الله يديمها نعمة عليكِ عزيزتي هه تمام مثلما ترون
شيماء(كانت تكتف يدها):- لست أفهم ما الذي تود قوله ؟
تامر:- شيماء أنا أحترمكِ كثيرا ولذلك لا يسعني أن أصطحبكِ بمفردنا لو نشرك معنا يزن في القصة ممكن ، يعني لا أريد لصورتكِ أن تمس بسوء بسببي
شيماء(برقت عيناها من حسن موقفه وابتسمت):- يعني أنت تفكر بمصلحتي هكذا ؟
تامر(نظر جانبيا):- طبعا أنتِ مهمة بالنسبة لي
شيماء:- حسنا لو كنت كذلك كنت وافقت على تنفيذ طلبي فأنت قد وعدتني
تامر:- وعدتكِ أجل ولكن الأمر ليس سهلا ، ثم عملي بالمطعم تعرفين دوامه يمتد حتى الليل
شيماء:- اوووف نفس الأعذار قل لي بأنك مثل صديقك أسعد لا تتحمل المسؤولية ولا تعدني بما لا تستطيع تنفيذه
تامر(بغضب):- لا تقارنني بأسعد أنا عن نفسي لست أعلم أين هو ، لكنني لم أستغرب غيابه فهذا هو أسعد الرشيدي دوما ما يختفي في ظروف غامضة وحين عودته يخبرنا أنه كان في سياحة استجمام
شيماء:- عذرا للقول ولكن صديقك أخرق ،ثم عيب في حق نهال حتى رسالة نصية لم يستطع كتبها لأجلها والله حرام عليه البنت احترقت في ظل هذه الظروف وهو مختف هكذا ببساطة ، يعني هي بأمس الحاجة إليه فنحن ضعيفات جدا في مثل هذه الأوقات ونحتاج يدا طيبة تربت على أكتافنا وتخبرنا أن الغد أفضل
تامر(أطل عليها):- حسنا سيكون الغد أفضل وكما وعدتكِ سأدبر لكِ تصريح زيارة خاصة لأمكِ دون علم أي من أهلكِ أو حتى محاميتها ، فقط ثقي بتامر ماشي ؟
شيماء(بحرج):-أنا أثق بك لأنك فرصتي الوحيدة للذهاب إلى أمي بمفردي وإقناعها بالعودة للبيت ،أخي لا يستحق هذه التضحية التي لم يعد نفعها مجديا في زمننا الكئيب هذااا ، زمن لم يعد يقدر فيه الأبناء تضحيات آبائهم حتى
تامر(مط شفتيه):- مع الأسف …ل
نجية:- بني أنا جاهزة اعذرني تأخرت عليك هيا بنا لنوضب الأغراض بالبيت فعلي العودة بعد وقت بسيط إذ لا يمكنني ترك الوضع هكذا ، بنتي شيماء أتحتاجين شيئا ؟
شيماء(نظرت لتامر بحياء وتراجعت للخلف):- سلامتكم وإن شاء الله تسكنون البيت بالفرح
نجية:- تسلمي صغيرتي هاه قد وصلت صديقاتك
تامر(أومأ لها وتحرك رفقة أمه):- وداعا
نهال(استوقفته بنزولها وزورته بحدة)):- لحظة تامر
جلنار(أخرجت الكرسي المتحرك لمرام وهي تطل على نهال):- هذه البنت تتصرف بغرابة
مرام:- إنها حركات عاشقة
جلنار:- أخ يا ربي متى سوف تحن على قلبي اليتيم بحب جارف أيضا أريد أن أذرف الدموع وأتعذب ليلا على الوسائد بدلا من النوم فوقها كالدببة هههه ولا قلب ينبض ولا رأس يوجع
مرام(جلست بمساعدتها وهي تسخر من حديثها):- أنا معكِ أعجز عن مواكبة عصريتك
جلنار(أدخلتها وهي تضحك):- ههه أنتِ بدوني تضيعين لا أدري كيف كنتِ تعيشين بلا أنا
مرام:- وحياتك ما تسألي ههه
كوثر(أقفلت السيارة وهي تكلمه عبر الهاتف):- يا زياد غطي عني هذا الصباح فحسب لو سمحت والله وعد سوف تجدني بوجهك بعد ساعتين ، ماشي حبيبي اهدأ أنا أقبلك ، أوك ..نهال ألن تدخلي مرحبا يا جماعة ؟
نهال:- قادمة
تامر(لوح لها):- أهلا ست كوثر اسبقيني يا أمي أنا قادم بعد لحظة …نعم نهال أسمعكِ ؟
نهال(بحرقة):- أين أسعد ؟
تامر:- لست أعرف يا نهال لقد أجبتكِ عن هذا السؤال قرابة ألف مرة خلال الأيام الماضية ،بدوري لم أعرف له طريق استيقظت فجأة وجدته جمع حقيبته وترك البيت
نهال:- يستحيل أن يفعل أسعد هذا دون سبب ، أيعقل أن يكون هنالك من هدده ؟
تامر:- أكيد لا لأنني متعود على حركاته الطائشة ، سيمضي أسبوعا أو اثنين وبعدها يعود وكأن شيئا لم يكن
نهال:- إذن سيجد الهواء بانتظاره ذلك الأرعن عن إذنك
تامر(ضرب بيديه الفراغ وهو يهز رأسه):- جيد يا أسعد أنت اختفي وأنا أتلقى عنك الشتائم
تركته جاثما محله ودلفت بعصبية للمنزل ، وبعد مدة قصيرة وصل إياد وتوقف ليتأمل البيت قبل أن ينظر إليها ويشير لها برأسه كي تخرج ، في البداية أبت ذلك لكنها أطاعته وخرجت من هناك بوجهها المتورم من فرط البكاء ولونها الشاحب من الحمى التي أصابتها نظيرا لفراق أمها الحبيبة ..اعتصرت أنفاسها بصعوبة وهي تلحق به لحين طرق الباب وفتحت ليان بميوعة تمضغ علكتها التي لا تفارقها
ليان(نظرت لجمانة من فوق لتحت):- أونكل إياد يا سلام تفضل تفضل ، امم ومعك ضيفة أيضا منورين ؟
إياد(زفر عميقا وجر حقيبة صغيرة خلفه وأشار لها بالدخول):- هيا جمانة
جمانة(بتردد أمسكت يده وهمست):- دعنا نعود لو سمحت لا أستطيع ذلك
إياد(ضغط على يدها بيده):- هذا ضروري ثم إنها رغبة أمكِ أصلا
جمانة(نظرت برهبة للبيت):- لا أريد ذلك
ليان:- الله الله ما الذي يحصل هنا ؟
سماح(صاحت فيها من محلها):- من تحادثين بالباب يا ليان ؟
ليان(أشارت لهما بالدخول):-تفضلا هل سنكمل الحديث هنا يعني ؟
إياد:- تعالي
جمانة(إلى أين سآتي وكل شيء غريب عني هنا أنا خائفة لما تخليتِ عني يا أمي لماذا):-امم
مديحة(انتبهت للحقيبة قبل أن ترفع رأسها لهما):- إيااااد ؟
إياد(وضع الحقيبة على جنب ودخل عليهم ممسكا بيدها):- مرحبا يا جماعة وددت لو أجد هنا أيضا الخالة عواطف وجدتي نبيلة لكن ..فيكم الكفاية لسماع ما أود قوله هذه جمانة كما تعلمون يعني
سماح:-أخت كوثر يا للغرابة وما الذي أتى بها إلينا ؟
إياد:- ستعيش هنا
سماح(فتحت عيناها على وسعهما):- ماذاااااااا ؟
مديحة(عقدت حاجبيها بعدم فهم):- لست أفهم كيف ستعيش هنا أين أمها ؟
كوثر(خرجت من المطبخ وسعلت حين رأتها):- ج…أنتِ ما الذي تفعلينه هنا هل أرسلتكِ تلك المرأة لأجلي ،ألا تملون يعني أنا لا أرغب بكم لا أعرفكم أصلالالالالا ؟
جمانة(انفجرت ببكاء ونظرت لإياد وهمت بالرحيل لكنه أمسكها بقوة):- دعني دعني
إياد(هدر في كوثر):- كوثر أنتِ لا تعرفين شيئا فكفي عن التطاول هنا
كوثر(أشارت ناحيتها بغيظ):- التطااااول ألا تعرف يعني ما غايتهم أكيد بعثتها لكي تلين قلبي وأتقبلهما ولكنني لن أفعل ،أنا أتبرأ منهما من أصله
جمانة(بعذاب وحرقة):- كفى حرام عليكِ أمي تخلت عني أنا أيضا فافرحي اهئئئ
جلنار(اقتربت منها):- اجلسي حبيبتي سأحضر لكِ بعض الماء
كوثر(بعدم فهم أشارت لإياد):- ماذا تقصد بجملتها تلك كيف تخلت عنها يعني ؟؟؟؟
إياد(أخرج الرسالة وأعطاها لكوثر):- مع الأسف هذا ما حصل وقد تركت هذا فقط ورحلت
كوثر(أمسكته برجفة بينما كانت تراقب جمانة وهي تدفن وجهها بين يديها):- يا إلهي ..
مديحة:- لا حول ولا قوة إلا بالله
رنيم(انضمت إليهم):- ماذا تعني بكلامك إياد يعني أين ذهبتِ المرأة ؟
إياد(جلس قبالتهم):- لا أعرف وليس لدي أدنى معلومات لكن كما ورد بالرسالة فإيزابيل تود بقاء جمانة بين ربوع بيتكم إن لم يكن لديكم مانع يعني ؟
سماح:- تبقى هنا ههه أين يا كبدي لم يتبقى هنالك مكان شاغر، ثم نحن لن نستقبل غرباء آخرين ببيتنا
كوثر(برقت عيناها وهي تصطدم بجملتها):- …أتقصدينني وإياد بكلامك ؟
مديحة(زورت سماح بلؤم):- حين يكون هذا البيت ملكا لكِ يا عمتي يمكنكِ أن تأمري وتنهي فيه كما يحلو لكِ ماشي ؟
سماح:- ولكنه بيت إخوتي ولي فيه حق أيضاااا إن كنتِ قد سهوتِ عن هذا
مديحة(حولت عينيها وهي تنهض):- حسنا يا إياد ستبقى البنت معنا وستقطن بغرفة ميرنا مع شقيقتها أكيد ستتدبران أمرهما مؤقتا فهذا هو الموجود حاليا
كوثر(شهقت بفزع):- أنااااااا وهذه نبقى بغرفة واحدة ؟
جمانة(باحتدام):- مستحيييييييييل ؟
إياد(صفق بيده وهو يستقيم):-أوصلت الأمانة إذن سأنسحب
جمانة(نهضت معه وهي تتفتف):- إيااااد لو تبقى قليلا أنا محرجة جدا
إياد(همس لها):-اعتبري نفسكِ ببيتك والله آل الراجية لا يوجد أحسن منهم في الاستقبال
رنيم(اقتربت منها):- حبيبتي أنتِ هنا في مأمن بيننا لا تخشي شيئا ، باسمهم جميعا أستقبلكِ بيننا قدر ما تريدين ثم أنا أدعى رنيم ؟
جمانة(بخجل منها داعبت ضفيرة شعرها وهي تطأطئ رأسها):- أنا جمانة
جلنار(بإعجاب بها):- هللو جمانة جمالكِ غربي على شرقي ممكن صورة ؟
ليان(زورتها بطرف عين):- وين الجمال يعني كلها عيون زرق وشعر أصفر
كوثر(برفض):- وما شأنكِ أنتِ روحي ضبطي نفسكِ أولا وتعالي لتفتحي فمكِ هنا
رنيم:- أي كأنكِ تدافعين هنا عن أختكِ ست كوثر ؟
كوثر(برفض للجملة صعدت):- ماذا تقولين أكيد جننت ، هييه أنتِ أحضري حقيبتكِ والحقي بي الآن
جمانة(رفعت شفتها بعد ذهاب كوثر):- هل مزاجها صعب ومعكر هكذا على الدوام ؟
مرام(ابتسمت وهي تنضم مع نهال):- ههه نعم غالبية الوقت ، أهلا بكِ جمانة بيننا
نهال(تأملتها):- ملامح الشبه بينكِ وبين أختكِ واضحة
شيماء(لحقتهم بسجى):- شوفي يا سجى لقد انضمت لنا رفيقة جديدة بالبيت قولي مرحبا
جلنار:- يا عيني ع الحزب النسوي ها هنا ما شاء الله النسبة في تصاعد ههه
جمانة(ابتسمت لدى رؤية الصغيرة):-هه ما أجملها
يزن(يسير بأيهم):- شوفو شوفو خطوات أيهم إنه يسير وحده دون مساعدة ههه أوبس ؟؟؟
ليان(حولت عينيها بقنوط من تسمره):- أخي فتح فمه الآن لن يستيقظ حتى الغد
سماح(جرت كتف مديحة على جنب):-كيف توافقين على بقائها ما ربما عمتي رفضت ؟
مديحة:- لا تجدي حججا يا سماح ودعي البنت بحالها ألا ترين وجهها الشاحب يعني ، كوني رحيمة ليرحمكِ الله
جمانة(سمعت صرخة كوثر باسمها):- غالبا علي أن أصعد عن إذنكم
مرام:- أنصحكِ يا رنيم بأن تلتقطي ابنكِ من يديه فنظراته قد تلاشت في مزن الغرام ههه
رنيم(جرته وأجلسته وسط البهو مع شادي الذي كان يلعب بالألعاب):- تعال صغيري واجلس بمأمن مع أخوك شادي هكذا هه
يزن(جلس على الكنبة):- أهذه إنسانة واقعية أم أنني دخلت في عالم الهذيان ؟
جلنار:- هوووه راح عقل الولد من الآن مراقبته ضرورية
مرام:- أرجح ذلك
شيماء(تضحك عليه مع نهال):- أترين نظرته لقد وقع في الحب غالبا هههه
نهال(تألمت من الكلمة):- سأبدل ثيابي وأرتاح قليلا تعبت الليلة
شيماء:-أوك حبي واستيقظي سريعا لنرى أمر ضيفتنا الجديدة بدأت أشعر بالحماسة تعود لهذا البيت ههه
أومأت لها برأسها وتحركت لتصعد للغرفة فوق وحسرتها كامنة بجوفها ، ولما انعطفت جانبيا وجدت جمانة واقفة بالوسط لا تعلم أين تمضي ، لذلك أشارت لها على باب الغرفة وهذا ما جعلها تجر قدميها جرا إليها هي تعلم أنها تكرهها ولن تتقبلها لكن إيزابيل هي التي وضعتها بهذا الموقف ،إذن ستتحمل لأجلها وبالأخير هي أختها يعني ليست غولا ولن تأكلها …حسنا حسنا جمانة أتفق معكِ لغاية الآن لكن مفهوم الأكل عند كوثر لا يقتصر على التهام الوجبات بل حتى على التذمر الهلالي الذي ستتعرفين عليه يا عزيزتي شئتِ أم أبيتِ ههه
كوثر(أخذت تطقطق بكعبها على الأرضية وهي تكتف يديها وتراقبها جالسة مثل التلميذة على حافة السرير وتنظر للجانب):-اممم يعني بقيتِ بوجهي في الأخير جميل جدا ،أمكِ حقا امرأة لا مبالية تجيد فقط الإنجاب ورمي أولادها بالشارع لتربيهم الظروف بعقد تلازمهم لأبد الأبدين ،ما شاء الله عليها صدقا انبهرت
جمانة(أغمضت عينيها بدموع):- أمي لم تتخلى عنا إلا للضرورة
كوثر(هدرت فيها بعصبية):- أما زلتِ تصدقين هذا الهراء ،لقد رمتكِ للشارع ألم تستوعبي بعد ما فعلته بكِ ، أنا ووجدت أبي لكن ماذا عنكِ أنتِ ؟
جمانة(رفعت عينيها إليها وبتيه بريء ردت):- أنتِ أختي
كوثر(عضت شفتها بلؤم وقد همت بالنطق لكنها ضبطت نفسها بصعوبة):- اسمعيني جمانة أنا بدوري لاجئة هنا وهذا لا يعني أن أكون ضيفة ثقيلة بالعكس ، علي أن أكون في المستوى المطلوب وعليكِ أن تكوني مثلي خفيفة الحضور ، أساسا هنا لا تشعرين وكأنكِ ببيت غريب تعاملهم طيب جدا وكأنكِ ترعرعتِ معهم منذ عقود وعليه يجب عليكِ تنظيف الغرفة والحمام يوميا وترتيب السرير والأغراض كل حين ، الدولاب والمكتب محظوران لا تمسي الجوانب الحائطية ويمكنكِ أن تبقي أغراضكِ بحقيبتك المهترئة تلك
جمانة(مطت شفتيها ببؤس ونظرت جانبيا):- ستذلينني بذنب أمنا أليس كذلك ؟
كوثر(حركت فكها بغضب):- أنتِ هنا ستكونين طوع أمري ولا يمكنكِ الاعتراض هذا إن أردتِ البقاء بين جنبات هذا البيت مؤقتا يعني ، ريثما تعود أمكِ وتأخذكِ معها لتختفيا في الويل الذي كنتما تعيشان فيه بعيدا عنا
جمانة(شبكت يديها ونطقت بصوت مبحوح):- حسنا لعلمكِ فقط أننا لم نكن نعيش في رغد وهناء ، حياتنا كانت متذبذبة دوما وربما أمي كانت على حق حين تركتكِ تعيشين بمأمن مع أبيكِ …عني لا أريد لأي أحد عيش الحياة التي عشتها وكأنني شبح ملزم على الاختفاء وسط الظلام وخلف الجدران كي يستطيع التنفس
كوثر(تأثرت بجملتها لكنها تراجعت خطوة للخلف):- يمكنكِ النوم على تلك الكنبة والأغطية ستجدينها فوق الدولاب ، حيث وضعتها خالتي عواطف قبل فترة لأجلي .. المهم أنا سأذهب للعمل
جمانة(عضعضت شفتيها بخجل واستوقفتها):- أيمكنني طلب شيء خاص منكِ ؟
كوثر(رفعت حاجبها وهي تفتح الدولاب لتبدل حقيبتها دون مبالاة):- ماذا تريدين ؟
جمانة(انتبهت لتعنتها وزمت شفتيها):- انسي الأمر لا أريد شيئا
كوثر(كانت تميز بين حقيبتيها وقررت عدم تبديلها فأصلا كانت تشغل نفسها):- أوك سلام
فور خروج كوثر من الغرفة وضعت جمانة يدها على بطنها بألم ونظرت للحقيبة تحركت صوبها ببطء ورفعتها لتضعها على السرير ، فتحتها ورأت برواز صورتها مع أمها ضمتها لصدرها وانفجرت ببكاء يفطر القلب فهي ستعيش كل حالات النبذ والرفض ، سواء من المحيط أو من أقرب الناس لها كأختها التي ظلت بالرواق تدور جيئة وذهابا وخاطرها يؤلمها بشكل جعلها تتوقف محلها ، لما توقفت ولما تفكر فيها وفي غايتها منها لتحترق أصلا قد ظهرت بحياتها لتتعسها أكثر هي وتلك الأم التي هجرتها في أشد أوقات عمرها احتياجا ،، لن تخنع لن تخنع قالتها وهي ترفع رأسها بإباء وحملت حقيبتها من فوق المنضدة الموجودة بالرواق وهمت بالرحيل لكن لعنت نفسها بغيظ وهي تضع الحقيبة مجددا عائدة للغرفة …دخلت لتجد بوجهها صورة أمها وجمانة مقابلها على سطح المكتب يا عين عيني ؟
كوثر(بجنون الدنيا كلها):- ماذا تحسبين نفسكِ فاعلة أزيلي هذه من هنا ، يا أنتِ أكلمكِ أين ذهبت ها بالحمام يا أخت أتسمعينني ما الذي تفعلينه عندكِ ؟؟؟
أطلت من شق الباب المفتوح ووجدتها تقطع شيئا بالمقص الموجود بالحمام ، رفعت حاجبها وهي تنظر لتنظيم القماش الذي مزقته ووضعته على حافة الحوض وفتحت عينيها حين فهمت غايتها ، عضعضت شفتيها بندم وشتمت نفسها التي تضعها في هكذا مواقف
كوثر(دخلت وهي تزفر عميقا):- كان عليكِ طلب ذلك ببساطة
جمانة(فزعت من دخولها وأدارت ظهرها لتخفي ما كانت تصنعه):- أ..كان ذلك قميصا باليا أصلا يعني ليست مشكلة ، ثم ..أنا أنا خجلت من إياد ولم أعرف كيف سأشرح المسألة في العادة ماما هي…(أضافت بنبرة باكية) هي التي تهتم بشؤوني الخاصة ولكنها رحلت
كوثر(دمعت عيناها لحظتها واقتربت منها حتى كادت ترفع يدها وتحضنها لكنها حرفت مسارها لترمي بتلك الأقمشة في القمامة):- اغسلي وجهكِ واتبعيني
جمانة(هزت رأسها بأدب):- حاضر
خرجت من هناك وهي تضع يدها على رأسها والأخرى على جنبها ، نشت على عينيها كي لا تبكي وركضت لجانب الدولاب الذي تضع فيه أغراضها الخاصة ، أخرجت منه علبتين ووضعتهما على السرير وانتظرتها لحين خروجها وقدمت لها ورقة وقلم
جمانة:- ما هذا ؟
كوثر:-أكتبي هنا كل ما تحتاجينه لأنني س…سأمر بالسوق مساء وقد أحضرهم معي
جمانة(أعادت لها الورقة):- أنا ..سوف أحضرها بنفسي صحيح يعني لست أدري كيف و
كوثر(أعطتها الورقة بصرامة):- اسمعيني جيدا أنا على آخري استعملي تلك العلبتين وإن نفذت أخبريني ، هيا اكتبي ما تريدينه أسرعي لدي عمل يا هذه …
جمانة(نظرت للعلبتين بامتنان وحدقت في ملامح كوثر):- أنتِ حنونة جدا
كوثر(هزت جدعها):- كأنكِ أخذتِ وجها هنا ارحميني ودعيني أذهب هاااه أرأيتِ تتت ،،،ألو زياد حبيبي
زياد(بتذمر رمى الأوراق على المكتب):- أين أنتِ يا كوثر أين أنتِ ألم تصلي بعد ؟
كوثر:-والله أعرف أنني تأخرت لقد أخبرتك بذلك لكن وقعت أمور ثانية حين أصل أخبرك بها …/ يا بنتي أكتبي هل ستتفرجين ؟؟…
زياد:- من تكلمين عندكِ هل أنتِ معي أم أين الله الله ؟
كوثر:- بدون عصبية كنت أكلم أختي أ…جمانة يعني
زياد:- جمانة وما الذي تفعلينه معها اسمعي سوف تأتين وتروي لي كل شيء، ثم لقد صرع المدير رأسي يريد توقيعكِ على المشروع أيضا
كوثر:- طيب لا توقع على شيء ذلك المشروع فاشل أخبرت المدير لكنه لا يريد الإصغاء لي ، ليتحمل مسؤوليته ونحن ما علينا سوى التنفيذ ولكنني أخلي ذمتي منه طالما أنت وهو ترون فيه فائدة لا أستطيع إبصارها ..
زياد:- ونحن ما غايتنا نحن علينا التصميم والتسيير وليهتم بشؤونه الإدارية بعيدا عنا
كوثر:- يا زياد بذمتك هل رأيت استثمارا ناجحا بجانب مقبرة لنكن واقعيين قليلا عن نفسي لن أطأ ذلك المبنى ولو حتى كان مجانيا هه
زياد:- أساسا أنتِ جبانة
كوثر:- تمام أنا جبانة وأفضل أن أكون كذلك ههه
زياد:- آخرتي على يديكِ مشفى المجانين لكن لن أجعلكِ تظفرين بي سأرعبكِ في تلك المقبرة
كوثر:- يكفي زياد لا ترعبني أكثر يكفيني رعبا حين يتوجب علينا زيارة الموقع ياااااه ..
زياد(بعشق):- ولكنني سأكون برفقتكِ
كوثر(بخجل ابتسمت):- اممم وهذا ما يشجعني أنك ستكون رفقتي
زياد:- هيا اركضي إلي لقد اشتقت لعيونكِ الزرقاوتين حبيباتي أنا
كوثر:- هه ماشي حبي أنا قادمة إليك وداعا ../ هل انتهيتِ ؟
جمانة(كانت تستمع إليها بتركيز وأتممت كتابة آخر شيء):- خطيبكِ زياد ؟
كوثر:- أجل
جمانة:-هو محظوظ بكِ أتحبينه ؟
كوثر(زفرت عميقا):- ولو لم أكن أحبه هل كنت سأعارض رفض أبي وأقرر الزواج منه ؟
جمانة(أعطتها الورقة):- هل ستعرفينني عليه ؟
كوثر(طوتها دون أن تنظر إليها):- هه كأنكِ ما زلتِ مريضة بالحمى نامي نامي
مطت جمانة شفتيها بينما خرجت كوثر ورمت بالورقة والهاتف في حقيبتها وتبخرت ، لأنها لو بقيت هناك لحظة لن تتحمل رقة وبراءة هذه البنت التي ظهرت بحياتها لتربكها وكأنه ينقصها ،…لم تقف عند الأهل لحظة بل تابعت خروجها وفهمت أن إياد قد سبقها لذلك أو بالأحرى هرب منها كي لا تقتله بعد هذا الفصل الناقص معها ،يعني كيف يحضر أختها لنفس البيت الذي تقطن به الله الله ، ترى ما ستكون ردة فعل أصحاب المشفى بهذا الخبر وأبيها خاصة ؟
عبد المالك(وضع يده على كتفها):- عواطفي الجياشة حسنا أنا لا ألومكِ إلا على شيء واحد ، كان عليكِ الاتصال بي لأرافقكِ في محنتكِ فهذا واجبي كما أظنكِ بحاجة لراحة نفسية فأنتِ تكابرين ولا ترحمين نفسكِ مطلقا
عواطف(دلت شفتها ببكاء):- وماذا أفعل يا عبد المالك أنت ترى الحال
عبد المالك(رفع فكها بإصبعه دون أن يلمسها وهذا جعلها تنظر إليه):- عزيزتي قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، والصبر في الشدة بأجره لذلك لا تقنطي من رحمة رب العالمين أكيد سيحمي ابنتنا
عواطف:- ما يؤسفني يا عبد المالك أن تلك البنت لم ترى يوما طيبا في حياتها ، منذ عهد سليم وهي تعاني من اضطهاد آل البيت لأجل محبته الغريبة وتفضيله الجنوني لها ، عانت من غيرة أخواتها وبنات عمها ومن سم سمر التي كانت أكثر واحدة دفعت ثمن كرهه لها ليومنا هذا ما زالت تحقد عليها ولا تتقبلها كأخت ،حتى بعد وفاته لم تسامح سمر وميرنا تأقلمت مع ذلك بحرقة قلب ابتلعتها ، فهي قد نضجت وباتت تعرف هدفها في هذه الحياة ..كبرت أجل ولكن لتجد هموما أخرى مرتبة فوق رفوف أيامها المقبلة ، أحبت ابن عمها الذي رحل دون ذكر سبب مقنع ، اختفى بعيدا وتركها تنتظره سنة بعد سنة حتى ذبلت وضاعت سنين مراهقتها في الانتظار فحسب ، ملت وكلت من الترقب عند نافذتها آملة في عودة شخص قرر ألا يعود ، شخص تصرف بأنانية حين جعلها مهجورة بلا روح سرق قلبها الصغير وجعلها تتبنى قلبا جديدا لكي تستطيع التنفس من جديد ، وحين قررت أن تنفض عنها غبار الماضي حين استعادت حياتها وباشرت في بناء نفسها من جديد لما نبض قلبها المكسور لشخص غيره عاد لكي يقحمها في دوامة لا استقرار لها عاد ليوصمها بالخطيئة خطيئة رحيله وعدم انتظارها له ،، لكن كيف تنتظره يا عبد المالك أخبرني كيف تنتظره دون أمل أو رسالة أو اتصال حتى يشفي غليلها ويجعل شمعة الأمل موقدة في جوفها ، لقد نسيته مع مر السنوات ونبذته من قلبها المعذب بل مسحت كل ذكرياته من عقلها وصورته التي لم تستطع تجميعها في ذاكرتها الصغيرة وبرمجت إعدادات أنفاسها لأجل ميرنا فحسب ، فما الذي أراده منها بعد أن وثقت بغيره وأحبته لما يحرم عليها ما حرَمَهُما منه وبيديه ، أجل أعرف أنه لم يكن سعيدا في منفاه ذاك ولكنه أخطأ حين لم يضعها بالصورة ولم يخبرنا بحرف أخطأ حين رحل فجأة ليعود فجأة بعد مضي سنوات تغيرت فيها كل الأشياااء
عبد المالك:- لا تلومي حكيم يا عواطف إنه رجل صادق وأظن رحيله ناتج عن ضغوطات في أعماله الخاصة ، يعني ما سمعته عنه يجعلني أوقن أنه للشديد القوي قد هجركم وهجر حبه
عواطف:- لا تدافع عن ابن أختي لأنه ابني أنا أيضا حكيم وطارق كانا نصفين لا أفرق بين محبتهما ،لذلك هو غال علي وأكن له كل المشاعر الطيبة ولكن هذه حياة ابنتي فلا تطلب مني ألا أكون أنانية فأنا سأبحث عن مصلحتها وسأجعله يجد مصلحته أيضا طالما انفصلا
عبد المالك:- باكر جدا على هذا الحديث يا عواطفي لأننا أمام مرحلة دقيقة ألا وهي حالة ميرنا ، هل فكرتِ كيف ستتعاملين مع الأمر أو كيف ستجعلينها تتقبله ما سمعته عن انهيارها أقلقني إنه أمر لا يبشر بالخير
عواطف(عضعضت شفتيها حين ربت على يدها):- أنا خائفة من ألا أؤدي دوري جيدا كأم ،لقد أهملت ابنتي كثيرا بينما كنت مشغولة مع غيرها …أظنني مذنبة في حقها ؟
عبد المالك:- مطلقا أنتِ أروع أم عرفتها بحياتي ، ههه حسنا أمهات تلامذتي كن بقائمة مختلفة فلقد كانت مجملهن تتذمرن بشأن أولادهن لكن أنتِ استثنائية لقد كنتِ صديقتهن
عواطف:- ههه لا تضحكني في هذا الوقت التعيس ، أين الصداقة يا عبد المالك أكبر بناتي في عالم آخر لا ندري عنها أي شيء هجرت زوجها وابنها وحياتها بعد الحادثة المريرة التي مرت بها ، وأختها التالية حسنا تلك تجيد إخفاء مشاعرها جيدا وتحاول أن تلملم أوضاع الجميع وتتحمل مسؤوليتهم في سبيل إهمال ذاتها ، لتأتي ميرنا وتزيد من حرقتي عليها فتلك البنت منذ ثلاث سنوات صارت امرأة أخرى شخصية لم أعهدها قد حتى أنني في الفترة الأخيرة لم أعد أعرفها أو أراها حتى ليتضح أنها تعاني في صمت ، لقد انفصلت عن حكيم ونحن لا علم لناااا أبعد هذا تريدني أن أصمت ، تمام سأصمت فأنا لن أتمم ويلات بناتي الأخريات وأضاعف عليهن مأساة بنات أختي التي عادتني لأجل ما حصل …هل أخطأت يا عبد المالك حين فكرت بمصلحة ابنتي أي أمِّ ستفعل هذا أليس كذلك ؟
عبد المالك:- إنكِ تحملين نفسكِ أكبر من طاقتكِ وهذا سيؤذيكِ ، أنظري لعيونكِ تلك إنها متورمة كحبتي فراولة موسمية
عواطف(ابتسمت من بين دموعها):- أنت تنفس عني كثيرا تعلم ذلك ؟
عبد المالك(بعشق نبض في صميمه):- أريدكِ بخير ..
الممرضة:-سيدتي هذا الورد قد جاء للمريضة أين أضعه ؟
عواطف(رمشت وأشارت لها):- حيثما تريدين هل به بطاقة ؟
الممرضة:- أهاه تفضلي
عواطف:- خذها يا عبد المالك
عبد المالك(أمسك البطاقة وفتحها ليقرأ):- "شفاكِ الله يا لحناً شرقيَّا عزفتُه ليؤنسَ وحدتي أثناء انتظاري لبراعمِ حرفكِ كي ينثر شذاه على الصفحات ، لو كانَ الصوتُ يُهدى يا ميرنا لأهديتكِ أناي فقط لتكوني بخير" بتوقيع أنيس الليل …
عواطف(عقدت حاجبيها والتقطت منه البطاقة):- من يكون هذاااا ؟
عبد المالك:- ربما كان صديقا لها من الجريدة
عواطف(بتوجس):- سوف أخفيها عندي فلو رآها أحد أولئك المجانين سنكون بمشكلة
عبد المالك:- حسنا فكرة جيدة أؤيدكِ فيها فكلاهما يعشقان ابنتكِ الجميلة وهذا لا يعتبر حظا جميلا بل لسوء نصيبها قد وقع اثنان بهواها ،أحدها لا تستطيع تجاوزه بينما الآخر بين شرايينها يسري مهما حاولت إيقافه وجدته يمتد حتى أدق نقطة فيها
عواطف:- علي مساعدتها لذلك ذهبت للبحث عن وائل رشوان لأستفهم منه ما يحصل ولكنني لم أجده في أي مكان ، أخبروني أنه غادر المشفى
عبد المالك:- ربما حكيم لديه فكرة
عواطف:-ذكرتني أأخبرتك عن الطفلة وأمها اللتين كانتا هنا قبل ساعات ، سألناه ولكنه لم يعرنا اهتمامه حتى بل فجر بوجهنا خبر الطلاق وانسحب
عبد المالك:- ربما هي معرفته فحسب
عواطف:- معرفته وتحمل وحمة وردية كخاصتنا أكيد لا ، أنا أشك في أنها ابنته وميرنا اكتشفت ذلك ولهذا طلبت الطلاق
عبد المالك:- ولكن الطلاق تم قبل شهرين يعني لا أعتقد أن للأمر صلة بها
عواطف:- لست أدري لقد اختلط كل شيء برأسي ، هاتفي يرن لطفا أعطيني إياه
عبد المالك(أزاله من الشاحن وقدمه لها):- البيت
عواطف(تحركت محلها وأمسكته بقلق):- خيرا …ألو نعم ها رنيم كيف الأوضاع ؟
رنيم:- بخير ماما لا تقلقي اتصلت لأسأل عن ميرنا كيف هي ؟
عواطف:- لا جديد هي ما تزال نائمة تحت تأثير المهدأ ، أخبرنا الطبيب أنها ستستيقظ ليلا لقد أخبرتكِ مرام وجلنار بذلك صح ؟
رنيم:- أجل أجل صح
عواطف:- هناك أمر آخر تودين قوله أفضي يا ابنتي ولا تقلقيني لقد مل قلبي من المشاكل هاه
رنيم:- لا لا تتوجسي من ولا شيء فقط هو أمر تعاملنا معه كما يجب ، بصراحة لقد انضمت عضوة أخرى لكتيبة بيتنا الكئيب.. إنها جمانة
عواطف(عقدت حاجبيها ورمشت):- ماذا قلتِ جمانة عندكم والسبب ؟
عبد المالك(فتح فمه):- جمانة ؟؟
رنيم:- تركت لها إيزابيل رسالة تطلب منها اللجوء إلينا وألا تبحث عنها لأنها تخلت عنها بصريح العبارة وإياد اضطر لإحضارها قبل قليل وقد جعلناها مع كوثر بغرفة ميرنا ، يعني تعرفين لا يوجد مكان آخر تقطن فيه
عواطف:- لست أفهم عليكِ أي شيء كيف تخلت عنها وأين ذهبت المرأة ؟
عبد المالك(انتفض بقلق):- تخلت عنها ؟؟؟؟
رنيم:- حصل مثلما فعلت سابقا مع كوثر ولا ندري أين ذهبت ولا جمانة تعلم ، إنها منهارة نفسيا وبالعافية تتحدث لذلك تركناها تأخذ راحتها على انفراد وهذا ما حتم على كوثر التعامل معها لأنها الأقرب
عواطف(نظرت لعبد المالك):- حسنا لا تحسسوا البنت بشيء اعتنوا بها جيدا ريثما يحن الله ، ثم ماذا كانت ردة فعل مديحة وسماح ؟
رنيم:- عمتي أبدت رفضها لكن خالتي قد ساندت الأمر يعني لن نتخلى عنها نحن أيضا
عواطف:-لكن لما أرجحت مكوثها ببيتنا أليس هذا غريبا ؟
عبد المالك:- علي أن أرى جمانة لأفهم منها ما رأيكِ لو آخذكِ للبيت كي ترتاحي قليلا وأعيدكِ بعد ساعات ؟
عواطف(رمشت والفكرة علقت بعقلها):- حسنا رنيم أنا قادمة بعد قليل لأرى الوضع بنفسي
عبد المالك:- غريب أمر إيزابيل صدقا لا أفهمها
عواطف(حركت فكها بغيظ):- ولما ترغب بفهمها خلاص راحت لحالها إذن هي حرة
عبد المالك:- هيا عواطف لن تغاري من قصة مضى عليها قرابة ثلاثين عاما يعني ؟
عواطف(نهضت من محلها ووضعت الهاتف بحقيبتها):- أغار هه أكيد لاء ثم أشفقت على البنت فهي لن تتخطى هذه الأزمة بسلام
عبد المالك(شرد في البعيد):- لا أدري كيف سنتصرف ولكنني أعلم وجع البنت بعد فقدان أمها
عواطف:- إن شاء الله لن يتكرر ما حدث بالماضي ونحن سنكون بالقرب
عبد المالك:-أمعقول أنكِ ستدعمينها وحتى إن كنتِ تعلمين أنها ابنة زوجتي السابقة ؟
عواطف(اقتربت منه وهي تبتسم):- وكأنني لم أحب أختها وهي أيضا ابنة زوجتك السابقة ؟
عبد المالك(ابتسم ومال برأسه):- هل أخبرتكِ أن ابتسامتكِ تجعل الزهر يتفتح بقلبي ؟
عواطف(أحنت رأسها بخجل):- عبد المالك أنت تحرجني
عبد المالك(تقدم خطوة منها وربت على كتفها ليضمها إليه):- أنتِ من قلب عبد المالك
عواطف(أغمضت عينيها بدموع لحظتها):- …لارد
نبيلة(وقفت عند الباب وهي تتأملهما وضربت الأرض بعصاها وهي تنحنح):- أحاأحم
عواطف(ابتعدت عنه بهلع وهي تمسح دموعها بحرج المراهقات):- أم..أمي عدتِ ..
نبيلة(وضعت يديها على عصاها وهي تنظر إليه بحدة):- أستاذ عبد المالك أراك هنا
عبد المالك(هز رأسه وهو يبتسم بمودة):- وصلني الخبر وكان لابد من حضوري ألف سلامة على ميرنا إن شاء الله تكون بخير
نبيلة(انتقلت بنظرها لعواطف):- هممم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:20 AM   #735

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

عواطف(تفتفت بحرج وهي ترمق نظرة أمها الصاروخية):- أ…أمي سنذهب للبيت أنا والسيد عبد المالك ، لأن جمانة أخت كوثر ستقطن معنا مؤقتا ووضروري أن أكون متواجدة فالبنت في حالة يرثى لها خصوصا وأن أمها تخلت عنها يعني كررت نفس المأساة مع الأختين فهمتِ ؟
نبيلة(لامست ارتعاش حروفها):- حسنا
عواطف(تنفست الصعداء وهي تمسح العرق من جبينها):- عبد المالك لو تسبقني للسيارة سوف ألحقك بعد قليل
عبد المالك:- تمام بالإذن سيدة نبيلة
نبيلة(رفعت عينيها فيه فحسب ولم تجبه بحرف بل نظرت لعواطف):- أنتِ جدة كذلك تعلمين هذا وهو ابنته ستتزوج بعد فترة فما الذي يحصل ؟
عواطف(بحرج):- أمي لقد كان يواسيني فحسب
نبيلة(صغرت عينيها فيها):- احترمي عمركِ يا عواطف أنتِ بالخمسينات الآن
عواطف(باحتدام):- ذلك الرجل سيتزوجني لكن فور خروج طارق من السجن تحدثنا في هذا وأظن الأمور واضحة ، فأنا لن أفني سنين عمري في الانتظار لأنني أصلا لم أشعر بأنني أعيش إلا معه وتعلمين مقصدي جيدا أمي ؟
نبيلة:- أعرف أنكِ عاقلة يا عواطف ولهذا أنا أثق فيكِ ، اذهبي ولنا حديث فيما بعد
عواطف:-وأنتِ متعبة ألن تغادري معي ؟
نبيلة:- ومن سيبقى بالجوار كل واحد تائه في ملكوته
عواطف:-علينا أن نخبر حكيم بذهابي فحتى نور غادرت مع فؤاد لا أدري إلى أين ؟
نبيلة:- لست أدري أي شيء عن هؤلاء الأحفاد ، دعيني وحدي سأكون بخير
عواطف(عانقتها):- لن أتأخر تمام وفور عودتي ستغادرين أنتِ لترتاحي
نبيلة:- لمعة تلك العيون تقلقني يا بنت ولكن ماذا أمامي لأفعله الله يسعدك
عواطف(دمعت عيناها):- أحبه أمي
نبيلة:- أي أشعر وكأنني مع مراهقة اغربي عني ما فيني يكفيني
عواطف:- ههه حاضر يا نبيل بيك مثل ما تأمر
هزت نبيلة رأسها من جنون هذه العائلة المتفشي من الأكبر للأصغر وخرجت للرواق كي تجلس على الكراسي الجانبية وتشرد في البعيد ، هنا نزلت عواطف وتوجهت لسيارة عبد المالك حيث انطلق تجاه البيت .. أما في الجانب الآخر من المشفى فقد كانت عفاف رفقة أسرة شكري تحاول استفسار الأمر
صفوة:- والله يا ابنتي كم امتننا لأنكِ وضعتِ اسمي بملف الجمعية المتبرعة
شكري:- بالفعل قد دعوت معكِ يا بنتي يا عفاف ورجوت الله أن يحفظ لكِ صغيرتكِ نهال
عفاف(بعدم فهم فهي لم تضع اسمهم بملف الجمعية لأنها تعرف بأنه نادرا جدا أن يتم تبرع كهذا):- أمر جميل لا بأس فهمت ، أ..العملية ستكون بعد يومين يا خالة صفوة عليكِ الاستعداد
صفوة:- أنا أضع الأمر بين أكف الرحمن
عفاف:- تمام لأترككم الآن وسأتفقدكم فيما بعد ، آنسة ناهد ممكن لحظة ؟
ناهد(أقفلت الكتاب ونهضت):- طبعا أختي عفاف تفضلي
عفاف(خرجت بها للرواق):- الحالة النفسية لأمكِ مهمة يعني لا يجب أن تنزعج قبل العملية
ناهد(عضعضت شفتيها):- في الصباح وقع سوء تفاهم بيني وبين بابا جعلها تنزعج ولكنني اعتذرت ولن أكرر الأمر مجددا
عفاف:- بسبب الجامعة تخاصمتِ معه صح ؟
ناهد:-أية جامعة في ظل هذه الظروف عقلي ليس في محله يعني أفكر لو أنسحب وهذا ما جعله يغضب مني
عفاف:- إياكِ ستحطمين حلم أبوكِ بكِ ،ألا يكفي السنين الماضية التي انقطعتِ فيها
ناهد:- وقتها كانت الأمور تختلف
عفاف:- نفسه ..أمكِ بحاجة لأن تراكِ تدرسين وتستجمعين نفسكِ وأبوكِ المسكين كذلك يريد أن يحقق حلمه فيكِ فهل ستحرمينه من ذلك ؟
ناهد:- لم أفرط في خاطره لذلك تراجعت ووعدتهم بعدم التوقف
عفاف:- هاه هذا هو الكلام الجميل أستأذن منكِ غاليتي
ناهد:- طيب
شكري:- ناهد يا ناهد شغلي لأمكِ التلفاز سوف أقوم بجمع بقية الصناديق في المستودع وأعود
ناهد:- أهملت عملك بسببنا ولكنك متعب لقد بقيت الليل بطوله سهرانا ، دعني أجمعها عنك
شكري:- له له يا صغيرة وماذا يقولون عني الأب ترك الحمل على ابنته ؟
ناهد(ربتت على كتفه):- ولما لا أنت أبي وأنا ابنتك إذن يحق لي تدليلك هيا هيا رافق أمي وشاهدا التلفاز ريثما أعود
شكري:- طبعا لن يحدث
ناهد:- يووه عم شكري لا تجعل العرق يضرب في رأسي يا إما تتركني أقوم بهذا العمل يا إما لننسى أمر الجامعة ؟
صفوة:- ههه شكري كأنها غلبتك
شكري:- سأسمح لأن الصناديق قليلة وهنالك آلة لرفعها لن تكلفكِ سوى كبسة زر ،أما لو كان غير هذا لا وألف لا لن أسمح ليدي ابنتي أن تتعذب
ناهد(عانقته):- أحبك يا جميل المحيا ههه هنيئا لكِ به يا ست صفوة
صفوة:- ههه وهنيئا لنا بكِ يا عمري
شكري(دخل مطأطئا رأسه وأغلق الباب خلفه):- عزيزتي
صفوة(انفجرت ببكاء):-كلما أسمعها تتحدث بهذا الشكل يؤلمني قلبي
شكري(أمسك يدها وهو يجلس جوارها):- هذا هو الأمر الواقع يا غاليتي إنه مرير
صفوة(تنهدت بتعب):- الله يحميها لنا
تلك اللحظة مرت عفاف برواق ميرنا ووجدت نبيلة جالسة على الكراسي فتقدمت ناحيتها والغرابة تلف ملامحها إذ قلقت من خلاء المكان
نبيلة(فهمت سؤالها من نظرة عيونها):- ذهبت للبيت مع عبد المالك أبو كوثر
عفاف(جلست جوارها):- أيوة وما المناسبة ؟
نبيلة:- ليس فيني حيل لتكرار القصة لكن أخت كوثر ستسكن معنا لفترة
عفاف:- الله الله هي وأمها معا ؟
نبيلة:- البنت فحسب أمها رحلت ولا أحد يعرف طريقها
عفاف:- امم جيد أن أمي عواطف ذهبت لتعالج الموضوع عن قرب تصرفها حكيم بالفعل
نبيلة:- بمناسبة الحديث ألم تلمحي حكيم ؟
عفاف:- لاء ظننته موجودا هنا
نبيلة:- وبغرفة جوزيت لم يكن هناك لأنني بقيت جوارها وجوار صديقتها لبرهة زمنية
عفاف:- هل أتصل به ؟
نبيلة:- يا ليت وأخبريه أنني هنا بانتظاره
عفاف(أخرجت هاتفها):- حسنا جدتي سأتصل وأتابع عملي ثم أعود بعد قليل
نبيلة:- الله يعينك يا صغيرتي
اتصلت به عفاف تلك اللحظة ولكنها لم تجد صدى لاتصالاتها وعليه خرجت للبوابة الرئيسية علها تجد أثرا له ، وحين سألت رجاله أخبروها أنه كان بالجوار يتحدث عبر هاتفه وربما قصد الجانب الآخر للمشفى وهذا ما جعلها تسير نحو المكان لتبحث عنه …كانت تسير خلف جدار المبنى وهي تبحث عنه بعيونها لعلها تجده وتعود لرأس عملها ، ولكن انقباض قلبها جعلها تتوقف فجأة وكأن شيئا ما حثها على التراجع
عفاف(أمسكت على صدرها):- ما هذا الإحساس الآن ت لم أشعر به من قبل اففف ، ربما من فرط التوتر لأجد حكيم وأشرب قهوة ستعدل مزاجي …حكيم حكيييم أنت هنا ؟
فتح عينيه على وسعهما حين استساغ صوتها ،حرك رأسه مرتين بتكذيب فذلك الصوت لم يسمعه منذ عدة سنوات ولكن شعوره الذي ثار بمضخة صدره جعله يتيقن يقينا من حقيقة مسمعه ،ولهذا لوح لحكيم كي يغلق مكالمته ويعود ولكن هذا الأخير ظل يتحدث ولم يستوعب إشارات طارق له …والذي وقع في موقف لا يحسد عليه للأمانة ههه
طارق:- ما هذه الورطة اللعنة اللعنة ؟
كانت تتقدم من ذلك الجانب حيث كانت السيارات تتوقف على ناصية الطريق بينما بوابة المشفى الخلفية تظهر من الجانب بقربها باب المستودع ويبعد عدة خطوات، هنا أطلت برأسها لتتفقده ولكنها توقفت حين نظرت للباب المتحرك
عفاف:- لم يخرج أحد من هنا غريب .. هاه ربما كان حكيم
أمسكت بيد البوابة وهمت بفتحها ولكنها علقت وهذا ما جعلها تدفعها بقوة لكنه كان يثبتها بيده وقلبه يعتصر أشواقا وأشواقا لا حصر لها فقط من عطرها الذي تخلل ليسرق منه لبه ويذكره بالأيام الخوالي …كاد أن يضعف كاد أن يفلت الباب ويحضن محبوبته العزيزة ولكنه هز رأسه برفض فليس وقته الآن وأكيد سوف يصدمها ويجرح شعورها وعليه أن يتمم مهمته ويصبر لحين الوقت المناسب ، لكن ماذا يفعل بقلبه الخائن الآن إنه لا يفصله عنها سوى هذا الباب اللعين لو يتركه سيراها ويتأمل مقلتيها وملامحها الشقية سيشبع نظره بطلتها التي ما غابت عن خياله ، أجل سيفعل ذلك فلم يعد لديه صبر لم يعد…هنا كانت هي تستغرب عدم انفتاح الباب وهذا زادها إصرارا على دفعه أكثر وما استوقفها هو إحساسها بالارتباك والارتجاف تلك اللحظة وكأن شرا ألم بها أو شعورا غريبا سيطر على ذاتها
عفاف(مسحت على وجهها وهي تتراجع):- ماذا يحدث لي ؟؟؟؟؟ أ…هذا الشعور قد مضى عليه ردح من الزمن فما الذي أعاده الآن لما أشعر به /…من من هناااك ؟
طارق(استسلم لبحة صوتها وأفلت الباب دون صبر وهمس بخفوت شديد):-…عفافي
عفاف(ابتلعت ريقها وهي تستغرب شعورها):- سوف أبلغ الأمن أيا كنت تكون ؟ أظهر نفسك أظهر نفسك يا هذاااا ؟؟؟
طارق(ارتخت عضلاته):- حسنا لقد أمسكتني يا زوجتي العزيزة
حين قرر الاستسلام حين قرر رفع الراية البيضاء حين قرر الخضوع والاعتراف بسيطرة تلك الملكة على مواطن قوته ، جاءه الدعم من حيث لا يدري وقد جاء بالوقت المناسب
مهدي:- عفوا منكِ يا سيدتي الدكتورة أين هو جانب الولادات ؟
عفاف(رمشت وهي تنظر للباب):- اذهب يا أخي للاستعلامات واسألهم سيدلونك بشكل أوضح
مهدي:- عفوا منكِ سيدتي الطبيبة ولكنني قادم من سفر بعيد هل لكِ أن تدليني بنفسك على مكتب الاستعلامات ؟
عفاف(تنهدت عميقا وهي تنظر للباب):- لا أستطيع ذلك
طارق(هتف في سره):- ما زالت عنيدة ومتشبثة بآرائها آه منكِ آه
حكيم(جحظ عينيه وهو يتقدم صوبهم):- يا ويلك يا طارق يا ويلك هفف …هااا عفاف ماذا تفعلين هنا ؟
عفاف(تقدمت نحوه):- أخيرا وجدتك
حكيم(ربت على كتفها وجذبها خلفه حين أشار لمهدي كي يتصرف):- هل ضايقكِ أحدهم ؟
عفاف:-لا مطلقا أ..يا أخ مثلما قلت لك اذهب للاستعلامات من ذلك الجانب
مهدي:- ماشي ماشي ولا يهمك سيدتي …بست سيدي ؟؟؟
طارق(فتح الباب وهو يزفر بتعب):- هل ذهبا ؟
مهدي(بطرف عين):-إنهما يسيران من ذلك الجانب وعليك أن تركب السيارة فورا
طارق(بحسرة وندم):- افتح الباب
مهدي(فتح له الباب سريعا وأخذ يراقب عفاف وحكيم):- سارع سيدي قبل أن تلتفت علينا إخراجك من هنا
طارق(لم يتحرك قيد أنملة بل ظل ينظر إليها وهي تعدل حجابها وتسير قرب حكيم):- آه يا شوق الأيام ومحنة الليالي
مهدي:- سيدي لو نتحرك الوضع خطير
طارق(تأملها بحزن وهم بركوب السيارة):- يا حرقة القلب والفؤاد
عفاف(توقفت محلها وقلبها ينتفض بشدة):- حكيم أشعر وكأن هنالك شيئا غريبا يحدث
حكيم(وضع يده أكثر على كتفها وهو يجرها خلفه):- مطلقا يعني ما الذي سيحدث ؟
عفاف(استغربت حركته فهو لم يتجرأ عليها قط):- أتخفي شيئا عني أخي حكيم؟
حكيم(تنهد بتعب وأطل عليها):- يعني ماذا سأخفي ؟
عفاف(استدارت على صرير صوت السيارة ونظرت للنوافذ الداكنة):- …لارد
حكيم(ظل ينظر إليها لكي يرى ما إذا استوعبت شيئا):- عفاااف ؟
عفاف(لم ترى شيئا ولكنها شعرت):- يفضل أن أعود لعملي لقد شعرت بالتعب فجأة ، ها جدتي نبيلة تنتظرك بالرواق لا تتأخر عليها
حكيم(زم شفتيه):- حسنا إذن سأوافيها بعد لحظات
عفاف(نظرت للخلف وتحركت صوب العودة وناظرت الباب باستغراب فقد كان مفتوحا):- أنا واثقة كان هنالك أحد هنا لكن من ؟ افف عجبا يا عفاف ربما بدأتِ تهذين تتت لأعود لعملي أفضل
حكيم(صفق بيديه في الهواء وأجاب على هاتفه):- يعني ماذا تريد مني أن تجلطني يا طارق ، أخبرتك أن تواجدك هنا خطر خطر
طارق:- أردت رؤية أختي
حكيم:- نهااااارا يا رجل ؟
طارق:- قلت لأتدبر طريقة ثم ها أنا قد انسحبت لا تنزعج
حكيم:- طارق طارق ركز معي لقد نجوت بأعجوبة لا تصدق ،قليلا بعد وكانت ستكشف عفاف أمرك فبالله عليك انسحب ولا تخلق لنا مشاكل نحن في غنى عنها
طارق:- اشتقتها يا رجل ..كدت أضعف
حكيم:- آخ من هبلكم اسمع لقد تكلمت مع رامز الآن وأخبرني أنه أحصى عناوين الجواهرجية بالمنطقة فهل ستتكفل بزيارة بعضها ؟
طارق:- طبعا سأساعد أرسل لي العناوين برسالة وسأتصرف مع مهدي
حكيم:- أوك وكاظم غدا سيسافر لأجل زيارة صاحب أكبر مجوهراتي في الوطن هذا سيسهل علينا المأمورية أكيد
طارق:- حكيم
حكيم:- نعم يا طارق ؟
طارق(صمت قليلا):- لا شيء
حكيم(مسح على حاجبه وتوقف عن المسير حين سمع أصواتا غريبة):- ستتحسن الأوضاع يا طارق ويصبح كل هذا في عداد الماضي ،سوف تعود لزوجتك وابنتك وعائلتك فقط اصبر
طارق:- كنت لأصبر وأنا بين الجدران لكن وأنا خارجها لم أقدر إلا أن أمني نفسي باحتضانهم
حكيم:- هيا يا طارق لن تتذمر صح ؟
طارق(بوجع في خاطره):- تمام تمام لنبقى على اتصال وداعا
حكيم(أقفل الخط ووضع الهاتف بجيبه بعدها):- ما هذه الأصواااات ؟
اقترب من المستودع وهو يسمع صوتا نسائيا غريبا وكأنها تتألم أو تتأوه أو …لا حكيم يعني لن يذهب بالك لأمور مخلة بالحياء ههه ..طرد فكرتي هو الآخر وفتح باب المستودع ليتفقد الأمر فما ربما كان هنالك أحد بحاجة لمساعدة
حكيم:- مرحبا أيوجد أحد هنا ؟
ناهد(فتحت عينيها ومن فراغ المكان لم تسمع سوى صدى صوته فلم تتبين صاحبه):- أجل أجل يا أخي أنا عالقة هنا ممكن مساعدة ؟
حكيم(دخل وارتد الباب خلفه):- أين أنتِ ؟
ناهد:- تقدم تقدم ناحية آلة الرفع لو سمحت
حكيم(أخرج هاتفه ليبحث عن زر الإنارة):- أليس من الغباء العمل في مستودع دون إنارة ؟
ناهد:- والله يا سيد كنت أستمتع بها لكنها انطفأت فجأة فيا ريت لو تساعدني بدون فلسفة
حكيم(استساغ صوتها):- هذه الحروف السمجة كأنني سمعتها قبلا ،، حسنا لأبحث عن الإضاءة أولا وبعدها نرى صاحبة الصوت البديع
ناهد:- الإضاءة على بعد عشرة خطوات من الباب الخارجي
حكيم(كان يسير وهو يعد):- متأكدة ؟
ناهد:- يعني أتوقع ذلك
لم يعتمد عليها طبعا بل أخرج هاتفه وأضاء الطريق ولم يرها بل بحث عن زر الإنارة وكما توقع وجده في جانب آخر غير الذي عيرته الأخت ، أرجع هاتفه لجيبه وانتبه لعدة صناديق منثورة على الجوانب ونظر لآلة الرفع ولثوب عالق في جانب عجلته وفهم القصة ،،لكنه توجس حين بدأت صورة الفتاة تتضح أكثر فأكثر فأكثر
حكيم(أفزعها حين أطل عليها وهي مقلوبة على الأرض وثوبها عالق بالعجلة):-كان علي توقع هذا منكِ
ناهد(جحظت عينيها):- س..سيد حكيييم ؟؟
حكيم(وضع يديه على جنبه):- هه ها أجل سيد حكيم هل لديكِ اعتراض ؟
ناهد(بحرج نظرت لنفسها وهي مقلوبة كالدجاجة وأخذت ترفع ثوبها ليغطي ركبتها):- أ..لم أحسب أنه أنت
حكيم:- طيب ما دمتِ تمانعين لأنسحب إذن
ناهد(رمقته وهو يشير ناحية الخروج):- لا لا أرجوك أنجدني من هذا المأزق لطفااا
حكيم(اقترب وهو يتأمل وضعها):- أبفهم يعني هل تبحثين عن المشاكل هكذا دوما أم أنكِ تجذبينها بشكل عفوي ؟
ناهد(هزت كتفها وهي تضع يدها على رأسها متكئة على الأرض ورجليها عالقتين في الآلة):- والله المشاكل هي التي تبحث عني لقد نزلت لأجمع هذه الصناديق وأرتبها كما أوصاني أبي ، ولكنه لم يخبرني أن هذه الآلة العجوز مخادعة
حكيم(هز حاجبيه):- حسنا اصمتي قليلا فهمت ..دعيني أرى
ناهد(استوقفته مشيرة له):- إياك وأن يتمزق فستاني والله سوف أنشل لو حصل له شيء
حكيم:- تنشلين لأجل فستان يا لغرابة الفتيات
ناهد(تنهدت عميقا وهي تتأمله):- أحذرك هاه
حكيم:- والله يا أخت ناهد الوضع غير مبشر فأنتِ أكيد يا إما ستخسرين فستانكِ يا إما قدمكِ
ناهد(رفعت رأسها بجزع):- قدمي هئئئئئ أتتكلم بجدية اهئ ماما بابا أنقدووووني
حكيم(عضعض شفتيه ليضبط ضحكته):- ههه طيب اهمدي كنت أمزح سوف أحاول عدم تمزيقه لكن ساعديني بجلوسكِ طبيعيا على كرسي الآلة ، لست أفهم كيف اتخذتِ هذه الوضعية المسترخية ولا كأنكِ بشواطئ المالديف ؟
ناهد(بحرج):- كنت أبحث عن طريقة لكي أنقذ نفسي فعلقت هكذااا
حكيم(مد يده لها):- ومن حسن حظكِ أني مررت من هنا
ناهد(لم تمدها له):- ربما كان حقا حظا حسنا ثم يمكنني النهوض وحدي بدون مساعدتك الشهمة ، لأنك حين تفرغ من هذا سوف تمن علي وتصرخ بوجهي مثلما فعلت فجرا معي
حكيم(لعن لسانها الذي لا يهمد):- أوك كنت منفعلا وقتها وأنتِ أتيتني بوقت جدا عصيب
ناهد(بعنفوان):- ولو كان عليك أن تحترم مشاعر أنثى كادت أن تفرط في وقتها الثمين لكي تصغي لبلبلتك الليلية
حكيم(جحظ عينيه):- بلبلتي أأصبحت هنا ببغاء بنظرك ؟
ناهد(بتعنت واصلت):- يعني المعنى مجازي طبعا ولكن أجل أنت لا تفرق عنه بشيء
حكيم(كتف يديه وهو يطل عليها):-ألا تجدين أن هذا الحديث غريب في هذا الوقت تحديدا يا ست ناهد ،لكن مهلا بما أنكِ استأنستِ الجلوس على تلك الوضعية وارتحتِ فيها سأنسحب
ناهد(رمقته وهو يتحرك فصرخت):-أين تذهب يا عديم المسؤولية هل ستتركني هكذا وتمشي ؟
حكيم(زم شفتيه بنفاذ صبر):- شوفي إن كنتِ ترغبين باللهو هنا وتضييع الوقت فأنا غير مستعد صدقا يعني
ناهد(حركت فكها ونظرت لوضعها):- لست بوضع يسمح لي بالرد لذلك ساعدني
حكيم(رمقها وهي تمد يدها له):- عفوا منكِ لكنني تراجعت عن خدماتي
ناهد(فزعت وهي ترمقه يرحل):- حكيييييم يا رجل لو سمحت يا سيد حكيم يعني يعني هل أهون عليك لتفرط فيني وأنا هكذا مقلوبة رأسا على عقب ، اعتبرني أختك يا هذاااا اففف لقد ذهب ذهب هل ارتحتِ الآن يا ناهد أيعجبكِ الحال ، تبا لك يا لساني تبا …
حكيم(ظهر من خلفها وأمسك يدها):- انهضي
ناهد(تمسكت بيده وهي تراه بالمقلوب وعقدت حاجبيها حين رمى بها رميا على الكرسي):- أي آلمتني ما هذه الخشونة ؟
حكيم(نفض يده وتوجه للفستان):- هذا أقل واجب مع فظة اللسان الآن سنرى أمر الفستان
هزت رأسها إيجابا له بينما ظلت منشغلة بملامح وجهه حين حك لحيته بتفكير لحل معضلتها فللمرة الثالثة تورطه في مصائبها قد أصبحت عادتها يعني
ناهد(في سرها):- أوووف يا لروعة تأثير قميصه الرمادي ذو الكمين أخخ لما ارتداه في العراء لما يعني عرض عضلاته بوجهي ليعذبني غالبا ، تفوه على عيوني التي لا ترمق إلا السفالة ، لا لا هذا القميص لعنة مدمرة عليه التخلص منها إنه يبرز هيكله الصدري بشكل رجولي شهي يجعلني أمصمص شفتي بدون قدرة على تحمل جاذبيته ، إنه مهلك مهلك مُهلللللللك هئئ ويحك فستاني
حكيم(كز أسنانه حين تمزق جزء من الفستان):- لم تكن هنالك طريقة أخرى
ناهد(انتفضت مغادرة الآلة وهي تقفز محلها ممسكة بطرفه):- واااع ضاع فستاني الجميل ضاع حرام عليك يا مجرم لقد مزقته عمدا
حكيم(رفع حاجبه فيها):- هذا بدلا عن شكري
ناهد:- بابا شكري لو علم بهذا سوف تقع بمشكلة لقد مزقته عمداااا
حكيم(نظر للفستان):- تمام سأدفع ثمنه
ناهد(هنا أغمضت عينيها وفتحتهما لتتخيل نفسها وهي تصفعه على خده لكن يا حرام خده ذاك لا يليق به سوى القبل تف تف اخرسي يلعن تفكيرك يا أفكاري):-…لارد
حكيم(قارب وجهه منها وهو يتفقدها بيده):- كأنكِ سكتتِ هل نفذ شحن بطاريتكِ أم ماذا ؟
ناهد(انتبهت أنه يهينها ففتحت فمها لتجيبه ولكنه فاجأها بتحركه):- مهلا يا هذا أين تحسب نفسك ذاهبا عليك أن تسحب جملتك لأنني لا أرضى مطلقا بأن …هئئئ من أطفأ هذااا ؟
حكيم(توقف محله حين انطفأت الكهرباء):- تمام اهدئي إنه تماس كهربائي سوف أعيد إضاءته كما فعلت بالسابق ولنخرج من هنا
ناهد:-أخرج أخرج أصلا من طلب مساعدتك يا متعجرف
حكيم(وضع يده على الإنارة وأضاء الضوء):- أتعلمين ما تستحقينه الآن آنسة ناهد ؟
ناهد(وضعت يديها على جنبها وهي تهتز بتكبر):- ماذا ؟
حكيم:-أن أطفأ هذا وأرى كيف ستتدبرين أمركِ …
ناهد:- إيااااااك …
حكيم(هز رأسه برتابة):- لا تطيلي البقاء هنا أستأذن
ناهد(زمت شفتيها وأطلقت العنان للسانها فور اختفائه):- أين الرجولة هاه أين ذهبت الرجولة لم يكلف نفسه حتى ليرفع عني هذه الصناديق ،منك لله يا أبي عاندتك وأردت تلقيني درسا كي لا أنساه والله لن أكررها فقط ليغثني أحدكم لن أستطيع رفع هذه وحدي وااااع ، لما طردته يا لساني كنت استغليت تلك العضلات التي يتباهى بها على أمي وجعلته يرفعها افففف
حكيم(نظر للسماء بتهجد وتحرك عائدا حين وجد الباب الداخلية مغلقة):- باب الخروج على الأرجح من هناك
ناهد(شهقت ووضعت يديها على فمها):- يا ويلي هل سمعني ؟
حكيم(حرك رأسه وهو يرى الصناديق):- جيدا حتى
ناهد(عضعضت شفتيها بحرج):- متأسفة ولكنك تركتني بموقف حرج
حكيم(حمل صندوقا ووضعه بالرافعة وأتبعه بالثاني):- لا عليكِ هذا أمر متوقع من طفيلية متطفلة مثلكِ مثل لسانك
ناهد(دكت الأرض بقدميها وهمت بنزع الصندوق من يده):- أنا لن أسمح لك بأن تتجمل علي يا سيد حكيم ، توقف لو سمحت
حكيم(ترك الصندوق الثقيل لها حتى أسقطته):- فرضا كان هنالك أدوية خاصة بإحدى المرضى ، ما سيكون موقفكِ حين تخربينها يعني لما تعاندين ؟
ناهد:- لأنك لم تترك لي مجالا بتكبرك وغرورك هذااا
حكيم(أشار لنفسه):- تقصدينني أنا ؟
ناهد(باستهزاء):- هه لا والله العربة خلفك
حكيم(أتمم رفع الصناديق بخفة دون أن يوليها اهتمامه حتى انتهى في لمح البصر):- انتهيت
ناهد(لم تستوعب سرعته):- كيف انتهيت متى انتهيت أين كنت أناااا ؟؟؟
حكيم(غمز لها وهو يلوح متراجعا للخلف):-حدث ذلك أثناء تطاولكِ الغير مبرر
ناهد(لحقته وهي تشتم):- أصلا أصلا آآآآه
حكيم(توقف حين انقطع الضوء فجأة من جديد ولكن ما أوقفه هو سقوطها على كتفه):- انتبهي
ناهد(أمسكت على أنفها):- ياااااااا ويل أمي راح أنفي ضاع جمالي ضاااااع منك لله منك لله
حكيم(أخرج هاتفه سريعا وأشعله ليتفقد أنفها وسط الظلام):-لا يوجد نزيف
ناهد(هدرت فيه وهي ممسكة بأنفها):- لكن يوجد ألم أذاك كتف أم طوبة أي أي
حكيم:- طيب كفي عن التذمر مثل الأطفال دعينا نخرج مللت هنا من هذه الإنارة الفاشلة
ناهد:- لا تصرخ فيني ثم أنا لا أرى شيئا أعطني هاتفك
حكيم(أعطاه لها وهو يزفر عميقا):- يا ليت لسانكِ ذاك ينضبط قليلا وكل شيء سيكون بخير ، على فكرة من مواصفات القاضي المتميز أن يكون قليل الكلام ونبيه الحرف
ناهد(وجهت الهاتف لوجهه):- بمعنى أنني ثرثارة صح ؟
حكيم(أغمض عينيه من ذلك الضوء):- نوعا ما
ناهد(زمت شفتيها وتابعت طريقها):- إذن سأكون أول قاضية ثرثارة شهدتها عيونك
حكيم(انتبه للباب الخارجي للمستودع وفتحه بتنهيدة فرحة):-أخيرااا
ناهد(حاولت إغلاق الإضاءة وانتبهت للصورة التي يضعها بخلفيته):- هذه الصغيرة
حكيم(أخذ الهاتف منها سريعا):-انتهينا هنا يمكنكِ العودة لأبيكِ والتبجج بإنجازك
ناهد(وضعت يدها على ركبتها وهي تسير منحنية):- كيف سأستمر بفستان ممزق الله يلعن من طلب منك المساعدة يا هذا
حكيم(يسبقها بخطوتين بينما كانت هي تهرول خلفه):- سأعتبرها كلمة شكر
ناهد(تنهدت متمالكة أعصابها):- هل تستلذ استفزاز البشر ؟
حكيم(التفت إليها دون أن يتوقف):- المتطفلين أجل
ناهد(نظرت جانبيا وهي تغالب أشعة الشمس):- لكنني لست متطفلة
حكيم(نظر إليها وانتبه للون عينيها الزمرديتين):- أشك في ذلك
ناهد:- احتفظ بنظريتك لنفسك لأنها لا تعني لي أي شيء …
حكيم(استدار معها للجانب الرئيسي):- لا يهم
شاهيناز(أزالت نظارتها وهي تتأمله وأقفلت الهاتف بمكر):- حكييييم
حكيم(رفع حاجبه مستغربا حضورها):- ما الذي تفعلينه هنا أنتِ ؟
شاهيناز(أطلت على ناهد التي توقفت خلفه وأخذت تتأملها):- ههه أمعقول استبدلتها بهذه السرعة ؟
حكيم(برقت عيناه وتقدم إليها ممسكا بها من ذراعها كي تخرس):- لا أدري ما الذي جاء بكِ لكن أين طلال ؟
شاهيناز:- لم آتي معه ريح نفسك أنا هنا مع فخرية
حكيم:-فخرية ؟
شاهيناز:- أجل أ..مرت بي وأرادت إحضاري معها حتى أنها فوق سبقتني فأنا قد توقفت لأكمل محادثتي مع طلال تعلم كان بدوره متذمرا من حضوري
حكيم:- سنتحاسب على هذا الحضور الغير مرتقب تقدمي أمامي
شاهيناز:- لم تخبرني من الآنسة ؟
حكيم:- ليس من شأنك
شاهيناز:- مرحبا آنسة ههه أنا شاهي
ناهد(لوحت لها وهي تتأمل خلاعتها في ذلك الفستان العاري):- هل كل من يعرفهم يتعرون هكذا عادي يعني يا الله من أين يعرف هذه الأنواع ؟
حكيم(نظر خلفه وقرأ نظرتها لذلك أجاب باسترسال):- إنها تعتبر خطيبة صديقي
ناهد(بعدم فهم لما يبرر لي من أساسه):- ليس مهما
شاهيناز(همست بأذنه وهي تلامس ذراعه):-أحرقتك ههه
حكيم(أبعد شاهيناز عنه):-أنتِ لن تتوقفي عن هذه الحركات المميعة ..امشي
ناهد(تحركت من طريق أخرى):- …اممم لما برر لي علاقته بها أليس ذلك غريبا ؟؟؟؟
شاهيناز(تأبطت ذراعه):- هيا كيمو كنت فقط أمازحك يا رجل حتى أنني أتيت لك بأخبار جميلة جدا جدا ،قد زالت الحمى عني وأنا أركز في كل شيء بشكل لا تتوقعه
حكيم:- لست أفهم يعني ما الجميل في هذا ؟
شاهيناز:- أنت لن تفهمني لكنني قد شفيت هههه
حكيم(دلف معها للمصعد):- أيا كان لا تعيدي الكرة وجودكِ في محيطي غير مقبول ، سنلحق بفخرية وتغادران سوية المكان
شاهيناز(حولت عينيها وأصدرت فرقعة موسيقية بإصبعها):- مثلما تريد
حكيم:- استفزيني أكثر شاهي لكي أصب فيكِ جل غضبي
زفر عميقا بتأفف وهو يبعدها عنه لحين وصلا للرواق وانتبه لوقوف نزار مع فخرية فما الذي جمع بينهما ؟
فخرية:- هل ستجعلني أندم أنا أيضا أشعر بالسوء ولكنها كانت الطريقة الوحيدة للتخلص من تأثير ليندا على سلسبيل ، ذلك التراب جعلها تعود لسابق عهدها حتى سحري الذي كنت أفعِّله لكي أؤثر بها ضعيف هذه الفترة
نزار:- أنا متضايق لقد حررت شرور سلسبيل بنفسي فكيف تنتظرين مني أن أبتهج
فخرية:- مهما كانت شرور سلسبيل فهي لا تصل لغدر ليندا
نزار:- لا يا فخرية أنتِ مخطئة كلاهما قويتين لكن ليندا تستعمل طرقا حديثة سلسبيل لم تعهدها قط أو تتعلمها حتى
فخرية:- معك حق في هذا الشأن ولو فطنت لقوتها ساعتها سنكون بورطة
نزار:- قد فات الأوان ساعدناها بصنع الحاجز بذلك التراب المخصص وليندا لن تسيطر عليها بعد اليوم
فخرية:- طالما التراب بمأمن لن تسيطر لكن إن عثرت عليه حيث دفناه سنعود لنقطة الصفر
نزار:- دعينا لا نتشاءم
شاهيناز:- هاه العجائز مجتمعين معا
فخرية(عانقت حكيم بلهفة):- حكييم بني
حكيم(عانقها ومسح على رأسها):- لما أتيتِ يا فخرية ؟
فخرية:- أردت رؤيتك فحسب
نزار(أشار لشاهيناز على جنب):- أختكِ فعلت المستحيل لأجلك أتمنى أن تبقي على عهدكِ يا سلسبيل ، لقد وعدتني؟
سلسبيل:-حسنا وعدتك بألا أؤذيك يا نزار ولكن …إن شعرت بخطرك لن يحصل طيب حاليا لا أرغب إلا بحماية نفسي والحصول على قلادة الشمس وأنصحك بأن تعطيني إياها بهدوء دون معرفة من فخرية
نزار:- هذا ما توقعته أنتِ لا يوثق بكِ يا سلسبيل ولكن إن فكرتِ بالتعرض لطريقي فالتراب الذي قمنا بإزالة التعويذة بواسطته سيتبخر في الهواء وتعودين أسيرة لدى أختك
سلسبيل(بقلق):- القلادة من حقي أنا
نزار:- لا من حقك ولا من حقها هي لنا ولعشيرتنا فحسب
سلسبيل:- لوليدة الشمس قصدك ؟
نزار:- أنتِ ترمين بنفسكِ في دوامة كلها أفخاخ إن لم تحذري ستجني العواقب بشكل فظيع
سلسبيل:-ماشي يا نزار لن أحاول الاقتراب أو المساس بهذا الاستقرار ،لكن صدقني إن وصلت القلادة لأختي الغريبة سوف أحرقها لأحصل عليها
نزار:- وقتها سوف لن يكون لدي قوة لمجابهتكما معا والبقاء للأقوى
فخرية(اقتربت منهما):- ماذا تقولان ؟
نزار:-أختكِ حاولت تهديدي فحسب ولكنني تدبرت الأمر
فخرية:- كان من الخطأ إحضاركِ لكنني تعمدت ذلك لأجل معرفة قدراتك
شاهيناز(تمايلت):- وعرفتِ سِيستر ؟
فخرية(هزت رأسها بدون فائدة فيها):- بني حكيم سنغادر
حكيم:- ما الذي تدبرونه سوية عم نزار ماذا يجري ؟
نزار:-ولا شيء أردت إلقاء السلام على الست فخرية هذا هو ،أترككم على خير
شاهيناز(لوحت له):- هاه حكيم أين أهلك أين ميرنتكم صحيح فقدت نطقها ياااه مسكينة تلك البنت ملعونة غالبا ؟
فخرية(فتحت عينيها بتنبيه):- شاهينااااااز ؟
حكيم(تغلغل بغيظ):- يفضل أن تغادروا المكان فورا لا أريد أن يراكم أحد من أهلي
فخرية(جرتها بقوة):- امشي معي
سلسبيل(لوحت له وهي تقبله في الهواء بقبل مفضوحة):- شوفي أريد منكِ معروفا بما أنني تحررت ولكي أبقى على العهد أرغب برؤية أختي كهرمانة اشتقت لها
فخرية:- لن تريها بل ستمضي للقصر
سلسبيل:- رافقيني إن كنتِ تشكي بأمري يعني لتضمني عدم تلاعبي من وراء ظهرك
فخرية:- قلت كلمتي لن يحصل ذلك
سلسبيل:- على فكرة يمكنني أن أسبب لكِ الصداع وأترككِ تتألمين وأذهب وحدي ، لكنني ودودة جدا بعد تحريري لذلك أود اصطحابكِ معي
فخرية:-وأنا أرفض
سلسبيل:- لبضع دقائق أنا بحاجة لذلك
فخرية:- لا أثق فيكِ أنتِ الشر بعينه
سلسبيل:- أنتِ تظلمينني هيا لأجل أخواتك ، مهلا أنتِ عليكِ تنفيذ كل ما أطلبه نظيرا لاحتجازكِ لي طوال سنوات خلت
فخرية:- الصبر يا ربي الصبر أظنكِ ستذكرينني بهذه المأساة حتى مماتي
سلسبيل:- وقد أتجاوز ذلك وأكتبها على شاهد قبركِ حتى شقيقتي
فخرية(بعد صمت):- نصف ساعة لا أقل ولا أكثر
سلسبيل(ضحكت بخبث):- فخرية ضعيفة القلب توافق يا عيني …
لم تجد بدا إلا أن تسايرها والتوجس شريكها فهي تعلم أن أختيها معا لا يؤتمن لهما ، لتزيد ليندا من اشتباك الأمور وتصبح لديها ثلاث مصائب عليها التعامل معهم ..ولكن هي تشعر ببعض الدعم من نزار وأكيد سوف تعتمد عليه عند الضرورة …هذا إن لم تخرج لنا ليندا بموال جديد يا ليل الليل …
لورينا:- ماذا تقصدين يعني بهذا الطلب الغريب أنا محتجزة في هذا القصر وبالعافية أخفيت الهاتف الذي أعطاني إياه رجلكِ الخاص سرا ، لو لاحظه طلال سيشحن حكيم ضدي أكثر مما هو مشحون
ليندا:- بنت ..لقد أخرسنا ميرنا ويمكننا أن نفقدها صوابها لما أنتِ جبانة هكذا ؟
لورينا:- أمي أمي لقد حقنتها مثلما طلبتِ وقد كنت أرتجف لو أمسكني أحدهم كنت مت فيها ،ثم أخبرني كاظم أن هنالك كاميرات مراقبة بالرواق تخيلي لو يقوموا بجولة تفتيش سيمسكون بي وأنا متلبسة
ليندا:- هذه ليست المرة الأولى يا خرقاء لقد حسبت حساب ذلك وقد حذفنا صوركِ بالكامل حتى لو حاولوا استرجاعها لن يتمكنوا من ذلك ، لكن الجولة المقبلة هي الأهم يا لوري
لورينا(بغمغمة حزن):-أنتِ تريدين استغلالي ، تضعينني بوجه المدفع لكي أخلصكِ من خطر ميرنا بينما أدفع أنا الثمن ويخلو لكِ الجو أليس كذلك ؟
ليندا:- يا غبية أنتِ ابنتي
لورينا(بمرارة):- هه ههه ابنتكِ…قولي كذبة أخرى غير هذه يا ليندا
ليندا:- ستنفذين ما طلبته بالحرف لكي تتحرري من سجنكِ ذاك ويتسنى لكِ القيام بخطتنا
لورينا:- ما المطلوب ؟
ليندا:-حقنة إضافية تجعلها تفقد رشدها مؤقتا يعني لا يهون لي أن تترعرع ميسون تحت أنامل أم مجنونة
لورينا(تألمت من جملتها):- معكِ حق فأنا أحيانا أحسد ميسون وميرنا على الأم التي تحظيان بها والتي لم أعرفها يوما
ليندا:- هيا لا تبدئي التذمر يا لوري لقد كنت أما صالحة لغاية ما رميتِ عينكِ على حكيم
لورينا:- المسألة قد تجاوزت ظهور حكيم بكثير فمنذ صغري وأنتِ تعتبرينني ندا لكِ تغارين مني ومن شبابي ،أتحسبين أنني لم ألاحظ ذلك حين كنتِ تجعلينني آكل وجبات مضاعفة لكي يسمن جسمي وأعاني من الدهون بينما أنتِ كنتِ تحرصين على مراقبة قوامكِ أكثر من مراقبة ابنتكِ الوحيدة
ليندا:- أممم جلبتِ لي النعاس افصلي الخط وكفي عن الثرثرة الفارغة
لورينا(مسحت دموعها):- سأنفذ خطتكِ لأنها ستكون الأخيرة لا أريد أن أعرفكِ من بعدها
ليندا(فصلت بوجهها):- هاء شوف البنت أكيد جو الوطن لم يناسبها البتة …
فاروق(أطل عليها من النافذة الخشبية):- هل انتهيتِ ليندا جهزت قهوتكِ ؟
ليندا(جمعت الهاتف وتقدمت نحوه وهي تتأمله):- ماذا فعلت بالوطن ؟
فاروق(صب لها قهوتها الخاصة):- التقيت بغضنفر الوقت كله
ليندا:- أعلم هذا لكن ما لا أعرفه هو السر الذي تخفيه عني ؟
فاروق(وضع لها الفنجان ناحيتها وهمس):- عن أي سر تتحدثين ليندا ؟
ليندا(نظرت للفنجان مليا وابتسمت):- سر وسامتك مثلا ؟
فاروق(ضحك وهو يوليها ظهره بتشنج وصب لنفسه بعض المشروب):-هههه وسامتي إذن
ليندا(لم ترفع الفنجان لفمها مطلقا):- أجل أكيد التقيت هناك ببعض النساء
فاروق(أحضر كأسه وجلس قبالتها):- صراحة لم يتسنى لي الوقت اللازم ثم نساء روما كافيات
ليندا:- اممم نساء روما ؟
فاروق:- حسنا كن كذلك فبعد أن بدأن بالاختفاء في ظروف غامضة قررت أن أتوقف تجنبا للشبهات
ليندا(أمسكت من يده مشروبه وجذبته لفمها):- حرام عليهن
فاروق(تنهد وصب لنفسه كأسا غيره):- إلى ما تسعين ليندا أنا وأنتِ لا نصلح لبعضنا
ليندا(بغيظ وضعت الكأس على الطاولة):- ومن تصلح في نظرك كومة العظام تلك ؟
فاروق(استشاط غضبا وهو يحذرها بإصبعه):- هل أصبح لكِ شأن بالموتى الآن ؟
ليندا(ضربت الكأس بيدها حتى دوى انكساره على مسمعهما):- أنت معتوه لتبقِيَ قلبك معلقا بذكرى امرأة ما كانت لك على الإطلاق
فاروق:- تلك المرأة أشرف وأطهر منكِ سمعتِ
ليندا(بوعيد شر):- كل حرف تنطق به ستدفع ابنتها ثمنه غالياااا جدا
فاروق(وضع الكأس وتنهد):- ألن تتوقفي عن سفكِ الدماء ، ما الذي فعلته لكِ جوزيت الآن همكِ مع ميرنا إذن لا شأن لكِ بغيرها
ليندا:- تلك البنت راجية ولو نسيت هذا سأذكرك به ، سأذكرك بأن أباها هو من سرق منك حبيبتك زهرة وهو الذي قتلها بحسرته ، مختار الراجي هو غريمك الذي قتل أخوك الذي عذبوه وأذلوه في القرية أمام مرأى الجميع وتحت رعاية أولئك المجرمين سليم وعامر وضرغام ، أخوك الذي فرطت فيه وهجرت الوطن تاركا إياه في جحيييييم لقد دفع الثمن غاليا جدا ، يعقوب الذي نحر عنقه ببرودة ياااا فاروق ولا تنسى أمك التي انهالوا عليها بالضرب حتى فقعوا عينيها وماتت ، وبعد كل هذا ألا تريد أن تكون ابنتهم غريمتنا وذنبها أنها من دمهم ولحمهم
فاروق(استقام بعصبية):- أنا لا أسمح لكِ بخلط الأمور واستغلالها لانتقامكِ الدفين،، ولا أسمح لكِ بتدنيس سيرة أخي يعقوب أو حتى زهرة ، عشقي لها كان مكتوما في قلبي وحين طردنا من البلدة دفنته في أعماقي ويئست حين رفضت الهرب معي لأنها كانت في عشقه مدلهة …ذلك العربيد ذلك السكير قاطع الطريق لم أفهم يوما ما الذي وجدته فيه لتعشقه
ليندا:- كونه راجيا متباهيا مثلا بينما كنت أنا غلاما منبوذا ومعدما إزاء عظمتهم
فاروق(نظر للفراغ):- والمنبوذ عاد لكي ينتقم منهم بأولادهم
ليندا:- وجوزيت ستعاقب
فاروق(رمش مرتين):- لورينا ابنتي أليس كذلك ؟
ليندا(رمشت وهي تصطدم بهذا الأمر):-ههه ابنتك لا تكن أخرقا يا فاروق ، ما عايشناه سوية كان محض شهوة وشغف تم إطفائها بقفزتين على السرير وانتهى الأمر
فاروق(ناظرها بجدية):- على أساس أنكِ لا تتوقين لذلك السرير حتى اليوم
ليندا(فتحت فمها برغبة ترجمتها نظراتها):- أعلم أنك لن تعطيني ما أريده منك ،أنت هكذا تهوى تعذيبي لأنك تمقت لساني الذي يذكرك دوما بالماضي
فاروق:- ههه ..أنا لا أنتظر منكِ تذكيرا ليندا
ليندا(استقامت بعد أن تجرعت كل ما بالمشروب وتقدمت نحوه لتلامس كتفيه):- لما لا ننسى الماضي ونبدأ من حيث توقفنا ؟
فاروق(استشعر غايتها من لمساتها وانتظرها حتى وثبت أمامه):- أنتِ لا تروقينني
ليندا(لامست عنقه بيدها واقتربت بفمها من أذنه لتمتص حلمتها):- جربني
فاروق(انتزع يديها مبعدا إياها عنه بقنوط):- كفي عن هذا الاستعراض يا ليندا أنا لست مستعدا لتحمل عطن خطاياكِ ، لقد أخطأت سابقا ولن أكرر الخطأ مرتين فأجيبيني هل لورينا ابنتي ؟
ليندا(دفعته لصدره):- لن تعرف أبدا ذلك وإن كنت قد زرعت في خلدك الشك سابقا في كونها كذلك ، فأنا أنتزعه منك الآن ولن تعرف مطلقا ما إذا كانت منك أو منه
فاروق:- ههه سهلة جدا سوف أستعين بتحليل الحمض النووي فما أنتِ فاعلة نظير ذلك؟
ليندا(جمعت قبضتها حول الكأس وكسرته):- وقتها سأجعلها تكرهك قبل أن تفكر بلعب دور الأب المغوار
فاروق(نظر للدماء المتناثرة من يدها وحرك رأسه):- ضاق درعي أنا راحل
ليندا:- قف محلك …لم آذن لك بالرحيل بعد ثم لو كنت حقا مهتما بأبوتك لها كنت نطقت منذ زمن لكنك تأبى ذلك داخليا وتخشى من تحققه ، لأنك تفضل عدم اكتشاف هذا ضمانا لذاتك
فاروق:- ما غايتكِ ليندا ما غايتكِ أفصحي ودعيني في حال سبيلي ،أحضرتني من الوطن بهذه
السرعة لغاية في نفسكِ فأفضي بها ؟
ليندا:- طبعا لا تنتظر مني قول اشتقت لك فاروقي ؟
فاروق(ضحك بسخرية):- تجاوزنا الاشتياق بمراحل يا ليندا وقد قضيت على كل ذرة شعرت بها نحوكِ منذ دهوووور
ليندا(غاظها بجملته ولكنها تابعت كلامها باستفزاز):-أكيد وصلتك أخبار حادث الصحفية
فاروق:- سمعت ذلك وأعلم أنه لا يد لكِ فيه
ليندا:- بالفعل لم أتدخل في شيء ولكنني استغليت الموقف لصالحي وساهمت في تعديل بسيط في خاصيات الصحفية النشيطة ،…ههه لقد أخرستها
فاروق(فتح عينيه على وسعهما):- ماذا فعلتِ ؟
ليندا(أمسكت كوب المشروب خاصته مجددا وكان فيه القليل وجمعت قبضتها لتعصر فيه قطرات من دماء يدها الجريحة):- كما سمعت أردت أن أستمتع قليلا ونبتعد عن الروتين وقلت لما لا أقلب الموازين بإخراسها وأرى ما سيفعله فرسانها الحلوين
فاروق(جر كرسيا وجلس وهو ينظر إليها بتقزز):-أنتِ لعينة
ليندا:- اممم هيا لم أصل حتى للنقطة المهمة لقد عرفت من يقف خلف الحادث
فاروق:- من ؟
ليندا:- توصلت لبعض المعلومات لن تصدق .. لقد كانت كهرمانة من جعلت رجالها ينفذونه
فاروق(باستغراب):- كهرمانة .. متأكدة ؟
ليندا:- أجل فلقد شوهد عرندس مع رجل من رجاله في نفس المنطقة ، لحقهم جواسيسي حتى عادوا للخان إذن أكيد هي التي جعلتهم ينفذون الحادث …ههه تخيل معي خبر كهذا لو يسمعه ميار ما الذي سيفعله بها ياااه سأتخلص منها في غمضة عين
فاروق(رمش وهو يستقيم):- مهلا مهلا …أكيد هنالك لبس كهرمانة لا تغامر هكذا
ليندا:- وما الذي يضمن لك هذا إنها تضمر لميرنا الشر منذ أمد وقد ساعدتني في الإطاحة بها ،وصدقني لن تستعيد تلك الغبية عافيتها طالما فيني نفس
فاروق:- غيرتكِ منها تفقدكِ صوابكِ ولكن دعيني أوضح لكِ شيئا مهما فعلتِ سيظل قلب حكيم تحت إمرتها
ليندا(رفعت الكأس وهي تخلطه بإصبعها الصغير وتجرعته كاملا):- ههه الأيام كفيلة بالرد عليك فاروق ، وغايتي من معرفتك بهذه القصة هو معروف بسيط لن يفيدني به غيرك
فاروق:- ماذا تريدين بعد ؟
ليندا:- أحتاج لحقنة مفعولها فوري تجعل صاحبها يفقد رشده في الحين واللحظة
فاروق(وضع رجلا على أخرى):- من الضحية ؟
ليندا:- ومن غيرها الصحفية
فاروق:- لقد أخرستها للتو يعني على الأقل دعيهم ليستوعبوا هذا الحدث ، ثم الضربة كانت قاضية أقترح لو تؤجلي أمر الحقنة لوقت لاحق أساسا هي لا تشكل خطرا عليكِ فقد طلقها
ليندا:- تنفسها في هذه الدنيا يخنقني وأنا غير قادرة على قتلها
فاروق:- فرضا ماتت في الحادثة ما كنتِ فاعلة ؟
ليندا:- الحادثة تم تهيئتها لأجل التخويف وليس للقتل ، لقد جعلت رجالي يتفحصون كل شيء بحذر وقد كان كل شيء مدبرا لإفزاعهم ولكن شاءت الأقدار وأضافت بعض الدراما
فاروق:- يعني تودين القول أن جانب كهرمانة بات قويا
ليندا:-أختي الغبية لا يسعها أن تمتد بعيدا رقبتها قد تطير فيها لكنني حتما أشيد بإنجازها، لقد أعطتني فرصة للعب لم أضعها في الحسبان ، وهذا يوفر للعشيرة انشغالا تاما في هذه الفترة فرئيسها يا حرام سيكون مرابضا في المستشفيات ما بين حبيبة وشبه حبيبة
فاروق(نظر إليها بتوجس أخفاه بعناية):- الحريق لم ينسى بعد ولا تنسي أن هنالك طارق وهو بعيد عن هذه المستجدات ، لكنه غير بعيد عنا وأكيد لا يترك الأمر دون أن يلاحقه حتى الأخير
ليندا:- ليفعل يا عزيزي وإن تمادى نملك مليون ألف حجة تجعل حماسته تخمد، معلوم الرجل قد غادر ربوع السجن مؤخرا ويستحق فسحة استجمام
فاروق:- حسنا يا ليندا ستحصلين على كل ما تريدينه لكنكِ لن تحصدي قلبه مهما فعلتِ، حتى لورينا لن تتمكن من ذلك فمتى ستقتنعين أنكِ قد دمرتِ حياته زيادة على الطفلة
ليندا:- لا شأن لأي واحد فيكم بالطفلة إنها ملكي وأنا أدعها بينهم بمزاجي ، وحين يأتي الوقت سأعيدها ولا أحد منهم قادر على منعي
فاروق:- لا تغتري كثيرا بنفسكِ ليندا الطفلة لديها أبوين وعائلة كبيرة قد تفديها بالروح
ليندا(رمشت وهي تتحرك بعصبية):- لما تتعمد إخراجي عن طوري بهذا الاستفزاز ؟
فاروق:- لكي أفتح عينيكِ فحسب
ليندا:- أتشفق عليهم أم أن هذا شعور خادع يتخلل عقلي هذه اللحظة ؟
فاروق(استقام):- لست أشفق عليهم مطلقا لكنني ضد التلاعب بالأطفال يا ليندا
ليندا:- هوووه برافو برافو حضرة الدبلوماسي وماذا عن شحنات الصغار التي نحضرها من البلدان النائية ونقوم بسرقة أعضائهم وبيعها في السوق السوداء هااااه ؟
فاروق(امتص شفتيه):- تعلمين جيدا أن ذلك بعيد عن اختصاصي
ليندا:- هههه معلووووم فأنت اختصاصك النساء فحسب أتحسب أنني لا أدرك موضوع العذراوات اللاتي تجلبهن لمخدعك بعد كل شحنة ، ههه تحب الاستفراد بهن وامتلاكهن قبل بيعهن أو إرسالهن للخان عند كهرمانة لترويضهن …أتظنني غافلة عن حفلات الصخب التي تحضرها في قصرك يا فاروووق ؟
فاروق(أغمض عينيه وأمسكها من ذراعها بقوة):- إلى ما تسعين الآن أنتِ لستِ مؤهلة لتحاسبيني ليندا ،أنا حر في تصرفاتي والعمل عمل وأنا أعلم جيدا حدوووودي كما أنه يسير تحت إمرتي فكل ما آخذه أعطي بدلا عنه أضعافا مضاعفة
ليندا(ابتسمت وهي تتلوى كالأفعى وتتلمس جسمه بوقاحة):- تعلم أن نقطة ضعفي هي العنف الخشن
فاروق(زم شفتيه ودفعها عنه):-أنا راحل حين تقررين غايتكِ مني اتصلي بي عبر وسيلة التواصل فما عدت أطيق هذه اللقاءات المحتدمة
ليندا(حركت فكها وتابعته بعينيها):- لا مهرب لك مني يا فاروق عيوني عليك
فاروق(لوح بيده بتأفف وخرج من الشاليه مبتعدا عنها قدر الإمكان):- إنها مخبولة حتما هفف … هيه أنت أحضر لي سيارتي يا أنت أكلمك ؟؟؟
الحارس:- عذرا سيدي لا يمكنني إحضار السيارتين معا فسيدتي سترحل أيضا ، لو تريد رافقني فلقد أخذنا خاصتك للجانب الآخر من الشاطئ فتعبيد الطريق هنا يتسبب بعرقلة السير
فاروق:- تمام تمام فقط دعنا نمضي سريعا
تحرك معه وهو يلعن نفسه التي تورطت مع هذه الأفعى السامة ،إنها تلدغ في كل حرف تمام هو يعلم أنهم جميعا في ذات المركب لو سقط أحدهم سيغرق الجميع تباعا ، لكنها تستفزه وتضغط عليه كل مرة والآن ترغب بمحاسبته على المكسب الذي اختاره لنفسه ..أيسميها غيرة طبعا لن يسميها كذلك فهي تفعل ذلك مع كل الرجال تريد أن تبقى هي العنصر المسيطر على مكمنهم لكنها واهمة وااااهمة ….
الحارس(مد له المفتاح):- تفضل سيدي رحلة موفقة
فاروق(ركب سيارته وزفر عميقا وهو يجلس خلف مقوده):-أغرب إن شاء الله تنفجر بكما السيارة ونخلص هفف …
انطلق من هناك وهو يشتم ويسب واتصل برقم غضنفر لكن هذا الأخير لم يجبه ولهذا اضطر لترك رسالة مستعجلة تتطلب إعادة الاتصال به لاحقا ، أعاد الهاتف محله وعقد حاجبيه حين نظر لإشارة اقتراب نفاذ البنزين من سيارته
فاروق:- جميل جدا جميل أين الأغبياء أين هم أشغل جيشا بأكمله ولا أجد فيهم ولا حمار ، هيا فاروق لن تعجز الآن هناك محطة بنزين قريبة تصرف واخرج من هذا الويل
وبالفعل تحرك من هناك متوجها نحو محطة البنزين ووجدها خالية إلا من سيارة حمراء تتكئ عليها امرأة يافعة ذات شعر أشقر ، ترتدي فستانا مزركشا وقبعة على رأسها ونظاراتها الشمسية تخفي تذمر عيونها فإشارات يديها للعامل كانت تترجم حنقها بالكامل ..
إيزابيل(وضعت يدها على خصرها):-أنت شخص غير مسئول وهذا سيجعلك فاشلا طوال حياتك
العامل:- يا سيدتي لما هذه الشتيمة الآن ، ثم أخبرتكِ من البداية أن البنزين في طريقه إلينا لما تتذمرين بوجهي ؟
إيزابيل(أشارت له وهي تحرك إصبعها حوله):- لا تجبني يا هذااا لأنني قادرة على حرقك وحرق محطتك النتنة على رأسك هاه
العامل:- تحت أمركِ سيدتي فنحن هنا نتعامل بمبدأ الزبون دوما على حق
إيزابيل:- طبيعي أن يكون كذلك من هذا الإهمال ، ألا تدركون أنكم تعطلون مصالح الناس يعني
فاروق(نزل من السيارة وارتدى نظاراته الشمسية):- مرحبا ألا يوجد بنزين ؟
العامل:- عذرا سيدي عليك أن تنتظر مع السيدة فالشاحنة بالطريق
إيزابيل(لم تنظر حتى إليه وكأنه غير موجود):- يعني ماذا سأحترق في الشمس حتى تحضر شاحنتكم على مهلها ، اسمعني لقد ضقت ذرعا منك وسوف أرفع شكوى ضدكم
العامل:- أرجوكِ سيدتي هذه المحطة هي منفذ عيشنا لو سمحتِ يمكننا دفع مشروب مجاني لكِ بالمطعم هناك إن تفضلتِ معنا
إيزابيل(بحنق):- أساسا جعلتني أشعر بالعطش تمام تمام سأهدأ وسأنتظر ربع ساعة إن لم تظهر لا تلم إلا نفسك يا مهمل
العامل(نظر لفاروق):- أعتذر منك سيدي وأنت أيضا تفضل بشرب شيء على حسابنا وأكيد سيكون هنالك تخفيض في سعر البنزين تعويضا على هذا التأخير منا
فاروق(هز رأسه):- لا مشكلة
العامل:- تفضل تفضل معي من هنا
مشا معه ووجدها قد أزالت قبعتها واختارت آخر طاولة وجلست عليها ، حركت شعرها القصير بشكل خفيف وشبكت يديها بعد أن ألقت نظرة على ساعتها ، اضطر للجلوس في طاولة بعيدة مقابلها وظل ينظر إليها كأنها شيء جميل يستحق النظر في تلك المنطقة
إيزابيل:- فهمنا أن الشاحنة تأخرت لكن هل تصنعون المشروب في المريخ ؟
العامل(اقترب من أمه التي كانت تجهز الطلبات):- يعني هذه السيدة روحها بأنفها لو تصبر قليلا ماذا سيحصل بالكون ، امم ماذا تطلب سيدي ؟
فاروق:- قهوة ساخنة
العامل:- قهوة ساخنة للسيد أماه ، وأنتِ سيدتي ماذا تطلبين ؟
إيزابيل(زفرت عميقا):-أطلب استعجال الشاحنة لأنني لو بقيت هنا سوف تجعلني أنجلط
فاروق(استقام وأشار له بفرقعة إصبع):-أحضر لي قهوتي لتلك الطاولة
العامل(بتذمر):- حاولت أن أشرح لها لكنها ترفض الإصغاء لي وكأنه ذنبي
إيزابيل(صاحت فيه من محلها):- أسمعك جيدا يا هذااا
فاروق(تقدم نحوها وجر الكرسي مقابلها ليجلس):- أيمكنني ؟
إيزابيل(رفعت عينيها إليه وهي تزيل نظاراتها):- ومن حضرتك أيضا ؟
فاروق(أشار للخارج):- أظنني معكِ بنفس الموقف أنا أيضا أنتظر نفس الشاحنة
إيزابيل:- وبعد ؟
فاروق:- نحن بنفس المصير لو نتشارك معا الوضع ألن يكون جميلا ؟
إيزابيل(ضحكت وهي تشبك يديها):-عذرا يا أفندي لكنني أفضل البقاء وحدي فأتمنى لو تعود لطاولتك من بعد إذنك
فاروق:- غير ممكن
إيزابيل:- لا والله ؟
فاروق:- لكنتكِ أجنبية من أين أنتِ ؟
إيزابيل:- وما شأنك ؟
فاروق:- أظنكِ فرنسية فهذا الجمال سينبع من جذور أصيلة
إيزابيل:- ههه أنت تجيد التغزل لكنك تملك دما ثقيلا يزعجني
فاروق(زم شفتيه بتحدي لهذه المرأة الغريبة):- أدعى فاروق وأنا دبلو…
إيزابيل(استقامت وهي تجمع أغراضها):- عذرا منك سأنتقل لغير طاولة لأنني سأجرحك بكلامي كوني على آخري
فاروق(ناظرها بحيرة من مزاجها المثير للاهتمام):- كيف السبيل لطرد هذا المزاج السمج ؟
إيزابيل(جلست في الطاولة القريبة وأخرجت هاتفها الذي كان يرن):- ليس شأنك …ألو ماذا يا غبي ألم أطلب منك إرسال الفاكس لهم كيف سنحل الموضوع الآن لقد ضاعت الفرصة ضاعت ، لكنني لن أتمكن من الاستسلام ورفع راية الفشل لن أكون أضحوكتهم أتسمع .. جرب الاتصال بتلك السكرتيرة الغبية وحاول إيجاد ثغرة تمكننا من اللقاء بذلك الدبلوماسي المغروووور من يحسب نفسه أنه سلطان الدنيا يااااا ؟؟؟ سنفتتح الشركة السياحية وهو من سيعطي لنا التصريح أو ليبرر سبب رفضه ،طبعا طبعا ليخرج هو في سياحة بينما نحن لنحترق حسنا سأحاول أن أهدأ لكن إن لم تتصرف سأكون بمقره صبيحة غد لأرى هذا الوقح السمج وجها لوجه حتى أبصق بوجهه وأجعله يعرف أن نفوذه مجرد بقايا حثالة بالنسبة لي
فاروق(رفع حاجبه وأخرج هاتفه وكتب رسالة نصية سريعة):- امممم
بعد لحظتين وصلته رسالة مفادها أخبار عن صاحبة الشركة السياحية التي ترغب بافتتاحها بروما وما زال الملف خاصتها يدور بين المكاتب نظرا لغيابه ولعدم موافقته عليه ، ابتسم ملء ثغره وهو يضحك لهذه الصدفة العجيبة وأعاد الهاتف لجيبه
فاروق:- أيمكنني التطفل ؟
إيزابيل(رفعت المرآة لوجهها وضبطت حاجبها):- لا يمكنك
فاروق(ناظر حركاتها بانجذاب ونهض من محله رفقة قهوته):- يمكنني مساعدتكِ في مسألة شركتك عذرا سمعت رغما عني فقد كنتِ تصيحين للأمانة
إيزابيل(أعادت المرآة لحقيبتها):- هل عينك أحدهم لتكون ولي نعمي اليوم ؟
فاروق:- لما أنتِ عصبية اعتبريني غريبا يريد مساعدتكِ يعني دون شروط
إيزابيل(تنهدت عميقا):- أنا حانقة على الجميع لا تؤاخذني ، عادة لست عصبية ولكن هنالك بشر يستحقون كسر رقابهم على التكبر والغرور الذي يتمتعون به
فاروق:- احكي لي عن مشكلتك
العامل:- مشروبكِ سيدتي
إيزابيل(وضعت يدها على فكها):- يااااه أتعرف كدت أنسى أمرك حتى … ثق بي ستكون هذه آخر مرة أستعمل فيها هذا الطريق فقط كي لا أتكرم برؤية وجهك مجددا
العامل(معتذرا منها):- نأسف منكِ سيدتي
إيزابيل(أخذت الكأس وشربت منه):- تمام دعني الآن
فاروق:- أسمعكِ
إيزابيل:- الموضوع وما فيه أنني فكرت بافتتاح شركة سياحية ولكن صعب علي الأمر ، وفي آخر المطاف جعلوني أرسل ملفا إلى مقر الدبلوماسي المهتم بهذه الفئة من النشاطات ، ولكنه رفض دون إبداء أسباب وحين بحثنا عنه لأجل مقابلة نعرض فيها هدفنا هوه ذهب السيد في سياحة غير آبه بأحد ، اتصلت واتصلت بمكتبه ولكن دون فائدة دوما ما يخبروننا أنه لن يستطيع النظر في شأننا إلا بعد وقت وأنا لا أملك ذلك الوقت أريد أن أبدأ لكي أجهز ما أريد تجهيزه قبل الصيفية المقبلة
فاروق:- حسنا يعني ما ربما كان مشروعكِ يعني به عراقيل لا تشيد بنجاحه ؟
إيزابيل(باحتدام):-أنا واثقة من نفسي ومن مشروعي لم أترك ثغرة إلا ووضعتها بالملف يعني هذا الدبلوماسي لو رفض فسيكون ذلك لأسباب واهية لا أساسا لها
فاروق:- طيب أعطيه فرصة ربما سيتصلون بكِ عما قريب
إيزابيل:- لن أنتظر اتصالهم بل سأذهب صبيحة غد إلى مقرهم لأ..
فاروق(تابع عنها):- لتبصقي بوجهه وتخلصي ذمتكِ من هذا الثقل
إيزابيل(مطت شفتيها):- أكره الظلم لذلك تجدني محتدمة ها هنا ، حتى ذلك العامل هناك سأعتذر منه قبل خروجي يعني أنا هكذا أعامل الجميع وكأنني أعرفهم سالفا وأحسب أنهم سيقدرون ظروف مزاجي الصعب
فاروق:- لم أعرف اسمكِ ..؟؟
إيزابيل:- أدعى إيزابيل
فاروق(أعجب باسمها وابتسم):- أيمكنني الحصول على رقمكِ الخاص ؟
إيزابيل(أمسكت منديلا ورقيا وأخرجت قلم الكحل خاصتها وكتبته ثم طوت الورقة ومدتها له):- هذا رقمي ..هاه قد وصلت الشاحنة أخيرااا
فاروق:- إيزابيل لو دعوتكِ لفنجان قهوة أفضل من هذا هل توافقين ؟
إيزابيل(نظرت إليه وهي ترتدي قبعتها):-سأرى حسب جدول مواعيدي ثم لا تثق بالآخرين سريعا همم
ضم الورقة بيده وهو يتابع عنفوانها وراقبها حين أعطت للعامل بعض المال واعتذرت منه ،وهذا الأخير سرعان ما ملأ عبوة بنزينها لتنطلق بسيارتها الحمراء بعيدا عن المكان،هنا خرج بعد أن دفع ثمن قهوته والبنزين وغادر بدوره وللحظة أخرج المنديل الورقي من جيبه وفتحه ليدخل رقمها على هاتفه فتفاجئ بما لم يكن في حسبانه
صوت إيزابيل:- أنا امرأة لا تعطي أرقامها للغرباء
فاروق(كمش الورقة بعصبية وضرب على مقوده):- من تحسب نفسها هذه المغرورة ألا تعرف من أكون ، كيف تهينني بهذه الطريقة كيف ..حسنا حسنا ستجلبكِ الأقدار حتى قدمي يوم غد ووقتها سنرى أمركِ ست إيزابيل حممم …
أتمم طريقه بغيظ فلقد صغرته حتى أدنى المراتب بتلك الحركات وهذا ما جعله يأخذ الأمر على محمل التحدي ، وهذا أصلا بيت القصيد فمرحى لكِ إيزابيل قد أثرتِ به وجعلته يفكر بملاحقتكِ حتى يكسر كبرياءكِ الذي تتباهين به وخصوصا مع رجل لا يعرف كلمة الرفض …



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:22 AM   #736

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في تلك الأثناء وعودة للوطن
في إحدى المستشفيات الخاصة كانت تحمل باقة ورد بيدها بينما كانت ترمقه بطرف عينها ،كيف يسير بجانبها متى أعطت له هذا الحق عدا عن هذا لما يبتسم بمودة لكل الممرضات ،أيعرفهم أم أنه يرغب بجلطي يعني …قالت هذا وهي تتوقف محلها فجأة
فؤاد:- خيرا هل نفذ بنزينك ؟
نور(أعطته الورد بلؤم):- لا والله بل نفذ صبري
فؤاد:- ما الأمر الآن هل سنزور الناس ونحن بهذا الشكل، كيف سيؤمنون لبناتهم معنا ؟
نور(حولت عينيها وهي تتقدم قبله):-أستغفر الله العظيم
فؤاد(سارع خطاه حتى وصلا لغرفة جنى):- سأطرق الباب
مراد(فتح لهما بابتسامة شاحبة):- أهلا أهلا بكما تفضلا رجاء
نور:- ألف سلامة عليهما كيف الوضع الآن سيد مراد ؟
مراد(وضع الورد الذي أمسكه من يد فؤاد على المنضدة):- نرجس ما زال وضعها صعبا لكن الطبيب طمأنني كلها فترة وتستعيد عافيتها ، لكن الأمر عند جنى يختلف
نور(وجدتها نائمة بوضع جانبي):- كيف وقع الحريق ؟
مراد(هز رأسه):- لا ندري جنى لم تفسر الوضع وبالنسبة للشرطة أبلغونا أنه حريق مقصود
فؤاد:- مقصووود …ولكن من سيقف خلفه ؟
مراد:- لا أعرف صدقا لكنني أريد أن أحمي بناتي فحسب
نور(بحزن):- هل إصابتها بليغة ؟
مراد(نظر ببؤس لابنته):- يدها تأذت قليلا وجانب وعنقها وظهرها
نور:- جيد أن وجهها نجا من الأمر ، يجب على الشرطة الإمساك بالجاني في أسرع وقت
فؤاد:- هل لديك أعداء ؟
مراد(بتفكير):- مطلقا تعلم أن مهنتي ليست بشيء يجلب الأعداء لكن …حسنا قد مر ذلك
نور:- لالا أخبرنا ما ربما ساعدناك بشيء
مراد:- أشك بشخص ما له علاقة بهذا الحريق سبق وهددني لأنني كشفت استغلاله لأخيه ، وقام بتهديدي لو فتحت فمي سينتقم مني ومن أسرتي
فؤاد:- هل أخبرت أحدا ؟
مراد(حرك فكه):- زوجتي
نور:- أكيد هي أخبرت أحدهم وإلا لما تم التعليم على بيتكم هكذا ، تخيل لو كنت قد فقدت إحداهن ما كان عليك التفوه بحرف
فؤاد:- نور لا تبدئي
نور(تذكرت خطف دينا ونظرت إليه):- أتذكر يوم اختفاء دينا لا لا لن أؤيدكم مطلقا
مراد(انتبه لحركة جنى):- صغيرتي هل استيقظتِ؟
جنى(بصوت ثقيل):- هل جاءت أمي ؟
نور(تقدمت إليها وأطلت عليها):- لا حبيبتي أنا أم صديقة أختكِ جنان أدعى نور
جنى(دكت رأسها بخجل):- لا أريد أن يراني أحد يا بابا
مراد(امتص شفتيه):- عيب يا جنى أخواتكِ ستمكثن مع الست نور والسيد فؤاد كوني لطيفة
نور:- دعها على سجيتها لطفا
فؤاد:- أيمكننا أخذ البنات ؟
مراد(بامتنان):- صدقا سأكون ممتنا لكم مدى الحياة بهذا المعروف ، أكيد يمكنكم ذلك وهند سترسل لكم عنوان بيتها على رقم الشخص الذي أرسلتموه وحقائبهن جاهزة فقط لدي طلب بسيط
نور:- طبعا طبعا أطلب ما تريد
مراد:- لمى تنام والضوء خافت بينما جنان تفضل إطفاء كل الأضواء لا أعرف كيف ستتدبرون الأمر لكن فضلت إخباركم ، وبالنسبة لأطعمتهم الخاصة فهند ستتكفل
نور:- لا تشغل بالك ستكون البنات في أمان معنا فقط نرجو الشفاء لابنتك ولزوجتك ، كنت أرغب برؤيتها لكن طالما قلت أنها غير قادرة على رؤية أحد سنتمنى لها الشفاء
فؤاد:- أجل لننسحب نحن إذن
مراد(رافقهم للباب):-أشكركم جزيل الشكر على هذه الزيارة صدقا …
الممرضة(أتت هرعا له):- عفوا منك دكتور مراد لكن أخو زوجتك يصرخ في الرواق مطالبا بإخراجها ولا ندري كيفية التعامل معه
مراد(عقد حاجبيه بتأفف):- يا الله يا حمزة ألن تهمد ،، عفوا منكم ؟
فؤاد(أمسك يد نور):- إلى أين ؟
نور:- سألحق به لأنني أستشعر ذبذبات العرق الخسيس من على بعد
فؤاد(جذبها بقوة):- ابقي هنا سأتفقد الأمر وأعود ثم لا تتركي البنت وحدها
نور(نظرت لجنى خلفها ورفعت ذقنها باستسلام):- حسنا
فؤاد:-هاااه أكيد اليوم استثناء من طاعتكِ اللطيفة لأتبخر قبل أن تتحولي
نور(غالبتها ابتسامة ووجدت نفسها تتراجع لعند جنى):- لا تشغلي بالكِ موضوع بسيط سيحله أبوكِ
جنى(نظرت إليها وأغمضت عينيها):- أنا أريد البقاء وحدي
نور:- أتمنى ألا تضعي حاجزا بينكِ وبين الناس فأنتِ لستِ بشعة لتلك الدرجة
جنى:- لكن عنقي تضرر لن أصبح جميلة مطلقا
نور:- هه حسنا أنا أملك صالونا تجميليا قد أساعدكِ بوضع مستحضرات التجميل ريثما تشفين تماما ، وقد أقنع أباكِ بإجراء عملية جراحية لو ترتب الأمر
جنى(رمشت وهي تفكر بكلامها):- معقول ؟؟؟
نور(جرت كرسيا وجلست قبالتها):- معقول معقول أنتِ استردي عافيتكِ وكل شيء سيكون سهلا لاحقا
جنى(بعد صمت وتفكير):- هل أخبركِ بسر ؟
نور:- طبعا صغيرتي
جنى:- الحريق لم يكن متعمدا بل …بل أنا من افتعلته لكي ألفت انتباه أهلي لي لم أحسب أن النيران ستندلع سريعا وتحرق كل شيء اهئئ
نور(أمسكتها برهبة):- ما الذي تقولينه أنتِ ولكن الشرطة قالت أنه متعمد ؟
جنى:- خفت من أن يفضحوا أمري لذلك قمت بتخريب أسلاك الكهرباء ليظهر وكأن تماس كهربائي
نور(عقدت حاجبيها):- أجدكِ مخطئة يا جنى فلقد نجم الحريق عن عبوة بنزين ، أبوكِ أخبرنا بذلك للتو
جنى(رمشت بعدم فهم):- أنا متأكدة مما أقوله
نور:- صغيرتي أنتِ أكيد لم تكوني برشدك ساعتها
جنى(بعدم فهم هزت رأسها):- أقول لكِ أنا من افتعل الحريق لما لا تفهمينني ؟؟؟؟؟
نور:- لا تنفعلي لأنكِ ستؤذي نفسكِ
جنى(ببكاء):-أريد بابا أريييييد باباااااا
الممرضة(دخلت على صراخها):- يا سيدة لو سمحتِ سأحاول تهدئتها وأنتِ نادي أباها
نور(بارتباك عليها):- فورا سأناديه
هرولت من الغرفة وهي تبحث عن رواق نرجس وهناك وجدت مراد يشبك ياقة رجل غريب بينما فؤاد كان يحاول أن يفك بينهما بهدوء …
حمزة:- أنت متواطئ معهم يا مراد لست أصدقك لست أصدقك
مراد:- لا تجعلني أخطئ فيك يا حمزة إن الراقدة بالداخل زوجتي والمريضة هناك ابنتي ألا تفهم ؟؟؟
حمزة:- نرجس أخبرتني بأمر التهديد لكن أنت ماذا فعلت خنعت لهم في حين كانت لدينا فرصة ذهبية لإمساك تلك العصااااابة ؟؟؟
مراد(دفعه عنه):- كيف ستمسك بها هل باختطافهم لجنى وصديقاتها هااااه ؟
حمزة:- كنا سنجد حلا كيفما كان المهم ألا تخضع يا جبان
مراد(أشار له بحدة):- إنك تتجاوز الحدود
حمزة:- أنا حمزة وردان أقسمت ألا أترك تلك المافيا وشأنها وأنت ترفض إخباري باسم المريض الذي بسببه تعرضت ابنة أختي للتهديد
مراد:- ليس لدي أسماء أحرقت الملف ساعتها وانتهى الأمر
حمزة:- لأنك غبي
مراد(لكمه لوجهه بقوة):- لقد تماديت ولن أهتم لو كنت محققا من غيره
حمزة(مسح على فمه):- أيها الحقير
فؤاد:- يكفي يكفي عيب ما تفعلانه ها هنا
حمزة:- أنت عار على أن تكون زوجا أو أبا
مراد:-أنا أفهم حرقتك جيدا تريد أن تجعلني أبدو فاشلا بنظرك لكنك لن تفلح ، أنا أعرف كيف أحمي أسرتي
حمزة:- ها ها كما حميتها من الحريق ؟
مراد:- ذلك الحريق سأعرف من يقف خلفه وأجعله يدفع الثمن
حمزة:- أقسم لك يا مراد أنني سأجلب اسم مريضك ذاك وأعرف من هدد أختي وبناتها، لن أسمح لك بأن تجعلهم يعيشون في رعب
مراد(مسح على رأسه):- من أين تفهم يااااا هذا ؟
فؤاد:- لو نهدأ لطفااا
حمزة:- تبا لليوم الذي التقت فيه أختي بواحد مثلك مقطوع من شجرة لا أصل له ولا فصل
مراد(تألم من جملته):- المرء لا يختار عائلته يا ابن الحسب والنسب
فؤاد:- يا جماااااعة يكفي
نور:- ما الذي يحصل هناااا ؟
حمزة(هم بفتح فمه ليكمل شتمه لكنه فتح عينيه قبلا):-…لارد
نور(اقتربت من فؤاد):- ما هذه الضوضاء يا فؤاد ؟
فؤاد(همس لها):-مشكلة عائلية كيف تركتِ جنى ؟
نور(نظرت لمراد):- لو تتفقدها يا مراد هي بحاجتك الآن
مراد(بقلق):- ما بها ابنتي ؟
نور:- لا أدري فجأة بدأت تنادي عليك بصوت منهار
مراد(لم ينتظر حتى جملتها هرول سريعا):- جنى جنننى …
فؤاد:- يا الله
نور(عقدت حاجبيها حين رمقت حمزة بطرف عين مستغربة نظرته المريبة):- لقد سمعت آخر كلامك يا سيد وأسفي على عملك الذي لا أدري كيف حصلت عليه ،أو حتى كيف وظفوك به لأنك لا تحمل أي ذرة في الإنسانية أو الأخلاق
فؤاد(عضعض شفتيه وهو يجذبها من يدها):- ما هذا الذي تتفوهين به هل جننتِ؟
نور(جذبت يدها بقوة):- دعني أنهي هاتين الكلمتين الملتصقتين بحنجرتي يا فؤاد لقد أخبرتك أنني أشتم ذبذبات العرق الخسيس من على بعد أميال وقد صدق حدسي
حمزة(تحركت حنجرته بثقل وهو يتأملها بعدم قدرة على الرد):-أ..
نور:- ها كأن القط أكل لسانك يا سيد حمزة وردان أم أنك غير قادر على الرد لأنني امرأة؟
فؤاد(بجنون منها):- حسنا لقد تماديتِ امشي معي فورا نور
حمزة(همس خفية لحظتها بشرود من وقع في العشق لتوه):- نور …
نور(أشارت له بينما كان فؤاد يجرها):- سنتقابل مجددا يا سيد وسأسمعك من سم كلامي ما لم تسمعه طوال حياتك، قال مقطوع من شجرة قال أصلا من تكون حضرتك ابن الخازندار قندس باشا ؟؟؟
فؤاد(هز رأسه من جنونها):- قندس باشا من ؟؟؟
نور(سارت بجانبه وهي تلوح بتأفف):- وما يدريني أنت أيضا لكنني احترقت على خاطر مراد ، هو فعلا لا يستحق هذا التجريح اففف بشر نتن خسيس لعين منعدم الضمير أيحسب أن عمله سيجعله محترما لا وألف لا ، شخصيته وطريقته في التعامل هي التي تحكم عليه الله الله أخرجني عن طوري الله لا يوفقه
فؤاد(لم يستطع إخفاء بسمته):-..ههه
نور:- ولما تضحك أنت هاااا ؟
فؤاد:-أنتِ كارثة يا نور أسبق وأخبرتكِ أنكِ نار تثور في وجه كل من يدوس لكِ على طرف ؟
نور(لوت خصلة من شعرها):- يعني ليس دائما فأنا لا أتمالك نفسي إذا ما شعرت بأن أحدهم مظلوم
فؤاد:- وأحدهم ذاك لديه لسان يمكنه الرد به يا عظيمة المقام
نور:- وما يدريني ياااا ثم حين أقول لك دعني أذهب فلتدعني لأنني أشم عرق الرجال الخسيسين هكذا موهبة من عند الله سبحانه وتعالى ، تفوه عليه لقد استفزني بكلماته
فؤاد:- طيب اهمدي وأطفئي نيرانكِ يا راجية
نور:- مراد شخص مؤدب جدا أكيد سيتصرف بهدوء إزاء هذا التجريح كله
فؤاد:- ومتى عرفتِ مراد حتى درستِ شخصيته ست نور ؟
نور(رفعت حاجبها فيه):- تمام سبق والتقيت به مرة أنا ودينا وللأمانة قد شتمته لسابع جد في الشارع وحين عرفت هويته ومن يكون خجلت على نفسي
فؤاد:- ههه هذا فقط كي تتعلمي كيف تلجمين ذلك اللسان الأرعن
نور(باحتدام وقفت في الممر):-أنا لساني أرعن ؟
فؤاد(وضع يده على ظهرها وحثها على المسير):- لا أبدا بل كان لسان ذلك الخسيس
نور(دفعت صدرها ببهجة من مؤازرته):- أي والله هو الخسيس هه
هز رأسه دون فائدة من جنون محبوبته المختارة ، في حين ظل هذا ساكنا محله جامدا دون حراك بل مسحورا بعينيها وصوتها الذي أخرجه من عالم ليدخله في عالم آخر …
الطبيب:-أقول المريضة استيقظت وتريد رؤيتك
حمزة:- هاااه أختي أختي استيقظت
الطبيب:-أجل تفضل بالداخل لو سمحت
حمزة(هرع إليها بلهفة):- نرجس نرجس غاليتي
نرجس(فتحت عينيها بثقل وأمسكت يده):-حمزة أخي ..ما هذا الضجيج الذي افتعلته خارجا ماذا حصل هل مراد معك ؟
حمزة:- ذهب ليتفقد جنى وأنا رغبت بأخذكِ معي للبيت
نرجس(بصوت ثقيل):- لا يمكننا ذلك وأرجوك لا تخلق مشاكل مراد أخبرني كيف حالها ؟
حمزة:- تتحسن
نرجس:- اجلس بقربي يا أخي
حمزة(جلس على طرف سريرها ممسكا بيدها بلهفة):- أختاه
نرجس:- اسمعني..
حمزة(قبل يدها بحنان):- ستكونين بخير
نرجس(هزت رأسها بدموع):- أشعر بأنها نهايتي يا حمزة هشش لا تتفوه بأي كلمة لأنني أعرف ما ستقوله لي ، أريدك أن تسمعني جيدا إذا حدث ووقع لي مكروه
حمزة(قاطعها وهو يضع إصبعه على فمها):- اصمتي اصمتي يا مجنونة ما وقع لكِ مجرد انهيار عصبي وبعدها سوف تستعيدين عافيتكِ وتعودين لبيتك وعائلتك
نرجس(أزالت يده وأمسكتها بقوة):- عدني أنك ستحمي بناتي من أي شر ، عدني أنك لن تكسر قلب مراد فهو والله زوج وأب جيد ويحبنا ، أرجوك لا تفطر قلبه
حمزة(بكره):-ذلك الرجل لا أطيقه يا نرجس وطوال زواجكِ به لا أتعامل معه فقط كي لا أجرحكِ
نرجس(طبطبت على صدرها):- أليس لدي خاطر عندك يا شقيقي ؟
حمزة:- أصلا ستعودين لبيتكِ يا حمقاء
نرجس(بجدية):- عدني ؟
حمزة(توجس منها):- هل هناك ما تخفينه عن أخيكِ يا أختي ؟
نرجس(رمشت ونظرت جانبيا):- مطلقا لكنني أشعر بأنني لن أفارق هذا السرير
حمزة(تألم من كلمتها):- بلا جنونكِ الآن نرجس تعرفين أن خلقي ضيق
نرجس:- حاول أن تجد الحب يا شقيقي فلو كنت قد عشته كنت ستفهم ما معنى العلاقة التي تجعلني أضع مراد قبل بناتي حتى في المراتب العليا بقلبي
حمزة:- ألهذه الدرجة تحبينه ؟
نرجس:- مراد رجل طيب وحنون أشك أنه لا توجد امرأة لن تقع بعشقه
حمزة:- حسنا أنا أرى أول غبية
نرجس:- العيب ليس فيه يا حمزة ولكن في عقلك الذي يرفض النظر إليه كشخصية وليس كخلفية لعائلات دفنوا تحت الأرض ، أرجوك كن واقعيا لأنك بهذا التفكير السطحي لم تستطع المكوث في علاقة مع امرأة لأسبوع بحاله
حمزة:- هوووه أنظروا كيف حرفت الكلام لي أنا …
نرجس(عضت فمها وهي تتنفس عميقا):- عدني بأنك ستبذل قصارى جهدك ؟
حمزة:- هاااا فهمتكِ يا لعينة تريدين استغلال وضعكِ للتأثير بي ، لكنني سأصدمكِ وسأعدكِ بأنني سأنفذ كل ما تأمرين به حتى أنني سأبحث عن امرأة لأحبها ههه
نرجس:- ههه متشوقة لرؤية ذلك وإن لم أكن موجودة لرؤيته اعلم أنني سعيدة لأجلك أينما كنت يا أخي
حمزة(تأثر بها وعانقها بقوة):- أنتِ من تبقى لي من عائلتي وبناتكِ بناتي أكيد سوف لن تتخلي عنا أليس كذلك ؟
نرجس (بدموع):- لنأمل خيرا من رب العالمين اممم دعهم يجلبون الكرسي المتحرك لكي أزور ابنتي فلن أستطيع المشي بهذا الحال ؟
حمزة:- لو ترتاحين وترينها فيما بعد ؟
نرجس:- لم أرها منذ إصابتها لا يمكنني البقاء هكذا أرجوك نفذ ما طلبته
حمزة(هز رأسه):- طيب طيب لا تنفعلي يا طبيبة عيوني
ابتسمت له ابتسامة خافتة وتحسست قلبها الذي أنبأها بحدوث أمور لن تكون خيِّرة على الإطلاق ، وما علينا إلا أن نأمل هذا مش ناقصين مواجع أي والله على قولة مدحدح ههه ، عموما أخذها حمزة للغرفة خاصة جنى التي ما إن رأتها حتى انفجرت ببكاء وعانقتها بشكل دافئ افتقدته منذ وقت طويل
جنى:- مامي
نرجس:- ها مامي سوف تكونين بخير أنتِ قوية
جنى:- لن تبقى هنالك تشوهات أليس كذلك ؟
نرجس:- لن تبقى يا صغيرتي وإن بقيت سوف نحرص على معالجتها أنتِ فقط ثقي بنا
جنى:- اهئ سامحيني مامي كان كله بسببي أنا أحبكِ لطالما أحببتكِ والله العظيم
نرجس(ببكاء):- وأنا أحبكِ يا فرحتي الأولى لقد أهملتكِ كثيرا يا جنى أنا نادمة على كل دقيقة أمضيتها بعيدا عنكِ ،قد كنتِ محقة في تذمركِ مني طوال الوقت أنا من أنتج هذا القلب الصلب وأنا من سيفتته لو تمكنت
جنى(ضمتها بيدها السليمة وهي تدك رأسها بصدرها):- نامي جواري لطفا مامي
نرجس(نظرت لمراد):- لو تساعدني
نور:- لنستأذن نحن وجيد أننا رأيناكِ بخير يا نرجس ، ثم البنات ستكون بأمانتنا ارتاحي عليهن سيكن بأحسن حال
نرجس:- ممتنة لمعروفكم ست نور ولست قلقة من شيء ،أعرف أنكما ستعتنون بهما جيدا
مراد(ساعدها على الوقوف):- لأساعدكِ على الجلوس جوارها
حمزة(حك جبهته وهو يسرق نظرات عفوية لنور):- …لأستأذن أنا إذن أراكِ لاحقا أختي
فؤاد(رن هاتفه):- لنذهب نحن أيضا نور
نور:- إلى اللقاء وبالشفاء العاجل
فؤاد:- انتظريني بالرواق سأجيب فورا وأعود
نور(صغرت عينيها فيه بلؤم وهي تغادر معه الغرفة):- ولما لا ترد بجانبي هاه ؟
فؤاد:- لو كنتِ زوجتي كنت رددت ههه
نور(استشاطت غضبا وسبقته وهي تدك الأرض دكا):- أحمق
حمزة(كان يسبقها بخطوات جعلها أثقل ليتوقف عندها):- علمت أن بنات أختي سيكن تحت رعايتك ولذلك أود الاطمئنان عليهن بين الفينة والأخرى ، ممكن رقم هاتفكِ ست نور ؟
نور(أخذت تعد حتى 3):- هههه أظنك تحلم وأنت صاحٍ يا صاحْ
حمزة(استوقفها):- أفندم ؟
نور(بغيظ):- أنا لم أنسى ما قلته لمراد قبل قليل ، عيب يا رجل في حق قامتك وعمرك
حمزة:- على فكرة أنتِ هنا تهينني وأنا أحترمكِ لأنكِ امرأة
نور:- لا والله وأنا ما طلبت احترامك يا هذا لأنني لا أقدره من أصله فالرجل الذي يهتم لصغائر الأمور وأتفهها بالنسبة لي هو ومقبض الباب من نفس الملة
حمزة(فتح فمه من شتيمتها):- أمدركة لما تتفوهين به يا سيدة ؟
نور(تأبطت حقيبتها بقوة وأشارت له بإصبعها):- أنظر إلي جيدا أنا لحمي مر جدا يعني لن تصل معي لبر أمان ، ونصيحة انس أمر بنات أختك لأنك لن ترى ولا شعرة منهن طالما هن بعهدتي ، لذلك هيا يا روحي اذهب لعملك وافتح ملف قضية تجعلك تفرغ فيها عقدك النفسية
كان كل هذا يصغي لها وهو مشدوه في حركات يدها التي لوحت بها وكأنها تخطب خلف المنبر أما خصلة من شعرها كانت متمردة جعلته يقاوم رغبته في قصها من جذورها فقط كي لا تزعج ملامح وجهها التي تصرخ فيه كعاصفة هوجاء ضلت طريقها إليه …يا لهذه المرأة العجيبة إنها قادرة على التحدث ب1000 كلمة في دقيقة ، قالها وهو يسخر من نفسه مبتسما لكن ما لم يحسب حسابا له أنها قد تفهم ابتسامته على أساس أنها سخرية يا ليلك ويا ويلك منها^^
نور(ضربته بحقيبتها لكتفه):-أيها المعتوه المريض عقليا أنا أكلمك لتبتسم بوجهي كالأخرق ، العيب فيني لأنني توقفت لأحادث مجنونا جعلته قضايا المجرمين أجن منهم
حمزة:- مهلا مهلا …نوووور …
فؤاد(وضع هاتفه بجيبه بثبات وأطل عليه بتحذير):- سيدة نور لو سمحت واحفظ أدبك كي أتمكن من حفظ يدي
حمزة(كتف يديه):- حقا هل ستمد يدك على محقق سيد فؤاد رشوان ؟
فؤاد(رمق نظرة نور المستشيطة ومال برأسه):-كنت سأقلق لو أنك لم تحفظ اسمي ولكن جيد أنك أقحمته بعقلك لأننا قد نلتقي كثيرا مستقبلا
حمزة:- معكما أشك في أن بنات أختي في مأمن
نور(ضربت بكعبها الأرض):-فؤاااااااد هذا الرجل يستفزني
فؤاد(أشار لها بالصمت):- لو لديك اعتراض حاول أخذهن لكن أشك بأنك ستقابل بالرفض أتعلم لماذا ..لأنك خال فاشل سيكون كارثة في رعاية الصغيرات ولهذا أبوهن عرف لمن يهبهن
حمزة(بتحذير):- إذا ما حدث مكروه لهن سوف تجدونني أمامكم تمام ؟
نور:- فؤاد لنذهب قد ضجرت هنااااا
حمزة:- سأراقبكِ يا ذات عيون الغزال
فؤاد(فتح فمه لحظتها وتوقف عن المسير):- ماذااااا تفضلت حضرتك ؟
نور(بهلع من نظرة فؤاد القاتلة):- يا إلهي ،، فؤاد فؤاد دعنا نذهب
فؤاد(تحرك عائدا إليه):- لن أبرح محلي حتى يعيد على مسمعي ما قاله
حمزة:- أتنتظر مني أن أهابك مثلا ههه
نور(وقفت بوجه فؤاد لتفصل بينهما):- بليييز لنذهب فؤاد ولا تصغي لهذا المعتوه
حمزة(لوح لهما مغادرا):- بمقدوري رفع قضية شتم ضدكما لكن لن أفرط فيكِ
نور:- حسنا هنا تجاوز حدوده اقتله يا فؤاد
حمزة(رفع سترته على المسدس):- لو اقتربت خطوة سأجعلك تندم
نور(فتحت عينيها بهلع):- لالا دعنا منه لقد غيرت رأيي يا فؤاد
فؤاد(لم يخشاه لوهلة بل جمع قبضته وهم بلكمه لكنها استوقفته بقوة):- أيها الساااافل الخسسيس كان معكِ حق نور في كرهه من البداية
نور(ربتت على صدره وهي تحاول ضبطه):- كرما لي دعنا نمضي لطفاااا ؟
حمزة(ولى ظهره وذهب ساخرا):- سنلتقي مجددا
فؤاد(زفر عميقا وهو ينظر لعينيها):- قال عيون الغزال قال الله يعمي لك تلك العيون يا أبله
نور(ابتسمت لحظتها):- يكفي ؟
فؤاد(بملامح خشنة يلاحقه بعينيه):- لما لم تتركيني أهشم عظامه ؟
نور(أمسكت يده وفتحت قبضتها):- فؤاد رشوان لا يكسر عظام الآخرين
فؤاد(تنفس عميقا وهو ينظر لحركاتها):- كأنكِ مستمتعة خير أخت نور ؟
نور(عضعضت شفتيها بمتعة وتأبطت ذراعه)- ولا شيء راقني ما حصل
فؤاد:- هااا أشعر بأن مَهركِ سيكون الدخول لحلبة مصارعة
نور(سحبت يدها بعنف):- مهر ماذا يا بعدي من قال أصلا أنني سأقبل الزواج منك؟
فؤاد:- وهل عرضته عليكِ أصلا امشي امشي دعيني لا أبتلي فيكِ ولا تفتحي فمكِ بحرف تمام؟
نور(رفعت ذقنها بتعفف):- هممم سأفعل لأن حنجرتي تؤلمني
فؤاد:- الله يا ربي صبرني ، هيا هيا أمامنا مشوار طويل سوف نأخذ البنات من بيت خالتهن لبيتي وبعدها نذهب لإحضار دينا وشادي
نور:-وميرنا ؟
فؤاد:- يمكنني البقاء بهن هذا المساء بينما تزورينها أساسا لن تستيقظ الآن حسبما ذكره الأطبة
نور:- حتما هذا مريح لنا كي ننجز ما هو أمامنا براحة ..أرجو أن تستيقظ بخير
فؤاد(أطل عليها وهو يخرج معها من هناك):- أمين …
نور(رمقت نظرته):- ما بك ؟
فؤاد:- قال عيون الغزال من وين لوين يعني
نور:- هه رغما عنك عيوني عيون غزال أصلا هناك من يقدر الجمال وهناك سبحان الله من لا يمت للرومانسية بصلة سلام حتى
فؤاد(فتح لها باب السيارة):- قصدك أنا لست رومانسيا أصلا متى عرفتني يا هذه في الليلة التي حاولت أن أكون فيها مؤثرا ضربتني برصاصة مطاطية لكتفي
نور(احمرت خجلا وهي تتذكر قبلتهما وتوقفت):- هيييه أنزلني أنزلني معي سيارتي
فؤاد:- ههه لأذكركِ فسيارتكِ ظلت بالمشفى يعني أنتِ مجبرة على مرافقتي
نور(أتممت إغلاق حزام السلامة):- حممم أمري لله
فؤاد:- يا بلائي ههه بلاء هاه ؟
نور(مصت شفتيها):- وائل الأخرق قد رمى على رأسي طوبة لن أتخلص منها أبدا
فؤاد:- بالمناسبة هل أخبرتِ أهلكِ ؟
نور(تذكرتهم وأخرجت هاتفها):- وهل بقي لي عقل تمام مضطرة لإخبارهم على الهاتف هكذا سأضمن نصف الثورة هه احم …تييت تييت أمي لا تجيب لأجرب البيت …/ ألو هاه جوجو حبي كيف الحال ؟
جلنار:- هيييه يختي ماذا أقول لأقول
نور(تغيرت ملامحها):- انطقي إلهي تنطق جوانبكِ ماذا حصل ؟
جلنار:- أي على الدعوات لما تنفعلين ليس هنالك شيء مقلق ولكن ..أمكِ قد وصلت قبل قليل وهي مع عمو عبد المالك بالصالون رفقة جمانة
نور:- جمانة من ؟
جلنار:- ها لم نحكي لكِ ههه أخت كوثر ستعيش معنا يعني لو تتكرمي وتحضري معكِ لافتة باللون الزهري هكذا مكتوب عليها ملجأ خاص بمكسورات القلب ههههه للنساء فقط
نور:- ههه والله يا بنتي لم أفهم من أمكِ حرف
جلنار:- إنها نور يا خالتي هل تكلمينها ؟
عواطف(نهضت بهدوء من الصالون الآخر وتقدمت نحو الصالون المعتاد):- دعيني أرى ، ألو نور أين اختفيتِ يا ابنتي ؟
نور:- والله يا عواطف ظهر لي عمل مهم سيضطرني للغياب عن بيتكم أسبوعا كاملا
عواطف(صرخت بهلع):- ماذااااااا أسبوع ؟
نور(أبعدت الهاتف وأعادته لأذنها):- أ…يعني مش بالضبط أسبوع أسبوع يعني هي ثلاثة أيام ويمكن أربعة ويمكن ستة ع حسب الوضعية يعني
عواطف:- ما الذي تهذين به أفصحي بوضوح والله قلبي لا يتحمل ؟
نور:- والله رغما عني يا أمي الحبيبة فأنا سأقوم بعمل خيري يعني يعني …سوف أقوم برعاية
بنات نرجس طبيبة العيون
عواطف:- أم جنان ؟
نور:- هاه عليكِ نور
عواطف:- ومن أين لكِ برعايتهن يا نور ما الذي تفعلينه هل تفكرين بسحب بقية العقل المتبقي بعقلي يا ابنتي ؟؟؟
نور:- عاطف بيه أنا في طريقي إلى البيت وسأشرح لكم كل شيء
عواطف:- يفضل ذلك وإلا سأخرج منه ولا تجدون لي طريق
نور(نظرت للهاتف قد فصلت بوجهها):- الله الله لقد فصلتِ المرأة بوجهي حتى
فؤاد:- حاولي إقناعها يا نور الوضع حرج جدا ونحن بحاجتكِ …
نحن بحاجتكِ أي على الجملة لم تعرف لما ابتسمت لحظتها ولم تشعر أبدا بالريبة من موقف أمها ، فهي أكيد مؤكد ستقنعها بطريقة أو بغيرها لكن ما يقلقها هو عيشها مع هذا الكيان في منزل واحد لعدة أيام متواصلة وهذا بحد ذاته يتطلب جهدا جهيدا لمقاومته …كيف وافقت على هذا الجنون ما زالت لا تعرف كيف ههه ؟؟؟؟
عواطف:- لقد قلنا كلمتنا جمانة يكفي عنادا
عبد المالك:- أيا كانت دوافع إيزابيل فهي قد أرادت منكِ أن تكوني أقوى ، عليكِ أن تعتمدي على نفسكِ وتبرهني لها أنكِ قادرة على تحمل مسؤوليتك
عواطف:- إنه إهماااال كيف لها أن تتخلى عن صغيرتها هكذاا ؟
عبد المالك:- عواطف ممكن لو تتركيني معها لحظة على انفراد
عواطف(زفرت عميقا واستقامت):- حسنا
خرجت من هناك ووجدت مديحة وسماح جالستان بالصالون ويهمسان لبعضهما بخفوت
عواطف:- جيد أنكِ وجدتِ جبهة تؤازركِ في هبلك
مديحة:- على الأقل وجدت من تفهمني ولا تلقي اللوم علي
سماح:- طبيعي أن تأتي من جهة ابنتها يا مديحة
مديحة:- يا خسارة
عواطف(مالت بشفتها وتحركت صوب غرفتها بدون مبالاة):- يا خسارة عليكِ أنتِ أختي
مديحة(-امتصت شفتيها بغضب):- شفتِ يا سماح شفتِ اللهم صبرك
رنيم(سمعتهم وخرجت من المطبخ لتلحق بأمها):- أصبحتما مثل ريا وسكينة منكِ لها ، عيب عيب والله ….أمي انتظري
عواطف(دخلت بدموع لغرفتها وجلست على السرير بوهن):- أشعر بأنني غريبة عن نفسي
رنيم(أقفلت الباب وركضت إليها تعانقها):- حبيبتي يا ماما لا تسمحي لهما بأن تؤثرا عليكِ ، عمتي سماح سوف لن تفلت فرصة الوسوسة بعقل خالتي ولكن نحن لن نسمح لها بذلك مصيرها ستعرف أننا نساند الحق
عواطف:- لا أريد أن أكون ظالمة مع حكيم ولكن يحق لي أن أدافع عن أختك
رنيم:- أمي كلنا نعرف أن حكيم يعشق ميرنا أكثر من نفسه
عواطف:- وكلنا نعلم أنه هو من تخلى عنها وأفسح المجال لغيره حتى يسرق قلبها فما الذي يريده منها الآن أن تحبه رغما ؟
رنيم:- لما أخذتِ موقفا منه هكذا أمي ما الذي ضايقكِ ؟
عواطف:-أشك بأن لديه طفلة يا رنيم لقد جاءت صغيرة اليوم للمشفى مع أمها وقد بدت وكأنها نسخة مصغرة من ميرنا ولم تفارق كتف حكيم ، وحين سألناه توهنا في الموضوع وفجر بوجهنا خبر الطلاق حتى لا نطيل في الأمر
رنيم(باندهاش):- معقووول …أيمكن أن تكون لديه ابنة لكن لما لم يظهرها حتى الآن ،وهل هذا سبب الطلاق يا ترى؟
عواطف:- لست أدري لو تستيقظ أختكِ وتتحدث ل…هئئئ نسيت أنها فقدت النطق اهئ آه يا كبدي الذي احترق عليكِ يا ميرناااا
رنيم(ببكاء عانقتها):- يا الله ربي يشفيها لنا لا تبكي ماما
عواطف:- كيف لا أبكي وكل واحدة فيكن تعبث بها المواجع كييف كيييف
رنيم(ضمتها لصدرها):- أمي لقد علمتِنا معنى الصبر في كل أزمة مررنا بها ، وها أنا ذا أذكركِ بما علمتنا إياه عليكِ أن تؤمني بقضاء الله خيره وشره ..ربما لو تأقلمنا مع مآسينا وجدنا بدواخلنا الخلاص الذي ننتظره
عواطف:- آه يا ابنتي الكلام سهل
رنيم(أمسكت يدها وقبلتها):- ههه نفس الجملة أخبرتكِ بها حين كنتِ تدلفين علي غرفتي وقت حزني على رأفت ،أتذكر جيدا كلامكِ فقد ساهم في جعلي أقوى
عواطف:- سعيدة لأنكِ تخطيتِ ذلك الألم رغم أنني أعرف بأنه ما يزال يعيش بقلبك
رنيم:- أوه هيا أمي لن نتحدث عنه الآن ودعينا نضيف السيد عبد المالك قهوته ريثما ننهي الغذاء أكيد سيبقى معنا
عواطف:- حسنا سوف أبدل ثيابي لكي نعود بعدها للمستشفى
رنيم(غمزت لها):- طيب لنهتم بالأستاذ إذن…
فهمتها عواطف لكنها هززت رأسها فما بالقلب جمر يحرق وتينها دون قدرة على إبعاده ولو بأي طريقة ، تلك اللحظة كانت جمانة تبكي وتضم يديها لوجهها بينما كان هو يرفع يده في الهواء يريد أن يواسيها لكن هنالك غضب دفين يمنعه من ذلك
عبد المالك:-أعلم أن كلامي موجع ولكن أمكِ قبل ذهابها اتصلت بي وصارحتني بأمر رحيلها حتى أنها أوصتني بكِ ، من بين غضبي وحنقي من تصرفها ذاك إلا أنني كنت كمن يصب الماء على الرمال لا حياة لمن تنادي فلقد قررت وعزمت أمرها على الرحيل
جمانة:- لو ..اهئ لو أنها فقط شرحت لي وضعها وسبب رحيلها كنت سأحاول أن أتقبل الأمر ، لكنها وضعتني بوجهه كطفلة صغيرة لا تملك قرار الاعتراض
عبد المالك:-أيا كانت أسبابها فهي ما كانت ستتخلى يعني …غدوت أقتنع بدوافعها ولا أجد أمامي الآن إلا أن أجعلكِ تقتنعين بها لأن عودتها غير معروفة يعني
جمانة(رمشت ونظرت إليه):- لقد سمعت حديثها معك ذلك اليوم في زفاف ميرا ، عرفت أنها عميلة سرية وتخلت عنك أنت وأختي كوثر لأجل حمايتكما وسأكتم هذا السر في قلبي كما تشاء أمي لأنني أعرف جيدا أنها تفعل ذات الشيء الآن ، ولكنني خائفة عليها لو لو فقدتها فمن سيبقى لي هاه ..حتى أبي توفي قبل أن أعرف من يكون وأختي لا تتقبلني ولا يوجد لي عائلة ألجأ إليها اهئئئ أنا وحيدة وأشعر بأنني عبء ثقيل على الآخرين
عبد المالك(تألم خاطره ووضع يده على كتفها):- أشعرتني بالحزن الآن جمانة .. صحيح لم ينشأ بيننا حوار جيد حتى هذا الوقت ولكن الأقدار حتما هيأت هذه الظروف لكي تقربنا أكثر
جمانة(رفعت عينيها الدامعة لتناظر ملامحه الطيبة):- كوثر محظوظة بك عمو
عبد المالك(تأوه لحاجة هذه الصغيرة لأب يحتضنها ولذلك):- أتمانعين لو حضنتكِ ؟
جمانة(هزت رأسها بدموع أطلقت سراحها كطفلة مشردة وجدت أمانها للتو):- اهئئئ لالالالا
ضمها بحنان باذخ وتركها تتعرف على ذلك الحضن الغريب لأول مرة ، حضن أب يجعل قلب الابنة ترمي الكون بمشاكله وهمومه خلف ظهرها ، حضن ستتشبث به بيديها لتواجه قسوة الأيام دون خوف …هذا هو الأمان والسند والعون الذي يجعل القلب يستجدي المزيد من العطف دون شبع حضن يترجم ما معنى أن تعبث في الأرض دون اكتراث فهنالك شخص سوف يحميك مهما فعلت
عواطف(قاطعتهم لحظتها):- جمانة
جمانة(أغمضت عينيها بقوة ولم ترغب بقطع ذلك الرباط الغريب عنها):- احم نعم خالتي ؟
عواطف(ربتت على كتفها):- لترتاحي بالغرفة فوق وسأجعلهم يعدون لأجلكِ بعد الحساء الساخن فما تزال حرارتكِ مرتفعة بعض الشيء
جمانة:- سوف آخذ حماما سريعا ربما تحسنت حالتي
عواطف(ارتعشت شفتيها وهي تتنفس عميقا):- تمام
عبد المالك(ابتسم لها):- نحن معكِ ولا تفكري بأنكِ وحدكِ أبدا
جمانة(مسحت دموعها):- شكرا ..
عواطف(فور ذهابها نظرت إليه):- رغم أنه لا شهية لي إلا أنه علينا تناول شيء قبل عودتنا
عبد المالك:- كما ترين عزيزتي
عواطف(هززت رأسها بحرج):- سأتفقدهم بالمطبخ ماشي
عبد المالك(أمسك هاتفه):- سأقوم ببعض الاتصالات
ابتسمت له وتوجهت للمطبخ بينما رفع هاتفه واتصل على الفور بمعاد الذي كان يحني كتفيه بفشل فلم ترغب برؤية أي شيء من المجلات التي جلبها لأجلها وهذا جعله يشعر بالضيق ، لكنه كان مضطرا للرد على أستاذه وكأنه كان بحاجة لدعم يؤازره في محنته
معاد:- عفوا منك أستاذي أنا مع دعاء بحديقة المصحة
عبد المالك:- هل هناك تحسن ؟
معاد:- مطلقا
عبد المالك:- أفضل فلو عرفت بالكوارث التي تحصل الآن ما ربما تفاقم وضعها
معاد(رمش بعدم فهم):- ما قصدك بالكوارث ماذا حصل ؟
عبد المالك:- سأحكي لك لكن أجبني قبل ذلك قد كنت تملك زميلا في كلية الفنون أم أنني أخطأت التقدير ؟
معاد:- ها ها أجل أنت تتحدث عن سامح لكن ما الذي ذكرك به الآن ؟
عبد المالك:-أريد منك معروفا لتتصل به وتسأله إذا ما كان متاحا التحاق طالبة جديدة معهم في الكلية قبل بداية السنة الدراسية، وبالنسبة لأوراقها فسوف نضطر لاستثناء موضعي كونها توقفت عن الدراسة منذ زمن ولن نتمكن من الاعتماد على ذلك في الوقت الراهن
معاد:- أهاه طيب طيب سوف أتكفل لكن من هي هذه الطالبة هل هي شخص نعرفه ؟
عبد المالك:-أجل إنها جمانة أخت كوثر
معاد(باستغراب):- وهذا يجعلني أصغي جيدا لما ستخبرني به من المستجدات الجديدة ؟
عبد المالك:- أصغي لي إذن …
على جنب
مرام:- يا أمي يا حبيبتي والله أنا بخير حتى أن نفسيتي لم تعد مثل الأمس ، أنا أعلم أن أختي ميرنا قد تتأثر بما حصل ولكنني سأقف بجوارها وأقوم بواجبي لأجعلها حتى تتقبل الأمر وتحاول إفساح مجال للعلاج
عواطف:- صغيرتي الذكية ربي يحجبك من كل شر ، لا تتأخري سوف نتناول طعام الغذاء جميعنا وعمك عبد المالك أيضا
مرام:- أمي ..أنتِ لم تنزعجي من تواجد جمانة معنا ؟
عواطف:- طبعا لا ..يعني في البداية استغربت لكن حين فهمت الوضع ورأيته بعيني لم أفرط في البنت سوف نبذل قصارى جهدي كي لا تشعر بالغربة هنا
مرام(ابتسمت):- بالنسبة لي فقد أحببتها بسرعة إنها جميلة جدا وبريئة
عواطف:- سأكذب لو قلت أنني لم أشعر بالمحبة تجاهها إنها خفيفة الظل
مرام:- ما السبب الذي جعل أمهم تفعل هذا أشك بأنها مريضة بمرض الهرب
عواطف:- العلم عند الله لكننا لن نسأل مثل هذه الأسئلة أمام جمانة
جلنار(دخلت كالرعد):- الله يلعن أبو الحظ تفوه ..هئ خالتو أنتِ هنا ؟
عواطف(كتفت يديها):- لما تشتمين ماذا هناك ؟
جلنار:- علينا إحضار سمكري مستعجل صراحة فكرت لو أستحم بحمام ميرنا ولكن وقع الصنبور في يدي
مرام(عضعضت شفتيها):- آخ يا ويلك من ميرنا إنها لا تحب أحدا يستحم بحمامها ههه ، لكن طالما كوثر احتكرته فصار عموميا للجميع
عواطف:- لن نعملها قصة سوف أجعل رنيم تخبر نجية ما ربما لديها فكرة
مرام:-ولما لا يصلحه الأفندي غازي ؟
جلنار:- هااااء ذلك الكتلة العضلية لا يبذل جهدا كهذا لأنه يحسبه عملا تافها
عواطف:- لو كان موجودا ليتصرف آه تذكرت كانت جمانة ستستحم هل كانت هناك ؟
جلنار:- لقد كنت بالحمام ولم أرها حين خرجت للغرفة
مرام:- ربما استعملت الحمام الموجود بالرواق
جلنار:- حمام الشعب الساكن أعلاه ههههه
مرام(غمزت لها):- اخرسي يا بنت
عواطف:- افف افعلوا ما تريدونه أو أخبروا مديحة رأسي يؤلمني الآن
جلنار(أخذت تجفف شعرها المبلل):- أطالتا موضوع الخصومة فكيف سيمر هذا الغذاء ؟
مرام:- رعد وبرق مع نيازك عمتك سماح يا حبيبتي يعني كيف سيمر هههه
جلنار:- يا عيني ع الأحوال المنزلية يا عين طب ما أحوال القلب ؟
مرام:- إن كنتِ تحاولين سحب الكلام مني فريحي نفسكِ لم يتصل بعد غالبا هو مشغول
جلنار:- مش مشكل متى ما تسنى له سيجدنا بانتظار ،آححح الحب والذي منو يا رب أطعمنااا
نهال(دخلت عليهما):- عمتو جلنار لقد جاء عمو غازي للتو ،و جدتي تطلب منكِ إخباره عن الصنبور المكسور
جلنار(حولت عينيها):- حسنا سأداهمه كالعادة فهذا ما ينفع معه أين عدة الإصلاح ؟
نهال:- ستجدينها بالعلية هل أحضرها لكِ ؟
يزن(قفز من خلفها):-أنا أنا أحضرها ههه
جلنار:- والله أشك أنك تود الصعود لأجل صاحبة العيون الزرق وليس العدة
يزن(احمر واخضر):- هئئئ أناااا أنا رجل بهذا البيت وعلي أن أساعدكم
جلنار(غمزت للبنات خفية):- طيب يا شهم أحضر العدة ووافيني بغرفة ميرنا ريثما أحضر غازي
يزن:- هههه مروحية فننننن
مرام:- ههه حرام عليكِ يا بنت ستعقدينه بحياته
جلنار:-لا أعرف يا هديل صدقا لا أعرف
هديل:- أساسا دوما ما تحبطينني طلبت منكِ معرفة شؤون غازي تحسبا للقادم فحسب
جلنار:- يعني هو عصبي الآن ولا يطيق كلمة
هديل:- فهمت طيب نكمل لاحقا علي أن أفصل
جلنار:- روحي يختي …
هديل:- تفضل
ضرغام(دلف عليها الغرفة):- حفيدتي الجميلة أيمكن أن ترافقي جدكِ قليلا للحديقة ؟
هديل(انتفضت سريعا وتأبطت ذراعه):- طبعا جدي أنت الأولى تفضل
ضرغام:- سنتحدث بشأن مشكلتكِ البارحة
هديل:- ولكننا تكلمنا
ضرغام:- لقاؤكِ بابن الراجية ممنوع يا هديل
هديل:- ولماذا ؟
ضرغام:- بدون لماذا أنا أرفض ذلك بلا أسباب
هديل(لم تفهم):- ولكن ما فعلت أي شيء عمدا يعني ..كله
ضرغام:- لا تشرحي يا صغيرتي أنا أعرف ما الذي يحدث ، وذلك الولد لا يليق بكِ
هديل:- أصلا لا أتشرف به يا جدي هااااء من يكون ليناسب حفيدة آل رشوان
ضرغام(عانقها بفرح):- ولأجل ذلك جهزت لكِ مفاجأة وهي تنتظركِ بالخارج
هديل(قفزت وقبلته):- يااااااه إنها …..ليس معقولا هل وصلت بهذه السرعة
ركضت قبله للحديقة ووجدت سيارتها الحمراء الجديدة ذات الموديل الحديث ، كان رستم يمسح زجاجها وفتح لها الباب لتعانق هديتها التي طيرت عقلها تلك اللحظة …
رستم:- لقد سعدت بها ؟
ضرغام(كان ينظر إليها وهي تعانق السيارة وتجرب محركها):- فرحت لذلك
رستم:- لقد أنهينا كل إجراءات الاستلام يمكنها قيادتها من اللحظة
ضرغام:- إذن سأكون أول مشجع لها ، هيا هديل جربيها يا صغيرتي
هديل(لوحت له وحركت المقود):- تمامو هههه
هنا يزن كان قد صعد طيرانا بالفعل وبحث عن العدة قليلا وسط خردوات العلية ولكنه لم يجدها إلا بعد عناء، وعليه عاد ووجد جلنار تنتظره عند باب الغرفة وهي تغلق الخط على هاتفها ، أخذت منه العدة وأشارت له بالنزول آمرة ناهية بينما طأطأ رأسه مطيعا بخيبة أمل ههه ، لحظتها طرقت باب غرفة غازي الذي كان يضع سماعات على أذنه ويحرك رجله برتم يفسر أنه ممتلئ حتى أقصى حد
جلنار:- غازي غزوزي أخي الحلو
غازي(انتبه لها وأزال السماعات):- كيف تقتحمين الغرفة هكذا دون إذن ؟
جلنار:- ياما إنه على آخره لأختصر إذن وأهرب ، احم لقد طرقت الباب يا عزيزي ولكنك لم تسمعني فاضطررت اضطرارا إجباريا لكي أقتحم الغرفة
غازي(استقام بعصبية ورمى بالسماعات على السرير):- أوجزي
جلنار:- عليك أن تصلح صنبور الحمام بغرفة ميرنا وحالا
غازي:- حاضر
جلنار(رفعت حاجبيها باستغراب):- كيف وافقت بهذه السهولة ؟
غازي(هدر فيها):- لكي أرحم نفسي من نعيقكِ الشبيه بنعيق الضفادع ، قلت لأختصر على نفسي مواويلكِ التي لا تنتهي ولكنكِ حرباء كيفما جاءكِ المرء تتأقلمين
جلنار(صغرت فيه عينيها):- سامحك الله يا شقيق
غازي(بصراخ):- جلنااااار اختفي
جلنار(تراجعت للخلف خطوة بخطوة):- جلنار فعلا اختفت ياااااااا ربي على غضب شباب الراجية رعود لا لا رعود ماذا أعاصير هوجاء سحقا لكم
هز رأسه ورفع يديه لكي يتنفس عميقا ويبعد عنه حالة الغضب التي تكتسحه منذ ليلة أمس ، منذ أن أخرج تلك الغبية من الملهى الليلي وصولا للسجن الذي استفزته فيه بعجرفتها إلى صبيحة ذلك اليوم حين تخاصم مع شقيقه وحصل ما حصل ، فمذ مغادرته للمشفى ظل يلف الطرقات دون هدف لحين استهلكت قواه وعاد للبيت لأجل أخذ حمام والاسترخاء …
غازي:- بففف لأصلح حمام ميرنا وأستحم به فمن يتواجد بالحمام الجانبي قد سكن هناك الله الله إنه ملكية مشتركة يعني ليقدروا الظروف قليلا ، غالبا هذه تلك السمجة ليان بفف لا لن أطيل المكوث في هذا البيت كثيرا كلها فترة وأبحث لي عن سكن ، إنه توتر في توتر وأنا غير قادر على تحمل كل هذا تبااااعا …أين وضعت تلك الحمقاء العدة هاه ها هي ذي لنتصرف وننهي الأمر
زفر عميقا وتوجه للحمام نظر مليا للعطل وضرب جانب الصنبور بالمطرقة ليزيله فانفجر الماء بوجهه وبدأ يشتم نفسه لأنه نسي إقفال المياه من المفتاح الرئيسي ، أزال قميصه سريعا ووضعه على الصنبور ليخفف من قوته لكن بعد ماذا بعد أن تبلل بالكامل ، ظل يلعن ويشتم وأمسك بالملقط وقام بلي الأسطوانة المربعة التي فهم ما سبب خللها وقد تمثل ذلك في جلدتها الممزقة والتي غيرها بواحدة جديدة لتحل المشكلة ويصبح الحمام جاهزا …
تنفس الصعداء وهو يمسح البلل من على شعره ودفع الباب برجله بعد أن رمى العدة جانبيا بإهمال ودخل ليستحم ، بعد برهة لوا إحدى المناشف على خصره ومسح شعره بالفوطة ورماها جانبا ليخرج من هناك وهو يحمل بنطلونه وقميصه بذراعه ولم ينتبه لا هو ولا هي أنهما بنفس الغرفة متواجدين ، فقد كانت بمنشفتها هي الأخرى تجفف شعرها الطويل بتعب ، تحركت للمنضدة بغية إحضار المجفف وفجأة اصطدما ببعض …اصطدام حسنا لم يكن بالشيء الهين فقد مر كالكهرباء بالنسبة لهما فحين رفعت عينيها وجدت وجهها بصدر مليء بالعضلات للأمانة كادت تفقد وعيها من ذلك الموقف الذي لم تعشه ولا مرة في حياتها ، ارتفعت حرارتها أكثر وزاد احمرار وجنتيها من توترها ، بينما كان هنالك هدير أنفاس في الجانب الآخر أنفاس خشنة حارقة تتملص باستنفار من ذلك التلامس الذي جاء صدفة جعلته يغمض عينيه بعصبية ويتصرف بردة فعل تقيه منهاااا
غازي(دفعها عنه بقوة):- من أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جمانة(صعقت من حركته الفظة وأمسكت المنشفة بقوة أعلى صدرها وهربت خلف الباب وهي تغطي ذراعيها):- ج…جمانة
غازي(زم شفتيه وزفر عميقا هاربا من هناك):- اللعنة
لم يضف حرفا آخر بل توجه لغرفته وصفق الباب تحت مرأى عيونها حين لاحقته ببصرها ووجدته يقطن في الغرفة المقابلة تماما لغرفتها جميل جدا ، جميل جدااا قالتها وهي تغلق الباب وتمسك على قلبها ببكاء
جمانة:- اهدئي يا جمانة لم يحصل شيء لم يحصل شيء ، هذا الشاب لا أعرف من هو لكنه قليل أدب لكن ما الذي كان يفعله هنا بالحمام ع أساس كان معطلا ، لأتفقده ….
تحركت صوب الحمام ووجدته قد أصلحه وفهمت أنه من قام بتعديله ولما تبللت ثيابه اضطر للاستحمام هناك لكن كان عليه أن يخبرها بذلك ، حسنا يخبركِ يختي كيف وأنتِ ضيفة هنا ، لحظتها أوقفت سير أفكارها بل أخرسته وركضت لتلبس شيئا قبل أن يحصل موقف آخر معها ..لكنها عتبت على البنات كان عليهن إخبارها أن هنالك شابا يقطن بالدور العلوي وإلا لما خرجت من ذلك الحمام بالمنشفة
جمانة(بدموع):- سهوت وخرجت بالمنشفة يا أمي حسبت أننا معا ، أو ربما حين أخرج سأجدكِ تبتسمين لي وأنتِ تجهزين لي الثياب التي سألبسها وتحملين منشفة صغيرة لتجففي بها شعري وتتذمري من طوله وتطلبين مني قصه ولكنني أرفض ونتخاصم كالعادة …لكنني لم أجدكِ يا أمي لم أجدكِ فهل تفكرين بي مثلما أفعل ؟؟؟؟؟
شيماء(طرقت الباب لحظتها):- جمانة الغذاء جاهز لديكِ خمس دقائق للنزول وإلا ستعاقبين هه
جمانة(مسحت دموعها):- سآتي …
شيماء(طرقت باب غازي):- خالو غازي عليك بالنزول حالا جدتي تناديك
غازي(هدر فيها):- لا أرغب بتناول شيء
شيماء:- ولكن جدتي مصرة على نزولك أرجوك لا تخجلني معها سوف تصرخ بوجهي
غازي(فتح الباب بقوة):- طيب طيب أنا قادم
شيماء(ركضت للنزول):- خمس دقائق هاه…
غازي(حول عينيه وعاد للغرفة):- مؤكد يا غازي قرارك هو الصائب عليك الهرب من هنا بأقصى سرعة …تت من كانت تلك الشقراء ؟؟؟؟
دقيقة دقيقتين ثلاثة وأربعة فتحت الباب بهدوء وهي تعدل ضفيرة شعرها المبلل وتحاول ضبطها كي تنزل بالوقت ، في نفس اللحظة فتح بابه وهم بالنزول ليلتقيا مجددا أمام بعضهما بعضا ويتفجر التوتر بها بينما الحنق فاض منه
جمانة(نظرت لعضلاته المتفجرة من قميصه الأخضر الغامق):- ياااااا ويل قلبي هل تلك العضلات حقيقية أم اصطناعية ؟
غازي:- هل ستمرين أم أمر ؟
جمانة(رمشت وهي تستعيد نفسها):- أ..تفضل
غازي(تحرك بتكبر وهو يشتم تحت أنفه):- جميل يا غازي أصبح البيت كالشارع يعني ما الفرق والله بتنا نرى وجوها جديدة كل يوم
جمانة(نطقت بغباء حين سمعت تذمره):- أدعى جمانة وأنا أكون أخت كوثر
غازي(توقف قبل انعطافه للنزول):- هل سألتكِ ؟
جمانة(عادت برأسها للخلف مصدومة من جوابه الفظ):- معذرة
غازي(رمقها بطرف عين وهي تمر بجانبه كالبرق حتى نزلت):- تبا
رنيم:- ها قد نزلت أميرتنا الصغيرة تعالي حلوتي ستجلسين بجوار نهال وشيماء
نهال:- مكانكِ على اليسار سوف أكمل ترتيب الأطباق ، شيمو أرها مكانها
شيماء:-بجواري تعالي هكذا
جمانة(غالبت دموعها بمقاومة شرسة):- ممتنة لكم
سماح(رمقتها بطرف عين):- حتى الحمام انكسر صنبوره فجأة وهذا فأل سيء
ليان(بكره):- سبحان الله يا جدتي
جمانة(خجلت وهي ترتجف ونظرت لعواطف أمامها):-أ.. بصراحة لقد وجدته مكسورا
ليان:- ههه طبعا ستقولين هذا
عواطف(كانت تصب الحساء):- لياااان
سماح:- يكفي يا حفيدتي العزيزة ألا تعرفين أن نصف أهل هذا البيت يؤيدون الغرباء دونا عمن يحملون نفس دمائهم ؟
رنيم(زفرت عميقا من محاولات عمتها الخبيثة):- وزعت الملاعق أمي
عواطف:- رنيم أحضري الحساء الخاص بجمانة ساخنا تمام ؟
رنيم:- وأحلى حساء لأحلى جمانة
غازي(نظر لجمانة بلؤم):- أين أمي ؟
جلنار(كانت توزع الخبز):- نائمة
عواطف(حركت فكها من تحجج أختها بالنوم وهي تعلم أنها غاضبة ، وانتبهت لوقوف غازي المطول وأردفت):- اجلس محلك لأنك ستتناول طعامك معنا ، جلنار نادي عمك عبد المالك من الصالون ؟
غازي(وضع يديه بجيبه):- هل هو هنا ؟
عواطف(وضعت يدها على جنبها بامتعاض):- أجل سنتناول الغذاء وبعدها نعود للمشفى إن كنت لا تمانع يعني سيد غازي ؟
غازي(جر كرسيا وجلس بتأفف):- وما شأني ؟
يزن(ركض ليجلس بجواره وعيونه على جمانة):- خالو خالو
غازي:- ماذا ؟
يزن(بنظرة مدلهة):- أريدك أن تعلمني بعض الطرق لتطبيق قلب الأنثى سريعا ؟
غازي(باندهاش):- ما هذه الجرأة يا ولد ؟
يزن(همس له مجددا):- هشش لا تفضحني أرجوك أرجوك
غازي(حول عينيه بتعب):- عزيزي ليس لدي وقت لترهاتك أمامك النت فتش عما تريده
يزن(بتفكير):- أي نعم كيف لم أفكر فيه ههه شكرا خالو
غازي(بقنوط):- يا الله …
مرام:- أنتِ متضايقة من شيء يا جمانة أخبريني ؟
جمانة(نظرت جانبيا تجاهه):- لا مطلقا ولكنني غير متعودة على تناول الأكل وسط أناس كثر يعني
مرام:- ههه مع أن مائدتنا لا تشمل كل العناصر لكن لتتعودي فهذا هو البيت الكبير
عواطف:- ديناااا يا دينا ألن تكفي عن اللعب وتأتي لتناول الطعام ؟
دينا(ركضت إليها وهاتف رنيم بيدها):- لقد كسبت الكثير من النقود باللعبة لذلك لم أتوقف نهال:- لم نسمع حسكِ ولهذا مرحى لنا بهذه النعمة
شيماء:- ستتذمر الآن
دينا(أعادت الهاتف لرنيم):- خذي عمتي هئئ ذاك مكان مامي ؟
جمانة(رفعت حاجبها وهمت بالنهوض):- عفوا هل الأخت نور هنا لم أعرف
عواطف:- اجلسي يا بنتي نور لن تصل الآن وإن أتت ستتخذ مكان جدتها لا بأس ، هيا دينا دينااا اجلسي محلكِ
دينا(جلست وهي تعدل خصلات شعرها):- فعلت
عبد المالك:- صحة وهنا على قلبكم
عواطف(بخجل أشارت له كي يترأس الطاولة):- مكانك هناك تفضل بالجلوس
عبد المالك:- كيف حالك غازي ؟
غازي(بابتسامة مصطنعة):- بخير
عبد المالك:- سمعت أنك تخصصت في الإلكترونيات كيف ستبلي ؟
غازي(بكره للحديث):- سأبحث عن شركة لأجل بدء العمل
رنيم(وضعت أطباق اللحم وجلست جواره):-ولما تبحث يعني وشركتنا موجودة ؟
عبد المالك:- صحيح هذا سيجعل وضعهم أفضل مع تواجد خبير إلكتروني سيعمل بإخلاص
غازي(باستهزاء):- ههه أنا لن أعمل في تلك الشركة حتى لو بقيت عاطلا أبد الدهر
عواطف:- والسبب مشكلتك مع أخوك ؟
غازي(هز كتفه بجلادة):- طبعا
جلنار:- إنه شقيقنا يا غازي ثم الشركة للعائلة وقد افتتحها لكي نكون يدا واحدة ، كما أنها تحت رئاسة نور وهو ليس له ارتباط بها ليومنا هذا
غازي:- حتى لو
عواطف(تأففت من حركاته التي لم يرثها من فراغ):- بسم الله
انهمك الجميع في تناول طعام الغذاء بينما كانت بعض العيون تخفي بخلدها ما لا يحكى ولا يسر، فمثلا كانت عيون جمانة تائهة وسط هذا الكم من الأشخاص ، بعمرها لم تجلس وسط عائلة كبيرة هكذا ولذلك تجربتها الأولى كانت غريبة عليها وهذا ما جعلها تتناول أكلها بتوتر ، خصوصا حين كانت تلتقي عيونها بعيون غازي التي كانت مظلمة قاتمة غامضة بشكل يجعل القشعريرة تسري بجسدها ، وكله ولا عجرفته وغروره الذي يجعلها تهرب بعينيها منه كي لا تتوتر أكثر …كل هذا وهي غافلة عن عيون العاشق الصغير يا حرام أكيد سوف يتعذب من هذا الحمل الذي سقط على قلبه على غفلة اسألنا نحن يا عزيزي يزن فقد أخذنا تلقيحا معتبرا مع شبابنا المجانين ههه

في المشفى
جوزيت(رمت الهاتف بعصبية في يد ناريانا وهي تشير):- جديه لي وإلا أحرقت أم هذا المكان
ناريانا:- يا جوزي يا روحي أنا حتما لن أعرف أين ذهب يعني تعرفين طبعه
جوزيت(مسحت على وجهها):- وائل لا يختفي طوال هذا الوقت بدون سبب ، لو ميار أوكي سأقول لكِ أنني متعودة لكن وائل لا لا قلبي ينبؤني أن هنالك أمر ما يحدث معه
ناريانا:- وعنبر وفيكو لم يفيدانا برؤيته بعد خروجه من هنا هذا الصباح
جوزيت:- مرت ثلاث ساعات أو أزيد فأين يعقل أن يكون ؟؟؟؟
ناريانا:- ما ربما ذهب للبيت ليستريح قليلا ما يدريكِ ؟
جوزيت:- كان أخبرني أو كان قد عاد في هذا التوقيت
ناريانا:- اجلسي أولا ويكفيكِ توترا
جوزيت(أبعدت يدها):- لن أجلس ولن أبقى بهذه الغرفة القميئة لقد اكتفيت
ناريانا:- طيب إلى أين ستذهبين تتت …انتظريني
جوزيت:- سوف أسأل حكيم
ناريانا(تسير جوارها):- ها ها جميل جدا اسأليه ببرودة أين يتواجد غريمك ؟
جوزيت:- طبعا لن أسأل بهذه الطريقة لكن ربما يكون لديه معلومات
ناريانا:- أرى أنكِ تكبرين المسألة دقيقة أو أخرى وستجدينه أمامنا
جوزيت:- وتلك الدقيقة تمر كالدهر بالنسبة لي لن أنتظر ..
ضربت ناريانا كفا بكف وهي تلاحق صديقتها العنيدة فحقا كان اختفاء وائل غير محتسب ، وللعلم فقد تأخر عن المعتاد وهذا ما خلق التوتر بخلدها خصوصا وأن هاتفه خارج التغطية منذ وقت …
نزار:- أهناك شر في الأمر يعني أخبراني ؟
ناريانا:-أبدا لا تقلق يا نزار جوزيت تكبر الموضوع فحسب
جوزيت:- لست أفعل عمو نزار لو سمحت هل لك أن تكلم عمه ذاك أو أخته أو أي شخص يقربه ، ربما لديهم فكرة لأنني لست مطمئنة
نزار(نظر لناريانا):- الله الله الآن لما القلق حسنا سوف أرى معهم
نبيلة(كانت جالسة مقابله على الكراسي وسمعت الحوار):- بنت ..تعالي هنا جواري
جوزيت(جلست جوارها بتوتر):- ها ؟
نبيلة:- ذلك الحائط كاظم أليس من واجبه أن يصطحبكِ لترتاحي بالبيت ؟
جوزيت:- أنا أبحث عن وائل لأجل ذلك أساسا أريد الذهاب لقد تعبت هنا
نبيلة:-ألم يخبركِ أين ذهب لما لا تتصلين برقية ؟
جوزيت:- ليس معي رقمها
نبيلة:- إذن دعي إياد يسأل ثم اسأليه لما لم يحضر إلى هنا بعد فأنا أريده
جوزيت(رمشت لتلفلف الموضوع):- ولكنه كان هنا صباحا وربما طرأ له عمل لذلك غادر
نبيلة:- اتصلي
جوزيت:- هممم إنه يرن …ألو إياد أين أنت ؟
إياد:- جواركِ ههه
جوزيت(انتفضت من ربتة يده وأمسكتها بلهفة):- هئئئ وصلت أخيرا
إياد(أغلق الهاتف وقبل وجنتها ثم يد نبيلة التي رمقت قبلته لوجنة جوزيت مستغربة):- كنت مشغولا بالشركة وكان علي الحضور لأجل تسليم العمل لبقية الموظفين معلوم أصبحت مسئولا في ظل غياب حفيداتكِ ست بلبلة
جوزيت:- إياد هل لك أن تتصل برقية وتسألها عن وائل لقد اختفى منذ الصباح ولم يعد بعد
إياد:- ولكنني قد أقفلت الخط معها قبل لحظات وسألتني بدورها عنه
جوزيت(بهلع):- ماذا تعني …. أنه لم يذهب للعمل ؟؟؟
إياد(توجس من قلقها):- يعني …محتمل
ناريانا(استأذنت من نزار وقدمت نحوهم):- لقد سأل نزار عمه فؤاد وأخبره بدوره أنه لا يعلم مكانه أساسا هو مشغول بأمور أخرى
إياد:- لم يتبقى لنا سوى شهاب
نبيلة(تنهدت بقلق):- أقلقتمونا لو يخرج حكيم كنا سألناه
إياد:- وأين هو ؟
نبيلة(أشارت للممر):- بجوار ميرنا
جوزيت(بغيظ):- إنها نائمة لست أفهم ما غايتهم من مراقبتها وهي كالمومياء المحنطة
نبيلة(رفعت حاجبها وأطلت عليها):- أنا بجواركِ أجلس
جوزيت(مالت بشفتها):- معذرة أعصابي متوترة
ناريانا(أشارت لها بالصمت):- حممم
إياد:- وشهاب لا يرد سأحاول من جديد
جوزيت:- أوووووف بدأت أقلق سوف أسأل حكيم بنفسي
ناريانا:- وأنا سأجعل فيكو يتفقد الشقة هذا هو الحل
توجهت للممر ودخلت إليه لتجد حكيم جاثما عند جدار الغرفة الزجاجي ، هزت رأسها بقنوط من تصرفاتهم التراجيدية والتي تجلب الضجر لصدرها ، تحركت بخطوات ثقيلة صوبه لحين وصلته وهو ولا كان موجود لم يشعر بها حتى ربتت على كتفه وقتها فقط انتبه أنه ليس وحيدا هناك
حكيم(بشرود):- جوزيت
جوزيت:- هل تناولت شيئا اليوم …يا حكيم من البارحة وأنت على لحم بطنك ثم لا تنس أنك تبرعت بالدم لهذه إذن أتريد أن ننشغل بك حين تسقط مغشيا عليك ؟؟؟
حكيم(مسح بين حاجبيه بتعب):-…لارد
جوزيت:- ولم تغمض عينيك حتى أو تنام يا حكيم ما تفعله جنوووون
حكيم(بإرهاق شديد):- اختصري وقولي ما تريدين قوله ودعيني وحدي
جوزيت(زمت شفتيها ونظرت بلؤم لميرنا):- أجبرتهم على رفع الستار صح ؟
حكيم:- الدكتور فارس تفهم الأمر وقام برفعه لأجلي
جوزيت:- أممم جميل ولطيف هو الدكتور فارس لكنني أشك في أنه سيغير تعاطفه معك حين يعلم ما فعلته بك هذه المعتوهة
حكيم(أمسكها من ذراعها بنفاذ صبر):-إلى أين تمضين جووووزي ؟
جوزيت(بألم منه):- كلكم تقفون ضدي إذا ما جابهت هذه الحمقااااء ولكنها معتوهة أجل وأنا فقط من يكشف ألاعيبها
حكيم(ترك يدها واتكأ على الجدار بوهن):-ألاعيبها ؟؟؟
جوزيت:-أتنكر أنها أجبرتك على ما حصل أول أمس ؟
حكيم:- لا تبدئي ..ما حصل كان خطئي
جوزيت(بجنون مستفز):- ههه وينسب لنفسه الخطأ عن أي خطأ تتحدث لو لم تكن هي من استدرجتك بنفسها لما وصلت لتلك الحال معها …إنها تتلاعب بك تعذبك يا حكيم أنت تهواها لذلك لن ترى ما أراه أناااا
حكيم(بانفعال):- وما الذي ترينه هاااه ؟
جوزيت:- أنها…
حكيم(قاطعها بعصبية):-أنها تريد القصاص من وائل بسبب غدركما وبواسطتي أنا ، أجل أعلم هذا ووافقتها عليه أتعلمين لماذا ؟؟؟؟؟ لأنني أحبها فوق آلامي ومواجعي أحب أن أحزن أنا ولا أدع قلبها الصغير يحزن ، أنا أفضل لو أطعن نفسي بنصل مسموم وأنفذ لها مطالبها فقط لأريح خاطرها المكلوم وأهد أنفاسي هدا لأجلها ، هل استوعبتِ الآن ماذا يحصل ؟
جوزيت(رمشت بدموع من هديره بوجهها):-أنت تصرخ بوجهي على فكرة
حكيم:- لأنكِ مستفزة تريدين أن تنسبي لها كل الأخطاء بينما أنتِ جزء كبير من تلك الأخطاء ، فبسبب خيانتكِ أنتِ ووائل وصلت ميرنا لهذاااااا يعني …الذنب كله ذنبكماااا جوزي
جوزيت(فتحت فمها بصدمة من اتهامه ونظرت حيث يشير):- هل ..هل أنت جاد في هذا الاتهام هل أنا من طلب منها أن تشرب قنينة مشروب ثقيل لتخرج للطرقات وتعربد فيها مع المتشردين وتتسبب في الحادث ؟
حكيم(امتص شفتيه بتعب وضرب على الجدار):- ماذا تريدين مني جوزيت صدقا يعني لم أفهمكِ أتودين منا أن ننسى خيانتكِ مع وائل ونركز فيما فعلته ميرنا بي ؟
جوزيت(كفكفت دموعها ونظرت بلؤم لها):- هذا الحال الذي تعيشيه لن يشفع لها عندي
حكيم:- لأنكِ تغارين منها تغارين من اهتمامنا بها ولعلمك..موقفكِ هذا سوف لن يقدم أو يؤخر لا أنا ولا ميار ولا حتى وائل سنتجاوز ميرنا لأنها وبالرغم من كل خطاياها إلا أنها لا تفرط بنا وصدقيني لو كنتِ محلها لكانت تصرخ في وجهنا لنبحث لكِ عن حل يشفيكِ ، وهذا هو الفرق بينها وبين الجميع أنها حتى وإن كانت تتصرف بطيش يتسبب بخراب القلوب إلا أنها تعود وتحاول جاهدة تضميدها لكي تريح فؤادهم الذي أحرقته
جوزيت(صفقت بعنف وهي تشيد بكلماته ساخرة):- برافووو قد جعلتني أرى القديسة ميرنا بمنظور أكثر إنسانية ..أتعلم ماذا ههه أنا حمقاء لأنني أخاطب أكثر رجل سوف ينصفها ولو كانت تضع قلبه على طبق وتفتته للعصافير التي ينحتها رثاء لذكراها
حكيم(برقت عيناه من جملتها وأشار للخلف بنفاذ صبر):- اذهبي جوزيت والآن ..
جوزيت:- أنا ذاهبة لبيت وائل ولن أعود إلى هنا مجددا لقد أتيت لأسألك عنه فحسب ؟
حكيم(ضبط هدير أنفاسه):- لا أدري موقع أي منهم
جوزيت:- طيب
حكيم(نظر إليها ووجدها طأطأت رأسها لتغادر ببؤس):- لم أشأ الصراخ بوجهك
جوزيت(هزت كتفها ومضت):- لا بأس هذه ميرنا فمن أكون أنا بجوارها يعني ؟
حكيم(ابتلع ريقه ووضع يديه على جنبه وبعد صمت):- توقفي
جوزيت(وقفت محلها مولية ظهرها وهي تجهش بالبكاء):- لا أريد
حكيم(تقدم إليها وهو يزفر بتعب):- حتى أنكِ فعلتِ
جوزيتّ:- أنتم جميعا تصنفونني في المرتبة الثانية وهي دوما ما تحصد محبتكم الأولى ، فيما تفرق عني يعني هاااه ؟
حكيم(وضع يديه على كتفيها وجعلها تلتفت إليه ومسح دموعها بحنان):- أولا …أنتِ غالية على قلوبنا فلا تتصرفي بعبط الغيرة المتأخرة لأنكِ ناضجة وهذا عيب ، ثانيا نحن نخاف عليكِ ونخشى من أي مكروه يصيبكِ وقد نحرق لأجلكِ الأكوان فقط ليرضى خاطركِ عنا …ثالثا سبب وضع ميرنا في المرتبة الأولى دوما هي المواقف فأنتِ قوية يا جوزيت خلافا عنها أنتِ مسئولة وتستطيعين تدبر أمرك لكن هي ، ..حسنا حتى لو كانت كبيرة كفاية لكي تجابه الأمور إلا أنها مجرد طفلة طائشة تتصرف بلا تفكير وتغامر دون أن تخمن عواقب تصرفاتها ، وأنتِ مختلفة عنها لقد تعودتِ على تسيير شؤونكِ لوحدك ونحن تعودنا منكِ القوة
جوزيت:- ولكنني لا أريد أن أكون قوية لقد تعبت من لعب هذا الدور أريد من يهتم بي
حكيم:- ألا يهتم بكِ وائل ؟
جوزيت(تألمت في صميمها وابتعدت عنه)::- دعني حكيم دعني …
حكيم:- ما الذي يجري لما أشعر بأنكما تخفيان شيئا عظيما عنا ، يعني مجمل الوقت هو هنا وأنتِ تلاحقين ميار هل هذا هو الحب الذي نشأ بينكما على غفلة في روما وأنتج الطفل الذي بأحشائك ؟
جوزيت(ارتبكت من سؤاله المرتاب):-…أ…و ولكن الظرف مختلف ميار أعصابه قد تعبت وتذكر حادثتي القديمة وكان لابد من مؤازرته، أما وائل تعرفه ما زال عاشقا لها حتى ولو نجمت بيننا علاقة إلا أن قلبه رهينها مثلما قلبي ما زال رهينا بذلك الأحمق
حكيم(دفعها لحضنه):- أعتذر
جوزيت(دكت رأسها بحضنه وانفجرت ببكاء):- اهئئئ أنا لست أكرهها ولكنني أكره تعاملكم معها لهذا أتساءل دوما فيما هي أفضل مني
حكيم:- حسنا توقفي عن البكاء وهذا رأسكِ لنقبله يا ستي راضية ؟
جوزيت:- لن أرضى حتى تتناول معي شيئا بالمطعم يا حكيم ستقتل نفسك هكذا
حكيم:- اممم طيب لن أرفض طلبكِ لكن دعينا نتفقد كلا منهما فهذا الاختفاء مريب؟
جوزيت:- بنظرك أين ذهب كل منهما ؟
حكيم(نظر لميرنا النائمة بشرود وتحرك بها):- لنأمل أنها ليست مصيبة جديدة ..تعالي
إياد(استقام من محله):- سأرى جوزي
نبيلة(استوقفته بعصاها):- ابق هنا لهيتني بالحديث عن ميرنا ونسيت بأنني أريدك في حديث خاص
إياد:- ههه أجل أجل أنا معكِ جدتي ماذا تريدين ؟
نبيلة:- هل قمت بما أوصيتك به
إياد(بعدم فهم):- وما الذي أوصيتني به ؟
نبيلة:- كيف تنسى يا إياد لقد طلبت منك أن تتصل بهبة وتؤجل لقائي بها لوقت لاحق ؟
إياد(تذكر الأمر):- هااا أخبرتني أنكما ستلتقيان البارحة ولكنكِ لم تخبريني بأن أؤجله جدتي ؟
نبيلة:- بلى أخبرتك وحتى بالأمارة كنا هناك ببداية الرواق ووعدتني أن تفعل
إياد(تفطن لأخيه):- أهاه تذكرت تذكرت لقد …أ لقد بلغتها طبعا برسالة نصية
نبيلة:- الحمدلله أرحت بالي الآن كنت خائفة من أن تأتي ولا تجد أحدا بانتظارها
إياد(كيف نسيت إخباري بهذا يا ميار إنها مشكلة وعلي أن أتصل بها حالا):- تمام جدتي سوف أكلمها فيما بعد عندما تتحسن الظروف ، أ..لو تسمحين لي سأقوم باتصال وأعود
جوزيت(سمعت القليل من الحديث):- سيتصل بمن ؟
نبيلة:- رقية ربما احم..
حكيم(عقد حاجبيه ونظر لجوزيت حيث سمعا جيدا اسم هبة):- يا إلهي…
جوزيت(جذبته لغير جنب):- نسيت الأمر تماما ولكن ميار اكتشف أمرا البارحة بشأنها
حكيم:-أتقصدين الأمر الخاص بها وبجدتي ؟
جوزيت:- يعني أنت تعلم أنها تلتقي بها لأجل إياد؟
حكيم:- أجل وإلا لما ستلتقيان لكن ما لا ّأعرفه هو كيف تخفي جدتي هذا الأمر عنا؟
جوزيت:- ع أساس أننا دفاتر مفتوحة خليني ساكتة حكيم
حكيم:- الآن …بدأت أقلق
جوزيت:- اتصل به لنرى
اتصل حكيم بميار ولكنه لم يجبه بل فصل الخط بوجهه حتى ،أما إياد فقد اتصل على رقم هبة ولكن لا مجيب وترك لها رسالة مفادها أن تعيد الاتصال به ولم يعرف أنه بتلك الرسالة فتح أبوابا لن تقفل …
إياد:- ما بكما ؟
جوزيت:- لا شيء مع من كنت تتحدث ؟
إياد:-ليس أحدا مهما فقط صديقة تركت لها رسالة لتعيد الاتصال بي في وقت لاحق
جوزيت:- تمام
إياد:- لأخبر جدتي إذن
حكيم(نظر لجوزيت):- أوك .. حان وقت التوتر
جوزيت(عضت شفتيها بخوف من حكيم فهي تريد إخباره باتفاقها مع ميار ولكنه سوف يخنقها لو عرف):-..الله يستر …
في مكان شبيه بالقبو كان كله ظلام في ظلام إلا من مصباح يتدلى من سقف الغرفة يضيء جانبا بسيطا منه ، كرسي خشبي قديم وكنبة مهترئة ممزقة من الجوانب ، أرضية متسخة وحيطان حجرية بها حفر في الأركان يسمع منها أصوات حركات صغيرة تدل على تواجد فئران وجرذان خصوصا أن هناك مجرى مائي يتسرب من عمود التهوية المكسور…يعني حالة رثة يرثى لها وأيا كانت غايته فهو ينوي إذلالها بمعنى الكلمة
هبة(بتوجس من المكان بعد أن فتح عينيها بالغطاء الذي كان عليهما):- لما أتيت بنا هنا يا إياد ولما أجبرتني على ارتداء غطاء العينين أين نحن ؟
ميار(ابتسم وهو يشير لها بالدخول):- هذا المكان سري للغاية وأردت أن أعرفكِ بشخص ما
هبة(بتوتر وتقزز من المكان):- ولكن ألم تجد غير هذا المكان ؟
ميار(انتظرها حتى دخلت وأغلق الباب خلفه بهدوء):- الأمر في منتهى الخطورة ثم هو شخص مهم جدا ويسترعي هذا الاستعراض كله …ستفاجئين به متأكد من ذلك
هبة(فركت يديها وسمعت صوت وصول رسالة نصية وهمت بقراءتها):- إنها رسالة ..منك ؟
ميار(أمسك عنها الهاتف بقوة وطلب كلمة السر):- ممكن ؟
هبة(بتوجس):- تصرفاتك غريبة جدا يا إياد ومنذ أن التقينا وأنت تتصرف بشكل مريب ، لقد جعلتني أتوتر بهذا الأسلوب المهيب
ميار:- ههه توترتِ لحظة لحظة ها رسالة مني حقا لما لا تقرئينها بصوت مرتفع ؟
هبة(شعرت بالقلق فعليا من تصرفاته وقرأتها بعد أن فتحته بكلمة السر):- "ست هبة اتصلي بي فور توصلكِ برسالتي إياد" …
هبة(تحركت حنجرتها بثقل):- هل هذه الرسالة قديمة يعني حتى وصلت الآن ؟
ميار:- ياااااه يا هبة رشواااان كأن عرق الفطنة خاصتكم والذي يحشر أنفه في كل شيء لا يسري بعروقكِ أيضا ؟
هبة(صعقت وهي تتراجع للخلف):- كيف ..كيف أو متى عرفت لقبي ؟
ميار(أمسك الكرسي وتيقن من متانته ليقلبه ويتكأ على حافتيه جالسا بفوضوية):- الأغبياء…لقد طلبت منهم مكانا مرتبا يليق ببنت رشوان وانظري للحال الذي رمونا فيه …
هبة(هزت رأسها بعدم فهم):- أنا لا أفهم منك شيئا بني لو …
ميار(صفق فجأة أفزعتها):- هاااااه هذا ما أردت سماعه بني …ياااااه يا هبة رشواااان يااااه لم أحسب أن الدنيا ستنصفني هكذا وتجلبكِ لي دون جهد جهيد حتى ..أعلم أعلم أنكِ لا تفهمين أي شيء مني لكنني لن أسهل عليكِ المهمة لتتعبي قليلا يعني لن تموتي جراء المحاولة
هبة(مسحت على وجهها وهي تنظر للمكان):- بدأت أشعر بالخوف إياد دعنا نخرج من هنا ؟
ميار:- نخررررج ههه لقد بدأنا للتو عزيزتي هبة أو ..لندعوكِ بأمي ؟؟؟؟
هبة(عضعضت شفتيها بفزع وهي تقترب منه):-أ…ولكن ..من أخبرك بكل هذاا أهي جدتك نبيلة يا إياد ؟
ميار:- جدتي نبيلة تعلم أيضا امم هذا هو السر الذي تخفيانه إذن ..ههه والله كان علي أن أعرف أن تلك المرأة داهية كيف تخفيكِ عنا يعني ما السبب الذي يجعلها تكتم أمر ظهوركِ ، أهاه الآن عرفت كونها يعني تهتم بإياد وتحبه كحفيد لها لكنني أشيد لكِ بحسن التدبير لقد أقحمتِ الجدة في علاقتكِ به لتجمعكما بشكل ذكي وطريقة يستحيل أن يشك فيها أحد مطلقا يا مسكينة
هبة(بتعب تهاوت على الكنبة):- …لما تتكلم بهذا الأسلوب السمج وكأنك و..وكأنك لست إياد ؟
ميار(ابتسم وهو يصفق بسخرية ليرفع يده ويزيل حواجبه المركبة وجانبي الشعر من أذنه):- امممم ..لطالما قلت عنكم عائلة ذكية ولم يخب ظني
هبة(سحبت أنفاسا عميقة وهي غير مستوعبة):- …أنت لست إياد أنت مياااار ؟
ميار(أشار لها بإشارة تأييد):- يس يس أخيرا عرفتني أنا ميااااار نجيب عزيزتي هبة أهلا بكِ في سجنكِ الجديد بعريني المتواضع ….أوه ما حسبت أنكِ ستفقدين حس الإثارة معي ولكنني تعجبت لتذكركِ لي ، يعني بغض النظر عن معرفتكِ بي من خلال العشيرة السوداء ؟
هبة(دمعت عيناها وحاولت تمالك أنفاسها المسكينة):- هل …هل إياد يعرف بأمري ؟
ميار:- سؤال وجيه لكن قلت لأستقبلكِ بطريقة أصيلة وبعدها نفكر معا في طريقة لإخباره ، معلوم فأنتِ ستكونين بضيافتي حتى أشبع نفسي من لقياكِ ياااا …هبة رشوان هههه أتعلمين كم تمنيت لو تكوني على قيد الحياة فقط لكي أجعلكِ تتعرفين علي
هبة(توجست منه وهي تمسح دموعها المنهمرة):- مؤكد أنك لن تؤذيني لأن نظراتك التي تشع بشرر ما هي إلا غضب طفل دفين سيرضى بكلمة أو اثنتين
ميار(تحركت حنجرته مع تبلد ابتسامته):- لا تحاولي التأثير فيني لأنكِ لا تعرفينني
هبة(استجمعت نفسها):- بلى ….أعرفك جيدا
ميار(استقام بغيظ وضرب بالكرسي على الجدار):- كفي عن التملق
هبة(هدرت فيه):- أولا أخبرني كيف تتقمص شخصية ابني وتجلبني بهذه الطريقة ..أنت تعلم أن غضنفر يراقبني عن كثب وسيعرف أنك اختطفتني وسوف يقيم الدنيا حتى تعيدني حيث كنت
ميار(بجمود):- أعلم
هبة(رمقته وهو يخرج من جيبه سيجارته):- ألست مرتابا للأمر يعني ؟
ميار:- حلوتي بعد أن بدأت أقتنع بأنكِ حقا تعرفينني كما تزعمين أخشى أنكِ تهذين فقط كي لا تتعرضي للأذية ، وصدقيني أنا لست مجرما ولكنني أيضا لست بملاك
هبة:- وأنت من بينهما ؟
ميار(أشعل سيجارته ودخن القليل ليناظرها بعيون دموية):- أنا الشيطان
هبة(مسحت دموعها بقوة وابتسمت):- أنت لن ترهبني لأنك لست شيطانا أو غيره ، أخبرتك أنك مجرد ولد عاتبٍ يريد أن يفرغ عتبه ولومه بوجه المرأة التي دمرت حياتهم أليس كذلك ؟
ميار(صفق بيد والسيجارة بطرف فمه):- مرحى مرحى أحرزتِ تقدما هنا هبتي
هبة(وجدته يحطم مقاومتها بجلادته):- لو علم إياد أنك تختطف أمه سوف يكرهك
ميار(بشراسة جابهها):- لو علم إياد أن أمه قتلت أمي سوف يكرهكِ أيضا
هبة(بغمغمة قهر):- لم أقتلها لم أنوي ذلك أصلا …لقد كانت حياتي مدمرة واضطررت للزواج من أبيك فقط كي يرحمني من ملاحقته لي ويحميني ، برغم حبه لي إلا أنه هددني مرارا وتكرارا بفضح أمري لأبي ولأنني كنت في وضع سيء وهاربة من سليم خفت على نفسي وعلى جوزيت التي كان يظن أنها ابنتي
ميار:- هههه لا لا واضح هو قبولكِ المرغم بأمارة إنجاب إياد
هبة(تلكأت الحروف بجوفها ونظرت جانبيا بدموع):- لقد جاء غصبا
ميار(تغيرت ملامحه حين ناظر ملامحها الباكية):- غصباااا ههه بمعنى ؟؟؟
هبة:- هذا ليس من شأنك ، ولكنه أخوووك إنه أخوووك وأنت لن تكسر قلبه بفعلتك هذه
ميار(أبعد السيجارة وهو يدور بالغرفة الضيقة):- كأن العطن هنا مرتفع زيادة يلا أقله تستأنسين أنتِ والجرذان ، ع فكرة هم لطفاء جدا جدا ستحبينهم لا محالة ويمكنكِ إطلاق أسماء عليهم والله لن أمانع
هبة(نهضت من محلها وتحركت صوب الباب):- لن أبقى هنا دقيقة واحدة لو لديك شيء محدد انطق به ودعني أعود من حيث أتيت
ميار(تراجع خطوات للخلف ووضع يده على مقبض الباب موقفا إياها ببرودة):- له له عزيزتي هبة كأنكِ مستعجلة زيادة على اللزوم ونحن قد بدأنا للتو ، لقد انتظرتكِ عمري كله أبهذه السرعة ترغبين بالرحيل ..ت ت أنتِ ها هنا ستمكثين حتى أجعلكِ تعرفين قيمة فعلتك
هبة(تراجعت للخلف وهي تتمسك بحقيبتها):- أعد لي هاتفي فورا فإن كنت ستقوم بإنشاء محكمة بيننا لنجعل كل الأطراف حاضرة ..اتصل بجوزيت وأحضر إياد
ميار:- أنتِ متأكدة أنكِ ترغبين بهذا ، لكن قلب أخي الصغير سوف يحطم ؟
هبة:- لم تدع أمامي أي حل ثم لن أسمح لك بأن تكمل هذا الجنون فقط لأنك محترق لأجل خاطر أمك …وأنا احترقت لأجلها وكنت كل ليلة أبكي لأنني أسمع نحيبها لقد كنت صغيرا متذمرا ولن يسعك تفهم ما يدور بين الكبار
ميار:- لن تهربي مني مهما قلتِ أو ادعيتِ لأنني أعرف يقينا أنكِ السبب في تدمير حياتها
هبة(بعصبية):- أنا دمرت حياتها لكن ماذا عن حياتي ماذا عن عمري الذي ضاع بسببهم هااااه لقد تخليت عن طفلي فقط لأجل أن أحميه ، سليم كاد أن يهلكني لو أنني لم أنفذ منه بأعجوبة ومثلت عليه فيلم الموت على غفلة ، أتحسب أن الأمر كان سهلا وأنا أمزق قلبي وأترك فلذتي بعيدة عني ، أنا التي حُرمت من طارق وبكيته طوال حياتي تخليت عن أخيه أيضا وهذا ما أعاد المأساة من جديد
ميار(ضحك بهزل وهو يشير لها كي تعود للكنبة):- تلك الكنبة ستصبح رفيقتكِ لأنكِ ومنذ اللحظة أصبحتِ أسيرتي
هبة(رمشت بعينيها وهي ترفع يدها لتهدده):- تراجع عما تفعله لأنك ستندم عليه لاحقا
ميار(أخذ الحقيبة منها بعصبية):- هُوووْ حقا ..شوقتني لأعرف شكل ملامحي وأنا نادم
هبة(هززت رأسها في هذا الولد الذي تعبت من محاولة تفكيك شفرته ولكنه غامض):- تمام تمام أنت غاضب مني وتريد أن تنتقم طيب افعل ما يريحك
ميار(اقترب منها ورمى سيجارته على الأرض وأطفأها برجله بشكل عنيف):- لن تجعليني أتراجع مهما فعلتِ ولا تدعي القوة أمامي فهذا العنفوان سأكسره لكِ حين تستلمين وتضعفين وتتوسلين لي كي أطلق سراحكِ
هبة(ضحكت وهي تتوجه صوب الكنبة وجلست بأريحية):- وأنا لن أمكنك من هذا سوف أجعل أعصابك تتعب حتى تنهار وتقترف خطئا يجعلك تعود بالأسطوانة للخلف
ميار(استفزته وفتح الباب):- سنرى ذلك يا هبة
هبة(بحزم):- خالتي
ميار(رفع حاجبه بعدم فهم):- أفندم ؟
هبة(وضعت رجلا على أخرى وابتسمت):- لا تلفظ اسمي بدون هذا اللقب مرة أخرى يا ولد
ميار(عقد حاجبيه وفضل الذهاب قبل أن يقترف جرما فيها ها هنا):- ….اللعنة
طأطأت رأسها بخيبة أمل ووجع لما غادر وناظرت جوانب الغرفة الغريبة وكأنها قبر وليست غرفة ، تأففت من رائحة العفن الفائحة هناك وأمسكت على قلبها وهي تتمنى لو يجدها أي واحد فيهم ليخرجوها من ذلك الهراء …لكنها عازمة على تربيته فإن كان تأثير عامر نجيب قد جعل الغرور والتظلم يترعرع في ضلوعه ستسلبه منه بعدم استسلامها لمحاولة كسرها ، أجل هذا ما ستفعله وهذا ما سيخرجه عن طوره ،.. فحين أقفل الجدار الحائطي الفاصل بين درج القبو وتلك الغرفة السرية والتي لا يعلم بها أحد غيره ، مسح على رقبته ونظر مطولا نحو المكان ليحرك فكه بلؤم وغضب ويكمل صعوده ، أقفل الباب بالمفتاح ووضعه بجيبه ثم جر أحد التماثيل ومركزه بواجهته بشكل اعتيادي يعني ، بعدها خرج للحديقة فور وصوله أخرج صولي وجلس أرضا ليعانقه بحزن
ميار(بعيون كسيرة):- قل لي أنني لم أفعل شيئا خاطئا سأندم عليه يا عزيزي ، صارحني صولي صارح صديقك الوحيد يعني إياد لن يكرهني أليس كذلك ، يعني لو كان محلي لفعل المثل ، إنها أمي أمي يعني لو آذت لبؤة غريبة أمك ألن تنتقم منها بذمتك قل الحقيقة ،تتت ماذا أفعل أنا أزعجك بكلامي صح لقد اشتقت لرائحتك يا ولد ،..والله لم أغب عنك إلا للضرورة القصوى وكأنك لم تشعر بمرض قلبي العليل ، خوفي على ميرنا شديد وانزعاجي من جوزيت عميق وجرحي من كل الأحداث يشعرني بالضعف الذي أكره الشعور به ،،،تبا حتى انتقامي من رشيد لم يثلج صدري فحادثة ميرنا أربكت موازيني وخشيت من أن يتكرر ذات الموقف الذي حدث قديما وكسر فؤادي… صولي أنظر إلي وأخبرني أنا لن أقترف جرما في حق إياد همممم سوف لن أخسره قل ؟؟؟؟
أحد حراسه:- سيدي
ميار(أغمض عينيه بعصبية وهدر فيه):- ألا تعلم أنني أكره التلصص وقطع خلوتي ماذا تريد ؟
الحارس:- لقد جاء الشخص الذي تنتظره
ميار(تنهد بسكون وبعد صمت):- دعه يقترب
الحارس:- أمرك
اقترب منه شخص هزيل القامة وضعيف العضلات ويبدو على ملامحه الطيبوبة أكثر من الإجرام، عقد ميار حاجبيه فيه وهو يفلت صولي من بين يديه ويستقيم مستغربا
ميار:- ألم يجد من هو أنفخ منك ليبعثه يعني ما ذاك الجسم .. تت ما اسمك يا هذا ؟
الشاب(بتأتأة طفيفة):- ع..عابد
ميار(رفع حاجبه):- عابد ؟؟؟… لا أدري ولكن شكلك لا يريحني البتة توقعت من مديح كلامه أن يرسل شخصا ذو قامة رفيعة وبنية عضلية تملأ العين ،لذلك أشك بأنني سأعترض عن تعيينك يا عابد ستعذرني
عابد:- و..لأك..ولكنني قادر على تنفيذ كل المهمات الصعبة ، أنا فلاح متمرس وأقوم بحرث أرض العم نعيم في غضون ساعتين
ميار:- أرض العم نعيم… كلها ؟؟؟؟
عابد:- أق..أقسم بالله كلها حتى اسأله أرجوك أٍر..أرجوك لا تطردني
ميار(استغرب تأتأته):- هذا الولد يذكرني بأماني تت فف حسنا يا عابد أنا لم أشرح للعم نعيم أي شيء فقط طلبت منه رجلا ثقة وبعثك لي وخيب ظني للأمانة …(رمق ابتلاع ريق عابد وخوفه من رفضه لذلك زفر بقلة حيلة) …لكنني لن أطردك سوف أجربك
عابد(اقترب منه بامتنان):- س..ستقوم بخير لن أنساه لك طوال عمري
ميار:- ما بالك مع بدايات الكلام ؟
عابد(أطلق ضحكة مجلجلة):- هه هههههه
ميار(أبعد رأسه وهزه بنفاذ صبر):- اسمعني يا عابد … وأصغي لي جيدا سوف أؤمنك على أمانة صدقني لو تعرضت لخدش أو ضاعت لأجعلنك لقمة لصغير فهودي هناك سمعتني ؟
عابد(ابتلع ريقه):- أنا خ …خادم أمين فقط أخبرني ماذا علي أن أحرس وسأجعلك تغير نظرتك تجاهي
ميار(تحرك فورا):- الحق بي… أسرع يا هذااا
عابد(هرول خلفه وهو يرفع بنطلونه):- ما …ما الشيء الذي تريد مني حراسته سيدي ، ي…يعني لما لا تؤمن لحراسك ما شاء الله إنهم ضعفين من قوة العبد لله ، ثم ما سيكون أجري ؟
ميار(لم يتوقف بل ظل يمتعض من صوته الرقيق):- أشك أنك ستكون أهلا لهذه المهمة علي أن أتراجع ، عاااابد
عابد(فور التفات ميار له جمع يديه خلف ظهره):- قمممم
ميار(أطل على يديه):- ماذا تخفي ؟
عابد(هزهز رأسه بفشل وفمه مملوء بشيء ما):- قمم يمممننم
ميار(بغضب):- ماذاااااا تُتفتف عندك ؟؟
عابد(فتح عينيه على وسعهما وهو يبتلع ذلك الشيء):- اكح …هه كدت أموت
ميار(اقترب منه):-أرني ما يوجد خلف ظهرك
عابد:- …لا …لا داعي أرجوك لا تحرجني
ميار(أشار بإصبعه بغضب):- عاااابد ؟؟؟
عابد(بخجل فتح يديه على حلوى الإسفنج التي يضعها ميار في إبريق الصالون):- هذا فحسب
ميار(غالبه الضحك في وقت ليس فيه رغبة لذلك):- حلوة الإسفنج ؟
عابد:- لا أقاومها ولكنني لا أستطيع شراءها لأنني أوفر المال لكي أجهز بيتا مرتبا وأتزوج
ميار:- اممم طيب يا عابد لو أنجزت مهمتك كما يجب وعد مني سأجهز لك بيتا رائعا في المنطقة التي تريدها ، لكن فقط لو قمت بحراسة ما أرغب منك حراسته بكل جوارحك
عابد(قفز ليعانقه):- أق …أقسِم بالله يا سيدي ستفعلها هههيههيه فرحت والله
ميار(أشار له ليتوقف محله):- بدون عناق
عابد(شم ملابسه المتعرقة):- والله عمي نعيم أحضرني من الحقل لم ألحق تجهيز نفسي
ميار(أكمل مساره):- لا مشكلة لا مشكلة اتبعني وركز معي …أرأيت تلك المنحوتة هناك ؟
عابد(نظر صوب تمثال حجري على شكل امرأة عارية تتغطى فقط بثوب متدلي من عدة أطراف):- ما هذا المسخ ؟
ميار(رفع حاجبه فيه):- ماذااا تفضلت أتعرف ذلك التمثال كم ثمنه ؟؟؟؟
عابد(فتح فمه):- كم ثمنه يعني إنه مجرد حجرة منحوتة بشكل خبيث أستغفر الله
ميار:- ذلك التمثال قد يجعلك تعيش حياتك كلها واضعا رجلا على رجل جراء ثمنه
عابد(بعدم تقبُّل):- ماذااا ذلك الحجر ؟
ميار(عضعض شفتيه):- هل بعثك العم نعيم لتساعدني أم لتتدخل في تفاصيل قصري ؟
عابد:-أ..آسف سيدي أنا أسمعك
ميار(تنهد بنفاذ صبر وأعاد الشرح):- ذلك التمثال موضوع في ذلك المكان منذ أن بني هذا القصر ، يعني لو تزحزح قيد أنملة سوف أعرف ذلك ودورك بسيط جدا ستجلس أمامه هكذا كتمثال بشري ولا تدع أحدا يقربه مهما كان يكون
عابد(لم يستوعب):- يعني …أحضرتني من الحقل فقط لأحرس ذلك التمثال الحجري ؟
ميار(هذا الغبي لو أخبرته ما الذي يوجد خلف التمثال سيفضحني):- أجل
عابد(هز كتفيه وهم بالمغادرة):- عذرا منك سيدي ولكنك تهزأ بي
ميار(جحظ عينيه):- كيف تجررررررؤ ؟؟؟
عابد(انتفض وناظره من محله ليعود خطوة للوراء):- عفوا منك ولكن هذا ليس عملا تعودت عليه يااا سيد
ميار(فرقع رقبته وتقدم ناحيته ووضع طوبته على كتفه):- اسمعني جيدا طالما خطوتَ عريني برجلك فلن تخرج منه إلا في حالتين وهما كالتالي …إما بجيب مملوء وبيت جميل كما وعدتك وإما بعاهات مستديمة تجعلك تكمل ما تبقى من حياتك في مأوى للعجزة وهذا أيضا سأدفعه من جيبي إكراما للعم نعيم تمام ، هاااا ما قولك ؟
عابد(ابتلع ريقه وانزلق ليتوجه للتمثال ويعانقه):- هننن هنن يعني يعني هي مهمة سهلة أكيد أكيد سأقوم بها على أكمل وجه ريح بالك ولا ذبابة ستمر من هنا
ميار:- سنرى ذلك يا عابد ، أي شخص يحضر إلى هنا ستخبره أنك طباخ جديد عينته وتنزل للمطبخ لحين رحيله وتنسى أمر التمثال وحراسته ولا تتفوه بحرف لأي مخلوق كان عنه ، ولا حتى للعم نعيم مفهوم ؟؟؟
عابد(استوعب بثقل):- حسنا حسنا
ميار(استرسل سريعا):- أكلك وشربك سيكون بتلك الطاولة مقابل التمثال ونومك سيكون على تلك الكنبة أيضا أمام التمثال ، أما في حين رغبتك بدخول الحمام فهذا سيجعلك تطلب حضور كبير حرسي وإشعاره بالأمر ولا تتخلف عن محلك لأزيد من ثلاث دقائق
عابد(شهق بفزع):- ثلاث دقائق هههه ماذا سأفعل فيها أنا عن ربع ساعة لا أتنازل
ميار:- وهل ستصنع الإشعاع النووي يعني ، ثلاث دقائق وإلا سأجعلك تلهو مع من بالقفص
عابد:- ال…القفص لا لا أنظر كلما وترتني انعقد لساني
ميار:-اجلس هناك سأعود بعد قليل
عابد:- يعني بدأت العمل الآن أنا في مهمة هههه
ميار(حول عينيه):- يا ربي ما هذا الكارثة وكأنه كان ينقصني تت علي أن أرى العم نعيم فورا / هيييه عيونك على التمثال سمعتني ؟
عابد(أشار لعينيه وجلس على الكنبة):- ف…ف…في بؤبؤ عيوني حتى ههه
ميار(خرج من هناك وهو يشتم):- سأفقع ذلك البؤبؤ لو غفلت عن مهمتك لحظة …
أسرع خطواته صوب مستودعه الخاص وأخرج دراجته النارية وتوجه بها صوب الحديقة الخلفية ليغادر من الباب السري المؤدي لحقل العم نعيم ، أمضى دقائق قيادته وهو ينظر في نقطة محددة فبداخله مشاعر متضاربة على غضب على غبن على خوف على قلق من القادم ، مشاعر تراكمت فوق قلبه لتجعله يشعر بالتردد لأول مرة ،أجل التردد الذي لم يشعر به ولا مرة في حياته بل كان ينفذ قراراته دون تراجع لكن هذه المرة هذه المرة تفرق فهنالك أخوه بمنتصف الموضوع …يعني لو نفذ انتقامه سيخسره لا محالة ولكنه غير قادر على مقاومة هدير غضبه منها ، فهي التي حرمته من أمه هي التي عذبتها هي التي غزت حياتهم وجعلتها أسود مما كانت عليه أصلا ، هي هي هي التي تركت أمه تبكي سنين عمرها الأخيرة على وسادة بالية تشاركها حرقتها وفشلها في أن تكون زوجة مقبولة في قلب رجل دمر قلبها بكل ما في الكلمة للمعنى ..كل هذا استذكره وهو يوقف دراجته بعصبية على جنب ليترجل منها ويطرد على أفكاره مناديا للعم نعيم الذي خرج من منزله وهو يمسح يديه بلهفة
ميار:- عذرا عمو نعيم ولكنني مستعجل
نعيم:- خيرا يا بني ماذا بك ؟
ميار(تنهد بحرقة وناظر الحقول النظرة):- مشاكل
نعيم:- هل هي صاحبة التفاح الأخضر مجددا ؟
ميار(ضحك بمرارة):- أما زلت تذكر ؟
نعيم:- لقد تحدثنا عنها مؤخرا ،وتحدثنا عن صاحبة لوحة المرأة الشمس كذلك؟
ميار:- كلتاهما يا عم نعيم تحرقانني في صميمي
نعيم:- حسنا لما لا تدعني أريك شيئا سيبدو لك بسيطا ولكنه ذو قيمة كبيرة بالنسبة لي
ميار(نظر لساعته):- صدقا لا أملك الوقت لأنه علي الانصراف الآن
نعيم(تحرك دون أن ينتظر رده):- منذ متى قدمت لهذا القصر يا ميار ؟
ميار(لحقه بتأفف):- قبل عدة سنوات
نعيمّ::- بالمجمل ؟
ميار:- أزيد من عشر سنوات لا أذكر
نعيم:- أما أنا فقد نشأت في هذا الحقل وأحفظ كل شبر فيه ، كما أنك أول جار أفتح له بابي
ميار:- أعلم ذلك
نعيم(تحرك به عميقا في الحقل):- لا بأس ستتعب معي في المسير قليلا
ميار:- المشكلة ليست بالمسير ولكنها ب..
نعيم:- في الماضي وقبل عدة سنوات طلبت إحضار بذرتين مخصصتين لزراعة التين ، لكن وقع لبس فيهما وبدلا من إرسال عينتين من نفس النوع قاموا بإرسال عينتين مختلفتين
ميار(مسح على جبينه):- يا عم نعيم ما غايتي بقصة تينك بدون مؤاخذة يعني ؟
نعيم(ابتسم له وتابع مشيه):- "لا تستعجل يا بُني فالعُمر يَمضي من عُمرك فلا تنسَى ذلك"
ميار:- صدقا لا أملك وقتا كافيا أجِّل هذه الغاية لوقت لاحق لطفا ؟
نعيم(أشار للأمام):- قد وصلنا
ميار:- إلى أين لم أفهم ؟
نعيم(أشار للشجرتين):- ألا تميز أي شيء ..
ميار:- إنهما شجرتي تين يعني أين الاختلاف ؟
نعيم(تقدم صوبهما وتحسس كل واحدة على حدة):- إنهما مختلفتين حتى لو كانتا متشابهتين ، فهذه الشجرة تحمل التين العادي وهذا تين ينضج وحده دون الحاجة لأي تلقيح ، أما تلك فهي نوع من التين يدعى الأزميرلي وهو بحاجة لتلقيح من التين البري الذي يعطيه لقاحا عبر حشرات تسمى بالبلاستوفاجا ..
ميار(حك جبينه وزفر عميقا)::- وهل اعتقدت أنك بهذه القصة ستساعدني على فهم ذاتي ؟
نعيم(ابتسم لذكائه):- كنت واثقا أنك ستفهم القصة بهذا الشكل ولكنك لا تنظر للمغزى ،لو افترضنا أن هذه الشجرة ذات التين العادي هي صاحبة التفاح الأخضر ، وبقربها ستكون هذه هي المرأة الشمس وهي التين الأزميرلي الذي يحتاج دوما لتواجد التين البري كي يلقحه ويجعله ينمو خلافا عن التين العادي الذي ينضج لوحده طوعا ودون عناء …فإلى أين سوف نصل ؟
ميار(برقت عيناه):- يعني تلك جوزيت وتلك ميرنا وأنا يعني لالالا هذا كثير أكيد أنت لا تقصد بأنني أشبه حشرات البلاستوفاجا تلك ؟
نعيم:- تماما تخيلاتك وأفكارك هي تلك الحشرات يا ميار طالما أنت تغذي وجود المرأة الشمس في أعماقك فأكيد لن تستطيع أن تفصلها عنك لأنها ستنمو وتتكاثر ، أما صاحبة التفاح الأخضر فهي موجودة ولوحدها تثمر لأجل عطاء مجاني تجلبه بمحبة وهذا هو العشق الذي تكنه لك دون حاجة لأن تطلب منها ، وهنا عليك أن تفهم أن النوع الآخر يموت بدون تغذيتك له بينما الأول فهو موجود صحيح لا يحتاج إليك ولكنه يلفت نظرك ..وعليك أن تختار يا ميار وتذكر لو أوقفت حشرات أفكارك ربما ستجد راحة لكل الأطراف
ميار(زفر عميقا ونظر للشجرتين بتمعن):- هل هذا التين جاهز ؟
نعيم:- ههه سأجهز لك صندوقا منه مع صندوق تفاح أخضر طازج هدية مني
ميار:- هل يفيد النساء الحوامل يعني ألا يوجد ضرر عليهن ؟
نعيم:- مطلقا بالعكس إنه مفيد لهن حتى أنه يساعد على نمو سليم ويجعل الأم بصحة جيدة
ميار(شرد في الشجرتين وتراجع للخلف):- طيب يمكنني أخذ الصناديق الآن صح ؟
نعيم:- ههه على عيني ولكن هذا سيؤخرك قليلا إلا إذا ساعدتني ؟
ميار:- ماذا تقصد…أنا أقطف هذه ؟
نعيم(ابتعد عنه قليلا وعاد بسلتين وسلم):- حتى أنك ستفعل الآن
ميار(نظر للسلم وللقفازين الكبيرين ونظر أمامه):- لم أفعل ذلك قط ؟
نعيم:- لنفعله سوية إذن وأثناء ذلك تخبرني بالمسألة المهمة التي تريدني فيها والتي أشك أنها متمثلة في عابد هههه
ميار(قطف أول فاكهة ووضعها بالسلة مستغربا من وضعه):-هل هو ثقة يا عم نعيم ؟
نعيم(أخذ يلتقط ما كان يتدلى بفرع بجواره):- أكيد إنه تربية يدي يعني أبواه توفيا منذ وقت واضطررت لرعايته
ميار:- ولكنني طلبت شخصا يعني يبدو كرجل لكن عابد عذرا إنه كالمهرج
نعيم:- هههه بالفعل إنه يبدو كالمهرج بتصرفاته وتأتأته الهوجاء لكنه رجل بمعنى الكلمة ،أمين وأصيل ويحب فعل الخير لو عرفت كيف تتصرف معه ستملكه بشكل يخدمك ويريحه
ميار:- أنا قلق بشأن قوته فحسب يعني هل يتحمل ؟
نعيم:-أترى هذه الأشجار كلها كان لوحده يقطف كل فاكهتها عدا عن الزرع والحصاد والحرث ونثر البذور والسقي وووو …صدقني لو أردت رجلا أمينا لنفسك فخذه فلاحا فسيخلص لك كما يخلص لتراب أرضه
ميار:- ماشي طالما تضمنه فأنا أثق بك
نعيم(نظر إليه بابتسامة طيبة):- وأنا أثق بأنك ستجد ضالتك
تنهد ميار بأريحية وتابع ما كان يفعله حتى جمع صندوقين صغيرين من تلك الفاكهة الشهية ،إضافة لصندوق تفاح أخضر ساعده العم نعيم في ترتيبه خلفه بالدراجة النارية وودعه على أمل لقاء آخر عما قريب ..عاد ميار بما جلبه معه للعرين وأدخل الصناديق من شرفة المطبخ وتأمله بألم وهو يضعها بشرود على الطاولة .، تنهد بعمق حين تذكر أن ذلك المطبخ نفسه شمل ذكريات له مع جوزته الغالية التي كسرت قلبه ، ومع ميرنته التي ما زالت تؤلمه في صميمه بحالتها المتدهورة ،، وجد نفسه يفكر في كل تلك الذكريات وهو يغسل الفاكهة بيديه وينظفها بشكل حريص ، رمش وهو يستوعب ما يفعله من البداية بل كيف وصل به الحال لذلك المآل وفجأة استيقظت فيه عروق الجنون وضرب بذلك الصندوق أرضاااا بعنف
ميار:- هيا يا ميار أنت تقارب من الجنون كيف تحضر لها تفاحا أخضر بل كيف تنظفه لأجلها وتجهزه لتأخذه لها ،،،تذكر تذكر أنها خانتك وكف عن عبطك هذااا ثم ثم هل هذا وقت جوزيت لديك المرأة التي قتلت أمك وهي أسيرة لديك بين قبضتك عليك أن تفكر بطرق لإذلالها لتعذيبها نفسيا لقتل الروح فيها دون أن تجرحها بشفرة حادة حتى …أفففففففففف …
عابد(هرع إليه حين سمع صراخه):- سيدي أنت بخير ؟
ميار(جحظ عينيه بعصبية):- ألم أخبرك ألا تترك موقعك مهما حصل يااااااا غبي ؟
عابد:-و…ول…ولأ
ميار:- اخرس اخرس وعد لمكانك ولا تتزحزح منه ضع إسمنتا على قدميك ولا تبرح محلك، انصرف انصرف ماذا تنتظر يا هذاااااااا ؟
عابد(نظر للحالة التي كان عليها وآثر الرحيل):- ح…حاضر حاضر
ميار(ضرب ما تبقى من صناديق وسقط كل شيء حول المكان):- تبا لكِ يا جوزيت تبا تبا
جوزيت(أمسكت على قلبها تلك اللحظة ورفعت الهاتف):- حتى لو أهانني حتى لو شتمني سأتصل به لأن الوجع الذي شعرت به الآن ينبؤني أنه في حالة صعبة
حكيم:- أنتِ لأدرى مع أنني أشك في أنه سيجيبكِ أصلا
جوزيت:- لا بأس لن أكف عن المحاولة
ميار(أخرج هاتفه من جيبه وناظر صورتها):- لما ما زلت أحتفظ بصورها يعني هل أنا غبي أم ما الذي دهااااااني ؟؟؟…/ …نعم ماذا تريدين ؟؟؟؟
جوزيت(تنفست الصعداء):- أنت حي
ميار:- هه لا أكلمكِ من المقبرة فما زلت أصعد السلم درجة درجة تجاه السماء
جوزيت(استقبلت سخريته وهي تبتسم براحة):- ميار
ميار(أغمض عينيه وهو يتألم من صوتها):- لما اتصلتِ بي لما ما زلتِ تحومين حولي لما تخرجين بحياتي في أوقات أكره نفسي فيها ، لما الآن الآن تحديداااا أجيبينييييييييي ؟
جوزيت:- أيا كان ما تمر به أو تعيشه فأكيد علينا أن نتجاوزه معا ،أعلم أن هبة معك يا ميار
ميار(زم شفتيه):- وبعد ؟
جوزيت:- إياد سيبحث عنها والجدة نبيلة أخبرته أنها طلبت منك الاعتذار من المرأة ، يعني هي مسألة وقت وسيعرف أنك أنت المقصود من اختفاء هبة فتعقل وحررها
ميار:- حاضر سأنفذ ذلك
جوزيت(شهقت):- قل والله
ميار(أمسك تفاحة خضراء وناظرها بعمق):- والله ..
جوزيت:- أنت لا تسخر مني
ميار:- لا حلفت لكِ بأنني والله لن أحررها حتى لو انطبقت السماء على الأرض ولن يعثر عليها أي واحد فيكم حتى لو بحثتم عنها اليوم بطوله
جوزيت(تألمت من جوابه):- ميار ميار …ميار يا حب..أ…إياد يا ميار إنها أمه
ميار(وضع التفاحة على الرخامة وأمسك سكينة حادة وغرسها فيها بكره):- ولأنها أمه ..لأنها أمه لم أقتلها فور رؤيتهاااا
جوزيت(بمحاولة فاشلة لإقناعه):- أين أنت دعني آتي إليك
ميار(ضحك بمرارة وهو يمسح على شعره):- بصفتكِ ماذا ؟؟؟
جوزيت(بدموع):- أخت إياد ربما ؟
ميار(مط شفتيه وحزن لجوابها):-ولأنكِ أخته فعليكِ أن تقدري حجم معاناتي لأنكِ عشتها معي بحذافيرها يا جوزيت
جوزيت(أمسكت الهاتف بالأذن الأخرى):- أنت بحاجتي الآن ..أنت تتألم
ميار(كز أسنانه بلؤم):- لست بحاجتك فقط لو كانت ميرنا مستيقظة وحدها من كانت ستخفف عني، لكن أنتِ أشك في أنكِ ستخرجينني عن طوري وتجعلينني أقتلها في أرضها
جوزيت:-مياااار لطفا قم…
ميار(تحرك من هنالك وهو ينظر للتفاحة بغيظ):- سأفصل وداعا
جوزيت(تأففت من حركته):- إنه عنيد عنييييييييد …
حكيم(توقف عن تناول الطعام ووضع شوكته):- إنه مياااار نجيب
جوزيت:- محتمل أن يكون بعرينه ولكن رجاله أخبروني أنهم لم يروه منذ أيام
حكيم:- هل تثقين بأنهم لن يخونوا ثقته ؟
جوزيت:- هوهووه أكيد لو هدر فيهم كالعادة سيجعلهم ينكرون اسمهم العائلي حتى
حكيم:- حسب معرفتي به فهو لن يتوجه لعرينه مطلقا سيخشى من اكتشافنا للأمر
جوزيت:-إذن أين سيذهب ؟
حكيم:- البارحة كنا نتحدث عن مكان مناسب لأجل ميرنا يعني بعد خروجها في فترة النقاهة، وفهمت أنه يرغب بأخذها للبيت الجبلي ما ربما كان هناك ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها):-أكان يريد أخذ ميرنا هناك مجددا ؟
حكيم(أمسك كوب العصير وشرب القليل):-أكيد لن تفتحي مجالا لغيرتكِ الآن ؟
جوزيت(وضعت خصلة على أذنها ونهضت):- سأغسل يداي بالحمام وأعود
حكيم:- لا تتأخري كي نرجع للرواق
جوزت(هزت رأسها)::- نحن حتى لم نكمل نصف ساعة بعيدا عن جناح الأميرة
حكيم(حول عينيه من كلامها الجارح وحمل كأس عصيره من جديد):- لا تتأخري
جوزيت(بغضب تحركت):- دوما ما يفعلون بي هذا تبا لكِ ميرنا أيا كان جحيمكِ فأتمنى ألا ينتهي حتى يعقل هؤلاء المخابيل ، فبسببكِ بات لدي أولاد عمومة حمقى مع كل أسف ،،../آه لما لا تنظرين أمامكِ يا هذه ؟
ناهد(ارتبكت وهي تحمل قنينة المياه المعدنية وتنظر خلف جوزيت تماما):- عفوا منكِ
جوزيت(مسحت على بطنها):-أفزعتني فحسب لا بأس لا بأس
نظرت لجوزيت ولحكيم الذي كان ينظر لهاتفه ، عال وهذه المرأة الثانية أريد أن أعرف كيف يعرف كل هاته النساء اففف "بيني بينكم كنت باغية نجاوبها ونقولها باقي مشفتي والو من بقية اللائحة وسكتت ههه"
جوزيت:- ممكن أمر يااا أخت ؟
ناهد(استيقظت على نفسها):- ها ها عذرا
جوزيت(أكملت طريقها):- ما بها تتصرف ببلاهة ، أوووه خفت يا صغيري لا بأس كان حادثا بسيطا لنغسل يدينا ونذهب من هذا المشفى فلن أنتظر أي أحد تعبنا صح ؟
ناهد(التصقت خلف جدار الأكل الجاهز):- يا إلهي ما هذه الورطة سيراني الآن ويعتقد بأنني ألاحقه ،لا لا علي أن أجد طريقة وأهرب من هنا دون أن يلاحظني
الطباخ:-آنسة تواجدكِ هنا ممنوع ، هييه أنت أيها النادل خذ هذه للطاولة أربعة
النادل(أمسك الأغراض):- حسنا
ناهد(وقفت خلفه مباشرة هو يسير وهي تسير خلفه حتى انعطفت لتلتصق بجدار حائطي صغير الحجم):- هفف قطعت نصف المسافة في أمان الآن علي أن …هئئئئ يا إلهي
تعثر فيها نادل آخر فسقط وسقطت أرضا وعليها كل بقايا الطعام التي كان يحملها ، منظرها ذاك كان مضحكا للغاية خصوصا حين رفعت عينيها لتجد نفسها تحت قدميه جاثية يا حبيبي وهي التي هربت منه وجدته بوجهها ههه ، أغمضت عينيها لتستوعب أنه لا يراها وأخذت تدعو الله أن ينقذها من نظراته الساخرة لكنها حين فتحت عينا واحدة وجدته يضع يدا على فكه ويتفرج عليها ولا كأن السيد بمسرحية يعني …لذلك تأففت بحرج وهي تشتعل كالعاصفة لكي تصرخ بوجه النادل المسكين
ناهد(بصوت باك):- هو السبب
حكيم(تنهد بفشل وهو يهز رأسه):- كأن المشاكل تبحث عنكِ هاه ؟
ناهد(مسحت الصلصة من وجهها وشعرها):- أخبرتك بهذا سابقا ولكنك لم تصدقني
حكيم(استقام من محله وانحنى لمستواها):- لو تتوقفين عن التصرف بتهريج ربما ستسلمين من هذه المواقف ، على فكرة قد رأيتكِ وأنتِ تحضرين المياه ولا أدري لما تتهربين ؟
ناهد(رمشت بتلعثم):-أتهرب ههه أكيد أنت مخطئ…لكن ربما أنت على حق لقد تهربت لأنك ستظن بأنني ألاحقك
حكيم(أمسك علبة المناديل الموضوعة على الطاولة ومدها لها):- وهل أنتِ تفعلين ؟
ناهد(أمسكتها وأخذت تمسح وجهها بعصبية):- طبعا لاء
حكيم(نظر للنادل الذي نهض ليلملم الفوضى):- تمام إذن توقفي عن الهرب
ناهد(تنهدت بتعب واستسلام):- ولكنك ..
حكيم(أمسك بعض المناديل ومسح قنينة الماء خاصتها ووضعها على الطاولة):- عليكِ تنظيف هذه الفوضى فأنتِ تبدين مثل المتشردين
ناهد(حركت فكها بغضب ونهضت لوحدها):- لست بحاجة لمساعدتك ولتحترق أنت ومناديلك
حكيم(ضحك بسخرية ورفع القنينة بوجهها الثائر قبل ذهابها):- نسيتِ هذه
ناهد(أحنت كتفيها وهي تستمد طاقة من آبار صبرها):- تلك لي
حكيم(مدها لها وهو يلوح باليد الأخرى):- أعرف
ناهد(همت بأخذها لكنه لم يفلتها فتزحزحت حتى كادت تسقط مجددا):- أعطني قنينتي
حكيم(أطل عليها وهو يخفي ابتسامته):- أفكر بالتقاط صورة تذكارية لكِ بكم تبيعينها لي ؟
ناهد(هنا استنزف كل نقطة من نقاط تحملها حتى كاد يخرج الدخان من أذنها):-أيها ل…
حكيم(أمسك منديلا بسرعة ووضعه بالقنينة):- تفضلي …قنينتكِ
مستفز …متعجرف …بغيض …حقير…متلاعب…مجنون ….حارق للأعصاااااب …
حكيم(مال برأسه وهو يزحزح كرسيه):- هل تجهزين طريقة مناسبة للقتل دون ترك دليل ؟
ناهد(تحركت حنجرتها):- سأتذكر هذا الموقف جيدا سيد حكيم
حكيم(ناظرها من فوق لتحت بذلك المنظر المضحك):- صدقيني أنا من سيتذكره ورغما حتى
ناهد(لأجمع نفسي من هذا الإحراج):- حممم
النادل:- نعتذر منكِ يا آنسة لقد…
ناهد(أشارت له بالصمت):- ولا حرف …
النادل(نظر لحكيم ولها):- قلنا لنعتذر ت ..
حكيم(فرقع إصبعه له مبتسما):- تعويض هذه الفوضى ع حسابي تفضل
النادل(رآه وهو يضع حساب الغذاء زائد بعض البقشيش):- ولكن هذا كثير
حكيم:- هذا البقشيش من نصيبك ولا تخبر أحدا تمام ؟
النادل(سعد لذلك):- أشكرك ولحسن الحظ وقعت هذه الفوضى ههه
حكيم(ابتسم وهو يرى جوزيت قادمة):- تمام
جوزيت(كانت تنظر خلفها):- تلك البنت آفة ههه
حكيم:- ماذا بكِ أو لمن ندين بهذه الابتسامة ست ثعلبة ؟
جوزيت:- هه آه مجرد فتاة هوجاء لا تهتم
حكيم(ناظر جانب الحمامات ورمش):- اممم
جوزيت(تأبطت ذراعه):- لنذهب …ما ربما وجدنا أخبارا جديدة بشأن اختفاء وائل ؟
حكيم(شرد هذه المرة وعاد القلق ليساوره بشأنه):- لنرى …
أين اختفى وائل من صبيحة ذلك اليوم حتى الآن ولم يظهر له أثر ، من المفترض ألا يترك جانب ميرنا حتى لو كانت لن تستيقظ إلا مساء ، إذن طالما هو لم يذهب للشركة أو لمكتب المحاماة وليس ببيته كما أفادها فيكو أيضا ، وطالما هو ليس ببيت عمه أو عند ابن عمه أو حتى بقصر جده كما أفادتهم جلنار التي اتصلت بهديل وسألتها بطريقة ذكية عنه …إذن الوضع ليس حميدا على الإطلاق وهذا ما جعل حالة الاستنفار تبدأ بحثا عن وائل رشوان فأين يمكن أن يكون ؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:23 AM   #737

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

بإحدى المباني المهجورة
كان مقيدا على الكرسي وهو يزفر بشكل يدل على تذمره الشديد من موضعه المقيت ذاك ، نظراته حول المكان وزفراته المتتالية كانت تدل على تأخره بل على ضيقه الكامن في ذلك التأخير الذي لم يكن هنالك طائل منه فهو لن يتكلم …
سعاد:- لتختصر يا وائل على نفسك كل هذه المواويل وأخبرني فقط عن الشخص الذي فعل برشيد ذلك ، أرجوك أنا أريدك أن تسلم من قبضتهم
وائل(ببرودة):- جيد وأنا أريدكِ أن تسلمي من قبضتهم أيضا فما الذي تفعلينه عندكِ ؟
سعاد:-أنا غير قادرة على التملص منهم يا وائل بحق عشقي لك افهمني
وائل(هدر فيها):- لا تذكري كلمة عشق على فمكِ لأنكِ لآ تعشقين سوى جيبكِ يا طماعة
سعاد:- وائل رشوان لم يكن بشخص يجرح كبرياء أنثى
وائل:- وائل رشوان الذي ترينه الآن ما هو إلا نتاج لخياناتكم المتكررة ،كيف استطعتِ ؟
سعاد:- لا تلمني بل لم الشخص الذي تأكل معه في طاولة واحدة
وائل:- وهو ضحية
سعاد(باحتدام):- كلنا ضحايا هنا ولكننا أقحمنا في لعبة واحدة وعلينا الاستمرار ، إما بالفشل أو بالفوز
وائل:- لا أعرف من فعل برشيدكم ذلك الأمر وإن اكتفيتم واقتنعتم دعوني أذهب ، لأنني أصبحت عضوا في تلك العشيرة الآن وقادر على زعزعة تلك الطاولة على رؤوسكم
سعاد:- سوف نحقق مع الجميع ولكنك كنت الأول لأننا اعتقدنا بأ…
وائل:- اعتقدتم بأنني طيب زيادة لأخبركم بأمور أصلا لا أعرفها ، لكن دعيني أخيب ظنكم فطيبتي تلك بترتها من أعماقي وضمدت الجرح
سعاد(مسحت على شعرها بعصبية):- أنت تتعبني يا وائل ، يا رجل اسمع مني سوف يأتون بعد قليل لمعرفة النتيجة
وائل(تذكر تأخره على شمس لياليه وأردف):- صحيح جئتموني في توقيت صعب لكنني أملك لأجلكم كل الوقت حتى لو ضيعته لأجلكم لن أهتم
سعاد(بخوف جثت على ركبتيها لكي تستجديه):- وائل …الموضوع ليس سهلا لقد هشموا فم رشيد كاملا زيادة على عظامه لم يتركوا فيه عظمة صحيحة أما وجهه فقد بات مشوها ولك أن تتخيل ؟
وائل(آخ يا ميار آآآآآخ من أفعالك !!):- ولكنني صدقا لست أعرف من فعل هذاااا
سعاد:-إن لم تقل من قام بذلك فسوف تتأذى وأنا لن أتفرج على ذلك لأنني لن أتحمل
وائل:-إذن غادري لأنني عن كلامي لن أتراجع حتى لو احتجزتموني هنا اليوم بطوله
سعاد(انتفضت ونظرت للرجلين المسلحين وهما يحيطانه):- آسفة منك وائل
وائل:- لا تأسفي لأنكِ والخداع وجهان لعملة واحدة ،لكن بسبب غبائي رافقتكِ لأنني اعتقدت بأنكِ فعلا بورطة لأجد نفسي هنا فعلا لن يكفيني اعتذاركِ فاحتفظي به لنفسك
سعاد(ببكاء):-أنا مجرد عميلة أجري خلف قوت يومي
وائل(بتقزز):- أجل بعرض جسمكِ ومغرياتكِ لغضنفر وابنه ههه ..قمة النزاهة ياااا
سعاد(عضعضت شفتيها ومسحت دموعها):-أصبحت تشبههم
وائل(بعصبية حاول هز يديه المربوطتين خلف ظهره):- لو تفكينني الآن ستجدين شبهي بهم لا يقتصر على الكلام فقط
سعاد(كتفت يديها ونظرت للباب):- أ..لو تحضرون بعض الطعام للسيد أكيد جاع
الحارس:- الأوامر تتطلب عدم ابتعادنا عنه
سعاد(بتلعثم مسحت على خصرها وهي تتمايل بغنج):- ههه طبعا يا روحي ولكنني هنا يعني
الحارس(نظر للآخر):- اذهب أنت
سعاد:- ياااه وأنا أشعر بالجوع تصرفااا فورا وإلا غضب منكما السيد غضنفر
ذهب الحارسين معا على مضض وانتظرتهما حتى رحيلهما واقتربت منه
وائل:- لم يستيقظ عرق النزاهة فيكِ صحيح ؟
سعاد(وقفت خلفه وفتحت حبله قليلا):- ما زلت أحتفظ ببعض مروءتي فلن أنسى أنك كنت ذات يوم شخصا مهما بالنسبة لي
وائل:- وفراش ابن عمي كان مهما أليس كذلك ؟
سعاد(فتحت رباطه):- لو نتجاوز هذه الأمور …هئئئ سيارات يا إلهي قد أتوا أرجوك أرجوك قل لهم أنك فككت نفسك أنا أنا لم أفعل شيئا
وائل(انتبه لفزعها):- اففف حسنا اهدئي سأتصرف ثم …شكرا
سعاد(عدلت وقفتها وهي تتربص للباب):- اعتبره تكفيرا لبعض من أخطائي
وائل:-لو أردتِ مني أن أسامحكِ اهربي من هذا العالم
سعاد(بدموع):- ليتني أستطيع أنا متورطة معهم
خضر(فتح الباب على مصراعيها ودخل وهو يجر الرجلين من أذنهما):- جميل جميل لقد أوصيتكما ألا تتحركا من جواره فلما آتي وأجدكما خارجا ، آه لأن الست سعاد طلبت منكما ذلك لأن السيد وائل جائع هل نحن بفندق خمس نجوم وأنا لا أستطيع قراءة اللافتة يعني ؟
أحدهما:-آسفان منك سيد خضر
خضر(أشار لهما):- تبخرا من أمامي إلى الخارج تحركاااا، وأنتِ ست سعاد ألديكِ ما تفيدينني به يعني هل حن عرق الشقاوة ؟
سعاد(بارتباك):-مطلقا يعني يعني نحن نحتجزه منذ الصباح قلت لأتصرف بلطف ربما يتكلم
خضر:- يعني تقصدين أنه لم يتكلم بالحسنى ، تمام سنتصرف بالطريقة التي نجيدها ؟
وائل(ضحك بهزل وهو يطالعه بقنوط):-أتحسب نفسك مرعبا يعني يا أخ ،أنا
غضنفر(قاطعهم بدخوله):-أنت ستجد لي الشخص الذي اعتدى على رشيد ؟
وائل:- اممم سيد غضنفر حري بك أن تقول ابني فلقد كشفت اللعبة ، أحسبت أننا لن نكتشف هذا الأمر ببساطة ؟
غضنفر(تلاعب بلسانه داخل فمه ووضع يديه على جنبيه وهو يستقر قبالته):- ههه جيد أنكم فهمتم الأمر ووفرتم علي مرحلة الشرح
وائل(غمز له باستفزاز):- ولو نحن أيضا لدينا مصادرنا الخاصة
غضنفر(فورا نظر لسعاد ثم انتقل بعينه لخضر الذي وجه نظره صوبها):- وائل رشوان لقد التقينا مرة سابقا واستطعت إقناعك بدخول العشيرة السوداء ، والآن يمكنني أن أقنعك بنفس الطريقة لو أحببت لذا لنختصر على بعضنا المسافات ونتكلم كأصدقاء
وائل:- أصدقاااااء هااااء يا رجل حتى أنني لا أعرف مقاس حذائك ؟
غضنفر(أغمض عينيه من ضحكة رجاله ورمقهم بموت):- دعنا ندخل في صلب الموضوع
وائل(وضع رجلا على أخرى وهو يحاول إلهاءهم ليكمل فك قيوده التي فتحتها سعاد):- والله ستختصر علي الوقت معلوم لدي أشخاص ينتظرون عودتي للمشفى ،وأظن أن اختفائي طوال هذه المدة قد أعلن جرس الإنذار لديهم …يعني كلها وقت وجيز ويكونون في عين المكان
غضنفر:- أتعلم لما اخترت إحضارك دونا عن حكيم أو حتى ميار أو جوزيت ؟
وائل(تنهد بملل ونظر للسقف):- ربما لأنك اشتقت لملامح وجهي
غضنفر:- وسامتك القاتلة تلك تؤثر في النساء فحسب يا ابن المحقق
وائل(هنا برقت عيناه بلؤم):- لا تذكر أبي على لسانك ،والتهديد لن يجلب معي نتيجة
غضنفر:- هذه مزحة لأنه قد أجبرك في البداية ، لكن لا بأس في بعض التكرار خضر ذكرني بالمعلومات التي جمعناها يعني لنراجع ذلك بصوت مرتفع أمام أحبتنا ؟
خضر:- شهاب رشوان في طريق الحدود متجه صوب بيتهم القديم
غضنفر(رمق انتباه وائل):- ترى ما السبب الذي سيجعله يترك ابنه ليخرج في سياحة ؟
خضر:- إنه يبحث عن ميرا
غضنفر(بصوت كفحيح الأفاعي):- ميراااااا …وهل نحن نعلم أين هي ميراااا ؟
خضر:- جمعنا بعض الأخبار عنها وسوف نكتشف مكانها الليلة
وائل(زفر عميقا وهو ينظر لسعاد التي تراجعت للخلف):- إلى أين تود الوصول ؟
غضنفر:- والله لمفترق طرق واحد يعيدك لحياتك الطبيعية وآخر يصلني بغايتي
وائل:- أتظنني واشيا هنا حتى أسر لك بمن فعل هذا بابنك ،أساسا لا أعرف من يكون فوقتها كنت على الطريق أبحث عن ميرنا
غضنفر:- نعرف ذلك ،ولكنك قريب منهم وأكيد سمعت شيئا عن هذا ؟
وائل:-معذرة لم أسمع شيئا طوال الوقت كنت بجوار غرفة مريضتي التي سأبحث عمن فعل بها ذاك وأجعله يدفع الثمن غاليا
غضنفر:- لنكن واضحين وبدون ضغائن فأنا أخلي ذمتي من حادثها
وائل:- مثلما حققت معي بالطريقة التي سأجعلك تدفع ثمنها لا محالة ، سوف أحقق أيضا لأعرف إن كنت فعلا خارج دائرة الاتهام أم أنك تتربع على رأسها كما حصل في الحفلة ؟
غضنفر:- أووووه ههه خضر خضر محامينا حانق يا ولد
خضر:- ليس لنا علاقة بالحريق أيضا
وائل:- ههه كنت لأصدقك لو أنني لم ألمس بنفسي عرقكم العفن
غضنفر(زفر عميقا):- وائل رشوان سأسألك للمرة الأولى وتجيبني بوضوح ، من فعلها ؟
وائل(مط شفتيه ببرودة):- لا أعرف ولكن ما أعلمه أنك تلعب في المياه العكرة ،وما حصل هنا سوف تعيده الأيام لأنني ما زلت أذكر جيدا أنك حاولت قتلي بواسطة رجل من رجالك في حادثة الجرف ، وبما أنني ببداية انحرافي فهذا يعني أن انتقامي لن يتمكن أحد من توقعه
غضنفر:- ههه جميل جدا ابن جهاز الشرطة المحامي القدير يفكر باتخاذ سلك الإجرام قدوة له ، برافو برافو لقد تطورت سريعا وكنت على حق حين رشحت دخولك بدلا من ابن عمك
وائل:- لا شأن لك لا بابن عمي ولا بعمي ولا بأي أحد يعني لي في هذه الحياة ، عملك معي واتفاقك معي لذلك ستفك يدي الآن وتدعني أعود من حيث أتيت وتدعو الله أنني مشغول البال على أناس أهم منك بكثير وإلا لكنت حاسبتك
غضنفر:- ليس بوسعك القيام بشيء لأنك تخشى مني عليهم وستبقى تحت رحمتي ت…
قاطعتهم حين دخلت وهي تطرق بكعبها الأرض برتم ثقيل ، نفضت شعرها الطويل خلف ظهرها وهي تزيل نظاراتها الشمسية بيد بينما تابعت ضبط خصلاتها وهي تدلف عليهم بفستانها المفضوح فهي حتى لو كانت بجنازة سوف لن تتخلى عن طبعها ، أخذت تتمايل وهي تتقدم نحوهم وحاجبيها مقطبين بعصبية تدل على غضبها
دلال(مباشرة وثبت بوجه أبيها):-أبي ما كل هذا التأخير ألم تقتلوا سجينكم بعد وتخلصونا ، هااااء ما الذي تفعله هذه الحربااااء هنا يا وقحة يا حقيرة ؟؟؟
سعاد(تأففت منها):- لتلزمي حدكِ يا هذه سيد غضنفر اضبط ابنتك
خضر(وقف أمام دلال التي بدأت تلوح بيديها):- اهدئي يا دلال
دلال:-أهدأ وكيف ..دعني دعني فهذه الحيزبون عليها أن تموت ألا يكفيها أنها تتلاعب بأبي وأخي بطريقة حقيرة مثلهااااا
سعاد:- أآآن هنا بالغتِ يا امرأة التزمي حدكِ معي
غضنفر:- اخرسي يا دلال وعودي للسيارة من سمح لكِ بالظهور الآن من من .. خضر خذها من وجهي فورااا ؟
وائل(رفع حاجبيه مبتسما من المشهد):- ولديك ابنة أيضا يا سيد غضنفر واووو أراك تملك عائلة جميلة أيضا امممم مثير للاهتمام
دلال(دفعت يد خضر بعصبية والتفتت لتنظر لهذا الوقح):- من سمح لهذا الحيوان بالنط….ق
وائل(ابتسم لها وهو يرفع حاجبيه بسخرية):- أهلا أهلا ست دلال معكِ وائل رشوان
لحظتها سحبتها موجة غريبة نحوه بشكل مهيب ، جعلت كل ذرة فيها تشعر بصقيع في أطرافها لم تفهم له سببا ، فتحت فمها بذهول بينما ظل خضر يحاول جرها ليبعدها عن المكان ، في نفس اللحظة كان غضنفر يحاول إسكات سعاد التي انفجرت غضبا من كلام دلال التي تملصت من أذرع خضر وتوجهت إليه وكأنها مجرورة بحبل …أحنت حاجبيها ولم تستطع إخفاء إعجابها به وكأنه سقط من العدم ليخطف أنفاسها ويجعل القشعريرة تسري بكل جزيئة منها ،كيف لا يا روحي وهو وسيمنا الجنتلمان وائل رشوان يعني الله الله
دلال(ابتلعت ريقها بتلعثم وهي تتوقف في المنتصف):- م..ما حسبت أنكم تخططون لإبقائه حيا يعني أ..هل لي أن أعرف سبب احتجازه بابا ؟
خضر(فهم نظراتها وتوجه ليجرها من ذراعها بقوة):-أنتِ لا شأن لكِ فيما يحدث بيننا عودي للسيارة فورا دلال
دلال(نفضت يدها منه):- لا تلمسني ياااا هذااا
خضر(نظر لرجاله من خلفهم وأزال يده لينظر لابتسامة وائل):- دلال لا تستنزفي صبري
دلال(ولته ظهرها وعادت لوائل):- إن الرجل المرمي بين الحياة والموت هو أخي لذلك لا شأن لك فيني …بابا بابا ؟
غضنفر:- اسكتي الآن سنكمل حديثنا فيما بعد سعاد ، وأنتِ ماذا تفعلين عندكِ ؟
دلال(اقتربت من وائل وانحنت القرفصاء لتطل عليه):- أحاول أن أفهم سبب أسره
غضنفر(رن هاتفه لحظتها وتحرك للخروج):- خضر …افعل ما أمرتك به
خضر:- خذوها من هنااا فورااا ..سعاد غادري أيضا
في اللحظة التي كان خضر يلوح بيده لسعاد كي تنصرف رمى وائل الحبل خلفه وانقض بخفة على دلال ، ممسكا بها من عنقها وملصقا ظهرها على صدره ، لحظتها شعرت بهدير أنفاسها يكاد يتوقف أولا من عطره المستفز وثانيا من صوته الهامس وهو يهدد بإطلاق سراحه في سبيل تحريرها من قبضته ، قلبها ارتعش وهي تطل عليه بعينيها بصعوبة وهي بين قبضة ذراعيه فتلك القوة العضلية أي نعم كانت تأسرها من أي رجل كيفما كان ، لكن هذا الرجل مختلف برغم حنيته في إمساكها إلا أنه يخفي خلف تلك الهالة عنفا دفينا لو فتح له المجال سيكون كاسرا على وجه الأرض…حسنا أنتِ تبالغين دلال خصوصا في هذا الوضع المتأزم ، استرجعت أفكارها بهذه الجملة الأخيرة وهي ترى أباها قد عاد قبل خروجه ليجيب عن الاتصال ، بينما خضر أشار للرجال بإنزال أسلحتهم ، في حين أمسكت سعاد على فمها وهي تهز رأسها له كي يحرر آفتهم المسماة بدلال …
وائل:- لن أكرر كلامي مرتين سترمي بسلاحك لي وتدعني أخرج من هذه الخرابة والسيدة سترافقني لحين أضمن سلامتي ، ولكم وعدي سوف تسترجعونها سليمة
غضنفر:- هل أنت مجنون كي أدعك تخرج من هنا وبابنتي ؟
وائل:- والله هذه ضريبة لاختطافك لي وأنت تعلم يقينا أنني لن أؤذيها ، فقط أود ضمان اتفاقنا والخروج من هنا بأقل أضرار ممكنة
خضر(وجه مسدسه صوبه):-سيد غضنفر رصاصة واحدة ستريحنا منه ؟
دلال(جحظت عينيها في خضر واستدارت لوائل هامسة):- وائل
وائل(أطل عليها بخشونة وتأفف):- أعرف أنكِ خائفة مني ولكن لو لم يقحمكِ والدكِ في هذا من البداية لكنتِ بخير
دلال:- بابا أنا قادرة على تدبر أموري ، لقد وعد بأن يحررني أليس كذلك ؟
وائل:-تماما وأنا عند كلمتي
خضر(بجنون من زوجته اللعوب):- دعهااااا الآن وإلا قتلتك بأرضك
غضنفر:- خضر …سلمه سلاحك
خضر(بنفاذ صبر): ما الذي تقوله سيدي؟
غضنفر(نظر لوائل مليا):-أظننا خلقنا عدوا جديدا لنا …نفذ ما يأمرك به
وائل(أمسك السلاح الذي رماه له خضر على مضض):- ومفاتيح السيارة لطفا ؟
سعاد(تنهدت بأريحية بعد سلامته):- هففف
دلال(رمقتها بطرف عين وابتسمت بشكل طفيف ثم استعادت شكل الفتاة الخائفة):- باباااا
غضنفر:- تمام عزيزتي اذهبي معه وسوف نعيدكِ بعد وقت
خضر:- سيدي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
غضنفر:- ستخرس كلها من مشورتك النتنة هذه هي عواقب فكرتك باختطاف وائل رشوان
خضر(زم شفتيه ونظر لوائل بكره):- سنتحاسب
وائل(جر دلال من ذراعها):- خذي منه مفاتيح السيارة ولو لحقتم بنا أو لمحت سياراتكم خلفي سوف أقترف شيئا لن يعجبكم
غضنفر(زم شفتيه):- دعنا لا نطيل فهذه المرة قد أمسكتني من يدي التي تؤلمني
وائل(نظر لدلال وجذبها خلفه):- والله لا أحد ضربك على تلك اليد إلا أفكارك العفنة أراكم على خير ،هاااا سوف تعلم العشيرة بهذا الحدث طبيعي لكي يعرفوا الذئب الغادر الذي يعاشرونه ، تحركي أمامي أنتِ…
خضر(مسح على شعره بعصبية):- هل نتركه يأخذهاااا ؟
وائل(خرج بها ونظر للحارسين والمسدس يصوبه بوجههما بصرامة):- أدلفا للداخل وأقفلا الباب تحركااااااا
دلال(رمقت طاعتهم له ونظرت إليه من بين خصلات شعرها التي ظلت تتراقص رفقة نبضاتها):- ماذا ستفعل بي؟
وائل(جرها للسيارة):- أي السيارات تخص هذا المفتاح ؟
دلال:- تلك سيارة بابا ..
وضع السلاح بخصره وخطف منها المفتاح وأدخلها عنوة بجواره وأغلق عليها،، انتظرت دخوله وهي تفرك يديها وحين دلف نظر إليها بتنبه كي تضع حزام السلامة وفعلا أطاعته وهي تبتلع ريقها من وسامته الجذابة التي كانت تخطف أنفاسها وتجعلها تفكر بجنون
دلال:-لم تجبني ؟
وائل(أقلع من هناك بسرعة وأدار المقود بقوة ليدعك فرامل السيارة وينطلق من هناك):-..لارد
دلال(نظرت إليه):- اسمك جميل
وائل(بدون مبالاة):-أيوجد هاتف هنا ؟
دلال(بحثت بعينيها ونظرت للخلف):-ها حقيبتي تركتها بالخلف ها هي ذي تفضل هاتفي
وائل(أخذه منها بغضب وطقطق رقما بسرعة ونظر إليها):- …ممكن مجال ؟
دلال(لاحظت أنها تقترب منه بجدعها وتراقب ما يفعله):- ها عذرا …
وائل(بغضب):- أينما كنت ستعود من محلك ميرا لم تذهب لمكان إنها بالمدينة لقد اقتربت من معرفة مكانها
شهاب(ابتلع ريقه وهو يوقف السيارة):- أنت لا تمزح ولكن أولا أخبرني كيف عرفت بأنني خارج المدينة ؟
وائل:- ليس وقت سؤالك عد سريعا لشقتك وانتظر خبرا مني
شهاب(بلهفة):- حسنا حسنا كنت أصلا قد وصلت للبيت القديم لكن طالما ليست هنا سأعود من حيث أتيت ، شكرا ويلي شكرا يا ابن عمي
تنفس الفرحة بهذا الخبر وهو يتأمل بيتهم القديم الذي أحضرها له بعد حفلة عيد الحب وعذبها فيه ، تلك الذكريات آلمته وصوت السوط الجلدي على جسمها جعلته يغمض عينيه بعصبية معاتبا لنفسه فمهما جارت الأيام سيبقى دوما يتذكر ما فعله بها مع الأسف …تنهد عميقا ولف السيارة لكي يعود ومضى فعلا لكنه تراجع للخلف بعد ثانيتين
شهاب(رمش بعينه وهو يزيل حزام السلامة ليترجل من سيارته):- ما هذه الآثار ..إنها عجلات سيارة وشكلها حديث اممم لا غير معقول أن تكون هنا
أسرع خطواته نحو البيت وأخرج المفتاح ليفتحه ولكنه أبى أن يفتح فزاد استغرابه وهو يجذب الباب بقوة ، أطل من النافذة وهو يحاول تبين ما يوجد بالداخل ولكن لم يلمح أي شيء ، لذلك لف من الجانب الآخر للبيت حتى يتمكن من الدخول من الباب الخلفي وبدوره لم يفتح،وهذا ما أدخله في حيرة مطلقة ،، شعر بالغرابة فأكيد هو موقن أنه لم يغير أقفال البيت وهذا ما جعله يعود للباب الرئيسي ويحاول من جديد وهذه المرة اندهش لأنه انفتح بسهولة
شهاب:- يا للغرابة ..
دلف بحرص للشقة وهو ينادي باسمها ولكن لا يوجد هنالك صدى غير صوته ،فتش عنها بين أركان المكان ولكن دون فائدة ، أحنى كتفيه وهو يدلف لغرفة النوم ويستذكر ذكرياته بشقيته المتمردة جنيته الحمراء التي جعلته يستشيط غضبا ويفقد أعصابه حتى ثقب الدولاب بقبضة يده التي غرسها مرارا وتكرارا بالخشب ، لاحظ أنه أدمى قبضته وزفر عميقا وهو يتوجه للحمام غسل يده ونظر لنفسه بالمرآة وهو يرثي حاله التي أوصلته له ،لكنه عازم على سجنها في زنزانة لو لم تهمد عن جنونها ذاااك ،..وهو يحادث نفسه سمع صوت حركة معه في الشقة وفور خروجه بخ أحدهم بوجهه رذاذ فقدان الوعي السريع ، لم يستطع رؤية ذلك الشخص بل فقد وعيه من فوره وسقط أرضا ..
الشخص(تنهد بأسف وانحنى ليتحسسه):- ما كان عليك القدوم إلى هنا في وقت كهذااا ، يااا أنت تعال وساعدني لرفعه على السرير
قام بحمله هو ومساعده الشخصي ووضعاه على السرير ،أزال حذاءه وعدل وسائده وجلس قربه على الطرف وهو ينظر إليه ويتأمله بأسف بليغ
المساعد:- علينا الذهاب لقد نجونا أصلا بأعجوبة
الشخص:-سنذهب سنذهب لكن دعني أملي عيني من رؤيته للحظات
المساعد(هز رأسه):- سأنتظرك بالسيارة
الشخص(بحزن أمسك يد شهاب):- حسنا ،ها أغلق سيارته بالمفتاح وضعه بجانب مفاتيح البيت عند المنضدة لن أفرط فيه هكذا …
المساعد:-أوامرك سيادتك
الشخص(مسح على يد شهاب وناظره بعمق):- لطالما كنت شبيها بأمك ماجدة ،حروفها السوداء حاجبيها وعيونها وشعرها ، لكنك وسيم طبعا رجال آل رشوان كلهم كذلك ،..أعلم أنك تستفسر عن تواجدي هنا بالبيت لا أعرف ولكنني أجد نفسي فيه كثيرا بالفترة الأخيرة ،وما حسبت أنك ستأتي لقد غافلتني وجيد أنني اختبأت في مخبئك السري هل نسيته يا شهاب ،إنه القبو العلوي أظنك محوت تلك الذكريات عن بالك حتى لا تتألم،لكن لا بأس كل شيء سيصبح بخير علينا أن نصبر فقط وننتهي من هذه المخاطر .. ع فكرة ابنك شادي يشبهكما معا إنه لطيف ومحبوب أظن أنه امتداد للسلالة الفريدة من نوعها ،عموما لن أطيل عليك فحين يجيء الوقت المناسب لنا كلام .،وداعا يا بني العزيز …..
طأطأ رأسه وخرج من هنالك متأسفا بعد أن وقف عند الباب قليلا ، وناظره نائما في سكينة أجبره عليها كي يستطيع الخروج من هناك دون أن يلاحظه وإلا لكانت وقعت هنالك مشكلة كبيرة …
في تلك الأثناء
وائل(تحركت حنجرته وهو يصرخ فيها بعصبية):- الآن …أجيبيني بوضوح وبدون لف ولا دوران لأنني قد ضجرت وتعبت وأعصابي تلفت أين هي ميرا ؟
دلال(التصقت بالباب فزعا منه):- لست أدري
وائل:- لن أرفع صوتي مرة أخرى معذرة منكِ فأنا لا أحب إفزاع النساء ، لأجل ذلك تكلمي بهدوء يا دلال وأخبريني أين هي ، ستقومين بذلك لعدة أسباب أولها أن زوجها الذي هو ابن عمي يبحث عنها منذ أسابيع وقد تلفت أعصابه جراء ذلك والآن ابنها بانتظارها وأكيد تفهمين مقصدي ؟
دلال(رمشت وهي تشعر بتأثيره عليها وأمسكت على قلبها):- لا أعرف آسفة
وائل(بدون صبر ضرب على المقود):- لما تتسترين على أمر بسيط لن يفيدكم بشيء ولكنه يعني لغيركم كل شيء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دلال(انكمشت حول نفسها):- قلت أنك لن تصرخ بوجهي
وائل(تمالك أعصابه وأمسك الهاتف ليطقطق رقما آخر):- أجل أجل وعدتكِ لكنني لن أضمن عدم نكثي بالوعد إن بقيتِ على ذا الحال
دلال:- بمن ستتصل مجددا ؟
وائل:- هسس ولا كلمة …./ ألو نعم ، علما أنك أفظع رقم سأطلبه ولكن لم أجد غيرك في ظل هذه الظروف
حكيم(انتفض من محله):- أين أنت بحق السماء ؟؟؟
وائل:- بسبب المدعوة سعاد وقعت في خدعة غضنفر واحتجزني لكي يعرف من اعتدى على ابنه رشيد وأخبرته أننا لا نعرف ولا علاقة لنا بالموضوع ، ولكي أنفذ منه اختطفت ابنته
حكيم(بدهشة):- ابنته ؟؟؟ ع أساس كان لديه رشيد فحسب…ثم من أنت اختطفتهااااا ههه ؟
وائل(تلاعب بلسانه داخل فمه):- هل هذا وقت مناسب لسخريتك سيد حكيم ، لأبعث لك بعلبة فشار وحلاوة من فوق ؟
حكيم:- تفاجأت للأمانة تمام هه تمام ما المطلوب مني الآن ؟
وائل:- لست متعودا على اختطاف أحدهم لذلك لجأت إليك أريدها أن تخبرني بمكان ميرا لأنها تعرفه جيدا ولكنها تأبى التحدث بشكل بسيط لذلك …أرجح أن تتكفل معي بالمسألة ما رأيك ؟
دلال(برعب):- ماذاااا ستفعلان بي ؟؟؟
وائل:- سنحدد ذلك حينما نصل أخبرني بالموقع حكيم؟
حكيم:- أين أنت الآن ؟
وائل:- على بعد ميلين من بوابة المدينة
حكيم:- قبل وصولك لمركز المدينة انعطف شرقا بجانب السكة الحديدية القديمة ستجدني على الرصيف لآخذك لكراج العقاب خاصتي
وائل:- كراج العقاب ؟؟؟؟؟
حكيم:- لا تندهش فأنا لم أكن مدرسا في سلك التعليم بل خارجا عن القانون
وائل(التفت إليها):- تمام نلتقي لكن …هل ستدع ميرنا وجوزيت وحدهما ؟
حكيم(ابتسم بقلة حيلة):-طبيعي ستفكر بهما لكن ليهنأ بالك جوزيت غادرت للبيت تعبت كثيرا ، لقد أمنت عليها مع العم نزار وناريانا ورجالي طبعا ،أما ميرنا فإياد بالجوار وخالتي على الطريق ثم لن نغيب كثيرا يعني مش مشكلة
وائل(بأسف):- ألم يتحسن وضعها إطلاقا ؟
حكيم:- كما أخبرنا الطبيب لن تستيقظ إلا ليلا فدعنا نقضي مشاغلنا ومن بعدها نعود
وائل(بتمني):-تمام .
حكيم:- لحظة..بلغ جوزيت بأنك بخير لقد جن جنونها لأجلك
وائل:-كنت أعلم أنها ستفقد صوابها يلا سأتصل بها الآن …
دلال(رمقته وهو يحاول الاتصال مرة أخرى):- ع فكرة لأذكرك فقط أن ذلك هاتفي الذي تستهلكه دون شروط يا سيد
وائل(نظر إليها):-حقا عذرا يا مُختطفَتي ولكنني احتكرت هاتفكِ لأن خاصتي خارج التغطية
دلال:- رأيتك وأنت تستعيده منهم
وائل(اتصل بها وفور رؤيتها لرقم غريب ردت):- الصمت من فضلك …/ ألو جوزي …
جوزيت(انتفضت من مكانها وهي تبكي):- وااااائل أين أنت لقد مت رعبا عليك لم تتأذى هاه ؟
وائل:-اهدئي وارتاحي أنا بخير لقد كنت ..أ في مكان بعيد لذلك الشبكة لم تلتقط إشارة
جوزيت:- قل لي الحقيقة يا وائل أنت لم تصب بمكروه ؟
وائل:- سوف أعود للبيت لأبدل ثيابي وترين أنني بخير ، وسعدت أنكِ ذهبت دعي العم نزار يعد لكِ بعض الطعام
جوزيت:- شريطة أن تتناوله معي ؟
وائل:- هه طيب يا ستي سأتناوله معكِ سريعا وأعود للمشفى
جوزيت:- ولا تقلق مدللتكم لن تستفيق الآن
وائل:- نلتقي جوزي …نلتقي
جوزيت(عرفته سيتهرب):- حمدا لله على سلامتك عزيزي
دلال:- من هذه ؟
وائل:- اهتمي بوضعكِ يكون أفضل لأنني أعد مختطفا لكِ ألا تستوعبين ؟
دلال:- يعني ..لم أقتنع باختطافك صراحة أو أشعر بالرهبة فعيونك طيبة جدا
وائل(بنبرة هازئة):- حسنا انتظري لتريها شريرة جدا جدا
دلال(لامست بيديها جانب كرسيه وهي تتمايل):- أقترح عليك لو نتوقف قليلا لأنني أود الاسترخاء تعبت من الطريق
وائل:- يفضل ألا تملي علي ما سأفعله لأنكِ بعهدتي الآن
دلال(بتلاعب):- ولكنك غفلت عن أمر مهم ، أينما أخذتني سيعرفون لأن السيارة مزودة بجهاز تعقب يا روحي
وائل(عقد حاجبيه):- هل أنتِ واعية لنفسكِ يعني أنتِ مختطفة لو أحببتِ التذكييير يا سيدة ، ثم كيف تخبرينني بأمر كهذا وكأنكِ كنتِ جاهزة للخطف ؟
دلال(وضعت رجلا على أخرى مبتسمة):- حسنا هذه أول مرة أختطف فيها وأنا من هواة العنف ولن أخفي عليك حماستي لقد تقت لهذا اليوم ومنذ صغري وأنا أحلم به هههه …
وائل(نظر للطريق ممتعضا من هبلها):- أشك بأن عرق هذه العائلة مضروووب
دلال(كانت تعضعض شفتيها وفي سرها):- ما أوسمه أشتهيه الآن ولكنني لا أعرف طريقة لالتهامه هه علي أن أفكر بخطة لأجعله لي ، ربما لو ساعدته سيكون ممتنا لي وأجبره على رد المعروف بطريقتي ،لكن …كيف سأعرض عليه نفسي وهو يبدو لي صعب المراس ؟؟؟؟
ظلت تعيد وتزيد وهي تأكل شفتيها لتضبط جنون أفكارها لغاية ما وصلوا إلى جانب طريق مهجور ، فحين أخبرته أن بالسيارة جهاز تعقب أعاد الاتصال بحكيم وتدبرا مكانا مهجورا للقاء بعيدا عن كراج العقاب خاصتهم …
وائل(فتح حزام السلامة):- ابقي حيث أنتِ ..
دلال(نظرت حولها للفراغ):- أساسا ليس لي مكان أذهب إليه بهذا الكعب العالي
وائل(باشمئزاز نزل من هناك وصفق الباب وقتها خرج حكيم ليقابله):- حكيم ..
حكيم(أطل بنظاراته الشمسية عليها):- كيف سنتصرف ؟
وائل(ابتعد معه قليلا على بعد خطوات بسيطة):- أريدها أن تخبرني بمكان ميرا فحسب لقد جعلت شهاب يعود من خارج المدينة، قد كان متوجها لبيت والديه القديم آملا في إيجادها هناك
حكيم:- غضنفر أخبرك صح ؟
وائل:- بالفعل لكي يهددني به لكنني فلتت من قبضتهم بأعجوبة وأحضرت هذه كضمان
حكيم:- بدأت تتعلم أصول اللعب في المافيا يا رشواني ، لقد أعجبت بك صراحة
وائل:-آه يعني ما المفروض أن يكون جوابي أنني معجب بدوري بانحرافي عن الطريق ..حكيم الوضع ليس سهلا بالمرة إنهم يحاولون البحث عمن اعتدى على رشيد يقولون أن المعتدي قد شوه وجهه وهشم عظامه وأسنانه أكل هذا حقد من ميار ؟
حكيم(بشرود):- بل غضب و رد اعتبار لكل من آذاه وللخيانة أيضا
وائل(تنهد بتعب):- وأين هو المحروس الذي تسبب في كل هذا ؟؟؟
حكيم(حاول مداراة الأخبار عنه):- مختفي هو الآخر ولكن غالبا سيرجع للمشفى
وائل:- المهم دعنا نرى مع هذه لقد حاولت معرفة الأمر بشكل ناعم لكن …
حكيم(وضع نظاراته بجيبه):-النعومة لا تليق ببنات المافيا يا بعدي.. هللو انزلي حلوتي
دلال(رمقته بطرف عينها وهو يضرب على بابها):- نعم ؟؟
حكيم(فتح الباب وجذبها من ذراعها بقوة ليلصقها على جدار السيارة):- عمري …معكِ حكيم الراجي شخص ليس جميلا حين يغضب ، يلقبونني بالأسد الجامح يعني اختصري علي وعلى صديقي وأخبريني بمكان ابنة عمي
دلال(تمايلت بصدرها وهي تنظر لصدره الذي كان يتدلى منه خيط قلادته):- ياااي هل كل المختطفين وسيمين هكذا ؟
وائل(ضربا كفا بأخرى):- أنظر للعجب
دلال(التفتت لوائل):- ولكنك ستأذن لي سيد حكيم فأنا قد أعجبت بذلك الشخص عذرا لا أريدك
حكيم(مال برأسه ليناظرها بتركيز):- إنها تشبه ذلك السمج رشيد في كل التصرفات ، فعلا هي ابنة غضنفر الكلب
دلال(بغضب):- أبي ليس كلبا
حكيم:- بالفعل بالفعل هو أزفت من ذلك فحتى الكلاب مخلصة
دلال(بغيظ حاولت إبعاده عنها):- لا تقترب مني فأنا أمقت الرجال غليظي الدم ، أريد وائل
حكيم(ضحك من كلامها ونظر إليه):- تمام تمام لن أحرمكِ من غايتكِ، وائل باشا بما أنك تخطو خطوات عظيمة في طريقك للانحراف فلتتفضل وتجذب من لسانها ما نريده
دلال(أخرجت لسانها ومررته بشهوة حول شفتيها):- لساني قادر على فعل أشياء أخرى على فكرة ستجعلكم تحصلون على أكثر مما تريدونه
وائل(أغمض عينيه وفتحهما ليتبادل هو وحكيم نظرة جعلتهما يقتربان من بعضهما):- إنها حثالة مثلهم
حكيم(حك أنفه وهمس له):- ولكنها تعرض نفسها عليك مجانا مرحى لك يا وائل فالنساء يتهافتن عليك
وائل:- لا تبدأ بليييز لا تفعل
حكيم(حرك رأسه باتجاهها):- إنها تنتظرك ولأفسح المجال وأكون مهذبا هه سأدلف لسيارتي
وائل(بغيظ):- ستجعلني أندم كوني استعنت بك
حكيم(غمز له وحرك كتفيه):- ههه والله فلت هذا المشهد لميار لكن لاحقين سنحكي له بالتفاصيل المملة
دلال(لوحت له بغنج وهي تلاعب شق صدرها بإصبعها):- أنتظرك لولي
حكيم(عض فمه وابتعد ساخرا):- لولي أي…إنها للحظة تاريخية الله الله
وائل(بتأفف عاد إليها):- اسمعي يا دلال إ…
دلال(اقتربت منه ووضعت ذراعيها على عنقه وجذبته إليها):- لما لا تسمع أنت آهاتي هااا ؟
حكيم(ضحك من منظرهما ثم تبدلت ابتسامته وهو يراها تتمايل بين أحضانه هنا برقت عيناه بشراسة وأمسك هاتفه ليرفعه تجاههما):- ستعذرني وائل ولكن هذا المشهد لا يتكرر كل يوم
قام بتصوير كل لقطة على حدة واختار الأنسب وحسب فكلما اقتربت كان وائل يبتعد عنها ويحاول إبقاء مسافة بينهما ، حاول أن يجذب منها كلاما ولكنها كانت مصرة على أن تخرجه عن طوره بحركاتها المستفزة تلك ، لغاية ما استفزت صبره وأبعدها عنه بقوة
دلال(زفرت عميقا):- أتلعب دور صعب المراس معي يعني ؟
وائل:- هل اختطفتكِ لأبتلي فيكِ ما هذه الوقاحة ، سألتكِ بشكل واضح فأجيبي وإلا لن تعودي لبيتكِ لا اليوم ولا بعده
دلال(اتكأت على السيارة ورفعت نفسها بقفزة جعلتها تلامس فخذيها بشكل مغر):- تعرف ثمن حديثي فاختر ؟
وائل:- أنتِ تهذين هنا كيف تملكين هذه الجرأة ، أنتِ ترخصين من نفسكِ أمامي هكذا ؟
دلال(صعقت من جملته تلك):- يعني..ألا تشعر بالإغراء أو الإثارة تجاهي ، ألا ترغب بلمس جسدي مثلا ؟
وائل(عقد حاجبيه باشمئزاز):- أنتِ لم تحركي فيني شعرة ويا ليتكِ تنزلين من هناك لأن منظركِ أصبح مقززا
دلال(تكومت الدموع بعينيها بشكل غريب واستجمعت نفسها وهي تنزل):- أنت تقاوم تأثيري بشكل جيد لأنه يستحيل ألا يثار رجل عندما يراني مستحييييل أتسمع ؟
وائل:- يمكن لرجال غيري أن يتأثروا بهذا الاستعراض الرخيص لكن أنا لاء
دلال:- ولمااااذا ؟
وائل:- لم أجلبكِ لكي نلهو مع بعضنا وإن كان هذا مفهومكِ عن الاختطاف فعذرا قد تعلمتِ ذلك عند أبوكِ ، لكن هنا أود فعلا أن أعاملكِ باحترام لكي أنقذ أسرة ابن عمي هذا فقط
دلال(مسحت على شعرها ونظرت حولها بتشتت):- ولكن أنا …اعتقدت بأنني جميلة و..
وائل:-أنتِ حقا جميلة وتملكين مؤهلات تجعلكِ تبدين فاتنة
دلال(برقت عينيها بلهفة واقتربت منه خطوة):- إذن يعني ؟
وائل:- ولكن الجمال لا يعني شيئا أمام انعدام الأخلاق والمبادئ
دلال(رمشت):- لست أفهمك يا متعلم لأنني لم أكمل دراستي
وائل:- هذا ليس له علاقة بالتعليم بل بأصول العيش السليم على هذا الكوكب
دلال(لاحظت دموعا تتسرب من وجنتيها وهي التي لم تبكي لأجل رجل قط):- ههه..
وائل(امتص شفتيه متراجعا للخلف وسحب أنفاسا عميقة وهو ينظر للبعيد):-عموما انتهى آخر أمل لي ولن أسمح لأحد بأذيتكِ حاولت إرعابكِ كي تتحدثي ولكنكِ ترفضين ، لا مشكلة سوف نجدها بطريقة أو بأخرى فلا تخشي مني فسأعيدكِ مثلما وعدتكِ لأبيكِ ، أنا لست مجرما بل أحاول إنقاذ أحبتي من هذه المافيا الطاغية .. وأنتِ منهم ومؤكد ستكونين معهم ولا يسعني تغيير ذلك
دلال(رمقته وهو يتراجع مبتعدا عنها):- لو ساعدتك هل أحصل على مقابل ؟
وائل(توقف عن مسيره واستدار إليها):- أي نوع من التعويضات تريدين ؟
دلال(اهتزت حنجرتها وهي عازمة على الإيقاع به كيفما كانت الطريقة فلم يسبق أن رفضها أحدهم ووائل زعزع تلك القناعة لذلك ستبذل جهدها لأجله):- أريد رقمك الخاص
وائل:- وما المناسبة ؟
دلال:- لو أعطيتك عنوان الفتاة التي تبحثون عنها ستكون مضطرا لتعويضي بجولة
وائل:- جولة …معا أنا وأنتِ قصدك ؟
دلال(إن هذا الكيان يزيد من تجريحي يعني ماذا يقصد وكأن بي مرض عضال):- لما الاستغراب تريد عنوانا وأنا أريد جولة اختر الآن وقرر ؟
وائل(تنهد بعمق):- طيب موافق
دلال:- الرجل هو الكلمة فهل أثق بوعدك لي أم أنك ستخذلني ؟
وائل:- أنتِ لم تعرفيني قبلا لكن كلمتي كحد السيف
دلال(أعطته هاتفها):- انتظر اتصالي إذن ، دون رقمك لطفا ؟
وائل(دونه على مضض وقدمه لها):- الآن أين هي ؟
دلال(أمسكت هاتفها وبحثت قليلا لترفعه بوجهه بالمكان):- بهذا الفندق
وائل:- وما الذي يثبت لي أنكِ تقولين الحقيقة ؟
دلال(لامست صدره بيدها وهمست في أذنه):-لأنني أنا من يريد قول الحقيقة كي تثق بي وتعطيني ما أريده منك
وائل(أمسك يدها بقوة وانتزعها منه):- عودي للسيارة
دلال(هزت رأسها بطاعة وابتسمت):- حاضر
وائل(وضع يده على جنبه وهو يتنفس الصعداء والتفت لحكيم الذي كان يصفق لنهاية المشهد وهذا ما أخرج وائل عن طوره وهو يتقدم صوبه مشيرا بجنون):- كأنك مستمتع يعني أنت لا تقدر حجم الورطة التي ورطت نفسي فيها لأجل ابنة عمك
حكيم(فتح الباب وخرج إليه):- وزوجة ابن عمك
وائل:-أعطتني عنوان الفندق
حكيم:- والمقابل ؟
وائل:- وما أدراك أن هنالك مقابلا ؟
حكيم(ضحك بسخرية):- هل أكرر لك ماهيتي أم ستفهم لوحدك ؟
وائل:- إنها تريد جولة خاصة بها وأنا وعدتها بذلك يعني ..لا أدري كيف سأتخلص منها لكنني سأجد حلا المهم الآن هو ميرا
حكيم(حرك فكه):- أين الموقع سوف أذهب بنفسي لإحضارها
وائل:-سأرافقك طبعا لكن لأعيد هذه الكارثة وبعدها نلتقي
حكيم:- تمام سوف أكلم الرجال يعني تحسبا لو كان فخا منهم ، ها ولا تجعل جوزيت تعرف بشيء
وائل(تذكرها):-أفف أخبرتها أنني سأعود للبيت ولكن في ظل هذه الظروف فذلك صعب
حكيم(حرك فكه):- سأبعث لها رسالة نصية
وائل(مستغربا تصرفاته):-كأنك تساعدني بضمير ما الذي يحصل ؟
حكيم(تبلدت ملامحه وفتح بابه):- لنمضي يا وائل
وائل:- أينفع لو تقلها أنت بدلا عني ؟
حكيم(مط شفتيه):-إنها ورطتك فاحملها للأخير هه سي يو
وائل:- سحقا لك
لوح له حكيم وانطلق بسيارته نافثا الغبار خلفه بينما كان وائل جامدا مسمرا بصره صوبها وهي التي كانت تنزل المرآة وتعدل أحمر شفاهها ولا كأنها مخطوفة الأخت يعني ، للأمانة أصلا لم تشعرها يا وائل بأي اختطاف ربما هذا راجع لمعدنك الأصلي ، وهذا ما منعك من المماطلة معها في أي موقف… وما إن هل عليها حتى أعادت أغراضها للحقيبة وعدلت شعرها ووضبت جلستها لكي تبدو لطيفة،حسنا هو لم يبالي بشيء بل اتخذ موضعه والتزم الصمت بعد أن نطق بجملة واحدة ضعي حزام السلامة….هذه الجملة لوحدها كانت كفيلة لتجعلها توقن تماما أن إعجابها بهذا الشخص يتطور من مرحلة الإعجاب للهوس فهي بمجرد وصولها للقصر ستجعلهم يتحرون عنه وتعرف تفاصيل تفاصيله كلها ، يعني بالمجمل كنتِ ناقصانا يختي إي والله ههههه ^^

في المخفر
فور توصله بالخبر رفع هاتفه وفعَّل اتصالا له ، وكما توقع لم يجبه إلا حين كتب له رسالة مفادها الأمر مستعجل وقتها فقط تكرم وأجابه ..
طارق:- يفضل أن يكون الأمر ضروريا لأنني وصلت لمرحلة مهمة في كتابي المفضل
أمجد(امتص شفتيه):- علي أن أراك الموضوع يخص أمك
طارق(بلهفة عفوية):- عواطف ؟؟ أ..هبة ؟
أمجد:- هبة مختفية يا طارق لقد خرجت صباحا لتلتقي بإياد ولكن إياد لم يبرح المشفى منذ وصوله وهي لم تصل إلى هناك مطلقا
طارق(أغلق الكتاب وعدل جلسته):- ما ربما كانت تتسوق أو تقوم بعمل ما ؟
أمجد:- أنا متيقن من معلوماتي قد أخبرتني بنفسها أنها ستلتقي به صباحا
طارق:- وما المطلوب مني يعني ؟
أمجد:- ألا تشعر بالقلق عليها نهائيا إنها والدتك يا طارق؟
طارق(مط شفتيه):- حسنا حين تجدها أبلغها سلامي وداعا
أمجد(نظر للهاتف):- هل هذا مجنون آخ يا هبة أين سأجدكِ الآن أين ذهبتِ …(رفع هاتف المكتب)هفف تعال يا بني
الحارس:-تحت أمرك سيدي ؟
أمجد:- دعهم يجهزون سيارتي حالا سنتحرك ..
الحارس:-أمرك حضرة النائب
أمجد(طقطق رقما على هاتفه وأخذ ينتظر):- حيثما كنت ستظهر …أختك مفقودة
الشخص(برقت عيناه وهو يدلف لسيارته السوداء الجميلة):- أين هبة ؟
أمجد:- وافيني في مكاننا المعتاد وسنتكلم ..
الشخص:- هل بلغت طارق ؟
أمجد:-وكأنه يبالي ذلك الشخص لا أستطيع فهمه على الإطلاق ..
الشخص:- كيف ستفهمه وهو هجين من تركيبتيْ عناد أسطورية على وجه الكوكب ،عموما أنا على الطريق
أمجد:- تمام
الشخص(لمساعده):- خذنا غربا سنلتقي بأمجد
المساعد:- حسنا ….
في غرفة جانبية بالمخفر
هم رامز بالخروج من مكتبه لكي يتوجه لمكتب النائب ولكنه اصطدم بهذا المحراث الذي دخل عليه وهو يحاول تركيب جملة واحدة ليفجر فيها غضبه دون أن يقتل أحدهم ، ولكن …لم يتمكن فكسر المزهرية حبيبة قلب رامز والذي جثا أرضا يجمع فتاتها ويتحسر عليها ولا كأنها فقيدة آل الهوى …ههه
رامز:- يا كبدي عليكِ يا مزهريتي يا ويحي عليكِ يا مزهريتي يا حرقتي عليكِ يا مزهريتي
جاسر(أمسك على جنبه وهو يدور ولا كأنه فعل شيئا):- أنا أنا الغبي الذي يجاري حمقاء مثلها قال ماذا أوووه اللواء أيمن سيتصرف …كيف سيتصرف وهو أخرق لا يعرف يمينه من شماله
رامز(وضع البقايا في القمامة وعقد حاجبيه):- وما ذنب مزهريتي يا ولد ها ؟
جاسر(مسح على شعره):- أكاد أقتلع نفسي من نفسي تلك البنت تتعمد استفزازي وإن لم أفجر فيها مسدسي سوف أكون رحيما معها
رامز:- أقول مزهريتي مزهريتي المسكينة وش ذنبها ؟
جاسر(حك لحيته):- معلوم تريد إخراجي عن طوري وإلا لما ستتمايل أمام ذلك الأخرق ، آخ كيف كيف سنبلي في عمل يجمعنا ثلاثتنا في مكان واحد دون كوارث
رامز(نفض يديه بحنق):-جاااااسر …مزهريتي انكسرت ؟
جاسر(انتبه له ونشه):- تمام اجمعها وألقي بها في القمامة
رامز:- لكنك كسرتهااااا يا جندب ؟؟؟
جاسر(بعدم تنبه):- يااااا صبرك يا الله
رامز(بحنق مفتعل):- قد كنت أتفاءل بالورد المرسوم عليها لذلك أريد مزهرية جديدة
جاسر:-طيب اشتري واحدة جديدة ما كل هذا الذكاء الخارق يعني ؟
رامز(بغضب):- ولد ..إن كنت حانقا فلا تجلطني معك أصلا رأسي مصدع
جاسر(جلس بعصبية واضعا رجلا على أخرى):-فقط لو أجد طريقة وأرمي بأمها في السجن والله ستتربى
رامز:- لدي فكرة أفضل لما لا أقوم أنا بهذا الخير للبشرية وألقي بكما معا ؟
جاسر:- هل تمزح ياااا ت ؟؟
رامز:- الآن ركزت معي يخويا شوف اسمعني أنت لديك مهمة عمل وهي مساعدتك نائبتك أيا كان ما تريد تسميته ، لذلك سلم بالوضع الراهن وكف عن التذمر مثل الولايا
جاسر(صغر عينيه فيه):- أيها الخنفساء لا تدعني أبتلي فيك الآن
رامز:-تبا للقرابة التي تجمع بيننا احترمني قليلا وأشعرني بذلك فأنا خالك يا حمار
جاسر(ضرب على سطح طاولته):- خالي لا يعني أن تهينني اسحبها الآن ؟
رامز:- حسنا جندب
جاسر:- هذه تعودت عليها ماشي الحال
وصال(فتحت الباب بقوة ودخلت عليهم):- من تحسب نفسك يااااا هذا حتى تقوم بنقل مكتبي لجانب مكتبك بأي حق هاااااه ؟
جاسر:- لأنكِ مساعدتي أنا فمن الضروري أن تكوني بجواري أنا وليس بجوار مكتب اللواء أيمن زفت
وصال(حركت فكها):- مكتبي الأول كان به شرفة بينما المكتب الذي يكمن جوارك حتى نافذة لا توجد فيه فكيف سأتأقلم
جاسر:- عادي فنحن بالمعسكر لم نكن في منتجع سياحي ، ثم أنتِ جندية بالأصل وعليكِ أن تتأقلمي مع المناخ حرا كان أم برداااا
وصال:- ولكننا لسنا بالهواء الطلق يا بعدي نحن في مقر حكومي
رامز:- أظن أنها إشارة لرحيلي على العموم لكما أن تأخذا راحتكما لأنني سأمر بغرفة النائب
جاسر(نهض بعصبية بعد ذهاب رامز وأقفل الباب):- لما تفعلين عكس كلامي دوما ؟
وصال:- ولما تتصرف دوما دون ّأن تستشيرني ؟
جاسر(اقترب منها مشيرا إليها بإصبعه):- وصاااال لا أريد أن أمضي أيامي المقبلة في السجن ،لذلك استهدي بالله ولا تستفزيني عبر أيمن لأنني لن أعرف فيها لا وظيفة ولا غيره ، سأقتله وأمضي لحال سبيلي
وصال:-ولما ستفعل هذا من عينك وصيا علي من أساسه يا هذااا ؟
جاسر(أغمض عينيه وهو يحاول تمالك أعصابه):- أنا أحذركِ
وصال(ضربت أرضا بعصبية):- وأنا أحذرك من عدم الاقتراب من شؤوني الخاصة ، وذلك المكتب سيعود حيث كان وإلا لن يحصل طيب
جاسر:- يعني لن تصغي لي ؟
وصال(تحركت صوب الباب):-مطلقا مطلقا مطلقاااااااا
جاسر(فرقع أصابع يده وانقض على الباب وأقفله بالمفتاح ليدفعها عليه بعنف):- أنا حذرتكِ
وصال(انتفض جسمها من هدير أنفاسه القريبة جدا):- ج..جاسر ..جاااااسر
جاسر(أغمض عينيه بتعب وهو يشم عطرها الذي يزيده جنونا ووضع جبهته جانبيا على جبهتها وهمس):- لما تؤذينني لما ..بل تطعنين هذا القلب في كل فرصة أتيحت لكِ ، أكل هذا انتقام مني لقد اعتذرت اعتذرت ، ألا وجود للغفران في قاموسك ؟
وصال(حاولت إبعاده ولكنها فشلت فقلبها كان يهفو إليه رغما عنها):- لن أغفر ويا ليتك تبتعد عني لأنني لا أريدك أن تقربني ولو بأي صفة غير العمل
جاسر(أمسك ذراعيها بقبضتيه وجذبها إليه بقوة):- أنا قادر على تحويل حياتكِ لجحيم فقط لكي أجعلكِ تفقدين صوابكِ في الأخير ، لكنني …لكنني يا وصال أح….تبا أريد فتح صفحة جديدة
وصال(دمعت عيناها ورمقت لهفته في انتظار الجواب):-ولكنني لا أريد
جاسر(بكل عصبيته ضرب على الباب جانب رأسها مباشرة حتى انشق من قوة ضربته):-لما تفعلين بي هذاااا أترييييدنه يعني أتريدين أن تكوني معه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وصال(ارتجفت محلها ولكنها استعادت رباطة جأشها وهما):- لا تصرخ فيني أنت لا يحق لك أن تتدخل في شؤوني ولو حتى للحظة
جاسر(ضرب على صدره):- كل هذا عقاب لي
وصال(اهتزت أوصالها وهو يضرب بيده على صدره):- كف عما تفعله
جاسر(نظر إليها بعيون دموية وزم شفتيه ليتجه للمكتب ويفتش بين أغراضه حتى أمسك بقاطعة الورق خاصة رامز ورفعها بوجهها):-إن كان وجودي مثل عدمه فارحميني لأنني ما عدت أتحمل
وصال(ابتلعت ريقها برعب من حركته تلك وطبطبت على صدرها برهبة):- ارمي ذلك الشيء من يدك جاسر أرجوك ارميه
جاسر:- لقد …لقد شككت فيكِ في البداية أجل كنت أحسب أنكِ مثل كل النساء قد سرقت للنقيب رفعت مكانه عبر توصية من الأعلى ،لكنكِ غيرتِ نظرتي تجاهكِ وجعلتني أحترمكِ بل أتعلق بكِ ولأنني أخطأت في ليلة وتصرفت بشكل أهوج تعاقبينني لا وتفسحين لغيري المجال ، بينما أنا فلأحترق في الجحيم لا تهتمين بي على الإطلاق
وصال(اقتربت خطوة منه):-أنت لست ضعيفا لتلك الدرجة حتى تنهي حياتك ، فأوقف إكراهك هذا لأنك لن تؤثر بي
جاسر(أغمض عينيه بابتسامة):- معكِ حق …أنا لست ضعيفا لكي أجعلكِ سببا يدمر دنياي ،لكنني لست أمزح
وصال(رمقته بجزع حين رفع شفرة القاطع وأبعد قميصه عن صدره ليضع قمتها عليه):- ج..جااااسر
جاسر:- الآن ستجيبينني أو أقتلعكِ من جذوري وأجعلكِ تنزفين مع دمائي
وصال(مدت يدها برجفة لتمسكها عنه):- أفلتها يا جاسر هيااا اسمع كلامي
جاسر:- هل تحبينني ؟
وصال(أغمضت عينيها بثقل وفتحتهما بوهن):- لا تفعل
جاسر(بألم):- لقد أتعبتني لم أعرف كيف أضبط تصرفاتكِ ولتكملي الطين بلة تصرخين بوجهي وتقولين أن مكتبكِ سيبقى محله بجانب مكتب ذلك المتخاذل ، وكل هذا في كفة يا وصال وتعاملكِ اللطيف معه يذبحني لماذا تفعلين بي هذا أجيبيني أما اكتفيتِ من تجريحي لقد رددتِ ثمن غلطتي أضعافا مضاعفة مما فعلته …لقد كنت حيوانا معكِ نعم واعترفت بهذا وطلبت غفرانكِ فلما العقاب أكنتِ تمثلين علي تلك المشاعر ، همم أتذكرين قبلتنا الأولى أتذكرينها وصاااالي ؟
وصال(ضعفت وهي تضع يدها على يده وتنظر إليه):- لم أنسى ولكنني غير قادرة على نسيان جريمتك في حقي
جاسر(جحظ عينيه ونظر ليدها المرتجفة وهي تمسك بيده):- جريمتي ؟
وصال(ما الذي أقوله هكذا سأجرحه أكثر لكن عليه أن يوقف هذا الجنون):- شوف ..
جاسر(دفع يدها):- ابتعدي …ابتعديييييييي
وصال(ثبت يدها فوق يده بصرامة):- لن أدعك تكمل هذا الجنون جاسر أرجوك توقف توقف
جاسر(هز رأسه بتلاشي وهو يناظرها):- فعلا سأتوقف وهذااااا الجرح هنا سيذكركِ أنني مددت يدي لكِ حتى آخر نقطة ولكن أنتِ التي أبيتِ العفو …
وصال(صرخت من نزيف دمه):- يا إلهي أنت تنزف ؟
جاسر(لم يبالي بالجرح بقدر ما كان يراقب ملامحها عن كثب):- ليس مؤلما مثل جرح قلبي يا وصالي الآن سأنتزعكِ منه وفي كل قطرة دم ستخرجين حبيبتي
وصال(يا ويلي ماذا يهذي هذاااا لا لا أكيد هو يمزح):-و..ولكن
جاسر(أغمض عينيه وابتعد عنها):- انتهى الكلام بيننا غدا صباحا أريدكِ بالمكتب قبل وصولي
وصال(رفعت حاجبها وهي تمسح بباطن يدها دمعها):- هل ستتخلى الآن ؟
جاسر(ترك المقبض الذي كان سيفتح بابه):- أظنكِ من تخلى
وصال:- لكنك تنزف عليك أن تداوي جرحك ؟
جاسر(نظر إليها نظرة أخيرة):- سأفعل
وصال(تلعثمت وكأن شيئا يحثها على إيقافه):-ولكنني …و..أنا أح…
جاسر(فتح الباب مقاطعا):- فات الأوان …
تركها لحظتها وهو عازم على قتل ذلك العشق الذي أذله تحت أقدام امرأة لم يكن يعطيها وقتا حتى ، امرأة استطاعت أن تغير قناعاته وتجعله ينظر إليها بمنظور آخر عكس الذي ترعرع عليه ولكن وصال دمرت كل شيء بعنادها والآن لما تبكي يعني ما السبب ؟؟؟
رامز(تنهد بأسف وهو يلج المكتب بعد أن التقى جاسر مغادرا):- ماذا حصل له لم يصغي لي ،أهااااه لما تبكين يا بنت ؟
وصال(نظرت إليه وأغمضت عينيها بحزن وهمست بصوت غير مسموع):- لقد خسرته
رامز:- له انتظري يا ويلي ما بال الكل يفر مني هكذا لأشم نفسي ما ربما كانت تفوح مني رائحة العفن ، لاع عطري روعة وعشرة على عشرة طيب ما الذي يجري لهؤلاء ؟
كامل:- ست وصال لما تبكين ؟
وصال(مسحت دموعها وهي تتكلم عبر الهاتف على جنب):- كاااامل أين أنت ؟
كامل:- ذهبت لأدفع فاتورة الكهرباء والهاتف
وصال:-أينفع لو تأتيني ؟
كامل:- طيارة أعطيني الموقع فحسب ؟
وصال:- أنا بالمخفر الرئيسي يعني مقر عملي من اليوم
كامل:- له يا ربي ما عاش ولا كان اللي يقهر قلب نقيبي ، تمام تمام أنا في الطريق
وصال(نظرت حولها وبعثت له اسم المقهى وتوجهت للرصيف لتوقف سيارة أجرة):- مهلا ..
محروس(سائق الأجرة صاحب دعوة الساحق واللاحق من نور ههه):- إلى أين ؟
وصال:- مكان قريب من هنا
محروس:-عفوا لا أريد مكانا قريبا من هنا إن لم يكن بعيدا فلن تركبي
وصال(رفعت حاجبها):- الله الله ما هذه العنصرية
محروس:-هذا ما عندي يا هذه
وصال:- أتعرف مع من تتكلم يا عمري ؟
محروس:- مع من يعني ..مع امرأة لا أدري ما سبب خروجها ولما لا تقبع ببيتها كالأثاث ؟
وصال(فتحت فمها وعرق الشراسة قد ضرب فها):- انزل لأرى …
محروس:-وأنزل يعني ما مشكلتكِ خالتي هل ستفزعينني ؟
وصال:- خالتي ههه ..تعال أمامي هكذا لنرى هيا هيا
محروس(دفع كرشه الثخين بشكل مضحك وهو يعدل ثيابه):- إن لم تتزحزحي سوف أشكي بكِ في المخفر الذي وراءكِ ، كونكِ تعيقين عملي وتتلاعبين
وصال(رمشت وهي تنظر إليه):- أنت حتما ستوقع نفسك بمشكلة
محروس(تقدم نحوها ليرهبها):- ههه خفتِ هاه خفتِ من أن أقحمكِ في مشكلة هاه ؟
وصال(جمعت شعرها برباط مطاطي ورفعت كميها):- ما هو اسمك؟
محروس(مسح على بطنه):- محروووس
وصال(رفعت ركبتها على غفلة وسددت ضربة لبطنه أسقطته خطوااااات للخلف):- تشرفت بك والآن أعطيتك سببا لتشكوني يا عديم الإنسانية تبا لك…
محروس(أخذ يسعل وهو يحاول قول شيء لكن من شدة الألم صار يمسك على بطنه وصدره):- اللع..انتظر…أيت…ااااااه ساعدوني
وصال(وقفت مجددا وهي تنفض ملابسها):- لو سمحت تت ليس شاغرا ، هفف علي أن أقتني سيارة سريعا فلن أستطيع التصرف هكذا كل يوم
أيمن(وقف بسيارته عند قدميها):- ما سر تلك الركلة ثلاثية الأبعاد ؟
وصال(رمقته بطرف عين):- هو استفزني
أيمن:- جعلتهم يتصرفون لن ينطق بحرف لكن لا تعيديها هاه ؟
وصال(نظرت إليه بحدة):- وحتى لو قدم شكوى أنا لست خائفة بالعكس فعلتها وأنا متأكدة
أيمن:- طيب اركبي لأوصلكِ لبيتك
وصال:- لا أريد
أيمن:- هل تخشين من أن يراكِ جاسر ؟
وصال(بغضب وضعت يدها على النافذة وهي تطل عليه):- لو سمحت سيد أيمن لنضع مسافة العمل بيننا سيكون ذلك شيئا جميلا
أيمن:- أنتِ حرة
وصال:- تكرم ..
انطلق من هناك تاركا إياها على رغبتها وأخيرا وجدت سيارة أجرة أخرى وركبتها لتلتقي بكامل لعله يخفف عنها حرقة قلبها التي تكابر كي تخفيها بجهد جهيد ،فلقد خسرته خسرته وهذا ما يجعلها تحترق في صميمها لأن نظرته لها كانت نظرة انتزاعها من جلده مثلما أفاد ..ظلت تمسح دمعها والسائق يتفرج عليها لحين رن هاتفها
وصال:- أين أنتِ ؟
كوثر:- بالشركة سأوقع على بعض الأوراق وأنهي أعمالي سريعا سريعا كي أعود للبيت وبعدها مباشرة للمشفى ، أنتِ وينك ؟
وصال:- لدي مشوار صغير لأقضيه وبعده للمشفى ألتقي بكِ هناك
كوثر:-طيب..لحظة أكنتِ تبكين ؟
وصال:- امممم لقد تخاصمت أنا وجاسر بشكل سيء وافترق عني
كوثر:- كيف يعني افترق عنكِ هل كنتما حتى تفترقا ؟
وصال:-لا تعذبيني أنتِ الأخرى فيني ما يكفيني
كوثر:- أوه يا صغيرتي الحبيبة تمام حلوتي أنتِ اقضي مشاغلكِ وفي المشفى سأجعلكِ تبكين على كتفي حتى تستريحي تمام؟
وصال(بدلال):- لا أريد كتفكِ بل حضنكِ ممكن ؟
كوثر:- وحضن كوثر الهلالي خلق لأجل الغالية وصال محفوظ أي والله
وصال:- بيت الراجية أثر في إعداداتك يختي هه يلا نلتقي حبي
كوثر:- خليها على الله وربك يحلها أكيد كل مشكلة ولها حل في حفلات الزفاف
وصال:- وشو المناسبة يعني ؟
كوثر:- ههه في حفل الزفاف كل العيون تكون جميلة والقلوب جاهزة للتصالح وتنتظر فقط نكزة ، وثقي بي في زفافي أنا وزياد ستذهبين معه لشقته أو العكس ههه
وصال:- احترمي نفسكِ يا سافلة التفكير أنتِ وسنرسلكِ لزوجكِ لكن أنا أذهب معه بأي صفة ؟
كوثر:- وهل قلت لكِ نامي على فراشه يعني قصدت تتصالحان ، هئ زياد أمسك بي وأنا أتحدث عبر الهاتف لقد منعني عنه لأنه يلهيني عن العمل المهم نلتقي سلام
وصال(بمرارة):- هه باي
زياد(كتف يديه وهو يطل عليها من باب المكتب):- يعني حرام لو أجدكِ تغلقين ذلك الفم الجميل دون أن تتكلمي ، فقد لاحظت أنكِ حتى وإن لم يكن أحد جواركِ أو على الهاتف فإنك تتكلمين مع أطرافك أتراكِ تفعلين هذا أثناء النوم، أخبريني قبل الزواج يا بنت لا تدعيني أبتلي فيكِ ؟
كوثر(أكملت توقيع بقية الأوراق ببرودة):- لو لديك أدنى تردد في الزواج لتتراجع منذ الآن
زياد(ابتسم وأقفل باب المكتب عليهما وأنزل ستارة النافذة):- معقوووول ؟
كوثر(هزت كتفها):-والله أجيب حسب سياق جملتك المقيتة
زياد(لفها بالكرسي وجرها إليه وهو يطل عليها):- حتى لو كنتِ تحادثين ذباب وجهكِ سأتزوجكِ
كوثر(ابتسمت بخجل):-زياااد نحن بالمكتب يا رجل
زياد(وضع يده خلف خصرها وجذبها إليه بقوة):- وأنتِ تعدين خطيبتي
كوثر(انتفضت حين رمى بها على كنبتها الخاصة):- أنت مخبول عقليا
زياد(اشتم عطرها بشغف وانحنى بشفتيه ليقبل شفتيها):- شتتت لا تتكلمي
كوثر(احمرت وجنتاها):- زيااااد توقف
زياد(استوقفها بقبلة جامحة جعلتها تضع يديها على عنقه وتجذبه إليها):- أهواكِ
كوثر(نطقت من بين أنفاسها المختنقة):- روحي
زياد(قبل ذقنها نزولا لعنقها):- متى تصبحين حلالي كلكِ ؟
كوثر:-ع أساس أن هاته من نصيبك الشرعي ههه ؟
زياد(ضحك من جملتها):- القبل هي سكر العشق
كوثر:- ونحن أغلقنا يا خويا لا يوجد سكاكر انهض عني
زياد(وقف وجذبها إليه معانقا إياها ومقبلا عنقها):- أحبكِ يا مدمرتي
كوثر(احتضنته بحنان):- وأنا أحبك
زياد(أمسك وجهها بين يديه):- لو أتأملكِ هكذا العمر كله لن أمل منكِ
كوثر(لامست وجهه بيديها وارتفعت لتقبل شفتيه مجددا):- ولا أناااا
زياد(انهمك معها في تلك القبلة):- لا أكتفي منكِ وأريد أن أمل…
حياة(فتحت الباب عليهما):- زياد أخبروني أنك هنا و….هئ
كوثر(تمسكت بذراعه وهي تنظر إليها بغيظ):- ألا تعلمين ما معنى طرق الأبواب ؟
حياة(امتلأت عيناها بالدموع ونظرت إليه):- أردت أن..
زياد(ابتسم لكوثر وقبل جبينها):- تعالي يا حياة لا بأس يعني نحن سنعيش ببيت واحد وعلينا أن نتأقلم مع طباع بعضنا قليلا كي نتجنب المشاكل
كوثر(تملصت منه وعادت لمكتبها):- لم أكمل عملي بعد يمكنك أخذها لمكتبك
حياة(انتفضت وهي تتراجع):- أصلا لا أريد أن يسمع حديثنا أحد غيرنا زياد
كوثر(نظرت لتحديها لها):- الخبيثة
زياد(سمعها وامتن أن حياة رحلت):- سأحل الموضوع وأعود
كوثر(رفعت القلم مشيرة له):- ستكون آخر مرة تأتي فيها للشركة امنعها عن ذلك أو سأبلغ الأمن
زياد:- لا تكبري الموضوع أكيد لديها مشكلة لهذا قدمت
كوثر:- اليوم لديها مشكلة وغدا مشكلة ومن بعد ؟؟؟؟
زياد(زفر عميقا):- سأراها
كوثر(رمت القلم على سطح المكتب بعصبية):- إنها حتما خبيثة النواااايا قال لا أريد أن يسمع حديثنا أحد قال ، طيب لأريكِ هذا الأحد كيف سيسمع هممم
نهضت من محلها لتلحق بهما لمكتب زياد ولأن الحية أصلا كانت تعلم أنها ستلحق بهم جهزت نفسها جيدا للأمر ، سرعان ما ارتمت بحضنه وهي تبكي تبكي تبكي وتتشبث بقميصه لتجدهما كوثر على ذلك المنظر وهذا ما حصل ، يعني لقطة قديمة من مشاهد الألف ليلة وليلة
كوثر(كتفت يديها):- زياد ؟
زياد(أبعدها عنه برفق):- حياة تفكر بالذهاب للبلدة في زيارة لأن خالي متعب بعض الشيء
كوثر(اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه لتبتعد حياة تلقائيا):-وما المانع لتذهب
حياة(رمشت وهي ترقب فشل خطتها):- أ..عموما نكمل كلامنا بالبيت زياد سأذهب الآن
زياد(زفر عميقا من هذه الحركات):- أوك
كوثر(أطلت عليها وهي تغادر):- سلامة أبوكِ حلوتي
حياة(رمقتها بشرر وغادرت):- سترين ما سأفعله بكِ يا كوثر أنتِ لم تعرفي بعد من هي حياة وهبي
زياد(أمسك يدها):- اعتقدت أنكِ ستغضبين لأنني عانقتها ؟
كوثر(أشارت له بتحذير):- وقوفك بعد اللحظة بجانبها محدد بثلاثة أمتار يا زياااااد ثلاثة ؟؟؟
زياد:- ههه حاضر يا زوجتي المستقبلية تعالي لحضني
كوثر(عانقته بحنان):- دعني أكمل عملي كي نخرج سوية من هنا هيا حبيبي ..
زياد(عضعض شفتيه وودعها):- همم والآن الصديق يتصل خيرا ؟
جاسر:- أحتاجك الآن زياد أنا في البيت
زياد:- ما به صوتك ؟
جاسر:-أحضر حقنة خاصة بالجروح لقد عطبت نفسي
زياد:- مااااااذاااا ؟؟؟
وصال:- كما تسمع يا كامل تخيل وضع الشفرة على صدره هكذا وجرح لحمه ، كدت أموت حين رأيت الدم ينزف منه ولا أعلم ما حاله الآن
كامل(تجرع كوب الشاي كاملا ليستوعب):-أنتِ آفة يا حضرة النقيب واعذريني للجملة
وصال(بتذمر):- أعرف ..
كامل:- أتريدين مني تفقده ، لكن تعلمين أنه لا يطيقني وهو غاضب سوف يعلقني بمصعدهم من قدمي أي والله لا أستبعد أن يفعلها بي
وصال:- أرجوك كامل لا حل أمامي غيرك، اذهب إليه وساعده لأجلي ؟
كامل(رمق احتياجها الحق له وابتسم):- ولأجلكِ سيضحي كامل كمال أساسا أنتِ ووطني في كفة واحدة وزوجتي وجدتي في كفة أخرى ، هئ لا لا لأصحح جدتي وزوجتي في كفة يا ويلي لو تسمعني حميدة وأنا أبدأ بسلمى سوف تقتلع حواجبي بملقط الغسيل
وصال:-هه آه يا كامل آه
كامل(عض شفتيه):- هل أكلمكِ بصراحة ولا تغضبي مني ؟
وصال(بحزن انهمرت دموعها):-أخطأت وبالغت في أفعالي
كامل:- تماما الرائد جاسر تغير لأجلكِ وقد اعتذر منكِ مرارا وتكرارا ولكنكِ عاندتِ ، واستفزازه باللواء أيمن صدقيني لم يكن فكرة جيدة على الإطلاق
وصال:- كيف أصحح هذه الفوضى كامل ،إنني أخسره أخسره ؟
كامل:- دعيني أطمئن عليه وأتحسس الأوضاع وبعدها أخبركِ ،وأرى أن زيارة مسائية للاهتمام به قد تفيدكِ يعني لنأمل هذا
وصال:- له أتود منه طردي يعني ؟
كامل:- هذا أقل ما سيفعله بكِ
وصال(تنهدت بعمق):- سوف أصغي لك ، دعنا ننهي مشروبنا ونفترق سوف أتوجه لأتفقد صديقتي ميرنا
كامل:- ألف سلامة على الصحفية ربي يحميها والله جدتي تدعو معها في كل صلاة
وصال:- فيكم الخير كامل ..فيكم الخير
كامل:- هيا اضحكي قلب السيد جاسر متعلق بكِ سترين كيف سيغفر لكِ هه
وصال(ضحكت بمرارة):- آمل ذلك ..
بعد مدة
زياد(كان يعقم جرحه):- لما هذا يعني ؟
جاسر:-إن كنت ستعقمه فافعل ذلك بصمت لأنني لا أرغب بسماع أي صوت
زياد(وضع القطن الدامي ورفع آخر):- جيد أنك لم تصل للعروق وإلا كنا نصلي عليك الآن صلاة الجنازة وتركت البنت تموت من بعدك
جاسر(بحزن):- تموت ههه لا تقلق ستبقى بنتا مثلها مثل كل البنات سرعان ما يجدن البديل ،وخاصتي بديلها ينتظر على إشارة
زياد:-ولكنها تعشق الرائد جاسر العلايلي وليس اللواء أيمن
جاسر(تنفس بعصبية وهو يحك لحيته):-أنت تضغط بقوة حاذر
زياد:- طبعا ستخشى على قلبك المرهف ههه أخ من حبك يا صاح آخ
جاسر(بأسف):- لقد رجوتها ، قليلا وسأتوسل إليها حتى بأن تعطيني فرصة ولكنها تكبرت وتجبرت
زياد:- أمهلها فسحة يا جاسر الوضع لا يحل هكذا
جاسر(أبعد يد زياد وضغط على الملصق):- لا فسحة ولا استراحة قد اكتفيت بدءا من اليوم ستحصر علاقتنا في العمل فقط ، سأجعلها تندم على ما فعلته أي نعم كنت المذنب ولكنها تمادت وظنت أنني لأجل هواها قد أتخلى عن كرامتي وكبريائي ، ما حزرت ما حزرت
زياد:- لا تتصرف بطيش حتى لا تخسرها كليا
جاسر(بعصبية):- وهل ما زالت في عهدتي حتى لا أخسرها لقد انتهينا انتهينا
زياد(زم شفتيه):- قميصك
جاسر(مسح على شعره):- لا أريده وشكرا لمجهودك أريد البقاء وحدي
زياد(زفر عميقا):- اتصل بي لو احتجتني تمام ؟
جاسر:-شكرا لك زياد
زياد(ربت على كتفه):- الجرح طفيف وليس بليغا ستشفى في غضون أيام ، وحقنة الصدأ ستؤتي مفعولها وتجعلك تنام
جاسر:- بذمتك هل أنت جاد في هذا الحوار الصبياني ؟
زياد:- الله يلعن من يفكر بمصلحتك روح احترق سلام
جاسر(أقفل بعده الباب بوهن):- سلام على قلب كويته بنار هجركِ يا وصالي ..

في بيت الراجي
وصلت ببعض الأكياس وهي تتمنى لو أن أحدا لا يسألها عما أحضرته معها خصوصا حين يقطن المرء ببيت كله مستنفر فأكيد سوف يأمل ألا يخيب الظن ، وجدت نور تحمل شادي في كرسيه الخاص بينما دينا تجر خلفها حقيبة صغيرة تخصها ، في حين كان يزن يحمل حقيبة شادي ويجر حقيبة أخرى ذات حجم كبير لسيارة نور
كوثر:- إلى أين ؟؟؟
نور:- ضاق درعي من هذا البيت قلت لأذهب في سياحة هههه
كوثر:-وحياتك؟؟؟ طب ماذا عني خذيني والله سأكون مطيعة
نور:- ههه شوفو العروس سرعان ما دخلت بالجو
كوثر(قبلت شادي بابتسامة):- صدقا إلى أين تذهبون ؟
نور:- سننتقل لبيت فؤاد رشوان
كوثر(أعادت رأسها للخلف):- هذا مفاجئ هل أنتِ جادة ؟
نور:- كل الجد حتى أننا ذاهبات الآن
دينا:- هيا مامي هيا أكاد لا أتمكن من ضبط حماسي
كوثر(قبلتها أيضا): والله إنكِ لجادة ولكن لماذا ؟
نور:- هنالك فتيات صغيرات أسرتهم تعيش ظرفا صعبا وكان من واجبنا التصرف
كوثر:-أنتِ…وفؤاد ببيت واحد ؟
نور(تلعثمت):-أجل يا روحي يعني ماذا في الأمر هل ستفتحين لي هذا التحقيق المكرر مع أمي وخالتك وعمتك سماح ، كان باقي جدتك لكن سنجريه في المستشفى غالبا .. ثم معنا أربعة أطفال وأيضا خالتهم يعني لن أكون وحدي
دينا:-ثم أنا رجل ماما سأكون معها كل لحظة
نور:-أخ على رجُلي الصغير تسلم لي حبيبي دندن
يزن(أمسك كرسي شادي):- وضعت الحقائب بجيب السيارة خالتي نور هاتِ عنكِ الصغير لأضعه بالخلف جوار دينا
نور:-أوك يزن وانتبه يا حلو ، يلا كوثر أترككِ في أمان …ع فكرة لو سارعتِ قليلا كنتِ التقيتِ بأبيكِ لقد ذهب مع عواطفنا الجياشة للمستشفى هه
كوثر(اشتاقت له ولكنها لا تستطيع قول ذلك):- جاء لأجل جمانة ؟
نور:- يس يعني طيًّب خاطرها قليلا وللأمانة قد كان تأثيره جيدا عليها قد بدأت تتفاعل ، روحي للمطبخ وسترين هبل بنات الراجي
كوثر(تلكأت الحروف بجوفها):- أوكي اذهبي أنتِ حتى لا تتأخري
ذهبت نور لحظتها وعاد يزن ليغلق الباب ووجد كوثر تطل من المطبخ عليهم ، حيث كانت جمانة تعلم جلنار ونهال صنع الزبادي المنزلية بنكهة الفراولة ، في حين كانت شيماء تعصر العصير بجوار مرام التي كانت تملي عليها المقادير ، على جنب كانت رنيم تسخن حليب أيهم وهي تهزه بيدها الأخرى في عربته كي يكف عن البكاء
يزن:- ها قد عاد يزن ليحمل الأمير الصغير ، عنكِ خالتي رنيم
رنيم:- احمله لقد صدعني وأخشى أن يوقظ أخته بسبب هذا النحيب المتواصل وكأننا نقتله جوعا
يزن:- تعال تعال ههه
جمانة:- ههه لا لقد أكثرتِ السكر علينا أن نضع المقادير كما هي دون زيادة أو نقصان
جلنار:-أي أنا أتعلم سريعا شفتو ههه
مرام:- واضح يا فاشلة
نهال:- عمتي جوجو دعيني أمتص تلك الملعقة إنني لا أقاوم الفراولة رغم أنها تصيبني بحساسية في عنقي
شيماء:- لا تكثري وإلا بلغت خالتو عفاف
رنيم:- هااااه كوثر عدتِ.. كوثر ؟؟؟؟
كوثر(استدارت سريعا وتوجهت للأعلى):- هممم جاءت صباحا لكي تصبح في غضون ساعات ذات شأن عظيم ، ثم آخر شخص توقعت مؤازرته لها هو أبي هل يفكر بأخذها ابنة جديدة له كي يرعاها ، معلوم فهو يهوى رعاية القلوب الكسيرة ن اففف تبا تبا لما سقطت هذه الأشياء البغيضة لا والجميل أن أحضر لأجلها هذه الأغراض الغبية يلعنني يلعنني
لملمتها سريعا ودلفت بكل تلك الأغراض لغرفة ميرنا رمتها على السرير ورمت الحقيبة جوارها ودخلت سريعا للحمام لتقف عند حوضه وتناظر ملامحها ، زفرت عميقا وهي تحاول أن تتماسك لتفاجئ بصوتها أو قهقهتها التي انتشرت لتصم آذان كوثر التي همت بتوبيخها لتجدها في هذا الوضع
جمانة(أمسكت بيجامة منزلية جديدة ووضعتها على جسمها):- ههه ياااه إنها النوع المفضل لي ياااه والخفين المنزليين جميلين جدا ،ماذا أيضا مشط خاص وحقيبة وملابس للخروج وفستااان يا عيني لم تنسي أي شيء ، أيضا هذه فوط صحية على مستحضرات خاصة شكرااااا شكرا أختي كوثر قد أسعدتِ قلبي
كوثر(صدمت من معانقة جمانة لها):- ول..ييعني .أ…أ..
جمانة(عادت لتحمل الفستان والأغراض بفرح):-أحببتها فأنا أعشق الهدايا ههه شكرا
كوثر(مسحت على جبينها وهي تتراجع بصداع):- العفو العفو، أ…ممكن لو تتركيني لحظة هنا أريد تبديل ثيابي سأخرج بعد قليل
جمانة(تركت كل شيء وقفزت):- ستتناولين معنا الزبادي مساء لما يصبح جاهزا ، لقد أردت صنعه لأجلكِ وهم ساعدوني
كوثر(تحركت حنجرتها وتقدمت نحو الدولاب بلا اهتمام):- حقا ..جيد
جمانة(ابتسمت):- سأنتظركِ بالرواق إذ أرغب تجربة أغراضي وترتيبهم ههه
كوثر(فتحت الباب لها بتأفف لا يطاق):- حسنا ..
خرجت جمانة بحماس وفرح بينما أغلقت كوثر الباب بقلق وريبة من مشاعرها التي تجرفها نحو هذه البنت العفوية ، لقد سرقت عقلها حتى كادت تضحك لها لكنها لن تفعل فهذا ما تبقى ، سرعان ما استعادت كوثر الصارمة وأخرجت ثيابا أخرى لأجلها ودلفت الحمام ..لحظتها كانت تدور جمانة بالأروقة ويديها خلف ظهرها لغاية ما وصلت لغرفة سمر المقفلة ،نظرت خلفها وعادت لتناظر الغرفة باستغراب
جمانة:- ها هي ذي غرفة فارغة لما قالوا أن كل الغرف مليئة ، امم هيا جمانة ليس من شأنكِ التدخل بشؤون الآخرين عيب ،،،طيب لألقي نظرة خاطفة وأهرب
فتحت الباب لكنه لم يفتح فقد كان مغلقا بالمفتاح وهذا ما جعل الفضول يدب في عروقها أكثر فأكثر وانتبهت لدرج السطح الكامن في نهاية الممر ، سارت نحوه وصعدته بخطوات خفيفة وهي تستكشف الزوايا حتى وصلت الباب ووجدته مفتوحا فاستغربت
جمانة:- أكيد نسيه أحد مفتوحا لأغلقه إذن ..
ما إن أغلقته وهمت بالنزول حتى سمعت طرقا عنيفا عليه ،انتفض قلبها من محله وهي تبتلع ريقها بخوف لحين سمعت صوته واستكانت برهة لتفتح عينيها رعبا منه فأكيد سيعتقد هذا
غازي(ما إن فتحت حتى هدر فيها):- توقعت أن هذا التصرف لن يكون إلا من طفلة مثلكِ كيف تجرئين على إغلاق الباب ؟
جمانة(التصقت بالحائط):- ل..لم أحسب أن هنالك أحد صدقني
غازي(تجاوزها في الدرج بعصبية):- ابتعدي عن وجهي ولا تظهري لي كالعفريت بكل مكان
جمانة(اهتز ذقنها بغمغمة بكاء ونظرت للأرض):-آسفة
غازي(توقف عن النزول وزفر عميقا):- ولا تتأسفي يكفي أن تتبخري أثناء وجودي مفهوم ؟
جمانة(همت بالرد لكنه نزل متجاهلا إياها):- كنت سأقول …./ لا بأس جمانة إنه شخص صعب المزاج وعليكِ أن تتعودي
نزلت من هناك منكسرة القلب وتوجهت مباشرة للغرفة وأخذت تنتظر خروج كوثر لتخبرها عما يزعجها ، لكن كوثر نفضت شعرها وأمسكت حقيبتها وخرجت دون أن توجه لها حرفا حتى أو تعيرها اهتمامها وهذا ما جعل جمانة تزفر بتعب وتدلف للغرفة وتدفن نفسها بين وسائدها فهي وبالرغم من كل شيء ما زالت تشعر أنها غريبة ووحيدة بلا أمها الحبيبة…
إيزابيل(بدموع):- أعلم يا عبد المالك أنني اقترفت الذنب مرتين ، ولكن حياتي ليست ملكي منذ البداية ما كان علي أن أقحم بناتي في قضيتي التي سلبت عمري
عبد المالك:- أنا لن أتعاطف معكِ لكنني سأكون سندا لجمانة ، فحتى كوثر قد عصت أوامري وتجاوزتني وليس بيننا كلام
إيزابيل:- عبد المالك إنها ابنتك وستفرح فرحة عمرها بعد فترة بسيطة ، يستحيل ألا تكون جوارها على الأقل أنت تواجد أما أنا فحتى لو كان الأمر سيحرقني لكنني سأتحمل ،وحتى لو كنت فهي لن تريدني بل ستريد الرجل الذي كان جوارها منذ نعومة أظافرها
عبد المالك(أغمض عينيه كي لا يتأثر بكلامها):- موضوعنا الآن هو جمانة ، سوف أحاول تسجيلها بإحدى الكليات لأجل الدراسة رغم أن مرحلة التسجيل لن تمر ببساطة لكنني سأبذل قصارى جهدي
إيزابيل(بامتنان):- لا أعرف كيف كنت سأطمئن عليها دون مساعدتك ، شكرا لك
عبد المالك:- أفعل هذا لأجلها هي وليس لأجلكِ أنتِ إيزابيل، على العموم خيرا إن شاء الله
إيزابيل(نظرت للهاتف حين فصل الخط بوجهها):- لا بأس..يعني ماذا كنت سأتوقع (سمعت طرق الباب وأجابت) قادمة ..
الخادمة:- خدمة الغرف سيدتي
إيزابيل:-ها مشكورة تفضلي وأدخلي العربة للداخل
الخادمة:- قد وصلتكِ هذه الباقة أيضا سيدتي
إيزابيل:- اممم أوك
الخادمة:- طعاما شهيا
إيزابيل(أعطتها بعض المال وأغلقت الباب وأسرعت بالباقة للسرير ونثرت ورودها لتخرج وردة اصطناعية وتزيل عنها شريحة ملصقة بداخلها بشكل خفي):- لنرى …
وضعت الشريحة بهاتف ثانوي غير الرئيسي خاصتها ، وأسرعت صوب جانب الفيديو ووجدت تسجيلا هناك بانتظارها
عمو بشير:- إيزابيل يبدو أنكِ أبليتِ جيدا فلقد بدأت الأفاعي بالتربص حولكِ لمعرفة صدق نواياكِ ، غدا ستجدين ملف الأوراق خاصة الشركة المزعومة بصندوق بريدكِ الخاص تصرفي بحذر وأي خطر انسحبي ،ألقاكِ على خير
إيزابيل(مسحت الفيديو وأخرجت الشريحة وكسرتها وألقت بها سريعا في دورة المياه):- تمام قد بدأنا اللعب يا فاروق
مغدور:- فاااروق يا سيدتي فاروق ؟
ليندا(كانت تتناول طعامها):- أجل فاروق ؟؟
مغدور:- ولو مولاتي يعني لا يسعنا الثقة به
ليندا(أشارت للصحن):- والسبب ؟
مغدور(هم بتقطيع اللحم وإضافته لصحنها):- يعني كنت أقول أن حكيم هو الرجل المناسب لحضرة جلالكِ ،أما فاروق ليذهب للجحيم ليس من شأننا أن ندقق فيه
ليندا(وضعت الشوكة على قطعة لحم):- أنا من يقرر هذا
مغدور:- لقد كنت أقوووول …آآآه أييييييي اهواااع لماذا سيدتي أي أي
ليندا(غرست في يده الشوكة بقوة وهي تنظر لعينيه ببرودة):- كف عن النعيق لا شأن لك في قراراتي قلت سنلاحقه يعني سنلاحقه وانتهى
مغدور(تألم بحرقة):-حسنا حسنا حاضر كما تريدين ، يدي يدي سيدتي اه
ليندا(أزالت الشوكة ورمقت دمه):- نظف تلك الفوضى وتابع تقطيع اللحم لي
مغدور(ناظرها بغبن ولف منديلا على يده):- أوامرك مولاتي
ليندا(استقامت):- قد سددت شهيتي برؤية دمك العفن أغرب عني ولا تريني خلقتك الشؤم إلا حين أناديك ، انصرف
هرول مبتعدا عنها بينما تقدمت نحو غرفتها واستلقت على سريرها بهدوء لتفكر عميقا فيما ستفعله لاحقا ، فهي ستجعل الجميع يدفع الثمن غاليا ثمن أخطائها هي ستجد حلا لكي تلصقها بالغير ..مثل فاروق الذي طالبته بإحضار الحقنة المنتظرة والذي فعلا رغم انشغال باله بالشقراء خاصة محطة البنزين إلا أنه يريد أن ينفذ لليندا كل ما تأمره لتقيه شرها .. وأيضا لورينا التي ما زالت لا تعرف كيف ستقوم بحقن ميرنا فقد نفذت المرة الأولى لكن هل ستنفذ المرة الثانية ؟؟؟
لورينا:- هئ أفزعتني ماذا تريد ؟
طلال:- سنتحرك من هنا
لورينا:- والسبب ؟
طلال:- إنها الأوامر …ثم لا تكثري كلاما بعد فعلتكِ عليكِ أن تحمدي الله أنكِ ما زلت على قيد الحياة
لورينا(تفتفت):- فعلتي وما الذي فعلته يعني ؟
طلال:- وتسألين كدتِ تفضحين أمر ميسون لولا أنه لملم الموضوع وجعلهم ينسونه قليلا
لورينا:- ينسونه ههه أكيد لاء سوف يعيدون السؤال مجددا لكن لننتظر مش مشكلة
طلال:- ارحميني بصمتكِ ودعينا نمضي
لورينا:-لكن لأين ؟
طلال:- سننتقل للقصر الآخر
لورينا:-وفخرية ؟
طلال:-ذكرتني بفف مشاكلكم تفقدني صوابي أين هما بحق السماء لغاية الآن ؟؟؟؟
أخرج هاتفه وسريعا فعَّل اتصالا لشاهيناز التي لم تشعر به حتى ، لذلك حوّله لفخرية التي ردت بعد لحظات
فخرية:- لا تخبرني أن حكيم يبحث عنا ؟
طلال:-وهل ينفع صديق حكيم ؟
فخرية(زفرت بتذمر):- نحن عند كهرمانة
طلال:- ماذاااااا كيف تذهبين ومعكِ شاهيناز إلى هناك يا فخرية كيف ؟
فخرية:- ولد لا تنسى أنني بعمر أمك كي تصرخ فيني هكذا ، ثم كان لدي أمور عالقة حللتها وسنكون على الطريق بعد برهة
طلال:- طيب سأتمالك أعصابي لحين رؤيتكم ، اسمعيني اتصلت لأخبركِ أننا سننتقل للقصر القديم فهذا ما يريده حكيم حاليا
فخرية:- ههه هل يحلم في يقظته بأن تقبل ميرنا العودة إلى هناك ، المهم سوف أجعلهم يحضروننا إلى القديم ولا تنسى جلب أغراضي معك واحرص على ألا تكسر أي شيء
طلال:- حاضر حضرة العطارة فلو وضعت تلك القوارير في مزاد لبيعت بأموال خيالية
فخرية(زمت شفتيها):- أغرب …/ لآخذ جرعة ماء جف ريقي مع هاتين اللتين لا تهمدا
كهرمانة(همست لها):- بما أن فخرية قد نهضت أخبريني بخطتكِ أختي ؟
سلسبيل:- سوف نقتل رجل عشيرة الشمس
كهرمانة:- أجننتِ إنه قريب من أولئك المخابيل كيف سنتخلص منه وهو مهم لهم
سلسبيل:- ومنذ متى والتردد شريككِ ، ثم ألستِ ترغبين بموت ميرنا همم ؟
كهرمانة:- ذلك موضوع مختلف يا أختي
سلسبيل:- نفسه لأنني مهتمة بالتخلص منه لأجل قلادة الشمس وسحرنا الذي لا تعيرينه اهتمامك
كهرمانة:- لأنني لا أملكه يا بعدي
سلسبيل:- إذن لستِ منا
كهرمانة:- لا تؤلميني بهذه الحقيقة لأنني أختكم شئتم أم أبيتم ، وتلك العاهرة التي ظهرت من العدم وقالت أنها شقيقتكم ،وأنني أخت غير شقيقة ومن أب آخر أكيد تلفق هذه الأكذوبة لأجل مصالحها الشخصية
سلسبيل:- حتى لو كانت هذه هي الحقيقة ستظلين أختنا يا غبية ، لكنني شرحت لكِ عدم تواجد السحر بعروقكِ لأنكِ من أب لا ينتمي إلينا لعرقنا بل لآخر هذا فحسب
كهرمانة(زفرت بتعفف):- ارحميني من هذه الفانتازيا وأخبريني كيف ستحصلين على القلادة وكيف ستتخلصين من نزار وقبل ذلك السبب ؟
سلسبيل:- لو تركته على قيد الحياة سيفعِّل طاقة وليدة الشمس ضدنا لأنه حارس العشيرة ، وهو الوحيد القادر على تحوير طاقتها ومضاعفتها لنرفع نحن راية الاستسلام بعدها أو نموت
كهرمانة:- لم أفهم حرفا لكنني لا أؤيدكِ في مسألة قتله
سلسبيل:- وماذا تقترحين ؟
كهرمانة:-أولا لنحصل على القلادة وبعدها نرى في أمره
سلسبيل:- وأختكِ الغريبة تريد القلادة وطلبتها وستحاول الوصول إليها قبلي ، ساعتها ما أنا فاعلة إن تلك القلادة من حقي أنا التي ضاعت سنين عمري بسببهم كلهم
كهرمانة:- لا تنفعلي
سلسبيل:- لأنكِ تستفزين صبري لقد أتيت لكي أفرغ قلبي وليس لكي تملئيه بالغضب
كهرمانة:- وأنا محطمة القلب لذلك لا تؤاخذيني
سلسبيل:-هل يتعلق الأمر بميار ؟
كهرمانة:- ميار ههه ومتى رأيته فآخر مرة كانت قبل زمن ، ميار ضاع مني ولم يعد كما كان لقد فقد صوابه منذ أن دخلت تلك الحية حياته
سلسبيل:- جوزيت ؟
كهرمانة(تذكرت جوزيت فزفرت عميقا):- الأخرى
سلسبيل:- إنها خطر علينا جميعا لو نقتلها يا أختي ؟
كهرمانة:- ههه لو نقتلها وكأنه سهل ثم أنتِ لا تستطيعين قتلها فلو فعلتِ ستموت معها أسرار قلادة الشمس يا حلوتي ،وأنا سأخسر كل شيء فميار لن يرحمني هذه المرة أساسا تواجدكِ بهذا الجسد نتاج لمحاولتي السابقة
سلسبيل :- أه صح لكنني لن أتنازل عن فكرة التخلص من ذلك الرجل المدعو نزار ،إنه يهددني ويشكل خطورة علي وفخرية أختك أخفته عني بعناية لقد زرته ببيته وحين شعرت بشيء قامت بتمويهي لكي تحميه ،حتى أنها قامت بتعويذة حجب للسيد
كهرمانة:- أختكِ فخرية لو أوقفوها بمنتصف الطريق ستختارهم وتبيعنا
سلسبيل:- إذن سنتغذى بهم قبل أن يتعشوا بنا
كهرمانة:- لكن ليس بقتل نزار يا أختي ليس بقتله
أماني(شهقت بدموع خلف الحائط وركضت سريعا صوب غرفتها لكنها اصطدمت بفخرية):- عفوا
فخرية:- أماااني ؟
أماني(تلعثمت وهي تشيح بصرها بعيدا):- عععفوا ست فخخرية ك.كنت أذهب لغ..لغرفتي
فخرية(أمسكت يدها على غفلة):- حسنا توقفي لحظة لأتأملكِ أنتِ تشبهينها كثيرا
أماني:- من هي ؟
فخرية(زفرت من مداراة أماني للحقيقة):- أختي
أماني(رمشت برهبة ونظرت حولها):- عذرا علي أن
فخرية(جذبتها لوجهها وهمست بخفوت):-أنا أعرف بالسر
أماني(ابتلعت ريقها):- أي سر؟
فخرية(لامست يد أماني ورسمت خطا وهميا عليها):- سر الدماء المتدفقة هنا
أماني(عضعضت شفتيها):-ي..يعني ل..لا أفهم و
فخرية:- أنتِ مني فلا تخشي شيئا سوف أقوم بحمايتكِ
أماني(تألمت حين نتفت فخرية شعرة من رأسها على غفلة):-أي…آلمتني
فخرية(رفعت الشعرة ولوتها بإصبعها):- الآن يمكنكِ الذهاب ولا تخافي أنا جيدة في كتم الأسرار
أماني(نظرت إليها باستغراب وركضت لغرفتها):- ….يا إلهي فضحت أمري
سرعان ما أغلقت على نفسها الباب وركضت لدولابها وأخرجت من درجه مفتاحا صغيرا ، انحنت أرضا لترفع السجاد وتلامس حافته حتى رفعت الخشبة وأخرجت صندوقا صغير الحجم وفتحته لتجد هاتفا قديما من النوع الذي يحتفظ بشحن طويل الأيام ، أشعلته سريعا وركضت للحمام وفتحت الصنابير كلها ثم أشعلت الموسيقى بالغرفة واختبأت خلف الباب وأخذت تنتظر رده على الاتصال الذي ما إن رمقه حتى فز من محله وركض لغرفته أيضا
نزار(بلهفة):- أماني
أماني(بدموع):- إنها أنا …
نزار(أغمض عينيه وفتحهما بقلة حيلة):- كيف حالكِ يا أماني اشتاق لكِ قلبي ؟
أماني:- اهئ متى تنتهي كل هذه الأمور أريد أن أكون معك لقد تعبت من تمثيل هذا الدور ،سئمت من حياتي وأشتاق لأن أكون طبيعية
نزار:- صغيرتي ماذا حصل ؟
أماني:-لنهرب أنا وأنت بعيدا لا شأن لنا في كل ما يحصل لأنهم يضمرون الشر لك
نزار(رمش بتعب):- كنت أتوقع هذا وأنا أحسب حسابي فلا تخشي شيئا، لم يتبقى إلا القليل ونعيش أنا وأنتِ مع بعضنا بعضا كما نريد
أماني:- متى …إنني أقبع هنا عمري كله فمتى سوف ترحمنا الأيام ؟
نزار:- لقد تجاوزنا الكثير وأنتِ هناك لأن واجبكِ يحتم عليكِ ذلك ، كرما لروح أمكِ سندس وأيضا لعشيرتنا
أماني(زمت شفتيها فلن تجد ما تبتغيه طالما هي متورطة معهم):-أردت تحذيرك فقط
نزار:- أماني لا تغضبي مني و
أماني:- حان وقت ذهابي انتبه لنفسك
أقفلت الخط وتركته مطأطأ الرأس لا يدري كيف السبيل لإخراجها من ذلك المستنقع، طرقت باب غرفته بعد لحظتين وما إن فتح لها حتى عانقته بحنان وقبلت جبينه
ناريانا:- سنعيدها إلينا لا تقلق
نزار:- كل يوم تعيشه هناك يرعبني عليها وممتن لأنهم لا يشكون بها اطمئن قلبي
ناريانا:- لا تحزن
نزار:-مثلما توقعنا سلسبيل لن تسكت إذا ما عرفت هويتي
ناريانا:- الحقيرة
نزار:-سنفعل الآتي سوف أسافر للبلدة وأختفي هناك كي أبحث بروية عن سليل العقرب
ناريانا(تحركت حنجرتها بثقل):- يعني ..ما ربما كانت إشاعة ولا وجود لشخص كهذا
نزار:- حتى لو كانت إشاعة سنتبعها إن كان ذلك الولد حيا سوف نعرف
ناريانا:- قلت أن يعقوب توفي قبل أن ينجب وفاروق لا يظهر له أولاد وهو الآخر لم يتزوج حسب آخر معلومة عرفتموها عليه ، إذن هذا الولد سيكون ابن من إذا ما كانت كل الأسر قد أبيدت أو اختفت ؟
نزار:- سنعرف ولن تتهربي بهذا الشكل يا ناريانا ، لقد حان دوركِ وعليكِ تأديته كما يجب
ناريانا(زفرت عميقا):- كنت أقول لو
نزار(صرخ فيها):- علي أن أجمع حقيبتي وعليكِ أن تحسمي أموركِ بدءا من اليوم حتى لا تجرحي ولا تنجرحي تمام ؟
ناريانا(خرجت بدموع من غرفته وهي تشتم تحت أنفها):- يا ليتني ما ولدت بهذه العشيرة يا ليت
جوزيت(باستغراب):- ريانا ما الذي تفعلينه عندكِ ؟
ناريانا:- لا شيء كنت أبلطم مع نفسي فحسب
جوزيت(رفعت رأسها للسقف وهي تنظر للساعة):- تأخر وائل
ناريانا:- حكيم أخبرنا أنه رفقته
جوزيت:- وهذا ما يحيرني يعني ما الذي يجمع بينهما إلا إذا كانا هئئئ معقول يخفيان عني أمرا يخص ميار ؟
ناريانا(جلست جوارها على الكنبة ووضعت الغطاء على ركبتها وأشارت لها):- نامي هكذا لألعب بشعركِ قليلا
جوزيت(أطاعتها وهي ترمش بقلق وضمت ذراع ناريانا بعمق):- لم تجيبيني ؟
ناريانا(وضعت يدها على شعرها والأخرى لامست بطنها وتحسسته):- كيف حال الصغير مرحبا أنا خالتو ريانا عرفتني هل أنت عاقل ؟
جوزيت(ضحكت من سخريتها):-أنا عاقل خالتو ريانا لكن ماما لاء إنها مجنونة ببابا
ناريانا:- أي ههه ويعرف كيف يرد على خالته أكيد فهو مزيج من جيناتكما الله يستر
جوزيت:- وددت لو كانت تلك اللمسة منه
ناريانا:- هوووه ع أساس أنكِ تفضلين همساتي ولمساتي وكلماتي ما الذي حصل ؟
جوزيت:- أشتاقه
ناريانا(رأت دمعتين وهما منسابتين من عيون جوزي وقبلت جبينها):- حبي ..أنا معكِ والصغير موجود امم علينا أن نبحث له عن اسم ألا تظنين ذلك؟
جوزيت(انتفضت):- مطلقا ميار هو من سيسميه
ناريانا(فزعت من احتدامها):- تمام ماشي اهدئي لقد اقترحت فقط
جوزيت(رمشت وهي تنظر من كل جانب):- حسنا حرمته من فترة حملي لن أحرمه من تسمية ابنه وحتى لو أجبرته على ذلك جزافا سوف يفعل
ناريانا:- ههه أكيد سيسميه اسما مثل أسماء فهوده الغريبة مثل صولي
جوزيت:- هه لاء سيختار له شيئا فريدا لا محالة
ناريانا(سمعت صوت المفتاح):- كأنه ..
جوزيت(انتفضت محلها وهي ترقب الباب ويدها على فخذها تحديدا على المسدس):- من ؟
ناريانا(استقامت وتوجهت للمزهرية حيث تخفي مسدسها الخاص):- نزااااااار
وائل(فتح الباب):- إنه أنا
جوزيت(بلهفة دمعت عيناها واستقامت بخفة لتهرع إليه وتعانقه بحرارة):- وائئئئل
وائل(ضمها له برفق وقبَّل وجنتها):- خفتِ علي
جوزيت(ابتعدت وهي تهز رأسها ببكاء):- كثيراااا
وائل(ابتسم وعانقها من جديد):- فرحت لأنني رأيتكِ ..أنا بخير
جوزيت(لامست وجهه بلهفة):- ماذا حصل أخبرني أنت تخفي عني شيئا وباتفاق مع حكيم ،أنا سأعرفه عاجلا أم آجلا لكن ليكن عاجلا لو تخبرني سأرتاح
ناريانا(تضايقت من وضعهما):-أ..احم جوزيت لما لا تدعينه ليرتاح أولا وبعدها يريحكِ ،الحمدلله ع سلامتك وائل
وائل:- تكرمي ناريانا حسنا سنفعل الآتي سأستحم سريعا وأجهز نفسي للعودة للمشفى وقبل ذلك سأضعكم بالصورة وأخبركم ما حدث
جوزيت(تمسكت بذراعه وهي تسير جواره حتى غرفته):- لقد حزرت ذلك وأخبرت ريانا وحاولت فهم الموضوع منك لكنك ضللتني أنت وحكيم
وائل:- كان ذلك ضروريا
ناريانا(هزت رأسها بدون فائدة وآثرت التدخل):- أوك ستحكي لنا وائل نحن هنا يعني أين سنذهب
جوزيت:- الأكل …هه لنجهز له بعض الطعام أكيد أنت جائع ؟
وائل(دخل غرفته):- سأكون ممتنا لذلك ..
جوزيت(تحركت بسرعة للمطبخ ولكن ناريانا استوقفتها بعد أن أغلق وائل بابه):-ما بكِ ؟
ناريانا:- ما الذي تفعلينه جوزيت ؟
جوزيت(هزت كتفيها بعدم فهم):- ما الذي أفعله قد فرحت لعودته للبيت هذا فقط
ناريانا(زفرت عميقا):- طيب لا شيء
جوزيت(سارعت للمطبخ ولحقتها):- أين اختفى نزار الآن علينا أن نجهز الأكل لأجل وائل ون..
ناريانا(لم تستطع تمالك نفسها وهي ترمق حركات جوزيت الغريبة):- جوزي جوزي توقفي
جوزيت(أغلقت الثلاجة ونظرت إليها بعدم فهم):-ماذا ؟
ناريانا(مسحت على جبينها):- تذكري أننا في هذا البيت لأجل الطفل
جوزيت(لم تستوعب):- بمعنى ؟
ناريانا(اقتربت منها):-عناقكِ له غير مبرر يعني ..هذه اللهفة وذلك البريق في عينيكِ لا يعجبني جوزيت وهذا الكلام كان محصورا في جوفي ولم أستطع إلا أن أخبركِ
جوزيت(اهتزت حدقتيها بدون استيعاب وابتسمت ببلاهة):- ههه أكيد تمزحين
ناريانا(مسحت على جبينها):- أنا صريحة تعرفين ذلك
جوزيت(جمعت بسمتها بعصبية وابتعدت من هناك):- إذن شكرا لصراحتك
ناريانا:- هيا جوزيت لا تفعلي هذاااا تت …
نزار(دخل بحقيبته):- لما ناديتني ؟
ناريانا:- كأنك كنت ستغيثنا باكرا يعني ليخطف من يشاء وليقتل من يشاء وأنت آخر من يظهر
نزار:- بنت انتبهي للسانك ماذا يجري ؟
ناريانا:- جاء وائل وجوزيت أبدت فرحة غريبة جعلتني أعيد صبغ خطوطها الحمراء كي لا تتعداها من جديد ، إنها في مرحلة الحمل وهرموناتها غير متزنة لذلك علي أن أكون نبيهة
نزار:- صالحيها وسأكمل عنكم هنا قبل ذهابي
ناريانا:- ألن تحادث وائل ماذا ستخبره عند سفرك ؟
نزار(زفر بتعب):-سأتدبر الأمر ابتعدي من مطبخي الآن واذهبي إليها
ناريانا(بإيجاب توجهت صوب غرفتها وجدتها قد نامت على السرير وتضم وسادتها):- جوزي
جوزيت:-…لارد
ناريانا(أزالت حذاءها وجلست جوار جوزيت بل نامت وحضنتها):- عمري
جوزيت(هزت كتفيها متملصة من قرب ناريانا):- دعيني وحدي
ناريانا(أطلت عليها برأسها وهي تحك ذراع جوزي):- هيا هيا هل ستغضبين من ريانا يعني
جوزيت:- اجمعي أكوام شعركِ من علي ودعيني
ناريانا(رفعت شعرها بيدها ورمته على وجه جوزيت):- ههه سوف أخنقكِ بشعري
جوزيت(بتذمر كانت تحاول إبعاده):- لا تجبريني على قصه لكِ يا ملعونة
ناريانا(سحبته وهي تنظر لعينيها):- كان من واجبي إخباركِ أنا صديقتكِ وعليكِ تقبل هذا
جوزيت(التفتت إليها):-حسنا قد أخطأتِ التقدير يا صديقتي فأنا أحترم وائل ومشاعري تجاهه طيبة ،تصرفاتي معه كلها عفوية ولا أصطنع أي شيء أو أنجرف معه
ناريانا(نفخت في أذنها):- إذن لما غضبتِ ؟
جوزيت(تذمرت):- ياااع لا أحب هذه الحركة إنها تجعل جسمي يقشعر
ناريانا:- وإذا ما اقشعر ؟
جوزيت:- سأتذكر أنني وحيدة دون رجل وأفرغ فيكِ غيظي كله
ناريانا(انتفضت بهرب):- يا ويلي هههه
جوزيت(جلست وهي تضم الوسادة لحضنها):- أحزنتني وفي نفس الوقت لفتتِ انتباهي
ناريانا(قفزت لتتمدد أفقيا أمامها):- هاه شفتِ كان حدسي صائبا
جوزيت(نظرت جانبيا):- وائل يملك شيئا خاصا يجعل المرء يتعلق به دون وعي ، لا أعرف لكنني أحب رؤيته وأرتاح حين نتحادث كما أنني أطمئن فقط حين يكون معي
ناريانا(أمسكت يد جوزيت وباستها):- وهذا يجعلنا نتأهب للتالي
جوزيت:-والذي هو ؟
ناريانا:- قد ننتقل لبيت الراجي في أي وقت
جوزيت(رفعت حاجبها):- ههه أكيد تمزحين أنا أعشق ميار يعني يعني لا شيء سيؤثر فيني غيره فهمتِ ؟
ناريانا:- أقول تحسبا للقادم ضعي هذا بعقلك على جنب قد أحتاج لتذكيركِ به
تركتها في شرود بعد أن ألقت بوجهها هذا الكلام وجعلتها تفطن لكل ما يحصل ،هي فعلا تعودت عليه وصارت أيامها مكتملة به لكن كل هذا في إطار ودي وليس له معنى آخر مثلما تشير ناريانا، لأنها في هوى ذلك الفهد المجنون تموت … فهدها ميارها أين هو الآن ؟؟؟
قاطعها تفكيرها المطول في ثنايا النجيبي الحبيب نداء ناريانا لها لأجل تناول الأكل سوية باستثناء نزار الذي غادر مسرعا دون أن يعطي أي تفاصيل تفيد وجهته
وائل:- ولكن كان عليه أن يخبرنا بشكل أدق هكذا سأقلق
ناريانا(وزعت العصير):- هو راشد يا وائل يعني مؤكد لديه شيء يشغل باله وإلا لما سافر
وائل:- ولكنه ليس له أحد في هذه الدنيا يعني إلى أين سيمضي ؟
ناريانا(ارتبكت حتى سكبت قليلا من العصير على المائدة):- سوف أجلب شيئا لأنظف
وائل:- لا عليكِ ناريانا ..جوزي لما أنتِ ساكنة ؟
جوزيت(بحرج رفعت عينيها إليه سريعا وأزاحتها):- ولا شيء أ…أنتظرك لتخبرنا يعني
وائل:- امم حسنا قد كنت في ضيافة السيد غضنفر
جوزيت(بفزع):- ماذاااااا ..ولكن لما وما غايته هل آذاك ؟
وائل:- ترينني أمامكِ يعني لم يحصل شيء من هذا نجوت منه بأعجوبة
جوزيت:- وما كانت غايته تكلم قد أربكتني ؟
ناريانا(عادت لتمسح البقعة):- كيف يتجرأ بعد الحريق الذي افتعله هذا الأخرق ؟
وائل:-أراد أن يعرف من عذب ابنه وهو يشك بأنه ميار ولكنه لا يملك دليلا ، فقال ماذا ليحضرني ما ربما وشيت به كوننا أعداء يعني
جوزيت:- وهل …أخبرته بشيء ؟
ناريانا(عضعضت شفتيها لها):- ههه طبعا لن يفعل وائل هل جننتِ ؟
وائل(شرب من عصيره):-أكيد لم أخبره ولكن ما سمعته عن ذلك التعذيب جعلني أمتعض
ناريانا(جلست محلها):- ميار لن يفلت فرصة كهذه
جوزيت(اهتزت حنجرتها بثقل):- ماذا فعل ؟
وائل:-أخشى أنكِ لن تستطيعي سماع هذا
جوزيت:- لقد سمعت ما هو أدهى
وائل:- هشم أسنانه وشوه وجهه وحطم عظامه بحرص شديد حتى لا يموت ، لو تابع لساعة أخرى لكان قد لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه وحادثة ميرنا وحدها التي أوقفته
جوزيت(وضعت يدها على فمها وشعرت بالغثيان):- يااااا إلهي …
ناريانا(انتفضت):- أكان عليكِ سماع ذلك يعني ..انتظري
جوزيت(ركضت للحمام ونزلت أرضا لتستفرغ وتقلبها بكاء بالأخير):- هذا المجرم ليس نفسه الشخص الذي أحببته
ناريانا:- لا تنسي أننا نجرحه والجرح مع الضغط يولد الانفجار ، ثم رشيد استحق ذلك
جوزيت:- أتدافعين عنه يعني ؟
ناريانا:-أجل أنا مع ميار فيما فعله ويا ليته قطع لسانه أيضا وبتر رجليه لكي يتعلم الأدب
جوزيت:- لما أنتِ حانقة عليه هكذا حتى أنكِ لا تعرفينه البتة ؟
ناريانا(ارتبكت لأنها علمت أنه حاول التحرش بأماني مرات عديدة وحاول إيقاعها في شباكه حتى ولم تنسى ذلك منذ حفلة كهرمانة في الخان):- يعني من أفعاله الله الله
وائل(انحنى أرضا ليطل عليها):-كيف تشعرين ؟
جوزيت(ابتعد بحنانك القاتل هذا لو سمحت):- بخير بخير
ناريانا:- أممم لندعها قليلا
جوزيت(نهضت وغسلت وجهها):- سألحق بكم الآن
ناريانا(خرجت معه):-طيب كيف نجوت منهم ؟
وائل:- تدبرت أمري
ناريانا:- مهما كان فقد سعدنا لعودتك
وائل(لاحظ ارتباكها):- أهناك ما تودين الإفصاح عنه ؟
ناريانا(حركت فكها ورمشت لتخترع أي شيء لكن تذكرت هذا):- من هي ميرفت ؟
وائل(رفع حاجبيه واستذكر الاسم):- ههه آه ..ميرفت المصرية تذكرتها بدعوة العم نزار حين كان يدعو على نادر ويقول الله لا يجيرك من دعوة ميرفت الفرعونية
ناريانا(ابتلعت ريقها):- هل كانت حبيبته ؟
وائل:-أولا كيف عرفتِ بأمرها ؟
ناريانا:- عدم المؤاخذة قد قرأت ذلك في ظهر صورتكما الموضوعة بغرفة مكتبك ،يعني لم أقصد التلصص بل دخلت لأجلب كتابا لي كي أقرأه وأنا أراقب جوزيت
وائل:- لا تبرري ناريانا البيت بيتكم عادي يعني ،ثم تلك الفتاة كانت تعشق نادر حين كان بمصر ولكن طبعه كان غريبا وقتها فهو لا يحب الارتباط أو الاستقرار وكأن هذا يقيد راحته ، لذلك هجرها وصارحها بعدم حبه لها فشتمته وقالت بأن لعنة أجدادها الفراعنة ستلحقه للأبد
ناريانا(رفعت حاجبها):- يا إلهي هل هذا صحيح ؟؟؟؟
وائل:-ههه طبعا لا لأننا بالقرن الواحد والعشرين عن أي لعنة تتحدثين ؟
ناريانا(أي أي لو تعرف من تكون أنت وميرنتك ومن أكون أنا ونزار ومن تكون فخرية وسلسبيل ومن تكون ليندا وميسون آآآآآآآآه رأسي آلمني الآن):-تمام تمام وصلني ما أردت سماعه عن إذنك
وائل:- ما بها الآن ؟ …اممم الباب ترى من جاء مهلا …
رقية(كانت مكتفة يديها وجامدة عند الباب):- هل هذا بيت الفقيد وائل رشوان ؟
وائل:- واووو ما هذا الآن ؟
رقية(دفعته من صدره ودلفت وهي تشير بأصابعها واحدا بواحد):- أبفهم هل عينتني مستشارة في حياتك يعني هل علي أن أعيش حياتك الآن ، تركت مكتب المحاماة على عاتقي وكل القضايا تصب فوق رأسي الذي لم أعد أعرف متى أرى شكله بالمرآة قلنا مش مشكل ، فريق المكتب يعني الله يكثر خيرهم كفوا ووفوا معي للأمانة ، بالنسبة للشركة صراحة إن لم تكتبوا لي أو لمنذر نصف الأسهم فعليكم التهجد لرب العالمين كي نسمح لكم في عرقنا لا أنت ولا ابن عمك ولا عمك المصون ….
وائل(أغلق الباب ولحقها وهو يستمع):- ماذا تبقى ؟
رقية(رمت حقيبتها على الكنبة ووضعت يديها على جنبها):- أتعتقد بأنني أمزح أنا حتى لم أتطرق للأمر الأساسي يا وائل، كيف أقصيتني من حياتك بهذه الطريقة كيف تريدني أن أتصرف يعني لم أعد أعرف حتى لو كنت صديقتك أم أنك تخليت عني واستبدلتني بهن اهئئئ
وائل:- كما توقعت يلزمك جرعة حنان تعالي يا كبد عمك وائل
رقية(بتذمر دكت الأرض بكعبها):- لا تقلد عمو فؤاد يا ملعون أنت لست صديقي أكرهك
وائل(اقترب منها وبسط يديه):- أتنفعكِ معانقة أصدقاء ؟
رقية(نظرت له من بين دموعها وأبصرت حضنه كرحمة لها):- اشتقت لك لقد نفيتني بعيدا عنك ولا تنكر ما عدت تكلمني مثل السابق ولا تسأل عني ،حتى أخبارك صرت أعرفها من إياد
وائل(قبَّل جبينها بمودة):- وهذا اعتذاري
رقية(ضربته لكتفه):- شوف وائل لا تأكل عقلي بحركاتك الجنتلمانية تعرفني قلبي ضعيف وسرعان ما ينساق
وائل:- أردت تسجيل هذه الجملة على جنب لأجل الحبيب
رقية(جذبته من يده وأجلسته جوارها):- افتقدتك بصدق وما جعلني آتيك هنا هو إياد
وائل(رمش بتنبه):-إياااد ..وما الأمر الذي يخصه ثم كيف عرفتِ أنني متواجد بالبيت ؟
رقية:- عمو نزار اتصلت به لأبحث عنك وأفاد بأنك هنا لأنني كنت ذاهبة للمستشفى علني أجدك هناك ..
وائل:-أوك شغلتِ بالي ما الأمر المهم رقيتي ؟
رقية:- يعني ..حدث شيء غريب لا أدري كيف أفسره لك وأخشى ألا تستوعبني أو تقول عني مخبولة التفكير
وائل:-تمام أفضي أولا وبعدها نرى
رقية:- البارحة قام بأخذي للبيت ولأن الوقت كان متأخرا استقبلته أنا والعمة نعمة ، وهذا الصباح فور استيقاظه غادر وودعته على أمل أن نلتقي اليوم في أي فسحة
وائل:- إلى الآن الأمور عادية ما الغريب ؟
رقية(أخرجت من حقيبتها علبة صغيرة):- سقطت هذه من جيبه ؟
وائل(انتبه لحاجبين اصطناعيين شبيهين بحاجبي إياد):- اممم ..ما هذا؟
رقية:-أخبرني أنت ماذا يفعل حاجب مستعار بحوزته ؟
وائل(تفتف):- يعني ما الذي ستكون غايته منه هل سألته ؟
رقية:- طبعا سألته عبر الهاتف ولكنه توه الموضوع وقال أنه مشغول ليتهرب من سؤالي
وائل:- هل تشكين بشيء معين صارحيني ؟
رقية:- لا أعرف تعب رأسي من التفكير لكنني واثقة من أن يخفي سرا ما واثقة ،تصرفاته كانت غريبة يوم البارحة من المفترض ألا يبرح جانب ميرنا لكنه ظل خارج المكان مختفيا بسيارته وكأنه يهرب من شيء ما
وائل:- هوووه أنتِ تبالغين الآن إياد كان بحاجة ليشم بعض الهواء هذا كله
رقية:-طيب طيب لكن ماذا عن هذا الحاجب أقنعني بحجة لأجله حضرة المحامي ؟
جوزيت(تقدمت إليها):-إنه لي ..
رقية(استقامت وصافحتها):-أهلا
جوزيت(لاحظت سلامها البارد ونظرت لوائل):-أيمكنني استعادته
رقية(مدته لها ولكن تراجعت):- وما حاجتكِ بحاجب رجالي أيمكنني أن أعرف ؟
جوزيت:- إياد أحضره لي حسب الطلب
رقية:- والسبب ؟
جوزيت(أخذتها منها على غفلة وناظرتها بصرامة):-أخشى أنني أراكِ تشككين بنزاهة أخي إياد هنا ،لعلمك فإياد لا يثني لي كلمة وأنا بمثابة أخته الكبرى ولن أطمئن عليه أبدا وهو في أيدي فتاة لا تثق به
رقية(رمشت):-ليست مسألة ثقة أردت أن أفهم وحسب
جوزيت:-وأنا أخبرتكِ أنها لي إذن عليكِ وضع نقطة وتعودين للسطر
وائل(استقام ليقف بينهما):-جوزي .. لحظة ممكن؟
جوزيت(هزت رأسها وتحركت عائدة للغرفة):- أوك وائل
رقية(حركت لسانها بداخل فمها وهي تشير خلفها):-ولكنني لم أقصد أنني لا أثق بإياد كيف خلطت بين الأمور ، وائل هذه المرأة غريبة الأطوار وغير مفهومة ليتها كانت ميرنا
وائل(برقت عيناه بألم):- لما لا تعودين للعمل
رقية:- ضاق صدري فجأة أتراها ستخبر إياد بما حصل ؟
وائل:-ههه آه منكِ يا أم مشاكل حسنا سأكلمها كي لا تنطق بحرف
رقية:-أي والله سأكون شاكرة هيا هيا ذهبت أنا باي أراك لاحقا
وائل:- سلام يا مشاكسة
تنفس الصعداء فور ذهابها وأغلق الباب خلفها ليجدها تتقدم نحوه
جوزيت:- كادت تكتشف الأمر لكن كيف يغفل ميار عن شيء كهذا ، وإيااااد ما باله نسي هذا عندها إنه لأمر مر بصعوبة قاتلة
وائل:- مرت على خير
جوزيت(آثرت أن تتصل بذلك المجنون على الأقل لتعرف أحواله فقد غاب اليوم بطوله):- سأرتاح بغرفتي قليلا
وائل(أشار لها بالموافقة لما رن هاتفه):- هااااه أخيرا منَّ علينا بظهوره …/ألو لقد اتصلت بك ألف مرة قبل ساعتين أين كنت ؟
شهاب(مسح على جبينه وعيونه الثقيلة):- أنا على الطريق
وائل:- لو كنت على طريق النصف الآخر من العالم لكنت وصلت يا رجل ما هذا كله ؟
شهاب:- أحدهم كان بشقتي والديَّ ورش شيئا بوجهي جعلني أفقد وعيي وأغفو
وائل(بصدمة):- هل هو لص يعني أم ماذا ؟
شهاب:-لم يسرق شيئا حتى أنه لص لطيف قام بنزع حذائي ومساعدتي على النوم بأريحية فوق السرير، لا والجميل أنه أغلق سيارتي وأدخل المفتاح كالأمانة يعني …بذمتك هل رأيت لصا ألطف من هذا ؟
وائل:- لقد جعلتني أستغرب وأقلق في آن الوقت
شهاب:- ولا تهتم أنا بخير صدقا قاربت على الوصول لذلك أجبني عن السؤال الذي أماطل كي لا أسأله منذ أن اتصلت ، هل وجدتها ؟
وائل(عض شفتيه بأسف):-سنعثر عليها يا شهاب لا تقلق قد كان إشعارا كاذبا فحسب ،آسف خيبت ظنك يا غالي
شهاب(مط شفتيه بأسف):- لا بأس هذه بداية رحلة البحث أكيد سوف أجدها ،على فكرة حجزت بطائرة الغد سوف أتجه لروما ما ربما كانت تختبئ هناك
وائل:- روماااا ؟؟ لا لا ميرا لم تخرج خارج حدود الوطن يعني لو كانت قد فعلت كنا عرفنا من الجمارك أو بالمطار حين سألنا عن اسمها
شهاب(حك شعره):-آه فعلا معك حق في هذه النقطة ، أتعرف …أعتقد أن هنالك مكانا علي تفقده ربما كانت هناك
وائل:- أين ؟
شهاب:- هه عند جدك المصون فمثلما أخفى ابني عني أكيد سيخفي زوجتي أيضا
وائل:- ماذا لا أنت تبالغ يستحيل أن يتدخل جدي هذه المرة
شهاب:- وما المانع ؟
وائل:- حتى لو كان يخفيها لن يخبرك طالما لم تفعل هي ،يعني برأيي لو تترك لها مساحتها الخاصة و ..
شهاب(هدر فيه بعصبية):-مساحتها الخاصة بينما هي متزوجة إنها مسئولة مني ومن ابنها ، تبا ….أعصابي تالفة ويلي لا تغضب مني لكنني لن أتراجع سوف أستفسر من جدي
وائل(مسح على جبينه وزفر عميقا):- كما تريد نتكلم لاحقا
شهاب:- لو وجدت وقتا ربما سآتي للمشفى هذا المساء أراك هناك
وائل:-ولما ستأتي يعني ؟
شهاب(رفع حاجبه):-أظن أن تلك المريضة كانت في زمن مضى خطيبتي ؟
وائل(استشاط غضبا حاول ابتلاعه):-روح روح بدلا من أن أنسفك من الهاتف
شهاب:- هههه يا غيور إنها تعد أخت زوجتي وهي غالية على قلبي و
وائل(بنفاذ صبر):- لقد فصلنا الخط نلقاكم ع خير سلامووو …
شهاب:- ههه سلام ياا كبد ابن عمك ..أخ يا ميراااا أينما كنتِ تختبئين سوف أجدكِ حتما ..
في تلك اللحظة
كانت تمسح على شعرها بجنون وهي تشير له وتصرخ وتبكي وتضرب في صدرها ، بينما كان هو يدخن سيجارته ببرودة ويشرب قهوته بجمود ويتفرج عليها وهي تلعن حظها وأم الدنيا والعالم بأكمله ، كانت تنظر إليه بين الفينة والأخرى وتنتظر ردة فعل منه لكنه كان ساكنا يدخن بهدوء ويطالعها باهتمام وكأنه فعليا يصغي لترهاتها تلك …
ميرا(ألقت بشعرها جانبا وعقدت حزام رداء نومها جيدا):- هل تسمعني يا حكيم لقد استنزفت كل طاقتي منذ وصولك لما وجدتموني لما لما يعني هاااه بل كييييييييف ؟
حكيم:- تابعي تابعي أنا معكِ
ميرا(جلست بتعب واتكأت على الكنبة وهي تلهث):-لا أريد العودة إليه وأخبر وائل أنه لو خرج عن الاتفاق فسوف لن يحزن على حال ابن عمه المعلق بل الأرمل
حكيم(أطفأ السيجارة باستكانة وزفر عميقا):- أين حقيبتكِ ؟
ميرا:- بالدولاب لماذا؟
حكيم:- ستذهبين لقصري
ميرا:- يووووووووه هل سنعيد ونزيد في الموضوع كثيرا ؟
حكيم:- ليس كثيرا هي مرة واحدة أخبرتكِ فيها بشرطي الوحيد لتكتمي عن أمرك وهو أن ترافقيني ، إن لم توافقي سأعطي لوائل الضوء الأخضر كي يتحرك
ميرا:- وائل هاه منذ متى وأنتما أصدقاء ؟
حكيم:- تخبطكِ هذا لن يجعلني أوافق على بقائكِ هنا ، ثم المافيا يعرفون موقعكِ وليس صعبا أن يقوموا بأذيتكِ لأنهم أصلا على وصول كوننا عرفنا موقعكِ بطريقة غير مستحبة ، فيا إما ترحمينني وتجمعين أغراضكِ أو أتصرف
ميرا:-لن أتحرك من هنا إلا بشرط
حكيم(استقام بعد أن أطفأ السيجارة بالصحن):-شرط مجددا لقد شرطتِ ألا يعرف شهاب ووعدتنا أن عودتكِ ستكون قريبة وتودين لملمة نفسكِ وووو ، ساعة وأنتِ تتحدثين لغاية ما وجدنا أن إجباركِ لن يزيد سوى الأمور سوءا …
ميرا(تقدمت نحوه ووقفت وهي تفرك يديها):-أريد أن أرى شادي
حكيم(حول عينيه بدون فائدة):- يا روحي أنا تريدين رؤية شادي لكنه ببيت العائلة يا كبدي
ميرا:- لا شأن لي تدبر الأمر فأنت حكيم يعني لا شيء يصعب عليك ،وقتها فحسب سأرافقك حيثما تريد وستنفذ شرطي الأول بتركي على سجيتي لحين أجد نفسي مستعدة للعودة ولن تخبر أحدا لا أنت ولا وائل مثلما وعدتماني
حكيم:- طيب طيب يا سمر أي شروط أخرى ؟
ميرا(اتكأت برأسها على صدره وأحاطت ظهره بذراعيها):- لا تناديني سمر
حكيم(نظر إليها بطرف عين):- ميراااا …أيا كنتِ عليكِ التفكير جديا في العودة ابنكِ بحاجتك وزوجكِ لا ذنب له في ما حصل لقد حاول الحفاظ عليكِ ،ولو كنتِ محله وتحت بنود جنونكِ المعهود كنتِ ستفعلين ما هو أكثر
ميرا(لم تجبه على حرف مما ذكره):- يعني سأرى شادي الليلة لكن ..كيف سأخبره أن أخته ليست برفقتي ؟
حكيم(نظر لعينيها المتورمتين وهي تبكي على صدره بهدوء):- عزيزتي
ميرا(أغمضت عينيها):- لم أفقد صوابي بعد يا ابن عمي
حكيم(ربت على شعرها بحنان):- لنجمع أغراضكِ سوية فأنا أجيد تحضير الحقائب ههه
ميرا(أمسكت يده وهي تسير جواره):- أنت تجيد أشياء كثيرة لا تفقهها
حكيم(نظر ليدها وحين رفع عينه لينظر إليها وجدها تنسحب لتسبقه للغرفة):- أظنني سأقحم نفسي بمصيبة جديدة ، بت أتشاءم يا جماعة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:25 AM   #738

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

على أنغام أغنية شرقية بعنوان [آه حبيبي- لعمرو دياب] كانت ترقص وتتمايل بفستانها الطويل المفتوح من كلا الجانبين ، على وشاح مزركش كانت تعقده على خصرها صعودا لفتحة صدرها التي كانت تتنهد معها في كل حركة من حركاتها المغرية ، أما شعرها الأسود فقد كان يتطاير معها شرقا وغربا بانسيابية ولا كأنها راقصة على أثقلها منصة رقص محترف … كل آه كان تلفظها الأغنية كانت تخرج من جسمها وترتسم على ملامحها المعذبة ، حتى غافلتها دموع بين المقاطع ولم تقوى على مقاومة ضعفها لذلك توقفت وهي تهز رأسها لعله يرحمها ولكنه لم يفعل بل أشار لها كي تنهي الرقص بينما كان يتجرع الخمر بانتشاء …عادت للرقص وهي تنظر حولها كي لا يراها أحدهم وهي ترقص مجانا فوق سطح تلك العمارة المهترءة ولم تستشعر عيونا ذكورية كانت تراقبها من سطح العمارة المقابلة بشغف..
لمياء:- لقد تعبت يا عبد الجليل لن أكمل
عبد الجليل:- إذن آتيني بقنينة أخرى لقد فرغت هذه
لمياء(صفقت له بيديها):- باح لا يوجد نقود لقد أفلسنا صرفنا كل شيء خلال الشهر المنصرم
عبد الجليل(ضرب القنينة مع الحائط):- اقتربي
لمياء(ارتجفت وهي تنظر إليه):- لن أفعل قد ترفع يديك علي مجددا وتضربني وهذا ما لن أسمح لك به سمعتني ؟
عبد الجليل(أشار بجوار مجلسه):- هنااااا …
لمياء(أغمضت عينيها بريبة وتوجهت صوبه وهي تفك رباط خصرها):- اسمع يا عبد الجليل عليك أن تبحث عن عمل لن نستطيع العيش هكذا بين…آآآآآه شعري شعري
عبد الجليل(جذبها من شعرها وأرقدها الفراش):- لا يوجد امرأة تفرض سلطتها علي وخصوصا إن كانت امرأة عاهرة قذرة مثلكِ
لمياء:- طالما أنا كذلك لما ما زلت تحتفظ بي دعني أذهب لحال سبيلي أيها الغبي
عبد الجليل(أمسكها من فكها بقوة):- وما زلتِ تفتحين فمكِ اللعين أيتها الساااااقطة
لمياء(حاولت مقاومته):- نحن في السطح هل جننت ؟
عبد الجليل(مزق فستانها):- أليس هذا ما كنتِ تريدينه إذن دعيني أفعل فيكِ ما أريده أنا
لمياء(ظلت تستجديه كي يتوقف فقد تحول لوحش كاسر):- تبا لليوم الذي دخلت فيه بيتكم
عبد الجليل(رمى قميصه على جنب وثبتها على الأرض فوق ذلك الفراش اللعين):- اخرسي لا أرغب بسماع شيء سوى صراخك وآهاتك يا غبية
استسلمت بدموع وهي تحاول بفشل حثه عن التوقف لكن دون فائدة ، تركته ينهي ما يريده بشكل حيواني مقزز جعلها تكره نفسها معه وهذا الإحساس راودها منذ أن أصبح شخصا همجيا لا يتكلم جملتين دون ضرب أو شتم ،وهذا ما جعلها تفكر بالهرب لكن إلى أين ستمضي إلى أين …أشبع كبته ونهض عنها ليستلقي بالغرفة التي يقطنان بها ويغط في نوم عميق ، أما هي فقد حاولت لملمة فستانها الممزق لتستر نفسها وحين استقامت شعرت بالدوخة وسقطت من فورها مغشيا عليها ، ولم تستفق بعد برهة إلا على أنامل خشنة تحاول إيقاظها
محروس:- ها يا أخت أنتِ بخير ؟
لمياء(بهلع نظرت لنفسها وجدت أنها مغطاة):- هفف من أنت ؟
محروس:- أنا جاركِ بالعمارة المجاورة قد رأيتكِ وأنتِ تسقطين مغمى عليكِ
لمياء:- هاا …هئ عبد الجليل ؟؟
محروس:- ما يزال نائما ولم يشعر بما حصل معكِ
لمياء:- و..وأنت هل رأيت كل شيء يعني ؟
محروس:- رأيت وقبل أن تنزعجي عرفت أنكِ لا تريدين هذا الأمر ،وإذا ما كنتِ ترغبين بالتحرر منه أنا قادر على مساعدتك
لمياء(أبعدت يده ونهضت):- الله الله أغرب عني يا من أنت حتى تتدخل في شؤوني الخاصة
محروس:-أنا لست سيئا لهذه الدرجة ثقي بي لكنني رأيت رقصكِ هل كنتِ ترقصين سابقا ؟
لمياء:- لاء إنها موهبة
محروس:- أعرف صديقة لي تدير ملهى ليليا محترما لو أردتِ كلمتها بشأنك والله ستنقذين نفسكِ من هذا الوبال كله ، فكري مليا وحين تقررين تجدينني هناك على فكرة أنا أدعى محروس وأعمل سائق أجرة
لمياء(ناظرته بتوجس):- فهمت .. يمكنك الذهاب ومرة ثانية احترم خصوصيات الآخرين عيب في حقك يا رجل
محروس:- والله إن كانت المتعة مجانية أكيد لن أتوانى عن استغلالها
لمياء:- ما قصدك؟
محروس:- الآن أجيبيني هل ستعملين لحسابي أم لا ؟
لمياء:- لم أفهم ؟
محروس:- يعني يا شطورة لقد كنتِ لقمة سهلة بالنسبة لي ، أريدكِ أن تصبحي راقصتي وما تنالينه في كل ليلة سآخذ نصفه والآخر لكِ كي أكون منصفا معكِ يعني
لمياء(لفت الغطاء حولها ونهضت له شاتمة):- أيها القذر هل وافقتك أصلا على هذا العبط كيف تجرؤ ؟
محروس(أخرج هاتفه وضغط على فيديو رقصها):- أنظري لهذا جيدا إنها أنتِ
لمياء(حاولت إبعاده من قبضته):- الله يخرب بيتك يا وغد كيف تتلصص على حرمات الناس هكذا منك لله منك لله تفوه عليك
محروس(ابتسم لما بصقت بوجهه ومسح عليه):- ليس لديكِ حل فليس هذا ما صورته فحسب ، حتى وأنتِ معه ت …. يااااه صدقا طلع عندي موهبة في التصوير وأنا لا أعرف ، ها ما قولك ؟
لمياء(بدموع يا ويلي يا فضيحتي كيف سأتصرف):- سأبتلي فيك يا عبد الجليل استيقظ استيقظ
محروس:- ههه مؤكد لن يستيقظ الآن فهو ثمل وسكران و…عدم المؤاخذة فهمكِ كفاية
لمياء(دفعته لصدره):- أيها النتن المتوحش من أين خرجت لي يا سوء أعمالي سحقا لك
محروس:- سأمهلكِ حتى الغد إما أن توافقيني أو أبث هذا على النت ونجعل الشرطة تمسككم
لمياء(برعب):- ش…شرطة ؟؟
محروس:- مثلما أملك عينان أكيد أنا أملك آذان ولووو ههه هيا لميائي قد راقبتكِ منذ أول يوم ، ولما واتتني الفرصة استغليتها وأظنكِ ستربحين أكثر مما تضيعينه بين يدي هذا الولد المخنث
لمياء(ابتلعت ريقها بتفكير فلقد تورطت تورطت):- لكن كيف سأغيب غدا أكيد سيسألني
محروس:- الحل موجود سنضع له منوما يبقيه غافيا حتى عودتكِ صبيحة الغد
لمياء:- لقد دبرت كل هذا أليس كذلك ؟
محروس:- صراحة الحظ لعب معي كثيرا فلم أتوقع أن تؤنسوني بهذا العرض أمام الملأ ، لأنني كنت أنوي القفز إلى سطحكم ومراقبتكم من خارج الغرفة لكن يلا نصيب
لمياء:- الله لا يوفقك يا عبد الجليل تبا لك
وجدت نفسها قد وقعت بورطة وعليها أن تنفذ لو رغبت أن تنجو مما أقحمها فيه ،فلو وصلت تلك الفيديوهات للشرطة ستلج السجن على الفور ، لكن ما يشغل بالي هو السيد محروس نتن الجوارب عفن الملامح لما يخرج لنا مثل القدر المستعجل ، سابقا مع نور ورنيم وقبلا مع وصال والآن مع لمياء ألهذه الدرجة الدنيا صغيرة …سنرى إذن ما سيجد معهم فأكيد لن تنته حكاية هذين على خير ، خصوصا وإن كانت هنالك امرأة طيبة تقبع خلف قضبان السجن دون ذنب أو حتى غاية ..فقد كان تقوقعها حول نفسها ملفتا للانتباه ، فهي لم تكن من النوع الذي يتفاعل سريعا لذلك آثرت أن تبقي نفسها في بوتقة خاصة كي لا يتعداها أحد ويزعجها بكلامه ، خصوصا بعد أن تهافتت الأقاويل عنها في أنها قاتلة زوجها ، بعضهم كان يؤيدها ويشيد بعملتها وبعضهم كانوا يرمقونها بخوف ورهبة خشية من أذيتها لهم ،..وكل هؤلاء لم يعرفوا أنها أم تضحي لأجل فلذة كبدها الذي نسي تماما أن له أمَّا ..

في شقة فؤاد
أي على الحماس والذي منو ههه ^^
كانت قد وصلت قبل مدة ولم تجده هناك بل وجدت هند التي تعرفت عليها قليلا فقط فقد انشغلت بترتيب الأغراض في الغرفة المخصصة لها ، أما دينا فقد جهزوا لها سريرا مع البنات باستثناء شادي الذي أحضر لأجله فؤاد مهدا جديدا كي ينام فيه ووضعه بجوار خاصة نور التي وضعته فيه بعد نومه ، وخرجت تستكشف ماذا يوجد بالبيت حسنا لقد سبق وزارته ولكن هذه المرة ستمكث لأيام يعني لابد من أن تتأكد من سلامة كل شيء ..مباشرة دلفت للمطبخ وجدت هند تحضر طعام العشاء
هند:- نور لو تقدمين لي الخل من الثلاجة ؟
نور(رفعت حاجبها فيها ، متى رفعنا التكلفة؟):- اممم خذي
هند:- مشكورة أعد سلطة خاصة للبنات ستعجب دينا أيضا
نور(التقطت زيتونة):- إن شاء الله
هند:- لم نتعرف على بعضنا كثيرا أنا أعتني ببنات الست نرجس مذ أن كن رضيعات ،، ربما ترين أول جليسة أطفال صغيرة السن أبلغ 36 عاما
نور(رفعت حاجبيها وهي تجر كرسيا لتجلس لا صغيرة جدا):- تشرفنا
هند:- ماذا عنكِ ست نور كم عمرك؟
نور:- لا أحب أن يسألني أحد عن عمري
هند:-ههه ولكننا نساء مع بعضنا قولي قولي
نور:- ولا أحب أن يضغط علي أحد بشيء
هند:- طيب لما أخبرتكِ أنا عموما سأخمن ستكونين بالخامسة والثلاثين صح ؟
نور(بتثاقل):- خطأ
هند(حركت ما بالصحن وهي تخمن):- 33 ؟
نور:- خطأ
هند:- هي فزورة صعبة
نور:- لأنكِ تريدين معرفتها وأنا لن أقول
هند:- على راحتك
نور:- سأتفقد البنات
هند:-أوك نور
نور:-وتقول نور من هذه الحمقاء التي بلاني بها الله من جديد ..يا بناااات
دينا(كانت تلاعب لمى):- مامي أنظري لمى تتعلم اللعب بالمعجون نحن نشكل بعض الأشياء
نور(انتبهت لنوم جنان):- جميل جدا ، لكن ما بالها جنان ؟
دينا(بتذمر):- لا أدري
لمى(بصوت طفولي لطيف):- أريد غامبل
دينا:- هذا ليس موعده يا لمى
لمى(بدأت البكاء):- غامبل غامبل الآن
دينا:-مامي ؟
نور(أمسكت يد الصغيرة):- حسنا إن لم يأتينا غامبل لنحضره نحن ، اسبقاني للصالون
لمى(ذهبت ركضا):- ههه يااااه
دينا:- سأجعلها تغسل يديها أولا
نور(مسحت على جبينها):- تسلم لي بنتي الشاطرة
دينا:- متى يحضر عمو فؤاد لقد تأخر ؟
نور(حولت عينيها بعصبية منه):- والله أنا بدوري أنتظر من قال أنني لن أجعلكِ تشعرين بمهمة رعايتهم ولا لحظة …اركضي اركضي سأرى جنان قليلا . جنان صغيرتي
جنان(انكمشت فوق السرير):-..لارد
نور(جلست جوارها):- تفتقدين أمكِ صحيح ..حسنا وهي تفتقدكِ أيضا ؟
جنان(استدارت إليها سريعا):- هل رأيتها ؟
نور:- أهاه هذا الصباح وأوصتني بكِ حتى
جنان:- ولما رفض بابا أخذي لعندها هي وجنى ، لما جلبنا إلى هنا أريد أن أعود لبيتنا
نور:- صعب الآن عودتكم للبيت بابا مراد ما يزال يقوم بالتصليحات وسيعيده أجمل مما كان ، أما ماما نرجس فهي تعتني بأختكِ جنى يعني هي بحاجة لها قربها أكثر
جنان:- وماذا عني أنا ولمى ؟
نور:- ستمكثون قليلا معنا وحين تتحسن صحتهما سيكون بابا مراد قد أعاد البيت لحاله السابق ، وبعدها نقيم حفلة جميلة احتفاء باجتماعكم من جديد
جنان(بتفكير):- أريد البقاء وحدي ممكن ؟
نور(لما لا أستغرب طبع هذه البنت فلدي قردة مثلها الله الله على كبري سأخرج لأترك الأخت تتأمل):- هممم حسنا صغيرتي كما تريدين
جنان:- أطفئي الضوء لطفا
نور(أطفأته وخرجت):- المسكينة ..تتت لكن ذلك النطح الكاسر أين اختفى حتى هذا الوقت ، دينا ديناااا أحضري لي هاتفي من الشاحن ؟
دينا:- نحن ننتظر غامبل يا ماما لأجل لمى هل نسيتِ ؟
نور(توجهت للحاسوب):-أوك ريثما أجهزه من الحاسوب على التلفزيون أحضري الهاتف
لمى(صفقت بحماس):- غااامبل ههه
نور:- هند يا هند ألم تلمحي جهاز التحكم ؟
هند(أطلت من نافذة المطبخ):- أعطيته لشادي كي يلعب به حين كنتِ مع لمى في الحمام
نور(تحت أسنانها):- الله يلعن ..احم تمام تمام سوف أجده
هند(مسحت يديها ورفعت هاتفها):- ماذا يا هذا ألن أكتفي منك اليوم يعني قلت لكم الزهري أو البنفسجي البارد وين الصعب في الجملة يعني ؟.
همام:-أولا أخفضي نبرة صوتكِ وأنتِ تكلمينني ثانيا حين أسألكِ أجيبيني بدون فلسفة ثا
هند:- ثالثا سأضربك بالهاتف على رأسك إن لم تدعني أنهي عملي
همام(يشتم تحت أنفه):- اللعنة ع…فصلت الخط ويظهر أنها مستشيطة غضبا تقول الزهري أو البنفسجي لنأخذ الكل ونخلص سيدي
فؤاد:- هيا ضع بسلتك فسلتي قد امتلأت لا يوجد مكان
همام:- والله يا سيد فؤاد كأننا اشترينا مركز التسوق كله
فؤاد(بتفكير):- فكرك هل كان علي انتظار نور لكي نتسوق سوية ما ربما كان لديها أفكار أخرى مفيدة ، امم لا بأس سوف أحضرها في وقت لاحق لو نقص شيء هذا وأنا آمل ألا تحول هذا المركز لحلبة مصارعة معي
همام:- ههه هاتفك ؟
فؤاد(رفع حاجبه):- إنها الطوارئ خاصتي
نور(طقطقت إصبعها فوق الطاولة):- مرحبا مرحبا يا عزيزي فؤاد ما الأخبار كيف الأحوال هل تستجم على راحتك يا روحي جميل جميل فرحت لأجلك أي والله ، ها لا تنسى الاستمتاع والتقاط الصور للذكرى يعني تفهمني صح ……
فؤاد(كان يصغي لها باهتمام لسخريتها اللطيفة):-هذه كانت نور الوهمية فأعطني أعطني النسخة الأصلية لأرى
نور(حاولت أن تثبت نفسها لكنها انفجرت):- وصلت قبل ساعة وحضرتك ما تزال تعربد في الطرقات هنا وهناك، أين أنت يا فؤاد رشوان إن لم تظهر بوجهي في غضون 20 دقيقة صدقني سوف لن يحصل طيب ، الله الله هل أحضرتني لكي تخرج على راحتك وتسرح وتمرح هنا وهناك لا لا لا يمشي معي هذا الكلام ستأتي فورا تمام ؟
فؤاد:- نوري …
نور(ارتبكت وهي تعقد حاجبيها):- يعميه لك إن شاء الله أين أنت ؟
فؤاد:- بمركز التسوق هل تحتاجين شيئا حبيبتي ؟
نور(صعقت من كلمته ورمشت لتتيقن من أن لا أحدا يسمعها):- ماذا قلت ؟
فؤاد:- قلت هل تحتاجين شيئا
نور(زفرت عميقا وأطلقت صوتها):- أحتاج لعُدة حلاقة رجالية ؟
فؤاد:- ههه ماذا هل ستقلبين اختصاصكِ النسائي لرجالي الآن ؟
نور:- وتستظرف يا بعدي أنا ، لا بل أود أن أجرب فيك قصَّة شعر جديدة أجعلك تشبه فيها رأس البيضة إن لم تظهر أمامي حالا حالا يا فؤاد
فؤاد(ضحك من حسها الفكاهي):- هههه
نور(جمعت فمها وهي تصغي بإعجاب خفي لضحكته):- …هل..هل أنا أكلم الحائط يعني ؟
فؤاد:- ألهذه الدرجة اشتقتِ لي وأنا افتقدتكِ و
نور(فصلت الخط بوجهه واستقامت سريعا):- … الخسيس ابن الخسيس الله لا يوفقه إلهي يشتاق لك ضبع متخرج من جامعة الدناءة يا بعيد …
هند:- هئئ هل المرأة مجنونة لما تسير وهي تكلم نفسها ؟
دينا(ضحكت وهي تتابع غامبل مع لمى):- ههه وأحيانا تضرب
هند(انتفضت):- له له ربي يستر
نور(أخذت تسير في الرواق ولم ترد الدخول لغرفتها المخصصة كي لا توقظ شادي لذلك نظرت للباب المجاور وتوجهت إليه):- غرفة الأستاذ فؤاد ها وأنا التي استغربت وضع غرفتي هنا
فتحت مقبض الباب ودخلت إليها وجدتها مرتبة جدا وقد غير أفرشة السرير والستائر والسجاد باللونين الرمادي الغامق والأبيض ، كانت تبدو لطيفة وهذا ما جعلها تتنفس بأريحية بداخلها ، توجهت صوب منضدته ورمقت قنينة عطره رشت منها وأغمضت عينيها وهي تشم رائحتها الشهية ، وجدت نفسها تبتسم بتلقائية لذلك وضعتها بعصبية والتفتت للخلف ، توجهت للسرير وجلست ويدها جذبت الوسادة خاصته شمتها وألقت بها بغضب خلفها وفتحت الدرج على صورة جماعية لها وله ودينا بينهما وقد التقطت في زفاف ميرا وشهاب ، ..رفعتها بدهشة وهي تتأملها قد كانت تبتسم لحظتها لا تذكر ما همس به وجعلها تضحك للصورة بينما دينا كانت ممسكة بيديهما وتضحك ملء فاهها بينما كان هو يحضن نور من خصرها ويميل برأسه إليها ، قد بدت صورة عائلية متكاملة ووجدت بأنها تناظرها بغرابة آلمت قلبها لدرجة أنها أعادتها مقلوبة للدرج دون أن تشعر بذلك حتى … سحبت أنفاسا عميقة وعدلت شعرها لتعود إلى الفتيات وكلها 10 دقائق وكان يدلف للبيت حاملا ومحملا بالأكياس هو وهمام
همام:- تعالي يا بنت وساعديني هييه يا دولة الهند ؟
هند:- أيها ل..احم أهلا سيد فؤاد عنك عنك سيدي
همام(صغر عينيه فيها):- ماشي عليكِ ماشي
فؤاد(أعطاه بقية الأكياس ووضع الأخرى على جنب وهجم عليهن بالصالون):- حبيبات عمو فؤاااااد
دينا(ارتمت بحضنه):- عمو اشتقت لك أنا
فؤاد(حملها بين ذراعيه وأمسك لمى من يدها ورفعها على الكنبة ليحملها باليد الأخرى):- هااااه ها ها من يستطيع حمل هاتين المعزتين مثلي هكذااا ؟
لمى(أمسكته من عنقه):- ههه
دينا(قبلت وجنته):- فقط أنت عمو فؤاد ..
فؤاد(وضعهما على الكنبة وهو يدغدغهما):- ههه حقا حقا قولا والله ههه
دينا:- ههههه يكفي سننفجر
فؤاد(أزال سترته وألقى بها على جنب وجلس وسطهما):- ماذا تشاهد أميراتي ؟
دينا:- أستاذ غامبل إنه بارع في إطلاق العبر والدعابات ههه
فؤاد(مسح على شعرهما حين وضعت لمى رأسها على صدره):- هكذا إذن لأتابعه أيضا لعله يهديني موعظة تفيدني مع أم رأس يابس بالمناسبة أين هي وأين الأخت جنان ؟
دينا(همست بخفوت):- جنان ما تزال غير مستعدة للتأقلم معنا
فؤاد:- لا بأس كله يأتي على مهل ثم من هذه التي تستطيع مقاومة تأثير العم فؤاد هاه ؟
دينا(رفعت حاجبها فيه):- معقول … ستحبها أكثر مني ؟
فؤاد(قرب وجهه من وجهها ونطح حاجبها):- وهل تصدقين ذلك ؟
دينا(بتذمر طأطأت رأسها):- لا أعرف
فؤاد(رفع فكها وفتح حاجبيها بإصبعه):- أنتِ قطعة من روحي يا دينا و
نور:- هل أقاطع شيئا هنا ؟
فؤاد(كما توقع وجدها تقف أمامه ويديها تكتفهما بينما ترتج برجلها رجا يدل على عصبيتها):- نووور آنستِ وشرفتِ نوَّر البيت والله
نور:- هل سنخرج في رحلة مدرسية ؟
فؤاد:- والله فكرة لننظم يوما ونأخذ البنات في رحلة سياحية ما رأيكِ ؟
نور(أشارت للمطبخ وتحركت صوبه):- أخبرني فقط هل أفلس السوبر ماركت أم أنك تنوي عزلنا هنا في بيتك لشهور وشهور ، ما كل ذاك التبذير ؟
فؤاد(ابتسم للصغيرتين واستقام ليقف مقابلها متأملا خصام همام وهند في ترتيب الأغراض بالثلاجة والأدراج العلوية):- يعني ..هل بالغنا ؟
نور:- لم تبالغا فحسب بل …ماذا ؟
فؤاد(كان ينظر إليها مبتسما):- تصبحين رقيقة وأنتِ عصبية هكذا وفي بيتي هه
نور(عضت شفتها ونظرت جانبيا لتستعيد حالة العصبية وإلا سوف يفقدها صوابها):- فؤاد
هند(خرجت متذمرة):- سيد فؤاد هل ينفع هذا يعني هل ينفع أقول له علينا وضع العجائن في درج موحد ، وهو يريد أن يفرقهم على عدة أدراج ثم الترتيب من اختصاص النساء
همام:- الشكوى فعل غير حميد ثم أنا من اعتاد تدبير هذا البيت وعلى قوانيني سنسير
هند:- عنصرية أم ليست عنصرية هذه يا نور قولي الحق ؟
نور(فتحت فمها):-…أ
همام:- سيد فؤاد هل أزعجك ترتيبي يوما دوما ما نتفاهم مع بعضنا
فؤاد:-أ..ولكن
هند:- الآن الوضع اختلف نحن شعب في هذا البيت وذلك المطبخ أصبح لي فيه النصف
همام:- إذن لنقم بفصل نصفي عن نصفك
هند:- موافقة تعال معي إذن
همام:- تفضلي من بعدك
فؤاد(عقد حاجبيه):- أظنهما حلا المشكلة لوحدهما ودون مساعدة
نور(غالبها الضحك):- فعلا
فؤاد(رمق ضحكتها وآثر ألا يحرجها):- سآخذ حماما سريعا وأعود
نور:- وما شأني يعني لما تخبرني ؟
فؤاد:- لعلكِ تتذمرين ربما
نور(أشارت للرواق):- صوت شااادي
ركضت بخفة للغرفة ووجدته يحاول تسلق المهد الخشبي كي يخرج منه ، ضحكت من منظره وهي تقلبها لتذمر ما بعده تذمر
نور:- آه على ابن أمه يعني تريد خرق القوانين والخروج من قوقعتك، اصبر قليلا يا ولد لتكبر قليلا وبعدها ستركض حتى ههه تعال إلي يا روح خالتك نونو
شادي(نطق خلفها):- نونو ههه
نور(قبلته في خدوده وشفتيه):- أي على الجمال أي على العطر والشفتان أحب التقبيل أنا أحب هذا المذاق الملائكي وأنت تحب ذلك يا ولد لذلك تخربش وجهي بأصابعك الصغيرة خاصة القطط علينا أن نقلمها هاه لقد أهملك أبوك الخسيس ههه مواااح
فؤاد(وثب من خلفها بعد أن استمتع بمنظرها الجميل معه):- ..مرحبا
شادي(رآه وأخذ ينتفض في خصرها ويمد يديه للهواء):- هم با با
فؤاد(تحركت حنجرته وأطل عليها حين استكانت):- ممكن ؟
نور(استدارت وأعطته شادي دون النطق بحرف):-…لآرد
فؤاد(قبله بقبلات متتالية وجلس به على سريرها ليلاعبه حتى استلقى ووضعه على بطنه):- مهلا يا سيد شادي دعنا نتفق أولا اسمعني أنا وأنت رجلين في هذا البيت الآن، عليك أن تكون كذلك في غيابي ولا تسمح لهن بالخروج دون ّإذن ههه كلامك اللي يمشي تمام ؟
نور(فركت يدها وهي تراقبه عن كثب):- سأجهز حليبه وأعود
فؤاد(هز رأسه وتابع اللعب معه حين أمسك بيديه وصار يحركه من كل جانب):- هوووبي
نور(حولت عينيها وهي تتحرك=)):- أيفترض أن أكون عاقلة يعني في ظل هذه المسببات الثقيلة التي تجلب انهيارا فعليا لأعصابي ، لا لا علي أن أجد حلا فأنا سأفقد عزيمتي لا محالة ، أجل الحل هو الهرب للمستشفى أساسا أختي بحاجتي سوف أهرب بعد إرضاع شادي …وفعلا هربت بعد أن تركت كل شيء بعهدتهم وخرجت خلسة كي تنفذ من استجوابه الذي لا يتوقف ، وجد نفسه يفسح لها المجال فهي ستعود لا محالة وحين تعود عليها أن تكون قد اقتنعت بأنها ستنام الليلة في بيت آخر وكم أمل أن تحبه فهو الذي ستسكنه بعد أن يتزوجا ، يعني احلم يا عم فؤاد فالحلم مفيد لنضارة البشرة على قولة أخونا في الله المفقود رسميا

حكيم:- يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرا(حركت حاجبيها):- لم أقصد شيئا انس كلامي
حكيم:- ميرا .. ميرا لا تفقديني صوابي أعيدي على مسمعي ما قلته للتو ؟
ميرا:- لاحظ أنك تضاعف السرعة وأنت تخيفني هكذا
حكيم(خفف سرعته):- أساسا وصلنا فتكلمي
ميرا:- قصدت فقط لو ..تختطفه لأجلي ؟؟؟
حكيم:- هههه نختطف ابنكِ لأجل أمه يا حبيبي والله سندخل كتب التاريخ بهذا الفعل ، ميرا نحن لن نقحم شادي في أي من هذا الوبال ، ستستعيدين نفسكِ مثلما وعدتنا وتعودين إليهم الله الله هل تنوين المكوث أبد الدهر هاربة عنهم
ميرا:- ليس القصد ولكنني بحاجة لوقت
حكيم:- كم من الوقت أسابيع وأنتِ هائمة لا ندري أين لولا الصدفة البحتة والخطأ الذي ارتكبوه لما وجدناكِ
ميرا:- أوووف تمام تمام سكتنا
حكيم:- شوفي ميرا لقد تجاوزت معكِ هذا الجنون فقط لأن نفسيتكِ تهمني ، وأعلم أنني لو أجبرتكِ على العودة ستصلين مع شهاب للطلاق وهذا ما لا نريده
ميرا(اتكأت على الكرسي وناظرت القصر):- حسنا فهمت ، ياااه قصرك هذا إنه جميل طبعا أنا آخر واحدة تزوره فهناك من لهن المراتب الأولى في حياتك غيري
حكيم(ضحك بقلة حيلة):- سأدعكِ لتستريحي وأستحم لأعود للمستشفى ،ع فكرة لن تجدي منفذا لكِ لتهربي فرجالي سيربضون خارج القصر وداخله
ميرا:- أساسا لا مكان لي لأذهب إليه حتى ابني أخذوه
حكيم(زمر ليفتحوا الباب):- ابنكِ في الحفظ والصون مع نور وسنتفق معها وتحضره لكِ ليست معضلة يعني
ميرا(ابتسمت):- يا ليت ..
حكيم:-أهلا بكِ في قصري يا سمر
ميرا(ناظرت الزوايا من خلال إنارة القصر):- أظلمت وإلا لكنت تأملته بشكل جميل لكن غدا سأعوض ذلك لأحمل حقيبتي هاااه لحظة لقد نسيت كيسك بالخلف
حكيم(عقد حاجبيه وأطل برأسه ليصطدم برزمة كتب ناهد):- كيف نست هذه معي ؟؟؟
ميرا:- لمن تلك الكتب حكيم ؟
حكيم(شرد قليلا وفتح الباب):- لطلال
ميرا(خرجت أيضا):- هه وهل عاد طلال للدراسة يعني ونحن لا خبر ؟
حكيم:- ليست له يا فهيمة دعيني أحضر حقائبكِ
ميرا(نظرت للحراس وانتظرت حكيم):- كيمو
حكيم(جر حقيبتها):- هممم؟
ميرا(تأبطت ذراعه):- صراحة يعني …احم اشتقت لهنادي وباتريشيو ينفع لو تحضرهم لي
حكيم(زفر عميقا وهو يدخلها للقصر):- لن ينفع يا ميرا لأنهم يراقبونهم
ميرا:- يعني سأبقى بهذا القصر وحدي سوف أفقد عقلي لا محالة
حكيم:- سأحاول ألا أتأخر عليكِ
ميرا:- ههه لا تعد بشيء لن تستطيع إنجازه ففور ذهابك إلى هناك ستنسى أصلا أنني بقصرك
حكيم(أنزل عصا الحقيبة وحملها):- اتبعيني لأٍريكِ غرفتكِ
لحقت به وهي تتأمل الجوانب وتسأله عن التصاميم والديكورات بينما كان يجيبها تارة بشرود وتارة بتنبه لغاية ما وصل بها لغرفة جانبية لم يقطنها أي أحد حتى الآن ، فلم يستطع إبقاءها في غرفة عصفورته الصغيرة بطبيعة الحال ..تركها لتتأقلم مع غرفتها الجديدة وتوجه لغرفته ليقفل بابها ويزفر عميقا وهو يتأملها ويتأمل قميصه تحديدا فقد كان آخر شيء ترتديه ميرنا هناك ، أمسكه بين يديه ورفعه لأنفه ليشمه ويجلس على طرف السرير
حكيم(بصوت كسير):- ميرنا … أظنكِ مرتاحة الآن ابتعدتِ كما تريدين لكنكِ حطمت قلبي بذهابكِ ليتبعثر أكثر بفقدانكِ لصوتك ، ما زلت أتهرب من هذه الحقيقة وكأنني حين ألقاكِ مرة أخرى أسمعكِ تناديني باسمي أو حتى تصرخين ، أجل اصرخي حبيبتي وافعلي ما تريدين لكن لا تكتمي صوتكِ عني لا تكتميه …
زفر بأسف وأخرج هاتفه وفتش بين خاصياته المخزنة ليصل إلى ملفها المخصص لها فحسب ، ضغط على أول ملف ووضع الهاتف على المنضدة ليستمع لصوتها بأسف ، تنهد عميقا وهو يتحسر ويشعر بأنه عاجز على أن يعيد لها صوتها إنه شيء يصعب تعويضه ، ولا يسعه فعل شيء حاليا وهذا ما يقتله … أخذ يستمع لكل تلك الملفات واحدا تلو الآخر دون أن يتوقف عن الاستماع فتح دولابه وجذب ثيابا ليستحم وحمله أيضا وأدخله معه ، وضعه على حافة الحوض ونظر لنفسه بالمرآة وتذكر صغيرتهما التي لم يسأل عنها اليوم بطوله
ميسون:- بابااااااا حبيبي ههه أنا مستمتعة كثيرا ببيت كاظم
حكيم:- قولي عمي عيب لفظ اسمه دون ألقاب
ميسون:- ولكنه صديقي لقد غلبته في لعبة بابلو أتصدق هههه
حكيم:- طبعا فابنتي الذكية تفعلها ، أين هو الآن ؟
ميسون:- يجهز لي وجبة العشاء بعدها قال أنه سيحضرني للمستشفى كما اتفقنا ؟
حكيم:- حلوتي أخشى أنكِ لن تستطيعي ذلك ، حسنا لقد طرأ جديد و
ميسون(بتذمر):- فهمت بابا يعني سأبقى هنا الليلة ؟
حكيم:- أعطيني كاظم لأرى ..
كاظم(مسح يديه وأمسك الهاتف عنها ولاحظ أنها جلست بغضب):- له على المدللة له ، ألو حكوم ما بها ماستي ؟
حكيم(حول عينيه من كلمته):- حاول ألا تكون لطيفا معها زيادة على اللزوم أخ كاظم
كاظم:-تمام سأعلقها من رجليها في درابزين العلية ، قل يا رجل ماذا هناك ؟
حكيم:- حصل الكثير لكن الأهم الآن هو أنني لن أقدر على إحضار ميسون للقصر الليلة
كاظم(نظر لساعته):- كنت أفكر لو أزور ميرنا لكن ..حسنا سأقوم برعايتها
حكيم:- مؤقتا لهذه الليلة فحسب وغدا سأجد لها مكانا آخر كي يتسنى لك متابعة عملك
كاظم:- ولا يهمك سأتصرف رغم أنني أرمق امتعاضها من مكاني
حكيم:- حاول إقناعها وأي جديد سأبلغك به
كاظم:- يظهر لي أنك لا تملك وقتا سوف أتصل بذلك المحقق ليعطيني الأخبار
حكيم:- ستريحني ، هااا لا تكثر لها العشاء كي لا تستفرغ إنها تحبه با
كاظم(قاطعه بحدة):- يا رجل ألم أعش مع البنت منذ أول يوم جاءت فيه ، روح روح ونظِّر على غيرنا فلدينا معركة علينا أن نفوز فيها هااااع صفقي بيدي يا بنت
ميسون(صفقت بثقل):- متى سيأخذني لميرنا ؟
كاظم:- غدا …صح يا حكيم ؟
حكيم:- أجل يعني ..إن شاء الله
فصل الخط معهما وأزال قميصه لترتسم على وجهه شبه ابتسامة حين تذكر أين ارتداه ، لقد كان ذلك في العراء بجانب المخفر حيث التقى بتلك المتطفلة ، الآن هو مجبر ليعيد لها كتبها كيف نسيتهم بل كيف لم تتذكرهم ولا مرة بعد لقاءاتهم المتكررة ، طبعا لن تتذكر فالأخت لا تعرف سوى المشاكل …زفر عميقا بهزل وهو يهز رأسه واستغرب حين سقط من جيبه شريط شعرها كيف وصل إلى هناك ؟؟؟
حكيم:- آه على هذا النسيان كنت سأعيده ونسيت تت لا بأس أعيده مع الكتب لأضعه بالخزانة كي لا يضيع …
تأمله بدون مبالاة ووضعه بالخزانة فوق الأدوية ودلف لحمامه ليرمي نفسه تحت المياه ويطرد كل أفكاره السقيمة بخصوص كل الأحداث التي مرت بهم في 48 ساعة الماضية … عله يتخلص منها ومن كل همومه والأهم يجد حلا للزوبعة التي ستنفجر بوجههم لاحقا فالثورة التي أقامتها ميرنا كانت مجرد ردة فعل بسيطة ، لأن القادم هو الأصعب …طرد أفكاره من جديد وهو يمسح على وجهه قطرات الماء وصوت تذمر صغيرته يرن في أذنه ..
ميسون:- لا ..
كاظم( كان منحنيا القرفصاء عند قدميها ويحاول إضحاكها):- ألم تستمتعي معي هل أنا فاشل في رعايتكِ لهذه الدرجة وااااع لا تقوليها لحظة لحظة سوف أنهار أي أي رأسي يؤلمني
ميسون:- كف عما تفعله يا كاظم لأنني متضايقة
كاظم(هز رأسه بفشل):- والله لو نسخت نفس الجملة ووضعتها بجعبة عجوز لضحك ، نعم يختي ما الذي يضايقكِ هيا أفضي أختي الكبيرة لنرى
ميسون(أشارت بيدها):- الآن .. لو افترضنا أنني لم أصغي لكلمة بابا وألححت على الذهاب ،هل كان سيغضب مني ؟
كاظم:- طبعا وأنا كنت لأغضب قبله فأنا أمقت الفتيات اللاتي لا يصغين لكلامي
ميسون(صغرت عينيها):- فتياااات ..هل تأتي لبيتك فتيات كثيرات يعني ؟
كاظم(رفع حاجبه):- كأن المعكرونة استوت لحظة ستبقينا بلا عشاء ونضطر لطلب بيتزا
ميسون:- لم أعد أحب البيتزا
كاظم:- والسبب ؟
ميسون:- لأن ميرنا لا تحبها
كاظم(أغمض عينيه وفتحهما وهو يحرك ما بالقدر):- منذ وصولكِ وأنتِ تتحدثين عنها ولورينا لم تذكريها في نصف سطر ما المانع ؟
ميسون(صعدت على الكنبة واتكأت عليها لتراقبه):- ليس هنالك شيء محدد لكنني أحب ميرنا
كاظم:- وماذا عن عمو كاظم يا ماستي ؟
ميسون(عضعضت شفتيها):- أيضا أحبه لكن بشكل مختلف
كاظم:- أيون شكل مختلف ،ههه يفضل أن تأتي إلى هنا وتوزعي الأطباق حلوتي كي أجهز الفشار بعدها ونلعب
ميسون:- على فكرة أن تفسد أخلاقي بابا لا يسمح باللعب في وقت متأخر من الليل
كاظم(غمز لها):- وهل بابا موجود ؟
ميسون:- لاء ولكن حتى في غيابه لا يجوز
كاظم:- آخ يا قلبي إنها تشعرني وكأنني أنا الطفل ، بنت تعالي وضعي الأطباق لست مستعدا للإصغاء لما يليق وما لا يليق
ميسون(قفزت وتقدمت صوبه):- رأيت فستانا معلقا في دولابك حين أخرجت المنشفة ، لمن كان ومن نسيته هنا ؟
كاظم(ناظرها بقلة حيلة):- لو كنتِ كبيرة كفاية لأخبرتكِ لكن الآن لا أستطيع
ميسون(تبدلت ملامحها وهي تنظر إليه):- لم أفهم
كاظم:- يعني تفهمين كل شيء وهنا توقف فهمك ، لنطوي الموضوع صغيرتي
ميسون(بامتعاض):- حسنا
كاظم(صب المعكرونة في صحن ووضع الصلصة عليها وبدأ بالتحريك):- كأنكِ انزعجتِ ميسون خانوووم ؟
ميسون:- مطلقا فكل واحد فينا يملك مساحته الشخصية وأنا أحترم مساحتك
كاظم:- وهل علي أن أحترم خاصتكِ أيضا ههه لا والله هذا ما كان ينقصني
ميسون(وضعت الشوك والملاعق):- نسيت إخراج العصير من الثلاجة
كاظم:- افعلي يختي هل أنا أجيركِ أم ماذا
ميسون:- ههه أسلوبك يروق لي إنه ممتع أنا أحبك عملاقي
كاظم(رآها وهي تعانق رجله):- أنظروا للطفلة ولعيونها الذائبة ، روحي لمحلك روحي كي أصب لنا أشهى معكرونة ستتناولها شفتاكِ يامي يام جوعان أنا
ميسون:- أصلا حضرتك دائما جائع ههه
ظلا يتمازحان وهذا ما أراده كاظم من البداية أن يخرجها من مود القلق كونها لم تذهب لعزيزتهم التي لم يجد بدا لزيارتها فهو الآخر يتحرق شوقا لرؤيتها لكن ذلك لا ينفع …أما بالقصر وعودة إليه فقد خرج حكيم سريعا من حمامه بعد أن ارتدى ثيابه وترك شعره المبلل يتقاطر بانسيابية فلم يكن سيضيع الوقت ويقضيه بعيدا عنها ..كل لحظة تمر من ذلك الليل باتت تمر على أنفاسه فحتى نهارا لم يكن بهذا التوتر والقلق لأنه كان يضمن نومها الذي كان رحمة للكل دون استثناء وثلاثتهم وجدوا سكينتهم ليتصرفوا بأريحية وينهوا مجمل أعمالهم ..ولحظتها استعاد لهفته وآثر المغادرة وتوجه ليودعها لكن نحيبها قاطع حبل أفكاره،، أغمض عينيه وفتح الباب ليجدها جاثية على الأرض وتجذب الغطاء لحضنها وتبكي بحرقة ، آلمه وضعها ذاك وعليه انحنى ليتفقدها
حكيم:- ميرا ؟
ميرا:- لما لم تخبرني أنها فقدت حاسة النطق ؟
حكيم:- وكيف عرفتِ؟
ميرا:- سمعت ذلك سمعتك وأنت تصغي لصوتها عبر هاتفك واعتقدت أن الأمر يعود لهوسك المعتاد بها ، لقد سمعتك تدعو الله أن يعيد صوتها لها فقط كي تعود لها ابتسامتها ، هل ستبقى كذلك للأبد ؟
حكيم:- لا نعرف بعد
ميرا:- همم
حكيم(مد يده لها وجعلها تجلس على السرير):- يعني لن تقنعيني بأنكِ مهتمة يا سمر كلانا نعرف انعدام ذلك
ميرا:- طبعا لم أشفق عليها ولكنني قلقت على وضع العائلة ، وأنت خاصة
حكيم:- حسنا لا تقلقي أنا بخير
ميرا(زفرت عميقا):- مرة ثانية لا تخفي عني الأشياء أخبرني بوضوح تمام ؟
حكيم:- لم أشأ إزعاجكِ وقلت أنها تعرضت لحادثة فحسب ، ماشي يا ستي مرة ثانية لن نعيدها
ميرا(ربتت على يده وهي تتأمله):- أتحبها لدرجة أن تصغي لصوتها :…(لاحظت تهربه من الجواب وأردفت) أشك أنك تحمل أغنية واحدة لي على هاتفك ؟
حكيم:- يا كاذبة من قال ذلك فهاتفي به أغانيكِ كلها القديمة والجديدة ،، أنا معجبكِ الأول
ميرا(ابتسمت):- حقا كنت كذلك فيما مضى
حكيم:- وما زلت ..يعني لو تغني لنا شيئا جديدا في هذه الفترة وتفرغي فيه كل طاقاتكِ السلبية سيكون تحفة
ميرا:- برأيك ؟
حكيم:- يس متيقن حتى
ميرا(بحرقة قلب):- حتى لو كنت أبدو جيدة لك إلا أنني محطمة قلبي تهشم وما زلت لا أقوى على مجابهة الآخرين ، ثم الوقت غير مناسب لقد خسرت صغيرتي وهذا سيء في حقها
حكيم:- لنتجاوز الأمر معا
ميرا:- هيا لن أعطلك أكثر يمكنك الذهاب
حكيم:- تمام لكنني سأجعل جليسا يؤنس راحتكِ من بعد إذنكِ طبعا ؟
ميرا:- أي جليس ؟
حكيم(سمع صوت بوق السيارة):- ها قد وصل تعالي لنستقبله معا
ما إن رأته من أعلى الدرج وهي تشهق ببكاء لم تنفك تترجمه على صدره حين ارتمت بحضنه ، لقد اشتاقت له وكانت بحاجة لمواساته لها وأن تقضي معه بعض الوقت كان ذلك حقيقة أقصى أمانيها ، فقد بدا كالبلسم الشافي لها تلك اللحظة وامتنت من حكيم كثيرا حتى عانقته
حكيم:- هيا تصرفي وكأنكِ ببيتك ها والعشاء في الطريق طلبت لكم على ذوقي
ميرا(تملصت منه وقبلت وجنته):- ستبقى الأفضل
حكيم(داعب أنفها بإصبعه وأشار له):- سأكون مرتاحا ببقائك
طارق(رمقهما بطرف عين وأنزل سترته):- وقتي لا يسمح
ميرا(أمسكت يد طارق وابتسمت):- يكفيني معك القليل من الوقت صدقا كنت بحاجتك
طارق(قبَّل رأسها):- يمكنك الذهاب ولا تنس طمأنتنا عن ميرنا
ميرا(تملصت منه):- يطمئنك وحدك أنا لا أهتم
طارق(تنهد وهو يهز كتفيه):- راجع لكِ يا راجيتي العنيدة ، حكيم لحظة
حكيم(أشار له ليوافيه خارجا):- لو لديكِ أي طلبات دعي مهدي يقوم بها ولا تقحمي نفسكِ بالمشاكل وكوني عاقلة ، اتصلي بي في أي وقت تمام ؟
ميرا(لوحت له وهي تجلس على الكنبة):- أركض لأجلها ولا تهتم فيني
طارق(ناظرها بجمود وتحرك قبله):- كنت أود سؤالك عن شيء
حكيم(خرج معه للفناء):- أكيد يا أخي قل ما تريده لكن مهلا …دعني أتذمر قليلا بشأن تصرفك اليوم لقد نجوت بأعجوبة إياك وأن تكرره مرة ثانية وإلا سأتعامل معك بطريقة أخرى
طارق:- حسنا ..بالغت اليوم ولن أكررها فقد اكتشفت بأنني غير مستعد الآن …كل هذه السنين أتلهف للخروج وحين أفعل تخمد حماستي ، أنا متردد بهذا الشأن
حكيم(ربت على كتفه):- أتفهمك يا أخي ولكن .. أنت وأختك التي بالداخل عليكما أن تحسما أموركما لأنكما تشبهان بعضكما كثيرا في هذه المرحلة
طارق(ناظره بإعجابه):- كنت أتساءل دوما كيف تبلي وأنت وحدك لكن …أرى أنك كنت دائما قادرا على تحمل مسئوليات الجميع ، مثلما تفعل الآن في خضم كل ما يدور حولك ما زلت تفكر بنا هيا ..اذهب وفكر بنفسك على الأقل الليلة
حكيم(حرك حاجبه):- لعلمك أملك جانبا مدللا يعني لو عودتني على اقتسام الهموم قد أرميها عليك وأتصرف بنرجسية
طارق(ابتسم له):- هه من حقك فأنا أخوك الكبير ومن واجبي رعايتك، تمهل علي قليلا يا حكيم يعني لغاية ما تضبط أموري وأعود للساحة سوف لن أجعلك تتعذب وحدك وتحمل همومهم بمفردك ،سأكون جوارك يا أخي مثلما كنا سابقا
حكيم(عانقه بامتنان وربت على ظهره):- سعيد بخروجك ولا تفكر أنك عاجز الآن على العكس أنا أشعر بأنك معي في كل خطوة ،وهذا لوحده يعطيني العزم لكي أتحمل الأصعب
طارق:- هووو كأنك تستلذ دور البطولة ها هنا ولد لقد عدت
حكيم(عض شفتيه ولكمه لصدره بدعابة):- ونسيت أنك لم تحظى بعد بالاستقبال المناسب
طارق(لوا ذراعه على عنق حكيم وحاول إسقاطه):- هههه ما زلت أذكر حركة دفاعك
حكيم(انزلق ليجمع يد طارق ويلويها):- وأنا ما زلت أحفظ طريقتك ههه
طارق(ضحك وهو يلهث):- لقد استقويت ياااا
حكيم(برقت عيونه بسعادة وهو يبعثر شعر طارق):- هكذااا سنكمل طقوس الماضي
طارق(جذب أذن حكيم):- إي صح ههه
تنهدا قليلا وهما يلهثان بعد تلك الحركات الشقية التي استذكرا بها عطر الماضي المنسي ، لحظتين وتذكرا كل ما مر بهما وما فعلته الدنيا بأقدارهما ووجدا ابتسامتهما تختفي بغبن
طارق(ناظره بعمق وبعد صمت):- تبدو شاحب اللون ليتك نمت قليلا وبعدها ذهبت ؟
حكيم(باعتراض):- لا لا سأعود إلى هناك ما ربما استيقظت في أي لحظة والطبيب لم يحدد توقيت نهوضها ، يعني علي أن أكون بجوارها قد تنهار أو ..
طارق(ربت على ذراعه مقاطعا):- ليتني أستطيع فعل شيء لأجلكما
حكيم(مط شفتيه ورمش):- لا بأس قد رضيت بقدري وما عدت أفكر بشيء إلا سلامتها
طارق:- آمل هذا ..ها كنت أود سؤالك عن شيء وصلتني أخبار عنه نهارا ؟
حكيم:- خيرا ؟
طارق(رمش وهو يتنفس عميقا):- أو …امم لا تأخذ ببالك فقط عن نهال ، تمام يمكنك الذهاب
حكيم(لوح له ثم تراجع):- يعني أترغب بقول شيء لي يا طارق يمكنك الوثوق بي ، كما دوما يا رجل ؟
طارق(تحرك للداخل):- فيما بعد اذهب الآن
أحنى كتفيه من غموضه فهو حتى في تعامله أصبح غريبا ولا يسع حكيم أن يضغط عليه كي لا يزعجه ، ولو كانوا بظروف أخرى ما كان تركه ولكان عرف ما الذي يدور من وراء ظهره ..لكن ما القلق الغريب الذي ارتسم على وجهه هذا ما جعلها تسأله بارتياب
ميرا:- أخي طارق
طارق(جلس جوارها):- عزيزتي
ميرا(رمشت وهي تفرك يديها وأسندت رأسها على كتفه):- أشعر بالارتياح لأنك معي
طارق:- شيء يسعدني
ميرا:- لكنك متوجس من شيء أفضي لأختك ؟
طارق:- اليوم .. ذهبت لأرى ميرنا يعني لو وجدت فرصة ، لكن استوقفتني عفاف
ميرا:- هئئئ هل رأتك ؟
طارق:- شعرت بي فحسب .، تخيلي لم يكن يفصل بيني وبينها إلا باب واحد ..ضعفت من اشتياقي وكدت أفتحه لأضمها لصدري ولكن جاء مهدي وحكيم في الوقت المناسب
ميرا(نظرت إليه):- بما شعرت ؟
طارق(لم يستطع إخفاء بسمته):- أمامكِ أصبح طارق القديم لكن فور ابتعادنا أجدني معقدا
ميرا(أمسكت يده وقبلتها بحنان):- أنا وأنت قاسينا الكثير مما لم يعشه الآخرون لذلك نفهم بعضنا بعضا
طارق:- شعرت بأن قلبي يستصرخ قربها وكأنها أطلقت سراح النجوم بسماء قلبي وجعلتها تتلألأ ببريق حسنها
ميرا(وضعت يدها على فكها):- أنت شاعري يا أخي
طارق(عقد حاجبيه):- وأختي مغنية هل ينفع لو أكتب لكِ بعض الكلمات وتغنيها لأجلي ؟
ميرا:- قل والله ههه أنت تعرف أن حنجرتي لأمرك تصبح طائعة
طارق:-أمزح يا مجنونة
ميرا:- على العموم هذا العرض قد يدفعون لأجله الملايين لكنه مجاني لك ففكر جديا بالأمر
طارق(جذب خصلة شعرها):- ضحكتكِ تشعرني بالانتعاش
ميرا(ابتسمت):- لأنك بجواري الآن
طارق(صفق بيديه):-كأن العشاء الذي طلبه ابن عمكِ تأخر
ميرا(استوقفته):- طاااارق …ما بك هنالك شيء آخر غير عفاف ؟
طارق:- متى آخر مرة رأيتِ فيها هبة ؟
ميرا:- أمك
طارق:- تلك المرأة
ميرا:- منذ أيام بسيطة لماذا تسأل ؟
طارق:- حسنا … لقد اتصلوا بي وأخبروني أنها مختفية اليوم
ميرا(جحظت عينيها):- يا ويلي كيف مختفية يعني أين ذهبت ؟
طارق:- لا أدري
ميرا:- وماذا تفعل هنا لما لم تخرج للبحث عنها طاااارق ؟
طارق(نهض بتأفف):- أبحث عنها والسبب ؟
ميرا(نهضت بعصبية):- كيف تسأل ما السبب إنها مفقودة وقد تكون في خطر الآن
طارق(نظر جانبيا):- لن نبالغ أكيد ستعود
ميرا:- هل أخذها ذلك الرجل ؟
طارق:- لسنا متأكدين
ميرا(بانفعال):- يااا إلهي كل هذا وما زلت لا تكترث للأمر ، ما الذي تخشاه يا طااارق حتى لو كنت حانقا عليها وعلى ما حصل لا يسعك أن تتجاهل حقيقة أنها ربما كانت في خطر ، يا أخي يقلق المرء حتى لو ضاعت منه قطة وأنت ما هذا البرود فيك ؟؟؟؟
مهدي(قاطعهم بدخوله):- وصل العشاء
ميرا(نظرت إليه بطرف عين):- تناولوه بالهناء والشفاء فقد فقدت شهيتي
طارق(حاول إيقافها لكنها صعدت دون رد):- سمر ..سمر تت
مهدي(أشار للرجال):-أدخلوه للمطبخ فورا ..ريس طارق ؟
طارق(ابتلع ريقه):- أخبرتها عن موضوع هبة
مهدي:- لو تتصل بالسيد أمجد على الأقل ، لن يلومك أحد على اهتمامك لأنها أمك..
طارق(رمقه بنظرة صمت):- دعني بمفردي
تراجع مهدي على الفور وهدر في الرجال ليضعوا الأغراض بالمطبخ وأبعدهم جميعا ،ليتركه وحيدا هناك وقد توقف عند الشرفة ليناظر السماء بتفكير ، موقفه صعب أن يفسر لكن الواجب يناديه وقد تماطل في السؤال اليوم بطوله علها تظهر أو يصله خبر عنها لكن الصمت كان يعم الأرجاء ..وهذا ما أجبره أن يتصل على مضض ليعرف الأخبار
أمجد(أشار للهاتف):- أخيرا أحس على دمه
الشخص:- لكنه اتصل وهذا بحد ذاته يعد أمرا مهما ..
أمجد:- لحظة …/ أخيرا
طارق(الصمت):-…لارد
أمجد(هز رأسه من طبعه الغريب):- كأن سؤالك ما يزال بعيدا لكن قبل وصوله إلي سأجيبك ، لم تظهر بعد
طارق:- والعمل ؟
أمجد:- عممنا الخبر ولا يوجد أي أثر لها
طارق:- أيعقل أنها عادت لغضنفر ؟
أمجد:- لا لأن غضنفر لم يعرف بعد أنها مفقودة فقد كان مشغولا مع ابنه رشيد في السجن
طارق:- طيب ..أين يمكن أن تكون قد ذهبت ؟
أمجد:- أخشى أنها لم تذهب برضاها هنالك ما لا نعرفه
طارق:- بما أنها أخبرتك أنها ستلتقي بإياد ما ربما لدى إياد أي أخبار ؟
أمجد:- وكيف سنسأله دون أن نثير الشبهات ، لقد فكرت فيه لكنني تركته آخر حل
طارق:- لنسأل حكيم
أمجد:- حكيم لا يعرف شيئا عنك وعن علاقتك بها ، يعني كيف ستفسر المسألة ؟
طارق:- هل غلبنا في السؤال الآن ، ثم أريد أن نعثر عليها لكي لا تزعجني باتصالاتك كل فترة
أمجد(زفر عميقا):- لا تتدخل يكفيني أنك سألت سوف أجد طريقة تصلني به
طارق:- أوك بلغني الجديد
أمجد:- أمك بحاجتك تعلم هذا أينما كانت فإنك عماد صبرها الآن
طارق(تشنج من جملته):- لتكن بخير
أمجد(حرك رأسه من انتهاء المكالمة ونظر إليه):- رأيت العديد من الشخصيات في حياتي لكن مثل خاصتكم مطلقا
الشخص(ارتسمت ابتسامة طيبوبة على وجهه):- هجيننا وعلينا تحمله ، وأظن بأني أعرف الطريقة التي ستسأل بها
أمجد(رفع هاتفه):- لا حل آخر أمامنا … /ألو نعم كيف حالك يا عجوز ؟
نزار:- لست عجوزا لتلك الدرجة يا أمجد ثم أنا بالحافلة متوجه للبلدة ولم تصلني المعلومات التي طلبتها منك بعد
أمجد:- تركتهم يتحرون يا نزار ليكن نفسك طويل معنا
نزار(بحنق):- لا أريد ذلك لأنني خائف على سلامة أماني بينهم ، تخيل لو يكتشفوا أمرها ما الذي سيحل بالبنت المسكينة ؟
أمجد:- نزار نحن محتاطون لكل شيء وأماني لن تتعرض لأذية ، وفرضا حدث ذلك جاسوسنا سيحميها
نزار:- ها ها جاسوسكم لن يصل إلا حتى تكون قد فرطت ، اسمعني جيدا أنا لم أتركها هناك إلا لأجل حمايتها منهم ..يعني أودعتها في دار العدو كي لا يصيبها ما أصابنا وأنتم من أقنعني بعملها معنا وبواسطتها عرفتم ملايين الأشياء …لكن أن تقابلوا عملها ببرودة أعصاب لن أتقبل هذا وقد أخرجها قسرا من هناك وأخفيها حيث لا يعثر عليها بشر
أمجد(مسح على حاجبه):- معك حق في أن تخاف عليها ونحن بدورنا نسعى لذلك، عموما ما اتصلت لأجل أماني بل لأجل غاية أريد منك تنفيذها يا نزار
نزار:- وبما سأفيدكم وأنا مسافر ؟
أمجد:- اتصل بناريانا ودعها تعرف من إياد ما إذا كان قد رأى هبة ؟
نزار:- هبة … اممم وما الذي أحيى الأموات ؟
أمجد:- نزار لا تتلاعب معي أنت مدرك لكل شيء من البداية فاخدمنا هذه الخدمة لله ؟
نزار:- قد امتلأ صدري من الكذب على ابني وائل وهذا يجعلني أشعر بالخوف من خسارته ، إذا ما اكتشف أن الرجل الذي كان يرعاه لسنوات طويلة كان داريا بكل الأسرار
أمجد:- وهذا دورك كراعي له بأن تحميه من كل سوء ، وتعلم مقام هبة بالنسبة لعائلته ففيما بعد أكيد سيشكرك لأنك ساهمت بالبحث عنها
نزار:- وفيما بعد هذه لا ندري متى سوف تحين ، تمام لن نطيل سوف أقوم باتصالي وأبلغكم برسالة نصية لن أخسر رصيدي لأجلكم
أمجد(أنهى المكالمة):- الصبر يا ربي ..
الشخص:- هل سيبلي جيدا؟
أمجد:- سنعرف بعد قليل …
فعلا اتصل نزار بناريانا التي حاولت زيادة الفحم بجوزيت كي تبحث عن ميار وتسأل إياد عن هبة بطريقة غير واضحة ، واستهلت ذلك بالحاجب المزيف الذي نسيه في بيت رقية ، وقتها سألته عن عواقب تقمص شخصية ميار لدوره وأخبرها عفويا أنه لم يخبره عن موعده مع صديقته الذي أجلته الجدة نبيلة ، وهنا لم تضف حرفا بل توهت الموضوع وسرعان ما أقفلت الخط … هنا عرفوا أن إياد لم يرى هبة مطلقا واضطرت ناريانا لإخبار نزار خفية عن جوزيت وهذا بدوره أرسل لهم الخبر مثلما ورده وقتها قلقوا بشدة وبلغوا طارق واستعدوا للدور الثاني من التفتيش وهذا سيضطرهم لكشف بعض الأوراق لأجلها …
جوزيت:- علينا أن نعثر على ميار يعني أين اختفى طوال هذا الوقت ؟
ناريانا:- لو نعود للمشفى إن كنتِ تشعرين بتحسن ؟
جوزيت:- لاء ..سأتمدد هنا وأتابع الأخبار وأنتِ اقبعي بجواري لأرى
ناريانا:- سننتظر ما سيفيدنا به وائل لدى وصوله إلى هناك
جوزيت(زفرت عميقا وأغلقت عينيها):- هيا ميار ألن تظهر يعني ؟؟؟؟؟؟
هنا كان ينظر إليها بتكبر ، بينما كانت ترمق صينية الأكل بشيء من التعفف وهذا ما جعله يكتف يديه ويتفرج عليها لأزيد من 10 دقائق ..صمتها استفزه وصلابة نظراتها التي كانت تبادله إياها كانت تخبره أن هذه المرأة ليست ندا سهلا ،وهذا ما أغضبه أكثر فأكثر..
ميار:- لا تدعي الشبع فأنا أعلم أنكِ تتضورين جوعا
هبة:- لا تخبرني أنك أصبحت طيب القلب وبت تفكر في إشباع بطني كرما يا غالي
ميار:- هههه ..والله سأحزن لو لم تتممي صحنكِ
هبة(نظرت للجانب):- أحتاج لدخول الحمام
ميار:- هااااااااااه هذا عز المطلوب حين تترجيني وتحتاجينني
هبة:- ههه لا تتمادى فذلك بعيد عن توسل حريتي يا ميار
ميار:- فكرت في ذلك وحسبت حسابه فمهما كان تبقين أم أخي وعلي تقديركِ بما يلزم ، ولهذا أحضرت لأجلكِ بعض الأشياء التي ستعجبكِ يعني عادة هم يخصصونها للعجائز ولكن أنتِ قد تحرقين المراحل صوب الشيخوخة بشكل غير متوقع
هبة(ابتلعت ريقها):- لم أفهم ؟
ميار:- تناولي طعامكِ سيبرد
هبة(نظرت إليه مليا واسترسلت):- لقد كنت تكره أباك لأنه كان يعاملك بازدراء ، لكن هل أخبرك أحدهم أنك تشبهه ؟
ميار(انتفض بشكل مرعب وانقض عليها دون أن يلمسها بل أشار لوجهها حتى التصقت بالجدار خلفها):- إن كنتِ تريدين البقاء سالمة هنا فلا تعيدي ما قلته ،أنا لست أبي
هبة(زمت شفتيها وبدون خوف):- ولكنك تبدو لي نسخة عنه
ميار(بقوة ضرب على الحائط خلفها):- لا تستفزيني يا هبة لأنكِ لن تجدي مني الخير
هبة(حركت فكها وانتظرته حتى ارتفع عن مقربتها):- ألا ترى معي أنك ومنذ أن أحضرتني ضائع ، تفكيرك غير متزن ولا تدري أصلا ما الذي تريده مني ، كأنك لا تصدق بأنك أمسكت بي بشكل سلس يخلو من المجهود
ميار:- جيد جيد حللي وناقشي مع نفسكِ لأنكِ قريبا جدا ستفقدين تركيزكِ ، والمطلوب منكِ أن تحافظي على سلامة عقلكِ الأيام المقبلة
هبة:- هه وعلام تنوي يا ابن عامر ؟
ميار(ولى بظهره وهز رأسه):- كل خير ستعرفين يعني لما سنستعجل فيومكِ الأول ما زلنا ببدايته ، أرجو لكِ عشاء لطيفا ونوما هنيئا مع الجرذان
هبة(اهتزت حنجرتها):- لن تنجو بفعلتك
ميار(فتح الباب وأطل عليها):- نعم فعلتي هذه لن تعيد لي أمي …لكنها ستجعلها ترقد بسلام
هبة(دمعت عيناها ونظرت جانبيا بضعف فور خروجه):- اللعنة منك يا عامر نجيب لما علي أن أعاني منك طوال حياتي فلتحترق في الجحييييييييم …
أقفل الأبواب وأمسك بالمفتاح وجذب الحائط الحجري خلفه ووضع التمثال محله وبعدها توجه لمكتبه ، خبأ المفتاح حيث لا يعثر عليه أي أحد وخرج للحديقة ووجد عابد يجلس مثلما أمره بالكراسي هناك
ميار(أشار له وهو يتوجه لسيارته):- يمكنك العودة لرأس عملك
عابد(هرول خلفه):-س…سيدي سيدي أود سؤالك عن شيء
ميار(توقف عن المسير):- الغضب يفوق قدرتي على التحمل الآن لذلك إن كان شيئا لن يسعدني فأجله لغير وقت ، وانتبه لعملك وإلا سوف أجعلك تفقد أطرافك وأنت حي
عابد(ابتلع ريقه وهو يهدهد نفسه):- ههه ل.. لا لا أكيد هو يمزح آخ يا عم نعيم لقد بعثتني لسفاح عطشت لعمري حرام عليك
ضرب كفا بكف وركض لعمله حين زمر له ببوق السيارة حتى يتحرك وهنا قاموا بفتح البوابة لينطلق من هناك ويتوجه للمستشفى ، في تلك اللحظة اتصلت به ونظر للهاتف الذي وضعه بسيارته كي يمتلأ شحنه ، ناظر الرقم مطولا وحرك فكه وهو يعقد حاجبيه
ميار:- ماذا …هل تذكرتني للتو ؟
كهرمانة:- وهل تنسى الأم ابنها
ميار:- ههه قديمة
كهرمانة:- ألن أراك يا ميار ؟
ميار:- هل سمعتِ الأخبار ؟
كهرمانة(رمشت بتلعثم):- أكيد ..هل عرفتم من فعلها ؟
ميار(بحزم):- سنعرف
كهرمانة(بتفتفة):- امم يعني ألم تشكوا بشخص معين ؟
ميار(ابتسم بمكر):- ألديكِ اسم تشكين به ؟
كهرمانة:- لا يا روحي أسألك لأطمئن فحسب
ميار:- أو لجس النبض
كهرمانة(ابتلعت ريقها برعب وقهقهت):- ههه أجس النبض لأجل ماذا تحديدا ؟
ميار:- لم نتكلم منذ مدة وأول ما نفعله حين نقوم بذلك هو سؤالكِ عمن سبب حادث ميرنا ولتحديد أكبر كي تطمئني ، علما أنكِ آخر من سيهتم بمماتها أكثر من حياتها سو …يا إما أنك تعرفين الجاني يا إما تشكين بأحدهم
كهرمانة(امتصت شفتيها فقد أوقعت نفسها بنفسها في شرك دهائه):- خيالك سافر بعيدا يرجى إعادته لأن مطار اليقين فارغ …ميار لقد افتقدتك وأردت أن أرى أحوالك بعد الحادث لأنني أعرف مدى تعلقك بها وأعرف أنك ستتأثر
ميار(دعك الفرامل بقوة وهو يطير في تلك الطرقات المظلمة ورجاله خلفه):- فيكِ الخير
كهرمانة:- أ..طيب لأنسحب أنا الآن كي لا أزعجك
ميار:- أمي
كهرمانة(ارتعشت من كلمته ودمعت عيناها بريبة):- أسمعك بني
ميار:- لقد سبق وفعلتِ بميرنا ما لا يجب ، نفيتكِ بعيدا عني فقط كي تعلمي بأنني لست أمزح بشأنها ، صرخت وهددت وجعلتكِ تعرفين قيمتها عندي ووضعت روحي مقابل روحها …لذلك صدقيني الكلمة التي ناديتكِ بها ستسمعينها آخر مرة وأنا أقتلكِ وسأكتبها على شاهد قبركِ لتبقى أثرا لخيانتكِ لي
كهرمانة(أمسكت على قلبها برعب):- ولكن …
ميار:- أنا ابنكِ وليس هو
كهرمانة:- من قصدك ؟
ميار:- الولد الذي أخبرتِ جوزيت عنه لقد أخبرتني بدورها وقد بحثنا عنه ولكننا لم نجد له أثرا ، لكننا سنفعل وحين نجده سنتأكد من العديد من الأشياء وقتها
كهرمانة:- خوري بعيد عن هذا الوبال كله لما لا تصغون لي ؟
ميار:- ههه ونحن كنا بعيدين عن هذا الوبال كنا ما نزال أطفالا حين أقحمونا قسرا في هذا العالم والذنب بالذنب والبادي أظلم
كهرمانة:؛-أرجح أن أعصابك تالفة بسبب الحادثة سنتكلم لاحقا
ميار:- لأنهي ما بيدي ووقتها سأتفرغ لأجلكِ كهرمانة فبيننا حديث عالق تذكري ذلك ..
كهرمانة(أغمضت عينيها حين فصل الخط ونظرت لعرندس):- هذا الولد داهية
عرندس:- ماذا لو عرف أننا كنا بمكان الحادث ، ماذا لو وصل لخوري و..
كهرمانة(انتفضت وهي تتدثر بثوبها الطويل):- لن أسمح بذلك ..خوري سيبقى خلف الكواليس
عرندس:- هذا إن ترك نفسه خلفها لقد بدأ غضبه ولن نستطيع إيقافه
كهرمانة:- ما كان علي أن أخبره بالحقيقة
عرندس:- أنتِ فعلتِ الصواب
كهرمانة:- بل قمت بأشنع الأشياء لقد فتحت قفص الوحش
عرندس:- دعينا لا نستبق الأحداث وجيد أننا غطينا آثاره البارحة رغم أنه لم يترك شيئا خلفه ، إنه مثل الزئبق
كهرمانة(بحسرة وألم):- إنه ابنه ابن مختار الراجي فكيف تنتظر أن يكون ؟؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-09-17, 12:26 AM   #739

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

"ولمَّا غادرت البَسمةُ ثغري ، وحينَ قست الرُّوح على قلبٍ ترعرعَ في كنفِ البؤس ..علمتُ أنني لن أتجاوزَ عذابكِ المُضني مهما فعلت ، فقد فرضتِ نفسكِ فرضا كمُتلازمة عشقٍ شيَّدتُه الخفقاتُ لأجلكِ ذاتَ شُرود ، لعلها تتلقَّف أناتكِ وأتنعَّم ببعض الأمل المفقُود ..، سُكونكِ أظهر العللَ في كينونتي واكتشَفتُ أنَّ فيكِ ارتجتِ الضُّلوع بُياتا أبديا ،، لأنكِ الوحيدة التي يحلُو التمرُّغُ في تفاصيلها والإبحارُ في عصبيَّتها التي تبدأ بتذمُّر وتنتهي بضحكة ، أنتِ يا من أبدعت في الشَّكوى والأحزان ، أتُراكِ لا تدركينَ حجمَ آلامي بعد انتهاكِ حُرمة الصمتِ بداخلكِ ، ليتني قادرٌ على تغيير الواقع لكُنت ذبحتُ تحت أقدامكِ سنين عمري كلها وما جعلتُ الدمعَ ينسابُ من عينيكِ الحبيبتين …فأنتِ قد تخطيتِ قيمة الأشياء في داخلي بل أصبحتُ كلي أنتِ وذلك القدر الأوفى الذي بإمكاني أن أهديه لكِ ، لأنني معكِ سأكون أعمى وأصما وأبكما سأكون جمادا فقط كي لا تشعُري بالألم لأنني أعشقكِ وسأعشقكِ كيفما كان الحالُ يا امرأة زلزلت قناعاتي وجعلت جوارحِي لأجلها تثور .."
على أنغام موسيقى صدحت بأكوانهم ثلاثتهم [وبتسأليني - وائل جسار] كان كل واحد فيهم يصغي بحزن لإذاعة الراديو التي أداروها فور انطلاقهم من تلك الأمكنة المختلفة ، أنغام عبرت عن معاناتهم بشكل لا يمكن تصوره
"وبتسأليني بغيابك شو صاير فيي ،
مأكدة بدك تسمعي بها لخبرية ،
جريئة وعم تسأليني كإنك قال بتحبيني
نسيتي إنك موتيني وضحيتي فيني
صرت جرح وماشي على الطرقات
هربان من الذكريات
أوصل لدرجة أوقات عم بحكي مع حالي
إنتي الوحيدة إنتي بالذات
ما تسأليني عن قلب مات
عن عمر اللي صار خيالات هَي هيي أحوالي"
كانت تنتفض جوارحهم بحزن بعد سماع تلك الكلمات المؤلمة ، فزيادة على تأثرهم فقد كانت أفكارهم مشتتة يومها وضاعوا في تفاصيل أخرى فقط ليهربوا من تلك الحقيقة المرة التي استوعبوها في ذلك الصباح ، ثلاثتهم تاهوا في دروب مختلفة وكأن نومها الملائكي جعلهم ينفصلون عن بوتقة وضعها ليلاحقوا شؤون حياتهم المستجدة ..كل منهم وجد نفسه مجبرا ذلك اليوم على التعامل مع أمور كثيرة عداها هي ،وكل واحد فيهم حاول كتم خوفه عليها بصميمه كي لا يبعثر أمله في استيقاظ مختلف هذه المرة ولا يشبه بتاتا ما سلف …طوال اليوم وهم ينتقلون من شيء لشيء بغية التهرب من السؤال الحتمي كيف ستتقبل هذه المشكلة ،كيف ستتعايش معها ،وكيف سيعالجونها بل ماذا سيبذلون لأجلها وهل ستسمح لهم أصلا بالاقتراب منها أو مد يد العون لها .؟؟؟ كل هذه كانت أسئلة تنخر في عقول الثلاثة وهم في طريقهم نحو المستشفى فمهما ابتعدوا فعودتهم لأس المتاعب حتمية …
كان وائل طوال الطريق هو يفكر فيها ويفكر بوسيلة لمساعدتها ولم يجد إلا أخته حلا أوليا لأنها طبيبة نفسية وقد تعطيه أفكارا لأجلها ، لكنه استغرب صد هديل للأمر بل رفضته وطالبته بالاستعانة بشخص آخر لأنها مستغنية عن تقديم أي مساعدة لتلك الأسرة ، حتى لو كانت صديقتها منهم لم تهتم لأن المستفز غازي دمر كل شيء بخصامه معها واتخذتها ثأرا لها ، وهذا ما جعل وائل يغض بصره عنها وعزم على أن يفكر بحل بديل فيما بعد ،زيادة على الملصق المدعوة بدلال هذه لوحدها كارثة لعن الحظ الذي عرفه بها فهي أكيد لن تضمر له ، خيرا في الأيام المقبلة، لأنها بالبند العريض أبدت إعجابها به ولم تخفيه عنه إطلاقا بل نددت به وقالت بأنها سوف لن تتنازل عنه حتى تناله ، وللأمانة تلك المرأة تنفذ وعودها كيفما كان السبيل فتحمل يا رشواني ما قد يأتيك منها ….
أما حكيم فقد كان بدوره يفكر بطريقة مثلى تعيد لها صوتها المفقود ، أي طريقة حتى لو ترتبت شراء لسان جديد ههه حسنا يا حكيم هذا ما لا يمكننا تحقيقه لأنها أصلا حقنت بما يثقل حاستها يعني لم تفقدها بشكل نهائي ، لكن تقبلها والتعايش معها في تلك الفترة هو ما سيعقد حياتها وحياتكم أكثر مما كان عليه ، ظل يسرع لكي يصل إليها لكي يشبع عينيه من رؤيتها ولو من خلف الزجاج فذلك كان ما يجعل صدره ينفرج ويتقبل كل المعوقات التي تحصل لهم من كل حدب وصوب ، هو أيضا انشغل اليوم بعدة أشياء من بينها مشاكل ميرا التي لا يعرف كيف سيتصرف معها لا هي ولا ابن عمه الذي بدا على ملامحه الهم والغم حتى ولو كان يداري ذلك من خلف ضحكته ووو يعني لو تطرق في كل ما يثقل كاهله سوف يجن جنونه ،لذلك دعك الفرامل وعينه انتقلت فجأة لكيس الكتب خاصة تلك المتطفلة عليه أن يعيدهم لها وينتهي من هذا العبء وهذا ما عزم على عمله فور وصوله …..
وهنا نصل إلى ميار الذي كان شارد الذهن وأغاني الجاز تصدح في ذلك الطريق الفارغ ، قد قلب الدنيا وأصلا لم يشعر بأنه أقدم على زعزعة سكون الليل لحظتها ، بل كان يفكر بكلام هبة التي أربكت موازينه لأول مرة يشعر بالعجز هكذا وكأنه عثر عليها لكي يتصلب محله دون حراك ، لقد جابهته وواجهته بالرغم من أنه لم يطل البقاء معها لأزيد من ربع ساعة فلو فعل أكيد كانت لتخرجه عن طوره بكلماتها المستفزة والقوية والتي تخلو من نبرة الخوف منه ،وهذا ما جعله يثور كيف أنها لم تخشاه ولا لحظة بل عاملته كما تعامل طفلا متمردا يندد بالعصيان بينما هي تشيد بالتأنيب ، رفض كل هذه الأفكار وهو يركز بصره في الطريق فربما رؤية ميرنا وتأمل سكونها سيريح باله ، وارتاح لأن جوزيت غير موجودة هناك أقله لا يتخبط معها في مسألة اختطاف هبة يكفيه حكيم وسؤاله المرتقب طبعا … /،
بالمجمل كل واحد فيهم كان يتوجه نفس نقطة محددة وشاءت الصدف أن يصلوا في آن الوقت رغم أنها كانت مفارقة عجيبة إلا أن هنالك بعض العوائق استوقفتهم وجعلتهم يقفون بشكل موحد في حركة أكشينية أمام بوابة المشفى الرئيسية يا عيني يا عين ههه، نزل وائل وهو يرمقهما بنظرات مبهمة ، بينما نزل ميار وهو يرمى آخر سيجارة من فمه فقد دخن طوال الطريق علبة بأكملها جعلته يتحكم قليلا في مزاجه ، أما حكيم فقد كان هنالك شبح ابتسامة يرتسم على شفتيه حين بادل وائل تلك النظرات التي تحولت لاحتدام فور رؤيته لميار
حكيم:- ميار أود محادثتك على انفراد لنذهب قبل خروج أحدهم
وائل:- ويفضل أن تتأكد من مغادرة إياد لأنك تغامر هنا
ميار(بتأفف):- حسنا هل أصبحتما وصيين علي الآن أم ماذا ؟
وائل(لوح بيده):- أنا في الداخل
ميار:- ما به هذا الآن ؟
حكيم(فرقع إصبعه للرجال):- خذوا السيارات للموقف تحركوا ..وأنت رافقني إلى هناك
ميار(رمق يد حكيم وهو يضعها على ذراعها):- أنت لم تلمس ذراعي هكذا منذ أن كنا أعداء ، فهل عدنا أعداء ؟.
حكيم(فضل الصمت لحظتها وأفلته ليسبقه بخطوات):-…لارد
ميار(نظر إليه وتنهد عميقا):- فهمت ..
حكيم:-جيد وفرت علي عناء الحديث
ميار(انعطف معه ودلفا للموقف):- صرت تكرهني يعني ؟
حكيم:- سأكرهك وسأصبح عدوك من جديد إن لم تعد المرأة لبيتها
ميار(ببرودة):- لن أفعل
حكيم(حاول تمالك أعصابه):- ميار ميار دعنا نفهم أمرا واحدا وهو أن علاقتك ستكون على المحك مع إياد ومعنا إذا ما تماديت ، لا أحد سيغفر لك هذه الزلة التي ستنجزها بكامل قواك العقلية هل تريد تعذيبها قتلها ماذا تريد منها ؟
ميار(كتف يديه واتكأ على الحائط):- لم أقرر بعد ما الذي سأفعله بها
حكيم:- وما يزال يرد علي هل أنت مجنون لقد تجاوزت حدودك أصلا حين اختطفتها
ميار(بجمود ورتابة):- لقد ضجرت هل ستنهي هذه الأسطوانة أم لا ؟
حكيم(أمسكه من كتفيه ورجه):- استيقظ على نفسك عمتي قد مااااااتت ماتت منذ زمن بعيد ،نحن الآن نعيش اليوم والمرأة التي تختطفها لا ذنب لها في موتها لأنها بدورها ضحية هربت من عامر نجيب ومن عمي سليم ومن أبيها حتى لكي تنجو بحياتها ، ولكن وجدت نفسها سجينة لدى غضنفر كل تلك السنوات فما الذي ستزيده عليها ؟
ميار:- هل عينتك محاميها يا ليتك كنت وائل على الأقل كنت لأقول أن ذلك من حقك ،لكن أنت ما علاقتك بها ؟
حكيم:- يكفي أنها والدة أخوك
ميار(ابتلع ريقه):- لن أطلق سراحها ولن تعثروا عليها ولن تغيروا قراري ماشي عن إذنك
حكيم(رفع يديه وزفر عميقا بتنهيدة مجنونة):- اللعنة ..
لاحقه بعينيه حتى اختفى من بصره وهز رأسه بفشل واتصل بجوزيت ليبلغها بأن محاولتهم فاشلة حتى قبل أن يقدموا عليها ،وهذا ما أشعرها بالرعب فهي تعلم أن عناد ميار لن يكسر بسهولة وطالما وجد الكل ضد فكرته سيتمسك بها حتى الأخير ،وستدفع هبة ثمن ذلك مع الأسف …بينما هو يفكر بحل لهذا الموضوع قبل أن يتفاقم نظر صوب سيارته وتوجه إليها أخرج كيس الكتب ودخل به للمستشفى
رامز(وجده بوجهه):- يا مرحب ما به ذلك الغليظ لا يرد السلام ؟
حكيم:- لا تسأل فأنت تعرف مزاجه المضروب ، ما الأخبار ؟
رامز:- على حالها لم تنهض بعد ، أشعر بأن هذا الجواب قد تم لفظه مليون مرة خلال 24 ساعة الماضية
حكيم:- ما كذبت لكن غالبا ستستيقظ بعد وقت بسيط لا بأس نحن هنا ، لكن أخبرني هل هناك جديد على موقع الحادثة هل أمسكتم بالجاني ؟
رامز:-اسألني هل عرفناه
حكيم(تهجم وجهه):- هل عثرتم عليه ؟
رامز:- أجل ولكن مع الأسف جثة هامدة ملقية على جانب البحر
حكيم:-وماذا لو لم يكن رجلنا المقصود هاا مهلا مهلا لا تكمل وجدتم بحوزته قطعة ذهبية هو الآخر أليس كذلك ؟
رامز:- الله على الفطنة تماما كيف عرفت ؟
حكيم:- من ملامح وجهك المشرقة تت طيب ومسألة الجواهرجية تلك ؟
رامز:- خاصتكم لم يعثر رجاله على شيء أما تحقيقي أيضا لم يثمر ، بينما بقيت السيدة التي أفادنا وائل بعنوانها وهي الأخرى لم يكن لديها معرفة ..لم يتبقى إلا سفر كاظم فهذا سيحسم الأمور ويفسرها بأن القطع الذهبية قد دخلت للوطن بطريقة غير شرعية ، وتصميمها خارجي ما يعني أن العدو المنشود خارج أراضينا
حكيم:- لا أعرف لما أشعر بأن عقلي ممسوح حين تبدأ بالتفسير ،تمام سنلاحق هذا ونرى
رامز(انتبه لكيس الكتب):- ههه ماذا هل تنوي قراءة كل هذه الكتب على رأس مرمر ؟
حكيم(ارتج محله وتحرك):- عمت مساء رامز
رامز(لوح له):- سلملم ،هئئ تأخرت على ماريا اليوم ستقتلني للمرة الألف أنسى موعدنا كخخخ راحت عليك يا رامز طب أنا كان مالي ومال الحب هااااه ؟؟؟؟
بعد أن طمأنه رامز في أن عصفورته ما تزال غافية اطمأن قليلا وآثر التخلص من تلك الكتب لذلك توجه بها لرواق غرفة أمها ، طرق الباب بهدوء ولكن لم يسمع جوابا فتحها ولم يجد أحدا بداخلها واستغرب الأمر ..
حكيم(استوقف إحدى الممرضات):- عفوا منكِ كان هنالك مريضة كبد في هذه الغرفة هل غادرت ؟
الممرضة:- لست أعرف يا سيدي فمناوبتي كانت ليلية يمكنك سؤال الاستعلامات
حكيم:- تمام مشكورة ..
ذهب للاستعلامات وسأل عن مكان صاحبة الغرفة فأخبروه أنها قد غادرت وستعود حين يحين موعد إجراء العملية الذي تعين بعد يومين ، مط شفتيه بقلة حيلة ونظر لكيس الكتب وتذكر تلك المتطفلة إن لم تجد كتبها ربما تعتقد أنهم ضاعوا منها وتضطر لشرائهم من جديد ، ولأجل هذا طلب العنوان ولكن الموظفة رفضت ذلك نظرا لخصوصية المشفى وهذا ما جعله يتوجه مباشرة لطبيب صفوة الذي رحب به بحفاوة كيف لا وهو من سيملأ جيبه بالملايين ، لم يوليه حكيم أدنى اهتمام بل أعطاه ورقة وقلم ليكتب عنوان المريضة ويخلص …وعليه أخذ العنوان ووضعه بجيبه وخرج مجددا وضع الكيس بجيب سيارته وعاد ليتوجه مباشرة إليها ..هناك حيث كان وائل يكلم طبيبها وهو ينظر إليها بلوعة واشتياق
وائل:- يعني متى مقدر أن تستفيق حضرتك قلت ليلا وها نحن ذا ليلا ؟
فارس:- لا أفهم سر عجلتكم كلما نامت كلما كان ذلك مفيدا لصحتها وجروحها ،ولأجيب على سؤالك فإنها على وشك النهوض جهزوا أنفسكم ولا تدعوا ذلك المجنون يقترب منها
وائل(فرح بالخبر):- ههه لا تقلق
فارس(ناظر بريق عينيه):- هل لي أن أسأل سؤال متطفلا ؟
وائل(لامس الجدار الزجاجي بيده ووضع جبينه متأملا إياها):- إنها نبضي
فارس(استغرب من جوابه قبل حتى أن يسأل وانسحب دون إضافة شيء):- ما سر هذه المريضة الكل مدله في عشقها يعني ما السبب هه والله عالم غريبة يا سبحان الله ..
وائل(همس بخفوت وهو يناظر محبوبته):- شمس ليالي الآفلة نبضي أنا عدت وأنتظركِ بشوق ، افتحي عينيكِ وستجدين قلبكِ بالقرب تمام هه …
خارج الغرفة
نور(بتذمر):- هل اكتفيتِ ؟
نبيلة(أغمضت عينيها):- ليس بعد لكنني سأؤجل البقية لوقت لاحق خذيني للبيت
نور:- جدتي يا جدتي الحبيبة أخبرتكِ أن وجهتي ستكون صوب بيت فؤاد رشوان
نبيلة:- أريد أن أفهم نقطة واحدة هل هؤلاء الرجال بدون كرامة يعني ، لقد مسحتِ بكبريائه الأرض وما يزال يلحق بكِ ويستقبلكِ ببيته من فوق
نور(وجدت نفسها تجد الجواب سريعا):- إنه العشق
نبيلة(صعقت من جوابها وضربتها بعصاها لكتفها):- قومي عني ياااا أين الشقراء لتأخذني لبيتي لقد غممتِ قلبي
نور:- ومن الذي أغماه لكِ جدتي ؟
نبيلة(زمجرت):-حمم أصلا كيف تسألين سؤالا تافها كهذا ، سوف أحاسب أمكِ لأنها وافقت على جنونكِ ذاك
نور:- هيا جدتي قريبا سنصبح في منتصف الثلاثينات وما زلتم تحسبونني طفلة ؟
نبيلة:- الحق يقال طول عمرك رجل
نور(حولت عينيها):- وأفتخر هااااه وأفتخر لا تحسبي أنني سأتذمر ..
عواطف:- هيا نور ألن تغادري لا يعقل أن تتركي البنات وحدهن طوال هذا الوقت
نبيلة:- كيف وافقتِ يا ست عواطف على هذا الفعل ؟
عواطف:- لم أوافق ولكنها وضعتني أمام الأمر الواقع فاستسلمت
نور:- هاه شفتِ الناس كيف تجيب يا بلبلة
نبيلة:- أنا لم يعجبني الأمر لكنكِ راشدة افعلي ما تريدينه ، كنت أريد انتظار استيقاظ ميرنا ولكن أعصابي تعبت هنا بلغوني بالجديد أين كوثر؟
عواطف:- كانت تلحقني لكن عبد المالك استوقفها على جنب
نور:- أيوة وما الذي يريده عجبااا ؟؟
كوثر(بدموع):- لا يا بابا أنت وجدت ضالتك التي خرجت من يديك والآن استعدتها في جمانة ،وستبذل جهدك لتحتويها وتغدقها بجميل مشاعرك …
عبد المالك:- على الأقل أجد ابنة تسمع كلامي ولا تعارض قراري وتعصاه
كوثر(زمت شفتيها):- وجدت ابنة ؟؟؟؟
عبد المالك(أغمض عينيه):- كوثر؟..
كوثر(ابتعدت عنه):- مرحى لك يا أبي بتلك الابنة فمن اليوم ليس لدي أحد غير أصدقائي
عبد المالك:- تراجعي عن قراركِ وستجدين صدري مفتوح لكِ ، إنما لو ضللتِ تعاندين لن تجدي مني سوى الصد والغضب
كوثر:- أنا أحبه ولكنك لا تحبني
عبد المالك:- كفي عن العبط
كوثر(ببكاء):- لو كنت تفعل لما استبدلتني بابنة جاهزة
عبد المالك:- أستغفر الله العظيم استبدال ماذا يا كوثر،أنتِ ابنتي فلذة من كبدي وهذا لا يعني ألا أحب جمانة لأنني أعتبرها مثل ميرنا ووصال وإياد إخوتكِ لذلك لا تعلقي عليها خطاياكِ ،وكوني مثلما علمتكِ على قدر مسؤوليتك
كوثر(زمت شفتيها وناظرته):- طبطب عليها وعانقها وأحبها كما تريد لّأنني لن أفعل سأكرهها دوما سأفعل …اهئ
عبد المالك:- كوثر كوثر …ت ..
وصال(خرجت من الحمامات ورأتها تركض):- خيرا عمو عبد المالك ما بها كوثر ؟
عبد المالك:-تشاجرنا رجاء حاولي تهدئتها يا ابنتي
وصال(ركضت خلفها):- حسنا لا تقلق..هييه يا كوثر يا بنت أين اختفت الله يلعن قد مرت من هنا للتو كوثرررر سأبحث عنها أمري لله …
ظلت تركض بدموع ولم تحس على نفسها إلا حين اصطدمت به وسقطت أرضا لينحني ويمد يده ليوقفها ، طالعته وفور رؤيته ارتفعت وارتمت بحضنه وهي تبكي بحرقة
كوثر:- اهئ بابا يكرهني يا إياد يكرهني
ميار(لم يعانقها بل رفع يديه):- أ..كوثر احم ماذا حصل ؟
كوثر(دكت رأسها بحضنه):- بابا …إنه يحب جمانة أكثر مني وصار يعاملها كابنة له حتى أنه تقبلها ومش بعيد سيأخذها لبيته كي تعيش رفقته ، اهئ فيما هي أحسن مني يعني ها ألم يكفيها أنها سرقت مني أمي ؟؟؟
ميار(تنهد عميقا وربت على شعرها بقلة حيلة فقد أتته في وقت مقيت):- وهي بدورها حرمت من أبيها يعني أنتِ وهي تشكلان ثنائيا لطيفا
كوثر(ابتعدت عنه بغضب):- هل ستزيدها علي أنت الآخر ، ابتعد عني كلكم مثل بعضكم
ميار(صفق بيديه ووضعهما على جنبه):- رائع ما بدأه الآخرون أكمليه أنتِ ..
وصال(كادت أن تصطدم به هي الأخرى):- له يا إياد لما لم تمسكها يعني حرام عليك
ميار:- أمسكيها أنتِ لو استطعتِ يختي
وصال(ابتعدت عنه وتبعتها):- اللهم طولك يا روح
ميار(لوح خلفهما):- أصلا وجهي لا يلتقي إلا بهذه الوجوه الكريمة ، يفترض أن أتوارى عن الأنظار حتى يغادروا المشفى لا أود الوقوع بمشكلة أخرى بسبب إياد ..
وصال(استوقفتها بسرعة):- تمهلي يا بنت ما هذا ياااا أعدتني لزمن التدريبات العسكرية
كوثر:- دعيني
وصال:- حسنا سأدعكِ لكن ورجلي على رجلك
كوثر:- أنا متذمرة وغاضبة
وصال(أمسكتها من يدها):- وتبالغين يا كوثر ما الذي يجعلكِ حانقة لهذه الدرجة،وأنا واثقة أن الموضوع لا يخص أباكِ ولا جمانة تلك
كوثر(مطت شفتيها):- جاءت تلك الحرباء للمكتب اليوم وكنت أنا وزياد بمكتبي بقرب بعضنا يعني ..أ..
وصال:- قبلته يجعل الصراصير تقبلك ألم أحذركِ من عدم لمسه لكِ إلا بعد الزواج ؟
كوثر:- ها هااا على أساس أنكِ السيدة وصال المحافظة بشحمها ولحمها
وصال:- أنا حالتي تختلف ثم …ثم لا تقارني بيني وبينك فأنتِ من سيتزوج لا أنا
كوثر:- وماذا بها همم ..ثم لا تغيري الموضوع
وصال(زفرت بتعب):- عمتي أنا بدوري فيني ما يكفيني ،أرجوكِ لا تبدئي تذمركِ
كوثر(مسحت دموعها وعانقت وصال):- اسمعي من صديقتكِ واذهبي لبيته واعتذري كي لا تخسريه يا هبلة،الآن ألم تخبريني أنكِ كنتِ تغارين منه من تلك المدعوة ريحانة في المعسكر
وصال:- لا تذكري تلك الشمطاء لم أفلت من شرها إلا بعد أن أصبت بسببها في الحريق
كوثر:-لكنها كانت تثير غضبكِ صح والمطلوب منكِ استذكار تلك الحقبة لأجل استرجاعه
وصال:- فكرك سأنتصر ؟
كوثر:- أقول مجازيا يا بنتي هل نحن نعيش ذلك الآن
وصال:- لا سوف يطردني من جديد ويمسح بكرامتي الأرض لن أذهب
كوثر:- أتسمعين نصيحة صديقتكِ أم لا ؟
وصال:- لا
كوثر(ضربتها لكتفها):- ينعن لسانك روحي عني دعيني آخذ جدتي للبيت لقد تعبت
وصال:- ميرنا لم تستيقظ يا كوثر هل يفترض أن نعود غدا ، لكن ذلك السمج أوصاني أن آتي باكرا قبله للعمل وأكيد سيمرر عيشتي
كوثر(غمزت لها):- هذا في حالة عدم تأثيركِ عليه في هذه الزيارة يختي ههه ، ثم ها أنا ذا سأصنع لأجلكِ فرصة سوف أوصلكِ بطريقي وسيضطر لإيصالكِ لأنه ليس معكِ سيارة ،ولأننا نعرف شهامة الرائد إذن فلن يفرط فيكِ
وصال(عضعضت شفتيها):- حمستني يا نذلة ولكن أي عاقبة حصلت سوف أجعلكِ تدفعين ثمنها
كوثر:- ههه عندي
ابتسمتا أخيرا وتوجهتا للرواق وأخذتا معهما الجدة نبيلة التي لم تبخل عليهما بالاستجواب والاستنطاق في مسار حياتهما الشخصية ، وكلتاهما كانتا تجيبان بأدب واقتضاب أحيانا يمتزج ببعض التذمر وهي تعرف أنها تضغط عليهما لكنها تود الاطمئنان عليهم فهي تعتبرهم مثل باقي أحفادها …أما نور فقد ذهبت لوحدها ولم تقم بتوصيلها لأن فؤاد اتصل بها واستعجلها للعودة كون الأميرات يتضورن جوعا وهو أبى أن يطعمهن دون حضورها يعني حكم القوي ع الضعيف اشربي عزيزتي نور ههه ..أما عواطف فقد بقيت هي وعبد المالك ونزلا للمطعم لأجل تناول شيء خفيف والعودة وذلك تم فور وصول حكيم …
وائل(كان يخطط على الزجاج):- مثلما أخبرتكِ كان جميل الوجه ويشبهني ههه أوس لقد عاندتكِ وأسميناه بالاسم الذي أردته له ، لم تمانعي إطلاقا وهذا أسعدني وكان لدينا أخته شمس لا أدري هل كانا توأما أم هي التي تكبره لكنني سعدت بأولادي منكِ ، إنه حلم يتحقق يا حبيبتي أنا ،..صدقيني سوف أتزوجكِ في اليوم الذي وعدتكِ فيه مهما حصل لن أفرط فيكِ يا أناي الملتهبة …
حكيم(قاطعه):- يعني هل سيطرت على المنطقة أم أنك ستحتكرها الليل بطوله لنفسك ؟
وائل(تنهد عميقا وهو ينعزل جبرا من بوتقتهما الخاصة):- يمكنك أن تتفضل المكان شاسع
حكيم:- حالنا يضحك والله صباحا نكون مثل الغرباء ومساء أعداء
وائل:- إنها الحياة
حكيم(استغرب جوابه لكنه لم يدقق):- بربك هل سوف تبقى هكذا دعني معها قليلا
وائل:- وفيما أزعجك ياااا سيد ؟
حكيم:- لن نتصرف كالأطفال أريد فسحة بسيطة معها وبعدها ارجع واغرس جذرا هناك حتى
وائل(نظر للأرضية):- والله فكرة سآتي بالجذر إذن ..أستغفر الله
حكيم(رمقه بطرف عينه حتى ابتعد):- تشكرات
وائل:- سأعووود يا روحي لا تشكرني
حكيم(تحت أنفه):- روحة بلا رجعة …هممم عصفورتي يكفي نوما يااا قد ضجرت بلا مشاكلكِ هه اكتشفت أنني أحبها مثلما أحبكِ ، صغيرتي ليتكِ تستوعبين مآلكِ لكي نستطيع السيطرة على الوضع ونجد حلولا تخرجكِ من حالة التخبط التي ستعيشينها ، لكن أعدكِ وعد شرف لن أترككِ وحدك مطلقا مطلقا هذا إن سمحتِ لي طبعا ،، ع فكرة ميسون ببيت كاظم يعني أعلم أنه لن يفرط فيها لكنني أتوجس من كلامه الأرعن لها وهي طفلة ، عموما غدا صباحا سأجعله يأتي بها وأعيدها للقصر لم أخبركِ جمعت ما بين ميرا وطارق هناك يا ليت كنت أنا وأنتِ معهما أيضا هكذا كعائلة يا ليت …
مناجاة الحبيب هي طقس من طقوس العشق الأعلى والذي يتسم بصلة ترابط بين الاثنين قد تجعلهما يفكران في نفس الشيء وفي آن الوقت ،يصعب تجاوز هذه العلاقة إذا ما كانت تفيض بالمشاعر الجياشة لذلك كان يتمنى لو أنه حظي بذلك الشرف ولم تجعل مدينة حبه مهجورة ..ظل يهمس بكل ما يخطر بباله حتى قاطعه وقع أقدام الطبيب
فارس:- عدت أخيرا
حكيم:- طمأنني ؟
فارس:- جئت لأتفحص مؤشراتها قبل مغادرتي
حكيم:- هل ستخرج ؟
فارس:- أجل مناوبتي تنتهي بعد دقائق من بعد إذنك
حكيم(عض شفته بلهفة حين فتح الباب):- أيمكنني ؟
فارس(هز رأسه برفض وأقفل الباب):- رجاء
حكيم(هز كتفيه):- كما تريد سأتابع من هنا
ظل يتابع ما يفعله فارس بميرنا التي لم تبدي أي ردة فعل غير طبيعية ،كان كله سليما وهذا ما جعله يؤكد أنها ستصبح بخير في غضون أيام بسيطة ،سعد حكيم بهذا الخبر لأنه يعرف أن حالتها الصحية مهمة لكي يتمكنوا من ضبط انهيارها اللاحق بشأن صوتها من جديد..شكره قبل ذهابه وعاد ليبقى قبالتها مرة أخرى فلقد فارقها ذلك اليوم كله لذلك اشتياقه لها كان واضحا بشكل لم يتمكن من إيقافه …مثله مثل وائل الذي لم يستوعب مطلبها حتى الآن ؟
وائل:-لم أفهمكِ للأمانة خالة عواطف ما بيني وبين ميرنا لم ينتهي أجل لكن ..
عواطف:- أعرف أنهما انفصلا
وائل(امتص شفتيه):- وتعلمين أن جوزيت حامل أليس كذلك ؟
عواطف:- أعلم ..ولكن هذا خطأ يمكن تجاوزه لأنك لا تحبها بل تحب ميرنا
وائل:- وميرنا لن تسامحني وترفض حتى أن تصغي لي لأنني أصلا لم أفكر بالاقتراب ،إذ يكفي خيانتي لها
عواطف:- خيانتك هه …وائل أرجوك قل غير هذا
وائل:- ماذا تقصدين ؟
عواطف:- أنا لست غبية أنت لم تخنها ولا غيره
وائل(جدتي نبيلة لقد وعدتنا ألا تخبر أحدا يعني ما هذا الآن):- عفوا منكِ لم أفهمكِ ؟
عواطف:- القلب الذي تحمله بين ذراعيك مطبوع عليه ملكية خاصة لميرنا ابنتي ،ومن يعشق لتلك الدرجة لا يخون
وائل:- وضحي أكثر
عواطف:- صحيح قمت بفعل لا يغتفر ولكنك لم تكن بوعيك ، لأنك ما كنت ستفعلها ولو تحت أي ظرف كان
وائل(أرجح أنها لم تعرف شيئا هفف نجونا):- فعلا أخطأت ولكنني الآن أحترم طفلي وأمه وميرنا أقصتني من حياتها ولا أتمنى لها سوى الخير
عواطف:- يعني توقفت عن حبها ؟
وائل(كيف يتوقف نبضي عن نبضه بالله عليكِ ؟):- الظروف أجبرتنا على الفراق
عواطف:- إذن ما الذي تفعله هنا غادر وابتعد عن حياتها
وائل(دهش من ردها):- حتى أنتِ خالة عواطف
عواطف:- حتى أنا ومن الآن لست خالة أحد منكم أنا مع ابنتي ومع أي قرار تتخذه ، لا أنت ولا حكيم سأسمح بأن تقتربا منها وتزعجاها
وائل(حك جبينه):- دعينا لا نستعجل الأمر وليكن خيرا
عواطف(ولته ظهرها وتحركت):- لنأمل ذلك لأنكما بعدها مباشرة ستختفيان وأنا عند كلامي
وائل(وضع يده بجنبه):- جميل بل رائع كان ينقصنا جنون الأم الآن ..يا الله
ميار(قدم من الرواق):- الرحمة يا ربي الرحمة من أين يأتي كل هؤلاء المخابيل
عواطف(استوقفته):- إلى أين أخذت الورقة ؟
ميار:- أي ورقة ؟
عواطف:- ورقة الورد لقد أعطيتها لك كي تخبئها ببيتك
ميار(حك جبينه):- والله نسيت يعني ..ورد ماذا ؟
عواطف:- يا بني الورد الذي جاء لميرنا من شخص يدعى أنيس النهار ولا الليل لا أذكر
ميار(برقت عيناه لحظتها):- ماذا هااا ها وضعتها بسيارتي في مكان آمن كي لا تضيع
عواطف:- جيد ولا تخبر أحدا هاه إنه سر بيننا حتى تستيقظ ميرنا ونسلمها لها
ميار(تحركت حنجرته):- ألن تغادري للبيت كي ترتاحي يعني سأبيت هنا الليلة؟
عواطف:- لا سأبقى أيضا ،دعني أرى عمك عبد المالك قليلا تركته يكلم معاد
ميار(أشار لها):- حسنا …هييه بست
وائل(جلس على الكراسي ورمقه بنص عين):- نعم ؟
ميار:- هل تعلم شيئا عن باقة الورد التي أتت لميرنا ؟
وائل(تبدلت ملامحه):- باقة ورد ماذا ؟
حكيم(خرج لحظتها):- عن أي باقة تتحدثان ؟
ميار:- عواطف قالت أنها أعطت لإياد بطاقة ورقية لكي يخبئها ولا يراها أيكما ، قالت أنها من شخص يدعى أنيس الليل هل لديكما فكرة ؟
وائل(استشاط غضبا):- ومن يكون هذااا أيضا ؟
حكيم:- السؤال الأهم ماذا كتب ؟
ميار(رفع هاتفه):- سنعرف حالا …./ ألو أين أنت ؟
إياد:- وصلت شقتي أخيرا وسأنام
ميار:- أريد منك صورة
إياد:- ههه هل اشتقت لي مثلا ؟
ميار:- صورة للورقة التي أعطتك إياها عواطف لتخفيها عنا
إياد:- دوما ما أقول أن التقمص ذاك سيؤدي بنا لمشاكل وجيد أنني لست متزوجا بعد ،وإلا لكنت قد ضعت في مقلب أو غيره
ميار:- لا تطل يا إياد أرسل الصورة فورا فورا
إياد:- مااااشي انتظر
حكيم:- من هذا يعني أكيد واحد منكما ؟
وائل:- وهل سنكتب لقبا آخر غير هويتنا لا تجن
حكيم:-إذن من سيتجرأ ؟
ميار(قرأها بصوت مرتفع):- "شفاكِ الله يا لحناً شرقيَّا عزفتُه ليؤنسَ وحدتي أثناء انتظاري لبراعمِ حرفكِ كي ينثر شذاه على الصفحات ، لو كانَ الصوتُ يُهدى يا ميرنا لأهديتكِ أناي فقط لتكوني بخير" بتوقيع أنيس الليل
وائل(رمش مرتين وهو ينتفض من كرسيه):-الله الله من هذا ياااا ؟
حكيم(بعصبية حرك فكه وهو يخطف الهاتف من يد ميار):- هذا الوقح هذا الحقير كيف يجرؤ
ميار(زفر عميقا):- أيا كان فهو يعرف ما يحدث هنا
وائل:- ما قصدك أيعلم بأن ميرنا قد تعرضت لحادث ، يا رجل الوسط الإعلامي كله يعرف
ميار(مد يده ليأخذ الهاتف من جديد):- أيا كان فقد كان يتابعها في الجريدة يعني يعرفها جيدا ،أما بخصوص الصوت فلا واحد منا أو من عائلتها صرح بذلك خارجا ، حتى حين موهناهم في المستشفى الأخرى لكي يعتقدوا أنها موجودة هناك قصد إبعاد إزعاجهم لم يتم التصريح بشيء غير سلامتها من الحادث وتماثلها للشفاء …إذن ؟
وائل(نظر لحكيم):- هو يعرف أنها فقدت صوتها
حكيم(فتح انعقاد حاجبيه):- أوك أستسلم لم أعد أستوعب شيئا
ميار(نظر إليه حين جلس بقربه):- علينا إخراج ميرنا من هنا يا حكيم ..بقاؤها يلعب بعداد عمرها صدقني
وائل:- ونذهب بها إلى أين ؟
ميار(رمقه شزرا):- نذهب نذهب وليس تذهب يا بعدي
وائل:- لن أسمح لأي منكما بإقصائي ، فإن لم تفعل ميرنا سأبقى بالجوار
ميار(أشار نحوه ونظر لحكيم):- هذا لما يحشر أنفه في كل شيء هاه ؟
حكيم:- كفى منك له نحن في مشكلة وأنتما تتخاصمان مخاصمات غيرة ولا أدري ماذا ، حياة ميرنا على المحك أيا كان هذا الشخص فهو يعرف أكبر من قدره وعلينا أن نجده
ميار:- كيف نحن لا نعرف إلا هذا اللقب لابد وأن نسأل ميرنا وتتحدث لتخبر ….تبا
وائل(تألم من جملته واتكأ على الحائط مكتفا يديه):- ستتحدث لكن لتمهلنا بعض الوقت لنستوعب ما يحصل
حكيم(بحزن عليها):- صغيرتي لا تستحق كل هذا ، يعني متى سننتهي من هذا الويل ميار كيف سنحميها ؟
ميار:- لا أعرف وليس بجهدي القيام بشيء
حكيم:- ها بجهدك فقط الاختطاف والتعذيب واللعب بالأعصاب أليس كذلك؟
ميار(نظر لوائل الذي تنبه لهما):- استلم الآن
وائل:-من اختطفت مرة أخرى ما الذي فعلته بتصرفاتك الإجرامية التي لا تهمد ؟
ميار(نهض له):- وهل أنت زوج أمي حتى تحاسبني
حكيم(وقف بينهما):- ياااااا جماعة لنهدأ …لو استيقظت البنت الآن ووجدتنا مثل الدجاج نتناقر هنا سوف تعود لسباتها هربا
وائل:- أريد أن أعرف الآن من اختطفتم ؟
حكيم:- آه الآن أنت تخطئ
ميار(لوح بيده وتركهما وهو يضع هاتفه بجيبه):- سأرى ميرنا لا أحد يلحق بي
حكيم:- تركت الممرضة تغير غطاءها أنت وحظك إن لم تطردك مثلي
ميار(لم يهتم بل فتح البوابة من الوسط ودخل ليقف قبالتها وهو يتنفس بأريحية):- تغير حتى لون الحيطان سأرى ميرنا يعني سأراها من هذا الذي يمنعني هفف ، غاليتي أخيرا رأيتكِ أنا أشعر بالضيق ..آه يا ميرنا آه متى تعيدين لي بسمتي يا سلطانتي الشقية ، شوفي لأكون صريحا معكِ أنا لست مجرما مثلما كنتِ تشتمينني في بدايتنا الخاطئة، أنا أنتقم لعمتكِ التي بكت دما من معاناتها بسبب تلك المرأة ، كيف تعيش هي وأمي تموت يعني لا أستوعب لم تكن أمي شريرة مطلقا بل كانت طيبة جدا لو ظلت على قيد الحياة لأحببتها ، وأنا لم أجد من الإنصاف موتها أعلم أنه حكم إلهي من رب العالمين ولا يسعني التدخل في الأقدار ، لكن كان يعزيني موت هبة لأكتشف أنها كانت حية طوال سنين …خيبتي جعلتني أشعر بطعنة الغدر مرتين من جوزيت ومن هذه اللعينة ، لا تصدقيها إنها خبيثة طالما عروق الرشوانيين تسير في عروقها فهي لا تستحق الشفقة ولن أشفق ، أردت إخباركِ كي لا تحزني على صديقكِ لأنه أخي في النهاية وعليه أن يستوعبني ت ..حسنا حسنا لقد أزعجتكِ بهذا العار لذلك رغبت برؤيتكِ فقط يا ميرنااا عودي إلي لو سمحتِ
مسح على حاجبه بتعب وكان بصدد إتمام ما يهمس به سرا لها لحين استوقفه اتصال هاتفي جعله يفتح عينيه على وسعهما وينظر خلفه لميرنا نظرة أخيرة ، قبل أن يطير من هناك متجاوزا حكيم ووائل الذين لم يستوعبا ما يحدث بل هرعا ليتفقدا ميرنا ووجداها على حالها الطبيعي إذن ما بال هذا المجنوووون ؟ ..لم يفهم أي منهما ما يحصل لذلك آثرا انتظار عودته لعله يشرح لهما ما باله ، ولم يكن أيهما سيعرف ما باله مطلقا لأنه هرول في الدرج وعبر الممرات وركض في الأروقة المخصصة من بوابات مختلفة حتى وصل لذلك الجانب وهو يلهث ، خطواته كانت تصعب عليه التنفس لذلك توقف وهو يمسك على صدره ويتمنى أن يصدق حدسه ولو مرة في حياته …استجمع رباطة جأشه ووصل للباب الخاص بالطبيب
ميار(هيا ميار هيا تشجع واعرف الحقيقة التي تخفيها عنك جوزتك الغالية):- ..دكتور
الطبيب(ابتلع ريقه وابتسم على مضض وهو يشير له):- تفضل تفضل رجاء
ميار(أقفل الباب خلفه وتقدم نحوه):- اتصلت بي هل حقا ظهرت نتائج الأبوة بهذه السرعة ؟
الطبيب:- أجل انتهينا منها وآثرت إبلاغك لم أحسب أنك متواجد هنا ؟
ميار(جلس بتعب):- أعصابي على آخرها لذلك أوجز …هل الطفل ابني ؟
الطبيب(أخرج ورقة التحاليل وقدمها له):- مع الأسف ..إنه ليس ابنك
ميار(أمسك الورقة برجفة وهو ينظر إلى حلمه يندثر أمامه):- قلت أنه ليس ابني ؟؟؟
الطبيب:- أعتذر منك لكنه ليس كذلك
ليس ابنك ليس ابنك ..الانكسار الذاتي الذي يلحق خاطر المرء في غفلة من آماله التي نسجها لأجل لحظات سعيدة في داخله ،كل هذا يدمر الفؤاد بشكل انهياري يجعل القلب يخفق بشكل سريع يكاد يتوقف عن الخفقان ، التنفس يضيق بينما تسري رجفة في بقاع الجسم وأعلى الصدر تزيد من تفاقم تلك الحالة بشكل أليييييم جدا …
لم يستوعب يعني حدسه كان يثق به كثيرا 90 بالمئة حتى ، فكيف يكون ابن وائل وليس ابنه كيف كيف ،،، صعب عليه التصديق واحمرت عيناه لحظتها لذلك نزل الدرج وهو يكمش الورقة التي فتحها مرة أخرى وخرج بها رماها بجواره في السيارة التي انتزعها من ذلك الموقف وغادر من هناك بعيون دامعة وملامح شرسة ستجعله يقترف شيئا لن تحمد عقباه …

وقبل أن نعرف إلى أين اتجه سوف نشاهد آل المعسكر قليلا
كامل(كان ينظر إليه بعيون غالبها النعاس):- اففف أنت ممل بصراحة يا سيد جاسر واقتلني لو أردت لكنك جعلتني أشعر بمعاناة العجائز يا رجل
جاسر(ظل يشاهد برنامجا حيوانيا على القناة المعهودة):- يهمني معرفة طريقة افتراس التماسيح
كامل(تحت أنفه):- لا يوجد تمساح بقدرك للأمانة
جاسر:- لو ضجرت غادر لم أطلب جليس أطفال ع فكرة
كامل:- الآن تطردني لقد قبعت بوجهك وبوجه الصمت لثلاث ساعات متواصلة ،أخوك أخوك ولن يفعلها صدقني فقط صديقك الذي يخشى عليك ويحبك هو الذي سيضحي
جاسر(أغمض عينيه):- بصراحة يا كامل وبدون مؤاخذة لقد جعلتني أكره نفسي غادر بدون مطرود أزعجتني اففف
كامل:- لن تطردني يا سيد رائد لأنني لن أتركك وحدك وأنت مريض
جاسر:- لست مريضا
كامل(نظر لجرحه):- بلى أنظر لملصقك وتأوهاتك التي تداريها ، ثم أبفهم لما لا تقفل ذلك القميص ؟
جاسر:- ليمر الهواء
كامل(مرر يده على صدره):- لما لم أكتسب أنا أيضا تلك الخطاطة العضلية ، ما الذي تفرقه عني يعني هااا ؟
جاسر:- هه كامل زوجتك اتصلت للمرة العاشرة وجدتك عشرين مرة لذلك انس أمري واذهب
كامل:- له وهل هذا يجوووز لقد وعدتها ألا ..ألا أ..أ..أ…أ
جاسر(حول عينيه وهو يضع جهاز التحكم على الطاولة ويعدل جلست):- تابع تابع وإلا جعلتك تعرف كيف اكتسبت هذه العضلات عندما أرسمها على صدرك بالسكين
كامل(التصق بالكنبة ونهض وهو يعانق الوسادة):- كان حريا بي الهرب قبل قليل
جاسر(رمقه وهو يتسلل كي يخرج):- كامل عد لمكانك
كامل:- لا لن أعود أنت ستأكلني والله كانت قلقة عليك المسكينة ولو ترى حالتها أخخخخ تصعب على الكافر و
جاسر(سمع رنين الجرس):- افتح
كامل(هرول حتى تعثر في ثيابه وفتحها وهو يلهث):- هئئئئ الحمدلله جئتِ لقد ذهبت أنا تبخرت انسوا أمري سلام سلام
وصال(عضعضت شفتيها وهي واقفة عند الباب):- أ..ما به هذا الأخرق ؟
جاسر(لحق به للباب حتى يعلقه من ثيابه):- أيها الفأر سوف أسلخ جلدك عن عظمك و..أنتِ؟
وصال(صعقها بمنظره المثير بقميصه المفتوح وملصق جرحه الذي جعله يبدو أكثر إثارة حتى داخت ولم تجد أدنى حروف تعفيها من الحرج):- أ…لآرد
جاسر(ضرب بالباب):- ألووو نحن نكلمكِ يا أخت؟
وصال(تلعثمت وهي تنظر جانبيا بصعوبة فلم تقوى على إبعاد عينيها):- ج..جاسر
جاسر(مرر لسانه بين شفتيه ومسح على شعره بحركات قاتلة لها):- لا أخوه نعم جاسر زفت ماذا تريدين ؟
وصال(رفعت كيسا صغيرا وأعطته له):- أحضرت هذا
جاسر(أمسكه ونظر بداخله):- ما هذا ؟
وصال(عدلت خصلة شعرها):- دواء
جاسر(عاد برأسه للخلف):- هل وصلنا لدرجة الشحاذة ؟
وصال:- مااااذا …أ احم لا يعني فكرت بإحضار شيء يخفف عنك الصداع
جاسر(هز رأسه):- ها لأن كامل النتن أخبركِ أنني مصدع جميل
وصال:- لا تلم كامل أنا من طلبت منه ذلك
جاسر:- وتطلبين منه بصفتكِ من ؟
وصال(نظرت لموقعهما عند الباب والأهم لاحتدامه ضدها):-أعرف أنك..
جاسر(كان يشعر بالصداع والآن تضاعف بعد صراخه):- غادري فحسب
وصال(لحقته للداخل وأغلقت الباب):- لن أذهب حتى أراك بخير
جاسر(رمى الكيس أرضا وضرب الطاولة برجله):- أتريدين إخراجي عن طوري يااا هذه ، قلت لكِ غادري لست أريدكِ لم أعد أريدكِ فهمتِ ؟؟؟؟
وصال(فزعت من صراخه وانهمرت دموعها فجأة):- ولكنني ..
جاسر(بعصبية نافذة اقترب منها وأمسكها من ذراعيها):- ولكنكِ قضيتِ على كل شيء أهنئكِ قد وصلتِ لمبتغاااااكِ وانتهينا انتهيناااا هل سمعتِ أكرر على مسمعكِ نفس كلمتكِ التي غرستها في صميمي بسيف حاد …نحن لا أمل لنا في هذه العلاقة
وصال(تألمت من قبضته وأغمضت عينيها):- …لارد
جاسر(نظر لعيونها المغمضة والدموع تنساب منها ورمق قبضته على ذراعيها وأفلتها):- ارحلي من بيتي
وصال(فتحت عينيها على غمغمة تتلكأ بجوفها):- بعمري ما أردت أن نصل لهذه الحالة
جاسر(صفق بقوة وهو يرمي بجثته على الكنبة):- ولكننا وصلنا وصلنا بفضلك
وصال(ابتلعت ريقها وهي تمسح دموعها):- ألا يوجد ..
جاسر(قاطعها مشيرا للباب بإصبعه بينما عيونه كان يغلقها بتعب):- ارحلي ولا تريني وجهكِ ببيتي مجددا وفي العمل سأتحملك رغما عني فليس بوسعي إبعادك ،ولو كان هنالك فرصة لرحلت أنا وتركتكِ تمرحين وتستمتعين بنظرات الغزل خاصة لوائكِ أيمن
وصال:- انتبه لكلامك أنا لست سافلة لتلك الدرجة
جاسر(رفع يده بإرهاق ووضعها على جبينه):- نقطة حسنة لكِ في الجواب السريع
وصال(اقتربت منه وأخذت جهاز التحكم وأطفأت التلفاز):- لن تتجاوزني
جاسر(رمش بعيون مصغرة تدل على عدم اتزانه):- لو سمحتِ أيمكن أن تتركيني وحدي ؟
وصال(لامست حرارته بيدها):-حرارتك مرتفعة و
جاسر(أمسك يدها بقوة هادرة وجذبها إليه معنفا إياها بنظراته قبل حروفه):- إياكِ وأن تقتربي مني لذاك الحد لم أعد أخصكِ
وصال(عقدت حاجبيها من تصرفاته):- من أنت ؟
جاسر(أبعدها عنه حتى ارتجت وسقطت على الكنبة جواره لينهض):- أنا شخص أحب بجنون لكنه يكره بشكل مؤلم لذلك حافظي على البقية المتبقية من كرامتكِ وارحلي
وصال(جلست):- لن أرحل قبل أن..
جاسر(بكل ما فيه من قوة رفع تلك الطاولة بيديه وكسرها كلها):- يكفييييييييي ادعااااء لقد مللت من هذا التلاعب مللت ، أجل أجل أخطأت في حقكِ لكنكِ لئيمة جداااا معي أنا أحببتكِ أحببتكِ واعترفت بذلك رغم أنه كان أمرا مستحيلا بالنسبة لي ، لكنني تخطيت كل شيء تحديت نفسي لأجلكِ وحاولت لكنكِ رفضتِ فماذا تريدييييييين بعد ؟؟؟؟؟
وصال(أمسكت على قلبها بعد أن أرعبها بتلك الحركة):- …لارد
جاسر(رمق شحوب وجهها ومسح على جبينه بتعب ليتكأ على حائط الديكورات ويرفع رأسه لها):- لما أتيتِ؟
وصال(اهتزت شفتاها ببكاء):-…لارد
جاسر(لمحها وكره نفسه أكثر فهو يكره رؤيتها على ذلك الشكل):- ما كان عليكِ المجيء
وصال(امتصت شفتيها ونهضت ممسكة بحقيبتها):- معك حق
جاسر(لاحظ أنها تهتز بعيون ضبابية وتتجه صوب الباب):- انسي أمر تلك العتبة فلن ألحق بكِ بعد الآن لذلك لا تزوريني ، لأنني لا أرغب بأن تسوء سمعتي بالعمل
وصال(بعدم تصديق ناظرته):- كف عن التصرف بلؤم
جاسر(ولى ظهره لها وهو يتوجه صوب غرفته):- أغلقي الباب من فضلك بعد رحيلك
وصال(لاحقت بعينيها وهي تستشيط غضبا):- من تحسب نفسك هاااه من تحسب نفسك يا أخرق أنت مجرد ..مجرد قف محلك واسمعني ، جاااااسر
جاسر(دفع الباب برجله ورمى قميصه أرضا واستلقى على سريره بشكل منهك):- أغلقي الباب وكفي عن الثرثرة
وصال(اصطدمت بحالته وتوقفت محلها):- أيها ل…خسيس التفكير على قولة نور ما هذا الآن
جاسر(فتح عينه بثقل وحاول النطق بشيء):- أعطني حبة دواء من ذلك الذي أحضرته
وصال(رمشت وهي تقترب منه بتوجس):- جاسر جاسر ماذا يحصل لك ؟
جاسر:- أنا أموت فافرحي سترتاحين مني قريبا
وصال(رمت حقيبتها ولامست جبينه):- جبينك نار عليك الذهاب للطبيب
جاسر(أمسك يدها وجذبها إليه بوهن):- أكره الطبيب
وصال(نظرت لوجهه القريب منها ولعيونه الذابلة):- لا أفرط فيك سوف أحضر لك المسكن
جاسر:- أنتِ تتعبينني تتعبينني
وصال(حاولت نزع يدها):- جاسر جااااسر دع يدي
جاسر:- لن أفلتها لأنكِ ستذهبين
وصال:- أليس هذا ما تريده مني ؟
جاسر(فتح عينه بثقل وابتسم لها):- لست أريد
وصال(لامست خده برجفة):- لحظة ..سأعود
تركته وعادت للبهو بحثت عن كيس الأدوية وسكبته فوق الطاولة الخاصة بالمطبخ ، قرأت التعليمات ووضعت كبسولة في كوب ماء ، بينما أمسكت ملعقة صغيرة ومحلول غذائي وهرعت إليه ، وجدته يغلق عينيه ويفتحهما ويحاول التركيز لكن الحمى غلبته وبتلك الانتفاضة التي قام بها خارجا استهلك قواه كلها …أعطته المحلول ببطء وجعلته يشرب حبة المسكن وابتعدت مرة ثانية لتحضر ضمادات نظيفة ووعاء ماء مثلج …نزعت سترتها ووضعتها على الكنبة وجلست جواره وهي تحاول تجاهل عضلاته المهلكة والتي اتخذت لونا مثيرا تحت تلك الإنارة جعلتها تشعر بالحرارة لذلك غمست يديها بالضمادة لعل برودتها تسري فيها أولا ،، عصرتها ببطء ووضعتها على جبينه لحظتها فتح عينيه وهو يرمش
وصال(وضعت شعرها على جانب واحد):- ابق ساكنا
جاسر(ناظر عنقها صعودا لشفتيها ولعينيها البراقتين):- وصاااال
وصال(اقتربت منه لتسمعه):- نعم ؟
جاسر:- قلت لكِ اذهبي
وصال:- سأذهب لكن بعد أن…
جاسر(وضع يده على رقبتها):- تبدين جميلة
وصال(تحركت حنجرتها من حركته وسحبت يده لتمسكها):- نم قليلا
جاسر(استدار برأسه للجانب الآخر):- لا تذهبي
وصال(رفعت يده وقبلتها بحنان):- لن أذهب …
من فوره نام وكأنه كان بحاجة ليد حنونة تربت على يده وتحن عليه ، وجدت نفسها تهتم به وتعترف أنها في عشق هذا الرجل تذوب ، لذلك عزمت أن تترك الأمر على سجيته وتسامحه طالما وصلت به الأمور لهذا النحو فهو أكيد نادم ولن يعيدها ، ولهذا عليها ألا تبالغ وستكون متسامحة معه منذ اللحظة .. استغلت نومه وخرجت للبهو كي تلملم تلك الفوضى لغاية ما انتهت وكنست الأرض وأعادت كل شيء لمحله ولكن بقيت الطاولة عارية فقد انكسر زجاجها بالكامل ، نظرت للمطبخ ووجدت هنالك بعض الأواني بدون غسيل نظفتها سريعا وركضت لتتفقده وغيرت له الضمادة ثم توجهت للحمام غسلت يديها ووجهها وجمعت شعرها بأحد أقلامه وقاطعها صوت أنينه
وصال(هرولت نحوه بلهفة):- جااااسر
جاسر(نزع الضمادة):- كم الساعة الآن ؟
وصال:- لما استيقظت لم تنم حتى نصف ساعة بأكملها
جاسر(استوعب قليلا ما يدور حوله وعاد ليغمض عينيه):- كأنني طردتكِ ؟
وصال(اقتربت منه):- ولكنك تراجعت عن ذلك
جاسر(مسح على صدره ولامس جرحه):- لو تراجعت أنا فهذا القلب لن يتراجع
وصال(تأذت بجملته لكنها آثرت الصبر):- لا تكثر الكلام واسترح قبل كل شيء
جاسر(وجدها تبدل ضمادته وجلست جواره):- تعتنين بي ..لماذا ؟
وصال:- لأنك كنت ستعتني بي لو كنت محلك
جاسر:- صحيح
وصال(نظرت ليده التي وضعها على يدها):- لو تنام
جاسر(حك عينه وحاول الارتفاع):- علي أن أنهض أنا بخير و
وصال(ربتت على صدره):- لا لا ابق محلك ستتأذى أكثر بنهوضك
جاسر:- لو أخذت حماما باردا ستتحسن حالي أنا متعود على ذلك
وصال(لم تجد بدا إلا موافقته):- طيب
جاسر(نهض بجهد جهيد):- لقد جعلتني أمرض
وصال(شعرت بالذنب وهي ترمقه وهو يسير الهوينا صوب الحمام):- آسفة
جاسر(اتكأ على الحوض ورفع عينيه لينظر لوجهه):- حين خروجي لا أريد أن أجدكِ
صفق الباب بعنف جعلها ترتج محلها ببكاء ، فحتى في مرضه لم ينسى أي شيء وهذا ما آلمها وجعلها تستقيم وتجمع شتات أنفاسها المبعثرة ، بعد برهة خرج من هناك وهو يمسح شعره المبلل بالفوطة ويحك على صدره وعينه تبحر في المكان
جاسر:- ذهبت بالفعل ؟؟؟
سرعان ما رمى الفوطة وهو يرمش فما زال متعبا لكنه يكابر ، خرج من هناك ووجد المكان نظيفا تماما وابتسم لأنها قامت بخير على الأقل ،شعر بالخيبة لحظتها فحتى لو طلب منها الرحيل ما كان جادا في ذلك، طأطأ رأسه بألم وعاد للغرفة حتى لمح سترتها معلقة وبجانبها الحقيبة هااااه لم تذهب لم تذهب
وصال:- حسنا خالتي نسيمة فهمت التعليمات والله يلا تصبحين على خير
نسيمة:- الله يسعدك يا بنتي ويطمن قلبك على الرائد
وصال(ابتسمت لها):- تكرمي ..
سارعت بالليمون للمطبخ وأخرجت آلة العصر وقامت بعصره ليمونة بعد أخرى ، خلطته ببعض الماء والسكر وسكبته في كأس كبير وما تبقى شربته وهي تستبن المذاق ، كل هذا كان يراقبه من خلف الجدار وهو يتابع حركاتها بعشق عشق عميق لا يمكنه إخراسه ..عادت ووجدته نائما على سريره ووضعت الكوب على منضدته جوار رأسه وهي تحك فكها
وصال:- أعدك أنني سأذهب لكن بعد نومك
جاسر(لم يفتح عينيه ولكنه كان سعيدا بجوابها ذاك):- ..لارد
وصال:- ياااه قد غفي من جديد افف لا أفرط فيك وأنت نائم بهذا الشكل الحلو
جاسر(ابتسم من جملتها وفتح عينيه):-أشم رائحة ليمون
وصال(تفتف):- هااااه أحضرته من عند الخالة نسيمة وهي تسلم عليك وتطلب لك الشفاء العاجل ، هي والعم صلاح أيضا
جاسر(عدل جلسته وأخذ الكوب عنها):- يمكنني شربه وحدي
وصال(قدمته له وفركت يديها بعدها):- مثلما تريد
جاسر(كان يتأملها بهيام فكل حركة تقوم بها تحطم فؤاده):- أتريدين القليل ؟
وصال:- لا اشربه أنت بالهنا والشفا
جاسر:- ولما لا تشربين هل وضعتِ به سما ؟
وصال:- ههه ولما سأفعل ؟
جاسر:- لترتاحي مني ومن إزعاجي
وصال(مطت شفتيها):- لا أفعل ذلك وأنت تعرف
جاسر(أنهى الكوب ووضعه):- حتى لو كان سما سأشربه كله
وصال(همت بإمساك الكوب لتقف):- لأعيده للمطبخ إذن و..
جاسر(جذبها إليه على غفلة حتى أسقطها على صدره وجهها مقابل وجهه وعيناها في عينيه أنفاسها بأنفاسه وقلبها على قلبه):- وصااالي
وصال(تلعثمت وهي تنظر لذلك القرب الشهي ويديها على صدره):- ماذا تفعل؟
جاسر:- أحاول إيجاد نفسي فيكِ
وصال(إنك تبدو قاتلا أرجوك حررني حررني):-..لطفااا دع
جاسر(نظر لشفتيها):- أشتهي تقبيلكِ الآن
وصال(برقت عيناها):- هئئئ
قبل أن تدقق في جملته المجنونة أمسكها من ذراعيها ولامسهما بخفة ليدفعها إليه برفق ويطبع قبلة على شفتيها جعلتها تغلق عينيها وتذوب معه في سحر تلك القبلة اللذيذة، لامس عنقها بأنامله وهو يسحرها في كل حركة تجعلها تتجاوب معه دون قدرة على الفكاك ..لكنه عمدا قام بذلك حين سحبها من تلك الدوامة الجميلة وأيقظها من الحلم
جاسر(همس بأذنها):- هكذا تصبح حبيبتي رخيصة حين تعطي للرجال فرصا غير
وصال(انتفضت وهي تحاول الابتعاد عنه):- ما الذي تهذي به ؟
جاسر:- لقد استرخصتِ نفسكِ كثيرا ولكنني لن أتذمر بعد اليوم ، تركتكِ بحالكِ وذهبت وأنتِ التي جئتِ لبيتي بقدميكِ
وصال(انهمرت الدموع من عينيها وحاولت التملص منه):- أنت أحقر شخص عرفته لما تذلني هكذاااا لمااا ؟
جاسر(جذبها بقوة واعتصرها فوق حضنه):- لأنكِ مني ومهما قلتٍ أو فعلتِ تبقين لي
وصال(دفعته عنها واستقامت):- أنت نذل ولن أطأ بيتك العفن هذا مرة أخرى
جاسر:- ستفعلين
وصال(أمسكت حقيبتها وسترتها):- في أحلامك
جاسر(قبلها في الهواء وهو يضحك):- شكرا للقبلة قد عالجتني حقا
وصال(شعرت بالذل والمهانة وتوقفت لتنظر إليه):- قد كنت أفكر بمسامحتك أو كنت قد سامحتك طوعا لكن بفعلتك هذه ..أعدتنا لنقطة الفراغ فحتى الصفر يليه رقم واحد وهذا يعني الأمل المنعدم لعلاقتنا ، كنت على حق نحن لا نليق ببعضنا
جاسر(هز كتفه واضطجع بأريحية على السرير):- خذي الباب في يدكِّ حبيبتي
وصال(بغمغمة دموع ناظرته):- شكرا لأنك كسرتني من جديد
جاسر(فتح عينيه ونظر للغرفة وجدها قد ذهبت):- اطلعي مني لقد سئمت عجرفتك افف
خرجت من هناك ذليلة فقد أذلها بذلك الفعل الذي لم ترتقبه ولا لحظة ، جرح مشاعرها من جديد وتركها تتخبط في حالتها المنهارة وهي تحاول جهدها تمالك أعصابها لو استطاعت .. لكنها لم تقدر لم تقدر سرعان ما اتصلت بإياد ليغيثها ويقلها لبيتها ولكنه لم يرد على هاتفه ووجدت نفسها وحيدة مثل كل مرة ، ولذلك مشت دون تفكير في تلك الطرقات تسير وتسير وهي تبكي وتمسح دموعها بحرقة ،فتشت عن سيارة أجرة ولكن ولا واحدة مرة من هناك فقط أولئك المجانين من كانوا يلسنون عنها ويتحرشون بها ومع ذلك لم تهتم فهي جريحة مفطورة القلب ، وأصبح لديها قناعة في أن جاسر بارع في شيء واحد وهو كسر الخاطر بامتياز ،سبته ولعنته وهي تدك الأرض دكا ،، وتلعن حظها العثر الذي لم يسعفها قط إلا بعد أن سمعت صوت سيارة مألوفة تقف خلفها
وصال(استدارت وصدمت به):- لا هذااا كثير
جاسر(ترجل من سيارته وتحرك صوبها):- اصعدي
وصال:- أنت مريض عقلي لن أركب معك ولو بقيت آخر شخص في الدنيا
جاسر:- اركبي يا وصال
وصال:- لا أريد لا أريد
جاسر:- والله إن لم تركبي لأعلقكِ في باب العمارة كزينة عيد الميلاد
وصال(وضعت يدها على خصرها):- لن أسمح لك بأن تتلاعب بي يا جاسر لقد أرهقتني
جاسر:-أعلم وتعمدت ذلك
وصال:-والسبب؟
جاسر:-أردت أن أعرف قيمتي لديك
وصال:-وعرفتها ؟
جاسر:- يس أنتِ تحبينني
وصال:-ههه يا للمفاجأة كأنه خبر جديد علينا أن نصفق لأجله
جاسر(اقترب منها وجذبها إليه بقبضتيه الحديديتين رغم مرضه رغم تعب روحه ما زال يبدو آسرا لعينها):- كفي عن المبالغة ستركبين هناك
وصال(دفعته عنها لتهرب ولا تفضح مشاعرها وتوجهت لمحلها):- تمام ففي النهاية أستحق منك توصلية معلوم فأنا امرأة تسير على هذه الأرض بالمقابل فحسب
جاسر(نظر إليها نظرة نارية): لا تلفظي هذه الجملة على لسانك مرة أخرى
وصال:- وكأنك تعرف نفسي أكثر مني
جاسر(صعد جوارها وضرب على مقوده):-لنلتزم الصمت حتى نصل
وصال:- لنفعل فصوتك بات يجلب لي البؤس
نظرا لبعضهما وكلا حدد وجهته في اتجاه معين ، يعني مرحى لجنونك يا سيد جاسر ها قد أعدتنا للبداية فكيف سنرتاح منكما يعني بهذا العناد الحجري الذي تملكانه ، هو يفكر بأذيتكِ وإذلالك وأنتِ نفس الشيء أين الحب من هذا ؟

في المشفى
فتحت عينيها بثقل وحاولت أن تسترجع وعيها سريعا ، انتبهت أنها في غرفة طبية وتذكرت كل شيء حتى مأساتها لما فتحت فمها لتحاول النطق من جديد …لم تجد صدى لصوتها وهذا ما جعلها تحترق على جمر الخيبة وتنظر بدموع صوب السقف ..
ميرنا:-°ما زلتِ تنتظرين حدوث معجزة لقد انتهى زمن المعجزات يا ميرنا ،الآن أنتِ مطالبة بأن تتأقلمي مع ما حصل معكِ كي تسير القافلة ، أجل هذا هو المطلوب ولكن كيف ° ..
رمشت مرتين وهي تحاول رفع رأسها لتطل خارجا ومع الأسف لم يكن هنالك أي منهم متواجدا لمراقبتها ، حزنت لهذا و حاولت النهوض لكنها شعرت بالفشل والإرهاق…لحظة لحظتين ونظرت بلا شعور صوب الباب الزجاجي ولمحته قادما نحوها ليقف عند الباب ويتأملها ،،،آثرت إغلاق عينيها علها تفهم ما يريده منها لكنها تعجبت حين لم يدخل ولذلك استفاقت
وائل(بلهفة فتح الباب ولم يقدر على اتباع الأوامر):-ميرناااا ..ميرنا استيقظتِ
ميرنا:- …
وائل(بحنان):-لا بأس حبيبتي سوف تتأقلمين مع هذا شيئا فشيئا ، يكفي أنني معكِّ
ميرنا(بدموع ناظرت يده):- …
وائل(أمسك بيدها):- لا يمكنكِ النهوض الآن جرحكِ ما يزال حديثا
ميرنا(بطرف عين نظرت لكتفها وأردت الاستفسار لكن بدون صوت صعبة):-..امم
وائل(جذب الكرسي بلهفة ولم يفلت يدها بل ضمها بيديه):- أنتِ بخير لو شعرتِ بتخدر أو ثقل في عيونكِ هذا من تأثير المهدأ
ميرنا(لمحت تعبه من ملامحه وفهمت أنه لم يتركها البتة):-…
وائل(فهم أنها تريد قول شيء لكن غير قادرة على تفسيره):- سنخلق لغة جديدة بيننا لكي يستطيع عقلي المسكين مواكبة دهائك
ميرنا(لم تضحك بل نظرت خلفه):- …ح..
حكيم(أطل عليها وهو جاثم أمام الباب):- يعني أخيرا تكرمتِ علينا باستيقاظكِ المشرق ليلا
ميرنا(لم تزح عينيها من عليه بل جذبت يدها من وائل):-…
حكيم(تقدم نحوها وأشواقه تتنفس الصعداء):- اتفقنا على أن تنتظرني
وائل:- شعرت بأنه علي الوصول قبلك
حكيم(بخفوت):- لا بأس لطالما كنت مستغل الفرص
ميرنا(نظرت إليهما وأغمضت عينيها برهة وفتحتها لتشير لوسادتها):- امم
كلاهما في آن الوقت همَّا بتعديلها وهذا ما جعلها تغمض عينيها فهي لا يمكنها مواكبة عنيدين مثلهما ، خصوصا وهي في تلك الحالة التعيسة ، سمح حكيم له بتعديلها لأنه كان متاحا بقربها وهذا ما جعلها تنام من جديد كما اعتقدا يعني ..
وائل:- هل عادت للنوم ؟
حكيم(تأملها بحنان وهو يطل عليها):- غالبا نامت
وائل(أراد لمس وجنتها لكنه جمع يده):- تمام لننتظر خارجا المهم أنها استيقظت بخير
حكيم:- مقارنة مع استيقاظها صباحا فأظن أننا نسترجعها
وائل(نهض من مكانه):- سنكون بالقرب عزيزتي نامي بأمان
حكيم(طالعه بقلة حيلة وانتظر خروجه ورفع غطاءها على ظهرها):- أنا معكِ عصفورتي
ميرنا(لما شعرت بذهابهما فتحت عينيها بدموع):- °محتمل أن ألقى حتفي غبنا عليكما فحسب ، لكنني سأتحمل نتائج أخطائي بهذا العقاااااب ولن أعذبكما معي من جديد °
فور خروجهما نظر وائل للسقف وهو يحك رقبته بانتعاش ، يعني حتى لو لم تكلمه إلا أن نظراتها الصامتة كانت خير دليل على أنها تتقبله من جديد، أو أنها ستتناسى تلك الخيانة في ظروف مرضها التي تحتاجه بقربها أشد احتياج ، لم يستطع إخفاء بسمته لذلك وجد حكيم بوجهه لينغصها عليه
حكيم:- مرة ثانية لا تفعل ما لا يجب قلت لك انتظرني فانتظرني
وائل:- عذرا لا آخذ الأوامر منك ، ثم دعنا ممن دخل أولا وأخيرا ألم ترى بريق عينيها؟
حكيم(نظر جانبيا):- كأنها تتجاوب ؟
وائل:- أجل وهذا بحد ذاته يعتبر نقطة ستمكننا من السيطرة عليها لاحقا
حكيم:- لكنني لست متحمسا مثلك ، ميرنا تجيد إخفاء مشاعر الغضب بعناية تامة وحين تثور فإنها تخرب الدنيا من حولها كالعاصفة الهوجاء
وائل:- الآن لما تثبط عزيمة أملنا يعني ، لقد لمست اختلافا طفيفا وهذا بحد ذاته شيء مشجع
حكيم(وضع يديه بجيوبه):- لا ندري سننتظر ونرى
وائل(رن هاتفه ورفعه ليشاهد رقمها ولكنه لم يعطيها رقمه كيف حصلت عليه):- نعم ؟
دلال(لوت خصلة شعرها بغنج):- أنا بجوار المشفى لقد خصصت لك وقتا لأجل جولتنا تعال إلي
وائل(فتح فمه من جرأتها ووقاحتها):- كيف تجرئين على القدوم إلى هنا ، هل جننتِ ؟
دلال:- الشوق هو الذي جن جنونه منذ أن وقعت عليك عيناي وقع قلبي في شباكك
وائل(أبعد الهاتف عن مسمعه):- غادري لأنني لن أخرج
دلال:- تمام سأغادر لكن ليكن في علمك أنك من بدأ العناد ، فمثلا يمكنني زيارة محبوبتك وإعطائها بعض الأخبار التي لن تعجبها وحتى لو كنت أكذب لقد سبق وخنتها إذن أنت مؤهل للكره والنبذ يا بعدي
وائل:- من أين خرجتِ لي الله يلعن الساعة التي رأيتكِ فيها روحي من هناااا
دلال:- وائل رشوان أنا صبري ضيق تعال لنتكلم وبعدها يمكنك القيام بكل ما تريده
وائل(أقفل الخط وهو يسير جيئة وذهابا لاعنا الحظ):-أي بلاء هذه ؟؟
حكيم(حك أنفه وهو يخفي ضحكته):- أرى أنك أوقعتها حقا في غرامك ، لعلمك ذلك العرق أجن بشر عرفتهم بحياتي فلا تحاول التقليل من شأن تهديداتها
وائل:- تقول أنها خارج المشفى هل جنت لتأتي إلى هنا ؟؟؟؟
حكيم(مط شفتيه):- كلمها وحاول تمويهها بأي شيء لتتركك وشأنك ، رغم أن ذلك شبه مستحيل
وائل(مسح على فكه):- كأنه كان ينقصني يعني تتت ..
حكيم(ناظره بابتسامة وهو يتحرك في الرواق حتى غاب عن بصره ورفع هاتفه):- أريدك أن تلاحق وائل رشوان خطوة بخطوة وتلتقط له صورا مع المرأة التي سيقابلها الآن ، تحرك ولا تثر الشبهات …/ هيا يا وائل هل حسبت حسابا لهذاااا ؟
بخطوات حانقة مرت به كالإعصار الهادر ولم تتوقف حين ضربته بكتفها ولا هو توقف بل أشار بيده ومضى في طريق الخروج ، بينما هي كانت تتقدم على غرار طريقه وعيونها الباكية تزيد من حرقة قلبها الذي جرحه بتصرفه المستفز واللامبالي ، فما إن عرفت حتى قررت محاسبته ولو بأي شكل من الأشكال ..لم تعرف رواقهم تحديدا ولكنها استذكرته يوم تبعت ميسون بطوق الورد ، وها هو ذا جالس محله بسكينة تترجم كمية الهموم التي تبدو أنها تثقل كاهله من خلال تنهيداته الصامتة لكن هذا أبدا لن يشفع عندها بشيء ولا شيء …
ناهد(ظهرت بوجهه من العدم):- سيد حكيم
حكيم(تفاجأ بها ورفع رأسه بثقل ليناظرها باستغراب):- ناهد ؟
ناهد(تحركت حنجرتها حين قاطعت شروده العميق):- كيف تجرأت ؟
حكيم(استقام بعدم فهم):- عفوا منكِ م
ناهد(رفعت يدها وصفعته على وجهه بدموع):- صحيح نحن فقراء لكننا لا نمد أيدينا للغرباء
حكيم(بدهشة وضع يده على خده وأغمض عينيه ليتمالك أعصابه ولا يمسح بها بلاط الأرض):- كيف ترفعين يدكِ من تكووونين أصلا لتحاسبيني بهذه الطريقة ؟؟؟؟؟
ناهد(انتفضت من صراخه ولكنها أبت أن تتراجع):- لقد أهنتنا كثيرا يا سيد حكيم كثيرا أنا وأسرتي ولن أسمح لك بأن تضع رأسنا بالوحل ، نحن لا نملك ثمن العملية أجل ولكننا لن ننخدع بسهولة كيف لفقت تلك الكذبة بل بأي وجه حق تتدخل في شؤوننا الخاصة ؟
حكيم(زفر عميقا):- إياكِ …إياكِ وأن ترفعي يدكِ مجددا لأنني سأبترها لكِ دونما شفقة
ناهد(ارتعش فكها وهي تناظر إصبعه الذي كان يهددها):- وإياك أنت أيضا أن تتدخل فينا
حكيم(رمقها وهي ترحل):- ما الذي فعلته ليسترعي غضبكِ هذاااا ؟
ناهد(لم تتوقف بل مضت):- اسأل نفسك
حكيم(وضع يده على جنبه وهو ينظر للسماء):- يعني حرام أن يمر ليلي بهناء تمنيت ليلة واحدة يا ربي ليلة واحد الرحمة …يا أخت يا ست يا نااااهد
ناهد(سارعت خطاها مبتعدة من هناك قصد الخروج):- الغبي ماذا يحسب نفسه أنه سيشترينا بأمواله لكن العتب علي أنا الحمقاء التي أعطته وجها من البداية ، إنه محض مخبول يبدل ثيابه في الشارع وليس بعيدا أن يكون هاربا من مصحة عقلية من يدري فأنا مغناطيس لا يجلب سوى هذه الآفات على رأسه
حكيم(غافلها حين استوقفها عند الزاوية بقوة):- توقفي محلكِ …أتظنين بأنكِ سترحلين هكذا دون محاسبة
ناهد(جذبت ذراعها منه بعنف):- لا تقترب مني يا معتوه
حكيم(امتص شفتيه):- الصبر يا ربي ..ستشرحين لي ما الذي يحدث لأنني حاليا لا أطيق نفسي ، وشيء آخر كفي عن قذف الكلمات لأنني لن أتحملكِ أكثر
ناهد(بغمغمة حزن من تجريحه لها):- لما فعلت ذلك ، لما دفعت ثمن عملية أمي ونسبت الأمر للجمعية القذرة التي لا تساهم في معروف لأحد إلا بعد فوات الأوان
حكيم(تنهد عميقا):- كيف عرفتِ؟
ناهد:- يعني الموضوع صحيح ؟
حكيم(رمق نظرتها اللامعة وأغمض عينيه):- صحيح
ناهد(انفجرت ببكاء حتى اتكأت على الحائط):- لقد وضعت أبي في موقف صعب صعب جدا ، أحرجته أمام جيراننا بشكل لم يحبه وكسرت قلوبنا جميعا ، تمام كنت أوضح الأمر اقترحه حتى لكن لا تضعنا موضوع الأغبياء فقط لأنك أغنى منا
حكيم(في كل حرف جريح تتلفظ به كان يطعن في صدره بشكل لم يسعه تلافيه):- ولكن ..
ناهد(مسحت دموعها بكم قميصها):- ليس هنالك ولكن استرجع مالك ولا ترني وجهك بعد الآن
حكيم(استوقفها مجددا):- لم تجيبيني كيف عرفتم بهذا الأمر لقد كان سريا بيني وبين الطبيب ؟
ناهد:- وتجيد حبك المؤامرات أيضا الله يعلم من أي مصيبة أتيت
حكيم:- تجاوزي هذا المقطع وأعطني المفيد لأنني على آخري
ناهد:- لا تأمرني يا هذااا لأنني بت أمقتك بشكل رهيب ، لقد حسبتك إنسانا ولكنك كنت لئيما معنا ومع أبي خاصة لقد أهنته
حكيم:- أستغفر الله العظيم لو تشرحين لي وتفسرين ربما ربما صححنا هذا
ناهد:- عذرا فلا يمكنك جبر الخواطر بأموالك
حكيم(نفذ صبره حين رآها وهي تنزل ولحقها مستوقفا إياها بالدرج):- ستجيبينني الآن ماذا حصل وكفي عن التراشق بالكلماااااات
ناهد:- هنالك ممرضة سيئة السمعة بحينا ويصدف أنها تعمل هنا وسمعت الممرضات يتحدثن عن حالة أمي ، أتعلم ماذا قالوا عنا أتود أن تسمع حقا ؟
حكيم(عقد حاجبيه بنظرة بائسة):-…لارد
ناهد(تمالكت نفسها من البكاء لكنها لم تستطع):- اهئ قالوا أنه في نهاية المطاف والديَّ قاما ببيع لحمي للرجال حتى يتمكنوا من دفع ثمن العملية ، ولكي نتهرب من القيل والقال لفقنا الأمر للجمعية وذكرت اسمك في منتصف الحديث وعرفنا أنه أنت …لقد صرنا سيئي السمعة بحينا بسببك أنت ، دمرت أهلي ودمرتني فأناااا لم يسبق لأحد أن قال عني حرفا حتى صرت الآن رخيصة بفضلك يا حضرة المحترم
حكيم(شهق مما سمعه وانزعج كثيراااا بل حزن أكثر عليهم):- ولكن… انتظري
ركضت مبتعدة عنه في تلك الدقيقة التي ظل فيها شريدا ليستوعب كل تلك الأخبار المزعجة ، رمش حين تنبه لرحيلها وركض خلفها ليجدها تغادر جنبات المستشفى وتمضي في طريق جانبية جعلته يتبعها دون خاطره حتى وقف أمامها مجددا
ناهد:- تنحى جانبا عن طريقي وإلا بلغت فيك الأمن
حكيم(زفر عميقا):- أنا آسف
ناهد(تلاعبت بلسانها داخل فمها بغبن):- ومن بعد ماذا سيفيدني أسفك ، وجه أبي الآن لن يرى النور سيشعر بالعار والخزي بذنب لم نقترفه أصلا ..وأنت تعلم الناس تتوق لسقوط أحدهم كي تبدأ الألسنة بإطلاق الإشاعات
حكيم:- أنا جاهز لتصحيح الوضع سوف أكلم جيرانكم بيتا بيتا لو ترتب وأشرح…
ناهد(أشارت له بيدها):- توقف عن إزعاجي وابق بعيدا لو سمحت يكفينا ما حصل بسببك حتى الآن سيد حكيم
حكيم(شعر بالذنب العظيم):- ولكن حياة أمكِ على المحك هل ستهتمين بأقاويل البشر على حساب حياتها ؟
ناهد(توقفت وهي تهز كتفيها وتنظر للسماء):- لها رب عليم بحالها أكيد لن يتخلى عنا في أزمتنا
حكيم(عض شفتيه):- تمام لا أحد يمكنه أن يعرفكم بقدر أنفسكم ، أنتم لم تقترفوا أي ذنب بل كله كان خطئي
ناهد(استدارت إليه بهزل):- جيد أنك استوعبت ذلك
حكيم(تبعها بخطوات متسارعة):- لا توقفوا العملية يا ناهد وضع أمكِ ليس جيدا لكي تتحمل وتنتظر قد تخسرونها في ظل هذا الكلام الذي لن يسمن من جوع أو عطش ..فكري في مصلحتها أما..
ناهد:- نحن أناس نعيش على حس شرفنا وكرامتنا يا سيد ، إن كنت قد ترعرت وبفمك ملعقة ذهب فنحن قد ترعرعنا وسمعتنا هي أثمن ما نملكه
حكيم:- توقفي عن قول أشياء لا تعلمين أصلها
ناهد(لوحت بلا مبالاة وتركته):- ابتعد عن طريقي وإلا رفعت شكوى ضدك بالمخفر
حكيم(والله عشت ليتم تهديدك يا حكيم لكنها محقة محقة):- يمكنكِ دفع ثمن العملية بالتقسيط
ناهد(توقفت عن المسير):- ..لارد
حكيم:- اعملي وسددي ثمنها ولكن لا توقفي العملية لأنكِ ستندمين أشد الندم لضياع هذه الفرصة صدقيني ، أمكِ أهم من كل شيء
ناهد(طأطأت رأسها بحرقة):- دعنا في حالنا يا سيد ولا كأنك عرفتنا من أصله
استفزته بتعنتها ذاك يعني ما كل هذا التكبر ، لم يشعر إلا وهو يعبر عن حنقه بردة فعل غريبة فقد جذبها من يدها بقوة ليوقفها عنوة ، لكنها تفاجأت وارتجت من قوته حتى كادت تسقط لولا أنه أمسكها بيده ليتحرر شعرها ويضرب وجهه ببطء
حكيم(ناظر عيونها القريبة وصغر عينيه وهو يتفحصهما بعصبية):- لما تعاندين ؟
ناهد(رمشت وهي تستقبل هدير عطره الجنوني):-…لارد
حكيم:- يعني أحاول أن أجد معكِ حلولا ترضيكِ ولكنكِ تفضلين التعنت بأسباب واهية
ناهد(زفرت عميقا وهي تبتعد عنه وتحاول ضبط أنفاسها):-…لآرد
حكيم:- أقول لكِ اعملي ولكنكِ تزيدين في جحودك تمام تمام لكِ مطلق الحرية وأستسمح لأنني فكرت في سلامة أمكِ أكثر منكِ يمكنكِ الذهاب
ناهد(تمالكت أنفاسها بصعوبة ونظرت إليه وهي تعدل خصلات شعرها)):- فقط..تراجع
حكيم(بعصبية ولى ظهره):- افعلي ما تريدينه لا يهمني
ناهد(بانفعال):- وأنت أصلا من سيهتم بك يا مغرور كلك عقد نفسية الله يعلم في أي وبال تقحم نفسك المتجبرة
حكيم:-حسنا أنتِ هنا تزيدين من شعلتي اخرسي وارحلي من حيث أتيتِ انتهينا
ناهد(أشارت له):- لا تأمرني ولا تلعب دور الوصي هنا ، أنا أصلا لا أعرفك
حكيم(تحرك للعودة):- ولا أنا أريد معرفتكِ حتى
ذهب كل منهما في طريق هي حانقة على ما جاءها من تحت رأسه ،وهو غاضب لأنها لم تقدر قيمة ما يهبها إياه وكأنه يتصدق عليها ، لقد عرض عليها فرصة عمل ولكنها رفضت حتى دون أن تفكر في الاستفسار عنها إذن لتذهب في حال سبيلها ولننتهي من سيرتها للأبد …قالها وهو يعود للداخل وتذكر حقيبة كتبها وآثر رميها بوجهها لكي لا يراه مجددا ، لذا توجه للموقف سريعا أخرج الكيس ولحق بها ليخلص ذمته منها ولا يصبح لديها حجة أخرى لحرق دمه بكلامها المسموم …
في تلك اللحظة كان هذا في جحيم يدعى الجحيم الحلو ما يعني أن نعومة الأفاعي التي تغري الناظرين للمسها ما هي إلا لحظة غدر ستلدغك وقت سيطرتها عليك ،…كانت تتلوى بجواره وهي تحاول التودد إليه بعرض مفاتنها من خلال ذلك الفستان الأضيق من ضيق ، تلاعب شعرها وتستفزه بعطرها الصارخ الذي لم يحرك فيه شعرة
وائل:- أولا زيارتكِ هذه ممنوعة وغير محسوبة ، ثانيا لا وقت لدي لجنونكِ الليلي ، ثالثا لا يسعكِ تهديدي لأنكِ لن تصلي معي لشيء
دلال(اقتربت منه ووضعت يدها على أزرار قميصه):- ولو يا عمري أنا امرأة لا تقاوم ولا يُثنى لي أمر ، لذلك حاول أن تكسبني كرفيقة بدلا من عدوة لأنني قد أحول حياتك لما هو أسوأ
وائل(انتزع يدها بعصبية ودفعها عنه):- أنتِ تعبثين في الملعب الخطأ
دلال:- حقا ..علما أنني لا أخطأ أهدافي
وائل:- اذهبي من هنا لأنني غير مستعد للتحاور معكِ في تفاهات لا جدوى منها ، حين يكون وقتي مناسبا سأفي بوعدي لكن الآن ..صعب
دلال:- أتحبها ؟
وائل(تنهد عميقا):- أيا كان ما وصلكِ من معلومات عني فهو صحيح ، تلك المرأة تعني أنا لذلك لا تحاولي المساس بسيرتها لأنني لا أسمح بذلك
دلال:- وخنتها ؟
وائل(زفر بعصبية):- ليس من شأنك
دلال:- طالما خنتها مرة فأنت قادر على خيانتها مرارا وتكرارا ، وأنا سأكون من ضمن هذه الحسبة ثق بكلامي يا وائل رشوان ..لم يسبق لأحد أن نفذ من قبضتي
وائل(اقترب منها وهو يمرر لسانه بين شفتيه بنفاذ صبر):-…دلال
دلال(تراجعت للخلف بثمالة من عطره المسكر ونظرت لشفتيه):- عيوني
وائل(ألصقها بتلك السيارة وهمس بجانب أذنها):- لا يغرنك هدوئي لأنني لست كذلك حين أنزعج ، لذلك غادري إلى بيتكِ ودعيني في همي
دلال(أغمضت عينيها وهي تقاوم هدير مشاعرها):- حاضر
وائل(استغرب قبولها وابتعد عنها):- غادري إذن
دلال(نظرت لرجالها):- ليس بدونك
وائل(زفر عميقا ونظر إليهم):- أخت دلال اليوم غير مناسب رجاء تفهمي الأمر
دلال:- ولكنه يناسبني
وائل:- افعلي ما تريدينه لو أردتِ فتح جبهة حرب هنا بيننا وبينكم تفضلي
دلال:- أعلم أن رجالكم متربصين لنا لكن فكر بالأبرياء تخيل لو رصاصة تصيب أحدهم لا ذنب له في أن كبرياء السيد وائل يأبى الرضوخ
وائل(نظر للمارة وشعر بالقلق):- ما هذا التهديد المبطن ألا تخجلين من نفسك ؟
دلال:-أنا امرأة تحدد أهدافها وتلاحقها حتى تتحقق فاختر أنت مصير هؤلاء
وائل(مسح على جبينه):- ما هذه الورطة ؟
دلال(تململت ووضعت يدها على كتفه):- ورطة جميلة أليس كذلك ؟
هنا كان يرمقها من السيارة وهو في موقعه البعيد ، فمنذ أن خرجت من القصر وهو يلحق بها كان يعلم أنها ستذهب إليه فهي هكذا حينما تصطاد رجلا يدخل مزاجها ، تلاحقه وتضغط عليه حتى تظفر به ، وها هي ذي أمامه تتمايل وتعرض مفاتنها بوقاحة دون أن تعيره أدنى اعتبار أو تخجل على نفسها كونها متزوجة ..يعني هل عيبه سينقص من رجولته مستحيل سوف لن يجعلها تهنأ وسيقتل كل من تعاشره عله يخلص قليلا من أوجاع جراحه التي تفتحها مرارا وتكرارا بتصرفاتها الطائشة
سائقه):- ماذا سنفعل سيدي ؟
خضر(لامس مسدسه بوعيد شر):-سنلحق بهم حيثما ذهبوا و سنفعل الآتي …
في تلك الأثناء
قرر أخيرا الصعود فقد وصل قبل دقائق وظل بسيارته يفكر ويفكر ويحاول أن يضبط عصبيته كي لا يتهور ، لكن مقاومته باءت بالفشل فور نزوله انتبه له عنبر الذي اتصل سريعا بناريانا وبلغها بوصوله ، وقبل أن تخبر جوزيت كان يرن الجرس بشكل متواصل ويطرق الباب
ناريانا:- دعينا لا نفتح له
جوزيت(ارتعشت وهي تعقد رباط رداء نومها):- يا إلهي ما باله على هذا الحال ؟
ناريانا:- سأجعلهم يبعدونه
جوزيت:- يبعدون من ألا تسمعينه سيقتلهم جميعا ولن يقدروا على غضبه ، افتحي له
ناريانا:- قلبكِ ذاك سيضعنا بمشاكل لنتجاهله فحسب
جوزيت:- يووه صراخه يوترني افتحي أو أفتح أنا
ناريانا:- والله إن لم يحفظ أدبه سأحاسبه …ماذا ماذا ما هذا الضجييييج ؟
ميار(ما إن فتحت له أمسكها من ذراعها على غفلة وألقى بها خلفه ودخل مقفلا الباب عليهما):- مرحبا جوزي
جوزيت(تحركت حنجرتها حينما رمقته وتراجعت للخلف):- ماذا يحدث ؟
ميار(أقفل الباب بالمفتاح وأزاله من هناك ليرميه عبثا وراءه):- لا شيء أردت رؤيتكِ
جوزيت(تراجعت أكثر للخلف ونظرت حولها):- أوك لكن ما هذه الطريقة المرعبة ؟
ميار(صفق بيديه وهو ينظر في ثنايا البيت):-أين العجوز ؟
جوزيت:- سافر أ..لا هو هو
ميار:- ههه مرت كلمة سافر لا يمكنكِ تلافيها لتهربي مني
جوزيت(التصقت بالحائط رعبا):- وهل علي أن أخاف ؟
ميار(هز حاجبيه وهو يتقدم نحوها):- باحتساب ؟
جوزيت(أخذ صدرها يعلو وينزل حين وصلها وحاصرها دون أن يلمسها):- لست أفهمك
ميار(مال برأسه بشكل زاد من ارتيابها):- كيف ألم تقولي أنكِ مرآتي الخاصة ، لتنظري إلي وتفهمي ما أريده منكِ إذن
جوزيت(امتصت شفتيها):- أنا حامل وذلك لا يجوز يعني ..
ميار:- لا يجوز شعوريا أو صحيا ؟
جوزيت:- بمعنى ؟
ميار(نفخ في خصلة شعرها):- بمعنى أنكِ لن تخوني المحامي معي لكن يمكنكِ خيانتي معه يعني حلل وحرم أليس كذلك ؟
جوزيت(دمعت عيناها):- أنا لست عاهرة أحد
ميار(أشار بإصبعه بتفكر لبطنها):- كأن هنالك شخصا ثالثا يصغي لهذا الحديث السافل، ت ت لن نطيل كي لا يفهم ما نقوله ونضايقه
جوزيت(دفعته لصدره بمقاومة فاشلة):- ابتعد عني
ميار(أمسكها من خصرها):- لا مفر لكِ مني الليلة
جوزيت(اشتعل جسمها من لمسته):- حررني
ميار(ألصقها بعنف ووجهه صوب وجهها وأنفاسه بأنفاسها):- ألم تشتاقي لي ..لهمساتي ..للمساتي التي تتجول بين منحنيات جسمكِ هكذااا ، أنظري لصدركِ الذي يكاد ينفجر رغبة في لفت انتباهي ويستجدي اهتمامي ، استشعري الآن رعشتكِ التي تسير بين أوصالكِ وهي تستصرخ جنوني وعنفي ، شفتاك اللتين ترتجفان الآن متعطشتان لرضابي فكفي عن المقاومة
جوزيت(بعيون مثقلة بنظرات الشهوة تنفست بصعوبة):- لا تؤثر بي هكذااا أرجوك …
ميار(مرر يده على جسمها وهو يلامسها بجرأة ممتعة):- كانت آهاتكِ تنعشني أريد أن أسمعها
جوزيت(ابتلعت ريقها وهي تغمض عينيها بفشل حتى صوتها سرق منها):- م..ميار لطفااا
ميار(سبح بيده حتى وصل فخذها وضغط بإصبعه ليرسم خطا وهميا):- أنفاسكِ هي أنفاسي
جوزيت(ذابت في سحره):- كفى كفى رجااااء أنت تعذبني
ميار(رفع رداءها بخبث ولامس فخذها وهو يعضعض شفتيه):- أتوق لكِ وكل ما فيني يرغب باحتوائك
جوزيت(فتحت عينيها باستجداء):- لطفاااا
ميار(ابتسم):- ضعفكِ هذا شهي إنه لا يطفئ لهيبي بل يؤججه
جوزيت(ابتلعت ريقها):- مياااار
ميار(صغر عينيه حين اقتربت منه بشفتيها وطوقت عنقه بيديها):- أخبرتكِ أنكِ لن تقاوميني
جوزيت(طبعت قبلة على شفتيه لكنها لم تجد ردا على تصرفها لذا رفعت رأسها لتنظر إليه):- …لست أفهم
ميار(أمسك مسدسها من ملصق فخذها فتلك كانت غايته من البداية):- أردت هذا لكن أشكركِ لأنكِ أعطيتني قبلة رخيصة فوقه
جوزيت(أمسكت على قلبها وهي تلهث):- هل كنت تستغفلني ؟
ميار(أفرغ خزان المسدس ووضع الرصاصات بجيبه):- محتمل
جوزيت(رفعت يدها لتضربه ولكنه ابتعد):- أيها الوغد تبا لك أخرج من هنااااا نااااارياناااا
ميار:- ناريانا ستطرق ذلك الباب حتى الغد ولن أفتحه لأنه بيني وبينكِ حساب مطول
جوزيت(دفعته لصدره وركضت للغرفة):- مجرم مجرررررررم
ميار(زم شفتيه ودلف خلفها وصفق الباب بقوة):- ربما كنت هكذا منذ البداية وسأتصرف على هذا النحو من الآن فصاعدا
جوزيت(رفعت آنية بتهديد):- لو اقتربت خطوة سأضربك بهذه
ميار(وضع مسدسها على المنضدة وتوجه للحمام ألقى بالرصاصات في دورة المياه وعاد إليها):- تفضلي اضربي
جوزيت(بقهر):- ما الذي تريده مني هل انتهيت من هبة لتأتي إلي أنااااا يا مجرم ؟
ميار:- هههه كل سيصله الدور لا تقلقي
جوزيت(أشارت للباب):- أغرب عن وجهي أكرهك أكرهكككككككككك
ميار:- ليس قبل أن أجعلكِ تندمين على خيانتكِ يا سااااقطة
جوزيت(هربت للشرفة لكنه انقض عليها ورمى الآنية أرضا):- دعنييييييي
ميار(رمى بها على السرير وأمسك فكها بقوة):- تلاعبتِ بي مثلهم قمتِ بخيانتي مثلهم غدرت بي مثلهم
جوزيت(ببكاء):- أنت تؤلمني
ميار(أغمض عينيه وأفلت فكها ليجذبها من شعرها ويرفعها إليه):- أنا لم أفعل أي شيء بعد
جوزيت(تألمت وهي تصرخ فيه ليتركها):- دعني أيها المخبول ما الذي جرى لك ؟؟
ميار(ضغط عليها أكثر):- سيجري الآن حتى
جوزيت(جحظت عينيها حين رأته يفتح حزامه الجلدي):- ماذا ستفعل ؟
ميار:- سآخذ ما هو لي
جوزيت(شهقت وهي تتراجع للخلف):- مياااار لو تهدأ بليييز وضعي لا يسمح بأي ا
ميار(نزع قميصه):- كان عليك التفكير بوضعكِ ذاك وأنت تخونيني وتتأوهين بين ذراعيه
جوزيت(لم أخنك يا غبي لم أخنك اهئ):- أرجوووك ميار أتوسل إليك لا تفعل هذا بي
ميار(بضحكة مجلجلة):- قبل لحظات كنتِ ستسلمينني نفسكِ لو تماديت لكنني لم أحب الجو اللطيف فأنا عدواني بطبعي وسآخذه غضبا واغتصااااابا لتتألمي يا حبيبتي
جوزيت(باستجداء تسحبت فوق السرير لتهرب منه لكن أين قواهاااا قد سقطت منها عند أول مواجهة):- لا تفعل بي هذاااا مياااار لا تفعل
ميار(تنفس عميقا وأخرج ورقة التحليل من بنطلونه):- هذاااا لا شيء مقارنة بما فعلته بي
جوزيت(رأته وهو يلقي بالورقة في وجهها):- ما هذه ؟
ميار(غافلها بفتح رباط خصرها ومزقه عنها بقوة):- شيء ليس مهما طالما ليس ابني
جوزيت:- هل قمت بإجراء تحليل آخر؟
ميار(بمرارة انتزع الخيط):- كالغبي فعلت أجل أجل كان لدي إيمان طفيف في أنكِ لم تخونيني ولكن كل التحاليل ترجح أنه ابنه ،في الوقت الذي كان يجب أن يكون لي أنااااا يا عاهرة
جوزيت(حاولت منعه وهي تركل قدميها):- اهئئ أرجووووك ميار أرجوك وضعي لا يسمح لقد تعرضت لنزيف حاد وأنت تعلم ذلك وإن …
ميار(بوحشية مزق الرداء)::- اخرسسسسسسي
جوزيت(أمسكت يده ولكنها كانت تمسك جمادا):- أرجوووووك لا تفعل
ميار(مزق فستان النوم كاملا وناظر جسمها بشهوة وتعطش لافتراسها):- هذه عواقب خيانتكِ للفهد البري
جوزيت(هزت رأسها بدموع خوفا على ابنهما):- لالالالا ميااااااااااااااااااااااا اار توقف إنه ابنك
ميار(توقف عن امتصاص رقبتها بعنف وتنفس عميقا وهو يضع رأسه على كتفها):- هههه
جوزيت(بانهيار صرخت):- إنه ابنك ابنك يا ميااار
ميار(مرر لسانه على عظمة كتفها بشغف وأطل عليها):- قولي كذبة غير هذه لكي تنجي من قبضتي
جوزيت(شهقت بجنون):- كيف لا تصدقني ؟؟؟
ميار(رجها بعنف وهو يعريها من كل ما تلبسه):- لأنني قمت بتحليل دون علمكِ وأيقنت أنه منه ، للتو عرفت وجئت كي أوصمكِ بهذا الوجع الذي سوف يدمر خلايا عقلكِ كل لحظة ، سوف تتذكرين كل حدث وكل ألم وكل صرخة يا جووووزيت أعدكِ بأنكِ ستفعلين
لم تكن بوعيها أصلا حين هتف بآخر جملة بل كانت تتعجب من هذا القدر اللعين ، ففي اللحظة التي اعترفت له بذلك الحمل الثقيل على قلبها لم يصدقها هو وباشر في انتهاك جسمها بتعذيب سادي جعلها توقن تمام اليقين أن الجانب الشرير في كينونة ميار نجيب قد خرج من قمقمه ..
في آن الوقت
في اللحظة التي كان فيها حكيم منشغلا وهو ينجد ناهد التي فقدت وعيها نتيجة هبوط ضغطها ، حيث حملها للداخل بقلق ورافقها لغرفة الفحص حتى يطمئن عليها …وفي اللحظة التي ركب فيها وائل مع دلال خشية من ارتكابها أي جريمة لا تحمد في حق أحدهم …وفي اللحظة التي كان ميار ينتهك جسد جوزيت بشكل مؤلم ….. قبلها بدقائق كانت هي تتمايل بخطوات وهنة في الممرات ، بحثت عن أي واحد فيهم لكنها لم تجد أيا منهم ، حتى أمها وعبد المالك كانا غافلين عن خروجها من الممر وهي تترنح بتعب ودوخة والدموع شلال من عينيها ، كانت تمسك على صدرها المحترق وهي تجر رجليها جرا وتستند على الحائط كي تكمل مسيرها نحو الفراغ ..لم تعرف لما قادتها قدماها للمصعد الذي دخلته وضغطت بقوة فاشلة على آخر زر ..نظرت لنفسها بشهقة في مرآته ورمقت جراحها كدماتها ملصقاتها وضماداتها والأهم فمها الذي فتحته لكي تنطق بحروف ولكن لم تجدها لم تجدهااا ، فانهارت وأخذت تضرب على المرآة بضربات خافتة تحولت لضربات غبن جعلتها تضرب فيها بانهيار وكره من مآلها .، نكشت شعرها وهي ترفعه للأعلى لكي تتخلص من عذابها لكنها لم تجد راحة إلا بعد أن فتح باب المصعد ورمقت السطح أمامها ، تحركت بتعب لكنها أجهدت نفسها فسقطت أرضا ولما همت بالنهوض انهارت محلها ببكاء …
ميرنا(تضرب على الأرض بيدها):-°هيا ميرنا تحملي يا عزيزتي تحملي لأجل نفسك ….أين هم الآن أين هم ليخبروني أن كل شيء سيكون بخير ، أنا بحاجتهم الآن لما لا أجد أي واحد منهم لقد وعدوني بأني يكونوا معي في أزمتي فكيف لهم أن يتركوني وحدي هكذاااا وفي عز حاجتي لهم أين هم ، لا عائلة لا أصدقاء لا أحبة …هل وجدوا راحتهم في حادثتي هل كانوا ينتظرون موتي هممم ، لما لم يدعموني اعتقدت أنهم سيحزنون لأجلي ولمصابي لكن ، لا أحد يشعر بمعاناتنا الداخلية سوانا ، لن أنتظرهم بل سأبكي وحدي وألملم جرحي وحدي لا أريدهم لا أريدهم …ففف أنا أختنق أختنق° ..
زحفت برجليها بصعوبة وتألمت من كتفها الجريح لكنها استقامت بجهد جهيد وأمسكت بحديد الدرج حتى استطاعت التحكم في ثباتها ، ناظرت السماء بعيونها الضبابية وهي تستنشق بعض الهواء لتزيل جبال الضيق التي اعتمرت صدرها ، سارت بفشل بقدميها الحافيتين ولباس المرضى الذي كان ينساب خلفها مع شعرها بفعل الرياح الغريبة التي هبت فجأة ..وقفت عند حافة السطح لتناظر السماء فتحت يديها وبسطتهما بالرغم من ألم ظهرها لكنها لم تتوقف بل ظلت تفتحهما وهي تغمض عينيها وتناظر السماء باحتياج ..لحظة وفتحتهما لتتحسر على نفسها وتعانق ذاتها واضعة يدها على السور ومستندة برأسها بدموع عليه وقبل أن تشهق عقدت حاجبيها وهي تنظر نحو الأسفل ، قد كان ذلك حكيم وهو يحمل فتاة بين ذراعيه مهلا وبالجانب الآخر وائل يدخل سيارة غريبة مع فتاة تلامس خده بأريحية وجرأة ..نظرت يمينا ونظرت شمالا لتفتح فمها بضحك مكتوم وهي تضع يديها على فمها والدموع تنهمر بأسف
ميرنا:-° يعني أنا أموت هنا وهما يعيشان حياتهما عادي ،ههه كيف يفعلان هذا بي كيف ينسيان أمري واحد يحمل امرأة غريبة بين ذراعيه والثاني يسمح لامرأة أخرى بملامسته ويدلف معها لسيارتها إلى أين يذهبااااان ، لا لا أنا لست على ما يرام أكيد أنا أرى خيالهما فحسب لا حكيم ووائل وامرأتين ههه أهذا هو العشق الذي يصدحان به في الأكوان ؟؟؟؟؟ ربما كنت ثقلا بالنسبة لهما من البداية ربما كنت مجرد عبء تمنوا لو أبقى نائمة ليتسنى لهم فعل ما يريدونه ، تمام سأحقق لكم مبتغاكم وأنا ما عدت أطيق هذه الحياة" ..
صعدت بضعف ورجفة على حافة السور ووقفت وهي ترتج محلها وتنظر بحرقة قلب لحياتها التي تلاشت الآن بعد فقدانها لصوتها ، كيف ستعيش وتشرح لهم غبنها كيف ستفسر لهم حنقها وغضبها وتفسر حالتها ومرادها ، لم تستطع تمالك نفسها ففي حالة ضعف مسحت على جبينها بصداع ونظرت بدوخة للأسفل
ميرنا:-° هل يستحق أي واحد فيهم أن أنهي حياتي لأجله ، لاء حياتي ملكي وحدي ولن أسمح لهما بأن يتمما تجريحي ، في الوقت الذي ظننت أنهم ينتظرونني بشوق وكنت سأتحمل لأجلهم أجدهم في هذا الحال تمام لا يمثلوا علي الحب وليذهب كل واحد منهم لحال سبيله ، لن أتأثر أو أبكي لأنني أموت هنا أموت ولا أحد يشعر بي … هيا ميرنا قرري خطوة إلى الأمام أم إلى الخلف حددي ما تريدينه ، .. لا أنا لا أريد الموت ولكنني غير قادرة على عيش حياتي هكذاااا رحماك يا ربي …أنجدني°
"حين لا نجدُ من يشعُر بهمومنا ولا نقدر على شرحِها فإننا نصمُت ونلوذ بالفرار "
أغمضت عينيها على دمعاتها المنسابة ومدت يدها للفراغ بشكل يفوق إدراك الواقع بما يدور في خلدها من عذاب ، فمن الصعب تحمل تلك المعاناة بسهولة ومن الأصعب تقبل تخليهم عنها في أشد وقت احتاجتهم فيه ..فجأة وبينما هي ترثي حالها قاطع جنونها ذاك شيء تبادر لذهنها وقد كان نداءا مألوفا بصوت ناعم يهتف : "ماما" ..فتحت عينيها حين سمعت صوت ميسون على شكل صدى بعيد ، استغربته واستدارت لتفتش عنها فقد شعرت برغبة فجائية بضمها لصدرها ، ولكن حين نظرت خلفها وجدت شخصا يتدثر في السواد يقترب منها بحرص ، وقبل أن تقوم بردة فعل تسبب سقوطها كان قد أممسكها من خصرها وأنزلها من هناك …طالعته برعب ولم تستطع أن تتبين ملامحه بسرعة فقد داهمها على غفلة …
الشخص(همس في أذنها بلهفة وصوت مبحوح):- روميناااااا
ميرنا(فتحت عينيها بعدم فهم لهذا اللقب ولهذا الغريب واستدارت بجزع لتتملص من بين يديه):-..أ…م…
الشخص(كان وجهه المغطى بقناع جلدي في الظلام):- لا تخافي
ميرنا(رمشت وهي تنظر إليه واستغربت قناعه ذاك أكثر وهزت رأسها بتساؤل):-أ…من ممم
الشخص:- أنا شخص لا يريد موتكِ الآن …فعودي لسريرك
ميرنا(هزت رأسها وحاولت انتزاع نفسها من قبضته):- …لارد
الشخص(بانسيابية):- إذن سامحيني على ما سأفعله
لامس رقبتها بإصبعه وضغط على عظمتيه بتقنية خفيفة جعلتها تشعر بالدوار وتفقد وعيها بين ذراعيه ، لحظتها ناظرها بتأمل وابتسم ابتسامة خبيثة ليتمم
الشخص(أطل عليها بدفء):- حياتي الآن سيصبح لها طعم …مرحبا أنا خوري يا عزيزتي روميناااا ..!!


يتبع ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 25-09-17, 09:36 PM   #740

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتي ظالمة بسبب روعة واثارة البارت الي بسحر العقل انتي شخص في قمة الابداع تفوقتي على اجاتا كريستي بالابداع من حيث الغموض والاثارة
جوزيت وميار وضعهن مأساوي ومريع ميار لو ناريانا كان ميار هدي عالاخير وارتاح بس مش كل شي بتمناه المرء يدركه الثمن راح يدفعو جوزيت والجنين وميار اذا صار شي للجنين لانه املها الاخير غير انو ميار راح يدمر علاقته باخوه والراجين
ظهور انيس رشوان شي غير المتوقع
اماني وعابد شو قصتهن
خوري شو علاقته بميرنا وليش سماها رومينا وعلى اي طرف واقف شو وضعه من الاخير
حكيم وتصرفه الاناني الي عم بعمله مع وائل بدال ما يساعده ليخلصو من المجنونة وزوجها لازم يبعد عنهن وانشاءالله يصير يحب ناهد ويخلص من هالعشق المدمر لاله غير انو زعزع علاقة الاخوات
ما طولي بغيبتك علينا حبيبتي لانو بشوق مستمر


نونا لبنان غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.