آخر 10 مشاركات
أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1092 ـ لن أحترق بنارك ـ ميشيل ريد ـ ع.د.ن (كتابة/كاملة **) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-17, 09:41 PM   #761

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اجاتا كريستي متشوقين للبارت على نار



نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 04-11-17, 10:59 PM   #762

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فعلا متشوقين لك كتير كونتيسه ولروايتك الحلوة

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 05-11-17, 04:14 AM   #763

رهووفا
 
الصورة الرمزية رهووفا

? العضوٌ??? » 80197
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 350
?  نُقآطِيْ » رهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond repute
افتراضي

جميلة جدا واسلوب جميل وممتع احيييك

رهووفا غير متواجد حالياً  
قديم 06-11-17, 09:54 PM   #764

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي



modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 14-11-17, 06:49 PM   #765

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كل الشكر لكم حبيباتي على الدعم المتواصل لكم مني جزيل الشكر واماني الفرح واتمنى يعجبكم الفصل 35 بعون الله أحبببببببببكم كثيراااا


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-11-17, 06:56 PM   #766

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 35

~بعد مرور أيام~
"احتـــــــراقٌ عـــــــــلى جَــــــــــمر النَّــــــدم"
كيفَ لا وكُل ما وَصلنا إليه اليَوم هو نتيجَة أخطاءٍ مُتراكمَة أودَت بكل شَيء نحوَ الهَاوية السَّحيقة ، الفكاكُ منها شِبه مُستحيل ومُحاولة مُقاومة تيَّارها يبقى رَهينا بالحَظ الذي أدَار وَجهه للأقدار ، وجَعل الأسوَد يختلطُ بالأبيضِ لتتلوَّن الحَياة باللون الرمَادي ، ويُصبحَ للغيثوم مَجالا أوسَع حيثُ تغرقُ الأفئدة بأمطار الوَجع مَرة بعد مَرة ودُونما رَحمة أو شَفقة …
يَعني ماذا لو كُنا نستَجدي فُسحَة فرَح وسَط غمرَة الأسى هل ذلك مُحرَّم علينا تمَنيه؟؟؟؟؟
طرحت هذا السؤال وهي تجرب جدارة الميكروفون بتوتر وتنظر إليه من خلال النافذة الفاصلة بين غرفة الإذاعة وبين المساعدين ، قد كان هو بينهم يشير لها بإبهاميه أنها مستعدة لتبدأ أول حلقة من برنامجها الإذاعي الجديد الذي ساعدها كثيرا لتصل إلى تلك المكانة نتيجة صدفة جعلتهما يتلقيان بعد طول مغيب …
جلنار(مصمصت شفتيها وهي تلاعب خصلاتها الثائرة وسماعة الأذن الضخمة كتاج على رأسها^^):- أنا مستعدة الآن
المنسق(من خلف النافذة الفاصلة يحادثها):- إذن سنكون على الهواء بعد الفاصل الغنائي للبرنامج ، جمر الحب بصوت جوهرة القلوب الفنانة ميراااا
ابتسمت لأنهم وضعوا أغنية جمر الحب شارة لبرنامجهم ، وطبعا كان ذلك تحت طلبها والذي تمت الموافقة عليه بعد توصية جيدة من بهجت محمود ، فهو يعتبر بالنسبة لهم اسما لامعا يتشرف أي أحد بالتقرب منه ، وأساسا قاموا بالمصادقة على ذلك لأن الأغنية أصلا كانت تترجم فكرة البرنامج الليلي خاصتنا …
جلنار(تنفست بعمق وهي تنتظر اللحظة الحاسمة):- هيا جلنار تستطيعين ذلك تستطييييعين يا الله …
المنسق(أشار لها بعد 5 ثوان):- 5..4…3…2..1 ناو
جلنار(بسم الله):- أهلا وسهلا بكم مستمعينا الكرام في أول حلقة من برنامجنا الليلي الجديد "جَمرُ الحُب" ، كثير منا اكتوى بنار هذا الجمر الذي خلف آثارا جسيمة ما زالت تداعب أوتار الحنين في قلوبنا كل ليلة ،، فكرتنا لهذا البرنامج هو الإصغاء لأنغام قلوبكم المتعبة وفتح باب وصل بين المحبين ، هنالك من سيجدها فرصة ليفرغ مكنونات عشقه أو مخلفات وجع الفراق ، وهناك من سيروينا من لترات الشوق ما سنخزنه بذاكرتنا على طول المدى ، هناك من سيبوح بأسرار قلبه ويرجو الوصال وهناك من سيجده متنفسا للاعتذار ، وأنا سأكون بوصلتكم التي سترشدكم للطريق قدر المستطاع ، عبر سفينتي سنبحر بين أمواج الشغف لنرتل سوية تراتيل الأمنيات الوردية ونصافح القدر لعلنا نصل بكم إلى بر الأمان ..معكم جلنار الراجي من خلف ميكروفون إذاعتكم الحاضرة 24 ساعة على 24 ، وسنبدأ مع أول اتصال بعد هذا الفااااصل كونوا معنا ….
المنسق(ابتسم وأشار لها بالتوفيق):- رائع جلنار نسبة الاستماع في تصاعد والمتصلين كثر ..عمل موفق
بهجت(همس له وتقدم ليفتح الباب):- جوجو ها صديقتي كيف وجدتِ الأمر ؟
جلنار(استقامت بفرح وصافحته):- ممتع ممتع منذ صغري وأنا أحلم بهذا الميكروفون وها أنا ذا أحقق حلمي سيكون ساحة معركتي هههه
المنسق:- له له أمامكِ عمل صعب إذن ما علي سوى تمني التوفيق قبل انسحابي
جلنار:- لا ..ستغادر ؟
بهجت:- كأنكِ تعودتِ هه لدي حلقة غدا علي أن أحضر لها، فضيفي صعب المراس وعلي أن أكون مستعدا
جلنار:- صدقا ساعدتني كثيرا يا بهجت ورافقتني ببداية برنامجي ، أنا ممتنة وسأتذكر دوما هذا الصنيع
بهجت:- أي صنيع هذا أنتِ صديقتي ، إذن ما علي إلا أن أضرب معكِ موعدا حضرة المذيعة ، سأرافقكم ليلة الأحد لنحتفل بزفاف المهندسين
جلنار(رمقت إشارة المنسق):- تمام تمام سأنتظرك بهجت سلامو
بهجت(لوح لها وانسحب):- رفقا بالمحبين سأصغي للحلقة وأنا في طريقي للبيت ، سأتصل لأنتقد هاه انتظريني
جلنار(جلست وأعادت السماعة وأشارت له بإبهامها):- ونحن على أهبة الاستعداد ههه …
ودعها على أمل اللقاء يوم الاحتفال بزفاف كوثر وزياد بعد يومين ، وهذا ما جعلها تتحمس أكثر لبدء الحوار في حلقة مباشرة على جمر الحب ، ما هو إلا فاصل إعلاني وتم ربط أول اتصال
جلنار:- ومعنا أول اتصال على الهواء مباشرة ونقول ألو لأول مكتوي بجمر الححححُب … الميكروفون لك تفضل ألووو
ميار(لاعب سواره المتدلي وهو يرمش):- مرحبا …
جلنار(ابتسمت وتابعت):- نحن نسمعك وأنت أمام ملايين المستمعين تفضل واحكي لنا عن جمرتك
ميار(خط بإصبعه على الجدار):- جمرتي خامدة.. لا أريد ذلك
جلنار(رمشت وهي تنظر للمدير الذي أشار لها بالمواصلة):- ولكن هذا هو قانون برنامجنا ألا تتفق معي أخي ، أولا أخبرني من معي عرف عن نفسك للمستمعين ؟
ميار:- حكايتي لا تهم مستمعيكِ آنستي المذيعة جلنار ..ولكن أردت أن أهنئكِ على برنامجك وأخبركِ أنكِ ثالث من تلج عالم الإعلام وتشهر اسمنا عاليا ، أحببت ذلك اهتمي بنفسكِ يا صبية وداعا
جلنار(بعدم فهم انقطع الاتصال):- أ…على العموم أشكرك على المشاركة ونتلقى ثاني اتصال ألو
شاب ما : - مرحبا معكم يوسف أريد أن أحكي لكم حكايتي مع الفراق وليتكم تساعدوني لأعيد حبيبتي لعصمتي
جلنار(هزت رأسها للمدير):- طبعا أخي تفضل احكي لنا من البداية …
ألقى الهاتف بلا مبالاة على جنب وغرق وسط أفكاره التي باتت مظلمة بالفترة الأخيرة فما زال يحترق على وقع كلمات جوزته التي طعنته في الصميم ، زيادة على فراق صغيره الذي بات يدغدغه في قلبه ويفكر فيه بشكل كبير ماذا لو بقي على قيد الحياة ماذا لو انتقى له أجمل الأسماء وكان له أبا محبا، يعني سيحاول أن يكون لطيفا قدر المستطاع …لكن ذلك كله أصبح في عداد الماضي فلقد خسر كل شيء دفعة واحدة ابنه وحبيبته فماذا تبقى بعد ،، ظل هكذا من فكرة لأخرى وهو يعربد في القصر لعل النوم يغالبه ولم يحدث حتى قارب الفجر من مطلعه ،بعدها ألقى نفسه على فراشه وغفي بإصرار لعله يخرس أفكاره العقيمة التي تؤلمه بشكل لا يرحم … وفي صبيحة اليوم التالي
حكيم(فتح الباب عليه):- لما لم تتناول فطورك معنا قبل فترة ..ثم ماذا تفعل ؟
ميار(فصل الخط مباشرة):- لم أشأ مغادرة غرفتي ، لقد كنت اطمئن على فهودي
حكيم:- كيف حالهم ؟
ميار:- لا أريد التحدث بالموضوع مزاجي سيء اليوم
حكيم:- حمم طيب ماذا فعلت ليلة أمس هل غفوت مباشرة ؟
ميار(مط شفتيه وهو يرش عطره):- اممم لاء بل هنأت أختك ببرنامجها
حكيم(فتح فمه):- ماااااااااذا فعلت ؟
ميار:- والله اتصلت عشوائيا وإذ بهم يلتقطون مكالمتي أول شخص ، أتراهم خافوا مني هههه ؟
حكيم(ضرب كفا بكف وتقدم ناحيته ليجلس على الكرسي):- بغض النظر عن برنامج أختي جلنار الذي نسيته شخصيا ، هل ستشرح لي سبب حبسك هذا يعني ألا تريد مغادرة هذه الغرفة أو محادثة ميرنا قليلا حتى ؟
ميار(رمش بعينيه):- لاء ستبقى تنظر إلي وتؤلمني بحالها وأنا كثير كلام تعرفني يعني قد أجرحها أو أزعجها وأنا ما فيني حيل لمراضاة أي شخص …
حكيم(بتخمين موجع):- لقد استصعب علي التواصل معها إنها ترفض الكتابة إلا إذا استفززتها وفرطت أعصابك فهي تتكرم عليك بذلك السطر ..هل تظن أنه علينا إعادتها للمشفى ؟
ميار(استقام برتابة):- مش ضروري ، ميرنا قادرة على تجاوز أي محنة فهي بحاجة للوقت فحسب ، المهم سأكلمها رغم أن بالي مشغول
حكيم:- افف يا ستكون فهودك بخير إنه فيروس من الأطعمة لا تقلق
ميار:- ولكن بعمرهم ما أصابوا بهذا المرض لست أفهم ما الذي جرى لهم …أخشى على صولي إن استجابته ضئيلة
حكيم:- أنت تريد العودة للعرين تمام اذهب اذهب ودعنا وحدنا مجددا
ميار:- أنا أعرف عدم موافقتك على ذهابي ، أنت تخشى علي من أن أعرض نفسي لأذى ولكنك نسيت بأنني الفهد البري الذي مهما تعثر إلا أنه ينهض ليتابع طريقه حتى النهاية
حكيم:- اممم شعائر مميزة تليق بتغريدات صباحية ما رأيك ؟
ميار(حول عينيه وهو يضربه بكتفه ويديه بجيوبه):- سأرى المدللات قليلا لعلمك ضبطت ميسون تتسحب ليلا لتنام في حضن أمها
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- هشش لا تذكر هذا يا رجل لا نريد مشاكل
ميار(مرر إصبعه على شفته):- أردت أن تعرف فحسب بما أنها عائدة للبيت فجهز نفسك لتفارقها عنها
حكيم:- لن أتمكن من إبقاء ميرنا هنا وقتا طويلا فخالتي عواطف كالشعلة وقد وافقت على هذين اليومين لأن ترتيبات زفاف كوثر مزعجة يعني بعده ستعود إلى هناك حتما
ميار(رفع رأسه للنافذة):- ألم تعرف مكانها ؟
حكيم(أغمض عينيه وزفر عميقا):- جوزيت اختفت بمحض إرادتها إذن لن تظهر إلا بإرادتها ، معلوم عرق الراجية متفشي في كل بناتنا بداية بسمر والآن جوزيت
ميار(وضع نظارات شمسية والتفت إليه):- والذنب على عاتق من ؟؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه ولحق به):- ليس على أحد إنها أقدااااار ، وسمر ما زالت غاضبة مني إنها تحسب بأنني طردتها لأجل إحضار ميرنا
ميار:- إنها تغار من عصفورتك لذلك طبيعي جدا أن تشعر بالتفضيل
حكيم:- هاها أنظروا لمن يتكلم … عموما كاظم سيكون هنا على الغذاء وقد استدعيت إياد أيضا حاول أن تصالحه هو لا ذنب له فيما حصل
ميار(تحرك للنزول من الدرج الجانبي):- ليحضر
حكيم:- يعني لن تخاصمه مثلما فعلت المرة السابقة ؟
ميار(أشار بيده):- ليجدها وبعدها يقف قبالتي وأقرر إن كنت سأكلمه أم لا
حكيم(لحقه وهو يتأفف):- البنت هربت من هذا الضغط يعني ألا يحق لها بعض الهدوء؟
ميار:- يحق يحق لكن لتكون تحت ناظري ولتعربد كيفما تشاء وتشبع بالهدوء وأسرته الكريمة
حكيم(نزل رفقته للحديقة مباشرة):- الله على القلب الله …
ميار(صفر لميسون):- بسس يا طفلة
ميسون:- لست طفلة عمو ميار باقي عدة أسابيع وأكون بالثامنة
ميار:- هووو حكيم قليلا بعد وستجر صبيا وتقول لك تشرف بابا هذا حبيبي
حكيم(لكزه ليخرس):- ليس أمامهاااا يا رجل ..احم حمامتي ما رأيكِ لو نتفقد مهركِ رعد ؟
ميسون(قفزت بفرح من جوار ميرنا):- ميرنا ميرنا ترافقيني لرؤية رعد والله ستحبينه
ميرنا(هزت رأسها نفيا وهي تنظر للبحر من محلها):- ….لا
ميسون(بتذمر هزت كتفيها بقلة حيلة):- كما تريدين
ميار(جلس مقابلها ووضع نظاراته على الطاولة بينهما):- حممم
حكيم(أمسك يد ميسون وأشار برأسه لميار كي يتكلف):- هيا
ميار(حك جبينه بتعب وبعد ذهاب حكيم ..):- اشتقت لتذمرك
ميرنا(لفت رأسها إليه وأزالت نظارتها الشمسية):-…هه
ميار(أخرج سيجارة من جيبه ووضع رجلا على رجل):- لا تسخري …أنتِ ستستعيدين ما فقدته فقط اصبري قليلا علينا ما زلنا نحاول أن نفهم أصلا ما الضرر
ميرنا(دمعت عيناها وفركت يديها وهي تستقيم بتعب):-…همم
ميار:- إلى أين لم أنهي كلامي بعد؟
ميرنا(نظرت جانبيا للورقة والقلم التي وضعها حكيم لأجلها وأمسكتها لتكتب):- °ابحث عن جوزتك وارمي عليها حنقك وكف عن ملاحقتي لأنك بطريقتك هذه تزعجني ، أنا لست عليلة تمام°
ميار(أمسك الورقة برتابة وقرأها ليرفع رأسه):- له …أتفهمين دعمي على أنه إنقاص وشفقة ؟
ميرنا(كتفت يديها وهي تسير صوب سور القصر لتطل على البحر من محلها):-..
ميار(دخن من سيجارته قليلا وهو يراقبها قد استقرت هناك):- كيف سنحل أمركِ وأنتِ لا تقدمين أدنى مساعدة افففف …
استقام ليلحق بها ووثب جوارها برهة ليناظر البحر ويزفر عميقا بكل آلامه ومواجعه التي تستوطنه
ميار:- صولي لا يستجيب للعلاج ميرنا ..أخشى من فقدانه كثيراااا ولو حصل ذلك سأفقد عقلي إنه ابني ابني الذي تبقى لي من بعد الذي قتلته بيدي
ميرنا(مطت شفتيها ونظرت إليه):-…
ميار(رمقها بطرف عين):- لا أدري ..قد كان بصحة جيدة حتى أنني شكوت له همومي قبلها بليلة واستكان في حضني وهو يصغي لي ، ولكن في صباح اليوم التالي أخبرني طبيبه بمرضه هو والبقية ..يعني هو صغير لذلك أخشى من أنه لن يتحمل .. ميرنا هل سأفقده ؟
ميرنا(نظرت ليده المرتجفة التي لامست ذراعها وهزت رأسها بقلة معرفة):-…
ميار(زفر عميقا وسحب يده وهو يمسح على وجهه):- عذرا ..انشغلت بمشكلة صولي ونسيت أن أدقق بشأنك أفكر لو آخذكِ للعرين ما رأيكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-….لا
ميار:- طيب والبيت الجبلي أظنكِ اشتقت إليه ؟
ميرنا(تذكرته وضحكت):- لا… هه
ميار(رمق ضحكتها بتأمل):- ههه اشتقنا لهذه الابتسامات والله
ميرنا(تأوهت بسكون ونظرت إليه لتطلب هاتفه):- همم ؟
ميار(أعطاه لها وفتحه سريعا على واجهة الكتابة):- تفضلي وهذا قلم الهاتف كي تبدعي
ميرنا(هزت رأسها بقلة حيلة وكتبت):- °صولي قوي مثلك سيتجاوزها°
ميار(قرأها وطالعها بامتنان):- أبهجتني ، لكن رافقيني لو أردتِ رؤيته
ميرنا(نظرت خلفها للإسطبل وهزت رأسها برفض):-°لا يسعني المغادرة°
ميار(قرأه وأردف):- لو على حكيم سأقنعه بفتح مجال
ميرنا(بحزم):-°لا أريد الذهاب لأي مكان°
ميار:- أنتِ خائفة من ملاقاة وائل أليس كذلك ؟
ميرنا(رمشت بضعف وهزت رأسها بإيجاب):- …ها
ميار(أعطاها الهاتف):- وائل .. حسنا كان رجلا في هذا الموقف علينا أن نقر بذلك ، أنتِ تحبينه
ميرنا(تألمت بدموع وكتبت):-°وأنت تحبها هل استطعت مسامحتها؟°
ميار:- أنا وضعي مختلف ..لقد اضطررت لمسامحتها حين قمت بخطأ أكبر من خطئها وخربت الدنيا،، يعني أتوقع أنه معها حق في عدم غفرانها لأنني حرمتها من أقصى أمانيها ، لقد كنت حيوانا
ميرنا(ربتت على ذراعه وابتسمت وهي تحرك رأسها برفض):- أ…آآن ..
ميار(طأطأ رأسه):- أنتِ تفهمين جيدا ما معنى انتهاك الجسد يعني …على الأقل تملكين فكرة
ميرنا(سرت بجسمها قشعريرة برد ونظرت خلفها لحكيم وهو يخرج مع ميسون مهرها رعد):-..
ميار:- لا تنظري إليه بعتب ، إنه عاشق والعاشق يفعل المستحيل لأجل محبوبه
ميرنا(أغمضت عينيها وأمسكت على قلبها):-:…همم
ميار:- أعذبكِ أنا أعرف لكن أريدكِ أن تعطيه فرصة ..حكيم يهواكِ ميرنا ثم أنتم تشكلون عائلة جميلة …أقصدكِ أنتِ وميسون وحكيم
ميرنا(عقدت حاجبيها ونظرت إليه لتكتب بهاتفه):- °هي تملك أمّا أصلا°
ميار(آه يا غبية هي ابنتكِ أنتِ أنتِ):- حتى لو ..إنها لا تحبها بل تحبكِ أنتِ وتريدكِ أنتِ ، يعني لم يسبق لي ورأيت ميسون تنام بحضن لورينا لكن معكِ فهي تنام الوقت كله ، إنها متعلقة بكِ حتى أكثر من جوزيت ونور
ميرنا(نظرت إليها وهي تركب على المهر وتضحك أجمل ضحكاتها):-..ها
ميار(همس قبل أن يتحرك):- أنظري لصدق عينيها وستفهمين ما أقصده
ميرنا(بعدم فهم لاحقته بعينيها):-°ماذا يقصد بهذا الآن ماذا يحاول أن يقول لي يعني ؟°
ميسون(على بعد أمتار منها تتقدم صوبها بالمهر):- ميرنااااااااااا هههه أنا أركب رعد أنظري إلي ، هههه يااااه إنه جميل يا ليت كاظم هنا كان رآني بالمهر
حكيم(حول عينيه):- يا لسيرة كاظم التي لا تنتهي تمام تمام هو على وصول
ميسون(بحماس صفقت وأفلتت الحبل):- ههه يوووبي
حكيم(أمسكه وأعاده إليها):- مهما حصل لا تفلت يداكِ الحبل وإلا حرمتكِ منه
ميسون(أمسكته بقوة):- لا بابا لن أسهو فقط من حماستي
ميرنا(صفقت لها بطيبة):- …هممم
حكيم(ابتسم لها وهو يقترب منها):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(هزت رأسها بخجل متواصل منه):- هااا
حكيم:- هل ستخجلين هكذا وقتا طويلا لما لا نتجاوزه سوية ؟
ميرنا(امتصت شفتيها وتوردت وجنتيها):- لارد …
ميسون:- بابا بابا إنه يأكل العشب وهذاااا مضر له.. امنعه امنعه
حكيم(أمسك لجام المهر):- دعيني أعيدكِ للإسطبل
داغر(اقترب مهرولا):- عنك سيدي
داغر(مد له الحبل):- انتبه لها ومشكور يا داغر
داغر:- على عيني ، لنلف دورة أخرى وإلى الإسطبل ما رأيكِ ؟
ميسون:- موااااافقة ههه
حكيم(تقدم صوبها ووجدها قد التفتت سريعا للبحر وراقبها بطرف عين):- هل عاد ميار للغرفة ؟
ميرنا(نظرت خلفه للأعلى):- ها ..
حكيم(حك جبينه بتعب):- لا أعرف كيف سأتصرف معه إنه يدفن نفسه فيها منذ أيام …
ميرنا(هزت كتفيها):-….
حكيم:- علينا تغيير ملصق كتفكِ ميرنا .. تعلمين ذلك ؟
ميرنا(امتصت شفتيها ونظرت جانبيا بحرج):- °يا إلهي …كيف سأفلت من هذا الحرج الآن°
حكيم(أطل عليها):- فيما تفكرين شاركيني أفكاركِ ولو مرة
ميرنا(نظرت خلفها للدفتر):- همم
حكيم(أشار لها بالبقاء وذهب ليحضره):- سوف تكتبين سمعتِ …سوف تكتبين وتتواصلين يعني إلى متى ستبقين في تلك القوقعة وحيدة بدوننا هيا لأرى ..
ميرنا(أمسكته عنه وكتبت بتردد):- …°لو تطلب إحضار الممرضة صديقتي لتغيره لي=°
حكيم:- غير ممكن
ميرنا:- °هي صديقتي°
حكيم:- وأنا ابن عمكِ وصديقكِ ووصي عليكِ إذن ستستسلمين لأوامري برهة ميرنا
ميرنا(بتذمر وضعت القلم لكن رفعته وكتبت لتغلقه وتضعه بأنامله):-°أنت متسلط ..موافقة°
حكيم(قرأها وهو يضحك):- طيب فهمنا أنكِ موافقة لكن متسلط لماذا يعني ست ميرناااا ؟
ميرنا(سارت ببطء للدرج الجانبي):- همم
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة وأخذ معه الدفتر):- ستجلطني هذه البنت هذه آخرتها لا محالة …
لحق بها ليستقر بغرفتها المعتادة والتي عادت إليها بمحض إرادتها وقررت البقاء فيها كما في السابق، جلست على السرير بينما جر هو طاولة أدوات التمريض الخاصة بجراحها ..جلس أيضا خلفها ووضع يده على كتفها بهدوء وهذا ما جعلها تتشنج وتطأطئ رأسها بحرج منه ..فهم ذلك من تصرفاتها ولكنه تابع كي لا يزيد من إحراجها وأنزل القميص برفق عن نصف ظهرها وناظر ملصقاتها مليا ليهب بإزالتها واحدا بواحد ..
ميرنا(نظرت جانبيا للدفتر وجرته ليدها ثم كتبت):-°هل هي تشفى ؟"
حكيم(نظر للجراح التي كانت ما تزال في منتصف علاجها):- قليلا ميرنا
ميرنا:- °وشمي اختفى°
حكيم:- قد حلت محله كرة شمسية أو لنسميها شعلة نارية كصاحبتها يرضيكِ ؟
ميرنا(ضحكت ومالت برأسها جانبيا لتنظر إليه):- هممم
حكيم(أزال كل الملصقات وأخذ ينظر لجراحها بقلب كسير):- ستشفين ميرناااا أعدكِ بذلك
ميرنا(انفجرت ببكاء):- اهئئئئ
حكيم(رفع يده ببؤس ووضعهما على كتفيها ليدفعها إلى صدره ببطء على جلستهما تلك):- شتت لا تبكي صغيرتي
ميرنا(تمسكت بيديه اللتين أحاطتاها بحنان وهي تحني كتفيها بتعب):- اهئئ
حكيم(أحنى شفتيه وقبَّل جراحها واحدة بواحدة):- صدقيني … لن تشعري بآلامها بعد الآن
ميرنا(تململت بحرج):-…
حكيم(فهمها وهمس بخفوت):- قبلاتي ستشفيها
ميرنا(ضحكت من بين دموعها وكتبت):- °بقبلتك السحرية سوف لن أشعر بألم صح°؟
حكيم:- ههه أجل
ميرنا(هزت رأسها له بإيجاب جنونه):-…ها ..
حكيم(أمسك بعض القطن وبدأ بتنظيفه):- وكأن دولاب هذه الحياة يدور ، قبل فترة كنتِ تضمدين جراح صدري وها نحن ذا نضمد جراح ظهرك ..مفارقة عجيبة أليس كذلك ؟
ميرنا(هزت رأسها):- همم
حكيم:- لكنكِ تتماثلين للشفاء ستصبحين بخير .. وسوف تجرين عملية التجميل بروما قد جهزنا كل شيء سنسافر بعد زفاف كوثر مباشرة
ميرنا(عقدت حاجبيها):-…؟؟
حكيم:- أفهم سؤالكِ ولكن أجل …سأسافر أنا وأنتِ وميسون ولن يرافقنا أحد هكذا أفضل ، رتبت كل شيء مع طبيبكِ المختص فارس ولن يعرف العائلة بالأمر كي لا نتوتر في أوراقهم وباقي الأمور
ميرنا(نظرت جانبيا وانشغلت عنه):- …
حكيم:- ماذا تكتبين عندكِ يا بنت ؟
ميرنا(أخفت الدفتر بحضنها وظلت تكتب وهي تهمهم بدعابة):- هممم
حكيم(ألصق الملصقات الطبية وهو يحاول أن يطل):- دعيني أرى يا نمرودة هل ستخفين عني يعني ، انتظري لأنتهي وسترين
ميرنا(ضحكت وهي تنهي تخطيطها):- ههه
حكيم:- أي طالما ضحكتِ فأكيد هنالك مصيبة ، هاه أنهينا آخر ملصق دعينا نرفع القمييييص هكذا ونعيد الطاولة إلى محلها ونرمي هذه بالقماااامة لحظة لحظة هكذاااا …وبعدها ننقض على فريسسسسستنا …أرني ما خططته بدون عراك هيا هيا لأرى
ميرنا(هزت رأسها وهي تضم الدفتر لصدرها):- لا…
حكيم(وضع يديه على جنبه):- آخ يعني ما استطعتِ النطق ّإلا بالاعتراض ، هاتِ لأرى ميرنااااااا
ميرنا(هزت كتفها بدلال وقدمته له وبعدها أخفت وجهها بيديها):- هه هههه
حكيم(أمسكه ليتفحص ما بداخله وسرعان ما تلون وجهه بالحمرة وهو يستشيط رفضا):- لالالالالالالالالالالا هذااااااااااا ظلم والله ظلم أنا لا أشبه هذا الشخص بتاتا بتاتا ، يختي خليكِ بالكتابة ما الذي جعلكِ تلوثين عالم الرسم هاه ؟
ميرنا(ضحكت من قلبها وهي تشير للرسم وله):- ههه ههه …
حكيم(عضعض شفتيه وهو ينظر ببؤس للرسم):- حسنا الطول مناسب والعرض ماشي حاله لكن اللحية وااااع إنها مكنسة جدتنا غالباااااا حرام عليكِ دمرتِ وسامتي …له له أما الأنف راحت عليه معكِ يا شقية
ميرنا(انفجرت ضحكا وهي تمسك على صدرها):- هههههه ..
حكيم(مصمص شفتيه وهو يجثو تحت أقدامها ويتأمل ضحكتها):- ما أجمل هذه الضحكاااات ، لا تبخلي علينا بها ميرنا ماشي
ميرنا(هزت رأسها وهي تنظر إليه وهو يرفع القلم):- هممم ؟
حكيم(وضع الدفتر على ركبتيها وشرع برسمها):- حتما علينا رد الدين يا ست ميرنا ، نحن رجال ونفهم بالأصوووول ولووو
ميرنا(برفض حاولت التقاط القلم من يده):- لا لا …ل..هههم
حكيم(جر القلم بقوة):- لا مطلقا لن أفلت هذه الفرصة سترين كيف سأرسمكِ
ميرنا(حاولت بجهد وهي تقاوم ضحكاتها):- ههه لا
حكيم(أرخى يديه وهو يتأمل عيونها العسلية وضوء الشمس المنبثق من النافذة يشع فيهما):- يااا روحي
ميرنا(بخجل عضعضت شفتيها وهي تتحرك):- …
حكيم(أغلق الدفتر بعد أن أزال ورقة رسمتها ووضعها بجيبه):- هذه ستبقى معي مش بعيد تضعينني في صفحة الفضائح صبيحة غد ، اممم ننزل ؟
ميرنا(أشارت للسرير):- …
حكيم(وضع الدفتر جوار منضدتها وفوقه القلم والجرس قرَّبه منها وجعلها تستريح ليغطيها بعدها):- كما اعتدنا عندما ترغبين بأي شيء رني بهذا الجرس وإذا تأخرنا الهاتف بجواركِ اتصلي تمام ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تستريح على الفراش وتهز رأسها بموافقة):-…
حكيم(مسح على شعرها وهو يبتسم):- نامي يا عصفورتي الصغيرة ، لما يحين موعد الغذاء سأوقظكِ بنفسي فارتاحي …
ميرنا(ابتسمت له ونامت ، وحين شعرت به قد غادر فتحت عينيها لتهمس في سرها):-° مضت أيام ولم تسأل عني حتى .. لا بأس يا وائل طالما اخترت فلك ذلك …
ميار(التقى به عند المشرب):- نامت ؟
حكيم(نظر خلفه ووضع يديه بجيوبه):- يس
ميار:- ألن تخبرها بعد ؟
حكيم:- لن أفعل لأنني لو فعلت ستعارض سفرة روما وهي ضرورية لأجلها
ميار(صب لنفسه كأسا):- والله أتوقع أنها لن تغفر إذا ما عرفت أن حبيبها في السجن ولم يخبرها أحد بذلك ، عن نفسي هي تعلم بأنني ما كنت لأفعل لكن اللوم قد يقع على عاتقك
حكيم(مسح على جبينه):- إلى أين ترغب بالوصول ؟
ميار:- أنا أعرف فيما تفكر حكيم ، يعني بحكم أن تصرفاتها لينة معنا هذه الفترة فأنت تعتقد أنك ستملك قلبها لكن يا عزيزي دعني أذكرك أن بنات الراجية لا يتخلين عن عنادهن
حكيم(حرك فكه والتقط الكأس خاصته وتجرعه):- أفدتني يا صاح
ميار(صغر عينيه):- كان ذلك مشروووبي يا ولد هممم ….
خرج بحنق من القصر وهو يشعر بأن فرحته المؤقتة مع ميرنا قد تسرق منه لكنه لن يسمح بذلك ، سيستغل الأمر حين يسافرون لروما سيجعلها أقرب وأقرب وقد يفعل أي شيء ليزيل من بالها المدعو وائل أصلا لن يكون أحمقا ويخبرها أنه متورط في جريمة قتل وهو مسجون الآن ، والسبب ضميره الذي أجبره على الدخول في هذه المتاهة رافضا لتدخل أي منهم …
كاظم(دخل بسيارته وهو يزمر يزمر يزمر حتى قلب الكون بضجيجه):- هههه يااااه القصر البحري مرتع شبابي المقبل هع
داغر:- مرحبا بك سيدي نورت ..
كاظم(سلمه السيارة ومسح على صدره):- منورة بك دغيور بيك أين الشعب ؟
داغر(أشار له):- بالداخل تفضل …
كاظم(أزال نظاراته الشمسية ووضعها بجيبه):- جميل جميل …
ميسون(رأته وهي تخرج من الإسطبل وصرخت):- كااااااااااااااااااااااظم
كاظم(ابتسم ببهجة وفتح ذراعيه لها):- اركضي اركضي لأرررررررى
ميسون(ركضت بفرح نحوه إلى أن ارتمت بحضنه ورفعها للسماء ليدور بها وهي تمسك وجهه):- ههههه اشتقت لك عملاقي
كاظم(وهو يناغيها):- وأنا اشتقت لقزمتي الحلوة أي اشتقت لهذا العطر الوردي ياااا عيني على الفتيات الجميلاااااات
ميسون(عانقته بقوة):- لم تزرنا منذ يومين ولم تتصل حتى أنا عاتبة عليك
كاظم(أغمض عينيه):- والله من مشاغلي يا صغيرتي هل تسامحينني ؟
ميسون(لاعبت شعره باهتمام):- بشرط …أن تبقى معنا اليوم بطوله أرجوك أنا أفتقدك وأريد أن نرسم معا مثل السابق
كاظم(أبعد وجهه وهو يلاعب خصلات شعرها بينما كان يحملها بذراع واحدة):- لما لا لكنني سآخذ كل رسوماتكِ معي أرغب بأن أعلقها على جداري أينفع ؟
ميسون(بخجل وضعت إصبعها في فمها):- والله ؟
كاظم(دغدغها في عنقها):- والله ..
حكيم(أغمض عينيه وهو يتقدم بعصبية):- ميسوووووووون …
كاظم(صغر عينيه وأنزلها بعد أن قبل وجنتها):- مرحبا حكيم
حكيم(كتف يديه ونظر إليها):- اذهبي لغرفتكِ لترتاحي قليلا لقد تعبتِ اليوم مع رعد
ميسون:- لكن بابا كنت أريد أن يراني كاظم وأنا أمتطيه
حكيم:- لن ينفع الآن مرة ثانية
كاظم(انحنى أرضا ولامس وجنتها):- مرة ثانية سنمتطي سوية الأحصنة ونذهب بجولة تمام ؟
ميسون(بفرح):- حاضر ههه
حكيم(جلس على كرسي الحديقة وأشار له بعد ذهابها):- أسمعك
كاظم(جلس وهو يشير):- هل نحن على خصام ؟
حكيم(أشار خلفه بإصبعه):- ما معنى أخذ رسوماتها للبيت ، يعني أريد أن أفهم ما يحصل ؟
كاظم:- وما الذي يحصل ؟
حكيم(حك جبينه لا يدري كيف سيصوغ السؤال):- إنها لا تنفك تتحدث عنك وتريد رؤيتك ومكالمتك يعني ماذا حصل في ذلك اليوم الذي تركتها معك فيه ؟
كاظم(وضع رجلا على آخر):- ألا يوجد أكل لديكم جعت والله
حكيم(فهم تماطل كاظم):- على العموم أخبرني ما الأخبار هل غير أقواله ؟
كاظم:- لم يفعل ولا أدري ما سبب قيامه بهذا الهبل ، إنه يعرض كل شيء للخطر حتى عمو بشير منزعج منه بشكل كبير
حكيم:- هنالك شيء يهدد وائل وإلا لما ارتضى البقاء في السجن على الخروج
كاظم:- تهديد من نوع ماذا لقد دلف الرجال ليخرجوه ولكنه رفض إلى أن جاءت الشرطة ، وغالبا قام أحدهم بالتبليغ عنه
حكيم:- وهذا الشخص كان يعرف بمقتل الرجل ببيته ، اففف مشكلة مشكلة لا أدري كيف سأسافر وهو بهذا المأزق
كاظم:- هل أخبرت ميرنا ؟
حكيم:- طبعا لا ولن يخبرها أحد حتى تجري العملية ونعود بخير
كاظم:- صراحة يوجد طريقة لإخراج وائل لكن ..هذا يستلزم زيارة مباشرة منك وهذا ما لا يمكنك القيام به قد يأتي اسمك في محاضر الزيارة وتثير الشكوك
حكيم:- طيب ما الحل ؟
كاظم:- أيمكنك استفزازه هاتفيا ؟
حكيم(رمش):- استفزازه …قصدك بميرنا يعني ؟
كاظم(هز كتفيه):- والله لم أجد طريقة سوى ميرنا ، إذا ما أخبرته أنك تنفرد بها في روما و
حكيم(استقام بعصبية):- أنا لا أستغل وضع ميرنا في هذااا يا كاااااظم
ميار(وصل ع الجملة الأخيرة وهو يأكل البطاطس المقلية التي سرقها من بديعة عمدا):- والله الفكرة أعجبتني وأنت ستنفذها ، هيا فوائل لا يستحق ذلك المآل ثم أيا كان ما يهدده سنحله سوية
بديعة(أشارت من نافذة المطبخ بملعقة الخشب):- والله لن أمررها لك يا مشاغب سوف أحرمك من حصتك عند الغذاء سترى ..
كاظم:- خالتووو احرميني أنا أيضا لكن أعطيني القليل الآن والله جوعان ..هيا هيا شكلها ستوافق وأنتما تحادثا وقررا ريثما أعود
ميار(اتخذ مجلس كاظم الذي هرول نحو الداخل بينما كانت تنشه بديعة):- في ماذا تفكر ؟
حكيم:- لا أدري
ميار(التهم من الصحن وهو يتأمل حبات البطاطس وكأنها قطعة أصيلة):- أنا أعرف ..أنت تخشى خروجه الذي يصادف قدومه إلى هنا وعدم ترك ميرنا بمفردها أليس كذلك ؟
حكيم(هز كتفيه بقلة حيلة):- تماما ..
ميار:- وهذا ما يثير شكوكي أكثر ، وائل لا يمكنه أن يفرط في ميرنا وطالما هو معنا بالعشيرة ويملك نفس الصلاحيات فمستحيل أن يرتضي دخوله للسجن خشية على البقية … إذن ما الذي يجعله يوافق على هذا ويقحم نفسه بنفسه فيه علما أن الرجال حاولوا التدخل لكنه رفض ؟
حكيم:- كل هذا يؤذي لنتيجة واحدة أن وائل يخشى من خروجه على أحد ما ، لكن ما نوع هذا التهديد؟
ميار(تابع أكله ببرودة):- لا أدري لكنه الوحيد الذي بإمكانه أن يجيبنا، ولذلك أرجح أن تطبق فكرة كاظم ، وبما أننا في أواخر الأسبوع يعني ملفه سيفتح الاثنين وهذا سيمكنك من القيام بمهمتك والطيران بعدها لروما
حكيم:- وإذا ما خرج لن يجد أحدا هنا اممم فكرة
ميار(غمز له):- استغلها الآن لكن لاحقا فتش عن ثغرة لتبعد اتهامات ميرنا عنك
حكيم:- سنغيب لأسبوع واحد فقط حاول أن تبقي الأمور هادئة يا ميار ، عموما لن أعتمد عليك لذلك سأستعين بشخص يمكنه أن يخرجك عن طورك
ميار(باستفهام):- ومن تعيس الحظ هذا ؟
كاظم(عاد إليهما بخيبة):- إنها لئيمة ضربتني بملعقة حديدية
ميار(برقت عيناه وهو يلاحظ ابتسامة حكيم):- أكيد أنت لا تقصد هذاااا النطح ؟
كاظم(أخرج من جيبه حبة موز وتفاحة):- ههه لكنني سرقت لها هذه
حكيم(هز رأسه بإيجاب):- عليك أن تشيد بفكرتي لا ؟
ميار(صغر عينيه فيه بلؤم):- هذا يمكنني أن أقتله في دقيقة غضب
كاظم:- على من تتحدثان هكذا بالألغاز ؟
حكيم:- كل كل وبعد الغذاء نتحدث ههه ..
ميار(رمقه بطرف عين وهو يهز رأسه برفض):- هممم مستحيل مستحيل
كاظم(قضم نصف التفاحة دفعة واحدة ونصف الموزة كذلك):- على ماذا تتفقان منك له هااااه هل ستتزوجانني مثلا ؟
تبادلا نظرة واحدة مفادها أن هذا الكارثة أكيد سينهي الأمر بكارثة ، لحظة لحظتين وإذ بهم يسمعون بوق سيارة بالخارج مما جعل حكيم ينتفض وهو يرقب داغر متوجها إليهم
حكيم:- من ؟
داغر:- سيارة سفيان وبها الجدة نبيلة
حكيم(سرعان ما نظر لميار):- افف أخبرت الغبي ابن الغبي أن يخبرني برسالة قبل مجيئه ، لكن لما العتب أكيد جدتي داهمته وأجبرته على ذلك المهم المهم انهض واختبأ فوق أسرع
ميار(أكمل حباته ببرودة):- ولما العجلة دعني أتمم أكلي
حكيم:- يا الله انهض ولا تتعبني معك واتصل بإياد كي لا يأتي يعني تحسبا لأي طارئ
كاظم(أنهى فواكهه أيضا):- حسنا وأنا ماذا سأفعل ؟
حكيم:-استخدم عضلاتك وجر هذا التمثال فأكيد فصل عن فقرة الاستيعاب
ميار(استقام برتابة):- تمام تمام ها نحن ذا
كاظم(صفق بيديه بحماس):- والله اشتقنا للعريف بلبل
حكيم(صغر فيه عينيه وهو يرمق ميار مغادرا الحديقة):- أشك في أنك أيضا حفيد مفقود غالبا
كاظم:- لع ياخويا أنا لا أنسى نسبي النابلسي ولو على جثتي هاع
حكيم(فرقع إصبعه لداغر وهو يزفر بتعب منهم):- أستغفر الله …افتح افتح ، حاول أن تصل لإياد يا كاظم فذلك المجنون سينسى نفسه كالعادة
كاظم(ابتعد عنه قليلا ليفعل الاتصال):- ماشي …
دخولها بهيبتها المعتادة لقصره كان مدعاة للبهجة والسرور ، قد فرح كثيرا بزيارتها لثاني مرة فالأولى كانت حين أحضر ميرنا معه إلى هناك بغية الراحة ، طبعا وجد صعوبة في إقناعهم ولكنهم وافقوا لمصلحة ميرنا فقد كان ذلك المكان آمنا عليها من جهة وأيضا يسمح بفترة نقاهة متميزة لكي لا تتعب نفسيتها أكثر وسط زحمة البيت وضجتهم الكثيفة بمناسبة زفاف كوثر …
حكيم(بسط يديه بابتسامة):- أهلا بكِ جدتي
نبيلة(تقدمت بعصاها إليه ومدت يدها له):- أهلا أهلا
حكيم(انحنى وطبع قبلة احترام على يدها):- لو بلغتني بزيارتكِ كنت أرسلت الرجال في إثرك
نبيلة(جلست على الكرسي وأسندت العصا بجوارها):- لا بأس ، سفيان يعرف الطريق ، ثم أنا لا تروقني تلك الجلبة خاصة رجالكم التي لا أدري متى سنتخلص منها
حكيم(جلس قبالتها وهو يشبك يديه):- أخشى أننا لن نفعل لوقت طويل
نبيلة(نظرت حولها ورمقت كاظم بالجوار):- ليس مهما الآن ..كيف هي حفيدتي ؟
حكيم:- بخير ..نامت قبل قليل
نبيلة:- وحفيدتي الأخرى هل عثرتم عليها ؟
حكيم:- قصدك سمر يعني ..هي بخير لقد رأيتها وتقول أنها ستعود في أقرب وقت
نبيلة:- لا أسأل عن تلك المهملة ، بل عن جوزيت فلا تتذاكى علي
حكيم(حك فكه وهو يرمقها بقلة حيلة):- هي بخير أيضا ..
نبيلة:- أريد عنوانا محددا لها أحتاج لرؤيتها
حكيم:- لن ينفع ذلك فجوزيت لا ترغب برؤية أحد
نبيلة:- جوزيت هربت من قبضتي لأنها ترفض الرضوخ لأوامري ، ولكنني جدتها ومن حقي أن أخاف عليها من كل سوء ثم لا أرى أن الأب متأثر يعني ؟
حكيم:- ماذا ؟؟
نبيلة:- أعرف أن ذاك هو أبوه الحقيقي كيف يسمح له ضميره بالعربدة هنا وهناك تاركا إياها في أزمة فقدان طفلها ، أي حب هذااا ألم يخططا للزواج ؟
حكيم(تحت أنفه):- شكلكِ خلطتِ الأمور جدتي
نبيلة:- أية أمووور ماذا تخفون عني بعد ؟؟؟؟؟؟
ميسون(عادت لتركض صوبهم بلهفة):- بابا بابااااا ميرنا تستفرغ في دورة الميااااااااه
حكيم(انتفض سريعا):- ابقي هنااااا
ميسون(وضعت يدها على فمها ونظرت لنبيلة):- مرحبا جدتي نبيلة
نبيلة(ابتسمت لها وفتحت حضنها):- اقتربي يا صغيرة إلى هنا
ميسون(اقتربت بأدب وعانقتها نبيلة بحرارة):- ههه
نبيلة(اشتمت عطرها بحب وحنان وهمست لها):- الآن أخبريني ما بها ميرنا ؟
أسرع للغرفة مثل البرق ليغيثها ووجدها جاثية على الأرض بينما وجهها للحوض ، عيونها كانت دموية من كثرة الدموع والألم غالبا ، وجد نفسه ينحني سريعا ليحيطها بين ذراعيه ويتفحصها عن قرب بينما كانت هي مستسلمة بتعب رهيب
حكيم:- أناااا هنااا صغيرتي شتتت لا تبكي كان غثيانا عاديا تمام ؟
ميرنا(استكانت برأسها الثقيل على كتفه وهي تشير لعقلها):- …هممم
حكيم(بألم على حالها):- هااا ماذا حصل ؟
ميرنا(بكت بحرقة لأنها غير قادرة حتى على الشكوى بما يؤلمها):-…لارد
حكيم(جذب المنشفة سريعا من جواره ومسح على فمها ووجهها بلطف):- أنتِ بخير الآن صح ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- هااا
حكيم(رمى المنشفة جانبيا واستقام ليضع يديه تحت ركبتيها ويرفعها بهدوء إليه لكنها رفضت ذلك فتحركت بمفردها مستندة عليه):- ستكتبين وتخبرينني بما يؤلمكِ كي أخبر دكتوركِ الخاص به فورااا
ميرنا(تشبثت بقميصه وهي تشعر بالإرهاق الشديد):- …م..ن
حكيم:- ميسون مع جدتي نبيلة في الحديقة إنها هنا لقد جاءت لأجلك
ميرنا(أجلسها على السرير بلطف ووضع القلم والدفتر بيدها وكتبت):-°لقد كنت أسمع عدة أصوات غريبة أزعجت عقلي وجعلتني أرقب كوابيس مرعبة ، كنت فيها أنا وميسون ..هي بخير °
حكيم(قرأها وهز رأسه بتفتفة):- أجل أجل بخير لكن ..لما خفتِ لدرجة الغثيان ميرنا ؟
ميرنا(مسحت دمعتها بظاهر يدها وكتبت):-°ما رأيته أرعبني لذلك استيقظت هكذا وصدمت بها جالسة جواري وتتفرج علي ، غالبا أفزعتها°
حكيم(امتص شفتيه):- هي كبيرة كفاية لتستوعب فترة مرضكِ ميرنا .. لا تهتمي إلا بصحتكِ الآن
ميرنا(وضعت رأسها بثقل على جدار السرير):-°أريد النوم°
حكيم(جمع الدفتر وساعدها على الارتياح):- بعد استيقاظكِ سأجعل جدتي تطمئن عليكِ كي تذهب سريعا فميار هنا وتعلمين ماذا يمكن أن يحصل لو حضر إياد أيضا
ميرنا(أغمضت عينيها بإرهاق وأمسكت يده):- ح..
حكيم(انحنى لرأسها وهو يتفحصها بعينيه الخائفتين):- ها ميرنتي ماذا ؟
ميرنا(جذبت يده لحضنها وضمتها بقوة):-…لارد
حكيم(رمش مرتين وبعدم فهم):- أتريدين مني البقاء ؟
ميرنا(ببكاء هزت رأسها):- هاا ..
حكيم(ابتلع ريقه واضطجع بجوارها):- حسنا عصفورتي أنا معكِ لن أفلت يدكِ حتى تنامين
ميرنا(أغمضت عينيها فورا وهي تتشبث بيده فحسب):- همم..
حكيم(رفع يدها وقبلها ببطء ثم أعادها لمحلها بلطف شديد ليلامس خصلاتها بيديه وهو يهتف):- ستمضي هذه الأزمة وتعودين لقوتكِ فهذا الضعف لن يهزمكِ أنا واااثق .. ستتحسنين يا روحي ستفعلين لأنكِ ميرنا الراجي التي لا تهزم
ميرنا(فتحت عينيها ببؤس والدمع شريك):- هممم…
حكيم:- همم همم أنا واثق ههه هيا نامي طفلتي أنا معكِ
أغمضت عينيها هذه المرة باستكانة وهي تدك رأسها بذراعه بحثا عن الطمأنينة ، فما شاهدته من كوابيس أرعبها وجعل حتى الرجل المقنع يظهر فيه وهو يحمل سكاكين عدة ويرمي بها عشوائيا في لوح اللعب الذي كانت تقف قبالته هي وميسون تصرخ فيه على جنب كي يتركها ولكنه كان يربطها بدولاب كبير ويعذبها هي الأخرى … هذا كان جزءا من الكابوس المرعب فبقيته تجلت في مخاوفها الأخرى ولهذا لم يكن ترتيبها بالشيء المهم لحظتها فما يعني لها الآن أن ميسون بخير وستبقى كذلك يعني خلافا عن نظرية الجدة نبيلة التي لا تنزل الأرض …^^
كاظم:- هيا جدتي يعني لما هذا الكلام الآن ؟
نبيلة(ضربت بعصاها لركبته):- أنا لست جدتك فأنا لا أكون جدة لأحفاد غير مسئولين
كاظم:- طيب ماذا تريدين مني أن أفعل طالما هي التي اختارت الرحيل ؟
نبيلة(دكت عصاها في العشب):- كان عليك أن تلحق بها تبحث عنها ترافقها ، يا ولدي إن فقدان الضنى موجع ولا يحس بلسعته إلا قلب الأم
كاظم(مسح على شعره وهو يشتم تحت أنفه ، الله يخرب بيتك يا ميار أنت خرب الدنيا وأنا أتحمل عنك الشتائم):- تمام سأحاول تدبر الأمر في أقرب فرصة
ميسون(انتفضت وهي تشير بيدها):- عمو عموو مي…
كاظم(أسرع ورفعها بين يديه):- يااااااااه ميسونتي نسينا أن نسقي زرعتنا الجديدة تعالي معي عن إذنكِ جدتي آ..قصدي أختي نبيلة …احم
ميسون(مكممة الفم):- همم هامممم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-11-17, 06:57 PM   #767

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كاظم(وضعها كالخرقة تحت ذراعيه):- كدتِ تفضحين أمنا لا تقولي عمو ميار أمام أي أحد ماذا اتفقنا؟
ميسون(أشارت لميار الذي كان يتوجه صوب البوابة):- ولكنني رأيته فأردته أن يسلم على جدتي نبيلة هل أخطأت ؟
كاظم(أنزلها بجوار الشتلة الصغيرة التي قاما بزرعها فعلا قبل وقت):- بنت …
ميسون(دلت شفتيها ورمت وجهها بين يديها):- اهئئئئئ أنا آسفة
كاظم(رق قلبه لأجلها):- يا ويلي أنا أبكيت ماستنا الزهرية تعالي هنا لأرى ، أي على الدموع أي يلعنني أنا حقييير أي والله لا أستحي حتى ، كيف أجرؤ على إبكاء الأميرة هيا يمكنكِ طردي من مملكتكِ وسأسلم بأمر حكمكِ بقلب جامد
ميسون:- لا أستطيع ..
كاظم(رمقها وهي تطل عليه بأطراف رموشها):- ولما لا تستطيعين يا بعدي ؟
ميسون(أشارت بسباتها لقلبه ورفعته لقلبها):- أنت هنا
كاظم(تحركت حنجرته بثقل وهو يرمش):- حسنا بدأ كلام أبوكِ يلج عقلي الآن ، هيا هيا لا تلهينا هاتِ آلة السقي لنسقي هذه الشجرة سوف تنمو وتنمو لتسبقكِ في الطول ههه
ميسون(وهي تفرك عينيها بدلال):- أليس علينا أن نسميها ؟
كاظم(أخرج من جيبه منديلا ومسح دمعها):- أميرتي لا تذرف الدموع فالشعب يهلك بسببها
ميسون(برقت عيناها وهي تبتسم):- ماذا سنسمي شجرتنا ؟
كاظم(مط شفتيه وهو ينظر للشجرة):- سأعطيكِ هذا الشرف تفضلي وانتقي لها اسما جميلا مثلكِ
ميسون(وضعت يدها على فكها وهي تفكر):- ما رأيك ب…اممم اممم رواء أو بسنت هي تعني أصلا الزهرة ذات العطر الجميل والرائحة المميزة ، يااااه أحببت بسنت ستكون شجرتنا كذلك عطرة وجميلة وكل من يقف عندها يفرح ويبتهج قلبه هل تواااافق ؟
كاظم(تأثر بحركاتها الطفولية وابتسم بامتعاض):- وااااع ما هذا الاسم المدلل جدا ؟
ميسون(مطت شفتيها بتذمر):- لم يعجبك يعني ؟
كاظم(ضحك بصخب):- ههههه كنت أمازحكِ فحسب ، حسنا منذ اللحظة شجرتنا المدللة اسمها بسنت رسميا
ميسون(أمسكت آلة السقي ومدتها له):- إذن لتسقيها أنت أولا ..
كاظم:- آآآخ يا صغيرة آخ هيا لنرى …
نبيلة(فرقعت إصبعها للحارس):- أين ذهب الشاب ؟
داغر:- السيد م..إياد توجه للإسطبل سيدتي
نبيلة:- ناديته لكنه لم يصغي لي هل لك أن تطلب منه المجيء إلى هنا ؟
داغر(بتردد):- حسنا سيدتي على الفور …
بديعة(رأتها من النافذة وهرولت من باب المطبخ وهي تمسح يديها في مريلتها):- أهلا ست نبيلة والله لم أركِ حتى اللحظة كنت مشغولة بالغذاء ، كيف حالكِ ؟
نبيلة:- بخير وأنتِ ..شفيعة صح ؟
بديعة:- هه لا لا أختكِ بديعة
نبيلة:- ها تشرفنا اجلسي لو أردتِ
بديعة(جلست بهرولة):- لبرهة لا بأس ههه فالأولاد جائعون وعلي أن أجهز وجبة الغذاء
نبيلة:- احكي لي يا بديعة فلم نجد وقتا مناسبا للحديث ..كيف تعرفتِ على الأولاد ؟
بديعة(حولت عينيها لتتذكر تنبيه حكيم لها):-أ…أعرف حكيم
نبيلة(باهتمام):- أهاه من أين ؟
بديعة(انتفضت سريعا):- يا ويلي نسيت الأكل على النار عن إذنك عن إذنك
نبيلة(صغرت عينيها فيها):- أعلم أنكم تخفون عني أمرا ما وسأعرفه حتما …
ميار(زم شفتيه):- ولما تشغلين بالكِ يعني دعي الأمر لنا
نبيلة(استدارت إليه):- اجلس هنا لأرى
ميار(جلس برتابة):- نعم ؟
نبيلة:- ألم تستطع الوفاء بوعدك لي يا إيااااد ، إن هبة مختفية منذ فترة وأنت لا تحرك ساكنا ..يعني ألم تكن صديقتك ؟
ميار(وضع رجلا على أخرى):- والله كانت كذلك بالنسبة لي ، لكن ما لا أفهمه هو سر اهتمامكِ بها لهذه الدرجة ما السر وراء ذلك ؟
نبيلة(تفتفت):- لا يوجد هنالك أي سر فقط قلقت عليها لأنه يستحيل أن تختفي هكذا دون أن تعطيني خبراااا
ميار:- والله الغائب حجته معه أنتِ لا تدققي
نبيلة(بعصبية):- كيف لا أدقق أقول لك مختفية مختفية ؟؟؟؟؟
ميار(بعصبية أيضا):- وأنا ماذا سأفعل يعني أبحث عنها وسط الطرقااااااات ؟
نبيلة(جفلت وهي تدقق فيه النظر):- بعمرك ما رفعت صوتك بوجهي ..ماذا حصل لك ؟
ميار(ابتلع ريقه):- عفوا جدتي …
ميسون(قاطعتهما حين جلست جوارها بأدب):- جدتي جدتي ..لقد أسمينا شجرتنا أنا وكاظم بسنت ما رأيكِ ؟
نبيلة(تمالكت أعصابها وهي ترمق كاظم بطرف عين والذي جلس قبالة ميار):- رائع صغيرتي ..لو تنادي أباكِ ممكن ؟
ميسون:- حالا جدتي
كاظم(غمز لميار باستفهام):- ما العبارة ؟
ميار(زفر بتأفف):- لا أعلم
نبيلة:- أنت وهو بماذا تتهامسان ، كلاكما أضرب من الثاني ولا واحد أتاني بنتيجة مرضية
كاظم:- لكننا نبذل جهدنا جدتي يعني ..
نبيلة:- أنت اخرس لأنني لا أعرف أصلا سبب برودك وطفلك قد توفي بسبب إهمالك
ميار(برقت عيناه بجرح ونظر لكاظم):-….لارد
كاظم(ابتلع ريقه أسفا عليه):- لو نغير الموضوع جدتي
نبيلة:- لن نغيره وستسمعني ، أنت عليك إيجاد جوزيت التي وثقت بك لتقف بجوارها فأي امرأة في وضعها ستتمنى ربتة كتف من رجلها الذي تحبه ، إنها قد فقدت قطعة من روحها يعني تخيل معي لو نبتر جزءا منك ألن تبكي عليه وتتحسر ؟
كاظم(مط شفتيه بأسى وهو يناظر امتقاع وجه ميار):- أعلم ذلك جدتي سأبذل جهدي
نبيلة:- هكذا هاه أعد لي حفيدتي وربي يعوضكما بأولاد آخرين لكن هذه المرة بالحلال ، لو اقتربت منها وتخطيت عتبة بابي أقسم أنني سأزج بك في السجن ..ستأتي كالرجل المحترم وتطلبها مني وأرى وقتها إن كنت كفؤا لأعطيها لك أم لا …
ميار(باختناق استقام):- عن إذنكم
نبيلة:- إلى أين أنت لم نكمل كلامنا يا ولد ؟
ميار(لم يوليها اهتماما بل نفض القميص من على صدره وهو يتحرك مبتعدا):- ….لارد
نبيلة:- حال هذا الولد لا يعجبني …
كاظم(ضحك ببلاهة):- إنه منزعج بسبب ميرنا لا تهتمي
ميار(رفع الهاتف بأذنه واتصل):- ألو …هل عادت للقصر ؟
فيكو:- لا يا سيد ميار اتصلت بعنبر وأخبرني أنها قد سافرت مع ناريانا لنيوزيلندا
ميار:- هههه أي كذبة هذه ، لقد بحثت في سجلات المطار ولم أجد لا اسمها ولا اسم ناريانا ، ولو كانتا قد سافرتا كنت لأعرف فنادر يساعدني
فيكو:- والله هذا الذي عندي حضرتك
ميار:- كيف أبوك ؟
فيكو(ابتسم):- بخير لقد أخرجناه في جولة بالكرسي المتحرك وفرح برؤية البلدة
ميار(ابتسم لأجله):- ما شاء الله بلغه سلامي هو والخالة شفيعة، وإذا ما احتجتم لشيء اتصل فورا
فيكو:- خيركم سابق سيدي ..
ميار(فصل الخط وهو يحك جبينه):- ….نيوزيلندا يا كاذبة وكأنني لن أعرف إن كنتِ هناك من عدمه ، لكن أين اختبأتِ بهذه السرعة وكيف وجدتِ المكان وهل أنتِ في مأمن ؟؟؟؟

في المجمع السكني
كان في غرفة الرياضة الكامنة بجوار حديقته الخلفية ، كان يرفع الأثقال وعروقه تنتفض معه مرة للأعلى مرة للأسفل إلى غاية ما جلس برهة ليتجرع بعض الماء من قنينته ويقفلها بثبات ويعيدها لمحلها ، مسح فمه بقفازه الرياضي وأزاله ببطء ليضعه بترتيب فوق الآخر ويستقيم ويعيدهم للزاوية قبل أن يتأمل نفسه في المرايا الكبيرة هناك وينظر لملامحه باهتمام ، لامس حاجبه مرة ولحيته الخفيفة مرة ثم هتف وهو يقطب حاجبيه بتيه وضياع
خوري:- اليوم .. ما هو اليوم يا خوووري … عيد ميلادك غالبا ههه …ستيلا ؟؟؟؟
خوانيتا(هي التي دخلت فجأة عليه لتناديه لكن ما عرفت أنها دخلت بوقت غير مناسب):- عفوا سينيور
خوري(احمرت عيناه بشراسة وهو ينظر إليها):- كيف تقتحمين خلوتي هكذاااا يا امرأة ؟
خوانيتا:- وو و الله رغما عني سينيور ولكن أختك ..أخ أختك جوزيت تنتظرك بالصالون
خوري(اقترب منها بغيظ وأمسكها من ذراعها بقوة):- لو تلفظتِ بكلمة أختك مجددا سأكسر احترامي لعمرك ونصبح في فيلم تعذيب من نوع خاص مفهوم ؟
خوانيتا(دمعت عيناها):- سامحني
خوري(لاحظ ذلك وأزال يديه ليربت على رأسها مرتين):- أعطيها بعض الحليب والتمر ريثما آخذ حماما سريعا وآتيها ..
خوانيتا(ابتلعت ريقها من تناقض حركاته):- حاضر ..ك ..كنت أود أن أقول شيئا آخر لو سمحت لي يعني من فضلك
خوري(توقف عن مسيره والتقط منشفة ليضعها فوق ذراعه):- اختصري
خوانيتا(اقتربت منه وأخرجت من جيبها مغلفا):- وصل هذا اليوم .. كل سنة وّأنت بخير
خوري(أمسكه برتابة ومزقه ووضعه بيديها):- حركات أمي هذه لن تخيل علي ..دعيني الآن أنصرف وقومي بما أمرتكِ به ، ها دعي جابر يأتيني للحديقة الخلفية فورا
خوانيتا(نظرت للورقة الممزقة ووضعتها بجيبها):- حاضر
توجه للحمام المرفق لقاعة الرياضة بينما هرولت هي عودة للداخل وسارعت للمطبخ لتملأ كوب حليب ساخن وتقدمه لها مع بعض حبات التمر ، استغربت جوزيت ما قدمته لكنها ابتسمت وتناولته فقد اشتهت نفسها التمر منذ الأمس ولكن ناريانا كانت نائمة وهي نسيت أن تطلبه من رجالهم ، لذلك جاء التمر في وقته وطبعا نحن سنفهم أنه عرف بذلك من خلال كاميرات المراقبة
خوانيتا(امتنت كونها أنهت الصحن في غضون دقائق):- هل أضيف لكِ المزيد ؟
جوزيت:- لا لا أكلت بنهم ستؤلمني أسناني لو أكثرت ، مشكورة صدقا كان شهيا وأحببته
خوانيتا(أخذت الصينية عنها):- ولو هذا واجبنا ، السيد سيكون هنا بعد قليل
جوزيت(فركت يديها وهي تستقيم لتطالع زوايا البيت):- ألا تشعرين بالضجر هنا ؟
خوانيتا(أطلت عليها من رخامة المطبخ):- مطلقا أنا أعتبره بيتي
جوزيت:- أقصد لونه القاتم
خوانيتا:- إنه مجرد تعود فحسب
جوزيت(نظرت لهاتفها الجديد الذي أخذ يرن برقمها وامتعضت):- اففف ما كان عليكِ الاستيقاظ الآن ريانا واااع سوف لن تتوقف لن تتوقف …
خوري(باغتها حين مد وردة بجانبها):- إذن أوقفيها أنتِ …
جوزيت(ابتسمت للوردة وأمسكتها وهي تلتفت إليه):- صباحك سعيد سيد خيري
خوري(رمق البريق في عينيها وابتسم):- صباحكِ أسعد جوزيت
جوزيت(اشتمت الوردة لكن اتصال ناريانا لم يتوقف):- ممكن لحظة ؟
خوري(هز رأسه وهو منجذب بحركاتها):- تفضلي ..
خوانيتا(امتصت شفتيها وفي سرها هتفت):- هل أخبرها أن اليوم عيد ميلاده يعني ..ربما تسعده ويشعر بأنه ينتمي لعائلة حتى وإن كانت لا تعرف بهويته ، لالا ربما سيمزقني إذا ما نطقت بحرف افف
جوزيت(همست وهي تخفي كلامها):- يا بنتي سوف أحضر بعد قليل هل محظور علي التجوال يعني ، ثم ما الذي أيقظكِ باكرا ؟
ناريانا:- بنت بنت أنا لم أمشط شعري بعد ما يعني أنني على آخري ، تكلمي بلا ما أعضك من أنفك
جوزيت:- حسنا تمالكي أعصابكِ أنا ببيت الجيران
ناريانا(برقت عيناها):- عند خيري ذاك ألم نتفق على عدم ذهابكِ بدوني ، الآن فورا حالا تعودين
جوزيت:- أردت استشارته بشيء سأفعل وأعود يكفي اتصالات أو أطفئه
ناريانا(شهقت بفزع):- هئئئ والله عشنا لتطفأ الهواتف بوجهنا يا ناريانا ، ماشي يا جوزيت ماشي حسابنا سيكون عندما تعودين …
جوزيت(أغلقت الخط ووضعت الهاتف بجيبها ونظرت للوردة مليا لتستدير إليه وتجده جالسا على الكنبة في انتظارها):- عذرا …إنها تقلق علي كثيرا
خوري(أشار لها بالجلوس):- واضح أنها تهتم بكِ كثيرا وإلا لما قلقت لهذه الدرجة
جوزيت:- طبعا ..أنا وهي نكمل بعضنا كلانا يتيمتين وجمعتنا الأقدار لتكون علاقتنا بهذا العمق
خوري:- محزن ..
جوزيت:- وأنت ؟
خوري(رمش وقد باغته سؤالها الذي لم يطرح عليه قط في حياته):- حسنا …كنت أملك أما فقط واكتشفت بعدها أنه لدي أخت
جوزيت:- ياااه أكيد كانت تحبك
خوري(مط شفتيه):- أجل … كانت تحبني لدرجة التعذيب
جوزيت(اختفت بسمتها ولم تفهم حرفا):- …ماذا تقصد ؟
خوري(استقام وهو يبتسم):- أمازحكِ جوزي ..ممكن أناديكِ هكذا سمعت ناريانا تناديكِ باختصار ؟
جوزيت:- ممكن ..احم لا بأس
خوري(اقترب من مشربه):- هل تمانعين ؟
جوزيت(جفلت وهي تنظر للمشرب وتذكرته فتألمت):- عادي كنت أعرف أناسا لا يملكون حس اللباقة مثل حضرتك ، يشربون بدون استئذان حتى
خوري(عرف مقصدها):- عادي .. هيا أخبريني ما الأمر الضروري الذي تريدين مني مساعدتكِ فيه ؟
جوزيت:- هو يعني ..ليس أمرا إنما طلب بسيط إذا أمكنك مساعدتي فيه
خوري(شرب القليل من كأسه):- أسمعكِ ..
جوزيت:- ما رأيك أولا لو نتمشى قليلا بحدائق المجمع إن الجو مشمس والدنيا مشرقة و
خوري(وضع الكأس بعصبية وأغمض عينيه ليبتلع ريقه كي لا يشعرها بشيء):-….لارد
جوزيت(عضت طرف شفتها):- هل قلت شيئا أزعجك ؟
خوري(تنفس عميقا واستدار إليها بابتسامة):- أبدا ..لكن لا نفس لي بالخروج ، لأنه لدي اجتماع بعد قليل سيصل بعض الموكلين لنناقش مشروع فرع الفندق
جوزيت(فركت يديها وتقدمت نحوه):- إذن لأقول ما عندي وأذهب كي لا أعطلك عن عملك ..
خوري(نظر لعينيها عميقا وأبعدهما سريعا وهو يلهي نفسه):- ممكن
جوزيت:- هناك زفاف بعد يومين لإحدى معارفنا وأنا …يعني أريد أن أذهب وأعود في نفس الليلة إلى هنا ولكن ..سيكون رجالي مراقبين وأفكر بخداع من سيلحق بي بينما أكون في مأمن مع رجالك ..أعرف أن طلبي غريب عليك ويمكن لأول مرة تسمعه من جارتك المتطفلة ول
خوري(برزانة):- سيحدث ذلك .
جوزيت(فوجئت بموافقته):- أتتكلم بصدق يعني أليس لديك اعتراااض ؟
خوري:- وأي اعتراض سيكون لدي رجالي كلهم تحت خدمتك ، أنتِ مثل أختي أنسيتِ وعدكِ لي ؟
جوزيت(ابتسمت بحرارة):- لم أنساه قلت لي تلك الليلة أن أعتبرك أخي وأعتمد عليك في كل شيء
خوري:- تمام أخوكِ سيساعدكِ ويحميكِ ويجعلكِ تذهبين وتعودين في أمان ..لكن سؤال
جوزيت(بفرح):- تفضل تفضل ؟
خوري(وثب أمامها ويديه خلف ظهره):- لما ترغبين بالذهاب إلى ذلك الزفاف في حين أنكِ تعدين هاربة من الجميع ؟
جوزيت(طأطأت رأسها):- اشتقت لبعض الناس وأردت توديعهم كما يجب يعني ..إذا ما حدث لي شيء على الأقل أكون قد أفضيت بما في خلدي
خوري:- خطوة جريئة لكنني لا أوافقكِ عليها ، هكذا ستعطينهم رغبة أكبر لأجل البحث عنكِ
جوزيت:- وإن يكن أنا تحت حمايتك أليس كذلك ؟
خوري(هز رأسه بإيجاب):- في كل وقت ..
جوزيت(تنفست الصعداء):- صدقني أنت تقدم لي مساعدة فخمة مثل حضرتك و
خوري:- بدون حضرتكِ وحضرتي ..دعينا نتحدث بطلاقة وبدون ألقاب كالإخوة ممكن ؟
جوزيت(امتصت شفتيها):- حاضر
خوري:- هل صديقتكِ توافق على هذه الزيارة ؟
جوزيت(تنهدت بتعب):- فكرت لو أستشيرك أولا وبعدها أقحم رغبتي في عقلها رغم أنها لن توافق
خوري:- أمامكِ مهمة صعبة إذن
جوزيت(لوحت له بالوردة وهي تتراجع للخلف):- ههه نحن لها
خوري(نظر لبطنها وتلكأت الحروف بجوفه):- كم يبلغ طفلاكِ الآن ؟
جوزيت(وضعت يديها على بطنها):- ثلاثة أشهر تقريبا يعني ناريانا تقول رقما آخر لكنني أفضل هذا
خوري:- نلتقي لاحقا
جوزيت(ودعته وانسحبت):- شكرا ..على كل شيء
خوري(أغمض عينيه وهو يشم عطرها الذي تركته خلفها):- عفوا يا أختاه هذا واجبي …
خوانيتا(أطلت عليه من ركن المطبخ ونظرت لجوزيت التي غادرت):- ههه حضرت لها علبة تمر سآخذها لها ماشي سينيور ؟
خوري(هز رأسه بموافقة):- أين جابر ألم أطلب حضوره ؟
خوانيتا(هرولت للخارج):- سأناديه من جديد
خوري(صغر عينيه وجلس في الركن):- أنا أعرف داءه …..
خوانيتا(ردت الباب خلفها):- جابر …جابر السينيور يريدك لما لم تذهب إليه ؟
جابر(دخن السيجارة بقنوط)-: لم يأتي ذلك على مزاجي فيها شي ؟
خوانيتا:- الله يهديك اذهب إليه ولا تدعنا نعاني خصوصا اليوم ، إنه عيد ميلاده
جابر(زم شفتيه بحزن):- وهل له وجه ليفرح ؟؟؟؟
خوانيتا(هربت):- لن أضيف كلمة فأنت أصبحت شخصا آخر الله الله …هييه ست جوزيت يا ست جوزيت انتظري لحظة
جوزيت(قبل وضع المفتاح بالباب توقفت):- خيرا خوانيتا ؟
خوانيتا(مدت لها علبة تمر):- جهزت هذه لأجلك
جوزيت:- يااااي تمر مشكورة خوانيتا أسعدتِ قلبي بحق
خوانيتا(فركت يديها ونظرت خلفها للمنزل):- يعني ..أردت منكِ معروفا بسيطا ولكن أمانة عليكِ لا تخبري السيد
جوزيت(بعدم فهم):- قولي قولي ماذا هناك ؟
خوانيتا:- صراحة ..اليوم عيد ميلاده ولكنه يكره الاحتفال به وأساسا لا يذكره أحد ، سابقا كانت مساعدته تهنئه به لكن ..فور رحيلها ما عاد يريد أحدا يذكره به
جوزيت:- مساعدته ..؟؟؟
خوانيتا(برقت عيناها إذ نطقت بشيء لا يجب النطق به):- يعني مساعدات السيد كثر ههه نحن نملك طاقما بأكمله في روما ولا تشغلي بالكِ ، فما أردته منكِ هو تهنئة بسيطة كدعوة على العشاء ربما قد يفرح ولا تحملي هما أنا سأطبخ كل شيء بالبيت وأحضره معي
جوزيت:- ولوو كيف نتعبكِ من هنا لهناك سوف نتدبر أمرنا أنا وناريانا ..يعني صحيح شخصيا فاشلة في الطبخ لكن ناريانا تجيده ههه سأعد له أكثر شيء أجيده كعكة محلاة بالفستق
خوانيتا:- إنه يموت في الفستق تمام ههه شكراااا شكرا لكِ لم تخجليني
جوزيت:- سوف أبعث له بالدعوة بعد أن أجهز أموري ولا يهمك لن آتي بسيرتكِ مطلقا
خوانيتا(رفعت يديها بدعاء):- ربي يحمي لكِ صغيريكِ ويفرحكِ بهما ههه عن إذنك لأهرب قبل أن يتفقدني سلام سلام
جوزيت(وضعت الوردة فوق العلبة وفتحت الباب بيد لتدلف وتضعهما على المنضدة وتزيل حذاءها بعد أن أغلقت الباب خلفها):- ريااااانا بيبي
ناريانا(أتت من خلفها سريعا ودفعتها على الحائط بخفة وهي تلصقها بغضب):- أين كنتِ ؟
جوزيت(نظرت لالتصاق ناريانا وهي تضحك):- واووو أنتِ تصدمينني فيكِ يا بنت الحرمان يفعل بكِ أشياء غريبة ..ما هذا الهجوم ؟
ناريانا(صغرت فيها عينيها وهي تمسك فكها بيديها):- ألم أنهكِ يا بنت زهرة على ألا تعتبي عتبة هذا البيت حتى ولادتك ؟
جوزيت:- ههه أوك أنتِ تبالغين يا بنت لا أدري من …صحيح سنين ولم يطرأ ببالي أن أسأل عن اسم أمكِ ناريانا ؟
ناريانا(بلؤم وضعت يديها خلف رقبة جوزيت وجذبتها إليها):- أجيبيني على سؤااااالي ؟
جوزيت:- أنتِ تخيفينني أي رقبتي يا حيزبون
ناريانا(تركتها وهي تسبقها للصالون بينما شعرها كانت مفرودا كله وجلست تمشطه):- أنا أنتظر
جوزيت(أحضرت العلبة والوردة وجلست قبالتها):- كنت عند خيري
ناريانا:- امم وبعد ؟
جوزيت:- أعطاني هذه الوردة جميلة صح أحببتها ؟
ناريانا:- البقرة يمكنها أن تعطيكِ حليبا أيضا
جوزيت:- أتفهم غيظكِ هذا لكنه بدون داع أنا أردت منه مساعدة والرجل لم يبخل علي
ناريانا(أشارت بالمشط وهي تنظر جانبيا):- وصلنا للمفيد مساعدة من نوع ماذا ؟
جوزيت(مررت لسانها بين شفتيها):- هو يعني …قررت أن
ناريانا(توقفت ونظرت إليها):- قررتِ يا جوزي قررتِ ع أساس أننا سنكون سوية في أي قراااااار ؟
جوزيت:- يوووه لما تصرخين بوجهي الآن ما بالكِ دعيني أنهي كلامي على الأقل
ناريانا(أخذت تمشط شعرها الطويل بعصبية):- تابعي
جوزيت:- عديني أنكِ لن تصرخي بوجهي ولن تنزعجي وستتفهمينني ؟
ناريانا:- لن أعدكِ لأنني أعرف بأنكِ ستجلطينني بهذا الخبر الذي تهابين البوح به ، فوفري علي وعليكِ ضخ البنزين لأنني أصلا مشتعلة خلقة …انطقييييييييييي
جوزيت(أغمضت عينيها وفجرت الجملة):- قررت أن أذهب لزفاف كوثر ….(كمشت عينيها برعب منها لكن لا شيء حدث) امم تمام لا ردة فعل ..ما هذا الهدوء توقعت أن تثوري ، توقعت أن تصرخي لكن لأجد هذا الصمت حقيقة …اندهشت…
ناريانا(ظلت تمشط شعرها بصمت):- ….لارد
جوزيت(رمشت وهي تنظر لردة فعلها):- ما توقعت هذا صراحة ..ريانا هل سمعتني ؟
ناريانا:- أجل
جوزيت(بتوجس):- ألا توجد ردة فعل يعني ؟
ناريانا(لوت شعرها بتعب وجمعته بمشبك ورفعت أكمام يديها):- لا أبدا أنتِ قررتِ وأنا لا مجال لي كي أعترض
جوزيت(عضعضت شفتيها):- رياااانا ..؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(ضربت على فخذيها بعصبية):- هل تريدين أن تجلطييييييييييييييييييييي ييني يعني ، كيف تطلبيييييييييييين المساعدة من رجل غريب لم نعرفه إلا من أسبوع واحد ، لا لا مهلا فالأخت سهرت معه حتى مطلع الفجر بالحديقة الجانبية تحت وقع المطر لماذا لأنها شعرت بالارتياح معه …يا ربي يا ربي لا تبتليني بها لا أريد أن أدخل للنار بسبب جريمة قتلها
جوزيت:- الآن لما تضخمين الأمور ..والله كان لطيفا وفي منتهى الأدب ولم يحسسني وكأنني غريبة بل وكأنني صديقته أو أخته
ناريانا:- كل الرجال لا يؤتمن لهم يا جوزيت هو ليس أخوكِ هو رجل غريب ، قد يكون له نوايا فيكِ يا بنت يا بنت لا تثقي في أي شخص هكذا
جوزيت:- اففف اففف اففففف يعني في المرة الوحيدة التي أريد أن أعيش فيها بشكل طبيعي بعيدا عن المافيا ومشاكلها ، بعيدا عن ميار واشتياقي الذي يتآكل صدري ناحيته ، بعيدا عن كل الناس الذين عرفناهم تأتين الآن لتقفي بوجه راحتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(استقامت لتوقفها):- تعالي هنا لم أكمل كلامي بعد
جوزيت(أمسكت على بطنها):- أنا قررت الذهاب
ناريانا(هدرت فيها):- لأجل مننننننننن ..ما غايتكِ من الذهااااااااااااب صارحيني ولا تدعيني أصرخ ؟
جوزيت(أخفضت كتفيها):- ولا شيء ..أردت رؤية العائلة
ناريانا(ضحكت بتعب):- يا جوزي ..يا حبيبتي هل ستخفين عني ؟
جوزيت(بغنج):- ها ..لأنكِ تصرخين بوجهي
ناريانا(هزت رأسها باستسلام ودفعتها لحضنها):- تعالي هنا واستقري هكذاااا ، الآن لما سأصرخ أنا وأخرب أم الدنيا أليس خوفا عليكِ ؟
جوزيت(دكت رأسها بكتفها):- أعرف ولكنني أرغب بالذهاب وخيري سيساعدني ، سوف نوهمهم برجالنا وإذا ما لحقوا بنا سنكون نحن في مأمن بسيارات خيري شفتِ فكرت في كل شيء ..والله والله ثم أنتِ اشتقتِ لنادر ولم تودعيه حتى ، يعني أنتِ تضحين لأجلي وهذا يجعلني أعطيكِ فرصة لتشرحي له الوضع بطريقتكِ
ناريانا(اشتاقت له باستسلام):- ماذا عن ميار ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها):- غالبا لن يحضر لأنني لن أكون هناك ثم إياد سيكون بالزفاف ، مستحيل أن يقترب قيد أنملة
ناريانا(أبعدتها عنها قليلا):- وما الذي يضمن لكِ هذا ؟
جوزيت:- إحساس ..
ناريانا(ابتلعت ريقها):- ووائل ؟
جوزيت(تهربت بعينيها):- م…ما به ؟
ناريانا(أمسكت فكها ورفعت وجهها لتناظر عمق عيونها):- افتقدته صحيح ؟
جوزيت(هزت رأسها ببؤس):- أجل .. لن أكذب اشتقت له وأولادي اشتاقوا له أيضاااا يريدون رؤيته
ناريانا(كتفت يديها وهي تلف ظهرها):- لن أستطيع أن أغامر بكِ يا جوزيت ..اعذريني ألغي الفكرة من عقلك
جوزيت(أمسكتها من يديها):- لالالا إياكِ بليز بليز افعلي ذلك لأجلي بليييز
ناريانا:- جوزيت نحن لا نلعب ذهااااابكِ ليس له أي معنى ، نحن لم نمضي إلا بضعة أيام سرعان ما أشفقتِ وغنيتِ موشحات الحنين إذن كيف سنكمل باقي شهور الحمل هاااااه ؟
جوزيت(تأوهت بتعب وجلست لتبكي):- لما لا تفهمينني إنها فرصتي الوحيدة قبل أن تنتفخ بطني
ناريانا(جثت على ركبتيها لتطل عليها):- أنا أفهم هذه الكدمات التي بدأت تتلاشى ، وبما أنها شفيت هذا لا يعني أن روحكِ أيضا تخطت اغتصااااااااااب ميار نجيب لكِ وإهداره لجسمكِ وطف….
جوزيت(رفعت عينيها ببريق ونظرت إليها):- ههه طفليَّ معا بخير ، ماذا كنتِ ستقولين ؟
ناريانا(رمشت بتلعثم):- ق..قصدت فرضا لو كان تأذى
جوزيت:- هممم لكنه لم يتأذى طفلي حبيبي ما يزال غافيا جوار أخته الحبيبة
ناريانا(استقامت بإرهاق):- أنتِ عنيدة والكلام معكِ عقيم ، آخر حديث عندي وهو أنني لن أذهب تفضلي وليرافقكِ السيد خيري فهو بات صديقكِ المفضل الآن …
جوزيت(رمقتها وهي تصعد الدرج ومطت شفتيها):- اففف إقناعها صعب صعب لكن ربما خيري يساعدني في ذلك على العشاء .. هئئئ العشاء نسيت أمره هيييه يا بنت تعالي لم أخبركِ بالأهم ناريانااااااااااا …
لحقتها للدور العلوي كي تفجر بوجهها أمر عزومة الليلة للسيد خيري وعيد ميلاده ، طبعا ناريانا لم تعطيها وجها ولكن توسلات جوزيت أجبرتها على الإصغاء فهي لن تجعلها تضع نفسها بموقف حرج مطلقا ..خصوصا والرجل كان كريما معهما لأقصى درجة ووفر لهما كل ما تحتاجانه ،… وهنا كان جابر ما يزال جاثما أمامه ينتظر الإدلاء بأوامره لكنه أطال في تدخين سيجاره دون أن يتفوه بكلمة بل ظل ينظر لجابر من بين دخانه في حين كان جابر يكتف يديه وينتظر …
خوري(وضع السيجار على طرف الصحن واستقام):- جابر .. ضلعك اعوجَّ قليلا وهذا لا يروقني
جابر:- عذرا منك ولكن …
خوري:- أعرف أنك حزين لأجل هاجر ..ولكن هكذا كان نصيبها
جابر(ابتلع ريقه بحرقة قلب):- كان يمكنك الغفران سينيور ولكن أبيت ذلك رغم توسلاتي لك
خوري:- اممم رغم توسلاتك قمت بذلك لأنني أردت ذلك فهل لديك اعتراض ؟
جابر(أغمض عينيه وكبرياؤه يداس عليه بصلف):- سينيور إذا سمحت لي أود تقديم استقالتي
خوري(لف ظهره):- مرفوضة
جابر(بنفاذ صبر):- لا يمكنك إجباري على البقاء طالما لا أريد
خوري:- والسبب ؟
جابر(بجنون):- أتسأل بعد ..حضرتك قمت ب… بتنفيذ حكمك في هاجر علما أنه لا ذنب لها بل أنا من اقترح ذلك لإرضاء سعادتك
خوري(ابتسم):- أتعلم ما هو اليوم ؟
جابر(أغمض عينيه بعدم تحمل):- لا أدري ولا أريد معرفته لأنه سيان عندي
خوري:- أكنت تحبها ؟
جابر(ارتجفت شفتيه):-… وهل ستفرق بالنسبة لك سينيور ؟
خوري(استدار إليه):- أجل
جابر:- أشك بذلك فحضرتك لا تهتم بمشاعر أي أحد لأنك السلطان وأوامرك هي التي تحدد مسار أنفاسنا
خوري:- لا تجب عن سؤالي بعريضة لا ضير منها
جابر(بغيظ مكتوم):- أحببتها ..تمام ؟
خوري:- حسنا اذهب وأحضرها سوف تعود للعمل
جابر(بعدم فهم):-ههه أحضرها من أين من قبرها يعني…ألم تقتلها ؟
خوري(اقترب منه):- لم أفعل .. بل أقصيتها في مكان بعيد عن هنا لعلكما تتعلمان تنفيذ أوامري بحذافيرها ، قد كان هذا تنبيها لأول مرة وآخر مرة لاحقا سوف أقتلها أمام عينيك أو العكس ..
جابر(بعدم تصديق أخذ يتنفس عميقا):- كيف …لقد لقد ظننت أنك حرمتني منها وطوال أيام وأنا حزين عليها يعني …كنت
خوري(هدر فيه):- الآن أمامك خيارين إما أن تذهب لإحضارها أو بمكالمة مني تلقى حتفها
جابر(ابتلع ريقه ملقوفا):- العنوااااان
خوري:- أخبرت السائق الخاص يمكنك الذهاب ..وحبذا لو تسارعا بالعودة لدينا عمل كثير
جابر(هرول ولكنه تراجع وعاد إليه):- لما فعلت ذلك سينيور ؟
خوري(نظر للوحة الكهف أمامه وابتسم):- هدية لأختي ..لقد أحبت هاجر ولا يمكنني أن أثير تساؤلاتها بشأن اختفائها
جابر(أشار بيديه ليفهم):- هدية السيدة جوزيت يعني ..هئئ لو لم تحبها كانت ماتت ؟
خوري(هز كتفيه وهو يتحرك لأجل النزول لقبوه):- أنت تضيع الوقت ..
جابر(ركض لحظتها):- حسنا حسنا …
الفرحة التي كانت تغمر قلب جابر كانت مختلفة عن أي فرحة عاشها طوال حياته ، لم تشبه أبدا فرحة استقبال الهدايا التي كان يوزعها المحسنين عليهم بالملجأ كل عيد ، لم تشبه أول راتب أخذه من مسحه للسيارات بوسط المدينة في مراهقته، لم تشبه استئجاره لأول بيت وخروجه من قمامة المنزل المشترك بتلك الأحياء النائية ..لا لا هذه المرة فرحته كانت تقفز بين ثنايا قلبه فهو ود لو يصارع الزمن كي يصل إليها ولم يصدق حتى أنها على قيد الحياة وأن السينيور لم يقتلها لكن ماذا حصل له ، وكيف أفرج عنها بهذه السهولة وكشف أمرها لجابر مطالبا بإعادتها عجبا عجبا .. ها هو ذا يفتح ملف صورها من جديد وهو يطالعهم بإرهاق ..
خوري:- فعلت ذلك لأجل جوزيت فلا تنظري إلي هكذا ..أختي ارتاحت للبنت ولم أرد حرمانها منها..يعني أتراجع عن قراري مرة أخرى ستيلا لو كنتِ هنا هل كنتِ سعدتِ بذلك ؟؟… لا لن تسعدي لأنني سأتصرف كالوحش مجددا منذ فترة لم تدخل فتاة لغرفتي لا أدري ما يحصل لي ، لقد شعرت لأول مرة بالاحتياج إليكِ وإلى حضنكِ ولمسة يدكِ التي كانت تعانق ذراعي ، نظرات عينيكِ الزمردية تجرفني نحو الظلام يا ستيلا …لم أعد أطيق انتظارا سأعيدكِ لي حتى وإن لم تكوني أنتِ فسأجعل تلك الحثالة ناهد تصبح أنتِ ورجلها فوق رأسها …ثم رائع أن أمها ماتت هكذا ستسهل علينا المهمة ،، ستيلا ستعودين إلي …ستكونين لي أنتِ لي …ستكونيييييييين
بنظرات شيطانية ووعيد شر كان يفتح ملفا آخر ليتفقد صورا جديدة لناهد التي كانت تبدو في مجمل الصور حزينة وباكية ، أغلبها في المقبرة أو في حضن أبيها فوفاة أمها صفوة لم تكن على بال أو خااااطر …

مسحت دموعها وهي تفارق وسادة أمها وتربت عليها لتحملها وتعصرها في أنفها وهي تشهق بألم وحرقة قلب بعد هذا الفراق الذي لم تكن مستعدة له ، لا هي ولا أبوها للأمانة
ناهد(سمعت أنينه واستقامت بخفة):- بابا بابااااا …
شكري(مسح دموعه وهو يغلق صندوقه بسرعة ويدفنه تحت وسادته):- هنا يا ابنتي
ناهد(ركضت إليه):- أنت بخير بابا سمعتك تئن ؟
شكري:- لا ..يعني ..تذكرت بعض الأمور فحسب
ناهد(انفجرت ببكاء وارتمت بحضنه):- تركتنا ماما يا بابا اهئئئ لما فعلت ذلك لمااااااذا ؟
شكري(دمعت عيناه ببؤس):- لقد آن أوانها يا بنتي ولنقل الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
ناهد:- هذا ليس عدلا اهئئ أمي كانت من أطيب الناس لما اختارها الله دونا عن أولئك الأمهات المجرمات
شكري:- أنتِ هكذا تدخلين في حكمة الخالق استغفري ربكِ فورا
ناهد:- أستغفر الله العظيم ، ولكن من حرقتي من حرقتيييييييي ألا تشعر بي بابا لقد فقدت أمي سندي وظهري وحبيبة قلبي التي كنت أتمرغ في حضنها وقتما أشاء، أمي التي كانت تفهمني في كل الأوقات الآن صرت بلا أم …لقد أصبحت يتيمة اهئئئ
شكري(تألم من كلامها واستقام مبعدا إياها):- سأذهب للعمل ..
ناهد:- م…اهئ ماذا كيف تستطيع مزاولة عملك وهي لم تكمل حتى أسبوعا بقبرها
شكري(أمسك سترته):- الحزن لن يعيدها يا ناهد ويجب أن تفكري في ذلك مثلي ..أريدكِ أن توافقي على عرض السيد حكيم لقد تحدثت معي عفاف وأنا أعطيت موافقتي هذا سيساعدكِ في تحمل تكاليف جامعتك التي ستباشرين فيها عندما تفتح أبوابها، وحتى لو توفيت أمكِ رحمها الله هذا لا يعني ألا نرد الدين الذي علينا فهمتِ ؟
ناهد(بعدم تصديق):- باااااااابا كيف توافق على هذا بدون مشورتي ؟
شكري:- أنا أفكر بمصلحتكِ أكثر منكِ ولا تجادليني ….
ناهد(برفض):- لكنني لن أفعل
شكري(تأوه بتعب والتقط مفاتيحه):- كانت هذه رغبة أمكِ قبل وفاتها ألن يجعلكِ هذا توافقين ؟
ناهد(جفلت وهي تمسح دموعها):- حقا ؟
شكري(تذكر همس صفوة "دعها تقترب من حكيم أشعر وكأنه سيكون خلاصها في هذه الحياة"):- لا تفلتي هذه الفرصة
ناهد:- هو حتى لم يجبر خاطرك ويحضر للعزاء
شكري:- ما ربما ليس لديه علم
ناهد:- مستحييييل عفاف تعرف إذن هو أيضا يعرف ولكنه غير مهتم ، أين له أمي وأين له نحن اهئئئ يا حرقة قلبي عليكِ يا ماماااا
شكري(تألم من حالها واقترب منها):- قفي لأرى
ناهد(استقامت بوجع وارتمت بحضنه):- كيف سنكمل حياتنا بدونها أخبرني بابا ؟
شكري(بحزن عانقها واشتم عطرها):- آه يا زهرتي .. سوف نكون بخير مثلما كانت تريدنا أمكِ أن نكووون لأجلها سنتحمل لطفا ساعديني
ناهد(لاحظت تعبه ولامست رأسه وقبلته):- حاضر يا والدي الحبيب سأفعل ما تريده ..
شكري(أعاد لها قبلة الجبين وأشار لها كي تخرج من غرفته):- إذن نفذي الآن ..أريد سماع أخبار طيبة اليوم
تركها أمام الأمر الواقع وغادر بينما هي نظرت لغرفة أمها بحسرة ودلفت إليها مجددا لتنام بسريرها وتتمرغ في ثيابها باشتياااااق لا يمكن وصفه ، لم تشعر بنفسها وهي تغفو من فرط بكائها ولم تستيقظ إلا على وقع رنين الباب انتفضت بفزع واستجمعت نفسها لترى من الطارق …
ناهد:- ها مرحبا
صاحب البيت:- أهلا بكِ يا ابنتي هل والدكِ في البيت ؟
ناهد:- لا خرج قبل ساعة للعمل هل هناك شيء ؟
صاحب البيت:- لا أبدا أردت أن أسأل إذا ما كنتم بحاجة لشيء
ناهد(عدلت خصلة شعرها):- لا نحن بخير وسوف نقوم بدفع إيجار الشهر في وقته لا تقلق ، سنتدبر أمرنا يا عم
صاحب البيت:- لا لا لم أقصد ذلك فقط أردت الاطمئنان عليكم
ناهد:- نحن بخير سنكون بخير
صاحب البيت:- الله يرحمها ويحسن إليها
ناهد:- آمين
صاحب البيت:- والله والله أنا لم أصدق ولا حرف مما قالته تلك الممرضة الفاسقة ، تف عليها وعلى منظرها لقد تسرب فيديو مقطعها بكل هواتف الحي ما حسبناها قذرة وعاهرة للأطبة والممرضين بذلك المشفى ، حتى أنها تواقحت وقامت بالتفوه بأمور حقيرة على هذا البيت الشريف سامحتمونا يا ابنتي صح هااا ؟
ناهد(بعصبية فهي تعرف هذه النوعيات):- أبي من سامحكم لكن أنا لن أسامح وسوف أبدأ العمل لأخرجه من هذا المستنقع عن إذنك
أغلقت الباب بوجهه وتوجهت لدولابها وهي تشتم تحت أسنانها غيظا ، ارتدت لونا قاتما وجمعت شعرها بذيل حصان وحملت حقيبتها وملف شهادتها البسيطة وخرجت لتأخذ سيارة أجرة وتتصل به لعله يفيدها بمقر العمل الذي صرعها به لوقت طويل …
حكيم(انتبه للرقم فاستغرب اتصالها ولكنه لم يرد بل أسكته ووضعه بجيبه):- … هيا ميرنا لن تتذمري جدتنا بانتظاركِ وسيكون جميلا لو نتناول الغذاء معا بالحديقة ، الخالة بديعة جهزت كل ما يبهج الروح
ميرنا(استقامت معه ببطء):-..همم
حكيم(أسندها برفق ولكن يدها انفلتت فسقطت على صدره):- أمسكت بكِ
ميرنا(بضعف رفعت رأسها وهي تبكي):- اهئئئ
حكيم(مسح عينيها بسرعة وأمسكها من ذراعيها):- شتت صغيرتي سوف تكونين بخير ..
ميرنا(استندت على كتفه وهو يسير بها):-…ها ..
حكيم:- هااا... أصبحت أعشق هذا الحرف
ميرنا(ضحكت وهي تضع خصلة خلف أذنها):- ههه ..
حكيم(بدفء):- لأصحح .. إن قفة حرف الهاء كلها باتت من مفضلاتي ههههه تعالي …
أنزلها برفق من السلم درجة درجة إلى أن أوصلها برفق للحديقة واستقامت نبيلة لتعانقها بحرارة
نبيلة:- حفيدتي كيف الحال ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- هممم
نبيلة:- لا وجهكِ متورد وعيناكِ تبرقان تعالي تعالي اجلسي جواري اليوم سأطعمكِ بيدي
ميرنا:- همم
حكيم(أجلسها جوارها برفق):- أين ميسون جدتي ؟
نبيلة(مطت شفتيها وأشارت):- ذلك الحائط أخذها لا أدري أين
حكيم:- سأتفقدها وأعود تمام ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- ممم
نبيلة(أمسكت يدها وحضنتها):- كيف تشعرين ؟؟؟؟
حكيم(تحرك وهو ينتبه لاهتزاز هاتفه برسالة نصية أمسكه وقرأ):- "طالما ترفض الرد على هاتفك لا توزعه على الآخرين عبثاااااا يا سيد مغرور"
فرقع رقبته بنفاذ صبر وهو يشتم تحت أنفه وتوقف ليتصل سريعا بها ولكنها لم ترد عليه بل ظل يرن يرن يرن حتى كاد يفصل وردت الآنسة أخيرا
حكيم:- ما هذه التصرفات الآن ؟
ناهد:- أتصرف كما يحلو لي يا هذا فأنت لست ولي نعمتي
حكيم:- افف هل أزعجكِ أحدهم لتسرعي لرقمي كي ترمي سم حنقكِ بوجهي ؟
ناهد:- ولكنني لم أتصل من يوم التحذير
حكيم:- عال والله لأنكِ لو كنت قد أعدتِ الاتصال كنا في وبال آخر
ناهد:- أنت مجبر على مساعدتي لأنك كتبت هذا في ورقة رقمك، والرجل هو الكلمة
حكيم:- لقد جعلتني أندم لآخر عمري على تلك الكلمة
ناهد(بعد صمت):- أحتاج لذلك العمل كي أرد دينك فهل ما زلت على وعدك ؟
حكيم(لاحظ نبرتها المستسلمة والحزينة):- غريب والله كيف تنازلت الست ناهد عن عرش غرورها وطأطأت رأسها بهذا الشكل ؟
ناهد(غالبت دموعها):- أنا لم ولن أطأطئ رأسي لأحد ، لأن هذا عمل وسأكد فيه حتى أرد ديننا
حكيم:- جميل ..كلام جميل إذن أين أنتِ الآن ؟
ناهد:- بسيارة الأجرة
حكيم:- ستذهبين لهذا العنوان الذي سأبعثه لكِ في رسالة نصية وتخبرينهم أنكِ من طرفي سيدبرون لكِ العمل الذي يناسب استطاعتك
ناهد:- عفوا منك لن أفعل هذا
حكيم(وضع يديه على جنبه بنفاذ صبر):- والسسسسببب ؟
ناهد:- ستأتي بنفسك لتسلمني العمل وهذا شرطي لقبوله
حكيم(حول عينيه ليضحك):- ههه هل تناولتِ أكلكِ شكلكِ تهذين ؟
ناهد:- هذا شرطي
حكيم:- ليس من حقكِ أن تشترطي من أصله ثم أنا بعيد عن مقر العمل لذلك يستحيل أن تضبط
ناهد(بعناد):- ستأتي ؟
حكيم(لم يعرف لما التفت للخلف لميرنا التي كانت تبتسم جوار نبيلة وفكرة ذهابه تراوده):- ..عذرا لن أستطيع ذلك ، خذي العنوان ولا تعاندي يا ناهد لطفا
ناهد(بأسف):- معذرة منك أسحب موافقتي وداعا
حكيم(زفر عميقا فهو يعلم أهمية الراتب بالنسبة لهم لذلك أغمض عينيه لاعنا نفسه):- تمام …تمام سأكون بالطريق انتظريني
ناهد(ابتلعت ريقها وهمست):- أنتظرك
حكيم(لعن نفسه وهو يمقت قراراته تلك لكنه سيجعلها تدفع ثمن ذلك ما إن يراها):- …هيه ..
ميار(كان يدخن السيجارة خلف جدار المطبخ):- خيرا .؟
حكيم:- أنا مضطر للذهاب سريعا لوسط المدينة
ميار:- ولماذا ؟
حكيم(وضع الهاتف بجيبه):- عمل مستعجل لا تدقق يعني أمر عابر ، لطفا سأدع ميرنا في عهدتك لو سمحت لا تتركها وحدها
ميار(نظر خلفه):- جدتك تنظر إلي بنظرات مريبة وتقول كلاما غير مفهوم ..ليت إياد حضر لكي أنسحب بهدوء
حكيم:- لن تنسحب لمحل ثم قد أعدنا الولد من نصف الطريق بعد حضور جدتي ،، هل أعتمد عليك ؟
ميار:- هل سأفرط بميرنا يعني لا توصيني بها يا هذا ، ثم فكر بطريقة لإخبارها أكيد لن توافق ؟
حكيم:- سأتدبر طريقة فقط لأشغل جدتي قليلا
ميار:- أدخلها لتصلي
حكيم:- لا والله ولما لا تصلي أنت ؟
ميار:- عدنا لفقرة التفقه ابتعد عني الله يرحم والديك رأسي فيه ما يكفيه
حكيم(ضرب كفا بكف):- سأبحث عن كاظم فبالأخير سنلجأ إليه وقت الشدة
ميار:- رووووح أساسا سرق عقل ابنتك يا حبيب
حكيم(دفعه لكتفه وذهب فعلا):- حممم أين خطف ابنتي ذلك النطح لا لا علي أن أبعدها عنه ، لقد باتت حياتنا كلها جدار برليييييين بدون منازع ..
وجدها رفقته خلف القصر جالسين سوية على كراسي خشبية ويمسكان دفتري رسم ويرسما البحر ، حركات كاظم كانت تدل على أنه يزعجها حين كان يطل على رسمتها في حين هي تتذمر ليريها رسمته وترفض النظر ،، لغاية الآن كله عادي إلى أن وثب خلفهما
حكيم:- سيد كاظم …هل جلبناك لتجالس ميسون ؟
كاظم:- ولما جلبتموني قصدي ههه ماذا في الأمر نحن نرسم ؟
ميسون(رفعت دفترها): - أنظر بابي رسمي أحسن من رسمته ههه
حكيم(أمسك الدفتر وابتسم ليجذب يدها):- هيا معي حان وقت الغذاء، اسبقيني وأري الرسم لميرنا هي مع جدتكِ بالحديقة
ميسون:- حاااضر سأركض حالا بها أكيد أكيد ستعجبها
كاظم(جمع الدفتر ووضعه خلف ظهره):- هل هناك مشكلة ؟
حكيم(أشار له ليسيرا عائدين):- لا شيء ، سوف أنسحب قليلا لأجل غرض ما أريدك أن تبقى هنا حتى عودتي ممكن ؟
كاظم:- والله سيتم لو أشبعتم بطني بأشهى الأطعمة هههه
حكيم:- ههه ممكن المطبخ تحت أمرك لو سمحت لك بديعة باقتحامه فستحرز هدفا
كاظم:- تلك المرأة نظرتين مني وسأسرق لبها
حكيم(لم يستطع إلا أن يقول):- كاظم … لا أريد أن أكون فظا معك ولكن
كاظم(تنفس عميقا وهو يتوقف):- أرجوك لا تهذي أنا أعتبرها مثل طفلتي
حكيم:- الموضوع ليس بشأنك بل بشأنها هي إنها تتعلق بك يوما بعد يوم ،، وإذا ما حدث وسافرت سوف أقع معها بمشكلة
كاظم:- ميسون ذكية وتفكيرها أكبر من هذا
حكيم:- وهذا ما يخيفني …عموما لا وقت لهذا الكلام سوف نتممه لاحقا إذا أردت
كاظم:- لا أريد لأنك تشعرني بأنني أقترف خطئا علما أنني أحاول جهدي أن أتصرف بعفويتي
حكيم(شعر بأنه بالغ):- عذرا منك ولكن كان ضروريا أن أخبرك
كاظم(تحرك مغادرا):- من حقك
حكيم(حرك يديه بقلة حيلة):- يا الله …
سبقه كاظم بخطوات وتوجه مباشرة للمطبخ في حين وجد ميار ما يزال يدخن سجائره بنفس مكانه ، لوح له وتقدم نحوهم حيث كانت ميسون تتوسطهما وهي تريهما رسمتها بفخر ، قبلتها ميرنا ونبيلة نظرت إليهما مليا وهذا ما جعل حكيم يصفق بيديه وهو يسرع خطاه
حكيم:- أذن الظهر جدتي أكيد ترغبين بأداء الفريضة ؟
نبيلة(اتكأت على عكازها):- وأنتم ألا تصلون ؟
حكيم:- سنفعل سنفعل أكيد لكن من بعدكِ جدتي تفضلي بديعة سترشدكِ ..
نبيلة:- عائدة لكِ يا وردة
ميسون(ابتسمت وهي تعد بإصبعها):- أنا حمامة وأميرة وماسة ووردة وميسونة هههه كلها أنا
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):-هااا
حكيم(جلس جوارهما ولاعب خصلات ميسون):- روحي ..أيمكنني سرقة ميرنا قليلا ؟
ميسون:- هذا يعني وقت ذهابي تمام تمام أفهمك سوف أذهب لعمو ميار أوبس عمو إياد ههه
حكيم(حزن لاضطرارهم على الكذب):- لكن لو وجدته يدخن لا تقتربي حتى يكف عن ذلك
ميسون:- سأريه رسمتي وأخبره أن التدخين مضر بالصحة
ميرنا(أمسكت يده وهي تسأله باستفهام):- هممم ؟
حكيم(رفع يدها بحنان وهو يحنو إليها):- سوف أغيب عنكِ لساعة زمنية ، ضروري ذهابي يا ميرنا أعدكِ أنني لن أتأخر تمام ، ثم جدتي هنا ميار معكِ وكاظم أيضا وميسون همم ؟
ميرنا(رمشت وهي تهز رأسها بموافقة):- ها ..
حكيم:- لا تمانعين صح ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-…
حكيم:- ستكونين بخير ولو تعبتِ أخبري ميار وسيتصرف ثم لا تجعليه يخرج من القصر لطفا ميرنا ، أجبريه على ذلك لو ترتب الأمر عليكِ لأنني لن أتمكن من مراقبته وهو بعيد
ميرنا(وافقت على مضض):- ح…
حكيم:- نعم ؟
ميرنا(أمسكت الدفتر وكتبت):-°لا تتأخر°
حكيم(ابتسم وهو ينظر إليها):- لن أفعل لقد وعدتكِ ..ستجدينني هنا بشكل سريع انتظريني
ميرنا(ابتسمت):- هممم
حكيم(استقام وودعها):- تمام سأبذل ثيابي سريعا وأصلي وأدعو لكِ بالشفاء كي لا أضطر لمخالفة أوامر جدتنا ومن ثم أغادر ، هيا كوني عاقلة أتمنى لكم غذاء شهيا
ميرنا(فور نهوضه أمسكت يده ونظرت إليه عميقا):- ..؟
حكيم(تردد في إجابته وباس جبهتها):- سأذهب في مشوار قصير فلا تقلقي عائد لكِ
أجابته بهزة رأس برغم مشاعرها المترددة ، لكنها أفلتت يده ليبتعد وهو يشعر بكذبه عليها وكأنه يذنب في شأنها دون قصد ، لم يعرف لما أثقل قلبه تلك اللحظة لكن تلك المتطفلة لن تهمد دون خلق مشاكل وكأنه لم يكفيه حتى تزيده همومها أيضا ، ولأنه كان مشغولا الفترة السابقة نسي تماما مشكلتهم بالحي ولما اتصلت تذكر أن دينهم عليه أكبر منه حتى ، لذلك ذهابه كان مفروغا منه …ما هي إلا دقائق حتى كان ينطلق صوب الشركة وكان عليه القيام باتصال قبل ذلك ..
نور(كانت تحمل شادي بين ذراعيها):- ها حكيم كيفك ؟
حكيم(أبعد أذنه من الضجيج):- ما هذا الصراخ ؟
نور:- والله لا تسأل بعمري بعمري ما عدت أقترب من أصحاب عمر 6 إلى ما تحت ، لا لا أضف عليهم المراهقات الصغيرات أي أي فقدت عقلي والله فقدت عقلي
حكيم:- تمام تمام أنهي تذمركِ لكن بعد أن أضيف لكِ بعض البهارات
نور(وضعت شادي بحجرها وجلست):- لما تتحرك قل لي لما تتحرك هل تركتك أمك لتفقدني صبري، اجلس وإلا ربطتك برجلي والله سأفعلها …ألووو معك حكيم أخبرني يا أخي ماذا تريد واختصر لأنني على آخري ؟
حكيم:- ههه حسنا ..أحتاج لوظيفة
نور:- هنننننن بعمري ما رأيت مديرا يحتاج لوظيفة في شركته هل تهذي على أمي ؟
حكيم:- ليس لي يا نور ..بل لفتاة ما
نور(بعدم فهم):- لقد اندهشت ، أهاه ومن هذه الفتاة ؟
حكيم:- ليس مهما من تكون لكنها بحاجة لوظيفة وأريدها أن تعمل بالشركة تحت وصايتكِ أنتِ أو رنيم ، كمساعدتكما الخاصة أو سكرتيرة أو أي شيء ،المهم أن يكون شيئا مناسبا
نور:- يا عيني ابن عمي لم يسبق له أن اهتم بمصير فتاة لهذه الدرجة ، ما القصة ؟
حكيم:- أنتِ لن تفهمي هاتفيا وستتعبينني متى تحضرين للشركة ؟
نور(نظرت للساعة وهي تبعد فم شادي الذي كان يلعقها):- يا مصاص الأغراض ألن تتوقف ، افف مهلا عليه أن يكون هنا قبل عشر دقائق لأذهب للشركة والله لن أمررها له
حكيم(بامتعاض منها):- نلتقي هناك روحي روحي صرعتني بصراخك
نور(أغلقت الهاتف وأمسكت شادي من كتفيه بخفة):- الآن ماذا أفعل بك هل أربطك في الكنبة أم السريررررررر ؟
شادي(ضحك وهو يمد يديه لينتف شعرها):- هن
نور:- والله بت أشك أن عمك فؤاد يوصيك بي خيرا الله الله … دينااااا يا دينا
دينا:- يس مامي ؟
نور(وضعته على الأرض ووزعت لعبه):- جالسيه سألبس ثيابي فورا وأذهب للعمل ساعتين فقط وأعود ، أريدكِ أن تهتمي به وتكوني عاقلة عمك فؤاد سيكون هنا بعد حين تمام ؟
دينا(جلست جواره):- هههه حاضر مامي ..جناااان لمى لدينا مهمة سنقوم برعاية دميتنا تعاليا
جنان(ركضت إليها وحضنته):- إنه طفلي وأنتِ المربية وأنتِ الخادمة بحكم صغرك
لمى:- أنا الخادمة هع
دينا:- يا لصغر مخك اجلسي اجلسي
نور(حركت شعرها بجنون منهم وذهبت للمطبخ):- هننننننند ..ماذا تفعلين عندكِ ؟
هند(انتفضت وهي ملقوفة من صرخة نور):- أفزعتني يا ست نور ماذا كنت أرى الإعلان الأسبوعي لمسلسلي أي لو تعرفين ماذا سيجري ستتزوج البطلة برجل آخر غير البطل اهئئئئئ
نور(امتصت شفتيها بنفاذ صبر واقتربت منها لتمسكها من ذراعها):- أنتِ لوحدكِ مسلسل ، اسمعيني إياكِ وأن تغفلي عنهم، ولا تسمحي للسيد فؤاد بأن ينفرد بهم لأنه قد ينسى أمرهم ويؤذون أنفسهم مثلما حصل المرة السابقة
هند:- ههه ولكن المرة السابقة كانت غلطتكِ ست نور ؟
نور(بحمم بركانية):- الآن …هل تعارضين كلامي ؟
هند(بخوف):- أبدا أبدا الرجال هم المخطئون دوما لأنهم خسيسوووون
نور(ببهجة):- عال حفظتِ الدرس جيدا هيا إلى العمل واتركي الهاتف جانبا وإلا أخذته معي
هند:- اففف ما هذا الجبروووت
أعطتها نور نظرة تحذير وتوجهت للغرفة أخرجت طقمها بسرعة وارتدته وبالها مشغول كون فؤاد لم يصل بعد ترى ما الذي أخره لتلك الدرجة … هنا كان يدلف للعمارة وهمام جواره
فؤاد:- ابذل جهدك همام ابذل جهدك لن أدع ابن أخي يقبع في السجن لوقت طويل ، هذه الأيام مرت من عمره هباء وسوف لن أدع هذا يمر بهدوء إلا أولاد إخوتي إلا هم …
همام:- لو تهدأ كما أفادتنا الست صوفيا فهي ستتدخل وتخرجه في أقرب وقت
فؤاد(بحشرجة غبن):- متى …وعدتنا قبل أيام ولا جديد يذكر ولولا أهميته عندي ما كنت طأطأت رأسي لامرأة مثلها
همام:- ولكن هذا التأخير يحصل لأن السيد وائل أساسا لا يساعدنا
فؤاد:- آخ لو يدعونني ألتقي به مرة واحدة لكنت أقنعت كبد عمه بعدم جدوى ما يفعله
همام:- لنصبر قليلا ودعنا لا نشعر أهل البيت بشيء
فؤاد:- افتح افتح الباب أساسا تأخرنا نور أكيد جن جنونها … اممم مرحباااا من اشتاقت لعمو فؤاد؟
ركضت إليه لمى بينما وقفت جنان ودينا وهما تمسكان بيدي شادي بالوسط والذي كان يقفز بفرح لدى رؤيته ، التقط الصغيرة وانحنى ليقبل الفتاتين وبعدها لامس شعر شادي الذي التصق بذراعه ليمتص أزراره وهذا ما أضحكهم جميعا
فؤاد:- ههه يا عيني ع الحلوين لقد خططت لنقضي أمسية لطيفة سوية ، ما رأيكم بلعبة إلكترونية ؟
جنان:- واووو أعشقها قد كنا نلعبها مع بابا أيام الأحد لكن ..مر أحد ولم نلعب
دينا:- ولكننا سنلعب مع عمو فؤاد أرأيتِ ؟
لمى:- وأنا ألعب
فؤاد:- وأنتِ تلعبييييين لكن بعد ذهاب الشرطية نور فهي أكيد ستعترض ، دعوني أتفقدها وأبدل ثيابي لأكون معكم هيا هيا رتبوا الوضع هنا ريثما أعود …بسس همام سآخذ حماما سريعا وأعود جهزوا الغذاء تمام ؟
همام(زور هند بطرف عين):- ماشي ..
توجه هو الآخر صوب غرفته ولكنه توقف عندما سمعها تتحدث عبر الهاتف في البداية كان سيتصرف بلباقة ويستمر في طريقه احتراما لها ،لكن حين وصل لمسامعه هذا الاسم المربك توقف …
نور(كانت تقفل أزرارها):- يا ميرا يا ميراااا ألا تظنين بأنه يكفي بعادا ، ابنكِ بحاجتكِ ، زوجكِ قد فقد عقله وهو يبحث عنكِ يعني ألا ترين أنكِ تبالغين ؟
ميرا:- لست أبالغ لست أبالغ لأنني أحترق هنا ولا أحد يشعر بي …أشتاق لطفلتي
نور(حولت عينيها):- يمكنكِ إحضار طفلة أخرى غيرها في لاحق الأيام ، يعني لم تمت كل أم فقدت جنينها بالله عليكِ الحياة تستمر ثم ابنكِ له حق عليكِ هل تفرطين به هو الآخر ؟
ميرا(بقلق):- لما تقولين هذا هل ابني مريض هل هو بخير ؟
نور:- هذا ما تفعلينه دائما تقلقين وتتوترين وفور معرفتكِ بأنه بخير تنسحبين كالشبح
ميرا:- الأمر ليس بيدي
نور:- بيدكِ بيدكِ الهرب بعمره ما صحح الأخطاء أو قام بجبر الخواطر ، وحدها المواجهة هي التي تنفع في مثل هكذا ظروف وبالنسبة لي بالرغم من أنني أعتبر أن ذلك الشيهوب رجلا خسيسا إلا أنني أشفق على حاله ، لقد شحب وهزل ونمت لحيته وصار لا يذوق طعم الراحة ، إنه لا يعمل بل يظل يبحث في كل مكان عنكِ ، حتى مساعديكِ لم يسلما منه حين داهم قصركِ وقام باستنطاقهما ولكن مع الأسف عاد بخفي حنين يعني …هو يعاني وقد دفع ثمن فعلته أكثر منكِ لأنها فلذة كبده قطعة منه وليس منكِ فحسب
ميرا(بدموع):- فاجأتني بهذا الدفاع عنه ، هذه فارقة لم يسبق لها أن حدثت إذن هنيئا له قد وجد محامية تحابي عن حقوقه
نور(مسحت على جبينها بتعب):- سمر …يكفي الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، شهاب سيتعود على غيابك وإذا ما تعود الزوج عن غياب زوجته هنا سنصبح في مشكلة أخرى لن يحلها الأطفال
ميرا(بتوجس وجنون):- ما قصدكِ ياااااا …ما قصدكِ هل أتصل لأسأل عن ابني كي تزعجيني هكذا
نور:- لا أملك وقتا لدلالك أعيدي عقلكِ لرأسك وآخر مرة تتصلين لتسألي عن ابنكِ فلن أرد عليكِ ها ..آخر معروف سأقدمه لكِ هو هذا ليلة الأحد زفاف كوثر وزياد سنقيمه في قاعة الأفراح وسط المدينة إن كان لديكِ ذرة عشق وذرة شوق في قلبكِ المتحجر تعالي وأنهي هذه المهزلة
ميرا:- كيف يمكنه المجيء للاحتفال بينما ابنته لم…
نور:- فكري بعرضي وإلى هنا ويكفي أنا ذاهبة للعمل الآن سلام …
ميرا(بعصبية):- ألوووو ألوووووو نووووووووووور …ألوووووووو الحقيرررررة افففف أنا سأريكم ما ستفعله ميرا سأحضر ابني ولن يتدخل أحد فيني بعد اليوم …
نور(رمت الهاتف وهي ترفع شعرها للأعلى كي تستجمع أعصابها):- أتمنى أن تكون رصاصتي قد بلغت لب الهدف هذه المرة همممم
فؤاد(انسحب سريعا من هناك وتوجه لغرفته وهو يشتم):- الآن هكذااا يا نور في الوقت الذي يحترق فيه ابن أخي أنتِ تتواصلين مع ميراااااا ..أهاه ماشي العبي لنرى إلى أين ستنتهي هذه المهزلة
ميرا(كانت تسير جيئة وذهابا أمام غرفته تطرق لحظة وتتوقف ثم تعيد الكرة):-…اففف
طارق(فتحها بعد برهة وكتف يديه):- كنت أطالع
ميرا:- الأمر عاجل
طارق(زفر عميقا وأشار لها للصالون):- لنتحدث
ميرا:- اختنقت في هذه الشقة أريد الذهاب من هنا
طارق:- إلى أين ؟
ميرا:- لا أعرف لا أعرف
طارق(جلس قبالتها وهو يفرك يديه):- سمعتكِ تصرخين غالبا نور أزعجتكِ
ميرا:- من تحسب نفسها ولية أمر شادي يعني …أنا أمه وسآخذه منهم وأنت ستساعدني
طارق:- نعم …ما المطلوب ؟
ميرا: - تختطفه لأجلي يا طااااارق
طارق(ابتسم بثبات):- أخبرتكِ برفضي
ميرا(بجنون):- ولكن إن لم تفعل ذلك سوف أقوم به لوحدي أنا لست ضعيفة بدوري أملك رجالا
طارق:- ويصادف أن راتبهم الشهري يمر من تحت رقابة شهاب يعني سيعرف سيعرف
ميرا:- إذن ساعدني الله يخليك أنا أختك ومن واجبك أن تعيد لي ابني
طارق:- لغاية الآن لا أستطيع أن أفهمكِ ، ما كل هذا العذاب يعني ضللتِ تجاهدين عمركِ بحثا عن الاستقرار وحين وجدته تفلتين حبله بهذه الطريقة الجارحة …أنا لو محل شهاب ما كنت لأتحملكِ لقد أخذتِ كفايتكِ من الهجر وليتكِ شفيتِ ما زال قلبكِ عليلا إذن الحل ليس في الابتعاد يا أختي
ميرا(كلامه عرى ذلك القناع الذي كانت تخفي خلفه رهبتها):- …لارد
طارق(نهض وجلس جوارها وأمسك بيديها):- سمري …أخوكِ يطلب منكِ هذا وأظن أنه من واجبكِ تحقيق هذه الرغبة لي ولنعتبرها هدية خروجي من السجن ما رأيكِ ؟
ميرا(عضعضت شفتيها):- خاطرك عندي بالدنيا
طارق:- تمام وهذه أمنيتي فهل لكِ أن تحققيها لي ؟
ميرا(رمشت وبعد برهة نطقت):- بصراحة … اشتقت لهما كثيراااا
طارق(بسط ذراعها لترتمي بحضنه):- هااااه هنا سيحلو السهر ويتجلى السمر أرأيتِ ..والله لا يوجد أحلى من لم الشمل يا أختي الحبيبة ، يا ليتني أملك نفس فرصتكِ
ميرا(أزالت نظارته البصرية ووضعتها على الطاولة وأمسكت وجهه بين يديها):-أخي حبيبي سوف أجعلك ترى حبيبتك وابنتك يوم الأحد
طارق(ارتعش فكه واهتزت حدقتي عينيه):- ولكن ذلك غير ممكن
ميرا(امتصت شفتيها):-بلى ممكن ..هه أنا مغنية وسوف أهدي لكوثر أغنية بحفل زفافها ولذلك سأحتاج لطاقم العمل خاصتي وأنت ستكون بينهم ، يعني أكيد سأجعل باتريك يساعدك قليلا لتبدو شخصا آخر ولكن سأمنحك هذه الفرصة وأكون قد حققت لأخي كل رغباته في ليلة واحدة
طارق(ابتسم وأمسك وجهها بين يديه ليقبل جبينها):- كم أسعدتِ قلبي يا سمري …صدقيني ستجدين خلاصكِ بين ذراعي زوجكِ وطفلك
ميرا:- ههه كأنك تحرض على الانحراف هنا ؟
طارق:- الانحراف الحلال جميل
ميرا(نظرت إليه بدموع):- إلى أي مدى تشتاق إليها ؟
طارق(أغمض عينيه):- إلى المدى الذي يجعلني أنتهك حرمة شعرها المختبئ تحت وشاحها الجميل
ميرا(ارتمت بحضنه مجددا):- سوف يبتسم قلبك قريبا لنصبر هاه …اممم لكن مهلا إذا ما عدت فهذا يعني أننا سنفترق لا لا لقد تعودت عليك أخي لا يمكنني لا يمكنني
طارق:- سمري ..ستعودين لبيتك وسوف نتقابل سرا حتى يهونها رب العالمين تمام ؟
ميرا:- طالما تعدني بذلك ماشي ، علي أن أكلم السيد نوري ليضبط الأمر إنهاااااا شعلة والله شعلة
طارق:- هه هيا اتصلي أمامي لأسمع
ميرا(أعادت الاتصال ولكن نور لم تجبها فكتبت لها رسالة جعلتها تتصل فورا):- يا لتصرفاتك
نور(أمسكت حقيبتها):- والله صرت أتعامل بنفس المبدأ هاتِ المفيد علي المغادرة فورا ؟
ميرا:- موافقة ..
نور(رفعت حاجبها):- لا والله ولما لم توافقي قبل أن يبح صوتي المسكين ، ما علينا هل أنتِ جادة أم أنكِ تأخذينني على قدر عقلي الذي لو كان الأمر بيده لعلق أمكِ بمنتصف المدينة لتصبحي حديثا ساخنا لجمهوركِ الحبيب
ميرا:- يكفي نور لقد غيرت رأيي ولكن لدي شروط
نور(وضعت المفاتيح بالحقيبة ونظاراتها الشمسية):- أفضي يختي
ميرا:- ستجهزين منصة غنائية رفيعة المقام لأنني سأصعد عليها فور وصولي أريد إهداء أغنية ، أما الشرط الثاني عليكِ أن تحرصي على قدوم شهاب وإلا سآخذ ابني وأرحل
نور:- أي على التعجرف الذي تتمتعين به ، الرجل ميت بدونكِ يتنشق فرصة معكِ وتقولين لي هذا ..تمام تمام لن نطيل سوف أحقق لكِ مبتغاكِ لكن أقسم بالله لو حاولتِ التلاعب بأختكِ سأغضب
ميرا:- لقد اكتفيت أختي ..وعودتي سوف تتم بشروط له أيضا لأنني لم أسامحه بعد ولكن ابني فوق كل شيء
نور(سحبت باب غرفتها وهي تغادرها):- عال والله هكذا اتفقنا سأوافيكِ بالأمور الأخرى عبر رسالة نصية دعيني الآن
ميرا:- قبلي شادي عني هانت بقي يوم فقط يفصلنا عن بعضنا بعضا
نور(شعرت بغصة في صدرها وهي ترمقه في الصالون):- ها …هانت بالفعل سلام ..
وضعت الهاتف بحقيبتها وكتفت يديها وهي تنظر إلى شادي بنظرات غريبة جعلتها تشعر بوخز إبر في صدرها ، وكأنهم سيأخذون منها قطعة من روحها لقد تعودت عليه وعلى شغبه كيف ستفارقه الآن بعد أن يعود لوالديه ،، لم تشعر إلا وهي تعقد حاجبيها لتلبس قناع الصرامة لكن مروره جعلها تجفل كونه لم يلقي عليها حتى السلام ما هذا الآن ؟
نور:- يا أخ تمر هكذا في شارع أهلك..يعني وكأنك ألا تراني مثلا ؟
فؤاد(أعطاها نظرة سريعة وتوجه للصالون):- معذرة ظننتكِ ذهبتِ يمكنكِ المغادرة بالمناسبة
نور:- لقد تأخرت علي 20 دقيقة وهذا إهدار لوقتي وأنا لا أسم…
فؤاد(جلس باستكانة جوار الأولاد):- ستصبحين في نصف ساعة لو تابعتِ خصاما ، يومكِ طيب
لاحظت تجاهله التام لها ورمشت وهي تنسحب موصية البنات بكل خير لكن هو لم يرفع عينه لها حتى ، في البدء ظنت الأمر بخصوص وائل ، لكن ما علاقتها هي حتى يتجاهلها بتلك الطريقة الجارحة ..لم تتمكن من ضبط أعصابها ولكنها كانت متأخرة لذلك أرجحت مناقشتها لحين عودتها إلى البيت ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-11-17, 06:59 PM   #768

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد مدة
كانت تلعب بقدميها وهي جالسة على كراسي الانتظار الجانبية للشركة ، بيدها كانت تتناول كعكة وهي تنظر لساعتها الملتفة حول معصمها باليد الأخرى ، كانت كل لحظة تتذمر وكأنها هي صاحبة الشركة وهي التي يتم التأخر على حضرتها ، زادت شحنة أعصابها وهي تزفر لتنهي الكعكة على خاطرها لغاية ما أوقف سيارته أمام البوابة الرئيسية بحركة سريعة خلفت صريرا مزعجا أفزعها …لحظتها هرع إليه توفيق رئيس الأمن ليفتح له الباب وخرج ليبحث عنها بعينيه وما كان سيتعب كثيرا فها هي ذي جالسة أمام الشركة كالكارثة ، زفر عميقا وهو يشكر توفيق وتوجه إليها باستكانة مزيحا نظاراته الشمسية
حكيم:- أخبرتكِ أن تنتظريني بالداخل وليس هكذا بالشارع آنسة ناهد
ناهد(أتممت مضغ آخر قطعة ولوت ما تبقى من الكعكة في الورق ووضعته بحقيبتها لتمسح يديها وتستقيم):- تأخرت علي لنصف ساعة كاملة هل تعلم ذلك ؟
حكيم(نظر لبقايا الكعك الملتصق بعظمة أنفها):- هه .. أخبرتكِ أنني في آخر الدنيا لكنكِ كنتِ مصرة
ناهد(أشارت بإصبعها بكره):- أنا لا أحب المتأخرين
حكيم(مسح طرف أنفها بظاهر يده):- سآخذ ذلك بعين الاعتبار آنستي
ناهد(مسحت أنفها بحرج وهي ترمقه قد ابتعد ليدلف للشركة):- مهلا ألن تكلمني عن عرض العمل يعني ، ماذا سيطلبون مني أنا لا أملك شهادات عالية ولا …لحظة …يا أفندي أنا أكلمك
حكيم(قام بتحية ودية للموظفين وضغط على زر المصعد مشير إلها):- تفضلي
ناهد(رمقته وهو يدلف أولا ولحقته بعصبية):- الأجدر دخول السيدات لكن مع من أتحدث أصلا أنت لا تملك حس اللباقة
حكيم(التفت إليها بنفاذ صبر):- أحضرتني من بيتي لتنهي شتيمتكِ وجها لوجه أليس كذلك ؟
ناهد(صعقها بعطره ونظراته القريبة وتراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها):- أنت مجبر على سماعي
حكيم(ضغط خلفها على زر إيقاف المصعد):- لست مجبرا على شيء عزيزتي لأنكِ تخلطين الأمور ، كونكِ أجبرتني على الحضور هذا لا يعني أنه في أي وقت يمكنكِ التمادي
ناهد(نظرت حولها للمصعد المتوقف):- هذا ينطبق عليك أيضا ، كونك ستساعدني في هذا العمل كواسطة يعني ليس إلا ، أو تعرف لما سأقبل لأنني واثقة بأن المدير سيكون أكرم وأفضل من حضرتك بمليون ألف درجة ، سيتمتع بحس اللباقة أكثر منك فسيادتك لا تمت لذلك بأدنى صلة
حكيم(حك حاجبه وهو يخفي ضحكته):- يقال أنه مدير لطيف بالفعل لكنه صعب المراس بعض الشيء ، خصوصا مع الفتيات المتطفلات أمثالك
ناهد(بحنق مكتوم):- أنت لا تتدخل وسوف ترى كيف سيعجبه عملي أيا كان أنا قادرة على التأقلم معه ، فلا تقلق لن يأتيه صداع رأس بسبب واسطتك التي سأعتبرها ردا لديننا عليك
حكيم(ضغط على زر التشغيل):- موفقة إذن
ناهد(كيف لا يغضب مني ولا ينزعج إنه كيان مستفز مستفز):- افففف
حكيم(هتف بهدوء):- أستغفر الله
ناهد:- ونعم بالله ، لكن ..بأي حق تفتش بحقيبتي وتترك رقمك هل ظننت بأنني عاجزة حتى أتصل بك؟
حكيم:- وماذا تسمين ما حصل اليوم ؟
ناهد(برقت عيناها بشراسة):- كان ذلك لأجل …
حكيم(انفتح باب المصعد وخرج ببرودة):- وصلنا ..اتبعيني
ناهد:- هيييه مهلا لم أنهي كلامي بعد …سيد حكيييم
رنيم(خرجت من المكتب بالملفات):- هاااااه حكييييم أنت هنا مفاجأة سارة ..
حكيم(عانقها بحنان):- رنيمي كيف الحال ؟
رنيم(تنفست براحة وهي تعانقه):-لنقل بأننا في وقت هدنة مع راحة البال ماشي ؟
حكيم:- هه أعجبتني تسمية الهدنة ، كيف الحلوين ؟
رنيم:- بخير بخير والله فعلتم خيرا بهروبكم من البيت لقد صار سوقا عشوائيا بترتيبات الزفاف ، الأثواب من هنا والأغراض من هناك لا تسأل لا تسأل كوثر تعيشنا بحالة استنفار تام ههه
حكيم(ربت على يدها بين يديه):- لنفرح بها إذن كما يجب ..وأختكِ على ما يرام تركتها مع جدتنا
رنيم(حكت جبينها):- هل ذهبت جدتي عندكم ما عندي خبر و..
ناهد(كتفت يديها وهي تتفرج عليهما):- احم احم
حكيم(انتبه لها وأردف بنبرة مستفزة):- هاااه نسينا أمركِ
ناهد(بامتعاض):- واضح أنك نسيته فأنت كلما رأيت امرأة تعانقها وتنسى نفسك …مرحبا أنا ناهد
حكيم(فتح عينيه وهو يصغي لتذمرها بإمعان):-ماذا قلتِ ؟؟
رنيم(لم تستسغ أي حرف):- امم تشرفت وأنا ..…
نور(فاجأتهم بخروجها من المصعد الآخر):- هااه وصلت على الموعد ، كيمووو
حكيم(بسط يديه):- نوري والله اشتقنا لكِ يا بنت غبتِ علينا ببيت الرشوانية هاه ؟
نور(عانقته بدفء):- رغما عني والله ، بدوري افتقدتك يا رجل الهاتف لا يجعلنا نشبع من بعضنا
حكيم(نظر لناهد التي تلون وجهها من هذه الأحضان والكلمات الحميمية):- ههه معكِ حق ..اممم هذه ناهد وأمامكِ بنات عمي نور ورنيم
ناهد(عضعضت شفتيها وهي تلعن أفكارها):- بنات عمك ههه أهاه جميل تشرفت
نور(قيَّمتها بنظرة واحدة واقتربت إليه):- من هذه ؟
حكيم:- فيما بعد أحكي لكِ لنتوجه لمكتبكِ أولا ، تفضلي ناهد ..رنيم أنتِ أيضا تعالي لحظة
رنيم(سارت بجوار نور وهمست):- من البنت هل تعرفينها وما الذي تفعله بجوار حكيم ؟
نور:- يريدها أن تعمل هنا علمي علمك بدوري لا أعرف عنها شيئا
رنيم:- غريب والله …
ناهد(كانت تسير جواره):- لم تخبرني أن بنات عمك يعملن هنا أيضا أكيد تدخلت وقمت بتوظيفهن في شركة صديقك ، أتعلم أنا أشفق عليه فأنت قد وضعت بعهدته العائلة كلها ..
حكيم(ابتسم بخفوت):- ليس بشيء مضر فهو ممتن من عملهن ، فبنات عمي ذكيات جدا ويمكنهن تدبير أي عمل مهما كانت صعوبته
ناهد(ماذا يقصد الآن أنني فاشلة أم فاشلة):- لعلمك أنا أيضا ذكية وسوف أبرع في هذا العمل وأكثر
حكيم(فتح باب غرفة المكتب مشيرا لها):- سنرى ذلك يا ذكية …
دلفن تباعا للمكتب وجلست نور بمحلها بعد أن أشار لها بعينيه أن تجلس ، رنيم جلست قبالة ناهد بينما بقي هو واقفا بجوار نور وهو يكتف يديه وينظر خلفها لمنظر المدينة من ذلك العلو ..
حكيم:- أمامكما ناهد سوف تعمل هنا بالشركة
ناهد:- يمكنني أن أتحدث بنفسي سيد حكيم إلى هنا وانتهت مهمتك
حكيم(لم يوليها اهتماما بل تابع):- وعملها سيكون تحت إشرافكما الخاص
نور(وهي تطالع عنفوانها باستغراب):- طبعا يعني ..هل لي أن أعرف ما مؤهلاتك ؟
ناهد(أخرجت ملفها):- بصراحة لا أملك شهادات عالية ولكنني بارعة في استخدام الحاسوب وبرامجه يعني لدي خبرة بسيطة في ذلك ، صحيح لم أطبقها في أي عمل سابقا لكنني واثقة من نفسي
رنيم:- الثقة شيء جميل لكن …هنا شركة ضخمة سيترتب عليكِ ضبط أمور عدة كي لا نقع بمشكلة يعني أفكر لو نضمها لفريق المحاسبة أختي ما رأيكِ ؟
نور:- علينا أن ندرس الأمر جيدا ، همممم ماذا ترى سيد حكيم ؟
حكيم:- في نظري
ناهد(بتأفف):- عفوا منكما لا أقصد الإهانة لكن لا أعلم ما سبب تواجده معا ، العمل يخصني أنا وأعتقد بأن خروجه أمر ضروري
رنيم(فتحت عينيها على وسعهما بشهقة):- هئئئ
نور(فتحت فمها):- عفوااااا ماذا قلتِ ؟
حكيم(ابتلع حديثها المسموم):- لا بأس يمكنني الانسحاب إذا كان ذلك يريحكِ
ناهد(بجلادة):- مشكور
نور(عقدت حاجبيها وهي ترمق نظرات ناهد التي كانت تفترس حكيم وضربت على سطح طاولتها):- حكييييييييييم ابن عمي …هل لنا بلحظة على انفراد ؟
حكيم(فهمها وانحني هامسا في أذنها وهو ينظر لعيون ناهد مباشرة):- أنا أضمنها فخففي مخاوفكِ نور ولا داعي أن تعرف من هو مدير الشركة لطفا من أجلي
نور:- يستحيل ذلك عليها أن تعرف من تكون حتى تلزم حدودها من البداية …
ناهد:- الواضح أنكما لم تطمئنا لي ولن تسمحا بخروجه ، إذن يمكنني إقناع المدير بنفسي لو أردتما ، أين يمكنني أن أجده ؟
نور(رمشت وهي تميل برأسها لحكيم وأخذت تعد حتى 10 لكنها توقفت):- سامحني لكنني لا أتحمل
رنيم(فهمت أختها):- يا إلهيييي نووور لا تفعلي
نور(صفقت بيديها وهي تشير بقلة صبر لحكيم):- أحضرتها كالشاطر ولم تخبرها من يكون المدير ؟
رنيم(أغمضت عينيها):- ها قد تحولت الجلسة إلى نكتة
ناهد(نظرت إليهما بعدم فهم):- لم أفهم ماذا يجري هل هنالك مشكلة ؟
نور(امتصت شفتيها):- أمامكِ المديرة العامة للشركة شخصيا …لكن هذا الذي يقف خلفي هو المدير الرئيسي لشركات آل الراجي عزيزتي فأهلا بكِ معنا في حالة إذا كان ما يزال عند قراره في توظيفكِ بعد هذا التطاول الرهيييييييييب …
ناهد(بصدمة):- غير معقوووول ….لا أصدقكِ ..
نور(بنفاذ صبر استقامت):- أفندم ؟
ناهد(نظرت إليه وهي تهز رأسها بدموع وزمت شفتيها لتستقيم بعنفوان):- أنا لا أعمل في شركة كهذه مطلقا عن إذنكم …
نور(استقامت بعصبية):- ما الذي تتفوه به هذه الآن ؟
رنيم:- هششش اهدئي
حكيم(لحق بها):- ناااااااااهد …ناهد توقفي
نور(أشارت للباب):- الآن الآن اشرحي لي ماذا تكون ناهد هذه لحكيم ولما كل هذا الاهتماااااااااام ؟
رنيم(طبطبت على ظهر نور وهي تنظر صوب الباب أيضا):- لا أعرف …
نور:- الله الله هذااا ما ينقص أن نهان بشركتنا أيضااا افف
حكيم(أمسك بها في الزاوية وجذبها بقوة لإحدى المكاتب):- غادرا فورااا لو سمحتما
الموظف (وصديقه):- حاضر سيدي ..
حكيم(أفلتها وأغلق الباب بقوة):- ما الذي فعلته الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناهد(أشارت إليه):- أنا لست لعبة لديك سيد حكيم حتى تهينني بهذه الطريقة، كنت تعرف أنني لن أوافق على هذا العمل إذا ما عرفت أنها شركتك وقد كنت محقة أنا لا أريد هكذاااا وظيفة
حكيم:- اهدئي ولا ترفعي صوتكِ أمامي
ناهد(بعصبية رمت حقيبتها وملفها):- وأنت لا تصرخ بوجهي يا هذااااا اللعنة عليك وعلى شركتك وعلى اليوم الذي عرفتك فيه
حكيم(أغمض عينيه ليتمالك أعصابه):- لما ترفضيييييييييين ماذا ستفرق أنتِ ستعملين ولن نتصدق عليكِ فأين المششششششكلة ؟
ناهد(أمسكت على رأسها بصداع وهي تتراجع للخلف):- المشكلة فيك أنت …إنني أمقتك
حكيم(زم شفتيه من تجريحها واتكأ على الجدار مكتفا يديه):- لعلمكِ أنتِ تبالغين كثيرا ولا أفهم ما سبب تهجمكِ علي طوال الوقت ، ما الذنب الذي ارتكبته في حقكِ مجددا ؟
ناهد(ألا يكفي أنك لم تعزيني في وفاة أمي الحبيبة همم ):- لست أباااااااااالغ ولست أريد هذا العمل منذ البداية شعرت بأن هنالك خطبا ما وصدق حدسي ، يستحيل يا سيد أن تحشرني في الزاوية لأجد يديك ملاذا لحاجتي
حكيم:- وهل أنا أعطف عليكِ يعني كيف أشرح لكِ أنها فرصة عمل ، لعلمكِ لقد أطلتِ في الموضوع كثيرا حتى بات مملا
ناهد(صعقت بجملته وامتلأت عيناها بالدموع):- إنسان لا مبالي لمشاعر الناس مثلك أكيد هذا ما سيراه ، ولن يهمه أي شيء آخر سوى نجاح عمله ولو كان ذلك على حساب تجريح العبد
حكيم(بتأفف):- ها هي ذي ستقيم طبعي حتى دون معرفته
ناهد(ابتلعت ريقها):- لا لا لست أظلمك لأنني أتحدث عن قناعة في شأنك …ثم أنا لا ألومك لأنك لا تعني لي شيئا سوى أنك من دمر آآآآآآآآآآخر لحظات حية في بيتنا اهئ
حكيم(أغمض عينيه بتعب وهو يقترب منها):- ماذا ؟
ناهد(بلؤم أشارت له):- حتى ولو كانت هذه وصية أمي اهئئئ لن أنفذهاااااا لن أفعل لن أفعل اهئئئ
انفجرت ببكاء وهي تدفن وجهها بين يديها بشكل يفطر القلب ، لم يستطع أن يفهم سر بكائها الكسير ذاك يعني في نظره المسألة لا تستحق كل هذا التضخيم، نظر إليها بتأفف وهو يلعن نفسه لأنه لم يكف عن الضغط عليها لكنها عنيدة وتملك حجرا في رأسها وليس عقلا …
حكيم(حاول تهدئتها باقترابه بحرص):- ناهد …
ناهد(أشارت له بيدها وهي تكفكف دمعها):- أنت تجلس في منبر عال جدا يا سيد حكيم ويستحيل أن ترى أناسا مثلنا لذلك معادلة هذا العمل غير متكافئة
حكيم:- كيف أشرح لكِ أن هذه الشركة لعائلتي وأنا حتى لا أملك مكتبا فيهاااااا ؟
ناهد(رمشت من بين دموعها وهي تناظره بغبن):- حقا ؟
حكيم:- حقا …ويمكنك سؤال من تشائين من العمال سيخبرونكِ أنني دخلت لهذه الشركة مرة أو مرتين بالكثير لأن لدي أعمالا أخرى أهتم بها والشركة تركتها في عهدة بنات عمي ، وكنت أنوي فتح مجال لأخواتي أيضا لكن … لكل منهن ظروف تمنعها هذه الفترة فهمتِ الآن ؟
ناهد(مسحت دموعها بظاهر يديها):- …مع ذلك لست
حكيم(أمسكها من ذراعها بنفاذ صبر):- إن كنتِ تكرهيييينني ماشي اكرهيني بقدر ما تشائين ، لكن لا ذنب لأمكِ أو أبيكِ في رفض هذا العمل الذي قد يساعدكم بقدر يكفيكم وبشرف وأمانة حتى
ناهد(ضربت على صدرها بحرقة):- لن ينفففففففففففع لن ينففففففففففففع
حكيم(تمادى لأنه أصلا لم يفهم القصة):- لأنكِ لا تريييييييييييدين ذلك
ناهد(هزت رأسها باختناق حين ذكر أمها وذكرها بمأساتها التي ظلت تحاول جهدها أن تتخطاها دون فائدة):- هئئئئئئ أنت تجرحني تجرحني بكلامك كيف تفعل بي هذا كيف ؟
حكيم(بعدم فهم هز رأسه وهو ما يزال ممسكا بها):- أنا لا أفهم فيكِ أي شييييييييء لقد ضاق درعي منكِ هل تسمعيييييييين ؟
ناهد(بهستيرية في مشاعرها):- كف عن النطق هكذااااااااااا توقف توقف يكفييييييييييييي
حكيم(انتفض من حالتها وحاول إسكاتها):- نااااهد ….مهلا هل آلمتكِ ؟ لما ترتجفين لما تبكييييين هكذااا ناهد …ناااااااهد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناهد(انتابها دوار شديد ومدت يدها لتضعها على صدره متشبثة بقميصه ، وهتفت بشهقة أليييييييمة):- وكأنك لا تعرف وكأنك لا تعرف أن أميييييييي …قد ماااااااااااااااااتتتتتتت ت
قبل أن يستوعب جملتها الصاعقة سقطت بين يديه مغشيا عليها تلك اللحظة ، اندهش من هذا الخبر الذي لم يتمكن من تبريره حتى الآن ..سرعان ما رفعها من على الأرض وأجلسها على كرسي المكتب وبحث عن بعض الماء ليسعفها لعلها تستجيب …ما هي إلا بضع دقائق وكانت تفتح عينيها لترمق أربعة أعين تحدقن فيها بحرص ..
رنيم:- ها هي ذي تستجيب
نور(وضعت يدها على جنبها):- الحمدلله ما ابتلينا فيها
رنيم:- هشش ستسمعكِ ..آنسة ناهد أنتِ بخير ؟
ناهد(بحثت بعينيها عنه ولم تجده بالقرب فانفجرت ببكاء):- ههئئئ …
نور(مسحت على صدرها):- أختي أنتِ بارعة في احتواء المشاعر الكسيرة تفضلي
رنيم(بدموع):- أي لقد مزقت وتين قلبي …لا تبكي يا ناهد فليرحمها الله
أجهشت بالبكاء في حضن رنيم التي لم تبخل عليها به بينما رمقتها نور بقلة حيلة وخرجت من المكتب لتخصص لهما بعض المجال ، بحثت بعينيها عنه ووجدته يدخن سيجارته في آخر الممر المطل على حدائق الشركة السفلية ..تقدمت صوبه وهي تفرك يديها وتحرك فكها لعلها ترتب أفكارها فيما يخص حالته ووضع هذه الفتاة الغريبة
نور(بحزم):- هل لديك ما تخبرني به ؟
حكيم(نفث دخان السيجارة):- إنها ابنة العم شكري الرجل الذي يعمل مع عفاف في المشفى
نور(رفعت حاجبها):- أيوة …ما هذه المصادفة هل هكذا تعرفها ؟
حكيم:- قابلتها في المشفى عينه وقت حادث ميرنا ، أمها كانت بحاجة لعملية حرجة وتدخلت قليلا وهكذا تعارفنا يعني
نور:- ها لذلك تريدها أن تعمل كي ترد الدين ؟
حكيم(زورها بحنق):- أتعلمين أن هذا من طبعي …طبعا ما كنت لأقبل ولا فرنك واحد ولكنها عنيدة وأبية النفس لم أجد حيلة إلا أن أجعلها تعمل بشركتنا فهل أخطأت ؟
نور:- مطلقا .. لكن لم أفهم لما تشعر هكذا بالامتعاض بشأنها وكأنك مسئول عن خراب دنياها ؟
حكيم(أطفأ السيجارة بقدمه ومن بين مواجعه نطق):- يمكنكِ القول بأنني فعلت ..لذلك أحاول إصلاح الأمر بأقل الخسائر فإن كنتِ ستساعدينني فهذا هو الوقت المناسب ، وإذا كنتِ ستفتحين فمكِ أنتِ أو رنيم سأجد حلا بديلا للفتاة
نور(باندهاش):- امممم وتهدد بعد ، منذ متى تهددنا يا ابن العم ولما أنت مهتم بأمر إخفائها لهذه الدرجة ؟
حكيم:- لا أريد إخفاءها لكن مؤقتاااا …سوف يحدث ذلك فهمتِ أم أعيد ؟
نور:- شكلك عصبي لذلك نكمل لاحقا هذا الحديث ،ثم لا تقلق أنا لا أرد ابن عمي خائبا .. عمل الفتاة عندي
حكيم:- جميل جدا …
رنيم(أشارت لهما من أول الممر):- نووور حكيييم
حكيم(عقد حاجبيه وترك نور خلفه ليسير بخطوات سريعة صوبها):- ماذا حدث ؟
رنيم(هزت كتفيها):- كانت في حالة سيئة وحاولت تهدئتها لكنها لم تستجب لذلك خرجت
حكيم(بعصبية):- وكيف تتركينها تخرج هكذا يا رنيم وهي على ذلك الحال اففف يااا افف
رنيم(عادت برأسها للخلف وأشارت لنور):- هل صرخ بوجهي لأجل فتاة غريبة ؟
نور(رفعت حاجبيها وكتفت يديها وهي تراقبه من محلها):- حتى أنه فعل ذلك للتو
رنيم:- الله الله …..
ركض بخفة في الممرات بحثا عنها وسأل بعض الموظفين وأخبروه أنها استقلت المصعد لذلك لم يكن يملك متسعا من الوقت فنزل على الدرج مسرعا ليلحقها ولكنها كانت قد سبقته ، لذلك اضطر للخروج خارج الشركة والبحث عنها ، أخذ يلهث وهو يراقب بعينيه إلى أن لمحها تسير في الطريق الجانبي وهي تكفكف دمعها ، تنفس الصعداء وأغمض عينيه ليفتحهما ويلحق بها بخطوات هادئة ….مسيرها كان يكسر القلب ففي كل خطوتين كانت تقف لتلتقط أنفاسها وتبكي وهي تنظر للسماء ، وتتابع من جديد وهي تقاوم وتقاوم شوقها لتلك البعيدة جدا أمها الحبيبة التي ما عادت ستزين حياتها ببسمتها ولا تساعدها بنصائحها ولا تربت على ظهرها إذا ما ضاقت بها الدنيااااا …..أمييييييييي
قالتها وهي تتوقف بمنتصف الطريق لترمي بنفسها وسط السيارات دون تفكير ، فقط ذراعه التي سحبتها من خطر إحدى السيارات المسرعة …. التقطتها في لمح البصر وإلا لكانت طريحة الأرض الآن ، وبخفة جذبها إليه حتى اصطدمت بصدره وظلت ساكنة هناك وكأنها مختبئة من أهوال العالم كلها في حضنه ، لم تجرؤ على رفع رأسها حتى بل ظلت مستكينة هناك بينما كان هو يضمها بخوف بينما يده كانت تشير لصاحب السيارة الذي تجاوز طريقه في سلام ، لأنها المخطئة من البدااااااية …وحده من أخرجها من تلك الهالة التي شملتها لأول مرة وجعلت شيئا دفينا فيها يتحرك
حكيم(أمسكها من كتفيها وهزها):- كيف تتجاوزين الطريييييق هكذا دون انتبااااااااااه ؟
ناهد(انتفضت من حركته ولم تتمكن من إيجاد حروفها):-…لارد
حكيم(أشار للطريق):- ماذا لو صدمتكِ السيارة هل فكرتِ ماذا كان سيحدث لأبيكِ ؟؟؟؟
ناهد(رمشت وهي تتذكره):- …لا
حكيم(زفر عميقا وهو يجرها خلفه):- امشي معي …سآخذكِ للبيت
يعني لو كانت تملك ذرة عقل كانت لتوافق فهي في وضع صعب لا يسمح لها بأن تعاند خصوصا ونفسيتها مدمرة وشهقات حزنها بلغت الأكوان ،، ولكن عرق التمرد حين يضرب فإنه يعارض ويلاقي السالب بالموجب وتنشأ شرارة الأعصاب هكذا لله في سبيل الله ههه
جذبت يدها من قبضته وابتعدت لتسير في طريق مختلفة فلحقها لعله يعقلها ولكنها استوقفته بيدها ، حين هدرت فيه ليبتعد عنها ولكنه ما كان ليفلتها وهي في ذلك الوضع المريب صدقا …
حكيم(بجنون الأعصاب):- هل تتعمدين إخراجي عن طوري ، هل تعتقدين أنه ليس لدي عمل إلا اللحاق بحضرتكِ يا آنسة ؟؟؟؟؟
ناهد(بغيظ هي الأخرى):- لم أجبرك على اللحاق بي ثم لا أريد مساعدتك انس أمري ودعني وشأني
حكيم:- لن أفعل فلقد تركناكِ وشأنكِ ورأيتِ ما كان سيحدث
ناهد(توقفت وهي تزفر بعصبية):- بأي حق …بأي حق تتدخل في حياتي هكذا اشرح لي لأن عقلي لم يستووووووووووعب ؟
حكيم(أشار لها):- اسمعيني بدوري لست متحمسا لدخول حياتكِ لأن حياتي كئيبة أكثر منها وبأضعاااااف مضاعفة تمام ، شيء آخر مساعدتي لكِ تقتصر فقط على زوجة أخي التي طلبت مني مساعدة أبيكِ وبدوري ما كنت سأبخل لأنه يستحق ، ثالث شيء تعجرفكِ هذااااا يناقض تماما تطفلكِ الفضولي يا آنسة فيا إما تعقلين وتتحركين معي لآخذكِ للبيت يا إما كل منا ليذهب في طريق …
ناهد:- هاه اختصرت علينا منذ الصباح وأنت تتحدث كنت ابدأ بهذه الأخيرة لأودعك ، يلا سلام ولم أتشرف ع فكرة
أغمض عينيه بعصبية وفتحهما لينظر جانبيا بتأفف ، وحين هم بالنطق من جديد وهو يوجه بصره إليها أعاد النظر جانبيا مرة أخرى ليدقق في سيارة سوداء فيها شخص ما يصورهما ، فتح عينيه وهو يرمقها وهي تسير قبله بلا مبالاة فيه أصلا ، لكن الأمر الآن خارج سيطرته لذلك خشي عليها من الأذية فما ربما كانوا من المافيا ، لذلك لم يطل التفكير فسرعان ما نظر خلفه لرجاله وأشار للسيارة بعينيه، ثم لحق بها سريعا ليشبك يده في يدها ويجذبها إليه دون سابق إنذاااار
حكيم(وهو ينظر حوله):- المكان ليس آمنا ستجارينني تمام ووعد مني ستكون هذه آخر مرة أتدخل فيها بحياتك …صدقيني ؟
ناهد(نظرت ليده التي كانت تشبك يدها وتاهت في عينيه البنيتين وهي تتنفس عميقا):-…أ..
حكيم(لم يطل نظرا فيها بل ظل يراقب ما يدور حوله):- رافقيني لطفا يا ناهد …لطفا
ناهد(هزت رأسها بعدم فهم وهي تنظر حولها):- ماذاااا يحدث اشرح لي يا سيد …
حكيم(رفع الهاتف الذي رن):- داغر …احذر هنالك ثلاثة سيارات مجهولة لا أدري تصرف أنا سأتخذ الطريق الغربية دعهم يتصرفون واتبعني لدي ضيفة علي حمايتها ، تمام سأكون بموقف السيارات بعد دقيقتين …
ناهد(سمعته جيدا وتوجست من حديثه):- هل أنت شرطي ؟؟؟ ..لا شكلك ليس كذلك إذن إن لم تكن شرطياااا فهل أنت من المااااااافيا ؟
حكيم(عض شفتيه مبتسما):- صدقا ليس وقت تعارف آنسة ناهد …سارعي خطواتك أعرف أنني أضغط عليكِ لكنكِ مجبرة على مجاراتي
ناهد(سحبت يدها من يده):- توقف …لا أسمح لك بأن تجرني كالنعجة خلفك هكذااااا دون أن أفهم…
حكيم(سحبها من خيط حقيبتها التي كانت تعلقها جانبيا وجرها خلفه):- امشششي …
ناهد(هذا لما يصرخ فيني هكذا من يحسب نفسه):- بهدووووء … أنت تؤلم خصري
لم يكن يصغي لها بل كان يسرع بها نحو سيارته حيث كان يقف داغر ورجاله ملتفين حولها كي يؤمنوا عليهما ، سرعان ما وضعها بالمقدمة وتوجه لمحله وهو يشير بإصبعيه تجاه عينيه للسيارات الموجودة بالمنعطف ، عمم داغر الخبر وفي لمح البصر كان رجاله يتوجهون صوب السيارات فانتبهوا لهم وفروا هاربين من هناك لتبدأ مطاردة سيارتين منهما بينما الثالثة لاذت بالفرار، ، أما حكيم فقد كان قد أقلع قبل فترة وانطلق بسرعة قياسية جعلتها تجفل وهي تنظر لعداد السرعة وتحاول تنبيهه ، لكن من ستنبه لتنبه فقد كان خارج مجرة الاستيعاب بل عينه ظلت على الطرقات أمامه خلفه جانبيه ، أما هي فظلت تضرب في فخذيها وتأمره بتحريرها ولكنه ما كان سيفعل …بعد مضي 15 دقيقة من الدوران في المدينة اتخذ طريقا ضيقة توصله لشارع بيتها وهنا خفف من سرعته والتفت إليها ليتفقدها فوجدها تنظر للنافذة جانبيا ويدها على فكها وعيناها تدمعان تلقائيا …
حكيم:- خفتِ ؟
ناهد(ابتلعت ريقها ونظرت إليه):- مما تهرب …فيما أنت متورط ؟
حكيم(حرك فكه بابتسامة):- ولا شيء
ناهد(هدرت فيه وهي تشير بإصبعها للخلف):- استنفرت استنفارا عظيما وأرعبتني حتى النخاع لتقول ببساطة أن ذلك كان لا شيء ؟؟؟؟…ماذا عن سلاحك الذي على خصرك والذي أنتبه له للتو ماذا عن أسلحة رجالك وتلك الأوامر ، أخبرني الآن فيمااااا أنت متورط ؟
حكيم:- صدقيني لا شيء يعني ..لأكون صريحا معكِ فما شاهدته للتو كان بسبب منافسيَّ في المجال
ناهد:- كيف يعني .. ثم ما أسلوب العصابات الذي تتبعونه اسمعني ..أنزلني هنا يكفيني الأكشن الذي جعلتني أعيشه قبل قليل ما زلت أرتعب وأنا أترقب دخول رصاصة لجمجمتي في أي لحظة
حكيم:- هههه… جبانة
ناهد(حولت عينيها بعصبية):- …اسحبها ؟
حكيم:- لا أفعل
ناهد(حركت فكها):- أنت متعجرف
حكيم(هز كتفه بلا مبالاة):- يحق لكِ قول ما تريدينه
ناهد:- لما تصر على إزعاجي ؟
حكيم:- لما تصرين أنتِ على رؤية مساعدتي وكأنها إزعاج ؟
ناهد:- لأنك أصلا مزعج ومنذ أول وهلة عرفتك فيها وأنت مزعج للبشرية لي لأهلي ولكل الناس
حكيم(باندهاش فتح انعقاد حاجبيه):- هل أصبحت أشكل تهديدا كمبيد الحشرات الآن ؟؟؟؟؟
ناهد(حركت فكها وهي تحاول كتم ضحكتها من جملته):- هه…مبيد حشرات صدقا تسميتك بهذا نافعة جدا لما لم أفكر في ذلك ؟
حكيم:- عجباااا وتتساءل الآنسة بعد …
ناهد(كتمت ضحكتها البريئة ونظرت جانبيا لتمسح دموعها):-….لارد
حكيم(ابتلع ريقه ومد لها علبة المناديل):- تعازي الحارة لوفاة أمك صدقا لم يكن لدي علم وإلا لكنت أتيت رغم كل شيء
ناهد(استدارت لتمسك منه علبة المناديل):- …لارد
حكيم(أوقف السيارة على جنب الطريق ونظر لرجاله الذين وقفوا خلفه تباعا بسيارتهم):- ناهد
ناهد(ابتلعت ريقها):- أوافق على العمل بشركتك ..لأن أمي أرادت ذلك
حكيم(تأوه لذا سماع ذلك والتفت إليها):- اسمعيني جيدا ، أنا لا أعرف ماذا يعني فقد الأحباب لأنني جربت ذلك بطريقة موجعة تختلف عما تشعرين به الآن …أبي توفي وأنا صبي ولم أشعر آنذاك بأن هذا سيشكل جرحا عميقا لن أشعر به إلا بعد كبري ، حين أفتقده في مشاكل حياتي وهمومها في أفراحي التي أتمنى رؤيته لألمح البسمة مرتسمة على وجهه ، حتى كنت أفكر مع نفسي لما لا أجده وقت أزماتي لأحصل على النصيحة والإرشااااد منه ، أبي هو الشخص الوحيد الذي شعرت بأنني خسرته حين لم أعرفه كفاية وقد كان أول من يموت ويذهب عند الله سبحانه وتعالى في سجل حياتي … لكن لو فقدت أحدا الآن صدقيني سأكون حزينا جدا لأنني ذقت طعم الفقد بطريقة تجعلكِ مدفونة في سرداب تحاولين الفكاك منه لتصرخي بأنكِ هنا ترينهم ولكنهم لا يرونكِ ، تسمعينهم ولكنهم لا يسمعونكِ تحاولين لفت انتباههم لكنهم لا ينتبهون لوجودكِ أصلا …أتعرفين ما اسم هذا الشعور هو أن تعيشي وأنتِ حية ميتة وكأنكِ غير مرئية أو حكاية منسية يتذكرونها في أوقات معينة لتُنسى في الوقت اللاحق ، هذا بالنسبة لي شبيه بالموت البطيء ، حقا لن تستوعبي أي حرف مما أقوله لكنني أخبركِ بأن كل شيء يمكنكِ تجاوزه ، وأمكِ ستبقى في قلبكِ حتى وإن غابت عنكِ فهي أمكِ التي حفرت في عقلكِ ذكريات مجانية ألصقتها أنتِ على جدران أفكارك لتبقى محفوظة في مأمن ولا يلفها غبار النسيان قط..الأم إذا ما رحلت وكأنما الحياة أغلقت أبوابها في وجهكِ وولتكِ ظهرها ، فجأة تجدين كل شيء تحول للون الرماد لا إحساس فيه ولا نبض ، الألوان تبهت والكلمات تجف حتى الأنفاس تخمد وتيرتها فكل نفس تتنفسينه يتحول لاختناق يلتصق بحنجرتكِ مثل الهم الثقيل ،، تحاولين أن تتجاوزي هذا فتبحثين بعينيكِ عن وسيلة تمكنكِ من التجديف مجددا في قارب حياتك لكنكِ لا تجدين سوى صدى صوتكِ المكتوم ، تجاهدين للصراخ بحثا عن ملاذ لكن صوتكِ يتحول لأكذوبة وكأنكِ ولدتِ خرساء ، لأنكِ تخشين النطق بأي شيء غير كلمة "أمي" … وكأن كل شيء بات محرما عليكِ النطق به إلا هي ما ربما غضبت إذا تغاضيتِ عن تذكرها ، هكذا تفكرين وهكذا تجتمع كل الأشياء السوداوية لتعلق بخاطركِ الكسير بعد هذا الفقد الذي أخذ معه كل جميل لكما ، فأحلامكِ التي نسجتها رفقتها لا تلبث تتناثر من حولك ، فتلك الأحلام لو وزعناها على كل واحد فينا لأبكته إذا ما سردتِ كل تلك اللحظات التي استوطنت بالكِ معها ومنذ أزل حتى ، صعب صعب أن تتجاوزيها أعرف ذلك لأنها شيء خالد في الأعماق لكن ….. هذا هو قانون العيش نحن هنا اليوم وغدا راحلون ، وأمكِ ستراقبكِ حتما في كل آن وتدعو لكِ حيثما كانت لتصبري وتثابري وتحققي أحلامكِ التي بنيتها معها قطعة قطعة ، ستتمنى لو أنكِ تتماثلين للشفاء من داء فراقها سريعا وتبقيها مزارا في قلبكِ تأوين إليه سرا وتهربين إليه كلما ضاقت بكِ الدنيا ، لتجدي بين ثنايا ذكرياتها ما يساعدكِ على تخطي أزماتكِ في هذه الحياة ..صدقيني حيثما كانت الآن فهي ترجو لكِ كل خير فكوني بخير لأجلها أيضا ….
ناهد(كانت تبكي بانهيار وهي تصغي إليه):- و….ولكن …لما ذهبت وفارقتني بهذه السرعة ما زلت أحتاج لأمي أنا ما زلت أريد أن أبكي بين أحضانها ، ما زلت أريدها أن تسمع تذمري من أي شيء حتى لو كان صوت بائع السمك المضحك الذي يزعجني كل صباح أثناء نومي ، ما زلت أريد أن أرقص لأضحكها حتى تنهمر دموعها وتفتح ذراعيها لتحضنني ، ما زلت صغيرة جدا على فراقها لأنني أتخيلها الآن على سريرها ممددة وتنتظر عودتي لكي أنام جوارها كما كنت أفعل حينما تغلق الدنيا أبوابها في وجهي ، أنا ….أنا أريد أمي الآن أريييييييييييييييد أمي أن تعووووود يا حكيييم أعد لي أمييييييييي أعد ليييييييي أمي أرجوووووووك أرجوك سوف سوف أدرس بالجامعة كما كانت تريد ، سوف لن أزعج جارتنا صاحبة المخبز بكذبتي حين أخبرها أن خبزها به خمائر فئراااان والله لن أفعل ، صدقني قل لها أنني سأكون عاقلة وسوف أهئ سوف أصبح فتاة عاقلة وغير متذمرة سأنظف البيت كل أسبوع ولن أنزعج من ترتيبه قط ، حتى أن دولابي سأقوم بطيه يوميا كي لا تجده فوضويا كل يوم وتمتعض من إهمالي ، ح ..حكيم قل لها أنني سأنظف الأواني صبح مساء والله لن أشكو من تعبهم فقط أعدها..أعدهااااااااااااااا ااا ليييييييييييييييييي …أاهئئئئئ أمييييييييييييييييييييييي ي اهئئئ أمييييي أمييييييييييييييييييييييي يييييييييييي اهئئئئئ أمي ألا ترينني أبكي يا من كنتِ تبكين لدموعي تعالي وامسحيها عني لما لا تأتين لماااااااااااااااذاااااا …..أمي ألا تسمعيييييييييينني أمييييييييييييييييييييييي يييي …..أمي أمييييييييييي أريدكِ يا أمييييييي تعالي يا أمي لا تذهبي بدوني يا أميييييييييييييي
حكيم(أزال حزام السلامة خاصته وخاصتها واقترب منها):- شتتت …ناهد ناهد
ناهد(ظلت تضرب في صدرها وهي تبكي بهستيرية كسيرة):- أخرجها من هنا إذننننننن أبعدها عن تفكيييييييري أو اقتلني لأذهب إلى أميييييييييييي أنا أريد أن أذهب إليها بدلا من أحترق على فراااااااااقهااااااااا هكذا ، أنا لن أراها لن أراها أتفهم ما معنى أنني لن أراها ولن أسمع صوتها ولا ضحكتهاااااااا لقد سرقت مني أمييييييييييييييييييييييي يي ياااااااا حسرتاه عليك يا قلبي يا حسرتاااااااااااااااااه اهئئئ أماااااااااااااااااااه …عودي يا أماااااه يا فرحة قلبي المسرووووووووووووقة عودي يا صفوة عودي لابنتكِ الصغيرة عوووووووووودي اهئ
مد ذراعه والدموع تتقافز في عينيه حزنا عليها وتأثر بمواجعها لم يشعر إلا وهو يدفعها لصدره عميقا ، وكأنه يطمئنها أنها ليست وحيدة ، لكنها لم تكن تعي أي شيء إلا الشعور بغصة تتجذر بآلامها في قلبها العليل ، ومع الأسف لن تغادر حناياه مهما طال الزمن لذلك التخفيف عنها تلك اللحظة كان شبه مستحيل ..مع ذلك لم يتخلى بل ظل يربت على كتفها وهو يحاول أن يشعرها بجدوى تخطي الأمر شيئا فشيئا رغم صعوبته إلا أن الحزن سيدفن في القلب وتبقى علة الفرااااااق تكويها إلى ما لا نهاية …ما استطاع إلا أن يهدهدها بكل ما فيه من قوة فهو أمام تلك الدموع منهزم وأي رجل محله حتى لو كان متحجر القلب سيتأثر بنحيبها الموجع ، وما فكر فيه أكثر هو كيف استطاعت تحمل توديع أمها وأيام الدفن بل كيف تلقت خبر الوفاة وهي وحدها رفقة أبيهاااااا …
شعر بالذنب والعتب على نفسه لما لم يكن حااااضرا لما لم يعرف لما لم يسأل عن أخبارها طوال تلك المدة ، لما ابتعد بعد آخر اتصال ونسي أمرها كيف استطاع كيييييف تركها وحدها تعاني وهي روحها كانت في روح أمها التي لو عرفت أنها ليست أمها لازداد الوجع عليها أضعافا مضاعفة ، ياااااااه لقد شعر للتو بذنب عظيم وكأنه خذل سر أمها الذي حملته إياه وجعلته يكتمه في صدره ، شعور غريب يراوده بالمسئولية تجاهها وكأن الكون أوقف دورانه ليعرف بهذه الطريقة المؤلمة ، كيف تحملت كيف تحملت وما زالت ثابتة هكذاااااااا
ناهد(اعتصرت ذراعه بقبضتها وهي تنتحب على صدره):- ح…حكيييييم أتعلم بما أشعر الآن ، جوفي يحترق ..وأشعر بأن الدنيا تكرهني لأنها حرمتني من ماااااما لقد …لقد طعنوني حين حين قالوا لي بأنها ماتت أنا لم أصدقققققهم والله لم أصدقهم دخلت وو اقتربت منها وجدتها نائمة يعني …أنظر أنظر ليدي هي ترتجف الآن ولكن وقتها كانت ثابتة فقد وضعتها على وجنة أمي لأوقظها فقد كانت تغط في نوم عميق جدا ، عميييييق بشكل لم يجعلها تسمعني وتصغي لندائي لهااااا ، أمي نامت ولم تستيققققققظ لم تفعل رغم أنها وعدتني بأنها لن تتركني يومااااااااا ولكنها هجرتني هجرتني يااااا حكيييييم
حكيم(أغمض عينيه على دموعه وهو يغالب نظراتها المشتتة ودك رأسها في صدره بقوة):- يكفيييييييي …يكفي يا ناهد …رجاء يكفي
ناهد(نظرت إليه من بين شلالات دموعها):- يعني …ألن أسمع دعواتها معي في كل صلاة ، ألن أصغي لصوتها وهي تناديني وأنا أتجاهلها فتصرخ فيني كي أهرع إليها بعد أن تشتمني ، حسنا حسنا كنت فتاة وقحة ولن أكرر ذلك كلما نادتني قبل أن تنهي لفظ اسمي ستجدني أقبل رأسها فقط لتبقى جواري ، وكل كل ما يزعج أمي حبيبتي لن أفعله اهئئئئ
حكيم(أغمض عينيه بوجع وهو يحاول إسكاتها):- لما تحرقين نفسكِ هكذا ،لماذا تفعلين ؟
ناهد(أمسكت على رأسها بوجع):- …أعد الزمن للوراء لطفااااا ودعني أرتمي بحضنها لآخر مرة وأخبرها أنني أحبها أحبها أحبببببببها كفاية لأرغب باللحاق بهااااا أمي حبيبتي ، لقد حاولت إخبارها لكنهم منعووووووووني ….
~ ناهد تتذكر ~
قبل دقائق من دخول صفوة للعملية
صفوة(ببكاء):- عدني يا شكري …عدني أنك ستحافظ على صغيرتنا عدني يا رجل ؟
شكري(بدموع وهو ممسك بيديها):-أعدكِ بأنني سأصونها في عيوني يا صفوة لكن ..لا تتحدثي هكذا أنتِ ستتجاوزين العملية وسنصونها معا مثلما حملنا همها معا عندما وضعت بين أيدينا أمانة
صفوة:- دعها تبحث عن عائلتها الحقيقية يا شكري ، لا تحرمها منهم فمن حقها أن تعرفهم على الأقل وبعدها يبقى الخيار لها ، أخبرها أننا أحببناها كما لو كانت فلذة من كبدنا ، كما لو كانت نطفة في رحمي العقييييييم اهئئ
شكري(قبل يديها بحرقة):- زوجتي العزيزة
صفوة:- شكري …لقد كنت مثالا للزوج الطيب وأنا مدينة لك بكل لحظة سعادة جعلتني أحياها معك ، يكفي أنك ضحيت معي بسنين عمرك و
شكري:- لا تقولي هذا أرجوكِ لا تكملي يا صفوة
ناهد(دخلت عليهما الغرفة):- ماما حبيبتي ..جاء طبيبكِ وهو يتحدث مع الطاقم بالغرفة سيأتون لأخذكِ بعد دقائق هل أنتِ مستعدة ؟
صفوة(رفعت يدها لناهد):- اقتربي …
ناهد(اقتربت وهي تجر قدميها بخوف):- ماذا هناك لما تبكيان ماما حبيبتي ستعود معنا للبيت صح ؟
صفوة(دفنتها في حضنها وهي تقبل شعرها وتشمه):- ابنتي أنتِ ….مهما حصل اعلمي دوما أنكِ كنتِ ابنتي التي سهرت على رعايتها كما لو أنها أهم شيء في دنياي ، أحببتكِ يا ناهد وأسميتكِ بهذا الاسم كناية لأمي رحمها الله ، ناهد ..
ناهد(رمشت بدموع):- لا تفعلي ماما
صفوة:- اسمعيني جيدا قد تكون هذه آخر كلمات أخبركِ بها و
ناهد(هزت رأسها برفض وهي ترتمي بحضنها):- لا لا لا لا لا لا أنتِ ستعودين معنا لقد وعدتنا ؟
صفوة(بتعب نظرت لشكري):- مهما حصل يا ناهد … لا تدعي أباكِ وحده فلم يعد له أحد سواكِ
ناهد:- وأنتِ أيضا نملككِ لأنكِ وعدتنا أن تعودي لما تقهرين قلبي هاااااه اهئئئ
صفوة(عانقتها بقوة):- لأنني أخشى من أن أنكث بوعدي يا ابنتي ..هذه أقدار والله وحده من يتحكم فيها سأحاول أن أتشبث بتلابيب الحياة لأجلكِ صغيرتي ولكن …تبقى حكمة الله فوق كل شيء
ناهد:- ربي سيحميكِ وسيعيدكِ لنا أنا واثقة من ذلك … ويكفي دموعا هيا لنلتقط سيلفي مع بعضنا قبل دخول العملية وسأكررها بعد خروجكِ لأبرهن لكِ أن مخاوفكِ كانت عبثا هههه ، عم شكري هيا اضحك للصورة هيا ماما الحلوة لنبتسم
ابتسموا صدقا رغم الدموع اللامعة في عيونهم ولم يعرفوا أن نتائج هذه العملية ستصدم تلك الفرحة بما يفطر القلب ويكسر الروح … دخلت صفوة للعملية تحت دعواتهما الحارة قد تعانقا وبكيا سوية إلى أن مرت بضع دقائق أخذ فيها شكري مصحفه ليقرأ قليلا ما تيسر من كتاب الله بينما هي ظلت على نار حامية تسمى الانتظار المضني فكيف الخلاص ؟؟؟.. فبعد مدة كانت تفرك يديها وذراعيها مرة بعد مرة وهي تنحني تارة وتارة تقترب من أبيها الذي ظل يتلو آيات من المصحف الكريم حيث كان جالسا بمحاذاتها على كراسي الانتظار السقيمة ، لم تستطع أن تجلس ولو لدقيقة وكأنها ستجلس على الجمر لذلك ظلت تسير جيئة وذهابا أو تقف أو تنحني المهم أن تشتت انتباهها وهي تستجدي الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لها أمها الحبيبة …
ناهد:- يا رب يا رب احفظ لي أمي يا ربي أبقيها سالمة لي يا رب أنا بدونها لا أعييش أرجوك يا ربي احمي لي أمي واجعل عمليتها سهلة ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا فإنك تجعل الحزن إن شئت سهلا يااااارب حقق لي مرادي والله والله لن أدعو بشيء سوى سلامتها أرجوك يا الله …أتوسل إليك أعد لي ماما …
شكري(أغلق قرآنه الصغير ووضعه بجيبه لينظر إليها بحسرة):- ناااهد تعالي
ناهد(مسحت دموعها وتوجهت إليه):- ستنجو ماما أليس كذلك هي قبل دخولها للعملية أخبرتني بذلك؟
شكري(بحرقة قلب):- الله معها … ربي سيتولى أمرها فاهدئي
ناهد:- لن أهدأ حتى أرى ماما وأقبلها وأخبرها أنها خافت بدون داع ههه ..أجل سأفعل افف متى ينهون العملية مرة ساعتين حتى الآن ؟؟؟؟؟؟؟
شكري(ضاق صدره فجأة واستقام ليتجه لبوابة العمليات):- صفوة ؟؟؟؟
ناهد(بعدم فهم لحقت به وربتت على كتفه):- بابا …ماذا هناك ؟
الطبيب(خرج رفقة طاقمه وملامح الانهزام مرتسمة عليها):- …آسف منكم لكن كبد المريضة كان متضررا ولذلك استعصى علينا إنقاذها لذلك وأثناء العملية…فقدنا المريضة …البقاء لله …
ناهد(عادت برأسها للخلف وهي تضحك):- ههههه …ههههه أكيد تمزحون ماما بخير ؟؟
شكري(هوى على الأرض جاثيا من هول الصدمة):- صفوووووووووة
الطبيب(تأسف منهم وتحرك للرحيل):- فعلنا كل ما بوسعنا لكن هذه مشيئة الخالق ، عظم الله أجركم
ناهد(أمسكته من ياقته مستوقفة إياه):- تعااااااااااال هنا ما الذي تقوله ،، أريد رؤية أمي الآن الآآآآآآآآآآآن هل تسمعنييييييييي ؟
الطبيب(نظر للممرضة):- دعيها تراها لبرهة قبل نقلها لغرفة الأموات
ناهد(ضربته لذراعه وهي تهدده):- إياااااااااك وأن تقول لأمي هكذا أنت لن تنقلها لمحل إنك أصلا طبيب فاشل هههه قال …ماذا يعني هههه فقدنا المريضة ههههههههههههه باباااا يا بااابا بابا هل سمعت ما قاله هذا الأخررررق إنه لا يعرف مدى قوة أمي أنااااا هههه فاااااااشل فااااااشل
الطبيب(انسحب مطأطئ الرأس):- إنا لله وإنا إليه لراجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله
ناهد(مسحت دموعها وجثت أرضا لترفع رأس أبيها):- بابا حبيبي هم فاشلووون لا تصدقهم
شكري(ضرب على الأرض ضربتين):- يكفييييييييييييييي …. أمكِ ماااااااااتت ماااااااااتت
ناهد(تراجعت للخلف وهي تضرب برجليها وتنتف شعرها بجنون):- توقفوووووووووووووووا أمي لم تمت ما بكم تقولووووووون هذااااا
الممرضة(بمؤازرة):- دعيني أرافقكِ لرؤيتها آخر مرة يا أختي
ناهد(استقامت وهي تدفع يدي الطبيبة):- سأراها أجل …أمي لم تمت أنتم كاااااااذبون كلكم كاااااااااااااذبووووووووو ون …ماااااااااااااما يا ماما
دخلت ركضا صوب غرفة العمليات ووجدتهم يغطونها بإزار أبيض ، نظرت حولها وهي ترمش وركضت إليها لتزيح عنها الغطاء بعصبية
ناهد:- كيف يغطون وجهكِ ألا يعلمون أنكِ تختنقين وبعمركِ ما فعلتِ هكذا ، لا إنهم مهملون لم يعجبوني مطلقا ماما سوف نأخذكِ لمشفى آخر وستتعافين مامااااا هههه هاه شفتِ هي نائمة فحسب
أزالت الغطاء ورمقت استكانة صفوة وهي في عداد الأموات لكنها لم ترد تصديق ذلك بل ظلت تؤكد وتؤكد أنها نائمة إلى أن تمادت وبدأت تحركها بقوة جعلت شكري يوقفها بصعوبة ، ليمتد الأمر لصراخ وعويل وانتحاااااب ومحاولة لإمساكها بين قبضتيها ولكن أيدي كثيرة أحاطتها لتبعدها عن صفوة التي أعادوا الغطاء لوجهها وأبعدوها عنها ، رغم ذلك طارت كالطير الذبيح وأزالته عنها مجددا وعانقتها دون أن تفلتها لحظة
ناهد(بصوت مبحوح كسير مصدوم من هول الفاجعة):- سأحملكِ على ظهري يا أميييييييييي سآخذكِ من هنااااااااااااا ،أمي افتحي عينيكِ أمييييييي استيقظي استيقظي أرجوكِ دعينا نعود للبيت أنا أشعر بالصداع دعينا ننام في سرير واحد كما كنا نفعل عندما نحب بعضنا زيادة ، هيا ماما هيا افتحي عينيكِ ابنتكِ تنادييييييييييييك اهئئئئئ أمييييييييييييييييييي أرجووووك اسمعيني
لم يتركوها لتكمل ذلك المشهد المروع الذي قلب كيان كل من كان هناك، فقد انضمت عدة ممرضات ليخرجنها من هناك وبالقوة استطاعوا ضبط قوتها التي تضاعفت من فرط الصدمة وعدم الاستيعاب ، ….روحها سحبت منها تلك اللحظة وهي تصرخ فيهم أن يعيدوا لها أمها ولكنهم لم يصغوا لرجائها لم يصغواااااا ولن يفعلوا لأنه لا يصح إلا الصحيح في مواقف حزينة كهذه
ناهد(كانت تركض وتتعثر في ذلك الممر محاولة اللحاق بهم):- أميييييييييييييييييي أعيدواااا لي أمي هي نائمة ما بكم لا تفهموووون أنا أعرفها إنها أمي أنا أعيدوووووووووووووووووها لي …
شكري(هدر فيها ببكاء):- ناااااااااااااااااااهد …. تعالي
ناهد(اقتربت منه وهي تجر رجليها جرا وتضرب في صدرها):- أمي لم تمت أمي لم تتخلى عنا هم هم ..بابا بابا لا تبكي والله ماما لم تمت أنا أنا أعرف أنظر اهئئئئئئ ماما لا تمووووت لقد وعدتني حتى حتى لم أخبرها أنني أيضا أحبها وأيضا أحبها لأنها ماما أنا ..هههههههه لم أقل لها ذلك هههه أبي دعهم يعيدونها لأخبرهااااا بذلك يااااااااااااااااا بابااااااااااا
شكري(دفعها بحضنه وانهار بكاء):- أمكِ تركتنااااا يا ناااااااهد ، أمكِ ذهبت إلى الله
لحظتها أيقنت أن محاولاتها كلها باءت بالفشل وما عاد هنالك فرصة لكي تنفي هذه الحقيقة المرة ، لم تستطع تصديقها حتى عند الدفن بل فاجأتهم حين ارتمت بأحضان الجثة المكفنة بالأبيض وصارت تمنعهم من أن يضعوها بالقبر بل ظلت تهدد فيهم بوعيد لا تعرف أساسه حتى …تعب معها شكري لكي لا تدنس حرمة الموتى والجيران حاولوا إمساكها لكن أساسا حضورها إلى هنالك كان خطأ ولكن ما استطاعوا منعها فقد التصقت بسيارة نقل الأموات التصاقا وظلت تطرق على الباب وتطرق وترجوهم كي يفتحوها لكنهم رفضوا،،، حتى عندما ذهبوا بها لصلاة الجنازة بقيت جاثمة عند باب الجامع وهي تهز رأسها بجنون وتنتظر خروج أمها على قدميها لتعيدها للبيت وتوقظها من ذلك الكابوس الكئيب ، لكن أملها خاب حين رأت أباها يقف في المقدمة وهو يحمل نعش أمها فوق كتفيه رفقة شباب الحي ، وقتها أمسكت على فمها وهي تعتصر صرختها المكتومة وظلت تهز رأسها برفض وعدم تصديق …لغاية ما سحبها أبوها ليبعدها عن طريقهم ولكنها أبت فاضطر لإحضارها وما عرف أنها ستجن أكثر وترفض دفن الجثة الهامدة …تعب معها فقيه الجامع وهو يقرأ آيات قرآنية تحث على إكرام الميت بدفنه ولكن لم تكن ستفهمه لأنها مجرد قلب جريح يبحث عن مأوى في صدر أمه التي يخبرونه علنا أنه حرم منهااااا … بجهد جهيد انتزعوها منها وأعادوا ضبط كفنها ووضعوها بالقبر وبدؤوا بنثر التراب فوقها بعد أن ثبتوا عدة أخشاب فوقها وكأنما يمنعونها بكل الوسائل من الاقتراب منها ، كانت تتمرغ في الأرض وهي تصرخ بصوت مختفي أصلا فقد استنزفته طوال ذلك الوقت الحزييييييين ،،،،،،،،، إلى أن استكانت أخيرا حين وضعوا حجرة على رأس أمها كشاهد مؤقت وبدأت الخطوات تختفي ولم يتبقى إلا هي وأبوها الذي كان يحمل قنينة ماء ويرش على القبر بضع قطرات ..
ناهد(زحفت على الأرض إلى أن وصلت إليه بوجه شاحب ليس فيه نقطة دم):- لما تركتهم يغطونها بالتراب ألا تعلم أنها تختنق ؟
شكري(تابع عمله ببكاء):- …لارد
ناهد(وضعت يدها على التراب وسحبته لوجهها):- ماما لن تحب هذا التراب …
شكري:- استهدي بالله واستغفررررريه
ناهد(أمسكت حفنة ورمتها على وجهها):- هههههه ماما أنظري أنا أوسخ ثيابي ألن تصرخي فيني ، شوفي ماما أنا أبعثر الدنيا هههه هيا قولي يكفي يا ناهد رعونة ونظفي تلك الفوضى ، هيا قوليها ماما أنا أسمعكِ …قوووووووووليها قولي قولي أنظري سأتمادى هااااه هذه حفنة وهذه أخرى أنظري أنظررررررررررررررررريي سأفعل هكذا وهكذاااا هههه بب….أي
صفعها شكري صفعة مدوية وجلس جوارها بفشل لعلها تستيقظ على تصرفاتها ولو قليلا ، صدمها بتلك الصفعة وجعلها تجفل وهي تنظر للقبر وتعيد النظر إليه …وقتها فقط وقتهااااا فقط استوعبت فاجعتهم وعرفت أنها فقدت أمها إلى الأبد … ….
عادت من تلك الذكرى وهي تنظر إليه بعيون دموية وقلب مفطور ، همست ببحة وهي تشكو له حالها ومأساتها ووجدت المواساة حين أمسك بيدها وربت عليها ليصبرها ويؤازرها في مصابها فلقد فطرت قلبه أيضا وجعلته يشعر بأشياء عديدة تجاهها يمكن القول أنها أرته جانبا بريئا من تلك الطفلة يذكره بذكريات عميقة دفنت في سرداب الزمن ….
حكيم(ربت على يدها مرتين):- رحمها الله
ناهد(مطت شفتيها بحرقة):- … لقد خطرتَ على بالي مرة وتساءلت عن تكبرك وغرورك ، قلت مع نفسي لما الأغنياء لا يملكون قلوبا ولكنني أخطأت التقدير غالبا …
حكيم(مرر لسانه حول شفتيه وأفلت يدها وهو ينظر جانبيا):- أنا لم أعرف إلا منكِ اليوم …سامحيني لأنني لم أكن بجواركِ وقت محنتك صدقا أنا آسف …
ناهد(طأطأت رأسها بغبن ودموعها تسبقها):- آلمتك بهمومي ؟
حكيم(التفت إليها بلهفة):- لا تقولي هذا أبدا أنتِ …
ناهد(مسحت دموعها ونظرت لهاتفه الذي كان يرن):- هاتفك؟
حكيم(نظر للرقم وابتلع ريقه وهو يغمض عينيه هامسا):- ليس الآن أرجوكِ ليس الآن ….
ناهد(رمقت تردده ذاك بل صراعه ولم تفهم بل غرقت وسط أحزانها):- آآآه
حكيم(راقب تنهيدتها الحارقة ولم يستطع التفريط بك تلك اللحظة لذلك نظر للهاتف وأطفأه ليهمس):- سامحيني يا عصفورتي ولكنني لن أستطيع التخلي عنها الآن … أعدكِ أنني سأعود
أغلق الخط وهو موقن من نتيجة أفعاله ومن قراره ذاك ، فصعب جدا أن يترك ناهد تلك اللحظة وهي على ذلك الحال خصوصا وأنه لم يرافقها في أوقاتها الصعبة وهذا ما جعله يشعر بأن عليه تكفير ذنبه تجاهها ، فماذا سيفعل وجد نفسه مجبرا على ملازمتها وهي بتلك النفسية المنهارة جدا حتى لو كان ذلك على حساب عصفورته التي نظرت للهاتف بدموع فلم يسبق وأن فصل الخط بوجهها ولا مرة إذن الأمر فوق المتوقع وحله لن يكون بسيطا …، بعد برهة أعطاها قنينة ماء لتشرب القليل منه ولكنها أبت فقد شعرت بثقل في صدرها كيف لا وقد غرس فيه نصل الفراق الأزلي وعمت الخيبة دنياها، وواجبه الآن يجبره على أن يوصلها للبيت ويرافقها قليلا لعلها تستعيد نفسها من بين تلك الظلمة القاتمة التي تلف تلابيب روحها المكلومة …

،وعلى ذكر الظلمة كان ينظر لشاشته الإلكترونية تحديدا لصورة ناهد وهي في حضن حكيم ، حين كان يعانقها بعمق إثر سحبه لها من ناصية الطريق قبل لحظات من اكتشافه لأمر المراقبين خاصة خوري الذي ضغط على زر تكبير الصورة ليدقق في ملامح ناهد وحكيم التي لم تتخطى سوى الثانية حين أغمض عينيه امتنانا لسلامتها من طريق الخطر بينما كانت هي في بداية مراحل الهذيان الأليم متقوقعة في حضنه ... ولكن خاصتنا لم يرى ذلك بصورته الحقيقية بل رآه وكأنما لامس حكيم شيئا من ممتلكاته المقدسة والتي لا يغفر لأحد خطيئتها مهما حصل ..... أقفل ملف الصور بعصبية وأغمض عينيه متمالكا أعصابه ، مسح على قبضته واستقام ليصعد إلى المنزل وجد خوانيتا خلف عملها المعتاد فأرعبها لما داهمها بضربة على رخامة المطبخ التي كاد يحطمها… هئئ رفعت رأسها بشهقة وهي تنظر لملامحه المتوحشة التي كانت تقدح شررا من عينيه
خوانيتا(برعب):- س ...سينيور خ خوري ما بك ؟
خوري(أشار بيديه):- جابر ... يأتيني الآن وإلا سأحرق المنزل وأرحل
خوانيتا(أخذت تحرك يديها بعفوية):- الهاتف قممم حالا حالا سأتصل به .. أ فنجان قهوتك جاهز
خوري(كان سيمضي في طريقه لكنه عاد إليها ودخل للمطبخ ممسكا بإحدى السكاكين الضخمة):- أعتقد بأن هذا السكين قادر على القيام بأشياء عديدة خارج مجال الطبخ ؟
خوانيتا(هنا نشت الخدم والتصقت بالجدار خلفها لتشهد على روحها):- …ل…لم أقصد أن
خوري(بخفة لوح بالسكين في الهواء وأمسك بحافته الحادة باحترافية دون أن يصاب بخدش):- أتعلمين أيضا أن هوايتي في القبو كانت اللعب بالسكاكين ، أرجو ألا تجربي صبري وتثيري حنقي مجددا لما تكون أعصابي فالتة تمام ؟
خوانيتا(نظرت للسكين الذي قدمه لها ببرودة تامة فأمسكته بتلعثم):- تمام تمام سينيور
خوري(أغمض عينيه وهم بالرحيل لكن استوقفه شيء مرتب بإهمال على الطاولة):- ما ذاك ؟
خوانيتا(نظرت للورقة الممزقة وبرقت عيناها):-كنت سألقي بها في القمامة ولكن داهمني الوقت فنسيت ..والله غلطة ولن تتكرر
خوري(مال برأسه حين لاحظ اللون الزهري فتوجه إليها وأمسكها بيده):- هل قرأتِ فحواها ؟
خوانيتا:- يعني ..قرأت الغلاف الخارجي فحسب وقد كتب عليه عيد ميلاد سعيد، وحين أحضرتها لسيادتك قمت بتمزيقها مثلما فعلت ببقية الأوراق في السنوات القليلة الماضية
خوري:- لا تكثري حديثا وأجيبي على قدر السؤال ، ألصقي هذه واجلبيها لجناحي حاااالا …
خوانيتا(أشارت له برأسها):- حاضر حاضر …
خوري(وهو يسير في طريقه للأعلى):- ولا تنسي جاااااابر
خوانيتا(تفتفت ما بين الورقة الممزقة والهاتف فتوقفت بالمنتصف وأمسكت على رأسها):- سؤال يطرح نفسه يا خوانيتا لما لا تضعين استقالتكِ وتهربين من مأوى المجانين هذااااااااا هاه ؟؟؟؟
حركت رأسها بقلة حيلة وأمسكت الهاتف واتصلت بجابر الذي أجابها بعودته سريعا ، لكن ليس بعد أن يراها وينقذها ويعيدها معه ..ياااه إنها حية حية ترزق وكم عانى من فقدانها الأيام السابقة ، وكم عرف بقيمتها وأيقن أنها في حياته أكثر مما كان يتصور ….ضغط على فرامل السيارة أخيرا أمام المبنى المقصود وترجل منها مشيرا بيديه للرجال بأن ينتظروا خارجا ، سرعان ما دفع الباب برجله فانفتحت ودخل يبحث عنها بعينيه ويناديها باسمها الذي اشتاق لرنته على مسمعه الولهان .. أخذ يبحث بين الغرف المهجورة إلى أن فقد الأمل فلم تكن موجودة هناك ، لوهلة شعر بأن خوري سخر منه وجعله أضحوكة بل تلاعب بمشاعره حتى الحد الأخير ، وفجأة تلونت عيناه بالغضب وبات شبح الانتقام يوسوس له في أذنيه لولا أن صوتا عشوائيا أوقفه لكان قد اقترف عبطا لن يغفره له خوري مهما حصل … أخذ ينتبه للصوت القادم من مكان ما تقريبا كان ينبع من تحت قدميه فتذكر هوس السينيور بالأقبية وهذاااا ما جعله يبحث عن باب خلفي يؤدي إلى قبو ذلك المنزل ، فعثر عليه تحت الدرج وركض بلهفة ليجدها مكتفة الأيدي والأرجل وملقية على السرير …ما إن رآها والتقت عينه بعينها حتى انهمرت دموعهما بحرقة ليهرول صوبها ويضمها إلى صدره منتشيا بنحيب بكائها الحارق
جابر(فك وثاقها):- يكفي …هاجر لقد وجدتكِ أنتِ بخير الآن هاااه أنتِ بخير ؟
هاجر(فور فك وثاقها ارتمت بحضنه باكية):- كيف تركتني هكذا كل هذه الأيام اهئ لقد مت رعبا هنا
جابر(أمسك وجهها ليتأكد بأنها فعلا حية ترزق ودفعها لصدره):- آآآآآه يا حرقتي لقد ظننت بأنني فقدتكِ ظننتكِ ميتة هكذا أوهمني السينيور، واليوم فقط أو من ساعة فقط أخبرني بالحقيقة …
هاجر(بتعب):- اهئ خذني من هنا يا جابر أعدني للبيت ،،لقد تعلمنا الدرس جيدا ولن نخطئ بعد الآن فقط دعه يصفح عنا لم أعد أريد البقاء هنا أو العودة لهذا المكان ..اهئ لطفا خذني لطفاااا
جابر(ناظر عمق عينيها الدامعة ومسح على شعرها وهم بفك وثاقها):- حاضر …سوف تكونين بمأمن ولن أدعه يؤذيكِ مرة أخرى
هاجر(كانت ترتجف وهي تتخلص من تلك الحبال):- فكرت بك كثيرا …
جابر(ابتلع ريقه وأحنى رأسه ليفك وثاق قدميها):- أخبرتكِ بأنني لن أدعه يؤذيكِ مطلقاااا ولكنني خذلتكِ خذلتكِ حاولت جهدي لكنه كان أقوى
هاجر(أمسكت يده واستوقفته):- لقد اعتقدت بأنه لن يرحمني قط فما الذي جعله يحررني ؟
جابر(هز كتفه):- لا أدري لكن يستحيل أن يكون بسبب عيد ميلاده اليوم
هاجر(مسحت دموعها ونظرت لمعصمها الذي تطبعت عليه آثار القيود):- أيا كان المهم أن أتخلص من هذا السجن الكئيب
جابر(أوقفها قبل أن تستقيم وأمسك يدها):- دعيني أحملكِ يا ابنة خالي
هاجر(رمشت بامتنان):- لاء أريد أن أستطعم كل خطوة تجاه حريتي … تمام ؟
جابر(أشار لها ونظر لجنبات المكان):- سوف لن أدعكِ تطئينه ما حييت ، حتى لو كان ذلك على حساب موتي …لقد كان علي أن أحميكِ منه كااااااااان علي ذلك
هاجر(توقفت لصراخه الحارق ونظرت إليه بدموع):- لم يلمسني …
جابر(برقت عيناه حين انتبه لشعرها الذي لم يتغير لونه):- يومها أبعدني عن المنزل قسرا ، كي لا أعرقل صفو سعادته معكِ …لقد عربدت وتمردت وقاتلت لكي أعود ولكن كان ذلك مستحيلا لغاية ما أعادوني ووجدت الفراغ ، أخبرني ببرودة أن الأمر انتهى وأنه قام بقتلك ، نظرت من النافذة ووجدتهم يحرقون الأغطية في المحرقة وأيقنت أنه أنهى أمركِ …لا تعلمين ما معنى ألا أجدكِ لقد سحبت الروح مني أي والله سحبت وعادت من جديد
هاجر(بدموع اقتربت منه):- كنت أدعو الله أن يحميك ولا تقترف أي خطأ قد يودي بحياتك
جابر(بنظرات غيظ):- كنت أنوي ..
هاجر(خطت نحوه بترنح من التعب وأمسكت يده):- إياك يا جابر …أنا بخير أنظر إلي أنا لا أملك أحدا غيرك لو فقدتك سأفقد نفسي معك
جابر(استصعب عليه النطق بما في جوفه لذلك ابتلع ريقه وأشار لها):- جيد أن خوانيتا جعلتني أتمالك نفسي وحاولت أن تشرح لي أنكِ ما زلت على قيد الحياة ، الآن فقط فهمت إيحاءاتها المبطنة فقد كانت مرعوبة بدورها من إفشاء السر
هاجر(أسندت رأسها على كتفه):- أنا ابتلعت عقابه لي فقط لأنه لم يفعل فيني ما كان يفعله بالأخريات
جابر(باستغراب):- لقد بدا موقنا لقراره ذاك وأتعجب الآن لما غيره ؟
هاجر(رفعت رأسها وناظرته بغبن):- أيا كان علينا أن نشكره
جابر:- سأشكره لأنه أعادكِ لي لكنني لن أسامحه على ما جعلنا نعيشه هذه الأيام
ابتسمت له واستندت عليه لتمضي معه عائدين للبيت من جديد .. وهنا كان خوري يخطط في إحدى الأوراق بتسارع غريب ، يرفع واحدة وينزل الأخرى يتفقد هذه ويعيد النظر لهذه ويكتب هنا ويسطر بسطر هناك ، وكأنه في حرب أفكار على صفحات الورق …شكله كان يوحي بأنه في صراع فريد من نوعه انتهى على هذا النحو في الأخير ….
خوري(أمسك بالورق وقلبه وأخذ الورقة الملصقة ووضعها بالمنتصف ليقرأ):- "عيد ميلاد سعيد خوري كل عام وأنت الأفضل ، مع أمنِيَّاتِ قلبٍ مُندثِر يَنتظر فرصَة لينبضَ على وَتر السَّلام"… اممم أكيد كهرماني لا تملك هذا الحس اللبق في الكلام لكن من سيكتبه إذا لم تكن هي ؟…
كهرمانة(بعد لحظتين رفعت الهاتف باستغراب وبلهفة أجابت):- كنت واثقة أنك ستكرر اتصالك بي ، كيف حالك ؟
خوري:- الأفضل أن تسألي عزرائيل عن حاله فقريبا سيزوركِ
كهرمانة(أغمضت عينيها):- يا الله
خوري:- أريد منكِ خدمة
كهرمانة(بسعادة):- والله قلت لك أنك ستحتاجني ولكنك ترددت هيا أخبرني فيما أخدمك بني حبيبي
خوري:- بغض النظر عن آخر جملتكِ التي لا أسمح لكِ بتكرارها على مسمعي لأنها تسبب لي الصمم
كهرمانة(تألمت من رده لكنها سكتت):- ..أخبرني
خوري:- أحتاج لأن تكفي عن ألاعيبكِ معي لأنها لا تخيل علي
كهرمانة(صعقت من مطلبه ذاك):- ولكن …
خوري:- لو لمحتكِ في طريقي أو سمعت اسمكِ أو حاولتِ الاقتراب من مخططاتي أقسم أنني سأجعل ذلك القبو قبرا لكِ، أنا واثق أنكِ تلازمينه بين الفترة والأخرى،، تستذكرين لحظات تعذيبكِ لي وأنا أتذكرها جيدا فلا تقلقي سيأتي يوم حسابكِ حين تعتقدين أنكِ حققتِ كل أحلامك …هكذا فجأة ستجدين نفسكِ في الحضيض بينما تمسكين بتاج الملك في يديكِ سمعتِ ؟
كهرمانة(انتفضت بفزع من كلماته ونظرت للهاتف الذي أغلقه بوجهها):- إنه يهددني عمداااا ، يا إلهي ما باله اليوم ما الذي حصل ؟
عرندس:- كأنكِ نسيتِ اليوم ..إنه عيد ميلاده
كهرمانة(فتحت فمها):- وهل بقي لي عقل لأتذكر برأسي مليون شيء ، كما أن غضنفر اتصل وقال بأنهم سيبعثون شحنة فتيات جديدة وعلينا التجهز لهن
عرندس:- سيف يتكلف لا تقلقي
كهرمانة:- وأنا التي تساءلت لما يهددني أكيد تذكر ماضيه هنا ، لقد أخطأت كثيرا في حقه يا عرندس ولا يسعني التكفير عن ذلك فقد فات الأوان
عرندس:- لا يفوت أوان الشيء إلا بالموت ..ولا ندري ما تخبؤه الأيام
كهرمانة(بشرود):- وماذا ستخبئ كل ما هو شر على الأكييييد ….
ألقى بالهاتف القديم في الصندوق وأغلقه ليعود وينظر للورقة ، فلقد تيقن بأن كهرمانة لم تبعثها وأساسا لا تعرف عنوان منزله ومجمعه السكني بالمرة …ما يعني أن من بعث تلك التهنئة شخص من صميم محيطه إذن من سيكوووون ؟؟؟
بعد مرور وقت وجيز دوى صرير السيارات التي توقفت خارج المنزل ، وهذا ما آثر انتباهها حين أطلت من الشرفة وهي تنظر لجابر ممسكا بيد هاجر التي كانت تسير بتعب مستندة عليه لتلج المنزل رفقته ، حاولت النظر لكن المسافة الفاصلة بين المنزلين لم تسمح لها لذلك آثرت السؤال تلك الليلة يا عندما يحين موعد العشاء المرتقب ، والذي ورطتهم فيه جوزي ودخلت لحوض الحمام لتسترخي يا عين عيني
عند خوري
دخلت مطأطئة رأسها بجوار جابر الذي نظر إليه ووجده مستقرا بصالونه وبيده مسدس .. غافلتهم خوانيتا حين لم تتمالك نفسها وعانقت هاجر بدموع ونحيب ، وهذه الأخيرة بدورها عانقتها بحرارة وكأنما عادت لموطن راحتها أخيرا … ما قاطعهم هو صوت انغلاق علبة الرصاص الذي وضعه خوري على الطاولة معلنا حالة إيقاف تامة لتلك الفوضى
خوري:- أجِّلي هذه المهرجان يا خوانيتا حتى المساء تعلمين أنني لن أكون بالبيت
خوانيتا(انسحبت ملوحة لهاجر):- حسنا سينيور
هاجر(فركت يديها):- شكرا لأنك عفوت عني
خوري(نظر إليها مليا وانتقل ليتفحص عيون جابر التي كانت تفضحه):- لقد عفوت عنكِ لثلاثة أسباب هل تودين سماعها ؟
هاجر(بتلعثم):- كما تريد
خوري(حرك المسدس بيده وصوبه نحو جابر):- الأول …
جابر(ابتلع ريقه ونظر لهاجر التي ارتعبت لحظتها):- ققممم…
خوري:- وهو أنكِ مساعدة تقوم بعملها جيدا برغم تلك الهنات التي لا تجيدينها إلا أنكِ كفؤ ..والثاني
هاجر(لمحت المسدس قد أصبح بوجهها هي):- همم نعم ؟
خوري:- والثاني …هو أنكِ شخص مهم بالنسبة لأختي يعني استلطافها لكِ زكَّى فرصة نجاتك
هاجر:- والثالث ؟
خوري(لف كاتم الصوت على مقدمة المسدس وصوبه نحوهما تارة يميل نحوها وتارة نحوه):- والثالث اممم ..الثالث يا خوري الثالث هااااه وجدته … وهو أنه لم يحن موعد موتكِ بعد …
ضرب برصاصة مكتومة صوب إحدى المزهريات فشقها لعشرات القطع بمهارة جعلتهما يجفلان ، حيث كانت الآنية موجودة خلفهما تحديدا لو تحركا قيد أنملة لكان قد أصيب كتف أحد منهما …قبل أن يعبرا عن ردة فعل مفاجئة لما أقدم عليه كان يستقيم متوجها إليهما
خوري:- الليلة لدي عشاء عند أختي كما سلف وذكرت ، وسيكون هذا متنفسا لكما لكي تحصرا لي سجل حياة ناهد العنبري منذ ولادتها إلى يومنا هذا …علاوة على هذه المهمة أريد تقرير معرفتها بحكيم الراجي وإلى أي مدى امتدت علاقتهما وما الذي كانت تفعله بأحضانه أمام مقر شركته ، كل هذا وبالتفصيل الممل ويفضل أن أجده جاهزا لدى عودتي مفهوووم ؟
هاجر(نظرت بارتياح لجابر):- أكيد أكيد مفهوم
خوري(نظر إليها مليا):- يمكنكِ الارتياح ودعي أحدهم يرى تلك الآثار ويعطيكِ علاجا لها ، لا أريد لجوزيت أن تستفهم عن الأمر بشكل خاطئ ويفضل ألا تلمحكِ عينها الفترة المقبلة إلى أن تشفى تماما ..انصرفا
جابر(رمقه بقلة حيلة وأشار لها مبتعدين عنه):- أتشعرين بالجوع ؟
هاجر(هزت رأسها ببؤس):- أجل ..
جابر(فرك يديه):- سأجعل خوانيتا تهتم بكِ تمام أنتِ استحمي وستجدينها بانتظارك
هاجر:- جابر يكفي توترا لقد عدت
جابر(ضحك وهو يحك خلف رأسه بارتباك):- إي والله عدتِ يا ابنة خالي احم سأتفقد الرجال
هاجر(ابتسمت له حين وصلت لرواقها):- تمام
كان يراقبهما من مرآة الممر ووجد نفسه يسير ببطء صوب الرواق الجانبي تحديدا لغرفتها التي فتحها ليتفقدها من جديد ، فور دخوله تصاعدت معه عطورها العالقة في تلك الزوايا المهجورة ..ناظر دولابها الخاص وفتحه ليتأمل ترتيب فساتينها الملونة والتي كان يكره ارتداءها لها ، حتى بات يشتهي الآن رؤيتها بإحداها فإطلاقا لن يمانع …انتبه لأحد الفساتين ذو اللون الأحمر فتذكر الليلة التي ارتدتها جيدا فقد كانت ليلة عيد ميلاده وهي الذكرى الجميلة التي تجعله يبتسم طوال ذلك اليوم حتى بعد رحيلها إلا أنه ما يزال يخلد ذكراها كلما آن موعده …
~ خوري يتذكر ~
في عيد ميلاده قبل ثلاث سنوات
كانت تحرك محتوى الصحن بهمة ونشاط وهي تضيف باقي المقادير التي كانت تلقنها لها خوانيتا من دفتر حلوياتها الخاص ، كانت البسمة مرتسمة على ثغرها بشكل عميق كما لو أنها زهرة تفتحت براعمها لتنثر عبق الفرحة في الأرجاء ، بكل حب أنهت تجهيز تلك الكعكة
خوانيتا:- حسنا دعيني أكمل عنكِ تزيينها وأنتِ اهتمي بتجهيز نفسكِ قبل خروج السينيور من صالة الرياضة ، لقد بقيتِ جواري المساء كله يا ابنتي
ستيلا:- أتفعلين ذلك لأجلي حقا خوانيتا ؟
خوانيتا:- الله الله وكأنني أمازحها هنا ، هيا اذهبي أعرف أن اليوم مهم بالنسبة لكِ أكثر منه
ستيلا(رمت المريلة جانبيا ووضعت إصبعها على فكها):- أتظنين بأنه لا يعرف ما اليوم ، لقد مضى النهار بطوله ولم ينبس ببنت شفة ؟
خوانيتا:- الليل يستر العيوب يا ستيلا دعينا ننتظر
ستيلا(ابتهجت وهي تقفز):- إذن لأجهز نفسي وأنتِ اهتمي بكعكتي تمام أريده أن يطفئ شمعة ميلاده وسأجبره على ذلك لو ترتب الأمر
خوانيتا:- روحي روحي ودعيني أوضب أموري فحالتكِ صعبة يا بنت بل ميئوس منها حمم
لم توليها ستيلا اهتماما بل ركضت لتلامس زجاج النافذة المطلة على قاعة الرياضة ، لم تستطع رؤيته لكنها رسمت قلبا عفويا بعد أن نفخت أنفاسها في الزجاج بفرحة عارمة وهرولت بعدها لغرفتها كي تتجهز .. لحظتها خرج هو من قاعته وتوجه للمنزل وانتبه للقلب الذي بدأ يختفي شيئا فشيئا ، التفت حوله واقترب منه وتأمله باستغراب طفيف فهو يعرف تلك الحركات …وضع منشفته على ذراعه وصعد لحمامه دون أن يلتفت لأحد أو ينتبه حتى لخوانيتا بالمطبخ والتي كانت تخفي الكعكة بعناية حتى لا ينتبه لها ويكشف المفاجأة …
ما هي إلا فترة وكانت تتفرج على قوامها المتزين بذلك الفستان الأحمر هي تعلم أنها ستفجر اللون بوجهه وأنه سيمقته وسيتذمر ، لكنها ستتعمد اختياره كي يكون ذلك اليوم اختلاف في ذاكرته ، وضعت شعرها في تسريحة أنيقة على جانبها الأيمن وتزينت بحلق طويل من جانب واحد ونظرت لشق الفستان الذي امتد حتى أعلى فخذها ولامسته بإغراء ، وقلبها يهفو لرؤية نظرته لجمالها فقد تعبت وبذلت مجهودا في زينة وجهها أيضا كي تثير انتباهه ، وتعطرت بأفخم عطورها التي يحبها عليها لكي تجذبه وتجعل ليلة مولده استثناء عن بقية الليالي … أتممت وضع أحمر شفاهها القاني وخرجت لتطل برأسها وهي تفرك يديها بتوتر وتنتظر إشارة خوانيتا لها كي تخرج إليه ، دقيقتين وكانت خوانيتا تتحدث بصوت مرتفع مما أعلن عن نزول الملك أخيرا ، ضمت يديها لصدرها بدعاء ومسحت على جسمها باستجداء ثم خرجت … ما زال يذكر تماما تلك النظرة التي ارتسمت على عينيه حين رمقها قادمة بفستانها الأحمر وبصوت كعبها الرنان الذي كان يجعل تيارا هوائيا غريبا يبعثر تركيزه … جعلته بل أجبرته على النظر إليها دون أن يرمش حتى وكأنه يتفحص منحوتة خرافية تتقدم إليه وهي في أبهى الحلل ، لم يشعر بنفسه إلا وقد أغمض عينيه ليبعد بصره فما استطاع إلا أن يعود بعينيه ليناظرها وهي تقترب بخيلاء تتمايل بإغراء وتخترق وتين موانعه بدهاء..يا لكيد النساء قالها وهو يرسم على شفتيه ابتسامة إعجاب تلتها أخرى لا تمت للإعجاب بصلة فإن كانت هي ستستعمل ذلك كي تؤثر به فأكيد لن يرحمها معذب النساء شخصيا ويتيح لها الفرصة،
خوري(استقام متجاهلا إياها):- خوانيتا العشاء
ستيلا(تسمرت محلها فقد صعقها برياحه العاصفة ولا مبالاته):- ..أنا سأهتم بعشائك الليلة خوانيتا ستنسحب باكرا
خوري(جذب الكرسي وجلس بتجاهل):- هل هي مريضة ؟
ستيلا(حولت عينيها بتعب وتقدمت لمحلها مبتسمة لعله يلاحظها):- لاء ولكنني أرغب بذلك
خوري(ظل محني الرأس):- طالما ليست مريضة ستبقى على رأس عملها حتى أنهي عشائي
ستيلا(جلست بامتعاض والدمع متحجر في مقلتيها بعد ردة فعله الغير متوقعة):- من بعد إذنك سينيور هذه رغبتي الليلة فحسب
خوري(فرش منديله بعناية):- وما المناسبة ؟.
ستيلا(كيف سأشرح له الآن):-…من غير مناسبة إنها رغبة عادية فحسب
خوري:- إذا كان هذا سيتعبكِ فلا بأس
استقامت وهي ترفع حاجبيها بأسى ونظرت خلفها لخوانيتا التي انسحبت لتستريح فلم يتبقى سواهما بالمحيط ، بدأت تصب الأطعمة في طبقه بنفس التنسيق المعتاد وعيناها محصورة على الأطباق بينما عيناه كانتا شاردتين في ملامحها المثيرة ، جفل وهو يتأمل حركاتها وتصرفاتها التي أبدت امتعاضا عظيما لم تستطع إخفاءه ، وضع يده على فكه مستندا على ذراع الكرسي وناظرها وهي تعدل خصلة شعرها خلف أذنها لتتمم تحضير صحنه على أكمل وجه … كانت تستشعر نظراته المتفحصة وهذا كان يحرق روحها بل يجعل الخجل يحتقن في وجنتيها اللتين تلونتا بحمرة شهية عكست خلفية جميلة لشعرها النحاسي ، إضافة لعينيها الزمردتين وأحمر شفاهها واكتمالا بلمعة الإكسسوارات الخفيفة التي اعتمدتها ، كل هذا كان يعتبر جهدا عويصا لن يتمكن من مواكبته
ستيلا(قدمت له الطبق وهي تشيح ببصرها عنه):- تفضل شهية طيبة
خوري(أشار لها كي تضعه محله):- شكرا
ستيلا(قبل أن يشير مجددا وضعت الصحن وتوجهت للزاوية كي تشغل الموسيقى):- اخترت شيئا ع ذوقي أرجو أن يمتعك أثناء تناول العشاء
خوري(أمسك شوكته وسكينه ولم يدقق):- سنرى
ستيلا(رمقته بغبن وغالبت دموعها بيأس وضعت شيئا من الأغاني الصامتة واتخذت محلها):-..أفضل؟
خوري(بخشونة):- نوعا ما
ستيلا(رمشت وهي تقاوم قهر روحها وباشرت أكلها):- طيب …
انهمك في طعامه ولم يرفع رأسه قط لينظر إليها مقابله ، أما هي فقد كان الأكل يتلكأ في جوفها تلعب بمذاقه لعلها تزيل بعضا من حرقة فؤادها ، ياه قد تكبدت كل ذاك العناء حتى يتجاهلها بتلك الطريقة الجارحة وكأنه محرم عليه النطق بكلمات جميلة قد كانت كلمة واحدة كافية لتقلب مزاجها الذي تحول من متعة لتعاسة …أجل تعاسة
خوري(رفع رأسه حين همست بقهر دون أن تشعر):- عفوا ؟
ستيلا(ارتبكت وهي تهرب بعينيها عنه):- لا شيء
خوري(تابع أكله):- الطعام شهي جدا ، فيه لمسة مختلفة
ستيلا(برقت عيناها):- ساعدت خوانيتا في تحضيره هل أعجبك ؟
خوري(أبعد ناظريه وأردف برتابة):- ليس بفرق كبير لكنني لا أحب التغيير
ستيلا(شعرت بطعم الصدأ في فمها وأتممت):- اضطررت لمساعدتها ونعتذر منك لأننا أزعجنا مذاقك
خوري(وضع الشوكة ورفع كوب مشروبه):- ليست بمشكلة
ستيلا(وضعت يديها على الطاولة ونظرت إليه):- هل تتعمد فعل هذا ؟
خوري(بشرر):- أفندم ؟
ستيلا(بارتباك أحنت كتفيها فقد تعبت من لا مبالاته):- لا شيء
خوري:- كأننا نكرر نفس الحديث ستيلا ماذا يحصل ؟
ستيلا(وضعت المنديل واستقامت بغضب):- تعكر مزاجي هذا فحسب ، عن إذنك
لم يضف حرفا ولم يوقفها فقد وجد في ابتعادها راحة ومتنفسا ضايق تفكيره ، فهو يكره تلك الأجواء لأنها تسبب له الانزعاج والآن خفوت بريقها يجعل أفكاره ترتبك …وجد نفسه يستقيم ليتوجه لحديقة المنزل الكامنة بجوار قاعة الرياضة خاصته ، حيث كانت تقف بين الأشجار وهي تضم يديها لصدرها وتنظر للسماء ، شكلها كان لوحة متكافئة مع الطبيعة راقه برهة ولكن سرعان ما زمجر وقرر إراقة غضبها لعل تلك الليلة تنتهي .. قبل أن يكمل مسيره انتبه لطاولة المطبخ للكعكة المزينة التي كانت عليها ،، تقدم ببطء ليقرأ ما المكتوب عليها وقد كانت حروفا مبعثرة لا معنى لها يعني ما زالت ستحتفل بعيد ميلاده رغم أنه يمقت ذلك ، لم يدقق فقد عقد حاجبيه وتوجه إليها وهذه المرة بحدة وصرامة ….
خوري(قاطع خلوتها):- أيمكن أن أعرف ما الذي جعلكِ تنهضين من طاولة العشاء لتتصلبي هنا كالتمثال ؟
ستيلا(مسحت دموعها والتفتت إليه):- لا تشغل بالك سينيور لقد تماديت وتجاوزت حدودي
خوري(أشار لها قبل أن تتحرك للمغادرة):- ستشرحين لي ما أريد سماعه وليس هذه الترهات
ستيلا(امتصت شفتيها وانفجرت ببكاء):- أنت لا تبالي بأي شيء أي شيء
خوري(حرك فكه ونظر حوله):- ولكنني لا أرى شيئا يجعلني أبالي لأمره يا آنسة ؟
ستيلا(شهقت بعدم تصديق):- ماذاااا … أ.ولكن يعني
خوري(لاحظ صدمتها وولى ظهره):- أظن بأنني قادر على تناول قطعة من تلك الكعكة أم أنكِ تنوين الاحتفاظ بها لخوانيتا الأكولة ؟
ستيلا(أمسكت على رأسها بصداع فلم تستطع مطلقا مواكبة أفكاره المتلاحقة):- لحظظظظظة …
خوري(توقف عن مسيره ووضع يديه بجيبه وهو ينظر لنجوم السماء):- تفضلي
ستيلا(أغمضت عينيها برهة وزفرت لتتجاوزه):- سأقوم بالتقطيع
خوري(مال برأسه وهو يتأمل جسمها المتمايل بجرأة):- قطعي قطعي …قبل أن يحين موعد تقطيعي أنا يا "بريق ظلمتي" ….
انضم بخيلاء إلى الصالون ووجدها قد وضعت الكعكة على طاولة الطعام وجلبت معها سكينا حادة قامت بوضعها على جنب ، لتشعل الشمعة الموجودة بمنتصف قالب الحلوى
خوري(ابتسم وهو يتخذ مجلسه):- لا تتوقعين أن أنفخ هنا لأنكِ تتذكرين جيدا ما فعلته بمثلها خلال السنوات الماضية في مثل هذه الذكرى
ستيلا(زفرت عميقا):- أذكر جيدا ، ففي إحدى المرات رميت بها في القمامة وذات مرة دمرتها بيديك ومرة جعلتها تتطبع على وجهي وغيرها الكثير …أذكر ذلك جيدا ولكنني لست أمل من تكرار هذا الأمر لأنني أحتفل به لنفسي من بعد إذنك
خوري(أغمض عينيه برهة وأشار لقالب الحلوى):- في نظركِ ما مصير هذا القالب ؟
ستيلا(أشعلت الشمعة ووضعت القداحة جانبا):- سنتناوله بشكل طبيعي
خوري(ابتسم):- اشرحي لي ما تلك الحروف
ستيلا(امتصت شفتيها وأشارت لها):- هذا حرف الألف ويعني أنا ..وهذا حرف الميم يعني معك ..وهذا حرف الدال يعني دوما وهذا حرف الحاء يعني هءء ….
خوري(باهتمام):- يعني ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها فهي لم تكتب الحاء بل خوانيتا فعلت ووضعتها بذلك الموقف):- حسنا ..
خوري:- حسنا ؟؟؟ ههه إنها جملة غير متناسقة صححيها وقولي معناها الآن
ستيلا(بتوتر عضت طرف شفتيها):- حضرتك …هه أجل قصدت حضرتك
خوري(هز رأسها بتمعن):- (أنا معك دوما حضرتك) ..اممم كأنها ما زالت غير مناسبة ؟
ستيلا(همت بالتقطيع):- لا بل مناسبة مناسبة وبدون شمعة سأطفئها بنفسي
خوري:- طيب تمني أمنية نيابة عني طالما تصرين
ستيلا:- ولما تكره الشمع لهذه الدرجة إنها كعكتك ؟
خوري(نظر للشمعة وتأفف):- لا تطيلي
ستيلا(-نفخت فيها بعصبية وأمسكت سكين التقطيع):- ولا تشغل بالك انتهينا
خوري:- بدأت أشعر بالضجر
ستيلا(توقفت عن التقطيع واستسلمت وهي تضع السكين جانبا):- تصبح على خير إذن
خوري(أخذ الطبق والشوكة وتذوقه):- اممم إنه بنكهة الفستق
ستيلا(توقفت عن مسيرها المنتفض والتفتت إليه):- لأنك تحبه
خوري:- ألن تتذوقيها ؟
ستيلا(أمسكت على رأسها بتعب وفشل وتحطيم، إنه يلعب بأعصابها كما يشاااااء):- والله كنت أنوي
خوري(أشار لها بعينيه كي تتخذ محلها):- أعجبني المذاق
ستيلا(زفرت بقلة صبر وجلست محلها):- جيد أنها أعجبتك
في جو من التوتر والأعصاب أنهيا ذلك الطبق أو لنقل أنهته فهو تذوق القليل وتوقف ليتأمل حالتها المتّأججة التي تثير فيه الكثير .. هدوئه ذاك كان يفسح لها مجالا للتنفس والذي سيقطعه عنها بعد قليل حين استقام وصفق بيده
ستيلا:- إلى أين ؟
خوري:- دقيقة وتكونين في الجناح …حان الوقت
ستيلا(جفلت):- اعتقدت أن اليوم سيكون غير و
خوري(وضع المنديل وعدل ياقة قميصه):- دقيقة ..
عرفت أن محاولاتها كلها باءت بالفشل ، حين نظرت لما تبقى من قالب الحلوى وضحكت بدموع لكن فجأة تذكرت أنها لم تقدم له هديتها بعد ربما هذا سيؤثر به ولو قليلا ، سرعان ما انتفضت وركضت لغرفتها بخفة أحضرت العلبة وصعدت إليه وهي تلهث طرقت الباب ودخلت لتنضم إلى مصيرها الذي كان يدخن سيجاره عند شرفته بدون قميص وببنطلونه الأنيق فحسب … دخان سيجارته كان يتبخر في الهواء بعضه كان يتلاشى والآخر كان يلج الغرفة خلفه ليزكم أنفاسها برائحته المسكرة ..لم يلتفت إليها قط رغم أنه علم بوجودها بل تركها جاثمة محلها لبضع دقائق حتى مل منها الملل واستشعرت تعبا تخلل أعصابها التي فرطت تلك الأمسية بسبب تصرفاته المتناقضة والغير محسوبة
خوري(عاد بالسيجار ووضعه بأحد الأطباق المناسبة):- ها ستيلا ماذا تحملين بين يديكِ ألن تنتهي مفاجآت هذه الليلة ؟
ستيلا(ارتبكت وهي تمد العلبة لمتناول يده):- هديتي
خوري(نظر للعلبة ورمش):- ما محتواها ؟
ستيلا:- لن يبقى لها معنى إذا أخبرتك سينيور
خوري(حرك فكه وأمسكها بين يديه):- لا أحب الهدايا
ستيلا:- ولكنها ستعجبك
خوري:- لا أريدها أن تعجبني وأنتِ تطيلين هنا تعلمين أنه الوقت
ستيلا(أغمضت عينيها لتتمالك أفكارها واقتربت منه لتلامس صدره بيديها):- أيمكنني أن …أن أحظى بعقلك الليلة فحسب ؟
خوري(استشعر ملمس يدها على صدره بعد أن وضعت العلبة جانبا وأغلق عينيه هامسا):- ستيلللا
ستيلا(اندفعت بجسمها نحوه أكثر):- أطلب منك ليلة وهذا ليس بالشيء الكثير ، لطفا اعتبرها أمنيتي يا خوري .. أجل خوري فقد ولجت الجناح وأنا الآن عشيقتك
خوري(فتح عينيه ليمسك معصميها بخشونة):- لا تتمادي
ستيلا(رمقت العلبة بطرف عين ثم استشعرت ألما من قبضته):- أنا أستحقها
خوري:- ماذا في العلبة ؟
ستيلا(مسحت على يديها لمَّا أفلتها):- دعني أريك إياها إنها وسيلة ستمكنك من الدخول لعالمي
خوري(باستغراب):- أكيد هذا ليس نوعا من الأفلام الرديئة خاصتك ؟
ستيلا(أمسكت العلبة وفتحت الغطاء لترفعه بوجهه باستجداء):- ثق بي لو سمحت …أيمكنك أن تنسحب معي لعالمي الخاص هذه الليلة ؟
خوري(بحيرة نظر لفحوى العلبة):- أكيد أنت لست جادة !!
ستيلا(جمعت يديها باستجداء):- بلى يمكنك ذلك
أخرجت القناع من العلبة ومدته لوجهه وحاولت وضعه فسمح لها بذلك حتى ألبسته له كاملا ، ونظرت إلى عينيه بإعجاب وهي تلامس القناع بعشق متأملة تفاصيله الدقيقة، لكن حين اعتقدت أنها انتصرت قام بإخماد حماستها فهو لن يدعي أنه قادر على التعامل بشكل آخر حتى ولو بواسطة قناع رديء
خوري(أوقفها بصرامة):- تماديتِ وأنا لا أسمح بهذا
ستيلا(وضعت هاتفها على موسيقى "سلو" ومدت يدها له):- أتسمح لي بهذه الرقصة سينيوري ؟
خوري:- أنا لا أرقص وتعلمين هذا جيدا
ستيلا(منتشية بالأنغام الجذابة):- ستضع يدك على خصري هكذا بينما سأدفن يدي الصغيرة بعمق يدك ، ستجذبني إليك وتحيط بي أنفاسك حين أرفع ساقي العارية لتلامس ساقك وأنتهز الفرصة كي أهمس من بين ثورة جنوني …أنني فيك أهوى الانجرااااف
خوري(كان يطاوعها في حركاتها فوجد نفسه يجاريها):- كيف تظنين أنكِ ستؤثرين فيني ؟
ستيلا(بابتسامة):- حتى أنك ترقص الآن
خوري(لفها مرتين وهو يرفع يدها للأعلى لغاية ما ألقى بها في ذراعه وهي تميل بغنج مغري):- أتصدقين ذلك ؟
ستيلا(ارتفعت من انحناءتها وهي تمسك بكتفيه لتحرك قدميها ذات اليمين وذات الشمال):- أنا مؤمنة بما أشعر به
خوري(بثبات ساخر):- هه تستهلكين جهدكِ عبثا
ستيلا(مصمصت شفتيها وهي تلف حوله لغاية ما لامست ظهره بذراعيها وهمست):- دعني أستهلكه حتى آخر نقطة إذن ، فالتبعثر فيك نشوة
خوري(أغمض عينيه لمدة قبل أن يفتحهما ويمسكها من خصرها بخفة ويدفعها إليه):- ستيلا ..انتهى وقتكِ وهذا لا ينفع
ستيلا(ابتلعت ريقها بدموع ولكنها أردفت بابتسامة مصطنعة):- والله يعني لو تعطيني فرصة و
خوري(تركها وتوجه لدرجه الخاص):- حان الوووووقت
ستيلا(أطفأت الموسيقى بخيبة ونظرت للقناع الذي ألقاه على الأرض):- ..مؤسف
خوري(فتح الدرج وهو ينظر إليها):- فعلا مؤسف على مجهودكِ الذي قمت ببذله ، ليتكِ أخبرتني لكنت اختصرت عليكِ كل هذه الطريق لكن لا بأس سنستدرك كالمعتاد
ستيلا(رفعت القناع ووضعته جانبا ببؤس):- كالمعتاد
خوري(هز رأسه ونظر للدرج):- مهلا ….أين صندووووووق مشااااارطي …من الذي تجرأ وعبث بأغرااااااضي ؟؟؟؟؟؟
ستيلا(انتفضت من صراخه المرعب ولكنها تماسكت):- أ… أنا فعلت ذلك …
خوري(أتاها مزمجرا وأمسكها من ذراعيها حتى كادت أصابعه تتعانق نظرا لبنيتها الضعيفة):- ممممممااااااااذا قلتِ ؟؟؟؟؟
ستيلا(بدموع حارقة):- أجل قمت بإبعادها عن دُرجك لأنني أريدك لي كإنسان وليس ك …
خوري(أغمض عينيه بنفاذ صبر ومباشرة بعد أن فتحهما قام بصفعها مرة ومرتين حتى ترنحت وهي تمسك على المنضدة بألم):- بأي حققققققققققق تفعلين ذلك من أين أتتكِ الجرأة ، ما الذي ظننته هاه أنكِ أمسكتِ بي في قبضتكِ لتتجاوزي قواعدي وقوانيني في هذاااااااااا البيت ؟؟؟؟؟؟
ستيلا(مسحت على فمها وهي تتمتم بخذلان):- ما فعلت ذلك إلا لأنني أ
خوري:- ولالالالالالالالالا حرف …أصلا من أعطاكِ الحق حتى تجيبي إن كنت أتعاط معكِ فهذا لأنكِ عشيقتي التي لا تملك حقا في النطق هنا ولا بكلمة
ستيلا(اقتربت منه لتشرح):- ولكنك لا تحاول حتى الإصغاء لي أنا …
خوري(صفعها مجددا لتسقط أرضا هذه المرة):- هذااااا لأنكِ عبثتِ بأغراضي الخاصة ،،،أما ما سيحصل الآن سيكون عقوبة لتتذكري هذه الليلة جيدااااااااا ولا تمحيها من ذاكرتكِ مطلقا حين يحاول مخكِ الرديء المساس بممتلكاااااااتي المقدسة
ستيلا(ببكاء):- اهئ …أنت لا تفكر إلا بملذاتك الخاصة ولا تهتم بأي مما يريده الآخرون ..ماذاااا طلبت هاه ماذا طلبتُ منك حتى تعصى رغبتي لهذه الدرجة ؟
خوري(جذبها من شعرها بقوة حتى رفعها إليه وأخذها للحمام وجعلها تنحني بعنف):- ستفهمين الآن ما أقوله إذ يظهر لي أنه علي ترويضكِ من جديد
ستيلا(هزت رأسها برفض حين فهمت غايته):- اهئئئ لا تفعل بي ذلك خوووووري أرجوووك
خوري(أغرق رأسها بالكامل في ماء الحوض وهو يتلذذ باختناقها ذلك ومقاومتها كانت تشبع جنون أعصابه المفرطة تلك اللحظة):- إيااااااااكِ وأن تفرضي علي رغباتكِ مجددا ، إياااااااكِ وأن تنسي أنكِ مجرد دمية في جناااااااااااااحي …إياكِ وأن تتجاوزي حدودكِ معي ياااااااااااااااااااا عاهرتي الخاااااااااااااااصة مفهوووووووووووم ؟؟؟
ستيلا(شهقت وهي تلقف بعد أن رفع رأسها من الحوض):-هءءءء …ال…لن أعيدها اكححح لن أعييييدها أرجوووك أفلتني ااههئئ
خوري(حرك فكه بغضب وهو يبعد يديه عن شعرها المبلل فأمسك شق الفستان الجانبي وقام بتمزيقه حتى الأعلى):- أناااا الليلة لن أستعمل تلك المشارط التي ظننتِ بأنها سبب حالة إدماني ،،، سأثبت لكِ أن تلك المشارط مجرد وسيلة وأن الوحشية كامنة في عرووووقي تسري ها هنا بين هذه الضلوع التي ستفتك بكِ حتى يغمى عليكِ دووووون رحمة …أعدكِ أنكِ سترين الجحيم بعينه ستيلا
ستيلا(هوت على صدره بتعب):- …لا تغضب
خوري(كان يزأر بغضب في كل جملة لكن سقوطها على صدره أربك وتيرة غيظه):- ….أنتِ تتعمدين إخراجي عن طوووري
ستيلا(دكت رأسها المبلل في حضنه وبيديها الهزيلتين أحاطت ظهره الذي لم يسمح ليديها بالالتقاء نظرا للاختلاف الشاسع بين جسديهما):- … أنا معك
خوري(فتح انعقاد حاجبيه وهو يلهث بعصبية):- أقول لها لا تمادي لكنها لا تصغي ، لا وتعاندني رغم أنها تعلم مدى كرهي لتكرار الأوامر …قسما عظما يا ستيلا ستكون هذه فرصتكِ الأخيرة سمعتِ ؟
ستيلا(لم تنتفض حين قام بدفعها بل التصقت بجسده "وهي تحتمي به منه"):- أعدك
خوري(أحنى كتفيه بتعب إنها تمتص ذلك الغضب بطريقة مااااا):- لما تفعلين هذا بنفسك ؟
ستيلا(تأوهت بإرهاق):- كنت أحلم
خوري(أطل على عينيها من المرآة مقابلهما ولاحظ استكانة ملامحها رغم انهمار الدموع):- أتخافين مني ؟
ستيلا(هزت رأسها وهي ما تزال تغمض عينيها في حضنه):- لاء
خوري(هزها بقوة وأبعدها عنه وهو يرفع فكها نحوه يكاد يهشمه):- أنظري إلي …يجدر بكِ أن تخافي مني فأنا سأجعلها ليلة استثنائية لكن ليس كما حلمتِ أنتِ بل كما يحلو لي أناااا
ستيلا(فتحت عينيها على وسعهما ومسحت على وجهه):- عروق وجهك تبرز وتختفي إنها مثل الشهب الخفية
خوري:- ما الذي تهذين به ؟
ستيلا(رمشت وهي تتحرر من قبضته):- القناع لم يكن سوى وسيلة بسيطة لأجعلك تبدو شخصا آخر بطبع مختلف ، لكنني لم أفهم أن الأمر نابع من أعماقك ولن يحل أمره مجرد قناع ..تمام لم يكن هو هديتي الوحيدة تعال معي
خوري(جذبها من شق الفستان فانتزعه عنها ليرميه أرضا):- يكفيييييييي لا أريد هدااااايا لا أريد شيئا أغربي عني … حااااااااااااالا
ستيلا (نظرت لجسمها وهي بالملابس الداخلية فحسب وقبل أن ترفع رأسها إليه وجدته يلقي بقميصه إليها دون أن يبالي بجسمها لحظة):- خذي هذا وانصرفي
ستيلا(انتفضت لما ضرب به على وجهها فأمسكته بحرقة وارتدته):- … أنظر بعمق علبة الهدية ستجد هنالك شيئا سيعجبك
خوري(ولى ظهره وهو يمسك على حافة شرفته):- لا أرييييييييييييييييييييييي ييييييييد …..اذهبييييييييييييييييي
ستيلا:- ولكن ..
خوري(عاد وأمسك العلبة ورمى بها على وجهها فخدش جانبا من خدها):- تبا لكِ تباااااااااااا
ستيلا(تألمت من تجريحه أكثر من الضربة ، رفعت العلبة في أحضانها ونظرت للباب):- عيد ميلاد سعيد خوري
خوري(ضرب على الكرسي بجنون):- اللعنة عليك يا غبيييييييييييييية
ستيلا(لامست خدها المصاب وهرولت ركضا من هناك لتتوقف على جنب وتنظر لضربتها بالمرايا):- أحبك أحبك رغم ذلك وكنت أريدك أن ترى هذا ولكنك أبييييت يا خوري … مؤسف مؤسف
طأطأت رأسها وهبطت بخيبة إلى غرفتها بل مأوى روحها الكسيرة في كل وقت تعايش فيه جنون السينيور الغامض ، نظرت ببؤس لطاولة العشاء وللكعكة التي تحولت لشيء ضاعف الألم بوجدانها المصاب بداء العشق المريض .. يا خسارة تعبها عليه فقد انتهى به الأمر لشيء يبعث على الوجع وليس الفرح ، تابعت طريقها بسخرية وولجت غرفتها بقهر واضعة العلبة على المنضدة وما إن همت بالدخول إلى الحمام حتى توقفت لتتأمل خط الدم الذي رسم على خدها بعد ضربة حافة العلبة الحادة لامسته بوهن ونظرت لملامحها الشاحبة والتي بدت فيها الزينة مجرد هراء بهلواني لا يسعه امتلاك المسرح إذا لم يكن من حقها أساسا رفع الستارة على العرض …بكل خيبة تابعت لوم نفسها عن خطئها معه فهي وبالرغم من أنه تمادى معها إلا أنها ترى نفسها مذنبة ولو أنها لم تفكر في تلك الخطة لكانت ليلتهما فل على عسل ولكن بطريقته المرهقة…أما الآن فقد ضاعت أحلامها هباء منثورا ، دلفت للحمام وعانقت قميصه بحزن بينما كانت تبوح له بصوت مبحوح عما يفعله بها عطر صاحبه وصاحبه شخصيا لا يدري عن عذابها الأليم أي شيء، بتعب لامست خصلات شعرها المبللة ومسحت على رقبتها فقد كادت تلفظ أنفاسها غرقا في حوض حمامه قبل قليل وهذا ما أرعبها حتى الأخير ، فهو لا يكون سويا في تهديداته تلك وعليه أرجحت ألا تستفزه مطلقا وتصبح كما يريد فهو لن يتغير لن يتغير ويمنحها ليلة خرافية خالية من الدماء أو الغضب مهما سعت لذلك …..بعد لحظات خرجت من الحمام وهي تلف نفسها وسط منشفة طويلة وعيناها الدامية لا ترى الطريق أمامها سرعان ما رمت بنفسها على السرير لتنهار ببكاء قررت أن تستمر فيه طالما لم يشفى غليلها بعد الذي بكته في الحمام ، لكن ما استوقفها هو طرق الباب تلك اللحظة ، مسحت دموعها واستقامت وهي تضبط المنشفة على صدرها وفتحته لتستقبل قبلة عنيفة على شفتيها جعلته يرفعها لحضنه بعد أن طارت المنشفة وأصبحت طريحة الأرض الباردة والتي ستتأجج بنيران مفاجئة على الأرجح بعد هنيهات
خوري(همس من بين قبلاته):- إيااااكِ وأن تعيديهاااا سوف أنسى أنكِ اخترقتِ قواعدي لأنه ميلادي فحسب يا ستيلا
ستيلا(استطعمت طعم الدم في شفتيها وشعرت بهما تتمزقان بين قبضة شفتيه الجامحة):- حااااضر
خوري(رفعها إليه أكثر حتى أحاطت ظهره بقدميها وأبعد خصرها لينظر إليها وهي تذوب بين يديه):- إنكِ مهلكة بطريقة مااااا … بت أكرهني معكِ …
ستيلا (بانتشاء جذبت شعره وهي تستلذ بتلك القبل العنيفة):- أعشق عنفك هذااا
خوري(أغمض عينيه ليمتص رحيقها برهة ليلقيها على سريرها):- لن تكرريها ؟
ستيلا(جذبته من عنقه بشهوة شقية):- …….لن أفعل …
خوري(ناظر جوع جسمها للمساته وهذا ما أثاره أكثر حين لامس شعرها المبلل ورفعه لأنفه):- يعجبني عطره …
ستيلا(بعذاب لاحقت شفتيه والشغف شريكها):- لا تعذبني …
خوري(مرر إصبعه حول شفتيه صعودا لخط جرح وجهها):- على الأقل رأينا هذاااا …
ستيلا(بجرأة فلتت من تحت قبضته لتمسك بزمام الأمور):- إنها ليلتي وأنت ستكون طوع أمري
خوري(وضع يديه خلف رأسه وهو يستلقي على ظهره):- أظنني سأكتشف هذا الطبع المتمرد لوقت طويل ست ستيلا ؟
ستيلا(همست وهي تسرق قبلات من شفتيه):- لما لا فالغوص في خباياي متعة عليك إدراكها يوما ما
خوري:- هـ يوما ما …
غاص معها في تلك المشاعر التي كان يتعرف عليها لأول مرة ، فهو لم يستعن بمشارطه تلك الليلة بل وجد نفسه مسحوبا نحو عالمها قسرا وهذا ما جعله ينزعج في جناحه …شعوره بالرضوخ لرغباتها بحد ذاته كان يفصله عن صرامته وقوته ويجعله عرضة لتسخير أوامرها المدللة ، وهذا لوحده كان منافيا لطبعه الصااااارم وهذا نفسه ما جعله في صراع ذاتي تحول لمعركة محتدمة على ذلك الفراش لعله يثبت لنفسه قبل أن يثبت لها بأنه وحش وسيبقى وحشا ولن يتغيييييييييييير قط …. أو هذا ما كان ينتظر نتيجته لكن يبقى للقدر رأي آخر
ستيلا(نائمة فوقه بعد برهة):- دعني أستلقي عيناي تغمضان بتعب أنظر أنظر
خوري(كان يلاعب شعرها بيديها):- ملمس شعركِ في كلتا يدي يشعرني بالمتعة ، لن تنزلي
ستيلا:- ع فكرة أنا يمكنني النوم هنا لأنك لن تستشعر ثقلي الضئيييل جدا ههه
خوري:-يروقني حجمه هكذااا
ستيلا(نظرت إليه وقبلت أعلى صدره):- وأنا يروقني هدوئك هذا ، شكرا خوري قد جعلتني أعيش مشاعر جميلة جدا بعيدا عن تلك الآلام المعتادة
خوري(تشنج من كلامها فتململ ووضعها بجواره على الفراش وهو يرفع عليها الغطاء):- تلك الآلام المعتادة جزء من شخصيتي ، تعتادين ذلك فلا تتذمري
ستيلا(وضعت رأسها على بطنه وعانقته):- ما زلت مصرا
خوري:- وسأبقى كذلك لأنها الحقيقة
ستيلا(رسمت على بطنه بإصبعها):- ماذا كتبتُ الآن ؟
خوري:- ألم تكن عيناكِ تغمضان قبل لحظتين ؟
ستيلا(كررت الكتابة):- ركز ستعرف ماذا أخط لك هنا يا خوووري
خوري(زفر بنفاذ صبر):- لا يهمني
ستيلا:- دقق معي هاه …أ….نااااا
خوري(هتف معها بابتسامة):- أنا معك
ستيلا(رفعت رأسها إليه وهي تلعب بقدميها خلف ظهرها):- يسسسس
خوري(تأملها برهة وأغلق عينيه):- نامي
ستيلا(عدلت نومها بحضنه وغطته معها):- تصبح على خير خوري وميلاد سعيد سأكون معك في كل سنة ولن أتخلى عن تذكيرك بأنني معك فيه
خوري(أغمض عينيه):-ما الذي كان في العلبة عدا القناع ؟
ستيلا(برقت عيناها وانتفضت لتسرق الغطاء لحظة وتركض للعلبة وتضعها بمتناول يده):- أنظر
خوري:- أخرجي ذلك لأنني لا أحب هذه الحركات
ستيلا(أخرجت القناع والثوب الذي كان عليه وبرز من تحته مشرط ذهبي):- هذااااا
خوري(انتفض وهو ينظر للمشرط الذهبي):- ما هذااا ؟
ستيلا:- مشرط ذهبي طلبته خصيصا لأجلك ، أتعرف كيف ههه صرفت بعضا من القطع الذهبية التي كنت تهديني إياها وقمت بتحويلها لهذاااا ما رأيك ؟
خوري(عقد حاجبيه):- أبعدييييه
ستيلا(عبست وهي تنظر للمشرط):- ألم يعجبك ؟
خوري(استدار للجانب الآخر):- سأغفو لذلك كفي عن العبث
ستيلا(بخيبة أمل وضعته داخل العلبة):- غالبا لم ترقك أي من هداياي لقد تطفلت فحسب
خوري:- علاوة على التطفل أنتِ تعرفين حق المعرفة أن هذه الأمور لا تفرق عندي
ستيلا(استلقت خلفه وهي تنظر للسقف وترفع الغطاء على نفسها):- خيالي يجعلني أتوقع أمورا يستحيل حدوثها فلا تعتب علي ، سأجعله يكف عن التخيل في لاحق الأيام
خوري(بعد لحظة صمت أتعبتها):- كان اللون الأحمر مثيرا أعجبني وطعم الفستق راقني ومجيئي إلى هنا أراحني إذن .. لا بأس فيما حصل
ستيلا(صغرت عينيها وهي تشهق لما تسمعه منه):- خوري …؟؟؟
خوري:- نامي
ستيلا(تشبثت بذراعه وهي تطل عليه):- خووووري
خوري(نظر إليها):- إن لم تكفي عن إزعاجي سأجعلكِ تعرفين ما سبب انزعاجي من المشرط
ستيلا(بتلاعب):- ولكنني أعرف
خوري(رمق لمعة عينيها وهي تتكئ على ذراعه وتطل عليه):- والسبب ؟
ستيلا(عضعضت شفتيها):- تخشى علي من الألم
خوري(أغمض عينيه وعدل نومته بعد أن دفعها عنه):- إن نطقتِ حرفا آخر سأرحل
ستيلا(قبلت عنقه وهمست):- تصبح على خير
لم يرد عليها بل بقي على وضعه بينما هي عانقته متشبثة به وكأنه حلم هارب تحاول اللحاق به، حتى لو انقطعت أنفاسها في سبيل ذلك ستلاحقه مهما كلفها الأمر فهو شعلة عشقها المتأجج بدواخل قلبها ولن يتمكن أحد من إزالته ولو بتلك المشارط التي تخرط جسمها بين الحين والآخر ….
~ في الوقت الحالي ~
كان يرفع المشرط الذهبي في يده بعد أن أخرجه من علبة الهدية نفسها والتي كانت ما تزال بدرج منضدتها الخاصة مختبئة مع أجمل الذكريات هناك ، لامس حافة المشرط وهو يبتلع ريقه ويقوس حاجبيه بغمغمة حزييييينة جدا
خوري:- وعدتني أن تكوني معي في كل عيد ميلاد ولكنكِ لم تفي بوعدكِ لي ستيلا ، وعدتني أن يكون عهدكِ لي دائما لكنكِ هجرتني وأخليتِ به ، فكيف لي أن أتحمل جحيم هذا اليوم كل سنة …كيف أنساكِ وأنتِ تعيدينني إليكِ بتفاصيل ضئيلة لا ألتفت إليها عادة ولكنكِ تفعلين هذا بطريقة ما …أين رحلتِ ستيلا وكيف فرطتِ ؟؟؟؟
أعاد العلبة والفستان لمحله في الدولاب المهجور وشعر بضغط كبير على صدره جعله يغادر الغرفة مسرعا وأفكاره تنحصر في زاوية ناهد التي لن تمضي أمورها على خير ، طالما دخلت عقل خوري وأفكاره فأكيد لن يتركها وشأنها بالمرة
في ذلك الوقت كانت تمسح وجهها بالمنديل الذي أعطاه لها وهي تنظر لبيتهم من رأس الشارع حيث كانت ما تزال جواره بالسيارة ..
حكيم:- يمكنني أن أرافقكِ حتى البيت ؟
ناهد:- يكفيني قدومك معي حتى هنا ، أتعبتك رغم مشاغلك لكنني لا أنتظر شفقتك سيد حكيم ..أنا ناضجة كفاية حتى أتحمل ألمي
حكيم(وضع يده على المقود):- لو تحتفظين لبرهة واحدة بوضعية اللباقة ربما ستحل كل مشاكلك
ناهد(أمسكت مقبض الباب ونظرت إليه):- ولكنني ولدت امرأة أبية لا تنحني
حكيم(صغر عينيه فيها وأشار بيده):- رقمي معكِ إذا ما حدث أي شيء اتصلي فيني على الفور
ناهد:- ربي يطول بعمر بابا كي لا أحتاج مساعدة منك ، وبخصوص عملي في شركتك سيكون ذلك إكراما لذكرى أمي الحبيبة ولا تحسبَنَّ الأمر يتعلق بك فما زلت بنظري الرجل المغرور والغامض
حكيم:- إن كنتِ ترمين كلاما عما شهدته بالشركة فقد كان ذلك حدثا عابرا لن يتكرر
ناهد(خرجت من السيارة وأطلت عليه):- أيا كان ذلك فأنا واثقة مثلما أراك الآن أنه شيء خارج عن القانون وسأكون شاكرة لو تركت رأسي خارج غموض شؤونك سيد حكيم …عمت مساء
حكيم(لم يطل نظرا بل فور ابتعادها دعك الفرامل حتى أحدث صريرا أفزعها بعد رده المقتضب):- وأنتِ ..
لاحقته بالشتائم واستجمعت نفسها حين رمقت أباها قادم من أعلى الحي وبيده أغراض للبيت ، ابتسمت بدموع وركضت صوبه لتعانقه قبل أن تدلف معه لمنزلهما الذي بات خاليا من صوت الحياة بعد رحيل أيقونة السعادة فيه



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-11-17, 07:01 PM   #769

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في السجن
تسللت إلى زنزانته المنفردة نغمات صادحة في أركان الزنزانة المجاورة بصوت مذياع رديء ،، أنغام أغنية تركية اسمها "أشتاق" هي شيء من السحر الموسيقي تضمنته كلماتها المتبادلة بين كينونة الحبيب والحبيبة ، وجدها وائل عزاء دافئا وهو يرسم في مخيلته صورا له ولمحبوبة قلبه عسل غروبه وشمس لياليه التي ما فتئت تملأ دنياه من جديد حتى تبعثر الكون من حوله بلمح البصر …لا يعلم عنها شيئا فحتى عمه لم يفده بشيء يطمئن القلب فآخر ما أفاده به لم يكن بالأمر المبهج حين علم أنها تمكث بقصر حكيم وأنها عادت إليه رغم كل ما فعله بها ما زالت تهرع إليه …وهذا بحد ذاته مؤلم بالنسبة إليه وليس عليه إلا الخروج من هناك ليستردها لكن في ظل ما جد الله أعلم متى يفك أسره
مأمور السجن:- افتح الزنزانة يا بني ..
الحارس:- تفضل سيدي
المأمور:- سيد وائل إن شاء الله أنت بخير ؟
وائل(تنهد بتعب ونظر إليه بقنوط):- من بعثك هذه المرة ؟
المأمور:- زائر سيتفضل إليك بعد قليل لكن أردت أن أطمئن عليك قبل ذلك
وائل(بتأفف):- فيك الخير
المأمور:- أريد تنبيهك أيضا لما ستتفوه به
وائل(صغر عينيه فيه بلؤم):- قل لمن بعثك أنني رجل لا يخل بوعده طالما الاتفاق سار وأحبتي بخير
المأمور(مسح على ذقنه وخرج):- كلما أطبقت فمك ضمنت سلامتهم
وائل(انتفض ممسكا إياه من ياقته):- تذكر ملامحي جيدا فحين أخرج منها وسأخرج كن متأكدا من ذلك ، حينها سأجعلك تطرد من هنا وأحاسبك على الظلم الذي تجعل المساجين يعيشونه …تذكرني جيدااا
المأمور(ابتلع ريقه وعاد للخلف):- الأجدر ألا تقحم نفسك في بلاء جديد لكن إن كنت قد عشقت جدران زنزانتك فسأسعد برفقتك صدقا هههه …
وائل(بصق جانبيا):- انتظرني فحسب ..
المأمور(ارتعش من نظرة وائل الجدية وتراجع للخلف):- لديكما 10 دقائق الحق بي لغرفة الزيارة
وائل(نفض قميصه الرمادي ذو الكمين القصيرين ومشا قبله):- من هو ؟
المأمور:- ستعرف بعد قليل
توقف عن السؤال ومضى لغرفة الزيارة ليرى من هذا الذي أتى هذه المرة ، فالسابقة كان العم بشير والذي حاول جهده أن يفهم من وائل سبب عدم قول الحقيقة وتحريف أقواله لشيء غير حقيقي ، لم ينطق وائل بحرف وهذا ما جعل العم بشير يبعث له كاظم والذي عاد بدوره بخفي حنين فوائل كان مصرا على إخفاء الأمر وكتمه …لكن ربما هذا الزائر سيغير شيئا من موقف وائل
وائل(تفاجئ برؤيته وعقد حاجبيه وهو يدلف إليه):- …أنت ؟
طارق(أشار للكرسي قبالته):- اعتدت الجلوس في ذلك المحل بالفترة الأخيرة من سجني ..إذ تجمهر زوار كثر وعانوا لأجل إخراجي منه ، ومن ضمنهم صديقتك المحامية الآنسة ..آه رقية أذكر جيدا أنها قالت لي شيئا حفز أفكاري تجاه الحرية دون إرادة مني حتى
وائل(حرك فكه وجلس قبالته وهو يمسح على ساعديه بهدوء):- رقية ماهرة في الإقناع لذلك أسميها محاميتي الحديدية إذ لا يصعب عليها شيء
طارق:- عجيب ..إن كانت كذلك لما لم تستطع إخراجك ؟
وائل:- سؤال مبطن لكنني سأجيبك عليه ، ربما لأنني من لا يريد ذلك مثلا ؟
طارق(شبك يديه وهو يصغر عينيه فيه):- والسبب ؟
وائل:- لما أتيت يا طارق ؟
طارق(رابطة الدم مثلا إذ تشاء الأقدار أن تكون ابن خالي يا سيد وائل):- ربما أختي
وائل(برقت عيناه واهتزت لذا ذكرها):- هل هي بوضع سيء ؟
طارق:- للأمانة هي هادئة وعاقلة هذه الفترة لكن عيناها ضائعة ، صحيح حكيم لا يقصر وميار يفعل المثل رغم أزمته النفسية لكن …تبقى الروح هي جهاز التحكم في كينونة كل إنسان
وائل(مسح على وجهه واتكئ على يديه):- لما لا نختصر ؟
طارق:- هذه الأجواء غيرتك كثيرا يا وائل صحيح لم أعرفك قبلا ، ولكنني قادر على معرفة هذا فأنت قد انجرفت مع بيئتك الجديدة وهذا أمر لا أدري كيف سنتداركه
وائل(خط بإصبعه على الطاولة):- ما زلت لا أفهم ما الذي تسعى إليه ؟
طارق:- يصدف أننا شركاء في العشيرة السوداء وقد تنازلت جوزيت لكلينا عن رجالها ، والقصر ينتظر مالكيه الجدد إذ سنصبح رفيقي سكن مؤقتا يعني
وائل:- هه هذا فرضا خرجت من هنا
طارق(بحدة):- ستخرج … لأنك ستكف عن هذه التصرفات وتخبرني بالحرف لما تحجز نفسك وراء القضبان بغير ذنب
وائل(استقام):- غالبا أختك لم تعرف بعد بتواجدي هنا وهذا عز الطلب ، فأنا موقن بأن حكيم سيستغل غيابي لينفرد بها لكن لا مشكلة طالما ستكون بخير فأنا بخير … أخ طارق انتهى وقت زيارتك
طارق(حرك فكه):- أنت تفعل ذلك لسبب معين أو تهديد ما ، صدقني من يهددك يريد هذا يريد احتجازك هنا وإضعاف قوتنا وائل …مصلحته كامنة في تفرقتنا وقد بت تعرف ما الواقع ، جوزيت انفصلت عن المافيا وتركتنا في خضم المشاكل فحمايتها الآن باتت تسير وفق ضمانات شخصية
وائل(بعدم فهم جلس محله):- ضمانااااات ماذاااا …أين هي جوزيت ؟؟؟
طارق:- لا أحد يعرف اختفت عن الوسط وتركت رسالة لحكيم مفادها أنها ترغب بإراحة نفسيتها قليلا بعد فقدان طفلها ، والعشيرة استرعت وضع ضمانات لصمتها واضطر ميار للقيام بذلك
وائل(رمش بقلق):- بما قااااامر ؟
طارق(هز كتفه بقلة حيلة):- بكرسي الرئاسة ، إذا حدث وخرج شيء جانبي سيلقى على عاتق جوزيت وسيضطر للتنازل عنه لعضو آخر في العشيرة
وائل:- ألهذه الدرجة قام بالتنازل ياااه صدقا صدمتني فيه ، لكنه يقوم بذلك عبثا فجوزيت فرطت فيه في اللحظة التي فرط بها في روحها وابنهماااا
طارق:- لما لا تدعنا ننحرف عن سيرة ميار وجوزيت فكلاهما راشد وقادر على حل مشاكله لوحده ، ثم دورك انتهى في قصتهما لقد كشفت الحكاية وعرفنا قدر تضحيتك التي جعلت مشاعر أختي قربانا لأجلها
وائل(ضرب على الطاولة بحرقة):- مجبراااااااا …
طارق(بحزم):- مجبرا أو غير مجبر أنت تخليت عنها كسرت قلبها خذلتها حتى جعلتها تصاب بهذا الحادث لأنك لم تكن صريحا معها بهذا القدر
وائل(صفق بيديه):- الله الله أنا في حضرة من …ألست أنت من غادر حنايا السجن وما زال يتجول في الطرقات خفية ليراقب عائلته التعيسة من بعيد ؟؟؟؟
طارق(أشار مرتين لوائل محذرا):- وضعي يختلف عن وضعك
وائل(انتفض):- وأنا غير مهتم أخ طارق
طارق(استقام بدوره):- ما الذي يهددك يا واااائل ، أخبرني ما الذي كان تفعله جثة سائق غضنفر ببيتك لما لا تقول الحقيقة لمرة وتريح قلبك وتترك الباقي علينا ؟.
وائل:- أنا لست بحاجة لمساعدتكم لو كنت أريد الخروج من هنا في ثانية كنت سأخرج ، ولكننني لاااااااا أريييييييد فاستوعبوا ذلك ودعوني وشأني
طارق:- غضنفر صح ؟
وائل(تنهد وهو يوليه ظهره):- أيا كااااان ..أنا لست غبيا حتى أفرط بروح أحبتي
طارق:- أيهددك بعمك أو ابن عمك …أختك أم جدك أخبرني حبا بالله لأساعدك ونغادر هذا المكان ؟
وائل:- ما سر هذا الاهتمام سيد طارق يعني من غير مؤاخذة لما تتدخل فيما لا يعنيك ؟
طارق(حرك فكه بغيظ):- ربما لأن قلب أختي الغبي متعلق بك ، ربما لأنك الوحيد القادر على إعادة البسمة لثغرها الحزييييين
وائل(بألم):- هذا لا ينفع
طارق:- لأنك جبااااان خااااااااضع
وائل(أغمض عينيه على إهانة طارق):- سأتغاضى عن هذا لأنني غير قادر على متابعة هذا الحديث السقيييييييم
طارق(هدر فيه):- ألست جادا في ما أقوله أنت تخضع لمجرمين لو وضعت يدك بيدي ووثقت بي سنتمكن من تلافي تهديدهم ذاااااك
وائل(زفر عميقا):- إنهم يحتجزون متدربة جديدة بمكتبي لو نطقت بحرف سيقومون بقتلها بغير ذنب
طارق(بحلق بعينيه وهو يفكر):- ما اسمها ؟
وائل:- ريماس
طارق:- ريماس ماذا ؟
وائل:- لا أذكر اسمها جيدا لأنني لم ألتقي بها قط ، رقية من كانت تتكلف بالأمور الأشهر الماضية
طارق(وضع يده على جنبه):- متى كنت تنوي التحدث هااااااه ..تمام لا بأس طالما عرفنا الضرر سنستأصله من جذوره سوف أجد الفتاة وأنت ستغير أقوالك
وائل:- المسألة لا تكمن في إيجاد الفتاة فقط بل في التهديد الكامن خلف ذلك ، إنهم يريدونني هنا وإذا ما خرجت سيختفي في كل مرة أحد من مكتبي وهكذا دواليك إلى أن يصلوا لأحبتي فهمت ؟
طارق:- بذمتك هل أنت جدي في هذاااا ؟؟؟
وائل:- أنا لا أقامر بحياة الأبرياااااااء تلك الفتاة سوف لن تتعرض لأي أذى بسببي
طارق:- برافوووو على سلطان العظمة والجنتلمانية برافووو
وائل(نظر للحارس الذي دلف لينبههم بوقت انتهاء الزيارة):- مما أنت منزعج أصلا من أين تعرفني حتى تحترق روحك لكي تخرجني من تلابيب هذا السجن ؟؟؟
طارق:- لأنني أعرف ما يدور بداخله طوال سنوات وأمقت سيرة دخول أحد من معارفي إليه ، لا أريد لكم تلك المعاناة وخصوصا شخص مثلك
وائل:- وبدوري أمقته ولكن ما بيدي حيلة قد فلحوا في لوي ذراعي وموظفتي لن أتركها لذلك المصير
طارق:- هي معرضة للخطر بكل توقيت وطالما أنت ترضخ لتهديدهم فحياتها قاب قوسين أو أدنى من الهلاك …لكن إن أعطيتني قليلا من المساعدة فسوف أعرف ما يمكنني فعله وأخرجك من هنا
وائل:- غير ممكن غير ممكن ولقد رويت لك القصة لكي تغادر هذا المكان وتتركني وشأني
الحارس:- حان الوقت لمغادرتك
طارق(حرك فكه):- سأعود مجددا لكن ليس للزيارة بل لإخراجك
وائل(بأسى):- اهتم بميرنا ..
طارق(هز رأسه بتعجب وغادر):- اهتم أنت بها وغادر هذا المكان ..نلتقي
وائل(جلس باستكانة وناظر الفراغ بعد رحيل طارق):- اللعنة على اللحظة التي جعلتني أراكِ فيها يا دلال اللعنة عليكِ ….
كانت متقوقعة حول نفسها فوق السرير والمناديل الورقية تملأ الدنيا حولها ، عيونها متورمة وحالتها لا تسر الخاطر فهي بعمرها ما أهملت نفسها بهذا الشكل لا شعرها شعر ولا ثيابها ثياب فقد تركت نفسها عرضة للإهمال لعلها تستشعر حالته وتعاني نفس معاناته خلف قضبان السجن …فهي الأخرى قد كانت في سجن خضر الذي تنمر عليها لما أمسك بثغرة في يده تكسر ظهرها وتضعف موقفها أمام أبيها وتجعلها لعبة بين يديه ….
دلال(شهقت حين سمعت صوت المفتاح):- هئئ
خضر(دخل وبيده صينية الأكل):- حبيبتي أتيت بغذائك
دلال(نظرت جانبيا وقطبت حاجبيها بدموع):- أغرب عني
خضر(وضع الصينية على الطاولة ودفعها للسرير):- لقد خس جسمكِ خلال هذه الأيام ، أتساءل مع نفسي هل نستشير طبيبا ما ؟ لكن لا قد تغوينه وتصبحين له فهذه عادتكِ عندما يتعطش جسمكِ للمسات السافلين أمثالك
دلال(ناظرته بشراسة):- أنت لن تفلح بكسري يا خضر ، صحيح أنا في موضع ضعيف الآن لكنني دلال ابنة غضنفر إن كنت قد نسيت فستذكرك الأيام بذلك
خضر:- جميل جميل هو إحساس القوة الذي ينتابكِ الآن رغم أنه قد يندثر إذا ما نزلت وأخبرت والدكِ بالحرف عما كنتِ تفعلينه ببيت ألذ أعدائه ، هااا يمكنني أن أتطرق لعرضي لكما في تصوير فيلم إباحي لا يناسب الفئة الناشئة معلوم سيكون من بطولة عاهرة رجاااال أبيهااا هههههه عنوان مثير زوجتي الخائنة عاهرة رجال المافيا واااع ما أطوله لكنه كناية عن أفعالكِ حبيبتي
دلال(بصقت بوجهه):- تف عليك يا خضر مهما فعلت لن ترقى لمقام الحبيب بقلبي لأنني لن أهبه لواحد معتل مثلك يا ناقص الرجووووولة
خضر(تنفس بغيظ ولكنه تمالك أعصابه ومسح وجهه):- طالما حبيب القلب في السجن لغاية اليوم فأنتِ بقبضتي يا دلالي المدللة ، هيا تناولي غذاءك فأبوكِ ينوي زيارتكِ وعليكِ إبداء دور المطيعة بشكل مقنع وإلا …تعرفين التتمة
دلال:- اللعنة عليك من رجل نااااقص
خضر(أمسكها من فكها بقوة وجذبها إليه):- حتى لو خفتت زينتكِ تبقين أنثاي الجميلة زوجتي التي سأملكها بعد فترة فقد اقتربت نهاية علاجي ووقتها ستعرفين الرجولة على أصولها وكيف تكوووون
دلال(تلكأت الأحرف بجوفها وانهارت قواها):- سأفعل أي مطلوب لقاء إخراجه من السجن
خضر(أفلت فكها ومال برأسه):- يااااااه كأن هذا تصريح لا مباشر بعشقكِ للرشواني ؟
دلال(باستجداء):- هو ضحية لي ولا أريده أن يعاني وأعدك أنني لن أتصرف بتهور مجددا ، أقسم لك بأنني لن أخرج عن سياق أمرك فقط حرره
خضر(زفر عميقا):- وهذا ما لن يحصل سوف يذهب في جريمة السائق ولا أحد سيخرجه منها
دلال(بانهيار):- حرام علييييك حراااااام أن تجعله يدفع ثمن أخطائي أنا
خضر(مسح على لحيته وغمز لها):- والله كان عليكِ التفكير بذلك قبل دخولكِ لبيته وعرض مفاتنكِ الرخيصة حلوتي ههه …عن إذنك
دلال(أغمضت عينيها على دموعها الحارقة):- اهئئئئ ليتك هنا يا أخي رشيد كنت ساعدتني اففف كيف سأحل هذه المشكلة أنا الآن كييييييييف ..اهئ سامحني يا واااائل سامحني
والله يعني بعد أن فات الأوان ما عاد لطلب الغفران أي دااااااع ست دلال
تلك اللحظة انضم خضر لغضنفر الذي كان يتحدث عبر هاتفه وأشار لخضر بالجلوس برهة
غضنفر:- تمام يا فاروق بلغني بالمستجدات وإن طاوعت رأيي فمن الواجب إمدادها بما تريده ، هي قادرة على إحضاره من حيثما تريده لكن طالما طلبته منك شخصيا فهي تنوي على نية مختلفة
فاروق:- ماطلتها طوال أيام وأنا أحتج بمشاغلي لكن لأصارحك فأنا لا أنوي إحضار الحقنة ، نحن لا مصلحة لنا في جعل الصحفية مجنونة يكفي أنها أخرستها حتى دون علمنا لقد كسرت الفتاة وانتهى خطرها قد ابتعدت عن ملاحقتنا لما عرفت أن ياقة أحبتها في قائمة الحساب إذا ما فلت منها حرف
غضنفر:- معك حق …خطر ميرنا وإياد خمد بعد أن تورط وائل وطارق زيادة على جوزيت وحكيم وعلى رأسهم ميااااار هي لن تغامر بأهلها وترمي بهم في السجن
فاروق(فرقع إصبعه لها هامسا):- تمام صديقي نتحدث لاحقا علي الذهاب
غضنفر:-هه تمام يا صاح نتحادث ..ها يا خضر أما زالت دلال لا ترغب بتناول أدويتها ؟
خضر:- إنها ترفض وغالبا أصيبت باكتئاب بعد مآل أخيها الوحيد
غضنفر:- لم يستيقظ بعد من غيبوبته وبهذا لن نستطيع معرفة من تسبب له في ذلك
خضر:- رغم أنه واضح وضوح الشمس ، ومن غيره ميار نجيب ؟
غضنفر :- لا أعتقد ذلك ميار لن يغامر هذه المغامرة في سبيل الانتقام ، أشك بأن هنالك أيد خفية بالموضوع المهم أنه يتماثل للشفاء وهذا بحد ذاته ما يهمني
خضر(الله يجعله طريح الفراش ويأخذه فيها حتى):- على الله
غضنفر:- وموضوع هبة أين وصل هل حددتم مكانها ؟
خضر :- لم نتوصل لشيء مع الأسف حضرتك وكأن الأرض انشقت وبلعتها
غضنفر:- أتمالك أعصابي بصعوبة جدووووها يا خضر فأنا لن أتحمل غيابها أكثر من هذااااااا
خضر:- تحت أمرك …
غضنفر (زفر بتعب واستقام):- لدينا اجتماع مع العشيرة بعد يومين ذكرهم بذلك
خضر:- أشك بأن المنضمين الجدد سيتمكنون من الحضور فلديهم زفاف المهندسة غالبا
غضنفر(صغر عينيه):- ومالو …نقيمه باكرا فعيب أن نترك الزهو مقتصرا عليهم فحسب ضروري من بعض الألعاب النارية ألا تعتقد ذلك ؟
خضر(ابتسم لفكرة غضنفر):- ههه هو كذلك ..
غضنفر:- الاجتماع سيكون بنفس اليوم تصرف ..
خضر:- حالا …
غضنفر(صغر عينيه بعد ذهاب خضر وابتسم):- هههه الشقي فاروق لا يتوب عن أفعاله ما زال يداعب الفتيات الصغيرات يلا لو لا هبتي لكنت مثله ، أين أنتِ يا عمري الضائع أين ؟؟؟؟
إيزابيل(خرجت إليه بفستان النوم وجلست بحجره):- لا أعرف كيف تمادت الأمور ووصلت إلى هذا الموصل يا فاروقي …
فاروق(قبل ذراعها وابتسم):- بل أنتِ ماذا فعلت بي وكيف خطفتِ مني قلبي وعقلي في ظرف أيام بسيطة ، صدقا امتلكتِ تفكيري يا إيزابيل وبت أفكر جديا في أخذكِ لمسكني الخاص لولا القلق من أقاويل الناس
إيزابيل(وضعت يدها على كتفه):- طبعا يا روحي ..فتواجد صاحبة شركة السياحة بمسكن دبلوماسي أمر مثير للشكوك دعنا نلتقي في بيتي فهو آمن ولا أحد يعرفه
فاروق:- إيزااابيل …
إيزابيل(اقتربت بشفتيها من شفتيه):- لو كنت جادا ستطفئ هاتفك وتدعني أسرقك قليلا لأنني مشتاقة إليك بحجم الكووون
فاروق(أمسك هاتفه وأطفأه):- هاااا هو ذااا يا بعد عمر فاروقك سأدلف للحمام سريعا وألحق بكِ لغرفة النوم
إيزابيل(طبعت قبلة شغوفة على شفتيه):- وأنا بانتظارك حبيبي ..
قبلها في الهواء بعد نهوضه ودلف للحمام بينما نظرت هي لهاتفه بمكر):- تف على أمثالك الآن إلى العمل
قامت بإخراج آلة مستطيلة قامت بوصل خيطها بالهاتف لسحب المعلومات من ذاكرته دون أن يشعر بذلك الجهاز الأمني لفاروق ، فتلك الحركة تعلمتها من العم بشير الذي أعطاها الأوامر بالطريقة المثلى لتقوم بمعرفة خطوات فاروق واتصالاته واتفاقياته أيضااا …لحظات وكان يغادر الحمام ليجدها نائمة على السرير في انتظاره وهذا ما يسمى بالتضحية العظيمة في سبيل قضيتهم ، فاستسلامها له كان من ضمن خطتهم لعلها تثمر ولا تضيع جهودها هباء ففي كل لمسة كانت تحس بخيانتها لذكرى وحيد قلبها الذي غادرها في زمن كانت بأمس الحاجة إليه …وحيد رشوان الذي أهداها ثمرة صغيرة اشتاقت لها بشكل أتعب قلبها وجعلها تفرغه في كل وسيلة وجدتها مواتية للتخلص من عبء قلبها الكسير ، فتفكيرها بجمانة لم يكن بمختلف عن تفكيرها بكوثر التي ستتزوج دون حضورها المنيع ، فرغم أنها كانت لن تتقبلها إلا أنها كانت ستسمح بتواجدها بحفل زفافها لا محااااالة .. وهذا تحديدا ما فكرت فيه لما طرحت وصال السؤال عليها في غفلة شاردة ….
وصال:- حسنا أسحب سؤالي كوثر هانم
كوثر(انزعجت وهي ترمي ثيابها في الحقيبة):- عكرتِ مزاجي يا بنت بسيرة تلك المرأة المدعوة أمي ، ثم لما الاستغراب إذا كان أبي نفسه لن يحضر ..تتت
وصال:- حسنا سكتنا قلنا سكتنا اقلبي الصفحة
كوثر(بتأفف):- غدا حفل عزوبيتي وما زلنا لم ننهي كل الترتيبات
وصال:- ولا يهمك بناتنا سيبذلن جهدهن ، ثم قصر ميرا سيكون مكانا ملائما له ونور ستسهر عليه إذن ما عليكِ سوى التدلل يا حضرة العروس
كوثر:- ألم يكن جميلا لو بقيت ميرنا معنا يعني وش فيها لو أزعجنا حضرتها قليلا ؟
وصال(أكملت طي الثياب):- يا بنتي هي مريضة في فترة نقاهة ثم لو بقيت هنا كانت جنت نظرا لوضعها الحالي ، ففي الوقت الذي يتهافت الجميع هنا وهناك هي تجد نفسها مضغوطة بخرسها وهذا مؤلم يا كوثر فكري جديا يااا هذه
كوثر:- أي معكِ حق صدقا لم أفكر بهذه الطريقة ..تمام غدا سوف نطيب خاطرها وأصلا سأجعلها تنسى نفسها بحفل العزوبية إذ سيكوووون أحلى حفل بنوتي بامتيااااز هع
وصال:- هههه يا عيني يا عين دعينا نتمم جمع الحقائب فحضرتكِ ولا كأنكِ راحلة للمريخ
كوثر:- ولو يجب أن أحرص على أن يراني حبيبي كل يوم بهيأة جديدة ، لن أسمح لتلك الحيزبون بأن تنغص علينا صفو حياتنا
وصال(بتخوف منها):- صراحة قلبي ليس مطمئنا لها
كوثر:- هي في البلدة ولم تعد بعد يا ربي اجعلها تبقى هناك حتى ينتهي زفافنا على خير
وصال:- آميييييين
جمانة(طرقت الباب ودلفت):- معذرة لكن الخالة عواطف تريدكِ يا وصال بالأسفل حالا
وصال:- هيييه وأمر السيد عاطف لا يتأخر عليه قادمة ..
جمانة(امتصت شفتيها):- سأتمم عنكِ عملكِ
كوثر(أوقفتها بيدها):- لا تقتربي
وصال(ادعت أنها لم تسمع الجواب وخرجت):- قومي بإكمال العمل عني جمانة لطفا
جمانة(بارتباك):- حسنا
كوثر(زفرت بقنوط):- حاولي تتبع طريقتي كي ننهي بسرعة
جمانة(مصمصت شفتيها):- ما هو إحساسكِ وزفافكِ قد اقترب ؟
كوثر(هزت كتفها):- متوترة وخائفة من ألا تسير مخططات زفافي كما أريد
جمانة:- أنتِ تسهرين على ذلك شخصيا أكيد سيكون زفافا رائعا لا محالة
كوثر:- هل دبرتِ ما ستلبسينه غدا في حفل العزوبية ؟
جمانة(بحرج نظرت جانبا وهي تضع الأغراض بالحقيبة):- يعني سأنسق بعضا من ملابسي سأتدبر الأمر يعني لا تقلقي
كوثر(تنهدت):- طبعا علي أن أقلق رغم رفضي لكن الكل سيعرف بأنكِ شقيقة العروس ، ويجب أن تبدي في أحلى حلة حسنا سنتدبر أمر ثوبكِ غدا في بروفا فستان الزفاف سترافقيننا أيضا
جمانة(بفرح):- قولي والله ؟
كوثر(انتبهت لفرحها):- أنا لا أعطي وعودا لا أفي بها ..هيا أتمي ما بيدكِ ودعينا ننتهي
جمانة(بابتسامة):- شكرا كوثر أنتِ تجعلينني أعيش أجواء بعمري ما عرفتها ..ليت أمنا هنا أيضا ل
كوثر(وضعت الثوب من يدها وأشارت لجمانة):- لو أتيتِ بسيرتها مجددا سوف لن يحصل طيب ، جف حلقي سأنزل لأشرب شيئا أكملي عني
جمانة(هزت أكتافها بتعب من هذا الوضع):- حاضر …
زفرت عميقا وتابعت عملها ببسمة مطلقة فهي تجهز حقيبة أختها العروس ، وطالما سمحت لها بذلك فهذا بحد ذاته يعد شيئا استثنائيا يحسب لصالحها ، بالرغم من أنها لا تبذل جهدا كي تكون الأخت اللطيفة ففي صميم كينونتها هنالك طيف أنثى رقيقة حد الانكسار وهذا طبع لا يسعها تغييره ، وأيضا يمكنه أن يدمرها بشكل لا تتصوره حتى … ما إن أتممت آخر شيء أمسكت على رأسها لتتأمل إنجازها ولكن صرخة عصبية من الرواق جعلتها تجفل، ركضت سريعا لتفتح الباب وأطلت بغرفته التي كانت مفتوحة ولم يكن هناك إذن من أين جاء ذلك الصوت لاحظت تحرك الستائر في نهاية الرواق ، فتوجهت إلى هناك وانتبهت لإضاءة كثيفة قادمة من السطح ويظهر أن أحدهم هناك ، لم تستغرق
ثانيتين في التفكير بل ركضت لتهب للنجدة وصعدت للسطح لأول مرة فاندهشت من كمية الأغراض المكومة فيه ، كان يبدو كالمخزن من لا يعرف جوانبه يضيع فيها ولهذا كان يسهل على رفاقنا التسلل دون أن ينتبه أحد نظرا لتلك الخردوات والأشياء المهملة وبعض الأثاث القديم المرصوص في عدة جوانب .. تحت دهشتها سمعت صوت تبعثر شيء ما فتوجهت نحوه بتوجس وأطلت عليه لتجده يلكم في كيس رملي قديم كان معلقا هناك من عهد الشباب
جمانة(شهقت):- هء ما الذي تفعله ؟
غازي(تلونت عيناه بالدم ونظر إليها موقفا هدير أنفاسه اللاهثة):- وما شأنكِ ؟
جمانة(أمسكت على قلبها):- اعتقدت أن مكروها ما ألم بك أو بأحدهم ، صوت صراخك كان صادحا بالممر ول
غازي(عانق الكيس الرملي وهو يضحك بصلف):- أتعتقدين أنني مستمتع بالإصغاء لنعيق صوتكِ المزعج ذاااااك ، يا آنسة اغربي عن خلقتي لأنني لا أطيق نفسي الآن وااااااضح ؟
جمانة(حركت فكها بإباء):- لن أضطر لتقبل إهاناتك لي طوال الوقت إذ كلما رأيتني ذكرت شيئا عن رحيلك من هذا البيت ، ولكن يصدف أنني ألقاك هنا في كل الأوقات وهذا يعني أنك شخص لا يجيد اتخاذ قرارات مناسبة يُعتمد عليها
غازي(بحدة):- يا مزعجة ...تلك الأرضية التي تقفين عليها قطعة من رقعة تدعى بيتي ، ما يعني أنك الوحيدة الغير المنتمية إلى هذا المكان فلا تتطاولي طالما لا تملكين الحق
جمانة(تكومت الدموع في عينيها فهو دائما يهينها ويبكيها ويجرحها وتخرس خجلا لهذا انفجرت بوجهه):- أنت لا تعرف ما معنى الاحترام لأنك شخص معتوه يعتقد أن استصغار الناس سيرفع من مقامك ، بينما أنت مجرد شخص مريض يفتش عن أسباب واهية لإفراغ كبت أعصابه ..فحتى الكيس الرملي الجامد لم يسلم منك !
غازي(شرد في صراخها ولاحظ أنها تتنفس الصعداء بعد النطق بتلك الكلمات التي كانت تثقل كاهلها):- هل ارتحت الآن أفرغت غضبك هل انتهيت ؟
جمانة(أمسكت على صدرها وهي تلهث بعد ذلك الانفجار):- الأجدر ألا أعطيك فرصة واحدة لتلقي بسُمِِّك في وجهي ... فلتحترق حتى وأنا مالي همم
غازي(شعر باستفزازها الوقح فضرب بقبضته في الهواء ليصدمها بإغلاقه لباب السطح عليهما):- لم تولد بعد من ترفع صوتها على غازي الراجي !
جمانة(تحركت حنجرتها بثقل وهي تراقب حركاته المخيفة):- انصرف عني يا هذاا أريد النزوووول
غازي(اقترب منها):- أنتِ في كل مرة تحتكين بي ؟
جمانة(صعقت بجملته):- أحتك بك ...؟ وهل أنا مغناطيس حتى أحتك بحضرتك ؟
غازي(بغيظ ضرب على الحائط):- أنا لا أتقبل إهانة من أي أحد وخصوصا إذا ما كان مجرد طفلة مراهقة مثل حالاتك
جمانة(لم تدري من أين واتتها الشجاعة حتى ترفع سبابتها بوجهه):- أنت شخص قذر التفكير وأنا أشعر بأنك كائن مخيف لا ثقة فيه فابتعد عني
أخذت تطرق على الباب بقوة لتفتح مزلاجه الحديدي الذي علق في الجانب وكان يتطلب عنفا عضليا لعله يفتح ، نظرت إليه بتردد وهي ترمش رعبا منه بينما تسللت نظرات استجداء له من مقليتها لعلها تلمس وتر الرجولة فيه ويتصرف.. لكن هيهات هيهات حين يلتقي العناد الراجي مع صراع فكري يفوق مخيلة عقلها الصغير جدا جدا لأنها مجرد طفلة وستبقى بنظره كذلك
غازي(تحرك بغيظ):- إن رأيتني أموت أمامك لا تهبي لنجدتي آنسة إحساس هانم ، والآن سأفتح هذا الباب اللعين لأرتاح من إزعاجك الذي أتلف أعصابي أكثر مما كنت أحاول تهدئتها تمام ؟
جمانة(ابتلعت دموعها بجهد والتفتت للجانب مفسحة له المجال):-صدقني سأمتثل لأمرك هذا وسأعتبرك شبحا يقطن بالغرفة المجاورة ، والمطلوب منك أن تقوم بالمثل فبدوري لست متحمسة لرؤية تفاصيلك المتعجرفة
غازي(قبل أن ينهي فك الباب استدار إليها):- أتسمع أذنك ما تفرغه كلماتك ؟
جمانة(لملمت شتات روحها):- وكل خلية فيني تشيد بذلك فأنت مختلف عن آل هذا البيت كل الاختلاف، أشك بأن جيناتك مخلوطة بجينات الحطب أو ربما الأفكار الصدئة التي تحتويها الجدران العفنة تحت مجاري المياه
غازي(مع كل حرف كان يرتفع حاجبه مصدوما من كلامها):- أنتِ غير جادة صحيح ؟
جمانة(بتوجس نظرت لشق الباب الذي انفتح):- ….. أختي تبحث عني …ابتعد ابتعد
غازي(أمسكها من قميصها بقوة لينزاح عن كتفها بالكامل):- ….لارد
جمانة(بخوف حاولت رفع كمها وهي تستشعر نظراته المرعبة):- ….ما الذي تفعله كيف تجرؤ ؟
غازي(مال برأسه وهو يناظر كتفها الفتي):- ….انزلي ….الآن
جمانة(ابتلعت ريقها وهربت):- يا إلهي إنه مجنووون مجنوووووووون
غازي(أغلق الباب خلفها بعنف ورمى بجثته عليه وهو يرمش ويحاول تمالك نفسه):- اهدأ يا غازي اهدأ لم يحصل شيء لم يحصل شيء …. اففف (حمل هاتفه سريعا) …ألو ياسين
ياسين(أطفأ سيجارته بهدوء):- ها أنت قد اتصلت
غازي(تحرك فكه بقنوط):- …أظنني سأوافق على مقترحك أمهلني يومين فقط وسأقطن ببيتك
ياسين(ابتسم بانتصار):- وبيتي مفتوح لأجل حضرتك يا صاح وقتما شئت
غازي(ابتلع ريقه):- شكرا يا صديقي
ياسين(بمكر):- لنشكر الصدفة التي جمعتنا بصالة الرياضة
غازي(تنفس بتأفف وتابع حديثه مع صديقه الجديد إلى أن فرغ منه):- أراك …
ياسين:- أراك لاحقا …(فعَّل بدوره اتصالا ليس غريبا) هممم لنقل أن خاصتنا وقع في المصيدة
جابر:- لا نريد لوعا يا ياسين أمامك مهلة محددة عليك أن تجعله مدمن مخدرات في أقرب فرصة ، وستحصل على المال الذي تحتاجه لتهاجر خارج أرض الوطن وتعيش في رغد مدى الحياة
ياسين:- سؤال ؟
جابر:- ها يا ابن خالي اسأل لنرى وليكن مختصرا ليس لدي وقت
ياسين:- الشاب يبدو عصبيا لكنه خلوق فمما تشكو من جانبه ؟
جابر:- أولا ليس من شأنك أن تسأل وثانيا يمكنك تسميته بالعقاب الذي ستدفع عائلته ثمنه ، وثالث شيء أنجز مهمتك بثغر صامت أو ستجد نفسك تتابع اللعبة تحت بقعة أرضية خارج حدود المدينة
ياسين:- فهمنا … سأستغل فرصة الذهاب لحفلهم المرتقب لأجل التقرب منه ومن أجوائه الخاصة
جابر(بتفكير):- وما الداعي لذلك ؟
ياسين:- هذا عملي أخ جابر فلا تتدخل فيه سأكون هناك لدراسة وضعه ومحاولة إيجاد ثغرات تجعلني أفهمه دون عناء ، يعني كله في سبيل نجاح مهمتنا يا حبيب
جابر:- أهاه .. وصل ولك ما تحتاجه في الحين واللحظة ، انتبه وحذاااار
ياسين(زفر عميقا):- وصل …
فصل معه واضطجع على فراشه ليلعب بدخان سيجارته في الهواء ، أما غازي فقد نزل لغرفته مباشرة كي لا يحتك بها من جديد وهي الأخرى هربت منه للأسفل وسط الحشد حتى لا يختلي بها ويحاسبها على ما تفوهت به ، طيب أين كان عقلها آنذاك لما لم تربط لجامها أمام ثور مثله أجل ثووووور
جلنار:- اسم الله عليكِ وع الثور ههه أنظر يا يزن إنه تنعتك بالثور فلا تقترب من حاشية الدونتيل وإلا وضعتك جمانة خلف الخط الأسود
يزن(بامتعاض):- أردت المساعدة فحسب
جمانة:- عفوا منك يزن طبعا لم أقصدك اعذروني كنت أفكر بصوت عال
جلنار:- يا شاغل بالنا ههههه ع العموم لن أدقق خذي راحتك فها هي ذي مرام ستكمل عني تمام مرمرتي ؟
مرام(كانت تلصق بعض الملصقات على الصور):- بنت ألا ترين أنه محكوم علي بإنهاء الخمسين صورة ، لا أدري أين وجدت كوثر كل هاته البنات لأجل حفل عزوبيتها
كوثر(كانت تغلف بعض الأثواب بأغلفة منسقة):- له له أليس هذا حفل زفافي الوحيد بالعمر ؟
مرام:- طبعا يختي طبعاااااا ونحن المحكوم عليه بالتعذيب الذاتي كل هذه الأيام
كوثر(وضعت يدها على جنبها):- خااااااااالتو عواطف كأنكم تتذمرون مني ع فكرة مهما قال أيكم فأنا من هذا البيت لن أتتعتع حتى أخرج بفستان زفافي ، فقولوا ما شئتم أنا هنا على قلبكم هع
عواطف:- هههه آخ منكن آخ
وصال(خرجت من المطبخ بصحن فواكه):- والله نجيتكم تلك تضعها بالحبس الانفرادي وترتاح ، لم تتركني أتذوق شيئا من حلويات الغد
كوثر:- لأنكِ لا تتذوقين يا روحي فأنتِ كشاحنة رفع الأثقال تشطفين الأطباق شفطااااا يا بعدي
وصال(اتكأت على جانب الكنبة):- مظلومة ورب الكعبة
عواطف:- يا وصال كفي عن اللهو واذهبي للخياطة رفقة جلنار لترسل لنا بقية الأغراض
كوثر:- صح يا وصال لقد اخترناكِ لترعبيها فقد فاض صبرنا منها ، أرجوكِ إن لم تنهي المطلوب اسحبيه وسنجد من تقوم بتدبير الأمر في وقت أوجز منها
جلنار:- النقيب وصال ستجعل الرعب يدب في أوصالها دبا دبا هههه
وصال(أنهت كل الصحن):- ماشي ماشي فهمنا يااا ..
مرام(شعرت بتحرك هاتفها في جيبها فأخرجته وقرأت):- "مواعيدي تأخرت ولن أتمكن من المجيء في الموعد حبيبتي ، لا أدري إن كنت سألحق الزفاف لذلك كوني بخير لأجلي"
مرام(بتذمر طقطقت الجواب):- فريد لقد تأخرت لأيام عديدة وفي كل مرة تتحجج بسبب ما ، إن لم تكن تود الحضور فلا أحد سيلومك وذلك حقك يعني أتفهم وضعك ..أنا فقط اشتقت إليك ..
فريد(راسلها بعد لحظتين):- سآتي يا عمري وعما قريب …إلى اللقاء
نهال(خرجت من الغرفة الجانبية وهي تحمل الصينية):- انتهييييييييييينا شوفو شوفو كيف أصبحت الصينية مزينة
مديحة(لحقت بها وهي تحول عينيها):- همم على الله تعبنا يطمر
عواطف(نظرت إليها وأشاحت ببصرها لنهال):- ما شاء الله عمل جيد ضعيها بالصالون الجانبي حتى لا ينكشها أيهم تعرفينه
نهال:- سأغطيها من فوق ..ههه ها عروسنا وش رأيك ؟
كوثر(ضمت يديها بإعجاب):- بعرسكِ سوف أقوم بما هو أكثر ههه تسلميلي مدللتي
نهال:- هههه العفو
مديحة(مصمصت شفتيها وجلست قبالتهم):- وخالتك مديحة ألا سلام لها ولا شكر ؟
كوثر(قبلت خدها):- أصلا أنتِ الكل في الكل
جمانة(خرجت من المطبخ):- جهزت كل المقادير سريعا لكنني بحاجة لبعض الحاجات لأنهي تحضير حلوى حفلة الغد هل من مساعدة ؟
وصال:- سنذهب للخياطة لو أحببتِ رافقينا ؟
جمانة(نظرت لكوثر بتردد):- لا داعي سأكتب لكم ما أنا بحاجته لتحضروه لأجلي
كوثر:- يمكنكِ الذهاب لو أردتِ
نهال(لاحظت التوتر بينهما):- هااااااا تذكرت بدوري ما زلت لم أقتني حذاء مناسبا لي ، أفكر بالذهاب أيضا
جلنار(أحضرت حقيبتها سريعا):- إذن سنقوم بالآتي سنضعكما بمركز التسوق ساعة زمن ونعود إليكم لنرجع للبيت سوية تمام ؟
جمانة:- ممكن
عواطف:- لكن انتبهوا يا بنات لأنفسكن ، ليت شيماء كانت معكما فلا أدري ما الذي جعلها تتأخر كل هذا الوقت في بيتهم ؟
مديحة:- والله لو تكفي عن خلق التوتر بالوسط لكان كل شيء بخير ، ثم حفيدتي أخذت إذني أنا إذن دعيها تتصرف على سجيتها كما تريد ثم سفيان معها إذن لا داعي للقلق
عواطف:- لو كنتِ مهتمة لرافقتها يا مديحة
مديحة:- لا أريد أن أطأ بيتا سقطت فيه روح يا أخت عواطف
عواطف(ابتسمت بعصبية):- حتى أنكِ تنامين ببيت ماتت فيه أرواااااح ؟
مديحة(بعصبية استقامت):- الجلوس مع سماح أفضل من البقاء بوجهك سألحق بها لمحلنا لعلي أنفس عن روحي التي تتأزم فور رؤيتكم يا سبحان الله
عواطف(حركت فكها بعد أن ربتت مرام على يدها):- اممممم
كوثر(رفعت حاجبها):- ألن تتصالحا يا خالة عواطف ؟
عواطف(كفكفت غيظها وتابعت عملها):- لدينا عمل كثيرا دعونا لا نلته هنا
وصال(نظرت بقلة حيلة لكوثر):- يا جمااااانة أين بقيتِ ؟
جمانة(نزلت هاربة وهي ترتدي سترتها القطنية):- هنا هناااا .
وصال:- المفاتيح يا عروس
كوثر:- هناك بجوار المنضدة ولا تتعرضي لحادث ما زلت أحتاجها لعرسي هههه
جلنار:- يالا صبايا ههه نراكم
مرام:- اهربي اهربي يا وغدة
جلنار(غمزت لها):- هههه حقي
اتجهت آنذاك كل من جمانة ووصال وجلنار ونهال لوجهتهم المقصودة ، في حين بقيت الأخريات يتممن ما تبقى من تجهيزات أخيرة متبقية لهن ، أما مديحة فقد ارتدت جلبابها وغادرت البيت متجهة لمحل المخبوزات حيث كانت سماح تسهر على إنجاز الأنواع التي ستوزع في حفل الزفاف بالترتيب ، وكانت تحت رعايتها أمينة وحسنية أم توفيق وزوجته أيضا ، وعلى جنب كانت تجلس ليان بإهمال وهي تلعب بهاتفها وقد أحضرتها سماح فقط كي لا تساعدهم بالبيت وتتعب يديها في تلك التجهيزات التي لا تنتهي يكفي أنها وحدها تزعج نفسها لأجلهم … ما هي إلا مدة وكانت تنضم إليها مديحة لتتخذ معها مجلسا جانبيا ويبدأن الودودة على كل تلك الأحداث ، وقتها كان السؤال المطروح ما الشيء الذي جعل شيماء تعود لبيتهم وما الذي تريده من ذلك المكان ؟ …
كانت ترمش باستكانة وهي تتفحص حنايا البيت باستغراب يشبه الامتعاض ، لم تذرف دمعة واحدة بل استشعرت وحشة غريبة وكأنما تدلف لذلك البيت أول مرة ، فحتى ذكرياتها الأخيرة فيه لم تكن حميدة ولذلك لم تحس ولو بذرة عاطفة نحوه بل نفور ثم قنوط ،… وهذا ما جعلها تسارع نحو غرفة أمها لتضع الحقائب على السرير وتبدأ بجمع كل الأغراض ، فقد قرروا عرض البيت للبيع للتخلص من أي ذكرى سيئة تهدد صفو حياتهم ، وإذا ما عاد عبد الجليل وسلم نفسه للسجن فور خروجه سينضم معهم لبيت العائلة لعله ينشأ هذه المرة نشأة صالحة … يعني كله في طي الغيب وما زالت مفاجآت الأقدار في أوجها لحد الساعة …
شيماء(جرت حقيبتين كبيرتين وأخرجتهما بصعوبة لعتبة البيت):- أخي سفيان خذ هاتين وسأحضر البقية ماشي ؟
سفيان:- ماشي يا ابنة الكرام أنا رهن الإشارة
وردة(كانت قادمة من عملها):- ما الذي أراه شيماااااء ؟؟؟
شيماء(بحرج عدلت وشاحها):- مرحبا وردة
وردة(عانقتها بمحبة):- كيف أحوالكِ انقطعت أخباركم ولم يظهر لكم أثر ، ماذا يحدث هل أنتم عائدون لبيتكم من جديد بعد ما حصل …أ آسفة لمصير أمك أتمنى لها الفرج
شيماء:- لا تقلقي لن تلاحظوا غيابنا حتى فنحن نقوم ببيع البيت
وردة(حولت عينيها بتفكير):- حقاااا …وهل تطلبون سعرا مرتفعا فيه مثلا ؟
شيماء:- لما تسألين ؟
وردة:- بصراحة أخي يفكر بالزواج ولن نجد أفضل من بيتكم ليقطن فيه مع زوجته ، وطبعا سنساعده فقد حصلت على عمل في شركة محترمة وراتبها مميز يعني سوف نتغاضى عن أفعال بابا السكير ونقوم بتزويج الولد
شيماء:- الله يهدي أبوكم ويفرح قلب أخيكِ …عن إذنك أحتاج لإنهاء بقية عملي
وردة(استوقفتها):- لحظة..هل أنتِ منزعجة منا لأننا شهدنا في الحادثة وماذا نفعل يا شيماء قد كنا أول من يهب لبيتكم وقت وقوع الجريمة وأمكِ يعني …
شيماء(بدموع):- لا أريد التحدث في الموضوع بلغي تحياتي لأسرتك وعن إذنك
وردة:- تغيرتِ كثيرا
شيماء(تراجعت للبيت):- حقا … ربما ذلك راجع لوفاة أبي مطعونا بينما أمي تدفع ثمن جريمة لم ترتكبها بينما أخي ما يزال في عداد الغائبين هو وزوجة أبي الحقيرة تمام ؟
وردة:- لم أقصد أن أذكركِ و
شيماء(بعصبية):- أنا لم أنسى أصلا حتى أتذكر وربي سيتولى أمرنا ، فمثلما ابتلانا فنحن أكيد سنتخطى هذا لما يعفو عنا رجاء .. إن كانت لديكم نية صالحة في شراء البيت اتصلوا فيني بأقرب فرصة فصدقيني لن نختلف ما إن نحصل على إذن النيابة سنقوم بالبيع …
وردة:- كما تريدين …
امتعضت شيماء من حديث وردة فدخلت وهي تبكي لتجلس على الكنبة وهي تعتصر صدرها الجريح ، هنيهة وقامت بتفعيل اتصال لرقمه ومن محاسن الصدف كان أيضا ينوي إخبارها بنجاحه في المهمة المنتظرة ولكنه طلب منها ملاقاته وسط المدينة رفقة نهال فهو لن يستمر معها لوحدهما مثلما سبق واخبرها ..المشكلة أن نهال في البيت ورغم أنها أصرت على مرافقتها إلا أن شيماء رفضت مجيء أي شخص وأرادت أن تأتي لبيتهم منفردة لعلها تقيم قراراتها بعقل صائب ..والآن لو استنجدت بنهال فأكيد سيصبح الخبر في فاه كل من بالبيت وعليه قررت أن تماطل تامر وتضعه أمام الأمر الواقع فهي بحاجة لرؤية أمها بأسرع وقت … أتممت جر بقية الحقائب ونظرت جانبيا لبقعة داكنة على الأرض وعليها أشرطة وملصقات خاصة بفريق التحقيق ، شردت مليا وسرعان ما انطلقت لغرفة أخيها ونظرت لجنباته بكره حتى انفرطت أعصابها وصارت تضرب كل زواياه وأغراضه بعصبية ، رمت بكتبه كلها على الأرض ومزقت أغطيته حتى ثيابه المتبقية قامت بتمزيقها وجلست تبكي وتنوح وسط تلك الفوضى ، وخاطرها المكلوم لم يتنفس الراحة مطلقا بل زاد ضيقها حتى باتت تضرب على صدرها لكي تنفس عن نفسها القليل ما استطاعت ..
شيماء: -أينما كنت يا عبد الجليل الله ينزل عليك غضبه الله ينزل عليك غضببببه
عقدت حاجبيها حين استوقفها شيء سقط من بين أغراضه وكان ثوبا نسائيا مخفيا بعناية بين ثيابه ، حتى أنه كان يخفيه بجيب إحدى ستراته الشتوية ما يعني أنه حرص على إخفائه حتى لا يراه أحد ، جذبته لأنفها ولم تستشعر أي رائحة ولكنها رمشت حين تذكرت أنها رأت قطعة منه بغرفة أبيها ، تحديدا بدرج زوجته لمياء وهناااا برقت عيناها برعب في احتمالية الفكرة التي ولجت عقلها …برقت عيناها سريعا بتخوف ونهضت مسرعة لتغلق كل شيء وترتمي بسيارة سفيان وتطلب منه التوجه وسط البلد وهي تربت على حقيبتها فتلك القطعة ستكون خلاص أمها لا محالة ، حتى وإن لم تكن دليلا شافيا إلا أنه قد يكون له ردة فعل على أمها …التي كانت تفرك الثياب في وعاء التنظيف العريض ، بينما أكوام الملابس النسائية للمسجونات تشكل هرما بجوارها …
راضية(إحدى رفيقات زنزانتها):- وهذه أيضا إخلاص افركي جيدااااااا
إخلاص(بتعب أشارت لتلك الأكوام):- لن أستطيع غسلها وحدي في وقت وجيز يا أختي
راضية:- لن تساعدكِ أي من البنات ستنجزين هذا العمل بمفردك
إخلاص:- شوفي يا أخت راضية أنا لست خادمة لديكم هنا ، أنا سجينة مثلي مثلكم وعليكم أن تقوموا بالتنظيف دوريا وليس هكذاااا
راضية:- هل أستشعر هنا رفضكِ أخت إخلاص ؟
إخلاص:- ّأجل أرفض وأعلى ما في خيلكم اركبوه
راضية(فرقعت إصبعها لامرأتين كالثور خلفها):- إذن أنتِ استحققتِ هذاااا
إخلاص(نظرت إليهما):- أتظنين أنكِ تخيفينني بهاتين ، إن كنت قد رضخت في البداية فذلك لأنني لم أرد للمشاكل أن تتفاقم ولكنني لن أوافق مطلقا بعد اللحظة
راضية:- وما الذي جد ؟
إخلاص:- ربما لأنني سمعت اتفاقكِ مع مأمورة السجن في التفنن بتعذيبي …أنا لست ساذجة لتلك الدرجة ولن أسمح لكن باستغلال طيبتي مجددا
راضية:- هههه كأن صوتكِ خرج من قمقمه أخيرا يا قاتلة زوجهاااا ؟
إخلاص(دمعت عيناها):- سامحكِ الله
راضية:- الأمور تسير هكذا في السجن العقوبات لا تسري بحبسكِ بين أربعة جدران ، بل بدفع ثمن أخطائكِ وأنتِ تنجزين مهامكِ المترتبة على واحدة مجرمة مثلكِ أنتِ
إخلاص:- اسمعيني جيدا أنا بإشارة مني قد أجعل هذا السجن جحيما فوق رؤوسكم ، لكنني أأبى ذلك لأنني لا أريد التواصل مع أي أحد خارج هذا الإطار
راضية:- ستقومين بتنظيف كل هذه الثياب وإلا ستجدين نفسكِ بمأزق يا إخلاص
إخلاص(نظرت للمرأتين الضخمتين وهما تتوجهان صوبها):- أقول لكِ …لا
راضية(أشارت إليهما برأسها):- حسنا أنتِ أردتِ ذلك … تصرفااااا
هجمت المرأتين عليها فقاومتهما بقدر استطاعتها ولكنهما كانتا غولين يحاولان الفتك بها ، لو لم توقفهما راضية لكانتا كسرتا عظامها واكتفت بتلك الآثار التي ارتسمت على وجهها المسكينة ، لحظة لحظتين ووجدت نفسها تفرك تلك الثياب بدموع كسيرة وتقف على رأسها راضية كمعذبة لا تملك رحمة ولا شفقة في وجدانها، كيف لا وقد قبضت ثمن عملها النتن ذاااااك ..، بعد وقت كانت تغادر الحمامات لتترك إخلاص على رأسها عقاب لا تدري أصلا ما الداعي إليه لكننا سنكتشفه بعد لحظات وسنرى إلى أي مدى يمتد الشر والحقد ..
راضية:- سيدتي الأخت إخلاص في الحمامات الآن تقوم بعملها المعتاد
نورهان(أبعدت السيجارة عن فمها وهي تبتسم):- جيد جدا لا أريدكم أن ترحموها ، اضغطوا عليها أكثر أريدها أن تخرج عن طور أعصابها أن تفقد صوابها وتشفي غليلي من ابنة عمها الرخيصة
راضية:- أظن أنه علينا الاستمرار خطوة خطوة فكل شيء يأتي بالدور
نورهان:- أنا التي تأمر هنا ولي كل الصلاحيات لأقلب حياتكن جميعا لجحيم أسود لذلك لا تعترضي قراراتي ، أريدها أن تدفع ثمن التعاسة التي أعيشها بفضل الخسيسة رنيم
راضية:- وربي قد وقعت في حفرة لن يلتقطها منها أحد
نورهان:- ليس بعد أريدها أن تحترق أكثر فأكثر هيا انصرفي من خلقتي
الحارسة:- مكالمة خاصة
نورهان(أمسكت الهاتف بغضب):- خالتي إن لم تخرجيني من هنا في غضون أيام لن أتحمل لن أتحمل
وجدان:- أنا أبذل جهدي يا نورهان أتعتقدين بأنني أسكت على موضوعك ، صراحة لم تتركي شيئا يعزز موقفكِ ولو قليلا يا بنت
نورهان:- أنا لا يهمني يا خالتي حتى لو هربتني من هذا السجن سأقبل
وجدان:- أمهليني بعض الوقت ووقتها سيكون لكل حادث حديث
نورهان:- اهئ أرجوكِ لا تتخلي عني خالتي أنا أموت هنا أموووووت
وجدان:- الله الله ولما لم تفكري في هذا وقت ارتمائكِ بأحضان ذلك المعفون وأنتِ متزوجة ؟
نورهان:- غلطة والله غلطة ولن تتكرر فقط ارحميني من هذا السجن
وجدان:- لدي عمل كثيف هذه الفترة سأنهيه وأفكر في حل جذري لوضعك ، والمطلوب منكِ أن تبقي عاقلة وتكفي عن مضايقة إخلاص هي مسألة وقت وستكتشف وجودكِ معها بذات السجن وستفهم كل شيء فلا تحسبي أن الناس أغبياء مثل حالاتك
نورهان:- بما أن الخبر قد وصلكِ إذن عليكِ الإسراع بتحريري وإلا لن أمسك نفسي عن الانتقام
وجدان:- اففففف حاضر يا نورهان حاضر
نورهان:- ابعثي لي بعض المال لقد نفذ خاصتي وعلي تدبر أموري
وجدان:- الله يصبرني عليكِ ..تمام سأتصرف …
على هذا الاتفاق الخبيث اتفقت الحرباء مع العقرب وصارت إخلاص ضحية لانتقامهما الذي لم يسلم منه أحد ، بعد فترة وصلت شيماء إلى السجن بعد أن تخلصت من سفيان وجعلته ينتظرها عند مركز التسوق لتفر من الباب الخلفي وتتركه هناك وحيدا ..وجدت تامر ينتظرها عند باب السجن حيث صدم بنزولها منفردة من سيارة الأجرة التي حاسبتها وغادرت
تامر(هز يديه بعدم فهم):- أين نهال ؟
شيماء(تأبطت حقيبتها بقوة):- أمي أنا التي بالداخل وليست أم نهال
تامر(أغمض عينيه):- شيماء أظن بأني كنت واضحا معكِ
شيماء:- تامر رجاء لا تبدأ أنا بحاجة لرؤيتها وأنت تعلم كم أنا متلهفة لرؤيتها ومع ذلك تعترض
تامر(لاحظ تورم عينيها وتنفس عميقا):- سأمررها لأجل الخالة إخلاص وحسب ، تفضلي
ابتسمت بشوق وهرولت خلفه بخطوتين بينما دلف هو للسجن وأعطاهم ورقة التصريح التي سمحت لهم بالدخول ، أخذوا منها أغراضها للتفتيش وبعدها أدخلوها لغرفة الزيارة وذهبوا في إثر إخلاص التي كانت ما تزال في جحيم الغسيل الذي لن ينتهي إلا بانتهاء اليوم على الأغلب …تفاجأت بعد أن سمعت باسمها في تصريح الزيارة واستقامت بتعب فكيف ستلاقي الزائر الذي لم يصرح باسمه ، في البدء أبت الذهاب لكن وجدته مفرا لها من تلك الأوضاع المزرية ، مسحت على وجهها الدامع وعدلت حجابها وانطلقت خلف مأمورة السجن التي كانت تهددها بعدم الإفصاح عن أي شيء ، وإلا تضاعف عقابها لأضعاف مضاعفة قد تؤدي بها للهلاك ، وطبعا إخلاص كانت خاضعة فهي بطبعها مسالمة ولا يسعها مجابهة الثيران …. ما إن فتحت لها مأمورة السجن الباب حتى خفق قلبها ودخلت لتجدها جالسة بدموع في انتظااااارها
شيماء(انتفضت ببكاء):- أمييييييييييييييييييي
إخلاص(ببكاء أيضا فتحت يديها لتهرع إليها):- شيمااااااااااااااء ابنتي ابنتي اهئئئئئئئ
انفجرت كل منهما في حضن الأخرى لعدة دقائق وخواطرهما تبكي وتنوح مآلهما الذي حكمت به أقدارهما التعسة ، كان من الموجع رؤية إخلاص لابنتها وهي في ذلك الوضع المنهار كليا بينما شيماء كانت بحاجة لهذه الزيارة لعلها تعزز فيها الرغبة بالاستسلام والنطق بالحقيقة المرة ، كي تحررها من هناك وتحفز عزيمتها لكن ما يظهر أن عقل إخلاص مغلف ولن يسعها أن تحرك فيها شعرة
إخلاص:- لا يا شيماء إنه أخوكِ مهما حصل إياكِ وأن تنكري وجوده
شيماء:- أخي قاتل قاتل قاتل أبينا وعليه أن يدفع ثمن جريمته التي تهدرين فيها عمركِ بلا طائل ، فلا هو سيتوب ولا أنتِ ستجدين الخلاص …حتى رب العالمين يرفض هذا الحال فأنتِ تتسترين على جريمة ابنكِ وهذا حراااام حرااااام
إخلاص:- في عرف الأمومة لا يوجد حرام من حلال بالنسبة لي سأدافع عنه لأنه مجرد ضحية لأبيكِ
شيماء(بغبن):- كنت لأقول عنه ضحية مثلكِ لكن لحظة ألم تفكري في سر اختفاء لمياء أيضا ؟
إخلاص(رمشت بعدم فهم):- وما دخلها ؟
شيماء:- لقد اختفت في نفس الليلة مع عبد الجليل ، ألا يعني لكِ هذا أي شيء ؟
إخلاص:- إلى ما ترمين تكلمي بوضوح ؟
شيماء(أخرجت قميص النوم من حقيبتها):- وجدت هذا بدولاب عبد الجليل يا أمي بدوووولابه ، يخفيه بين ستراته الشتوية ألا تعتقدين أن هذا أمر غريييييب أن يتواجد قميص نوم زوجة أبينا بغرفة أخييييييي …كل شيء واضح عبد الجليل ولمياء كانا على علاقة اكتشفها بابا لذلك قاما بقتله ولاذا بالفرااااااار أتفهميييييييييييين ؟؟؟؟ هئئئ …
إخلاص(بعيون دموية قامت بصفع شيماء على وجهها):- ابني أنااااا ليس خائنا ولا هو بقاااااتل ، ارحلي من هنا ولا تعودي
شيماء(بانهيار):- إنهاااااا الحقيقة يا أمي الحقيقة التي تحاولين إنكااااارها بعقلك ،، أخي مجرم وأنتِ هنا تتسترين على جريمة بينما هما بالخارج يعيثان فسااااادا ، أتحسبين أنكِ تقومين بحمايته لا يا أمي أنتِ تفسدينه أكثر بل تدمرينه وكلما طال الأمر كلما ضاعت منا فرصة إنقاذه .. لطفا يا أمي فكري فيني فكري في مصيري ومصيرك ودعكِ منه لأنه ابن عاق لا يستحق ليكن قدره السجن لعله ينحني ندما لرب العالمين ويغفر له
إخلاص(كتمت خيبتها واستقامت):- لا أريدكِ أن تعودي هنا
شيماء(باستسلام):- أيعجبكِ حالكِ هنا أتفضلين المكوث في مكان تتعرضين فيه للإساءة ، هل أنتِ جبانة لهذه الدرجة ماما ؟؟؟
إخلاص(شهقت بغضب):- اخرسسسسسسسي
شيماء(استقامت بحرقة):- لن أخرس فأنتِ هكذا تحطمين قلبكِ وقلبي معكِ ، إن كنتِ ترضين بهذا الذل على نفسكِ فأنا لا أرتضيييييه لكِ لأنكِ راجية أبية علمتني دوما أن أتخطى الصعاب برأس مرفوع ولا أنحني مطلقا لأي أحد …حتى حين كان بابا وعبد الجليل يدمران عزيمتنا كنا نتشبث بهذا الأمل البسيييط لكن يا خسارة قد صدمتني فيكِ وأكيد جدتي ستشعر بالعار منكِ لأنكِ أعطيتِ خلفية سيئة عن الراااااجيات ،، ولأنهي كلامي فأنا أكره عبد الجليل ولو وجدته لسلمته للشرطة وسأفعل وقتها سأرى إن كنتِ ستحتفظين بدفاعكِ عنه يا …أماه …عن إذنك وحظا موفقا بين ربوع سجنكِ المظلم
أمسكت إخلاص على قلبها بعد ذهاب شيماء التي فجرت قنبلة بوجهها وتركتها في عداد الحيارى تهيم بفكرها لعلها تربط بين الأمور وتجد خيطا تتمسك بتلابيبه وتنجو بنفسها الكسيرة… من جهة أفلحت هذه الزيارة في زرع الشك بخلد إخلاص لكن من جهة أخرى لا ندري متى ستنفض عنها ذلك الحال وتعترف بالحقيقة المرة وتعود لتحتوي ابنتها التي كانت صدقا بحاجتها ، فمذ خروجها وهي تبكي حتى أنها هوت خارج السجن على الأرض باكية بحرقة ولم تجد غيره ونيس …
تامر(بمواساة):- هيا يا شيماء أهلكِ سيقلقون عليكِ ولا تنسي أننا هنا من وراء ظهرهم
شيماء:- أمي لم تصدق أيا مما قلته حتى أنها أغلقت الطريق بوجهي واعترضت على كل كلمة ، يعني يعني ألهذه الدرجة الأم معمية يعني هل تضحي بحياتها لأجل ابنها حتى وإن كانت تعرف بأنه مجرم ؟
أكاد لا أصدق أن ماما تفرط فيني لأجله أكاد لا أصدق..
تامر:- هي أم ويصعب أن نفهم ما الذي يدور بداخلها حتى لا يمكننا أن نفسر ماهية هذه التضحية ، لكننا قادرون على استيعاب شيء واحد أن أمكِ ليست طفلة هي ناضجة وتتصرف كما يحتم عليها قلبها حتى وإن كانت تدمر كل ما حولها لأجل تحقيق تلك الغاية
شيماء(استقامت بتعب):- لو سمحت خذني من هنا ..أريد العودة للبيت أنا متعبة متعبة
تامر(نظر لدراجته النارية):- علينا أن نصل للطريق الرئيسي كي أوقف سيارة أجرة لأجلك ، انتظريني هنا سأعود على الفور
شيماء(توجهت للدراجة):- أنا مختنقة وسأركب لأنني لن أنتظر هنا لحظة
تامر:- أنتِ متأكدة ؟
شيماء(ابتلعت ريقها):- متأكدة من أنك لن تجعلنا نتعرض لحادث سير
تامر(ابتسم وطأطأ رأسه):- كل شيء سيتحسن يا شيماء ..تفاءلي بالله
شيماء:- ونعم بالله ..فقط لو نمسك بذلك القذر كل مشاكلنا ستحل
تامر:- نأمل ذلك …تفضلي
بحرج ركبت خلفه وأمسكت بحافتي الدراجة بينما انطلق بهما والتوتر شريكه هو الآخر ، فهو أبدا لم يرتضي لها أن تركب رفقته ويلمحها أحد ما لذلك نفذ ما أراده ففور وصولهم للطريق الرئيسي أشار لسيارة أجرة وقفت على جنب وجعلها تستقلها بعد أن دفع للسائق ثمن التوصيلة ..بهذا الموقف البسيط كبر بعينها أكثر وأحبت تصرفه أكثر فقد كان رجلا معها وهذا بحد ذاته أراح قلبها قليلا ..لتعود وتسبح في صورة أمها الحبيبة وتكره أخاها وتدعو الله أن يمسكوا به في القريب العاجل ، وأشك بأن ذلك سيتحقق عما قريب قريب جدا حتى ….
ففي إحدى البارات العريقة
كانت ترتدي بذلة الرقص وتجربها على جسمها لكي تنتقي الأنسب ، بينما كانت سكر تميل برأسها وهي تتأمل قوام لمياء في المرآة العريضة وتلوح لها كي تلف وتستدير حول نفسها لأجل التقييم النهائي
سكر:- أي … ما أعجبني هذا اللون إنه باهت وأنتِ شعلة تستحق أن تنير ، جربي الذهبي هناك بنت يا شوشو أعطيه لها الآن
لمياء:- هذه البذلة الثالثة التي أجربها ولا تعجب ذوقكِ يعني إلى متى سأبقى أجرب وأزيل هكذا ؟
سكر:- الله الله …شوشو كأن هذه تتطاول علي هنا ؟
شوشو:- ما بكِ يا أخت التزمي أرضكِ وكفي عن الاعتراض ، واحدة مثلكِ كانت تقبل يدها وجها وظهرا لأنها دخلت لبار عريق مثل خاصتنا
لمياء(حولت عينيها):- لست أفهم لما لا أصعد لمنصة الرقص طوال هذه الأيام ، في كل ليلة تجهزونني ولا تسمحون لي بالصعود يعني هل سأرقص للجدران مثلا ؟
سكر(أمسكت على جانبي رأسها):- آآآآآآآآه شوشو يلازمني صدااااع اركضي يا بنت بالدواء اركضي وأنتِ كفي عن التدلل وجربي البذلة لا تنقصينني هاه
لمياء:- الله يلعن هكذا معرفة منك لله يا محروس منك لله
محروس(طرق الباب لحظتها):- ست سكر هل لي بدقيقة ؟
لمياء(زورته بكره):- تف عليك يا كرش الحرام
سكر:- شوشوووو خذيها من وجهي ما عدت أطيق صوتها وأنت اقترب …
محروس(مسح على بطنه):- ههه أوامرك سيدتي
سكر :- ما الريح التي رمتك هنا ألم أنهك على عدم الاقتراب من تلك الفتاة ؟
محروس:- مشاكلها لا تنتهي فالشاب الذي يرافقها يطالبها بالنقود وما معها قد نفذ لذلك تجدين غصنها معوج قليلا، يعني لو نملأها ببعض الأموال ستصبح بين أيدينا ونرتاح من مشاكل رفيقها ونخرسه بالنقود ولا يسبب لنا مشاكل
سكر :- الله يخرب بيت أفكارك التي سترمي بنا في الهاوية يوما ما ، لا أعرف ما سبب إصرارك عليها حتى أنها بيئة عفنة تستحق الردم
محروس:- رقصها يا سيدتي رقصها سيكون شعلة الملهى ستلهب قلوب الرجال وتريق لعابهم للظفر بها ، ستكون ورقتنا الرابحة وكلما أخفيناها وأشعلنا فضولهم كانت النتيجة حكيمة
سكر:- اممم يعني تقول بأنه علينا أن نغرقها بالنعيم لكي نكسبها في صفنا طيب .. سأسمع نصيحتك ونرى وعليك تدبر أمر رفيقها لا أريد مشاكل في هذا الملهى مفهوم ؟
محروس:- معلوم يا سيدتي معلوم
سكر:- شوشو أعطيه ما يحتاجه ولنتدبر أمر الراقصة الجديدة ، ابعثي لي لولو في طريقك
شوشو:- بأمرك …
صرفت لمحروس رزمة مال أخذ منها حصته وأعطى للمياء نصيبها حيث فرحت لأنها ستسكت جوع عبد الجليل وتكسب موافقته على عملها ذاك لوقت أطول ، فهو لغاية اليوم لم يعرف أنها ستصبح راقصة بذلك الملهى بل حسب ظنه أخبرته أنها ستكون مرافقة إحدى الراقصات وهذا ما جعله يسكت عن عملها المؤقت المهم أن تجلب النقود وتملأ جيبه بما يريد … تم اختيار البذلة الذهبية كافتتاحية لرقصها الليلة لأول مرة وهذا ما استدعى انتباها ودعاية ستتكلف بها سكر وبناتها غالبا
لبنى:- امم فهمت يا ماما سكر سأتصل بالبنات ليرافقنني الليلة لأجل الراقصة الجديدة ، أين هي ؟
سكر:- بغرفة الملابس وأطلب منكِ شخصية حمايتها
لبنى(ابتسمت بعمق):- في عيوني …
سكر:- لولو أسند لكِ هذه المهمة لأنكِ بالنسبة لي أرجل بناتي ويمكنني الاعتماد عليكِ في هذا ، لقد تم إسناد أمر الملهى لي ولبنات الكلية بناء على توصية من كهرمانة شخصيا يعني لا أريد حرجا ها هنا ، افعلي كل ما في وسعكِ لتحافظي على رونق المكان الليلة تمام ؟
لبنى(بالها مشغول بلمياء):- لا تقلقي كله سيكون كما تريدين سأبدأ عملي على الفور عن إذنك
ابتسمت لبنى بإشراق فما هي إلا خطوات وستعرف مكان عبد الجليل وتبلغ عنه الشرطة ، لكن أولا عليها أن تتقرب من لمياء وتكسب ثقتها كي تعرف سر الجريمة التي حصلت يعني كله سيسير على مهل ولن تكشف الحقيقة في الوقت الراهن ، منه تراقب عن كثب وتتقرب من العدو ومنه تجد الوقت المناسب وتقلب موازين حكاية لمياء وعبد الجليل والمرأة المرمية في السجن بجريمة لم ترتكبها حتى …. …امم وهذا هو جديد بنات سكر وسنرى ما قد يحدث معهم في ذلك الافتتاح تلك الليلة


أما في عيادة هديل الجديدة
كانت تقف على رأس عملها وتستقبل زبائنها الذين ترددوا على عيادتها منذ الافتتاح ، نظرا للدعاية التي قام بها ضرغام لأجل حفيدته فلم يترك وسيلة ولم ينشر فيها الخبر ، وجعل كل معارفه يقومون ببعث رفاقهم لها وللأمانة قد كانت تعمل بجد لعلها تكسب قلب مرضاها …
هديل:- جميل جدا خذي من هذه المهدآت لفترة أسبوع وبعدها تعالي للمراجعة فسنتخلص منها في الجلسات المقبلة ، يعني لن تحتاجي إليها وستستعيدين زوجكِ كما ترغبين
المريضة:- أنا لا أريد شيئا سوى استعادته ساعديني حضرة الدكتوووورة أرجوكِ
هديل(بتعاطف):- سنبذل جهدنا لكن أولا استعيدي نفسكِ بهذه المهدآت فالجهد المرتسم على ملامحكِ لن يساعدنا ، لا هو ولا التشاؤم المحيط بأفكارك
المريضة:- يعني أنا لن أفكر في الانتحار مجددا بواسطة هذه الأدوية صح ؟
هديل:- ثقي بي أنتِ تحتاجين لنفسكِ في هذه الفترة إذا ما استرجعتها فستصبح فكرة الانتقام في عداد الماضي
المريضة(استقامت بفرح):- شكرا شكرا أنتِ لطيفة جدا لقد أحببتك.. أراك الأسبوع المقبل
هديل(ودعتها):- إن شاء الله أراكِ بخير (بعد ذهابها ضغطت على جرس المساعدة) هل تبقى أحد ؟
المساعدة:- نعم شابان يريدان الدخول معا للجلسة
هديل:- أول مرة ؟
المساعدة:- أجل أول مرة لقد أخذوا موعدا منذ أسبوع هل أدخلهما ؟
هديل(مسحت على رقبتها بتعب):- دقيقتين وأدخليهما …(رفعت هاتفها) ألو جدي حبيبي
ضرغام:- حفيدتي كيف الأحوال ؟
هديل:- بخير بخير اتصلت لأسألك عن وضع أخي هل هناك جديد اليوم ؟
ضرغام:- الوضع متشعب على العشاء سنتحادث يا صغيرتي اهتمي بعملكِ الآن
هديل:- حاضر جدي وأرجوك ابذل جهدك لقد اشتقت لأخي
ضرغام:- لعله خيرا …همم / رستم أين وصل موضوع وائل ؟
رستم:- السيد وائل لم يغير أقواله إنه مصر على الصمت وهذا يضعف موقفه أكثر فأكثر
ضرغام:- دعنا نتقرب أكثر من موقع الحدث ففيه سنفهم كل ما جرى ، حاول الوصول لكاميرات المراقبة المحيطة ببيت وائل لعلنا نتوصل لشيء
رستم:- ممكن … سوف أحاول البحث لكن أذكرك بأن العم فؤاد قد غطى الأمر قبلنا
ضرغام:- ولم يتوصل لشيء ربما غفل عن ثغرة ما سنستغلها نحن
رستم:- وصل سيادتك ،، ها عليك تناول دوائك الآن
ضرغام:- دعهم يحضرونه رغم أنه لن يخفف من ضغطي ولا نقطة ، حفيدي بالسجن وأنا هنا مكتوف الأيدي
رستم:- حضرتك تحرق دمك دون طائل نحن سنخرجه من هناك
ضرغام(تنهد بحزن):- آمل ذلك يا رستم …ما يريحني أن أمور أخته جيدة كي لا أنشغل بهما معا
هديل:- هيا أدخليهما ولا تقبلي أحدا بعد ذلك فلقد تعبت
المساعدة:- بأمرك دكتورة …تفضلا لو سمحتما
الشابين نظرا لبعضهما بخبث ودخلا لغرفتها من الوهلة الأولى استشعرت ريبة حيالهما ، لكنها استمرت في عملها لعلها تقوم بواجبها كما يجب ، ولكن المقصد حين يكون خبيثا لا شيء قد يقف بطريقه ..والجواب باين من عنوانه فمذ دخولهما وهما على غير وفاق
الشاب:- أنت ستطبق فمك لأنك من خان العشرة ولست أنا
الثاني:- هوووه أنت تظلمني هنا لقد أخبرتك أنني لم أعرف أنها حبيبتك وإلا لما خرجت معها
الشاب:- هي خائنة وتلاعبت بنا كما يحلو لها ، كنا أغبياء يا صاح ؟
الثاني:- لا يا صديقي النساء خائنات ولولا ذلك لما تلاعبت بنا الحقيرة ، أفكر بأن نحضرها للطبيبة ونعلمها درسا لن تنساه
الشاب:- أجل لنحضرها ونجعل الدكتورة تعاينها وتخرج منها كتلة العقد
الثاني:- باللطف أو بالقوة سوف تدفع الثمن على يدكِ يا دكتورة ، أخبريني هل كل النساء خائنات وهل أنتِ أيضا كذلك ؟
هديل(رمشت بعدم استيعاب):- عفوااااا منك له ، هل تهينانني هنا ؟
الشاب:- لاع إهانة ماذا خالتي يعني نحن نتبادل أطراف الحديث
الثاني:- ودوركِ كامن في احتواء مواجعنا والتخفيف عنها
هديل:- أظن بأنكما تلهوان هنا ، هذه عيادة نفسية وليست وكرا لتصفية الحسابات
الثاني:- حقا حقا يا وغد الطبيبة على حق لقد نسينا أنفسنا ها هنا
الشاب:- احححح كيف لي أن أنسى خذلاننا قد كنا كالدمية المحشوة بالتبن يا رأس الموزة
الثاني:- وش رأيك نقوم بذبحها لتكون عبرة لكل الخائنات
الشاب:- أي والله لنذبحها وهي نائمة في أمان فراشها لكن ليس قبل أن نأخذ بحقنا
الثاني(غمز له بمكر):- هااااع طبعااا يجدر بنا زيارة مكامنها والفتك بها وهذا أقل واجب
هديل(وضعت يديها على وجهها وهي تحاول أن تستوعب ما تسمعه):- عذرا لمقاطعتكما لكن ..هل أنتما جااااادين فيما تقولانه ؟
الشاب(تبادل نظرة مع صاحبه وانفجرا ضحكا):- ههههههههههههه أنتِ طيبة جدا دكتورة قد كنا نمازحكِ فحسب
الثاني:- هل يظهر لكِ بأننا مجرمين يعني كله في إطار المزاح هههههههه
هديل(توجست منهما حتى تعبت أعصابها):- هل لنا أن نبدأ وتشرحا لي ما وضع حالة كليكما ؟
الثاني(ضرب صاحبه على رأسه):- ابدأ أنت لعلنا نجد علاجا لنهوضك الليلي أثناء نومك
الشاب:- لاع أنت من سيبدأ فلست أنا من يعاني من التبول اللاإرادي يا بعدي ههههههنن
الثاني(لكمه بدعابة):- يخرب لسانك النتن يا عفن
هديل:- يااااا سادة …هل سنبدأ أم ستتعبان أعصابي فقط ؟
الشاب(عدل جلسته):- وش المطلووووب ؟
هديل(أمسكت ورقة وقلما):- ستحكيان لي عن علاقتكما وصداقتكما وبعدها ننتقل للوضع الأسري إلى ما شابه ذلك
الثاني:- أين أضطجع دكتورتي الحلوة ما أجملكِ ؟
هديل(أحرجت من نظرته لها حين استقامت وعدلت مريلتها الطبية):- تفضل لذلك المقعد لطفا
الشاب(وضع رجليه على منضدة الكراسي بوقاحة):- وأنا سأدخن سيجارة ريثما تنتهيان
هديل(أشارت بإصبعها للائحة الجانبية):- ممنوع
الشاب:- أوووه سيجارة واحدة دكتورة بلييييز تعاطفي معنا
هديل:- القانون قانون رجاء لا تضطرني لطردك من الجلسة
الثاني(غمز له):- ولووو يا صاح خلصناااا
هديل(جلست مقابلة ونظرت إليه بعد أن اضطجع):- إن لم تريحك هذه الجلسة يمكنك الوقوف أو المشي ، خذ راحتك كي تعطيني ما أريد معرفته منك
الثاني:- بدأت صداقتي برأس المكعب ذاك حين التقينا بالإحداثية
هديل(رفعت حاجبيها):- لا تقلها أنتما خريجي سجن ؟
الثاني:- ومنذ الطفولة حتى ههههههههههه وآخر مرة خرجنا كانت الأسبوع الماضي حين وجدنا إعلان عيادتكِ في طرف جريدة مليئة بالكفتة ههههه
الشاب:- نعم نعم وكأن الأقدار رمتنا إليك ، لذلك اتصلنا وأخذنا موعدا وها نحن هنا اليوم
الثاني:- يعني قلنا لنتوب على يديكِ الناعمتين تلك فيها شي ؟
هديل(توترت وهي تعدل خصلات شعرها):- على الله
تبادل الشابان نظرة جعلتهما يعيان تماما أنها قلقت منهما تمام القلق ، وهذا هو بداية اللعب حين يخرجانها عن طورها ويصلان للنقطة المهمة التي ستجعلهما يظفران بها … أما هي فقد كانت تنظر لهاتفها على مكتبها وتشعر بعبء ثقيل يوترها فغالبا قد خافت منهما وحتى لو أرادت طلب النجدة فلن يكون هنالك سوى المساعدة ،،، كل هذه أفكار بادرتها وهي تجالسهما لتسمع منهما وتسجل بآلة التسجيل خاصتها لكي تقيم الوضع بشكل دقيق أثناء المراجعة ، لم تصدق نفسها حين ودعتهما على أمل زيارة الأسبوع القادم وحين ودعتهما وجدت امرأة غريبة تتجادل مع المساعدة
الشاب:- دكتورتنا هل نتدخل نحن في الخدمة هاه ؟
هديل(لوحت لهما):- لا لا أرجوكما اذهبا نلتقي الأسبوع المقبل
المرأة:- ما هذااااا يا أخت ما هذه العنصرية هل تستقبلين الرجال فحسب ، ماذا عنا نحن النسااااااء أليس لنا نصييييب ؟
الشاب:- هااا إن هذه تخطئ فينااااااا يا ولد
الثاني:- أي والله ما بالكِ يا سيدة لقد أخذنا الدور بالموعد ما شأنكِ ؟
المرأة(بصراخ):- أنتم أنانيووون كلكم رجال خونة تستحقون القتل
هديل:- يا صباح القتل والذبح أستغفر الله ، يا سيدة ما مشكلتك ؟
المرأة:- مساعدتكِ الغبية ترفض إدخالي لحضرتك ولا أدري ما السبب ؟
هديل:- لأنني رفضت قبول أي حالة خارج حدود العمل كانت حالة هذين هي الأخيرة لهذا اليوم ، كان بإمكانكِ أخذ موعد لنتبع الإجراءات معا في حدود اللباقة ،وليس كما تفضلتِ أنتِ بهذه الفوضى
المرأة:- أتسمعووووون ما تقوله إنها تشتمني وتهينني لأنني امرأة
الشاب:- ت ت ت حضرة الدكتورة لقد فلتت أعصابكِ غالبا
المرأة:- اهئئئئئئ أتيت إلى هنا لأخفف من همومي وليس لكي أزيدها ما هذا الظلم
هديل(نظرت للمساعدة):- صبرك يا رب …اسمعيني
المرأة(أشارت إليها):- اسمعيني أنتِ سوف لن أنسى لكِ هذا طالما أبكيتني سأجعل أولادي ينتقمون لي منكِ هممم
الشاب:- هيييه أتهددينها في حضرتنا إذا نحن لكِ بالمرصاد
الثاني:- لا أنتِ ولا أولادكِ قد تملئون أعيننا الله الله
هديل(برعب):- يا إلهي ….اخرجي من هنا وإلا استدعيت الشرطة أخرجيييييي
المرأة:- سوف ترين ما سأفعله بكِ يا مغروووورة وأنتما أيضا حسابكما عندي
الشاب:- ولا يهمك دكتورة نحن سنحميكِ
هديل:- لطفا غادرااااااا أنتما أيضاااا وأنتِ أغلقي الباب فور ذهاب الجميع
الثاني(دفع صديقه)؛:-تحرك تحرك
ما إن غادروا في تلك الضوضاء كلها ، جلست هديل على كراسي الانتظار وهي ترمش بتعب فكل ذلك قد أرهقها عقلها وشعرت بأنها فاشلة في احتواء المشاكل ، وأن مشوارها سيكون متعبا وسيصعب عليها التصرف بحكمة لتخرج نفسها من دائرة الويلات ….لم تكن تعرف أن كل ذلك تابع لخطة محكمة تم رسمها للظفر بها وما زالت تلك الحادثة مجرد خطوة أولى والباقي أدهى …. استعصى عليها النطق بحرف لجدها كي تستنجد به مثلا لكنها ترددت فإن علم بذلك سيحول عيادتها لوكر حراسة مشددة ، وقد تصل به ليمنعها من مزاولة عملها حتى فذلك ضرغام رشوان ولا شيء يصعب عليه … ولهذا فضلت المواجهة وقررت أن تحل المشكل بهدوء وسلم وإن حصل وتفاقمت الأمور ستطلب العون من شخص لن يردها خاااااائبة ….
حكيم(نظر للهاتف باستفهام واستمر في قيادته فقد كان على مشارف الوصول لقصره):- خيراااا يا ابنة رشوااااان ؟
هديل:- أحتاج للتحدث معك حكيم هل لديك متسع من الوقت ؟
حكيم(رمش وهو يوقف سيارته عند باب قصره):- حاليا لا أملكه لذلك ستعذرينني
هديل(شردت في جملته):- …لارد
حكيم(أوقف محركه وتنفس عميقا وهو يفرك عينه من التعب):- تمام أخبريني بشكل وجيز عن ماهية الموضوع ؟
هديل:- لا شيء انس الأمر
حكيم:- هيا لا تبثي فيني الآن حقنة الفضول واختصري
هديل:- ا..الموضوع يخص أخي يعني أردت السؤال عن قضيته من منظورك ، جدي يتبع القوانين ولكن أحيانا لا ينفع ذلك وأريد أن أعرف ما إذا توصلتم لشيء
حكيم:- هل أنتِ متأكدة أن هذا هو الموضوع ؟
هديل:- يس متأكدة
حكيم:- بخصوص وائل فالبحث جار لا أملك معلومات قد تفيدكِ الآن ، لكن سنبذل جهدنا
هديل:- إذا ما مررت على عيادتي مساء سأكون ممتنة
حكيم:- هدييييل ؟
هديل(ببكاء):- حسنا …الموضوع وما فيه أنني حائرة وأحتاج لاستشارة منك وأطلبها بخجل لأن تصرفاتي السابقة ما كانت محسوبة ، ثم أخوك ذاك مستفز ويستحق أن تسقط عليه كل آفات الكون
حكيم:- ههه للتو اعتقدت أنكِ تغيرتِ آخخخ تمام سأرى ما إذا أمكنني ذلك … انتبهي
هديل(بامتنان):- شكرا حكيم
حكيم(هز كتفيه بقلة حيرة وزمر بسيارته):- على الرحب والسعة
دقائق وكان بالقصر بحث بعينيه عن أي واحد منهم لكن لم يجد سوى داغر ورجاله ، وأخبروه أن الجميع داخل القصر دلف مباشرة من باب المطبخ ووجد بديعة تضع يديها على جانبيها وهي تمتعض من عمل الخادمات اللاتي يعملن سلفا بالمطبخ
حكيم(صب كوب عصير فراولة ليشربه):- ها خالتو بديعة ما بالنا على هذا الصياح ؟
بديعة:- وتسألني بعد أنظر لكومة الخيبات المتناثرة هنا وهناك ، أقول لهن شمالا يأخذنني شرقا أروح معهن شرقا يقلبنها غربا لتموت خالتك في الجنوب قهرااااا
حكيم(اتكأ على الجدار وهو يضحك):- ههه صدقا القافية معكِ تتحسَّر على أمجادها
بديعة(بلهفة):- لم تتناول طعام الغذاء لكنني تركت حصتك على جنب ، معلوم أخوك المكتئب بات يفرغ غضبه في المطبخ صبح مساء
حكيم(بانتباه):- حذار يا خالة بديعة فلا أحد يعلم بأمره ، وجدتي ليست غبية تمام ؟
بديعة:- طبعا طبعا لا تخف فأنا نبيهة حتى أنها حينما سألتني سابقا عن أمر معرفتي به نكرت ذلك
حكيم(وضع الكوب وتقدم نحوها):- هل سألتكِ عنه ؟
بديعة:- بشكل معمم يعني قصدت عن حكايته وحكاية جوزيت وعمتك حورية
حكيم:- رجااااء انتبهي
بديعة:- إلى أين والغذااااء ؟
حكيم:- لا شهية لي ، سأتفقد ابنتي وبعدها البقية
بديعة:- هذا إن وجدتها سليمة قد احتجزها ذلك الفيل في الزاوية الخلفية قال ماذا سيرسمان على الجدار هههه بعمري ما شفت جدار يرسم نفسه كخخخخخخخ
حكيم(حول عينيه):- يعني إن لم أجدها من الغريب سأجدها من أقرب قريب … الله يعينكم
كان يعرف أن صغيرته لن تحمل إلا جينات العناد من أمها التي شعر بثقل الرغبة في مواجهة عينيها، خصوصا وأنه حجب اتصالها وتغاضى عنه فهذا قد عذب قلبه وجعله يشعر بالذنب تجاهها وكلما تحاشاها الآن سيكون ذلك أفضل له ، لكن مع كتلة عضلية تستفز أدق خلية في المرء فأكيد هذا أبسط شيء قد يخرجه عن طوره …وجد ميسون ترتفع على كتفه وهي ترسم بفرشاتها بين زوايا الحجر بينما كان كاظم يلون شيئا يشبه البحر جانبا، رغم أنها كانت على كتفه ولو تحرك قيد أنملة فإنها قد تسقط إلا أنه كان يتحرك بثبات ويهددها بالسقوط بين اللحظة والأخرى فترتج وتطوق عنقه لتتابع رسمها الدقيق والذي تمثل في ظهر امرأة تقف عند حافة الحجر وتتأمل البحر الذي كان تنسيقه من نصيبه ….. توقف حكيم برهة قبل أن ينبس ببنت شفة وهو يتأمل ذلك الرسم الرهيب والمتناغم بينهما حتى في المزاح كانت الألفة واضحة ، وهذا ما جعله يتضايق بكثرة لما نحنح وأشار لها بالنزول
حكيم:- ميسوووون
كاظم(التفت إليه بها):- هاه قد حضر أبوكِ
ميسون:- بابا بابا لما أتيت كنا نجهز مفاجأة لميرنا اففف قد أحرقتها الآن
حكيم(أغمض عينيه في محاولة لابتلاع ذلك الموقف):- أتفهم ذلك ولن أتفوه بحرف لميرنا تمام ؟
ميسون(بتفكير وضعت يدها على خدها فطلته بالصباغة عفويا):- هههه ياء بعثرت الأمر الآن
كاظم(حملها بيد واحدة ليمسح بالأخرى على خدها):- يلزمنا الاتصال بطوارئ التزيين الآن
ميسون:- لأغسل وجهي إذن لكن بابا أخبرنا ما رأيك ،أنت لم تمانع رسمنا هنا إنه حائط خلفي ولا أحد يهتم فيه ثم يعني كاظم أقنعني بجدوى خلق مفاجأة لميرنا فلم تتناول أكلها وقد بدت منزعجة جدا ، حتى أنها طردت جدتي وطلبت منها تركها وحدها ، اممم حتى أنا رفضت مقابلتي وعمو ميار ظل يحبس نفسه بغرفته
حكيم(يا الله هل تضايقت لأنني لم أجب على اتصالها؟):- انزلي من عندك واغسلي وجهكِ ثم عودي لإنهاء الرسم ، ستجدين سلما بانتظارك لا داعي أن تتعبي كتف العم كااااظم
كاظم(وضع الأدوات وأشار لها برأسه أن تذهب)):- يعني ؟
حكيم(أشار للفراغ):- أظنني كنت واضحا معك وجدا يا كاظم يعني لا جدوى من تكرار الجملة إن كانت قد استقرت بعقلك ، ميسون تتعلق بك وهذا أمر أرفضه إذا ما جعلها تتأذى
كاظم:- ههه أنت لست جادا إنها بعمر الثامنة عن أي تعلق تتحدث يا رجل ؟
حكيم:- أيا كان …حاول أن تخفف منه وبما أنه لا يمكنك التملص من هذه الرسمة فأكيد ستنهيها معها وفقا لشروطي أنا
كاظم(حرك فكه بحدة):- أنا لا آخذ أوامر من أحد
حكيم(اقترب منه بتهديد=):- تركي لك ها هنا كان لأجل ميار وليس ابنتي ، فضع هذا بعقلك ودعنا نبقى الأمور ودية سيكون ذلك أفضل للجميع
كاظم(حرك فكه بثقل):- أي والله فقدت ربعا من عقلك ولكنني لست ألومك …روح روح الآن لدي عمل هنا مع شريكتي في المنطقة
حكيم(صفق بقلة حيلة):- الجنون وأنت صورة طبق الأصل
كاظم(رفع الفرشاة مهددا):- روح بدلا من أن أرسلك بهلوانا من هنا …
حكيم(تحرك بتثاقل):- غريب الأطوار
كاظم(أخرج لسانه):- مخبول …لُممم
ضحك حكيم من حركته ولم يسعه إلا أن ينصرف وإلا سيجد نفسه خائب الرجاء مع جدار برلين صاحب أطول نفس في استفزاز البشر وقتلهم ببرودة مطلقة .. فطالما سيطر على مكامن تفكير ابنته التي وجدها تركض من جديد خلف القصر وهي تلوح لداغر الذي كان يحمل السلم خلفها ، والضحكة تملأ ثغرها البسام فأكيد أكيد لن يتمكن من حد ذلك التأثيرررر ..طأطأ رأسه وسمح باستمرار الأمر فما هو فاعل إزاء الأمر الواقع ، دلف للداخل وبحث عن جدته ووجد الخادمة تخبره أنها صعدت لفوق في البادئ اعتقد بأنها مع ميرنا لكن حين فتح الباب ووجد ميرنا وحدها توجس ونظر للمنعطف الآخر ..
نبيلة:- يعني لن تتحدث ؟
ميار(كان يضع رأسه بين يديه ويجلس في الزاوية بينما كانت هي تجلس قبالته على الكرسي):- لطفا جدتي أنا منزعج قليلا ممكن مجال ؟
نبيلة:- ولد ..من حقي أن أقلق عليك
ميار:- بأي حق هااااااه بأي حق
نبيلة(صغرت عينيها فيه):- لأنك حفيدي …
ميار(برقت عيناه وهو يرفع رأسه مندهشا في كلامها):- مااااذا ؟
نبيلة(مسحت على عصاها بإهمال):- يعني تعتبر وكأنك مثل أحفادي، وليس ضروريا أن تعرف كل شيء ، ثم دعنا من هذه التحاليل وأجبني ما الذي يضايقك هكذا ؟
ميار(استقام بعصبية):- متعب أناااااا متعب وقلبي يؤلمني وأشعر بأن الكون كله مقفل بوجهي ، هل أتااااابع وأمزق فؤادي حتى ترتاحي ؟
نبيلة(فتحت فاهها بعدم فهم ونهضت إليه):- بني ..لو تفضفض لجدتك بما يتعبك لربما ارتحت
ميار(هز رأسه برفض):- هذا لا ينفع لا ينفع أنا محبط
نبيلة:- من ماذا أعطيني جوابا لسؤاااالي وبوضوح
ميار(نظر إليها بغبن):- أينفع لو تتركيني وحدي ؟
نبيلة:- لن أفعل لأنني هنا لمساندتك يا إيااااد
ميار(بعصبية من الاسم):- أنااااااااا لست إ…أنا أنا لا أريد شيئا
نبيلة(وضعت يدها على كتفه حين ولى ظهره):- أنظر إلي
ميار(شعر بحرقة شديدة من ملمس يدها الحنونة واستدار بطاعة):- جدتي
نبيلة(مالت برأسها وهي تتأمل حزنه العميق):- بحق ظلمة عينيك لا تحزن ، فكل شيء إلا وله حل
ميار(هز كتفيه بقلة حيلة):- ما عدت قادرا على رؤية النور في خضم هذا السوااااد
نبيلة(تركت عصاها على جنب ووضعت يديها على وجهه):- ثق بكلامي
ميار(امتلأت عيناه بالدموع تأثرا بها وشعر بثقل قلبه يهوي معه حين ارتمى بحضنها):- تعببببت
نبيلة(عانقته بحب وحنان):- أعلم ذلك …لكنك من اختار هذا المسار لو أنك أفصحت عن الحقيقة لكنت ارتحت الآن يا ولدي
ميار(رمش في حضنها وهو يستوعب كلامها):- عن أي حقيقة تتحدثين ؟
نبيلة(مطت شفتيها وطبطبت على ظهره):- حقيقة الشيء الذي يثقل كاهلك ولا تستطيع مشاركته معي
ميار(مسح على ظهرها وابتعد):- لا يوجد شيء صدقيني
نبيلة(مسحت على وجهه مجدداا):- أنا نبيلة الراجي …امرأة تستطيع أن تقرأ خفايا الأمور وتفهم العديد من الأسرار وتكشف أوجه الاختلاف في أقربائها …أتعلم منذ الوهلة الأولى حين رأيت ميسون عرفت أنها حفيدتنا من دمنا ولحمنا حتى قبل أن تبرز وحمتها الوردية التي كانت خير جواب …كنت موقفة أن ملامح تلك الصغيرة وتفاصيلها موروثة من جينات أصيلة متجذرة فينا وتعيش وسطنا حتى ، لوهلة استبعدت أن تكون ابنة حكيم بقدر ما مال قلبي أن تكون ابنة ميرنا أو جوزيت
ميار(انتفض مبتعدا عنها بتشتت):- ليس لتلك الدرجة
نبيلة(بصدق أليم):-أنا أعرف أعرف … يمكنك مصارحتي بأي شيء قبل أن يفوت الأوان
ميار(توجس منها أكثر وحاول التهرب):- غالبا خلطتِ بين الأمور جدتي
نبيلة:- إياك وأن تستغ…
حكيم(فتح الباب بقوة):- إيااااد …. كاظم يطلبك بالأسفل يقول أن هنالك تحقيقا مهما عليكما التحري عنه ، وأنتِ جدتي داغر جاهز ليوصلكِ للبيت
نبيلة(نظرت إليهما):- منذ متى وأنتما تخفيان عني ؟
حكيم(نظر لميار بموت)؛:- نخفي عنكِ ماذا يا جدتي ؟
ميار(يتدارك الموقف):- اسألها ولا تنظر إلي بدوري لا أعلم ما السبب لهذا الهرااااء
نبيلة:- عموما تذكر جيدا أن الفرصة كانت بين يديك ولكنك خسرتها ، أنا راحلة وسلم لي على حفيدتي ميرنا وأخبرها أنني لست غاضبة منها سأنتظرها بزفاف صديقتها
حكيم(حرك يده لميار):- ما الذي حصل ؟
ميار(هز كتفيه بعدم فهم):- وش عرفني أناااااااا ؟؟؟؟
نبيلة(زورتهما بنظرة مبهمة وغادرت الغرفة):- تصرفا كما يحلو لكما لنرى إلى أي مدى ستتحملان
سرعان ما لحق بها حكيم وودعها على مضض فقد كانت تجيبه باقتضاب ، حتى أنها لم تطلب رؤية ميسون لتودعها بنفسها بل تركت لها السلام فحسب ،وهذا ما جعله يتوجس أكثر في تصرفاتها الغريبة ، لكنه لم يطل تفكيرا فقد وجد ميار ينزل مسرعا وهو يتأهب للمغادرة
حكيم:- إلى أين ؟؟؟؟؟
ميار:- وصلني اتصال للتو لقد ارتفعت حرارة صولي …سأكون بالعرين
حكيم(بقلق أمسكه من ذراعه مستوقفا):- انتبه لنفسك ولا تقلق يا أخي …سيكون بخير
ميار(بقلب مفطور):- لا أدري من أين سأبدأ لأنتهي لكنني أعرف أمرا واحدا ويكفيني الآن …أناااا قد تلاشيت وقد أفلح الجميع في جعلي هكذاااا
حكيم(لحق به للجانب):- هل أرافقك ؟
ميار(فتح باب السيارة):- لديك أمور أهم لتتعامل معها ومنها أهم سؤال أين كنت لحظة اتصالها بك ؟
حكيم(نظر جانبيا بسرعة):- كان لدي عمل
ميار(رفع حاجبيه ودلف للسيارة):- تمام حين تجد نفسك مستعدا لتروي ما الذي تحيكه من وراء ظهري، ساعتها قد تتمكن من فهم وجعها
حكيم(نفض يديه أثناء رحيل ميار):- اففف على الأغلب خربت الدنيا … هءء ميرناااااااااااا
نظر بفزع صوب نافذتها التي انكسرت وسقط منها جرسها الخاص ، هرع نحوه والتقطه وهو ينظر للنافذة وفهم أنها كانت تنادي بواسطته ولكن لم يسمعها أحد ولا حتى هو … يا الله / قالها وهو يركض صوب غرفتها ليجدها تجلس أرضا وتكتف ركبتيها وهي ترتجف ونشيج بكائها يصدح بالغرفة كاملة ، كان نشيجا حزينا جدا جدااا مزق وتين قلبه قبل أن يرتمي وسط الغرفة ويجثو أرضا ممسكا بيديها بكل احتياج
ميرنا(رفعت عينيها الدامية):- …؟؟؟
حكيم(فهم سؤالها من نظراتها وتهرب بعينيه وهو ينظر للفوضى الكامنة بالغرفة):- لما فعلتِ هذا ؟
ميرنا(سحبت يديها مرتين منه):- …لا
حكيم(تركها على مضض):- طيب طيب اهدئي أولا وستحكين لي كل شيء بروية ، أين كتابكِ ؟
ميرنا(بعصبية نتفت شعرها وهي تدفعه عنها لتستقيم بجهد جهيد):- ..هئ
حكيم(أمسك وجهها بين يديه):- ميرنا ميرنا اهدئي لطفا أنا معكِ الآن ماذا بكِ أخبرييييني ؟؟؟؟
ميرنا(دفعته أكثر وهي تحاول النهوض بشتات):-….لارد
حكيم(أفلتها نظيرا لحرقتها البادية جدا على ملامحها ونظر حوله):- أين كنت أثناء حدوث هذاااا ؟
ميرنا(بثقل نظرت للمرآة وأجهشت بالبكاء):- °أصبحتِ عبئا يا ميرنااااا لقد انتهى بكِ المطاف في غرفة باردة خالية من الحياة ، لا أحد يسأل عنكِ أو يستفهم عن حالك ، كيف ستمضين بقية حياتكِ هكذا بلا صوت يساعدكِ على تحرير أنات الوجع ، كيف ستبلين بينما يتعب وسطكِ من استيعاب رغباتكِ ، إذا كان أقرب الأقربون قد استصعب عليه أن يفهمكِ فما بال الآخريييييين …لا يا ميرنا أنتِ تماطلين بسبب الخوف ، لديكِ رعب حيال المحيط الخارجي إذا ما وجدتِ نفسكِ وسطه دون صوتك ، كلما تخيلتِ الأمر اصطدمتِ بحقيقة مرة وهي أنكِ لن تستعيدي ثقتكِ بنفسكِ مطلقا ، أنتِ أصلا ضعيفة وهذا الحادث عرى عن ذلك الجانب لطالما كنتِ كذلك ، فأنتِ بدونهم تضيعين أجل وهذا هو بيت القصيد عليكِ أن تضيعي وحدكِ ولا تُضعيهم معكِ كفى يا ميرنا كفاكِ تجريحا لهم كفى كفى كفىىى°
حكيم(بسرعة أمسكها من ذراعيها ورمى بها في حضنه وهو مصدوم من تأنيبها الجارح):- شتتتتت أنتِ هناااا في مأواكِ فلا تخافي من شيء
ميرنا(بمرارة انهارت على صدره وهي متشبثة به):- ….°أنا أحتتتترق يا حكييييم وهذا يؤذيكم°
حكيم:- سنهدأ الآن وستكتبين لي عما يزعجكِ ، هل قامت جدتي بشيء ما ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا وتملصت من حضنه بعصبية مشيرة إليه):-…لارد
حكيم(أحنى كتفيه بتعب):- أعلم قصرت في واجبي معكِ وأثناء اتصالكِ بي لم أرد ، صدقا آسف
ميرنا(جلست بتعب على السرير):- …همم
حكيم:- قولي ما تشائين فالحق معكِ
ميرنا(مسحت دموعها بظاهر يدها وانحنت لتلتقط الكتاب والقلم وكتبت):- …°لقد جعلتني أنتظرك وعدتني أنك ستأتي ولم تأتي قلت أن أتصل بك في أي وقت أحتاجك فيه ولكنني لم أجدك لا من قريب ولا من بعيد ، إن كنت قد تعبت من العناية بي لما تأسرني معك دعني أعود لبيتنا واليوم°
حكيم(قرأ كل ذلك واستشعر ذنبا عظيما في فؤاده):- …كان لدي عمل مهم والله لم أقصد تجاهلكِ ميرنا صدقيني أنا..
ميرنا(كتبت بعصبية):- °لن أصدقك لأنني أعرف أنك ستكذب علي ، أصبحت تشبه ميار في طبعه وهذه اللامبالاة تؤرق أعصابي ، أنا متعِبة أعلم ذلك بل موقنة أنني أتعبك معي أكثر واحد ولكن دعني أعود فوجودي هناك سيفتح لك مجالا أوسع لتحظى بحريتك الشخصية التي لا أجرؤ على دحضها°
حكيم(بنفاذ صبر):- هل تهذييييين هنا ما هذا الذي تقوليييينه ميرنا … أتعلمين بما تتفوهين أم أنكِ ترغبين باستنزاف أعصابي فحسب ؟؟؟
ميرنا(نظرت إليه واسترسلت تكتب):- °أنا أحررك من مسؤولية رميت بنفسك قربانا لها°
حكيم(مسح على شعره بغيظ):- أنااااا أيضا لي حياتي وأسراري ميرناااا ، أنا لست مقيدا بنمط حياة واحد لأن حياتي ليست حياة طبيعية حتى أتمتع بوقتي وأغامر بعد كل هذا الصبر
ميرنا(تأوهت من نظرته القاسية وأطالت النظر فيهما حتى أغمضتهما وهي تترك الكتاب يسقط منها مع القلم):- °وأنت أجبت عن سؤالي فيكفي° …
حكيم(وضع يديه على جانبيه وهو يتأمل سكونها):- قولي شيئا اكتبي فضفضي دعيني أفهمكِ لأنني صدقا صدقا ما عدت أتحمل دلالكِ الذي يفوق قدرتي على الصبر، أنتِ لا تعلمين شيئا مما أكابده وتضغطين على الجرح بل ترشين الملح عليه بوضعكِ الأليم هذااااا …أقول لو تتفاعلين لو تكتبين لو تشاركينني أحزانكِ مرادكِ أمانيكِ لكنكِ لا تفعلين لا تفعلين ، شتان بين تلك اللحظات التي تخطين فيها بضعة جمل ترهق الذات أكثر مما هي عليه
ميرنا(أشارت بيدها نحو الباب):- ….
حكيم(حرك فكه وهو يقترب منها ليجثو عند ركبتيها):- لن تطرديني من غرفتكِ ولن أذهب ، أنا وأنتِ سننهي هذا الخصام الذي شب بدون داع ولكِ اعتذاري عن تقصيري في حقكِ يا ستي هل يرضيكِ ؟
ميرنا(تنفست بتعب وهي تشير مرة أخرى للباب):- …هممم
حكيم(جلس جوارها ومد يده للفراغ):- أعطني يدكِ
ميرنا(رمقت يده بطرف عين وهزت رأسها نفيا):- لا …
حكيم(ابتسم وهو ينكزها بذراعه):- لا … لا يعني لا تريدين أم أنكِ تتدللين ؟
ميرنا(وضعت خصلة شعرها خلف أذنها):- لا لا …
حكيم(جمع قبضته وهو ينظر إلى عمق عينيها):- قاسية أنتِ
ميرنا(حركت رأسها بنفي):- لا
حكيم:- ههه لستِ قاسية يا سلام ، طيب إذن أنتِ متعبة ؟
ميرنا(بإيجاب):- ها …
حكيم(بنظرة عشق):- ولكنني أعشق تعبكِ ذاك ولا أحد اشتكى
ميرنا(رفعت حاجبيها بدهشة):- هممم ؟
حكيم(بإصرار على جملته):- والله
ميرنا(امتصت شفتيها وهي تنظر للفوضى بالغرفة):- هه لا
حكيم:- لا ماذا ؟
ميرنا(وضعت يدها على قبضته التي فتحها لتغرق فيها يدها):- …
حكيم(استشعر شعورا جميلا من راحتهما تلك وجذب باطن يدها لفمه مقبلا):- لا ولم وأبدا لن يبعدني أحد عنكِ أو ينسيني إياكِ …هي مشاغل عالقة وقمت بحلها وقد كنتِ معي طوال الوقت ، أيعجبكِ قول هذا مولاتي الملكة ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها وهي تنظر جانبيا):- ها
حكيم:- شوفي يا عصفورتي الصغيرة …أنا لا أطالبكِ بشيء الآن يا روحي ما أفعله لأجلكِ نابع عن محبتي وخوفي وقلقي ورغبتي في أن تصبحي بخير ، لستِ مضطرة لترديه لي أو تشعري وكأنكِ مدينة لي بتعويض …أنتِ قطعة من هذه الروح وأنتِ كل القلب والفؤاد ملك لهواكِ ، أحبكِ أعشقكِ نعم كل الكون يعلم هذا لكنني لا أطالبكِ بأن تردي لي هذا الحب بهذه الطريقة الجافة …أنا أعرف أنكِ تعشقين وائل وتتمنين لو كان بجواركِ في أزمتكِ هذه بدلا عني أو ممكن معي ، أقرأ ذلك من لمعة عينكِ الكسيرة ولكن ما باليد حيلة ميرنا أتفهم حنقكِ منه بقدر ما أنتِ مشتاقة له لكن … لكل قصة وجهان
ميرنا(زفرت عميقا وهي تحرر أدمعها من محاجرها):- هممم
حكيم:- والآن سنبقى عقلاء وسنتوجه للأسفل كي نتناول طعاما شهيا ، فقد أخبرتني يمامتنا نبيلة أنكِ لم تتناولي أكلكِ وبدوري لم أتناوله فهل ستسمحين ؟
ميرنا(هزت رأسها مرتين بموافقة):- ح…
حكيم(نظر إليها بوله لكنه أمسك نفسه بقوة وقبل جبينها):- دامت بسمتكِ يا بسمتي .. تعالي
شبك أصابعه في يدها وجذبها خلفه بابتسامة ، في خلده كانت أنات تباشير الفرح تغرد بين أغصانه أما هي فقد كانت ممتنة لقربه ودعمه لها صدقا هو يخفف عنها ولا يسعها الإنكار ..أما وائل حسنا قد أجاد حكيم بماهية الموضوع بالنسبة لها وهو على حق ستكتم شوقها إلى أجل غير مسمى ، مثلما يكتمه هو بقلب عليل يناجي طيفها في ذلك السجن الكئيب
وائل(كان يلامس قلادته بشرود بينما عيناه في سقف زنزانته):- "لماذا سَرقت تقاطِيعَ البَسْمة مِن ثغري يا لعنة قلبي ، لماذا جَعلت الحزن يسكُن دُروبَ الصَّمتِ في عُروقي ، حتى بات كُلَّ شيء باهتا بلا حياة ، بلا أمل بلا أنفااااس … ليتكِ تطلينَ على ظلمتي يا شمسِي ليتكِ تلمسِينَ يدي وتبثينَ فيها نبض العشق ، فقد تحوَّلت تقاسيمُ العالم لطمسٍ رماديِّ يزيدُ من أزمةِ الاختناق ويحدُّ الرؤية …رؤيَة أنايَ وهي ترقصُ على مدامعِ قلبي رقصَة الأشوَاق !"
عقد حاجبيه وهو يحاول أن يتذكر آخر حديث لها معه فاستحال عليه ذلك ، فآخره قد كان ليلة الحادثة عبر الهاتف يوم وعدته أنها ستكرهه بشدة وأنها لن تغفر له ، كل هذا يزيد من ضيق المكان عليه فيصاب بالجنون ليصرخ بعصبية من مآله ذاك وهو يعلم أن كل ما يحصل نتاج لتضحياته المتواصلة ، فلو كان أحد آخر محله لجعل أحدا من رجاله يلبس التهمة ظلما وأيضا لترك موظفته تموت في قبضة العدو ولا يهتم بحياتها ، حتى أنه لا يعرفها شخصيا ولم يرى وجهها مطلقا كي يضحي بأيامه مقابل حياتها ولكنه وائل رشوان تبقى عظمته الأقوى وهيبته تلك تسترعي انتباه وإشادة كل واحد يسمع بالأمر وأولهم طارق ….
حكيم(فرقع إصبعه لميسون):- ستنتظرين لحظتين ريثما أستقبل هذه المكالمة ونفاجئ ميرنا سوية
ميسون:- حسنا بابا سأغسل يداي إذن
كاظم(لمح حكيم وهو يبتعد عن الصالون وتوجه إليها رويدا رويدا حتى أفزعها):- بُوووو
ميرنا(أمسكت على قلبها):- هممم
كاظم(قفز بضخامته حول الكنبة وجلس جوارها حتى زلزلها معه):- فيما الحلو شارد يا حبة عيني ؟
ميرنا(هزت كتفيها برتابة):- …
كاظم(مال برأسه وهو يطل عليها):- جديا … أنتِ بخير ؟
ميرنا(بإيجاب):- هااا
كاظم:- يعني ألا تفكرين بالهرب قليلا من رتابة هذه الأجواء ، أنا لا أقلل من دعم كيمو ولكن يعني منذ عدة أيام لم تتنفسي وأفكر باختطافكِ قليلا ما رأيكِ ؟
ميرنا(رمشت وهي تنظر جانبيا لحكيم):- هممم
كاظم(رمقها وهي تلوح لجيبه):- هااااه هاتفي …أ..لحظة
أدار ظهره سريعا ومسح الصورة الداخلية لواجهته وأبدلها بشيء عشوائي وأعطاه لها لتكتب
ميرنا(كتبت):- °أنا موافقة لكن حكيم سيرفض°
كاظم(غمز لها وهو يقرأ):- ولو دعيها على جدار برلين فلا شيء يصعب عليه صدقيني
ميرنا(هزت كتفها بموافقة):- هاااا
كاظم(ابتسم وهو يتنهد بعمق):- همممم ..اتفقنا
حكيم:- لا لم نتفق يا طارق لم نتفق ما تحاول فعله قد يكشف أمرك
طارق:- لن نتخلى عن وائل يا حكيم إنه معنا وهذا المركب لن يسير بدونه
حكيم:- وكأنني أهتف عاليا دعوه يسجن ، واااائل يتحمل نتيجة تصرفه الغير محسوب هو من رمى بنفسه في ذلك الوبال إذن اللوم على من ؟؟؟؟
طارق:- حكيم بنظرك هل وائل سيقدم على ذلك طوعا ؟
حكيم:- مطلقاااا لكان التصق بتلابيب ميرنا الآن ولم يفلت الفرصة
طارق:- تمام إذن ماذا تستنتج من هذا ؟
حكيم:- أنه مهدد وهذا مفروغ منه
طارق:- بالضبط..وائل اضطر للقيام بذلك تحت تأثير التهديد
حكيم(مسح على وجهه وهو يستدير لينظر لميرنا وكاظم يضحكها):- تهديد ممن ؟
طارق:-لم أتوصل لهوية المهدد ولكنه من طرف غضنفر
حكيم:- غضنفر الكلب كان ذلك متوقعا أصلا
طارق:- إنهم يختطفون موظفة بمكتبه ورقبتها تحت كلمته ولهذا هو هناك الآن ..ما علينا فعله كأسرة وهو إخراجه من تلك التهمة بدون عواقب قد تؤثر على كلا الجانبين
حكيم:- لحظة لحظة … ما مقصدك بالأسرة يا ابن عمي ذلك الشخص غريب وسيبقى غريبا عنا طالت أم قصرت
طارق:- أيا كان ..فهو الرجل الذي قام بحماية ابنة عمنا جوزيت وقام بإنقاذ أختك دعاء سابقا من موت محتم وأيضا اصطحب أختي رنيم للمشفى أثناء ولادتها ناهيك عن بطولاته مع ميرناااا يا حكيم ، فهذا يغطي عن العديد من التضحيات لعائلتنا ولك وللآخرييييين
حكيم:- الله الله كأن لقاءك به غسل دماغك بالكامل حتى بت أشك هل أنت ابن عمي أم ابن عمه
طارق(زفر عميقا):- لست وقت السخرية الآن يا حكيم ، الوضع لا يحتمل الضغط وائل يجب أن يخرج في هذين اليومين ولن أتوانى عن تقديم المساعدة له بدعمكم أو بدونه
حكيم:- ما المطلوب واختصر علي لطفا ؟
طارق:- أنت بإمكانك التنسيق مع ميار لمعرفة الأمكنة الدقيقة التي قد يخفي فيها غضنفر أو رجاله شخصا ما ، يعني لعشرته الطويلة بهم أعتقد أنه قد يقدم عونا هنا
حكيم(حرك فكه):- وائل فعلا يستحق أن نقف بجواره ، حسنا سأكلم ميار وأعطيك خبرا
طارق:- أنتظر
حكيم:- كيف حال المجنونة ؟
طارق(ابتسم):- إنها تعيث في المطبخ فوضى فالأخت مصرة على أنها تجيد تحضير الطعام وها نحن ذا ننتظر ههه
حكيم:- أيوة يعني نصيحة أخوية اتصل واطلب طعاما فوريا فالأمل منها منعدم
طارق(كان يتحرك صوبها):- هه أشك أنها ستوافق على ذلك
ميرا(زفرت بتأفف):- لما لا يستوي هذا الأكل همم ؟؟؟
طارق:- ربما لأنكِ لم تضعي الزيت قبلا يا فهيمة هههه معك حق يا حكيم أظننا سنطلب أكلا جاهزة ، فهذه الفاشلة ستقتلنا جوعا
ميرا(مسحت يديها وأخذت الهاتف منه):- أي وتسخر بعد طبعا طبعا طالما ميرنا معك لن تهتم فينا نحن ولا ذرة ، مؤسف عليك يا ابن العم مؤسسسسف بحق
حكيم:- يا ويلتاه من لسانكِ الفاسد ألا تفلتين فرصة لانتقاد البشر ؟
ميرا:- أكيد فأنا انتظرت اتصالك
طارق(أزال سترته ودخل المطبخ):- كلميه ريثما أحاول إنقاذ هذه الفوضى
ميرا(بامتنان غمزت له وابتعدت بالهاتف حيث كان):- سمعتني ..لقد انتظرت اتصالك ولكنك لم تفعل
حكيم(حك حاجبه):- كان لدي أمور عالقة ثم أنتِ بأيد أمينة مع أخوكِ طارق يا بنت
ميرا(مالت بشفتها):- لكن أنت لست أخي
حكيم(أغمض عينيه):- ميرااااا بلا جنونك ، جرعة العشق التي تتدفق في عروقكِ لها صاحب يبحث عنكِ شرقا وغربا فحرام ما تفعلينه به وبابنك عودي لطفاااا عودي
ميرا:- سأعووود سأعود يا حكيم لأثبت لك أنني لست أهذي تمام ؟
حكيم(حول عينيه):- يلا ميرا سلام لدي عمل الآن
ميرا(بعصبية رمت الهاتف على المنضدة وجلست ممتعضة):- حقييييير
~ ميرا تتذكر ~
قبل عدة أيام وحين كانت لا تزال بقصر حكيم ، في إحدى الليالي التي كانت فيها ميرنا ببيت العائلة مستقرة بأمان عاد هو ليتفقد الأوضاع هناك ، في باله كان يتوقع عودة طارق أيضا ليمضوا ليلة أخوية شقية من الزمن الجميل ، يستذكرون فيها مجمل ذكرياتهم القديمة ويمضون بعض الوقت سوية لكن طارق كان مشغولا مع أمجد الذي استدعاه لتفقد إحدى المخازن من ضمن ملكيات غضنفر على أمل إيجاد هبة هناك ، لكن هيهات فهي أمام أعينهم ولو فتشوا الدهر كله لن يستطيعوا الوصول إليها ما لم يحررها ميار … المهم عاد وكراتين الأكل الجاهز بيده دلف بها مباشرة للمطبخ وناداها لتنزل ، لكنها تأخرت في ذلك فصعد ليتفقدها ويستحم سريعا ليعود لتناول العشاء ، فوجدها بحمامها أيضا لذلك حدثها من الغرفة وغادر لغرفته ليرمي بنفسه تحت صنبور الماء وهلة من الزمن لطرد التعب .. وإذ بعدة دقائق تمر ليسمع صوت فتح الباب ويلتفت للإنارة التي مرت من شقه ، مال بشفته والتقط منشفته ليفتح الباب الزجاجي سريعا ويجدها أمامه
حكيم:- ما هذا يا سمر ؟؟
ميرا(نظرت إلى صدره العاري وتنفست بعمق):- كنت ..أ
حكيم(شم رائحة ليست بغريبة تفوح منها):- يا إلهي هل علي أن أعيش ثمالة بنات الراجي مرة كل أسبوووع أم ماذاااا ؟؟؟
ميرا(تلعثمت بارتباك وهي تحرك فستانها البيتي الذي التصق بجسمها المبلل):- كنت أريد أن أراك
حكيم(دفعها ليغادر الحمام):- وأنا لم أعترض لكن انتظريني بغرفتي على الأقل ، ما معنى أن تقتحمي حمامي هكذاااا يا سيدة ؟
ميرا(مسحت على وجهها المحمر وهي ترمق عضلات ظهره المتعطشة للمسها):- أنظر يعني الموضوع ليس كما فهمته ، فأنا أناااا
حكيم(وقف خلف الجدار الخشبي ورفع بنطلونه ليخرج إليها):- أيا كان يمكنكِ المغادرة أريد راحتي الشخصية ولا تكرريها هاه
ميرا(عضت طرف شفتها وهي تلاعب خصلات شعرها المبلل وتتأمله بجوع):- حكييييم
حكيم(مسح على شعره بالمنشفة ورماها جانبا ليفتح دولابه بحثا عن قميص):- نعم ؟
ميرا(أطلت عليه حيث كان باب الدولاب يفصلها عنه):- أريد أريد ….
حكيم(بإهمال أغلق الباب وهو يجذب قميصا أسود):- أوجزي يا بنت هل ابتلع القط لسانكِ ؟
ميرا(اقتربت منه وهي تناظر قطرات شعره بشغف):- لو …لو عاد الزمن بنا للخلف هل كنت لتتزوج ميرنا مرة أخرى ؟
حكيم(اندهش من سؤالها لكنه هم بارتداء قميصه):- وما مناسبة السؤال يختي ؟
ميرا(حركت فكها وهي تقترب أكثر حتى بقيت خطوة تفصلها عنه وهو يلف ظهره):- مجرد سؤال
حكيم(استدار حين استشعر دفء يديه على ظهره):- ما الذي تفعليييينه ؟
ميرا(جمعت يديها بخفة):- أسألك فحسب ..
حكيم(أشار للباب):- أحضرت عشاء جاهزا لكلينا سوف نقوم بتناوله بعد دقائق ، هل تساعدين ؟
ميرا(حركت فكها بإباء وتراجعت للخلف):- حسنا …
حكيم(مسح على جبينه بعد خروجها):- الله يستر وتمضي هذه الليلة على خير
بعد مدة التحق بها وجدها قد وضعت الطعام على الطاولة لكن لا وجود لها ،، بحث عنها ووجدها عند المشرب تتجرع مما تبقى من القنينة التي فتحتها ذلك المساء والظاهر أنها تنوي على خراب الدنيا ، سرعان ما أخذ منها الكأس ووضعه على جنب ليجرها من ذراعها للطاولة حتى أجلسها بعنف
حكيم:- ستتناولين طعامكِ وتخلدين للنوم غدا صباحا لن تبقي هنا ولا ثانية ، تحدثت مع طارق قبل نزولي سيأتي لاصطحابكِ لبيته مؤقتا ريثما يعود عقلكِ لرأسكِ وتعودين لبيتكِ وزوجك
ميرا(تلكأت الحروف بجوفها حتى دمعت عيناها):- أتطردني من بيتك ؟
حكيم:- لا أطردكِ إذ يمكنكِ البقاء لكنكِ ستهربين إذا ما عرفتِ أنني سأجلب ميرنا إلى هنا
ميرا(شهقت بعدم تصديق):- هل تطردني لتحضرهااااا هي بدلا عني ، هل ترميني خارجا لأجلهاااااا ؟
حكيم(أمسك شوكته وسكينه وبدأ بالأكل):- لا تعيشي هذا الوضع الدرامي كثيرا فقد يؤذي أعصابكِ فنانتنا ، وربما قد تتشنج إحدى حبالكِ الصوتية لا سمح الله
ميرا(رمقته وهو يتناول أكله بعدم مبالاة):- ألهذه الدرجة أهون عليك ؟؟ أنت تفرط فيني بالمعنى المباشر يا حكيم ولأجل من …لأجل مدللة الجماهير ميرنااااا هانم
حكيم(وضع شوكته بعصبية):- يعني لن تدعينا نتناول أم هذا العشاء صحيح ؟
ميرا(ضربت بيدها صحنها حتى أسقطته أرضا):- لا أريد طعاما معك ولا أي شيء لقد خذلتني للمرة الألف مجددا لأجل تلك الغبييييييييييية …أنا أكرهها وسأكرهها حتى المووووت ليتها ماااااتت في تلك الحادثة ففقدانها لصوتها ما كان إلا وسيلة للتقرب منكم أكثر فأكثر فأكثررررررررررررر
حكيم(ضرب على الطاولة وهو ينتفض من كرسيه مزمجرا):- إياكِ وأن تخطئي في الحديث عنهاااا
ميرا(دفعت الكرسي خلفها حتى سقط وواجهته):- بلى سأفعل لأن هذه هي الحقيقة ، كلللللللللللكم تهتفون بحياتها وهي التي لا تقدم لكم سوى الموااااااجع والآآآآآآآآآآلام كيف كيف تعشقونها بهذا القدر بينما هي كتلة عقد لا تتسم إلا بجلب المشاااااااااااكل
حكيم:- ورغم ذلك رغم ذلك أنا أحبهاااا وسأحبها ولا يسعكِ تغييير هذا القدر مهما فعلتِ يا سمر
ميرا(جذبت شعرها بعصبية ولم يكفها بل أمسكت بغطاء المائدة وطرحت كل شيء أرضا):- أحمممق
حكيم(أشار للأرض):- هل ارتاح قلبكِ هل استوعبتِ الأمر ، سيكون جيدا لو أقحمته بعقلكِ الحجري واقتنعتِ بهذه الحقيقة الأزليييييييية ثم أنتِ متزوجة متزوجة ما هذا الجنووووون
ميرا(اقتربت منه بحرقة وضربت على صدره):- أخبرني لماااااذا هي لمااااااااذا اخترتها ؟
حكيم(أغمض عينيه من ضربها وأمسك يديها بقوة):- كفىىىىىىىىى .. لقد أجبتكِ مليون مرة عن هذا السؤال ولكنكِ ترفضين الاقتنااااع وتفضلين تجريحي المتواصل لكِ مرارا وتكرارا …تمام يا ميراااا يا سمر يا ابنة عمي أناااااااااا قدر ميرنا وميرنا قدري مفهوم ؟
ميرا(أرخت عضلات يدها وهي تدك رأسها في حضنه):- لما هي ولست أناااا
حكيم(بتعب زفر عميقا):- لن نبدأ رجااااااااااااااء أنا متعب متعب
ميرا(رفعت عينيها الباكية):- أنا أعشق شهاب …أريده وأشتاقه وأتمناه ..لكن أنت … أنت
حكيم(استوقفها وهو يبعدها عنه):- لا تتفوهي بالترهاااااات أنتِ تنتمين لزوجكِ وما تعيشينه من عذاب الآن ، ما هو إلا اشتياق إليه
ميرا(أشارت له بغبن):- لكنك حبي الأول …لقد عشقتك وانتظرتك مثلي مثلهااااا ولكنك لم تفكر إلا فيها حتى أنها تجاوزتك وكانت ستتزوج بزوجي الذي خطف قلبي منذ أول لقاء ..حقا كنت أنوي كسر قلبها وعقابها لأجل فقدانك ولكن شهاب استطاع أن يخترق عروق نبضي ويحتويها …بينما ظل طيفك يتردد على مخيلتي كل حين
حكيم:- كأخ ..كصديق ..كشخص أحببته وتحول حبكِ له لتقدير يا ميرا …لا تنسي أنني ظهرت بحياتكِ قبل نور حتى ، أنتِ التي أتيتها وليس نور وليس ميرنا بل أنتِ ….
ميرا:- وهذا ما شتت تركيز حياتي يعني …أنا
حكيم:- أنتِ تعشقين زوجكِ وما يحصل الآن مجرد شيطان يحاول تلوين الماضي بزخرفة مائية لن تستطيعي رؤيتها إلا بعد استيقاظ عقلك
ميرا(وضعت يدها على خده):- وما يدريك بذلك ؟
حكيم(أزال يدها):- استهدي بالله يا ميرا ودعي هذه الليلة تمر على خير
ميرا:- لن أتقبل طردك لي لأجلها مطلقا لن أغفره يا حكييييم
حكيم:- هي مريضة مريضة وبقاؤها في البيت يتعبها ، أساسا تركتها الليلة على مضض فقط كي أرتب الأمر هنا قليلا
ميرا:- ههههه أو قل لكي تفكر في أكثر طريقة لطيفة لتخبرني بأمر طردي…تمام تمام تذكر فقط أنك من كسر قلبي للمرة الألف
حكيم:- أستغفر الله العظييييم
زورها بطرف عين وهي تضرب برجلها الصحن الذي كان بطريقها لتصعد وهي ساخطة عن كل شيء ، نظر بقلة حيلة حوله وجلس على الكرسي وهو ينظر لحياته التي تزداد فوضى على فوضى … طلب من رجاله بعد برهة تنظيف المكان بينما توجه لغرفته مباشرة وارتمى بين أحضان سريره لعله يظفر ببعض الراحة ، في حين كانت هي تتآكل في غرفتها تسير هنا وهناك بجنون وترفع شعرها تارة وتارة تنفضه من جانب آخر ، أمضت على ذلك النحو قرابة 15 دقيقة لم تتحمل فيها وخرجت لتطرد تلك الفكرة التي أزعجت عقلها حتى صارت تضرب رأسها مرة ومرتين لعلها تستعيد وعيها ، لكن بدون فائدة صورته وهو يغادر الحمام لم تغادر مكامن خيالها بل ظلت تتشعب في فكرها إلى مدى مستحيل ..وجدت نفسها تطل عليه من شق باب غرفتها التي لم تجرؤ على اقتحامها بل ظلت تتأمل نومه وهي تمسح على وجنتها بتعب والدموع رفيقتها تلك اللحظة … قاومت وقاومت بفشل إلى أن دخلت وجلست جواره لتمسح على شعره وتنزل بشفتيها لشفتيه وتطبع قبلة شقية كانت تحلم بها طوال عمرها ، قبلة أيقظته ليصفعها على وجهها بقوة ويمسكها من شعرها ويطرحها أرضا بدون شفقة ، تألمت وجرحت وشعرت بالخزي لكن هذا لم يكن كافيا فصورته وهو يهم بضربها جعلتها تستذكر حقبة كئيبة مرت بحياتها وهذا ما جعلها ترفع يديها برجفة وتهتف بكفى
حكيم(نزل على ركبتيه ليسكتها):- يا ميرا يا ميراااااا لما تفعلين بنا هذاااا لما ؟
ميرا(بضياع):- لا تضربني أرجووووك
حكيم(مسح على كتفيها ورفعها إليه):- أنا لا اّفرط فيكِ لكنكِ استحققتِ ذلك لعلكِ تستفيقين لجنونك
ميرا(نظرت إليها من بين عيونها الضبابية):- أحببت فعلها
حكيم:- وبعد ؟
ميرا(بعدم فهم):- لم أفهم
حكيم:- وبعد أن فعلتها ماذا سيحدث ؟
ميرا(نظرت للسرير وبرقت عيناها):- أنت تقصد ..
حكيم(هزها بعنف):- كيف يسمح لكِ عقلكِ السافل أن يتخيل ذلك ، أنا لست وضيعا حتى أقوم بخيانة زوجكِ رغم أنني أمقت ملته كلها لكنني لست دنيئا لتلك الدرجة ميراااا فهمتِ ؟
ميرا(وهي تهتز بقوة من فرط رجه لها):- فهمت فهمتتتتتت يا مثاااالي
حكيم(رمقها وهي تضرب على صدرها وتمزق أزراره):- ميراااااااا
ميرا(كشفت عن صدرها العلوي):- هذاااا المكان سيحتويك حكيم ، حتى لو تزوجت وأنجبت وهرمت ستبقى حبيبي الأول ولن أزيحك من ذلك المكان مهما حصل لأنني لن أجد من يغطي فراغه غيرك ، سأثبت لك هذا حتى تقتنع بماهيتك فيني … وحتى لا تخون ذكرى أميرتك سأنسحب بهدوء رغم أنني لن أغفر طردك لي بهذه الطريقة ، لن أغفره يا حكيم لن أفعل …
مسحت الدمع الذي تساقط كالجمر على وجنتيها وهي تستذكر تلك الذكرى ، ولم يوقظها منها إلا صوت طارق الذي استعجلها لتساعده قليلا وهو يحاول إنقاذ تلك الأكلة الغريبة ، فؤادها تبعثر وهي تذكر رفضه لها وكم شعرت بالغضب من نفسها فهي ميرا ، جمرة الحب التي كانت تلهب قلوب الرجال وتجعلهم يلهثون في إثرها ، وما استطاع أحد ترويض قلبها غير شهاب الذي ساء حاله بعد كل ذلك الفراااااق ، وما هان عليه أن يترك ابن أخيه معميا على عينه
شهاب(بعدم تصديق)::- عمي عمي …حسنا أتفهم أنك كنت حانقا منا أنا ووائل طوال سنوات لعدم تفاعلنا معك تمام ، أتفهم أنه كانت بيننا مشاكل في الشركة قبل عدة سنوات لكن يا عمي يا عمي قد أصبحنا أقرب هاه حتى أن الجليد بيننا ذاب ، فأرجوك عاقبني بأي شيء إلا أن تخبرني بهذااا يستحيل أن تكون ميرا قريبة هكذا تتفرج على معاناتي ومعاناة ابننا دون تحريك ساكن أناااااااا لا أصدق
فؤاد:- لا تجعلني أندم لأنني أخبرتك ، ففي ثورة غضبك وتكسيرك لكل هذا ما هنت علي …قلت لك أنها ستأتي لعرس كوثر وزياد ما يعني أنها تنوي العودة أخيرا ، لذلك سوف تتعامل مع الأمر كما هو طالما المرأة قررت أن ترمي كل شيء خلف ظهرها وترجع
شهاب(صفق بيده بدهشة):- بعد ماذااااا ، بعد أن جعلتني أعربد كالأحمق في الطرقات بحثا عنها ، يعني أنا كنت مغفلا طوال هذا الوقت بينما أفتش عنها كانت هي تسخر مني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(استقام ليوقفه):- اهدأ يا شهااااااب ولا تسمح لغضبك بأن يسبب مشكلة أخرى نحن في غنى عنها أتسمع ؟
شهاب(حرك رأسه بجنون وهو يمسح على شعره بعصبية):- أناااا زوجتي …تستغفلني بهذه الطريقة وتعاقبني بهجرهاااا لأنني خفت عليهااا وحاولت التخلص من قطعة من فلذة كبدي كنت أقطع بسكين حاف وأموت ألف ميتة إثر إنجاز ذلك ، …فكرة كانت مجرد فكرة مجنونة لم أطبقها حتى بل ترااااااجعت لولا حكمة الأقدار التي شاءت موت طفلتي ما كنت فاعلاااااا إذا ما فقدتها ويتَّمت أولادها وقلب زوجها ؟
فؤاد(ربت على كتفه):- شهااااب يا كبد عمك لا تدع هذا العتب يعمي عيونك
شهاب:- يعمي عيوني ههههه …أنا فتحت عيوني هاته للتو وسوف أجعل السيدة تعود كما يحلو لها بالعكس هي تستحق ذلك المهرجان الذي ستتوجه بطلتها البهية ، وأنا وشادي سنكون بالانتظار طبعا لكن على طريقتنا فحين تعود للبيت حين يغلق علينا ذلك الباب وقتها …سترى شهاب رشوان آخر غير الذي عهدته أو ربما سيكون شبيها بالرجل الذي ذكرها بأسوأ أيام حياتها ….
غلب فؤاد وهو يحاول تحسين الوضع لكن شهاب كان يستحلف شرا بميرا أو على الأقل قرر معاقبتها بطريقته ، فهو لن يمرر تلك الأذية بسهولة مطلقا بل سيجعلها تعرف بقيمة الأشياء التي خسرتها في ظل غيابها عنهم … لم يجد بدا إلا تركه وحيدا يعايش ذلك الخبر الذي زلزل كيانه واضطر للعودة للبيت فقد كانت تلك الليلة آخر ليلة ستبيت فيها بنات مراد ونرجس إذ قرر أبوهم أخذهم للبيت مساء اليوم التالي …
نور(بعد وقت):- تأخر على الموعد يا بنات أكيد لديه عمل
لمى(وهي تلامس تاج رأسها الذي أحضره لها كما وعد منذ أيام):- امم كيف سأؤدي دور الأميرة بدون أبي الملك ها ؟
نور:- صغيرتي ستؤدين الدور وسنفرح فيكِ كلنا حين نصور الهدية لأمكِ وأختكِ جنى تمام ؟
لمى(ببكاء):- ليس تماما ليس تماما عمو فؤاد لن يحضر قوليها قوليها
جنان:- يا الله على هذه المدللة يا لمى عمو فؤاد لم يسبق وأن خذلنا أكيد هو بالطريق
لمى(دلت شفتيها وجلست بفستان الأميرات الزهري ببؤس):- فقدت الأمل
صهيب(خرج من الغرفة بعد أن ارتدى طقما أنيقا يا عيني):- هاااااا ما رأيكم في الأمير الوسيييم ؟
جنان(برقت عيناها وهي تتأمله):- واووو إنك تبدو رائعا
دينا(خرجت في نفس الوقت لتنضم إليهم):- مطلقا هو يبدو كالمهرج حتى
صهيب(نظر إليها بيأس):- ولو ارتدينا أوراق الشجر لن يعجب ذوق الآنسة دينا
دينا(برتابة جلست وهي تعدل فستانها بخفة):- لقد قلت الصدق
جنان:- مجنونة طبعا فهو وسيم رغما عن أنفك
دينا(رفعت حاجبها فيه):- وما ذنبي إذا كان ذوقكِ الرديء يناسب ذوقه هاه ؟
نور:- هييييييييه يكفي سأتصل بالعم فؤاد وستلتزمن الصمت وأنت ..عيني عليك
صهيب(هز كتفيه):- أي متى ستتقبلني أمكِ وتوقع علي بالموافقة ، إنها لا تنفك تحسسني بأنني في اختبار فوري قد يأتي على شكل صاعقة كهربائية تبعثر تركيزي
دينا:- ههه هذه ماما
جنان(زورتها بطرف عين):- ومن شبه أهله فما ظلم
دينا(استدارت إليها دورة كاملة):- ماذا تقصدين حلوتي ؟
جنان(عدلت فستانها وشعرها والتفتت بعنفوان للجانب الآخر):- ما فهمته
صهيب:- لمى تبدين رائعة سيدتي الأميرة ستكسرين المسرح
لمى:- يبدو أن ذلك لن يحصل اهئئئ
جنان:- لو بكيتِ ستضيع زينة وجهك
لمى(مطت شفتيها ببراءة):- حقااااا ؟
جنان:- حقا حقا …
هند(تأبطت حقيبتها وهي تتفقد شعرها بالمرايا):- ها بنات كيف أبدو ؟
دينا(صفرت بحماسة):- ياااا سلام على الخالة هند تبدين متألقة
هند:- يعني …ههه هل سأكون محط إعجاب ؟
صهيب(ضحك):- ومن تريدين أن تلفتي نظره يا خالة …اممممم أشك أن اسمه يبدأ بحرف الهاء ؟
هند:- ولد لن تزعج مزاجي لأنني في أحلى أحلى حالاتي هههه ست نور ست نووور أين هي ؟
دينا:- بالغرفة تحادث العم فؤاد غالبا
جنان:- صححي تخاااااصمه لا محالة هههه
انفجروا ضاحكين لحظتها ولم يكذبوا فقد كانت تلعنه لسابع جد ، وتركها تفعل حتى أنه فتح باب البيت ودلف هو وهمام مشيرا لهم بالصمت حين دلوه على مكانها بالغرفة المجاورة
نور:- ألو أجبني أجبني يا رأس البلايا أجبني لو كان لديك بما تجيب ، طفلة طفلة صغيرة ترجتك لتكون معها في حفلة النادي لتخذلها بهذا الشكل يا أخي حرام عليك حراااام ، ألووو رد علي وإلا حظرت اسمك في قائمتي الخاصة وفي حياتي كلهااااا هاه ؟
فؤاد(مد وردة من الجانب وأطل عليها):- أنا هنا
نور(صدمت بالوردة وابتلعت ريقها):- أين تأخرت هكذاااا ألا تعرف أننا على عجل من أمرنا ؟
فؤاد:- الموعد بعد ساعة يعني لدينا متسع من الوقت يا نور ، تفضلي هذه لكِ ؟
نور(رمت الوردة على سريرها بإهمال):- ورودك الذابلة لن تؤثر فيني لأنني أنتظر الغد بفارغ الصبر كي أتخلص من رؤيتك المؤرقة
فؤاد(زم شفتيه بانزعاج):- كلما فكرت في هذا ينقبض قلبي
نور(ولته ظهرها لتحمل حقيبتها):- وما المناسبة يا بعدي هل تعاني من انسداد في شرايين الاستيعاب أم أن الطاقة السلبية تملأ زواياه ؟
فؤاد(تراجع بخيبة):- سأغير طقمي سريعا لنغادر ، يمكنكِ ترتيب البنات في السيارات لن أتأخر
نور(رمقت الحزن في عينيه وتنفست بعمق):- ما هذا الذي تتفوهين به نور لما يلبسكِ عفريت أبو لسان وقح كلما رأيته هاااااه .. يا ربي هل علي أن أرقي نفسي مثلما قالت تلك البليدة هند أشك أنها على صواب … حالي هذا لا يعجب …اففففففف نور نور استرجعي نفسكِ يا بنت كل الرجال خسيسون كل الرجال ماذاااااااا خسيسوووون عال جدا هيا بنا
قبلت نفسها في المرآة وهرولت للصالون لتشير لهن بالنزول للسيارات ، اصطحبتهن هند للأسفل في حين عادت هي لغرفة البنات كي تحضر حقيبة يد الأميرة الصغيرة ، أثناء ذلك كان همام متأثرا بهندام هند وشكلها لم يشعر بنفسه وهو يغلق الباب على يده هههه موقف مضحك جعل الصغار يموتون ضحكا عليه بينما احمر خجلا حين شاركتهم هند الضحك ، أحرج وأخذ يسب تحت أنفه ودلف للسيارة متحججا ببرودة الجو كي يهرب من ذلك الموقف السخيف … أما بالأعلى فقد التقيا سوية عند الباب الخارجي حين كان يعدل ربطة عنقه بسرعة وهي كانت تفتش عن مفاتيحها بسيارتها اصطدما ببعضهما حتى ارتطم جبينها بجبينه
نور:- أي رأسي ماذا تضع فوق كتفيك طوبة مثلا ؟
فؤاد(حك جبينه):- وأنا الذي يتساءل عن سر عنادك أكيد هو مستنبط من تلك الصخرة
نور(غالبها الضحك واستدارت جانبيا):- ههه أحم
فؤاد(عضعض شفتيه وهو يضحك):- مجرمة شتم أنتِ
نور:- وأنت تخرج الشتم من قمقمه
فؤاد(تأملها في نظرة شريدة):- سأشتاق إليكِ
نور(رمشت بثقل وهي مصدومة من جملته):- …لارد
فؤاد(استدرك سريعا):- أقصد إلى شتمكِ المتواصل لي ، إن كنتِ جاهزة لنذهب
نور(داخت من جملته تلك وشعرت بالخواء في قدميها حتى كادت تسقط لولا أنه أمسكها):- شكرا
فؤاد(ابتسم لها بمرارة):- عفوا
انضما بصمت للآخرين وكل يحمل في جوفه حرقة قلب لا يسعه تحرير ملكتها طالما ليست في متناول يده ، باستسلام تركته يقود السيارة بها وبلمى بينما ركبت هند رفقة همام مع بقية الأولاد وانطلقوا بهم للنادي ، حيث شاركت لمى في تلك المسرحية التي أطرتها مؤسستهم واختارتهم بالاسم ، وكان اسم لمى مرشحا لذلك تم دعمها لتكون أميرة المسرحية ، فرحتها لم تسعها وأرادت أن تصور كل لقطة لتجعل أبوها وأمها وأختها الحبيبة يفخرن بها وبإنجازها …لحظات وكانوا مسطرين بالمسرح ينتظرون رفع الستارة وخلف الكواليس كانت نور وفؤاد جوارها قبل اللحظات الأخيرة من البدء
فؤاد(انحنى القرفصاء لمستواها):- الآن ما الذي يقلق أميرتنا هاه ؟
لمى:- أخاف ا من أن أنسى الحوار
فؤاد(ربت على تاجها):- ستستنبطين قوتكِ من هذا التاج
لمى:- كيف ذلك ؟
فؤاد:- حين تتلعثمين تذكري أنني معكِ وهذا التاج سيذكركِ بكلماتي لكِ ، أنتِ ستبدعين فوق المسرح وستؤدين دوركِ بمهارة
لمى:- حقا ؟
فؤاد(مسح على وجنتيها بيديه):- واثق من ذلك حتى
لمى(ارتمت بحضنه):- أحبك عمو فؤاد أنت بابا اثنان
فؤاد(بتأثر):- وأنتِ طفلتي الثانية أيضا
لمى:- محظوظة دينا بك عمو فؤاد
فؤاد(رمش وهو ينظر إلى جوابها بعدم فهم):- ماذا قلتِ ؟
نور(أقفلت الخط لحظتها):- أنتِ جاهزة بيبي ؟
لمى(غمزت له وابتسمت):- حان وقت أدائي
فؤاد(تنفس بعمق وهو يستقيم بتوتر):- ما الذي قصدته هذه الصغيرة الآن ؟؟؟
نور(رفعت إبهاميها للمى):- سنكون بالواجهة حظا موفقا صغيرتي، فؤاااد هيا لنعد لمكاننا فؤااااد ؟
فؤاد(انتبه لحركة يدها):- هااا أجل أجل لنعد لمكاننا …
أمضى الوقت كله وهو شارد وحين يستدرك نفسه يشجع لمى بكل حب ، أحيانا كانت تتلعثم حين يحين دورها لكنها كانت تمسك على تاجها وتبتسم لتكمل جملتها يعني نصيحته أفلحت، وهذا ما لاحظته نور وابتسمت لتشجيعه لها ، وأيضا فرحت للروح المعنوية التي تمتعت بها دينا وجنان والأخ صهيب وحتى هند وهمام اللذين جلسا صدفة قرب بعضهما كانا تارة يضحكان وحين يصطدمان بنظرات بعضهما يتجهم وجههما من جديد ، منظرهما كان مضحكا ومزيج من الأجواء المخضرمة والمبهجة في آن الوقت …قضوا فعلا جوا ممتعا خصوصا بعد أن انتهت المسرحية وقدموا الجوائز لأبطالها وتقدمت نحوهم لمى فرحة بجائزتها فقاموا بتهنئتها والتقاط صور كثيرة لها مع أختها ومع الآخرين لتنتهي صورة عائلية كاملة قام أحد المؤطرين بالتقاطها لهم فبدوا أسرة متكاملة بتلك الابتسامة المرتسمة على ثغرهم أجمعين ….




التتمة بعد ساعات


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 14-11-17, 09:35 PM   #770

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.