آخر 10 مشاركات
إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          عروس رغماً عنها (76) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 3 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لا..للخضوع لك! (66) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثالث من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          تحميل روايات عبير للجوال (الجزء الثاني)...(متجدد) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1072 - الأمل الأخير - ديانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : حنا - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-17, 09:14 AM   #781

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونا لبنان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البارت روعة ومثير للاعجاب شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . على تعبك حبيبتي
بس في شغلة نفسي اعرفها قصة ميرنا و خوري
امتى راح تعرف جوزي بحقيقة خوري وشو هالاسرار المستمرة ما بطلع غير بزيد غموضها
هلا حبيبتي نونا عساك بخير والله يا حلوة سنعرف الحكاية الفصول المقبلة قد بدأت بكشف السر للتو في هذا الفصل واكيد سنعرف ماذا فعلت لتتلقى كل هذا الكره منه وتسلميلي ع حضورك معي في كل وقت حبيتبي




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:15 AM   #782

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolitaas مشاهدة المشاركة
البداية مبهمة
ولكى التحية
اتمنى التتمة تتوضح بإذن الله


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:16 AM   #783

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة TheElm مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
انا هنا نسرينا .. لي عودة
عآشق من بعيد
حمزة وأخيرا وصلت وعليكم السلام يا طيب سعدت بتواجدك م عنا وطبعا في انتظارك اتمنى لك فرجة ممتعة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:18 AM   #784

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسناء_ مشاهدة المشاركة
فصل رائع و احداث مثيرة
ننتظر الفصل القادم باحر من الجمر
العلم عند الله متى تتوضح الامور للجميع و ينقشع الضوء في كل فصل وجوه جديدة و ...😪😪😪 في بعض الاحيان انسى الشخصيات القديمة ذاكرتي لم تعد تستوعب 😝😝😝😝😝
معك حق غاليتي العزيزة اكيد ستتوضح الامور في لاحق الفصول وتتابع حكاية كل شخصية معنا لمعرفة خفايا قصتهم وأسرارها ايضا


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:19 AM   #785

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
تأخرتي كثيرا عزيزتي
عسى ان يكون المانع خيرا
بالانتظار
بالفعل أختي والله ظروف واحاول ألا أتخطى المهلة لكن نظرا لحجم الفصل فهو يتطلب مني وقت فشكرا لتفهمكم غاليتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:21 AM   #786

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 36

"صَدأ القلُوبِ لا يزولُ إلا بالغُفران"
"مُنتصِب القامة أمشِي ؛ في كفِّي تذكرةُ آلامٍ وعلى كتفي حَزمة غيابٍ وفوقَ رمشِي ألفُ عامٍ
من الآهاتِ الشَّاحبة المُعلقة بأجراسِ الحنين ، تتخبَّطُ في مداراتِ يصعبُ تبيانُها فإن كانت تساؤلاتُ العقل فِي مخاضِ العدم فلا بُدَّ وأن يتلاشَى لهاثُ القلبِ المتبقي بعدَ مُساومَةِ الرَّغبةِ الشَّهيدةِ في سبيلِ الحُريَّة … وكم كانت بعيدَة سوءة النسيان المنتظرةِ على مدارِ الزمن المحرُوم ، وكم اصطلت نارُ الشَّوق عند استحضارٍ تلك المخاطباتِ المسائية، وكم جاعت أناملُ الأمل لمُعانقةِ كفِّ اليقينِ بالعودة ، وكم شحُبت أنفاسُ التمني وهي تُقرفصُ على حافةِ الفراغ ، وكم من ألفِ كمِّ ضاعت فيها أحلامُ هذا القلب اليتيم ، ذنبهُ الوحيدُ أنهُ سِيقَ مع رياحِ الانتظارِ حتى باتَ لهذا الأخيرِ ندوبٌ تفنَّنت في حَفرها الخيبات ، فما زالت لحَصافة مَقدمِي دواوينٌ مُبهمة تحتاجُ لتأويلِ الدَّهشةِ قبلَ اللقاء .."
كان يعلم أنه دخوله سيشكل أزمة عاطفية تشمل قلب كل واحد من أفراد عائلته الحبيبة ، مع ذلك التمس لأشواقه العذر فلقد تعب من مقاومة أشواقه من خلف الستارة ، وجد نفسه منهزما أمام تلك المشاعر التي قاومها طوال سنين سجنه ، وكانت تلك السبب الرئيسي في انقطاعه عنهم ، ورفضه لزياراته التي كانت ستفتح جراحه في كل مرة … كان مدركا أن البعاد سوف يكون حارقا لكنه أرحم من اقتراب يذكره كل حين بأنه محتجز قسرا في قدر لم يكن لديه فيه أي ذنب … تنهد عميقا وهو يهدهد ميسون التي كانت تعانق عنقه بيديها ومتشبثة به خشية من ذلك الرصاص المتناثر خارجا ، لذلك طمأنها بأنه سيعيدها لأبيها حيث ستجد مأمنها بين ذراعيه ولم تعرف الصغيرة أن عينيها البريئة ستشحنه بالطاقة وسيجد عزاءه وشجاعته ليقتحم حياته الشرعية بعد هذا العمر …. وحين همَّ بطرق الباب وجده يفتح أمامه فجأة وما كان عليه إلا أن يتقدم بإباء فالليلة ليلة كشف الأسرار …
تنفس الصعداء وخطا للداخل ليستعيد هويته الضائعة وسط أهله وأحبائه ، فأشار لهم بيده الأخرى بينما كان يرفع ميسون بذراعه مثبتا إياها في حضنه الأمين ، لحظتها تناقل بعينيه سريعا كما يمر المجهر ليفتش عن سارقة قلبه العفيفة ، وما كان إلا أن استقرت عيناه مباشرة بعيون عفافه التي شهقت مفزوعة وأمسكت على قلبها من هول الصدمة ، فهي لا تعرف إن كانت ما تراه أمامها حلما أم حقيقة ، لكن شيئا واحدا كان فاصلا بين البينين وهو صوته الحنوووون ، وحده الذي جعلها تستعيد رشدها بجهد جهييييد وترتج محلها بيقين عودته المهلكة لقلبها الكسير
طارق(بصوت جهوري):- ..مرحبا جميعا .. أظن أن العرس ما يزال قائما … لم أفوته صحيح ؟؟؟؟؟
عفاف(بصوت هارب من كينونتها المهتزة):- غير ممكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهقة واحدة تكررت في كل الأفواه بدون استثناء ، فما بين حيرة وصدمة وصراع كان هو يتقدم بها بثبات وكأنه لا ينفك يبذل مجهودا في إثارة حفيظتهم التي لم تصدق للحظة ما يرونه أمامهم ، إنه لمن المستحيل أن يستوعبوا ذلك إذ ترتب عليهم أخذ وقت لإدراكه، وقت جعله يمد ميسون لذراعي حكيم الذي التقطها في الهواء وضمها لصدره بلهفة إثر سلامتها ، ولم يلاحظ أنه يمسك كف ميرنا التي اتكأت على كتفه لتطل على ميسون بدموع وهي تتأكد من أمانها الذي حققه آخر شخص توقعوا انضمامه لذلك الحفل وكم كانت ممتنة لأخيها العظيييم، الذي سيطر على مكامنهم كما يسيطر الداء على مواطن العلة …. فقد كانت أول من خرجت من صمت الصدمة هي عفاف التي ظلت تهز رأسها ببكاء تحاول أن ترتب أفكارها وتعيد بصرها الذي تضاءل خشية من أن يكون كل هذا مجرد حلم يقظة قد يردها خائبة للواقع المرير …
عفاف(تحركت خطوة ولكنها عادت لتجثم وهي تلتقط أنفاسها بعد أن همست بالاسم الحبيب بعد كل هذه السنين العجاف):- ……..طاااااارق ………..؟؟؟
نهال(رمشت بثبات وهي تتفحص ملامحه التي لم تبدو غريبة عنها فقد أيقنت أنه نفس الرجل الذي شاهدته في زفاف ميرا لكن لما ينادونه باسم أبيها هذا ما استعصى عليها فهمه):- ….أمي …أمي من هذااا الرجل ؟؟؟؟
عفاف(ابتلعت ريقها بخوف حتى أنها لم ترمش خشية من زواله):- إنه ….
عواطف(شعرت بالدوار وهي تحرك رأسها مرتين فهي الأخرى كانت تحت وقع الصدمة والله وحده كان يعلم بما عظم إحساسها بعد رؤيته):- أبووووكِ …. هههههههه إنه أبووووووووووكِ إنه طااااااااااااارق طااااااااااارق بني اهئئئئئ أحمدك وأشكرك يا الله ، جعلتني أرى هذا اليوم الحمدلله الحمدلله هئئئئئ طااااااااارق ابني ابنييييييييييي
مديحة(ضربت كفا بكف والدموع محصورة بعينيها):- حلم هذا ولا علم …أرجوووووكم ليوقظني أحدكم يعني اهئ لا يمكنني استيعاب كل هذا دفعة واحدة ، تلك تلك الطفلة حفيدتييييييييييييي و و طااااارق عاااااد لا لا أنا لست بخير لقد …. أغمي علي ….
عواطف(انتبهت لدوارها وبخوف ركضت نحوها وهي تتفتف بنظراتها ما بين أختها وابنها طارق):- مديييييحة مديييحة
في ظل تلك الفوضى سقطت من فورها مغشيا عليها فهرعت نحوها سماح وجلنار لنجدتها بمعية عواطف التي كانت تحرك يديها برجفة وهي تستنجد بهما ، أجلسنها على الكرسي وسارعت نجية بقنينة العطر لأجل استعادة وعيها فالمسكينة يحق لها أن تفقد رشدها وليس وعيها فحسب ههههه …
نبيلة(لم تبالي بما يحصل أصلا فلقد تقدمت بابتسامة مشرقة وهي تتكئ على عصاها متقدمة نحوه بلهفة امتدت لتسقط عصاها أرضا وتحدث ذلك الصوت الرنان الذي فصل ما بين وعيهم ويقظتهم):- …… حفيييييييييييييدي!!
طارق(استقبل أول حضن وعيونه كانت تهتف نحوهم بمحبة فقد أمهلهم كل الوقت لاستيعاب تواجده بينهم أخيرااااا):- جدتي الغالية …
شعرت نبيلة بالفرح العارم وهي تحتضن حفيدها الغائب ، والذي عاد إليهم فجأة ودون سابق إنذار حتى بغض النظر عمن كانوا يعرفون بالحكاية فإن الكل قد صدم بهذه العودة التي جعلتهم ينسون تماما ما حدث قبل دقائق خارج قاعة الحفلات أو داخلها بين قوسين تصريح حكيم بأبوته لميسون ، لكن لا بأس فعائلتنا المصونة لا تفلت هكذا ملفا ساخنا على الإطلاق ^^…
من حضن نبيلة انتشلته عواطف التي فاضت عواطفها الجياشة لحظتها وبلغت حدها الأخير ، حتى شعرت بالخواء في قدميها وهي تبكي بشكل يثير مشاعر أي إنسان ، فلقد سقطت به أرضا وهي تحتضنه وتبكي بحرقة وتضمه لصدرها وتعبر عن اشتياقها للولد الذي جاءها في قماش أبيض وسمته ابنها … ، حرقة قلبها عليه والتي شيدت فوقها أكواما عارمة من الطوب كي لا تكتوي بنار فراقه ، ها قد تهشمت كلها لحظة دخوله التي لم يتجهزوا لها أبدا ،فقد كان التفكير في ذلك مقررا بعد بضعة سنوات حتى تنتهي محكوميته ، لكنه صعقهم بخروجه قبل المدة وهذا ما جعل ردود أفعالهم الفجائية خارجة عن المألوووووف …. النظر إليه كان هلاكا فقد جعلهم يعودون للوراء تحديدا للوقت الذي وقعت فيه الحادثة ، وهنا تعالت الشهقات وصار النحيب شريك الزوايا وأصبح النقيض تماما عما يسمى حفل زفااااااف ، وهذا كان فوق طاقتهم للأمانة زيادة على أن عواطف كانت تفطر القلب فقد احتضنته وكأنه صدقا قطعة من قلبها فرائحته وعيونه وهيأته كلها وهذا التغيير الذي حصل عليه بعد هذا المغيب جعل أوصالها كلها ترتجف بهجة بعودة ابنها فحتى وإن لم تنجبه فهي التي ربته منذ أن كان فتيا … وبدوره شعر بالاشتياق لها والانتماء لأحضانها التي لم يستطع التملص منها حتى بعد أن اجتاحت هبة تفكيره تلك اللحظة ، لم يدقق بل ظل يمني قلبه بلقاء المرأة الوحيدة التي تبناها قلبه وسماها أمي ،، سرعان ما انتزعته منها نبيلة مجددا وهي فرحة بحفيدها الغالي قد تبقى لها فقد الزغاريد لتطلقها فرحا بعودته، لكنها لم تفعل بل ظلت تمسكه من وجهه وهي تنظر إليه تارة تعتصره في أحضانها وتارة تنظر إليه بعدم تصديق ،……لأزيد من عدة دقائق تشنجت فيها الأفكار واستنفرت فيها المشاعر ،، تقاذفته الأيدي من حضن إلى حضن ومن أهمهم حضن أخواته الحبيبات وبنات عمه ، فنور لم تستطع كبت دموعها بل أفرجت عنهم وهي تتأمله بمحبة وأريحية فهذا أخوووها الذي انتظرت رجوعه بفارغ الصبر ، بينما مرام كانت تجهش بالبكاء هي وجلنار اللتين عانقهما بكل حب وعرفهما بنفسه فآخر مرة تركهما صغيرتين جدا على تذكر ملامحه ، أما ميرا فقد تنهدت بطمأنينة أخيرا وهي ترى الفرحة مرتسمة على وجهه حتى وإن كانت نظرات شهاب نحوها تجعل للتوجس عنوانا خفيا يتسرب إلى ضلوعها إلا أنها كانت واثقة من نفسها تلك اللحظة وما همها شيء سوى عودة الغالي ،، أما رنيم فقد جلست أرضا وهي تبكي بشكل طفولي بريء فهي الأخرى لم تتذكره وهذا ما أحزنها ، وسرعان ما أعطاها جل الاهتمام وجعلها تشعر بالراحة فقد عاد ليملأ حياتهم ويزيح عنهم كل وجع ..، حتى ميرنا عانقته فهي تراه لأول مرة بعد حادثتها فلم يتسنى لهم الوقت مطلقا لأجل ذلك ، هدهدها بهمسات لطيفة وداعب فك ميسون التي كانت بحضن حكيم الذي أومأ له بأنه فعل الصواب بعد هذا الموقف ،أما وائل فقد هنأه بابتسامة صادقة وكانت ذات حديث خفي تبادلاه في صميمهما وعنوناها بالامتنان ، بعدها رفع عينيه ليرمق تحية ميار برأسه والذي اتخذ زاوية ليتجرع من قنينته الحديدية التي لا تفارقه في اللحظات الدسمة ، كذلك ابتسمت له جوزيت بعنفوان فهي لا تملك ضده أي شيء والموقف الذي شاهدته للتو زعزع خاطرها وجعلها تتساءل لما عائلتهم غير منصفة ، لما يرحبون بابنهم طارق بكل هذه الحفاوة والتأثر وهي لا ، طيب بغض النظر عن الكماليات فهي قد لامست بعد العطف الجهيد منهم لكن ماذا عن أخيها الذي لا يعرفون عن أمره شيئا يعني كيف سيستقبلونه يا ترى ؟ (هنا عملت سطوووووب سمحولي يا خواتاتي مقدرتش منعلقش خارج الإطار هههه أختي جوزيت خوك السيد خوري راه عامل فينا عمايل خليه متخبي إذا انضم للعائلة صدقيني سينفونكِ نتي وهو من نسب آل الراجي ليوم الدين ههههههههههههههه (
.. وعودة لابننا الحبيب طارق الراجي
فبعد وابل الأحضان والأفراح والأهازيج التي صدحت في جوى كل واحد من أسرته وحتى الأصدقاء لم يقصروا بل رحبوا به بصدق ، لحظتها توقف ليتفقد الروحين اللتين ظل ينتظرهما طوال رحلة التهاني والمباركات بخروجه من السجن ، ولكنه لاحظ تهربهما طوال سلامه على البقية فقد ظلت نهال تتراجع للخلف متهربة منه ومن الوصول إليه ، أما عفاف فقد اختصرت عليه وعلى نفسها تلك المعاناة إذ لم تتمكن من مواكبة شهقات أنفاسها التي اختنقت فما كان أمامها سوى الفرااااااار …لم تكترث للخطر المحدق بهم أو بأي شيء سوى الهرب من عينيه لذلك أمسكت طرف عباءتها وضبطت وشاحها جيدا لتفر بالجهد الضئيل الذي شحنته طاقتها الهشة في حضرته ، في حين رمقتها نهال بقلة حيلة مثلها مثل بقية الحاضرين الذي تأثروا بهذا اللقاء التراجيدي العميق بين العائلة السعيدة بعودة ابنهم الغائب بعد طول مغييييب وبين أهم فردين في أسرته الصغيرة ، زوجته الحبيبة وابنته نهاااال …
حكيم(لاحظ اقتراب وائل لذلك ترك ميسون بقرب ميرنا):- يتوجب علينا إرشادها
ميرنا(نظرت لنهال التي كانت تولي ظهرها لتخفي دموعها):- هااا
حكيم(أومأ لميرنا بالانتباه والتي ردت عليه بإيجاب):- ابقي بقرب ميرنا ..
ميسون:- حاضر بابي ، لكن ميرنا ميرنا لما يبكي الجمييييع ؟
وائل(وصل إليهم وبتأثر نظر حوله وتنهد):- إنهم سعداء بعودة العم طارق
ميسون(رمشت وهي تتابع):- لكنهم يبكون كثيراااا
وائل:- طبيعي فهم مشتاقون له
ميسون:- أهاه فهمت الآن هه وأنا سعيدة لأنهم سعداء ولأنكم أحضرتموني ولم تبقوني سرا
ميرنا(تأوهت من ذكاء ميسون الذي بات متوقعا):- هممم
وائل(ابتسم وهو يربت على خد ميسون):- ستبقين كذلك بعد اليوم
كاظم(مسح جبينه وهو ينهي اتصالاته الطارئة):- ميسوووون أين كنتِ ؟
ميسون(شهقت من نبرة صوته القاسية):- ك..كنت ألاحق قطة صغيرة خفت من أن تصاب بأذى ولكنها فرت مني …هل …هل اقترفت خطأ ما ؟؟؟
كاظم(انحنى لمستواها وهو يتأسف بعينيه منها فقد فلتت أعصابه وهو يتخيل وقوع أمر سيء لها):- خفنا عليكِ فلا تعيدي الكرة ماشي ، لا تلاحقي قطة ولا سبع ستلازمين طرف مرافقيكِ ولا تغفلي عنهم لحظة
ميسون(هزت كتفيها وهي تنظر لميرنا بأسى):- حاضر
ميرنا(أشارت لكاظم مؤيدة كلامه بيدها):- هاا
ميسون(وهي ترمش لتغالب دموعها):- حاضر حااااضر ميرنا سأسمع كلام كاظم
وائل(أغمض عينيه بإشارة لكاظم):- تمام ميسون عاقلة وستسمع الكلمة
كاظم(أمسك يدها الصغيرة وربت عليها):- لا تنزعجي مني ، فقط انشغل بالنا عليكِ
ميرنا(أطلت عليه):- ك…
كاظم(استقام وهو يزفر باختناق متهربا من كل ذلك):- سأتفقد الوضع بالخارج ، كأن سيل الرصاص توقف
وائل(لم يفهم سر حالته):- لا تخرج وحدك خذ رامز معك
كاظم(ناظرهم بطرف عين وتحرك بوجه متجهم):- حسنا …
ميرنا(مسحت دموع ميسون ونظرت للخلف):- …هممم
وائل(نظر معها لحكيم الذي كان يحادث نهال):- لا تقلقي ستكون الأمور بخير …
حكيم:- نهاااال نهااال ما تفعلينه غير لائق يكفي أن أمكِ هربت هكذا سيشعر بأنكم ترفضونه
نهال(كانت تشهق):- …كيف…أنا لا أستوعب يعني يعني هذاااا اهئ هئئئ هذاااا …
عواطف:- صغيرتي … لا تفعلي أرجووكِ
حكيم(أمسك وجهها بيديه وهو يهز رأسه إيجابا):- خالتي دعيني أتولى الأمر …نهال اسمعيني جيدا إنه أبووووكِ يا نهاااال ، إنه طارق الراجي بشحمه ولحمه ألستِ سعيدة برؤيته لأول مرة ؟
نهال(تحركت حنجرتها برجفة وهزت رأسها نفيا بعدم اتزان):- لا أررررررررريده ….
طارق(شهق مما سمعه وهو يتراجع بخطوة ليفسح لها الطريق كي تتجاوزه):- ….نهال
نهال(توقفت محلها قبل أن تخرج خارج القاعة واستدارت إليه تحت نظراتهم جميعا ولكنها ناظرت الجانب خشية من ملاحقة عينيه):- …لست بابا …لو كنت كذلك لاحتضنتني مذ أول وهلة …أنااا لا أريدك عد حيث كنت …
عواطف(برفض):- نهاااال ما هذا الذي تتفوهين به يا ابنتي …نهااااال
طارق(رفع يديه معارضا):- أظن أن المسألة خاصة بي الآن .. ابنتي وزوجتي كلاهما ترفضان رؤيتي فهل اندهشت ؟ أكيد لم أندهش ….
حكيم(تحرك صوبه بخفة):- يا طاااارق أمهلهما بعض الوقت ثم ما زالتا تحت تأثير الصدمة ، أعطيهما فرصة …
طارق(بحزن ارتسم على ملامحه التي اكفهرت خيبة منهما):- أنا ذاهب
ميرا(نزلت من محلها وتوجهت إليهم وأمسكته قبل خروجه معترضة طريقه):- طاااارق … حادثهما يا أخي ، أحيانا بعض الصدمات تأتي هكذاااا بشكل جارح ..همم ؟
نبيلة(لامست وجهه بعد اقترابها):- اذهب واستعدهما ..فعائلتك ستكون بانتظارك
عواطف(بدموع ربتت على كتفه):- هيا يا ولدي … أنت قادر على ذلك …
طارق(قبل يدي جدته وأمه):- لا تعلمان كم سرتني رؤيتكما بخير ..
مديحة(رفعت حاجبها بعد أن استعادت وعيها والتحقت بهم):- الله الله وماذا عني أنا يا ولد ؟
سماح(بطرف عين):- وعني …حتى لم يكلف نفسه ليأخذ بركاتي
طارق(ابتسم لهم وهو يربت على رأسهما بحنان):- لقد عدت ، ومؤكد سأنال كل رضاكم
غازي(دخل مع ياسين):- ما الذي يحدث هنا ؟؟؟
طارق:- غازي
غازي(أومأ لياسين الذي ابتعد):- نعم ؟؟؟
طارق(نظر لحكيم):- اففف هل كانوا صغارا لتلك الدرجة حتى لا يتذكروا شكلي ؟؟؟؟
استطاع أن يزرع البسمة والضحكة على أفواههم رغم الحزن الذي خيم على المكان بعد موقف نهال وعفاف ، فعودته تعني عودة الأمان لبيتهم وما عاد هنالك شيء سيفرقهم ، سوف يعيدون إخلاص للبيت ودعاء ستشفى وهكذا سترجع أيامهم لسابق عهدها إن شاء الله ..هكذا كان يأمل خاطر كل منهم وهم يرون غازي يعانق طارق برتابة فهذا لم ولن يتغير طبعه الفظ … بعد تلك اللحظة افترق عنه طارق ونظر إليهم مطولا قبل أن يخرج للبحث عن قطعة روحه وحياته ، بينما عاد رامز حاملا الأخبار المبشرة وهي أن سيارات العدو قد اختفت من الوسط وانتهى الأمر ، وما إن سمعته كوثر حتى استقامت من منصة العرسان وهي تنش على نفسها الهواء فقد أخطئوا إذا ما ظنوا أنها ستفرط في لحظة من عرسها ، حتى لو انطبقت السماء على الأرض …
كوثر(وضعت يدها على خصرها وهي تشير للحاضرين):- هيا ماذا توقعتم مني أن أترككم وشأنكم مش شغلي أريد تعويضا عن ساعة الرعب والمفاجآت التي سجلت في تاريخ زفافي ، هيا هيا ابدؤوا لأرى هه
طلبت إشعال الموسيقى من جديد لتنسيهم ذلك الجو المشحون الذي مر ، تعبت معها وصال لتهمد ولكنها عنيدة وما كان عليهم إلا الإصغاااااء وطبعا كان ذلك كناية عن كونهم جميعا بألف خير …
ميرنا(لاحقت وائل بعينيها والذي استقر وسط عمه وشهاب معهما):- هممم …
حكيم(كانت عينه على ناهد التي أمسكتها مديحة على جنب):- …دعيها بجواركِ سأعود بعد قليل
ميرنا(أغمضت عينيها بموافقة وانتبهت لهز ميسون لها):- هااا ؟
ميسون(كانت تتابعه أيضا):- أنظري عمو وائل يخاصم عمو فؤاد غالبا أنظري
ميرنا(نظرت إليهم وشهاب بينهم):- ..هفف
صدمة طارق ألهتهم قليلا عن الحقيقة التي صدح بها حكيم قبل برهة ، وعن الرعب الذي دب في أوصالهم من ذلك الاحتدام ، وأيضا عن خصوماتهم المعلقة فكل واحد فيهم قبل أن يسقط الرصاص على مسامعهم كان في مخاض عسير سنتعرف عليه حين نستذكر أحداث الزفاف منذ بدايتها ، لكن الآن فقد استرجعوا أنفسهم وما حدث قبل قليل لم يمنعهم من فتح تحقيق، وطبعا كانت السباقة لذلك هي مديحة التي أخذت تستوجب ناهد التي لم تعرف ما الذي ورطها في تلك العائلة المجنونة حتى …
ناهد(بتوتر ووجع في فؤادها المكلوم):- صدقيني يا خالة ليس لدي معلومات ، أنا موظفة جديدة بشركة السيد حكيم ولا أعرف شيئا …حتى أنني صعقت مثلكم بالخبر
ميسون(تملصت من أنامل ميرنا وأشارت بيدها):- سأرافق باباااااا بليز ميرنا
ميرنا:- لا
ميسون(باستجداء):- قليلا فحسب لو سمحتِ لو سمحتِ …
ميرنا(تركتها على سجيتها ونظرت جانبا لميار الذي كان يدخن سيجارة بينما جوزيت بجواره تشير بيديها):- هفف……
ميار(رفع رأسه صوبها وأشار لها):- تعالي ميرنا …
ميرنا(رفعت فستانها وهزت كتفها لتتحرك صوب المنصة بلا مبالاة):- …لا
جوزيت(صغرت عينيها فيها):- هل هذه مريضة وخرساء أنظر لتلك الأفعال إنها لا تتوب
ميار:- من لسانكِ يا متعجرفة ، لو كنتِ لطيفة بعض الشيء لما أخذت منكِ موقفا …ثم واحدة محلكِ عليها أن تطلب المغفرة منها صبح مساء بعد تلك الكذبة العظيمة التي جعلتها تنكسر
جوزيت(نفضت شعرها):- لا والله وهل اشتكت لك ؟
ميار(ببؤس):- بل عايشت معها نفس الشعور يا عديمة الإحساس
جوزيت(أغمضت عينيها لتتمالك أعصابها):- اففف
ناريانا(اقتربت منها):- يا إلهي انقلب العرس لمعركة أنظري كلهم مدلهون في مشاغلهم وحياتهم وحضور طارق فجر المكان أكثر من رصاص غضنفر ، وأضيفي على ذلك صدمة ميسون فأكيد إن طار عقل الجميع سنقول حمدا وشكرا يا رب
جوزيت(بهمس):- لا تذكريني فأنا لا أريد أن أخمن أي شيء …تتت علينا أن نهرب دون أن نلفت أي انتباه فكيف سنتصرف وهذا يلاحقني هنا ؟
ناريانا(همست أيضا بخفوت):- وش دراني أنا خلينا نشوف إلى ما ستؤول الأمور ، وعند أول فرصة سنهرب
جوزيت(صغرت عينيها):- بنت أشعر بنبرة تردد في صوتك هل قلب الربان موازينكِ ؟
ناريانا(بحزن نظرت إليه حيث كان يقف مع زياد وجاسر):- لاء
ميار(أطفأ سيجارته وأطل عليهما):- على ماذا تتهامسان ؟
جوزيت(انتفضت):- وأنت ما دخلك فينا ثم لا تأخذ وجها هنا
ميار(زفر عميقا بقنوط):- تجاهلكِ الآن أرحم ..على الأقل سأدعكِ تفكرين بخطة لتصالحي ما بين آل رشوان إذ يظهر لي أن الخصومة بينهم على أوجها
جوزيت(التفت لوائل فقد كانت تراقبه بطرف عين من البداية):- تتت …
ناريانا(هتفت تحت أنفها):- طبيعي أن يلاحظ نظراتكِ الفاضحة ، صدقيني الحمار وسيلاحظ ، أستغفر الله منكِ أستغفر الله
جوزيت(بتخمين):- عجباااا علام يتخاصم شباب آل رشوان يا ترى ؟؟؟؟
، ناريانا :- دعيني أقف جوارهم وأرهف السمع لأفهم
جوزيت(بحماس):- اذهبي اذهبي ….
ميار(لم يتزحزح قيد أنملة بل ظل يراقبها):- يا حبيبي … !!!!!! هه
نبيلة(وقفت خلفهما بعصاها حتى غافلتهما):- … عمتما مساء!
ميار(نظر لجوزيت بتنبيه):- جدتي
نبيلة(وعيناها مصوبتان كالصقر في عيون جوزيت):- أجل…جدتك
جوزيت(ارتبكت وهي تضم يديها لبطنها بقلق):- أهلا
نبيلة:- أهلا بكِ… أما كنتِ ستسلمين علي ، عيب حتى ونحن في نفس القاعة
جوزيت:- كنت سأقوم بذلك لولا أنهم داهمونا بذلك الحدث
نبيلة:- ولما لم تفعلي فيما أنتِ تتخاصمين مع إياد ؟
جوزيت(لعنته بعينيها):- ولا شيء إنه يعاندني وهذا يزعجني
ميار(مسح على فكه):- بات الحق علي الآن
جوزيت(بتنمر):- وهل كذبت ؟
ميار(جحظ عينيه كي تجمع جوزيت الوضع):- الرحمة يا ربي الرحمة
نبيلة(ابتسمت وهي تنظر إليهما):- لو لم أعرفكما لقلت عنكما حبيبين متخاصمين
جوزيت(اهتزت حدقتها ونظرت لميار بتوجس):- ههه حبيبين ماذا هو مثل أخي
ميار(تحركت حنجرته وأردف):- بالطبع هو كذلك
نبيلة:- غريب ..
ميار(نظر خلفها):- أ… غالبا حكيم يناديني سأراه قليلا
نبيلة(بحدة):- هو لا يناديك فابق حيث أنت
جوزيت(هزت رأسها باستفهام له):- ..ما الذي يحدث جدتي ؟؟
نبيلة(شبكت يديها فوق عصاها وهي تمعن النظر فيها):- ازداد وزنكِ عن آخر مرة ،تبدين في حالة جيدة حتى أنني قليلا وأقتنع أن ذهابكِ قد أفادكِ
جوزيت(بتلعثم):- أكيد فحين يتخلص المرء مما يتعبه ويجعل نفسيته تتأزم كل دقيقة ، فإنه يصبح بألف ألف خير
نبيلة(تابعت سريعا):- وبقلب عليل …
جوزيت:- هاه ؟؟؟؟
نبيلة:- الجسم يرتاح والعقل يأخذ فترة سكون لكن القلب …
ميار(انتبه لنظرة نبيلة له):- …؟؟؟
نبيلة:- القلب يضيق نفسه ويتخبط وسط مشاعره المتذبذبة ما بين حنين وعتب ، الغفران وحده يحل الأزمات ويمسح دمع المحن … والقلب الصدأ علاجه الرحمة يا ابنتي
جوزيت(دمعت عيناها من جملتها):- برافو جدتي كلام منمق وجميل سأسرقه في تدوينة صباحية في مجموعة السيدات المكسورات
نبيلة(تململت للتحرك واقتربت من ميار):- ليس العيب في الخطأ ، العيب في عدم تداركه وتكراره بغباء … سهرة ممتعة لكما
ميار:- أ… إنها هكذا تتكلم بألغاز كلما التقيت بها
جوزيت(اقتربت منه هامسة بينما عينها على نبيلة التي غادرتهما):- هل هي تشك بنا ؟
ميار(لفحته عطورها فنظر إليها باشتياق لم يستطع إخفاءه):- ما يدريني
جوزيت(اقتربت أكثر دون شعور وهي تهتف باستفهام):- كلامها مبطن وكله معاني وكلمات
مبهمة ، هل شكت بشيء ؟
ميار(أغمض عينيه ليتمالك ذلك الشعور الذي يهده تجاهها):- جوزي
جوزيت(انتبهت لنظرته وتاهت في حدقتيه الجاذبتين لقلبها كمغناطيس فتاك):- هاااه ؟
ميار(تحركت حنجرته دون أن يرمش):- أيمكننا أن …
جوزيت(أشاحت بصرها عنه ونظرت للخلف):- ناريانا …أ.. س سألحق بها أحتاج الدخول للحمام عن إذنك
ميار(كشف تهربها وتنهد بغبن):- اهربي يا تاريخي العقيم اهربي
جوزيت(هربت فعلا وهي تلتقط أنفاسها لتضبط تضارب مشاعرها الغبية):- غبية غبية لا أنتِ ولا قلبكِ الأحمق تبا لكِ من حمقاااااء
وائل(لمحها وهي تحادث نفسها):- تت
فؤاد(جذبه في الحديث دون أن يعطيه فرصة للتهرب من مقاصصة شهاب):- من حقي أن أفهم من حقي ، أنا عمكما وأكبر منكما وواجبكما احترامي
شهاب:- لا والله هل لك إذن يا عمنا الحبيب أن ترضعني بثديك الأيسر لأسُد جوعي ؟؟؟؟؟
وائل(فتح فمه من جنون شهاب):- من أتلف إعدادات هذا الولد ، لا حول الله يا ربي
فؤاد(أغمض عينيه وفتحهما بنفاذ صبر):- شوف منك له ، إن كنتما تعتقدان أنكما راشدين كفاية لتتجاوزا وجودي فأنتما واهمين … أكاد أفقد عقلي معكما واحد يسجن ويرفض استقبال أهله حتى لفهم الأمر ومحاولة مساعدته ، بينما الآخر ينوي على تربية زوجته بشكل جنوني لا يمت للمنطق بصلة ..
شهاب(أشار لهما):- ما بيني وبين زوجتي سوف يبقى بيننا ، هي تستحق ما سيحصل ولن يتدخل أي واحد فيكم بنا تمام ؟
وائل:- أتفق مع عمي في هذه النقطة ، معاقبتها في ظل هذه الظروف ليست بالفكرة الجيدة ، أنا معك في أنها تستحق لكن هي بدورها أم مفطورة القلب
شهاب(ضرب على صدره وهو ينظر إليها بعيون الصقر):- وأنا أيضا أب وزوج فطر قلبه
فؤاد:- هذا رأسه صدأ لن يفهم وإذا ما تمادى سيجدني بعتبة بيتهم صبحا وعشية لعله يعيد عقله لرأسه
شهاب(بوعيد شر):- تأكدا أن عقلي قد عاد لمحله للتو
فؤاد(وضع يده على جنبه):- ألووو حدثه بشيء مفيد يا صاحب الشعائر التعبيرية ؟
وائل(هز كتفه بتعب):- لا أملك أدنى فكرة ..
فؤاد:- طبعا طبعا فحضرتك صرت تلعب من وراء ظهر عمك ، وما يحدث معكما جراء عصيان أوامري لو كنتما تعتبرانني كأب لكل منكما لما وصلنا لهذه المواصل
شهاب(أشار لفؤاد):- ويلْ كبد ابن عمك هل هذا جاد فيما يقول ، عن أي أب يتحدث وهو لا يكبرنا إلا بسنوات صدقا فقد صوابه جراء الوقت الذي أمضاه مع أولئك الأطفال زيادة على أم لسان ملتف حول جذع الشجر ، هوهووووه لنقل الله يرحم عمنا
وائل(غالبه الضحك):- يفضل ألا تشحنه ضدك وهو أصلا مشحووون
فؤاد(صغر فيهما عينيه):- أريد مصلحتكما وراحتكما ، لما تضعان هذه الحواجز ؟؟؟
وائل(تلكأت الحروف بجوفه):- عني أنا لا يسعني أن أضيف أي معلومات ، حياتي طبيعية
شهاب:- لا والله طبيعية لدرجة دخولك وخروجك من السجن في يوم الأحد ؟؟؟ الأحد يا بعدي يعني لو كنت ابن وزير لن تغادر حناياه إلا صبيحة الإثنين فهل ستشرح ؟
وائل:- ربما لدي مصادري الخاصة
فؤاد(تنهد عميقا):- عموما الأنظار علينا ، وهذا المكان ليس مناسبا لفتح الدفاتر سوف أرتب أوضاعي وأدعوكما لشقتي ولا أريد أعذارا ستحضران لأنه علينا أن نتحدث في عدة أشياء منها العملي ومنها الشخصي …
وائل(غمز لشهاب):- شيهوب شكل عمك ينوي على زواج ألا توافقني ؟
شهاب(حرك كتفيه بسخرية):- لو وافقت عليه تلك الثرثارة سأذبح أربعة عجول وأفرقها على المسااااكين
فؤاد(بتأفف):- حتى أنتما لا تثقان بهذا وتثبطان عزيمتي ، لكنني سأفاجئكم جميعا صدقوني
شهاب(تحرك للمغادرة):- ونحن لها بالأحضان المهم قد حان الوقت للاختلاء بزوجتي قليلا ، بالإذن
فؤاد:- لست واثقا من تصرفاته
وائل:- هو مجروح وإذا لم يفتح جرحه على الأخير لن يشفى
فؤاد(بإمعان):- طيب يا فيلسوف ألن تفتح أنت أيضا جرحك ؟؟؟؟
وائل(تلقائيا نظر خلفه لميرنا التي كانت عينها على حكيم وناهد وعلى رأسهما مديحة):- سأفتحه لما يحين الوقت
حكيم(بانفعال):- أميييييي يكفي … يكفي تحقيقا هنا ثم ما دخل ناهد بالموضوع ؟
مديحة(برقت عيناها):- نااااهد …بدون آنسة أو سيدة أهااااه حلو
ناهد(أحرجت واستدارت لتتملص منهما وتجذب ميسون على جنب):- صديقتي
ميسون:- فرحت لرؤيتكِ هنا
ناهد(بحزن عميق):- …لم تخبريني أن أباكِ هو حكيم ؟
ميسون(ببراءة):- ولكنكِ لم تسأليني ثم أنا أخبرتكِ يوم المشفى لكنكِ ما انتبهتِ
ناهد(بوجع لامست ملامح ميسون):- الآن فقط عرفت سر جمالك ، لكن احم … أين هي أمكِ لم أتعرف عليها يعني ، هل هي تلك السيدة التي كانت تمسك يدكِ ..لأنكِ تشبهينها ؟
ميسون(برقت عيناها ونظرت لميرنا):- حقااااااااااااااا قولي والله أنا أشبهههاااااا ؟؟؟؟
ناهد(بعدم فهم):- ههه صحيح
ميسون:- سأخبرها وستفرح هههه لكن .. مع الأسف هي ليست ماما رغم أنني أدعو الله كل ليلة أن تصبح كذلك
ناهد(ابتلعت ريقها بصعوبة):- ولماذا ؟
ميسون(بعفوية):- لأنني أحبها
ناهد:- طيب …ماذا تكون لكِ ولأبوكِ ثم أين أمك ؟
ميسون:- هي ليس….
حكيم(هدر فيها بعصبية):- ميسووون ألم أنهكِ على عدم تركِ يد ميرنا ، تحركي فوراااا
ميسون(مطت شفتيها بغضب):- ولكنني كنت أكلم صديقتي
مديحة(دفعت يديه وجثت أرضا):- لن تذهبي لمحل يا صغيرة …أنتِ بقلبي ستترعرعين تعالي لحضن جدتكِ تعاااالي يا عمر ابني الضائع
حكيم(مسح على رقبته بتعب فأمه لن تهمد):- اففف …
ناهد(استغلت الفرصة واقتربت منه لتتابع بسخرية):- ما كنت أعلم أنك أب ، أمر غريب حتى أنه يناقض شخصيتك كليا
حكيم(فتح عينيه على نبرتها الساخرة):- شكرا لصراحتك ثم ها أنتِ قد عرفتِ بالأمر فما الذي تغير ؟
ناهد(توترت من سؤاله المبطن):- وما الذي كان حتى يتغير يااا أفندي ؟
حكيم(بإرهاق تنهد):- شوفي… الليلة كلها توتر وأنتِ تتلاعبين بالكلمات علما أنكِ لا تملكين الحق فيها مطلقا ناهد
ناهد(اهتزت مشاعرها فنطقت قصد رد الاعتبار):- آنسة من بعد إذنك ، ثم إن كنت تظن بأنك شخص مهم بالنسبة لي فأنت واهم ، أنت مدير الشركة التي أعمل فيها وحسب
حكيم:- جميل جدااااا ، أدهشني تذكركِ حتى أنني سأضيف عليه سطرا صغيرا وهو أنكِ قمتِ بخيانة هذا المدير لما اقتحمت مكتب نائبته المسمى باسمه وقمتِ بسرقة أهم أوراق بشركتنا قصد تسليمها للمنافسين ، حلو هكذا ؟
ناهد(تململت بحرج):- …..ولكنني لم أفعل اعتذرت وسلمتك الملف
حكيم:- اسمعيني ناهد .. بعد أن يهدأ الوضع ستعودين لبيتكم وغدا صباحا ستنفذين أوامري بحذافيرها إن تلاعبتِ بأي مقطع منها سأقوم بإخبار أبيكِ
ناهد(برعب أمسكت يده عفويا):- إيااااااااااااك …أرجوك لا تفعل بابا سيخيب ظنه فيني وأنا والله اعتذرت منك وأبرزت غايتي من خلال فعلتي الغبية
حكيم(تسربت لدواخله شحنة غريبة من المتعة):- رائع …طالما ترينها تصرفا غبيا فأنتِ ستسيرين على الخط دون تململ
ناهد(بتذمر):- غالبا وقعت بين قبضتك
حكيم(بحنق مبطن):- كي تراجعي أفعالكِ مرة واثنتين قبل أن تقدمي عليها لاحقا …لأنني سأحاسبكِ على تلك الفعلة فلا تطمئني كثيرا يعني
مديحة(همست لسماح):- والله قلبي لا يخطئ أنا واثقة أنني التقيت بهذه الفتاة سابقا ، لكنني لا أتذكر المكان والزمان ثم شوفي أليست جميلة ؟
سماح:- هه والله هي حلوة ولكن …ألن نفكر بمصيبة ابنكِ الذي اكتشفنا للتو أنه أب ، حتى لم نعرف من هي أمها أو أين هي ؟
مديحة:- واضحة يا سماح ولا تتطلب تفكيرا ، إنها نفس المرأة الأجنبية التي أتت بها للمشفى في السابق هل تذكرينها ؟
سماح(بتفكير):- هاااا صاحبة الشعر الأحمر فعلا تذكرتها ولكن لما أخفى حكيم عنا كل هذا ، يا الله لديه ابنة في هذا العمر ونحن لا نعلم ؟؟؟؟
مديحة(بفرح):- حتى وإن كان حنقي عليه كبير لأنه أخفاها عنا ، لكن طالما ستكيد قلب عواطف وابنتها فأكيد سأرحب بها وبالأحضان
سماح(مصت شفتيها):- عن أي كيد تتحدثين ألم تلاحظي تواجد البنت بأحضان ميرنا قبل قليل ، يعني ابنة أختكِ تعرف بالأمر من البداية
مديحة(وضعت يدها على فكها):- ما ربما كان هذا سبب طلاقهما ماذا تظنين ؟
سماح(بشيطنة):- أظن بأنني بحاجة لفنجان قهوة مر لعلني أعيد عقلي لمحله ….لكن مهلا ألا ترين أن تقرب الموظفة زائد عن اللزوم يعني ما الذي سيجعل حكيم يدعوها لحفل الزفاف إن لم تكن شخصا مهما بالنسبة له ؟
مديحة(بتخمين):- أي والله ، عليكِ دماغ يا سماح أكيد ابني حبيبي سيفكر بمصلحته هل تصدقين قد أحببتها لله ههه ، أوَ تعلمين أمرا الآن ألم نكتشف أنه لدينا حفيدة جديدة ؟
سماح:- أهاه فعلنا
مديحة:- وهذا يحتم علينا احتفالا ضخما لتتويج ذلك ، أريد أن أفرح بحفيدتي وسأقيم حفلا ببيتنا وأقوم بدعوتها وش رأيك ؟
سماح:- والله هي فكرة مميزة لكن ..ماذا لو رفض ابنكِ ثم ماذا عن أم الصغيرة ؟
مديحة:- خليني من أمها الظاهر أن ابني لم يحبها وأصلا قلبي لم يرتح لها ،، لكن هذه البنت دخلت صماصيم قلبي لذلك أريد أن أهيأ لهما كل الفرص فهل أنتِ معي ؟
سماح:- ولووووو أنا معكِ حتى الأخير كله لأجل مصلحة ولدنا الغالي
مدييحة(بحماس):- يااااه لو يحصل المراد يا سماح سأرقص فرحا لأبرز لميرنا أن ابني رجل تموت في إثره قلوب النساااااااء …
سماح(لوت شفتيها):- ههه طبعا راجي من ظهر راجي وهل ينفع غير الموت في سبيله
ناهد:- لا والله …هل تظنني سأموت في سبيل رضاك مثلا ؟
حكيم(حك جبينه):- أين دااااغر أين يختفي في الأوقات التي أحتاجه فيها ، اسمعي تسمري هنا سأعود بعد تفقد الوضع وإياكِ وأن تحتكي بأي أحد مفهوم ؟
ناهد(صغرت عينيها فيه وجلست حيث يشير):- هففففف
حكيم(أشار لها بحدة):- الناس تقول حاضر ؟
ناهد(بلؤم وتحت أنفها):- حاااااااااااااااااااااضضض ضضضضضضضرررررررر
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة):- الصبر يا ربي الصبر
خارج القاعة
كان يضع يديه بجيوبه وهو يتحرك بتلك الحدائق بحثا عن فرحة قلبه الهاربة ، يااااااه هل كان يحلم بلقاء كذلك طبعا لاء ، فقد كانت كل أحلامه تتمثل في وقوفه عند باب بيتهم لساعات طوال قبل أن يطرقه ويدخل عليهم من جديد ، لم يتوقع بتاتا أنه سيراقبهم من بعيد تلك الفترة التي قضاها رغما بعيدا عنهم بعد تحرره من براثن السجن … صدقا لم يتوقع أن يلتقي بهم في حفل زفاف حضوره له كان قصد رؤيتهم عن قرب ، ولم يضرب حسابا لأن يكشف أمره لهم لولا الضرورة القصوى والتي تمثلت في فشل مقاوماته الأخيرة في الابتعاد عنهم أكثر من ذلك … لكن مع كل هذا ما كان يظن أن عفافه ستهرب وأن ابنته سترفضه مطلقا مطلقا ما توقع ذلك ولا في أقصى خيالاته تعباااا …. وهو في صراع مع أفكاره انتبه لصوت نحيب قادم من خلف الأشجار لذلك أطل برأسه ببطء ووجدها جالسة على سور إحدى الإطارات الحجرية ، تدفن وجه البدر خاصتها بين يديها الناعمتين وتذرف لآلئ القهر من عينيها ، ياااااه كم اشتاق لها ولصوتها ولكل ما فيهااااا …
اهتزت بانتفاضة وهي تشعر بقربه منها ولم تتمكن من رفع رأسها بل ظلت تبتلع ريقها وهي تنتظر وتنتظر وتنتظر كما لو أنه ينقصها انتظار بعد كل تلك السنوات التي قضتها ترقبا لعودته … لم تتنفس الصعداء حتى جلس جوارها بهدوء قاتل عصف بكينونتها حتى الحد الساكن
طارق(شبك يديه وهو ينظر إلى الأمام):- صدقا ما توقعت هذا الاستقبال منكِ ..
عفاف(عضت شفتها السفلى وهي تكفكف دمعاتها وتنظر للجنب الآخر بعيدا عنه):- …و
طارق(أطل عليها بهدوء):- عفافي
عفاف(انهمرت أدمعها رغما عنها وأمسكت على قلبها تلك اللحظة):- …لارد
طارق(مد يده ليمسك بيدها):- ألن تنظري لوجهي ؟
عفاف(ابتعدت عنه بتململها المرتجف):- …لارد
طارق(جمع قبضة يده وأحنى كتفيه):- ألهذه الدرجة وجهي أصبح بشعا ؟
عفاف(رفعت رأسها بلهفة رافضة لفكرته):- لييسسس هكذااا
طارق(ابتسم بإشراق حين اصطدمت عيونها بعينيه أخيرا):- إذن لما تهربين ؟
عفاف(تخدر فكها الأيمن حتى أن حاجبها ارتج مرتين وهي تحاول التقاط حروفها):- لأن…
طارق(لمح خصلة هاربة من ملكوت شعرها ومد يده ليعيدها محلها ببطء قاتل):- لأنه ماذا ؟
عفاف(تاهت في عينيه وهي تستشعر ملمس إصبعه أو بالكاد ركزت في ذلك الشعور لكي لا تفلته ولكنه كان بخيلا معها بخيلا حد الانكسار): - …لارد
طارق(أبعد يده وابتسم):- أنتِ تهربين ..وابنتنا تهرب ..والعمل ؟
عفاف(تحشرج صوتها وهي تبحث عن أكثر الجمل نعومة لتلفظها):- لقد …يعني ..متى و
طارق(لاحظ ارتباكها وتهربها):- أتريدين مني الذهاب ؟
عفاف(..إلى أين يا بيتي الهارب من جنبات هذه الحياة):- …إلى أين ؟
طارق:- ههه اطمئني ليس للسجن
عفاف(بخجل):- بعيد الشر عنك
طارق(تأمل نظراتها الخجولة وشعر بشعور عظيم فقد كان نقيا وكله عشق من نوع طارقي بامتياز):- طيب .. طالما ترفضين رحيلي وطالما تأبين النظر بوجهي ، هل ستبخلين بصوتكِ علينا أيضا ؟
عفاف(استقامت برجفة وهي تضم يديها لصدرها):- غالبا …ن..نهال تبحث عني و
طارق(تنهد وطأطأ رأسه):- تفضلي
عفاف(استجمعت نفسها ولكنها لم تتوقف بل تحركت من هناك بالفعل):- ما الذي تفعلينه يا عفااااااف كيف تهربين منه هل جننتِ هل هكذا تعاملين الرجل الذي انتظرته سنة بعد سنة بكل حب وإخلاص ، يا إلهي ألهمني الصبر لقد داهمني بحضوره الغير مرتقب كيف سأتصرف ، يا ويلي هل سيعتقد بأنني لا أريده لا لا أنا أنا اشتقت إليه وسعيدة أجل سعيدة بعودته لكنه…اففف تمالكي أعصابكِ يا عفاف عيب عيب في حق زوجكِ ما تفعلينه هذه ليست بتصرفات امرأة راشدة إنها تصرفات مراهقااااااااات أجل مراهقة أنا مراهقة لقد عدت للتو لتلك المراهقة التي عشقته فكيف سأتحمل يا ربي .؟؟
قبل أن تتمم جملتها وهي تهرول بعباءتها هربا استوقفها صوته الآتي من الجوار ، لا لا بل من عمود الإنارة الجانبي حيث كان يتكأ ببرودة رجولية قاااااتلة فمتى وصل إلى هنااااااا وكيف أصبح بهذه الوسامة ومتى اكتسب تلك العضلالالالالالالات التي زادته وقارا على وقار إضافة لتلك الشعيرات الشائبة التي زينت شعره الكثيييييف ولحيته المنسقة باحترافية ؟
طارق(بنبرة غزل تمتم وهو يقتحم حصونها من بابها الرئيسي ودون مراوغة):- "أيا وطنا شيدتُ فيه مَسكنِي"…
عفاف(أتممت عفويا بدموع بجملتهما الخالدة):- "أفسحي الطريقَ ودَعِي القرميدَ ينبَني" ….هئئئ طااااااارق
قبل أن تتمم حرفا آخر كان يمسك برأسها ويدفعها إليه بقبلة جامحة ترجمت كل مواجع الفراق بينهما ، قبلة تعب في محاولة كبتها ودحضها عاما بعد عام وآخر صبره فاض حين كان يراقبهم من بعيد بعد خروجه ..لذلك ما كان ينفع الانتظار وعدم التهور فقد جاءت القبلة طابع ختام يندد بعودتهما ، كانت قبلة مهلكة بقدر الأحلام التي نسجتها مخيلتهما باللقاء ، بقدر القهر الذي عايشاه بعيدا عن بعضهما ، بقدر كره القدر الذي فرق بين قلبيهما العاشقين ، بقدر كل الأيام التي لم يعداها معا فوق وسادة واحدة ، بقدر كل اللحظات التي لم يكونا فيها معا ….كل هذااا كان يفوق مشاعرهما للأمانة فهي كانت تصارع ذلك التيار الذي زلزل كيانها منذ ظهوره ، أما هو فد كان يطفئ القليل الضئيل من شوقه الذي كبته منذ أول لحظة غادر فيها حنايا السجن ،، وأيضا منذ أن رآها من بعيد ولم يتمكن من لمس يديها أو تقبيل خديها وشم عطر النسيم خاصتها حتى ……احتبست أنفاسهما في تلك القبلة المتبادلة حتى أفلتها رفقا بها وبقلبها الذي كان ينبض في أذنيه ، حتى رجفتها وهي بين يديه كانت تعلن عن فقدانها للوعي في أقرب لحظة وتوقعه كان صااااائبا للغاية ، فما إن حررها حتى دارت الدنيا حولها وتنمل أطرافها زاد من حدة الموقف إلى أن انهارت قواها التي قاومت بها تلك الأحاسيس العاصفة والتي فقدتها منذ أعوااااام …فسقطت بين يديه مغشيا وقالت للوعي خذني معك ولو لبرهة لعل أنفاسي التي كظمها وجداني كل هذا الوقت تستعيد أنفاااااسها …
أن يرفعها بين يديه فقد كان هذا أقصى أقصى ما يتمنى ، ضمها بلطف إليه وهو يبتسم لأن ذلك الوضع ذكره بأول يوم تزوجا فيه حين حملها لغرفتهما الخاصة وأصبحت له زوجة على سنة الله ورسووووله الحبيب ، وقبل أن ينغمس في هذا الحلم الجميل وقبل أن يداعب عطر عفافه جاءته جملة صادمة لم يحسب لها حسابا للأمانة …
نهال(بلؤم اقتربت منه وهي تمسح دموعها):- ماذا فعلت لأمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طارق(تصلبت ملامحه وهو يوليها ظهره في محاولة لدراسة ردودها المتمردة):- فقدت وعيها
نهال(اعترضت طريقه مشيرة إليها):- قد كانت بخير ..لحين ظهورك ومرضت
طارق(تنهد وهو ينظر لعفاف):- لم تمرض بل …فقدت وعيها
نهال(تهربت بعينيها):- وبما ستفرق ؟
طارق(أردف بجمود):- هما أمران مختلفان تماما
نهال:- لا أريد أن أتحدث معك فقط ضع أمي وأنا سأتكفل بها
طارق(هز كتفه ليجلس على الحائط الحجري ويضم عفاف لحضنه):- هيا تصرفي
نهال(استغربت تصرفه):- ما الذي تفعله ؟؟؟؟؟
طارق:- أنتظركِ لتعالجيها
نهال(دكت الأرض غيظا):- ما الذي تحسب نفسك فاعلا ، ثم يعني هل كنت تظن بأنك ستعود إلينا وتجدنا ننتظرك بالأحضان ،، يعني …بعد ذلك التصرف الذي قمت به معي في زفاف عمتي ميرا ما عدت أستغرب منك شيئا
طارق(وهو يتأمل عفافه وغير آبه بما تتفوه به):- للتذكير فقط لم أكن أنا من رافق شابا يرفع يديه بوجهي بدون وجه حق
نهال:- ك…كان ذلك أسعد
طارق(برقت عيناه وناظرها):- وأنا أبوكِ … هل ما يزال يضايقكِ ؟
نهال:- وبما يهمك أن تعععععععرف أنت لن تتدخل في خصوصياتي ، وإن تقبلوك بينهم فأهلا بك وسهلا بحياتهم لكن بحياتي أنا أبدا أبداااا أبدااااااا
طارق(بضحكة جانبية):- أتعلمين أن رفضكِ هذا غير منطقي يعني …أجده غير مقنعا وكأنكِ طفلة صغيرة سلبوها من لعبتها وظلت تعربد هنا وهناك
نهال(تكومت الدموع بعينيها):- أنا لست طفلة ، أنا شابة ناضجة الآن والفضل يعود للمرأة التي تسببت في فقدانها للوعي
طارق(مال بشفته وهو يطبطب على خد عفاف):- أعصابكِ فلتت غالبا ، أعذركِ لأن هذا مجرد حديث أولي بينما القادم سيكون أكثر وفرة وستتعرفين علي وعلى طباعي جيدا …بالمختصر سأمرر قلة تهذيبكِ بمزاجي الليلة
نهال(بتمرد):- طالما تحسب نفسك مفيدا لهذه الدرجة فأيقظ أمي الآن لتخبرك أنك واهم ، فأنت لم تعرفني بعد
طارق(أغمض عينيه ورفع عفاف مجددا ليضعها على إحدى الكراسي الخشبية وحتى تأكد أنها بخير بعد أن عدل عباءتها ، التفت إلى نهال وهو يهندم سترة طقمه):- من أين نبدأ ؟
نهال(ارتجت محلها من اقترابه الضخم والذي أربك عزيمتها):- نبدأ ماذا ؟
طارق(بثبات):- التعارف بيننا
نهال(رمشت وهي تهرب مجددا من عينيها):- ل..ل
طارق(أمسكها من ذراعها وشدد قبضته):- تعلَّمي أن تقفي دائما خلف كلامك ولا تترددي فيه ولا للحظة ، هذا سيكون أول درس لكِ آنسة نهال
نهال(تألمت من قبضته ولكن ما اهتمت فقد كان قربه بالنسبة لها شيئا تتعرف عليه لأول مرة لكن العناد الراجي حين يقول كلمته فالله علينا هه):- أترك يدي
طارق(لم يتركها طبعا):- أجيبي عن سؤالي… هل ذلك الولد يضايقكِ ؟
نهال(بنمردة تقدح شررا من عينيها):- لن أجيييييب
طارق(أغمض عينيه وهو يتمالك أعصابه):- تمام … سوف أعرف
نهال(دعكت مكان قبضته التي أفلتها بعد أن آلمها لعلها تستفيق):- لعلمك محاولتك في إثبات الأبوة فاشلة جدا ، أنا لن أتقبلك مهما ستفعل لأنني لن أسامحك مطلقا عن تعذيبك لأمي …
طارق(أشار بيده ناحية عفاف):- تلك المرأة زوجتي
نهال(تابعت بعدم سيطرة على نفسها):- التي هجرتها لسنوات مديدة وتركتها وهي حااااااامل ؟ فعلا فعلا هي ما تزال زوجتك وأستغرب لما لم ترفع عليك دعوة طلاق حتى الآن …
طارق(قبل أن ينطق بحرف كانت عواطف تصفعها لأول مرة):- …أمي ؟؟؟؟؟
عواطف(أغمضت عينيها بتأسف):- إياكِ وأن تتلفظي بمثل هذا الكلام دون أن تعرفي الحقائق
نهال(أمسكت على وجهها):- تضربينني نانا ….يعني …هل عاد هذا الرجل لكي يجعلكِ تكرهينني ؟؟؟؟؟؟؟
عواطف(برأفة):- ليس كذلك ولكنكِ تظلمينه
نهال(بانفعال انهارت بالدموع):- لست أظظظظظظظظلمه هو أمامي شخص مذنب ، أنتم مخدوعون فيه وتحسبون بأنه غادر السجن اليوم ، لكنكم واهمون فهو خارج قضبانه منذ ليلة زفاااااف عمتي ميييييييييييراااا …اسأليه وستعرفين أنه أصلا استغنى عنكم وإلا لكان قد هرع نحوكم منذ خروووووجه
عواطف(شهقت ونظرت إليه):- أحقا ذلك يا طارق …طاااارق طاارق توقف إلى أين ؟؟؟
طارق(تحرك بسرعة من هناك وهو يرفع هاتفه لأذنه):- أخرج الولد من الحجز وضعه في أقرب طريق رئيسية ، أريده أن يعود للوسط
مهدي:- سأعطي الأوامر للرجال حالا ريس طارق ، لكن كأن نبرة صوتك حزينة ألم تسر الأمور بخير ؟
طارق(ببؤس):- لا تسأل يا مهدي ..لا أود الحديث في الموضوع
عواطف :- هل جميل ما فعلته أهكذا تستقبل البنات آباءهن ؟
نهال(طأطأت رأسها):- قلبي مجروح من جهته …ثم أنتِ بعمركِ ما صفعتني على وجهي وها أنتِ تفعلينها الآن ، إذن الجواب واضح
عواطف(بشفقة على حالهم إذ حرام أن يفرحوا قليلا في هذه العائلة):- نهاااال تمهلي
نهال(تحركت من جوارها وركضت لأمها لتجلس قربها وتمسك يدها):- سأنتظر استيقاظ أمي الحبيبة أكيد لم تتحمل كل هذااا ، بعدها أذهب للبيت …سفيان سيأخذني فلقد انتهى الاحتفال بالنسبة لي …
أيقنت عواطف أن مرحلة جديدة من الآلام ستدخل بيتهم ، فما تركتها نهال تهنأ بفرحة خروج طارق من السجن ، لكن جملتها ضربت في عقلها لما لم يأتي إليهم فور خروجه ، لما انتظر حتى هذا الوقت ، أين كان ومع من كان ولما بدت ميرا هادئة في لقائه هي وميرنا وحكيم كلهم لم يبدو أي ردة فعل فجائية مثل البقية …فحتى نور هي الأخيرة تفاعلت ببكاء لحظة رؤيته إذن هم كانوا على معرفة بالموضوع ومعهم جوزيت التي لم تقترب قيد أنملة بل اكتفت بتحية من بعيد ، طبعا آن لها أن تلاحظ كل هذا وهي ترقص بعينيها وسطهم لترى الفرحة بعيون الحاضرين لأجل لمس ذلك الشعور في ملامحهم جميعا ، وكأنها تعنى به وتغذي ذلك الشوق بابتساماتهم وهذا ما سمح لها بتقييم كل هذا ولكن بفهمه متأخرا الآن فقط ، الآن بعد أن وضعت نهال النقاط على الحرووووف ….استدارت إليها بعد لحظة شاردة من التفكير واقتربت منها لتساهم في إيقاظ عفاف التي استعادت وعيها بعد برهة وبحثت عنه بعينيها إلى أن انفجرت ببكاء وصارت تهذي في أن عودته كلها مجرد كابوس فحسب ….
عدن إلى القاعة على أمل إيجاد طارق هناك لكنه تبخر ولهذا اضطروا ليسألوا على الوضع بالخارج فنهال وعفاف أرادتا العودة للبيت تلك اللحظة ، فالخاطر ما عاد يسمح بمتابعة أي شيء خصوصا وأن الزفاف خرب بعد حضور أولئك المعتوهين ..
كوثر:- زفافي الوحيد اهئ زفافي الوحييييد خربوه الله لا يوفقهم
زياد:- ياااااه وكأنكِ تطيلين هنا كوثر ، يا روحي نحن معا والكل بخير وهذا ما يهم
كوثر:- كيف بخير كيف حتى لم نقطع كعكتنا حتى لم نرقص رقصتنا حتى لم أرمي الورد ، هئئئئئ حقا لم أسطر البنات هكذا وأرمي الورد لا لا سأصبح أضحوكة أمام رفاقنا بمكتب الهندسة شوف نظراتهم شوووف هههئئئ ، أريد لزفافي أن يتم كما يجب وإلا لن أذهب معك للبيت همممم
زياد(برقت عيناه):- لا ياااا ، إلا البيت ستذهبين يا عروسي يعني ما فيني صبر
كوثر(صغرت فيه عينيها):- صبر لأي شيء يا بعد عمري هاااااه ؟
زياد(لكزها بكتفه):- لعشقكِ يا أحلى عروس
كوثر(ابتسمت بحرج وتفتفت):- إذن لنرقص ههه هيا حبيبي
زياد(أمسكها من يدها وهو يتأملها بعشق):- وهل لي عنكِ بديل فأنا سعيد بكِ فوق ما تتخيلين
كوثر(تتمايل معه وهي تتطاير فرحا):- لا تعرف كم فرحتي بك أكبر ، يعني حتى ميرا عادت غنت بعرسنا وهذا لوحده يعطينا لمحة فرح تاريخية …أيضا رجوع طارق سيكون ذكرى جميلة بزفاف كوثر وزياد ، اممم صديقتي ميرنا هنا والأحبة كلهم مجموعين يعني تمام سنتغاضى عن تلك الفوضى وسنعتبرها مفرقعات صاخبة لأجل حفاوة الزفاف ماشي ؟
زياد(داعب ظهرها وهو يغمز لها):- هااا ماذا كنتِ تقولين ؟
كوثر:- هههه احترم نفسك بابا هنا
زياد:- لا والله وهل سنأخذ بابا هنا معنا لبيتنا مثلا ، ههه خلينا حلوييييين
كوثر:- اشش ..أخوك ينظر عيب
زياد:- كم فرحت بحضور قصي لقد عوضني عن عائلتي كلها
كوثر:- حتى أنه تفاعل مع أختي بشكل جيد ألا تلاحظ ذلك ؟
زياد:- ههه أفهم مقصدكِ ولكن الفتاة صغيرة أريدها أن تكمل دراستها فأنا أعرف أن أخي أهوج وقد يفطر قلبها ، لن نستبق الأحداث فأنا قد فرحت أن أباكِ قام بتدبر ذلك سوف تكون بكلية الفنون مع ابتداء الدراسة
كوثر(التفتت ونظرت لأبيها الذي كانت أنظاره عليها):- كان سيرحل وبقي بعد أن دوى الرصاص عاليا ، يعني للواجب لا أكثر ولا أقل حتى أني لم أسمع منه كلمة مبروك ، شهد على الزواج واكتفى
زياد:- خطوة حضوره للزفاف واتخاذ مكانه الطبيعي تحتسب له ،، فلا تضغطي عليه يا عمري ونحن سنثبت له أن مخاوفه كلها كانت واهية ، فنحن سنكون سعداء بحياتنا
كوثر(وضعت يديها على عنقه بحميمية):- أتعدني بذلك ؟
زياد:- ما رأيكِ لو أسرقكِ قليلا خلف الكواليس وأعدكِ بما هو أكثر ؟
كوثر(احمرت خجلا):- وقح وقح ….
جاسر:- ووووووووقح … أعيدها وأكررها فهل لديكِ مانع يا ترى ؟
وصال(التهمت من طبق الكعك قطعة وهي ترمقه بنظرات شر):- أصلا الوقاحة أمامكم تختزل
جاسر:- عفواااا ماذا تقصدين ؟
وصال(رفعت حاجبها بتعفف):- ما قصدنا …
جاسر(اقترب منها):- أنتِ ترمين بالكلام في وجهي طوال الليل فلا تدعيني أخرب مجددا زفاف صديقي الوحيد وأريكِ الوقاحة على أصولها
وصال:- هذا ما تجيده فقط التوعد والوعييييد
جاسر(ضرب كفا بكف):- اللهم طولك يا رووووووح
كامل:- سيدي الرائد حضرة النقيب هل رأى أحدكم جدتي لقد تاهت في القاعة وهي تلحق بتلك الفأرة المسماة ريمة
وصال:- هههه ريمة فأرة إنها دينصور
ريمة(بصحن أكل مرت بجوارها):- سامحكِ الله يا صبي القهوة
وصال(فتحت عينيها على وسعهما):- ووووويحكِ
جاسر(غالبه الضحك):- صبي القهوة هههه اسم جديد هذا ؟
كامل:- هههههههههه لا يعقل هل يندهون عليكِ بهذا الاسم فعلا ؟
وصال(صغرت عينيها فيها بشرر):- اغربي عن وجهي أو أجعل نور تتكفل بكِ
ريمة:- وااااع مالي أنا اليوم الكل يريد بي شرا ، حتى جدتك لا أدري ماذا فعلت لها حتى تكيد لي كل هذا الشر يا أخ كامل
حميدة(أمسكتها من ياقتها):- أمسكت بكِ لقد وعدتني أن تصبغي شعري بالأحمراني ولكنكِ تتهربين يا فتاة ، هل تحسبين أنني سأدعكِ وشأنكِ مثلا مثلا يعني ؟
ريمة(قضمت ما بفمها):- ليشرح لها أحدكم أننا بحفل زفاف ولسنا بصالون التجميل ، يا خالتي حميدة يا حبيبتي أنا عند وعدي مري عندنا بالصالون أنتِ وكنتكِ وسوف أهتم بكما أشد اهتمام
حميدة:- حسنا ليكن ذلك
كامل:- ليكن إيييييييييه يا جدتي إيه هل حقا ستصبغين شعركِ بالأحمر ؟
حميدة:- وما به الأحمر يعني حلال على زوجتك وحرام علي
سلمى(استقامت من الكرسي حيث كانت تجلس):- وهل أنتِ بعمري يا خالتي ؟
حميدة:- هااااه أرأيتم طول اللسان الذي تملكه ، بدلا من أن تجرني من يدي وتأخذني معها هي تستخف بي ها هنا
جاسر(همس بأذن وصال):- أرى أن نهرب ؟
وصال(اقشعر جسمها من همسته وشردت في عينيه):- ….هاه ؟
جاسر(انغمس معها في تلك النظرة وهتف):- نهرب ؟
وصال(ابتلعت ريقها):- هاا …يس يس لنهرب احم … تفضل
جاسر(غمز لكامل كي يفك مشاكله مع أسرته العويصة):- مسكين هو كامل ، الزواج مهمة صعبة
وصال(شحنت بالغيظ):- على الجبناء فحسب
جاسر(أخذ كوب عصير وهو يبتسم):- اممم نظرتكِ سوداوية حياله إذن
وصال:- وما دخلي أتحدث بصفة عامة
جاسر(نظر لوسط القاعة حيث كانت ترقص كوثر وزياد):- بنظركِ هل سينجحان ؟
وصال(تأملتهما أيضا وشعرت بالحزن لأن النطح الذي يقف بجوارها لا يفقه في الحب شيئا):- طالما يحبان بعضهما بصدق ، فكل المشاكل التي ستواجههما سيحلانها بود
جاسر(تجرع من كأسه القليل وأشار لهما):- أراهنكِ …أن أول مشكلة سيقعان فيها ستحمل كوثر أغراضها وتترك البيت
وصال(تجهم وجهها):- هل تقوم بنحس علاقتهما منذ الآن أم أنك تترجى ذلك لكي تكسب الرهان ؟
جاسر:- والله مجرد إحساس
وصال(بعناد):- على أي أساااااس ؟
جاسر(امتص شفتيه وهو يدقق فيها النظر متأملا فستانها العتيق):- لا أملك ثقة في النساء لذلك مؤسسة الزواج ككل لا تدخل دماغي
وصال(تألمت من جملته ونظرت جانبيا):- لأنك شخص معقد
جاسر(اقترب برأسه منها):- على العكس أنا متفهم جدا ، لكنني لم أجد بعد من تفهم طبعي وتتقبله مثلما هو …بالمجمل البقاء أعزبا أفضل من الارتباط بفتاة لا تقدر قيمتي
وصال(اهتز وجدانها لتحتدم وتشير إليه باستخفاف):- أصلا أنت تعتقد نفسك شخصا مهما لتلك الدرجة بينما هنالك من هم أفضل منك بكثير …ومتواضعين حتى
جاسر(بغيظ):- تريدين أن تغيظيني باللواء أيمن ؟
وصال:- هل خصصتني بالذكر في جملتك السابقة حتى أخصك أنا في تقييمي يا روحي ؟
جاسر(صغر عينيه وهو يتنفس بصعوبة):- أعتقد بأنني بحاجة لسيجارة
وصال(أشارت له):- هنالك حديقة طويلة عريضة بالخارج يمكنك أن تدمر أي زاوية شئت
جاسر(تلاعب بلسانه داخل فمه):- أحسن من هذا الحديث السخيف
وصال(اشتعلت وهمت بالرد لكنه تركها كالصنم):- تباااااااا لك يا مغروووور
مرام:- هههه ما بها النقيب تحادث نفسها ؟
وصال(استدارت إليها بجدعها وهي ترمق الباب بغضب):- طبيعي حين يكون هنالك محرقة دم رفقتكِ طوال الوقت ، فهيهات على ثبات العقل
مرام:- اجلسي اجلسي بقربي ولا تهتمي
وصال:- بأمانة … لقد دمروا الزفاف وكوثر مهما حاولت تلافي ذلك فإن المزاج قد ضرب
مرام:- واااع لو تسمعكِ ستقتلكِ في أرضك وتقوم بليلة الدخلة في الزنزانة ههه تخيلي
وصال(دهشت من جملتها العفوية ولكن غالبها الضحك):- بنت أين الخجل هااااه أين الخجل الله الله …
مرام:- هههه الله يرحم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:22 AM   #787

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

على جنب
كانت تحاول ضبط أعصابها فقد كانت نظراته لها غير سوية بالمرة ، حتى بعد دوي الرصاص إلا أنه دعمها تلك اللحظة وسرعان ما تملص منها وتوجه لعمه وابن عمه متحججا بحديث مستعجل معهما ، لقد لاحظت أنه لم يطل النظر في عينيها طوال التقاء عينيهما حتى وهي تصعد للمنصة لتفاجئهم بحضورها حتى لو غنت إلا أنها لم تجد ذلك البريق في عينيه ، قد بدا باردا بجمود جعل ثقتها تتزعزع وكأن كلام نور رن في عقلها وقتها ولكن ماذا يسعه يكون ، فهي ميراااا ولا أحد يستطيع النفور منها حتى لو كان شخصا تملك قلبه بين يديها
شهاب(مسح فم شادي وهو يداعبه بحب):- أنظر للشوكولا خربت فمك يا بني ، دعني أنظفها بالمنديل فغالبا قد حان وقت نومك ،..حتى السهرة باتت جامدة أفكر بالذهاب ميرا
ميرا(حكت رقبتها وعينها كانت تنتقل بينه وبين حكيم الذي كان يحادث ميار على جنب):- هممم ممكن
شهاب:- حسنا سنبقى قليلا وبعدها نمضي للبيت
ميرا:- إذن لأبعث هنادي وباتريك للقصر كي يوضبوا المكان لأجلنا ، بعد حفل العزوبية انهمكوا في تجهيزات العائلة كما تعلم
شهاب:- لا أعلم ، لأنني لم أنشغل بالموضوع ثم لا داعي لأن تتعبيهما ، نحن سنستقر بشقتي
ميرا(حركت فكها):- لا أريد
شهاب(استدار إليها بجدعه حين ارتفع من مستوى عربة شادي):- ولكنني وضبت الأمر
ميرا(ابتلعت ريقها):- ذلك البيت يذكرني بفلة
شهاب:- والقصر يذكرني بفلة
ميرا(اهتزت عيناها):- هل تعاندني ؟
شهاب(هز كتفيه بلا مبالاة):- … بل أوضح الأمور المرأة تتبع زوجها وأنا سأتوجه مع ابننا للشقة وأنتِ ملزمة بالذهاب معنا
ميرا:- نعم نعم ؟؟؟
شهاب(انحنى برأسه ليهمس):- شادي يحتاج لتغيير حفاضه تصرفي
ميرا(هزت يدها باستهزاء):- سأجعل هنادي تتصرف
شهاب(نظر إليها بنظرة صارمة):- قلت …أنتِ
ميرا(تحركت حنجرتها بقلق منه):- تبدو مريبا يا شهاب أنت تقلقني
شهاب(تمالك نفسه قبل أن تفلت الأمور منه):- لا يا حبيبتي أنا فقط أريد أن نعوض ما فاتنا .. ممكن ؟
ميرا(انحنت لتحمل شادي بين ذراعيها):- أحتاج لحقيبته
شهاب(أخرج الحقيبة من تحت عربة شادي):- لا تشغلي بالكِ سأرافقكِ
ميرا:- ههه أتعتقد أنني سأهرب بالولد
شهاب(علق الحقيبة على كتفه وأمسكها من ذراعها والطفل بحضنها):- أنا لا أعتقد ، أنا أشك
ميرا(بإباء مرت بجوار حكيم الذي حك أنفه وجاءت عينه بعينها تلقائيا):- لكن يا حبيبي فأنا اشتقت لكما ولا يسعني الفرار بعد اليوم
شهاب(أومأ لحكيم بإشارة تحية):- ها ها أثق بذلك
حكيم:- هل تغادرون ؟
ميرا(استمرت بالمسير):- بعد قليل
شهاب:- سنغير حفاض شادي ونعود
حكيم(رمق نظرتها بطرف عين وابتسم لشهاب):- طيب …
ميار(جذب يد حكيم):- يا حكيم هل تتهرب من سؤالي مثلا ؟
حكيم:- ولما سأتهرب من سؤالك يعني ؟
ميار:- سألتك مرتين من تلك الفتاة في البدء قلت ابنة عمكم شكري والآن تتهرب لتحادث ابن رشوان وتلقي عليه التحايا ، منذ متى يا بعدي ؟
حكيم:- إلى أين تود الوصول يا ميار بهذا الحديث الجامد ؟
ميار:- أنا الذي يسأل ، ماذا قصدت بأنهم يراقبونك ؟
حكيم:- حدث هذا قبل يومين حين حضرت الجدة نبيلة للقصر ، أتذكر أني استأذنت لأجل عمل مهم قد كان لأجل ناهد فلقد وظفتها بشركتنا يومها
ميار:- أيوة أيوووووة يعني تركتنا لأجل هذه البنت والله أدهشتني
حكيم:- ولد أفهم نواياك الشيطانية ودعني أخبرك أن قاع مصائبك مزدحم فلا تضف ذنوبي وتزيد الطين بلة
ميار(غالبه الضحك):- ههه لن أفعل صدقا ، لكنني أتخيل شكل ميرنا حين تعرف أنك تجاهلتها لأجل المدعوة ناهد
حكيم(أغمض عينيه بعصبية):- لا أعرف لما تجعل أمي أندم على مصارحتك بشيء
ميار:- حسنا حسنا ههه تابع سأطبق فمي
حكيم:- يومها خرجنا من الشركة وانتبهت لعدة سيارات تراقبنا ومن بينهم شخص كان يصور
ميار(تبدلت ملامحه):- يصوركما ؟؟؟
حكيم:- تقريبا
ميار:- من هذا وماذا يريد …مهلا مهلا أكيد هذه تصرفات غضنفر صدقني إن لم أجعله أضحوكة بالعشيرة فلن أكون ميار نجيب ..لقد تمادى ويجب وضع حد له فهو لا يتقبل فكرة إخراجه من ضمن دائرتنا لذلك يفتعل هذه المشاكل ويتصرف بتهريج
حكيم:- أو لأنه يشك بأن من جعل ابنه يصل لتلك الحالة واحد منا
ميار(رفع حاجبه):- بذمتك ألم نرتح من وجهه الشؤم
حكيم:- وماذا انتفعت ، أنت حتى بلا رجل أمين تحت جناحك
ميار:- لست بحاجة
حكيم:- مياااار نحن لا نعيش وحدنا في هذا الكون ، نحن تتربص بنا عدة أفاعي وxxxxب تحاول الفتك بنا من الضروري تعيين أحد معك ، اسمع سوف أجل طلال يدبر لك رجلا أمينا
ميار:- لا أرييييد يا حكيم ، لست بحاجة لذلك أنا قادر على الدفاع عن نفسي
حكيم:- أنا لا أستشيرك أنت رئيس العشيرة الآن ، وتستحق رجلا كفؤا تحت جناحك
ميار(رفع حاجبه):- طيب دعني أنتقيه بنفسي
حكيم:- ستأخذ داغر
ميار:- لاء داغر خاصتك وهو ينفعنا بشأن ميسون لذلك ..سأكتفي بما لدي الآن
حكيم:- ما لديك ههه لا تضحكني قد قمتَ بطردهم جميعا هل أذكرك ؟
ميار:- لأنهم أغبياااااء بسبب إهمالهم مرضت فهووووودي ، وأنا سأعين طاقما جديدا لا تحمل هما
حكيم(رمق نظرة ميار لجوزيت):- كيف جرتِ الأمور معها ؟
ميار:- من ؟ ابنة عمك المجنونة صدقني ما عدت أكترث لأمرها ما هامتني
حكيم(عقد حاجبيه بهزل):-لا صدقتك وأنت عيونك كخط الاستواء لا تتزحزح عن مدارها
ميار(هز كتفيه):- وما نفع ذلك فهي لا تغفر وأنا تعبت من طلب الغفران ، خلاص يا عمي كنا وصرنا وانتهينا ليعش كل كما يريد ..أصلا لدي ما هو أهم منها الآن عملنا يا حكيم
حكيم:- فيما تفكر ؟
ميار:- لدي مخططات سنتكلم فيها فيما بعد ، ثم ألا تلاحظ معي تصرفات وائل ؟
حكيم(التفت لوائل الذي كان يقف جوار عمه):- ما به وائل ؟
ميار:- لم يحادث ميرنا سوى دقائق معدودة كأن الجو بينهما متوتر ، حتى نظراتهما كلها عتب وحزن شو القصة ؟
حكيم(حك ذقنه بألم):- لا أدري …لكن غالبا فتن لها بأننا نعرف بأمر سجنه ولم نخبره
ميار:- أمر متوقع وحتى لو لم يخبرها فأكيد كانت لتغضب ..ميرنا ونعرفها
حكيم:- صدقني … بت أمقت شيئا اسمه مشاكل لقد أصبنا بالتخمة يا صاح
ميار:- لكن تعال هنا ، ما ذلك التصريح الذي صدحت به قبل قليل كيف فرطت بالسر ؟
حكيم:- ماذا أقول أنا لقد ضاق صدرنا من الأسرار ، ما عاد يهمني أن يعرفوا أنها طفلتي
ميار(استدار جانبيا):- هههه مع العلم أن طفلتك المسكينة ستدوخ من كثرة الأسماء أنظر استلمتها فئة الشابات بعد أن امتصتها السيدات
حكيم(ابتسم):- جلنار ومرام لن تهمدا حتى تسمعهما خاطرة تذمر ، شيماء أيضا على رأسهما لكن نهال ، أنظر إليها هي وعفاف كلاهما عابستين أنا أؤخر ذهابهما محتجا بأن الوضع خارجا سيكون آمنا بعد قليل فعلا لا أفرط بالنظر إليهما كسيرتين هكذا ، بالكاد أستطيع هضم تصرف طارق فلم يكن اليوم بالوقت المناسب
ميار:- كان مناسبا إلى أن صب الرصاص على رؤوسنا ، ثم هذه ليست سوى البداية طارق قادر على تطويع قلوبهن جميعا فقط لنعطيهم مجالا لاستيعاب الأمر
حكيم(بتمني):-أرجو ذلك
ناهد(هربت إليه):- أمك ستجعلني أنفجر
ميار(كتف يديه):- ربما لأنها تجدكِ فرصة مميزة
ناهد(نظرت إليه):- عفوا منك لم نتعرف هل هو أيضا ابن عمك ؟
حكيم(بتنبيه لميار):- إنه صديق العائلة إياد نجيب
ناهد(صافحته):- تمام فهمت .. لكن لطفا سيد حكيم اجعل أمك تفهم أنني لست ملفا ساخنا لتملأ به أحاديثها مع قريبتكم تلك
حكيم(أشار لها):- سأتأكد من ذهابكِ حالا أصلا بقاؤكِ للآن غير صائب
ميار(لوح لها):- تشرفنا آنسة ناهد سنلتقي غالبا في لاحق الأيام معلوم نحن عائلة لا تفرط بأصدقائها ، ولعنتنا لا بد وأن تصيب لب الهدف
ناهد(بعدم فهم لكلام ميار الذي لم يدعها حكيم تصغي له جيدا بعد أن جرها من كم فستانها):- صديقكم هذا أشعرني بالارتياب ماذا يقصد ؟
حكيم(جذبها وهو يبحلق بعينيه):- تأخر الوقت أبوكِ سيقلق عليكِ
ناهد:- بابا في مناوبة ليلية
حكيم(توقف مصدوما):- لا والله يعني أنتِ هنا دون علمه ؟
ناهد(بارتباك):- وماذا كنت سأفعل ضميري ما سمح لي أن أنتظر حتى الصباح ، لذلك أتيت إليك حتى هنا لأخبرك بكل شيء
حكيم(هز رأسه بقلة حيلة):- إنكِ حتما لكتلة من العقد الصبر يا ربي الصبر
ناهد(أردفت بحزن):- ابنتك لطيفة
حكيم(فهم جملتها بعد أن لمح ميسون تتملص من البنات لتركض نحوهما):- بيبي
ميسون(عانقت بقدميه وهي ترفع رأسها إليه):- إلى أين تذهب بابا أخبرنني عماتي أنهم سيوزعون هدايا العرسان بعد قليل ألن نشاهدهم ؟
حكيم:- بلى حمامتي لكنني سأودعها وأعود
ناهد(مسحت على وجنة ميسون):- فرحت أننا طلعنا معرفة ههه جيد أن أراكِ هنا
ميسون:- بابا أتعرف أنها صديقتي من المشفى ؟
حكيم(تفاجأ بالأمر):- حقاااا ؟
ميسون:- حقا بابي …حتى أنا فرحت لأنني رأيتها هنا لكن قليلا
ناهد(بعدم فهم):- لماذا ؟
ميسون:- لأنكِ أخذتِ رقمي مع ذلك ما اتصلتِ بي ولا مرة
ناهد(مسحت على جبينها بحزن):- عذرا سهوت لكنني مررت بفترة سيئة لذلك ما اتصلت
ميسون:- لكنكِ صرتِ بخير وإلا لما جئتِ الليلة ، ها سوف نلتقي كثيرا لأنكِ تعملين بشركة بابا ، سمعت عمتي رنيم تهمس بهذا لجدتي عفيفة لا لا عواطف ههه
حكيم(يا لهذه البنت لا تستر شيئا):- تمام ميسون شغلتِ البنت
ناهد:- سنلتقي لاحقا ونتحدث براحتنا ، حتى سيكون جميلا لو أتيتِ للشركة سنتسلى كثيرا
حكيم:- أي …كأنكِ تعودتِ على جو الشركة سريعا سريعا آنسة ناهد
ناهد(زمت شفتيها وهي تبتلع تلك الحقيقة):- هممم
حكيم(انحنى ليهمس بأذن ميسون):- روحي سأغيب للحظات لا تتركي جوار العائلة
ميسون(همست له):- بابا لمحت ميرنا تبكي قبل قليل لكنها أخفت دموعها وجلست في الزاوية بجوار جدتي نبيلة
حكيم(ابتلع ريقه وهو يبحث عنها فقد كانت قبل لحظات مع نور):- حسنا سأهتم بها بعد عودتي
ناهد(تأثرت بعلاقتهما حين عانقته ميسون وهمست في سرها):- يا لخيبتكِ يا ناااااهد إنه متزوج متزوج ولديه طفلة بهذا العمر يااااه وكم كنتِ غبية آخخخخ لن تتعلمي …أمي ابنتكِ غبية كما كنتِ ترددين دوما يا لبؤسي
حكيم(أشار لها بيده):- هللو صباح النور ؟
ناهد(انتبهت لشرودها فيه فقد ذهبت ميسون قبل لحظات وبقيت هي بفم مفتوح):- يا فضيحتي ..أ.. نعم ماذا لما تصرخ ؟
حكيم(ضرب كفا بكف وتحرك للخارج):- تفضلي يختي فأنتِ عالم متناقض مع نفسه
نهال(استوقفته خارج القاعة بأمتار):- عمو حكيم كنت تعرف أليس كذلك ؟
حكيم(نظر لناهد والتفت لنهال):- فيما تفرق ؟
نهال(ببكاء):- تفرق في أنكم قمتم باستغباء عقولنا جميعا يا عمو حكيم ، ما كان من حق أي واحد فيكما أن يخفي هذا على العااااائلة ،، لا والجميل أنه كان ينتظر ترحيبا محفزا يشفع له تلك الخطايا السابقة وأهمها خروجه بزفاف ميرا عمتي وبقائه بعيدا كل هذه الفترة
حكيم(عقد حاجبيه):- مهلا مهلا من أين تعرفين أنتِ بموعد خروجه من السجن ؟
نهال(تمتمت وهي تبتلع ريقها):- لقد قابلته ولم أعرف أنه أبي حتى …أتصدق وجعا مثل هذااااا ؟
ناهد(عرفت أنها تقصد المدعو طارق لكن لم تفهم لحد الآن ما حكايته ولما رحبوا به بذلك الشكل إذ اعتقدت أنه عاد من السفر):- سجن ؟
نهال(انتبهت لها ولكن همها أكبر من الاهتمام بها):- أجل سجن لما استغربتِ آنسة موظفة ماذا توقعتِ مثلا ، أم أننا عائلة تعر حتى تستغربين هكذااااا ؟
حكيم(لاحظ امتقاع وجه ناهد وزفر عميقا):- نهااااال … ما هذا الذي تهذين به أعصابكِ قد فرطت والواضح أنكِ لا تزنين ما تنطقين به هنا وهناك
نهال(باحتدام):- لن أزن أي شيء بعد اليوم ، وأبي ذاك إن خطا خطوة داخل البيت صدقني سأكون خارجه في اللحظة الموالية
حكيم(بعدم تصديق):- أجننتِ يا نهااال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نهال(بغبن):- أجل جننت ، اتضح أننا بلا قيمة بالنسبة له وإلا لما أخذ كل هذا الوقت ليظهر فهل لديك تفسير لهذااا ؟
حكيم:- ظرووووف كانت لديه ظروووف
نهال(بسخرية):- هههه يا للعجب ، ما هذه الظروف التي تجعلكما توليان العالم اهتمامكما دونا عن عائلتكما … لكن لما أستغرب فأنت قد غبت 17 سنة دون سبب مقنع حتى، إذا لما أدقق في مسألة أب استغرق أسابيع طويلة حتى يتمكن من الظهور أمام عائلته
ناهد(شعرت بثقل في كاهلها وهي تصغي لها):- يا إلهي
حكيم(أغمض عينيه):- ناهد …انتظريني بجوار البوابة لو سمحتِ وأنتِ تعالي معي
نهال:- ولما ستبعدها دعها تتابع المسرحية حتى الأخير
ناهد(لم تتحرك بل ظلت تستغرب احتدام هذه المراهقة):- ….لارد
حكيم(بعصبية):- بدأتِ تفرطين أعصابي ، امشي نهاااال
نهال(أبعدت يدها من قبضته):- دعني …دعني لم أعد تلك الطفلة التي تخرسونها ببضع كلمات ، لقد كبرت وأنا أطالبكم جميعا وبدون استثناء لتخبروني حكاية أبي التي أخفيتموها عني العمر كله ، وشيء آخر حتى وإن سمعتها فهذا لن يعني لي البتة فأنا سأبقى على موقفي الحالي إذ يصعب علي أن أسامحه على استحقار مشاعر
حكيم(حك جبينه وهو يشعر بالوهن من موقفها):- أنتِ غاضبة يا نهال أتفهم حالتكِ لذا ألتمس منكِ بعض الوقت ، في ثورة غضبكِ هذه قد تجرحين الآخرين دون أن تشعري حتى وهذااااا لا يجوز
نهال(بهزل):- صدف وأن ظهر أبي لذلك لا داعي في ممارسة دور الأبوة الذي يحاول الجميع تعويضي عنه منذ ولادتي ،فلا شيء سيعوض ذلك لا شيء سيغني ذاتي عما حرمت منه في طفولتي ولا في حياتي كلها …
حكيم(علم أنها قد وصلت لقاع الألم):- كلامكِ لاذع يا بنت
نهال:- ولما تتألم يا عمو حكيم ها أنت قد ظهر لك ابنة أخفيتها عنا بعناية ، فيا ترى هل حظيت هي بطفولة سليمة أم أنها ولدت لتجد نفسها بين أحضان النساء اللاتي بحثت بينهن عن حضن الأب الغااااائب كل لحظة ، كل موقف ، كل ساعة احتياااااج وما وجدته
ناهد(شعرت بالبكاء وأشفقت عليها):- تت
حكيم(أشار لها للداخل):- استدعي أمكِ ستغادرين هذا المكان فورا ولن تبرحي البيت قيد أنملة حتى تعيدي عقلكِ لرأسك
نهال(زمت شفتيها وهي تقف جاثمة بشموخ):- صدقني بحق كل دمعة بكتها أمي الليلة لن أهون عليه حياته ، لن أجعله يعيش تلك الحرية التي ينشدهاااااا صحيح أنا ابنته ولكنني سأكون نهال الراجي التي لن تصفح بعد اليووووووم
حكيم(رفع قبضة يده ليصفعها على وجهها من حنقه ولكنه أوقفها في الهواء):- …كفففففففففففففففففى
نهال(بدموع مدت خدها)):- هيا اضرب هيا لا تتردد ، فوجهي الليلة أصبح ملطشة لكم في البداية نانا وأنت الآن ولن أستغرب إن كانت ماما أو المدعو بابا هو التالي
حكيم(جمع قبضته بعصبية نافذة وتأهب للتحرك):- ناااااهد …هذه البنت ستبقى بجواركِ أمانة لغاية ما أعود
ناهد(برقت عيناها):- إلى أين تذهب ؟
حكيم:- سأحضر من يعيد لها صوابها … احذري وأن تغفل عنكِ لحظة
ناهد(رفعت حاجبها ونظرت لنهال التي جلست على السور الحجري وهي تبكي):- …نهال
نهال(رفعت يدها موقفة إياها):- أنتِ لا تعرفينني وأنا لا أعرفكِ فدعي عنكِ هذه الحوارات البالية لا أريد سماع أي صوت
ناهد(جلست بعيدة عنها بخطوتين وهي تهز أنفها لتدمدم باشمئزاز ساخر):- اللعنة ما بال الفظاظة تتفشى في هذه العائلة بالواحد ، أستغفر الله العظيم
نهال(انفجرت ببكاء وهي ترمي بوجهها بين يديها):- اهئئئئ اهئئئ
ناهد(يا حبة عيني ههه جاهزة لإفراط الدموع فما زال جرحها حديثا):- لما تبكين الآن ألم تكوني راضية عن كلامكِ ذاك ، أتفهمكِ أنتِ تقولينه من خلف قلبكِ فقط لكن بصميمكِ أنتِ تتمنين لو يظهر الآن ويدفنكِ بحضنه تشتاقين إليه لكنكِ غير قادرة على الاعتراف بذلك …لا بأس سوف تقاومين لدحض هذه الفكرة ولكنكِ ستخطئين كثيرا بحقه وحق نفسكِ التي تهفو إليه ، أعطه فرصة وستلاحظين الفرق
نهال(مسحت دموعها بشراسة واستقامت):- أنتِ آخر واحدة سأنتظر منها أن تنصحني ، لا ينقصني غرباء في حياتي فاحفظي مكانتكِ لطفا
ناهد(أغمضت عينيها وهي تستقبل شتيمة غير متوقعة):- وهذا ما ينالنا من المراهقات
نهال(تحركت من هناك وهي تتقدم صوب الباب):- سوف لن أغفر لن أغفر
ناهد(تذكرت وصيته):- هئئئ يا ويلي البنت تعالي يا أخت يا آنسة نهاااال رجاء لقد أوصاني عمكِ بكِ فلا تقحميني بالمشاكل ، اففف يااا اففف علي اللحاق بها الآن ، يا آنسة نهاااال
لحقت بها لعلها تعقلها ولا تقحمها في مشكلة مع سيد حكيم والذي سيفقع عينيها إذا ما غفلت عنها أو جعلتها تقدم على تهور ما ، فهو يعرف عرقهم الشهير في المواقف الصعبة يعطي ردود أفعال تاريخية تصدح بها الدواوين الشعرية وتقال المواويل فيها حتى ههه ..
هنا كان هو يحادث عواطف وعفاف التي كانت تمسك على رأسها بصداع
عفاف(بقلب مفطور):- على الأقل كنت أخبرنا يا حكيم على الأقل أنت كنت افعل الصواب ، لا أتفهم ظروفه لا أستطيع أن أقتنع بها لقد لقد اعتقدت أنه سيكون متلهفا أكثر منا للقائنا ، يعني من حق نهال أن تنهار بهذا الشكل تخيل أن تلتقي بأبيك لأول مرة ويتصرف معك وكأنه لا يعرفك صعبة صعبة أكاد لا أصدق أن طارق يفعل هذا
حكيم:- يا عفاف ..أنتم حتى لم تصغوا لأسبابه وهو بدوره لم يتحدث أو ينطق بشيء لذلك التمسوا له بعض العذر ، فلكل غائب حجة
عفاف:- طيب سأهضم هذه سأبتلعها مثلما أفعل دوما ، ماذا عن ابنته يعني كيف سأشرح لها تجاهله لها كيييييف ؟
عواطف:- عفاف يا ابنتي
عفاف(بحنق):- لا أمي لا طارق أخطأ في هذه ولن أرتضي لابنتي هذا الألم ، عليه أن يصحح الأمر قبل أن يتفاقم …أين هو الآن ؟
حكيم(هز كتفيه):- لا أعلم
عواطف(بدهشة):- كيف لا تعلم يا حكيم أين يتواجد ابن عمك طوال هذه الفترة يعني ؟
حكيم:- اسمعاني جيدا طارق ناضج كفاية ليعرف الوقت المناسب لعودته ، ما حصل الليلة كان خارجا عن إرادته لا أدري عندما رآكم لم تحمل ولذلك كشف نفسه في خضم تلك الفوضى المرعبة التي حصلت ، كل ما أن متأكد منه أنه لم يخطط لهذا وقد جاء عفويا خوفا عليكم
عواطف(أمسكت على قلبها):- آه على ابني حبيبي
عفاف:- عليك أن تعرف موقعه يا حكيم لطفا أخبرنا
حكيم:- عذرا … لن أتمكن من إخباركم ما لم يأذن بذلك
عفاف:- يعني تعرف ؟
حكيم(تنهد بقلة صبر):- عفاف لا تأزمي الأمور يكفي ما فعلته نهال
عفاف(عدلت وشاحها):- أمي سأذهب للبيت مع ابنتي لقد اكتفيت
عواطف(ضربت كفا بآخر):- اصبري سأحضر جدتكِ ونذهب سوية ، حكيم رافقها ريثما نلحق بك للبوابة
حكيم(أشار لها):- تفضلي عفاف
عفاف(نظرت جانبيا للحديقة بعيدا):- صدمني طارق يا حكيم … ما كنت أتوقع لقاءنا بعد غياب هكذا ، لقد تخيلت أن نستقبله أمام باب السجن أو يطرق علينا باب منزلنا يعني …كنت أتوقع هذا أحسب حسابه ولكن ليس الآن ، ما زالت هنالك بضع سنوات على انقضاء حكمه فكيف خرج ؟
حكيم:- الفضل يعود لوائل رشوان ..هو الذي قام بهذا الإنجاز وطارق كان لديه الحافز لأجل ذلك وتم الأمر ، ميرا تعرف بالموضوع فلقد شهدت في المحكمة وكانت حاضرة آنذاك
عفاف(تتابعه باهتمام):- صحته تبدو بخير يعني .. هه إنه ما يزال طارق
حكيم(ابتسم لخجلها):- لقد كان يراكِ كل يوم يا عفاف
عفاف(توقفت متسمرة والتفتت إليه):- ماذاااا قلت ؟
حكيم:- كل يوم كان يلاحقكِ من البيت إلى المشفى ، أنتِ ونهال أمي البنات كلكم ، لقد كان يمني نفسه برؤيتكم ولو من بعيد لعله يخمد نار شوقه قليلا حتى
عفاف(بتأثر تابعت):- أحيانا كان يلازمني نفس الإحساس القديم فكنت أكذب نفسي ، يعني ههه يعني طارق كان يلاحقني صح ؟
حكيم(تألم لدى رؤيته للهفة العشق المرتسمة في عينيها):- أما زلتِ تكنين له كل هذا العشق رغم مضي هذه السنوات ؟
عفاف(أنزلت عينيها بخجل وقاومت بسمتها لترفع وجهها بإشراقة):- وأكثر من ذي قبل حتى
حكيم:- الله يديم المحبة ، فقط لنحل موضوع نهال وأيضا بعض الأمور التي سيرويها لكم طارق وبعدها تعودان لبعضكما إن شاء الله
عفاف(بشوق الشوق):- على الله …لكن لو سمحت اجعله يعود سريعا غدا مثلا هاه ممكن ؟
حكيم(تحركت حنجرته وهو غير قادر على إعطاء وعد):- سأكلمه
عفاف(أمسكت ذراعه بخوف):- أرجوك أقنعه أن ما حصل ردة فعل طبيعية من ابنتنا ، هي تحبه في أعماقها ليعطيها فسحة لتستوعب عودته في حياتها فجأة تمام أرجوك عدني ؟
حكيم(ربت على ذراعها بمودة):- لا تقلقي بدون ما توصي سأقوم بما يريحكم أكيد
أخذها للبوابة الرئيسية حيث وجد المفاجأة بانتظاره ناهد تطوف حول نفسها ولا وجود لنهال يا ويل أمي ^^
عفاف:- نااااهد … عذرا لم أسلم عليكِ بالقاعة يعني
ناهد:- أي ولا يهمك أختي عفاف ظروفكِ ما كانت تسمح احم
حكيم(وضع يده على جنبه):- بدون أن تقولي أي شيء أعرف أنكِ أضعتها
ناهد(هزت كتفيها بقلة حيلة):- لقد فلتت مني والله تبعتها ولكنها تبخرت
عفاف:- عما تتحدثان يا حكيم ما الذي ضاع منكِ ؟
حكيم(نظر حوله):- ابنتكِ
هنا تبلدت ملامح عفاف وهي تدور بعينيها في كل مكان بين الأطقم السوداء فكل الرجال كانوا محيطين بالمكان ، زيادة على الشرطة والجنود الذي طوقوا الجهات لأجل استكمال التحقيقات بشأن الفوضى التي حصلت قبل برهة ، ولأجل المحافظة على سلامتهم أيضا لكن كل هذا لم تدقق فيه بل كان عليها أن تجد ابنتها أينما كانت تكون … قبل أن يدب الرعب في أوصالها ويتخذ مواقع خبيثة من فكرها كان داغر يسير خلفها من خلف قاعة الحفلات ، فالأخت جسورة حتى تخرج هكذا دون حسيب أو رقيب ، جيد أن داغر عينه على الجميع والله هذا الرجل رجل المواقف الصعبة تصفيقات له هههه
عفاف(هرعت إليها واحتضنتها):- أين ذهبتِ يا صغيرتي
نهال(عانقتها بجمود):- أردت أن أشم بعض الهواء لا تقلقي أنا بخير
داغر:- السيارة جاهزة سيد حكيم ، بمن نبدأ ؟
حكيم(نظر لناهد التي طأطأت رأسها):- سيتكفل سفيان بأخذهم للبيت أمن الطريق بنفسك وعد إلى هنا
داغر:- والآنسة ؟
ناهد(نطقت):- ……..يمكنني البقاء قليلا مش مشكلة
حكيم:- ستتصلين بأبيكِ أولا وبعدها نقرر
عفاف(ركبت هي ونهال):- ليهديكِ الله يا نهال ما تفعلينه لا يليق
نهال(اتكأت على كتف عفاف بتعب):- أينفع لو أبقى هكذا أريد الاسترخاء ماما
عفاف(بقلة حيلة):- طيب طيب
نهال(سرحت بخيالها في ذلك الحديث وتألمت بشدة بشدة):- آآآآه يا قلبي ..
~ نهال تتذكر قبل دقائق ~
كانت تسير بخفة وهي تلعن كل شيء حتى نفسها التي سمحت لها بأن تتمادى حتى ذلك النحو الذي لم تتمكن من الرجوع عنه ، لقد وصلت للحافة وقفزت رغم أنها تعرف العواقب لذلك استصعب عليها هضم تصرفاتها المتنمرة التي جعلتها تتصف بصفات وحشية تمقتها كثيرا … خاصة أنها أحرقت كل شيء وثارت في وجه الأب الذي كانت تنتظر عودته لتشبع عينها من نظرته ، لكن ماذا حصل بعد أن عاد لقد حطم تلك الصورة التي ظلت ترسمها لسنوات عديدة حتى سكنت أعماقها وبات عقلها الباطن مسلما لذلك اللقاء المنتظر دون شك ، لكن جاء طارق وخلط الأوراق وانكسرت الأحلام … كانت تجهش بالبكاء وهي تركض من زاوية لأخرى لغاية ما تعمقت في حديقة القاعة لما لاحظت تواجد بقعة فارغة يفصلها بينهما سور قصير قفزت منه ملتقطة فستانها الذي ساهم في ثورة غضبها حين فقدت صبرها وما عاد بإمكانها استيعاب نقطة … ظلت تسير إلى أن توقفت برهة تلتقط أنفاسها وهي تستند على جذع شجرة ..
نهال(ببكاء):- هيا يا نهال … أنظري لهذا الحال لقد عاد أبوكِ المنتظر وأنتِ حتى لم تتمكني من أن تفرحي كما كنتِ تحلمين ، على العكس ففور رؤيته لكِ قام بالصراخ في وجهك جيد جيدددد ما فعله ، على أساس أنني سأنتفض رافضة لا وألف لا …اهئ حتى ملامحه لا أستطيع استجماعها بذاكرتي ألهذه الدرجة أنا نذلة وغير مهذبة ؟؟؟
نادر(أمسكها من ذراعها قبل أن تتمم آخر جملة بصوت عال امتد ليصبح صراخا يفطر القلب):- اهدئي …نهااااال
نهال(دهشت من حضوره لكن سرعان ما انفجرت ببكاء من جديد):- نااااادر اهئئئ قلبي يؤلمني كثيرا أنا حزينة جدا جدااا ، لا أعرف كيف سأتصرف لقد لقد صرخت بوجه بابا وكسرته هل أنا سيئة هل بالغت ؟
نادر(أمسك وجهها بين يديه وهو يمسح عنها الدمع):- لستِ كذلك ، أنتِ غاضبة فحسب
نهال(بغمغمة قهر ارتمت بحضنه):- لا تتركني وحدي أرجوووك ، أنا خائفة خائفة
نادر(مسح على شعرها ببطء):- لهذا لحقت بكِ طوال الوقت ، لقد سمعت حديثكِ مع أبيكِ أيضا ويمكنني أن أضع نفسي محله … فعلا أنتِ قد آلمته كثيرا يا نهال وهو لا يستحق منكِ هذا فأنتِ لا تعرفين الحقائق إذن لا يمكنكِ أن تكوني قاسية الحكم هكذا
نهال:- وهل أنت تعرف هذه الحقائق ؟
نادر(تنهد بحزن ونظر لوجهها):- أعرفها ، لكنني لن أفلت حرفا لأن أباكِ هو المخول الوحيد بأن يحكي هذه الحكاية لابنته ، ويستحيل أن أحرمه منها حتى لأجل خاطركِ عندي
نهال(دكت رأسها بصدره):- أشعر بالنفور من ذاتي ، أستحقرها لأنها تشتت تركيزي في الأوقات الصعبة ، أغلب الكلام الذي ذكرته فجرته من حنقي وغبني ، تخيل أباك يعود بعد عمر لم تراه فيه ولو لمرة واحدة وفجأة يصرخ بوجهك ويذهب ببساطة هكذاااا …يعني الحيوانات وتحتضن أولادها ولو غابت عنها دقيقة فكيف بأب لم يرى ابنته منذ ولادتها أخبرني هيا أخبرني إذا ما كنت مخطئة ؟.
نادر:- أولا لا تحرقي أعصابكِ هكذا ستمرضين ، ثانيا أبوكِ لديه أسبابه يا نهال طالما حكمتِ عليه ولديكِ وجع حياله دعيه يبرر دعيه يصحح ذلك الغلط ، دعيه يشرح دوافعه التي جعلته يهملكِ في المرة الأولى … لا تكوني قاسية أنتِ والزمن يا نهال فشعور الظلم صعب جدااا ويكسر الظهر والخاطر
نهال(مسحت شعرها بقوة وهي تعيده للخلف):- مستحيل ، لن أغفر يا نادر لأنني احترقت من جهته ، … بحق كل ذلك الانتظار والترقب سلمت رايتي واستسلمت لشعور الغضب …لن أتمكن من السيطرة عليه صدقني
نادر(بتعب):- يا الله
نهال(تحركت من هناك):- لم أعد طفلة
نادر(أوقفها بحدة):- ولكنكِ تتصرفين كالأطفال الآن
نهال(عادت إليه خطوة):- لا تلحق بي ،، فلديك حبيبتك طويلة الشعر وأكيد ستتفقدك إذا ما غبت عنها وحري بك ألا تجعلها تشعر بأنك اختليت بي فقد أعلنت غيرتها مني رسميا
نادر:- لا أحد يقيم تصرفاتي وأنا هنا بمحض إرادتي ، أنتِ بحاجتي نهال بحاجة لصديق يعيد عقلكِ للطريق الصحيح
نهال(هدرت فيه بغبن مكتوم):- ولكنني لا أريييييييييدك صديقي
نادر(عاد برأسه للوراء بعد انفجارها ذاك):- ماذا ؟؟؟؟
نهال(نظرت للأرض بتلعثم وتراجعت للخلف):- اهئ دعني وحدي لو سمحت لو سمحت ..
نادر(تنهد بصدمة من تلك الحقيقة):- اففف من هذا الحال افف …
هربت من شعورها وليس منه إنها تعبث في تلك الفوضى دون سيطرة على نفسها ، لقد أصبحت لا تفرق بين الصالح والطالح حتى رغباتها باتت متناقضة واحتياج قلبها لذلك الشخص مستمر ، بل يتضاعف كل مرة وكل موقف ..فمثلا اشتهت رؤيته تلك الليلة رفقتهم في الحفل لكنه لم يحضر بل ما زال مختفيا لغاية اليوم وحتى بدون أن يترك رسالة أو خبرا ، وتامر ليس لديه معلومات فهو بدوره يشعر بالقلق عليه إذ لم يتعود منه غيابا بهذا القدر في سابق الأيام ، وهذا ما تداوله معها في العرس قبل وقوع الواقعة …. أين أنت يا أسعد قالتها وهي تنظر للخلف صوب نادر الذي بقي جاثما محله وسط الظلام لوهلة توقفت وهي ترمق التشابه الذي بدا عليه مع أسعد ، لكن لعنت أفكارها فهي ستتوقف عن احتياج البشر وستكفي نفسها منذ اللحظة … وهي في طريقها للعودة لبوابة القاعة صادفت داغر الذي صار ينبه ويلوم ولكن أين العقل ليصغي له فقد كانت تسير بلا ثبات ….
تنهدت وهي تستعيد تلك الذكرى التي مرت قبل دقائق ، شعرت بها عفاف التي كفكفت دمعها بصعوبة وضمتها لصدرها وجعلتها ترمي همومها في ذلك الحنان .. أما خارج السيارة فقد كان هذين ما زالا في عراااااك محتدم يا عين عيني
حكيم(واضعا يده على جنبه):- يعني ؟
ناهد(استسلمت بعد تلك المناهدة):- غفلت عنها وقد كانت مسرعة لذلك لم أستدرك
حكيم:- هااااه خلت أنكِ تفتقرين لأيقونة التراجع ، على العموم أعطيتني دروسا مهمة اليوم وهي أنني لن أضع ثقتي فيكِ من جديد
ناهد(جرحت من كلامه):- إن كنت ستعايرني بتصرفي فلك كل الحق
حكيم(رأى عواطف ونبيلة ومعهم مديحة وسماح مقبلات عليهما):- أجلي هذا الحديث فلدينا كل الوقت لنتحاااااسب …
ناهد(حولت عينيها بدون اهتمام):- خوفتني لا همممم
حكيم(باستفهام):- أمي ما الذي أحضركِ ؟
مديحة(ابتسمت لدى رؤية ناهد وتأبطت ذراعها):- أردت أن أتأكد من عدم ذهاب هذه الجميلة، لا أريدها أن تغادر دون أن تقف في السطر مع البنات لحظة رمي الورد
حكيم(حك جبينه حرجا):- أميييي ..الآنسة ناهد لا تهتم بهذه الأمور لا تبدئي رجاء
سماح(أضافت برتابة):- أليست فتاة أم ليست فتاة كي لا تقف مع البنات الله الله
عواطف(ابتلعت ريقها ونظرت لنبيلة التي أومأت لها بالصبر):- اللهم صبرك
مديحة:- ما بكِ أختي الحبيبة يعني لما انزعجتِ هكذااا ، كل فتاة يحق لها أن تقف بالدور حتى ابنتكِ يمكنها ذلك طالما حررت ياقة ابني
عواطف(ربتت على يد نبيلة التي طبطبت عليها):- هيا أمي لنغادر
نبيلة(مالت برأسها وهي تتأمل ناهد):- لحظة …اقتربي يا بنت
ناهد(نظرت لحكيم بعدم فهم):- ماذا هناك ؟
نبيلة(بحزم):- هل أبدو لكِ كالغول حتى تفزعي هكذا ، قلت اقتربي فلتقتربي
حكيم(زفر عميقا):- اقتربي ناهد ودعينا نخلص ، جدتي ؟؟؟؟
نبيلة:- مالك ..أريد أن أتعرف عليها فحسب فيها شي ؟
مديحة(بفرح):- لا ولا شي حتى أنها عزبااااء
عواطف(تحركت من هناك):- حفيدتي بحاجتي لأذهب إليها بدلا من سماع الترهات هنا
سماح(نكزت ذراع مديحة وهما تتهامسان):- ههه احترقتِ المرأة
مديحة(بلؤم):- خليها تستاهل
نبيلة(مدت يدها لناهد التي قبلتها بمودة):- اسمكِ ناهد
ناهد:- أجل ..
نبيلة:- أنتِ إذن الموظفة الجديدة
حكيم(بدهشة):- كيف تصلكِ الأخبار كلها أبفهم ؟
نبيلة:- ابنة عمك ثرثارة لذلك الحيطان لها آذان ، تشرفنا يا ابنتي ورحمة الله على أمك
ناهد(بمودة):- مشكورة خالة
مديحة(فتحت عينيها):- هااااا ها تذكرت أنتِ هي الفتاة التي فقدت أمها مؤخرا
سماح(بتعاطف):- أي مزقتِ قلبنا أي والله
حكيم(هدر فيهن):- الصبر يا ربي الصبر ، ما خطبكن ؟؟؟
ناهد(بأسف):- لا بأس
مديحة(أمسكتها بخفة وحضنتها):- وغلاوة أمك اعتبرني مثلها وأي شيء تحتاجينه تعالي إلى أمكِ مديحة ، ولأجل ضمان هذا لن ترديني خائبة ستبقين معنا ريثما ينتهي الحفل ونوصلكِ لغاية بيتك حتى أن ابني حكيم سيتأكد من ذلك بنفسه صح بني ؟
سماح(تهيئ معها الفرص):- طبعا يا امرأة هل سيؤمِّن على حياة فتاة شابة لوحدها مع رجاله غير لائق حتى
نبيلة(هزت رأسها فيهما بدون فائدة):- فولة فاسدة وانقسمت ، تف على الشيطااااان … خذنا يا سفيان
سفيان(تثاءب وهو يتذمر حين تقدم جوارها):- هيا جدتي كنت آمل أن تغادرن حتى الأخير ، لأنني وعدت زوجتي بنصيب من الكعكة الأخيرة وااااع
نبيلة:- مر بالمحل غدا وخذ ما تريده ولكن الآن اصطحبنا للبيت ضاق نفسنا
سفيان(فتح لها باب المقدمة):- سيد حكيم نحن ذاهبون أي أوامر ؟
حكيم(أشار لداغر):- طريق السلامة ، وأنتن عدن للقاعة ستصبن بنزلة برد لا سمح الله
سماح(تأبطت ذراع مديحة):- هههه أجل أجل هيا يا صديقتي البنت باقية
مديحة:- هههه أحس وكأننا ريا وسكينة يا امرأة
سماح:- سنكون كذلك حتى ،، إذا لم نزوج ابنكِ للبنت سوف لن نجعل عواطف وابنتها تندمان
مديحة(استدارت خلفها بطرف عين ووجدتهما يسيران خلفهما صوب القاعة):- أحببت البنت يا سماح أي والله
سماح:- وقلبي أحبها ههه يلا على خير ..
ناهد(تنظر إليهما وهما قبلهما على بعد خطوات):- لما أنت ساكن ؟
حكيم:- ….لارد
ناهد(نظرت إليه وهو مكفهر الوجه):- هل أخطأت بشيء ؟
حكيم(بعصبية من تصرفات أمه وعمته):- لا
ناهد:- أكنت تود مني المغادرة يعني كنت أنوي لكن أمك وعمتك أصرتا علي …لو كان هذا سيتسبب لك بمشكلة لأذهب أصلا لا مزاج لي بحضور حفلات أعراس
حكيم:- همم هممم
ناهد(غلبها الفضول من السؤال الذي ظلت تحكه بعقلها لعلها تستوعب):- سؤال …ماذا قصدتا بحديثهما الغريب ومن هي ابنة خالتك التي تتحدثان عنها ؟
حكيم(لم يعر سؤالها أدنى اهتمام فحين انتبه لخروج وائل ملهوفا ارتعش قلبه):- خيراااا ؟
وائل(بلهفة):- هل ميرنا معك ؟
حكيم(أغمض عينيه):- ليست معي لقد تركتها بالداخل أين ذهبت ؟
مديحة(حولت عينيها وجرت سماح):- خلينا ندخل ستكون مختبئة بالحمامات لكنها تستعرض
سماح:- لقد اعتادت أن تضع اللمسة الأخيرة في كل مرة ، خلينا ندخل بردت
حكيم:- أجبني أين ذهبت ؟
وائل(عضعض شفتيه):- وما يدريني لقد كانت بجوار البنات فجأة التفت ولم أجدها ، لقد غابت لحظة عن عيني افف يا ميرنا اففف
ناهد(لاحظت قلقهما الغريب):- ربما تكون بالحمام ؟
حكيم:- هل فتشتم ؟
وائل:- سألت إحدى صديقات كوثر وأخبرتني أنه لا يوجد أحد هناك، لم أشأ أن أخلق بلبلة فأعصاب الكل متشنجة بعد الذي حصل
حكيم(بحزم):- ادخلي للداخل ناهد ، تعال سنبحث بالحديقة أين الآخر ؟
وائل:- مع جوزيت
حكيم(لاحظ تسمرها):- ماذا تنتظرين ادخلي نااااهد
ناهد(لاحظت احتدامه وعقدت حاجبيها):- بلا صراخ
وائل(نظر إليهما):- ماذا يحدث ؟
حكيم:- أسألك أنا ماذا يحدث سيد وائل ، تركناها في أمانتكم لحظة أضعتموها ،، أين سنبحث في هذه الحديقة العريضة هل لديك فكرة ؟
وائل(بتأفف من أفعال ميرنا):- سنجدها فلا تعلق
حكيم:- علي أن أتأكد من سلامة ميسون لا نريد أن ننشغل بهما دفعة واحدة
وائل(تحرك سريعا):- لن أنتظر سأذهب من هناك
حكيم(أومأ له موافقا وهم بالدخول ليجدها ما تزال عند الباب جاثمة):- ماذا قلنا ؟
ناهد(رفعت أناملها بالواحد مشيرة إليه):- لا تصرخ في وجهي ولا تدخلني في حساباتك ولا تعطيني أوامر أنا لست بالشركة حتى تملي علي ما أفعله
حكيم(جمع يديه معا باستجداء ساخر):- طيب لو سمحتِ لو تعطفتِ وتلطفتِ أيمكنكِ الدخول ؟
ناهد(بعنفوان):- لأبحث معكم يعني أنا فيني أساعد
حكيم:- شكرا للاقتراح لكن ساعديني بصمتكِ وبتعقلكِ وادخلي أمامي
ناهد(تحركت تلقائيا معه):- ميرنا هي ابنة عمك وخالتك في نفس الوقت الفتاة صاحبة الفستان البرتقالي ، ميسون حكت لي عنها القليل
حكيم(برقت عيناه):- ماذا حكت لكِ ؟
ناهد(لاحظت توتره):- أنها تحبها وهي بمثابة أم لها هذا ما فهمته
حكيم(تلك الصغيرة):- طيب اتخذي مكانا رفقة أخواتي ريثما أعود ، ها ميسووون تعالي اركضي اركضي
ميسون:- بابا حبيبي فتشت عن ميرنا ما وجدتها هل هي بالخارج أخبرتك أنها بكت ولكنك لم تحادثها ، سألتني عنك بواسطة هاتفي وأخبرتها أنني قلت لك ولكنك لم تأتي ، نهضت لتبحث عنك وتناديك حين كنت مع عمو أ.. إياد ولكنك خرجت مع صديقتي ناهد ولحظتها تراجعت ميرنا وبعدها اختفت فجّأة هل هي بخير أريدها أرييييدها ؟؟؟؟
حكيم(ضرب على جبهته وهو يهز رأسه بندم ، ماذا فعلت أنا ماذا فعلت):- بابا روحي ستذهبين لعمتكِ نور وتبقين بجوار دينا ولا تبرحي محلكِ إطلاقا
ميسون(ببريق دمع في عينيها):- أنت تنبهني هكذا عندما يحدث أمر غير حميد ؟
حكيم(أمسكها من يدها):- ميسوووون لا وقت أملكه لأحجياتك ، نفذي ما أقوله
ناهد(رأفت لحالها):- يمكنني أن آخذها لعمتها بنفسي
حكيم:- لا والله قبل قليل أوصيتكِ بمراهقة ولم تستطيعي النجاح فكيف بطفلة ؟
ناهد(حولت عينيها):- كما تريد
حكيم(لاحظ أنه بالغ):- تمام ..تصرفي
ناهد(وضع يد ميسون بيدها وذهب بعد أن نظر إليهما منبها):- اممم ..قبل أن أصطحبكِ علينا أن ندخل في حوار يا صغيرة لنفهم بعض الألغاز ، إذ يظهر لي أنكِ بارعة في سرد القصص
ميسون(بعدم فهم كانت تنظر للخارج):- ميرنا
جوزيت:- هذه فرصتنا
ناريانا(تنهدت بعمق):- لن نبرح محلنا حتى تعود ميرنا
جوزيت(انتبهت لها):- لماذا ، هل رأيتِ شيئا ثم لما خاصمتِ نادر وانفصلتِ عنه ؟
ناريانا(مسحت دموعها):- لدي أسبابي فلا تهتمي ، المهم أننا لن نخطو خطوة قبل عودتها
جوزيت:- يا حبيبي هل سأعرض هروبنا للفشل حتى تعود السينيورة ؟
ناريانا(تنهدت عميقا):- جوزيت …
جوزيت(انتبهت لحالتها):- أنتِ تخيفينني حين تنظرين بجدية هكذا ، ما بها ميرنا ؟
ناريانا:- لا أعلم رؤيتي مشوشة ولكنها تبدو تائهة .. يجب أن يجدوها قبل أن تخاف
جوزيت:- تخااااف من ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ناريانا(بحزن):- من نفسها !!
خارج القاعة وتحديدا خلف الحديقة اتضح أن هنالك متاهة مخفية بعناية هناك
كاظم(التقى بميار):- سمعت سمعت وكيف لا أسمع عن إهمال أسرتك الكريمة
ميار:- البنت كالزئبق كانت قبل لحظة أمام أعيننا ولكنها في اللحظة الموالية تبخرت
كاظم:- طبعا ستتبخر فكل واحد فيكم مدله في دائرته الخاصة ، أنت مع جوزيت وائل مع عمه والبقية المتبقية في أحداث الزفاف ، اللعنة علي الذي انغمس في المكالمات وغفل عنها
ميار(عقد حاجبيه وهو يسير معه في طريق مغاير من تلك الحديقة):- ما كل هذه الحرقة سيد كاظم ، هللو جدار برلين تذكر أن المسامير أصلا تملأ حائطك فلا تغامر بمداعبة المطرقة
كاظم(توقف وهو يرمقه بنظرات حادة):- كنت سآخذ بنصيحتك لو كنت أهلا لإعطاء النصيحة يا بعدي ، دعنا ننفصل قبل أن نفصل رؤوس بعضنا فأبراجنا الآن ليست على وفاق
ميار(لم ينتظر انتهاء جملته حتى بل انعطف):- أحسن والله مش متشوق يا أخو …
كاظم(ضرب كفا بكف ودخل من ممر آخر):- أين ذهبتِ أين … أينكِ ميرنا ؟؟؟؟؟؟
وائل(تعمق في تلك الحديقة ليجد نفسه قد دخل للمتاهة):- وها قد حصل ما خشيناه ، ميرنااااااااااااا أين أنتِ حبيبتي ، هذا أنا وااااائل يا ميرناااا أصدري حركة ما لأراكِ ..ميرنااااااااا أتسمعينني ؟؟؟؟
حكيم(من جانب آخر دخل للمتاهة):- ميرنااااااااااااااااا … يا روحي أنا آسف لأنني غفلت عنكِ والله كنت مضطرا ، ميرناااا أجيبينيييييييييييي ؟؟؟
ميار(دخل أيضا للمتاهة ووقف لينظر حوله):- هذه الميرنا تعيدنا قسرا لعهد الصغر ، هل سنلعب الغميضة الآن بحثا عنهاااا يعني تتت … يااااا بنت هل أنتِ هنا أصلا ؟؟؟
تعمق الأربعة في تلك المتاهة واحد ينعطف يمينا والآخر شمالا وذاك غربا والأخير شرقا دون فائدة ، والمعضلة هي أنه استعصى عليهم إيجاد طريق الخروج وبدت تلك المتاهة مظلمة حالكة وعميقة لدرجة الاختناق … لولا إنارة الزوايا القريبة لما ظهر شيء من تلك الممرات التي زادتهم ضياعا على ضياع ، أخذ حكيم هاتفه واتصل بميار الذي زاد الوضع قلقا لما وجد نفسه عالقا هناك رفقتهم جميعا وبدون أثر لميرنا حتى .. وهنا توجب عليهم الاستعانة بالقوة الخارجية فحاولوا الوصول لجوزيت التي خرجت مهرولة للحديقة ووقفت أعلى درج الحديقة المطلة عليها ، لتنتبه لتلك المتاهة التي صدمتها للتو …
جوزيت:- ناريانا بنت ..كيف لم ننتبه لهذه المصيبة ؟
ناريانا(بنظرة مشوشة):- لا أدري أصلا فور وصولنا انقلب الوسط
جوزيت:- ألو حكيم ..أنا على رأس الدرج وأنظر للمتاهة لكنني لا أستطيع رؤية شيء ، إنها مخيفة ولن أجرؤ على الدخول إليها خشية الضياع
حكيم:- طيب جوزيت أصلا ما كنت سأعرضكِ لخطر كهذا لذلك ، أخبري الرجال ودعيهم يتعمقون في الحديقة ويشعلون المصابيح الضوئية نحن لم نعثر على ميرنا بعد ، وكل واحد فينا ضائع في زاوية نذهب ونعود في ذات الطريق ، شخصيا أكاد أفقد صوابي
جوزيت(ابتلعت ريقها):- وميار … هل هو بخير ؟
حكيم:- متذمر ويبحث عن طريقة للخروج لذلك أسرعي قبل أن يتفاقم الوضع
جوزيت:- رغم أنها خدمة سابقة لعهدها وسأقدم عليها في سبيل وائل لا غير
حكيم(حول عينيه):- افف أتيت من هذه الطريق خمس مرات ، هيا جوزيت لا تتعبينا أكثر
جوزيت(أغلقت الخط):- تصرفي ناريانا
ناريانا(بشرود في المتاهة):- أنا واثقة أن هذه المتاهة ما كانت موجودة
جوزيت(رفعت حاجبها وتحسست جبين ناريانا):- ما بكيتِ ولا صرختِ بعد انفصالكِ عن الربان إذن … جاءتكِ الحمى قال ما كانت موجودة قال وهل سقطت من السماء عجبا ؟
ناريانا:- أو أخفوها بعناية ، اسمعي سأدخل قليلا لأسأل عن شيء وقومي أنتِ بتنبيه الرجال
جوزيت(وضعت يدها على جنبها):- لا والله هل سأصبح خادمة على آخر عمري يعني ، هييه بست بنت ؟؟؟؟
لم تصغي لها بل دخلت مباشرة إلى القاعة حيث بحثت بعينيها عن نادر ووجدته جالسا في زاوية بجوار العم فؤاد ، نظرت إليه بدموع وهي تقاوم كبرياءها الذي جرح قبل قليل ..لكن الآن الأمر جدي وعليها طلب العون لهذا داهمته على حين غرة
ناريانا:- أريدك في أمر عاجل
فؤاد(ابتسم له):- نكمل حديثنا لاحقا ندور ، تفضلي آنستي
ناريانا(رمقت انزعاج نادر ورغم ذلك جلست محل فؤاد شاكرة):- …ألن تنظر إلي حتى ؟
نادر(شبك يديه وزفر عميقا):- لست أنا من قطع علاقته بكِ فجأة ودون سابق إنذار
ناريانا:- كان لدي أسبابي الخاصة
نادر(بانفعال):- والتي تتجلى في غيرتكِ من طفلة صغيرة
ناريانا(بمقت):- ليست صغيرة وتلك الصبية تعرف ما تريده وإلا لما اختلت بك خلف الأشجار
نادر:- أريد أن أفهم فقط كيف تجرأتِ على مراقبتي ؟
ناريانا(لم تراقبه بل رأت ذلك من خلال نهال وقد كان مشوشا فصفحته دائما لا تسمح لها بالنظر):- ليس هذا بيت القصيد بل مشاعر تلك البنت
نادر:- على العموم طالما انعدمت الثقة بيننا وافترقنا إذن لا داعي أن نطيل في الأمر
ناريانا(جرحت من حديثه واستقامت):- أصلا لم نكن على علاقة ، أنا من كان يتوهم ذلك لأنك طوال الوقت كنت تتجنب إعطاءنا هذه التسمية
نادر(استقام بانفعال):- ناريااااانااا ؟؟
ناريانا(زفرت بدموع):- أساسا ليس هذا موضوعنا ، لدينا مصيبة أهم من ذلك
نادر:- ماذا حصل ؟
ناريانا(مسحت على جبينها):- الجماعة … ضاعوا في المتاهة
نادر(بعدم فهم):- أية متاهة ؟؟؟؟
ناريانا:- المتاهة الموجودة بجوار الحديقة لا أدري كيف ضاعوا فيها بحثا عن ميرنا ، لكن هذا ما حصل أربعتهم مشتتين في زوايا المتاهة ولا أثر لميرنا حتى ولا ندري كيف سنساعدهم ونحن بالخارج
نادر:- ياااه علينا أن ندخل إذن لا مجال للتردد ، ثم أكيد هنالك حارس لهذه القاعة ويعرف مداخلها ومخارجها لنستعن به
ناريانا:- ممكن …ثم لما لا نسأل العرسان مباشرة فهم من قاموا بانتقاء القاعة وأكيد يعرفون زواياها أكثر منا
نادر(نٍظر إليهما وهما مدلهين في بعضهما):- حرام … لا داعي أن ننغص عليهم هذا العرس أكثر من اللازم سنتصرف بأنفسنا ، ثم على حد علمي ليس هما من قاما باختيار القاعة بل كانت هدية من مدير شركة الهندسة خاصتهما يعني …
ناريانا(أردفت بتفكير):- أننا وقعنا في متاهة بالفعل …
خرجا معا ليبحثا عن حل للرفقة بينما نهضت هي من محلها حين سمعت ما يدور بالخارج ، نظرت مليا لميسون التي كانت بجوار عمتها نور والصغار لذلك استقامت وهي مترددة من فعلتها لكن عليها تقديم المساعدة ، وعليه خرجت بدورها لترمي بنفسها في المتاهة ويصبح الويل ويلين …
ناريانا:- أين هي أنا أسألك بوضوح فأجبني بوضوح بدون تمتمة يا عنبر ؟
عنبر:- يا ست ناريانا أقسم لكِ كانت هنا قبل لحظات بلغتنا بالمفيد وعادت
ناريانا(رفعت يديها بجنون):- إذن أين هي لما لا أراها في أي مكان ؟
نادر(نظر للأرض وانتبه لقرط أذن):- مهلا … هذا كانت ترتديه جوزي صحيح ؟
ناريانا(التقطته سريعا ونظرت للمتاهة):- غير معقوووول … هل دخلت بدورها ؟
نادر(تنفس الصعداء):- سنتحاج لدعم الشرطة يا ناريانا ، سأخبر رامز ابقي هنا
ناريانا(هزت كتفيها ونظرت لعنبر الذي حدق في المتاهة بقلة حيلة):- كيف سنحل الأمر علينا أن نفر من هنا بعد إيجاد ميرنا لكن الآن صارت الاثنتين في وبال لا ندري نهايته
عنبر:- لا تقلقي سيدتي … سنخرجها سنخرجها
ماذا ستخرج لتخرج فلقد دخلت رغما عنها ، فبعد أن بلغت الرجال شعرت بمغص في معدتها وقلبها بدأ يخفق بشدة وهي تنظر لتلك المتاهة ، لم تشعر بقدميها إلا وهي تلج أطرافها بحذر بحثا عنه إذ خشيت من أن يصيبه مكروه وكان عليها أن تتأكد من سلامته لذلك أخرجت مسدسها من فخذها ووضعت خزانه في وضعية استعداد وأغمضت عينيها لتخطو بقدميها خطوات نصفها تردد ونصفها الآخر خوف على أولادها بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية يأتي أبوهم ووائل وابن عمها وصديقهم الجدار وحتى تلك الحمقاء أم مصائب
جوزيت(تمسك بالهاتف لتضيء طريقها):- اللعنة عليها من حرباء ، بعمري بعمري ما عرفت جلابة مشاكل مثلها منذ اليوم الأول ، لا منذ أن اقتحمت احتفال البيع في خان كهرمانة وهي تزيد في أفعالها وتعيد ،،، آي أي ما هذا صرصور اففف يا ربي يا قوم هل يسمعني أحد هييييهو أنا هنا ؟ …يا ربي أرجوك لا تجعلني أندم لدخولي هنا ..
سبعة أشخاص في المتاهة ، كل يدور في مدار فلكه باحثا عن امرأة اجتمعت فيها كل الصفات ..امرأة وإن كانت تخص أحدهم إلا أنها ما زالت حرة فطالما القيد لم يطوق معصمها فستبقى محاولاتهم متكررة كل مرة ، ليس رغبة منهم بل طواعية من قبل مشاعرهم الأسيرة لديها …. مرت بضع دقائق لا حس ولا خبر ولا واحد فيهم التقى بالثاني ، اتصلوا ببعضهم وبقوا على تواصل ولكن لم يصلوا لأدنى نتيجة فكلما مر هذا من جانب تخطاه الآخر من الجهة الأخرى وهنا بدأ النفس يضيق والأعصاب تتشنج وكأنهم بلعبة قذرة يتحكم فيها أحدهم ويزيد من صعوبة الوضع عليهم …
مرت 10 دقائق 20 دقيقة نصف ساعة 45 دقيقة 50 إلى أن دقت xxxxب الساعة وسمع صوتها صادحا في المكان ، من أين أتى كيف أتى لم يعرفوا بل تضاعف القلق بصدورهم وصار الرعب أشد على ميرنا التي لم تظهر حتى الآن .. لا أحد يعرف نفسه أين هو ، كلهم بدون استثناء كانوا على آخر آخر أعصابهم وبدئا بمن اقتحم المتاهة وائل الذي أزال سترته ووضعها على ذراعه وراح يبحث عنها بشكل جنوني ، إنها لا تختفي هكذا دونما سبب أكيد شعرت بإهماله لها ولكنه لم يهملها بل كان قلقا من إطالة موضوع دلال مما سيؤدي لخصومتهما مما سيعطي لها فرصة لتبتعد عنه ، يعني كانت لديه أسباب مقنعة تجعله يتجنب الحديث معها ولكن مع ذلك لم تغفل عيناه لحظة عنها إلا وقت اختفائها وكأن بصيرته فقدت حاستها ليجد الفراغ محلها …أما حكيم حسنا فقد كان مذنبا ولم يسقط الذنب عنه لأنه أهملها بغتة رغم أنه عرف بأنها منزعجة وأنها بكت وأنها تنتظر محادثته ، ولكن رغم معرفته بكل هذا غفل عنها وفي باله فكرة واحدة أن يتخلص من ناهد ومن تساؤلات عائلته ويهتم بها كما يجب ، لكن بعد أن فات الأوان ،، فالمهم الآن عنده أن تظهر وبعدها لتحاسبه كيفما تشااااء المهم أن تكون بخير ، وهذه الرغبة كانت تظهر جليا في ملامحه المتلهفة لرؤيتها عما قريب ….وبالنسبة لكاظم فد كان يحاول البحث عن هذه القاعة عبر النت ليفتش عن تلك المتاهة في خارطة المكان ويفهم أين هم ، لكن هيهات فلقد كان كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ، وهذا ما جعله يغتاظ أكثر وهو يلعن رامز هاتفيا لكي يقوم هذا الأخير بأي تصرف فميرنا في المتاهة ولا يمكنها أن تكون في مكان آخر غيره ، لأنه بحث في الحديقة قبلهم وخارج القاعة مستحيل أن تخرج دونما أن يراها أحدهم لذلك فإن آخر مكان ستتواجد فيه هو ذلك التيه المريب … وهنا نصل لميار الذي وقف محله واضعا يديه على جنبه ليهز رأسه مرتين ويلعن الساعة التي جعلته يدخل فيها لتلك المتاهة ، فما كان ينقصه إلا أن تضاعف الست جوزيت قلقه لضعفين ، فقد اتصلت به ناريانا لتبلغه بهذا ولكنه لم يجبها وعليه بعثت له رسالتها وبلغته بالمصيبة المزدوجة ، وهذا ما جعله يتوقف وهو يلهث فقام بإزالة منديل جيب طقمه ونظر لإحدى الشجيرات المتناسقة في تلك المتاهة ، شقها لنصفين وقام بربط أحد الأطراف على غصنها واستمر في طريقه لمدة دقيقتين ينعطف ذات اليمين وذات الشمال وقام بربط الشق الثاني في غصن آخر وتابع طريقه ليجد نفسه يدور في حلقة مفرغة وهذا ما جعل عقله يتوقف لحظتها
ميار:- لا يعقل …. هل هذا المكان يتكرر أم أنا الذي يدور حوله منذ البداية ؟؟؟؟؟؟
سرعان ما أعطى الخبر لحكيم الذي فعل مثله هو والبقية وفهموا أنهم وقعوا في شيء غريب يحدث معهم لأول مرة ، وهذا بحد ذاته نشر الفزع بدواخلهم على الفتاتين فميار بلغهم بأن هنالك مصيبة أخرى انضمت للمتاهة ، ولا أحد تمكن من معرفة أن هنالك فتاة ثالثة ضائعة بدورها في ذلك المكان …
ناهد(تنظر حولها بدموع):- كيف أقحمت نفسي في هذا البلاء علي أن أتصل به ..أشعر بالخوف أجل أجل حتى لو صرخ بوجهي لا بأس المهم أن يجدني ويخرجني من هنا …/ تييييت تييييت رد رد رد أرجوووك أرجوووك ، هااااه حكيييييم
حكيم(أغمض عينيه وتوقف):- حكيم بدون سيد إذن أنتِ في بلاء جديد ، خير ؟
ناهد(عضعضت شفتيها وهي تنظر للسماء):- أنا خائفة
حكيم(بقلق رمش وهو يدور حوله):- أين أنتِ ماذا يحصصصصل ؟
ناهد:- شوف …أولا لا تغضب لقد سمعتهم يتكلمون عن المتاهة لذلك قلقت و…
حكيم(ضرب على جبينه):- لا تخبريني أنكِ فيها أيضااااااا ، أي عقل تملكيييييييينه يااااا غبية كيييييييف تدخلين إلى هنا بقدميكِ ، ألا يكفيني بلاء بنات عمي لتزيديني همكِ يعني ؟
ناهد(ببكاء):- اهئ …. معذرة ولكن هل تراه وقتا مناسبا للصراخ بوجهي ؟
حكيم(جمع قبضة يده وهز رأسه):- كيف سأساعدكِ هاه ، كيف سأساعدكِ وأنا أصلا لا أدري موقعي من مكانك ؟
ناهد(عضت إصبعها وهي تشعر بالرعب):- المكان مريب جداااا ، أرجوك ساعدني والله لن أعيدها سوف أصغي لكلامك دوما أرجوك أخرجني لقد ضاق نفسي افف
حكيم(ارتاب بشأنها حقا):- اسمعيني جيدا ، حاولي أن تعودي أدراجكِ وقد تتمكنين من الخروج تمام ؟
ناهد:- حاولت ولكنني فشلت لقد ضعت هنا اهئ هل سنبقى هكذا حتى الصباح ، لا لا غير ممكن علي أن أعود لبيتنا قبل عودة بابا أرجوك قم بذلك لأجله حتى لطفاااا ؟
حكيم:- والله كنتِ فكري بهذا وقت قيامكِ بذلك الغباء من البداية ، المهم المهم لن نتحاسب ستبقين معي على الخط وهذا سيبعث الطمأنينة لقلبكِ قليلا ماشي ؟
ناهد:- هل ستجدني ؟
حكيم(أشفق عليها وتذكر عصفورته فطالما ناهد مرعوبة فكيف حالها سيكون):- يا الله ..
لم يجد بدا إلا أن يجاريها لعلها تطمئن فماذا بوسعه أن يفعل مع تلك الطفيلية التي تزيد حياته تعقيدا في تعقيد …
ميار:- اخرسسسسسسسسسسي … والله والله حين أجدكِ سأقوم بجركِ من شعركِ على هذه الفعلة ، لا والأخت بدلا من أن تعترف ما زالت تصرخ فيني
جوزيت:- مياااااار لا تجلطني أنا لن أنتظر حضرتك لتنقذني أساسا دخولي إلى هنا لم يكن لأجلك
ميار:- هههه طبعا ليس لأجل عيون المها ميرنا هانم ؟
جوزيت(بامتعاض):- مش لأجلها بل ل
ميار(عقد حاجبيه وهو يرفع رأسه للأعلى):- اخرسي
جوزيت(بجنون):- لالالالالالالالا تقل لي اخرسي
ميار:- شششششتتتت جوزيت جوزيت …أسمع من جانبكِ صوت صرصار الليل ، هل هو قريب منكِ ؟
جوزيت(انتبهت للصوت):- يس يسسسس إنه بقربي لكن …أين أنت ؟
ميار(تنهد بفرح):- شوفي جوزي … سوف أرفع سترتي بإحدى الأغصان حاولي رؤيتها رجاااااء
جوزيت(بإشراقة):- حاضر حاضر هيا ، سأبقى معك على الخط
ميار(رفع صوت المكبر ووضعه على الأرض):- الآن سأجد العمود المناسب
جوزيت(عضت شفتيها):- ميااااار
ميار(انتبه لصوتها):- هاااا أنا أنجز لا تقلقي
جوزيت(ابتسمت بشكل لم تستطع مقاومته ووضعت يدها على بطنها):- أنتظرك
ميار(شرد في كلمة أنتظرك):- غريب والله ، في العادة تنتظرين نجوم السماء واليوم تنتظريننا نحن عجبا عجبا
جوزيت(غالبها الضحك):- أخرجني من هنا ولن أبقى على أهبة انتظارك يا بعدي
ميار(انتزع أحد الأغصان وعقده بشق منديله الذي انتزعه من الشجرة وقام برش مشروبه الخاص الذي كان بقنينته الحديدية ليشعل النار في السترة وهوووب تأججت):- أنا أرفعه بعد لحظة لحظتين الآن …حاولي رفع بصركِ جوزيت ساعديني هيا ..
جوزيت(حاولت النظر من كل الاتجاهات):- لا شيء
ميار(بتذمر رفع نفسه أكثر بعد أن أخذ الهاتف بأذنه):- ها أنا ألوح بها ألا تستطيعين رؤيتها ، جوووووزييييت
جوزيت(أبعدت الهاتف):- ميااااااار
ميار(أبعد الهاتف أيضا وأعاده):- لقد سمعتكِ
جوزيت(بفرح):- وأنا وأنا سمعتك …أين أنت أييييييييييين ؟
ميار(نظر حوله وزفر عميقا):- حسنا قداحتي ستفي بالغرض ، سأشعل النار بالسترة وعليكِ أن تريها وإلا سنحرق أمنا جميعا
جوزيت(ضحكت من جملته):- يلا
ميار(قام بوضع بعض وريقات الشجر بالسترة وقام بإشعالها ورفعها بالعصا عاليا):- جووووووزي هااااا ؟
جوزيت(لمحت النار فعلا):- ههههه أنا أراك ميار أنا أرااااااااك
ميار:- هيا تقدمي ناحيتها يا جوزي تستطيعين ذلك ، جووووزيت أصغي لصوتي وأغمضي عينيكِ
جوزيت(أغمضت عينيها بالفعل وشعرت بالدموع تتكوم فيهما):- مياااار
ميار(بدفء):- حبيبتي
جوزيت(شعرت بالذنب تجاهه ومسحت على بطنها):- أينك
ميار:- شوفي روحي أنا معكِ أنا هنا أنظري للسترة ، لك الله يلعن أبو غنجك السترة تحترق خلصينا وتحركيييييييي
جوزيت(تحركت بالفعل وهي تطل على السترة):- ألا تستطيع تركيب جملة رومانسية أبداااا ضروري من حرق الوسط
ميار:- طبيعي لأنه لدينا مشاكل عويصة وأنتِ تستهبلين…
جوزيت(ابتسمت وهي تقف خلفه فجأة):- أنا لا أستهبل
ميار(يلوح بالسترة وهو يبعد رأسه من ذلك النثار الحارق):- الله يلعن دلال النساء ، يا بنت تحركي هل سأبقى كالفزاعة هكذااااا يعني ؟
جوزيت(تقدمت خلفه وقطعت الخط):- ليس لوقت طويل
ميار(شعر بريحها خلفه فأغمض عينيه لينزل السترة أرضا ويلتفت إليها سريعا):- جوزيييت
جوزيت(هزت كتفيها بدموع):- أجل
ميار(رمى السترة وعانقها بدون تفكير):- رووووووحي
جوزيت(أغمضت عينيها وهي تضمه بحرارة):- خفت كثيرااااا
ميار(عانقها بحنان):- ولا يهمك صرتِ معي ولن أدع شيئا يؤذيكِ
جوزيت(دكت رأسها بحضنه الذي اشتاقت إليه بشكل مستحيل):- أعلم ذلك
ميار(شعر بها تبتعد عنه وابتعد احتراما لشعورها ذاك):- سوف نعثر عليهم أيضا بنفس الطريقة ولكن وأنتِ معي ، هاتِ يدكِ
جوزيت(لم تعطيها له بل تجاوزته ووضعت هاتفها في ملصق المسدس الذي أعادته محله):- لم أكن خائفة ع فكرة
ميار(رفع السترة المحترقة وهز رأسه بقلة حيلة):- سأتصل بحكيم …
من فوره اتصل بحكيم وهو ينظر إليها وبعد أن أخبره بأنه وجد جوزيت وهي معه الآن ، تنفس الآخر الصعداء فقد وجدوا واحدة وتبقى اثنتين
ميار:- ماذااا قلت وما الذي أدخل تلك إلى هنا ، حكيييم ما الذي تخفيه عني ؟
جوزيت:- من يقصد ..من دخلت إلى المتاهة ؟
ميار:- هشش دعيني أفهم أولا
حكيم:- ما تعملها قصة يا هذا ، بدوري لست أعرف المهم تابع ما تفعله ودعنا نجدهم ونخلص
ميار:- افصل وأعد الاتصال بي بعد أن تخبر كاظم ووائل هيا
جوزيت:- من كان يقصد ؟
ميار(أعاد الهاتف لجيبه ورفع العصا ومد يده الأخرى للفراغ):- لا تهتمي
جوزيت(نظرت ليده وتلقائيا شبكت يدها فيها):- ناهد ؟
ميار:- وفيما يعنيكِ ؟
جوزيت:- مجرد حدس … أكيد ميرنا سيحترق رأسها بهذه الفتاة
ميار:- ليس من شأننا الآن إلا أن نصل إليهم ويكون الجميع بخير
جوزيت(رمقت خوفه الرجولي بطرف عينه):- إي تمام …
ميار:- كأنكِ مستمتعة ؟
جوزيت(أزالت يدها بنفور):- صدقني هذا آخر مكان سأجد فيه متعتي يا بعدي وماذا بجوارك هاااااء
ميار(نظر لحركتها وضحك وهو يمسكها من جديد):- اخرسي اخرسي وأنتِ قبل قليل كدتِ تبللين الأرض هلعا
جوزيت(جحظت عينيها):- وقح ساااااافل حقييييييير أكرهك
ميار(ضغط على يدها وهو يهمس):- أعرف ذلك …
جوزيت(أخفت ابتسامتها وهي تدور جانبيا وتشعر بحركات في بطنها):- وأنتما أجن منه أعلم يا هموم قلبي أعلم ههه
ميار(هز رأسه من حديثها الخفي):- البنت فقدت صوابها يلا سجل يا تاريخ جوزيت الراجي وقعت تأشيرة خروجها عن حدود العقل
جوزيت:- ها هاااا … معتوه ..هئ ميار السترة احترق نصفها هل ستكفي لإيجادهم جميعا ؟
ميار:- تكفي لنجد صاحب سترة أخرى غالبا ..
أومأت له بإيجاب وتحركا من هناك وهو يأمل أن يوفقا ويعثر عليهما أحد منهم أيا كان يكووون ، ولما لا تشاء الصدف ليجدهم وائل أول شخص
وائل(ابتسم ببهجة لسلامتهما):- فرحت أنكما بخير ، جوزيت كيف تشعرين ؟
جوزيت(سحبت يدها من يد ميار وفركتها وهي تبتسم له):- بخير
ميار(كانت عينه على يده الفارغة):- أعطني سترتك
وائل(رماها له):- خذ ، علينا الإسراع
ميار(أحرق طرف اليد بما تبقى من سترته التي طرحها أرضا فقد قامت سترة وائل بالغرض):- لنتابع
جوزيت(بفرحة هتفت بعد أن أمسكت لسانها ع قدر المستطاع):- سعدت أنك لم تصب بمكروه
وائل(بامتنان طفيف):- وأرجو أن تكون ميرنا كذلك أيضا
ميار:- رااااائع أن تفكرا فيها في خضم هذه الكلمات الوردية
جوزيت(صغرت عينيها فيه وهي تدك كعبها في الأرض):- إلا ما تنطق بما يثير حفيظتي
ميار(تجاوزها بقنوط):- لنستمر بدلا من الجدل ، هاه حكيم يتصل نعم
حكيم:- أنت صاحب شعلة النار على يميني ؟
ميار(بفرح):- يس ها أنا ذا ألوح بها هل تراني ؟
حكيم:- أجل ..
ميار(انتبه لنبرة صوته):- ما الأمر ؟
حكيم(حك جبينه):- أوجدتم ميرنا ؟
ميار(لوا شفته):- فقط وائل
حكيم:- مرت ساعة على اختفائها ونحن في نصف الساعة الآخر ، فرطت أعصابي
ميار(بتوجس):- دعنا نجدك ونتابع البحث فقد وصلنا لهذا الحل المساعد وبواسطته سنجد بعضنا ، يلا يلا تعال يا حكيم ولنقلق وجها لوجه يا صاح …
امتثل حكيم لرأيه على مضض وسرعان ما وجدهم فاتصل بناهد وكاظم الذي عثر عليهم بعد برهة قصيرة ، فتبقت ناهد التي بلغتهم بأنها لم ترى أي سترة نارية بالقرب ، وهذا ما أثار قلق حكيم أكثر فقد أحرقوا كل السترات وبقيت فقط خاصة كاظم الذي أعطاها لهم وصاروا ينتظرون
ناهد(جالسة على الأرض وتبكي وهي تضم ركبتيها لصدرها):- اهئ لا تصرخ بوجهي
حكيم:- آخ يا ربي آخ ، لما تعذبينني معكِ هكذا لما لا تشعرين بآلام الآخرين ، بل وتزيدين الطين بلة بغروركِ الذي لا أدري له داعيا في هذه الفترة العصيبة …أقول لكِ استقيمي لتلمحي النار ولكن لا حياة لمن تنادي
ناهد:- لأنني تعبت من النظر ، أنا لم أستطع رؤيتها لما لا تصدقني ؟
حكيم:- ولما وجدنا نحن بعضنا هل أنتِ بمتاهة على كوكب المريخ ؟
ناهد:- على فكرة أنت تجرحني بحديثك وتزيد من خوفي
حكيم(نظر خلفه ووجدهم ما زالوا في مشاورات):- يا ناهد اسمعي مني وانهضي لأجلي لبرهة فقط لتتأكدي تمام ؟
ناهد(تنهدت بتعب واستقامت):- بالرغم من أننا نضيع الوقت هنا لكن ها أنا ذا ، هاه استقمت وأنا أرفع رأسي لأحاول رؤية سترتكم النارية لكن بدون جدوى
حكيم:- أزيلي كعبكِ واقفزي
ناهد:- ماذاااااا ؟؟
حكيم(بنفاذ صبر):- افعلي ما أمرتكِ به بدون جدال هيا تحركي فوراااا
ناهد(شتمته تحت أنفها وهي تقفز):- اللعنة على من يهب لمساعدة متعجرف مثلك
حكيم:- سجلتها على جنب ، هيا اقفزي
ناهد:- خوفتني …اففف إنني أقفز يمينا هاه وشمالا هووب وشرقا وجنوبا وغربا ووووووووووووو لكنني لا أرى سوى الظلام …هئ مهلا مهلا هههه لمحت نار لمحت نار نااااار يا حكييييييييييييم
حكيم:- الصبر يا ربي الصبر ، طيب تحركي صوبها وتابعي القفز لغاية ما تقتربي تمام ؟
ناهد:- أظنني قادرة على فعل هذا لكن ابق معي على الخط
حكيم:- وهل لي عن سمو حضرتكِ مناص ؟
ناهد(تحركت):- أنا أرتدي حذاء رياضيا لمعلوماتك وليس كعبا يا حضرة
حكيم:- أيا كان أنجزي لأننا لا نملك وقتا …
تحركت بالفعل وهي في كل مرة تقفز وتقترب من بقعتهم لغاية ما انعطفت جانبيا واصطدمت بشجرة ، نظرت خلفها وإذ بها تجد نفسها في طريق مسدود ،، فعادت أدراجها وانعطفت من جانب آخر مكنها من المرور ولكن لمحت ورقة معلقة على إحدى الفروع …سارعت نحوها والتقطتها لتقرأ ما هو مكتوب
ناهد(باستفهام):- "لأقسمن بحرق جثتكِ على جمر لوعتي" هئئئ ما هذا يا هذااااا بدأت أخاف
حكيم(انتبه لنبرتها):- ما بالكِ ماذا حدث أين وصلتِ ؟
ناهد(التقطت الورقة):- وجدت ورقة غريبة هنا أرعبتني …
حكيم(فرقع إصبعه لهم ورفع الصوت):- اقرئيها بصوت مرتفع
ناهد(أعادت قراءتها باستغراب):- "لأقسمَنَّ بحرق جثتكِ على جَمر لوعتي" …هذا فحسب
وائل(ضرب كفا بآخر):- الرسالة لميرنااااا
حكيم(ابتلع ريقه برعب):- مستحيل …
ميار:- أظن أنني سأتفق مع الرشواني لأول مرة ، فعلا الأمر بات مرعبا في هذه النقطة
كاظم(هتف بحنق):- كيف هو شكل الورقة ؟
ناهد:- لافتة متوسطة الحجم ولونها أبيض وما كتب عليها كتب بلون أحمر
كاظم(بتفكير):- إنها رسالة تهديدية ، اجلبيها وأسرعي إلينا نحن لسنا وحدنا
جوزيت(بخوف):- ماذا تقصد بـ لسنا وحدنا ؟
كاظم(نظر لميار ولحكيم ولوائل):- غالبا ما نخشاه يحدث ، ميرنا في خطر وعلينا التحرك
حكيم(أغمض عينيه):- نااااااهد …أركضي وتعالي فورا إلينا تحركي
ناهد(ضمت الورقة بيد وأخذت تسرع):- حاضر حااااضر مع أنني بدأت أتشاءم من لقاء عائلتك المصونة ، ففي كل مرة تخرج لنا مصيبة جديدة
حكيم(أزال مكبر الصوت ووضعه بأذنه):- بلا فلسفة …تحركي
جوزيت:- من سيترك هكذا رسالة ؟
ميار:- لا أعرف
وائل(مسح على فكه وهو ينظر للسماء)::- كوني بخير يا ميرنا أرجووووكِ
كاظم(انتبه لرنين هاتفه):- ألوو … نعم يا صغيرة
ميسون(أغمضت عينيها وفتحها):- كااااظم
كاظم(نظر لحكيم خلفه):- ماذا هناك ؟
ميسون(بتذمر):- ميرنا أين هي ؟
كاظم:- سنجدها يا روحي فقط ابقي بالقرب من عمتكِ نور ، أبوكِ يبذل جهده أيضا
ميسون:- لن تجدوها
كاظم:- لما تقولي هذا يا ميسون ؟
حكيم(سمع اسمها وهرع إليه ملتقطا الهاتف منه بعد أن فصل الخط عن ناهد تلقائيا):- ماذا بها ابنتي لما لم تتصلي بي ؟؟؟؟؟؟
كاظم:- أهذا ما يهمك الآن ، أصغي لما تريد قوله إنها تفيد بأننا لن نجد ميرنا
حكيم(بتوجس):- ميسون بيبي أنتِ بخير ؟
ميسون:- بابا …ميرنا ليست موجودة في المتاهة
حكيم(أغمض عينيه وفتحها):- بالله عليكِ لا تجلطيني ميسووووون ، ابقي محلكِ ولا تشغليني بكِ لأنني متوتر للغاية
ميسون(تنهدت عميقا):- لقد وقعتم في فخ


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:23 AM   #788

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ميار(فرقع إصبعه):- ارفع الصوت فوراااا
وائل:- لما شحبت هكذا ماذا أخبرتك ؟
حكيم(ضغط على الزر ووضعه وسطهم):- تكلمي ميسوووون ماذا تعرفين ؟
ميسون:- ما أعرفه أن ميرنا غير موجودة حيث تبحثون ، لقد وقعتم في الفخ لقد أرادوا تضليلكم وتشتيت انتباهكم عنها ، ميرنا رحلت
وائل(بغيظ):- من هم ماذا تقولين أين ميرناااا كيف تعرفين هذا ؟
حكيم:- تحدثي يا ابنتي وكفاكِ غمووووضا، أعطني عمتكِ نور حااااالا
جوزيت(أخذت هاتفها):- سأكلم ناريانا
وائل(بجنون):- تكلمي ميسون لو سمحتِ من أين تعرفين ؟
كاظم:- لا تصرخ بوجهها أنت تخيفها هكذاااا ، وأنت حكيم تفعل مثله
ميار:- لا والله هل سنطبطب عليها فعلا سؤال يطرح نفسه من أين تعرف هذاااااا ؟
حكيم:- ميسووووون … أين أنتِ ؟
ميسون(تنهدت):- معها
حكيم:- مع من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميسون(نظرت إليها بعيون قلقة):- ذاهبة لجدتي
حكيم(برقت عيناه بفزع):- جدتكِ من ؟
ميسون(رفعت صوت الهاتف بخوف):- يريد مكالمتكِ
ليندا(ابتسمت من الشاشة الإلكترونية):- مرحبا حكيم … أظن أنه حان الوقت كي نلتقي وجها لوجه ، لكن عذرا منك وقتي لا يسمح لدي ضيوف علي أن أهتم بهم ، ثم لا تخشى من شيء ستكون الأمانة في الحفظ والصون أنا بحاجة لأخذ بعض العينات فحسب
حكيم(شعر بالدوار وهو يجثو بفشل):- لينداااااااا …سأفعل أي شيء تريدينه فقط أعيديهما
ليندا(قهقهت بسخرية وهي تنظر لميسون تحتضن ميرنا بجوارها في تلك السيارة الفخمة التي كانت تقلهم):- ولما العجلة ، ضيوفي سيطيرون نحوي بعد قليل وبعدها ننجز كل ما نريده على مهلنا ..على فكرة إذا ما كنت ستهب للنجدة فلا تنسى أن تحضر ابنتي معك ، معلوم اشتقت إليها وأحتاج لمساعدتها في طمأنة قلب ابنتها ميسون ،، ههههه أعرف أنك تضع مكبر الصوت لذلك أنصحك بتدوين العنوان سرا
حكيم(نظر إليهم بغبن وأزال زر المكبر):- أريد أن أطمئن على ميرنا دعيني أكلمهاااا الآن
ليندا:- أووووبس كيف ستكلمها وقد فقدت صوتها يا حسرتااااااه هههه ..حكيم الراجي لقد نبهتك ولكنك لم تأخذ تنبيهي بعين الاعتبار ، أردت قلادة الشمس ومع ذلك أخفيتها بعناية عني سو …أنت الملام الوحيد في اختفائها وأمامك يوم واحد حتى تصل لروما ومعك القلادة أعلم أنك أصلا حجزت تذاكر لأجل هذه السفرة ، يعني سلم تستلم
حكيم:- تمام تمام … سأعطيك كل ما تريدينه فقط عديني أنكِ لن تلمسي شعرة منهما ؟
ليندا:- والله فات عهد الوعود أنا المسيطرة الآن … معذرة أحتاج لوقت مستقطع مع حفيدتي فبيننا اشتياق كبير سأحاول تبديده بشكل لطيف فكما تعلم ، اللطافة وأنا وجهان لعملة واحدة
حكيم(أغمض عينيه بانهزام):- دعيني أحادث ميسون كي لا تخشى و…ألووو ألووووو اللعنة عليكِ من عجوز شمطاااااااء اللعنة
وائل(بحرقة قلب):- ميرنا بخير …أكد لي ذلك لو سمحت ؟
حكيم(نظر إليه بعجز):- لغاية الآن لا أستطيع ذلك ، لقد اختطفتهما العجوز الغبية وستسافران إلى روما بعد قليل ...ولكنني سأعيدهما سأعيدهما
ميار:- لن أسمح لها بأن تتمادى سنلحق بهم وسنلقي القبض عليها يا حكيم ، هذه المرأة ستموت
جوزيت:- لما اختطفت ميسون يا حرام ستخاف منها الآن ؟
وائل:- وماذا عن ميرنا ألا تشعرين بالقلق عليها ؟
جوزيت(امتصت شفتيها وهي تداري خوفها):- ولما سأخاف فهذه عادتها لو بقيت منغرسة في موقعها لما حصل ما حصل
كاظم(زم شفتيه):- حكيم …ميسون قامت بخطوة ذكية جدا حين اتصلت بهاتفي لأنها تعرف بأنني وضعت التطبيق بيننا تحسبا لأي طارئ ، يعني لو نلحق بإشارتها سنحدد مكانها عبر محدد المواقع
حكيم(برقت عيناه):- أما زلت تستشيرني من فورك تصرف واعرف لي موقعهما يا كاظم
كاظم(أخذ يبحث بهاتفه):- تمام …
وائل(أمسك على صدره بضيق بألم):- ميرنااا حبيبتي سننقذكِ لا تخافي
جوزيت(اقتربت منه):- أنت بخير ؟
وائل:- لا
جوزيت(بشفقة عليه وغيرة منها):- لا تقلق فنحن قد تخطينا الكثير وسنتخطى هذا أيضا
وائل:- لست متفائلا قلبي ينبؤني أن هنالك ما هو أدهى في هذه القصة ؟
ناهد(صوتها):- حكيييييييييييم …حكييييييييييييييييييييم أنقذني النجدة حكييييييييييم
حكيم(انتفض قلبه وهو يدور حوله لقد نسوا أمرها تماما):- ناااااااااهد …ناهد أين أنتِ ؟
ميار(أعطى عمود السترة المحترقة لجوزيت وأخرج مسدسه):- الصوت قريييييييييب… جوزيت التزمي محلكِ رفقة كاظم ووائل
وائل(أخذ مسدس جوزيت التي أخرجته ما إن سمعت النجدة):- سآتي معكم
جوزيت(بخوف نظرت إليهم):- لا تتأخرووا
كاظم(أمسك مسدسه وهو يستمر في البحث عن موقع ميسون عبر هاتفه):- لا تقلقوا نحن هنا أسرعوا فحسب
حكيم(كان قد ركض قبلهم):- ناااااااااااااهد …أتسمعينني
ناهد(ببكاء):- اهئ دعنييييييييييييييييييي …دعني …اهئ حكييييييييييييييييم
حكيم(خطفت أنفاسه):- تحملي تحملي ناااااهد أنااااااا قادم
ميار:- لا تسرع يا غبي سوف تضيع مجددا …تبا تبااااا من هذه المدعوة ناهد منذ ظهورها ونحن في نعيم أيضا قدمها قدم خير يعني وكأنه كان ينقصنا أقدام شؤم …تباااااا
وائل:- الصوت يأتي من اليمين
ميار:- لا اليساااار
وائل(رمقه بحدة):- أنسيت أنك وقعت في بركة وحل بسبب عنادك في روما ؟
ميار:- برافو وائل بيك كأنه وقت مبهر لتذكرني
حكيم(وضع يديه على جنبه):- يكفي …البنت تستنجد وأنتما تتخاصمان هنا …الصوت من المقدمة لا من اليمين ولا من الشمال …ناااااااااااهد
ناهد(وهي تقاوم):- قلت لك دعنيييييييييييييييي ألا تفهم اهئ حكيييييم اهئ اهئئ بابااااا
انعطفوا يمينا ثم شمالا ثم استمروا للأمام حتى اقترب الصوت أكثر من السابق ، فعثروا عليها وهي مرمية على الأرض مغمى عليها وبذراعها جرح عميق ، وكأن من هاجمها استصعب عليه تهدئتها لذلك قام بإفقادها الوعي وفر هاربا ،لحظتها التقطها حكيم في الهواء وهو يحاول جس نبضها
ميار(أخذ ينظر حوله لأوراق الشجر المبعثرة هنا):- على ما يبدو كانت تتعارك مع أحدهم
وائل(اقترب من الأرض والتقط خيطا أسودا):- وهذا الأحد ضيف غير مستحب أنظروا ؟
ميار(تلمس الخيط سريعا وهو يرفع هاتفه لأذنه):- هي بخير نحن عائدون لكم ..
جوزيت:- إنهم عائدون
كاظم:- وأنا وجدت موقع ميسوووون وميرنا علينا أن نتحرك فورا
جوزيت(تنهدت وهي تنظر حولها):- هل ستتركني وحدي ، انتظر عودتهم وبعدها اذهبوا جميعا المهم أن تخرجوني من هنا قد أخذت كفايتي من القلق
كاظم:- حاضر يختي لا تأكليني بعينيكِ الله الله
وائل(رمقه وهو يحمل ناهد بين ذراعيه):- أليس غريبا أن تهب فتاة غريبة لتنقذ شخصا غريبا عن محيطها الغريب ؟
ميار(حول عينيه):- استلم تنكيت الأخ وائل الآن
وائل(يسير بجوارهم):- لا أنكت هنا لأنني مترفع عن الأخذ والرد معكما
حكيم:- هو حانق لأننا لم نأخذ بقلاوة ونزوره بالسجن
ميار:- وااااع ويحك يا ويلويل قد كنا نبعث لك السلام مع الحمام ألم تتوصل به ؟
وائل(استدار إليهما):- ها ها منتهى الدعابة في حين أن ميرنا وميسون في قبضة عدوتنا ، أنتم هنا تسخران
حكيم(تنهد بتأفف):- لا تخلط الأمور ببعضها سجنك أنت من تسبب به ، ثم عليك أن تشكرنا قد بذلنا مجهودا لنخلص موظفتك من بين براثن خضر
ميار:- بالمناسبة هههه …كأن زوجة الأخضر قد وقعت في غرامك يا ويلي لو تسمع ميرنا هذا أخشى أنني أستطيع توقع ردة فعلها
وائل(حرك فكه بقنوط):- هيا لا تدخر جهدك في إخبارها يا عزيزي ، فأنتم بارعون في هذا بل مختصون في التلاعب بالأوراق الخاصة بالآخرين لصالحكم ، مثلما فعلتم عندما أخفيتم سجني عنها
حكيم(نظر لناهد التي كانت في عالم آخر):- لنخرج من هنا ونريح صالحك المريب أخ وائل
وائل:- ما حزرت ، رجلي على رجلكم تلك المرأة حبيبتي
حكيم(حول عينيه ونظر لميار):- هذا يهذي أم يهذي ؟
ميار:- يهذي الثانية لأن الأولى تعني أن السجن قد أثر على خلايا دماغه بشكل سالب غير مستحب هههه
حكيم:- محتمل هكذا
وائل:- معكما حق في السخرية لكن ..من يضحك أخيرا يضحك كثيرا
حكيم(بانفعال):- الآن هل ستسمم بدننا يا هذا لنخرج من هنا وكل يغرب في حاله
وائل(انعطف يمينا):- مهلا … لقد أتينا من هنا لكن الطريق مسدودة أتريان ما أرى ؟
ميار:- لاع …كأن أحدا يلعب بنا هنا
حكيم:- أيا كان فقد فلح بالتلاعب بأعصابنا حتى الأخير …. اففف أيا كنت تكوووون أظهر نفسك لو كنت رجلا فنحن لا نخشى شيئا أسمععععععععععععت ؟؟؟
وائل(صفق على ظاهر يده):- برافو سيظهر بعد هذه الصحية لننتظر الفاصل الإشهاري فحسب
ميار(فرط من الضحك):- ههههه والله أحيانا خفة دمك تصيبني بجلطة تأمل غير محتملة
حكيم(هدر فيه):- ميااااااااااار
ميار(رفع يديه بتأسف):- عفوا عفوا مش القصد ههه ، اففف أظن أن أعصابي تلفت في هذه المتاهة لنستمر من هناك
وائل(سبقهم وانعطف ليتوقف محله مسمرا):- ما هذاااااااااا ؟؟؟
ميار(اختفت ضحكته وهو ينظر للملصقات):- هئ …ميرنااااااااااااا ؟؟؟
حكيم(اهتزت شفته وهو ينظر لصورها وهي نائمة على الأرض في تلك المتاهة ومكتوب عليها بالدم):- يا إلهي …
وائل(التقط أول واحدة ليقرأ الكلمة):- "إن كنتم تريدونها حية أحضروا قلادة الشمس" …. طيب طيب فهمنا أين هي قلادة الشمس خاصتي يا حكيم ولما كل هذا الاهتمام ؟؟؟؟؟؟
حكيم:- القلادة …أ… قد كانت آخر مرة مع ميرنااااا
ميار(بتخمين):- والآن أين أصبحت ؟
حكيم(هز كتفيه):- لا علم لي
وائل(بغضب):- كيف لا تعلم كيف لا تعلم القلادة كانت برقبة ميرنا قبل الحادث ، وبعد خروجها كانت معها أيضا على حد علمي
حكيم:- أنت وقتها كنت مسجونا وأنا لم أهتم اعتقدت أنها تخفيها في مكان ما
ميار:- اهدآ … لأن من حرف طريق الأشجار أراد منا أن نرى هذه الصور هنا ، ما يعني أننا كنا في متاهة تحت سيطرة شخص يتلاعب بنا كالبهلوانات …لمدة ساعتين ونحن تحت رحمة غريب يسخر خلف الشاشة عليناااا ، لهذا سوف نتمالك أعصابنا ونخرج من هنا لنفكر بذهن صاف ونجد الحل ، مشيت ؟؟؟
وائل(بادل حكيم بغيظ):- مؤقتاااا سيحصل ذلك …لأننا إن لم نعثر على تلك القلادة لن نجد ميرنا ولا ميسووون
حكيم(عدل ناهد بين يديه ولاحظ تحركها):- نااااهد ناهد
ميار(استمر في طريقه):- سننعطف شمالا الشعلة من هنا
وائل(لحق به):- لا حول الله يا ربي ألا يجوز أن ينتهي أي زفاف بالخير يعني ؟
ميار(رفع سبابته باستهزاء):- إنه التأثير الراجي يا غريب لذلك تعوَّد
وائل:- ميار …أردت أن أنبهك لشيء رغم أنني لا أطيق تراشق الحديث معك
ميار(وضع يده على عنقه بشكل ممتلئ):- صدقني القلب عند القلب بدوري أتعطش لرد اللكمات التي سددتها لي ، ولهذا أنا أنتظر الفرصة المناسبة فحسب لذلك لا عليك أنا أرد ديوني وبالفوائد حتى
وائل:- رائع سأكون بالانتظار إذن
ميار(رمقه بطرف عين ونظر خلفه لحكيم الذي توقف لينزل ناهد):- اسأل سؤالك
وائل(توقف أيضا منتظرا إياهم):- عندما كنت تراقبنا بهويتك خاصة الفهد البري ، في ليلة الاحتفال الذي أقامته شركة هيرميكانا تحديدا قد كان ذلك أول يوم ألتقي فيه ميرنا بعد ليلة عيد الحب
ميار(رمش وهو يركز في حديثه):- أهاه أتذكر ذلك جيدا ، قد كنتُ موجودا هناك أيضا
وائل:- أعرف أنك كنت هناك وكنت تراقبنا وأنت من تلاعب بأوراق اللعب وخلقت صدفة تقارب أرقامي أنا وميرنا لنتبادل الرقص
ميار(وضع يده على جنبه بضجر):- أيمكننا تجاوز الإعلان الخاص بفقرة تنبيهك ؟
وائل:- ليلتها … عرفت أن ميرنا هي من كانت خطيبة ابن عمي شهاب وحدث هذا بعد أن تبادلت أنا وهي أول قبلة حقيقية بيننا عبرت عن مدى عمق علاقتنا
ميار(عقد حاجبيه):- رأيت ذلك يا بعدي
وائل(شرد في تلك الذكرى):- أنا أذكر جيدا بما شعرت وكيف ضاعت أحلامي تلك اللحظة ، أذكر أنني صرت شتاتا ما بين عبق الجنة ولهيب النار ، تحطمت وظننت أنني لن أحظى بحلمي مطلقا لكن تشاء الصدف وتلعب الأقدار لعبتها لتقع ميرنا في غرامي مثلما أنا أغرمت بها
ميار(تنهد بعمق):- وبعد ؟
وائل:- ميرنا تخصني يا ميار …ميرنا لي من البداية وهي لي وسأعيدها زوجة أردت تذكيرك بأن عدتها قد شارفت على الانتهاء ، ولا أنت ولا طليقها ذاك قادران على إبعادها عني ، سآخذها كيفما هي وكيفما كانت تكون ستكون من نصيبي
ميار(رمش وهو يدقق النظر فيه ليطلق ضحكة خالفت كل التوقعات):- ههههههههههه ..هههههه هههههههه ههههه وااااائل رشواااان يهددنا هههههههه إنها نكتة صحيح ، عمو كأن برد السجن ضرب مخك ونسيت نفسك أمام من تتحدث
وائل(دفع صدره ليجابه صدر ميار وهمس بابتسامة):- قمت بتذكيرك لتضبط جموح ابن خالك لما يحين الوقت لأضع خاتمي بإصبعها ..
ميار(صغر عينيه):- شكرا للتذكير سأحرص على ألا أنساه
وائل:- واحرص أيضا على أن تتذكر قبلتك الأولى مع جوزيت فهذا سيعينك في المستقبل
ميار(حك جبينه بتفكر وهو يرمق ذهابه):- متى كانت أول مرة قبلتها يا ميااااار له ماذا يحصل هناك ؟؟؟
حكيم:- ناااهد ..جرحكِ ينزف ولكنه غير بليغ فلا تذعري رجاء
ناهد(برجفة):- دم دم دم اهئئئئ سأمووووووت
حكيم(أغمض عينيه):- يا بنت اهمدي إنه جرح طفيف
ناهد(نظرت خلفه لصور ميرنا):- ماذاا يحصل لما هاجمني ذلك الشخص ماذا أرااااد مني ؟
حكيم:- لا أدري يا ناهد لا أدري ما يحصل هنا ، ما أعلمه أنه علينا الخروج في أقرب فرصة لذلك ثقي بي ستكون كل الأمور بخير
ناهد:- لن أثق بك فكلما حاولت أن أفعل صدمتني فيك
حكيم:- ناااااهد …لا تدعيني أذكركِ بخيانتكِ التي لم أنساها حتى اللحظة
ناهد(نظرت لذراعها):- لا أذكر ما حصل كان يحمل حقنة في يده
حكيم(بدهشة):- حقنة ماذااااا ؟؟
ناهد:- لا أعرف لم يكن بها محلول غالبا سحب مني الدم
حكيم:- اللعنة
ناهد:- ماذااا ؟
حكيم(اعتقد بأنه رجل من رجال ليندا):- ولا شيء رافقيني
ناهد(انتبهت له وهو يزيل الصور بيده منفعلا):- أين ابنة عمك ماذا يحصل أيمكنك أن تشرح لي ؟
حكيم(تحرك من هناك):- اتبعيني لو أردتِ أن تنفذي من هذا الوباااال
ناهد(بين أسنانها):- أخشى أن اللحاق بك سيقحمني في بلاء آخر ..لكن يلا
حكيم(أخرج منديلا ورقيا من جيبه ووضعه على جرحها):- طبطبي عليه بهذا ريثما نجد ما هو أفضل
ناهد(عقدت حاجبيها):- مشكور على اهتمامك
ميار(صفر لهما):- هل سنبيت هناك الليلة خلصونا
جوزيت(رأت وائل منعطفا قبلهم وصفقت بحرارة):- واااااائل …
وائل(وصل إليها وهو يزفر بتعب):- إنها على خير ما يرام لكن ..نحن أمام تهديد بيِّن وميرنا في خطر
جوزيت(عضت شفتها):- ما تقلق سنتصرف
وائل(هز كتفه بقلة حيلة):- رغم ذلك ذنبي عظيم ما كان علي التصرف على ذلك النحو
ميار(لحقه ع الجملة):- ولكنك تصرفت ، وتصرفنا أنا وحكيم والجميع يعني ليس لنا يد في حصول هذا إنه قدر
وائل:- مع ذلك كان علينا الحذر والانتباه
كاظم:- لم يفت الأوان بعد ، حددت وجهتهم إنه يتجهون خارج حدود المدينة لا أدري إلى أين ينوون الذهاب بهما ؟
وائل(باستفهام):- على أي طريق ؟
كاظم(أشار لهم بهاتفه):- على الطريق الشمالي المؤدي لمحطة القطار القديمة
ميار:- إنه طريق مدرج الطائرات القديم … هيييييييييه حكيم حكييييييم
حكيم(نظر لناهد وسارع نحوهم):- هل عثرتم عليهم ؟
ميار:- أظن أن ليندا تأخذهما للمدرج القديم
حكيم(بعدم فهم):- والسبب ما غايتها من ذلك المكان ؟
ميار:- وش عرفني سنذهب لنفهم
كاظم:- إنهم يسبقوننا بقيمة ساعة ، لو تحركنا الآن سنتمكن من اللحاق بهم ومداهمتهم أيضا
وائل(بحماس):- طيب ماذا ننتظر ؟
حكيم:- سنتحرك فورا ، ناهد ستعودين مع رجالي لبيتكم تمام ؟
ناهد:- سأرافقكم
جوزيت(قاطعتها بحزم):- من أين لأين يا أخت حتى ترافقينا ؟
ناهد(التفتت):- أخ ميار اجعل زوجتك تكف عن التقليل من شأني فأنا لدي بما أجيبها لكنني أحترم الوضع فقط
وائل:- ههه أخ ميار هاااا ؟
ميار(نظر لحكيم وأشار لها):- كيف ستحلها يا فهيم ؟
حكيم:- ناهد إن …
ناهد:- لست غبية لتلك الدرجة
حكيم:- فقط احرصي على ألا يسمع اسمه أحد من العائلة ممكن ؟
ناهد(هزت كتفها):- أمره لا يعنيني ، أريد أن تكون صديقتي الصغيرة بخير هذا فحسب
كاظم(نظر لساعته):- الوقت ينفذ كيف سنتحرك ؟
ميار:- أنا وحكيم وأنت ووائل
جوزيت:- ونحن كأنك ألغيتنا ؟
ميار:- طبعا لن آخذكِ معي لرحلة كهذه ، سوف تذهبين لقصر حكيم أنتِ وناريانا ، أظنه مكانا محايدا يمكنكِ الاستقرار فيه هذا إن لم تتلاعبي وتهربي مثلما فعلتِ قبلا
جوزيت:- لا تعطني أوامر لا تحق لك أخ ميار ، سأفعل ما أراه مناسبا ثم أساسا ما كنت سأرافقكم ، معكم قلبي وألف دعوة بالسلامة
ميار(ضرب كفا بكف وتحرك):- حكيم كلمها …
طبعا لم تصغي له بل حزمت أمرها على الفرار من هنالك بالمرة ، لكن كان عليها إظهار العكس فقد حاولت استمالة قناعتهم في أنها ستبقى عاقلة ريثما يعودون ، بينما ناهد كانت تحاول أن تفهم هذه الكوكبة المتناقضة وتعرف ما القاسم المشترك الذي يجمعهم ، فحتى لو شكت في أنها ميرنا إلا أنها تحتاج ليقين ذلك …. وهذا كان يتم ضمن خط مسيرتهم في طريق الخروج فقد سهل ذلك بشكل غريب جعلهم يوقنون أن من أقحمهم في تلك المتاهة من البداية ، قد أفرج عنهم للتو …
ناريانا(ركضت صوبها وعانقتها):- ياااااه جوزي جوزي حبي أنتِ بخير ؟
جوزيت(همست لها):- لنرحل ولو قلتِ حرفا آخر سأخنقكِ بشعرك
ناريانا:- لن أقووول أنا موافقة صار الوقت
جوزيت:- دعيهم ينصرفون أولا وبعدها ننسحب وكأننا ذاهبات لقصر حكيم هكذا اتفقنا
نادر(اقترب من وائل):- أنت بخير ؟
وائل:- لقد خطفت ميرنا وميسون من قبل ليندا أم لورينا
نادر(شهق بفزع):- ماذااا متى حصل ذلك ؟
وائل:- قبل قليل …
نادر:- اللعنة ، هل عرفتم مكانهم ؟
وائل:- لدينا موقع سوف نتحرك الآن أنت لا تكترث سنتصرف
نادر:- يستحيل أن أترككم وحدكم ، أنا قادم معكم
كاظم(خرج برامز ممسكا به من ياقته):- إذن لنتحرك …
رامز:- مش لما أفهم الأول أين أنت ذاهب بي ؟
كاظم:- سننقذ ميرنا وميسون ولو كنت تريد مني أن أفضح هذا أمام المدعوين فلنعد إذن
رامز:- واااع اشتهيت أن أمسك بالورد في صف البنات ولكنك حرمتني
كاظم:- الله يلعن عرقك أين حس الرجولة أين ؟
رامز(رمقه بطرف عين):- ع أساس أن ذلك لم يراودك في خيالك المريض
كاظم:- لم يحصل
رامز:- أخبرني بالمهل ماذا قصدت بالاختطاااااف ؟
وائل:- ناريانا، لا تبلغي أي أحد بما حصل ويفضل أن تتحركوا الآن قبل أن ينتبه لكم الآخرون
جوزيت(نظرت إليه بدموع):- واااائل ..انتبه لنفسك
وائل(ركب بمحله ولوح لها):- وأنتِ كذلك
ميار(لاحظ ذلك وتوقف ليضع يده على جنبه):- ما هذا التوديع الآن … جوزيت لحظة
جوزيت(ركبت بالسيارة خاصة عنبر):- ماذا تريد ؟
ميار(أطل عليها من النافذة):- أين تذهبين نحن لم ننهي حسابنا بعد ؟
جوزيت:- يوووه لقصر حكيم هل أصبت بالبلادة يعني ؟
ميار(ضرب على بابها):- عموما سنتحدث مطولا بعد عودتي ، انتظريني
جوزيت(ضحكت):- هههه على عيني
ميار(ناظرها بغبن):- أيمكنكِ أن تثقي بي لمرة واحدة بعد ؟
جوزيت(حولت عينيها):- غير ممكن ثم أنت تضيع وقتك الثمين ، هيا يا روحي طريقك أخضر
ميار(أغمض عينيه وهو يرى حكيم قد دلف لسيارته بعد أن أخبر نور برحيلهم بهدوء ، فلم يخبرها أنهما مختطفتين بل أنهما متعبتين وسيصطحبهما للبيت):- هيا بنا
ناريانا:- اصعدي يختي
جوزيت(زورتها بحدة):- لم أحاسبكِ بعد على إخفاء سجن وائل عني ؟
ناريانا(حولت عينيها):- يعني تلفين كوكب الأرض وتعودين لي رحماك يا رب
حكيم:- هيا ميار … ماذا تنتظر ؟
ميار(ناظرها بتألم وركب محله):- أشعر بطعم الغدر ، لن نرى جوزيت بعد الليلة يا حكيم
حكيم:- وهل سترحل للقمر يا عمي دعنا من هذا فهي ستعود مهما ابتعدت
ميار(حك ذقنه بغبن):- أخشى حدوث خلاف ذلك …
كاظم(أخذ سيارته الخاصة وتحرك):- اصمدي ميسونتي سأنقذكِ أنتِ وميرنااااا
رامز(بجواره):- انتباه لكل الوحدات طوقوا الطريق المؤدي للمحطة القديمة ، حول
كاظم:- هكذا تم الأمر صح ؟
رامز:- سنقيدهم قبل الوصول للمدرج المهجور لا تقلق يا رجل
كاظم(بقلق دفين):- لعله خيرا
نادر(ركب بجوار وائل):- أعصابك متوترة دعني أقود بدلا عنك
وائل:- لا عليك ، …إن هذه مهمتي
نادر(رمق ناريانا بطرف عين وأشاح بصره):- ويصادف أن أي مهمة تدخلها تعني لي ، فأمرك يهمني لذلك لا تطل ودعنا نأمل خيرا
وائل(بحرقة):- فقدتها بيدي ، لقد تهربت منها فحزنت وغادرت لأجل ذلك ، كانت حزينة وكنت سبب حزنها وتعاستها نادر
نادر(انتبه لتحركهم السريع خلف كاظم وحكيم):- من المهم أن نعرف ما كانت غايتها من اختطافهم يا وائل
وائل:- قلادة الشمس، ولكن لا يمكنني أن أصنف أخذها لهما اختطاف فميسون حفيدتها أيعقل أن تخطف حفيدتها؟
نادر:- حفيدتها مجرد ورقة مهمة في طريقها ، لكن الأهم هي ميرنا وقلادة الشمس خاصتها فما مدى أهمية ذلك ولما تحتاج إليها وما قصدها بما ذكر في الصور كما ذكرت لي ؟
وائل:- جواب هذا بحوزتها شخصيا ، لذلك سنحاول القبض عليها لعلها تشرح لنا غايتها
نادر:- كل شيء سيكون على ما يرااااام
وائل(نظر أمامه للسيارات):- أرجو ذلك
حكيم:- مش ذنبي يا ميااااااار إن ما حصل نتيجة لإهمالنا
ميار:- أعرف ذلك ، كلنا أذنبنا في قسم ما تجاهها
حكيم(ضرب على المقود):- أعلم أن ليندا لن تؤذيهما أعلم ذلك علم اليقين ، لكنني لا أضمن جنونها قد تبليهما في مصيبة جديدة أو …لا سمح الله عقلي ما عاد يستوعب
ميار:- كنت دعني أقود فعقلك مشوش
حكيم:- ع أساس أن عقلك السليم بيننا وعينك بقيت على جوزيت قبل لحظات
ميار:- أخبرتك بحدسي ..ثم تعال هنا ما حكاية ناهدك البنت لا تترك ياقتك ؟
حكيم:- وهل سأنشغل بها الآن ، وضعتها بسيارة رجالي وبعثتها للبيت يكفيها ما عاشته اليوم ثم أنا لا أملك وقتا حتى أفكر في بلاياها
ميار(هز كتفه):- أقطع ذراع تمثالي الفاسق إن كنتَ صادقا في حرف
حكيم(بعدم فهم):- ماذا تقصد ؟
ميار:- لا أقصد شيئا لكن الأيام كفيلة بتبديد غشاوة العيون …

لم يطل حكيم حديثا معه في هذا الخصوص ، فبدوره لا يعلم ما الذي يحصل ففي صميمه كان يتمنى إيجاد عصفورته وحمامته سالمتين ، ولم ينسى أن يفتش عن القلادة فقد بعث خبرا للقصر عند بديعة لتقوم بالبحث عنها في كل مكان وحين لم تعثر عليها استنجد بفخرية التي أخذت تبحث عنها بواسطة شعوذتها لعلها تفلح ، وقد كان هذا آخر ما سيطلبه منها فبالرغم من أنه يعيش معها منذ سنوات ما زال يستصعب تصديق ذلك الهراء….
فخرية(معه على مكبر الصوت):- لن أزيدها عليك يا حكيم لأنني أعرف أن وقتك وخلقك أضيق من خرم الإبرة الآن ، لكن القلادة في متناول ميرنا ووحدها من تعرف المكان
حكيم:- وهل هي أحجية يا فخرية ، نحن نعرف أن ميرنا وحدها القادرة على تحديد مكانها لكنها لم تكن بحوزتها منذ أيام فساعدينا قليلا لطفااا يا فخرية
فخرية:- دعني أحاول من جديد وأحرك وعائي وأرى ما سأبصره
حكيم:- تمام سأنتظر اتصالكِ
سلسبيل(دخلت عليها فجأة):- ماذا تفعلين ؟
فخرية(أغلقت الخط وأخذت تلامس محتوى وعائها الأسود):- كما ترين أعمل ولست متفرغة لعاطلة مثلكِ أختاه
سلسبيل(بارتياح):- همم حسنا .. يمكنكِ الاهتمام بعملك سأخرج قليلا للحديقة
فخرية(بدون اهتمام):- احترقي لو أمكنكِ أيضا لأرتاح منكِ
سلسبيل(بامتعاض):- سخيفة…لم تضحكيني ..
استفزت فخرية التي لم تبالي بأمرها وخرجت من عندها وهي تتلاعب بعينيها بمكر، فلم تخرج للحديقة بل نزلت للقبو الجانبي واقتحمته بالمفتاح فقد استغلت انشغال طلال بأمور الرجال الذي سيتوجهون لنجدة ميرنا وميسون، وهذا ما مكنها من اختيار الوقت المناسب لتدخل عليها
سلسبيل:- كأن زيارتي لكِ تأخرت يا ابنة أختي
لورينا(نهضت من سريرها بوجه شاحب):- ماذا تريدين ؟
سلسبيل:- أن أجرب شيئا عليكِ لو نفع فستكون رؤية أختي فخرية التي تخفيها عني حقيقية
لورينا:- أيعرفون بدخولكِ إلى هنا ؟
سلسبيل:- لاء ..وحتى لو عرفوا سأخبرهم أنني أردت الاطمئنان عليكِ ، سينبهونني بألا أكررها وسأعدهم بذلك وانتهت المشكلة
لورينا(رمت شعرها خلف ظهرها وهي تنظر للجانب الآخر):- … اختصري ممكن ؟
سلسبيل:- أخبرتكِ أنني خالتكِ أيضا تذكرين هذا ؟
لورينا:- ولم أصدق ..إذ يستحيل أن تكون هنالك خالة تكبرني بسنوات بسيطة مع العلم أن الجدة المصونة قد ماتت قبل عقود
سلسبيل:- عدت بواسطة السحر
لورينا:- ههههه مجرد هلوسة جنونية ترغبين بأن تقنعيني بها ، لكنكِ واهمة
سلسبيل:- أستطيع أن أريكِ ذلك بأم عينك لكنني بحاجة لثقتك
لورينا:- وثقتي انعدمت فدعيني في ظلامي وارحلي
سلسبيل:- لن يبقى هنالك ظلام ستخرجين بعد برهة للملأ
لورينا:- كيف ؟
سلسبيل(بتخمين):- كيف … كيف هذا سيكون إنجاز كلينا فإن أردت الفكاك عليكِ بالطاعة
لورينا(بتوتر):- قصدك أهرب ، لا لا حكيم سيغضب مني
سلسبيل:- ليس هروبا بل خروجا مباحا ، حكيم بنفسه سيفرج عنكِ لكنني بحاجة لدعمك
لورينا:- لم أفهم أي شيء كيف سيفرج عني ممكن أعرف ؟
سلسبيل:- وصلنا لوقت يجب أن نكثف فيه قوانا ، إن كنتِ سليلة آل الxxxxب فأنكِ قادرة على تحريك كل ما هو ساكن
لورينا:- لا يااااا ههه عن أي فيلم تتحدثين كي أتابع معكِ المجريات فحسب ؟
سلسبيل(وضعت يدها على يد لورينا فجأة):- اصمتي ….
لورينا(شعرت بوخز في يدها):- ماذا تفعلين ؟
سلسبيل(أحدثت جرحا بإبرة كانت تمسكها بيدها خفية):- أخبرتكِ أنني أجرب شيئا
لورينا:- تجربين شيئا بجرحي ياااا هذه أتركي يدي …فورا فورااا ألا تسمعين ؟
سلسبيل(جرحت إصبعها ودمجته بكف لورينا):- شتتتتت
لورينا(حاولت جذب يدها لكن بدون فائدة):- قلت لكِ أتركي يدي
سلسبيل(أغمضت عينيها وهي تتحسس شيئا ما لحين فتحتهما ببريق انتصار):- كنت متأكدة من ذلك ، كنت متأكدة وفخرية لن يسعها الوقوف بوجهكِ إذا ما أردتِ الحصول على مرادك
لورينا(بهلع منها):- أي مراد تتحدثين عنه دعيني يا مجنونة
سلسبيل:- أنتِ … خلاصة من دم السحرة ودم الxxxxب، واو أمكِ أفلحت بإخفاء ذلك بعناية لكنها نسيت أنها ليست الوحيدة التي تلعب بالسحر الأسود بل هناك من تضاهيها في ذلك
لورينا(رفعت حاجبها بسخرية):- ودم الأشباح أليس له حسبة هنا ؟
سلسبيل(ضمت يدها من جديد):- أمكِ تخدعكِ …أنتِ تملكين قوى خامدة لأن دم الساحرات لا يندمج مع أي دم آخر ، حتى عشيرة الشمس لا يمكنها أن تختلط بدون عواقب
لورينا(مسحت على وجهها):- حبا بالله تحدثي بلغة أفهمها لو تكرمتِ يعني ؟
سلسبيل:- أنتِ ابنة غير عادية
لورينا(ضحكت باستهزاء):- أأملك قرونا برأسي مثل ميليفسنت يا من تسمين نفسكِ خالتي ؟
سلسبيل:- في دمكِ غدر عميق يمكنكِ أن تسخريه في أشياء كثيرة ، لو وضعتِ يدكِ بيدي أمكِ نفسها لن تقف بوجهك
لورينا(لعبت الفكرة بعقلها):- كيف يعني هل سأحرك يدي وتسبح الأشياء في الهواء ؟
سلسبيل:- ههههه …ذلك السحر موجود في الرسوم المتحركة يا عزيزتي ، نحن قبيلة مخضرمة يعني أنشأنا قدراتنا بأنفسنا ، أي نعم ولدنا ودم الساحرات بعروقنا لكن تسخيرها هو المهم …مثلا خالتكِ فخرية هي ساحرة ولكنها بصارة أكثر من ذلك ، هي لا تملك قوى حتى تردع الخوارق بل لديها نصيب بسيط لكي تقاوم وتراوغ وتلاعب بالسحر المكتسب الذي تعلمته من خلال الخلطات السحرية فهمتِ ؟
لورينا(بتمعن):- أهاه يعني كنت أراها تحرك وعاء خاصا على الدوام ، أتقصدين تلك الطريقة ؟
سلسبيل:- تماما ..فخرية بدون وعاء سحرها لا تتمكن من تحريك ساكن .، لكن هذا لا يمنع أنها تبصر الأشياء في أي مكان وأي زمان وبدون الوعاء حتى
لورينا:- أهاه فهمت يعني هي قادرة على خلق الظرف الذي تريده متى رغبت
سلسبيل:- تماما
لورينا(باهتمام):- وماذا عنكِ أنتِ ؟
سلسبيل:- أنا وهبت روحي للشياطين التي سخرت قدراتي ، التجأت لساحرة ببلدتنا وقمت بالتضحية بكل شيء لأجل الانتقام وفعلا انتقمت وقمت بلعنة قبيلتين لغاية اليوم ما هنئوا بيوم وااااااحد
لورينا(رمشت بعدم فهم):- كأنني أشك بشيء ما هنا ؟
سلسبيل:- أنا من تقف وراء تعاسة آل الراجي وآل رشوان ، هذين الجنسين لو اجتمعا خلقت المشاكل والمصائب وكل من يقترب منهم يصاب بنفس اللعنة
لورينا(عادت للخلف):- يا إلهي … وكيف استطعتِ القيام بذلك حرام عليكِ ؟
سلسبيل :- هههه لا حرام ولا غيره كان عليهم دفع ثمن حرقتي وقد عاقبتهم على ذلك ، حتى لو ضاعت مني سنين عمري فدا انتقامي تهوووون
لورينا:- ألا يوجد طريقة للفكاك منها يعني لفك طلاسمها والتخلص منها ؟
سلسبيل:- يوجد يوجد …كل داء وله دواء لكن ذلك يصعب عليهم في الوقت الراهن لذلك ما تهتمي بهم
لورينا:- طيب وخالتي كهرمانة ماذا عنها ؟
سلسبيل:- هذه لم تكتسب أي قوة على الإطلاق ، صحيح هي من أسرتنا لكنها ولدت هكذا بدون قدرات وفهمنا أمر ذلك بعد ظهور أمك ، فلقد كانت كهرمانة ابنة من أب لا ينتمي لعشيرة السحرة وهذا ما جعلها هكذا بلا حول
لورينا:- امممم وأمي ؟
سلسبيل(شردت قليلا ثم أردفت):- أخشى أنها تفوق توقعاتنا ، أمكِ داهية في استخدام السحر الأسود لا أدري كيف تعلمته لكنني واثقة من أنها أقوى مني ومن كل الساحرات ، إنها تتمتع بالدهاء وهذا لوحده كفيل بأن يجعلها تسخر قدرتها لتجعل الآخرين يعانون ..
لورينا:- ولكنكِ أفدتِ أنني قادرة على هزيمتها ؟
سلسبيل:- تمعني معي ..أمكِ تستخدم سحرها من على بعد وتؤثر في ضحاياها بشكل عميق ، لنتخيل ما مدى هذه القوة يا لورين ، كيف لها أن تسخر قدرتها من بلد لتصيب صميم الهدف في بلد آخر ؟
لورينا(بتفكير):- لطالما كانت أمي داهية ، كانت تمنعني من مراقبة غرفة السحر خاصتها حاولت أن أتلصص عليها مرارا وتكرارا ولكنها كانت تشعر بي فتبعث صبيانها لإبعادي
سلسبيل:- أمكِ قوية قوية جدا ، ولمنع تأثيرها علينا يجب أن نتكاثف يا لورينا …هدفكِ الأول هو حكيم لكن هدفي أنا هو قلادة الشمس ووليدة الشمس ..
لورينا:- ميرنا .. صدقيني أنا سأكون أول المرحبين بفكرة الانتقام منها ، أكرهها وأريدها أن تبتعد عن حكيم لعله يلتفت لي ويلاحظ حبي له بعيدا عن أمي التي تحاول سرقته مني
سلسبيل:- هاه بدأنا نتفاهم هكذا بنت لخالتها
لورينا:- أريد أن أتخلص من قبضة أمي ، أريد أن أوقفها عند حدها كي لا تتحكم فيني فما المطلوب مني وكيف سأستطيع ذلك ؟
سلسبيل:- رويدا رويدا سأشرح لكِ يا ابنة أختي الحبيبة ، المهم الآن ألا تذكري نسبكِ الخفي لأي كااااان ، أنا تلصصت على فخرية وسمعتها تتحدث مع العجوز نزار عن آل الxxxxب وأظن بأنها ساعدته لاكتشاف نسبكم
لورينا(عقدت حاجبيها):- أيوجد أحد غيري يعني ؟؟؟
سلسبيل(ابتسمت بمكر):- يوجد يوجد …وهذا هو مربط الفرس الذي أريدكِ أن تفتحي بابه يا لورينا ، ستخرجين لتتقربي من آخر شخص يحمل نفس دمك ، ستجعلينه في صفنا قبل أن تصل إليه أمكِ يا لورينا
لورينا:- وما غايتنا منه أنا أصلا لا أفهم ماذا في استطاعتي أن أفعل ؟
سلسبيل:- سأشرح لكِ بهدوء ، أنتِ تملكين سحرا في دمك وهذا السحر أمكِ اممم كيف أصوغ العبارة هاه جمدته أو جعلته يخمد ، نحن سننشطه بواسطة دم الxxxxب خاصتكم وهذا سيفعِّل دم السحرة فيكِ فجسمكِ لن يتقبل هذه التقلبات بسهولة ، سيدافع عن نفسه وبهذا ستنشطينه من جديد وتملكين قدرات تستخدمينها وقتما أردتِ
لورينا:- أقسم بالله ما فهمت ولا حرف ، أصلا عقلي لا يستوعب كل هذا …عن أي كيمياء تتحدثين إن كنت غير مقتنعة بما تتحدثين به لا أقصد الشتم ولكن … كل هذا لا يهمني أريد حكيم وحسب
سلسبيل:- أعطني ثقتكِ يا لورينا وسوف أجعلكِ تحصلين عليه ، لكن إن نفذتِ مطالبي وجعلتِ قريبكِ في صفنا إن ضمناه سأجعلكِ تنشطين قوتكِ دون أن تتمكن ليندا من الوقوف ضد ذلك
لورينا(اقتنعت نوعا ما):- وطبعا هذا سيتم بعد أن يخرجني حكيم من هنا ، فكيف سيحدث ذلك ؟
سلسبيل:- عبر مكالمة قصيرة جدا ستنجزينها وستجعلينه يهب لإخراجكِ في الحين واللحظة
لورينا:- مكالمة ماذا ؟
سلسبيل:- الورقة الرابحة التي تملكينها في يدكِ هي ميسون .. ستجعلينه يثق فيكِ وسوف تتجنبين خلق المشاكل بينكما حتى التقرب منه لن يحدث ، ستبدين وكأنكِ تعلمتِ الدرس وستطيعينه في كل ما سيشور به عليكِ ، ستنفذين هذا لكي تتمكني من التخلص من سجنكِ وتخرجي منه لأجل غايتنا المنتظرة
لورينا:- ابن آل الxxxxب هههه أظن أنني لو أطلت معكِ الحديث ستخرجينني عن طوري
سلسبيل(مدت يدها):- ضعي يدكِ في يدي وصدقي خالتكِ لن تندمي على الإطلاق
لورينا(ابتسمت ومدت يدها في الهواء):- لكِ وعدي
سلسبيل(صافحتها):- ولكِ عهدي يا ابنة أختي
لورينا(ابتسمت وعانقتها):- ههه أخيرا سأخرج من هنا ، فرحت لأنني وجدت من يدافع عني ويفكر فيني
سلسبيل(ضحكت بمكر):- هههه ولو… الدم واحد ومن يأتي عليكِ يأتي علينا
لورينا(بفرحة):- أخيرا سأراه ،،، لكنني سأسمع كل أوامركِ بحذافيرها لكي أكسب
سلسبيل:- شطووورة … دعيني أخرج سريعا قبل أن يلاحظوا غيابي وأنتِ ابقي على هدوئك ولا تمتعضي من شيء صدقيني ، ستخرجين من هنا عاجلا غير آجل
لورينا(بتمني):- أتلهف لذلك
استطاعت سلسبيل أن تخلق العزم في صدر لورينا التي باتت تحلم بالفكاك ، لم تعرف أن الوثوق بسلسبيل شبيه بالوثوق بالثعابين السامة ،لذلك سنرى ما مدى صدق هذه الأخيرة وما غايتها من إخراج لورينا وعن أي شخص من آل الxxxxب تحدثت وحددت غايتها منه ..الآن وقبل أن نتعمق في هذه التفاصيل سنرقب هذه المكالمة الطارئة لعلها توضح لنا الخفايا ..
سلسبيل:- نعم يا كهرمانة ، أنا واثقة من دعمها فغايتها الأولى والأخيرة هو حكيم إذا ما جعلناها تحلم باقتراب فرصة الحصول عليه سوف نضمن وقوفها بصفنا
كهرمانة:- طيب .. فهمت هذا المقطع وضمناه ماذا عن الرجل ؟
سلسبيل:- سمعت فخرية وهي ترشد نزار لمكانه لقد عثرا عليه بواسطة عجوز من البلدة ، ونزار عائد للتقرب منه واكتشاف خفاياه
كهرمانة:- ها يعني إذا ما كان مدركا لسر قبيلته أم لا ؟
سلسبيل:- تماما
كهرمانة:- وما نفع لورينا في هذه المرحلة ؟
سلسبيل:- وتسألين بعد ، إنه يحمل نفس دمها يا كهرمانة يعني عليهما أن يتقاربان ليمتزج الدم بالدم وتتحرك قدراتها السحرية ونستفيد منها لتعثر لنا عن قلادة الشمس أو تساهم في حمايتها من أمها ، فهمتني الآن ؟
كهرمانة:- أيوة فهمت فهمت يعني ..أنتِ تنوين استخدام ألاعيبك لأجل غايتكِ الأولى والأخيرة القلادة ، لكن مهلا ماذا لو كان الشخص مرتبطا ؟
سلسبيل:- ليرتبط مع عشرة حتى ، أنا أريد علاقة واحدة بينهما وفقط
كهرمانة:- لأذكركِ لورينا لا تستطيع الإنجاب ، قد حرصت ليندا على حرمانها من ذلك منذ زمن
سلسبيل:- أنظري لدهاء أختنا يا كهرمانة ، لقد خمنت وخططت لكل شيء ولكي تضمن عدم امتداد سلالتها قامت باستئصال رحم ابنتها أي شر هذاااا ؟
كهرمانة:- والله شرها ذاك يخيفني
سلسبيل:- لن أقول أنني لست متوجسة ولكنني قادرة على مجابهتها حتى لو خلقت بيننا حرب ضروس ، سوف أتابع خطتي لغاية ما أحصل على قلادة الشمس وأقضي على عشيرة الشمس ووليدتهم الغبية
كهرمانة(تنهدت بتعب):- سلسبيل أختي ..
سلسبيل:- خيرا ,,,صوتكِ لا يعجبني يا شقيقتي الحبيبة ؟
كهرمانة:- لا تهتمي فقط غمة بقلبي
سلسبيل:- كهرماااانة يمكنكِ الوثوق بي ، أخبريني ما يثقل كاهلكِ يا أختي ؟
كهرمانة:- لاحقا يا سلسبيل لاحقا ، الآن دعيني أتصل برجالي لأعرف ما إذا وصلوا إلى المدرج القديم وأعادوا ميرنا وابنة حكيم أم لا
سلسبيل:- أعلميني من فوركِ تمام ، فجيد أنكِ تزرعين جواسيسكِ بينهم وإلا لما عرفنا بمخططات أختكِ الداهية
كهرمانة:- أصلا لا أتوقع أنها أرادت تسفيرهما ، لقد قصدت تخويف الشباب لكي يعطوها قلادة الشمس وهذا الترهيب قد يأتي بنتيجة يا أختي
سلسبيل:- وتلك النتيجة سنعرفها من فخرية ، سوف أتابع تلصصي عليها ونبقى على اتصال
كهرمانة(بغمغمة حزن):- حسنا …/ ماذا يا عرندس أراك تفرك يديك منذ وقت ؟
عرندس(جلس مقابلها):- بصراحة لدي أمر أود مناقشتكِ فيه ست كهرمانة
كهرمانة(وضعت الهاتف جانبا وشبكت يديها):- هل تنتظر إذني ، تحدث مباشرة يا رجل
عرندس:- خوري ..
كهرمانة(امتصت شفتيها وعدلت جلستها بارتباك):- ما به ؟
عرندس:- بعث طردا خاصا لكِ
كهرمانة(عقدت حاجبيها):- متى ؟؟؟؟
عرندس:- اليوم صباحا
كهرمانة(انتفضت من محلها):- كيييييييييييف لا تخبرني بهذا يا عرندس كيف ؟
عرندس:- كنتِ مشغولة بأمر الفتيات الجديدات في الخان ولمحت تعبكِ ، لذلك فكرت في أن أؤجل تسليمه لكِ حتى هذا الوقت
كهرمانة(بعصبية):- كيف تجرؤ على التفكير بدلا عني ، بأي حق تتصرف على هذا النحو ومع من مع خوووووري ….آتيني بالطرد فورا وسنتحاسب لاحقا على هذا الإهمال
عرندس:- خشيت من أن تنزعجي يعني هذا ما فكرت فيه
كهرمانة(رمقته بلؤم):- آخر مرة تفكر بدلا عني وخصوصا في أي أمر يخص ابني ، تحرك فورا وأحضر لي الويل
عرندس(تنهد عميقا وتحرك من هناك):- حسنا
كهرمانة(زفرت بقلق وهي تضع يدها على جنبها وتسير بتوتر هنا وهناك):- أسرع أسرع
عرندس(أحضر الطرد وتقدم نحوها):- لقد فتحته لكي أعرف محتواه
كهرمانة:- خيرا فعلت … أعطني لأرى ما الذي بعثه
عرندس:- لا تتحمسي كثيرا … فلن يعجبكِ فحواه
كهرمانة(فتحت الصندوق سريعا وأخرجت ما بداخله):- ما هذا الآن ؟
عرندس(هز كتفيه):- لهديته معاني كثيرة
كهرمانة(نظرت للساعة الرملية بإمعان وسلمته الصندوق):- ساعة رملية ؟
عرندس:- ربما يقصد أن وقتكِ بات أقصر مما تظنين ، أو أنه سينتقم منكِ لدى اكتمال الساعة لم أفهم لم أفهم
كهرمانة(جلست بفشل وهي تنظر للساعة الرملية):- ابني يكرهني يا عرندس ، إنه يريد قتلي إنه جاد في ذلك ، يريد تعذيبي قبل قتلي حتى يريد أن ينتقم مني يا عرندس …ابني وحيدي يريد أن يعذبني ويفقدني صوااااااابي
عرندس(جثا على ركبتيه وهو يمسك يدها بعد أن وضع الصندوق جوارها):- لن أسمح له بأذيتكِ ولو بموتي
كهرمانة(بدموع نظرت للساعة):- هههه كيف تمكن من إرسال هذه لي ، يعني كيف فكر بتعذيبي هكذا إن قلبي يحترق يحترق يا عرندس …أ..ألم يترك ملاحظة ؟
عرندس(تفتف وهو ينظر جانبيا):- بلى
كهرمانة(مدت يدها الأخرى):- لا تحاول التخفيف عني فقد انغرس ذلك النصل فيني وانقضى الأمر ، أعطني لأراها
عرندس(أخرج الورقة من جيبه ومدها لها):- أيا كان فهو ابنكِ ويستحيل أن يؤذيكِ
كهرمانة(فتحت الورقة):- لقد آذيته في فؤاده لذلك سأتوقع من الوحش الذي خلقته أي شيء ، ههه وهذه رسالته تختصر ذلك "كهرماني ، تذكري أن كل حبة رمل تسقط تدل على يوم يمر من حياتك ، ستعيشين بقدر تلك الحبات فحين تنقضي ستكونين في قبضتي ، توقيع ابنكِ وحش الظلام"
عرندس(رأف لحالها):- هو غير جاد يعني …
كهرمانة(وضعت الورقة والساعة بالصندوق وأغلقته لتستقيم):- أريد أن أختلي بنفسي ، تابع ما يحدث مع الجماعة وبلغني فور توصلهم بنتيجة….، أنا بجناحي
عرندس(بقلة حيلة):- تحت أمرك
كهرمانة(تحركت وهي تشعر بالألم وهتفت في سرها):- أنظر يا مختار ، أنظر يا مختار الراجي لما جعلتني أنجبه ، لقد خلقت وحشا بسببك لقد جعلتني أخلق وحشا بيدي هاتين ، وحش يفكر في الانتقام مني بأكثر الأمور فتكا ، ألا وهي انتظار الموت وهذا بحد ذاته موت بطيء … يا الله ، أكيد هو غير جااااد في ذلك يستحيل أن يكون جااااداااااااا يستحيل …
بغضب دخلت لجناحها ووضعت الصندوق على منضدتها لتخرج هاتفا خاصا وتتصل على رقمه ، لم يجبها بل تركها ترن وترن إلى أن فقدت الأمل وفرطت أعصابها ، بعد ذلك رد عليها ببرودة تااااامة
كهرمانة(بدموع):- كيف تجرؤ ؟
خوري(صفر بجمود):- أفندم ؟
كهرمانة(فرطت أعصابها):- كيف تجرؤ على تهديدي بتلك الطريقة المهينة ؟
خوري:- عفوا منكِ ، ما وجدت طريقة لبقة للقيام بذلك سوى هذه
كهرمانة(بحرقة):- أنت ابني وّأنا أمك ..إن كنت تظن أنك ستنتقم مني فأنت واهم أنا من صنعتك وأنا من سيتحمل نتيجة أفعالي ، لا تظن بأنني سأفرط فيك يا خوووووري
خوري:- معذرة منكِ لدي أمور أهم منكِ حاليا لذلك … سأفصل الخط بالإذن
كهرمانة:- سترى يا خوري بأنك واهم في خصوصي ، ستحتاجني عما قريب وقتها سأذكرك من تكون هي أمك …سلام
خوري(رفع حاجبه ووضع الهاتف بهدوء محله ونظر لشاشاته):- هاجر …أين وصلنا ؟
هاجر(ضغطت على زر التحكم):- قمنا بتعطيل الطائرة الخاصة لن ترتفع عن أديم الأرض مطلقا
خوري:- متى يصل الحمقى خاصتنا ؟
هاجر:- تبقى لهم بضع دقائق حضرتك
خوري:- جيد ، عرقلوا مسيرة المختطفين لا أريد لكليهما أن تبرحا تلك السيارة قبل وصولهم
هاجر(تنهدت):- قصدك أن نقوم بإنقاذهم من الاختطاف صح ؟
خوري:- يمكن أن نعتبره كذلك ، أنا لا أريد لسفرهم أن يتم بهذه الطريقة
هاجر:- لكنهما مسافرتين غدا في مطلق الأحوال مع حكيم الراجي
خوري:- أن تسافرا معه طواعية هذا يختلف على أن تسافرا تحت التهديد
هاجر:- نحن لم نعرف بعد ما غايتهم من اختطافهما
خوري:- أيا كان يكون فقد عرقل خطتي الليلة ، لقد سبقونا وقاموا بالتلاعب في المتاهة وتعليق تهديداتهم بأريحية …. هل قام جابر بأخذ عينة الدم من ناهد ؟
هاجر:- أجل ..قام بذلك وأخذ منها ورقة تهديدنا أيضا
خوري:- أمقت عرقلة الخطط يا هاجر ، كانت المتاهة من نصيبنا وكنا سنفلح بإرهاب ميرنا وناهد سوية لكن سبق السيف العذل
هاجر:- يمكننا اكتشاف من يقف خلف ذلك بسهولة
خوري(ابتسم):- أتعتقدين أن البارون لا يعرف ؟
هاجر(رمقته بطرف عين):- حضرتك تعرف كل شيء
خوري:- تنحيت جانبا لأنني سأتدخل بطريقة أو بأخرى في عرقلة خطتهم ، وأنا على مشارف تحقيقها حتى ميرنا ستبيت الليلة في الوطن وغدا حديث آخر
هاجر:- أتنوي السفر أيضا حضرتك ؟
خوري(لم يجبها):- اتصلي بجابر ودعيه يجلب أختي وصديقتها حالا ، انتهى الاحتفال
هاجر:- حاضر …على الفور سينيور
خوري(بصرامة):- دعي الرجال يجهزون سيارتي الخاصة
هاجر(ابتلعت ريقها):- أين تذهب سينيور ؟
خوري(نظر إليها وهو يستقيم بضخامته):- هاجر … ما زلت أتأقلم مع عودتكِ فلا دعيني أحن لغيابكِ لطفا ، نفذي أمري واحتفظي بلسانكِ سليما تمام ؟
هاجر(أنزلت رأسها بطاعة وأشارت له باحترام):- علم سينيور
تنهد عميقا وهو ينظر للشاشة خلفه بطرف عين قبل أن يستمر في طريقه للصعود صوب غرفته ، حيث ارتدى سترته السوداء الطويلة وأمسك قناعه الخاص ليتوجه لسيارته لوجهة مقصودة دارت في عقله بعد هذه الأحداث المستجدة ….

في تلك الأثناء
كان يدعك وائل فرامل سيارته التي تجاوزتهم جميعا في ذلك الطريق السريع ، سرعته كانت بغاية الوصول إليها وإنقاذها قبل صعودها للطائرة ولكن ذلك لن يتم بسهوووولة ، فور وصولهم تلقتهم أمطار رصاصية من حيث لا يدورن مما اضطرهم للتراجع للخلف وإيجاد خطة
ميار(صفق باب السيارة بقوة):- ماذا يحصل هناك ؟
حكيم(لحقه وهو ينظر للأرجاء):- وائل ؟؟
وائل:- رجالنا جميعا هنا ولكن أمرا ما يحدث في المدرج
نادر:- فور وصولنا هاجموا طرفنا دون أن يصيبونا بخدش
حكيم(زفر بعمق):- سنهاجمهم أيضا
وائل:- مستحيييييل ،،،ميرنا وميسون معهمااااا
كاظم(وصل ع الجملة):- ولكن علينا التحرك هل سيبقوننا هنا محتجزين حتى يلوحوا لنا من السمااااااء وتضيع فرصتنا الوحيدة ؟
رامز:- ولكن أكيد تأخرهم هذا له أسباب لقد حاصرهم رجالنا أصلا ولا فكاك لهم ، إما أن يطيروا أو يستسلموا
نادر:- أو يبقوا أمنا هنا حتى أجل غير مسمى
ميار(نظر لجوانب المدرج):- هذا السور قصير ..لو قفزنا من الجانب الخلفي ربما نتمكن من مداهمتهم في حين يقوم رجالنا بالانقضاض عليهم من المقدمة
وائل:- هكذا سنضحي بهم ، كيف يمكنك أن تغامر بحياة رجالك بهذه البساطة ؟
ميار(نظر لحكيم وهو يشير):- حكيم …ذكر هذا الأخ أن حياة ميرنا وميسون أهم بكثير من حياة أي منا حتى
وائل:- مع ذلك لن أعرض حياة أي شخص للموت ، طالما أنا معكم سوف تنفذون هذا بحذر
حكيم(مسح على فكه بتعب):- وااااائل لا وقت نملكه لمواعظك وقيمك العريقة، حياة ابنتي في خطر وحياة ميرنا في خطر إن كنت تستوعب ذلك …فيا إما تكون معنا أو تتنحى جانبا لأننا سنتحرك وفق خطة ميار فأنا لا أجد أمثل منها
ميار:- هااااه يسلم فمك يا ابن الخال ، كاظم ما رأيك ؟
كاظم(بغبن):- أنا مع وائل ..لا نريد لأحد أن يتعرض للأذية
رامز:- وأنا معه أيضا ويمكننا أن نجعل القوة تداهم بأذرعها الخاصة وهذا سيؤمن لهم طريقة للدخول بدون عواقب وخيمة
ميار:- خذ عندك أصبحنا نحن الأشرار
وائل:- إما هكذاااا أو لن يحدث
نادر(لاحظ صمتهم وأردف):- إذن لنتحرك … أحتاج لسلاح أيضا
رامز:- الحق بي نادر وأنتم أيضا سوف تلبسون أذرع واقية لأنني لن أغامر بكم مجددا
حكيم(أومأ له بموافقة):- لنسرع فكل دقيقة تمر إلا والرعب يدب في أوصالهما
وائل(بحزن عليهما):- يا الله …
ميار(نظر أيضا للمدرج من بعيد):- سننقذهماااااا … تحركوووا …
بالفعل كما توقعوا فقد كانتا معا في حالة قلق مستنفرة، فبعد استيقاظ ميرنا تعقدت الأمور كثيرا حين حاولت الهرب من السيارة مما جعل الرجال يحاصرونها ويهددونها بميسون ، لذلك استكانت وضمتها لصدرها وهي تشعر بالرعب عليها أكثر منها …
ميسون(مسحت على حاجب ميرنا ورفعت يد ميرنا لوجهها):- لنقم بحركتنا هكذا سوف نشحن بعضنا بالطاقة
ميرنا(بدموع مسحت حاجب ميسون في حين مسحت هذه الأخيرة حاجبها):- هممم
ميسون(أمسكت يد ميرنا):- أنا معكِ ميرنا لن أجعلهم يؤذونكِ صدقيني ، بابا حكيم سيكون هنا بعد لحظة أو أخرى ، عمو ميار وعمو وائل كذلك سيهبان للمساعدة …وكاااااظم سوف يقوم بتدميرهم جميعا هو وعدني أنه سيحميني دوما
ميرنا(أغمضت عينيها واستندت برأسها على رأس ميسون):- اهئئئ
ميسون(بكت معها):- ميرنا عليكِ أن تكوني قوية لأجلي هممم
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- هاااا ..
ميسون:- أخذوا هاتفي مني ..وإلا لكنا اتصلنا ببابا حتى تسمعي صوته وتصيرين بخير
ميرنا(عدلت خصلة ميسون خلف أذنها وتنهدت):- اممم
ميسون(وضعت يدها على خدود ميرنا لتمسح الدمع عنها):- سينقذوننا ثقي بي ، لقد دللتهم على مكاننا أجل فعلت ذلك عندما اتصلت بكاظم فلقد وضع تطبيقا لتحديد المواقع ربطه بين هاتفي وهاتفه فقط هه شفتِ
ميرنا(باستغراب وإعجاب من دهاء هذه الصغيرة):- ههه ها …
ميسون(عانقتها):- لا تخافي من صوت الرصاص أنا لا أخاف منه لأنني تعودت، أعتبره مفرقعات هوائية كي لا أخشى منه وأنتِ افعلي مثلي
ميرنا(أشارت بيدها وهي تخفي ميسون تحت حضنها):- …لارد
نظرت حولها للرجال المسلحين الذين كانوا يطوقون السيارة ، بينما بعضهم كانوا يخاصمون أحدا بجوار الطائرة الخاصة وفهمت منهم أنها معطلة ولا تستطيع الطيران ، من جهة امتنت لذلك ومن جهة قلقت من استخدامهم لخطة بديلة ستعرضها وميسون للخطر ..لكن اهمدي يا ميرنا فهم عند البوابة ولن يتركوكِ لوحدك ، هكذا كان يخبرها صوتها الخفي ، فبالفعل نفذوا خطة ميار وتوجهوا للجانب الخلفي وقاموا بالقفز لمداهمة الرجال والسيطرة عليهم بتطويقهم من كل جانب ، قوات الدعم أيضا كانت بالموقع لذلك اشتبكت الأمور واحتدمت النيران وارتفع الرصاص فوقهم وامتد لبضع دقائق ، حتى استكانت الدنيا من حولهم وما عاد يسمع أي صوت
ميرنا(فتشت بعينيها في السيارة ورفعت دعامة حديدية كانت على أرضيتها):- هممم
ميسون:- من ستضربين ؟
ميرنا(هزت رأسها بعدم معرفة المهم أن تدافع عنهما):- لا…
ميسون(نظرت بتوجس حولها):- لقد استكانتِ الأوضاع ، ماذا يحصل بالخارج ؟
ميرنا(نبهتها بحركة يدها لكي لا تطل):- لا لا
ميسون:- حاضر لن أرفع رأسي سأبقيه منخفضا لكن …هئئئ ميرنا ميرنااااااا ماذا يحصل ؟
صعد أحدهم للمقدمة وقام بإقلاع السيارة ، لم يتمكنا من رؤية السائق لأنه يفصل ما بينهما وبينه جدار بلاستيكي أسود جعل الرعب يدب في أوصالهما خشية من حدوث مكروووه ، أو متابعة خطفهما لذلك أخذت تطرق ميرنا بتلك العصا الحديدية على ذلك الجدار ولكن دون جدوى قد كان سميكا للغاية ، وهنا انهارت ببكاء خوفا على ميسون واستسلاما للوضع فقد تم اختطافهما مجددا وفشل الباقون في عملية إنقاذهم ، هكذا فكرت وهي تشعر باهتزاز السيارة وتحركها لبعض دقائق قبل أن تتوقف بهما في مكان ما برزت منه أضواء السيارات بكثرة …
كاظم(صدمهما بفتح النافذة بينهما):- أهلا بكما بيننا من جديد
ميرنا(برقت عيناها):- هههه ..ك…
ميسون(قفزت محلها بفرح):- ياااااه كنت أنت ههه كاظم كاظم كااااظم منقذي أخبرتكِ أخبرتكِ أنه سيفعل ..هههه
كاظم(خرج من هناك وفتح الباب لهما):- الحمدلله على سلامتكما
ميرنا(عانقته بمحبة وهي تبكي):- ههه هممم
كاظم(ضمها بحنان):- أرعبتكِ متأسف لكنني أردت ضمان سلامتكما أولا
ميرنا(ضربته لكتفه):- ههه
ميسون(تشبثت بذراعه):- عملالالالاقي
كاظم(ابتسم بفرحة وهو يرفعها لحضنه):-آه يا صغيرة …آآآآه
ميسون(عانقت عنقه بذراعيها الصغيرتين):- ههه فرحت لرؤيتك أنت أنقذتنا
كاظم:- لست وحدي أنظري خلفكِ وستعرفين من هب لنجدة الأميرات
ميسون(نظرت خلفها ووجدته ينظر إليها بحرقة فانتفضت لتنزل من حضن كاظم):- بابااااااا
حكيم(فتح ذراعيه لها وهو يجثو بركبتيه أرضا ليستقبل نبض قلبه):- ابنتييي
ميسون(دمعت عيناها وهي تركض إليه بكل ما فيها من قوة):- بابااااااا حبييبييييييي
حكيم(تنفس الصعداء لدى رؤيتها سالمة وبسط أذرعه وكأنما يستقبل الدنيا):- حماااامتي
ميسون(ارتمت بحضنه):- بابااااا ههه أنا بخير يا بااااابا لا تخف علي
حكيم(ضمها لصدره بقوة وهو يشبع خوفه عليها بذلك الحضن الدافئ):- آه يا روحي كم خفت عليكِ أنا
ميسون(دكت رأسها بصدره):- لكنني بخير وميرنا كانت معي
حكيم(فتح عينيه ونظر لميرنا وهي تتحرك صوبهم بينما وائل كان يسرع إليها):- عرفت عرفت يا كل قلبي ، لو حدث لكِ مكروه لحزنت
ميار(انحنى وهو يمسح على شعرها):- لك خلصنا دعنا نقبلها قليلا يا درامي
حكيم(تنهد وهو يقبل وجنتيها بحب):- صغيرتي …
ميار(أمسكها من يدها ولفها مرتين):- أي …على الحلو أكيد فستانكِ هذا سبب اختطافكِ لقد أوقعت الشباب في هيامك
كاظم:- احم …البنت صغيرة ع هذا الحديث
ميار(رفع يدها مقبلا):- ومالووو الحلو يليق به الدلال
ميسون(عضعضت إصبعها):- عمو مياااار أنا أخجل هههه
ميار(داعبها بمرح):- يا عيني ع الخجلان أنا ههه تعالي لصدري هكذا تعالي
حكيم(استقام وهو يزفر عميقا بعد أن رآهما):- ….لارد
وائل(وقف أمامها وهو يتأملها بسعادة نجاتها):- كيف تشعرين أنتِ بخير صحيح لم يؤذوكِ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):- لا …
وائل(رفع يده ومررها على خدها):- لا تبكي …قد انتهى كل شيء
ميرنا(هزت كتفيها وقشعريرة الغبن تسري بداخلها):- هممم
وائل(أغمض عينيه بتردد لكنه وطأ عليه وجذبها لصدره):- حبيبتي !!!!!
ميرنا(انتفض كل ما فيها لدى احتضانه لها وانفجرت بكاء):- اهئ …
وائل(اشتم عطرها):- سامحيني لأنني أهملتكِ ، لقد تعمدت ذلك خشية من أن أزعجكِ أو تغضبي مني بسبب تلك المواضيع المكررة ، لكن أعدكِ أنني لن أكررها إطلاقا ، كلما كنتِ معي سوف لن تختفي من ناظري
ميرنا:- هممم
رامز(صدحت أغنية :وأنا بين إيديك" في هاتفه):- وااااع من يتصل بي الآن يخرب بيتك يا ماريا على هذه الأغنية التي لا أدري كيف تبدلينها مرة بعد مرة ؟
كاظم(تأمل كلمات الأغنية وهو ينظر لوائل وميرنا فقد ناسبت مشهدهما بشكل خيالي):- [وانا بين إيديك محتاجة إيه في حاجة أكبر من كدة ، ولا عمري كنت أحلم في يوم أعيش حياة بالشكل ده ، كل اللي فات من عمري فات ومش بإيدنا نرجعو خلينا أكثر في اللي جاي مبقاش في وقت نضيعو] ….
رامز(نظر إلى عيونهم المسمرة فيهما ورمش بقلة حيلة ليجيب):- نعم جاسر نعم …..
كاظم(تفتف بهاتفه):- هممم
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه وهو يستدير لميار):- …افف
ميار(انتبه له ووضع ميسون أرضا وأومأ له بالصبر فسيتدخل حتى وإن لم يطلب منه ذلك):- ميرنااااااااا يا عمتي تعالي نطمئن عليكِ قليلا الله الله ، يا رشواني ما بكَ احتجزتها دعنا نراها يا رجل ..
وائل(مسح على وجهها):- معهم حق …نسيت نفسي لما رأيتكِ بخير
ميرنا(نظرت خلفه لميار ولحكيم الذي أمسك يد ميسون وتوجه للسيارة بتجاهل):- …لارد
ميار(استقبلها بفرحة):- عدتِ سالمة غانمة
ميرنا(عانقته بحنان وعينها خلفه):- مم…؟؟؟
ميار(قبل جبينها):- أي والله أفزعتمونا يا بنت ، لكننا سيطرنا ع الوضع كله تمام
ميرنا(°لقد سألتك عنه لما تراوغني°):- ..ها
ميار(فهم سؤالها لكنه لم يدقق):- هيا هيا أكيد بردتِ …سوف نتوجه للبيت وبعدها تروي لنا ما حصل معكِ ..بسسست كاظم سنتوجه لقصر حكيم
كاظم(حك جبينه):- حسنا سأتابع مع رامز الوضع هنا وألحق بكم إذا تسنى لي الوقت
ميار(رأى وائل وهو يحادث نادر الذي سلم على ميرنا):- أترافقنا ؟
وائل:- بطبيعة الحال
ميار(حول عينيه):- تفضل …
نادر(جذب يد وائل ع جنب):- أين سترافقهم أنسيت أنك أخذت سراحا مؤقتا لغاية ما يحكم لك بالبراءة
وائل:- نادر ..لن يتمكن أحد من إبعادي عنها سوف أحاول أن أضبط أعصابي قدر الإمكان ، لا تخشى شيئا قبل حلول الصباح سأكون في موقعي حتى أنتهي من ذلك الوبال
نادر(هز كتفيه):- أنت أدرى …لكنني لن أتركك حتى أغادر بك لبيتك حتى أنني سأبيت معك يلا امشي رجلي على رجلك
وائل(امتن من دعم صديقه):- دمت لي يا رفيقي …
ميار(رمق الحزن في عينيها):- كان قلقا عليكما وقد انكسر قلبه خوفا على ميسون …يعني هي صغيرة ولا تتحمل هكذا أمور ، أ شوفي لنركب بسيارة رجالنا ودعيه مع ابنته على سجيته ممكن ؟
ميرنا(نظرت إليه بابتسامة مريرة وربتت على كتفه):- ت…مم ؟
ميار:- تمام تمام يا عيني .. هيا تعالي سأستضيفكِ واقبلي بضيافتنا يا بنت الخال
ميرنا(نظرت خلفها لوائل الذي أومأ لها بالركوب مع ميار هكذا أضمن):-…لارد
حكيم(أقلع بالسيارة من فوره ولم ينتظر أحدا):- ليس كذلك
ميسون(عدلت حزام السلامة):- حتى أنك لم تسلم عليها بابا ، أهناك مشكلة ؟
حكيم(بوجع):- لا يوجد أي مشكلة يا ميسون يعني …هي انشغلت بترحيبهم وأنا سأسلم عليها لاحقا يعني مش قصة المهم أنكما بخير
ميسون(ضمت يديها):- لقد كانت خائفة على كلينا ، أنا رأيت ذلك
حكيم(ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لطريقه):- لا بأس انتهى ذلك ..
ميسون:- ماذا قصدت جدتي بقلادة الشمس بابا قد كانت جدية أرعبتني
حكيم(بصعوبة تمالك أعصابه):- لا يسعها أذيتكم يا صغيرتي ، حسابها معي وأنا من سيعطيها ما تستحقه ثقي بي
ميسون(اتكأت على الكرسي جيدا):- الآن يسعني النوم ، لم أغفو ولا لحظة حين كان مغمى ع ميرنا بقيت مستيقظة كي لا يقوموا بأذيتها
حكيم(أشفق عليها وهز رأسه ببؤس):- أين كنت يا حكيم لما تعرضت فلذات كبدك لهذا الويل اففف مني افف افف …
انتبهت له ولكنها لم تضف حرفا بل أخذت تنظر خلفها للسيارات التي انطلقت من بعدهم ، تبادلوا الاتصالات مع بعضهم وحددوا وجهتهم صوب بيت حكيم مباشرة ، أما رامز فبقي في الموقع لكتابة التقرير ولملمة الوضع مع الشرطة ، بينما كاظم انطلق خلفهم في حين كان وائل يسبقه رفقة نادر وأثناء ذلك وصله اتصال
فؤاد:- أين اختفيتم يا رجل أين ؟
وائل:- طرأ أمر عاجل يا عمي لا تقلق كلنا بخير
فؤاد:- تمام ، لقد انتهى الحفل هنا وكلنا مغادرون
وائل:- طيب أخبر نور أننا جميعا بقصر حكيم
فؤاد:- أنت لا تخفي عني شيئا صح شوف لا تفعل مثل ابن عمك الأهبل أخذ زوجته وابنه ورحل بلا سلام ولا كلام
وائل:- عمي …أينفع لو نتحدث لاحقا لا أشعر بأنني بخير ؟
فؤاد:- ماشي ماشي غدا صباحا ستجدني في المحكمة سوف لن أدعك وحدك
وائل:- أراك على خير
فؤاد(زفر عميقا ونظر خلفه):- همام نحن متأخرون جدا ما هذا التقاعس ؟
همام:- يا سيد فؤاد لقد
فؤاد:- لقد عجَّزت غالبا ما رأيك لو نسجل بدار العجزة باكرا يا رجل ، اسمع سوف تفتح عينيك وتضعهما على وائل 24 ساعة على 24 مفهوم ؟
همام:- كما تأمر ، هل ستغادر الست نور معنا للبيت ؟
فؤاد:- أجل …تأخر الوقت ، نووور سترافقننا للبيت وغدا صباحا نصطحب البنات لبيت أبيهم ماشي ؟
نور:- ماشي ..أصلا لا يسعني أخذهن لبيتنا لا يوجد مكان لهن ، ثم لا أفرط بنومهن أنظر إليهن ما أجملهن
فؤاد(أطل عليهن وهن نائمات بالمقعد الخلفي):- يا حبيباتي ..تمام سأقود بهن وأنتِ جواري
نور(اختفت بسمتها ونظرت إليه):- ولماذالدي سيارتي ياخويا ثم هنالك قردين ما يزالان مستيقظتين
فؤاد(نظر لدينا وصهيب وهما على جنب):- ههه ماشي خذيهما وأنا سأحضر بنات مراد
نور(رمقته بطرف عين):- أحسن …
فؤاد(هز رأسه بقلة فائدة منها فهي لا تتغير):- همام أحضر هند واتبعنا
همام(صغر عينيه فيها):- اصعدي
هند:- ألا يوجد حس لباقة ولا تفضلي ولا من بعد إذنك ، لكن لما العتب الباب الذي يصد لا يرد
همام(امتقع وجهه بالحمرة):- عن أي باب تتحدثين آنسة ؟
نور(غالبها الضحك وركبت):- احم …لننطلق يلا برد الجو
هند:- أستغفر الله
فؤاد(غمز لهمام الذي تمالك أعصابه بأعجوبة):- ههه … يا حبيبي
تفرق مجمع المدعوين وحتى العرسان انطلقوا لبيتهم ، يا حرام انقسمت ليلتهم لمليون ألف مشهد ما بين مرح ورومانسية لدراما وأكشن إلى آخر شيء وهو الامتنان ، فالفرحة بتزويجهما كانت ختام تلك الليلة المربكة بالنسبة لهم على الأغلب ، لكن بالنسبة لخاصتنا هوهوووه أكيد قد ابتدأت للتو


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:25 AM   #789

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في قصر حكيم بعد مدة
حكيم(وصل قبلهم جميعا لذلك بدأت سير الاستجوابات):- لطفا بديعة خذيها لغرفتها ولا تطيلي حديثا لو سمحتِ خالة ، رأسي مقسوم لنصفين وليس عندي ما أضيفه المهم أننا بخير
بديعة(أمسكت ميسون من يدها):- حاضر حاضر يا بني لا تغضب فهذا من قلقي عليكم ، هيا يا صغيرتي لنصعد لغرفتكِ
ميسون(قطبت حاجبيها):- لا تنفعل بابا ممكن ؟
حكيم(أغمض عينيه واعتصر بسمة بجهد جهيد):- ماشي بيبي ارتاحي
ميسون(أومأت له وأمسكت بيد بديعة):- حاضر …
حكيم(مسح على رأسه وهو ينظر لساعتهم الحائطية ورفع هاتفه):- ……لم تفلحي
ليندا(قهقهت بسخرية):- أتصدق كنت للتو أنوي مهاتفتك عزيزي حكيم ،، ها ما رأيك بشد الأذن هذا أظنه قد أفلح معكم ؟
حكيم(جمع قبضته حتى ابيضت مفاصله):- سأسلمكِ القلادة فور التوصل بها ، أنا قادم لروما غدا وأنتِ تدركين ذلك سأزوركِ بقصركِ وأسلمكِ إياها باليد
ليندا(برقت عيناها):- واااااو لو كنت أعرف أنك سترضخ وتنحني لهذا النحو لاختطفتهما قبل وقت ، ههه لكن يلا وقتما جاء الخير ينفع
حكيم(أغمض عينيه):- ليندا …. لا تخرجي البركان الخامد بداخلي أنتِ تعرفين أن ضربتي بالموت
ليندا:- هووو أفزعتني لكن … لما لا نتفق أحضر لي قلادة الشمس ومعها ابنتي وبعدها يا دار ما دخلك شر
حكيم:- لورينا لن تأتي ستبقى هنا لأنني لا أثق بكما معا ، ثم ما نسيت أفعالكما الأخيرة
ليندا:- حسنا حسنا سأتغاضى عن لورينا لكن عن قلادة الشمس لن أمهلك أي وقت ..أحضرها لي بعد يوم غد وإلا لن يحصل طيب
حكيم:- حركتكِ هذه لن أنساها لكِ ليندا سيأتي يوم ونتحاسب فيه
ليندا:- إلى اللقاء حبيبي
حكيم(أغلق الخط وهو يبصق حنقا):- اللعنة عليكِ يا شمطاااااااء
ميار(دخل بها):- ها قد عدنااااا …
حكيم(نظر إلى عينيها مباشرة وحرك فكه ليدير رأسه جانبا):- غرفتكِ بانتظارك يمكنكِ الاسترخاء
ميرنا(عقدت حاجبيها من تصرفه الجاف ونظرت لميار باستفهام):- همم ؟
ميار(ربت على يدها وهو ينظر حوله):- ميسون بحاجتكِ مري بها قبل ذهابكِ لغرفتكِ ، هيا ميرنا لا تنزعجي فمزاجه سيء جدا الآن
ميرنا(أفلتت ذراع ميار وتحركت صوبه):- ح…
حكيم(رفع يده مقاطعا وهو يوليها ظهره):- ميسون تنتظركِ
ميرنا(طأطأت رأسها بغبن):- هممم
حكيم(مرر إصبعه على حافة الكنبة وهو يعتصر ألما من خلال خطواتها المريرة):- يا الله
ميار(وضع يديه بجيبه بخيبة وهو يدور حوله):- غالبا سنمضي ليلة تعيسة يا حكيم ، خذلتني جوزيت من جديد ولم تّأتي إلى هنا أخبرتك أنها لم تكن ستنفذ وعودها
حكيم:- لا أعرف
ميار:- لا تعرف … لست ملاما ع فكرة بدوري لا أعرف ، لكن تعال هنا ما هذه التصرفات مع البنت لقد عادت من حالة فزع حقيقية ألا تشعر بأنك تبالغ ؟
حكيم:- لست أبالغ أصلا لست أتصرف بشكل غريب ، لا أشعر بأنني بخير لذلك ابتعادها أرحم لها من انفجار غير محتسب
ميار:- انفجار هاه … كل هذا لأنها عانقته ؟
حكيم(تألم ورفع رأسه إليه):- جيد أنك ما زلت تملك دقة الملاحظة
ميار:- وائل من فعل وليس ميرنا ،، يعني لا تدقق قد كان خائفا عليها مثلنا
حكيم:- وائل وغير وائل لا أسمح له بالاقتراب منها قيد أنملة
وائل(دخل وقتها):- ولكنك مع مرور الوقت ستسمح
حكيم(حرك فكه):- في ّأحلامك ربما
وائل(بانفعال):- إن كنت تحسب نفسك قادرا على تطويع قلبها فأنت مخطئ ، لكن لا بأس يمكنك الغوص في أوهامك حتى تصطدم بحقيقة زواجي بها
ميار(استدار دورة شرفية ليضع يديه على جنبه):- أخ وائل الزيارة انتهت على اّلأغلب
وائل:- لن أرحل قبل أن أودع ميرنا
حكيم:- تودعهااااا ؟؟؟
وائل(نظر إليهما بطرف عين):- غدا لدي محاكمة
ميار(تبادل وحكيم نظرة سريعة):- ما يعني ؟
وائل(هز كتفيه):- لا يمكنني المكوث هنا طويلا وأيضا … لا يمكنني الخروج خارج بقاع الوطن طوال الفترة المقبلة
حكيم(أشرقت أساريره خفية):- حقا …؟
نادر(دخل هو وكاظم):- واااع ما هذا الصقيع
كاظم:- برد الخريف يا روحي ماذا نفعل
وائل(تحرك من هناك):- سأتفقد ميرنا ونخرج سريعا انتظرني نادر
نادر(جلس بالصالون):- خذ راحتك أخوك سيريح عظامه قليلا هنا
كاظم(مد رجليه على طولهما وعانق الكنبة بذراعيه):- أين الولية بديعة لتطعمنا شيئا والله نفذ بنزيننا حتى آخر نقطة
ميار(صفق بيديه في الهواء):- هؤلاء هم الرجال وإلا فلا …
حكيم(عينه كانت في الدرج):- أيمكنني قتله الآن ؟
ميار(اقترب منه):- اهدأ …سيراها ويغادر ما بنا ؟
حكيم(حك جبينه):- سأكلم فخرية قليلا
ميار(توجه للمشرب):- وأنا سأقوم بنعي تصرف امرأتي ، حسنا يا جوزيت أمهلتكِ فرصة ولكنكِ ضيعتها فتحملي ..
جوزيت(في سيارة جابر):- هل تأكدتِ من ذهاب عنبر من الاتجاه الآخر ؟
ناريانا:- تأكدت تأكدت اهدئي قليلا
جابر:- لا أحد يلحق بنا يا سيدة جوزيت نحن سنصل للمجمع السكني في أمان
ناريانا:- هيا اهمدي قليلا حتى الجماعة عرفنا أنهم قاموا بإنقاذهما من ذلك الاختطاف ، يعني كله في السليم الآن وصاروا بقصر حكيم
جوزيت(تألمت):- يعني عرف ميار الآن أنني لم أفي بوعدي ؟
ناريانا(أمسكت يدها):- ع أساس أنكِ كنتِ تفين بوعودكِ قبل اليوم ،
جوزيت:- يعني …
ناريانا(أسندت رأس جوزي على كتفها):- استرخي يا روحي ، نحن اتفقنا على هذا وسنتابعه مهما كان حجم آلامه
جوزيت(بدموع):- سندفع الضريبة ونكتم ذلك في صدورنا
ناريانا(بوجع من فراق نادر):- مع الأسف
جوزيت:- لكنني اطمأننت لسلامتهم ، ووائل بخير
ناريانا(حولت عينيها):- يا دي وائل وسيرة واااااائل اففففففف ….
جوزيت(هزت كتفيها وقلبها يهفو إليه رغما):- سامحني ميار … أنت من جعلتني هكذااا
وائل(أمسك يدها برفق):- قوليها ..إن كنتِ متضايقة مني لأرحل
ميرنا(مسحت دموعها وسحبت يدها لتجلس على السرير):- لا
وائل(مسح على وجهه ولحق بها ليجلس قبالتها):- لن أترككِ قبل أن أعرف بأنكِ بخير
ميرنا(امتصت شفتيها واضطجعت على السرير):- ن…ممم
وائل:- ترغبين بالنوم ، ولكنني بحاجة لمحادثتكِ ميرنا ، لطفا لا تفعلي هذاااا
ميرنا(زفرت عميقا وأمسكت كتابها):-°أنا على خير ما يرام أحتاج للنوم غدا نتحدث°
وائل(خشي من الإفصاح عن موقعه في المحكمة يوم غد لذلك كتمه):- حسنا غدا نتحدث تصبحين على خير
ميرنا(عقدت حاجبيها وأمسكت يده):- و…
وائل(أمسك يدها بيديه ورفعا لفمه مقبلا):- ها يا عسل غروبي قولي ؟
ميرنا(ابتسمت وهي تربت على شعره الذي استطال فتمعنت كثافته بإعجاب):- لا
وائل(مسح على وجنتها أيضا):- دامت هذه البسمة يا وردتي .. سنكون بخير
ميرنا:- هاااا
وائل(ناظر عينيها الناعستين):- تعبتِ … نامي الآن وغدا لنا حديث إن كتبه الله لنا ، وإن لم يحصل تذكري أنني بين شرايينكِ أوجد
ميرنا(ضحكت من جملته):- هههه
وائل:- هه لا وتضحك بعد ماشي يا ستي طالما أعجبكِ هذا فما لنا أن نقول
ميرنا(أومأت له وعدلت نومتها):- همممم
وائل(لاعب خصلاتها وتأملها بمحبة):- جيد أنكِ بخير … يا شمس عمري تستيقظين على فرح إلى اللقاء
ميرنا(تثاءبت وهي تحاول حفر صورته بعقلها):- همممم
قام برفع الغطاء عليها وتحرك من هناك ولكنه عاد لينظر إليها نظرة أخيرة وبعدها غادر على مضض ، فور نزوله أومأ لنادر ورحلا من هناك دون أن ينبسا ببنت شفة ، ولم يستغرب أي منهم ذلك فهم يعرفون أن كبرياء وائل أرفع من أن يترك توصية لهم بشأنها ، حتى لو كان يعلم أن الأمور بينه وبين ميرنا متذبذبة هذه الفترة فهي لم تنسى كذبه عليها ولا أمر دلال ولا أسباب سجنه ولا أي شيء ، يعني جاء الاختطاف ليغطي على كل تلك المشاعر المتضاربة فحين يأتي وقتها سيتحاسبان على كل ذلك لتصفى القلوب …أما كاظم فقرر الانسحاب بدوره طالما الأمور على ما يرام وبالفعل غادر بعد وائل ونادر ليبقى ميار وحكيم جالسين صوب بعضهما في الصالون ، إلى أن أرسل ميار رسالة لعرينه يتفقد فيها فهوده فأخبره عابد الذي استيقظ متثائبا أن صولي رفض تناول عشائه وهذا ما جعل ميار ينتفض من محله ويقرر التوجه للعرين كي يقسم رقبة عابد الذي طار النوم من عينه فكيف نسي تبليغه بهذا الأمر الطارئ ههه ، برغم رفض حكيم إلا أن هذا الأخير ما كان سيبقى لحظة وغادر بعد أن أخذ معه نصف الرجال ليؤمنوا طريقه تحت توصية من حكيم شخصيا ، والذي عاد أدراجه ليجلس وحيدا بصالونه وبيده كأس مشروب شارد …
كان يفكر مطولا في حالهم ذاك ففي كل يوم تخرج لهم مصيبة تعرضهم للخطر من حيث لا يدرون ، فكيف سيتمكن من حمايتهم جميعا وفي آن واحد دون أن يتضرر فرد منهم ، وجد نفسه يسبح في دوامة عميقة امتدت لساعة لاحظ فيها بزوغ الفجر ، وجد نفسه يضع الكأس الفارغ من يده ويتحرك صوب الرواق تحديدا لبركته الخاصة التي مر زمن على آخر زيارة لها ، فور وصوله إليها تأمل استكانتها وانتزع قميصه ليرميه جانبا هو وهاتفه ومفاتيحه ، انتزع حذاءه أيضا ورماه شرقا وغربا ونظر لسكون البركة الذي كان يخالف ضجيج أفكاره ليلحق الأذى بتلك الاستكانة ويخلق الفوضى فيها لما ألقى بنفسه وسطها وشرع يسبح بكل حرقة قلب ، يصارع أفكاره ويحاول تهدئة نفسه ومقاومة غضبه منها ، أجل هو غااااااضب منها لأنها لم تذنب بحقه بل الذنب كل الذنب على الظروف التي صورتها مذنبة علما أنها المظلومة في تلك الحكاية ، وهذا ما يحرقه في صميمه أنها برغم هشاشتها إلا أن ظلمها يكسر الظهر …تأوه وهو يخرج رأسه من الماء ليلهث ويسحب الهواء لرئتيه اللتين احتبس فيهما النفس بغتة …لكنه صدم بتواجدها هناك متى جاءت ومنذ متى وهي تراقبه لم يعلم
حكيم(فتح عينيه وهو يرفع شعره المبلل عاليا ليرمش مرتين):- …ميرنااااااااا ؟
ميرنا(كانت تجلس مقابله وهي تضم يديها لخصرها):- …لارد
حكيم(عقد حاجبيه باستغراب وتوجه للدرج الحدييد كي يصعد سريعا):- ميرناااااا لما استيقظتِ ؟
ميرنا(هزت كتفيها ورفعت يدها برجفة وهي تمسح دموعها):- هممم
حكيم(أمسك بمنشفة جانبية وجفف وجهه وشعره وتحرك صوبها):- أنتِ على ما يرام ؟
ميرنا(طأطأت رأسها جانبيا وأجابت بنفي):- لا…
حكيم(رأف لحالها وأطل عليها وهو يحاول حثها على النظر إليه):- أنظري إلي …ميرناا
ميرنا(دفنت وجهها بين يديها):- اهئ اهئ
حكيم(جثا على ركبتيه وأمسك يديها معا):- شتتت لا تبكي ، ..حسنا ..تجاهلتكِ قليلا أغضبتكِ صحيح ؟
ميرنا(هزت رأسها):- هاااا
حكيم(ابتلع ريقه وهو ينظر جانبيا):- يعني … لا تشغلي بالكِ فيني هو أمر عابر
ميرنا(أمسكت يده ووضعتها على قلبها):- …لا
حكيم(لم يفهم حركتها):- ماذا تريدين أن تقولي ميرنا لا أفهمكِ ؟
ميرنا(أخذت تلهث بعنف وهي تبعد يده في الهواء):- لارد …
حكيم(رمقها وهي تستقيم لتبتعد عن هناك):- مهلا …ميرنا ميرناااا
التقط قميصه وارتداه بشكل عشوائي ليلحق بها في الممر حيث كانت تركض مبتعدة عنه ، حاول إيقافها لكنها استمرت لغاية ما اعترض طريقها قبل أن تصعد الدرج ، أخذ يتنفس عميقا وهو يشير لها بأن تهدأ ولكنها كانت تشير للأعلى بشكل متواصل ما يعني أنها على آخرها
حكيم:- أنا آسف …
ميرنا(تنهدت باستسلام وضربته لصدره العاري البارز من قميصه المفتوح):- °كيف تفعل فيني هكذاااااا كيف°؟
حكيم(أمسك يديها بقوة وهو يرمق الألم في عينيها):- …كنت أتلهف لرؤيتكِ ولطمأنتك ولكن حين رأيته بقربكِ غلا الدم في عروقي ، وكان ذهابي أحسن حل يعني لن تلوميني على حرقة دمي وأنتِ بجواره ميرنااااا لا يمكنكِ ذلك
ميرنا(نظرت حولها بعصبية وأفلتت منه لتمسك بأجندة الهاتف القريبة منها لتكتب عليها):- °أنت من تركني أولا ثم ما حدث كان مختلفا ، نظرة منك بل ربتة يد كانت تفي بالغرض …ما كان عقلي سيستوعب أي شيء عن أهواء الحب لأننا خرجنا للتو من حالة اختطاف ماذا لو تعرضنا لمكروه ، وميسوووون كيف لم تفكر على هذا النحو لما تتصرف بأنانية في الأوقات الصعبة ؟°
حكيم(دهش مما قرأه):- أنانية ؟؟؟؟
ميرنا(تابعت):- °أجل أنانية كان يمكنك أن تتغاضى عن غيرتك الغير مستحبة وقتها ، فنحن قد خرجنا من خطر وشيك ، لقد حطمت قلبي يا حكيم ووائل ما فعل مثلك بغض النظر عن كل شيء كان معي °
حكيم(حرك فكه بعصبية):- تمام طالما كان معكِ لما تلومينني ؟
ميرنا(نظرت إليه مطولا لتكتب):- °معك حق نتأسف لأننا نعطل حضرتك عن جلسة السباحة يمكنك المتابعة من حيث توقفت°…
حكيم(لمحها وهي ترمي الدفتر لتستقيم):- توقفي …
ميرنا(توقفت قبل صعودها وكتفت يديها):- …لارد
حكيم(هز كتفيه بقلة حيلة):- …اعذريني
ميرنا(تأوهت بعمق):- …لا
حكيم:- لو سمحتِ ؟
ميرنا(استدارت إليه وعادت أدراجها لتمسك الدفتر وتكتب):- ° لما رافقت تلك الفتاة ولما بقيت جوارنا حينما ناديتك ؟°
حكيم:- السؤال المرتقب، لقد حصلت مشكلة مع طارق وعفاف ونهال أيضا لذلك اضطررت للتدخل وناهد يعني ..كانت ستغادر واختلط الحابل بالنابل فتأخرت
ميرنا(رمشت مرتين):- °ناهد؟°
حكيم(لم يفهم):- أجل
ميرنا(نظرت إلى عمق عينيه وكتبت):- °برقت عيناك لدى ذكر اسمها°
حكيم(رمش وهو ينفض فكرتها):- ههه أكيد أنتِ تهذين
ميرنا(ابتسمت وكتبت):-°هي جميلة ..ستليق بك حتما°
حكيم(انفعل بعصبية ولم يشعر إلا وقد انتزع تلك الورقة ومزقها لأشلاء):- لا تفعلي
ميرنا(نظرت لأشلاء الورقة وتراجعت للخلف بجرح منه):- ….لارد
حكيم(مسح على وجهه متأسفا ولحق بها في الدرج ليمسكها من ذراعها):- ميرناااا
ميرنا(حاولت انتزاع يدها لكن انسحبت رجلها فسقطت على صدره):- هممم
حكيم(اشتم عطرها بعمق وهو ينظر إلى عينيها):- "في قلبي امرأة واحدة هِي أنتِ يا دَولة العِشق فلا تبحَثي عن عَاصمة لدُرُوبكِ فأنتِ الوطنُ وأنتِ الترابُ وأنتِ الشَّعب الثائرُ بلافتاتِه… أإنا نعشقُها وَحدها دوناً عَن كلِّ البَشر"
ميرنا(دمعت عيناها وحاولت أن تصوغ جملة لكن تذكرت مصابها فاكتفت بربتة على وجنته لتنهيها بقبلة خفيفة):- ههه
حكيم(لامس خده):- قبلة تصبح على خير ، ماشي ماشي بدون تعليق يعني
ميرنا(صعدت بقية الدرج):- هاااا …
حكيم(اختفت بسمته تلقائيا حين انتبه لقميص نومها):- أ…انتظري
ميرنا(رمشت وهي تقف بالرواق العلوي مستفهمة):- م؟؟؟
حكيم(وضع يده على ظهرها وتحرك بها لغرفتها):- نسينا تغيير الضمادات ، سننهيها سريعا لتنامي بسلام تمام؟
ميرنا(هزت يدها وأشارت بأنها شربت دواءها):- هاااا
حكيم:- عصفورتي الصغيرة شاطرة ، دعينا ندخل هكذا لنحضر عدة الإسعافات
ميرنا(فتحت رباط قميص نومها وأنزلته):- هممم
حكيم(لفها قبل أن تنظر لمرآة الحمام لجراحها):- لا تنظري
ميرنا(عقدت حاجبيها باستغراب جعلها تعانده لتنظر إليها وتشهق بفزع):- هئئئ
حكيم(استسلم وهو يضع عدة الإسعافات على الحوض):- ..غدا سنسافر لروما وسوف نعالج هذه الجراح ، لا أدري لما تفتح كل مرة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- و..و
حكيم(أمسكها من كتفيها ليهدئها):- ثقي بي .. سوف تتحسنين دعيني أنظف هذا النزيف فجيد أن القطب لم تمزق مجددا
ميرنا(باستسلام):- … لارد
حكيم:- كيف تم اختطافكِ ميرنا أين كنتِ ؟
ميرنا(نظرت إليه وحركت يدها):- …هممم
حكيم(تركها وعاد لغرفتها أحضر كتابها والقلم):- احكي لي كل شيء بينما أنظف هنا
ميرنا(كتبت):-° خرجت لأشم بعض الهواء وأسأل أي واحد عن مكانك لكنني ما وجدت أحدا ، فذهبت للبحث عنك ولم أشعر إلا بشيء يسحبني نحو تلك الحديقة حتى وجدت نفسي بالمتاهة وتهت ، بكيت كثيرا وأنا أنتظر ظهور أحدكم لأنني خفت هناك وصرت أدخل من كل اتجاه يصادفني فضعت حقا ولم أشعر إلا بيد ممتدة بمنديل مبلل بالمخدر وضعت على فمي وتلاشت الدنيا في عيوني°
حكيم(قرأ ما كتبته وهو يلعن نفسه):- عموما هذا لن يتكرر ، ستبقين أمام عيني كل الوقت
ميرنا(حركت رأسها وكتبت):- ° حكيم …أعرف أن ليندا تريد قلادة الشمس ميسون حكت لي ، لنعطيها إياها ونرتاح°
حكيم:- وهذا ما أفكر فيه هي معكِ صحيح ؟
ميرنا:- أجل …أخفيتها في بيتنا
حكيم:- يا الله كيف تاه عن بالي أن أبحث هناك ، اممم تمام غدا سنمر عليهم تحضرينها ومن ثم نبلغهم بسفرنا ونغادر حلو ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- هاااا
حكيم(ألصق الملصقات على جراحها ونظر لكرة الشمس):- وشمكِ الجديد شفي تماما
ميرنا(شمسي):- ههه اممم
حكيم(ربت على كتفها وساعدها في ارتداء القميص ليجعلها تتكئ على صدره):- صغيرتي
ميرنا(تشنجت من حركته ولكنها بقيت جالسة على طرف الحوض وهي تشعر بمضخة صدره تنبض في ظهرها):- همم ؟
حكيم(قبل كتفها وأطل عليها من خلف ظهرها):- أنا أحترق إذا ما لمسكِ أحد ما ، لا تلوميني على غريزتي فأنا حين أرى ذلك أشعر بالغضب الأسود لو تركت له المجال لجرحتكِ وخربت الدنيا
ميرنا(زفرت عميقا ونظرت إليه):- …لارد
حكيم:- لا تجيبي أساسا لا يوجد رد لهذا لكنني أبلغكِ به فحسب ، دعيني أساعدكِ على النوم غدا يومنا طويل
أومأت له بموافقة وعادت لغرفتها بينما تركته يلملم ملصقاتها هناك ، وفور خروجه وجدها قد غفت من فرط تعبها فابتسم ليتوجه لغرفة ابنته ويطمئن عليها قبل أن يستقر بجوارها ويغفو محتضنا يدها الصغيرة ، فهي ملاكه وأمها نبضه والحياة بدونهما ما تسوى شيء …
في ذلك الوقت
كان يقف بسيارته أمام عمارتها ينظر إلى طابقها مرة ويغمض عينيه مرة أخرى ، في داخله صراع كبير يريد أن يجهض فكرة اقتحامه لبيتها وإخراجها من هناك ليقحمها في حياة لن تريدها ولكنه مجبر على الانتظار ، طالما أبدى حكيم اهتمامه بها فسينتظر حتى يتعلق بها وبعدها يسحبها من بين يديه لإيلامه … الدم الذي جعل جابر يسحبه من ذراعها في المتاهة كان لغاية مدركة وهي تحليل الحمض النووي لها ولستيلا ، سيكشف سر الشبه بينهما وسيعرف إن كانت قريبة ظهرت له من العدم ، خصوصا وأنه أيقن أن ملف ناهد غامض حتى اليوم … زفر عميقا وهو يبحلق في نافذتها ليرى طيفها وهي تتحرك فقد غالبها النوم هي الأخرى ، لا بل ما أيقظها كان جرح يدها الذي ضمدته بقنوط وهل تلعن وتسب في حكيم
ناهد:- اللعنة عليه لم يحاول حتى الاتصال بي ليطمئن على جرح يدي ، وكأنني ما جرحت في عرسهم الملعون تبا لي أنا التي تسببت في هذا لنفسي ، كان مالي ومال هذا الانتقام يا ويلي كيف سأتصرف غدا مع الرجل الغريب يجب علي تسليم الملف له كي يلقوا القبض عليه ، طيب ماذا لو وضعني برأسه وقام برد الصاع صاعين لي …آخ يا ناهد شفتِ الأفكار الشيطانية وما تجلبه من نتائج حليها الآن … اممم بزغ الفجر وبابا سيعود بعد قليل يفضل أن أغفو قليلا كي لا يشك بشيء ويقلق لأمري ،،، لحظة ما هذاااا ؟
حركت الستارة ونظرت مباشرة للأسفل لتشاهده وأول ما استطاعت رؤيته هو قناعه ، وفور رؤيتها له أغلق نافذته وأقلع به سائقه منطلقين من هناك ،، مما جعلها تفتح النافذة سريعا لتتفقد الأمر عن كثب لكن لم تجد سوى الرياح فقد اختفت السيارة فجأة
ناهد:- من ذلك المقنع أنا واثقة أنني رأيت قناعا يا الله … غريب افف لما لا أنام ساعة أصلا رأسي شق لنصفين ما عدت مركزة
أغلقت النافذة ولم تبالي بأمره بينما كان هو يستذكر نظرة ستيلا له ، قد كانت مختلفة عن نظرة ناهد لكنها شبيهة بها لدرجة كبيرة فاندهاشها كان مماثلا وهذا ما زاده استغرابا على استغراب …
خوري(والسماعة بأذنه):- أيقظتك ؟
طبيبه الخاص(انتفض من سريره مبتعدا عن زوجته):- لا بأس سينيور أنا تحت خدمتك في كل وقت
خوري:- أين وصلت تحاليل مريضتنا ؟
الطبيب:- ستظهر نتيجة التحليل بعد يومين وبعدها سنبحث عن مضاد لذلك المصل
خوري:- كم تحتاج من وقت ؟
الطبيب:- أسبوع آخر
خوري(بانفعال):- كثيررررر
الطبيب(ابتلع ريقه بخوف):- صدقني حضرتك أينما ذهبت سيكون الوضع هكذا ، علينا بالصبر كي نضمن نتيجة صحيحة
خوري(زفر عميقا):- حسنا ..سأكون بروما بحلول الغد سأتابعك من هناك
الطبيب:- أمرك سينيور
خوري:- بعثت لك عبوتين مع رجالي أريدك أن تجري تحليلا على العينتين ، أحتاج لمعرفة ما إذا كانتا متطابقتين أم أنهما لشخصين مختلفين وشيء آخر ، أريدك أن تفهم لي ما إذا كانتا قريبتين من الدرجة الأولى وصل ؟
الطبيب:- فهمت فهمت سوف لن أتأخر عليك بجواب هذا
خوري(فصل الخط بوجهه):- سنرى … / أنت أسرع بنا للمنزل قد استيقظت الشمس
سائقه:- حالا …
وضع يده على فكه وأسدل ستائر السيارة كي يتجنب دخول نور الشمس ، وبعد مدة وصل لبيته ووجد سيارة جابر هناك وفهم أن أخته وصديقتها قد عادتا ، ابتسم لذلك وشعر بنغزة انتصار تلك اللحظة فهي مجددا تخذل ميار وتتخلى عنه وهذا بحد ذاته منبع فرح ، أشار لرجاله الذين رفعوا الممر العلوي له كي لا يرقب الشمس ، سرعان ما وصل لبوابة منزله وتنفس الصعدااااء
جابر(انتفض من الكرسي حيث كان ينتظره):- سينيور لقد عدنا
خوري(أزال قناعه وانتزع قميصه):- أختي بخير لم تبكي ؟
جابر:- يعني بكت قليلا لكن صديقتها خففت عنها
خوري:- سأنام قليلا وعند الفطور ستسرد لي التفاصيل التي لم أرها
جابر(أومأ له بموافقة):- معلوم
خوري(صعد الدرج):- جابر …. ما ناتج ضرب 5 في 6 ؟
جابر(حك جبينه بتفكير):- 25 أ… لا لا 30
خوري(مط شفتيه وهو يكمل صعوده):- لا أحب تفكيرك بالنتيجة أحب طرحك للنتيجة قبل أن أنهي سؤالي
جابر(حول عينيه):- والله لست خريج حسابات تركت ذلك لهاجر ، هااااجري لم أرها اليوم بطوله لأتفقدها خلسة
تحرك صوب غرفتها ببطء ليطل عليها وهي نائمة بسكون ، ابتسم وهو يرمق هدوئها ودخل ليرفع الغطاء عليها وما عرف أنها ستستيقظ لتضربه على جبينه بالوسادة
هاجر:- أحمق ماذا تفعل بغرفتي ؟
جابر:- أي …رأسي يا وحشة رأسي ما هذه الهمجية لما لا تتصرفين كالبنات اللطيفات يعني؟
هاجر:- لأنني لست لطيفة ، ثم لما تدخل لغرفتي كاللصوص ؟
جابر(صفق بيديه):- ندمت ندمت لأن عقلي النتن فكر بحمايتكِ من البرد
هاجر(وضعت يديها على جنبها):- أو قل لأنك رغبت بمشاهدة جسمي
جابر:- بنت خالو لاحظي أنكِ تتخطين الحدود الحمراء
هاجر(رفعت الغطاء ونهضت بغضب):- أغرب من غرفتي هيا هيا ولا تدعني أصبِّح عليك هذا الصباح ، مختل عقليا
جابر:- له …تم طردك يا جابر وبعين مفتوحة مريضة هذه البنت والله مريضة
هاجر(أغلقت الباب بوجهه):- أسمعك يا جابر فاقصر الشر وإلا أيقظت لك خوانيتا
جابر(نحنح):- خوانيتا لا …تمام أنا ذاهب وتذكري أن نيتي كانت صافية
هاجر(غالبها الضحك وهي تكتف يديها):- مشكور يا أبو نية صافية
جابر(ضرب كفا بأخرى وتحرك من هناك وهو يضحك على نفسه):- خربت اللقطة هذه الحمقاء ، قال رومانسي قال هذه لا يليق بها سوى دلو ماء دافئ وعدة صابون وعمود التجفيف أقله ما ينفع مع هذه الفصيلة …أراكم يا معشر الخشب ^^…
خوري(شرد بابتسامة وهو ينظر إليهما من شاشة مراقبته):- ما نفع مراقبة القلوب العاشقة بدون عشق يا ترى ؟
قالها وهو يغلق حاسوبه ليستند على سريره ويغوص في بحاره القاتمة ، لقد تعمد أن يلفت انتباه جابر لهاجر لأنه رغب بمشاهدة شيء مختلف يعدل مزاجه ويساعده على النوم ، وفعلا لم يبخل كلاهما في خلق جو خرافي من المرح الممتزج بالغضب اللذيذ …الغضب الذي تليه ابتسامة مشرقة تزين الأفئدة قبل الأفواااااه … مشرقة ؟ لاحظ أنه ذكر هذه الكلمة وعيونه تبرق بشيطنة فانتفض من محله ليبحث في درجه الخاص ويخرج سلسلة مشارطه ويمعن النظر فيها مرة ومرتين وثلاث ، ليغمض عينيه ويتنفس بعمق وينادي على جابر بنداء زلزل المنزل كله وأيقظ الجميع ، في الحين واللحظة صعد جابر ملقوفا بفزع بينما خرجت هاجر وخوانيتا من غرفتهما وهما تنظران لبعضهما بعدم فهم …
خوري(كان يضع العلبة على المنضدة بينما كان يتكأ على حافتيها بذراعيه الضخمتين):- جااااابر
جابر(نظر إليه بتوجس):- أفندم حضرتك ؟
خوري:- أريد تلك الفتاة
جابر:- أية فتاة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري:- الفتاة من ملهى كهرماني
جابر:- ولكن … إنهن خاصات بالمدعوة سكر من تريد منهن ؟
خوري:- أريد القصيرة فيهن ، القصيرة أحضرها قبل المساء فلدي طائرة لا أريد التأخر عنها
جابر(رمش بعدم فهم):- يعني ..هل أطلبها من السيدة كهرمانة مباشرة ؟
خوري(بعصبية):- لا يا غبي لا …أريدك أن تدبر هوية وهمية لزبون مقتدر وتحرف وجهتها إلى هنا هل علي أن أعلمك تدابير العمل أم ماذا ؟
جابر:- حسنا حسنا لا تغضب سينيور سأحضر أقصرهن تمام تمام فهمت سأتصرف
خوري(أشار له بيده):- هيا انصرف
هرول جابر مغادرا جناحه ووجد بوجهه كلا منهما فبلغهما برغبة السينيور الذي تحرك صوب نافذته وعدل الستائر بشكل سريع كي يطرد ذلك التوتر ، بينما عقله كان يسبح في ألف فكرة وفكرة ومن بينها رغبته في الاختلاء بإحدى بنات سكر ، فمن التي وقع عليها النصيب امممم العاشقات اللاتائبات قلبي معكن يا وعدي وللعدل سأقيم قرعة ههههه.. وسنعرف كيف تم اختياره لما نستذكر ما تم قبل يومين من أحداث …

~ قبل يومين ~
الاحتجاج نوعان هنالك نوع يطرح عريضة دفاعية عن حقوق المرء ، وهنالك احتجاج من نوع آخر ألا وهو خلق المشاكل والبلبلة فقط لأن المساحة في أرضية البيت ما عادت تسمح بتحمل حمولة أخرى مما اشترته حضرة العروس المصونة …..
جلنار:- آآآآآآآآآآآآه آه يا أمي وعد وعد أنني لن أتزوج إن كان الزواج هكذا ، يا ويلي قد اشترت المعتوهة كل السوق
كوثر(صغرت عينيها وهي تكتب في الورقة):- اخرسي يا بنت ودعيني أحصي ماذا نسيت ؟
جلنار(فتحت رجليها وهي تقوم بحركات رياضية):- اهئئئئئ أمي هذه البنت ستجلطني ما زالت تقول ماذا نسيت أي يا قلبي أي …
جمانة(كانت تضع العلب بترتيب):- أظن بأنكِ لم تنسي شيئا يا أختي كله موجود
كوثر:- شششششت لم أسألكِ فابقي مشورتكِ بفمك ، هذا اممم وهذااا موجود أهاه نسيت بيجامة العريس اففف يلزمها محل رجالي غالبا سأضطر للعودة للسوق مجددا
جلنار:- أنا عن نفسي أقدم استقالتي من خدمتكِ يا عروس لقد أهلكتِني الله الله
وصال(دخلت هي ونهال بعدهم):- ضعيها ضعيها في أي مكان لقد تعبت
كوثر(استقامت بفزع):- إياكِ ووضع تلك الأغراض أرضا ، ستنكسر وأكسر رقبتكن
نهال(بقيت معلقة بها):- يا ويلي ما هذا العقااااب
وصال:- يا كوثر الله يهديكِ أنظري لحالنا ، بعمري ولا بالعسكرية عايشت هذا العذاب
كوثر(وضعت يدها على خصرها وهي تنظر لزوايا البيت الممتلئ كليا بأغراضها):- اممم لما مساحة هذا البيت ضيقة هكذا فف يااا لما لم يزيدوا بضعة أمتار لأجل أغراضي يعني ؟
وصال(هزت رأسها بفشل ووضعت الأغراض على الكراسي):- لا والله هل أوقظ لكِ آل الراجي من المقبرة لكي يزيدوا من حجم البيت لأجل عيون حضرتك ؟
كوثر(غالبها الضحك):- هههه مش القصد
نهال(رمت بنفسها جوار جلنار):- ما هذه العقوبة لقد تعبنا
سفيان(دخل وبيده سلم من العلب وأخذ يذهب ذات اليمين وذات الشمال):- يا أهل البيت ، يااااا قوم أين أضع هذه الأحجاااااار ؟
كوثر(شهقت وهي تنظر للبنات مشيرة):- لا تخبرنني أن طقم الكرستال العزيز ع قلبي بداخل إحدى تلك العلب يااااا صبايا ؟
كلهن نظرن لسفيان بهلع ومددن أيديهن لكي يلتقطوا منه العلب خوفا منها ، والحمدلله الحمدلله مرت الأمور على خير ووجد المسكين نفسه محاصرا بين أزواج العيون تلك بطريقة مضحكة … سرعان ما قلبنها ضحكا فعلا فمنظر فزع كوثر كان يتطلب التقاط صورة تذكارية …
كوثر:- يا ويلكم لو كسرت قطعة منهم والله لأحرمكم من حضور الزفاف
مرام(انضمت لهم):- تفعلها أي والله ستفعل ، جيد أننا نفذنا
كوثر:- ها يختي اصبغيني بلون السلام ، دعيني أتفقد المناديل التي طلبت منكِ طباعة حروف اسمينا أنا وزياد عليها ؟
مرام(فرقعت إصبعها):- شيمو يا بنت أحضري المناديل لحضرة العروس كي ترى شطارتنا ، يعني كي لا تحسبوا أننا عاجزات لا سمح الله
نهال:- يا ريتني بقيت معكن ولا هذا الحجر الكوثري
وصال(أحضرت قنينة عصير واتكأت على حافة الكنبة):- أتفق أتفق
جمانة:- ههه ما بالكن حتى أننا استمتعنا وسنستمتع أكثر في معرض الفساتين ، ستذهبن جميعا صحيح ؟
كوثر(رمقتها بطرف عين):- أحضري لي كعبي البني فهذا قد آلمني ولست مستعدة للحصول على تقرحات في حفل عزوبيتي الوحيد
جمانة:- حاضر سأحضره حالا
نجية:- سوف تتناولون بعض الطعام وبعدها تذهبن هيا تفضلن
كوثر(جلست بحماس وهي تجمع رجليها):- جاء بوقته خالتي نجية
نهال(تأملت منديل الزفاف):- يااااه ما أجمله
جلنار:- ههه غالبا ستقومين بخرق القانون وتطبعين اسمكِ بعدها مع الحبيب
نهال(بحرج):- عن أي حبيب تتحدثين عمتو جوجو
شيماء:- ههههه وقعتِ في المصيدة
جلنار:- أمزح أمزح فواجبكن هو الدراسة والتفوق والعمل وبعدها أقووووول بعدهااا يأتي النصيب ، ووقتها سنفكر إن كان يليق بعائلتنا أم لا
مرام:- شكلها ستعقد الأوضاع عليكن يا فتيات ، رفقا بهن يا عانس
جلنار(أشارت لها بشكل مضحك):- مدمرة المشاعر …
كوثر:- هيييه ماذا قلنا لنتناول سريعا وبعدها نتوجه لمعرض الفساتين ، لدي مليون ألف شيء سأنجزه قبل حفل العزوبية ، هاااااااااااءءءءءء هل اتصلت إحداكن بمتعهد الأكلات أم ستتركوننا جياعا الليلة ؟
وصال(وهي تقضم من طبقها):- اتصلنا اتصلنا يختي حتى أنني بعثت لهم نور لترهبهم، وبالفعل أفادوا أنهم على الساعة 8 سيتواجدون بقصر ميرا
كوثر(بارتياح):- أهاه طيب من سيتكفل بإحضارهن ؟
جلنار:- يزن وتامر غالبا
شيماء:- أجل هما من سيحضرونهم
مرام:- لتنادي إحداكن على ليان قد أرادت مرافقتنا للمعرض
نهال(بقنوط):- دعيها تائهة في ملكوتها بلا إزعاج
جمانة(نزلت ركضا بالكعب):- أختي أختي أحضرته لكِ
كوثر(حولت عينيها)؛:- لا داعي لتذكيري في كل لحظة بأخوتنا يكفي أن تناديني باسمي ولا تدعيني أفرط أعصابي بسببك
وصال(غمزت لكوثر):- هوووووب خلصينا خالتي
كوثر(رمقت امتقاع وجه جمانة):- عذرا ..يعني افف ليتصل أحدكم بميرنا لن أتزحزح بدونها للمعرض لقد وعدتني أن تراني أول واحدة بفستان العرس وأنا أجربه
نهال(رفعت هاتفها وهي تبتلع أكلها):- عندي عندي سأتصل بها فورا
كوثر(نظرت لجمانة التي جلست مستكينة على جنب):- ألن تتناولي شيئا ستتعبين هناك ؟
جمانة(التقطت صحنها):- حسن
كوثر(من جهة لا تريد جرحها لكن من جهة أخرى الله يعلم):- آآآآه
نهال:- سأفتح البااااااب …… عدتن باكرا ؟
عواطف:- أمسكي عني هذه العلب والله ظهرنا انقسم بالمحل لكننا ّأنهينا قسم الليلة
نهال:- سأضعها في المطبخ ، أين جدتي مديحة وعمتو سماح ؟
عواطف(هزت كتفها):- تركتهما خلفي وأتيت
مرام:- ماما سوف نذهب لمعرض الفساتين ترافقيننا ؟
عواطف:- هههه له يا وعدي أتريدين مني أن أخطف الأضواء منكن ؟
كوثر(عانقتها فجأة):- اخطفي قلب أبي وأجبريه على الحضور يا خالتي
عواطف:- أبوكِ لا يرد على اتصالاتي لكنني سأذهب لبيته يوم غد ، صدقيني لن يتم زفافكِ بدون حضوره
كوثر:- آمل ذلك ..
وصال(وضعت القنينة):- هيا تأهبن للمغادرة أمامكن خمس دقائق وتلحقن بي للشارع
جلنار:- وماذا سنفعل مع ميرنا إنها لا تجيب ؟
كوثر:- تلك القردة ، حسنا سنتابع الاتصال بها ونحن في الطريق لأنها تعلم علم اليقين بأنها إن لم تحضر للبروفا لن أستقبلها في عرسي
عواطف:- هههه الله يسعد قلبكن .. بنات أين جدتكن ؟
شيماء:- بالحديقة تراقب العصافير
عواطف:- وأين هي رنيم لم أرها معكم ؟
كوثر(همست لها):- بغرفتها تجهز الأولاد فرأفت سيأخذهم اليوم
عواطف(رفعت حاجبها):- أهاه خير إن شاء الله ، عموما رافقتكن السلامة سأتفقدها الآن
وصال(رفعت حقيبتها ووضعتها على جنب):- انتباااااااااااه إلى الأمام سر …
كوثر(مجرورة معها):- نجية لا تدعي أحدا يلمس أغراااااضي
شيماء:- لياااااااان يا ليان نحن مغادرات انزلي وإلا ذهبنا بدونك
ليان(ركضت وهي تعدل قميصها):- لما العجلة أخبريني لما العجلة أفففف
شيماء:- اللعنة على من ينادي وقحة مثلكِ
ليان(أحنت رأسها لتنفض شعرها بالكامل ورفعته وهي تنكشه بلا مبالاة):- لعلمكن أنا من ستجلس بالمقدمة
نهال(نشتها):- أكيد أكيد مقدمة الحنطور إن شاء الله ههههههههههه
انفجرن بضحك عليها بينما احمرت خجلا وخرجت وهي تدك الأرض دكا بامتعاض ، بينما تفرقن على سيارتين واحدة لكوثر والثانية لوصال وهذه أخذتها من سفيان الذي جلس على العتبة لا شغلة ولا مشغلة وقرر أن يسرق ذلك الوقت ويأخذ لزوجته الحبيبة بعض الحلويات ليفرح قلبها وقلب صغيرهم الذي ما يزال ينمو في أحشائها … ركبت كوثر وبجوارها جلنار وبالخلف مرام وجمانة ، أما مع وصال فركبت ليان وشيماء ونهال وانطلقن للمعرض بينما الاتصال بميرنا كان مستمرا لأن حضورها ضروري وواجب ومؤكد أكيييييد …
عواطف(دخلت على رنيم ووجدتها تنظر لخفي سجى):- إن كنتِ غير متأكدة من هذه الخطوة لا تقدمي عليها
رنيم(تنهدت بعمق):- وماذا أفعل ، إن لم أسلمهما بخاطري سيحضر لي قرارا من المحكمة، وأنا أبدا لن أدع اسم أولادي يندرج في صفحات القانون
عواطف(لاعبت سجى بيدها):- ولكنها مشيئة القدر يا رنيم ، لا تفعلي بنفسكِ هكذا
رنيم:- مجبرة يا أمي ، قلبي منقبض لأنني سأبعثهما معه يعني كيف سيتدبر أمرهما ، تعرفين أنهما بحاجة لرعاية وانتباه تام وأخشى ألا يقوم بالواجب كما يجب
عواطف:- دعيه يتعرف على ذلك بنفسه ، منذ أن أنجبتهما وأنتِ من يحمل همهما طوال الوقت …أعطيه فرصة ليتعرف على هذا ما ربما وجد نفسه في ذلك ، ثم هم أولاده ومن حقه المطالبة برؤيتهم يا ابنتي
رنيم(جلست بفشل):- وهذا سيتم فوق رغبتي وقلبي الذي يهتف لي بأن أتمسك بصغاري
عواطف(جلست قربها وهي تتأمل أيهم وسط ألعابه):- لنجرب … ماذا سنخسر ؟
رنيم:- لن نخسر شيئا لذلك أنا أقنع نفسي بجدوى هذا
عواطف(ربتت على وجنتها بمحبة):- هو كذلك يا صغيرتي وأنتِ قادرة على مواجهته ، يلا سأدعكِ لتكملي جمع حقيبتهما وأتفقد جدتكِ بالحديقة أشك بأن عقل المرأة شطب فقد باتت تشرد كثيرا في الآونة الأخيرة
رنيم:- ربما لديها هموم يا أمي ، حاولي اكتشاف ذلك لأنكِ تعرفين طبعها الكتوم
عواطف(رمشت بقلق):- معكِ حق …
تركتها تجمع حقيبة أولادها على مضض وتوجهت لحديقة المطبخ حيث كانت تجلس نبيلة وهي تنظر لقفص العصفورين "نبض وهمسة" … لم تشعر بدخول عواطف فقد كانت تفكر بهبة ومصيرها المجهول ، وأيضا بمشاكل أحفادها القدماء منهم والجدد وكل يسبح ضد تيار الحياة ، مما يجعل كاهلهم يثقل بالمواجع والآثام ، فكيف ستحل كل هذا فهي في تضارب داخلي من عدم رؤية ابنتها التي لم تشبع من رؤيتها حتى وبين تخبط أحفادها المنحدر من سيء إلى أسوأ …. فكيف الفكاك كيف ؟؟
عواطف(وضعت يدها على كتف نبيلة):- أميييي ألا تسمعينني ؟
نبيلة(انتفضت بانتباه):- هاه … ماذا بكِ يا عواطف ؟
عواطف(جلست قربها):- أنتِ شاردة منذ أيام ، هل لكِ أن تشاركيني بما يثقل كاهلكِ ؟
نبيلة(ربتت على يد ابنتها وأغمضت عينيها لتفتحها بابتسامة):- هموم الأولاد فحسب
عواطف(قبلت يد نبيلة):- أمي الحبيبة ، لطالما كنت الأقرب لفهم طبعك فأخبريني ما الذي تكتمينه عنا ويجعل فؤادكِ موجوعا كل الوقت ؟
نبيلة:- ما بداخلي سيبقى بداخلي ولن يحمل همه أحد غيري ، لذلك لا تصري فلن أفصح عن شيء لأن ليس له داع في الوقت الراهن ..نحن لدينا عرس وعلينا أن نحضر له بشكل طيب يليق بابنة لجأت لربوع بيتنا كي تزف من عتبته فهمتني ؟
عواطف(أومأت لها بطاعة):- حاضر يا أمي سوف أدعكِ وشأنكِ لكن ..إذا تعبتِ أرجوكِ ارمي بذلك الحمل على ظهري إن لم أحمله معكِ فمن سيفعل ؟
نبيلة(تأوهت عميقا):- الله معنا ومثلما وضع بقلوبنا تلك الهموم هو قادر على حملها بعيدا عنا وفي غمضة عين حتى … لنؤمن به فحسب وهذا هو مدى الإيمان وغايته
عواطف:- ونعم بالله … هاه وصلت ابنتكِ وابنة أخوكِ ع فكرة إنهما سوستان لا تنفكان تجرحان في سيرة ابنتي ميرنا ولكنني أصمت بسبب الزفاف وإلا لكنت رددت عليهما
نبيلة:- مشاكلكن لا تنتهي وكأنني أراكن بنات السابعة ، يلا يلا دعيني وحدي في حالي وتابعي خصومتكِ معهما بعيدا عني …تحركي
عواطف(ضحكت من تصرف أمها ونهضت):- آه من طبعكِ الصارم الذي لا يتغير ولو دارت ألف سنة ههه …
سماح(دخلت عليهما):- ماذا تفتن لكِ ابنتكِ يا عمتي نبيلة ؟
نبيلة(نشتها):- روحي معها بعيدا عني وانتفن شعركن حتى لن أبالي
عواطف(تجاوزتها):- وعلى ماذا يا أمي لست بحاجة فالطبل آخره زفة وينتهي عمله
سماح(صغرت عينيها فيها):- تعلمتِ صياغة الكلام المسموم لكنكِ تضيعين وقتكِ
مديحة(تابعت عنها):- سماح لما تتعاطين معها فأنتِ هكذا لن تأخذي منها لا حق ولا باطل ، هي وابنتها مثل بعضهما تأكلان وتنكران
عواطف:- تابعا مؤامراتكما وسنرى إلى أي مدى ستصلان ..
تركتهما تمتعضان وحدهما وعادت لتتفقد رنيم فوجدتها تصرخ بالهاتف ، فالأب المصون غير البرنامج وقرر أخذهما بعد 20 دقيقة وطبعا رنيم لم تستطع أن تجهز كل ذلك في وقت وجيز، لذلك حاولت تعطيله لبعض وقت ولكن ما نفع فقد أخبرها أنه على الطريق وهنا تدخلت عواطف لتساعدها في تجهيزهم لعلها تهدأ من روع رنيم التي بدأت تتوتر خوفا عليهما
عواطف(علقت الحقيبة بقبضتي عربة سجى):- أمسكي صغيركِ جيدا دعيني أتأكد من السحاب
رنيم:- يا أمي حملته مرارا وتكرارا به هل سأرتبك الآن ؟
عواطف(تأكدت من أن أيهم معلق بشكل جيد بصدرها ثم انحنت لتطمئن من غطاء سجى):- الحليب والحفوضات بالحقيبة ، آه الفيتامينات الخاصة بهما ؟
رنيم:- وضعتها
عواطف:- والماء المعدني يا رنييييم ؟
رنيم:- وضعته يا أمي دعيني أمضي لأنني تأخرت
عواطف:- طيب يا روحي سأنتظركِ عند الباب
رنيم:- لا داعي فأنا لا أعرف كيف سأودع صغاري وكم سآخذ من الوقت
تنفست بوجع على صغيرتها ولكن ما باليد حيلة ، هكذا شاءت الأقدار وهكذا مضت رنيم وهي تخرج من بيتهم بمساعدة من عواطف التي أخرجت العربة لها وسلمتها زمام الأمور ، نظرت رنيم بمرارة لأمها وكبتت دموعها وهي ترمق تصفيق أيهم وكأنه يشعر بما سيحصل بعد قليل في الحديقة المجاورة لبيتهم ، حيث اتجهت بخطوات بطيئة بغية الشبع منهما لكن أيوجد معنى للشبع من فلذات الأكباد طبعا لا يوجد ، لذلك كظمت دمعها وهي تراه يتكئ على كرسي خشبي وينظر لساعته …. ما زال كما هو أنيق الملبس ومهذب الملامح لحيته متناسقة وعطره يسبقه بعدة أمتار ، أناقة ثيابه تنم عن رقيه الذي يذيب جليد أشواقها ويجعلها مدلهة في هواه في كل مرة ، لكن الهوى والجراح لا يلتقيان لذلك تلكأت الحروف بجوفها وهي تخطو نحوه إلى أن انتبه لها واستقام متوجها صوبهم بابتسامة عريضة كلها انتصار وسخرية
رنيم(التصقت الحروف بحنجرتها):- أحضرتهما
رأفت(انحنى أرضا ليلاعب يد سجى التي أمسكت إصبعه بحرارة):- سجى طفلتي الحبيبة ، بابا اشتاق لكِ كثيرا ، هل اشتقتِ لأبيكِ أيضا أكنتِ تودين التعرف علي مثلي هااا ، لا بأس سنقضي سوية يوما جميلا أنا وأخوكِ وأنتِ فقط تمامو …أيهم صغيري؟
أيهم(أخذ يجمع قبضته ويفتحها وهو يمد ذراعيه ليمسكه رأفت):- بابا ……بابا
رنيم(حاولت فتح سحابها):- مهلا يا أيهم ستسقط يا ولد ..أيهمممم
رأفت(اقترب منها وفتح السحاب):- لا تفقدي أعصابكِ عزيزتي هم مع أبيهم وليسوا مع الغريب
رنيم(أبعدت السحاب وتركت أيهم في أحضانه):- أحيانا الغريب أأمن من القريب
رأفت(قبله قبلات حنونة):- يا روحي … اشتقت لبابا غالبا تمام من الآن فصاعدا سنلتقي مع بعضنا متى ما رغبنا أليس كذلك يا سجى ؟
رنيم(احتقنت بالغضب وهي ترمق تجاهله):- ستأخذهم لبضع ساعات فقط أريدهما معي عندما يحين الليل
رأفت:- اممم نسيت أن أخبركِ سوف يبيتان معي الليلة
رنيم(بفزع):- ههه يبيتان معك هل أنت جاد ؟
رأفت(وضع يده على مقود عربة ابنته وعدل أيهم بحضنه):- الحقيبة معهما إذن سوف لن نحتاج دعمكِ ماما رنيم ، فأنا قادر على رعاية أطفالي
رنيم(شعرت بالعجز وهي ترمق عينيه اللئيمة):- سجى تشرب الحليب مرتين ليلا ، بعد ساعة ستتناول فيتاميناتها النهارية وعلى الغذاء تأخذ شوربة خفيفة من الخضروات المسلوقة ، بالمساء تتناول فاكهة مهروسة بعناية ، أما ليلا فهي تكتفي بالزبادي وبعدها تغفو …
رأفت(عقد حاجبيه فلم يتذكر أي شيء):- هل دونتِ هذا في ورقة ؟
رنيم(أشارت لجيب الحقيبة):- طبعا دونت فأنا أعرف سهوك ، ستجد التعليمات هناك وبالمواعيد وأيضا هنالك صفحة خاصة بأيهم …وعليك أن تهتم بالحفاضات أيضا لكليهما إياك وأن تنسى هذا الأمر وإلا أصيبا بطفح جلدي لا سمح الله
رأفت:- طيب أي تعليمات أخرى ؟
رنيم(نظرت إليهما):- اعتني بهما وأعدهما لي غدا صباحا
رأفت:- والله لا أعدكِ بهذا سوف أعيدهما في نفس هذا الوقت وغيره لا يوجد عندي
رنيم(لم تشأ التعاطي معه أكثر):- خذهما إذن …
رأفت (حرك كتفه بتجاهل):- يمكنكِ مرافقتنا لو كنتِ ستحزنين يعني
رنيم(كتفت يديها وهي ترمقهم بطرف عين):- اعتني بهما ولا تهملهما ..أعدهما لي سالمين سأنتظرك هنا في نفس الوقت واتصل بي في أي وقت احتجتني فيه تمام؟
رأفت(ضحك من منظرها):- ههههه غالبا سأتصل فور وصولي يا معذبتي
رنيم(لم تسمعه فقد كان يسير بهما):- ماذا قلت ياااا هذا ؟
رأفت(لوح بذراع أيهم الذي كان يلوح ببراءة):- سلامووووو
إحساااااس جدا صعب أن ترى أولادها وهم يسلبون منها ومن قبل من ..من قبل أبيهم الذي ضغط عليها حتى الوتر الأخير متعمدا لعلها تتعقل وتعود لوعيها وتكف عن مماطلة مشاعرهم وتسمح بالغفران ..لكن هيهات أن يجد من راجية أصيلة ذلك الخاطر الواسع فمثلما آلم روحها ستتألم روحه وبالضعف حتى ، وهذا ما عزز فيها الصبر لتعود أدراجها بعد أن تأكدت من رحيل سيارة رأفت بصغيريها الحبيبين ، يااااه لقد اشتاقت لهما منذ اللحظة فكيف بأربع وعشرين ساعة ، لقد عاندت وعلى الأغلب سوف لن تتمم تلك الساعات على خير طبعها وتعرفه .. ولكي تقوم باستغلال الوقت قبل أن تبدأ ثورة تفكيرها قررت اللحاق بالبنات للمعرض ، فهذا سيساهم في تبديد التوتر الذي كانت تشعر به، وعليه عادت مسرعة للبيت أخذت حقيبتها وركبت سيارة أجرة وانطلقت صوب المكان فقد وصلن قبلها بوقت وتفرقن في غرف التبديل لاختيار المناسب لهن ….
وصال(رفعته بامتعاض):- ومالو الأسود مالو يعني هااااه ؟
كوثر(وهي بغرفة التبديل مع العاملة):- أسبق ورأيتِ صديقة عروس ترتدي الأسود ؟
وصال(بتخمين):- يس رأيته في فيلم مكسيكي قديم نسيت اسمه
جلنار(وهي ترفع حمالات فستانها):- قاتلة أبي
جمانة:- لالا لا عرفته كان اسمه ماريا كاري
نهال:- لا هذا ولا ذاك ههههه بل اسمه وصال محفوظ والعروس العابسة كوثر
كوثر:- أسمعكِ يا ابنة عفاف دعيني أنهي ما أفعله وأبدأ بعملية القرص من اللحظة لعلني أتخلص منكن تباعا
وصال(غمزت لهن):- كوثرتي حبيبتي
كوثر:- اغربي عني ياااااا حشرة أنتِ توترين أعصابي لهذا لن أصالحكِ
وصال:- يا حلوتي يا حقيرة ستتزوجين غدا وتصبحين لرجل غيري
كوثر(أطلت من الستار):- ويحكِ من فاسقة
انفجرن ضحكا على حديثهما المرح وانضمت إليهن رنيم بعد برهة وأتممن عملية الاختيار وهن يتبادلن المزاح ، فقد قلبن ذلك الطابق بل احتكرنه لأنفسهن فقط …
رنيم:- العنابي ههههه طيب أحببت هذا اللون علي تم الاختيار يا جماعة سجلوا عندكم ، أنا أول واحدة تختار فستانها لقد انتهيت انتهيت
وصال:- حقيرة كيف تأتين آخر واحدة فينا وتسبقيننا هكذاااا
مرام:- تسبقنا ماذا ما يزال أمامها مرحلة اختيار الوشاح الذي يناسب الفستان، يعني بضع سنوات أخرى ونقول أنها انتهت
رنيم(صغرت عينيها):- قلصتِ فرحتي بجملتكِ المدمرة …
جلنار:- أنظرووووووووا لقد انتهيت ما رأيكن ؟
وصال(صفرت بصفير صدح بالمكان):- ياااااي ما أجمله عليكِ جوجو من رأيي خذيه أو أسرقه منكِ
جلنار:- هههه لاع إنه مخصص لي أصلا كنت أشتهي اللون الرمادي وها قد حصلت عليه
نهال:- جميل جميل أعجبني عليكِ وناسب لون بشرتك
جلنار:- طيب سارعي واختاري لقد خربتِ أم النظام هنا ولم تعثري على شيء
نهال(أشارت لشيماء):- لم ينجو أحد منا إلا تلك الجحشة سرعان ما عثرت على عباءة ذهبية لها وتركتنا هنا نتشاجر
شيماء(وهي تنتقي الوشاح المناسب):- لست مخبولة مثلكن لأضيع وقتي في البحث
ليان(خرجت بفستان قصير جدا في اللون البني):- ما رأيكن ؟
مرام(نظرت إليها معهن):- قصير جدا
جلنار:- وغير مناسب لحضور حفل زفاف
نهال:- ههه غيريه يا بعدي فأنتِ لم تصبحي بعد عارضة حتى يناسبكِ هذا
ليان(بقنوط منهن):- لأنه ضيق فحسب سأتغاضى عنه ،، دعوني أختار غيره
وصال:- ها مرام ماذا عنكِ أما اخترتِ شيئا ؟
مرام:- الأحمر من نصيبي وهو بنسبة قياسي فلا داعي لأن أجربه ،، لقد أعجبني وتم الأمر
وصال:- لو أردتِ دفع رشوة لي كي أساعدكِ ما عليكِ سوى أن تتنازلي عن صحن طعامكِ لي هذا المسااااااء …هيا هيا تشجعي
مرام:- ههههههه ما حزرتِ …
نهال:- يسسسس يس وجدته أنظر لهذا الفستان الكريمي أحببته أحببته
مرام:- حلو والله إذن جربيه
جلنار:- صحيح يا نهولة ذوقكِ رفيع هيا أسرعي وأرينا الجمال الراجي لما يتجلى ، هووووووو
وصال:- قسما بالله أنا أترقب صعود صاحب المحل ليقوم بطردنا
رنيم:- يطردنا ماذا نحن باسم الله ما شاء الله سنجعله غنيا اليوم
نور(لحقت عليهن):- من هذاااااااااااااااااا الذي يجرؤ على إزعاج أخواااااااااتي هاه أروني إياااااه أساسا أنا ممتعضة فأعطوني بمن ألته هههههه
طرن عليها بالعناق والأحضان فحضورها أضفى جنونا على جلستهن الممتعة تلك ، خصوصا عندما صعدت زوجة صاحب المحل لتدبر الأمر معهن وما عجبها حال فساتينهم التي كانت تتراشق في الأيدي ما بين مجرب ومدقق ، وهنا رفعت نور كميها ووضعت يديها على جنبيها وأخذت تراقبها بعيون الصقر خاصتها متأهبة للانفجار في أيتها لحظة
نور:- حبيبتي أنتم فتحتم هذا المعرض لكي يتم الاختيار ، ما يعني أن تذمركِ وقلقكِ على هذه الفساتين المهترئة غير مقبول ، نحن اخترنا الانتقاء من هنا وسننتقي ونرحل بهدوء ، لهذا ألتمس منكِ بعض المجال لأنني سأختار بعد ما يناسبني وياريتك تنزلين لي كل ذلك السطر الموجود هناك أحتاج لتجربتهن جميعا
المرأة:- كلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نور(بعناد):- يس ..كلها
المرأة(فرقعت إصبعها للعاملة):- لكِي ذلك سيدتي
نور:- حلو …
المرأة(رمقتهن بطرف عين):- حممم
نور(غمزت لهن):- ما رأيكن ؟
جلنار:- لبؤة وربي هههه
ليان(خرجت إليهن بفستان أصفر مناسب):- وهذااااا ؟
جلنار:- مقبول مقبول حتى أنه ناسبكِ بشكل جميل
ليان:- يعني تم …
نهال(تحت أنفها):- تم يختي تم هه
وصال(خرجت من غرفة التبديل):- وجدتني عالقة مع الحمالات وإلا لكنت ساعدتكِ في تسديد اللكمات ، ها أخبروني وش رأيكن ؟
رنيم(صفقت بحرارة):- ياااااااااي أكيد أكيد ستسلبين عقل الرائد بهذا الفستان
مرام:- الزيتي أكل من جسمكِ الشهد والله
شيماء:- أساسا هو يرمز للون الجنود يعني لن تسلبي عقل الرائد بل ستجعلينه يلقي تحية الاحترام لكِ طالع نازل
نور(وضعت يدها على جنبها):- أي على حفيداتنا المصونااااات صدمتموني والله ههه
نهال:- هههه بعض من مدرستكن عمتو
وصال:- حسنا تم الأمر يا كوثرتي أطلي علي
كوثر(أطلت برأسها فقط فهي ما زالت مع العاملة تعدل فستانها الذي اختارته سابقا):- ياهووو تم أخيراااا وارتاح قلبي …
نور:- بقيت أنا أتمنى أن أوفق في الاختيار
وصال(انتبهت لجمانة وهي تنظر للفساتين بشرود في ركن بعيد عنهم):- وجمانة …
نور(أومأت لوصال بالتحرك):- تفقديها ريثما أختار هنا ما يليق
وصال(رفعت طرف الفستان):- بذمتكم كيف تجدون راحتكم بهذه الفساتين ، ما هذا يا ألف قفزة على الألواح ولا سيرا بهذا العقاب المسمى فستان …هييه بس بنت
جمانة:- نعم أختي وصال ؟
وصال:- لما تنعزلين هنا أراكِ خاوية الوفاض ، ألم يعجبكِ شيء ؟
جمانة:- لا لا بالعكس كل الفساتين تسرق العقل
وصال:- إذن ؟
جمانة(امتصت شفتيها بتلعثم):- يعني … أ..قرأت الأثمنة ووجدتها باهظة جدا ، وأختي قد دفعت الكثير في حفل عرسها ولا أريد أن أثقل عليها يعني … سوف أتصرف بشيء مستعمل يعني أنا لن أكون محط أنظار مثلكم
وصال(رأفت لحالها):- صدقيني ..لو أتيحت لي فرصة في هذه الحياة لتمنيت أختا مثلكِ ، ولكي طمئني بالكِ فستانكِ على حسابي الشخصي هل هذا يرضيكِ ؟
جمانة(بخجل):- لا العفو منكِ لم أحكي لكِ كي تقومي بهذا ، أنا فسرت فقط
وصال:- بنت …أنا النقيب وصال محفوظ لقد طوعت 40 جندية متمردة فلن أقف عند طفلة وأعجز ، قلت ع حسابي يعني ع حسابي هيا انتقي ما أحبه قلبكِ وجربيه فورا
جمانة(شعرت بالامتنان):- هه طالما تصرين سيتم …أعجبني هذا الأزرق
وصال(تأملته بإعجاب):- الأزرق مع ذات العيون الزرق الله يرحم عقل شبابنا ، روحي يختي جربيه لنرى
جمانة:- حاااااضر
وصال(عادت أدراجها):- كأن ميرنا تأخرت ؟؟؟؟؟؟؟؟
كوثر:- تأخرت تأخرت تأخررررررررت وأنا أود الخروج لقد انتهيت
وصال(رمشت وهي تنظر لزاوية جمانة):- انتظري دقيقتين وبعدها اخرجي
نور(أمسكت فستانا بنفسجيا داكنا):- لا لا 5 دقائق واخرجي بعدها
كوثر:- ماشي خلصوووونا فقط …
مرت خمسة بالفعل وخرجت جمانة وبعدها نور وأعجبن بفساتينهن الجميلة ، ولحظتها خطت كوثر خطوة خارج غرفة التبديل فانبهرن بها وبفستانها الخرافي الذي زادها جمالا على جمال ، قرأت عليها رنيم آيات قرآنية كي لا تصاب بالعين ، فما يحسد المال إلا أهله ومحبة وليس حقداااا ، فكلهن دمعت أعينهن حبا وفرحا لأجلها فهي ستحقق سعادتها المنتظرة ، وهذا بحد ذاته يعني لهن الكثير حين يلتحم قلبين عاشقين مع بعضهما وتتوج علاقتهما بالزواج
نور:- والله صاروخ جوي أحسد خطيبكِ الخسيس عليكِ
كوثر:- واااع زيادي ليس خسيسا أظنه خرج من اختباركِ بأقل الأضرار الممكنة ، وحصل على شهادة الموافقة من سيادتك
نور(وضعت رجلا على أخرى):- والله يعني ….
جلنار:- هههه وحياتك سيسقط قلب العروس أرضا ارحميها يا شيخة
نور:- هههه حسنا عفوت عنه زياد جدير بكِ يا كوثر ، تستحقين كل السعادة
كوثر(عانقتها بفرح):- دمتن لي يا حبيباتي …
جمانة(بدموع اقتربت منها):- تبدين كالنجمة المتألقة
كوثر(رمشت وهي تداري شعورها تلك اللحظة):- شكرا … أ…يا خسارة ميرنا لن ترني بالفستان حتى ليلة العرس …
نهال(ابتسمت ببريق مرح):- من قال ذلك …حتى أنها تراكِ الآن …
كوثر(التفتت للخلف ووجدتها واقفة خلفهن):- ميرنااااااااااااااااااااا اااا .. ياااااااااه
صرخن وقفزن وفرحن وعبرن عن سعادتهن بانضمامها لهن ، وكم بدت مرتاحة وسعيدة البال وهي ترقب فرحتهن تتراقص من بين أعينهن الواحدة تلو الأخرى ، فقد عبرن عن صدق مشاعرهن التي وصلتها للصميم … من فورها بكت وهي تعانق كوثر فهي تحقق مع صديقتها حلما لطالما تمنته ، كم ودت لو كان صوتها موجودا لدعت معها وشجعتها لكن قدر الله وما شاء فعل ...
ميرنا:- هممم
كوثر(رفعت ذقن ميرنا):- أعرف أنها دموع الفرح ، لكنني لا أريدها نحن سنكون سعداء وسنمضي أحلى حفل زفاف في الكون ، تتفقن يا بنات ؟؟؟؟؟
البنات:- نعم نعم نعمممممممممم
ميرنا:- هههه هاااا
نور(أمسكت يدها):- تبدين بخير ، من أحضركِ حكيم ؟
ميرنا(أشارت للأسفل):- أممم
نور(نظرت إليهن):- تمام سأغير فستاني وأراه قليلا ، وأنتِ اختاري أيضا فلم يتبقى غيركِ وغير الأميرات الصغيرات أجل أجل فهن تردن فساتين أيضا
ميرنا:- هاااا
مرام(اقتربت منها وأمسكت يدها فجأة):- ميرنا حبي … اجلسي جواري قليلا ممكن ؟
ميرنا(نظرت لكوثر):- …لارد
كوثر:- دعوني أغير فستاني ونجلس جلسة فتيات مع بعضنا يلا يلا …لنغير ما علينا ريثما تختار ميرنا المناسب لها …
ميرنا(نظرت لمرام):- هااا ؟
مرام(همست لها بخفوت):- فرحت لأنكِ تتفاعلين مع محيطكِ ، أنتِ أقوى مني أذكر أنني في مثل وضعكِ كنت يائسة وعابسة ولا أخاطب أحدا … لكنكِ تختلفين عني بقوتكِ الجسورة ، أحببتها فيكِ فأنتِ لطالما كنتِ صامدة لا تهزمين ، رغم الهنات إلا أنكِ تبقين ثابتة
ميرنا(بدموع وضعت جبينها على كتف مرام):- هممم
وصال:- الله الله الله ماذا أرى هنا ما هذه الخيانة ، بنت انقشعي هكذا دعيني أختلي بصديقتي العزباء قليلا فقد فرطت في امرأتي كوثر ولن أفرط في هذه الحلوى العسلية أبد بد
مرام:- يخرب بيت سفالتك هههه
جلنار:- لو تسمعون مني سجلوا حديثها وابعثوه لإدارتها وربي ستصبح سيرة ع كل لسان
وصال:- جميل جميل يا ابنة مديحة نفذي ذلك لأجعلكِ سيرة ع كل المستمعين حين أفضح أمكِ أمام الملأ
جلنار:- لاع الصلح جميل مالنا ع الفضايح هاه ههه
نهال:- عمتي ميرنا أنتِ بخير ؟
ميرنا:- أهااا
وصال(جلست جوارها):- طبعا ستكون بخير حتى أنها ستنهض لتختار فستانها، هيا يا صاحبة الذوق الرفيع اسرحي وامرحي بتلك العيون وانتقي أجمل ما يوجد هنا
ميرنا(أخذت تمعن النظر):- هممم
جمانة(خرجت من غرفة التبديل وركضت إليها):- ميرنااااا أخيرا رأيتكِ
ميرنا(استقبلت عناقها بود):- هااا
جمانة(أمسكت يديها):- في المرة السابقة كنتِ متعبة ولم نتحدث
وصال:- حتى اليوم لن تتحدثي لدينا ما هو أهم أجلي ذلك لوقت آخر يا بعدي
جمانة:- هههه طيب
وصال(جذبت يد ميرنا):- يلا يا كسولة نحن في انتظارك …
جمانة(نظرت من خلف الزجاج للأسفل وانتبهت لنور وهي مع حكيم):- احم …
نور:- عنيدة مثل أبيها
حكيم(حك جبينه):- ماذا أفعل إنها متعلقة بميرنا كثيرا ، فلا بأس دعيهن يرافقننا لأجل اختيار ما يناسبهن غدا يعني أيضا يحق لهن الدلال
نور:- أي والله لعلني أخرس تلك العصابة الموجودة في البيت آآآآخخخ
حكيم:- تبدو أموركِ بخير ببيت الرشواني حتى أنكِ تأقلمتِ ؟
نور:- وحياتك عن أي تأقلم تتحدث ، قبل أيام ذهبنا كالناس العقلاء لشاطئ البحر ، ثم ماذا حصل ضاعت ابنة مراد الصغرى وكدنا نجن عليها ليتضح أنها مع رجله همام أخذها لتأكل الكعك المحلى وتركنا ننتف بعضنا كلٌّ يتهم الآخر بالإهمال
حكيم:- هههه عليكما قصص
نور:- لأكمل لك ، أول أمس ذهبنا لحفلة لمى حضرتها مؤسسة النادي ، كله كان سليما والبنت قامت بأدائها بشكل مميز صورة يا حكيم …أردت صورة لي معها اتهمني بالعنصرية وبأنني أقوم بالفرز بين الأولاد تخيل ؟
حكيم(انتابه الضحك):- لكن سامحيني يا ابنة عمي ، يحق له التذمر فأنتِ تحرفين المستقيم عن طريقه بأفعالكِ الجنونية
نور(عدلت خصلة شعرها):- طبعي يا ابن عمي ما عساي أفعل ههههه
حكيم:- ابقي كما أنتِ فمن يحبكِ سيحبكِ هكذااااا
نور(شعرت بنبرته الخافتة):- اممم حتى أنت قابل للحب ع فكرة ، رمقت نظراتك للموظفة الجديدة وأنا وأعوذ بالله من قولة أنا أملك نظرة مستقبلية لا تنزل الأرض
حكيم(بتوتر):- عن أي مستقبل تتحدثين بلا عبطك ، ناهد مجرد موظفة عندي أكن لها الاحترام وأساعدها لأنها مثل أختكِ المصونة تبحث عن المشاكل وتحضنها بابتسامة عريضة
نور(حركت فكها وهي تغالب ضحكتها):- أهاه ومالو …غدا لتقل نور قالت
حكيم(دفع ذراعها وتحرك للصعود):- دعيني أتفقد ميرنا
نور:- لا يحق لك الصعود يا رجل ، حكييييم
حكيم(لم يوليها اهتماما بل صعد مقتحما خلوة الفتيات):- مرحبا
كوثر(شهقت من غرفة التبديل):- هل هذا صوت رجل ؟
حكيم:- أهاه حكيم الراجي
كوثر(بغيظ):- يا فرحي ويا سعدي بك ، ما الذي تفعله بين النسوة يا هذاااا ؟
حكيم:- أبحث عن شخص ما
جلنار(لكزت ذراع مرام):- الحب الحب أحضر أخي المسكين
مرام:- آخخخ يقطع الحب وسنينو
نهال(مطت شفتيها):- أشفق على عمو حكيم
شيماء:- حتى أنا ، إنه يستحق حبا عظيما
نهال:- أفلاطونيا حتى لأنه رجل بحق ..
رنيم:- ربي يخفف من هموم قلبه ويهدي قلب أختي عليه
مرام:- وذلك صعب
وصال(زفرت عميقا وهي تصفق له):- خلونا ننتهي أشعر بالجوع يلا …
جمانة(اعترضت طريقه مستأذنة):- سيد حكيم … عفوا ممكن سؤال ؟
حكيم:- أهلا جمانة عزيزتي تبدين بخير ، تفضلي ؟
جمانة:- كيف حال ميار ؟
حكيم(نظر خلفه سريعا):- بخير
جمانة:- بعد الذي حصل له مع جوزيت تمنيت لو أراه كي أكلمه قليلا وأخفف عنه ، لكن صعب علي ذلك ّآمل حضوره غدا بحفل الزفاف
حكيم:- غالبا لن يكون متواجدا لكن كله عند الله قريب
جمانة(تنحت جانبا):- تفضل وشكرا لردك بلغه سلامي أمانة أرجوك
حكيم:- سيصل حتما …
ميرنا(أطلت برأسها لتبحث عن مساعدة):- أ… نو…
حكيم(لوح لها):- يوجد أنا
ميرنا(احمرت خجلا وهي تستفهم عن سبب صعوده):- هم؟
حكيم:- ضجرت بالأسفل يا ميرنا ويحق لي رؤية ما تنجزونه ، حتى أنني أملك بعد نظر هاه
ميرنا(هزت رأسها وهي تترك الستارة):- ها هاااا
حكيم(اقترب منها ورمق سلسال الفستان):- غالبا سنحتاج لتغطية مهمة
ميرنا(نظرت لجراحها ببؤس):- …لارد
حكيم(رفع السلسال ولف ظهر ميرنا):- سنخفيها بعناية صدقيني لن تلحظيها بالمرة ..أخرجي ودعيني أرى ما ارتدته عصفورتي قبلهم
ميرنا(أشارت له بإصبعها كي يخرج):- هممم
حكيم(تراجع للخلف):- ها هو مغادر بلا إشارات مرور هنا … يا جماعة من منكم يتلهف لرؤية اختيار صحفيتنا القديرة
نور:- أنا أول واحدة
جلنار(هتفت معهن جميعا):- كلنا كلنا هههههههههههه
ميرنا(أبعدت الستارة وخرجت):- هممم ؟
ابتسموا بدعم لدى رؤية اختيارها الذي سبق ووصفته وكان من تصميم صديقتي الغالية هاجر تحية لها ..
الاختيار كان يليق بها حتما فقد أبدى الجميع إعجابه به خصوصا وأن ألوانه ناسبت بشرتها وبدت مشرقة في ذلك اللون أكثر ، لكنهم سرعان ما عبسوا لما لاحظوا جراحها خلف ظهرها وقد قرأت ذلك من خلال أعينهم فلم يستطعن إخفاء ذلك عنها ..وهذا ما جعله يمسك كتفيها ويشرح لها خطته ونواياه بهذا الخصوص ،، امتنت لذلك ولكن رغم ذلك شعرت بالاحتياج وبالنقص يراود فؤادها ،لكن طالما تم الاختيار فلا شيء سيقف أمامها بعد …بعد أن غيرت ثيابها وخرجت وجدته ما يزال متكئا على الجدار في انتظارها ابتسمت له أما الجميع قد نزلوا ليحاسبوا فتفاجئوا بدفع مسبق ببطاقته الشخصية .
نور:- أكيد جننت ؟
حكيم:- اعتبرنها هدية للزفاف
كوثر(خرجت ممتعضة وهي تحمل فستانها الضخم بيديها):- أولا شكرا لتعطفك وعطائك سيد حكيم ثانيا ليس من حقك أن تدفع ثمن فساتين صديقاتي فذلك حق العروس ، ثالثا وهو الأهم أنت ليس عليك أن تدفع إلا ثمن تهويتك للمكان فهذه جمعة نسوة وليست محضر رجاااال يا بعدي
حكيم(لم يصغي لحرف بل كان ينظر للفستان بشرود):- …لآرد
كوثر(مشتعلة):- هل يسمعني ؟
نور(أشفقت عليه ونظرت خلفه لميرنا):- ….يا الله
ميرنا(غلبتها دموعها وهي ترمق نظرته الكسيرة):- اهئئئئئ
حكيم(استيقظ من شروده واستدار إليها وجدها جلست على الكنبة):- له …ميرنا
كوثر(أعطت الفستان للعاملة وجثت أرضا عند ركبها):- صديقتي الحبيبة …
ميرنا(أخذت هاتف نور وكتبت لتتدارك الموقف):-°ليس فيني شيء من فرحتي بكِ فحسب°
كوثر(بكت هي الأخرى):- اهاااااع ها قد بدأنا حصة البكااااااءءءء باااكراااا اهئ
وصال(قفزت):- يلعنكم من صديقات خسيسات على الأقل ابعثوا لي إضافة لفقرة الغرنطة البكائية اهي
حكيم(تبادل هو ونور نظرة واضحة تعني أنهم يقرؤون سبب بكاء ميرنا أكثر منهن):- سأكون بسيارتي …
نور:- لو تبقى
حكيم(باختناق):- خذوا راحتكم مع بضعكم سأكون بالجوار
جلنار: حجزت الطاولات بالمطعم المجاور هيييه أين أنتن ؟؟؟؟؟؟؟
هبت لترى ما يحدث ولما لا تنزلق قدمها وتسقط وسط أكوام الفساتين ، ههه وذلك المنظر وحده ما جعلهم يخرجون من مود الحزن والدموع ويسخرون منها ومن شكلها دون صبر…وما إن فرغوا من فقرة الضحك حتى لملموا أغراضهم ونزلوا للمطعم المجاور ، أما نور فقد بقيت آخرهم أخذت بطاقة حكيم وأعطتها له ولحقت بهم لتودعهم فهي لن تتمكن من المكوث أكثر من ذلك ، خصوصا وهنالك رجل لا ينفك يتصل كل لحظة لينغص عليها جلستها ، كان يتعمد ذلك لكي ينتقم منها قليلا عما فعلته به … أما البنات فقد قضين وقتا ممتعا هناك امتدت جلستهن لساعتين متواصلتين ، نسين فيها الوقت والزمان لولا اتصال عواطف بهن لما جمعن الجلسة وعدن للبيت كي يوضبن أغراضهن ويتوجهن لقصر ميرا لأجل حفل الحناء وتوديع العزوبية الذي سيختتمن به حسب تصويت الأغلبية … أما حكيم فقد بقي جوار المحل ينتظر خروجها وها هي ذي تأتيه بعد طول انتظار ، ودعهم ملوحا بيده وانطلق بها للبيت رفقتهم فقد كان بوسعه أن يدعها تذهب معهم لكنه لن يطمئن عليها معهن ولهذا أجبرها على مرافقته ، وقام بطرد أي فكرة قد تراودها بخصوص خلاف ذلك … ما هي إلا مدة وقد كانوا يوقفون سياراتهم جوار المنزل
حكيم(خرج منه والهاتف بأذنه):- يس بيبي خليكِ مع خالتكِ بديعة ولا تزعجيها
ميسون:- لو كلمت كاظم لأجلي لما شعرت بالضجر
حكيم:- كاظم لديه عمل ,,,ليلا سترينه
ميسون:- حسنا بابي حبيبي سلم لي على ميرنا
حكيم(ضحك من اشتياقها فقد فارقتها قبل سويعات فقط):- ههه طيب ..
رنيم:- هيا حكيم ألن تدخل ؟؟؟؟
حكيم:- بلى … أنا قادم
ميرنا(دخلت معهم):- هممم هه
عواطف(عانقتها بمحبة):- آنستِ بيتكِ حبيبتي من جديد اشتقت لكِ يا ابنتي
ميرنا(عانقتها بمودة أيضا):- ما…
نبيلة(رحبت بها):- أهلا أهلا بحفيدتي الجميلة
ميرنا(ابتسمت ورفعت لهم الفستان بيدها):- هههه
عواطف:- أي على الاختيارات أي …دامت فرحتكِ يا حلوتي
رنيم:- آه من أعطاكم ليعطينا من نصيب حبكم قليلا حتى ، ما هذا يا سأغار ع فكرة
عواطف:- هههه أنظروا حتى لو أنجبت وصارت أما ما زالت تغار من أختها
مرام:- لما العتب أنا أيضا أريد نصيبي من الحب
جلنار:- وأنا أرييييييد
وصال:- أضم صوتي
كوثر:- كلكم ستتنحون جانبا فللعروس حق الفتيات كلهن ههههههه
عواطف:- كلكن في القلب والله …
مديحة(لوت فمها هي وسماح التي كانت تتأمل فستان ليان):- أستغفر الله
نبيلة(تركتهم وتحركت بعصاها للباب):- بني
حكيم(أنهى اتصاله بطلال):- جدتي الغالية
نبيلة(استقبلت قبلته على يدها):- أهلا بك في بيتك أدخل
حكيم:- كيف حالكِ ؟.
نبيلة:- الحمدلله … ألم يحضر إياد معك ؟
حكيم:- أ… لا لم أره يعني حسبما فهمت فهو لديه عمل
نبيلة(هزت حاجبها):- هااا عمل … ممكن
حكيم(تهرب منها ودخل):- السلام عليكم
استقبلته مديحة وسماح بالأحضان ولا كأنه غائب قبل أيام ، لم يدقق فهو يعرف تصرفات سيدات البيت الكريمات ، لذلك تركهم وصعد للأعلى مستغلا غياب غازي الذي كان رفقة صديقه الجديد في رحلة اكتشاف لرفقة السوء التي ستجر رجله للمحظور … لحظتها اضطجع على سريره القديم ولم يشعر بنفسه حتى غفيت عينه وغط في نوم عميق لوقت معين ، أيقظه منه دخوله الفظ وضجيجه الغير متوقع
غازي(ما إن رآه حتى ضرب الباب برجليه ودفع الكرسي):-حضرة الأخ الكريم هذه أصبحت غرفتي كأنك نسيت ذلك ؟
حكيم(حك عينه ونظر للنافذة ولاحظ أنها قد أظلمت):- كم الساعة الآن ؟
غازي(بكره):- 7 مساء
حكيم:- كيف غفوت كل هذا الوقت … تت
غازي:- أغفو قدر ما تشاء ما دخلي أنا ، أيمكنك أن تغادر غرفتي ؟
حكيم(استقام وهو يعدل سترته وينظر لغازي باستفهام):- أين كنت ؟
غازي:- في قعر الجحيم
حكيم(حك أنفه بصبر منعدم تجاهه):- حاول الرد على قدر الإجابة
غازي:- وأنا أجيبك ع نفس السياق ، كنت …في …قعر …الجحييييم …واضحة جدا
حكيم(دفعه عنه وتحرك):- لن أتعب نفسي معك لينتهي هذا الزفاف ولنا جلسة
غازي:- في خيالك فحسب يا أخ
حكيم(ضرب كفا بآخر وهو يصفق الباب خلفه):- غبي غبي … مهلا ما هذا الصوت ؟
تقدم صوب غرفة ميرنا التي وقف قبالتها بتأمل وهو ينظر لزواياها بمحبة ، لكن بمجرد أن سمع نشيج بكاء حتى اقترب من الحمام وطرق الباب فخرجت له بوجه محمر
حكيم:- جمااااانة ؟؟؟؟
جمانة(هزت كتفيها بفشل):- تعبت من المقاومة ، كوثر لا تحبني ولا تتقبلني اهئ ماذا أفعل إن كانت ماما من رمتني بعيدا عن حياتها ، من لي حتى أحتمي به سواها مفروض أن تكون أقرب لي لكن …. هي بعيدة جدا بعيدة كالحلم
حكيم(ربت على ذراعها وأسند رأسها على صدره):- يمكنكِ البكاء ..أفرغي ذلك الوجع جمانة
جمانة(انفجرت فعلا):- اهئئئئئئئئ أريد ماما ، كيف تخلت عني كيف سمح لها قلبها بذلك لقد كنا لا نفترق ولا يوم افترقنا ، قد كانت تغامر بي وتسافر بي في كل مكان بحثا عن الأمان ، فكيف استطاعت أن تقطع كبدها وترحل كييييييييف حبا بالله أجبني ، هل العيب فيني هل هل أزعجتها حتى ملت مني وضجرت ؟
حكيم(أمسكها من وجهها):- هششش لا تقولي مثل هذا الكلام يا جمانة ، لا يوجد أم في العالم تكره أولادها ، صحيح هنالك من هن ذوات طبع سيء لكن بالرغم من ذلك إلا أن تلك القطعة التي خرجت من بطونهن تملك حصة عميقة من المحبة في قلبهن
جمانة:- ولكن ..اهئ ليست كل الأمهات يتخلون عن أولادهن يا حكيم
حكيم:- إيزابيل ما تخلت عنكِ افهمي هذا جيدا ، لا أدري أسباب رحيلها لكنني واثق من أنها تملك دوافع مقنعة وإلا ما كانت تركتكِ للفراغ هكذا فجأة … لما لا تلتمسين لها العذر وتصبري إلا ما تعود لكِ أمكِ وأنا واثق من ذلك تمام الثقة
جمانة:- حقا … أنا أثق بك ، لذلك سأصدقك يعني تعدني أنها سترجع لي أليس كذلك حكيم ؟
حكيم(مسح على خدها بحنان):- هو كذلك … بالفعل
غازي(مر بجوار الغرفة متوجها للحمام ووجدهما على تلك الوقفة فتأجج الدم بداخله):- أليس عيبا أن تغازل صبية مراهقة مثل تلك العاهة ؟
حكيم(سحب يده واستدار إليه):- وأنت …ما شأنك ؟
جمانة:- عيب أن تقول هذا يا هذا ، حكيم كان يواسيني
غازي:- يواسيكِ أو تواسيه أغربا من هذا البيت واحترقا ما يهمني
حكيم(هم بالتوجه إليه للكمه لكنها أمسكته من يده):- أرجووووك …
غازي(نظر للرواق وزفر مطولا ليتوجه للحمام):- قد جاءت مريضتك فاشرح لها كيف كنت تحتضن هذه الغبية و…تواسيها
ميرنا(بعدم فهم دخلت للغرفة ونظرت لهما):- هممم ؟ ؟
حكيم(نظر لجمانة):- جمانة اغسلي وجهكِ وانضمي إليهم ولا تشغلي بالكِ بحديث ذلك الفاشل ، أنتِ غالية ودمعكِ يؤذينا
جمانة(امتصت شفتيها بحرقة وهي تدلف للحمام):- ذلك المتعجرف إنه لا ينفك يختلق الفرص لكي يجرح شعوري ، يا ربي ماذا فعلت له حتى يكرهني بهذا القدر ..
ميرنا(باستفهام اقتربت منه):- هااا؟
حكيم(أمسكها من يدها وسحبها للكنبة بعد مغادرة جمانة):- لقد ضاق صدرها من تصرفات كوثر ، إنها فظة بل وقحة أيمكنكِ التحدث معها قليلا عيب لقد كسرت قلب هذه الصغيرة
ميرنا(ضحكت من جملته العفوية بمرارة وأشارت لصوتها المنعدم):- هه ..هممم
حكيم(انتبه لما قاله وبرقت عيناه باعتذار):- آسف آسف ما قصدت
ميرنا(نظرت جانبيا لمكتبها ونهضت لتجلس عليه بحنين):- …لآرد
حكيم(تأملها وهي تعانق المكتب متكئة على ذراعها):- … اشتقت لرؤيتكِ عليه
ميرنا(لامست أغراضها وفتحت الدرج):- همم ..
تحسست أغراضه وبرقت عيناها ببهجة وهي تلامسه ، قد اشتاقت لهويتها التي انعدمت منذ أن دخلت في حرب وطيدة مع الفهد البري وعصابته ، كيف كانت قبل زمن وكيف أصبحت لقد اختلف كل شيء وما عادت تستطيع حتى تذكر ماضيها ، كل الأمور تغيرت وباتت أشد وطأة مما كانت تتخيل …في أوقات ضعفها كانت تشعر بالندم فلم استمرت بهذه القضية لم حاربت لم دخلت في معمعة وجدت نفسها محاصرة فيها ، فلا هي بلغت هدفها ولا أمسكت بالأشرار على العكس وجدت بأنها تدافع عن عائلتها المتورطين منذ سنوات في تلك العصابة .. ليزيد الطين بلة دخول أخيها وحبيبها وباتت الدائرة أشد ضيقا عليها ، فمن حيثما التفتت ستجد شخصا تهتم لأمره وتخشى عليه ، كلهم بدون استثناء تخشى عليهم من الأذية ولكن الوضع يزيد تأزما والعمر يمضي فإلى متى ستستمر معاناتهم ، وإلى متى ستتمكن من كتم تلك الأحلام التي أجهضتها الأقدار لما حرمتها من صوتها الحبيب …تأوهت بدموع لحظتها وهي تنظر لكتبها وأقلامها وتستصعب الشعور بالامتنان لأجل ماذا فلقد ضاعت حياتها وباتت أسيرة لدى وحش يدعى الظروف التي لا ترحم …
حكيم(انتفض سريعا ليطبطب عليها وانحنى أرضا ليجرها نحوه ويوقف ارتجافها ذاك):- اهدئي يا عمري …تمام ستمر أزمة وستمر
ميرنا(تبكي بحرقة):- أ…اهئ
حكيم(قبل جبينها وهو يداعب شعرها):- أعدكِ بأنكِ ستعودين لمكتبكِ ولمهنتكِ التي تحبينها ، لهويتكِ التي تفتقدينها فقط اصبري معنا قليلا ألا ينفع ؟
ميرنا:- هااااا
حكيم:- أفدي دموعكِ بدمي
ميرنا(تأثرت بجملته وأمسكت كفه بحنان):- ….لارد
حكيم(نظر لكفه حيث كانت تكتب بإصبعها بشكل وهمي):- أظنني أعلم ما كتبته ست ميرنا
ميرنا(ابتسمت وهي تبتلع دموعها):- هههه
حكيم:- ع بالي هناك سهرة رجالية يعني … لا مزاج لي بالذهاب سوف أعتذر منهم لأنني سأبقى بالقصر وصدقيني لن تلمحن طيفي حتى كي تأخذن راحة راحتكن
ميرنا(هزت كتفها ونظرت لكتابها وأمسكت قلمها لتكتب):- °افعل ما تريده أساسا سأكون مرتاحة إذا ما كنت بالقرب ، لأن ميسون ستكون رفقتي أكيد لن تحرمها من حضور الحفلة ؟°
حكيم:- حتى لو فكرت بأن أحرمها هل سترضى ، البنت عصامية لا أدري من تشبه
ميرنا(ابتسمت وكتبت):- °تشبهني °
حكيم(تبلدت بسمته وهو ينظر إليها بعدم استيعاب):- ها ها أكيد تقصدين الجينات العائلية
ميرنا(هزت رأسها إيجابا):- هاااا
حكيم(استقام من جوارها وأشار بتهرب):- لأدعكِ ترتاحين قليلا قبل ذهابنا ، ولا تنسي علينا تغيير ضماداتك مرة أخرى قبل المغادرة
هزت رأسها إيجابا وامتنت لحظة خروجه حيث ناظرت غرفتها بحنين جامح ، جعلها تستقيم لتلامس كل غرض فيها حتى اضطجعت على السرير وأغمضت عينيها وهي تتخيل نفسها قبل ثلاث سنوات …. يااااه كم كانت فتاة مرحة ومرحبة بالحياة كيف انقلبت لواحدة أخرى عبوس وتنظر لكل الأمور بسوداوية ، إنها حتى لا تذكر متى آخر مرة ضحكت فيها من قلبها كله دموع في دموع ، وهذا لن توقفه إذا ما لم تبتر يد الشر من جذورها لكن كيف وعروق أحبتها ستراق إذا ما خطت خطوة واحدة غير محسوبة ، إنها عاجزة وهذا العجز لم تعتد عليه لذلك يشعرها بالضياع والتشتت فما بين ضميرها ومبادئها التي حاربت لأجلها سنوات يقف قلبها وحبها لعائلتها فكيف ستغامر كيف … طردت تلك الأفكار من عقلها لتغفو محتضنة وسادتها الحبيبة فقد اشتاقت لها بدورها مثلما اشتاقت لذلك الخدش المتطبع على جدار سريرها ، إنها تفاصيل صغيرة قد تكون تافهة أيضا لكنها بالنسبة لها عظيمة…
نامت بعد برهة تفكير وتركت العالم السفلي يتخبط في بعضه ، فلقد اقتربت ساعة التوجه لقصر ميرا ولذلك صار الجميع مستنفرا يحاولون جمع كل شيء يحتاجونه لليلة مكتملة ..فاهتمت عواطف ومعها نجية بوضع أغراض حفل الحناء بجيوب السيارات خارجا ، أما مديحة وسماح فقد كن يتممن ربط الهدايا التي ستقدمها العروس للحاضرين ،، أما العروس فقد كانت في غرفة رنيم تحاول أن تجمع بدورها ما تحتاج إليه لعلها ما تنسى شيئا قد يجعلها تخرب الليلة على رؤوسهن ، أما هن فقد كن متأهبات كالجنود كيف لا وقد سهرت نقيب عظيمة الشأن على تهيئتهن بخفة …
كوثر(مسحت على شعرها):- اففف أين هي نور أين أين علي أن أكون جاهزة على الساعة التاسعة وانظروا إنها تقارب 7 والنصف
رنيم:- يا كوثر نور ستنتظرنا هناك فلا داعي لقدومها إلى هنا لكي نربح الوقت
كوثر:- وصديقاتي من المكتب سيحضرون لذلك لا أريدهن أن يرونني هكذا كالعم فرحات
وصال(دخلت عليهن وهي تصفق):- ياااااا عروس ماذا ماذا ألم يحن بعد وقت ذهابنا الكل جاهز خارجا
كوثر:- شفتِ يا رنيم شفتِ أكيد لن ألحق
رنيم(فتحت عينيها لوصال):- تفاهمي معها لقد جلطتني لوك لوك لوُك ما همدت لحظة
كوثر:- وميرنااااا ما استيقظت أيعقل أن أذهب بدون صديقتي ؟
وصال:- إياد مع حكيم خارجا سوف يساعدنا في أخذ الشعب
كوثر:- أنا أتكلم شرقا وأنتِ في غرب العالم تغنين
وصال(رفعت الحقائب):- هاتِ هذه يا يزن …يززززززززززن
يزن(ركض إليهن):- نعم حضرة النقيب
وصال:- هههه والله أخذت وجها على الدور خذ خذ ضع هذه بسيارة حكيم
يزن:- ولكن سيارة خالو غير ممتلئة لقد رفض ذلك
وصال:- وش دخلني أنا قل له أن يضعها فلم يتبقى مكان بجيوب السيارات الأخرى
كوثر:- أصلا ذلك الرجل هنا لأجل ميرنا يعني ولا هامه عرسي ولا أي شيء
رنيم:- خذها يا يزن وقل له أنه عيب وميرنا ستغضب إذا ما ساعدنا
يزن:- ما على الرسول إلا البلاغ هاتِ عنكِ ..
وصال(رفعت يديها):- هاه شفتِ حلت كل الأمور ببساطة
كوثر(وضعت يدها على فكها):- يعني نتوكل على الله ؟
جلنار(دخلت عليهن وهي تحمل الصينية وتطبل عليها):- طبعا يستحيل أن تخرجي بدون زفة يا بعدي هههه يلا كلكم معي …
يا هالعَروس افرحي حولك أهاليكِ
يالا للدُّموع امسَحي جينا نحَنيكِ
حنِّي بمَي الورد والطيب مَجبولة
لا تبخلي عالورد مِدي أياديكِ
يالا للدموع امسحي جينا نحنِّيكِ
،،،///،،،
يا عروس شو هالحلا
مدّي كفوفك وتحنِّي نفرح فيكِ ونغني
مدي كفوفك يا عروس مدي كفوفك حنيها
يا حورية من الجنة وسبحان اللي عاطيها
مدّي كفوفك يا عروس مدي كفوفك حنيها
مدي كفوفك وتحنِّي نفرح فيكِ ونغني
مِدِّي كفوفك مدي مدي
تعالت الصيحات والهتافات والتصفيقات وحتى الزغاريد رفرفت عاليا لتعلن عن خروج عروس من بيتهم بعد هذه المدة الطويلة ، طبعا بصعوبة أسكتوا كوثر التي أجهشت بالبكاء من أولها وسرعان ما هدرت فيهن نبيلة ليتحركن وإلا بقين هناك يقمن بالاحتفال بينهن ولا يسألن في أحد حتى
المهم اصطففن في السيارات وقد كانت لإياد وكوثر وسفيان وحكيم إضافة لداغر ورجاله ، لذلك أخذت وصال دفة السائق فهي التي ستستغل سيارة كوثر في هذا الزفاف ، قام يزن بتزيينها بالشرائط الحمراء والذهبية ما يعني احتفالية بالحناء ، أعجبوا بذلك التزيين فقد كان ابتكاره الخاص فأخذ مديحا طويلا عريضا وقائمة لبقية البنات فكلهن طلبنه بالاسم في زفافهن المجهول هههه … وهنا لم يتبقى سوى الأميرة النائمة التي منعهم حكيم من إيقاظها فلقد دخلوا ليفعلوا ولكنه أخرجهم من هناك ، وجعلهم يأخذون أغراضهم المتبقية في غرفتها بمنتهى الهدوء والحذر ، ولكن كوثر شددت عليه أن يوقظها سريعا كي تلحق بهم قبل أن يبدؤوا الاحتفال ، وعدها ولكنه أغلق الباب خلفهم بعد أن لوح لهم بامتنان لأن ذلك البيت أخيرااااااا سيحظى بفرصة ليتنفس فيها … وبالفعل عم الهدوء مما جعله يضحك وهو ينظر لبيتهم المسكين وكم من نفس تعيش تحت سقفه
حكيم(مط ذراعيه بأريحية ووضع يده على جنبه):- أكيد زوايا البيت لو وجدت فرصة لعانقتني شاكرة على هذا السكون من فرط بهجتها ، هوهوووه والله لا أذكر أن بيتنا المسكين حظي بهذا النعيم قبل اليوم … والآن لنكلم الجدار ونطمئن على الصغيرة وبعدها ننتظر
كاظم(أعطاها الهاتف):- كلمي أبوكِ يا بنت
ميسون(أخذت الهاتف من كاظم):- بابا حبيبي نحن اقتربنا من قصر عمتو ميرا
حكيم:- حلو ، والعائلة في طريقها إلى هناك ،.. لا تنسي ما اتفقنا عليه يا حمامتي
ميسون:- أتذكره جيدا ، لن أخطئ بالحديث أمام أي أحد وأقول أنك بابا
حكيم:- جميل ، ابقي طوال الوقت مع صديقاتك ريثما آتي رفقة ميرنا
ميسون:- طيب ..لا تتأخرا بابا أشتاق لكما
كاظم(بعد أن فصلت الخط):- الاشتياق عندكِ كمضغ العلكة سرعان ما تعبسين
ميسون:- هههه أجل
كاظم:- ماذا قال عن ميرنا ألن تحضر ؟
ميسون(هزت كتفيها بعدم معرفة):- قال أنه سيأتي بها بعد قليل ، لا أعرف


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:26 AM   #790

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

قد كانت غافية ولا كأنها غفت منذ أسابيع ، الراحة التي وجدتها بغرفتها قد أعادتها لزمن السلام زمن خال من الهموم والمشاكل ، لذلك فور استلقائها على فراشها استراحت وسلمت جسدها لتلك الطمأنينة الساكنة … التفريط بإيقاظها كان فوق غايته لذلك كان يتفقدها كل لحظة ويعود للأسفل وآخر مرة أشعل التلفزيون وأخذ يشاهد برامجه بعشوائية ، لغاية ما اتصل به المجنون الثاني
ميار:- حبوب .. ألم تذهبوا بعد ؟
حكيم:- ليس بعد بقيت أنا وميرنا فحسب ، لكننا ذاهبون يعني لا تقلق
ميار:- الليلة لا يسعني الحضور حرارة صولي لم تنزل يا حكيم
حكيم(بتوجس):- حتى بأدوية الطبيب ؟
ميار:- حتى بها ، لا أدري كيف سنتصرف معه لكن غالبا أنا بحاجة للصبر الذي لا أجده
حكيم:- حسنا طالما لا تستطيع المجيء ليست مشكلة ، أصلا إياد موجود
ميار:- وهذا هو مربط الفرس، لا أريد أن أحرمه من متعته مع أصدقائه يكفي أنني أحتكر حياته مؤخرا أكثر منه
حكيم:- وهو ما تذمر يا رجل
ميار:- حتى لو ..أشعر بذلك داخليا آه يا حكيم متى تنتهي مشاكلنا ونصبح أناس عاديين ، يعني هل حقا سنصبح مثل البشر ونرتاح من حياة الأشباح ؟
حكيم(تأثر بنبرة صوته):- سيحصل ذلك فقط لو تكف عن تشاؤمك يا شيخ جلبت الكآبة لأمي بكلامك السوداوي هذا
ميار:- هه حسنا يخويا استمتع بوقتك سلم لي ع ميرنا وكلمني في كل وقت لن أغفو
حكيم:- ماشي يا عيوني
ميار(ضحك ساخرا):- عيونك في محجريك يا بعدي ، يلا خليني أرى ذلك الأخرق هل حضر عشاء كالناس أم لا …
حكيم:- خف ع البشر يا قوي … سلام …
ميار(فصل الخط معه ونزل للمطبخ فوجده واضعا يده على فكه بشرود):- عاااااااااااااابد
عابد(شهق بفزع):- ه …هءء هءءءء م…ماءءء ماءءءء
ميار(أعطاه كوب ماء وهو يضحك):- خذ خذ وأنت ستموت من فزعة ، آخ يا ميار على آخر أيامك تلتجئ لشخص بليد مثل هذا
عابد(شرب الماء وهو يلقف):- ك…كدت تصيبني بسكتة قلبية سيد ميار، حرام عليك
ميار:- حرام علي هااااه ، أين العشاء يا بلقيس زمانك ، ….ماذا ماذا إلى ما تنظر ألم أعطك مهلة لكي تحضر فيها عشاء محترما لي ؟
عابد:- و ..والله وجدتني كنت أقرر ما بين الرز بأقدام الدجاج أو العدس بعنق الدجاج أو الصلطة بصدر الدجاج
ميار(وضع يديه معا على رأسه):- ألا يوجد صلصة بدم الدجااااااج ؟
عابد(رفع حاجبيه بعدم فهم):- ه ..هل توجد حقا ؟
ميار(بعصبية ضرب على سطح الرخامة):- هل تستظرف يا رووووحي ، اسمعني أنا لن آكل دجاجا الليلة جعلت قلبي يمقته ، لذلك حضر لي ساندويشة سريعة ع الخفيف
عابد:- ..ح ..حاضر …ساندويشة بالجبن أم ساندويشة بالخضر أم ساندويشة بالكفتة ؟
ميار(أغمض عينيه بنفاذ صبر):- ساندويشة بمخك العفن الذي سأقليه مع بيض الدجاج الذي تفكر بإطعامي إياه ، أغرب عن وجهي أغرب وعد لموقعك حااااااااااالا
عابد(رمى المريلة وهرول هاربا منه):- م..ما بك تصرخ فيني هكذا كل مرة إنك تجعلني أتوتر والتوتر غير جيد للعزاب ، هكذا قد تؤثر على احتمالية إنجابي للذكور
ميار(أرسل ملعقة مباشرة لجبين عابد):- أصلا سأرحم البشرية من نسلك ، أغرب عني وجهي أو أعمي لك العين الأخرى، يكفي ضميري الذي يؤنبني حينما ضربتك بعد مرض فهوووودي ، ولكنه كله من فلسفتك الزائدة ، تستاااااااااااااهل
عابد(تحسس عينه المضروبة):- أي والله كسرت قلبي ساعتها ضربتني وكأنني من عرضهم للمرض ، لنأمل أن يسامحك الله
ميار(تنهد بتعب):- عااااااابد إن كنت تود العودة لحقل عمك نعيم سليما دعني وحدي الآن
عابد:- آخر مرة ذكرت هذه الجملة أذكر بأنك طرحتني أرضا بقدمك ، يااااه سأهرب سأهرب اللهم التمثال الفاسق ولا حضرة غضبك
ميار(بتأفف):- اللعنة على من يطلب مساعدة من الأغبيااااااء مثلك
تركه يغرب وجلس على طاولة المطبخ وهو يلتهم موزة بامتعاض ، وفكره الجريح يعاني الأمرين مثل خاطره المكسور ، جهز بعد برهة ساندويشين خفيفين وصعد بهما مع قنينتي مشروب غازي .. وجده جالسا محله أمام التمثال الحجري ضحك على جديته لذلك مد له صحنه
عابد:- ..ل..لي ؟
ميار:- طبعا لا إنه للتمثال سوف تلتهمه المرأة العارية لو بقيت مصدوما هكذا للأعوام المقبلة
عابد(أمسكه بامتنان):- ش…شكرا سيدي أنت حنون
ميار:- لا تأخذ وجها هنا تناوله وجهز مثله لجدتي المسكينة ، حرام أن نتركها جائعة صح ؟
عابد:- ط..طبعا على عيني
ميار(ابتسم بشرود وهتف في سره):- ماذا لو بقيتِ معي ماذا كنتِ ستخسرين أيرضيكِ هذا الهجر الآن يا جوزتي الغائبة …؟
جوزيت:- لم يرضيني هذا النوع من الفساتين يا ناريانا فلا تحاولي الضغط علي
ناريانا:- أنتِ جلطة تملك أقداما ع فكرة ، يا جوزي يا روحي هذه ستناسب انتفاخ بطنكِ هل علي أن أذكركِ بأنكِ تحملين أطفالا هناك ؟
جوزيت(مسحت على بطنها بابتسامة فرح):- هااااا أنا لا أنسى ذلك ، صغيري يعيشان هنا بأعماقي أحبهما حبا جما
ناريانا(سمعت رنين الجرس ورمت الفساتين جانبا):- سأتفقد الزائر ريثما تقررين
جوزيت(وضعت الفشار بفمها وهي تتأمل تلك الفساتين):- ذوقها رديء أم أن الهرمونات غيرت من ذوقي ؟
هاجر(وضعت علبتين ضخمتين على الطاولة):- عمتِ مساء ست جوزيت
جوزيت(انتبهت لها وأومأت باستقبال):- أهلا هاجر ، خيرا .؟
هاجر:- سيد خيري يبعث لكِ السلام ويشكركِ على وجبة العشاء البارحة ، ويطلب منكِ أن تقبلي رده للهدية وتقبلي هذا الفستان
جوزيت(برقت عيناها وفتحت الصندوق بفرح):- هل حقا بعث لأجلي فستانا ، ياااه قد جاء بوقته قد كنت أصلا في جدال مع ناريانا ، ههه ناريانا أرأيتِ وكأنه يقرأ أفكارنا ؟
ناريانا(كانت تكتف يديها وتنظر لمعصمي هاجر التي كانت تغطيهما بالقميص):- ماذا حدث ليديكِ ؟
هاجر:- أ… لا شيء جرحت بواسطة آنية زجاجية ولم أنتبه
ناريانا:- آه حقا دعيني ألقي نظرة
هاجر(سحبت يدها بسرعة قبل أن تمسكها ناريانا):- لا تشغلي بالكِ ست ناريانا
ناريانا:- حتى أنكِ غبت عنا لعدة أيام افتقدناكِ صح جوزيت ؟
جوزيت(كانت منبهرة بالفستان):- يس يس بالفعل
ناريانا(حولت عينيها بدون فائدة فيها):- مع من أتحدث أنا
جوزيت:- أخبري السيد خيري أنني قبلت الهدية
ناريانا(فتحت عينيها بتهديد):- ههه جوزيت كيف تقبلين هدية باهظة هكذا أكيد تمزحين
هاجر:- أووه لا إياكِ وأن ترفضي ستتسببين بطردي إذا ما عدت بخفي حنين للسيد
جوزيت:- شكرا يا هاجر الهدية وصلت وقد تم قبولها
ناريانا(كتفت يديها):- رحماك يا الله
هاجر(ودعتهما):- عمتما مساء ليلة سعيدة
جوزيت(وضعت الفستان على جسمها بفرح):- إنه تحفة أحببته أحببته شوفي
ناريانا(هزت رأسها):- آخرتها معكِ لن تمضي على خير …
هاجر(وجدت جابر بانتظارها):- ها جابر ألن تتناول العشاء ؟
جابر:- والله لو تعطفتِ به علينا سنكون ممتنين ، فأكيد خوانيتا ما زالت تعصر دفتر وصفاتها لتخمن في الوجبة التي ستحضرها بواسطة ترتيب الأبجدية
هاجر:- ههه سأسمعها امتعاضك هذا لتبيت جائعا
جابر(اعترض طريقها):- وأهون عليكِ ؟
هاجر(ارتبكت وفتحت الباب):- دعني أزف للسينيور خبر قبول الهدية وبلا جنونك
جابر(عدل ياقة قميصه):- ومالو يا بنت خالي خذي راحتك
هاجر(هربت محرجة ووجدت خوري يطالع كتابا بالصالون):- قبلت الهدية
خوري(رفع عينيه لها):- طيب .. أطلبي من جابر الانضمام إلينا على طاولة العشاء
هاجر:- ل..لماذا يعني ؟
خوري:- لأنني أريد ..ألديكِ اعتراض ؟
هاجر:- لا لا العفو منك سينيور
خوري(أغلق الكتاب):- سآخذ حماما ساخنا ريثما يجهز الأكل ، آنذاك راقبي تصرفاتك
هاجر(نظرت لنفسها بعدم فهم):- أراقب تصرفاتي كيف يعني ، ماذا يقصد هذا الغامض ؟
خوانيتا:- بسسست بنت تعالي وساعديني بدل وقوفكِ كعجلة السيرك الصدئة
هرعت إليها هاجر وهي تحرك رأسها يمنة ويسرة فهي لو قضت تحت جناح السنيور ألف عام ، لن تتمكن من فهم طبعه أو تفكيره إنه غامض أكثر من الغموض بحد ذاته … وحتى مسألة هدية جوزيت لم تأتي عبثا بل رآها وهي تمتعض مما أحضرته ناريانا بمعرفتها لذلك طلب شيئا قيما أيقن أنها لن ترفضه وقد صدق حدسه حتى آخر مدى ……

في تلك الأثناء
خرج من المطبخ وهو يتناول بعض الرمان الموسمي ، ملأه في صحن وأخذ يلتهم حباته بشرود ليتابع البرنامج المعروض وقد كان عند الثدييات ، وجدها فرصة ليأخذ فكرة عنهم ويفيد ميار بشأن فهوده لكنه ما استوعب لذلك غير القناة ووجد إذاعة للأغاني تجاوزها ليدخل على الأخبار لكنه عاد إليها بعد أن سمع مقطعا منها … "خذني إليك" لعادل جراح ..
والفيديو كليب كان لتوم كروز في بطولة لفيلم رومانسي يعترف فيه بعشقه لمعشوقته قائلا ، أحبكِ وأنتِ تكمِّليني.. لتجيبه بتأثر : اخرس لقد تمكنت من قلبي بأوِّل "مرحبا" … ياااااه ما مدى هذا العشق ، وجد نفسه يسأل نفسه وهو شارد في معان الأغنية المؤثرة جدا …
[خُذنِي إليك ،.. قد حَارَ نبضِي في الهَوى بينَ يَديك ،
قد سَالَ الوردُ دَمعًا مًرًا شَوقا إليك
مَوتا حَياة لا أبالي فقلبي لدَيك ..خُذني إليك
أرتشِفُ النور ، وأعتَصِرُ الرَّحِيق من ثغر الشَّذى
يعانقُ رُوحي وردٌ أحمر فيهِ الردى ،
يا ضِحكة أشيحَ عنها ظلُّ الندى ..خُذني إليك
….
خُذني إليك ..إنّي ظلامُ يرتجي وَجه الضُّحى
حَنينٌ هامَ كهمسِ سَراب بوهم قَضى
يُسابق وَهج صَحوة فيها الرَّجاء ..خُذني إليك
هبني السِّماء مَلاكٌ أضناهُ النوى وَوأد الهوى
يُعاند طيف لذةٍ فيها الحَياة ،
ينتظرُ وعدًا من زُلال فيه النَّجاة ..خذني إليك ..]
ردد مع آخر مقطع وهو يتنهد عميقا بل كان يعيد نفسه من ذلك الشرود الذي سحبه نحو هامة من المشاعر المتضخمة ..قبل أن يرفع بصره في اللحظة الموالية كانت تقف خلفه وتغمض عينيه بيديها ، لوهلة ظن أن تأثير الأغنية بات يخلق له خيالات ما منها رجاء لكنها انحنت بوجهها لتطل عليه وهي تحرر عينيه
حكيم(ابتسم بعشق وهو يمسك يدها):- ميرنا
ميرنا(نظرت لنفسها بأحد فساتينها التي جلبتها من روما ولم ترتده حتى الساعة):- هااا
حكيم:- متى استيقظتِ وجهزتِ نفسكِ يا بنت ههه صدقا يخاف منكِ
ميرنا(هزت كتفها ونظرت لساعة الحائط):- ؟؟؟
حكيم:- هههه وها قد عادت ميرنا لعادتها القديمة ، تمام بدون دفع سأرتدي سترتي ونذهب
ميرنا(بحثت بعينيها عن الجميع):- هممم
حكيم:- أجل ذهبوا يا كسول أثناء سباتكِ الشتوي
ميرنا(كتفت يديها بامتعاض):- … لارد
حكيم(ارتدى سترته):- حسنا ما تغضبي نحن ذاهبون يا حلوة
ميرنا(تأبطت ذراعه وهي تبتسم):- هاااا
حكيم:- مهلا لم نغير ضماداتك كيف سهوت عن ذلك
ميرنا(التقطت الهاتف من يده ودخلت للرسائل):- °مش مشكلة حينما نعود غيرها ، هيا خذنا لا أريد أن يفوتني شيء من الحفل °
حكيم(تحركت حنجرته وهو يعدل خصلة من شعرها الذي جمعته في ذيل حصان):- حاضر
طأطأت عينيها بخجل وهي تمصمص شفتيها لتفسح له الطريق ، و ما كان إلا ما رغبت سرعان ما انطلق بها في الطريق متوجهين صوب قصر ميرا للاحتفال ، رفع مستوى الأغاني ومن نصيبهم كانت هنالك سهرة شعبية على الأثير الإذاعي لذلك كانت روحهما مبتهجة ، رغم كل شيء إلا أن زفاف كوثر جاء كمسحة تعب ستزيح عنهم كل الشوائب ، حتى الخذلان منها ستزيله فهي وبالرغم من كل ذلك إلا أن عقلها ظل عالقا في فكرة واحدة وهي غياب وائل عن مدارها أين هو ولما لم يحاول أن يكلمها أو يراها لمرة واحدة ، كل هذا كانت تعاني منه في صميمها ولكنها كانت تزيحه عن بالها كي لا تحزن محيطها وتتمسك بغضبها منه لآخر لحظة ، فهي تستحق تبريرا لأن حجم الغضب منه قد بلغ حده وعليه التفسير وتحمل النتيجة كيفما كانت … فأينما كان يكون قد عرف متى يختار اللحظة التي ستجعل موقفه ضعيفا بالنسبة لها خصوصا بعد ظهور تلك الحيزبون دلال …
حكيم(عقد حاجبيه وهو يعيد تشغيل المحرك):- ما هذا الآن ؟؟؟؟؟
ميرنا(استغربت توقفه على جنب):- هممم ؟
حكيم:- اهدئي سأعرف ما المشكلة
هم بالنزول وأخذت هي تطل حولها فقد توقفت السيارة بمكان خال من الحياة ، وهذا زادها توترا حتى وقت خروجه كانت ترتجف بقلق من أن يداهمهم أحد ما ، أو تكون خطة بذيئة من أعدائهم يعني مجمل الأفكار السيئة دارت بعقلها
حكيم(أطل عليها وهو يمسك بفمه مصباح يدويا صغيرا):- ميرناااا …ميرنا عند إشارتي أديري المحرك تمام ؟
ميرنا(هزت رأسها بإيجاب):- هاااا
حكيم(رفع غطاء السيارة وثبتها بالعصا الحديدية الخاصة وأخذ يتفحص الخلل):- غالبا حدث ما توقعته ، الله يلعنك يا داغر وين ما كنت كيف نسيت تفقد عبوة البنزين يا أخرق ، ما الحل الآن هاااااه ؟
ميرنا(طرقت النافذة):- هممم ؟
حكيم(تحرك صوب نافذتها وأردف):- علقنا هنا لقد نفذت عبوة البنزين
ميرنا(بجزع نظرت حولها وهي تشير):- ….لآرد
حكيم:- لا تجزعي ..سأتصل بداغر ليعود إلينا أساسا لم يتبقى لنا سوى بضع دقائق على وصولنا للقصر ، انتظري
نبهها لترفع النافذة وأغلق غطاء السيارة بإحكام ، اتصل بداغر الذي أسرع هو والرجال صوب موقعهم وهنا ما كان عليهما سوى الانتظار ، عاد لمحله وأغلق أبواب السيارة بإحكام تحسس مسدسه بخصره وأطفأ الإضاءة لتصبح الدنيا عتمة فالإنارة على تلك الطريق كانت متباعدة ولسوء الحظ تمركزوا بين العمودين …
ميرنا(شعرت بالقشعريرة من تلك الظلمة التي أرهبتها):- هففف
حكيم(فتح حزام أمانها وحررها منه):- اقتربي ..
ميرنا(نظرت إليه بخجل ونظرت جانبيا):- لا…أ..
حكيم(لم ينتظرها بل جر ذراعها ليسندها كلها على كتفه):- هكذا لن تخافي من شيء
ميرنا(عانقت ذراعه واطمأنت لحنانه):- هاااا
حكيم:- هل أخبركِ قصة ؟
ميرنا(ابتسمت وهي تهز رأسها):- أها…
حكيم(عانق كفها الذي كان يعتصر ذراعه بقوة):- امممم دعيني أفكر قليلا ، يا ستي في مرة سافرت إلى روما تعلمين أن مجمل أعمالنا كانت هناك سابقا ، أنا اخترت أن أبتعد وقد حصلت على ما أريده مقابل عقد السلام الذي تعلمين حكايته
ميرنا(برقت عيناها بأسف):- اهمم
حكيم:- المهم … كان هنالك مسرحية شهيرة لشكسبير ستعرض في المسرح العريق هناك ، لم تكن لدي رغبة أو نفسية لمشاهدة شيء لكن وصلتني دعوة خاصة لحضورها، وقلت مع نفسي لما لا أذهب وبالفعل تجهزت وتوجهت إليها قدمت دعوتي ودلوني على الكراسي العلوية فموقعي كان خاصا بالبهوات والبشوات ، استغربت فمن هذا الذي سيختار لي هكذا مكانا ومن يعرفني من أصله حتى يعطي لمقامي اهتماما بهذا القدر ،..يعني لم أكون صحبة طيبة هناك بل كنت عمليا جدا فلا تريني حنونا هنا لأنني مقارنة بالماضي قد كنت كالجليد الحاد ، أي هفوة بعقاب ايييه غيرتني كثيرا يا ابنة العم
ميرنا(ضحكت وهي تنكزه بيدها ليتابع):- هممم ؟؟؟
حكيم:- ههه المهم صعدت واتخذت مكاني بأريحية تامة ، تناولت مشروبا خاصا يعني كنت متمتعا بذلك الجو وقد ناسبني فسرعان ما وجدتني أتأقلم معهم ، التفتت يمينا وجدت الحضور يتخذون محلاتهم وعلى اليسار كذلك ، لكن بقي كرسي واحد شاغرا بجواري ، ظننت أنه غير محجوز وفجأة بدأت المسرحية وانطفأت الأضواء لإثارة المشاهد ، أعجبني العرض وافتتاحيته وشردت فيهم عفويا لغاية ما شعرت بهوى عطر شخص جلس بجانبي ، لم أرفع بصري بل ظللت أتابع سير قصة البطل والبطلة وأنتظر فرصة لقائهما ببعضهما وكيف ستكون ، انغمست لوهلة من الزمن قبل أن تتعالى التصفيقات ويعلنوا عن انتهائها طيب كيف حدث ذلك متى لم أفهم ، قد كانت جميلة حتى أنني ما أدركت الوقت ولا الزمن ولا البشر الذين غادروا ذلك المسرح تباعا ولم يتبقى سوى أنا ومن يجاورني
ميرنا(باستفهام في هويته):- م…ن؟؟؟
حكيم(هز كتفه):- احزري … من غيره يعني لقد أتى لكي يزرع نفسه في حياتي قسرا ، صدمت حين رأيته فلقد أيقظني الأخ بتصفيقات صادحة صممت أذني وجعلتني أستيقظ على نفسي وأجد بأنني جاورته لأشاهد مسرحية …آنذاك لم نكن على وفاق فاستقمت وأنا أخاصمه وأطرده من دنياي ، لحق بي حتى خارج المسرح وقد كانت الدنيا ماطرة لحظتها ، لم أهتم بل تابعت طريقي فلقد تأخر الحارس بإحضار السيارة وكان علي التملص منه وتجاهله ، إلى أن استنفذ طاقته في اللحاق بي وتوقف بانهزام …ساعتها توقفت أيضا وكل من حولنا يهربون يمنة ويسرة من تلك الأمطار القوية التي ارتفعت وتيرتها مقارنة مع الغضب المتأجج بداخلنا ، تراجعت خطوة لأنه تسمر كالحائط محله وكان على أحدنا أن يتحرك ليوقف ذلك الجنون … كدت أصفعه على وجهه لكنني أمسكت نفسي بقوة وأشرت له بالدخول للمقهى المجاور ، أطاعني بفرح وجلسنا نستدفئ بحرارة المكان وطلبنا كوبي قهوة ساخنة كلانا ينظر للآخر دون أن ننبس ببنت شفة ، هكذا ننظر لبعضنا ونرتشف من قهوتنا وعيوننا تتحدث بالكثير ،،، ولا حرف تخيلي ولا حرف أتممنا الكوبين ونظرنا للشارع حين عاد لطبيعته بعد أن توقفت الأمطار استقمنا ودفعنا ثمن القهوة وخرجنا هو توجه يمينا وأنا يسارا وانتهى اللقاء
ميرنا(باستغراب):- هههه ههههههههه
حكيم:- هههه اضحكي اضحكي من جنون أهلك ، يعني هكذا كانت العلاقة إذا لم نتعارك
ميرنا(تنهدت براحة وهي تنظر إليه):- هممم
حكيم:- آه ..حينما أتذكر عداوتنا أكره نفسي ، ما كان علينا أن نخسر أنفسنا تلك السنوات ميار لم يكن يملك أحدا في حياته غيري وأنا بدوري كنت أعربد هنا وهناك لكنني كنت أفكر فيه رغم غضبي منه والعداوة التي كانت تتضاعف بيننا
ميرنا(كتبت على هاتفها):- ° ولكن تلك العداوة هي التي خلقت منكما صديقين صدوقين°
حكيم:- يس هذا صحيح
ميرنا(لمحت أضواء مقبلة عليهم وكتبت):- °أعرف لما ذكرت لي هذه القصة ، تريد ألا تشعرني بالسوء لكنك غفلت على شيء مهم وهو أنك موجود معي°
حكيم(تأمل جملتها مبتسما):- حتما أنا معكِ في كل الأوقات
ميرنا(كتبت آخر شيء):- °شوقتني لتلك المسرحية ، هل تصطحبني يوما لمشاهدتها ؟°
حكيم(لمعت الفكرة بباله):- إذا وجدنا وقتا بروما أعدكِ أنني سأفعل ، لكن ستقبلين بأي مسرحية لأن تلك محزنة ولا أريدكِ أن تشاهديها
ميرنا(باستفهام كتبت):- °ماذا حصل بالأخير° ؟
حكيم(ابتلع ريقه ونظر لسيارة داغر التي توقفت):- ماتت البطلة
ميرنا(لمحت الحزن بعينيه بل الخوف الذي تسرب إلى مقلتيه):- …لارد
أمسكت هاتفها بحضنها وتركته على سجيته تلك اللحظة ، حيث خرجا مسرعا صوب داغر وأفرغ فيه جام غضبه وسرعان ما هدأ آمرا إياه بتعبئة بنزين السيارة ، وما هي إلا فترة بسيطة وكانوا بالقصر يصفون السيارات لينضموا للعائلة ،،، وموضوع المسرحية لم يتم التطرق إليه قط بل التزمت صمتها في حين بدد هو مخاوفه بابتسامة مشرقة لأجل الحفلة ..وجدوا الكل في حالة من الأنس ، فلقد قامت نور بتجهيز كوثر وزينتها بنفسها وصارت عروسا مبهجة للناظرين ، خصوصا لما ارتدت ثوب الحناء والتفت حولها البنات كانت تبدو جميلة ومريحة للنظر حتى …
كوثر(نسيت أصلا أنها عروسة):- ميرنااااااااااا حببييييييييي جيتي ههههه
وصال:- الله يخرب بيت أمك اثبتي محلكِ ، أنتِ عروسة عيب أن تتحركي هكذا بخفة كالقردة
كوثر(بامتعاض جلست على الكرسي الخاص):- افف يا ما هذا السجن يعني ألا أرحب بصديقتي حتى ، هاه شوفي وقت الرقص لن أسمح لديناصور بإيقافي أريد أن أفرح بنفسي
وصال(وضعت يدها على خصرها):- أنا أتكلم ياباني يمكن … الله الله
ميرنا(عانقتها بمحبة):- ههه
كوثر(قرصتها في ذراعها):- هههه يلا حتى تلحقي بي أنتِ أيضا ، والله الحلو بالعرس أنكِ تقتصين من كل البنات اللاتي يزعجنكِ خفية
وصال:- خذي نصيبكِ يختي فأنا جلست جوارها وفي كل لحظة ذراعي تطلب النجدة
كوثر:- لكي تتزوجي من بعدي وتمتد اللعنة هههه
ميرنا(عانقت كوثر ومسحت على وجهها بحب):- هااا
كوثر:- أنتِ الأجمل بل عيونكِ يا مو عيون عسلي
ميرنا(نظرت خلفها لحكيم الذي تراجع كي يفسح لهم المجال):- …لآرد
وصال(أشارت للحاضرات):- بما أن أميرتنا وصلت … لنبدأ مراسيم الحناء إذن خالتو عواطف لتناديها إحداكن يا بنااااات
ميسون(ركضت إليها):- ميرنا ميرنا أخيرا جئتِ
ميرنا(عانقتها وأجلستها على حجرها):- هههه
ميسون:- وأنا اشتقت لكِ غبتِ عني اليوم بطوله أنتِ وبابا حبيبي
ميرنا(هزت كتفها وأشارت للحديقة):- ؟؟؟
ميسون:- سيغضب مني لو لحقت به دعيني معكِ أريد أن أرى مراسيم الحناء، اتفقت مع البنات كي نصور كل اللقطات بهواتفنا سأتخذ موقعي الآن
ميرنا(أشارت لها):- هاااا
سماح(همست لمديحة):- شفتِ ابنة صديق ابنكِ كيف تتقرب من ميرنا ؟
مديحة:- ع أساس أنها ابنة صديقه إلا لما تكون ابنة مصيبة ما ، لا تنسي أنها تحمل وحمتنا الوردية يعني راجية من ظهر راجي
سماح:- ابنكِ أنكر علاقته بها إذن ستكون ابنة من ؟
مديحة:- يوووه هل هذا وقت ننشغل فيه بهذا لتكن ابنة من تكون ، بالأخير ستجدينها ابنة حرام
سماح:- تؤ تؤ سامحكِ الله يا ولية
مديحة:- خليني أتابع الأحداث بلا إزعاجك ..
جلنار:- سنرفع الشمع هكذا وبعدها تدخل خالتي عواطف بصينية الحناء تمام ؟
نهال:- لا أدري لما لم تستعينوا بمختصة في ذلك ، ما هذه العصرية المعوجة ؟
جلنار:- حسنا في عرسكِ سنتتبع تقاليد الأولين لنرى إن كنتِ ستتحملين
نهال:- طبعا لن أتملص من تراثنا يا عمتي
جلنار:- هههه يلا يلا وين الزغاريد وين الصيحات سمعوني أحلى زفة بنوتية لأرى
عواطف(ابتسمت لهن وخرجت بالصينية وهي تغني معهن):- الله يسعد قلبكِ يا صغيرتي
كوثر(دمعت عيناها لدى رؤيتها ونظرت جانبيا لميرنا وهمست):- لو كانت أمي هنا لما فرحت مثلما فرحت بأمكِ أنتِ …ليتها كانت أمي أيضا
ميرنا(بدموع أمسكت يدها):- هممم …
كوثر(اتكأت برأسها على رأس ميرنا بعفوية وهي تتأمل حضورهن):- هههه .. أيوة أيوة
باتريك(أطل من باب الحديقة):- والله يا هنادي لو تراهن سيدتي ميرا لقتلهن واحدة بواحدة
هنادي:- اختصر يا باتريشيو ودعني أنضم لهن لأتابع الأحداث
باتريك:- أردت أن أخبركِ أن فستان الست ميرا قد وصل وسيكون هنا صبيحة غد
هنادي(بفرح):- حلو جدا … سوف أبلغها بذلك فور اتصالها
إياد:- الله الله ..سيد باتريك ماذا تفعل عندك ؟
باتريك:- ههك كنت كنت أكلم هنادي وأوصيها بالتحف الفخارية فحسب
إياد(أشار له):- بوجهك للقبة الخلفية لا تدعني أبتلي فيك …
باتريك(هرول هربا):- حاضر بلاه العنف …
رقية(كتفت يديها):- لما تتهرب مني في كل فرصة يا إياد ، لقد أصبحنا نتعامل كالغرباء
إياد(مسح ذقنه واتكأ على الجدار):- ماذا تريدين مني أن افعل ؟
رقية:- ولا شيء يا إياد ، فأنا لم أطلب منك سوى أن تكون صادقا معي
إياد:- هل سنعيد ونزيد في نفس الموضوع ؟
رقية:- ماذا تقصد ؟
إياد(بانفعال):- اجمعي الليلة ودعينا نحتفل مثل الناس
رقية(زمت شفتيها بجرح منه وكتفت يديها):- تابع كذبك علي وستجد نفسك وحيدا بدوني
إياد(حرك فكه):- رقيييية ..رقية تمهلي
رقية(توقفت لتغالب دموعها):- ماذاااا ؟
إياد(تعب من كل ما يحصل):- أنا آسف آسف ، لكنكِ تضغطين علي في وقت حرج جدا ، أيمكنكِ أن تمهليني بعضا من الوقت
رقية:- يااااه ألهذه الدرجة تراني عائقا يكتم أنفاسك ؟
إياد(أشار بغضب):- أنظري لنفسكِ كيف تحرفين كلامي ، يعني أنا أحاول فك المشاكل وأنتِ تحرفينها لما يجول بخاطرك
رقية:- لأنني أريد الصدق ..هل طلبت المستحيل ؟
إياد(ابتلع ريقه):- والصدق غير متوفر لدي الآن .. يعني إما أن تقبلي بي كما أنا أو تنسي أمري
رقية(عقدت حاجبيها وتراجعت خطوة للخلف):- شكلك ترغب بقطع علاقتنا منذ زمن وأنا كالحمارة ألحق بك دون تفكير ، صدقا مشكور يا أخ إياد عرفتني مكانتي لديك وفتحت أعيني
إياد(أغمض عينيه ليمسك ذراعها):- لا تفهميني بشكل خاطئ أنا …
رقية:- لا تكلمني يكفي يكفي …. لا تكمل فلو أضفت سطرا آخر سنصبح في خبر كان
إياد(أفلت يدها):- أعتذر منكِ …
رقية(دخلت متجاهلة إياه):- إن لم تخبرني بالسر الذي يجعلك كاذبا هكذا معي ، سوف أعرفه بطريقتي الخاصة فلن أدعك تتعذب هكذا وأبقى متفرجة بحرقة
انضمت لسرب الفتيات وهي تبتلع مأساتها فهي عازمة على معرفة سره أيا كان لتساعده وتمسك يده ، فهي واعية ولن تتخلى عنه مهما كانتِ الأحوال … اندمجت معهم رغما عنها فلقد جعلن الكل يستقيم ليشارك بتلك الأغنية لما وضعت عواطف الحناء بيدها ولفتها بالحرير ، وقتها انفجرت كوثر بالبكاء فعانقتها هذه الأخيرة بحب أمومي وقبلت جبينها وطلبت منهم رفع صوت الموسيقى ، فحينها أمسكتها من ذراعيها وجعلتها وسط المكان لتلف حولها البنات وترقص وإياها سوية رقصة أم وابنتها بمنتهى عمق المشاعر كانت صورتهما كذلك … لحظتها دمعت عيون جمانة حزنا فهي تستطيع قراءة حزن كوثر بالرغم من أنها تعوض فراغ أمها بواسطة عواطف إلا أن هنالك رغبة دفينة تخفيها في سراديبها تتجلى في حضور تلك الأم الغائبة عنهم ولو لبرهة من الزمن ..لكن هيهات حين يمتزج الخيال مع الواقع المرير … على رقص وطبل وزمر انتهى حفل الحناء ليبدأ حفل توديع العزوبية وقد كان خاصا بالبنات فحسب لذلك توجهن للمسبح وانتشرن هناك كالنمل ليبدأ اللعب ع أصوله ، فقد طلبن تجهيز المسبح بمختلف الألوان الزاهية التي عبرت عن مكنوناتهن الطفولية بامتياز ، وتحت أنغام أغنية مرحة جدا :
[ECahme La Culpa]
وقتها صار للمرح عنوان آخر ألا وهو نسيان كل الآلام لأن كوثر تستحق أن يتم محو كل آه ، واستقبال كل بسمة مبهجة لعلها تمسح عنهم الأسى الذي خيم على حياتهم بالفترة الأخيرة ..حتى ميرنا ما سلمت من أيديهم طبعا رأفوا بحالها المرضي لكنها نالت نصيبها من الفقاعات الصوفية ، أما الصغيرات هوه كن يتزحلقن وسط الصوف الزهري الذي كان يغرق المسبح حتى آخره ، ووجدن أنفسهن محاصرات من قبل المراهقات فحتى الشابات غرقن وسطه لأن شكله لم يكن يقاوم وكأنهم وسط غيمة زهرية ستسحبهم نحو مزن الأحلام المنتظرة … إأيييه وعلى هذا انتهت ليلة الحناء واتخذت كوثر غرفة الضيوف مبيتا لها هي ووصال ، بينما تفرقت البنات في الغرف المتبقية إلا نبيلة التي اعترضت على المبيت هناك لذلك طالبتهم بالعودة لبيتها فرافقنها السيدات كلهن وتركوا البقية في عهدة نور بما أنها كبيرتهن ….
فؤاد:- إنه يعد بيت ابن أخي ست نور يعني بعضا من اللباقة هنا
نور:- ولكنه بيت أختي وسيكون للنساء فقط فهوينا أنت ورجلك ودعونا ننام
فؤاد:- حاضر يا نور حاضر …أراكن غدا
لمى(عانقته):- ليتك تبقى معنا بابا فؤاد
فؤاد(تأثر بجملتها وابتسم):- بابا فؤاد سيحضر غدا لكي يصطحبكن للعرس في موكب عريض جدا سيعجبكن
لمى:- وعد
فؤاد:- وعد …
دينا:- انتبه لنفسك عمو فؤاد أراك غدا
فؤاد(عانقها بمودة):- انتبهي لأمك
دينا:- هه في عيوني
جنان:- باي عمو فؤاد … يلا لمى هاتِ يدكِ لنصعد لغرفتنا فميسون ستبيت أيضا هنا
لمى:- أحبها أين هي ؟
دينا:- غالبا مع عمتي ميرنا في الحديقة …
لمى:- ننتظرها بغرفتنا
نور:- دينا انتبهي لابن خالتكِ شادي هو نائم بعربته.. وأنت تعال هنا لحظة … ماذا قصدت بالوقت المناسب ؟
فؤاد:- عن أي وقت مناسب تتحدثين ؟
نور:- لا تماطل بالحديث يا فؤاد لقد حادثتك عن ابن أخيك ولكنك قلت دعيها للوقت المناسب ، حيث ستكشف الأوراق عن أي أوراق تحدثت ؟
فؤاد:- هاااا ..أوراق شجر الخريف يا روحي
نور:- هل تستهبل؟
فؤاد:- هماااااام ..يا هااااام سنتحرك تصبحين على خير
نور(كتفت يديها):- ما الذي قصده أساسا نظراته لي مريبة ..يلا لعله خير غدا أعيد البنت لبيتها وأتخلص من كل هذا الكذب دفعة واحدة
رمقته بطرف عين وهو يغادر وعادت أدراجها للقصر ، وإذ بها تلمح تحرك ميرنا وحكيم وميسون رفقتهم ابتسمت وأشارت لهم بالدخول فهو لن يتركهم وحدهم هناك ، فحتى إياد بقيي هو وكاظم ورامز الذين شطبا سوية كل الحلويات فصار باتريك يخفي عنهم بعضا منه ليلتهمه وإلا شفطا كل شيء
كاظم:- شوف يا ملفوف الشعر تلك الكنبة لي لماذا ، لأن قدمي العريضتين تحتاجان لفسحة واسعة كي يتحرك الدم فيهما ، فيا قصير النظر عليك بالكرسي فآخرك هو
باتريك:- أنا لا أسمح لك بإهانتي ، وكونك تفوقني بالكتل العضلية لا يعني أنني لا أستطيع الرد عليك ، ثم أنا أعطيت غرفتي للمدعوة هند فماذا عساي أفعل
رامز(مضغ آخر قطعة من الكعك):- أيها التحري … أنا الكنبة المقابلة
باتريك(وضع يديه على خصره):- ما هذا الظلم وااااع …
إياد:- ههه غالبا ستنام بالحديقة باتريشيو أو لدي فكرة أفضل ما زالت السحابة الوردية بالمسبح ارتمي بأحضانها وستجد نفسك غارقا في الأحلام
باتريك:- هاهاها …لئيم …
حكيم(نزل مسرعا من الدور العلوي):- باتريك عفوا منك أيمكنك أن تعطيني حقيبة الإسعافات خاصتكم ؟
باتريك:- ستجدها بالمطبخ على يدك اليمين
حكيم:- ما به هذا يلوي فمه كملفوف الباذنجان ؟
رامز:- ههههههههههههههههههه …. أعجبني الاسم حتى شعره ملفوف كوريقاته
باتريك:- وقح …
كاظم(سرح رجليه بأريحية):- أحححح أحتاج لغطاء فحسب هيا باتريشيو قم بالضيافة
باتريك(تعصب منهم):- لما لم تخلقني فتاة يا ربي لما لما لمااااا
إياد(اتكأ بيده على الكنبة المقابلة):- هيا لنغفو لدينا يوم طويل غدا
رامز(تثاءب):- أي والله غالبني النعاس …
إياد(رمقهم بطرف عين واستقام ليلحق به للمطبخ):- حكيم ممكن لحظة ؟
حكيم(كان يفتش عن عدة الإسعافات):- نعم إياد
إياد:- بصراحة ..وضعي أنا ورقية ليس جيدا
حكيم:- وما العمل ؟
إياد:- أفكر لو أصارحها بالحقيقة ، كذبي عليها يعذبني
حكيم:- هل أخبرته ؟
إياد:- لم أجرؤ أساسا هو لا يتعاط معي لأنه يعتقد بأنني تواطأت مع جوزي ضده
حكيم:- هو مجروح الفؤاد ، زيادة على أن صولي ليس بخير لذلك لا تلمه
إياد:- ولهذا أستشيرك ، هل أخبرها ؟
حكيم(أغلق العلبة ووضعها على خصره):- أنا لست المعني بالأمر ، اطرح الموضوع عليه وأيا كان قراره ستحترمه ، أخوك يستحق دعمك حتى ولو كان على حساب احتراق روحك
إياد:- لا أفدتني … هفف
حكيم(تركه وصعد للدور العلوي مباشرة للغرفة):- عدنا
ميسون:- بابا ميرنا تبكي
حكيم(بفزع):- مااااااااذا ؟
ميرنا(نظرت لميسون التي رفعت الورقة بوجه حكيم):- هممم
حكيم:- لا أريد المبيت في بيت تلك المرأة
حكيم(مط شفتيه):- الوقت تأخر ولو كنتِ ترغبين بأن نعود لبيتنا لا أمانع
ميرنا(هزت رأسها بموافقة):- هاااا
حكيم(رمش وهو ينظر لميسون التي شعرت بالخيبة):- وما بكِ أنتِ الأخرى ؟
ميسون:- كنت …ا كنا سنبيت مبيت فتيات بالغرفة جهزنا الخيمات حتى ولكن .. معليش لنذهب لبيتنا
ميرنا(نظرت لعيونها الذابلة ومسحت دمعها):- هفف ..
حكيم(باستجداء):- ماذا قررتِ ؟
ميرنا(هزت كتفها وجرت ذراع ميسون لتضمها):- هممم
حكيم:- وها أنتِ حظيتِ بموافقة هيا قبلينا واركضي لصديقاتك
ميسون(أخذت تقبل وجه ميرنا):- أسعدتني أسعدتني ماما حبيبتي هههه
حكيم(اختفت بسمته):- احم …
ميسون(عانقته وقبلته أيضا):- اعتني بها بابا حبيبي تصبحان على خير
ميرنا(شردت فيها):- هاااا ..
حكيم(وضع العلبة على السرير):- أبعدي قميصكِ قليلا ميرنا …
أبعدته وأفسحت له المجال لكي يقوم بتغيير ضماداتها ولم تشعر بنفسها إلا وهي ترتمي بحضن السرير لتغفو من جديد ، تركها على سجيتها وبقي جوارها حتى تأكد من نومها وبعدها غادر الغرفة ، سمع البنات يقهقهن في غرفتهن فقد بقيت جلنار ومرام ومعهما نهال وشيماء وجمانة في غرفة واحدة اثنتين بالسرير وثلاثة على الأرض ، أما ليان فقد عادت للبيت مع أخوها يزن
وسماح ومديحة وعواطف ونبيلة وعفاف فحسب ، فحتى رنيم اممم فوجهتها كانت مختلفة
رنيم:- شكرا سفيان هذا هو البيت
سفيان:- مع ذلك سأنتظركِ فهذه هي تعليمات الخالة عواطف
رنيم(أمسكت الدمية وفتحت الحاجز الحديدي):- تمام عد للسيارة كي لا تبرد … مشكور
وصلت للباب وطرقته بتردد وأخذت تنتظر ، دقيقة واثنتين لغاية ما اشتد طرقها فقد خشيت من أن يصيب أولادها مكروه ، لكنها اطمأنت لما سمعت صوت المقبض ووجدته يمسح على شعره متثائبا لتنتبه خلفه لسير أيهم بنفس الطريقة الفوضوية وبدوره كان يفرك شعره مثله …للحظة ارتسمت بسمة على شفاهها فالولد يشبه أباااااه في كل شيء
رأفت:- هااااا يا سيدة رنيم هل ستطيلين النظر هكذا ، الجو بارد على الأولاد ادخلي
رنيم(دخلت بتردد وأعطته الدمية):- أ…هذه لسجى إنها لا تنام بدون أن تحتضنها
رأفت:- أيوة وأنا أتساءل مع نفسي بما أنني نفذت تعاليم الورقة لما لا تنام البنت ، لكن عذبتِ نفسكِ قد غفت لما غنيت لها أغنية النمر المقنع
رنيم(رفعت حاجبها وهي تحمل أيهم الذي تمسك بها):- أهاه ..فعلا عذبت نفسي
رأفت(أغلق الباب بعد أن أطل خارجا):- هل ذلك خطيبكِ المصون ؟
رنيم:- لاء …أ..سائقنا الخاص ثم خطيبي سيكون موجودا غدا يعني ..
رأفت(هز رأسه):- جميل جدا .. تمام بما أنكِ سلمتِ الدمية يمكنكِ الذهاب
رنيم(كيف يتدبر أمرهما بهذه الحرفية متى كان أبا أصلا ، آخ لم أتوقع هذا في الحقيقة حسبت أنني سأجدهم في حالة يرثى لها):- …حممم
رأفت:- ماذا يا رنيم هل توقعتِ أن أفشل ؟
رنيم(غاظتها سخريته):- لما الكذب …توقعت ذلك
رأفت:- هههه نتأسف من حضرتك
رنيم(قبلت وجنة أيهم وأعطته لأبوه):- غدا سأنتظرك بالحديقة في نفس الموعد لا تتأخر علي بهما ، أريد تجهيزهما بثياب أنيقة لأجل حفل الزفاف
رأفت:- ألسنا من المدعوين يعني ؟
رنيم:- أخوك مدعو طبعا وسيحضر مع صديقته ، لكن أنت عذرا لا مكان لدينا للخائبين
رأفت(أغمض عينيه):- ليلة سعيدة
رنيم(فهمت أنه يطردها بشكل واضح):- باي أيهم اعتني بأختك ….
رأفت(قبل ذهابها أمسكها من ذراعها):- مرة ثانية لا تتحركي وحدكِ ، كان بسيطا جدا أن تحضري معكِ إحدى البنات لكن هكذا تعودين في منتصف الليل مع الغرباء لا أٍرضاها لأم أولادي ، وإن كان خطيبكِ يوافق فاعذريني على الكلمة إنه بلا وجدان
رنيم(سحبت يدها من قبضته):- خطيبي يعرف مكاني ، لذلك أرح بالك واعتني بأولادك
تركته مشدوها محله وصفقت الباب خلفها وتحركت صوب السيارة لترمي نفسها بها وهي تلعن وتسب تحت أنفها غروره الذي لا يسقط الأرض، حتى وهو مذنب لا يستسلم زفرت بقنوط وطلبت من سفيان التحرك ، والذي انطلق من فوره مغادرا المكان وفي تلك اللحظة لم تكن وحدها من بقيت خارجا في ذلك الوقت المتأخر بل حتى هذه كانت تعاني من ضغطه طالما وقعت في قبضة إنقاذه … غازي وهديل رشوان الفتاة التي يسميها مصيبته الدائمة ^^
غازي(بانفعال):- انزلي …
هديل:- أأنت مجنون هل ستنزلني في هذا الليل الدامس ووسط هذا الخلاء ؟
غازي:- أجل …سأنزلكِ فيه هل تمانعين أنا من يتحكم بالمقود وبالسيارة لذلك انزلي
هديل(اغرورقت عيونها بالدموع ولكنها أخفتهم بجهد جهيد):- تصرفك هذا أوقح تصرف أتعرض له في حياتي
غازي:- أبفهم يعني بمنتهى الصراحة هل أنتِ تعشقين تخريب راحتي ؟
هديل:- أصلا من تكون يا هذا حتى أفكر بك ، اسمع لا تجعلني أندم لأنني أخبرتك بمشكلتي أصلا أنا طلبت رقم منزل أخيك ولكنك هرعت للعب دور البطولة
غازي:- أصبحنا هكذا إذن لولا أنني سمعت الصياح مرتفع حولكِ لما اهتممت
هديل(استكانت عند جملته):- اهتممت ؟ ههههه ما هذه النكتة فحضرتك حطب لا يهتم إلا بالنار التي تحرقه
غازي:- طيب انزلي وغادري سيارتي فورا
هديل:- هل هي ملك لك ؟
غازي:- لصديقي الذي تركته في منتصف الطريق كي أهرع للنجدة
هديل:- طيب طالما هي لصديقك فوحده القادر على طردي منها ، خذني لقصر جدي
غازي(تمالك أعصابه وهو يغمض عينيه):- آنسة هديل ، لقد عاملتكِ بمنتهى اللطف وقمت بإنقاذكِ من أولئك الغرباء فدعينا لا نطيل في الأمر واغربي عن وجهي
هديل:- لا أسمح لك بإهانتي أنت مجبر على أخذي لبيتنا ، لأنك لست نذلا حتى تترك فتاة شابة مثلي عرضة للذئاب في هذا الليل
غازي(تنفس عميقا وحرك مقوده):- معكِ حق سأرمي بكِ في بيتكم لأرتاح
هديل:- لما لم ترافقهم لحفل توديع العزوبية ؟
غازي:- وهل أظهر لكِ طفلا هنا تلك الأمور للنساء فقط
هديل:- ولكنك أخوك كان متواجدا هناك وإلا لكان رد على رقمي وهب لنجدتي دون تجريح
غازي:- إذن انزلي واتصلي به ليعيدكِ لبيتك
هديل:- لا لا …يعني ..لنقصر الشر أحسن
غازي(حول عينيه وهو يمضي بهما):- أعيدي لي من البداية ما مشكلتكِ مع تلك المرأة وأولادها الصبيان ؟
أخذت تسرد له حكاية المريضين المفبركين وحكاية المرأة التي لعبت دور أمهما ، كل هذا روته وهو يصطحبها لقصر جدها الذي قلق عليها وأخذ ينتظرها عند النافذة ، غلب معه رستم ليغفو لكنه أبى ولم يتنفس الصعداء إلا بعد وصولها الذي حمل معه شحنة غضب خصوصا وأن راجيا خطا بقاعهم الخاصة …
ضرغام:- رستم رستم … افهم لي سبب تواجد هذا الراجي مع حفيدتي
رستم:- سأتحرى الأمر …لكن لا تفقد أعصابك مع الآنسة أساسا هي بائسة …
ضرغام(تمالك أعصابه بجهد جهيد):- حسنا حسنا ، لكن افهم لي القصة حالا
أوضحت هديل لجدها المنفعل سبب إحضار غازي الراجي لها ، وطبعا قالت سببا مختلفا تماما عن الحقيقة بل جعلت من نفسها بطلة أمام جدها الذي افتخر بها كونها أذلت ابن الراجية وجعلته يوصلها كالخادم حتى البيت …والله يا عم ضرغام خليك نايم في سباتك أحسن لأن مشاكلهم لا تنتهي ، شكله سمع مني فسرعان ما فض ذلك الاجتماع وذهب لينام بعد أن ارتاح على سلامة حفيدته ، وما تبقى غير حفيديه ويطمئن قلبه ، فواحد عليه الخروج من السجن بينما الثاني عليه أن يعقل ويتوقف عن الجنون الذي يقبل عليه …
شهاب:- هل قلت انتهى لم أقل إذن عليك أن تتمم عملك وإلا لن أدفع لك
العامل:- سيد شهاب لقد أغلقت كل النوافذ بالحاجز الحديدي لم يتبقى سوى هذا ، لو نتركه للغد حضرتك؟
شهاب:- هل تريد أموالك ، إذن أنهي عملك وستأخذها بالقطعة
العامل(هز كتفيه):- أمري لله
شهاب(أمسك قنينة مشروبه وهو يطالع السجن الجديد):- هنا سيكون سجنكِ يا ميرا ، ستحلين أهلا وتطئين سهلا يا حبيبتي …..
على وعيد الشر الذي هتف به سرا ، قد نعطيه بعض الحق فيه فميرا بالغت جدا في غضبها وعقوبتها ستكون بعيدة عن متناول تفكيرها فلتنتظر فلم يتبقى سوى سويعات وها هي ذي في قبضته من جديد …

في الملهي الليلي
كانت كهرمانة تراقب ما يحدث بالصالة من شاشات مكتبها ، بقربها عرندس وعلى يسارها سكر التي كانت ممتنة من بناتها تلك الليلة
كهرمانة:- لقد قمن بعمل ممتاز ،، شدة الأذن التي شددتها لهن بعد عودتهن من روما أدت مفعولها ، إنهن شاطرات
سكر:- ولو بناتي أي والله بناتي تربية يدي وتعليمي
كهرمانة:- أريدكِ أن تدللي راقصتنا الجديدة أيضا ، إنه موصى عليها من فوق
سكر:- في عيوني صدقيني يا ست كهرمانة ، ستكون راقصة ناجحة لقد ألهبت عقول الرجال وحركت جيوبهم حتى سال لعابهم هيهههه
كهرمانة:- بقي لها عرض أخير وتنتهي الليلة
عرندس:- ننسحب حضرتك ؟
كهرمانة:- لنرى آخر عرض ونرحل … دعيهم يبدؤون فقد تعب الحضور من الانتظار
سكر:- من عيوني … يا ولد هيييه خليهم يدخلوا لمياء للمرقص ستؤدي استعراضا أخيرا وبعدها هووووبا نخفيها بين الرمش والعيون أي والله …
بالأسفل أخبروها بصعودها للمسرح من جديد ، وقد كان محروس بجوارها طوال الوقت طبعا من سيفرط في دجاجة تبيض له الذهب يكون مجنونا بلا عقل
محروس:- هيا هيا اركضي اركضي وأبهري الناظرين ، إنهم يطلبونك وغدا وبعده ستسمعينهم يهتفون باسم مِيًّا عاليااااا وهووووب طارت لمياء وصارت بالعالي الراقصة ميا بشحمها ولحمها
لمياء(برقت عيونها بطمع):- ولكنني ما تعودت على اسمي الجديد ميا أحسه ناقصا ، ثم كذلك ما استظرفت نظرات البشر لرقصي ، حتى اللبس فااااضح
محروس:- اسمعي يا هذه سترقصين وستؤدين أفضل ما لديكِ ، يا هكذا يا إما تنسين أمر المال الذي تريدينه لتسكتي به فم ابن قتيلكما
لمياء(أغلقت فمه سريعا):- اخرس اخرس ….سأرقص …
محروس(مسح على بطنه وهو يتأمل خصرها):- هزي وسطكِ وكأن دولابا مطاطيا يتأرجح عليه ، هيا هيا …ماذا تنتظرين ؟
لوبا:- حان دوركِ لمياء
لمياء(نظرت إليها نظرة استعلاء):- سمعت يا بعدي …
لوبا(حولت عينيها وأخذت صينية الطلبات):- … اللهم طولك يا روح
صدحت أغنية"أيوة …أصل البنات شربات وانا بت يا ود عسل في المشية وفي الحركات ضربوا بيا المثل" في كل زاوية كانوا يوزعون المشاريب على الحضور الذين كانوا مسحورين برقصها وهي تميل ذات اليمين وذات الشمال مع أغنية مايا دياب … بنات سكر كن حاضرات أيضا أغلبيتهن جالسات على طاولات الزبائن للترفيه عنهم وإمتاعهن بالجو .،، كل هذا كان يتم تحت ناظري رجله الذي بعث له رسالة نصية تفيد تواجد كهرمانة هناك …
جابر:- حضرتك ماذا تأمر ؟
خوري:- جهز لي طاولة في الدور العلوي بعيدا عن قطيع المخبولين
جابر:- دقيقتين فحسب …
عرندس(همس لكهرمانة):- هنالك ضيف يطلب الدور العلوي بأكمله وسيدفع نقدا
كهرمانة(برقت عيناها):- طولوا بالأغنية وخلوها ترقص حتى أعطيكم إشارة بالتوقف
عرندس:- سندبر المكان له في الحين، من ترشحين لمجالسته ؟
كهرمانة:- سكر …سكر ستفيدك ودعها ترسل معك أجملهن وأذكاهن أيضا ، فزبون كهذا يجب أن يعود مرة واثنتان وعاشر ههه ….
لم تعرف أن الضيف هو ابنها القدير ، والذي صعد بقناعه وسط طاقم رجاله الذين وفروا له الطريق بعيدا عن أنظار عرندس والباقيين ، اتخذ مجلسه هناك وقاموا بفتح قنينة شامبانيا على شرف زيارته الأولى ، لكنه لم يبالي بهم حتى بل كان يراقب الرقص بالرغم من أنها لم تثر فيه أي شيء لكن الصراحة تقال ، رقصها جميل …
سكر(قاطعت أفكاره):- يا أهلا وسهلا بحضرتك ، يعني الجو ليس خانقا يمكنك نزع قناعك لترتاح
جابر:- لا تتدخلي ، أحضري الفتيات وارحلي
سكر:- حاضر … ع عيني يا بناااااااااات
دخلن بالدور عليه وهن تتمايلين بفساتينهن الأنيقة ، كل واحدة تقول للأخرى أفسحي الطريق وهدفهن واحد الإيقاع بشخص رفيع المقام لعله يخرجهن من ذلك المستنقع العفن ، فإخراجهن للساحة كان بأمر من كهرمانة شخصيا ما يعني أنهن سيدخلن في مرحلة الجد وهن وحظهن … كن يشكلن سطرا واحدا أمامه لكن عينه لم ترفع تجاهه ولا لحظة بل ظل يتابع رقص لمياء بشرود ..
سكر:- أ… هذه فوفا وتلك سوما ، ها وهذه توحة والأخرى روكا بينما هذه سهى وهذه هنا دجى أما تلك فهي لوبا وبجوارها ساريتا احم …
جابر(لمح قنوطه):- أيوجد غيرهن ؟
سكر:- طبعا طبعا … شوشو يا شوشو أحضري آسما وميري
شوشو(أدخلتهما):- تفضلي ماما سكر
خوري(رفع بصره صوبها وناظرها بتمعن ليحدد بصره صوب جابر):- ..لارد
جابر:- ما اسمكِ ؟
شوشو:- من أناااااااا ؟
سكر(دفعتها للصف):- إنها ذراعي اليمين وهي ذكية وفطيمة اسمها عائشة ولكننا ندلعها باسم شوشو
خوري(أشار بإصبعيه لجابر):- …دعهن ينصرفن
جابر:- جميعهن ؟
خوري(أطل عليه بنظرة حزم):- أهاااا
جابر(صفق بيديه):- سيدي يريد الاختلاء بنفسه الآن ..
سكر(لم تفهم):- يعني ..أألم تنل أيهن إعجابه ؟
جابر:- ليس الموضوع ولكن مزاجه سيء أكيد سنعود للاختيار لاحقا ، تفضلوا رجاء
سكر:- يلا يلا امشين أمامي لأرى ، فرجة ممتعة حضرة السيد
خوري(زفر عميقا):- .. دعها تأتي
جابر:- سأبعث لها خبرا ….
لم تصدق نفسها حين علمت بحضوره هناك وبأنه هو الضيف ، لم تصدق حتى وقفت تلتقط أنفاسها أمامه بينما كان يلتهم من صحن المملحات القليل وبيده كأس مشروب ، خرج جابر وتركهما وحدهما
كهرمانة(بدموع):- ما صدقت حينما أخبرني عرندس ، كنت ابعث لي خبرا لأفرش لك الأرض ورودا وأحضر القاعة لك وحسب
خوري(أزال قناعه):- ليس هنالك داع فزيارتي قصيرة
كهرمانة(جلست على الكنبة جواره):- فرحت لأنني رأيتك
خوري:- أنا ما فرحت ، ولنتجاوز سلسلة فشلك وندخل في المفيد
كهرمانة(شبكت يديها بقلة حيلة):6 ماذا تريد ؟
خوري(أخذ يكسر بأضراسه حبة لوز):- أريدكِ أن تعطيني عقلكِ قليلا
كهرمانة:- نعم أسمعك بني
خوري:- قبل ثلاث سنوات كانت معي مساعدة ذات شعر نحاسي
كهرمانة:- ستيلا …
خوري(برقت عيونه حين سمع اسمها):- ذاكرتكِ منتعشة ما شاء الله
كهرمانة:- أ..يعني .. كل ما يخصك أذكره بشكل عميق
خوري:- ويتيفر ..أريدكِ أن تتدبري أمر فتاة ما وتجعليها شبيهة بها حتى يصعب علي التفرقة بينهما
كهرمانة(ابتسمت):- يااااه أخيرا أنت تجيء إلي لاجئا
خوري(التقط كوبه بغرور):- لا تتعودي فهذا سيكون اختبارا للأمانة ، زيادة على أنها ورقة رابحة قد تضرب حكيم الراجي في صميمه
كهرمانة(بكره):- قل والله ، طالما هكذا فلك دعمي حتى الأخير …
خوري:- سأثق بكِ بنسبة قليلة يعني لو خذلني سوف لن تكون الأمور بخير
كهرمانة:- صدقني لن يسمع أو يعرف أحد ، سوف أقوم بكل ما تأمرني به لن أخذلك طالما التجأت إلي
خوري:- اهااااه … بقية سهرة طيبة إذن رجالي سيفيدونك بالمهم عندما يحين الوقت
كهرمانة:- وقت … يعني إلى متى ؟
خوري:- حين أرى الوقت مناسبا يا كهرماني … الوداع
كهرمانة(فركت يديها بحماس):- عرندسسسسسسسسسسسس
قبل مغادرة خوري كانت تزف الخبر لعرندس الذي استغرب موقفه ، لكنه فرح لأجل فرح سيدته ولا يسعه الاعتراض ..
وهكذا كان وضع قنبلة بحجر كهرمانة وهي التي ظنتها فرصة بالنسبة لها ، فرصة ستجعلها تتقرب منه وما عرفت أنه يستحيل أن يثق بها ولو كانت آخر أم على وجه البسيطة ، لكنه يملك دوافع عميقة جعلته يسند لها مهمة التغيير المنتظرة ، يلزمه الآن فقط اختيار الوقت لاختطاف ناهد وترويض الوحش الكامن فيها ….
دجى:- ماذا ماذا والله لو رميتِ عينكِ عليه لأفقعها هكذا بظفري
ساريتا:- والله لأشكو بكِ لآيشا ونوري وحدهما من تحضران حقنا من بطشكن
دجى:- آخ القردتين تملكان حظا وفيرا ، لقد تم عزلهما لأنهما تخصان الفهد البري
فوفا:- أي حظ هذااااا تذكرينه ، ليس هنالك أجمل من الاستمتاع باللحظة
ميري:- إيه فقط لو كان هنا حكيم أيضا
شوشو(صغرت عينيها فيهن):- يا حبيباتي قلبي يؤلمني عليكن
آسما:- يفضل ألا تتكبري فالواضح أنكِ لفتتِ انتباه المقنع
شوشو(بتلعثم):- أناااا أكيد أخطأتِ ههه هو فقط أراد معرفة اسمي
ساريتا(وضعت يدها على فكها):- إلا صحيح ما سر ذلك القناع أيكون مشوها ؟
روكا:- أو ربما مقطوع الأنف هههههههههههه
ساريتا(ضربت في كف روكا):- خخخخ ربما خده مقسوم أيضا
سهى:- لا هذا ولا ذاك هو لا يريد لأحد أن يرى وجهه
لوبا:- وهذا راجع لمدى أهميته يا بنات …
توحة:- أيوة يعني المفروض أن نتقرب منه ومن رجاله لنتعرف على سره الغامض
روكا:- واووو أشعر وكأنني أدخل لمغامرة مااااا
فوفا:- هههه حتى أنا أعجبني الحال
ميري:- لما وحدي التي ليست سعيدة بحضور هذا الشخص المريب ؟
ساريتا:- أساسا لو كان حكيمكِ جالسا بدلا عنه لنسيتنا نحن وليس نفسكِ فقط
آسما:- آآآه طبيعي يختي من هذه التي لا تعجب به
شوشو:- أبسأل سؤال هل أحضر لكن أدوات غزل الصوف ، يلا كل واحدة لرأس عملها بلا ثرثرتكن الناقصة ، عال والله
سهى(بتذمر):- تشعرينني وكأنني ما زلت تحت رحمة الناظر
روكا:- حسنين ولا عبد المنعم ؟
دجى:- ابن خلدون تمام هكذاااا
ساريتا:- ههه امشي امشي منكِ لها يا ناقصات حظ مثل حالاتي
لوبا:- لكن وربي قد أعجب بكِ يا شوشو هههههه
انفجرن ضحكا لحظتها وحينها انفجرت هي بوجههن أكثر وهددتهن بتبليغ سكر ، لذلك هرولن وسط الصالة عائدات لعملهن وفي خاطر كل واحدة منهما حلمها الجميل ….أما راقصتنا الجديدة فقد أنهت وصلة رقصها وقبضت ثمنه وغادرت رفقة محروس للبيت ، وجدته سكرانا وفور دخولها أمسكها من شعرها وطرحها أرضا
عبد الجليل:- أين كنتِ يا عاااااهرة ؟
لمياء(أخرجت من حقيبتها رزمة المال):- ذهبت لأحضر لك ما تأكل يا حقير
عبد الجليل(أمسك الرزمة بعيون تبرق):- ماذا فعلتِ لتحصلي على كل هذا ؟
لمياء(جلست بتعب):- الراقصة التي أساعدها كريمة جدا معي، البقشيش الذي تحصل عليه كثير لذلك تعتني فيني
عبد الجليل(جلس ومسح على شعرها):- ابقي دائما عند حسن ظنها لتعتني بنا هكذا ، هاه ألم تحضري عشاء جاهزااا أنا جائع ؟
لمياء:- أحضرت أحضرت … كله هو في الكيس هناك تصبح على خير
عبد الجليل:- نامي نامي أنتِ متعبة
رمقته بقنوط واضطجعت من فورها على السرير وغفت بينما كان هو يتناول العشاء ويعد المال الذي أحضرته ، فقد قسمه عقليا بداخله وكيف سيستهلكه وطبعا هي خارج حساباته حتى لذلك سنرى كيف ستتحمل كل هذا إذا ما تكرر في كل ليلة ….

في اليوم التالي
في صباحه مرت الأمور حماسية درامية جنونية في قصر ميرا إلى أن حل المساء ، وتحول لخلية نحل بحيث حضر إليه الجميع لأجل زف العروس بالموكب المناسب وأيضا لكي يأخذها عريسها من عندهم كما يجب … تحضروا جميعا بفساتينهن اللاتي اخترنها من معرض الفساتين البارحة وتألقن في تسريحات شعر أنيقة جدا ، مع الزينة التي وضعتها لهن مساعدات ريمة من صالون نور التجميلي ، وهذه الأخيرة تكفلت بالعروس فحسب وأنهت زينتها بعد أن ارتدت فستان العرس وتجهزت منتظرة عريسها الذي كان في طريقه إليهم رفقة أصحابه من مكتب الهندسة ، وأيضا برفقة جاسر والشباب ..فالزفاف سيجمع العيون فمنذ أيام والكل منشغل عن بعضه وقد جاءت فرصة الحديث الصامت والكلام الخفي ، بعد فترة وصل موكب العريس فتعالت الزغاريد بالقصر والكل متأهب لدخوله المنتظر هو وخطافي القلوب رفقته المصونة ، كانت النسوة ينتظرن بحماس وبجوارهن يقف حكيم وفؤاد ونادر لاستقبال الحضور ، أما العروس فقد كن يلتففن حولها في كرسيها المخصص وبجوارها عواطف تحاول تهدئتها وطمأنة قلبها ، فكوثر كان لديها تخوف آخر بعيدا عن العرس وتفاصيله وهو عدم حضور أبيها معها في ليلة كتلك أيعقل أن يفعلها ؟؟؟ …لم تستطع الرد فقد دخل الكاميرامان صديقي ليصور تفاصيل العرس لنا لأجل الذكريات ، و ها هو عريسنا المخفي يطأ باب القصر ويدخل على عروسه التي ارتبكت محلها فقد ذهب العشق والهيام أدراج الرياح ساعتها هههه الله يرحم ، حتى هو توتر يعني هي لحظة فارقة حين تصبح كل الأنظار صوبك فجأة ، فمن كثرة توتره جلس جوارها بدون سلام ولا كلام ، حتى نبهته وصال ليرفع الطرحة على رأسها ضحكوا عليهما تلك اللحظة وشجعوه تحت الأنغام الصادحة بالجوانب ، وقتها نظر إليها بعشق وهو يرفع طرحتها ليرمق وجهها المنير كالبدر في كبد السماء، أمسك وجهها وقبل جبينها بمودة ولم يتركوه ليتأمل حتى ، سرعان ما داهموه بالحليب والتمر وبالفعل أطعمها منه وقامت بالمثل لتسرق جلنار الكأس والصحن وتجمع البنات المقبلات على الزواج ، ههه نسين العرسان والأهالي وراحوا في درب الأكل ليكسر كاظم ورامز خلوتهن ويسرقان الصحن منهن ويتخاصما عليه ، أخذا تمرة تمرة وبدآ بالتعارك لولا تدخل نادر بينهما لفضحونا ههه … وجيد أنهم قرروا المغادرة وإلا لبقينا هناك ، قامت فرقة الطبل والزمر بزف العرسان لسيارتهم المخصصة والتي زينها قصي أخو زياد بكل حب ، فلم يتخلى عن أخيه في ليلته تلك ووقف معه وقفة رجال بالمعقول …
جاسر(رمقها بطرف عين وهي تتمايل بفستانها الزيتي):- امممم …لوننا المفضل
وصال:- ههه بل لون مهنتي الحبيبة
جاسر(عضعض شفاهه وهو غير قادر على إبعاد ناظريه عنها):- نفس المغزى
وصال(تحركت لتغادره):- حب الوطن لا يختلف عنه اثنان …
جاسر(تأملها وهي تتحرك مبتعدة):- عادي عندك أن أتوجع … عادي عادي
وصال(سمعت نصف كلامه وابتسمت داخليا):- عنادك السبب
كامل:- وضعت أمي وسلمى بسيارة الرائد سترافقيننا أنتِ كذلك صح نقيبي ؟
وصال(نظرت لجاسر):- معذرة ..مكاني بجوار صديقتي
كامل(مط شفتيه):- طيب لما لا تدعين المكان لغيركِ وتركبي معنا
وصال:- هل بعثك أحد لإقناعي أم ماذا ؟
جاسر:- يا أخي دعها بحالها تركب أو تقفز ما دخلنا ، ضمنت محلك إذن اذهب إليه
وصال(زورته بعناد):- ولو بقيت سيارتك فارغة هكذا أمامي ما ركبت فيها هممم
جاسر:- أساسا هي لا تتشرف الله الله ….
رقية(رفعت طرف فستانها الأخضر ونظرت لنعمة):- ستلاحظين تجاهله لي يا عمتي نعمة ، والله ما اخترعت هذا ولا تهيأ لي ، راقبي واحكمي
نعمة:- خلاص يا بنت دعينا نتمم الزفاف ع خير عيب أمام الناس
رقية(لاحظت اقترابه منهما):- همم
إياد:- ستركبان معي بطبيعة الحال ، نورتينا عمة نعمة
نعمة:- بنورك يا بني
إياد(همس لرقية):- تبدين مدهشة
رقية(بإباء):- أنا دوما مدهشة
إياد(ابتسم):- شكرا لأنكِ لم تخجليني وأتيتِ رغم خصومتنا
رقية:- أتيت لأنك وعدتني بأن تشرح لي كل شيء
إياد:- يعني … المهم لنتحرك الآن تفضلا تفضلا
فؤاد(حك ذقنه):- وماذا حكيت أنااااا ؟
نور(تهندم زي شادي في كرسيه المخصص):- الناس تقول ما شاء الله انتقاء موفق بارك الله ، لكن لما أستغرب من بلاستيك ناطق وسط الليالي الشتوية
فؤاد(أمسكه عنها):- سامحكِ الله ….
نور(لاحظت تجاهله وتحركت بعنفوان):- كما تريد يا سيد فؤاد رشوان أصلا لو نطقت بحرف لكنت جعلت حرفك التالي هو حرف الآه
فؤاد(بتفكير):- هل خلقت حرفا جديدا في الأبجدية أم أنني أحلم ، هييه مهلا يا نور …
نور:- لنضع البنات بالسيارة سريعا وشادي أولا قبل أن يصاب بنزلة برد
فؤاد:- همام يتكلف
نور:- وأنامل نور أين ذهبت ثم لا تتدخل في تعاملي معهم ورعايتي لهم
فؤاد(غاضب منها بسبب ميرا وما عاد بقادر على الكتمان):- يا الله افعلي ما شئت
نور(بشراسة):- هممم هكذااااا أحسن
يزن:- بالعكس …ناسبكِ حتى
ليان:- لا تحرجها فمثل هذه النوعية يخجلن من الحيطان
يزن:- ليان هوينا
ليان(رمت أعينها لأصدقاء زياد):- ليان لديها ما هو أهم
يزن:- لا تنزعجي من أختي
جمانة(عدلت شعرها):- ولا يهمك تعودت على كلامها
يزن:- لكنني صادق فيما قلته
جمانة:- مشكور … لنلحق بهم كي نضمن أمكنتنا
يزن:- الكل في انتظار أخت العروس ولو من بعدك …
جمانة:- أنت لطيف جدا أشكرك على تعاملك
يزن(امتقع وجهه حرجا):- ههههههههه شكرا
جلنار:- صدقا أشكرك لأنك لم تخجلني يا بهجت ، آنست وشرفت
بهجت:- أصبحتم من العائلة معكم أشعر بالانتماء لذلك يستحيل أن أرفض دعوتكم ، خصوصا وأن زياد وكوثر قاما بهندسة مقر عملي الخاص وقد نال التنسيق استحسان الكثيرين
جلنار(تسير جواره):- جميل جداااا …
بهجت:- مبارك ارتفاع نسبة الاستماع لبرنامجكِ جلنار ، لم تكملي حتى الأسبوع وصرتِ مادة لرواد الفايسبوك والعالم الإذاعي
جلنار:- هذا من حسن حظي ههه …
بهجت:- بل لأنكِ كفؤ وأهل لذلك ، لقد بصمت بنجاحكِ وكنتِ واثقا من ذلك
جلنار(ابتسمت له):- هههه مشكور يا سيدي …
مرام(تتأمل الوضع):- والله حلوة يا بنت
نهال(تدفع بها للخارج):- آه آه لأننا لم نجد من يمدح طلتنا لنمدح بعضنا إذن هههه
مرام:- وما يوجد أصدق من هذا حتى هههه
نهال(رمقت هاتفها يرن):- ها أنتِ ستحظين بمديح عبر اللاسلكي لأدعكِ يختي تنفردين
مرام:- لا تابعي علي أن أستقر بسيارة سفيان وبعدها أجيب
نهال:- ههه حاضر عمتو …
نادر(اقترب منها حين ترك لسفيان مرحلة مساعدة مرام):- نهال
نهال(استدارت إليه):- نعم نادر ؟
نادر:-لم أجد الوقت لأسألكِ عن شيء علق ببالي في ذلك اليوم بالمشفى ..كنتِ تبكين هل لي أن أعرف السبب ؟
نهال(بارتباك):- لأجل عمتي ميرنا يعني لما سأبكي في نظرك ؟
نادر:- أهاه ميرنا … اممم تمام
نهال:-ل…لماذا هل هنالك شيء لفت انتباهك ؟
نادر:- لاء مجرد فضول ، ع فكرة تبدين متألقة أحسنتِ الاختيار
نهال(وضعت خصلة خلف أذنها بخجل):- شكرا لملاحظتك …
رامز:- ندووور هل يوجد لديك محل إن كنت متشردا تعال لأقلك وتريحني من أم لسان هذه
ماريا:- عيب يا رامز والله عيب أن تحرجني أمام الملأ هكذا
نادر(لوح لنهال وتراجع للخلف):- طبعا محلي جوارك يا صديق
نهال(نظرت لأمها):- مامي أينفع لو أركب مع رامز ؟
عفاف:- ماشي حبيبتي انتبهي لنفسك
نهال:- نااااادر …وأنا أركب معكم
نادر(أومأ لها واستقبلها بفرح):- وها هي ذي أم لسان 2 استقبل يا رامز
رامز:- صبرنا يا رب
تامر:- الغطاء سترة للمرأة
شيماء:- سترة من جهة وقناعة من جهة أخرى هذا ضروري لاكتمال الصورة
تامر(أشاح بصره عنها):- عموما ..أراكِ في الحفل
شيماء(بحرج):- طيب …
مرام:- بنت تعالي واركبي جواري تلك الفراشة طارت وركبت مع رامز
شيماء:- طبعا خالتي ولو …
رنيم:- شكرا نديم أتعبتك معي والله
نديم:- ولو حضوري واجب لأجلكِ ثم ها أنا ذا سأساعدكِ بالاهتمام بالأولاد
رنيم(نظرت لصغارها وهما بالكرسي الخلفي):- تسلم
نديم:- هل فكرتِ بما عرضه عليكِ رأفت ؟
رنيم:- من الواضح أنني سأوافق بزيارة الأولاد له مرتين بالأسبوع ، بالنهاية هو والدهما وإن لم يشعرا به الآن قد يتأثرا لا سمح الله في نشأتهما
نديم:- عين العقل يا غالية
رنيم(عدلت حجابها):- لنركب نحن أيضا لقد استقر الجميع تقريبا …
كاظم:- هههه طبعا ماستي ستبقى بجواري
ميسون(رفرفت):- يس يس يسسس
نبيلة(تحركت بعصاها):- يا حائط هل لديك محل سأركب معك
كاظم(بتذمر):- لا تفعلي ، أ…أٌقصد تشرفينني عريف بلبل ههنننن تفضلي
ميسون(أمسكت يد نبيلة):- سأدلكِ عليها
كاظم(صفر لحكيم الذي كان ما يزال بالداخل):- هييه يا صاح جدتك وابنتك في أمانتي
حكيم:- لعلمك أنت تقل أهم أفراد بعائلتنا من كبيرها لصغيرها
كاظم:- وااااع لما توترني الآن ههه
حكيم:- أحذرك فحسب … هنادي ماذا تنتظران ؟
هنادي:- أنبه على الرجال كي يقوموا بتوضيب القصر فقط
حكيم:- دعي الأمر لاحقا
هنادي:- أنت تعرف مزاج سيدتي ميرا
حكيم(نظر حوله):- عموما أسرعا والحقوا بنا في الموكب
هنادي:- حاضر سيد حكيم …
حكيم(نظر لساعته):- هيا ميرنا ما كل هذا التأخيييير … سأتفقدها
صعد الدرج سريعا وتوجه لغرفتها ووجدها جالسة على جنب السرير وهي تنظر بشرود للبعيد ، وكأنها غائبة عن الوجود كله فما الذي يسرق عقلها هكذاااااا ويأخذها لهذه الدرجة
حكيم:- فور رؤيتكِ لدخول العريس انسحبتِ ، ماذا حصل ؟
ميرنا(أشارت لظهرها):- هاااا
حكيم:- ما به ظهركِ أيؤلمكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها بتعب وأمسكت هاتفها لتكتب):- °لا تعجبني الملصقات°
حكيم(وضع يديه على جنبيه):- آخ يا مدللة وآن لك أن تقولي ذلك الآن ؟
ميرنا(هزت كتفها بلا مبالاة):- هممم
حكيم(نظر حوله وهو يفكر):- حسنا سأجد حلا سريعا لكِ انتظريني
لاحقته بعينيها وهي تنظر لكتفها في المرآة بامتعاض ، لذلك أخذت تنتظر بأمل ولحسن الحظ وجد ضالته عند باتريك الذي لحقه بالمقص وبعلبة الزينة ، لم تفهم ما سيفعلانه ولكنها سمحت لهما بالقيام بهذا حين فتح سلسال الفستان وأنزلت حمالاتها ، امتقع وجهه غيظا كون باتريك معهما وكأنه يحل لنفسه ما يحرمه على غير ، لكن لو سمعت الجدة نبيلة غيرته من باتريك لضحكت ونصحته بترك الجمل بما حمل هههه …
باتريك(يمسح البودرة على جانب كتفها):- هل تظهر لكِ أية جروح ملصقات الآن ؟
ميرنا(بانبهار):- أآ…ن
حكيم(ابتسم وقبل شعرها):- إذن نحن جاهزين للذهاب
باتريك:- وباتريشيو في الخدمة
حكيم:- شكرا اتضح أنك ذو نفع ونحن من يظلمك ههه …هيا لنرفع هذا ميرنا فالكل بانتظارنا
ساعدها على تعديل فستانها وتأملت نفسها بامتنان وقتها فقط أومأت له بالمغادرة ، أمسكها من كفها ونظرت إليه لحظتها مما جعلها تسحب أنفاسا عميقة من آبار فؤادها وترافقه لزف صديقتها التي كانت فوق الرياح
كوثر(بجواره في سيارتهما المخصصة):- قل والله ؟
زياد:- والله …
جاسر:- أظنني سأندم لأنني تمركزت هنا ، ما كان علي أن اترك سيارتي لذلك الأخرق كامل
وصال(زورته بطرف عين):- ع أساس أنك لا تترك الجيب خاصتك لأحد ، ما الحكاية ؟
جاسر:- لولا أن زياد طلب مني أن أكون هنا لما وافقت ، ثم لما لا تحتجين هل دست لكِ على طرف أنتِ مع صديقتكِ وأنا مع صديقي
وصال(كتفت يديها):- جميل جدا
كوثر(هزت رأسها لزياد بدون فائدة):- هذين لا يفرقان ما بين حفل ومعركة ههه
زياد:- الله يجمع قلبهما بالحلال مثلما جمع بيننا حلوتي
كوثر:- زيااااد ماذا لو لم يحضر بابا ؟
زياد:- يا حبيبتي لقد زرته هذا الصباح وحاولت للمرة الأخيرة ، ما زال على موقفه لكننا لن نيأس وسنتزوج وهناك من سيحل الأمر لا تقلقي
كوثر(اتكأت على حضنه):- أتمنى …
وصال(رمقتها بحدة):- أحمممم لا تزعجي جلسة العريس يا عروس
جاسر(ضحك من جنونها):- دعي الناس تعبر عن محبتها يا فاقدة للشعور
وصال:- أقله مش مثلك همم
كلمة من هنا وكلمة من هناك وانطلق الموكب بعد انضمام حكيم وميرنا ، تحرك الجميع في صف عريق ومنسق صوب قاعة الأفراح التي سيقام فيها الزفاف … طوال الطريق وأبواق السيارات تصدح في الأكوان معلنة على احتفالهم بذلك الزفاف الذي خلق البهجة في قلوبهم ، البهجة التي سرقت من ثغرهم وهم يفكرون بهموم بناتهن وأولادهن آه لو …
كل واحد فيهم كان يحمل وجعه في خاطره ويكتمه خفية عن الآخرين ، في صميمه يتمنى الفكاك من ذلك الشعور ولا يدري ما تخبئه الأقدار في جعبتها بعد ، بعد مدة وصلوا لعين المكان وقاموا بزفهم في دخول ملوكي يليق بهما ، بالنسبة للسيدات لم ينتظرن بل دخلن لاتخاذ مواقعهن كذلك الصغار والأمهات فبقي الشباب رفقتهم والنظرات تحكي حكايتها الصامتة ببريق الأعين اللامع بفرح لأجلهما … وبدورهم تمركزوا في مكانهما المخصص لاستقبال التهاني والمباركات من رفاقهم ومن الأهالي ، لغاية ما وصل كاتب العدل وصار لزاما عليهم كتب الكتاب نظرت كوثر لعواطف التي هزت كتفيها بقلة حيلة وتوجهت صوب فؤاد
عواطف:- لم أجد من يؤدي هذا الدور غيرك أرجوك لا تكسر بخاطرها
فؤاد(أومأ لها بموافقة):- ولو هذا واجبي ، إن كانت توافق على أن أكون وكيلها سأتفضل
عواطف(دعني أسألها):- …. كوثر …حبيبتي مع الأسف أبوكِ لم يحضر هل يقوم فؤاد بذلك ؟
كوثر(زمت شفتيها واعتصرت كف زياد):- …لآرد
جمانة(أشفقت عليها فاقتربت):-أختي …
كوثر(لم تعرف لما نظرت إليها باحتياج لحظتها):- …أعلم ما ستقولونه ، لينجز العم فؤاد هذا الدور وننتهي
زياد:- حبيبتي آسف منكِ
جمانة:- أرجوكِ لا تبكي أو تحزني أكيد لديه ظرف منعه من الحضور
كوثر:- لا تدافعي عنه لقد رفضني والليلة أيقنت أنه رماني من حياته ، يعني لما سنستغرب إن كانت أمنا قد رمتنا قبله فما جدوى البكاء بعدهما …
جمانة(بانكسار):- لو كانت هنا ماما لما سمحت لكِ بالبكاء ، لكانت عانقتكِ ومسحت على وجنتكِ وأخبرتكِ أن كل الأمور ستحل على خير
كوثر(ارتاحت لحديثها):- …حقا ؟
جمانة:- حقا
عواطف:- الله يكملك بعقلك يا صغيرتي … هيا لننفذ
فؤاد:- ألف مبروك إن كنتِ تقبلين بي وكيلكِ أخبريني
كوثر:- أقبلك ..
فؤاد:- سيدي العادل أنا وكيل….
عبد المالك(دخل مهرولا):- مهلا …توقفوووا
كوثر(نهضت من محلها):- بابااااااا
عواطف:- عبد المالك ..افف أخيرااااا
عبد المالك(توجه إليهم تحت هتافات الجميع):- لا أقبل بهذا الزواج …
خطفت البسمة منهم جميعا لحظتها وجلست كوثر على الكرسي بفشل فلقد فضحت وضاع كل شيء ، أكييد أبوها سيمنع زواجها لكنه صدمها حين تابع حديثه
عبد المالك:- لكن برغم ذلك ..لست أبا يترك ابنته في ليلة زفافها وحيدة
كوثر(ببكاء):- اهئ باباااا
عبد المالك(أمسك نفسه بالقوة وجلس محله):- يمكننا البدء
كوثر(كانت تتلهف لنظرة من عينيه ولكنها لم تحظى بها):- أ…
زياد(أمسك كفها بقوة ودعم):- لا تقلقي …
العادل:- بما أن الأب موجود فأين الشهود ؟
زياد(نظر لأخيه وجاسر):- قصي وهبي وجاسر العلايلي
العادل:- اجلسا هناك لو سمحتما … رجاء بعض الهدوء من الحضور … بسم الله وعلى بركة الله نبدأ بمراسيم زواج على سنة الله ورسوله … ابنتي كوثر الهلالي هل توافقين على الزواج من زياد وهبي على سنة الله ورسوله الحبيب ودون ضغوطات أو جبر ؟
كوثر(نظرت لعبد المالك الذي ظل يحدد بصره أرضا):- أ…. أن
زياد(أطل عليها):- حبيبتي ؟
نظرت إليه كوثر بخوف مجددا لكن بلا فائدة وعليه نظرت لعواطف التي كانت تضم يديها لفمها وتبكي ، بينما انتقل بصرها للحاضرين ولأهم عناصر في حياتها أصدقائها ، إياد رفع إبهامه لها هو ووصال بدعم أما ميرنا فرفعت يدها وأشارت لقلبها لحظتها رمقها حكيم وعقد حاجبيه ونظر سريعا لكوثر التي تبدلت ملامحها المرتبكة وصارت أكثر إشراقا ويقينا …
كوثر(همست لأبيها):- سامحني بابا ، إنها حياتي وأريد أن أعيشها كيفما أريدها بحلوها ومرها فأرجو أن تتفهمني يا روحي ….سيدي العادل هل لك أن تكرر السؤال ؟
العادل:- آنسة كوثر الهلالي هل تقبلين الزواج من المدعو زياد وهبي على سنة الله ورسوله ؟
كوثر(لحظتها رمقت نظرة أبيها المنكسرة وطأطأت رأسها):- أقبل …
ارتفعت التصفيقات والصفير من حولهم
العادل:- سيد زياد وهبي هل تقبل الآنسة كوثر الهلالي زوجة لك على سنة الله ورسوله ؟
زياد(ابتسم لها ولأخيه وصديقه جاسر ثم عاد بنظره لعبد المالك):- صدقني لن أخذل قلبها مطلقا …أجل أقبببببببببببببل
مجددا التصفيقات الحارة
العادل:- سيد عبد المالك الهلالي بما أنك وكيلها فأنت لا تمانع على هذا الزواج ؟
عبد المالك(تلكأت الحروف بجوفه ونظر خلفه لعواطفه الجياشة ثم عاد ببصره لكوثر):- لا
العادل:- وأنتما هل تشهدان على هذا الزواج كل منكما سيد جاسر العلايلي وسيد قصي وهبي؟
قصي:- أقببببببببل
جاسر:- بالطبع نقبببببببببل
العادل(تحت التصفيقات الحارة):- إذن أعلنكما زوجا وزوجة على سنة الله ورسوله ألف مبروك بالرفاء والبنين إن شاء الله ، وليبارككما الله …
استقاما سوية وقبل جبينها وهي التفتت ملوحة لهم وأنزلت رأسها لتقبل يد أبيها ولكنه مد يده فحسب ، كسر بخاطرها هو يعلم لكن طالما تم الزواج إذا لا حل له غير التسليم بالأمر الواقع ، رفع وجهها بيده وقبل جبينها مما أبهج قلبها وجعلها تنفجر ببكاء ، بينما وعده زياد أنه سيحافظ عليها وهو لا يعلم أن مخاوف عبد المالك ليست منه بل من زوجته الأولى ومعه حق فتلك الحيزبون أكيد ستمرر عليهما عيشتهما ربنا يستر …المهم نعود لحفلنا بحيث قاموا جميعا بتهنئتها فصرخت وسط أصدقائها فرحا فأخيرا حققت حلمهااااا
إياد:- هففف هم وانزاح الله بلاك يا أخ زياد يعني خفت أن أتكلم فتنسحب لذلك أقولها لك بالبند العريض ، أعانك الله فيما ابتلاك
كوثر:- شفتو ماذا يقول هذا الأهبل حسنا لن أقف معك في زفافك وهذ وجهي
إياد:- والله ارتحت من عانس رقم 1 تبقى لي اثنتان ربي معي
وصال:- هههه لما لا نزوجك نحن ونرتاح ها رقية موافقة ؟
رقية:- هههه حتى لو وافقت صديقكم غير موافق عن إذنكم
كوثر:- ما بالكِ على هذا المزاح الثقيل مع البنت يا بنت
وصال:- وأنا مالي هي التي انتفضت فجأة
إياد:- هي غاضبة مني لا تهتموا سوف أحل أمرها برقصة هههه
زياد:- حبيبتي لنرقص ..
كوثر:- طبعا طبعا هههه يلا
ميرنا(حكت جبينها):- ههه
وصال:- آخخخ والله زوجناها يا ميرنااااا
ميرنا(دفعتها لكتفها):- همم
وصال:- لا يختي خليني حرة نفسي ما الذي يقحمني في بلاء الزواج أنا ، على قولة نور الزواج يعني الدخول لغرفة تبديل الملابس .. ندخل بهويتنا ونخرج بدونها
حكيم:- ليس في كل مرة يحصل هكذا
وصال:- ولو … هوية المرأة تلغى بالزواج يا سيد حكيم فالمسؤولية تعني التضحية ، وفي نظرك من سيضحي الزوج مثلا ؟
جاسر(حول عينيه):- رجاء لا تعاندوها ستقلبها لركن مفتي هنا والوقت ما يناسب
وصال(صغرت عينيها فيه):- أفندم ؟
حكيم(أمسك يد ميرنا):- بالإذن
ميرنا(أشارت بيدها بحركة جنون):-هههه
حكيم:- طبعا طبعا لهذا آثرت الهرب مش بعيد تقوم حرب بين العساكر ونصبح نحن الضحايا
ميرنا:- ههه ها .. أ…
شهاب:- ميرنا
ميرنا(لوهلة ظنت أن شخصا ما يسير خلفه لكنه كان وحيدا):- هممم
شهاب(أمسك كفها بين يديه):- جئت للتهنئة
حكيم:- أهلا بك وسهلا
شهاب(رمقه بثقل):- مشكور ..
حكيم(حك ذقنه):- تفضل عمك هناك
شهاب:- كنت أبحث عن ابني … اشتقته ، ياااه …/ بابا شاااادي
شادي(انتفض حين سمع صوته وأخذ يبحث عن مصدره وهو يقفز):- بباباب
فؤاد:- أبوك هااا آخ يا غدار ،
شهاب:- بااااابا يا عمري
أمسكه في حضنه سريعا وهو يحتضنه براحة فلقد اشتاق إليه بجنون ، لم يفلته بل ظل يدور به ويعانقه ويقبله بجميل القبل قد مضى الكثير على أن استجمع نفسه ، والليلة سيجمع عائلته بعد طول مغيب ، سيجبرها على ذلك حتى لو اضطر …
جلنار:- حتى نحن اشتقنا لها أكيد سترجع بعد وقت
بهجت:- الإشاعات تكثر بغياب صاحبها لذلك آمل أن تعود ميرا في أقرب فرصة لكي تردعهم
جلنار:- أتمنى والله
جلنار:- هاه قد جاء أخي غازي ومعه صديق ، لأسلم عليهما وأعود إليك
ليان(التصقت به التصاقا):- سيد بهجت ممكن صورة بجوار الكوشة
بهجت:- تفضلي
جلنار:- أهلا يا غازي لقد تأخرت علينا
غازي:- ظروف..ياسين هذه أختي جلنار
جلنار:- تشرفت بك ياسين
ياسين(صافحها برتابة):- الشرف لي آنستي
غازي:- تمام دعينا نتأمل قليلا فنحن لن نمكث طويلا عنا
جلنار:- على راحتك فأنت هكذا دائما
غازي(هب ليرد عليها لكنها ذهبت لذلك لف عينه ليطالع الأوضاع لغاية ما رمقها):- ..خرقاء
ياسين:- عمن تتحدث يا رجل ؟
غازي(أشار ناحيتها):- لصاحبة اشعر المفرود تلك إنها مستفزة
ياسين(بإعجاب):- واوووو إنها رصاصة أمريكاني
غازي:- لا ياااا …لا تغتر إنها أم قرون فلا تستخف بها
ياسين(ناظرها بتمعن):- لا عليك أساسا لا تغويني الصغيرات
غازي(لم ينتبه لنظرة ياسين لجمانة بل كان يرمقها بغضب متأجج على ذلك الفستان الغريب):- الصبر ……
بعد مدة
وزعوا المأكولات والمشاريب على الحاضرين ، و أثناء ذلك كانت نور تراقب ساعتها وهي تنتظر الوقت المناسب لتجعل العازفين يقومون بالتحضير ، ما هي إلا بضع دقائق حتى وصلتها رسالة تفيد بوصولها وعليه توجهت صوب المنصة وهمست للعازفين الذين أشرقت أساريرهم فأن يعزفوا خلف جوهرة الحب هذا بحد ذاته شرف لهم … فجأة أطفأت الأضواء ليس كليا بل خفتت قليلا فحسب وتم وضع الستائر لكي لا يرمقوا ما يجري خلف الكواليس ، هنا دخلت ميرا من الباب الخلفي وصعدت للمنصة لتقف خلف الميكروفون الذي اشتاقت له بقدر ما اشتاقت لكل شيء في حياتها ، وقبل أن تهمس رأت شهاب من شاشات العرض الموزعة في كل جانب وقد كان يحمل ابنهما شادي وهذا لوحده أثر فيها وجعلها عرضة للارتباك ….
كوثر:- ماذا يحصل يا زياد ؟
زياد:- زوجتي العزيزة لا أدري
كوثر(ابتسمت للتسمية):- عليك أن تدري يا زوجي العزيز فزوجتك فضولية
زياد(باس يدها بمحبة):- كل يوم وأنتِ أحلى زوجة ربي ما يحرمني منكِ
كوثر:- آمين
زياد:- في العادة يقولون وأنت أيضا
كوثر:- هههه ولكن عادتي أنا تختلف ، هااااه بدأت الموسيقى لنسمع ربما كانت هدية من الفرقة …
زياد(داعب كفها بكفه):- لنرى …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.