آخر 10 مشاركات
عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          433 - وداعا يا ملاكي - ديانا هاملتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جعلتك إنساناً- قلوب أحلام زائرة - للكاتبة الواعدة( دينا عادل*) مكــتمـلة &الروابط * (الكاتـب : دينا عادل* - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          406 - ضياع - سارة كريفن (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-17, 09:28 AM   #791

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


شهاب(نظر لشادي وعاد ليبصر المنصة):- خلف ذلك الستار توجد المرأة التي خطفت قلب أبيك وعلقته فوق سور الانتظار ، أمك يا شادي عادت أجل لكنها ما عرفت أن عودتها سوف لن تكون بذلك الجمال الذي ترقبه …سوف لن تغضب مني لكن أبوك رجل وليس جذع شجرة حتى تحرقني على جمر راحتها ….
نور(نظرت لفؤاد تلقائيا ووجدته يرمقها بنظرات لوم):- خيرا ؟
فؤاد:- سنتحاسب يا نور … لينتهي الزفاف وبعدها لنا حديث طويل
نور:- عفوا ما سمعت الموسيقى مرتفعة ماذا تقول عندك ؟
فؤاد:- ولا شيء استمتعي بإنجازاتك
نور(لم تفهمه ولأن دينا نغزتها كي تتركهم يصغون سكتت):- الله الله ؟
عزف مقطع موسيقي حنون جدا كوصلة افتتاح أطالت فيها حتى يجلس طارق في محله خلف العازفين ، بعد أن قام باتريك بوضع لمسات خاصة ليخفي ملامحه عنهم ، ولأن العدد كان كبيرا إضافة لمن جاؤوا مع ميرا حسب الطلب فقد كان العثور عليه صعبا للغاية … نظرت إليه بتشجيع وهتفت بأول مقطع …"أضناني زمنُ الغياب" …فور إتمام الجملة صرخ الحضور هاتفين باسمها ولم يصدقوا أنها عادت بينهم ، خصوصا عواطف التي جلست تبكي وهي ممتنة لعودتها سالمة بالرغم من كل شيء فهي بكرها الحبيبة ، نظرت ميرنا لحكيم الذي أجابها دون أن تطرح السؤال بأنه ما كان يعلم بعودتها ، لقد اضطر لأن يخفي تلك الليلة المثيرة للجنون مع ميرا حين ثملت وأصيبت بحنين باذخ للماضي الدفين ، ابتلع ريقه وهو يرمقهم يرفعون الستارة …هنا خفق قلبه رغما عنه قد وقع في عشق جنيته الحمراء ورؤيتها بعد هذا الغياب كله أكيد ستكون أليمة جدا ..أليمة بقدر الاشتياق الذي يرغب بالركض نحوها لكنه سجييييين غضبه وصعب أن يحرره بينما الحرقة تكوي قلبه .. ها هي ذي ملكة على عرشها كما العادة حين تمسك ميكرفونها الخاص وكأنه عصا سحرية تسحر بها مسمع كل الحاضرين ، سرعان ما تجلت في مقطع أغنيتها الحصرية والتي تركتها متوقفة إثر غيابها الاضطراري …في كل كلمة كانت تتأمل فردا من عائلتها الواحد تلو الآخر لكن ابنها وزوجها كانا أول ما وقعت عيونهما عليهما ، قد وجدت في عيون شهاب نارا جليدية استصعب عليها أن تفهم سر نظراته ، لكنه كان جامدا حتى شهقة الصدمة لم ترقبها منه كما كانت تتوقع وأرجحت أن ذلك راجع لغضبه ، فهو لن يرحمها ولن ينسى لها ما فعلته قط … هربت بنظراتها منه لتجد مستفزها يهمس لميرنا في أذنها هنا تأرجح نبضها ما بين غضب وحرقة ، لم تتمكن من دحضها بسهولة فلقد كواها بتصرفه وما علمت أنه فعل الصواب … أغمضت عينيها وهي تتجلى في أغنيتها لتطرد كل تلك الأفكار السقيمة وتعيش فرحة أخيها الذي كان يجلس خلفها بشرود ودهشة ، فقد كان يتأمل وجه على حدة بل يتفرس تفاصيلهم بإعجاب وحيرة ، متى اكتسبوا هذه الملامح الجميلة كيف يبلون بدونه ، هل عودته ستكون فارقة لديهم كيف سيتقبلونه بينهم من جديد وقد عاشوا دهرا بدونه ، والأهم كيف سيبلي هو بينهم من جديد لم يجد إجابة فلقد خطفت أنفاسه وهو يشبع جوع عينه من طلتهم ، أمه خالته عمته جدته زوجته ابنته أخواته بنات عمه صديقه وصغيرته مجددا ، تلك اللبؤة الجامحة التي تقف جوار رجل غريب هذه المرة لكن ملامحه مألوفة قد بدا شبيها بالشخص الذي يمسكه تحت ياقته مع سبق الإصرار والترصد ، وليس نادما عليه أن يتعلم الأدب والرجولة إن كان سيتقرب من ابنته هجينة آل الراجي وآل رشوان يا لحظها هي ودينا سوية ستقلبان الموازين …
ميرا(أعادت المقطع لآخر مرة قبل أن تنتهي موسيقاها):- هذه هديتي للعرسان ، كوثر زياد ألف مبروك عليكما ، سأعيدها بناء على رغبة الجميع …اممم
أضناني زمَن الغياب
وضاعت أناتِي في نَعيِ جنيني
يا مَن جعلت مكامنَ الشوق تشتدُّ قسوة
مَا زال ترقبُكَ يصدحُ عبثا في الأكوانِ
قد شيدتُ بداخلي قِبلة للتائهين
من كل جِهاتِي الأربَعِ تحتويني
أعلنت فيها عن إمَارةً استبدَادية
كُلما حاولت أن أنشَقَّ عنك
وجدتُ حُجراتِها مُتكَدِّسَة فيني،
أيا ليتك تمنحَني وَصلك .. وتؤويني
فأنفاسي تتوق لمُعانقة أنفاسك
وثغرِي يتضوَّرُ جُوعًا لاحتضانِ ثغرك
يا رجلا بايعَ العُمر في غفلة الحنينِ
لعلك تُحَرِّرني من عبوديَّةِ العشق
وتقبَلني مُتعبدة فِي مِحرابِ لُعابك
وتروي عطشًا أحرق الدمع في وتينِي
فرغباتي مُنشطرة مَا بينَ الفقد الاحتيَاج
و تعلقي بك باتَ يطلبُ اللجوء يا نور عيني
ونبضِي قد أصيبَ بإغماءة سُكر
تقاطرت شبقا على أطرافِ الليل
وجازت فيه غفوة الرياحينِ
فكلما صافحتني زلازل عِطرك
تفجَّرت سُدود قلبي وبراكيني
وتساقطتُ أنا ورمشي
شيئا فشيئا في بئر الحب
بلا فكاك ....بلا فكاك ..
ينتشلني من لفحاتِ الشياطينِ …..
…………………………………
تحت تصفيقات الحضور الكثيفة وجدته يصفق بيدي شادي الذي كان يضحك ويضحك بشكل رائع ، وكأنه شعر بأمه ها هنا وكأنه عرف بعودتها أخيرا ..استدارت بشكل طفيف ورمقت طارق وهو يهز رأسه لها دعما وعليه اضطرت للنزول كي تواجه العالم … استقبلتها عواطف أول واحدة بالأحضان ليسلم عليها الباقون حتى أنها ألقت التحية على العرسان ومرت بجوار ميرنا وحكيم دون أن تلقي بالا بل نظرت إليهما بطرف عين وتحركت صوب هذين اللذين كانا ينتظرانها بلهفة وشوق ….
ميرا:- مرحبا …
شهاب(متى أصبحتِ جميلة هكذااااا ؟):- أهلا
ميرا(اشتقت إليك):- كيف حالك ؟
شهاب(أين ذهبتِ عني وتركتني وحيدا بدونك):- بخير ..أنتِ ؟
ميرا(ما تركتك بل تركت قلبي لديك):- بخير ..
شهاب(آه يا حرقتي آه):- ..بابا شادي ما رأيك أمك أخيرا شرفتنا
ميرا(مدت يديها وحملته):- روووحي
شادي(طوق عنقها وهو يدك رأسه فيه):- مامااااا
ميرا(تنهدت وهي تشتم عطره بدموع أخيرا اجتمعت به):- اشتقت لك يا قلب ماما
باتريك(أتى مهرولا):- ست ميراااا ست ميرا والله ما صدقت إلا حين غنيتِ ههه يعني لم ألقي السلام عليك خارجا لكي لا أعرقل سير الأحداث، آه يا سيدتي لو تعلمين ماذا حدث فيني من أغنيتك إنها جميلة جميلة بحق
هنادي(جرته من ربطة عنقه):- عذرا سيدتي فاصل ونواصل ، امشي يا مكنة الخياطة ما هذاااا ألا تملك فرامل لتصمت قليلا
باتريك(مسحوب معها):- من شوقي يا بغلة وش فهمك في المشاعر أنتِ هممم
شهاب:- تبدين مشرقة يعني ..مرتاحة البال غيابكِ أفادكِ كثيرا
ميرا(انتبهت لشحوب وجهه ولملامحه الكسيرة وهالاته السوداء):- تبدو متعبا
شهاب(وضع يديه بجيبه وهو يتحرق شوقا لاعتصار شفتيه بشفتيه):- لا لا ..مجرد إرهاق
ميرا:- اممم جميل ..يعني قد عدت
شهاب:- أجل عدتِ ، لكن … لنأمل ألا تغيبي مجددا قد تأخذينها عادة لكِ
ميرا(لم يقل لي أي كلمة ما هذا):- كانت مرة
شهاب(أشاح ببصره عنها):- ممكن …
تنهدت بنفاذ صبر ولكنها ستتحمله ستتحمل حتى الأخير فهذا جزاء فعلتها ، ولا يعقل أن تعود بدون أن تدفع ضريبة ذلك … تنفست بعمق وهي تنظر للصغيرة التي كانت تمسك بيدي حكيم وميرنا عقدت حاجبيها وهي لا تدري عن أمرها شيئا ..
ميسون:- بابا حبيبي لما لا ترقص مع ميرنا أحبكما حين ترقصان
ميرنا(نظرت إليه بتردد):- اممم
حكيم:- بعد قليل يا ميسونتي
كاظم:- الأمن مستتب خارجا يعني كله تحت السيطرة
حكيم(همس لكاظم):- ميار في طريقه إلى هنا ، يقول أن غضنفر الكلب ينوي إرسال هدية
كاظم:- ليمسكها عنده هو ناقصنا هداياه يعني ، ما زلنا نتأقلم مع أفعاله اللعنة عليه
حكيم:- لنتربص في الأرجاء ولنتمم هذه الليلة على خير …
كاظم:- أوبس ماستي وفستان الأميرات تحفة ما بعدها تحفة
ميسون:- اختيار ميرنا أعجبك ؟
كاظم(بدون وعي استرسل دون أن يرفع رأسه):- أصلا كل ما تختاره ميرنا جميل
ميرنا(نغزت ذراع حكيم وهي تشير لجوار أصدقائها وهم يخرجون للحديقة):- هااا ؟
حكيم(انتبه لخروج رقية وإياد خلفها):- طبعا روحي أنا هنا …ماذا يحدث بينهما ؟
كاظم:- غالبا الكذب هو السبب الرئيسي
حكيم:- مسكين إياد …
رقية(خرجت بغضب لتتعمق في الحديقة على جنب):- لما تلحق بي ، تمام أنت لا تثق فيني لا تأتمنني على أسرارك ، لا تراني مناسبة لك إذن لماااااا تربطني معك ،دعني وشأني
إياد(استوقفها بقوة):- لما تصرين على تصعيب الأمور يا رقية لماذااااا ، طلبت منكِ بعض الوقت بعض الوقت فلما كل هذا التعقيد ؟
رقية(أشارت لقلبه بقوة):- لأنني واضحة ، منذ البداية وأنت تعرف حكايتي مع عائلتي المبتزة ومع العمة نعمة مع صديقي وائل ومع كل البشرية ، من البداية وأنا كالكتاب المفتوح بالنسبة لك …لكن ماذا عنك يا إياد هااا منذ أن عرفتك وأنت غامض وتصرفاتك تزداد غموضا كل مرة التقينا فيها ، حتى كلامك ومواقفك أحيانا تنساها معي فأذكرك بها وتخسر علي كلمة سهوت أو شردت ….إياااااد سأسألك للمرة الأخيرة ، ما الذي تخفيه عني ؟
إياد(أغمض عينيه):- رقية
رقية(صرخت فيه ببكاء):- لقد تعبت تعببببببببببببت واحترقت أعصابي قلبي انتفخ من كذبك وهرائك وكل مرة تحتج بشيء غير منطقي ، أجبني بوضوووووح ماذا تخفي عني ؟
إياد(امتن من حضور نعمة):- عمة نعمة لطفا حاولي أن تهدئيها إنها على أعصابها
نعمة:- رقية ابنتي
رقية:- لا تتدخلي يا عمتي لأنني مصرة على أن أفهم منه واللحظة ما يدور خلف ظهري ، إما سيقووووول أو سينسى أمري بالمرة
إياد(مسح على وجهه ونظر باستجداء حوله):- اففف يا الله …
ميرنا(تحركت صوبهم وهي تنظر لحكيم الذي أقبل عليهم):- هممم ؟
رقية(مسحت دموعها):- ميرنا عدم المؤاخذة لكنه أمر يخصنا فرجاء لا يتدخل أحدكم
ميرنا(أمسكت كف إياد ونظرت إليه بدموع):- ؟؟؟؟
إياد(هز كتفه بقلة حيلة):- لا ينفع … لا ينفع
رقية(نظرت إليهما):- ماذا تخفيااااان كلاكما أجيباني أو انسيا أمري كليااااا
ميرنا(حاولت إمساكها ولكنها نفضت يدها منها):- ر…ت
حكيم(همس لميسون كي تخرج مع الأطفال أيضا للحديقة وتوجه إليهم):- ماذا يحصل هنا ؟
إياد:- بليز حكيم خذ ميرنا
حكيم(نظر لرقية):- آنسة رقية … أيمكنني أن أفهم ما سبب بكائكِ في حفل زفاف المفروض أن نفرح فيه لا أن نحزن ونكسر قلوب بعض
رقية:- أخ حكيم ، عندما تعيش وسط فقاعة من الأكاذيب وتنفجر بوجهك وقتها فقط قد تشعر بي وتعذرني
إياد:- أكااااااااذيب …أتسمي حبنا أكااااذيب ؟
رقية(هزت كتفيها برتابة):- أين الحب ،،، بأمانة أين الحب الذي تتحدث عنه يعني حب بالكذب هههه لا والله ما حزرت ، صحيح قد ترعرعت في جو أسري مضطرب لكنني عشت في صراحة مطلقة أبي رفضني وواجهني بهذه الحقيقة أمي اختارت زوجها وأولادها عني وواجهتني بهذه الحقيقة ، أخذتني العمة تحت وصايتها رغم أنها لا تمت لي بصلة وواجهتني بهذه الحقيقة يعني …حياتي كلها وأنا أعيش في حقيقة رغم مرارتها لتأتي أنت وتقتحم هذه الهالة وتملأها بكذبك فأنت واهم …
نعمة:- بنيتي أرجوكِ لا تظلمي أحدا دون أن تسمعي منه
رقية:- حاولت أن أسمع حاولت أن أخلق له مليون ألف فرصة ، أخبرته أن الحب يغفر الخطايا الحب يجبر القلوب الحب فوق كل الأسرار والظروف ، لكن بما قوبلت بالصد وبالتهرب والإهمال وبمزييييييييد من الأكاذيب …لقد طفح كيلي واكتفيت وهنا اللحظة سوف نحسم الأمور سيد إياد نجيب
إياد(عض شفتيه ورمق حكيم وهو يتحدث عبر هاتفه):- ماذا ؟
حكيم(أشار بحاجبه لوجود ميار):- أ..إياد … رقية معها حق ،، يفضل أن تأخذها من هنا وتجلسان في مكان مريح لتفضيا لبعضكما بكل شيء
إياد(عقد حاجبيه بعدم فهم ونظر لميرنا):- كيف يعني …هل تستهبل علي ؟
حكيم(جره من ذراعه):- أخبرها ياااا إياد … إنها تستحق أن تعرف لا تخسرها لأنك لن تستطيع تعويض خسارتها إذا ما انكشف السر لاحقا
إياد:- لا أستطيع أن أغامر بأخي
حكيم:- ألا تثق فيها .
إياد:- أثق أثق حتى الأخير ولكن …
حكيم:- ليس هنالك ولكن ، الفرصة لا تأتي كل مرة استغل هذه وصارحها ودعها تختار
إياد:- طب ماذا لو رفض ميار بوحي لها بالسر كيف سأواجهه وهو أصلا غاضب مني خلقة
حكيم:- إنه بالنواحي سوف أكلمه أنت قم بما عليك ولا تفكر بشيء
إياد(زفر عميقا ونظر إليها من محله):- حسنا ..أمري لله
رقية(قرأت ما كتبته ميرنا على هاتفها):- …أحبه
ميرنا(طقطقت بسرعة):- °طالما تحبينه ستصغين إليه ، مثلما واجهنا نحن ستواجهين ولا تتخلي عنه إياد مظلوم في الحكاية كلها°
رقية:- لأسمع وبعدها أحكم
إياد:- عمة نعمة ..لنذهب لبيتكم من بعد إذنك
نعمة(بقلة حيلة):- هيا يا بني ، رقية ؟
رقية(رفعت فستانها وتحركت بإباء):- هيا …
إياد(حرك يديه ونظر لحكيم):- ادعي لي
ميرنا(غالبها الحزن عليه):- °يا الله كن مع صديقي° …
إياد(عاد أدراجه):- دعوا ميار يتصور مع كوثر في كل الصور لا أريد أن أحرمها من هذا مستقبلا
حكيم(تأثر من هذه المعاناة):- صدقني ستنتهي هذه المعاناة الجماعية يوما ما …
أومأ له إياد بحزن وتحرك من هناك وفي قلبه ألف وجع ووجع ، للأمانة كلهم يعانون بصمت لكن الحدث غير من مزاجهم قليلا حتى أنه زرع فيهم البسمة تلقائيا
ميسون(تحركت صوبهم):- ههه بابا بابا حكيم لقد وصل صهيب صديق دينا وجنان ، إنه مضحك يطلق أصوات الحيوانات بشكل احترافي جنان تعجب بذلك لكن دينا تسخر منه ، لمى فقط تضحك وأنا أستغرب قدرته على التقليد وأحاول أن أفهم كيف يتمكن من ذلك
حكيم(انحنى لمستواها):- هههه ابنتي العبقرية ، حسنا لو أردتِ أعلمكِ زقزقة العصافير
ميسون(قفزت):-ياااااااااه هل تجيدها بابا ما كنت أعرف ؟
حكيم:- وكيف ستعرفين يا طفلتي فنحن نتعرف على بعضنا كل مرة
ميسون(مسحت على وجهه وعانقته):- ههه لكننا نحب بعضنا صح ميرنا ؟
ميرنا(أومأت لهما بإعجاب):- هاااا …
ميسون:- ياء سيلتقطون صورة مع العرسان سوف أذهب أيضااااااا يوبي …
حكيم(ارتفع بابتسامة):- رافقيها أيضا أعرف أنكِ تعشقين هذه اللحظات
ميرنا(رفعت فستانها):- هههه ها
تركها على سجيتها ومسح على جبينه وهو يراقبها عن كثب ، وضع يديه بجيوبه واتكأ على طاولة عمودية ليأخذ بعض المشروب من النادل بينما تقدمت إليه دون تفكير
ميرا:- عدت
حكيم(وضع المشروب على الطاولة ونظر خلفها):- أين تركتِ زوجكِ مجددا ؟
ميرا:- بالحمام وشادي مع أمي
حكيم:- وماذا تريدين ؟
ميرا:- أردت أن أخبرك بأمر على نحو سريع وأعود رسميا لحياتي
حكيم:- قمتِ بإطلالة رهيبة دخولكِ كان مدهشا بحق ، لكن هذا لا يعزي في نفس شهاب أي شيء فقلب المجروح لا يجبره ألف اعتذار بل فعل قيِّم يجعل للغفران عنوان
ميرا(تمعنت في جملته):- سأفعل سأفعل ..أصلا لا أملك غيره لكنك ستتيقن من نظريتي عندما يحين الوقت
حكيم:- أية نظرية ميرا هانم ؟
ميرا:- سمر ….
حكيم(أغمض عينيه وفتحهما بنفاذ صبر):- سمر … هانم
ميرا:- هههه أسمح لك بذلك لأنك قسرا تعيدني نحو زمن أغرمت بك فيه ..ولو عدنا للوراء سأغرم بك من جديد
حكيم(امتص شفتيه وأشار لها):- أيمكنكِ الذهاب ؟
ميرا(رفعت طرف فستانها وربتت بيدها الأخرى على صدره):- شعلتي لن تنطفئ
حكيم(وضع الكأس بعنف على الطاولة):- شعلتكِ انطفأت واندثرت وانتهينااااا
ميرا(ضحكت وهي تغادره):- في أحلامك فقط …
حكيم:- مستفزة اففف يا كيف أتحمل كل هذا الهراء أنا ، يا ربي لما بليت عبدك الضعيف بهذه الشرذمة من النسوة المجنونات الله الله
بهجت(استوقفها هو وجلنار):- سعدت بلقائكِ ست ميرا ، ومرحبا بعودتكِ للساحة طبعا ستسمحين بتغريدة صغيرة على حسابي أعلن فيها ذلك
جلنار:- ولو ميرا لن تبخل عليك بهذا
ميرا:- طبعا أتشرف يا سيد بهجت ، غير أنني أستغرب تواجدك هنا طبعا مرحب بك لكنني أردت أن أفهم جوجو
جلنار:- ها لم تكوني هنا لتعرفي يا ستي بهجت كان زميلي أيام الدراسة ، وتعرفت عليه بزفافكِ عبر المباشر الذي جعلتني الفتيات أرقبه من المهجر وقتها اكتشفنا معرفتنا ، وع فكرة هو من ساعدني كثيرا لافتتاح برنامجي الإذاعي سمعته صح ؟
ميرا:- طبعا سمعته وأعجبت به وما تسنى لي أن أشكركما لأنكم وضعتما أغنيتي شارة للبرنامج
جلنار:- بالفعل كانت تلك فكرة بهجت وأعجب بها المخرج وتم الأمر
ميرا(لمحت شهاب قد خرج يبحث عنها):- أ…حسنا لما لا نلتقي سوية ذات مرة لنتبادل أطراف الحديث ، صدقا لا يشبع المرء من محادثة المشاهير
جلنار:- يختي ما زلنا نشق طريقنا طريقك عسلي
ميرا(استأذنت):- ههه بالإذن
بهجت:- يعجبني تواضعكِ جلنار
جلنار(ضربت كتفه):- قل والله حسنا سأكتبها في تغريدة أنا أيضا ، بهجت محمود معجب بتواضع جلنار الراجي
بهجت(ابتسم لجنونها):- لما لا …ههه
جلنار(استدارت لتبحث عنهن):- اختفاء البنات من الوسط يعني دخولهن في علاقات غرامية
بهجت:- دعيهن يا بنتي فلا شيء أجمل من الحب
جلنار(مطت شفتيها بازدراء):- مجرد نظرية واهية
بهجت:- لأنكِ لم تجربيه
جلنار:- وهل جربته أنت يا بعدي ؟
بهجت:- ليس بعد ، لكنني أرحب بالفكرة
جلنار:- خليك هكذا والله سيمرض قلبك وتصاب بنزلة غدر من حيث لا تحتسب
بهجت:- هههه يا لنظرتكِ التشاؤمية ع أساس أنكِ تديرين برنامج اعترافات الحب ما هذا التناقض
جلنار:- أنا أتكلم بمنطقية لأنني أفكر بعقلي وليس بقلبي الأهوج ، أعرف ابن كلب وقد يوقعني في شر النفوس لذلك قصرت الطريق على نفسي وسددت الباب بالإسمنت
بهجت(لمعت عيناه وهو يتأمل إصرارها):- كل باب وله صاحب
جلنار:- ياااا صاحب بابي لا تأتي بدون مطرقة وفأس فأمامك جهد عووووووويص
بهجت(ابتسم لها ونظر صوب العرسان):- ههه مجنونة …
جمانة(زفرت عميقا وهي تتنحى جانبا عن طريقه):- أنا مجنونة يا سيدي مجنونة لما تعترض طريقي في كل مرة إذن
غازي:- تذكري أن هذا حمام الرجال يعني حضرتكِ التي اقتحمته على حين غرة
جمانة:- لم أقرأ اللافتة ثم هل ستحاسبني على سهوي أيضا ؟
غازي:- ماذا لو وجدتِ أحدا سيئا هنا كيف كنتِ ستبلين ؟
جمانة:- والله وجدتك أنت وسأبلي على النحو التالي ، وداعا سيد غازي
غازي(ضرب بقبضته في الهواء):- طفلة عنيدة غبية حقيرة تبا لكي ….
جمانة(شتمته أيضا وتحركت من هناك):- الغبي الأخرق ماذا يحسب نفسه ، تف عليه قلب مزاجي الله يقلب معدته الآن الآن الآآآآآآآآآآآآآآآن ..
ياسين:- له له ما بها فاتنة الحفل غاضبة ؟
جمانة(توقفت وهي تنظر إليه):- من أنت أيضا ؟
ياسين:- أدعى ياسين صديق غازي
جمانة(لم تصافحه بل رفعت شفتها):- يا خير الأصدقاء إذا كنت صديقه ، ابتعد عن طريقي
ياسين(انحنى بملوكية لها):- اهدئي وخذي الأمور بنعومة تربحين
جمانة:- لا يا ..لتحضر لي أيضا عبوة من أكياس دلع خاصة الصغار لأتمتع بالنعومة أكثر
ياسين(برقت عيناه):- ههههههه
جمانة(أغمضت عينيها بكره لنفسها):- أنتم مستفزون هكذا بالفطرة ، تنحى جانبا
غازي(انضم بعد لحظتين):- ما الذي تفعلينه أنتِ ؟
جمانة(نظرت إليهما):- أهرب من تأثيرك السالب غالبا
ياسين(ضحك من ذهابها):- هههه إنها شرسة لكنها تروض يا صاح
غازي:- هيه اجمع عينيك عن أهلي
ياسين:- أهلك ..قبل قليل كنت تهين فيها
غازي:- أهينها أجرحها ذلك يعنيني لكن أحد آخر لا أسمح له
ياسين(ربت على كتف غازي):- من حقك ….
لم يدقق معه غازي بل عادا للحديقة التي توزع فيها كل الحضور ، وعلى جنب كانت عواطف تحاول تهدئة عبد المالك الذي فكر بالذهاب ولكنها اعترضت طريقه متسائلة
عواطف:-عندما أتيت لبيتك صباحا لم تكن موافقا ما الذي تغير ؟
عبد المالك:- فكرت مع نفسي وتراجعت بالأخير برضاي أو بدونه هي ستفعل ذلك
عواطف:- لا تلمها إنها عاشقة
عبد المالك:- العشق قد يعوضها عن الكثير ، لكنه لا يخلق لها أبا جديدا لقد خسرتني
عواطف:- لا تقل هذا يا عبد المالك ، عندما تحمل أول حفيد بين يديك ستنسى كل هذا
عبد المالك(زفر عميقا وانتبه لاهتزاز هاتفه):- الله أعلم
دينا:- نانا نانا مامي تطلب منكِ الحضور سيوزعون الحلويات
عواطف:- يلا ..عبد المالك انتظرني ممكن ؟
عبد المالك:- حاضر أنا باق …(فور ذهابها رد على الهاتف)…إيزابيل
إيزابيل(ببكاء):- ابعث لي صورهما الآن يا عبد المالك أرجوك …
عبد المالك:- يا إيزابيل اهدئي
إيزابيل:- كيف أهدأ وابنتي الكبرى تتزوج بدوني ، يا سيدي حتى لو كانت ترفضني إلا أنني أبقى أمها كانت ستتقبل وقوفي معها رغما عن أنفها
عبد المالك:- ما زلت ثائرة
إيزابيل:- آسفة لأنني صرخت عليك ، لكنك كنت ستضيع من يدك فرصة ثمينة وهي أن تكون أبا لابنتك وتقف جارها في زفافها ، يا رجل يكفي أنني هنا منفية كيف فكرت بأن تحرمها من وقوفك معها بهذه البساطة ، ولماذا لأجل عنادها طيب بالأخير هي ابنتك وواجبك أن تكون معها بالطيب بالقوة موقعك واضح
عبد المالك:- حسنا خففي من وتيرة أعصابكِ إنها مرتاحة وسعيدة ، وجمانة جوارها أيضا يعني لن أخفي عنكِ ما زال هنالك توتر بينهما لكنها موجودة بدلا عنكِ
إيزابيل:- ابعث لي صورا كثيرة لطفاااا افعل ذلك لأجلي
عبد المالك:- كما تريدين …
وحتى لو بعث تلك الصور فقلبها لن يبرد فالجمر الذي اكتوى به لا تطفئه مياه العالم ، قد كانت تتمنى أن تلتقي بطفلتها التي تخلت عنها وتحضنها وتزوجها بيدها لعريسها وتوصيها به خيرا ، قد كانت تحلم بأن تؤدي دور أم العروس كما تفعل الأمهات ولكن ما حظيت بذلك ، فواجبها الوطني يناديها وها هي ذي تمسح كل تلك الصور من ذاكرة هاتفها وتحذف المكالمات لتدفنه في مكان خفي وتعدل شعرها وهيأتها لتستقبل الوحش من جديد

"الوحشُ الذي لا يعُض ليس وحشا"
قرأها في إحدى يومياتها القديمة وهو يكتشف عشقها الجنوني له ، قد تركتها من بعدها في درجها الخفي ، حيث وجدها بسهولة فلطالما كانت فاشلة في إخفاء الأشياء عنه ..لذلك قرأ ذلك الكتاب مرات كثيرة وما مل منه فقد كان يرى نفسه من خلال عينيها وعفويتها وقلبها ، لكن هذه الجملة تستوقفه دائما لترتسم على شفاهه ابتسامة يجمعها بغيظ حين يتذكر أنها لم تعد موجودة ….
خوري:- الوحش الذي لا يعض ليس وحشا ، ولكنه قد يلدغ يا ستيلا لم تفكر في هذااااا صحيح ؟ ؟؟ ؟؟
هاجر:- سينيور السيارات جاهزة وحافلة المراقبة هناك على أهبة الاستعداد
خوري:- إذن لننطلق للحفلة عيب أن نترك أهلنا منفردين فيها ، جابر وصل بأختي ؟
هاجر:- وصل قبل لحظات
خوري:- لنلحق نحن أيضا إذن .. سوف تأتين معي
هاجر(رمشت):- حاضر سينيور أمرك ..
انطلق من هناك بعد أن أخذ ما يلزمه واستمر نحو قاعة الاحتفال هو وطاقمه الذين لحقوا به في سيارات كثيرة ، كان يريد أن يستغل أي لحظة لكي يقحم بلاءه في ضحيتيه المقبلتين ، ناهد وميرنا التي كانت تتحرك جواره وميسون بينهما
حكيم:- هذه البنت مخضرمة المزاج إذا ما ذهبت هناك فإنها ترغب بالمجيء هنا ، وإذا ما رغبت بكلا الجانبين تبحث عن جدار برلين
ميسون:- عملاقي هههه
ميرنا(ضحكت من جملتها):- °عملاق الصغيرة°
تمعنت في ذلك وهي ترمق تحذيرات حكيم التي كان كمن يصب الماء على الرمل ، وفجأة شعرت بشيء يتحرك بأعماقها شيء كظمته منذ عدة أيام ، قاومته بتعب وحاولت جهدها أن تتأقلم مع غيابه لكن صبرها فاق صبره وما عادت تتحمل ، إنه موجود بداخلها محفور في زواياها ولا يسعها ألا تفكر فيه كلما شردت في البعيد ….وبدوره كان يتحرق شوقا لرؤيتها حتى وإن كان متعبا من سير التحقيقات ذلك اليوم إلا أن شوقه كان أعظم ..
عمو بشير:- أوصلك بنفسي إلى هنا لأنني أريد أن أجعلك تقتنع بخطئك
وائلّ:- لم أخطئ لقد حميت موظفتي
عمو بشير:- كان يمكنك أن تحميها بدون أن تفتح على نفسك جبهة سين وجيم ، الآن ملفك سيبقى مشوشا بعد ما كتب في تقرير سيرتك الذاتية
وائل:- ولكنني بريء
عمو بشير:- كنت قل هذا لهم ، نعم بريء نعرف ذلك لكن كيف ستفسر تواجد جثة في بيتك ، جيد أنهم أفرجوا عنك لعدم اكتفاء الأدلة وأيضا لعدم تطابق سلاح أبيك مع الرصاصة
وائل:- الآن عرفت لما رافقتني حتى هنا كي تزعزع أعصابي وتجعلني أندم ، ولكنك لن تفلح أنا ما ندمت
عمو بشير:- الصبر يا رب ، شوف إذا خطوت خطوة أخرى بعيدا عن عيني سوف لن يحصل طيب ، أنت الآن ماذااااا فرد من العشيرة السوداء ستتصرف على ذلك الأساس ..غدا ستذهب للمحكمة وتخرج نفسك بهدوء فأنت محامي شاطر وهذه القضية لا شيء بالنسبة لمهارتك تمام ، بعدها بوجهك لبيتك ستجمع حقيبتك كالشاطر وتتوجه لقصر جوزيت مع رجالك الجدد ، ستختار واحدا أمينا فيهم ليكون ذراعك اليمين وتنتظر مقدم طارق فكلاكما ستكون تحت العين
وائل(رمق إضاءة القاعة من بعيد):- طيب طيب ..يفضل ألا تتابع معي حتى هناك كي لا يراك أحدهم
عمو بشير(أشار لسائقه):- توقف في مكان قريب سيتابع لوحده …
وائل(نزل من السيارة وأطل عليه):- شكرا لكل ما بذلته لأجلي
عمو بشير:- أساسا إخراجك في يوم الأحد هذا بحد ذاته تطلب عونا كثيرا لكن لا بأس ، كله يهون فدا رغبات ابن الغالي وحيد رشوان
وائل(تنهد بحرقة ولوح له):- شكرا …
تأمل المكان وهو يتوجه بخطواته صوب بوابة الدخول ففوجئ به معظم الرجال وسمحوا له بالدخول ، وكم كانت دخلته عظيمة لما أعطوه التحية القديرة وانحنوا احتراما له ، أشار لهم بعدم جدوى ذلك لكن الأصول أصول فطالما صار رب عملهم سيفدون بدمهم …لاحظ تواجد الكثير منهم خاصته وخاصة طارق وخاصة حكيم وميار ورمش بعدم فهم ، فما الداعي لكل هذه الحراسة وماذا يحصل ، شك بالأمر لوهلة ولكن شوقه غلبه فدخل للحديقة ليرمق العرسان أول شيء بعدها ، لاحظ جمانة وهي جالسة في زاوية وحيدة ، أختتتته نعم أخته لذلك وجد غريزته تتحرك صوبها دونا عن أي أحد
وائل:- أيمكنني الجلوس قليلا آنستي الجميلة ؟
جمانة(ابتسمت وهي ترمق أحدا اهتم لأمرها أخيرا):- وااااائل
وائل(صافحها بلطف):- كيف حالكِ يا مشاغبة ؟
جمانة:- بخير بخير …أين كنت طوال هذه الفترة ؟
وائل(تنهد بحنان):- مشاغل
جمانة:- تبدو حزينا ، خيرا ؟
وائل:- لا إطلاقا أنا بخير يا غالية ، طمئنيني عنكِ هل تعيشين بخير في بيت الراجي ؟
جمانة(رمشت من سؤاله فلا أحد اهتم بمعرفة ذلك):- يعني …لا حل لدي سوى العيش هناك وصدقني هم طيبون جدا ، لم أشعر قط أنني غريبة حتى وقت محاسبة جلي الصحون والتنظيف هم يعاملونني كواحدة منهم ههه
وائل:- رائع هذا خبر جميل يسعد القلب
جمانة(نظرت خلفها):- ميرنا هناك … أكيد أنت مشتاق إليها
وائل:- لما تجلسين وحدكِ هنا ؟
جمانة(حكت جبينها):- ماذا أفعل ، أ.. نهال ترقص مع نادر بينما شيماء تتحدث مع تامر ، وليان تضاحك المهندسين ، يعني هؤلاء من بعمري إذ أخجل من محادثة الأخريات فكل واحدة في حالها
وائل:- حاولي ألا تتحسسي هكذا ، تصرفي بطبعك طيب ماذا عن أختك ؟
جمانة:- إنها سعيدة ..تبدو كالنجمة بشعرها الأشقر وعيونها الزرق ، أحببت النظر إليها وصورتها كثيرا بهاتفي لأتذكر هذه اللحظات الجميلة ، وإذا ما عادت ماما أريها إياها
وائل(مسح على خدها بلطف):- أنتِ لطيفة جدا ، أحبكِ أن تبقي بريئة هكذا دائما هاه يمكنكِ الاتصال بي وقتما أردتِ ، واللجوء إلي في كل وقت تحتاجين فيه لمساعدة إياكِ وأن تترددي ، عديني بذلك ؟
جمانة(امتنت منه وعانقته):- أنت طيب جدا أشعر بأنك تحميني وهذا كان يراودني مع أمي فحسب ، شكرا واااائل
وائل(ربت على شعرها):- هيا لا أريدكِ وحدكِ هنا تأقلمي مع الحضور ، دعيني أراكِ مشرقة
جمانة:- حاااااضر
وائل(تأمل ركضها وابتسم):- هيا يا أختي اصبري قليلا بعد وسوف آخذكِ لنفوسنا يا رشوانية
تحرك من هناك وهو يبحث عن سارقة قلبه التي وجدها مبتسمة بجوار حكيم الذي كان يضع يده على خصرها ويسير بها نحو ميار الذي وصل قبله ببضع دقائق ، رآها وهي ترقص معه وانتظر لغاية ما ابتعدت كي يتقدم نحوها لما كانت مقبلة على جانب آخر …هناك التقيا وبينما أغصان الشجر الملتوية مثل علاقتهم المتشعبة ، فكلما يعتقدان بأن مشاكلهم قد حلت يخلق الجديد … نظرة واحدة اختصرت أجيالا من الأشواق وأذابت كتلا من الجليد بينهما ، سرعان ما تأججت فيهما حرارة اللقاء وتبادلت العيون بريقا مختلفا وقع على خاطرهما مثل النشوة ، وهذا ما حاول حكيم منعه حين لمح قدومه ولكن ماذا يسعه أن يفعل فهو موجود موجود … لم يتبادلا سوى بضع كلمات اختصرت مسافات جامدة بينهما لتقطع جوزيت تلك الخلوة بحضورها المبهرج .. وقتها انسحبت ناريانا وهي ترى نادر يراقص نهال وهذا جعلها تحرك فكها وتتوجه إليهما ، ولو لم تتوجه هي كان سيخرج طارق من قمقمه ويخنقه بيديه لأنه يراقص ابنته
ناريانا:- السلام عليكم
نهال(استدارت إليها دورة شرفية):- نِمرانا ؟
نادر:- أخيرا تذكرتنا يا سيدة ؟
ناريانا(حركت فكها بلؤم):- طبعا أتذكركم دوما ، ولكن ما استطعت أن أتخيل هذا اللقاء
نهال:- نادر ما بها نمرانا تستشيط غضبا أتراها غارت لما راقصنا بعضنا ؟
ناريانا(صغرت عينيها فيها ونظرت لنادر):- ألديك ما تقوله ؟
نادر:- نهولة ..أيمكننا متابعة الحديث لاحقا هنالك حساب بيننا
نهال:- معلوووم أنا بالجوار
ناريانا(أغمضت عينيها):- ما الذي تفعله مع مراهقة يا نادر ؟
نادر:- أرقص
ناريانا:- لا تستفزني أكثر ورد علي لما تراقصها يعني ما السبب لذلك ، ماذا تنوي أن تفعل ؟
نادر:- أفعل ماذا أساسا ما توقعت حضوركِ فلقد ذهبتِ بدون سلام أو خبر حتى ، فلا حق لكِ في اللوم الآن أرقص مع من شئت يا عمري
ناريانا:- ظروفي ما كانت تسمح بالبقاء صديقتي كانت في أزمة نفسية ومن واجبي مساندتها
نادر:- لكِ ذلك أنا أيضا احتجت لمساندة ونهال هنا
ناريانا:- أتضعني مع تلك الصغيرة في مقارنة واحدة
نادر:- لا أضعكِ ، بل أنتِ من تضعين نفسكِ بها عزيزتي
ناريانا:- ألم تشتق لي ؟
نادر:ّ- وبعد الاشتياق ماذا ،، أتتوقعين أنه يهمني ؟
ناريانا:- إن لم يهمك أنت فهو يهمني أنا …
نادر:- صدقا ما عدت أكترث بامرأة ترحل وتعود وقتما تشاء عن إذنك أود إلقاء التحية على صديقي …
ناريانا(لحقته على مضض)-: تعجرف تعجرف أصلا هذا هو طبعك …
بقية الأحداث شاهدناها في الفصل السابق لكن سنتابع ما تبقى قبل ضياع ميرنا
ميرنا(كتبت رسالة):- °إذن° ؟
إياد:- هدأت الأوضاع قليلا لكن كيف أبليتم بعد دوي الرصاص ؟
ميرنا:- ° ولا شيء رحلوا بعد أن أفزعوا الجميع°
إياد:- الكلاب ، كوثر هل حزنت أكيد حزنت وقومت الدنيا فهذا الزفاف قد كانت تحلم به منذ الصبا ، حرام عليهم ما اختاروا غيرها يعني ؟
ميرنا:- °ههه ولا تهتم أساسا سرعان ما تأقلمت صديقتك وهل ستجعل حدثا كهذا يفلت منها ، المهم أن عودة أخي طارق زعزعت الكثير خصوصا في عفاف ونهال التي لم تتقبله وجرحته ، أشفقت عليه صدقا °
إياد:- سوف يتدبر الأمر يا ابنتي المهم أنه عاد وخرج بالسلامة .. ميرنا أنتِ تراسلينني منذ عشرين دقيقة ألهذه الدرجة مللتِ ؟
ميرنا:-° ما مللت لكن وائل مشغول مع عمه ومع شهاب إنه يتحاشى حتى النظر لوجهي ، أما حكيم فإنه يرافق الموظفة الجديدة ولا أعرف ما حكايتها حتى °
إياد:- خسارة ما انتظرت لأراها لكن يلا سألتقي بها في الشركة غالبا
ميرنا:- ° ها ها كأن الأمر أعجبك ، عموما ضجرت سوف أشم بعض الهواء°
إياد:- ماشي وأنا سأنتظر انتهاء انتفاضة الست رقية وبعدها أخبرها ، العمة نعمة نامت
ميرنا:- °حسن قلبي معك طمأنني غدا بالأخبار الحلوة باي°
فصلت الخط معه ونظرت حولها واستقامت لتسير ببطء ، رمقتها كوثر فنادتها بل استوقفتها فالأخت ولا كأنها عروس مثلما سبق وذكرت ههه
كوثر:- إلى أين يا حبة عيني سوف نقطع قالب الحلوى بعد قليل ثم نلقي بالورد ، أريدكِ أن تحصلي عليه إما أنتِ أو وصال المهم أن أستغل ثيابي الجديدة وأحضر بها لعرسكما
ميرنا(ضحكت من جنونها):- هههه هااا
كوثر(طبطبت على خدود ميرنا وقرصتها):- هيا هيا الحقي بي أنتِ يليق بكِ الزواج ، صبي القهوة أشك في أمره إن كان امرأة أصلا
وصال(طبت عليهما):- أيوة ماذا تعنين بأنكِ تشكين بأمري هل أحتجز أمكِ في الحمامات لأطمئن قلبكِ خالتي كوثر ؟
كوثر:- يا ويلي إياكِ هههه لقد مزحت فحسب
ميرنا(أمسكت على رأسها بصداع):- ههه …°سأشم بعض الهواء وأعود°
وصال:- كوثر سمعتكِ بأذني هاتين تقولين عني ذكر حرام عليك والله حرام
كوثر:- يوووه خلصينا لن تغضبي يا بنت صحيح صحيح صحيح تعالي لأقرصكِ كي تتزوجي ، فوحده الرائد من سيضمن لي أنوثتكِ المشكوك في أمرها
وصال:- يخرب بيتك بمجرد أن كتبتِ عقد زواجكِ نزعتِ حجاب الحياء
كوثر:- هههه يقولون أن الزواج يفعل أمرا كهذا يزيل خجل المرأة
وصال:- ومالو أزيليه لكن وأنتِ بين أحضان زوجك ، أنا مالي ومال انحرافكِ هذااااا
كوثر(نغزتها):- بيني وبينكِ ألا تراودكِ تصورات هكذا أنتِ وجاسر مثلا مثلا يعني ؟
وصال(احمرت خجلا ورفعت يدها):- بربي لو لم تكوني عروسا لصفعت أمكِ وقحة ، زياد يا زياد تعال وخذ عروسك عني ونصيحة أدخل بها قبل أن تدخل بك
كوثر(وضعت يديها على وجهها):- ياااااا ويلي هل هو خلفي هل سمعكِ هل حقا سمع ؟
وصال(غمزت له وهي تشير لزياد بعيدا عنها):- كان هذا مجرد تهديد المرة القادمة سيسمع
كوثر(رفعت فستانها لتلحق بها):- غبية غبية
في تلك اللحظة خرجت ميرنا وهي تسير وحدها في الحديقة إلى أن لمحت حكيم يتحدث مع ناهد على جنب ، استدارت خلفها ووجدت وائل يتحدث عبر هاتفه بينما عمه بجواره ولا لاحظ غيابها ولا شيء ، كلاهما أضرب من الآخر ، نظرت لميار الذي كان مع نبيلة جدتهم وجوزيت بجواره ورمشت وهي تكمل طريقها مبتعدة من هناك …شعرت ببرودة في جسمها ولكنها لم تهتم بل تابعت وهي تتأمل المكان لحين نزلت من درج قصير وانعطفت لتشاهد متاهة ، أول ما استطاعت رؤيته هو قناع أسود اختفى فور اقترابها ، ابتلعت ريقها ونظرت للخلف هل تتراجع أم تتابع قررت الرجوع ولكن يدا ما سحبتها لداخل المتاهة بعد أن أغمض عينيها وجرها خلفه بهدوء
خوري:- روووووميناااااا …
ميرنا(ببكاء دفعت يده وهي تحاول إبعاده القوي عنها):- هممممم
خوري:- أخبرتكِ مرارا وتكرارا ألا تتحركي وحدكِ لكنكِ لا تسمعين ، وأنا لا أقاوم مثل هذه الفرص عزيزتي
ميرنا(زفرت بقوة وهي تنظر إليه بعد أن أفلت يدها):- ؟؟؟؟؟
خوري(هز كتفيه):- ولا شي ..أردت ّأن أبارك لصديقتكِ كوثر زفافها ها على فكرة زوجته الأولى لا تضمر لها خيرا يعني …الانتباه من الضرة أمر واجب
ميرنا(بعدم فهم):- …لآرد
خوري:- أستاذتي ، أنا أعرف كل شيء عنكِ وعن أهلكِ وأصدقائكِ حتى أنني أعرف أنكم عينتم العم لبيب في شركتكم الجديدة ، يعني منتهى الشهامة لم تفرطوا بإقالته بعد إغلاق جريدة فتحي إلا وعينتموه معكم برافو
ميرنا(هي نفسها لا تعرف بهذا الخبر ، حاولت أن تتمالك أعصابها وأن تفهم ما غايته لذلك أخرجت هاتفها وكتبت):-°ماذا تريد مني ° ؟
خوري(أمسك الهاتف وأطفأه ووضعه بقبضتها):- لا أريد أن أتحدث معكِ هكذا ، أريد صوتكِ يا روميناااا
ميرنا(نظرت للخلف ولم تجد إلا الأشجار لقد علقت هناك):- هممم ؟؟؟
خوري:- رومينا رومينااااا روووومينا
ميرنا(نظرت إليه في ذلك الظلام وما استطاعت أن تتفرس شيئا):- °يا إلهي من هذا ، إنه يظهر لي في كل مكان يا ربي يا رب°
خوري:- ما تخافي ..ما زلت أحتاجكِ واعية فلدينا حسابات طويلة نستذكرها سوية مع بعضنا ، وأهمها جسارة مقالاتكِ يا حضرة الصحفية
لم تفهم مقصده وأثناء شرودها سمعت صوت حركة قريبة من هناك وحين التفتت وجدته قد اختفى من جوارها في لمح البصر ، شهقت وهي تتراجع للخلف بحثا عن ملاذ ، أخذت تهرول من كل جانب ولكنها متاهة يعني الخروج منها صعب …فجأة وجدت نفسها أمام ورقة التهديد نفسها التي وجدتها بعدها ناهد وقبل أن تبحلق فيها قام أحد بوضع منديل على فمه مليء بالمخدر فسقطت مغشيا عليها في عالم آخر …. وما إن انتهت تلك المشكلة حتى أخذت تفكر جديا ما قصد ذلك المقنع عن مقالاتها الصحفية ما الذي فعلته حتى استقطبت كرهه لتلك الدرجة ، كيف ستعرف إن لم تبحث كيف ؟؟؟؟؟؟

~ في الوقت الحالي ~
ما إن دخل بها لشقته حتى اكفهرت ملامحها لما رأت ما رأته ، لم تستوعب غايته من ذلك ولكنها آثرت أن تنام تلك الليلة بهدوء وبعدها ترى ما غاية شهاب من ذلك السجن الذي خلقه في البيت ، نامت بجوار شادي ولم تفهم سر بقائه بالصالون ، حتى كلمة لم ينطق بها ولم تسأله فرأسها كان يؤلمها والوقت ما كان مناسبا لذلك انتظرت حتى صباح الغد ، استيقظت وهي تتمط وامتنت من نوم شادي ، قبلته واستقامت وهي تنكش شعرها بأريحية ، كانت ترتدي قميص نومها العنابي ورداءه ، لذلك أزالته واستحمت بشكل خفيف دون أن تبلل شعرها وخرجت من جديد لتتوجه للصالون ، لم تجده في أي مكان بحثت عنه في البيت ولكنه غير موجود ، نظرت للمطبخ بقنوط وفتحت الثلاجة أخرجت علبة زبادي وجلست تتناولها بإهمال تتمعن فيها وتتصفح الأخبار عبر هاتفها وقد كانت كلها عن تألقها ليلة أمس في حفل زفاف قريبتها
شهاب(فتح الباب ودخل بأكياسه):- ..استيقظتِ ؟
ميرا:- أجل ..أين كنت ؟
شهاب(وضع الأكياس على رخامة المطبخ جوارها):- بالسوق
ميرا:- بالسوق هه أرى أنك اشتريته كله ما كل هذا ؟
شهاب:- ستطبخين لنا الغذاء
ميرا:- من أناااااااا ؟
شهاب:- لا أنا …ثم أين الفطور ؟
ميرا:- أي فطور ؟
شهاب(أشار للطاولة):- الفطور الذي يتناوله الناس صباحا ، ما بكِ أما كنتِ تفطرين بمنفاكِ
ميرا:- بلى ولكنني كنت آخذ قطعة بسكويت وقهوة جاهزة
شهاب:- ذلك لا يمشي معي ستجهزين الفطور مثل جميع النساء ، هيا تحركي لأنني جائع
ميرا:- أوكي مهلك علينا سأتصل بهنادي لتبعث الخادمة وتقوم بما تريده
شهاب(ضرب على رخامة المطبخ):- أظنني كنت واضحا معكِ
ميرا(انتفضت من ضربته):-ما الذي تفعله ؟
شهاب(أمسكها من فكها بقوة وجذبها نحوه):- لم أفعل بعد ، وبما أنكِ تجيدين تجاهل الأشياء سأجعلكِ تتجاهلين ماضيكِ أيضا ….فقرة الدلال والمتعة انتهت عملكِ على رأسي وعيني ستذهبين إليه في مواعيد وتعودين منه في مواعيد ، خروج لوحدك ممنوع منعا باتا سآخذكِ وأحضركِ بنفسي ، غير ذلك ستهتمين ببيتكِ وبابنكِ لوحدكِ لن تستعيني بأحد ، شغل البيت وتنظيفه ستقع على عاتقك ، غسل الملابس ونشرها وتجفيفها وكيها وطيها أيضا سيكون لكِ يد فيه ، عدا ذلك وأهم شيء ستطبخين فلن أطلب طعاما جاهزا بعد اليوم ، وصدقيني لو أحرقته أو تعمدتِ ذلك لن يحصل طيب …مفهوم أم أن لديكِ استفسار ما ؟
ميرا(كانت تفتح فمها بشهقة واستقامت وهي تضحك لتعانقه):- حبيبي …ما توقعت أنك ستستقبلني بهذه الحفاوة ، أكيد أنت تمزح يعني ، اشتقت لك شهااااب
شهاب(كالثلاجة جذب يدها):- أنا لا أمزح
ميرا(اختفت بسمتها وهي تلمح تصلب وجهه ومشاعره):- ماذا يحدث معك شهاب ، ما هذه التصرفاااات ؟
شهاب:- والله هذا ما لدينا بعد اليوم ، أعجبكِ أهلا وسهلا ما أعجبكِ عودي حيث كنتِ وانسي أمر ابنكِ أيضا
ميرا(عقدت حاجبها):- ههه غير معقول ، شهاااااب أنا ميرا قد عدت يعني ألا يوجد حتى حضن ، يعني البارحة عذرتك لأننا كنا متعبان لكن اليوم ، صدقا ما توقعت هذا
شهاب(توجه للأكياس):- يفضل أن توضبي تلك الأغراض بالثلاجة تدبري أمرها ، وقبل ذلك حضري الفطور وقومي بتحضير عصير فواكه طازج لي سآخذ حماما سريعا وأعود للإفطار
ميرا(وضعت يدها على جنبها):- هذاااا قد فقد صوابه غالبا ، ثمممممم تعال هنا ما تلك النوافذ الحديدية يا شهاب هل تحسب أنني سأهرب من خلالها ؟ ألوووو أنا أكلمك ؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب(توجه لغرفته):- أنا سأريكِ السخرية من شهاب رشوان كيف ستكون ، هذه ليست سوى البداية عزيزتي …. يا إلهي ميراااااااااااااااااااااا
ميرا(ركضت إليه بجزع):- ممم ماذااااا هناك هئئئئئئ يا ويلي متى استيقظ وفعل هذااا ؟
شهاب:- كيف تهملييييييينه يا سيدة إنه في سن حرجة وطبيعي أن يتحرك ويكتشف الأشياء ، يا الله جيد أنه لم يلمس الكهرباء واكتفى بتخريب هذا الويل
ميرا:- ماذا فعلت يا شادي لقد خربت مكياجي كله ، افف علينا أن نرمي هذا السجاد ونحضر واحدا جديدا غيره
شهاب(كتف يده):- هههه واحدا جديدا ؟
ميرا:- يس
شهاب:- ستنظفينه
ميرا:- ألا تلاحظ معي أنك تبالغ ، أنا ميراااااااا أتريدني أن أنظف لك هذا مثل النساء الكادحات هااااء ما حزرت
شهاب(ااقترب منها مشيرا لبقعة الأرض):- سوف … تنظفينه وتعلقينه بالشرفة ليجف ،،، ها ولا وقت لديكِ قد تتطبع البودرة عليه ويصعب عليكِ فركه لذلك طالما الحال جديد قومي بإنجازه ولا تنسي الفطوووور بمعيتك ، هيا سأستحم
ميرا(نظرت لشادي الذي تابع تخرب أحمر شفاهها):- هئئئ دع هذا هل ستجلطني أنت وأبوك أم ماذااااااااا ؟؟؟
لم تفهم في شهاب أي شيء بل وجدت نفسها عاجزة عن تحريك ساكن ، في صباها كانت تقوم بتلك الأعمال جبرا من سليم ، لكن إلى المطبخ ولم يحصل لها الشرف والآن هي أمام عناده وجدت نفسها مجبرة ، فكرت وخمنت وقررت أن تحاربه بشكل مضاد وتفاجئه بل تخيب ظنه مثلما كان يأمل عكس ذلك ، فهو توقع فشلها ولكنه نسي أنها امرأة الزمن يسقط العالم وهي لا تسقط …. صدمته بل صعقته حين خرج ووجدها أنها تضع الفطور على طاولة الطعام بينما وضعت مسحوقا على طرف السجاد ولم تغسل كاملا بل البقعة فحسب، أخرجتها للشرفة وعلقتها لتجف بينما كانت تغير حفاضات شادي وتطلب منه أن يطفئ على القهوة في طريقه ، صغر عينيه من إنجازها ذاك ووضع يده على جنبه مستقبلا ابتسامتها المنتصرة
شهاب(في سره):- حسنا قد تجاوزتِ الاختبار الأول وأبديتِ على أنكِ جديرة بالتحدي ، تمام سأزيد إذن من وتيرة التحدي لنرى إن كنتِ ستتحملين يا مدللة أم ستستسلمين
ظلت تبتسم بانتصار فقد لاحظت جديا امتعاضه من نجاحها في كل المطلوب منها ، لكنها أول مرحلة ست ميرا والقادم أشد … أخذت تستدرك معه في حديثها عن الزفاف وأجوائه وبدون أن يسألها حكت له عن أخوها طارق وعن عودته ، ليجد نفسه يعيش مع امرأة لم يتعرف عليها قط قد بدت بئرا عميقا من الأسرار ، صحيح لم يقل هذا شفهيا لكنه في صميمه استغرب حكايتها وتصرفاتها لقد استغفلته منذ زمن وما زالت تعيث في حياتهما فوضى …لكن إلى هنا ووضع الحد إما أن تهمد أو يصلان لمفترق طرق غير مستحب …..
في تلك الأثناء ببيت فؤاد
كان يشاهد فيديوهات العرس مع الصغيرات ، بينما كانت نور توضب الأمتعة بالحقائب رفقة هند ، في قلبها وجع حارق كونها ستفارق تلك الصغيرات اللاتي اعتادت عليهن ، برغم فوضويتهن إلا أنهن حلواااااات ، تأوهت بصوت مسموع فوضعت هند يدها على كتفها فجأة
هند:- أنا سأنهيها يمكنكِ الاسترخاء قليلا ست نور
نور(تركت الحقيبة):- في البدء شادي والآن … البنات يعني .. افف اختنقت سأخرج للشرفة قليلا تابعي تابعي
خرجت بخفة لتمسك حافة سور الشرفة وتطل على الشارع وهي تتنفس بعمق ، هنالك شيء عالق في جوفها منذ ليلة أمس ، تراكمات الأحداث التي وقعت انعكست عليها بشكل موتر ، لم تعرف كيف تبلي فهي رغم قوتها وصلابتها إلا أنها هشة أمام العائلة وخصوصا شخص مثل أخيها الذي احترق فؤاده ، تألمت لذلك وشعرت بالخيبة لأجله وأخذت تخمن كيف سيشعر هو بعد هذا الصد ، فكرت في أنه عليها التحدث مع نهال وعفاف عليهما أن يصفحا وإلا ستضيع سنوات عمره في ولا شيء … زيادة على ذلك وابل الرصاص الذي زعزع قلوبهم ماذا لو تأذت إحدى الصغيرات ماذا لو أصيب أحد من أحبتها بمكروه ماذاااا كان سيحدث ، وجدت بأنها كتمت خوفها ليلة أمس واستصعب عليها أن تتخطاه اليوم ، أمسكت على صدرها وهي تزفر مرة ومرتين بدون فائدة هناك شيء يزيد من ضيق نفسها أهاه عثرت عليه تصرفات فؤاد المقيتة معها ، هو يعلم أن تلك الصبحية هي آخر صبح يقضونه معا ومع ذلك ظل مع الصغيرات وعلى رأسهم صهيب الذي لم يغادرهم بعد …
نور(بامتعاض زمت شفتيها فيجب عليها أن تعثر ع شيء يخفف عنها ذلك الضغط ، ولم تجد أمامها سوى الصبي المسكين):- …..أننننننننننت ألن تتصل بوالديك ليصطحبوك من البيت يعني احتفلت معنا قلنا ماشي ، قمت بالمبيت معنا قلنا مرحبا ، لكن أن تمضي اليوم بطوله وكأنه ليس لك بيت فهذا ممنوع ، ثم عليك أن تراجع دروسك المدرسة على الأبواااااااب
صهيب(رمش وهو ملقوف من مداهمتها):- بسم الله الرحمن الرحيم ، خالتي نور ممم
نور:- خالتك ماذا يا هذا من وين لوين ، شوف من فورك تتصل بسائقكم وتغادر أنت تشغل البنات هكذاااا
صهيب(عاد برأسه للخلف بعدم فهم):- أشغلهن عن ماذا ؟
نور(جحظت فيه عينيها):- أما زلت تجيييييييييبني ؟
صهيب:- ديناااااااا أنجديني أمك ستتحول غالبا
دينا(بحرج):- مامي ..ماذا يحصل ؟
نور:- أنتِ ولا حرف لم أكلمكِ فاجلسي محلكِ ولا تتدخلي
دينا(نظرت لفؤاد الذي كان يضفر شعر لمى):- مامااااااا
نور(مسحت على شعرها):- ماما ماذااااا ما هذا الإهمال الألعاب من هنا ، والفوضى من هناك متى ستتعلمون الاعتماد على أنفسكم يعني ، الكلام موجه لكم جميعاااااا هل نحن آلات عاملة حتى تعيثوا في البيت صخبااااااا وفوضى ؟؟؟؟؟؟ اسمعوا ستقبعون في أمكنتكم ولا تبرحونها قط وإن لمحت فردا منكم يدوس على الأرض بقدمه سأقطعهااااااااااا
لمى(انتفضت بفزع):- اهئئئئئئئئئ بابا فؤااااد لا أريدها أن تقطع قدمي اهئئئئ
فؤاد(ربت على كتف لمى بابتسامة):- لن يحدث صغيرتي …
نور(رمقت العبوس في عيونهم وتراجعت للخلف):- لما تنظرون إلي هكذااا يعني ..يعني
فؤاد(رمقها وهي تتراجع):- صهيب .. شغل برنامج اللعب والعبوا مع بعضكم تمام ؟
صهيب(بقلة حيلة):- حسنا
دينا(عقدت حاجبيها):- همم
جنان:- أمكِ فقدت أعصابها توقعت أن تكون أمي الوحيدة التي تعاني من هذه الأزمة
دينا:- لا وحياتك لدي نسخة حصرية
نور(ركضت من هناك):- ما بكِ نوووور لما فقدتِ أعصابكِ هكذااا ؟؟؟
فؤاد(استقام ليلحق بها للشرفة فوجدها تتكئ على الجدار وهي تنظر للسماء بغبن):- …نور
نور(مسحت دموعها ونظرت جانبيا لتستخرج وضعية قوتها):- مالك لما تلحق بي ، ع فكرة لست نادمة على ما قلته إنهم أولاد مزعجين وعليهم التأدب
فؤاد(أغلق باب الشرفة وتحرك صوبها):- نووور
نور(استدارت إليه بعدم مقاومة):- نوووووور ماذا نور ماذااااااا أنت أيضا مثلهم ، كلكم كلكم تستحقون الخروج من حياتي ، لا أريد أيا منكم فيهاااااا ،، فكل من أحبه يبتعد إذن لا أريد أن أعتاد على أحد بعد لا أريييييييييييد
فؤاد:- على من تعودتِ وتخشين الفراق ؟
نور(نظرت إليه):- …مش شغلك
فؤاد(رمق الدمع متحجرا في عيونها فاقترب منها):- أجيبي على السؤال بوضوح وستجدين راحتكِ صدقيني
نور(قاومت دموعها وهي تتراجع حتى التصقت بالحائط):- قلت لك ليس من شأنك ، يا عمي أمر بيني وبين نفسي وش حشر أنفك في أحاسيسي
فؤاد(كتف يديه على بعد خطوتين منها):- لو تصارحي نفسكِ مرة سترتاحين
نور:- لا أريد ثم هل أذنت لك بقطع خلوتي ، أود البقاء وحدي ممكن ؟
فؤاد:- أنتِ تكابدين هذا العناء وحدكِ ، بالرغم من أنه شعور طبيعي أن تشتاقي وتخشي الفرااااق ، افعلي مثلي لما لا أخجل على العكس ها أنا ذا أخبركِ أنني سأشتاق لكم
نور(طأطأت رأسها):- لا يهمني
فؤاد(زفر بنفاذ صبر):- تمام تمااااام كما تريدين هيا اجمعي حقيبتكِ واذهبي من هنا ، طالما لا تستطيعين قول جملة واحدة فإنكِ غير قادرة على الاعتراف مرة في هذه الحياة التي لا تعني لي أي شيء بلا مشاعر
نور(استفزها حتى الأخير):- فؤاااااد رشواااان كف عن إثارة جنووووني
فؤاد(هز يديه بفشل):- أيقنت مؤخرا جدا أن فؤاد رشوان لا يعني لكِ شيئا ، أنتِ ترينني مجرد شخص يلتصق بياقتكِ ولا يدعكِ تتنفسين ، لا تستطيعين رؤية مشاعري ولا تصديق قلبي وكأنني أجرم حين أخبركِ بحبي ، تعبت من المناهدة تعبت من هذه الحرب ، لقد استسلمت يا نور الراجي من اليوم لن تجدي مني ما يزعجكِ ، ستعيشين مثلما تريدين بدوني واعتبري أن الشخص المجهول ما مر في حياتكِ قط …ابنتكِ سأهتم بها من بعيد ولا يسعكِ منعها عني ولا إبعادها عن مداري لكن أنا انسي أنكِ عشتِ يوما مع شخص مثلي …هيا اذهبي وخذي معكِ كل شيء فمن اللحظة لن أذكركِ في سري ولو مرة ، بالأخير أنا رجل والرجل الحقيقي لا يرضى أن تدوس على كرامته امرأة غير مبالية تعتبر مشاعر الخلق عبئا على صدرها ، امرأة لا تستطيع أن تقول نعم تعلقت وأحببت ، امرأة تخاف من نزع قشرتها الصلبة كي لا تكشف للملأ ويعرفوا بأنها مجرد طفلة صغيرة بحاجة لرعاية الراشدين ، تمام يا نور الراجي تمام قد وصلتني رسالتكِ جيدا وأنا اليوم أحرركِ من خجلكِ تجاه مشاعري لقد أغلقتها هكذا ووضعتها في صندوق ورميت به في أعمق سرداب لا أملك مفاتيحه حتى … آه آخر شيء عندما تفكرين بخداعي واللعب من خلف ظهري أغلقي باب غرفتكِ كي لا أكشف خيانتكِ يا عزيزتي ، وصدقيني إذا ما طرأتِ على بالي مرة سوف أنساكِ في اللحظة الموالية لأنكِ كذبتِ علي واستغفلتني وما استطعتِ أن تثقي بي لوهلة ، فقط لوهلة ما كانت أختكِ ستعاني اليوم
نور(رمشت بدموع وكلامه يجلد قلبها المرتبك):- ما بها أختي ؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد:- ههه ..طبيعي أن تهتمي بهذا السطر وتتخطي كل ما ذكرته عموما تعرفين بيتها زوريها أو افعلي ما تشائينه لم يعد أمركِ يعنيني
نور(جرحت من كلامه كثيرا وولت ظهرها بعصبية):- أحسن أحسن أصلا خلصتني من عبئك كما قلت وجعلتني أتنفس ، قد كنت تخنقني بمشاعرك البليدة تلك أنا لا أريد حبك يا هذا ، لا تحبني لأنني لا أحبك
فؤاد(عقد حاجبيه وصدم بكلامها المهين):- … وهذا ما نحصل عليه من متحجرة القلب
نور(امتصت حرقتها ورفعت يدها لتمسح دموعها وتستدير بضحكة مصطنعة):- هههه ولو يا روحي أنا حتى لو كنت متحجرة القلب إلا أنني لا أرمي نفسي على غيري
فؤاد(حرك فكه وهي تصفعه بكلامها):- … شكرا يا نور … شكرا
نور(تأوهت لحظتها):- فؤاد …
ندائها كان متأخرا جدا جداااا فلقد خرج كالبرق التقط سترته وخرج من البيت بعد أن صفق الباب وأفزعهم جميعا ، لحقت به لحظتها ووجدت دينا بوجهها وهي تبكي اقتربت لتفهم منها ما يحصل ولكن دينا صدمتها بجملتها تلك
دينا:- يا ليته كان بابا على الأقل كنتِ أحببته وتوقفتِ عن تجريحه ، ماذا فعل لكِ قولي لقد أحبِّكِ مثلما لم يحبكِ أحد غيره ، لما تكرهين الحب لهذه الدرجة لما تعاقبينه أيعجبكِ حالكِ وحيدة هكذا…أتعجبكِ قوتكِ تلك لا يا أمي مهما كنتِ في القمة إلا أن هنالك رجلا واحدا يضاهي تلك القمة في القدر .. أرجوكِ لو كنتِ تشعرين بذرة مشاعر تجاهه لا تدعيه يبتعد لا تتركيه ماما أنا أحبه وأريده أن يكون الأب الذي حرمت منه منذ ولادتي ، أرجوكِ افعلي ذلك لأجلي
نور(زمت شفتيها وجثت أرضا ببكاء):- أنا غير قابلة للحب
دينا(اقتربت منها وعانقتها):- أنتِ تحبينني صح ؟
نور(ببكاء):- أجللللللل
دينا:- وتحبين نانا وعماتي وجدتي ؟
نور:- هاااا أحببببببهم
دينا:- وعمو طارق وعمو حكيم ؟
نور:- أحبهم أحبببببهم
دينا:- طيب أنتِ قادرة على الحب فأحبيه أيضااااا
نور(رمشت وهي تستوعب كلام ابنتها):- … أ…
دينا(أمسكت وجه أمها):- لا عيب في أن تحبيه ، لا تفكري في كلام الناس أو العائلة أنتِ ناضجة وهو كذلك إن كنتِ تقاومين وتتكبدين عناء منع نفسكِ من الراحة ، فخذي نفسا عميقا وقومي بما يحثكِ قلبكِ عليه … لا تهتمي بالبشر فلا أحد سيعترض طالما لديكِ قناعة في أنه الشخص الذي تتمنيه ، سامحيه عن خطاياه وابدآ صفحة جديدة ، أرجوكِ ماما لو كان هنالك فرصة لا تحرمينا منهاااا أريد أن أعيش هنا ، أحببت هذا البيت أحببت تعامله معنا لقد عشنا معه طوال الفترة الماضية وعرفنا طبعه إنه حنون جدا ، أرجوووووكِ أمي
نور(عضعضت شفتيها):- ولكن … نور الراجي معروفة بصرامتها إن أحببته سأفقد نفسي
دينا(أمسكت يدي نور وقبلتهما ثم وضعتهما على قلبها):- ماذا يقول هذا ؟
نور:- أن أتبعه وأوقفه وأشتمه بعدها ثم أصفعه على وجهه كي لا يتخلى عني مجددا
دينا:- حسنا سأتغاضى على جملة الشتم والصفع هل لكِ أن تلحقي به مثلا ؟
نور:- يمكنني ذلك
دينا(جذبت يديها وأجبرتها على الوقوف):- إذا لا تعودي إلينا بدوووونه أعيديه لنا …
جنان(جرت يد أختها وأطلت عليهما):- نريد عمو فؤااااد نريد عمو فؤاد
هند(انضمت لهم):- نريد السيد فؤااااد نريد السيد فؤاااد
صهيب:- هل علي أن أهتف أيضاااا ؟
جنان:- هيا هيا ههههه
نور(ضحكت وهي تهز رأسها):- شوفو … سوف تنظفون البيت وتوضبونه سأذهب لأعيده لكم تمام ؟
دينا(عانقتها بفرح):- يسسسسسسسس يسسسسسسسس يسسسسسس
هتفوا جميعا بفرح تلك اللحظة وتركتهم في عهدة هند لتخرج للبحث عنه ، اتصلت به لكن هاتفه كان خارج التغطية بحثت عن رقم همام وسألته عنها فأخبرها أنه غادر لوحده رافضا مرافقته له ، ركبت سيارتها وتحركت من هناك فهي تعرف أين ستجده …. ستقولون لما ذهبت ولأجل ماذا وكيف اقتنعت بكلام ابنتها الصغيرة سأخبركم بأنها أصلا كانت مقتنعة بذلك لكنها كانت بحاجة لدفعة بسيطة تجعلها تتخذ القرار الصحيح ، وهنا سنرى ما الذي قد تفعله بعد أن تجده هل ستصحح الأمور أم ستخرب أب الدنيا ههه … ظلت تفكر في ما ستقوله طوال الطريق وأيضا عادت كل كلماته لتصم آذانها ، من جهة اغتاظت من تخليه عنها ومن جهة قررت أن تسمعه كيلو شتائم وبعدها تفضي بما يدور في خلدها منذ أمد بعيد تقريبا منذ 14 سنة … فعلا كما توقعته وجدته في ذلك الحي القديم الذي كان بداية عشقهما ، كان متكئا على جدار الزقاق الضيق وهو يطأطئ كتفيه باستسلام وينظر لصورتهم هو وإياها البارحة ومعهم الأطفال ، كم رغب بأن يكون تلك الأسرة معها ويعيشوا سوية في نعيم لكن مع عنيدة مثلها يستحيل يستحيل …لقد تعب من مجاراتها إنها عاصية كالصخر فقط لو أعطته بصيص أمل لتحمل الويلات لأجلها ولكنها في كل مرة تزيد تشبثا بهجرها ونكرانها لما يدور بصدرها ، حتى مع نفسها هي لا تعترف بوجود تلك المشاعر من أصله فكيف السبيل ….
خرجت من سيارتها وهي تفرك يديها وتوجهت صوبه ولم يلاحظ قدومها بل كان غارقا في صورتها يسألها ويحاول إيجاد حل يريح قلبه المسكين ، لكن ربما حضور صاحبة الصورة شخصيا قد يفيدك في فهم الأمور سيد فؤاد …
نور:- ما هذاااا يا لقد جعلتني ألحق بك في الطرقات حتى كدت أصطدم بصاحب عجلة عادية ، لا والجميل أنه نزل منها وأخذ يشتم ويسب فيني ولكنني لم أسكت هاه قد فتحت نافذتي وبصقت في الطريق وتابعت مسيري ههه لقد غلبته بتصرف واحد حتى أنه خرس ولم ينطق بحرف ، يعني هو شتمني حتى بعد أن اعتذرت له ، يعني أنا تغيرت بالفعل وبدأت أسبق الاعتذار قبل الشتم ولكن حينما ألتقي بهكذا نوعية يستحيل أن أمسك لساني ، أبدا أبداااا
فؤاد(أغلق الهاتف ووضعه بجيبه وتحرك):- …لآرد
نور(رمشت وهي تطالعه):- أين تذهب أنا أكلمك ؟
فؤاد(توقف بحرقة ووضع يديه على جنبه وهو يرفع رأسه للسماء):- ماذا تريدين ؟
نور(حركت فكها):- إنها بداية سيئة للحديث
فؤاد:- أي حديث ، لا يوجد بيننا حديث لقد انتهى وقت الكلام عزيزتي
نور:- لا تقل لي عزيزتي
فؤاد(استدار إليها بعصبية ووجدها خلفه مباشرة):- نووور يكفي
نور(شهقت من صرخته بوجهها):- أ…
فؤاد(بانفعال):- يكفي تلاعبا فيني لقد تعبت وما عاد فيني صبر لتحمل المزيد ، أريد جواباااااااااا الآن أريد أن أرتاح إما أن تردي علي بمنتهى الوضوح أو …
نور(عضعضت شفتيها وهي تشعر بالإهانة):- ع فكرة أنت لا تساعد هنا على الحديث
فؤاد:- ههه حديث ماذا يا نور ، أنتِ حتى غير قادرة على تركيب جملة تصارعين هنا وكأنكِ ستنطقين بسر من أسرار الكون ، هي كلمة قد تغير مجريات الأحداث ولكنكِ تخافين منها ، تخافين من أن تخسري قناعكِ لو قلتها ولكنكِ واهمة ستبقين نور التي أعرف على العكس ستصارحين نفسكِ وتسامحينها وتتوقفي عن مقاصصتها كلما واجهتكم مشكلة أو حادثة ،….أنتِ لستِ الملامة على ما يحدث للعالم أنتِ مجرد كائن له مواقيت قوة ومواقيت ضعف ، هكذا ببساطة بهذا القدر
نور(نظرت إليه):- لا تصرخ
فؤاد(تنفس بعمق):- لا أصرخ
نور(هزت كتفها):- بلى صرخت
فؤاد(هز رأسه):- لم أصرخ
نور:- ولكنني سمعتك كنت تصرخ
فؤاد(وضع يده بجيبه):- ولكنني ما صرخت
نور(تحت أنفها):- لقد صرخت
فؤاد:- صرخت
نور:- شفت
فؤاد(هز رأسه بتعب):- أرهقتني معكِ يا بنت الراجية ولا أدري كيف الخلاص
نور(ارتسمت على شفتيها ابتسامة نشوة):- أتعترف ؟
فؤاد(رفع يديه معا):- بل أبصم بالعشرة
نور:- هل تصالحنا ؟
فؤاد(غالبه الضحك):- نتخاصم وقتما أرادتِ الملكة ونتصالح متى تحب الملكة
نور:- ليس هكذااا
فؤاد:- بلى هو هكذااااا يا نور هو هكذاااا ، ولكن ما لا تعرفينه أنه ما عاد فيني حيل لألاعيبك ولا لنزعات قلبكِ المضطربة ، أنا أعطيتكِ مليون ألف فرصة وحان الوقت لتحديد مصير هذه العلاقة …أنا أريدكِ
نور(رددت في سرها):- يرديني …يريدني يعني ماذا يعني بكلمة يريدني هل أنا لعبة يريدها ويرميها متى ما أراااااد
فؤاد:- غالبا أنتِ تصغين لوساوس عقلك تمام ، عمتِ مساء
نور(رمشت وهي ترقب رحيله):- فؤاااااد …لا تذهب
فؤاد(توقف موليا ظهره):- لماذا ؟
نور:- أففف يااااا لأن الأولاد ينتظرونك بالبيت
فؤاد:- غير ذلك ؟
نور(مطت شفتيها):- لأنهم بحاجتك
فؤاد:- هه غير ذلك ؟
نور:- يحبونك ؟؟
فؤاد:- غير ذلك
نور:- لا يتخيلون الدنيا بدونك
فؤاد:- غير ذلك
نور:- تعلقوا بك ويرغبون بإتمام الحياة رفقتك
فؤاد:- غير ذلك
نور(ابتلعت ريقها وأردفت باقتناع):- موافقة
فؤاد(رمش وهو غير مستوعب والتفت إليها ليصدق):- موافقة …موافقة … ههه موافقة على ماذااااااا نور الراجي عفوا منكِ لا أقصد الإهانة لكن حضرتكِ بمليون ألف مزاج وطبع ، يعني خذيني على قدر عقلي الذي تبلد اللحظة ، توافقين على ماذا كرري لأسمعها لطفا ؟
نور:- يوووووه أكرر ماذا قلنا لك موافقين خلاص أحضر عائلتك وخلصنا
فؤاد(رفع حاجبه):- هااا يعني تقصدين موافقة على دعوتنا على العشاء اممم لا عليكِ ، لا نريد أن نثقل عليكم ونتعبكم ، المهم أراكِ لاحقا نور سأذهب للشركة
نور(أغمضت عينيها بغيظ وأخذت تعد حتى العشرة):- ….تبا لك من أحمق قلت لك موافقة على الزواااااج منك لأنني …..أريد ذلك
فؤاد(ابتسم بعشق وعاد إليها مسرعا):- قولي والله
نور(بخجل نظرت للأسفل وهي تحاول أن تكون عنيفة):- شوووف بلى تصرفاتك لقد عذبتني بما فيه الكفاية حتى نطقت بهذه الكلمة اففف ولا كأنني قطعت ماراتون الألف ميل ربما ما كان سيكون بهذه الصعوبة ولا ..هئئئ
داهمها بقبلة جامحة وهو يمسك بوجهها بين يديه ، لم يرحمها لم يعطها مجالا للتفكير بل داهم عقلها وقلبها ومشاعرها بتلك القبلة ، لتحكي قصة حبهم حكاية أقوى من السحر الذي يطوف حولهم في هالة من العشق والهيااااام … ففجأة هان كل شيء مر بهم وباتت الدنيا عصافير وورد أمامهما فموافقتها تلك جعلته يمسكها بدون وعي ، وتلك القبلة طبعت اللحظة التي ستبقى مترسخة في عقلهما للأبد ….
نور(تململت بحرج وهي تعدل شعرها):- كيف ..أ..يعني … احم سوف أكلم أهلي و…ويعني حين تضبط الأمور مع عودة أخي طارق نقيم الخطوبة تمام ؟
فؤاد:- غدا …
نور(ضحكت):- غدا ماذاااا يا أحمق ، يعني على الأقل أسبوع أسبوعين
فؤاد:- لا غداااا ..أو لأقول لكِ الأفضل الليلة أرجوكِ نور انتظرتكِ كثيرا فحققي لي رغبتي
نور(عضت طرف شفتها):- عمو فؤاد لا تجعلني أتراجع عن قراري أساسا ما زلت في مفاوضات مع ذاتي وعقلي وأفكاري
فؤاد:- لا وحياتك بلا مفاوضاتك قد انتقمتِ مني سابقا ولن أتحمل ضربة قاضية أخرى
نور:- فعلت ذلك سابقا لأنك استحققته يا بعدي
فؤاد(أمسك يدها ودفعها لحضنه):- حبيييييييييييييبتي أخيرااااااااااااا
نور(لم تستطع مقاومة شعورها فعانقته بابتسامة):- لا تخذلني يا فؤاد رشوان وإلا قتلتك
فؤاد(ضمها بحنان وعشق وقلبه يرقص فرحا):- أيعقل أن أخذل كحيلة العين حرام حتى
نور:- عيون الغزال هاه ؟
فؤاد(ابتلع ضحكته):- لا تذكريني بذلك القذر لأنني قد أرتكب جريمة
نور(مسحت على وجهه وأمسكت يده):- هنالك أولاد بانتظارنا يخويا لنتوجه للبيت وبعدها نتحدث مطولا في هذه الأمور
فؤاد(نظر إليها وهما يسيران يدا بيد في ذلك الدرب الذي شمل حكايتهما من بدايتها):- قولي والله وافقتِ ؟
نور:- يلعن أبوووو اللي يوافق عليكم افففف أجل وافقت وشكلي سأبتلى بك وأمري لله
فؤاد(بتفكير):- والله وافقت يعني أنا لا أهذي
نور:- هههه اللهم طولك يااااا روووووح
فؤاد(تابع معها حتى وصلا للسيارة):- وافقتِ حقا ؟
نور(أشارت له كي يركب جوارها):- اركب هنا بجواري …وخلصنا استوعب الحقيقة لأنني غير مستعدة لرعاية مريض كبير نطح مثلك إذا ما أصبت بحمى الصدمة
فؤاد(جلس وهو يضع يده على فكه):- والله وافقت
نور:- الصبر الصصصصببر
أقلعت من هناك ونظرت إليه وجدته يتأملها بنظرات عشق جعلتها تخجل توترا ، سرعان ما بددتها بابتسامة متبادلة ابتلعتها لتتابع شتمها في البشرية فحتى لو كانت في البرلمان ستشتم فهذا طبعها والطبع غلاب …لكن والله فرحنا لأنها وافقت يلا لنرتح من واحدة أخرى الله الله شكل الأعراس لن تتوقف يا جماعة فباقة الورد التي ألقتها كوثر في عرسها وقعت بيد الصديقة العنيدة صبي القهوة
جاسر:- هل تصنعين القنابل النووية عندكِ هو فطور بسيط ونخلص
وصال(كانت تحضر العلب):- أنت ما الذي يجعلك تنتظر يا عمي روح وأنا سآخذ سيارة أجرة يعني وين الصعب ؟
جاسر:- لا ما حزرتِ سنذهب سوية لزيارتهم ولا أريد عنادا هااااه ، ذلك صديقي مثلما هي صديقتكِ مفهوم ؟
وصال:- أعطني العلب التي أرسلتها معك الخالة نسيمة ،والله إنها سيدة قديرة وتفهم وليست مثلك منعدم النظر
جاسر:- خذي …أصلا لا أدري ما الذي تحملينه فيها
وصال:- ما ستطفحه يا روحي أتريد للعروس أن تدخل للمطبخ من صباحها الأول يعني ؟
جاسر:- وما الماااانع ؟؟؟
وصال:- جاسر … أيمكنك أن تصمت قليلا لقد أزعجتني بما فيه الكفاية
جاسر(رفع حاجبه ونهض لها):- ماذااا قلتِ ؟
وصال(راجعت نفسها ما الذي تفوهت به):- …ولكنك لا تتوقف عن التذمر لقد كدت أنسى الهدية حتى
جاسر:- أية هدية يا بعدي ؟
وصال:- هدية العرسااااان سأحضرها من غرفتي وأنت ضع العلب في ذلك الكيس
جاسر(حول عينيه بعصبية):- خمس دقائق ولن أنتظر ، ألا يكفي أنكِ أيقظتني من نومي الباكر لأحضر هذه الأغراض اففف هم يشبعون عسلا بينما نحن نأكل البصل ..هييه أخت نقيب أين غطستِ ؟؟؟
وضع تلك الأغراض بالكيس وراح يبحث عنها وانتبه لباقة الورد التي كانت تضعها بجوار رأسها ، ارتسمت على ملامحه نظرة شاردة حين رمق باقة الورد وهي تسقط بين يديها دونا عنهم جميعا ، في البدء ابتهج لأنها حصلت عليها لكن سرعان ما امتعض بعدة مخاوف مختلفة وهي احتمالية أن تتزوج رجلا آخر غيره …هذا لوحده أصابه بالجنون حتى أنه اقتحم الغرفة عليها غير آبه بها بالمرة
وصال:- ما الذي تفعله بغرفتي يا سيد جاااااااسر ، انتظرني لطفا أو لأقول لك تعال تعال واحمل هذه العلبة الكبيرة
جاسر:- ماذا فيها ؟
وصال(بتأفف):- رأس بغلة أرملة
جاسر:- هههه ومن قام بالذبح ؟
وصال(ضحكت من جنون اللحظة):- يا جاسر إنها هدية والهدية لا تفتح إلا من قبل أصحابها ، وأنت ذاهب معي لذلك حين نصل ويفتحونها ستعرف
جاسر:- ولما لا تختصرين علينا كل هذا وتخبريني بنفسك
وصال:- يوووووووووه رحماك يا الله مع كتلة العناد هاته
جاسر:- أفندم ؟؟؟؟؟؟؟؟
وصال:- أحادث نفسي ..احملها وسأخبرك في الطريق …
رفع حاجبه وحمل العلبة الثقيلة متذمرا وخرج بها للشارع وضعها بجيب سيارته ، ثم عاد ليحمل بقية الأكياس وأخذ يستعجلها كي تبدل ثيابها سريعا وأثناء ذلك خرج ليدخن سيجارة وهو يتكئ على سيارته لغاية ما خرجت وهي تفرد شعرها وترتدي فستان جينز حتى الركب مع سترة خفيفة بقلنسوة إضافة لحذاء رياضي وحقيبة وضعتها على جانب جسمها ، لتكملها بنظارات شمسية وزينة خفيفة برز منها لون ملمع شفاهها الكرزي …لم يستوعب حتى عطرها الذي صفعه فكيف له أن يتحمل وجودها معه بنفس السيارة ، تجاوزته وهي تنظر لساعتها وركبت محلها وهي تلوح له مستعجلة ،…عفوية وهذا ما يعجبه فيها أكثر شيء بغض النظر عن الطين الذي يوجد في جمجمتها إلا أنها تبقى فريدة النوع
وصال:- إياك وأن تفعل لا أريد الإصغاء لأي شيء رأسي ما يزال مصدعا من موسيقى الأمس
جاسر:- ما بها أغنية روك خفيفة والله ستحبينها لقد تم إصدار أغنية جديدة ل..
وصال(وضعت يديها على أذنها):- لا أريييييييد
جاسر:- أرى أنكِ بعد الزفاف قد غدوتِ وقحة بزيادة ، راجعي نفسكِ يا هانم أنتِ تعملين تحت إمرتي فلا تنسي مقامكِ وتتواقحي معي تمام ؟
وصال:- ماذا قلنا سيد رااائد
جاسر:- جااااسر يا حضرة النقيب
وصال(حولت عينيها):- لو تتفضل وتقلنا سيد جاسر ممكن ؟
جاسر:- أستغفر الله …




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:29 AM   #792

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

لم يطل حديثا فهو لن يجد ضالته معها مهما قال ، لذلك توجها معا لبيت كوثر وزياد حيث كانااااااا احم احم ..عرسان يخواتي عرساااان هههه ^_^ ^-..-^
زياد(عضعض شفتها هامسا):- سأنتظر
كوثر(هزت كتفيها بقلة حيلة):- لا أدري ماذا بي، لقد كشفت عند الطبيبة وأخبرتني أنني جيدة ولكن
زياد(قبل خدها):- ليس هنالك ولكن ، أنتِ زوجتي الآن والعمر أمامنا طويل
كوثر:- لم تغضب صح ؟
زياد(مسح على وجهها):- ما غضبت … لأنني غير مصدق حتى اللحظة أنكِ صرتِ لي
كوثر(لاعبت صدره العاري بإصبعها وقبلت ذقنه):- أتصدق الآن ؟
زياد(رفع الغطاء عليهما):- أصدق أصدق … لكن دعيني أصدق بطريقتي
كوثر(ضحكت من مداعبته لها):- هههه زياااد أنت تدغدغني لا تفعل ههههههه
زياد:- سأفعل هنا وهنا لأنكِ ملكي صرتِ لي لي لي كوثر الهلالي زوجة زياد وهبي يا عاااااااالم
كوثر(أغلقت فمه بشفتيها):- هذه أضمن طريقة لتخرس
زياد(ذاب معها في تلك القبلة وهو يرتفع فوقها):- أحبيني
كوثر:- بالعقد ولا بالأزرار يا بعدي ؟
زياد(قبل شفتها بخفة وارتفع ليتابع تقبيلها بشكل منقطع):- بل بأكثر نوباااات جنونك
كوثر(انغمست معه في تلك القبلة واللمسات):-…حبيبي …
زياد(قبل أن يردد خلفها سمع صوت جرس الباب):- من النتن ابن النتن الذي سيأتينا الآن
كوثر:- هئئئ انهض خالتي عواطف غالبا ، يا ويلي أين ثيابي أين أناااااااااا ؟
زياد:- نعم يا روح خالتك عواطف ، أين أنتِ لا حلو والله
كوثر(ارتدت قميص نوم أبيض وأضافت فوقه الرداء):- انهض انهض وارتدي ثياااابك يا ويلي كيف بقينا لهذه الساعة في الفراش
زياد:- ماذااااا يختي نحن عرسان يعني غفونا ساعتين وقمنا لنقوم بواجبنا المهني ، هندسنا قليلا وش فيهااااا
كوثر(نفضت شعرها وهي تنظر للمرآة وتبحث عن خفيها):- ويسألني ماذا هندسنا ، لا والله أنت في أجمل حالاتك ، اسمع سأخرج أولا لا تتركني وحدي أخجل ..
زياد(هز رأسه بقلة حيلة):- أي على أخجل .لا أفرط فيكِ يا نبضي حسنا أنا خلفكِ
كوثر:- يلا يلا هههه …
ركضت صوب الباب ولكن لم تفتحه قبل أن ترى نفسها بالمرآة ، قرصت خدودها وأطلت من العين السحرية لتصرخ ببهجة وهي تفتح الباب
كوثر:- ياااااااه صديقتي الحلوة وصاااااااالي أنااااااا
وصال(اندهشت من حماستها):- يخرب هبلك هل الزواج سعيد لهذه الدرجة ؟
كوثر:- ههههه أجل أجل إنه حلو المذاق
وصال(اختفت بسمتها وامتنت لأن جاسر ما يزال يصعد بالأغراض):- ما هو هذا الشيء حلو المذاق يختي ؟
كوثر:- الزوااااج
وصال(بفهم):- هااا اعتقدته يعني …احمممم يالا يالا يا أهل الداااار
كوثر:- ما بكِ يا وغدة هل أنتِ في باب الحارة ، زياد سيأخذ حماما سريعا وينضم لنا ، أتيتِ وحدكِ هل أغلق الباب ؟
وصال:- لا جاسر قادم بعدي
كوثر(جذبتها وجلستا):- أيوة جااااسر كيف وأين ومتى جاء ، هءءء هل نام بشقتك ؟
وصال:- نام ماذا يا بنتي ما هذا الباطل ، لقد جاء من بيته يعني أوصلني بعد العرس وذهب
كوثر:- امممم
وصال:- أبفهم فقط هل أنا العروس أم أنتِ ، دعيني أسألكِ السؤال المشهور يعني ، هل …تم احم ذلك الأمر ؟؟؟؟
كوثر(هزت كتفها بحرج):- لاء … لم يتم بعد
وصال(بقلق):- كيف يعني لم يتم ماذا حصل ؟
كوثر:- أخجل
وصال(ضربتها لجبهتها):- أنا من كان يحمم أمكِ وقت مرضك فانطقي بلا هبلك
كوثر:- لا أدري يعني في البداية كان كل شيء جيدا ، لكن بالأخير … تعالي أهمس لكِ
وصال(مدت أذنها):- لم أفهم صراحة … لكن لنطرح الإشكال على خالتو عواطف أكيد لديها فكرة بحكم تجاربها مع البنات
كوثر:- أجل كنت أفكر بمفاتحتها بالموضوع ، يعني إن لم يتم سأبقى قلقة وزياد حتى لو يظهر لكِ بأنه متفتح العقل والتفكير إلا أنه متشبث بتقاليدهم كثيرا ، ومن حقه أن يطمئن
وصال:- يطمئن على ماذا ما بكِ تفكرين هكذا كالعجائز ، يعني الأمر مهم أتفق معكِ وهو من تعاليم ديننا الحنيف ولكن لا تبني حياتكِ الزوجية على أساسه عيشي بطبيعتكِ ولا تؤرقي تفكيركِ بهذا وذااااك وكلام الناس أكرر كلام الناس لا تحمليه في عقلكِ لحظة اسمعيه من اليسار وتقيئيه من اليمين
كوثر:- والله وطلعتِ فهيمة يا بنت نصر الدين ، سأزوجكِ اصبري علي لأستقر فخسارة أن تضيع هذه الاختصاصات هباء منثوراااا
وصال(قرصتها وعانقتها):- اشتقت لكي يا حيوانة
جاسر:- احم احم مرحبا
كوثر(بخجل عدلت رداءها):- أهلا وسهلا جاسر تفضل تفضل
جاسر:- أين أضع هذه لقط انقطع نفسي
وصال:- بالمطبخ أين مطبخكِ يا ست العرايس ؟
كوثر(هزت كتفيها بدون معرفة):- لا أدري
جاسر:- أنا أعرفه عن ظهر قلب
وصال:- يا ويلي ما هذه العروس التي لا تعرف مطبخ بيتها أين يتمركز
كوثر:- وهل كنت أملك عقلا لأفكر بالمطبخ يعني كنا … احم
وصال(وضعت يدها على صدرها بدعم):- معذوووووووووووووورة وربي معذووورة
زياد(خرج مسرعا):- احم صباح الخير …
وصال:- صباحك سعيد يا عريس
زياد(نظر لكوثر):- كوثر أليس عيبا أن تلبسي هكذا أمام الضيوف ، يعني ارتدي شيئا محترما لو أردتِ
كوثر:- حاضر حبيبي كنت أهم بذلك حتى
وصال:- جاسر بالمطبخ ..أنا سأرافق كوثر قليلا …
زياد(ابتسم بمودة وتوجه للمطبخ):- صباحو يا برنس
جاسر:- هووووووو على النور وأهل النور ، يا سيدي أعطونا بعضا من نوركم ما هذا
زياد:- هههه تزوج وخذ النور كله يا مخبول
جاسر(يفرغ العلب من الكيس):- ههه صباحك سعيد
زياد(ربت على كتفه وفتح علبة كعك):- وصباحك أسعد يلا استجمع نفسك لنفرح بك أيضا
جاسر:- ليس بعد ..زواجي بعيد
زياد:- عروسك موجودة فقط شاور يا بني
جاسر:- شاورت يا روحي ولكن بدلا من أن تتقدم نحوي ابتعدت
زياد:- بالمهل …كله يأتي بالمهل والكلم المعسول
جاسر:- آخ على ناس الخبرة نعم نعم …
تبادلوا أطراف الحديث في جو دافئ جدا إلى أن اجتمعوا على طاولة الفطور ، وأخذوا يتناولونه وهم يستذكرون لقطات من حفل الزفاف سخروا فيها من الكثير بينما شهقوا من الحقائق التي كشفت فيه واستغربوا تلك الأمور أيضا … وهم هكذا في حالة من الأنس رن جرس الباب ففتحت كوثر لتلقطها أنامل عواطف وتأخذها بالأحضان وتلحقها مديحة ثم سماح يا حبييييييييبي ، أصلا رافقن بعضهن على مضض لأجل الواجب اجتمعن وإلا لما رافقتهن عواطف ولا هن قمن بذلك ….المهم بعد السلام وتقديم الفطور الأصيل اختلين بكوثر بينما خرج جاسر وزياد من البيت …
مديحة:- هئئئ ما ربما لديها سحر ؟
سماح:- أي والله ربما هنالك سحر أقفل الباب على زوجك
كوثر(بعدم فهم نظرت لوصال وهي تطل على حجرها):- عن أي باب تتحدثن ؟
عواطف:- اهمدا منكِ لها ولا تخيفا البنت … عادي يا صغيرتي هي أمور تحدث يعني … يتم القيام بما يشبه السحر ليجعلوا عملية جماع الزوجين صعبة
وصال(بقلق):- ولكن هذا له حل أليس كذلك ؟
سماح:- طبعا طبعا …لكنه يأخذ وقتا اففف من سيسحر هذه البنت المسكينة
كوثر:- عن أي سحر تتحدثون هل صدقتم ذلك ، يعني نحن كنا متعبين وأكيد ستتعدل الأمور صح وصال ؟
وصال:- أجل … حتى أن زياد لا يحب هذه المواضيع خاصة السحر والشعوذة
كوثر:- دعوني أضيفكم
وصال:- وأنا أريكم هديتي للمنزل لحظة …
مديحة(نظرت لعواطف):- مااااذا ؟
عواطف(بعد ذهابهما):- علينا أن نساعدها بعد الذي روته أكيد نحن فهمنا
سماح:- طبعا وهل هذه الأمور تخيل علينا .. افف مشكلة وجعت قلبي علينا التصرف لو جاءت معنا عمتي نبيلة لقالت ذات الشيء
عواطف:- طيب كيف سنحل الأمر ؟
مديحة:- والله ..لندعهم اليوم على راحتهم ما ربما يفتح الله لهم طريق ، وإن لم يحصل سنتدخل قبل سفرهم لشهر العسل
سماح:- كلام مديحة درر
عواطف(وجعها خاطرها):- أشك بشيء ولكن إن بعض الظن إثم
مديحة:- شككتِ بضرتها وأنا شككت من البداية ، شوفي هم منحدرين من نفس بلدتنا المليئة بالسحرة والمشعوذين يعني …. فهمكِ كفاية
سماح:- لا حول الله يا ربي على البنت المسكينة
عواطف:- سنحل الأمر ما بكما …أجل سنحله ولن تحدث مشكلة …
وصال(همست بخفوت):- ماذا بالموضوع لو كان بوسعهم المساعدة لنفعل يا كوثر
كوثر:- زياد سيرفض تدخل أي كان في علاقتنا أصلا سيغضب مني لأنني شاركت أسرار فراشنا على الملأ
وصال:- طبيعي جدا ثم الأمر بيننا نحن الأربعة فقط لما سندخل الغرباء
كوثر:- لنقدم لهم الشاي قبل أن يبرد ونفهم أكثر …
وصال(حملت الصندوق خلفها):- أوكي … احم أنظرن لهديتي ما رأيكن بها ؟
عواطف:- آه كلك ذوق حبيبتي هذا القطم الفضي سيكون مناسب لسفرة الطعام
مديحة:- أجل أوافق أختي الرأي
كوثر:- شكرا وصالي دوما ذوووووق
اختفت البسمة من خاطر كوثر رغما عنها ، فقلقها من تلك الناحية كان بعواقب متوقعة خشيت منها وما كان عليها سوى الصبر ، أما هم فقد قرروا التدخل بعد ذلك اليوم ليتركوا العرسان على سجيتهم والكمال على الله ….. بالرغم من أن الأمر صعب لكن فوق كل ساحر رب قدير
حياة(ببكاء):- أم لقمان لا تجلطيني هل تم ؟
أم لقمان:- طالما رششتِ الماء الذي أعطيته لكِ فوق سريرهما وبزوايا الغرفة فلن يدخل بها مهما فعل
حياة:- ماذا لو غادرا البيت ؟
أم لقمان:- وقتها سيسقط الذنب عني لأنكِ نبهتني على البيت فحسب ، ثم هذا سيخلق بينهما مشاكل شتى سيبدأ الشك ينخر في عقله وهي ستفقد ثقتها وستلجأ للثورة
حياة:- أريدهما أن ينفصلا بأقرب فرصة
أم لقمان:- متى ستسافرين ؟
حياة:- بعد أسبوع
أم لقمان:- سأجهز لكِ حجابا تخفينه بين ثيابها
حياة:- ماذا سيفيد هذا الحجاب ؟
أم لقمان:- سيجعلها تكرهه
حياة(ضحكت بشر):- هههه ياريييييييييت
أم لقمان:- أنتِ املئي جيب خالتكِ أم لقمان والباقي علي
حياة(أخرجت المال من حقيبتها):- لكنكِ لن تفتحي فمكِ إطلااااااقا يا أم لقمان ، إذا ما صنتِ سري سأعطيكِ كل ما تريدين
أم لقمان(أخذت تعد النقود):- والبداية مبشرة
لعنة الله على السحرة والساحرات وكل من تسول له نفسه لكي يقوم بتغيير أقدار البشر ، متحديين رغبة رب العالمين وحكمه ، لكن لا بأس إلا ما يأتي وقت وينقلب فيه السحر على السااااحر ، رغم أننا سنعاني مع كوثر وزياد قليلا لكن … لا بأس الحياة دروس !

في المحكمة
كان يقف أمام القاضي الذي حكم ببراءته وخلوه من أي تهمة، بعد الدفاع الذي قام به وعدم اكتفاء الأدلة كان عليهم أن يطلقوا سراحه ويبحثوا عن الجاني الذي لن يجدوه ولو بحثوا العمر كله ، مما يعني أن القضية ستغلق ضد مجهول ورحمة الله على الفقيد …. لم يكن أحد بجواره حتى رقية لم تحضر بل كان وحيدا ينظر إلى جنبات القاعة والحاضرين من عامة الناس قد جاؤوا لأجل أقربائهم بينما هو ، لا إخوة ولا أصدقاء ولا حتى حبيبة ..
قالها وهو يغادر حنايا المحكمة بعد أن وقع على خروجه وسألهم عن إمكانية سفره ، فأجابوه أن الأمر سيأخذ بضعة أيام على تمكنه من السفر خارج أرض الوطن لو أراد ، يعني ريثما تضبط كل الإجراءات ويغلق ملف القضية كليا …
وائل:- هيا وائل من ستعانق لتعانق الآن لا أحد رفقتك ….
نادر:- كاذب في أصل وجهك ، ألم أخبرك أن توقظني حتى أنني عيرت منبهي ولكنني غفوت ، الحمدلله على سلامتك يا صديقي
وائل(ابتسم لدى رؤيته):- فرحت لأنك استطعت المجيء
نادر:- طبعا سآتي ولووو …
طارق(فاجأه بحضوره):- يعني … لنرد الدين للسيد وائل حمدا لله ع سلامتك
وائل(رمش غير مصدقا):- وطاااارق أيضا
طارق(صافحه بمحبة):- أكيد ..
نادر:- أرأيت أننا لم نتخلى عنك يا بعدي .. هههه
ضرغام( تقدم بعصاه):- … وااااائل
وائل(صدم لدى رؤيته):- جدي ؟؟؟؟؟؟؟
طارق(التفت إليه ليراه أول مرة وهتف في سره):- يصادف أن يكون جدي أنا أيضا
ضرغام:- سعدت لأنك خارج التهمة
وائل:- أتعبت نفسك بالحضور
ضرغام(زفر عميقا بإباء):- طبعا سآتي أنت حفيدي
وائل(بهزل):- لا والله لتوك تذكرت هذااا
ضرغام:- لن نتعارك هنا ، أردت أن أسلم عليك وأرحل في حالي
وائل:- برغم ذلك ..أشكرك
ضرغام(رفع حاجبه):- ما عملك مع ابن الراجية ؟
وائل(حول عينيه):- نفس الحكاية القديمة يعني لن ننتهي
ضرغام:- لن ننتهي طالما تحومون حول هؤلاء الشرذمة يا ولد
وائل:- جدي .. عيب ما تقوله
ضرغام:- طارق الراجي ، حصل لنا الشرف بلقائك هون الله عليك رغم أنك كنت ضحية لأبيك الظالم الله لا يرحمه
طارق:- هنالك رب كريم يحاسب المخطئين يا سيد ضرغام ، لا داعي لأدعيتك
ضرغام:- مع ذلك قلبي غضبان عليه لأنه حرمني من ابنتي ، الله لا يسامحه
طارق:- ربما كان خيرا لها
ضرغام:-عفواااا ؟
نادر:- هئئ وائل الحق سيشتد الرعد والبرق
وائل:- جدي يكفي
ضرغام:- لا أسمح لك بأن تذكر ابنتي على فمك ، إنها أرفع منكم مقاما جميعا ابنة رشوانية أبا عن جد ولا احد منكم يصل لمكانتها على الإطلاق
طارق:- ههه إذن مرحى لك هذا الافتخار ، فلطالما كنت تنظر لصغائر الأمور ولا تهتم بأهمها المهم أراك في البيت وائل ، لا تنسى أننا صرنا رفقاء سكن
وائل:- سأجمع أغراضي وألتحق بك
ضرغام:- بيت جدك مفتوح لما تذهب لعند الغرباء "؟
وائل:- أيمكنك ألا تتدخل في حياتي وتكف عن لعب دور الجد المهتم
ضرغام(لاحق طارق بعينيه):- ولكنني مهتم بالفعل
وائل:- فات الأوان على ذلك ،ثم أنا متعب أرغب بالذهاب من هنا أراك لاحقا جدي
نادر(استأذن منه):- سلام سيد ضرغام …
ضرغام(أغمض عينيه):- أولاد معتوهيييييين
ركب طارق بسيارته التي كان يقودها مهدي ومن فوره رفع هاتفه
أمجد:- ليس بعد يا طارق
طارق:- أين ستختفي لقد مرة أسابيع على اختفائها
أمجد:- هاه أخيرا بدأت تصل لمرحلة قلقي طيب ماذا أفعل أنا ، أشعر بالعجز لم نترك محلا لم نبحث فيه
طارق:- يعني استحالة أن تكون قد اختفت بمحض إرادتها ، ما يعن أن من يخفيها يراقبنا ويعرف تحركاتنا وإلا لما ان يخفيها كلما وصلنا لنقطة معينة في البحث المضني
أمجد:- معقول جدا لكن من سيكون هذا الشخص ؟
طارق:- لا أدري علينا البحث جدياااا ، سآتي إليك للمكتب
أمجد:- حسنا تعال أنا بانتظارك ، لكن سؤال هل سويت أمورك مع عائلتك ؟
طارق(تأوه بحرقة):- ليس بعد .. ليستوعبوا أمري وبعدها نرى
وائل:- نرى ماذا يا نادر ، ميرنا حانقة وغاضبة مني لقد تجاهلتني بالفعل
نادر:- نامت يا وائل من فرط تعبها وفزعها البارحة نامت البنت ، لا تنسى أنها ما تزال مريضة وجريحة وكسيرة القلب
وائل:- أعلم هذا ، لكن يحز في نفسي اهتمامه بها لما لا أكون محله يعني ؟
نادر:- لأنك لست ابن عمها
وائل:- ولكنني حبيبها ؟
نادر:- حبيبها منذ متى ، صدقني حبكما توقف في اللحظة التي فكرت فيها باللعب مع جوزيت
وائل:- أكنت تود مني ترك طفل بريء يموت ويروح ضحية لعناد أبيه ؟
نادر:- لم أقصد ولكن عليك الاعتراف بغلط على الأقل
وائل:- اعترفت ولكنها تأبى الإصغاء لي ، ربما استغنت عني فحتى لم تكلف نفسها لتبعث رسالة
نادر:- ما ربما ليس لديها علم أصلا بما يحصل هنا ، مثلما أخفوا عنها أمر سجنك أكييد سيخفون عنها أمر محاكمتك
وائل:- طيب كانت لتسأل لتبعث رسالة لتطمئن …ميرنا تغيرت كثيرا علي يا نادر ، ليس مسألة كذبتنا أنا وجوزيت فحسب بل هنالك شيء تزعزع بداخلها
نادر:- بدأت تهذي ميرنا تعشقك رأيت ذلك في لهفة عينيها حين رأتك البارحة ، هي تلومك لأنك لم تسأل عنها الفترة الماضية وقت احتياجها لك هذا فقط
وائل:- وهل كنت في عطلة لقد كنت في السجن
نادر:- اسمع نصيحتي واذهب إليها .. فسر لها كل شيء وضعه فوق الطاولة ولنرى ماذا يوجد بخلدها هل حقا هواجسك صادقة أم أنها مجرد أوهام
وائل(حرك فكه):- فكرة .. لأذهب وأرى بنفسي ما يحصل
نادر:- حلو جدا أنا سأقف هنا عند الناصية وأتوجه للبيت كي أنام قليلا وأطير فلدي سفرة الليلة تمامو ؟
وائل:- شكرا لأنك معي دوما يا رفيقي
نادر:- وأين سأذهب يا بعدي قد أنجبتك ونسيتك ههه يلا …حظا موفقا
"الحظ الذي أحتاجُ إليه ضاع يوم غادرت صاحبته نحو السماء وتركتنيّ" …
غير وجهته مباشرة عندما استلم المقود وتوجه صوب المقبرة ، تحديدا ليزور قبر أمه الحبيبة وجده مهملا ومليئا بالأغصان العشوائية ، قام بنزعها بكل قهر وهو يتأسف منها على هذا الإهمال الغير مقصووود
وائل:- لطفا سامحيني أمي الحبيبة ، ما غبت عنكِ إلا للشديد القوي … أتعلمين اشتقت إليكِ كثيرا وقد ترددت في المجيء إذ خشيت من غضبكِ مني ، خصوصا بعد تقبلي لأختي جمانة إنها أختنا يا أمنا حتى لو بابا فعل شيئا قد يحزنكِ لكن جمانة لا ذنب لها … مع مرور الوقت سوف يتقبلها الجميع وعلى رأسهم أختي هديل وجدي .. هما تركيبتان متشابهتين كثيرا في العقلية ، حاولت جهدي أن أسحبها من تحت جناحه لكنها متمسكة به فوق المتوقع ، وبيني بينكِ في ظل ظروفي الراهنة لا يوجد مأمن لها سوى معه .. لا أريد أن أنشغل بها وسط كل هذه المشاكل يا أمي … ميرناااا لا تسألي عنها إنها لا أدري كيف أقولها لكنني تعبت من التحليل في شأننا ، أصلا هي ما تزال مريضة أقلق عليها باستمرار وأرجو من الله أن يحميها لأجلي ، أنا أحبها كثيرا يا أمي وأتمنى لو أغمض عيني لأفتحها وأجدها صارت بعصمتي يعني ما الصعب في المووووضوع هاه ، حكيم … أجل حكيم عرقلة عويصة في طريقنا حتى لو كانت هي موافقة فتأثيره عليها كبير ، أضيفي عليها دعم ميار يعني اجتمع الكل ليتفقوا على ألا أجتمع بها وكأننا الوحيدين فوق هذه الأرض من وقعا بالغرام … عموما لا تشغلي بالكِ ابنكِ سيحل كل الأمور مثلما كنت أفعل دوما فقط كوني بخير حيثما أنتِ ، سوف تمضي الأمور على خير و… اففف اختنقت دعيني أقبل جبينكِ وأذهب قد أزعجتكِ بما فيه الكفاية …
مسح على شاهد قبرها وتأمله بحزن ليستقيم بعد أن صب بعض الماء من القنينة التي أحضرها من سيارته، سقا قبرها كما يجب ولوح لها مودعا ليعود لسيارته فيصدم بها المنظر الغير متوقع بالمرة …
دلال(كانت متكئة على سيارته في انتظاره):- لولي
وائل(تجاهلها بغضب ووضع قنينته الفارغة بجيب السيارة):- …لارد
دلال(بدموع):- جئت لأعتذر منك ، الله وحده يعلم كيف خرجت من القصر إن خضر يطبق على نفسي و
وائل(فتح باب السيارة):- عفوا منكِ تنحي جانبا
دلال:- أريدك أن تسامحني و
وائل(أشار لها لتبتعد):- ابتعدي عن حياتي سيدة دلال تمام ؟
تركها جاثمة كالعمود وانطلق كالبارود من جوارها ، وكأنها لعنة ستصيبه في مقتل إذا ما أعطاها فرصة للحديث ، تهربه جرح صميم مشاعرها ولم تجد بدا سوى الاستسلام والرضوخ لحكم الأقوى …بينما هو نفضها من باله وتوجه لقصر حكيم الذي فرغ من ترتيب الأوراق بعد مدة ، وتوجه ليجهز الحقائب الخاصة به وبميسون وحين أتممها توجه ليجمع حقيبة ميرنا التي كانت جالسة بالشرفة تطالع غيوم السماء بشرود
حكيم:- ميرناااا تعالي ساعديني قليلا ، ماذا تريدين أن تأخذي معكِ ؟
ميرنا(ضمت ذراعيها وتحركت نحوه):- هممم
حكيم:- اجلسي لأختار من الدولاب
ميرنا(جلست بطاعة):- هاااا
حكيم:- هذااا ؟
ميرنا:- لا
حكيم(أخرج طقما آخر):- طيب هذا ؟
ميرنا:- لا
حكيم:- وهذا ؟
ميرنا(بدون نفس):- لا …
حكيم:- اختاري بنفسكِ إذن
ميرنا(نظرت جانبيا برفض):- لا
حكيم(ترك ما بيده وتوجه نحوها):- ما الأمر الآن ؟
ميرنا(نظرت إليه):- هممم
حكيم:- يا ميرنا لم أصرخ بوجهكِ لأنني أردت الصراخ ، لقد شرحت لكِ موقفي فتقبليه كما هو وااااائل لن يعرف بسفرنا مطلقا مفهوم ؟
ميرنا(أمسكت المزهرية جوارها وضربتها مع الأرض):- هففف
حكيم(عقد حاجبيه بعصبية):- ما هذه التصرفات الصبيانية الآن ، ميسون ولا تتصرف هكذااااا خذي الورقة واكتبي ما تريدينه ولا تتصرفي على هذا النحو
ميرنا(ضربت الورقة والقلم بعنف):- لا لا …لآ لا….لآ لا
حكيم(زفر بتعب):- أوكي أوكي اهدئي …أنا متأسف أزعجتكِ ولكنكِ لا تساعدينني يا ميرنا
ميرنا(زمت شفتيها):- همم
حكيم:- أتريدين مني أن أتصل به ؟
ميرنا(رمقته بدلال):- هااا
حكيم(ابتلع رغبتها بوجع ورفع هاتفه):- هاه حتى تشوفي أنني أفعل كلما تريدينه
ميرنا(ابتسمت):- أهاااا
حكيم(عقد حاجبيه لما سمع زمور سيارة بالبوابة):- لحظة لأرى من الزائر الغير متوقع ..
ميرنا(برقت عيناها):- و؟؟؟؟
حكيم(وضع هاتفه بجيبه):- لا داعي لأن نخسر مكالمة لأجله ، فالأخ هنااااا ..أبشري قد حضر بنفسه و …ميرناااا ميرناااا
لم يجدها هناك بل كانت قد خرجت من الغرفة لتذهب إلى وائلها ، شعر بالغصة تملأ صدره وعاد للشرفة ليراها وهي تخرج للحديقة بفستانها السماوي الطويل المتدلي بكمين عريضين ، يبرز كتفيها ويعطيها لمحة غجرية أعطتها التفاتة خاطفة للأنفاس ، لاحظها حين توقفت لتستقبل وائل الذي ابتسم بفرح وهو يترجل من السيارة ويهرع بدوره نحوها ليمسك يديها ويحضنها برفق…لحظتها حك حكيم خلف رقبته وهو يهز حاجبه ليتمالك غيظه ونظر جانبيا لدولابها فترك كل ذلك وتحرك بغيظ ليقتحم خلوتهما …
حكيم:- أهلا أهلا بوائل رشوان في قصرنا
وائل:- أهلا حكيم … أبشرك قد حكم لي بالبراءة
حكيم(جلس على كرسي الحديقة ووضع رجلا على أخرى):- حقا ..أ ميرنا اجلسي أنتِ مريضة والوقوف الطويل ليس جيدا لكِ
وائل:- أجل اجلسي بيبي
حكيم(حول عينيه):- ما سر زيارتك فنحن على عجلة من أمرنا بعض الشيء ؟
وائلّ:- أريد أن أتكلم مع ميرنا قليلا إن لم تمانع ؟
حكيم(وضع يده على فكه):- كلمها بحضوري
ميرنا(نظرت إليه بقلة حيلة):- هااا
حكيم(انتبه لنداء ميسون من الشرفة):- صغيرتي ابتعدي عن الشرفة أنا قاااادم
ميسون:- مرحبا عمو وااااائل
وائل(لوح لها):- مرحبا ميسوووون
ميسون:- نحن نجمع حقائبنا أنا مشغولة هههه
وائل(بعدم فهم نظر لميرنا ولابتسامة حكيم الذي غادرهما):- حقاااائب ولماذا ؟
ميرنا(امتصت شفتيها وأمسكت هاتفها لتكتب):- °نسافر إلى روما°
وائل:- بصدمة ..تسافريييين إلى روما وبدون علمي؟؟؟؟
ميرنا:- ° ها أنت ذا تعرف الآن°
وائل(انتفض من الكرسي بجنون):- لا لا أنا أكلم امرأة أخرى لقد تغيرتِ ماذا حصل لكِ ؟
ميرنا(بجمود):- °ما تغيرت ، بل تصرفاتك المسيئة تجعل قلبك يصور لك هذه الأمور°
وائل:- رائع أن تحتفظي برونقكِ في انتقاء الكلمات
ميرنا:- °مثلما لم تخبرني عن ملايين الأشياء ، أنا أيضا لم أخبرك لذات الأسباب°
وائل:- ميرنا …أنا الأول ولا أريد أن أكون فظا معكِ لكنني ما أخطأت في حقكِ إلا اضطراريا ، حياة طفل ميار كانت على المحك ودوري كان يحتم علي أن أنقذه وأبقي على حلم أمومة جوزي … كذبنا عليكما أجل ولكننا دفعنا ثمن الكذبة أضعافا مضاعفة جوزيت فقدت جنينها وأنا خسرت نفسي وفرصي معكِ
ميرنا:- °لست ألومك لكن كان عليك أن تثق بي وتشركني في كذبك لا أن تؤلمني وتمثل علي حبها °
وائل:-- حصل ذلك وانتهت حقبته للأبد
ميرنا:-وابنة غضنفر °؟
وائل:- ليست شيئا يستحق التدقيق فيها يا ميرنا يا روحي ، أنا خائف عليكِ وعلى جراحك أريدكِ أن تتعافي بشكل سريع لتعودي إلينا كما عهدناكِ من قبل
ميرنا:- °صعب ..الخاطر المكسور يحتاج لتقييم الجرح وبعدها ترميمه°
وائل:- ماذا تريدين ؟
ميرنا:-° لا شيء °
وائل:- مهما حدث لم تصل لأن أتقبل غيري في حياتي ، ولم تصل لسفريتكِ مع طليقكِ الذي يعشق التراب الذي تسيرين عليه ، يعني هو عمد عدم إخباري بهذا السفر كي لا أشكل عرقلة ونسي أنني ممنوع أصلا من السفر بحكم قضيتي
ميرنا:- °واااائل°
وائل(استقام بحرقة):- لا عليكِ ميرنا أنا أتفهمكِ جيدا ، كوني بخير
ميرنا(أمسكت يده):- و….
وائل(رأف لحالها وأوقفها ممسكا بكفيها بيديه):- أريد لهذه المشاكل أن تنتهي …أريد أن أحبكِ براحتي …أريد أن أتزوج بكِ ميرنا ؟
ميرنا(شهقت بصدمة من طلبه):- أ…؟؟؟
ميسون(أسقطت سلم الكتب الذي كانت تحمله بيديها):- تت …تتزوجين عمو واااااائل ؟
ميرنا(لم تفهم نظرة ميسون):- م…
ميسون(عقدت حاجبيها وهي تمسك على رأسها بصداع):- بابااااااااااااااااا بابااااااااا
حكيم(أطل عليها من الشرفة بجزع):- ميسووووووووووووووون
وائل(حاول تهدئتها):- اهدئي ميسووون ميسوووون …
ميرنا(ببكاء جثت أرضا وهي قلقة عليها وتحركها بقهر):-م…مي….اهءءءءء م…
حكيم(قفز بين الأشجار بخطوات لم يدرك أصلا كيف تخطاها ليجثو أرضا ممسكا بها في حضنه):- ميسوووون حبيبتي صغيرتي أنظري إلي بابا هنا بابا هنا
ميسون(اشتد جسمها كالخشب وهي تهتز وتشير لميرنا):- اهءءء
حكيم(هدر فيه):- ماذاااا فعلته لطفلتي ؟
وائل:- من عقلك تسأل هذا السؤال ، ماذا سأفعل لها يعني
حكيم(حملها بين يديه وهو يرمقه بشرر):- كانت بخير فور مجيئك انقلبت حالتها للأسوأ … لا أدري ما الذي قلته حتى تذمرت هكذا لكنني سأعرف ..ميسون حبي
ميسون(تمسكت بقميصه وهي تبكي بصوت مرتفع):- اهئئ باباااااااا
حكيم(ضمها إليه):- تمام عمري ستكونين بخير هممم …
وائل(عانق ميرنا بقلة حيلة):- آسف ما حسبت أنها ستتأثر هكذا ، لم أنتبه لحضورها أثناء حديثي ، تتت أنتِ لا تأخذي الأمور بجدية و
ميرنا(نظرت لهاتفها الذي رن برسالة نصية فتحتها بإهمال وهي تتملص من جواره ، لتصدم بصوره وهو يحتضن دلال في الخلاء في أوضاع مخلة):- …أ…؟؟؟
وائل(أطل على هاتفها فرأى الصور بصدمة):- ولكن …. هذه الصور كيف …
ميرنا(غلا الدم في عروقها وأشارت له للباب):- افف افف اففففف
وائل:- يا ميرنا دعيني أشرح لكِ لم يحدث أي من هذااا والله إنها مكيدة
ميرنا(دفعت يده عنها):- هممم …
وائل:- يا الله يا حبيبتي أقول لكِ مكيدة لما لا تصدقين
ميرنا(كتبت سريعا):- °لما تفضي أمورك مع ابنة غضنفر وقتها سنتحاسب كما تريد يا وائل رشوان ، لكن الآن دعني في همي°
وائل:- ميرناااا لا تفعلي ميرنااااا
ميرنا(تأوهت بحزن):- °في الوقت الذي كنت أحتاجك فيه كنت تغازل النساء ، في الوقت الذي كنت أريدك فيه كنت تنقذ الأمهات ، في الوقت الذي كنت أتمناك فيه كنت تضحي في سبيل الأخرياااااات …أين أنا من حسبتك ، حينما تجد إجابة لهذا السؤال وقتها ربما قد تفهم حالتي يا واااائل قد خذلتني كثيرا ..أنا وقت مرضك كنت أهرب من بيتنا وآتي إليك أتحدى الفهد البري وعصابته ، أتحدى حصار حكيم لي ورجاله لآتيك ، أتخطى أوامر أهلي لأكون معك ، لكن أنت ماذا فعلت ماااااذا فعلت صحيح وقفت جواري أثناء حادثتي لكن بعدها أين هو وائل بح لا يوجد … صدقني .. قد أعطيتك فرصة ولكنك سحقت قلبي ضقت ذرعا وما عاد فيني صبر دعنا نفترق عند هذا الحد ، وجيد هو سفري قد يمهلنا وقتا لنفكر فيه بجدية في هذه الأوضااااع° .. همم
وائل(قبل أن يهم بالرد كانت تتحرك مبتعدة عنه):- أنا أحبكِ .. في كل لحظة كنت أتمنى لو أكون فيها بقربك ، اعذريني لكن هذا أنا ولن أتغير …سأقدم يد العون لمن يحتاجني ، سأكون بقرب من يريدني ، سأدعم كل من يطلب عوني ، ولن أتردد أو أفكر للحظة لأن إنسانيتي لا تسمح لي بأن أستمتع بحياتي بينما يعاني الآخرون
ميرنا(وضعت الهاتف تحت إبطها وصفقت):- ههه … هههممم…(نظرت للأجندة وأمسكت القلم وكتبت) °في الوقت الذي تخشى فيه من معاناة الآخرين أنت تدوس على قلبي لتحقيق التضحيات المزعومة يا أفندي°
وائل:- ميرنا عليكِ أن تصغي لي وتفهميني ، ليس بيني وبين تلك المرأة أي شيء إنها لعوب قد رمت بلاءها علي ووجدت نفسي محاصر تحت قبضة زوجها المجرم ، ميرنا أنا أريدكِ أنتِ عليكِ أن تثقي بي
ميرنا(تنهدت وهي تنظر للغرفة أعلاه):- …لارد
وائل(هز كتفيه بقلة حيلة):- وها قد اسودت الدنيا من جديد … (رن هاتفه) ألو نعم من معي ؟
شخص ما:- عفوا منك أخ وائل لكن عليك التوجه لعيادة أختك فورا إنهم ينوون نية سيئة لها
وائل(بفزع):- ماذااااا تقووول ؟؟؟؟
الشخص:- أسرع وإلا وجدت جثمانها في انتظارك …
وائل(نظر حوله للفراغ وركض صوب سيارته وهو يحاول الاتصال بها):- اللعنة …هديييييييييل ..سأحرق كل من يلمس شعرة منها … افف
سمعته وهو يغادر ولم تحسب أنه قد غادر لأمر اضطراري ، بل اعتقدت أنه انزعج منها ورحل ولكنها مجروحة القلب كيف ستستوعب كل هذا إن كانت غير قادرة على الصفح … صعدت الدرج بخفة لتدخل لغرفة ميسون حيث وجدته يقف على رأسها وهو يمسح على شعرها بحنان وقبل دخولها سمعتهما ..
ميسون:- اهئ لا أريدها أن تتزوج شخصا آخر ، لا أريد رجلا معها غيرك بابا
حكيم(أغمض عينيه وهو يجلس قربها):- ميسون هذا كلام كبار ، أنا وميرنا راشدين ولا يسعكِ التدخل في حياتنا بحكم سنكِ الحديث
ميسون:- لا أريييييييد لا أريييييد لا أريييييييييييد
حكيم:- طيب طيب اهدئي سوف لن يحصل إلا ما تريدينه تمام ؟
ميسون(هدأت):- أشعر بالبرد بابا …
حكيم:- غطيتكِ الآن ستتدفئين ا
ميسون(أمسكت يده):- أريدها ماما
حكيم:- أساسا هي كذلك …
ميسون:- أجل هي أمي … أجل ماما التي في خيالي
حكيم(بحزن):- يس هكذا
ميسون(بتعب وخوف من قول الحقيقة لكن أزمتها تلك جاءتها بعد إخفاء الأمور العويصة ، فعقلها الصغير يظل يفكر فيها حتى تتأزم نفسيتها فجأة مثلما حصل قبل قليل):- بابا لقد قمت بفعل غير حميد البارحة
حكيم:- ماذا فعلتِ ؟
ميسون(ارتفعت ببكاء):- اهئ هي كذبت علي وأخبرتني أنها ستساعدكما لو فعلت هذا
حكيم:- من هي وماذا فعلتِ تكلمي ؟
ميسون:- جدتي ليندااا …أخبرتني بأنها ستساعدكما لذلك فإن ذاكرة هاتفك .. كانت معي
حكيم:- كيف وصلت إليكِ ؟
ميسون:- أخذتها في الزفاف حينما أعطيتني إياه لأصور ، صهيب أخبرني أن ذاكرتي ضعيفة ولهذا نزعنا خاصتك ووضعناها بهاتفي وحين اختطفنا رجال جدتي اهئ أخذوه مني وسحبوا كل ما يوجد في الذاكرة ، لقد رأيتهم أثناء نوم ميرناااا
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- ماذااااااااا تقولين ؟
ميسون(التصقت بجدار السرير):- أ…آسفة بابا لم أقصد
حكيم(أغمض عينيه):- أين ذاكرة الهاتف الآن ؟
ميسون:- بخاصتي …
حكيم:- اللعنة … يا ميسون آخر مرة ستتصرفين على هذا النحو آخر مرة
أخذ هاتفها وخرج من هناك ليصطدم بها أمامه ، لم يدقق بل توجه صوب غرفته في حين دخلت إليها وعانقتها بمحبة حتى هدأت واطمأنت وأمسكت يدها لتهدهدها قليلا وتفهم منها ما يحصل …أما حكيم فقد شغل الذاكرة بهاتفه وبحث في مفكرته ووجد أن كل الملفات قد نسخت وصار ما كان يخشااااااه
حكيم:- ألووو ميار من فورك تعال لقصري
ميار:- ماذا حصل ؟
حكيم:- مصيبة .. اعتبر أن حياتنا الماضية في كفة وهذه اللحظة الفارقة في كفة أخرى
ميار:- انطق يا رجل ماذا حصصصصصصصل ؟
حكيم:- … لقد انكشف أمرنا
ميار(فتح فمه بعدم تصديق):- ماذااااا ؟؟؟؟؟؟
حكيم:- ملفاتنا صارت لدى العدو ما يعني … أننا وقعنا
ميار:- أعد أعد من الأول ماذا حصل ؟
حكيم(بعد أن سرد له الحكاية):- هذا ما حصل
ميار:- يا الله يا حكيم كان عليك حذف تلك الملفات لما أبقيتها بهاتفك ، زيادة على صور وائل مع دلال أخبرتك أن تمحوها وكذلك عاندت فحلها الآن
حكيم:- ميااااار… إذا حدث لي مكروه
ميار(انتفض برفض):- لا تهذي على أمييييييييييي يا هذاااا
حكيم(بجدية):- على واحد منا أن يدفع ثمن تلك الأفعال فلا تتذاكى علي ، نحن أذنبنا وعلينا تحمل الخطأ إن حصل لي مكروه …
ميار(قاطعه بجنون):- حكيييييم … حكيم ستسافر إلى روما وتعود ولا كأنه حصل شيء
حكيم(بحزن):- محتمل أن يحدث ومحتمل أن يتم ما نخشاه ، أرجوك عدني عدني أن تحقق هذااااا وترعى ميسون كأنها قطعة من روحك ، ثم دعها تعرف أمها ويمكنك أن تسمح بزواجها من وائل فهو يحبها وأنا واثق من أنه لن يحزنها
ميار:- اسمع يااااا ابن الخال ، أنا لم أنم جيدا بسبب ابنة عمك وتصرفاتها القذرة وصولي تقيأ قبل قليل وحالتي النفسية تحت الصفر فلا تجلطني بوصاياك الواهية لو سمحت
حكيم:- أنت تعرف أن ملفا واحدا من تلك الملفات لو انكشف ماذا سيحصل ، نحن قمنا بخيانتهم وعلينا تحمل العواقب
ميار:- بدأت أهاااابك أنا قادم أطبق فمك ريثما أصل إليك
حكيم:- لكن ليس قبل أن تعدني يا مياااار ،ميرنا بأمانتك هي وابنتي أريدك أن تخبرها الحقيقة ، هممم أخبرها عن ميسون واشرح لها سبب إخفائي للأمر تمام ؟
ميرنا(دخلت لحظتها ورفعت الكتاب بوجهه بعد أن كتبت عليه):- °حقيقة ماذا التي يجب أن أعرفها بشأن ميسوووون يا حكيم ؟ °…


يتبع


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-12-17, 09:43 AM   #793

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكونتيسة نسرينا مشاهدة المشاركة
بالفعل أختي والله ظروف واحاول ألا أتخطى المهلة لكن نظرا لحجم الفصل فهو يتطلب مني وقت فشكرا لتفهمكم غاليتي
صباح الخيرات
فعلا فصل طويل جدااا
عاشت الايادي
بالتوفيق حبيبتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 23-12-17, 07:39 AM   #794

نونا لبنان
 
الصورة الرمزية نونا لبنان

? العضوٌ??? » 361010
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 506
?  نُقآطِيْ » نونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond reputeنونا لبنان has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عذرا عن التاخير بس مطلوب امتحاتات
اربعة من جميع جوانبه كان مذهل


نونا لبنان غير متواجد حالياً  
قديم 23-12-17, 06:34 PM   #795

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم كونتيسه الجميله يزداد ابداعك وجمال الفصول وتطور الاحداث فصولك دسمه ومجهودك رائع شكرا لك يا مبدعه
ارتبطنا بالابطال جحا تحياتي يارب يسهل لك احوالك


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 09-01-18, 12:43 PM   #796

شادية كريم

? العضوٌ??? » 414669
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » شادية كريم is on a distinguished road
افتراضي

ما احلاه عنوان للرواية يسلمووووووووووووووا على المجهود

شادية كريم غير متواجد حالياً  
قديم 04-02-18, 02:26 AM   #797

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 37
~ خطيئَتي ؛ لعنةُ امرأةٍ من زمن المُستحيل ~

"صَوتي ؛ يعني جُزء من هُويتي ..منذ أن وعيتُ وهو ينتمِي لي وفجأة ضاع مني فاكتشفتُ قيمة الشيء الذي خسرتُه ، لم أكُن أبالي بأمره قط فقد كان شيئا اعتياديا بالنسبة لي لأنني لم أشعر بقيمته مُطلقا مثلي مثل غالبية البشر ، لا نتحسَّر على الشيء إلا بعد فقدانه ، وهذا ما حصل معي وهذا ما أتأسفُ لأجله ، ففي الوقتِ الذي احتجته فيه خذلنِي مثلما خذلنِي العالم …. العالمُ الذي آمنتُ بمصداقيته وأمَّنتُ نفسي بين ثناياه خذلني وأعطانِي صفعَة أيقظتني من سُباتِ الشجن الذي كنتُ أدفنُ نفسي فيهِ مرغمة ، ضائعة ، مُشتتة بلا أمل … بلا أحلام ، بلا هُوية !"
نظرة واحدة منها كانت كافية لطرح ألف سؤال يصرخ بعروقها التي تحن إلى تلك الصغيرة ، سؤال يتأجج بقلبها الذي ينتمي لتلك الطفلة التي اقتحمت حياتهم فاستوطنتها وكأنها كانت فيها منذ الأزل ، سؤال يتغلغل في جوفها كلما فاضت بأفكارها تناقضات الحنين وشعرت بأنها قريبة منها فوق المعقول ، سؤال احتضنته بين أحلامها لعله يتحقق ذات يوم ويصبح حقيقة تعفيها من كتمانه المرهق … أجل هو سؤال سألته لنفسها مليون مرة وكذبت إحساسه الذي يؤكد ماهية الأمر لكنها نفته مرارا وتكرارا لأنها تعلم استحالته رغم أن الحقيقة تقول العكس إلا أنه استصعب عليها التصديق ...ومعها حق ، فأي عقل سيستوعب أنها أم لطفلة لم تحملها في أحشائها ولم تعش معها حملا طبيعيا مثل كل النساء و،..
هووب !! قبل أن تتمم سرب أفكارها الجنونية نظرت إليه باستجداء عاطفي عارم حيث رمت الكتاب جانبا وأمسكته من ذراعه في محاولة بسيطة منها لتحثه على البوح ، أما هو فقد كان مصدوما بتواجدها وبسؤالها مما جعله يفصل الخط مباشرة بوجه ميار ألقى بالهاتف في محله ليستقيم شريدا إليها ، من جهة كان يصارع سرب مخاوفه في أن تكون قد فهمت شيئا من حديثه ومن جهة أخرى كان يجابه كمية الألم الذي ستشعر به إذا ما صدمت بما يخفيه عنها من حقائق لا تصدق .. ….
ميرنا(باستفهام أشارت للدفتر ما يعني انتظارها لجواب السؤال عينه):- هممممم ؟؟؟؟
حكيم(تحشرجت الحروف بجوفه):- …أ..ميرنا منذ متى وأنتِ هنا ؟
ميرنا(بنظرات تائهة تواكب مماطلته):- هااااا ؟؟؟
حكيم(ابتلع ريقه بصعوبة):- أستطيع أن أفسر الموضوع
ميرنا(بلهفة نظرت حولها وهي تحاول أن تضبط أنفاسها المتلعثمة فالتقطت الكتاب مجددا بشكل ارتيابي لتكتب):- ° أخبرني ما الأمر لقد بت أعرف أن هنالك ما تخفيه عني بشأنها ، وتخشى من معرفتي به لذلك أنا أحررك من ذلك الخوف يا حكيييييم إذا كان هنالك ما تود إخباري به فهذه فرصتك وإلا لن أغفر لك إن اكتشفته وحدي °
حكيم(تألم لأجلها وأنزل كتفيه بوهن):- ميرنااااا
ميرنا(تابعت الكتابة بشكل هستيري):- °أجبني اللحظة ما الذي تخفيه عني ؟°
حكيم(أمسكها من كتفيها ولكنها تملصت منه):- حالتكِ هذه لا تبشر بالخير إنكِ ترتجفين
ميرنا(أوقفته بنظرتها فتابعت الكتابة):- °لا تفكر فيني ، فأنت تضغط على أعصابي ببرودتك هذه فلا تتهرب وصارحني ، ماذا بها ميسووووون ؟°
حكيم(امتص شفتيه وناظرها بغبن فهو لم يتوقع إطلاقا مداهمته بذلك السؤال وفي ذلك التوقيت تحديدا):- … ميرنا ميسووون يعني …أ أنا أفكر بشيء يخصها ويخصكِ أيضا ..
ميرنا(بعدم فهم أمسكت على قلبها):- °أها° ؟؟؟؟
حكيم(تراجع للخلف ونظر جانبيا ثم أعاد بصره ليشتته في كذا اتجاه للمماطلة):- يعني .. أفكر بإدخالها لمؤسسة دينا هذه السنة يعني تعلمين أنه عليها متابعة دراستها ، ولهذا فكرت في دمجها بنفس المؤسسة لتكون قريبة
ميرنا(رمشت وهي تنهار على الكرسي بتعب ساخر):- ° ههه ماذا توقعتِ يا ميرنااااا ماذا انتظرتِ أن يخبركِ مثلا ، هل أنتِ مخبولة حتى تصغي لأضغاث أفكاركِ المعوقة ؟؟؟°
حكيم(قاطع شرودها وهو يطأ على كذبته بوجع):- وعلاقتكِ بالموضوع ليست أمرا شكليا ، يعني فكرت لو يفاتحكِ ميار بالأمر لعله يقنعكِ إذا ما فشلت أنا …آه هو كذلك وهذا ما سمعته غالبا بعد دخولكِ يعني قد استعنت به ليساعدني في أخذ موافقتك
ميرنا(تنهدت باختناق ورفعت رأسها إليه):- ؟؟؟؟
حكيم(جلس قبالتها وهو يفرك يديه حين علم أن كذبته قد أدت مفعولها من خلالها نظرتها التعيسة):- أريدكِ …أن أن ….تكوني أمها رسميا
ميرنا(جحظت عينيها بدموع وهي تستفهم منه):- ههههه كي …ف ؟؟؟
حكيم(فبرك الكذبة ولكنه وجدها فرصة جيدة ليعوضها قليلا عن ذلك الحرمان الاضطراري من فلذة كبدها):- افهميني ميرنا أحتاج لذلك ، بما أن عائلتنا صارت تعلم بأمرها ما عاد هنالك شيء نخفيه ، وبما أنكِ ما زلتِ طليقتي وأوراقنا ما تزال بالمحكمة على ذلك الأساس فكرت بأن أسجلها باسمكِ واسمي ….
ميرنا(بعدم تصديق كتبت):- °ولورينا° ؟؟؟؟
حكيم(عقد حاجبيه بقنوط):- أنا لا أعتبرها أمَّا لها بالمرة ، وسأحصل منها على التنازل لتكوني أنتِ مكانها ، أعلم أنني أطلب منكِ هذا بدون حق ولكن … فكري معي كيف ستترعرع طفلتي مع أم مثل لورينا لا تستطيع الاعتناء حتى بجرو متشرد ، ناهيكِ عن جدتها الشمطاء يستحيل أن أبقي صغيرتي بين أحضانهم ولو حتى ورقيااااا ، أريدكِ أن تساعديني في تحريرها من بين براثنهم إن وهبتكِ الوصاية سوف تتمكنين من رعايتها وبدون تدخل من أي أحد
ميرنا(أخذت ترتجف بشكل مهيب فكتبت بخط متعرج):- °وصاااااية° ؟؟؟؟؟
حكيم(استقام مرتبكا وهو مقتنع بفكرته):- أجل ..وصاية يا ميرنا سأمنحكِ وصاية ميسون
ميرنا(هنا أطبقت جفنيها وانسل الكتاب والقلم من يدها لتمسك على صدرها باختناق):- ح….حك…..م….
حكيم(التفت إليها سريعا):- ميرنا …..ميرنااااااااااا ماذا يحصل لكِ ؟؟؟؟؟
ميرنا(أجهشت بالبكاء وهي تمسك على قلبها وتعتصر ذلك الألم):- °أكون وصية على ميسووووون أنااااا …أنا أصبح وصية عليها يعني ..ميرناااااا اهدئي لما تتألمين هكذااااا ، لما لا تفرحين للأمر فلورينا لا تستحق هكذا طفلة جميلة مثلها ، أنتِ أحق بها أنتِ فحسب ولكن …لا لا … هنالك أمر خاطئ شيء ما في داخلي يرفض تقبل الفكرة ، شيء ما يجذبني نحو الموافقة ولكنه ألييييييم… ترى لمااااااااااذااااااا ؟؟؟؟°
حكيم(كان يمسح على كتفيها ليعيدها من بئر الأفكار السوداء الذي غرقت فيه):- ميرنا لا تجعليني أندم لهذاااا ، اعتقدت بأنكِ ستوافقين على مساعدتي في تأمينها من شرور أمها و جدتها والعشيرة أيضا ، يعني أنا لا أضمن تصرفات لورينا أو ليندا قد يسلبونني منها أتظنين بأنني سأتحمممممل فراقااااا آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(شردت في جملته وأنزلت رأسها):- اهئئئئ
حكيم(جثا على ركبتيه وهو يتوسل سكونها):- لن أندم على طلبي هذا فأنا محق بشأنه ، ميسون تستحق منا هذه التضحية إلا إذا كنتِ ترغبين بأن أبحث عمن توافقني الرأي ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها بنفور وهي تنظر إليهم):- م…..ن ؟؟؟
حكيم:- كل شيء يشترى بالمال ، ولضمان بقائها معنا وضمن أسرتنا علي أن أقفل باب لورينا للأبد وسأحصل منها على التنازل بسهولة لأن هذا هو الصواب …ميرناااا أنا أحاول الحفاظ على ابنتي وأريد أن أقفل أي بابا سيجعل جبهتي ضعيفة إزاءهم ، لو بقيت بعهدة أمومة لورين سوف تستغل ليندا ذلك وتضغط عليها لتحرمني منها وبما أنها ما تزال طفلة فبإمكانها أخذ حضانتها بسهولة …صحيح سوف أؤمن جهتي لكن كل شيء مباح في حرب تلك الشريرة قد تلفق لي أي تهمة وأخسر طفلتي .، أتريدين أن نخسرها ؟
ميرنا(أغلقت أذنيها بهستيرية وهي تهز رأسها ببكاء):- لا …لا لا لآ ….
حكيم(وضع يديه على يديها وأزالهما وهو يتنهد بحرقة عليها):- بإمكانكِ مساعدتي في هذا الجزء ، كوني أمها رسميا على الورق فأنا لم أطلب زواجكِ من جديد ولن أفعل طالما لم تريدي أنتِ ذلك ، رغم أنه مستبعد لكن … ما يزال لدي أمل
ميرنا(عضعضت شفتيها اللتين احتقنتا بالدم):- اممم
حكيم:- امم ماذا ؟
ميرنا(أشارت له ليعطيها الكتاب فالتقطته منه وكتبت):- °موافقة°
حكيم(بعدم تصديق رمش):- غير معقوووول …هل أنتِ جادة يعني ..لن تندمي صح ؟
ميرنا:- °سأندم إذا لم أفعلها الآن ، أريد أن أحميها منهم ولو كان بوسعي ذلك سأفعله°
حكيم(بسعادة عارمة شعر وكأنه يعطيها حقها ولو لم تكن تعلم بدوافعه الخفية):- ياااااه يا ميرناااااا صدقيني سوف تقومين بإنجاز عظيم ، هكذاااا لن يستطيعوا المساس بها أو المطالبة بحضانتها واوووو
ميرنا(وضعت الكتاب على المنضدة وبجواره القلم بهدوء ثم مسحت دموعها وضمت يديها وهي ترتفع لتبتعد عنه):- هممم
حكيم(استقام بخفة وأمسكها من ذراعها):- ما بكِ …اسمعيني لا تفكري بأي شيء آخر في روما سوف نقوم بهذا الأمر ما نحتاجه منكِ هو توقيع صغير فحسب ، أما ما تبقى سيكون لي
ميرنا(زمت شفتيها وهي تنظر بشرود حولها):- أهاااا
حكيم(أخذ الكتاب وأعطاه لها):- اكتبي ما يزعجكِ أو ما يخيفكِ لأنني أشعر بذلك وأفهمه من نظرات عيونكِ الشريدة هاته
ميرنا(خطت بثقل):- °لن تعلم ميسون بهذا فأنا لا أريد أن أزعزع علاقتها بأمها لورين°
حكيم(اندهش من عمق إنسانيتها):- ياااه يا ميرنا بالرغم من أنكِ تعلمين بأنها أصلا لا تبالي، فإنكِ تفكرين بأمومتها صدقا أنا معجب بإنسانيتكِ هذه يا عصفورتي الصغيرة
ميرنا(تبسمت بصعوبة وهي تنسل من قربه مشيرة للجانب):- م…
حكيم:- حسنا يمكنكِ مرافقتها سآتي إليكما بعد قليل
ميرنا(أومأت برأسها وهي تنسحب لغرفة ميسون):- هاااا ..
حكيم(لحقها للباب وتأكد من ذهابها ليرفع هاتفه من جديد):- ألو
ميار:- لقد خسرت بسببك 10 كيلو من وزني ماذا تريد مني يا هذااااا هااااه ، هل بعثك أحد لأمي كي تنغص عليّ حياتي أكثر مما هي تشرِّف مثلا ؟؟؟؟
حكيم:- اسمعني يا أبله لقد حللت أمرا مهما ، صدقني جاء صدفة بحتة ولكنه ساهم في إدخال البهجة لقلبي
ميار:- مهلا مهلا قبل قليل كنت على حافة الموت توصيني بميسونتك وتفطر قلبي هلعا عليك ، الآن أنت تقفز بهجة وحبوووورا حبا بالله هل تراني بعقل سليم حتى تهذي علي يا ابن خالي الذي لم أره قط في حياااااااتي ؟
حكيم(أطل مجددا في الرواق وأغلق الباب):- سأسلم وصاية ميسون لميرنا
ميار(سعل بحدة):- أكح …اه اه يا صدري آه يا رئتاي آه يا عقلي اليتيييييييييم آه
حكيم:- ما بالك إنها فكرة رمزية وسوف تريحنا في كثير من الأمور ، أهمها أنني سأخلص ضميري وذمتي وسأضع الوصاية في يد أمها الحقيقية …ألا تستحق ميرنا مني ذلك ؟
ميار(التقط كوب ماء من مطبخه وأمسك مجددا بالسكين):- في نظرك يا حكيم هل يجوز وضع الكمون مع سمك السلمون ؟
حكيم(أغمض عينيه بنفاذ صبر):- لا ضع عليه الخل والبقدونس وتبله جيدا في البهارات يا حلوووو
ميار(ضرب بقوة على السمكة فشطرها نصفين):- حكيييييييييييييييييم ….للتو أخبرتني أننا دخلنا في مصيبة وأنت تخبرني الآن بأنك ستجعل ميرنا وصية على ميسون ، يعني أي المصيبتين أشد يا بعدي المافيا وليندا أم معرفة ميرنا بالحقيقة ؟
حكيم(ببؤس):- معك حق …ربما تحمست زيادة ع اللزوم
ميار:- لا أريد أن أحبطك يا حكيم ولكن … الأمر سيان بالنسبة لي لأنني أرى كيف ستكون ردة فعل ميرنا إذا ما عرفت بالأمر ، وكلما كتمناه ضمنا سلامتها ففي مطلق الأحوال إذا ما اكتشفت السر سوف تأخذها منك
حكيم(خفق قلبه بشدة ورمش وهو يضحك):- ههه تأخذها مني …ماذا تخرف يا مياااار ؟
ميار(رفع السكين في الهواء مجددا وضرب على السمكة):- أقول ما أعرف أن ميرنا ستقدم عليه ، تعال معي لنفكر في نظرك هل تعتقد بأنها ستفرط فيها معك بعد إخفائك لهذا الأمر الحساس كل هذا الوقت ، وفرضا هضمت المسألة هل تظن بأنها ستتساهل معك وتبقيها بأمانتك بعيدا عنها ؟؟؟؟؟ مطلقا لن تفعل لأن ميرنا التي نعرف ستفكر بأكثر الأمور سلامة لصغيرتكما وستقدم عليها ولو ع حساب إيلام أي منكما …هذه ميرنا حكيم
حكيم(مط شفتيه ببؤس):- أيا كان ، لن أفكر بردة فعلها ولا بأي شيء لأنني عازم على القيام بفكرتي التي جاءت فجأة ودون سابق إنذار فقد كنت مضطرا لفبركة كذبة لأقنع ميرنا بما سمعته ، يعني الله أراد ذلك… وميسون ستصبح تحت وصايتها فور وصولنا لروما
ميار(ضحك بصخب=):- هههه تمام تمام لنقل أنك ضمنت هذا الجانب ، ماذا عن جانبك المظلم حكيم ، هل ستوافق لورينا على هذا وإذا ما وافقت هل ستسمح ليندا بذلك ؟
حكيم(بانفعال):- البنت ليست ابنتها أصلا ولن تتمكن من مجابهة قراري ، أنا أعلم كيف أقنعها بل كيف أجبرها لأنها لو اعترضت على أمري ذلك سوف أطردها بعيدا عن حياتي وألقي بها في مستنقع أمها الفاجرة مفهووووم ؟
ميار(رفع يده باستسلام):- أعلن استسلامي لك مباركتي من الآن
حكيم:- ….لارد
ميار(وضع السكين جانبا وأغمض عينيه):- حكيم … خطوتك هذه غير مضمونة لعدة أسباب أولها عدم اتزان كفتك ففي الوقت الذي ستقايض فيه لورين للتنازل على ميسون ستكون أمها بالمرصاد ، لماذا يا بعدي لأنها تملك ضدنا مليون ألف ملف لو سلمت عشره للعشيرة ستقام مجزرة
حكيم:- لا أريد أن أفكر بالعواقب ، أنا أصلا دعمت فكرتي لأجل هذا فمن منا يضمن ردة فعلهم وكيف ستتصرف ليندا إزاء ذلك …هي لن تبقى صامتة لوقت طويل سوف تفكر وتخطط لتلوي ذراعي وتمسك بي في قبضتها ، وهذا ما سأمكّنها منه فقط لتبقوا أنتم بخير
ميار(وضع يده على رأسه):- رأسي انشق لنصفين يا ابن الخال ، الآن اسمع نصيحتي ودعنا نموت ببطن ممتلئ يا حبيبي وأخبرني هل علي أن أضيف الكمون أم الفلفل الأسود ؟؟؟؟؟
نظر جانبيا بتأّفف لعين وهو يرمق الحياة تضيق من حوله في كل ثانية ، فآخرها جاء ليزيد من خراب حياته أكثر مما هي عليه ، تنهد بتعب من هزلية ميار التي تسبق دراما خارقة للعادة فقد أفرغ قلبه وكل ما يتعبه ويخيفه من فكرة ورطتهم التي وقعا بها مع الأسف ، فكر في ألف حل وحل ولكنه عجز فمن سيحمي ليحمي إذا ما كشف ملف واحد ستخرب الدنيااااا …آه على الحظ التعيس قالها وهو يفصل الخط وينظر بتيه حوله فكيف سيحل الأمر الآن كيف ؟؟؟؟
ميرنا(كانت تمسح على حاجب ميسون التي كانت تمسح على حاجبها هي الأخرى):- همم
ميسون(بدموع تتلألأ في مقلتيها وهي تتطلع إلى ميرنا التي كانت تنام جوارها):- أحبكِ
ميرنا(بدموع مكومة بعيونها):- ه..أ…نا
ميسون:- لا داعي لأن تجيبيني سأضع يدي على قلبكِ وأعرف
ميرنا(قبلت جبين ميسون وظلت مستكينة هناك لوهلة):- آآآآه
ميسون(عانقت ذراع ميرنا):- لم أحزنكِ صحيح ، يعني ..بعدما سمعت طلب العم وائل ارتبكت وذهلت إذ لا يمكنكِ أن تتزوجيه
ميرنا(أبعدت رأسها وهي تطل على ميسون):- اممم لا ؟
ميسون:- أعرف ما ستقولينه أنني طفلة وليس علي التدخل في شؤون الكبار ، تمام لكن أنتِ تخصينني وتخصين بابا وحده
ميرنا(تأوهت بتعب وهي تشبك يد الصغيرة في كفيها وأشارت لقلبها):- ….
ميسون(أبعدت يدها واستدارت للجانب الآخر بغضب):- تمام لا أريدكِ طالما لا تريدين بابا ، اذهبي من هنااااا ميرنااااا
ميرنا(شهقت وكفها قد بقي في الهواء بدهشة من موقفها):- مي….امممم
ميسون(دكت رأسها بالوسادة ببكاء):- بابااااا يحبكِ ألا تلاحظيييييييييييييين ؟؟؟؟؟
ميرنا(أبعدت رأسها للخلف وهي تمسك على صدرها باختناق):- …لارد
ميسون(بصوت كسير وشهقات):- هو ..اهئ هو يفعل كل شيء لأجل سعادتكِ وراحتكِ ، ولكنكِ تبادلينه بالأوجااااع ، بابا لا يستحق أن يكون حزينا لقد وجعني قلبي على بابا حبيبي و اهئ لا أريده أن يحزن إذا ما تزوجتِ عمو وااااائل اهئئئئئئئئئ
ميرنا(وضعت يدها على كتف ميسون برجفة):- م….أ…
ميسون(أردفت وهي ترفع عينيها الدامعة بشكل عميق):- إن كنتِ تريدين بابا قوليها
ميرنا(لم تجد بما تجيب فهي مصعوقة من هذا الرد المربك):- …لارد
ميسون(بهمهمة كسيرة):- إن كنتِ ستفلتين يد بابا في منتصف الطريق فلا تمسكيها من البداية …. سمعتِ ميرنا لا تمسكييييييييييييييييييييي يها
حكيم(أغمض عينيه مصعوقا مما يسمعه أثناء دخوله للغرفة):- ميسووووون …استقيمي حالا واعتذري منها
ميسون(انتفضت وهي تنظر إليه بتذمر):- لن أفعل بابا ،، إن كنت لن تتحدث فسأتكلم أنا لأنني لست صغيرة حتى لا أفهم ما يدور هنا
ميرنا(اعتصرت صدرها بكفها وهي تستقيم بارتجاج):- …لارد
حكيم(اقترب من ميسون سريعا وأمسكها من كفها):- انهضي فورااااا أقول
ميسون(نهضت وهي تبكي بألم):- اهئئئئئ
حكيم(بحدة):- اعتذري ….اعتذري
ميسون(نظرت إليه بغبن):- …لما بابا هل ستتركها تتزوج به ؟
حكيم(أغمض عينيه بنفاذ صبر):- إن تطرقتِ لهذه المواضيع مرة أخرى قسما بالله سوف أحرمكِ من كل ما تحبينه ، وأولهم لن تختلطي بكاظم بعد اليوم أو حتى دينا وأصدقائها سوف تنفردين وحدكِ حتى تتعلمي الأدب
ميرنا(اقتربت منه وهي تهز رأسها برفض مما يقوله):- ح….لا لآ
حكيم(أفلت كف ميسون):- ألا تسمعينها لقد فسد سلوكها كليااااااا
ميسون(انتفضت وهي تنظر إليه وتهز رأسها):- أنا ما فعلت …اهئئئئ
ميرنا(أشارت للباب من حيث خرجت ميسون ركضا):- هاااا ؟؟؟
حكيم(أمسكها من كتفيها):- لا تصغي لأي مما هذت به ، أعصابها متعبة وعقلها ما عاد محله
ميرنا(نظرت للباب):- هممم
حكيم:- طيب اهدئي سأتفقدها … لنرى ما بالها قد خربت الدنيا وما زالت تبعثر هنا وهناك آخ يا ميسوووون آآآآخ …. / ميسووووووون يا ميسون أين أنتِ ؟
بحث عنها في كل زوايا القصر رفقة داغر وبديعة اللذين هبا للمساعدة ، ولكن لم يعثروا عليها فدب القلق في صدر حكيم الذي أخمده حين تذكر مكانا أخيرا لم يقم بالبحث فيه ، ألا وهو الإسطبل وهناك فعلا كانت تجلس بقرب مهرها رعد وهي تبكي وتشكي همومها …
ميسون:- هل أخطأت يا رعد ، اهئ أنا لا أتخيل حدوث عكس ما أحلم به ، لأنني أنتظر اللحظة التي تصبح فيها ميرنا ماما حقا إذا ما تزوجت ببابا حبيبي ، لكنه لا يتفوه بحرف لا أدري لما يصمت أتذكر عندما أخبرنا كاظم بتلك الجملة ، يعني "إذا ما كان هنالك شيء في قلبنا تجاه أحد ما لنخبره ونخلص ضميرنا ، إن أحبنا فهذا أمر جميل وإذا لم يفعل فلن نحزن لأننا سنكون قد خلصنا ذمتنا من ذلك العبء"… وأنا فعلت المثل لقد قلت الحقيقة فلما صرخ فيني بابا اهئ لما لا يحرك ساااااااكنا بينما عمو وائل يتقرب منها اهئئئ لا أريده لا أريييييده ، بابا غاضب مني يا رعد أخبرني كيف أصالحه ؟
حكيم(زفر عميقا ووثب بجوار صافيور الذي كان بمحله):- صاااافيور
ميسون(انتفضت بخجل ونظرت لرعد):- بابا هنا بابا هنا …
حكيم(أخذ يمشط شعر صافيور):- شعرك استطال يا رجل ، علينا قصه قليلا ما رأيك ؟ ..لا تمانع صحيح يعني أنا أعرف مصلحتك فإذا ما قصصناه سوف تتمكن من رؤية الطريق جيدا ولن تنحرف عنه قيد أنملة ، لمصلحتك عليك أن توافقني الرأي لأنني كبيرك وأعرف أكثر منك ما يدور بالوسط … اممم إذا بما أنك تشاطرني القرار سوف أجعل السائس يهتم بك ، لحظة ماذا تهمهم يا صاح تريد إخباري عن رعد ، أها ما به رعد ؟… هو لا يسمع الكلام ويتصرف بفوضوية ؟
ميسون(بدهشة نظرت لرعد):- هئ أحقا تفعل يا رعد ويحك ما هكذا أحبك
حكيم(غالبه الضحك من همسها لرعد فنحنح وتابع):- آه كنت عاقبه طالما لا يتصرف بأدب ، لا تريد لأنك تحبه ، يا سيدي الحب في كفة والتهذيب في كفة .. حسنا كيف ستتصرف امم أخبرني سوف تحرمه من الجولات الصباحية لا لا هو صديق ميسون ابنتي وقد اعتاد عليها فكيف ستحرمه مما يحبه ، اممم كي يتعلم من الخطأ ولا يعيده أهاه جميل طالما تفكر بهذه الطريقة فأنت أدرى
ميسون(عقدت حاجبيها وهي تنظر لرعد):- أرأيت يا رعد سوف يحرموننا من بعضنا ، لما قللت أدبك على صافيور يا ولد هكذا ستجعلني أعاقب مثلك ، يكفي لقد خاب ظني فيك هممم
حكيم(أطل عليها وهي تكتف يديها معاتبة رعد بصدق):- امممم لنعطيه فرصة
ميسون(برقت عيناها وهي تجمع كفيها بدعاء هامس):- أجل فرصة فرصة
حكيم(بطرف عين راقبها كي لا يظهر لها أي شيء):- حسنا يا رعد صافيور يعطيك فرصة لتحسن التصرف لكن إن خسرتها فلن أتدخل
ميسون(عانقت عنق رعد):-- هههه حسنا هو مهذب ولن يخالف الأوامر ، أوبس تحدثت بصوت مرتفع
حكيم(اقترب منها وجثا على ركبتيه قربها):- أبوكِ لا يجثو على قدميه إلا لأجل اثنتين عصفورته وحمامته ، أنتما معا في قلبي سواء تزوجت أنا وميرنا أو لم يحدث ذلك فهي ستحبكِ وستكون بجواركِ دائما
ميسون(بدموع):- لكن لو كانت ماما سوف نكون أسعد الناس في العالم
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه):- بغض النظر عن جملة الأستاذ كاظم باشا التي عششت في دماغكِ وطبقتها بحذافيرها ، فإنني أخبركِ أن ردود الأفعال تختلف الآن أنتِ جرحتِ ميرنا بحديثكِ الصارم ذاك ، قللتِ أدبكِ معها وجعلتها تحزن وما هكذا تحل الأمور إن كنتِ ستجبرينها على الاختيار فتأكدي أنكِ ستخسرينها ولو اختارتكِ
ميسون(استقامت بفزع):- ما فهمت بابا ؟
حكيم:- يعني …ميرنا ضعيفة بجواركِ وأكيد ستضحي بأي شيء لتختار راحتكِ أنتِ ، لكن ما الذي يضمن لكِ أنها ستكون سعيدة وغير تعيسة ؟
ميسون:- لأنها تحبني ممكن ؟
حكيم(نهض وجلس محلها وجذبها لحضنه حتى أجلسها على ركبته):- أصلا لا أعرف كيف نخوض هذا الحديث سوية لكن … ما علينا يا ميسون يا حمامتي إنكِ تتدخلين في شؤون بعيدة عنكِ فالقدر وحده من بإمكانه اتخاذ القرار ، أي نعم نحن نريد ونتمنى ونحلم ولكن كله في يد الله سبحانه وتعالى
ميسون(وضعت يدها على فمها):- طالما هكذا إذن لو دعوت ربي ليل نهار سيحقق حلمي ما رأيك بابا حبيبي ؟
حكيم(تعب من مناهدتها فوضع رأسه على كتفها يسنده بإرهاق):- آآآآه يا ابنتي لما تتعبينني هكذاااا ؟
ميسون(عانقت رأسه وهي تلاعب شعره):- أحبك بابا حبيبي
حكيم(على وضعه):- إذن لما لا تسمعين الكلام ؟
ميسون:- لأنني أريد راحتك
حكيم:- وراحتي في أن تصغي لأوامري ولا تعارضيها ، ستصعدين وتعتذرين وتكفين عن إثارة حنقها لأنها مريضة وهذا لا يجوز
ميسون(هزت كتفيها):- حاضر
حكيم(رفع رأسه):- ما هزة الكتف تلك ؟
ميسون(بغنج):- ماذا فعلت لقد قلت حاضر
حكيم(أمسك فكها برفق):- إن كنتِ تريدين سعادتي سوف تنتبهين لتصرفاتك ، وأحاديث مع كاظم في مواضيع الكبار لن تتكرر وإلا نفذت عقابي الذي أخبرتكِ به
ميسون(بلهفة):- حسنا حسنا حاضر بابا حبيبي لن يحصل مجددا ، سأقوم بما تريده
حكيم:- ستقومين به عن اقتناع لأنني أعرف أكثر منكِ يا ابنتي ، وصل ؟
ميسون(ضربت كفها بكفه):- اتفقنا
حكيم:- ماذا سنفعل الآن ؟
ميسون(بامتعاض):- سنعتذر
حكيم:- وقبل ذلك ؟
ميسون(بعدم فهم):- ماذا نفعل ؟
حكيم(أشار لخده):- همممم ؟؟؟
ميسون(ابتسمت):- ههه سنقبل خد بابا حبيبي ونعانقه ونعتذر منه أولا
حكيم(استقبل قبلتها وحضنها وضمها بعمق):- يا روحي …والله عشت لأجد من يدافع عني استحققتِ الغفران يا مدللة
ميسون(بدهشة):- يعني أعجبتك ههه ؟
حكيم:- صدقا …أجل أعجبتني وشعرت بالامتنان لأنكِ طفلتي التي تدافع عني وتفكر فيني ، من جهة شعرت بالغبطة والفخر ومن جهة تذمرت
ميسون:- تمام بابا لن أجعلك تتذمر بشأني مجددا ، سأكون فتاة مهذبة كما تحبني
حكيم(قبل خدها واستقام وهو يرفعها بحضنه):- اممم سنرى يختي
ميسون(عانقته وهي تلوح لرعد وصافيور):- وأنت أحسن التصرف حتى لا يغضب منك صافيور ، عمو صافيور رعد صديقي سيكون مهذبا مثلي لا تحرمه من جولاتنا الصباحية لطفا
حكيم(غالبه الضحك وهو يلتفت بها لصافيور ملوحا):- حسنا يا عمها صافيور إنهما يستحقان فرصة ، امم أنظري لقد صهل يعني وافقنا هل فرحتِ ؟
ميسون(لوحت في السماء):- كثيرااااااا كثيرااا كثيرا ههههه
هز رأسه بقلة حيلة فهي ابنة أمها ، مهما بحث عن جيناته فيها سيجد جينات ميرنا الطاغية وكم سعد بذلك ، فهو يعشقها أكثر من نفسه ولو جاءت ابنتهما نسخة عنها فإنه سيفخر بذلك لأنه أكثر شيء تمناه طوال حياته وغربته ومعانااااته … ظلت تمازحه وهي تسترعي لطفه الذي لم يبخل به وفي صميمه يخفي رعبا خفيا عما ينتظره في لاحق الأيام ، فصغيرته لا تعلم أنها فتحت على أبيها أبواب السعير فالله يلطف … صعد بها إلى غاية غرفة ميرنا ووضعها أرضا لتدلف منفردة كي تقوم بواجبها في الاعتذار ، فطأطأت رأسها بجدية خجولة وطرقت الباب ولم تسمع ردا لذلك دخلت وهي تطل بحذر لتجدها جالسة على الكنبة وهي تخطط في دفترها بشرود ، ما إن رأت ميسون حتى تركت ما بيدها وعدلت جلستها
ميسون(وضعت يديها خلف ظهرها وهي تتقدم نحوها بمنتهى الرقة):- جئت كي أعتذر
ميرنا(شبكت يديها وهي ترمق غمزة حكيم لها حين اتكأ على الحائط للمتابعة):- احم ..اها
ميسون(تقدمت حتى وثبت أمامها):- أنا آسفة لقد تصرفت بشكل سيء
ميرنا(عقدت حاجبيها وأمسكت قلمها لتكتب):- °هل أنتِ واثقة ؟°
ميسون(قرأت ونظرت خلفها لأبيها ثم تابعت):- لاء …لأنني لا أشعر بالندم
ميرنا(كتبت مجددا):- °اممم وهذا ما ظننته ، إذن لما تعتذرين طالما لا تشعرين بأنكِ قد اقترفتِ خطأ ؟°
ميسون(قرأته واستكانت للحظة):- بابا طلب مني ذلك …
ميرنا(عضعضت شفتيها):- °ولماذا وافقته طالما لستِ مقتنعة ؟°
ميسون(هزت يديها):- لأنه بابا وعلي سماع كلامه
ميرنا(خطت من جديد):- °ولكن هذا سيكون على حساب قناعتكِ بعكس أوامره°
ميسون:- لكنه يعرف مصلحتي وإلا لما وافقته على الاعتذار ، يعني ..أنا أوصلت فكرتي بطريقة سيئة وهذا ما جئت لأعتذر عنه لكن في الأصل أنا لست نادمة عليها ، إن واتتني الفرصة سأعيدها من جديد و
حكيم:- ميسوووون لا تنسي ما اتفقنا عليه
ميسون(تنهدت وهي تهز رأسها):- سامحيني على قلة تهذيبي ميرنا
ميرنا(وضعت القلم والكتاب ونهضت):- …لا
ميسون(برقت عيناها بدموع والتفتت سريعا لحكيم الذي دهش من فعلها):- بااااابا ؟
حكيم:- ما بكِ ؟
ميرنا(غمزت له):- لا …
حكيم(أخفى ابتسامته):- آه …أظن أن ميرنا لن تسامحكِ بسهولة يا ميسون
ميسون(أمسكت على قلبها):- هئ قل والله ، لكنني لا أستطيع التنفس إذا كانت غاضبة مني لوقت طويل ، أرجوك افعل شيئا
حكيم(كتف يديه):- والله .. ذلك خطئكِ وأنتِ من عليه التفكير بحل لمراضاتها
ميسون(نظرت لميرنا التي وقفت بجوار الشرفة بلا مبالاة):- إنها حقا غاضبة ، هءء يا ويلي ماذا فعلت أنا
حكيم:- عليكِ التصرف
ميسون:- ماذا أفعل ساعدني أرجوك بابا حبيبي ، من أجلي من أجلي ؟
حكيم(انتبه ليدها التي كانت تهز ذراعه):- ومن يضمن لنا أن أعصابكِ لن تفلت منكِ مجددا ؟
ميسون(رفعت خنصرها الصغير):- وعد ؟؟
حكيم(أشار لميرنا):- إذن اذهبي هناك وعديها بذلك
ميسون(ركضت صوبها وهي ترفع خنصرها وكأنها تقدس شيئا ما):- ميرنا ميرنا أعدكِ لن أحزنكِ مرة أخرى، سامحيني
ميرنا(استدارت إليها وجثت أرضا بهدوء):- امممم
ميسون(بإصرار):- وعد وعد
ميرنا(وضعت خنصرها بخنصر ميسون):- هااااا
ميسون(بفرح عانقتها):- يس يسسس بابا حبيبي لقد سااااااااامحتني يووووووبي
حكيم(اقترب منهما وهو يصفق):- إذن علينا الاحتفال بهذه المناسبة وسيكون ذلك على طاولة العشاء بروماااا تتفقاااان ؟
ميسون(لوحت بفرح):- نعم نعم نواااااااافق
ميرنا(ضحكت):- هههه ها …
حكيم(مسح على رأسهما وهو يبتلع ريقه بحزن):- إذن سأدع السيدات تنهي صلحها وسأهتم ببعض الأعمال قبل ذهابنا لبيت العائلة لتوديعهم ، اممم ميسون جهزي نفسكِ ستدخلين لبيت عائلتنا بصفتكٍ فردا منه رسميااااا تمامو ؟
ميسون(برقت عيناها وهي تمسك على قلبها):- سيحبووووونني هههه
ميرنا(هزت رأسها):- أهاااا ههه
حكيم:- من جهة سيحبونكِ ومن جهة سيرهقونكِ ، أشفق عليكِ من الآن … يلا تجهزا فور عودتي من الخارج سنتحرك
ميرنا(استقامت مبتسمة بموافقة وهي تشبك يدها بيد ميسون):- امممم
ميسون(حكت وجنتها بيد ميرنا):- أشعر بالسعاااااااااادة
ميرنا(مسحت على شعرها بحنان):- ههه …
حكيم(تركهما بصعوبة وأغلق الباب خلفهما ونظر للأرض وهو يحز في نفسه ألف وجع):- آه يا حكيم ….. (رفع هاتفه سريعا وأجرى اتصالا) جهز نفسك أنا قادم للقصر القديم وسأبعث لك على الخاص لتجهز تلك الأوراق قبل وصولي ، اتصل بالمحامي تمام ؟
طلال:- تحل أهلا وتطأ سهلا بقصرك يا نور العين ، تؤمر يا صاح وجب …

زفر عميقا بامتنان من صديقه وبعث له ما يريده بالتفصيل ، وهنا عقد طلال حاجبيه وهو يتأمل تلك المطالب وما كان عليه إلا استحضار المحامي من تحت الأرض لينجز الأمر ، وأثناء قيامه بذلك كانت تراقبه مبتسمة فهذه هي فرصة لوري حتى تحصل على مفتاح حريتها …
لورينا:- دخولكِ وخروجكِ لهذه الغرفة سيتسبب لي في المشاكل
سلسبيل:- هذا بدلا من شكري لأنني أحضر لكِ أخبارا سعيدة
لورينا(برقت عيناها بفرح):- ماذااا ؟
سلسبيل:- الفرصة التي ننتظرها قادمة في الطريق ، عليكِ أن تستغليها جيدا وتحصلي على حريتكِ يا لورين فهذا مهم من أجلنا
لورينا(خفق قلبها):- هل حكيم قادم إلى هناااا ؟
سلسبيل:- آآآآه على نظرة العشق الغبية تلك ، اسمعيني جيدا لا وقت لحبك فعلينا أن نسير على نهج خطتنا بدون أخطاء …هللو هل تصغين لي ؟
لورينا(انتفضت لتنظر للمرآة):- علي تجهيز نفسي لا يجب أن يراني شاحبة هكذااا
سلسبيل(زفرت بحنق وهي تنهض خلفها):- أنا أغني في واد وهي ترقص في الوادي الآخر ، يا بنت هل تسمعينني ؟
لورينا(بارتباك كانت تنظر لثيابها):- أسمعكِ خالتي ، لكن اسمعيني أنتِ أيضا وأحضري لي من ثيابكِ ما يليق ولا تنسي الزينة لطفاااا ؟
سلسبيل:- ما بال هذا الجيل لا يمتلك حس الحياء أبدا ، آخخخ ما كان علي العودة لهذا الزمن لكن يلا لنتماشى مع القدر ، حاضر يا لوري سأحضر لكِ ما تريدينه خفية ولكن ستعدينني بأن حكيم لن يخرج من هنا إلا وأنتِ خارج هذا القبو
لورينا(بوعيد أمل نظرت للمرآة والقوة تستوطنها):- صدقيني لن أفلت مني هذه الفرصة على الإطلاق ، سأنفذ أوامركِ بالحرف وسترين النتيجة بأم عينيكِ خالتو شاهي
سلسبيل(رفعت شفتها بامتعاض وهي تغادر):- كنت قد بدأت أستلطفكِ لكن خربتِ أمها بآخر لفظ ، اففف
لورينا(مسحت على جسمها بدلال وهي تنظر لنفسها بإغراء):- هذا الجسد لم تلمسه إلا مرة واحدة يا حكيم ، مرة لن أنساها طوال عمري وستكون كافية لتجعلني أستقل قطار الانتقام باستحضار تلك القوة الرهيبة التي تزعمها خالتي ، سأفعل أي شيء لاسترجاعك حبيبي ، أعدك بذلك …أعدك
على تأملات لحظية ظلت لورينا تتخيل لقاءها بحكيم كيف سيكون وكيف ستبلي وكيف ستقنعه بجدوى تحريرها ، وفي الجانب الآخر كانت سلسبيل تشعر باقتراب تحقق مآربها فها قد قطعت نصف الطريق واستطاعت السيطرة على لورينا وجعلها في صفها ، والآن ليس عليها سوى إنجاز الجزء المتبقي من الخطة ألا وهو الانتظااااااار … في ذلك الحين كانت فخرية على تواصل مع نزار عبر الهاتف
فخرية:- متى عثرت عليه ؟
نزار:- عززت طرق بحثي ، واستطعت إيجاده سريعا بعد عودتي بوقت قليل
فخرية:- أتظن بأن ذلك سيشكل اختلافا في المسألة ؟
نزار:- والله أنا أجزم أن ذلك سيعطيها دفعة لتنهض من ذلك الضعف
فخرية:- ليس سهلا أن تخسر لسانك يا نزار
نزار:- علميا الأمر مرتبط بالمصل لكن سحريا نحن قادرون على فعل شيء ، خصوصا بعد أن وجدت ابن الxxxxب فأكيد هو يملك قدرة على شفائها
فخرية:-هل ستخبرني عن أمره أم أنك ستبقيه سرا ؟
نزار:- سأخبركِ عنه في الوقت المناسب ، لم أجده إلا بصعوبة يا فخرية وتعلمين كم من شخص سيكون لديه مصلحة في الاستفادة منه أو حتى إيذائه
فخرية:- حسنا كيف تنوي جمع الاثنين ، حكيم لن يفلت ياقتها مطلقا وهذا خطر نحن لا نعرف ماهية ذلك الشخص وإذا كان يعرف أصلا بنسبه من عدم ذلك ؟
نزار:- صدقيني إنه شخص مسالم فوق المتصور وأنا أمام بيته الآن ، سأفهم بطريقتي ما إذا كان مطلعا عن الحقائق أم لا
فخرية:- فهمت ، ليس لدي الآن شيء سوى الدعاء معك … أعرف أن غايتك تفوق شفاء ميرنا بل أنت ترمي لما هو أبعد
نزار(ابتسم):- يعجبني ذكائكِ يا فخرية إنه يذكرني بسندس
فخرية(بتأثر):- رحمها الله ..
نزار(تنهد بحزن):- آمين … دعيني أنصرف الآن لأقوم بمحاولتي …
فخرية(أيدته):- أنتظر جوابك
نزار(عدل ياقته بعد أن أعاد هاتفه لجيبه وطرق الباب):- …على بركة الله
مراد(فتح الباب سريعا):- أدخل من فضلك وضع الأغراض بجوار المكتبة لقد تأخرت على البنات ، آه عفوا من حضرتك لا تبدو كعامل الأثاث الذي أنتظره منذ الصباح ؟
نزار:- أدعى نزار وأنت لا تعرفني لكنني أعرفك وأحتاج من وقتك بضع دقائق
مراد(نظر لساعته):- صدقني قد جئت في وقت عصيب جدا ، لا يسعني استقبال زوار
نزار:- بضع دقائق لن تأخذ من وقتك الكثير لو سمحت ؟
مراد(تنهد بعمق):- حسنا تفضل ..
نزار(دخل وهو ينظر للشقة):- أرى أنك بذلت مجهودا لتزيل آثار الحريق ؟
مراد(عقد حاجبيه وكتف يديه باستفهام):- ومن تكون حضرتك لتعرف بأمر حريق بيتي ؟
نزار(جلس بعنفوان على الكنبة):- أنا أعرفك جيدا سيد مراد اليزيدي ، وأعرف أنك كنت بصدد الذهاب للمشفى لأجل إحضار زوجتك السيدة نرجس وابنتك جنى ، وأيضا أنت تنتظر مجيء باقي بناتك من عند نور الراجي وفؤاد رشوان
مراد(جلس بدهشة):- أظن أنك تعرف عني أكثر مما ينبغي ، فهل يحق لي أن أعرف من أحاور ؟
نزار:- أخبرتك أنا أدعى نزار
مراد:- وبعد ؟
نزار:- أحتاج منك معروفا .. أعرف أنك طبيب نفسي و لدي مريضة تأبى الذهاب للعيادات وذلك الجو لكنك قادر على زيارتها ولو لمرة واحدة ، قد تفرق بالنسبة لها وتجعلها تقبل على الشفاء
مراد(استقام برفض):- آه هكذا عذرا منك أنا لا أزور المرضى بمنازلهم ، من يريدني يعرف طريق عيادتي والآن لطفا منك غادر لدي عمل كثير وأظن أن جدوله معك
نزار(استقام بإباء):- ميرنا الراجي
مراد(استدار بخفة نحوه):- هذه شقيقة نور الراجي أليس كذلك ؟
نزار:- فقدت صوتها بعد الحادث الذي تعرضت له ، الحادث الذي صادف حريق بيتك تحديدا وهذا قد سبب لها أزمة نفسية جعلتها ترفض الاستعانة بأي طبيب نفسي
مراد(كتف يديه باهتمام):- والسبب ؟
نزار:- والله هذا ما عليك اكتشافه فأنت الطبيب ولست أنا
مراد:- أتلاحظ أنك تتحدث بنبرة مستهجنة وكأنك تأمرني مثلا وعلى استعداد لإجباري ، أين هو حقي في القبول والرفض أستاذ نزار ؟
نزار:- معك حق …أنا أخبرك بالأمر والقرار لك لكنني متأكد من عونك خصوصا بعد أن اعتنت أختها ببناتك بشكل دافئ وفر لهم الراحة النفسية التي يحتاجونها في هكذا ظروف
مراد(زفر بعمق):- … تمام تمام ما المطلوب مني سيد نزار ؟
نزار:- زيارة قصيرة وحديث دكاترة يعزز فيها الطاقة للاستمالة للعلاج ..
مراد:- اليوم صعب صعب جدااا
نزار(مد يده في الهواء):- يمكنك تحقيق ذلك فلا شيء يصعب على عمك نزار
مراد(صافحه على مضض):- صدقني لم أصادف تركيبة مثلك إطلاقا
نزار(عقد حاجبيه من ملامسته وابتسم):- صدقني هذا اللقاء سيتكرر فتعود على ذلك
مراد(باستغراب منه):- الفتاة مهمة بالنسبة لك أليس كذلك ؟
نزار:- هي مهمة بالنسبة لشخص ربيته على يدي منذ الصغر ، إن روحه معلقة بها وحين يراها حزينة هكذا فإنه ينكسر فيحز في نفسي شعور العجز بعدم مساعدته ، لذا حين سمعت عن جدارتك قلت بأنك لن تخجل عجوزا مثلي وستلبي رغبتي
مراد(بتمعن سحب يده):- أستغرب دعمك النادر هذا لكن … لن أخجلك وسأقدم المساعدة لكل من يحتاجها مني لذا أخبرني متى يسعنا رؤية مريضتك ؟
نزار(ابتسم):- سأعطيك التفاصيل هاتفيا ولا تقلق بطاقة أرقامك معي ، انتظر اتصالي
مراد(كتف يديه وهو يرمقه مغادرا بيته):- هل هذا العجوز مخابرات مثلا ؟؟؟
نزار(ابتسم وهو يغادر حنايا البيت):- قد وجدتك يا غالي ، قد وجدتك وسأحميك بكل ما لدي من قوة ..أبدا لن أفرط فيك إكراما لنسلك يا عزيزنا
طبعا لم يعرف مراد أنه قد دخل في معمعة لن يخرج منها البتة ، لكنه لن يعرف أي شيء طالما قد وجده نزار فأكيد سيحميه كما وعده قدر المستطاع ، سيخفيه ويبقيه سرا عن الجميع إلا عن أخته الحبيبة التي ما إن سمعت بالخبر حتى قفزت مرتين وهي تشعر بالفرح لأجل شفاء ميرنا المزعوم
ناريانا:- يعني هل هو مضمون ؟
نزار:- لا أدري يا شقيقتي لكن علينا حمايته بالغالي والنفيس ، إنه ثمرة نادرة الوجود ويستحق الرعاية
ناريانا:- أي شوقتني للقائه يا أخي لكن طالما أنت تتكفل بالأمر فأعتمد عليك
نزار:- لا تهمسي لنفسكِ بهويته حتى ، هذا الشاب لا يستحق أن نقحمه في معاناة لا أول لها من آخر لهذا انسي أمره ، أخوكِ هنا وهو سيتصرف
ناريانا:- يااااه يا نزار لا تعلم كم جعلتني أفرح ، أتعلم ما معنى أن نجد امتداد نسلنا يا رجل ااااه يعني هل سيناديني عمتي مثلا أو خالتي أو ماذا ؟
نزار:- يخرب هبلك يا بنت ، عن أي عبط تتحدثين هو أصلا يصغركِ بعدة أعوام بسيطة
ناريانا:- اممم اممم مهلا …. نزااااار أهذا هو الشاب الذي كنت تود مني أن أتزوجه ؟
نزار:- والله كنت أنوي تزويجكِ له لكن اتضح أنه لا داعي لذلك ، طالما استنتجت أنه هجين عشيرتنا أيضا ، يعني قد نفذتِ بأعجوبة ومع ذلك ما زلت ضد علاقتكِ بالربان
ناريانا(بحزن):- عن أي ربان تتحدث ، قد طااااار وانتهتِ الحكاية
نزار(استشعر نبرة حزنها):- أختي …
ناريانا(استعادت رباطة جأشها):- هيا هيا لا تشغل نفسك فيني أخي، علي أن أقفل الخط الآن
نزار(بأسف عليها):- لقد فعلتِ الصواب … إلى اللقاء
ناريانا(أغلقت الخط ورمت الهاتف جانبا ووضعت يديها على وجهها):- أووووف ..
جوزيت(نادتها من الأسفل):- رياااااااانا يا ريانا انزلي فوراااا
ناريانا(نهضت سريعا وربتت على وجنتيها لتحسن مزاجها):- حاااااالا ….ماذا هناك ؟
جوزيت(كانت تكتف يديها وهي تنظر لهاجر جوارها):- لا أعلم لكنها تريد الاجتماع بكِ من أجل معاينتي الشهرية ، لم أفهم غالبية حديثها لذلك سأغفو قليلا وأنتِ تكلفي
ناريانا(راقبت ذهاب جوزيت):- حاضر حبي ..أهلا آنسة هاجر أنا بالخدمة ؟
هاجر(انتظرت حتى ذهاب جوزيت):- السيد خيري يريدكِ بالمنزل حالا
ناريانا(رفعت حاجبها):- خيري …يريدني أنا وما المناسبة ؟
هاجر(نظرت لثياب ناريانا):- حبذا لو ترتدي شيئا مناسبا للقائه
ناريانا(نظرت لردائها المنزلي القصير وكتفت يديها):- ولماذا يا بعدي ، حتى أنني سأذهب هكذا هل تمانعين ؟
هاجر:- عفوا عفوا منكِ لم أقصد يعني …أ…كما تريدين
ناريانا(نفضت شعرها جانبيا وخرجت بالفعل بذلك الشكل):- لأريكِ فقط أنني لا أرضخ إلا لقانون شخصيتي وقراراتي الخاصة ، إن كان يود رؤيتي سيراني هكذا وكنت لأعاند أكثر وأجعله يأتي لبيتنا لكنني فهمت أنه يرغب بمحادثتي سرا عن جوزيت لنقل الله يسمعنا خير
هاجر(فركت يديها بتوتر وهي تنظر للرجال وهم يغضون أبصارهم إلا هو):- احممم جابر أفسح الطريق ؟
جابر(طالع ناريانا من فوق لتحت):- وجب بنت خالو …منورة ست ناريانا هل ستقومين بجولة أخرى في منزلنا يا ترى ؟
ناريانا(شبكت يديها وهي تقف مقابله بثبات):- إن جاء ذلك في بالي سأفعله ، فهل ستوقفني عجبااااا ؟
هاجر(احمرت خجلا من حركتها التي افتعلتها جواره حتى تململ):- أ…جاااابر
جابر(تنحنح وهو يفسح الطريق لناريانا التي أزالت يدها من خصرها):- تفضلاااا
هاجر(صغرت عينيها فيه ووضعت إصبعيها مشيرة لعيونه):- إني أراك
جابر:- الله الله ومالي أنا يعني ؟؟؟؟
هاجر(أشارت لها صوب الصالون):- سيقابلكِ بعد لحظات ، خوانيتا يا خوانيتا شوفي ضيفتنا ماذا تشرب ؟
خوانيتا(خرجت من المطبخ):- حاضر حاضر أهلا مجددا ست …أ.. ما هذا الذي تلبسه ؟
هاجر(جحظت عينيها لتبتلع خوانيتا فمها):- هههه خوانيتا لا تضايقي ضيفتنا وقومي باللازم
ناريانا(وضعت رجلا على رجل ورداؤها القصير قد وصل فخذيها اللتين بدتا ناصعتي البياض من خلال انعكاس لونه الأزرق السماوي):- اممممم أريد بعض النبيذ
خوانيتا:- وااااع هل تنوي استمالة قلب سينيورنا يا ترى ؟
هاجر(همست لها وهي تجرها للمطبخ):- اقصري الشر لأنها أصلا لا تنوي على خير ، خذي لها كأسا من المشروب سوف أبلغ السينيور بقدومنا
خوانيتا(ضربت كفا بكف):- أقطع صلتي بالأرض بعد رؤيتي لكل هاته النسوة ، إلا المجنونة لأختها ولا واحدة عرفتها في حياتي تملك ربع عقل ، يا للعجب … بزمنااااااتي أنا ك …
هاجر(هدرت فيها بعد خروجها):- خوااااااااانيتا المشرووووب …
خوانيتا(انتفضت):- ماشي ماشي اكبتوا حتى حريتي في التعبير ، بنات ناقصات عقل همم
ناريانا(شبكت يديها فوق ركبتها وهي تهزها وتتأمل اللوحات):- افف ماذا يريد هذا السيد خيري هو الآخر ، ماذا يحصل ولما ناداني منفردة دونا عن جوزيت ، اففف لما أشعر بالضيق كلما دخلت منزله بغض النظر عن ظلامه الدامس إلا أن بدني لا يتقبله ..
خوانيتا(أحضرت لها المشروب):- تفضلي ست ناريانا
ناريانا(أمسكته عنها ووضعته سريعا على الطاولة ثم أمسكت يد خوانيتا):- لحظة ..أ
خوانيتا(بعدم فهم):- نعم ؟
ناريانا(جمدت لحظتها وهي تنظر ليدها وهي ممسكة بيد خوانيتا):- ….ولا شيء
خوانيتا(استأذنت):- تمام لو أردتِ شيئا اندهي علي سوف أعود لرأس عملي
ناريانا(بدهشة فتحت فمها مع عينيها):- يا إلهي …ما كان ذلك ؟؟؟؟؟ (أخذت الكأس وشربته كله وأعادته للطاولة ثم استقامت) … كنت واثقة من أن هنالك خطبا ما هه …يا لغبااااااائي يا لغبااااائي لهذا لم أستطع رؤية شيء في السيد خيري ولا بهاجر ولا بخوانيتا هذه ومؤكد أنني لن أرى شيئا بجابر ذاك ولا برجالهم ، واوووووو ما كنت أتوقع ذلك يعني السيد خيري يحجب عني الرؤية لكن …إلى أي مدى يعرف بشأني ؟؟؟؟
خوري(قطع سكونها بتصفيقته):- هل أقاطع شيئا هنا ؟
ناريانا(استدارت إليه وهي ترمش):- …. ماذا تكووووون ؟
خوري(رفع حاجبيه وجلس محله بإباء):- عفواااا …وضحي سؤالكِ آنسة ناريانا لأستطيع الرد عليكِ بشكل صحيح


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 04-02-18, 02:27 AM   #798

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تقترب منه):- أريد أن أعرف الآن ما…
خوري(طالعها من أخمص قدميها لأعلى رأسها):- أليس هندامكِ يليق فقط بالليالي الملاح ، اممم غريب أن تزوريني هكذاااا قد يعتقد عقلي أنكِ تنوين شيئا رذيلا لا سمح الله
ناريانا(نظرت لنفسها وهي تستوعب برودته):- سألتك سؤالا محددا فأجبني لطفا
خوري(استقام بفوران دم ووثب أمامها كالباب):- وأنا طلبت صياغة السؤال جميلتي
ناريانا(لاحظت مماطلته فأثارت المراوغة أيضا):- لما طلبت رؤيتي ؟
خوري(توجه لمشربه):- كأنكِ أخذتِ مشروبا ناعما في وضح النهار ، أرجح أن تضاعفيه بما هو أثقل وتشاركيني هذا النخب
ناريانا(كتفت يديها بعصبية):- نخب ماذا ؟
خوري:- ههه نخب كشف الأقنعة
ناريانا(اختفت بسمتها):- ماذا تقصد ..وعن أي أقنعة تتحدث ؟
خوري(سكب كوبين وقدم لها أحدهما بثقة):- في صحتك
ناريانا(أخذت منه الكوب وتجرعته سريعا ثم وضعته على الطاولة):- أوجز لو سمحت
خوري(شربه هو الآخر دفعة واحدة ووضعه بجوار كأسها):- لنكن واضحين ، أنتِ لديكِ أسئلة أملك أجوبتها ، بينما أنا أملك أسئلة ولا أملك أجوبتها فبأيهما نبدأ
ناريانا(اقتربت منه خطوة وصفعها بعطره لحظتها):- …والله الرجال قوامون على النساء
خوري(اقترب منها خطوة أيضا وهو يطالع وجهها المنير وشعرها الذهبي بابتسامة):- ولكن .. في عرف رجولتي للنساء القوام الأول
ناريانا(أغمضت عينيها بهدوء ثم فتحتهما ببريق شرس):- الخبث لا يليق مع النساء الثملات، فلا تعتقد أنني سأكون لقمة سهلة عزيزي الكريم
خوري(هز حاجبه بإعجاب):- تملكين كبرياء مثيرا للانتباه ، لكن في مملكتي هو مجرد هراء
ناريانا(راقبت عينيه الداكنتين وهي تستفيق لنفسها):- ما الذي يحصل معي ؟
خوري(أمسكها قبل أن تسقط):- كأنكِ أثقلتِ ؟
ناريانا(شعرت بقبضته تعتصر خصرها):- ما الذي تفعله ؟
خوري:- أمسك بكِ
ناريانا(شعرت بحرارة غريبة تسري بجسدها):- ابتعد رجاء
خوري(أفلتها فجأة حتى ارتج توازنها):- بأمرك
ناريانا(استقامت بثبات وهي ترمش):- أريد بعض الماااااء
خوري:- خوانيتااااا كوب ماء للآنسة
ناريانا(آثرت الجلوس برهبة):- الله يخرب بيتك يا ناريانا هل أنتِ حمل مشروب نهاري ، أنظري للمسخرة أمام هذا الغريب ويحكِ ويحكِ ….
خوانيتا:- تفضلي آنستي
خوري(أشعل سيجاره ببطء وجلس ليتفرج عليها):- هل ارتحتِ الآن ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تضع كوب الماء):- يجدر بي الذهاب
خوري:- ممكن … لكن ليس قبل أن نتحدث
ناريانا:- سيكون جميلا لو تختصر ذلك علينا
خوري:- أنتِ كاذبة …
ناريانا(اندهشت من جملته وهي تستوعب ما يقوله):- عفوااا ؟؟؟
خوري:- يس ..كاذبة لعينة مخادعة ولعووووب
ناريانا(شهقت من وقاحته):- هءء كيف تجرؤؤؤؤؤؤ ؟
خوري(ببرودة تامة):- أجرؤ كما يحلو لي ، أنتِ هنا في أرضي وستصغين لكل ما أقوله دون أدنى تهرب أو محاولة لإنكار ذلك
ناريانا(وجدت رجليها تثقلان عليها والدوار يلازمها):- ….شيء ما يحصل لي …ماذا فعلت لي تكلم ؟؟؟؟؟؟
خوري(دخن سيجاره وهو يبتسم):- سنجري بعض التحاليل البسيطة لكي نطمئن على الصحة لا تقلقي
ناريانا(حاولت النهوض ولكنها سقطت على ركبتيها وأخذت تزحف وهي تحاول استجماع نفسها):- جوزي ستبحث عني …
خوري:- ههه مستبعد فقد جعلناها تغفو بعض عصير الفواكه الذي حضرته خوانيتا خصيصا لها ، يعني …أنتِ بضيافتي وسأفعل بك ما يحلو لي
ناريانا(أغمضت عينيها بدوار وفتحتهما وهي تمسك بطرف الطاولة بصعوبة):- خيري ….ماذا تريد مني …إن ما تفعله ستحاسب عليه ليكن في علمك و
خوري(وضع سيجاره بإصبعه واستقام ليمسكها من فكها وهو يطل عليها):- صدقيني ، أنتِ في موقف صعب جدا ولا يسعكِ التهديد …أنا لو كنت محلكِ لطلبت الغفران
ناريانا(بتوجس):- …الغفرااان ههه ..لأجل أي ذنب ؟
خوري:- بل قولي لأجل أي كذبة يا آنسة ، أكنتِ تحسبين أنكِ ستخفين حقيقتكِ لوقت طويل …ثم كيف طاوعكِ قلبكِ لتخدعي صديقتكِ الوحيدة التي وثقت بكِ طوال هذه الأعواااام
ناريانا(بدأت ترتعب):- عماذاااااا تتحددددددددددث أفصصصصصح ولا تتلاعب بأعصااااابي
خوري:- …أتحدث عن أخوكِ أوبس اتضح أنكِ لستِ مقطوعة من شجرة يا عزيزتي
ناريانا(فتحت فمها بصدمة):- ….ممم …من أين عرفت ذلك ؟
خوري:- المصادر كثيرة … والمهم الآن هو موقف جوزيت منكِ بعد أن تعرف بهذه الكذبة ؟ واو لا أستطيع تخيل ردة فعلها أظنها ستقتلكِ وإن لم تتمكن من التفريط بكِ ستهجركِ …متوقع ذلك فقلبها الغبي متعلق بكِ رغم كل خداعكِ لها يا متلاعبة
ناريانا(حاولت النهوض لكنها فشلت):- ….أنت شخص مريب ، أخبرني ماذا تكون ؟
خوري:- علمت أنكِ ستشكين بأمري لذلك هيأت لأجلكِ العديد من الأجوبة ، يمكنكِ أن تأخذي منها جوابا بسيطا وهو طلسم بسيط مرفق بالملح الخشن
ناريانا:- أفندم ؟؟؟؟
خوري:- إنه موجود في هذه البقعة الأرضية كاملة ، يعني مجمعنا السكني لا يمكن لأي شيء اختراقه حتى البصارات والسحرة غاليتي
ناريانا(رمشت وهي تتنهد بصعوبة):- …. ولما كل هذا التخوف سيد خيري ، ما الذي تخفيه ولا تريد لأحد اكتشافه ؟
خوري(وضع السيجارة في طفاية السجائر وجثا على ركبتيه ليلامس خدودها):- أنتِ فاتنة
ناريانا(لاحظت سقوط الرداء من جانب كتفها وحاولت رفعه):- إن كنت تعتقد أنك ستلمسني فأنت وااااااهم
خوري(رفع فكها بقوة آلمتها):- اعلمي أنني لو أردت لكنت نلتكِ منذ أول يوم ، لكن من حسن حظكِ أنكِ لستِ ذوقي
ناريانا:- ههه هل علي أن أعتبرها نعمة ؟
خوري(آلمها أكثر):- من يكون أخووووكِ ؟
ناريانا(ضحكت بسخرية):- ههه طالما أنت رجل المهمات الصعبة ، عليك أن تكتشفه بنفسك
خوري:- طوال عمري لم أغفل عن أي معلومة أريد معرفتها ، لكن صعب علي اكتشاف هذا إنما اطمئني ..سنكتشف ذلك سوية بعد لحظات ، هااااه جابر هنا أدخل يا جابر
جابر(قدم هاتفها لخوري):- هاتف الست ناريانا سيدي
خوري(التقطته وهو يضحك بوجهها):- وقعتِ حلوتي
ناريانا:- سأجعلكم تدفعون الثمن غاليا ، لست أنا من أعامل هكذاااا
خوري(قدم الهاتف لجابر):- مازحناها قليلا وشكلها ستجعلنا نندم لأجل ذلك
جابر:- كأن التخدير المؤقت ما نفع معها ؟
خوري:- أعتقد ذلك لكنه ينفع معي … افتح ذلك
جابر:- ما هي كلمة السر ناريانا ؟
ناريانا(ضحكت بتعب من مجهودها في الهرب الفاشل منهم فهي لم تتحرك حتى خطوة):- لا تحلما بمعرفة ذلك …
خوري(جلس مقابلها وهو يمدد يديه على الكنبة):- وما الذي وراءنا يا جابر نحن نملك اليوم بطووووله
جابر(نظر إليه باستفهام):- ولكن ..طائر…
خوري(بصرامة):- أترك الهاتف واخرج
جابر:- أمرك .. / لا حول ولا قوة إلا بالله هذا الرجل لا يمكن للمرء فهم مزاجه قط
هاجر(استوقفته في الرواق):- هيييه بست جاااابر
جابر:- ها ماذا هناك ؟
هاجر:- ما الذي يحصل هناك ؟
جابر:- السيد يقوم باستنطاق الأخت ثم لما تسألين ؟
هاجر:- مجرد فضول يا بعدي ، أخبرني متى ستذهب لذلك المكان المشبوه ؟
جابر(كتف يديه):- لماذا هل تشعرين بالغيرة علي منهن ؟
هاجر(ارتبكت):- أغار عليك ماذاااااا من تكون لي أصلا ، أنا فقط أردت المعرفة
جابر(وضع يده على الجدار):- أهاااه المعرفة ، طيب يا ستي سوف أذهب بعد الغذاء لإحضار الطلبية ليستمتع بها السيد قبل موعد سفره الليلة
هاجر:- سيترتب علي الذهاب أيضا
جابر(بامتعاض):- سنفترق لوقت وجيز ، لو كان بيدي لرافقتكم لكنه أمنني على أخته وواجبي البقاء هنا في انتظاركما
هاجر(شردت فيه برهة):- ….لارد
جابر(غمز لها بمكر):- فيما تشردين يا ابنة الخال ؟
هاجر:- أ…فيما سأشرد يا بعدي أنا أفكر في عملنا بروما ، إنها سفرة مفاجئة وغير محسوبة ألا تعتقد معي أن السينيور قد اتخذ قرارا متهورا ؟
جابر:- ما أعرفه أن السينيور لا يأخذ قرارات دون دراستها على أكمل وجه ، زيادة على ذلك إنه البارون وروما مملكته ورجالنا هناك بالمئااااات يعني …نحن سنكون في أرضنا
هاجر:- لا أدري أشعر بالتوجس فحسب ، على العموم دعني أجهز حقيبتي فلم يتسنى لي الوقت
جابر:- روحي …أنا سأراقب هنا لنرى ما ستكون نهاية طويلة الشعر
ناريانا(أخذت تتعرق وهي تتنفس بعمق):- أنت لست طبيعي
خوري:- وفيما ستفرق عندكِ ، أنتِ كذبت على صديقتكِ ومن يكذب عليه أن يُعاقب
ناريانا:- هههه وهل أنت من سيعاقبني ، لا تضحكني بليييييز ثم الآن …اه الآن بت أعرف أن مساعدتك لنا ليست عشوائية ، لذلك أفصح عن هويتك وعن غايتك منا
خوري(كان يجهز بعض الأصفاد):- حقيقة يعني قد أثرتِ فضولي ، لكنني أخبرتكِ قبل قليل أنتِ لستِ ذوقي رغم أنكِ متكاملة وتبدين مثيرة جداااااا جدااا آنستي الفاتنة
ناريانا(حاولت جمع ثوبها):- الله يلعن عنادي ألم يجد يوما مميزا للظهور إلا اليوم …
خوري:- أصفادنا جاهزة
ناريانا(بذهول):- ماذا تنوي أن تفعل بي ؟؟؟؟
خوري:- كل خير …هو سؤال أحتاج إجابته ، إذا ما رددتِ بذكاء حظيتِ بفرصة النجاة أما إذا ماطلتِ وارتديتِ عباءة الكذب صدقيني سوف تجدين نفسكِ في مأزق
ناريانا(تنهدت عميقا وأمسكت على قلبها وهي مغمضة عينيها):- فُويْبيسِيمِّي
خوري(رفع حاجبه):- ما الذي تقولينه ؟
ناريانا(رفعت عينيها بشراسة وهي تبتسم):- ستعرف بعد قليل
خوري(برقت عيناه بإعجاب):- اممم لم يسبق لأحد أن فاجأني بهذا الشكل ، هل تنتظرين قوة خارقة لتنقذكِ مني ؟
ناريانا(تابعت تكرار الكلمة):- فويبيسيمي فويبيسيمي ……. ساااااعدني
خوري(أطل عليها وهو يجلس القرفصاء):- أنتِ بحاجة للتذكير ، هذه المنطقة محمية ولن يسعكِ طلب النجدة عبر التخاطر الذي تحاولين ممارسته الآن غاليتي ، سو …أنتِ تحت سيطرتي حاليا وإن تفوهتِ بحرف لجوزي سوف تعرف بكذبتكِ التي ستخبرينني عنها اللحظة حرفا بأخيه ….هيا لنبدأ من يكون أخوكِ ولما تخفينه ؟
ناريانا(ضربت ما بالطاولة بجهد جهيد):- ولو أموت لن أتفوه بحرف ياااا ملعووون
خوري:- ملعووون …اممم لم أنسى البارحة كيف كنتِ تتملقين شخصيتي
ناريانا(بنفاذ أعصاب):- ماذاااااااااااا تريد مناااااااااااااا ؟
خوري:- لا شيء صدقيني أنا أحترمكِ وأحترم جوزيت وعلاقتكما أيضا ، لكن عندما اكتشفت كذبكِ كان من واجبي التدخل لتوضيح الأمور ، فإن كنتِ تملكين دوافع مقنعة سأحترم هذا لكن عليكِ الثقة بي ومصارحتي بكل ما تخفينه لعلكِ تحصدين غفراني وأنسى المسألة ونعود صحبة كما كنا جارتي
ناريانا(في سرها):- إنه يعرف بأنني بصارة لذلك أحاط المجمع السكني بالملح الخشن وذلك الطلسم الغريب ، لكي لا أستطيع رؤية شيء في أي واحد فيهم لكن مهلا مهلا مهلا ….. المسألة لا تقتصر على المجمع السكني سبق وأن قابلت هاجر بعيدا عن هنا كذلك جابر ولم أستطع رؤية شيء إذن هم يحملون ذلك الطلسم معهم ، أين يعني وهل يعلمون بالأمر يااااا الله لقد وقعنا في شرك وعلي أن أخلص جوزي منه ، طيب كيف سأراوغه وأنفذ من كذبتي كيف ؟؟؟؟؟ يا رب ساعدني ساعدني اهئئئئ ….
خوري(انتبه لمقاطعة جابر):- ماذا تريد ؟
جابر:- استيقظت السيدة جوزيت وهي تبحث عن الصديقة
خوري(بنظرة قاتلة):- ألم أطلب وضع كمية جيدة لأجلها ؟
جابر:- لم نستطع مضاعفة الكمية خوفا على الأجنة سينيور
خوري:- ابعث لها خوانيتا لتماطلها ريثما أحقن هذه الغبية بمصل يعيدها لطبيعتها
جابر(بصدمة):- ولكن …هل ستحررها ألا تخشى من أن تخبر السيدة بما حصل هنا ؟
خوري(حول عينيه بنظرة صارمة):- نفذ ما أقووووووله دون جداااال ، تحرررررك
ناريانا(شعرت بحدوث خطب ما):- … سوف لن أنسى لك هذاااا مطلقا
خوري(أخرج حقنة من جيبه وغرسها في ذراعها بقوة):- بالعكس أنا من سيحرص على تذكركِ له ، فموضوعنا لم ينتهي وسأعرف ما أريد معرفته لأنني لا أقبل بضيوف مخادعين بمجمعي السكني … سيكون عليكِ الاختيار إما أن تأتي بنفسكِ وتخبريني عما تخفينه أو ستجدين نفسكِ خارج حياة صديقتك …لأكون عادلا أمهلكِ وقتا للتفكير واتخاذ القرار لحين عودتي من السفر ...
ناريانا(واووو إنها فرصة وهبني الله إياها كي أفر مع جوزيت من هذا السجن):- ههه أحلم
خوري(أمسكها من شعرها بلطف عكس ما توقعت):- أنا لا أؤذي النساء اللاتي لا أستلطفهن ، أعطيهن فرصة واحدة إن خسرنها يصبحن في فراشي أداة للهو واللعب
ناريانا(نظرت لشفتيه ولشق صدره البارز من قميصه الأسود):- هههههههه … وأنت أيضا لست من ذوقي يا روحي
خوري:- أعلم أن ذوقكِ رفيع المقام حتى أنه يطير جوا الآن
ناريانا(صعقت من رده):- كيف تعرف كل شيء هكذا ، بل السؤال الأهم ألا تهابني ؟
خوري(أمسكها من يدها برفق وساعدها على الوقوف بشكل لبق):- نارياناااا …لقد خلقتِ من نار لتفتني البشر ألا تعتقدين أنكِ ستثيرين اهتمام مالك المجمع الذي تقطنين فيه ؟
ناريانا(شعرت بالدوار حتى تمسكت بقميصه):- ماذاااا يحصل لي مجددا ؟
خوري(همس بأذنها بهدوء):- جسمكِ يستعيد عافيته ،، ستعذرينني لأنني تصرفت بذلك الشكل معكِ أنا لست عنيفا بطبعي إلا مع الناس السيئة التي تستحق سخطي
ناريانا(داخت بهمساته وشعرت بثقل في رأسها الذي سقط على سطره):- سيد خيري ..أنا
خوري(ابتسم وهو يطبطب على مؤخرة رأسها):- لا تقولي شيئا فقط انتظري عودتي لتخبريني بالعبء الذي يثقل كاهلكِ ، أنا لست عدوا أنا مجرد صديق يحرص على إحقاق الحق ويكره الكذب
ناريانا(تشنجت من عطره الرجولي وأنفاسه الغريبة):- أنت تفعل فيني شيئا غريبا ..أصبحت هادئة جدا وغير غاضبة منك
خوري(أطل عليها ولامس وجنتها):- إياكِ وأن تقعي في غرامي ، فأكيد أنا لست مستعدا لكسر قلبكِ يا فاتنة
ناريانا(تاهت في نظراته وتململت لتبتعد عنه):- لقد عاملتني بسوء
خوري:- أنتِ استحققتِ ذلك لكي لا تحسبي نفسكِ ذكية جدا وقادرة على خداع الآخرين ، دائما ضعي في بالكِ أن هنالك من هو أذكى وأدهى منكِ في هذا الكون
ناريانا(دمعت عيناها):- سأحرص على تذكر ذلك
خوري(اقترب بشفتيه من وجنتها حتى أغمضت عينيها):- كوني بخير واعتني بصديقتكِ جيدا
ناريانا(انتظرت قبلته ولكنه ابتعد عنها وخلف خلفه رياحا عصفت بكيانها كله حتى سرت به قشعريرة ارتباك):- يا إلهي ….. ماذا يحصل معي ؟؟؟؟؟
خوري(هتف من الدرج حيث كان يصعد للدور العلوي):- يفضل أن تسرعي ، جوزيت استيقظت وهي تبحث عنكِ ، آه شيء أخير حبذا لو تطبقي فمكِ كي لا يؤلمكِ رأسكِ مستقبلا … أراكِ
ناريانا(كانت تلاحقه بعينيها لحين اختفى واستعادت أنفاسها):- هل مارس علي سحر رجولته للتو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …. تبا لنذالة مشاعركِ ناريانا كيف انسقتِ هكذا كيف نسيتِ ما فعله بكِ وما كان ينوي فعله لولا تراجعه ..لا أحتاج للنوم ربما حين أستيقظ أجد أن كل هذا مجرد حلم أجل حلم …
جابر(أفزعها بوقوفه خلفها):- تفضلي
ناريانا(نفضت يدها من يده واستندت على حافة الكنبة):- أستطيع التحرك وحدي
جابر(أشار للباب):- حلو … يسعدنا ذلك آنستِ وشرفتِ هااااه …
رمقته بطرف عين وهي تتحرك بصعوبة صوب مخرج المنزل ، كانت تجهد لكي تخرج منه وكأنها تهرب من نفسها وليس منهم ، خوري قام بزعزعة كل شيء فيها فهل كان ذلك راجعا لسحر فعلا أم أن دهاءه سيطر على مكامن ضعفها الأنثوية فخارت قواها أمام رجولته ، لم تعرف ولم تملك الوقت للمعرفة فقد كان يبرز لها باب منزلهما كالحلم البعيد ما إن وصلت إليه حتى ضغطت على رنين الجرس ولم تفلته لغاية ما فتحت جوزي مفزوعة من حركتها تلك ، سألتها عن مكانها وعن خروجها بذلك الشكل ولم تجد ردا فقد ارتمت ناريانا على الكنبة ونامت من فورها وكأنها فعليا تريد الهرب من كل كل أفكاااااارها …
جوزيت:- هذه البنت ستجلب أجلي ، كيف تخرجين بهذه المسخرة يا ناريانا ، ألم تجدي ثيابا مناسبة لتزوري بها جيراننا يعني ، يا الله أجيبيني يا غبية ماذا أرادوا منكِ ؟؟؟ اففف لن ترد لن ترد وأنا لن أمضي وقتي هنا سأحضر بعض الطعام أشعر بالجوووع افف .. لما لا نحظى بخادمة يعني ما هذا التعب تبا تبااااا …. اممم ما الذي كانوا يريدونه منها مثلا ؟؟؟؟
خوانيتا:- جهزت الغرفة حضرة السينيور
خوري:- امم جيد خوانيتا سوف تحضر الفتاة بعد ساعات لذلك لا أريد إزعاجا ، أيا كانت المشكلة ستحلونها بعيدا عن مسمعي
خوانيتا:- معلوم حضرتك مثل العادة
خوري:- لا تنسي الانتباه على أطعمة جوزيت فستقومين بخدمتها في غيابي ، أخبريها أنني أمرت بذلك وإن اعترضت هدديها بطردكِ من قبلي إذا ما خالفتِ أوامري
خوانيتا:- تمام .. هل تحتاج مني شيئا الآن سينيوري ؟
خوري(بحدة):- اخرجي …
خوانيتا(انتفضت من نبرته وتراجعت للخلف):- حمممم … لا حول الله ألف مزاج في ثانية
جابر(كان يصعد الدرج حتى ارتطمت به وهي تهرول):- ها يا زوجة خالي يا دبة انتبهي
خوانيتا:- دبة في عينيك يا متعوس ، ابتعد عن طريقي
جابر(غمز جانبيا):- كيف المزاج ؟
خوانيتا:- ههههههه سؤال ليس بمحله فلو كنت أفهم مزاجه ما كنت وجدتني أتناول دواء الأعصاب كل هذه السنوات
جابر:- طيب يا ستي فوتي فوتي وأنتِ سترمينني بجسمكِ الثخين هذا ، أنقصي منه لعلنا نزوجكِ ونرتاح منكِ
خوانيتا:- غبي غبي …
جابر(نحنح وهو يتابع سيره):- سينيور اعذرني للمقاطعة لكنني سأغادر لإحضار الفتاة القصيرة من بيت سكر
خوري:- احرس على ألا تخطئ الفتاة يا جابر … أنت تعرف قصدي ؟
جابر:- وجب حضرتك
خوري:- وإياكم وأن تفكروا بالتلاعب معي ، لا تصبغوا شيئا ولا تضعوا شيئا أريدها كما هي
جابر(عقد حاجبه باستغراب):- ولكن هذه أول مرة تطلب فيها هذا الطلب
خوري:- لا وقت لدي لاستفساراتك وتعلم ألا تعارض أوامري كيفما كانت تكون ، الآن ستذهب لجلبها وقبل ذلك ستضع هذا الكلام حلقة في أذنك
جابر:- تفضل سينيور
خوري(تقدم نحوه بصرامة):- أختي ستكون بأمانتك ، روحك مقابل روحها لا تساوي حتى تراب الأرض ، إن تأذت منها شعرة أنا لن أقتلك بل سأجعلك تتمنى الموت ولن تحصل عليه ، سأحرق قلبك على من تحبهم وسأجردك من إنسانيتك سأحولك لحيوان متوحش أطعم جسمه للديدان والجرذاااااان …
جابر(ارتبك من تهديده المرعب):- سينيور أنا ؟.؟
خوري(رفع يده مقاطعا):- لم أتمم كلامي بعد … ستحميها وتحرص على راحتها في غيابي وإياك وأن تخرج خارج بقاع المجمع ولو خطوة واحدة ، ستمنعها ولو بالقوة وتدع الأمر لي آنذاااااك ، لا تسأل أنا أعرف إلام ستشير إلى ناريانا وموقفها بعد ما حدث بالأسفل ، لقد فكرت في ذلك وصدقني هي لن تخلق أي مشكلة لقد أمهلتها وقتا معقولا لكي تقرر مصلحتها ، ستكون تحت السيطرة لأنها أكيد ستفكر في الهرب بجوزي من هنا وإن حدث ذلك ستنتقل للخطة باء مباشرة
جابر(وضع يده على مسدسه):- علم
خوري:- انصرف الآن وأنجز مهمتك المتبقية فالوقت ضئيل وتعلم أن تفنني في اللوحات بطيء جدااااا
جابر(حياه بإشارة دعم وخرج):- في الحال …
فور رحيله توجه خوري لدرجه الخاص ، أخرج منه علبة مشارطه ونظر إليها بشرود فقد مضى أسبوع لم يستعمل أيا منها ووجد بأنه افتقد ذلك ، اختياره للفتاة لم يكن بالشيء الصعب فقصر قامتها المميز جعلها المختارة دون تفكير ، فيها شيء مختلف ولمحة تمرد وشراسة لفتت انتباهه من نظراتها المتفرسة وهذا ما جعله يبتسم فبنات الكلية معروفات بمهارتهن في الإبداااااع …. يلا سننتظر معا من التي وقع عليها الاختيار ههه

في عيادة هديل
كان يجلس قبالتها وهو يضع يده على فكه ويفكر يفكر يفكر حتى جعل القلق يدب في أوصالها ، فمنذ وصوله وهو على ذلك الحال الشارد ، لما وصله الاتصال وهو بقصر حكيم في أن أخته مهددة بالخطر لم يعرف للمسافات حجما ولا كيف وصل إلى هناك ، لم يفكر إلا بسلامتها لذلك هرع إليها خوفا عليها ولكن حين وصل وجد الأمر جد جد عادي ولا شيء مريب ، قد كانت بمكتبها والممرضة تدخل المرضى واحدا تلو الآخر بمنتهى الهدوء … صعق من ذلك فقد جاء ذلك الاتصال ليربك أعصابه ويخرجه عن طوره فحسب ، وطبعا لم يخبرها البتة بأي شيء بل ادعى أنه كان مارا من هناك ومن شوقه لها قرر أن يزورها ، ولكن طيلة فترة انتظاره لانتهاء قائمة المرضى وبعد دخوله إليها وهو على ذلك الحال ، تعبت في محاولة فهمه ولكن بدون جدوى …
هديل(نهضت من مكتبها وجلست مقابله):- يا أخي يا حبيبي هل لك أن تشرح لي سبب زيارتك ، يعني كلانا نعرف أنك لم تزرني بسبب الاشتياق
وائل(تنهد بعمق):- هو كذلك ..
هديل(أمسكت يده فاندهشت من برودتها):- يدك باردة جدااا هل ستمرض ؟
وائل(هز رأسه بتعب):- لاء
هديل:- كيف ستعرف … عليك أخذ مضاد حيوي أو فيتامينات حتى تصبح بخير ، هذه البرودة غير طبيعية هنالك ما يحدث معك ولا تريد الإفصاح عنه
وائل(أمسك يدها بين يديه الباردتين من خوفه عليها):- ..هل تتعرضين للمضايقة هنا ؟
هديل(ارتبكت من سؤاله):- لا أبداااا … يعني كان هنالك بعض المتسكعين ولكن تم التعامل معهم فلا تقلق
وائل:- ليلة أمس … لما استنجدتِ بغازي الراجي ولم تكلفي نفسكِ لتتصلي بأخيكِ ؟
هديل(امتصت شفتيها بحرج):- كنت أنوي الاتصال بك ولكن … علمت أنك حديث الخروج من السجن فلم أشأ إزعاجك
وائل:- أصبحتِ تشكلين حياتكِ بعيدة عني ، وكأنكِ ما عدتِ بحاجة لأخ في دنياكِ
هديل(بلهفة):- مطلقا لا تقل ذلك ، أنت أخي حبيبي رغم خلافاتنا الفترة الماضية ولكنك أخي
وائل:- هديل … أيا كان نوع المشاكل التي تعترض طريقكِ أفضل أن أكون أول من يعلم بها ، لطفا قومي بهذا ولا تدعي أحدا آخر يتدخل في حياتكِ غير أهلك
هديل:- تمام … لكن لما تركز على ذلك هل هنالك شيء علي أن أحتاط منه ؟
وائل:- ننن لا يوجد شيء مريب فقط … خلينا نأخذ احتياطاتنا فحياتنا لم تعد سهلة
هديل:- حاضر يا أخي الحبيب مثلما تريد ، علما أن جدي قد وضع حراسة بالعيادة يعني ..
وائل:- رغم ذلك ..عديني أنكِ ستستنجدين بأخيكِ أول شخص
هديل(ربتت على يديه بحنان):- أعدك … لكن لأنفذ وعدي عليك أن توافق على دعوتي على الغذاء ولعلمك أنا من سيدفع فقد صرت مستقلة الراتب الآن
وائل:- ههه آهاه يعني وصلنا لزمن تستطيعين فيه شراء غذاء لأخيكِ الكبير ، تمام سأحب الفكرة وسأجعلكِ تخسرين مالكِ في المطاعم
هديل(ابتسمت بإشراق وهي تنهض):- كل المطاعم تحت إمرة أخي الرشواني مفتوووحة
وائل(وضع يده على فكه وهو يتأملها تزيل مريلتها البيضاء):- هديل …
هديل(علقت المريلة بالمشجب وأمسكت حقيبة يدها):- ها وائل نعم ؟
وائل:- كيف تبلين مع جدي ؟
هديل(تنهدت بعمق والتفتت بابتسامة):- إنه يحتضنني بحبه وحنانه طوال الوقت ، هو يرعاني بصدق ويوفر لي ما أريده حتى قبل أن أطلب منه ذلك ، يعني معيشتي معه أفادتني وأفادته هو يشعر بأنه يقوم بواجبه تجاه أحد من أحفاده وأنا أنعم بحنان شخص مثله له مكانة خاصة بقلبي فليس لنا كبير غيره …
وائل:- امممم كلام جميل ، كأنكِ كنتِ تستعدين للإجابة تحفظينه عن ظهر قلب
هديل(تأبطت حقيبتها):- كأنك ستجعلنا نتخاصم مجددا وأسحب دعوتي ؟
وائل(استقام ببطء):- وعلى ماذا تهمني راحتكِ ، وطالما تزعمين ذلك أنا مبسوط
هديل:- اممم عيني في عينك هكذا لأرى صدق ذلك ؟
وائل(ضحك من جنونها وخربش شعرها):- والآن هل ترين الصدق ؟
هديل:- أووووووف أكره هذه الحركة وائل لقد أصبحت طبيبة وما زلت تلاعبني كالأطفال
وائل(فتح باب المكتب لكي تمر):- وستظلين في عيني نفس المدللة الباكية
ابتسمت له وهي تغادر عيادتها بجواره ، بينما كان هو ينظر من كل اتجاه ويراقب كل شيء لعله يفهم ما سر تلك المكالمة الخادعة والمربكة له ، لقد تقصدوا أن يفزعوه بشأنها وهو واثق أن ذلك لم يحدث عن عبث يا إما هو أرضية لما سيحدث مستقبلا أو مجرد لعب صبيان ، انساق معها تلك اللحظة فقد قطعت حبل أفكاره حين أرته سيارتها المميزة التي اقتناها السيد ضرغام لأجلها والذي علم للتو أنها برفقته …
رستم:- هي مع السيد وائل هكذا أخبرني الرجال ، هل نطلب منهم متابعتها ؟
ضرغام:- غريب … لم يزرها منذ يوم الافتتاح امم اسمع أعينهم لا تغفل عليها تمام ، لنلاحقهما ونعرف إلى أين يصطحبها الأخ الذي استيقظ من سباته أخيرا وتذكر شقيقته
رستم(رفع الهاتف لأذنه):- حاضر سعادتك …
ضرغام(بعد قفل المكالمة نظر إليه):- ألم تنتهي بعد مسألة البيت الجبلي ؟
رستم:- انتهت ولم تنتهي
ضرغام(بانفعال):- ستعرف من يقف وراء هذه الأفعال ، هنالك شخص يعرف بما حصل هناك لذلك يحاول نبش الأوراق
رستم:- ولكن يا سيدي من سيعرف بذلك الماضي ؟؟
ضرغام:- هذا ما يحيرني يا رستم ، لو علم الأولاد بما فعلته في ذلك البيت قد أخسرهم للأبد وأنا ما فعلت ذلك إلا لحماية اسمنا وعائلتنا
رستم:- لا تنفعل حضرتك سوف تنتكس صحتك
ضرغام:- رستم …ابذل جهدك وأغلق ذلك الكتاب لأنه لو فتح فما دفن تحت المقابر سيظهر
رستم(تنهد عميقا):- سأهتم بالموضوع شخصيا لا تقلق …
ضرغام:- كيف لا أقلق وكل واحد فيهم مدله في مجرة أخرى ، إنهم يفترقون يا رستم ألا تلاحظ وهذا ما لا أحبذه ولن أسمح به ولو كان ذلك آخر عمل لي في هذه الحياة …أجل لن أسمح للراجيين بأن يسرقوا عقول أحفادي …مستحييييييييل …
والله يا عم ضرغام أنا كنت سأقول هكذا أيضا ولكن الأمور متشعبة خليك في مصايبك أحسن يا أفندينا هههه ^^ … والدليل واضح يعني لم أحضر شيئا من عندي أنظروا واحكموا بأنفسكم ، ههه في بيت شهاب الذي وضع يده على خده بانهزام أمام عقوبته البسيطة للسيدة ميرا والتي صدمته بخلاف ما كان يتوقع ، بل جعلته منبهرا بتصرفها وارتجالها الذي أجبره على التخمين مجددا في طريقة مغايرة لعقابها ، فإن كانت هي داهية فأكيد الداهية لها صاحب يفوقها دهاء وقوة …
ميرا:- شهااااب ألا تسمعني لقد أخبرتك أن تلاعب شادي بالأحرف
شهاب:- أحرف ماذا …لا أملك وقتا علي أن أذهب للشركة بعد قليل
ميرا:- وأنا علي أن أجهز طعام الغذاء لحضرتك فكيف سأفعل ؟
شهاب:- لا تتحاذقي …
ميرا(نظرت إليه بتمعن وانحنت أرضا لتمسح فم شادي):- أصبحت وقحا معي
شهاب(ضرب برجله الكرسي حتى أفزع ابنه):- أكون وقحا أكون رذيلا حتى لن تعترضي يا مداااام وإن لم يعجبكِ فذلك لا يهمني لأنكِ مجبرة على التعامل معي وتجنب إزعاجي بدئا من اليوم ، ولهذا يفضل أن تنتقي ألفاظكِ وتراقبي حديثكِ معي جيدااااااا
ميرا(أخذت تسكت شادي الذي انفجر بكاء):- طالما تريد لعب دور المتسلط فلا تقحم ابننا في الموضوع ، ما ذنبه لتفزعه هكذا ؟
شهاب(امتعض من تصرفه والتقط سترته):- فكري في ذلك المرة المقبلة كي لا أكرر ذات الشيء ، وبالنسبة للغذاء المبتكر تناوليه بألف هناء لأنكِ ستعوضينه لي بعشاء دسم
ميرا(قلدته في آخر كلمة):- دسم … يا إلهي ما الذي يحصل لهذاااا ؟
شهاب(أغلق الباب بالمفتاح عليها):- سترين يا ميرااااا هذه فقط البداية … أنا غااااضب غااااضب وغير قادر على المغفرة آخ يا ربي ساعدني …ساعدني …
ميرا:- شادي …أبوك صار وقحا قذرا نذلا حقيرااااا لقد أغلق الباب علينا بالمفتاح ، يعني هل أصيب بالجنون أم أصيب بالجنون ألا يعلم أني أكره ذلك ؟؟؟ إنه يتعمد تذكيري بأبي الذي أكررررررررهه وأكره ماضيه اففف ستفلت أعصابي حسنا صغيري بما أننا سوية سوف نستمتع ولن ندع أحدا يعكر صفو راحتنا ولا حتى أبوك هممم …
في تلك الأثناء
كان عمه قد صاهر العصافير فوق الغيوم بل كان يطير رفقتها يمينا وشمالا ، القلوب متطايرة حوله وألحان الهيام تغني مسمعه وابتسامته البلهاء ما فارقته ، غلبت وهي تحاول إعادته لكوكب الأرض لكن الظاهر أن عمو فؤاد قد حلق لكوكب زمردة وانقضى الأمر ههههه …
نور(تزمر ببوقها):- فؤاااااد رشوان إن بقيت على ذا الحال كيف سأضمن مستقبلي مع أحمق مثلك ، من اللحظة لنتراجع
فؤاد(برقت عيناه وانتفض ملتفتا إليه):- ولمااااااااااذاااا أنا ما صدقت أن أفلس كبد عمه شهاب فلقد قال أنه لو وافقتِ على عرض الزواج سيذبح أربعة عجول
نور(غالبها الضحك):- ههه أربعة ضباع أليس ذلك أفضل ؟
فؤاد:- أكل الضباع حرااااام
نور(استشاطت غضبا):- الله يا ربي الله ، يا فؤاد ألن ننزل ونصعد للبيت نحن هنا منذ سااااااعة ، يعني إلى متى ستبقى مصدوما يا بعدي ؟
فؤاد(أمسك يدها فجأة):- اعتبريني متسولا في الطرقات وردي علي ، هل حقا وافقتِ ؟
نور(ضربت على المقود باليد الأخرى):- اللهم طوووووووولك يا رووووووووح
فؤاد(باستجداء):- وحياتي أن تجيبي ، موافقتكِ ليست مكيدة شوفي والله ليس فيني حيل لصدمة أخرى صدقيني
نور(أشفقت على روحه واقتربت برأسها من رأسه):- فؤاد رشوان ، شكلي سأندم على تلك الموافقة اللعينة بسبب تصرفاتك هذه
فؤاد(رفع حاجبيه):- لالا هههه وعلى ماذا المرأة هي الكلمة ، وأنتِ امرأة كلمة إذن لن تتراجعي هههه والله وافقتِ يا روحي أنا يا …
نور(فتحت الباب):- لا تتحمس يا حلو ، علي أن آخذ موافقة ابنتي أولا وبعدها أفاتح العائلة بالموضوع
فؤاد:- اليوم تفاتحينهم صح ؟
نور(صفقت الباب وهي ترمق لهفته):- أستغفر الله يا ربي ، ما هذا الحماس كله ؟
فؤاد(رفع يديه للسماء):- والله ليس حماسا وإلا ما اسمه ، ضرب الحديد ما دام ساخنا فحضرتكِ بألف مزاج ، وما الذي يضمن لي أنكِ لن تغيري رأيكِ صبيحة الغد ؟
نور(تأبطت حقيبتها وهي تضحك):- هههه طالما وافقت إذن قد تورطت فيك ولن أتراجع
فؤاد(رفع يده في الهواء حين وقف بباب العمارة):- مطلقا لن أسمح لكِ بالتراجع لذلك سنستغل الوقت ونفاتح العائلة معا ، ولما لا نصطحب معنا بنات مراد وجههم وجه خير علي
نور(نظرت ليده مطولا وشبكت يدها فيها متغلبة على ترددها الخفي):- لا تدعني أندم على قراري
فؤاد(داعب كفها بكفه وابتسم بإشراق):- سأجعلكِ تندمين على الوقت الذي تركتنا فيه منفصلين
نور:- منافق
فؤاد:- وأهوى فيكِ الخبث يا راجيتي المختارة
نور(احمرت وجنتاها وتنحنحت):- ييووووه يكفينا من الكلام المخبول دعنا نرى البنات
فؤاد:- هههه آه يا جودة الحياة
نور:- أفندم ؟
فؤاد:- لا شيء لا شيء دعينا نزف الخبر للصغيرات …
حركت رأسها بدون فائدة في تصرفاته فعقل الرجل قد طار منه وحلق في السماء ، بصراحة حقه ولو حقه المسكين جف حلقه حتى حصل على موافقتها التي خلقت جو الأفراح في البيت ، فما إن سمعت الفتيات بذلك حتى بدأن الرقص والطبل الذي جاء من يد هند والتي أخذت تزغرد حتى قلبت المكان من فرحتها ، ولم تشعر إلا وهي تعانق همام الذي أبعدها مصدوما وهي الأخرى احمرت خجلا وهربت للمطبخ …
دينا:- واووو مامي إنه أفضل قرار اتخذته أنا سعيدة جدااااااااا
نور(استقبلت عناق دينا):- جميل أنكِ موافقة ، لكن علينا استشارة العائلة …
دينا(بتخمين):- ومن يسعه الرفض ، كلهم يحبون عمو فؤاد
فؤاد(بسط يديه لها):- تعالي لحضن عمكِ فؤاااد يا سكرتي أنتِ …
لمى(كتفت يديها وهي تنظر إليهما وطأطأت رأسها):- أريد بابا مراد
فؤاد(اختفت بسمته هو ونور والباقيين):- امممم كأن هنالك قطة صغيرة تشعر بالغيرة ؟
نور:- استلم يا روحي
فؤاد(قبل وجنة دينا التي استقامت لتجلس جواره):- آه أشعر بمشاعر جميلة جدا ، ترى لو أمسكت بتلك القطة ماذا يمكن أن أفعل بها ؟؟؟؟؟؟
جنان:- هههه لمى عمو فؤاد يناديكِ
لمى(هزت كتفها برفض):- أريد بابا مرااااد
فؤاد(نهض بابتسامته العريضة وانحنى القرفصاء أمامها):- وماذا عن عمو فؤاد ؟
لمى(بتذمر):- أنت لست بابا
فؤاد:- ولكنني بنفس مقامه ألم تكوني تنادينني بابا فؤاد يا بنت ؟
لمى(نظرت لدينا وعقدت حاجبيها):- أنت تملك دينا
فؤاد(تسمر لحظتها من جملة لمى التي أربكتهم):- أ….
نور(عقدت حاجبيها):- ….ماذااا ؟
فؤاد(تصلب على جلسته وهو غير قادر على استيعاب أي حرف منها):- …لارد
لمى(لامست يده ونظرت إليه مليا لترتفع وترتمي بحضنه وتهمس):- أنا أعرف …
نور(رن هاتفها):- أرأيت يا فؤاد ما فعلته ببنات مراد لا أكيد سنجده يتذمر قائلا ما بين حبي وحبك تحبك أنت …
فؤاد(امتن من أن نور لم تدقق لذلك نهض وجلس محلها):- يا إلهي …
دينا(نظرت لحالته تلك واستغربت لكن جلوس جنان جوارها جعلها تنسى):- ههه أجل علينا تجهيز أنفسنا لحفل الخطوبة وسندعو صهيبا أيضا …
جنان:- ههه المسكين لو لم يحضر والديه لأخذه قبل قليل لسمع مثلنا هذا الخبر
دينا:- إذن لنجعله يسمعه عبر طريقتنا الخاصة ، هه لنتصل
لمى:- وأنا أتصل وأنا أتصل لمممم …
نور:- حقا …آه طيب جميل أسعدتني بهذا الأمر خصوصا وأنه ليس لديك أي مشكلة ، أصلا كنا ننوي الذهاب إلى هناك فعائلتي قد أحببن الصغيرات وأردن توديعهن
مراد:- أ… جميل إذن سوف أتوجه للمشفى الآن وأقوم بإحضار نرجس وجنى ، وبعدما أطمئن عليهما مع هند سوف آتي لبيتكم مباشرة
نور:- اممم يعني ستذهب هند ، أوك تمام نبقى على تواصل لننسق فيما بيننا ..
مراد:- أشكركِ على هذا التعامل اللطيف ست نور ، الله يسعد قلبك
نور(فصلت الخط ونظرت لهند التي رن هاتفها فارتبكت وملامح وجهها المتذمرة تنم عن امتعاضها):- هند …
هند(وضعت الهاتف بجيبها):- اتصل السيد مراد ..علي الذهاب فورا لبيته
نور(اقتربت منها وفاجأتها باحتضانها لها):- كنتِ صديقة جيدة أكيد سنلتقي لاحقا
هند(انفجرت ببكاء):- اهءءءءءئئئ وأنا تعودت عليكِ وعلى عصبيتكِ أيضا اهئئئئئ
همام(دخل ليحضر كوب ماء وفهم الموضوع):- هممم
هند(رمقته ببؤس):- سأشتاااااق لكم يا ست نوووور
نور(طبطبت على ظهرها):- تمام يا بنت ونحن سنشتاق لك ، إنما أخبرتكِ سوف نلتقي في لاحق الأيام فلا تعبسي هكذا
هند(عينها على همام):- أتمنى
نور(لاحظت نظرتها فابتعدت مبتسمة):- سأخبر فؤاد …
هند(بتوتر أزالت مريلتها):- ماشي …
همام(حك جبينه وهو يتأهب للخروج من المطبخ):- …سمعت بالصدفة أنكِ ستذهبين
هند(اقتربت منه):- صحيح ما سمعته
همام(أبعد عينيه عنها):- موفقة إذن
هند(شعرت بالغضب):- يلا سترتاح مني ولن يزعجك أحدهم مستقبلا بهذا المطبخ
همام:- والله أجمل شيء سيحدث
هند(زورته بحنق):- انتظر فقط …
همام(وضع الكوب بقوة وتأهب للمغادرة):- سأوصلكِ حتى
هند:- هذا أقل واجب يمكنك القيام به ، وأنا سأنزل بعض برهة انتظرني
همام:- تمام
هند(صرخت بنبرة مرتفعة):- تمااااااام
همام(هز كتفه وخرج لتجنب تلك الشرارة الغريبة بينهما):- حمقاء
هند(أمسكت على صدرها وهي تلعن):- غبي …
فؤاد(كان يهز رأسه بقلة فائدة):- هذا النطح سيموت أعزبا على هذا الشكل
نور:- ههه ولا الأخت كله ولا عنفوانها
فؤاد:- تطبعت منكِ يعني ذنبها يقع على عاتقك
نور:- لااااااااا يا ولما لا نقول العكس ..
فؤاد:- شوفي لن نتخاصم في يوم حلو كهذاااا ، فحتى لو جرجرتِني خلفكِ ولففتِ الكون ستجدينني بجواركِ متذمرا
نور:- يعني مستحيل أن تقوم بعمل خيري يا حضرة
فؤاد:- نوووور
نور(انتفضت من لمسة يده على وجنتها):- شوف معنا صغيرات بلا قلة أدبك
فؤاد(سحب يده):- البنات يجهزن أنفسهن فلا تنغلقي من أولها
نور(وضعت يدها على سترها بغية فتحها وهميا):- ما رأيك لو نفتحها على البحري حبيبي فؤاااااد ؟؟؟؟؟؟؟؟
فؤاد(برقت عيناه بمتعة):- قولي والله ؟؟؟؟
نور(ضربته بوسادة صغيرة واستقامت):- جهز نفسك أيضا ، أبو البنات سيلتقي بنا في بيت عائلتي اتفقنا على ذلك
فؤاد:- يااااااااا سلام وبالمرة أفاتحهم بموضوعنا جميل ؟ هئئ يا إلهي عيب أن أدخل بيدي الطويلتين فارغتين علي إحضار علبة شوكولاطة وباقة ورد أجل ، ياااااااا همااااااام ولد …؟؟
نور(غالبها الضحك من حالته):- الله يستر …
كان سعيدا جدا جدا بخبر موافقتها فهذا يعني نيله لفرحته المنتظرة منذ سنوات ، حتى هي كانت تشعر بالغبطة في صميمها شيء ما ألقته بعيدا عن كاهلها الذي أثقلته بلا طائل ، لذلك كانت ابتسامتها مشرقة ولم يسعها مقاومتها ففي جميع الحالات قد قامت بالصواب ، …وما أكد لها ذلك هو دخول دينا عليها ومعانقتها لها وشكرها بجملة بسيطة عنت لها الكثير "دعينا نصافح السعادة ماما"، عيونها وصوتها كل ملامحها كانت تمتن لهذه الموافقة التي ستدخل على قلبهم الفرح والسرور ، وبهذه الجملة العفوية تعنون سطر حياتهم المقبلة … فعلى خيرة الله يارب

في القصر القديم
وصوله إلى هناك أسفر عن أهازيج غجرية رجت الأكوان ، لقد مضى وقت معين على رؤيتهم له ولهذا كان استقباله خارجا عن المألوف وعلى غير العادة ، وأولهم صديقه الذي بات لا يراه إلا وقت الحوزة والمشااااكل …
طلال(عانقه):- صديقي
حكيم:- آه على صديقك يا طلال ، اشتقت لك كيف الخالة ؟
طلال:- لا تسأل متذمرة طوال الوقت لأنني بعثتها لعند أخواتي ، والله ما فيني قدرة على رعايتها في الحي وبين عملنا أنت تعرف
حكيم:- لتسامحنا الخالة أم طلال وليعدها لنا سالمة ، هل جهزت الأوراق ؟
طلال:- قبل قليل كله كان في السليم
حكيم:- والمحامي ؟
طلال:- في الحديقة الخلفية بالانتظار
حكيم:- تمام سأكلمها وبعدها نتصرف ، خبرني ما الأوضاع ؟
طلال(يسير جواره صوب الدخول):- قصدك الأوضاع العاطفية أم أحوال الجو ؟
حكيم:- ههه كله في بعضه ممكن ؟
طلال:- العاطفية لست أدري ، لكن شاهي تغيرت فعلا وصارت ألطف إنها تسمع الكلمة وتنفذ كل ما أطلبه منها ، أما عن نزاعها الأزلي مع فخرية فهذا لا داعي أن أبرهنه لك ستراه بأم عينك بعد لحظات
حكيم(دلف معه للقصر وهو يشم عطر حنينه):- وكيف لورينا ؟
طلال:- بحالها ، هي قليلة كلام وأنا أتجنبها كي لا تطالبني برؤيتك
حكيم:- هل فعلت كثيرا ؟
طلال:- كل مرة ، لكن مؤخرا استكانت وما عادت تطلب
حكيم(أغمض عينيه وفتحهما بابتسامة لفخرية التي كانت تهرول صوبه):- سألقي نظرة عليها بعد قليل … لأنني أرغب بأخذ وقت مستقطع مع فخريتي الجميلة
فخرية(رمته في حضنها):- ولدي ولدي اشتقت لك يا شقي
حكيم(اطمئن من دفء صدرها):- أماه ..
فخرية(قبلت رأسه وعانقته):- أمك اشتاقت ولكن يظهر لي أنك ما اشتقت لها
حكيم:- هههه أنظر يا طلال سرعان ما ستقلبها لمناحة
فخرية(ضربته لكتفه):- لن تفزعني بطولك الفارع هذا يا ولد
طلال:- أنا أهرب
حكيم(أمسك يد فخرية وجذبها خلفه ليستقرا على الكنبة):- كيف صحتكِ ؟
فخرية:- الصحة فخ كاذب لمن يثق بها ، لنقل الحمدلله
حكيم:- أنتِ لا تتناولين أدويتكِ كما يجب ، هل ظننتِ بأن أخباركِ لا تصلني حيثما كنت
فخرية(بحلقت عينيها بتهرب):- إنها حامضة المذاق لا أطيقها
حكيم(ربت على يدها):- ومع ذلك ستتناولينها لكي أرضى عنكِ وأطمئن تمام ؟
فخرية:- حاضر يا عزيزي ، أخبرني عنك ؟
حكيم:- الأخبار عندكِ
فخرية(حركت فكها يمنة ويسرة):- يعني … أنا رأيت شيئا هذا الصباح
حكيم:- وأتوقع أنكِ لم تحبيه
فخرية:- أنت تعلم بأنني معك في أي قرار تتخذه ، لكن …فكر مليا وأعد التخمين مرات كثيرة
حكيم:- طالما رأيتِ الأمر لما تحثينني على التفكير مجددا ، خلاص هي حياة وسنعيشها كيفما كانت والتضحية واجبة وهذا واجبي
فخرية:- متى ينتهي حكم عذابك ؟
حكيم(تنهد بمرارة واتكأ برأسه على كتفها وناظر السقف):- لا أدري ، لكن طالما هنالك بؤس فهنالك فرح بجواره ، ابنتي معي وحبيبتي بجواري وعائلتي ستكون بخير ، يعني …
فخرية:- ههه على من تضحك علي أم على نفسك ؟
حكيم(أغلق عينيه طويلا):- على أفكاري
فخرية:- لن تخرج سليما منها أنت تعلم ذلك
حكيم:- علينا تحمل العواقب كيفما كانت تكون ، وأنا جاهز لدفع الثمن الذي تقرره الأقدار
فخرية:- حتى لو أجبرتك على التخلي عن أحبتك ؟
حكيم(فتح عينيه وعدل جلسته):- بمعنى ؟
فخرية(بغمغمة دموع):- سفرك هذاااا .. ليس سفر خير عليك كن على يقين من ذلك حكيم
حكيم(انتفض بنرفزة):- صدقيني لأول مرة لست متحمسا لسماع رؤاكِ فخرية ، دعيني أتفقد لورينا وأغادر
فخرية(حركت فكها بغبن):- إنها تنتظر وقوعك بالمصيدة التي نصبتها لك
حكيم(تحرك مزمجرا):- إذن دعينا ندخل للمصيدة ربما وقتها يصبح لمعاناتي معنى …
فخرية(بقلة حيلة نظرت للأرض):- يا حرقة قلبي عليك يا بني …
حكيم(حرك قميصه من عنقه بغية دخول الهواء):- ما هذاااا الاختناااااااق هففف …
شاهيناز(بجوار الرواق الجانبي):- حكيمووو
حكيم(توقف ونظر إليها وهي بذلك الفستان المميع):- شاهي ..
شاهيناز(اقتربت منه بلوعة):- افتقدنا دخلتك البهية يا ابن الراجية
حكيم(رفع حاجبه بها):- ومنذ متى تناديني هكذا ؟
شاهيناز(وقفت قبالته بخطوة فاصلة بينهما):- منذ اللحظة ، ألست كذلك ؟
حكيم(نظر لإصبعها الذي كان يخطط على صدره):- حبيبكِ خارجا فلا تخطئي التقدير
شاهيناز(أمسكت قميصه بقوة وجذبت رأسه لها):- رفضك يجعل النساء تنجذب إليك ، لما ترفضهن بينما يمكنك أن تنعم بكل ما تشتهيه عينك مقابل امرأة لا تهتم لأمرك ؟
حكيم(أمسك كفها بقوة وألقاه بعيدا عنه):- تلك المرأة هي عيني ونبضي وروحي ، ولن تأتي أي واحدة فيكن محلها لذلك يفضل أن تتخذي جانبكِ بشكل صحيح كي لا تقعي في المحظور ، وصدقيني ستجدين نفسكِ الخاسرة بدون أي حول أو قوة
شاهيناز(ابتسمت):- أعلم هذا جيدا ، لكن قلت لأجس نبضك يا سليم
حكيم(توقف وأعاد الخطوة ليقف قبالتها بصدمة):- ماذا قلتِ ؟
شاهيناز(رمشت وهي تستعيد نفسها):- أخطأت في اللفظ عفوا
حكيم:- ما شأنكِ بعمي ؟
شاهيناز(أغمضت عينيها وتهربت منه):- ههه وما شأني يعني مجرد سهو يا حكيم عن إذنك
حكيم(هز رأسه بدون صبر):- وأنا الذي يقول أنني اشتقت لهذا القصر ، ترى لأي شيء اشتقت أنا ،، الصبر يا ربي الصبر …
شاهيناز:- سلسبيل ما هذا الذي فعلته ، كيف تذكرين اسم سليم أمامه ما الذي دهااااكِ ، اففف لوهلة نسيت إدراكي جيد أنه لم يدقق …
فخرية(كانت تقف بآخر الرواق فأفزعتها بجمودها):- خيرا شقيقتي ؟
شاهيناز(انتفضت بفزع):- لما تلبسين الأسود دائما أنتِ تفزعين الموتى بشكلكِ المريب هذا
فخرية:- أقله أفزعهم لأجل خيرهم ،لكن ماذا عنكِ ؟
شاهيناز:- لن أتجادل معكِ فخرية لدي ما هو أهم منكِ الآن ، انصرفي من وجهي
فخرية(تنهدت وهي تهز رأسها وتنظر للرواق):- افعلي ما تشائينه أختي فلا شيء يمر على رأسي ولا يستقر …ههه
تركتها تهرب وعادت أدراجها ، أما عن حكيم فقد كان يفتح باب القبو عليها ليجدها واقفة أمام المرآة بهندام لطيف وشكل محبب للنظر ، واضح أنها بذلت مجهودا وهذا ما لاحظه وجعله يزفر عميقا فهي مهما فعلت لن تصل لما تتمناه ولو حلما …
لورينا(بلهفة ورجفة عشق):- حكييييم …
حكيم(ابتلع ريقه وجلس مباشرة على الكرسي وأشار لها كي تجلس على السرير مقابله):- علينا أن نتحدث
لورينا(جمعت قبضة يدها التي كانت تمدها لتصافحه وابتلعت تجريحه بضحكة مريرة):- حسنا … أ.. لكن ما أخبارك وكيف هي ميسون ؟
حكيم:- أريد مفاتحتكِ بموضوع يخصها وهذا أساس مجيئي إلى هنا …
لورينا(جلست وهي تعدل فستانها وتنظر لركبتيها العاريتين بشرود):- حسنا ..طالما تود الدخول مباشرة في الموضوع إذن لا أضيع وقتك ، تفضل
حكيم(فرك يديه وشبكهما بإرهاق):- الوضع كالتالي أريدكِ أن تتنازلي عن وصايتها لوري
لورينا(رفعت حاجبها مصدومة من طلبه فاغرورقت عيناها بالدموع وانفجرت ضحكا):- هههههه ماذا تطلب ؟؟؟؟
حكيم:- أطلب تنازلكِ على الوصاية ، هي أصلا ليست ابنتكِ ومن حقي القيام بهذا
لورينا(انتفضت بقهر):- حتى وإن لم تكن ابنتي ، تلك الطفلة عاشت معي سبع سنوات كاملة
حكيم(نهض ليجابهها):- شوفي لن ندخل في تلك السبع سنوات التي حرمتني فيها من طفلتي ، أنا مهما فعلت فلم أحاسبكِ حتى اللحظة عما اقترفته ، لذلك يا لورين عليكِ أن تستوعبي كلامي جيدا لأنني لن أعيده سوف تتنازلين عن وصايتها لأمها الحقيقية وهذا شرطي
لورينا(صغرت عينيها الدامعة واتكأت على الجدار):- مجددا ميرنااااا ..ههه كان علي أن أعرف ذلك …
حكيم(حول عينيه ونفخ بعنف):- الغاية من ذلك لا تهمكِ ، ما أريده هو إحقاق بعض الحق وميرنا تستحقه حتى وإن لم تعرف أنها ستأخذ وصاية ابنتها الحقيقية
لورينا(نظرت إليه):- وهل وافقتك بهذه السهولة ؟
حكيم:- وافقتني طبعا ، وبانتظار موافقتكِ أنتِ الأخرى
لورينا(بعد صمت):- يمكنني الموافقة لقاء شرط أيضا
حكيم(نظر إليها بازدراء):- توقعت أن تتشبثي بها أكثر من هذا لكن ، ما المنتظر من ابنة أمها اللعوب ، أوجزي وقولي ما تريدينه
لورينا:- لقاء تنازلي ستخرجني من هذا القبو وستجعلني أعيش حياة كريمة
حكيم(حك رقبته بسخرية وهو يضحك):- هههه هل تسمع أذنكِ ما تنطقين به ؟
لورينا(كتفت يديها وهي تتماسك بقربه المهلك):- هذا شرطي ، ورغم أن معلوماتي ضئيلة بخصوص الوصاية إلا أنه بدون توقيعي فأنت عااااااجز
حكيم(مسح على لحيته وهو ينظر إليها):- تريدين المقابل هاااااه
لورينا:- أجل وهذا حقي ، أريد أن أصبح حرة وأن أعمل وستنشأ لي دار أزياء مصغرة كبداية لي وهذا أيضا حقي وتعويضي البسيط عن رعايتي لها طوال تلك السنوات
حكيم:- وإن رفضت ؟
لورينا:- بسيطة سوف أجعل ميرنا توقع على ورقة طلب الحضانة بشكل مباشر
حكيم(احمرت عيناه بالغضب):- هل تهددينني بإخبارها الحقيقة يا لوريييييييييينا ؟
لورينا(تألمت من قبضة يده التي انغرست في عظامها):- أي يدي أنت تؤلمني
حكيم(لم يفلتها بل دفعها على الجدار وهو ممسك بعنقها):- لورررررررري ألا يخطر في بالك هذا السؤال يعني ، لما ما زلت أدعكِ على قيد الحياة في حين أنكِ لم تقدمي لي سوى المواااااجع والآفااااات ؟؟
لورينا(سعلت وهي تحاول فك قبضته من عنقها):- وماذا عنهاااااا ما الذي أهدتك ّإياااااه حتى تهب إليها عمرك وتحرق الآخرييييييييييييين ؟
حكيم(ترك عنقها ليثبت كتفيها على الجدار بعصبية):- من تكونين حتى تحاسبينني ، أنتِ لا شيء مجرد تابع لأمكِ التي تلعب بكِ لأجل مآربها الخااااااااااصة وأنتِ تطيعينها بدون اعتراض ، وكأنها تنومكِ مغناطيسيا استيقظي يا غبييييييييييية ويكفيكِ هرااااااااااء
لورينا(انفجرت ببكاء):- اهئئئئ أنت ظااااالم جدا ، إن كنت تحسبني سيئة مثل أمي فدعني أخبرك أنك أيضا شخص سيء تعاملك مع امرأة هكذا مسيء ومهيييييييين ومناف للرجولة
حكيم(صفعها بقوة حتى سقطت على الأرض):- اخرسسسسسسسسسي
لورينا(أمسكت على وجهها وهي تنظر إليه بغبن):- هل سبق وصفعت ميرنا ؟
حكيم(أغمض عينيه بندم وجلس بفشل على طرف السرير):- لما تجبرينني على أذيتكِ ، لما تضعين نفسكِ بمواقف مهينة يا لورينا ، أنتِ أبدا مطلقا لن ترقي لمقام مهم في حياتي ، ستبقين شخصا عابرا ريثما تنتهي هذه المشاكل ستغربين عن محيطي وتجدي لنفسكِ شخصا يحبكِ ويقدركِ كما تستحقييييييييين
لورينا(بسخرية):- شخصا يحبني ويقدرني كما أستحق ، هل تهذي هه …أنا لا أريد رجلا غيرك ولن أحب غيرك تقبل ذلك
حكيم(أغمض عينيه):- بتصرفاتكِ هذه كيف سأثق فيكِ وأحرركِ من هذا السجن ؟
لورينا:- أنت مجبر على ذلك ، أنت مجبر على تعوييييييضي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 04-02-18, 02:29 AM   #799

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

حكيم(مسح على فكه بخيبة):- لما أشعر بالخيبة الآن فماذا توقعت من وضيعة مثلكِ
لورينا(ابتأست من جملته وعدلت وقفتها وهي تتنفس بعمق):- تريد الوصاية ، حررني ونفذ لي مطالبي ولا تقلق لن أجعلك تشعر بوجودي حتى ، سكني هنا إجباري حتى تضمن تعقلي وتجنب نفسك مشاكلي
حكيم(نظر جانبيا وهو يشعر بثقل الذنب تجاهها):- يا ليتكِ ما ظهرتِ بهذا التوقيت يا لورين ، يا ليتكِ أعطيتني ابنتي لحظة ولادتها يا ليتكِ تكلمتِ ولكنكِ ظلمتني مثلما ظلمتها وظلمتِ ميرنا في القصة كلها … أصبحت كاذبا محترفا بسببكم أصبحت أعاني من تأنيب الضمير وأنا أرى الأم والابنة محرومتين من بعضهما في الوقت الذي يجب أن تكونا بحضن بعضهما ، أصبحت أشعر بأنني إنسان سيء ، لذلك تباهي وضاعفي التباهي أنا ما خلقت إلا لأن أسيء للبشر أجمعين
لورينا:- لا تنتظر أن أشعر بالشفقة عليك ، أنت مدين لي يا حكيم وما ستنجزه لأجلي حق على رقبتك ودين عليك دفعه
حكيم:- وأنا رجل يدفع ديونه كلها
لورينا(بعدم تصديق):- يعني يعني هل أنت موافق على شروطي ؟
حكيم(نفض قميصه ونظر لساعته):- سأوافق على شروطكِ وفق شروطي أنا وقوانيني أنا ، لا تحسبي أن تحريركِ سيكون على هواكِ ، أنتِ لن تفلتي من حراسة رجالي ولا برهة لأنني لا أثق بكِ فاعذريني لصراحتي
لورينا(ابتسمت بفرح):- يااااه سأعود لإنسانيتي التي اقتربت من التلاشي بسبب هذا السجن
حكيم:- ستحصلين على ما تريدينه لو أحسنتِ التصرف ولكن …هذا لن يحدث إلا بعد عودتي من السفر
لورينا(اختفت بسمتها):- ماذا ماذا ، هل علي أن أنتظر مرة أخرى ، لا لا أنا أرغب بالخروج اليوم وإلا لن أوقع على أي شيء
حكيم:- لوري لا تغيظيني ، قلت بأنكِ لن تأخذي مرادكِ إلا بعد عودتي تمام ؟
لورينا:- إذن لن أوقع همممم
حكيم(مسح على جبينه وهو يقترب منها):- لوري لوري لووووووووري
لورينا(ذابت في سحر صوته):- لوري طوع أمرك لو تفتح عينيك فحسب
حكيم(هز رأسه):- تمام تمام … سأعطيك نصف حريتكِ ويمكنكِ التجول بالقصر على سجيتك ، كما يمكنكِ اختيار أجمل غرفة تريدينها وانتقلي إليها جميل هكذا ؟
لورينا(حركت فكها):- حسن.. هذا يناسبني كبداية
حكيم:- أود سؤالكِ سؤالا واحدا قبل أن نخرج من ذلك الباب لننفذ الأمر
لورينا(بميعة):- اسأل
حكيم(رفع بصره من على الأرض وناظرها بجدية):- هل سبق واحتضنتِ ميسون كابنة لكِ من قبل ؟
لورينا(فتحت ثغرها بدهشة وارتبكت لحظتها من سؤاله المباغت):- أ…يعني ..
حكيم(تابع بوجع):- هل سبق ومسحتِ على شعرها أو غنيتِ لها ؟
لورينا(نظرت حولها بتلعثم فهي لم تفعل أيا من ذاك إطلاقا):- لقد …
حكيم(قاطعها بحدة):- هل سبق وأصغيتِ لكلامها أو قرأتِ شيئا من كتاباتها ؟
لورينا(امتقع وجهها بالحمرة):- …لارد
حكيم(بغبن هدر فيها):- هل سبق ومشطتِ شعرها حممتها أطعمتها استمعتِ لأحلامها شاركتها أفكارها داعبتها لعبتِ معها عاااااااااانقتهاااااا ؟؟؟؟
لورينا(بدمووووع فجائية انفجرت بردها ذاك):- اهئئئئ لم يحصصصصصصل لم يحصصصصصصصل
حكيم(تنهد بابتسامة انتصار):- توقعت ذلك ، لهذا لن أشعر بأي تأنيب ضمير وأنا آخذ الوصاية منكِ وأسلمها لمن فعلت كل هذا في وقت وجيز حتى دون أن تعرف أنها تقوم بذلك لأجل ابنتها أساسا ..
تركها مسمرة محلها فقد كان لئيما جدا معها ، لئيما لحد انكسار روحها الضعيفة ، ففي زمن ما كانت تحلم أيضا بأن تصبح أما ولكن أمها ماذا فعلت بها ، بعثت لها شبابا ليغتصبوها وبعدها استأصلت رحمها لتضمن عدم امتداد سلالتهم ومن أجل ماذا ، كي تنعم هي بالخلود المشع بأفيون الشباب ،، يا للهراااااء …قالتها وهي تمسح دموعها لتلحق به وتنال حريتها كما زعمت رفقة خالتها التي ستحرك كفة ميزانها بدئا من اللحظة ، فحين رأتها تهرول خلفه ابتسمت بإشراق فالخطة تسير بشكل جيد وما عليهم الآن سوى الانتظااااار …
حكيم(جلس سريعا بجوار المحامي):- لنبدأ الإجراءات
المحامي:- لقد جهزت الأوراق سيد حكيم ، هل لديك بطاقة شخصية للسيدة التي تنوي نقل الوصاية لها ؟
حكيم(أخرجها من جيبه):- طبعا …
لورينا(ضحكت بسخرية):- ههه واثقة من أنك أخذتها ببسمة وفرح
حكيم:- ليس مثلكِ أخذتها وأنا أشعر بالاشمئزازززز
طلال(لاحظ انتباه المحامي لهما):- أ…أحم لنبدأ الإجراءات حضرة المحامي ، هذه بطاقة الأم
المحامي:- تعلمين يا سيدتي أنكِ بعض التوقيع لن تتمكني من التدخل في حياة ابنتكِ ولن..
حكيم(بانفعال):- هي تعرف كل ذلك لنختصر لو سمحت فوقتي ضيق
المحامي(تنفس بعمق):- بعد توقيعكِ سيدتي ….
حكيم(قاطعه منفعلا وهو ينظر لطلال):- طلالالالالالال كأن السيد المحامي لا يستوعبني ؟
طلال(عضعض شفتيه له):- ولو يا سيد محامي اختصر لنا وبلا أعصاب
المحامي:- ولكنني أؤدي دوري وعلي أن أخبر السيدة بما لها وما عليها
حكيم:- السيدة ليست زوجتي تمام ، والوصاية ستأخذها طليقتي ولهذا أنجز عملك طالما تملك كل الأوراق اللازمة
المحامي(ما استوعب):- أفندم زوجة وطليقة ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(ضرب كفا بآخر):- الصبر يا ربي الصبر …
المحامي(زفر بقنوط ووضع الملف بيد لورينا):- ما علينا لنتجاوز ذلك ، سيدة لورينا هل توافقين على التنازل عن وصاية ابنتكِ ميسون الراجي للسيدة ميرنا الراجي دون ندم ؟
لورينا(تنهدت برتابة):- أوافق أوافق فقط دلني على مكان التوقيع
المحامي(تفاجأ بموافقتها المرحبة جدا):- بعمري ما مر علي هذا لكن …وقعي في الاستمارة هنا لطفا
حكيم(صغر عينيه فيه بمعنى لا تتدخل فيما لا يعنيك):- بدون فلسفة حضرة أفوكاتو متى يمكنك إنجاز بقية الأوراق ؟
المحامي:- عندما تحضر شهادة ولادة الطفلة من روما وبقية أوراق تأمينها الشخصي أيضا وقتها سوف نبدأ بإجراءات نقل الوصاية
حكيم:- أينفع الأمر لو أرسلتهم على الفاكس ؟
المحامي:- ليست مشكلة لكن سوف نفتح قضية بالمحكمة فهذه الأمور لا تسري بهذه البساطة
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- طلال إنه يقول محكمة ؟
طلال(يحاول تهدئته):- إن لزم الأمر لما لا يا حكيم
حكيم:- هل أدخل ابنتي للمحكمة لا تجن أنت الآخر
المحامي:- لو لففت العالم كله فستجد أن نقل الوصاية يتم عبر المحكمة وبتواجد كل من الأشخاص المعنية بالأمر ، بمن فيهم ابنتك والوصية المقترحة والأم وحضرتك طبعا مع بعض الشهود وهؤلاء سيكونون شكليين فحسب طالما أنت من يرفع الدعوى
حكيم(تنهد عميقا بكره):- لأجل الصواب سنتحمل ، تمام أنجز ما باستطاعتك سيبقى طلال على تواصل معك وسأبعث كل ما تحتاج إليه للإسراع بالدعوى حضرة المحامي
المحامي(أغلق الملف بعد توقيع لورينا وحكيم):- إن شاء الله خيرا ..عن إذنكم
حكيم:- رافق المحامي يا طلال
طلال:- من هنا يا سيد …
لورينا(نظرت للسماء بانتعاش وبسطت يديها):- اشتقت للحرية
حكيم(استقام بتقزز):- والتي دفعتِ ثمنها بخسا جدااا يا ست لوري ..
لورينا(هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تتمطى بأريحية):- حريتي أثمن بالنسبة لي اليوم
سلسبيل(فور ذهابه طبت لتجلس قبالتها):- بنت والله برافو عليكِ قد أنجزتِ الأمر بشكل جيد
لورينا:- لم يحررني بعد فقط أخرجني من القبو وسأستقر بشكل طبيعي رفقتكم
سلسبيل:- وما هذه إلا البداية ما صدقنااا يا بنت
لورينا:- ههه بالفعل إنها خطوة جيدة ..
سلسبيل:- لكن ماذا حصل محامي ما محامي علام وقعتما ؟
لورينا:- تنازلت له عن ميسون فهو ينوي إعطاء الوصاية لميرنا
سلسبيل(بانبهار):- امممم خطوة ذكية كي لا تتحكم بها أمكِ الداهية ، والله استحق تصفيقاتي هذا الحكيم
لورينا(بامتعاض):- ولو يا خالتي لا تدعي ذلك ينسيكِ واجبكِ تجاهي
سلسبيل:- إن أصغيتِ لكلامي ونفذته بحذافيره سوف أوفي بوعدي لكِ ، وسوف أجعلكِ تملكين كل ما تريدينه في صميمك
لورينا(بدموع نظرت خلفها إليه وهو يحادث طلال):- حتى حكيم ؟
سلسبيل:- حتى حكيم
لورينا(بشغف):- كيف … يعني لقد طرأ شيء ببالي بعد حديثنا تلك الليلة ، بما أنكِ فعلتِ لعنة تجعل الحياة مريرة بين العائلتين ، يعني لما لا تفعلين لعنة تجعله يحبني أو ما شابه ذلك
سلسبيل:- الموضوع صعب ، وقتها كان قلبي مفطورا بسبب فعلة سليم وهجره لي ، أردت الانتقام فقمت بالاستعانة بشياطين أفكاري التي فعلتها لأجلي هداية الساحرة ، ولهذا فذلك الغضب الجامح وتلك الثورة وحالتي الغير متزنة والأفكار الشيطانية التي استوطنت ذراتي لما فعَّلت سحري كلها تواطأت لتسمح للعنة بأن تتحقق …
لورينا:- إذن ..لو أصبحتِ مثلكم هل يمكنني أن أقوم بالمثل ؟
سلسبيل(صغرت عينيها فيها):- لا يمكنني أن أجزم لكِ ، ولكن سنجرب فماذا سنخسر
لورينا(شعرت بالقوة تسري بعقلها):- أشعر بالحماسة …
فخرية(قاطعتهما):- منذ متى وأنتما صحبة ؟
سلسبيل:- ها قد جاءت محرمة اللحظات الجميلة ، يا ستي أنا أتعرف على ابنة أختي هل لديكِ مانع يا ترى ؟
فخرية(نظرت مليا للورين):- لا تصغي إلى شياطينها إنها ملعونة وستسمم أفكاركِ بالسوء
سلسبيل(غمزت لورينا):- آآن ما هذا الآن يا شقيقتي لما تجعلين ابنة أختنا تتخذ منا موقفا ،، ستخيفينها حتى الله الله
فخرية:- هل تعرفين الله أصلا حتى تنطقي باسمه الجليل ، اخرسي ولا تدعي غضبي ينزل عليكِ فلا تحسبينني ضعيفة أمامكِ يا لعينة
سلسبيل(استقامت وهي تعدل فستانها):- أشك بأنني لا أملك وقتا لترهاتك ، عزيزتي لورين أهلا بكِ في عشيرة الساحراااااات ههههاهاهاااا …
لورينا(استقامت بدورها وهي تتأمل جملتها بإعجاب):- معكما الجو ممتع ، صدقا كدت أفوت على نفسي متعة رهيبة
فخرية(ضربت كفا بآخر):- آآآآآآآآآآآآح عليكم اللعنة الواحدة تلو الأخرى … يا الله هبني القوة لمواجهتهم أرجوك يا رب …/ امم عزيزي حكيم ما يزال هنا وشكله موجوع لكنه يكتم ويكتم مثل العاااااادة ربي يهون عليك كل صعب يا ولدي
حكيم(والهاتف بأذنه):- عفواااااا ماذا قلتِ ؟
ناهد:- قلت أنك أكثر شخص أحمق ولا مبالي عرفته بحياتي ، كيف استطعت بل كيف تمكنت أنا بالرغم من تعبي وإرهاقي وجرح ذراعي إلا أنني نهضت لأنفذ وعدي الذي وعدتك به ، لكن أين حضرتك تركتني أواجه قدري ببلاهة
حكيم(أغمض عينيه وفتحهما):- نسيت تماما موضوع خيانتكِ آنسة ناهد هذا أولا ، وثانيا إن تلفظتِ بكلمة مشينة في حقي مستقبلا صدقيني سترين مني ما لا يعجبك هذا كان ثانيا ، أما ثالثا يا غالية فإياك ثم إياكِ وأن تنسي أنكِ قد خنتني وعليكِ دفع ضريبة هذا الفعل وستنفذين كل أوامري شئتِ أم أبيتِ ، أماااااا رابعا وهو الأهم في كل هذه الأساسياات وهو أنكِ وقعتِ عقدا مع شركتي ولا يسعكِ الاستقالة ما لم أوافق أنا على ذلك سو …. من أين تريدين البدء ؟
ناهد(أمسكت على رأسها بوجع):- أنت بلاء وحط على رأسي
حكيم(تنهد بتعب):- التزمي مكانكِ ريثما أحضر ،هل الملف بحوزتكِ ؟
ناهد(عوجت شفتها):- معي
حكيم:- لما افعلتِ تلك الحركة اللامبالية ، من منا كذلك الآن ؟
ناهد(شهقت وهي تعدل فمها):- وكيف عرفت ؟
حكيم:- يعني حدسي صحيح فأنا أقرأ حركاتِ الصبيات المراهقات أمثالكِ عن كثب
ناهد:- أولا أنا لست مراهقة ثانيا أنا راشدة كفاية حتى أتعامل معك ، وثالثا …
حكيم:- ثالثا ستفصلين الخط وتجلسين محلكِ لغاية وصولي وبعدها تسلمي الملف لذلك الشخص ووقتها ستتنحي جانبا إذ ستصبح الكرة في ملعبي
ناهد:- لأذكرك بقيت ساعة على الموعد معه فإن تأخرت سأتحرك وحدي
حكيم:- افعليها لو تجرأتِ لنرى
ناهد(استفزها حتى الأخير):- أنت …
حكيم(قاطعها):- آ ماذا قلنا ناااااهد ؟
ناهد(زمت شفتيها وهي تعد حتى العشرة):- اللهم صبرك
حكيم:- أنا على الطريق انتهى ..
ناهد(نظرت للهاتف الذي فصله بوجهها):- حتى لم يسألني عن جرح يدي ، حتى لم يطمئني أن كل شيء سيكون بخير ، إنه يأمرني طوال الوقت ويغضب إذا ما عصيت أوامره ما هذا الكيان بل ماذا يكووووون هذا الرجل ومن يحسب نفسه ….أي أي علي أنا السبب لو أن الغضب لم يعمي عيوني لكنت خلف ذلك المكتب الأجرب جالسة أعد الملفات ، لكن … ليست مشكلة كله يحل بالصبر
انطلق من فوره بعد أن ودع فخرية فقط وأوصى طلال بما يلزم عمله ، أما البقية فقد تجاهلهم ومضى في حال سبيله ليرى البلية المسماة بناهد ، لم يغفل عليه أن يتصل بداغر ليطمئن على الوضع بالقصر حيث ترك ميسونته وميرنته وحدهما وهذا الأخير أخبره أن كل شيء تحت السيطرة ، وبأن بديعة تقف على رأسهما كالقدر المستعجل بغية مراقبتهما وحمايتهما من كل سوووووء ،…أما هو فقد ضغط على البنزين وطار من هناك في اتجاه المقهى الذي ستلتقي فيه ناهد بالجاسوس الخائن … وبما أن القصر القديم بعيد عن المدينة وليس مثل القصر البحري قريب جدا منها فقد استغرقه ذلك مسافة لغاية ما وصل للمكان المعلوم ، وكان قد فاته بما يقارب 15 دقيقة فما الذي فعلته الآنسة مشكلات أثناااااء ذلك لنتابع …
حكيم(كان يبحث عنها في كل مكان من تحت نظاراته الشمسية):- اللعنة على من يقاول النساء ، اللعنة على من يضع رأسه بالحمقاوات ، اللعنة على رأسي الذي وثق بغبية مثلهااااااااا لو أمسكها بيدي هاتين الآن سوف أطحن لسانها مع بعض الأعشاب وأطعمه للأسماااااك المحرومة ، أقله نقوم بفعل خير لساكني البحر ….
أثناء سخطه وقف بمنتصف طاولات المقهى الخارجية وهو واضعا يده على جنبه وعيونه تبحث عن مصيبته ، وفي ظل كل ذلك السب والشتم كانت هي تقف خلفه تكتف يديها وتصغي له بتمعن لغاية ما انتهى ، وبعدها لكزته في كتفه بإصبعها حتى استدار إليها متشنجا من حركتها ويا ليته ما فعل …فبمجرد استدارته هبت ريح بوجهها حتى عصفت بشعرها الأسود وألقت به خلف ظهرها وجعلتها تشرد في نظرات عيونه التي أزال عنها النظارات الشمسية ، ممتنة هي لأنه فعل فبهذا ستناظر عيونه الغريبة دون حواااااجز ، قد فغرت فمها رغما عنها وضاع منها كل الكلام الذي كانت تجهزه لتلقيه بوجهه …أما هو فقد كان يتابع سخطه من حيث بدأه ولم يهمه سواء حضرت أم لا فهو سيقوله شاءت أم أبت وهي عليها الاستماع
حكيم(لوح بنظاراته بوجهها وهو يلعن أعصابه النافذة):- ياااااا خالتي هل تتابعين الحوار هنا أم أنكِ تفكرين بمصيبة جديدة أخت مشاااااااكل ؟
ناهد(تلعثمت وهي تسترد أنفاسها ورفعت سبابتها بوجهه):- لا تهن كرامتي يا أستاذ حكيم
حكيم(أنزل يدها حين رمق الملف بحقيبتها):- ألم يحضر ؟
ناهد(باغتها بسؤاله):- لا قد مرت ربع ساعة ولم يظهر له أثر
حكيم(أغمض عينيه بقلة صبر):- وما الذي يوقفكِ معي الآن ، فرضا جاء ورآكِ معي سيفهم أننا نجهز فخا له يعني ما كمية الذكاااااااء التي تتمتعين بها يا آنسة ؟
ناهد(حكت جبهتها بتفكير):- أتصدق معك حق
حكيم(نظر حوله للأوضاع وحرك رأسه):- ستجلسين في إحدى الطاولات دون حراك
ناهد(أمسكت يده بخوف):- أين تذهب ؟
حكيم(سحب يده وهو ينهرها كي تجلس):- سأجلس بالقرب فلا تفتعلي مشكلة الله يرضى عليكِ مش ناقص
ناهد(غالبها الضحك لكن رمقت جديته لما ارتدى نظاراته ودخل للمقهى ليجلس بمكان خفي عن الخارج):- هففف الآن قلبي اطمئن ليحضر ذلك الأحمق وأرتااااح من هذا العبء
جلست مقابله ولكن بعيدا عن مداره ، تراه ويراها ولكن لا يعرف أحد أنهما معا وخصوصا الغبي الذي سيحضر بعد قليل ، أخذت تنظر لساعتها بامتعاض وتذمر فعلى الربع ساعة صاروا في ساعة ، طلبت فيها قهوة وشاي وعصيرا ومثلجات ، أما هو فقد كان مكتفيا بقهوة مرة لعله يهضم بعضا من ذلك التوتر ، وبالنسبة لها فقد بدأ صبرها ينفذ وعندما يبدأ الصبر بالنفاذ يحل محله الضجر وإذا ما جاء الضجر يصبح للجنون كرسيا بتلك الطاولة …
ناهد(وهي تخاصم النادل):- حضرتك هل هذه فانيلا هل أنت متأكد أن هذه مثلجات بالفانيلا ، يعني تمام أنا غبية لهذه الدرجة حتى لا أعرف أن هذه ليست مثلجات بالفااااااانيلا ؟
النادل(بقنوط يمد الطلب):- أستغفر الله يا ربي على هكذا أشكاااااال ، احم عفوا أخطأت بالطلب سيدتي سوف أغيره و
ناهد(برقت عيناها بالشرر):- سييييييييدتي ، هل أظهر لك بضفيرتين رماديتين وعكاز معقوف وتجاعيد عنكبوتية حتى تناديني بسيدتي يا هذااااااااا ؟
النادل(بمكابرة):- صبرني يا رب …. متأسفين منكِ حضرتكِ فهذا أول يوم لنا في العمل ، رجاء لا تفتعلي مشكلة وأعدكِ أنني سأغير مثلجاتكِ فوراااا
ناهد(حركت فكها بغيظ):- هذا إن تحركت إذن ها ولا تعد بدون مثلجات الفراولة
النادل(رفع حاجبه ونظر إليها مصعوقا):- ألم تكن مثلجات بالفانيلا قبل لحظات ؟
ناهد(ضربت على الطاولة):- من طلب الفانيلا يا أخ ، قلت مثلجات بالفراولة فلا تجلطني
النادل(أبعد رأسه للخلف وهو يتمتم):- لما ابتليتني يا ربي بهذه المصيبة
ناهد:- ماذا تدمدم تحت أنفك ؟؟؟
النادل(وضع كوب المثلجات بصينيته):- ولا شيء أتذكر طلبكِ حتى لا أخطئ به مجددا
ناهد(رمقت اتصال حكيم على شاشتها):- اذهب الآن …/ نعم ؟
حكيم(وهو يحك بين حاجبيه):- لو تطاولتِ على النادل مجددا قسما عظما سأجعل تلك المثلجات تزين شعركِ يا ابتلاء البشرية
ناهد(صغرت عينيها بلؤم فيه):- لما تتدخل فيما لا يعنيك ؟
حكيم:- لأنكِ تفتعلين المشاكل ، انتبهي هنالك رجلان قادمان نحوكِ ،.. لا ترتبكي !
ناهد(برعب اهتزت):- أفزعتني أين هما ، ماذا علي أن أفعل ، حكيم لقد خفت أشعر بالتردد أريد الهرب ماذا لو كانا مسلحين ماذا لو اختطفاني اهئ أشعر بالندم الآن اهئئئئئ حكيييم
حكيم(زم شفتيه وفتحهما بغضب):- كنتِ فكري بهذا وأنتِ تلعبين دور أنجلينا جولي بالشركة ، الآن اهمدي وكوني قوية أنا معكِ تمام ؟
ناهد(اطمأنت لكلمته الأخيرة):- أظن أنه ما عاد هنالك حل ، تمام …
حكيم:- لا تفصلي الخط إن كان هذا سيشعركِ بالطمأنينة
ناهد(تنفست بأريحية):- حاضر …
الرجل(أطل عليها):- آنسة ناهد ؟
ناهد(برجفة وضعت الهاتف مقلوبا على الطاولة وبدون أن تفصل الخط معه):- نعم
الرجل(أشار للآخر بأن يبتعد وجلس أمامها):- أظن أنكِ انتظرتِ كثيرا ، متأسف كان علي تأمين الوضع وأيضا مراقبة ولائكِ حتى الأخير
ناهد(سعلت ثم نطقت):- ولائي … هه يعني حضرتك جعلتني أجلس تحت الشمس في انتظار نتيجة تقييمك التي لا تعنيني ؟
الرجل:- ولكنها تهم مديري لذلك الاحتياط واجب، هل الملف معكِ ؟
ناهد:- معي … أين المبلغ الذي اتفقنا عليه ؟
الرجل(وضع حقيبة متوسطة على الطاولة):- بالحقيبة
ناهد(نظرت للحقيبة مليا وصغرت عينيها):- أريد إلقاء نظرة
الرجل:- ليس قبل تسليم الملف
ناهد:- وما الذي يضمن لي أنك غير مخادع ، عفوا منك من يحتاط بتلك الطريقة وارد منه كل شيء
الرجل(ابتسم):- اممم امرأة المفاوضات بامتياز ، افتحي الحقيبة لتتأكدي
ناهد(حركت فكها وفتحت الحقيبة رفقة أعينها التي فتحت ذهولا من كمية ذلك المال الذي لم تراه يوما في حياتي):- وووووووواو أهذا مال حقيقي ههه ولا أفلام أبيض وأسود كخخخ ، احم ..احم أ…. جيد جيد إذن ..اهههه تفضل الملف يعني هكذا سلم واستلم
الرجل(مد يده):- أعطني إياه وانسي هذا الأمر وإلا ستجدي نفسكِ في المشاكل
ناهد(رفعت إبهامها بإشارة الدعم):- ولو … ولا كأنني عرفتك حتى
الرجل(أخذ الملف استقام):- انتهى عملنا
ناهد(نظرت حولها بارتباك ونظرت صوب محل حكيم لم تجده):- هئئ أين ذهب ، متى سيتدخل هذا ، يا إلهي إنه يأخذ الملف أين حكييييييييييم أين هووو ؟
نظرت للحقيبة واستقامت ممسكة بها بإحكام وهي تنظر للرجل وهو يذهب بالملف ، لم تجد ما تفعله ولا كيف تؤخره فهي لا تعرف أين اختفى حكيم في هذا الوقت العويص ، لذا أمسكت هاتفها ووجدت أنه ما يزال على الخط فاطمأنت لذلك ولكن ما إن همت بالتحدث حتى فصله بوجهها ، ولم تجد بدا سوى التحرك من هناك واللحاق بالرجل يعني فكرة ارتجالية من الأخت مشكلات لا حول الله يا ربي ههه
ناهد:- أ…. ماذا أفعل وكيف سأتصرف الآن ؟
النادل(اصطدم بها وكاد يسقط طلبها):- هئ أين تذهبين قد جهزت الطلب
ناهد(فتحت حقيبتها سريعا ووضعت المال بصينيته):- خذ هذا ولا تدعني أبتلي فيك أنت ومثلجاتك البليدة مثلك
النادل(عاد برأسه للخلف):- سامحكِ الله يا متعجرفة
ناهد(رمقت الرجل وهو يتحرك صوب السيارة وفزعت):- مش وقتك والله ، هئ يا ويلي إنه يهرب …
حولت عينيها بتفكير ونظرت للمثلجات فوضعت حقيبة المال وحقيبة يدها بيد النادل وأخذت منه الصينية ، ركضت بها صوب السيارة واعترضت طريقه ببلاهة لتؤخره عن الذهاب
ناهد:- أ… ههه فكرت بأنه يجب عليك أن تتناول بعض الحلويات ، فعيب أن يمضي اتفاقنا بدون حلاوة بيننا يا سيد …أ لم تخبرني عن اسمك ؟
الرجل(نظر حولها):- ما الذي تحاولين فعله ؟
ناهد(ابتلعت ريقها):- لا شيء أ…أقدم لك بعض المثلجات إنها طيبة المذاق وبنكهة الفراولة
الرجل(نظر لسائقه):- راقب المكان هنالك شيء يحدث
ناهد(فتحت عينيها حين رفع الرجل سترته ليبرز المسدس):- هههه أظنك فهمتني بشكل خاطئ ، يعني عيب أن تقابلني بالرصاص بينما أنا أحمل لأجلك المثلجات هههننننن
الرجل:- إنه فخ ….
ناهد(ابتسمت حين رأت حكيم خلفه وضربت وجهه بالصينية):- هو كذلك … هاتِ الملف
أمسكت الملف من يده وفرت هاربة تجاه النادل الذي كان مصعوقا من الأكشن الذي صدح بذلك المكان فجأة لما ارتفع صوت الرصاص في السماء من قبل رجل الجاسوس الذي فر هاربا بالسيارة وتركه وحده معرضا للكمات حكيم الذي سقط فيه ضربا دونما رحمة
ناهد(مختبئة خلف النادل وتشجع حكيم):- ضاعف اللكمة أجل يمينا هكذا قليلا للأعلى لنريه كيف يرفض مثلجاتي هممم
النادل:- سؤال من فضلك هل بعثكِ أحد لتحولي أول يوم عمل لي لجحيييييييم ؟
ناهد:- اخرس سوف تنال جزاء عظيما لينتهي بطلي من ضربه فحسب
النادل(بقلق):- هو لا يضربه لقد نهش لحمه كيف تبلين مع متوحش مثله ؟
ناهد(شردت في جملته وهي تعانق الحقيبة):- …صدقني لا أعرف ..إنه وسيم صح ؟
النادل(هز شفتيه بامتعاض):- أين الوسامة في هذا العنف ، ياه عليكن أنتن البنات كم تعشقن هذه القصص لهذا لا أطيل معكن في أيتها علاقة
ناهد(رفعت حاجبها فيه):-أرى أنك صاحبتني هنا ألا تخشى على عملك ؟
النادل:- أساسا أنا مطرود فلم تكوني الغلطة الأولى لي …هممم
ناهد:- متأسفة
النادل(برقت عيناه حين رأى السيارة قد عادت وخرج منها السائق وبيده مسدس):- صديقكِ في خطررررررر …
قبل أن تستوعب جملته خفق قلبها برعب على حكيم الذي كان يمسك الرجل بيده ويجره من ياقته ليجعله يستقيم ، وقتها انتبهت للسائق الذي خرج بالمسدس مصوبا إياه تجاه حكيم ولحسن الحظ أن النادل انتبه له فأمسك بإحدى الصواني ورفع ديكورا حديديا كروي الشكل، يضعونه بكل طاولة من طاولاتهم وقد اختلفت غايته الآن فقد صار كرة لمرمى النادل الذي رفعه للسماء وضربه بالصينية ليرتطم بصدر السائق ويلقيه طريح الأرض من فوره …هنا بحلقت فيه ناهد بعدم تصديق وصفق له الناس الذين كانوا مختبئين تحت الطاولات خوفا من ذلك الاشتباك الغير مبشر بالخير ، أما حكيم فقد سلم الرجل لرجاله الذين كانوا على أهبة الاستعداد فلم يسمح لهم بالتدخل إلا حين أشار لهم بذلك ، أخذوا الرجلين المغشي عليهما وتوجهوا بكليهما إلى حيث قرر حكيم يعني نحو كراج العقاب لاستنطاقهما ….وهنا انتهت مهمته وتقدم نحوهما
حكيم(وهو ينفض ييديه):- شكرا لك ..
النادل(نظر حوله للفوضى):- غالبا تركت انطباعا جيدا بما أنها آخر فرصة لي ، أنا من يشكركم
حكيم(لم يفهمه):- ماذا يقصد ؟
ناهد:- مع الأسف طرد بسببنا غالبا
حكيم(بشرود):- لقد أنقذني
ناهد(بإعجاب):- ولكنك كسرت عظاااااامه برافو عليك
حكيم(رمق النادل وهو يزيل مريلته ويعطيها للمدير الذي أخذ يوبخه):- ابقي هنا
ناهد:- ههييييه دعني أنهي كلامي يا…ماذا يفعل ؟
حكيم:- أنت ؟
النادل(مسح على شعره وتحرك صوبه):- نعم ؟
حكيم:- ما اسمك ؟
النادل(نظر إليه بمودة):- فياض
حكيم(رفع حاجبه):- عفوا ؟
فياض:- ماذا أفعل لأبي الذي أصر على تسميتي على اسم جدي الله يرحمه في هذا اليوم
حكيم(مد يده):- حكيم الراجي ..أنت أنقذت حياتي وأنا مدين لك
فياض(صافحه بمودة):- والله قمت بواجبي
حكيم:- ههه من تراه هب للمساعدة غيرك يعني ، لقد قمت بعمل بطولي وأنا أريد رد المعروف كونك طردت بسببنا
فياض(حك جبينه حين تقدمت إليهما ناهد):- أممم لا بأس … أخبرتك أنني قمت بما يلزم
حكيم(رمق نظرتها صوب قبضته الدامية فوضع يده الأخرى عليها):- أعطني رقمك أنا بحاجة لشخص أمين مثلك ، سأجربك وإن استحسنت مزاجي سأجعلك تحظى بحياة فريدة من نوعها لكن بموافقتك…فإن كنت تريد ذلك ستجدني شخصا لا يجبر الآخرين على العمل معه عنوة
ناهد(لوت شفتها):- اسأل مجرب يا أخ فياض ، أنا ناهد
فياض:- دوختني بالفانيلا والفراولة ست ناهد ههه
ناهد(ضحكت ببهجة):- ههه ضجرت وأنا أنتظر المهمة الصعبة التي رأيتها للتو
فياض:- ههه حقكِ
حكيم(رمق النظرة بينهما فرفع حاجبيه):- تحركي وانتظريني بسيارتي
ناهد(بامتعاض):- ما عندي مفاتيح ؟
حكيم(رفعها بوجهها ورماها بكفها فجأة):- همممم
ناهد:- عليك حركات
حكيم:- أرى أنكِ اعتدتِ على جو الرصاص من مرتين ست ناهد
ناهد(تحركت):- من عاشر قوماااااا ياخويا
فياض(بعد ذهابها):- هل أنت شرطي ؟
حكيم:- هه لست كذلك
فياض:- يعني ما شهدناه الآن خارج إطار القانون صح ؟
حكيم:- ولهذا أظن بأنك لاحظت تدخل رجالي وإقناع صاحب المقهى بعدم تبليغ الشرطة
فياض:- لاحظت
حكيم:- لن أكذب عليك أنا شخص يسير في طريق منحرفة ، لكنني لست الشخص السيئ
فياض(بإعجاب من صراحته):- يعني …أنت تستخدم طرقا ملتوية لحل الأمور الواجبة
حكيم(راقه ذكائه):- ما خاب حدسي فيك ، فمن يتهور ويسدد تلك الضربة أكيد هو شخص مميز ينتظر فرصة ليظهر قدراته ، هل تدرس ؟
فياض:- لا زمان على الدراسة ، لقد انقطعت عنها منذ سنوات وبعيد عنك حاولت أن أعمر في العمل لكن كلما وضعت يدي بشيء ما تشابكت الأمور
حكيم:- ما ربما كانت سبيلا لتلتقي بي في نهاية المطاف ، على العموم يجب أن أتحرك الآن لكن هذه بطاقة أرقامي الخاصة يمكنك الاتصال بي عندما تقرر
فياض(نظر للبطاقة ونظر إلى حكيم):- متى يمكنني البدء في العمل ؟
حكيم(وضع يديه بجيوبه واستدار إليه بابتسامة فرحا بموافقته):- ما توقعت تجاوبك بهذه السرعة ، لكن لعلمك ستكون تحت التجريب هاه … تفضل واركب بتلك السيارة مع رجالي وأهلا بك معنا
فياض(تنفس الصعداء ونظر للمقهى بضجر):- الله يرحم زمان النادل فياض ، الآن سأحقق أمنيتي وهي ركوب أمواج المغامرة ههه
حكيم(يسير جواره باتجاه سياراتهم):- أخشى أن هذه الحماسة سوف تجلب علينا وبالا آخر
فياض:- عمري 27 سنة يعني كبير كفاية لأقرر اتجاه مصير حياتي
حكيم:- وأنا سأساعدك ، كما أخبرتك أنا رجل يسدد ديونه حتى الأخير
فياض:- وأنا شاب طموح وأمين سوف لن أخذلك حكيم
حكيم(رفع حاجبه فيه):- شكلنا سنكون رفقة طيبة … على بركة الله …
تركه يركب مع رجاله وأخذ يصافحهم بطيبة بينما هم كانوا صارمين ردوا المصافحة أجل ، لكن عيونهم كانت كالصقر لمراقبة المحيط وهذا ما لاحظه ولكن الحماس جعله لا يدقق إلا في الحياة الجديدة التي سيقبل عليها بعد تفكير لم يستغرق منه سوى ثانيتين وحسب هه ، أما ناهد فقد ظلت تعانق الحقيبة حتى بعد انطلاقه بها وعدم تفوهه بحرف جعلها تتساءل عن حالته الآن فهي غالبا غالبا ما يصعب عليها فهمه …
حكيم(نظر إليها عندما توقفوا بإحدى إشارات المرور):- هل تنوين تحويل تلك الحقيبة لوسادة نوم آنسة ناهد ؟
ناهد(انتفضت):- أ…يعني ..أكيد ليس كذلك ههه
حكيم:- ضعيها بالخلف إذن
ناهد(برقت عيناها):- نعم نعم المبلغ الموجود هنا سيحل أزمة حينا بأكمله
حكيم(ضحك من سذاجتها):- حقا …أتنوين توزيعه على الفقراء مثلا .؟
ناهد:- أ …يعني نصيب منه أجل أنوي ذلك
حكيم:- تمام موفقة
ناهد:- اممم ألن تعترض يعني ألن تسلبني إياه ؟
حكيم(يخفي ضحكته):- نن أبدا إنه ملك لكِ الآن ، لكن أخشى دخولكِ إلى السجن بسببه
ناهد(بفزع):- سجن ولماذااااااا ؟
حكيم(بسخرية):- هههه لأنه مزور
ناهد(رمت الحقيبة للأمام):- كييييييييف عرفت ؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(نظر للحقيبة):- بدون أن أحتاج لرؤيته أخبركِ أنه مزور ، فهؤلاء الأشخاص يتعاملون بهذه الطريقة يوهمون الطرف الآخر بأنه مال حقيقي في حين أنه مزور وقد يدخلكِ للسجن
ناهد(أمسكتها ورمتها بالخلف وكتفت يديها):- تبا كنت قد بنيت مليون ألف حلم بهذا المال ، ولكنك حطمته فهذا ما تفلح فييييييه
حكيم(انطلق بعد الضوء الأخضر):- لقد أسديت لكِ نصيحة فحسب
ناهد(نظرت خلفها للحقيبة بحسرة):- يا خسااااارة
حكيم:- ليست خسارة بسببكِ استطاع شاب أن ينضم إلينا
ناهد(كتفت يديها بتذمر):- عظيم يا للبهجة … وماذا استفدت أنا يعني ؟
حكيم:- فعل الخير يا ناقصة العقل ، ثم تعالي هنا ما تلك الحركات الاستعراضية التي قمتِ بافتعالها هنااااك ، لقد أشرت بأن تلتزمي بمحلكِ فلما تصرفتِ بتلك البلاهة ؟
ناهد(أشارت لنفسها بتفاخر):- أصلا لولاي لفرَّ الرجل
حكيم:- مرة ثانية لا تعارضي أوامري تحت أي ظرف كاااااان
ناهد:- عدنا للأمر والنهي
حكيم:- ماذا تقصدين ؟
ناهد:- ماذا ستفعلون بالرجل ؟
حكيم:- لا شأن لك إلى هنا وانتهت مهمتك ، وعليكِ أن تحترسي من اليوم فصاعدا
ناهد(بقلق):- لماذا …يعني هل سأكون بخطر ؟
حكيم:- لا أدري ، لكن انتبهي فحسب ثم لا تقلقي سأجعل رجالي يتصرفون
ناهد:- ستجعل رجالك ،،،لماذا ألن تكون هنا ؟
حكيم(رمق التساؤل بعينيها فاستغرب):- هل ستشتاقين لي مثلا ؟
ناهد(فركت يديها بحرج ورفض في آن الوقت):- أجبني ولا تجن
حكيم(نطق بعد حين):- سأسافر
ناهد(أغمضت عينيها واستغلت شروده في القيادة لتلتف للجانب الآخر وتخفي صدمتها الدامعة):- كم ستغيب ؟
حكيم(نظر إليها ولم يفهم حالتها تلك):- لا أعلم ، أسبوع أسبوعين حسب الظروف
ناهد:- أيمكنك أن تتوقف على جنب أريد العودة مشيا للبيت
حكيم(لم يفهمها):- دعيني أوصلكِ
ناهد(قاطعته بعصبية):- ……..قلت لك أنزلني
حكيم(دعك الفرامل بقوة):- لا تصرخي
ناهد(حتى عندما توقف لم تنزل):- …لارد
حكيم(أشار بيده للسيارات بأن تستمر والتفت إليها):- ألن تنزلي ؟؟؟
ناهد(تنفست بعمق وهي تنظر للجانب وفتحت الباب بعنفوان):- …لارد
حكيم(وضع يده على المقود وهو يرمقها قد نزلت):- سلام …
فور نزولها انطلق وهو يراقبها من مرآته لم يدقق فيها قط ، وأصر على ألا يفعل لأنه لا يريد ذلك فلديه وقت ضئيل ووراءه مليون ألف عمل عليه إنجازه ، ثم لا وقت يملكه لدلال الصبايا لهذا تركها هناك وانطلق غير آبه بأمرها … بينما هي كانت تحترق وتتألم وتمسك على صدرها المتألم ، أنينها المتحشرج والذي لحق صوت سيارته رفقة دموعها التي فرت من مقلتيها ، كان أليما جدااااا ولم تعرف حتى لما تشعر بذلك الغضب المتأجج ،الذي ضاعفته لا مبالاته بها مع الأسف
بعد برهة وصلتِ السيارات إلى كراج العقاب ، فنزل الجميع وسحبوا الرجلين خلفهما إلى الداخل قاموا بربطهما ببعض الأغلال ، أذرعهما للأعلى وجسمهما يتدلى على بعد سنتيمترين على الأرض لزيادة العذاب فحسب ،… لحظتها فياض انتظر وصول حكيم الذي لحقهم ببضع دقائق وبعدها دخل معه ليتعرف على ذلك العالم عن كثب ، ربت حكيم على كتفه ودخلا سوية ليجدا الرجلين جاهزين بينما الرجال يحيطانهم من كل جانب …
حكيم(تنفس الصعداء وصفق بيده):- إن تعاونتما سترحمان جسميكما من العذاب ، أما إن عاندتما فلن تلوما غير نفسكما …يعني أعطيكما عرضا محدودا الآن في اختيار طريقة التعذيب المناسبة لكما إما بالشكل السهل أو الصعب كما يحب خاطركما يا غوالي …هاااااه ماذا قررتما ؟
السائق(بهلع يحاول فك نفسه وتحريرها من ذلك الألم):- أنا لا شأن لي ، أنا مجرد ساااائق
حكيم:- وأنت ؟
الرجل:- وأنا عبد مأمور
حكيم:- الظاهر أنكما لن تستغلا عرضي المحدود ، يا خساااااارة …
الرجل:- إن أخبرناك بما لدينا ستقتلنا وسيقتلنا السيد
حكيم:- أنا لست السيد ، أنا سأعطيكما فرصة للنجاة فقط في حالة تعاونكماااا ، هيا دعونا نختصر الوقت ونخبر بعضنا ببعض الأسرار ….هيا تشجعاااااااااااااا أقووووووول
فور زمجرته رفع رجاله الحبال مرتين حتى تألم الرجلين الذين شعرا بتمزق في عضلات أذرعهما ، فسمع أنينهما الصادح في الكراج بشكل يحز في النفس ، وقتها نظر حكيم لفياض ليقرأ ردة فعله فوجده يكتف يديه ويتابع بجدية ولا يوجد أي تعبير واضح عن امتعاضه أو رفضه لما يحدث …لذلك رفع حاجبه وتابع استنطاقهما ولكنهما رفضا التحدث بأي شكل كان ولهذا انتقل للخطة باء وهي الكي بالنااااار
حكيم(زفر عميقا وأمسك عمود الكي الحديدي):- أتريان تلك الشعلة ، إنها بلون برتقالي وهاج تعني أن النار في أوجها وتعني أيضا أنها لو تطبعت على جسم ما ستترك أثرا جسيما عليها ، كما أنها ستؤلم وتؤلم لغاية ما تنقطع الأنفااااااااس …ياااااه إنها مهلكة بحق ولكن أرى أنكما تريدان التجريب فبمن سنبدأ ؟
السائق:- حسنا حسنااااااا أرجوك لا تحرقنا ، نحن نحن …
الجاسوس:- اخرس الله يلعنك أتريدنا أن نموت ؟؟؟؟؟
السائق:- سنموت سنموووووت في مطلق الأحوال ،،، نحن نعمل تحت …
الجاسوس(هدر فيه):- اخررررررس …
حكيم(رفع العصا بإمعان):- هااااااه تحت إمرة من ...غضنفر صح ؟
السائق(عقد حاجبيه):- من يكون هذا ؟
حكيم(تبلدت ابتسامته فقد كان يتوقعه من البداية):- إن لم تكونا من قبله فمن حرضكمااا ؟
السائق(نظر للجاسوس برعب):- ….ضرغام رشوان
هنا سقطت العصا الحديدية من أنامل حكيم وصعق مما سمعه ، فآخر آخر ما توقعه أن يكون لتلك المكيدة علاقة بالرشوانييييييين …. فور سماعه للاسم غلى الدم في عروقه واحمرت عيناه بغيظ شديد ، ماذا يريد منهم ذلك العجوز ولما يكيد لهم وما غايته من تدمير شركتهم بهذا الفعل الشنيييييييييع ،، أكيد لن يمررها على خير لن يفعل ، من حر غضبه أعطى أمرا بتقييد الرجلين وقرر بعثهما كهدية تحت قدمي الباعث فأكيد عليه أن يتسلم ردا من المبعوث إليه ، ورد حكيم لن يكون هينا طالما وطأ السيد ضرغام في الأراضي الممنوعة عليه ، فأكيد سيجد ردا يليق به ….
فياض:- ماذا تقووووول ، يعني احم أنا أنا هل تسند لي هذه المهمة ؟
حكيم(بعصبية):- فيااااض ، سيكون هذا امتحانك الأول خذ الرجلين واذهب مع رجالي صوب قصر العجوز الذي بعثهما ، وأخبره بالحرف الواحد بأن الطرد قد وصل فلينتظر جوابنا
فياض(بحماسة):- حااااااااضر اعتبره تم
حكيم(تنهد بقنوط):- لا تجعلني أندم لأنني وكلتك بهذه المهمة الخطرة ، أرجوك لا تخيب ظني فيك فيااااض ، لقد وثقت بك
فياض(بامتنان):- ولن أخيب ثقتك صدقني …
حكيم(هدر في رجاله):- انتبهوووووووووا … رافقتكم السلامة …
وضع نظاراته الشمسية وغادر المكان لكن لم تغادره حالة الغضب والعصبية ، لذلك نظر لهاتفه الذي وضعه بالشاحن فقد كانت إشارته ضعيفة ، بعدها فعَّل اتصالا ورفع الصوت فهو الوحيد القادر على امتصاص غضبه تلك اللحظة …
ميار(أغلق الثلاجة):- اهدأ يا حكييييم وأخبرني بروية ، هل أنت متأكد ؟
حكيم:- متأكد متأكد لقد اعترف كلا الرجلين ، والموضوع واضح الرشواني الكبير ما يزال يضعنا برأسه ويريد تدمير شركتنا يا ميااااار ….فعن أي هدووووء تتحدث ؟
ميار(وضع علبة عصير خوخ على رخامة المطبخ):- أبفهم … من أين واتته الشجاعة، ثم كيف عرفت بكل هذا ومن قام بخيانتنااااا ؟
حكيم(زفر عميقا):- قصة طويلة يصعب شرحها ، ثم ذلك ليس مهما الآن فالمهم هو جرأته التي يتوجب الرد عليها وبالضعف ، أبدا لن أسكت على هذه المهزلة إلا شركتنا فذلك المكان أردت تشييده لأجل عائلتنا وليس لي غاية شخصية فيه بقدر ما هي معنوية
ميار:- هل ستشرح لي يا بعدي ، اسمع دعني أراك قبل سفركم أحتاج لتوديعكم يا رجل
حكيم:- ليس هنالك متسع لزيارتك ميار بالعرين ، حاليا سأعود للقصر وآخذ ميرنا وميسون لبيت العائلة منها لإخبارهم بسفرنا ومنها لأخذ قلادة الشمس … وبعدها إلى المطار أريد الوصول بهما باكرا كي تأخذا قسطا من الراحة قبل حلول الغد
ميار:- اممم اممم لقد أوصيت الرجال بكم هناك ، فور وصولكم سيصطحبونكم مباشرة للقصر كل شيء جاهز يعني لم يمضي وقت على مغادرتنا ، ستجدون كل شيء في محله
حكيم:- طيب …ألا يمكنك المرور ببيت العائلة قليلا لما لا تنسق مع إياد وتأتي ؟
ميار:- لم أحادثه بالمرة ، ولا أدري ماذا فعل مع رقية ليلة أمس يا حكيم
حكيم:- وهل هذا يجوز الولد يمر بأزمة عاطفية بسببك وأنت هنا تتجبر ، عيب عليك حتى
ميار:- وهل تراني بوضع مبهج يا صاح ، تعرف الأحداث عموما سأرى ما يمكنني فعله لأنه يستحيل أن أترككم تسافرون بدون وداع …
حكيم:- ما بك ميار ؟
ميار(تنهد بتعب حين كشف أمره):- أخشى عليك …فيها شي ؟
حكيم(عضعض شفتيه وهز رأسه):- إن الله مع الصابرين
ميار(وصل إلى مكتبه وأخرج بعض ملفات العمل لتفحصها ولكنه تنهد وهو ينظر للفراغ):- ونعم بالله ونعم بالله .. المهم خلينا من مود أحزان خالتي فتكات نلتقي
حكيم(زفر عميقا):- أكيد …
ميار(فصل الخط وقلبه يعتصر ألما):- إلى أين أنت ذاهب يا حكييييم ، وكيف سأبعثك بيدي هاتين لا أدري ما المصير لكن …أبدا لن أتخلى عنك فأنت أنااااااا …
عابد(نزل مهرولا):- س..سيدي سيدي سيديييييييييي
ميار(وضع العلبة بعصبية):- بسم الله الرحمن الرحيم ، نعم نعم نعععععععععم يا وجع رأسي نعم ماذا هناااااك ؟
عابد:- أ ..أمك أمك ..ج …جدتك …س…ساحرتك
ميار(فتح فمه بعدم فهم):- ماذااااااااا تهذي ؟
عابد:- …ج…أقصد جدتك ….إنها تحتررررررررررررررررررررق
ميار(شهق بفزع):- ما الذي تقووووووووووله يا **** اللعنة عليك
طار من محله ووجد التمثال منزاحا والممر مفتوحا والدخان يتصاعد من خلاله ، بسرعة فتح الباب عليها واللهفة تتآكل عقله وتفكيره ، ما الذي حصل كيف شب حريق هناااااا كيف كيف … سرعان ما دخل وسط الدخان والنيران التي اندلعت في السرير الرث لكن أين هبة أين هي ، ظل يبحث عنها ولضيق المكان سرعان ما وجدها فاقدة الوعي بجوار الجدار ، كأنها كانت تستنجد بهم ولم سمعها أحد ..
ميار(بجنون ولهفة):- لا لا لا لا لا لن تموتي الآن أنا لم آخذ انتقامي منكِ بعد ، سمعتني لم أنتقم منكِ بعد انهضضضضضضضضي يا هبة ….هبببببببببببببة …. عااااااابد أطفئوا تلك النيران حاااااااالا ….
أسرع بحملها وإخراجها من هناك وانتبه لمسخن الجو الكهربائي وللمجلات المحترقة وفهم أنها من افتعلت الحريق ..فهل جنت ؟؟؟؟؟ صعد بها لإحدى الغرف بالدور العلوي وجعل عابد يستنجد بالبيطري فهو الموجود هناك تلك الآونة ، والذي قام بالإسعافات الأولية وطمأنهم أنها ستكون بخير لقد تسرب بعض الدخان لصدرها وهذا ما سبب لها حالة إغماء
ميار:- أنت واثق .. لا لا لن أطمئن عابد اتصل بطبيبنا المختص ودعه يحضر على وجه السرعة تحرك
عابد:- ح..حسنا حسنا سأبحث عنه في الأجندة
ميار(صغر عينيه):- أين هاتفي أحضره لي وسأعطيك الرقم ، هيا تحرك ولا تضيع الوقت
البيطري:- لا تقلق حضرتك وضعها الآن مستقر
ميار(حك جبينه وهو ينظر إلى وجهها الذي تطبع بلون الرماد):- أين كنت أين كنت ؟
ظل يلوم نفسه ويقاوم شعور الندم الذي سوس عقله ، لم يدري حتى لما يشعر به ولما يشفق عليها ولما بدت هشة وضعيفة أمامه الآن وهي على ذلك الشكل ، عض شفتيه بكره وهو ينتظر قدوم الطبيب فلم يقنعه تقييم البيطري ، إنه يريد الاطمئنان أكثر ، شيء ما في صميمه يطالبه بذلك ولا يدري ما سبب هذا التناقض أصلا كل ما همه أن تصبح بخير وكفى …
وصل الطبيب بعد برهة وقام بمعاينتها ووصف لها بعض الأدوية والفيتامينات لاسترداد عافيتها ، أحضر معه أيضا ممرضة قامت بتغيير ثيابها وتنظيفها وحقنها بالدواء المناسب ، اعتنت بها جيدا جدا وكله تحت أوامر من ميار الذي نبهها بأن تكون حنونة معها ، حنونة لدرجة اعتبارها كأم لها وليست مريضة فحسب ، … ما هذا الاهتمام والخوف كله هذا السؤال سمعه عفويا من عابد الذي كان يجلس بالصالون قبالة التمثال يتحسر بأسف
عابد:- آ …آسف سيدي لم أعرف أنك تحبها بهذا القدر وإلا لما احترقت لوجعها هكذا ، فعلا الجدة مثل الأم لذلك أنت متعلق بها وتحبها لهذه الدرجة ، … اهّايْ أحس بك لقد فقدت أمي منذ زمن بعيد وقد كانت آخر أنفاس لها في الحياة بين ذراعي ، أتصدق من صدمتي بذلك الموقف الكئيب لم أتمكن من الرد على جملتها الأخيرة لقد شل لساني ومن وقتها أعاني من هذه التأتأة
ميار(شرب كأسا آخر من الخمر ووضعه بعصبية على الطاولة):- …لارد
عابد(تابع بحزن):- ج…جدتك ستصبح بخير لا تخشى عليها شيئا ، لكن علينا أن نجد حلا بخصوص القبو فما عاد صالحا للعيش يا سيدي
ميار(صب مجددا من القنينة وهو ينظر لزاوية محددة):- …لارد
عابد:- أأ…أتفهم حالتك سيدي ولكن لا تؤلم روحك ، الحمدلله أنقذناها بالوقت المناسب وإلا لكانت اختنقت وماتت …ياااه بعيد الشر لو حصل لكنت حزنت عليها فأنت مثل ابنها وأنا أحببتكما واعتدت عليكما ، وإذا ما فطر قلبكما سينفطر قلبي أي والله بمعزة ذلك التمثال الفاسق صدقني سيد ميار …
ميار(رمش وهو يشرب بدون حياة):- …لارد
عابد(راقبه وبعد صمت):- …ت..تحدثت كثيرا سوف أدعك لوحدك
ميار(قاطعه بشرود):- اذهب واطمئن على وضعها
عابد:- و …ولكنني نزلت للتو حضرتك ؟
ميار(بعيون دموية رفعها لينظر إليه بشكل مخيف):- قلت…ا ..ذ …ه …ب …
عابد(برجفة تململ وهو ينزاح مبتعدا عنه حتى ارتطم بالتمثال خلفه):- يااااع أعوذ بالله لما تلمسينني أنتِ ، ألا يكفيني رعب البشر لأزيد هم الحجر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- عاااااااااااااااااااابد
عابد(ركض مهرولا حتى كاد يسقط):- ح….حالا فورا الآن تمام حااااااااضر …دهننن
ميار(تنفس عميقا وهو ينظر أرضا):- لما تشعر بهذا يا ميار ، لما روحك تؤلمك عليها أليست هي قاتلة سعادة سنوات أمك الأخيرة ، أليست هي سبب عذابها وحرقتها ودموعها ، لما تشفق عليها إذن لما تعطيها أكثر من قيمتها المتجلية في إجرامها في حق أمك حورية الحبيبة ، لما تعاتب نفسك وتلومها أتفكر بتحريرها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ … لا مستحيل أن أفعل مستحيل
استقام منتفضا وشرب آخر قطرة من تلك القنينة وخرج للملحق مسرعا صوب غرفة صولي ، لكن انتبه لوهدة صغيرة بالحديقة وقد كان قبل لُولا أم صولي ، وقف عنده لحظات ونظر للحارس الذي كان ينظف الأقفاص باهتمام
ميار:- كيف حال إخوة صولي ؟
الحارس:- بخير …لكن ليث الأب امم حاله متدهور حضرتك
ميار(نظر لذلك الأسد الكامن في زاوية بعيدة وهو نائم بشكل حزين):- إنه حزين على محبوبته أكيد لن يتخلى عن أولاده ، سيكون بخير
الحارس(لم يعرف بما يجيبه):- ارجو ذلك حضرتك …أي أوامر ؟
ميار(رفع ذقنه بإباء ودك عظمة أنفه ليستجمع أنفاسه):- اهتموا بقبرها جيدا …
تحرك من هناك وتوجه للغرفة التي يهتمون فيها بصولي ، وجده على السرير نائما وما إن جلس جواره وداعب فروه حتى فتح عينيه وأخذ يئن ، انفطر قلب ميار لحظتها وأمسك يديه ليلاعبهما في جانبي وجهه كما كان يحب صولي
ميار(بعيون دامعة):- هيا صولي ..تشجع يا صغيري أظننا قد تجاوزنا المراحل الصعبة وحان وقت استرداد عافيتنا ، كن رجلا معي يا صاح … أعرف أنك أيضا حزنت على وفاة أمك ولكن هذه هي الحياة ، يعني أنا أيضا شعرت بالحزن وما زلت أشعر به ليومنا هذا ،، أتفهمك فكأنما فقدت القدرة على التواصل مع العالم ولكنك قادر على فعلها وقادر على الاستمرار ، فلو كانت هي محلك كانت لتفعل المثل … لما تنظر إلي هكذا ألا تصدقني أم أنك تقرأ كذبي ومخاوفي بتلك السهولة ، لطالما شعرت بي يا صديقي ولكن لأكون أمينا معك أنا لا أشعر بأنني بخير ، قبل قليل افتعلت هبة حريقا بحجزها ولولا انتباه عابد لكانت ماتت ، تخيل لو تموت كيف سينظر إلى إياد مستقبلا ، كيف سأستمر أنا إن خسرت انتقامي منها .. هي تستحق الانتقام يا صولي فلا تنظر إلي هكذاااا أنا غير ناااادم …يعني شعرت بالأسف عليها ولكنني سأحاسبها سأفعل ثق بي .، هيا نم وريح جسمك فوقت اللعب بالكرة عائد يا قلبي ههه ..
أخذ يمسح على فروه بحنان ولم يشعر بالوقت الذي مر عليه وهو بجواره ، لغاية ما استأذنه الحارس ليطلب منه الحضور …
ميار(بتثاقل):- أهي بخير ؟
الطبيب:- بوضع أفضل لقد استيقظت وارتأيت أن أبلغك بهذا
ميار(نظر لباب الغرفة وهو يرمش):- حسنا يمكنك المغادرة ، أشكرك على تعاونك عابد
عابد(انتبه لندائه):- ه …هنا هنا تفضل دكتور كنت أود استشارتك على حالة الهذيان التي تعتريني وأنا مستيقظ ، شوف دكتور والله وربي شاهد إني حين أغمض جفني أسمع صوتها
الطبيب(يسير معه في طريق النزول):- صوت من ؟
عابد(بخوف):- تمثال المرأة
الطبيب(ضحك عليه):- هههه أظنك بحاجة لقسط من النوم هذه كل الحكاية
عابد:- ل..لما لا تصدقونني والله هي تحدق في عيوني حتى تكاد ترمش
الطبيب(ضرب كفا بآخر وسبقه):- هههه قم بما أخبرتك به وستجدها ترحم خيالك الحالم
عابد:- ه …هل يسخر مني ، هيه أنت ………….
هنا فتح ميار الباب ببطء ودخل بشكل متثاقل ، قدمه كانت تأبى التقدم وكأنه طفل سيلتزم أمام معلمته الغاضبة ، نفض أفكاره وشحن نفسه بالغضب فذلك القناع هو الوحيد الذي يمكنه ارتداؤه لمواجهتها … بات يقر أنها شيء مهم في حياته لما شعر بأنها ستموت
ميار:- كيف تجرأتِ ؟
هبة(فتحت عينيها وتنهدت):- كنت أريد الارتياح
ميار:- ليس من حقك ، طالما أنتِ تحت قبضتي ليس من حقكِ حتى التفكير بدلا عني ، أنا آسركِ وستبقين تحت رحمتي إلى أجل غير مسمى …وصل ؟
هبة(تنفست بعمق):- هل تكذب على نفسك ؟
ميار(حرك يديه بسخرية):- أتعلمين أنكِ مغرورة زيادة على اللزوم
هبة(سعلت ثم أردفت):- وهل تعلم بأنك مجرد طفل كاذب ؟
ميار(تقدم نحوها بعصبية وأشار بسبابته):- لم نتحاسب بعد على الحريق الذي افتعلته ، فلا تدعيني أنهي ما بدأته هنا واللحظة
هبة(فتحت عينيها فيه بتحدي):- لن تجرؤ
ميار(اهتزت يده ولكنه صغر عينيه فيها):- أوهمي نفسكِ بهذا ربما سيساعدكِ على تخطي الأزمة ، وأيضا شحن ذاتكِ بالطاقة اللازمة للتعافي فأمامنا مشوار طويل للانتقام
هبة:- يا لك من صبي ساذج
ميار(حول عينيه):- لن أطيل معكِ ، ريثما تستردين عافيتكِ سوف تقبعين في هذه الغرفة مؤقتا يعني لا تحسبي أن هذا السخاء دائم هو للضرورة لا غير … وعدا ذلك سأقفل الباب عليكِ ولو فكرتِ بخداعي ستجدين نفسكِ في وضع عويص
هبة:- … ميار
ميار(كان يتأكد من قفل باب الشرفة):- لا تناديني باسمي فلا حق تملكينه لذلك
هبة(لاحقته بعينيها الدامعة):- اشتقت لأولادي
ميار(هنا ضربته في القلب واستدار إليها دون وعي):- أولادك ؟؟؟؟؟ ههههههههههه هل هذه كذبة نيسان ؟
هبة(نظرت جانبيا):- طعم قهوة إياد ما يزال في فمي ، أما عطر طارق ونظرته الجامدة لا تنفك تغادر خيالي …حين أحرقت المكان أسفله كان آخر ما فكرت فيه هو رؤيتهما بجوارك
ميار(رفع حاجبه):- جواري لماذا ، هل كنت من بقية أهلك ؟
هبة:- أنت ابني أيضا
ميار(وضع يده على خصره وقهقه بصوت مرتفع ينم عن حرقته):- هههه ههههههههه صدقا الحريق لسع مخكِ ست هبة رشوان ، قال مثل ابني قال لو كنت كذلك لما اقتحمتِ حياتنا لتقلبيها رأسا على عقب وتحويلها لجحيم لا يطااااق
هبة:- أقنع نفسك بهذه الكذبة أنت الآخر …إنك تعلم جيدا أن معيشتكم كانت جحيما في جحيم حتى قبل قدومي أنا ، لذلك لا ترمي على كاهلي ذلك الذنب الذي أحمله بطريقة مغايرة لما تظنه ، أتحسب أنني أمضيت تلك السنتين في رخاااااااء ؟
ميار(نظر جانبيا):- والله واحدة أنجبت طفلا فأكيد لم تكن تعيش مجبرة ؟
هبة(اختنقت لحظتها وأغمضت عينيها على دمعها الحارق):- أنت لا تعرف شيئا ، ..
ميار(بعصبية):- أعرف أنكِ فطرتِ قلب أمي
هبة(هدرت فيه بنفاذ صبر):- وأنا انفطر قلبي ، وأنا ضاع مني أمل حياتي ولم أكن سعيدة لم أعش لحظة في هناء، منذ أن وعيت وأنا أعيش في جحيم متواصل لغاية يومنا هذا وأنا أدفع ثمن أخطاااااااء لم أذنب فيها ….. وإحداها أنت ، إنك تحاسبني على جشع أبيك وكرهك له يغذي هذا الحقد الكامن فيك ، لو تنظر للأمر من زاويتي ربما قد تفهم
ميار(صفق ثلاث تصفيقات مستفزة):- خطبة رائعة يا رشوانية ، لكنها لا تليق أمام فرد لا يصغي إلى ترهاتكِ قط …
هبة(أغمضت عينيها وفتحتهما بغبن):- أريد أن أنوه لشيء أخير قبل أن أطردك لأنني أرغب بالنوم
ميار(شحنته بالأعصاب من سماجتها):- هل أنتِ مجنونة ؟
هبة(عقدت حاجبيها):- … أريدك أن تعرف أنه لا بأس في العودة عن الخطأ ، لن تهزم بل على العكس سوف تكون منتصرا على أفكارك وضغينتك التي لا أساس لها من الصحة …أنا لست عدوتك التي تحاربها وتحاول الانتقام أنا لست عامر نجيب يا مياااااار …أنا ضحية مثلي مثلك مثل أخيك مثل حبيبتك مثل عائلتنا كلها … أنا وأنت نشبه بعضنا كثيرا
ميار(فتح باب الغرفة قصد الخروج):- …صح قد نكون نشبه بعضنا لكن ليس لدرجة تمكنكِ من تخيل نجاتكِ من قبضتي ، هههه سلامتك خالتو هبة
أغلق الباب بقوة وأتممها بقفله بالمفتاح الذي وضعه بجيبه واتكأ على الجدار ليلتقط أنفاسه ، إنها مهلكة حديثها كله يرهقه بل يتعبه ويعيده للزمن السحيق ، زمن دفن فيه كل مواجعه ولكن وجود هبة رشوان وحديثها يعيده قسرا إليه ، فماذا عليه أن يفعل لأول مرة يعايش شعور الارتباك ففي الوقت الذي كان يأمل شعورا بالراحة عند احتجازها إلا أنه وجد نفسه محاصرا من أشباح الماضي اللعين ، فإلى أين سيصل بذلك وهو وحيد قلب وروووووح … إلى أين

جوزيت(انتفضت من غفوتها):- ميااااااااار …أ…اففف كان كابوسا فحسب اهدئي جوزيت اهدئي …
التقطت كوب ماء بجوارها ونظرت لزوايا الغرفة ، لقد نامت كثيرا وأمضت آخر ساعات في تلك الغفوة التي انتهت بكابوس يبعد ميار عنها ، كلما مدت يدها نحوه وجد الظلام يبتلعها ويدفعه بعيدا عن متناول يدها ، كلما كابرت لإمساكه إلا أنه كان يضيع وسط تلك الكرة المظلمة التي ابتلعته وجعلتها تستيقظ جزعاااا … وضعت الكوب جانبا واستقامت ببطء فشعرت بالدوار لحظتها لذلك أمسكت على بطنها وجلست وهي تبتسم ، إنها تفتقده تفتقده بشدة ولا يسعها الإنكااااار ، لكنه يستحق ما يحدث له يستحق لك …
جوزيت(نظرت مليا لهاتفها وترددت لكنها أخذته وقامت بتشغيله):- مهلا يا صغاري ، ها نحن ذا سنتصل …هممم لكن لا تبلغا خالتكما ناريانا سوف تأكلنا بلا خبز …ههه / أ…ألوووو
وائل(بابتسامة مشرقة):- جووووووزيت
جوزيت(تنفست بعمق وأمسكت الهاتف بكلتا يديها بحرارة):- وااااائل …أردت سماع صوتك
وائل(أشار بيده مستأذنا واستقام ليحدثها على راحته):- أخبريني كيف حالكِ وصحتكِ ، أينكِ يا جوزيت لما اختفيتِ من الوسط ؟
جوزيت:- تعرف الظروف يا وائل دعنا لا نخوض هذا الحوار
وائل:- حسنا لا تغضبي ، المهم أنني فرحت لاتصالك
جوزيت(برقت عيناها بلمعة فرح وأمسكت على قلبها):- حقا ؟
وائل:- حقا …
جوزيت(عضعضت شفتيها):- أتصدق لو أخبرتك أنني أرغب برؤيتك الآن
وائل:- وأنا سأكون فرحا لذلك ، أين تكونين ؟
جوزيت(رمشت ببؤس):- بمكان بعيد ، اعذرني لا يسعني إخبارك
وائل:- على سجيتكِ جوزي ، أنا لا أجبركِ ولكن فكري مليا الهروب لا يفيدكِ بشيء …حين تكونين بين أهلكِ وناسك أكيد سوف تتخطين كل أزماتك
جوزيت:- عن أي أهل تتحدث ، هيا لا تجعلني أضحك … هل رأيت كيف استقبلوا ابنهم طارق هل تظن بأنهم فعلوا لأجلي ذات الشيء ، حتى حين علموا بأنني ابنة عمهم ولا واحد كلف نفسه للسؤال عني أو البحث عن أخباري …. باستثناء جدتي هذه غير
وائل(شعر بوجعها):- هل حزنتِ لذلك ، ولكنكِ تعرفين حالة طارق يا جوزي
جوزيت:- المشكلة أنني أعرف ورغم ذلك شعرت بالغيرة ..إنهم عنصريييين كلهم
وائل:- تمام تمام لا تنزعجي ولا تفقدي أعصابكِ لأجل هذا الأمر ، دعيه يمضي
جوزيت(شعرت بالراحة):- ما زال كلامك بلسما على القلب …
وائل(رمش مرتين وتنفس بعمق):- اعتني بنفسكِ جيدا ، أنا لن أبحث عنكِ لأنني أعرف بأنكِ ستعودين حين تجدين الوقت المناسب …لكن لي رجاء لكِ ، لا تغيبي عني بأخبارك حتى لو اتصلتِ دقيقة أو بعثتِ رسالة سأفرح بذلك
جوزيت(جلست بفشل وهي ترمق كمية اهتمامه):- ما زلت حنونا كما عهدتك
وائل(تذكر للتو كلام ناريانا عن تعلقها به فاستعاد رباطة جأشه):- اممم جميل ، الآن علي أن أفصل عزيزتي أجدكِ على خير في المكالمة القادمة
جوزيت(ابتسمت بإشراق):- حسنا … اعتني بنفسك جيدا وائل
وائل(عاد للطاولة):- وأنتِ كذلك …
هديل(أمسكت حقيبتها واستقامت وهي تنظر لساعتها):- غالبا انتهى مشوارنا السعيد
وائل:- والله مع دكتورتنا الوقت يمر كالبرق ، لا بأس سنعيدها مرة أخرى
هديل(عانقته):- سامحني لو أحزنتك ..لكنني أعدك بأن أي شيء يواجهني سأبلغك به فورا
وائل(تحرك رفقتها):- جيد جداااا سأرتاح هكذا ، هيا لأوصلكِ للعيادة وبعدها أذهب لأشغالي
هديل(ترددت في السؤال ولكنها نطقت به):- ما أخبارك ، أنت و ..ميرنا ؟
وائل(نظر إليها ببؤس):- الوضع مرتبك ، لا تشغلي بالكِ أمورنا ستحل بإذن الله
هديل:- يعني .. كثرة المشاكل ستجعلك تفكر مليا في هذه العلاقة المربكة ، أنا لو منك ل
وائل(فتح لها باب السيارة مقاطعا):- ولكنكِ لستِ أنا …
هديل(حولت عينيها):- اللعنة عليها من امرأة زرعت نفسها فيكم بلا فكاك …هففف
وائل(ركب محله):- قلتِ شيئا ؟
هديل(بتأفف):- ولا شيء خذني لعيادتي ورائي عمل
وائل(بحنق):- أوك …
لم يطل حديثا في الموضوع بل تابع طريقه صوب عيادتها ، وتقريبا طوال تلك المسافة كان الصمت شريكا لهما ، لهذا سرعان ما وضعها بجوار عيادتها وانتظر دخولها الساكن وبعدها غادر صوب مكان آخر … مكان لم يتوقع تواجده فيه قط …
وائل:- أشكركم جزيلا على ولائكم ومؤكد سوف تكون رفقتنا رفقة خير إن شاء الله
رشاد(كبير الحرس):- رشاد تحت أمرك سيد وائل
وائل:- رشاد ..تشرفت بمعرفتك
رشاد(وضع يده على صدره):- أقسم على الولاء لحضرتك سيدي ولو طلبت روحي سأفرشها على أرضك طالما قضيتنا قضية سلم في سبيل القضاء على الأشرار
وائل(رفع حاجبه مندهشا من ذلك القسم):- يا سلام …
طارق(تثاءب وهو يخرج إلى الحديقة بكوب عصير):- ههه هل استغربت القسم مثلي ؟
وائل(صدم بتواجده فاستدار إليه بخفة):- أنت هنا ؟
طارق(حرك يده بتحية):- أهلا برفيقي في السكن … أدخل
وائل(أشار لهم بالانصراف):- تمام يمكنكم الذهاب …
رشاد:- انتبااااااه …
وائل(نظر لرشاد ذاك ووجد فيه مثال الصرامة والقوة):- عجيب من أين أوجدت جوزي كل هؤلاء المخلصين ، صدقا إنها لثعلبة القطب بحق تستحق والله تستحق …
طارق(اتكأ على أحد الجدران الحجرية القصيرة بداخل القصر):- مرحب بنا أليس كذلك ؟
وائل(يمعن النظر في الزوايا):- اممم ممكن
طارق:- اتخذت الغرفة الكامنة بالرواق الشرقي ، يمكنك أخذ ما تريد من غرف
وائل:- ليس مهما أي واحدة ستقضي الغرض ، لكن متى انتقلت ؟
طارق:- هذا الصباح وصديقي مهدي استقر هنا أيضا
وائل(جلس بأريحية):- أهاه جيد سنتعرف عليه …
طارق(رمق ملامحه بإمعان):- حاليا لا أعلم كيف سنتصرف مع هؤلاء الرجال ، لكن قليلا بعد وسنفهم سبل التواصل معهم والتنسيق رفقتهم أيضا
وائل:- لن نختلف غالبا …
طارق:- تبدو منزعجا هل هنالك شيء ما ؟
وائل:- لدي مشوار مهم سوف أقضيه وبعدها أعود إلى هنا ، قد جئت لأتفقد المكان فحسب
طارق:- خيرا فعلت ، لكنك لم تجبني ؟
وائل:- أيمكنني سؤالك ؟
طارق:- تفضل
وائل:- لما جئت لمحكمتي ؟
طارق(وضع العلبة جانبه وشبك يديه):- كان ذلك من واجبي
وائل:- ولكنك لم تجبر عليه
طارق(باسترسال سريع):- ولكنني لم أطلب منك إخراجي من السجن ؟
وائل(وضع يده على فكه):- هذا أمر مختلف
طارق:- الأمر عندي سيان ، لأنني مدين لك وطالما لم أرد ديني كاملا ستجد مؤازرتي واجبة
وائل:- يا ليت كل الراجيين يتمتعون بنفس خصالك النادرة
طارق(عقد حاجبيه وتقدم نحوه):- أيعني أن انزعاجك له علاقة بأحدنا ؟
وائل(زفر بأسف):- … ابن عمك مثلا …أنذل منه ما رأيت
طارق(برقت عيناه بشرارة غضب ولم يجد نفسه إلا وهو يمسك ياقة وائل):- لا أسمح بمس سيرة أخي بسوء
وائل(لم يحرك ساكنا بل تركه على سجيته):- حقا .. ونعم الأخوة
طارق(تركه وأشار له):- لما تلسن عليه هكذا ، ماذا فعل حكيم حتى تطلب منك كل هذا السخط ؟
وائل:- … طالما أوضحت جبهتك حتى قبل أن تسمع بذنبه ، فأظن بأنني سأحتفظ بفعله لنفسي عن إذنك يا رفيق سكني ، أراك لاحقا …
طارق(زم شفتيه فور مغادرة وائل والتقط هاتفه مباشرة):- حبا بالله أخبرني ما الذي فعلته بوائل رشوان ؟
حكيم(حول عينيه):- هل وصله تيار الصدمة للتو ؟
طارق:- أجبني ولا تتحاذق
حكيم(كان يقود سيارته):- أمر بيني وبينه لا وقت لأحكيه هاتفيا ، حين ألقاك ستعرف
طارق:- حكيم … لا أريدك أن تقع بالمشاكل مع أفراد مهمة مثل وائل ، نحن لا نريد كسبه كعدو يكفينا قائمة الأعداء التي نحظى بها يا ابن عمي
حكيم:- والله ..على ذكر الأساسيات والواجبات ألا تفكر بالمرور على بيتنا ؟
طارق(وجعه قلبه لحظتها):- لن أفعل … سلام
حكيم:- ههه توقعت هروبك يا ابن العم لكن لما العجلة ، مصيرك ستعود ../ امم لننهي هذا الأمر ونتفقد حبيبات قلبي كم اشتقت لهما … افف تذكرت اللعنة كيف سهوت عن هذا الأمر علي أن أتفقد فياض ، والله ربي بعثه لنا من السماء حقا … نسيت أمر تلك الطفيلية ؟
اتصل لحظتها بفياض الذي بلغه بإنجاز المهمة ، لذلك طلب منه حكيم أن يأتي للعنوان الذي بعثه له برسالة وقد كان عنوان القصر القديم ، بعثه مباشرة لطلال الذي بلغه عنه وأوصى به خيرا وطلال رحب بالفكرة فهم بحاجة لشخص أمناء مثل طينته … عدا ذلك بقي عقله عالقا في التفكير فتلك المتطفلة تحشر أنفها في أوقات صعبة جدا يستحيل نسيانها …
حكيم:- اممم هيا رنيم لا تجعليني أندم لأنني اتصلت ، ثم أين هي حضرة النائبة ؟
رنيم:- هاااااء أو تسأل ، لقد اعتذرت عن المجيء فهي ذاهبة لبيتنا لأجل تسليم بنات مراد
حكيم:- ولما ببيتنا يعني ؟
رنيم:- علمي علمك سيرافقها فؤاد رشوان أيضا
حكيم(رفع حاجبه بغيظ):- قلتِ سيرافقها أهاااااه طيب …أنا ماذا تحتاجين مني الآن ؟
رنيم:- توقيعا بسيطا وبعدها يمكنك التبختر حرا كما تريد …
حكيم:- وجدتني وسط المدينة وإلا لكنت قد غادرت ، هيا مسافة الطريق وتجدينني هناك
رنيم:- ههه يوبي مرحى لي قد أفلحت بإحضار المدير شخصيا
حكيم:- لا تتعودي يا مدللة ..هه قادم …
رنيم:- وأنا بانتظاااااار الإدارة …
حكيم(تردد في سؤاله عنها لذلك آثر الذهاب بنفسه):- اللعنة عليها من هوجااااااء
ناهد(تصعد درجات السلم):- اللعنة عليه من أناني مغرور متعجرف من يحسب نفسه حتى يفرض نفسه علي ، لما يا ربي جعلتني أحلم وسرعان ما ألقيت بأحلامي الغبية في مستنقع الواقع المرير ، يعني لو كانت تلك الحقيبة حقيقية لكنت فوق السحاب الآن .اهئئئ …عفوا أخي لم أرك ..
غازي(رفع حاجبه بتأفف):- وها أنتِ قد رأيتني فتنحي عن طريقي
ناهد:- أعرف هذا الأسلوب السمج عن ظهر قلب …ها تذكرتك كنت متواجدا بحفل الزفاف ليلة أمس ؟
غازي(حول عينيه):- وأنا لا أذكر بأنني رأيت شخصا مثلكِ البارحة ، تنحي يا آنسة
ناهد(تنحت مشيرة له بنفور):- انزل انزل قد انتهت الدنيا …
رنيم(كانت تركض في الممر لحاقا به):- غازي غاااازي توقف إن ما تفعله مناف للعقل ، ها ناهد أخيرا حضر أحدكم بوجهكِ لمكتبي انسخي كل ما في الملف الأزرق نحن متأخرون جدا
ناهد(زورت غازي بقنوط):- حاضر سيدة رنيم …
رنيم(نزلت ركضا حتى أمسكته من ذراعه):- أنا أكلمك يا ولد
غازي(نفض يده):- طالما كانت هذه غايتكِ من جلبي إلى هنا فيؤسفني أن أخبركِ أنكِ أخطأتِ الاعتقاد … أنا لن أعمل بشركتكم ولو بقيت عاقلا ومرة أخرى لا تستنجدي بي عبثا لأجل حيل بالية كهذه
رنيم(أمسكته من ذراعه):- مهلا ….أنا طلبت مجيئك لأننا فعلا بحاجة لخبرتك غازي ، ما كان بيدي طريقة سوى الكذب ، تمام أعترف أنني بالغت حين أخبرتك أنني بحالة سيئة
غازي:- رنيم … هل علي تكرار كلامي ؟
رنيم:- لما أنت هكذاااا لا تطيق لأحد منا كلام ، أكنت هكذا أيضا بالمهجر أم أن جو الوطن خرب إعداداتك الغريبة ؟
غازي:- لو انتهيتِ فأنا راحل
رنيم(ضربت كفا بآخر):- روح …أساسا لو كلمت الطين لمال معي
غازي(حرك قلنسوته وتحرك):- اللعنة …
حكيم(رفع حاجبه مندهشا من حضوره):- ويل ويل غازي الراجي بشركة الراجية يا عالم ، يلزمنا الاحتفااااااااال ؟
غازي(دفعه بكتفه ومر بجواره):- في أحلامك …قدومي إلى هنا بسبب ابنة عمنا فقط
رنيم(فركت يديها خوفا من اشتباكهماا):- عفوا حكيم … أنا طلبت مجيئه وهو مغادر الآن
غازي:- انتبهي لتصرفاتكِ معي يا رنيم .. سلام
رنيم(بتأسف اقتربت من حكيم):- أعتذر
حكيم:- ولما الاعتذار يا طاهرة الصفات ، هو يتعمد تجريح الكل لكي يجعلنا ننفر منه تمام سيحصل على ذلك لكنه سيبقى أخونا
رنيم(تأبطت ذراعه وصعدت رفقته):- يسلم لي العقل المفكر أنا …هاه لن أعطلك فقط ستنتظر بضع دقائق بسيطة ريثما ينتهي نسخ الملفات والله تعبت
حكيم:- حسنا حسنا …أملك بعض الوقت سأنتظركِ بالمكتب
رنيم(سارعت قبله):- هههه تكرم لي يا أحلى مدير …
هرولت سريعا نحو مكتبها ووجدت ناهد قد أنهت النصف فحسب من الأوراق ، لذلك امتعضت وأعطتها الدفعة الأولى وأرسلتها للمكتب من أجل التوقيع ، في البداية اعتقدت أن نور موجودة لكن حين دخلت ووجدته عند الشرفة يتحدث عبر هاتفه ارتبكت وتسمرت محلها … تصارع غضبها منه وأيضا تأثرها بوسامته القاتلة ففي يد كان يحمل ملفا وبيد أخرى كان يتحدث عبر هاتفه تحت أشعة الشمس التي زادته جاذبية فتاكة … لكن لما يبتسم هكذا بحنو لذيذ ؟؟؟؟
حكيم(غالب ابتسامته):- ها بيبي وماذا بعد ؟
ميسون:- وشاح شتوي وقبعة ، نسختين منهما بنفس اللون حسنا لن نبالغ بلونين متقاربين وبحجمين مختلفين واحد كبير وواحد صغير
حكيم:- ههه حاضر …سأحضرها لأجلكما ، ماذا أيضا تحتاجين ؟
ميسون:- بابا أنا أفكر وأنت تسألني بشكل متواصل
حكيم:- حاضر يا ستي خذي راحتك فوقتنا كله خلق للأميرة الصغيرة
ميسون:- بابا أخجل هكذاااا أنا حمامتك ههه …ها تذكرت أحضر لي حقيبة صغيرة تشبه حقيبة ميرنا أحببت شكلها
حكيم:- ولكنني لا أعرف أي حقيبة تقصدين يا صغيرتي ، شوفي بروما سنتسوق ثلاثتنا وأشتري لكما من ذات الشيء نوعين تمام ؟
ميسون:- يااااااه هل تعدني بابا حبيبي ؟
حكيم:- أعدكِ يا قلب أبيكِ ، أخبريني أين ميرنا الآن ؟
ميسون:- غافية ..لقد نامت طوال الوقت
حكيم:- جيد .. أيقظيها لتشرب دواءها هو بحوزة خالتكِ بديعة تمام ؟
ميسون:- حسنا سأفعل وأعيد الاتصال بك
حكيم(استدار عفويا ووجدها مسمرة بداخل المكتب وتصغي لمحادثته بشرود):- أوك ..أ باي … آنسة مشكلات مرحبا ؟
ناهد(استعادت وعيها وانتفضت):- أ… أريد توقيعكِ ست نور …أقصد سيد حكيم
حكيم(ابتسم ودخل بالملف الذي كان بيده):- أتعلمين ماذا بيدي ؟
ناهد(رمقت الملف الذي سرقته فابتلعت ريقها):- هل ستخبر بنات عمك ؟
حكيم(رمى الملف بقوة على المكتب):- إن لزم الأمر سأفعل
ناهد(شددت قبضتها على الملف الآخر ونظرت إليه):- ولكنني غامرت بالكثير حتى لا يصل الخبر إلى هنا ، سيتخذون نظرة سيئة بخصوصي وهكذا لن يصبح هنالك جدوى من عملي
حكيم(رمق حالتها فجلس بأبهة على الكرسي وأخذ يدور):- اممم حالكِ صعب جدا
ناهد(أغمضت عينيها ووضعت الملف على الطاولة):- ليس كثيرا فلو فعلت سأستقيل ، يعني وين الصعب ؟
حكيم(حول عينيه من ردود أفعالها الصادمة):- لا حول الله يا ربي ، ماذا بيدكِ ؟
ناهد:- نحتاج توقيع السيدة نور لكن طالما أنت هنا يمكنك تلبية المطلوب
حكيم(رفع حاجبه من استهزائها وأخذ الملف منها وبدأ بالتوقيع):- أتحسبين أنكِ الشخصية الفطنة في هذا العالم ، نصيحة لا تعتدِّي بنفسكِ كثيرا فهنالك فرق ما بين البينين
ناهد(اتكأت بيدها على سطح المكتب مطلة عليه):- على الأقل لست امرأة تترك رجلا في منتصف الطريق
حكيم(برقت عيناه وهو يرفع رأسه عن الأوراق):- أفندم ؟
ناهد(اختفت بسمتها ورمشت لتراجع ما قالته):- ….يا ليتك توقع سريعا هنالك قسم آخر بحاجة للتوقيع احم …
حكيم(تابع توقيعه وهو يزفر عميقا):- … أستغفر الله
ناهد(امتنت لرنين هاتفه):- هففف .
حكيم(التقطه وضغط على مكبر الصوت ثم أجاب):- ها بابا حبيبي هل تم ؟
ميسون:- يس بابي حبيبي تناولته وهي تشكرك
حكيم(ابتسم):- وكيف عرفتِ ؟
ميسون:- ههه تعلمنا لغة بيننا رأيتها على النت وأقنعتها بها ، يعني حين تكون غاضبة فإنها تحرك يديها بشكل متقاطع أما إذا كانت سعيدة فسوف تضمهما لصدرها ، أما إن شكرتك فهي تهز رأسها مرتين ويدها على قلبها
حكيم(تابع التوقيع باهتمام):- أهااااه طفلة نجيبة كما أعرفها دوما ، لقد أحرزتِ هدفا مهما فهي لم تكن ستوافق على هذا إلا لأنه منكِ
ميسون:- ههههه كي تعرف أن ابنتك شخص مهم في الحياة
حكيم(بامتنان):- أنتِ كذلك … هيا بيبي دعيني أنهي العمل كي أعود سريعا إليكم
ميسون:- لا تنسى الحقيبة بابا
حكيم:- اففف عليكِ حركات يا ميسون ، تمام أرسلي صورة حقيبتها وسأبحث عنها بالمحلات
ميسون:- ههههه حااااااااضر أنا أحبك أحبك أحبك يا أحلى بابا في الدنيا
حكيم(بحنان):- وأنا أحبكِ حلوتي …
ناهد(بدموع كانت تناظر نافذة المكتب):- … علاقتكما مميزة
حكيم(بدون أن يرفع رأسه نحوها):- الحمدلله
ناهد(نظرت إليه بحسرة):- .. إنها متعلقة بك كثيرا ، تخشى غضبك أيضا وتفكر في راحتك
حكيم:- أعرف …إنها طفلتي
ناهد(هتفت في سرها):- ذكرني بهذااااا وكأنما لا أعرف
حكيم:- انتهيت
ناهد:- شكرا ..
حكيم(مد الملف ولكنه لم يعطه لها بل انجذبت يدها إليه):- المعذرة
ناهد(اندهشت من تأسفه):- بخصوص ماذا ؟
حكيم(رسم على وجهه ابتسامة عريضة):- تعرفين لماذا
ناهد:- هأ.. يعني ليست مشكلة أقبل اعتذارك رغم أن ما فعلته مشين ، كيف تترك امرأة وحدها بالشارع في ذلك التوقيت و
حكيم:- اعتذرت عن كسر أحلامك ،، أعرف أن مبلغا مثل ذاك لو كان حقيقيا لانتهت كل مشاكلكم لكن صدقيني أنتِ تعتقدين ذلك فحسب ، فلو ملكته سترغبين بامتلاك المزيد وهنا سيببدأ الصراع الذاتي ما بين مبادئكِ وببن رغباتك
ناهد( كانت كمن صب عليها ماء باردا):- حضرتك هل أتيت لكي تعلمني درسا في الأخلاقيات؟
حكيم:- ماذا ؟
ناهد(أخذت الملف عنوة من يده):- ما سمعته ، ثم لا داعي للفلسفة قد كانت مادة كرهتها طوال فترة دراستي
حكيم:- أنا الآن أزعجكِ ؟
ناهد(ضمت الملف وتحركت):- … سيد حكيم …
رنيم:- هااااا وقد أحضرت بقية الأوراق حكيم ، شكرا لأنك هنا بالفعل أنقذتنا وقع لي عليها لطفاااااا
حكيم(انتبه لوصول رسالة من ميسون وخلفها مقطع صوتي):- … لا بأس ..
ميسون(صوتها):- بابا حبيبي هذه صورة الحقيبة أحضر لي نسخة مصغرة عنها
حكيم:- أين سأجد هذه لم أرى مثلها بحياتي ، ثم لا أفهم بهذه الأمووور رافقيني رنيم
رنيم:- هاااا ليتني أستطيع ولكنني سأدلك فأنا أعرف مكانها ، إنها بمركز التسوق الجديد
حكيم(ابتسم بإشراق):- صدقا ساعدتني مشكورة رنيمو …
ناهد(انسحبت على مضض):- عن إذنكما
رنيم(انتبهت للشرارة بينهما فآثرت التدخل):- يعني … بما أن الوقت يسمح يمكن لناهد أن تصطحبك إلى هناك لاقتناء الحقيبة ، أعرف بأنك في هذه الأمور لا علاقة
حكيم(نظر لناهد):- ربما لديها عمل
ناهد(استرسلت بخفة):- لا أبدا يمكنني الذهاب
رنيم:- فعلا إنها استراحة الغذاء أصلا
حكيم(زفر عميقا وأنهى توقيع الأوراق):- ممكن …
ابتسمت رنيم وهي تنسحب بعد إنهائه للتوقيع ، سحبت الملف وفرت هاربة وتركتهما على سجيتهما تلك اللحظة ، أشار لها حكيم بالمرور وانتظرها لغاية ما جهزت نفسها وغادر قبلها طبعا وركب محله وأخذ ينتظر حضورها ..
ناهد(ركبت بتأفف):- أيمكننا عقد هدنة لقد تعبت
حكيم(وضع حزام السلامة):- هل استسلمتِ يا ترى عجبا ما توقعت ذلك وبهذه السرعة
ناهد(كتفت يديها حين أقلع بهما):- من المفضل أن أطبق فمي لغاية ما نصل في سلام
حكيم(شغل المذياع):- يحتم ذلك …
نظرت ناهد للمذياع بحسرة حين صدحت أغنية (وإني راحلة لمحمد الحياني) ..أغنية كانت من مفضلات أمها التي رحلت دون وداااااااع ، لم تشعر بنفسها وهي تبكي بصمت لم يدركه فلم يلتفت صوبها قد بل ظل عقله شاردا في البعيد لغاية ما وصلوا لعين المكان ، وقتها فقط استدار إليها ليجد تجهش بالبكاء وشكلها يمزق القلب
حكيم(بصدمة):- ماذااااا هناك ؟
ناهد(أشارت للمذياع):- أغنية أمي …
حكيم:- ولما لم تطلبي مني إيقافها ؟
ناهد:- أحببت سماعها اهئ
حكيم:- أحببتِ سماعها وكأنكِ لا تعرفين أنها أطول بكثير من استطاعة صبرك …
ناهد(رمقته وهو يغلق المذياع ويزيل حزام سلامته):- اهئئ
حكيم(أخرج منديلا ورقيا وأعطاه لها):- عقلكِ عقل فأرة وأفعالكِ أفعال عنزة … امسحي دموعكِ وخلصينا ليس أمامي اليوم بطوله
ناهد(بقنوط):- يع ولا تملك حس التعاطف ولا اللطف ، من أين خلقت يا هذا ؟
حكيم(خرج فعلا):- من فضولكِ الذي لا يهمد
ناهد(مسحت دموعها على راحتها وأنزلت المرآة لتتأمل نفسها وإلى غاية ما اقتنعت أنها تمام نزلت ، ووجدته يكتف يديه وينظر إليها بنفاذ صبر):- يمكننا الذهاب
حكيم(حرك رأسه يمنة ويسرة وتحرك معها):- الصبر يا ربي الصبر
ناهد:- …هل ستسافر معك ابنتك ؟
حكيم:- أجل
ناهد:- امممم يعني ستطول سفرتك ؟
حكيم:- لا أدري
ناهد(تطالع تحركاته الآسرة وتتنفس بحرقة):- هل ستحضر لي هدية ؟
حكيم(رفع حاجبه وقد غالبه الضحك):- ألستِ كبيرة كفاية على انتظار الهدايا ؟
ناهد:- … لم يسبق وأن سافر أحدهم وأحضر لي شيئا
حكيم(أثرت فيه بجملتها العفوية ورمقها وهي تركض قبله):- مهلا …
ناهد(ركضت إلى أن وصلت لبائع التفاح المحلى):- أريد واحدة أريد واحدة
حكيم(أفلت ضحكة ساخرة من ثغره وهو يرمقه تصرفاتها الصبيانية):- هل هذه جنت ؟
ناهد(لاحظت امتعاضه فولت ظهرها للبائع):- لا عليك عمو البائع ، مرة ثانية
البائع:- تفضلي
حكيم(دفع ثمن اثنتين وتجاوزها ولا كأنه فعل شيئا):- … أسرعي
ناهد(نظرت للتفاحتين بيد البائع ثم تابعت نظرها نحو حكيم):- هل حقا اشتراها لي ؟
لم تصدق حركته لكنها أمام حلاوة متعتها لم تنتظر لتحلل تصرفه ، بل سارعت خطاها لتلحق به وهي تلتهم قضمة من هذه التفاحة وقضمة من الأخرى إلى أن وصلا للباب الرئيسي حيث توقف واستدار إليها بضحكة ..
ناهد(رفعت وجهها فيه):- ماذا ؟
حكيم(أخفى ابتسامته ودخل):- لا شيء
ناهد(أخذت تنظر من خلال زجاج الباب الرئيسي اللامع ووثبت أمامه لتصرخ):- يا ويلي ولا كأنني طفلة في السادسة من عمرها ، يا لخجلي …
قد كان أنفها كالبهلوان أما خديها فأكيد ذاقتا من حلاوة التفاح ما يناسب ، أما فمها فهذا لوحده كان حكاية فقد امتلأ بالسكر الأحمر وزاد من جمال شفتيها الرقيقتين ، وهذا ما انتبه إليه من خلال نظرته الأولية وسرعان ما تحرك لكي ينشغل بغرض الأميرة الصغيرة …
ناهد(مسحت سريعا حالتها ونظفتها):- الآن سيقول عني طفلة لا محالة ، حتى لن أجد بما أحتج لكنني مدمنة والمدمن مثل المجنون تماما …هااااا سيد حكيم
حكيم(توقف ونظر للناس الذين استداروا نحوهما):- ارفعي صوتكِ أكثر فلم يسمعكِ الدور العلوي بعد
ناهد(بحرج ابتسمت للناس وهي تتأسف مقتربة منه):- عدم المؤاخذة
حكيم:- يعني إن لم تأتيكِ المشاكل فإنكِ تخلقينها ، لا حول الله هيا أخبرينا أين يمكننا إحضار هذه الحقيبة أنظري إليها
ناهد(رمقتها بطرف عين ورفعت بصرها إليها):- إنها حجم كبير
حكيم:- طبعا يا ذكية نريد مثلها حجم صغير
ناهد(تنهدت وقتها بأسى):- يعني سيسافر معكما شخص آخر ؟
حكيم(نظر لمقلتيها اللتين كانتا ترتجفان):- وفيما يعنيكِ الأمر ؟
ناهد(ابتأست وهي تتحرك صوب زاوية الحقائب الصغيرة):- اتبعني
حكيم(جمع هاتفه وهو يرمق حركاتها):- ما بالها هذه الفتاة بمئة ألف مزاج
لم تنبس ببنت شفة بل أخذت تنتقي بين الحقائب إلى أن عثرت على الحقيبة المفقودة ، أمسكتها ورفعتها بوجهه ثم دفعت بجدعها نحو ركن الأداء ، هو لم يدقق ولم يرد التدقيق بل دفع ثمن الحقيبة وخرج أيضا ، وجدها تلوح لسيارة أجرة فرفع يديه بعصبية ورمى بالحقيبة في خلفية سيارته ووضع يده على جنبه
حكيم:- ماذا تفعلين ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 04-02-18, 02:30 AM   #800

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ناهد(لعنت سائق التاكسي الذي مر):- طر يا بغل أساسا لولانا لبقيتم في الشوارع تتسولون
حكيم:- اصعدي يا ناهد وكفي عن العبث
ناهد(أخذت تطل في الطريق بحثا عن سيارة أجرة):-عفوا هل تقصدني بكلامك ؟
حكيم(صفق الباب بنفاذ صبر):- وقتي ضيق دعيني أعيدكِ للشركة وأذهب بحال سبيلي
ناهد:- تمام اركب سيارتك واذهب ما المشكلة ؟
حكيم:- إنكِ تجعلين الحموضة ترتفع بمواقفكِ الغبية هذه
ناهد(رفعت حاجبها):- لا تنعتني بالغباء … ويكفي اليوم ما مررنا به رجاء أريد البقاء وحدي
حكيم:- أساسا لا أفهم نفسي لما أنتظر حدوث معجزة من معتوهة مثلك
ناهد(كتفت يديها):- شكرا على التفاح المحلى
حكيم(تحرك دون جواب):- شكرا على الحقيبة
ناهد(رمقته بحرقة وشعرت بالندم لما رأته مغادرا):- حكيييم …سيد حكيييم ؟
حكيم(توقف قبل صعوده ووضع يده على سقف السيارة):- نعم ؟
ناهد(ببؤس):- بلغ تحياتي لصديقتي الصغيرة
حكيم(حرك فكه وفتح بابه على وسعه):- لا تفتعلي المشاكل لن أكون هنا لإنقاذكِ منها
ناهد(شعرت بشيء يجذبها نحوه):-لن تتأخر صحيح ؟
حكيم(طرد أفكاره وركب محله):- وداعا يا طفيلية
ناهد(هدرت بدموع):- أحببت لقب آنسة مشاكل أكثر
حكيم(وضع يده على زجاج نافذته وضحك):- لن تفرق فالمعضلة واحدة …
طأطأت رأسها بدموع وهي تحاول تسجيل صوت محرك سيارته بعقلها الباطن ، شيء ما كان يجعلها تؤمن أن لقاءها به من جديد سيكون صعبا وغير هين ، لذلك رفعت رأسها لكن بعد فوات الأوان فقد تبخر وما عاد له وجوووود … وهذا ما جعل البؤس يستوطن قلبها وتركت العنان للدموع التي لا تدري أساسا علام تبكي …

في ذلك الوقت
زفر عميقا وهو ينتظر فتحهم لتلك البوابة اللعينة ، أخذ يزمر ويزمر لغاية ما فاض صبره وتم فتح البوابة بعد حين ، دخل مسرعا بسيارته ونزل هادرا في كل من يعترض طريقه ، و أساسا لم يجرؤ أحد على اعتراض طريقه فقد بدت ملامحه ثائرة بشكل لا يستوجب مغامرة …
بديعة(رفعت حاجبها وهي تضع صينية الأرز الذي كانت تنقيه على المنضدة):- هيييه يا عزيزي إلى أين تظن نفسك ذاهبا ؟
وائل(رمقها بطرف عين):- مساء الخير خالة …أنا هنا لأجل ميرنا
بديعة(نهضت إليه):- هههه …وهل نحن في وكالة من غير بواب ، ألا تراني يعني ؟
وائل(زفر بتأفف):- جئت لأراها فدعيني أقوم بما أتيت لأجله لطفا منكِ
بديعة(وضعت يديها على جنبيها باعتراض):- وأنا أرفض ..السيدة نائمة عد لاحقا
وائل(ابتسم بسخرية وأومأ برأسه):- ولكنني لا أملك ذلك الوقت اللاحق
بديعة(دهشت من جرأته):- تعال هنا ي هذا ، انتظر اسمع … يااااااا ولد
وائل(صعد كل درجتين بخطوة):- لا أحد قادر على منعي من رؤيتها فعذرا منكِ خالة ، قد اعترضتِ طريق الشخص الخطأ …
لم يبالي بها بل أتمم طريقه بحثا عنها لغاية ما وجدها بغرفتها كما توقع ، ها هي ذي معذبته المهلكة في كامل أناقتها ، الظاهر أنها تجهز نفسها للخروج يعني مستعدة ومبتهجة ولم تسمح لنفسها حتى بفرصة التفكير فيه ، …متى تغيرت لهذه الدرجة متى غادر كينونتها حتى ما عاد غضبها منه يستغرق وقتا وجيزا ، أين الحب أين العشق أين هو في قلبهااااااا أين ؟
ميرنا(رفعت رأسها تجاه الشرفة):- هممم ؟
ميسون(عادت منها وهزت كتفيها بتذمر):- إنه عمو وائل لم يكن بابا
وائل(أغمض عينيه بألم):- يعني ما كانت تتوقع حضوري …ألهذه الدرجة صدمتها ؟
ميرنا(لاحظت نظر ميسون المصوب نحو الباب ثم استدارت):- هاااا ..
وائل(لم يلاحظ انتباهها له فتراجع للخلف بخطوات وهنة):- إذن بقائي مثل عدمه …
ميرنا(تحركت صوب الباب وفتحتها بسرعة مستوقفة إياه بالرواق):- و…؟
وائل(توقف وهو يسحب أنفاسه العقيمة من آباره الجافة):- جئت لتوديعكِ فحسب
ميرنا(عقدت حاجبيها وجثمت محلها):- …لارد
ميسون(خرجت مطأطئة رأسها وبيدها كتاب وقلم):- خذي ميرنا .. سأرى خالتو بديعة
ميرنا(هزت رأسها بموافقة):- هااا
وائل(نظر بحزن لميسون):- … هل تتخذين مني موقفا الآن ؟
ميسون(تكومت الدموع بمحاجرها فجمعت قبضتي يديها وهي تنظر جانبيا):- لاء
وائل(انحنى برأسه وهو يطل عليها):- لما تبعدين نظركِ عني إذن ، أتشعرين بالخجل ؟
ميسون(رفعت عينيها وناظرته):- أنت غاضب مني
وائل(اتكأ بيديه على ركبتيه ليصل مستواها):- من أخبركِ بذلك ؟
ميسون(طالعته باهتمام):- يعني لست كذلك ؟
وائل:- ولما علي أن أكون غاضبا ؟
ميسون(نظرت جانبيا):- …..لأنني أسأت إليك غالبا
وائل(لامس أنفها بمرونة):- لم أغضب منكِ بالعكس احترمت صراحتكِ …
ميسون(برقت عيناها):- كيف ؟
وائل:- يعني ..أنتِ قلتِ ما يختلج صدركِ وأنا فهمته جيدا ، وفرحت لأنكِ لم تخفينه عني وتقبلين بالوضع تحت الضغط
ميسون:- ولكن بابا وبخني وأخبرني أن هذا أمر سيء ومن قلة الأدب
وائل:- هو من جهة صحيح .. لقد أذنبتِ ولكنكِ عبرتِ عن وجهة نظركِ رغم ذلك وهذه نقطة تحتسب لكِ
ميسون(بتفكير):- ياااه أسمعته ميرنا هو ليس غاضبا مني بالمرة
وائل(وضع يده على رأسها بحنان):- كيف سأغضب من سكرة النبض
ميسون(بخجل ابتسمت):- أنا سكرة النبض ههه ..أعجبني اللقب
وائل(قبل وجنتها):- تستحقينه
ميسون:- سأتفقد رعد مع داغر .. ميرنا تسمحين ؟
ميرنا(كانت ترفع ذقنها بإباء):- أهااا
ميسون:- عن إذنك عمو وائل
وائل:- يا لكِ من طفلة مهذبة ، اذهبي لكن قبل مغادرتي سأمر للتعرف عليه
ذهبت وتركتهما يلاحقانها بأعينهما حتى نزلت وكأنها كانت حبل الوصل الذي إذا انقطع كشفت أقنعة تحملهما ، جمع بسمته واستدار إلى ميرنا التي ناظرته بتعفف والتفتت للجانب الآخر متحركة صوب الشرفة المطلة على البحر ،..
"ففي مِشيتها تحرَّكت أمواجُ عِشقه ورَغبته في أن يَضُمها لصَدره ، في عِطرها تبَرعمت حكاياتُ صَمته وشَوقه لاحتِوائها ، في عُيونها التي حجَبتها عنه ألفُ أمنية وأمنيَّة للإمساك بنظرة شقيَّة مِنهما ، …أجل إنه يريد ذلك فلقد اشتاق إليها بحجم يفوق إدراك الكون …"
وائل(لحقها إلى أن وقف جوارها على حافة الشرفة يناظران معا الموج الأزرق):- منظر مبهج
ميرنا(تأملت المنظر باسترخاء):- …لارد
وائل(ناظر هيأتها الأنيقة واستدرك مشتتا انتباهه):- أعلم أنكِ غاضبة مني … لكنني أملك مبررات لكل تصرفاتي
ميرنا(نظرت للدفتر والقلم الذي أعطتهم لها ميسون وفتحته لتكتب):- °نظراتك هاربة من ذاتها ، إذا لم تكن مذنبا فعليك المواجهة فلماذا أرى التردد فيهما ؟°
وائل(تنهد باستسلام):- كالعادة ، أنا منهزم أمام كلماتك
ميرنا(سطرت على كلمة تردد):- .. °يعني° ؟
وائل:- من التقط تلك الصور أضمر لنا هذا الخصام ، ليس بيني وبينها شيء إنها متزوجة ومجنونة تعتقد بأنها قادرة على لفت انتباهي فقط لتنتقم لأنوثتها المهدورة بسبب زوجها الذي تسبب في سجني ، فهو الذي قتل سائقه ببيتي لأنه عاشرها …
ميرنا(فتحت عينيها بصدمة):- °ماذا ؟° ..؟؟؟
وائل:- لم أرد أن أسرد لكِ الحكاية بهذا الشكل ، يعني قلت لأتصرف بنفسي وأتحكم بالوضع لكن صعقت بالصور لأنني …. مهلا (صمت لحظة)…كيف لم أنتبه تلك الصور التقطت يوم خطفتها كرهينة لأعرف مكان أختكِ ميرا ، وقد كان …. اللعنة
ميرنا(ما فهمته لذلك تابعت الكتابة):- ° من كان .. أكمل°
وائل(ضحك بغبن ومسح على شعره):- آه على تصرفاتك التي تفاجئني كل حين ، لكن لما أشعر بالصدمة ؟
ميرنا(باهتمام):- °أخبرني ماذا تقوووول عمن تتحدث ؟°
وائل(أغمض عينيه ورأف لحالها واقترب خطوة منها مساندا ، فهو لن يخبرها أنه حكيم حتى لا تتخذ منه موقفا وتكرهه بسببه):- لا تشغلي بالكِ ، من فعل ذلك أضمر لنا السوء ولكنه لم يفلح فأنتِ تصدقين نزاهتي صحيح ؟
ميرنا:- °أصدق نزاهتك ، ألست أنت من قبَّل جوزيت أمام عيوني ؟ °
وائل(تنهد عميقا ووضع يده على كتفها):- أجبِرتُ لأجل الطفل
ميرنا(نظرت إليه بحزن):- …°أيا كان من بعثها فهو أرادني أن أتخذ منك موقفا ، وبصراحة قد نجح ومثلما ذكرت هذا الصباح نحن بحاجة لوقت مستقطع بيننا وائل °
وائل(لامس ظهرها بيده):- أما زالت جراحكِ تؤلمك ؟
ميرنا(تشنجت من حركته فقد أربكها وجعل القشعريرة تسري بجسمها):- …هممم
وائل(أزاح يده واقترب منها أكثر ليجذبها إليه):- أنتِ مني … هل تريدين إبعاد نفسكِ قسرا ..ألا تعتقدين أننا نشكل الماء والهواء لبعضنا بعضا ، نحن نكمل بعضنا ونحتاج بعضنا ونريد بعضنا فلما تريدين الابتعاد ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وعطره يتسرب إليها كالسم القاتل):- …لا
وائل(أمسك كفها بكفه ثم جذبها لقلبه):- أتنوين هجر قلبكِ ميرنا ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي تحرك رأسها برفض):- … و..لا
وائل(أفلتها وتركها على سجيتها):- حسنا اكتبي اكتبي لنرى
ميرنا(عقدت حاجبيها من عصبيته ووضعت القلم وسط الدفتر وكتفت يديها لتطالع البحر):-….لارد
وائل(أمسك القلم وكتب):- ….اشتقت
ميرنا(هربت عينها للكلمة فسرت فيها حرارة غير عادية):- أ…
وائل(دنا منها ووضع إصبعيه بفكها ليلامسه بحنان):- أما اشتقتِ لوائلكِ ؟
ميرنا(طأطأت رأسها متملصة من ملمس يده):- …هممم
وائل:- قولي ارمي نفسك بالبحر لتسامحيني .. سأفعلها
ميرنا(ضحكت من جنونه):- هههه
وائل(غافلها وصعد بخفة على حافة الشرفة واستقام):- ماذا تقولين ؟
ميرنا(شهقت بفزع وهي تطل برأسها نحو الأسفل حيث توجد أطنان من الأحجار لو سقط سيمووووووووت):- هم لا لا لا لا ….
وائل:- تسامحينني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(هزت رأسها بموافقة وهي تجمع يديها والدموع تنهمر من عينيها):- اهئئئئئ
وائل(ابتسم بانتصار ورفع يديه للسماء):- أخيراااااا بعض الجنون أفادنا معكِ يا راجية ، ميرنااا العنيدة قد سامحتني يا بحر هل تسمع ذلكككككككككك لقد سامحتني يسسسسس ههه
ميرنا(عضت طرف شفتها وهي تشير له كي ينزل):- ه…يا …ول …
وائل(انحنى بملوكية وهو يلعب بأعصابها):- يعني فرضا نزلت وعدلتِ عن قرارك ؟
ميرنا(وضعت يدها على قلبها وهي تشهق):- لالالالالالا …
وائل(علم أنه أرهق أعصابها لذلك آثر النزول):- لأجل عيونكِ الفزعة فحسب سأنزل ..هيا أمسكي يدي
ميرنا(مدت يديها معا بخوف عليه):- هاااا
وائل(رمق اللهفة بمقلتيها فشعر بالغبطة):- ما كنت أعلم أنكِ تعشقينني لهذه الدرجة ؟
ميرنا(باستجداء):- …اممم
وائل(أشفق عليها لذلك أمسك طرف يدها وقفز بخفة ليدفعها على الجدار ويمسكها في قبضته وعيناه تحكي شغفا آخر):- مشتاااااق لطعم ثغركِ يا ساحرتي الشقية …
ميرنا(ارتعش فمها وهي ترمق نظراته المجنونة):- ..و … أ…
وائل(قبل أن تدرك كان يطبع قبلة قاتلة على طرف شفتها):- آه يا شقاااااائي
ميرنا(أغمضت عينيها وهي مسحورة فيه لوهلة قبل أن تنظر جانبيا بشكل متوجس):- و..لا لا…
وائل(عقد حاجبيه من تصرفها لما ابتعدت عنه):- ما الذي يحصل لكِ ، أما اشتقتِ لي ميرنااااا إن تصرفاتكِ تزعجني
ميرنا(ابتلعت ريقها ومسحت دموعها):- همم
وائل(رآها وهي تبتعد عنه وحرك رأسه بنفاذ صبر ليمسكها مجددا من ذراعها ويجذبها لحضنه):- ….أيا كان ما يجول في فكركِ فاطرديه ، لأنكِ لموطني تنتمين ضعي هذا برأسكِ جيداااا ميرنا
ميرنا(انزعجت من خشونته معها التي لم تعتدها قط):- اهئئئئ
وائل(بندم أمسك وجهها بكفيه):- آسف آسف حبيبتي …لم أقصد أن أخيفكِ …ميرناااا ؟
ميرنا(وضعت يدها على عينها لتزيح الدموع):- …لارد
وائل:- إنني أقاوم وأقاوم … طوال هذه المدة انتظرت خبرا منكِ لأصطدم بعدم معرفتكِ بالأمر ولا ألومهم لأنهم لم يخبروكِ …ربما لو كنت محلهم لفعلت المثل فقد كنتِ متعبة وخروجك كان سيؤذيكِ …
ميرنا:- …لارد
وائل:- أنا بحاجة تعاضدكِ معي .. لأنني أريدكِ ميرنااااا أريد أن أتزوجكِ وقد كنت جادا فيما قلته ، ولكن أنتِ من تأبى ذلك ولا أدري سبب رفضكِ حتى
ميرنا(أشارت له بالصمت وأمسكت على أذنيها):- …لارد
وائل(بتعب شدد قبضته على ذراعيها):- أعطيني ردا واحداااا وسوف أحترم قراركِ بشرط انتظار الوقت المناسب ، هيا اكتبيييييييه ميرنا اكتبيه
ميرنا(رأته وهو يجرها بعنف عائدا بها لحافة الشرفة ثم أمسك القلم ليغرسه في يدها):- اكتبيييييي
ميرنا(اهتزت من صراخه وأخذت تطالعه):- ….°من أنت ؟°
وائل(صدم بما خطته على حين غرة):- ميرنا أنااا …ضائع ضائع بدونكِ صدقيني
ميرنا(رمت القلم وهربت مبتعدة عنه):- ...
لارد
وائل(بانهزام):- … أثناء مجيئي سمعت مقطعا غنائيا على أثير الإذاعة ، أظنه يناسب حالتي معكِ تماما ميرنا .. فعلا ألا حبذاااا
ميرنا(عقدت حاجبيها واستفهمت منه بعينيها لما استوقفها بنبرة صوته الحزينة):- هممم ؟
وائل(فهمها وابتلع غصة صدئة ليردد بعدها):-
ألا حَبذا
حبيبٌ تحمَّلت مِنه الأذى

بنفسِي يا من أشتكي حُبهُ
ومن إن شَكا الحُبَّ لم يكذبِ
ومَن لا أبالي رضَا غيرهِ

إذا هو سُرَّ ولم يغضَبِ
ألا حبذا حبذا حبذا …….
ميرنا(مع آخر همسة منه وجدته يتقدم نحوها لذلك ناظرته بنفاذ صبر وأرخت كتفيها):- همم
وائل(لاعب خصلات شعرها ورتبها بإمعان وأطل عليها):- ألا حبذا يا حبيبة تحملتُ منها الأذى ، يا من لا أبالي رضا غيرها ، إذا هيَ سُرَّت ولم تغضبِ …..أنتِ أنتِ في الروح مكانكِ .. فلا تحني رأسكِ بحثا عن أجوبة أنا سأنتظركِ ولو قضيت عمري كله فلن أتعب …
ميرنا(هزت كتفها بقلة حيلة وبعمق الامتنان شبكت يديها):- ها
وائل(زفر عميقا وضغط على خصرها قليلا ليدفعها نحوه ويحتضنها):- … أحبكِ …
ميرنا(تشبثت بقميصه وهي بحضنه وأغمضت جفنيها):- … … هاااا
وائل(ابتسم وهو يعانقها مغمض العينين):- عطركِ الشقي يثيرني
ميرنا(ضحكت وهي تفتح عينيها بلمحة بريئة):- ههه …
وائل:- ههه اضحكي أنتِ من يليق بها ذلك
ميرنا(دكت رأسها بحضنه ولكن سرعان ما ابتعدت وهي تلتقط الدفتر):- °حكاية دلال ستقفل للأبد ، ولن تكذب علي من جديد ، وتضحيات ما تضحيات لا نريد سوف لن تتحمل مسؤولية أحد ، ستصارحني بكل شيء وهذه شروطي لتفعيل الصلح°
وائل(قرأه بعدم تصديق):- نعم نعم تفعيل الصلح يا بعدي ؟
ميرنا:-°يا إما هكذا يا إما سننفذ ما طلبته ، سنأخذ وقتا وجيزا في علاقتنا أساسا نحن نهذي وما عدنا مثل السابق°
وائل:- باستثناء رفضي لسفركِ لكنه لمصلحتكِ ولأجلكِ سأتحمل هذا الغياب ، يعني أملك أملا لأصبر لكن لو ذهبتِ ونحن متخاصمين سوف ترجعي ولن تجدي مني سوى السلام
ميرنا:- °ما قصدك ؟°
وائل(ببؤس):- هيا ميرنا ….أنا أصلا متضايق لذهابكِ معه
ميرنا(أغلقت عينيها ونظرت جانبيا ثم عادت لتكتب):- °هو يحميني دوما وفي الوقت الذي كنت فيه تضحي لأجل غيري كان هو معي°
وائل(بانفعال):- أجل أجل فهو لا يفلت فرصة كهذه على الإطلاق
ميرنا(بعصبية):-°أقله لم يخذلني مثلك °
وائل(ضحك بغبن):- حقا … لم يخذلكِ هاه ، امممم إذن لأخبركِ بهذا فمن التقط… انسي الأمر
ميرنا(دفعت الدفتر وهمت بالمغادرة):- °أصلا لا أريد سماع أي شيء°
وائل(خطا بخطوات جادة صوبها معترضا طريقها):- لا سوف تسمعينني ميرنا سوف تسمعين لما أريد قوله لأنني متعب وأنتِ لا تنفكين تزيدين الطين بلة ، أي نعم أعترف بخطأي ولكن لو أحصينا مجمل الخطايا سوف لن ننتهي ، فأي وجع يستحق الغفراااااان .. لعلنا نخرس جوع الحقد الذي يتآكل صدرنا بغية الانتقام
ميرنا(تحركت مجددا):- …لآ
وائل(أمسكها من ذراعها بقوة ودفعها إليه):- لن تهربي لن تهربي ميرناااااااااااااا
ميرنا(هزت رأسها ودفعته بوهن عنها):- و…ل…
وائل(أمسكها بإحكام وغلبه شوقه إليها لذلك اعتصرها في صدره بقوة):- لن أطلق سراحكِ من جديد أنتِ لي
ميرنا(استكانت وهي تقاوم مشاعرها الدفينة):- … امممم
وائل(قبل رأسها وهو يغمض عينيه مهدهدا إياها):- لا تقااااااومي ….أنتِ وكل ما فيكِ ملك لي
ميرنا(زفرت بدوار وفتحت عينيها لترمق شبحا يقف جاثما بلا حراك):- …ح…
كان موجودا أجل ،،،، قد جاء بفرحة ولكن السيد وائل حول الفرحة لحزن ، قبل أن ترمش مرتين كان قد اختفى لذلك نظرت لوائل وابتعدت عنه وهي تمسح على رقبتها بتوتر ، لم يفهمها بل اعتقد أنها تتصرف هكذا لأنه يضغط عليها …ولهذا آثر التمهل رغم أنه يرغب في صميمه بأسرها في قبضته دون فكااااااااك …
ميرنا(عانقت الدفتر وتحركت مشيرة للدخول):- ها…
وائل:- تطردينني صح ؟
ميرنا(كانت تسير بارتباك وهي تبحث عنه بعينيها):- لا …
وائل(أمسك كفها فجأة واستوقفها):- … أتشعرين بأنني تسرعت ؟
ميرنا(باستسلام نظرت إليه):- أهااا
وائل(مط شفتيه وبتفكير):- حسنا …أنا معكِ في الابتعاد هذه الفترة لتفكري مليا في ما عرضته عليكِ ، ولتخمني في علاقتنا أكثر أترك بيدكِ الفرصة ميرنا وسأنتظركِ حتما
ميرنا(تأثرت جملته):- أهاااا
وائل(قبَّل يدها وأتمم معها المسير):- لن أشغلكِ أكثر ..لكن متى طائرتكم ؟
ميرنا(أشارت بأصابعها برقم 8):- ..همم ؟
وائل:- الثامنة فهمت …
ميرنا(نزلت معه للصالون وكانت بديعة تكتف يديها بحنق):- امم
بديعة:- ثاني مرة لا تأخذ راحتك بقصرنا يا ولد ، أنا مدبرته وعليك احترامي وأخذ إذني
وائل(ابتسم لها):- كانت هفوة بسيطة
بديعة(لمحت نظرات ميرنا):- امم امم دوما ما تقولون ذلك ، أ يلا هل ستبقى هنا اليوم بطوله لدينا عمل كثيرا يا هذا
وائل:- سأودعها أتمانعين على ذلك أيضا ؟
ميرنا(أتممت معه المسير حتى الباب):- … لارد
بديعة(صغرت عينيها فيه):- حمممم شباب آخر زمن ..
وائل(خرج بها وكأنه يريد ذلك عمدا لكي يقنعها بأنه سيملكها تحت أي ظرف كان):- اهتمي بنفسكِ
ميرنا(وقفت بجوار شجرة بينما رمقته وهو يقترب ليقبل جبينها):- حا …
وائل(بحسرة وضع يديه على خدها):- أشعر بالحسرة ، ليتني قادر على مرافقتك لكن الأمر صعب بالنسبة لي ،… المهم لن أجعلكِ تنشغلين بي ، فقط فكري بعمليتكِ وبأننا في انتظار عودتكِ لنا وسأتابعكِ من بعيد ستسمعين صوتي وقتما شئتِ ...
ميرنا(طأطأت رأسها غبنا):- هممم
وائل(غافلها وضمها إليه):- سأشتااااق سأشتااااق لكل ما فيكِ حبيبتي
ميرنا(زمت شفتيها بدموع وفتحت عينيها وهي تتنهد ألما):- ….لارد
وائل:- لن أطيل عليكِ … أراكِ بخير
لم يستطع التحمل لم يستطع الاستمرار في البقاء مواريا للأنظار ، إن ذلك الوائل يخط أرضا تخصه ويصعب عليه أن يبقى صامتاااااا هكذا ، لذلك قرر الخروج إليهما ليوقف تلك المهزلة ، لكن كفا صغيرة أمسكت كفه وجذبته ليبقى خلف الجدار ساكنا
ميسون:- ..بابا حبيبي
حكيم(هز رأسه بحزن وابتسم على مضض):- ماذا تفعلين هنا ؟
ميسون:- كنت مع رعد
حكيم(ابتلع ريقه):- … هل خاطبتِ عمكِ وائل ؟
ميسون:- اعتذرت منه …
حكيم(بتفكير):- جيد .. يعني ..اعتذري منه مجددا هيا قومي بذلك قبل ذهابه
ميسون(رمقت لهفته وعقدت حاجبيها):- حاضر …
حرك عنقه مرتين وهو يشحن نفسه بالصبر ، أجل الصبر فهو لا يملك غير ذلك الآن … أخذ يراقب خطوات ميسون التي قاطعتهما وقد أفلحت في إبعادهما لما شغلت وائل باعتذارها ، لحظتها استدارت ميرنا عفويا للخلف ورمقت ظله هناك فتحسرت وهي تنسحب عائدة إليه … لاحظ وائل تحركها ولكنه انشغل بكلام ميسون وترك ميرنا على سجيتها تلك اللحظة ، هنا كان حكيم يتكأ على الجدار وينظر لغيوم السماء وتشكلها المهيب وبين وهلة ووهلة يعيد النظر إليهما ثم يشيح نظره مجددا …
حكيم:- آه يا ربي إلى متى علي أن أتحمل ، وددت لو هاجمته ولكمته مرارا وتكرارا كي يبتعد عنها ويفارقها ولكن لم أرغب بجرحها فلو فعلت ستمقتني حتما وتتحول سفرتنا إلى جحيم …تتت سأطل عليهما ما ربما يكون قد غادر و …
ميرنا(فاجأته بحضورها حين أطل هذه المرة وكتفت يديها مقابله):- همم ؟
حكيم(صدم بها وارتبك وهو يعدل وقفته وينظر لساعته):- لقد تأخرنا ميرنا وعلينا الذهاب للبيت
ميرنا(أمسكت يده وطالعت الساعة بإمعان):- هااا
حكيم(حك ذقنه ونظر خلفها):- وائل … ماذا قال لكِ يعني ..هل أصلحتما الأمور بينكما يعني .شكلكما كان مرتاحاااا أحم
ميرنا(هزت رأسها وجذبت يده):- ..ه..يا ..
حكيم(لم يفهم تصرفها ولكنه طاوعها):- يعني لم أشأ إزعاج حضرتكما ، ثم ميسون أصرت على الاعتذار وأنا ما استطعت إيقافها ، إنها طفلة مدللة ورغباتها مجابة كما تعلمين احم …
ميرنا(ضحكت من كذبه الواضح ووصلت به إلى هناك):- هه …
وائل(كان يتابعهما من البداية):- حكيم الراجي
حكيم(أبعد عينيه عنه ونظر لميسون):- أهلا بوائل رشوان قد رأيناك اليوم بشكل متكرر ، خير إن شاء الله ؟
وائل:- يعني ..لنقل حكمة الظروف
حكيم(بلؤم):- حكمة الظروف أم استغلالها ؟
وائل:- هاااا رائع أن أراك تتطرق للاستغلال ، بنظرك من منا يستغل الظروف بشكل مروع أنا أم أنت؟
حكيم(فهم أنه يتحدث عن الصور):- هههه … على الرحب والسعة عزيزي وائل ، أقله نحن نحارب بها علانية ولا نخشى أحدا والعتب على من يطعن في الظهر
وائل(ما استوعب كلامه):- أكيد أنت تتحدث عن شخص آخر
حكيم:- ميسون … اذهبي مع ميرنا وعدلي أغراضكِ بالحقيبة قد أحضرتها لكِ كما طلبتِ
ميسون(قفزت بفرح):- يااااه أصبحت لدي حقيبة شبيهة بحقيبتكِ ميرنا
ميرنا(كانت تتابع شرارة الغضب بينهما):- ..هاااا
ميسون(أمسكت كف ميرنا وجذبتها قسرا معها):- هيا هيااااااا
حكيم(فور ذهابها):- أنتم أقذر قوم عاشرتهم كيف تمكنتم من التفكير في ذلك الفعل الشنيع ؟
وائل(بغيظ جابهه):- كيف تجرؤ على التقاط صوري مع تلك المجنونة ، ما الذي كنت تتوقعه بعد نشر تلك الصور أن ميرنا سوف تهجرني ههه هيا بليز لا تكن ساذجا فميرنا ذكية كي تفهم أن تلك المرأة مجرد شيء عابر قد مضى ولا يستحق التدقيق
حكيم(خاب ظنه):-… أقله أقر بأنني قمت بالتقاط الصور ، أجل فعلت ولو تسنح لي فرصة أخرى سأعيدها لأنني أمقتك وائل رشوااااان ….
وائل:- وأنا ما انتظرت حبك ، طوال هذه المدة نساير بعضنا وفق الظروف لكن ماهية مشاعرنا واضحة ولن تتغير ، بالفعل قد خيبت ظني بذلك التصرف فآخر شخص توقعت بأنه سيفكر بهذا هو أنت …كيف أعمتك بصيرتك وتصرفت بتلك الدناءة ؟
حكيم(أشار له بعصبية):- لا تتطاول هنا ، فلست أنا من فكر بسرقة أوراق شركتي لأجل إفلاسها
وائل(عقد حاجبيه بعدم فهم):- عفوا …ماذا تهذي ؟
حكيم(رمش وهو ينظر إليه فمن البداية هو يعرف أنه لا علاقة لهم بفعل جدهم ولكنه لم يصغي لحقيقة مشاعره بل قرر التصرف وفق غيظه):- …بلى تعرف ولا تستهبل …لقد رأيتم بأن شركتنا تكبر يوما بعد يوم وهذا أرعبكم وخشيتم أن ندمركم في السوق ، فبما فكرتكم حضرتكم قررتم طعننا في الظهر وسرقة مستنداتنا لكي تضعفوا قوتناااااا ، ولكن هيهات عليكم قد نسيتم أنكم تلعبون مع الطرف الخاطئ
وائل:- مهلا مهلا ….ما الذي تقصده بهذا كله من سرق مستنداااااتكم ؟
حكيم:- جدك … ضرغام رشوان ، هيا وائل لن تقنعني أنه ليس لديكم علم بهذاااااا ، أكيد اتفقتم عليه جميعا وقررتم تطبيقه ولكنكم فشلللللللتم
وائل(بنفاذ صبر):- اخررررسس ولا تتابع هذيانك لأنك تعرف بأنه يستحيل أن نوافق على هذا الهراااااااااء ،، إنه جدي أجل آخ متى سيهمد ويتركنا في حالنا
حكيم:- هههه كذبة أخرى أليس كذلك ؟
وائل(بعصبية):- أنا لا أكذب …أنا أخفي الحقائق لأجل أحبتي ولكنني لست كاذباااااااا ، خلافا عنك فلقد خدعتني وقمت بطعني في ظهري لحظة التقاطك لتلك الصور ، تخيل معي لو سمعت ميرنا أنك من التقطها أتتوقع أنها ستبقى هنا لحظة واحدة ؟
حكيم(أظلمت ملامحه):- ..أتهددني ؟؟؟؟؟؟؟؟
وائل(تحرك من هناك):- لست أهددك .. لكنني أضعك أمام خطاياك كي لا تحسب نفسك بذلك الذكاء ، تجاوزت عن إخفائكم أمر سجني عن ميرنا لأنها كانت مريضة ، لكن محتمل ألا أتجاوز فعلك هذا حكييييييييييم
حكيم(أغمض عينيه):- أنا لست تحت رحمتك يا رشواني ، لو كنت تود إخبارها كنتَ فعلت ذلك لحظة وصولك لكن أرى أنك مثلي تفكر بمصلحتها قبل كل شيء … هي ستدخل لعملية دقيقة ونفسيتها لو كانت صفرا سوف لن تمضي الأمور على خير ، ولك حسن التصرف
وائل(لم يجبه بل غادر مباشرة):- …. افعل ما تحسب نفسك قادرا على فعله حكيم ، لكن دعني أذكرك أن ابنة عمك ما كانت لك حتى تعود إليك…
حكيم(بنفاذ صبر هدر من محله):- بل كاااااااانت وستبقى لي …
وائل(توقف ووضع يده على جنبه مستديرا إليه):- أحقا تظن بأنك أول من دخل حياتها ؟
حكيم(بعدم فهم):- نعم ؟ هل تظن بأنك أنت الأول ؟؟؟؟؟؟؟ إنها ابنة عمي لقد ولدت على يدي
وائل:- معك حق … لو خصمنا سبع سنوات من عمرها الأول سوف نقول بأنك وقتها أحببتها ، إذ يستحيل أن تعشق رضيعة ؟
حكيم(اقترب منه بعصبية):- ما الذي تحاول قوله ؟
وائل(ابتسم بانتصار):- … صدقني حين أخبرك بأنك لست الأول في حياتها عزيزي حكيم .. لقد حكمت الأقدار بأن تجمعني بها ، هذه السنة وقبل 8 سنوات وقبل 17 سنة وقبل 20 سنة حتى
حكيم(لم يفهم مقصده):- عن ماذا تتحدث ؟
وائل(بثقة):- …أتحدث عن حكايتي مع ميرنا .. لا تحسب أن عشقي لها حديث أبداااا قد عشقتها منذ الطفولة مثلك تماماااااااا أو ربما في نفس الوقت الذي عشقتها أنت فيه ……..
تركه مصعوقا بما قاله فهذا أبعد له من الخيال ، ماذا يقصد وكيف يتحدث بهذه الثقة …لم يفهم منه أي شيء قد تركه مشدوها محله وغادر وهو يرسم على وجهه ابتسامة نصفها تعاسة ونصفها أمل ، إنه موقن من النهاية في صميمه لذلك نظر للقصر نظرة أخيرة وركب سيارته وانطلق مغادرا بقلب مطمئن أقله وضع النقاط على الحروف … هنا تلقى حكيم اتصالا من رجاله يفيدون بأن ضرغام رشوان قد استلم الطرد ، وهذا ما جعله يمتعض ويصغر عينيه بوعيد انتقام ، فلن يهمد حتى يرد لهم الصاع صاعين ….
بديعة(قاطعت حبل أفكاره):- يا للحيرة ماذا سأفعل بغيابكم يا بني ؟
حكيم(خرج من قوقعة شروده واستدار إليها مبتسما):- ستهتمين بميار
بديعة(وضعت يدها على خصرها):- أنا أهتم بذلك الهمجي يستحييييييل إنه فوضى عارمة شخصيا أفضلك أنت لأنك عاقل وأصيل
حكيم(أمسك يدها بحنو):- وهو فوضوي وثائر لذلك يستحب رعاية خاصة ، اسمعي لن أؤمن عليه عند أي أحد سواكِ ثم هو لا يملك مدبرة منزل فطعامه هو الأخير يتكفل رجاله بطهيه ، وتنظيف البيت يقع على عاتقهم يعني لا يسمح بدخول أي امرأة إلى طاقم خدمه … ألا تعتقدين أن هذا راجع لعدم ثقته بالآخرين ؟
بديعة(رأفت لحاله):- أحقا … حسنا حسنا لا تنظر إلي بعيونك الناعسة تلك ، موافقة ولكن بشرط إذا ما أزعجني سأحمل نفسي وأعود إلى هنا
حكيم(ابتسم لها):- وهذا هو عز الطلب …/ داااااغر هل تنزلون الحقائب من كوكب المريخ ؟
تم وضع كل الحقائب بالسيارة وودعوا بديعة التي فارقتهم بالدموع ، أما ميسون فقد أوصت البستاني على شجرتها بسنت وعلى مهرها رعد أيضا ، وقد وعدها برعاية خاصة طمأنت قلبها أما ميرنا فور نزولها بحثت بعينيها عنه وفهمت أنه غادر حين رمقها حكيم بحدة وهدر فيها كي تصعد للسيارة ، فعلت أجل وفي قلبها ألف سؤال ما الذي دار بينهما حتى تعكر مزاج حكيم لدرجة ما كاد يطيق كلمة لميسون …
ميسون(تكتف يديها خلفهما بالسيارة وهي تهز كتفيها):- لن نلحق لن نلحق
حكيم:- ميسوووون قلت كفى ، إن غادرن ماذا سيكون بيدي أن أفعل
ميسون(بتذمر):- أخبرتني دينا أنهم ببيت العائلة في انتظار أبيهم ، إذا ما جاء ستضيع فرصة لقائي بهم حتى عودتنا من روما
حكيم(حول عينيه وهو يستمر في طريقه):- … الله يجيبك يا طول البال
ميرنا(أطلت عليه):- هممم ؟
حكيم(انتبه لها وهو يشغل نفسه بالطريق):- لا شيء ما تهتمي
ميرنا(°أعرف أنك لن تخبرني بالحقيقة ستخفي وستقاوم وستدعي أنك بخير ولكن … كما تريد°):- هاااا ..
ميسون(انتفضت):- ياااااه رسالة من دينا تخبرني أنهم ما يزالون ببيت العائلة ، بليز بابا حبيبي أسررررع
حكيم(غالبه الضحك من تصرفاتها):- كان ينقصني تلك العصابة ، لا أدري كيف ستبلون بمؤسسة واحدة
ميسون:- هههه سنكون أحلى رفقة ..
حكيم(ضحك مع ميرنا):- لا واضح أن أول شكوى سنحظى بها ستكون بسببكم ..أساسا لم يبقى سوى بضع أسابيع …
ميسون:- سيوازي ذلك عيد ميلادي …
حكيم(أوقف السيارة فجأة حين تذكر ذلك):-…لارد
ميرنا(بجزع نظرت حولها معتقدة أن هنالك من يتربص بهم):- هااااا ؟؟؟؟؟
ميسون:- بابا ماذا حصل ؟
حكيم(أغلق عينيه برجفة محاولا جهده ضبط أعصابه):- …أ.. لا شيء
ميرنا(أمسكت يده واقتربت منه):- ح…؟؟؟
حكيم(ربت على يدها وأقلع مجددا وهو يحاول تهدئتهما):- لا تشغلا بالكما …تذكرت شيئا عابرا
ميرنا(استدارت لميسون وأومأت لها بأن ترتاح):- أهااا
ميسون(أمسكت على قلبها براحة وغطست مجددا في حديثها مع دينا):- حسنا …
حكيم(نظر إليهما بحسرة وهتف في سره):- هل نسيت عيد ميلاد ابنتك يا حكيم ، إنه أول عام لك معها أول عام تكون فيه ابنتك معك وتحتفل بها ، هيا حكيييم كيف نسييييت ذلك كيف
أمضى الطريق كله في أفكار غريبة لم يستطع كبحها وربما في بيت العائلة سيتمكن من ذلك ، يعني حتى لو حبذ خلاف ذلك هل ستتركه نساء الراجية على خير ما يرااااااام يا ترى ههه لنتابع ؟

في بيت الراجي
مديحة:- ههه اسمعوا يا بنات اسمعوا ماذا تقول خالتكم ، أهكذااااا تنعتين ابني بالحشري ؟ أقله ليس كالعالة ابنتكِ المدللة التي لا تعرف باب المطبخ من ناااااااافذته ؟
عواطف(شهقت بغيظ):- أتنعتين ابنتي بالعااااااالة … هل تعايرينها بمرضهااااااا يا مديحة ؟
مديحة(رفعت شفتها):- والله أنتِ من بدأت ، ما كان عليكِ الرد على سماح بتلك الطريقة
عواطف(نظرت لسماح الشيطانة):- أساسا تغيرتِ كثيرا منذ مجيئها ، ما عدتِ أختي ولن تصبحي كذلك طالما تهينين ابنتي بدون خجل
مديحة:- ولا أنا أتشرف بهذه الأخوة طالما تضعين ابني محط وضاعة لا يستحقها
جلنار(مثل محضر الصلح):- ما هكذا تورد الإبل يا هوانم الراجية ، عيب والله عيب عليكما … جدتي قولي كلمة ؟
نبيلة(كانت تنظر إليهما بتمعن):- أفكر بأن أقوم بفعل فالكلام ما عاد ينفع معهما
جلنار:- ياااااي حماس أتوقع بأنها ستضربكما بعصاها على كبر ، انتظري جدتي سأصور اللحظة التاريخية فهي تستحق التأريخ
مرام:- هوووه جوجو لا تزيدي البنزين
جلنار:- ألا ترين معي أن الطرح قد صار في أوجه بينهما هههه
عواطف(جلست بالطرف):- أساسا ما توقعت منكِ أن تؤازري ابنتي ، حتى لم تقولي لها الحمدلله ع سلامتك وكأنها عدوتكِ وليست ابنة أختك
مديحة(جلست مقابلها بالطرف المقابل):- مثلما أنتِ ألقيتِ باللوم على ابني يا عواطف أنا أيضا أرى أن ابنتكِ مذنبة
عواطف:- يا ترى هل ابنتي التي راحت وعادت بطفلة في عمرها سبع سنوات ، في نظرك هل حكيم كان مختفيا بسببها ، يعني غير معقول أن يقرر العودة فجأة بعض مضي سنوات ، أكيد للطفلة دخل
مديحة(نخر كلام عواطف في عقلها لكنها رفضت الرضوخ):- ما شأنكِ عواطف ، لقد افترقا والحمدلله على ذلك إذن يا دار ما دخلك شر
عواطف:- لؤمكِ ذاك سوف يزيد الضغينة التي بيننا وقد نخسر بعضنا للأبد
مديحة(وضعت يدا على أخرى):- لست أنا من بدأ هذه الحرب ، ابنتكِ
عواطف:- بل ابنكِ …
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض):- اخرسااااااااااا … لا أود سماع صوتكما عيب والله الرجل في صالوننا وأنتما هنا تتجادلان ، هيا تحركا وقوما بضيافته فورا
مديحة(رمقت أمها بطرف عين):- ولكنكِ لا تنصفيننا أمي ، قولي كلمة الحق
نبيلة:- كلمة الحق هي كالتالي ،، أنكِ أنتِ وهي تجعلانني أفكر بترك هذا البيت والخروج منه دون رجعة
عواطف(بجزع):- أميييييييييي …أين تفكرين بالذهاب ؟
نبيلة:- أرض الله واسعة ، وألف بيت يفتح مصراعيه لضيافة نبيلة الراجي فلا تدعانني أنفذ تهديدي تمام …انهضا الآن من وجهي هياا هياااا
جلنار(صفقت ثم انحنت بملوكية):- وقد صادقت ملكة الراجيات على هذه القضية ،رفعت الجلسة
مرام:- هههه والله عليكِ جنون يا جوجو عالم
سماح(نهضت خلف مديحة للمطبخ):- هكذا كوني قوية ولا تعطيها فرصة لتزعجكِ ، قال ماذا تريد أن تضعف جبهتنا هاااااء ما حزرت
مديحة(أخذت تحرك آنية القهوة على النار):- دعيها تهذي لأنني لها بالمرصاد
عفاف(شاحبة اللون ويبدو عليها التعب):- أمي …أستأذنكِ بالخروج قليلا لبعض الوقت
عواطف(استغربت وهي تستدير إليها):- المفروض أنكِ لن تداومي اليوم يا ابنتي ، خيرا ؟
عفاف(ابتلعت ريقها وهي تشير للخلف):- نهال ليست بخير سأحضر بعض الفيتامينات لها ثم أعود
عواطف:- أما زالت نائمة على حالها ؟
عفاف(ببؤس):- أجل …
عواطف:- حسنا اذهبي يا صغيرتي سوف أتفقدها بعد قليل
عفاف:- حبذا لو تفعلي أمي ، إنها لا تستجيب لي ولم تتناول أي شيء …وكي لا تزعجها بقية البنات هي تبقى بغرفتي ولا أجد حلا لها
عواطف:- هي بحاجة لأبيها
عفاف(بحزن):- وأين هو أبوها ، هل حقا ما رأيناه البارحة كان حقيقة ، أشك بأنه كان خيالا عشناه كلنا في ذلك الزفاف .. لا أعرف لكن الوضع لا يعجبني
عواطف(اقتربت منها بدعم):- أحضري فيتامينات ابنتكِ ودعي كل شيء لوقته
عفاف(هزت رأسها):- ربي معنا
نبيلة(راقبت ذهاب عواطف لرواق غرفة عفاف ورفعت عصاها مستوقفة إياها):- اقتربي يا فتاة
عفاف(تنهدت واقتربت):- جدتي علي الخروج الآن
نبيلة:- اجلسي
عفاف(جلست على مضض):- ها جدتي خيرا ؟
نبيلة(نظرت لمرام وجلنار):- وأنتما خذا الصغار واذهبا بهما للغرفة تحركا
مرام:- طرد ملوكي وحياتك
جلنار:- ماشي يا ست نبيلة مردودة لكِ …
نبيلة:- امشي يا بنت منكِ لها قليلات أدب ..وأنتِ أبهذا الوجه ستقابلين زوجكِ ؟
عفاف(بدهشة):- عفوا …شكلكِ نسيتِ أنه تخلى عنا
نبيلة:- هههه رجال الراجية رجال لا يتخلون على نسائهم ، صحيح هو غائب ولكنه مضطر
عفاف(تنهدت بدموع):- أجل اضطر لكسر قلبنا
نبيلة:- أنصحكِ بأن ترتدي شيئا مناسبا ولا تخرجي بوجه العبوس ذاك
عفاف(بعدم فهم):- عن أي شيء تتحدثين جدتي أتتوقعين أنه سيأتي ههه ..دعيني أذهب لطفا
نبيلة(هزت كتفها وهي تضحك):- اذهبي .. وسترين مدى صحة كلامي فإن كنت أحفظ شيئا عن طبع شبابنا فهم وجنون العناد فولة وانقسمت نصفين … سترينه يا عفاف سترينه …
طبعا لم تسمعها فقد ارتدت حذاءها وغادرت المنزل بخاطر مكسور في اتجاهها للصيدلية التي تبعد بيتهم قرابة شارعين ، موقعها بجانب الحديقة تحديدا ، لذلك كانت تسير بلا روح فهي لغاية اللحظة ما زالت تجابه هذيانها في أن رؤيته ليلة أمس كانت محض خياااااال … في ابتسامتها للصيدلانية كتب حكاية أشواقه العارمة ، وفي نظرتها لبائع الخبز المتجول كان يرمق طيبة الدنيا كاملة ، وفي اطمئنانها على صحة جارتهم صاحبة متجر لوازم التنظيف كان يرمق حنان امرأة خلقت لتكون له ، أما حين طالعت قطط الشارع وهي تتعارك عراك محبة في جو من اللهو فوقتها وجد قدميه تجرانه ناحيتها رغما عنه ، فهي زوجته وخاصته التي لا يمكن لأحد انتزاعها منه ….
أحد الصبية:- خالة خالة ..لو سمحتِ ساعديني
عفاف(أمسكت كيس الأدوية وربتت على رأسه):- ما بك يا صغيري ؟
الصبي:- أمي متعبة قليلا وهي تتنفس بصعوبة ولا أعرف كيف أتصرف
عفاف(بجزع):- وأين هي الآن ؟
الصبي:- هناك بالحديقة إنها جالسة بأحد الكراسي ، أرجوكِ ساعديني
عفاف(تحركت رفقته وهي تمسك بكفه):- أرني أين … يا رب سترك
هرولت معه عائدة للحديقة وهي تتجاوز معه الشارع الرئيسي ، وبعدها انتقلا مباشرة للحديقة وأخذت تستفهم منه عن مكانها وهو تارة يشير لليمين وتارة للشمال لغاية ما جعلها تتعمق وسط الأشجار وأفلت يده عنها ليفر هاربا تاركة إياها في حيرة لا مثيل لها …
عفاف(أمسكت على رأسها):- أين هرب الصبي وأين أمه ، يا إلهي ماذا يحصل ؟
طارق(أطل عليها من إحدى الجوانب وهو متكئ على جذع شجرة مألوفة):- كل خير …
عفاف(خفق قلبها بقوة وهي تستدير إليه لتهمس روحها باحتياج):- طاااارق
طارق(لم ينظر إليها بل كان ينظر للشجرة وتحديدا لأثر منحوت عليها):- أتذكرين هذه ؟
عفاف(بدموع اقتربت منه وهي تطالع الشجرة):- كيف لي أن أنسى ؟
طارق(طالع المنحوتة التي كانت تخص رأس امرأة ترتدي حجابا):- … نحتها لأجلكِ ..
عفاف(بدموع ناظرته):- لطالما كنت بارعا في حرفة النجارة
طارق(رمش وهو يبتسم):- كنت نجارا ماهرا قبل أن أصبح ذو سوابق
عفاف(بلهفة اقتربت أكثر):- لا تقل ذلك ، هو نصيب مقدر ومكتوب
طارق(نظر إليها بهلاك):- وأنتِ قدري الهارب من قفص الراحة
عفاف(بحنو):- يمكننا تعويض أي شيء يعني … كأننا أولاد البارحة
طارق:- ههه هراء لقد مضت سنوات على ذلك ، بالنسبة لي فقد غزا الشيب رأسي لكن بالنسبة لكِ … فإنكِ ما تزالين جميلة الجميلات في مقلتي الهائمتين
عفاف(لم تستطع مقاومة غزله العاطفي فارتبكت وهي تشعر بقواها ترتخي طوعا):- …ألن تعود للبيت ؟
طارق(لامس لهفتها):- … ذلك الصبي .. أخذ مني ورقة كاملة ليوافق على أداء الدور ، يا له من مستغل في زماننا كان الصبية يساعدونني مجانا
عفاف(تذكرتهم فضحكت):- هه صح فقد كان المقابل يدفعه حكيم بدلا عنك
طارق(حرك فكه بابتسامة أليمة):- فأغلب مصروفي كنت أجمعه لأجلنا
عفاف(بخجل نظرت جانبيا):- … أنا عاتبة عليك وفي نفس الوقت قلبي يتلهف إليك
طارق:- حقكِ …..
عفاف(طالعته وهو يجيبها ببرودة قاتلة وسؤالها يهفو بأعماقها أما اشتاق لي مثلما أنا اشتقت أنا إليه):- …لقد تغيرتَ كثيرا .. لا أستطيع قراءة أفكارك مثل السابق
طارق:- لا تطيلي
عفاف(اهتزت من جملته وتراجعت خطوة للخلف):- بالفعل … ما كان علي أن أطيل بالأمر فلست أنا من غاب سنوات طويلة لأخرج بعدها وأخفي نفسي عن أهلي … هو سؤال واحد كيف استطعت ؟
طارق(لم أستطع قد كنت أحترق ألف مرة في الثانية):- …قسمة …
عفاف(بوجع):- قسمة هه … صحيح .. قسمة أن تعود وقتما تشاء وعلينا أن نرضخ لذلك لأنك لا تريد إطالة بالموضوع ، برافو
طارق(اذبحيني أكثر يا ذات الوشاح الشقي):- .. تأخرتِ … بالشفاء العاجل لابنتنا
عفاف(ناظرته وهو يتحرك):- أحقا ستذهب ، ألن تكلف نفسك بالاطمئنان عليها ولا حتى للحظة ، إنها ابنتك وليست ابنتي وحدي ؟
طارق:- لا أملك وقتا لذلك ، قد مررت من هنا وحسب
عفاف(تذكرت أن نبيلة أخبرتها عن قدومه فهل كانت تعرف ؟):- … إياك وأن تظهر أمامي مرة أخرى إذا لم تكن مستعدا للرد على أسئلتي …
طارق(صفعه عطرها فتجمد محله وهو يناظر غضبها):- ما زالت شراستكِ تحيي فيني كل قتيل
عفاف(ببكاء):- يا لي من غبية ، ماذا اعتقدت أن يهب لاحتضاني مرة أخرى أم أنه كان سيقبلني مجددا ، ماذا انتظرت أن يمسك يدي ويعود بي للبيت آه يا لحمقي ، إنه حتما يفكر بعقله لكن منذ متى ترك الجنون فقد كان يجعلني أعيش معه في دنى الأحلام ، لكن هيهات على ذلك الزمن معه حق قد تغيرنا كما تغير الزمن ولكنني ما زلت أحبه …ما زلت ترى هل قسوت عليه هءء …طااااارق ؟؟؟؟
استدارت للخلف بحثا عنه ولكنها لم تجد سوى السراب خلفها ، لذا ناظرت بحرقة تلك الشجرة وتحركت مسرعة صوب البيت تحديدا صوب الغرفة التي تحتوي على آلامها وتمتصها بشكل وهن … أما هو فقد ركب سيارته وثبت محله يراقبها لغاية ما غادرت مكسورة الوجدان ، إنه يعرف أنه يجرحها وهو يتعمد ذلك ولكن ماذا بوسعه أن يفعله …قبل أن يدير المقود لمح موكب سيارات سوداء مقبلة من الطريق الرئيسي فتوقف ليلمح سيارة حكيم وبرفقته ميرنا ، أشرقت أساريره وبقي محله منتظرا مرورهم دون الالتفات إليه ، ولكن حكيم لمحه فأشار له بإشارات ضوء السيارة ما يعني طلب منه انتظاره هناك ورغما حتى …..
ميسون(وهي تلامس زجاج النافذة بانبهار):- هذا هو الحي الذي ترعرعتم فيه بابا ، هنا عشتم ميرناااا صحيح ياااااه أحببت الحي يا ليتنا نقطن هنا دائما ، ياااه هناك حديقة أيمكننا زيارتها بابا حبيبي بليييز ؟
حكيم:- ليس اليوم يا ميسون مرة ثانية
ميسون(تابعت مراقبتها بحماس):- سأسجل هذا بقائمة رغباتي فبعد عودتنا سأنجز الكثير
ميرنا(ابتسمت لفرحها):- ههه
حكيم(هز رأسه وهو يغالب جنون طفلته المتوقع):- وهذا هو شارعنا يا ستي ، أهلا بصغيرة آل الراجي في الحي
ميسون(بتصفيق):- شكرا شكرا لاستقبالي بابا حبيبي سوف أسعد كثيرا بانضمامي رسميا لأهل البيت
حكيم:- ههه صدقا هي تعرف الأصول …
ميسون:- واوووو ذلك هو البيت صح صح صح صح بابا ، إنه مثلما وصفته دينا تماما عرفته عرفته والله هههه يوووبي
وقف سرب السيارات هناك وهم يحيطون بالمكان تاركين ممرا خاصا بحكيم الذي أوقف السيارة أمام الباب مباشرة ، تقدم داغر مسرعا ففتح الباب لميسون بينما حكيم تقدم وفتح باب ميرنا وهو يشير لها بالنزول ، نظرت للشارع بحنين عارم وكأنها فارقتهم لزمن طويل ، تنفست براحة وهي تمسك بيده بينما أمسك بيده الأخرى يد صغيرته التي كانت تتفحص كل زاوية بنهم عارم …
مديحة(فتحت لهم الباب مهللة من فرحتها):- ياااااا أهلا وسهلا بسليلتي الصغيرة ، أهلا بابنة ابني الحبيبة روحي وعمري وجميلة جدتها حفيدتي الرائعة ميسوووون …تعالي لحضن جدتك تعالي
ميسون(وجدت نفسها معتصرة بحضن مديحة):- مرحبا جدتي مديحة
مديحة(قبلتها قبلات متواصلة والدموع بعينيها):- آه ما أحلى سماع هذا ، أهلا بكِ يا حلوتي حللتِ أهلا ووطئتِ سهلا إن لم تحملكِ الأرض قلب جدتكِ يحملكِ حتى الفناء و …
حكيم(تنهد بقلة حيلة):- أمي هل سنستمع لهذا الموشح اليوم بطوله ؟
مديحة(أفسحت الطريق لميسون واحتضنته هو الآخر):- بني حبيبي أهلا بك …
حكيم(رمق تملصها من إلقاء التحية على ميرنا فثبت يده بيدها ممسكا إياها بقوة):- ألن تسلمي على ميرنا ؟
مديحة(رمقتها بطرف عين وتعفف وتراجعت دون سلام):- …يا أهل البيت أريد ترحيبا يليق بحفيدتنا المميزة ميسون الراجي ….
حكيم(رمق ميرنا وهي تطأطئ رأسها أرضا):- لا تحزني …يعني وكأنكِ لا تعرفين خالتكِ وفصولها
ميرنا(ربتت على يده وابتسمت حين رأت عواطف مقبلة عليهما):- م …أ..
عواطف(بدموع عانقتها):- صغيرتي …
حكيم(مر بجوارهما):- أهلا خالتي … اتخذي أنتِ أيضا موقفا مني كأختك
عواطف(وهي تعانق ميرنا):- اسأل أمك عما فعلته قبل قليل ووقتها ستعطيني بعض الحق …
حكيم(هز كفيه للسماء ودخل):- مرحبا بالجميع …
وجد ميسون تقفز من حضن لحضن كيف لا وهي سليلتهم الصغيرة التي حملت بحضورها كلها الفرح والسرور الذي يمكن أن يزرع بالقلب ، قفزت بفرح لتستقر بحضن حكيم الذي أحاطته الصغيرات من كل جانب وهن يفخرن بأبوته ودلاله لها …
دينا:- ميسون لم تخبرنا بالأمر ولكننا فهمنا ذلك من زلة لسانها صح جنان ؟
جنان:- أجل …فهمنا أنها قريبة دينا منذ بقائها معنا تلك الليلة
لمى:- أحضرها العملاق أين العملاق ؟
ميسون(بأسف):- لم أره بعد
حكيم(حول عينيه):- …أين نور ؟
مرام:- كانت هنا قبل قليل مع السيد فؤاد ولكنهما غادرا لإحضار بعض الأغراض للفتيات قبل رحيلهن
جلنار:- معلوم فأبوهم سيأتي لأخذهم بعد قليل ونور أصرت على شراء بعض الهدايا
حكيم:- كيف تستقبلون رشوانيا ببيتنا ؟
رنيم(خرجت بسجى وهي تهدهدها):- ولما لا نستقبله يا ابن عمي ؟
حكيم:- أنتِ أساسا لا تتلفظي بكلمة …
رنيم:- هاه شفتم لقد عدت لتوي من الشركة ولا يوجد كلمة شكر ولا الله يكثر خيرك
حكيم:- اممم طبعا ليس القصد .. لكن بعد اليوم لا أريد لأي رشواني أن يطأ عتبة بابنا
ميرنا(انتبهت لجديته):- هممم ؟
نبيلة:- معها حق في السؤال ما سبب ذلك ..
حكيم:- ليعود الرشواني ووقتها ستعرفون جميعا
دينا(بتوجس):- لما تتحدث عن عمو فؤاد هكذا عمو حكيم ؟
عواطف:- ديناااا ؟
دينا(عقدت حاجبيها):- سألت نانا
حكيم(مط شفتيه):- يجدر ألا تدخلوا بحديث الكبار ، وأظن ميسون ستعطيكم موعظة عن ذلك
ميسون:- أجل قللت أدبا هذا الصباح
مرام:- يا لظرافتها ، يختي هل يمكن لهذا العسل أن يقلل أدبا ؟
جلنار(جذبتها لحضنها):- أي على ابنتي أخي أخي أنا لا ينجب سوى الشهد
مديحة:- يا ليت أختيك هنا معنا لكن حظين بفرصة التعرف عليها
حكيم(فكر بهما):- معكِ حق ..
شيماء:- كانت أمي لتمسكها بحضنها دون فكاك ، مع الأسف
ميسون:- أين عمتي مخلصة ؟
شيماء(ضحكت معهم رغم الغبن الذي يعتري صدرها):- هههه مخلصة ….اسمها إخلاص لكن لا أعاتبكِ فكم عليكِ أن تتذكري من عمة
ميسون:- ههه عذرا عمتي إخلاص أين هي بابا ؟
حكيم(تنهد بحزن):- مسافرة … سأعود بعد قليل لا تبرحوا محلكم
ميرنا(سألته بعينيها):- ؟؟؟
حكيم(انحنى وهمس بأذنها):- سأرى طارق لقد كان بجوار الحديقة
ميرنا(أمسكت يده وناظرته باستجداء):- اممم
حكيم:- أتودين رؤيته ؟
ميرنا(هزت رأسها بحماس):- أهااا
حكيم(داعب كفها متجاهلا كل تلك العيون التي كانت تراقبهما عن كثب):- سأرى ما بوسعي فعله
سماح(امتصت شفتيها بقنوط وهي تضع سبابتها على خدها):- امممم … لا حول الله يا ربي
حكيم(انتبه لنبرتها فنظر إليها بطرف عين):- فعلا … بعض الأحوال تتطلب دعاء فما عادت تعجب سأعود فورا
مديحة:- انتظر … سوف لن تخرج من ذلك الباب إلا بعد إعطائي وعدا
حكيم:- أي وعد تقصدين يا أمي ؟
مديحة:- ستتناولون معنا وجبة العشاء أرجوك أريد الاحتفال بحفيدتي
حكيم(حك جبينه):- موافق
مديحة(استغربت عدم اعتراضه):- يااااه ..غريبة توقعت أنني سأترجاك كثيرا
حكيم:- سأفعل لأننا بعدها …. سنسافر
عواطف(انتفضت بعدم فهم):- تسافرون …إلى أين ؟
حكيم:- كنت أود مناقشة هذا بعد عودتي لكن لا بأس أن تعرفوا الآن كذلك هو أمر جيد …المهم حجزت لميرنا بمشفى خاص في روما وسوف نتوجه إلى هناك ثلاثتنا أنا وهي وميسون لإجراء عملية تجميل لظهرها
عواطف:- ولما ليس لدينا علم ؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(بقلة حيلة هزت كتفيها):- همم
رنيم:- يعني أتسافرون دون علمنا يا حكيم سامحكم الله …
حكيم:- وها أنا أخبركم بالأمر يا ابنة عمي ، أساسا جهزنا كل شيء
جلنار(تحسرت عليه):- بعمركِ شفتِ اهتمام أحد مثل أخي قولي الحق ؟
مرام(همست لها):- شفت …فريدي
جلنار:- آه آه فريد من نوعه غدا عائد يختي لذلك أرى العصافير تلعب الأرجوحة بمقلتيكِ
مرام:- ههه لا تحرجيني مش وقته دعينا ننصت
جلنار:- آخ على سهاد العشق آخ
عواطف(استقامت باعتراض):- وأنا سأرافقكم يستحيل أن أترك ابنتي وحدها هناك
حكيم:- أنا معها
عواطف(وقفت بوجهه):- أنا أمها
حكيم(وضع يده على جنبه):- وأنا ابن عمها
مديحة(بعصبية):- ولما تحمل همها أبفهم يعني ؟؟؟؟؟
حكيم:- أمي لا تتدخلي
مديحة(وقفت أيضا باعتراض):- بلى سأتدخل تلك الفتاة لم تعد تخصك ، هي ليست سوى ابنة عم لك الآن ، فضع هذا في حسبانك والتفت لحياتك ولمن تليق بك وبمستواااااك
حكيم(رمق ميرنا وهي تنهض بائسة):- ميرنااااا …أيعجبكما الحال الآن هل تفرحان عندما تغضبانها ؟؟؟
مديحة(مسح كفيها بغيظ):- ما زال يقول تغضبانها ، هل تضع خاطر الهانم فوق خاطرك ؟؟؟؟؟؟
حكيم(بانفعال):- أمي ….؟؟؟؟
جلنار(نهضت):- صغيراتي.. لما لا نتفحص معا همسة ونبض بحديقة المطبخ ؟
مرام:- هيا تعالوا لنتفقدهم سوية …
ميسون(رمقت ميرنا وهي تصعد للأعلى):- من هما همسة ونبض ؟
لمى:- عصافير حلوة ههه
جلنار(زفرت بتأفف وهي ترمق شرارة المشاكل):- لن تهمد لا أمي ولا أمك
مرام(وهي تلحق بهن):- خليها على الله …
نبيلة:- رنيم خذي طفلتكِ ونيميها بالغرفة …تحركي
رنيم(بقلة حيلة):- بالإذن …
نبيلة(تراقبهما باهتمام):- هيا تابعا تاااااابعا ….
حكيم:- أنا لست مستعدا لسماع ترهات الخمسينيات ، أمي خالتي أعتذر منكما
سماح:- ولما تتهرب من الحقيقة الواضحة للعيان ، هي طليقتك وسفرك معها منفردا غير جائز
حكيم(ضحك بهزل وهو يسعل):- عفوا هل طلبت مشورتكِ عمتي ؟
سماح(نهضت بغضب):- كيف تقلل أدبك معي ؟؟؟؟
حكيم(بحدة):- التزمي حدكِ في هذا البيت إن أردتِ أن أبقى مهذبا معكِ ، عدا ذلك أنا لا أناقش قراراتي مع أي واحدة فيكن
عواطف:- طبعا …فأنت معتاد على مفاجأتنا في مطلق الأحوال ، بدئا بعودتك المفاجئة بعد عقود وصولا لابنتك التي صرحتَ بأبوتك لها في حفل زفاف عااااابر ..
حكيم(حك جبينه):- إخفائي لأمرها كان لشؤون خاصة
مديحة:- أيا كان يا حكيم …فذلك حقك وليس من حق أحد مناقشتك فيه حتى لو كان يحز بنفسي أنك لم تعرفني على حفيدتي وكأنك استخسرت علي الفرحة
حكيم:- كلاكما غير مخول بالاعتراض
عواطف:- تلك الفتاة ابنتي ومن حقي التدخل في شؤونها طالما أصبحت حرة وما عادت تخصك ، فحين زوجتك إياها أمنتك عليها لكن حين وجدت بأنك طلقتها وبدون علمي وقتها لن أسمح لك بأن تقترب منها قيد أنملة …وموافقتي على بقائها ببيتك هذه الفترة راجع لضغط الزفاف عدا ذلك ستعود ابنتي إلى بيتها تمام ؟
حكيم:- كأنكِ تقسين علي خالتي ؟
عواطف:- لا أقسو على رجل باع ابنتي لأجل ابنته
حكيم(أغمض عينيه من ذلك الجرح الغائر "إنها حفيدتكِ أيضا"):- أنتِ لا تعرفين شيئا
مديحة:- دعك منها ولا تبرر لها أي شيء ، فهي ستصف بصف ابنتها أيا كانت الأحوال
سماح:- وستلومك على قلة مسؤوليتك علما أن ابنتها هي التي أجبرتك على ذلك
حكيم:- أيمكنكم التوقف … لما تتعمدون فعل هذاااا ؟
نبيلة:- والله نفس السؤال يدور بعقلي ، إنهن كبضع دجاجات رمت لهن صاحبتهن بعض الحبوب وصرن يتقاتلن لالتقاطها غير مدركات أنها حجر في الأساس
عواطف:- لن أتنازل عن حق ابنتي
حكيم:- لن يسعكم تغيير شيء من هذا القرار ، أنا لم آتي بها لأستشيركم بل لكي أودعكم وأضعكم في حسبان الأمر قبل ذلك
عواطف(هدرت فيه بنفاذ صبر):- بأي حق أخبرني بأي حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(فرطت أعصابه منه):- بالحق الذي وهبتني إياه الأقدار ، إنها لحمي ودمي وسأحميها وأهتم بها حتى آخر نفس بعمري
عواطف(ناظرت عمق عينيه وتنهدت بقلة حيلة):- سأحاسب ميرنا على ذلك .. فالحديث معك عقيم
مديحة(أمسكته من ذراعه فور ذهاب عواطف):- دعك منها وأخبرني لما تحمل نفسك همومها ، دعها يا بني هل أقفلت مشافي الوطن بوجهكم حتى تسافر بها للغربة ؟
حكيم(صرخ فيهن):- مضطر يا أمي وكُفي عن التحدث عنها بتلك الطريقة ، فكلما مسستِها بكلمة سيئة وكأنكِ تمسينني أنا أيضا
مديحة(شهقت من صراخه):- أترفع صوتك بوجهي لأجل واحدة لا تعطيك قدر قيمتك ؟؟؟؟
حكيم:- أمي كفىىىىىىىىىىىى …
سماح(جلست وهي تضرب كفا بكف):- ابنكِ مسحور
حكيم(رمق سماح بطرف عين):- أيمكنكِ أن تكرمينا بصمتكِ عمتي ، وأنتِ جدتي هل ستبقين متفرجة على هذا ؟
نبيلة:- أخبرتك … دعهن يتعاركن ففي الأخير سيجدن بأنهن من دمرن علاقتهن
مديحة:- ولن أندم على ذلك
عواطف(بامتعاض):- ولا أنا …
حكيم(ضرب جنبه وهو يتحرك):- حُلاَّ مشاكلكما على راحتكما سأعود بعد قليل
مديحة:- ألن تهمدي أبدا ؟
عواطف(تحركت صوب الصعود):- لا بأس ، فالدنيا كفيلة بأن تجعل كل أعمى يبصر الحقيقة ..
مديحة(نظرت لسماح):- أنظري كيف تشعل النار
سماح:- هذه المرأة تريد أن تقسم البيت لجبهتين
نبيلة(اتكأت على عصاها وهي تستقيم):- اللهم أجرنا من وسوسة الشياطين …..
سماح:- لسني علي عمتي لسني …
نبيلة:- والله يا ابنة إسماعيل أخي أشك بأنكِ ستصفين بالشارع على ذلك الحال …
سماح(ما اهتمت وقفزت لتجلس قرب مديحة):- .. شفتِ من يحرض أختكِ ضدكِ إنها أمك
مديحة:- اففف سماح أريد أن أفرس عواطف وابنتها فكري معي كيف سنتصرف ؟
سماح:- لا شيء يحرق النساء إلا النساء .. هل تفكرين بما أفكر به ؟
مديحة(لمعت عيناها بشيطنة):- كأن شيطانكِ قفز لرأسي وجعلني أفكر في ذات الشيء
سماح:- ورنيم ستساعدنا ههه …
بالأعلى
جمانة(كانت تمسح شعر ميرنا بحنان):- أذكر أن علاقتكِ كانت تتحسن مع ميار ، هل توقفتما عن الحديث مع بعضكما ؟
ميرنا(هزت كتفها بنفي):- أآن …
جمانة:- إذن كلميه …أو اكتبي وأنا أخبره بما يزعجكِ …
ميرنا(برفض):- لا
جمانة:- اممم حسنا طيب ماذا عن وائل ؟
ميرنا(تذكرت قبلته وحركاته فاحتقن وجهها بالخجل):- … لا
جمانة:- لو علي لأحضرت لكِ أختي من شهر العسل فهي التي تفهمكِ ، امم انزعجت لما ذهبت خالاتي هذا الصباح لبيتها بدوني لقد غفوت من تعبي ولم أحس بهم ، غالبا أخبرتني خالتي عواطف أنها ستصطحبني معها مرة أخرى لأن كوثر ما تزال عروسا وعيب أن نزعجهم
ميرنا(هزت رأسها بتأييد وأمسكت هاتفها لتكتب):- اتصلي بإياد لأجلي ممكن ؟
جمانة(ابتسمت وهي تقفز لتلتقط هاتفها الخاص):- على الفور أنتِ تأمرين أمرا …
عواطف(دخلت عليهما):- جمانة أيمكنكِ تركنا بمفردنا
جمانة:- طبعا خالتي أساسا كنت سأتصل بإياد عن إذنكما
ميرنا(عدلت جلستها فوق السرير ونظرت للجدار):- …لارد
عواطف(أغلقت الباب خلف جمانة وتقدمت نحوها):- احملي هاتفكِ لتكتبي فوضعكِ الصحي لن يوقف تيار غيظي يا ميرنا ..
ميرنا(أمسكته بين يديها بطاعة):- °نعم ماما°
عواطف(شبكت يديها وجلست قربها):- أنتِ صغيرتي يا ميرنا ، همكِ يعني همي ألا ترين بأنكِ ابتعدتِ كثيرا عن أمك ، ألا تشعرين بأنكِ مقصرة في حقي ، تهملين دوري تتداركين حتى الحديث معي ، ألهذه الدرجة استغنيتِ عن أمك ،…29 سنة وأنا أربي فيكِ لآتي بنهاية المطاف وأشعر وكأنني ثقيلة على قلبكِ لدرجة أنكِ لا تؤمنينني على أسراركِ ومشاعركِ الخاصة ؟
ميرنا(أغمضت عينيها وكتبت):- °ما هي خلاصة هذا الحديث الدراماتيكي يا عواطف ؟°
عواطف(هزت رأسها بنفاذ صبر):- ما عدت أعرفكن …كل واحدة تسبح في تيار لوحدها هاربة مني وكأنني سأمنعكن من الاختيار ، إنها حياتكن ولقد عودتكن على الخطأ فمنه تتعلمن لكن الواضح أنكن أخطأتن تقديري وأيضا لابد وأنني قصرت في دوري تجاهكن … معليش حتى لو كبرتن لن تستطعن التملص من واجبكن تجاهي وأنتِ منهن ، هيا أفضي لي عما يحصل معكِ والآن اكتبي
ميرنا:-ّ°لا يحدث شيء ماما سوف أسافر مع حكيم لأجل عمليتي وما إن أرتاح قليلا سأعود°
عواطف:- تمام لنتدارك هذا الخبر الصاعق الذي رميته بوجهنا وكأنه ليس لكِ أهل غيره ، أخبريني كيف تعيشين معه تحت سقف واحد دون زواج ؟
ميرنا:- °مثلما كنا نعيش سوية في بيت واحد منذ زمن°
عواطف:- ذلك زمن مختلف
ميرنا:- °ذات الشيء عندي°
عواطف(بعصبية):- عندكِ ميرنا عندكِ لكن عنده لا ، أتقوين على العيش مع رجل يتمنى لو يلمسكِ في كل لحظة ، رجل يشتهي أنوثتكِ ، ٍرجل ينظر إليك نظرة عاااااااااشق ولهان ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(اهتزت بجدعها وهي تنتفض من السرير):- °أمي غادري غرفتي حالا°
عواطف(نهضت مقابلها):- لن أغادر ولن تطردينني بحجة أنكِ متعبة ، أنا أعي أن ذلك مهربكِ من مواجهة الأمور إنكِ تربيتي وطبعكِ غير غريب عني …
ميرنا(مسحت خلف عنقها بتوتر وكتبت):- °أمي …. لو تحبينني بلا ضغط علي لأنني صدقا لا أتحمل أي حرف الآن°
عواطف(أشارت بسبابتها):- اسمعي يا ابنة سليييييم …
ميرنا(هنا قفز قلبها في محله وارتجت محلها وهي تستدير لأمها بصدمة):- ….لارد
عواطف(لم تخنع بل تابعت):- أبوكِ الذي كان يدللكِ غير موجود ، أبوكِ الذي دمر حياة الجميع بسبب ذلك الحب الهستيري لكِ بح لم يعد هنا ، لذلك أعيدي عقلكِ لرأسكِ وكفاكِ دلالا الناس ليسوا خدما لديكِ ، حتى تلاعبي هذا وتخاصمي ذاك …إنهم بشر وعليكِ التعامل معهم بحرص وإلا لن يعجبك حالكِ بالأخير لما تجدين نفسكِ وحيدة
ميرنا(ظلت تدور محلها جيئة وذهابا وهي تصغي لحديث أمها وتنظر بارتياب لجوانب الغرفة):- …
عواطف(لم تلاحظ ذلك):- …أنا أمكِ ومن واجبي نصحكِ ، إذا بقيتِ على هذا المنوال وكأنكِ تعطين أملا لابن عمك ، وفي آن الوقت تحرمين شخصا آخر منه فالمفروض أن يكون وائل محله ولا أدري لما تقصينه بعيدا عنكِ ، هل بات التلاعب بقلبهما هواية لديكِ ميرنااااااااا ؟
ميرنا(نظرت إليها من بين دموعها وهي تعقد حاجبيها في محاولة لمقاومة تضخم صدرها):- ..لارد
عواطف:- أجيبييييييييييييني … ردي علي هل تستمعين بحرق قلبهما في عشقكِ المستحيل ميرنا ؟
ميرنا(رمت الهاتف على المكتب واتكأت عليه وهي تقاوم اختناقها):-…ح… م …
عواطف(أردفت بنفاذ صبر):- ما هكذا ربيتكِ ولا هكذا أريد لابنتي أن تكون ، ابنتي أنا ليست أنانية حتى تتصرف على هذاااااااا النحو ، ابنتي أنا ذكية وقوية و
ميرنا(خارت قواها وهي تجثو على ركبتيها وتمسك على صدرها):- …أ…م..
عواطف(بجزع):- ميرنااااااا ميرناااااا … ابنتي ماذا يحصل لك… ميرنااااااااااااا …
تقوقعت على الأرض وهي تمسك برأسها ويديها على أذنيها وتهتز بهستيرية غريبة ، نصفها دموع نصفها نحيب نصفها رجفة والظاهر أنها دخلت في نوبة ذعر حتى ما عادت قادرة على التنفس ، لم تزرها تلك الحالة منذ أن كانوا بروما والآن ضغطت عليها عواطف كثيرا حتى فقدت السيطرة على أفكارها التي عادت بها قسرا نحو حقبة تمقتها بكثرة …حقبة تذكرها بالمآسي وتراكمات الأحزان التي تهزم قلبها الصغير كلما فتحت الدفاتر القديمة …..
طارق:- الدفاتر القديمة ؟
حكيم:- أجل الدفاتر القديمة يا طارق ، أنت ابن ذلك البيت وأنت تخشى العودة إليه لكي لا تواجه تلك الدفاتر ولكنك غافل على أنها أقفلت منذ زمن بعيد
طارق:- بالنسبة لك أجل ..لكن بالنسبة لي ستفتح إذا ما خطوت خطوة إليه
حكيم:- أنت تتصرف بجبن ليكن بعلمك فحسب
طارق(بحدة):- لست جباناااا وأنت تعي ذلك …خبرني كيف خطوت عتبة بيتنا بعد غيابك كل ذلك الوقت ؟
حكيم(حك رأسه):- والله السطح سهل علي المأمورية
طارق(ضحك):- أما زال ذلك الطريق ساريا ليومنا هذا ؟
حكيم:- بالطبع ونحن نستخدمه في وقت الطوارئ ، ولا تقلق بناتنا لا يعلمن عنه شيء ما عدا سمر ونور وميرنا ولنقل أن جوزيت أيضا تعرف
طارق:- جيد لو عرفت الشابات به سنصبح في وبال آخر ، خصوصا تلك الشعلة المتمردة
حكيم:- ابنتك ذكية جدا ولكنها بحاجة لتصحيح فهم ، وهذا دورك ومن واجبك تأديته يا طارق
طارق:- وهل تراني أتملص منه ، لكنني بحاجة للوقت ..أجل … أريد وقتا
حكيم:- إلى متى إلى متى ، مرت سنوات يا رجل كف عن التصرف بهذه الطريقة الهوجاااااء
طارق(نظر إليه نظرة حاسمة):- …حكيم ؟
حكيم(أغمض عينيه):- انفعلت تمام من حقي …
طارق(رمق شابتين وهما تتمايعان مرورا بهما في الحديقة):- أظنك تحت المرصاد
حكيم(غمزه بإعجاب):- أنا ولا أنت يا ذو الطلة البهية
طارق:- أمامك نحن نتواضع يا ابن العم
حكيم(رمقهما بطرف عين):- … آنستيَّ الجميلتين ممكن لحظة ؟
البنتين(قفزتا من فرحهما):- احم نعم يا أخي ..تفضلا أتريدان رقمنا مثلا ؟
طارق(كتف يديه):- ههه .. كم عمركِ ؟
البنت:- نحن بالتاسعة عشرة
طارق:- جيد أتعلمان كم عمري أنا وصديقي ؟
البنت:- مش مشكلة المهم هو الشكل
طارق(عض شفتيه):- لكننا مجرمان
البنت(قفزت بفرح):- قل والله ونحن نعشق المافياااااااا كثيراااا
حكيم:- ههه ندمت حتى أوقفتكما فقط أردت سؤالكما عن شيء عابر ولكن أسحبه ، هيا انصرفا لبيتكما وبلا عربدة فالدنيا ليست آمنة طوال الوقت
البنت:- ولكن لما لا نأخذ نحن أرقامكما ؟
حكيم(نظر خلفه لداغر الذي ركض):- حسنا ستأخذانها …داغر الآنستين بحاجة لدرس في الكاراتيه وأظنك مهووسا بتلك الرياضة ؟
داغر(فرقع أصابعه):- حمممم … ولو تلك هوايتي
البنت:- اركضي اركضي يا بنت وقعنا في عصابة هه
طارق:- استلم الآن كيف ستحمي ابنتك من هذا الجيل الوقح ؟
حكيم:- ستأتي الليلة ؟
طارق:- لا أعدك بذلك حكيم ولا تضغط علي يا رجل … أصلا تأخرت
حكيم(أغمض عينيه):- …طاااارق افعل ذلك لأجل ابنتك
طارق:- فهمت ولكنني …
حكيم(أشار له لما أمسك بهاتفه):- …نعم رنيم ماذا هناك ،،، ماااااااااذا ما بهااااا ميرنااااااا حسنا حسنا أنا قادم ..أساسا قريب منكم لا تقلقي …
طارق(بهلع):- ما بها أختي ؟
حكيم(بلهفة):- أصيبت بنوبة ذعر ….(توقف ونظر إليه) ألن ترافقني ؟
طارق(ابتلع ريقه مستصعبا الأمر):- … طمأنني عنها هاتفيا رافقتك السلامة
حكيم(هز كفيه برجاء):- أمقت العناد الراجي أمقققققققققته …
ركض صوب البيت وهو يتخطى الشارع بعدم تركيز فما كان يهمه نفسه بقدر ما كانت تهمه هي ، كيف أصيبت بالنوبة ماذا حصل بغيابه لقد تركها بألف خير ماذا حصل … كل هذا تساءل عنه وهو يهرول نحو البيت إلى أن وصله ودخل إليه ليجد الأغلبية بغرفة ميرنا ملتفين حولها بينما كانت هي على وضعها تجلس متقوقعة حول نفسها في الزاوية وتبكي
عواطف(ببكاء):- لم أقصد أن أجعلها تصل لهذا الحالة ، لقد احترق قلبي من كلام مديحة وما عدت أعرف بأنني أجرح ابنتي قصد إخفاء تلك الحقيقة الصادحة في كل مكان ،، ميرنااا أنا آسفة فقط ردي علي أجيبيني ؟
نبيلة:- على الأقل أستطيع رؤية عدم الرضى منكِ لها ، إذن لما كل هذه البلبلة يا بنات درويش ؟
مديحة(كتفت يديها وهي تتفرج على ميرنا):- والله …يعني أنا ما حسبت أن الأمور ستؤول لهذا المآل
عواطف(بحدة):- وقد آلت إليه فهل أنتِ سعيدة ؟
مديحة:- هااااه ستلومينني الآن ؟
نبيلة:- مديحة غادري غرفة ميرنا أنتِ والبقية ..
حكيم(دخل عليهم بلهفة):- ميرناااااااااا … ما بها ..ميرنااااا صغيرتي أنتِ بخير أنا هناااا أنا هنا
ميرنا(رفعت رأسها إليه وانفجرت ببكاء):- اهئئئئ
حكيم(ضمها إليه والتفت إليهم):- كيف وصلت إلى هذا الحال ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟
عواطف(برجفة نظرت إليه):- كان ذلك بسبب فرط أعصابي
مديحة(رمقته بطرف عين وهو يهدهدها):- إنها تستعرض ليس فيها شيء
سماح:- بالطبع شوفي ما إن رأت حكيم حتى استفاقت من حالتها يا سبحان الله
حكيم(بعدم تصديق):- عفاااااااف لو سمحتِ خذيهن من أمامي وإلا قمت بشيء لا يعجب …
ميسون(ركضت للأعلى بعد أن سمعت وشوشة جمانة والبنات):- مممممممماماااااااا ميرنااااااا
نبيلة(عقدت حاجبيها وهي ترمقها راكضة صوبهما):- …ماما ؟
مديحة:- لما تناديها بماما يا ميسون فهمنا أنكِ تحبينها لكن أمكِ هي ……
حكيم(استقام بعصبية):- يكفيييييي ألا ترين حالتها لتتممي هذا الهرااااااااااء
مديحة(انتفضت):- أنا أريد مصلحتك يا غبي إلى متى ستعيش تحت رحمتها إلى متى ستستعبدك ياااااااااااااااا أحمق ؟؟
حكيم(بنفاذ صبر أشار ناحيتها):- إلى الموت …أسمعتِ إلى الموت سأعشقها إلىىىىىىى المماااااااااااااات ولن تجديني مع امرأة أخرى إلا هي ، سواء كانت لي أم لا لن أحب ولن أرغب بامرأة غيرهاااااااااا ، تزوجتها أو طلقتها ستبقى لييييييييييي ضعوا هذا برأسكم الثخين واخرجوا فورااااااااااا
عفاف:- أمي …أ.. لنخرج إنه غاضب الآن …
سماح(تأبطت ذراع مديحة):- هل اقتنعتِ ؟
مديحة(مصعوقة من تصرفه معها):- أي والله الولد يصرخ بوجهي لأجلهاااااا ….أكيد سحرته وعلينا إبطال السحر يا سمااااااح
عواطف(نظرت ببؤس ناحية الأرض حيث كانت ميسون تمسح شعر ميرنا):- ماذا تفعل ؟
حكيم(حك جبينه):- إنها تفعل ما عجزتم أنتم عن فعله ، تركتها معكم لبضع دقائق أنظري للنتيجة لا وتنددين أنكِ ستبقينها في البيت ، كيف حبا بالله أخبريني كيف ستقومين برعايتها خالتي ، تمام اكرهيني قدر ما تشائين وفضلي الغرباء عن ابن أختك أقبل بذلك لكن لا تضعي هذا على حساب راحتها
عواطف(نظرت بأسف ناحيته):- …إنها طفلتي اهئ كيف تريد مني ألا أهتم ؟
حكيم(اقترب منها):- طفلتكِ تلك … هي طفلتي أيضا لقد ترعرعت بين ذراعي ، أحبها بل أعيش على حبها فإن سلبتني إياه لأجل رجل آخر سأتحطم ويكفيني أن قلبها ما عاد ملكا لي ، هل ستعاقبينني على خطاياي التي لم أتقصدها أنتِ أيضا ؟؟؟؟
عواطف:- وابنتك ؟
حكيم(أغمض عينيه):- أنظري إليهما هل يظهر لكِ أن ذلك يشكل مشكلة بينهما ؟
عواطف(التفتت إليهما وشردت في شكلهما):- بالعكس …إنهما تبدوان كأم وابنتها ، ألاحظتِ عفاف؟
عفاف(باستغراب):- بالفعل …إنهما شبيهتين ببعض كثيرا ، أنظري حتى أن ميرنا تهدأ على يديها عجيب والله
نبيلة:- عجيب لدرجة العجب …أخرجا
عواطف:- …سأكون بالرواق إذا ما احتجتم شيئا
عفاف:- ستنزلين معي لتشربي بعض الشاي بالنعناع لتهدأ أعصابكِ ، ميرنا ستكون بخير
نبيلة(بعد ذهابهما نظرت إليه):- …هل هدأت أنت الآخر ، ما كان هنالك داع لفلت الأعصاب ؟
حكيم:- كأنكِ لم تسمعي كلامهم يا جدتي
نبيلة:- سمعت … ولكنني لا أصغي لترهاتهم إنها مجرد بلبلة نسوة ناقصات عقل
حكيم(تقدم ناحية ميرنا ليرفعها من جلستها تلك):- ميرنا تعالي لأضعكِ بالسرير
ميرنا(استكانت لحمله لها):- هممم
حكيم(وضعها على السرير وقام برفع الغطاء عليها ثم أمسك وجهها بين يديه وهو يطل عليها متفحصا إياها باهتمام):- أيؤلمكِ جرحكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- لا
حكيم:- ورأسكِ ؟
ميرنا:- أآن …
حكيم(مسح الدموع من مقلتيها وبحسرة استرسل):- كان خطئي …هل تألمتِ بدوني ؟
ميرنا(نظرت جانبيا وانهارت بالبكاء):- اهئ
ميسون:- بابا أنت تبكيها أكثر دعني أنام جوارها سوف تهدأ
حكيم(ساعدها على الصعود وجعلها بجوار ميرنا):- حسنا بيبي كما تريدين
ميسون(نامت جوار ميرنا وأخذتها في حضنها):- ههه أنتِ كبيرة لكنني قادرة على معانقة رأسكِ في صدري أحبكِ ميرنا لا تبكي لو تحبيني
ميرنا(نظرت إليها باحتياج ودكت رأسها بحضنها):- هاااا ..
نبيلة(وضعت يديها على عصاها وهي تنظر إليه):- أريدك في حديث خاص … الحق بي لغرفتك القديمة أخوك لا يعمرها في الآونة الأخيرة
حكيم:- سأعود لا تغفلي عنها ميسونتي تمام ؟
ميسون:- هه هي في الحفظ والصون بابا حبيبي … أنتِ كذلك ماما ميرنا حلوتي …
حكيم(ابتسم لهما براحة وأغلق الباب خلفه ولحق بجدته لغرفته القديمة):- خيرا جدتي ؟
نبيلة(جلست على السرير وأشارت بعصاها):- أغلق الباب
حكيم:- أغلقته … ورجاء لنختصر ميرنا بحاجتي
نبيلة:- اجلس على الكرسي قبالتي لأرى …
حكيم(بنفاذ صبر أطاعها):- ها أنا ذااااا خيرا ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.