آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          2014-اخذ و عطاء - كاتى والكير - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2013 -الحب الضال -فلورا كيد -روايات عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2012-الحب المفقود -فاليري بارف -عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          2011- الأحلام المحطمة - جنيفر ويليامز- دار الكتاب العربي -عبير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2010 - لاشىء إلاحبك - سالى كوك - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2009-مجال القوة - جين دوثيلي - د.ك.ع ( عبير 2000 )** (الكاتـب : جروح - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          2008-الليالي الحالمة -كارول هالستون عببر دار كتاب العربي** (الكاتـب : وردة بابل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-18, 03:10 AM   #811

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 38
#
~ لا تأبهِي للذكريات ؛ فالوُعود قدِ انتحَرت في مِحرابِ الانتِظار~
"دعينا نرقُصُ رقصَة الموتِ الأخيرة مليكتي"
""كاذبٌ- إذا قُلتُ أني وكينُونتي بخير ؛ فعندمَا يَعجزُ الحديثُ عن استنطاقِ اللِّسان ، وحينَ تُدفنُ في رغباتِي أسرارُ الانهزام ، ولمَّا تمُّرُّ بعقلِي أنصافُ الذِّكريات ، وحيثُما تزحفُ خصُلاتُ الشِّيبِ فوق بقاعِ صبري ، …وقتها تتوقفُ الخلايا عن ذكرِ تراتيلهَا فتُصبحُ الرُّوحُ في شتات مُضَمَّخ بالانفلات ، فما بيَن صبرٍ عقيمٍ وانتظارٍ بلا عودة وأكوامٍ من الحماقاتِ ما استطعتُ ترتيبها في حقائب قلبك ، هُناكَ ضاعت بقايَا أنفاسِي وتبعثرَ الحُلم ، فكُلَّما آمنتُ في نفسِي أنني سأقضمُ من بسماتكِ بلسمَ الجراح ، أجدُ الوقتَ يُفينها ويفنِي فينِي همسَ الأمانِي الغابرة ، حيثُ كُنت أقتاتُ على ذكراكِ وأنتقمُ من جرحِ فقدانكِ من ذاتٍ انفلتت منها صماماتُ المُنى ،.. لذلك حاولتُ وبكلِّ يقيني أن أغزُو معكِ مدائنَ الممكِن وأدفنَ آبار المُحال ، حاولتُ أن أركضَ حتى انقطاعِ الخريف ، وألاحقَ آخر أمطارِ الشتاء ، وأنتظرَ أول براعمِ الرَّبيع ، وأعدو بين سَنابل الصَّيف ، وكأنكِ في كلِّ الفصول تغردِّين وتبنينَ على أطلال يأسِي صرحًا من الأمل يُنقذُ جفافَ صدرِي بقبلة تُحييني فما عُدت بقادر على استحضاركِ من صُور ذكرياتنا القديمة ، فما عايشتُه معكِ أخيرا حتمًا كان سبب شقائِي وشتاتِي ، لكن … كُلُّه صار عبثًا فقد طوَّقَت قبضة اليأس حُلمي فحتى لو كُنتُ أبدُو ثابتا من الوهلة الأولى وحتى لو كانت رئتاي تُكابدُ لتسرقَ تلك الأنفاسَ المُختنقة صَدِّقيني يا عُصفورتي … فحبيبكِ بالفعل قد مَات ."
على أنغام أغنية - اشتقتلك (عم فتش بين وراقي) لماريتا الحلاني
…..
عم فتش بين وراقي عن ذكريات رفاقي
غيرك ماني عم لاقي ..
اشتقتـلك .!!
وينك .؟!
شو بتخطر على بالي
بدي شوفك كرمالي
بشوفك ع الصورة قبالي بحن لك
مشتاقة نرجع نتلاقي ونحكي
نتعاتب نتفي ونشكي
يا ساكن جوا بقلبي ..
اشتقتلك .!!
بجرب من بالي أمحيك
بعمر الطفولة بلاقيك
ما عم فكر إلا فيك .. حبيبي .!!
إسمك ع شفافي بيظل
ساكن فيي ما بتفل
تسرقني من بين الكل يا حبيبي .!!
وينك .؟!
شو بتخطر على بالي
بدي شوفك كرمالي
بشوفك ع الصورة قبالي بحن لك
مشتاقة نرجع نتلاقي ونحكي
نتعاتب نتفي ونشكي
يا ساكن جوا بقلبي ..
اشتقتلك .!!

كانت تحرق روحها أكثر من حرقتها بذلك النحيب الذي فاق قدرتهما على التحمل ، فلا أحد منهما عرف كيف سيسكتها أو كيف سيجعلها تقتنع بتلك الحقيقة المريرة التي يعانون منها منذ ما يقارب خمسة عشرة يوما ..15 يوما من الجحيم ومن النحيب ومن البكاء المتواصل 15 يوما فقدت فيه صلتها بالمحيط ، قدرتها على الاستيعاب تضاءلت للحد الأدنى ، أي التلاشي فهي لم تعرف بعد ماذا حصل أو كيف حصل أو لماذا حصل .. فقط استيقظت على فاجعة جعلت قلبها ينشطر لآلاف القطع من بينها الاستنكار وعدم التصديق والهذيان وأيضا الانهزام ، الفشل الذي كانت تعاني منه في صميمها كان مليئا بالاستغراب ، فلم تصدق بعد أن ذلك الكيان قد هاجر روحها وتخلى عنها مع سبق الإصرار والترصد ، كان واعيا لقراره تمام الوعي ولكن ما كان في يده حيلة فلقد انتزع قلبه بيديه ورمى به جانبا في سلة المهملات لعل تضحيته تأخذ مجراها ويسمى بشهيد العشق المستحيل
ميرنا(أخذت تحاول فتح باب السيارة التي كانت تسير بهم):- همم همممم
ميسون:- اهئ اهئ عمو وائل لا أستطيع إيقافها إنها تحاول فتح الباب ، اهئ ميرنااااااا ؟
وائل(أوقف السيارة على جنب):- .. ميرناااااا …اهدئي اهدئي
ميرنا(حاولت فتحها ولكنه كان يقفلها فهو يعرف حركاتها المتهورة):- …ح …ح اهئئئئ
وائل(أغمض عينيه بنفاذ صبر وفتح الباب ليعود للخلف ويفتح بابها ويتركها تخرج):- هياااااااا ميرنا اخرجي اخرجي وابحثي عنه هياااااااا …
ميرنا(خرجت فعلا وأخذت تركض وتركض إلى أن توقفت فجأة ونظرت للسماء):- ح …
ميسون(فتحت الباب وركضت إليه):- ماماااااااا
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تمسك على قلبها وجثت على ركبها بتعب):- ….°فقدتك° …
ميسون(عانقتها من الخلف وهي تبكي وترتب خصلات ميرنا التي كانت بلا حول ولا قوة):- بابا عائد لقد وعدنا يا ميرنا ، لما لا تصغين لي ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(نظرت للأرض بضياع):- …. °فقدته°
ميسون(وهي تحك جبينها في خد ميرنا):- أرجوكِ توقفي لقد تعبت
ميرنا(رمشت بعدم استيعاب ونظرت إليها):- °فقدناه°
ميسون(عضعضت شفتيها وهي تشهق):- …بابا حيثما كان هو يحبنا ويعرف أننا نحبه
ميرنا(بنظرة مشتتة):- .. °فقدت حكيم°
وائل(نظر لكاظم الذي توقف بدوره رفقة الحراس):- … خذ ميسون معك واسبقنا لقصر ميار
كاظم(بحسرة على ميرنا):- سوف ترفض
وائل(بحدة ودون أن يلتفت إليه تقدم):- أجبرها إذن ….
كاظم(مسح على فكه مرورا لرقبته ولحق به):- صبرا يا رب … ميسون ماستي رافقيني
ميسون(تشبثت بعنق ميرنا):- يستحيل أن أتركها
كاظم(انحنى لمستواهما):- .. بيبي ميرنا بحاجة لوقت كي تبقى بمفردها ، دعينا نساعد
ميسون(نظرت لوائل الذي كان يكتف يديه بصرامة):- لكن عدني أنها سوف لن تتأخر ، لا يجب أن أبتعد عنها مطلقا
كاظم(ارتفع ومد يده لها):- رافقيني ..
ميسون(قبَّلت وجنة ميرنا بدون حياة):- أنا سأنتظركِ عودي باكرا …لأجلي
كاظم(سحبها ونظر لوائل):- ابذل جهدك ..
وائل(أزال يديه من جيوبه وانتظر ذهابهم رفقة نصف الرجال وعلى رأسهم داغر ، أما البقية ففضلوا مرافقتهم لكن وائل أشار لهم بالذهاب جميعا ولم يتبقى غيرهما):- … ميرنا
ميرنا(بنظرة متلاشية في الفراغ):- …لارد
وائل(انحنى القرفصاء أمامها):- ..أترغبين بالبكاء ؟
ميرنا(رفعت عينيها الدامعة ونظرت إليه بدون معرفة):- ….لارد
وائل:- سآخذكِ لمكان يمكنكِ فيه البكاء دون توقف .. حتما سترتاحين إذا ما بكيتِ فيه وستشعرين بالراحة وبأن حكيم قريب منا ، هل ستصغين لمطلبي الوحيد يا ترى ؟
ميرنا(رمشت وهي تميل برأسها جانبيا):- …لارد
وائل:- اشرحي لي ما جدوى العربدة هكذا في الطرقات ، أتعتقدين بأنكِ ستعيدينه هكذاااا ؟
ميرنا(وكأن شحنة كهربائية سرت بجسدها):- هئئ ؟
وائل(بتعب أمسك يديها):- لن يعود … طالما أنتِ على هذا الحال فلن يعود
ميرنا(زمت شفتيها وهي تسحب يديها):- …لارد
وائل:- لما تعاقبينني أنا لما تحرقين قلبي ، لما ترفضين مساعدتي ميرنا أنتِ تقصينني من حياتكِ منذ الذي وقع فهل ستبقين هكذا تعاقبين الجميع حول أمر لم يكن في حسبان أحد ؟؟؟؟؟
ميرنا(جمعت ركبتيها في حضنها ودكت رأسها فيهما):- اهئ اهئئئئئئ
وائل(جلس على الأرض بإرهاق ومسح على وجهه):- …ماذا أفعل معكِ يا ميرنا ماذا ماذاااا ؟
ميرنا(أخذت تهتز ببكاء):- ح … °أحضر لي حكيم°° …
وائل(نظر لغيوم السماء ببؤس):- .. ليتني كنت أنا بدلا عنه ، ليتني ضحيت بدلا عنه ، ليتني كنت محله على الأقل لما رأيتكِ بهذا الحال الكسير يا حبيبتي … أعدكِ أننا سنعيده أعدكِ بل أقسم أننا لن ندعه بمفرده في ذلك الجحيم … أتصدقين وعدي ميرنا ؟
ميرنا(رفعت رأسها ونظرت إليه باحتياج لتصديق أي أمل كاذب):- هااا
وائل(نفض يديه واستقام):- إذن دعيني آخذكِ حيث ستبكينه لآخر مرة في روما … ثقي بي
ميرنا(مدت يدها برجفة):- … ح …و؟
وائل(أمسك كفها):- وعود الرجال لا تنزل الأرض ، ولو لففنا شرقا وغربا ولو طال الزمن سنحقق وعودنا صدقيني
ميرنا(استقامت معه):- اممم …
وائل(رمق اهتزاز جسمها وحالتها الرثة وقدميها الجريحتين):- يا لحالكِ المهلك …
لم يضف جملة بل وضع يده تحت ركبها والأخرى على خصرها والتقطها كالريشة في أحضانه ، قد هزلت كثيرا بالفترة الأخيرة كيف لا وقد خرجت من فترة نقاهة لتصطدم بحقيقة مريرة جعلتها تفقد صوابها فما بالك بوزنها … أغمضت عينيها ثم فتحتهما بتيه لتناظر غيوم السماء وأشعة الشمس التي بدت متعبة ، شعرت بالدوار فانكمشت حول نفسها ووضعت يدها عفويا على صدره لتلامس قلادته التي كانت تنفرج من قميصه الخفيف ..رمشت وهي تستشعر دفئا فيها جعلها تستغرب هذيانها فقد قاربت على الجنون قاربت على الجنون وهم لا يشعرووووووون …
وائل(لاحظ بأنها باشرت البكاء من جديد فسارع بها لسيارته):- تمام ميرنا تنفسي بعمق قبل أن تدخلي في نوبة ذعر أخرى .. أنا معكِ …
"أنا معكِ" …أين أنت مني ، أين ذهبت وتركتني وتخليت عني ، أينك معي يا من وعدت بأنك لن تتخلى عني ولا لحظة ، لما لا أجدك بجواري ، لما أنت بعيد هكذااااا ، ألا حبذا حبيب تحملت منه الأذى ، آه ياااااا حكيم آه يا حرقة قلبي عليك … مضت أيام ولا أجدك فيها معي ، متى ستعود متى ستمحو عني غيمة الأسى ، متى ستعيدني للحياة ، متى ستجعلني أتنفس هاااه ؟؟؟؟
طوال الطريق وهي تئن وجعا ، لكن رغم وجعها فهو لم يصل لذرة بحجم الوجع الذي كان يشعر به وهو يضرب على الباب بغية كسرها والخروج للحاق بهم ، لكن من وقع في قبضة الشيطان فرحمة الله عليه …من منبرها الذي كانت تعتليه وهي تطل على أحداث القصر أسفله أعطتهم الإشارة بالتدخل فهجم عليه مجموعة من رجالها ليمنعوه ، فتعارك معهم بقدر قوته التي استنبطها من حرقته وغبنه ومصيره الذي كسر قلوب الكثيرين وأحرق أهله … بقدر الألم الذي كان يشعر به لما كان ينصت لنحيب صغيرتيْه بقدر الحرقة التي استوطنت جوفه وهو يقاوم الرجال ويطرحهم يمنة ويسرة ، فلقد ثار الأسد وثورته تلك لم تكن أول ثورة لذلك استحب تدخلا سريعا كالعادة
ليندا:- احقنوه بالمهدأ فوراااااااااا …
ركض الممرض نحوهم واجتمعوا حوله كالنمل ليمسكوه دفعة واحدة ويحقنه الممرض في ذراعه بمهدأ جعل قواه تخور درجة درجة إلى أن جثا على ركبتيه وهو يرجو الموت رحمة من ذلك الحال الذي حكم عليه به مع الأسف ..ثانيتين وكان طريح الأرض مغمى عليه ، جعلتهم يسحبونه من هناك وأعادته لغرفته المخصصة وهناك وثبت عند رأسه وهي تناظره بعنفوان
ليندا:- تحدي ليندا صعب يا ابن الراجيات ، أنصحك بألا تقاومني وتخرج عن إطار الحصن الذي سجنتك فيه ..أصبحت لي لذلك لا تقحم نفسك في بلاء جديد ، وهذه نصيحة ودية قد تكلفك غاليا إذا ما أصغيت لي …
مغدور:- مولاتي مولاتيييييي … الجماعة خرجوا من أرضنا الله يكفينا من شرهم
ليندا(استدارت إليه):- … ضع علب السجائر بجوار منضدته وغادر الجناح
مغدور(فرقع إصبعه للخادمة):- تعالي يا وغدة وضعي تلك العلب عند رأسه ..هيا هيا سارعي
الخادمة(نظرت بأسف لحكيم وطأطأت رأسها وهي تنفذ المطلوب):- حاضر
ليندا(خرجت بعد أن ألقت نظرة أخيرة عليه وهي تشعر بالفرح):- أشعر بالسرور يا مغدور لقد حققت كل ما أحلم به ، قلادة الشمس ونلتها ، دماء ميرنا وابنتها وأخذتها ، حبيبي وأصبح أسيري يااااااه أشعر وكأن العالم كله يضحك لي …
مغدور(لحقها وهو يحرك شفاهه):- … همنمم ولكنني خائف يا مولاتي
ليندا:- وما يخيفك يا وجه الشؤم ؟
مغدور:- غضب الأسد لن يخمد بسهولة
ليندا(جلست بملوكية على كرسيها):- وماذا في الأمر أساسا لا أريده أن يخمد ، أنا أتغذى على وجعه يا مغدور ، كلما آلمته كلما شعرت بأنني ملكته وهزمته وجعلته ذليلا بقبضتي
مغدور:- مولاتي أتعتقدين أن ابن الراجي سيرضخ لكِ ويستسلم ؟
ليندا(بنظرة غرور):- إن لم يرضخ اليوم سيرضخ غدا وهكذا دواليك حتى أضع أنفه المتعجرف أرضا وأطأ عليه ، سأخضعه يا مغدور وأقسم بحياتي الخالدة أنني سأفعل …. هاهننههههاهاهاااا
مغدور(حول عينه المبيضة وهو يلاعب خواتم أصابعه):- ههنننن مولاتي سيدة الكون أجمع ..
ماذا ستخضع لتخضع ، قلبا ثائرا يحتاج لتطبيب أم نبضا حزينا يحتاج لتعقيب يشرح ماهيته الحائرة ، لقد توقع أسوأ من ذلك ولكن أن يعيشه فهذا كان أبعد له من حسبانه … ما هي إلا سويعة وكان يفتح عينيه بتثاقل وينظر لظلمة تلك الغرفة رغم أنها مضاءة بشكل جيد ، إلا أنه كان يراها ظلام …ارتفع بصداع في رأسه وناظر جوانب الجناح باشمئزاز إنه هنا من جديد ،،، من جديد يتكرر ذلك الفيلم فمتى سترحمه عصفورته من ذلك الموت المتكرر متى متى متىىىىىىىىى؟؟؟ …مسح على شعره بإنهاك ونظر جواره لعلب السجائر فأمسك واحدة وبدأ بالتدخين سيجارة بعد سيجارة فذلك ما كان يحرق جوفه أكثر لعله يستوعب مصيبته ، ففعلا قد تخلى وفعلا قد مات أمله ، طوال فترة انتفاضته ومقاومته لليندا لم يخنع لحظة وما زال يتحمل ، رغم أنها عذبته وأهلكته وحبسته وعرضته لصعقات كهربائية وحقنته بمادات مجهولة وقيدته وجوعته ، كل هذا لم يؤثر به بل كان يصدها في كل مرة ولكن بات ذلك يصعب عليه بالأخير ، وما أهلكه هو آخر زيارة لميرنا وميسون قد أفقدته وعيه بالكامل ……
أخذ المذياع بيده فهو آخر ما يملكه ليتواصل مع العالم الخارجي بعيدا عن شرور ليندا ونعيق خادمها المتواصل ، وأول أغنية فتح عليها جاءت على الجرح …
-بكيتُ على فُراق -
بكيت على فراق ، تولد من وصال
فصار الجسم مني ، ضعيفا من هزال
وداء الحب داء ، يؤرق من يبالي
يذوقه البلايا ، و اشكال الوبال
تعلق قلبي يوما ، بغامضة المقال
حباها الله حسنا ، كأمثال اللآلئ
وراقصني هواها ، على نغم الدلال
فصرت لها أسيرا ، كمجنون الليالي
،،،،،،،،،،،،،،،
وقالت ذات يوم ، بأن الحب غالي
فما بال الدعاوى ، كحبات الرمال
كلام العشق دوما ، على ثغر الرجال
فلا تعتب على من ، بمثلك لا يبالي
فكان جواب روحي ، بأن الصدق حالي
لعمر الله أنت ، تهافتك بدالي
أحبك لا أداري ، حقيقة ما جرى لي
ثقي دوما بأني ، على عهد الوصال
ثلاث علب من السجائر لم يشعر بنفسه وهو ينهي آخرها بل يطحنه بقدمه طحنا ، وكأنما يريد أن يتخلص من مواجعه بتلك الطريقة ، وكأنه إذا ما أنهاها سينهي روحه ويخلصها من ذلك العذاب ، …لكن مع الأسف لا الروح استكانت ولا القلب رضخ ، ما زالت نيران جوفه تتأجج وما زال في خلده ألف سكينة مغروسة تدميه ولا ترحم … فكيف السبيل ؟ …نطقها وهو يرج رأسه بعصبية يمنة ويسرة ويبسط يديه متسائلا للفراغ لماذا أنااااااا …لماذا أنا من بين العالم أجمع أعاني هكذا ، لماذا علي أن أضحي وأهدر عمري وأدفع ثمن حماية أحبائي ، لماذا لماذا لماذااااااااااااااااااااا ، زئيره رج القصر رجا ولكن لا حياة لمن ينادي فقد وضعت ليندا أذنا من طين والأخرى من عجين ، كيف لا وقد أمسكت به في كفها إذن لا فكاك ….
صوت نشيج بكائها المكلوم كان يتكرر في مسمعه ويمزق روحه لأشلاء ، حتى كاد يقتلع شعره من جذوره في محاولة بائسة لإيقاف ذلك الصوت ، أما نداء ابنتهما فهذا آخر ما كان يتوقع مجابهته فقد كان مهلكا مهلكا لدرجة التعب … كيف بالله عليهم سيتحمل فراقهما وهما في كل لحظة يذكرانه بمعاناته التي كتبت في كتاب يومياته التعيسة ، كيف سيتحمل ويجابه ويصبر وينتظر الفرج الذي لا يظهر له بصيص أمل في تلك الحفرة المظلمة التي ألقى بنفسه فيها قسرا ومع سبق الإصرار … كييييييييييف ؟؟؟
ظل يصرخ بلا توقف ويعاتب ويلعن الظروف التي جعلته في ذلك الموقف ، بعيدا عن أحبته بعيدا عنهم لدرجة أنه لم يتمكن من احتضانهم أو هدهدتهم وطمأنتهم أن كل شيء سيكون بخير ، بعيدا لدرجة الاختناق فقد خانته الدنيا وعاقبته على ذنوب غيره من جديد ….. كل ما كان يفكر فيه هو ميرنا وميسون وردتيه الحلوتين وزينة حياته أينهما منه الآن أين أييييييييييييييين ؟؟؟
كانت متأثرة بل منهارة بطريقة انهزامية جعلتها أكثر هشاشة ، فلم تتوقع قط أنه سيصطحبها إلى ذلك المكان مطلقا لم يخطر ببالها ، فما إن توقفت السيارة حتى شهقت وهي تحاول الوصول إليه بلهفة فهناك ستجد مرادها غالبا ، هناك ستجد من يطفئ نار لهيبها ، هناك ستجد من يجفف دموع روحها الجريحة … نظرت لحالتها فالفستان قد تغبر وهي بلا حذاء وحالها كان يصعب على العدو ، لكنه لم يترك لها فرصة لتنتقد حالتها فهي معذورة ، سرعان ما رمقته وهو يفتح جيب السيارة الخلفي ليحضر منه خفا ووشاحا أسود طويل ،.؟… فتح بابها واستوقفها قبل أن تنحني بحركة يده ، حين بسط الوشاح على ركبته ورفع قدميها ببطء ، أمسك منديلا من جيبه ومسح قدمها برفق ثم ألبسها الخف وهكذا للقدم الأخرى ولما فرغ رفع رأسه ليطلب منها النهوض فوجدها تبكي بحرقة آلمته في صميمه ، غالبا ذكرها به فكيف سيتصرف إنها قطعة من روحه ورعايتها شفاء لهوان ذاته …. زفر عميقا وساعدها على الخروج ثم استوقفها واضعا الوشاح على رأسها ، لحظتها شعر وكأنه يغلف حزنها بلمسة حنانه ، إنها بحاجة لذلك ولن يبخل عليها به … عيناها العسليتين كم بدتا غائمتين تلك اللحظة لما أحاط رأسها بذلك الوشاح فبدت مسالمة بشكل بريء أعطاها هالة من الطمأنينة جعلتها تمتن بحق لإحضارها لذلك المكان ،أما هو فما كان عليه إلا أن يهمس في خلده بما شاء الله التي اختصرت معاناة صمته .. خطت خطوتين ونظرت إليه بامتنان ثم تابعت خطواتها التي تسارعت لتبلغ بيت الله سبحانه وتعالى ، البيت الذي يرمي فيه الإنسان همومه ويريح باله ويتضرع للخالق البارئ لعله يظفر بطمأنينة تمحو عنه كل الآلام والأحزان …
مسجد روما الكبير هو أكبر مسجد إسلامي بأوروبا كلها ، وهو يعتبر جامعا يضم المركز الثقافي الإسلامي مما يجعله أهم المباني الدينية الفريدة في إيطاليا كما أنه يستقبل آلاف المصلين من مختلف العالم … في ذلك المكان تنفست ميرنا الصعداء وهي تمسك على قلبها لترمقه وهو يشير لها إلى حيث تذهب ، أومأ لها برأسه كي تأخذ مجمل راحتها لما جعلها تمضي نحو راحة مكتسبة من عند الله لكل من يلتجأ إليه في السراء والضراء .. وطالما هم في ضيقة إلا وسيلتمسون من رب العالمين كل الفرج …
دخلت للجامع وهي تناظره بإعجاب للخالق البارئ الذي وهب العقل لعباده ليبتكروا مثل هذا الجمال ، قرأت الفاتحة في سرها وشبكت يديها وهي تتأمل سكون المكان ورهبته العظيمة … هدوؤه كان كالبلسم فذلك الدفء جعلها تتنهد وهي مطمئنة بشكل لم تحسه منذ أيااااام وليال طويلة ..
الإمام:- سينيورة ..أنتِ مسلمة ؟
ميرنا(انتفضت لدى سماع صوته فالتفتت لتجد شيخا في السبعينات بطلة إسلامية محضة):- هااا
الإمام:- جيد سآخذ راحتي بالتحدث بلغتنا الأم .. لغتنا العربية التي ليس لنا غنى عنها اممم ما اسمكِ يا ابنتي ؟
ميرنا(أشاحت ببصرها جانبيا ودمعت عيناها حين صعب عليها الشرح):- أ… احم أ…
الإمام(وضع يديه خلف ظهره وأشار لها بالجلوس فوق إحدى الوسائد العريضة):- …اجلسي
ميرنا(مسحت يديها ونظرت خلفها باحثة عن وائل الذي اختفى عن أنظارها تماما):- هااا
الإمام:- الظاهر أنكِ تعانين من مشكلة في النطق ، لا بأس ديننا يمسح دمع كل محتاج وكل مجروح
ميرنا(امتصت شفتيها وهي تعدل الفستان الطويل لتغطي أطرافها):- اممم
الإمام(ناظرها بطيبوبة):- يبدو عليكِ التعب ، منذ متى لم تصلي ؟
ميرنا(زمت شفتيها خجلا ونظرت للجانب):- …لارد
الإمام:- ما تخجلي مني ، اخجلي من الذي خلقكِ فهو الذي يراكِ حيثما كنتِ ولست أنا …أتعرفين لما ننصح الأطفال بالصلاة لكي يترعرعوا على الدعاء لأجل قضاء حوائجهم التي لا تتم إلا بكسب رضا الله أولا ، يعني أخذ وعطاء كلما أعطيتِ لدينكِ قيمة معنوية وصفة ثابتة بحياتك كلما وهبكِ الله من حيث لا تدرين كل ما يريح قلبكِ ويبعث السكينة فيه … أمانينا في بعض الأحيان قد تكون أنانية ولكن لو سعينا جاهدين لإثبات أحقيتنا بها حين نصلي وندعو رب العالمين فمؤكد أنه سيستجيب ، وإن لم يتحقق ذلك فإنه راجع لحكمة تقينا شرور ما تمنيناه ، كما يقول في كتابه الحكيم "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" …
ميرنا(هتفت في سرها):- °ونعم بالله … حكيم °
الإمام:- أراكِ تلبسين الأسود وحسبما أفهمه من حالكِ قد فقدتِ عزيزا..أتعلمين أن ذلك بدعة ؟
ميرنا(هزت رأسها وأشارت لقلبها بقبضة يدها):- هممم
الإمام:- يعني من حزنكِ تلبسينه ؟
ميرنا(بإيجاب):- أها
الإمام:- هل فقدتِ زوجكِ ؟
ميرنا(تلكأت الحروف المكلومة بجوفها وعقدت حاجبيها لتجيب):- ها
الإمام:- إذن وضعكِ صعب ..
ميرنا(زفرت عميقا وسقطت دمعات على خدودها):- …لارد
الإمام(ناظرها بحنان):- …أتعلمين ما تحتاجين إليه ، أولا عليكِ تأدية تحية المسجد بركعتين وبعدها صلي مع النسوة صلاة الظهر فنحن على أبوابها ، صلي يا ابنتي تضرعا لله واطلبي منه أن يلهمكِ الصبر ، صدقيني سوف تجدين مبتغاكِ بمشيئة الخالق ولكِ مني أن أجعل الجميع يدعو لكِ بعد صلاة الظهر تمام ؟
ميرنا(ابتسمت ببكاء):- اهئئئ ح….
الإمام(استقام وأشار لها):- تعالي معي لأرشدكِ لجانب النساء وهناك خذي راحتكِ في البكاء ، أطلبي من الله ما تريدينه سيلبي دعاكِ كوني واثقة بذلك وآمني به يا ابنتي ، هيا لا تترددي ارمي همومكِ على الخالق فهو رحيم بعباده الصالحين …
ميرنا(بأريحية تنفست):- هاااا …
رافقها إلى الجانب المؤدي لرواق النسوة وهناك وجدت العديد من النسوة يتأهبون لتأدية الفريضة ، إنها صلاة الظهر كيف غفلت ولم تعرف وقتها ، لهذا أبعدها الإمام بطريقة لبقة كي تغادر جانب الرجال ياه لم يشعرها بجدوى ذلك بل جعلها تحبذ الأمر ، ولهذا مضت بخاطر مكسور فوجدت ترحيبا مريحا من إحدى السيدات والظاهر أنها ولية أمر النسوة هناك ، ساعدتها لتتوضأ فاستغربت جراح قدميها ويديها فعقدت حاجبيها لكي لا تحرجها أكثر ، وحين فرغت قدمت لها إحدى المناشف الورقية وأشارت لها لتدلف خلفها وتقف بالصف ..شعور لا مثيل له أن تجد نفسك وسط العديد من المصلين المتضرعين مثلك للخالق ، قلوبهم خاشعة له وحده تؤدي فرائضها بمنتهى السلاسة وكأنها تحسس على رأس رضيع صغير ، هكذا شعرت وكأن النجوم تلمع بداخلها متسائلة لما ابتعدت عن الله سبحانه وتعالى طوال تلك الفترة ، لما عاشت حزنها بعيدا عنه رغم دعائها المتواصل وتلاوتها للقرآن إنما هذا لم يكن بكاف لم يكن يكفي على الإطلاق …
ميرنا(من أول سجدة شهقت):- اهئ ..يا رب نجه وأعده لنا سالما يا رب
أدت تحية المسجد وانتظرت معهم لتؤدي صلاة الظهر التي أدتها بدموع بللت وجنتيها ، دموع ما استطاعت كبتها فكلما لفظت اسم الله شعرت بالاحتياج والضعف ، إنها تعلم بأنه رحيم بعباده لذلك تمنت أن يجعل بالها يرتاح عليه ولو من بعيد ، هذا كان مجمل دعاها لو يتحقق ستمضي بفم أخرس أكثر مما تعاني منه ..لكن …تبقى الظروف أشد وأشد وقلبها ما يزال في حالة حرجة من اليأس والبؤس والفشل والضيااااااع … ارتفعت شهقاتها فجأة بعد انتهائهن من الصلاة ، بعضهن غادرن وبعضهن التففن حولها ليحاولن التخفيف عنها ، أما ولية المقام تقدمت نحوها بمسبحة صغيرة
ميرنا(شهقت بعدم فهم وهي تنظر إلى المسبحة):- همم ؟
المرأة:- …هذه مسبحة ، خذيها وسبحي بها للخالق واطلبي منه أن يخفف عنكِ ما تمرين به ، سيستجيب لكِ صغيرتي
ميرنا(أمسكت المسبحة بكلتا يديها):- هااا
المرأة:- ضعي نيتكِ قبل أن تباشري وغالبا ستجدين طريقكِ للخلاص … الله يجعل دموعكِ من تخفيف الذنوب والمواجع بنيتي
ميرنا(استقامت شاكرة):- أهااا
امتنت من كلماتهن وعطفهن خصوصا وأنهن كن من جنسيات عربية مختلفة ، لكنها أبدا لم تشعر بالاختلاف بالعكس وجدت نفسها تطالعهن باهتمام وتعدل شالها بفخر بينهن فقد واسينها بشكل حميمي دافئ بعثر الأمل في خلدها بأن العالم ما يزال بخير ،.. احتضنت المسبحة وودعتهن بأريحية وخرجت من هناك لتتنفس براحة ، ففعلا قد أفادتها زيارتها للمسجد بشكل استطاع تخمينه بحق ، …انسحبت للطرف كي تتجنب الازدحام الذي يزيدها اختناقا بحيث خرج العشرات من هناك بعد تأدية الفريضة لم تتمكن من إيجاده بينهم ولذلك عادت للسيارة واتكأت على بابها ونظرت للمسبحة بتمعن …
ميرنا:- °لو دعوت الله مستعينة بهذه المسبحة غالبا سيستجيب لي ويجعلني أطمئن بأنه بخير ، أريد ذلك أحتاج لذلك وإلا سأفقد رشدي ، حكيم ما تخلى عنا أنا أعرف ولكنه أجبر على ذلك ومن واجبي أن أبحث عنه …لكن من سيساعدني من ، ميار في السجن وكاظم لا يساعد وطارق يحاول السيطرة على العشيرة أما وائل حسنا … إنه يتكتم على الأمر وأنا أعرفه حين يخفي الحقائق عني خشية من إيلامي ، لكنني أحتاج لمعرفة الحقيقة أحتاجها بشكل كبييييير ، يا الله ساعدني ساعدني اهئ جوفي يحترق عليه يحترررررررق…ّ°
صبي صغير:- اشتري مني هذه أختاه
ميرنا(رمشت حين فاجأها بكتيبات صغيرة):- هممم ؟
الصبي:- إنه الحصن الحصين يا أختاه ، نحن نبيعه لنسترزق به الله وتجرأت لأنكِ عربية صح ، يا إلهي أم أنكِ أجنبية عذرا أ.. اكسكيوزمي و
ميرنا(نظرت حولها وأشارت للسيارة):- … هااا
الصبي(حك رأسه):- ما فهمت ؟
ميرنا(بعدم قدرة على الشرح):- لا ..
الصبي:- على راحتك سيدي لا أجبركِ على شرائها فقط سألتك ، وفقكِ الله
ميرنا(أمسكت على رأسها بصداع فقد تعبت من التفسير العقيم بأنها خرساء):- اففف ..
وائل(أخذ منه اثنين وأعطاه بقشيشا لقاء ذلك):- … هيا ولا تضيع تلك النقود في اللهو
الصبي(بابتسامة عريضة):- شكرا سيدي شكرا …
وائل(أعاد محفظته لجيبه وفتح باب السيارة بالزر الإلكتروني):- انتظرتِ كثيرا ؟
ميرنا(نظرت ليديه اللتين مدتا الكتابين لها):- همم ؟
وائل(وضعهما بكفها):- واحد لأجلكِ والثاني لميسون .. لنركب شكلكِ تعبتِ …
ميرنا(نظرت للجامع باحتياج ثم تنهدت وهي تركب جواره):-…ح ؟
وائل(أغمض عينيه وجلس محله):- لقد دخلنا للصلاة يا ميرنا يعني لم نتواصل مع أحد ليصلنا جديد عنه … صدقيني ما إن أعرف شيئا سأخبركِ فورا
ميرنا(كتفت يديها):- …لارد
وائل(فتح الجيب أمامها وأعطاها دفترا وقلما):- أخبريني ما الذي يحز في نفسك ؟
ميرنا(أمسكت القلم ومع أول نقطة حبر دمعت عيناها):- …°أريد أن أعرف مكان حكيم ؟°
وائل(تنهد مطولا):- لا يمكنني المساعدة …لأنني لا أعرف
ميرنا:- °أريد ميار هو يعرف°
وائل:- ميار في السجن يا ميرنا في السسسسجن … وضعه دقيق وقد تركته لألحق بكِ يعني لو تساعديننا قليلا لسيطرنا على الأوضاع ففور خروجه سنتمكن من وضع النقاط على الحروف
ميرنا(بامتعاض كتبت):- …°أنت تكذب لكي تريح قلبي فحسب ، لقد زرت ميار ولكنه لم يعطيني أي بصيص أمل قد قتل فيني الرغبة في البحث ولكنني ما استسلمت°
وائل:- لأنه بدوره قد ضحى بالكثير فبدلا من أن يقحم أخاه في السجن دخل هو باسمه … يعني فكري معي كيف سننقذه من هناك وذاك المحقق الأخرق يحاول الإيقاع به كونه متهما بإحراق بيت أخته
ميرنا:- °لا يعني لي أي شيء من هذا أريد أن أجد حكيم وفقط ، لما تجبرونني على الانفجار وعلى التصرف وحدي لما لا يفهمني أي واحد فيكم …أنا لا أريد أي شيء غير حكيم مفهوم ؟°
وائل(تمعن في الجملة لكنه آثر الهدوء):- تمام ميرنا سأحاول تنفيذ رغبتكِ لكن ليس قبل انتهاء مراسيم الدفن …
ميرنا(شردت في كلامه):-…°علي أن أتصل بالبيت°
وائل:- هاه جيد أن عقلكِ قد عاد لرأسك وعرفتِ ما خلفتِ وراءكِ من جنون … عموما لا تقلقي ما إن نصل لقصر ميار سنرتاح برهة ونتصل بهم إذ سنسافر جميعا هذا المساء تمام ، دعينا نمضي لندخل بعض الأكل لجوفكِ فشكلكِ لم تتناولي أي شيء منذ عدة أيام
ميرنا(أغلقت الدفتر وعانقته وهي تستند برأسها على الكرسي):-°وأي مأكل أو مشرب سيحلو لي وهو بعيد عنا ، آه يا حكيم كم خلفت فجوة عميقة بقلبي ما كنت أحسب حسابها صدقا ما كنت أحسب اهئ رجاء كن بخير لأجل عصفورتك الصغيرة ، لأجل حمامتك ممكن ؟؟؟؟°
وما هو حال الحمامة فهي الأخرى تعاني بطريقة وإن كانت أخف من ميرنا ، إلا أنها أيضا موجوعة ..كانت جالسة على الأرجوحة بينما كان كاظم يدفع بها وهو يتعرض لاستجوابها المهلك فهو بدوره لا يملك أجوبة شافية قد تقنع عقلها الصغير بالصبر …
ميسون(بضعف):- أذكر أنني قلت لك اخرس ، عفوا منك ما قصدت الصراخ بوجهك لكن كلامك كان قاسيا ، بابا لم يتخلى عنا مثلما قالت ميرنا بابا سرقوه منا
كاظم(تنهد بتعب):- .. أبوكِ ليس طفلا حتى تتم سرقته يا ميسونتي ، أمهلنه بعض الوقت وسوف يتواصل معنا من حيثما كان
ميسون:- مجرد كلام واهٍ ، بابا أخبرنا أنه قطع صلته بنا بابا ذهب عنا اهئئئئ
كاظم(أوقف الأرجوحة وهرع للمقدمة كي يمسك يديها):- بيبي صغيرتي ، أبوكِ رجل بألف رجل صدقيني هو ليس من النوع الذي يتخلى عن أحبته هممم .. ثقي بكلامي
ميسون(باحتياج):- أين هو إذن ؟
كاظم(جذبها لحضنه وعانقها بعمق):- هو في مكان يرانا فيه ولكننا لا نراه
ميسون(بجزع):- مات ؟
كاظم:- ليس هكذا إنما هو تعبير مجازي لا غير ، حكيم الراجي هنا معنا بقلوبنا وهي شدة وستزول ونجتمع سوية كما كنا وكما يحلو لنا
ميسون:- تعدني ؟
كاظم(ابتلع حرقة أليمة عليها):- …أعدكِ
ميسون(مدت إصبعها الصغير في الهواء):- الوعد يكون هكذا
كاظم(مد إصبعه ولامس إصبعها بقهر عليها):- وعد …
ميسون(لامست إصبعه وارتمت بحضنه):- لو لم تكن هنا لبقيت حزينة ، شكرا عملاقي
كاظم(زفر عميقا بحزن عليها):- آه يا صغيرة آه




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:12 AM   #812

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

كيف الخلاص من حالة قهرية سيطرت عليهم منذ 15 يوم كيف ، الحال لم يكن كئيبا بالنسبة لهم فحسب بل بالوطن كذلك قد كانت الدنيا مقلوبة رأسا على عقب ، وأولها سيكون بالسجن ..
الحارس:- إياد نجيب لديك زائرة
ميار(حرك أصابع يديه وفرقع رقبته وهو يستقيم):- … من ؟
الحارس:- تفضل حضرتك وستعرف ، أقول هوينا يا حلو هل سنبقى هنا اليوم بطوله ؟
ميار(تقدم نحوه بثقل وبنظرة تربص طالعه):- تذكر وجهي جيدا ، أكيد سوف تراه مجددا
الحارس(تحركت حنجرته وهو يرمق وعيد الشر من ميار):- هيا هيا رأينا أمثالكم بالعشرات ، فهذا ما تفلحون فيه التهديد الكاذب فقط
ميار(تحرك خطوة ثم تراجع ليرمقه بحدة):- أشفق عليهم منك ، لكن غالبا سيصفقون لي فأنا الرقم الذي يليهم وأنا الذي سينفذ تهديداتهم يا … حلو
الحارس(ابتلع ريقه بخوف):- تحرك تحرك مش ناقصك ،،، الله الله …
ميار(تقدم بزفرة عميقة فهو يتمالك أعصابه بصعوبة):- … لنرى من هذه مجددا بف …
دخل لغرفة الزيارة ليجدها أمامه يا الله كيف سيتصرف معها إنها لا تنفك تتعبه بزياراتها المتكررة ، وهذا وضع ما وجد له حلا بالمرة …لذلك جلس قبالتها وهو يحرك فكه بامتعاض جعلها تستشعر عدم رغبته برؤيتها
رقية(بدموع):- حبيبي .. صدقني ستغادر حنايا السجن ما هي إلا بضعة أيام ، لقد قدمت دلائل حتمية تدل على موقعك أثناء نشوب ذلك الحريق ، لقد أكدت في المستندات أنك كنت بشقة وائل رشوان ساعة الحريق وأيضا هرعت معهم لنجدة ميرنا من الحادث الذي تعرضت له … اصبر معي قليلا ماشي ؟
ميار(تنهد عميقا):- ألا تتعبين ؟
رقية(رمشت وهي تطرق على الطاولة بإصبعها):- أنت لن تقصيني من حياتك إياد ، أنا محاميتك وأنت موكلي وسأخرجك من هذا السجن
ميار(استقام برتابة):- وفقكِ الله إذن عزيزتي
رقية(بدموع):- هل لي أن أعرف ما سر هذا التعامل معي ، منذ أن دخلت هنا وشيء فيك تغير …حتى تكاد تخبرني بالمختصر المفيد أنك ما عدت ترغب بي ؟
ميار(أغمض عينيه وتمالك أعصابه):- رقية ..أعصابي تالفة لذلك اعذريني … تعلمين ما هو اليوم صحيح لذلك لا تضغطي علي أكثر لطفا
رقية:- أعلم ، وسأكون هناك أيضا يستحيل أن أدع آل الراجي وحدهم في محنة كهذه
ميار(حرك فكه بقلة حيلة):- يا ليتني قادر على إذابة تلك القضبان لأكون جوارهم ولكن … هكذا
رقية(اقتربت منه):- سأبذل جهدي صدقني
ميار(تحرك للمغادرة):- أهناك أخبار عن ميرنا ؟
رقية:- أخذت ميسون واستقلت طائرة خاصة وذهبت لروما .. مجددا للبحث عن حكيم لكن ما تقلق وائل لحق بها وسيحضرهما هذا المساء جبرا حتى …
ميار(زم شفتيه بألم):- أخرجيني من هنا بعد يومين لن أتحمل أكثر من هذا العدد ، إما أن يحدث أو انسي علاقتنا رقية الفارسي … انتهت زيارتكِ حضرة المحامية
رقية(لمست نبرة غريبة فيه ولكن لم تفهم أي شيء):- … طيب يا إياد … طيب
ميار(تحرك دون كلمة فما بجوفه أكبر من أن يحكى):- وحياتك يا قلبي النابض وحياتك سأعيدك من ذلك المصير ، لن أكون ميار نجيب الفهد البري إن تركتك تعاني هذا المر وحدك .. يا أخي
من هناك انطلقت رقية لحال سبيلها فهي عازمة على إخراجه من ذلك السجن ولو بأي طريقة ، لذلك وجدت نفسها تتصل بنور لتبلغها بالمستجدات وهذه الأخيرة لم تجد باليد حيلة ففاجعتهم أكبر من أي تفكير آخر تلك اللحظة ..لذلك انطلقت رقية إلى هناك وتركت لهذه المجال كي تدفع حق زيارتها بمبالغ مهولة فقط كي لا يكتب اسمها في لائحة الزيارات …
الحارس:- زيارة أخرى
ميار:- يا أخي خلوني هناك وخلصونا من الزيارات ، اذهب وأخبرهم أنني لا أرغب برؤية أحد
الحارس:- المأمور يشدد على ذهابك يا أخ فخلصنا لا أملك الوقت لهلوسة المساجين
ميار(صغر فيه عينيه وهو يمسك نفسه عنه بصعوبة):- احمممممم …الرحمة يا ربي الرحمة
بنفاذ صبر توجه مجددا لغرفة الزيارات ، دخل على مضض ولكن لم يجد أحدا هناك وحين استدار ليرمق الحارس بنظرة لئيمة وجده ينسحب ليسمع صوت كعب نسائي يحفظ نغماته عن ظهر قلب ، فخطواتها قد ترعرعت على يديه كيف سينساها بهذه السهولة …أغمض عينيه بضيق لما انبعث عطرها الفواح فسحبه من بوتقة الشك لحقيقة اليقين التي جعلته يستدير إليها بجمود مصطنع …
جوزيت(وضعت يديها على سترتها الفضفاضة كي لا تبرز انتفاخ بطنها):- ..ميار
ميار(أشار بيده للجدران):- … غالبا لهم آذان لذلك أحسني التصرف وانتقي ألفاظكِ بانتباه
جوزيت(بدموع مكومة في محاجرها):- …. مياااار
ميار(زفر عميقا وهو يهز رأسه مفكرا):- منذ متى لم أسمع هذا الاسم ، امممم تذكر يا ميار تذكر
جوزيت(اقتربت منه بلهفة):- …. لا تعذبني ..أرجوك أنا لم أستطع البقاء بعيدة
ميار:- لما جئتِ ؟
جوزيت(تفتفت وهي تجمع دموعها):- لرؤيتك ..إياد ليس بحالة جيدة
ميار:- إذن اجعليه يكون بخير تلك مهمتكِ كأخت يا هانم ،آه المعذرة ربما لا تملكين وقتا لأجل ذلك
جوزيت(مطت شفتيها):- ألن تنظر إلي حتى ؟
ميار(نظر جانبيا):- ولما سأنظر لامرأة تهرب مني في كل فرصة ، لما أنظر لامرأة فقدت حبها وما زالت تعاقبني على غلطة هي أساسا سببها ، لما أنظر لامرأة لا أعرف حتى أين تقطن هاه أجيبيني ربما لدي لبس في عقلي المتقاعس ، معلوم جدران السجن من شدة رتابتها تؤثر على مخ أي عاقل
جوزيت(كفكفت دموعها):- ميار أنت تجبرني على …
ميار(هدر فيها مشيرا بسبابته):- إن أتيتِ لتسمعيني موشح أعذاركِ المتخلفة ، فاعذريني محسوبكِ ممتلئ حتى القاع من حكايا المساجين ، لذلك اختصري وغادري هذا المكان ولا تعودي إليه مجدداااا مفهوووووووووم ؟
جوزيت:- أعلم أنك تخشى علي من هذه الجدران ، لكن أنا أخشى عليك أكثر … أنت الفهد البري تخيل معي لو يفهم العشيرة أن الموجود هنا هو أنت وليس إياد ، تخيل ماذا سيفعلون ؟
ميار:- وماذا سيفعلون هل سيقامرون بأرواحهم معي في لعبة خاسرة ، إنهم مدركون للمصير الذي سيصبحون عليه إذا ما أخطئوا معي …
جوزيت:- بالرغم من ذلك فأنت لست مخولا لتكابد هذا الجحيم ، رجاء دعني أتصرف وأقوم بإخضاع ذلك المحقق بطريقتي
ميار(بتنبيه):- إياكِ والتدخل سمعتِ ، عودي لحفرتكِ التي كنتِ تختبئين فيها ودعينا وشأننا ..أصلا ما عاد لكِ مكان بيننا فمن باعنا مرة قد يبيعنا ألف مرة
جوزيت(ببكاء):- ما بعتكم ….أنا هجرتكم لغايتي ولراحة نفسي ألا تفهم حضرتك لم تدع لي حلا ، لقد سئمت سئمت
ميار(بنفور):- وأنا سئمت منكِ ومن ملاحقتكِ ومن استعطافكِ ، سئمت من التذلل إليكِ فارحلي عني لو شئتِ ما عدتِ تفرقين عندي بشيء
جوزيت(تألمت من جملته ونظرت للجدران):- …أنا أحاول أن أجد خيط وصل ها هنا ولكنك مصر على قطعه ، إنك بحاجة لي يا ميار ، أنا من في وسعه تقديم المساعدة لذلك لا تخطئ بحقي لطفا
ميار(هدر فيها وهو يقترب منها بعصبية):- أية مسااااااعدة أية مساعدة هل لكِ أن تجيبيني عن أية مساعدة تتحدثين ؟؟؟؟؟
جوزيت(تهاوت قواها فنظرت للكرسي وتوجهت نحوه لتجلس):- اجلس لنتحدث لما تنفعل هكذا وتقفل باب الحديث بيننا
ميار(صفق بيده):- هل تريدينني ألا أنفعل أيضا ، يا سيدة ابن خالي أخي دمي في الجحيم وأنا مكتوف الأيدي ها هنا ، بينما ميرنا تعاني وحدها هناك إضافة لاحتياج عائلتنا للتعاضد في هذا المصاب الجلل … لكن لمن أشرح أنا لواحدة لا تعتبر نفسها أصلا فردا منها
جوزيت(أمسكت على رأسها بصداع):- … لست عديمة الإحساس حتى لا أقف بجوارهم في هكذا مصيبة ، لكن … أنا أتحدث عنك لما تعذب نفسك هكذا ؟
ميار(تنهد بإرهاق فقد سحبت عنه ذلك الغشاء الذي كان يتلحف به هربا منه):- …لارد
جوزيت(أشارت للكرسي قبالتها وهي تضع يدها على الطاولة بينهما):- ميار هيا … أرجوك
ميار(تحرك بسرعة وجلس وهو يدقدق يده على الطاولة):- اختصري لأنني مستعجل
جوزيت(غالبها الضحك):- أنت تتنمر ولو كنت في جحر فأر ، أستغفر الله يا ميار أريد المساعدة هل علي أن أعزفها لك في مقطوعة شعرية مثلا ؟
ميار:- وأنا لا أريدكِ ولا أريد مساعدتكِ تمام وصل ؟
جوزيت(تنهدت بصبر):- لن أتخلى عنك ولو طلبت مني التخلي وخصوصا في هذه المحنة ، من واجبي المساعدة لأن هذا دوري كثعلبة قطب وقبل ذلك … كقريبة من الدرجة الأولى
ميار:- هوهوووووه يا للفرحة ، أخيرا اعترفتِ بنسبكِ يا ابنة الراجية ؟؟؟
جوزيت:- وأنت ابن راجية ومنا وفينا فهل ستسمح بهذه المهزلة ؟؟؟
ميار:- مش شغلك أنا أكفل طارق
جوزيت:- وأنا أكفل وائل... إذا تعادلنا
ميار(أغمض عينيه):- وائل مجددا ستقول لي واااااااائل مجددا …ذلك الزفت المسمى وائل أتعلمين أين هو الآن قد هرع ليلحق بميرنا فأين كان لما سافرت هاه ، أين كاااااان ؟
جوزيت:- لا تصرخ ممكن ؟؟؟؟؟
ميار:- … ارجعي إلى منفاكِ يا جوزي ، مكانكِ لم يعد شاغرا
جوزيت(صغرت فيه عينيها):- برضاك من غير رضاك مكاني سيظل كما هو ولن يزحزحه أحد ، غير ذلك أنا لن أنتظر مشورتك سأتصرف بمعرفتي فلقد عشت عمرا بدونك ولن آتي لأنتظر أوامرك اليوم
ميار(ضرب على سطح الطاولة بعصبية):- إن خطوتِ خطوة خارج رغبتي قسما بالله لن أرحمكِ ، لا أريد من أي أحد أن يقحم نفسه في هذا الموضوع …العشيرة وقد تركت طارق ليسيطر عليها أما وائل فور عودته سيجبره ابن عمنا على المساعدة .، أما بالنسبة لحكيم … حسنا لن نطيل بأمره فلا أحد يعلم أراضيه لذلك انسي أمره ولا تحاولي النبش فيه فلن تجني سوى الحسرة
جوزيت:- حكيم عند ليندا … أنا أعرف ذلك فإلى متى ستخفي ذلك عني ، أنا لست الغبية ميرنا أنا جوزيييييييييت
ميار(استقام بنفاذ صبر):- طالما أنتِ جوزيت ارحمينا بذكائكِ ودعي الكرة تأخذ مجراها نحو المرمى
جوزيت:- أتتركه منفردا في ذلك الجحيم لقد قلتها بفمك هل ستتخلى عنه ؟
ميار:- أنا لن أتخلى عنه وفي آن الوقت لن أتدخل فيه تمام ، ما حصل متفق عليه بيننا فلا تحشري أنفكِ بما لا يعنيكِ جوزي وغادري السجن إلى ما لا رجعة ، لا أريد رؤيتكِ سمعتِ ؟
جوزيت(نهضت بإباء):- أنت ترفض رؤيتي لأنك تلمح اللوم في نظراتي ، ذلك اللوم يؤلمك لأنك تعرف بأن نظرتي تشابه نظرة ميرنا تماما ، كلانا ترمي بثقل هذه المصيبة على كاهلك ، ففي الوقت الذي احتجنا لك فيه أسرت نفسك هنا عمدا
ميار(صغر عينيه ثم بسط يديه):- هكذا أنا يعني ليس بأمر جديد عليكم
جوزيت(باستجداء):- …إنه حكيم
ميار(زفر عميقا وضرب على صدره مرتين بحرقة مريرة):- ولأنه حكيم قد تركته يعيش مخاض هذه التجربة العسيرة منفردا ، وطأت على قلبي العليل هذاااااا وعلى رغبتي في شن حرب عالمية لأخذه مقابل إرضائه ، أتحسبين أنه كان سهلا علي السماح له بالذهاب ؟ مطلقا لقد ذهب فوق رغبتي ولأنني قدرت حجم تضحيته رضخت بالأمر الواقع فلا تزيدي علي حرقتي ، أنا رميت نفسي هنا قسرا كي لا أخرج وأبقى مكتوف الأيدي والحال أنني أرمي بنبضي للتهلكة ، فهمتِ الآن ؟
جوزيت(لم تشعر بنفسها وهي تذرف دموعا وهنة لأجلهما):- ما كنت أعتقد أنك تحبه لهذه الدرجة
ميار(أخذ يلهث بانهزام):- سجلي ذلك على الهامش إذن … حكيم الراجي هو قلبي النابض
جوزيت(نهضت من محلها وارتمت بحضنه بدون سابق إنذار):- صدقني سوف نعيده ، سوف نتخلص من كل مشاكلنا ونعيش كما كنا نحلم دوما .. صدقني ميار
ميار(أغمض عينيه وهو يعقد حاجبيه بألم):- … مصيرنا سنجتمع لكن … غالبا أنتِ لن تكوني بيننا كالعادة
جوزيت(تأوهت لما ابتعد عنها بنفور):- ربما يكون معك حق
ميار(ضرب على البوابة قصد الخروج):- هيييه يا حلو افتح افتح قد انتهت زيارة الهانم هنا
جوزيت(نظرت للطاولة ووضعت شيئا عليها ثم تقدمت خلفه):- ما عاد للحديث معنى ..
ميار(ولى ظهره ونظر للخلف بدون حياة):- حتما صدقتِ القول
جوزيت(رمقت الحارس وهو يفتح الباب):- … حافظ عليها جيدا ، فلقد رافقتني بسنين انتظاري كلها
ميار(برقت عيناه لما لمح ذلك الشيء وتحرك نحوه ليلتقطه):- كيف …هذا مبردي أكان معكِ طوال هذا الوقت ، يا إلهي …هيه جوزي جوزييييييييت جوزيييييييييييييييييييييي يييت
لم يجد لندائه صدى فقد تبخرت من هناك ورحلت تاركة ذلك المبرد القديم الذي كان ينحت به على البلاستيك ويرمم ما كان يصنعه ، قد أخذته منه حين كانوا صغارا لدرجة أنه اعتقد أن إياد من ضيعه واستحق توبيخا انتهى بضرب عامر نجيب له بالسوط … فكيف تعيد هذا المبرد بعد مضي سنوات كيف تطحن ذكريات المبرد بهذه البرودة كيف … ، زمجر وهو يغادر حنايا المكان عائدا لزنزانته التي دفن نفسه فيها جبرا كي يتخلص من تأنيب ضميره ، فهو عاجز عاجز إن لم يكن أقرب للهوان بحد ذاته فحكيم قد وضع الجمر بكفه ورحل …. فمتى الخلاص ؟؟؟؟؟؟ …
جوزيت(كفكفت دموعها وهي تستقل السيارة):- إلى بيت الراجي يا فيكو ..
فيكو:- ست جوزيت ، السيدة ناريانا ؟
جوزيت(حركت فكها بانزعاج):- لا تجبرني على طردك مثلما فعلت مع ذلك الأقرع الذي ما انفك يفتح سيرتها أمامي رغم تنبيهي المستمر له، لذلك انتبه لنفسك جيدا فما عاد هنالك شقراء ..تحرك ياااا هل تستقطب عصبيتي يعني ؟
فيكو:- بأمرك سيدتي …ع فكرة أبي يبلغكِ سلامه
جوزيت(تأوهت بغبن):- لا تتصور أن رؤيته الآن تشبه الدخول لمدينة الأحلام … غادر بنا يا فيكو غادر قد اختنقت … يا له من عنيييييييييد هففف
وماذا عنكِ يا بعدي ^_^
كتفت يديها هي الأخرى بعناد الحجر الذي تشتهر به هي وكل فرد من عائلتها المصونة ، والتي كانت في واقع مرير مؤسف يجعل المرء حزينا بلا شك …
سلوى(رمشت وهي تنظر إليه):- … عفوا منك طارق ما قصدت أن …
طارق(بحدة):- سلوى .. لا أريد خوض ذلك الحديث
سلوى(ارتعش قلبها وهمت للنطق):- ولكن عليك أن تفهمني يا طارق ..فعلا ما قصدت أن أجرح زوجتك بحرف ، لقد ذكرت الماضي على سياق الحديث فحسب
طارق(زفر عميقا):- أتظنين بأنه وقت مناسب لكي تفتحي دفاتر الماضي ست سلوى ؟
سلوى(كتفت يديها):- تمام …سيكون لدينا كل الوقت لنناقش ما حصل ، ثم زوجتك مدللة بزيادة
طارق(صفق بيديه بنفاذ صبر):- لا حول الله يا ربي … نووور نوووور
نور(بعيون متورمة):- ها أخي نعم ؟
طارق:- ألم تنتهوا بعد صار الوقت سوف نخرج الجثمان بعد قليل
نور:- يا أخي ..يعني أرجوك دعهم على راحتهم قليلا ، إنها أم فقدت ضنينها يعني قدر الوضع قليلا
طارق(نظر لساعته):- لقد مرت على صلاة الظهر ساعات وقاربنا على صلاة العصر ، يعني ؟
نور:- تمام تمام سوف أكلمها
طارق:- كلميها وأنا سأخبر الشباب ليتجهزوا ، ما عاد هنالك متسع وما يفعلنه حرام حرااااام
سلوى:- اهدأ يا طارق ..أعصابك
طارق(زورها بقنوط واستقام من المكان برمته):- أستغفر الله العلي العظيم
نور(بطرف عين):- ها ست سلوى على الأقل قومي بإزاحة أمكِ وابنتكِ المدللة من الوسط ، قد جعلن الجميع يتحدث عنا بالسوء نظرا لعدم اهتمامهما
سلوى(حركت فمها):- استلميني الآن يا ابنة خالي هذا ما ينقص
نور(سحبت نفسها بتعب وذهبت لغرفة الضيوف التي كانت مكتظة):- …رنييييم ..
رنيم(بنفس الحالة المريرة):- نعم أختي ؟
نور(بأسف):- عليهم أخذ الجثمان
رنيم(نظرت خلفها بحسرة وهي تصغي لنحيبها المؤلم):- كيف سنقنعها ؟
نور(بأسف):- إنها تعانق الجثمان منذ الصباح ، وهذا أمر لا يجوز يا أختي لا يجوز سوف تمرض نفسيتها ولا سمح الله قد تتأذى من فرط البكاء
رنيم:- وما العمل ؟
نور(عضت طرف شفتها):- سيكون العمل عمل الرجال … احم إخلالالالاص
إخلاص(رفعت عينيها الدامية وهي لا تنفك تتشبث بالغطاء الأخضر المطرز بآيات من الذكر الحكيم):- لن يأخذه أحد مني
شيماء(بنفس الحال):- أمي ..اهئ أمي يكفي يكفي لقد هريتِ قلبكِ من البكاء
إخلاص(نظرت إليهم دفعة واحدة):- لقد سمعتموني لا أحد ..سيأخذه مني
مديحة(ببكاء):- آآآآآآآآآه يا قلبي عليك يا بني آآآآآآآآه
عواطف(بنفس الحالة أيضا):- أين كان مخبئا لنا هذاااا ، ما زلت صغيرا يا حبيبي ما زلت صغيرا
نبيلة(كانت تضع رأسها على عصاها وبعد دقيقة من العويل رفعته)):- نور … دعي أخاكِ يدخل
إخلاص(تمسكت بالجثمان بحالة جنونية):- لما لا تفهموووووووون لما لا تسمعووووووون لا أحد سيأخذه مني لما تعااااااندووووووونني هااااه ، إنه قطعة مني إنه قلبي روحي كيف أسلمه لكم بهذه السهوووووووووولة ؟؟؟؟ إنه كبدي كبدي وقطعة من روحي لقد فقدته وفقدت جزئا من قلبي اهئئئ لماذا ابتليتني فيه يا ربي لماذا لماذاااااااااااااااا ؟
رنيم:- قولي أستغفر الله يا إخلاص ستشركين به هكذا لا سمح الله ، أرجوكِ أختي اصبري لهذا البلاء فالله من يعطي وهو من يأخذ وله في خلقه شؤون ما علينا سوى الإيمان بالقدر خيره وشره
إخلاص:- كلام كلالالالالالالالام كلالالالالالالالالالالالا لالالالالالالالالالالالام أما ماذا عن النار التي تحرق جوفي ، ماذااااااا عن ذكرياته التي تعتصر جوفي اهئ لالالالالالالالالالالالال ا إنه مني مني منييييييييييي
شيماء(بانهيار):- اهئئئئئئ أمي يكفي يا أمي يكفي يكفيييييي
عواطف:- مديييييييحة انهضي يا أختي واستهدوا بالله ، مصابنا واحد وفقيدنا واااااااااحد
مديحة(تضرب على صدرها):- ياااااا حرقتي عليك يا صغيري يا حرقتي عليك يا صغيري اهء
نور(مسحت دموعها بقلة حيلة):- يا الله يا الله … أخي يا طاااارق ، عفاف لطفا دعيه يدخل فلن نتمكن من إيقافهن إلا بهذه الطريقة ، إن ما يفعلنه حرام حرااااام
عفاف(بدموع):- حسنا … يا طارق طارق
طارق(دخل البيت وأشار للشباب خلفه):- أفسحن الطريق لقد حان الوقت …
دخل طارق وخلفه عبد المالك وغازي وبعدهم جاسر وزياد وفريد وتامر ومازن وكذلك رامز ، كلهم دخلوا تباعا لتنجلي الصورة وتقف النسوة بشهقة متتالية ، فمنذ زمن لم يفقدن أحدا ، والحال أنهن فقدن غال رغم مشاكله رغم أفعاله إلا أنه ترعرع في ذلك البيت ، لعب بحديقته وأكل بمطبخه وشرب من سفرته وضحك في جمعته وبكى في حسرته ، يعتبر ابن ذلك البيت رغم أنه أسفر عن أفعال مشينة نتجت عن الكبت والضغط الذي كان يحياه تحت كنف أبيه الذي وبالرغم من موته إلا أنهم لم يتأثروا بهذا الشكل المفجع …خصوصا تلك الميتة التي تلقاها فلم يكن يستحقها وإن كان قد ارتكب المعاصي وأجرم في حق أمه وأخته وأبييييه قبل كل شيء ، لكن الشيطان عندما يطغى على عقل الإنسان فإنه يجعل كل المساوئ مباحة أمامه ، وهذا ما حصل معه فبعد أن دخلت تلك الحيزبون لحياتهم دمرتها وشتتت شمل أسرتهم أكثر مما كانت عليه ، بل لنقل خربتها ولم تترك ذكرى أخيرة للأم التي فقدت ابنها ولا للأخت التي فقدت أخاها غدرا ولا للعائلة التي فقدت عضوا منها مع الأسف …..
رفع الشباب الجثمان وهنا ارتفع صوت التكبير والتوحيد المختلط بصوت صراخ النسوة ، فمن هذه التي ستكبت دموعها بل كيف ستستطيع ولو حاولت ، كلهن ذرفن الدموع كلهن تمسكن بالجثمان فتلك آخر مرة سيلمسون فيها فردا كان منهم ، فردا سامحوه على كل ذنوبه كيف لا وهو يبقى قطعة من لدن الراجيين …..
إخلاص(تضرب في صدرها وتحاول شق ثيابها):- ابنيييييييييييييييييييييي ييييييييي عبد الجليل لا تأخذووووووا ابني اهئ لالالالالالالالا ابني لم يمت …ابني قتلوووووووووووه ابني قتلوه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآه ابني ابني أعيدوووووووه لي ، لا تأخذوا ضناي لا تأخذوه مني لا تأخذووووووووه
شيماء(متمسكة بها وهي الأخرى في حالة يرثى لها):- …أخييييييييييييييي اهئئئ عبد الجليييييييييييييييييل أخي يا أخي … آآآآآآآآه يا وجع قلبي عليك يا أخي ، قتلوك قتلوووووك يا أخي أخذوك منا اه اهئ
نهال(ببكاء):- شيماااااء اهئ توقفي فقد قهرتِ نفسكِ أرجووووك
شيماء(تضرب في فخديها):- غدروا بأخي يا نهااااااااال سرقوا منا أخي يا نهااااااااااال …أهئ
مديحة:- الله على زهرة شبابك يا بني الصغير ، الله عليك الله يا قلبي اهئئ
طارق(يترأس الجنازة):- لا إله إلا الله … لا إله إلا الله ……
ارتفع الصوت الرجولي ليطغى على عويل النسوة ، فمن سيواسون ومن سيتركون ، كانت حالة مريرة ومشهدا عويصا استصعب عليهم عيشه ، … لكن هكذا شاءتِ الأقدار وهكذا حكم على إخلاص أن تفقد ابنها الذي مات في ريعان شبابه .. خرج به الرجال من بيت الراجي الذي تذكر زمنا سحيقا بعد ذلك المشهد يوم وفاة آخر شخص في عائلتهم ، وهو سليم الراجي ،.. جميعهم تذكروا خروجه من البيت وكيف لم تذرف دمعة عليه ، بل كيف رفضوا أساسا إدخاله إلى هناك فقد طلبت منهم نبيلة إحضاره للبيت ، وحدها التي أرادت ذلك أما الباقون فقد كانوا في حسرة على طارق والذي استقطب دموعهم للأمانة ، كيف لا وقد تبدلت حياته منذ تلك اللحظة الفارقة ، وها هو ذا بدوره يتذكر تلك الأيام السوداء ولا يسعه إلا التنهد لطرد تلك الفواجع من سلسلة ذكرياته … الحال كان مؤلما لدرجة طغت على كل فرد منهم وحتى الجيران اجتمعوا أمام البيت لتشييع الجنازة ، ومن ضمنهم رجالهم الذي أمسكوا الجثمان بسرعة كالنمل المنتظم وأكملوا الطريق به ، كان يترأسهم طلال وبجواره سفيان وخلفهما فياض ورشاد … أما البقية فقد كانوا من بقية الحرس وبدورهم هبوا للوقوف وقفة رجولية مع أسيادهم الذين كانوا في حالة حزن أليمة …
نادر(وصل للتو):- تعازي الحارة أخ طارق
طارق(استقبله):- سعيك مشكور نادر ، أرجو أن تبقى بالجوار ليلا سنستقبل العزاء بالصوان الذي سيبنيه الشباب أمام البيت
نادر:- طبعا أنا هنا للمساعدة ، المعذرة سأقوم بتعزية السيدات
طارق(رمقه بطرف عين وهو يقترب منهن):- تفضل …
إخلاص(تخطت النساء وخرجت من الباب):- ابنييييييييييييييييي ابنييييييييييييي أعيدوووووه أعيدوه لا تأخذوااااا ابنييييييييييييييي
ماريا(رمقتها وهي تجثو على الأرض وتضرب بدون صبر):- رجاء أوقفوها إنها تمزق روحها هكذاااا ، لو سمحتِ يا ست إخلاص إن ما تفعلينه لن يعيد من رحل …
رقية(ببكاء):- اهئ عمتي نعمة قولي شيئا ؟
نعمة(تبكي بالزاوية):- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظييييم ، لا قول بعد قول الله لا قول بعد قول الله
ريمة(تمسح دموعها):- ست نووووور قلبي انفطر
نور(رمشت بدموع مكبوتة):- الله يصبرنا
جلنار:- اهئ لم يتسنى لي رؤيته حتى ، لم أرى ابن أختي بعد عودتي من السفر ، اهئ لم أره إلا وهو جثة هامدة ويا ليته كان مكتملا لقد … فصلوه الله يفصلهم من هذه الحيااااة اهئ
مرام(بقلب مفطور تشهق بحزن):- الله يحرقهم على الأرض قبل الموت ، حرام عليهم ماذا فعل لهم صبي في ريعان شبابه حتى يفعلوا به تلك الفعلة الشنيعة
جمانة(ببكاء):- أحرقوا قلب أهله لا سامحهم الله … اهء
أم وردة:- آه يا جارتي لقد فطروا قلبكِ بلا رحمة …
وردة:- أمي … لا تبدئي أنتِ تزيدين الطين بلة
نور(رمقت وردة بطرف عين):- أليس من المفروض أن تكون بشركة الرشوانيين ؟
وردة:- أخذت أجازة اليوم والسيد فؤاد سمح لي بذلك
نور(صغرت عينيها من الصدفة فقد اتضح أنها نفسها وردة جارة إخلاص):- اممممم
فردوس(رمقت نظرة مديحة لها):- ..خالتكِ لم تستلطف وجودي يا مرام وجيد أنني منعت أمي من الحضور وإلا لكانت خاصمتها ، دعيني أقدم عزائي وأذهب
مرام:- مطلقا ، إننا في فاجعة فهل يظهر لكِ صالح من طالح
فردوس:- اللي تشوفيه رحمه الله المسكين رغم أنه كان صعب المراس لكنه يظل شخصا قتل غدرا بطريقة بشعة ، اهئ لقد مات مثل أبي الذي طعنوه غدرا هو الآخر اهئئئئئ أبييييييييي
مرام(أمسكت يدها):- يا الله يا فردوس …لندعو لهما بالرحمة
كوثر(أمسكت بيدي وصال):- لا أستطيع التحمل اهئئئئئ
وصال(بحزن):- ما بيدنا إلا الدعاء ، اهئ تذكرت وفاة أبي رحمه الله يااااه كأنني أرقب المشهد الآن أمامي ، أبي
كوثر(عانقت صديقتها):- رحمهم اللهم جمييييعا اهئ اهئ
أم طلال:- يا حسرة على شبابك يا حسرة اهئ
حسنية:- المسكينة سرقوا منها ضناها ، ربي لا تبلينا بأولادنا
شيماء(جثت أرضا بجوارها وعانقتها):- أمي …لقد راح عبد الجليل ، رااااااااح
إخلاص(تمسح على الأرض بيديها تارة وتضرب وجهها تارة أخرى):- لما ابتليتني فيه يا ربي لما أخذته مني يا ربي لمااااااااا حرمتني من ضناي يا ربي لمااااااااااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا وجعي آآآآآآآآآآه
من يمكنه سحبها من ذلك الوضع المهول ، لم يجرؤ أحد على كسر حالتها فهي أصلا لن تستجيب فقط ابنتها هي التي ظلت تحاول إسكاتها لكن وجدت نفسها هي الأخرى تنسحب معها في تلك الهالة التي لا يعي أحد عمق ألمها إلا هما …وهذا ما كان ، أخذ الرجال جثمان عبد الجليل لأجل إتمام عملية الدفن بينما التقطن إخلاص بصعوبة من الشارع وأدخلوها للبيت بدون حياة ، حتى سقطت مغشيا عليها وسط الصالون بعد أن صرخت بأعلى صوتها مرات متتالية تلاها العدم …….
جوزيت(دخلت على المنظر ولم تستطع كبت دموعها):- …تعازي الحارة
عواطف(عانقتها بحرقة):- اهئ أخيرا جئتِ يا ابنتي اهئ جوزيييت لقد أخذوه لأجل الدفن
جوزيت(ابتلعت ريقها):- رحمة الله عليه ، هل جاءت جدتي نبيلة ؟
عواطف(تأوهت بألم):- أجل …إنها مع النساء بالصالون
جوزيت(رمشت وهي تدلف):- من أولئك النسوة ؟
عواطف(أشارت لها بالدخول):- جيراننا يا ابنتي وبعض من معارفنا ، ادخلي هيا .. يا أمينة أمينة أعطي لجوزيت من طعام العزاء
جوزيت(شعرت بالغثيان):- لالا مشكورة لا أريد …
عواطف:- لا يجوز إنه صدقة وعليكِ تناوله ، هيا أمينة سارعي
أمينة:- من عيوني
عواطف(أشارت لها لإحدى الكراسي الشاغرة):- اجلسي هناك ، آه …لما لم تحضر صديقتك ؟
جوزيت:- ستأتي ما تقلقي …كيف الأحوال يعني أنتم بخير ؟
عواطف(أشارت للوضع):- كما ترين
جوزيت(نظرت حولها):- … ألم تأتي ميرا ؟
عواطف:- بلى ، لكنها ظلت بغرفة الصغار مع شادي وأولاد رنيم ، يعني هذه الأجواء تذكرها بمواجع كثيرة ، وددت لو أنها لم تحضر لكنها عنيدة …
جوزيت:- ها يعني زوجها ذهب معهم للجنازة حسبما فهمت ؟
عواطف:- غالبا سيلتقي بهم في البلدة فسوف ندفنه بمقبرة الراجيين حسبما جرت العادة …
جوزيت:- اممم ، سوف أتفقدها
عواطف(زفرت عميقا):- مهلا … هل تملكين أخبارا عن ميرنا ؟
جوزيت(بقلق):- مطلقا يعني لم أتواصل معهم لغاية الآن ، لكن لا تقلقي ،..وائل وعد بأن يعيدها
عواطف(رمشت بأسف):-أجل اتصل كاظم وبلغني ..لكن و ..حكيم ؟
جوزيت(استقامت بوجع هي الأخرى):- لا أدري عنه شيئا …
نهال:- نانا اهمم …نانا ماما تريدكِ قليلا بغرفتها
عواطف:- حاضر بنيتي هل هدأت شيماء ؟
نهال(بدموع):- لاء ما زالت كما هي ، تركتها مع عمتو إخلاص وماريا
عواطف:- الله يصبرهم …ويصبرنا ، نجية ..أمينة ضيفوا النااااس هيا سأرافقكم لأقوم بالواجب فمديحة لن تتمكن من ذلك …
نهال(مسحت دموعها وخرجت للباب):- ليان …أرأيتِ بابا ؟
ليان(هزت رأسها):- ما بكِ قد دختِ لقد ذهبوا للدفن
نهال(نظرت حولها):- ها معكِ حق ..
سلوى:- لياااان تعالي يا بنت ووزعي هذه على رجال أخوالك ، ليشربوها قبل أن يبدؤوا ببناء الصوان ..
ليان(أخذت منها صينية فناجين القهوة):- أغلبهم ذهبوا للمقبرة معهم ، هاتِ أمي
نهال(نظرت للشارع وتحديدا لإحدى الزوايا وبعدها تراجعت للخلف):- أخبرته ألا يأتي ذلك المخبول هفففف … جيد أن بابا غير موجود وإلا لحدثت مشكلة
عفاف:- نهااااال ماذا تفعلين ألم أبعثكِ لتحضري مسكنا من غرفتي ؟
نهال(ضربت على رأسها):- أي معكِ حق معكِ حق نسيت ذلك ماما سوف أحضره الآن …
عفاف:- أحضري اثنين واحد لجدتكِ مديحة والثاني لشيماء المسكينة
نهال(بحسرة):- طيب …
جوزيت:- طيب ..ماذا تعنين بهذا ميرا ؟
ميرا(وهي تلاعب شعر سجى بيدها):- أعني أنني واثقة فحدسي لا يخيب ، إن حكيم لا يتخلى علينا إلا إذا كان مجبرا وأنا أشك بأن أحدا ما يهدده
جوزيت(كانت تجاريها فهي تعلم أكثر مما تظهر):- اممم الله أعلم
ميرا:- لا تتذاكي علي جوزي أنا أعرف بأنكِ على يقين تام بالمستجدات ، ما يريح قلبي قليلا هو أن حكيم لن يفرط في روحه بل سيحافظ عليها لأنه يعلم جيدا أننا بدونه لا نستطيع
جوزيت:- تتحدثين عنه بدفء عارم في كل حين ، هل لهذا علاقة بأخوتكما أم أن هنالك ما لا أعرفه ؟
ميرا(تفتفت وهي تمسح خدود سجى):- ماذا تهذين ، طبعا أحبه لأنه ابن عمي فلا تسرحي بخيالكِ كثيرا .. غير ذلك هذا ليس وقته أخبريني أين هو إياد كيف لم يحضر للدفن ؟
جوزيت(شردت في الصغيرة):- … لا أعرف غالبا سافر
ميرا:- كلكم تخفون أسرارا لو كشفت لفجرت عقولنا من هول الصدمة ، لكن لا بأس مش وقته
جوزيت(أمسكت كف سجى):- ما أجملها من طفلة ، رنيم محظوظة بها
ميرا(نظرت لبطن جوزيت):- وأنتِ ستحظين بمثلها عما قريب ، لما لستِ سعيدة ؟
جوزيت:- كيف أسعد يا ميرا وأبوهم أصلا لا يعرف بوجودهم
ميرا:- يعني لو لم أكتشف حملكِ ما كنتِ ستخبرين أحداااا حتى تلدين ، فعلا أنتِ داهية
جوزيت:- بل أنتِ الداهية كشفتِ أمري بلمح البصر
ميرا:- طبعا لقد مررت بنفس الوضع مع فلة لذلك كان الأمر بسيطا علي ، لكن ما تقلقي سركِ في بئر معي
جوزيت(مسحت على بطنها):- فرحت لأنكِ ثالث من تعرف بهذا السر
ميرا:- ومن البقية ، ها ناريانا
جوزيت:- ناريانا وصديق لي ،هذا القدر فحسب لأنني لو خسرت هذه الفرصة سوف أحرم من الأمومة طوال عمري
ميرا:- عليكِ مصارحة أبيهما يا جوزيت ، وحم المرأة يكون بلذة مختلفة مع الزوج
جوزيت:- يعني غالبا وحمي سيكون خصاما وعراكا معه فنحن لا نتفاهم بالفترة الأخيرة …
ميرا:- عليكِ خلق جسر للتفاهم لأجلهما ، ثم ألن تشركيه في اختيار الأسماء لهما ؟
جوزيت(ابتسمت):- أصلا اسمهما مكتوب منذ الصغر يا ميرا …
ميرا:-اممم أخبريني ؟
~جوزيت تتذكر~
ميار(امتص ذقنها بدفء):- إن كنت سأهواكِ فدعيني أفعل بطريقتي
جوزيت(وهي تلامس ظهره بشغف):- مياااار أنت لا تُقدر الظروف بتاتا ، يا رجل اهمد
ميار(لامس بطنها):- أتؤلمكِ كثيرا ؟
جوزيت(هزت كتفها):- يعني …. احم تعودت على ذلك الألم مرة كل شهر
ميار:- ألا يوجد طريقة لإسكاته ؟
جوزيت(دفعته لحضنها):- بلى يوجد وهو أن تبقى بأحضاني يا بلسمي الشافي
ميار:- ههه كأنكِ تبالغين هنا
جوزيت(قبلت شفته السفلية بنهم ثم أردفت):- ميااااري
ميار(ذاب معها في القبلة فرفع عينيه المنتشيتين لملاقاة عينيها):- نعم يا سلطانة ميارك
جوزيت:- افترض معي لو ..يعني لو أن هذه الحالة لم تندرج هذا الشهر
ميار(برقت عيناه):- كنت التهمت جسدكِ التهاما ما بعده التهام ، لاع كنت افترستكِ يا لبؤتي الجامحة
جوزيت(أوقفت سير لمساته المداعبة):- ههه ميار توقف أنا أتكلم بجدية
ميار(بامتعاض):- ما فهمنا قصدك أختاه ؟
جوزيت(ضربته لكتفه وهو يطل عليها بشقاوته المعهودة):- ألا تشعر بأنك واخذ راحتك فوقي ، انهض لقد أثقلت كاهلي يا هذاااا
ميار(لم يتزحزح قيد أنملة):- وربي ستجلطين أمي ، خليني مرتاح هكذا أحب سريري هذا إنه ناعم ولطيف وتفوح منه رائحة الفانيلا اي يا جماااالو
جوزيت(بخجل):- صدقا ما بقى بوجهك نقطة حيااااء … ركز معي أقول لك تخيل لو أن دورتي الشهرية لم تنزل يعني ،، افهم يااااا جحش
ميار:- هاااااا …ماذااا تعنين قصدك يعني أن تكوني حاملا ههههه لا ما تقلقي ذلك لن يحدث
جوزيت(تألمت من جوابه):- مياااار لا تلهيني عن الحديث أنا أتكلم بجدية
ميار:- حلوتي … لماذا تريدين كسر مزاجنا يعني ؟
جوزيت(رمشت مرتين ثم تابعت):- ألم تفكر في هذا الاحتمال ، يعني طبيعي أن يحدث ذلك بين أي حبيبين وختام أي علاقة بديهيا يكون عبارة عن أطفال
ميار:- وذلك ليس ضروريا لأن هنالك علاقات استمرت حتى الفناء يعني مش ضروري الأولاد
جوزيت:- افف رأسك من طين أم من عجين ؟
ميار(بتخمين نزل ليقبل شفتيها ممتصا رضابها الشهي):- من رحيق شفتيكِ غالبا
جوزيت(لكزته وهي تدفعه بقوة عنها):- انهض انهض عني لقد جعلتني أضجر من سؤالي
ميار(انتفض على الجانب الآخر جوارها ووضع يديه تحت رأسه متأملا السقف):- ..يعني .. فكرت ذات مرة يعني مجرد تفكير كي لا يسرح خيالكِ بعيدا عن قواعدي ست جوزي
جوزيت(رفعت الغطاء وهي تستدير إليه باهتمام):- أخبرني لطفا
ميار(استدار برأسه وناظر لهفة عينيها):- تخيلت أننا نملك أطفالا كثر يا جوزي ، بدون تعداد وهم يجرون حولنا ويملئون البيت حولنا ، أكيد سيشبهون أباهم في العدو أما عن أمهم فالجمال يا بووووي وبعض المكر الثعلبي الخبيث قد يفي بالغرض مع الكثير من دهاء الفهد الله الله ، تخيلي معي هذه التركيبة كيف ستكون ..آه ولا ننسى عرق العناد الراجي والجنون النجيبي هنا سأقول رفقا بنا رفقا
جوزيت(دمعت عيناها وهي تشعر بالحنين لهذه الفكرة):- جعلتني أحن إليهم يا مياااار ، طيب يعني مبدئيا أتملك أسماء لهم ؟
ميار:- بالتأكيد … أسمائهم اختيرت من قبل القدر الذي أعادكِ لي بعد أن عشت عمري كله أرثيكِ
جوزيت(بتأثر قبلت ذراعه):- يا روحي …
ميار(بابتسامة):- أول ولد سنسميه "تيم" …أتعرفين لماذا لأنني تُيِّمتُ بكِ منذ الطفولة وأنتِ كذلك ..هل أعجبكِ ؟
جوزيت(تنهدت بإعجاب):- إنه رائع … "تيم نجيب" آي ما أقواه من اسم يليق بابن الفهد البري ، طيب ماذا لو أحضرنا فتاة ماذا سنسميها يا ترى ؟
ميار(بتخمين):- هيام …
جوزيت(عقدت حاجبيها):- لالالالالا اسم مبتذل ما حبيتو
ميار(فكر مرة أخرى):- تمام … سنسميها "صبا" لأنكِ عشق صباي يا جوزتي الغالية
جوزيت(بكت لحظتها):- تيم … و صبا … "تيم نجيب وصبا نجيب" … ياااااه ما أحلاهم ، تابع تابع أريد اسما آخر ألم تقل أننا سنملك أولادا كثر
ميار:- يعني قلت ولكنني أخشى على بطنكِ هذه من التعب لأنه بالنسبة لي ما عندي مشكلة ههه
جوزيت:- وقح
ميار:- يا ستي ليكونوا ثلاثة فحسب هذا التعداد يناسبني وإذا ما جاءنا ولد آخر سنسميه فهد ، أما لو كانت فتاة أخرى أريد هيام ولا أرغب باعتراض هاه
جوزيت(ارتمت بحضنه بحرارة):- أحببت أولادنا يا ميار ، أتعتقد أننا سنحظى بهم يوما ما ؟
ميار(اختفت بسمته ونظر لرأسها بحضنه وشعر بالغبن):- …جوزيت ، نحن نتخيل هنا على فكرة
جوزيت(انغرس في قلبها نصل مؤلم لكنها آثرت التمويه):- …أنا أحلم فقط دعني أفعل
ميار(قبل رأسها):- أنتِ حبيبتي
جوزيت(ضمته عميقا وهي تدك رأسها بصدره):- وأنت مياري .. حبيبي
ميرا(قاطعت شرودها المطول):- هلللو ألو نحن نحادثكِ منذ الصباح أين ذهبتِ ؟
جوزيت(عضعضت شفتيها لما عادت من الذكرى وهمست في سرها):-ها نحن سنحظى بهما يا عزيزي ، صبا وتيم قادماااان يا ميار لقد استجاب الله لدعائي ليلتهااااا فكيف ستتقبل الحقيقة ؟
ميرا:- يا بنتي أكلمكِ هيييه ؟؟؟
جوزيت(استعادت رباطة جأشها وأردفت بدفء):- لاء لن أخبركِ باسمهما سيبقيان سرا بقلبي حتى أنجبهما وبعدها سيعرف العالم بأمرهما
ميرا(نظرت أمامها لشادي وأيهم وهما يتقاذفان الكرة باليد ويتدحرجان معها):- إنهم يكبرون بسرعة البرق ، أنظري لشادي قد أنجبته البارحة وهو الآن بالثالثة
جوزيت:- الله يحفظه لكِ وتنجبي له أختا أو أخا يزين حياتكم أكثر ..
ميرا(بحرقة):- آمين …
جوزيت:- تعجبني العلاقة بيننا وأنتِ ؟
ميرا:- وأنا تروق لي كثيرا أشعر بالارتياح وعدم الحاجة للاصطناع ، يعني قد جمعنا الله لنكون رفيقتي درب في المواجع
جوزيت(ضربت على كتفها):- وفي الأفراح مالنا ع التشاؤم
ميرا(شردت):- لسنا جميعا بحال جيد ، كل يحتفظ بمواجعه بقلبه ويمضي
جوزيت(مطت شفتيها وأمسكت كف ميرا):- يمكنكِ أن تفضفضي لي وقتما أردتِ ، رقمي أعطيته لكِ وحدكِ في هذا البيت لذلك اتصلي وقتما احتجتني سوف آخذكِ من عينه لو رغبتِ
ميرا(رمقت ضحكة سجى):- ههه أنظري للمشاغبة قد فهمت المؤامرة وستفتن بنا لأمها
جوزيت(انحنت برأسها لتشم عطر سجى الدافئ):- عطرها يسحرني
ميرا:- هه إنه الوحم ، أذكر أنني ظللت أشم شادي طيلة فترة حملي ..يعني قبل أن يحصل ما حصل
جوزيت(امتصت شفتيها):- صدقيني ثأركِ لن ننساه ، هو دين على رقبتنا وسوف نأخذه طالت الدنيا أم قصرت
ميرا(تكومت دموع بعيونها):- ما يؤلمني أنني عجزت عن فعل شيء ، لقد شقوا قلبي لنصفين الله لا يوفقهم أينما كانواااااا
جوزيت(بدموع):- هل كان صعبا عليكِ ؟
ميرا:- مثلما شعرتِ أنتِ لما اعتقدتِ أنكِ فقدتِ جنينكِ ، كيف كان ذلك ؟
جوزيت(مسحت على بطنها برهبة):- كدت أموت اختناقا لأنني فقدت قطعة مني
ميرا:- أما أنا فقد اختنقت منذ اللحظة التي عرفت فيها أنني ما عدت أحمل ابنتي في أحشائي ، إحساس بشع كأنكِ تقفين على شعرة وسط حافتين متهالكتين من الأساس ، كلما عبرتِ خطوة انسلت وتمزقت معها أنفاسك
جوزيت:- هي بالجنة يا ميرا … ثقي بذلك
رنيم(دخلت عليهما):- أنتِ هنا جوزيت ، أحضرت لكِ من طعام العزاء
جوزيت(نظرت للصحن وشعرت بالغثيان):- أيجب علي تناوله حقا ؟
رنيم(هزت كتفيها):- سأضعه هنا وافعلي ما تريدينه ، هاه إياكِ وأن يقترب منه هذين المشاغبين
ميرا:- ما تقلقي هما يلهوان مع بضعهما ، أما الصغيرة فهي هادئة جدا ما شاء الله عليها
رنيم(تنهدت):- احم.. أود استشارتكما بشيء بما أنه لا يسعني إمساك نور على جنب ولو فعلت ربما قتلتني في أرضا ، ولهذا فأنتما أملي
جوزيت(صغرت عينيها):- أشك أن الموضوع يخص زوجكِ السابق
ميرا:- رأفت ؟؟؟
رنيم:- يريد المجيء لتقديم الواجب الليلة هو وأبوه عمي حاتم فحتى مازن ذهب مع الشباب للمقبرة ، المهم أنا ما استطعت منعهما لأنه يبقى واجبا والأصول أصول مهما كان قد كنا عائلة
ميرا:- أي على كنا عائلة ..شكلكِ سامحته منذ تلك الليلة التي نمتِ فيها ببيته مع أولادكما
رنيم(عضعضت شفتيها حرجا):- ماذا تقولين ، ما سامحته يعني ثم ..احم كنت مضطرة للمبيت فسجى كانت متعبة وحرارتها ارتفعت فجأة … ثم ثم من هذا كله أنا مخطوبة
جوزيت:- ههه أجل مخطوبة لوهم ، على من تكذبين أخت رنيم فكلنا نعرف أنكِ خطبتِ لنديم لكسر عين زوجكِ فحسب ، والأستاذ يساعد كرما لأخلاقه
رنيم:- أبعرف يعني رغم أنكِ لا تقطنين هنا إلا أنكِ ملمة بكل التفاصيل ما شاء الله عليكِ
جوزيت:- يعني … مكوثي معكم تلك الفترة جعلني أحفظكن عن ظهر قلب
رنيم(بامتنان):- صدقا أشعر بكِ عميقا ، وكأنكِ عشتِ معنا منذ الصغر يا جوزيت ..أرجو ألا تغيبي عنا كل هذه المدة
ميرا:- هيييه استلمتها الآن ، روحي يا خلينا نكمل حديثنا
رنيم(كتفت يديها بتذمر):- وماذا عن استفساري ؟
جوزيت وميرا(في آن الوقت):- دعيييييييييييه يأتي ….
رنيم(عادت برأسها للخلف حتى أن الأولاد نظروا إليهما تلك اللحظة):- ياااه الهرب من عبوتيْ البنزين هاتين فكرة مستحبة الآن…
وهكذا ظلتا تتحادثان وتتبادلان الأسرار فيما بينهما ، أما في وسط البيت الذي كان يعج بالسيدات اللاتي هممن بتقديم الواجب لآل الراجي ، أتعس عائلة مرت بالتارييييخ … ..هناك كانت الوافدات أكثر من المغادرات فكلهن بقين لأجل واجب التعزية ، وأغلبهن بقين لأخذ تفاصيل أكثر لتلك الجريمة الشنيعة التي عاشها عبد الجليل ، يعني النميمة والغيبة لا تعرف وقتا ولا أصول ….
آنذاك وفي غرفة إخلاص التي استيقظت لتجد نفسها بائسة فما حصل حقيقي وليس مجرد كابوس كما أملت،، كان الوضع يزداد مرارة فالوجع واحد والحزن واحد …
إخلاص(بشرود الصدمة):- أخي مات أيضا صح أمي صح صح لذلك لم يأتي ليحتضن أخته ويعزيها ويواسيها ويحمل ابنها على أكتاااااااااااافه ؟؟؟؟
مديحة:- بعيد الشر عن أخوكِ هو مسافر لا غير
إخلاص:- يعني ..سنعيش عمرا آخر بدونه ، كم سنة… سنتين عشرة ؟؟؟؟؟؟؟؟
مديحة:- لما تحرقين قلبنا هكذا يا إخلاص استهدي بالله
إخلاص:- ابني … لم أره منذ شهور لغاية ما جاءني قتيلا يا أمي ، عن أي حرقة تتحدثين بعد ؟
مديحة(أمسكت كف إخلاص):- ابنتي
إخلاص(سقطت دموع حارقة من جانبي عينيها):-… ابنتكِ تحتضر يا أمي
مديحة(هوت على صدر إخلاص وهي تبكي بحرقة):- اهئ يا لوعتي عليكِ يا ابنتي
عواطف:- أوه يا مديحة على فكرة أنتِ لا تساعدينها ، انهضي من هنا دعيني أتولى الأمر
مديحة(سحبتها عفاف بوهن):- يا أرض احترقي من تحت أقدام من قاموا بهذه الفعلة ، إلهي ينتقم منهم يا رب يارب
إخلاص:- راح ضناي … رااااااح فما نفع البكاء ؟
عواطف(جلست محل مديحة ونظرت لشيماء):- شيمو … اذهبي للحمام واغسلي وجهكِ وقومي بالواجب النساء ينتظرن إحداكن فلا تتركي روح أخيكِ بلا رحمة …
شيماء(نظرت بتشتت):- حاضر جدتي …
كوثر(دخلت):- أتحتاجان مساعدة .؟
عواطف:- تأكدي من تجهيز الصالون يا كوثر أنتِ ووصال ، ستصل المقرئات بعد قليل
كوثر(لوحت لوصال التي لحقتها للغرفة):- على عيني خالتي عواطف هيا وصال لنهتم بالضيوف
وصال:- طيب يلا ...
عواطف(أمسكت منديلا ومسحت دموعها ثم مسحت دموع إخلاص بعد ذهابهن جميعا):- … أعرف بما تشعرين
إخلاص(عقدت حاجبيها):- أشك يا خالتي ، فلم يسبق لكِ أو لأمي أن فقدتن ضنينا مثلي … غالبا سمر قد تشعر فيني غالبا جوزيت …أو أختي دعاء المسكينة يااااااه … كم رائحتها تبدو لي مريحة الآن ليتها هنا ليتها هنا ليتها هنا اهئئئئ
عواطف(بغمغمة حزن):- أخواتكِ هنا ارمي همومكِ عليهن فسيحملنها بمحبة ..ثم ليس صحيحا كلامكِ… بدوري فقدت ضنينا يا إخلاص
إخلاص(شهقت وهي تنظر بدون تركيز):- عن ماذا تتحدثين يا خالتي ، قلبي متعب فرجاء لا تزيديها علي أرجوكِ … لا تتفوهي بأشياء غريبة كي تخففي عني فلا شيء سيخفف من وطأة الغمة على قلبي ، فهمتِ هنا هنا غصة محشورة في حلقي لا شيء سيبعدها …
عواطف(نظرت للبعيد وتنفست الصعداء):- كانت شقراء بعيون رمادية ، بشرتها كالحليب وعطرها مستحلب من بذر الزهور ، نظرتها كانت شفاء لتعاستي وابتسامتها كانت سببا في خلق الأمل في جوفي ، الأمل الذي خطفته الأقدار مني لما برز شبه ابنة عمكِ سمر بتلك المرأة …فما إن بدا حتى بدأ بؤسنا مع معاناة سليم وسمر الأزلية …
إخلاص(بصدمة نظرت لعواطف):- ماذا تقصدين خالتي ، هل هل كان لديكِ فتاة أخرى بعد سمر ؟
عواطف(بحسرة في جوفها):- أجل … لقد أنجبتها بعد سمر بتسعة أشهر لا غير ، للوهلة الأولى تحسبينهما توأما ولكنهما لم تكونا تشبهان بعضهما بالمرة فقط فرق العمر البسيط جعلهما تبدوان بنفس الهيأة
إخلاص(ارتفعت وهي تصطدم بهذه الحقيقة لأول مرة):- مهلا مهلا … يعني كيف بعد سمر وماذا عن طارق ؟
عواطف(استرسلت وهي تشتت انتباه إخلاص):- طبعا كان موجودا ، ما قصدته هو البنات فحسب
إخلاص(لم تولي الأمر تركيزا):- … ولكن … يعني تابعي تابعي
عواطف(تحشرج صوتها وهي تلفظ الاسم جهرا):- ميسم … طفلتي كان اسمها ميسم … إنها سر حياتي وقلبي الموجوع لفقدانها ميسم اسم لم ألفظه علانية منذ سنوااااات مديدة… خسرتها وهي طفلة وبكيتها وأنا طفلة … قد كنت ما أزال صغيرة لما أخبروني بأنني لن أراها مجددا ، أذكر أنني كنت حاملا بنور آنذاك … نور أسميتها لأنها خلقت النور بوجداني وجعلتني أبصر الحياة بعد أن أظلمت من حولي بعد فقداني لميسم
إخلاص:- لما لا نعلم بأمرها شيئا ، ولما لم تخبروننا حتى اليوم والأهم كيف فقدتها خالتي ؟
عواطف:- أما عن السؤال الأول فلا أحد يعلم بأمرها غيري وغير جدتكِ وأمكِ وسماح ، فلا ميرا ولا طارق ولا نور يعرفن بأمرها ، حتى أنتِ لا تذكرينها لأنكِ كنتِ صغيرة جدا عندما فقدناها ، أما سؤالكِ الأخر فنحن دفنا صفحتها في بيتنا لأن سليم كان يشدد على عدم ذكرها في أطراف البيت تحت أي ظرف كان ، ولو حتى همسا أذكر أنني هذيت باسمها ذات مرة فكسر ذراعي لكي لا أعيدها
إخلاص(أمسكت على قلبها):- هئئئ سامحه الله
عواطف(بدموع):- تخيلي …اهئ تخيلي أن تموت طفلتي ولا أدفنها حتى ، تخيلي ألا أعرف قبرا لها ولا أذكر حتى كيف أبليت بعد أن فقدت صوابي حين اختفت من حياتنا فجأة … يعني كنت صغيرة وما شعرت بوجع فراقها إلا بعد أن نضجت وفي كل مرة كنت أنجب فيها كنت أتذكرها فأتألم وأبكيها ليال طويلة بصمت … كتمتها في صدري هنا وما زالت ندبة وجعها تؤلمني ليومنا هذااااا
إخلاص(تأوهت بعمق):- اه صعبة صعبة ، صعبة أن تفقدي جزءا منكِ ولا تعرفين حتى أراضيه ، كيف حصل خالتي ؟
عواطف(هزت كتفيها بعدم معرفة):- لا أدري … حدث ذلك في يوم عادي جدا ، أذكر أنني وأمكِ كنا نقوم بشطف البيت ، انشغلنا وتركناكِ أنتِ وسمر وطارق وحكيم تلعبون بالغرفة وميسم كانت تتدحرج بجواركم ، عاد عمكِ سليم وأبوكِ عبد النور من العمل وطلبوا تحضير الغذاء على عجالة ، فعلا قمت بتحضير الطعام بينما تركت مديحة تنهي بقية العمل ريثما أعود للمساعدة … وهكذا كان يعني يوم طبيعي مثل باقي الأيام خرج أبوكِ للعمل بينما بقي سليم بالبيت قرر شرب كوب شاي وبعدها يعود لرأس عمله ، قدمت له الشاي وأخبرني أن أجهز ميسم لأنه سيأخذها معه للعمل .. رفضت فهددني ومع لك رفضت ولكنه كان مصرا ومد يده علي فما كان علي إلا الرضوخ خشية من بطشه لذلك ألبستها بيدي هاتين ، اهئ ألبستها فستانا أزرق اللون به أزهار بيضاء تتوسطها بذور صفراء ، جدلت شعرها في جديلتين وربطتهما بشريطين زرقاوين اهئ بدت بدت كالزهرة الجميلة وأنا ألبسها حذاءها الأسود وتحته جوربين بيضاوين تلفهما زهرة برتقالية طرزتها بيدي اهءءءئئئ بيدي بيدي بيدي بيدي طرزتهاااااااااا … لم أعرف أنني سأعانقها لآخر مرة لم أعرف أنني سأشم عطرها لآخر مرة لم أعرف أنني سأرسلها للمووووووت لم أعررررررررررف اهئ لو كنت أعرف لما سمحت له بأخذها لما سسسسسسسسسمحت
إخلاص(انتفضت وهي تحتضن عواطف بقوة كي تسكتها):- اهدئي خالتي خالتي اهئ أرجوكِ ما تزيديها علي أرجوكِ أرجووووكِ اهئئ
عواطف(بشهقة مريرة):- ….أخذ ابنتي للموت وأنا من ألبستها كفنها أنااااااا من فعلت ….
إخلاص(عانقتها بحرارة):- آآآآآآآآه يا لوجعكِ يا خالتي كيف استطعتِ أن تستمري كيف ؟؟؟
عواطف(استكانت بألم):- …. لقد لوحت لي بيديها وهي تهتف مع السلامة ماما ، كانت صغيرة جداااا ولكنها كانت ذكية ، ذكية لدرجة فاقت كل الراجيين الصغار آنذاك ، فهيمة وفطينة وتسبق عمرها بأشواط وقد لاحظ ذلك الشيخ عمران وهبي ، فهو من رقاها وطلب منا حفظها من العين وكأنه كان يشعر بأن مكروها سيصيبها ، نجمتي بهت وخفُت لونها لدرجة التلاشي …عامة تابعنا عملنا بالبيت وجاءت أمي بعد أن حضرت لولادة إحدى الجارات نظرت إليكم ومباشرة التفتت لزاوية ميسم الدائمة ، فلم تكن تشارككم اللعب إلا نادرا لأنها كانت تجلس في ذلك الركن وبيدها دفتر وتقوم بالتلوين ، كانت تلون وتنسق أثواب دماها التي كنت أخيطها لها بنفسي ، كانت تنتقي لي ما تريده وأنا أقوم بالتفصيل والتطريز لأجلها …مجمل وقتها كانت تقضيه بمفردها وحين أجبرها على اللعب معكم لكي لا تسبق عمرها كانت ترفض لكنها ترضخ لرغبتي فأجدها تلاعبكم برهة وبعدها تنسحب لتنعزل مجددا ، لم تكن عادية الطباع بل كانت تتفرد بطبعها الخاص بعيدا عن رعونتكم جميعا ..
إخلاص(مسحت على وجنتي عواطف بدعم):- أفرغي كل ذلك خالتي …أنا أصغي
عواطف(شردت مجددا):- سألتنا أمي عليها ، أخبرتها مديحة أنها مع سليم … لا تتصوري كيف نظرت أمي إلي لن أنسى تلك النظرة مطلقا ، كانت كما لو أنها تنبئني بمكروه سيصيبها ، قرأت ذلك في عينيها لما جلست مزمجرة وطلبت من إحدانا الذهاب لرأس عملهم وإحضار البنت ، أنا رفضت لأنني خشيت من بطش سليم ومديحة خافت لذلك نهضت هي وذهبت لإحضارها …و لكن .. لم تحضرها أمي …لم تحضرها بل أحضرت جوربها ورباط شعرها فقط ..
إخلاص(فزت عينيها بفزع):- أين ذهبت ماذا حصل ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:14 AM   #813

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

عواطف:- كان عمل أبيكِ وعمكِ واضحا فقد عملا في البناء والتشييد ، ونسيا كيفية بناء أسرتهما على عمد صحيحة ، ما علينا وصلت أمي على الضوضاء ووجدت الناس تتجمهر حول المبنى الذي كانوا يشيدونه تلك الفترة … بلهفة دخلت لتستفهم فسمعت خبرا عن طفلة سقطت في البئر ، هرعت نحوهم وهي تصرخ باسمها ونادت عليهم ولم تجد صدى لصوتها ، فقد وجدت سليم ينادي في البئر باسمها بينما أبوكِ كان يندب حظنا من هول الصدمة ، شقت أمي طريقها بين الناس وأطلت على البئر ولم يبرز لها سوى شريط شعر وجورب صغير أين الفتااااااة أين هي ؟؟؟؟ صرخت فيهم وبحثت عنها بدون تصديق ولكن لا حياة لمن تنادي لغاية ما هدر فيها سليم أن تستكين وأخبرها يقينا بأنه قد رأى ميسم وهي تسقط في البئر وقبل أن يهم بتحذيرها كانت قد سقطت ولم يظهر لها أثر … طبعا نزل الرجال بحذر للبحث عنها ولكن أفادوا أن المجاري المائية قد جرفتها لمكان مجهول … هكذا ببساطة هذه الحكاية تخيلي عمق ألمها فيني حين عادت أمي تجر أذيال الخيبة وتخبرني أنه ما عاد هنالك اسم يدعى "ميسم الراجي" …
إخلاص(أمسكت على فمها):- هئئئ يا إلهي ….
عواطف(بدموع حارقة):- رحلت ابنتي دون توديعي دون قبر دون خبر حتى ، هكذا في غمضة عين انتهى بها الأمر في عداد العدم … فكيف برأيكِ سيكون وجع أمها التي فقدتها في لمح البصر ؟ ماذا بقي لي منها جورب وشريط شعر ما زلت أحتفظ بهما ليومنا هذا ،، لقد محي اسمها من كتيب العائلة خاصتنا وهذا جرم اقترفه سليم قال ماذا كي لا يقرأها أولادنا ويبحثون عن أختهم المتوفاة ويحزنون لأجلها ، تخيلي الرجل الذي كان يضرب صغاره وصغار أخيه ليل نهار يفكر بحزنهم إذا ما عرفوا بأن هنالك فردا من أسرتهم قد توفى أي هراء هذا بل أي تنااااااقض … لم يترك لنا حتى مجالا للفهم سرعان ما أوقف العزاء وأقفل باب الحديث عنها وكأنه بعمرها ما كانت موجودة ، بهذا القدر لدرجة أننا كنا نذكرها سرا عنه يعني … حتى وصل وقت لم نعد نتطرق لسيرتها فالأولاد كبروا والتساؤلات كانت ستلج عقولهم إذا ما أبقينا أمرها حديث الساعة
إخلاص:- لو لم يأخذهما عمي سليم معه ، ما ربما كانت بيننا اليوم صح ؟
عواطف(برقت عيناها بأسف):- أجل .. لكانت ابنة عمكِ حية ولكن مع الأسف عمكِ لم يهتم بها كما يجب فلقد كان وحيدا بتلك الزاوية ورغم ذلك لم يدر باله عليها … أمكِ عاتبت أباكِ أيضا لعدم اهتمامه فأخبرها أنه طلب من سليم إعادتها لكنه رفض وكان عصبيا لدرجة لا تطاق يومها ، كان متوترا حتى أنه طرد عابر سبيل بطريقة سيئة جدا ، أبوكِ فض المشكل قبل أن تتفاقم الأوضاع وأعطى لعابر السبيل ما تيسر لقاء ذهابه ، لتزيد أم لقمان الطين بلة فقد مرت من هناك لاعنة الضجيج الذي تصدره أدوات البناء فقد صدف وأن كان مقابلا للهضبة التي كانت تؤدي لجانب الساحرات ، كان جميع الأهالي يتحاشونها ما عدا عمك كان دائم الحركة فيها فقد كان جبارا لا يخشى من أحد ولا حتى السحرة … ومن كل هذا سيطر عبد النور على الأوضاع وعاد لعمله رغم أنه ظل مصرا على إعادة ميسم فذلك المكان لم يكن آمنا على طفلة صغيرة ، إلا أن عمكِ كان مصرا على العكس وكأنه كان مدركا لما سيحصل وكان ينتظر اللحظة الحاسمة التي ستغير مجريات الأمور .. المهم تركه أبوك بعد أن طلب منه سليم العودة لرأس عمله ووقتها ظلت أم لقمان تعيد وتزيد بجوار المكان حتى استكانت ورحلت من نفسها دون أن يلمحها أحد وبعدها بوقت وجيز وقعت الكارثة
إخلاص:- لكنكِ أخبرتني أن ميسم لم تكن كثيرة حركة يعني … كيف سقطت في البئر ؟
عواطف:- لا أعرف … لا أعرف … سليم من اكتشف سقوطها وصدح به أخبرتكِ أنه كان بمفرده هناك بينما بقية العمال رفقة عبد النور كانوا بالدور العلوي ، جميعهم باستثناء سليم وميسم …
إخلاص:- يعني … راحت ضحية بطش عمي أيضا ، لو لم يصر على أخذها لكانت بخير
عواطف:- حاولت أن أستفسر منه على إصراره ذاك لأجل أخذها ولم أجد ردا سوى الصفعات والكلام البذيء ، هددني بحرماني من بقية أولادي لو تابعت ذكرها أو تابعت الاستفسار عن موتها … لقد أقفل سيرتها من يومها ، حتى أنه لم يذرف دمعة واحدة لأجلها بل كان يردد أنها شهيدة هذه الحياة ، ومجيئها كان غلطة ، يعني …أساسا كان مجيء كل واحد من أولاده غلطة تليها غلطة ، مع الأسف رهنني الزمن معه سنينا طويلة ما ارتحت فيها إلا بعد موته
إخلاص(مسحت دموعها):- وجعكِ صعب يا خالتي ، لا أتوقع تقبل البنات لهذا الأمر بهذه السهولة بعد هذا العمر
عواطف:- إنه سر دفين أخبرتكِ به لتفهمي شيئا واحدا فحسب ، أنه مهما طال بكِ الزمان لن تنسي تلك اللحظة ، اللحظة التي عرفتِ فيها أنكِ قد فقدتِ ابنكِ فيها … لكن الحياة تستمر أنظري إلي ولبنات خالتكِ يعني .. الدنيا أخذ وعطاء وأنتِ تملكين شيماء الحمدلله ربي يطيل في عمرها وترينها عروسا ببيت زوجها وتأنسين لها وتأنس بحسكِ في هذه الدنيا … فهمتني ؟
إخلاص(طأطأت رأسها):- فهمتكِ خالتي … فهمتكِ و… شكرا لأنكِ أخبرتني بهذا السر شكرا لثقتكِ فيني اهئئئ شكراااا شكرااا
عواطف(عانقتها ببكاء):- رحمة الله على كل من فقدناهم يا ابنتي … الله يصبر قلبك وقلبي ، الله يرحمك يا ميسم الله يرحمك
"ميسم الراجي" أي سر يقف خلفكِ يا فقيدة آل الراجي هل حقا أم … امممم خلينا نشوف ..
بعد مدة
كانت إخلاص تجر أقدامها بصعوبة لتجالس النسوة في الصالون ، حيث كانت تجلس إحدى المقرئات وحولها كن يتموضعن في كراسي متراصة بترتيب متناغم سهرت عليه كل من أمينة ونجية اللتين ظلتا ساهرتين على سير مرتب للأمور ، وذلك حسب أوامر عواطف التي حرصت على أن تقف وقفة رجال في ذلك العزاء ..خصوصا وأن ظهر أختها مكسور بعد رحيل ابنها وبعد موت حفيدها وانكسار قلب ابنتها ، هي حقا مأساة عائلية والصبر فيها منعدم … على آيات من الذكر الحكيم جلسن جميعا ليستمعن بإمعان لقوله سبحانه وتعالى ، ارتدين أوشحة مناسبة وأثواب طويلة كما يجب أن يليق بوضع كذلك ، رافقتهم الدموع أجل كيف لا والجرح ما يزال حديثا وأكثر الباكيات كانت أمه وأخته اللتين عاشتا معه ردحا من الزمن الطويل .. كل منهن كانت تستذكر ذلك الصبي الذي فارقهم بشكل مريع جعل عقلهم يتوقف عن التفكير ، فما حصل يستحيل نسيانه أو تقبله أبداااا أبداااا …
حتى وهم يضعون الرمل على قبره كان هنالك سؤال متكرر في جوف كل واحد منهم ، وهو من يقف وراء ميتته المريعة وما غايتهم من ذلك ّ، حتى بالتحقيق لم يصلوا إلى شيء يذكر وقريبا ستقفل القضية وتحتسب ضد مجهول يعني ، من فعل ذلك اختار المكان والزمان المناسب بالفعل …
طارق(أشار له برأسه):- أي جديد ؟
مهدي:- كما ترى ريس طارق ما زال رجالنا يبحثون في السجن ويحققون مع رفاقه هناك ، أكيد سنعثر على خيط يوصلنا للجاني
طارق(هز رأسه وهو يرمق المقرأ وهو يبسط يديه لتلاوة القرآن):- لنستمع الآن …
قرأ المقرأ ما تيسر وبعدها انسحب الجميع لسيارتهم ولم يتبقى سوى طارق الذي ناظر المقبرة مليا ، وتحديدا صوب قبر أبيه سليم الراجي تحرك إليه ووقف عنده ليناظره بإمعان ، فمن يرقد فيه كان السبب وراء تعاسة حياتهم جميعا ..وجد نفسه يدعو له بالرحمة رغم كل ما فعله بهم إلا أنه لم يفقد إيمانه بالقدر خيره وشره وعلى آخر حرف انسحب رفقة الشباب عائدين للمدينة ، وتاركين خلفهم ذلك الفقيد الجديد لينضم لسلالتهم المدفونة هناك ..

في القصر القديم
كانت تلبس سلهامها الأسود وهي تتحرك صوب البوابة الرئيسية واندهشت من نزولهما سوية وهما متجهتين أيضا للخارج ، لاحظت مليا أنهما تتحركان معا بشكل كبير مؤخرا وهذا ما جعلها تقشعر من الفكرة
فخرية:- إلى أين منكِ لها ؟
سلسبيل:- إلى بيت الراجي معلوم لديهم عزاء وعلينا تقديم الواجب
فخرية:- من أين لأين تملكون صلة بهم يا هذه ؟
لورينا:- ما بكِ خالتي فخرية العجوز أم أنكِ تستخسرين علينا القيام بالأصول ، ثم تلك الأسرة تعد عائلة لابنتي يعني من واجبي تقديم اللازم
فخرية:- ابنتك هههه هل تحلمين وأنتِ يقظة ؟
لورينا:- ها هي ذي ستسمم بدني بكلماتها الناقصة
فخرية:- إن كنتِ تحسبين أنكِ أخذتِ حريتكِ وستمشين على رمش هواكِ فأنتِ مخطئة ..أنتِ هنا تحت قيادتي الشخصية
لورينا:- سلسبيل ذكريني أن أكتب لها في الأجندة مواعيد دخولي وخروجي
سلسبيل:- والنبي هذا ما ينقص ههههه
فخرية:- فقط لأنني ذاهبة أيضا سوف أسمح بذهابكما ، ستكون زيارتنا قصيرة تأدية واجب وسلام سلام مفهوم ؟
سلسبيل(قرصت ذراع لورينا):- بالتأكيد
فخرية(تحركت قبلهما بعنفوان):- لنرجو ذلك
سلسبيل(أبطأت حركتها هي ولورينا):- استغلي أي فرصة وتعرفي على الدكتور يا لورينا ، إنها فرصتكِ أخبريه أنكِ بحاجة لرعاية نفسية واطلبي رقمه هل أعتمد عليكِ ؟
لورينا:- ولو يا خالتي إن لم أستفد من جمالي الساحر الآن متى سوف أستخدمه هاه ؟
سلسبيل:- بنت خالتها هكذااا أحبكِ …
لورينا(بتخمين):- لكن لنفترض أنه لم يحضر ؟
سلسبيل:- سيحضر سيحضر لقد بنى علاقة طيبة مع الراجيين ، ومن واجبه تقديم الواجب ثقي بكلام خالتكِ ونفذي ما هو مطلوب منكِ فحسب
لورينا(تنفست عميقا):- أشعر بأن طعم حريتي قريب
سلسبيل:- أنظري معي في البداية جعلتكِ تغادرين ذلك الأسر ، وبعدها أنشأتِ عملكِ وهو قيد الإنجاز الآن كلها أسبوع زمان وستبدئين عملكِ كمصممة أزياء بعقر شركات الراجي ، فهل كنتِ تتخيلين ذلك ؟ حتى يا بنت
لورينا:- مطلقا ، حتى أن حكيم اضطر لتخصيص طابق لأجلي وحسب ،.. وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم ما توقعت أن يجعلني عنصرا في شركات الراجي ويخلق لأجلي أمرا كهذا ، لكن فعل ذلك بعد أن تسلمت ميرنا الوصاية رسميا يعي اضطر لتعويضي كي يبقي فمي أخرسا ، وجيد أن التجهيزات قاربت على الانتهاء وقتها سوف أتمكن من الدخول والخروج بأريحية
سلسبيل:- أجل وقتها ستفعلين كل ما يحلو لكِ لكن بحذر ، فإن كنت أعرف طبع آل الراجي فمؤكد أكيد أن حكيم لن يدعكِ تتحركين خطوة بلا حراسة
لورينا:- وهنا يكمن دوركِ ستغطين الأرجاء من بعدي
سلسبيل:- ههه ولو ذلك واجبي … لكن من جانب آخر لا يجب علينا أن نستخف بتفكيره فحكيم ذكي ونبيه ، إن وضعكِ بشركات الراجي فمعناه أنكِ ستكونين تحت المجهر ومراقبة 24 ساعة على 24 ..ما يعني أن تحركنا يجب أن ينبني على خطط ولا تقلقي أنا من سيدعمكِ فيها خطوة خطوة
لورينا(تمايلت بفستانها الأسود القصير ورمت بشعرها الأحمر خلف ظهرها):- إذن لنبدأ أول خطوة وهي التأثير بالدكتور ، أتمنى فقط أن يكون وسيما فلو كان العكس أنبئكِ بفشل المهمة
سلسبيل(دفعتها بكتفها بسخرية):- أقسم أن عروق سفالتكِ قد ورثتها مني هههه يلا يلا لنركب قبل أن تحرقنا خالتكِ العجوز بعينيها الشرستين
لورينا(رمقت نظرة فخرية صوبهما):- يااااي كأنها تتأهب لحرقنا
فخرية(زفرت عميقا وهي ترمق الرجال وهم يفتحون لهن الباب):- أبصر ماذا تدبران لكنني لهما بالمرصااااد حسبي الله … أينك يا بني أين رميت بنفسك أين ؟؟؟؟؟ …
"لا شيءَ يحدثُ كما نتمنَّاه ، فتلك هي قاعِدة الحياة"
غادرت معهما في نفس السيارة ، جلست قبالتهما بينما جلستا أمامها وعلى همس وغمز وكلمات خفية استشاطت فخرية غضبا من وضعهما ، فهي تعلم علم اليقين أن شقيقتها ليست بصديقة لأحد إلا نفسها ومصالحها ، والغبية لورينا تسير على هواها دون إدراك فما الذي تضمرانه .. هذا ما لم تتمكن فخرية من تحديد وحتى رؤاها لم تشمل أيا من ذلك منذ فترة ، وهذا بحد ذاته ما أزعجهاااا للأمانة لكن طالما يقف نزار بظهرها فسوف تتحمل …
هنا كان يقف بباب آل الراجي وهو ينظر لساعته وقبل أن يهم بالدخول وجد موكب الرجال عائد من الدفن ، ولأنه تم في البلدة فقد استغرب منهم ساعات ذهاب وعودة زامنت الليل ، لذلك نزل الجميع بشكل متباعد والتقوا بالصوان الذي بناه الرجال وأكملوه كما يجب ..
نادر:- عمو نزار أتيت أخيرا ؟
نزار:- وش دخلك يا هذا أجل أتيت هل تمانع ؟
نادر:- ما بالنا سألناك فحسب
رامز:- غالبا العم نزار يعتبر قنبلة موقوتة الآن لما لم ترافقنا للدفن ؟
نزار:- لما يكون اسمك نزار قد تعرف
رامز:- العتب على أمي سمتني رامز ما ذنبي ؟
نادر:- كحممم … ولد سوف تجعلنا نضحك في العزاء احم
رامز(جمع ضحكته):- أي والله معك حق
طارق(سلم عليه):- أهلا بك سيد نزار
نزار(صافحه بتمعن ، هذا إذن هجين العائلتين الأول اممم مثير للاهتمام):- أهلا بك .. وتعازي الحارة عذرا ما أسعفني الوقت لحضور الدفن ، لكنني موجود الآن
طارق:- تؤنسنا وتشرفنا حضرتك تفضل بالصوان لأخذ راحتك
نزار:- ممكن ممكن لكن …أولا أرغب بتقديم التعازي لسيدات البيت هل لك أن تجهز الطريق لي ؟
رامز(لكز نادر):- شكله يريد أن يخطب هه
نادر:- وحياتك مو ناقصين فضايح عيب نحن بعزااااء
طارق:- سأرى الطريق … انتظرني لحظة
نزار:- خذ وقتك ..وأنتما أتحسبانني لم أسمع شيئا فعلا أنتما أوقح مما ظننت ..
شهاب(مر بجوارهما ودخل مباشرة هاتفا):- نزار العجوز متى سندفنك أيضا ؟
نزار:- يندفن عدوي واللي ما يحبني
رامز:- ههه لا هذه قوية لن أتحمل
شهاب(بابتسامة تابع طريقه):- فقط لأننا بعزاء لن أرد عليك سأتفقد زوجتي …
نادر(توجه للكراسي):- سأجلس قليلا تعبنا … تعال رامز
غازي(وهو يتحدث مع ياسين):- يا رجل خليك وبعدها نغادر سوية لشقتك
ياسين:- امم كما ترغب سأحضر معكم للمراسيم الليلة لأجلك يا صاح
غازي(ربت على كتفه):- تمام سأبدل قميصي إن كنت ترغب بالدخول للحمام تعال معي
ياسين:- والله أنا بحاجة لغسل وجهي قليلا سأكون ممنونا
غازي(أشار له بالدخول):- إذن تعال معي… يا رجل البيت بيتك
ياسين(دخل معه):- … تمام …
طارق(استوقفهما بالباب):- إلى أين غازي ؟
غازي(أحرج من فعلة ابن عمه لذلك همس له):- ما بنا سأصطحب رفيقي لغرفتي هل تمانع ؟
طارق(نظر خلفه):- هنالك نسوة بالداخل
غازي:- ونحن لا شأن لنا بهن سنمضي للدور العلوي بهدوء
يزن(دخل أيضا):- …أنا أجهز لهما الطريق خالي طارق إن أردت
طارق(برفض):- طيب .. غازي لا تتأخر بالأعلى أريدك أن تقوم بتنظيم الوضع خارجا بعد صلاة العشاء سيتوافدون
غازي(جر ياسين من ذراعه):- ماشي ماشي …اففف إنه يأمر وينهى كما يحلو له
ياسين(يسير بجواره):- إنه الكبير ولكنه ممل كيف تتحملونه يا صاح ؟
غازي:- اسألني كيف أتحمل بقية أهلي لأخبرك عن ذلك في دواوين شعرية
ياسين(صعد معه):- … أمم أشفق عليك
يزن(كان يصعد قبلهما ركضا فلمح جمانة وليان بالرواق):- هييه ادخلا لغرفة أخرى بسرعة ، غازي وصديقه بالطريق
ليان(بغنج زائد):- وشوفي بالموضوع أصلا رأينا غازي وصديقه بعرس كوثر
يزن:- يا الله وددت ألا تعاندينني بالحديث ولو مرة ، آنسة جمانة لو سمحتِ ؟
جمانة:- طبعا طبعا يزن أصلا كنا سنحضر شراشف نظيفة من غرفة نور هذا فقط .. دعينا ننزل
ليان(تحركت بمرونة):- امممم
ياسين(رمقهما فابتسم):- أهلا بالآنسات
يزن(رمقه بطرف عين):- خالو غازي يمكنكما التفضل لغرفتك
غازي(لم يهتم):- تعال ياسين
ياسين(غمز لليان بخفة دون أن ينتبه له أحد والتي احمرت خجلا):- وراءك يا صاح
جمانة:- عيب أن تراقبينهم هكذا دون خجل
ليان(كانت تنزل معها وهي تحمل بيدها بقية الشراشف):- اففف يا لكِ من مضجرة أكثر من تنك المعتوهتين ، خليني منكِ اففف
دينا(مرت بجوارهما):- أرأيتما خالتيَ كوثر ووصال ؟
جمانة:- هما بغرفة ميرنا غالبا يا دينا
دينا(صعدت ركضا):- شكرااا جمانة .. خالتي كوثر خالتي وصاااال أين أنتما ؟؟؟؟
وصال:- اقفلي الحديث هنا يا كوثر لأنكِ بدأتِ تهذين … طبعا هي لم تقصد ذلك
كوثر(مسحت دموعها):-بلى قصدته إنها تتعمد أن تحرجني أمامه وتضعني بمواقف قبيحة جدا … وهو لا يستطيع قول شيء لأنها أمه تخيلي ..إنها تظل تمدح وتمجد في حياة أمامي وفي طبخها وأكلها وترتيبها وتنقص مني ومن قدري بكل فرصة بكل فرصة
وصال:- لنكن واقعيين يا كوثر ، المرأة معها حق
كوثر(ضربتها ليدها)- هل أنتِ معي أم ستكونين بصفهما أيضا ؟
وصال:- أنا مع المنطق ، حضرتكِ دلو فارغ لا تملكين فكرة عن التدبير ولا التسيير المنزلي ، أنتِ متزوجة الآن وهذا لديه أصول وقواعد عليكِ دراستها جيدا
كوثر(حكت شعرها):- دراستها ، ومن سيدرسني يختي ؟
وصال:- أنتِ أصلا تقفين بأرض المدرسة عينها ، شوفي سننزل للمطبخ وستركزين مع السيدات وفكرة من هنا وفكرة من هناك قد تضعين شيئا بذلك الرأس لعله ينفعكِ بدلا من الهندسة الفارغة
كوثر(انتبهت لدخول دينا):- دندون خيرا يا صغيرة ؟
دينا:- افف أنتما هنا بحثت عنكما في كل البيت ، عمو جاسر وعمو زياد يبحثان عنكما
كوثر(نهضت بخفة):- يلا ننزل لتفقدهما وصال
وصال:- يلا وبعدها سوف ننجز ما اتفقنا عليه ماشي ؟
كوثر(تأبطت ذراعها):- ماشي يختي .. هفف أليس عيبا أن نستغل العزاء لغرض شخصي ؟
وصال:- وهل تركتِ لنا مجالا نحن ننقذ زواجكِ يا أختاه فلا تحملي هما للظروف
نزلتا سوية لتجدا كلا من جاسر وزياد يقفان عند الناصية الجانبية بانتظارهما بعيدا عن الصوان ، توجهتا إليهما بعد أن رمقتا انزعاج طارق من هذه الحالة
وصال:- إن مزاجه حاد وصعب ، لا يحب الاختلاط كثيرا خصوصا في هكذا أوضاع
كوثر:- أشك بأنه سيقصفنا على هذه الأفعال
وصال:- قصف ماذا يا بنتي وأنت تحت رعاية نقيب ؟؟
كوثر:- هه يسلملي القوي … حبيبي
زياد(عانقها بدفء):- كوثري .. كيف الوضع ؟
كوثر:- مؤسف لدرجة عميقة ، يعني نرجو لهم تجاوز هه المحنة عما قريب
جاسر:- أشك .. فهذه الأحداث تترك ندوبا عميقة بالقلوب
وصال(نظرت إليه):- هل ستبقى بالجوار الليلة ؟
جاسر:- كنت أهم بالمغادرة لكن طارق أصر على بقائي ، وأيضا كامل كمال بطريقه مع الجدة وزوجته يريدون تقديم واجب العزاء
وصال:- افف نسيت أن أعيد الاتصال به لقد استأذنني بذلك ولكنني سهوت في ظل ما حصل
جاسر:- مش مشكلة تكفلت وانتهى الأمر ..اممم عودي للداخل كي لا تبردي هنا
وصال(رمقت زياد وهو يجر كوثر على جنب):- … سأنتظر صديقتي
جاسر:- اشتهيت لو مرة تصغين فيها لكلامي لكنكِ أعند من كلامي بحد ذاته
وصال:- هه جيد أنك تعرف ذلك
جاسر(ناظرها بعمق ثم استدار ليرمق الصوان الذي كان بعيدا عنهم بخطوات):- … اليوم ..ونحن بالمقبرة طرأت على بالي أمور كثيرة وكنتِ أنتِ من ضمن تلك الأمور
وصال(عقدت حاجبيها من تصريحه الغير مرتقب):- بمعنى …هئ أم أنك كنت تفكر بطريقة لقتلي ودفني بدون ترك دليل ؟
جاسر(صغر عينيه فيها):- لو أردت قتلكِ لفعلتها أمام العالم لأنني لن أدخل للسجن بل سأحصل على وسام شرف في حفل تكريم عريق كوني خلصتهم من فضولية حشرية تدعى وصال محفوظ
وصال(كتفت يديها):- امم امم أصلا ما أهون عليك
جاسر(بنفور):- لا تثقي بنفسك كثيرا … المهم انتهى الكلام عودي للداخل
وصال:- لن أتزحزح قبل أن أعرف بما فكرت
جاسر(وضع يديه بجيوبه وبعد صمت):- فكرت في خطورة عملنا هذا فقط
وصال(رفعت حاجبها):- حممم طبعا ليس هكذا
كوثر(جذبتها بقوة خلفها):- طيب حبيبي بعد انتهاء العشاء مباشرة نذهب لبيتنا ، علينا أن نساعد هيا يا بنت هل استحليتِ الجو هنا ..
وصال(وهي مجرورة من قبل كوثر):- سنكمل حديثنا لاحقا أيها الرائد
زياد(تقدم إليه):- ألم تخبرها بعد ؟
جاسر(أخذ يتأمل ذهابها بحرقة):- … كيف سأخبرها يا زياد ، هل تريدني أن أكسر قلبها ؟
زياد:- لا ويفكر بمشاعرها أيضا ، جااااسر إن لم تخبرها أنت اليوم فغدا سيخبرها ذلك المدعو أيمن فحبذا لو تجنب نفسك ذلك الموقف قبل أن تقع فيه ، نصيحة أخوية من رجل لديه ثلاث بلايا على رأسه أمه الصارمة وزوجتيه الصعبتين
جاسر:- ههه ألمس تذمرا هنا ليكن بالعلم قد نبهتك في البداية
زياد:- ها ها حقا فعلت لدرجة أنك من زفني بيديه خليني ساكت ، ثم مش وقته هذا الكلام عيب في حق الميت يا رجل دعنا ننهي هذه الليلة وبعدها نتناقش مع بعضنا
جاسر(توجه معه للصوان):- دعنا نجلس هناك …
نزار:- أجل هناك يا سيدة
سماح(كتفت يديها):- هل أحضرك أحدهم عمدا لكي تجعلني أحتار في أمري
نزار:- والله هذا ما عندي
سماح:- أستغفر الله ، سلوى يا سلوى تعالي وقدمي للسيد فنجان قهوة حسب ما يراه مناسبا فقد غلبت لأحاول ضبط ميزان قهوته ما فلحت
نزار:- كنتِ دعيني أحضرها وأرحتنا من عنادك
سماح(استشاطت غضبا):- أفندم ؟
نزار(رمقها بطرف عين):- سيدات مدللات هذا هو الحال ، اسمعي لا أريد قهوة من غيره كوب شاي سيحل الوضع أنتظره ساخنا يا سيدة ولا تكثري السكر أحبه بملعقتين فحسب
سماح(ضربت كفا بكف):- لا حول الله يا ربي …
نجية:- على عيني سيد نزار سأحضره وأجلبه بنفسي لحضرتك
نزار(أومأ برأسه):- مشكورة يا سيدة .. بالإذن
سلوى(رمقت أمها وهي تضع يديها على جنبها):- ما الموضوع أمي ؟
سماح(أشارت بعصبية):- هنالك رجال يستحقون فقع الأعين على فظاظتهم … ما تهتمي
سلوى(ارتعشت حين رأت طارق أمامها):- خيرا يا ابن خالي هل تحتاج شيئا ؟
طارق(نظر بعينيه لغاية ما رآها):- عفاف .. رافقيني لحظة للغرفة
عفاف(عدلت وشاحها بعد أن تركت ما كانت تفعله):- حالا …
سماح(رمقت نظرة سلوى صوب طارق ودفعتها لحديقة المطبخ):- بنت أنا أساسا أقرأ نظراتكِ الغبية ، عيب ما تضمرينه في سركِ فأنتِ تعدين امرأة متزوجة وهو متزوج انسي الماضي وما جاوره تمام ؟
سلوى(بدموع):- …أنا على وشك أخذ طلاقي من ذلك البخيل ، يعني لا أحد من حقه أن يحاسبني على مشاعري خصوصا أنتِ أمي لأنكِ السبب في زيجتي التعيسة
سماح(رمقتها وهي تغادر الموقع):- وهذه ستزيدني همها هذا ما ينقص …..
عفاف:- لا ينقص شيء يا طارق صدقا كل الأمور جاهزة ، والأكل أيضا سيكون معدا في حينه ووقته الآن علينا أن نجهز صواني القهوة والشاي وبعض الطعام لأجلكم فقد تعبتم غالبا بعد الدفن
طارق(أزال سترته وغيرها بسترة أخرى):- عفاف .. أريد أن أسألكِ عن شيء
عفاف(أخذت السترة التي أزالها ووضعتها بترتيب على المشجب بارتباك):- طبعا طارق تفضل
طارق:- هل اتصلتِ بأخيكِ فعلا أم أنكِ ماطلتني بالحديث ؟
عفاف(رمشت بتفتفة تردد):- بصراحة اتصلت يعني ..احم قمت بالاتصال ولكنه لم يرد فاضطررت لإخبار أكرم ولم يعدني بشيء يعني ،، يعني حتى إن لم يأتوا ليست مشكلة أساسا قد يكونون مشغولين أو ما شابه ذلك و …هئ
طارق(كان يقف خلفها أثناء حديثها):- لما ترتجفين ؟
عفاف(استدارت بجدعها وهي ترتج محلها):- …أ…
طارق(مسح على وجنتيها بكفيه وقبَّل جبينها بدفء):- تعبتِ ؟
عفاف(ركزت عينيها الدامعة في عينيه وهتفت في سرها):- تعبت من هجرك لي أجل، تعبت من مقاومتي الفاشلة في حضرتك ، تعبت من بعدك عني ، تعبت من تصرفاتك لاَّ مفهومة ، تعبت من كونك قريبا ورغم ذلك بعيد عني ، تعبت لأنك لم تأخذني ولا مرة بحضنك منذ رجوعك يا طارق قلبي ، كيف تسألني بالله عليك بعد هذا وكأنك تحرقني وتستفسر عن عمق الحروق التي أذابت صبري نقطة نقطة ، فمتى سترحمني متى متى ؟؟؟؟
طارق(لامس صراع نبضها وسحب يديه):- غالبا ينادونني هيا لا ترهقي نفسكِ أكثر … الله يقدرنا على إتمام كل شيء كما يليق بابن أختنا إخلاص
عفاف(تنهدت بتعب وهي ترخي كتفيها بانهزام بعد خروجه):- اهرب مني كما يحلو لك ، أحمد الله على وجودك بقربنا وهذا يكفيني يا حبيبي …
طارق(التقى نور بالزاوية):- إلى أين ؟
نور:- للخارج يا ابن عمي أحتاج لرؤية فؤاد يعني .. لأجل دينا التي خرجت ما عادت
طارق:- ابقي هنا سأناديها لأجلك
نور(حركت فكها):- طارق ..أنا لست صبية وقد اخترت فؤاد وأريده وسأتزوجه ، فقط الأحداث المربكة التي مرت بنا جعلت أمر خطوبتنا يتأخر قليلا لكن ما إن تهدأ الأمور سنضع النقاط على الحروف
طارق:- لاحظي معي أنكِ تتحدثين عن مشروع زواجكِ في ليلة دفن ابن ابنة عمنا ، قلة التهذيب ألا تظنين ذلك ؟
نور(زفرت بثقل):- ذلك شأن يخصني .. لا أنت ولا حكيم ولا العائلة برمتها يعنيني رأيكم
طارق(صغر عينيه وهو يقترب منها):- لاحظي أيضا أنكِ تخسرين قلوبا لأجل خاطر قلبك ، أتظنين ذلك صائبا ؟
نور(راقبته وهو يبتعد):- اففف لا أحد يفهمني أصلا لو نقبت عن واحد منكم ليفهمني سأذبح خروفا، سأرى دينا ولا أحد يمكنه منعي اففف …
فعلا خرجت فلا أحد أصلا قادر على إيقاف الشاويش نوري عندما يقطب حاجبيه ، يفضل الهرب الهرب حتى آخر الشارع هذا إن نفع ، وطبعا العم فؤاد نابه نصيب من غيظها ذاك فما إن جرته على جنب ودينا بيده إلا وأخذت تتحدث بدون توقف
فؤاد:- نوووووور … اسمحي بأن أخبركِ بأمر تأخري عن القدوم يا بنت يا … دينا لو سمحتِ قدمي خيرا لي وأطفئي عداد أمكِ فهي لا تسمع غالبا
دينا(رفعت يديها):- أنا أستسلم لأنها حين تكون على هذا الحال ، فإنه يعني أنها ستنفجر في أيتها لحظة
فؤاد:- ساندتني باكرا يا هبلة
نور(برقت عيناها):- ماذا تقولان مع بعضكما ، هل تتكلمان عني ؟
فؤاد(بتلعثم):- مطلقا كنا نتساءل حول سر غيظك
نور(أمسكت على رأسها):- رأسي سيتشقق لنصفين
فؤاد(تحسس جبينها):- حرارتكِ معتدلة
نور(فتحت عينيها على وسعهما):- هل تحاول لمس جبيني بجوار صوان بيتنا ، فؤاد رشواااااان ؟
فؤاد:- حبذا لو أنني لم أحضر بالمرة جعلتِني أندم
نور(زفرت بتعب):- تمام أعد على مسمعي ما قلته
فؤاد:- تأخرت بسبب أبي
نور:- وما باله العجوز أبوك يعني لما أخرك سعادته يعني ؟
فؤاد:- حدثني عن وائل وامتعاضه من ركضه وراء أختك كل هذا الوقت ، يقول أن لديه عروسا لأجله ههه يعني قمة السخرية أليس كذلك ؟
نور(رفعت حاجبها بصدمة):- عروس لوااااائل ؟
دينا:- هئئئ سيتزوج ؟
نور:- بنت إلى البيت ولا تريني خلقتكِ في الشارع مطلقااااا ، عمكِ طارق حانق للغاية فلا تركضي بين قدميه كي لا يصرخ بوجهك
دينا(برقت عيناها ببهجة لما رأت سيارتهم):- ياااااه سأدخل سأدخل فقد وصلت صديقاتي هههه
نور(أطلت من الجانب):- هاه وصل مراد والبنات
فؤاد(أمسك يدها):- نووور .. لا تخبري أحدا بموضوع العروس لقد سيطرت على الوضع مؤقتا يعني ، لكن غالبا أبي مصر وطبعا وائل آخر من سينفذ مطالبه
نور(سحبت يديها حرجا):- احم اجمع يدك يا هذا نحن بعزااااء ، ثم من هي هذه العروس المبجلة ؟
فؤاد(فتح فمه لينطق):- إنها …
لمى(ركضت صوبهما):- عمو فؤاد عمو فؤااااااااااد
نور:- أنظر لهذه المشاغبة أين هي خالتو نور خالتو نور يا بنت هااااااه ؟
لمى(بضحك):- ههه خالتو نوووووووور
نور(استلمتها بحضنها):- أي اشتقت لكِ يا صبية هل كبرتِ قليلا ؟
لمى(وضعت يدها على رأسها):- أجل ازداد طولي سنتيمترا واحدا ربما هههههه
مراد(هرول خلفها بخفة):- اعذراني إنها طفلة ولا تعرف الأصول ، متأسف من رعونتها
فؤاد(رفعها بحضنه):- لا تقل ذلك يا مراد إنها صغيرة
جنان(سلمت عليهما):- اشتقت لكما جدا جدا ، ماما وأختي يسلمان عليكما هل وصل صهيب يا دينا أخبرني أنه بالمنعطف مع والديه ؟
دينا:- ربما سبقتموه ههه
نور:- هيا دندون خذي صديقتيكِ للدور العلوي وابقوا بغرفتي تمام ؟
لمى:- الحمام بابا
مراد:- حسنا أيمكنني أخذها للحمام وبعدها تلحق بهما للأعلى من بعد إذنكم
نور:- ولو أنا أتكلف بها خذ راحتك مع فؤاد أنت ضيفنا
مراد:- شكرا والمعذرة لم أستطع حضور الدفن كان لدي عمل كثيف اليوم
فؤاد(أشار له للصوان):- ولو يكفي أنك استطعت المجيء الآن ، فعلا اشتقنا للبنات تفضل من هنا
نور(أمسكت كف لمى):- تعالي معي يا صغيرتي وأخبريني لمن اشتقتِ أكثر لي أم لعمكِ فؤاد ؟
لمى(وضعت يدها بإصبعها):- ههه ألا تسمى فتنة ؟
نور:- لا لا والله ذلك الكرتون المسمى غامبول قد جعلكم أكبر مما يلزم ، له له قال فتنة قال
جنان(تسير مع دينا قبلها):- حتى يصل وبعدها نرى أمر التلميذة الجديدة ، أساسا ما زلنا ببداية العام الدراسي ولا أحد يستطيع السيطرة على الفصل غيرنا
دينا:- معكِ حق … اممم يا ليت ميسون موجودة ، المسكينة لم تدرس معنا بالمؤسسة سوى أسبوع واحد وبعدها غابت
جنان(بأسف):- رحيل أبيها خلف فيها حزنا عميقا ..مع الأسف
دينا:- هفف اشتقنا إليها ..تعالي لنصعد لغرفة أمي
جمانة(وضعت المناديل المتراصة بالكرسي):- هااا وصلت صديقتكِ أخيرا يا دينا
جنان(عانقتها):- خالتي جمانة اشتقت لجديلة الشعر التي صنعتها لأجلي أنا وأختي
جمانة:- سأعيدها لكما مرة ثانية عزيزتي
دينا:- بالإذن جمانة سنصعد لغرفة ماما
جمانة(لمحت نور ولمى):- أوك عزيزتي …هلا بلمى حبيبتي أين قبلتي ؟
لمى(قبلتها):- مرحبا خالتو جمان
جمانة(لاعبت شعرها):- يسلم لي المؤدب …
نور:- يختي على لسانها أصلا أنا رفعت راية الاستسلام ههه
جلنار(خرجت من المطبخ):- اممم وهذا قسم آخر من المناديل ضعيه هناك جمانة ، هاه لمى ؟
لمى:- مرحبا خالتو جلنار
جلنار(بتلقائية نظرت صوب الباب):- أهلا حلوتي
نور:- هيا لمى للحمام شكلكِ لن تصليه إذا ما تابعتِ إلقاء السلام هكذاااا
جلنار(زفرت عميقا ووضعت المناديل بالركن):- اممم … جمانة هذه للخارج صح ؟
جمانة:- أجل للرجال سأنادي يزن ليرتبها بالطاولات
جلنار(أمسكتها من ذراعها):- لا تفعلي سأناديه أنا احم …
جمانة:- ماشي
عفاف:- جمانة أين غطستما تعالي وخذي بقية الأغراض …
جمانة:- حالا حالا عفاف …
جلنار(أخذت نصيبا من المناديل وخرجت بها):- يزن … يا يزن … أين هذا الولد ؟
يزن:-هنا هنا خالتي ..
جلنار(رفعت رجلها لركله):- خالتك بعينك ينعن لسانك سيسمعونك ويعتقدون بأنني بالثلاثينات ، قل جلنار فحسب ما بك أبله هكذا
يزن:- هننن يسمعونني هل ترمين عينكِ على أحدهم خالت ..أقصد جلنااااار ؟
جلنار(بلؤم):- قسما بالله لو كنت على يمين يدي لصفعت أمك خذ وزعها على الطاولات
يزن:- هاتِ هاتِ ..
جلنار(بحثت عنه بعينيها لغاية ما وجدته بجوار فؤاد):- الآن وجدناك يا سيد دكتور بيننا حساب لم يكتمل بعد ، لكن ستحضرك الفرصة مش مشكل
طارق(كتف يديه خلفها):- يمكنكِ توزيع المناديل على الشباب لو رغبتِ ؟
جلنار(جحظت عينيها بصدمة لما انتبه لها مراد والتفتت إلى طارق الذي ضبطها بالجرم المشهود):- أ…أمي ..أ..أٌقصد عمتي سماح طلبت مني عدَّ الموائد لكي تقوم بضبط الأطباق الرئيسية هذا فقط
طارق:- طيب ادخلي يا جلنار ادخلي من موقعكِ الغريب ذاك ادخلي
جلنار(وضعت خصلتيها خلف أذنيها):- اللعنة عليكِ يا جلنار كيف أصبح منظركِ الآن أمام السيد دكتور أكيد سيقول عني غريبة الأطوار ، اللعنة اللعنة هفف …
هديل(دخلت خلفها):- جلنااااااار
جلنار(انتفضت بخفة):- ياااااه هديل أخيرا جئتِ
هديل(عانقتها بدموع):- عذرا صديقتي ما استطعت المجيء إلا اللحظة …تعازي الحارة
جلنار(بدموع):- اهئ … شكرا صديقتي جيد أنكِ هنا الآن تفضلي تفضلي
هديل(نظرت لطابور النسوة بكل مكان):- دعيني بجواركِ لا أريد الجلوس وسط معشر لا أعرفهم ، لكن قبل ذلك دعيني أعزي أم الفقيد ووالدتكِ أيضا يعني إن لم تطردني ما إن تراني فهي لا تستلطفني كثيرا للأمانة
جلنار:-من حقها فمن في نظركِ يقوم بزج أولادها تباعا في السجن غيركِ يختي ؟
هديل:- أوففف هل علي أن أعود أدراجي ؟
جلنار(أوقفتها):- له يا بنت أصلا اللي فات مات أصلا نحن بوجع ولا يسعها التدقيق
هديل(امتصت شفتيها):- أي أخبار عن أخيكِ ؟
جلنار(هزت رأسها وهي تجرها معها للصالون):- لا شيء
هديل:- أصلا إن لم يخرج لميرنا تلك يد في موضوع اختفائه لن يكون اسمي هديل رشوان
جلنار:- هووووه هوينا يا هديل مش وقته ..أمي
مديحة(رفعت رأسها بثقل):- نعم يا ابنتي .. ها رشوانية بدارنا ؟
هديل(مدت يدها للفراغ):- تعازينا الحارة عظم الله أجركم
مديحة(مطت شفتيها بتأفف وصافحتها على مضض):- سعيكِ مشكور
هديل(انتقلت لإخلاص):- رحمة الله عليه
إخلاص(أومأت بدون حياة):- همم آمين يا ابنتي
جلنار:- تعالي هنا …جدتي
نبيلة(ناظرتها بتمعن):- مرحبا يا صغيرتي
هديل:- غالبا لم تحبب ابنتكِ دخول رشوانية لبيتكم
نبيلة:- نحن بعزاء وأهلا بأي شخص في دارنا ، ثم نحن نعد أقارب ابن عمكِ هنا وعمكِ كذلك فمن أنتِ حتى لا نوافق على دخولك
مديحة(مطت شفتيها):- أمي … لن تسردي للبنت قصة حياتنا دعيها وشأنها
نبيلة:- مديييييحة ؟؟
جلنار(جذبت يد هديل):- تعالي معي يا بنت وساعدينا قليلا
هديل:- حسنا دعيني أضع حقيبتي وسترتي بغرفتكِ لو أمكن ؟
جلنار:- إيه مع الأسف غرفتي أنا ومرام تحولت لمستودع أغراض ، شوفي غرفة ميرنا بالأعلى شاغرة ضعي أغراضكِ بها وانزلي فورا سأنتظركِ بالمطبخ
هديل:- أوكي قلتِ يسارا أم يمينا ؟
جمانة(خرجت من المطبخ):- مرحبا …
هديل(صافحتها):- أهلا …
جمانة:-أنا سأصعد للدور العلوي كي أجلب بعض الكراسي يمكنني أن أدلها يا جلنار
جلنار:- جيد يا جمانة تفضلا …
هديل(ابتسمت لجمانة وهي تسير جوارها):- اسمكِ جميل
جمانة(تأملت هندام هديل كان أنيقا جدا):- وأنتِ جميلة
هديل(عدلت خصلاتها الداكنة خلف رأسها وصعدت بجوارها):- .. كيف تبلين مع الراجيين ، أشفق عليكِ على فكرة فهم مجانين
جمانة:- أكيد أخذتِ انطباعا سيئا عنهم ، إنهم لطيفون جدا والواحد لا يشعر بغرابته بينهم ..على العكس منذ الوهلة الأولى شعرت بأنني فرد منهم يعني ما عدا بعض العناصر التي لم تتقبلني لغاية الساعة
هديل:- هه أستطيع أن أخمن ذلك
جمانة(وصلتا للدور العلوي):- من هنا … أ..أنتِ شقيقة وائل أهو بخير لقد اتصلت به ولكنه لا يرد على هاتفه مؤخرا
هديل:- طبعا لن يرد فأخي المسكين مغشي عليه في عشق ابنة الراجيين ، يعني نسي أمر أخته فكيف سيتذكر أمر غريبة ؟
جمانة(تلكأت الحروف بجوفها):- معكِ حق
هديل:- أكيد ما انزعجتِ من حديثي ، أنا هكذا أتحدث بعفوية وأحيانا يعتبرها الناس صفاقة مني . علما أنها منتهى الصراحة
جمانة:- لا أبدا ..أنتِ حرة فيما تريدين قوله ، هذه هي غرفة ميرنا تفضلي سأجلب بعض الكراسي الخفيفة من الرواق هناك وأمر بكِ تمام ؟
هديل:- رغم أنني لا أرغب بدخول غرفة تلك الفتاة لكن يلا للضرورة أحكام
جمانة(ابتسمت):- تفضلي …
هديل(فتحت الباب ودخلت بتأفف):- صدقا آخر موقع توقعت أن أكون فيه هو غرفة تلك السمجة ، اففف ذوقها مريع مثلها ما هذه الكلاسيكية الزائدة واااع منتهى البذاءة …هممم حقيبتي وسترتي ستشتكيان من هذا المكان لكن لا بأس هذا ما يوجد .. سأضعهما هنا وأهرب قبل أن أصاب بالغثيان يااااع … هئ
غازي(تفاجأ بخروجها من غرفة ميرنا لحظة خروجه رفقة ياسين):- هديل ؟؟؟
هديل(ارتبكت):- غازي …أ.. جئت للعزاء
غازي:- خيرا فعلتِ .. وشكرا للمرور يعني بالأخير اتضح أنكم تملكون نقطة دم بوجوهكم
هديل:- الآن ما الداعي لهذا الكلام ؟
ياسين(همس له بغزل):- بست …مين القمر ؟
غازي(زوره بحدة):- ياسين اسبقني للصوان رجاء
ياسين(لمح جمانة قادمة من الرواق):- لنسبقك ومالو …آنستِ آنستي
هديل(كتفت يديها بعصبية):…- من هذا الشكل الذي ترافقه سيد غازي ؟
غازي(بعد ذهاب ياسين):- هل أحتاج لاستشارتكِ حتى تختاري رفاقي أيضا ؟
هديل:- من شكله يظهر أنه ليس وجه خير
غازي(صغر عينيه فيها):- وأنتِ آخر شخص يمكنه التحدث عن غيره بهذه السطحية هديل
هديل(هزت رأسها بعنفوان):- افعل ما شئت ما دخلي …
غازي:- أمر جيد لأنني أذكر بأنكِ تحتاجينني في حفل خطوبة حبيبكِ السابق على الآنسة جولي السبت المقبل ، أووووبس أكنتِ تريدين إخفاء الأمر عني يعني لو لم يكونا من نوع العلاقات التي تموت في البهرجة والأضواء لما نشروا دعايتها على كل صفحات الفايسبوك
هديل(اغرورقت عيناها بالدموع):- أتهينني ؟
غازي:- لست بحاجة لان أفعل أساسا أملك سؤالا واحدا في عقلي ولم أستطع إيجاد إجابة محددة له ، طالما أنتِ بهذا الذكاء الخارق كيف وقعتِ ضحية لذلك الأخرق المدعو حازم ؟
هديل(دفعته بيدها عنها):- مش شغلك …
جمانة(انزعجت من نظرات ياسين لها):- عن إذنك سيد ياسين حضرتك تعيق طريقي
ياسين(تأمل قوامها):- تفضلي حلوتي …
جمانة(وضعت الكراسي جانبا وركضت صوب هديل):- هديييل أنتِ بخير ، أيمكنك أن تستقر بضع ثوان بدون أن تزعج أحداااا يا غازي ؟
غازي:- الله الله هل استطال لسانكِ يا قزمة لكي تحاسبيني ؟
جمانة(رفعت سبابتها بوجهه):- فقط لأننا بوضع حرج سأتجاوز عن مفرداتك الوقحة
غازي(نظر إليهما):- أو لا تتجاوزيها فماذا بإمكانك أن تفعلي ؟
هديل(استجمعت نفسها):- دعينا ننزل أصبح الحديث خانقا فجأة …
غازي(رمقها بطرف عين وتجاوزهما بخفة):- كلاكما أضرب من بعض دعاني أمر … هففف
جمانة:- لا تأخذي ببالكِ هو هكذا دوما ، أعصابه في أنفه
هديل:- هل ستخبرينني عنه يعني … لا تهتمي
جمانة:- بالحق من أين تعرفينه ؟
هديل(أخذت تسير معها في طريق النزول):- أخته صديقتي كنا رفيقتي سكن خارج الوطن
جمانة:- ها يعني هكذا تعرفتِ عليه ، الآن استوعبت شفقتكِ علي بهذا البيت
هديل:- ههه منه غالبا
غازي(نزل وهو يسخط):- كان ينقصني اتحاد هاتين الحشرتين ، افف عكرتا مزاجي هيا ياسين دعنا نستنشق بعض الهواء بالصوان
ياسين:- بيتك ممتع يا صاح لو أقطن به يوما واحدا سأشبع ضحكا ولهوا
غازي(خرجا من البيت):- منظورك في الحياة مضروب حسبما أرى ي صديقي، امش امشي …
ياسين(فتح عينيه على وسعهما):- هوووبا من الحسناء حمراء الشعر تلك ؟
غازي(عقد حاجبيه):- أول مرة أراها ..أو لحظة لحظة إنها خاصة أخي يعني أم ابنته ميسون
ياسين:- اللعنة إن ذوقه خطير في الاختيار … يا خسارة يجدر بنا الخروج وإلا كنت كحلت عيني بشوفتها طوال الليل
غازي:- اجمع عينيك ياسين ما تفعله عيب إنها تعد من حرمة بيتي وهذا ما لا أسمح به
ياسين:- أمزح معك يا رجل …
غازي(بانفعال):- لا تعد على مسمعي مثل هذا المزاح خلينا حلوين … تفضل هناك
طارق(رمقهما متجادلين ودخل):-مرحبا …
فخرية(استدارت بجدعها):- … طارق .. جئنا لتأدية الواجب يا بني
طارق(رحب بها):- طبعا أهلا بكن ..
سلسبيل(صغرت عينيها فيه):- طارق الراجي … ابن سليم الراجي
فخرية(وقفت قبلها):-أ… شاهيناز لندخل لورينا تعالي
طارق:- أظننا التقينا سابقا شاهيناز
سلسبيل(استدارت إليه بلوعة وهي تبطأ مسيرها):- بالفعل ، كان ذلك بجدران السجن
طارق:- ربما علينا أن نخوض حوارا مختصرا لتوضيح الأمور
سلسبيل(بابتسامة):- ربما
طارق(أشار لها ودخل معها):- تفضلي من هنا …
سلسبيل(تأملت وسامته وعضلاته):- إنه اختلاف تام عن سليم الراجي ، لا يشبهه في أي تفصيل هذا أوسم وأكثر شبابية لم يأخذ منه الحبس شيئا بل زاده وقارا وعظمة ..افف استيقظي لنفسكِ سلسبيل ما هذا الذي تهذين به …
طلال:- شاهي أخيرا وصلتم ، سأعرفكِ بأمي هي بالداخل أيضا
سلسبيل(بنفور):- ما الذي أحضر هذا الآن تبا …
عواطف:- أهلا وسهلا …
فخرية(صافحتها):- تعازينا الحارة
عواطف:- مشكورة ست فخرية تفضلي من هنا …
لورينا(كانت تنظر لجوانب المكان):- .. عظم الله أجركم
عواطف:- شكرا يا ابنتي تفضلي حماتكِ هناك
لورينا(أعجبتها الكلمة):- حماتي .. هه احم … حماتي جئت لأقدم الواجب
مديحة(رمقتها طولا وعرضا):- ما الذي أحضر هذه ستفضحني مع نساء الحي …
سماح:- الحقي إنها تناديكِ حماتي كخمم
مديحة(سلمت عليها بعنفوان):- اجلسي هناك …
لورينا(جلست على مضض):- تكرمي حماتي …
سلسبيل(وقفت بوجه عواطف):- عواطف الراجي … خالة
عواطف:- أذكركِ شاهيناز
شاهيناز(زفرت عميقا ، وأنا أذكركِ من عهد قديم):- تشرفت ..مجددا
أم طلال:- هااا أنتِ هي المرأة التي يظل ابني يتحدث عنها ؟
شاهيناز:- ويظهر أنكِ حماتي المستقبلية
أم طلال:- أعوذ بالله …
نبيلة:- احم .احم … تفضلن يا سيدات وخذن راحتكن سعيكن مشكور …
فخرية(زورت كلا من لورينا وسلسبيل بطرف عين):- أينما ذهبتما تخلقان المشاكل اللعنة عليكما
لورينا(همست لخالتها):- هل لمحتِ ذلك الدكتور ؟
سلسبيل:- سألمحه لأجلكِ انتظري لنستقر قليلا وبعدها أتصرف …
لورينا:- يا ريت لو تسرعي فهذه الأجواء تصيبني بالضجر …
بغرفة الصغار
شهاب(وهو يهدهد سجى بيديه):- غالبا نامت الآن
ميرا(تأملته بحنان):- .. أنت تجيد رعاية الأطفال جيدا
شهاب:- يعني ..ليس كثيرا أين أضعها ؟
ميرا(أشارت له):- هنا
شهاب(وضعها ونظر لميرا):- ما بكِ ؟
ميرا:- لا شيء ..يعني تخيلت فلة محلها
شهاب(بغصة):- العقبى لأخت فلة أكيد ستكون مثلها
ميرا(ابتسمت):- ذلك في أحلامك
شهاب:- ميرا … سنتجاوز كل مشاكلنا كما اتفقنا ونبدأ من جديد
ميرا(رفعت كم الثوب عن كتفها):- عندما تذهب هذه الندبة قد أفعل
شهاب(أغمض عينيه):- لست نادما على فكرة أنتِ استحققتِ ذلك
ميرا:- فعلا استحققته وأنت لم تحصد بعدها إلا مقتي ونفوري منك
شهاب(بهدوء أعصاب):- لن تنجحي باستشاطة غضبي ، أنا حفظت أسالبيكِ يا حبيبتي
ميرا:- ليس وقت هذا الحديث .. انتبه للأولاد
شهاب:- سوف أخرج لأرافق الرجال انتبهي أنتِ لهم
ميرا(كتفت يديها):- بغيض
شهاب(فتح الباب):- ماكرة …
زورا بعضهما بعنف وقلب كل وجهه للجانب الآخر ، غادر شهاب الغرفة وتوجه للصوان وجلس جوار عمه فؤاد لعله يطرد بعضا من أسهم كلمات الست ميرا ..أما نزار فقد رمق معشر الساحرات وهن داخلات للبيت في البدء تضايق ولكن أرجح أنها فرصة مناسبة لمحادثة خاطفة بينه وبين فخرية .. أما وصول رابونزل المجموعة خرب الموازين فلقد حذرها نزار من عدم المجيء ولكنها أصرت على ذلك خصوصا وأنها فرصتها الوحيدة لتحاسب الأخرق الذي كسر قلبها
طارق(نهض من الكرسي الذي وضعه بجوار الباب لاستقبال الناس):- … عفوا ؟
ناريانا(طالعته):- شكلك نسيتني ، أنا ناريانا يا سيد طارق
طارق(لم ينسها ولكن ما كانت تلبسه جعله يشير لها بالدخول فورا):- تفضلي تفضلي
ناريانا(زفرت بإباء ودخلت):- إن لم أقتلكِ يا جوزيت الراجي بيدي هاتين لن أسمى ناريانا … حقيرة كلبة حيواااااانة كيف هنت عليها كيف اهممم …
مرام(لمحتها من غرفة الضيوف):- فردوس … نادها لطفا
فردوس(تركت مجمعهما وخرجت):- عفوا يا آنسة
ناريانا(أطلت بالغرفة ودخلت):- نعم ؟
مرام:- من أنتِ ؟
ناريانا(حولت عينيها):- … ناريانا أنا صديقة لأهلك يعني .. لا وقت أمضيه في التعارف
فردوس(رفعت فيها حاجبها الأيمن):- ولما العصبية سألناكِ بلطف حسب ظني
ناريانا(استعادت نفسها):- معذرة منكما ولكن أعصابي تالفة بعض الشيء .. أعزيكم في فقيدكم رحمة الله عليه
مرام:- مشكورة ، أردت فقط أن أرحب بكِ ببيتنا
ناريانا(شعرت بأنها بالغت بردة فعلها واقتربت من مرام وصافحتها):- … متأسفة لما حصل لكِ
مرام(عقدت حاجبيها باستغراب):- أفندم ؟
ناريانا(وضعت يدها على قلب مرام):- عندما يحصر هذا في زاوية مظلمة ، وحين تعتقدين أن الحياة فلتت من بين يديكِ وقتها سيحين موعد نهوضكِ من هذا الكرسي … لا تيأسي فكله عند الله بحساب
فردوس(عقدت حاجبيها):- يعني .. أنتِ تقصدين فشل عملتيها صح ؟
ناريانا(سحبت يديها ونظرت لفردوس):- … بالإذن
مرام(بدموع):- … هل فهمتِ شيئا ؟
فردوس(بعدم فهم):- أجل فهمت أنها غريبة الأطوار ..
مرام:- أكيد معها خبر بفشل عمليتي .. لكنني لم أيأس .. يعني … هه فريد أخبرني أن الوضع مؤقت وسيمكنني المشي إذا ما تحسنت نفسيتي وتشبثت بالأمل وبرحمة الله عز وجل
فردوس(نهضت وعانقتها):- بالفعل
مرام(بنظرة مشتتة):- ه ..هل فريد كذب علي هااااه ؟
فردوس(أمسكت هاتفها وكتبت رسالة نصية وهي تعانق مرام):- طبعا لاء …
مرام(برجفة):- …هو هو قال أن الأمر قابل للعلاج لكن ..اهئ صدقته وآمنت بكلامه ولم أنجح لم أمشي لم أمشي يا فردوووووووس ما زلت عاجزة ما زلت عاجزة اهئئئئ
فريد(دخل بخفة وهو يضع هاتفه بجيبه):- اخرجي يا فردوس ..حااااالا
فردوس(نظرت لمرام وخرجت بعد أن أقفلت خلفها الباب):- أرجوك افعل شيئا لا نريد أن يتفاقم الوضع للعائلة ، ففيهم ما يكفيهم ..
فريد(هز رأسه وهرع لمرام):- مرامي …
مرامي(كانت تضرب على ركبتيها بقوة):- دعني وشأني أنت كاااذب ، كلكم كااااااذبون ، كلكم خدعتموني اهئئئئ
فريد(مسح على وجنتيها ثم جثا على ركبتيه مثبتا يديها بقوة):- توقفي عن ضربهما ، إن ما تفعلينه لن يغير شيئا من الحقيقة يا مرام ، أي نعم أخفقنا ولكنه مجرد نسبة جزئية من نجاح العملية ، أثبتت كل النتائج أنه لم يعد هنالك مشكل جسدي في قدميكِ ، لقد حللنا المشكل وبقي الأمر للوقت يعني عليكِ بالصبر لتجاوز هذه المحنة
مرام:- صبر ..اهئ إلى متى سأصبر شهر شهران سنة أعواااام ؟
فريد(أمسك يديها ورفعهما لفمه):- … بحبنا يا مرامي ، أعدكِ أنكِ ستسيرين على أقدامكِ عاجلا غير آجل ، فقط أمهلينا بعض الوقت ثم لا تنسي المعالجة الفيزيائية إذا ما لمح دكاترتكِ تحسنا سوف نباشر فيها
مرام(استكانت):- ..توعدني ؟
فريد:- متى أخلفت وعودي يا مرام ؟
مرام(انفجرت ببكاء):- ولا مرة
فريد(رفع فكها بيده مطلا عليها):- إذن .. كوني متفائلة ، فنحن قد أحرزنا تقدما عظيما حين وافقتنا على إنجازها
مرام(أخذت شهقاتها تستكين أيضا):- لولا إصرارك لما فعلت ..أنت السبب
فريد(نهض وقبل جبينها):- …أيمكننا أن نبتسم الآن ؟
مرام(هزت رأسها):- كانت نوبة ذعر
فريد:- ثقي بفريدك ، محال أن أعدكِ بشيء لا أضمن نتيجته
مرام:- تمام ..دكتور فريد ههه
فريد(ضحك بابتسامة):- حسنا حتى لو كان اختصاصي مغاير لكنني أتابع حالتكِ أولا بأول
مرام(برقت عيناها وهي تطالعه بعشق):- فريييد
فريد(نظر خلفه مشيرا للفراغ):- غالبا علي الخروج …فأخوكِ قد رمقني بطرف عين حين دخلت ركضا إلى هنا …
مرام:- ههه حسنا أراك لما ينتهي كل هذا
فريد(تأملها بحب):- يا كرمة العنب خاصتي
مرام(امتنت منهم لما رفع إبهاميه ليمسح دمعها):- ههه نعم يا جذعي ؟
فريد(تراجع للخلف):- قليلا بعد سنجد أخاكِ يطرق الباب ، أستأذن حلوتي
فردوس(كانت بالممر):- تم ؟
فريد(أغلق الباب خلفه):- كيف تتطرقين لمسألة عمليتها يا فردوس ألم أنبهكم يعني ؟
فردوس:- والله لا ذنب لي بل صاحبة الشعر الأشقر قامت بقول أشياء غريبة حيال العملية ، وقتها تذكرتها مرام وفلتت أعصابها هذا هو
فريد:- احرصي على ألا يتطرق إلى ذلك الموضوع أي أحد ..نقطة انتهى
فردوس:- ماشي أخي ، لا تنزعج سوف نسيطر على الوضع لولا موت عبد الجليل الذي جعلها تخنع قليلا لكنا في بلية أخرى ..
فريد(رمق ناريانا بعيون مصغرة حيث كانت تكتف يديها عند المطبخ):- عودي إليها الآن … لا تدعيها بمفردها وأنا سأنبه تلك الأخت إذا ما سنحت لي الفرصة
ناريانا:- عزيزتي نهال … هذا بيت العائلة يعني ليس بيتكِ الخاص فلا يسعكِ طردي
عفاف:- عذرا ست ناريانا نهال لم تقصد
نهال(بعصبية):- بلى قصدت .. لا يسعنا استقبالكِ هنا …
عفاف(لوحت لعواطف التي نهضت من جوار النسوة):- … أمي الحقي
عواطف(تهتف بخفوت لتلملم الوضع):- ماذا يحصل ..ناريانا ابنتي خيرا ؟
ناريانا:- هل لكِ أن تدليني على موقع جوزيت أحتاجها ؟
عواطف:- هي بغرفة أمي نائمة منذ ساعات
ناريانا:- كنتِ اختصري علي ذلك يا صبية ، مشكورة خالة عواطف سأتفقدها
عواطف:- ما الذي أسمعه يا نهال هل حقا طردتها ؟
نهال:- وماذا أفعل يعني أنا لا أطيقها
عفاف:- أطباعكِ صارت في الحضيض يا نهال ، جيد أن أباكِ لم يسمع ذلك وإلا كان تذمر بشأنكِ أكثر
نهال:- صدقيني ذلك آخر همي ..
عواطف:- يكفي عيب ، هل اخترتِ يوما مناسبا لتعلني تمردكِ يعني ..ساعدي أو اصعدي لغرفتك
نهال(كتفت يديها بعناد):- سأبقى …
عفاف:- هيا أمي لن نطيل حديثا معها فما عاد ذلك يطااااق …
نهال(زورت ناريانا بطرف عين وهي تتمايل بفستان أسود قصير متوجهة لغرفة الجدة):- غبية
ناريانا(زفرت عميقا وفتحت الباب فجأة ثم دلفت):- ..جوزي … جوزيت
جوزيت(انتفضت ببكاء):- آآآآه لا تفعل لا تقتله هئ ….. إنه كابوس ، …/ أنتِ ؟؟؟
ناريانا(أغلقت الباب سريعا ثم اقتربت منها ومدت لها يدها):- اشتقت لكِ
جوزيت(شبكت يديها بعد أن عدلت جلستها على السرير):- وأنا لم أفعل
ناريانا:- جوزيت .. لقد هجرتني لأيام طويلة هل حقا أستحق هذا العقاب ؟ ذ
جوزيت:- أنظري لأفعالكِ وبعدها حاسبيني
ناريانا:- يا جوزيت … ذلك الأمر خاص بي وبحياتي ولا يسعني أن أشرك فيه أحدا
جوزيت:- وأنا خيرتكِ إما أن تخبريني بسرك أو ترحلي من حياتي
ناريانا(مطت شفتيها):- أساسا خيبتِ ظني ، في الوقت الذي احتجت لكِ فيه أدرتِ ظهركِ لي
جوزيت:- وهل أنا من ضربكِ على يدكِ حين رميتِ بجسدكِ بين أحضان رجال خيري ؟
ناريانا(نظرت جانبيا بحزن ، لو تعرفين أن خيري نفسه من فعل بي ذلك لعذرتني):- احترق دمي لما رأيت صور نادر في أوضاع مزرية ، يعني ما كفاه وعوده لي بروما بعد فضيحة بنات الكلية ..
جوزيت:- أنتما غير مرتبطين أصلا حتى ترمي بنفسكِ في نزوة شرسة أودت بكِ لذلك الحال
ناريانا(انكمشت حول نفسها):- لقد بدأت تزول ..
جوزيت(نظرت لجرح ذراعها الخافت):- أي متوحش فعل بكِ ذلك ، ليتكِ أفصحتِ عنه لكنت قتلته
ناريانا:- خيري قام بطرده يعني تكلف فلا تقلقي
جوزيت(أشفقت عليها):- برغم ذلك هذا لم يغفر لكِ عندي ، لو لم أسمعكِ تلومين خيري عن مسألة أخيكِ المجهول لما عرفت بأمره شيئا ، وأنا التي حسبتكِ وحيدة مثلي طوال عمرنا
ناريانا:- واتضح أنكِ تنتمين لعائلة بينما أنا لا أملك سواه
جوزيت:- من يكون ؟
ناريانا(أغمضت عينيها):- …لا تحاولي
جوزيت(أشارت للباب):- إذن لا تريني خلقتكِ بعد
ناريانا(نظرت لبطن جوزيت):- لقد ازداد حجم بطنكِ قليلا بعد يا جوزي
جوزيت(نظرت لبطنها وسترتها):- لا شأن لكِ بصغاري
ناريانا:- هتفتِ باسمها وأنا سمعته ، صبا و تيم … أسماء لذيذة
جوزيت(بدلال):- ما تخبري أحد
ناريانا:- تؤ ..سركِ ببئر
جوزيت(مسحت وجهها بتعب):- لما تعاندين أقسم أنني سأحفظ سركِ …
ناريانا(مدت يدها لتلامس يد جوزيت):- هذا السر قد كلفني صداقتكِ يا جوزي ، أتتوقعين أن اختياري لأخي أمر عابث ؟
جوزيت(دفعت يد ناريانا بعصبية):- إذن ….**** اذهبي إليه يا غبية اذهبي عني
ناريانا(عادت برأسها للخلف):- ساءت أحوال ألفاظكِ بدوني … أما حنيتِ لأناملي ولأحضاني ولهمساتي ولقربي منكِ ؟
جوزيت(لفت رأسها جانبيا بحنين فعلي):- ما حنيت ، لا أريد كاذبة بحياتي
ناريانا:- وأنتِ كاذبة يا جوزيت
جوزيت(برقت عيناها بشراسة):- أنا أكذب لأجل أولادي ، لكن أنتِ لما تكذبين ؟
ناريانا:- لكي أحمي الشخص الوحيد الذي بقي لي من أسرتي التي أذابتها قوى الشر … ذلك الرجل قام بحمايتي طوال سنين عمره وقام بكتم سرنا كل هذا العمر ، فلن آتي اليوم لأخذله على الأقل ليس من جانبي فهمتِ ؟
جوزيت(بغبن نظرت جانبيا):- ميار يرفض الخروج من السجن لأنه يهرب من مواجهة ميرنا فهي ستلومه على عدم تدخله في مسألة حكيم ، عائلتي كل مدله في زاويته الخاصة حاليا ، أما خيري فلم أعرف له طريق خوانيتا وجابر يرافقانني كل دقيقة لكن …أفتقد وجوده ولا أعرف ماذا يعني ذلك ، وائل صدمني بلحاقه بميرنا مجددا إنه لا يكل ولا يمل لا أدري أي عشق ذااااااك ، وصولا إليكِ ها أنتِ الآن ترمين بصداقتنا في القمامة فقط لأنه ظهر لكِ أخ من العدم ، …أتتوقعين أن هذا يفرق عندي ؟
ناريانا(نهضت بتعب):- أنتِ تصعبينها علينا ، جئت على أمل ولكن الواضح أنكِ لن تنسي الأمر
جوزيت(هدرت فيها):- لن أنساه لأنكِ خدعتني ، خدعتني ناريانا أجل ماذا فعلت لكِ حتى تستغفلينني بهذا الشكل …أنا أنا أخبرتكِ عن حياتي كلها بالتفصيل الممل حتى جيراننا طرقاتنا بلدتنا صرتِ تعرفينها من حكاياتي ، لكن ماذا عنكِ صندوق أسود بعمركِ ما فتحتِ سيرة أهلك حتى لقبكِ الخاص كتمته طويلا لطالما كنتِ حريصة جدا جدااااا … فهل أستحق هذا منكِ ؟
ناريانا:- اللعنة على خيري الذي كان سببا في كشف هذا السر بهذه الطريقة
جوزيت:- بل الشكر له لأنه جعلني أرى غدركِ …
ناريانا(تألمت بعمق):- … سامحكِ الله ، لمَّا تعرفين لما أخفيت ذلك ستعذرينني
جوزيت(بجنون):- لا أعذركِ ولن أعذركِ …فهمتِ أغربي عني الآن …فوراااااااا
نبيلة(فتحت الباب ودخلت عليهما):- … ما الذي يحصل هنا ؟
ناريانا(بدموع):- حفيدتكِ تطردني من حياتها يا جدة نبيلة فافرحي ستبقى وحيدة بطفلين في الشارع
نبيلة(صغرت عينيها في جوزيت):- لما تقومين بإقصاء صديقتكِ الوحيدة من حياتكِ جوزيت ؟
جوزيت(كتفت يديها):- لأنها كاذبة
نبيلة:- وأنتِ كاذبة … وما زلتِ تكذبين على الغير
جوزيت:- ليس معنى أنكِ كشفتِ حملي أن تذليني بأن تخبري الآخرين ، لو فعلتِ صدقيني سيموت أولادي ميتة سيئة تصبح آخر خطاياكِ على هذه الأرض
نبيلة(أغلقت الباب وأشارت لناريانا):- اجلسي لأرى
جوزيت(بجنون ربعت قدميها وهي تلوح):- لن تجمعني مع تلك البنت غرفة دعيها تغادر جدتي
نبيلة:- لما يكون بيتكِ استقبلي واطردي كما يحلو لكِ …اهمدي الآن ودعينا نفهم أصل الحكاية
جوزيت:- أصلها وآخرها وأولها حتى أنها إنسانة كاذبة خائنة للعهد
نبيلة:- هل صحيح ذلك ؟
ناريانا:- فعلت ذلك لأجل أسباب خاصة فيني ولن أفصحها لأحد لأنني غير مجبرة على ذلك
نبيلة:- تمام صديقتكِ قالت أنها فعلت ذلك لأسباب خاصة قصد الخير ، هل لديكِ اعتراض ؟
جوزيت(بغيظ):- جدتي …إنها كاذبة هل لكِ أن تستوعبي الأمر ؟
نبيلة:- سأسألكِ سؤالا محددا يا ناريانا وأجيبيني بشكل وجيز ، هل سبق وأن خنتِ جوزيت ؟
ناريانا(بنفي):- مطلقا
نبيلة:- هل سبق وكذبتِ عليها ؟
ناريانا:- أبدااا
نبيلة:- هل سبق وأن فضلتِ شخصا آخر عليها أو تآمرتِ ضدها ؟
ناريانا:- أقسم أنني ما فعلت ولا أفعل لأنني أحبها مثل روحي
نبيلة:- يعني .. رغم أنكِ أخفيتِ السر إلا أنكِ حافظتِ على صداقتكما ، أحببتها ، حميتها ، رافقتها في السراء والضراء
ناريانا:- والله شاهد على ذلك …
نبيلة:- إذن تستحقين فرصة ثانية ، جوزيت هل ستستخدمين الرحمة الراجية أم أنكِ ستقللين الأدب ؟
ناريانا:- هيا جوزي لطفا لقد احترقت بدونكِ يا غبية
نبيلة:- جوزيت أنتِ في فترة حساسة ولن أؤمن وضعكِ لأحد غيرها ، لذلك أنتِ مجبرة على تقبلها أو أخبر الجميع بأمر حملك
جوزيت(مطت شفتيها وبعد صمت):-حسنا موافقة ، لكن أريدها أن تبقى بعيدة عني لعشرة أمتار
ناريانا(طارت وعانقتها وهاتك يا قبل):- حبيبتي حبيبتي أنتِ روحي عشقي كل كياني
جوزيت:- ابتعدي عني يا حمقاء ههه ابتعدي لا تدغدغيني لم أسامحكِ بعد ، هيييه عشرة أمتار ما هذه المسافة إنكِ لا تتركين شيئا يا حيوااااااانة …
نبيلة(هزت رأسها بدون فائدة فيهما):- وجهان لعملة واحد لا حول الله يا ربي …
انسحبت تاركة إياهما في وضع مرتبك بعضه اشتياق وبعضه عتب ، والحال أن ناريانا رفضت أن تخبر جوزيت عن نزار وعمدت على أن تبقي السر مكتوما حتى يكشف لوحده …طبعا لعنت خوري ألف لعنة لأنه السبب وراء خراب علاقتهما ، وكأنه ما كفاه اغتصابه لها بل زاده باختفاء شكَّل ارتباكا روحيا بالنسبة لها فهي لم تظفر بعد بانتقامها منه ، ولن تجعله يحلم بغفرانها تحت أي ظرف كان … وطبعا لم تنسى السبب الرئيسي الذي جعل روحها تتهاوى ألا وهو الربان …
نادر(حرك فكه):- أفندم ؟
يزن:- ما أدري يا عم نادر لكن هنالك سيدة تطلب رؤيتك بغرفة الضيوف
نادر(أومأ له بموافقة):- حسنا سأتحرك فورا…
يزن:- لطفا لا تخبر خالي طارق بأنني من فتن لك لأنه لا يحبذ ذلك
نادر:- ولو الأمر عندي …
أكيد لم يعرف أن من استدعته هي نفسها ناريانا ، فلم يلمحها ولم يعرف أصلا أنها موجودة هناك لقد مرت فترة لم يلتقيا تقريبا من زفاف كوثر وزياد ، وهذا ما جعله يفتح فمه لما دلف للغرفة ووجدها مولية ظهرها لا يبرز سوى قوامها الممشوق وطول شعرها الذهبي … لا ينكر أنه شعر بشيء وخزه بقلبه لدى رؤيتها لكنه زفر عميقا وأغلق الباب متقدما نحوها ..
نادر:- مر زمن على التقائنا
ناريانا(استدارت إليه بنظرة لئيمة):- حتى لو خلقت الفرصة كنت لأركلها بقدمي لأنني لا أرغب برؤية شخص خسيس مثلك
نادر(عاد برأسه للخلف متبججا):- أووه أرى أن تأثير نور الراجي تسرب إليكِ بالأخير
ناريانا(أشارت له):- أتعلم أنني بقدر المشاعر الجميلة التي كنت أحملها بقلبي لأجلك ، بقدر كرهي واشمئزازي منك
نادر(بعصبية اقترب منها محذرا):- احفظي أدبكِ معي
ناريانا(تقدمت نحوه):- ولما أحفظه بينما أحادث أنذل الرجال
نادر(حرك فكه بعصبية وهو يحاول ضبط أعصابه):- نحن في مكان وزمان غير مناسبين لخوض حديث هابط المستوى كهذا ، لذلك لا أملك وقت لترهاتكِ نارو
ناريانا(بقشعريرة):- لا تناديني بهذا الاسم ، أنا ناريانا رغما عن أنفك
نادر:- حسنا يظهر لي أنكِ على آخر أعصابك، تمام ابقي حيث أنتِ أنا من سينسحب لموقعه
ناريانا(تأوهت بانهيار):- ما الذي ينقصني ؟
نادر:- عفوا ؟؟؟
ناريانا(بحرقة دمع):- ما الذي وجدته ناقصا فيني حتى جعلك لا تقع بغرامي ، لما لم تحبني مثلما أحببتك أنا من الوهلة الأولى … هل هل أنا سيئة لتلك الدرجة ؟
نادر(مسح على جبينه):- غالبا خلطتِ الأمور نارو
ناريانا(بصراخ):- كف عن ذكر ذلك الاسم …إنه يذكرني بوقت كنت أراك فيها ملاكي لكن بعد أن رأيت صورك وسط العاهرات سقطت من نظري ، وعنك ما أحببتني أصلا لا أتشرف بحثالة مثلك
نادر(بنفاذ صبر أمسك يدها قبل أن تمر بجواره أو لنقل غرس أصابعه بذراعها):- كيف تجرئين ؟
ناريانا(حاولت التملص منه):- كيف أجرؤ …أتعلم بأنني رهنت قلبي لأجلك ، حافظت على نفسي لأجلك ، كتمت مشاعري لأجلك …وبالأخير على ماذا حصلت على صورك وأنت وسط مضيفاتكم السافلات
نادر(بعدم فهم):- من أين تعرفين بذلك الموضوع ، هل تضعين جواسيسا خلفي ؟
ناريانا(جذبت يدها من قبضته):- ليس لتلك الدرجة حضرة الربان ، لكن لنقل أنها وصلتني وليس لذلك أهمية بقدر ماهية حقيقته المؤلمة
نادر:- أولا نحن لسنا مرتبطين حتى تحاسبينني وثانيا تلك حياتي الخاصة ولا أسمح لكِ بالتدخل ، ثالثا يمكنكِ أن تعبثي مع من تشائين حتى مع العجائز معلوم فحضرتكِ تعشقين كبار السن
ناريانا(مدت يديها وصفعته):- يا لك من وقح …
نادر(أغمض عينيه ورفع يده ليصفعها ولكنه جمع قبضته بقوة في الهواء):- لم يسبق وأن مددت يدي على امرأة فلا تجعلي نفسكِ الأولى … انتهى الأمر لا أرغب بأن أحادثكِ ولا أن أراكِ حتى
ناريانا(شهقت ببكاء):- أنا التي أرفض رؤيتك أو سماع صوتك ، أكرهك يا نادر الرشيدي أكرهك
نادر(فتح الباب وخرج بعصبية):- تبا تبا تبااااا …
نهال(رمقته بصدمة):- نادر …أنت بخير ؟
نادر:- لست كذلك نهال عذرا أحتاج للبقاء بمفردي
ناريانا(خرجت لحظتها ووجدتها بوجهها):- ابتعدي عن طريقي
نهال(ابتسمت):- شكلكما لا يبشر بالخير يلا يجعلها خصومة الدهر …
ليان(تحركت من الرواق وتقدمت نحوها):- أليس عيبا أن تتمني فراقهما ؟ ما مصلحتكِ من الموضوع ؟ آه لما لا نشرك خالي طارق بالاستفسار هاه ؟
نهال(أشارت لها):- لا تعبثي معي كي لا يؤلمكِ قلبك
ليان:- معتوهة …
جمانة:- نهال يا نهال تعالي لو سمحتِ نحتاج مساعدة هنا ..
نهال(تراجعت للخلف):- عيوني عليكِ يا مدللة
ليان(لوت شفتها):- اففف كيف سآخذ رقم ياسين الآن اممم فكري يا ليان فكري …
تلك اللحظة كانت سلسبيل تتجول بجوار الباب وجدت ليان أمامها وسألتها بضع أسئلة فهمت فيها أن الدكتور موجود ، لذلك تحركت لتصعد للدور العلوي وتناظر زوايا البيت الذي عاش فيه قاهر قلبها سليم الراجي … صعدت الدرج وهي تتنهد متأملة كل طرف يعني عاش هنا رغيدا بينما تركها بين الجبال تموت ألما وقهرااااا ، ترك شبابها يخبو في تلك الحفرة وعاث في ذلك البيت مثلما يريد حتى حكمت الأقدار ليموت على يد أولاده ، فعلا إنها مشيئة الأقدار … أخذت تمرر إصبعها حول الجدار وصولا إلى غرفة ميرنا التي شعرت بشيء ما يجذبها إليها ، فتحت الباب ودخلت وهي تتنفس بكره ، ففي كل نفس تتنفسه هي تتمنى موتها كيف لا وهي وليدة الشمس التي خلقت لكي تدمر شأنهن أجمع ، كيف لا وهي ابنته التي جعلها المختارة لتدميرهن ، يعني لم يمت إلا بعد أن ترك عقبة تهدد حياتهن بشكل غير مطمئن .. لكن لولا لعنتها لما أخمدت تلك القوى التي تشكل لها مخاوف جمة لو انطلقت ستفتك بشرورهن الواحدة تلو الأخرى …. أخذت تتفحص كل زاوية من غرفة ميرنا ودخلت لحمامها الخاص ولامست حوض استحمامها وجلست على حافته متأملة وضعها ، من يراها أول وهلة يعتقد بأنها ملبوسة فقد كانت تلامس الأغراض بشكل مربك ، جعلها تنتقل من ركن لركن حتى دولابها قامت بنكشه وهي تبعثر ثيابها وتضحك بقهقهة مكتومة ، شيء ما جعلها تفقد إدراكها لغاية ما سمعت صوت أحدهم جعلها تستفيق لنفسها ، أعادت كل الثياب وأغلقت الدولاب عدلت هندامها وخرجت لتجدها أمامها كناقوس الطوارئ
ناريانا(صغرت عينيها ودفعتها للداخل بقوة):- …مرحبا سلسبيل
سلسبيل(فتحت عينيها على وسعهما بدهشة من جرأة ناريانا التي غطت عن دفعها لما لفظت اسمها الحقيقي):- …م…ماذا قلتِ ..أنا شاهيناز يا هذه من من هي سلسبيل ؟
ناريانا(بخبث):- ولو إنه اسمكِ يا امرأة… ما كان عليكِ نسيان ذلك
سلسبيل(برقت عيناها لما لمحت ناريانا تغلق الباب عليهما):- ماذا تفعلين ؟
ناريانا(أزالت خصلة من شعرها بقوة وأخذت تلفها على إصبعها):- مجرد اختبار بسيط هل أنتِ مستعدة ؟؟؟؟
سلسبيل(ابتلعت ريقها وهي تنظر حولها):- أنتِ لا تعرفين مع من تعبثين
ناريانا(لفتها بسرعة جعلت سلسبيل تدوخ):- لما تخشينني إذن هاه ؟؟؟
سلسبيل(بدأت تشعر بالدوار هي تراقب إصبع ناريانا وصوتها بدا لها كالهمس البعيد):- …ماذا تفعلييييييييييين ؟
ناريانا(صغرت عينيها وهمست بدندنة غريبة):- همممم … "بين شِقاق الجُدران عَبثت أناملُ الظلام بجوارح السُّكون هناك خاصمَت أديم الأرضِ وبَعثرتُ خلجانَ السماء ، وأمسكتها قبضة الشَّمس فاحترقت واحترقت واحتررررررررقت وضاقت أنفاسُها ضيقا أسوداااااا" (أعادتها مرتين)
سلسبيل(أمسكت على عنقها وهي تسعل بجنون):- أكح توقفي توقفييييييييي ….أرجوكِ توقفي
ناريانا(تابعت لفها بسرعة أكبر وهي تقترب من سلسبيل):- ضيقا أسوداااا ضيقا أسوداااا ، هيا قاومي قاااااااااااااومي
سلسبيل(رفعت يدها وهي تنحني أرضا ممسكة على صدرها):- …لا تجبريني على استحضار قوتي لأنني سأؤذيييييييييييييكِ
ناريانا(توقفت عن لف الخصلة وتركت جزءا بسيطا منها قبل نهايته ونظرت إليها):- … بيننا حساب باهظ الثمن سيكلفكِ الكثير يا سلسبيل
سلسبيل(رفعت يدها للأعلى أكثر وبسطتها لتشير بها ناحية ناريانا):- كفىىىىىىىىىىىىى
ناريانا(ابتسمت وهي تقطع آخر ما تبقى من الخصلة):- كأن شيئا لم يحدث هاااا عذرا ، ربما منعتكِ من ممارسة سحركِ فقد خلقت حاجزا منيعا بيننا بواسطة خصلتي ..يعني فرصة ثانية أدعو لكِ فيها بالتوفيق يا حقيرة
سلسبيل(أمسكت على عنقها):- سيأتي يوم ونتواجه ، لكن قبل ذلك سأكتشف ماذا تكونين فلستِ بصااااارة فحسب ، إنكِ تحملين في ثناياكِ سرا عظيما أقسم أن أكشفه
ناريانا(ولت ظهرها):- صدقيني … لو لم أرغب بذلك لما قمت بهذااااا ، يلا أتمنى لكِ التوفيق
سلسبيل(جلست على الأريكة بفشل وهي تلتقط أنفاسها):- الغبية استنزفت طاقتي … يا إلهي ماذا تكوووون يستحيل أن تكون من آل الشمس لقد قتلتهم جميعا ما عدا ذلك العجوووووز … يعني ماذا تكون هذه أي رأسي سينفجر رأسي سينفجرررررررررر …
فخرية(استوقفتها بالرواق):- … مااااااااااااااااذا فعلتِ ؟
ناريانا(تمايلت بغرور في طريقها للنزول):- علَّمتُ عليها هل تمانعين يا شقيقتها ؟
فخرية:- أنتِ لا تعرفين ما الذي فعلته يا بنت ، لقد استشطتِ غضبها وهي لن تسكت
ناريانا(همست قبل أن تحرك شعرها بعنفوان):- أساسا ذلك مقصدي من البداية .. عمتِ مساء
فخرية(ضربت كفا بكف وسارعت خطواتها نحو غرفة ميرنا فدخلت لتجدها بحالة ثائرة):- أولا سنهدأ نحن لسنا في مكان يسمح لكِ بالانزعاج
سلسبيل(أشارت للباب):- تلك الغبية من عشيرة الشمس ، أنا واثقة أقسم أنها منهم وإلا لما منعتني من تحريك قوتي …..لقد فعلت يا فخرية لقد أسرت طاقتي
فخرية(امتصت شفتيها بخوف على ناريانا):- لا تدققي …دعينا نغادر هذا البيت
سلسبيل(صغرت عينيها بلؤم):- لن يكون اسمي سلسبيل لو غادرت بدون جواب … وبما أنها كشفت نفسها لي فقد استخفت بذكائي غالبا
فخرية(بقلة حيلة):- اسمعيني جيدا نحن بعزاء إن لم تحترمي موقعكِ سوف تضطرينني لتصرف لن يعجبكِ يا سلسبيل
سلسبيل(عدلت هندامها وشعرها ثم تحركت بإباء):- لا تقلقي يا أختي سأجد حلا … يرضيكِ ويرضيني
فخرية(زفرت عميقا بعد خروج سلسبيل):- ما كان هنالك داع لخلق عداوة معها يا ابنة الشمس
في تلك اللحظة نزلت سلسبيل بحالة ثائرة استجمعتها بصعوبة لتتخذ محلها بجوار لورينا التي استقبلت همس سلسبيل لها ، مما جعلها تستقيم فورا وتنظر صوب الباب الخارجي، ابتسمت لمديحة التي كانت ترمقها بنظرات نارية وعليه انسحبت .. وقتها عادت فخرية لموقعها وجلست بجوار سلسبيل التي أخذت تفكر في ما حصل بطريقة جنونية وكأنه كان ينقصها ، وعليه كانت ناريانا أساسا في مواجهة مع نزار الذي استدعاها فورا بعد مكالمة فخرية الطارئة قبل لحظات …
ناريانا(وهي تحادثه خلف الصوان):- …. لما تمنعني إلى متى سنخضع لهن ؟
نزار:- بفعلتكِ قد كشفتِ نفسكِ ألآ تظنين بأنها ستلاحقكِ يا حمقاااااء ؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:19 AM   #814

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ناريانا:- بلى أعرف أنها ستفعل ولن تهمد حتى تلحق بي الأذى ، لكن هذا سيجعلها تصرف نظرها عنك وستوجهه صوبي لأنني استفززت قواها حتى الأخير
نزار:- لا حول ولا قوة إلا بالله ، من طلب منكِ ذلك أجيبيييييييي ؟
ناريانا(زفرت عميقا وأفشت عما بخلدها):- جدتنا
نزار(عقد حاجبيه بعدم فهم):- نعم ؟
ناريانا:- جدتي وديقة زارتني بالحلم وأشارت لهذا وأنا نفذت ما فهمته من حديثها
نزار(أخذ ينش على وجهه):- يعني كشفتِ نفسكِ نتيجة حلم ؟
ناريانا:- مش حلم وإنما رؤيااااا …جدتي وديقة أنارت طريقنا وجعلتني أرى مساره
نزار(بجنون):- طيب يا فهيمة ، بنظركِ هل ستفلحين بهذا التصرف ماذا لو آذتكِ سلسبيل ما أنتِ فاعلة وقتها ، أو مهلا مهلا لما لا تقنعي الساحرة بأخذ وقت مستقطع ما ربما زارتكِ جدتنا مجددا وأخبرتكِ ما عليكِ فعله …
ناريانا:- لا يمكنها أذيتي بهذه الفترة لأنها لن تغامر بكشف هويتها للجميع ، هذا أولا أما ثانيا فإنني أضع طلسما يمنع ملمس أي ساحرة مهما كانت قوتها
نزار:- من أين أحضرتِ الطلسم ؟
ناريانا(نظرت جانبيا ببؤس وتذكرت أنها سرقته من مجمع خوري):- لا شأن لك المهم أنه معي وقد جربته وفعلا لم تستطع سلسبيل أن تؤذي شعرة مني ..يعني التجربة فلحت
نزار:- يعني قامرتِ بحياتكِ نتيجة تجربة ما كنتِ تدركين عواقبها ؟
ناريانا:- يووووه المكان غير مناسب لهذا الحديث ، سنتمم فيما بعد علي أن أدخل
نزار(امتص شفتيه):- لو لم تتصل فيني فخرية لما عرفت أصلا بخططكِ أختي ، صدقا بت أخاف منكِ
ناريانا(انسحبت):- يكفي يا نزار ..لست وحدك من عشيرة الشمس لقد ورثتني جدتنا قواها ومواهبها لذلك إن لم أستغلها اليوم فلا جدوى لها فيما بعد …عن إذنك
نزار(ضرب كفا بآخر):- ستجلطني هذه البنت أكثر من شرذمة الشباب الذين أعايشهم طوال الوقت
ناريانا(استوقفتها لورينا بالطريق وسرعان ما نظرت خلفها بخوف):- لوري
لورينا(بنظرة ودودة):- ناريانا اشتقت لكِ أما اشتقتِ لي ، كأنكِ تتجاهلينني ؟
ناريانا(زفرت عميقا):- ليس بيننا مودة مشتركة يا لورينا
لورينا:- ولو .. يعني كنا رفيقات سكن بروما أم نسيت ذلك الشهر ؟
ناريانا:- حسنا ماذا تريدين اختصري علي ودعينا نغادر هذا الموقع فهنالك شخص يراقبنا بشكل غير مستحب
لورينا(التفتت ووجدت طارق يحدق فيهما بعصبية):- ..أريد أن أستشيركِ بموضوع
ناريانا:- ما الموضوع ؟
لورينا:- أريد أن أسألكِ عن حكيم يعني …أرغب بأن أستفسر عنه لقد رحل فجأة ولا أحد يعرف مكانه
ناريانا:- لا أملك معلومات عنه
لورينا:- طيب لو عرفتِ شيئا بلغيني ، ستجدين موقعي بالفترة المقبلة واضحا إذ سأعمل بشركات الراجي
ناريانا:- آه حقا مبروك عليكِ أو لنقل يا خسارة ، فثمن ذلك قد دفعته بتنازلكِ عن وصاية ميسون ، خيرا فعلتِ برافو عليك
لورينا:- حكيم أجبرني على ذلك
ناريانا:- بل أفعالكِ … اسمعي أنا مستثارة الآن وصدقا فقدت أعصابي لذلك دعينا ندخل
لورينا(رمت عينها للجوار فرمقت الطبيب):- أوك …
يزن:- عفوا سيداتي لكن خالي طارق يطلب منكما الدخول
ناريانا(سبقتهما):- ها أنا ذا …
لورينا(نظرت ليزن):- أيمكنني طلب خدمة صغيرة منك ؟
يزن(أعجب بها):- ولو طبعا يا زوجة خالي تفضلي
لورينا:- ههه لم أصبح بعد زوجة خالك لكن يلا هذا يبهجني ، سمعت أن هنالك طبيبا نفسيا بتلك الطاولة أحتاج مساعدته في موضوع أيمكنك أن تناديه للداخل قليلا ولا تخبره أن أحدا يريده ، يعني كي لا أحرج منه أريدها أن تكون صدفة
يزن(حك جبينه):- طيب ماذا أقول ؟
لورينا:- أخبره أن ابنته الصغيرة تنتظره بالدور العلوي ..أيمكنك خدمتي وبدون أن يعلم أحد ؟
يزن(بتردد):- إن كان هذا يساعدكِ لما لا
لورينا:- هذا سيساعد كثيرا وسيفرح بك خالك حكيم لا محالة
يزن:- طيب وجب سيحصل الآن …
لورينا(تحركت):- شكرا أنت شاب لطيف ..
يزن(بابتسامة):- تفضلي …
لورينا(رمت نظرة للجانب ودخلت بعد أن مرت بطارق الذي تأفف بصوت مرتفع):- مهلا عليكم جميعا كلكم ستحترقون وهذا وعد …
انتظرت قليلا بالرواق لغاية ما تعبت من الترقب ، فقد كانت تطل من الدرج وتعود لموقعها وأخيرا لمحته وهو يصعد بخفة متجها للأعلى ، هنا بدأت تنفيذ خطتها لما استندت على الجانب وهي تفتعل بكاء هستيريا يخدم نواياها…
لورينا:- اهئئئئ
مراد(توقف عند آخر درجة وأنصت للدموع):- ما هذا ؟
انعطف جانبيا ولمحها بالزاوية ، عقد حاجبيه وهو يقترب بتوجس منها ّأخذ يينظر حوله للفراغ مقتربا منها بخطوات أكثر لغاية ما وصلها وأطل عليها مستأذنا كي لا يفزعها ، لكنها انتفضت مرعوبة بنظرة مشتتة جعلتها تشرد في عينيه الداكنتين
مراد:- اهدئي سيدتي عذرا أفزعتكِ …سامحيني
لورينا(استدارت بجدعها واتكأت على الحائط بفزع):- هئئ أنا من تتأسف سيدي ..ما شعرت بوجود أحد
مراد(وضع يديه بجيوبه وهو ينظر إليها):- هل تبكين الفقيد …يعني .. لندعو الله لأجله فهذا ما يوجد بيدينا
لورينا(بتأسف):- لست أبكيه
مراد(بعدم فهم):- طيب لما البكاء ، يعني اعذريني إن كنتِ ترغبين بأن تتحفظي بالجواب لا مشكلة لدي ..
لورينا(مسحت عينيها بدلال):- جوفي يحترق ..اهئ أنا متعبة ولا أحد يفهمني بهذه الدنيا …اهئ أنا وحييييييدة جدااااا
مراد(رأف لحالها وامتص شفتيه):- يعني …. أحيانا يشعر الإنسان بمثل هذه المشاعر لأنه لا يجد من يحادثه أو من يفهم رغباته بشكل صحيح ، وهذا راجع لتكتمه وعدم مطالبته بحقوقه في التعبير وخلق ردود الفعل
لورينا(عدلت شعرها الأحمر):- ما فهمتك … ؟
مراد(زم شفتيه):- …أستطيع مساعدتكِ لو رغبتِ بمحادثة غريب لكن ..كطبيب
لورينا:- يعني ..أنت دكتور حقا هل أنت جاد ؟
مراد:- ربما شاءت الصدف أن نلتقي في هذه الظروف التعيسة ، لذلك إليكِ بطاقتي مري علي في أقرب وقت معكِ الدكتور مراد اليزيدي
لورينا(أمسكت البطاقة بابتسامة وصافحته):- لورينا …
مراد(قطب حاجبيه):- أجنبية ؟
لورينا(ضحكت):- لاء ..لكن أمي سمتني اسما غربيا
مراد:- أهاه تشرفت ، حسنا كفكفي دموعكِ لطفا فأنا سأقدم لكِ يد العون ، لن أسمح بأن تذرفي دموعا أخرى لأجل سبب كهذا تمام ؟
لورينا(شعرت بالحنان لحظتها وهي تطالعه):- أنت طيب جدا … يعني طبيب بحق
مراد(تحرك):- اعذري الطبيب إذن فلديه طفلتين مشاغبتين سأتفقدهما وأنتظر اتصالكِ في أقرب وقت
لورينا(بدفء):- تمام …
مراد(ابتعد وهو يحك خلف رأسه وأخذ يطالع الرواق الطويل وغرفه): أين هما … يا جنان لمى صغيرتيَّ أنتما هنا ؟؟؟
لورينا(استدارت بابتسامة ووضعت البطاقة بجيبها):- وها قد نفذنا خطة ألف يا خالتي ، افتخري بي الآن هههه … لقد وقع الدكتور في المصيدة أي …تسلم لي دموعي أنا
نزلت من هناك وهي مبتهجة وأشارت بإصبعها لسلسبيل ما يعني أن المهمة تمت بنجاح ، هنا شعرت هذه الأخيرة بالغبطة فالخطة التي رسمتها للورينا تسير بالضبط حسب مخططاتها ، التي حاولت فخرية جاهدة أن تفهمها لكن بدون فائدة ..والمشكلة أن نزار لم يخبرها لغاية اللحظة أن الدكتور مراد هو هجين آل العقرب ما يعني أن الأمور ستأخذ منحى آخر إذا ما أبقى الأمر مكتومااااا ، أما كيف عرفت سلسبيل فهي الأخرى لديها مصادر بالبلدة ولو …. المهم في تلك اللحظة خرج مطرودا من الغرفة فقد كانتِ الصغيرات يلعبن لعبة فيما بينهن ، والسيد صهيب يلعب دور المحقق وسطهن ، يعني كانت فكرة لينسوا بها هم تلك الأحداث المحزنة وهذا ما جعله ينسحب ضاحكا من تصرفهن ، ففعلا قد تم طرده مع سبق الإصرار والترصد
مراد:- لا والله مشاغبات ..هههه …
جلنار(وضعت المناديل على يدها بترتيب وهي ترمقه بنظرات الصقر):- أليس عيبا أن تهرب من مجمع الرجال لتقهقه هنا بضحك مريب ؟
مراد(مال برأسه وهو يناظرها):- حضرة المذيعة
جلنار(وقفت قبالته وهيي تقلده بذات النبرة):- حضرة الدكتور
مراد:- كدت أهم بتقديم التعازي لكن …أنتِ بحد ذاتكِ تجعلين الأمر صعبا
جلنار:- أفندم ؟
مراد:- نفس ملامح البلاهة مرتسمة عليكِ مثل المرة السابقة يا سبحان الله …
جلنار(استشاطت غضبا):- …حضرتك تقوم ب
مراد(تحرك في إثر المغادرة):- حضرتي ينسحب ويتمنى لكم العمر المديد والله يرحم لكم الفقيد
جلنار(صغرت عينيها وهي تنظر خلفها):- …شخص متغطرس
مراد(سمعها ولوح بيده وهو يتحرك للأسفل):- … أقله لست مدعيا
جلنار:- الآن ماذا يقصد هذا بهذاااااا ، اففف كان مالي ومال إحضار المناديل اففف جماااااااااااان
السلام عليكم
طارق(نهض بأدب ورمقه باستغراب):- …سيد أمجد ما توقعت مجيئك للأمانة ؟
عمو بشير(اقترب من خلفه):- لم يحضر لوحده يا عم طارق ، هنالك ضيوف آخرين هل لنا مكان يا ترى ؟
طارق(ابتسم بمودة لهما):- إن بابنا مفتوح لأجلكم دوما ، تفضلا
أمجد(بابتسامة):- … أمك تبعث لك السلام
طارق(رمش وهو ينظر حوله):- كلمتني هذا الصباح ولكن لم يتسنى لي محادثتها طويلا
أمجد:- ع العموم أين نجلس ؟
عمو بشير:- اجلس أنت فأنا أرغب بتقديم عزائي شخصيا لسيدات المنزل
طارق(رفع حاجبه وهمس في سره):- ما بالهم جميعا يرغبون بتقديم التعازي للسيدات ، خيرا يعني ما الذي كن يفعلنه مثلا وهن بدون رجال في البيت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والله ما تسأل ريس طارق المشاكل التي عصفت ببيتكم مش شوية .. لذلك أومأ للعم بشير برأسه وأدخله لغرفة الضيوف ، لحظتها جلس باستكانة وأخذ ينتظر قدومهن وكانت أولهن نبيلة التي امتنت من حضوره
نبيلة:- بشير .. أهلا بك
عمو بشير:- تعازي الحارة سيدة نبيلة
نبيلة(أشارت له بالجلوس):- تسلم .. من فضلك اجلس قليلا
عمو بشير:- …أعلم أنكِ ستسألينني مرة أخرى ، لذا جهزت جوابي قبل أن أدخل بيتكم
نبيلة(بلهفة):- طمأنني عليه
عمو بشير:- .. حاليا سيبقى بعيدا عنكم لفترة مؤقتة ، الوضع مربك لا يسعني أن أخبركِ أنه في مأمن لكن حكيم رجل المواقف الصعبة أكيد سيتدارك وضعه ويصمد
نبيلة:- لم أفهم لما عليه الابتعاد ، لقد ودعنا بشكل خاطف ولم يشرح أي شيء بالمرة ..حتى عزاء ابن أخته لم يحضره يعني إن دل هذا على شيء فهو يدل على خطورة الوضع .. ميرنا كذلك تركت العزاء وهي تعرف بموعده ورغم ذلك سافرت في إثر البحث عنه وهي تجر طفلته التائهة بدونه يعني أمور كهذه خلقت ألف سؤال بعقلنا ونحن نستحق إجابة شافية عنه
عمو بشير:- من حقكم كل هذا يا ست نبيلة ، ولكنني كرجل أمن لا يسعني أن أخبركم بحرف ما عدا أنه تحت مراقبتنا
نبيلة:- عندما التقيت بك أول مرة لم يخطئ حدسي لما عرفت أنك من يحمي أحفادي ، ذلك السيد أمجد كان على صواب فأنت تعتبرهم أولادك وليسوا مجرد عملاء تحت إرشادك
عمو بشير(تنهد عميقا):- طبعا هم أولادي يعني .. لقد استقلت من مقام الأب منذ أعوام ووجدت فيهم صغارا يستحقون الرعاية والتوجيه ، ولأصدقكِ القول فأنتِ معكِ حق إنهم أولادي خرفاني كما أحب مناداتهم وقت المشاغبة
نبيلة:- … أهااا واضح أنهم أيضا يقدرونك ، لكن غلبني فضولي قليلا ما معنى أنك استقلت من مقام الأب هل توفى ابنك مثلا ؟
عمو بشير(شبك يديه):- قصة طويلة ، ربما نلتقي ذات مرة وأرويها لأجلك
نبيلة(انتبهت لطرق الباب):- أدخل …
عواطف(دخلت هي الأولى):- … سيد بشير
مديحة(دفعتها ودخلت خلفها):- أين ابني أخبرني أين أخذتم ابنييييييييييي هل عاد ابني ؟
عمو بشير(استقام فجأة):- … جئت لأقدم تعازي فحسب
عواطف(نظرت إليها):- مديحة تمهلي
مديحة(بشراسة):- ابني …. رحل بسببكم أعيدوه لي
عمو بشير:- غالبا وقع لبس أفكار هنا ، صدقا ليس لدينا معلومات عن مستقره الآن لكن اطمئني سوف يعود إليكِ سالما غانما
مديحة(بلهفة أم):- متى ؟
عمو بشير(رأف لحالها):- لا أعرف .. لا أعرف
عبد المالك(دخل لحظتها):- سيد بشير … لطفا تفضل معي للصوان
عمو بشير:- بالإذن يا هوانم وقلبي معكن
عواطف:- سعيك مشكور سيد بشير
مديحة(استوقفته بجملة قبل خروجه):- إذا خسرت ابني …سأعتبرك الملام الوحيد أمامي سيد بشير النابلسي
عمو بشير(عدل ربطة عنقه وخرج):- … وعدي وعد رجال…
عواطف(اقتربت منها):- ما هذا الذي همستِ به للرجل ؟؟؟
مديحة(بحالة ثائرة):- دعيني وشأني دعوني وحدي … اكتفيت اكتفيت
نبيلة(أومأت برأسها):- دعيها تنفرد بنفسها قليلا … وجيد أنكِ طلبتِ عبد المالك ليتدخل بدلا من طارق فلو دخل على الجدال كنا وقعنا بمشكلة
عواطف:- طبعا ما إن بدأت تفقد أعصابها جعلت تامر يناديه … إنه مصاب بمغص ببطنه لذلك لم يأخذ راحته كثيرا بالبيت
نبيلة:- أو أنه يخجل من ابنك
عواطف:- لطالما كان يفهم بالأصول
نبيلة(استقامت مستندة على عصاها):- عَّشي الناس يا ابنة بطني فهذا ليس وقت زقزقة العصافير
عواطف(احمرت خجلا وركضت للخلف):- أي نسيت الأمر تماما
نبيلة(بتنهيدة عميقة):- متى سيفرح قلبكن يا بنات دمي متى ؟؟؟؟
عواطف(خرجت ووجدت بوجهها وصال تركض):- مهلكِ يا صبية
وصال:- هه عذرا لمحت عمو بشير علي أن أسلم عليه
عواطف:- أوك لكن سارعي فبعد برهة سنقدم لهم العشاء
وصال(أكملت ركضها):- عمو عمو بشيييير
حميدة(أوقفتها):- بنت … أيجب أن أجدكِ تصيحين في كل مرة أراكِ فيها ؟
وصال(طارت وعانقتها):- خالتي حميدة آنستِ وشرفتِ تفضلي
سلمى(ممسكة على بطنها):- ونحن ألن ترحبي بنا ؟
وصال(لامست بطنها الصغير فالبنت عاشت بالدور ما إن عرفت بخبر حملها ولا كأنها بالتاسع ههه):- لا والله أنتِ وكمول على رأسنا
حميدة(زورت سلمى بطرف عين):- كمول ماذا ، سنسميه على اسم المرحوم رمضان
سلمى(مطت شفتيها):- وااااع إذا فعلتِ ذلك سأنجلط صدقا وأبتلع ابني ولا ألده
وصال:- هه احم مهلكما سنتفاوض في مسألة الاسم لاحقا ، تفضلن الآن بالداخل الجميع هنا
حميدة:- تحركي أمامي يا كنة …قال كمول قال ناقصني أهبل آخر غير أبيه يعني …
كامل(هرول بعد أن صف السيارة بآخر الشارع):- نقيبي أخيرا وصلنا
وصال:- لا عليك .. جدتك وزوجتك تكفلتا بالتنفيس علي …
كامل:- أين الرائد ؟
وصال:- في داخل الصوان ستجده هناك هيا اذهب إليه سأكلم عمو بشير قليلا تمام ؟
كامل:- ماشي يا نقيبي …
بشير(كان يقف بالزاوية وهو يتحدث عبر هاتفه بخفوت):- إيزابيل ..أنا أعلم بخطورة الأمر لذلك لا تغامري إياكِ وأن تقدمي على فعل يجعله يفقد ثقته فيكِ …نحن ما صدقنا وأن آمن لكِ بأسراره التي تدفعين ثمنها بشكل مؤلم ، اصبري رجاء فلم يتبقى سوى كلمة السر
إيزابيل:- تعبت يا بشير …تعبت إنه يعاملني بلطف بالغ أوامري كلها مجابة ، حتى أفكاري يحققها قبل أن أنطق وأشعر بأنني أطعنه في ظهره
عمو بشير:- هل بدأتِ تستظرفينه يا إيزابيل، لا تدعيني أذكركِ بأنكِ في مهمة ؟
إيزابيل:- لم أنسى ذلك وأنا أذكر نفسي به كل يوم ، لكنني اشتقت لبناتي ولحياتي
عمو بشير:- عن أي حياة تتحدثين ، حياة الغموض والظلام لقد كنتِ حبيسة بقفص الفهد البري بعيدا في المهجر ولولا أنه استدعاكِ للبيت الجبلي لما وجدتِ فرصة لتعودي للحياة … إيزابيل اسمعي مني ولا تخرجي عن سير الخطة ستتابعين تمثيلكِ حتى أخبركِ بوقت انتهائه
إيزابيل(حكت رأسها):- تمام تمام .. لن أشغلك الآن أكثر نتابع لاحقا
عمو بشير:- … قلبي معكِ ...
وصال:- عمووو بشير ؟
عمو بشير(أعاد الهاتف لجيبه سريعا):- صغيرتي
وصال(ارتمت بحضنه):- عمو اشتقت لك لما لا تزورني هاه ، وعدتني أن تمضي معي سهرة السبت الماضي لكن ما رأيتك إلا بمنامي
عمو بشير(جذبها قليلا مبتعدين عن الصوان):- يا صغيرة الوضع مرتبك جدا ، فلا يسعني قبول سهرات من غيره يعني ..دعيها لغير مرة
وصال(هزت كتفها):- ماشي … لكن هل أنت بخير ؟
عمو بشير(تأوه عميقا ومسح على وجنتها):- بخير …أدخلي الآن
وصال:- متى يعود كاظم ؟
عمو بشير(نظر لساعته):- غالبا بعد قليل
وصال(برقت عيناها):- والله ..هه يعني سيحضر ميرنا وميسون بالفعل ؟
عمو بشير:- أتمنى لو يكون قد أقنعها وإلا … لن يمضي الأمر على ما يرام

في المطار
أفلتت يده التي كانت تمسكها بقوة كما لو أنها ستهرب عند أول فرصة ، وبالفعل جذبتها منه لما التفت مجرد التفاتة ليطمئن على موقع ميسون رفقة كاظم ، لحظتها طارت من جواره عائدة للباب الذي دخلوا منه بعد نزولهم من الطائرة والذي يتم إقفاله بعد وصول آخر الركاب …أخذت تضرب عليه بيديها وتحاول فتحه بجهد جهيد لكن بدون جدوى ، ركض نحوها لما لمح بضعة من عناصر الشرطة يشيرون صوبها بأصابعهم … سرعان ما هتف لكاظم بأن يخرج ميسون من هناك وهذا ما فعله أسرع بها من عين المكان كي لا تتعب نفسيتها أكثر بعد مشاهدة تراجيديا ميرنا المتكررة ، ولكن على من فقد عرفت أن ميرنا مجددا فقدت أعصابها لأنها كانت تضغط على نفسها طوال عودتهم لدرجة أنها رمت نفسها في بوتقة مظلمة فقط كي لا تستسلم لفكرة عودتها بدونه ، لكن ما إن حطت أقدامها بأرض الوطن نظرت حولها وفعلا لم يكن هنالك وجود له ، كابرت وحاولت أن تتمالك لكن لما أغلق ذلك الباب شعرت وكأنهم أغلقوا باب التواصل بينها وبين حكيم ، لذلك فقدت صبرها وعادت للعربدة من جديد ،..حاول سحبها من هناك لكنها لم تكن تدرك ما هي فاعلة فقد نظرت إليه نظرة تائهة لتلامس النافذة بفشل وترمق الطائرة بحسرة فأملها الوحيييييد قد اندثر وأقفلت أبوابه في النهاية
وائل(ضمها من الخلف وهو يحاول اعتصارها في صدره لكي تهمد):-… سيعود يا روحي سيعوووود أرجوكِ لا تحرقي نفسكِ أكثر ، إذا كنتِ تحبينه فانتظريه
ميرنا(رمشت وهي تقاوم حرقة دموعها):- اهئئئ
وائل(قبل شعرها وهو يشير لعناصر الشرطة بعدم التدخل):- دعينا نذهب لبيتكم ، كلهم ينتظروننا عليكِ أن تكوني قوية لأجل عائلتكِ يا ميرنا
ميرنا(نظرت للسماء وبسطت يدها على زجاج النافذة بتمني):- °كن بخير لأجلي يا ملاكي الحارس ، سوف تنتظرك عصفورتك فلا تتركها وحيدة … لا تفعل°
وائل(شعر بمناجاتها ووضع يده على يدها):- أنا هنا …
ميرنا(خفق قلبها بدهشة والتفتت إليه):- .. و…
وائل(رمق الدمع المتحجر بمقلتيها):- وائل يفدي تلك الدموع بروحه ، يفديها حتى لو طلبتِ مني أن أغيب مكانه كي يعود هو سأفعل …المهم ألا أرى عيونكِ مكسورة الخاطر وأبقى عاجزا هكذا أمامها …ارحميني ميرناااا لو سمحتِ
ميرنا(سحبت يدها ونظرت للرواق):- هااا …
ابتهج لما أطاعته لحظتها وشبك يده بكفها وهو يجرها خلفه بطمأنينة رضاها الآن ، وغفل عن نظرتها الأخيرة وهي ترمق الطائرة وصورتها تتلاشى من خلفها كما تلاشت بقية آمالها في إيجاد خيط يوصلها إليه ..
ميسون(رفعت يديها باستفهام):- المفروض أن أفعل أنا هذه التصرفات لا ميرنا ، إنها تشعرني بأنها طفلة صغيرة ضاعت منها لعبتها وراحت تبحث عنها بجنون
كاظم(حرك رأسه):- قسما بالله لو لم أكن أراكِ أمامي لقلت أن هذه كلمات العريف بلبل
ميسون(هزت كتفها بامتعاض):- غلبت وأنا أشرح لها دعمي لكنها لا تشعر فيني ..هل أتصرف بطريقة خاطئة معها ؟
كاظم(وضع يده على مقوده):- لا يا صغيرة أنتِ تقومين بدوركِ على أكمل وجه ، فقط أمهليها بعض الوقت فراق أبوكِ كان صعبا عليها
ميسون:- وأنا أشتاق إليه وحزينة لأجله ، لكنني لا أفعل هذا لأنني أثق فيه وأعلم أنه سيعود لأجلنا .. لكن هي لا تفهم طيب لما كانت تجرحه لما كان معنا لما تفتقده الآن ؟
كاظم(هم بالرد لكن وجد نفسه عاجزا قرب عقلها):- … يووووه كأنكِ جرفتِ أمنا بالحديث لطريق مسدود ، دعينا ننتظرهم بصمت
ميسون(بعد لحظة):- من أحضر سيارتك ؟
كاظم:- أصدقائي
ميسون(نظرت حولها):- … إنهم رجال بابا
كاظم:- كيف تحفظينهم بالله عليكِ ، أنا لو بقيت معهم عمرا بأكمله ما تذكرت ملامحهم أي والله
ميسون(زفرت عميقا):- لأن بابا طلب مني ذلك ، يعني خشية من أن يتم خداعنا مستقبلا برجال آخرين على إحدانا أن تكون متأهبة لذلك
كاظم(فتح عينيه بدهشة ورفع يديه):- أستسلم معكِ أستسلللللللم
ميسون:- أتعلم أنني أحفظ أسماءهم وأعمارهم عن ظهر قلب ، حتى معلوماتهم الشخصية عمو داغر أعطاني ملفهم جميعا كي أراجعه في أوقات الفراغ ..
كاظم:- خيرا فعل … طيب ميسون أما اشتقتِ لأجواء العائلة والمدرسة ؟
ميسون(صمتت برهة وامتلأت أعينها بالدموع):- كيف سأعيش هذه الأجواء بلا بابا حبيبي ؟
كاظم(وجعته جملتها فاستدار بجدعه إليها ومد يده):- تعالي هنا تعالي
ميسون(بعدم فهم):- أين ؟
كاظم(جذب يدها وساعدها لتمر من محلها للأمام):- هكذا هكذا يا ثخينة أي …ازداد وزنكِ يا شقية ماذا تتناولين ؟
ميسون:- ههه لا تقل هكذا للفتيات إنهن لا يحببن ذلك
كاظم(وضعها بحجره وناظرها بعمق):- صغيرة العملاق لا تبكي لأجل أمور عابرة ، افعلي مثلي فأنا أعربد هنا وهناك بلا هم بلا وجع قلب
ميسون(نظرت إليه):- تكذب ..نظريتك غير منطقية فأنت أيضا تتضايق وتعبر عن ذلك بهوجك
كاظم(رفع حاجبه وهو يجذب خصلة من شعرها):- مع ذلك فأنا لا أسمح لأحد بأن يرى لحظات ضعفي ، يعني عليكِ تعلم هذه الخطة كي تعيشي بهناء وتبتعدي عن المشاكل ..
ميسون(باستفهام):- ما فهمت ؟
كاظم(فتح كفها الصغيرة وأخذ يحصي أصابعها):- أولا .. كوني مستمعة أكثر من متحدثة ، ثانيا حاولي أن تتركي مساحة خيارات أمامكِ في لحظة الاستفسار ، لا تتوقعي كثيرا هذا ثالثا ، ورابعا تعاملي بالمنطق بشكل سلس ومرح لا يجعلكِ تفقدين آمالكِ بتغيير الأحوال ..أما خامسا تصرفي بعفويتكِ المعتادة فستكسبين لأن النية الصافية وإن احترقت إلا أنها تصل للمكان الصحيح بالأخير ..
ميسون(بانبهار):- أحببت
كاظم(داعب شعرها ودفع رأسها لحضنه بحنو):- حين أرى البؤس بعينيكِ يؤلمني قلبي
ميسون(أغمضت عينيها):- هل هذه إحدى القواعد الخمس ؟
كاظم(أبعدها ليستفسر بمرح):- هههه يا قزمة أتمازحينني هنا ..؟
ميسون(نظرت جانبيا):- قد أتوا هل تسمح بأن أركب جوارك بليز كاظم ؟
كاظم:- طيب يختي اركبي وضعي حزام السلامة
وائل(فتح باب السيارة وجعلها تركب أول واحدة):- هيا ميرنا …
ميرنا(بانكسار):- همم
وائل(ركب جوارها ونظر للمقدمة):- آنسة ميسون ؟
ميسون(التفتت إليهم من محلها):- أردت البقاء هنا لا تمانعان صحيح ؟
وائل(لاعب شعرها):- لاء خذي راحتك صغيرتي …. ميرنا أتحتاجين شيئا ؟
ميرنا(هزت رأسها بنفي واستدارت للجانب الآخر وهي مسترخية بأريحية):- لا
كاظم(نظر إليها من مرآته فقد كانت خلفه مباشرة):- إذن لنقلع
أخرج يده من النافذة مشيرا لبقية الرجال الذين استقلوا سياراتهم بالترتيب وانطلقوا متوجهين صوب بيت الراجييين …
هنا كانت طائرة أخرى تحط رحالها بمدرجه الخاص ، زفر عميقا وهو يتحرك وسط طاقم رجاله الذين كانوا يهرولون خلفه بينما كانت هي بجواره تحاول أن تشمل بمعلوماتها الجديدة كل ما يخص استفساراته ، وغالبا جلها كمن في بيت الراجي …
خوري(زفر عميقا):- … أين أختي ؟
هاجر:- ببيت الراجيين ، ناريانا هناك أيضا
خوري:- أرسلي بطاقة تعزية سوداء اللون ومكتوبة بالأبيض ، أعربي عن أسفنا بحصول ذلك
هاجر(حركت فكها):- …حسنا ولكن ..
خوري(توقف عن المسير حتى أربك بقيتهم):- حسنا ماذا ؟
هاجر:- أ.. لا شيء
خوري:- أعرف أنهما ما زالتا على خصومة ، ذلك لا يعنيني إن بقيت ناريانا أم رحلت لا يهمني المهم هي أختي تمام ؟
هاجر:- بكل تأكيد
خوري(نظر جانبيا وتحرك):- أين وصلت الآنسة ناهد ؟
هاجر:- ما زالت تحت ظل شركة الراجيين ، لكنها لم تعد تخرج كالسابق من عملها للشركة ومن الشركة للعمل ، ها وقد سجلت بالجامعة مؤخرا ستتخصص في القانون
خوري:- ههه قانون .. التخصص في ذلك المجال يجب أن يكون دارسه ذو معايير خاصة ، ولكن تلك الهوجاء استحالة أن تستدرك
هاجر:- … ما الأوامر ؟
خوري:- لا أوامر ولا غيره هذه الفترة ، تركيزنا سنوجهه صوب رومينا وفقط أريدها أن تستعيد صوتها وقد طمأنني الطبيب أن الأمر بات مقتصرا على الوقت
هاجر:- عملية التجميل التي تخص ظهرها قد تمت بنجاح ، لكن عندما بدأ حكيم بعمل فحوصات صوتها ألغى الفكرة وعاد بهم من فوره للوطن
خوري:- هذه هي الحلقة المفقودة ، ما الذي جعله يلغي كل شيء ويعود للوطن كي يبقى بضعة أيام بالعدد ويختفي بعدها مباشرة اختفاء الموتى ؟
هاجر(ركبت جواره بالسيارة):- صدقا لا نعلم سينيور .. لكننا نعمل على الموضوع وأظن أن للسفيرة ليندا دخل بالموضوع وإلا لما تكابد ميرنا عناء الذهاب لقصرها في كل مرة مطالبة بإعادة حكيم الراجي
خوري:- …خالتي .. ؟
هاجر(رفعت حاجبها):- عفوا ؟
خوري(صغر عينيه):- ما تهتمي وقومي بالأبحاث التي أمرتكِ بها ، أيضا أحضري لي ملف المحقق الذي يمسك قضية إياد نجيب ، دعيهم يلقون بالتهمة على أي أحد وأخرجوه من هناك فورا
هاجر:- قصدك ميار نجيب
خوري:- أتحسبين أنني سأغفل عن هذا ، أعرف أنه ميار وأعرف أيضا أنه دلف إلى هناك لأنه المتسبب الرئيسي في تلك الفوضى ، وأيضا رمى بنفسه إلى التهلكة هربا من الجميع ولكن إلى متى سيهرب مصيره سيواجه ، وأنا سأضغط عليه أكثر حينما أبرئه من تلك التهمة المنسوبة إليه لأنني أساسا أعرف الجاني
هاجر(ابتسمت بخبث):- أجل ..نحن نعرف
خوري(ناظرها بمكر):- … اعرفي لي أين يحتجز أخاه فقد أخفاه عن الناظرين بشكل حريص
هاجر:- سأتواصل مع جابر ما إن نصل
خوري:- سأتناول عشائي وأتمدد قليلا ، فور عودة أختي أعلموني أحتاج رؤيتها
هاجر:- حسنا …
توجه لمجمعه السكني الذي غاب عنه لأزيد من شهر كامل ، فهو الآخر منذ أن غادره لم يطأ بقاع الوطن حتى الليلة .. وجدوا خوانيتا تهيأ من الأطباق الشهية ما تشتهيه كل نفس فوق طاولة الطعام ، هللت ورحبت به فقد اشتاقت إليه ولكنها نسيت نفسها لما حاولت معانقة شيء يكره ملامسته دون إذنه ، كان كالحائط ثابتا مما جعلها تشعر بأنها قد تمادت بتصرفها العفوي ذاك
خوانيتا(احمرت بخجل وهتفت متلعثمة):- من شوقي سينيور أي والله من شوقي معذرة منك ، يعني منذ أن وظفتني لم أغب عنك لحظة لذلك هذا الشهر أثر فيني وجعلني أشتاااااق
خوري(كان يجمع قبضتي يديه وناظرها بتمعن):- ولكنكِ أصبحتِ جميلة بغيابي ألمح بريقا بعينيكِ
خوانيتا(رمشت بخجل):- هه بريق ماذا ... أحم أ كما ترى حضرتك بريق بريق
خوري(بسط يده وربت على رأسها):- شكرا للعشاء
خوانيتا(ربتت محل ربتته وهي تناظر هاجر باستفهام):- هل غير دماغه هناك ؟
هاجر(عانقتها):- ههه افتقدت ترهاتكِ يا بدينة
خوانيتا(عانقتها بمحبة):- وأنا اشتقت لخصوماتنا يا غبية ، جابر مع السيدة جوزيت لم يعودا بعد
هاجر:- جيد سوف أستحم سريعا وأبدل ثيابي لنباشر الطعام ، أشم رائحة أكل شهية
خوانيتا:- يا ليتكِ تعلمين أني لست أمدح نفسي ولكن الأكل اليوم على كيف كيفكم أي والله
هاجر(استأذنت):- طيب يختي دعينا نرتب أمورنا ونرى كيف كيفنا كيف سيكون …
خوانيتا(استدركت):- هئ نسيت الطعام بالفرن روحي عني يا هذه كم تحبين الثرثرة
هاجر(ضربت كفا بآخر وتحركت لغرفتها):- هه يا لعبط المرأة
خوري(كان ينظر لجناحه لما مرر بصره بسرعة نارية صوب النافذة المكسورة والتي قاموا بتغييرها طبعا):- حتى لو أجبروا حطامكِ ستبقى آثاركِ خالدة في الجدار .. مهلا هل تلك ورقة ؟
اقترب بسرعة وأمسك الورقة الصغيرة وفتحها ليقرأ :"صوت الليل ينادينا كي نغفو بأحضانه قبل أن يعانق الدجى أذرع النهار" … ممن هذه ؟؟؟؟؟؟ خوانيتااااااااااااااااااا اااااااا
خوانيتا(صعدت مهرولة وهي تتنفس بخوف):- خ …خيرا سينيور ماذا هناك ؟
خوري(رفع الورقة بوجهها):- من الذي دخل جناحي ؟
خوانيتا(بعدم معرفة):- لا أحد أقسم سيادتك لم يدخلها أحد غيري يعني للتنظيف منذ عدة أيام فكما تعلم كنت أبقى ببيت أختك طوال الوقت ، ها تذكرت دخلها أيضا عامل الزجاج الذي قام بتعديل النافذة وقد كان جابر موجودا يعني لم يختلي أحد هنا لوحده أقسم أقسم
خوري(اندفع نحوها وهو يرفع الورقة):- طالما الأمر كذلك من أين جاءت هذه ؟
خوانيتا(همت بالقراءة):- …صوت الليل ي
خوري(جمع الورقة بقبضته):- هل ستقرئينها من عقلكِ يا بليدة ، ابتعدي عن طريقي سأعرف بنفسي من وضع الورقة ابتعدييييييييي
خوانيتا(أمسكت على قلبها):- أي عاد التوتر أي والله عاااااد ،،اهئ رأسي سينفجر
هاجر(استوقفته بالدرج):- خيرا سينيور ؟
خوري(دفعها وهو يعقد حاجبه):- اتبعيني للقبو فورااااااااا
هاجر(نظرت لخوانيتا التي خرجت من الجناح وهي تمط شفتيها):- الله الله ؟
خوري(نزل كالبرق للغرفة وشغل كاميرات المراقبة):- … ابحثي معي عن عامل الزجاج أو ما اسمه أريد أن أعرف ما إذا كان هو من وضع تلك الورقة
هاجر:- سينيور … نحن لا نضع كاميرات مراقبة بجناحك هل نسيت ذلك ؟
خوري(أغمض عينيه حين تذكر):- .. حتما غفلت عن هذا الأمر سيدة هاجر … لكن مع ذلك ابحثي عنه في بقية الكاميرات أريد رؤيته حالا
هاجر(أمسكت أداة التحكم بجواره وأخذت تبحث):- حسنا لقد جاء بعد سفرنا بما يقارب أسبوع اممم سوف نعود لهذا التاريخ … لكنه سيستغرق وقتا أرجح أن تتناول عشاءك أثناء بحثي
خوري(نظر إليها واستقام):- … ابحثي جيدا أريده
هاجر(جلست محله):- على الفور ..
نظر للورقة مليا وتحرك للأعلى ليجدها تحادث نفسها فغالبا غالبا سيتسبب بجنون هذه المخلوقة ، إن لم يجلطها بحركاته المتواصلة كاللحظة ^_^
خوري(هدر فيها):- هل تحتاجين التقاط صورة حصرية يا ست خوانيتا ، أين العشاااااااء ؟؟
خوانيتا(انتفضت مهرولة للمطبخ):- فورا فوراااا سينيوري
خوري(جلس محله وبسط المنديل الأسود وزفر بشرود):- ستيلا ضعي الموسيقى
خوانيتا(بصدمة تركت ما بيدها ونظرت إليه):- حضرتك …أ…
خوري(عقد حاجبيه من زلة اللسان واستقام بنفسه ليحضر أداة التحكم):- العشاء ي خوانيتا ..سأشغلها بنفسي لنرى ما يوجد …(بعد أن شغلها) أ كيف … من عبث بالموسيقى ؟؟؟؟؟؟؟
خوانيتا(استسلمت لصراخه المتواصل):- الآن سأضربه بالمقلاة على رأسه وليقتلني بعدها لن أهتم / … حضرتك أخبرتك والله لم يعبث أحد بأي شيء
خوري:- إذن …أخبريني من وضع هذا المقطع الموسيقي ، أخبريني يا خوانيتااااااا ؟
خوانيتا(نظرت حولها وهي تتذكر الأغنية):- …أنا أعرف هذه الأغنية ، إنها … المفضلة عند س…س.ستيلا …هء هل عادت روحها للحياة ؟؟؟؟
خوري(نظر حوله هو الآخر):- شيء ما يحدث …. شيء ماااا يحدث
خوانيتا(بتوجس اقتربت منه):- متفقة معك مئة بالمئة هل تراه عفريتا ؟؟؟؟؟؟
نظر نظرة جامدة لأداة التحكم وهو يصغي لذلك المقطع بألم ، ألم دفنه بصميمه منذ مدة طويلة ولكنه يعود ويذكره بما فقده قبل ثلاث سنوات … ستيلا أتراها روحكِ أم لعبة جديدة من ألعاب كهرماني ؟ قالها في سره وهو يجلس على مائدته ليستهل تناول الطعام فلا شيء سينتزع منه روتينه اليومي ولو كان في مخاض عسير من الأفكار المظلمة ….
~ خوري يتذكر قبل سنوات ~
خوري:- …أنا لا أطلب إذنا منكِ …أنا آمركِ وأنتِ تنفذين بفم مطبق ؟
ستيلا(مصمصت شفتيها بنفاذ صبر فلم تتقبل الفكرة):- لن أوافقك سينيور ستعذرني
خوري(أظلمت عيناه):- أتعارضين أوامري ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها بوهن):- … لن أجعلني دميتك لتلهو بها وقتما تريد … ثم لا أقبل بأخرى في نفس السرير عذرا لكن أنوثتي لا تسمح لي
خوري(أمسكها من شعرها بقوة وجذبها لوجهه وهو يشتم تحت أسنانه):- ..ستفعلين يا ستيلا ..ستفعلين
ستيلا(حاولت دفعه عنها لكنه كان أقوى):- …. كن قويا بقدر ما تشاء لكنك إن امتلكتني فستمتلك جسدا بلا رووووح
خوري(دفعها بقوة على السرير):- … هنا حياتكِ وموتكِ ، أنتِ مجرد دمية طازجة تطعم جووووعي ، أنتِ مجرد أداة للهو فلا تحسبي مقامكِ عندي يفرق بشعرة واحدة لأنكِ عاهرتي الخاصة أنتِ عاهرة وحش الظلام
ستيلا(تألمت من جملته وهي تمسح دموعها):- لقد قبلت أن أكون عاهرة وحش الظلام ، لكن وحش الظلام لن يقبل بشيء إلا أن يكون حيوانا بلا دم
خوري(فلتت أعصابه لما صفعها مرة ومرتين):- … أنتِ تراهنين على روحكِ ستيلا ..تراهنين بعبث غير مدركة للعواقب
ستيلا(ببكاء لم تبالي بوجع صفعاته على وجهها بل تصرفه كان المفجع):- إن كنت ستمزق جسدي فافعل ، إن كنت ستبكيني كما تنجز كل ليلة فافعل ، إن كنت ستهينني كما دوما فافعل …لكن لا تطلب مني أن أقبل بامرأة أخرى معنا بذات الفراااااااش مطلقا لن أقبل جنون أفكارك المظلمة ولو قتلتني لن أقبل لن أقبببببببببببببل اهئئئئئئ
خوري(حرك فكه بنفاذ صبر وانقض على جسمها بقبضتين مفترستين):- ….ماذا تحسبين نفسكِ هاااااه ماذا تظنين نفسكِ يا معتووووووهة ؟؟؟؟؟
ستيلا(كانت تصرخ وهو مع كل جزء ممزق من الفستان كان يمزق لحمها):- اهئئئ مزقني أكثر فلن أقبل ولن أرضى بهذا المستوى المنحط …
خوري(تمالك أعصابه وهو يرمق الخدوش التي خلفها على زوايا من جسمها):- أنتِ تجبرينني على التصرف بطريقة منحطة بالفعل …… يااااااااااا هذه أدخلي
ستيلا(هزت رأسها بجنون وهي ترمق فتاة تخرج من حمام جناحه ملتفة بمنشفة سوداء قصيرة حد الفخذين):- لا تفعل لالالالالالالالالالا تفعل أرجوك
خوري(استقام بليونة وأمسك الفتاة من رقبتها وجذبها لحضنه بهوس جنوني):- … ما اسمكِ يا ذات الشعر الأسود ؟
البنت(بغنج غير مدركة هي بيد من وقعت):- ثريا
خوري(جذب شعر ثريا كاملا للجانب ونظر لكتفها البراق بلهفة):- ثرياااا …اممم اسمكِ متلألئ ...يلا سنحتسب هذا خطئا محوريا ولن ندقق
ستيلا(جمعت نفسها لتجلس بتعب وهي تستجديه بكل ما فيها):- لا تفعل أرجوك
خوري(لامس بإصبعه ذراعي ثريا تلك):- …رائحة الفانيلا ..إنها المفضلة لديكِ ستيلا أوووبس أم تراها استخدمت نفس جل استحمامكِ الخاص هههه ، هل فعلتِ يا ثريا ؟
ثريا(هزت كتفها):- أجل …
خوري(برقت عيناه):- يا للهول ألا تعلمين أنكِ دنستِ غرضا مقدسا من أغراض ستيلا الخاصة ؟
ثريا:- لم أجد حلا بديلا سينيوري
ستيلا(وقفت وهي تغطي رقع لحمها بذلك الفستان الممزق):- …اهئ لن أمكث هنا لحظة واحدة
خوري(انقض عليها بسرعة البرق وأعادها للكنبة المجاورة):- هناك ستبقين وستتفرجين على كل شيء
ستيلا(أمسكت على رأسها وهي ترمقه بلؤم):- … أنت ..أنت
خوري(هدر فيها بعيون مظلمة):- صه !…إياكِ وأن تتمي تلك المفردة الدنيئة التي تلعب الأرجحة بعقلكِ الضعيف ، أجل أنا أعرف ما يدور بخلدكِ الآن لكنكِ لا تستطيعين مجابهتي عزيزتي ستيلا
ستيلا(نظرت للباب ببؤس):- … لن أسمح
خوري(دفعها إليه بعنف وهو يعتصر ذراعيها):- لا يوجد من تقول للسينيور كلا…تلك الفتاة لم تخلق بعد ولن تكوني أنتِ حلوتي
ستيلا(باشمئزاز نظرت لثريا):- على الأقل لا تكن وحشا لتلك الدرجة
خوري(أفلتها واقترب من ثريا بعنجهية):- هذه متعتي .. وأنتِ ستكونين متفرجة لقد أعفيتكِ من دور الدمية هذه الليلة وأعطيتكِ دور الجمهور أيناسبكِ ذلك ؟
ستيلا(جحظت عينيها بصدمة):- م…ماذاااا قلت ؟
خوري(مرر إصبعه بخفة حول المنشفة وأزالها كلها بحركة ساحرة):- …..سمعتني جيدا ..فاتخذي موضعكِ هناك ولا تجبريني على تقييدك فإن تحتم الأمر سأفعل
ستيلا(أمسكت على صدرها الذي أخذ يعلو ويهبط):- لا لا…أكيد أنت تمزح
خوري(أمسك زر بنطلونه وأشار للفتاة):- إلى السرير يا ثريا …. ها تعرفين القواعد يمنع عليكِ النطق بشيء إلا الصرااااااااخ
ثريا(استلقت بجدعها العاري والممشوق على السرير):- أمرك سينيوري
خوري(التفت لستيلا بنظرة قاتمة):- أجزم بأنكِ لن تتحركي قيد أنملة من ذلك الكرسي ههه … استمتعي إكراما لي يا عاهرتي الخاصة
ستيلا(أمسكت على شعرها بجنون رهيب):- لن أمكث هنا لحظة مطلقااااااااااااا …
خوري(أغلق زره وسرعان ما أخرج قيودا من درجه الخاص):- إذن أنتِ من أراد ذلك …
انقض عليها بجبروت وسلطة وقيد معصميها ببعضهما ليلف السلسلة الحديدية حولها ويربطها برجل الكنبة ، ونحيبها أو استجدائها لم يحرك فيه شعرة فقد كان عازما على تنفيذ فكرته كيفما طرأت ع باله ، لذلك مسح على رأسها بحنو لما أخذ وشاحا عشوائيا من دولابه وربطه على فمها مما جعلها تفقد أعصابها وهي تنازع وهذا لم يزده سوى شيطنة أفقدتها صوابها …
أشار لها بإصبعه نحو السرير مما يعني أن مشاهدتها واجبة وهتف بصلف إذا التفت ووجدها مغمضة عينيها سوف يمزق لحمها دون رحمة ….. لم تستطع لم تستطع لا كرامتها ولا أنوثتها ولا تحمل قلبها الذي وقع في عشق شيطان سيء الطباع حيوان في هيأة إنسان ،،، أجل وقعت في غرامه رغم أنه لو بحثت في النت عن مرادف اسم الشيطان ستجد خوري الراجي بشحمه ولحمه متمثلا فيه ، إنه لا يرحم يؤذي بدون أن يعطي حسابا لأحد بل ينجز كل ما يجول في فكره ويا ويل من يعترض أوامره …فها هو مثال حي على أنثى عاشقة غبية تجلس مقيدة أمام قاتل روحها والذي كان يفتك بجسد ثريا بشكل وحشي ، وكأنه يعاقبها على عناد ستيلا ورفضها وكأنه يفعل بها ما كان يود القيام به مع ستيلا ولم يمتلك الرغبة لذلك …شيء ما في تلك العيون الزمردية يجعله متجمدا أمامها ، وهذا ما يضايقه ويجعله ينسف كل ما تمسكه يداه ، مثل جسد هذه التي كانت تصرخ بألم متواصل بينما كان هذا يزيده تأججا وغضبا وظلمة تجرفه نحو هوة سحيقة يصبح فيها هو والعدم سواااااء … انتهى أجل …انتهى بعد ساعة من العذاب المتواصل ساعة من الإرهاق النفسي ، ساعة من موت القلب والروح والكيان ساعة من الجحيم ، ..انتفض من فوقها بتأفف وارتدى بنطلونه الأسود فقط ليستدير نحوها بنظرة انتصار ، نظرة لم تزدها سوى اشمئزازا منه وتقززاااااااا ، كانت عيونها دامية والدموع لم تتوقف ولا ثانية استكانتها تلك ضربت صدره بخفقات متتالية جعلته يستشيط غضبا أكثر مما كان عليه ، لذلك توجه ناحيتها هادرا وفتح قيدها وأزال الوشاح من فمها وقبل أن يبدأ سيل الشتائم انحنت هي للأرض واستفرغت كل تلك الأحداث المروعة وذلك المنظر المستفز لصواب أي إنسان عاقل …لقد بعثر أفكارها وجعلها تقارب من حافة الجنون خصوصا حين هرع بها للحمام فكيف يقتلها ويداويها بنفس الوقت كيييييييييييف ؟؟؟
حاولت التملص منه ، لكن أوامره هي أوامره ولا أحد يقوى على معارضتها وقد عايشت نتيجة ذلك بأم عينها قبل قليل ، وهذا ما جعلها تشعر بالغثيان فلقد خارت قواها وضاعت طاقتها وتاه عقلها منها تلك اللحظة
ستيلا(بانهيار):- ….مم ..ماتت صح ماتت هااااه ؟
خوري(وهو يغسل وجهها بيديه):- شتتت .. لا تهتمي وضعي عقلكِ برأسك ، لولا عنادكِ لكنا جميعا بخير يا ستيلا ، أرأيتِ أين أودى بنا رفضكِ لأوامري ؟
ستيلا(بجنون تحاول التملص من قبضته):- دعني دعني لا تلمسني ابتعد ابتعد …
خوري(أمسكها بعنف وهو يرجها رجا):- ألن تتوقفي عن تصرفاتكِ تلك ، ستيلالالالالا عودي إلى رشدك ؟
ستيلا(شعرت بالدوار وهي تغالب سير الأحداث المربكة):- …أنت مختل نفسي
خوري(أغمض عينيه ودفعها عنه):- إليكِ عني لقد اكتفيت أغربي لغرفتكِ ولا تريني خلقتكِ مطلقا
ستيلا(سقطت أرضا من إثر دفعه):- اهئ لن أنسى هذه الليلة مطلقا …س..سوف لن أسامحك
خوري(ضرب بقبضتيه على جانبي المغسلة وهو ينظر لنفسه بالمرآة):- غاااادري …
استجمعت نفسها وغادرت جناحه ممسكة على صدرها وفمها حيث كانت تغالب غثيان روحها التي روعها بتلك الصور المقززة التي جعلها تشاهدها بأم عينيها زيادة على صوت صراخ الفتاة وتأوهاته التي كانت ترتجف على إثرها في محاولة لمقاومة ذلك الجنون … أمسكت على أذنيها وهي تنزل من الدرج مغمضة عينيها في ذلك الليل السحيق لكن عند آخر درجتين لم تشعر بنفسها وهي تسقط سقطة فقدت فيها الوعي الذي كان على شفى هوة من الانهيااااار أصلا ….
ستيلا(فتحت عينيها بعد وقت ووجدت نفسها على سريرها غافية):- ..هئ
خوري(كان بجوارها يتأملها بصمت):- أنتِ بخير لم يحصل شيء
ستيلا(نظرت لهيأتها قد كانت بثوب النوم وشعرها مبلل هل حممها يعني ؟؟؟؟):- هل حممتني ؟
خوري(مسح على ركبته):- أجل …كنتِ بحاجة لذلك ، هيا نامي
ستيلا(تذكرت كل شيء من جديد فباشرت بالبكاء الأليم):- اهئئئئئ
خوري(أغمض عينيه وهو يستقيم مغادرا فلم يتحمل نحيبها):- …الآن لما تبكين أيمكنكِ أن تخبريني ؟
ستيلا(تقوقعت حول نفسها وهي تعتصر يديها بصدرها):- اهئئئ دعني وشأني
خوري(بتأفف):- غالبا أثناء ثورتكِ لا تزنين ما تقولينه ، حذار من بطشي يا ستيلا لأنني غير مضطر لأن أصطبر على قلة أدبك لوقت طويل
ستيلا(هدرت فيه بعصبية):- إذا لا تصطبر علي.. اقتلني وأرحني منك
خوري(رفع حاجبه بدهشة):- تجرأتِ حقا ؟
ستيلا(ضربت على الوسادة بعذاب):- ماذا تريد مني لما تعذبني لماذاااااا ، لما تحرق قلبي بفتيات أخريات لما تطالب بأن أشاهد ذلك الويل الأسود وأنت تعلم بأنني أح….
خوري(أغمض عينيه ليصرخ):- يكفيييييييييييييي
ستيلا(انتفضت وهي تجلس بحرقة لتكمل نحيبها):- …اعتقدت بأنك كنت تمزح لم يتصور عقلي بتاتا أنك ستنفذ ذلك وأمام مرأى من عيني
خوري(وضع يديه بجيوبه حين سمع صوت صرير سيارة رجاله):- … هذا لكي تتعلمي الدرس جيدا ولا تجربي حظكِ العاثر معي
ستيلا(نظرت من النافذة وهم يبتعدون):- سيقومون بحرق أغطية سريرك وسيقومون بدفن ثريا بجوار الأخريات ، يا أخي أنت تستحق مقبرة خاصة بضحاياك
خوري(هنا استفزته حتى آخر نقطة فأمسكها من شعرها وجرها من السرير إليه):- إن تفوهتِ بحرف آخر عن ذلك الموضوع سأقتلكِ ستيلا بدون رحمة
ستيلا(جابهته بعنفوان متداركة وجعها):- إذن افعل ذلك سينيور خوري …
خوري(نظر لمقلتيها الثائرتين):- أين ذهب خضوعك ، لما تثورين هكذاااا هل تعتبرين نفسكِ شيئا خاصا بالنسبة لي ، أخبرتكِ أنكِ عشيقتي فحسب …وأي شيء آخر في حياتي اللعينة لا يعنيكِ بنقطة ..وصل ؟
ستيلا(تألمت من قبضته وحاولت تحرير نفسها):- إذن كن رجلا ولا تفعل …
خوري(أغمض عينيه وتركها ليطرحها على السرير):- رجل رغما عن أنفكِ الصغير هذا يا غبية فهمتِ أنتِ جاريتي عاهرتي لعبتي أنتِ ليييييييييييييي …
ستيلا(تنهدت من عطر استحمامه الذي صفعها به إثر تلك السقطة):- …حتى لو نظفت نفسك بعد تلك القذارة لكنك ستبقى بالنسبة لي إنسانا مشوها وحشا بلا ضمير كل جسمك ملطخ بدمائها ودماء الفتيات الأخريااااااااااات … يا قاهر النساااااء كما تحب أن تدعو نفسك
خوري(أغمض عينيه وأمسكها من رقبتها مباشرة بعد أن فتح عيونه):- نصحتكِ بأن تخرسي ولكنكِ ما سمعتِ النصيييييييييييحة …مووووووووووووووتي إذن
بكل قوته شدد قبضتيه على عنقها وهي تلقف من شدة الاختناق ، وهذا طبعا لم يزده إلا جموحا جعله يضاعف طاقته ليحررها فجأة وهو يلهث بينما تلوت هي بوجه محمر وعنق ارتسمت عليه آثار أصابعه القوية … هوت من السرير على الأرض وهي تحاول استرداد أنفاسها أمام عينه في حين كان هو يمسح على شعره وهو ينظر إليها باستكانة تاااااامة
خوري(أشار لها):- راجعي نفسكِ معي ، أنا لن أتحمل جنونكِ مرة أخرى هذا كان مجرد تحذير
ستيلا(أخذت تسعل وهي ممسكة على عنقها بألم):- اهئ ح …حاضر حاضر …
خوري(أغمض عينيه وجلس بتعب على طرف السرير بينما كانت هي تلتوي قبالته على الأرض):- …لما تجعلينني أصل لهذا الحد من التصرفات المسيئة لكِ ستيلا ، لما تجبرينني دائما على أذيتك ، إلى أين ترغبين بالوصول ؟
ستيلا(أمسكت يده بلهفة وقبَّلتها):- سامحني …اكح …لن أعيدها أرجوك سامحني
خوري(مسح على شعرها وأنزل يده ليرفع فكها ويطالع عنقها):- تلك الآثار سترافقكِ لأيام ، خبئيها عن بصري كي لا أتذكر
ستيلا(بغمغمة بكاء):- أهمم ..سأفعل كل ما تريده فلا تغضب لطفاااا
خوري(ابتلع ريقه وهو يخرس مضخة قلبه):- انفجر غضبي فيكِ … لا تعيديها
ستيلا(بانهيار وضعت رأسها على ركبته):- سامحني سامحني سينيور
خوري(أخذ يلاعب شعرها):- ما الذي جعلكِ تفقدين رشدكِ بعد سماعكِ بأمر الفتاة …؟
ستيلا(رفعت رأسها بتردد):- كان عبطا مني لا تؤاخذني
خوري(بحدة):- أريد إجابة واضحة
ستيلا(برقت عيناها بتهرب ثم نظرت جانبيا وهي تجيب بخفوت):- …شعرت بالغيرة
خوري(مرر لسانه حول شفتيه وهو يرمق حمرة خديها):- … ولكنكِ تعرفين بحدوث هذا دائما
ستيلا(بشراسة ناظرته):- لكن ليس وأنا معك …يعني كنت أتحمل تواجدهن بسريرك لأنني أعرف بأن قلبك لن يكون مع أي واحدة فيهن ، لكن الليلة زعزعت ثقتي فيني يعني لو كنت تفكر فيني بمقدار ذرة ما كنت سترتئي لي هذا الوجع ، خاصة وأنت تعلم بمشاعري ت…
خوري(وضع إصبعه على فمها):- لا تكملي ، فهمت ما أردت فهمه ،.. لكن لا تنسي أن قلبي غير مرهون بأي امرأة ولن يرهن بأي واحدة لأنني لا أطيق هذه القصص البالية
ستيلا(زمت شفتيها ثم طأطأت رأسها):- …أزعجتك الليلة ، آسفة
خوري:- أتعلمين ما الذي أرغبه الآن ؟
ستيلا:- ماذا ؟
خوري:- رقصة معكِ
ستيلا(بعدم استيعاب):- إنها الرابعة فجرا ؟
خوري(هز كتفه):- وبعد ؟
ستيلا(هزت رأسها بإيجاب):- حاضر …
أمسك كفها بحنو بينما وضعته هي بكل رقة وهي تناظر ملك قلبها وهو يسير بها نحو الردهة ، ولا شيء يبرز في تلك الظلمة غير ضوء القمر المنبثق من زوايا البيت ،،، في لمح البصر جعلها تنسى كل ما تلك الثورة التي عاشتها تلك الليلة ، فقد أخذت تتطلع إليه كأنه نجم هارب من ضلوع السماء ، لمعان عضلات صدره كان يغريها لرفع كفها ومداعبته ، أجل حلال فيه المداعبة فوسامته كانت مهلكة لكل امرأة ، أما تقاسيم جسمه فقد كانت كتلة عضلية من طراز آخر ، قد اكتسبها من خلال الرياضة التي كان يمارسها منذ زمن بعيد ، فتلك الرياضة اليومية هي التي جعلته يبعثر قليلا من غضبه فيها وإلا لكان قد فتك بالجميع … أما تقاسيم وجهه صحيح كانت خشنة لكنها رقيقة بآن الوقت لا يفهم منها هل هو في مزاج سعيد أم مزاج لا يمت للسعادة بصلة ، وهذا ما جعل ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها وهي تتأمل ملامحه تحت نور القمر الساطع ، إنها يأسرها ويملكها مهما فعل بها فهي بجواره خاضعة ، مهما ثارت فهي لرغباته طائعة ، مهما ابتعدت فهي إليه راجعة ..
إنها تنتمي لذلك الإنسان منذ أن عرفته وهبته نفسها وقلبها وكل وجودها دفعة واحدة والسلام على من سلم قلبه لجلاده …
ستيلا(بعيون تبرق بالعشق):- … كيف تعتبر الحب ؟
خوري(بدون تفكير):- مضيعة وقت
ستيلا(رمشت وهي تتطلع إليه):- لكنني أعتبره شيئا مقدسا
خوري(برد جاف):- لم أسألكِ عن رأيكِ ولا يهمني …
ستيلا(ابتلعت تجريحه ونظرت جانبيا):- … هذه الموسيقى غير مريحة ، هل يمكنني وضع مفضلتي من بعد إذنك ؟
خوري(تركها مشيرا بموافقة):- دعينا نرى
ستيلا(ابتسمت وهي تتحرك صوب الأسطوانات لتبحث عنها):- ..كانت هنا اممم ..سأبحث قليلا لا تبتئس لن أجعلك تنتظر مطولا ، امم احم كانت هنا يا الله …اففف … هاااااه وجدتهاااا ستعجبك
خوري(وضع يديه خلف ظهره وتقدم صوب النافذة):- … اممم
ستيلا(امتنت عندما صدحت أول نغمة وأغمضت عينيها):- … مربيتي بالملجأ كانت تضعها في ليالي الشتاء الطويلة ، تلك الليالي التي لم تكن تنتهي ،أحم صوتها كان يصدح في كل أركان الميتم وكنا نصغي إليها بتمعن ، تربطني بهذه الأغنية علاقة روحية فبسببها عرفت شيئا اسمه موسيقى …خصوصا لشخص قدير مثل "أنكلبرت هامبردينك" … لقد حفظنا كل مقاطعه عن ظهر قلب …
خوري(بدون أن يلتفت إليها):- ما كان اسم هذه ؟
ستيلا(بتمعن):- …"كَيفَ يُمكِنني أن أتَوقَّف عَن حُبك"
خوري(استدار إليها وناظر لمعة عينيها الصادحة بحروف الأغنية):- … هل تؤمنين بما يقوله ؟
ستيلا(اقتربت منه وهي تشبك يديها):- بل أشعر بكل حرف مما يقوله
خوري(مد يده للهواء):- إذن …دعينا نرقص تبجيلا لعظيمكِ المفضل
ستيلا(ابتسمت):- … هه حقا سوف تراقصني على أغنيتي المفضلة ، شكرا سينيور
خوري(وضع يده على فمها وجذبها باليد الأخرى وهو يلفها في الهواء):- …شتتت أصغي واشعري وأرهفي السمع لخفقات قلبك … هذا فقط
ستيلا(مسحورة به):- …حاضر
ــــ
أحاولُ بشدِّة أن أنساك
وأرمِي ورائي الحيَاة التي عشناها معًا
وتمرُّ علي أوقات أشعر فيها أن يوم نسيانك قد حَان
فقد أبعَدتُك عن تفكِيري
لكِنني أخشى .. فدائمًا ثمَّة شيء ما
يُعيدُني للوراء ويجعلُني أرى
أنَّك أكثرُ من مُجرد ذكرى من المَاضي
أنت لا تزالُ جزئا منِّي
إذن كيف يُمكِنني أن أتوقفَ عن حُبِّك ؟
وأنسى الأشياء التي اعتدنا فعلها ..
أنسَى كُلَّ الأحلام التي تقاسمنَاها
وكيف كانت حياتي باهتِمامك ؟
لماذا أنتهي حين أبدأ
في كُل مرة أحاولُ فيها نسيانك ؟
فقط أخبرني كيف أنسى
حتى أستطيعَ أن أقول وداعا …
،،،،
تعبتُ من الشعُور بالوحدة في كل مساء
وبكيتُ مرات عديدة
لقد تعبتُ وأنا أتساءل عن ما كانَ بوسعِي فعلُه
لأبقيَّك بجانبي
وأتودَّدُ لك على الوسادة
فبدأتُ أتذكر رحيلك
ومع أنِّي أعرفُ أنه ليس بوسعنا أن نكُون معا
فإنَّ الألم الذي بداخلي مُستمر
إذن كيف يُمكنني أن أتوقف عن حُبك ؟
وأنسى الأشياء التي اعتدنا فعلها
أنسى كُل الأحلام التي تقاسمناها
وكيفَ كانت حياتي باهتمامك
لماذا أنتهي حين أبدأ
في كل مرة أحاول فيها نِسيَانك
فقط أخبرني كيف أنسَى
حتى أستطيع قوَل وَداعًا
ومن الصَّعب قول وداعًاااااا ….
على آخر كلمة على آخر نغمة على آخر همسة على آخر إحساس ، كان يدفع بشفتيها الشهيتين لشفتيه ويلتهمهما بدون احتساب لأي قواعد أو قوانين ، قد جعلته يضرب بعاداته عرض الحائط لما طرحها أرضا على السجاد وغاص في مياه عشقها الدافئة ، نظراتها أنفاسها حركاتها كلها كانت تغريه لكي يقتحم حصونها بدون سابق إنذاااار ، إنها تمتلك سحرا زمرديا خاصا يجعلها تؤثر فيه حتى يجد نفسه يقدم على أمور غير مخطط لها مسبقا …وهذا هو تأثير زمردته التي غابت وأخذت معها جانبا مختلفا من كينونة خوري الراجي
~ في الوقت الحالي ~
أطفأ الموسيقى بصمت وصعد لجناحه فرمى بنفسه على السرير وغاص في بحر ذكرياته المظلمة ، وفكرة واحدة تشغل عقله وهي أن كل المؤشرات تدل على أن لعبة ما تحاك في منزله وفي مجمعه السكني برمته ، ولن يكون خوري الراجي إن لم يكتشف من يلعب من وراء ظهره …..
هاجر(صعدت ركضا وبيدها ملف):- سينيور أيمكنني الدخول ؟
خوري:- أدخلي
هاجر(دخلت ووجدته نائما على وضعه):- عذرا أزعجك لكنني اكتشفت أمرا أظنك بحاجة لمعرفته
خوري(على وضعه ملتفت للجانب الآخر):- …أفضي ؟
هاجر:- … وجدت اسم الشركة التي طلبوا منها عامل الإصلاحات ، إنها نفس الشركة التي تتعامل معها والدتك السيدة كهرمانة ..
خوري(برقت عيناه وهو ينتفض بقوة):- كهرماني كهرماني كنت مدركا أن أمرا كهذا سيخرج من تحت ظهرها ، أعطني لأرى
هاجر(أعطته وهي تنظر لعصبيته بتوجس):- …ماذا تأمر ؟
خوري(قرأ المعلومات):- اجلبوه من أي حفرة كان فيها ، إن تعاون بالحسنى أكرموه وإن عاندكم انسفوه وابعثوه في تابوت مخصص للخان
هاجر:- حسنا …
خوري(أشار لها برأسه لتغادر):- … هيا يا كهرماني … لنرى أين تودين الوصول العبي الآن لكن …حسب قوانيني الخاصة … همممم
أغلق عينيه مجددا وارتمى بحضن سريره وهو يناظر أثر جرح ذراعه الذي بقي كندبة على ذراعه ، كلما ناظره تذكر تلك الجامحة التي فارقها آخر يوم له في الوطن ، وبتذكره لها فإنه يسبح مجددا صوب ذكريات ستيلا التي تربطه بها ناااااهد … فأي قدر هو ذاااك ؟

في بيت الراجي
بقربه تقريبا على بعد شارعين ، كانت تنزل هي وأبوها من سيارة الأجرة وقدمها تقدم وأخرى تؤخر ، وأبوها المسكين لا يدري عن حرقة ابنته شيئا ، فحتى دموعها اعتقدها تذكرا لأمها الفقيدة حديثا أو تأثرا بموت ابن الراجيين الذي اغتصب في شبابه ومات أبشع ميتة …
شكري:- هيا يا ناهد أنتِ تؤخرين فينا النهار كله ، إن كنتِ لا ترغبين بتقديم الواجب لأصحاب عملك فعودي للبيت ..لكن أنا سأقدم الواجب كما يجب إكراما لعفاف وللسيد حكيم أيضا …
ناهد(توقفت عن المسير وأمسكت على قلبها بوجع):- …وأين هو السيد حكيم يا أبي ؟
شكري(لم يسمعها):- نعم …ماذا تقولين يا بنتي بالله عليكِ دعينا ننتهي من هذه الليلة
ناهد(زمت شفتيها):- …حاضر يا أبي …كما تريد
حرقتها كانت تستوطن كل بؤرة في تفكيرها فهي جريحة الفؤاد ، وعليلة الروح ، ومكتئبة النفس منذ أن نالت تلك القبلة وهي ضائعة مما زادها ضياعا هو سفره الغريب …أو لنقل وداعه الذي جاء بدون احتساب،، على مضض خطت بأقدامها للحي الذي كان يغلي بالناس وصولا للبيت الذي طردها منه بطريقة جارحة آذتها في صميمها كثيرا ، ولم تهضمها حتى حين غسل دماغها بحركاته الغير مفهومة في آخر لقاء بينهما إلا أن ذلك شحب لما عرفت برحيله … فكيف ستبلي كيف ستتحمل فوضوية المشاعر التي غزتها بشكل مفاجئ لم تحسب له حسابا بالمرة …
نور:- أهلا ناهد
ناهد(أومأت بحزن):-… البقاء لله
نور(هزت رأسها بأسف):- تفضلي هناك أمي وخالتي
ناهد:- أبي يود تقديم الواجب
نور:- رنيييم …عفاف لحظة هنا ، أوك ناهد تفضلي سوف نستقبله لا محالة
ناهد(بتوتر):- ..حسنا ..مشكورة
عفاف(بالباب استقبلت العم شكري):- عم شكري مجيئك يكفينا والله
شكري(صافحها بمودة):- عزائنا واحد ، ذهب الشاب في زهرة شبابه الله لا يوفق أولئك المجرمين
عفاف:- آمين ربي سينتقم منهم واحدا بواحد
شكري:- أتحتاجين مني شيئا يا ابنتي قولي ولا تخجلي من عمك شكري ؟
عفاف:- لا مطلقا يكفيني حضورك معنا …
طارق(كان يراقبها منذ أن خطت خطوة بعتبة الباب ولكن طفح كيله):- مرحبا
عفاف(رمقت نظرة طارق النارية صوب شكري):- قممم ..عم شكري والد ناهد أ..هو معي بالعمل و
طارق:- سعيك مشكور فلتتفضل هناك بالسرادق سيد شكري
شكري:- اعذر ذاكرتي ولكنني لم أتعرف عليك ؟
طارق(أغمض عينيه وفتحهما بحنق):- طارق الراجي …زوجها
نديم(زفر عميقا تلك اللحظة حين تقدم نحوهم):- نعلم أنك زوجها … ست عفاف تعازي الحارة
شكري(لاحظ أن الوضع غير مطمئن لذلك انسحب):- سأكون هناك …
نديم((مد يده لعفاف):- … وصلت لتوي
عفاف(ابتلعت ريقها بخجل ونظرت لطارق الذي وضع يده على جنبه منتظرا ردة فعلها):- أهلا بك
نديم(نظر لطارق وحرف مسار يده نحوه):- الله يرحمه
طارق(أومأ برأسه متمالكا أعصابه وصافحه مشددا قبضة يده):- شكرا
عفاف(انسحبت بخطوات مرتعشة):- بالإذن
طارق(أشار بيده موقفا إياها):- انتظري … تفضل سيد نديم إلى هناك
نديم(ناظرهما بقنوط):- هممم …
طارق(زفر عميقا وقبض على ذراعها فتسرب تيار كهربائي فيهما معا):- إنه يأخذ وجها عليكِ ..بزيادة عفاف
عفاف(بتلعثم من حركته ومن قربه):- أحم هو أستاذ البنات ويعني وقع بيننا لقاءات عائلية احم ..ثم هو خطيب أختك رنيم حاليا وقد أتى لأجل الواجب
طارق(سحب يده):- إنه لا يعجبني … ثم لا تقفي بالردهة يا عفاف هنالك رجال كثر بالخارج ، اضبطي حجابكِ وعودي للمطبخ مع النسوة
عفاف(ضبطت حجابها بارتباك):- حاضر …
طارق(وضع يديه بجيوبه):- جيد …
عفاف(انسحبت لحظتها):- أتراه غار من نديم لا لا أكيد هو لم يعجبه وقوفي هناك ، افف يعني خجلت من العم شكري المسكين ، تت أخطأتِ يا عفاف أخطأتِ يجب أن أعتذر في نهاية الليلة كي لا يأخذ على خاطره مني …
بنظرة العشق التي رمقته بها انسحبت لتتركه يقاوم تيارات أشواقه صوبها ، هي تحديدا تشغل حيزا عميقا من أفكاره حتى أنه غفل عن زوج العيون التي كانت ترصدهما من محلها … إنها لا تهمد وعشق الماضي ما زال يقفز بقلبها حتى هذا اليوم فكيف المآل يا أخت سلوى حجارك يشدوك هههه
ليان:- مامتي حبيبتي هل لي أن أخرج قليلا اختنقت هنا ؟
سلوى:- اخرجي حبيبتي وخذي راحتك وإن أوقفكِ أحدهم أخبريني لأريه قدر نفسه
ليان:- ماما القوية شكرا …
سماح(استوقفتها):- تعالي هنا يا بنت إلى أين ؟
ليان:- مامتي سمحت لي بالخروج ؟
سماح(نهضت إليها):- بنت لا تجلطيني كل من حفيدتي عواطف ومديحة بالمطبخ ، اذهبي وساعدي بشيء فحتى الغريبة جمانة تعمل يدا بيد معهن
سلوى:- له يا أمي أتريدينها أن تتعب ؟
سماح:- أجل لتتعب المهم ألا أسمع كلاما ينقص من قدري ، هيا للمطبخ وخروج ممنوع حتى ينتهي هذا الأمر هيا تحركي
ليان(بتذمر):- لن أساعد افف … أو لما لا ههه إنها فرصة لأخرج حاضر جدتي حاضر فورا فورا
سماح(جلست مكانها):- لا تعطي للبنت وجها أكثر من اللازم في الأوقات الغلط يا سلوى
سلوى(وعينها تطير نحو الباب كل لحظة):- طيب يا أمي طيب …
رقية(تتحدث هي ونعمة على جنب):ّ- إن كنتِ تودين الرحيل يا عمتي لنرحل ؟
نعمة:- أي والله قلبي يوجعني تحملت الكثير اليوم وقد أثر فيني الحال ، لن يسعني إتمام الليلة
ماريا:- بما أن رامز قد غادر للعمل دعوني أوصلكما بطريقي ، أيضا لدي مناوبة ليلة ولا يجب أن أتأخر
رقية:- جميل ، دعونا نخبر الخالة عواطف ونرحل …
جلنار:-أمي هنالك شاب يريدكِ بغرفة الضيوف ومعه مساعدته
مديحة(بنظرة متلاشية):- من هو ؟
جلنار:- لا أدري لم يخبرنا عن اسمه فقد أدخله طارق إلى هناك وهو بالانتظار
مديحة(استقامت):- تمام تمام ،.. اهتمي بناهد ريثما أعود
جلنار(جلست جوار ناهد):- كيف حالكِ ؟
ناهد(وهي تتهرب من نظرات لورينا):- بخير يعني لو ترحمني نظرات أم ميسون سوف أكون كذلك
جلنار(رمقت نظرات لورينا وسلسبيل):- لا تهتمي بعد قليل سترحلن من هنا
ناهد(بغبن):- ألا توجد أخبار عنه ،أحم عن السيد حكيم ؟
جلنار(لم تفهم مغزى سؤالها لذلك أجابت بطريقة عادية):- لا نعلم أي جديد ، لكنني واثقة في أخي إنه لا يفعل شيئا بدون أن يحسب له ألف حساب
ناهد(بلهفة خفية):- يعني ..سيعود قريبا ؟
لورينا(بعصبية):- ولما تحترقين حضرتكِ يعود أو لا يعود يعني وش دخلك فيه أصلا ؟
ناهد:- إنه مديري يا فاضلة
لورينا(هبت للرد ولكن سلسبيل أمسكت بذراعها):- آه حجة المدير والموظفة ..قديمة جدا لكن للصدفة البحتة فإنني سأعمل بنفس الشركة ولما لا أوظف شخصية حريصة مثلكِ على مديريها ..أجزم أن حكيم لن يمانع
ناهد(استشاطت غيظا):- صبرك يا رب
سلسبيل(همست بضحك):- أحرقتِ البنت
لورينا:- إنها لا تريحيني شكلها شكل مشاكل
جلنار:- امممم على حرب النون ، سأنهض حلوتي لأتمم عملي وأنتِ خليكِ بجوار جدتي ، بلبل انتبه لضيفتنا الغالية
نبيلة(نظرت لناهد بجوارها):- … هل جاء أبوكِ ؟
ناهد:- بالطبع هو مع الرجال
نبيلة(زفرت عميقا):- … كنتِ مختلفة بعيد ميلاد ميسون ..
ناهد(مطت شفتيها):- نوعا ما …
نبيلة:- كان هنالك بريق بنظراتك ، لا أستطيع رؤيته الآن
ناهد(رمشت بدموع):- … طبعا يعني الأجواء ما تسمح
نبيلة:- بل القلب مكلوم … الله يجبر خاطر كل واحد
ناهد(هل جدتهم تقرأ ما بالصدور الله الله منك لله يا أبي كنت خليني بالبيت اففف):- …آمين
في غرفة الضيوف
مديحة(جحظت عينيها بصدمة):- …ما الذي تقوووووله …هل هل حقا تجاوبت ؟
معاد:- كما تسمعين يا ست مديحة
تهاني(بدموع):- أي والله منذ أن أخبرنا الطبيب بهذا الأمر ونحن لا ندري أين نضع فرحتنا
معاد:- يعني ..أردنا أن نخبركم آنذاك لكن في ظل ما حدث ، وجدنا أن الوقت غير مناسب
تهاني:- أي والله وقسم بالله يا خالتي مديحة ، النور عاد لوجهها حسنا هي لم تتحدث ولم تقل أي شيء لكن الدكتور أخبرنا أنها بدأت تستجيب لهم
مديحة(بلهفة قلب):- ابنتي ..اهئ دعائي طيب طيب يعني ما هي تلك المؤشرااااات ، أخبروني المزيد عن ابنتي لقد أهملتها كثيرا
معاد:- حسنا …الطبيب أفاد أن آخر زيارة عائلية كانت مفيدة جدا وهي التي خلقت خيط الوصل ما بين دعاء والعالم الخارجي
مديحة(بعدم فهم):- آخر زيارة عائلية يا ربي …أذكر أن آخر من زارها كانت البنت نور ومعها جلنار فقد أرادت رؤية أختها بشدة ، حتى غازي لم يفعلها يعني البنات أكيد رعونتهن هي التي لفتت انتباهها صح ؟
تهاني(هزت رأسها لمعاد):- بالعكس … نحن نتحدث عن آخر زيارة وقد كانت قبل فترة بسيطة
معاد:- يتضح لي أنه لم يكن لديكِ علم بالأمر
مديحة(تناقلت بعينيها صوبهما):- علم بماذا ؟
تهاني(بارتباك):- يعني احم ..ابنكِ السيد حكيم وابنته قاما بزيارة لدعاء
مديحة(فغرت فمها):- … حكيم وميسووووون ؟؟؟؟؟؟؟
معاد:- وميرنا أيضا
مديحة(ابتلعت ريقها):-… هه يعني يعني بسبب ابنة أخيها أكيد حين رأت ميسون تفاعلت ياااااه ، الحمدلله يا ربي الحمدلله ستعيد لي ابنتي ..طيب متى ستشفى متى أريد ابنتي أريدها اهئ ؟
معاد:- غالبا الفترة المقبلة ستكون حساسة بالنسبة لها ، لكن إن بقيت مؤشراتها في ارتفاع فلن يطول الأمر ست مديحة
مديحة(بفرح):- لا أدري أين سأخبئ فرحتي الآن …
تهاني:- وهذا أيضا ما احترنا فيه أول مرة ههههعننن
معاد(أومأ لها):- احم …تهاني
تهاني(استقامت):- …سوف سوف أقوم برؤية البنات لتقديم اللازم هه
معاد(استقام وصافح مديحة):- وأنا سآخذ مكاني بجوار العم عبد المالك ، فرحت أنني ساهمت في تعديل مزاجكِ قليلا رغم أن ما حصل لا يجبره أي شيء
مديحة:- إن الله يمهل ولا يهمل سنصبر فما عسانا نفعل ، هيا يا بني خذ مكانك وأشكرك من قلبي على وقفتك مع ابنتي طوال فترة مرضها
معاد(بحرج):- إنه واجبي
مديحة(أشارت له):- الله يكملك بعقلك السليم ..تفضل من هنا
تهاني(كانت تفتفت):- هئ نووور … ست نور
نور:- ها قد جاءتني الدبة من حيث لا أحتسب ، ولي ريمة ريمة تعالي أختكِ في البدن تناديكِ
ريمة(وهي تطعم الصغار بحديقة المطبخ):- ومالوا جسمي ست نور مالوا هاااه ، أختي تهاني تعالي جواري أحس بجوعكِ أي والله
تهاني(أمسكت على بطنها):- صدقا هذا ما أحضرني للمطبخ هههه
نور:- الله يخرب بيتكم كلاكما أضرب من بعض
ريمة(غمزت لتهاني):- تعالي يا بنت ولا تخجلي لا يحس بالموجوع إلا موجوع مثله …
نور(ضربت كفا بآخر):- ع أساس ستقدمين الواجب أخت تهاني ؟
تهاني(التقطت صحنا من يد ريمة):- لأتناول ما يرم عظمي من أختي في الله الست ريمة وبعدها أرى الطريق ، محسوبتك ترى كل شيء ظلاما بسبب الجوووع
نور(أخفت بسمتها):- الله يلعن … هيا هيا من حظكما أنني حارسة الأكل فلدينا مشاغبين بالبيت بدون حساب …
عفاف(أطلت على آخر جملة):- ما هذا الحلف النسوي ها هنا ؟
تهاني:- هل ستبلغ بنا تلك المرأة ؟؟
عفاف:- ههه يا ويلي أضحك الله سنكِ يا تهاني
نور:- هه غالبا ما كذبوا حين قالوا ليس غريبا أن يضحك المرء في العزااااء
جلنار:- ما هذا يا هذاااا إنها عنصرية يعني نحن لأننا ذوات جسم ممشوق تقدرن علينا ، لكن إزاء هاتين الفقاعتين ما استطعتن منعهن ،…انتظرن لأبلغ العريف بلبل
جمانة:- هه حرام عليكِ ما تفعلي …
جلنار:- أصلا أنتِ غسلوا دماغكِ وصرت منهن …
نور(أمسكت عصا خشبية):- لو تحركتِ قيد أنملة هذه ستسلم على جبهتك
جلنار:- إيااااااااااكِ … جمالي في خطر وأنا أحتاجه في الفترة المقبلة فبواسطته سأجد فارس أحلامي
تهاني:- كهخخخ ستجدين البرد يا بعدي كنت فلحت قبلكِ
ريمة:- إلا بالحق يا تهاني كنتِ ذكرتِ في عرس كوثر أنكِ التقيتِ بفارسكِ في حفل افتتاح شركة الراجي ، أين ذهب المتعوس ؟
تهاني(تبتلع ما بفمها):- وش عرفني أنا ، اختفى الأهبل حتى بدون أن أعرف اسمه
جمانة:- هههه ولا حكاية سندريلا
جلنار :- هذه اسمها سندريلو بيه
جمانة:- ههه يا إلهي …لكن أكيد تعرفين مجال عمله طالما التقيتِ به في حفلة الشركة ؟
تهاني:- وهل هذا يغيب عني ، بحثت ولكن بدون جدوى
نور:- كان عليكِ البحث بسجل المدعوين يا بنت
تهاني(برقت عينيها ووضعت الصحن على ركبتيها):- وكيف ذلك ؟
نور:- ههه أرى الأمل يرقص السالسا بمقلتيكِ يا هبلة
تهاني:- والله عيب في ظل هذه الأجواء أن أرقص لكن …إذا وجدته ستسامحونني جميعا إنه فارس أحلامي وطز في العااااالم
ريمة:- ههه غالبا الملعقة الخشبية ستحرف مسارها لتصيب دماغكِ أنتِ …هه خذ يا صغيري شادي
تهاني(بعيون تبرق بالأمل):- ست نوووور ؟
جلنار:- أشفقت عليها يا نور …أعطيها أملا
جمانة:- يااااه …يلا أختي نور
نور:- حسنا …لا أملك اللائحة لأنه قد مضى على الموضوع فترة ، لكنني أملك شريطا تصويريا للحفل يمكنني أن أمدكِ بنسخة منه لتعثري على عريس الغفلة
تهاني(نهضت ووضعت الصحن محلها وركضت صوبها من فرحتها):- ست نووووووووور
نور(بذهول تمسكت بيد جلنار وجمانة وهي بينهما):- بنات اطلبوا الدعم فالتسونامي مقبل علينا …النجدددددددددددة …
ضحكن تلك اللحظة مما حصل ولولا دخول عواطف و حدتها معهن لما سكتن من الضحك ، فقد رمت بهن في الحديقة ليتممنه ويخجلن على ّأنفسهن ، لكن صدقا صدقا المنظر كان يقتل من الضحك وتهاني ما توقفت عن العناق والتقبيل…ففرحتها أنستها أصلا ما الذي جاء بها لذلك البيت ، يعني غيرن بعض الجو ولكن سرعان ما خيم الحزن من جديد لما بكت إخلاص فقد تعبت من التحمل وفقدت سيطرتها على نفسها في وقت ما ، دعمنها باقي النسوة اللاتي كن يحطن بها قليلا وهذا ما هدأ من روعها ، أحضرت شيماء حبة وجع رأس أخرى ساعدتها على المكابرة فلم يتبقى سوى القليل وينتهي ذلك العزاء ، الذي جمع الجميع بشكل غير متوقع لم ينقص إلا همااااا …
ناريانا(زمت شفتيها):- … أخشى أن أخبره ، أصلا أخشى أن أواجهه لذلك أهاجمه
جوزيت(بتعفف):- كنتِ أخبريه أنه تم اغتصابكِ ما ربما جعله هذا يواسيكِ
ناريانا:- إن كنتِ غاضبة مني هذا لا يعطيكِ الحق لتنقصي من قدري جوزي … ثم يستحيل أن أخبر نادر بما حصل معي دعيه يبقى الملام في نظري ونظر نفسه ، فبسببه حدث ما حدث
جوزيت:- لا والله بسببه رميتِ بنفسكِ في قبضة وحش لا يرحم
ناريانا(دمعت عيناها ونظرت جانبيا):- أنتِ لا تعرفين أي شيء لذلك اخرسي ، دعينا نخرج من هذه الغرفة اختنقت
جوزيت:- هذه المرة الثانية التي ينادونا فيها اففف ، أمقت جو الحزن لكن الواجب واجب
ناريانا(زمت شفتيها وهي تتحرك صوب الباب):- الأمر ليس سهلا …أن يتم اغتصابك ؟
جوزيت(توقفت عن المسير ونظرت إليها):- أعرف طعم مراراته
ناريانا:- لكنه لن يصل لمرارة وضعي ، فبالرغم من أننا عشنا ذات الأمر لكن أنتِ كنتِ في قبضة حبيبك أما أنا … فلم أعرف بقبضة من كنت ، هل إنسان أم حيوان ؟
جوزيت(رمقت حزنها واقتربت منها):- أما زلتِ تتألمين ؟
ناريانا(نظرت جانبيا وهي تتنفس عميقا):- مطلقا ..قد نسيته هيا هيا نخرج
جوزيت(رمشت وهي تطالعها وهمست في سرها):- غالبا أهملتكِ خلال ثورة غضبي يا صديقتي
ناريانا(في سرها أيضا):- وربي سأنتقم منك يا خيري ..أعدك أنني سأنتقم …
كوثر(وهي ترتب المناديل على الطاولات):- ها قد جاءت الصديقتين محلكما هنا بطاولة صحبتكم
جوزيت(رمقت لورينا بطرف عين):- اممم ..صحبة ممتعة ما شاء الله
ناهد(رمقتهم بطرف عين):- ما الذي حشرني وسط هؤلاء أنا ما أدري اففف
فخرية(رمقت جوزيت بطرف عين):- اجلسي جوزيت …وأنتِ ناريانا
ناريانا(جلست وهي تراقبهم):- طاولتنا خاصة حسبما أرى …
سلسبيل(ناظرتها بوعيد):- فعلا إنها مخصصة بذوات الطاقة النادرة جداااا ، سبحان الله
فخرية:- احم …شاهيناز … ؟
سلسبيلّ:- ماذا قلنا ..طبعا أنا أتحدث عن الطاقة الإيجابية والسلبية وليس الطاقة الشمسية خالة
فخرية(بتأفف):- أستغفر الله
جوزيت(نظرت لناريانا):- لما هي تنظر إليكِ هكذا ؟
ناريانا:- لأنني بعثرت الوضع قليلا معها لما وصلت ناهد ، معلوم إنهن يعتبرن خاصة حكيم
ناهد(سمعتها جيدا):- عفوا ؟
ناريانا:- شاهيناز كانت عشيقة حكيم ، ولورينا تعتبر كذلك فهي أم ابنته ولو …أما ميرنا فهي طليقته وصولا إليكِ
ناهد(رمشت):- نعم نعم فهمت لكن ما دخلي أنا ، أنا مجرد موظفة
لورينا(بشرر):- طبعا موظفة رخيصة أصلا ما الذي يبقيكِ في طاولة عائلية ما فهمت
ناهد(بحدة):- ليس من شأنكِ التدخل في مقعدي يا سيدة
جوزيت:- يوووه خلصونا عيب … ناريانا لا تتفوهي بكلام غير مناسب ، لنتمم هذه الليلة على خير وكل تغور لجحرها
ناهد(رمقت شاهيناز ولورينا بنظرة ارتباك وهتفت في سرها):- يا ويلي ما هذاااا ، إن ذوقه رهيب رهيب في اختيار النساء ، حمراء الشعر ولا كأنها عارضة أزياء أما المدعوة شاهيناز جمالها آسر ياااااه أنا مقارنة بهما لا شيء ، له له نسيت ست الحسن والدلال طليقته ميرنا هذه لوحدها حكاية حسنا يا بنتي يا ناهد ضاع أملك …
وصال:- لما لا ترافقينهم بالطعام خالة سماح ؟
سماح(مصمصت شفتيها):- لا …. أريد البقاء بطاولة عمتي نبيلة
وصال:- امم حسنا … غالبا سأجعل جدتي حميدة وسلمى تجلسن معكن
فخرية:- لو تركتمونا نذهب كان ذلك خيرا لكم
كوثر(تضع الشوك على أطباقهن):- له يا خالة أتريدينهم أن يقولوا عنا غير بكرماااااء
وصال(أشارت لسلمى وحميدة):- طبعا لن نسمح فمن الواجب تناول أكل العزاء وأخذ الصدقة
جوزيت(بتأفف):- أشعر بالضجر
ناريانا(همست لها):- سوف نغادر سوية
جوزيت(نظرت إليها بطرف عين):- لم أقرر بعد يا أخت قد أغير رأيي باصطحابكِ في آخر لحظة
ناريانا:- يستحيل لقد وعدتِ جدتكِ
جوزيت(هزت رأسها بعنفوان):- خلينا الآن نتناول هذا العشاء لقد مت جوعا
ناريانا(رمت عينها جهة سلسبيل):- طيب
سلسبيل(وهي تناظر ناريانا بكره):- غبية
لورينا:- ما الذي فعلته حتى جعلتكِ تتضايقين بهذا القدر ؟
سلسبيل:- ما تسألي فقد شنت الحرب ولن أكون سلسبيل إن لم أرد عليها بما يليق
لورينا(نظرت لناريانا بقلق):- حسبتها طيبة يعني بحكم معاشرتي لها بروما ؟
سلسبيل:- طيبة ماذا إنها أفعى سامة برأسين ، لا تثقي بها كثيرا ولا تؤمنيها على أسرارك إن عرفت أنكِ من سلالة العقرب صدقيني ستوقعكِ بالمشاكل
لورينا:- تمام تمام لا تنزعجي هكذا لقد استفهمت فحسب
تموضعت كل واحدة من الحضور حول الطاولات التي رصت بجنب بعضها في ذلك الصالون العريض ، وأيضا بالصالون الآخر ، بينما بدأتِ البنات في القيام بتنظيم الأطعمة على رأس كل طاولة ، هكذا إلى أن أكل الجميع وشربوا وبدون استثناء طبعا من غير إخلاص وشيماء فقد كان أكلهما مجاملة لا غير فأين الشهية التي ستجبرهم على تناول لقمة … أما أهل البيت أيضا كان لهم طاولة جانبية استراحوا فيها فلم يهمدوا اليوم بطوله … والرجال بدورهم فرغوا من مأكلهم ومشربهم وحان وقت تلاوة آيات من الذكر الحكيم ، وقد استقر فقيه الجامع المجاور بصحبته عدة أئمة تم وضع ميكروفونات ومكبرات صوت بجوارهم لكي يصغي الكل لكلام الله في ذلك الوقت العصيب …وكانت آخر التلاوات بهذه الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم …
وقف طارق وعبد المالك وغازي باعتبارهم أهل البيت يعني ، وقاموا بالواجب بحيث نهض أغلبية الحضور بمن فيهم المقرئين ليغادروا العزاء ، بعدهم مباشرة خرجت النساء والجارات تقريبا جلهن ولم يتبقى سوى أهل البيت وبعض المعارف سنكتشفهم واحدة بواحدة بعد قليل …
يزن:- تفضلوا وضعوا الكراسي هناك وتلك الطاولات اجمعوها بالركن
تامر(مشيرا بدوره للرجال):- نحن هنا للمساعدة يا جماعة
طارق:- يا أولاد قد تعبتم كثيرا بالعشاء خذوا قسطا من الراحة ، سوف يعدون لنا بعض القهوة
فريد:- نحن بحاجتها فعلا لنتخذ مجلسا هناك …
ياسين:- أنا سأغادر يا غازي أراك لاحقا
غازي:- تراني أين خذني بيدك لن أطيق المكوث هنا لحظة ، يعني سأعود غدا أكيد
ياسين:- برأيي أن تبقى الليلة مع أهلك ولنا غدا لقاء
غازي(نظر خلفه لهديل التي خرجت):- أامممم ممكن إلى اللقاء يا صاح
ياسين:- سلملم
هديل(كانت تتحدث عبر هاتفها وهي تنظر من كل جانب):- حسنا يا رستم بما أنكم أساسا هنا لما لم تعزوا العائلة ، غير ذلك معي سيارتي كان يمكنني أن أعود بأريحية إلى متى ستخشون علي يعني ؟
رستم:- منذ اللحظة التي اعترض قطاع الطرق طريقكِ وحاولوا أذيتك
هديل:- اففف كان ذلك عابرا ثم لقد تدخل أخي سريعا وقام بتقديمهم للعدالة يعني خلص الموضوع
ضرغام(أخذ الهاتف من أذن رستم):- …اثبتي محلكِ أنا قادم
هديل(برقت عيناها):- غير معقول هل ستخطو بيت الراجيين يا جدي ؟
ضرغام:- مثلما خطوته أنتِ رغم أنكِ عهدتِ ألا تفعلي
هديل(حولت عينيها):- ولكن …هذا أمر مغاير
ضرغام:- ذات الشيء .. انتظري مثلما سمعتِ وكفى ثرثرة
رستم(التقط منه الهاتف):- هل أنت واثق سعادتك ؟
ضرغام:- هذا واجب وعلينا تأديته ، وبما أن أغلبية الحضور قد غادروا يمكنني الدخول
رستم:- لأذكرك شهاب وفؤاد هناك
ضرغام:- ولما سأستغرب أصلا باتت العلاقة بين الرشوانيين والراجيين مثل شبكة العنكبوت ، خليها على الله
غازي(وقف قبالتها):- عودي للداخل
هديل(كتفت يديها):- نعم يا هذا هل ستتدخل في أهوائي أيضا ؟
غازي:- لا عجب أن أهوائكِ تقودكِ للأفعال الغريبة مثل العادة مثل وقوفكِ بالشارع هكذا أمام الرجال
هديل:- لن أتجادل معك أنا أنتظر جدي
غازي:- امممم انتظريه بالداخل وليس أمام الرجال ، أما إن كنتِ لا تملكين حياء يمكنكِ البقاء
هديل(أشارت له بإصبعها):- اسمع..صدقا أنا منزعجة فلا تبدأ
جلنار(هرولت نحوها):- هديلي يا بنت هل كنتِ ستغادرين بدون توديعي ؟
هديل:- تضايقت قليلا جوجو
غازي:- جلنار خذي صديقتكِ وعودا للداخل
جلنار:- يلا هديل
هديل(انسحبت معها وهي ترمقه شزرا):- الله الله …إنه يتحكم يحسب نفسه أنه قادر أن يتحكم يا هذه
جلنار(سحبتها):- لك دعينا منه يا بنتي تعالي معي…
ليان(مرت بجوارهما وهي تحمل صينية القهوة):- خالو طارق تفضل
طارق(أخذ منها فنجانا):- أعطي الصينية لأحد من الأولاد ليوزعه على الشباب
ليان(بتذمر منه):- افف إنه يتدخل في كل شيء ، يزن يزن خذ عني
يزن(ركض إليها والتقط ما كانت تحمله):- مشكورة سيس
ليان(رمقت غازي وحده وفهمت أن ياسين قد غادر):- اللعنة لم ألحق
يزن:- تلحقين ماذا فقيه الجامع مثلا ؟
ليان(رمقته بتأفف):- اغرب عني بوجهك النتن هذا تف …
يزن:- ما بها هذه الحمقاء ؟
طارق(وضع الفنجان بالصحن فوق الطاولة الخارجية):- سيد بشير هل ستغادر ؟
عمو بشير:- بعد قليل أنتظر وصول أختك
طارق(نظر للبعيد):- الله يرجعها ع خير
أمجد:- طيب أنا أستأذن ألقاكم على خير ..
عمو بشير:- نتحدث لاحقا يا أمجد
طارق(استقام ليصافحه):- آنستنا
أمجد(بخفوت):- طارق … عليك المرور قريبا لزيارة أمك ، جدتك ستتركها لوحدها في هذه الظروف كما تعلم
طارق(تنهد مطولا):- سأرى ما بوسعي فعله …
نزار(أخذ فنجان قهوة أيضا وجاور بشير):- ها يا بشير هل كنت جادا في ما قلته ؟
عمو بشير(عاد لمحله):- والله أنا شخص لا يعرف اللف والدوران
نزار:- ولا أنا
عمو بشير:- امممم نزار .. دعنا نكشف الأوراق أنت تدرك مدى خطورة ما قلته ؟
نزار:- أعرف ولو اشتم الأعداء خبرا ستحصل مشكلة ، لكنني دللتك على مكانه لعلك تتدخل فميار لن يسمح له بأن يغادر بؤرة سيطرته مهما كان
عمو بشير:- صدقا ما توقعت أن يحتجزه بالبيت الجبلي كي يكون مكانه بالسجن ، عظيمة هي الأخوة
نزار:- الأخوة تمنع العداوة ، لكن .. في ظل ما حدث بينهما فإياد لن يسامح ميار مطلقا ناهيك إذا ما عرف أنه كان يحتجز أمه وليس صديقته كما يظن
عمو بشير:- دعنا لا نتطرق لهذا الأمر علانية ، سوف أنتظر مجيء كاظم فهو الوحيد القادر على إحضاره من هناك جبرا عليهم
نزار:- إذن أخليت ذمتي بما عرفته
عمو بشير:- لم تخبرني كيف عرفت ؟
نزار:- ههه استعنت بقدرات خارقة فلا تدقق لأنك لن تعرف
عمو بشير:- امم بصارتك الخاصة غالبا هي التي دلتك على الموقع ؟
نزار:- يمكنك تصور ذلك … هااااء عجبا أليس ذلك عجوز آل رشوان ؟
عمو بشير(نظر جانبيا):- ضرغااااام ؟؟؟؟؟؟
طارق(نهض من محله):- … اممم لو كنت أعلم أنك ستشرف بيتنا لكنت استقبلتك بشكل لائق
ضرغام(استند على عصاه):- طارق الراجي …
طارق:- لا يسعني استقبال رجل يحاول طعن عائلتي ، عذرا منك يمكنك العودة في وقت لاحق
فؤاد(انتبه له من طاولته فصعق من وجوده):- عذرا دكتور مراد علي التدخل الآن ، لطفا أيمكنك إخبار شهاب بأنني أريده ؟
مراد(نهض من فوره):- حسنا سأبحث عنه في البيت ولا يهمك …
فؤاد(هرول نحوهما):- شكرا …. آخ يا أبي لندعو الله أن مجيئك لن يخلق مشاكل
ضرغام:- ما فعلته كان بداع شريف
طارق:- هه داع شريف ، أن تقوم بسرقة مستندات شركتنا لإفلاسها داع شريف ؟
ضرغام:- أجل ..أصلا شركتكم ستفشل يعني نجحت طوال الفترة الماضية لكن إلى متى ستستمر ؟
طارق:- أيمكنك أن تشرح لي ما مشكلتك معنا ؟
فؤاد:- أبي … ما الذي أتى بك ؟
ضرغام:- ها قد جاء كبير المعارضين
فؤاد(امتص شفتيه بنفاذ صبر):- مكانك ليس هنا فغادر قبل تفاقم الوضع
ضرغام:- لم آتي لكي آخذ أوامر منكم ، سوف أقدم الواجب وأرحل مصطحبا حفيدتي معي
فؤاد(مسح على جبينه):- أبي ؟؟؟؟؟؟؟؟
ضرغام(بحزم):- أريد رؤية نبيلة الراجي
طارق:- ههه لا أنت قد فقدت صوابك
ضرغام(هدر فيه):- ويحك لا تتجرأ على من هم أكبر منك سنا يا ولد
طارق:- سيد فؤاد … انتهى العزاء فحبذا لو تنسحب بأبيك من هنا لأنه غير مرحب به
شهاب:- أتفق تماما مع الأخ طارق يا جدي ، مكانك ليس هنا
هديل(لحقته فقد سمعت مراد لما قام بطلبه):- إليكم عن جدي ، ما بالكم اتحدتم ضده كلكم ؟
ضرغام:- دعيهم يا صغيرتي فهذه جعجعة صبية لن تسمن من جوع
طارق(حك ذقنه):- تطاولك غير مسموح به يا سيد ضرغااااام خصوصا في وضع حساس يعيشه بيتنا ، لذلك ارحل بهدوء
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض):- أحضروا لي نبيلة الراجي لأعزيها في فقييييييييدها …
هديره ذاك جعل الصمت يدب في الأرجاء ، كأن ريحا هبت بالمكان لتجعل أغلبيتهن يخرجن للخارج لمشاهدة ما يحصل ، القلق ارتفع بالأوصال لكن هذه الفوضى لم تأتي من فراغ هنالك دافع قوي يجعله ثابت على رأيه فهل ستخرج إليه ؟
فخرية:- إنه ضرغام رشوان
ناريانا:- اممم جد وائل يا جوزيت كما توقعت
جوزيت(صغرت عينيها فيه):- ولما هو حانق هكذااا ، دعينا نجلس بالطاولة هناك لنتابع
لورينا:- سأجلس جواركن ، شاهي ؟
سلسبيل(كانت مسمرة محلها وهي تناظره بدموع):- هه ..ضرغام رشوااااان أخيرا التقينا
فخرية(وثبت خلفها بعد أن أشارت للورينا بالجلوس):- سلسبيل
سلسبيل(نظرت إليها بعيون دامعة):- … إنه كبير الرشوانيين يا أختي ..إنه الرجل الذي أهانني في الماضي وشارككم في أسري … أنا أمقته مثلما كرهت سليم الراجي ذات يوم … كلاهما أنذل من الآخر ورؤيته ذكرتني بسليييييم ، أشعر أشعر بأن لدي رغبة في قتله
فخرية(وضعت يدها على ذراع سلسبيل):- اجلسي وبدون جنونك
سلسبيل(هزت رأسها بتشتت):- إنه ضرغام رشواااان ..إنه ضرغام رشوان
ناريانا(استدارت للخلف ونظرت لنزار):- أخي …
نزار(أومأ برأسه فقد كان جالسا بدوره بجوار بشير وجاسر وزياد):- أنا هنا أختي ….
جوزيت(وضعت رجلا على أخرى):- هه اعتدت على مثل هذه الدراما في كل اجتماع عائلي
ناريانا"- دعينا نتابع ما يحدث …
نور:- طارق …ما الذي يريده هذا لقد فضحنا ؟
طارق:- يريد جدتكِ وصل الآن ؟
عواطف:- أمي لن تراك يا سيد ضرغام فغادر من غير مطرود
مديحة:- أجل …بيتنا لا يستقبل شخصا يحاول أذية أهله في كل فرصة تأتي أمامه
سماح(بكره):- وإن كنت تظن أننا نسينا ثأرنا منكم فهذا أبعد لك من خيالك ، نحن لا ننسى ماضينا
عواطف:- سماااااااااح ؟
سلوى:- عن أي ماض تتحدثين يا أمي أي ثأر تقصدينه ؟
سماح(بدموع نظرت لضرغام):- لقد اقترفت خطأ جسيما بدخولك لأرض راجية يا رشواني
ضرغام:- ههه هاه… سماح الراجي أذكر اسمكِ جيدا ، أذكركِ جيدا حتى زوجكِ قد مر على ذاكرتي يوما ما
سماح(حاولت الانقضاض عليه):- دمنا سيبقى معلقا برقبتكم إلى يوم الدين
فؤاد:- يكفييييييي … عن أي دم وأي ثأر تتحدث هذه يا أبي ؟
شهاب:- الواضح أن جدنا القدير مكعب أسرار بلا شك
هديل:- شهاب احترم نفسك
شهاب:- ستخرسين أو سأخرسكِ بطريقتي يا بنت …
جلنار(واقفة بجوار البيت):- جيد أن الأغلبية غادروا ولم يشهدوا هذه الفضيحة
جمانة(كانت تنظر إليه بشكل غريب):- لما لا يستقبلونه وتنتهي المشكلة ؟
رنيم(باستغراب):- كيف يجرؤ أصلا على المجيء هذه إهانة بحد ذاتها …
عفاف:- دعونا لا نطيل يا بنات … طارق يضبط أعصابه بصعوبة تت
طارق(وقف أمامه):- جدتي لن تخرج من بيتها لأخذ العزاء من شخص مثلك … أنت آخر من ستسمح له بذلك
غازي(وقف خلف طارق):- آل الراجي يرفضون دخولك سيد رشوان
ضرغام:- أحقا … طيب لما استقبلتك بقصري آخر مرة إذن ؟
غازي(نظر لهديل بتأفف):- كان ذلك لأجل حفيدتك وليس لأجلك
مديحة:- حفيييييييييييدته ….حفيدته التي حاولت سجنك وسجن أخيك قبل مدة ؟؟؟؟؟؟؟
غازي:- أمي لا تبدئي
هديل:- حسنا أنا اعتذرت من حكيم وقد تقبل اعتذاري بصدر رحب ، لكن ابنكِ ذاك يستحق السجن ألف مرة
غازي:- ستلجمين لسانكِ ولا تطيليه على أمي وإلا قطعته لك
شهاب:- حسنا تماديت أخ غازي فلا تحسب ابنة عمي وحيدة هاه ؟
غازي(تقدم نحوه):- عفوا ؟
شهاب(تقدم أيضا ليجابهه):- كماااااا سمعت يا فاضل
فؤاد(وقف بينهما):- اهدآآآآآآ ..
مديحة:- كيف تأتي لعزاء حفيدي لتخربه هااااه ؟؟؟؟
ضرغام:- جئت لأقدم عزائي
مديحة(بحرقة):- وعزاااااائك غير مقبوووووول
سماح:- فغادر بيتنا ولا تتجرأ مرة أخرى ، يكفي أننا نستقبل أحفادك على مضض
عواطف:- ماذا قلتِ ؟
سماح:- أجل كما سمعتِ زواج ابنتكِ من ابنه جلب لنا العار ، ويا ليت المصيبة وقفت إلى هنا فابنتكِ الأخرى غارقة في هوى حفيده دون حياء حتى أنها فرطت في ابن عمها دمها وحرقت قلبه ، أما الأخيرة فهي نور التي ترغب بالزواج من ابن ذلك المجرم دون موافقتنا حتى
نور:- حسنا إلى هنا وتدخلتِ فيما لا يعنيكِ عمتي
ضرغام:- ما الذي أسمعه ؟
فؤاد:- بدون تراجيديا أنا ونور قررنا أن نتزوج
ضرغام(فتح فمه بصدمة):- هئ ؟؟؟؟؟؟
هديل:- عمو فؤاااااد متى كنت ستخبرنا بأمر كهذاااااا يعني ؟
فؤاد:- ها أنتِ تعرفين الآن
شهاب(عض شفتيه):- موقفك صعب
فؤاد:- لا صعب ولا غيره نحن راشدين ولن ننتظر إذنا من أحد
طارق:- هذاااا ليس وقتا مناسبا للتحدث في أمر كهذا ، عمتي ادخلي للبيت
سماح:- لن أدخل
سلوى:- أجل لن تتحكم في رغبتها يا طارق
طارق(مسح على جبينه بنفاذ صبر):- قلت جميعا للداخل
وصال(اقتربت من جاسر):- هل نستخدم مدفعيتنا ؟
جاسر:- كان حريا بنا المغادرة مع أسرة كامل كمال قبل هذه الحرب الباردة
كوثر(وهي تمسك بيد زياد):- تخيل معي ..الجميل في الأمر أن تصل ميرنا ووائل الآن
زياد:- لتكتمل الليلة ، لكن ما فهمت ماذا يريد من جدتهم ؟
كوثر:- لا أدري لا أدري …
ارتفعت الأفواه بالأحاديث في الشارع كلهم كانوا هناك ، وصعبت السيطرة على ذلك الوضع فالجميع كان ثائرا ينتظر الآخر على حرف ، لذلك استحال طلب الصمت ولم يكن هنالك حل سوى خروجها فضرغام قد عاند عندا غريبا بمجيئه ، قد كان يعرف أنه سيخرق قانونا بحضوره خصوصا بعد محاولته الدنيئة لإفلاس الشركة والتي خلفت شقوقا بين العائلتين أكثر مما عليه ، وهنا وحين كان الضجيج يلف الأركان استقامت من محلها فقد كانت تصغي لكل شيء من مكانها ، مطت شفتيها وأشارت لشيماء ونهال أن تبقيا جوار إخلاص التي كانت تنظر بدون حياة لما يحصل ، أما ميرا فقد أبت الخروج وبقيت رفقة الصغار بالغرفة فهي لن تضبط لسانها مع ضرغام ومش ناقصها مشاكل
المهم ،… لحظة خروج نبيلة من البيت أخرستهم جميعا وخصوصا هو قد تقدم خطوة وسط ذلك الجمع الغفير بينما كانت هي تتحرك بعصاها صوبه إلى أن فتحت طريق لهما ، وقتها تبادلا نظرة حادة ملؤها الغضب وحرقة السنين الأليمة التي مرت عليهما …
طارق(برفض):- جدتي عودي للبيت حالا
نبيلة:- أنا كبيرة كفاية حتى لا أنتظر أمرا منك يا حفيدي الغالي
طارق(اقترب منها هامسا):- لستِ مجبرة على محادثته
نبيلة:- أنا من يحسم ذلك ..
ضرغام(ضرب بعصاه الأرض):- نبيلة
نبيلة(وضعت يديها معا فوق عصاها وهي تناظره):- ست نبيلة ، احفظ الألقاب فهي التي تضع كل واحد بمقامه سيد ضرغام
ضرغام(تسللت ابتسامة شقية لثغره ونظر للجميع):- أولادنا وأحفادنا يريدون أن يحرمونا من حديث خاص ، أتراكِ تسمحين ؟
فؤاد:- ها هو سيبدأ التملق
شهاب:- أبوك فقد صوابه خذها مني يا رجل ، أكيد الذنوب التي اقترفها قديما عادت عليه بالسوء
هديل:- أيمكنكما أن تكونا محضر خير للحظة ؟
مديحة:- أمي لا يمكنكِ محادثته مثلما قال طاااااارق … إنه خبيث
عواطف:- أمي …؟
سماح:- عمتي يستحيل أن تسمحي لكبير الرشوانية بهذا الحق ، يستحيييييييييل ؟
نبيلة(نظرت إليهم وتنفست عميقا قبل أن تسترسل):- … ضرغام رشوان ..ما الذي جاء بك ؟
ضرغام:- جئت لأعزيكم في فقيدكم ، حزنت لموته فتلك الميتة لا يتمناها المرء لعدوه … ذبحوه بطريقة سيئة ليس هذا فقط بل سرقوا أعضاءه وفصلوه اففف …أمر بشع للغاية
سماح(بدموع نظرت للأرض):- أنت تسخر منا ؟ جئت لكي تسخر من موت شاب مهما وصلت ذنوبه فلن يبلغ حد ذنوبك وآثامك
ضرغام(رفع يده اليمنى هازئا):- ما عاد الله
طارق:- فؤاد …خذ أباك من هنا قد بلغ السيل مبلغه
فؤاد:- أبي … هيا بنا هيا
نبيلة(استوقفتهم):- لما أنتم سلبيون هكذا ، بالنسبة لي ما قاله عادي فهو حقيقة ندركها جميعا
ناهد(كانت في الزاوية لوحدها تحاول البحث عن أبيها الذي اختفى من الوسط):- أين ذهب أين ذهب ليته هنا لنغادر هذا المكان إنه كحقل ألغام الله الله …
ضرغام:- حكمتكِ هي الشيء الذي يميزكِ يا نبيلة
نبيلة(بلؤم):- … حكمتي أنقذتني منك قديما وكدت أستخدمها مجددا لأنقذ حفيداتي من براثن أولادك، لكن تشاء الأقدار بأن تعارض رغبتي وغايتك الدفينة في التفرقة بينهم … فمثلا حفيدك أب لصغير حفيدتي ميرا ، وابنك فؤاد ينوي الزواج من نور ولعلمك أنا الوحيدة التي لم تعترض على هذا الزواج خلافا عن الكل ، أنا أدعمهما وسأفعل حتى أراهما سوية تحت سقف واحد ، ..ومن يدري يا ضرغام قد نشهد زواجا آخر بين ميرنا ووائل ، وحتى الصبية التي ترعاها وتعتقد أنها ستسير على نهجك من يعلم قد يسرق قلبها راجي منا ههه …يااااه أرى أن ملامحك تغيرت من الرعب لا أستطيع تخيل وجهك لحظتها صدقا لا أستطيع التمييز
ضرغام(نظر لهديل مباشرة والتي ارتعبت):- ….ما الذي تقصد بكلامها ؟
هديل(ارتجف فكها وهي تنظر لغازي):- ..لا ..لا شيء يعني لم أفهم صدقا
نبيلة:- هه لا تنظر إليها فهي حقا لا تفهم لكنني أفهم
غازي(نظر لنبيلة):- ما الذي تقصده جدتي الآن ؟
مديحة(برقت عيناها):- يستحييييييل أن ينظر إليها ابني حكيم يستحيييييييل
ناهد(هنا أصغت جيدا):- حكيم …ما دخله في تلك أيضا ، يا إلهي لا يخبرني أحدكم أنها أيضا ضمن قائمة الدنجوان القدير ؟؟؟؟؟
لورينا(صغرت عينيها):- ما هذا ما الذي يوجد بين حكيم وتلك المعتوهة ؟
سلسبيل:- لا شيء ..إن نبيلة لم تقصد حكيم ولكن هم فهموا الوضع مقلوبا
لورينا(بعدم فهم):- ماذا قلتِ ؟
سلسبيل:- شتتت دعينا نتابع
ناريانا:- لقد تشعبت الأمور كثيرا
جوزيت(بابتسامة إعجاب):- جدتي نبيلة تملك أجوبة فتاكة ، إنها دمار شامل لقد أربكت الرجل من جملة وردت على إهانته السابقة بما يليق
ناريانا:- فعلا إنها امرأة قوية …
نبيلة(بحدة):- سعيك مشكور
ضرغام(زم شفتيه بكره):- لا تحلمي بأن أسمح بامتزاج دمنا مجددا يا نبيلة ، لا تحلمي فعلى جثتي ستتم تلك الزيجات ، صحيح فلت مني زواج حفيدتكِ بحفيدي ولكن كان الأمر يفوق طاقتي فحين وضعت بين أذرعي صغير آل رشوان ما استطعت أن أمنع ما يحدث ،فأنا لست رجلا ينكر دمه
فؤاد(غالبه الضحك):- هههه عفوا إنها لنكتة هذه يا أبتاااااه صح ؟
ضرغام:- أنت حالة خاصة
نور:- كلامك مبني على النفاق يا سيد ضرغام
ضرغام:- أهذه من تنوي الزواج منها وهي التي طردتك من بيتها يوم جئنا لطلب يدها ، أين كرامتك يا ولد كيف تعود إليها بعد أن مسحت برجولتك الأرض؟
نور(قاطعت فؤاد قبل أن ينطق):- سامحني على فظاظتي ولكن لا يوجد ّمن هو خسيس أكثر منك هنا ، فصحيح أنا أهنت فؤاد لما جاء لخطبتي وقمت برفضه ولكن كنت عمياء وقتها وأردت إيلامه ، ندمت ندما شديدا على ذلك وتصالحنا فمن تكون حتى تقف بين رغبتنا ؟
ضرغام:- قد لا أكون شيئا بالفعل ، وقد لا أملك شيئا يجعلني أمنع هذا لكن ..ههه برأيي أن تبحثي جيدا في خلفية الرجل الذي تنوين الزواج منه قد تجدينه مكعب أسرار بدوره ومن يدري قد يكون أصلا يتقرب منكِ ليكفر عن ذنب عظيم لن تغفريه له
فؤاد(برقت عيناه ونظر لضرغام):- ….أ… نووور؟
نور(بثقة):- هه محاولة جيدة سيد ضرغام لزرع الشكوك بيننا لكنها لن تنطلي علي
ضرغام:- حقا … مثير للإعجاب أحفادي يحملون جيناتي في التأثير بالنساء هه
نبيلة(رمقته بقنوط):- غرورك لم يتغير …
ضرغام(ببريق قديم):- وما زال كبريائكِ كما عهدته
رنيم:- تمام هنا بدأت أحتاااار ما الذي يقولانه ؟
جمانة:- الله أعلم لكنه مؤثر
رنيم:- غالبا هنالك ماض دفين يجمعهما ..هئ غير معقووول
جلنار(بتأفف):- دعينا من كلامكِ المختلط بحساء المستنقع
رنيم:- بذمتك أليس ما ترينه أشبه بقصص الستينات والسبعينات ؟
جلنار:- تصدقي معكِ حق ، له أقطع برنامجي ليلة واحدة إن لم يكن حدسنا صحيح
رنيم:- اسكتي اسكتي جدتي تتحرك …
ضرغام(استوقف نبيلة بجملته):- … نبيلة الراجي … هل يعلم أحفادكِ أين كنت خلال هذا الشهر ؟
نبيلة(هنا دب القلق بأوصالها واستدارت إليه):- أتعلم أنت ؟
ضرغام(بجدية):- أعلم
نبيلة(ناظرته بحدة):- إذن ضع معرفتك في فنجان شاي بالنعناع واشربهاااا هنيئا ع قلبك
ضرغام(زم شفتيه بخبث ثم استرسل):- .. جدتكم القديرة كانت ..
نبيلة(بصرامة):- لا تكمل جملتك ضرغام ..
ضرغام(بمكر):- إذن حادثيني على انفراد لو خشيتِ الحرج أمامهم ؟
نبيلة(بثبات):- ليس لدي ما أشعر بالحرج لأجله ، أنا نبيلة الراجي يا كبير الرشوانيين ..إن كنت تحسب نفسك ذكيا فتذكر أنني لطالما كنت موجودة لكسر ذلك الذكاء المزعوم
طارق:- جدتي … هل ستشرحين لنا ما يحدث ؟
نور:- أجل جدتي بحثنا عنكِ الشهر كله ولم نعثر على أثرك ، في اتصالاتك رفضتِ حتى التواصل معنا وإخبارنا بموقعك
نبيلة(وطأت على غرورها كي لا يكسب العجوز الخرف):- سأخبركم … لقد كنت أعيش ببيت وائل …وائل رشوان
فغر الكل فمهم تلك اللحظة فلم يكن متوقعا بالمرة أن تعيش جدتهم في بيت رشواني من أحفاد الرجل الذي كان طاغية في حياتها ، لم يستطيعوا التصديق حتى أنها لم تولي اهتماما لدهشتهم بقدر ما كانت تراقب نظرات ضرغام التي كانت كلها انتصار ، نظرات بادلتها بنظرات سخرية فهو لا يعلم أن بذلك البيت نفسه كانت تعيش ابنتهما … كيف ؟ بسيطة جدا يقولون إذا أردت أن تخفي شيئا بدقة ضعه أمام مرأى الجميع ، وإياد أخذها لآخر مكان يمكن لميار أن يفكر بتواجد هبة فيه ، وخصوصا آخر مكان قتل فيه ابنه ببطن أمه فبعد اغتصابه لجوزيت بشقة وائل من المحال أن يطأ بأقدامه تلك الطريق أصلا …إنها خطوة ذكية ولكن ضرغام لم يفقه فيها شيئا ما عدا أن نبيلة كانت تعيش هناك فقد علم من خلال رجاله أنها بصحبة سفيان تخرج وتدخل إلى هناك ، ولأن هبة دخلت إلى الشقة تلك الليلة المشئومة وما غادرتها بعد فقد كان من غير الممكن أن يكتشف تواجدها أي أحد …..
مديحة:- أحقا ما قلته أمي ، هل تركتِ بيوت العالم لتسكني ببيت وائل رشوان غريم ابني هاااااااه ؟
نبيلة:- ليس وقتكِ يا مديحة… هيا عدن للداخل فقد انتهى حديثنا هنا
ضرغام:- بالعكس … قد حان الآن وقت الحديث
شهاب:- يا الله على هذاااااا … واووو ويلي لا لا لا ليس وقتك ليس وقتك
فؤاد(نظر حيث ينظر):- ماذا هناك …يا إلهي … لقد وصلوا ؟؟……
"ميرنا" ، رؤيتها تعني تذكر حكيم وتذكر حكيم الذي كان رحيله كالندبة في قلوبهم يعني معاناة أكبر واستذكارا لمشاعر الغبن والحرقة عليه ، وصولها كان بمثابة خط فاصل بين كل الأحداث السابقة وبين هذا اللقاء الذي أعاد لهم كل المشاعر المتضاربة التي عايشوها خلال الفترة الماضية ، الدموع كانت شريكة نظراتهن فأول من بدأت تبكي هي عواطف التي افتقدت صغيرتها وتأسفت على حالها بعد غياب حكيم ، بينما مديحة بكت ابنها وحفيدتها وحالهما الكسير ، أما البقية فقد تذكروا أخاهم ابن عمهم صديقهم حبيب قلبهم ورجلهم الذي كان يهب كل لحظة لكي يزرع البسمة على ثغرهم ، متناسيا نفسه بل كان يقدم روحه قربانا لراحتهم ، حكيم رجل البيت ودعامتها الذي غاب عنهم سنين طويلة ولما عاد أنساهم علقم ذلك الفراق وعوَّدهم عليه من جديد وها هو ذا يرحل مرة أخرى من جديد … تذكروه وتذكروا رحيله المفجع ، ونظرتهم لميرنا كانت الشيء الذي قصم قشة البعير وحطم حصون صبرهم وقوتهم على فراقه ،… طالعوها بقلة حيلة فقد شهدت الكثير من المآسي بدورها وما زالت تدفع ثمن أخطاء غيرها وتحرقهم بنظرتها الأليمة ، هيييه كم من المحن ضربت على رأسها ولغاية اليوم لا تزال تعاني إلى حد العدم والتشتت الذي تعيشه الآن، نزلت من السيارة بملامحها الشاحبة ونظرتها الضبابية ، نزلت بقلب منفطر وعيون دامية وروح مشطورة إلى نصفين …. فبدورها كان لقاؤها بهم بدونه شديدا عليها ويصعب أن تشرح لهم حقيقة وجعها فهم لن يتفهموها وهي لن تفلح في الشرح ، وقفت محلها ثابتة وفاجّأتها ميسون حين خرجت من المقدمة بأدب تضم دبها الضخم بيد وبيدها الأخرى أمسكت يد ميرنا وظلت متشبثة بها وهي تنظر معها إلى ذلك الجمع الماثل أمام باب البيت ..
احتار بدوره لما يحصل ولكن حين لمح جده فهم الأمر وعليه ناظر كاظم بعمق وتقدم قبلهما رفقته …
وائل:- البقاء لله
طارق(هز رأسه بموافقة):- شكرا وائل … ممتنين لأنك وفيت بوعدك وأحضرت أختي ، ميرنا ؟
ميرنا(بنظرة متلاشية كانت تنظر إليهم بالواحد):- ….لارد
ناظرت أمها خالتها ، بعدها جدتها عمتها ، شقيقها وزوجته ، نور فؤاد أيضا شهاب وهديل وضرغام رشوان ، صديقتيها الحميمتين وصال وكوثر وبجوارهما جاسر ووصال ، غازي جلنار رنيم جمانة نور وسلوى ، شاهيناز فخرية لورينا ، خلفهم ناريانا وجوزيت ،، نادر ومراد ، عمو بشير عمو نزار يزن وليان وبقية الشباب خلفهم تامر فريد مازن فردوس ومرام كذلك .. وهي ….. إنها ناهد لم تدرك أنها ترمقها بنظرات حادة وغاضبة إلا بعد أن هزتها ميسون من ثيابها لتستدرك الألم الذي كانت تسببه لكف الصغيرة التي اعتصرتها بقبضتها من تضارب أفكارها المضطربة لحظتها …
ميسون(لاحظت ارتخاء قبضة ميرنا):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(دمعت عيناها):- …لا
عواطف(ركضت نحوها):- ابنتي أين ذهبتِ أين أين لما تحرقين قلبي هاه ؟
ميرنا(استقبلت حضن أمها بقلة حيلة):- هممم
عواطف(تحسست وجنتيها):- اشتقت لكِ وخفت عليكِ كثيرااااا
مديحة(تقدمت وسحبت يد ميسون من كف ميرنا):- من أعطاكِ الحق كي تأخذي حفيدتي مني .. كيف تأخذينها بطائرة خاصة لا ندري أصلا هي لأي صاحب …كيف تعرضينها للخطر أجيبي ؟
نور:- خالتي مديحة … حالتهم متعبة كما ترين ليس وقته
مديحة:- بل وقته ، كيف تتصرف بطيش ولا تحسب حسابا لجنازة فقيد بيتنا ؟ وأنتِ أنتِ كيف تسمحين لها بأخذ ابنتكِ يا امرأة ؟؟؟؟
لورينا(بعدم استيعاب):- يعني …الوصاية صارت من نصيبها
مديحة:- تلك الوصاية باطلة فأنا لا أعترف بها ولن أعترف لأنكِ أمها التي أنجبتها وليست ميرنا
ميرنا(تألمت من جوابها):- هففف
طارق:- خالة مديحة أنتِ تهاجمين بشكل غير سوي
مديحة:- سأقول ما اريده ولن يوقفني أحد …
عواطف:- إلى هنا وكفى ، هل عادت ابنتي لكي تسمعيها من جميل كلامك ما يعذبها وكأنها الملامة على رحيل ابنكِ أيضا
مديحة:- أو ليست كذلك ؟؟؟؟
ميرنا(تنهدت بأسف):- …لارد
وائل(مسح على جبينه ونظر لشهاب):- ما العبارة ؟
شهاب:- مواجهة وحياتك ، ها أكنت تعلم أن الجدة نبيلة كانت تعيش ببيتك خلال هذا الشهر ؟
وائل:- أجل ..كنت أعرف وتركتها على راحتها وما أزعجتها طوال هذه الفترة
شهاب:- غالبا علينا أن نتحدث سوية فيما بعد
سماح:- يكفينا مهزلة هنا .. الدنيا ستمطر
كاظم(تقدم لجوار لورينا):- … أريدكِ في كلمة
لورينا(عقدت حاجبيها):- ماذا هناك ؟
كاظم(وضع قبضته على ذراعها بقوة وجذبها للخلف):- … ستعرفين بعد لحظات
سلسبيل(ناظرته بتمعن لكن أعادت بصرها لما يحصل):- …حممم
نبيلة(لم تبالي بعربدة ابنتيها بل استقبلت ميرنا بحضنها):- شحب وجهكِ وفقدتِ وزنا كثيرااا ميرنا ، أيمزقكِ فراقه لهذه الدرجة ؟
ميرنا(وعينها للخلف صوب ناهد):- أهاااا
نبيلة:- سيعود …
ميرنا(أغمضت عينيها):- همم …
طارق:- هيا للداخل عفاف … انتهى العرض هيا يا بناااات بدون إطالة
جلنار(دخلت مع رنيم وجمانة):- يلا ليان ..امشي أنتِ أيضا هيا سلوى
دخل معظمهن للبيت ورحل أغلبيتهم ولم يتبقى إلا قلة قليلة ، قلة كانت قادرة على إشعال ألف حرب وحرب باستعمال الكلمات فقط لا غير …
نبيلة:- انتهيت هنا وفقست الخبر الذي كنت تتلذذ لتكشفه لعائلتي ، يعني كلفت نفسك سيد ضرغام نعيد الزيارة حين نأتيك بالأفراح وليس الأقراح …
ضرغام:- سوف لن تنعمي بالراحة طالما أنا على قيد الحياة
نبيلة(تحركت صوب البيت):- وبما ستفرق ، فأنت ميت بالنسبة لي منذ سنوااااات
ضرغام(تسمر محله من جوابها حتى اختفت بسمته الساخرة):- نبييييييييييلة ؟؟؟
وائل(وقف بطريقه بنفاذ صبري):- جدي ماذا دهااااك ، إن كنت قد انتهيت من عرضك السخي الذي لم يحالفني الحظ لمشاهدته ، فيمكنك المغادرة يكفي الناس متعبة فكن رحيما على غير عادتك لو سمحت
ضرغام(ناظره بإمعان وبعد صمت):- هيا بنا هديل
هديل(عانقت وائل):- جيد أنك بخير أخي أراك لاحقا
وائل:- انتبهي لنفسك
فؤاد:- سأغادر بدوري نور .. نتحدث فيما بعد
نور:- لا تغضب من تصرف أبيك يعني تعودنا على فصوله والله
فؤاد(ابتلع ريقه بصعوبة):- بلغي سلامي لدينا ..أراكم ع خير
شهاب(خرج من البيت وهو يحمل شادي ويغطيه بالغطاء):- ابن العم بيننا اتصال علي الإسراع بالصغير من البرد
وائل(لوح له):- أكيد … مرحبا ميرا ؟
ميرا(تدثرت بفروها وهي تناظر ميرنا بطرف عين):- … لا أهلا وسهلا بيننا ، وخصوصا وأنت تقف جوار المرأة التي تسببت في رحيل ابن عمي حكيم
ميرنا(نظرت لميسون وأشارت لها بالدخول):- هااا
ميسون:- صديقاتي بالأعلى سوف أتفقدهن قليلا قبل رحيلهن مع …أبيهن ..
ميرنا(شعرت بحرقة الصغيرة وربتت على كفها ثم أرسلتها):- هااا
وائل(نظر لشهاب الذي كان يضع الصغير بالسيارة):- هيا ميرا ..هذا ليس وقته
ميرا(اقتربت منها مشيرة):- يكفيني أن أراكِ ضعيفة هكذا فهذا لوحده يشعرني بالغبطة أتعلمين لماذا لأنكِ لن تنعمي بطعم الراحة بعيدا عنه ، يلا من حسن حظه أنه ارتاح من وجهكِ الشؤم ..سلام
وائل(هم بالرد لكن ميرنا أمسكت يده موقفة إياه):- … يكفي ه…
عواطف(بأسف من حالهما):- ادخلي ميرنا ولا تأخذي ببالك
ميرنا(أومأت برأسها وأشارت لعواطف كي تسبقها):- هممم …
عواطف(شبكت يديها ودخلت):- حسنا …
وائل(التفت إليها وهو يناظر ابتعاد سيارة شهاب):- لا تحزني
ميرنا(انهمرت دمعتين حارقتين):- ..لارد …
تقدمت وصال وكوثر وقامتا بدعم ميرنا بما يجب ووعدتاها أن تقوما بزيارتها يوم غد لتغيير بعض من الجو على نفسيتها التعيسة ، ودعتهما برفقة جاسر وزياد اللذين أبديا دعمهما بالكامل لوائل الذي شكرهما جزيلا على موقفهما اللطيف …وبعد وداعهم نهضت لكي تخرس جوع قلبها لإفراغ تلك الكلمااااات
جوزيت(اقتربت منهما):- واااائل أخيرا أفلحت بإحضار الهاربة من قبضة العائلة
وائل(حرك رأسه بقلة حيلة):- جوزيت
جوزيت(هزت كتفها بإباء):- ي نعم ؟
وائل:- لا تبدئي إنها متعبة أصلا فارحميها لو تكرمتِ
جوزيت:- ههه ..أصبحت لا تطيق لنا كلمة يا سيد وائل ، أنت تخشى على مشاعر السينيورة أكثر من تجريحك للآخرين يلا مش مشكلة أساسا هو وقت غير مناسب لتبادل الكلام ..
ميرنا(نظرت جانبيا):- …لارد
ناريانا(كانت تناظر نادر بطرف عين):- دعينا نغادر يا جوزي …
جوزيت(اهتزت بحرقة):- … ستمطر .. وستبتل هذه الأرض لكن هل سينطفئ لهيب روحكِ يا ميرنا ؟ أشك بذلك فاحترقي لست أبالي
وائل:- يا الله هل علينا أن نصغي لكل واحدة تمر بنا من هنا ؟
ناريانا(سحبتها):- وداعا … يلا جوزي يلا …
نادر:- ولول صديقي
وائل(انزاح قليلا عن ميرنا وعانقه):- أهلا يا صاح والله أعصابي تلفت يا ليتنا تأخرنا أكثر ولا كنا لحقنا بهذا الجمع البائس
نادر:- مو مهم اسمع سأكلمك غدا صباحا أريد أن أتحدث معك قليلا لم أتنعم بمحادثك مثل الناس طوال الفترة الماضية
وائل:- طيب نادر طيب نتواصل ..
نادر:- ميرنا … قلبي معكم البقاء لله
ميرنا(أشارت له بإيجاب):- أهااا ..
وائل(بعد ذهابه):- دعينا ندخل ميرنا ماذا تنتظرين هنا ؟
ميرنا(لاحظت انسحاب الكل حتى أن المكان بدأ يفرغ من الحضور):- …لا
نزار(اقترب منهم):- وائل بني
وائل(استدار إليه معانقا):- عمو نزار أنا بخير ، سوف تذهب للقصر مع رشاد ماشي ؟
نزار:- طيب طيب كما تريد سأنصرف معهم وأنتظرك هناك
وائل:- تمام ، قد لمحت العم بشير معك هل غادر ؟
نزار:- غالبا … ميرنا بالإذن منكِ يا ابنتي
ميرنا(استقبلت ربتته على كتفها بهدوء):- اممم
شاهيناز(اقتربت بدورها منهما):- وائل رشوان وميرنا الراجي ، الثنائي الذي لا يخشى أي شيء
وائل:- يا إلهي
طلال(ركض إليها):- شاهي تحركي لن ننتظركِ أنتِ ولورينا مطولا
سلسبيل:- هل أوصلت أمك القديرة ؟
طلال:- بالفعل أخذتها للبيت وعدت لأخذكم ، هيا فخرية تنتظر بالسيارة أين لوري ؟
سلسبيل:- كانت مع ذلك الضخم هناك بالزاوية
طلال:- طيب رافقيني لننتظرهم بالسيارة سوف تمطر بعد لحظات
سلسبيل(ناظرتهما بتمعن):- سنلتقي فيما بعد يا أحبتي …
ميرنا(بتأفف):- هففف
وائل:- لا أعرف عنادكِ ماذا يصور لكِ أخبريني من تنتظرين ؟
ميرنا(نظرت لتلك الزاوية تحديدا وأبعدت يده من يدها):- همم …
كاظم:- أعرف يا لورينا أنكِ قصدت ذلك فقط أجيبيني كيف استطعتِ التفريط بها ؟
لورينا(بدموع):- أرجوك كاظم أرجوك لا تخبر أحدا ، إن فعلت سوف تفضحني أمامهم وحكيم غير موجود يعني سيلقون بي للتهلكة بدونه
كاظم:- لا تنتظري مني أن أصمت على هذا العمل القذر ، أشك بأنكِ تملكين قلبا من أصله ؟
لورينا:- اسمعني جيدا ما فعلته كان بدافع الغيرة لا غير …أقسم لك ما حسبت أن الموضوع سيتخذ منحى سيئا لهذه الدرجة
كاظم:- اخرسي أنا من البداية شككت بكِ ولكن كذبت شكي حين قرأت تحاليل الحمض النووي الخاصة بكِ وبميسون …إنها ليست ابنتكِ فلما تكذبين على حكيم لماذا ؟
لورينا(كيف سأتخلص من هذه البلوة الآن):- …شوف ..ميسون ابنتي حتى وإن لم يكن بيولوجيا يعني أنا …أ افف كاظم لقد استأجرت رحما لأجل إحضارها
كاظم(برقت عيناه):- كيف ..يعني يعني هل قمتِ بذلك دون علم حكيم ؟
لورينا:- أجل … ولا تسألني عن المزيد فحكيم يعرف الأمر ولا يريد لأحد أن يفاصل أو يتدخل فيه ، أرجوك لا تفتح فمك بهذا الموضوع وتخرب موازين البنت …يكفي أن ميرنا أخذت الوصاية يعني البنت تعيش استقرارا نفسيا لأول مرة ..ثم لا تنسى أن حكيم قد اختفى من الوسط يعني شخصيتها ستضطرب وتخيل معي لو كشفت هذا السر ماذا سيحدث لها ؟
كاظم(مسح على رأسه بعصبية):- يا ليتني ما عرفت به يا ليتني ما قرأت ذلك بأم عيني
لورينا:- اهدأ اهدأ أعدك أنني سأشرح لك كل شيء بالتفصيل لكن ليس الآن ليس هنا
كاظم(زفر عميقا):- ابتعدي حيث لا تراكِ عيني الآن هياااااااا تحركي
لورينا(هربت منه):- اففف الحمدلله نفذت منها لكن هل حقا سيكتم السر ؟؟؟؟
كاظم(تحرك خلفها نحو البيت):- …سأتفقد ميسون وبعدها أغادر
وائل(كان ينتظر ميرنا):- طيب كاظم .. استرح قليلا بالمرة قد تعبت معنا
كاظم:- تمام …
وائل:- ها قد فرغ المكان ماذا تنتظرين بعد ؟
ميرنا(ظلت تنظر للزاوية بدون أن تشيح بصرها عنها لحظة أخرجت هاتفها وكتبت):- °اسبقني للداخل وائل سألحق بك بعد لحظات°
وائل:- لن أترككِ ميرنا فلا تفقديني صوابي لطفا ؟
ميرنا(برجاء):- °من فضلك°
وائل(رأى للتو ناهد وهي تفرك يديها بجوار الجدار بعيدة عن البيت):- … أوكي ميرنا أوك …
ميرنا(تحركت صوبها وكتبت):- °ماذا تفعلين هنا؟°
ناهد(لاحظت مراقبة ميرنا من البداية لكنها لم تبالي كي تهرب من نظراتها اللاذعة):- أنتظر أبي
ميرنا(كتبت):- …°أباكِ أم سماع خبر عن حكيم°؟
ناهد(ارتعشت):- وفيما تفرق عندكِ ؟
ميرنا:- ° لم نلتقي منذ عيد ميلاد ميسون ، ولا تحسبي أن ما فعله حكيم سيحتسب شيئا يجعلكِ تظنين أنكِ حظيتِ بمقام في عائلتنا°
ناهد:- فيما أضايقكِ ست ميرنا ؟
ميرنا:-°ابقي بعيدة عنا تمام°
ناهد(ضربت بيديها على جنبها):- هذا يوم حظي أصبحت ملطشة للجميع الآن … افف سأغادر ليعد أبي وحده فقد تعبت من هذا الويل كله …
وائل(كان ينتظرها بجوار الباب فلم يدخل خوفا عليها):- هل انتهيتِ ؟
ميرنا(زفرت وهي تشير له بالدخول):- أهاا
وائل(أمسك كفها معترضا طريقها):- لما تتضايقين تلك الفتاة ، هل لأنها كانت قريبة من حكيم ذات وقت مضى ؟
ميرنا(اهتزت حدقتها):- ..لا
وائل(زفر بتعب):- ادخلي ميرنا فإن كنت أفهم فيكِ شيئا سأكون كاذباااااا …
ميرنا(نظرت للبيت ثم استدارت للحي وهي تشعر بوحشته وهتفت بسرها):- °كيف سأدخل البيت وأنت لست فيه هل سأعود لزمن الانتظار من جديد ، كيف سأعيش أيامي بدونك ، كيف سأتصرف في يومياتي وأنت غير موجود ، كيف سأتعامل معهم بلاك …إنني أشعر بالضياع بالحرقة بالتشتت بالعجز الذي يجعلني أشعر بالانعداااام ، فكيف تشعر بلا أنا يا حكيم …كيف أنت بدوننا ؟؟؟؟°
لم تجد ما يعزي روحها بل هناك ما زاد من وجعها لما دلفت ووجدت إخلاص بحالة يرثى لها ، عانقتها وبدأ النحيب الصامت فمن يسكتهما من ، حاولوا معهما بشتى الطرق وبصعوبة سحبوا إخلاص سحبا لغرفتها بينما بقيت ميرنا تبكي بحرقة كل مواجعها وأيضا رحيل عبد الجليل الذي حطم قلبهم بدون استثناء ..حتى وإن كان مذنبا حتى وإن ارتكب خطايا كثيرة لكنه يبقى فردا منهم واستأصلوه منهم بطريقة بشعة لا يتقبلها العقل البشري …
بعد عدة دقائق أخذ الطبيب مراد يهدهدها لغاية ما استكانت بفعل كلماته وغادر ببناته اللواتي أبين المغادرة ، لكنه ما كان قادرا على تركهن في تلك الظروف التعيسة خشية من إتعاب العائلة وإزعاجها في هذا التوقيت العصيب ، لذلك غادر بهن مودعا إياهم لينصرف الكل إلى غرفهن ويبقيا سوية مع ميرنا بالصالون …
وائل:- طارق من فضلك لا تضغط عليها
طارق:- أريدها أن تفهم أمرا واحدا أن حكيم عائد لا محالة ، فإذن لما تصطنع هذه الدراما كلها لما تفطر قلبها وتكسر روح ميسون ؟
ميرنا(زمت شفتيها برفض):- اهئ
وائل:- حتى وإن كنت تبغي مصلحتها لكن صرامتك هذه لن تجدي نفعا
طارق(استقام):- الواضح أننا لن نتفق يا وائل ، سوف لن أعود للقصر الليلة سأبقى
وائل:- على راحتك
طارق(زفر عميقا وانسحب):- تصبحان على خير ، لا تنسى إقفال الباب بعد رحيلك ورحيل كاظم فهو الآخر بالأعلى منذ وقت
وائل:- لا تقلق …
انسحب طارق لغرفته فهو لأول مرة سيقضي ليلة ببيتهم بعد خروجه من السجن ، كيف سيتصرف كيف كان يدعو الله أن تكون عفافه قد غفت لكن ما صدمه هو شعرها الطويل ، يااااه متى استطال لتلك النسبة إنه يصل أسفل خصرها وكم بدا جنونيا وهي تحركه يمنة ويسرة لتعيد ضبطه برباط مطاطي ، لا تفعلي ..قالها في سره وهو ينظر لسحر شعرها الذي عذبه شوقه لرؤيته منذ عودته وهو يرجو لحظة يراه فيها فطوال الوقت كانت بحجابها يعني لم يختليا حتى تفعل .. والآن فعلت على غفلة ودون قصد وها قد فتكت بصبره فما هو فاعل ؟؟؟
عفاف(حركت خصلاتها بعفوية وجذبته جانبيا لتصطدم بدخوله):- ط…طارق ؟؟؟
طارق(ابتلع ريقه وهو يغلق الباب):- أمي ..أ..جدتي طلبت مني المكوث هنا الليلة وإن لم يكن هناك ما يضايقكِ فأود النوم بغرفتي
عفاف(بخجل نظرت لفستان نومها الطويل وشددت رباطه وهي تشير):- طبعا طبعا إنها غرفتك يا طارق احم ..غلاف الوسادة نظيف أنا أغيره مع غلافي والأغطية مريحة يعني تفضل لو أردت وأنا أنا ..سأدخل للحمام وأعود
طارق(رمقها وهي تطير لحمام غرفتهما الخاص):- أحارب ألف رجل ولا أحارب هذه المشاعر
عفاف(وثبت عند حوض المغسلة وهي تمسك على قلبها):- هل سيغفو بجواري يا إلهي ؟؟؟؟
ظلت تتخيل وتتخيل وهي تشعر بارتباك طفولي بريء فتلك فارقة لم تحدث إلا بعقلها العاشق ، وبعد أن ضبطت نفسها خرجت إليه لتجده قد غفي فعلا وهو يرتدي منامة سوداء اشترتها لأجله بعد عودته ولكنه لم يلبسها إلا الآن …رمقته وهو مستكين بوجهه الحنون وشعرت بالعطف نحوه يكفيها أن يكون جوارها ولو لليلة واحدة ..اقتربت منه واضطجعت محلها على السرير وتدثرت معه بنفس الغطاء وظلت تنظر إليه وهي تضع يدها تحت رأسها ، كانت تتأمله بحب جعلها تتطلع لتقاسيم وجهه الحبيب بإمعان ، كم اشتاقت لمراقبة نومه واليوم أهداها أجمل أمانيها لذا رفعت يدها ومسحت على ذقنه بلطف ثم أغلقت عينيها لتعانق يديها وتنااااااام …لحظتها فتح عينيه وهو ينظر لملاكه عفافه الرقيقة وهي في كامل رقتها وعذوبتها نائمة بجواره بتلك الفتنة ، يكاد يقسم أنه سيضرب بالأصول عرض الحائط ويحتويها في حضنه ، يكاد يفعل لكنه بصعوبة أمسك نفسه ليستدير للجانب الآخر ويريح مشاعرهما من ذلك التضارب المهول ….
ميرنا(نظرت لوائل بضياع):- اهئ ح…
وائل(أمسك يدها وهو يزفر):- ..حكيم بقلبك ..أتحبينه لهذه الدرجة ميرنا ؟
ميرنا(أشاحت ببصرها):- …اممم
وائل:- هل يحق لي أن أشعر بالغيرة إذن ؟
ميرنا(هزت رأسها رفضا):- لا …
وائل(جذب كفيها لفمه):- إذن .. لا تحرقي ما تبقى من صبركِ ميرنا ، هو لن يحبذ ذلك
ميرنا(نظرت للأعلى):- …
وائل:- تعبتِ تمام سوف أغادر وأدعكِ لترتاحي ، سأعود لتفقدكِ غدا ماشي حياتي ؟
ميرنا(أسندت رأسها على كتفه ثم استقامت فورا):- أهااا
وائل(فتح ذراعه ليعانقها):- ..إن كنتِ بحاجة لحضن فحضني سيتسع لكِ
ميرنا(عقدت حاجبيها وارتمت بحضنه لوهلة واحدة وابتعدت مودعة إياه):- …
وائل(رمى يديه بتأفف ونظر جانبيا):- آه يا ميرنا آه .. كابري لنرى إلى أي مدى ستصلين ..
ميرنا(تحركت برجفة للأعلى):- اهئئئئ …
وائل(هم بالمغادرة فلم يعد أمامه خيار):- فقط كوني بخير …
جمانة(أطلت من الجانب وهي تعضعض شفتيها ولحقت به للرواق الخارجي):- واااائل
وائل(توقف قبل وضع يده على مقبض الباب):- نعم جمانة اعذريني ما سلمت عليكِ في ظل تلك الفوضى كلها
جمانة:- هل أنت على ما يرام ؟
وائل(تفاجأ بسؤالها الدافئ وتمتم):- أنتِ أول واحدة تسألني عن حالي بهذه الطريقة ، يعني حتى أختي هديل قالتها على عجالة
جمانة:- أنا أهتم لأمرك لذلك أخشى عليك
وائل:- أنا بخير بخير .. ما تقلقي هل تحتاجين لشيء ؟
جمانة:- لا ..يعني …أ.. احم كما تعلم قد بدأت أرتاد على كلية الفنون التشكيلية مؤخرا فقد سجلني بها العم عبد المالك ، أ… يعني طلبوا منا أن أن نرسم لوحة لقصر حقيقي و ..و
وائل:- اتصلي بي قبل مجيئك لأبعث الشباب ليأتوا بكِ للقصر تمام ..أيرضيكِ هذا ؟
جمانة(برقت عيناها بفرح):- جدا ..أشكرك على مساعدتك وائل تصبح على خير
وائل:- انتبهي معكِ لميرنا وأي شيء يحدث بلغيني به فورا
جمانة:- حاضر …
لوح لها مودعا وغادر على مضض فروحه منشطرة لنصفين ، نصف يحثه على الصعود إليها ومرافقتها رغما عنها ونصف آخر يقاوم شوقه إليها فهو يريد ترك مساحة خاصة لأجلها لعلها تستجمع نفسها وتعود لقوتها السابقة …لكن يظهر لنا يا وائل أن الأمر صعب قليلا ..صعب
ميسون:- "بابا حبيبي ، كتبتكَ على جداريَّة قلبي حرفًا يؤنسُني كلَّ لحظة ، بابا أنا أحنُّ للأمس البعيد حيثُ كنت تحتضنُ كُفوف حمامتكَ الصغيرة ، حيثُ كنتَ تراعِي أحلامي وتبنيها معِي طوبة بطوبة ،، لقد جعلتني أبنِي قصرًا من الأحلام أعيشُ فيه أنا وأنت وماما ميرنا معا ، ثلاثتُنا كُنا نستحقُّ أن نعيشَ بفرح ، وعشنا تلك الأحلام بروما حتى تمنيتُ أن تطُول وتطُول وأن يتوقف الزمنُ عند تلك اللحظة ، …أنت تتساءل عن جرأتي في خطِّ هذه الحروف لكنني راشدة كفاية حتى أفهم أنك ما عُدت بحَياتي لتُمسك يدي ولا لترسُم معي مخططاتِ المستقبل ، أنت غير موجودٍ حتى تصطحبني للمدرسة مثلما كنت تفعلُ في أوَّل أسبوع مدرسي لي بالوطن ، أنت غير مَوجودٍ لتسمع شكاوي ابنتك من بعض تصرفاتِ التلاميذ ، يعني لمن سوف أشكو النواقصَ التي تجعلني أتذمر بدلال هاه …لقد عودتَنِي أن تسمعَني وتَشرحَ لي وتقنعَني بنظرتك للأمور ، كيف الآن سأبلي بدونك بابا حبيبي …أنا بائسة بلا أنت أكابر كي لا أحزنَ ميرنا ولكن قلبي حزين ، آخر مرَّة سألتني معلمة الإنجليزية عنك لما رأتنِي أبكي وحدي بالزاوية ، ها لما بكيت لقد تذكرتكَ حين طلبت منا أن نكتُب شيئا عن آبائنا وأنا ما عرفتُ ماذا سأقدم أو ماذا سأكتب عنك ، لأنكَ كل شيء بالنسبة لي يا بابا حبيبي ، همم سألتني عنك قائلة : أين هُو أبوكِ ؟ أجبتها بدموع : ليس هنا ،ردت أيعيشُ والدكِ بعيدًا عنكِ ؟ هتفت بعد صمت : أجل ، هل تشتاقين إليه ؟ طأطأت رأسي - أجل ، قالت إذن لما لستِ معهُ الآن ؟ فرددت بأسف : لأنَّ الله لا يريدُ ذلك الآن … ناظرتني بنظرة حنونة مفادها أن قلبي معكِ يا صغيرة وغادرت لتتمم الدرس ، وقتها فكرت فيك وزرعتك في خيالي فابتسمت لأنك ابتسمتَ لي حتى بخيالي بابتسامتك التي لا يحظى بها أحد غيري ، إنها ابتِسامَة حبِّ نقي بين أبِ وابنته ، حُبُّ لا تشكُّ للحظة أنهُ بعيدٌ عن مُتناول قلبك بل هُو متبادل ، ولأنه كذلك هذا يجعلكَ سعيداااا وسعادتُك تُسعدني فمتى تُعود إليَّ بابا حبيبي متى ؟؟؟ "
كاظم(أغلق الكتاب ورفع رأسه متأسفا):- ما كتبته جيد ميسون برأيي أن تقدميه للمعلمة ، سوف تحبه
ميسون(ببؤس):- ..لارد
كاظم(وضع الدفتر على جنب ورفع فكها لتناظره):- ماستي .. بنت هل ستعودين للعبوس ؟
ميسون(بدموع مترقرقة بمقلتيها):- ماذا عساي أفعل بدون بابا حبيبي لقد تعبت
كاظم(مسح دموعها ورفعها لحجره):- أولا ..سوف تتخطين الأمر حين عودتكِ للمدرسة فلن تنقطعي عنها ابتداء من الغد مفهوم ..وثانيا أنتِ ستكتبين لأبيكِ كل ليلة أحداث يومك وتخبرينه فيها عن كل شيء يزعجك ويضايقك وإن كان هنالك ما هو مميز اكتبيه أيضا ..
ميسون(برقت الفكرة بعقلها):- تقصد يوميات مثل خاصة ميرنا ؟
كاظم:- هه يس مثل خاصة ميرنا ستكون يومياتكِ الخاصة ولن يراها أحد غيره
ميسون(ابتسمت بإشراق):- حقا ..سأخصصها لأجله وحده ، لكن لو طلبت مني ميرنا قراءتها سأعطيها لأنني لا أرفض لها طلبا
كاظم:- يا لحظ ميرنا بكِ يختي ..
ميسون(عانقته بدفء):- أشكرك يا عملاقي
كاظم(وصلته رسالة نصية من عمو بشير مفادها أن يمر به غدا صباحا لمنظمة الخرفان لأمر عاجل):- أممم طيب ما رأيكِ لو يصطحب العملاق قزمته للمدرسة صبيحة غد ؟
ميسون(بفرح):- سأكون سعيدة
كاظم:- أوك نلتقي غدا لكن الآن ستخلدين للنوم هيا هيا أسرعي
ميسون(ارتمت بالسرير):- سوف أغفو قبل صعود ميرنا غالبا
كاظم:- أنتِ فقط لا تسيطري رفقة دبكِ على السرير يا قزمة ، وحين تأتي ميرنا ستستلقي جواركِ كما اعتدتما
ميسون(اختفت بسمتها لما كان يغطيها):- آخر ليلة غفوت أنا وهي وبابا على السرير
كاظم(بأسف قبل جبينها):- هيييه ستجعلينني أغفو جواركِ بهذا الدلال يا بنت ، هيا أحلام حلوة
ميسون(أغمضت عينيها وهي تعانق دمية الدب خاصتها):- لا تطفئ الضوء
كاظم(مسح على شعرها متأثرا):- طيب …
خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه متحسرا على حالها ليصطدم بميرنا واقفة عند الجدار وتبكي ، غالبا سمعت خاطرة ميسون وكل ما دار بينهما ، لم يجد بدا سوى أن يبسط ذراعه لها فجذبها إلى حضنه لتبكي بحرقة أدمت قلبه وملأته بالحسرة والأحزان …
كاظم:- هل ارتحتِ ؟
ميرنا(أومأت بإيجاب):- أهااا
كاظم(باختناق):- حسنا أدعكِ الآن سأنصرف تصبحين على خير
ميرنا(أشارت له براحة):- هااا ..
كاظم(توقف عن المسير وهو يشدد قبضته واستدار إليها):- أنا موجود ..يعني وقتما أردتِ أن تزعجيني بنحيبك يا برانسيس
ميرنا(ابتسمت له بضيق فجملته أعادتها قسرا لحقبتهم السعيدة):- هه همم
كاظم(لوح لها وهو يغلق سترته الجلدية):- … كوني بخير يا ميري ..كوني بخير …
فتحت باب غرفتها ووجدت ميسون قد راحت في نوم عميق من فرط التعب ، لذلك قبلتها ونظرت جانبيا للكتاب الذي خطت فيه تلك الحروف أعادت قراءة خاطرتها مرة أخرى لتجهش بالبكاء الذي انتهى بها واقفة تحت المطر بسطح بيتهم ، تعانق وشاحا صوفيا أسودا وهي تبكي بحزن تحت ذلك المطر المدرار ، تبللت ولم تشعر ، بردت ولم تهتم ، خافت ولم تبالي …فهو غير موجود غير موجود ، أخذت تنظر لزوايا السطح الموحش ووقفت عند شرفته المطلة على الشارع لتناظر غيوم السماء الحمراء ، سماء حمراء وغيوم سوداء ومطر غزير وكأن العالم يشاركها حزنها وكأن الطبيعة تزيد من وطأة عذابها بذلك الغضب ، لكن لما ستبالي وهو قد تخلى عنها وتركها مرة أخرى ، لقد عاهدها ألا يرحل ولكنه فعلها فعلها بدون أن يلتفت خلفه لأحد ، تخلى مجددا مثلما فعل في الصغر كرر الفعلة وغادرها بدون تفسير أو حتى حرف … فكيف ستعود لهيأة الفتاة المنتظرة كيف ستعاني من جديد مرارة فقدانه ، كيف ستتحمل كيييييييييييييف … فتحت يديها بحرقة وضربت على صدرها لتخرج تلك الصرخة المكتومة بصدرها ، صرخة افتقادها لحكيييييم الراجي..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:21 AM   #815

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

~ قبل شهر ~
وصلوا إلى روما بعد رحلة سفر دامت بضعة سويعات ، وجدوا سيارات الرجال الخاصة بانتظارهم ، ركبت ميرنا أولا وبعدها حمل حكيم ميسون وهي غافية ووضعها بالخلف ليتخذ هو مقام السائق مشيرا لبقية الرجال ليلحقوا به في سياراتهم الخاصة ..ما هي إلا سويعة زمن وكانوا يستقرون بقصر ميار إنه نفسه القصر الذي جمعهم قبل عدة أشهر ويا ليت تلك الأشهر ما انتهت فما حصل بعدها حطمهم شتتهم وبعثر ذلك الكيان الذي اجتمع ذات يوم على سفرة واحدة …
حكيم:- تعبنا صح ؟
ميرنا(كانت تصعد معه للأعلى وهي ترمق زوايا القصر):- أها
حكيم:- اممم ما زال عطره كما هو ، فعلا اشتقت للمكوث هنا أحس وكأنهم سيظهرون لي من كل جانب ، جوزيت بتذمرها ناريانا بعربدتها ، كاظم بحركاته المعتادة ميار بأوامره التي لا تنتهي لورينا بمجلاتها المملة ، وعمو نزار بشكواه المتواصلة ووائل بحكمه المستعصية هه ..اكتشفت أننا عشنا هنا زمنا لطيفا أليس كذلك ميرنا ؟
ميرنا(بحنين لتلك الأيام فعلا):- هااا
حكيم(تحرك لغرفة ميرنا السابقة):- ستكون هذه الصغيرة ضيفتكِ الليلة ، أنا سآخذ غرفة وائل بجواركِ يعني كي أكون قريبا منكما إذا ما احتجتما لشيء
ميرنا(ابتسمت للحارس الذي وضع الحقائب بباب الغرفة وغادر):- امم
حكيم(وضع ميسون على الفراش ورفع الغطاء عليها بعد أن أزال حذاءها):- يا حمامتي أنا ، إنها تبدو عاقلة جدا لكن فور استيقاظها ستقلب المكان شقاوة
ميرنا(أزالت سترتها ووضعتها على الكنبة):- ح …
حكيم(مسح على رقبته واقتربت منها):- ماذا ؟
ميرنا(تنهدت بارتباك ثم ابتسمت له وهي تربت على كتفه):- لا …
حكيم(داعب يدها):- نامي بأريحية واستيقظي وقتما استطعتِ اليوم راحة لنا بروما ، وغدا عمليتكِ يعني عليكِ أن تكوني في أحلى حالة
ميرنا(أومأت له بإيجاب وجرت الحقيبة خاصتها):- ت..هااا
حكيم(خرج من هناك مبتسما):- خذي راحتك نوما هنيئا …
فور إغلاقه للباب خلفه اختفت بسمته واستبدلها بملامح غاضبة جعلته يجر حقيبته حيث تركها الحارس بالممر ويدخل للغرفة المجاورة لغرفة ميرنا ، ناظرها بقنوط وهو يتذكر مكوث وائل بها لكنه مجبر على البقاء فيها ليكون قريبا منها …لكن هذا لم يكن سبب غضبه بالمرة بل كان هنالك ما يؤجج حرقة قلبه موقف وائل بالمطار وحركته الرذيلة التي قام بها ، كيف يوقف سفره ويحتجزه بغرفة مع الشرطة فقط كي يودع ميرنا أي جرأة هذه بل ماذا يحسب نفسه ..لكن لا بأس انتقامه البسيط سوف يضع شركتهم بمأزق لبعض وقت ، ومع ذلك جمرة حنقه لم تبرد لم تبرد …جرب الاتصال بميار آنذاك ولكن لم يجد جوابا لاتصالاته فميار لم يرد عليه وغالبا لن يرد …
في تلك الأثناء تحديدا
ميار(أشار للشرفة):- أنظر معي نحن صرنا صباحا ، يعني إن لم تفكر في تعبك فكر في هذا العبد المسكين
عابد:- أ…أهاي أي والله فكروا فيني وفي أحلامي اليتيمة
إياد:- واووو سيد ميار نجيب يفكر في رعاياه قمة الإنسانية ؟
ميار(تحرك بعنجهية):- للأمانة لا يهمني فاقتله لو أردت
عابد(شهق بفزع وهو يجثو على ركبتيه منتصفهما):- ه هي يا ويلي وأنا الذي اعتقدت بأننا تجاوزنا مرحلة السيد والخادم وبنينا أواصر صداقة متينة ، ما توقعتها منك سيد ميار ما توقعتها
إياد(وهو مصوب المسدس لرأس ميار من محله):- لن أدعك ترتاح برهة ما لم تخبرني بسر حجزك للمرأة وتعريضها للخطر
ميار:- لساعات متواصلة وأنت على تلك الجلسة يا أخي ستتعب
إياد(بشراسة):- فكر بنفسك ولا شأن لك بي
ميار(جلس واضعا رجلا على أخرى):- تمام سأغفو قليلا ولما تتعب أيقظني لنتجاوز هذا الفاصل الإعلاني الطويل
عابد(ابتلع ريقه):- ك…كيف لا تشعر بالخوف أنا أكاد أتجمد من فرط الرعب من انفلات رصاصة تتسبب بحرماني من شبابي الجميل
ميار(وضع يده على فكه):- والله أنا محصن تجاه هذه المواقف الإرهابية ، وعدا ذلك فإنه أخي هل سمعت يوما بأخ يقتل أخاه ؟
عابد(رفع حاجبه):- س..سمعت وقد حدث ذلك منذ أول الخليقة لما قتل أحد أولاد أبونا آدم أخاه ، هل كان هابيل أم قابيل ؟؟؟؟
ميار(ابتسم وهو يرمق إياد بنظرات قوة):- في وضعنا هذا أنا قابيل وأخي هابيل
إياد:- قابيل القاتل يا ميار
ميار:- ها أنت تقولها ، أنا القاتل والمجرم والفهد الذي لا يرحم أما أنت فأخي الصغير الذي لم يحمل يوما سلاحه بل دوما ما كان يتسلح بقلمه وأوراقه ليهاجم بالكلمات المسننة
إياد(ارتخت عضلات يده وأنزل ذراعه بالمسدس وهو ينظر بأسف):- لما أوصلتنا لهذا الحال ميار ؟
ميار(أشفق عليه):- بيني وبينها حسابات بعيدة عن عمق تفكيرك ، فكف عن التصرف بغباء
إياد:- أتتوقع بأنك قادر على حثي لتغيير موقفي ؟
ميار(بحزم):- أين أخذتها ؟؟؟؟
إياد(عاد ليوجه المسدس لرأس ميار):- …لن تعرف
عابد:- ك…كاد يرضخ يا سيد ميار لو أنك التزمت الصمت ، أنت يا أخ إياد والله جدتكما امرأة قديرة وكانت في ضيافتنا معززة مكرمة احم …حتى أنها لما افتعلت الحريق هرع أخوك لإغاثتها وكان خائفا عليها كما لم أره قط منذ معرفتنا العزيزة
ميار:- اخرس يا عابد اخرس
إياد(بدهشة):- أي قلب تمتلك يا أخي ، الحجر ويلين لكن أنت عاص قاس لا تنحني … أنت مثل الجبال تعتقد أن شموخك لن يصله أحد ولكنك تنسى بأن الغيوم تفوقك علوا …الآن أنا أشعر بالندم لأجل شيء واحد أتدري ما هو ؟
عابد(نظر لميار الذي لم يسأل فسأل هو ههه):- م …ما هو كلي فضول لأن أعرف ههنن
إياد(صغر عينيه بكره):- أنني دافعت يوما عنك أمام جوزيت ، الآن صرت أرى ما كانت تراه هي وما استطعت رؤيته من عمق تعلقي بك ، صحيح تعرفنا منذ عدة أشهر ولكنني تعلقت بك كأخ حقيقي وكأننا عرفنا بعضنا منذ سنوات … أنا تصرفت بغباء حقا لما حاولت تليين قلبها لكنها كانت تخبرني دوما بجملة ما فهمتها إلا اللحظة ، وهي أن الفهد البري يفترس كل من يحبونه ويتبختر مغرورا بإنجازاته غير مدرك أن محيطه يخلو من أحبته الواحد تلو الآخر ، غير مدرك أنه في طريق العزلة والوحدة من جديد …
ميار(ابتلع ريقه لحظتها بجرح):- …لارد
إياد(تيقن من أنه آلمه فأردف):- وها نحن قد وصلنا لعين كلامها ، في البداية خسرت جوزي والآن … خسرتني فالدور على مَن مِن بعدي يا ترى ؟
ميار(استقام منتفضا):- استمعت إليك بما فيه الكفاية … انتهى
رصاصة مدوية انطلقت لتشل حركة ميار وتجعله يندهش من تصرف إياد الذي صوب رصاصة للنافذة التي انفجر زجاجها بصوت مدوي زعزع ثبات ذلك السكون في ذلك الصباح اللعين ، عابد انهار أرضا وهو ممسك على رأسه خوفا من غارات السلاح ..أما إياد فلم يرف له جفن حين أطلق الرصاصة بينما ميار كان مندهشا من شيء آخر وهو أن إياد أطلق حقا وهذا ما كان يستبعده في عقله ، هذا ما حاول حمايته منه طوال عمره بإقصائه من محيطه ، هذا ما دفع ثمنه حياته كلها وما زال يدفعه لهذا اليوم ..وأن يأتي إياد ويضرب بتضحياته عرض الحائط فهو مخطئ إن ظن أنه سيسمح …..
بوجع اقترب منه واثق الخطى ووثب أمامه على بعد خطوتين تحت شهقات عابد وتنديده بالابتعاد ، بينما إياد كان فاغرا فمه يحاول أن يستفهم حركة ميار الغريبة …
ميار(زاد خطوة تجاه مسدس إياد وألصق صدره به):- هيا أطلق أطلق إن كنت مصرا على أن تصبح مجرما مثلي …أطلق إن كنت تكرهني ..أطلق إن كنت تراني غير لائقا بحضرتك ؟؟؟؟؟؟؟؟
إياد(بجنون):- ابتعد عني وكفى عبطا ، لآ تقتل القتيل وتمشي بجنازته أنت مذنب يا ميار مذنب باختطافك لامرأة بريئة لا أدري حتى سبب احتجازك لها ولا أجد أي سبب يعطيك الحق بذلك
ميار(أشار لنفسه):- أملك كل الحق لاحتجازها وأسرها وقتلها
إياد(حاول إبعاد يده لكن ميار فاجأه بوضع يده بقوة وهو يدفع بالمسدس لصدره):- لن تتملص من واجبك يا ذو القلب العطوف ، أنت هنا لمقاضاتي على ما فعلته فحاسبني وأطلق لتنعم بالراحة التي تزعم هياااااا أطلق إن كنت غير جبااااااااان
إياد(بانفعال جذب يده بقوة ورمى المسدس جانبيا ثم أمسك ميار من ياقته):- كيييييف تجررررررردت من إنسانيتك لهذه الدرررررررررررررجة ؟؟؟؟؟؟؟
سدد لكمة لوجه ميار تلتها لكمات أخرى دون مقاومة دون أدنى ردة فعل ، لدرجة أنه رأف على حاله فتوقف ليست لتوسلات عابد الذي أخذ يصرخ فيه ليتوقف ، بل لأنه يعلم علم اليقين أن رأس أخيه الحجر لن يتنازل ويطلب منه التوقف …
إياد(مسح على فمه وهو يلهث):- تيقن يا ميار نجيب …أنني ومن اللحظة أنبذك وأجردك من كل صلاحيات حياتي ، من اللحظة لست أخي وانس أمري لأنك ستتعب مني كثيرا إذا ما حاولت الخروج عن قاعدتي هذه ….
ميار(مسح الدم المنساب من فمه وهو يضحك ساخرا):- يدك اشتدت ها ..
إياد(باشمئزاز):- سوف نتحاسب ولا تظن أن الأمر توقف عند هذا الحد ، لأفهم أولا وبعدها لكل مقام مقال ….
عابد(تنفس الصعداء):- أ..أبفهم من أين ورثتم جينات الوحشية يا سيدي ؟؟؟؟؟؟؟
ميار(ارتخت عضلاته أسفا على ما حصل وتهاوى على الكرسي الوثير):- لقد جعلتني أخسر أخي أيضاااااا يا هبة ، ضرائبكِ ثقلت أرقامها كثيرا يا امرأة فكيف ستدفعينها ؟
خرج إياد فورا من هناك والغضب يتأجج في خلده بطريقة تزيد من انفلات أعصابه ، اتجه إلى شقة وائل متداركا الرجال الذين يراقبونه ، صعد إلى الشقة وطرق الباب طرقتين متتاليتين إلى أن جاءه رد فأجاب باطمئنان لتفتح له الباب بغتة وهي تناظر عمق حزنه
إياد:- …ج..جدتي نبيلة ما توقعت حضوركِ بهذا التوقيت ؟
نبيلة(أفسحت الطريق):- أتيت ليلا
إياد(رمش وهو ينظر لزوايا البيت):- …أين هبة ؟
نبيلة:- بالغرفة ، امم سأعد فنجان قهوة ريثما تصل زوجة سفيان السائق لقد أمرته بأن يجلبها مرتين باليوم لتسهر على إعداد الطعام وتوضيب البيت لأجلنا
إياد(كان مستعجلا لمواجهتها):- جيد …
نبيلة(رمقت تشتت نظراته وانسحبت):- هي بتلك الغرفة …
إياد(انطلق من فوره إلى هناك ليجدها مضطجعة على السرير):- كيف تشعرين ؟
هبة(رمقته وهو يغلق الباب وعرفت أنه لن يترك الموضوع بسهولة):- بحال أفضل
إياد:- إن شعرتِ بالتعب نستدعي طبيبا
هبة(انتبهت لاحمرار مفاصل قبضته وفهمت أنه تعارك مع أخيه):- هل تخاصمتما ؟
إياد(جلس بمحاذاتها):- بديهي أن أحاسبه
هبة(امتصت شفتيها):- … لا يحق لك ذلك وحدي القادرة على محاسبته ، وأنا لا أرغب بهذا يكفيني أنني خرجت من ذلك المكان
إياد:- أجيبيني بوضوح ، ما الذي حدث بينكِ وبين أخي ؟
هبة(حاولت امتصاص غضبه بفشل):- الجدة نبيلة لا تعرف بما يحصل ، لذا أرجوك لا أريدها أن تعتقد بأنني أخلق المشاكل بين الناس ، ناهيك على أنها لا تفقه أمر ميار يعني …
إياد(استوقفها بحدة):- وأنتِ تعين أمره وأمري إذن من تكونين وكيف تعرفيننا أجيبي يا هبة ؟
هبة(امتصت شفتيها):- أنت تتخذ موقف المباغت وهذا أمر لا يروقني ، سآخذ حقي في الصمت
إياد(بانفعال):- لا لن تأخذيه إن أردتِ أن أبقي أعصابي منضبطة ولا أرفع صوتي كي تسمع الجدة أنكِ كنت مخطوفة ، فأخبريني فوراااااااا لما يقدم أخي على احتجاز امرأة مجهولة في قبو قصره ؟
هبة(بعصبية):- لأنني خذلته … تمام ؟؟
إياد(ارتخت عضلاته بعدم فهمه):- خذلته من أي ناحية ؟
هبة(بدموع تكومت بأعينه):- …لقد ..يعني ..
إياد(ضغط عليها أكثر):- أجيييييييييييييبي
هبة(استرسلت بصرخة جارحة):- خذلته من جانب عملي أنا أنا عضوة في العشيرة السوداء
هنا تجمدت أوصاله وانهارت قلاع آماله ، سقطت قناعته في أن العالم ما يزال بخير فأن تكون هي أيضا من العشيرة السوداء أمر زعزع ثقته وهز عقله ، كيف كيف لهذه المرأة الحنونة أن تكون مشتركة مع العصابة التي ظل سنوات يحاربها دون هوادة ، كيف …عقله لم يستوعب لم يستوعب لذا
ظل يدور في الغرفة باندهاش تارة يشير إليها بفم مطبق وتارة يفتحه مستفهما لكن الحروف لا تطاوعه إنها تأبى الخروج من جوفه ، وكأنه لو نطق بها سيكسر هالة احترام بينهما وهذا ما جعلها تجهش بالبكاء ، لتجرب آخر حظوظها لاستعطاف قلبه فهي لن تتحمل جحود ابنها وغضبه عليها ..
هبة:- انسحبت … لقد انسحبت منذ فترة وتركت المجال كله ، وهذا ما جعل ميار ينزعج مني كوني خذلتهم برحيلي
إياد:- مهلا مهلا …مهلا لا تنطقي بحرف أنا أساسا لست أستوعب ما حصل ، يعني أنتِ أنتِ … عضوة في تلك الشبكة الإجرامية ، أنتِ .. لطختِ شرفكِ بتلك الأفعال المشينة كيف ، لقد كنتِ بنظري مثالا للصدق والعفة ولكن ما عدت أرى ذلك الآن بالعكس أنا أرى يداكِ ملطختين بالدماااااء يااااااه كم كنت غبيا كم كنت غبيااااااااااااااااا
هبة(ببكاء يفطر القلب):- لا تلمني يا بني أنت لا تعرف شيئا لا تعرف شيئا
إياد(بنفور):- لا أرييييييييد أن أسمع منكِ شيئاااااااااااااااا
نبيلة(دخلت لحظتها وهي تزفر عميقا):- .. لما تصرخ يا ولد ؟
إياد(ناظر هبة بخيبة وتخاذل):- ..لقد صدمتني فيكِ يا هبة ، طالما جدتي هنا فهي ستتكفل بكِ لأنكِ لن تري وجهي مطلقا بعد اللحظة …
هبة(حاولت النهوض لكن تعب جسدها ما رحمها):- إيااااااااااد ..إياد لا تذهب أرجوك اهئ
نبيلة(ضربت على عصاها مرتين):- إياد نجيب ..اثبت محلك حالا
إياد(توقف احتراما لها وناظرها بأسف):- جدتي …أنتِ لن تغيري نظرتي حيال تلك المرأة ، أنتِ أنتِ لا تعرفين عنها شيئاااااااا وإلا ما تعاطفتِ معها هكذااااا
نبيلة:- يكفيني أنني أعرف بأنها مظلومة
إياد(مسح على شعره بجنون وهو يصرخ):- مظلووووووووومة …من ظلمت فتيات بريئات من سرقت أعضاء صبية صغار وقامت ببيعهم في السوق السوداء ، من تاجرت في كل رذيلة طالحة بالنسبة لي ليست مظلووووووومة بل هي أس الفاحشة بعينها وتستحق السسسسسسسسسجن
هبة:- اهئئئئ لا تقل هذاا لا تفعل
نبيلة(حزنت لمشاعر هبة الكسيرة):- إذن لا تحكم دون أن تصغي لكل شيء …
إياد(بنفاذ صبر):- اكتفيت من الأكاذيب طوال أربع وعشرون ساعة الماضية إلى هنا ، لن أسمح لأحد بأن يستغفلني بعد الآن لن يستغلوا سذاجتي مجددااااااا … إن كنت نجيبيا فسأتصرف على ذلك النحو مثلما تستلزم مني لعنة لقبي
هبة:- إيااااااااااد
نبيلة:- لا تجرح فلا تدري كيف تداوي
إياد(نظر إليهما بنظرة مفادها التقزز):- صدمتي في معرفتكِ بالأمر جدتي أكبر من صدمتي فيها ، وأنا الذي اعتقدت أنكِ مناضلة حرة ترفض الرضوخ ، الواضح أنني أسأت الظن
نبيلة(بصرامة):- راقب حروفك التي تفلتها من فمك الهادر ، إن كان لديك غضب في صدرك ألقي به بعيدا عن مسمعنا لأنه فينا ما يكفينا … أنا لست بحاجة لأبرر لك دعمي الشامل لهبة لكن يكفيني أنني لمست براءتها في ذلك الوبال كله
إياد:- هه إذن يؤسفني أن أخبركِ أنكِ قد خدعتِ فيها … لن أتردد على هذا المكان قد قمت بواجبي كاملا تجاه صداقتنا وإلى هنا ويكفي اعتباطا أنا لست لعبتكم …لست لعبتكم
خرج من هناك بحرقة مغردة في قلبه وتركها منهارة بالبكاء ، تقدمت نبيلة نحوها واحتضنتها فبدورها لم تعرف كيف تفك غضب إياد بعد معرفته بذلك الأمر المهول ، لكنه أهون من أن يعرف بأن أخاه اختطف أمه …فرغم وجعها من ردة فعله الجارحة إلا أنها قامت بالصواب ولم تفشي السر لعلها تحمي كل الجوانب …
فصدمته لن تمحى ببساطة ، هرب من هناك وتوجه للتلة المفضلة خاصته وميرنا والتي مضى ردح من الزمن لم يطأها ، لذلك وجد فيها مهربا لعله يرتب أفكاره ويعرف على أي رقعة رمته الأقدار …..

في شقة شهاب
في ذلك الصباح المشئوم ، فتحت عينيها المتورمة من فرط الدموع بصعوبة …ظلت ترمش لمرتين وهي تستوعب حقيقة مكانها كانت بغرفتهما أجل هي واعية تماما لما حصل ليلة أمس ..رفعت رأسها على عجالة لكنها تألمت وكأن كهرباء ضربت بجسمها فنظرت إلى نفسها قد كانت عارية وعلى جسمها تطبعت آثار السوط تلك الآثار جعلتها تشهق وهي تنفض رأسها برفض عائدة للخلف ملتصقة بالغطاء ، حالها لم يكن بخير فقد عادت بها أفكارها نحو حقبة سليم الراجي الأب الطاغية …
ميرا(أجهشت بالبكاء):- لا لا …ليس أبي ليس حركات أبي ، اهئ لم تفعلها شهاب صحيح لم تفعلها أه لماذا لماااااذا فعلت بي هذاااااااااااااا …شهااااااااااااااااااااا� �ااااااااااااااب أنا أكرهك يا شهاااااااااب لن أسامحك لن أساااااااااااااامحك
كان يصغي إليها ببرودة تامة وهو يعطي لشادي عصير الفواكه الذي عصره حبة بحبة وبمنتهى الهدوء ، ولا كأنه قام بافتعال مشكلة حقيرة بينهما ، ولا كأنه ضربها ولا أخذ حقه الشرعي منها عنوة وبمنتهى العنجهية حتى فقدت وعيها عند آخر ذرة من النشوة العنيفة التي لم يرحم فيها شوقه لجسمها ، شوقه الذي استمر لأيام وليال طويلة زيادة على حرقة غيابها وهروبها منه ، وصولا إلى تصرفاتها لا مرغوبة في الآونة الأخيرة …صحيح تصرف كحيوان لكنه راض على ما فعله فلكي يكسر عينها كان واجبا عليه استعمال أشد الطرق قسوة معها لعلها تستفيق لنفسها …
شهاب:- شادي يا حبيب أبوك ها قد أنهيت عصير الفواكه خاصتك ، بهذا ستكبر وتصبح رجلا كبيرا يعتمد عليه ، هااا من الآن لنتفاهم شركة دابليو إر ستأخذ فيها مقعد أبيك معلوم سوف ترثها من بعدي أنت وأبناء عمومتك الذين سيأتون لاحقا ههه ، يعني لا شيء مضمون يا حبيبي ها هو عمك فؤاد سيتزوج بخالتك المجنونة وينجبان طفلا يااااااي لا أتخيل ذلك بالمرة يا ولد ، طفل من أم لسان يلتف حول جدع شجرة عشر مرات أكيد سيكون نسخة منها هه … طيب ماذا عن عمك وائل حسنا أولاده سيتسمون بالجنتلمانية والإنسانية التي لا تنتهي يعني إذا نظرنا لزواجه بميرنا اممم سيحظى بأطفال نصفهم معارضات وخطابات احتجاجية والنصف الآخر وسامة ودهاء ، كانت ميرنا ستصبح أمك لكن شاءت الصدف أن تكون ميرا يعني عذرا منك أخفقت في اختيار أم مناسبة لك فنصيبنا أن نعايش امرأة مجنونة ..اممم أراك تلتفت للخلف أكيد سمعت صراخها الصارخ
ميرا(تدثرت بذلك الغطاء وهي تتحرك بصدمة وتسمع لتجريحه وإهانته لها ، يعني هو يحن لميرنا ويتخيلها زوجته وأم ابنهما كيف يجرؤ لا وينعتها بالمجنووووونة ؟):- …. شهاااااااااااااااااااب أيها الحقيييييييير كيف تنعتني بالمجنونة بعدما فعلته بي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شهاب(لم يوليها اهتماما فقد شعر بخروجها من الغرفة من البداية لذلك استرسل الكلام بثقة وإصرار على سماعها له):- ألستِ مجنونة بأوراق رسمية حتى ؟
ميرا(صعقت من جملته):- ..كيف …كيف تقول هذا لي يا شهاب ؟
شهاب:- أقوله ببساطة كما ترين ، يعني لم أحضر شيئا من عندي فقد التقيت بكِ أول مرة هاربة من مشفى المجانين إن نسيتِ ذلك أذكركِ حبيبتي
ميرا(زلزلها بجملته حتى ارتدت للخلف متمسكة بالجدار):- …أنت ..أنت تقول ذلك لكي تجرحني وكأنه ما كفاك ما فعلته فيني البارحة يا مجرم ؟؟؟
شهاب:- امسحي دموع التماسيح تلك واستري نفسكِ عيب أن يراكِ ابنكِ بمنظر العاهرات ذاك ،أوبس علما أنكِ متعودة عليه فلا يوجد بوجهكِ نقطة ماء من الحياء الذي بعثرته بأسِرَّة الرجال يا فنانة
ميرا(هنا أمسكت على قلبها):- من أنت ؟؟؟؟؟؟
شهاب(وضع شادي أرضا بين ألعابه واستقام بثبات):- أنا الرجل الذي تعهد على أن يحول حياتكِ لجحيم سيدة ميرا ، لكن الواضح أنكِ لم تأخذي كلامي على محمل الجد
ميرا(تراجعت للخلف بعدم تصديق):- …كيف تفرط فيني بذلك الشكل ، كيف قمت بضربي واغتصابي يااااا شهاب ؟
شهاب(اقترب منها مهددا بإصبعه):- ههه اغتصابك ؟ أولا أنا لم أغتصبكِ أنا أخذت حقي الشرعي من زوجتي ، ثانيا ضربي كان بمثابة ضريبة ودفعتِ ثمنها يا ميرا لما تضخمين الأمور حبيبتي
ميرا(بهستيرية أعصاب منهارة):- أنت معتووووه أنت مريض نفسي ، أكيد ورثت جينات الجنون من أمك المجنوووونة
شهاب(هنا وطأت على منطقته المحظورة فانقض عليها ممسكا بفكها بقوة ومثبتا إياها بالجدار):- أمي ماجدة أعقل منكِ ومنهم ، إن ذكرتها بحرف مجددا سوف تلعبين بعداد حياتكِ الأخير معي سمر
ميرا(حاولت الابتعاد عنه بنفور):- أنت تثير اشمئزازي أنا أكررررررهك
شهاب(دفعها عنه بقوة):- اكرهي بقدر ما تريدين فأنا لن أدعكِ تقصرين بكرهكِ لي
ميرا(هربت منه ودخلت للغرفة أغلقتها وراحت تصرخ وتبكي بهستيرية تامة):- أنا في كابوس أناااا في كابوووووووووس أهئئئئ لالالالالالالالالالا
طأطأ رأسه أرضا وهو يزفر بأسف إنها تؤلمه وسيكون كاذبا إن أنكر أنه قد أشفق عليها ، لكنه لن يرضخ ولن يدعها تتصرف على هواها بعد اليوم ، سيبرمج عقلها لو تطلب الأمر باللين أو بالغصب سوف لن يرحمها وقد تعهد بذلك عهدا رشوانيا أصيلا لن يزيحه أحد من عقله …
شهاب(التقط الاتصال):- يا نعم ؟
وائل:- أينما كنت ستترك ما بيدك وتأتي للشركة
شهاب:- صدقا اليوم أريد أجازة ممكن ؟
وائل:- ألم تقرأ الجرائد يا شهاب لقد فضحنا جدك وجعلنا ضحكة لكل الأفواه
شهاب(عقد حاجبيه):- أوك أوك خلينا نقول يا صباح مبارك ….
وائل:- شهاب أنا لا أمزح نصف ساعة وتكون بالشركة ، عمك بالطريق أيضا دعونا نجد حلا لهذه المصيبة التي أوقعنا فيها جدك القدير
شهاب(سب بكلمات بذيئة):- عذرا شادي أبوك الآن في موقف لا يطاق … أنا قاااااادم
ذلك الاتصال أنساه كل شيء ، حمل شادي ووضعه بسرير ميرا حمل سترته وهاتفه ومفاتيحه وخرج بعدها أغلق الباب عليهم بالمفتاح وغادر ، تاركا إياها تلعن وتشتم بسطر شتائم إنما ماذا من الطراز الرفيع ، يعني معها حق لقد أنهك روحها ذاتيا ونفسيا وجسميا أيضااااا …لقد كان ذلك اغتصابا مع سبق الإصرار والترصد فهل سيكسر عين غرورها كما يزعم ؟؟؟؟؟
اغتصاب
في عرف النساء هو أمر لا يمكن الغفران فيه ، لا يمكن حتى تقبله فهو يعني اقتحام منطقة محظورة بطريقة غير محبذة ، بالعنف والإجبار بالقهر والتجريح وعدم الرحمة … كان يقول أنه أخذ حقه الشرعي لكن لما كدمات جسمها تقول العكس كيف كان حيوانا معها ، ناظرت أطرافها بالحمام وهي تنتحب وتتلمسه بقهر على حالها تحت صنبور الماء ، تفرك وتفرك لعلها تنسى ما حصل …إنها ميرا ميرا التي لم تسلم جسمها إلا بهواها وشوقها يأتي شهاب ليضرب بذلك عرض الحائط ، كيف يعرض جسدها لذلك العذاب كيف ستظهر في الصحف بعد تلك الحالة كيييييف ؟؟؟؟؟؟ …
يعني ستجدين حلا يا ميرا فتظلين ذات فكر منفتح ورضوخكِ مستحيل وهذا ما يعني حقبة من العناد الممتزج بدم الراجيين والرشوانيين فالله يستر …^^
ها ع ذكر الراجيين يعني هم يملكون من العناد الشيء الوفير لدرجة التصدق به في مختلف بقاع العالم ، وعنادهم ذاك يشتهرون به نكاية بجنونهم المتوارث أبا عن جد ….. ركزوا لي على أباااا وبين قوسين (مختار الراجي) الذي أورث ابنه كل شيء حتى من جنون طبعه ما يكفي ويوفي للأمانة …
كانت أمام المرأة الحائطية بالحمام تنظر إلى خدوش وجروح وكدمات جسمها ، تنظر إلى آثار عضه وتمزيقه للحمها الذي وجدت عليه ملصقات طبية فهمت أنهم قاموا بمداواتها بعد انتهاء تشريح السيد المصون ، ها وللعلم هو لم يستعمل أيا من مشارطه الخاصة معها بالعكس استخدم أقصر طريقة للإيلام اغتصاب بدائي وحشي لا يمت للإنسانية بأدنى صلة …
ناريانا(ضربت على صدرها مرتين):- وربي وما أعبد سيكون انتقامي منك بنفس الوحشية يا خيري ، أقسسسسسسسسسم ….
انهارت ببكاء جعلها تمتص كل ذلك الغضب والكره لترتدي ما يستر فاجعتها وتمسك على بطنها بوجع ، لقد خرب كل موازينها الله يحرقه ، قالتها وهي تلف وشاحا على رقبتها لتخفي آثار عضه المتوحش الكلب الحقير السافل المنحط …كلها كلمات نعتته بها وهي تنزل بخطوات واثقة متجهة لمنزله فالسيد بعد أن انتهى من وجبة التهامه لها أعادها لسريرها ولا كأن شيئا حدث ، قمة النباااااااااااالة … أخذت تطرق باب بيته متجاهلة هدير رجاله خلفها ولم تهمد حتى فتح جابر الباب ، قامت بدفعه من أمامها بما أوتيت من قوة وأخذت تنادي باسمه وهي تبحث عنه في كل زاوية
ناريانا(بدموع متحجرة وألم أنثوي محض):- أين هو ذلك الحيواااااااااان ؟
جابر(أغلق الباب وهو يتحرك نحوها متثائبا ببرودة):- غير موجود
ناريانا(هزت رأسها برفض وصعدت الدرج باحثة عنه):- أيها الكاذب أكيد ستخفيه عني ولكن إلى متى سيتهرب مني هاه سوف أحاسبه على ما فعله بي ، أنا أنا يغتصبني النذل …خييييييييييييري خيري أخرج وواجهنيييييييييييييي
أخرجت مسدسا من تحت ذراعها وفتحت باب جناحيه على مصراعيه ، سحبت نفسا خانقا وهي تنظر للمكان الفارغ إنه حقا غير موجود ، نزلت مهددة بذلك السلاح الذي صوبته برأس جابر
ناريانا(بشرر يتطاير من عينيها):- ستخبرني الآن أين هو ذلك الحقير ؟
جابر(رفع يديه باستسلام وجمود بارد أنهك أعصابها):- لا أعرف
ناريانا(بنفاذ صبر صوبت برأسه):- أنت لا تعرفني بعد سوف أفجر رأسك إن لم تخبرني عن مكانه
جابر:- وأنا أخبركِ بكل جدية أنني لا أعرف ، يعني آخر معلومات يمكنني مساعدتكِ بها وأنه خارج أرض الوطن يا حلوة
ناريانا(خارت قواها لحظتها وهي ترخي عضلات يدها وتنظر للأرض بفشل):- …كيف يفعل بي هذاااااا ؟
جابر:- والله هذا أمر تحلينه مع السيد خيري عند عودته من سفرته المستعجلة
ناريانا(انهمرت دموع من عينيها):- … سفرته المستعجلة ، يعني أنا كنت محطة لهو بالنسبة له قبل أن يسافر السيد ويستمتع بوقته أليس كذلك ؟
جابر(اتكأ على حافة الكنبة):- خذيها من منظور آخر وهو أنكِ قد حققتِ غاية للسيد ستعود عليكِ بفائدة ، أما لو استهجنتِ الوضع وقمتِ بخلق مشكلات أولها إخبار السيدة جوزيت فهذا سيوقعكِ بمشاكل جمة مثلا ..يمكننا أن نخبرها عن أخيكِ المجهول تخيلي معي كيف ستكون ردة فعلها عزيزتي؟
ناريانا(حكت جبينها بالمسدس وهي تهز رأسها بهستيرية ساخرة):- لقد حسبتم حساب كل شيء وتتوقعون مني أن أخرس وأتقبل الوضع كما هو عليه ، تريدونني أن أتقبل اغتصابه لي بصدر رحب ولما لا أستقبله بالأحضان لدى عودته …معلوم فطالما كان هنالك متعة قبل السفر لنجعل له متعة أخرى بعد السفر
جابر(هز كتفه بدون مبالاة):- والله ذلك راجع لكرمك
ناريانا(ضربت برصاصة جانب رأسه وتحطمت خلفه لوحة ذات منظر أسود):- … ذلك الأثر هناك احرص على أن تريه لسيدك ، فرصاصتي المقبلة ستكون برأسه …
جابر:- هههه كما تأمرين
ناريانا(تحركت بتقزز وهي ترمقه بكره):- ستظل كلبا تحت رحمته حتى يؤذيك فيما تحبه ، صدقني من يفعل هذا بامرأة لا يعرف حتى أمه التي أنجبته
جابر(تحركت أعينه تلاحقها):- خوانيتا ستنتقل لبيتكم ظهر هذا اليوم ، بلغي الست جوزيت فتلك أوامر السيد خيري وهي على علم بذلك
ناريانا(بصقت أرضا وخرجت):- اللعنة عليكم جميعااااا ….آه أريد تفجير رأس أحدهم اللعنة اللعنة اهئئئئئئئ
هربت من نظرات الرجال وكأنها تخفي خزيها منهم ، وكأنها عارية أمامهم الكل يطالع ندوبها الكريهة الكل يشير بإصبعه نحوها ، هذا ما تهيأ لها لحظتها وجعلها تدخل للبيت وهي في حالة يرثى لها ، ما اعتقدت أن جوزيت ستكون مستيقظة ولذلك صدمت بتواجدها بالمطبخ وعليه ركضت صوب الدور العلوي دون أن تنبس ببنت شفة ، وهذا ما أدخل الشك برأس جوزيت خصوصا وهي تراها في حالة عصيبة والدموع تنهمر من أعينها بلا توقف وحالتها حالة …
جوزيت(لحقتها بقلق وأخذت تطرق باب الغرفة):- ناريانا …رياااانا حبيبي أجيبيني … ريانا ردي علي أنا أعرف أن بكِ خطبا ما ، لقد رأيتكِ بالله عليكِ افتحي وأجيبيني أين كنتِ لما أنتِ بهذه الحالة ، ناريانااااااااااااااا افتحي افتحييييييييييييي
لم تفتح ولم تجب ولم تنطق بحرف ، بل رمت المسدس جانبا وهوت أرضا متقوقعة على نفسها تبكي بأسف على خزيها وجسمها وحالها ، تبكي وتبكي وتبكي ولا شيء يسمع غير نحيبها الأليم ..غلبت جوزيت وهي تطرق الباب لعلها تحثها على فتحه ، لكنها لم تفعل وهذا ما اضطرها لتهديدها بتحطيم مقبضه برصاصة طائشة ومع ذلك …فعلتها فهي لا تعرف التراجع خصوصا وأنها موقنة بأن ناريانا لن تفتح وإذا ما فعلت هذا فهو يعني أنها تمر بأزمة حقيقية بالفعل ..
جوزيت(وضعت مسدسها على المنضدة وهرعت إليها لتمسكها):- نارياااااانا نارياناااا حبيبتي أنا هنا أنا هنااااا
ناريانا(دفعت يد جوزيت بجنون وهي تصرخ):- آآآآآآآآآآه جوزييييييييت آآآآآآه
جوزيت(دمعت عيناها وهي تراها على ذلك الحال وتكتشف الآثار التي حاولت إخفاءها):- ما هذااااااا يا ناريانا ؟
ناريانا(تكورت حول نفسها):- دعيييييييييييني وشأني اهئ
جوزيت(بجنون نافذ جلست على ركبتيها وجذبت رداء ناريانا بقوة لتشق أطرافه):- دعيني أرى ما هذاااااااا هئئئئ …. ن…نارياناااااا ماذا حصل لكِ نارريانااااااانا تكلميييييييييييي ؟
ناريانا(بصرخة موجعة):- لقد اغتِصبت …يكفيييييييييييييييييييي� �ييييييييييييييي
صرخة جمدت أوصال جوزيت لحظتها وهي تسقط يديها بهزيمة وتناظرها بعدم تصديق ، رمشت بالدموع وهي تناظر تلك الكدمات والآثار اللعينة وتعود ببصرها لصديقتها علها تكذب تلك الحقيقة التي صدحت بها ؟؟…كيف اغتصبت يعني كيف كيف ؟؟؟ جن جنون جوزيت وصفعتها بقوة لتضبط حالتها الهستيرية المشتتة وهي تجرها إلى حضنها لتهدأ من روعها في حالة تراجيدية من الصدمة …..
جوزيت(أخذت تمشط شعر ناريانا وهي بحضنها):- أخبريني من يكون ….أعطيييييييني اسما حالا حااااااااالا سأقتله ، ردي ناريانا أجيبي يا ناريانا أنا معكِ سأقتل من فعل بكِ هذااا هيا أعطني اسمه هيا هيا أكيد تعرفينه هيا أخبريني من يكووووووووووووووووووووون ؟
ناريانا(شهقت على صدر جوزيت وهي تعض يديها):- .. لقد …لقد ..اهئ
جوزيت(أمسكت رأسها بين يديها وهي تهزها لتستجمع نفسها):- من يكوووون سؤالي واضح فأجيبي حبيبتي هاه من هو ما اسمه ؟؟؟؟؟
ناريانا(بخوف عضت شفتيها):- … اهئئئئئ
جوزيت:- هل هو جابر ؟؟؟؟؟؟
ناريانا(هزت رأسها نفيا برعب):- لالا …لا لا جوزيييييييييييييييت
جوزيت(دفعتها عنها والتقطت مسدسها مغادرة):- سوف يموووووووووووووت
ناريانا(شعرت بالعجز والخواء):- جوزيييييييييييييييييت ليس هو بل أحد رجاااااااالهم .. (بشرود تابعت)ليس هو يعني اهئ كان كان واحدا من رجالهم ، يعني ..اهئ البارحة البارحة عندما وصلنا وصلني فيديو لنادر مع مضيفاته و اهئ لقد خانني الحقير وأنا ما استطعت التحمل لذلك …اهئ لذلك وجدت بطريقي حارسا من رجالهم استدرجته لأحد المنازل ثملنا ولم نشعر بشيء …ولكنه كان حيوانا معي اهئ …
جوزيت(توقفت عن المسير وحركت زناد مسدسها):- سأعرفه …وبعدها أقتله….
زحفت ناريانا فوق أديم الأرض لتوقفها من خوض غمار جنوني يؤدي بها للمتاعب ، فوجدت نفسها عاجزة وظلت تصرخ وتبكي وهي تقبض على جسمها بتقزز وكره ، قد حطم خوري كل عنادها وجبروتها الأنثوي ، قد لمس شيئا حرمته منذ أن تعرفت على نادر عهدت أن تكون لأجله فحسب ، لكن ماذا فعل خوري أتى بكل أحلامها وهوى بها أرضا ووطأ عليها بدون شفقة …
جوزيت(أطلقت ثلاثة رصاصات في الهواء وهي شامخة وسط الشارع الفاصل بين بيتها وبيت أخيها الغندور):- …… جاااااااااااااااااااااااا ابر ….
جابر(على الهاتف):- لقد خرجت يا سينيور ماذا سنفعل ؟
خوري(كان وسط الجاكوزي يدخن سيجاره ببرودة):- لا تفعل شيئا دعها تهدد وتندد وتتوعد وأعطها رأس كلب لتقتله ، ها لا تجعلها تفعلها طبعا بل خذه واقتله وادفنه مع أخواته العزيزات
جابر:- وصل ..لكن بالنسبة للست ناريانا ؟
خوري:- ههه تصريفها عندي ، أنت اهتم بجوزيت فحسب …
جابر(أغلق الخط ونظر لخوانيتا):- لا تبرحي محلكِ يا امرأة وأكملي إعداد الطعام لي قبل ذهابك لبيت الجيران
خوانيتا(بحسرة):- وهل بقي ما يسمى بيت جيران … الرب يحمينا
جابر(وضع مسدسه خلف خصره وخرج إليها):- خييييييير يا ست جوزيت أتراكِ اشتهيتِ بعض البيض بالسجق خوانيتا تعده بطريقة مهولة لا يسعكِ مقاومة مذاقها بالمرة
جوزيت(عضت شفتيها بحنق):- أين السيد خيري ؟
جابر(لوح بيده في السماء):- سافر …
جوزيت(اهتزت حدقتي أعينها):- سااااافر ؟؟؟ متى وكيف ؟:
جابر:- متى متى كان ذلك صباحا أما كيف فبالطائرة أما لماذا فقد ذهب لأجل عمل مهم ، للعلم أجبت عن السؤال الأخير قبل أن تسأليه
جوزيت:- هناك كلب اغتصب ناريانا ليلة أمس …أريد رأسه
جابر(وضع يده على فمه وهو يشهق بدعابة):- لا والله … كيف يجرؤ هذا الخسيس ؟؟؟ اممم مع أننا نعلم أن لا أحد من كلابنا سيتجرأ ما لم تعطيه الست ناريانا الضوء الأخضر ، فهمتني طبعا ؟
جوزيت(ابتلعت استهزاءه بفم مطبق ثم استرسلت):- إن كنت تجد الأمر طريفا فهو غير كذلك ، صديقتي تنتحب بالأعلى وتعاني من الألم أريد فورا اسم ذلك الكلب أحضره لي هنا لأحاسبه
جابر(فرقع إصبعه):- ولو من عيووووني ..ي شبااااااااب اصطفوا هنا لأرى …
جوزيت(شعرت بالدوار وناظرتهم واحدا تلو الآخر):- من منكم فعلها ؟
سطرت كل واحد أمامها في سطر واحد وأخذت تسير بالدور عليهم ، وهي تبعد عن عقلها تخيلات اغتصابها من قبل ميار ، لقد داهمتها الصور منذ أن رأت حالة ناريانا وهذا ما جعل الدم يغلي في عروقها
جوزيت(بنظرة قاتمة):- من فعل ذلك بصديقتي … فليتقدم إلي بكل هدوء
جابر(غمز بعينه لأحدهم خفية عنها):- هيا هيا لن نبقى هنا اليوم بطوله
تقدم شاب:- …أعتذر لقد
جوزيت(أطلقت رصاصة في قدمه حتى أسقطته أرضا):- تعتذر هاه …
ناريانا(خرجت إليها):- جوزييييييييت .
جوزيت:- ابقي حيث أنتِ سأحاسب هذا الحقير أولا على ما فعله بكِ …
ناريانا:- أرجووووكِ أرجوكِ توقفي … لا تلطخي يدكِ بدمائه بليز جوزي بليييييز
جوزيت(رأفت لحالها ونظرت لجابر):-… اجعله يدفع ثمن غلطته ولا تقتله ، عذبه فحسب
جابر(أمسكه من شعره وجره كالكلب):- ومالو فدا عيون بنت خالو نتصرف …امشي يا كلب امشي هااا لا تستطيع المشي لأنك مصاب …ههه ..أحضرووووووووووه
جوزيت(أعادت المسدس لمحله تحت فستانها وركضت إليها):- ناريانا
ناريانا(ارتمت بحضنها بتعب):- أنا متعبة …
جذبتها بصعوبة رويدا رويدا إلى أن جعلتها تضطجع على سريرها ، أزالت خفها وأحضرت عدة الإسعافات الأولية وأبعدت رداء ناريانا قليلا لتضمد جراحها ببؤس … أثناء ذلك ظلت تبكي هذه الأخيرة وهي غير قادرة على النطق خصوصا بعد أن أرعبها خوري هاتفيا والرعب بالنسبة لناريانا كان أمرا مستبعدا في قاموسها ، لكنها الآن خافت منه خافت بمعنى الكلمة ..
خوري(صوته):- أتعرفين ما معنى أن يتناوب كلابك على امرأة اغتصبتها ، اوووه إنه إحساس فظيع لكنني قادر على جعلكِ تعيشينه يا ناريانا ، إن أزعجتني فسوف أزعجكِ بدوري ..اغتصابي لكِ كان ضريبة دفعتِ ثمنها بجسمكِ الحلو الذي كنتِ تستعرضينه متباهية به في كل الأوقات ، أنا ماذا فعلت تركت بصمتي عليه ولن أتوانى في تكرارها إذا ما جعلتني أتضايق
ناريانا(تشتم تحت أسنانها):- سأنتقم منك يا خيري
خوري:- كيف ستفعلين ذلك حبا بالله يعني .. هل ستهمسين لجوزيت بسر أخيكِ إذا كنتِ ستفضين فتفضلي وأخبريها أنني من اغتصبكِ ..غالبا لن تصدقكِ فكذبتكِ الأولى سوف تدفعها للتشكيك بكِ ، والتشكيك بكِ يعني فقدان الثقة ، تخيلي معي حينها جوزيت من ستصدق فينا ؟؟؟؟؟
ناريانا(أخذت تضرب على صدرها):- سأنتقم منك يا خيري
خوري:- موفقة موفقة لكن اجمعي المهرجان الذي تسببتِ به خارج المنزل ، لقد اختيار الضحية الذي سيكون مغتصبكِ بنظر جوزيت.. يلا كلب وراح
ناريانا:- سأنتقم منك يا خيري
خوري(أغلق الخط):- قلبي يدعو لكِ …..
ناريانا(بنظرة شر رمقت الهاتف ورمته جانبا لتنهض بجهد جهيد وتردد):- سأنتقم منك يا خيري
ها هي ذي تتوعد مجددا وهي بحضن جوزيت وتتذكر وعوده وتهديداته التي شلت حركتها وجعلتها تعجز لأول مرة ، فيا لها من حالة … أثناء هدهدة جوزيت لها سمعتا صوت دوي رصاص وعرفتا أنه تم قتل الشاب علما أن جوزيت طلبت تعذيبه فحسب لكنهم قتلوووووه بلا رحمة ، طبعهم ولن يتغير وهذا ما جعلهما تشمئزان من ذلك الوضع ولكن ما بيدهما حيلة فهما غير قادرتين على الخروج من هناك خوفا من إمساك الآخرين بهم أو العثور عليهم والانتباه لحمل جوزيت الذي كان يكبر يوما عن يوم ..

في روما
لم يغفو إلا بضع سويعات تعد على أصابع اليد الواحدة ، بينما الأميرتين الكسولتين فقد استغرقتا في نوم عميق جعلهما تسترجعان عافيتهما بعد ليلة طويلة في بيت الراجي ، إضافة لتعب السفر وما جاوره …المهم تفقدهما ووجدهما نائمتين بشكل مضحك بدتا رقيقتين ميسون تضع يدها على بطن ميرنا وميرنا تضع يدها على ركبة ميسون وشعرهما متمازج على الوسادة في لوحة رقيقة حرص على ألا يفلتها ، لذلك رفع هاتفه والتقط لهما صورة نظر إليها عميقا وأعاده لجيبه ،.. تراجع أدراجه ونزل ليحضر فطورا لثلاثتهم ، بكل همة ونشاط كان بعد مدة يقلب البيض في المقلاة وبيد أخرى كان ينتبه للحليب ، قليلا وانتبه للخبز المحمص أزاله من الآلة ورتبه بالأطباق ..أخذ ينتقل من المطبخ للمائدة الطويلة التي جمعتهم برفقتهم آخر مرة … شعر بأن هنالك شيئا ناقصا فتوجه لجهاز الموسيقى وشغل نغمة مرحة من ستايل كاظم الأحمق
حكيم(بسخرية من ذوقه وهو يقطع السجق):- … ههه ذوقه مثله يا سبحان الله ، ما هذه الكلمات الرديئة هه
ميسون(نزلت بثقل وهي تحك عينيها):- بابا حبيبي ما هذه الفوضى ؟
حكيم(ترك ما بيده وبسط ذراعيه وهو ينحني أرضا):- حماااااامتي
ميسون(ضحكت بفرح وركضت إليه لترتمي بحضنه ويرتفع بها):- مزاجك حلو أحببت
حكيم(أخذ يقبلها ويشم عطرها):- لأن حمامتي استيقظت يا عاااااالم
ميسون(حكت جبينها بوجهه وهي تضحك):- هههه أنت تجعلني أفرح
حكيم(هزها بمرح):- قولي والله قولي والله
ميسون:- ههههههههه والله والله والله
حكيم:- هممم يا عمري أنا طيب ماذا عن الأميرة النائمة هل استيقظت ؟
ميسون:- لاء ما زالت غافية أنا استيقظت قبلها ودخلت للحمام غسلت وجهي وأسناني ثم مشطت شعري وعطرت نفسي ثم نزلت
حكيم:- اممم حبيبتي أميرة مثل أمها تماما
ميسون(ابتسمت):- ميرنا ماما هههه
حكيم(تلكأت الحروف من جملته العفوية وأنزلها أرضا):- لكن ..برنامجنا اليوم لا يسمح بنومها مطولا يجب أن نوقظها فبعد الفطور مباشرة سنخرج
ميسون:- إلى أين بابا ؟
حكيم(غمز لها وهو يتحرك للطاولة):- مفاجأة …
ميسون:- ياااااه تمام تمام سألتقط وردة من الحديقة لأجلها وأنت قم بإيقاظها ، لأنني لو فعلت فلن توافق ويجوز أن أنام جوارها لأنني لا أفرط بها
حكيم(وضع يده على جنبه):- صراحتكِ هذه ستقتلني يوما ما ، تمام روحي التقطي زهرة وستجدين هناك شخصا تحبينه برفقة الحراس هههه
ميسون(ضحكت):- ههه أشك أنه من ببالي … هييييييييه عمو داااااغر ؟
داغر(لوح لها من الحديقة):- …
حكيم(أشار له كي ينتبه على ميسون بينما تحرك هو للأعلى):- انتبه …
صعد ليوقظها وما إن وصل للغرفة تثاقلت خطواته وهو يتنهد بحزن ، يعني لو أنهم يعيشون طبيعيا مثل هذا الحال ألن يكونوا سعداااااء ؟ سؤال طرحه على نفسه وهو يفتح الباب ويدلف للغرفة ويجدها نائمة بسكووون يا الله كيف لها أن تكون مهلكة حتى في رقادها ؟؟ قالها وهو يتحرك صوب الستائر ليبعدها ويفتح الشرفة كي تتسرب أشعة الشمس أكثر وتضيء الغرفة أكثر مما تضيئها شمس عمره
حكيم(تحرك صوبها وهو يتحدث):- هيييه ست ميرنا الراجي أنتِ مطلوبة للدور السفلي عاجلا عاجلا ، تم طلبكِ بالاسم لسفرة الأكل التي حرص الشيف حكيم شخصيا على تحضيرها لأجل حبيبتيه …يا حلوة استيقظي وافتحي عينيكِ كفاكِ كسلا …
ميرنا(تمطت في محلها وهي تفتح عينيها بابتسامة):- هههه
حكيم:- غالبا أضحكتكِ حتى أنا استغربت نفسي ، أكيد عمو نزار ترك عاداته بذلك المطبخ الغريب والتصقت فيني حتى عادة الكلام ههه يلا هي مشكلتكِ أنا ما دخلي
ميرنا(حركت يدها على الوسادة وأشارت محل ميسون):- م؟؟
حكيم:- بانتظارنا مع داغر ، لقد وصل قبل قليل من السفر ..
ميرنا(تحركت لترفع الغطاء):- اممم
حكيم(شرد فيها وهي تجمع شعرها لترفعه للأعلى):- …لارد
ميرنا(نهضت وارتدت خفيها وتحركت صوب الحمام لكن توقف واستدارت إليه بابتسامة):- ؟؟؟
حكيم(استدرك نفسه وهو يحك جبينه):- سأنتظركِ بالأسفل لا تتأخري لأننا سنخرج بعد الفطور ، وقبل أن تسألي إلى أين فاليوم مخصص لكما أنتِ وميسون …
ميرنا(هزت كتفها ثم رفعت إصبعها بحركة موافقة):- هاااا
حكيم(عضعض شفتيه وهو ينتظر دخولها للحمام):- آه يا وجع روحي آه …
إن لم يتحرك بعد ثانيتين سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه ، لذلك نزل مسرعا ليجدها تدخل من بوابة القصر وهي تركض وبيدها وردتين فتح يديه لترتمي بحضنه مجددا وعانقها ليدور بها مطولا قبل أن يضعها أرضا وتوجه معها للمطبخ ، قاما بوضع الزهرتين فوق صحن أبيض وأخذوهما للطاولة ووضعوهما بمحل ميرنا …
ميسون:- ماذا سنفعل أثناء انتظارنا ؟
حكيم(نظر للصالون العريض وانتبه للموسيقى وأمسك يد ميسون):- سنرقص
ميسون(برقت عينها):- نرقصصص نحن لم نرقص أبدا من قبل بابا حبيبي
حكيم:- هه إذن سنفعل ذلك للمرة الأولى تعالي تعالي
أمسك بجهاز التحكم ورفع الموسيقى التي صدحت بأغنية أجنبية مرحة ، جعلتها تصاب بالحيرة فلم تعرف كيف تبدأ ولا كيف تنتهي لكنه داهمها لما أمسك يدها وجذبها للوسط وأخذ يرقص ويريها من حركاته التي أذهلتها الشيء الكثير …لا هذه كثيرة ما كنا نعرف أنك راقص ماهر سيد حكيم الراجي ههه بكل روح مرحة أخذت تقلده وترقص معه بحركات مرنة ومضحكة ، تبادلا القهقهات واللقطات والحركات إلى أن نزلت وتوقفت عند الدرج تناظر ذلك التناغم المضحك بينهما وما إن انتهت الموسيقى صفقت لهما بحرارة فانقبض صدره وهو يتحرك منزعجا بشكل دعابي
ميرنا:- هههه
ميسون:- لا تخجل بابا كانت ميرنا فقط
حكيم:- احم هذه الطفلة أجبرتني على الرقص يعني ما كان بمزاجي ، احم اجلسا اجلسا هه
ميرنا(اقتربت منه وحركت يدها بحركة تشجيع):- أهاااا
حكيم(حك رقبته):- هيا اجلسي هيا …ميسون إلى محلك يا بنت وكفى ضحكا
ميسون(وضعت يديها على فمها لتضبط ضحكتها):- هههه أمسكتك متلبسا
حكيم:- شووووف البنت لا واضح أنكِ بصفها منذ اللحظة الأولى ، الحسرة على أبيكِ المسكين
ميسون(بسطت يديها معا وهي تترنح على كرسيها):- أحبكما معا ماذا أفعل .
ميرنا(أمسكت الوردتين واشتمتهما):- امممممم
حكيم:- ذوق ميسون
ميرنا(ابتسمت وهي تنظر للفطور):- هااا
حكيم(أخذ يصب لهما العصير):- هيا يا متكاسلتين لن نبقى هنا اليوم بطوله وراءنا أعمال
تحت مزاحه وحركات ميسون المرحة وردود أفعال ميرنا تناولوا أحلى فطور بروما ، فطور أنساهم جميع الهموم والمشاكل وبعد انتهائهم منه ، ارتدتا فساتين متقاربة اللون ميرنا أخضر داكن وميسون فاتح لبسن قبعات شمسية أيضا وخرجتا برفقته بعد أن غير ثيابه أيضا واستقر في بنطلون رمادي وقميص بني فاتح ، ارتدى نظاراته الشمسية وركب بسيارته مشيرا بيده لسيارة داغر التي ستلحقهم في كل مشاويرهم لذلك اليوم ، بينما أشار للحراسة الباقية بالتنبه والحرص الشديد ….
أول محطة كانت مركز التسوق الذي ندم ندم عمره على البدء به ، فالأختين وقعتا في عشق كل شيء وأرادتا كل شيء المسألة لم تكن مسألة أموال بل الوقت الذي استغرقهم في التجريب والرعونة ، بعد ساعتين متواصلتين استطاع إخراجهما من هناك لا وماذا تحت بند التهديد ، لو لم يفعل ذلك أقسم أنهما كانتا ستبيتان هناك يعني جينات ما شاء الله
حكيم(وهو يجر الأكياس الكثيرة):- هُس ولا كلمة لن أسمح بجولة أخرى أبدا أبدا
ميسون:- جانب القبعات حرام عليك يا بابا هئ ميرنا أرأيتِ القبعة الجلدية ؟
ميرنا(أمسكت على قلبها وهزت رأسها ببؤس):- أهاااا
ميسون:- اممم راحت علينا
حكيم(بينهما مستغربا):- لا والله ساعتين وراحت عليكم …امشي منكِ لها بلا عبطكم ندمتم أمي لأنني فكرت بتدليلكم قليلا ها هنا
ميرنا(رمقت جانب الرجال وانتبهت لقميص):- م …م ؟؟؟
ميسون(رمقت ما رأته ميرنا وركضت إليه):- واوووووو بابا ستأخذ هذا لأجلك بليز هذا فقط ونذهب إنه حلو ونريد رؤيتك به
حكيم(رفع حاجبه هازئا):- ههه والله شكلي وقعت في قبضة مجنونتين
ميسون(أخذت تتوسل):- بليز بابا حبيبي بليز
ميرنا(باستجداء):- ح ؟؟؟
حكيم(ضحك ونظر جانبيا ليتسمر وهو يرمق رجلين بأطقم سوداء يدخلان للمركز أيضا):- أ… تمام لما لا نجربه لكن ادخلا معي هيا …
صفقتا بأيدي بعضهما ودخلتا للجانب الرجالي بينما كان هو ينظر للخلف متربصا للرجلين ، تركهما تختاران بدل ذلك القميص عدة قمصان وبناطيل يعني عادتهن ولن تتغير .، بينما كان هو يومئ لهما برأسه موافقا طبعا فعيونه كانت تراقب الرجلين عن كثب …
ميسون:- هاااا أنت أيضا أخذت نصيبك كي لا تعايرني أنا وميرنا يا بابي
حكيم:- طيب يختي لنذهب لذلك المرفق ونشرب عصيرا منعشا قبل مغادرتنا للمركز
ميرنا(حكت جبينها بموافقة):- هااا …
حكيم:- اسبقاني وخذا معكما هاته الحقائب الثقيلة سأحاسب وألحق بكما
بعثهما للمطعم وحاسب هو ثمن الأغراض التي أخذوها لأجله ، بعدها أعاد بطاقته البنكية لمحفظته وتحرك وهو مشغول بها بشكل متعمد ليتحرك الرجلين ويحيطانه من كل جانب
الرجل:- تحرك معنا بدون إثارة مشكلة
الآخر:- حضرة السفيرة تريدك في كلمة
حكيم(أغمض عينيه ونظر لميرنا وميسون اللتين أخذتا تطلبان من النادل ما تريدانه):- لا داعي لمثل هذه الحركات أمام ابنتي ..كانت لتخبرني بذلك وكنت لأوافق
الرجل:- تحرك معنا سيد حكيم من فضلك لا توقعنا بالمشاكل ، دقيقة فحسب
تحرك معهما وهو يلقي نظرة على حبيبتيه ، سرعان ما تبددت راحته لتتحول لحنق منقطع النظير وهو يخرج من بوابة المركز ليستقر بسيارتها الكبيرة ويجدها قبالته بكامل أنوثتها الصارخة يعني كالعادة
ليندا(برقت عيناها):- لك وحشة يا حكيم يا راجي
حكيم(نظر للباب الذي أغلقوه خلفه):- … ماذا تريدين ؟
ليندا:- يعني بديهي أن أرحب بوالد حفيدتي في روما ، أوووه أتحسبني قليلة ذوق يا عزيزي
حكيم(شبك يديه وهو ينظر إليها قبالته):- خطفتِ ابنتي وابنة عمي وتريدينني أن أشكركِ أيضا ؟
ليندا:- أوه لما تأخذ على قلبك هكذا ، ما حصل كان ضغطا وجس نبض لا غير …
حكيم(هدر فيها وهو يشير):- أن تزرعي الرعب في قلب ابنتي كان أمرا عابثا ؟؟؟؟ أن تهددي حياتهم بالخطر وتجعلينهما في موقف صعب كان مجرد جس نبض ؟
ليندا:- ما توقعت أن نبدأ حوارنا على هذه الشاكلة
حكيم:- ما توقعتِ أن أحاسبكِ لكنني سأحاسبكِ على كل شيء يا ليندا
ليندا(وضعت رجلا على أخرى):- حاسبني إن استطعت .. ووقتها سنجد ألف فم يحاسبك بدوره
حكيم(ابتلع ريقه):- هيا أظهري مخالبكِ اللعينة وباني على حقيقتك
ليندا:- أنت تعرف أن ملفا واحدا مما يوجد تحت يدي قد يؤدي بك إلى مثلث برمودا حيث لن يجدك أحد ، لكن إن تعاونت معي وفتحت لي ذراعيك سوف تجعل فمي التواق مطبقا
حكيم:- اللعنة على اليوم الذي عرفتكِ فيه
ليندا:- كيف تلعنني وأنا السبب الذي جعلك أبا لطفلة بريئة مثل ميسون ، أوه أمانة عليك أخبرها أن جدتها اشتاقت لها
حكيم(كز أسنانه):- ابتعدي عن ابنتي وإلا ؟؟؟؟؟
ليندا:- رويدك أنا هنا لست لأحاربك ، بالعكس أنا هنا لأرشدك للطريق
حكيم(بكره):- ماذا تريدين اختصري ؟
ليندا:- حاليا لا أريد شيئا استمتع بوقتك فلما يحين الوقت ستجدني أمامك مرة أخرى .. يلا يوم ممتع أتمناه لك حبيبي
حكيم(فتح الباب ليخرج بقنوط):- الصبر يا ربي الصبر ….
غادرها وهو يلعن نفسه مليون ألف مرة على هذه اللعنة المسماة ليندا ، عاد إليهما واستعاد ابتسامته التي تبلدت وتمازجت بالتوجس ، لكن سرعان ما سرقته ميسون من أفكاره وهي تستعرض حركات النادل الثخين الذي قدم لهما العصائر والحلو .. ضحك حكيم لحظتها وهو يرمقهما بحسرة كيف سيسلبونه منهما وكيف سيتحمل ، شعرت به ميرنا وفجأة وضعت يدها على يده جعلت مشاعره كلها تنتفض وهو يطالعها بعشق مبتسما
ميسون(طالعتهما ببهجة):- ما هي المحطة التالية بابا حبيبي ؟
حكيم:- اممم سنذهب لتناول الغذاء في مطعم جميل أعرفه ، وبعدها إلى مدينة الملاهي ومساء سنعود للقصر نستريح قليلا ونبدل ثيابنا بما يليق لأننا سنقضي أحلى سهرة ثلاثتنا
ميسون:- يس يس موااافقة
أخذوا يشربون عصيرهم بهدوء صاخب من قبل المشاغبة الصغيرة ، بعدها انطلقوا للمطعم الذي أشار له حكيم فتناولوا هناك أكلات إيطالية شهية فتحت نفسهم للهو ، فبعدها توجهوا لمدينة الملاهي وهناك لعبت ميرنا وميسون كما تريدان وهو لم يمنعهما عن شيء بل اعتبرهما طفلتيه اللتين يحرص على إسعادهما بكل ما في استطاعته .. وصلوا باللعب للأرجوحة الدوارة فرفض أن تصعد أيهما لأنها خطيرة على كليهما ويا أهلا بالتذمر
ميرنا(دخلت للقصر بفم مقلوب):- همممم
ميسون(لحقتها أيضا بنفس الحال):- أرجوحة دوارة جولة يا بابا كانت جولة واحدة فحسب
حكيم(أغلق الباب):- ولا نص جولة أنا لا أقامر بأرواحكما، ثم أنتِ وأعرف أنني لن أقنعكِ لكن ماذا عن الأخت الكبيرة يا ميرنا قطبكِ ما تزال طازجة هل تريدين للضغط أن يعيد فتحها وتؤجل عمليتك ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):- لا
حكيم:- تمام … اصعدا للغرفة واستريحا فبعد ساعتين سنخرج
ميسون(أمسكت كف ميرنا):- لنصعد لنصعد شكله لن يقتنع
ميرنا(أخرجت لسانه لها بامتعاض واستمرت مع ميسون في حلف نسوي):- أهاااا
حكيم(وضع يده على جنبه مندهشا منهما):- جميل والله العتب علي لأنني أفكر بإسعادكما يا ناكرتي الجميل … أدخل يا داغر أدخل وخذ تلك الأكياس للأعلى
داغر:- حاضر سيد حكيم
حمام ساخن ، هذا ما سيطرد صوت ليندا وكلماتها اللاذعة من عقله ،…فعلا فور صعوده لغرفته رمى بنفسه تحت صنبور الماء فهو بحاجة لأن يريح أعصابه ويتهيأ جيدا لما هو قادم …لكن أين تركه وحده في خضم كل هذا لا اتصال ولا أي رسالة شيء ما يحدث وهذا ليس من عادة ميار … التقط الهاتف وأطفأ الصنبور دقيقة ومسح شعره المبلل وهو يضع الهاتف على أذنه
حكيم(بحدة):- صلني بسيدك فورا ؟
عابد:- س..سيدي مع صولي في الغرفة وقد نهاني عن إزعاجه ، بست لقد هدد بحلق شعري أي والله وأنا أحب شعري أقسم
حكيم(بانفعال):- إن لم تصلني بسيدك الآن سوف أحلق جلدة لسانك يا عاااابد
عابد(بفزع برقت عيناه):- ل..لا شعري فدا لساني حالا فورا الآآآآآآآن انتظر …. احم طقطق هه أنا لم أطرق لقد كنت أستعد فحسب
حكيم:- يا حول الله يا ربي أين يجد ميار هاته العناصر ، هوينا يا بني أسرع
عابد(ركض بخفة ووثب عند الباب وطرقه مرتين):- س..سيد ميار …ابن خالك على الهاتف
ميار:- لا أريد أن أكلم أحدااا
عابد:- إ…إنه الأسد
ميار(أغمض عينيه وانتفض على مضض فتح الباب أخذ الهاتف ثم أغلقه بوجه عابد):- نعم ؟
عابد:- غ…غالبا تمت مهمتي وأنقذت لساني وشعري هاع ههه
ميار:- قلنا نعم ؟
حكيم:- هل تمازحني يا ميار ، لم تتصل منذ أن افترقنا البارحة من بيتنا ماذا بك ؟
ميار(مسح على شعره):- لا شيء
حكيم:- وكأنني لا أعرفك ، أفصح ماذا حصل ؟
ميار:- تخاصمت مع إياد قليلا
حكيم:- وبعد ؟
ميار:- خصامنا لن يثمر خيرا يا حكيم
حكيم:- ماذا فعلت حتى أغضبته لهذه الدرجة ؟
ميار(رمش وهو يزفر):- لنقل أنه عرف بأنني اختطفت أمه
حكيم(فتح عينيه على وسعهما):- ماذا ماذاااااااااا فعلت ؟
ميار:- هيا حكيم وكأنك ما كنت تعرف بأمر اختفائها
حكيم:- بلى بلى كنت أعرف لكن أن تكون تحت قبضتك هذا ما استبعدته للأمانة ، وجوزيت هل كانت تعرف ؟
ميار:- كانت تعرف لكنني لم أفصح لها عن محلها بالمرة
حكيم:- ما توقعت أن تفعلها ، حتى لو كنت أخمن 90 بالمئة فضلت أن أبقي العشرة أملا بك
ميار:- لا تحاول التأثير بي لأنني لا أشعر بالذنب ، ولو تكررت الفرصة سأختطفها من جديد
حكيم:- لقد بدأت تهذي … يا ميار ما حدث بالماضي دعه في الماضي ، لا أنت ستعيد عمتي حورية للحياة ولا هي ستحصل على فرصة لمسامحتها ، أمك قد ماتت والحي أبقى من الميت ، وأخوك يستحق فرصة واحدة فرصة تجعله يعيش في كنف أمه التي حرم منها طوال حياته
ميار:- برافو حكيم ، أراك في صفها قبل أن تلتقي بها حتى
حكيم(مسح البلل من وجهه):- لا تخسر نفسك في رحلة انتقام فاشلة ، خذها مني نصيحة
ميار:- دعك مني أنا قادر على تدبر أموري ، أخبرني أنت ماذا فعلتم بروما ؟
حكيم:- كله كان بخير حتى التقيت بنذير الشؤم الست ليندا
ميار:- ماذا أرادت ؟
حكيم:- أن تذكرني بأنها تحضر لأجلي مفاجآت جميلة كي نحتفل بعيد الحب المقبل
ميار:- هوهوووووه الآن سأحسدك
حكيم(بانفعال):- لا تجعنني أبتلي فيك ميار بلا سخريتك البائسة …
ميار(زم شفتيه):- هل الوضع صعب ؟
حكيم(وضع الهاتف على كتفه وثبته برأسه والتقط منشفة ليلفها حول خصره):- إلى حد فاصل
ميار:- سأدعمك في أي خطوة تعلم ذلك ؟
حكيم(خرج من الحمام وتوجه مباشرة للدولاب دون أن ينتبه لأي شيء):- أعلم ذلك ميار بيك .. نتواصل لاحقا شكلك مشغول مع شبلك هااا ، لا تحلق شعر المسكين عابد قد أرهبت الرجل
ميار:- هه لأجلك فقط …
حكيم:- واصبر على إياد أكيد سوف تحل الأمور يعني …بالأخير حصل ما أردته يا ميار
ميار:- تمام تمام لا تبدأ نتكلم فيما بعد استمتع بوقتك ..استمتع بقدر ما تستطيع
حكيم(شعر بغصة في صدره لحظتها وأمسك الهاتف وهو يخرج قميصا رمادي اللون):- لعله خير
وضع الهاتف على المنضدة وأخذ يرفع القمصان المكوية بإمعان هل يرتدي الطقم الرمادي أم الأسود أخذ يخمن لغاية ما وصله عطرها فاستدار بلهفة ليجدها جالسة بالشرفة و…هل كانت تبكي ؟؟؟؟؟؟
حكيم(طرق الزجاج وأشار لها كي تدخل):- ما الذي تفعلينه في الشرفة ميرنا ؟
ميرنا(أشارت له كي يستر نفسه ثم أشاحت بصرها):- احم …
حكيم(هز رأسه بنفاذ صبر والتقط بنطلونا خفيفا وقميص بدون أكمام ودلف للحمام):- دقيقة …
جلست على الكنبة التي كانت تتوسط غرفته وأخذت تنظر للغروب ، أمسكت على قلبها وهي تنفض الوساوس من عقلها لكن سرعان ما استوطنتها من جديد …
~ قبل دقائق ~
ميسون:- سأرتدي البني إذا كنتِ ستختارين الأحمر الداكن ، هكذا سنبدو متناغمتين أكثر
ميرنا(وافقتها):- أهااا …
ميسون:- أتعلمين سأجرب البني والأزرق الغامق وأرى الفرق ههه سأحتكر الغرفة وعليكِ الخروج
ميرنا(نهضت وأومأت لها بالموافقة):- اممم …
خرجت من الغرفة ونزلت للأسفل متجهة للمطبخ كي تشرب جرعة ماء ، لكن استوقفها طنين الساعة الطويلة الموضوعة في مكانها منذ زيارتهم الأولى ، صوت الساعة التي تجاوزت السادسة تماما جعلها تجفل وهي تشعر بشيء ما يجذبها لمناظرة عقربها بإمعان ، هيأ لها أنه ملتصق برقم 12 عشرة ويكرر دقاته باستمرار ، دقاته باتت مزعجة ، تحولت لضجيج صاخب سبَّب طنينا في أذنها ، أمسكتهما وهي تحاول إخراج نفسها من تلك الهالة ، ..لكن صوت كلمات مبهمة مثل الهسهسة جعلها تجثو على ركبتيها وهي تقاوم ذلك الصدااااااع …أخذت تئن وتئن وتحاول أن تنادي حكيم فهي واعية لما يحصل وليست نائمة حتى تحسبه كابوسا ، فجأة توقف الطنين وأكمل العقرب مسيرته وتوقفت تلك الأصوات المبهمة والهمهمات المتكررة ، أمسكت على قلبها بخوف ونظرت حولها لتتراجع من هناك وتصعد مسرعة نحو غرفته ، وجدته بالحمام لذلك هرعت لاستنشاق هواء نظيف لعلها تستوعب ما حصل وتنتظر خروجه …
حكيم(وهو يهزها):- ميرناااا ميرنااا أنتِ بخير ؟
ميرنا(استدركت بانتباه وهي تنظر إليه):- هااا
حكيم(سحب دفترا وقلما وأعطاهما لها):- اكتبي ما الذي يزعجكِ ؟
ميرنا(أمسكت القلم وهمت بالكتابة):- أ…
ميسون(دخلت متدثرة بالفستان):- بابا حبيبي ، أنتِ هنا ميرنا أنظرا لي هل صرت هكذا جاهزة للسهرة ؟
حكيم(نظر لميرنا ثم لميسون):- حبيبتي نحن…
ميرنا(أمسكت يده وابتسمت لها):- …اممم
ميسون:- أعجبتكِ ميرنا قولي والله يعني احم ..حقا ؟
ميرنا(هزت رأسها إيجابا):- أهااا
ميسون:- وأنت بابا ماذا تعتقد لم أبالغ صحيح ؟
حكيم:- آخ يا ربي كيف سأبلي مع هذه البنت بعد سنوات ، تمام يختي أنتِ حلوة
ميسون(تراجعت):- إذن سأرتدي حذائي وأجدل شعري وبعدها سأكون جاهزة ههه
حكيم(لوح لها بابتسامة سريعة):- طيب صغيرتي
ميرنا(كتبت سريعا ونهضت):- °سأجهز نفسي°
حكيم(أمسكها من يدها مستوقفا إياها بعد ذهاب ميسون):- …تعالي هنا ألن تخبريني بما ضايقكِ ؟
ميرنا(كتبت سريعا بعد أن أفلت يدها):- كنت قلقة بشأن عملية الغد
حكيم(تنهد وأمسك وجهها بين يديه):- سأكون معكِ خطوة بخطوة لن أفلت يدكِ مطلقا
ميرنا(دمعت عيناها لكن آثرت أن تنسحب في الحال قبل أن تنهار):- اممم اممم
حكيم:- أراكِ مستعجلة حسنا سنتحدث في مخاوف العملية بعد عودتنا ، هيا جهزي نفسكِ
ميرنا(تحركت بسرعة وهي تمسك على صدرها باختناق):- °لما يحصل لي هذاااا لما أشعر بأن أحدا يكدر مزاجي وحياتي لما يا ربي لماااا ؟؟° …
بالفعل هي من تقف وراء ذلك بدمية القماش وصحن الدم والإبرة باتت تضايق ميرنا في كل وقت ، منه انتقام ومنه كسر عين وتعذيب وتهيئة أيضا لما هو قااااادم
"أجنحة مكسُورة" …عنوان المسرحية التي ذكرها حكيم ذات مرة لميرنا تحديدا وقت ذهابهم لزفاف كوثر وزياد ، إنها نفسها المسرحية التي انتهت بموت البطلة والتي جمعت بينه وبين ميار في روما في ذات المكان وفي ذات الجانب أيضا …اتخذ هو وميرنا وميسون رقعة أنيقة لمقامهم ليشاهدوا المسرحية بقرب ويتمتعوا بكل تفصيل ، جلست ميسون بإباء قبلهما في المقعد المرفق وكانت تطالع كل ركن في ذلك المسرح الشاهق والعريق ، كل شيء كان فيه متألق ومثير للاهتمام لم تغفل عن التقاط الصور وبعثها للفريق المجنون والذين بدورهم علقوا بما يليق لتأريخ اللحظة …أما ميرنا فقد كانت تطالع الستائر الحمراء المخملية وهي تنتظر متى يبدأ العرض ، غافلة عن نظرات إعجابه بها فقد استقرت في فستان أحمر قاتم بدون أكمام لكن هنالك وشاح يغطي كتفيها ويلتقي عند شق صدرها ببروش كريستالي أنيق ، ارتدت قلادة ذات بلورة حمراء لتليق بالفستان وشعرها رفعته للأعلى في تسريحة لطيفة ناسبت شكلها الملوكي فطول الفستان واتساعه للأسفل جعلها تبدو بمظهر أميرة جاءت لتشاهد عرضا مسرحيا بعيدا عن البلاط الملكي ، وما برز ذلك قفازيها السوداوين اللذين توسطهما خاتم مرافق للقلادة يعني …كانت مثيرة ولم يستطع إبعاد نظره عنها ولا لحظة …
ميرنا(استدارت فجأة على غفلة نحوه):- ح…؟ ح ..؟؟
حكيم(انتبه):- احم … نعم ميرنا ماذا تريدين ؟
ميرنا(أمسكت مذكرة صغيرة بيدها وقلما قصيرا وكتبت):- °أنت شارد منذ وصولنا ؟°
حكيم(أسكره عطرها لما اقترب ليلتقط المذكرة ويقرأ):- …أ… أنتظر المسرحية فحسب
ميرنا(بإعجاب):- °أشعر بالإطراء°..
حكيم(ابتسم):- هل نظراتي مكشوفة لهذه الدرجة ؟
ميرنا(هزت رأسها):- هااا
حكيم(عدل ياقة قميصه):- يحق لنا
ميرنا(ناظرته ثم كتبت):- ..°راقتني الربطة القصيرة مع طقمك الرمادي أنت تبدو كممثل أرستقراطي هارب من فيلم°
حكيم:- ههه لنقل أنني هارب من رواية وأتيت لأشاهد معكِ مسرحية
ميرنا(بخجل):- ..°شكرا لأنك معي°
حكيم(فقط كوني معي أنتِ ووقتها روحي فداكِ):- خاصتنا غاصت في بحر التواصل الاجتماعي
ميرنا:- °دعها تستمتع°
حكيم(شرد في عينيها العسليتين واقترب هامسا):- أيحق لي بعض التمرد ؟
ميرنا(بعدم فهم):- °ماذا ؟°
حكيم(مد يده وأزال القلم والمذكرة من يدها ووضعهم بالمنضدة بينهما والتي كان عليها مشروب فخم وبعض المملحات):- .. أمسكي يدي ولا تنبسي بحرف ، أصغي لضجيج الحضور وتهافتهم ففي لحظة ما سيخرس كل هذا
ميرنا(نظرت للجموع الغفيرة والذين استقروا بمقاعدهم فوق وتحت وفي كل مكان):- اممم
حكيم(لامس أناملها متعمدا):- …تبدين مهلكة لناظري الليلة ، أخشى عليكِ من نفسي
ميرنا(ارتبكت وحاولت سحب يدها):- ح ..
حكيم(رفع يدها لفمه مقبلا):- إنها جملة سيذكرها البطل للبطلة في السهرة الوحيدة التي سيلتقيان بها وفيها ستكتب قصة عشقهما ، حتى أن تلك السهرة ستتضمن سيرة حبهما بداية ونهاية … (رمق فضول ميرنا وتابع) أول قبلة أول رقصة أول عناق وأول … مجامعة كانت بتلك السهرة وخلفت ندوبا مستحيلة وذكريات أليمة حكمت عليهم بالفراق
ميرنا(بأسف هزت شفتها):- لا
حكيم:- ههه سأحرق عليكِ مشاهد المسرحية وأنا لا أريدكِ أن تفوتيها ، يعني من حظكِ أنها اندرجت في أسبوع تواجدنا
ميرنا(وكأنني لا أعرف أنك من وراء ذلك):- ..مي…مي…
ميسون(أغلقت الهاتف):- ستبدأ المسرحية إنهم يرفعون الستااااارة يوبي
حكيم:- شتت بيبي كوني هادئة …
بدأت المسرحية أخيرا وعم الصمت فجأة بالمكان كله ، انخفض مستوى الإضاءة التي تمركزت بمنصة المسرح محددة المشهد والحضور …ها قد بدأ الهواة بالرقص فيما بينهم ويدل المشهد الأول على بروفا رقص ثنائي لعدة أشخاص، كان مشهد استعداد لحضور الحفل المنشود حيث سيلتقي البطل بالبطلة ،، ذلك اللقاء سيحسم حياتهما وسيزرع المحبة والتعاطف في قلوبهم جميعا ، وفعلا هذا ما شعرت به وهي تناظرهم بدموع شاردة في كل حركة في كل كلمة في كل صوت ، كانت تتابعهما بنهم شديد جعله يترك المسرحية ويضع يده على فكه متكأ على حافة الكرسي الفخم ويناظرها هي ، فهي بطلته الهاربة من معتقل أحلامه ….
توالت المشاهد من دراما لرومانسية لكوميديا لرقص وصولا للتراجيديا المنتظرة وهي فراق المحبوبين ، هنا لم تشعر بنفسها وهي تشير بيدها صوبهم ليفعلوا شيئا ولا يفترقا لكن عائلة الفتاة سحبتها بعيدا عن الشاب الذي أبعدوه رفاقه عنها مستلين سيوفهم ومنددين بحمايته ،،، الدموع انهمرت وهي تنظر إليه بين الفينة والأخرى وتعود لتتابع الحدث، رغم أنه روى لها الحكاية لكن ليس كما شاهدتها ولا كما سمعتها صوتا وصورة وشعرت بها في أعماقها ، لقد كسرها فراقهما مما جعلها تمسك يده وتعود للمتابعة وكأنها تطمئن لوجوده ، وكأنها موقنة من أنه لن يتركها ولن يحصل ما حصل بالمسرحية ، خصوصا لما رمت البطلة نفسها في النهر وسلمت روحها للخالق تاركة خلفها حسرة في قلب كل ذويهم وخاصة محبوبها الذي سمى النهر باسمها و شيد لها قبة بجانب النهر وجعلها مزارا لكل العاشقين ، عاش من بعدها سنينا طويلا حتى شاب شعره وتجعدت أطرافه ، عاش مجنونا بلا عقل وعاقلا كالمجنون
تحت تصفيقات الجمهور أسدلت الستارة ثم انفتحت مرتين لشكر الممثلين ، لكن هل كان لديه وقت لكي يشاهد فقد أجهشت ميرنا بالبكاء هي وميسون التي راحت تبكي تبكي بدون توقف وتعترض منددة بإعادة المشهد ، قامتا بفضحه إنه يكاد يقسم على ذلك ، سحبهما من هناك سحبا وطوال الطريق وهما تتجشآن واحدة بالمقدمة والأخرى بالخلف وهو يمد المناديل معلوم صار مندوب السيدات هه
حكيم:- جعلتماني أندم أقسم على هذه المسرحية ، يا بنت منكِ لها كيف ستدخلان للمطعم بهذا الحال هل لي بجواب ؟؟؟؟؟
ميسون:- اهئ ماتت يا بابا ماتت غرقا لماذا لم ينقذوها ألم يملكوا طوق نجاة يعني ؟
حكيم:- والله يعني كانوا يملكون لكنهم لم يعرفوا بنواياها
ميسون:- هئ كيف تجرأت على قتل نفسها وهي تحبه بذلك الشكل المجنون ، كانت لتهرب معه مرة أخرى وتعيد الكرة حتى ينجحا
حكيم:- اممم شكلي سأقع في عناد لسانكِ يا صبية ، ـأن تهرب من وراء ظهر أهلها هذا أمر مشين ولا يليق بفتاة عاقلة
ميسون:- ولكنها كانت تحبه ألا يسترعي الحب تضحيات ؟
حكيم:- من أين سمعتِ هذه الجملة ميسون هانم ؟
ميسون:- بمسلسلي الكرتوني المفضل
حكيم(ضرب على المقود وهو يكز أسنانه):- أقسم أنكِ لن تشاهدي منه حلقة بعد اليوم ، قال يسترعي تضحيات قال …معارضة أوامر الأهل غير لائقة أيا كانت الأسباب نقطة انتهى
ميسون(كتفت يديها برفض مرتدة للخلف):- أنت تملك عقلا مثل عقل أبو البطلة ، لو أصغى لها لو فهمها لو شعر بها ما كان فقد ابنته وعاش متحسرا من بعدها
حكيم(أشار لميرنا):- …كأن حديثها يعجبكِ ست ميرنا ، تؤيدينها صح ؟
ميرنا(غالبها الضحك المختلط بالدموع):- أهاااا
ميسون:- أنا وميرنا لدينا ذات النظرة ، نحن نضحي لأجل من نحب
حكيم:- طيب يا ميسون ..لنضع هذه المفارقة وأجيبيني يا حضرة المضحية .. ، لو وضعت أنا والبطل العاشق في كفتين ، مثلا كنا في وضع حرج جدا ونحن نحتاج لنفس واحد كي نعيش وهذا النفس بيدكِ أنتِ ..لمن ستعطينه هل لحبيب قلبك أم لأبيكِ الحبيب ؟
ميسون(عقدت حاجبيها):- أينفع لو أطلب مساعدة ؟
حكيم(تقدم بالسيارة بعد إشارة المرور):- لا لا جواب انفرادي فميرنا سيكون لها لغز آخر
ميسون(بتفكير):- المسألة لا تستحق تفكيرا سأعطيه لك أنت
حكيم:- هاااااااه هذه هي ابنتي الحلوة
ميسون:- لكنني سآخذ مكانك لأصارع الموت معه فأنا سأنقذك لكنني لن أفرط به
حكيم(عقد حاجبيه):- ضربة مرتدة كأنه تسلل يا ميرنا ؟
ميرنا:- ههههه
حكيم:- اضحكي يختي ،،، امم وأنتِ لكِ سؤالي فرضا يعني فرضا حكمت علينا الظروف لنفترق يعني أبتعد عنكم وعن محيطكم ، هل ستبحثين عني أم ستكملين حياتكِ عادي ؟
ميرنا(نظرت لميسون التي اقتربت برأسها لسماع الرد):- أ…
حكيم:- أجيبي ميرناااا لا تملكين أي مساعدة نعتذر
ميرنا(أمسكت المذكرة وكتبت):- …°سأبحث عنك طبعا فحياتي لا تكتمل بدونك°
حكيم(وجعه خاطره حين قرأه سريعا ثم أردف):- ولكنني مضطر يعني نحن في الافتراض ، أنا مضطر للرحيل فماذا تظنين أنني أريد منكِ ؟
ميرنا:- °أن أتابع حياتي أن أرعى ميسون أن أعود لذاتي أن أمضي قدما°
حكيم:- يس هذا هو بيت القصيد وهذا ما عليكِ فعله ، لا أن تستلمي للأحزان والدموع
ميرنا(كتبت):- °ولكنك لن ترحل لأي محل أنت ستظل معنا°
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- ما رأيكم ببعض الموسيقى ؟
ميسون:- لا لا انتظر وأنت أيضا عليك أن تجيب على لغزنا ، ميرنا سأهمس لكِ بفكرتي
ميرنا(أصغت لما همست به ميسون وأشارت لها بالموافقة):- هااا
ميسون:- احم احم سيد بابا مفارقتنا هي كالتالي ، لو كنت أنا وميرنا على ضفتي نهر وعلى وشك السقوط وهنالك فرصة واحدة لإنقاذ إحدانا ماذا ستفعل ؟
حكيم(نظر إليهما ثم تابع قيادته):- كأنه سؤال مستنسخ عن سؤالي الأول لكِ يا بنت ؟
ميسون:- لا هذا يختلف أجب بابا أجبنا
حكيم:- حسنا …إذا كان محكوما عليكما بالغرق فلن أنقذ أيكما بل سأنزل البحر وأستقبلكما في أحضاني لنغرق سوية ونموت معا ههههه
ميسون:- وااااع إجابة مضللة
ميرنا(هزت رأسها بدون فائدة فيه):- ههه احم احم
حكيم(ابتسم وأشعل الموسيقى):- دعونا نصل بسلام للمطعم ليديز
وصلوا لذلك المطعم الأنيق واتخذوا مجلسهم بطاولة محجوزة باسمهم ، استأذنهم حكيم بعودته بعد لحظات فرؤيته لحرس ليندا الذين كانوا يلاحقونهم منذ الصباح أزعجته بكثرة ، لكن ماذا عساه يفعل إنه مجبر على المضي في ما يفعله وإلا سيحرم من كل شيء
ميسون:- بابا العشاء لذيذ هنا أحببته
حكيم(بعد مدة كان يتناوله معهم):- بالصحة والعافية صغيرتي
ميرنا(انتبهت لرنين هاتف حكيم):- ح …
حكيم(مسح على فمه ورمق الرقم):- أختكِ المصون … ها يا ابنة العم مراحب ؟
نور(بعصبية):- كيف تجرأت على فضح شركة دابليو إر يا حكيم ، ثم كيف تصد اتصالاتي اليوم بطوله كنت تخشى مواجهتي أليس كذلك ؟
حكيم:- والله كذلك يا نوري باشا يعني كانت وخزة أذن لجدهم القدير
نور:- طالما أنت موقن أنه السبب الرئيسي خلف ما حصل ، لما أقحمت أحفاده في العبارة ؟
حكيم:- إلى ما ترمين يا نور ؟
نور:- …ما توقعت منك هذا التصرف حكيم صدمت ولم أجد ردا مناسبا أقوله للجماعة ، لكنني لن أسمح بأن نظلم شركتهم بسبب تصرف جدهم الخسيس
حكيم:- أهاه وماذا تنوين أن تفعلي ؟
نور:- سأنزل تكذيبا بالجرائد وسأدلي بتصريح ينفي أي عملية سرقة وقعت
حكيم:- تمام ممكن
نور(بعدم فهم):- يعني …أأنت موافق ؟
حكيم:- طبعا حتى أنني كنت سأتصل بكِ بعد تناول العشاء لتقومي بذلك ، يعني كي لا تحسبي أن ابن عمكِ نذل وحقير لتلك الدرجة أردت أن أعلِّم عليهم وأن أجعلهم يوقنون أن شركات الراجي ليست متاحة للهو
نور:- هه صدقا أبهرتني حكيم ، لكنها كانت حركة خسيسة
حكيم:- والله قلت لنرد لهم بعض الدين على ظهورنا ، لكِ كل الصلاحيات يا نور صححي الوضع كيفما تريدين أنا لا مانع لدي إذ يكفيني هذا الإرباك الذي زعزع شركتهم
نور(زمت شفتيها):- … حركة مقصودة وربي مقصودة
حكيم(أغلق الخط وعاد لمحله ليتناول أكله ببرودة فوجد مذكرتها تتقدم نحوه):- ..توقعت
ميرنا:- °أنت أسأت لهم بتصرفك وهذا ليس من شيم الراجيين°
حكيم:- اعتبريه فاصل على الهامش ، كان ردا على جرأة جدهم وما لم أقطع الطريق عليهم بهذه الفضيحة سيتمادون
ميرنا(كتبت):- °سيتمادى صحح مفهومك لطفا°
حكيم(وضع الشوكة ونظر إليها):- هل أشفقتِ على المحامي يا ترى ؟
ميرنا(ارتبكت وسحبت مذكرتها واكتفت بالصمت):- حممم
حكيم:- جيد دعونا ننهي ما بالأطباق لنعود للقصر فغدا لديكِ عملية ويومنا طويل
ميرنا(زمت شفتيها بامتعاض وأخذت تتناول طعامها ببرودة):- هااا
كان يعرف أنه يستفزها بكلامه المقصود لكنها بدورها تستفزه وتخرجه عن طوره ، ففي كل فكرة تخرج له طيف وائل رشوان اللعنة التي تقف في حلق أحلامه كالعلقم فكيف سيتخلص منه كيف …زفر عميقا بتأفف فقد هربت شهيته لذلك فور انتهائهما انسحب بهما عائدا للقصر ، تركهما لتستقرا بغرفتهما وبقي هو بدون سترة فقط بالقميص وربطة العنق القصيرة تتدلى من جانبي عنقه ، بيده كأس مشروب وعقله غائب في غياهب القادم … ساعة ساعتين الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يغالبه النوم الذي جافاه بعد ، أتمم تجرع عدة أكواب كانت كفيلة بتسكين آلامه وجراحه ، لكنها كانت أيضا مساهمة في إذهاب عقله وحصره في بوتقة اللماذا …لماذا لا تفعل لماذا لا تنجز لماذا لا تفهم لماذا لا تنظر ، اغتاظ منها بشدة وانتفض ممسكا بسترته التي أخذ يجرها خلفه وهو يصعد الدرج بثقل متعمد وكأن كل خطوة للأعلى تجبره على العودة للوراء ….
حكيم:- لما تعذبينني ؟
ميرنا(تململت في فراشها وانتبهت له وهو جالس عند رأسها على ركبتيه ويده على شعرها):- ح؟
حكيم(رمش وهو يلاعب وجهها):- أجل حكيمكِ يا ميرنا ..أتذكرين كيف كنتِ تتلهفين لتغفي بين أحضاني وأنتِ صغيرة ، لم تكوني تنامين إلا بحضوري حتى بات ذلك صعبا وأنتِ تكبرين ، فكلما زاد عمركِ يوما تضاءلت فرصة احتوائي لكِ يا شقية … أخذوكِ مني تحت موجب الصالح والطالح ومعهم حق قد انسابت روحي مني وعشقتكِ من وقتها ، ههه وائل يقول أنه عشقكِ في نفس الوقت عن أي عشق يتحدث إنه يهذي …أنا أناااا هذا القلب هذا القلب الذي أحبَّكِ منذ أن خلقتِ منذ أن سمع اسمكِ يتكرر على أفواه العائلة ، ميرنا الراجي اسمكِ لوحده جعلني أشرد بتفكيري في شكل هذه المخبوزة الجديدة التي انضمت لعائلتنا …. وحين رأيتكِ وحين وضعوكِ بحضني أول مرة وأنتِ ملتفة بقماش أبيض قد كنت صبيا آنذاك أصغر من أن أفهم أن هذه البنت قد أسرت قلبي وسرقت عقلي مني …كيف فهمت هذا حين رفضت أن أعيدكِ لأمك وظلت أمي تحاول أخذكِ من بين ذراعي لتعيدكِ لأحضان خالتي ، بجهد جهيد أقنعتني بتركك لكن تحت وعد أنني قادر على حملكِ وقتما أردت ، وهذا الوعد أخذته عهدا على نفسي أنني سأكون بقربكِ كل وقت وكل دقيقة ، أحميكِ وأرعاكِ وأدللكِ وأغني لكِ ، لدرجة أنني كنت أغير ثيابكِ وأحممكِ وأمشط شعركِ وأحملكِ على ظهري كي ترتاحي …لقد دللتكِ بشكل مفرط جعلهم يمتعضون مني حين كنتِ ترفضينهم جميعا وتهربين إلي ليلا لتنامي بين أذرعي وتلتصقي بقميصي وتستلمي لنوم عميق ، لا تتصورين كيف كان منظركِ ميرنا تمنيت تمنيت من صميم قلبي لو بقينا هكذاااا صغارا لا نفهم في براثن هذه الحياة أي شيء لكن …
ميرنا(تساقطت دمعتين من عينيها ومسحت على لحيته بيدها):- ح …
حكيم(استدار بوجهه مقبلا يدها وأغمض عينيه):-أنتِ نبض حكيم ، أدمنت حبكِ وتنفستكِ أوكسجينا منذ اللحظة الأولى ..افهميها ميرنا افهميهاااا
ميرنا(رمقته وهو يستقيم فقلقت عليه قد كان غير متزن):- ح…ح …حح…م
حكيم(جر أرجله بتعب وانسحب من غرفتها وهو يحادث نفسه):- قال يعرفها قبلي قال هل هو مخبول مثلا ههه …لن أسمح له بأن يكسر الشيء الوحيد الذي أفتخر به في هذاااا الجنون ..ميرنا لي كانت لي وستظل لي …
ميرنا(ارتدت رداء خفيفا فوق فستان نومها وركضت نحو غرفته لتلحق به):- ح…
حكيم(رمى بالسترة أرضا وبربطة العنق أيضا):- تبا لك يا وائل رشوان أينما كنت …أمقتك يا رجل أمقتك افففف اففففف
ميرنا(فتحت الباب ودخلت):- ح …
حكيم(بانفعال):- حكيم ماذا ماذا ماذا تريدين مني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(ارتدت للخلف من صرخته ونظرت ببؤس):- لا
حكيم:- شربت كأسين وفلتت أعصابي لا تشغلي بالك ، روحي نامي
ميرنا(زمت شفتيها وشبكت يديها):- أ…
حكيم(أولاها ظهره وهدر بنفس النبرة):- أريد البقاااااء وحدي
ميرنا(اقتربت منه ورفعت يدها لتلامس ظهره لكنها تراجعت):- …هااا
حكيم(أرخى عضلات منكبيه ونظر جانبيا):-…مهما حصل تذكري أنني أحببتكِ أكثر منه
ميرنا(تسمرت محلها وهي تسمعه):- همم؟
حكيم(استدار بخفة وجذبها إليه بقوة):- …أنتِ لي
ميرنا(نظرت لعينيه الداكنة ونظرته القاتمة):- ح …أ…
حكيم(انحنى بشفته وقبَّل طرف شفتها بخفة):- كنتِ لي
ميرنا(تضخم صدرها بالخفقات المتواصلة):- ….؟؟؟
حكيم(مسح على وجهها بيده بينما كان يعتصرها باليد الأخرى):- … وستبقين لي
ميرنا(أغمضت عينيها وهي تبتعد عن حضنه):- م…ين
حكيم(تركها على سجيتها):- نامي بأريحية أكيد جعجعتي هذه سوف تنتهي الآن ، روحي ميرنا رووووحي من هنا اذهبي هياااااااا
ميرنا(تراجعت وهي ممسكة على قلبها):- هاااا
حكيم(فور ذهابها ضرب على جانب الكرسي بلعنة):- ………جوفي يحترق يحتررررررق

احتراق على حافة الانتظار
يعني هناك أنواع من العشق تجعل لهفة الانتظار حارقة ، فجمر الترقب يزيد من وطأة الصبر الذي يتضاءل لحظة بعد لحظة …وهذا حاله لما كان ينظر لساعته وينتظر قدوم وردته الندية ، خاطفة بسمته ومؤنسة روحه ، كان ينتظرها بالحديقة المجاورة لبيتهم حديقة كل العشاق ع فكرة ههه دبا نجيبلكم العنوان من دار الراجي ^^
مجيئها أخيرا أربك مشاعره الحسية وهو يضم باقة الورد كأي عاشق ينتظر ملاكه لتغدقه بجميل نظراتها وابتساماتها ما يجعل روحه تغرد في ملكوت السماء ، لقد ازدادت جمالا ياه كم غاب عنها حتى صارت بهذا الشكل المريح للنظر ، ابتسم وهو يتقدم نحوها بلهفة فلن ينتظرها حتى تصله خصوصا وهو يرمق رجفتها التي استصعبت عليها المواصلة إليه بكرسيها المتحرك …
فريد(قدم لها الباقة بتلعثم):- مراااام
مرام(هتفت وهي تمسك الباقة وترفع يدها لتصافحه)):- فريد …
فريد(ابتلع ريقه وهو يشير لها ليتحركا صوب الكرسي الخشبي):- كيف الحال ؟
مرام(ضمت الباقة وشمتها بحنان):- بخير ..أنت ؟
فريدّ(جلس مستريحا ورمقها وهي تستقر أمامه):- الآن صرت كذلك
مرام(بخجل):- اشتقت … اشتقت إليك
فريد(زفر عميقا وهو يعضعض شفتيه):- أنا أكثر منكِ يا مرامي
مرام:- طولت الغيبة ، سافرت ع أساس يومين لكن أيامك كثرت وحدث الكثير في غيابك
فريد(أمسك يدها بخفة):- اعذريني للضرورة أحكام
مرام:- طيب أنجزت عملك ؟
فريد:-أجل أنجزته وعدت بنتيجة مضمونة
مرام:- أيمكنني أن أعرف سبب سفرك الآن ، وعدت بأن تخبرني ؟
فريد(لامس خصلة شعرها وضحك):- مستعجلة كما أرى ، سأخبركِ لكن عديني أنكِ لن تنفعلي
مرام(اختفت بسمتها فجأة):- …ألم تسافر لأجل تخصص مجالك الطبي يا فريد ؟
فريد:- بلى بلى فعلت ، لكن … سبب سفري كان لأجلكِ مرام
مرام(صعقت وهي تتراجع برأسها للخلف):- ما فهمت كيف لسببي يعني كيف ؟
فريد:- ها أنتِ تنفعلين علما أنكِ وعدتني
مرام:- ما وعدتك وأخبرني فورا لما كنت سبب سفرك يا فريد؟
فريد:- بصراحة …تكلمت مع طاقم طبي هناك وشخصنا حالتكِ بالكامل وسيأتون الأسبوع المقبل لإجراء عمليتكِ الدقيقة
مرام(هنا فغرت فمها وألقت بالورد أرضا وهي تمسك بدعامتي كرسيها لتغادر):- …… يا إلهي يا إلهي أنت لست جادا لست جااااادا
فريد(نهض واستوقفها بانحنائه):- لما تصعبين الأمور يا مرام ، لقد درسنا حالتكِ بشكل دقيق وبالتفصيل وضعنا كل الاحتمالات ووصلنا لطريقة مضمونة لعمليتكِ وتيقني أنها ستنجح بعون الله
مرام(وضعت يديها على أذنيها):- لا أريد أن أسمع لا أريد أن أسمع ابتعد عن طريقييييي
فريد:- لن أبتعد وستصغين لي وسننجز العملية ، ابن عمكِ حكيم مطلع على كل شيء وهو الذي دعَّم فكرتي وأعطاني كل الصلاحيات ،أخبرني أنكِ كنتِ موافقة فما الذي غير رأيكِ الآن ؟
مرام:- لأنني أعرف أنها ستفشل
فريد:- كيف تتيقنين من ذلك هل تملكين قدرة للاطلاع على الغيب ؟
مرام(ببكاء):- أستغفر الله طبعا لاء
فريد(مسح على يديها بحنان):- إذن ..ما الذي تخشين منه ؟
مرام:- اهئ أخشى فشلها أخشى أن أتأمل ولا تنجح عمليتي فأصاب بخيبة أمل ، إذا ما شعرت بالعجز مجددا سوف أنهااااار
فريد:- لكنني أحسب حساب كل شيء ألا تثقين بي ؟
مرام:- لا شيء يضمن لي نجاحها
فريد:- أرجوكِ مرام إنها فرصة وقد واتتنا ، الفريق الطبي سيأتي للوطن في ندوة طبية وسيأخذون بعض الحالات القليلة وقد حرصت على أن يكون اسمكِ بين تلك الحالات ، وافقي يا مرامي لأجلنا ؟
مرام:- هل يضايقك بقائي على كرسي مدولب يا فريد ؟
فريد(نهض وهو يشير):- ها قد بدأت جنونها
مرام(بحرقة):- أجبني …هل بدأت تسأم من وضعي ؟
فريد(وضع يده على فكه ومسح على ذقنه):- تيقني تماما أنكِ لو لم تكوني عليه لما وقعت بحبك
مرام(فتحت عينيها على وسعهما):- ماذا ؟
فريد:- أجل صدقي فأنا أحببت الفتاة المتمردة عازفة الكمان العاصفة الهادئة التي لا يعرف أحد متى تثور أو متى تخنع ، عشقتكِ بتفاصيلك المملة وبكرسيكِ المتحركِ ذاك ولا مرة شعرت بالخزي أو الحرج معكِ بالعكس في كل مرة كنت أراكِ ملاكي وما زلت …لكنني أرغب بمساعدتكِ لم أتخصص طبيبا من فراغ وقد اقتنعت بقراري بعد أن عرفتكِ فحققي لي مطلبي ووافقي أنتِ لن تخسري شيئا
مرام:- بلى سأخسر صبري وانتظاري ونفاذ أعصابي …
فريد:- سأكون معكِ
مرام(بتردد):- ماذا لو أخفقنا ؟
فريد:- سأمسك يدكِ وأقول أننا على الأقل حاولنا
مرام(بكت وهي تتابع):- طيب لما أنت مصر ؟
فريد(انحنى على ركبه مجددا وتمسك بقدميها):- لأنني أريد لفراشتي أن تطير وترقص من جديد
مرام(حلمت ولكنها خافت من أن تتابع):- ماذا لو كان مستحيلا ؟
فريد:- لا شيء يعيق إجراءكِ للعملية ونسبة نجاحها مضمونة ، وفي حالة ما إذا استصعب عليكِ المشي بعدها سوف نخوض شوطا من الترويض الفيزيائي وكله مع الوقت يتحسن المهم أن نتخطى الأصعب وهو العملية
مرام(نظرت إليه بتيه):- بدأت أتخيل ذلك
فريد(أمسك يديها وقبلهما):- تخيلي أنكِ تركضين في هذه الحديقة وأنا أحاول الإمساك بكِ
مرام:- ستمسك بي ؟
فريد:- أجل وأقبِّلكِ بجنون
مرام(خجلت وهي تعضعض شفتيها):- أحمق
فريد(نهض وقبَّل وجنتها):- ويذوب في عنيدته الراجية ، ها هل نتوكل على الله ؟
مرام(ابتسمت):- سأفاتح أهلي بالموضوع
فريد(عانقها بقوة):- ياااااا روحي
ليان(نزلت مع يزن من سيارة الأجرة ولمحتها بالحديقة):- الله الله أليست تلك مرام العاجزة ، لا والله إنها هي ومعها فريد الوسيم واوووو ما أجمله نفسي أفهم من أين يستوردون مثل تلك القطع ؟
يزن:- هيه أختي هل فقدتِ صوابكِ لتتحدثي مع نفسك تحركي
ليان(أشارت له):- اسبقني للبيت سأشتري لبَّان وآتي
يزن:- افعلي ما تريدينه تعبت من تفاهتك
قطع الطريق وذهب للبيت بينما تسللت هي بين الأشجار لتراقبهم أكثر فأكثر ، ولما لا تداهم آه حقها كما تزعم …
ليان(بمكر خبيث):- خالتو مرااااااام ؟
مرام(ابتعدت من حضن فريد سريعا):- لياااان …ماذا تفعلين هنا ؟
ليان:- والله نزلت مع يزن هناك بالشارع الرئيسي وحين لمحتكِ قلت والله عيب يا بنت ، هل ستعودين بدون خالتك يعني إن كانت تحتاج لمساعدة في قطع الطريق أو دفع الكرسي مثلا مثلا
مرام(شعرت بالحرج ونظرت لفريد):- …لارد
فريد:- أنا هنا لأساعدها أتعبتِ نفسكِ آنسة ليان
ليان(تلاعبت بشعرها بميوعة):- أ.. ألن تعودي للبيت خالتو ؟
مرام:- أمي تعرف أين أنا ، لذلك عودي للبيت قليلا بعد وألحق بكِ
ليان(شعرت بها تزحلقها لذلك حركت فكها):- تشرفت بك دكتور فريد
فريد:- الشرف لي آنستي
مرام(نظرت إليه بعد ذهابها):- إنها مشاكسة لا تنزعج منها
فريد:- ههه وهل ينزعج صاحب الحديقة من شوك وروده ؟
مرام:- أصبحت معسول اللسان بعد هذه السفرة ، جميل والله هههه …
ليان(بغيظ كانت تتحرك تجاه البيت):- عال والله كل واحدة فيهن تملك كتلة عضلات طول بعرض حتى القصير فيهم وسيم ، يعني لما لا أحظى أنا بنصف حظهم يعني لما لما اففف … نهال أيضا خرجت من البيت وسيكون جميلا إن لم تعد قبلي إذ سأتسلى بسيرتها هذه الليلة ههه يلا …
فعلا دخلت وزرعت الفتنة بسبب تأخر نهال ، ولذلك كان اللجوء لمصدر الأخبار أمرا واجبا عليهم …
شيماء:- ما أخبرتني يعني .. احم قالت أنها ستشم بعض الهواء ثم تعود للبيت
عفاف:- ولما لم ترافقيها يا شيماء ؟
شيماء:- والله كنت متعبة بعد مساعدة جدتي في تنظيف محل الحلويات متأسفة
عفاف:- جربي اتصلي بها مرة أخرى يا شيماء تمام ؟
شيماء(أخذت تتصل):- سأفعل لا تقلقي خالتي عفاف
عفاف(خرجت من الغرفة وهي تفرك يديها):- الله يحفظها … اففف
شيماء:- اللعنة عليكِ يا نهال أين ذهبتِ أين ؟؟؟؟
كانت تراقبه عن كثب من محلها ، كيف عرفت مكانه كان ذلك سهلا استدرجت تامر في بعض الحوارات وعرفت مكان سهره الدائم ، إنه بملهى ليلي يقضي فيه مجمل ليالي سمره ، وقد كانت بحاجة لرؤيته إنه لمن الجنون أن تزور مختطفها والشاب الذي حذرها أبوها من اللقاء به تحت أي ظرف كان ، لكن ربما هذا هو السبب فكل ممنوع مرغوب فيه …
النادل:- سيد أسعد هنالك ضيفة تنتظرك منذ وقت ؟
أسعد(أمسك علبة بيرة وتجرع القليل منها):- ضيفة .. ومن تكون الميس؟
النادل:- إنها هناك عند الزاوية
أسعد(حمل علبته وتحرك بخيلاء):- لنكتشف من الجميلة إذن … …نهاااال ؟
نهال(نظرت إليه بحدة):- ألم تجد أفضل من هذا المستنقع لتعربد فيه ، لكن لعلمك إنه يناسب مقامك بالضبط
أسعد(وضع الزجاجة وأمسكها من ذراعها):- انهضي هذا ليس مكانكِ يا هذه
نهال(سحبت ذراعها):- أنت لست ولي أمري
أسعد(سحبها لخارج الملهى بقوة):- قلت ستخرجيييييييين
نهال(كانت تحاول جذب يدها من قبضته):- قلت لك توقف توقف ودعني
أسعد(دفعها على الجدار بعنف):- ما الذي تريدينه يا هذه ؟
نهال(رمقت شابا يمر بجوارها وغمزها فردت الغمزة):- أريد اللهو
أسعد(أشار لها):- اخرجي من هذا الويل ولا تختبري صبري
نهال(أمسكت كوب مشروب من صينية نادل مر بهما وتجرعتها دفعة واحدة):- اللعنة على نفاذ صبرك يا هذااااا
أسعد(احتقن الدم في عروقه لما ضربت بالكأس على رجله في حركة حقيرة فهمَّ بصفعها):- غبية
نهال(أمسكت على وجهها بصدمة):- هيا أضف أنت أيضا تعداد الصفعات التي أتلقاها يوميا
أسعد(بندم):- أنتِ تستفزين جنوني
نهال:- "مَهما كُنت تُحاولُ إبرَاز عَضلاتِ رُجولتك على أنثى ، فأنتَ أمَامها لا تفرقُ عن قط مُتشرِّد يُناشد مَأوى يقيهِ من عَواصف ذاتهِ السَّقيمة …"
أسعد(شهق وهو يطالع ما تفوهت به بإمعان لغاية ما جمع قبضته مشيرا لها بسبابته): اللعنة على من يعطيكِ وجها يا حمقاء
نهال(دمعت عيناها لكن ابتلعت دموعها فهي بحاجته الآن ووقت الحساب يكون بالأخير ، عادت للصالة حيث جلست محلها ووجدته يلحق بها طوعا):- اجلس يا أسعد أريدك في اتفاق
أسعد:- لن أخاطبكِ بحرف في هذا المكان نهااااال انهضي وغادريه
نهال(هدرت فيه بعصبية):- لن أفعل سئمت من تلقي الأوامر لقد اكتفيت …اجلس لنتحدث
أسعد: ليس هنالك حديث بيننا
نهالّ:- بلى موجود
أسعد(بعصبية جلس مقابلها):- اختصري واذهبي من هنااااا
نهال:- أريدك في مهمة
أسعد:- ههههه أن أختطفكِ من جديد عذرا فجدولي مليء هذه الفترة
نهال:- تخطفني ماذا يا هذاااا ، أريدك أن …أن تكون رفيقي
أسعد(رفع حاجبه):- عفواااا ؟
نهال:- يعني تمثيلا يا هذا ، أريد أن أجعل أبي يغضب.. لقد نهاني عن رؤيتك وأنا سأراك ضدا في رغبته الغريبة تلك
أسعد(لعبت الفكرة بباله):- أهاااا … يعني أنتِ تريدين كسر عين أبيكِ بي أنا ؟
نهال:- تماما
أسعد(تراجع للخلف وهو يتكأ بأريحية على الكرسي الجلدي):- لكن مرافقتي لها ثمن لا يسعكِ دفعه آنسة نهال
نهال(ابتلعت ريقها):- سأجمع لك المبلغ الذي تريده
أسعد:- لا أريد مالا منكِ يا هذه أتحسبينني مستغلا هنا ، إن كنت سأوافق على مساعدتك فلأنني أملك ذات الرغبة في تلقين أبيكِ درسا مهما حيالي
نهال:- تمام خدمة مشتركة ما هو ثمن موافقتك ؟
أسعد(حرك فكه والتقط القنينة ليشرب منها القليل):- أن تكوني لي
نهال(احمرت خجلا ونهضت مستقيمة برفض):- كنت أتوقع أن تكون خسيسا نذلا رزيلا العيب فيني لأنني وثقت بمختطف أخرق مثلك
أسعد(شدد قبضته على ذراعها مستوقفا إياها):- للمرة الثانية يسرح خيالكِ بعيداااا يا نهاااال ، لو كنت أريد أذيتكِ كنت فعلتها البارحة وأنتِ معي في مكان مهجوووور
نهال(تراجعت وهي تجلس مرة أخرى):- طيب ما قصدك بتلك الجملة التافهة ؟
أسعد:- أن تقتحمي عالمي من كل حصونه ، وكبداية ستسهرين معي هنا والليلة
نهال(نظرت للمكان):- كيف يعني …لا تنتظر مني أن أثمل مثل تنك السيدات ؟
أسعد:- لاء لكن لا بأس برقصة ثائرة على أثير الجنون … تعالي
قبل أن تستوعب كان يلتقطها بخفة ليجرها معه وسط المسرح ويشير بيده ليفسح لهما المجال ، وحدهما في ذلك المرقص وعلى أنغام الأغنية الشهيرة (هافانا - لكاميليا كابيللو) كان يضع قدمها على جانب قدمه ممسكا بخصرها بخفة وحرفية ولا كأنه راقص شهير ، أخذ يتقدم معها بخطوتين للأمام وبعدها للخلف تحولت لحركات منسابة يأخذها ذات اليمين وذات الشمال ، يبعدها ثم يعيدها بحركة يده إلى موطنه ومستقره ، يديهما متشابكتين ونظراتهما متصارعتين بين عنادها وعناده هنالك ألف لا تصرخ برفض ما يحدث ، فأكيد عواقبه لن تكون حميدة …لكن حرقتها كانت تحثها على المواصلة والاستمتاع الذي تخلل لخلدها بتلك الرقصة ، أما هو فانتقامه من طارق سيجعله يطأ على وتره الحساس في الوقت المناسب وإذا ما كسب ابنته في صفه سيعتبر هذا ضربة قاضية … هافانا أو نانا … كلما تكررت كان يتقدم نحوها وهي تتراجع للخلف يده على خصرها ويدها على عنقه ، يده الأخرى خلف ظهره ويدها الأخرى على جنبها ، تتلوى بفستانها المنمق وهي تتحرك معه مع كل ترنيمة بشكل متناغم جعل الكل يشهد لهما بأنهما راقصين محترفين بمعنى الكلمة …لكن كل ذلك جاء صدفة محضة جعلت منهما ملكي الليلة ….
فور فراغ المقطع انفجرت ضحكا وهي تضرب بكفه مستمتعة ، لم يغفل عن ابتسامتها ولكنه أشار لها برأسه للمغادرة التقط خوذته وجرها من ذراعها للخروج ، فالبنت أعجبت بالرقص وكانت تريد رقصة أخرى وطبعا إذا ما سمح فسوف يقعون بمتاعب … جعلها تركب خلفه وتحيط خصره بذراعيها لا يسعه أن ينفي مشاعر الارتباك التي تجعله يشعر بها وهي بقربه لكنه مترفع عن أي مشاعر الآن وهو في صدد تحقيق نصر عظيم بسبب مساعدتها العظيمة …
نهال(بعد أن أوصلها لشارعهم الخلفي):- أسعد … هل أحببت يوما ؟
أسعد(تشنجت أوصاله وهو يشعر بثقلها على ظهره):- أجل وقعت في حب الحرية ، آنسة نهال لقد وصلنا
نهال(انتبهت لنفسها ونزلت وهي تعدل خصلات شعرها وفستانها):- ما انتبهت
أسعد:- لما سألتِ ؟
نهال:- مجرد فضول
أسعد:- وأنتِ ؟
نهال(نظرت إليه عفويا ثم رمشت بنفي):- لن أقع في الحب لأنه شيء باهت مبتذل غير موجود
أسعد(أقلع دراجته):- أحادثكِ في الوقت المناسب
نهال(بعدم فهم):- أي وقت مناسب ؟
أسعد:- لكي تقومي بالخطوة التالية في اكتشافكِ لعالمي الخااااص
نهال(اتسعت بسمتها):- سأكون بالانتظاااار
ابتعد من هناك نافثا الغبار خلفه مما جعلها تركض من الشارع الخلفي لتصل لبيتها ، فلو قدمت من الأمامي لكانت أعين الرجال قد ترصدتها لذلك سرعان ما ارتمت بحضن البيت ووجدت أمها بالمرصاد
عفاف:- لقد تأخرتِ أين كنتِ ؟
نهال(عانقتها):- ماما حبيبتي كان لدي عمل
عفاف:- أي عمل ذاك يا نهال ردي علي ؟
نهال(تحركت للداخل):- أيوجد هناك أكل بنتكِ جوعانة
عفاف:- ما بها هذه …بنت هل أنتِ منتشية ؟
نهال:- هي يا ويلي كيف تقولين هذا عني ماما حبيبتي ، أنا فقط مرتاحة نفسيا هذا هو يعني خروجي واستنشاقي للهواء نفعني ، يلا مامتي سأصعد لأغير ثيابي حضري لابنتكِ الوحيدة بعض الطعام
عفاف(ضربت كفا بكف):- راح عقل البنت …. نهال ماذا لو انزعج أبوكِ مما تفعلينه هو أكيد لا يحب هذا الانحلال ؟
نهال:- حقا أين هو أبي الذي لا يحب الانحلال حتى أنني أكاد لا أراه
عفاف(فركت يديها بقلة حيلة):- لديه أعمال ومشاغل يعني …
نهال:- ههه صدقي أنتِ ذلك فهو قادر على اللعب بأوتار عقلك ، لكن أنا لا هيا أعدي لي ما آكله مامي الحلوة ودعيني بمودي الجميل
عفاف(زفرت بفشل):- صبرك يا الله
نهال(كانت تدندن مقاطع من أغنية هافانا وصولا لغرفتها):- هافانا أو نانا لا لا …
شيماء(أمسكتها بقوة ودفعتها على السرير ثم أغلقت الباب):- اعترفي فورا حالا أين كنتِ ؟
نهال:- كنت أتمشى
شيماء:- كاذبة لقد ذهبتِ لرؤية أسعد
نهال(رمت حقيبتها على السرير):- وماذا في ذلك ؟
شيماء:- يا إلهي ألم يخطفكِ البارحة وجعلنا نعيش حالة رعب من خوفنا عليكِ ؟
نهال:-ولكنه أعادني يعني اتضح أنه مختطف نبيل
شيماء:- لما ذهبتِ إليه يا نهال ماذا تريدين من الشاب ؟
نهال:- الآن ألن نختص في الجامعة يا بنتي علينا أن نتطلع على كل الآفاق المتاحة
شيماء:- وما دخل أسعد بالقصة ؟
نهال:- يعني مجرد استطلاع
شيماء(رمقتها وهي تغير ثوبها):- أنتِ تقلقينني يا نهال أرجوكِ لا تفتحي مجالا للأسرار بيننا ، مهما كان أنا أختك
نهال:- أعرف يا حلوتي ولا تقلقي أختكِ نهولة قدها وقدود
شيماء:- أساسا هذا ما يرعبني ..أمرنا لله
ناظرت نفسها بالمرآة وهي تبتسم ابتسامة ماكرة ابتسامة تحدي لأوامر أبيها ، فليرى ما ستفعله ابنته الراجية إن كان سيمثل دور الأب فستعطيه الفرصة الأمثل ، تذكرت رقصتها مع أسعد وعضت طرف إصبعها وهي تتمايل على النغم الوهمي ، قد شعرت بشيء من المتعة المستباحة وتلك المتعة لو أدمنتها ستكون مشكلة ….. أول مواجه لها سيكون طاااااارق
أمجد:- أحمل لأجلك أخبارا سارة ، لقد عادت هبة
طارق(تحرك ببطء على الكرسي وحك جبينه):- أين كانت ؟
أمجد:- لا أملك أدنى تفاصيل لأنه استعصى علي رؤيتها ، ولن يحدث ذلك في القريب لأنها مضغوطة بعض الشيء ولا يسعها كشف موقعها
طارق:- ما هذا الآن ، أهي مهددة أم هذا ما يتهيأ لي ؟
أمجد:- ما فهمته أنها خرجت من تهديد حقيقي ، يعني هربت وهذا أهم شيء
طارق(لعن قلقه ذاك):- لكن هل هي محمية الآن ، أكيد ستحتاج لدعم
أمجد:- بالتأكيد ستحتاج دعمنا الشامل في الفترة المقبلة ، أكدت لي أنها ستحدد موعدا وتقابلنا فيه
طارق:- أنا وأنت سوية ؟
أمجد(بارتباك):- أجل
طارق:- ..بدوري أحتاج لرؤيتها فلدي ما أسألها عنه ، عموما شكرا لك لإطلاعي على الأخبار
أمجد:- على الرحب والسعة ، بالمناسبة وصلتني سجلات المدعو أسعد الرشيدي
طارق:- وبعد ؟
أمجد:- الولد نظيف
طارق(برفض):- نظيف …من يسرق معدات من المشفى ويزج في السجن مدة شهر غير نظيف ، من يملك حسابات سرية خارج الوطن غير نظيف …لا داعي أن تطيل البحث بطريقتك فلن تعثر على شيء
أمجد:- يعني أنت تقول سأبحث خلفه بطريقتي ، أوك يا طارق لكن حذار وأن توقع نفسك بالمشاكل
طارق:- … أنا حذر جدا
أمجد:- موفق في اجتماعكم
طارق(نظر لساعته):- سأنتقل بعد ساعة إلى موقع الاجتماع عله يثمر بشيء
أمجد:- موفقين …
أغلق الخط معه وعاد ليجلس على الكرسي قبل أن يسمع صوت السيارات بالبوابة ، وضع الهاتف على كتابه الذي كان يقرأه واستقام ليجده مقبلا عليه يرمي سترته على كتفه بإهمال ويبدو عليه معالم التعب الشديد
طارق:- رفيقي بالسكن مجهد عذرا لم أجهز لأجلك وجبة عشاء
وائل:- يبدو أنك في مزاج لطيف
طارق:- عكسك يعني
وائل:- البركة في ابن عمك
طارق:- قرأت الأخبار بصراحة موقفكم كان صعبا جدا
وائل:- لم تهدأ الاتصالات ولا لحظة بالشركة فعلا قد مررنا بفوضى عارمة أربكت كل شيء ، لكن لا تشعر بالغبطة نحن آل رشوان بالنهاية وشركتنا لا تنحني
طارق(تحرك بإباء ليجلس قبالته على الكرسي):- معلوم معلوم ..
وائل(ناظره عميقا):- هل وصلوا ؟
طارق:- بعث لي حكيم رسالة نصية هذا الصباح ، لقد وصلوا بمأمن وهم في جو من الألفة والراحة النفسية هناك
وائل(اختنق جوفه وهو يمعن نظره في جملة طارق):- لا ينفع الحسد في هذا الموقف ، ميرنا تستحق أن تشعر براحة نفسية قبل عمليتها وأنا متأكد من أن حكيم سوف يحرص على ذلك بشدة
طارق:- ألا تتمنى لو كنت هناك ؟
وائل(استقام بخفة):- ما نفع التمني أمام قضيتي التي أعجزتني عن السفر
طارق:- كما سمعت فذلك مؤقت
وائل(باختناق):- مؤقت مؤقت ..
طارق:- هل ستحضر للاجتماع ؟
وائل:- ألست عضوا من تلك العشيرة الحقيرة بالطبع سأكون هناك
طارق(ناظر وجع وائل فأردف):- فكرت لو نذهب سوية
وائل(ابتسم وهو يصعد للأعلى):- أعارضك تماما ، أمامهم علينا أن نبدو مختلفين كي لا يعتقدوا أننا في صف واحد
طارق:- آه تكتيك وائل رشوان ، الواضح أن عالم المافيا لاءمك بشكل لم تتوقعه حتى أنت
وائل(هتف بصوت مرتفع لما وصل لمنتصف الدرج):- فعلا هذا العالم أفادني كثيرا وسيفيدني فيما بعد أكثر.. كن واثقا من ذلك
طارق(طالعه بجمود):- كلي يقين …
وائل(التفت إليه بنظرة عابثة وأكمل مسيره):- أراك بالاجتماع
حرك رأسه بإيماءة شريدة وانصرف ليكمل كتابه ، بينما أمسك وائل على صدره بإنهاك لقد استنفذ كل طاقته لذلك اليوم الذي ما انتهى أخيرا إلا بنتيجة لا بأس بها يعني ، تعد دافعا لكبح الخسارة التي انتوى حكيم ردعهم بها …لا والحلو بالموضوع أنه يستجم في روما مع حبيبته هو شمس لياليه هو دون أي شعور بالذنب ، فعلا مهزلة … قالها وهو يصفق الباب خلفه بعصبية ونظراته المشتتة كادت تودي به في حيرة لولا أنه أخذ الهاتف وضغط الرقم واتصل
كانت تبكي آنذاك على حالة حكيم التي زارها بها قبل قليل وطرده لها فعليا من غرفته لما راحت تطمئن عليه ، على ماذا ستطمئن على شعوره المتواصل بالعجز إنه غير قادر على تحريك حجرة واحدة في قلبها ولو كانت أخرى محلها لالتصقت به واحتضنته واحتوته في قلبها ، فعشقه لها خالص كصفاء النهر في وضح النهار ، لكن على ماذا العتب ..على ماذااااا
ميرنا(رمقت الرقم وترددت في الجواب لكن لاحظت إصراره فوضعته بأذنها):- و…؟
وائل:- أعرف أن فارق الوقت بيننا الآن يجعلكِ بفراشكِ حتما
ميرنا:- أهااا
وائل:- إنها الثانية صباحا عندنا وما زلنا سنخرج بعد قليل ، هناك اجتماع للعشيرة ولا أدري السبب الذي جعل ميار يود تأخيره حتى هذا الوقت
ميرنا(بتوجس انتفضت):- هممم ؟
وائل:- ما تقلقي كلنا سنكون هناك ورجالنا معنا ، يعني هو إجراء أمني لا غير .. دعكِ من هذا وأخبريني أنتِ سعيدة ؟
ميرنا(تنهدت عميقة):- أهااا
وائل:- وصحتكِ ؟
ميرنا:- ب…
وائل:- بخير تمام حبيبتي ، أنا فقط احتجت لسماع صوتكِ قبل أن أخرج وأيضا أردت أن أخبركِ ألا تخافي من العملية لأنها سريعة وستتحسنين بعدها بشكل جميل
ميرنا:- امم
وائل:- ميرناااا ؟
ميرنا:- هااا ؟
وائل:- …أتذكرين بداية تعارفنا
ميرنا(بنظرة مشتتة):- لا
وائل:- … سأذكركِ بها ذات مرة ، مثلا بعد عودتكِ من روما أفكر لو نمضي معا بعض الوقت ..أتوافقين ؟
ميرنا:- ي…
وائل:- يعني …هه حسنا يعني نخليها للظروف هيا نامي الآن سأكلمكِ لاحقا لأطمئن عليكِ ..
ميرنا:- ب..ي
وائل(بغصة مسننة في جوفه أغلق الخط ونظر للفراغ):- سيطرت عليها يا حكيم لكن لا تظن بأنها ستبقى تحت ظل رحمتك طويلا … إنها مني وستعود إلي عاجلا ذلك أم آجلا …
[بعد ساعة في اجتماع العشيرة السوداء]
كان آخر الواصلين لقاعة الاجتماع العريضة ، دخل بحزم ووجد ميار وطارق هناك ، ..وجدان فاروق سليمان العنبري ، الحاج راضي ووائل الذي أشار لغضنفر متسائلا …
وائل:- هذا نفي من العشيرة فلما أراه هنا سيادة الرئيس ؟
ميار(بقنوط من غضنفر):- …الفهد الأب طلب حضورنا جميعا
غضنفر:- زيادة على ذلك أنا الوحيد القادر على التواصل معه إلكترونيا
وائل(جذب كرسيه المخصص وجلس):- أهاه أفدنا إذن بالمطلوب ؟
ميار:- ليس قبل أن نتناقش فيما بيننا ونضع النقاط على الحروف … غضنفر
غضنفر(رمقه بكره):- نعم ؟
ميار:- كيف حال ابنك الغالي رشيد ؟
غضنفر(اكفهرت عيناه لكنه ضغط على ملامحه وأطلق ضحكة مجلجلة):- حاله لم يتحسن والأطباء أخبرونا أن نستعد لأي وضع
ميار:- أوه قلبي معكم
طارق(ابتسم من ضغط ميار):- بالشفاء العاجل
ميار:- طبعا طبعا لندعو لابن الرئيس السابق للعشيرة السوداء فهو يستحق ، ها بالمناسبة كأن السيدة الوالدة اشتاقت لوحيدها معلوم قلبي حنون جدا لذلك بعثتها لتراه عفوا لتكون جواره فهي عمياء من كثرة الهم والغم الذي جعلتها تعيشه في حياتها البائسة
غضنفر(حرك فكه ليشتمه):- أيها اللقيط الع…
فاروق:- اهدأ يا غضنفر إنه يستفزك وأنت تعطيه الفرصة لذلك مع الأسف
ميار(وضع يده على فكه ببرودة):- هه يعني … تعجبني ملامح غضنفر الغاضبة
طارق(همس بخفوت):- … لا تضغط
غضنفر:- على الأقل أنا أدرك أن زوجتي قد عادت إلى بيتها بالأخير ، يعني حضرتك حررتها وهذا أمر جعلني أتساءل عن سببه ؟
ميار:- والله المرأة قضت ردحا في الحجاز ، أدت فريضتها على أكمل وجه وأرادت العودة بنفسها لما بلغتها بالمستجدات …ابن طريح الفراش وابنة عاهرة تخون زوجها العاجز مع رجاله ، وزوج يتغذى بأجساد الساقطات كل ليلة يعني ….أظنها اقتنعت بوجهة نظري في أن عودتها ستحسم عدة أمور
غضنفر(نظر لوجوههم الساخرة ورمش):- أتحسبني أخاف من زوجتي ؟
ميار:- ههه أكيد لاء لكنك تنزعج منها حسب ما روته الأسطورة فهي تذكرك بماضيك اللعين
غضنفر(زفر بحنق):- ففف
وجدان:- هل أتينا إلى هنا في هذا الوقت المتأخر من الليل لنسمع حكاية السيد غضنفر ؟
ميار:- معكِ حق في الاستعجال فأنتِ المرأة الوحيدة التي بقيت بيننا ، يعني أعتقد أنه حان وقت تقديم استقالتكِ وأخذ فترة استجمام ؟
وجدان(بدهشة):- هل صفيت غضنفر لتنتقل بالدور إلي سيد ميار ؟
ميار:- أقول لأجل صحتكِ فحسب يا خالة
وجدان(امتعضت من سخريته وعدلت شعرها):- …أنا سأبقى على رأس عملي وأؤدي واجبي كما يلزم
فاروق:- ليتك تختصر حضرة الرئيس لأن لكل منا مشاغل مستعجلة
ميار(شبك يديه فوق الطاولة الدائرية وهو يحدد نظره صوبهم):- … هناك شحنة ستصل الأسبوع المقبل إلى بقاع الوطن ، علينا أن نهيأ لها المكان والزمان لاستقبالها
وجدان:- ذلك سهل ،، خان كهرمانة كالعادة سيتكفل
ميار:- خان كهرمانة لن يتسع للشحنة القادمة ولا أريد أن نقسمها لكي لا نثير الشبهات ، لزيادة الحرص علينا أن نفكر بمكان مناسب لاحتوائهن دفعة واحدة وتصريفهن بعد ترويضهن في الوقت الذي يلزمه الطلب
فاروق:- لقد اقترحت عليكم أن نأخذ فندقا خاصا ولكنكم رفضتم
ميار:- إن لم يكن الفندق تحت إمرة واحد فينا فكأننا نقول للشرطة لطفا تعالوا وأمسكوا بنا
طارق:- ميار على حق .. مسألة الفندق متشعبة قليلا لا أرشحها
فاروق:- طيب فكروا ؟
الحاج راضي:- لما لا نأخذهن للبلدة هناك مزارع ستتسع لهن ولن يقترب منهن أحد خطوة ، طالما هي في ملكيتنا الخاصة
وجدان:- البلدة ؟؟؟
ميار:- امم .. لا أدري لم أتحمس
غضنفر:- البلدة خطيرة علينا أيضا فأكيد سينتبه السكان لوصول حافلاتنا الخاصة ، والكلام يتناقل من فاه لفاه ونصبح في معضلة أسوأ
سليمان(كان ينظر لوائل طوال الوقت):- ماذا تقترح وائل ؟
وائل(يكره كل حرف مما يذكر):- ما فعلتموه سأوافق عليه
سليمان:- أعطينا تخمينا لنرى
وائل:- بالنسبة لي …أ
ميار(فهم غضب وائل وكرهه لكل ذلك):- … لنسمع مقترحك أنت سيد سليمان ؟
طارق:- حقا ..أنا مثار لمعرفة الاقتراح
سليمان:- بسيط جدا ، سنأخذهن للبيوت الاقتصادية التي تديرها شركتي الخاصة
وجدان:- إنها فكرة مناسبة تماما وأنا أؤيدها
فاروق:- بيوتك الاقتصادية لن تنفع ، فعدد الشحنة كثير هذه المرة وقد أشرنا على ألا يفترقن
سليمان:- هذا ما ارتأيته مناسبا
وائل(زفر بتأفف):- هنالك منتجع صيفي تحت ملكيتكم ، أجد أنه مناسب
ميار(أعجب بالفكرة):- صدقا نسيت أمره
طارق:- اطلعت على صوره بالملفات هو فعلا مناسب لمثل هذه المهمة
فاروق:- أهاه لما لا موافق
وجدان:- إذا وافق الأغلبية لكم صوتي
غضنفر(نظر لميار وطارق ووائل):- أليس عجيبا أن توافقوا تباعا على ذلك الموقع ؟
ميار:- وجدته الأنسب ّألديك اعتراض يا غضنفر
غضنفر:- مطلقا ..
الحاج راضي:- إذا قد حللنا مسألة الموقع ، يتبقى مسألة الرعاية من سيتكفل ؟
ميار:- كهرمانة كالعادة لكن ليس لوحدها هذه المرة ، سيكون معها واحد فيكم
الحاج راضي:- أنا لا يمكنني
وجدان:- وأنا عملي لا يسمح بأن أظهر معها في أي لقاء
فاروق:- سليمان يتكفل لأنه يملك الخبرة في المسكن وغيره
سليمان:- أوافق
ميار:- جميل لنمر للملف الموالي …
وائل(امتعض وهو يقرأ المحتوى):- سرقة الأعضاء تعتبر جرماااا لا يغتفر …إنها جناية
وجدان:- هههه غالبا اختلطت عليك الأمور حضرة المحامي ، نحن عملنا كله جنايات وإجرام يعني ما الجديد ؟
طارق:- وائل اهدأ
وائل(بانفعال):- … لولا تهديداتكم الواعدة تجاه أسرتي لما وجدتموني هنا على طاولتكم السابحة فوق دماء الأبرياء
الحاج راضي:- ها هو ذا سيشبعنا كلاما لا داعي له
وائل:- أنتم تمادوا أكثر وسترون إلى أين ستنتهي بكم هذه الأعمال
فاروق:- وائل رشوان ألمس امتعاضا هنا هل لديك ما تقوله ؟
وائل(رمق تنبيه ميار بعيونه):- …لا
ميار:- وائل لم يتعود بعد على نمط عشيرتنا ، هذا يعتبر الاجتماع الثالث لنا دعونا لا ندقق
وجدان:- اتفقنا مع المستشفى التابع لنا وسوف تصلهم دفعات من الأعضاء المسروقة ، لقد تم دفع ثمنها مسبقا وما علينا سوى إتمام عملية الإفراغ
وائل:- إفراغ …تتحدثين وكأنكِ ستفرغين صحنكِ من شوربة المرق سيدة وجدان ؟
وجدان:- يا الله هذا ليس أسلوب حوار بين الأعضاء
سليمان:- الواقع أن الشاب ممتعض بعض الشيء من هذه الحقائق ، لكنك سوف تعتاد مع الوقت
وائل(سحب نفسا عميقا):- لا حول الله يا ربي …
الحاج راضي:- هذا ما نناله من اندماج الشباب
ميار:- لو محلك سأطبق فمي أو لتهتم بأحوال عائلتك يكون أفضل
الحاج راضي(صغر عينيه):- أفهم إلى ما ترمي لكنني غير مقتنع بذلك الزواج ولا أتقبله ، لقد تبرأت من ابني حتى
ميار:- ذلك أمر بات بديهيا أنت تبرأت من ابنك أو لنقل العكس فهو الذي تجاوزك ، حالك شبيه تماما بحال وجدان فبدورها تبرأ منها أولادها وزوجها …يااااي إحساس صعب
غضنفر:- تماما مثلما تبرأت منك جوزيت
ميار(برقت عيناه بشراسة ثم حافظ على ابتسامته):- ذلك أمر بعيد عن تطلعاتك يا أيها العجوز
غضنفر:- إلا بالحق يا وائل قلبنا عند شركتكم سمعنا الأخبار ، إن أردتم أي مساعدة نحن بالخدمة
وائل:- مشكور يا سيد فقط كف عن محاولاتك المتواصلة في إزعاجنا وسنكون بحال أفضل
غضنفر:- ياااه لما لا تفهمون أنني قصدت أن أؤرخ زفاف ابن شريكي في العشيرة بتلك الألعاب النارية
الحاج راضي:- لا تتطرق للموضوع غضنفر
فاروق:- فهمنا …دعونا في العمل لو سمحتم ، ما زال هنالك ملف آخر وهو يخص غسيل الأموال نحن بحاجة لمشروع ثابت


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:25 AM   #816

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ميار:- فكرت في ذلك ووجدت أن تشييد دار للسيارات المستوردة سيفتح لنا أفقا جيدا
طارق:- غسيل الأموال في هكذا مشروع سيثمر بنجاح ، يعني كلنا نعرف أن المعارض هذه الأيام وسعت آفاقها وهي في تطور ضمني يواكب آخر صيحة في الماركات الدارجة
سليمان:- أجده مشروعا مناسبا أوافق
وجدان:- وأنا أيضا أوافق
الحاج راضي:- لكن من سيكون واجهته ؟
ميار:-أي واحد فيكم لن تفرق
غضنفر:- ولما لا يكون واحدا منكم ، مثل طارق فهو عاطل عن العمل منذ خروجه من السجن ، ..لنعطيه شيئا ينشغل به
طارق:- واو جعلتني أشعر وكأنني تحت رعايتك الروحية حتما ، أشكرك من صميم قلبي كونك فكرت فيني يا غضنفر هذا تنازل عظيم منك
غضنفر:- ألم يعجبك مقترحي ؟
طارق:- لا تتدخل فيما لا يعنيك
ميار:- أتفق في مسألة واحدة وهو أنه لن يوجد من يمسك المشروع أفضل منك
وائل:- …أرتئي ذلك أيضا
سليمان:- وأنا أثق بأنك ستمسكه بضمير
فاروق:- بما أن الأغلبية قالوا نعم فلا أمانع
وجدان:- ولا أنا
الحاج راضي:- يمكنك ذلك
طارق(رمقهم جميعا بالتناوب):- …إن كان هذا يناسبكم أوك أوافق
ميار:- رائع … سنبدأ الترتيبات معا في أقرب فرصة
غضنفر(لمح أحد الرجال قد دلف وهمس بأذنه):- أهاه … حسنا نحن جاهزون … يا جماعة سوف يتحدث إلينا الفهد البري الأب ، لنصغي
الصوت الإلكتروني:- … أعضاء عشيرتي السوداء ، ميار نجيب ، غضنفر ، فاروق اليزيدي ، وجدان الحمداني ، راضي وهبي ، سليمان العنبري ، وائل رشوان ، طارق الراجي … أهلا بكم في اجتماع جديد .. أول ما سأستهل به حديثي وهو أن وضعكم لا يعجبني ، أنتم مفككين وهذا أمر سينعكس على العمل بشكل سلبي ، بدلا من أن نتطور سندور في نفس الحلقة المفرغة ، أوجه كلامي لكما غضنفر وميار بما أنك استلمت الرئاسة فتصرف على ذلك النحو ، وأنت غضنفر ستحترمه وستعطيه كل الولاء وتكف عن التصرف في الخفاء بقذارة ، ..إذا ما سمعت أنك قمت بمضايقته هو أو العائلتين المعروفتين سوف تجد نفسك مطرودا من عالمنا إلى ما لا رجعة ، يعني ..إلى القبر
غضنفر(جحظ عينيه وتفتف):- سيادتك متأسف أعتذر أمامك من ميار نجيب حضرة الرئيس ، وأعد أنني لن أضايقه بعد اليوم ، أتعهد بذلك
الصوت الإلكتروني:- وائل رشوان حين أدخلناك للعشيرة كان ذلك مدعاة لليِّ ذراعك ، إذا ما تورطت معنا فلا يسعك أن تشي بنا ، أعطيناك مميزات ووهبناك عطايا وأراك ما زلت غير قادر على التأقلم مع حقيقة عملك الحالية ، حديثك لم يعجبني
وائل:- وهل هذه تعتبر مشكلتي ؟
ميار(جحظ عينيه):- وائل ؟؟؟
وائل(هز كتفه):- …أعربت عن رفضي ولم أعلن عن انسحابي
الصوت الإلكتروني:- حاول أن تجعل حكاية أبيك قدوة لك ، لقد فعل مثلك وحاول أن يصدنا كثيرا وانظر إلى أين آلت الأمور هو نائم تحت القبر ونحن ما زلنا مستمرين بشموخ رغما عنه وعن أي معارض
وائل(احتقنت عروقه بالغضب):- لا تتطرق لسيرة أبي يا مجهول
فاروق:- لا تتمادى
سليمان:- أرجو أن تحتفظ بهدوئك وائل هذا الحديث لا يليق مع حضرته
الصوت الإلكتروني:- غضنفر … اجمع زوج ابنتك من محيط وائل رشوان ، تلك الحادثة التي قام بها في منزله وتسببه في إدخاله السجن لينتقم من كرامته المهدورة أمر كاد يعرض أمرنا للخطر ، ممنوع منعا باتا أن يدخل أي واحد فيكم للسجن أو يعرض اسمه للاستجواب ، هذه آخر مرة إن لم تحكم ربط لجام كلبك فهناك من يستطيعون ذلك
غضنفر:- حاضر حاضر سيتم ما تأمر به حضرتك
الصوت الإلكتروني:- طارق موافقتك على ترأس مشروع السيارات سيثمر خيرا ، نعتمد عليك ..
طارق:- خيرا إن شاء الله
الصوت الإلكتروني:- ميار نجيب ترأسك يضبط الأمور لكنه ممتزج ببعض الرعونة والطيش ، خفف منها كي تكسب ولا تفكر بأن تعيد الضربة لغضنفر لن نمضي وقتنا في صراعكما
ميار:- غضنفر قام بكثير من الخطايا أنا لن أتوانى عن محاسبته ، فعذرا عمو الصوت فأنا لن أعدك ببقائي عاقلا
الصوت الإلكتروني:- عامر نجيب كان ذو حكمة وسلطة مطلقة حاول أن تمتثل بأبيك ولو لمرة
ميار(بغيظ):- والله هذه طريقتي أعجبكم أهلا وسهلا ما أعجبكم ستجبرون على تقبلها ، فأنا عن هذا الكرسي لن أتزحزح
الصوت الإلكتروني(بعد صمت):- …إلى هنا وانتهى ….
ميار(صفق بنشاط):- حلوووو
وائل(استقام):- …انتهينا هنا سلام …
طارق(هز كتفه لميار):- لا تنظر إلي …
ميار:- اقطع عليه الطريق بجانب الوادي سألحق بكما
طارق:- اممم ماشي
ميار(اقترب من غضنفر):- هذا يعني أن صراعنا لم ينتهي بعد ، انتظر يا غضنفر فسلسلة انتقامي ما زالت في مهدهاااااا
غضنفر(زم شفتيه وتحرك للمغادرة):- …افففف
انتهى الاجتماع وأوكل لكل واحد فيهم مهمة خاصة به ، لكن ما زال الامتعاض شريكهما فهما بعيدان تمام البعد عن هذه الشرذمة ، لذلك شعرا بتلك الغصة الجريحة فور خروجهما من هناك خلافا عن أي واحد فيهم فقد غادروا لبيوتهم قصد الرقاد ولا شيء هامهم …
وائل(انتبه للسيارة التي تقطع طريقه فخفف سرعته ليتوقف ويخرج رأسه من النافذة):- انتهى الاجتماع حسب علمي يا رفيقي بالسكن ؟
طارق(كان متكئا على سيارته بكل أريحية):- ولكن اجتماعنا نحن لم ينتهي بعد
وائل(أوقف المحرك ونزل من سيارته):- ماذا يحصل يا طارق ؟
طارق:- ميار يريدنا في كلمة
وائل:- آه ميار … فهمت
طارق(انتبه للسيارة التي قدمت من الجانب الآخر):- قد وصل حتى …
ميار(خرج مسرعا من سيارته وتوجه نحوهما):- جيد أنني لم أتأخر ، لقد استطعنا أن نأخذ المشروع الضخم خاصة السيارات وهذه نقطة تحتسب لنا
طارق:- لكننا سنكون مراقبين يا ميار
وائل:- أجل كل شيء سيكون تحت المجهر
ميار:- أكيد وهل عارضت أنا ، أعرف أن كل شيء سيكون تحت المجهر لكن يمكننا أن نراوغ
طارق:- كيف ؟
ميار:- غسيل الأموال سيكون تمويها لغايتنا الأساسية ألا وهي سحب الصلاحيات منهم ، إذا ما تفوقت في هذا المشروع بالاجتماع الموالي سأجعلك شريكا في المنتجعات الخاصة بعشيرتنا السوداء ، حتى أنت وائل إذا ما حظينا بثقتهم وتعاونا بدون امتعاض قد أخلصكما ولو قليلا من شحنات بنات الدعارة وسرقات الأعضاء
وائل(مسح على وجهه):- عشت عمري كله أكافح هذه الويلات لأصبح شريكا بها بين ليلة وضحاها
ميار:- أتفهمك يا وائل …أتفهمك حقا بدوري كرهت كل شيء حين وجدت نفسي مرغما على عيش هذه الحياة ، لكن أنتما تملكان أملا في النجاة وفي تدمير هذه العشيرة ، تدميرها الذي تعبت أنا وحكيم في محاولات شتى للإطاحة بها لكن ما خاطرنا زيادة خوفا من تهديداتهم الحقة تجاه أسرنا …
طارق:- وما الذي سيختلف الآن نحن أيضا نخشى عليهم
وائل:- بالطبع أصلا موافقتي تمت لأنني خشيت عليهم من الأذى ،وإلآ لما وضعت يدي في يد أولئك السفاحين
ميار:- اسمعاني جيدا .. نحن ثلاثة على خمسة والسادس هو الفهد الأب ..عددنا قليل وجوزيت انسحبت بضماني الشخصي كما تعلمون ، حكيم أبعدته وتعلمون السبب جيدا ، والآن إن لم نتكاثف ونضع خلافاتنا جانبا سوف نخسر الكثير …
وائل:- مجهودات المنظمة أيضا ستنزل الحضيض إذا ما أحكمنا عواطفنا بدلا من عقولنا
ميار:- هاه بدأنا نتفاهم
طارق:- سأفعل ما يتوجب مني …
ميار(انسحب لسيارته):- إذن جهز لي نفسك غدا سنبدأ في مشروعك في أسرع وقت ممكن ، سنداهمهم من حيث لا يدرون بجديتنا وطبعا سأتوارى لأدع لك المهمة
طارق(فتح باب سيارته):- معلوم
وائل(تحرك لسيارته أيضا):- الله يطعمنا الصبر .. نلتقي …
استدار ميار من الجانب الآخر ليتجه للعرين ، بينما انطلق طارق وخلفه وائل في اتجاه القصر خاصتهما ، أما العشيرة فقد تفرقوا كما سبق وذكرت وسنبدأ بأولهم ..غضنفر الذي وصل لقصره بعد مدة واستدعى خضر لمكتبه فورا
غضنفر:- خضر .. ستجمع الوضع مع وائل رشوان
خضر(بكره وغل):- ولكن حضرتك..
غضنفر:- وصلت الأوامر بأن نجمع الليلة ، لدينا أعمال أهم والوقت لا يسمح برد الاعتبار …ابنتي سنلهيها بعمل مخصص يجعلها تتوقف عن دلالها الزائد ذاك
خضر(عقد حاجبيه):- عمل …هه دلال تعمل إنها غير ملتزمة بشيء فكيف سنجعلها تلتزم بالعمل ؟
غضنفر:- سأتصرف في هذا بنفسي عندما أكلم بعضا من رفاقي وأجد لها ما يناسب ابنة غضنفر ، لكن ما يهمني الآن أن تبتعد ابتعادا كليا عن الرشواني بصفة نهائية
خضر(تحت أسنانه):- ولو ابتعدت أنا هل ابنتك المصون ستبتعد ؟
غضنفر:- ماذا تتمتم تحت أنفك ؟
خضر:- أقول … سمعا وطاعة السيدة زهرة استقرت بالمرفق
غضنفر:- حيث كانت ضيفتنا ؟
خضر:- بالتحديد رفضت أن تمكث هنا معنا لذلك خصصنا لها ما يلزمها من راحة هناك ، واتصلت بممرضة خاصة تراعي وضعها الصحي
غضنفر:- جيد أنني عدت متأخرا كي أرى وجهها الشؤم حتى صبيحة الغد ، هل التقت بدلال ؟
خضر:- أجل لكن كان لقاء جافا فالسيدة زهرة لم تعطي وجه مودة لدلال
غضنفر:- هل هذه عادتها أم ستشتريها ، يلا انصرف سأخلد للنوم والتزم بأوامري لا أريد الوقوع بالمشاكل هذه الفترة مفهوم ؟
خضر(مرغم):- حاضر سيد غضنفر …كما تريد
توجه غضنفر لغرفته وهنا صعد خضر أيضا لمخدعه وفتح الباب ليجدها نائمة على السرير بفستان نومها القصير ، مغرية هي في كل أحوالها ،…أغلق الباب ورمى بسترته جانبا واقترب منها دنا من وجهها وطبع قبلة على ذراعها وتلمسه بيديه مما جعلها تنتفض
دلال:- ماذا تفعل ؟
خضر(دنا منها أكثر):- أريد أن أحضن زوجتي هل في ذلك شيء ؟
دلال(أبعدته عنها):- أنت مقزز لا أريدك أن تقترب مني يا هذاااا
خضر(أمسكها من فكها):- ومن تريدين أن يقترب المحامي هاه ؟
دلال:- ابتعد عني ولا تقل كلاما لم أتفوه به يا معتووووه
خضر:- لنحمد الله أن الوقت ليلا ولا أريد لصوتكِ أن يرتفع ، لكننا سنتحاسب رويدا رويدا جهزي نفسكِ غدا أبوكِ سيتحدث معكِ يقول بأنه سيدبر لكِ عملا خاصا
دلال(برقت عيناها):- عملا لأجلي أنااااا ؟
خضر:- كأنكِ ابتهجتِ سأضع مليون ألف حارس لمراقبتكِ ، فرخيصة منكِ ستحاول ألف مرة أن تحيط بفريستها في الشبكة
دلال(استدارت للجانب الآخر):- دعني أنام ولا تقترب مني ، نم على الكنبة مثل عادتك يا هذا
خضر(استلقى بمحله ولم يحرك ساكنا):- ابتداء من الليلة سيكون هذا فراشي أيضا إن لم يعجبكِ روحي أنتِ للكنبة
دلال(لم تتحرك):- ههه احلم أن أفرط في سريري
خضر(وضع يديه على رأسه):- حقيرة …
دلال(لم توليه اهتماما بل أخذت تحلم بالعمل الجديد الذي سيحررها قليلا):- والله فكرة يا بنت يا دلال يلا لنكتشف قليلا هذا العالم الكئيب ههه …. افف اشتقت لوااااائل وأتمنى رؤيته ولو من بعيد كيف السبيل للوصول إليه كيف
قالتها وهي تتدثر بالغطاء لتمنعه من تأمل مفاتنها وكأنها تعرف بأنه يتغذى على ذلك أثناء نومها ، أما هو فقد كان فعلا ينظر إلى جسمها ويتحسر على نفسه الطبيب وعده أن آخر جلسات له ستثمر خيرا يعني عما قريب سيصبح طبيعيا وما عليه الآن سوى الصبر …
هذا كان بالنسبة لغضنفر وآل بيته
أما الآن سنرى بيت الحمداني
وجدان(كانت تنظر لساعتها):- متى قالت أنها ستعود ؟
الخادمة:- 12 عشرة بعد منتصف الليل على أقل تقدير سيدتي
وجدان:- إنها الرابعة يا هذه …اغربي عن وجهي ، (أمسكت هاتفها) ردي يا هدى ردي …
هدى(بثمالة أجابت):- مامي .. هههه مامي حبي
وجدان:- اخرجي من أي خرابة أنتِ فيها وعودي للبيت
هدى:- لماذا أمي الحبيبة هل شعرتِ بالضجر وأنتِ وحيدة في قصر شاسع ليس فيه روح ؟
وجدان:- لا تزعجيني بجنونكِ هدى ، تعالي للبيت والآن
هدى:- لا أريد ماما أنا مع أصحابي أراكِ صباحا سي يو … ههههه
وجدان:- الوو ألو هدى هدى يا بنت …تيت تيت افف اللعنة عليك يا حاتم ذهبت وتركتني وحدي في خضم هذا الهراء، آخ لو كانت هنا نورهان لحلت الكثير من الأمور اف تعبت سأنام ولأحاسبها غدا صباحا هكذا أفضل
هدى(هنا رفعت قنينة مشروب وصبتها على جسمها):- … من يريد أن يتذوق جسمي الآن ؟
يوسف(اقترب منها):- أينفع لو لعقت القليل ؟
هدى(رفعت حاجبها ودفعته عنها):- أنت لا تروقني
يوسف(أمسكها من خصرها):- ولكنني تروقينني يا حلوة .. وأريد أن أتذوقكِ
هدى(رمقت عضلاته بتمعن):- حسنا لا بأس بك من الناحية الجسدية لكن رغم هذا أنا لا ألين … إليك عني يا هذاااا
سهى:- دعك منها يا يوسف هي لن ترضخ
يوسف:- نجعل الأميرة ترضخ بموجب الطاعة لو أرادت
سهى:- أنت وحظك ههه
أخذ يتأملها وهي تتمايل على النغمات الصادحة في تلك الشقة ، حيث كانت رفقة شلة شمالية الطبع والتصرفات ، والواضح أن الإفراط في رفقتهم سيضعها في مواقف لا تحسد عليها …
أما عند فاروق
فقد اتصل هاتفيا بإيزابيل فور وصوله للشقة
فاروق:- إيزابيلتي
إيزابيل:- أين أنت فاروق ما اتصلت بي اليوم بطوله ؟
فاروق:- وصلت صباحا ولم أتمكن من الاتصال ، عذرا حبيبتي أنتِ بخير ؟
إيزابيل:- أجل بخير يعني شغلت نفسي في شركتي كي لا أتوتر بشأنك
فاروق:- يا عمري ، كلها بضعة أيام وأعود إليكِ
إيزابيل:- حسنا ، فاروق أردت استشارتك بشيء، نسيت ببيتك بعضا من أغراضي التي أحتاجها أيسعني الذهاب لأخذها غدا ؟
فاروق:- لقد طلبت منكِ أن تمكثي هناك لو رغبتِ لكنكِ عاندتِ ورفضتِ ،
ّإيزابيل:- لا أريد لأحد أن يجر اسمك في أي وضع لذلك اعذرني حبيبي
فاروق:- ياه ألهذه الدرجة تفكرين بي ، أسعدتِ قلبي صدقا أفكر فيكِ كل الوقت لذا خذي راحتك بالبيت سأعطيهم الأوامر باستقبالك
إيزابيل:- تمام يا روحي ..نتحدث لاحقا سأدعك تغفو الآن فأنت متعب
فاروق:- حقيقة انهمكت اليوم في كثير من الأشياء ، يلا غاليتي أحادثكِ غدا
إيزابيل:- أوك باي ….(أمسكت هاتفا آخر واتصلت) حصلت على فرصة الدخول لبيته ؟
عمو بشير:- لا تنسي أنه يضع كاميرات مراقبة عليكِ وضع جهاز التصنت في مكان لا ينتبه له أحد .. كوني حذرة يا إيزابيل إنها فرصتنا الوحيدة
إيزابيل:- حاضر يا بشير لكن خبرني ..كيف حال بناتي ؟
عمو بشير:- هما في أحسن حال ، كوثر كانت تبدو متفاهمة مع زوجها وفي أحسن الأحوال ، أما جمانة كونت صداقات متينة ببيت الراجي يعني فكرتكِ أثمرت خيرا عليها
إيزابيل:- الحمدلله الحمدلله … كان بالي مشغولا كثيرا مع كوثر الله يجعل أمور بألف خير …
كوثر(دفعته):- يا مجنون ههه انتبه
زياد(كان يداعب عنقها):- هل آذيتكِ حبيبي ؟
كوثر:- أجل عضضتني يا فهيم
زياد:- وماذا أفعل اليوم بطوله أردت أن أنفرد بعروسي لكن السيدات ما تركنكِ ، إشي بخور إشي قفز على الحبل إشي حرق قماشات ما فهمت والله
كوثر:- ونسيت تلاوة القرآن ع رأسي خالتي عواطف كفت ووفت هي وخالة مديحة والمدعوة سماح ، أما جدتي نبيلة فقد حرصت على أن تضع حناء السعد بقدمي
زياد:- حناء ماذا ؟
كوثر(أشارت لأسفل قدمها):- تلك النقطة الصغيرة تسمى حناء السعد
زياد(أمسك رجلها وداعبها):- ولما هي صغيرة هكذا ؟
كوثر:- لا أحب الحناء وطلبت أن تكون صغيرة كي لا أشمئز منها
زياد(قبَّل قدمها بحنان):- يا ويلي على المشمئز ، طيب دعينا نجرب حظنا الآن يا كوثري
كوثر:- هه توقف توقف يا مجنون ههههه ههه إنك تدغدغني يا مشاغب ..ههئئئ من هذاااا ؟
زياد(انتفض حين سمع صوت رنين الجرس وطرق الباب):- من الذي سيزورنا بهذا الوقت المتأخر
كوثر:- يا ويلي ما ربما وصااااال بها شيء ؟
زياد(التقط بنطلونه وقميصه):- الله يستر
كوثر(أمسكت قميص نومها ولبسته سريعا):- هيا هيا افتح أرجوك ، لالا لا تفتح قبل أن تنظر من العين السحرية ربما يكون لصا
زياد(ارتدى خفيه):- لا تطيلي يا كوثر ودعينا نرى من الطارق
كوثر(نفضت شعرها وربطت رباط ردائها):- ماشي ماشي أنا خلفك حبيبي …
زياد(خرج من غرفتهما وتوجه للباب ونظر من العين السحرية ليصطدم به):- إنه … والدي
كوثر(شهقت وهي تنظر للباب بعيون جاحظة):- أبوووك ؟
زياد(فتح الباب):- …. أبي
الحاج راضي(دخل عليهم كالإعصار الهادر):- جيد أنك تذكر أن أباك ما زال على قيد الحياة
زياد(أغلق الباب وأشار له):- تفضل أبي
الحاج راضي(طالع منظر كوثر باشمئزاز):- قل لزوجتك أن تتستر وتغطي رأسها بحضوري
زياد(ابتلع ريقه وأشار لها):- عودي للغرفة كوثر …
الحاج راضي(جلس بعنفوان على الكرسي وضم سلهامه):- اجلس لنتحدث على انفراد
كوثر(اغرورقت عيناها بالدموع فانسحبت):- ..آنست عمي
الحاج راضي(قاطعها بجملة قبل ذهابها):- وحدها حياة من يحق لها بمناداتي عمي ، وحدها من يحق لها تقبيل يدي وأخذ مباركتي ..لكن أنتِ ستبقين مجرد دخيلة
زياد:- أبي لو سمحت …
كوثر(عضت شفتها):- أنا بالغرفة زياد …
زياد(جلس قبالته بحنق):- هل تزورني بهذا الوقت المتأخر لكي تجرح زوجتي ؟
الحاج راضي:- زوجتك التي تزوجتها دون رضانا ، لقد تجاوزت حدودك كثيرا معنا ولم تعرنا أدنى اعتبار ، رحت وتزوجتها وأقمت لها زفافا فخما رغما عن أنفنا ..وضعت رأسنا بالتراب أمام أهل البلدة وأمام نسائبنا الذين تزوجت على ابنتهم وتصرفت بحقارة
زياد:- أنا لم أتصرف بحقارة ، أنا تزوجت على سنة الله ورسوله وأخبرتك من البداية أنني أرفض ابنة خالي لكنك ألححت على هذا الزواج وتم بشروطي ، لأن زواجي من حياة زواج على ورق وما زال على ورق
الحاج راضي(فتح عينيه على وسعهما بصدمة):- ماذا قلت ؟
زياد:- ما سمعته أبي … وحياة موافقة على ذلك
الحاج راضي (استقام منتفضا):- الواضح أن الأجنبية سلبت عقلك ، لكن لن أكون الحاج راضي إن تركت هذا الزواج يكتمل ..
زياد(نهض بعصبية):- لن أسمح لك بأذية زوجتي التي أحبها يا أبي ، احترامك على رأسي لكن أن تتمادى في شؤون بيتي هذا ما لن أسمح به
الحاج راضي (تحرك صوب الباب):- انتظر فقط …
زياد(وضع يده على جنبه بعد صفق أبيه للباب):- تبا تبااااااا …
الحاج راضي(نزل مسرعا وهو يتحدث بالهاتف):- استيقظي يا امرأة وكفاكِ سباتا
عائشة(زوجته):- خيرا يا حاج راضي ماذا هناك ؟
الحاج راضي:- أكنتِ تعرفين أن زواج زياد وحياة هو زواج صوري ؟
عائشة:- ماذااا تقول ؟؟؟؟ يا ويلي إنه عااااااار
الحاج راضي:- أنا عائد للبلدة ، أريد كنتكِ في البيت غدا صباحا لنفهم ما الذي يحصل … اسمعيني جيدا لن نسمح له بأن يبقي الأجنبية على ذمته لوقت طويل إما حياة أو لا أحد غيرها
عائشة:- الله يجيرنا من الفضائح وكأنه لا يكفينا زواجه الثاني الذي وضع رؤوسنا بالأرض
الحاج راضي:- ابنكِ ذاك سيجلب أجلي …افصلي أنا قااااادم
عائشة:- هكذا يا حيااااااة هكذا يا ابنة أخي تتصرفين ، لكن لما ألومكِ فأنتِ صبية وأنا من عليها توجيهكِ وأنا من سأعيدك لبيتكِ معززة مكرمة هممم ….
زياد:- أجل معززة مكرمة وهذا بيتكِ يا كوثر
كوثر:- أبوك قالها بالبند العريض ، إنه لا يعتبرني كنة لائقة بعائلتكم أصلا
زياد:- كوثر …نحن لما تزوجنا وضعنا حواجز أبيكِ وأبي وأسرتي خلف ظهرنا فقط كي نكون معا ، لذلك لا تنزعجي من كلامه فهو لن يغير شيئا من حقيقة حبنا يا زوجتي الغالية
كوثر(مسحت دموعها ووضعت يدها على وجهه):- أنا أحبك ولا أريد غيرك
زياد(قبلها برفق):- أين كنا قبل المداهمة ؟
كوثر:- ههه ياااه لا تدع حتى المرء يأخذ وقته في تغير مزاجه ، ههه زيااااااد
هجم عليها بمرح لعله يبدد الانطباع السيئ الذي تركه أبوه فيها ، وفعلا استطاع أن يخرجها من حلقة الحزن وجرب معها الأمر من جديد لكن مجددا لم يفلحا ، حزنت كثيرا وشعرت بالحرج لأجل زياد ولكنه قام بضمها في أحضانه وهدهدها بأن الوقت معهما طويل وأنه غير مستعجل ، إذ يكفي أنها بحضنه وفعلا ذاك ما كانت بحاجة لسماعه …
فأحيانا حتى وإن كنا نعلم أن مخاوفنا لن تتغير لكن كلمة بسيطة مثل أنها ستتغير أو أن الأمور ستكون بخير قد تزرع فينا الأمل من جديد …
أما عند سليمان العنبري
رندة:- تأخرت يا سليماني ؟
سليمان(تأفف لذا رِؤيتها):- ألم أنهكِ عن الدخول لبيتي دون إذني
رندة:- لماذا أتخشى مجيء ابنتك المجهولة على غفلة وتجد امرأة بدلا عن أمها في سريرك ؟
سليمان:- لا تجلبي سيرة ابنتي على لسانك فهي بعيدة عنكِ تمام ، زيادة على ذلك أوضحت الأمور بيننا نصيبكِ المالي ستحصلين عليه كل شهر
رندة:- بل كل أسبوع يا سليمان وإلا ما بيدي لن يبقى مكتوما للأبد
سليمان(أمسكها من فكها ورفعها إليه):- يفضل ألا تجربي حظكِ معي خصوصا الليلة ، أغربي عن وجهي الآن
رندة(أمسكت حقيبتها):- سأنتظر نقودي الأسبوع المقبل يا سليمان وإياك وأن تتأخر
سليمان:- اذهبي يا سوء أعمالي اللعنة عليكِ … تف
رندة(خرجت):- ماشي يا سليمان سأراعي حالتك العصبية الآن …سلام
سليمان(فك ربطة عنقه وجلس على الكنبة):- … حقيرة … آه هذا الصداع يكاد يفتك بٍرأسي
نهض من هناك وتوجه لغرفة مكتبه وضع حبة دواء بكوب ماء وشربها دفعة واحدة ، ارتمى بكرسيه وفتح خزنته ذات الأرقام السرية وأخرج منها برواز صورة عائلية
سليمان:- حفيدكِ قوي يا أختي الحبيبة .. لكن لا يسعني حمايته لوقت طويل قد رموه في النار وعلي أن أحترق معه غاليتي ، ارقدي بسلام سوف أفديه بروحي … (أخرج هاتفه وطقطق رقما يحفظه عن ظهر قلب) …صغيرتي ؟
البنت:- أبتاه … اتصلت بي كثيرا اليوم أنا بخير ؟
سليمان:- قلق عليكِ ماذا عساي أفعل ؟
البنت:- أنا بخير ، يعني … لا تخشى علينا من شيء انتبه لنفسك
سليمان:- وأنتِ كذلك بنيتي …
البنت(أغلقت الخط ونظرت لصغيرتها النائمة):- … أميرتي يا وهجا انبثق من الظلام ،، أحبكِ يا طفلتي وجدكِ يبعث لكِ سلامه يا وهج
وهج(تلاعبت بيديها وهي تتقلب في نومتها):- …اممم
البنت(لامست شعرها وقبلت قدميها الصغيرتين جدا ثم نامت جوارها):- … آه … يا وهجي آه

في صباح اليوم التالي
بروما
وفي منطقة بعيدة عن المدينة حيث كانت قلعة البارون تمتثل للناظرين من على بعد أميال وأميال ، قلعته كانت شبيهة بقلاع مصاصي الدماء ، أو أبطال الأساطير أولئك المحاربين القدماء ، لقد اختارها مسكنا له منذ عدة سنوات لما وجد فيها من راحة ، أولا أنها بعيدة عن الضجيج وقصية يعني مهما فعل فيها فلا أحد يسمعه … بتلك القلعة كان لديه غرف كثيرة يخصص بعضها وبعضها الآخر يتركها مهجورة إلا من بعض الحفلات الماجنة التي يفسح فيها المجال لصحبته من المساهمين في نفس المجال ، يعني من يجد فيهم مصلحته ومن يسيرون أموره وينفذون أوامره ، أولئك يحتفل معهم بين الفينة والأخرى ويوزع الهدايا والنساء أيضا فيسمح لهم بقضاء الليالي الملاح بقلعته ، ويعطيهم الصلاحية للقيام بأي شيء …أليس البارون ؟؟؟ …
كان لديه جناح مخصص لكاميرات المراقبة وفيه عشرات الشاشات التي تضبط كل المواقع التي يحتاج لمراقبتها ، بجناح آخر كان يخصص ثيابا رجالية ونسائية مختلف الأنواع والأحجام والأشكال ، متكاملة من القبعة حتى الحذاء …أما بجناحين ملتصقين كان يجعلهما قاعة مخصصة للرياضة فحسب ، بها كل ما يستحبه من آلات رياضية فسيحة وبها جوانب من المرايا الممتدة على الجدران من أسفله لأعلاه ،..أما أحد الأجنحة فكان هو المفضل لديه ففيه شاشة سينمائية ومنصة وعدة كراسي للمشاهدة ، وطبعا هو أيضا يحب أن يشاهد بعض الأشياء بين الفينة والأخرى ، هناك جناح به جاكوزي وساونا ومحفزات الاسترخاء ، به جانب مخصص للتدليك ، أما في جناح آخر فقد كان هنالك مسبح أسود في العادة يكون لونها أزرق أو أبيض لكن هو يحبه أسود ، يحب أن يغوص في تلك المياه السوداء التي تسحبه لملاذ يحبه ويفضله ، أما بعضها فقد كان كالمتاهات من يلجهم لا يتمكن من الخروج منهم بسهولة ….
هكذا اختلفت أجنحته وغيرها الكثير مما لا نحتاج ذكره فقد تبقى لنا جناحه الخاص فحسب ، وهذا لوحده كان بؤرة القلعة كلها حيث كان يقسمه إلا نصفين نصف به آلات تعذيب سادية ونصف فيه سريره وحمامه الخاص بالحوض الأسود الخشبي ، لقد طلب تصميمه بشكل بدائي قديم ، مجمل أوقات استجمامه يقضيها به ويسبح في أفكاره المظلمة لأبعد مدى ، خصوصا الأفكار التي تتعلق بمصير أحدهم والتي تنتهي مجملها بالبتر ….
خوري:- هاجر … استخدمي أي جناح ترينه مناسبا لكِ وأخبريني عنه
هاجر:- اتخذت الجناح الغربي سينيور .. وتعرفت على مدبر المنزل السيد غوستافو
خوري:- غوستافو مدبر أموري الخاصة منذ سنوات ، فاحرصي على ألا تقلقي راحته
هاجر:- بصراحة ما توقعت أنك ستجعلني أستقر بقلعتك سينيور
خوري:- هذا شرف لا تحظى به الكثيرات ، يعني .. فضلت إبقاءهن بمنزلي الآخر لكن أنتِ استحققت المكوث هنا ، قد مرت سنة كاملة وقد أعربتِ فيها عن تفانيكِ هاجر
هاجر:- هذا من حسن حظي ، أستأذنك سينيور هذا ملف التقارير اليومية الخاصة بالوطن
خوري(أشار لها بإصبعيه اللذين كانا يمسكان بالسيجار):- اذهبي …
غوستافو(كان واقفا عند باب الجناح وفور خروجها دخل):- خوري
خوري(ابتسم وهو يلتفت إليه):- كيف حالك أيها العجوز ؟
غوستافو:- ما زلت على قيد الحياة بفضل تشبثك بي
خوري(وضع السيجار على الصحن واقترب منه):- … صحيح
غوستافو(بسط ذراعيه):- لم يتسنى لي الترحاب بك فجر البارحة ، لكنني أقول لك حللت أهلا ووطأت سهلا بقلعتك خوري
خوري(عانقه بدفء):- أبي الروحي
غوستافو(عانقه بحنان الأبوة):- بني …
خوري:- أحتاج للاحتفال هل لك أن تدعو كل الأصحاب والمعارف ، أخبرهم أن البارون قد عاد وهو يهيأ لكم سهرة ممتعة وعالية المقام ، اتصل بكلاريسا أريد بنات كثيرات من حولنا الليلة
غوستافو:- أنت استرخ ودع كل شيء على غوستافو
خوري(ابتعد وهو يبتسم):- أشعر بالانتماء يا عجوز ، حقا اشتقت لجناحي
غوستافو(انسحب):- أرى أن أدعك تسترجع نفسك ولنا حديث مطول يا عزيزي …
خوري:- لك ذلك …/ الآن يمكننا أن نقول ، ويلكم هوم روميناااااا …
ابتسم بخبث وهو يناظر جناحه الأسود بأريحية ، قد عادت له حيويته المعهودة وهو يود الاحتفال يعني أكيد هو حريص على أن يذيقها من علقم الرحلة ما تستحقه ….. نظر لملف التقارير الذي طلبه من هاجر وعرف أنها بالمشفى وستدخل للعملية بعد سويعات
في مشفى خاص
ميسون(كانت تقبل يدها):- ماما ميرنا ستكونين بخير لأجلي هاااا ؟
ميرنا(ببكاء لامست وجنتي ميسون وهي على سرير العمليات):- ها
ميسون:- سيأخذونكِ لغرفة العمليات لكنني سأدعو لكِ ميرناااا
ميرنا(رفعت بصرها لترى حكيم مقبلا عليهما بعد محادثته مع الطبيب):- اممم
حكيم(ابتلع ريقه وأخرج ابتسامة من أعماق صدره):- مستعدة ؟
ميرنا(هزت رأسها):- أهااا
حكيم(أمسك يدها وقبَّلها ثم انحنى لجبينها وقبله وهو يمسح على شعرها):- ستكونين يخير، العملية ستستغرق ساعتين بالكثير وستستيقظين مساء ، يومين راحة هنا وبعدها نعود للقصر لتستردي عافيتكِ بعدها يا روحي
ميرنا(تمسكت بيده وهي تطمئنه):- اممم
حكيم:- لا تقلقي سنبقى بالانتظار
الطبيب:- علينا أن نأخذ المريضة لغرفة العمليات ، لقد حان الوقت
حكيم(ناظرها مليا وقلبه يتمزق خوفا عليها):- لا إله إلا الله
ميرنا(رددتها شفهيا بلا صوت):- °محمد رسول الله°
حكيم(هتف بدون صوت):- أحبكِ
ميرنا(ابتسمت وردت بنفس الحركة):- °أحبك حكيم°
حكيم(رمش وهو يستوعب ما قالته فلم يستدرك أول كلمة لأن ميسون هزته):- ماذااا قلتِ ؟؟ ميرناااا هه ميرنااا أنا معكِ تمام معكِ …
ناظرتهم من سريرها وهم يدفعون بها خارج الغرفة وابتسمت لهما وهما يقفان ممسكين بيد بعضهما ويلوحان لها باليد الأخرى ، منظرهما جعلها تشعر بالراحة حقا لذلك زفرت بهدوء وسلمت أمرها لله سبحانه وتعالى … أخذوها لغرفة العمليات وهنا بدأ صراع القلق ، ميسون كانت تدور وتطل بالنوافذ القصيرة المؤدية لممر العمليات ،، بينما حكيم كان جالسا على كراسي الانتظار يشبك يديه ويضعهما تحت جبينه ، رجله تتحرك بتوتر وعقله يسبح في أفكار عقيمة زادت من وطأة قلقه وخوفه عليها … الوقت لا يمر كاذب من يقول أن الساعة تتحرك في مثل هذه المواقف ، كانت تطالع الوقت وهي تناظر ساعة هاتفها وتارة تراسل جدتها عواطف وتخبرها أنه لم يصل بعد أي خبر ، وتارة تراسل العصابة الصغيرة ليخففوا عنها بعض القلق فقد فتحوا باب دردشة يجمعهم أربعتهم في ركن واحد ، ملاعين أي والله هههه … ما علينا مرت ساعتين من التوتر وأخيرا خرج الطبيب وهو يزيل كمامة فمه والابتسامة واضحة على وجهه
الطبيب:- لقد تمت العملية بنجاح
حكيم(انتفض بفرح وأمسك على قلبه):- الحمدلله يعني كله تمام ؟
الطبيب:- كله تمام مؤشراتها بخير وتمت عملية التجميل بشكل جيد لن يبقى هنالك ندوب على ظهرها ، ما عدا ذلك الندب القديم نظرا لأنه غير حديث ما استطعنا فعلا شيء
حكيم(بعدم فهم):- عن أي ندب تتحدث ؟
الطبيب:- ذلك الذي يشبه كرة شمسية
حكيم:- ولكنه برز في الحادث أيضا
الطبيب:- حسب خبرتي فهو قديم جدا ربما حصلت عليه بسبب حادثة مرت بها في صباها ، أؤكد لك أن معلوماتي دقيقة سيد حكيم
حكيم:- عجيب
ميسون:- بابا بابا هل يمكننا رؤيتها ؟
الطبيب:- حاليا لا يا صغيرتي ، سوف ننقلها هذا المساء لغرفة مستقلة وبعد أن تستيقظ يمكنكما الاطمئنان عليها سريعا لتنعم بالراحة اللازمة
حكيم:- تمام دكتور أشكرك على مجهودك … ميسونتي ؟
ميسون(طارت وعانقته):- نجحت العملية نجحت العملية سأخبر جدتي عواطف هي تنتظر على نار
حكيم(شرد في كلمة جدتي):- ههه طيب صغيرتي وأنا بدوري سأخبر عمكِ ميار …
زفوا خبر نجاح عملية ميرنا للجميع فانتشرت الفرحة بقلوبهم فهذا يعد أمرا جميلا عليهم أن يفرحوا لأجله ، وصل الخبر لطارق أيضا والذي أخبر وائل حيث فرح وابتهج لنجاة عسل غروبه وسلامتها .. لكن ما تزال مسألة الصوت متشعبة لغاية اللحظة وغير مفهومة
حكيم(في مكتب الطبيب):- ما فهمت ؟
الطبيب:- لا أخفيك سرا سيد حكيم مريضتك تعاني من حالة نفسية تؤثر على لسانها ، الثقل الذي يجعل النطق صعب عندها راجع لضغوطات باطنية ، سأبدأ معها رحلة للعلاج وسأعطيها فيتامينات وأدوية مساعدة ونرى ما قد يحدث
حكيم:- يعني هناك أمل ؟
الطبيب:- طبعا أصلا حالتها مؤقتة وشلل لسانها كذلك
حكيم(ببهجة):- لعله خير … الحمدلله
مر ذلك المساء في سكون لغاية ما نقلوها لغرفة خاصة وقتها زارتها ميسون وحكيم وهما ممتنان لسلامتها ، نظراتها كانت متعبة لكنها لم تخفى من ابتسامة طيبة جدا ، ميسون فعلت اتصالا صوريا بهاتف دينا وجعلت العائلة يطمئنون على ميرنا صوتا وصورة ، لوحوا لها أغلبيتهم ودعوا لأجلها بالنجاة والسلامة فقد تخطت الأصعب للتو …
ميسون(بعد مدة):- بابا أريد البقاء هنا معك
حكيم:- حبيبتي ستتعبين بالمشفى وأخشى عليكِ
ميسون:- طب هل ستؤمن علي بالقصر وحدي لا لا لا أستطيع المكوث فيه وحدي
حكيم(ابتسم وهو ينظر خلفها):-حسنا ما رأيكِ لو أدعكِ هناك وحدكِ مع جدار ضخم يحميكِ من أي شر ؟
ميسون(بفطنة):- تقصد عملاقي ؟؟؟
حكيم:- يس …
ميسون(بتذمر):- لكنه غير موجود ليتنا أحضرناه معنا
كاظم(أطل من خلفها):- ماستي ؟
ميسون(قفزت بفرح):- هئ صوت العملاق بابا بابا في هذه الحالة أوافق أوافق أوافق ، عملالالالالالالالالالاقي هههه
كاظم(التقطها في الهواء معانقا إياها):- ها يا قزمة الآن توافقين يخرب موازين فكرك ، ههه حكيم اعذرني للتو استطعت المجيء
حكيم(بابتسامة):- أهلا بك وسهلا …
كاظم:- كيف الأخبار ، هل نامت البرانسيس ؟
حكيم:- أجل أخذت حقنة مسكن وغفت ، غدا ستراها لدى مجيئك مع ميسون ،..حسنا لا أوصيك بها وعليك أن تأخذ معكما عشاء جاهزا فلم يتسنى لي أن آخذها للمطعم
كاظم:- لا إلى هنا سيد حكيم وقد خرجت من مهمة الراعي ، فقد أخذت ذلك على عاتقي من اللحظة أنا في خدمة سمو الأميرة ميسون الراجي
ميسون(بفرح أنزلها):- أنا سعيدة ، بابا سعيد ميرنا بخير وأنت هنا ماذا أريييييد أكثر هههه
حكيم(شرد في جملتها وضحك بحزن):- الله يديم فرحك يا ابنتي …
كاظم:- هيا هيا هربنا نحن
حكيم:- سيارة الرجال بالخارج خذها وكن حذرا
كاظم:- انتبه أنت أيضا
حكيم:- لا توصي حريص
نظر كاظم للرواق بشرود ومن ثم أمسك بيد ميسون وغادر بها في اتجاه القصر ، ناظر حكيم فرحتها بكاظم حتى أنها نسيت أن تسلم عليه وتتمنى له ليلة سعيدة ، لذا هذا سبب له لمحة حزن جعله يطأطئ رأسه باستكانة لغاية ما لامست يدها الصغيرة وجنته فرفع رأسه مندهشا منها ، إنها ابنة أمها صحيح تجرح لكنها تداااااااوي
ميسون(عانقته وقبلته):- تصبح على خير بابا حبيبي سأشتاق إليك
حكيم(عانقها بعمق واشتم عطرها بفرح):- وأنا سأشتاق لحمامتي المرحة ..اهتمي بنفسك
ودعته وغادرت هذه المرة تاركة البسمة على ثغره ، البسمة التي تبددت لدى مرور إحدى الممرضات التي أعطته رسالة مكتوب فيها "هل علينا أن نحمد الله لسلامة مريضتك ربما علينا توزيع بعض الحلو على الفقراء ، هه انتبه عيوني عليك" …وقتها ارتعب كثيرا وطلب أن يبقى برفقة ميرنا بنفس الغرفة إن شاء الله ينام على الكنبة جالسا ، طبعا أطاعوا أمره وكان له ما يريد ، أحضر له رجاله قهوة وبعض الساندويتشات وشاحن لهاتفه وكتاب ، لذلك اتخذ مجلسه أمام سريرها وتنفس براحة هكذا ستكون تحت ناظريه طوال الوقت …وبعد فترة وصل كاظم بميسون للقصر ، وجد داغر المسكين قد جهز العشاء لأجلهم قمة النبل يا داغر بدأت أحبك يا رجل ههه .. المهم بعدها دخل للغرفة أخذ حماما سريعا ومنعشا وخرج ليهجم على الطعام فهو لن يقاوم جوعه أكثر ، أضحكها كثيرا وتبادلا أطراف الحديث والمرح وروت له كل ما حدث بالمسرحية التي شاهدوها ليلة أمس ، حكت له عن كل الأحداث التي عاشوها ووجد نفسه يشرد في البعيد ويتخيل نفسه معهم بالرحلة … هكذا إلى أن غفيت وهي تروي فما كان عليه سوى اصطحابها لغرفة ميرنا حيث كانت تستقر ، بينما هو اتخذ الغرفة المقابلة والتي كانت تخص ميار وجوزيت …
مرت الساعات بهدوء إلى أن انتفض من محله لما سمع صراخها من الغرفة المجاورة ، التقط مسدسه وأسرع نحوها ليجدها تبكي على السرير ، نظر حوله كل شيء ساكن لا وجود لشيء
ميسون:- اهئ بابا بابااااااااا
كاظم(وضع المسدس جانبا وهرع إليها):- ميسون صغيرتي أنا هنا ماذا حصل ؟
ميسون:- بابا يموت بابا يموت أنا أختنق اهئ
كاظم(مسح على شعرها):- اهدئي لقد كنتِ تشاهدين كابوسا فحسب
ميسون(هزت رأسها بدموع):- لا ..لا لقد لقد ضربوه برصاصة في قلبه لقد رأيته ينزف ، وجاءت سيارة الإسعاف وأخذوه بها ، كنت معه أضغط على جرحه وأبكي لكي يبقى على قيد الحياة ، أدخلوه إلى غرفة العمليات وأغلقوا الباب بوجهي ولم أعرف ما أفعل اهئ بابا ماااااااااااات ماااات لقد أخبرني الطبيب ، اهئ دفناه يا كاااااظم دفناه تحت الأرض بابااااااااااااا
كاظم(أخذها في حضنه واعتصرها بخوف):- شتتت بيبي بيبي اسمعيني جيدا كان مجرد كابوس ، أنظري إلي سوف نتصل بأبيكِ الآن وترين أنه بخير
ميسون:- حقا ؟
كاظم(نظر من حوله وانتبه لهاتفها):- والله …أنظري سأتصل الآن هااااه ..اهدئي كي لا تفزعينه يا ميسون ../ ألو حكيم لا تقلق ميسون بخير لكنها تريد التحدث معك
حكيم:- صغيرتي ؟
ميسون(التقطت أنفاسها ثم تحدثت):- أنت بخير ؟
حكيم:- بخير وميرنا نائمة على خير ما يرام ، لما ما زلتِ مستيقظة لهذا الوقت ؟
ميسون:- لاء كنت نائمة لكنني استيقظت فجأة وأردت أن ..أن أسلم عليك
حكيم:- طيب روحي نامي وغدا نرى بعضنا تمام ؟
ميسون:-أحبك بابا أنت لن تتركني صحيح ؟
حكيم(رمش بأسف):- لن أترككِ أبدا حمامتي
ميسون:- باي بابا حبيبي
كاظم:- هاه ارتحتِ الآن ؟
ميسون:- حتى ونحن بالوطن رأيت حلما شبيها بهذا دوما ما ينتهي بموت بابا ، حلمت أننا كنا ذاهبين لبيت العائلة فاعترضت طريقنا شاحنة واصطدمت بنا ، ميرنا لم تكن معنا فقط أنا وبابا …وقبلها حلمت بأنه غرق في بركته المائية صرخت بهم أن ينجدوه ما سمعووووني ما سمعوني ..، كنت أستفيق مفزوعة والدموع بعيني وأنسحب لغرفته أطمئن عليه ثم أعود لمحلي ، أنا أخاف عليه كثيرا بابا وعدني ألا يتركني
كاظم:- يا صغيرتي هي مجرد كوابيس ربما أثرت عليكِ بسبب الانتقال
ميسون:- هل لك أن تبقى جواري هنا السرير كبير ، أرجوك
كاظم(رأف لحالها):- طيب يختي لنرى مدى كبر السرير مع كرة مثلك
ميسون:- أنا لست كرة
كاظم:- دبة
ميسون:- لست دبة
كاظم(عدل فراشها):- دعسوقة
ميسون:- لست دعسوقة
كاظم:- حلزونة إذن
ميسون:- لست حلزونة
كاظم(عدل وسادته ووضع رأسه وهي تغطيه):- قزمة العملاق
ميسون(ابتسمت):- صح
كاظم(انتبه لها وهي تغطيه وتربت على كتفيه):- أنتِ حنونة
ميسون(وضعت رأسها على وسادتها وهي تنظر إليه):- وأنت ضخم جدا ستسرق مني كل الغطاء
كاظم(هم بالرد لكن العطر الذي تسرب من الوسادة التي كان يتوسدها أثقل فمه):- مع من كنتِ تنامين هنا ؟
ميسون(تثاءبت):- ميرنا
كاظم( كان يعرف الجواب لكنه أراد أن يسأل لماذا لا يعرف لكنه أغمض عينيه):- جميل جميل
ميسون(نامت):- جميل أجل …
غفيا سوية في آن الوقت بينما نسي هاتفه بالغرفة الأخرى وكان رقمها يتكرر في الاتصال ، تعبت من المحاولة فبعثت له رسالة وأخذت محلها بطاولة الرجال مع صديقاتها وهي توزع ابتسامات بالية ، لتخلص ليلتهم في ذلك الملهى الليلي وترتاح …
لمياء:- … قلت لك ما عاد لدي نقووود ، ما أحضره من السيدة الراقصة تنسفه نسفا يا عبد الجليل
عبد الجليل(يهددها على الهاتف):- طز فيكِ وفي تلك الراقصة الفاشلة ، لا تعودي إلى هنا بدون أموال يا لميااااااااء وأحضري أكلا أنا جائع
لمياء(بصقت على الأرض وأغلقت الخط):- لا أدري لما أتحمل حيوانا مثله
محروس(أطل عليها بالغرفة):- نفس السؤال يتردد على عقلي
لمياء:- كيف تدخل غرفة التبديل بلا إذن ؟
محروس:- هيا قد رأيتكِ عارية وأنتِ بين أحضانه تتأوهين ، حتى أن الفيديو خاصتكما ما يزال بحوزتي ههه ..هيا لا تكشري أمامكِ وصلة رقص لذا أجيبي على سؤالي لما تتحملينه ؟
لمياء:- وكأنك لا تعرف بسبب جريمة أبيه ..أخاف من أن يلفظ اسمي أو يشي بي إذا تخليت عنه
محروس:- واللي يخلصك منه بمرة ؟
لمياء:- كيف يعني تقتله ؟
محروس:- ممكن
لمياء:- لا لا لست حمل تحمل جريمة أخرى لطفا دعني أكمل ارتداء بذلتي سأخرج بعد دقائق
محروس(بتفكير حقيقي في ذلك):- خذي راحتك
لمعت الفكرة بباله لكن عليه أن يأخذ موافقتها وإلا ارتدت عليه وصاروا في وبال آخر ..هنا كانت لوبا تحاول الوصول إلى كاظم لتسأله ما إذا عرف موقعهم فهو لم يعطيها رأس خيط أو يكتب لها حتى رسالة نصية ، يعني أهملها بما في الكلمة من معنى وهذا ما ضايقها طوال الحفلة …
شوشو:- لوبا .. الطاولة سبعة
لوبا:- طيب ..
شوشو:- ما بك ؟
لوبا:- وأنتِ ما شأنكِ فيني يا هذه دعيني ياااا
شوشو:- ما بها هذه المحرقة انفجرت بوجهي الله الله
ساريتا:- لا تؤاخذيها يا ناعمة فبريقكِ يعميها
شوشو:- فقط لأن عيد ميلادي هذا الأسبوع وإلا لكنت قد أجبتكِ بما يليق
ساريتا:- الناس تحتفل بيوم أنتِ بدأتِ ذكره أسبوعا قبل ذلك ، وكأنكِ تنتظرين منا أن نحتفل بكِ معتوووووهة … الله يصبرنا معك
دجى:- دعنها تحلم ما بكن الحلم يبعد شرورها عنا قليلا …
شوشو(شردت في البعيد غير مكترثة لهن):- أتراه يتذكر ندبتي الآن …ذلك المخيف ؟؟؟؟
ولو وهل له ألا يتذكر تلك القطة الشرسة ، كان ينظر لذراعه حين قاطعته كلاريسا بتمايلها الجريء
كلاريسا:- فيم تفكر سينيور ؟
خوري:- فيكِ
كلاريسا:- كاذب أنت …
خوري:- ليس من شأنك
كلاريسا:- كيف يا حضرة البارون ، لقد طرت من الفرح حين علمت بعودتك ، صدقا قطعت بنا يا رجل
خوري:- لا تتعودي قد أقطع بكم مرة أخرى عما قريب
كلاريسا:- إن كنت ستقطع فعلا …فدعني أقطع تذكرة سفر نحوك
خوري(رمقها وهي تلتصق بجسمه بجرأة):- نحن ما زلنا نحتفل ، لا تستعجلي … يا رفاق الليلة أنتم ضيوفي اتخذوا من القلعة مبيتا وراحة لكم ، خُدامي سيرافقونكم للغرف المخصصة فخذوا راحتكم
شكروه ببهجة فكلا كان يمسك بقطعته بين أحضانه ويتمايل بها ، أما هو فقد لازمته كلاريسا التي استقرت على حجره حين جلس وأخذت تقبل رقبته بجرأة جعلته يناظرها عميقا ويضع الكأس من يده ليومئ لها بذهابهما لجناحه …أدخلها وأغلق الباب خلفه ثم ألقى بها على سريره وأخذ يمزق فستانها وهي تطالبه بتمزيق مخصص يعرفانه سوية منذ قديم الزمان ، أخرج مشرطا ورفعه بوجهها حين أنزلت ما تبقى من فستانها ومررت إصبعها على جسمها بجرأة لتزيد من إغرائه … وهنا غرقا معا في بحر الدم وبحر الجنوووون …

بعد مرور أيام
خرجت ميرنا من المستشفى وعادت للقصر ، صحتها كانت تتماثل للشفاء كانت تصعد وتنزل لكن بشكل قليل يناسب حركة الدم في جسمها لا غير …الرعاية كانت شاملة من قبل حكيم الذي لم يغفل عنها ولا لحظة ، وحين لا يفعل قد كان كاظم يغطي مكانه ويقوم باللازم ومعه ميسون التي كتبت لأجلها خاطرة اشتياق ظلت تسمعها لها حسب رغبتها في كل وقت ..إلى أن جاء يوم وقرر فيه حكيم الخروج لأجل أمر عاجل فتركهما في عهدة كاظم والرجال وانطلق صوب قصر اللعينة ، التي قضت مضجع سفرته منذ اليوم الأول…
ليندا:- مغدور افتح البوابة لقد وصل ضيفي ..هل كل شيء جاهز ؟
مغدور:- جاهز مولاتي ..جااااااااهز
ليندا:- إذن لا تريني خلقتك يا هذا اختفي …
حكيم(دخل متضايقا بعد أن صف سيارته بالمدخل):- ليندااااا
ليندا:- عيونها
حكيم(حول عينيه بتعب وجلس مقابلها بعد أن رمى قلادة الشمس بقبضتها):-خذي زبالتكِ و لنختصر على بعضنا لطفا ، تهديداتكِ وتوعداتكِ أصابتني بالتخمة
ليندا(أمسكتها بلهفة وضمتها لصدرها وهي تشم الهواء براحة ووعيد):- له ..أكنت تريدني أن أتركك وشأنك وأنت في بلدي عيب يا رجل
حكيم:- ليندا ماذا تريدين مني ، أفهم أن الملفات معكِ ورقبتي بين يديكِ فماذا تريدين ؟
ليندا(لبستها سريعا بعنقها وأخذت تمسح عليها بيديها بحركات انتشاء):- آآآآآآه شعور بالعظمة واووووو انتظرت هذه اللحظة كثيرا
حكيم:- هللو … ليندا ماذا تريدين ؟
ليندا(ابتسمت بإشراق):- الآن سنتفاهم … لكن ليس هنا بغرفتي أريد أن أريك شيئا خاصا
حكيم(زفر بكره):- ما هو ؟
ليندا(نهضت بعلياء):- اتبعني وستعرف
حكيم(لحقها وهو يهدد):- إن كنتِ ستتصرفين بنفس الطريقة السابقة هذه المرة لن أسكب خمرا على جسمك ، بل بنزينا وأحرقكِ لأخلص منكِ
ليندا:- ههههههاهاهاااا أنت تهدد سفيرة لعلمك هذه جنحة قد تودي بك للهلاك
حكيم(تبعها لجناحها):- …أرني ما تريدين ودعيني أذهب
ليندا(تحركت لجهاز حاسوبها وضغطت على الزر):- اجلس هنا وتفقد معي ما يوجد
حكيم(جلس بإباء):- ماذا سيوجد يعني ؟
ليندا(همست في أذنه بصوت مرعب):- تاريخك الأسود …
ما إن أتممت هذه الجملة حتى برزت له ملفاته المستنسخة من ذاكرة هاتفه ، اتفاقاته هو وميار التي تعاملوا بها لتخريب الشحنات الخاصة بالعشيرة السوداء ، عمليات محو الذاكرة التي استخدموها للعشرات من الفتيات وأنقذنهن من عالم الدعارة المهلك ، ملفات شحنات الأسلحة التي مرروها سريا للدول المعوزة ، فبالنسبة للعشيرة بند السلاح كان مرفوضا في قوانين أعمالهم ، يعني يتاجرون بأي شيء إلا السلاح … غير ذلك كان هنالك مستندات وشرائط تربطهم بعملائهم في مختلف بقاع العالم ، عملاء من مقام رفيع كانوا يجعلونهم يرتدون عن اتفاقاتهم بنقضها وتعويضهم بما يليق ..عدا هذا كله كان هنالك اتصالات خفية بينهم وبين وسطاء في قسم الشرطة خربت العديد من عمليات العشيرة فيما مضى …والكثير الكثير من هذه البلايا مما يضع رأسه ورأس ميار تحت حبل المشنقة
ليندا:- يكفيك هذا القدر ولا داعي أن تتمم
حكيم(رمش عميقا فهو هالك هالك):- ما المطلوب ؟
ليندا(انحنت بجدعها خلفه وهي تهمس بجوار رأسه وتعانقه بيديها):- أريدك يا حكيم الراجي ، أريدك أن تهبني نفسك ..والمقابل بسيط حماية شاملة لعائلتك وهذه الملفات ستبقى مخفية في الحفظ والصون
حكيم(بجنون):- يستحيل …
ليندا:- لا شيء مستحيل ستبقى في قصري معززا مكرما لكن ليس قبل أن نروض جموح الأسد
حكيم(بانفعال انتفض وهو يدفعها عنه):- أنتِ توسوسين بعقلي لتضغطي علي
ليندا:- ستتخلى عنهم وستعيش هنا … سيأتون للمطالبة بك أعرف لكنني سأمحوك من الوجود بالنسبة لهم سأجعلك بعيد المنال
حكيم(مسح على شعره بجنون):- أنتِ أنتِ هكذا ترغبين بقتلي …ترغبين ببتر قلبي
ليندا:- أليس هذا أهون من أن نعتصر قلب طفلتك التي ستبكي دما إذا ما تعرضت للأذى ، خمن معي كيف سيكون مصيرها يا حكيم ؟ ..ها هذا في حال إذا لم تقم العشيرة بأخذ قرار لتصفية كل واحد يهمك يعني لا تتأمل في ميار وطارق ووائل هم أمام العشيرة والفهد الأب وقراراته لا شيء
حكيم(سعل باختناق وهو يهوي على الجدار):- …. لقد حسبتِ حساب هذا …
ليندا(اقتربت منه كالأفعى):- إنها فرصتي أيعقل ألا أستغلها ؟
حكيم:- وما غايتكِ ؟؟؟؟
ليندا:- يكفيني أن تكون معي … وأظنها تضحية لائقة ولطيفة يعني من يحظى بمرافقة السفيرة ليندا وكأن أبواب الجنة فتحت لأجله
حكيم(جلس أرضا وهو ينظر بتشتت في الفراغ):- ابنتي ستحزن ، قلب ميرنا سيكسر .. عائلتي ستنهاااار …
ليندا:- ابنتك ستنال وصاية ميرنا بالمحكمة لقد عرفت من ابنتي الغبية أنها تنازلت عنها ، وعرفت أنك أنجزت كل الأوراق اللازمة وكله جاهز يوم غد
حكيم:- يعني تعرفين كل شيء كما أرى ؟
ليندا:- وإلا ما كنت وصلت لما أنا عليه لولا حرصي على معرفة أي شيء ..أعرف أن لورينا ستكون هنا غدا وطلبتَ إحضارها بطريقة سرية لكي تشهد في المحكمة وتتنازل أمام القاضي وتعود للوطن بسلام ، لكنك غفلت عن شيء أساسا أنا لا أريد رؤيتها فلو رغبت لكنت فعلت
حكيم:- ميرنا أم ميسون ويحق لها الوصاية
لينداّ:- ما اختلفنا وهذا أمر جيد لك يعني ستختفي وقلبك مطمئن أنها بأيدي أمها الأمينة
حكيم(بجنون كان يهز رأسه):- لا لا لا يمكنني فعل هذااااا بهم …اطلبي أي شيء يا ليندا أي شيء إلا أن أغادرهم من جديد أنتِ لا تعرفين ماذا يعني ذلك لا تعرفيييييييييين ؟
ليندا:- هذا عرضي يا حكيم ..اقبله أو استلق وعدك من العشيرة بعد أن يصل لكل واحد فيهم نسخة من هذه الملفات ، حتى إن نجوت منهم لن تنجو من الحكومة فستكون مطلوبا
حكيم(مسح على شعره وهو يحك رأسه):- …..هذا جنووووووووووووووون
ليندا(جثت على ركبتيها وهي تزيد من فحيح صوتها):- اسمع مني يا حكيم أنا أقدم لك فرصة ذهبية للنجاااااااة ، فكر مليا في ما أعرضه عليك ، صدقني ابتعادك عنهم سيكون أهون من مصير كلنا نعرف نهااااايته
حكيم(بطعم الصدأ في جوفه):- ستستغلين الموقف لصالحكِ بأبشع طريقة أليس كذلك ؟
ليندا:- أنا امرأة عملية سأستغله لأبعد نقطة يمكنك تخيلها يا حكيم
حكيم(بعصبية أمسكها من رقبتها ليخنقها):- موتي يا لعيييييييييييينة موووووووووتي
ليندا(باختناق):- ح …حكيييييييييم إليك عني ..مغدووور
دخل الرجال في الحين واللحظة وحرروها من قبضته المتوحشة وأبعدوه بصعوبة ، فقد هدر فيهم جميعا بنفاذ صبر ، يعني قد زأر الأسد الجريح وخارت قواه أمام هذا العجز المستحيل …مرت ساعة وهو جالس على الأرض يفكر بشرود بينما كانت هي تمسح على رقبتها وتنتظر قراره الحاسم
حكيم(رمش ببؤس وهو يستقيم متقدما نحوها):- أمهليني أسبوعا
ليندا:- وضح أكثر ؟
حكيم:- أريد أن أعيش أسبوعا آخر مع أسرتي ، عيد ميلاد ميسون آخر الأسبوع أريد أن أكون موجودا لأول مرة …ولآخرها
ليندا(استقامت):- إذا تلاعبت معي ..
حكيم(قاطعها):- لا مجال للتلاعب قد وضعت رقبتي بين يديكِ وما بوسعي إلا دفع الثمن
ليندا(اقتربت منه بحزم):- أمهلك سبعة أيام ، في مشرق اليوم الثامن أريد أن أسمع صرير صوت سيارتك يعبر من تلك البوابة وإلا ستجد نفسك في مأزق في صبحيته ، وصدقني أنت لن تعرض نفسك للخطر فحسب بل كل من يتعلق بك ويحبك …
حكيم(طأطأ رأسه بحزن):- ليندا … تعلمين أنني سأنتقم منكِ شر انتقام يوما ما ؟
ليندا(وضعت يدها على كتفه وتلمسته بجرأة وهي تهفو إليه):- وإلى ذلك اليوم سأكون بانتظاااار الموت على يديك الحبيبتين …
نظر جانبيا بتقزز وانسحب من قصرها وهو يجر أذيال الخيبة ، لقد وقع في مكيدة دبرتها الأقدار لتحرمه من أحبته مرة أخرى ، فكيف سيُبلي بعيدا عنهم وكيف سيتحملون فراقه كييييييف ، سحب نفسه سحبا واتخذ سيارته وغادر قصرها اللعين متجها لمكان غير معروف ، فقد كان عقله غائبا وفكره مشتت ، قاد بسرعة جنونية مبتعدا عن القصر والدمع المتحجر في مقلتيه يحرق صميمه إلى أن توقف في عرض الطريق الزراعي ، لا شيء حوله سوى الخضرة والسماء ، وقتها أطلق صرخة حااااارقة هزت أركان المكان ، صرخة تلتها صرخات مكلومة وهو يضرب على المقود مرة وثلاث وعشر ويهز رأسه برفض لكل ما يحصل …فها هو ذا للمرة المليون يضحي بروحه لأجل أحبته
لم يستوعب بعد فقد كان غائبا عن رشده فهذه المرة ستقصم صبره إلى أنصاف متساوية من العذاب ، منها وجع الفراق و حرقة النصيب و تأنيب الضمير ..ثلاثة مسامير صدئة دقت في نعشه وعليه أن يصبر ويتحمل فكيف السبيل ؟؟؟؟؟
ميسون(انتفضت من محلها حين نظرت للساعة الحائطية):- بابا عاد بابا عاد
كاظم(تنفس الصعداء):- كيف له أن يغيب اليوم كله ويعود ببساطة حمم …ميرنا هو بخير
ميرنا(أمسكت على قلبها ووضعت الهاتف على المنضدة حيث كانت تواصل الاتصال به منذ ساعات):- …ح …
كاظم(رمقه وهو يدخل من البوابة):- الدنيا صارت ليلا وحضرتك غائب طوال النهار ، لقد وعدناهما بفسحة خارج القصر ميرنا تشعر بالضجر
حكيم(ابتلع ريقه ومضى مباشرة للأعلى):- لا داعي لذلك ، غدا صباحا سنكون بالمحكمة وبعد انتهائها مباشرة سنعود للوطن لقد حجزت التذاكر
ميسون(بدهشة):- ماذاااا هل سنعود غدا لم تخبرنا بابا ؟
حكيم(صعد بدون أن يلتفت ناحية أي منهما):- ها أنتما تعرفان الآن … جهزا الحقائب لطفا ، أنت أيضا كاظم
كاظم:- حسنا أنهيت عملي الذي جئت لأجله ويمكنني مرافقتكم ..
حكيم(تذكر سبب حضور كاظم وقد كان ليلحق بخيط القطع الذهبية ، ولكنه لم يصل لشيء سوى لقب البارون وهذا الوصول إليه متشعب كشبكة العنكبوت):- …طيب
ميرنا(نهضت بتوجس واقتربت من كاظم باستفهام):- ممم ؟
كاظم:- والله علمي علمك يبدو في حالة مختلفة ..
ميرنا(همت بالصعود):- هااا
ميسون:- سأرافقكِ أيضا لأتفقد بابا حبيبي
كاظم(استوقف ميسون):- دعي ميرنا تتفقده ثم ليس هنالك شيء أكيد تعب من الحجز ، دعينا نحضر سوية العشاء ستتذوقين أحلى صوص سباكيتي في الكون
ميسون(بتذمر):- لقد هريت معدتي بتلك الصلصة يا كااااااظم
كاظم(نشها للمطبخ بيده):- هس شوفو البنت نطبخ لها وبعدها تتفلسف ، امشي ستكونين مساعدة الشيف كاظم
ميسون:- هههه يلزمنا قبعات لتفعيل ذلك ..
كاظم(نظر جانبيا بحيرة وابتسم فورا):- هيا هيا لا تطيلي يا صبية …
هنا كانت ميرنا قد وصلت لغرفته ترددت في اقتحامها لكن عليها أن تفهم حاله ، فتحت الباب ووجدته بالحمام لذلك جلست على طرف السرير بأدب وهي تنتظر خروجه ، القلق يساورها وعقلها يطرح ألف فكرة ومعتقد في ماهية انقلاب مزاجه ، والأساس في سبب غيابه عنهم اليوم كله …. نصف ساعة تقريبا وكان يخرج من حمامه تاركا بلل شعره منسابا على قميصه الأبيض ، لم يندهش بها بل تجاهلها فعليا حين كان يضع هاتفه بالشاحن حين كان يخرج من دولابه ما يلبسه ،، حين كان يضع عطره بالأخير تحرك للخروج للشرفة غير آبه بها أو بالأحرى غير قادر على مواجهة عيونها الآسرة …
ميرنا(وقفت):- ح .؟؟؟
حكيم(أغلق باب الدولاب وزفر بحنق):- ماذا تفعلين هنا ؟
ميرنا:- أ…
حكيم:- أريد أن أغفو قليلا أشعر بالتعب
ميرنا:- ؟؟؟
حكيم:- لطفا غادري لو سمحتِ ميرنا أحتاج لوقت مستقطع بمفردي ، من فضلك ؟
ميرنا(مطت شفتيها بأسف وتحركت للخروج):- أهااا
حكيم(شعر بأنه جرحها لكنه مذبوووووووح):- آسف ….آسف على كل شيء
ميرنا(سرت بجسمها قشعريرة خوف والتفتت إليه):- ح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(بتعب جلس على طرف السرير يدك رأسه أرضا بقهر وغبن):- … خذلتكِ كثيرا
ميرنا(اقتربت منه وهي تستفهم ما يحصل معه):- لا ..لا
حكيم(رفع رأسه ببؤس ثم أنزله لينظر للفراغ):- … تعبت
ميرنا(هرعت إليه وجلست جواره ممسكة بيده):- لا
حكيم(نظر إليها بائسا ورمى برأسه في حضنها دون مقاومة):- لا أريد شيئا فقط دعيني أنسى نفسي هنا بين يديكِ ، لا تحرميني من حنانكِ ميرنا ..امنحيني أياما من الفرح إن سمحتِ
ميرنا(دب الرعب بأوصالها وهي تصغي إليه ممسكة برأسه في حضنها وتمسح على شعره برجفة):- ح … ح مم…م هاااا ؟؟؟
حكيم(لم يجبها بل أغمض عينيه الدامعة ليتنعم بجنتها قبل أن يدخل للنار برجليه):- … لا رد
ما فهمت من حاله أي شيء قد لاحظت أنه بمزاج سيء فور استيقاظه ، حتى أنه لم يكثر كلاما على الفطور وقال بأن لديه عمل سيحله ويعود للبيت ..لكن عمله استطال اليوم بطوله حتى أسدل الليل ستائره وملأ الكون ، وقتها عاد بحرقة كاسرة حطمت جموح الأسد وكسرت قلبه …
ظلت تهدهده بين ذراعيها وهو يغالب دموعه فقد وصل به الحال إلى أبعد مدى ، وما سيفعله سيسمى انتحارا مع سبق الإصرار والترصد ، عدا ذلك فهو سيحرق قلب ابنته وحبيبته وأسرته وعائلته كلها … سوف يضحي بنفسه ويرمي بها في قبضة ليندا الشريرة ليحميهم ويحمي نفسه وابن خاله من هلاك محتم ، فإذا ما برز ملف واحد من تلك الملفات ميار لن يبقى لحظة على قيد الحياة ، جوزيت ستنهار وإياد سيكرهه للأبد عدا عن ميرنا التي ستراه مذنبا لأنه لم يحميه بالغالي والنفيس ، هذا إن افترضنا أنه بقي حيا بدوره ، وللأسف بدون أن ينتظر ردود أفعالهم هو سيفعل المناسب لأجلهما أيا كانت النتيجة ، والله المستعان …..
مسحت على ذقنه حين لاحظت غفوته المصطنعة ، وساعدته ببطء لتضعه على الوسادة بعدها هزته فتحرك ليضطجع على السرير بهدوء … أزالت خفه ورفعت الغطاء عليه وانحنت لرأسه فطبعت قبلة حنان على خده ، وقبل ذهابه أمسك بيدها بقوة
حكيم(بدون أن يفتح عينيه):- لا تذهبي … ابقي هنا جواري
ميرنا(جلست جواره واتكأت على السرير بخفة كي لا تؤلم ظهرها ودكته بإصبعها):- هااا
حكيم(فتح عينيه حين رمقها وهي تفتح يديها لأجله مرة أخرى فامتن فعلا):- شكرا ميرناااا
احتوته بحضنها وراحت تداعب خصلات شعره الكثيفة وتضع رأسها على رأسه منحنية بوضعية أم تعانق طفلها الشريد ، كان مرتاحا وكأنه وجد ضالته بقربها وكأن قربها ذاك كان طريقه نحو اللاوعي حيث سلم كل شيء وغفااااا …. صعدت ميسون بعد ساعة لتخبرهم أن العشاء جاهز فحذرتها ميرنا من الاقتراب وأشارت لها بالنزول وبأنهما لن يتناولا شيئا الآن ، ميسون راقبتهما بعينين مرحتين ثم نزلت سعيدة لتخبر كاظم بما رأته والذي تبلدت ملامحه مندهشا مما يحصل ، ولهذا صب لأجلهما العشاء وتناولاه في صمت على غير العادة ، على الأقل من ناحيته فميسون لا تهمد عندما تكون متحمسة وحماسها الآن كامن في عودتهم للوطن …
لكن ليس قبل أن يحصلوا على وصايتها وهذا ما سيحرص عليه حكيم ، فإن كان سيدفع ثمنا غاليا في القادم ، ليضمن حياتهم أولا ويبدأها بالوصاية ، تلك الليلة غفي من فرط تعبه وحتى هي نامت بجواره فلم تشعر بنفسها إلا وقد نامت بدورها ، ولما استيقظ وجدها بجواره غافية ياااااه كم يهوى هذه الصباحات ، ناظرها بعشق وهيام ولامس خدها بيده واشتم خصلات شعرها عميقا وكأنه يزرعها بدواخله كي يتذكرها في ظلمته المقبلة ..انتفض بخفة فقد استيقظ أول واحد فيهم وأيقظهم بالتناوب ، بدئا بميرنا التي انتبهت لنومها في غرفته ، خجلت من ذلك ولكنه لم يعطيها فرصة للحرج فقد كان مستعجلا فأمامهم يوم مهم ، بعد تناولهم للفطور تجهزوا بما يليق فارتدت ميرنا طقما نسائيا في اللون البني الفاتح عبارة عن تنورة كلاسيكية قصيرة وقميص أبيض تعتليه سترة بإحدى جوانبها طرز لوردة حمراء داكنة اللون ، شعرها جمعته في ذيل حصان إضافة لكعب مناسب وحقيبة كانت تبدو مميزة وهذا ما تتطلبه هذه القضايا ، ..أما ميسون فقد استقرت في فستان بنوتي بمكعبات بالأحمر والبني وشعرها جدلته ميرنا فوضعت جديلة بالوسط وتركت الباقي منفردا و ربطتها برباط أحمر ، بدت رقيقة جدا وبدورها نزلت جوارها لتجدا كلا من حكيم وكاظم بانتظارهما حكيم كان في طقم أسود وكاظم كان على راحته ، وهنا دخلت هي بطقم أخضر غامق بنطلون وسترة وشعرها الأحمر كان ينساب خلف ظهرها في أبهى طلة كعادتها
لورينا:- عطر القصر ما تغير
حكيم:- لا نملك وقتا لتستردي حنين الماضي ، هيا نذهب
لورينا(نظرت لميسون):- ميسونتي … سنفترق اليوم ورقيا تعلمين ذلك ؟
ميسون(أمسكت يد ميرنا بقوة):- أنتِ ما حزنتِ لورينا أمي ؟
لورينا:- لم أحزن فدوما كنتِ بعيدة عني …
حكيم(لاحظ توجم ملامح ميسون):- دعونا نذهب ..كاظم أحضر لورينا
كاظم:- بلورة من بعدك
ميسون:- بابا أيمكنني أن أقضي مع لورينا بعض الوقت ؟
لورينا(صدمت بطلبها):- غالبا تريدين تعويضي قبل أن أسلمكِ لها
ميسون:- اعتقدت أنكِ ستفرحين
ميرنا(ربتت على يد ميسون وأشارت لها لتذهب):- هااا
لورينا:- لا مانع لدي المهم أن أنتهي من هذا
رمقها حكيم بطرف عين وانصرف بميرنا قبلهم ، بعد أن ركبت لورينا بجوار ميسون وكاظم أخذهما في اتجاه المحكمة التي سيحكم فيها بتقديم الوصاية … فور وصولهم انتظروا بالممر المخصص لغاية ما تم النداء باسم قضيتهم
القاضي:- لورينا خليفة…
لورينا(ابتلعت ريقها حين ذكر لقبها علانية وتوجهت للركن المخصص):- حاضرة سيدي القاضي
القاضي:- في الملف لدي نحن نجهز أخذ الوصاية منكِ على ابنتكِ وتسليمها للمسماة ميرنا الراجي ، هل يتم ذلك تحت ضغوط أو أسباب غير قانونية ؟
لورينا:- لا بالعكس أنا أوافق تماما على نقل الوصاية ، فميرنا تستطيع تدبر أمر ابنتي أفضل مني
القاضي:- قانون البشرية يحتم رعاية كل أم لأطفالها ، وهنا لا أجد أسبابا غير عدم التزامكِ وتحمل المسؤولية وهذا ما يمنعكِ عن تأدية واجبكِ كأم
لورينا:- صحيح حضرة القاضي
القاضي:- إن أخذت ميرنا الراجي وصايتها ستخرج زمام التحكم في مصير طفلتكِ من يدكِ ، هل أنتِ واثقة لورينا خليفة ؟
لورينا:- أجل أوافق
القاضي:- السيد حكيم الراجي تقدم من فضلك ..
حكيم:- حاضر أمامك سيدي القاضي
القاضي:- أنت تعرض تسليم وصاية ابنتك لطليقتك ، القانون عندي يحتم رفض ذلك إلا بموجب زواج حقيقي بينكما ، وبما أنكما في العدة ولم يتبقى سوى أسابيع على انتهائها ..وبما أن وضعكم الصحي والمالي مناسب لتوفير حياة هانئة للطفلة فإنني سأنطق بالحكم بعد سماع جوابها شخصيا …
حكيم:- سيدي القاضي طليقتي هي ابنة عمي في الأصل ، وهي تعاني من عوائق في النطق كما وضحت لكم في الملف وقد قامت بخط جواب لأجل هذه اللحظة بقلمها ، وهو أيضا بالملف
القاضي:- قرأته جيدا وأخذته بعين الاعتبار ، لكنني قصدت سماع الصغيرة …ميسون الراجي تقدمي لطفا صغيرتي
ميسون(نظرت لحكيم الذي أومأ لها):- حاضر
القاضي:- أنتِ بعمر الثامنة أليس كذلك ؟
ميسون:- بقيت ستة أيام
القاضي:- تعرفين ما يدور هنا صحيح ؟
ميسون:- أعرف ..وأنا موافقة على أن تصبح ميرنا أمي ، وهذا لا يعني أنني سوف أنسى ماما لورينا بالعكس سيكون لدي اثنان
القاضي:- أرى أنكِ طفلة نبيهة … الحكم بعد خمس دقائق
حكيم:- جيد صغيرتي
ميسون:- هل رددتُ بشكل مناسب ؟
حكيم(غمز لها بتشجيع):- جداااا
لورينا(رمقت ميرنا بطرف عين):- خبيثة
كاظم(أشار بإصبعه بالتوفيق لميرنا التي ابتسمت له وجلست):- لا تخافي …
بعد خمس دقائق
القاضي:- حكمت المحكمة بتسليم وصاية الطفلة ميسون الراجي من الأب حكيم الراجي والأم لورينا خليفة إلى السيدة ميرنا الراجي ، وتمنح لها كل الصلاحيات في التدخل بشؤون ميسون الراجي ابتداء من اللحظة …رفعت الجلسة
ميسون(ركضت صوبها بفرح):- أصبحتِ ماما أصبحتِ مامااااااااااااا
ميرنا(عانقتها بدموع):- هههه
حكيم(ابتسم براحة ونظر لميرنا هاتفا بلا صوت):- شكراااا
ميرنا(ابتسمت له وحضنتها):- °العفو°
لورينا(تقدمت إليه):- مبروك عليكما .. كنت أتوقع أن يطلب القاضي زواجكما من جديد لكن واضح أنك قدمت عرضا جيدا يا حكيم
حكيم:- يكفي أنكِ التزمتِ بجانبكِ من الاتفاق
لورينا:- تبقى جانبك فمتى ستنفذه ؟
حكيم:- فور عودتكِ للوطن سوف يتكفل طلال بحل مسألة عملك ، بالمناسبة ستكونين قريبة جدا فسوف نفتتح لك دار أزياء بنفس مقر شركات الراجي ..تحدثت مع المدراء ولا مانع لديهم في ذلك ، يلا يجعله عمل خير لأجلكِ يا لوري
لورينا(ببهجة):- المهم أن أغادر سجنك …
حكيم:- ستغادرينه … هيا اذهبي ستجدين داغر بانتظارك ليعيدكِ للمطار فلن تمكثي هنا لحظة
لورينا(رمقته وهو يقترب من ميرنا وميسون):- حاضر يا حكيم حاااااضر …
حكيم(بسط يديه ليحضنهما):- أميراااااتي
كاظم(تقدم نحوهما):- هيه هيه أميراتي أناااا ههه علينا أن نحتفل
حكيم:- سنفعل لكن بالوطن …. مبروووك علينا
لورينا(كانت تشتم وهي تغادر حنايا المحكمة لغاية ما أمسكتها ذراع قوية وجذبتها):- من أنت ؟؟؟
فاروق(أدخلها لأحد المكاتب):-إنه أنا
لورينا:- فاروووق ؟
فاروق(بحنين ناظرها):- ..كيف حالكِ لورينا ؟
لورينا:- كيف سأكون أخذوا مني وصاية ابنتي للتو
فاروق:- دعيهم يفعلون ما يريدون المهم أن تكوني بخير
لورينا:- أمي لا تريدني أن ألتقي بك وما تفعله سوف يجعلني مذنبة بنظرها أكثر مما أنا عليه
فاروق:- أعلم ، لكنني أردت رؤيتكِ عن قرب هذا فحسب
لورينا(صدمت به حين عانقها):- …أ…عن إذنك علي أن أذهب
فاروق:- رافقتكِ السلامة (نظر ليده بعد ذهابها) والآن هذه الشعرة ستفرق عندي كثيرا الآن سأعرف إذا كنتِ ابنتي حقا أم لا يا لوري ….
سحب شعرة من رأسها بعد أن عانقها فلم تشعر لأنها كانت قلقة من أمها ومن حكيم ، لذا هرولت سريعا نحو الخارج وركبت بسيارة داغر وانطلقت معه صوب المطار ، ..رفض حكيم أن يسافروا في طائرة واحدة لراحة حبيباته من مضايقاتها المستمرة ، لذلك الطائرة الموالية كانت من نصيبهم وها هم ذا يعودون للوطن وبوصاية خارقة للعادة لكنها متآلفة مع الطبيعة الأم …

دعنِي أراك
لأبلِّلَ مبسمَ قلبي بفيضِ هواك
دعنِي أراك
قبلَ صلاةِ العِشق مع الأفلاك
أوَ تشفعُ للحب صلاة
قبلَ صلاةِ الدمعِ معاك
دعني أراك
قد صلى الفجرُ بعينيكَ قبل التوديع
والشَّفقُ الورديُ يديكَ والخلقُ بديع
أصفارُ النورُ برمشيكِ ببهاها يضِيع
وينامُ الليل بجفنيكِ كالطيرِ وديع
والجور أسماكَ أباه
والفخرُ اعتز بمعناه
والعمرُ تبيع
وشفِيعي سقاك بيمناه
والخُلد مهر تُعطاه
والموتُ صريع
دعنِي أراك
كان يصغي لمقاطع هذه الأغنية وهو واقف عند الهضبة يناشد ذلك الغروب وينتظر عسل غروبه ، السماء كانت ملونة بلون أحمر والشمس تغادر مبتسمة ، والجو جميل أجل كان جميلا وهو يطالع باقة الورد الحمراء التي أحضرها لأجلها وراح ينتظر موعد وصولهم الذي عرفه من كاظم ، فتواصله قد قل تلك الفترة كي يدعها تستريح في فترة نقاهتها تلك ..علم أيضا بالوصاية التي أخذتها في البدء تساءل عن هذا السبب ولكنه أيقن أنه المناسب لأجل ميسون ، فأيد خطوة حكيم لأن ميرنا ستضعها بعيونها ولا تسمح لأحد بأذيتها مطلقا .. وقبل أن يتمم سير هذه الأفكار لاحت له سياراتهم قادمة من الطريق الزراعي الفاصل بين المطار والمدينة ..، هنا ابتسم بأريحية وأخرج باقة الورد والكيس الأبيض معترضا طريقهم
ميسون(قفزت محلها):- هاء عمو وااااائل ؟
حكيم(نظر لكاظم الذي كان يقود):- غالبا أخبرته بموعد وصولنا
كاظم(رفع يديه عن المقود):- لديه أسلوب ابتزاز لا تخطر ع بالك ، لقد عرض علي طعاما في مطعم صيني جديد وصدقا ما قاومت
حكيم:- حقا أتساءل كيف قبلوك بقسم التحقيقات
كانت عيناها تبرق وهي تنظر إليه شيء ما ينتفض بأعماقها يهفو إليه ، لكن بعض الحواجز تمنعها من أن تعبر عن مكنوناتها لذلك التزمت الصمت الذي حكم عليها به في آخر فترة … نزلت ميسون لتسلم عليه ولحقها كاظم بعدها حكيم ثم بالأخير هي …
ميسون:- عمووو وااااائل
وائل(عانقها وانحنى لمستواها):- أحضرت لأجلكِ هدية
ميسون(بفرح):- حقا حقا هدية استقباااال ؟
وائل:- ههه يس افتحيها
ميسون(فتحت الكيس ببهجة ورمقت دفتر يوميات وعلبة أقلام):- يااااااه هدية تعبيرية جميلة
وائل:- يعني ستساعدكِ بالدراسة
ميسون(باست وجنته بحرارة):- شكرا عمو وائل شكراااا …أرجح أن الورد لأجل ماما ميرنا
وائل(دغدغته الكلمة):- أجل …لأجل أجمل أم …
كاظم:- هلا يا صاح
وائل:- كاظم مرحبا الحمدلله على سلامتكم
كاظم(عانقه بخفة):- مشكور
حكيم(صافحه على مضض):- أهلا
وائل(رد المصافحة الغريبة):- وسهلا بك
حكيم(سحب يده سريعا ووضعها بجيوبه):- أتعبت نفسك
وائل(أمسك باقة الورد):- تعبكم راحة ..ميرنا سعيد لرؤيتك
ميرنا(التقطت منه الباقة وزوج عيون حكيم كالنسر تراقبهما):- هممم
وائل:- فرحت أن عمليتكِ نجحت
ميرنا(بارتباك أومأت):- هه أها
وائل:- حسنا حين علمت بموعد عودتكم قررت القيام بشيء ودي لأجلكِ ولأجل ميسون ، يعني احتفالا بالوصاية وبنجاح العملية أيضا
حكيم:- عفوا منك لكن هذا الاحتفال سيكون مقتصرا على العائلة
كاظم(لاحظ تبدد ابتسامة ميرنا):- ونحن عائلة الله الله ، ولول عزيزي نحن أيضا فكرنا بشيء ووجدنا أن حفلا جميلا ببيت العائلة سيكون مثمرا
وائل:- بصراحة أنا ما فكرت بالبيت ، بل على اليخت
حكيم(هنا رفع بصره مندهشا):- يخت ؟؟
وائل(نظر لميرنا مباشرة):- يخت شمس الليالي
ميرنا(هنا احتقنت وجنتها بالحمرة وهي تنظر لحكيم الذي أظلمت عيناه):- …لارد
ميسون:- يخت يخت يخت يعني سنببببببببببببببحر سوية ياااااااااااااااااااس ياس ياس
حكيم:- لا تتحمسي ميسون أنتما لن تبرحا محلكما
كاظم(هم بالتدخل):- حكيم رجاء لا …
حكيم(قاطعه بالعودة للسيارة):- … لا أريد
وائل:- على فكرة هذا أقل تعويض يمكنك أن تعوضهما به ، لا تنس أننا لم نتحاسب بعد على الفضيحة التي سببتها لشركتنا
حكيم:- ولا تنس أنني أنقذتكم من الإفلاس لما سمحت بإنزال تكذيب من قبل شركتنا
وائل:- هههه عظيم قمة التضحية والعطاء
حكيم(صفق الباب قبل دخوله):- قلت كلمتي ، لا يوجد يخت من غيره وإذا ما كانت ابنتي وميرنا تريدان الذهاب بجولة بحرية سأحرص على أن تركبا يختي أنا
ميسون:- أتملك يختا بابا ؟
حكيم:- بروما
وائل:- بروماااااا …يعني نحن بالوطن يا حكيم فلا تتمادى في عبطك
حكيم:- لارد
كاظم:- اسمعا سندع الكلمة لميرنا بما أنه يخت باسمها فهي ستعطي قرارها
ميرنا(نظرت إليه باستجداء):- هااااء ؟
كاظم(همس لها):- كوني محضر خير وربي أريد أن أسهر باليخت الليلة ميري
ميسون:- هههه كاظم متحمس أكثر مني ، بليز بابا
حكيم(رمق وائل وهو يقترب منه):- يا الله
ميرنا(انتبهت لهما ونظرت لكاظم):- …؟؟
كاظم:- ما تقلقي وائل سيحل المسألة
وائل:- إن كنت ستمانع لأجل عنادك فلا تفعل ، سبق وذكرت الموضوع وتحمست البنات
حكيم:- ولهذا السبب ذكرته لأنك تعي تماما أنهما ستتحمسان
وائل:- حكيييم ؟
حكيم(راقبهما وهما تضحكان رفقة كاظم):- تمام …تماااام أوافق لكن أنا من سيحضرهما
وائل:- تمام اتفقنا
تبادلا نظرة طويلة وبعدها انصرف كل لحاله على أمل الالتقاء بعد سويعات ، لكن الآن من الضروري العودة للبيت فكلهم متلهفون للاطمئنان على ميرنا ورؤيتهم بأمان أيضا … وهذا ما كان وصلوا للبيت فاستقبلوهم جميعا بحب وترحيب وهموا بتحضير العشاء والحلويات ترحيبا بهم لكن حكيم فاجأهم بخروجهم تلك الليلة لقبول دعوة وائل رشوان ، في البدء استغربوا ورفضوا لأنهم على غير وفاق بعد فضيحة الشركة لكن كلمة حكيم كانت كحد السيف قال سيذهبون يعني سيذهبون …
ميسون(وهي تتطلع للبحر):- واووووو …. هل ذاك هو اليخت بابي ؟
حكيم(بقنوط أجابها):- يس
ميسون:- إنه ضخم وفخم هههه
حكيم:- و يخت أبيكِ أيضا ضخم وفخم حتى أنه أضخم منه وأفخم منه
ميسون:- بابا هل تغار من عمو وائل ؟
حكيم(أوقف السيارة بالموقف):- أغاااار لا أكيد تمزحين ، أقول أنه لدينا مثله فحسب
ميرنا(غمزت لها):- ههه أهاااا
حكيم:- انزلا انزلا فأنتما حين تتفقان لا مفر منكما …
ميسون:- أنت وسيم بالطقم بابي حبيبي
حكيم:- يعني لزوم الدعوة يا بنت ، ثم أنتما الأجمل الزهري البنفسجي الفاتح يناسبكما
ميسون:- إنه يسمى باللون القمروني انتسابا لسمك القمرون
حكيم:- أعجز معكِ في الاستفهام يا بنت ، هيا منكِ لها امشيااا
ميرنا(استوقفته حين تأبطت ذراعه):- هاااا
حكيم(اندهش من حركتها فهي أكييييد ليست جادة):- ….ميرنا ؟
ميرنا(تمسكت بذراعه ومشت بجواره وهي تمسك بيد ميسون التي كانت بينهما تسير قبلهما بخطوتين):- هاااا
حكيم(ضحك لميسون التي كانت تطالعهما):- هه لا شيء
نزلوا للميناء وكان هنالك طاقم خدمة رسمي باليخت ، والرجال طبعا في كل مكان .. استقبلهم أحد الخُدام بالترحيب وساعد ميسون أولا على الصعود فوق الخشبة ، ثم ميرنا وتلاها حكيم الذي أخذ يناظر اسم اليخت عميقا …"شمس الليالي" …هراء ما به اسم عصفورتي يعني هاااه ، قالها وهو يسخر من غيرته ويندرج داخل اليخت العريق ..
وائل(صعد لاستقبالهم بحب):- يا أهلا وسهلا بكم ها هنا
حكيم:- آه دعك من الافتتاحيات البالية وائل رشوان
وائل:- علما أنها من طبعك … ميسونتي هل أعجبكِ اليخت ؟
ميسون:- إنه مبهر خراااافي …راقني كثيرا عمو وائل أيمكننا أن نأتي إليه مرة أخرى ؟
وائل:- بالطبع لقد أصبح ملكا لميرنا
ميرنا(فتحت فمها بصدمة فقد توقعت أن الاسم فحسب يخصها لكن أن يشتريه هذا محال):- أ…
وائل:- أهاااه
ميرنا:- و ؟؟؟
وائل(رمق امتقاع وجه حكيم):- من بعد إذنك يا حكيم يعني إن كنت لا تمانع فهذا حقها
حكيم(بارتباك عصبي):- ولما سأمانع …أصلا هي تملك القصر البحري
ميرنا(حكت جبينها فقد بدآ):- احم …
وائل(فهم أنه وطأ على وتره الحساس):- تفضلوا ريثما يصل ضيوفنا
ميسون:- من هم الضيوف عمو وائل ؟
كاظم(دخل كالزلزال محدثا ضوضاء صاخبة):- هااااااااح أنا أول الواصلين يا عيني يخت أنيق عريق يشرح النفس ويعطيها أنقى شهيق هههه
ميسون:- ههه تنفع مقطع أغنية
كاظم:- الواضح أنك دفعت دم قلبك في هذا اليخت ولول
وائل(نظر لميرنا وهو يتراجع للخلف):- لا شيء يغلو على عسل غروبي …
ميسون:- وبابا يناديها بعصفورتي ، أما كاظم فيقول ميري الهبلة ههه تعجبني الأسماء ميرناااا …أنا أيضا أحظى بالألقاب ، عمو وائل يناديني سكرة النبض وكاظم تارة ماستي وتارة قزمة العملاق أفضلهما معا ، بينما بابا يناديني حمامتي دومااااا
وائل(أحضر صينية العصائر والحلويات الخفيفة ليقدمها لهم):- طب ميرنا بماذا تناديكِ ؟
ميسون(رفعت بصرها لميرنا ثم طأطأت رأسها):- … جوهرة حياتي
حكيم(عقد حاجبيه):- لم أسمعكِ تناديها به سابقا ؟
ميرنا(ابتسمت لميسون):- …لارد
ميسون:- ذلك لأنها تناديني به حين أكون معها وحدنااااا …
وائل:- تفضلوا … بصحة الألقاب إذن
كاظم(التقط اثنين):- لقفت من العطش في طريقي من السيارة لليخت ههه … أنا حصيلة ألقابي لا داعي للتطرق إليها صحيح ؟؟؟
ضحكوا على ألقابه الفوضوية مثله تماما ، وتحت نوع من الضغط المتوقع بينهم استمتعوا تلك اللحظة إلى أن وصل بتعليقاتك الساخرة التي تمثله كعادته ، دخل بيديه في جيوبه وهو يتأمل المكان بتمعن ويلامس جلد صالون اليخت وجداره السمكي الأنيق
ميار:- الواضح أنك استفدت جيدا من أموال العشيرة
وائل(بغيظ):- تلك الأموال لم ألمس منها قرشا يا حضرة الباشا
ميار:- منتهى النبل ، … ابن الخال ؟
حكيم(غمز له):- أؤمر
ميار(غمز له بمحبة):- اشتقت لك …هييه بنت عانقيني لأشم رائحتكِ قد عشت في جفاف طوال الفترة السابقة
ميسون(عانقته):- اشتقت لك عمو ميار
ميار(رفعها إليه واستدار لميرنا):- وأنتِ يا مدللة ما الأخبار ؟
ميرنا(ابتسمت وهي تجلس بأريحية):- هممم
ميار:- جميل جميل …
جوزيت(دخلت تلك اللحظة):- ههه جميل هذا اليخت لكنه سيصاب بالنحس طالما أسميته باسمها
وائل:- جوزيييت
ميار(خفق قلبه وهو يستدير إليها):- الهاربة الأولى من قبضة الفهد …
جوزيت:- أراكم بخير اممم جيد
ميسون:- عمتي جوزيت أما زال مزاجكِ ضيقا ؟
كاظم:- ههه هذه البنت تكشفكِ يا بنت
جوزيت(انحنت لتهمس لها):- مزاجي ضيق على الدوام يا صغيرة
حكيم:- ما أبهى ضيوفك يا سيد وائل ترى هل سنندهش بعد ؟
وائل:- طبعا الاندهاش سيرافقك السهرة كلها …
حكيم(زفر عميقا وتجرع العصير ليجلس بالجانب الآخر):- كلي أشواق …
تبادلوا الكلمات المبطنة فيما بينهم ، شربوا العصير وأكلوا الحلويات الخفيفة وعظيمة السهرة كانت ميسون التي أضحكتهم بأسئلتها البريئة طوال الوقت ، إلى أن انضم إليهم وهو مبتهج بهذا الجمع اللطيف ، خصوصا حين رأى أخته بخير قد ابتهج أكثر …لكن نظرات حكيم وملامحه كانت تدل على أن به شيئا ما حتى لو كان يخفيه بعناية تحت قناع جليدي ، لكن طارق يكشفه بسهولة وليس وحده فحتى ميار توجس ولكنه ماطل ليترك كل شيء في وقته ، ففي عرفه يدع المصائب تأتي تباعا كما يحلو لها أن تأتي …
بعد تناول العشاء الصاخب تفرقوا في ثنائيات ميار سحب جوزيت لمقدمة اليخت ، بينما نزلت ميرنا للحمام فلحقها وائل ، أما كاظم فقد كان على الحافة الجانبية مع ميسون يتفرجان على البحر فقد أبحر بهم القبطان لتكون رحلة لا تمحى من البال … وهنا بقي طارق وحكيم جالسين مقابل بعضهما بصالون اليخت …
طارق:- …أرجح أنك ستفضي لي بعد وصولنا للبر
حكيم:- أفضي لك بماذا مزاجي متضايق بعض الشيء هذا هو بهذا القدر
طارق:- حسنا يا حكيم … رغم أن قلبي ينبئني أن هنالك ما تخفيه عني لكن سأدعك على راحتك
حكيم(مسح على فكه وهو ينظر لساعته):- جيد …
طارق:- لا تفكر بتلك الطريقة كي لا يؤلمك قلبك .. من حقها أن تتنفس قليلا بعيدا عن محيطك
حكيم:- إما أن تغرق في محيطي أو مصيرها البراري الجافة
طارق:- أنت تحمل نفسك أكثر من طاقتها
حكيم(زفر بعمق واستقام):- أحتاج لسيجارة سأدخن بالخلف كي لا تنتبه ميسون
طارق استقام معه):- دعهما سيجارتين بدوري متضايق
حكيم:- تعال ….
ميار:- تهربين مرارا وتكرارا وتنتظرين مني ألا أدقق ؟
جوزيت:- بل دقق في السبب الذي جعلني أهرب منك في كل مرة
ميار:- أجيبيني على سؤال واحد ، لما تهبين للخروج من وكركِ كلما اتصل بكِ وائل رشوان ؟
جوزيت(كتفت يديها):- لا أستطيع أن أرد له طلبا ، ثم ارتأيت أن أراكم فيها شي ؟
ميار:- يعني اشتقتِ ؟
جوزيت(اشتقت وهذا همي افف):- ههه طبعا اشتقت لأن أشق رأسك بحافة كعبي
ميار(اتكأ بذراعيه على حواف اليخت الحديدية):- أنتِ تهربين جوزيت
جوزيت:- فعلا هذا ما اكتشفت بأنني أجيده طوال عمري …أنسيت قد هربت منك مليون مرة حتى في طفولتنا كنت دائمة الاختباء وأتركك تبحث عني بالساعات فلا تجدني إلا إذا عدت بنفسي
ميار:- لأنكِ كنتِ تختارين أمكنة قريبة مني فأعتقد أنكِ بعيدة ، لذلك كنت أبحث بعيدا عن مقرب أنفي
جوزيت:- تلك مشكلتك الدائمة عزيزي ميار
ميار:- جوزيت . ..هل هنالك ما تخفيه عني ؟
جوزيت(ارتبكت وهي تضم يديها بخوف من أن ينتبه لبطنها):- ماذا سأخفي يعني ؟
ميار:- لا أدري أشعر أنكِ تدبرين لشيء ما
جوزيت(مسحت على وجنتها التي احتقنت بالحمرة):- طبعا يحدث ذلك في أوهامك
ميار:- لنرجو أنها مجرد أوهام ..
جوزيت:- وإلا ماذا ؟
ميار(سحبها من ذراعها بقوة صوبه):- سيكون لي حساب عسير معكِ
جوزيت(نفضت يده وهي تستشعر حرارة تسري بجسدها من قربه):- إذا أرجو لك كل التوفيق
ميار(أغمض عينيه متمالكا أعصابه):- إياد … هجرني
جوزيت(برقت عيناها واقتربت منه مستفهمة):- ماذا تقصد بهجرك ؟
ميار(مسح على ذقنه بحرقة):- اكتشف أنني كنت أختطف هبة رشوان
جوزيت(بصدمة):- عرف بأنها أمه ؟
ميار:- لا لا لم يعرف ولكنه تضايق رغم ذلك ، ساعدها على الهرب وأخذها لمكان لا أحد يعرفه
جوزيت:- له …هل أصبح يتصرف بطريقتنا الآن ؟
ميار:- ما يؤلمني أنني حاربت طوال عمري لكي أحميه من هذه الحياة ، لأجده ينتهج نهجنا الذي دفعنا ثمنا غاليا لأجل إبعاده عنه
جوزيت(أحست بمواجعه):- لذلك هزل جسمك قليلا ؟
ميار:- هل انتبهتِ لا وتقول أنها لم تعد تبالي ، كاذبة
جوزيت(بخجل تمالكت أعصابها):- يعني …طبيعي أن ألاحظ
ميار(تنهد وهو يرمق البحر الأسود بوجع):- …قلبي يحترق جوزيت ، حاولت التواصل معه لكنه لا يصغي ، يشغل نفسه في العمل بشركات الراجي أو التصوير ..حتى صديقته لا يلتقي بها إلا نادرا
جوزيت:- تذكر أنني أخبرتك بهذه العواقب يا ميار ، رجوتك ألا تفعل ولكن ماذااااا أنت لا تصغي إلا لنفسك ،، عالمك محصور في قراراتك والآخرين لا يعنون لك أي شيء
ميار:- جيد استغلي الوضع واقلبيه لصالحكِ بالأخير
جوزيت:- أرأيت هذا ما أقصده بالتحديد ، فأنت لا تتوب لا تتوب …
وائل:- ولن أتوب لأن العشق الذي يسري في عروقي ملك لكِ وحدكِ ميرنااااااااا
ميرنا(جلست على سرير غرفة اليخت التي كانوا فيها أو لنقل احتجزها وائل بها):- هفف
وائل:- لن تخرجي من هذه الغرفة .. أنا أحاصركِ ميرنا ولن أهتم لا لأخيكِ أو ابن عمك أو قبيلتكِ الراجية أعلاه ، حسنا حتى جدار برلين لن يفلح معي
ميرنا(مسحت على رأسها وهي تجر الدفتر):- °وائل .. لا تجعلني أندم°
وائل(جلس جوارها بفشل):- تندمين ميرنا …تندمين على ماذا أنتِ لا تفعلين شيئا لا يصح ، أنتِ تحبين فكفاكِ تعذيبا لي ولكِ لأجله ، لو كان يحبكِ بحق كان ترك الخيار لقلبكِ أنتِ لا أن يجبركِ على التصرف بطريقة جارحة معي كي يرضى السيد …لقد رأيتكِ وأنتِ تتأبطين ذراعه تتعمدين إيذائي على حساب خاطره هو ، ولكنكِ نسيتِ أنني أيضا أملك قلبا وكرامة هنا
ميرنا(زفرت وهي تكتب):- …°هذا ما لدي أنا لن أتخلى عنهّ°
وائل(زم شفتيه وقرأ بحسرة):- يعني تقرين أنكِ تفعلين ذلك لأجله ، أوك فهمت
ميرنا(رمقته وهو يستقيم بعصبية):- و ؟؟؟
وائل(بانفعال):- وائل ماذا لم تتركي فيها أي شيء يقال يا ميرنااااا ، تابعي تابعي الطبطبة على مشاعر السيد حكيم واسحقي قلبي فهذا ما أصبحتِ بارعة فيه
ميرنا(دمعت عيناها بتعب):- ….لارد
وائل(مسح على فكه وهو يرمق بكاءها بالمرآة أمامه ، تأوه وهو يهز رأسه عائدا إليها):- ما تبكي
ميرنا(رمقته وهو يجثو على ركبه ليمسك بيديها):- هممم
وائل:- طيب طيب … لا ألومكِ ميرنا عشقنا قد ولد في ظروف مستحيلة ، لكنه ثابت وشامخ وسينتصر بالأخير وما علينا إلا أن نصبر على ما يمنعنا اليوم ، فأكيد غدا سوف تفرج
ميرنا(هزت رأسها بتفهمه):- هااا
وائل(شبك أصابعه بأصابعها):- متى تكتبين من جديد ؟
ميرنا(هزت كتفها بدون معرفة):- لا ..
وائل:- أعيدي لي حبيبتي التي كانت تهاجمني في حروفها ، أريد أن أقرأ شيئا لكِ في المدونة
ميرنا(بعدم معرفة):- ههه
وائل(سحب يديها ووضعهما على صدره ثم أمسك خصرها ليقفا سوية):- يكفيني أنكِ بخير وبقربي الآن ، هل أعجبكِ اليخت ؟
ميرنا(برقت عيناها بفرح):- هاااا
وائل(همس بأذنها):- إنه هديتي لكِ .. قبل ميلاد السنة الجديدة
ميرنا(بفرح):- …اممم
وائل(لامس خدها وانحنى ليطبع قبلة عليه):- … سأنتظركِ عمري كله
ميرنا(احمرت خجلا وهي ترتجف مبتعدة عنه):- أهاه …
وائل:- أأخبرتكِ أن حرف الهاء مغر من فمكِ يا شمس ليالي الآفلة ؟
ميرنا:- لا ….ههه
وائل:- إذن أخبركِ الآن ..تعالي لنعود إليهم كي لا تتضايقي أكثر حبيبتي
سحبها وعادا معا للأعلى وأول من رآهما كان هو ، فقد كان يراقب الدرج منذ تدخينه لأول سيجارة والتي أصبحت خمس سجائر واحدة بعد واحدة ، لاحظه طارق طبعا لكنه لم يتطرق للاستفسار فقد تركه على سجيته
طارق:- وائل كنت أود تفقد قمرة القبطان أينفع لو ترافقني ؟
وائل:- رفيقي في السكن عندما يأمر نحن نجيب ، تفضل من هنا
طارق:- مشكور مشكور …
ميرنا(بحثت بعينيها عن الجميع ما وجدت إلا هو أمامها):- احم …
حكيم:- أنتِ مرتاحة ؟
ميرنا:- هااا
حكيم(نظر خلفها لوائل ثم استدار ليرمي سيجارته بالبحر):- … عذرا نسيت سيجارتي
ميرنا(اقتربت ووقفت جواره على حافة اليخت):- اممم
حكيم(عد حتى العشرة وما استطاع أن يكتم سؤاله):- ماذا حدث بينكما ؟
ميرنا(حركت رأسها بدون فائدة فيه):- هه …
حكيم:- احم يعني كنت قادرا على شراء يخت لكِ لو أردتِ يعني ، حركته رخيصة جدا أيعتقد أنه سيكسب عطفكِ بهذا التصرف أكيد أنتِ مترفعة على هذه الحركات المبتذلة
ميرنا(حكت جبينها وهي تضحك):- هههه
حكيم(بانفعال):- هل أقول شيئا مضحكا هنا ست ميرنا ؟
ميرنا:- ههه هااا
حكيم(صغر عينيه فيها):- لا وتضحك البنت ..أنتِ من يليق بها الضحك أي والله
طارق(ناداه من الأعلى):- حكيمو اصعد اصعد أريدك أن ترى هذا المنظر ..
حكيم:- ابقي قريبة هنا ولا تقتربي من الحافة أكثر ، أقول لكِ عودي واجلسي هناك هيا
ميرنا(أطاعته فهو يخشى عليها من كل شيء):- هااا
حكيم(اطمئن عليها وهم بالصعود ليفاجئ بطارق ينزل من العلية):- ما العبارة ؟
طارق:- لا شيء راقب المنظر فحسب أريد أن أختلي بأختي قليلا اشتقتها يا أخي
حكيم:- أهااااه فهمت …
صعد إليه وكان يقف خلف القبطان وهو ينظر للسماء ونجومها البراقة ، القمر كان منعكسا من الجانب الآخر يعطي لمحة ثائرة في البحر ويضيء بضع زوايا تزيد من رهبة البحر وسكونه المهيب ..
وائل:- منظر مخيف
حكيم(وثب بجواره متأملها أيضا):- … لمن لا يجرؤ على الغوص فيه فقط
وائل:- أتجرؤ أنت ؟
حكيم:- أتتحداني ؟
وائل:- أجربك لما لا
حكيم:- قد ننفذ التحدي ، لننتظر ما ستصنعه الظروف
وائل:- أنت تؤثر بميرنا سلبا
حكيم:- أفندم ؟
وائل:- ألغيت شخصيتها تماما يا حكيم ، ألا تشعر بضعفها إنها تكاد لا تبتعد عنك ثانية ، ..لقد تشرَّبتك كالدواء بل أدمنت قربك وهذا أمر غير حميد
حكيم(فاجأه وائل بهذا الكلام):- ما الذي تهذي به يا هذاااا ؟
وائل:- لا تدعي عدم معرفتك بحالها حكيم ، رعايتك لها قربك منها ضغطك عليها جعلها أسيرة لديك ، لقد سيطرت عليها بمعنى الكلمة
حكيم: ههه أرى أن هذا يضايقك
وائل:- يضايقني وجدا ، أنت قد أحبطت نفسيتها لقد ألغيت شخصيتهااااااا
حكيم:- أكيد لا تقصد كلامك هذا لأنه غير صحيح
وائل:- بلى صحيح يا حكيم …ميرنا قبل عودتك كانت معتدة بنفسها ، كانت ثائرة ذات شخصية قوية حتى عندما خانها شهاب مع أختها ميرا لم تنهزم على هذا النحو ، بل أخرجت ذاتها من رفاتها وأعادت بناء شخصيتها كما يليق …قد كانت امرأة قوية يا حكيم والآن أنا لا أرى سوى بقايا منها مجرد هيكل تأخذ رياح القدر تارة على اليمين وتارة على اليسار ، باتت لا تملك قرارات خاصة بها فكل ما تفعله هو التفكير بردة فعلك وموافقتك إن كان لا يضرك فهي تقدم عليه إن كان العكس فهي تنكمش حول نفسها وتقصر الشر …. وما هكذا عهدت ميرنا الراجي المتمردة يا أخي قارن المرأة التي تحدت الفهد البري وعصابته في التلفزيون وأمام الملايين بهذه التي تجلس تحت
حكيم(كانت كل كلمة تضربه في صميمه فوائل محق محق في كل حرف):- …أنا لم ..لم أقصد حدوث هذا ، أنا أرعاها لأنني أخاف عليها
وائل:- خوفك في جانب … وسيطرتك على رغباتها في جانب آخر
حكيم(بانفعال):- أنت تستغل هذا لكي تشعرني بالذنب
وائل:- لا يحتاج الوضع لأن أشعرك بالذنب لأنك تشعر به ذاتا ولكنك تتمادى ، تغمض عينيك كي لا تبتعد عنك فذلك هو هاجسك الأكبر أن تتمرد وتبتعد ..إذا ما فعلت ميرنا فأنت تضيييييع
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه ونظر جانبيا):- أنت محق
وائل:- هذا الفرق بين عشقي وعشقك يا سيد حكيم …أنا أعشقها لشخصها لجنونها لروحها لقربها لحنانها ولتمردها ، حتى ضعفها وقوتها أعشقهما ، أعشق حريتها وثورتها وأعشق خيباتها ودموعها ، ابتساماتها وحركاتها متاهات تسحبني قسرا لعالم الذهول ، فأجدني أترك لها مساحاتها الشخصية لماذا في نظرك لماذا لكي أشبع عيني بهذه الحالات المختلفة لميرنا الراجي …إلا فيني أن أقتحم هذا الوضع وأشتته لو أردت لكنني لا أفعل ليس ضعفا يا حكيم ، بل عشقا وصعب أن تفهم عشقي لأنك تعشق الطفلة التي دخلت عقلك وقلبك وأغلقت بعدها الأبواب ، استصعب عليك أن تتذوق نكهات شخصية ميرنا بل ضللت تروض جموحها معتقدا أنك بهذا ستجعلها تخنع ولكن ما حصلت عليه كان أبشع أنت أطفأت جذوتها ، البريق الذي كان يترقرق في مقلتيها خفت بسبب حصارك حكيم يا راجي
حكيم(صفق بيديه مرتين):- ههه …وائل رشوان لا عجب في أنك لم تحصل على لقب أفضل محام بالوطن عبثاااا ، أنت شاطر في عملك وفي إقناع الآخرين حقا
وائل(أولاه ظهره وعاد لينظر للبحر):- الحب لا يعني أن تمسح شخصية الطرف الآخر وتفرض أوامرك وقوانينك بالقوة ..الحب هو أخذ وعطاء ، تشد تارة وترخي تارة أخرى وقتها ستحظى بحالة عشق لا تتكرر ،.. في نظرك لما ميرنا تحبني حتى بالرغم من كل ضغوطك ومحاولاتك لاستماتة قلبها يا حكيم ؟
حكيم(بطعم الصدأ في فمه نظر جانبيا للبحر وهو يشدد قبضته على حافته الحديدية):- … أخبرنا أنت يا أبو العُريف
وائل:- لأنها تؤمن بأن استقلاليتها معي لن تخبو بل ستبرز وتخرج للضوء ..
حكيم(بوجع):- يعني أنا …أقيد استقلاليتها وحياتها وشخصيتها أليس كذلك ؟
وائل:- لا أحضر شيئا من عندي … فكر مليا وستصل لنفس النتيجة
حكيم:- تمام تمام… أمهلني أسبوعا واحدا معها
وائل(بعدم فهم):- ماذا تقصد ؟
حكيم:- ما سمعته ، أريدك أن تبتعد عن مدارها وتكف عن محاولاتك في زعزعة مشاعرها ، برسائل المطار وبحركات اليخوت وبمكتوب الحب والهيام ….أسبوع واحد لا أطلب أكثر منه ، أريدك أن تفلت يدها وتتركها لي
وائل(وضع يده على جنبه مندهشا):- هل أنت جاد فيما تطلبه مني ؟
حكيم:- إن كان ينفع التوسل لتوافق سأتوسل
وائل(بقلق اقترب منه فحكيم لا يفعلها إلا إذاااا ….):- حكيم ماذا يحصل معك ؟
حكيم(تنهد عميقا ثم بقوة ضرب على صدره):- لدي أسبوع واحد بالوطن يا وائل ..أريد أن أعيشه بشكل طبيعي مع ميرنا وميسون …
وائل(بخوف):- كيف يعني أسبوع واحد بالوطن ، يعني ..يعني بعدها أين ستذهب ؟
حكيم(أرخى كتفيه بانهزام):- سأبتعد عن محيطكم وسأترك كل شيء
وائل(عقد حاجبيه):- لالا … لا تفهم كلامي قبل قليل خطأ لطفا حكيم حسنا … أسحب ما قلته كله لكن ابق رجاء دعك من جنون شخص يغار على محبوبته وانس كل ما ذكرته قبل قليل .. يعني بالأخير نحن بيننا ملح وطعام وما يأتي عليك يأتي علي تمام ؟؟؟؟
حكيم(اندهش من موقف وائل الذي تبدل 180 درجة):- …لما أنت عظيم هكذا ؟
وائل(برفق اقترب منه):- لا أريد أن أخسرك … ولا أريد لهما أن تنكسرا بغيابك لن أتحمل
حكيم(بأسف):- الأمر ليس له دخل بما قلته قبل قليل فأنت لم تذكر سوى الحقيقة التي أعميت نفسي عليها ، كل كلمة كنت دقيقا فيها أنا لم أجلب لميرنا سوى التعاسة
وائل(ربت على كتفه بقوة):- لا تقل هذا حكيم ..قلت لك كنت منفعلا وقلت ذلك لأنك ضغطت علي بالفترة الأخيرة كثيرا ، صوري مع دلال وكشف الأمر لميرنا زيادة على موقف الشركات والكثير مما لا يقال ، حسنا … بالغت في ردة فعلي متأسف
حكيم(ربت على كتف وائل):- أنا من يتأسف منك لأنني لست نبيلا مثلك يا وائل ، أنت شخص قدير الشخصية وسأكون مطمئنا إن تركت ميرنا بعهدتك
وائل(لاحظ جدية حكيم وتسرب الهواء لجوفه):- …حكيييييم بدأت أقلق ؟
حكيم:- ما أريده هو أسبوع واحد معها ، أيمكنك أن تمنحني إياه ؟
وائل:- أمنحك الوقت كله لكن ابق
حكيم:- قلت لك أنك كريم جدا قد أستغل ذلك وأحتكرها لي
وائل:- ألا تظن أن ذلك طرأ على بالي ، لكنني موقن من عشقها لذلك مهما ابتعدت عني مصيرها ستعود لهذا المستقر وهذا القلب
حكيم(رمش):- أنت تعلم أنني أنزل راياتي أمامك الآن ؟
وائل:- غريمي لا ينهزم ستكون غيمة وسيعود ليحاربني من جديد في روحي
حكيم:- هه .. هل آخذ وعدك الآن ؟
وائل(تلكأت الحروف بجوفه فهو يعز عليه ذلك لكن لأجله سيفعل):- …أجل لك عهدي
حكيم(رمش مندهشا حين صافحه باتفاق):- …صدقني .. لو كنت في نفس وضعك لما وافقت
وائل:- أعرف …فذلك حكيم الراجي لكن هذا أنا وائل رشوان
حكيم:- أنت تفاجئني في كل مرة
وائل:- على الأقل أحظى بضجة في ركن من بالك ..
ميسون(صعدت ركضا):- بابي بابي … اليخت يقترب من اليابسة هل انتهت الرحلة ، كاظم يقول سيرميني في البحر لتأكلني الدلافين ؟
حكيم(حرك رأسه بدون فائدة):- أخبريه أن أباكِ من سيرميه ليتغذى هو بالدلافين
وائل:- لننزل كي لا يشعروا بشيء
حكيم(استوقفه من يده):- شكرا …
وائل(ابتسم له):- العفو
امتن حكيم من وائل فعلا موقف نبيل أعرب فيه عن رقي تصرفاته التي أدهشت حكيم فعليا ، وجعلته يرتاح بالا فميرنا لن تكون وحدها طالما وائل يعتني بها كما لو أنه موجود …. نزلا من هناك ووجدا ميسون وكاظم في خصام كلامي فهي ممتعضة لأنه هدد برميها من هناك ، بينما هو كان يزيد ضغطا بشكل دعابي أضحكهم جميعا وجمعهم في صالون اليخت عائدين للبر …
ودعهم وائل ونظر لميرنا بعشق وهو يبتسم لها أجمل ابتساماته ، بعدها نظر لحكيم وأشار له بإصبعه إشارة التوفيق … لذلك بقي في يخته حين غادر كاظم بعد أن أحدث فوضى عارمة بذلك اليخت ، بعده طارق ، ومن بعدهما جوزيت التي عرفت أن ميار مستعد للحاق بها وستجعله يفعل لغاية ما يصل لوسط المدينة وستجعله يضيع فطبعا هي لم تأتي إلى هناك بلا حراسة وتكتيك جابر ليس له ثان في الإخفاء ، أما حكيم وميرنا وميسون فقد عادوا للبيت بعد ليلة طويلة من الأحداث …ابتهج حكيم قليلا لأنه سيحظى براحة معها وسيفعل ما بوسعه ليؤرخ ذلك الأسبوع بعقلهما ، ولهذا أخذهما للقصر وليس للبيت ، طبعا لم تفهما شيئا لكنهما وافقتاه فهو الكبير ويستحق كل التقدير ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:27 AM   #817

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

ستة أيام فاصلة …ستة أيام عليه أن يجعلها ستة أيام في الجنة ، حسنا ألم تخلق الدنيا في ستة أيام إذن سيجعلها أياما لا تكتمل من الفرح والسعادة ، سيجعلها ذكريات مبهجة لا يسعهم نسيانها … كان كل صباح يستيقظ ليحضر الفطور بنفسه لأجلهما ، أما بديعة فقد كانت تتذمر صحيح لكنها كانت تتركه على سجيته ، يصعد لغرفتهما ويقوم بإيقاظ كل أميرة على حدة واحدة بالورد والأخرى بالشغب فتنهض من سريرها لتقفز بحجمها الصغير وتلعب معه بوسائد الريش المتطاير ، فتأتي ميرنا لتردعهم عن تلك الفوضى فتجد نفسها دجاجة بريشها وسطهما ، فسيطرة فريق الأب والابنة طاغية على الأم ههه … بعدها كانوا ينزلون للفطور ويقضون وقتا ممتعا لرسم برنامج اليوم ، داغر يأخذ ميسون للمدرسة فهي أرادت أن تعود إليها وهو وافق كي يجعلها تعيش طبيعيا ، قد كان يفاجئها بباب المدرسة لما تخرج وتجده أمامها فتطير نحوه فرحا بحقيبتها المدرسية لترتمي بحضنه وتفتخر أمام الكل قائلة أنه أبوها الحبيب ، يسرقها لسيارته فتجد هنالك ميرنا بانتظارها لتبدأ جولتهم الجنونية ، مرة أخذهم للسينما ومرة للمسرح ومرة لسباقات الرالي حيث وجد ميولا جنونيا للصغيرة ، فقد كانت معجبة بالرياضة كثيرا حتى ميرنا أبدت إعجابها رغم امتعاضها من قيادة السيارات التي ما زالت تعاني منها لليوم … عدا ذلك كان يأخذهم كل ليلة لمطعم معين وإذا لم يغادر بهم فقد كان يطبخ لهم أطباق مميزة يستمتعون فيها بالبيت فيلعبون بالألعاب اليدوية كالورق أو الداما أو الألعاب الإلكترونية ويدخلون في تحديات تثمر أحكاما صعبة ، كأن ترقص ميرنا أو تغني ميسون أو أن يضعها حكيم على ظهره فيطير بها في القصر كله … ليلا كان يأخذهما بجولة على الأحصنة بجوار البحر كان تركب ميسون بمهرها الصغير الذي تعودت عليه وتعود عليها وتعلمت كيف تضبط حركاته ، أما هو فقد كان يضع أميرته قبله ويركبا سوية على صافيور وينطلقا في رحلة استجمام على شط بحرهم …. أحيانا كانوا يشغلون فيلما سينمائيا ويشاهدونه ليتمموه ويجلسوا لنقاش أحداثه ، بين اعتراض وتفضيل كانوا يقضون سهراتهم … مرة أخذوا اليخت نفسه وأبحروا به تحت رئاسة حكيم ، بقوا في البحر ليلة كاملة وناموا هناك ثلاثتهم ميسون بينهما وهما حولها في أسعد أوقاتهم ،..
لم يغفل مطلقا على زياراته اللازمة ، فقد ذهب للسجن عند أخته إخلاص وقام بطمأنتها أن الأمور ستهون قريبا ، فرحت برؤيته ورؤية ميسون التي تعرفت عليها لأول مرة ، أدخلها بعد أن أحضر تصريحا خاصا من العم بشير الذي كلم أمجد وأعطاهم ما يريدون …. كم فرحت حتى برؤية ميرنا التي اشتاقت إليها بحق واستقبلتهم بفرح ثم بدموع بعد مفارقتهم ..أيضا توجهوا إلى المصحة العقلية ليتفقدوا دعاء التي لم تبدي أي تجاوب معهم لكن ميسون ألحت على التواصل معها لما عانقتها وميرنا تربت على شعر دعاء وقتها رمشت هذه الأخيرة رمشة واحدة لا غير وعادت لاستكانتها … ولما طلبت ميسون الذهاب للحمام مع ميرنا جلس حكيم جوارها وأفضى لها عن كل مواجعه وعن مخاوفه من القادم ، فضفض لأنه كان يضمن عدم فهمها أو إصغائها حتى لذلك أخذ راحته وهو يشكو همومه الدفينة ويخبرها أن ما تبقى له في هذه الرحلة يومان فقط يومان لا ثالث لهما ……
حسنا لا يمكنه أن يفعل كل هذا بدون أن يشرك شريك عمره في هذا الوبال ، صرخ وغضب وهدد ووعد ولكن يعود ليهدئه حكيم ويخبره أن ما بيده حيلة ، وقد فضل إخباره لما يقترب الوقت أكثر لذلك اختار ليلة قبل عيد ميلاد ميسون …
ميار(جذبه بقوة من قميصه وهو يهزه):- أتدرك ما تطلبه مني ، أنت تطلب أن أستأصل روووووحي وأبعثك للهلاك
حكيم(أمسكه من مؤخرة رأسه ودفعه إليه):- ميااااااار مياااااار
ميار(بدموع):- لن أستطييييييييع أتسمع لن أستطيع أن أسلمك بيدي لن أستطيييييييييييع
حكيم(دفعه لحضنه):- مياااااار ..أنا أموت منذ وقتها فلا تزدها علي الله يرحم والديك
ميار(سل سلاحه وأعطاه لحكيم):- اقتلني اقتلني واذهب ….على جثتي لو سمحت لك لتسلم الملفات لا عاش ولا كان اللي يهدد دمي ، حكييييييييييييييييييييييي يييم حكييييييييييييييييييييييي ييم لا حكيم لالا أخي لا لالالالالالالالالالالالال الالالالالالالا
حكيم(بقهر ودموع عانقه أكثر):- ميااااار أرجوووووك
ميار(مسح على فمه وهو يهز رأسه بحضن حكيم):- سأقتلهااااااااااااا سأقتلهااااااااااا
حكيم:- حتى لو فعلنا فالملفات مع رجالها لو تعرضت لأذى سيسلمونها في اللحظة ، وسنخسر مجهوداتنا كلها وسنخسر كل أمل لنا في تدمير العشيرة مستقبلا … حسنا هذا قدري وعلي أن أعيشه
ميار(هز رأسه بجنون):- أكيد هنالك حل يا حكيم ما بك يائس هكذاااااااا ؟
حكيم(وضع المسدس على جنب وجلس مطأطئا رأسه):- لا يوجد أمل .. بعد عيد ميلاد ميسون سأغادر فجر اليوم الموالي…
ميار(رمش وهو يمسك على فمه بحرقة وجلس مقابله):- …. حكيم أنا من يرجوك دعنا لا نستسلم ونجد حلا للمعضلة أكيد هنالك ثغرة …ما رأيك لو نهددها بابنتها هاه ؟ سلم واستلم
حكيم:- هه أتحسبها تبالي بلورينا يا ميار ؟
ميار:- إنها ابنتها يا حكيم
حكيم(هدر فيه):- تلك المرأة تقطع أوصالها لو وجدت فرصة لتمسك بي في قبضتها ، لا أن تفرط في ابنتها فحسب يا ميار الله يهديك … يكفيني ما فيني ودعني أخبرك بما أريده منك
ميار(بجنون ضرب على الطاولة):- وصايا ما وصايا أنا لا أفلح بها لعلمك …. فأخرجني من هذا الهراء لأنني لا أفهم فيه
حكيم:- ميسون وميرنا يا ميار …إنهما أمانة لديك لا تفرط بهما مهما حزنت من بعدي مهما انقهرت سيعود عقلك لرأسك ، وقتها لا تتخلى عنهما عدني بذلك ؟
ميار(دفن وجهه بين يديه وهو يحك بجنون وعصبية ممتدة لشعره يكاد يقتلعه):- هه إنه يودعني … هههه أخي أخي أنا يودعني ، هيا تخلى أنت أيضا جوزيت أولا إياد ثانيا والآن تبقى لي أنت …هيا اذهب اركض إليها أخرج من عريني يا حكيم هيا أنت مطروووووووووووود …
حكيم(استقام وقلبه يحترق):- سامحني ميار …سامحني يا أخي
ميار(أشار للباب):- لا أريد أن أسمع ترهاتك أغرب عني أغررررررب …****اذهب
حكيم(ناظره بحسرة وتحرك من الحديقة صوب سيارته):- سامحني …
ميار(هدر من بعده وهو يحطم الكراسي والطاولة التي كانوا بها):- لن أسامحك يا فاشل لن أسااااااااااااامحك أغرب وغادر حياتي ،…اذهبببببببببب عني تبا لك تبا تبااااااااااااا
حكيم(ركب سيارته بأسف وانطلق من هناك نافثا النار والدموع شريكة رحلته):- …لما علي أن أعاني هكذا يا ربي …لماذاااااااااااااااا ؟؟؟؟؟
ميار(أخذ يلهث وهو يصرخ في حديقته بجنون التقط مسدسه وأخذ يضرب في الهواء):- اللعنة عليكِ يا ليندا اللعنة عليكِ اللعنة …حكييييييييييييييييييييي� �يييييييييييييييييييييييي� �ييييييم
توقف وهو يلهث وينظر بضياع للسماء وكأنه ترك في نقطة المجهول مرة أخرى ، وكأن يد أمه فارقته من جديد ، لا لا هذا حكيم هذاااا أخوه هذا قلبه النابض لا …يعني ما أفلح خوري في تفرقتهما ستأتي ليندا من آخر الدنيا لتفعل لا لالالالالالالا إلا حكييييييييييييييييييم ….
ميار(هدر في رجاله وهو يركض):- افتحووووووووووووووا الأبوووووووووواب
ركب سيارته وخرج بدوره من عرينه وهو يصرخ وينادي في الفراغ باسم حكيم ، كان يضغط على الدواسة حتى الأخير بسرعة جنونية لم يبرز منها سوى صوت احتكاك عجلات السيارة والغبار النافث وراءها ، كيف لا وهو يلحق بشريك نبضه الأخ الذي عرفه في عز المحن ورغم عداوته الأولية معه تحت ظروف المافيا العويصة ..إلآ أنهما استطاعا أن يكونا صداقة وأخوة وطيدة لا تمحوها أي ظروف ، فكيف استطاع أن يطرده كيف استطاع أن يفرط به ،، من حرقته يقسم من حرقته أخذ يبحث عنه ويتمنى رؤية سيارته في ذلك الطريق لكن دون جدوى دون جدوى قد غادر حقا ولم ينتظر اعتذاره ، لم ينتظر عليه حتى يستوعب ما يحصل ….بيأس نظر جانبيا ليتأوه بعمق وهو يدعك الفرامل بقوة حين لمحه واقفا على جانب التلة يناظر الفراغ وسيارته مفتوحة على جانب الطريق…لن تتصورا الفرحة العارمة التي غزت قلب ميار الذي أوقف السيارة ونزل وهو يركض نحوه ، يمسح دموعه كالطفل ويناديييييييييه
ميار:- حكييييييييييييييييييم أيها الوغد ثاني مرة حتى لو طردتك لا تذهب يا غبييييييييييييييي
حكيم(استدار إليه بتعب وانهزام):- أساسا انتظرتك يا أحمق
ميار(ببكاء ركض نحوه ليعانقه):- أخييييييييييييييييي
حكيم(بدموع عانقه واعتصره بحضنه):- ….. سامحني يا غالي …سامحني
تعانقا لحظتها عناق إخوة لا يمكنه أن يتكرر ، لا يمكن ألا يدميا القلوب بذلك المشهد الدامي …إنهما ينزفان وجرحهما جرح واحد فمن يشعر بهما وبحرقتهما من … ظلا هكذا يواسيان بعضهما ويتأملان في القادم إلى أن غربت الشمس وحان وقت الرحيل استعدادا لحفل الراجية الصغيرة يوم غد ، والذي حرص حكيم على أن يكون حفلا أسطوريا يليق بلؤلؤته المكنونة …

الحفل كان بإحدى القاعات العريقة ، كله تلون باللون الزهري ستائره المخملية المتدلية من الجوانب ، وأمواج الغيوم الزهرية المتدلية من السقف بثريات متعددة جميلة المنظر ، الكراسي والطاولات كلها كانت مهندمة بأغطية متناسقة معقودة بالدونتيل الزهري ، أما الورود فلم تخلو من القاعة قد كانت بالشجيرات الصغيرة وعلى الطاولات ، وبالأركان كانت هنالك تماثيل بلاستيكية لشخصيات كرتونية مثل سندريلا وبياض الثلج سالي وريمي وأليس وحتى السنافر فقد كان مرصوصين في جانب واحد لالتقاط الصور التذكارية ، خصصت منصة غنائية صاخبة بزاوية بينما كان هنالك منصة عريضة للرقص ، أرضيتها كلها بالأضواء الإلكترونية تزيد من حيوية الراقصين لما تنطفئ كل الأضواء وتبقى تلك الإنارة الملونة التي تضاعف من حماسة الأجوااااء ..وحفلة عظيمة كهذه يتوجب فيها حضور كل الأحباب والأصحاب لذلك تم إرسال دعوات خاصة باسمهم لأجل حضور صغيرة آل الراجي وحفيدتهم ميسون …
وصل بيت أهل الراجي أولا ليوضبوا مع متعهدي الحفلات الحلويات والمأكولات التي سيضيفونها للحضور ، نسقت معهم مديحة وسماح فلقد أشرفتا على متابعة كل شيء ، أما عواطف فقد كانت تراقب مع المدبرين تنسيق القاعة وتجرب الاتصال بهاتف أمها لعلها تحثها على المجيء للحفلة، فحياتهم أصبحت مظلمة بدون كبيرتهم وبركتهم التي تعلقوا بها أكثر مما يظنون … كانت الفتيات في أبهى حللهن بفساتين رائعة حتى السيدات تهندمن بما يليق ، والشباب أيضا فقد وصل يزن وغازي للمساعدة بعد زن طوووويل من مديحة …طارق وصل أيضا وانبهر بجمال عفافه التي كانت بعباءة بلون الكراميل كانت شهية بالفعل لكنه تمالك سخرية أفكاره وأهداها بضع ابتسامات ، ليستقر بصره عند ثائرته العصامية نهاله التي باتت حركاتها هادئة جدا ، وذلك الهدوء لم يعجبه مما يعني أنها تدبر شيئا عليه اكتشافه والله قلب الأب دليلو ههه بيناتكم …
وصلت ميرا وشادي وشهاب والذي أصر على حضورها رغم أنها أبت المجيء للعيد ميلاد ، خصوصا وأنها ما زالت في خصام مع شهاب منذ تلك الليلة ، لقد أنهك قلبها بكلامه اللاذع وما يزال يعذبها بكل تصرف يجعلها تضعف وتتنازل عن جبروتها الطاغي قليلا لتعرف أن الله حق … وصل مراد اليزيدي ببناته أيضا وهذه المرة كانت ترافقه زوجته نرجس وابنته جنى أيضا فالصغيرتين ركضتا لصحبتهما دينا وصهيب الذي كان مستقرا هناك منذ البداية … جاءت أيضا رقية وإياد كالعادة قرر أن يفتتح الليلة ويغادر ليسمح لميار بالمجيء يعني رغم خصامهما ما زال يفكر فيه ، قمة الأخوة صراحة … جاءت جماعة كوثر ووصال أيضا ورامز وماريا كذلك ، عمو نزار عمو بشير ، فؤاد رشوان ، وناهد يعني من قام بدعوتها رنيم طبعا كما نظن لكن لم تكن رنيم ، بل حكيم الذي دعاها للحفلة في البدء رفضت وعملت فيها عزة نفسي لكن فجأة وجدت نفسها ترتدي أجمل ما عندها لتأتي بيدها هدية بسيطة لميسون ، وما صدقت سماح ومديحة رأوها حتى استلموها من جديد فهما لا تتوبان هه .... جوزيت وصلت ونادر في آن الوقت سألها عن ناريانا فأجابته بتأفف أنها لم تحضر ، لم يضف سؤالا آخر بل تقدم نحو الرفاق وتدارك الأمر .. هكذا لم يتبقى سوى الأبطال الرئيسيين الآن ويكتمل طاقم المدعويين …
دخل حكيم ممسكا بيد ميرنا التي ارتدت فستانا أزرقا داكنا فضفاضا من الأسفل ، بينما هو استقر في طقم رمادي فاتح أما الصغيرة فلم تدخل بعد لحظة لحظة …تحت تصفيقات الحضور استلم حكيم الميكروفون ليرحب بأميرته الصغيرة التي فعلا دخلت ولا كأنها أميرة مستنبطة من عمق أجمل الحكايات .، يدها كانت بيد كاظم الذي أراد إدخالها بإذن من حكيم طبعا ، كانت ترتدي لباس أميرات في اللون الزهري الفاتح وتضع تاجا مرصعا على رأسها وشعرها منسدل للخلف كانت جميلة جداااا جداا ، حتى أن الجميع شهق من روعتها وهي تتقدم معه وتلوح لهم تارة وتارة تمسك على فمها خجلا فتنظر لمرافقها الذي كان يشجعها وتستمر في توزيع الابتسامات تعبيرا بسعادتها الحقة …
حكيم:- طفلتي .. ميسون الراجي اليوم ولدتِ صحيح لم أرافقكِ في هذا اليوم لم أعرفكِ إلا مؤخرا ، لكن صدقيني لو أعطوني عمرا غير عمري لعشت معكِ كل لحظة منذ أن فتحت أعينكِ على هذه الحياة ..لذلك بما أنه أول عيد ميلاد نحتفل به سوية قررت أن يكون مختلفا عن كل الأعياد ، كل الموجودين هنا أصحابنا وأحبابنا ، أصدقاء وعائلة كلهم أتوا ليشاركونا هذا الحفل الجميل لذلك نفتتحه سوية بكلمة صغيرة لحبيبتنا ميسون …
ميسون(ركضت إليه وأخذت منه الميكروفون):- حسنا جهزت بضع كلمات لبابا حبيبي لكنني أشعر بالتوتر ههه ….
ضحكوا كلهم وشجعوها بالتصفيق والصفير فتابعت
ميسون:- …بابا حبيبي … أنتَ شمعة أنارت دربَ حياتي المظلمة ، قبلك كنتُ منعزلة في غرفة وقصر لا أغادر حناياه ، لم أكُن أعرف ما معنى أن أبتسم وأفرح ، لكن فور تعرفي عليك وعلى أقربائك أحببت روح الدعابة معكم ، وجدُتني أتصرف بطلاقة معكم ، أحببتُكم وتعلقتُ بكم ووجدتُ أنني أنتمي إليكم ، و..وأن الله ما أبعدني طوال تلك السنين إلا لكي يُقربني منكم ويجعلني فردا منكم ..أتشرَّف كوني راجية من ظهر راجيَّة هه هكذا تقول جدتي الكبيرة نبيلة ههه … لذلك أنا فرحة كوني منكم وإليكُم أنتمي ، أول مرة قابلتك فيها بروما سُحرت بك ومنذ أن عانقتك شعرت بأنك ستحميني حياتك كلها وأنني صرتُ في أمان ، وحين رأيت ميرنا ابتسمت وناديتها ماما منذ أول وهلة فقد كانت حقا ماما التي رسمتُها بخيالي وتمنيتها وربي حقق لي مرادي فصارت فعلا ماما التي أريد …أنا أحبكما كثيرا وهذا الأسبوع الذي عشناه هنا أو بروما لن أنساه وسأدعُو الله أن نعيش مثله بقية الأيام ..شكرا لأنك بابا شكرا لأنك جمعت الأهل ليحتفلوا بعيد ميلادي شكرا لأنكَ تزرع السعادة بقلبي ، وكما وعدتني ستبقى بحياتي دائما لكي أبقى سعيدة ..أحبك بابا حبيبي أحبكِ ماما ميرنا… وشكرا لكل من أتوا لأجلي أحبكم كلكم أنا هه ..هذا فقط
هللوا وصفقوا وصفروا فرحا بما قالته وبعد ذلك الهتاف والضجيج
نبيلة(ضربت بعصاها الأرض مرتين وهتفت):- ونحن نحبكِ يا راجية من ظهر راجية …
ميسون(فرحت):- ههههه جدتييييييييييييييي نبيلة
هيه كانت مفاجأة سارة وتحت دموع النسوة وتصفيقات الشباب وحرارة الموقف عانقها حكيم بدفء ، ثم عانقتها ميرنا بدورها وهي تبكي فقد كانت كلمات مؤثرة جدا جدا ، طارت للجدة نبيلة التي عانقوها جميعا فرحين بعودتها التي تمثلت في عيد ميلاد ميسون فحسب وإلا ما كانت زارتهم قط …فعلا ميسون أبدعت واستحقت أن تنال شرف أميرة الأميرات تلك الليلة ولهذا حفلة بلا موسيقى يعني هناك شيء ناقص ، صدحت الفرقة التي جاءت لإحياء الحفل بأبهى الأغاني وسرعان ما جمعت الأفراد بالوسط للرقص ، شباب وشابات وصاحبة الميلاد مع رفاقها أيضا كانت تلهو وترقص … وهنا تفرق حكيم وميرنا وأخذوا يرحبون بالحضور
وائل(دخل مع هديل لحظتها):- … حكيم الراجي
حكيم(ابتلع ريقه وابتسم):- شكرا لأنك أتيت
وائل:- ما كنت قادرا على أن أتأخر على الأميرة الصغيرة
هديل(بامتعاض):- مبروك عيد ميلاد ابنتك
حكيم(شعر بها وهي تشدد على آخر حروف):- شكرا هديل ..
هديل(بتأفف):- سأرى جوجو بالإذن
حكيم:- … خذا راحتكما
وائل(بحث بعينيه عن عسل غروبه فورا):- تمام .. ما تقلق
حكيم(سحب نفسا عميقا ليتدارك نفسه ورمقها بالجوار):- أتيتِ ؟
ناهد:- قام شخص بدعوتي وفكرت مليا في حضوري من عدمه ، ووجدت أنني مدينة لصاحبة العيد ميلاد بزيارة فأتيت
حكيم:- اممم …سعدت برؤيتك
ناهد(أربكتها جملته):- حقا ؟
حكيم:- أجل .. حقا أرجوكِ استمتعي لأجلي
ناهد(ابتسمت وهي ترمش بارتباك):- هل هذا واع لما يقوله أم أنه قد فقد صوابه ؟
حكيم(تحرك صوب ثنائي ميرا وشهاب):- ابنة عمي ؟
ميرا(اندهشت من مجيئه فبالعادة يتجاهلها):- حكيم
شهاب:- مبارك لابنتك إن شاء الله العمر كله
حكيم:- وابنكما أيضا إن شاء الله
ميرا:- آمين
حكيم:- تبدين شاحبة أنتِ متعبة ؟
ميرا(خافت من شهاب):- لا لا أنا بخير يعني … كان يوما مرهقا فحسب
حكيم:- إذن …إن طلبت منكِ أغنية لميسون ستقدمينها يا ترى ؟
ميرا:- بالتأكيد أيهما تحب ؟
حكيم:- خليها على ذوقك لا أمانع
ميرا(ابتسمت):- حاضر ..
حكيم(لاعب شادي بحضن شهاب وتحرك):- استمتعا …
ميرا(نظرت إليه):- وأنت أيضا
شهاب:- أصبح لطيفا ابن عمك فجأة ؟
ميرا(أخذت شادي وجلست به):- عائلتي كلها لطيفة وليست متوحشة مثل عائلتكم
شهاب:- أوبس ههه ها قد نبض العرق الراجي ….
حكيم(اقترب من فؤاد ونور):- سمعت بأمر الخطوبة يا فؤاد أحييك على هذه الخطوة
فؤاد(مندهشا):- عفوا هل ألمس هنا موافقة ؟
حكيم:- من جهتي …أوافق لأن هذا أقل واجب أقدمه لك بعد أن خاصمتك آخر مرة ، أعتذر
نور:- واووو حكيم ما توقعت أن تفعلها
حكيم:- بالطبع ..إذا ما تراجعت عن خطئي فمن واجبي الاعتذار وفؤاد يستحق …
نور:-لكن العائلة غير موافقة
حكيم:- حصلتِ على موافقتي ودعمي فلا تهتمي سيتقبلون الأمر عاجلا أم آجلا
فؤاد:- صدقا سعدت بثقتك فيني لأجل نور ودينا
حكيم:- أنا أثق بك حقا وأعرف أنك الرجل الذي سيحرص على راحتهما وسعادتهما ..الله يوفقكما
نور:- هه تسلم كيمو
حكيم(غمزها وهو يتحرك):- ولو شاويش نوري هذا واجبنا
نور:- فضحتني حرام عليك ههه
فؤاد:- شاويش نوري هاه ههه …
نور:- لن يصمت الآن وااااع
حكيم(ضحك وهو يبتعد عنهما ليقف بجوار غازي):- أخي …
غازي(بكره):- يا نعم أهناك ما ينقص في الحفلة لأجلبه لحضرتك ؟
حكيم:- ما توقعت أن تقدم لي يد المساعدة
غازي:- طبعا لست دنيئا حتى لا أساهم في عيد ميلاد ابنة اخ… الصغيرة التي تناديني عمي
حكيم:- أنت عم جيد … يمكنك ممارسة حقك معها وأخذها في جولة إذا أحببت لكن احذر أن تعرضها لأذى هذا هو شرطي الوحيد
غازي:- سأضع ذلك في جدول أفكاري …
حكيم:- سامحني لأنني تخليت عنك وأنت صبي .. أخوك كان يفكر فيك طوال الوقت
غازي(ابتلع ريقه):- … لارد
حكيم:- يكفي أن تعرف هذا لا أريد جوابك ..هيا انسحبت أنا
غازي(ناظر طبعه المختلف ورمش):- هل فقد صوابه ؟
حكيم(تقدم من نبيلة):- جدتي … عاش من شافك
نبيلة:- حسنا لا تبدأ يكفيني محاسبة أمك وخالتك وعمتك
حكيم:- قطعتِ بنا يا امرأة
نبيلة:- دعني أرى وهاتِ ما عندك ؟
حكيم(قبل رأسها ويدها):- بركاتكِ يا غالية
نبيلة(أعطته بركاتها بصدر رحب):- …أنت مهموم ؟
حكيم(وضع إصبعه على فمه):- شتتت دعيه سرا يا جدتي
نبيلة:- ستخبرني ما بك في وقت لاحق
حكيم(بوجع):- إن كتبه الله لنا … بالإذن يا جميلة الراجيااااات …
نبيلة:- الله يجعل لك في كل خطوة سلامة يا عزيزي …
حكيم(انحنى بملوكية لجوزيت):- ثعلبة القطب ؟
جوزيت(كانت تلتهم من طبق الحلو):- ..جعت
حكيم:- ههه عادتكِ يا بنت
جوزيت:- ألن يأتي ابن عمتك المبجل ؟
حكيم:- سيأتي بعد قليل يعني ليأخذ إياد قليلا من الوقت
جوزيت:- طيب …
حكيم:- أما حان وقت رضوخك ؟
جوزيت:- لاء لا أرضخ لرجل مثله
حكيم:- أنتِ تتمادين وستخسرينه بهذا التصرف ، ميار صحيح عنيد وهو يستمر في التمسك بأحبته لكنه حين يتعب يفلت ياقاتهم إلى الأبد
جوزيت:- الله الله لو أفلت ياقتي سأفرغ مسدسي برأسه
حكيم(بدون فائدة):- عنيدة أكثر منه
جوزيت:- دعني أكمل صحني وخليني منك قال يتعب قال خليه يتعب وبعدها لنرى هممم …
حكيم(تركها تشتم واقترب من إياد):- إياد ممكن لحظة ؟
إياد:- لحظة رقيتي …نعم حكيم هل وصل ؟
حكيم:- لالا ليس بعد أردتك في كلمة ، ..إياد أخوك ميار
إياد(استوقفه):- لا أريد أية كلمة بشأنه يكفي أن جوزيت صرعت رأسي بسيرته الأيام الماضية
حكيم:- لا تظلمه بدون أن تفهم ، لا يسعني أن أخبرك أي شيء لكن صدقني أخوك يعاني وحيدا ، …لا تتخلى عنه بعد أن تخلى عنه العالم كله ..إنه يحارب أكثر من جبهة فلا تكن أنت أيضا جبهة عليه أن يجابهها دون غاية
إياد:- لو انتهيت دعني أعود لحبيبتي لطفا منك
حكيم:- تذكر كلامي فقط
إياد(زفر عميقا):- تمام …
حكيم(تركه وتوجه صوب أمه):- مديحة هانم
مديحة:- نعم نعم ماذا تريد أن تقول ، هل تنوي أن تجلطني بصدمة أخرى ألا يكفي أن وصاية ابنتك أعطيتها لميرنا رغما عن موافقتي
حكيم:- ههه نحن لم نستشركِ أصلا أماه
مديحة:- يعني فاجأتني بالخبر
حكيم:- اتركي ياقة ناهد ولا تدققي في شأنها ، لا تعطي للبنت آمالا لن تتحقق ودعي ميرنا أيضا بسلام ففيها ما يكفيها
مديحة:- ألا يوجد حديث بيني وبينك لا يتضمن سيرة ميرنا ؟
حكيم:- يوجد …
مديحة:- ما هو ؟
حكيم:- أنني أحبكِ …
مديحة(دمعت عيناها مندهشة):- لم أسمع منك هذه الكلمة قط يا حكيم
حكيم:- ها أنتِ تسمعينها للتو هل أعجبتكِ ؟
مديحة(مسحت على وجهه بحنان):- بل أذابت قلبي وأنا أحبك يا رجلي الحبيب
حكيم(قبل رأسها):- كوني سعيدة دوما …أخواتي ستعدن للبيت لم يبقى إلا القليل
مديحة:- على الله كم أتمنى لو أراكم كلكم من حولي ، يعني مثل أولاد عمك كلهم بالبيت ما عدا أختيك يا حبيبي
حكيم:- سيعدن لا تقلقي …هيا أترككِ لتتممي نميمة مع عمتي
مديحة:- احم نحن لا ننم
حكيم:- تغتبن فحسب وكأنني لا أعرفكن
مديحة:- ابنة عمتك ستأتي غدا أكيد ستكون بالبيت ؟
حكيم:- ربما … لتأتي سلوى بخير وسلام إذن عمتي
سماح(سمعته):- مشكور …
حكيم(انسحب وتوجه ناحية كاظم هذه المرة):- جدار برلين
كاظم(كان يتذوق الأكل):- تذوقت فقط أي والله ألا يوجد تصبيرة قبل العشاء ؟
حكيم:- هه طبعك ولن يتغير ، أتعرف لما سمحت لك بإدخال ميسون ؟
كاظم(مسح فمه بالمنديل):- لأنني ذو طبع آسر وقاهر قلوب البنات
حكيم:- يا إلهي احرص على ألا تسمع ابنتي هذه الجمل
كاظم:- ههه مزحنا يا صاح
حكيم:- ميسون متعلقة بك جدا يا كاظم
كاظم(ابتلع ريقه):- يعني أنا صديقها
حكيم:- ربما هكذا وربما بشكل مختلف ، ما يهمني أن تحافظ على سلامتها أيا كانت الظروف
كاظم:- بدون أن توصيني يا حكيم …ميسون بأمانتي لأنني أهتم لأمرها حقا …
حكيم:- بالنسبة لموضوع عبد الجليل
كاظم:- أعطيتك العنوان يا حكيم يعني أخليت ذمتي ولك أن تتصرف
حكيم:- سأتصرف وسأقوم بالصح لأول مرة ، إن كان بريئا ستثبت براءته وإن كان العكس سيأخذ جزاءه وتغادر أختي حنايا السجن ..أعلم أنني أتصرف بأنانية لكنني لن أرتضي هذا الظلم ولمصلحته عليه أن يأخذ عقابه
كاظم:- افعل ما تراه مناسبا أنا أدعمك
حكيم:- شكرا كاظم على كل شيء هيا أكمل صحنك يا مفجوع ههه
كاظم:- دعني أتوارى عن نظرات العم نزار والعم بشير قد صرت ملطشتهما قبل قليل ، تخيل جبهتين حربيتين وأنت وسطهما قمة الوهن
حكيم:- سأنسحب قبل أن تصبيني مقذوفة طائشة …
كاظم:- ههه أوكي …
هنا التفت لعصفورته التي كانت تضحك مع صديقتيها المرحتين وصال وكوثر وبجوارهما إياد..أربعتهم كانوا يتبادلون أطراف الحديث ويقهقهون بصخب وكأن العالم كله توقف في حلقتهم ليعيد صداقتهم لبدايتها المحضة …امتن من فرحتها وتركها على سجيتها … حين لمح نظرات وائل المشتاقة لها تحسر وقتها واتخذ مجلسه بعيدا عنهم يراقب لا غير …
بعض مضي وقت
اعتلت ميرا المنصة وقدمت أحلى أغنية لديها لأجل ميسون التي فرحت بها وشكرتها كثيرا كثيرا ، آنذاك تبادل إياد وميار المواقع حين دخل للحمام ووجده بانتظاره ، لم يعطه إياد فرصة التحدث حتى بل تجاهله وغادر بينما تحرك ميار للقاعة وتوجه لحكيم مباشرة ، جلس جواره مستكينا حتى أنها استغربت تجاهله لها ولهذا تقدمت إليه واستفهمت منه عن حالته فلم تجد سوى الصد جوابا لها ، وهنا بدأ خوفها من كلام حكيم في أن ميار قد يسأم من محاولاته في استمالة قلبها ويهجرها … عدا عن هذا وبعد أن تم حصر كل الحضور كان هنالك حضور آخر من نوع آخر في انتظار فرصة دخولهم للقاعة …
جابر:- سينيور خوري ما هي أوامرك ؟
خوري:- دعهن يدخلن في هيأة راقصات ليربكن الأجواء قليلا
جابر:- تمام دقائق ويتم ….
خوري:- واحرص على أن تصل هديتي هاه
جابر:- ولو …ما توصي حريص سينيور …
تلك اللحظة كن بشاحنة كبيرة ينتظرن الوقت المناسب للدخول إلى القاعة للقيام بوصلة راقصة ، تدربن عليها ما إن تم شرائهن لأجل تلك الليلة فحسب …. وبعد قليل سنشاهدها معا فصبرا دجميلا
وائل(اقترب منها):- ميرناااا
ميرنا(عقدت حاجبيها):- و …
وائل:- تجاهلتني
ميرنا:- اممم
وائل:- غاضبة مني ؟
ميرنا:- هااا
وائل:- كان لدي ظروف ما هجرتكِ إلا للشديد القوي
ميرنا:- ..لارد
وائل:- ستفهمين كل شيء في وقته المناسب ، أردت فقط أن أخبركِ أنكِ تبدين رائعة
ميرنا(احمرت خجلا):- أحم
وائل(ابتسم):- لما لم تراقصي حكيم ، أكيد سيفرح لو عرضتِ عليه ذلك
ميرنا(باستغراب):- ك؟؟؟
وائل:- إنه عيد ميلاد ابنته ويستحق أيضا أن نحتفل معه ، هيا هيا لا تفلتي هذه الأنغام الهادئة
ميرنا(هزت كتفها بموافقة):- هااا
اقتربت من حكيم وأمسكت يده وجذبته للمرقص ، هنا حكيم نظر لوائل الذي رفع إبهامه بإشارة جعلت الفرح يتسرب لقلب حكيم الذي تضخم بقربها ذاك ، راقصها أجل راقصها بكل ما في مشاعره من محبة متجاهلا نظرات ناهد التي كادت تفترسهما ، وحسرة وائل الذي صبر لأجله وضحى معه تلك اللحظة ، وأي معارض في تلك القاعة وطأ على ياقته ومضى يراقصها كما لو أنه يفعل لآخر مرة ..وغالبا قد كانت تلك آخر مرة حين همس بخفوت :
"لا تأبهِي للذكريات فالوُعود قد انتحرت في محرابِ الانتظار ؛
دعِينا نرقُصُ رقصة الموتِ الأخيرة ملِيكتي"
سمعته جيدا ولم تفهم ما معنى جملته ، خصوصا لما سحبها معه في أجمل رقصة يمكنها أن تحظى بها لقد امتلكها فعليا وأخذها في هالة خاصة بهما على أنغام هادئة وسمت رقصتهما بالتميز والذهول ، والإعجاب من قبل الأغلبية ، والمعارضة من بعض العناصر ..لكن من يهتم فتلك رغبته الأخيرة وفرصته الوحيدة ولن يتركها تفلت منه … هنا انفعل ميار وشعر بالاختناق فحكيم كان يودع كل شيء يعني قريبا أخوه سيغادر محيطه وهذا ما لم يتحمله
جوزيت(رمقت ارتجاف رجله):- أنت بخير ؟
ميار:- أتراقصينني ؟
جوزيت:- أوك
ميار(أمسكها بخفة وجذبها للمرقص):- تعالي …
جوزيت:-أخبرني ما بك أنت على غير عادتك ؟
ميار:- أختنق يا جوزيت …أختنق
جوزيت(ابتلعت ريقها):- انتبه رقية تنظر نحونا
ميار:- لا يهمني أحد …
جوزيت:- لا حالك لا يعجب تبدو متعبا ، هل صولي به شيء ؟
ميار:- ليس صولي وإنما أنا من يحترق
جوزيت:- خبرني ..يمكنك الوثوق بي ..
ميار(ناظرها باحتياج):- أساسا إن لم أفضي لكِ سأنفجر ….
ما إن أخبرها حتى شهقت ببكاء وسحبها للحمامات كي لا تفضحهم ، ارتمت بحضنه وهي تضرب على ظهره وتلوم القدر اللعين الذي يجعلهم يقعون في مثل هذه المواقف الكريهة ، إلى متى سيضحون إلى متى ستدمرهم هذه المافيا إلى متىىىىىىىى …صرخت وهي تشهق بحضنه ولم يجد بدا إلا هدهدتها فهذا هو واقعهم المرير الذي كتب عليهم …
حكيم:- لا تعاندي يا عصفورة
ميرنا:- ههه لا
حكيم:- حتما قضيت أجمل وقت معكِ ..أرأيتِ كم كنا سعداء ؟
ميرنا(هزت رأسها بمتعة):- أهااااا
حكيم:- خصوصا يوم ذهبنا لمركز الألعاب الإلكترونية وعلقت ميسون بلعبة حزر فزر ..البنت قضت ساعتين متواصلتين هناك لو طاوعناها لبقيت اليوم بطوله
ميرنا:- هههه يااا
حكيم:- ضحكتكِ مشرقة ..حافظي عليها
ميرنا(مالت بٍرأسها متأملة إياه):- أهااا
حكيم:- أحبكِ ..
ميرنا(ابتسمت بخجل ثم نظرت جانبيا لوائل)):- … لارد
حكيم(همس بأذنها وهو يدفعها إليه):- وأنتِ تحبينني
ميرنا:- ههه …
حكيم:- راقصي وائل …لأجلي
ميرنا(باستفهام):- همم ؟
حكيم(داهمها بمناداته):- واائل يا صاح … هذه المدللة تطلب مراقصتك هل لك أن تلبي ؟
وائل:- امممم لأفكر
ميرنا(وضعت يدها على جنبها):- أحم
وائل(أمسكها):- كلنا تحت أوامر الملكة طائعون ..تعالي
حكيم(انتزع قلبه وتركه عنده):- بأمانتك …
بحرج نظرت لوائل فتلك الرجفة التي تعتريها بقربه تدغدغ كينونتها ببطء ، تخدر بعض المناطق في جسمها لا تضبطها إلا بعد أن تتمادى معه لوقت ..أما هو فيرى فيها مجمل سعادته لذلك أخذها بحضنه وهو يتمايل معها على ذات النغم ويهمس بجميل حرفه وكلماته …
أما هذه فقد تجرعت كأسين من الكحوليات كانت تحاول أن تضبط نفسها لكنه كائن مستفز ، تجاهلها بالفعل وكأنه قام بدعوتها ليفرسها لا أكثر ولا أقل لذلك نبض فيها أيضا عرق مجنون حين وضعت حقيبتها عند النادل وتحركت صوبه لتوقفه بمخرج القاعة تحديدا في حديقتها الخارجية …
ناهد:- راقصني
حكيم(توقف):- عفواااا ؟
ناهد(أمسكت يده وبدأت الرقص):- قلت لك راقصني
حكيم(جذبها إليه):- هل شربتِ كثيرا ؟
ناهد:- كأسين لا غير
حكيم:- ههه توقعت ذلك ،
ناهد:- لما تضحك ؟
حكيم:- لأن منظركِ يصبح مسخرة وأنتِ ثملة
ناهد:- لم أثمل في حياتي ولا يسعك أن تراني ثملة أبدا ما شربته كان للهضم فحسب
حكيم:- يمكنني أن أتصور حالتكِ وأنتِ ثملة
ناهد(بعد صمت):- أتحبها ؟
حكيم(اندهش من سؤالها):- من هي ؟
ناهد(بدموع):- ابنة عمك ؟
حكيم:- … لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ
ناهد(بضحكة ساخرة):- يعني تحبها …ههه توقعت ذلك
حكيم:- لم أجبكِ على فكرة
ناهد:- هذه الأسئلة لا تحتاج أجوبة بل هي تحس لا غير
حكيم(دفعها إليه بقوة):- وما يدريكِ في الحب ؟
ناهد(شهقت بحضنه وهي تقاوم عطره الأخاذ وسحر رجولته):- أعرف أنه يذهب العقل
حكيم(مرر لسانه حول شفتيه وهو يضحك من جملتها):- فيما تفكرين ؟
ناهد(نظرت لشفتيه):- قبِّلني …
حكيم(ضحك أجمل ضحكاته الآسرة):- يؤسفني أن أعارض طلبكِ غاليتي
ناهد:- قبِّلني لتثبت لي أنك لا تحبها …إنها تنظر إلينا على فكرة
حكيم(ارتعش من جملتها والتفت لميرنا التي كانت تنظر فعلا حتى وهي تراقص وائل):- … إنها تتفقد الوضع لا غير
ناهد:- وهل أنت طفل عليها تفقده يا حكيم …قبِّلني إن كنت واثقا من نفسك
حكيم:- الكأسين اللذين شربتهما أذهبا عقلكِ يا بنت
ناهد(أمسكته من وجهه):- ممكن …
حكيم(اندهش من حركتها):- ماذا تفعلين ي….
قبل أن ينهي جملته كانت تقبِّله بجنون ووجد نفسه يبادلها ذات القبلة بدون فهم مما يحصل ..لحظتها وقبل أن تراهما برقت عيون وائل بدون تصديق ليعيد لفها من الجانب الآخر ويتابع الرقص ليلهيها عن ذلك المنظر ، لو تركها تراه لكرهت حكيم ربما يعني … لم يعرف ما يفعله المهم أن هذا ما طرأ على باله ومنعها من رؤية تلك القبلة الثائرة ، ابتعد حكيم عنها من فوره وتركها تلهث غير مستوعبة أصلا ما الذي حصل معها فبدورها صدمت بذلك …
في تلك اللحظة .. دخلت الراقصات للقاعة مقنعات بلثام وشعورهن متدلية من خلف ظهورهن (المستعارة ههه)، كن يرتدين بدلات رقص وطبعا واضح من يكن إنهن بنات سكر ، توزعن في القاعة ليؤدين الرقصة التي تدربن عليها فقبل دخولهن أرسلت شوشو خبرا للمغني وطلبت تأدية أغنية "متعودة دايما" … رقص شرقي على أصوله ، دخلن كل من لوبا وفوفا وروكا وسهى ودجى للقاعة وكن يرتدين بدلات متشابهة في ذات اللون الأسود بينما كانت شوشو تأخذ اللون الأحمر فقد كانت هي رئيسة الرقصة التي خطفت الأضواء لتتوسط القاعة وتبهرهم برقصها الجذااااب … حالة من الفوضى سرت بالقاعة كلها وما استطاعوا إيقاف شيء أساسا غيروا الجو وكن مميزات ، يا ويلهم لو كشفن عن لثامهم ستأكلهم جوزيت وميرنا فهما الوحيدتين اللتين كانتا ستتذكرنهن في ذلك الحفل … المضحك أن ميسون ودينا وجنان حاولن الرقص مثلهن وأخذن يتمايلن أما لمى فقد كانت تتلوى بشكل مضحك جعل مراد ينهرهن لكن ماذا سيفعل ، جنى ضحكت عليهم ونرجس أجبرته على تركهن فهن صغيرااااات … وهنا كان الكل يصفق للراقصة التي أخذت تؤدي المقطع وخلفها سطر الراقصات يتمايلن معها في نغم واحد متناسق ودون أخطاء …
دجى (ترقص جوار سارة):- شوفي الولية أخذت كل الأضواء
سارة:- ههه انتظري لتري ما سأفعله بها
دجى:- ههه انتقمي لنا
لوبا:- وأنا أؤيدكم انتقمن لنا لقد جعلتني أمشط شعرها الحقيرة
سهى:- وأنا جعلتني ألبسها إكسسوارتها
سارة:- وأنا نظفت كعبها
دجى:- أنا طبخت لأجلها الحقيرة
روكا:- اهااااع ماذا أقول عني التي حممتها اهئ
دجى:- وربي سننتقم ههه يلا …
أخذن يرقصن وانسحبن بالواحدة وتركنها وحدها لتتمم الوصلة وأكملتها برفعها للثامها وهي تناظرهم جميعا ، صفقوا لأجلها كلهم فقد كانت حقا مبهرة وبعدها انسحبت للرواق فتعرضن لها وعانقنها فرحا بالرقص معها ولكنهن فتحن خيط بذلة الرقص بدون أن تحس بهم وخرجن على أساس ذهابهن للحمام ، فبقيت هي لتلتقط أنفاسها بالغرفة قبل مغادرتهن حسب الأوامر ، لكن ما فعلنه كان قذرا أغلقوا الباب عليها من الخارج ورحلن بعد أن سخرن منها بصخب …
لوبا:- افتحيها لو استطعتِ الآن يا ذكية ، ها ولنكمل جميل صنيعنا ستبقين في الظلام
شوشو(أطفئوا الضوء):- لالالالالا لا أضيئوها حرام عليكم لا تتركوني في الظلام أنا أخاف ، أرجوكم افتحوا الباب افتحوا الباب أرجوكم أنا أكره الأماكن الضيقة ، افتحوووووا الباااااااب اهئ حرام عليكم افتحووووها …
لم تجد صدى لصوتها فلا واحدة منهن رأف قلبها لأجلها ، طب يا ست شوشو كنتِ اعملي خيرا تجديه إلا جعلتيهن عبيدا لديكِ طبيعي أن تأخذي نصيبكِ منهن ههه … المهم بقيت هناك وقتا طويلا وهي تبكي وتنتحب وتطرق لعل أحدهم يسمعها ، لكن كيف سيسمعونها وصخب الموسيقى مرتفع لذلك الحد استسلمت وجلست أرضا ليتمزق دونتيل البذلة ويكتمل جمال وضعها …
شوشو:- يا لحظي النحس يا لحظي النحسسسسسسس ..اهئ أيسمعني أحد هنااااااا ؟؟؟
في البداية كذب مسمعه لكن حين اقترب من ذلك الرواق أخذ ينصت ليجد فتاة تطلب النجدة ، بحث بالغرف إلى أن وصل للغرفة المقصودة وسمع نحيبها ، فهم أن هناك من أغلق الباب من الخارج لذلك فتحه بتوجس ويده على خصره فوق المسدس
شوشو(مسحت دموعها بفرح):- شكرا شكرا لأنكم فتحتم الباب اهئ ..من من هناك ؟
حكيم(دخل ليتفقدها):- … لا تقلقي يا آنسة …رويدكِ …
شوشو(نهضت وهي تتفتف لا ترى شيئا حتى وصلت إليه فتعثرت وسقطت على حضنه):- آسفة آسفة يا أخي أنا أنا أشكرك … اهئ صديقاتي القذرات حبسنني هنا ..
حكيم(ضحك من موقفها):- حركة قذرة بالفعل ، أيمكنكِ أن تمشي ؟
شوشو(تحسست جنبها العاري):- أهاه أيمكنك إضاءة النور لطفا يا أخي ؟
حكيم(ابتعد ولكنها تمسكت به بخوف فأمسك يدها بطمأنينة):- ما تقلقي … أنا موجود
شعرت براحة غريبة تنساب لعروقها حين همس بتلك الكلمات البسيطة ، أما حين جذبها خلفه بهدوء كانت ترتجف بارتباك ، أخيرا أشعل الإنارة لتفتح فمها وهي تراه أمامها ، رمشت مرتين وهي تستوعب هذا الرجل المهلك أمامها أهذا هو منقذها ، شعرت بالخواء في قدميها وهي تتذكر أنها رأته سابقا في الصور، إنه إنه شيء ثم الراجي تذكري يا شوشو تذكري هاه … حكيم .. حكيم ..حكيم الراجي …
حكيم:- أفندم نعم ؟
شوشو(انتبهت أنها كانت تفكر بصوت مرتفع):- أ….أاحم عرفت اسمك من اللوائح نحن فرقة خاصة ، يعني تم دفع ثمن وصلتنا الراقصة التي كانت هدية لأجلكم احم …
حكيم(بجدية):- طيب دعيكِ من هذا وأخبريني هل أنتِ بخير ؟
شوشو(انفجرت ببكاء):- لست بخير لست بخير … صديقاتي قهرن قلبي في يوم ميلادي
حكيم:- أحقا …هل عيد ميلادكِ اليوم عجيب هو يصادف عيد ميلاد ابنتي
شوشو(خفتت بسمتها):- قلت ابنتك ؟؟
حكيم:- ميسون أجل …
شوشو(بتذمر):- ياااه إنها محظوظة بك كأبيها ، أكيد ستكون ممتنة لهذا الاحتفال الأسطوري الذي لن تنساه طوال حياتها
حكيم(رمش بحزن لأجلها):- سأعايدكِ بدوري ..عيد ميلاد سعيد يا ؟
شوشو(دمعت عيناها بتأثر):- شوشو أ..عائشة ولكنني معروفة بشوشو
حكيم(بابتسامة عريضة):- شوشو أو عائشة عيدا سعيدا أتمناه لكِ… كأنكِ عدتِ للعبوس ؟
شوشو(بحرج):- لا لا…أنا مندهشة ومرتبكة بعض الشيء
حكيم:- هل في خلدكِ أمنية ما اللحظة ؟
شوشو(بتوتر لامست جنبها):- …هه يعني لو طلبت ما يستر جنبي هذا سأكون ممتنة
حكيم(أزال سترته وألبسها إياها):- غالبا تمزقت وأنتِ ترقصين بحماس في الصالة
شوشو:- هل شاهدت رقصتي الشرقية ؟
حكيم(هز رأسه وهو يتأكد من هندمة السترة عليها):- يس شاهدتها معهم جميعاااا …كانت جميلة
شوشو(بخجل):- … احم يا فضيحتي
حكيم:- ههه لا تهتمي ..عموما ستقيكِ هذه من الحرج والبرد ..
شوشو(وصلها عطره وأدمعت مقلتاها أكثر):- لم يسبق لأحد أن أعطاني سترته
حكيم(وضع يديه بجيوبه):- ها أنا ذا أفعل …أنتِ تستحقين ولو
شوشو:- ليتني طلبت شيئا آخر هه أنانية مني صح ؟
حكيم:- بالعكس يحق لأي شخص أن يتمنى ثلاث أمنيات يوم ميلاده على الأقل
شوشو:- ذهبت أمنية وبقيت اثنتان فهل أنت بابا نويل خاصتي الآن ؟
حكيم:- ممكن ، الله وضعني في طريقكِ لسبب ما
شوشو(برقت عيناها معجبة بشهامته ولطفه):- …اشتهيت أن أرقص على نغمات هادئة يوم ميلادي وأردت أيضا أن أحظى بكعكة ميلاد أقطعها مع شخص يكن لي محبة وتقدير ويهمس لي بكلمات جميلة أحب الأشعار والخواطر لكن لم يسبق وأن سمعتها قبلا ..
حكيم:- حسنا الأولى يمكننا تنفيذها لكن الثانية ،، سأرى ما بوسعي فعله …هاه أغنية كلاسيكية من حظك
شوشو(باندهاش):- هاء أغنية مكتوبة ليك لإليسا أحبها
حكيم(بابتسامة مرحة):- إذن تعالي ..
شوشو(بعدم تصديق):- أحقا ستراقصني سيد حكيم ؟
حكيم(وضع يده على خصرها وشبك يده بيدها):- … ثقي بنفسكِ يا شوشو … وانسي العالم الآن بابا نويل خاصتكِ يحقق لكِ ما تتمنينه
انسابت معه في تلك الرقصة حقا ، قد كانت رقصة ولا بالأحلام رقصة جعلتها تغوص في سحر الراجي الذي قارب سحر شخص آخر تركت على ذراعه أثرا لا يمحى ..ويصدف أنه من بعثها لذلك العيد ميلاد كي تكون رقصتها هديته لحفيدة الراجيين .. ما حسب أنها ستلتقي بحكيم وتشرد فيه وفي تفاصيل ملامحه الرجولية التي كستها لمحة خشنة جادة تجعله آسرا للنظر …تمنت وتمنت لو أن الرقصة تطول وتطووول وتطول لكن لكل شيء بداية ونهاية … تركها بعدها وغادر ليدعها سابحة في غيوم الحيرة والحسرة ، كادت تناديه وتطالبه بالبقاء لكنها وعت على نفسها ..اعتقدت أنه ذهب ولن يعود لكنه صدمها بعودته مع أحد النادلين الذي كان يدفع بعربة صغيرة بها قالب حلوى متوسط الحجم وبه شمعة مضيئة
حكيم:- هذه لكِ ..شوشو ؟
شوشو(لمحت الكعكة بصدمة):- لي …أنااااا ؟
حكيم(أخذها من النادل):- يمكنك الذهاب … هيا أطفئيها
شوشو(بدموع):- ….ما تفعله لأجلي كثير ويعني لي أكثر مما تظن
حكيم:- دعينا نتذوقها إذن لكن ليس قبل أن تنفخي وتتمني أمنية
شوشو(انحنت ونفخت فيها وتمنت أمنية ثم نظرت إليه):- تمنيت لو يحفظك الله لأحبتك حكيم الراجي
حكيم(ابتسم وأخذ يقطع القليل من الكعكة ووضعه بالصحن):- لا تُفعَّل الأمنية إلا بقضمة تفضلي
شوشو(مصدومة بحركاته الآسرة):- لما تفعل معي كل هذا ؟
حكيم(بحشرجة في صوته الكسير):- … لأنني جربت ما معنى أن تحتفلي بعيد ميلادكِ وحيدة بعيدة عن أحبتك
شوشو(التهمت قضمة من الكعكة وقدمتها له):- شاركني بها إذن
حكيم(تذوق القليل):- بصحتك … (ابتلعها وأردف) والآن يمكنني أن أرتجل لأجلكِ بضع كلمات اقبلي علينا آنسة شوشو ..اممم …
حينَ تنتفضُ خبايا جوفي لتستقبلَ جُيوشَ حُبك العائدةِ من حرب الانتظار ، حقا لا أدركُ حينها أنني استوعَبتُ معكِ كُلَّ ما يجبُ أن يُدرك فقد تلاشتُ حواسُّ الإدراكِ عندي ، بتُّ أهوى الحيرَة معكِ لأنها تجعلكِ في كياني تتسربلين كالحُلم الجميل ، فأنتِ في ذلك العُمق بالذات تجبرين التوقَ على أن يلسَعَ مُجمل مسافاتِي صوبكِ ، أما احتياجي إليكِ فلا يحكمُه إلا قانون الجُنون حين يُدمن ضياعهُ أمام عيونكِ البندقيَّة التي تهلكُ انتظاري العقيم ، وتراقصُ نبضي على خشبَة الوجد فلا شيء غيركِ يسيطرُ على مكامن التفكير ، ولا شيء بعدكِ قد يزرعُ الفرحَة على ثغري اليتيم "...
شوشو(مصعوقة من حروفه القاتلة):-غير معقول هذه لأجلي ؟
حكيم:- أحببتِ ؟
شوشو:- بل أحببتك ، احم أقصد ممتنة ممتنة لما ذكرته لأجلي صدقا لن أنسى هذه اللحظة التاريخية
حكيم:- على الرحب والسعة
شوشو(بقهر):- ستذهب ؟
حكيم:- ابنتي تنتظرني لأطفئ معها شموعها أيضا …اعذريني لكنني سررت بمعرفتكِ حقا
شوشو:- أنا التي سررت يا سيد حكيم
حكيم(لوح لها وانسحب كالحلم):- حظا موفقا …
شوشو:- مهلا هل سنلتقي مجددا ؟
حكيم(تأملها مبتسما):- دعيها في يد الأقداااار
شوشو(لوحت له بشرود):- هل هذا حلم أم علم ؟؟؟؟؟
أحد الرجال(وصل للتو بعد أن أمره جابر ليبحث عنها):- سيدة شوشو أنتِ هنا بحثنا عنكِ طويلا يجب أن نغادر
شوشو(أشارت له بأمر):- أحضر كعكتي ولنذهب
الرجل(نظر للكعكة باستغراب):- هل جاءت هذه لترقص أم لتحتفل ؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت فوق الغيوم وأكيد لن تنزل من تلك الغيوم لأزيد من يوووووم فقد حظيت بشرف احتفال خاص من حكيم الراجي بنفسه يااااا جماعة ههه ..ومن هذا المنبر أهنئ عائشة بعيد ميلادها كل عام وأنتِ بخير حلوتي
عاد لعائلته عاد لصغيرته ولعصفورته ، فمساعدته لشوشو زرعت في قلبه راحة فتقديم المساعدات للغير يزرع في القلب راحة وخيرا يريح الخاطر ، خصوصا حين شعر بأنها وحيدة وبحاجة لدعم ، فما كان سيتخلى عنها في ذلك الظرف ، لذلك أراد أن يزرع في خلدها بعض السعادة طالما بيده ذلك ..فهو يعلم تماما ما معنى أن يعاني المرء في عيد ميلاده وهو وحيد بعيدا عن أهله … لذلك جاءت الفرصة ليكون سببا في سعادة أحد ما والحمدلله أنه كان شخصا مثل شوشو التي راحت هائمة في ملكوت سحره ، تحتضن الكعكة بحضنها وتتناول منها بعيون مسمرة في الفراغ ، فلغاية الآن لم تستوعب ما حصل وأخبرتكم البت لن تستوعب ههه …

فور دخوله أحضروا قالب حلوى ضخم في عربة عريضة كان مكونا من عدة طبقات وبشموع ضخمة نارية زادت من حماسة الجو ، إضافة لثمان شموع وضعت على أول كعكة … توسطت المكان والتفت حولها العائلة كلها أمسكت يد حكيم ثم نظرت لميرنا وأمسكت يدها وجذبتهما لتبقى وسطهما ، نظرا لبعضهما وضحكا هنا رفعها حكيم لتنفخ بالشموع وتتمنى أمنيتها التي تمثلت في سطر واحد "ربي ما تحرمني من سعادتي مع بابا حكيم وماما ميرنا" ..جملة جعلتها تشعر بالبهجة وهي تمسك بالسكين معهما لتقطع الكعكة من أعلاها لأسفلها ، وأول قطعة منها تناولوها ثلاثتهم وتمنوا لأجلها أجمل الأيام …التقطوا صورا كثيرا وقام كاظم بفوضويته المعتادة وخلق الضحكة التي ارتسمت على ثغورهم جميعا ، ما عدا ميار وجوزيت التي عانقت حكيم بقوة متجاهلة كل ما يحصل وفهم أنها عرفت لذلك ربت على كتفيها لكي لا تفضح أمرهم وتترك السعادة شريكتهم تلك الليلة … قدموا الهدايا الكثيرة لميسون التي عادت للقصر بعربة هدايا ومين قدك يا حلوة ميييين …وأكثر هدية أحبتها هي هدية أبيها الذي قدم لها دبا بني اللون ضخم البنية وبربطة عنق سوداء ، دب لطيف أحبته واحتضنته في صدرها طوال الوقت
حكيم:- غالبا ذلك الدب سيرثنا في كل شيء يا ميرنا ههه
ميرنا(أزالت كعبها ودلكت قدميها بتعب):- ههه أها
حكيم:- دعونا نغفو مباشرة قد تعبنا والوقت الآن الرابعة فجرا …حتى هذه الكسول سهرت كثيرا
ميسون:- باستطاعتي أن أسهر أكثر لو أحببت هههه
حكيم:- امشي للنوم يا شقية …
ميسون(ركضت بدبها للأعلى):- أنتظررررركمااااا هيا دبدوبي تعال لأعرفك على سريرنا ..
حكيم(تقدم من ميرنا):- ههه شقية
ميرنا(وضعت يدها على ظهرها بإرهاق):- هه ها
حكيم(اقترب منها):- تعالي
ميرنا(بعدم فهم):- همم ؟
حكيم(وضع يده تحت ساقيها ويده الأخرى على خصرها):- سأحملكِ للأعلى …
ميرنا(تفاجأت لتجد نفسها بحضنه وبين يديه):- ح…
حكيم:- لا تقولي شيئا … لا بأس …
ميرنا(استكانت على صدره وهي تغمض عينيها بأريحية):- هممم
حكيم(صعد بها وهو يشم عطرها بأنين جارح):- … عصفورتي
ميرنا(هتفت):- هاااه ؟
حكيم:- إن استيقظتِ غدا ولم تجديني بجواركِ هل ستنزعجين ؟
ميرنا(ضحكت لأنه لا يفعلها):- ههه لا
حكيم:- أجيبي يا مشاغبة أتحدث بجدية …
ميرنا(ضلت تضحك):- هههه لا لا لا
حكيم(شرد في ضحكتها وهو يقف بها في علية الدرج):-أنتِ سر سعادتي ميرنا
ميرنا(انتبهت وهو يوقفها على السجاد بين درابزين الدرج ليمسك بوجهها بين يديه):- أ…
حكيم(اقترب منها أكثر وبعيون عاشقة أخذ يطالعها):- أنتِ تمحين المآسي من نظرة عيونكِ الآسرة
ميرنا(شعرت بقلبها يكاد ينفجر من محله حين لامس خصرها ودفعها نحوه):- …لارد
حكيم(نظر لشفتيها طويلا ثم نظر لعينيها):- لا تقاوميني … لمرة واحدة كوني لي أيمكنكِ ؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما بدهشة):- ح ..؟؟؟
حكيم(أغمض عينيه ثم فتحهما ويده تتخلل شعرها ليمسك بمؤخرة رأسها ويدفعها إليه):- دعينا نغرق لمرة واحدة …رجااااء …
ميرنا(ابتلعت ريقها وهي ترتجف بين يديه):- …لارد
حكيم(اقترب بشفتيه من شفتيها وهمس):- …كوني مليكتي ولا تأبهي بأي شيء
أغلقت عينيها لما سحبها معه في قبلة جامحة مهلكة ثائرة أليمة فيها من كل المشاعر شيء خاص ، كانت ممتزجة بين حرقته ووجعه وخوفه مع ارتباكها ورجفتها وثورتها ..لقد أخذها معه قسرا بطريقة ما نحو اللاوعي ،..قبلة دامت عدة دقائق جعلته يغرق في هواها أكثر فأكثر وهو ممسك بوجهها بيد وبيده الأخرى خلف رأسها بينما يديها كانتا حول عنقه وشعره ممتدتان بشكل متناغم ، جعلها أسيرة لتأثيره دون استيعاب … الهالة التي أحاطتهما لحظتها كانت هالة خارجة عن المألوف لما ابتعدا وهما يلهثان بابتسامة من جانبه كانت سعادة عارمة ومن جانبها كانت خجلا منه ، عضعضت شفتيها وهي تهرب بعينيها منه لتبتعد هاربة للغرفة ..أما هو فقد أغمض عينيه ليفتحهما بدموع سعيدة لا ينكر أنها عنت له الكثير ، وتجاوبها كان أعظم هدية سيختم بها لائحة أمنياته …..
لم يتوجه لغرفته بل توجه لغرفتها حيث كانت ميسون تعانق الدبدوب بعد أن ارتدت بيجامة النوم ، أما ميرنا فقد هربت للحمام لكي تهرب من مشاعرها المتضخمة تلك اللحظة ، غسلت وجهها لتستعيد أنفاسها وبعد مدة معينة خرجت بفستان نومها الكرتوني لتصطدم به بجوار ميسون
ميسون:- بابا يقترح أن ننام سوية الليلة ميرنا ، وبما أنه عيد ميلادي ستحققان لي رغبتي
ميرنا(بخجل نظرت جانبيا وهي تلاعب خصلات شعرها):- أهااا
حكيم(كان قد ارتدى أيضا شيئا مريحا وعاد هناك):- ميرنا ؟
ميرنا(رفعت عيناها نحوه برجفة ووجهها ممتقع بالحمرة):- هاااا ؟
حكيم:- تعالي لننام معا …
ميسون:- ودوبي سينام معنا
حكيم:- دوبي من ؟
ميسون:- دبدوبي بابي أسميته دوبي هههه
حكيم:- يا ليل الليل
ميرنا(رفعت الغطاء واستلقت بجوار ميسون وهي تنظر لهما بحب):- ههه
ميسون:- كانت ليلة خرافية التقطت ملايين الصور أنا وأصحابي أريها لكم غدا لأننا متعبون
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه):- إن شاء الله ستفرح ميرنا بمشاهدتها معكِ …
ميسون:- وأنت ألن تفرح ؟
حكيم(نظر لميرنا بتشتت):-سأفرح …
ميسون(عانقت الدب واضطجعت):- أشعر بالنعاس الآن قبِّلاني يا بابا وماما
ميرنا(قبّلتها من وجنتها وفي آن الوقت قبلها حكيم فنظرا لبعضهما وتيار غريب يعصف بهما):- همم
ميرنا(اضطجعت على الوسادة أيضا وأمسكت يدها):- ..همم
حكيم(وضع يده على يدهما بالوسط وأغمض عينيه):- تصبحان على خير أميرتيَّ الجميلتين
ميرنا:- هااا
ميسون(بصوت ثقيل بالنعاس):- تصبح على خير دوبي …
حكيم:- ههه قلت بأنه سيأخذ مكاني وما كذبت … عصفورتي ؟
ميرنا(فتحت عينيها ونظرت إليه):- أها ؟
حكيم(غمز لها):- … لا تحزني
ميرنا(اعتقدت أنه قصد القبلة لذلك غفت):- هممم ها ..
أغمضا أعينهما وناما ثلاثتهم على سرير واحد في صورة مليئة بالمشاعر الجياشة والطمأنينة ، ولما بزغت الشمس ولما صدح النهار معلنا بقدومه ..فتحتا أعينهما وكل منهما تتمطى براحتها على الفراش ضحكتا من وجود دوبي الذي عانقتاه وأخذت ميرنا تدغدغ بطن ميسون وتضحك … رمقتاه نائما جوارهما فالتزمتا الصمت ، خرجت ميسون من الفراش أولا وذهبت لغرفتها كي تبدل منامتها وتدخل للحمام أما ميرنا فظلت تنظر إليه بمحبة ، اقتربت منه وترددت في ملامسة شعره لكنها شعرت برغبة جامحة في ذلك ، لامسته وهي تعضعض شفتيها واقتربت لتقبل خده ولحيته لتفاجأ به وهو يعتصرها في حضنه بقبضة مستحيلة …
حكيم:- العبث بملكية حكيم الراجي لها عواقب يا سيدة ميرنا
ميرنا(ضحكت من إمساكه بها):- هههه
حكيم(ابتسم وهو ينظر إليها بفرح):- يسعد صباحي بكِ حبيبتي
ميرنا(بخجل قبَّلته مجددا على جانب خده):- همم
حكيم(أغمض عينيه منتشيا بقبلتها):- قتلتني يا بنت ، رفقا بنا
ميرنا:- لا
حكيم:- أشعر بأننا قريبون جدا من بعضنا ، هذه الحميمية تهلكني معكِ
ميرنا(حولت عينيها بخجل):- امم
حكيم:- آخ يا لشقائكِ المهلك … ميرنا اليوم سنقضيه ببيت العائلة يعني ، سنعود إلى هناك
ميرنا(بعدم فهم):- لا ..
حكيم:- من الواجب عودتنا يعني ..لأجل ميسون ثم وضعنا هكذا بدون صفة رسمية قد يؤذيكِ
ميرنا(عقدت حاجبيها وابتعدت عنه):- …لارد
حكيم(لاحظ انزعاجها):- ميرنا … أقول ذلك لمصلحتكِ فقط
ميرنا(أبعدت الغطاء ونهضت فعلا):- هاا ها هااا
حكيم:- أحادثكِ يا بنت والله غضبت …هللو ميرناااااا ت ..حسنا سنذهب لأجل سلوى ابنة عمتنا ونعود ليلا أيعجبكِ ؟
ميرنا(أطلت من الحمام وهي تضحك):- ي س ههه
حكيم(ضحك من رعونتها):- مجنونة وربي …. يلا ليكن آخر يوم سعيد أيضا ….
آخر يوم
الساعات تطير فيه لماذا يا ترى لا يدري لكنه مدرك أن هذا حال الدنيا ، ففي الأوقات الحرجة سبحان الله تصبح الساعات أثقل من سلحفاة ، لكن في وقت الحاجة فإنها تطير مع الطير في السماء ..بعد الفطور الأخير توجه بهما صوب بيت العائلة ولم يدخل معهما بل تركهما قصد إنهاء بعض الأعمال الضرورية ، أولها كان بقصره القديم ….
فخرية(كانت تفرك يديها وتنتظره بالحديقة لم يعلمها أنه قادم لكنها رأته):- هيا يا بني هيااااا أتحرق شوقا لرؤيتك …حكييييييم افتحوا البوابة
الحراس(استغربوا أمرها لأن لا أحد طلب فتح الباب):- سيدة فخرية
فخرية(هدرت فيهم):- قلت لكم افتحوا الباااااااااب …ابني جاء …
أطاعوا أمرها وفتحوا الباب ليجدوا الفراغ وينظروا إليها بنتيجة متوقعة ، ولكنها فركت يديها وهي تتلهف وتنظر للفراغ ذاك إلى أن شهقت وهي ترمق سيارته تلج القصر، صدموا بذلك ولكنهم تعودوا على حركات فخرية الغريبة …
فخرية(بسطت ذراعيها منتظرة إياه):- بني …
حكيم(سلم السيارة لرجاله وتقدم نحوها مرتميا بحضنها):- أمااااه
فخرية(ببكاء):- عزيزي …حكيم …كنت أنتظرك منذ الصباح
حكيم(قبَّل رأسها):- أنا هنا …
فخرية:- قلبي يبكي دما لأجلك ..لكن لكن عصرت دماغي وخلاصة شعوذتي وجهزت لأجلك إكسيرا ستضعه رباطا بيدك ولا تزيله على الإطلاق
حكيم:- فخرية ..تعرفين بأنني لا أص…
فخرية(هدرت فيه):- إن لم تلبسه فغادرني بدون ودااااع
حكيم(مد يده إليها):- حاضر يا فخرية حاضر …
فخرية(ألبست الرباط الأسود وعقدته مرتين بمعصمه):- هفف هذا سيحميك من الأخطار ، يعني ..سيحفظ حياتك فمهما تعذبت تحمل ولا ترضخ إياك وأن ترضخ
حكيم:- ماذا رأيتِ ؟
فخرية:- بكاء ودموع … هنالك دم سيراق ولم أتبين دم من يا ولدي
حكيم(بخوف):- من من يا فخرية ؟
فخرية:- ليست ميرنا ولا ميسون إنه رجل … وليس أنت ولا ميار أو أي واحد فيهم لأنه صغير
حكيم(بعدم فهم):- يا ترى من يكون ؟؟
فخرية:- لا أدري يا بني لم أتبينه كما أخبرتك …
حكيم:- طب ماذا عن تلك الدموع ؟
فخرية:- سيبكون فراقك يا عزيزي ..وميرنا ستبكيك ليل نهار
حكيم(تمزق لأجلها):- آه أنا سأموت من فرط دمعة من عينها …
فخرية:- قلبي حزين
حكيم:- هل سأعود ؟
فخرية(رمشت ونظرت بعيون ضبابية وهي تمسك بيده في يدها):- … لن تعود ..
حكيم(ابتلع ريقه بحسرة):- كم من الوقت ؟
فخرية:- …. لا أعلم لكن مصيرك مرتبط بالخسوف ، إن كان حظك عثرا سيستغرق خسوفا كليا يعني سنة بأكملها أم إن كنت تملك بعضا منه فالخسوف الجزئي سيستغرق منك سبعة أشهر … وهذه الرؤيا قابلة للتغيير يمكن أن تنقص ويمكن أن تطووول
حكيم:- يعني سأغيب عنهم في مطلق الأحوال فهمت يا فخرية …فهمت
سلسبيل:- يا للهناء الصباحي ملك الوسامة بقصرنا يا مرحبا يا مرحبا
حكيم:- شاهي ….
سلسبيل:- يا كبد شاهي …بنت يا لوري لوري تعالي وانظري من زارنا ابن الراجية بنفسه
حكيم(هز رأسه بدون فائدة فيهن):- جئت لأتفقدكن … أنتن بخير ؟
لورينا(تحركت بلهفة وجلست ممتعضة):- … لم تدعوني لعيد ميلاد ابنتي يا حكييييييييم
حكيم:- ههه هل سبق واحتفلتِ بعيد ميلادها ؟
لورينا:- بعيدها السادس اشتريت لها كعكة
حكيم:- السادس ….امم ماذا عن الخامس والرابع والثالث والثاني والأول يا لوريناااا ؟
لورينا(وضعت رجلا على رجل):- أنت هكذا دوما تحطم معنوياتي
سلسبيل:- حذار يا لورينا فشباب الراجية يكرهون المرأة التي تتذمر
حكيم:- هاه اسألي مجرب أليس هذا ما تنتظرين مني قوله ؟
سلسبيل(ضحكت):- ههه حقا مزاجك لطيف اليوم يا راجي … فرحت
لورينا:- هه هو قليل ضحك على فكرة
فخرية:- لا تستلما ابني منكِ لها … سنشرب القهوة سوية ماشي يا بني ؟
حكيم:- لا أمانع
لورينا:- هاء صدقا إنها لفارقة عظمى أن توافق على شرب القهوة مع شرذمة الساحرات
سلسبيل:- هههه أنا لست ساحرة أنا شاهيناز
فخرية(هزت رأسها فيها):- الله يخرب … يا بنت حضري لأجلنا قهوة سادة …
برغم من أن العمق مبطن بالخفايا الرذيلة إلا أن حكيم امتص منهن ذلك الحقد حين تبادل معهن أطراف الحديث ، انضم حتى طلال إليهم وانغمسوا في استذكار مواقف ساخرة جعلتهم يضحكون بشدة حتى فخرية ضحكت رغم أن قلبها كان يبكي دماااااا عليه … ودعهم بشكل عادي لكنه حرص على أن يوصي طلال بهم وبمستلزماتهم وأعطاه صلاحية التصرف في أي شيء يحتاجه … أوصاه حتى بأهله وبمتابعة قضية عبد الجليل وإخلاص خطوة بخطوة ، وهنا ودع فخرية آخر واحدة فيهن وعانقها بعمق لتبادله بدموع الأمهات وتتركه لمصيره المحتم ….
من قصره القديم انطلق لشركات الراجي ، فور وصوله استغربت نور مجيئه لكنها استقبلته بحفاوة واستفهمت منه سبب زيارته ، شرح لها القليل ولم يبرز لها شيئا عن سفره ، غالبية حديثه كانت عن لورينا وعن الاهتمام بها وبالفرع الذي سيفتتحونه لأجلها بأحد طوابق الشركة ، طلب منها ألا تتخاصم معها يعني إكراما لكونها أم ميسون على الأقل ، ادعى أن لديه مشاغل الفترة المقبلة مما سيبعده عن الشركة لوقت طويل وهذا ما اقتنعت به ، فهو لو أخبرها برحيله ستفتتح مندبة باكرة لا يسعه تحملها للأمانة … من مكتبها ذهب لمكتب رنيم وجدها تشتم الأوراق والملفات صدقا تلك البنت خلقت لتكون امرأة عاملة فقد أعربت عن تفوقها بحق ، قام بمحادثة صغيرة معها وسألها عن رأفت استغربت سؤاله ولكنه أبرز لها دعمه الشامل في علاقتهما ، لكنها أعربت عن موقفها في رفض الغفران فجرحها ما يزال يؤلمها حتى هذا اليوم ، لم يضف بعد سماع جوابها أي كلمة تركها تنهي عملها وخرج …. في البداية أراد أن يبعدها عن تفكيره لكنه وجد نفسه يتوجه صوب مكتبها وجدها تحمل ملفا بين يديها والواضح أنها لم تفهم في أمه شيئا كانت تحك رأسها بقلمها وهي تحاول استيعاب تلك المحتويات فلم تشعر بقدومه ، ظل واقفا يراقبها بسخرية هازئة لغاية ما فاجأها بصوته
حكيم:- كأنكِ غير مناسبة للوظيفة ؟
ناهد(شهقت):- هئ …حكيم ؟؟
حكيم(تحرك ودخل للمكتب ليجلس بعنفوان على الكرسي):- شبحه
ناهد(تذكرت فضيحتها البارحة وقبلتها التي ندمت عليها ندما شديدا):- أعتذر عما حصل أمس كنت ثملة
حكيم(أخذ يلاعب أقلامها بالعلبة):- ماذا حصل البارحة لست أذكر شيئا
ناهد(امتنت من عدم إحراجه لها):- … أتشرب شيئا ؟
حكيم:- لاء سأغادر بعد قليل
ناهد:- طيب ماذا تريد ؟
حكيم:- هذه شركتي يا آنسة ناهد يعني لن آخذ إذنا بزيارتها أكيد ؟
ناهد(ابتلعت ريقها وهي تضع الملف على المكتب بتوتر):- عدم المؤاخذة
حكيم:- اممم تبدين عاقلة جدا ما السر ؟
ناهد:- لا شيء يذكر … احم
حكيم:- أعطيت لفياض رقمكِ الخاص سيتواصل معكِ عما قريب
ناهد:- والسبب ؟
حكيم:- إن أردتِ شيئا أو كنتِ بمأزق اتصلي به ليهب لنجدتك
ناهد(بصدمة):- لماذا ..هل هل تضايقت من طلبي المتواصل
حكيم(سحب أنفاسا عميقة وهو يستقيم):- ليست القصة ، ولكن اثنان أفضل من واحد
ناهد(بعدم فهم):- … كأنك تودعني ؟ حكيم ما حصل البارحة بتلك الحديقة كان كان …
حكيم(قاطعها حين تحرك صوب الباب):- كان لا شيء … انسي أمره لتعيشي براحة
ناهد(وجعها قلبها):- طبعا سأنساه فمن سأكون لآخذ حيزا من تفكيرك
حكيم(اندهش من جرأتها في الحديث):- ..عجبا لآنسة مشاكل وهي تتحدث بخضوع هكذاااا
ناهد:- لست خاضعة
حكيم(بتلاعب):- هه قولي عكس ذلك إن كان يريحكِ … لكنكِ مختلفة
ناهد(ابتلعت ريقها):- أكيد لم تأتي لتلقي التحية علي وتتمنى لي يوم عمل موفق ؟
حكيم:- هل سجلتِ بجامعتكِ التي تريدين ؟
ناهد:- سأبدأ الدوام الأسبوع المقبل لكنني سأنسق بين دراستي والعمل
حكيم:- أمر جيد … ستصبحين قاضية إذن ؟
ناهد(ابتسمت):- من يدري
حكيم:- إذا وقفت يوما ما أمام محكمتكِ هل ستقومين بسجني ؟
ناهد(اندهشت من جملته لكنها آثرت متابعة مزاحه):- سأزج بك في أعمق دهليز في السجن
حكيم:- ههه توقعت ذلك …
ناهد:- لكنني سأسجن نفسي معك
حكيم(برقت عيناه وهو يبتسم مغادرا):- انتبهي ..أنتِ اقتربتِ من السقوط في شباكي وأحذركِ ..شباكي عميقة جداااا
ناهد(احمرت خجلا):- هل أراك لاحقا ؟
حكيم:- يوم عمل موفق آنسة ناهد …
غمز لها ورحل تاركا إياها تغرد مع فراشاتها وتلعن نفسها التي هيأتها لتشتمه ، ولكنها وجدتها راضخة له ياااه سحره مهلك ويجعلها تبدو بمنظر الغبية طوال الوقت …رمقها وهي تندب لذا غادر الشركة بقلب مطمئن وتوجه للمدرسة أحضر ميسونته ودينا أيضا وتوجه بهما لأخذ بعض المثلجات الخفيفة ومن هناك عاد بهما للبيت مباشرة ، وجد سلوى قد وصلت فسلم عليها ورحب بها كما يجب
سلوى:- يا لوسامة شبابنا أي والله ، زمان على هذه الجمعة اللطيفة
سماح:- ها نحن اجتمعنا بالأخير
مديحة:- بيت أعمامكِ مفتوح لكِ في أي وقت عزيزتي .. وسعيدة أنني جهزت لكِ غرفة ابنتي دعاء ريثما تعود المسكينة ويحلها رب العالمين
سلوى:- شكرا خالتي مديحة ..
حكيم(حك كتفه):- أين ميرنا ؟
مديحة(حولت عينيها):- مع عواطف بالغرفة
حكيم(استقام):- ميسونتي اذهبي وراجعي دروسكِ مع دينا
ميسون:- هذا يعني أن ننسحب دندون
دينا(بتذمر):- طبيعتهم ولن تتغير
مديحة:- له شوف البنات وكلامهن الساخر
سلوى:- ههه راجيات ولو …
حكيم(تحرك خلفهما):- آه منكما آه ….(تذكر مرام فتوجه لغرفتها قبل صعوده) هل هنالك مجال ؟
مرام:- طبعا طبعا حكيم أدخل يا أخي
حكيم(أطل عليها كانت تدرس مقطعا موسيقيا):- ما أخبار أستاذتنا القديرة ؟
مرام:- ههه أتهيأ للتدريس قريبا
حكيم:- ستكونين معلمة موسيقية لطيفة …
مرام:- عمليتي آخر الأسبوع
حكيم(ابتلع ريقه):- إن نجحت أم لم تنجح دعي في حسبانكِ أنكِ قمتِ بما عليكِ والباقي على الله ، كما يقول "اسعَ يا عبدي وأنا أسعَى معك" صدق الله العظيم … كوني واثقة من حكم الله ولا تيأسي مهما حصل
مرام:- رفعت معنوياتي والله كنت بحاجة لهذا الدعم
حكيم(قبل رأسها):- سأدعكِ تنهين عملكِ وأدعو الله أن تفرحي بحياتك
مرام:- وأنت كذلك …يا ابن عمي الحبيب
بغرفة ميرنا
عواطف(زفرت عميقا):- يعني ماذا أقول له … عبد المالك يريدك في موضوع خاص ؟
ميرنا(كتبت لها):- °لما لا يا أمي هل أنتِ طفلة لتحرجي منه° ؟
عواطف:- بنت ….أنا لست شابة مثلكن حتى آخذ راحتي
ميرنا:- °كم مرت من سنة والعم عبد المالك ينتظركِ أمي ، صدقيني أنتِ تضيعين وقتا من عمركما الجميل ، اجتمعي به ولا تضيعي المزيد من الوقت°
عواطف:- إنه يضغط علي مؤخرا لا أدري كيف أتصرف ، حاولت مفاتحة أختكِ نور فصدمتني بموضوعها مع فؤاد لا البنت جنت تماما
ميرنا:-°هي تحبه وهو يحبها أين الخطأ بالزواج ثم هما راشدين كفاية°
عواطف:- والله لو علي لوافقت يعني … أختكِ امتنعت عن الزواج بعد طلاقها كما تعلمين والشخص الوحيد الذي وافقت عليه كان فؤاد ..أنا أثق به وبشخصيته لكنني أخشى من أبيه
ميرنا:-°إن فكرنا بالغير سنبقى في أمكنتنا ملتصقين°
عواطف:- له أنظروا من يتكلم …مرت ثلاث سنوات هل حركتِ ساكنا لا بل شبكتِ أم الدنيا رأسا على عقب وعلقتِ رجلين في عشقكِ وقعدتِ عانس
ميرنا(ضحكت):-°ههه يعني ماذا أفعل كأنه شيء يشبه السحر°
عواطف:- لن أضغط عليكِ أنتِ راشدة وستحددين مصيركِ كما تريدين … الدور علي اف حتى جدتكِ هجرتنا لأستشيرها في الموضوع
ميرنا:- °جدتي لو كانت هناك لطلبت منكِ تحديد موعد زيارة ، خذيها مني°
عواطف:- طيب من سيخبر طارق أنا لن أجررررررؤ …
حكيم(دخل لحظتها):- يمكنني أن أنوب عنكِ خالتي ؟
عواطف(بحرج منه):- ح …حكيم
حكيم(نظر لميرنا وابتسم لها):- أجل..ما رأيكِ ؟
عواطف:- يعني توافق أنت احم ؟
حكيم:- هه أنا موافق منذ أن سمعت بالموضوع ، وسنرى ما يقوله طارق
عواطف(زمت شفتيها):-… يعني …
حكيم:- تمام سأرى ما بوسعي فعله .. فقط لتكون خالتي على راحتها
عواطف(رمقت طيبوبته واستقامت):- … أترككما إذن …
حكيم(اتكأ على مكتب ميرنا وشبك يديه):- … طيب خالتي ..
ميرنا(كتبت وتقدمت نحوه):-°لقد مللت°
حكيم:- البنت تعودت على الخروج واللهو والمرح ، ميرنا حبيبتي نحن لدينا أعمال هاه ثم ألن تعودي للعمل عيب في حق أخواتكِ أن تتخاذلي هكذا ، إنه حتى لا يليق بميرنا الراجي
ميرنا(هزت كتفها):- °ما زلت مريضة°
حكيم:- ههه الحجة الدائمة للمدللة ، طيب أين تريديننا أن نذهب هل ببالكِ فكرة ؟
ميرنا(تلاعبت بعينيها وهي تفكر):- °أها خذني إلى عرين ميار°
حكيم(عقدت حاجبيه):- لماذا ؟
ميرنا:-°لا شيء أردت فقط أن نكون سوية أنا وأنت وهو°
حكيم(زفر عميقا):- … اليوم لا ينفع ، ميار ليس بالعرين ؟
ميرنا:- °كاذب لقد اتصلت به وأخبرني أنه يستقبلنا بأي وقت°
حكيم(مسح على وجهه):- … لا أريد الذهاب إلى هناك ميرنا المشوار بعيد ساعتين ذهاب وساعتين عودة لا أريد …
ميرنا:- °ولما تفكر بالوقت هكذاااا°
حكيم(بانفعال):- لأنني لا أريد أن أهدره في لا شيء
ميرنا(انتفضت من صراخه وأغلقت الكتاب لتعود لسريرها):- هممم
حكيم(حك جبينه بغضب من نفسه):- …ميرنا ميرناااا تت … لا تعبسي دعينا نذهب إليه
ميرنا(زفرت ثم فتحت الكتاب):-°لا أريد تضايقت خلينا هنا أفضل°..
حكيم(طأطأ رأسه بتعب فكلما اقترب الوقت كلما ضاقت أنفاسه):- …سنتناول غذاءنا مع العائلة وبعدها نغادر …تجهزي
ميرنا:- °إلى أين؟°
حكيم(زفر عميقا وأجابها بفشل):- لا أعرف سنخرج حيثما تريدين كي لا تتضايقي وتعبسي مثل القط الشارد
ميرنا:-°أنا لست قطا شاردا°
حكيم:- ابنة عمه ممكن ؟
ميرنا(ضحكت):- هههه ها …
حكيم:- مجنونة …
قام بدعوة طارق على الغذاء وما إن عرفت عفاف بمجيئه حتى طارت من الفرح ، أساسا بعيد ميلاد ميسون حادثها قليلا فقط مما جعلها تغرد مع العصافير في ملكوت العشق، إنهما يعيدان قصة عشقهما بطريقة رسمها القدر لأجلهما …حكاية عشق اختلفت بالنسبة لها فما إن عرفت بقدومه حتى هرعت للغرفة وأخذت توضب نفسها وتسرح شعرها ليراها في أبهى حلة خصوصا بعد مرور كل هذه السنوات … ما هي إلا سويعة وكان الجميع يجلسون حول سفرة الطعام …
سلوى(بعشق قديم):- تفضل يا ابن خالي …
طارق:- مشكورة
نهال(بتأفف):- لا أريد الملح إنه يناسبني
شيماء:- عجيبة عادة تضعين ملحا مضاعفا بصحنك
نهال:- هرت معدتي من الملح يكفي …
نور:- يا دينا دعيني أقطعها لكِ ولا تفتعلي الفوضى
دينا:- يا أمي بعمري 14 الآن يعني يكفي حرصا دعيني أعتمد على نفسي
نور:- لن أفعل ستستمعين الكلمة ..
ميسون:- ههه ميرنا تساعدني ولا أتذمر مثلكِ دينا
دينا:- والله … دعيها تكمل سنة على ذلك الحال وسترين التذمر الذي أقصده
جلنار:- هذه الشعلة نسخة طبق الأصل منكِ يا نور هههه
مرام:- فعلا فيها من طبعها الكثير ، هيه لم تريها حين تكره أحدهم فمن الخسيس للقذر لا تسمعين إلا ما يعجبكِ
دينا:- هههه تصرفات أمي أتشربها كالعسل
نور(قدمت لها الصحن):- دعكن من وحيدتي منكِ لها …
عفاف:- تفضل طارق
طارق(كان ساكنا):- شكرا
حكيم(ابتلع ريقه وهو ينظر إليه):- لو تكرمتِ يا زوجة أخي أضيفي لي القليل من الحساء
عفاف:- تكرم يا حكيم …
مديحة:- هيه لو كانت أمي هنا ألن يكون جيدا ؟
سماح:- سلوى ما تسنى لكِ رؤية جدتكِ يا ابنتي
سلوى(وعيونها على طارق):- لا بأس أمي سيأتي يوم وأراها ، يكفيني أني رأيت من أحبهم اليوم
سماح(زمت شفتيها):- أستغفر الله
عواطف:- يزن لما لا تتناول طعامك ؟
يزن:- بي مغص من الصباح لقد أكثرت من تناول قالب الحلوى
جمانة:- ههه لقد نبهتك أن تتوقف ولكن أصررت على المتابعة
ليان:- تلك عادته حين يرى قوالب حلوى فهو لا يقاوم
يزن:- امممم ماذا أفعل إدماني …
رنيم:- هيا يا أيهم لا تتعبني تناول يا بني
نجية:- عنكِ يا ست رنيم أنا شبعت سوف آخذه للمطبخ كي لا يعذبكِ
رنيم:- سلمتِ يا نجية …
حكيم(نظر لميرنا واسترسل بعفوية منه):- حبيبتي ..أ…احم ميرنا هلا أعطيتني الفلفل الأسود بجوارك ؟
ميرنا(عضعضت شفتيها حرجا ومدتها له):- …همم
سماح(مستحيل ألا تعلق):- ههه عشنا وشفنا
مديحة(بغيظ):- لما تنعت طليقتك بذلك اللقب حكيم ؟
حكيم(أغمض عينيه):- لست مضطرا للتفسير العالم كله يعرف أنني أحبها …
عواطف(زفرت وهي تنظر لطارق):- … والعالم كله يعرف أنكما انفصلتما
حكيم(رش الفلفل بصحنه):- وإن يكن وين المشكلة ؟
عواطف(وضعت شوكتها):- أن…
ميرنا(ضربت على الطاولة بحسم):- حمم …
طارق:- لنكمل طعامنا في هدوء
حكيم(غمز لطارق وتابع أكله باعتيادية):- إنه شهي … تسلم الأيادي …
على ذلك الحال أتمموا تناول أكلهم وفور فراغهم منه انتقل حكيم وطارق لغرفة الضيوف ، أخبره بمسألة عواطف وعبد المالك والصادم في الأمر أن طارق أعرب عن رفضه الشامل للفكرة وطلب منه تأجيلها لوقت غير مذكور …عبست عواطف حين علمت وأحرجت منه كثيرا لكن حكيم طمأنها أنه سيعيد فتح الموضوع معه من جديد لعله خيرا في القادم ، وعلى ذلك غادر طارق الذي غلبت معه عفاف ليبقى قليلا ولكنه رفض بحجة العمل ، ابنته لم يكلمها بحرف ولا هي أعطته الفرصة فسرعان ما صعدت لغرفتها واختفت من الأنظار …بعدها غادرهم أيضا حكيم وميرنا وميسون ولم يغادر إلا بعد أن سلم عليهم جميعا على غير عادته ، كلمهم بهدوء وهدأ أعصابهم التي شحنت بعد كلمته العفوية لميرنا وكان له ما يريد سرعان ما تناسوا الأمر …والآن أين الوجهة ؟؟؟؟
حكيم(أعادهم للقصر البحري):- تاتااااا … اليوم سباااااحة
ميسون(شهقت وهي ترمقه قد أدخلها لغرفة البركة الفسيحة):- لالالالا مستحيل أنت لا تقصد أننا سنسبح هنا بابا حبيبي
حكيم:- يس وأحضرت لأجلكِ عدة سباحة
ميسون(وهي تنظر للفقاعات الممتلئة بالمسبح كله):- …ههه متى حصل هذا ؟
حكيم:- عمكِ داغر إنه مفيد في بعض الأحيان
ميرنا(ابتسمت لذلك المنظر):- ههه
حكيم:- وأنتِ ستسبحين … لا تكترثي لجروحك سوف نضع عليها ملصقا مضادا للمياه وستأخذين راحتكِ عصفورتي …ثم هي صحية لأجل تعافيكِ سمعتِ ما قاله الطبيب
ميرنا(هزت كتفها بموافقة):- أهااا
ميسون:- أين ثياب سباااااااحتي أين أين تحمسسسسست ههه
حكيم:- تلك بالزاوية ..وأنتِ خاصتكِ هناك يعني … لا أدري ماذا تفضلين للسباحة لكن خذي راحتكِ وقت انتهائكِ أخبريني لألصق لكِ الملصقات العازلة
ميرنا(هزت رأسها وتوجهت مع ميسون للزاوية):- ههه …
ارتدت ميسون ثياب سباحة في اللون الأزرق بينما ميرنا وجدت شورت قصير وقميص بلا أكمام في الزهري ، ارتدت التنورة ونظرت للقميص مليا قبل أن تطلب من ميسون مناداة أبيها ، هنا كان قد ارتدى شورت قصير في الأسود فقط …
ميسون:- بابي بابي ميرنا تناديك هناك ،، أنا سأنفخ هذا الطوق ماشي بابا وأنتظركما
حكيم:- شطورة حبيبتي لا تدخلي للمسبح قبل مجيئنا أوك ؟
ميسون:- أوك دوبي دوبي راقبني سأنفخ البالونات بشكل جيد ، وهذا الطوق أيضا ههه
حكيم(حرك رأسه وحمل الملصقات):- ميرنا هل أدخل ؟
ميرنا:- هااا …
دخل مطأطئا رأسه وهو ينظر للملصقات بيديه ويعددها بشرود ، ليجدها أمامه كالفتنة المستباحة ، طالعها من أسفل قدمها العارية لساقيها وصولا للشورت القصير ، استمر وهو يرى ظهرها العاري أمامه ففتح فاهه وهو يرمقها ترتدي الجزء العلوي من الملابس الداخلية فحسب وكان بنفس لون التنورة … ابتلع ريقه مرتين وحنجرته تحجرت وهو ينظر إليها في هيأتها المهلكة ، خيط حمالة الأثداء يتدلى من خلف ظهرها وشعرها كانت تجمعه للأعلى في إسفنجة عشوائية ، التفتت إليه ورمقت نظرته فابتسمت بحنان وهي تشير للملصقات ، وجد نفسه منهزماااااا أجل منهزماااا ومستسلما للأمانة ..كيف سيبلي الآن وهي تهلكه بأقل طريقة باردة جعلته يصاب في حيرة
حكيم:- لا أكيد سيكون آخر يوم خرافيا ، الصبر يا ربي الصبر …/ احم سأضعها الآن
ميرنا(هزت رأسها وأدارت ظهرها):- هااا
حكيم(وضع أول ملصق عازل على جرحها وأضاف الثاني وصدره يتضخم بجنون):- ميرنااا
ميرنا(استدارت لتهرب عينيها عن عضلاته المدمرة):- همم ؟
حكيم(عضعض شفتيه):- أنتِ جاهزة
ميرنا(هزت كتفها وحاولت النظر لظهرها لكن ما استطاعت):- هه ها
رمقها وهي تسير بخفة صوب ميسون ، إنها عصفورة رشيقة القوام استيقظ يا حكيم استيقظ ، وجد نفسه يسبل لها لكن حقه أي والله لقد شتتت عقله لحظتها وما عاد فيه عرق صبر … الحمدلله أنها دخلت للمسبح وإلا لكانت قد أسكرت عقله ، دلفت ميسون أيضا ولم تنفخ إلا ربع الطوق أخذه حكيم لينفخه عله يتخلص من أنفاسه المختنقة بسبب مدمرة قلبه التي كانت تسبح رفقة ميسون بهدوء …
حكيم(بعد أن نفخ الطوق):- اتضح أنني الوحيد الذي يحتاج لسباحة فورية …
دخل بخفة للبحر بحركاته الخفيفة ليشتت انتباههما ويركزا معه لحظتها ، قد سبح طولا وعرضا وعاد إليهما ليلاعبهما بسباحته ، حمل ميسون على ظهره وأخذ يسبح بها وهي تلوح بسعادة بعدها وضعها بجانب طوقها الذي وضعته وراحت تعوم بأريحية …هنا اقترب منها وقد كانت تلاعب المياه بيديها بسكينة تامة ، بدت ممتعة وشعرت به يراقبها لذلك رفعت بصرها نحوه وابتسمت أجمل ابتساماتها
حكيم(اقترب منها):- أتعلمين أنني أرفع رايتي البيضاء معكِ ؟
ميرنا(هزت كتفها وأشارت لأذنها):- هممم
حكيم:- تريدين موسيقى تمام أين وضعت هاتفي …لحظة …
ميرنا(راقبته وهو يخرج من المسبح بحركاته الآسرة وأمسكت على قلبها وهي تحرك رأسها بعدم قدرة على مقاومة خنوعها):- … هممم
حكيم(شغل أغنية تركية تدعى أغنيتي المفضلة):- هذه مناسبة …
ميسون:- بابا اقفز اقفز اقفز هيا هيا
حكيم:- ههه إذا قفزت سأجعلكما مبللتين
ميسون:- أساسا نحن بالماء ...هيا بابا
ميرنا(أشارت له مشجعة):- ها هاااا …
حكيم(وقف مستعرضا):- تمام تمام بما أن سمو الملكة أسدت أمرها وسمو الأميرة توافقها فما على الكونت حكيم إلا الموافقة ..احم … 1 …2….3
في حركة حماسية قفز في البركة ذات فقاعات الصابون الشهية للسباحة ، صفقتا لأجله بحماس بينما أطلقت ميسون نصف تصفيرة قال ماذا كاظم يعلمها التصفير الله الله ، ضحك حكيم وميرنا من حركات كاظم المعتادة وأتموا سباحتهم مع تلك الموسيقى الصادحة بمرح وسعادة …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 03:35 AM   #818

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المساء
نامتا بعد السباحة مباشرة فقد أمضوا هناك وقتا طويلا في المرح ، انتهى بحمام مزدوج للسيدتين بحوض الاستحمام ولوحده أمضوا فيه ساعة لذلك فور خروجهما ببرنس الحمام نامتا بدون تغييره حتى ، أما هو فقد كان حمامه سريعا وخرج بعدها للحديقة ليعطي أوامره لداغر الذي ابتسم للفكرة وهم مع الرجال لتنفيذها وأيضا بديعة ساعدت ولو ،..بعدها أجرى العديد من الاتصالات المهمة وأخذ ينتظر استيقاظ محبوبتيه اللتين استغرقتا في نوم عميق ولو تركهما ستمضيان الليلة هكذا …
حكيم:- هيييه على النوم ، هيا استيقظا منكِ لها الساعة أصبحت السابعة الآن
ميسون(تمطت وهي تفرك عينيها):- بابي أين دوبي ؟
حكيم:- ههه نائم على الأرض يا حسرتاه
ميسون:- سقط مني لم أرى الطريق غفوت مباشرة من التعب
حكيم:- كيف تشعرين ؟
ميسون:- ههه مفاصلي تؤلمني
حكيم:- ههه يختي أنتِ التي سكنتِ بالبركة كان علينا أن نعيد تسميتكِ بحورية البحر
ميسون:- مامت ميار اسمها حورية
حكيم:- اممم حقا عمتي
ميسون:- هو أخبرني ذات مرة .. هاء ميرنا استيقظت
ميرنا(حكت جبينها ونظرت إليهما وهي ترتفع):- امم ؟
حكيم:- الثامنة يا كسولة
ميسون:- قلت السابعة قبل قليل
حكيم:- لأنني لو قلت كذلك ستتمطى لساعة بأكملها ووقتنا ضيق
ميسون:- لم ؟
حكيم(رمش وصفق):- أجهز لأجلكما مفاجأة بالأسفل ، والحظ الأوفر سيكون لمن تنهض سريعا
ميسون(نظرت لميرنا وقفزت):- أنا أنا هههه
ميرنا(نهضت بتذمر):- هه لا لا
ميسون:- سبقتكِ سأرتدي ثيابي ههه دوبي تعال معي …
حكيم(وضع يده على خصره وهو يتأملها ببرنس الحمام):- احم .. غالبا عليكِ تفقد مسألة ما
ميرنا(نظرت لشق صدرها وغطته بيدها بخجل):- ….هفف
حكيم(أولاها ظهره بضحك ثم عاد إليها عانقها بقوة لم تفهم سببها فاحتضنته أيضا بعناق حنون ثم انسحب بعدها):- أنتظركما بالأسفل حاولا ألا تتأخرا …فأنا أشتاق لكما
احمرت خجلا وهي تنظر جانبيا حتى خروجه ونهضت مسرعة للدولاب خيرت بضعة فساتين والتقطت أحدهم وتوجهت للحمام ، وضعت عدة مكياجها على جنب وقررت أن تكون جميلة لماذا …لا أحد يعلم هكذا استيقظت فأساسا حركاتها غريبة وهي خانعة مع حكيم لدرجة تطرح ألف سؤال وسؤال ، لكن كل شيء بوقته جيد …ارتدت فستانا قصيرا في اللون القرمزي الداكن ومشطت شعرها بشكل لولوبي مر زمن لم تضع تلك التسريحة ، وضعت زينة مناسبة للون وظلال عيونها حاولت أن تجعلها فحمية أكثر مما جعل لها لمحة ثائرة ضاعفتها بالكحل الأزرق تحت عينيها وأحمر شفاه بذات اللون … شعرت بأنها مرتاحة كثيرا وهي تضع عطرها وتلبس كعبها الأسود لتنزل إليهم وتفتح فمها من الدرج باندهاش … في كل درجة كانت هنالك وردة تابعتها لتصل لممر بالشموع والورد الأحمر والأبيض موزع على السجاد الأحمر … استمرت وهي تمسك على فمها باندهاش سعيد لتخرج للبوابة فتجد عربة مرصعة بالنجوم متلألئة بإضاءة متناسقة وبمقدمتها حصانين أبيضين يمتد لجامها لكرسي السائس الذي سيقود بهم … وجدت حكيم بطقم كلاسيكي يشير لها بملوكية لتصعد ، وضعت يدها بيده وركبت لتجد ميسون هناك بانتظارها ، أخذ اللجام من السائس وصعد بخفة محله وهو ينفض مؤخرة طقمه المنمق بموضة النبلاء … وضع قبعة سوداء على رأسه واستدار نحوهما …
حكيم:- الآن سيداتي الأميرات سيقوم خادمكما المخلص حكيم بأخذكما في جولة مميزة قبل وجبة العشاء …
ميسون:- يس يس نوافق
حكيم(نظر لداغر الذي مد له قبعتين أنيقتين):- ليس قبل اكتمال الصورة تفضلا سيداتي
ميسون:- هه شكرا إنهما قبعات متشابهة
ميرنا(ارتدتها وألبست لدينا خاصتها حين صورهم داغر وأعاد الهاتف لحكيم):- هااا هههه
حكيم:- هكذا يمكننا أن نبدأ الرحلة .. انتباه أيها الحارس داغر المملكة في أمانتك
داغر(انحنى بطاعة):- سيدي الكونت خذ راحتك مع أسرتك الملكية
بديعة:- في أمان الله
حكيم:- مدبرة المنزل بديعة مطبخ المملكة في رعايتك لا تجعلينا ننام جياعا الليلة
بديعة:- ههه ولو من عيوني يا عزيزي
حكيم(رفع اللجام وحث الأحصنة على التحرك):- هيا على بركة الله …
كادتا تقفزان من الفرح تلك اللحظة ، فلم يسبق لهما وأن ركبتا في عربة أحصنة كالتي كانت للأميرات قديما ، فعلا شعرتا وكأنهما أميرات بحق وحكيم تابع لهوه بكلمات من البلاط الملكي جعلتهما تشعران بالفخر والاعتزاز …خرج بهما من القصر وأخذ طريقا طويلة للاستمتاع قليلا بذلك الجو الساحر ، ولما لا قد بدأ يدندن مقاطع من أغان متعددة وبرع في الأجنبي حتى أن ميسون طالبته بإعادتها مرة بعد مرة … هكذاااا إلى أن عاد بهما للقصر بعد جولة مدتها ساعة في عالم ساحر من الأحلام … نزل أولا متباهيا بهندامه واستقبل ميسون أول نازلة من العربة مقبلا يدها ، لتنزل بعدها ميرنا وقبل أيضا يدها وهو ينحني بجنتلمانية جعلتها تضحك بملء ثغرها حبا فيما يحدث … فور نزولهما همتا بالدخول للقصر لكنه أشار لهما بأن المفاجآت لم تكتمل والعشاء سيكون بالحديقة ، لم تفهما غايته لكنه أشار لهما بالاستمرار حين لاحت لهما قبة من الورود مشكلة على شكل قبة تتوسطها طاولة بها ثلاث كراس وعليها أشهى أنواع الطعام والحلويات والعصائر، فعلا تفننت بديعة وساعدتها بعد المعاونات في ذلك …انتبه لفرحتهما فتحرك قبلهما وسحب كرسيا لميرنا التي جلست بلطف ، أيضا سحب لميسون التي جلست بملوكية كأنها تلعب دورا في مسرحية ، سخرت من نفسها وأشارت له كي يجلس قبالة ميرنا وهي وسطهما … بدئوا تناول الطعام بحيث سهرت بديعة على توزيعه بأحسن تنميق …
حكيم(رفع كأس العصير):- الليلة أريدكما أن تتذكراها جيدا ..إنها ليلة أرخنا فيها جميل مشاعرنا وستكون ذكرى خالدة نسترجعها كلما بلغ فينا الشوق مبلغه
ميسون:- حاضر بابي لكننا سنكررها مرة أخرى ؟
حكيم(اختفت بسمته وهز رأسه):- أكيد ..يوما ما
ميرنا(سحبت نفسا عميقا ورفعت كأسها):- همم …
حكيم(لاحظ أنها شربت من كأسها ونهضت):- إلى أين ؟
ميرنا(رمقت قلادة المفتاح بصدره ورمشت وهي تمد يدها له):- ها ؟
حكيم(وضع الكأس فأمسك بكفها):- نعم ؟
ميرنا(سحبتها ليستقيم فنهض):- …
ميسون:- ههه تريدك أن تراقصها بابا ألا تفهم ههههههه سأضع لكما موسيقى من هاتفي
ميرنا(أشارت لميسون بذكاء):- هاه
حكيم(حك جبينه):- يختي منكِ لها أنتما تتفاهمان باللاسلكي …
ميرنا(وضعت يديها على صدره):- …ههه
حكيم(أمسكها برفق وهو يبلتع ريقه بحرقة مما ينتظرهم بعد):- .. عزيزتي .. عصفورتي الصغيرة مهما أقول لكِ لن أوفي حق وجودكِ بقلبي .. ما أريده منكِ ألا تشعري أبدا أنني خذلتكِ أو تخليت عنكِ
ميرنا((باستغراب من كلامه):- هممم ؟
حكيم:- ستسترجعين صوتكِ الحبيب كوني واثقة من ذلك
ميرنا(هزت كتفها برتابة):- هاااه
حكيم:- عودي للعمل …عودي للكتابة ..عودي للحياة .. لا تسمحي لشيء بأن يكسركِ
ميرنا(عقدت حاجبيها ووضعت إصبعها على فمه ثم اقتربت من كتفه لتضع رأسها):- همم
أخرسته وعرف أنها لا تريد سماع المزيد ولو علمت بما ينتظر لطالبته بقول المزيد والمزيد … انسابا في تلك الرقصة بينما كانت تصورهما ميسون من هاتف حكيم وتضع الموسيقى بهاتفها إلى أن فرغت وتوقفا لينظرا لبعضهما مطولا قبل أن تنفجر في السماء المفرقعااااات
حكيم:- تبا لك داغر قلت بعد ساعة بعد ساعة
ميرنا(ضحكت وهي تلوح لميسون كي تأتي وتتفرج):- ههههه
ميسون(ركضت وعانقت حكيم بقوة والذي بادلها العناق):- يس يس مفرقعااااااااااااااات
نظر حكيم خلفه للخادم الذي وضع لحافا على الأرض ووسائد صغيرة وأشار لهما حكيم بالنوم لمشاهدة أفضل ، وفعلا كانت أروع مشاهدة للمفرقعات يمكن لهما أن ترياها قط … لقد جعل تلك الليلة خرافية بحق كما وعدهما ..كان هو وسطهما ميسون على جانبه الأيمن وميرنا الأيسر ، ظلوا يتابعون الألوان الجميلة حتى انتهت ، وقتها أخذوا يتحادثون في عديد من الأمور حتى منتصف الليل فاستدار نحوهما وكانتا نائمتين بعمق ، لوح لداغر الذي رفع الغطاء عن ميسون وحملها للغرفة فوق حيث أشار حكيم له …أما هو فنهض وحمل ميرنا بحضنه وهو يشعر بنبضات قلبه تسبقه للهاوية …
حكيم:- "أنا راحل يا عصفورتي الصغيرة ، تذكريني وتذكري رغبتي في هذه الحياة وهي أن تعيشي من بعدي ولا تبكيني مهما صااااار" …
همس بها وهو يضعها على السرير حين فتحت عيونها وأمسكت يده بقوة وكأنها تشعر برحيله وتتشبث به في كل لحظة ..انتبه لاستيقاظ ميسون أيضا فما كان له سوى أن يستلقي وسطهما ويعانق صغيرتيه بحضنه ويغمض عينيه بدمعتين لم تستشعراها من فرط التعب … حان الوقت …فهيا يا حكيم ضع قلبك أرضا وارحل
بدموع قبَّل ميسون وضمها عميقا ليلتفت ويضم ميرنا ويقبل جانب شفتها ويمسح على شعرها وينهض بأسف …التقط لهما صورة بهاتفه لآخر مرة وضعه بجيبه وخرج وهو منهار الخاطر مكسور ولا يدري كيف سيتحمل ، أخذ حقيبته التي كان يجهزها قبلا ، غير عنه تلك الملابس وارتدى شيئا عابثا آخره سترة جلدية فوقها وبعدها رحل …. نزل ليجد بديعة تبكي وداغر مكسورا بجانبها فهم أنهما لم يناما كيف سيغفوان وقد صعقهما الخبر ، عانقته بديعة مطولا وهي تبكي وأوصاها خيرا بهما ثم عانق داغر الذي أخبره أنه سيكون معهما طوال الوقت … سحب نفس عميقا ونظر للخلف ليخرج مسرعا لسيارته رمى الحقيبة بالمقعد الخلفي وانطلق من هناك هاربا من نفسه ، فلو تراجع لحظة سوف ينهار كل شيء … أوقف السيارة حين رآه ينزل من سيارته فها قد جاء ليأخذ محله …
حكيم(نزل وهو يجفف دمع روحه):- إنهما نائمتين
وائل(بحسرة):- إن كان هنالك حل دعنا نستخدمه حكيم ، أنت لست وحدك
حكيم:- أشكرك على كلامك وائل ولكن هكذا كان نصيبي ، لا يسعني الإطالة أمامي طائرة انتبه لهما ولا …ولا تجعلهما تبكيان كثيرا …لقد تركت رسالة لهما ورسالة لأهلي سيجدونها صباحا
وائل(اقترب منه):- حكيم … أنت شجاع جداااا
حكيم(بعيون ضبابية):- شجاع لدرجة التفريط في روحي وكبدي
وائل(ابتلع ريقه وربت على كتفه):- لست وحدك … كن واثقا من هذا سنجد طريقة لنحررك
حكيم(أغمض عينيه بقوة):- … الوداع وائل رشوان
وائل(سحب نفسا عميقا وشعر بالقهر عليه):- أنا آسف لوضعك
حكيم(توقف ونظر إليه):- ..كونوا بخير لأجلي واجعل ميرنا سعيدة تمام ؟
وائل(عانقه بخفة):- كن واثقا من أنني سأكون حريصا عليهما
حكيم(فاجأه باحتضانه فعانقه بدوره):- … غريب أن نشعر بهذه المشاعر لكن صدقا .. أنا ممتن لك
وائل:- تصالحنا هذا أقل ما يقال عن هذا الوضع
حكيم(ابتعد وربت على كتفه):- أنت رجل جيد …
وائل(لوح له):- وأنت أيضا رجل جيد …
حكيم(سحب نفسا عميقا وركب بسيارته):- مع الأسف …الرجال الجيدون هم من يعانون دوما
آخر جملة ذكرها قبل أن ينطلق نافثا الغبار خلفه ليدخل وائل للقصر وينتظر الصاعقة الكبرى في معرفتهما بالخبر … هنا كان حكيم في طريقه للمطار دموعه لم يستطع أن يكبتها فضحكتهما لم تفارق مخيلته واكتشف أمرا ، أنه لم يزرع الذكريات بشأنه في عقلهما بل هو من زرع ذكرياتهما في عقله بأدق حذافيرها ، فكيف سيبلي إثر فراقهما كيييييييييف ؟؟؟ صرخ باعتراض وهو يدعك فرامل السيارة يكاد يفقد السيطرة على نفسه من كثرة القهر ، لكن ما كتب على الجبين يجب أن تقرأه العين ، وصل سالما للمطار ليجده متكئا على سيارته وهو يدخن السيجارة متى وصل ومنذ متى وهو على ذلك الحال لا يعرف ، ما يعرفه أنه لن يدعه يسافر …
ميار(ألقى السيجارة بالأرض ولوح له):- …أتحسب نفسك ذكيااااا ؟
حكيم(خرج وهو يحمل الحقيبة الخفيفة خلفه):- ابتعد عن طريقي يا ميار لقد تحدثنا تحدثنااااا
ميار(اعترض طريقه):- أنت لن تصعد في تلك الطائرة
حكيم(رمى الحقيبة وأمسك ميار من ياقته):- لما تريدني أن أخرج عن طوري ، أساسا قلبي محترررررررق لقد تركتهما نائمتين ستستيقظان لتجدا رجلا غيري معهما ، رجلا آخر مكاني أناااااااا ، لا أستطيع أن أتخيل ردة فعلهما لا أستطيييييييييييع ذلك
ميار(أمسكه من عنقه ودفعه لكتفه):- اهدأ ….اهدأ لا يجب أن يثور الأسد الآن …. ليس الآن يا حكيم ليس الآن
حكيم(بنظرة جنونية ناظر ميار):- أنا مقهوووووور …
ميار(امتص شفتيه):- …حكيم ….سأحضر جيشا وأخرجك من عندهااااا
حكيم:- ميار ألا تفهم ….ألا تفهم لقد تعبت وأنا ذاهب لقدري لأجلك ولأجلي ولأجل عائلتنا …إنه قدر حكيم الراجي …
لم يضف كلمة أخرى لما عانق ميار مجددا الذي شعر بالقهر على أخيه ، إنه يبعثه بيديه لحتفه إنه يبعثه بيديه جن جنونه وهو يتمسك به لآخر مرة لكن حكيم كان مصرا لذلك تركه يذهب فوق خاطر خاطره العليل …صرخ باسمه عاليا لكن دون جدوى فقد سمعه حكيم بحرقة وتابع مسيره نحو المطار ليرمي نفسه في قدر آخر سيكتب بسيرة حياته

في صبيحة اليوم الأليم …
فتحت عينيها تحت ضغط من ميسون التي كانت تهزها بدون كلام ، انتبهت لدموعها فاستيقظت بهلع وهي تطالع مكانهما ما زالتا على السرير لكن لا وجود لحكيم ..نهضت ببطء لتستفهم منها ما سر بكائها وقبل أن تستفسر أكثر أعطتها ميسون الرسالة التي وجدتها على الوسادة بينهما ….
ميرنا(أمسكتها برجفة وقرأتها):- … "حبيبتي ميرنا ..عصفورتي الصغيرة حين تستيقظين سأكون قد رحلت ، أجبرت على أن أذهب لأنني أريدكما أن تبقيا بخير وعافية ، لا تبكي من بعدي ولا تبحثي عني ولا تسألي عن موعد رجوعي ، أنا لا أدري متى سأعود أو كيف لكنني أعلم شيئا واحدا أنني أحملكِ بقلبي حيثما ذهبت …وأنتِ يا حمامتي الشقية يا ذكية أعلم أنكِ ستحزنين لرحيلي لكن كوني قوية كوني راجية من ظهر راجية كما ترددين دوما ، لا تسأمي من وضعكِ ولا تشعري بالوحدة أنا لا أهجركِ يا ابنتي ، أنا مضطر لأن أغيب عنكِ فترة انتبهي لدروسكِ ولأمكِ ميرنا ولنفسك ..أحبكما أكثر من نفسي …حكيم"….
طنين طنين طنين كذلك الذي يشبه آلات تحديد الموت والحياة ، كانت تسمع ذلك الصوت مستمرا بشكل لا يتوقف ، وضعت الرسالة جانبا وهي ترتفع بذهول ، روحها التي كانت ترتفع أما جسمها فقد كان جامدا وهي على ذلك السرير جالسة تقرأ كلماته الأخيرة …. أي عقل سيستوعب رحيله ، أين العقل أصلا ، وجدت نفسها ترمش وهي تنظر لميسون التي دفنت وجهها بين يديها وراحت تبكيه ، فماذا تفعل هو ليس جادا هو لا يرحل ويتركهما لا يتخلى عنهما ، الشخص الذي جعلهما تعيشان عمرا من الأحلام لا يرحل بهذه السهولة ، لا يتخلى لا يتخلى …وضعت الرسالة ونهضت وهي تهز ميسون وتخبرها بعينيها أنه لم يرحل ، أنها لو فتحت الباب سوف تجده لكن ميسون هزت رأسها نفيا فما هذه إلا حقيقة بعقل ميرنا التي جن جنونها وطارت للباب وهي تنادي بصوت غير موجود باسمه …تبحث بعينيها اللتين انهمرت أدمعهما بلا توقف ، تبحث وتبحث بنظراتها في كل زاوية ،، من غرفة لغرفة من ركن لركن من شرفة لشرفة إلى أن نزلت حافية لتجده يستقيم أمامها ،، صعقت بوجوده ونظرت حولها مجددا تبحث عنه
ميرنا(اقتربت وهي تشير بيديها):- ح …ح ححح ح …ح هممم ؟؟؟؟؟؟؟
وائل(أمسكها من يديها):- اهدئي ميرنا … حكيم حكيم ليس موجودااا
ميرنا(دفعته بقوتها الضعيفة وهي تنظر بتشتت):- لا لا لا لا لا لا لا لا لالالالالالالالالالا
وائل(أحس بوجع لأجلها وأمسكها مجددا):- ميرنااااا حبيبتي أرجوكِ اهدئي …حكيم غادر
ميرنا(وضعت يديها على أذنيها لكي لا تسمعه):- لالالالالالالالا
وائل(بقهر):- …أرجوكِ لا تفعلي هذا بنفسكِ حكيم … حكيم ذهب يا ميرناااا لقد ذهب …
ميرنا(صرخت بقهر بصوت متقطع وجثت على ركبها بفشل وهي تبكي بجنون وتجذب شعرها بقوة وعدم تصديق):- لالالالالا ح حك… م حححححححح لالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالالالا ….
ميسون(نزلت وجلست على الدرج وهي تضم دوبي وتبكي بحرقة أباها الحبيب):- بابا حبيبي اهئ
بديعة(اقتربت منها لتواسيها فهي تبكي دما لأجله):- اهئ الله يرجعه لكما بسلامة ….
حالهما كان كسيرا جداااا جداااا ولكنه لم يختلف عن الحالة التي أقامتها مديحة لما وصلتها رسالة حكيم التي سلمها لها داغر باليد ، ما إن قرأتها حتى قلبت البيت بالصراخ وأعلنت حالة طوارئ اكتملت بعويل وبكاء لأجله ..لأجل ابنهم حكيمهم الذي قطع بهم ورحل ….
علم الجميع بهذا الخبر الذي انتقل بسرعة لمسامع الكل ، أول من هب للقصر كان كاظم وبعده طارق الذي كان يعرف بالموضوع وعجز عن تقديم شيء حاله حال ميار الذي اختفى في عرينه ودفن نفسه وسط وسائده لا يريد أن يرى أو يسمع أي أحد .. خبر زعزع ثبات العائلة كلها حتى نبيلة سمعت الأمر من أمجد الذي أخبره عمو بشير بأسف مما حصل ، فقد كان على علم أيضا وأصلا هو الذي سلمه مسألة عبد الجليل وزوجة أبيه …..
وهذا هو الحال من حلم جميل استيقظوا على فاجعة يصعب تصديقها ، ميرنا ساءت حالتها كثيرا فاضطروا لأخذها للمستشفى لتمضي ليلة هناك ، انتكست حالتها من فرط البكاء والقهر ، أما ميسون فأخذوها لبيت العائلة حيث وجدت نفسها ضائعة بدونهما ، كانت ساكتة طوال الوقت ولا أحد استطاع أن يفتح فم تلك الصبية التي ما كانت تهمد من الرعونة ، حتى دينا لم تتعاط معها مما جعلهم يوقنون أنهم مقبلون على أوضاع جديدة لا تحمد عقباهاااا …
أما هو ..حسنا قد كان أمام قصرها قبالة الفجر مثلما وعد ، ما إن دخل حتى شعر بالاختناق وعادت إليه حرقته بالسخط والكره مما يحصل فآخرها ميتة واحدة ، لذلك رفع سلاحه ووجهه نحوها في البدء اندهشت لكنها توقعت حركة ثائرة من شخص ذو كبرياء مثله ..لذلك باغته رجالها وصعقوه من الخلف بجهاز كهربائي أسقطه أرضا جثة هامدة ، ما إن استيقظ حتى وجد نفسه محتجزا بقيود ملتصقة بالحائط بينما هنالك شاشة تلفزيونية أمامه تعرض أحداث ليلة أمس ، والتي التقطت ميسون مجملها من هاتفه وأخذتها ليندا لتضعها أمامه وتقهر قلبه أكثر وأكثر بضحكات ميرنا وميسون التي وشمت قلبه بالحزن الشديد ….فأين الرحمة
حتى لو مرت الأيام فهي لم تستسلم بعد خروجها من المشفى ذهبت لميار سألته عن حكيم فلم يعطها جوابا مفيدا بل كأنه طردها بالبند العريض من عرينه ، ليس رغبة بل قهرا عليها ..لكنها لم تتردد في تكرار السؤال على وائل الذي لم يجبها بحرف بل تكتم على الأمر وكان يحاول ضبطها طوال الوقت ، لم يفارقها ولا لحظة بل حتى ليلا كان يبقى بجوار البيت يحرسها لعلها تجن وتخرج بلا خبر أحد … لم يتبقى باب لم تطرقه لتفهم أين هو حكيم لذلك كان عليها الوصول إليها فهي الوحيدة القادرة على إعطائها جوابا محددا ، استغلت مجيء وائل كالعادة وأخذت هاتفه خلسة ولجته وسرقت رقمها من حافظته سجلته بهاتفها وبعثت لها رسالة من هاتف وائل تحدد معها موعدا للقاء به ، طبعا كانت ستوافق وراهنت ميرنا على ذلك ووجدت ردا منها يفيد بالمكان والزمان ، حذفت الرسالتين وأعادت الهاتف لوائل وصعدت لتلبس ميسون ثيابها ، فهذه الأخيرة انقطعت عن المدرسة وبقيت جوار ميرنا كسيرتين جريحتين كعصفورة وابنتها … المهم ألبستها وخرجت من غرفتها أغلقتها بالمفتاح وضعته بحقيبتها وسحبتها للرواق الجانبي ، صعدت للسطح بها وأغلقته خلفها لتتجه للباب السري تحت استغراب من ميسون استعملته ميرنا لأول مرة ، وجدتا نفسيهما في بيت الجيران لذلك خرجتا بدون أن يشعر بهما أحد …سرعان ما استوقفت سيارة أجرة وكتبت له العنوان ، قرأه وأخذهما إلى هناك مباشرة لتجد جوزيت بالسيارة في انتظار قدوم وائل …صدمت من رؤية ميرنا وميسون وفهمت الفيلم لذلك نزلت وهي تراهما في حالة غير آخر مرة ، قد ذبلتا وهزلتا وملامح الحزن بادية عليهما
جوزيت:- ميرنا …ميسون ؟؟؟
ميسون(تقدمت نحو ميسون وعانقت ركبها):- أرجوكِ ..إن كنتِ تعرفين مكان أبي أخبري ميرنا لتأخذنا إليه …
ميرنا(اقتربت منها وارتمت بحضنها بدون سابق إنذار وانهارت بكاء فقد كانت آخر أمل لها):- اهئ
جوزيت(ببكاء):- …يا ربي …لقد تهربت من هذه الحالة منذ أن سمعت بالأمر ، لما جعلتماني أعيشه لمااااا اهئئئ
ميسون:- أرجوكِ عمتي جوزيت …أنا وميرنا نتوسل إليكِ أخبرينا ولن نخبر أحداااا
ميرنا(أعطتها رسالة حكيم وورقة):- …هااا هاااا ؟؟
جوزيت(قرأتها بقهر ثم قرأت الورقة التي كتبتها ميرنا):- °أنا أتوسل إليكِ لقد طرقت كل الأبواب الجميع صدوني وطردوني ، إنهم يتكتمون ولا أعذرهم ذلك أمر أصدره حكيم لكن أنتِ …أنتِ ستخبريننا يا جوزيت أرجووووكِ أنتِ آخر أمل لنا …لقد مضت أيام ونحن تائهتين بدونه لطفااا ساعدينا لطفاااا لو سمحتِ ؟°
جوزيت(زمت شفتيها):- …اهئ ..إنه بروما
ميرنا(رمشت بعدم فهم):- ؟؟؟؟
جوزيت:- إنه عند ليندا أم لورينا … لا أملك معلومات أخرى لكنه محتجز عندها
ميسون:- عند جدتي ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(تنفست الصعداء وعانقت جوزيت):- اهئ …ش …ش
جوزيت:- لا تعرضي نفسكِ للأذى يا ميرنا تلك المرأة خطيرة ، أخبرتكِ لتطمئني عليه فحسب هو سيعود والله سيعود ..فترة مؤقتة لا غير
ميرنا(رمشت وهي تهز رأسها ثم نظرت لميسون التي أخرجت من جيبها قلم ومذكرة):-°لا تخبريهم أنني أعرف …سوف أعود بميسون للبيت وننتظره°
جوزيت:- أوووه أرحتِ قلبي ميرنا أجل هذا هو الصح … أنا آسفة ما استطعنا القيام بشيء
ميرنا(نظرت جانبا لتبحث عن أي سيارة أجرة وتحركت):- لا لا …هه
جوزيت:- دعيني أوصلكما للبيت ؟
ميرنا(نظرت لميسون):- لا
ميسون:- سوف نتمشى قليلا نحن بحاجة لذلك لقد متنا قهرا على بابا حبيبي ..
جوزيت(هزت كتفيها):- تمام …توخيا الحذر ..
لحظات ووجدت سيارة أجرة انطلقت حتى البيت ولاحظت أن جوزيت لحقتهما لتراقبهما ، وما إن انعطفتا تجاه شارع بيتهم جوزيت أكملت طريقها في الشارع الرئيسي وغادرت بعد الاطمئنان عليهما ، هنا حرَّف سائق الأجرة طريقه واتجه للقصر البحري ، ما إن وصلته حتى أخذت هي وميسون تجمعان حقيبتيهما ، أخذت من خزنة حكيم جوازات السفر خاصتهما وبعض المال وضعته بالحقيبة وبعدها خرجت متحججة أنهما ستعودان للبيت وأرادتا أخذ بعض الأغراض … داغر أصر على اصطحابهما للبيت فما كان أمامهما إلا الموافقة لكي تماطلاه ، ما إن وصل وسط المدينة تحججت ميسون برغبتها في الدخول للحمام فاضطر للتوقف بجوار أحد مراكز التسوق لتقضي حاجتها وأيضا طلبتا منه إحضار بعض الأكل من الكشك المجاور ، وافق وذهب ليحضر الأكل وهنا نزلتا معا وأخذتا الحقيبتين ودخلتا للمركز لتغادراه من الباب الخلفي وتستقلان سيارة أجرة في اتجاه المطار … أخذتا أول طائرة متجهة لروما وكانت بعد مضي ساعتين مرت عليهما طويلة جداااا جدااا ، لكن الأمل في إيجاده كان يزرع بقلبهما الأمل ..انتبهت لرنين هاتفها وكان وائل وبعده أخواتها وأمها ، وعلى هاتف ميسون اتصل كاظم مرارا وتكرارا وبهاتف ميرنا اتصل لكنهما أطفأتا الهواتف وقررتا البحث بنفسهما عنه …
ها هما ذا بالطائرة نامتا من فرط التعب حتى وصولهما ليلا إلى روما ، توجهتا مباشرة إلى قصر ليندا فقد سبق لميرنا أن جاءت إليه ذات مرة والآن هما أمام البوابة التي لم تكن تفصلهما به إلا هي …
طرقت الباب في البدء بهدوء لكن ذلك الهدوء تحول لطرق هستيري جعلهم يفتحون البوابة ويفسحون لهما الطريق للدخول …
ميرنا(وضعت حقيبتها هي وميسون بالبوابة وأمسكت يدها ودخلتا):- همم
ميسون:- إن كان بابا هنا لن نغادر بدون أخذه …
دخلتا عليها وكانت جالسة بهيلمانها في الصالون ، استقامت بابتسامة عريضة وبسطت يديها بترحيب غير متوقع
ليندا:- حفيدتي ؟؟؟
ميسون(التصقت بميرنا):- أين بابا ؟
ليندا:- أين أبوكِ ؟
ميسون:- نعرف أنه هنا
ليندا(صغرت عينيها ورفعتهما صوب ميرنا):- أينفع أن تكذبوا على البنت المسكينة ؟
ميرنا(رمقت قلادة الشمس برقبتها ثم ردت بشراسة):- ح ؟؟؟؟؟
ليندا(زفرت عميقا بملل وهي تجلس واضعة رجلا على أخرى ببرودة):- غير موجود …
ميرنا(بعصبية):- ح….ح ؟؟؟؟؟
ليندا:- عفوا عفوا لا أستطيع استيعابكِ يا أخت …
ميسون:- بابا هنا نحن نعرف
ليندا:- من أخبركم بهذه الكذبة يا صغيرة ؟
ميسون(ببكاء):- لما سرقتِ بابا منا اهئ أعيديه لنا أرجوكِ جدتي
ليندا(بتأفف):- أوووه كنت قد ارتحت من تذمركِ وبكائكِ المتواصل يا هذه ..لآ تزعجيني
ميرنا(كتبت على المذكرة وأعطتها):- °؟أخبرينا أين حكيم وتفادي الوقوع بالمشاكل°
ليندا:- أيوة والله وإنكِ لقوية لتأتي حتى بيتي وتتهميني بخطف ابن عمك … أليس ذلك صعب التصديق يعني مش منطقي بالمرة هههه ..مغدووووووور يا مغدووووووري
مغدور(هرول إليها):- مولالالالالالاتي
ميسون(بخوف منه لطالما هابته التصقت برجل ميرنا):- هئ
مغدور:- مولاتي الصغيرة هنا ياااااااااااللفرح
ليندا:- أنظر يا مغدور لحالة هاتين القطتين الشريدتين ، تتهمانني بحالتها البائسة تلك أنني اختطفت حكيم الراجي ، أيعقل أن أختطف رجلا بحجم الباب ؟
مغدور:- مستحييييييل مولاتي لا تختطف أحدا يا هاتين هههننننن
ميرنا(باشمئزاز وتعب):- ح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليندا:- هييييييييه هوينا ياااا أخبرتكِ أنه غير موجود … وحتى لو كنت أعرف مكانه لن أخبركِ فانسي أمره حكيم لم يعد موجودا في حياتكم ، حكيييييييييم انتهى أمره بح لقد تم استبعاده من حيااتكما فتأقلما وكفا عن مضايقتي وإلا …لن يعجبكما ما سأفعله بكماااااا ؟
ميرنا(بعناد اقتربت منها بدون وعي):- ….ح ح ح حححححححك..يمممم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليندا(عادت برأسها للخلف):- من أين تستوعب هذه المخلوقة ؟
ميرنا(هجمت عليها وأزالت قلادة الشمس من عنقها بقوة):- هئ
هنا جن جنون ليندا وبرقت أعينها بالشرر لتشير بيدها لمغدور لكي لا يتدخل ويمسك ميسون بإحكام ، وقتها سحبت سكاكين صغيرة من الديكور الموجود على المنضدة وجرحتها في ذراعيها بحركة سريعة أبعدتها وجعلتها تترك القلادة تسقط على الأرض …. ما إن رأت ليندا دماءها حتى سددت خدوشا على ذراعيها ودفعتها على الأرض لتسقط بضعف مغشيا عليها لأنها كانت على آخرها …
بعد مرور وقت فتحت عينيها على قطرات المطر وهزات من ميسون التي كانت توقظها ، لقد رموا بهما خارج القصر وتركوهما كالكلاب أمام بوابته ، وها قد أمطرت لتكتمل حالتهم البائسة وتزيد على قهرهم قهرا آخر …نهضت ميرنا وهي تنظر لجراحها التي عقدت عليها ميسون بعض القماش ، بكت ميرنا لأنها فكرت فيها ولكنها استيقظت بجنون وأخذت تطرق على الباب مجددا ، تطرق وتطرق وتطرق بدون توقف حتى تعبت أيديها ونظرت لميسون التي كانت تطرق بدورها وتنكمش حول نفسها ، فهمت أنها قد بردت لذلك فتحت الحقيبة وألبستها سترتها وانتبهت لآثار الدم المتخثر بأيديهما من فرط الطرق الذي لم يجدي أي نتيجة ….
ميسون:- ماذا نفعل ؟
ميرنا(جلست أرضا بفشل):- ..لا …لا ؟؟؟
ميسون(مسحت دموع ميرنا وعانقتها):- أشعر بالبرد والجوع
ميرنا(بانهزام طأطأت رأسها):- هااا
ميسون:- أين نذهب لقد صرنا ليلا والمطر غزير ؟
ميرنا(مسحت على وجنة ميسون ووضعت قلنسوة السترة على رأسها واستقامت):- هممم …
رفعت حقيبة على خصرها وحقيبة أخرى أمسكتها بيدها ثم التقطت كف ميسون وسارت بها مبتعدتين من ذلك القصر الذي عهدت أن تعود إليه مرة أخرى … كان مكان القصر مهجورا تماما من أي روح وهذا مما جعلها تشعر بالخوف فمعها طفلة والطريق طويل حتى المدينة ، لم تشعرها بالخوف بل تابعت معها في ذلك الطريق وهما تسيران بتعب وأحوال الطقس تزيد من سوء الوضع …
ميسون(تعبت من المسير والتفتت خلفها للقصر):- لم نمشي سوى القليل وأمامنا الكثير
ميرنا(رمقت القصر ببكاء):- هممم
ميسون:- لو كان بابا هناك لما سمح بهذا صدقيني ..يعني هو غير موجود
ميرنا(توقفت وانحنت لمستواها):- لا …ح …ه ناااا ؟
ميسون(هزت كتفيها بتعب):- …هئ إنها سيارة أحد مارة من هناااا ، لنوقفه كي يأخذنا للطريق الرئيسي …
ميرنا(بخوف أمسكت حجرة تحت إبطها وأشارت بحركة إيقاف):-هييه ؟؟
ميسون:-توقف يا عمو توقف رجااااء …هاه إنها سيدة يا ميرنا وليست رجلا
كلاريسا:- دُوفِي …(إلى أين) ؟
ميسون:-إنها تتحدث الإيطالية سأجيبها أنا …احم لطفا خالة نحن ضائعتين خذينا لوسط المدينة لو سمحتِ
كلاريسا(ناظرتهما بتمعن وأشارت بيدها):- اصعدا هيا ..
ميرنا(ابتلعت ريقها وصعدت هي وميسون ووضعت الحقائب بجنبهما):- ش..؟؟
ميسون:- أمي لا تتحدث وهي تشكرك على صنيعك خالة
كلاريسا:- ما الذي أخرجكما في هذا الحال الممطر ، أل تعلمان أن الأحوال تصبح مريعة في هذا الوقت ؟
ميسون:- كنا مضطرتين خالة
كلاريسا(زفرت عميقا ورمقت اتصاله):- احم نعم
خوري:- هما معكِ ؟
كلاريسا:- سي
خوري:- بخير ؟
كلاريسا:- يعني … نوعا ما
خوري:- أوصليهما لوسط المدينة ولا تغادري حتى تأخذا سيارة أجرة ، اسأليهما عن وجهتهما لو وافقتا خذيهما للعنوان الذي تذكرانه
كلاريسا:- تمام
خوري:- غالبا سيكون القصر المعتاد ، تصرفي …
كلاريسا:- أوك ..عفوا كان اتصالا من زوجي ، أخبراني عن وجهتكما ؟
ميرنا(أخرجت المذكرة وكتبت لميسون):- …همم
ميسون:- ماما تقول خذينا لوسط المدينة فحسب وشكرا لمساعدتك
كلاريسا:- لا بأس …أنا متاحة الآن لو أردتما أوصلكما للعنوان الذي تريدانه
ميرنا(بتوجس):- لا …
ميسون(رمقت رفض ميرنا):- لطفا خالة وسط المدينة يكفينا
كلاريسا(زفرت عميقا):- أوك …
أوصلتهما وسط المدينة وغادرت بعد أن أخذتا سيارة أجرة نقلتهما لقصر ميار مباشرة …ما إن دخلتا حتى وصل الخبر للوطن فعرفوا أنهما بروما بعد بحث طويل ، فما ظنوا بتاتا أن ميرنا ستمتلك الجرأة والقدرة على السفر وهي مع ميسون … من هناك انطلق وائل وكاظم سوية في أول طائرة وجدوها أمامهم ، وإثر وصولهم وجدوا ميرنا وميسون نائمتين متعانقتين بغرفته وعلى سريره ، ملامحهما كسيرة ويظهر أنهما بكتا مطولا … تحسرا على حالهما وقاما بتضميد جراح كفوف وأذرع ميرنا فالمهم أنهما بخير على الأقل ،.، حسن هما بخير أشك بأنهما كذلك لا هما ولا هو ، فقد عرف بمجيئهما حين سمع صراخهما وطرقهما على الباب وكاد يصرخ وينادي بدوره لولا أن الرجال هددوا بقتلهما في الشاشة التلفزيونية أمامه حيث لمح مسدسات مصوبة تجاه ميرنا وميسون والتي لم تستوعبا تواجدها حتى …خاف عليهما وتمزق لأجلهما خصوصا حين جرحتها ليندا وقامت بإدماء أذرعها وكفوفها ، وقتها أخذ يصرخ بكل ما فيه من جهد بأن يفكوا قيده ويحرروه ليقطع اليد التي امتدت على عصفورته الصغيرة ..وجعه قلبه فقد رآهم وهم يعودون بالجهاز الكهربائي وبحقنة غريبة تسربت بعروقه حين صعقوه بالجهاز ليفقد وعيه المتهالك من جديد …..
الحال لم يكن بسهل التأقلم معه حتى عند استيقاظهما لم تتغير الفكرة من بالهما ، غافلتا كاظم ووائل وخرجتا مع أحد الحراس الذي قامت ميرنا بتهديده عن طريق المسدس ، فاضطر لأخذهما لقصر ليندا مجددا وفور إنزالهما بعث رسالة ليخبرهما بذلك ، ..جن جنونهما وأخذا سيارتين متفرقتين وانطلقا إلى هناك وجوهما على ذات الحال ، تطرقان ببكاء وحالة لا يشتهيها المرء للعدو فلما هما عنيدتين هكذاااا لما … بصعوبة أخذوهما من هناك وحبسوهما في القصر هذه المرة بحراسة دقيقة ، فقد كانا يتناوبان على ذلك وأرجحوا أن يعودوا للوطن كي لا يكون لهما فرصة ولكنهما أبتا العودة بعد أن انهارت ميرنا وتصلبت ميسون وهي تذكر بهستيرية أنها ستغرق وأنها تشعر بالاختناااااق .. هلع كاظم لأجلها ورفض قرار عودتهما فقط وقتها عادت لطبيعتها وهو يعدها أنهم سيجدون حكيم ، أما ميرنا فقد استعجب حالها لم تتعرف عليه رفضت حتى التعامل معه ، كانت تنفر منه وكأنها تعاقبه على وجوده بحياتها ، وجوده الذي قهر حكيم أيعقل ذلك … آخرها طردته من غرفتها وجلست تبكي على ملابس حكيم التي بقيت بعضها بالدولاب ، جرحته بفعلتها لكنه آثر الصبر فهي لا تعي ما هي فاعلة …فحتى أنها طلبت من داغر أن يحضر لها قائمة طلبات ما هي اتضح أنها طلبت فساتين سوداء ، قررت ارتداءها وعدم الاستمتاع بشيء حتى يعود … إلى هنا وطفح الكيل
وائل:- أتحسبين أنه سيعود بهذه الطريقة ، هل ستحزنين عليه الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(كانت تعلق الفساتين والثياب السوداء بالدولاب دون أن تعيره اهتماما):- هممم
وائل(بعصبية اقترب منها):- يا ميرنا يا ميرنا روحكِ ستعاقبكِ على ما تفعلينه بحالك ، هذا ليس حال عقلاء أتعتقدين أنه سيكون راضيا بهذا الاكتئاب الذي دخلتِ إليه بعد رحييييييله ؟؟؟؟ حكيم سيحترق لو عرف أنكِ تقهرين نفسكِ هكذاااا لدرجة أذية روحكِ ميرنا
ميرنا(أغلقت الدولاب وسحبت فستانا أسود):- …لا لا لالالالالالالا
وائل(مسح على رأسه بعذاب):- … لا حول الله يا ربي … (خرج ووجد كاظم متكئا على الجدار)لا جدوى
كاظم:- حسنا …لقد وصلت أخبار من الوطن لقد أمسكوا عبد الجليل وهو في السجن الآن .. غالبا سيتم إطلاق سراح إخلاص،، وميرنا عليها أن تعرف بهذه المستجدات ما ربما ارتاحت قليلا
وائل:- ادخل وأخبرها أنا غلبت معها تظل تتصرف معي بطريقة جافة وكأنني السبب في رحيله
كاظم:- اصبر عليها يا وائل إنها مجروحة
وائل:- أصلا ماذا بوسعي أن أفعل غير الصبر … لكن .. لا تهتم سأعد لنفسي فنجان قهوة ، أين ميسون ؟
كاظم:- ترسم بغرفة المعيشة …رسوماتها تقلقني إنها تظل ترسم هوة سوداء
وائل:- وهذا اضطراب في نفسيتها لكن ماذا عسانا نفعل …افف سأحاول التحدث معها بدوري وحاول أنت مع ميرنا
كاظم:- سنحاول
وائل(برقت بباله فكرة):- إن لم نفلح … سنضطر للقيام بالخطة باء
كاظم(وضع يده على مقبض غرفة ميرنا):- والتي هي ؟؟
وائل:- تنويمهما وتسفيرهما بطائرة خاصة
كاظم(أعجبته الفكرة):- ممكن … سنستخدم طائرة ميار الخاصة
وائل:- حتى هو اختفى وسلم بعدم مساهمته في ولا شيء بخصوص هذا الأمر
كاظم(دخل للغرفة وجدها قد ارتدت الأسود):- خليها على الله … / ميرنا .. الأسود يليق بكِ ، كأنكِ تتجهزين للخروج ؟
ميرنا(كانت تجدل شعرها):- …لارد
كاظم(وقف خلفها ووضع يديه على كتفيها معا):- أنتِ …ميرنا الراجي أنتِ من … ميرناااا الرااااجي من هي ميرنااا الراجي …هي إنسانة لها وجود وقناعة ومبادئ في هذه الحياة ..ميرنا الراجي موجودة وليست ميتة حية ، ميرنا الراجي تتنفس إذن عليها أن تصبر لحكم الله ..ميرنا الراجي تؤمن بقدر الله خيره وشره ..ورب ضرة نافعة
ميرنا(وضعت المشط وصفقت بيديها والدموع تنهمر من عينيها):- ههه هههههه
كاظم(طأطأ رأسه):- أتسخرين ؟
ميرنا(دكته في صدره لتبعده عنها):- ها ها هاااااااا
كاظم(رمقها وهي ترتدي حذاء أرضيا):- ميرنا إلى أين تحسبين نفسكِ ذاهبة ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وأخرجت خنجرا صغيرا بخفة وضعته تحت كمها):- لارد …
خرجت متجاهلة إياه ونزلت وهو يتبعها وجدت وائل يحاول حث ميسون على الكلام والتي أبت الرد عليه ، بل ظلت ترسم وترسم وترسم وتكرر الرسمة في كل الأوراق …ميرنا اقتربت منها مسحت على شعرها وقبلت رأسها وقتها نظرت إليها ميسون وعادت لترسم
وائل:- إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة ؟
ميرنا:- ح
كاظم:- يا ميرنا الله يهديكِ لا وجود لحكيم هنااااااااا
ميرنا(بعناد):- ح …
وائل:- اشرح لها إذا تفضلت
ميرنا:- ح …
وائل(بانفعال):- أنظري لما تفعليييييييييينه ..أنظري لميسوووون لقد قاربت البنت على الاضطراب النفسي ألا ترين رسوماتها ألا تشفقيييييييين عليها ؟؟؟؟
ميرنا(رمقتهما بدموع):- ح …
كاظم:- انتهينا ميرنا يكفييييي
ميرنا(تنفست بعمق وأمسكت ورقة وقلم ميسون وكتبت لترميها إليهما بعدها أخرجت الخنجر من تحت كمها ووضعته على عنقها):- °إما أن تأخذونني إليه الآن …أو أغرس هذا بعنقي°
وائل(شهق وهو يستقيم برعب):- ألهذه الدرجة فقدتِ صوابكِ ؟؟؟؟
كاظم:- يا إلهي ميرنا ستؤذين نفسكِ ؟؟؟؟
ميسون(وضعت القلم بهدوء كأنها مستوعبة لما يحدث ومتقبلة):- خذونا
كاظم(رمش ونظر لوائل):- صدقا … نحن بمأزق …وأظنك محقا بخطتك دعنا نتصرف ../ احم ميرنا ماشي سنأخذكما لكن أنزلي ذلك الخنجر عيب عيب أمام البنت …
ميرنا(أنزلته واحتفظت به حين شبكت يدها بيد ميسون وخرجت بها):- ح ….
ما كان بوسعهما شيء أخذوهما إلى هناك وتركوهما تفعلان ما تريدان ، لغاية ما تهالكت قواهما وسقطتا أرضا متعبتين بعدها حملهما كل من وائل وكاظم وعادا بهما للقصر ، قدموا لهما بعض الماء ليستردوا ريقهم ومن ذلك الماء إلى الوطن مباشرة …
استيقظتا عشية اليوم الموالي لتكتشفا أنهما بالوطن وببيت الراجي تحديدا ، حاولوا جميعا تهدئة الوضع والسيطرة عليه لكن بدون جدوى ، فالثورة حين تنفجر لا تخنع… الشيء الوحيد الذي أربك موازينهم هو خروج إخلاص من السجن وعودتها للبيت مقهورة على ابنها وحيدها ، وحدها من استطاعت أن تخرس ميرنا وميسون بقهرها عليه ..لكن الهدوء لم يستمر طويلا كان له فترة محددة واستعصى عليهما التحمل أكثر ..خصوصا ميرنا التي خارت قواها بنفاذ صبر وهي تدخل لغرفة غازي وتتذكر الزمن السحيق الذي كانت تنتظر فيه عودته لسنوااااات مضت ، كلما تذكرت تلك الحقبة تختنق ، في مرة أصيبت بنوبة ذعر لولا انتباه جمانة لها لكانت راحت فيها ، سرعان ما سيطروا عليها بهدهدتهم لها وبطمأنتهم لها بعودة حكيم ..حلفوا بيمين الله بعودته ولكنها لم تصدقهم لذلك استكانت بالفراش بعد أن قاموا بوضع مهدآت لها على مرور أيام لعلها تستعيد وعيها ..ميسون كانت تظل جوارها تبكي وتنام تبكي وتنام ، أكلها ليس بأكل فحتى ميرنا كان المغذي الوريدي الذي أحضروه لأجلها يفي قليلا بالغرض …
إخلاص:- هل سنتفرج عليها هكذا يا أمي ؟
مديحة:- لتموت ..هي السبب اهئ هي السبب في رحيل أخيكِ
إخلاص:- استهدي بالله يا أمي استهدي بالله …
سماح:- أنتِ اخرجي منها يكفيكِ ما فيكِ
إخلاص:- وعدني ذلك اللواء آه العم بشير أن يصطحبني لرؤية ابني بعد قليل
مديحة:- ألم يخبركِ شيئا عن أخيكِ ؟
إخلاص:- لم يذكر …
سلوى:- أيام هذا البيت اسودت فجأة
سماح:- هي نحس هكذا منذ مجيئنا وقبل مجيئنا حتى
عواطف(خرجت من المطبخ بيدها صينية أكل):- على الأقل كفوا عن النميمة وساعدوا بإطباق فمكم خيرا لكم افف …
مديحة(بلؤم):- لا شأن لكِ بي يا عواطف فهمتِ …
إخلاص:- أمي …
نور(تتحدث عبر الهاتف):- طيب وائل سأحاول معها أنت أنهي ما بيدك وتعال
وائل:- طيب طيب … سأفهم ما الذي يحصل مع إياد وأخبركِ ../ كاظم ما الجديد ؟
كاظم:- لا أعرف الأخبار عند رامز دعنا ننتظر خروجه
وائل:- حاول الوصول لميار الآن
رامز(بعد لحظات):- افف الوضع سيء
وائل:- ماذا حصل يا رامز ؟
رامز:- ذلك المحقق المدعو حمزة يقول أن إياد نجيب من أحرق بيت أخته نرجس وردان
وائل:- ما هذا الهراء كيف يتهمه بهتاااانا ، هل وصلت لميار ؟
كاظم:- أحاول الاتصال به لكنه لا يجيب
وائل:- لا ينفع معه سوى الذهاب إلى هناك ..سأتصرف وأنت حاول مراقبة الوضع مع إياد ، رامز دعه يطبق فمه لغاية مجيئي ، رقية معه لن أقلق من الجانب القانوني حتى عودتي
كاظم:- طيب طيب
رامز:- ما تقلق نحن هنا …
توجه وائل صوب عرين ميار وجده يصطاد الحمام ببندقيته في جانب من حديقته لا والله هو من ناسبه الأمر … اقترب منه وتركه لغاية ما أطلق آخر رصاصة واستوقفه
وائل:- علينا أن نتحدث
ميار:- أوه هنالك طشاش كلام يزعجني
وائل:- أخوك في السجن …
ميار(هنا تسمرت ضحكته واستدار نحوه ليخفض البندقية ويزيل نظاراته):- عفوا ماذا قلت ؟
وائل:- أخوك في السجن ..بسببك
ميار(رمى البندقية على الطاولة وتقدم نحوه):- كيف ..إ…إياد لما هو في السجن وكيف بسببي وضح يا وااائل ؟
وائل:- لو كنت تجيب على اتصالاتنا كنت ستفهم
ميار:- واااائل أجبني
وائل:- بسبب تهديدك لمراد اليزيدي الرجل أخبر ابن حماه سابقا بهذا ، وراح المحقق يبحث وراء الموضوع واتهم أخاك بحرق بيت أخته
ميار(اشتعلت عيناه بالرفض):- من الذي يجرؤ على وضع أخي بالسججججججججن ؟
وائل:- ليس وقت من …الآن علينا أن نفكر بطريقة لإثبات براءته من هذا الاتهام قبل دخوله السجن هذه الليلة
ميار(بنظرة قاتمة):- أنا سأتصرف لن أسمح بأن يبقى أخي ليلة واحدة بالسجن
وائل:- يا ليتك تشركني بأفكارك النيرة لأنني محاميه
ميار:- أبشر ولول ستصبح محاميَّ أنا
وائل(بعدم فهم رمقه وهو يتحرك):- أفندم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ما كان توجه ميار للسجن ودفع أموالا كثيرة ليجعلوه يرى إياد قليلا ، فور رؤيته له حقنه بنفس الحقنة التي كان يحقنه بها لما كان يتقمص شخصيته ، لم يعطه فرصة للاستيعاب بل جعل رجاله يخرجونه من هناك ويأخذونه مباشرة للبيت الجبلي تحت شهادة من وائل الذي لم يستطع أن يمنع ميار من ذلك ، فقد كان ذلك واجبه تجاه أخيه خصوصا وأنه السبب في سجنه يعني سيصحح غلطه أيا كانت النتائج ،..ودور وائل لم يتوقف هنا بل بلغ جوزيت التي هرعت للبيت الجبلي كي تنتظر ثورة إياد نجيب هو الآخر … فالمسكين كان في طريقه ليواسي ميرنا كما كان يفعل تلك الأيام ولكن فاجأته الشرطة بمداهمتها له وجره للمخفر

في بيت سكر
كانت تضرب على ركبها برجفة وخوف وهي ترمش برعب وتنظر إليه … قد كان يلتهم الفواكه ببرودة تامة ولا كأنها تحترق أمامه من خوفها
لمياء:- يا حيوان أقول لك أنه سيفشي أمري سيبيعني، سيجعلهم يحبسوووونني
محروس:- لن يفعل لقد دفعنا له أموالا كثيرة
لمياء:- إنه جبان إذا ما عذبوه قليلا سيقول كل شيء
محروس:- أخبرتكِ أن نقتله ولكنكِ خفتِ على حبيب القلب ، ها ما الذي حصل الآن لما ارتعبتِ ؟
لمياء:- ذلك أمر وهذا أمر آخر ما حسبت أن تداهم الشرطة موقعنا وتأخذه للسجن ..لولا أن الجيران أخبروك لكنت أيضا معه في الهاوية
محروس:- ولهذا أخبركِ أن تطمئني لقد جعلكِ بريئة في أقواله وأخبرهم أنه هو من طعن عمر بالسكين ، وهذا تم بعد أن رأى حقيبة المال التي تنتظره فور خروجه يعني اشترينا صمته
لمياء:- لا لا هذا لن يحدث ..إذا ما التقى بأمه ستجعله يغير أقواله وإذا حدث هذاااااا سوف لن أسكت عن شيء سأجرك معي للهاوية
محروس:- يوووووه … اخرسي جاءت الست سكر
سكر:- تحدثت مع كهرمانة ..لقد أعطت أمرا
لمياء(برقت عيناها):- أمرا بماذا ؟
سكر:- سيتم تصفيته الليلة في سجنه
محروس:- هوبا شفتِ يا لعينة الدنيا تضحك لكِ من جديد وستعودين للرقص وتلهبين قلوب الرجال
لمياء(ضحكت من فرحها):- والله لأرقص لكما الآن ، طبل طبلي يا رجل
محروس(ضحك وطبل لها على الطاولة):- إلعب …
سكر:- ههه والله شيطانة يا ميا …ارقصي ارقصي يا بنت بيت أمك سكر مفتوح لكِ دوما
كهرمانة …آخر شخص يمكن أن نتوقع أنه يصدر أمرا بقتل عبد الجليل ، السبب بسيط إنها تكره الراجيين أولا وثانيا لأنها ستستفيد من موته حين ترى الألم يدمي في بيت الراجي ، ثالثا وأن هنالك من يدعم لمياء ويريدها أن تبقى راقصة في ذلك الملهى ، ..اتصلت بغضنفر وتشاورت معه وأخبرته بالجديد ودافع عن لمياء أيضا لأسباب خاصة سنكشفها لاحقا ،أخبرها أن تصفي عبد الجليل وتترك الباقي عليه ، سألته عما يريده منه فقال أن بجسمه أعضاء صالحة للبيع وهنا ضحكت بصخب لينفذ الأمر تلك الليلة ..ويموت عبد الجليل مذبوحا مقتولا وفارغا من العضلات ومفصلا من فوق ، قمة البشاعة قمة الفظاعة …والأسوأ كيف سيخبرون العائلة بذلك ؟؟؟
رامز:- … جيد أنك في البيت
طارق:- خيرا يا رامز ؟
رامز(طأطأ رأسه):- أحمل لكم أخبارا سيئة ..سامحني لكن ما لدي سيحزنكم كثيرا
طارق(هف قلبه):- حكيم ؟؟؟؟؟
رامز:- لا…دعني أدخل … ونادي أختك إخلاص …
إخلاص(بدون أن ينادوها خرجت من غرفتها والضيق يلازمها ووجدتهم بالصالون):- …ماذا بكم ..ماذا هناك ؟
رامز:- ست إخلاص … أمسكي نفسكِ لما سأخبركِ به
مديحة:- الوقت متأخر يا بني كنا سنخلد للنوم …لو أجلت قولك للغد كان أفضل
رامز:- آسف …ما لدي لا يحتمل التأجيل
غازي:- هيا يا أخ رامز نحن ننتظر
نور(برقت عيناها):- رامز… ماذا حصل هل هو ابن عمي حكيم هل حدث له مكروووه ؟
رامز:- لا لا الأمر بعيد عن حكيم …إنه بخصوص ..ابنكم عبد الجليل
إخلاص(أمسكت على قلبها):- شيماااااااااااااااااء شيمااااااااء
شيماء(نزلت برعب):- أمي أمي ماذا حصل ؟
إخلاص(بدموع):- لا أدري ماذا حصل لكنه يقول هناك أخبار عن عبد الجليل ، أخبريه أننا رأيناه هذه العشية كان سيخبرني أنه لم يقتل أباكِ ههه أجل فأنا واثقة أن تربيتي لن تثمر مجرماااا … يعني لو أمهلوني وقتا أطول كان سيعترف بذلك لي ..ههه غالبا أخبر المدراء صح يا رامز ؟؟؟
رامز(بأسف نظر لطارق):- … ست إخلاص … البقاء لله لقد توفي ابنكِ عبد الجليل قبل ساعة
طارق(أمسكه من ذراعه بقوة):- …..كيف ؟
رامز(أغمض عينيه وأتمم):- مقتولا ….
إخلاص(ضربت على صدرها وصرخت صرخة واحدة):- ابنيييييييييييييييييييييي يييييييييي …
انقلب الحال في الحين واللحظة لدى سماعهم بتلك الفاجعة التي قهرتهم وكسرت عينهم ، صرخوا وبكوا وواسوا وقهروا وتعذبوا وتحسروا ولا شيء غير الألم ، ففقدان ابنهم كان أليما أليما خصوصا طريقة موته التي قسمت قشة البعير …..
سمعت بأمر الوفاة ونزلت بدون حياة لتجلس على الدرج وتبكي بدورها معهم ، جرت ميسون دوبي خلفها وجلست جوارها متكئة على جسدها وتبكي هي الأخرى على الشاب الذي لم تراه يوما ، لكنه يعني لهم الكثير ….. إخلاص فقدت وعيها ليومين تستفيق لتصرخ وتلطم ويسكتونها بالمهدآت ، شيماء الحال كان انهيارا متواصلا وحبوب وجع الرأس التي أدمنتها كل ساعة ..أما الأهل فقد خطفت أرواحهم والحال ما كان بحال خير … أخذت إجراءات التصريح بالدفن عدة أيام حتى تقرر موعده ، عرفت ميرنا بأن ميار في السجن بدلا من إياد أخبرها وائل بذلك وهنا لمعت ببالها فكرة الذهاب بطائرته الخاصة لإحضار حكيم ربما لو أخبرت ليندا أن ابن أخته مات تحرره من سجنه … اتفقت مع ميسون على هذه الخطة واستغلوا انشغال الجميع في التحضير للجنازة يوم الغد وخرجتا من البيت بحقيبتهما وذهبتا للمدرج الخاص بميار لتكتشفا لحاق داغر بهما ، فاضطر المسكين لمرافقتهما على الأقل يقوم بحمايتهما فهو يعرف بأنهما لن تهمدا حتى تنفذا ما برأسهما …
ميرنا:- °أقسم لك يا داغر سوف نعود فورا أرجوك لا تخبرهم ، أمهلنا 24 ساعة فقط أرجوك°
داغر(نظر للطيار بعد صمت):- 24 ساعة ونعود إلى هنا ..رجاء خذنا لروما … تحرك
ميسون(ابتسمت وصعدت جوارها):- شكرا عمو داغر أنت أفضل عم …
داغر:- هيا بنا …
وصلوا ليلا لروما ومباشرة عادوا لقصر ليندا ونفس الفيلم يتكرر تباعا بدون ملل أو كلل ، وبنفس النتيجة أيضا ، بصعوبة أخذهما داغر للقصر وتكتم عن أمر مكانهما فعلا خشية من أن تهربا منه وتتعرضا للأذى … لذلك اطمأن لنومهما بقصر ميار وجلس ليصلي الفجر ويدعو الله أن يعيد سيده حكيم بخير وعلى خير لأهله الذين يمرون بفاجعة تقسم الظهر مع الأسف
،،،،،،،
حكيم(صوت همسه):- لا تيأسي يا ميرنا أنا معكِ …
ليندا:- هاهاهااا أخذته منكِ سرقته منكِ لن تريه مجددا في حياتك
ميرنا:- حرريه يا حقيرة …أعيديه لي أعيديه
ليندا:- هاهاهاااااا
حكيم:- لا تقتربي يا ميرنا كلما اقتربتِ احترقت
ميرنا(رمشت وهي تحاول أن تمسكه):- لما تبتعد يا حكيم أمسك يدي أمسك يدي ، سأحررك
حكيم:- أنا انتهيت …اعتني بميسووووون
ليندا(أمسكت كأس دماء وأخذت تشربه):- في صحتكِ ميرنا الراجي هاهاهااااااا … حكيم لي حكيييييييم لييييييييييييييييي هههاههاهاااااااا
،،،،،،،،،
ميرنا(انتفضت بفزع من الفراش):- ح ….ح اهئئئئئئئئئ ح حححححححححححح …
استيقظت فجأة بعد ذلك الحلم الغريب وأخذت تصرخ بنحيب تشيب له القلوب ، راحت تفتش عنه في كل زوايا الغرفة ولم تجد له أثراااااا مجددا هو غير موجود ، مجددا ترى نفس النتيجة لا وجود لحكيم الراجي ، إنها تعايش ذات الحالة مجددا لا لا لا لا لا لا يمكنه ذلك لا يمكنهم فعل ذلك ، لقد تعبت لقد سأمت لقد انهارت هي تريده تريد رؤيته فحسب لما لا يفهموووووونها لماذاااا …
سحبت الغطاء بقوة ونزلت ركضا وهي حافية القدمين بفستانها الأسود الطويل تبحث عنه في كل زاوية من القصر وتناديه بالحرف الوعيد الذي يستطيع لسانها ذكره ، قاربت من الجنون والحال أنها لم تهتم بنفسها ولم تعد تدرك أصلا أين هي ، حتى الحصى الذي مرت فوقه لم تشعر بها ولا الأعشاب التي خدشت أقدامها والتي كانت بعيدة عن إدراكها بالمرة ، قد كانت تبحث عنه في كل زاوية وتنادي باسمه علها تصل إليه لكن ما باليد حيلة …
ميرنا(ببكاء يفطر القلوب):- اهئ ح ….يييييييييم … ح …اهئ ….حححححح …..
ميسون(ركضت إليها ببكاء وعانقت أقدامها):- ميرنا ميرنا لا تبكي …ماما لا تبكي لا تبكي
ميرنا(جثت أرضا وهي تشهق بقهر وتشير للفراغ):- أ…ح… هااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ح ح ح .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميسون(هزت رأسها):- اهئ بابا ذهب يا ميرنا ، لم نجده لم نجده
ميرنا(بجنون مسحت على شعرها وكأنها تقتلعه من جذوره):- لالالالالالالالالالالالال ا ..حك …ح
ميسون(ضمتها بقوة وهي تبكي):- كلما بكيتِ كلما أحرقتِ روحه هو متعب لأجلنا لقد حلمت به البارحة ، أخبرني أنه يبكي لأجلنا ، أرجوكِ ماما لا تبكي توقفي إننا نفعل هذا كل يوم بعد الذي حصل …هل تريدينه أن يتعذب لقد وعدناه بالرسالة أن نكون بخير ونصمد لأجله ؟
ميرنا(حاولت أن ترتفع بقوى فاشلة أساسا):- اهئئئئئ …
ميسون(نظرت للبوابة):- … حان وقت ذهابنا ميرنا …إنهم ينتظروننا لقد جمعت الحقائب
ميرنا(جذبتها كف ميسون وانساقت خلفها بدون حياة):- اهئئ ح …
ميسون:- أحضر حذاء ماما يا عمو داغر …
داغر(طأطأ رأسه بقلة حيلة):- الطائرة الخاصة في انتظاركما سيدتي الصغيرة
ميسون:- ..شكرا نحن جاهزتين كما وعدناك
انساقت خلفهم وصعدت للسيارة وهي تنظر حولها بشتات ، صعدت جوارها ميسون وفتحت حقيبة اليد لتخرج دواء ميرنا الذي تناولته وهي تنظر للفراغ ، ما إن أقلعت بهما السيارة حتى انفجرت ببكاء مجددا ، لقد ماتت من فرط البكاء ولا تدري كيف ستوقفها فهي الأخرى عليلة الروح …
داغر:- يا سيدتي لا يمكنني إعادتكِ لنفس المكان هذه المرة قد تؤذيكما فعلا ، ثم وعدتماني أنها ستكون مرة واحدة فقط
ميرنا(وهي تمد الهاتف بوجهه):- هن…اااااااااا … ح… ح…
داغر(بحسرة):- السيد حكيم … يا سيدتي أنتِ تعرفين المسألة أرجوكِ لا تعذبينا أكثر وإلا اضطررت لإخبار أهل الوطن ؟
ميرنا(بعدم صبر أشارت للهاتف ثم كتبت):- °آخر مرة آخر مرة وسنرحل أرجوك يا داغر أخر مرة لطفااااااااا خذني وإلا رميت نفسي من هذه السيارة خذني °
داغر(نظر للسائق):- خذنا لقصر ليندا …
ميسون:- جدتي ستغضب .. قد تؤذيكِ مثلما فعلت المرة السابقة حين جرحتكِ بسكاكينها هذه المرة لو فتحت الباب سوف نقع بمشكلة ، ألم تسمعي رجالها ماذا قالوا لنا البارحة ، طلبوا منا الرحيل وعدم العودة مرة أخرى
ميرنا(نظرت لجروحها وهزت رأسها بلا مبالاة):- ح….
ميسون(دكت رأسها في حضن ميرنا):- بابا ذهب افهميها أنتِ تبكينني اهئئئئ
ميرنا(هزت رأسها بعدم تصديق ونفور):- لا لا لا لا لا ….
ظلت تعيد وتزيد وتعترض إلى أن وصل بهم داغر لقصر ليندا ، نزلت وهي ما تزال حافية فلم تكن تشعر بنفسها أبداااا ، بل وقفت عند البوابة الحديدية وأخذت تطرق الباب بقوة غير آبهة بجراح يدها ولا بألم أصابعها ، بل ظلت تطرق وتنادي بصوت مكتوم عليه ….
كانت قد حررته قبل يومين حين أعرب عن استسلامه لشروطها واكتفائه من سجنه ، أخذته لغرفة مستقلة ونسبتها له ، اللهم تلك الغرفة ولا ذلك القبو اللعين …
ليندا:- مغدووور هل عادت تلك المجنونة ؟
مغدور:- المفروض أن طائرتهم ستقلع بعد ساعات كي نخلص منهما
ليندا:- افتح لها الباب
مغدور:-ولكن يا مولاتي ماذا عن حكيم هو بالغرفة ؟؟؟؟؟؟؟
ليندا:-وهذه هي غايتي سوف أضعه تحت التجريب ، إن خنع سأقتلهما وإن أطاع أوامري سيربح ، هيا افتح …الباب فوراااا
مغدور(أشار لهم من الشرفة):- افتحواااااا الأبوااااااااااب …
نزلت بكل ملوكية جافة لتستقبلها أمام بوابة قصرها ، دخلت وهي تجر بيدها ميسون ويبدو عليها التعب والإنهاك ، إنها عنيدة ولا تستسلم تعتقد بأنها ستغير شيئا من تلك الحقيقة لكنها واهمة واهمة بحق … لذلك كانت ليندا مبتسمة وهي تلاعب قلادة الشمس بأصابعها الرفيعة جدا …وتنتظر وصول ميرنا لتشبع فيها سخرية
ليندا(أفلتت القلادة ثم أشارت لها):- ما الذي تريدينه بعد يا ميرنا الراجي ألم تفهمي بعد ؟
ميرنا(أمسكت على قلبها وأشارت بيدها):- ح…
ليندا:- عفوا للمرة الألف أخبركِ أن حكيم بح …انتهى تبخر اندثر لم يعد هنالك شخص يدعى حكيم الراجي في هذه الدنيا ألا تفهمين ؟ ميسون صغيرتي ما عهدتكِ غبية لما لا تشرحين لها الحكاية وتخبريها بما حصل ؟
ميسون(بخوف):- بابا حي ..بابا هنا
ميرنا(برفض هزت رأسها):- لا لا لا لا…ح …
ليندا:- أوووه بدأت أضجر بالفعل .. ميرنا الراجي عودي لوطنك فلن تظفري بما ترغبين به
ميرنا(كتبت على الهاتف وأعطتها):- °سأفعل كل ما تريدينه لكن أخبريني بالحقيقة أرجوكِ ؟°
ليندا:- أخبرتكِ … حكيم بح
ميرنا(تنهدت بتعب ثم كتبت):- ° أرجوكِ أتوسل إليكِ ، أنا لا أصدق أن حكيم تخلى عنا فهمتِ ، حكيم لم يتخلى عنا ذلك الرجل الذي جعلنا نعيش زمنا ولا في الأحلام لم يتخلى تمام … إن اقتنع البقية بذلك أنا لن أقتنع لأنني أشعر به في صميمي ، حكيم هنا°
ليندا:- أين هو ..هيا ابحثي في أرجاء القصر زاوية بزاوية ستجدينه في مخيلتكِ فحسب
ميرنا(ببكاء كتبت):- °أرجوكِ ارحميني أنا أتعذب منذ مجيئي للبحث عنه في روما ، حكيم ما تخلى عنا أرجوكِ افهمي أنني لن أرحل بدونه فأخبريني أين هو؟°
ليندا:- مغدووور .. شكل الغندورة بحاجة لتنشيط ذاكرة دعهم يخرجونها من هنا هي وتلك الصغيرة أيضا فما عدت بحاجة لهما … ألقوا بهما خارجا حالا
ميرنا(حاولت التملص من قبضة الرجال):- ح ….ح ….
ميسون:- اهئ ابتعدوا عنها لا تؤذووووووها لا تؤذووووها ماماااااااا دعوها وشأنها ، اهئ أين أنت بابا تعال تعال وأبعدهم عنها أنا ما استطعت ، اهئ باباااااااااااااااااااااا اااا
سحبوهما للخارج وألقوا بهما في الأرض ليغلقوا الأبواب في وجههما ، أخذتا تطرقان بفشل وبدون حياة لكن بلا جدوى بلا جدوى …أين هو أين هوووو أين تخلى عنها وذهب ، كيف تركها كيف فرط فيها كيف استطاع أن يتركها في الوطن ويغادر لمصيره ، ها هي قد فقدته الآن فماذا جنوا ماذااااااااا لما فعل ذلك لماااذا أقدم على ذلك لما تخلى لمااااذا … أخذت تضرب رأسها مع الباب بتعب فلم يكن له إلا أن يدفع ليندا ويركض نحو البوابة وكأن حياته رهينة بتلك اللحظة الفارقة ، يريد أن يصرخ باسمها لكنه غير قادر على ذلك … أمسك على فمه بصعوبة وهو يلامس البوابة بكلتا يديه أما هي فقد كانت تطرقها بفشل وميسون جوارها تحاول جاهدة أن تساعد حسبما جاء في عقلها الصغير الذي لم يستوعب رحيله عنهما …
ميسون:- اهئ بابااااااااا …أين ذهبت يا بابا أعيدوه لنا أرجوكم أعيدوااا لنا بابا اهئئ بابا
ميرنا(ببحة قاتلة):- ح…اهئ ح ….
داغر:- ها هما يا سيد كاظم عذرا تأخرت في إخباركما فجر الأمس …
كاظم:- حسابك فيما بعد يا داغر …
كاظم:- ميرناااا … علينا أن نغادر أنتِ لن تعيديه بهذه الطريقة ، حكيم اختار مصيره رجااااء
ميسون:- اهئ كاظم أنت تستطيع كسر البوابة صح ، أرجوك افعل دعنا نأخذ بابا ونرحل
كاظم(انحنى نحوهما بفشل):- كيف أشرح لكما أنه ما عاد موجودا … كيف ؟
ميسون:- اخرس لا تقل هذا على بابا حبيببي ، أنا أشعر بدفئه إذن هو موجود
ميرنا(نظرت لكاظم بغبن):- ك… اهئ ح …
كاظم:- لقد خلقتِ الرعب في الوطن بمجيئكِ في طائرة ميار الخاصة ، أمكِ تبحث عنكما كالمجنونة ولم تصدق سفركما إلا بعد أن كلمتها شخصيا يعني إلى أين تودان الوصول ؟
ميرنا(هزت رأسها وهي تضرب في الباب مجددا):- ح …
وائل(وصل هو الآخر بسيارته وزفر عميقا من حالها):- إلى متى سأنتشلكِ من جوار هذه البوابة ألن تهنئي يا ميرنا ، توقفي عن إرهاق ذاتكِ وإرهاق روح هذه الصغيرة أنظري إليها أنظري لحالها ؟
ميرنا(طأطأت رأسها من صراخه):- و …ح …. م
وائل(انحنى هو الآخر ومسح على وجنتها):- حكيم … فقدناه تمام ..حكيم ..انتهى أمره فهمتِ ، علينا أن نعود للوطن كي نقوم باللازم فعيب أن نترك تلك المراسم الخاصة بجنازة قريبكم هكذا في ظل غيابكما هو لا يستحق ذلك منا ولا إخلاص ..هيا انهضا
ميسون(نهضت وعانقت ميرنا):- بابا … بابا سيعود صح ؟
ميرنا(نظرت للبوابة ولامستها بيدها وهي تستقيم):- ح ….. اممم°أرجو أن تكون بخير ، إياك وأن تجرؤ على تركي ، أنا لا أريد شيئا آخر إلا أن تكون بخير ، أرجوك لقد وعدتني بأنك لن تتخلى عنا فلا تفعل الآن … حكييييييييييييييييييييم°� �.
اليد التي لامست البوابة بأطراف أصابعها كانت هنالك يد أخرى تلامسها في آن الوقت وتبكي دما لبكائها ، فقد كان يعضعض على يديه وهو يهز رأسه بقلة حيلة فكلمات الأغنية أيضا ترددت بأذنه ، "قلبي علينا افترقنا حين التقينا ، وإذ توقفنا مشينا كلُّ على درب كلُّ بلا قلب" …، أجل لقد رفع الراية البيضاء ولا يسعه تقديم شيء فلقد سلم روحه للخالق وانتهى الأمر …
فور سماعه لصرير سيارتهم زأر بصرخة تحمل في طياتها ألف وجع ووجع ، يا للحال الكسير ويا لشر تلك اللعينة التي كانت تضحك على هذه التراجيديا بدون رحمة أو شفقة ..خسيسة ..

~ في الوقت الحالي ~
نزلت من سطح بيتهم وهي بحالتها المبللة تلك وببحة في حنجرتها كانت تؤلمها وهل اهتمت ما اهتمت ، بل دخلت لغرفتها لحمامها ورمت نفسها تحت صنبور الماء البارد لتبكي من جديد وتضرب رأسها لعلها تتخلص من كل تلك الأفكار والذكريات السامة التي تنخر عقلها …. أما هو فقد كان يتذكر صوت نحيبها ونحيب ابنتها ويتمم تدخينه الشره للسجائر وليته اكتفى بذلك ، رمى نفسه بالمشروب أيضا وأخذ يشرب قنينة بعد قنينة والدموع مترقرقة بعينيه الكسيرة …
في مساء اليوم الموالي
المجال الوحيد الذي تركت تواصل حكيم معه هو الراديو ، وقد كان يضع برنامج أخته كل ليلة ليسمع صوتها وكلامها ويطمئن قليلا حين يعرف أنه ما يزال حيااااا ..
جلنار(بصوت حزين):- … أوجه كلامي لأولئك المجرمين الذين يتلاعبون بأرواح البشر ويتاجرون بأعضائهم ، أسألكم هل أنتم آدميين ، كيف تسول لكم نفسكم أن تحرقوا قلوب الأمهات والأخوات على أحبتهم ، كيف تستطيعون البيع والشراء في أجساد البشر دون رحمة ..تذكروا أن الله سيحاسبكم وأن عباده سيحاسبونكم بمشيئته عندما يقبض عليكم جميعا وتزجووووون بالسجن … أعتذر عن خروجي عن المألوف فوجعي يحتم علي أن أستهل بهذه المقدمة علها تحرك أنامل السلطات لتعتق أرواحا كثيرة من الموت بهذه الطريقة المريعة والغير معقولة ، الله ينتقم منكم … محطة إعلانية ونعود
المخرج:- جلنار أنتِ بخير ؟
جلنار(ببكاء):- لست كذلك اهئ قلبي يحترق …
المخرج(انتبه لعاملهم):- ماذا هناك ؟
العامل:- هناك سيدة تقول أن ابنة المذيعة وتريد رؤيتها
المخرج:- تمام واصلوا عرض الفاصل الإعلاني وضعوا أغنيتين ثوريتين وبعدها نتابع .. دعوها تدخل جلنار وقت مستقطع
جلنار(أزالت السماعات وخرجت وهي تمسح دموعها):- شكرا سيدي المخرج
المخرج:- هناك ضيفة لأجلك
جلنار(باستفهام):- من ؟؟؟؟
المخرج:- هي بالغرفة المجاورة أسرعي
جلنار(صعقت حين رأتها):- ميرنااااا …ميسون ما الذي جاء بكما ؟
ميسون(أعطت الورقة لجلنار):- هذه من ماما ميرنا
جلنار(قرأت):-°قدمي هذا الإهداء لحكيم من أجلناّ° آه يا ميرنا آه … حسنا حسنا سأتصرف تعاليا معي الآن …
أخذتهما للمخرج وشرحت له الحالة المعاشة تعاطف معهما كثيرا وسمح لهما بدقيقتين على الأثير الإذاعي المباشر ، جلستا بقرب جلنار بغرفتها الخاصة ووضعتا السماعات بدورهما وعاد البث
جلنار:- عدنا إليكم من جديد ، وهذه المرة بقضية حساسة بعض الشيء ، قضية خاصة وشخصية من أفراد عائلتي اللتين تجلسان هنا بقربي وتودان تقديم إهداء لأخي حبيبي حكيم الراجي
حكيم(انتفض من محله وهو ينظر للمذياع):- لا لا أكيد لستما ميرنا وميسوووون أكيد لاء
ميسون:- هل أتحدث عمتي ؟
جلنار:- يس أنتِ على الهواء مباشرة حبيبتي
ميسون:- احم …بابا حبيبي إن كنت تسمعنا الآن فأنا وميرنا نريد أن نخبرك بجواب لرسالتك التي تركتها لنا ، نحن يا بابا سننتظرك ولن نسأم من انتظارك ، أنت كن بخير لأجلنا ولو وجدت طريقة تواصل بها معنا لنعرف أنك معنا وأنك تفكر فينا ، اهئ بابا أنا أحبك وميرنا تخبرك أنها تحبك أيضا فلا تنساناااا لا تنسانا …أرجوك بابا حبيبي سوف ننقذك … همم هذا فقط عمتي
جلنار(بدموع):- أتمنى أن يكون أخي في الاستماع ، صدقا العالم مظلم بدونك يا غالي ..وهذه جملة بقلم ميرنا الراجي "حتى لو كُنت بطعم الألم ، سأمضي في طريقي إليك..العصفورة الصغيرة"
ميرنا:- اهئ .. ح
حكيم(عض يديه الدامية مجددا):- لا تبكياااااااااا لا تفعلا هذاااا بي توقفا توقفا أتوسل إليكمااااااااا أتوسل لالالا تفعلاااا … آه يا ربي آه
ميسون:- بابا حبيبي
حكيم(بقهر نطق):- "منذ اللحظة التي غادرتُما نبضي فيها أدارَ العالمُ كُله ظهرهُ لي ، أصبَحتُ شخصًا مجنونا يبحثُ عنكُما في ثنايا ذاكرته كي لا تمَّحي ملامحكُما من بالي ، تجَولت كالمَمسُوس في أنحاء الليل البليل شَوقا إليكُما ، هجَرتكُما بشكل سَيء أنا آسِف لأنني فارقتكُما بتلك الطريقة المُؤلمة ، فما زلت أتخيلكُما أمَامي وما زلت أناديكُما في كل ثانية لعلكُما تأتيان ولكنكُما لا تأتيَّان يا عصفورتي الصغيرة ويا حمامتي الشقية، أنتما لا تأتييييان "
جلنار:- نترككم مع أغنية اقترحها المخرج بعد سماعه لندائنا الخاص … كن بخير لأجلنا
[هو صحيح الهوى غلاب : وهم]
على أثير الأغنية غادرت كل منهما وهما تنظران لبعضهما تشبكان أيديهما بأيدي بعضهما وتغادران المكان ، وجدتاه بانتظارهما ففتح الباب وهو يتنفس بنفاذ صبر فما بيده شيء إلا مماطلتهما لأجل غير مسمى …
وائل:- سنذهب للقصر
ميسون:- أي قصر عمو وائل؟
وائل:- قصري أنا وعمكِ طارق
ميسون(نظرت لميرنا):- أنذهب ؟
ميرنا(نظرت لوائل وعانقت الحصن الحصين بيدها):- هاااا
وائل:- هناك سنداوي جراحكما .. فكاظم سينتقل أيضا إلى هناك الليلة غالبا سيكون بالطريق
ميسون(ارتاحت قليلا):- شكرا عمو وائل ..لكن أغراضنا و دوبي ؟
ميرنا(ربتت على يدها):- هممم
وائل:- كله انتقل إلى هناك والعائلة سمحت بذلك بعد أن أقنعهم طارق
ميسون(اتكأت على النافذة):- طيب ..لننتقل لقصركم
وائل:- سأتفقد كاظم …/ ألو هل خرجت ؟
كاظم(أغلق حقيبة ظهره):- وجدتني خارجا الآن سأكون هناك
وائل:- هل سمعت النداء ؟
ميسون:- أتمنى لو يكون سمعه
كاظم:- سمعته سمعته يا صغيرة سآتي ونتناقش فيه …
ميسون(ابتسمت بخفوت):- تمام
وائل:- هيا لا تتأخر ..ننتظرك
كاظم(هم بالخروج حين تفاجئ بالجرس المتواصل الذي هجم على بابه):- من هذا من غير شر ؟
فتح الباب بقوة بعد ذلك الطنين المزعج ، جهز بفمه طنا من الشتائم ليلعن أب الطارق الغير ظريف لكنه صدم بهويتها فجذبها سريعا للداخل وأغلق الباب خلفه بعد أن أطل من الجانبين إن كان هنالك أحد يراقبها ، ما إن اطمئن حتى دخل سريعا بجزع
كاظم(بانفعال استدار إليها ورمقها وهي تزيل قبعة السلهام الذي كانت تلبسه لتكشف عن وجهها):- ما الذي أتى بكِ يا هذه هل جننتِ ؟

انتهى الفصل 38 ^_^
يتبع


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-03-18, 07:01 AM   #819

mooogah

? العضوٌ??? » 289098
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 738
?  نُقآطِيْ » mooogah is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mooogah غير متواجد حالياً  
قديم 16-03-18, 12:56 PM   #820

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.