آخر 10 مشاركات
..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-18, 04:00 AM   #841

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال المالح مشاهدة المشاركة
مررررررررررررررررره حلوه
شكرااا حبيبتي منال ربي يخليك




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:01 AM   #842

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:06 AM   #843

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة اليوسفي مشاهدة المشاركة
اهلييين نسرينا ❤ الفصل رائع ومؤلم 😢 عاد قدرت نكمله .. حكيم وجعني فقلبي ... ياربي وشحال عليه يتحمل كل مرة اكثر .. والعائلة كلها هاد المرة هازة جبل ثقيل على قلبها .. موت عبد الجليل خلاهم ينهارو واحدا تبع الآخر ! .. خصوصا اخلاص .. ماشي سهل قطعة من كبدك يتقتل ويتغصب فشبابه .. خصوصا بهاد الطريقة الشنيعة انهم فصلو اعضائه 😢 .. واخا حاولت شوية عواطف تواسيها .. بما انها حتى هي فقدت طرف منها غاتكون حاسة بها .. " ميسم الراجي " نقطة التساؤل حسبما اعتقد باقي ماماتتش .. اول شيء ماكانتش الجثة .. وعاد اصرار سليم على عدم ذكرها .. ولكن فين غادي تكون ؟ وشنو هدف سليم من هادشي .. واش سخى بطرف منه .. ربما تكون حتى هي مع العشيرة السوداء حاليا هههههه عندها شي يد معهم بشكل غير مباشر .. او عطاها لشي حد .. او باعها .. كثيرا من التساؤولات فعقلي .. وهادشي ماغايكشفه غير الفصول القادمة ان شاء الله .. الشيء لي خصنا نركزو عليه ان عيونها رمادية وكتشبه لميرا ! ولحد الآن ماعاقلة على حتى وحدة فالرواية عندها نفس لون العيون .. لكن غاتكون غير فمدارهم اكيد .. واذا كانت قريبة لهم ؟ واش غاتعقل عليهم او لا .. واخا كنضن موحال .. بما انه حتى خوتها ماعقلينش على موتها المصطنع .. حتى هي غاتكون ماعقلاش عليهم !
سليمان ... ملي قال جملته لأخته على حفيدها انه ماقادرش يحميه .. شكون هو هاد الحفيد .. وعاد بنت هاد سليمان شكون هي ! .. زعما يكون هاد الحفيد هو وائل 😱..

وعلى ذكر وائل.. تصرفاته شهمة .. وبقدر حبه لميرنا بقدر ماتمنى يكون فمكان حكيم باش ميشوفهاش كتوجع بهاد الطريقة ..
واخيرا شكون الشخص لي جا عند كاظم .. هاداك كاظم من الاول كنت كنضنه كيخبي اسرار كثيرة .. وحياته كدور ف فلك غامض .. فالاول شكيت تكون بنت "عمو بشير " لي جات لعنده .. ولكن هادي يمكن شي وحدة خدامة معه 😧 ... واذا كانت هي ميسم الراجي مانعرف هههههههه ...
دمت متألقة 😘 وفي انتظار الفصل 39 ان شاء الله ❤
أهلا حبيبتي فاطمة فرحت بوجودك هنا والله أسعدتي قلبي بحضورك وكلاممك ورأييك اه فيه الكثير مما يحلل لكن شوفي ميسم وميرا لا يتشابهان بشيء هي كانت تشبهها بالعمر لأنو لا يوجد وقت كثير بينهما يعني كانتا كالتوأم ... وراه فعلا بنت عمو بشير للي جات بالأخير ههه حتى هي جاية بعجاجتها كأنو ناقصنا يا أختي ههه ، بالنسبة لبقية التساؤلات غالبا الفصول ستحكم وهذا الفصل سيجيبكِ عن الأغلبية
ممتنة لمرورك صدقا وخليك دايما بالقرب لكي مني كل الحب


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:09 AM   #844

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wiamee مشاهدة المشاركة
اهلين فاطمة لباس عليك اش خبارك. نسرينا غبرات هاد المرة نتمنى تمون بألف خير حيك مبقاش عندي فيسبوك باش نعرف اخبار. سلميلي بزاف على حبوبتي نور صبا ❤ wiam anas
صح غبرت على حسب الظروف لكن الحمدلله قدرت نكمل الفصل وشكرا لسؤالك انتي وفاطمة حبوبتي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:12 AM   #845

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 39

* علِّمنِي يا زمَان ؛ كيفَ أعيشُ حَياة بلا ألوَان ... فلسنَا جَميعًا ملائكة ..*

"المَسألة قد تبدُو بسِيطة إذا مَا أخذنا بعَين الاعتبار قناعَة تامَّة في أن الأمُور قد آلت لنحو سَيء للغاية ،وتأقلمُنا مع هذه الحقيقة قد يُخرسُ تلك الفوضىالتي خلقتها الأفكارُ المُعارضة بداخلنا.. هذا في جانب أما في جَانب آخر إذا ما اعترَضنا وأبينا الرُّضوخ لذلك الشأن الجلل فسَنجد أنفسَنا بمُواجهة فاشِلة أمَام التغيير الذي لن يحصُل بتاتا ، لن يحصُل ما دَامت الظرُوف لا تسمح ، إذن فالنتيجَة هي..أن أوضَاعنا قد بقيت رَهينة للظرُوف التي لا ترحَمُ مَن أخطأ وحاولَ أن يتجَاوزها بشَكل يضعُه في أمَاكن مُحبطة للغاية .. والحَل أينَ يكمُن ؟ يكمنُ في الصَّبر والانتظار وتجاوُز المُعضلة من أقصَر دَربِ لها ألا وهُو التأقلمُ الشَّاق !"
كيف نبدأ من جديد ، كيف نحيي أنفسنا بعد الموت ، كيف نصبح بخير ونحن نختنق ، كيف نبلي بعد أن خمدت طاقتنا ، كيف نعيد النبض لقلوبنا الساكنة ، كيف نعود ذاتنا للحياة بكل اختصار ؟؟؟؟؟
مرت دقيقة على النشر
بعد دقيقتين
أنيس الليل(دخل لبريد مدونتها وبعث رسالة):- *حاولي أن تبدئي من أقصر طريق ألا وهو *الاسترخاء أنتِ بحاجة لتغيير جو ، جربي النادي مر زمن لم تتردي عليه يا صاحبة المقام
ميرنا(قرأت الرد برتابة ورفعت حاجبيها):- °اففف هذا مجددا°
أنيس الليل(تابع بإصرار):- *أتحداكِ بركوب الخيل ، هيا قد تتعرفي على معجبكِ السري هناك*
ميرنا(قرأت رسالته التالية وردت بانفعال):- °أترى الحائط الموجود خلفك أو أمامك أو جنبك ، ذاك ذاك هو المقصود تراه جيدا صح إذا إكراما لي اخبط رأسك فيه مرتين لكي تراجع ما قلته يا غريب فهذه آخر مرة تراسلني فيها لأنني لا أريدك بمدونتي مفهووووم ° / ففف هذا ما ينقصني عينات متطفلة كهذااااا
أنيس الليل(بعد قراءة النص قهقه):- *عنيدة ولكنني سأنتظركِ هذا الأسبوع كله بالنادي ، لن أسأم ع فكرة… ثم هذه فرصة لا تهدريها جراء حزنكِ الذي لن ينتهي بتلك الطريقة الفاشلة ..أراكِ *
قرأتها وأغلقت البريد بالمرة … لحظتين وطرق الباب
وائل(فتحها وأطل عليها):- مستقرة ، هل أعجبتكِ الغرفة ؟
ميرنا(هزت كتفها ببؤس وهي تنظر للغرفة بجمود):- ها
وائل:- قد كانت غرفة ناريانا سابقا ما علينا… لا أريد إزعاجكِ ميرنا لكن ميسون تأبى تناول العشاء وكاظم لم يصل بعد لا أعلم سبب تأخيره ، لذلك هلا تساعدينني قليلا ؟
ميرنا(تنفست عميقا واستقامت بإيجاب):- هممم
وائل(راقبها وهي تقترب بخطوات متثاقلة صوبه):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(رفعت عينيها الدامية لتجابه عينيه وهزت رأسها بنفي):- أآن …
وائل(زم شفتيه وهو يبتلع غصة الألم ليشير بيده):- بعد العشاء قد نتحدث قليلا ..تفضلي
لم يشأ أن يدقق في أي تفصيل خصوصا وهي تبدو ساكنة بشكل مستميت ، فبعد أن أحضرهم من القناة الإذاعية إثر بعث تلك الرسالة لحكيم ، صعد بها للدور العلوي لكي يجعلها تستقر بغرفة مريحة ، في حين بقيت ميسون مع طارق الذي كان يحاول التخفيف عنها بطريقة لم يفقه فيها شيئا فلم يسبق له وأن تعامل مع الأطفال منذ زمن بعيد …
طارق(كان يضع يده على فكه):- بمعنى ؟
ميسون(تنهدت وهي تهز كتفيها):- عمو طارق ..أنت تحاول جاهدا لكي تسعدني لكنني لن أستطيع إيجاد السعادة بدون بابا
طارق(تأسف لجملتها ثم شبك يديه):- تقنيا معكِ حق الوضع معقد ، لكن ..يمكننا أن نبحث عن طرق مماثلة تجعلنا نهدأ من روع الحزن بأعماقنا
ميسون(مسحت على وجهها):- تعبت من تلقي الدروس ، البارحة كاظم أنت الآن وعمو وائل أثناء الطريق ..أشعر بالإنهاك آسفة لا أريد
طارق(بانبهار):- من هذا المنطلق أقول أنكِ حتما ابنة حكيم الراجي ، هكذا كان يتأفف لما يحاصر في زاوية معينة يريد الفكاك منها لكنه لا يخرج من نطاقها إلا بعد أن يتسبب بجراح للآخرين
ميسون(قطبت حاجبيها برفض وهي تزوره غاضبة):- بابا حبيبي لا يجرح أحداااا
طارق(هز كتفيه برتابة ووضع رجلا على أخرى):- بلى ..قد فعل وما زال يفعل
ميسون(انتفضت مستقيمة):- لا أسمح بأن تقول هذا على بابا حتى لو كنت أخاه عمو طارق ، أرجوك لا تقل عنه هكذااا أنت تؤلم قلبي
طارق(طأطأ رأسه):- ربما إيلامي قد يحرك ساكنا ما
ميسون(نظرت جانبيا وهي تكتف يديها بغضب):- أيمكننا أن نصمت ؟
طارق(أمسكها من يدها بخفة وجذبها إليه):- … ميسون .. أنا لم أقصد أن أحزنكِ لكنني أتكلم بشكل منطقي ولا ..
ميسون(بدموع):- أنت قلت على بابا بأنه سيء ، اهئ بابا أبدا ليس سيئا هم من يجعلونه سيئا لأنهم يجبرونه على القيام بما لا يحب اهئ …
طارق(نهض منتفضا ليجثو على ركبته):- غالبا أوقعت نفسي بمأزق ، لا لا حبيبتي لا تبكي ما قصدت والله ، شوفي أنا سأخبركِ بسر عمكِ طارق نطح كبير في معاملة الصغار ..دعينا نقوم بمقايضة صغيرتي ممكن ؟
ميسون(هزت كتفيها بإباء):- ما فهمت
طارق:- امم .. أنتِ تعلمينني كيفية التعامل مع الصغار ،، وأنا أخبركِ بما تشائين معرفته عن طفولة أبيكِ همم ؟
ميسون(جلست محلها مجددا وهي تنظر جانبيا):-مرة أخرى … ميرنا تنزل
طارق(نظر للدرج ولم يكن هنالك أثر لميرنا بعد):- ماذا ؟
وائل(ظهر أولا):- ها قد أحضرت غاليتكِ يا ست ميسون هل ستقبلين الآن بتناول العشاء ؟
ميسون(نهضت بأدب وتوجهت إليها):- ميرنا ؟
ميرنا(حاولت بجهد جهيد أن تومئ بأريحية حين بسطت يدها):- هااا
ميسون(ارتمت بحضنها وحكت جبينها على يديها):- نتناوله سوية ماشي ؟
ميرنا(هزت رأسها إيجابا):- يا …
وائل(استشعر انطباع طارق لحظتها):- لنباشر إذا
ميسون(أمسكت كف ميرنا ولحقت به لطاولة الطعام الطويلة):- ماذا عن كاظم ؟
وائل(جذب كرسيا لأجلها):- والله اتصلت به يا صغيرة ولكنه غير متاح
طارق(همس بخفوت لوائل):- إن أبت البنت تناول هذا فأكيد من حقها
وائل(بصوت خافت دفع بكرسي ميسون للأمام):- سنحل أمر الطباخ غدا الآن سنقضي بما يوجد
ميرنا(جلست جوار طارق ونظرت إليهما وفهمت الحوار):- ب ؟؟؟
وائل:- نعم ؟
ميسون(مدت لها المذكرة والقلم):- تفضلي
ميرنا:- °أحضروا بديعة°
وائل(رفع حاجبه ونظر لطارق):- شفت إن الحلول دوما موجودة عند ميرنا الحلوة
ميرنا(دفعت الصحن لميسون مشيرة بتناوله):- همم
ميسون( تنهدت ثم أمسكت ملعقتها):- بسم الله
وائل(بإعجاب):- ما شاء الله عليكِ صغيرتي هيا باشري قبل أن يبرد ، ميرنا .. ؟
ميرنا(زفرت بدون شهية وأمسكت ملعقتها وهي تنظر لميسون):- هااا
طارق(باشر الأكل لكي يتجاوز ذلك الموقف):- اممم رغم ذلك فهو شيء يعد أفضل من طعام السجن
وائل(زور طارق بتحذير):- احم احم …
طارق(هز رأسه إعجابا بموقفه):- والله يعني فاجأتني فأنت أمهر مني في رعاية الأطفال ، حكيم كان محقا في اختيارك
ميرنا(وضعت الملعقة جانبا وطأطأت رأسها مغمضة عينيها):- اففف اففف
ميسون(تابعت الأكل بإهمال):- ينقصه بعض الملح
وائل(أشفق على ما تعانيه ميسون فهي تحاول على الدوام أن تجعل ميرنا تتجاوز أحزانها):- دعيني أرش القليل هنا …
طبعا الأمر أصبح لا يطاق ، فعلى حرف قد يقلب مزاجهم بدون أدنى جهد حتى ، إذ يكفي التنهد أو التلفظ بحرف من حروف اسمه حتى يئن الخاطر وجعا لا يطاق … ذلك العشاء كان باهتا باردا وخاليا من أي حوار فقد أطبق الجميع فمه كي لا ينطقوا بشيء يزيد من وجعهما حتما .. وفور فراغهم منه سبقهم طارق لمخدعه بلا كلمة والحال أنه ذهب ليدخن سيجارة لعله يتحمل أكثر، فما تلك إلا البداية أما وائل فقد كان يجالسهما بالصالون متعمدا حصرهما بجواره بحجة تناول المكسرات
وائل:-حسنا أظنكِ تفوقينني قدرة على تناولها أعلم ذلك ..
ميسون:- لا شهية لي عمو وائل ، أرغب بالنوم ميرنا ؟
ميرنا(نهضت والتقطت كفها الصغير وجرتها خلفها):- أهااا
وائل(وضع الصحن على المنضدة وهو يناظرهما ببؤس):- .. كما تريدان .. سأرافقكما للعلية كي تستقرا سوية كما اتفقتما
ميسون:- لطفا عمو وائل أين هو دوبي ؟
وائل:- بغرفتكِ الخاصة
ميسون:- أريد الاستقرار بجوار ميرنا لا أرغب بالافتراق عنها بغرفة خاصة ، وعدت بابا أن أبقى جوارها كل الوقت الممكن
وائل(صعد خلفهما):- تمام يا ميسون سأحضره
ميرنا(رمقت نظرته وشعرت بالوجع على حالهم جميعا):- م..
ميسون(فهمتها وخطت قبلها):- سأحضره بنفسي
وائل(استغرب فهم ميسون لميرنا بذلك الشكل السريع وتوقف عن المسير لما توقفت هي):- ماذا ؟
ميرنا(زفرت عميقا ونزلت درجة بعد صعود ميسون):- ..لارد
وائل(لم يفهم رغبتها):- أخبريني ميرنا ؟
ميرنا(وضعت يدها على كتفه وربتت مرتين ثم أومأت بامتنان):- هممم ؟
وائل(عقد حاجبيه اللذين انفرجا بعدها بابتسامة متعبة ليمسك كفها ويضعه بفمه مقبلا):- كوني بخير ولا تحملي هم أي شيء ، إن لم أتحملكِ في محنتكِ فمن سيفعل يا عمري ؟
ميرنا(هزت رأسها وهي تجذب يدها لتكمل صعودها هاربة):- أهااا
وائل(همس في سره):- ستتعافين يا شمس لياليَّ الآفلة ، سوف تشفين من حالكِ الكسير ذاك أعدكِ بعشقنا يا نبضي …
صعدت للغرفة لتلحق بها ميسون التي دخلت بعدها للحمام غسلت أسنانها وارتدت منامتها لتضع دوبي بجانبها الآخر وترتمي بحضن ميرنا وهي تحك جبينها بكتفها باحتياج جعلها تتنهد عميقا ، قبلتها ميرنا في جبينها ومسحت على شعرها بلطف وشرود بالغ قطعته لتشبك أناملها بكفها الصغير لتغمضا أعينهما وتناما بهدوء ، لحظتها أغلق الباب بعد أن تمنى لهما ليلة سعيدة فهما تحظيان بالهناء لأول مرة وكأن رسالة البرنامج الإذاعي كانت راحة لهما وليس لحكيم فحسب …
فما إن سمع صوتهما حتى تبادر لذهنه سرب من الصور اللامتناهية التي بعثرت صبره وهو يستقيم بغضب جامح ليطرق الباب بعنف يكاد يكسره ، لم يلقى جوابا لطرقه الذي زاده غيظا وأجج حرقته وهو يصرخ باسمها مناديا المرة تلو المرة ولا حياة لمن تنادي ، تركته على ذلك الحال حتى جثا على ركبه مستلقيا على الجدار بانهزاااام جعل روحه ترهق أكثر فأكثر … ساعتين من الاحتراق على نيران الغبن لتأتيه ببروده وهي تجر خلفها خادمتها
ليندا(فتحت الباب بعنجهية):- سمعت ضجيجا بهذه الغرفة قبل ساعات ، عجيب أتراه كان جرذا متشردا بحاجة لطعام ؟؟؟؟
رمقها حكيم بنظرة قاتمة حين رفع بصره من بين خصلاته المبللة بالعرق والمتدلية على عينه ، نظرته كانت خلاصة عن حرقة صبره الذي إذا تركت له العنان الآن سيحرقها هي وقصرها في لمح البصر ..لذلك بادرت بالتصرف حين أشارت للخادمة لتجر عربة الأكل وسط الغرفة
ليندا(وضعت يدها على خصرها):- فكرت بأمر ما وأردت أن نتحادث فيه سوية ، يعني إن كنت تريد التخلص من أسرك ستطيعني يا حكيم …هيا أنتِ رتبي الأكل على الطاولة وغادري ،، هللو آنسة اعتماد هل سنبيت هنا ؟
اعتماد(ابتلعت ريقها مرتبكة حين كانت تنظر إليه،ثم بعدها باشرت بوضعه):- الآن …
ليندا(جلست على الكرسي واضعة رجلا على أخرى):- … دعنا نتناول هذا الطعام بمناسبة صلحنا
حكيم(أغمض عينيه وهو ينهض بهوان بعد مغادرة الخادمة):- ..لارد
ليندا(ابتسمت وهي تنظر إليه مقبلا عليها):- هكذاااا تعجبني وأنت طاااائع يا رجلي الحبيب
حكيم(تقدم نحوها فعلا وحين اقترب منها فرقع رقبته بخفة قبل أن يخنق عنقها بقبضتيه الحديديتين):- أعطيني سببا واحدا يمنعني عن قتلك
ليندا(باختناق):- اكح …ح…حكيييييم لا …لا تفعل إياااااك
حكيم(صغر عينيه وهو يخنقها زيادة):- سلبت ِ مني كل شيء … حتى ابنتي التي كشفتِ عنها قبل أشهر بسيطة حرمتني منهااااا ، إذا موتكِ أفضل من حيااااااتك
ليندا(باختناق):- لا ..اكح لا تنسى فضائحك …مستقبل ميسون سيضيع لو كشف ملف منها اكح ..ح …حكيييييييييم
حكيم(استساغ تخبط جسمها بين يديه وهو يزيد من وتيرة خنقه لها):- …أكرهكِ لينداااااااا
ليندا(احمر وجهها بالاختناق وأخذت تسعل لما أفلتها):- لن تستفيد شيئا من موتي اكح …بل ستفتح أبواب السعير بوجهك …أتحسبني غبية هل سآتي إليك بدون تأمين على حياااااااتي … كن واثقا إذا حدث لي مكروه أنت لن تنجو اكح ، ميار لن ينجو ، ابنتك لن تنجو ، ميرنا طارق جوزيت عائلتك وكل واحد في دائرتك لن ينجو من انتقاااااامي يا أحمممممممممق
حكيم(مسح على شعره بنفاذ صبر ثم ضرب برجله طاولة الأكل ليلقيها كاملة على الأرض):- اغربي عني اغربيييييييي
ليندا(نهضت وهي تمسح على رقبتها المتطبعة بأصابعه الصلبة):- جئت لأعرض عليك فرصة النجاة ، لكنك عنيد وأنا من سيكسر عنادك يا حكيم ،اففف صدقني ما عايشته بالخمسة عشرة يوما المنصرمة لن يأتي شيئا مما سأجعلك تراه مني … وبدايته سيكون حرمانك من الأكل … اعتمااااااااااااااااد اعتمااااااااد تعالي ونظفي هذه الفوضى وبعدها دعي مغدور يقفلها عليه ولن تفتح ليومين كاملين لنرى يا حكيم يا راجي ما مدى قدرتك على التحمل …
اعتماد(جثت أرضا لتنظف تلك الفوضى بخوف):- حاضر سيدتي ..
ليندا(تحركت بقنوط وهي تمسح على رقبتها):- مغدووووور اتبعني لجناحي
مغدور(رمق حكيم بتأفف وأشار للحارسين):- خلفكِ مولالالالاتي ..ابقيا بجوار الباب أنتمااااا …
اعتماد(نظرت للباب ثم نظرت إليه حين أمسك بقبضتيه على حافة السرير مقهورا):- سيد حكيم ؟
حكيم(حرك رأسه بقدر شعرة):- …لارد
اعتماد(بخوف نظرت حولها):- احم لا تستدر فأنت مراقب ، السيدة تضع كاميرات بالغرفة
حكيم(بقي ثابتا):- ماذا تريدين ؟
اعتماد(وهي تلملم الأطباق):- … أستطيع أن أحررك بشرط
حكيم(حرك رأسه بانهيار):- هه ..
اعتماد:- صدقني .. أستطيع إخراجك من هنا بشرط أخذي معك ، أرجوك حررني من قبضتها إنها ترعبني فأنا لا أتمكن من إغماض جفني ليلا لأنني أخشاها وأخشى ساحرها الأحول ذاك
حكيم(هدر فيها):- لو فرغتِ من التنظيف غادري
اعتماد(رفعت الصينية واستقامت):- فكر بعرضي …سأحاول أن أدبر لك بعض الأكل من الشرفة
حكيم(ارتمى بالسرير وهو مغمض جفنه غير مركز معها بالمرة):- آآآآآآآآه يا جوفي آه على حرقتك ، أين أنتما مني الآن أييييييييييين إنها الليلة الثانية بلا أنتما فماذا بعد ؟
~حكيم يتذكر بحديقة قصره~
كان يستلقي معها على أرجوحة التي صنعها من الشباك لأجل حمامته ، حيث نهض باكرا ليقوم بنفسه بربطها بين الشجرتين القريبتين من شجرتها الحبيبة بسنت ، ضحك مع داغر وهو يشير للشجرة ولتسميتها إلى أن أنهى عقدها جيدا وصعد ليخبرها بمفاجئته الصغيرة لها والتي طارت بها فرحا ، وأصرت على أن تستلقي عليها بجواره أول مرة … بنت لأبوها
حكيم:- ههه حسنا إذا أعجبتكِ مفاجأتي فسأكون مطالبا بالمزيد
ميسون(كانت تلعب بيدها في لحيته الخفيفة):- أجل أحببت كل مفاجآتك هذا الأسبوع بابا، أنت لا تتوقف وأتمنى ألا تفعل فهذا أسبوع أحلامي هههه
حكيم(ابتلع ريقه):- كوني سعيدة هكذا ، وكلما حزنتِ واشتقتِ لي تعالي لهذه الأرجوحة
ميسون:- حاضر بابا حبيبي من الآن هذا السرير الشبكي خاص بميسون وأبو ميسون
حكيم(ضحك وهو ينظر لغيوم السماء رفقتها):- ضحكتكِ تشبه تلك الغيوم المتشكلة ، صحيح هي تتبدد لكنها تخلق أخرى وأخرى باستمرار
ميسون:- يااااه أنظر أنظر لتلك الغيمة تبدو على شكل جذع شجرة
حكيم:- أين الجذع يا بنت إنها شراع سفينة
ميسون(بإصرار):- لا بابا والله جذع شجرة
حكيم:- هه لكنني أراه شراع سفينة
ميسون:- هممم لكنه جذع
حكيم:- شراع
ميسون(بعناد):- حقا إنه جذع
حكيم(ناظر عصبيتها وهي تعقد حاجبيها وتدفع بشفتيها للأمام):- أي على الزعلان ، تمام يختي جذع سفينة
ميسون(برقت عيناها لحظة لتنفجر ضاحكة حين استوعبت مزحته):- ههههههه أنت خطير بابا يعني لن تتنازل
حكيم(أخذ يدغدغ بطنها):- ههه لاء ارتأيت أن نكسب معا
ميسون(استكانت بعد ضحكتهما الحلوة لتستلقي على كتفه وتدكه بإصبعها):- بابا حبيبي … ماذا يعني مُدنَف ، سمعت هذه الكلمة لكنني لم أبحث عنها أيمكنك أن تشرحها لي ؟
حكيم(قطب حاجبيه):- لن أندهش إن أخبرتني أنكِ سمعتها بمسلسلكِ اللعين ذاك
ميسون(ضحكت):- هههه أهاه
حكيم:- سأراسل القناة ليقطعوا بثه ، وسأحرمكِ من هاتفكِ حتى لا تشاهديه خلسة على النت
ميسون:- أيمكننا أن نتغاضى عن الإمكانية وتفسر لي معناها
حكيم(حرك رأسها بلا فائدة):- هه آه يا ربي … يا ستي مُدنف تعني إنسان أضناه العشق ، أتعبه وأرهق ذاته حتى وصل لمرحلة الهذيان …
ميسون:- أجل قالها أبو البطل لزوجته ، امم الآن فهمت ما معناها شكرا بابا
حكيم:- ميسون …أود أن أسألكِ سؤالا
ميسون:- تفضل بابي حبيبي
حكيم(زفر عميقا ثم نظر إليها متأملا خصلات شعرها):- أكنتِ تتمنين لو التقيتِ بي قبل أشهر ؟
ميسون(رفعت ذقنها لتطالعه بحب وتعانقه بذراعيها الصغيرين):- تمنيت لو أنني ولدت بين يديك وما افترقنا لحظة ، لكن لا بأس الله ربي أراد لنا أن نلتقي بهذا التوقيت ثم نحن لن نفترق يعني أنت ستعوضني عن ذلك كل العمر وأنا أيضا صح بابا ؟
حكيم(دمعت عيناه ودفع برأسها لفمه مقبلا إياه بحرارة):- أنتِ بلسمي الشافي يا ميسونتي
ميرنا(صفقت بيدها ثم وضعتها على جنبها):- ها ها هااااا …
ميسون(نظرت إليها وقد وقفت عليهما):- شكلها غارت منا هههه هل علينا أن نطلب النجدة ؟
حكيم(مد يده في الهواء):- نو ..سننام هنا كلنا
ميرنا(هزت كتفها رافضة):- لا
حكيم(أشار لها بالصعود):- هيا حتى وإن كنت أتوقع تمزق حبال الشبكة لكن لندعها في يد القدر
ميسون:- ولو تمزقت بابي لقد وضعت رقعة مطاطية أسفلها كاحتياط يعني حتى لو سقطنا نحن بأمان
حكيم(أشار لميرنا):- اصعدي ولا تحرمني نفسكِ من هذا المنظر ، صح ميسون ادعميني يا بنت ؟
ميسون(رفعت يدها بتشجيع):- يس يس …
ميرنا(ابتسمت بموافقة واستلقت ببطء ليرتج ثقل جسمها كاملا ويدفعها لحضنه بسرعة):- هء
كان وجهها بوجهه وعيونها بعينيه الارتباك كان عنوان تلك اللقطة التي أخذت حيزا من الزمن ، جعل هذه الصغيرة ترتجي الهرب وتترك اللحظة جميلة بينهما
ميسون(حولت عينيها):- كأن بسنت بحاجة لأن أسقيها ، عمو داغر عمو داغر تعال تعال أنزلني
حكيم(برقت عيناه وهو يلتفت إليها):- بنت بنت …. احم ميسون
داغر(أخذها وهو يغض بصره عنهما):- تعالي صغيرتي أنا سأساعدكِ في الاعتناء بها
ميرنا(رفعت رأسها لتطل عليها وهي تضحك ساخرة):- ههه
حكيم(استدار لميرنا ليستشعر أنفاسها بذلك القرب):- استريحي
ميرنا(وضعت رأسها على كتفه وعانقته بذراعها متمسكة به):- هممم
حكيم(تحركت حنجرته):- هذا اليوم جميل جدا ، ما رأيكِ برحلة بحرية ؟
ميرنا(خططت بإصبعها على صدره):- أهااا …
حكيم:- لا تتساءلي فوائل لن يعترض إذا ما سرقنا يخته لليلة واحدة ، لو وافقتِ سأقوم باتصالاتي ؟
ميرنا(تحركت حنجرتها لتهمس):-هااا …
حكيم(دغدغته همستها):- أسعدتني ، ميسون ستفرح كثيرا
ميرنا(لاعبت قلادة مفتاحه وأخرجتها من صدره مشيرة):- اممم ؟
حكيم:- .. سيأتي يوم وتعرفي أي مفتاح هذا ..لكن ليس اليوم وليس قريبا
ميرنا(تأملت المفتاح وأعادته محله):- هه
حكيم(اشتم عطرها ليعانق يدها ويشبكها بيده):- أتعرفين ماذا أتمنى الآن ، لو يستقر الزمان في هذه اللحظة ولا يستمر …
ميرنا(رمشت وهي تستوعب جملته):- …لارد
حكيم(بنبرة خافتة):- حبي لكِ لا يملُّ يا ميرنا …
ميرنا(أغمضت عينيها ودكت رأسها بعنقه لتقبله قبلة خافتة وتقلب وجهه إليها):- أ…م.. همم
حكيم(ابتهج من جوابها الذي ارتضى فهمه بطريقته عكس قصدها تماما "أنا متأسفة"):- وأنا معكِ يا عمري ..أـنا مـعكِ ..
وأنا معكِ وأنا معكِ وأنا معكِ معكِ معكِ مع…..كِ ميرنااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا …
هتف صارخا باسمها بعد أن اختنق من ذكراها التي أعادته لحقيقة حرقته المريرة ، فإلى متى ؟؟؟
بقي يناجي روحه الكسيرة وذكرياته التي كانت تقفز بسهامها في لب صدره ، وكلما أصابه سهم منها كانت روحه تئن وجعا ما بعده وجع …..

وقتها كان هذا يضع حقيبته على كتفه وهو يدلف للقصر ، الساعة تجاوزت منتصف الليل فما سر تأخره هذا ما جعله يستقيم من مقعده ويقفل كتابه ليستوقفه فجأة …
كاظم:- بسم الله الرحمن الرحيم أشعل الضوء جيدا يا هذا ما بالك تظهر لأمي كالعفريت ؟
وائل(صغر عينيه فيه):- ما سر هذا التأخير سيد كاظم ؟
كاظم(رمى حقيبته بإهمال على الكنبة):- والله مشاغل يا حضرة المحامي ..
وائل:- البنت انتظرتك على العشاء ولم أجد بما أخبرها غير أنك في العمل
كاظم:- سأراضيها صباحا الآن رأسي مضغوط بكفاية
وائل(لمح جدية كاظم):- ما الأمر ؟
كاظم(ابتلع ريقه ثم أطلق ضحكة عابثة):- ههه لا شيء جوعان وحياتك هل حسبتم حسابي بالعشاء
وائل(أولاه ظهره ليحمل كتابه ويصعد الدرج):- غرفتك على يسار السلم يا جدار ، ها لا تفتعل الفوضى بالمطبخ فقد حسبنا حسابك أكيد
كاظم(بسط ذراعيه الضخمين على الكنبة):- ههه تشكرات أفوكات بيك
وائل(لوح له بكتابه):- لا تصدر ضجيجا ، نلتقي صباحا
كاظم(استوقفه سائلا):- هل كنت تنتظر عودتي حقا ؟
وائل(توقف والتفت إليه):- أجل
كاظم(تأمله مليا):- لما أنت هكذاااا ؟
وائل(حول عينيه):- لن أمكنك من دخول هذه الديباجة ، قد سبقك حكيم ولم يفلح معي ..تصبح ع خير يا صاح
كاظم(زفر عميقا ووضع رأسه بين يديه):- وأنت من أهله …هففف ليلة محتدمة وأحداث ولا ع البال يلا اخرجي من عقلي الآن اخرجيييييييي ، الله يخرب عرق النابلسيين وين ما كانوا
~كاظم يتذكر~
كاظم(هم بالخروج حين تفاجئ بالجرس المتواصل الذي هجم على بابه):- من هذا من غير شر ؟
فتح الباب بقوة بعد ذلك الطنين المزعج ، جهز بفمه طنا من الشتائم ليلعن أب الطارق الغير ظريف لكنه صدم بهويتها فجذبها سريعا للداخل وأغلق الباب خلفه بعد أن أطل من الجانبين إن كان هنالك أحد يراقبها ، ما إن اطمئن حتى دخل سريعا بجزع
كاظم(بانفعال استدار إليها ورمقها وهي تزيل قبعة السلهام الذي كانت تلبسه لتكشف عن وجهها):- ما الذي أتى بكِ يا هذه هل جننتِ ؟
نورسي(بغنج مدلل):- أما اشتقت لي يا ابن العم ؟
كاظم(أمسكها بخفة ودفعها لحضنه):- نورررررس كيف جئتِ إلى هنا ؟
نورسي(بدموع):- …جئتك بالدراجة النارية ههه ابنة عمك ما تزال مولعة بها
كاظم:- أهذا ما أعانكِ الله على قوله في وجهي بعد طول غياب ، ثم كيف تغامرين بمجيئكِ إلى شقتي يا نورسي …وقبل ذلك متى دخلتِ بقاع الوطن وكيف فأنا لم يردني أي معلومة عن سفرك
نورسي(حركت حاجبها بدهاء):- لا تنسى أنني سليلة لواء وابنة عمِّ لتحرٍّ خاص يا بوب
كاظم(أمسك وجهها بيديه):- ما زلتِ جميلة
نورسي:- وأنت ما زلت أبلها ألن تُضيفني هيا لم أقطع هذه المسافة لكي أقابل شخصية كاظم الحقيقية
كاظم(زفر بجدية):- نورسي ..معكِ لن أكون ذلك الشخص الطائش الغير مبال ، مجيئكِ هنا خطر
نورسي(طأطأت رأسها):- تمام لندخل في إطار الموضوع ، أخبرني لما هو في السجن ؟
كاظم(أغمض عينيه بقلة صبر):- كنت أعرف كنت أعرف أن مجيئكِ سيكون خلفية لموضوع أخطر ، نورسي نوووووورسي نحن قد ألقينا هذا الموضوع خلف ظهرنا منذ زمن صح يا ابنة عمي ؟
نورسي(جلست على الكرسي واضعة رجلا على أخرى وهي تتأمل ثيابها الجلدية):- ذلك عندك
كاظم(التقط سلهامها ووضعه بترتيب على الطاولة وجلس قبالتها):- ماذا تريدين ؟
نورسي(باستفهام جاد):- لمَ دخل ميار للسجن ولماذا تركته هناااااك ؟
كاظم:- وأنتِ ما شأن أمكِ الله يحرقك ويحرق قلبك الذي أودى بكِ لتلك الهاوية
نورسي(بعيون خبيثة):- مركزي الآن مهم وعملي لن أتراجع عنه البتة ، سواء رضي أبتاه أم لم يرضى فقد تركت ياقة اللواء بشير منذ زمن مضى … حين لم يسامحني حتى بعد وفاة ابني
كاظم(بغبن):- ابنكِ الحرام يا نورسي …
نورسي(بغنج):- هههه … كاظم حبيبي ..أنا غير نادمة على اختياراتي ولو عاد بي الزمن لاقترفتها من جديد فأنت تعلم ما الذي جعلني ميار أعيشه تلك الفترة
كاظم:- ألا تعرفين بأن عدو أبيكِ اللدود هو ميار داك ، إنه الفهد البري الذي حاربه عمي لسنوات وما زال يفعل ليوقع بتلك الشبكة المنظمة كي تأتي أنتِ وتضربي كل ذلك عرض الحائط وتقعي بغرامه ، لا وتنجبي منه طفلا أيضااااااا
نورسي:- طفلا توفي ظلما
كاظم:- دفعتِ ضريبة خيانتكِ لذلك المجرم الموبوء وما كانت ستمضي بدون دفع تلك الدية
نورسي(بعيون دامعة):- دية دُفعت بدم ابننا أنا وميار الذي لم يعرف عنه أي شيء ليومنا هذاااا
كاظم:- نورسي يا ابنة عمي يا حبيبتي هل تريدين فتح دفاتر قديمة عهدت نفسي أن أبقيها في قائمة أسراري الدفينة لأجل حمايتكِ ؟
نورسي:- أبي يظن أن ذلك الطفل لذلك السفاح ولو علم أنه لميار ما ربما كان رق قلبه قليلا صح ؟
كاظم:- أنتِ تهذين فعمي لن يغفر لكِ أيا كانت تبريراااااتكِ نورسي ، عودي لرشدك
نورسي(بخبث ألقت بشعرها جانبا):- اعترف … ميار لا يذكرني أمامها صح ؟
كاظم(حول عينيه):- ما شأنكِ بهما ، جوزيت وميار كتبا لبعضهما منذ الصبا ولم يكن لكِ مكان بينهما فلا تجعلي فترة حزنه تؤثر عليكِ سلبا
نورسي:- لما أنت منزعج هكذا ، ألم نتفق سوية على أن تحظى أنت بجوزيت وأنا بميار ؟
كاظم:- كان ذلك منذ زمن بعييييييييييييد أيام المراهقة ثم كيف أحظى بها وهي تكبرني بأعوام
نورسي:- وهذا ما جعلك تقلب اتجاه xxxxب قلبك ناحية ابنة عمها الأصغر هااا ؟
كاظم(اهتزت حدقتيه بانفعال):- لا يوجد شيء كهذااااا
نورسي(بتلاعب):- كظووووم … ماذا عن ميري ؟
كاظم(استقام بعصبية):- ما دخل ميرنا بالقصة ؟
نورسي:- هيا كاظم لن تدعي عدم ميول قلبك ناحيتها ، حسنا أنت لم تخطط لذلك لكن القدر وضعها بطريقك وبيت أبي الذي كنت تستقر فيه كل صيفية قد ساعدك على التعرف عليها ..كنت جار صديقتها النقيب و
كاظم:- لا تكملي
نورسي(تابعت بنزق):- فور رؤيتك لها تذكرت جوزيت ، بذكاء ربطت الأحداث واخترقت بيانات الشرطة من حاسوب أبي وفهمت الحكاية كلها
كاظم(بغضب):- ميرنا لا تعني لي شيئااااااااا فهمتِ ؟
نورسي(رفعت يدها بسخرية):- أقر أنك أعجبت بجوزيت مجرد إعجاب عابر لمراهق صغير ، لكن صدقني قلبك خفق خفقته الأولى للصحفية وما يزال ينبببببببببض حتى الآن
كاظم(بعصبية أشهر سلاحه وصوبه لرأسها):- نورسيييييييييي أحذركِ ؟
نورسي(استقامت بخيلاء وفتحت سترتها الجلدية):- أحتاجك
كاظم(مال برأسه مستغربا من حالها ذاك):- أفندم ؟
نورسي:- أريد كدمات حقيقية ولن أجد خيرا منك
كاظم(رمى سلاحه على جنب وأشار للباب):- اغربي عن وجهي فورااااا يا نورسي النابلسي
نورسي:- سأدخل للسجن الليلة لن أتخلى عن ميار … فهو قد أنقذني ودينه ما زال برقبتي
كاظم(صفق بنفاذ صبر):- برافووووو برافو يا سفيرة القيم الحسنة والمبادئ العريقة
نورسي(اقتربت منه):- كاظم … ميار أنقذني لا يسعك إنكار ذلك
كاظم(هز رأسه بزفرة عميقة):- أجل أعرف أنه فعل وأنقذكِ من ذلك المعتوه ،لكن ما لم يكن متوقعا أن تقعي بعشقه يعني كأنكِ قفزتِ من سيء لأسوأ
نورسي(وضعت يديها على كتفيه):- كلانا يعلم معدن ميار … حسنا توقف حبي له في اللحظة التي أيقنت بأن الست ميرنا دخلت الخط ، التفتت لعملي وأصبحت ما أريد ولم يعد يعني لي أمره شيئا ، .. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن بيننا ماض وذلك الماضي يحتم علي الوقوف بجانبه في محنته
كاظم(دفع يديها عنه):- وهو غني عن مساعدتكِ أصلا يا فريق المقاومة الوطنية ، فخروجه مضمون بعد يومين سو عذبتِ روحك بنت عمو
نورسي(صغرت عينيها فيه):- أنت تتطبع بطبع أبي لو بقيت هكذا سأقطع صلتي بك أنت الآخر ، فلست مستعدة لأن أراعي خاطر أي أحد مهما كان
كاظم:- هكذاااا ؟
نورسي:- أجل هكذا ، لم أصبح ما أنا عليه من فراغ بل عملت وبذلت جهدا لغاية ما صنعت اسمي في الوسط العريق
كاظم(جلس هازئا):- ههه أصبحتِ قائدة مومسات أهذا ما تتفاخرين به ؟
نورسي(برقت عيناها):- قد ترفعت عن ذلك المستوى الذي لا أنكر أنه مهد الطريق لأصبح ما أنا عليه الآن ، تنك المومسات مسؤولية تفتح لي بطون الجائعين لأخرج ما يملأ جيبي وأشبع جوعهم بما يستحبون ..صالتي أصبحت ذات منصب عال في إيطاليا كلها وأكيد سمعت بذلك
كاظم:- لا يهمني نورسي .. لا يهمني ما صرتِ عليه أو ما تكبدتِه خلال السنين الماضية ، أتعلمين لماذا لأن كل هذا يحزنني فبدلا من أن ترتدِّي عن أفعالكِ المشينة وترفعي رأس أبيكِ أنتِ تفضلين المكوث في تلك المستنقعات الخبيثة ..ربما أنتِ كذلك في قرار نفسكِ وإلا ما كنتِ التقيتِ بسفاح مأجور وأوقعتِ نفسكِ بشباكه
نورسي(وضعت يدها على جنبها):- انتهى زمن حيدر يا كاظم فلا تأتي بسيرته ، لقد تصرف ميار وأنقذني منه ولولا تدخله لكنت ميتة الآن مع ابني
كاظم(صفق بيده بغيظ):- وبسبب من بسبب من يا ابنة عمي الجليلة ، ألم تهربي معه وتعيشي علاقة محرمة بشقته حتى حين اكتشفتِ ماهية عمله بقيتِ معه
نورسي(جحظت فيه عيناها):- الله أكبر على مثال العفة والشهاااااامة ، كااااظم أنت لن تجعل ضميري يصحو يا هذاااا ، حقبة حيدر بح انقضت
كاظم:- اسمعيني جيدا لدي مشاغل وحضرتكِ تصيحين هنا كالديكة ، اختصري على أمي وقولي ماذا تريدين ؟
نورسي(بتذمر):- أريد رؤية ميار
كاظم:- لن ينفع ، لن ينفع لمليون ألف سبب أولها أن ميار نفسه نفاكِ من حياته منذ سنوات ،..غير ذلك لو خطوتِ خطوة لذلك السجن في الدقيقة الموالية سيكون عمي على علم بمكانك ، ثالث شيء لو صدف وعرف عمي بأنكِ دخلت للوطن سوف يسجنكِ يا غبية
نورسي(بحسرة):- أعلم أنه سيفعل ذلك ، هو لن يشفق علي أساسا تبرأ مني ومن معرفتي
كاظم(استقام وتقدم إليها):- أيا كانت خطتكِ التي أتيتني بها الليلة يا نورسي فهي لا تنفع ، رجاء عودي لحفرتكِ ولا تفتحي أبواب السعير على نفسك
نورسي(رفعت ذقنها وتأملته ثم ارتمت بحضنه):- اشتقت لأن أكون وسط عائلة ..ألا يحق لي أن أشعر بذلك كاظم ؟
كاظم:- كلما سنحت لي الفرصة أزوركِ بروما فماذا تريدين بعد يا نورسي أنا أحاول أن أتواصل معكِ بقدر ما أستطيع ، حتى أنني حاولت تليين قلب عمي عليكِ كذا مرة ولكنه لا يعطيني فرصة فتح الموضوع من أصله
نورسي(زفرت بتأوه):- … سيخرج ميار تعدني بذلك ؟
كاظم(رفع سترتها الجلدية وألبسها إياها ثم مسح على وجهها):- أعدكِ يا ابنة عمي ..أرجوكِ
نورسي(زمت شفتيها ثم رفعت جسدها لتطبع قبلة بقرب شفتيه):- لما لم أحبك يا ترى أنت شخص لذيذ ؟
كاظم(ضربها على رأسها):- أنا أخوكِ يا خرقاء هيا … اغربي عن بيتي
نورسي:- متى تتزوج ، ههه أملك قطعا لذيذة تليق بضخامة جسمك حتى لو أردت أرشح لك أسماءهن
كاظم:- لا يختي مشكورة على التعب خليني أبحث عن نصفي الثاني منفردا
نورسي(التقطت سلهامها وقبل مغادرتها أردفت):- كيف حال ذلك العجوز ؟
كاظم(بتأفف):- يدعى أباكِ
نورسي:- أيا كان … ما أخباره أما يزال دكتاتوريا ؟
كاظم(أغمض عينيه بقلة حيلة):- لا أدري يعني ربما أذبح كل الخرفان إذا تصالحتما يوما ما
نورسي(ارتدت سلهامها):- ذلك لن يحصل … المهم بلغ ميار سلامي ، أخبره أنني جئت لأجله حتى وإن كنت أحمل على خاطري منه فكيف يمكث بروما شهرا ولا يفكر بأن يزورني مرة
كاظم(مط شفتيه):- ههه طبعا لن أفعل فأنتِ ما كان ينقص الرجل .. هل زاركِ قبل سنوات ليزورك في شهر المصائب التي عشناها هناك ، خلصينا يا نورسي صدقا تأخرت
نورسي:- كاظم …
كاظم(كتف يديه):- يا نعم ؟
نورسي:- أنا لست بعيدة عنكم لتلك الدرجة .. كن مدركا أن كل شيء أريده يصلني من مكاني
كاظم(حرك حاجبيه مرتين بهزل):- يا حلاوة يا ولاد هل علينا أن نزغرد ؟
نورسي:- اعذرني على اقتحام بيتك في هذا الليل لكنك مجبر على استقبالي يا ابن العم ، هه أراك
كاظم(بتأسف):- لعلها تفرج ذات يوم يا نورسي
نورسي:- لقد غيرت اسمي هذا لكنك مصر على تذكيري به
كاظم:- غيري حتى جلدتكِ ستبقين نورسي النابلسية ابنة عم كاظم النابلسي وابنة اللواء بشير النابلسي تمامو ؟
نورسي(ضحكت وهي تضع قبعة السلهام على رأسها):- غوريلا
كاظم(بمودة وحسرة):- ضفدعة
ضحكت آخر ضحكاتها قبل أن تغادر شقته وتركب دراجتها النارية وتنطلق في حال سبيلها ، تاركة كاظم في حيرة تامة من أمره على حالها الذي كان يستفهم متى سيصبح بخير ..أي نعم هي الآن مستقلة وقد قطعت ردحا من المعاناة في سبيل صنع ذلك الاسم الذي تتفاخر به لكن أي شيء بُني على الحرام سيبقى حراما …
مجيئها كان متهورا لكن ما السر الذي جعلها تتكبد عناء السفر بعد سماعها بسجن ميار ، هل الأمر مقتصر على رد الجميل أم أن هنالك سرا يخفى خلف ذلك ؟؟؟
موسى(كان يراقبها):- إنها هنا بالوطن ، بما تأمرنا ؟
حيدر:- لا تؤذوها .. دعونا نرى ما قد تفعله قبل سفرها ، ستتدخلون في حالة واحدة إذا مرت بجوار السجن سوف تختطفونها وتأخذونها للمخدع ، أظنه سيكون وقتا مناسبا لنلتقي بالحبيبة السابقة
موسى:- سنضعها تحت المراقبة سيدي
حيدر:- موسى … لا أريد لهبَّة ريح أن تصيبها ، ضعوها تحت مراقبتكم وحمايتكم في آن الوقت
موسى:- ولو هذه ليست أول مرة سيد حيدر …
حيدر(تنفس عميقا):- لم يبقى سوى القليل وأعود لحياتي الطبيعية ، وقتها سأنتقم من كل من تسبب لي بهذه الإعاقة …انصرف لعملك …
موسى(أشار للسائق):- علم ..، لا تجعلنا نفقد أثرها يا هذا ..
حيدر(دفع بكرسيه المتحرك تجاه المرآة ونظر لتشوه جزء من وجهه):- ميار نجيب .. بيننا ثأر قديم ستدفع ثمنه بالوقت المناسب يا رفيق …. بالوقت المناسب …فانعم براحتك ، وأنت يا سيد وائل رشوان يا حضرة المحامي الذي جعل القاضي يحكم علي بقضاء المؤبد في السجن جراء جرائمي حقا حقا أود رؤية وجهك لما تكتشف أنك ما فلحت …ههههههههههههههههه (سعل حتى احمرت أعينه ليتمم بنظرة قاتمة وعيده) أعدكم أنني سأنتقم منكم واحدا بواحد فقط أمهلوني بعض الوقت
يا عيني يعني كأنو ناقصنا أعداء لا كدة أوفر أووووووفر جدااااااا بدأت أصدق أنهم فعلا مغناطيس يجذب البلايا الكارثية فحسب
ما علينا استذكر كاظم هذه الذكريات لما تركه وائل ليصعد للنوم ، بدوره تأفف وهو يرفع حقيبته خلف ظهره بإهمال ليصعد للدور العلوي صوب غرفته المخصصة ، لكن لم يتوجه ناحيتها بل ألقى الحقيبة جانبا وتوجه بحثا عن غرفتهما خمن الأولى والثانية ليجدهما بالثانية نائمتين بسكينة رقيقة … ميرنا تحتضن ميسون الغافية مثلها في طمأنينة جعلته يتنهد بأريحية لأجلهما ، ابتسم وهو يتراجع مقفلا الباب خلفهما ليصطدم به فجأة
طارق(بثياب مريحة للنوم يحمل كوب ماء):- أنت مرتاب … ما بك ؟
كاظم(حك جبينه):- مرتاب ، ههه لا فقط أخطأت بالغرفة ثم أنا جوعان يعني فكرت لأستقر أولا وبعدها أهجم على مطبخكم
طارق(طالعه بتمعن ثم رفع سبابته):- فيك شيء غريب .. لا أدري لكنني غير مطمئن
كاظم(صدم بجملته):- هل أعتبر هذااا استفسارا أم امتعاضا سيد طارق ، هاه إن كنت منزعجا من مكوثي معكم سأعود من الباب الذي أدخلني ؟
طارق(تحرك بخيلاء متجاهلا إياه):- حذار … أنا لست شخصا يمكنك خداعه بهوجك الدائم ، لم أمضي ردحا من عمري في السجن لكي أعد السنوات بل كنت أقرأ الوجوه والشخصيات ، وحسب خبرتي فأنا مدرك تماما أن قناعك الذي تلبسه مع الجميع سيأتي يوم ويسقط
كاظم(تحركت حنجرته بثقل ثم ضحك بسخرية وهو يتراجع):- ههه صدقا جعلتني أشعر بالإطراء
طارق(تحرك من الممر المخالف):- صراحتي قد تعزز فيك العزيمة لتراجع نفسك ، تصبح ع خير
كاظم(جمع ضحكته وابتعد من هناك مسرعا ليلتقط حقيبته ويتجه للغرفة):- ما كان هذا الآن ، حتما هو يهذي أكيد يهذي عن أي أقنعة يتحدث يعني… تت لن أدقق لأغفو فهذا اليوم كان طويلا بشكل



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:38 AM   #846

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المجمع السكني
جوزيت:- عفواااا ؟
ناريانا:- أخبرتكِ بما لدي جوزيت تريدين الخروج لرؤيته تفضلي ..لكن أنا لا أريد
جوزيت:- فيكِ شيء مريب ناحيته ، لقد رفضتِ حتى مقابلته بعد عودتنا من العزاء .. طرتِ بسرعة للمنزل فأخبريني ماذا يحصل ؟
ناريانا(هزت ذقنها):- ما يحدث هو التالي ، أنا غير مرتاحة في هذا المجمع السكني لكنني مجبرة على تحمل ذلك لأجلك فكفي عن التدقيق لأنني أمقت ذلك الشخص بشكل عميق لن يسعكِ تغييره
جوزيت(زفرت بعمق فهي لن تجعلها تعدل عن رأيها):- أحتاج لاستنشاق بعض الهواء ، نامي
ناريانا(تدثرت بالفراش وانهمرت أدمعها لتهمس في سرها):- كيف سأواجه مغتصبي الذي هتك جسدي بوحشيته ، كيف سأنظر بعينيه بعد فعلته الشنيعة تلك ولا أفجر رأسه برصاصتين ، فحتى لو مُحيت آثار كدماته ما زالت ندوبها موشومة على قلبي ولن تمحي حتى آخر أنفاسي اهئ
جوزيت(وضعت وشاحا صوفيا على كتفيها ونزلت لتقابله بالحديقة الجانبية):- … جابر ؟
جابر:- السيد خيري ينتظركِ هناك ست جوزيت ، اممم الآنسة ناريانا رفضت كالعادة ؟
جوزيت:- لا لا لم ترفض يعني ، صراحة بعد سوء التفاهم الذي وقع بينهما هي أخذت موقفا
خوري(وثب خلفها):- وهذا يطالبني بتقديم اعتذار
جوزيت(استدارت إليه بابتسامة):- خيري
خوري(طالع ابتسامتها ليومئ لجابر بالابتعاد حين رفع يده لتتأبطها):- دعيني أرافقكِ بنفسي للحديقة المخصصة بهذا المجمع الساكن
جوزيت(تأبطت ذراعه واستشعرت دفئا جميلا):- أنت شخص طيب أدرك ذلك
خوري:- وما المناسبة ؟
جوزيت:- يعني ..أنت لم تقصد كشف ناريانا لي ، لولا صراخها على مساعدك لما سمعتها وهي تصرح بحكاية أخيها التي سمعتها لأول مرة ، ورغم أنك لست المتسبب فإنك تود تقديم اعتذار لأجلي ، وهذا خلق ينم عن طيبوبة قلبك
خوري(ربت على يدها وهو يشير لها كي تجلس على الكرسي الخشبي):- كل ما يرضيكِ ويسعدكِ سأقوم به دون مقابل
جوزيت:- أنت عظيم
خوري:- ابتسامتكِ قد تفي بالغرض
جوزيت(ابتسمت ملء فمها وهي تناظر عمق عيونه):- … أيمكنني أن أخبرك بسر ؟
خوري:- أثرتِ فضولي
جوزيت:- .. مر شهر على غيابك ، تسكعت ورأيت عائلتي واسيتهم بمصائبهم وزيادة ع ذلك كنت وحيدة بعد مخاصمتي مع ناريانا … في خضم كل هذا شعرت بأنني افتقدتك حقا
خوري(تأملها):- ..لارد
جوزيت:- احم لا تفهمني بشكل خاطئ أرجوك ، لكن حين أكون بقربك أشعر بأمان مختلف لم يسبق وأن عايشته مع أي أحد حتى من كنت أحسبهم أقرب الناس لي
خوري(أمسك يدها ووضعها بين كفوفه الضخمة):- أنتِ مميزة جوزيت ، وأنا أحترمكِ جدا وأعزكِ أيضا ولذلك أضعكِ مقام أختي التي فقدتها
جوزيت:- وهذا يجعلني أتجرأ لأطلب منك أمرا قد يبدو لك شيئا غريبا
خوري(تركها تسحب يدها لتعدل خصلاتها):- أمريني ؟
جوزيت:- حسنا …أنت لديك اتصالات خاصة خارج بقاع الوطن وذلك حسب عملك ومشاريعك ، لهذا لو طلبت منك أن تبحث لأجلي عن شخص ما هل تستطيع تقديم المساعدة ؟
خوري(هز كتفه):- لو كان باستطاعتي سأفعل أي شيء لكي أرى مثل هذه الابتسامات على وجهك
جوزيت(احمرت خجلا وهي تمصمص شفتيها):- ههه يكفي أنت تجعلني أشعر بالخجل
خوري:- ….. تمام أخبريني عمن تبحثين ؟
جوزيت(طأطأت رأسها بتردد ثم هتفت بصوت خافت):- عن …. أخي
خوري(برقت عيناه بشراسة لذيذة وهو يلتفت برأسه نحوها):- …أخوكِ ؟؟؟؟
جوزيت(بدموع وحسرة):- اكتشفت وجوده قبل بضعة أشهر ، حاولت البحث عن اسمه في كل السجلات لكن لم أتمكن من إيجاد أي شيء يدل على وجوده بهذه الحياة …
خوري:- غريب
جوزيت:- فعلا غريب لأنه يحمل نفس اسم أبي وهذا ما جعل الأمر صعبا
خوري:- كيف عرفتِ يعني .. اعذري تطفلي لكن لو كنت سأساعدكِ أرغب بمعرفة كل شيء
جوزيت:- أنا أثق فيك
خوري(نظر ليدها التي ربتت بها على كتفه):- أشكر ثقتكِ …
جوزيت(مطت شفتيها):- عرفت بأمره في ظرف غير متوقع ، حسنا أنا لست طيبة كما تراني فلي أوقاتي أيضا
خوري:- لا أحد يخلو من العيوب
جوزيت:- أبي قام بأفعال شنيعة جدا في حياته ، لكنه ما استحق ميتة بشعة مثل التي حظي بها في آخر لحظات حياته ..لقد تم نحر عنقه بخنجره الخاص تخيل ؟
خوري(طالعها باهتمام):- أراكِ متألمة لأجله علما أنه كان فظيعا مثلما ذكرتِ
جوزيت(بانفعال):- لكنه يبقى أبي
خوري:- هل عشتِ معه ؟
جوزيت:- مع الأسف لا ويمكنك القول أن روحي قد جاءت لقاء روح أبوَيْ ، فليلة مولدي كانت نفسها ليلة موته هو وأمي المسكينة
خوري(ربت على كتفها):- إن كان يزعجكِ هذا لا تتطرقي إليه
جوزيت(مسحت على بطنها ببكاء):- لا ….أشعر برغبة في الحديث ، يعني عشت حياة ليست حياتي ومنذ صغري وأنا أترعرع في جو من الأكاذيب والخدع والهويات المزيفة ، كنت أحسب نفسي أحمل لقبا آخر غير خاصتي لغاية ما اتضحت الحقيقة في نظري ..المهم لن أتطرق لتفاصيل حياتي البائسة فكما أخبرتك أبي قام بأفعال سيئة أثمرت أشياء لم تكن بالحسبان
خوري(سحب نفسا عميقا وهو ينظر للسماء):- أهااااه تابعي
جوزيت:- قام باغتصاب امرأة ليلة زفافها بعد أن نحر عنق زوجها بذات الخنجر الملعون ، المرأة نفسها انتقمت وذبحته بنفس الطريقة مع الأسف لتكتشف بعد وقت أنها كانت حاملا بابنه …لوهلة أشفقت عليها وهي تصرخ باكية بأنها حاولت مرارا وتكرارا أن تلفظ ذلك الجنين لكنه كان عنيدا متشبثا بالحياة
خوري(ضحك هازئا):- متشبثا بها لدرجة مستحيلة
جوزيت(لم تفهم مقصده لكنها أردفت):- ..ذلك الجنين كان أخي ….. أخي الذي صرحت بوجوده بعد أن حاولت قتلها
خوري(هنا عقد حاجبيه):- عفوااا ؟
جوزيت(بدموع وصوت متأثر):- أمسكت خنجر أبي نفسه ووضعته على عنقها ، أردت قتلها أردت الانتقام أردت أن أجعلها تدفع ثمن أفعالها لكنني توقفت وهي تصدح باسم مختار الراجي وتصرح أنه أخي …لحظتها صدقني شلت أطرافي وأنا أستوعب هذه الحقيقة الصادمة لأجد شعورا بالحنان يتسرب لأعماقي ، أتعلم ما معنى أن يكون لدي أخ يعني …شخص سيحبني ويدافع عني بدون مقابل
خوري(ناظرها بنظرة محبة صادقة):- …. أتتوقعين أنه شخص يمكنه أن يقدم لكِ كل هذا ؟
جوزيت(وضعت يدها على قلبها):- لدي شعور وطيد بأنه لن يخذلني
خوري(زم شفتيه):- ربما كان مجرما فابن مثله يحمل جينات مجرمين تخيلي كيف سيولد خصوصا مع أم تكرهه وترفضه في كل دقيقة
جوزيت(نظرت إليه باستفهام):- لا أتوقع أنه سيء لتلك الدرجة ، ثم ثم أنا لن أحكم على ظروفه أنا أريد إيجاده فقط فهلا ساعدتني ؟؟؟
خوري(استقام منتفضا):- ماذا تريدين منه جوزيت ؟
جوزيت:- أريد أخي من حقي أن أعرف أين هو ، أنا مستعدة لتقديم أي شيء مقابل إيجاده وسوف أحميه من أي شر لأنني سأعتبره ابني وأخا ثالثا لأولادي
خوري(وضع يديه بجيوبه):- تملكين أحلام مراهقة
جوزيت(استقامت خلفه):- لما تصعبها علي يعني …قل أنك لا ترغب بمساعدتي واختصر بهذا القدر
خوري(استدار ناحيتها):- ها أنتِ وجدته ها أنتِ عثرتِ عليه ، ماذا بعد ؟
جوزيت(بتفكير):- ماذا بعد …سأحتويه في عيوني
خوري(أردف بعصبية مماثلة):- وماذا عن رغباته ومتطلباته ، ماذا عن الحياة والطبائع التي ترعرع عليها ؟
جوزيت:- سنجد طريقة ونتأقلم مع بعضنا ، أنا أخته الكبيرة وهو عليه احترامي ومساعدتي
خوري:- ع فكرة أنتِ تكبرينه ببضعة أشهر يعني مش حكاية عمر بالمرة
جوزيت:- لا أفهم سبب انفعالك صدقا يا خيري
خوري(حك ذقنه وهو يتحرك):- عودي للمنزل قد بردتِ الأجواء
جوزيت(استوقفته):- ماذا عن أخي ؟
خوري(توقف بنفاذ صبر ثم تمالك أعصابه):- مختار الراجي …سأقوم باتصالاتي
جوزيت(ابتسمت لتهرول نحوه وترتمي بحضنه):- أشكرك خيري
خوري(أغمض عينيه من عناقها ثم رفع يده ليطبطب على ظهرها لكنه جمع قبضته دون أن يفعل):- …هيا اذهبي
جوزيت(تحركت قبله وهي تغطي كتفيها بالوشاح وتطالعه خلفها بابتسامة):- شكرا تصبح على خير
خوري(أغمض عينيه):- وأنتِ …..
لوحت له وهي تدلف للمنزل في حين تحرك هو لمنزله مزمجرا ، أول ما التقطه كان قنينة مشروبه التي شاركته حالة عصبيته التي انتهت بانكسار كل ذلك في الركن … مسح على شعره بعصبية يكاد يقتلعه ليصعد لجناحه ويرتمي بحوض حمامه الساخن ويغمض عينيه متأففا … فلم يهنأ بتلك الراحة بل سرعان ما تدثر في منشفته الخاصة ليرفع هاتفه ويطلب رقمها …
خوري:- ستركبين أول طائرة وتأتي إلى هنا
كلاريسا(ضحكت بخبث):- والله ما توقعت أن تشتاق لي بهذه السرعة يا رجل
خوري(بغيظ):- كلاريسا … لا تجربي تفاهتكِ معي الآن
كلاريسا(بجدية):- كان بودي لكنني مرتبطة بأعمالي الخاصة هنا يا خوري ، لن أتمكن من البقاء
خوري:- أعمالكِ تلك ثابتة بواسطة سيولة أموالي ، إن لم ترغبي بتوقفها ستلبي الطلب
كلاريسا:- ما بك خوري ؟
خوري:- بضعة أيام ستكون مناسبة أصلا لا أريدكِ هنا بشكل دائم
كلاريسا:- تمام سأنهي ما يترتب علي الليلة وأكون عندك صباحا
خوري:- ستجدين جابر بانتظارك ، هو سيأخذكِ للمنزل الذي سنلتقي فيه الفترة المقبلة
كلاريسا:- وما به منزلك ؟
خوري:- لا تتأخري
كلاريسا(حولت عينيها من عدم مبالاته):- طيب سينيور خوري …
فصل الخط واقترب من نافذته عينها ناظرها عميقا ثم تنهد ليجلس باستكانة على السرير
خوري:- هه والله تريد البحث عني ، هل هي مجنونة أترغب بفتح أبواب مستحيلة بوجهها فالوصول إلي غير ممكن ما لم أرد ذلك ، وطبعا لن أمكنها منه حتى ولو كان ذلك يعاكس رغبتي لكنها الحياة ، فعذرا سيستر ….
جوزيت(هنا دخلت للمنزل وصعدت بخفة صوب غرفة ناريانا لتبشرها بالخبر فوجدتها تبكي):- ريانا حبيبي لما تبكين يا فتاااااة …. ؟؟
ناريانا(رفضت أن تبرز وجهها):- دعيني جوزي …من فضلك
جوزيت(أزالت حذاءها ورمت الوشاح جانبا لتدخل معها الفراش):- حسنا كنا متخاصمتين لوقت طويل دعينا نتصالح الآن
ناريانا:- أنتِ تخليتِ عني في عز أزمتي بسبب كذبة لو علمتِ ماهيتها لطلبتِ الغفران مني ليل نهار
جوزيت(بتمعن في كلامها):- سأتجاوز هذه الفقرة لأن الدم سيغلي في عروقي وسنتخاصم مجددا ، سو لآتيكِ بالمفيد لقد وعدني خيري بأنه سيبحث عن أخي مختار يااااه أتصدقين ؟
ناريانا(رفعت جسمها وأطلت عليها):- هل أنتِ جادة ؟
جوزيت(ببريق فرح):- والله والله
ناريانا(رمشت وهي تعدل جلستها لتتكئ على جدار السرير):- لا أصدقه
جوزيت(وضعت رأسها على كتف ناريانا):- لما كنتِ تبكين ؟
ناريانا(مسحت دموعها):- تذكرت الكلب نادر ، تذكرت فاجعتي ، تذكرت كل مواجعي فيها شي ؟
جوزيت(أمسكت كف ناريانا):- أجل لم يعجبني ذلك
ناريانا:- ليس لدي صبر لدعاباتكِ الساخرة جوزي
جوزيت(تشبثت بيدها وهي تطل عليها بعينيها الذابلة):- أما عدتِ تحبينني ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها بتأثر):- أنتِ تعرفين مقامكِ عندي ، لكنني مجروحة افهميني ولا تضغطي علي
جوزيت(هزت كتفها بدلال):- اشتقت لصاحبتي ...ريانا خاصتي
ناريانا(تأوهت بوجع):- وأنا اشتقت لجوزتي لكن ..أحتاج لمتنفس
جوزيت(دفعتها لحضنها):- متنفسكِ هنا بين أحضاني يا غبية ، أنا آسفة لأنني تركتكِ في محنتك أنا نذلة وحقيرة
ناريانا:- هه وحيوانة أيضا
جوزيت(بدموع شاركت بها صديقتها):- سامحتني ؟
ناريانا:- وأنتِ هل سامحتني ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- يعني … قررت ألا أدقق وأتصرف معكِ كما السابق ، فحين يأتي الوقت اللازم ستكشفين لي الحقيقة بنفسك
ناريانا(بامتنان عانقتها):- شكرا جوزيت أرحتِ قلبي وأيضا سامحتكِ
جوزيت(ضربتها لكتفها):- رغما عنكِ يا وغدة ههه آه يا ريانا صدقا افتقدتكِ يا بنت
ناريانا(بأريحية):- وأنا اكتملت بكِ الآن ، سعيدة أنكِ رجعتِ لي يا قلب ريانا
جوزيت:- لا مزيد من الأسرار تمام ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تتملص من حضنها):- أكيد …
جوزيت:- اتفقنا ..همم تذكرت يا ريانا ميار سيجلطني لا يرغب بالخروج من السجن أتصدقين ؟ ها وإياد بعد رفض حتى فتح الباب لمقابلتي
ناريانا(ابتعدت لتتابع):- ها وماذا حصل ؟
جوزيت:- ماذا حصل حملت نفسي وعدت للمجمع ، تركت هناك عنبر ليراقب الأوضاع ويحرسه
ناريانا:- صراحة ما فعله ميار لا يغتفر ، لذلك ردة فعل إياد لن تكون حميدة بالمرة لقد أسره هناك قسرا زيادة على أنه اختطف أمه التي لا يعرف بعد أنها أمه ، يعني حكاااااية ليس لها نهاية
جوزيت:- أي والله وهذا ما أحمل همه ، خائفة على كليهما ليزيد خوفي على حكيم الطين بلة …لقد رمى بنفسه في براثن ليندا ما زلت غير مصدقة
ناريانا:- مع الأسف أحيانا بعض الأمور تحتم علينا الاختيار ، وتضحية حكيم لن تذهب سدى
جوزيت(بحزن):- آمل هذاااا …
ناريانا:- أخبريني عن ميار فلم يتسنى لنا وقت للحديث بعد الجنازة ؟
جوزيت(تمطت معها بالفراش لتتعانقا):- سأخبركِ … يا ستي ذهبت إلى المخفر و ……
سردت لها جوزيت كل مجريات الأحداث الأخيرة ، تارة كانت تتفاعل معها ناريانا وتارة تغيب شاردة رغما عنها في مآسيها الخاصة ، فالسكن في بيت مغتصبها يعد أمرا صعبا عليها لكنها مجبرة لأجل صديقتها ، وواجب حمايتها منه يحتم عليها أن تتكتم على الأمر ..حقا سوف تتكتم عليه لكنها لن تنساه بل ستسعى للانتقام وهذا ما قد يوقعها في ما لا تحمد عقباه ، فالعبث مع خوري الراجي يعد طريقا ممهدا نحو الهلاك …

في بيت الراجي
بغرفة رنيم
نور(بحدة):- … ما كان علينا تركهما في هذه الحالة ، يعني كيف تعيشان بعيدا عنا وبرفقة شباب عزاب ها وائل ها كاظم الله الله
رنيم:- أخوكِ أجبرنا بطريقة ما بالسماح لهما فكيف سنعترض
جلنار(وهي تلتهم بعض الأكل):- أي والله كان صارما حين نطق بهذا القرار ، لدرجة أن خالتي ما استطاعت مناقشته
مرام:- إنه حاد الطباع بت أخشى حتى محادثته
رنيم:- أخي أصبح صارما جدا أما شاهدتموه بالعزاء كان مثل حارس البوابة ، يحقق مع كل داخل وخارج
جلنار:- ما تذكريني بفضيحتي معه ههه تخيلي طلب مني توزيع المناديل بطاولة الرجال حين لم أشعر على نفسي وأنا وسط الشارع أمامهم
نور:- هه هذا هو طارق
رنيم:- بيني بينكم ألا ينتابكم الفضول بخصوص عدم مكوثه هنا ؟
نور:- سنوات كثيرة مرت يا رنيم ، أكيد الجليد الذي حد بينه وبين عفاف يجب أن يذوب قبل أن يخطو خطوة نحو العودة
جلنار:- قد كانت مستاءة هذا الصباح
مرام:- وتخاصمت مع نهال بشكل سيء هذه البنت بدورها أحوالها ما عادت تعجب
نور:- والله سأجلس على أمها إن تابعت هذه الفصول الناقصة ، ماذا حدث لكل هذاااا ؟
مرام:- هي تلوم طارق ولومها ذاك جعلها تستلذ تمردها مع الجميع
جلنار:- بصراحة البنت يجب أن تُراقب خصوصا بعد دخول الجامعة هوووه هذا لو أمسكتم لجامها
نور:- وربي …وربي لو خرجت عن حافة الطريق لعلقتها من قدميها في سطحنا عارية
مرام:- هههه يخرب عقلك يا نور
جلنار:- ههه عليكِ جمل ..ههه تذكرت جدتي وقت معركتها مع العجوز ضرغاااام
مرام:- ههه كله ولا جملة اشرب معرفتك مع كوب شاي بالنعناع هنا فصلت
نور:- آه على جدتي العنيدة أنظروا للحال هي تعلم أن البيت مقلوب رأسا على عقب ورغم ذلك ذهبت دون مشورة أحد
رنيم:- لندعها على سجيتها أكيد ستعود عما قريب
مرام(تثاءبت):- تأخر الوقت وعيب أن نبقى هكذا أمام شيماء وإخلاص …
نور:- معكِ حق … لكن قبل ذهابنا أتتوقعون أن حكيم قد سمع نداء ميرنا وميسون ؟
مرام(ببؤس):- الله أعلم
جلنار:- لقد قمت بواجبي ونأمل خيرا من هذه المحاولة
رنيم:- أيا كان ربي يحمي ابن عمنا وين ما كان
مرام:- يا رب
نور:- آمييييين …
جلنار:- هئ نسيت أن أسألكِ نور ماذا فعل فؤاد مع أبيه بعد تلك التراجيديا ؟
نور(استقامت للمغادرة):- لا أول ولا آخر أخبره أننا سنتزوج وأنه لن يعرض عن قراره
رنيم:- أي على القوي طبعا من يقف بوجه المديرة نور هانم من
نور:- ههه ولا العريس نفسه
مرام:- يلا يلا خلونا ننقلع لغرفنا تأخر الوقت تصبحون ع خير
رنيم(التفتت لسجى وهي تتحرك مستيقظة):- لا لالا ليس وقتكِ يعني حين تنام الناس أنتِ يبدأ عندكِ النهار
ضحكن عليها وعلى سجى وخرجن من هناك تتنهدن بأسف فحتى الضحك صار حراما عليهم مبايعته تحت سقف بيتهم الكئيب …
صعدت نور لغرفتها لتجد دينا مستلقية بسريرها فبعد الفاجعة صارت ترافقها في نومها كل ليلة ، عانقتها بعد تقبيلها وغفت وفي بالها مليون ألف هم وهم شأنها شأن فؤاد الذي كان قلقا من مفاجآت أبيه التي توعده بها إذا ما استمر في نية زواجه من نور ، لكنه لن يستسلم لن يتخلى مهما امتدت تهديدات أبيه …أما مرام فقد اتجهت هي وجلنار لغرفتهما الخاصة فساعدتها هذه الأخيرة على النوم بأريحية على السرير ، لتجلس بسريرها وتتابع وإياها سرد أحداث اتصال الإذاعة وأعادتا الاستماع لها عبر النت لإشباع فضولهما … هنا بقيت رنيم رفقة صغيرتها تحاول تهدئتها قليلا وعقلها يستدرج طيف رأفت في كل حين ، وتتذكر كلمات ميرا لها حين شجعتها على منحه فرصة وهي بنفسها لا تستطيع ذلك ، فشهاب قد أحرق كل الفرص ولم يبدي أي رغبة في العدول عن تصرفاته إلا بعد وفاة عبد الجليل وقتها فقط تراجع عما كان يفعله وكأن زلزالا ضرب كينونته وجعله يعدل عن تصرفاته الفظة معها ، لكن بعد ماذا بعد فوات الأوان فقد اتخذت موقفا منه وراحت متقوقعة على نفسها وابنها في حضنها بينما كان شهاب يسير جيئة وذهابا يعيد حساباته بل ويبحث عن المسار الذي سيتخذه لكي ينجو بأسرته من ذلك الخراب المدرك ….أما بالنسبة لابنة عمهم الكسيرة فقد كانت تحتضن صورة عبد الجليل بصدرها وتبكي بصوت مكتوم خشية من أن تسمعها شيماء التي كانت تنام بجوارها ، كانت تسمع أنينها الصامت ولم تستطع كسر ذلك على أمها بل تركتها على سجيتها لتبكي أخاها الذي راح ضحية شرور الأعدااااء … في ظل ذلك كانت هذه تمشط شعرها وهي تنظر للمرآة وتتابع تفاصيل وجهها وهي تستذكر طفولتها رفقته ، فطارق كان وما زال يعني لها أكثر من مجرد ابن خال ، هي تعلم أن أمها تفقه تماما ماهية شعورها لكنها ستطالب بالطلاق كما عزمت ليس لأجل عودة طارق بل لأنها ضاقت ذرعا من بخل زوجها الشحيح …. عفاف كانت تمتعض من تصرفات سلوى وقد شعرت باستمالتها لعطف طارق لكنها لم تولي بالا لذلك ، فمأساتها أكبر من أي تفصيل آخر إذ يكفي أنه لم يعد لأحضانها حتى الساعة ، وهذا لوحده يكسر الفؤاد بدون شك ..من جانب آخر كانت تحمل هم ابنتها التي تغيرت بشكل سريع أربكها خوفا عليها ، فقد تمردت بطريقة جعلتها تحتار في القادم فلو استمرت على هذا النحو أكيد طارق سينتبه وسيتدخل وسوف يحاسبها هذه المرة ، حتى وإن كانت تلعب على مهل فهو لن يكون متساهلا معها على الإطلاق … فها هي ذي تراسله على الخاص وتتفق معه على سهرة لليلة الغد الموالي تخرجها من حلق الأحزان التي زارت بيتهم مؤخرا ، طبعا أسعد استقبل عرضها بصدر رحب خصوصا وّأنه اشترط عليها الانصياع لأوامره إن كانت تريد أن تسير في خطتها المرتدة ضد أبيها ، من جهة كان يريد تلقينه درسا انتقاميا عبر ابنته الوحيدة ومن جهة كان يألف تصرفات نهال المتمردة بشكل يجعله يستلذ مشاهدة أفعالها العفوية معه، لذلك بدورها كانت تستأنس للمتعة التي جعلها أسعد تعايشها فجنون حياته يعني الدخول لمتاهة لا عودة منها ، وهذا ما كان يجعلها تبتسم بين الفنية والأخرى في مراسلاتها معه …عكس ليان التي كانت ممتعضة من حالها فلغاية الآن لم تحظى برقم ياسين وهذا شكل لها أزمة عاطفية يختي اتقي شر نفسك قليلا فالعبث مع أتباع خوري لا يمكن توقع نتيجته ، فحتى غازي لن يسلم منه والذي كان يرفع أعمدة الرياضة خاصته بزاوية من غرفته وهو يسخط على الكون كله كعادته ، فلقد بعثت له هديل رسالة نصية تذكره بموعدهما يوم السبت المقبل فهما لن يفلتا حفلة حازم وجولي ، إنها عازمة على أن تبدو أقوى لذلك ستستخدم غازي لأجل غايتها ، وهذا الأخير وجد نفسه مجبرا على مجاراتها مع الأسف رغما عنه عليه أن يقف خلف كلمته لها … تلك اللحظة كانت تبكي بحرقة وهي تنظر لمراسلاتها القديمة مع حازم وتتذكر كيف كانا سوية قبل دخول جولي لحياتهما وتفريقهما ، يعني للأمانة هو نذل فلو كان يحبها بصدق ما كان خانها مع غيرها ، وهذا ما لم تتقبله فهي دوما معتزة بنفسها كونها هديل رشوان يعني الاسم لوحده كفيل بأن يخلق ألف استفهام واستفهام في أي مجلس تكون به ، لكن جاء حازم وضرب بكل هذا عرض الحائط بل ألقاه أرضا ودهسه بقدميه فكيف سيبلي مع عنيدة آل رشوان كيف تقولون غازي والله صعبة مع تركبيتين مختلفتين من معدن العناد الخالص أجده أمرا محالا ، فها هو قد تذكر كيف قام برمي ثياب تلك الغبية كما ينعتها بجوار بابها فهناك من أخطأ في التوزيع ووضع قمصانها بين قمصانه الخاصة ، فحين اكتشف وجودها اشمئز من ذلك وقام برميه عند عتبتها وحين خرجت استغربت تواجدها بتلك الطريقة فلم يطرأ ببالها قط أن يكون هو من قام برميها إلا بعد أن سألت نجية التي أخبرتها بأن أمينة هي التي قامت بالتوزيع وغالبا أخطأت ، لحظتها فهمت تصرفه الغريب لكنها لم تدقق فهي تعرف ماهية تصرفاته الفظة أساسا كانت مهلكة النفس فما عايشوه ببيت الراجي جعلها تفتقد أمها الحبيبة وتتمنى رؤيتها بأسرع وقت ، فحتى أختها كانت منهمكة في مصابها مع حماتها التي شنت الحرب ضدها رفقة حياة ..لكنها هلالية ولن تسمح بالهزيمة يعني على الأقل هذا ما عززته وصال في خلدها وشحنتها بالطاقة لكي تصمد لمآرب أم زياد وضرتها … طبعا هي بارعة في تقديم النصائح وفاشلة في تطبيقها على نفسها فما زالت هي والرائد في حرب كلامية لا يظهر لها نهاية … تلك الحرب تشبه نوعا ما حرب العيون التي تمارسها عنوة معه فهو لا ينفك يستفزها ويخرجها عن طورها كما فعل بعيد الميلاد حتى أنه جعلها تثمل وتقبِّله بدون تردد ، ياه كم شعرت بالخزي وما زالت تخجل لكن ما خفف عنها هو معرفتها برحيله ، رغم وجعها إلا أنه رحمها من سخرية نظراته صوبها ، صحيح لم تعرفه إلا من فترة بسيطة لكنها تشعر بافتقاده فأي منطق هو ذااااك ، استذكرت آخر محادثة لهما بالشركة وأيقنت أنه حتما كان يودعها ، فعلا حكيم ودعكِ يا ناهد قالتها وهي تتمطى بفراشها فقد جافاها النوم إذ ما زالت تعاني من نوبات الخوف ليلا ، فبعد اقتحام خوري لبيتهم وهجومه عليها أصبح نومها خفيفا جدااا لدرجة مرهقة … مثلها مثل جوزيت التي باتت تقلبات حملها تزعجها كل ليلة وتحرم النوم من عيونها لتقلبها حصص بكاء حسرة على كل ما تعيشه هي وميار ، كاذبة لو قالت أنها لا تتمنى النوم بحضنه كما كانت تفعل في فترتهم البسيطة ، ياااه لم تشبع منه حتى لكن هذا ما حكمت به الأقدار وعليها التحمل .، سوف تنتظر خروجه بفارغ الصبر حتى وإن أبى محادثتها ستختلق ألف وسيلة لذلك …حسنا هو عاتب عليها وكلام حكيم كان صادقا فميار حين يترك ياقة أحدهم فهو لا يحاول التمسك من جديد وهذه ورطة أصبحت جوزيت تهابها فإن حصل ذلك فهذا يعني أن علاقتهما حقا صارت في مأزق لا يحتمل …هنا كان ينظر للمبرد الذي تركته بعد زيارتها مبرد ماضيهم الدفين ، كان يناظره وعيونه مليئة بالقهر والغبن عليه على حكيم على إياد على ميرنا وميسون وعليها أيضا ، فهو لا يستطيع إخراجها من عقله ولن يفعل لأنها منه مهما استنكر ذلك وحاول ، لكن هذا ليس ما يشغل باله حاليا بل حكيم وكيفية إنقاذه من شبكة ليندا التي أحاطته بها ولن تستسلم حتى تحقق مبتغاها منه والذي هو …. تمام سيأتي يوم ويعرفه أيا كانت غايتها سوف يعرفها وينتقم منها لأجل قلبه النابض شر انتقااااام فقط لتنتظر حركته المقبلة ولكل حادث حديث … آنذاك كان أخوه إياد يناظر الجبال من شرفة البيت الجبلي الذي أسره فيه منذ عدة أيام ، لقد امتعض في بداية الأمر ولم يتقبل سجن ميار له لكنه في لاحق الأيام تأقلم وصار أقل هدوءا فهل هذا سيبشر بالخير لا أحد يعلم ، فمنذ أن أنقذ هبة وقد انقلب كيانه رأسا على عقب حتى مع رقية لم يعد يطااااق ، وبدورها صارت متذبذبة المشاعر فما بين تناقضاته وتناقضات ميار لم تعد تعرف ما يتوجب عليها فعله ، كل ما تحاوله الآن هو إخراجه تحت أي ظرف كان وهذا ما ستسعى إليه حتى تحققه بمعية الله …. الله الذي راحت تدعوه في صلاتها فمنذ أن صلت بمسجد روما وهي لا تترك فرضا ،، حتى أن ميسون طلبت إسدال صلاة مشابه لخاصتها وما بخل وائل به بل أحضر لهما نفس النوع ونفس اللون وسجادتين مماثلتين ، تعلمت منها كيفية الصلاة يعني الأمر ما يزال صعبا على الصغيرة لكنها تتعلم سريعا ، فما إن تفرغا من صلاتهما حتى تباشرا بالدعاء لأجل عودته بأسرع وقت ممكن ، لكن الآن قد كانت تصلي لأنها غفت قليلا لتستيقظ على كابوس جعلها تهرع للحمام لتتوضأ وتدعو لأجله ، لم تفرط بإيقاظ ميسون فتركتها غافية واستقرت هي على سجادتها التي وجدت فيها أمانها ودعت الله ألا يبعدها عنها مهما كان في وقت الضيق أو في وقت الفرح الذي راحت تبحث عن آخر ذكريات له وجدتها بعيدة المنال كما لو لم تكن يوماااا …. وقتها كان وائل يتقلب في فراشه وهو يفكر في طرق لإدخال السعادة على قلبهما ، أيا كانت الوسيلة سيستخدمها المهم أن يرى البسمة على ثغرهما حتى وإن كان غياب حكيم يحزنه وهذه حقيقة لم يستطع تداركها إلا أنه سيكابد لإراحتهما مهما كلفه الثمن ، قد أخذ ذلك وعدا على عاتقه وسينفذه رغم أن صبره سيطول فإخراجهما من قمقم الأسى يتطلب شوطا حماسيا من جولات الفشل ، لذلك لن ييأس ولن يستسلم أبدااا ، وعد نفسه بذلك واستسلم لأنة النوم لاستقبال يوم جديد يكتشف فيه نوعية مزاجهما فيه بعد إعادتهما من روما جبرا وبالقوة … استحالة ألا يدقق في مدى عمق العلاقة بين هذا الثلاثي الذي التقى منذ فترة بسيطة ليشكل علاقة أسرية وطيدة فحكيم قد عاد لحياة ميرنا بعد سنوات ولكن ما حصل كان وكأنما لم يغادرها يوما ، وظهور ميسون شكل صلة وطيدة بين الثلاثة منذ أول لحظة دخلت فيها لوسطهم وبشهادة كل من حضر ذلك اللقاء الأول بينهم ، لا يسعه أن يتخطى ذلك الرباط الروحي الذي أنشأته الأقدار حتى وإن لم يكن يستوعب حقيقته إلا أنه يشعر في صميمه بقيمته الدفينة وهذا ذاته ما يجعله عاجزا أمام تلك الحكمة الغريبة … عكس حكيم الذي كان موقنا تماما لكل تلك الحقائق من الوهلة الأولى عرف بكل شيء وما وسعه النطق بحرف خشية عليهما من تلك الحقيقة التي قد تحرمه من طفلته وعصفورته في وقت واحد ، وهذا ما لن يتحمله بعد أن هدته ليندا بأفعالها معه فقد أكثرت وميزانها لم يثقل بل فقد قدرته على كيل خطاياها معه شخصيا ، فبعد أن واجهته قبل سويعات وحاول خنقها وعهدت على معاقبته ظل شريدا في زاوية سريره يحرق جوفه بالسجائر التي يجد نفسه مدمنا عليها بشراهة ، فإن كانت تحرق شيئا بداخله فهي تحرق قلة حيلته في ذلك الوضع الكئيب .، حتى وإن كان صوتهما يتغلغل في مسامعه إلا أن ذلك مهلك مهلك أكثر مما عانى منه في قبضة ليندا اللعينة …

في صباح اليوم التالي
كاظم(كان يرتب دفاترها بالمحفظة الصغيرة):- حسنا ما نسينا أي شيء صح ؟
ميسون(بتفكير):- غالبا لاء هل نذهب ؟
كاظم:- طبعا لكن ليس بعد أن نقبل عمو وائل
وائل(بسط ذراعيه لأجلها):- تعالي إلي أميرتي الصغيرة ، ستعودين لمدرستكِ ولن تهتمي بأي شيء غير دروسكِ ، إن تفوقتِ ميرنا ستفرح
ميسون(لعبت الفكرة بعقلها):- أساسا هذا ما شجعني على الذهاب اليوم
كاظم:- هاه لنقل الحمدلله أنكِ رضيتِ ولم تتراجعي مثل البارحة
ميسون:- عمو وائل رجاء اعتني بميرنا حين تستيقظ وأخبرها أنني ذهبت للمدرسة رفقة كاظم
وائل(قبل وجنتها):- تمام صغيرتي ..رافقتكما السلامة اعتني بها يا كاظم
كاظم:- ولو القزمة في حماية العملاق
ميسون(ابتسمت بثقل):- بالطبع
كاظم(وضع حقيبتها على كتفه وأمسك كفها):- هيا يا بنت لن نبقى هنا اليوم بطوله
وائل:- انتبهااا … دااااغر خليك مع ميسون لغاية ما تعيدها للبيت بعد الدوام
داغر:- لكن سيترتب عليكم بعث أحدهم ليحضر بديعة من القصر البحري سيد وائل
وائل:- رتبت الأمر لا تشغل بالك رشاد سيتكفل بذلك
داغر:- تمام بالإذن .. هيا يا آنستي الصغيرة لنذهب
وائل(استدار للخلف ووجد طارق ينزل من الدرج مسرعا):- لو أسرعت قليلا لودعت ميسون
طارق:- سأراها لدى عودتي أنا على عجلة من أمري
وائل:- خيرا ؟
طارق(وهو يزر قبضتي قميصه):- سأصبح مدير معرض سيارات أيفترض بي أن أكمل نومتي الهنية ؟
وائل(ضحك من جملته):- هه لا أكيد يترتب عليك الاستيقاظ باكرا
طارق(ارتدى سترته):- هاه ها قد اتفقنا
وائل:- لكن لو كنت ستصبح مديرا فرجاء لا تفعل وأنت ببطن فارغ قد يؤثر هذا على مصداقية زبائنك يا صااااح
طارق(تأمل جملته وزفر عميقا وهو يزيل سترته):- حسنا فطور سريع معك سيشحنني بالطاقة
وائل(ابتسم وجذب كرسيه ليجلس من جديد):- تدبرت أمر الفطور فبديعة ستحضر بعد ساعات
طارق(صب قهوته):- أنت أساسا شخصية يعتمد عليها في كل شأن ، لا حرمنا منك يا غالي
وائل:- لن أعتبره إطراء ع فكرة
طارق:- هه ..خذه على محمل جاد إذن ، ها أما زالت أختي نائمة ؟
وائل(تنهد عميقا):- أجل
طارق(رمش مدققا):- ماذا ستفعل اليوم ؟
وائل(فهم مغزى سؤاله):- سأرافقها إن لم تمانع
طارق(أخذ رشفة من قهوته):- ممكن
وائل(رفع حاجبه واسترسل):- لم أندهش
طارق:- لست مطالبا بذلك ، شقيقتي تمر بوقت عصيب وإن كنت شفاء لها فمن أكون حتى أعترض
وائل(ابتسم بمودة):- هذا يعطيني دافعا أقوى لرعايتها ، صدقني ستكون بأيد أمينة
طارق(تجرع رشفة أخرى واستقام):- كلي يقين بذلك …
انسحب طارق لحظتها كي لا يفسح المجال لعقله أكثر بأن يعترض فهو كان رافضا للفكرة من أصله ، لكن قلبه كان يحثه على الصبر فراحة ميرنا أهم من عرق الراجية خاصته ، لذلك آثر الانسحاب لكي يباشر في مسألة عمله الجديدة والتي حثه حكيم على المباشرة فيها لمليون ألف سبب وأهمهما مثلما أثمر الاتفاق بينهم وهو سلب العشيرة من مجمل صلاحياتها شيئا فشيئا وهذه بداية الطريق …. تلك اللحظة أتمم وائل فطوره على مهله حين قام ببعض اتصالاته من بينها اتصال مهم لرقية التي كانت في طريقها لشركات الراجي لكي تسهر على حل قضية إياد الشائكة ، خصوصا وأن حمزة وردان أبى سحب الشكوى ولذلك تبقى أمامها طريق أخير لسلوكه مستعينة بأكثر شخصية متذمرة من عرق الرجال الخسيسين نور الراجي …^^
نور(وضعت القلم على الملف):- أفندم ههه لا أكيد أنتِ تمزحين يا أخت رقية
رقية(أحنت كتفيها بانهزام):- إياد سيسجن ظلما يا نور ، سيسجن بناء على ادعاءات محقق يريد رمي التهمة على أي كاااان لقد عدت للتو من المخفر ولم أجد أي جديد يساعد على تغيير الأوضاع
نور:- اففف تبا للمدعو حمزة وردان الخسيس أبو عيون زائغة
رقية(رفعت حاجبها):- عفوااا هل سبق وضايقكِ ؟
نور:- ذات مرة لكنني لم أسكت له أسمعته ما يليق وما لا يليق ، فالعبث معي ليس هينا كما تعرفين
رقية:- طيب ..هل هذا سيعزز فيكِ الرغبة لمحاولة استرضائه يا نور ..أرجوكِ إنه إياد
نور(رمشت مرتين):- بصراحة … وعدت فؤاد ألا أكلم ذلك المختل مرة أخرى دون علمه
رقية:- ههه لا تضحكيني فؤاد لن يوافق يا نور ، أرجوكِ لا تقامري بالفرصة الوحيدة التي نملكها يا ستي سوف أكون معكِ ولن تتضايقي من محادثته خصوصا إذا ما جعلنا السيد مراد دفاعنا أيضا
نور:- ما حزرتِ مراد وحمزة لا يتفاهمان يا رقية ، حتى أن آخر لقاء لهما انتهى بعراك الأيدي لولا تدخل الرجال لما استطاعوا فكهما
رقية(مسحت على جبينها):- أراكِ تصعبينها يا نور ، رجاء أخبريني الآن هل ستكونين معي أم آخذ هذا المشوار وحدي ؟
نور(بتخمين):- …. سأكون معكِ .. طبعا نحن لا نقوم بشيء خاطئ وأساسا فور انتهائنا سأخبر فؤاد كي لا تحصل مشكلة
رقيةّ:- اممم إش غير الأحوال أصبحتِ تخشين على مشاعر السيد فؤاد من الآن يا ست نور
نور(جمعت حقيبتها):- لو تختصرين الوقت فلدي أطنان من العمل ورغم ذلك سأساندكِ لأجل ذلك الأحمق ، أبفهم ما الذي أودى به لمركز نفسي أرأيتِ النتائج ؟
رقية:- إياد محبط وأريد إخراجه من هناك بأسرع وقت ، لو فلحنا وجعلنا ذلك المحقق يتنازل سيكون إياد خارج القضبان الليلة قبل الغد
نور(تنفست بعمق وتقدمت للمغادرة):- إذن دعينا نفعلها … رغم أن قلبي غير مطمئن
كما اتفقتا غادرتا الشركة بعد أن أسندت أمورها لرنيم التي ولولت وصاحت رافضة لكن فور سماعها بالغاية استكانت فأمر إياد يهمها هي الأخرى ، ووجدت في ناهد عزاءها فهي التي ستساعدها في إتمام بقية الأعمال رغم أن هذه الأخيرة أصبحت مثل الصنم الجامد تتفاعل بإيماءات وكلمات مختصرة لماذا أصبحت هكذا الله وحده يعلم ورنيم لم تدقق فوراءها مليون ألف عمل وعمل تركته نور لتتجه صوب بيت مراد مباشرة والذي أصر على ملاقاتهما في مقهى قريب من بيته كي لا تراهم نرجس وتتضايق من هذه الحكاية خصوصا وأنف أخيها المتسلط في لب الموضوع …
مراد(وضع فنجان قهوته):- لا أستطيع التدخل أنتِ تعلمين موقفي منه يا ست نور
نور:- أعرف يا سيد مراد ولكنني أرجو منك موقفا حياديا لأجل صديقنا إياد
مراد(نظر جانبيا متهربا من طلبها فقد وعد حكيم بأن يتكتم على أمر أخو إياد تحت أي ظرف كان حتى لو كان هذا الظرف المصيري):- معذرة …لا يسعني تقديم المساعدة
رقية(بانفعال):- أي طبيب أنت إذن ؟
مراد(استقام وهو يرتب هندامه):- …أنتم عرضتم عرضا وأنا رفضته ، أتمنى أن تتقبلوه بصدر رحب لأنني غير مستعد للدخول في معركة أخرى مع ابن حماي
نور:- عفوا منك سيد مراد لكنني مندهشة من موقفك ، صدقا صدمتني
مراد:- حاليا لا أنتظر تعاطفا منكِ ست نور ، يعني صداقتنا في كفة وهذا الأمر في كفة أخرى
رقية(نهضت غاضبة):- يا خسارة …
نور(رمقتها وهي تغادر ثم نظرت إليه مليا):- ما الذي يجري ، الطبيب الذي كان مستعدا لرد الجميل أصبح مترددا في شأن ابن حماه لأجل قضية حاسمة يعلم يقينا أنها ظلم ملفق لا شيء غير
مراد:- ست نور … دعي جميلي ناحية اهتمامكِ بأطفالي يبقى على جنب صدقا لا أريد أن أخسركِ
نور(استقامت بتأسف):- بكل أسف قد خسرتني للتو
مراد(زم شفتيه واستوقفها):- ليس لدي خيار آخر لقد وعدت ابن عمكِ بعدم التدخل
نور(بعدم فهم توقفت واستدارت إليه):- ما فهمت ابن عمي من ؟
مراد:- حكيم … حكيم يا ست نور طلب مني عدم التدخل في أي شأن يخص هذه القضية
نور:- كيف يعني متى … يعني هل كان يعرف بأن إياد سيسجن ؟
مراد:- لا أعلم لا أعلم لكنني موقن بأنه كان لديه تخمين بخصوص ذلك
نور(زمت شفتيها):- سوف أتصرف بنفسي يا سيد مراد إلى هنا وقد رددت جميلك بما فيه الكفاية
مراد:- مهلا ….
نور(توقفت خطوة قبل تقدمها أكثر):- همم ؟
مراد(زفر عميقا):- سأرافقكما
نور(ابتسمت ثم أخفت ابتسامتها بخفة):- لا داعي قد أعربت عن رفضك من البداية
مراد:- لدي أسبابي …فهلا ذهبنا الآن طالما غيرت رأيي
نور(بشرود):- هل تظن أن ابن حماك ذاك سيوافق ؟
مراد(تقدم قبلها):- لنأمل خيرا
نور(أردفت تحت أنفها):- هيا رغم أنني أتنبأ من الآن بملحمة فشل تارييييييخية
لم يسمع تذمرها بل انطلق رفقتها هي ورقية التي اندهشت بقبوله لطلبهم بهذه السرعة لكنها لم تدقق ، فأي طريق يقربهم من نجاة إياد ستسلكه بدون تردد ، لكن السؤال الآن رهين بالوقت فكيف سيتقبل ذلك المحقق رغبتهم هذا ما سنكتشفه بعد لحظات ….
حمزة(بعد مدة أزال سماعة الأذن ونظر للشرطي):- قلت من ؟
الشرطي:- نسيبك الدكتور مراد مع مديرة شركات الراجي السيدة نور والمحامية رقية الفارسي
حمزة(رفع حاجبه):- ماذا أسمع ماذا أسمع ما سر هذا التجمهر الغريب ، دعهم يدخلون بعد ربع ساعة كاملة فالانتظار سيفقدهم صوابهم وهذا ما أنا بحاجة إليه
الشرطي:- حاضر حضرة المحقق
حمزة(ابتسم بخبث وأعاد سماعة الأذن ليصغي لبقية الأغنية):- حبيبتي إن يسألوكِ عني يوما قولي لهم يحبني يحبني يحبني كثيراااا ها هاهااامممم …
ربع ساعة كاملة مرت عليهم في انتظار مرهق سبب لهم نفاذ صبر متوقع ، فرقية أخذت تشتم بشكل غير محتمل بينما نور حاولت تهدئتها لتشتعل هي الأخرى بقلة حيلة عكس مراد الذي كان هادئا تماما ، فهو يعرف حركات ابن حماه ولن تتغير … أخيرا انتهت مدة الانتظار حين فتح لهم الشرطي الباب للدخول وجدوه على جلسته يتابع الإصغاء لمقطوعات كاظم الساهر وبيده ملف عمل شائك يدل على أن القضية عويصة وتترتب تركيزا محضا ، لكن هل هنالك تركيز مع القيصر عجبا عجبااااا
نور(حولت عينيها وجلست دون أن تنتظر إذنه):- لو فرغت مما تفعله أيمكننا مفاتحتك بموضوع ؟
حمزة(رمش وهو يتأملها):- عيون الغزال بمكتبي لمن أدين بهذه الزيارة الغير متوقعة ؟
نور(تنحنحت وهي تشتم تحت أنفها):- لرقبتك التي سأكسرها بعد قليل يا عيون البغل
حمزة:- ما سمعتكِ جيدا هل قلتِ شيئا يا عزيزة ؟
نور:- اللهم طولك يا روح ، عزيزة من يا سيد حمزة أنا نور الراجي وهذه رقية الفارسي جئنا بسبب شكواك ضد إياد نجيب فهلا ركزت معنا قليلا ؟
حمزة(نظر لمراد):- فهمت هذا القسم من حديثك لكن ما استوعبت سبب إحضاركما لهذا
مراد(أغمض عينيه):- لا تخطئ
حمزة(بنبرة خبيثة):- وإن فعلت ؟
مراد(هم بالرد):- ساعتها سو…
نور:- سيد مرااااد لو سمحت … دعنا نتعامل بهدوء
حمزة(رمقها بطرف عين):- أرى أنها تهدأ من روع أعصابك هل فقدت أختي أهليتها في ذلك ؟
رقية(هزت رأسها مرتين):- سيد حمزة نحن نريد منك أن تتنازل عن هذه الشكوى
حمزة(شبك يديه وهو يتلاعب فوق كرسيه بحركات مستفزة):- أتنااااازل ههه .. والسبب ؟
رقية(بصعوبة تتمالك أعصابها):- لأنه مظلوم وأنت تعرف ذلك جيدا
حمزة:- أوااااووو هل أشعر هنا باتهام مضاد لجناب المحقق أيتها المحامية ؟
مراد(فهم أنه سيحشرها في الزاوية):- لا تستلم ياقتها الآن هي محامية ومن حقها الدفاع عن موكلها بأي طريقة كانت
حمزة:- حبيبها للتذكير ، يعني القضية مش قضية محامية وموكلها بل قضية عشق أففف ما رأيكِ سيدة نور هل تؤمنين به ؟
نور(وضعت يدها على رأسها وهي تتكئ على حافة مكتبه):- … سيد حمزة هل أنت عطش لروحك؟
حمزة(برقت عيناه):- ههه عفواااا ؟
مراد(استقام وأمسكها من ذراعها):- دعينا نمضي ست نور فلا أمل منه
رقية(تقدمت نحوه مشيرة بسبابتها):- أنت لن تذلنا يا حضرة المحقق . سوف نخرجه من هناك لأنه حقا مظلوم وتهمتك نحوه باااااطلة باطلة بااااطلة
حمزة(لوح لها):- بالتوفيق والقلب يدعو لكم
مراد(رمقه شزرا):- بئساااا لك من مخلوق
حمزة(تحرك بخفة وهو يرمقها):- سيدة نور … يمكنني أن أسحب شكايتي
رقية(توقفت عند الباب قبل خروجها):- كيف أحقا ستفعل ؟
حمزة:- هل اسمكِ نور ؟
مراد:- حمزة لا تتطااااول
حمزة(ونظره مصوب بعيون نور):- أريد عيون الغزال بكلمة على انفراد طبعا إن كنتم مهتمين بسماع عرضي
نور(نظرت لرقية التي هزت رأسها نفيا):- اذهبي …وأنت أيضا سيد مراد لطفا منك
مراد(أشار له بعصبية):- سوف لن أسمح لك باستغلال أي وضع سمعت ؟
حمزة(طقطق بإصبعه):- هوينا يا نسيب ولا تشغلنا أكثر ، الباب أمامك يا حلو
مراد(خرج منفعلا بعد رقية):- الحقير
رقية:- اففف كيف تحملته كل هذه السنين ؟
مراد:- ومن قال لكِ أنني تحملته أصلا اللعنة عليه
نور(جلست محلها ونظرت إليه):- اختصر ماذا تريد مني ؟
حمزة:- ما أثار انتباهي فيكِ هو ذكائكِ يا نور .. عذرا أزلت الألقاب فأنا هكذا لا أحبذ أن أبقي مسافة كثيرة بيني وبين من يستلطفهم قلبي المسكين
نور(تحركت حنجرتها ولكن حافظت على رباطة جأشها):- لو نتفق ؟
حمزة:- نتفق لما لا…ما فهمته أنكم ترغبون بإخراج الأخ إياد من السجن وذلك بسحبي لشكواي
نور:- مُفترض هكذا
حمزة:- أوكي سأتنازل عنها
نور(مطت شفتيها وهي تنظر جانبيا):- والمقابل ؟
حمزة(اتكئ عل كرسيه بأريحية وهو يتلاعب بأعصابها):- لن أكون نذلا لكنني أريد قضاء بعض الوقت معكِ وكي لا تعترضي سأكون ممتنا لو اصطحبتكِ الليلة لتناول العشاء
نور(غلى الدم في عروقها وهي تستقيم بعصبية بعد أن تمالكت أعصابها بما فيه الكفاية لتخرج له عفاريت نور المعتادة ههه):- إلى هنا وقد تماديت يا هذااااا ، أتحسب أننا منهزمون لتلك الدرجة ، يا عمي عنك ما تنازلت وسنخرج إياد من السجن رغما عن أنفك النتن يا معقوف الجبهة يا معتل النفسية يا خسيس الأفكار يا حقير الصفاااااات يا أقذر مستنقع صادفته في حياااااااااتي
حمزة(اقترب منها بخفة حتى بقيت بينهما خطوتين):- شرسة يا أنتِ ما توقعت أقل من هذا
نور(أخذت تلهث وهي تستوعب كينونة هذا المخلوق):- ألا تملك ردا لما قلته لقد شتمتك للتو يا عديم النخوة
حمزة(وضع يديه بجيوبه وهو يتمطى بابتسامة):- وإن يكن ، أحب أن تكون امرأتي ذات سلطة
نور(فتحت عينيها على وسعهما مصدومة):- ماذا أسمع ياااااااااااا روحي ؟
حمزة:- يعني ما زال الوقت مبكرا على نعت بعضنا بالكلام المعسول لكنها مقبولة منكِ يا عيون الغزال
نور(استشاطت غضبا وهي تبتعد عنه):- العيب فيني لأنني وافقتهم على هكذا فكرة فاشلة
حمزة(بجدية):- لن يسعكم إخراجه فلدي رجال مستعدون لكي يشهدوا بتواجده في عمارة أختي …يعني هناك من سينفي وجوده بقرب موقع حادث أختكِ الصحفية ، وكلمتي ضد كلمتكم أظن أن القوي فينا من سيحسم ذلك
نور:- أنت مريض
حمزة(اقترب منها متأملا):- يجوز ذلك لكن لأصدقكِ القول أنتِ تروقينني كثيرا ولا أطلب أمرا صعبا ، هي فقط وجبة عشاء لو وافقتِ أخذتِ تنازلي مباشرة بعدها
نور(نظرت جانبيا بتفكير):- لن أفعل وانقع تنازلك ذاك في مُضغة مخك العفن وتناولها هنيئا مريئا ع قلبك
حمزة(بخفة أمسكها من ذراعها وجذبها إليه):- نور الراجي … لا تجعليني أحول سجن صديقكم لجحيييييم ، طالما دخلتم أرضي ستقبلون بعرضي إما هكذا أو ستحصل أمور بشعة لن يستطيع عقلكِ الجميل استيعابها حتى
نور(سحبت يدها بتأفف):- لا تلمسني يا هذااااا وإلا حطمت وجهك بعقر مكتبك فأنا لن أكون خاضعة لك ، لا عاش ولا كان من يُخضع نور الراجي أيها الخسيس المختل ابتعد عني
حمزة(ارتج من دفعها له وابتسم):- سأنتظركِ في مطعم الورود الزاهية أظنكِ تعرفين موقعه جيدا ، ها على الساعة الثامنة رجاء لا تتأخري فكل دقيقة ستكون مهمة في تحديد مصير صديقكِ الصحفي
نور(ابتلعت ريقها وهي تفتح باب الخروج):- سحقااااا لك
حمزة(قهقه بصخب):- ههههه والله ستتناول عشاء مميزا مع عيون الغزال يا حمزة ، فرصة وستستغلها بطريقة صائبة ولابد هههههنن
رقية(استقبلتها بقلق):- ماذا حصل …ما النتيجة ؟
نور(كانت تسير بعصبية بدون توقف):- لا شيء لم يحدث أي شيء
مراد:- مهلا سأعود وأحطم وجهه على هذا التلاعب النذل منه
نور(استوقفته):- لا توقف ، المسألة صارت عندي الآن
رقية:- كيف قد قلتِ أنه لم يحدث شيء ، نور ماذا تخفين عنا ؟
نور(نظرت إليهما):- يوووه أخبرتكما انسيا الأمر سأتكفل به من الآن فصاعدا
رقية(نظرت لمراد بعدم فهم):- ماذا يعني هذا الآن ؟
مراد(هز كتفه بعدم معرفة):- الله أعلم
كيف يجرؤ كيف يجرؤ على وضع نور الراجي بين المطرقة والسندان ، من يكون ليفعل وكيف سمحت له بأن يتمادى لتلك الدرجة كيف لم تلجمه وتلزمه حده ، كيف لم تثقب مقلته بكعبها العالي كيف سمحت له بهذا التطااااااول ، لالا هنالك شأن ما جعلها راضخة بشكل خاضع فاجأها ربما هو إياد نفسه ، ربما احتياجها لتحريره جعلها تشعر بالمسؤولية نحوه فهي تعتبره أخا لهم وليس مجرد صديق … أجل هذا ما جعلها تعرب عن رفضها وامتعاضها بطريقة ساكنة ، له يختي كدتِ تفقعين مرارة الرجل وتقولين طريقة ساكنة حسنا أنتِ نور الراجي إذن تعاملي على ذلك الأساس ودعينا نرى عرقكِ الشهير في عزومة العشاء هذا لو افترضنا أنكِ وافقتِ ….همم
غلبت معها رقية لتفهم منها ما حدث ولكنها أبت أن تشرح أي شيء بل أطبقت فمها وأخذت سيارتها وغادرت تاركة إياهما في حيرة ، عرض مراد على رقية أن يوصلها لوجهتها ولكنها أبت ذلك فغادر متوجها لعيادته برتابة ، بينما هي استقلت أجرة وتوجهت صوب صديقها الأول والأخير والذي كانت بحاجة لنصيحته عاجلا غير آجل …
فياض:- تدعى رقية الفارسي هل تقربكم يا سيدي ؟
وائل(أغلق جريدته):- لا تقربنا يا فهيم ولكنها تعتبر من الأهل كيف أبقيتها بالشمس طوال هذا الوقت ، أدخلها رجااااء
فياض:- ما ذنبي أنا ، حين لم أقرأ بهويتها اسم رشوان أو الراجي فهمت ما يجب فهمه
وائل:- أخ فياض ..إن كان حكيم قد عهد بعملك لأجل حماية السيدة ميرنا والآنسة ميسون فهذا لا يعني أن تتطفل وتقرر في شؤون بعيدة عنك
فياض(زفر عميقا):- سندخلها إذن
وائل:- حبذا لو تسرع فقد انصهرت البنت غالبا إثر تحقيقاتكم المكثفة في بوابة قصرنا
فياض(تحرك وهو يتكلم عبر اللاسلكي):- لزوم الحماية سيد وائل، هيه جماعة الخفاش الأسود أدخلوا الضيفة إنها تمام
وائل(رفع حاجبه):- جماعة الخفاش الأسود لا والله كان ناقصنااااا باتمان هنا أخخخ
رقية(دخلت مزمجرة بعد عدة دقائق):- ما هذا الحصار عند بوابتك يا واااااائل لقد ذبت هناك كالشمعة ، لا والرائع أن الحرارة مرتفعة اليوم حتما انتهيت وأنا أنتظر مثل مخلل الليمون الحامض ولا كأنني سألتقي بسيادة السفير هارون بيك
وائل(عانقها بحنان):- آه منكِ يا رقيتي أنتِ لا تتغيرين أخبريني ما سر هذه الملامح المتذمرة ؟
رقية(ببكاء):- وتسألني بعد ، حبيبي مسجون وأنت لا تحرك ساكنا واااائل يا لك من صديق حقا
وائل(أمسك فكها بهدوء وطالعها):- رقيتي المتنمرة دعينا نجلس هناك ونتحدث
رقية(مسحت دموعها وجلست بانهزام):- تعبت …لقد تعبت يا وائل لم أجد أي دليل يجعلنا نبرأ إياد ، حتى شهادة جوزيت وناريانا لا يسعنا الاعتماد عليها لماذا لأننا سنعرضهما لخطر وشيك إذا ما ولج اسمهما في دوائر المخافر
وائل:- حتما يوجد هنالك حل
رقية:- لقد فكرت فيما ستفكر فيه يا وائل وذهبت لذلك الأخرق حمزة بغية تنازله على الشكوى ، تخيل لقد أهاننا وطردنا من مكتبه بشكل خسيس مثله ، لم يرح قلبي غير شتم نور له
وائل:- أكانت معكِ نور أيضا ؟
رقية:- هي والدكتور مراد يعني فكرنا لو نضغط عليه قليلا لكن لا فائدة ، نور خرجت إنسانة أخرى من مكتبه وطلبت مني عدم التدخل قال ماذا أصبح الموضوع في قبضتها وهي التي ستحرر إياد من هناك
وائل:- على أي أساس ؟
رقية(بسطت يديها):- وش عرفني يا وائل فور خروجنا تبخرت المرأة بدون أن تشرح حرفا ، من هنا حملت نفسي وأتيت إليك
وائل(أمسك يديها):- هل اشتقتِ إليه ؟
رقية(بتذمر):- جدا … لكنه متغير علي يا وائل إنه ليس الشخص الذي أحببت
وائل(ابتلع ريقه فهو مضطر ليكذب عليها):- اصبري يا رقية ما يعيشه إياد حاليا صعب عليه تحمله ، يعني كوني رحيمة معه حتى ولو كان يجرح مشاعركِ هذه الفترة
رقية(مسحت على شعرها):- لا يسعني أن أكون رحيمة بدوري مجروحة يا وائل وبحاجة لمن يطبطب على قلبي ، وإياد إياااااد أ…اففف لا أدري ماذا علي أن أقول
وائل(أمسك يدها بقوة):- ثقي بي …إياد يحبكِ يا رقية
رقية(نظرت إليه بتشتت):- صدقني لو أخبرتك بأنني ما عدت واثقة من ذلك ، تصرفاته كلها تدل على أنه لا يطيق فيني شعرة تخيل ذهبت لزيارته لم يكلف نفسه حتى لاستقبالي
وائل:- هيا رقية أنتِ صبورة هل ستستسلمين الآن يعني … إنه إياد يا بنت ؟
رقية(أمسكت يده بدورها وتنهدت عميقا):- حاضر يا وائل سأصبر سأصبر … لقد احتجت للفضفضة معك لأهدأ أعصابي فلو مضيت بتلك الحال لكنت قد قتلت أحدهم اليوم
وائل(جذبها لكتفه حين استلقت بأريحية متمسكة بذراعه):- حضن صديقكِ مفتوح لكِ دوما
رقية:- واااائل اشتقت لك …حقا غبت عني وأهملتني صرت وحيدة بلا أحد
وائل(حرك رأسه مبتهجا):- وائل الآن يشعر بالبهجة
رقية(ضحكت وهي ترتب قميصه على ذراعه)- صدقا افتقدتك يا وائل أرجوك لا تفلت يدي
وائل(لاحظ احتياجها وربت على كتفها):- طبعا يا رقيتي فمن لي سواكِ صديقة هااا
رقية:- لا يوجد غيري …آه يا وائل ليتنا نعود لحياتنا التي كانت قبل عام
وائل:-اممم لو عدنا لما خفق قلبكِ المخضرم ذاك للسيد إيااااد
رقية- ههه ولا كنت التقيتَ بميرنا في ليلة عيد الحب ووقعت بعشقها
وائل:-هاه شفتِ أننا أحببنا أنا وأنتِ في ذات اليوم
رقية:- حقا مفارقة غريبة لأول مرة ألاحظها ههه
وائل:- آمل أن نعود لذلك الزمن الجميل ومعنا أحبتنا طبعاااا
رقية:- لم يبقى الكثير على عيد الحب فكيف سنستقبله يا ترى ؟
وائل:- رأس السنة الأسبوع المقبل ليأتي بسلام وبعدها لكل مقام مقال
رقية:- كيف هي ميرنا ؟
وائل:- على حالها .. لم تستيقظ بعد ولم أشأ إيقاظها غالبا تأخرت في النوم
رقية:-إنها الظهيرة أيقظها يا وائل كي لا يرتبك نومها ، هفف أنا أشعر بالجوع هل يوجد لديكم طعام هنا ؟
وائل(استقام رفقتها):- لا يوجد نحن صائمون
رقية:- ههه صدقتك
وائل:- تفضلي يا ستي المطبخ مطبخكِ سأتفقدها وأعود إليكِ
أزالت سترتها وتوجهت صوب المطبخ وهي تجر أقدامها بتعب بينما صعد للأعلى وتوجه صوب غرفتها ، طرقها بخفة لكن لم يسمع جوابا ففتحها ولم يجدها بالغرفة استغرب وبحث عنها بقرب الحمام ولم يسمع صدى لها فساوره القلق ، لذلك خرج مسرعا من الغرفة ونظر جانبيا للستائر المتطايرة بفعل الرياح عقد حاجبيه وتقدم للرواق لينعطف صوب ممر جانبي ويجدها تقف قبالة الشرفة العريضة المطلة على الحديقة … تنفس الصعداء لما رآها رغم أنها ما تزال مصرة على الثياب السوداء إلا أنه لن يدقق فأهم شيء أنها موجودة بجواره ..
وائل(اقترب منها هامسا):- ميرنا
ميرنا(بهدوء نظرت إليه):- …لارد
وائل(لمح احمرارا تحت جفنيها وفهم أنها بكت…مجددا يعني):- أ… رقية هنا
ميرنا(طأطأت رأسها وهمست في سرها)):-°أعلم ذلك حتى أنني رأيتك تحضنها بالصالون إثر نزولي ، لذلك تراجعت وهربت إلى هنا ما وددت مقاطعتكم °
وائل:- هل أنتِ متضايقة ؟
ميرنا(رفعت جفنيها وناظرته):- لا
وائل:- إذن لو تفطران سوية سأكون سعيدا ، فبدورها منزعجة من تصرفات ميار معها ، إنها تحسب بأنه إياد وتعرفين ميار في هذه المواقف لا أحكي لكِ عن تعامله
ميرنا(زفرت عميقا ثم رمشت مرتين قبل أن تتحرك باستكانة):- هممم
وائل(لم يفهم تصرفها لكنه لحق بها):- …ميسون ذهبت للمدرسة برفقة كاظم ، أما طارق فلديه عمل على الأغلب
ميرنا(استدارت إليه وهزت كتفها باستفهام):- همم ؟
وائل:- يومي كله لأجلكِ ميرنا
ميرنا(نظرت جانبيا على مضض ثم نزلت معه):- أهااا …
وائل:- ميرنا أنتِ لم تتخذي موقفا من ميار صح ؟
ميرنا(أغمضت عينيها فهي عاتبة عليه بشكل كبير):- …..لارد
رقية(قاطعتهما وهي تنادي مستنجدة):- وااااااائل واااااااااااائل أسرع أسرع وأنقذني
وائل(نظر بقلق لميرنا ثم نزل مسرعا متخطيا إياها):- رقية رقية ماذااااا هناك ؟
رقية(كانت تقف على رخامة المطبخ وهي ترتجف برعب):- اهئ كلب …كلب من هذا أخبرني واااع ألا تعلم أنني لا أحبهم لا أحبهم كيف تدخلونه إلى هنا كييييف ؟
وائل(نظر للكلب الثائر):- شتتت اهدأ اهدأ … رشاااااد أو ما كان اسمه فياااااااض يا فيااااض
فياض(دخل مباشرة بأريحية):- يا نعم ؟
وائل:- ما هذا ؟
فياض(ببرودة):- إنه ريكس
وائل:- تشرفنا سيد ريكس ، يا أخ فياض كأنك تدعونا لجلسة تعارف معه ألا ترى ما فعله ؟
فياض(نظر لرقية وغالبه الضحك):- ههه أكيد ما ارتعبتِ من كلب يا سيدة ؟
رقية(بخوف مشيرة إليه):- نعم نعمممم أصلا من قال أن هذا كلب إنه ذئب أجل يا وائل أنظر لضخامته وأنيابه وفروه وااااع أنا خائفة
وائل(اقترب من الكلب):- اهدأ …. ريكسسسسس ريكس اهدأ شتتتتت
رقية(عقدت حاجبيها وهي ترمق استكانة الكلب):- إنه يستكين حقا
وائل(ابتسم وهو يربت على شعر الكلب لينحني أرضا ويضمه برفق):- شتت لا تقلق إنها صديقة
رقية(وضعت يدها على خصرها):- لا والله هل ستستأذن منه أيضا ؟
فياض:- ههه إنه تابع لي
رقية(صغرت عينيها فيه):- ها ها تشرفنا
وائل(سلم حبل الكلب لفياض):- خذه للحديقة ولا تدعه يدخل للقصر لدينا طفلة يا فياض تمام ؟
فياض(سحب الحبل):- معلوم
رقية:- هل سأبقى هنا كالبرواز يا وائل تعبت أنزلني
وائل(مد يديه إلى خصرها وسحبها وهو يحملها بخفة):- خف وزنكِ يا نعجة
رقية(نفضت ثيابها):- همومكم يا خويا ما خلت فيني كيلو محترم
وائل(أخذ يعدل خصلات شعرها بترتيب):- ما تعمليها قصة يا ابنتي لكن حقا كان منظركِ مسخرة
رقية(ضربته لكتفه):- بعينك يا معتوووه ههه …هااااه ميرنا حبيبتي
ميرنا(كانت تكتف يديها وتنظر إلى كل تلك الأحداث من موقعها):- …لارد
رقية(ركضت نحوها وعانقتها):- اشتقت لكِ يا حبيبتي أنتِ بخير ؟
ميرنا(نظرت لوائل فلم تحرك ساكنا إثر معانقة رقية لها):- …لارد
رقية(شعرت بها لكنها لم تدقق بل ابتعدت عنها وهي تتابع بلهفة):- جيد أنكِ عدتِ
وائل(لم يفهم نظرة ميرنا لكنه نظر حوله للمطبخ):- سوف أنظف يدي وأجهز لكما الفطور يمكنكما التحدث بغرفة المعيشة ريثما أفرغ من التحضير
رقية:- خيرا تفعل يا ويلِي لقد جعل كلبكم بطني في فمي ، تعالي ميرنا دعينا نجلس بالصالون
ميرنا(رافقتها بهدوء):- هممم …
رقية:-آه يا ميرنا أنا متعبة يا صديقتي سوف أشكو لكِ هموم صديقكِ الذي جعلني ألفُ على كعبي اليوم بطوله
ميرنا(ابتلعت ريقها وجلست برتابة وأمسكت مذكرة):-°ما الأخبار° ؟
رقية:- هففف .. قولي ما المصائب يا ميرنا اسمعي ……….
شغلتها قليلا بتلك الأخبار الدارجة عن إياد بمعنى أصح عن ميار ، من جهة انشغلت بالأمر لكن من جهة أخرى عتبها عليه لم يخمد فبنظرها ميار سلم حكيم ببساطة وبدون أن يحرك أي ساكن …ميار الذي كان يحرق الكون لو لمس أحدهم شعرة من حكيم ها قد أخذوه ولكنه لم يقدم ولم يؤخر ، فقط مجرد تسطير هذه الجملة بداخل عقلها جعلها تختنق وتترك رقية في عز محادثتها بدون حتى استئذان ، هذه الأخيرة لم تفهم منها شيئا لذلك هرعت لأبو العريف كي تخبره بما حصل والذي سلمها مسؤولية الفطور وخرج للحديقة بحثا عنها … استغرقته بضعة دقائق حتى وجدها جالسة بجوار النهر الاصطناعي والذي يمتد نحو بركة شاسعة كانت تتوسط خلفية القصر كله ، كانت تضم ركبتيها وأنامل يدها وسط الماء تتدلى منسابة مع هديره الخافت بينما يدها الأخرى كانت تتكئ بها على ركبتيها وهي تضع رأسها عليهما مستندة باحتياج ملح لتلك الطمأنينة التي هدأت من روعها قبل أن تفقد صوابها من جديد …. عز عليه أن يقاطعها بتلك اللحظة لكنه مجبر
وائل(جلس قبالتها على الأعشاب ونظر للنهر):- مبتكر هذا المنظر عبقري حتما ، هه مع الأسف لا يمكنني أن أنسبه لخاصتنا جوزي فهي بعيدة تماما عن هذه الديكورات الفنية
ميرنا(لم تحرك ساكنا):-…لارد
وائل(بنظرة شريدة):- بينولوبي … هذا كان اسمها
ميرنا(رفعت رأسها بنظرة غريبة لتلتقي بعينيه مستفهمة):- ؟؟؟؟
وائل:- كلبتنا … أو كلبة أمي كان اسمها بينولوبي عاشت معنا طفولتنا كلها ، لكن عندما مات أبي قام جدي بقتلها
ميرنا(جحظت عينيها بتأثر):- هااا ؟؟
وائل(هز كتفيه واضعا يديه على العشب خلفه في وضعية مريحة):- قال أنها هرمت وبدت عليها آثار الكبر والمرض وطبعا هذا كان مجرد حجة ليبرر بها قتله لها ، الحقيقة أنه عاقبنا على هجرنا له وهذا ما زاد من كرهي ناحيته فتلك كانت مجرد بداية لبقية الخيبات التي تضاعفت مرة بعد مرة
ميرنا(فهمت للتو سر تفاعله مع ريكس بالداخل):- همممم
وائل:- أووه لا أخبركِ كم بكت هديل عليها قد أعربت عن حزنها لأيام متواصلة لكنها سرعان ما نسيت أمرها لما بعث لها جدي الإصدار الأخير من الحواسيب
ميرنا(أشارت له بإصبعها):- ؟؟
وائل:- أنا … ما نسيتها فكلما رأيت حيوانا تذكرتها لقد كنت متعلقا بها كثيرا ، وربما حزني عليها طال وطال فوق اللازم ليصبح جرحا غائرا وخوفا دائما من تربية حيوان من جديد …حاولت أمي إحضار قطة بعدها لكنني ما استطعت التأقلم معها بينما هديل أحبتها لكنها سببت لها حساسية رشح متواصلة جعلت أمي تبعدها لسلامتها البدنية ... اليوم وحين رأيت ريكس تذكرتها فقد كانت تشبهه في نظراتها وبنيتها وحتى هدوئها الخاضع لصاحبها ، يااااه أعادني ذلك المدعو فياض لزمن سحيق كدت أنساه
ميرنا(وضعت يديها معا على ركبها وهي تتأمله متحدثا بحنين دافئ):- همم
وائل(رمق نظرتها فابتسم وهو ينظر لأشعة الشمس المتخللة ببقعتهما من خلال أغصان الشجر):- رقية حزينة لأجل إياد أو بالأحرى ميار … لذلك لو بدر مني ما يزعجكِ إزاءها فلا تحزني ، أشعر أنني مذنب في حقها وأكبر ذنوبي عدم مصارحتها بالحقيقة الحتمية التي نعرفها سوية ..
ميرنا(تلعثمت وهي تبعد نظرها للجانب الآخر):- أهااا
وائل:- … سمعت كاظم يعد ميسون بسباحة في تلك البركة ألا تفكرين بمشاركتهم ؟
ميرنا(هنا دوى الرعد بذاكرتها لتهمس في سرها):-°سباحة ؟؟؟؟؟…آخر سباحة لي كانت معه لقد سبح معي آخر مرة وودعني في ذلك المسبح أجل فعل فنظراته وهمساته كلها كانت تؤكد ذلك ، حكيم ودعني مع سبق الإصرار والترصد حكيم تخلى عني حكيم باعني مجددا وغااااااااادر ، لمااااااااااذا لماذااااااااا اهئ …
وائل(بلهفة اقترب منها وأمسك كفيها اللتين وضعتهما على وجهها لتنهار بكاء):- ميرنااااا ميرناااا حبيبتي .. لا تفعلي لطفااااا ..حسنا أنا متأسف إذا كنت قد أحزنتكِ بتصرفي أو بكلامي هممم ؟
ميرنا(هزت رأسها بتعب وهي تنفض يديه لتستقيم بدوخة):- اهئئئئ
وائل(تنهد بتعب ليستقيم ويمسكها من ذراعها):- …توقفي لا تفعلي بنفسكِ هذاااا لا تحرقي روحكِ كفى كفىىىى يا ميرنا أرجوكِ أنتِ تؤذينني في صميمي ، عجزي يخنقني لأنني غير قادر على إخراجكِ من حالتكِ هذه
ميرنا(حاولت أن تهرب من قبضته لكن الدوار الذي شعرت به أضعفها):- هففف
وائل(دفعها إلى حضنه بقبضة تملك):- إلى أين ستهربين إلى متى ستختلين بنفسكِ وتقبعين في بوتقة الألم التي سجنتِ ذاتكِ بها …. ماذا استفدتِ أخبريني 15 يوما وأنتِ ميتة حية ماذااااااا استفدتِ هل حركتِ ساكنا ، هل وصلتِ لنتيجة ؟؟ لا مطلقا بل أهلكتِ نفسكِ وقهرتِ قلب الطفلة ، حرام ما تفعلينه يا ميرنا حرااااام
ميرنا(دفعته عنها وهي تحاول جاهدة التملص من قبضته):- اهءءئئئئ
وائل(لم يفلتها بل أمسك وجهها بيده):- أنظري إلي …أنظري إللللللللي …من أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميرنا(شهقت وهي ترتج من صراخه):- هئ ؟؟؟
وائل(تنهد لأجل توقفها):- أنتِ ميرنا الراجي ….أنتِ من ترك لكِ حكيم مهمة رعاية ابنته ووصايتها ، أنتِ مسئولة الآن ، أنتِ أم الآن ، أنتِ مجبرة على أن تخرجي من قمقم حزنكِ إن لم يكن لأجل ذاتكِ المسكينة فلأجل تلك الطفلة المنهااااااااارة ميرناااااا يكفييييي
ميرنا(استكانت برجفة وهي تنظر إليه بتيه):- …..لارد
وائل(تابع بإصرار):- …. أنتِ ملزمة بالتوقف عن حالة المأتم الذي تعيشين فيه من يومها ، يا ميرناااا حتى عزاء ابنة عمكِ ما عايشته مثل الناس ، لم تواسيها بالمرة أو تخففي عنها بل كان كل همكِ حكيم والعثور عليه تاركة خلفكِ الخراب دون أن تكترثي ، لكن هذا خطأ أنتِ مجبببببببرة على أن تضعي نقطة نهاية السطر وتبدئي من جديد وإلا ستخسرين نفسكِ في هوة سحيقة لا مرجع منها
ميرنا(طأطأت رأسها بانهزام):- ح ؟؟؟؟؟؟
أغمض عينيه بفشل ودفع برأسها لحضنه ليعتصرها فيه كأنما كان يحاول أن يطمسها بداخله ، فها هي ذي تعيده للمرة الألف لذات الموضوع الذي يعيدهم أشواطا للخلف ، "حَكيم يا رَاجي أيُّ غربة أخَذتك لتقهَرَ قلبي على قلبهَا المَقهُور" ..قالها وهو يربت على رأسها ويهدهدها بكلماته المطمأنة في أن كل شيء سيصبح بخير ، مجبور على أن يبتلع أسفه لأجل راحتها … فقد هدأت بعد دقائق مريرة جعلتها تفرغ شيئا مما تبقى ليلة أمس ـ فغالبا حصص بكاء الليل ما كفتها ….
رقية:- عذرا للمقاطعة لكن لديكما زاااائر فوضوي سينضم إلينا على الفطور ، وصدقوني ما قمت بدعوته فلقد جاء من نفسه
وائل(نظر لميرنا وأمسك كفها):- هل ستكونين بخير ، يعني أيا كان لستِ مجبرة على لقائه ؟
شهاب(رمى بسيجارته على الأرض وتقدم نحوهما من البوابة الرئيسية):- أهااااه وكيف يعني سيحدث ذلك ، معقولة يا ميرنا هل سآخذ هذا المشوار كله لرؤيتكِ وبالأخير أذهب خاوي الوفاض ؟
ميرنا(مالت برأسها لتراه مقبلا نحوهما):- ش ..
وائل(هز كتفيه):- شهاب رشواااان يا أهلا …
شهاب(بسط يديه متوجها نحوهما):- وسهلا بي يا ابن العم …
رقية:- إلى الفطوووور جميعا قبل السلام ورد السلام لن أعيد تسخينه ع فكرة
ميرنا(سلمت على شهاب الذي صافحها):- هممم
وائل:- اغسلي وجهكِ وانضمي إلينا ، وأنت رافقني لأرى ما سر هذه الزيارة العجيبة ؟
شهاب(سار بجواره):- والله وجدت نفسي أدور بالشركة مثل الأهبل قلت لأبحث عن ابن عمي الوحيد
وائل(باستفهام دعابي):- ولكن يسار صدري يخبرني أن مجيئك له خلفية أخرى غير ما ذكرت
شهاب(عانقه من كتفه):- لالا هذا فقط …
وائل:- أكيد بعد الفطور سترمي بالكلام الملتصق بحنجرتك ، معلوم لن نستخرجه منك وأنت جائع
شهاب:- تفهمني والله لا يوجد من يفعل غيرك ههه .. يلا
وائل(نظر لميرنا التي دخلت للحمام الجانبي كي تغسل وجهها):- لنجلس هكذا إذن …
رقية(وهي تضع أطباقا لشهاب):- آخخخ يا ربي هل مكتوب علي أن أعمل في كل مكان ، لقد هربت إلى هنا كي أرتاح قليلا فإذا بي أجد نفسي أحضر طعام فطور لحضارتكم
شهاب:- هه والله حماتي شكلها تحبني
وائل(غمز له وهو يجلس قبالته):- جدا حتى … بالمناسبة لما لم تجلب شادي فحتى ميرا نعلم أنها لن تأتي إلى هنا ولو انطبقت السماء على الأرض
شهاب(أمسك شوكته والتقط بعض السجق):- لقد ذهبت لقصرها مع شادي تقول أن لديها أمورا عملية مع مساعديها وأنا ما دققت
رقية(نظرت لوائل ثم ابتسمت):- ميرنا انضمي إلينا حبيبتي
شهاب(رمقها وهي تجلس جواره مقابل وائل ورقية):- هزلتِ كثيرا ميرنا ألا يطعمونكِ يا بنت ؟
ميرنا(نظرت لفنجان قهوتها وهي تبتلع ريقها بصعوبة):- هممم
وائل(أشار له بحاجبه كي لا يضايقها):- أخبرت رقية كيف تحضر قهوتكِ المعتادة ميرنا ، ستعجبكِ
رقية(مطت شفتيها بتدلل):- أحِّييييه لو أجد من يهتم فيني هكذا لأبقيته سجيني أبد الدهر ، فينك يا إيادي فيييين
شهاب(حول عينيه):- ها هي ستبدأ حصة التذمر سأتناول طعامي فورا قبل أن تصيبيني بالتخمة
رقية(صغرت عينيها فيه):- وقح
شهاب(التهم أكله بشهية):- أين تلك المزعجة الصغيرة ؟
ميرنا(جحظت عينيها ونظرت إليه):- …لارد
وائل(فتح عينيه على وسعهما بدوره):- الله يخرب لسانك ، إنها تملك اسما يا هذاااا
رقية:- هيا أجبه يا أفندي
شهاب:- ماذا قلنا يا ويل أنا سألت للاطمئنان فحسب
وائل:- ميسون بالمدرسة ارتحت ؟
شهاب(رفع حاجبه):- صدقا من كان يظن أن حكيم سيكون أبا بهذه الطريقة ، يا أخي أمر لا يصدق لديه بنت عمرها ثماني سنوات … حقا ههه لقد وجدها جاهزة أي والله
رقية(رمقت امتقاع وجه ميرنا):- خفف يا شيهوب بدورك وجدت طفلا جاهزا بعمره سنتين
شهاب(هز كتفه برتابة):- يحتسب كذلك ههه يلا سيصدمنا وائل هذه المرة بأطفال لم تكن بالحسبان فجدي العزيز قد وجد له عروساااااا
ميرنا(هنا وضعت فنجانها بقوة ونظرت مباشرة لوائل):- ؟؟؟؟
وائل(بعدم تصديق):- شهاااااااااااب …ما بك يا هذا هل جئت لتضايقنا أم ما قصتك ؟
شهاب:- أوبس … ألم يكن لدى ميرنا علم سوري لا تؤاخذني حسبتك لا تخفي عنها شيئا
رقية(لاحظت التوتر):- هذا أمر لا يجب أن يذكر في هكذا وضع يا شهاب
ميرنا(أمسكت فنجان قهوتها ورفعته لفمها):- …لارد
وائل(استغرب ردة فعلها ووضع يده على فكه):- هل تبقَّى لديك ما تقوله تفضل وافتح صنبور أخبارك فالظاهر أنك أتيت وفي عقلك نية حقيرة يا شهاااااب
رقية(رأت وائل وهو ينهض منفعلا):- هل أعجبك هذا الآن ؟
شهاب(وهو يتناول ببرودة)":- يا بنتي ماذا قلنا لقد مزحت فقط ، ثم ميرنا كانت ستعرف وهل جدنا سيخفي هكذا معلومة قد تحرق الكون مثلا ؟
رقية(ضربت على وجهها):- أستغفر الله العلي العظيم
شهاب(ابتلع ما بفمه وأتمم عنها):- وأتوب إليه …
رقية(حركت رأسها بدون فائدة):- لأرى وائل …
شهاب(مسح فمه وهو يلوح لها):- روحي روحي دعيني مع ميرنا لوحدنا
ميرنا(تنهدت عميقا ونظرت لفنجانها بتعب):- …هممم
شهاب:- ما غضبتِ صح ؟
ميرنا(حركت رأسها نفيا على مضض):- لا
شهاب:- كاذبة أكيد داخلكِ يحترق .. لكنني لم أكن أمزح جدي حقا وجد لوائل عروسا حتى أنه تكلم مع عائلة البنت يعني فتح موضوع
ميرنا(بانزعاج وضعت يدها بجيبها وأخرجت الهاتف لتكتب):- °وأنا ما شأني؟°
شهاب:- ميرنا ميرنا كلانا نعرف أنكِ تحبين وائل وإن بقيتِ جامدة كالصنم سيذهب منكِ الولد ، هاه أقولها لأخلي ذمتي من القصة كلها
ميرنا(تضايقت وهي تشعر بالاختناق):- °مااااا شأني؟°°
شهاب:- يا بنتي خاصتكِ سيطير فجدي سيجبره على ذلك الزواج هل ستسمحين بذلك ؟
ميرنا(طأطأت رأسها ثم كتبت):- °لا علاقة لي بالموضوع°
شهاب(بعدم فهم):- هللو أين ذهب عشقكِ له أم تراكِ بدلتِ حبه مثلما فعلتِ معي ؟؟؟
ميرنا(جحظت عينيها بعدم تصديق لوقاحته واستقامت منفعلة):- همم
شهاب(بغضب استوقفها ممسكا إياها من ذراعها بقوة):- هل أصبحتِ مهووسة بتغيير الرجال بداية بي أنا مرورا بوائل والآن حكيم صح ؟؟؟؟؟
ميرنا(دفعت يدها عنها وهربت منه وكأنه نسي أنه من خانها وليس العكس):- اففف اففف
شهاب(لم يتوقف بل لحق بها ركضا وأمسكها من يدها):- توقفي هنا أنا لن أسمح لكِ بأن تقهري قلب ابن عمي ، لولا حرصي على نجاح علاقتكما لما فتحت فمي لأنني أعرف يقينا أن وائل لن يجرؤ ويخبرك بهذا ، ولأنني أعلم نذالة جدي قلت لأسبقه بخطوة
ميرنا(أخذت ترتجف بعصبية):- د …د ….اففف
شهاب(أفلتها ثم أمسكها من كتفيها ليهزها بقوة):- ميرنااااااا … استيقظي على نفسكِ من هذا الحاااااال الكئئئئئيب أما عدتِ تحبين وائل هل بعتِ حبه حقااااااااا ؟
ميرنا(بالقوة التي امتلكتها قامت بصفعه وهي تلهث بجنون):- اهئئئئئئئ
شهاب(حرك فكه وتركها):- سوف تندمين إذا ما فرطتِ فيه ولن أكون آسفا وقتها على فكرة ، وبالمناسبة للتو قمتِ ببتر آخر شعور كنت أبقيه سرا تجاهكِ … لقد انتهيت
ميرنا(جثت على ركبها وهي تشعر بالخواء في قدميها من مواجهته الغير متوقعة):- اهئئئئ
شهاب(أمسك سترته وخرج):- تبا لاهتمامك شهاب تباااااااااا ، ليتزوج غيرها وأنت ما شأنك ؟؟؟؟
وائل(استوقفه):- شهااااااب توقف عندك
شهاب(وضع يديه بجيوبه بتبجج):- نعم نعم ماذا ستضيف ؟
وائل(بانفعال):- ما مشكلتك ؟
شهاب:- مشكلتي هي أنت … جدي أصدر أمرا بخصوص زواجك وأنت هنا في خبر كاااان
وائل:- أخبرني عمك يوم أمس بالقصة وأنا لم أوليها اهتمامي ، لأنني رافض للفكرة من أصله
شهاب:- كلنا نعلم أن جدي قادر على القيام بأي شيء لكي يقنعك ، طالما تكلم مع أهل البنت معناه أنك قريبا ستصبح عريسا ألف مبروك يا ويلي
وائل(ابتسم ملء ثغره):- أي نعم سأصبح عريسا ما كذبت في هذا ، لكن ستكون ميرنا عروسي ولا أحد غيرها فاطمئن
شهاب(بنظرة مرتابة):- قلبي غير مطمئن
وائل(صغر عينيه فيه):- هل تعرف شيئا لا أعرفه يا شهاب ؟؟؟؟
شهاب(ابتلع ريقه):- طبعا … فإن لم يكن العريس مهتما بهوية عروسه فأكيد ابن عمه اللزم سيحاول معرفة ذلك
وائل:- صدقا لم أدقق في ذلك … ألهذا أنت قلق ومش على بعضك منذ وصولك، حتى أنك خربت الدنيا بكلامك النتن ذاااااك ؟
شهاب:- هل شعرت بمعاناتي أخيرا مرحى لك
وائل(باهتمام):- من تكون مختارة جدك العزيز ؟
شهاب(بحشرجة في صوته):- إنها …
رقية(بصراخ):- وااااااااااااااائل ساعدني لقد أغمي على ميرنااااا
وائل(نظر خلفه بخفة وركض للقصر):- ميرنااااااا
شهاب(ضرب على جنبه):- سحقا لك يا شهاب … كنت أخبره وريح ضميرك هل هذا وقته ميرنا هل هذاااا وقته يختي ؟؟؟
حتى بعد أن عادت لوعيها ووجدت نفسها بسريرها في غرفتها لم تفتح فمها قط ، أصلا ماذا ستقول أن أسوأ مخاوفها تتحقق تباعا بدءا برحيل حكيم والآن بزواج وائل لا هذا كثير كثيرررر ، إنها تختنق مجدداا مجددا …لن تسمح ، نظرت إليهم تباعا ثم التفت للجانب الآخر وغطت رأسها معلنة عدم رغبتها في بقائهم ، هنا أشار لهما وائل بالمغادرة بينما جلس جوارها متنهدا بأسى
وائل:- هيا ميرنا لن تتأثري بشيء لن يحدث ، لا أدري ما الذي دهى شهاب ليهتف بذلك .. حتما جدي فقد صوابه إن كان يعتقد أنني سأوافق على هذا الهراء ، أنا لكِ يا مجنونة فلما تشعرين بالخوف هكذااا ؟
ميرنا(رفعت الغطاء ونظرت إليه لتجذب مذكرتها وتعدل جلستها وتكتب):- °وائل لا أريد رؤية أي أحد دعهما يغادران لطفا°
وائل(مسح على شعرها):- هل أستدعي طبيبا ؟
ميرنا(هزت كتفها وهي تراقب نظراته):- لا
وائل:- حسنا انتظري هنا سأطردهما شر طردة ولا تهتمي بيبي …
ميرنا(ابتسمت شاكرة وأغلقت مذكرتها):- هااا
وائل(رمق شبح ابتسامتها ليستقيم مبتعدا):- دقائق وأعود
ميرنا(عادت لنومها وناظرت الجدار بعين متحسرة):- °ما الداعي للعودة بعد الغياب الكاسر°
أمسكت هاتفها وولجت لمدونتها معتقدة بأن حكيم ربما سيراسلها هناك ، لما سيفعل فهل سبق وحدث ذلك أجل فعلها كثيرا من المرات لما كان يراسلها من حسابات مجهولة ليشعر بأنه قريب منها ، لقد صارحها بذلك ذات مرة في روما وما نسيته …لهذا فهي تتردد عليها مؤخرا لعلها تجد صدى لهوس روحها المتعبة ، رمقت رسالة خاصة ببريدها ففتحتها لتجده مجددا يزعجها
أنيس الليل:- "على الساعة 6 سأكون بالنادي ، أتحداكِ في المجيء يا صاحبة المقام ..معجبكِ السري أنيس الليل"
ميرنا:- °هل هذا معتوه أيظنني سأوافق على هذا الهراااااء ..تف من أين تتسلط علينا هاته العينات المتطفلة°
وائل:- من غير مطرود يا شهاب فقد كفيت ووفيت بزيارة واحدة ، خذ في طريقك هذه المزعجة ودعوني أرى جمال خطواتكم
رقية(تأبطت حقيبتها):- تذكر يا وائل لقد طردتني هممم
شهاب:- امشي يا رورو هذا النذل أصبح يشبه تلك الشرذمة السافلة التي يعيش معهم
وائل:- سجلت هذا على جنب
شهاب(زوره بطرف عين):- هيا رورو لو بقيت هنا لحظة سأحلق شعره
وائل(وضع يده على جنبه وهو يتنهد بأريحية):- تخلصت منهما
رقية(تسير بجوار شهاب):- أنت على غير سجيتك ، ما فعلته على طاولة الفطور كان متعمدا لقد جئت لكي ترش الملح على طبق سيقهر قلوبنا غالبا
شهاب(فتح لها باب السيارة):- ما يروقني فيكِ أحيانا هو فطنتكِ آنسة رقية ، اصعدي لتسمعي ما ينتظرنا من ويلات إن كنتِ مهتمة
رقية(بقلق):- الله يسمعنا خير … ماذا هناك ؟
شهاب(أشار لفياض الذي لوح لهم مودعا وفتح بوابة القصر لهما):- … جدي وضع الموضوع بعقله ولن يهنأ حتى يحققه
رقية(وضعت حزام السلامة بدون تركيز):- يعني … يعني هل تظن أن وائل سيوافقه على هذا الهراء مستحيل هو يحب ميرنا ولن يتقبل أي امرأة غيرها
شهاب:- ألا تظنين بأنني أعلم ذلك هل تجربين النزق على ملتي الآن ، كنت بمثل منطقكِ لما عرفت أول مرة بالموضوع لكن فور معرفتي بهوية العروس ما أكذب عليكِ قلقت
رقية:- وأنت الآن أقلقتني من هي يا شهاااااب ؟
شهاب(هز كتفه وهو يركز بالطريق):- قبل أن أخبركِ عديني بأنكِ لن تصرخي
رقية(رفعت حاجبها):- إن لم تنطق فسأصرخ قبل معرفتي بذلك ، يا أخي انطق من تكوووووون ؟
شهاب(رفع حاجبه مدققا في ملامحها):- وحياتك أود التقاط صورة لكِ بهذا الحال ممكن ؟
رقية:- الله يخرب هزلك الذي يأتي بمواقف خاطئة يا شهاب يا رشوان …
أخبرها وما إن فرغ من جملته حتى انفجرت رقية ضحكا هستيريا أصابها بصدمة غير متوقعة ، فللأمانة لم تتوقع أن يكون ضرغام رشوان بهذا الدهاء الماكر ويفكر بتدبيس وائل في زواج كهذا فقط لكي يبعده عن ميرنا الراجي …شيء ما مريب في القصة يعني ما الذي أحيا الماضي في كينونة العجوز هذا ما لن نعرف
ه حاليا فسيبقى مكتوما لوقته المناسب ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:40 AM   #847

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المجمع السكني
جوزيت:- عفواااا ؟
ناريانا:- أخبرتكِ بما لدي جوزيت تريدين الخروج لرؤيته تفضلي ..لكن أنا لا أريد
جوزيت:- فيكِ شيء مريب ناحيته ، لقد رفضتِ حتى مقابلته بعد عودتنا من العزاء .. طرتِ بسرعة للمنزل فأخبريني ماذا يحصل ؟
ناريانا(هزت ذقنها):- ما يحدث هو التالي ، أنا غير مرتاحة في هذا المجمع السكني لكنني مجبرة على تحمل ذلك لأجلك فكفي عن التدقيق لأنني أمقت ذلك الشخص بشكل عميق لن يسعكِ تغييره
جوزيت(زفرت بعمق فهي لن تجعلها تعدل عن رأيها):- أحتاج لاستنشاق بعض الهواء ، نامي
ناريانا(تدثرت بالفراش وانهمرت أدمعها لتهمس في سرها):- كيف سأواجه مغتصبي الذي هتك جسدي بوحشيته ، كيف سأنظر بعينيه بعد فعلته الشنيعة تلك ولا أفجر رأسه برصاصتين ، فحتى لو مُحيت آثار كدماته ما زالت ندوبها موشومة على قلبي ولن تمحي حتى آخر أنفاسي اهئ
جوزيت(وضعت وشاحا صوفيا على كتفيها ونزلت لتقابله بالحديقة الجانبية):- … جابر ؟
جابر:- السيد خيري ينتظركِ هناك ست جوزيت ، اممم الآنسة ناريانا رفضت كالعادة ؟
جوزيت:- لا لا لم ترفض يعني ، صراحة بعد سوء التفاهم الذي وقع بينهما هي أخذت موقفا
خوري(وثب خلفها):- وهذا يطالبني بتقديم اعتذار
جوزيت(استدارت إليه بابتسامة):- خيري
خوري(طالع ابتسامتها ليومئ لجابر بالابتعاد حين رفع يده لتتأبطها):- دعيني أرافقكِ بنفسي للحديقة المخصصة بهذا المجمع الساكن
جوزيت(تأبطت ذراعه واستشعرت دفئا جميلا):- أنت شخص طيب أدرك ذلك
خوري:- وما المناسبة ؟
جوزيت:- يعني ..أنت لم تقصد كشف ناريانا لي ، لولا صراخها على مساعدك لما سمعتها وهي تصرح بحكاية أخيها التي سمعتها لأول مرة ، ورغم أنك لست المتسبب فإنك تود تقديم اعتذار لأجلي ، وهذا خلق ينم عن طيبوبة قلبك
خوري(ربت على يدها وهو يشير لها كي تجلس على الكرسي الخشبي):- كل ما يرضيكِ ويسعدكِ سأقوم به دون مقابل
جوزيت:- أنت عظيم
خوري:- ابتسامتكِ قد تفي بالغرض
جوزيت(ابتسمت ملء فمها وهي تناظر عمق عيونه):- … أيمكنني أن أخبرك بسر ؟
خوري:- أثرتِ فضولي
جوزيت:- .. مر شهر على غيابك ، تسكعت ورأيت عائلتي واسيتهم بمصائبهم وزيادة ع ذلك كنت وحيدة بعد مخاصمتي مع ناريانا … في خضم كل هذا شعرت بأنني افتقدتك حقا
خوري(تأملها):- ..لارد
جوزيت:- احم لا تفهمني بشكل خاطئ أرجوك ، لكن حين أكون بقربك أشعر بأمان مختلف لم يسبق وأن عايشته مع أي أحد حتى من كنت أحسبهم أقرب الناس لي
خوري(أمسك يدها ووضعها بين كفوفه الضخمة):- أنتِ مميزة جوزيت ، وأنا أحترمكِ جدا وأعزكِ أيضا ولذلك أضعكِ مقام أختي التي فقدتها
جوزيت:- وهذا يجعلني أتجرأ لأطلب منك أمرا قد يبدو لك شيئا غريبا
خوري(تركها تسحب يدها لتعدل خصلاتها):- أمريني ؟
جوزيت:- حسنا …أنت لديك اتصالات خاصة خارج بقاع الوطن وذلك حسب عملك ومشاريعك ، لهذا لو طلبت منك أن تبحث لأجلي عن شخص ما هل تستطيع تقديم المساعدة ؟
خوري(هز كتفه):- لو كان باستطاعتي سأفعل أي شيء لكي أرى مثل هذه الابتسامات على وجهك
جوزيت(احمرت خجلا وهي تمصمص شفتيها):- ههه يكفي أنت تجعلني أشعر بالخجل
خوري:- ….. تمام أخبريني عمن تبحثين ؟
جوزيت(طأطأت رأسها بتردد ثم هتفت بصوت خافت):- عن …. أخي
خوري(برقت عيناه بشراسة لذيذة وهو يلتفت برأسه نحوها):- …أخوكِ ؟؟؟؟
جوزيت(بدموع وحسرة):- اكتشفت وجوده قبل بضعة أشهر ، حاولت البحث عن اسمه في كل السجلات لكن لم أتمكن من إيجاد أي شيء يدل على وجوده بهذه الحياة …
خوري:- غريب
جوزيت:- فعلا غريب لأنه يحمل نفس اسم أبي وهذا ما جعل الأمر صعبا
خوري:- كيف عرفتِ يعني .. اعذري تطفلي لكن لو كنت سأساعدكِ أرغب بمعرفة كل شيء
جوزيت:- أنا أثق فيك
خوري(نظر ليدها التي ربتت بها على كتفه):- أشكر ثقتكِ …
جوزيت(مطت شفتيها):- عرفت بأمره في ظرف غير متوقع ، حسنا أنا لست طيبة كما تراني فلي أوقاتي أيضا
خوري:- لا أحد يخلو من العيوب
جوزيت:- أبي قام بأفعال شنيعة جدا في حياته ، لكنه ما استحق ميتة بشعة مثل التي حظي بها في آخر لحظات حياته ..لقد تم نحر عنقه بخنجره الخاص تخيل ؟
خوري(طالعها باهتمام):- أراكِ متألمة لأجله علما أنه كان فظيعا مثلما ذكرتِ
جوزيت(بانفعال):- لكنه يبقى أبي
خوري:- هل عشتِ معه ؟
جوزيت:- مع الأسف لا ويمكنك القول أن روحي قد جاءت لقاء روح أبوَيْ ، فليلة مولدي كانت نفسها ليلة موته هو وأمي المسكينة
خوري(ربت على كتفها):- إن كان يزعجكِ هذا لا تتطرقي إليه
جوزيت(مسحت على بطنها ببكاء):- لا ….أشعر برغبة في الحديث ، يعني عشت حياة ليست حياتي ومنذ صغري وأنا أترعرع في جو من الأكاذيب والخدع والهويات المزيفة ، كنت أحسب نفسي أحمل لقبا آخر غير خاصتي لغاية ما اتضحت الحقيقة في نظري ..المهم لن أتطرق لتفاصيل حياتي البائسة فكما أخبرتك أبي قام بأفعال سيئة أثمرت أشياء لم تكن بالحسبان
خوري(سحب نفسا عميقا وهو ينظر للسماء):- أهااااه تابعي
جوزيت:- قام باغتصاب امرأة ليلة زفافها بعد أن نحر عنق زوجها بذات الخنجر الملعون ، المرأة نفسها انتقمت وذبحته بنفس الطريقة مع الأسف لتكتشف بعد وقت أنها كانت حاملا بابنه …لوهلة أشفقت عليها وهي تصرخ باكية بأنها حاولت مرارا وتكرارا أن تلفظ ذلك الجنين لكنه كان عنيدا متشبثا بالحياة
خوري(ضحك هازئا):- متشبثا بها لدرجة مستحيلة
جوزيت(لم تفهم مقصده لكنها أردفت):- ..ذلك الجنين كان أخي ….. أخي الذي صرحت بوجوده بعد أن حاولت قتلها
خوري(هنا عقد حاجبيه):- عفوااا ؟
جوزيت(بدموع وصوت متأثر):- أمسكت خنجر أبي نفسه ووضعته على عنقها ، أردت قتلها أردت الانتقام أردت أن أجعلها تدفع ثمن أفعالها لكنني توقفت وهي تصدح باسم مختار الراجي وتصرح أنه أخي …لحظتها صدقني شلت أطرافي وأنا أستوعب هذه الحقيقة الصادمة لأجد شعورا بالحنان يتسرب لأعماقي ، أتعلم ما معنى أن يكون لدي أخ يعني …شخص سيحبني ويدافع عني بدون مقابل
خوري(ناظرها بنظرة محبة صادقة):- …. أتتوقعين أنه شخص يمكنه أن يقدم لكِ كل هذا ؟
جوزيت(وضعت يدها على قلبها):- لدي شعور وطيد بأنه لن يخذلني
خوري(زم شفتيه):- ربما كان مجرما فابن مثله يحمل جينات مجرمين تخيلي كيف سيولد خصوصا مع أم تكرهه وترفضه في كل دقيقة
جوزيت(نظرت إليه باستفهام):- لا أتوقع أنه سيء لتلك الدرجة ، ثم ثم أنا لن أحكم على ظروفه أنا أريد إيجاده فقط فهلا ساعدتني ؟؟؟
خوري(استقام منتفضا):- ماذا تريدين منه جوزيت ؟
جوزيت:- أريد أخي من حقي أن أعرف أين هو ، أنا مستعدة لتقديم أي شيء مقابل إيجاده وسوف أحميه من أي شر لأنني سأعتبره ابني وأخا ثالثا لأولادي
خوري(وضع يديه بجيوبه):- تملكين أحلام مراهقة
جوزيت(استقامت خلفه):- لما تصعبها علي يعني …قل أنك لا ترغب بمساعدتي واختصر بهذا القدر
خوري(استدار ناحيتها):- ها أنتِ وجدته ها أنتِ عثرتِ عليه ، ماذا بعد ؟
جوزيت(بتفكير):- ماذا بعد …سأحتويه في عيوني
خوري(أردف بعصبية مماثلة):- وماذا عن رغباته ومتطلباته ، ماذا عن الحياة والطبائع التي ترعرع عليها ؟
جوزيت:- سنجد طريقة ونتأقلم مع بعضنا ، أنا أخته الكبيرة وهو عليه احترامي ومساعدتي
خوري:- ع فكرة أنتِ تكبرينه ببضعة أشهر يعني مش حكاية عمر بالمرة
جوزيت:- لا أفهم سبب انفعالك صدقا يا خيري
خوري(حك ذقنه وهو يتحرك):- عودي للمنزل قد بردتِ الأجواء
جوزيت(استوقفته):- ماذا عن أخي ؟
خوري(توقف بنفاذ صبر ثم تمالك أعصابه):- مختار الراجي …سأقوم باتصالاتي
جوزيت(ابتسمت لتهرول نحوه وترتمي بحضنه):- أشكرك خيري
خوري(أغمض عينيه من عناقها ثم رفع يده ليطبطب على ظهرها لكنه جمع قبضته دون أن يفعل):- …هيا اذهبي
جوزيت(تحركت قبله وهي تغطي كتفيها بالوشاح وتطالعه خلفها بابتسامة):- شكرا تصبح على خير
خوري(أغمض عينيه):- وأنتِ …..
لوحت له وهي تدلف للمنزل في حين تحرك هو لمنزله مزمجرا ، أول ما التقطه كان قنينة مشروبه التي شاركته حالة عصبيته التي انتهت بانكسار كل ذلك في الركن … مسح على شعره بعصبية يكاد يقتلعه ليصعد لجناحه ويرتمي بحوض حمامه الساخن ويغمض عينيه متأففا … فلم يهنأ بتلك الراحة بل سرعان ما تدثر في منشفته الخاصة ليرفع هاتفه ويطلب رقمها …
خوري:- ستركبين أول طائرة وتأتي إلى هنا
كلاريسا(ضحكت بخبث):- والله ما توقعت أن تشتاق لي بهذه السرعة يا رجل
خوري(بغيظ):- كلاريسا … لا تجربي تفاهتكِ معي الآن
كلاريسا(بجدية):- كان بودي لكنني مرتبطة بأعمالي الخاصة هنا يا خوري ، لن أتمكن من البقاء
خوري:- أعمالكِ تلك ثابتة بواسطة سيولة أموالي ، إن لم ترغبي بتوقفها ستلبي الطلب
كلاريسا:- ما بك خوري ؟
خوري:- بضعة أيام ستكون مناسبة أصلا لا أريدكِ هنا بشكل دائم
كلاريسا:- تمام سأنهي ما يترتب علي الليلة وأكون عندك صباحا
خوري:- ستجدين جابر بانتظارك ، هو سيأخذكِ للمنزل الذي سنلتقي فيه الفترة المقبلة
كلاريسا:- وما به منزلك ؟
خوري:- لا تتأخري
كلاريسا(حولت عينيها من عدم مبالاته):- طيب سينيور خوري …
فصل الخط واقترب من نافذته عينها ناظرها عميقا ثم تنهد ليجلس باستكانة على السرير
خوري:- هه والله تريد البحث عني ، هل هي مجنونة أترغب بفتح أبواب مستحيلة بوجهها فالوصول إلي غير ممكن ما لم أرد ذلك ، وطبعا لن أمكنها منه حتى ولو كان ذلك يعاكس رغبتي لكنها الحياة ، فعذرا سيستر ….
جوزيت(هنا دخلت للمنزل وصعدت بخفة صوب غرفة ناريانا لتبشرها بالخبر فوجدتها تبكي):- ريانا حبيبي لما تبكين يا فتاااااة …. ؟؟
ناريانا(رفضت أن تبرز وجهها):- دعيني جوزي …من فضلك
جوزيت(أزالت حذاءها ورمت الوشاح جانبا لتدخل معها الفراش):- حسنا كنا متخاصمتين لوقت طويل دعينا نتصالح الآن
ناريانا:- أنتِ تخليتِ عني في عز أزمتي بسبب كذبة لو علمتِ ماهيتها لطلبتِ الغفران مني ليل نهار
جوزيت(بتمعن في كلامها):- سأتجاوز هذه الفقرة لأن الدم سيغلي في عروقي وسنتخاصم مجددا ، سو لآتيكِ بالمفيد لقد وعدني خيري بأنه سيبحث عن أخي مختار يااااه أتصدقين ؟
ناريانا(رفعت جسمها وأطلت عليها):- هل أنتِ جادة ؟
جوزيت(ببريق فرح):- والله والله
ناريانا(رمشت وهي تعدل جلستها لتتكئ على جدار السرير):- لا أصدقه
جوزيت(وضعت رأسها على كتف ناريانا):- لما كنتِ تبكين ؟
ناريانا(مسحت دموعها):- تذكرت الكلب نادر ، تذكرت فاجعتي ، تذكرت كل مواجعي فيها شي ؟
جوزيت(أمسكت كف ناريانا):- أجل لم يعجبني ذلك
ناريانا:- ليس لدي صبر لدعاباتكِ الساخرة جوزي
جوزيت(تشبثت بيدها وهي تطل عليها بعينيها الذابلة):- أما عدتِ تحبينني ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها بتأثر):- أنتِ تعرفين مقامكِ عندي ، لكنني مجروحة افهميني ولا تضغطي علي
جوزيت(هزت كتفها بدلال):- اشتقت لصاحبتي ...ريانا خاصتي
ناريانا(تأوهت بوجع):- وأنا اشتقت لجوزتي لكن ..أحتاج لمتنفس
جوزيت(دفعتها لحضنها):- متنفسكِ هنا بين أحضاني يا غبية ، أنا آسفة لأنني تركتكِ في محنتك أنا نذلة وحقيرة
ناريانا:- هه وحيوانة أيضا
جوزيت(بدموع شاركت بها صديقتها):- سامحتني ؟
ناريانا:- وأنتِ هل سامحتني ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- يعني … قررت ألا أدقق وأتصرف معكِ كما السابق ، فحين يأتي الوقت اللازم ستكشفين لي الحقيقة بنفسك
ناريانا(بامتنان عانقتها):- شكرا جوزيت أرحتِ قلبي وأيضا سامحتكِ
جوزيت(ضربتها لكتفها):- رغما عنكِ يا وغدة ههه آه يا ريانا صدقا افتقدتكِ يا بنت
ناريانا(بأريحية):- وأنا اكتملت بكِ الآن ، سعيدة أنكِ رجعتِ لي يا قلب ريانا
جوزيت:- لا مزيد من الأسرار تمام ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تتملص من حضنها):- أكيد …
جوزيت:- اتفقنا ..همم تذكرت يا ريانا ميار سيجلطني لا يرغب بالخروج من السجن أتصدقين ؟ ها وإياد بعد رفض حتى فتح الباب لمقابلتي
ناريانا(ابتعدت لتتابع):- ها وماذا حصل ؟
جوزيت:- ماذا حصل حملت نفسي وعدت للمجمع ، تركت هناك عنبر ليراقب الأوضاع ويحرسه
ناريانا:- صراحة ما فعله ميار لا يغتفر ، لذلك ردة فعل إياد لن تكون حميدة بالمرة لقد أسره هناك قسرا زيادة على أنه اختطف أمه التي لا يعرف بعد أنها أمه ، يعني حكاااااية ليس لها نهاية
جوزيت:- أي والله وهذا ما أحمل همه ، خائفة على كليهما ليزيد خوفي على حكيم الطين بلة …لقد رمى بنفسه في براثن ليندا ما زلت غير مصدقة
ناريانا:- مع الأسف أحيانا بعض الأمور تحتم علينا الاختيار ، وتضحية حكيم لن تذهب سدى
جوزيت(بحزن):- آمل هذاااا …
ناريانا:- أخبريني عن ميار فلم يتسنى لنا وقت للحديث بعد الجنازة ؟
جوزيت(تمطت معها بالفراش لتتعانقا):- سأخبركِ … يا ستي ذهبت إلى المخفر و ……
سردت لها جوزيت كل مجريات الأحداث الأخيرة ، تارة كانت تتفاعل معها ناريانا وتارة تغيب شاردة رغما عنها في مآسيها الخاصة ، فالسكن في بيت مغتصبها يعد أمرا صعبا عليها لكنها مجبرة لأجل صديقتها ، وواجب حمايتها منه يحتم عليها أن تتكتم على الأمر ..حقا سوف تتكتم عليه لكنها لن تنساه بل ستسعى للانتقام وهذا ما قد يوقعها في ما لا تحمد عقباه ، فالعبث مع خوري الراجي يعد طريقا ممهدا نحو الهلاك …

في بيت الراجي
بغرفة رنيم
نور(بحدة):- … ما كان علينا تركهما في هذه الحالة ، يعني كيف تعيشان بعيدا عنا وبرفقة شباب عزاب ها وائل ها كاظم الله الله
رنيم:- أخوكِ أجبرنا بطريقة ما بالسماح لهما فكيف سنعترض
جلنار(وهي تلتهم بعض الأكل):- أي والله كان صارما حين نطق بهذا القرار ، لدرجة أن خالتي ما استطاعت مناقشته
مرام:- إنه حاد الطباع بت أخشى حتى محادثته
رنيم:- أخي أصبح صارما جدا أما شاهدتموه بالعزاء كان مثل حارس البوابة ، يحقق مع كل داخل وخارج
جلنار:- ما تذكريني بفضيحتي معه ههه تخيلي طلب مني توزيع المناديل بطاولة الرجال حين لم أشعر على نفسي وأنا وسط الشارع أمامهم
نور:- هه هذا هو طارق
رنيم:- بيني بينكم ألا ينتابكم الفضول بخصوص عدم مكوثه هنا ؟
نور:- سنوات كثيرة مرت يا رنيم ، أكيد الجليد الذي حد بينه وبين عفاف يجب أن يذوب قبل أن يخطو خطوة نحو العودة
جلنار:- قد كانت مستاءة هذا الصباح
مرام:- وتخاصمت مع نهال بشكل سيء هذه البنت بدورها أحوالها ما عادت تعجب
نور:- والله سأجلس على أمها إن تابعت هذه الفصول الناقصة ، ماذا حدث لكل هذاااا ؟
مرام:- هي تلوم طارق ولومها ذاك جعلها تستلذ تمردها مع الجميع
جلنار:- بصراحة البنت يجب أن تُراقب خصوصا بعد دخول الجامعة هوووه هذا لو أمسكتم لجامها
نور:- وربي …وربي لو خرجت عن حافة الطريق لعلقتها من قدميها في سطحنا عارية
مرام:- هههه يخرب عقلك يا نور
جلنار:- ههه عليكِ جمل ..ههه تذكرت جدتي وقت معركتها مع العجوز ضرغاااام
مرام:- ههه كله ولا جملة اشرب معرفتك مع كوب شاي بالنعناع هنا فصلت
نور:- آه على جدتي العنيدة أنظروا للحال هي تعلم أن البيت مقلوب رأسا على عقب ورغم ذلك ذهبت دون مشورة أحد
رنيم:- لندعها على سجيتها أكيد ستعود عما قريب
مرام(تثاءبت):- تأخر الوقت وعيب أن نبقى هكذا أمام شيماء وإخلاص …
نور:- معكِ حق … لكن قبل ذهابنا أتتوقعون أن حكيم قد سمع نداء ميرنا وميسون ؟
مرام(ببؤس):- الله أعلم
جلنار:- لقد قمت بواجبي ونأمل خيرا من هذه المحاولة
رنيم:- أيا كان ربي يحمي ابن عمنا وين ما كان
مرام:- يا رب
نور:- آمييييين …
جلنار:- هئ نسيت أن أسألكِ نور ماذا فعل فؤاد مع أبيه بعد تلك التراجيديا ؟
نور(استقامت للمغادرة):- لا أول ولا آخر أخبره أننا سنتزوج وأنه لن يعرض عن قراره
رنيم:- أي على القوي طبعا من يقف بوجه المديرة نور هانم من
نور:- ههه ولا العريس نفسه
مرام:- يلا يلا خلونا ننقلع لغرفنا تأخر الوقت تصبحون ع خير
رنيم(التفتت لسجى وهي تتحرك مستيقظة):- لا لالا ليس وقتكِ يعني حين تنام الناس أنتِ يبدأ عندكِ النهار
ضحكن عليها وعلى سجى وخرجن من هناك تتنهدن بأسف فحتى الضحك صار حراما عليهم مبايعته تحت سقف بيتهم الكئيب …
صعدت نور لغرفتها لتجد دينا مستلقية بسريرها فبعد الفاجعة صارت ترافقها في نومها كل ليلة ، عانقتها بعد تقبيلها وغفت وفي بالها مليون ألف هم وهم شأنها شأن فؤاد الذي كان قلقا من مفاجآت أبيه التي توعده بها إذا ما استمر في نية زواجه من نور ، لكنه لن يستسلم لن يتخلى مهما امتدت تهديدات أبيه …أما مرام فقد اتجهت هي وجلنار لغرفتهما الخاصة فساعدتها هذه الأخيرة على النوم بأريحية على السرير ، لتجلس بسريرها وتتابع وإياها سرد أحداث اتصال الإذاعة وأعادتا الاستماع لها عبر النت لإشباع فضولهما … هنا بقيت رنيم رفقة صغيرتها تحاول تهدئتها قليلا وعقلها يستدرج طيف رأفت في كل حين ، وتتذكر كلمات ميرا لها حين شجعتها على منحه فرصة وهي بنفسها لا تستطيع ذلك ، فشهاب قد أحرق كل الفرص ولم يبدي أي رغبة في العدول عن تصرفاته إلا بعد وفاة عبد الجليل وقتها فقط تراجع عما كان يفعله وكأن زلزالا ضرب كينونته وجعله يعدل عن تصرفاته الفظة معها ، لكن بعد ماذا بعد فوات الأوان فقد اتخذت موقفا منه وراحت متقوقعة على نفسها وابنها في حضنها بينما كان شهاب يسير جيئة وذهابا يعيد حساباته بل ويبحث عن المسار الذي سيتخذه لكي ينجو بأسرته من ذلك الخراب المدرك ….أما بالنسبة لابنة عمهم الكسيرة فقد كانت تحتضن صورة عبد الجليل بصدرها وتبكي بصوت مكتوم خشية من أن تسمعها شيماء التي كانت تنام بجوارها ، كانت تسمع أنينها الصامت ولم تستطع كسر ذلك على أمها بل تركتها على سجيتها لتبكي أخاها الذي راح ضحية شرور الأعدااااء … في ظل ذلك كانت هذه تمشط شعرها وهي تنظر للمرآة وتتابع تفاصيل وجهها وهي تستذكر طفولتها رفقته ، فطارق كان وما زال يعني لها أكثر من مجرد ابن خال ، هي تعلم أن أمها تفقه تماما ماهية شعورها لكنها ستطالب بالطلاق كما عزمت ليس لأجل عودة طارق بل لأنها ضاقت ذرعا من بخل زوجها الشحيح …. عفاف كانت تمتعض من تصرفات سلوى وقد شعرت باستمالتها لعطف طارق لكنها لم تولي بالا لذلك ، فمأساتها أكبر من أي تفصيل آخر إذ يكفي أنه لم يعد لأحضانها حتى الساعة ، وهذا لوحده يكسر الفؤاد بدون شك ..من جانب آخر كانت تحمل هم ابنتها التي تغيرت بشكل سريع أربكها خوفا عليها ، فقد تمردت بطريقة جعلتها تحتار في القادم فلو استمرت على هذا النحو أكيد طارق سينتبه وسيتدخل وسوف يحاسبها هذه المرة ، حتى وإن كانت تلعب على مهل فهو لن يكون متساهلا معها على الإطلاق … فها هي ذي تراسله على الخاص وتتفق معه على سهرة لليلة الغد الموالي تخرجها من حلق الأحزان التي زارت بيتهم مؤخرا ، طبعا أسعد استقبل عرضها بصدر رحب خصوصا وّأنه اشترط عليها الانصياع لأوامره إن كانت تريد أن تسير في خطتها المرتدة ضد أبيها ، من جهة كان يريد تلقينه درسا انتقاميا عبر ابنته الوحيدة ومن جهة كان يألف تصرفات نهال المتمردة بشكل يجعله يستلذ مشاهدة أفعالها العفوية معه، لذلك بدورها كانت تستأنس للمتعة التي جعلها أسعد تعايشها فجنون حياته يعني الدخول لمتاهة لا عودة منها ، وهذا ما كان يجعلها تبتسم بين الفنية والأخرى في مراسلاتها معه …عكس ليان التي كانت ممتعضة من حالها فلغاية الآن لم تحظى برقم ياسين وهذا شكل لها أزمة عاطفية يختي اتقي شر نفسك قليلا فالعبث مع أتباع خوري لا يمكن توقع نتيجته ، فحتى غازي لن يسلم منه والذي كان يرفع أعمدة الرياضة خاصته بزاوية من غرفته وهو يسخط على الكون كله كعادته ، فلقد بعثت له هديل رسالة نصية تذكره بموعدهما يوم السبت المقبل فهما لن يفلتا حفلة حازم وجولي ، إنها عازمة على أن تبدو أقوى لذلك ستستخدم غازي لأجل غايتها ، وهذا الأخير وجد نفسه مجبرا على مجاراتها مع الأسف رغما عنه عليه أن يقف خلف كلمته لها … تلك اللحظة كانت تبكي بحرقة وهي تنظر لمراسلاتها القديمة مع حازم وتتذكر كيف كانا سوية قبل دخول جولي لحياتهما وتفريقهما ، يعني للأمانة هو نذل فلو كان يحبها بصدق ما كان خانها مع غيرها ، وهذا ما لم تتقبله فهي دوما معتزة بنفسها كونها هديل رشوان يعني الاسم لوحده كفيل بأن يخلق ألف استفهام واستفهام في أي مجلس تكون به ، لكن جاء حازم وضرب بكل هذا عرض الحائط بل ألقاه أرضا ودهسه بقدميه فكيف سيبلي مع عنيدة آل رشوان كيف تقولون غازي والله صعبة مع تركبيتين مختلفتين من معدن العناد الخالص أجده أمرا محالا ، فها هو قد تذكر كيف قام برمي ثياب تلك الغبية كما ينعتها بجوار بابها فهناك من أخطأ في التوزيع ووضع قمصانها بين قمصانه الخاصة ، فحين اكتشف وجودها اشمئز من ذلك وقام برميه عند عتبتها وحين خرجت استغربت تواجدها بتلك الطريقة فلم يطرأ ببالها قط أن يكون هو من قام برميها إلا بعد أن سألت نجية التي أخبرتها بأن أمينة هي التي قامت بالتوزيع وغالبا أخطأت ، لحظتها فهمت تصرفه الغريب لكنها لم تدقق فهي تعرف ماهية تصرفاته الفظة أساسا كانت مهلكة النفس فما عايشوه ببيت الراجي جعلها تفتقد أمها الحبيبة وتتمنى رؤيتها بأسرع وقت ، فحتى أختها كانت منهمكة في مصابها مع حماتها التي شنت الحرب ضدها رفقة حياة ..لكنها هلالية ولن تسمح بالهزيمة يعني على الأقل هذا ما عززته وصال في خلدها وشحنتها بالطاقة لكي تصمد لمآرب أم زياد وضرتها … طبعا هي بارعة في تقديم النصائح وفاشلة في تطبيقها على نفسها فما زالت هي والرائد في حرب كلامية لا يظهر لها نهاية … تلك الحرب تشبه نوعا ما حرب العيون التي تمارسها عنوة معه فهو لا ينفك يستفزها ويخرجها عن طورها كما فعل بعيد الميلاد حتى أنه جعلها تثمل وتقبِّله بدون تردد ، ياه كم شعرت بالخزي وما زالت تخجل لكن ما خفف عنها هو معرفتها برحيله ، رغم وجعها إلا أنه رحمها من سخرية نظراته صوبها ، صحيح لم تعرفه إلا من فترة بسيطة لكنها تشعر بافتقاده فأي منطق هو ذااااك ، استذكرت آخر محادثة لهما بالشركة وأيقنت أنه حتما كان يودعها ، فعلا حكيم ودعكِ يا ناهد قالتها وهي تتمطى بفراشها فقد جافاها النوم إذ ما زالت تعاني من نوبات الخوف ليلا ، فبعد اقتحام خوري لبيتهم وهجومه عليها أصبح نومها خفيفا جدااا لدرجة مرهقة … مثلها مثل جوزيت التي باتت تقلبات حملها تزعجها كل ليلة وتحرم النوم من عيونها لتقلبها حصص بكاء حسرة على كل ما تعيشه هي وميار ، كاذبة لو قالت أنها لا تتمنى النوم بحضنه كما كانت تفعل في فترتهم البسيطة ، ياااه لم تشبع منه حتى لكن هذا ما حكمت به الأقدار وعليها التحمل .، سوف تنتظر خروجه بفارغ الصبر حتى وإن أبى محادثتها ستختلق ألف وسيلة لذلك …حسنا هو عاتب عليها وكلام حكيم كان صادقا فميار حين يترك ياقة أحدهم فهو لا يحاول التمسك من جديد وهذه ورطة أصبحت جوزيت تهابها فإن حصل ذلك فهذا يعني أن علاقتهما حقا صارت في مأزق لا يحتمل …هنا كان ينظر للمبرد الذي تركته بعد زيارتها مبرد ماضيهم الدفين ، كان يناظره وعيونه مليئة بالقهر والغبن عليه على حكيم على إياد على ميرنا وميسون وعليها أيضا ، فهو لا يستطيع إخراجها من عقله ولن يفعل لأنها منه مهما استنكر ذلك وحاول ، لكن هذا ليس ما يشغل باله حاليا بل حكيم وكيفية إنقاذه من شبكة ليندا التي أحاطته بها ولن تستسلم حتى تحقق مبتغاها منه والذي هو …. تمام سيأتي يوم ويعرفه أيا كانت غايتها سوف يعرفها وينتقم منها لأجل قلبه النابض شر انتقااااام فقط لتنتظر حركته المقبلة ولكل حادث حديث … آنذاك كان أخوه إياد يناظر الجبال من شرفة البيت الجبلي الذي أسره فيه منذ عدة أيام ، لقد امتعض في بداية الأمر ولم يتقبل سجن ميار له لكنه في لاحق الأيام تأقلم وصار أقل هدوءا فهل هذا سيبشر بالخير لا أحد يعلم ، فمنذ أن أنقذ هبة وقد انقلب كيانه رأسا على عقب حتى مع رقية لم يعد يطااااق ، وبدورها صارت متذبذبة المشاعر فما بين تناقضاته وتناقضات ميار لم تعد تعرف ما يتوجب عليها فعله ، كل ما تحاوله الآن هو إخراجه تحت أي ظرف كان وهذا ما ستسعى إليه حتى تحققه بمعية الله …. الله الذي راحت تدعوه في صلاتها فمنذ أن صلت بمسجد روما وهي لا تترك فرضا ،، حتى أن ميسون طلبت إسدال صلاة مشابه لخاصتها وما بخل وائل به بل أحضر لهما نفس النوع ونفس اللون وسجادتين مماثلتين ، تعلمت منها كيفية الصلاة يعني الأمر ما يزال صعبا على الصغيرة لكنها تتعلم سريعا ، فما إن تفرغا من صلاتهما حتى تباشرا بالدعاء لأجل عودته بأسرع وقت ممكن ، لكن الآن قد كانت تصلي لأنها غفت قليلا لتستيقظ على كابوس جعلها تهرع للحمام لتتوضأ وتدعو لأجله ، لم تفرط بإيقاظ ميسون فتركتها غافية واستقرت هي على سجادتها التي وجدت فيها أمانها ودعت الله ألا يبعدها عنها مهما كان في وقت الضيق أو في وقت الفرح الذي راحت تبحث عن آخر ذكريات له وجدتها بعيدة المنال كما لو لم تكن يوماااا …. وقتها كان وائل يتقلب في فراشه وهو يفكر في طرق لإدخال السعادة على قلبهما ، أيا كانت الوسيلة سيستخدمها المهم أن يرى البسمة على ثغرهما حتى وإن كان غياب حكيم يحزنه وهذه حقيقة لم يستطع تداركها إلا أنه سيكابد لإراحتهما مهما كلفه الثمن ، قد أخذ ذلك وعدا على عاتقه وسينفذه رغم أن صبره سيطول فإخراجهما من قمقم الأسى يتطلب شوطا حماسيا من جولات الفشل ، لذلك لن ييأس ولن يستسلم أبدااا ، وعد نفسه بذلك واستسلم لأنة النوم لاستقبال يوم جديد يكتشف فيه نوعية مزاجهما فيه بعد إعادتهما من روما جبرا وبالقوة … استحالة ألا يدقق في مدى عمق العلاقة بين هذا الثلاثي الذي التقى منذ فترة بسيطة ليشكل علاقة أسرية وطيدة فحكيم قد عاد لحياة ميرنا بعد سنوات ولكن ما حصل كان وكأنما لم يغادرها يوما ، وظهور ميسون شكل صلة وطيدة بين الثلاثة منذ أول لحظة دخلت فيها لوسطهم وبشهادة كل من حضر ذلك اللقاء الأول بينهم ، لا يسعه أن يتخطى ذلك الرباط الروحي الذي أنشأته الأقدار حتى وإن لم يكن يستوعب حقيقته إلا أنه يشعر في صميمه بقيمته الدفينة وهذا ذاته ما يجعله عاجزا أمام تلك الحكمة الغريبة … عكس حكيم الذي كان موقنا تماما لكل تلك الحقائق من الوهلة الأولى عرف بكل شيء وما وسعه النطق بحرف خشية عليهما من تلك الحقيقة التي قد تحرمه من طفلته وعصفورته في وقت واحد ، وهذا ما لن يتحمله بعد أن هدته ليندا بأفعالها معه فقد أكثرت وميزانها لم يثقل بل فقد قدرته على كيل خطاياها معه شخصيا ، فبعد أن واجهته قبل سويعات وحاول خنقها وعهدت على معاقبته ظل شريدا في زاوية سريره يحرق جوفه بالسجائر التي يجد نفسه مدمنا عليها بشراهة ، فإن كانت تحرق شيئا بداخله فهي تحرق قلة حيلته في ذلك الوضع الكئيب .، حتى وإن كان صوتهما يتغلغل في مسامعه إلا أن ذلك مهلك مهلك أكثر مما عانى منه في قبضة ليندا اللعينة …

في صباح اليوم التالي
كاظم(كان يرتب دفاترها بالمحفظة الصغيرة):- حسنا ما نسينا أي شيء صح ؟
ميسون(بتفكير):- غالبا لاء هل نذهب ؟
كاظم:- طبعا لكن ليس بعد أن نقبل عمو وائل
وائل(بسط ذراعيه لأجلها):- تعالي إلي أميرتي الصغيرة ، ستعودين لمدرستكِ ولن تهتمي بأي شيء غير دروسكِ ، إن تفوقتِ ميرنا ستفرح
ميسون(لعبت الفكرة بعقلها):- أساسا هذا ما شجعني على الذهاب اليوم
كاظم:- هاه لنقل الحمدلله أنكِ رضيتِ ولم تتراجعي مثل البارحة
ميسون:- عمو وائل رجاء اعتني بميرنا حين تستيقظ وأخبرها أنني ذهبت للمدرسة رفقة كاظم
وائل(قبل وجنتها):- تمام صغيرتي ..رافقتكما السلامة اعتني بها يا كاظم
كاظم:- ولو القزمة في حماية العملاق
ميسون(ابتسمت بثقل):- بالطبع
كاظم(وضع حقيبتها على كتفه وأمسك كفها):- هيا يا بنت لن نبقى هنا اليوم بطوله
وائل:- انتبهااا … دااااغر خليك مع ميسون لغاية ما تعيدها للبيت بعد الدوام
داغر:- لكن سيترتب عليكم بعث أحدهم ليحضر بديعة من القصر البحري سيد وائل
وائل:- رتبت الأمر لا تشغل بالك رشاد سيتكفل بذلك
داغر:- تمام بالإذن .. هيا يا آنستي الصغيرة لنذهب
وائل(استدار للخلف ووجد طارق ينزل من الدرج مسرعا):- لو أسرعت قليلا لودعت ميسون
طارق:- سأراها لدى عودتي أنا على عجلة من أمري
وائل:- خيرا ؟
طارق(وهو يزر قبضتي قميصه):- سأصبح مدير معرض سيارات أيفترض بي أن أكمل نومتي الهنية ؟
وائل(ضحك من جملته):- هه لا أكيد يترتب عليك الاستيقاظ باكرا
طارق(ارتدى سترته):- هاه ها قد اتفقنا
وائل:- لكن لو كنت ستصبح مديرا فرجاء لا تفعل وأنت ببطن فارغ قد يؤثر هذا على مصداقية زبائنك يا صااااح
طارق(تأمل جملته وزفر عميقا وهو يزيل سترته):- حسنا فطور سريع معك سيشحنني بالطاقة
وائل(ابتسم وجذب كرسيه ليجلس من جديد):- تدبرت أمر الفطور فبديعة ستحضر بعد ساعات
طارق(صب قهوته):- أنت أساسا شخصية يعتمد عليها في كل شأن ، لا حرمنا منك يا غالي
وائل:- لن أعتبره إطراء ع فكرة
طارق:- هه ..خذه على محمل جاد إذن ، ها أما زالت أختي نائمة ؟
وائل(تنهد عميقا):- أجل
طارق(رمش مدققا):- ماذا ستفعل اليوم ؟
وائل(فهم مغزى سؤاله):- سأرافقها إن لم تمانع
طارق(أخذ رشفة من قهوته):- ممكن
وائل(رفع حاجبه واسترسل):- لم أندهش
طارق:- لست مطالبا بذلك ، شقيقتي تمر بوقت عصيب وإن كنت شفاء لها فمن أكون حتى أعترض
وائل(ابتسم بمودة):- هذا يعطيني دافعا أقوى لرعايتها ، صدقني ستكون بأيد أمينة
طارق(تجرع رشفة أخرى واستقام):- كلي يقين بذلك …
انسحب طارق لحظتها كي لا يفسح المجال لعقله أكثر بأن يعترض فهو كان رافضا للفكرة من أصله ، لكن قلبه كان يحثه على الصبر فراحة ميرنا أهم من عرق الراجية خاصته ، لذلك آثر الانسحاب لكي يباشر في مسألة عمله الجديدة والتي حثه حكيم على المباشرة فيها لمليون ألف سبب وأهمهما مثلما أثمر الاتفاق بينهم وهو سلب العشيرة من مجمل صلاحياتها شيئا فشيئا وهذه بداية الطريق …. تلك اللحظة أتمم وائل فطوره على مهله حين قام ببعض اتصالاته من بينها اتصال مهم لرقية التي كانت في طريقها لشركات الراجي لكي تسهر على حل قضية إياد الشائكة ، خصوصا وأن حمزة وردان أبى سحب الشكوى ولذلك تبقى أمامها طريق أخير لسلوكه مستعينة بأكثر شخصية متذمرة من عرق الرجال الخسيسين نور الراجي …^^
نور(وضعت القلم على الملف):- أفندم ههه لا أكيد أنتِ تمزحين يا أخت رقية
رقية(أحنت كتفيها بانهزام):- إياد سيسجن ظلما يا نور ، سيسجن بناء على ادعاءات محقق يريد رمي التهمة على أي كاااان لقد عدت للتو من المخفر ولم أجد أي جديد يساعد على تغيير الأوضاع
نور:- اففف تبا للمدعو حمزة وردان الخسيس أبو عيون زائغة
رقية(رفعت حاجبها):- عفوااا هل سبق وضايقكِ ؟
نور:- ذات مرة لكنني لم أسكت له أسمعته ما يليق وما لا يليق ، فالعبث معي ليس هينا كما تعرفين
رقية:- طيب ..هل هذا سيعزز فيكِ الرغبة لمحاولة استرضائه يا نور ..أرجوكِ إنه إياد
نور(رمشت مرتين):- بصراحة … وعدت فؤاد ألا أكلم ذلك المختل مرة أخرى دون علمه
رقية:- ههه لا تضحكيني فؤاد لن يوافق يا نور ، أرجوكِ لا تقامري بالفرصة الوحيدة التي نملكها يا ستي سوف أكون معكِ ولن تتضايقي من محادثته خصوصا إذا ما جعلنا السيد مراد دفاعنا أيضا
نور:- ما حزرتِ مراد وحمزة لا يتفاهمان يا رقية ، حتى أن آخر لقاء لهما انتهى بعراك الأيدي لولا تدخل الرجال لما استطاعوا فكهما
رقية(مسحت على جبينها):- أراكِ تصعبينها يا نور ، رجاء أخبريني الآن هل ستكونين معي أم آخذ هذا المشوار وحدي ؟
نور(بتخمين):- …. سأكون معكِ .. طبعا نحن لا نقوم بشيء خاطئ وأساسا فور انتهائنا سأخبر فؤاد كي لا تحصل مشكلة
رقيةّ:- اممم إش غير الأحوال أصبحتِ تخشين على مشاعر السيد فؤاد من الآن يا ست نور
نور(جمعت حقيبتها):- لو تختصرين الوقت فلدي أطنان من العمل ورغم ذلك سأساندكِ لأجل ذلك الأحمق ، أبفهم ما الذي أودى به لمركز نفسي أرأيتِ النتائج ؟
رقية:- إياد محبط وأريد إخراجه من هناك بأسرع وقت ، لو فلحنا وجعلنا ذلك المحقق يتنازل سيكون إياد خارج القضبان الليلة قبل الغد
نور(تنفست بعمق وتقدمت للمغادرة):- إذن دعينا نفعلها … رغم أن قلبي غير مطمئن
كما اتفقتا غادرتا الشركة بعد أن أسندت أمورها لرنيم التي ولولت وصاحت رافضة لكن فور سماعها بالغاية استكانت فأمر إياد يهمها هي الأخرى ، ووجدت في ناهد عزاءها فهي التي ستساعدها في إتمام بقية الأعمال رغم أن هذه الأخيرة أصبحت مثل الصنم الجامد تتفاعل بإيماءات وكلمات مختصرة لماذا أصبحت هكذا الله وحده يعلم ورنيم لم تدقق فوراءها مليون ألف عمل وعمل تركته نور لتتجه صوب بيت مراد مباشرة والذي أصر على ملاقاتهما في مقهى قريب من بيته كي لا تراهم نرجس وتتضايق من هذه الحكاية خصوصا وأنف أخيها المتسلط في لب الموضوع …
مراد(وضع فنجان قهوته):- لا أستطيع التدخل أنتِ تعلمين موقفي منه يا ست نور
نور:- أعرف يا سيد مراد ولكنني أرجو منك موقفا حياديا لأجل صديقنا إياد
مراد(نظر جانبيا متهربا من طلبها فقد وعد حكيم بأن يتكتم على أمر أخو إياد تحت أي ظرف كان حتى لو كان هذا الظرف المصيري):- معذرة …لا يسعني تقديم المساعدة
رقية(بانفعال):- أي طبيب أنت إذن ؟
مراد(استقام وهو يرتب هندامه):- …أنتم عرضتم عرضا وأنا رفضته ، أتمنى أن تتقبلوه بصدر رحب لأنني غير مستعد للدخول في معركة أخرى مع ابن حماي
نور:- عفوا منك سيد مراد لكنني مندهشة من موقفك ، صدقا صدمتني
مراد:- حاليا لا أنتظر تعاطفا منكِ ست نور ، يعني صداقتنا في كفة وهذا الأمر في كفة أخرى
رقية(نهضت غاضبة):- يا خسارة …
نور(رمقتها وهي تغادر ثم نظرت إليه مليا):- ما الذي يجري ، الطبيب الذي كان مستعدا لرد الجميل أصبح مترددا في شأن ابن حماه لأجل قضية حاسمة يعلم يقينا أنها ظلم ملفق لا شيء غير
مراد:- ست نور … دعي جميلي ناحية اهتمامكِ بأطفالي يبقى على جنب صدقا لا أريد أن أخسركِ
نور(استقامت بتأسف):- بكل أسف قد خسرتني للتو
مراد(زم شفتيه واستوقفها):- ليس لدي خيار آخر لقد وعدت ابن عمكِ بعدم التدخل
نور(بعدم فهم توقفت واستدارت إليه):- ما فهمت ابن عمي من ؟
مراد:- حكيم … حكيم يا ست نور طلب مني عدم التدخل في أي شأن يخص هذه القضية
نور:- كيف يعني متى … يعني هل كان يعرف بأن إياد سيسجن ؟
مراد:- لا أعلم لا أعلم لكنني موقن بأنه كان لديه تخمين بخصوص ذلك
نور(زمت شفتيها):- سوف أتصرف بنفسي يا سيد مراد إلى هنا وقد رددت جميلك بما فيه الكفاية
مراد:- مهلا ….
نور(توقفت خطوة قبل تقدمها أكثر):- همم ؟
مراد(زفر عميقا):- سأرافقكما
نور(ابتسمت ثم أخفت ابتسامتها بخفة):- لا داعي قد أعربت عن رفضك من البداية
مراد:- لدي أسبابي …فهلا ذهبنا الآن طالما غيرت رأيي
نور(بشرود):- هل تظن أن ابن حماك ذاك سيوافق ؟
مراد(تقدم قبلها):- لنأمل خيرا
نور(أردفت تحت أنفها):- هيا رغم أنني أتنبأ من الآن بملحمة فشل تارييييييخية
لم يسمع تذمرها بل انطلق رفقتها هي ورقية التي اندهشت بقبوله لطلبهم بهذه السرعة لكنها لم تدقق ، فأي طريق يقربهم من نجاة إياد ستسلكه بدون تردد ، لكن السؤال الآن رهين بالوقت فكيف سيتقبل ذلك المحقق رغبتهم هذا ما سنكتشفه بعد لحظات ….
حمزة(بعد مدة أزال سماعة الأذن ونظر للشرطي):- قلت من ؟
الشرطي:- نسيبك الدكتور مراد مع مديرة شركات الراجي السيدة نور والمحامية رقية الفارسي
حمزة(رفع حاجبه):- ماذا أسمع ماذا أسمع ما سر هذا التجمهر الغريب ، دعهم يدخلون بعد ربع ساعة كاملة فالانتظار سيفقدهم صوابهم وهذا ما أنا بحاجة إليه
الشرطي:- حاضر حضرة المحقق
حمزة(ابتسم بخبث وأعاد سماعة الأذن ليصغي لبقية الأغنية):- حبيبتي إن يسألوكِ عني يوما قولي لهم يحبني يحبني يحبني كثيراااا ها هاهااامممم …
ربع ساعة كاملة مرت عليهم في انتظار مرهق سبب لهم نفاذ صبر متوقع ، فرقية أخذت تشتم بشكل غير محتمل بينما نور حاولت تهدئتها لتشتعل هي الأخرى بقلة حيلة عكس مراد الذي كان هادئا تماما ، فهو يعرف حركات ابن حماه ولن تتغير … أخيرا انتهت مدة الانتظار حين فتح لهم الشرطي الباب للدخول وجدوه على جلسته يتابع الإصغاء لمقطوعات كاظم الساهر وبيده ملف عمل شائك يدل على أن القضية عويصة وتترتب تركيزا محضا ، لكن هل هنالك تركيز مع القيصر عجبا عجبااااا
نور(حولت عينيها وجلست دون أن تنتظر إذنه):- لو فرغت مما تفعله أيمكننا مفاتحتك بموضوع ؟
حمزة(رمش وهو يتأملها):- عيون الغزال بمكتبي لمن أدين بهذه الزيارة الغير متوقعة ؟
نور(تنحنحت وهي تشتم تحت أنفها):- لرقبتك التي سأكسرها بعد قليل يا عيون البغل
حمزة:- ما سمعتكِ جيدا هل قلتِ شيئا يا عزيزة ؟
نور:- اللهم طولك يا روح ، عزيزة من يا سيد حمزة أنا نور الراجي وهذه رقية الفارسي جئنا بسبب شكواك ضد إياد نجيب فهلا ركزت معنا قليلا ؟
حمزة(نظر لمراد):- فهمت هذا القسم من حديثك لكن ما استوعبت سبب إحضاركما لهذا
مراد(أغمض عينيه):- لا تخطئ
حمزة(بنبرة خبيثة):- وإن فعلت ؟
مراد(هم بالرد):- ساعتها سو…
نور:- سيد مرااااد لو سمحت … دعنا نتعامل بهدوء
حمزة(رمقها بطرف عين):- أرى أنها تهدأ من روع أعصابك هل فقدت أختي أهليتها في ذلك ؟
رقية(هزت رأسها مرتين):- سيد حمزة نحن نريد منك أن تتنازل عن هذه الشكوى
حمزة(شبك يديه وهو يتلاعب فوق كرسيه بحركات مستفزة):- أتنااااازل ههه .. والسبب ؟
رقية(بصعوبة تتمالك أعصابها):- لأنه مظلوم وأنت تعرف ذلك جيدا
حمزة:- أوااااووو هل أشعر هنا باتهام مضاد لجناب المحقق أيتها المحامية ؟
مراد(فهم أنه سيحشرها في الزاوية):- لا تستلم ياقتها الآن هي محامية ومن حقها الدفاع عن موكلها بأي طريقة كانت
حمزة:- حبيبها للتذكير ، يعني القضية مش قضية محامية وموكلها بل قضية عشق أففف ما رأيكِ سيدة نور هل تؤمنين به ؟
نور(وضعت يدها على رأسها وهي تتكئ على حافة مكتبه):- … سيد حمزة هل أنت عطش لروحك؟
حمزة(برقت عيناه):- ههه عفواااا ؟
مراد(استقام وأمسكها من ذراعها):- دعينا نمضي ست نور فلا أمل منه
رقية(تقدمت نحوه مشيرة بسبابتها):- أنت لن تذلنا يا حضرة المحقق . سوف نخرجه من هناك لأنه حقا مظلوم وتهمتك نحوه باااااطلة باطلة بااااطلة
حمزة(لوح لها):- بالتوفيق والقلب يدعو لكم
مراد(رمقه شزرا):- بئساااا لك من مخلوق
حمزة(تحرك بخفة وهو يرمقها):- سيدة نور … يمكنني أن أسحب شكايتي
رقية(توقفت عند الباب قبل خروجها):- كيف أحقا ستفعل ؟
حمزة:- هل اسمكِ نور ؟
مراد:- حمزة لا تتطااااول
حمزة(ونظره مصوب بعيون نور):- أريد عيون الغزال بكلمة على انفراد طبعا إن كنتم مهتمين بسماع عرضي
نور(نظرت لرقية التي هزت رأسها نفيا):- اذهبي …وأنت أيضا سيد مراد لطفا منك
مراد(أشار له بعصبية):- سوف لن أسمح لك باستغلال أي وضع سمعت ؟
حمزة(طقطق بإصبعه):- هوينا يا نسيب ولا تشغلنا أكثر ، الباب أمامك يا حلو
مراد(خرج منفعلا بعد رقية):- الحقير
رقية:- اففف كيف تحملته كل هذه السنين ؟
مراد:- ومن قال لكِ أنني تحملته أصلا اللعنة عليه
نور(جلست محلها ونظرت إليه):- اختصر ماذا تريد مني ؟
حمزة:- ما أثار انتباهي فيكِ هو ذكائكِ يا نور .. عذرا أزلت الألقاب فأنا هكذا لا أحبذ أن أبقي مسافة كثيرة بيني وبين من يستلطفهم قلبي المسكين
نور(تحركت حنجرتها ولكن حافظت على رباطة جأشها):- لو نتفق ؟
حمزة:- نتفق لما لا…ما فهمته أنكم ترغبون بإخراج الأخ إياد من السجن وذلك بسحبي لشكواي
نور:- مُفترض هكذا
حمزة:- أوكي سأتنازل عنها
نور(مطت شفتيها وهي تنظر جانبيا):- والمقابل ؟
حمزة(اتكئ عل كرسيه بأريحية وهو يتلاعب بأعصابها):- لن أكون نذلا لكنني أريد قضاء بعض الوقت معكِ وكي لا تعترضي سأكون ممتنا لو اصطحبتكِ الليلة لتناول العشاء
نور(غلى الدم في عروقها وهي تستقيم بعصبية بعد أن تمالكت أعصابها بما فيه الكفاية لتخرج له عفاريت نور المعتادة ههه):- إلى هنا وقد تماديت يا هذااااا ، أتحسب أننا منهزمون لتلك الدرجة ، يا عمي عنك ما تنازلت وسنخرج إياد من السجن رغما عن أنفك النتن يا معقوف الجبهة يا معتل النفسية يا خسيس الأفكار يا حقير الصفاااااات يا أقذر مستنقع صادفته في حياااااااااتي
حمزة(اقترب منها بخفة حتى بقيت بينهما خطوتين):- شرسة يا أنتِ ما توقعت أقل من هذا
نور(أخذت تلهث وهي تستوعب كينونة هذا المخلوق):- ألا تملك ردا لما قلته لقد شتمتك للتو يا عديم النخوة
حمزة(وضع يديه بجيوبه وهو يتمطى بابتسامة):- وإن يكن ، أحب أن تكون امرأتي ذات سلطة
نور(فتحت عينيها على وسعهما مصدومة):- ماذا أسمع ياااااااااااا روحي ؟
حمزة:- يعني ما زال الوقت مبكرا على نعت بعضنا بالكلام المعسول لكنها مقبولة منكِ يا عيون الغزال
نور(استشاطت غضبا وهي تبتعد عنه):- العيب فيني لأنني وافقتهم على هكذا فكرة فاشلة
حمزة(بجدية):- لن يسعكم إخراجه فلدي رجال مستعدون لكي يشهدوا بتواجده في عمارة أختي …يعني هناك من سينفي وجوده بقرب موقع حادث أختكِ الصحفية ، وكلمتي ضد كلمتكم أظن أن القوي فينا من سيحسم ذلك
نور:- أنت مريض
حمزة(اقترب منها متأملا):- يجوز ذلك لكن لأصدقكِ القول أنتِ تروقينني كثيرا ولا أطلب أمرا صعبا ، هي فقط وجبة عشاء لو وافقتِ أخذتِ تنازلي مباشرة بعدها
نور(نظرت جانبيا بتفكير):- لن أفعل وانقع تنازلك ذاك في مُضغة مخك العفن وتناولها هنيئا مريئا ع قلبك
حمزة(بخفة أمسكها من ذراعها وجذبها إليه):- نور الراجي … لا تجعليني أحول سجن صديقكم لجحيييييم ، طالما دخلتم أرضي ستقبلون بعرضي إما هكذا أو ستحصل أمور بشعة لن يستطيع عقلكِ الجميل استيعابها حتى
نور(سحبت يدها بتأفف):- لا تلمسني يا هذااااا وإلا حطمت وجهك بعقر مكتبك فأنا لن أكون خاضعة لك ، لا عاش ولا كان من يُخضع نور الراجي أيها الخسيس المختل ابتعد عني
حمزة(ارتج من دفعها له وابتسم):- سأنتظركِ في مطعم الورود الزاهية أظنكِ تعرفين موقعه جيدا ، ها على الساعة الثامنة رجاء لا تتأخري فكل دقيقة ستكون مهمة في تحديد مصير صديقكِ الصحفي
نور(ابتلعت ريقها وهي تفتح باب الخروج):- سحقااااا لك
حمزة(قهقه بصخب):- ههههه والله ستتناول عشاء مميزا مع عيون الغزال يا حمزة ، فرصة وستستغلها بطريقة صائبة ولابد هههههنن
رقية(استقبلتها بقلق):- ماذا حصل …ما النتيجة ؟
نور(كانت تسير بعصبية بدون توقف):- لا شيء لم يحدث أي شيء
مراد:- مهلا سأعود وأحطم وجهه على هذا التلاعب النذل منه
نور(استوقفته):- لا توقف ، المسألة صارت عندي الآن
رقية:- كيف قد قلتِ أنه لم يحدث شيء ، نور ماذا تخفين عنا ؟
نور(نظرت إليهما):- يوووه أخبرتكما انسيا الأمر سأتكفل به من الآن فصاعدا
رقية(نظرت لمراد بعدم فهم):- ماذا يعني هذا الآن ؟
مراد(هز كتفه بعدم معرفة):- الله أعلم
كيف يجرؤ كيف يجرؤ على وضع نور الراجي بين المطرقة والسندان ، من يكون ليفعل وكيف سمحت له بأن يتمادى لتلك الدرجة كيف لم تلجمه وتلزمه حده ، كيف لم تثقب مقلته بكعبها العالي كيف سمحت له بهذا التطااااااول ، لالا هنالك شأن ما جعلها راضخة بشكل خاضع فاجأها ربما هو إياد نفسه ، ربما احتياجها لتحريره جعلها تشعر بالمسؤولية نحوه فهي تعتبره أخا لهم وليس مجرد صديق … أجل هذا ما جعلها تعرب عن رفضها وامتعاضها بطريقة ساكنة ، له يختي كدتِ تفقعين مرارة الرجل وتقولين طريقة ساكنة حسنا أنتِ نور الراجي إذن تعاملي على ذلك الأساس ودعينا نرى عرقكِ الشهير في عزومة العشاء هذا لو افترضنا أنكِ وافقتِ ….همم
غلبت معها رقية لتفهم منها ما حدث ولكنها أبت أن تشرح أي شيء بل أطبقت فمها وأخذت سيارتها وغادرت تاركة إياهما في حيرة ، عرض مراد على رقية أن يوصلها لوجهتها ولكنها أبت ذلك فغادر متوجها لعيادته برتابة ، بينما هي استقلت أجرة وتوجهت صوب صديقها الأول والأخير والذي كانت بحاجة لنصيحته عاجلا غير آجل …
فياض:- تدعى رقية الفارسي هل تقربكم يا سيدي ؟
وائل(أغلق جريدته):- لا تقربنا يا فهيم ولكنها تعتبر من الأهل كيف أبقيتها بالشمس طوال هذا الوقت ، أدخلها رجااااء
فياض:- ما ذنبي أنا ، حين لم أقرأ بهويتها اسم رشوان أو الراجي فهمت ما يجب فهمه
وائل:- أخ فياض ..إن كان حكيم قد عهد بعملك لأجل حماية السيدة ميرنا والآنسة ميسون فهذا لا يعني أن تتطفل وتقرر في شؤون بعيدة عنك
فياض(زفر عميقا):- سندخلها إذن
وائل:- حبذا لو تسرع فقد انصهرت البنت غالبا إثر تحقيقاتكم المكثفة في بوابة قصرنا
فياض(تحرك وهو يتكلم عبر اللاسلكي):- لزوم الحماية سيد وائل، هيه جماعة الخفاش الأسود أدخلوا الضيفة إنها تمام
وائل(رفع حاجبه):- جماعة الخفاش الأسود لا والله كان ناقصنااااا باتمان هنا أخخخ
رقية(دخلت مزمجرة بعد عدة دقائق):- ما هذا الحصار عند بوابتك يا واااااائل لقد ذبت هناك كالشمعة ، لا والرائع أن الحرارة مرتفعة اليوم حتما انتهيت وأنا أنتظر مثل مخلل الليمون الحامض ولا كأنني سألتقي بسيادة السفير هارون بيك
وائل(عانقها بحنان):- آه منكِ يا رقيتي أنتِ لا تتغيرين أخبريني ما سر هذه الملامح المتذمرة ؟
رقية(ببكاء):- وتسألني بعد ، حبيبي مسجون وأنت لا تحرك ساكنا واااائل يا لك من صديق حقا
وائل(أمسك فكها بهدوء وطالعها):- رقيتي المتنمرة دعينا نجلس هناك ونتحدث
رقية(مسحت دموعها وجلست بانهزام):- تعبت …لقد تعبت يا وائل لم أجد أي دليل يجعلنا نبرأ إياد ، حتى شهادة جوزيت وناريانا لا يسعنا الاعتماد عليها لماذا لأننا سنعرضهما لخطر وشيك إذا ما ولج اسمهما في دوائر المخافر
وائل:- حتما يوجد هنالك حل
رقية:- لقد فكرت فيما ستفكر فيه يا وائل وذهبت لذلك الأخرق حمزة بغية تنازله على الشكوى ، تخيل لقد أهاننا وطردنا من مكتبه بشكل خسيس مثله ، لم يرح قلبي غير شتم نور له
وائل:- أكانت معكِ نور أيضا ؟
رقية:- هي والدكتور مراد يعني فكرنا لو نضغط عليه قليلا لكن لا فائدة ، نور خرجت إنسانة أخرى من مكتبه وطلبت مني عدم التدخل قال ماذا أصبح الموضوع في قبضتها وهي التي ستحرر إياد من هناك
وائل:- على أي أساس ؟
رقية(بسطت يديها):- وش عرفني يا وائل فور خروجنا تبخرت المرأة بدون أن تشرح حرفا ، من هنا حملت نفسي وأتيت إليك
وائل(أمسك يديها):- هل اشتقتِ إليه ؟
رقية(بتذمر):- جدا … لكنه متغير علي يا وائل إنه ليس الشخص الذي أحببت
وائل(ابتلع ريقه فهو مضطر ليكذب عليها):- اصبري يا رقية ما يعيشه إياد حاليا صعب عليه تحمله ، يعني كوني رحيمة معه حتى ولو كان يجرح مشاعركِ هذه الفترة
رقية(مسحت على شعرها):- لا يسعني أن أكون رحيمة بدوري مجروحة يا وائل وبحاجة لمن يطبطب على قلبي ، وإياد إياااااد أ…اففف لا أدري ماذا علي أن أقول
وائل(أمسك يدها بقوة):- ثقي بي …إياد يحبكِ يا رقية
رقية(نظرت إليه بتشتت):- صدقني لو أخبرتك بأنني ما عدت واثقة من ذلك ، تصرفاته كلها تدل على أنه لا يطيق فيني شعرة تخيل ذهبت لزيارته لم يكلف نفسه حتى لاستقبالي
وائل:- هيا رقية أنتِ صبورة هل ستستسلمين الآن يعني … إنه إياد يا بنت ؟
رقية(أمسكت يده بدورها وتنهدت عميقا):- حاضر يا وائل سأصبر سأصبر … لقد احتجت للفضفضة معك لأهدأ أعصابي فلو مضيت بتلك الحال لكنت قد قتلت أحدهم اليوم
وائل(جذبها لكتفه حين استلقت بأريحية متمسكة بذراعه):- حضن صديقكِ مفتوح لكِ دوما
رقية:- واااائل اشتقت لك …حقا غبت عني وأهملتني صرت وحيدة بلا أحد
وائل(حرك رأسه مبتهجا):- وائل الآن يشعر بالبهجة
رقية(ضحكت وهي ترتب قميصه على ذراعه)- صدقا افتقدتك يا وائل أرجوك لا تفلت يدي
وائل(لاحظ احتياجها وربت على كتفها):- طبعا يا رقيتي فمن لي سواكِ صديقة هااا
رقية:- لا يوجد غيري …آه يا وائل ليتنا نعود لحياتنا التي كانت قبل عام
وائل:-اممم لو عدنا لما خفق قلبكِ المخضرم ذاك للسيد إيااااد
رقية- ههه ولا كنت التقيتَ بميرنا في ليلة عيد الحب ووقعت بعشقها
وائل:-هاه شفتِ أننا أحببنا أنا وأنتِ في ذات اليوم
رقية:- حقا مفارقة غريبة لأول مرة ألاحظها ههه
وائل:- آمل أن نعود لذلك الزمن الجميل ومعنا أحبتنا طبعاااا
رقية:- لم يبقى الكثير على عيد الحب فكيف سنستقبله يا ترى ؟
وائل:- بسلام وبعدها لكل مقام مقال


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:48 AM   #848

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

وقع خطأ هنا المرجو تعديله وحذف البارت السابق لأنه مكرر

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:49 AM   #849

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المخفر
وصلت مرتبكة إلى مقر العمل ، كانت تسرع خطواتها نحو مكتبها كي لا تراه أجل إنها تتحاشاه منذ أن رأت علب البيتزا ملقية بجوار بيتها ، حسنا لقد خمنت وهذا التخمين لوحده جعلها ترتعب من فكرة معرفته بأمرها يعني ما السبب اممم أكيد مصيبة جديدة يا حضرة النقيب فهل هذا بعيد عنكِ يعني
وصال(اصطدمت به):- بسم الله الرحمن الرحيم أفزعتني يا كامل كمال لما تسير بشكل عكسي يا رجل لماذا ها أخبرني أخبرني ؟
كامل(يلف حوله بشكل مرتاب):- أما سمعتِ صراخ السيد الرائد لقد زرع الرعب في طابقنا يا حضرة النقيب أي والله ، منذ وصوله وهو يلقي بالأوامر يمنة ويسرة أتعلمين ما الذي طلبه من العم عاشور أن يقوم بغسل فناجين القهوة عشر مرات قبل أن يقوم بتوزيعها حسب الطلب ، صدقييييني
وصال(ابتلعت ريقها):- ها حقا حتى العم عاشور لم يسلم منه إذن نحن في مأزق …كامل كامل هل مزاجه سيء لهذه الدرجة اممم ؟
كامل(جحظ عينيه وهو يتحدث بصوت مخيف):- جدااااا لدرجة أنه مقبل على ارتكاب جناية في حق من تسول له نفسه لمعاندته اليوم
وصال(رفعت حاجبها بصدمة):- طمأنتني يا رجل حقا فعلت …قمم يعني هل عرفت ما سر عصبيته هااا هل عرفت ؟
كامل(بهمس):- أقول يعني أقول أنني ما رأيته عصبيا هكذا إلا بضع مرات تعد بعد الأصابع ، وهذه المرات دائما ما ترتبط باسمكِ يا حضرة النقيب أي والله باسمكِ
وصال(أزالت قبعتها الرسمية وحكت شعرها):- كامل تصدق لقد أرعبتني يا هذاااا ، صدقني أنا ما قصدت إزعاجه أقسم لكن جاءت هكذا ماذا أفعل ؟
كامل(صفق بيده في الهواء):- هاااااه والله عرفت أنكِ خلف حالته تلك ، لما أنتِ عطشة لموتكِ يا ست وصال لماذاااا أين ذهبت وصاياي لكِ يا ؟؟؟
وصال(انتفضت مفزوعة من تصفيقه):- هيييه ششش إنك تزيد من ارتباكي
الجندي:- حضرة النقيب احتراماتي لقد كنا في انتظارك ، إن الرائد يطلبكِ بمكتبه
وصال(برباطة جأش مصطنعة):- أحم انتباه سأكون في مكتبه الآن ، انصرف أنت
الجندي(أعاد التحية العسكرية):- بأمركِ حضرة النقيب
كامل(وهو يولول):- رحتِ فيها يا سيدتي يا زينة شبابك يا حسرة أهلك عليكِ يا لوعة جدتي من بعدك ، هاه من الآن أسمع ولولتها أي والله أسمعها أي أي ما تهنى ابني رمضان لا لا ابني كمول بخالته وصال حتى اهئ
وصال(سددت لكمة لبطنه حتى تلوى جانبا):- هذه لأجل ولولتك يا أبو كمول ، قال حسرة قال ولو أنا النقيب وصال وأنا من يقف في وجه الرائد المرعب ذاك سترى ما أنا فاعلة …احم … انتبااااه
كامل(تلوى كالأفعى ليضبط ألم بطنه كي يقوم بالتحية العسكرية):- ان..تيييباه يختي آآآآي بطني
تحركت بشجاعة وقوة أخذت تخبو شيئا فشيئا كلما اقتربت من باب مكتبه ، ياااه ألهذه الدرجة الوصول إليه مرهق لا ليس كذلك بل مواجهته هي المرهقة بل البعيدة كل البعد عن مخيلة أي إنسان عاقل ..حسنا أنتِ جلبتِ ذلك لنفسكِ فاستلقي وعدكِ يا بنت ، هيا وصال تشجعي شهيق زفير شهيق زفير أتلي الشهادتين يا بنت احم …ياااااارب اهمممم
قالت كل هذا وهي تطرق باب غرفته بطرقات خافتة تكاد تسمع ، لكنه كان حريصا على سماعها فانتظارها كان يتضاعف حنقا في جوفه لحظة بعد لحظة ..فواهمة إن ظنت أنها ستفلح في الهرب فما كادت تتراجع خطوة حتى سمعت هديره الخشن وهو يأمرها بالدخول ..تمام هي ميتة واحدة الله أكبر اللهم إني فوضتك أمري لا يختي مدركة لما فعلته فدعينا نسمعه أيضا ههه …
كان يمسح أجزاء مسدسه الداخلية بمنديل أسود ، كان محنيا رأسه مهتما بمسح دقيق لتلك الأجزاء وكأن حياته رهينة بالعناية بها والحقيقة أنه كان يتمالك نفسه يؤنبها بل يهذبها كي لا ينفجر بوجهها ويسقط جبل صبره في عمل سيندم عليه حياته كلها .. لذلك سماعه لخطوات دخولها أعلنت بداخله قدوم العاصفة فهل سيدوي رعده أم سيكبته ؟؟
وصال(بارتباك حاولت ألا تبرز خوفها بالمرة):- سيدي الرائد طلبتني ؟
جاسر(فرقع عظام رقبته وهو لا يزيح عينيه عن المسدس الذي كان ينظفه):- … تقدمي
وصال(اقشعر جسمها من نبرته الخشنة وتقدمت خطوة لتجثم محلها):- …كنت في طريقي لمكتبي وأنت استدعيتني
جاسر(أغمض عينيه ثم فتحها بعد لحظة بسيطة ليتابع):- لدينا معسكر العام المقبل أيضا لقد تم اختيارنا للمهمة
وصال(بعدم فهم):- ولكن قرارا كهذا ما زال أمامه وقت طويل على ذكره ، ما مناسبته ؟
جاسر:- اسأليهم لو شئتِ
وصال:-تمام ..مفهوم سأجهز نفسي للعااااااام المقبل أي البعيد عن يومنا هذا فهل هذا هو ؟
جاسر(أغلق صمام مخزن المسدس بعد أن قام بحشوه):- الرصاصات الموجودة هنا حقيقية
وصال(ابتلعت ريقها ونظرت خلفها للباب الذي تركت جزئا منه مفتوحا):- لو ركضت خطوتين سأهرب منه ، أكيد هو لا ينوي قتلي
جاسر(كأنه سمع أفكارها الهامسة):- إن تململتِ خطوة سوف لن تنجي من رصاصاتي
وصال(بدعابة خوف):- هههه الله لا يمطرنا برصاص يا حضرة الرائد خيرااااا ؟
جاسر(تنهد بصبر طويل):- وصال ..
وصال(هنا توترت لأنها عرفت أنه سيبدأ):- لقد لقد …
جاسر(رفع المسدس موجها إياه لرأسها ليتبعه بنظرة قاتمة أصابتها في مقتل):- هل أذنت لكِ بالحديث ؟
وصال(بارتباك):- لاء ولكن أنا أردت أن ….
جاسر(بنبرة مهددة):- لو أضفتِ حرفا سوف أفجر رأسكِ ورأسي من بعده
وصال(رمشت وهي تستوعب ما يقوله):- حسنا ..حسنا أظنك تبالغ في مزاحك هذا الصباح ..أيا كان ما تريد قوله فأخبرني به لكي يلتفت كل منا لعمله ، يعني لقد عدت للتو من المخازن الرئيسية بعد تفقدها واستغرق ذلك مني بعض الوقت
جاسر(اهتزت حنجرته وهو ينزل مسدسه لجسمها مرارا بقلبها ليستقر في بطنها)):- … كيف كان العشاء ؟
وصال(هنا أرخت عضلاتها ونظرت أرضا بعد مراوغة متعبة فقد أيقنت من الأمس أنه عرف بذلك):- كيف عرفت ؟
جاسر(بصوت مرعب):- كييييييييييييف كااااااان العشااااااااااااااااااااا ء ؟
وصال(ارتجفت من صرخته ثم كمشت قبضتيها):- …عادي
جاسر(حرك رأسه ليستقيم بعد لحظتين متوجها ناحيتها):- … حقااااا ؟
وصال(صفعتها ريحه حين مر بجوارها بخفة ليغلق الباب بالمفتاح):- تمام هنا مكان موتي ورقادي سامحني يا ربي كنت عبدة مقصرة في حقك اهئ
جاسر(تحرك خلفها ووثب بخفة ليضع المسدس على جانب جبينها):- لو أفرغت خزان مسدسي بجمجمتكِ الحجرية هذه هل أكون أقدم خيرا للبشرية يا ترى ؟
وصال(ابتلعت ريقها وهي تشعر به جاثما خلفها كالحائط):- بصراحة أنا لا أعتقد ذلك
جاسر(مرر مسدسه على خدها لينزل إلى رقبتها ويعود إلى بطنها):- حسب علمي أنتِ لا تتناولين المعجنات بالسلطة كيف استطعمتِ ذلك ؟
وصال(يا إلهي إنه يعرف حتى ماذا تناولنااااا لا يعقل):- ولكن …
جاسر(قاطعها حين ضغط بمسدسه على بطنها):- وشربتِ أيضا جرعتين زائدتين فهل يليق ذلك بنقيييييب ؟
وصال:- والله يعني …أ.أنا
جاسر(أبعد المسدس ليضبطه من جديد ووضعه خلف ظهره ليلفها إليه بقوة):-كيف استطعتِ ؟
وصال(نظرت لعينيه الدامية ولملامحه المنهكة كأنه لم ينم الليل بطوله):- كيف عرفت ؟
جاسر(بنبرة حزينة):- كنت هناك
وصال(ابتلعت ريقها فهنا قد حطم آخر آمالها في المراوغة):- تمام …أنا لم أقم بشيء خاطئ كان كله مجرد عشااااء سريع لا غير
جاسر(أغمض عينيه وأمسكها من ذراعيها بهدوء):- … ساعتين و37 دقيقة أظنه ليس بعشاء سريع ، وصاااااااااااال لما فعلتِ ذلك ؟
وصال(لمحت ألمه البادي على نبرته وملامحه ونظرااااااته أكثر):- جاسر …أخبرتك لقد التقيت به هناك صدفة ثم …
جاسر(هزها بعنف ليصرخ بحرقة):- لم تكن صدففففففففففففففففة لم تكن صدفة يا وصال محفوووووووظ ، لا تكذبي وأنتِ تنظرين إلي ،.. لقد اتصل بكِ وطلب لقاءكِ وأنتِ واااااااااااااافقتِ بدليل أنه فور اتصاله خرجتِ بعد أن غيرتِ ثيابكِ وارتديتِ ذلك الفستان الغبي …..أنا أعرف أعرف حتى الكعب الذي أخذته والحقيبة التابعة لطقمكِ الفخم يا ست وصااااااال
وصال(ارتعشت هذه المرة فقد كان يتحدث عن ثقة):- هل كنت تراقبني ؟
جاسر(هز رأسه وهو يشدد قبضته على ذراعيها):- لم أكن بحاجة لذلك ، فالغبي أنا قد جاءكِ حاملا بيده علب بيتزا لعله يكسب رضاكِ ، لكنني فوجئت بكِ مغادرة بتلك الهيأة على عجلة من أمرك في البدء اعتقدت أنكِ ستلتقين برفاقك فتراجعت لكن …..لكن ما إن لمحت سيارته ملتفة من الجانب الآخر للطريق أصبت بصعقة كهربائية زعزعت ثباتي ، كنت أشاهدكِ كنت أتمنى لو أنكِ تتراجعين لكنكِ استقبلتِ سلامه وتقبيله لخدكِ وركبتِ بجواره في مقدمة سيارته النتنة وغااااااااااااااااااادرتِ ….غادرتِ معه لمااااااااااااااااااااااا ااااااذااااا ؟
وصال(دفعته عنها والدموع تملأ عينيها):- لا شأن لك في ما يخصني ، أجل خرجت معه تناولت العشاء معه ركبت معه وسهرت معه فماااااااااا شأنكَ أنت فيني هااااااه ؟؟؟
جاسر(صعق بجوابها ليزيده ذلك هياجا لا مثيل لها):- لأنكِ ليييييييييييييييييييي
وصال(ارتجت من جملته والدموع تنهمر من أعينها):- …. أنا لست لأحد
جاسر(أمسك بفكها بقوة ودفعها إليه وهو يستغل ضخامته مقارنة بجسمها):- أنتِ لي يا وصال محفوووووظ ..احفري هذا في صدرك وعلى لوح قلبك حتى لو كتبته في عقلكِ سيكون مفيدا ، لأنك إن لم تفعلي سأحرص على أن أكتبه على شاهد قبركِ عاجلا غير آجل
وصال(تمالكت أنفاسها المتسرعة وحاولت التهرب منه):- لا يحق لك أن تحتجزني هنا قسرا ، كما لا يحق لك أن تتدخل بحياتي يا جاسر ، وغير هذا كله نحن قد نفضنا علاقتنا في الهواء وانتهى كل شيء بيننا في تلك الليلة
جاسر(ضرب برجله على طاولته الأرضية الزجاجية فكسرها تكسيرا):- لا تذكررررررررريني بذلك لأنني لا أنسااااااااااااه
وصال(التصقت بالجدار وهي تنظر لذلك الزجاج المتناثر):- أنت تخيفني
جاسر(أغمض عينيه بجنون):- لما تفعلين بنا كل هذااا، لما أيمن من بين كل رجال العالم لماااااااااااذا أييييييييييمن ؟
وصال(بانهيار صرخت فيه):- لأنه الوحيد القادر على جعلك تستيقظ على نفسك وتكف عن تصرفات المراهقين التي اعتدتها
جاسر(صدم من جملتها ليتوجه ناحيتها كالإعصار):- أعيدي ما قلته ؟؟؟؟؟؟
وصال(بحشرجة في صوتها):- أنت من أجبرني على ذلك
جاسر(بعدم تصديق):- ارتديتِ لأجله فستانا وسمحت له بتقبيل خدك ولمس يدك وتناول العشاء معك ، سمحتِ له بمشاهدتكِ وأنتِ تأكلين ، تركته يشم عطركِ ويرى زينتكِ وشعركِ المنسدل ، ركبتِ جواره وتركتِ له الفسحة ليتخيل أشياء حقيرة معكِ وبالأخييييييييييييييييير يكون الذنب ذنبي ؟؟؟؟؟؟؟؟
وصال(هنا عرفت أنها وطأت منطقة محظورة خاصة به):- عفوا عفوااااا هل تسمع أذناك ما يخرجه فمك الكريم ، هل أنت تحسب هفواتي أم أن هذا يتهيأ لي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جاسر(أشار بسبابته في وجهها):- أنتِ ملك لي ضعي هذا برأسك جيدا ، لأنني في المرة المقبلة لن أبقى بعيدا خشية من أن أجرحكِ ، لن أبقى مكتوف الأيدي وأتصرف بطريقة مهذبة أجبرت نفسي عليها كي لا أخسركِ ، لا يا حضرة النقيب سأتصرف كما أنا سأهجم وأمسككِ من ذراعكِ وأخرجكِ من هناك بعد أن أجعله يحسب أسنانه فوق صحن المعجنات بالسلطة العفنة
وصال(إنه جاد في تهديده إنه لا يقول ذلك عن عبث):- جاسر من فضلك … دعنا نتوقف عن هذا الهرااااء وكل يرى طريقه الذي يريده
جاسر(عقد حاجبيه فقد أهلكته حتى الأخير وهو رجل لن يخنع لامرأة ولذلك ؟؟؟):- أتريدين هجري يا وصال محفوظ ؟
وصال(صرخت بوجهه بتعب منه ومن تصرفاته المتناقضة التي جعلت علاقتهما تخرج عن طور المألوف):- أصلا لم أكن لك حتى أهجررررررررك ، ما حصل بيننا سابقا انسه لأنني دفنته ونسيته بسبب تصرفاتك الغير مسئولة ، بسبب مخاوفك الواهمة جعلتنا نخسر فرصة الهجر حتى …اسمعني جيدا هنا مكان عمل ولا أريد خوض أي حرب كلامية بعد الآن ، دعنا نلتفت لعملنا سيد جاسر من فضلك
جاسر(ابتلع ريقه وهو غارق في نظراتها المصممة):- أهذا آخر كلام لديكِ ؟
وصال(لا يا غبي لالالالا لا تصدقني أنا أحبك):- أكيد ..
جاسر(كسرتنا مجددا وصال ، ما استطعتِ أن تفهميني لذلك يا خسارة):- في المرة السابقة كسرت ذراعه ، ألا تتوقعين أنني سأكسر عظامه بعد هذا ؟
وصال(جحظت عينيها محذرة):- أنت لن تقترب منه
جاسر(ابتعد عنها وهو يتمالك أعصابه):- والسبب ؟؟ هل لأنكِ تخشين على حبيب القلب ؟
وصال(بصدمة):- إنه ليس حبيبي يا هذااااااااا
جاسر:- عذرا ما رأيته البارحة كان دليلا على ذلك لكنني ثور غبي لم أفقه غايتكِ بسرعة ، حسنا أنتِ حرة فيما تفعلينه وأنا حر أيضا
وصال(هنا دق ناقوس الخطر):- أهاه و ..وماذا تقصد بهذا ؟
جاسر(حرك فكه وأشار برأسه للباب):- أخرجي
وصال(حولت عينيها):- إن سمعت أنك آذيته سوف أشتكي عليك وأنا من سأجعلهم يكتبون تعهدا لأجلك هذه المرة
جاسر(برقت عيناه بنظرة مظلمة استشعرتها):- وصاااال
وصال(توقفت قرب الباب دون أن تلتفت إليه):- ماذا ؟؟
جاسر(ابتلع ريقه بصعوبة ليهتف مسترسلا):- خذي تهديداتي على محمل الجد مرة في حياتك
وصال(باستسلام):- أنت لن تؤذيه
جاسر(التفت إليها حين التفتت نحوه في آن الوقت):- لكنني سأؤذيكِ …
وصال(هزت رأسها بدون فائدة):- ولكن متى لم تفعل ذلك ؟
جاسر(صعقته بجوابها وقبل أن يجيبها تبخرت):- حسنا يا أيمن أنت من بدأت هذااااااااا
لم يفكر مرتين حين رفع سماعة هاتفه وتحدث مع الإدارة .. أوكي على ماذا تنوي يا جاسر العلايلي، لعله خيرا فإن كان غير ذلك فأكيد سنشهد أياما بائسة في ذلك المخفر ، هااااه لم أكمل جملتي فبعد عدة دقائق اقتحم مكتبه وهو يصفق بجنون
رامز:- أخبرني أنك لم تفعل ذلك يا مجنووووون ؟
جاسر(كان جالسا بكرسيه واضعا رجلا فوق أخرى وبيده بقايا سيجارة تكاد تنتهي):- حتى أنني فعلت
رامز(جذب الكرسي من محله ووضعه مقابله):- …جااااااسر تراجع عن هذا لأنك ستجلب على نفسك مشاكل جمة أنت في غنى عنها ، أرجوك اسمع نصيحة خالك مرة في حياتك يا جندب
جاسر(أطفأ السيجارة ونظرت إليه بعيون دموية):- مع الأسف أنت لم تكن في حياتي حتى أسمع نصائحك يا خال ، اعذرني سأفعل ما أراه مناسبا
رامز:-قم بذلك من اعترض ، لكن لا تقحم نفسك في البلايا لأجل امرأة تتت …وصال تحبك كلنا نعلم ذلك وأنت تحبها فما الذي يجعل علاقتكما تسير على هذا النحو السيئ ؟
جاسر(بنظرة متعبة):- كنت مُرَّ على مكتبها وأعطها قائمة استفساراتك وإذا ما ردت عليك تعال وأتمم سير أسئلتك معي
رامز:- جاااااسر ؟
جاسر(ضرب على سطح الطاولة وناظره بحرقة):- قراري لا رجعة عنه ، إما أنا أو اللواء أيمن في هذا المخفر
رامز:- أنت تعلم أنهم سيقومون باختياره
جاسر(ابتسم):- إذن دعني أقامر بحظي
رامز:- جاسر …تراجع عن قرارك ما دامت الفرصة بيدك ، اففف قلبي لم يطاوعني لكتمان الأمر أكثر لقد أوقفت تصعيد الأمر حتى آخذ منك آخر كلمة
جاسر(انتفض بعصبية ليمسكه من ياقته):- ماااااااااذا فعلت وما دخل أمك في قراراتي هااااااااه ؟
رامز(مشيرا لنفسه):- لاحظ أنك تشتم جدتك أيها حيوان ثم لاحظ أيضا أنك تمسك بياقة خالك يا بغل
جاسر(دفعه وعدل ياقته بعصبية محذرة):- فورا ستذهب لمكتبك وتجعل الأمر يمضي فأنا لن أتراجع عنه قط
رامز:- تمام تمام اهدأ لدي فكرة أفضل
جاسر(أغمض عينيه بنفاذ صبر):- لا أريد أفكارا … أريد أن يبتعد ذلك الحقير عن خلقتي ويتوقف عن اللحاق بوصال محفوظ إلى الأبد وإلا سأرتكب فيه جريمة نكراااااااااء
رامز:- يا ويلي هذا جاد في تهديداته ، تمام يا حبيب خالك دعنا نتحدث يا ولدي أنظر معي لنبرة صوتي هاه شفت إنها منخفضة كالعسل الطازج شفت ؟
جاسر(مسح على فكه وهو يتحدث هادرا):- عسل ماذاااا لقد جعلتني تلك الغبية أمضي ليلة بطعم القطران البارحة ، أتصدق أنها تناولت معه العشاء ؟؟؟؟
رامز(رفع حاجبه):- أتريد عزل الرجل فقط لأنه تناول معها وجبة عشاء ؟
جاسر:- أتعتقد أن هذا أمر هين عجبااااااااااااا … أنا لا أسمح له حتى بأن يركب معها في المصعد فما بالك بأن يمضي معها أوقااااااااااتا ممتعة
رامز:- حقا حالتك صعبة … أنراجع طبيبا ؟
جاسر(بتهديد):- سأراجع حفار قبور إن شاء الله إن لم تغرب لمكتبك وتقوم بما أمرتك به
رامز(بحسرة مضحكة):- الله يرحمك يا أختي سمية أنجبتِ سفاحا ما شاء الله تبارك الله
جاسر(أمسك على رأسه بصداع):- إنها تتعمد إخراجي عن طوري ، لكنني لن أمكنها من ذلك سأبتر ذلك الوقح من جذوره لن أكون الرائد جاسر إن لم أفعل
رامز(راقبه مطولا ثم أردف):- جاسر … أخبرك يا ولد أنه لدي فكرة فاسمعني ويكفي عصبية ، أنظر لنفسك لقد احترقت
جاسر(وهو يدور في محله):- طبيعي أن أحترق بينما هي تبتسم بكل برودة وعنجهية ، لكنني سأريها كيف يكون اللعب معي سأربيها صدقني
رامز(نظر خلفه حيث كان يشير جاسر للباب):- تمام هي لا تراك فأبعد يدك تلك عن وجهي ودعني أتحدث ، إن لم تعجبك نصيحتي سأتوجه فورا لمكتبي وأقوم بتفعيل الأمر علما أنه لن يثمر بشيء يساعدك في التخلص منه
جاسر(اقترب منه مهددا):- عفوا عفوااااااا ؟؟؟
رامز(ابتلع ريقه بهزل):- للحظة جعلتني أتخيل بأنك خالي وأنا ابن أختك ، يا هذاااا يكفي صراخا لقد صممت أذني الله يخرب عبطك ، أجل كما سمعت هو لن يبتعد عنها بالعكس سيقترب أكثر وستراه يتقرب منها في الشارع فهل ستبعده من هناك أيضا ؟
جاسر(بتفكير):- ما فكرت بذلك لكن أكيد سأجد حلا ولو تطلب مني توظيف كتيبة عسكرية لحراستها لن أتردد
رامز(حرك خصره بدعابة):- هاااا لأنك ابن السلطان منصور باشا في زمانه ،، يا غبي لا تكن متهورا فتخسر عملك وساعتها تعال وابكي على كتفي وغني ظلموووه
جاسر(تنفس الصعداء):- انطق واختصصصصصصصر
رامز(رفع حاجبه):- يلزمنا امرأة
جاسر(استدار مرتين وهو يطالعه مستفهما):- أتتكلم بجدية ؟
رامز:- جد الجد أيضااااا أو تعرف بمن فكرت ؟
جاسر(صغر عينيه):- بماذااا يا ؟
رامز:- هههه خليها مفاجأة …اسمع أمهلني ساعة زمان وسترى بأم عينك
جاسر:- هل ستخترع امرأة يا خنفساء لا لا أنت تماطلني فحسب ، اغرب عني سأقوم بالتصرف منفردا
رامز:- ساعة لن تفرق عندك بشيء إن لم أجعل وصال ترجع إليك محلقة لن أكون خالك
جاسر(لعبت الفكرة بعقله):- كيف يعني … أحقا سيحدث ذلك ؟
رامز:- لا أحد يفهم في النساء سوى الفاشل الأول معهن عدا عن ذلك قد حصلت على صفعات وردية من جمعية "لَلفح" أنا والغندور إياد لهذا ثق بي فحضرتي خبرة احم احم ههه
جاسر(بتأفف):- قلنا لنختصر
رامز(تحرك صوب الباب):- لا تتزحزح عن مكتبك ساعة وسأعود إليك
جاسر(ارتمى بكرسيه ووضع يده على فكه):- خلصنا لنرى لكن اسمع ساعة وربع سأرفع هذه السماعة وأعيد الاتصال
رامز(فتح الباب وغمز له):- ولو كلمة رجااااال (فور خروجه بحث بقائمة هاتفه وفعَّل اتصالا وهو متجه لمكتب النائب) …أينما كنتِ ستتركين ما بيدكِ وتأتي لمخفرنا ، افعلي ما أمرتكِ به سوف أتحدث مع النائب الآن بشأن نقلك ، هيا يا بنت سأعيدكِ من ذلك المنفى …
مباشرة بعد أن فصل الخط طرق باب النائب أمجد الذي أشار له بالدخول وتابع محادثته على الهاتف
أمجد:- تمام يا طارق أنت أوجز ولنا لقاء فيما بعد
طارق:- أرى أنه لا يوجد أي داع في لقائها ، أنا ابنها وأنا المخول بالقيام بذلك
أمجد:- ولكنني صديقها وأعرفها قبلك يا طارق وهي لن تأتمنك بسهولة على ذلك
طارق:- اللهم طولك يا روح ، أنا أرفض رفضا تاما أن تلتقي بها لوحدكما يا سيد أمجد نقطة انتهى
أمجد:- مفهوم لكنني لا أنتظر أمرك يا حضرة السيد ، أنا أخبرك أنني سأكون هناك أيضا يعني أصلا أنت لا تملك فرصة الاعتراض سلام
طارق(صغر عينيه):- ما هؤلاء الرجال يعني ألا توجد لديهم نخوة اففف
أمجد:- أدخل أدخل يا رامز
رامز:- طارق الراجي حسبما فهمت صح ؟
أمجد:- هو يا سٍيدي ، أقول له أنه من الضروري أن ألتقي بهبة ولكنه يعاند
رامز:- هو حاد الطبع قليلا لذلك علينا أن نصبر معه
أمجد:- ما علينا ، أخبرني ماذا هناك ؟
رامز:- جئت للتو من طابق القطاع العسكري
أمجد:- أي مشكلة ؟
رامز:- لا كله تمام لكن .. علمت أنهم بحاجة لملازم أول يقوم بضبط القوات رفقة النقيب الحالية وصال محفوظ ، العبء عليها كثير ولذلك لم يتم تعيين أي أحد منذ أن انتقلوا إلى هنا بعد المعسكر
أمجد:- معك حق ، حتى اللواء بشير لن يسعده سماع ذلك …حسنا هل ببالك شخص ما ؟
رامز:- طبعا… أفكر بالملازم الأول الذي كان بمخفرنا قبل فترة
أمجد:- اممم إنه كفؤ بحق ، تمام جهز الأوراق وأحضرها لأوقعها سيتم التعيين اليوم
رامز(بفرح استقام):- وهذا يسعدنا حضرتك شكرا لوقتك … أصلا هو في طريقه إلينا
أمجد:- عين العقل موفقين إذن أنا جاهز لتوقيع الموافقة
خرج من هناك مغردا فقد أحرز هدفا الآن لذلك سنأمل أن تكون فكرته فكرة خير ولا نصاب بخيبة مثل السابقات ،،، ففي تلك الأثناء كانت تحفر على خشب المكتب بقاطعة الورق بدون أن تشعر حتى حين داهمها بدخوله لم تشعر إلا بعد أن جلس مقابلها
أيمن:- وصااال هللو أين شردتِ ؟
وصال(انتفضت فزعة حين رأته ونظرت مباشرة إليه مرة ومرة للباب):- لواء أيمن ؟؟
أيمن:- ما بكِ انتفضتِ ، إنه أنا يعني ليس شخصا غريبا
وصال(ابتلعت ريقها):- أ…أكيد أهلا بك
أيمن:- عشاء الأمس كان رائعا أيمكننا أن نعيده مرة أخرى ؟
وصال:- أممم فكرة جيدة تمام نتحدث
أيمن(باستغراب):- عجيب كيف غيرتِ ٍرأيكِ ، ليلة أمس أعربتِ عن رفضكِ وأخبرتني أنها آخر مرة لنا فما الذي غير رأيكِ ؟
وصال(بتفتفة):- يعني من غير مناسبة ، وإن تراجعت فلا مشكلة
أيمن:- أتراجع ماذا ههه أنا ما صدقت أن أحظى بهذا الشرف
وصال(أمسكت عبثا ببعض الأوراق وأخذت تقلب فيها):- هه حقا ..يعني معذرة منك لكن لدي عمل مهم تذكرته للتو أيمكن أن نؤجل حديثنا لوقت لاحق ؟
أيمن(استقام):- معقولة … أراكِ لاحقا وصال
وصال(ما هذا اللصق الصيني اافف):- هنن بالتأكيد … / تف أنتِ جلبتِ ذلك لنفسك انتظري بعد فما سيصيبكِ من وجع رأس لن تحكيه لأحد افف افف اففففف …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-06-18, 04:53 AM   #850

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهكت نفسها في تلك الأوراق وعقلها مشتت في كل ما حصل مع جاسر الذي ظل يناظر ساعته وينتظر الوقت المحدد الذي اتفق عليه مع خاله ، وهذا كان بالبوابة الخارجية ينتظر وصول الملازم الأول الذي سيقلب موازين الطابق العسكري ، وهذااااا هو بيت القصيد أيوة يا عم اشعلها لنشوف ^^
كامل:- وصال قممم ست وصاااال حضرة النقيب حضرة النقيب
وصال(ضربت على المكتب):- اشتهيت أن تقتحم مكتبي مرة كالعقلاء يا هذا ، ماذا ماذا هناك ؟
كامل:- النائب أمجد يطلبكِ في مكتبه حالا أنتِ والرائد جاسر
وصال(استقامت بقلق):- خيراااا ؟
كامل:- واللواء أيمن كذلك
وصال(هنا استغربت أكثر):- وما المناسبة ؟
كامل:- علمي علمكِ لكنني أشم رائحة غريبة
وصال(صغرت عينيها فيه وهي تتحرك صوب الباب):- رائحة غبائك يا كامل زكمت أنفاسنا يااااا
كامل(أخذ يشم ثيابه ببلاهة):- حقااا هل يوجد للغباء رائحة …عجيب ؟؟
طبعا لم تسمعه فلو كان العكس لكانت ألصقته هو وغباؤه مع الجدار ، لكن من حظه أن بالها كان مشغولا بسر هذا الاجتماع الغريب والذي يضم قنبلتين موقوتتين سيتواجدان بذات الغرفة وستكون هي حتما فتيل النار الذي سيشعلانه إذا ما سارت الأمور على نحو سيء ..لن تكذب فقد ساورها القلق حين وصلت مكتب النائب أمجد ودخلت فوجدت جاسر جالسا بعنجهية غير آبه لا بسلطة ولا بمقامات ، كان واضعا رجلا على أخرى ويطقطق على مكتب أمجد الذي كان يتحدث عبر هاتفه بخفوت بينما كان أيمن يجلس قبالة جاسر ونظراتهما تكاد تحطم الغرفة وما فيها ، حسنا قريبا سنطلب قسم الطوارئ قالتها وهي تنحنح معلنة عن دخولها قامت بالتحية العسكرية للنائب الذي أشار لها بالوقوف بالقرب منه ، لذلك اقتربت وعيناها تهربان منهما لكن لم تستطع إلا أن تنظر إليهما بتوجس وتغمض أعينها لتدعو الله ألا تحصل كارثة أمام السيد …
أمجد(أغلق هاتفه):- كان اتصالا من الإدارة ، طبعا أنتم تتساءلون عن سر اجتماعنا الآن … لقد وصلني طلب بتعيين ملازم أول سيتم تجهيزه لأخذ منصب نقيب من بعدكِ وصال
وصال(جحظت عينيها غير مصدقة ، هل جعلهم يطردونني ؟؟؟؟):- عفوا منك حضرة النائب ما فهمت هل استغنيتم عن خدماتي ؟
جاسر(ضحك بخفة):- ههه ولو المخفر لن يسير بدون حضرتكِ يا وصال محفوظ
أمجد:- بالتأكيد لا يا ابنتي لكن هذا عملنا ، ثم أنتِ بحاجة لمساعد ولن يكون إلا الملازم الأول الذي قمنا بتعيينه وسيستلم عمله معكِ بعد دقائق لا أدري ما الذي أخر المحقق رامز فهو من تكفل بالتعيين
وصال(حكت جبينها):- فهمت حضرتك ، لكن هل رأيتم مني تقصيرا لا سمح الله ؟
أمجد(رفع رأسه نحوها):- للأمانة عملكِ لم تشبه شائبة ، ولكن دعينا أيضا نلتفت لعملنا والتعيين كان دارجا بعد فترة إلا أننا قمنا بتعجيله لوقتنا هذا … فهل لدى حضرتكم اعتراض لواء أيمن ؟
أيمن(ناظر جاسر بطرف عين):- ما ترونه مناسبا سيادتكم سيكون مناسبا لنا كذلك
أمجد:- جميل ، وأنت أيها الرائد ؟
جاسر:- تحت أمركم
أمجد:- وصال ؟
وصال:- طيب ليحضر هذا الملازم الأول أكيد سوف أتعامل معه بشكل يساهم في إدارة العمل جيدا
أمجد:- هاه طرق الباب أكيد وصل
وصال(في سرها):- ينقصني رجل آخر لأتعامل معه أكيد الآن جاسر سينهض ليفجر رأسه معترضا ، لا وإذا ما زاد أيمن بعض الملح سأصبح في خبر كان ، لما يا ربي تهاجمني المشاكل من كل حدب وصوب أنا والله طيبة … تتت
رامز:- عذرا للتأخير لكن كنت أقوم بإنهاء بقية أوراق التعيين مع الملازم الأول
أيمن:- حسنا عرفنا عليه ليلتفت كل إلى عمله
أمجد:- بالطبع دعه يدخل يا رامز
وصال(بتأفف):- أين الشاب ؟
رامز(نظر مباشرة لجاسر الذي وضع يده على فكه مبتسما):- احم
وصال(التقطت النظرة بينهما ونظرت صوب الباب):- ماذااا يحصل ؟
حسنا هذا صوت كعب نسائي هي لا تخطئ في ذلك ، لكن ما الذي سيجعل ذلك الصوت يقترب من مكتب النائب ، ثم ما تلك النظرات ما بين جاسر ورامز ، والاستفهام البادي على ملامح أيمن يطرح ألف سؤال وسؤال ، أما الاطمئنان الذي كان يعتري وجه أمجد فقد كان خلاصة تدل على أن مصيبة ما ستدخل من تلك الباب …
رامز(أشار بيده حيث كانت في مرمى عينه):- أدخل أيها الملازم الأول
فتحت فمها وعينيها بدهشة وهي تنظر لتلك الفتاة الفارعة الطول وهي ترتدي ثياب خاصة بالملازم الأول تنورة وسترة عليها رتبها الخاصة ، له أكل ذلك شعر إنه طويل جدا ثم ما ذلك القوام هل هذه ملازم أول أم أنها عارضة أزياء ، وعيناها هل هما طبيعيتين أم أنها تضع عدسات لاصقة بلون رمادي يعكس شعرها الداكن …مهلا أهذا عطر أم قنينة مستحضر تنظييييييف ؟؟؟؟ من هذذذذذذذذذذه وما تلك النظرة مهلا مهلا …… رمقت جاسر وهو يرفع حاجبيه مندهشا بدوره بهذه الدبابة التي هلت عليهم ، شأنه شأن أيمن الذي كان يطالعها من أسفل كعبها حتى رأسها بانبهار ، بينما كان رامز يتأمل جمالها مبتسما ويدرس نظرات إعجابهم بالواحد ، إلا وصال التي تحولت نظراتها فجأة لنظرات معارضة وعدم تصديق
رامز:- أقدم لكم الملازم الأول الست بيان الحسني ، بيان حيِّي النائب أمجد ، واللواء أيمن ، والرائد جاسر ، والنقيب وصال
بيان(بصوت ناعم مدروس بدقة):- تحية محترمة لحاملي راية الوطن ، أنا الملازم الأول بيان الحسني تحت خدمتكم
جاسر(لاحظ نظرات وصال الحانقة فعدل جلسته حين استقام بقامته):- معكِ الرائد جاسر نورتِ المقر
بيان(صافحته بمودة وبادلته نظرة إعجاب سريعة):- مشكور حضرة الرائد أساسا المقر بدونك لا يعقل أن يسير منتظما على قدم وساق
جاسر(تابع مصافحتها لفترة أطول):- حقا وما مناسبة هذا ؟
بيان:- صيتك يملأ الأرجاء وأينما ذهبت أسمع عنك ، الآن فقط حظيت بفرصة التعرف عليك
أيمن(رمق وصال وهي تكاد تنفجر فاستقام بدوره):- اللواء أيمن أهلا بك
بيان(صافحته):- وطبعا لوائنا غني عن التعريف ، أنت أيضا ذاع صيتك في كل المخافر فما شاء الله على مدافعي الوطن الحبيب
وصال(زفرت عميقا حين اقتربت الفتاة لمصافحتها):- منذ أن وصلتِ وأنتِ تناشدين أعمال المناضلين ، جعلتني أشعر أننا نخرج من معركة لا سمح الله
بيان(صافحتها):- نحن جنود مجندة وعلى أهبة للاستعداد لأي وضع أمني عاجل
وصال(صافحتها بقوة):- شكلكِ قد درستِ جيدا أصول التعامل قبل المجيء إلى هنا
رامز(لمح شرارة الغضب في عيون وصال فتدخل):-يا سلام أكيد ستتعاونان جيدا في عملكما سوية ، أتنبأ بعمل مزدهر إن شاء الله توافقني حضرة الرائد ؟
جاسر(تحرك صوب الباب بدون اكتراث):- سنرى
وصال(سحبت يدها وتحركت):- اتبعيني لنرى أين ستستقرين فأكيد أن المحقق قد فكر في ذلك أيضا
رامز:- وهل تخفى عليّ خافية كله تحت السيطرة من بعدكما
وصال(رمقتها بطرف عين وتقدمت):- اللهم طولك يا روووح
بيان:- بالإذن حضرة النائب ، حضرة اللواء
أيمن(نظر إليها مليا وفور مغادرتها خلف وصال نظر للنائب):- ما كنا بحاجتها ؟
أمجد(جلس محله):- الإدارة ارتأت ذلك وأتمنى ألا تحدث مشاكل مستقبلا ، يمكنك الالتفات لعملك سيادة اللواء
أيمن(بتخمين):- ممكن …
بيان(كانت تتأمل زوايا المقر):- أووه اشتقت لهذا المقر كثيرا رامز
رامز:- بدوره اشتاق لك يا مو عيون قططية
بيان(ضحكت وهي تميل قبله):- لكن شكل المقر أصبح أكثر وسامة وفخامة
وصال(هنا توقفت عن المسير):- ماذا تقصدين ؟
بيان(باستغراب):- كنت أمازح رامز فحسب
وصال(كتفت يديها بحنق):- ها تمازحين رامز … أوك كي تعرفي شيئا أنا لا أحب المزاح ولا التهاون في العمل ، طالما ستكونين تحت إمرتي فسوف تمتثلين لكل أوامري بدون اعتراض ، من فضلك لا نريد دلالا وقهقهات عبثية بمقر عسكري تمام ؟
بيان(نظرت لرامز الذي هز رأسه بمؤازرة):- تحت أمرك أصلا أنا شخص يقدر عمله جيدا
وصال(توقعت أن تعاندها لكنها أصغت لها باحترام):- تمام ليدلكِ رامز على مكتبكِ وبعدها تعالي لمكتبي كي نبدأ العمل
بيان:- حاضر سيدتي
رامز(بعد ذهاب وصال أطل بالرواق):- بنت … لم أحضركِ لتبقي مكتوفة الأيدي أريدكِ أن تشعلي غيرتها بأي شكل كان …
بيان:- ما فهمت المقصود يا حلو ، أتريدني أن أوقع الرائد أم اللواء ؟
رامز(جذبها بخفوت):- رائد ماذا هذا ستزيلينه من بالكِ كليا ، يعني لا بأس ببعض الغيرة لكن تركيزكِ سيتمثل مع اللواء لا غير …بنت شكلكِ ستتعبينني هاه لا تنسي أن معروفي معكِ ما زال يحتاج لرد جميل
بيان:- طبعا لم أنسى أنك من ساعدني لأصل لهذه المكانة ، علاوة على ذلك جعلتهم يعيدونني إلى المقر الرئيسي بعد أن نفوني في تلك المنطقة
رامز:- هاه شفتِ أعمالي الصالحة مزدهرة ما شاء الله
بيان(بشرود):- أريني مكتبي ..
رامز:- من هنا يا بيانا لا ندري إن كان خيرا أم شرا ههه
كيف يخدعونني بهذه الطريقة ، كيف كيف يفعلون بي هذا ويجعلونني غبية بتلك الطريقة ، ياااا إلهي كيف سأتعامل مع تلك القنبلة المتفجرة أنوثة يا ويلي هل يجب أن تبقى بوجهي كل اليوم لا لا أكيد أكيد ضغطي سينزل …. ضغطي سيرتفع لا أدري لا أدري من يغيثني هااااااه صديقتي صديقتي أين هي ؟
كانت تقف على رأس المطبخ حيث كانت الست عائشة تقوم بتحضير طعام الغذاء رفقة حياة ، أكلة شعبية كان يحبها زياد ومضى وقت طويل لم يتناولها هذا كلام عائشة طبعا ….
عائشة:- آه على ابني حبيبي لم يرُم عظمه بهذه الأكلة منذ أن غادر بيتنا ، لفي الورق يا حياة فأنتِ بارعة وأكيد مذاقها سيعجب زيااااد
حياة(منهمكة في لف الورق بالحشوة):- إن شاء الله خيرا وعافية
عائشة(رمقت كوثر بطرف عين):- لفي يا زوجة ابني الحبيبة
كوثر(كانت تطالعهما بغيظ):- زوجة عمي يمكنني أن أساعد ؟
عائشة:- هذه المهارات بعيدة عنكِ كل البعد ، يعني لو تكملين صباغة أظافركِ ستخدميننا
كوثر(طأطأت رأسها):- لما تتعمدين جرحي يا خالة ..منذ وصولكِ وأنتِ تقهرين قلبي ما ذنبي إن كان ابنكِ أحبني أنا ولم يحب تلك الفتاة التي تزوجها ليقدم لها معروفا ، وبدلا من أن تشكره التصقت بياقته كأن الرجال انعدموا من الكون
حياة:- لأنه لا يوجد مثال لزياد يا أخت ، ولو كنتِ ترين أمثاله فتزوجي بهم أنتِ ودعي عنكِ زوجي
كوثر(بغيظ):- إنه ليس زوجكِ فهمتِ ؟؟؟؟
حياة:- ههه وكأنه أصبح زوجكِ أنتِ علما أنكِ ما زلتِ كما جئتِ من بيت أبيكِ
عائشة:- ماذا تنتظرين من ابنة أجنبية العلم عند الله كيف أغوت ابني المسكين وأقنعته بهذا الزواج المشكوك في أمره
كوثر(هنا دمعت عيناها):- بما أنكِ تعرفين الله وتصلين كل الفروض اسأليه لنرى هل كَسرُ قلب الولايا جائز ؟؟
عائشة(وضعت ما بيدها ورفعت بصرها بنظرة مظلمة):- …كيف تجرئين ؟
حياة:- تبا لكِ من وقحة
عائشة(أمسكت حياة من ذراعها قبل أن تنهض لكوثر):- لا تتورطي معها فعندما يعود زياد سوف تبكي وتشكي عليه كما فعلت طوال هذا الأسبوع حتى نفخت قلب ابني حبيبي
كوثر(تحركت وهي تشعر بالحزن):- سامحكِ الله خالة
كفكفت دموعها وانسحبت ، كان بوسعها أن تجيبها أو أن تستعمل العرق الهلالي المعطر بعرق الراجيين لكنها خجلت على نفسها واحترمت زياد الذي طلب منها ألا تتشاحن معهما أو تسمح لهما بأن يزعجاها أو يسجلا عليها أي خطأ…طبعا يعز على نفسها ألا تجيب ولكنها امتثلت لأمره بعد ليلة كاملة في محاولة لإسكاتها بعد حلقة الدموع التي جعلتها أمه تذرفها حين طلبت منه أن يطلقها ، لكنه اعترض وباحترام انسحب بكوثر لغرفتهما ولم يجبها بحرف وحين استفسرت عن ذلك كوثر أجابها بأنه لا يرفع صوته على أمه ولن يفعل ذلك الآن ، حسنا قمة الخلق قمة النبل ….
كوثر:- أهئ ألووو كنت أهم بالاتصال بكِ يا وصال أنا أشعر بالحزن
وصال(بحرقة):- آخ وطأتِ ع الجرح وينك يا بنت ؟
كوثر:- بالمنزل لكنني سأغادره الآن على الله تحترقان بسمهما فيه
وصال:- تمام تعالي للمخفر
كوثر(بانفعال أغلقت الباب وهي تعلق حقيبتها على كتفها):- يعني أقول لكِ أن نفسيتي زفت وأنتِ تطلبين مني المجيء لمخفركم البشع
وصال:- لا يختي لم يعد كذلك تعالي وسترين هنا ما تشتهيه النفس اهخخخخ
ما هي إلا نصف ساعة بالكثير وكانت تدخل لمقر المخفر دلها كامل ع مكتب وصال وهرعت إليها ، من الوهلة الأولى ارتمت بحضنها وراحت تبكي تبكي تبكي دون توقف
وصال:- حسنا إن لم تتوقفي عن البكاء سأجعل بندقيتي الخاصة تعانق دماغكِ الذكي
كوثر:- إنهما تشكلان عصابة ضدي تخيلي أن تعيشي في وسط كهذااااا ؟
وصال:- لا أستطيع التخيل فلو كنت مكانكِ لكنت قتلتهما بمدفعية مدرعة
كوثر:- أجل أنتِ مجرمة قد تفعلينها
وصال:- شوف البنت …
كوثر:- أحترق يا وصااااال …وذلك الموضوع إنهما تذلانني به أشعر بأنني امرأة ناقصة
وصال(أمسكتها من يدها):- لا تقولي هذا حبي … يعني أرى أن نغير الطبيب فلم ينفعنا خرافات الخالات يا كوثر
كوثر:- أصلا لم نقم بذلك جيدا فقد داهمتنا أمه ولم نتمكن من السير على خطة مديحة وسماح ، ثم كنت قد زرت طبيبة خاصة وسمعتِ ما قالته لي ، وبعد ذلك ذهبنا لأخرى ونفس النتيجة حقا لا أفهم ما الذي يحصل وهذا يجلب لي العار
وصال:- أولا لن تتفوهي بمثل هذا الكلام الغبي ، زياد يثق فيكِ ولولا ذلك ما كان تزوجكِ
كوثر:- ولكنكِ لا تسمعين ما تقوله أمه وتلك الحية ، كلامهما لاذع يا وصاااال أتألم بسببه
وصال(أشفقت عليها):- يا روحي …ي
بيان(فتحت الباب ودخلت):- عفوا حضرة النقيب قد حضرت مكتبي وأنا جاهزة لتسلم العمل
وصال(رفعت رأسها):- ألا تعرفين آداب الدخول على الآخرين ؟
كوثر(باستفهام تأملت بيان):- من الأخت ؟
وصال:- ملازم أول …مساعدتي يعني بيان رسمي وحط ع راسي اخخخ
كوثر:- هوووه جميل ما اسمكِ ؟
بيان:- الملازم الأول ..بيان الحسني
كوثر:- كوثر الهلالي صديقة النقيب وصال
وصال:- هل فتحنا هنا ركن تعارف لا سمح الله … ؟
بيان:- اعذرنني سمعت نحيبكِ أثناء الطريق وأود أن أقول ملاحظة ، طالما أنتِ تعيشين في وسط لا يروقكِ اجعليه وسطا لا يروقهما أيضا
وصال(انتفضت):- كيف تسمحين لنفسكِ بالتصنت علي أنا وصديقتي ؟
بيان:- ما قصدت والله …
كوثر(استقامت):- مهلا مهلا …ماذا قصدتِ بكلامك ؟
وصال:- كوثر هل جننتِ ؟
كوثر:- هشش يا وصال دعينا نصغي للبنت ..قولي قولي يا ملازمة
بيان(نظرت لوصال):- هل أكمل ؟
وصال(زفرت عميقا):- اللهم صبرك …
كوثر(بلهفة):- أتمي كلامكِ ودعينا نسمع
بيان:- بسيطة جدا ، أنتِ اخلقي جوا ينغص عليهما المعيشة مثلما تفعلان معكِ تماما
كوثر:- وكيف ذلك يا فهيمة هما بارعتان في الطبخ وتتفوقان علي بهذه النقطة ، فأسرع وسيلة لقلب الرجل هي بطنه
بيان:- ولكن أضمن وسيلة لنيل حبه هي تدليله
كوثر(برقت عيناها بفرح):- ياااااااااه أحببت هذا الملازم يا وصال ، إنه نجدتي
وصال(جحظت عينيها فيهما):- أقسم أن غرفتي أصبحت أستوديو لجلسات النواعم
أخذت كوثر بيان في زاوية ورغم نظرات وصال وتحذيراتها بشكل خفي إلا أن هذه انسحبت تماما عنها وراحت تفكر في خطة بديلة تجعلها تفرس حماتها وضرتها ، حقا اقتنعت بالفكرة وخرجت هاربة من المكتب قبل أن تسمع حتى شكوى وصال ، عن أي شكوى ستتحدث وإذ بالشكوى شخصيا تبحلق فيها من محلها منذ عدة دقائق ، فكرت في أن تفرغ فيها بندقية كامل كمال لكنها قصرت الشر وأسدت إليها بضعة أعمال وأرسلتها لمكتبها فهي في غنى عن رؤية قنابلها المتفجرة لوقت طويل
وصال(نظرت لصدرها بقهر):- كيف تكتسب الفتيات تلك الأثداء يعني هل الحظوظ مقسمة حتى في ذلك الشأن لالالالالالاع راحت عليكي يا وصال لا أمل اهاااع … ههه

في مؤسسة البنات
ركضت بين المدرجات وهي تمسح دمعها المنهمر لغاية ما توقفت لتلتقط أنفاسها خلف أحد الجوانب المطلة على سور المؤسسة بطابقين ، كانت تضبط تنفسها ودموعها بصعوبة وهي تضغط بيديها الصغيرتين على صدرها وتنظر للسماء لما أخرجت من صدرها ذلك الحجاب الأسود وضمته لها وهي تلهث وتتلعثم بدعاء خافت تردده كي تضبط أنفاسها المتحشرجة
ميسون:- … اللهم إنك معي اللهم إنك معي ..اللهم إنك معي اهئئئئ بابا أريد بابااااا اهئئئ
جثت أرضا وضمت ركبتيها وانفجرت بكاء كانت تخزنه منذ وقت طويل ، بكت مطولا كما لم تفعل سابقا حتى رفعت رأسها على تلميذ يقدم لها منديلا ورقيا ويرمقها بنظرة ناقصة جعلتها تكفكف دمعها وتستقيم … لم تلتقط منه المنديل فقد أخذت ترمقه بنظرات توجس حين بادلها بغيرها من الإصرار بوقفته الحريصة ويده التي كانت محشورة بجيبه المتناسق مع مجمل ثيابه المدرسية …
ميسون:- لا أريد
الفتى(بسخرية):- لم أمسح به مخاطي بعد فلا تتذمري كالفتيات التافهات
ميسون(عقدت حاجبيها):- لست فتاة تافهة
الفتى:- تصرفاتكِ تدل على أنكِ مثلهن
ميسون(عقدت حاجبيها):- أتعرفني ؟
الفتى(مد المنديل مجددا):- نتعرف
ميسون(أخذت المنديل ومسحت به دموعها):- شكرا .. لا أريد
الفتى(تحرك بعصبية):- ولا أنا مرحب أصلا ، ها لا تكثري بكاء في الزوايا الفارغة يشاع أن الأشباح الراحلة تسكنها
ميسون(نظرت حولها برهبة وهي ترمقه مبتعدا):- مهلا …أهذا صحيح ؟
الفتى(وقف بعيدا عنها بخطوات):- والله هذا ما تحمله الإشاعات ، هه هل شعرتِ بالخوف ؟
ميسون:- لاء أنا ما أخاف
الفتى(ابتسم وهو يبعد شعره عن عينه):- تخيلت أنكِ قد خفتِ فعلا
ميسون(تحركت بعصبية متجاوزة إياه):- لم أفعل
الفتى:- حسنا يا صغيرة … لا بأس
ميسون(رمقته بطرف عين وقبل أن تكمل الطريق استوقفتها):- هئ
المعلمة:- ما الذي فعلته يا ميسون كيف تقومين بصفع صديقتكِ والهرب من الصف ؟
ميسون(نظرت جانبيا):- آسفة معلمتي لكن هي التي ….
المعلمة(نهرتها بغضب وأمسكتها من ذراعها بقوة):- ولا كلمة رافقيني للإدارة
ميسون(نظرت للفتى ثم طأطأت رأسها):- آسفة لقد جعلتني أغضب من كلامها
المعلمة:- أصلا ماذا أنتظر من طفلة مدللة تقاس بالذهب ، هذا حال أمثالكم تعتقدون أن كل شيء يشترى بالمال لكن التربية والأخلاق لنقل يا محاسن الصدف … امشي يا هذه إن لم تتلقي تربية في محيطكِ المترف سوف تتلقينها من عندي
ميسون(بحزن):- … ولكن … تتت
لم تترك لها مجالا حتى لتدافع عن نفسها سرعان ما ألقت بها في حجرة المدير ، اشتكت منها ومن تصرفاتها ولم يكن على المدير إلا الاتصال بالأرقام المدونة بملفها ، الرقم الأول لم يجب والثاني كذلك فتبقى الثالث والذي رد فورا بعد الرنة الثانية واستمع جيدا للشكوى لينسحب بخفة من هناك وينطلق صوب المؤسسة لنجدة صغيرة الراجيين … حسنا هو لا يفقه في أم الأطفال أي شيء لكن هذه ابنة أخيه وعليه أن يتصرف
طارق(بعد مدة كان ينظر للمدير وللمعلمة ولميسون التي كانت واقفة جواره):- أنا عمها وكفيلها
المدير:- أين والديها ؟
طارق:- أمها مريضة ولا تستطيع المجيء
المعلمة:- إذن نريد أباها من بعد إذنك ، هو المسئول عنها وهو الذي سيتحمل مسئولية أخطائها
طارق:- أبوها مسافر
المعلمة:- وهذا هو مربط الفرس ما إن سافر حتى تحولت طفلته لطفلة متنمرة
طارق(وضع رجلا على أخرى وناظرها):- ما الذي يزعجكِ في الطفلة لهذه الدرجة يا حضرة المعلمة أيمكنني أن أعرف ؟
المعلمة(بتلعثم):- إنها مدللة جدا وتهاجم زميلاتها بالصف أثناء الدرس ،إنها تلهو وتنشر الفوضى معتقدة أنه بمال أبيها تستطيع أن تخرب أي شيء حتى حرمة الفصل والمدرسة
طارق(نظر لميسون):- أهذا صحيح يا ميسون ؟
ميسون(هزت كتفيها):- لا عمو طارق
طارق:- أسمعتِ يا معلمة ؟
المعلمة(أشارت إليها):- هل تظن بأنني أفتري عليها ، أتصدقها وتكذبني ؟
طارق:- بالتأكيد ، أنا أثق بصغيرتي لكنني لا أثق بمعلمة تعتمد على منهج التعنيف عن طريق رؤية الأشياء من منظور تافه يؤدي لأحكام غير منطقية
المعلمة(بصدمة):- أتهينني يا سيد ؟
طارق(ببرودة):- لست مضطرا لذلك فقد أهنتِ نفسكِ حين حاولت الكذب وتلفيق التهم لصغيرتنا ، الآن من بعد إذن المدير لكي نبتر المشكلة من أساسها أريد أن يتم توبيخ ميسون أمام زملائها
ميسون(بهلع نظرت إليه):- هئ …ولكن …أنا أنا
طارق(أشار لها بالصمت):- لم أطلب منكِ الرد ميسون أنا أجبركِ على ذلك ، فبنظر المعلمة أنتِ أخطأتِ إذن ليكن عقابكِ أمام زملائكِ بالصف كي لا تكرري ما فعلته
المدير(استقام):- طالما هذه رغبتك يا سيد فتفضل معنا
طارق(هز رأسه لميسون):- تحركي ميسون …
ميسون(طأطأت رأسها بخجل وحزن):- …بابا
التقط كلمتها الخافتة جيدا وتحشرجت في أعماقه آلامه الدفينة ، لكنه كان مصرا على ما يفعله فقد سحبوها للفصل وأمام زملائها وثبوا جميعا
طارق:- قبل معاقبتها هل لي أن أعرف أصل المشكلة ؟
المعلمة:- أخبرتك لقد نهضت من محلها وتوجهت نحو زميلتها وقامت بصفعها ودفعها للخلف حتى سقطت على الأرض ، بعدها انفجرت بكاء وهربت من القسم ألا ترى أن هذا بحد ذاته عيب أم ستدافع عنها وهي على خطأ ؟
طارق:- بالطبع لا ، لكني ألح بشدة على سماع سبب تهجم ميسون على زميلتها … بالمناسبة أين تلك الزميلة ؟
المعلمة:- رشا …رشا تقدمي إلي
رشا(تقدمت ونظرت بلؤم صوب ميسون):- هنا معلمتي
المعلمة:- أنظر لوجهها أليست هذه الآثار تنم عن عنف مكبوت بداخل طفلة لم يتعدى عمرها ثماني سنوات ، أكيد هي تعيش مع الوحوش
طارق(أطل على المعلمة):- هل أنهيتِ كلامكِ ؟
المعلمة(صغرت عينيها):- كما سمعت
طارق(انحنى أرضا لمستوى ميسون):- لما قمتِ بصفعها ودفعها على الأرض ؟
ميسون(نظرت جانبيا):- لقد فعلت .. فعاقبوني ولتنتهي المسألة
المدير:- عقابكِ سيكون شديدا يا طفلة
المعلمة:- طبعا يا حضرة المدير لن أقبل بمتوحشة في فصلي بدون عقاب …
طارق(رمق المعلمة بنظرة قاتمة جعلتها تتراجع خطوة للخلف):- أسمعكِ ميسون
رشا(توترت وهي تنظر خلفها):- لم أفعل لها شيئا
طارق(نظر للتلاميذ):- ألم يعرف أحدكم ما الذي حصل بينهما ؟
رشا:- لا يعرفون لا يعرفووووون
التلاميذ(هزوا رأسهم نفيا):- لا نعرف
طارق(زفر عميقا):- هيا ميسون أمامكِ فرصة لتدافعي عن نفسكِ ، قولي شيئا أعرف أنكِ لستِ بذلك الطبع فلما فعلتِ هذا بزميلتك ؟
ميسون(كانت تشد قبضتها وهي ترتجف لتكبت دمعها):- فعلت بدون سبب
المعلمة:- يا سيد … لقد سمعنا ما يكفي
طارق(استقام ونظر للتلاميذ ثم لتلك الرشا):- تمام … يمكنكم معاقبتها
المعلمة(أمسكت عصاها الخشبية):- سوف أضربكِ على يدكِ خمسين مرة ، عشرة لقطعكِ الدرس ، عشرة لصفعكِ لزميلتك ، عشرة لقلة أدبك ، عشرة لكذبك ، وعشرة لكي لا تكرري الأمر مرة أخرى
طارق(ابتعد قليلا):- افعلي ذلك أمامنا من فضلك
المعلمة(استغربت موقفه ولكنها مسحت على عصاها بشرر):- ابسطي يديكِ
ميسون(حركت فكها ونظرت لرشا التي تراجعت خطوة بخبث):- … حاضر معلمتي
طارق(تحركت حنجرته وهو يرمق ملامح ميسون):- يا الله
المدير:- أنجزي يا معلمة كي تكون عبرة لبقية التلاميذ
المعلمة(ابتسمت بمكر ثم رفعت العصا في استعداد لضرب ميسون):- ابسطيها جيدا يا مدللة
ميسون(أغلقت عينيها بقوة وبسطت يديها بحرقة):- همممم …
صوت ما(قاطعهم):- "أنتِ ابنة لقيطة قد وجدكِ أهلكِ صدفة بمكب النفايات ، ولأنكِ مزعجة هرب والدكِ منكِ وهجركِ أنتِ وأمكِ المخمورة دائما ، لقد ربوكِ ولكنكِ بجيناتكِ الخبيثة جعلتهم يمقتونكِ ويكرهونكِ ويفكرون بالتخلي عنكِ لذلك هجركم أبوكم ولن يعود فالمسكين ما صدق فر من محيطكم ، أما أمكِ تلك الخرساء فلا شيء يعزيها سوى قنينة مشروب تظل تعربد بها بين الزوايا حتى أنها لا تفرق بين صبح ونهار فمن تكونين غير لقيطة جعلتهم يندمون على فعل الخير معها تبا لكِ من مدللة تافهة ، ومرحى لأبيكِ الذي هرب منكِ أتمنى ألا يعود أبدا وألا تريه مجددا حتى تموتين"
طارق(بعصبية):- من الذي يقووووول هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الفتى(خرج من خلف جدار الفصل):- هذا الخط … خط رشا وهي التي كتبت هذا ورمته لميسون
رشا(بخوف نظرت نحوهم):- أنا أنا لم …لم أفعل
ميسون(تساقطت دمعاتها وجمعت قبضتيها):- هذا ما حصل
طارق(بغضب):- لما لم تقولي شيئئئئئئا إذن ميسووووون ، كدتِ تُضربين ظلماااااا ….هل هذا كلام يخرج من فم تلميذة بعمر الثامنة يا حضرة المعلمة أطالب فورا بمعاقبتها بالعقاب نفسه الذي كانت ستناله ابنة أخي …فورا وإلا هدمت هذه المدرسة فوق رؤوسكم
المدير:- ما الذي تتفوه به يا هذااا ؟
طارق(رفع سترته بخفة ليرمق المدير مسدسه):- أنا لا أمازح على فكرة …
المعلمة(رأت ذلك وبرقت عيناها):- رشاااااا ابسطي يديكِ حالا
رشا(ببكاء):- لقد وجدت الورقة بدفتري والله لم أكتبها
المدير:- وتكذبين أيضااااا …اضربيها قد جعلتِ منظرنا زفت ، عاقبيها يا معلمة حالا …
المعلمة(رفعت عصاها وبدأت بضرب رشا):- خذي يا هذه خذي خذي
ميسون(هزت رأسها عند الضربة الرابعة):- يكفييييييي ….أنا أسامحها
طارق(رفع حاجبه):- ميسووووون؟؟؟
ميسون:- عمو طارق اجعلهم يتوقفون أنا أسامحها
رشا(ببكاء ناظرتها):- اهئ
المعلمة:- اجمعي أدواتكِ ستغادرين الفصل وسأطلب قدوم أبويكِ فورا هيا
طارق:- سآخذ ابنة أخي لن تتابع دروس اليوم بهذه النفسية
المعلمة(نظرت إليه):- آسفة منك
طارق:- لا تتأسفي الآن … بل دعيها المرة المقبلة إذا ما وضعتِ ابنة أخي في عقلكِ سوف يكون هنالك حساب من نوع آخر بيننا
المعلمة(استقبلت همسة طارق برعب ثم عادت للخلف):- حاضر حاضر …
المدير(خرج):- وضعتنا في موقف حرج في المرة المقبلة تأكدي من شكوككِ يا معلمة …
المعلمة(أحرجت وصرخت برشا):- بسرعة يا رشاااااا تحركي لعنة الله عليكِ ..
طارق(أمسك كف ميسون وتحرك صوب الفتى):- ما اسمك ؟
الفتى (نظر لميسون ثم أبعد شعره وتراجع لفصله الآخر):- الحمدلله على سلامتها
طارق(سمع صوت رنين هاتفه):- جيل آخر زمن كيف يتعاملون معهم …ألو
ميسون(علقت حقيبة ظهرها وخرجت معه وعينها تناظر الصبي الذي اختفى بالرواق):- من هذا ؟
طارق:- سمر …أنا لم أنتظر اتصالكِ حتى أسمع أعذاركِ ، كنت واضحا في اتصالي
ميرا(بتفتفة):- ولكنني مشغولة لذلك لن أجد وقتا اليوم ، لنؤجلها لغير مرة تمام أخي حبيبي علي أن أفصل الخط اتصلت لأخبرك بانشغالي فحسب وداعا
طارق(زم شفتيه وهو يغلق هاتفه):- ميسون ما فعلته كان رائعا
ميسون:- حقا عمو طارق اعتقدت أنك ستوبخني ؟
طارق:- أوبخكِ لماذا لو لم تفعلي ذلك بعد سماع تلك الكلمات التافهة لما قلت عنكِ راجية
ميسون:- هي أهانتني وأهانت أبي وماما ميرنا ولم أستطع التحمل لذلك ضربتها …امم عمو طارق هل ستخبرهم بالبيت ؟
طارقّ:- يجب أن أفعل ذلك لكي تعرف ميرنا على الأقل
ميسون:- لكنها قد تغضب مني ولا أريد ذلك
طارق:- عمكِ طارق بجواركِ لا تخشي من شيء وأنا معك
ميسون(باطمئنان نزلت معه بعد أن نظرت خلفها مرة ثم استمرت):- حاضر
طارق:- أينفع لو سرقتكِ قبل ذلك وذهبنا لمكان ما ؟
ميسون:- إلى أين ؟؟؟
طارق:- سترين صغيرتي …
طالعته ميسون بهدوء ثم سمحت بأن يمسك كفها حين تشبثت به بشكل أقوى جعلته يستشعره ليناظرها بقلة حيلة ، فتح لها باب سيارته وصعدت ليقود بهما مهدي وينطلقان صوب المكان المقصود …يعني بالأخير هو مصر على تنفيذ كلامه وما عليها سوى القبول
ميرا(بمناهدة متعبة):- افففف حسنا … اسمحوا للسيارة بالدخول وأنت باتريك قم بتغطية هذه الآثار لا أريده أن يدقق بشيء مفهوووم …
باتريك:- حاضر ستي ولا تهتمي لن يلاحظ ولا خدش
ميرا:- لم يصل بعد ذلك المستحضر يا باتريك كيف يفعلون شيئا كهذا ، ألم تخبرهم أنه لدينا تصوير للفيديو كليب ؟
باتريك(وهو يضع مستحضر التجميل على كتفها):- أخبرتهم يا سيدتي وقالوا أنهم بعثوا بعينات لكن لم تصلنا بعد ، وأيضا احم …. شوفي أنا لا أعرف الكذب ولكن
ميرا(بتحذير):- باترييييييييييييييك ؟؟؟
باتريك(تلعثم وهو يغطي عينيه بيديه):- هنادي هي التي أوقفت ذلك
ميرا(جحظت عينيها ودفعت يده لتمسكه من ياقته):- ماذاااااااا أسمع ؟
باتريك(برجفة مضحكة):- إنها تقول أنها تفعل الصواب يعني عيب أن يسمع الجمهور أنك تصورين فيديو كليب لأغنية عيد الحب القادم، في حين أن قريبكِ ما زالت قضيته مفتوحة و دمه حاميا تحت القبر
ميرا(رجته مرتين):- هسس ولا كلمة أحضرها لي فوراااا
باتريك:- إنها تهدهد شادي بغرفته يا سيدتي أي …لما أكون دوما كبش فدائكم العظيم
ميرا(أشارت لكتفها):- أخفي تلك سريعا أو أقول لك أغرب عن وجهي … هيااااااااا
باتريك(هرب فعلا):- يااااي إنها تتحول من قطة ناعمة للبؤة شرسة الرحمة يا الله … هنادي يا هنااااادي بنت …
ميرا(توجهت صوب غرفة شادي):- باتريك انزل واشغل أخي بكلامك التافه أسرع
باتريك:- كنت أهم بتحذيركِ لكنها داهمتني
هنادي(زفرت عميقا وهي ترى شادي الذي بدأ يتحرك ولم يغفو بعد): نعم ست ميرا تحت أمرك ؟
ميرا(توجهت صوبها بعصبية):- كيف تسمحين لنفسكِ بالتدخل في شؤوني واتخاذ القرارات بدلا عني يا هذه ؟
هنادي(كتفت يديها):- أنا مديرة أعمالك ويحق لي ذلك
ميرا(اقتربت منها مشيرة بسبابتها):- أنتِ مديرة أعمالي نعم ، ذراعي اليمين نعم …لكنني قادرة على بتر تلك الذراع إذا ما تكرر هذا الأمر
هنادي(رفعت ذقنها):- ما فعلته كان لصالحك
ميرا:- أنا من يقرر ما الصالح لي من غيره وليس أنتِ …أتعرفين لماذا لأنكِ مجرد مساعدة لي بينما أنا هي الفنانة ميراااااااا ولستِ أنتِ يا آنسة
هنادي(اهتزت حدقتي عيونها ونظرت لشادي):- معكِ حق …ربما نسيت قليلا أن اتخاذ القرارات الصائبة في لحظات ثورتكِ قد تجعلكِ تنزعجين ، علما أنني قمت بذلك لأجل مصلحتكِ قبل أي شيء
ميرا(بنبرة تحذير):- ستتصرفين وتجلبين لي تلك المستحضرات الليلة وستكون هذه آخر فرصة لكِ إن كررتها فلا أريد أن أرى وجهكِ مرة أخرى هنادي
هنادي(دمعت مقلتاها وابتلعت ريقها):- هل تفعلين هذا لأنني صارحتكِ ؟
ميرا(رمشت بأعينها وهي تحمل شادي مبعدة إياه عنها):- اقطعي الموضوع
هنادي(سحبت أنفاسا عميقة):- كما تريدين …
ابتعدت بابنها تاركة إياها في قهر لتزداد هي قهرا بعد أن رأت تلك الطفلة ، كيف يجرؤ طارق على إحضارها معه لقصرها كيف يسمح له بأن تدخل ابنة حكيم التي تؤلمها رؤيتها كل مرة …. شعور بالنفور يعتريها كلما رأتها وهذا ما لن تستطيع إخفاءه
ميرا(جلست بشادي قبالتهما):- اعتقدت بأنك جئت لوحدك
طارق:- مررت بمؤسسة ميسون وقلت لأجلبها لعمتها كي تراها وترى ابنها الجميل ، شادي
شادي(مط يديه بغية الذهاب إليه):- همممن ماما
ميرا(أنزلته أرضا):- باتريك … دعهم يحضرون لنا شيئا خفيفا
باتريك:- بأمرك ست ميرا
ميرا(رمقت تسمر باتريك):- خيرا ؟
باتريك(فهم من ملامحها أنها كسرت قلب هنادي):- ل..لا شيء …
طارق(رمق شرارة الغضب):-هل هناك مشكلة ؟
ميرا(وضعت رجلا على رجل بعد أن حمل طارق شادي بحجره):- أنا مشغولة
طارق(ابتسم لميسون التي صافحت شادي):- أعرف … حتى أنكِ من كثر انشغالكِ تجدين وقتا لرعاية ابنكِ الآن
ميرا(زفرت عميقا):- طارق … ماذا تريد ؟
طارق:- ميسون حبيبتي أيمكنكِ الاعتناء بالصغير قليلا ؟
ميسون(نظرت لميرا بتوجس):- عمتي ميرا لا تحب ذلك
طارق(بنبرة إجبار):- عمتها ميرا أتسمحين ؟
ميرا(تأففت وهي تستقيم):- لتفعل ما تريده
طارق(وضعه بقرب ميسون ونهض ليلحق بها):- تمام سأعود فورا
لحق بميرا للحديقة حيث وقفت بجوار النافورة مكتفة يديها تصغي لخرير الماء المنساب من طبقات النافورة ، كانت تتأمله بشرود ما فتئت تضاعفه حتى قاطعها بربتة على كتفها جعلتها تبتعد بسرعة عن مرمى يده
طارق(رفع يده):- أفزعتكِ؟
ميرا(ابتلعت ريقها وهي تصطنع ابتسامة):- طارق أخبرني ما سبب إصرارك على رؤيتي ؟
طارق:- لا أدري شعرت برغبة في ذلك ، لقد صددتِ لقائي بكِ مرات عديدة طوال الشهر المنصرم ،…يعني حتى في جنازة عبد الجليل دفنتِ نفسكِ بغرفة الأطفال ولم أركِ قط
ميرا:- أردت الاطمئنان علي ؟
طارق(اقترب منها ومسح على وجهها):- طبعا يا صغيرتي
ميرا(هنا كشف عنها قناع الصلابة الذي كانت تخفي خلفه قهرها):- … أنا متعبة
طارق(أفرج عن آه عميقة حين ارتمت بحضنه):- عزيزتي ..سمري يا مهجة روحي أخبريني ما يتعبكِ ، أخوكِ هنا إن لم أحمل معكِ هم همومكِ فمن سيفعل ؟
ميرا(انفجرت ببكاء):- اهئ أرجوك دعني هكذااااا ، أرجوك طااااارق …أخيييييييييي
طارق(بلهفة ضمها بقوة لصدره):- يا عمر أخيكِ الضائع ، أفديكِ بدمي يا أختي الحبيبة أفدي دموعكِ فلا تقهري حالكِ صدقيني سأمحو عنكِ كل الذكريات السيئة ، سوف نمحوها معا ونبدلها بأخرى سعيدة فنحن نستحق أجل نستحق أن نفرح نستحق بعد كل ما عانيناه يا مهجة روحي
ميرا:- لماذا كتب علينا أن نعاني اهئ ّ، لما كتب علينا أن نحظى بأب مثله
طارق(ربت على رأسها ودفعه لصدره بحرقة عليها):- سمري سمري لا تبكي …اهدئي أخوكِ موجود يمكنكِ الاعتماد عليه وإخباره بكل ما يؤلمكِ …دعينا لا نفكر بالماضي فما زلت غير قادر على الخروج منه ، ألا تظنين بأنني بالغت في هجراني للبيت منذ خروجي من السجن ، ألا تتساءلين مثلما يتساءلون جميعا لما لا يعود طارق إلى بيته وغرفته وزوجته ؟؟؟ …. أنا محطم ذاتيا لقد تبرمج قلبي على الهجران والوحدة وأنا بالسجن ، فعلت بذلك بنفسي قطعت حبال مشاعري بخنجر الفراق فقط كي أتعلم عدم الاشتياق لهم ، كي أكف عن التفكير بهم وبيومياتهم وبتفاصيل حياتهم ، أتظنين أن ذلك كان سهلا علي إطلاقا لقد عانيت سنة بعد سنة لذلك ألححت على عدم رؤية أحد ولم أقبل بأي زيارة لغاية ما توقفت الزيارات فجأة .. في البداية شعرت بالحزن كونهم تخلوا وتوقفوا عن التمسك بتلك القشة التي تربطهم بأمل رؤيتي لكن فيما بعد بدأت أشعر بالراحة ، أجل راحة العزلة والصمت الذي رميت نفسي بأحضانه طوال تلك السنوااااات ، فأرجوكِ لا تضغطي علي أنا بدوري أتعذب ولا أدري كيف أعود لكينونة طارق ببساطة ؟
ميرا:- أخي أنا لا يستسلم
طارق:- لا قوة في هذا يا سمري …أنا بالأخير روح ومشاعر ولا يسعني العودة بسهولة أحتاج وقتا وبدأت أستشعر التذمر في عيون عفافي وعيون أسرتي لكن … هذا ما يوجد
ميرا(أبعدت رأسها وأمسكته من وجهه):- ستعود إليهم … لاحقا ليس الآن خذ وقتك الذي تريده فيكفي أنك خارج تلك الأسوار ، اهئ يكفي أنك عدت يا أخي
طارق(أمسك وجهها أيضا بدموع متحجرة):- دموعكِ …دموعكِ تؤذيني ، دموعكِ أنتِ خاصة تكوي قلبي وتعيدني إلى ذلك الزمن فحبا بالله توقفي …لأجلي
ميرا(طأطأت رأسها واستسلمت وهو يكفكف دمعها بإبهاميه):- سامحني يا أخي ، لم أكن أختا تليق بك
طارق:- هششش .. لا تتفوهي بمثل هذا العبط ، وأخبريني ما الذي يتعبكِ هل تخاصمتِ معه ؟
ميرا(تهربت بنظراتها ونظرت جانبيا):- لا ..
طارق(رمقها وهي تحاول التملص منه):- توقفي ..أريد أن أعرف الآن م …..ما هذااااااا ؟
ميرا(شهقت حين جذبها من يدها فانسل بعض الثوب عن كتفها):- يا إلهي
طارق(بقبضة حديدية جذبها إليه وأبعد ثوب الفستان عن كتفها):- من أين هذه ؟؟؟؟
ميرا(حاولت التملص من قبضته):- أخي …إنه مجرد حادث صدقني …إنه
طارق(ناظر خط الندبة وكانت تمتد حتى ظهرها):- إنه أثر ضرب ….
ميرا(شهقت بفزع):- لالالا ليس ضربا صدقني لقد …
طارق(رجها وهو ينظر للمكان):- لقد ترعرعنا على تلك الآثار فلا تكذبيييييييييييييي …من قام بفعل هذااااا هل هو زوجكِ ؟ أريد إجابة واضحة لا اثنان هل زوجكِ فعل بكِ هذا ؟
ميرا(رمقت نظرة الدم التي تخللت أعينه):- …أجل ..ولكن كنت أنا السبب الذي دفعه إلى ذلك شهاب اعتذر مني ونحن بخير و…
طارق(صرخ بوجهها):- اصعدي لغرفتك
ميرا(بعدم فهم):- ولكن ….
طارق(جرها بدون سابق إنذار):- ولا حرف …
لم يترك لها متنفسا بل جرها للداخل وبعثها للأعلى مع شادي وميسون ، شدد على باتريك أن يبقى جوار الصغيرين أما هنادي فقد كانت ماثلة أمامه تجيب عن استفساراته التي تمثلت في ذات الموضوع وطبعا هي لم تكن تعرف الكثير فقد ضربها شهاب بشقته ، لكنها أفادته بما علمته من ميرا لا غير وذلك كان كفاية لكي يجعل الدم يغلي في عروقه ،..أرسلها بدورها للأعلى وأخذ هاتفه اتصل به في مكالمة وجيزة لا تتعدى خمس ثوان جعلت شهاب يترك ما في يده ويهرع للقصر مباشرة … فقد اعتقد أن هنالك مكروها أصابهم لكن ما إن وصل حتى صدم بالهدوء الكامن في الأرجاء …
شهاب(رمقه بطرف عين ونظر مباشرة لمسدسه الذي كان يضعه بجوار المنضدة):- مسدس في مكان كهذا لا يبشر بالخير …أهلا سيد طارق ما الذي يحصل ؟
طارق:- لا تقلق ابنك بخير والأمور تمام …
شهاب:- إذن لما جعلتني أترك عملي وآتي بتلك الطريقة ؟
طارق:- لم تسأل عن زوجتك ألا تقلق عليها أيضا ؟
شهاب(مسح فكه وهو ينظر حوله):- بالطبع أقلق أين هم ؟
طارق:- بالدور العلوي لأنني لا أريدهم أن يسمعوا الحوار الذي سيدور بيننا
شهاب(وضع يده على جنبه):- أي حوار ذلك ؟
طارق(أمسك مسدسه ببرودة وأخذ يتأمله):- … في جنازة ابن أختنا جاء جدك المبجل لتقديم التعازي ، والحال كان حضورا لأجل التشفي لا غير ما علينا قمنا بهضم ذلك فنحن أهل الفقيد ونحن أهل الكرم … لكن مجيئه أثمر بضع أسئلة لم ندقق فيها بسبب الظروف ، إنما كلنا يقين أن ما سمعناه حقيقي في أن هنالك ثأرا ما يزال عالقا ما بين عائلتنا وعائلتكم
شهاب(تحرك بثقة وجلس قبالته):- خيرا إن شاء الله ، وبعد يعني أنا وش دخلني بالموضوع ؟
طارق(نظر لشهاب مباشرة):- إن أنا أصبتك برصاصة طائشة وفقدناك يا ترى ، فهل سيحتسب هذا تخليصا للثأر المعلق في رقبتكم ؟
شهاب(ضحك بهزل):- افعل إن كنت ترى ذلك لازما
طارق(برقت عيناه وهو يرمق سخرية شهاب):- إما أنك مغفل أو أنك نبيه كفاية حتى تراوغ حديثي الجدي
شهاب:- والله كما سمعت لو كنت تجد أن قتلي سيعادل ثأركم ..قم بذلك الآن
طارق(مط شفتيه بابتسامة وهو يضع المسدس جواره):- أتعلم أنني في السجن دخلت في معارك كثيرة ، في البداية كانت لتجربة شيء بغية الترفيه ..لكن فيما بعد تحول ذلك لفسحة أنفس فيها عن غضبي الجامح ، تدربت كثيرا وواجهت أكثر وعاركت العديد فزت تقريبا بأغلبية النزالات ، ..لكن في بعضها لم يحالفني الحظ بداية ، لكنني لم أستسلم بل وضعت أعدائي بعقلي وعندما نازلتهم مرة أخرى كنت قد درست نقاط ضعفهم وأصبتهم فيها فانتصرت …
شهاب(صفق برتابة):- برافو تصفيقاتي الحارة أيها المصارع طارق
طارق(استقام وهو ينزع سترته بهدوء وضعها محله ثم فتح أزرار كميه وراح يرفعهما عن ساعديه):- مشكور يا أخ شهاب … بيت القصيد هنا هو أن المرء قادر على التغلب على كل ما يريد تحطيمه في هذه الحياة ، ما يلزمه هو الصبر وخطة تمكنه من تحقيق غايته بذكاء
شهاب(راقبه وهو يلتف حوله)ّ:- وجهة نظر تحترم حقا أيمكننا أن نضعها كمقولة شهيرة لشخص غادر السجن مؤخرا ؟
طارق(تحركت حنجرته وهو يبتسم):- خذها لو أحببت … لكن لا تنساها لطفا قد أذكرك بها لاحقا
شهاب:- لما لا نختصر على بعضنا هذه المسرحية فأنا لدي عمل وأنت أيضا …أوبس نسيت أنك عاطل منذ خروجك من السجن أترانا نتكرم ونهديك عملا في شركتنا المنافسة لشركتكم ؟
طارق(توقف خلف شهاب ووضع قبضتيه على كتفيه):- سخريتك هذه لا تدل بتاتا على أريحية حديثك ، فغير أسلوبك لأنه لن يصل لشيء هنا
شهاب:- آه أولاد الراجية والغرور المتفشي في عروقهم ، يا أخي لنتواضع قليلا فالحياة ليست ملكا لكم فحسب ..ومعذرة منك تلك أكتافي ما زلت بحاجتها لإطعام ابن أختك الحبيبة
طارق(شدد قبضتيه بقوة):- أختي الحبيبة ؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.