آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-18, 03:23 PM   #871

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي



تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 16-11-18, 05:08 PM   #872

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

جمعة مباركة عطرة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم...

تم فتح الرواية بطلب من الكاتبة لاستئناف تنزيل الفصول...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 17-11-18, 10:23 PM   #873

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم عدنا والعود أحمد وعزيز وغال إن شاء الله تكون آخر الغيابات وربي يسهل الأمور
شكرا لانتظاركم حبيباتي وعذرا لكل هذا التأخير اللي دام شهور لكن مع الاسف الظروف ما كانت تسمح
ما علينا جئت بالفصل 40 أتمنى لو يعجبكم ويكون بمستوى انتظاركم وتطلعاتكم ولكم مني كل الحب والتقدير



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:32 PM   #874

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 40
" ولــــِيــــــدة الـــشَّــــمْـــس "

~ يا أشعَّة الشَّمس انتشِري واملئي أرضَنا بالخيرات ، أنعمي علينا بالبركاتِ وأدْخلي في قُلوبنا الرَّحمة والحسنات ولا تحجُبي عنا نُوركِ كي لا تُصَابَ أراضينا بالويلات ..
يا أشِعَّة الشَّمس بعثِري أمانينا فِي الطُرقات مع كُلِّ ومضةٍ زَينِي ثغر بلدتِنا بالبسمَات ، وأشرقِي ففي إشراقتكِ تبزغُ الفرحَة وتزدهرُ الثَّروَات….~
كانت هذه تهويدة الشمس في البلدة القديمة ، مسقط رأس أبطال روايتنا الحبيبة هناك حيث كانت الحياة مليئة بالخرافات والأساطير ، حيث كان لا يزال هنالك بركة في الأيام و نية في الأهالي … لكن لن ننكر أنه كان هنالك أيضا مؤامرات وشرور تتربص بالقلوب الطيبة ، يعني حال الدنيا منذ أول الخليقة الحرب الأزلية بين الأخيار والأشرار ..
في بلدتنا عرفنا الحرب الكامنة بين عشيرة الشمس والسحرة ، بين آل الxxxxب وأهالي البلدة وأيضا العشيرتين ، تعرفنا على بعض من ذكرياتهم وماضيهم الدفين ، تعمقنا في شخوصهم الحديثة وأيضا في شخصيات الماضي التي ما تزال حاضرة معنا ليومنا هذا ، وأيضا عرفنا أن هنالك أسطورة وليدة الشمس وحاميها ، سنعود بآلتنا الزمنية صوب ذلك العالم لنكتشف ما سر هذه الأسطورة أو النبوءة التي تدل كل المؤشرات على أنها قريبة الوقوع قريبة لدرجة مهولة فلنركب إذن ولنعد بالزمن للخلف ، تحديدا قبل عشرات السنين ….
…….
قلادة الشمس : هي سر عميق ،، نبوءة تعود إلى الزمن البعيد جداااا حيث كانت الحياة بسيطة وغير معقدة وكان الأهالي مسالمون جدا لدرجة تصديق الخرافات التي كانت تتحقق بالفعل ،لكن فضول العقول اليافعة يغلبها فما بين مصدقين وغير ذلك جاء الإثبات ليبصم بأحقية الحدث ..
وُديقة(في عمر العاشرة):- أبتاااااه أرى أنك حقا موقن مما يدعيه العجوز شُعاع
الأب(شخص ذو وقار محترم):- وُديقة بُنيتي إياكِ والاستهانة بالدراويش فكلامهم أحيانا يكون صائبا
وُدقية:- أين الصواب أبتاه إنه يقول بأن للشمس وليدة كيف ذلك ؟
الأب:- ربما يكون محقا فما الذي ينفي هذا ؟
وُديقة:- ولكن أيضا لا يوجد ما يثبته
الأب:- أتعرفين ما اسم عشيرتنا ؟
وُديقة:- عشيرة الشمس
الأب:- أتدركين ماهية هذا الاسم ؟
وُديقة(بتفكير):- غالبا ذلك يرجع لمحبة الشمس
الأب:- أظن أنه حان الوقت لتفهمي بعض الأمور يا طفلتي فأنتِ أمل عشيرتنا بعد عمر طويل
وُديقة(بعدم فهم رمقته وهو يشير ناحيته):- لا يُعقل … هل ستجعلني أدخل للكهف المقدس أخيرا أبتاه ؟
الأب:- كل شيء بأوانه ، وللإجابة عن سؤالك فأجل قد حان الوقت فقد استحققته
وُديقة:- لأنني ربحت الفتى برق في حرب السهام أليس كذلك ؟
الأب(ربت على رأسها بمحبة):- هو كذلك
وُديقة(رفعت ذقنها بافتخار):- أصلا كانت معركة سهلة
الأب(رسم ابتسامة وهو يطالعها بطرف عين تسير جاره):- ابنتي الشهمة
وُديقة(ابتسمت):- أتعرف أبتاه كلي فخر كوني ابنة كبير العشيرة ، أو تعرف ما الذي يدعوني لأتشرف بذلك هو أنك لا تخجل مني كوني ابنة ولست ابنا كما انتظرت
الأب(توقف عن المسير ووضع يديه خلف ظهره بإمعان):- الابن نعمة والبنت نعمة أتعرفين من أين جاءت من عند رب السماوات فمن أنا لأعترض على حكمته ، ثم اممم لو أحضرت ابنا لحرمتُ من شرف محادثة أذكى بنات العشيرة
وُديقة(بابتسامة مشيرة لنفسها):- والتي هي أناااااا
الأب(تحرك ليمضي ناحية الجبل):- أجل أنتِ يا وُديقة أبيكِ المُشعة
تحركا صوب الجبل حيث يكمن الكهف المقدس وهذا الكهف كان ذو شأن عظيم لدى العشيرة ، بحيث كانوا يضعون له حراسة مشددة إذ يمنع على أي غريب أن يطأ ناحيته ..حتى آل الشمس كانوا يدخلونه بالإذن ومع مرافقين مخصصين لذلك .
إشباع الفضول هو حماس متواصل يجعل التطلع للاستكشاف ممتعا للغاية ،
فما إن وطأت حدود الكهف وولجته حتى فتحت فمها مندهشة مما تراه على الجدران .. كان هنالك رسومات قديمة جدا مخطوطة بشكل متناغم تمتد لآخر الكهف الطويل والذي كانت تحيط به أعمدة النيران متراصة بترتيب على الجوانب.. استمرا حتى وصلا إلى وسط الكهف حيث رفعت رأسها لترى علو الجبل الشاهق وعلى حيطانه تنتهي الرسومات لغاية قمته، شهقت من دهشتها فكيف وصل الأهالي لذلك المستوى كي يرسموا ويسردوا قصصا مجملها عن عشيرة آل الشمس وبقية العشائر…
الأب:- أعرف ما يدور برأسكِ يا وُديقة ، هنالك حكايات مختلفة تفسر قدرة أهالينا القدماء على الوصول إلى ذلك المرتفع وإتمام الرسومات التي ترينها ها هنا وفي كل مكان ، بعض الحكايات تقول أن القدماء كانوا يعملون مع السحرة والمشعوذين الذين رسموها بأنفسهم كهدية ود
وديقة:- كيف ذلك ألم نكن على عداوة معهم في الماضي ؟
الأب:- أنظري إلى ذلك الجدار ، ما المرسوم عليه ؟
وُديقة(اقتربت ممعنة النظر):- ساحرة تمسك بعصا في يدها بينما أحد أهالينا يمسك على بطنه ، مهلا الرسم مستمر هناك صحن فواكه هل هي أعطته إياه ؟
الأب(أشار لمكان آخر):- وانظري كيف يمسك أحد أهالينا أشعة الشمس ويحولها لصندوق ذهب ويهديه للساحرة
وُديقة(فتحت فمها):- هذا غير متوقع
الأب:- كانت العشائر متصالحة مع بعضها لغاية ما وطأت أنامل الشر القذرة وفرقت بين الكل ، إنهم عشيرة العقرب ألعن عشيرة مرت بعصرنا …الغدر والخداع فيهم متفشي لذلك دخلت الهمسات المشينة بين القبيلتين كما ترين على ذلك الجدار ، هناك بدأتِ الحرب بين العشائر وانتهت بالتفرقة بحيث لم يعد مسموحا لأي واحد منهم بالدخول لأرضنا ، ونحن أيضا حرمنا على أنفسنا جبل الساحرات لحماية أنفسنا من شرورهم
وُديقة(باهتمام):- طيب أين كان يقطن آل الxxxxب ؟
الأب:- بالبلدة مع عامة الشعب فهم لا يملكون قدرات خاصة مثلنا نحن والسحرة
وُديقة:- إذن ماذا ؟
الأب:- أنظري لوشم العقرب على أجسامهم ، هناك من يضعها على ظهره على صدره أو بذراعه أو على معصمه
وُديقة:- أغلبهم بالمعصم أبتاه
الأب:- هذا لأنهم لم يكونوا يخشون أحدا ، ركزي معي كيف يقفون جوار بعضهم في كل رسم هذا لأن قوتهم تمتثل في الجماعة .. أرى الاستغراب في عينيكِ بُنيتي سأفسر أكثر ، وشم العقرب يوضع على جسم الرضيع فور ولادته لتُفَّعل قدرة الxxxxب وحدسهم في جيناته الحديثة العهد ، الوشم كانت الساحرات تلقي عليه تعويذة وتختمه بطلسم من سم الxxxxب
وُديقة(أتممت عنه):- وبهذا يصبح لهم قدرة على استحضار حدس الxxxxب كالسرعة والحنكة والقدرة على افتراس الضحية واصطيادها
الأب:- تماما ، حسنا التعبير مجازي لكنهم حقا كانوا ينسجون خيوط العنكبوت حول ضحيتهم فيدبرون ويكيدون لها حتى يسقطوها في شر النفوس فيظفرون بما أرادوا
وُديقة:- ويحهم من قبيلة شؤم
الأب:- مع الأسف نشأتهم جاءت من الخونة والسفاحين وتلك هي النتيجة التي آلت إليها الأحوال كما ترين في بقية الجدران يا بنيتي
وُديقة(بتدقيق):- فهمت …
أمعن النظر فيها جيدا ثم استدار ليقف في مركز الكهف وهو ينظر لحجر مرتفع بمقياس يصل حتى الخصر ، رمقته وهو مستقر هناك فهرولت نحوه لتشاهد حجرا لا أقل ولا أكثر
وُديقة:- ماذا نفعل هنا أبتاه ؟
الأب(أشار لها بيده):- ضعي يدكِ وسط الحجر يا وُديقة فسيتعرف عليكِ إن كنتِ من عشيرتنا أم لا هيا افعلي
وُديقة:- كيف لست من قبيلتكم أتشكك في ذلك أبتااااه ؟
الأب(قهقه بسخرية):- آه يا شقية افعلي ما أطلبه بدون نقاش
وُديقة(وضعت يدها بتذمر):- هيا أيها الحجر تعرف علي وإلا هدمتك
الأب(همس بخفة):- شتتتت للحجر آذاااان وإن شتمته فلن يعترف بكِ إطلاقا
وُديقة:- حقا … متأسفة منك عزيزي الحجر ، أنا وُديقة ابنة كبير آل الشمس هلا تعرفت علي ؟
الأب(رمق ارتفاع الحجر وأومأ لها بالمتابعة):- لا تزحزحي يدكِ تابعي فقط
ظلت تطأ على الحجر وهو يرتفع لغاية ما انشق إلى نصفين ليشع فيها وميض يعمي العيون ،وضعت يدها على عيونها لتقاوم تلك الأشعة والحال لدى أبيها الذي رمش مرات قبل أن يفتح عينيه ويمعن النظر ، فعلت مثله وإذ بها تشهق لجمال تلك الجوهرة المتلألئة بشكل يذهب العقل خطت نحوها بافتتان فأوقفها أبوها وهو يهز رأسه يمنة ويسرة برفض
الأب:- هذه لب عشيرة الشمس سرنا الدفين والذي توارثناه جيلا بعد جيل ، نحميه بدمنا ونفديه بأرواحنا ونقيه شر أعدائناااا
وُديقة(لم تستطع إبعاد ناظرها عنها):- إنها جميلة جداااا أبتاه
الأب(بإعجاب):- قلادة الشمس يُحكى أنها بريق من الشمس ، بريق انبعث من السماء ليسقط على الأرض فيتشكل على شاكلة براقة تسحر الناظرين ، وجدها أجدادنا القدامى وفسروها على أنها رسالة جاءت من الشمس لتستردها الشمس في وقت معين من الزمن
وُديقة(استدارت نحوه):- كيف يعني هل ستضيع منا هذه الجوهرة الثمينة يوما ما ؟
الأب:- إنها أمانة لدينا يا ابنتي وليست كنزا نستطيع الاتجار به ، تقول النبوءة أن هذه الجوهرة لها صاحب وسوف يأتي ذلك الشخص ليفعِّل طاقتها فيحرر العالم من الشر الأزلي
وُديقة(ضحكت بسخرية):- ههه مجرد كلام فارغ
الأب:- ولكنه حقيقي وسأثبت لك الآن صحته
أمسك الأب بيد ابنته ووضعها براحته قبل أن يلمسا الجوهرة معا ، فتراءت لها الرؤى تباعا وأخذت تبصر أشياء في الحاضر والماضي وحتى المستقبل ،، رأت كيف تحولتِ الجوهرة لقلادة تزينت بها فتاة مجهولة والتي ظهرت وهي تلمسها وترفعها بالسماء لتنفجر الأرض من تحتها فتسقط الأشرار تباعا في الفراغ …. تغيرتِ الرؤيا لترى نفس المشهد لكن وجدت بأنهم يحترقون تحت الأرض وهم يطلبون الرحمة منها ولكنها تضرب الأرض بأقدامها فتنغلق مجددا وتسقط مغشيا عليها ليتقدم شاب غريب يعلق رمحا نحاسيا خلف ظهره ويحملها بين يديه ويسير بها على المدى البعيد ، إلى غاية ما تنتهي الصورة …شهقت وُديقة وهي تبصر تلك الرؤى وفهمت أن الجوهرة قد فعَّلت موهبتها الدفينة لتصبح بصَّارة وذات قوى خاصة بعشيرة الشمس ، صدقت تلك النبوءة وآمنت بما ورثته عن أجدادها وعهدت نفسها على أن تحميها بالغالي والنفيس حتى ولو بالدم ….
وُديقة(بعد سنوات عديدة):- حتى لو بالدم يا نزار أنت حفيدي الهمام وأريدك أن تعهد أمامي بحماية حامي وليدة الشمس وحماية القلادة ولو بروحك
نزار(في ريعان شبابه ينظر نفس النظرة للقلادة):- إنها تحفة نادرة الوجود جدتي وُديقة
وُديقة(ضربت بعصاها):- ركز معي لقد رأيت بشأنك رؤيا وسوف تتحقق بعد سنوات ، مهمتك ستكمن في حماية الحامي أما وليدة الشمس فسوف تكون في حماه ، سيجتمعان في الوقت المناسب ويفترقان أيضا في الوقت المناسب
نزار(بتذمر):- قصة عشق مثلا ؟
وُديقة:- ما شابه ذلك لكنها لن تستمر
نزار:- ولماذا لن تستمر أليسا مكملين لبعضهما بعضا وليدة الشمس وحاميها ؟
وُديقة:- لذلك ضريبة يا نزار فليس كل شيء يكتمل كما نريده ، إن أوصلنا وليدة الشمس لبر الأمان وأعادت الجوهرة لأعالي السماء سوف تنتهي حقبة الشرور ويعم السلام
نزار(حك جبينه):- لكنكِ قلتِ أن رؤاكِ تتجدد عبر الزمن ما ربما كان لذلك أبعادا أخرى
وديقة(وهي تنظر للجوهرة):- بعض الرؤى الثابتة لا تتغير لكن تلك التي تتعلق بالقلب فهي غير مستقرة فقد تتغير حسب الفترات الزمنية وذلك أمر وارد
نزار(تنفس الصعداء):- هاه هكذا فرحت أنا
وديقة(اقتربت منه):- أبعد ناظريك عن ابنة الساحرات فعلاقتكما مستحيلة لا عشيرتنا ولا عشيرتها ستوافق على هذه العلاقة
نزار(رمش وهو يتراجع للخلف):- عن أي ساحرة تتحدثين يا جدتي هوووه لا يوجد شيء كهذا
وديقة(صغرت عينيها فيه):- آمل أن ما تقوله صادق لأنني ما صدقت أباك المعمعان حين أخبرني بهذا على الإطلاق ، أخبرته أن حفيدي الشهم لا يقع في هكذااا عااااار أبدا
نزار(ابتلع ريقه):- إن انتهينا هنا جدتي لأذهب
وديقة(أمسكت يده ووضعتها على القلادة كما فعل معها أبوها قديما):- لحظة فقط …
ناظرته بعيون متفحصة قبل أن تفلت يده فيسحبها وهو يشعر بالطاقة تتسرب إلى دواخله كسرب من الحمام الثائر ، ابتسم بحماسة وقبَّل رأس جدته قبل أن يغادر الكهف وهو يركض صوب المكان السري وكأنه نسي أن جدته بصَّارة …
نزار(نزل من حصانه وربط لجامه مع الشجرة ونفض قميصه الطويل المتدلي والمربوط في الخصر بحزام جلدي):- أين هي لقد شارفتِ الشمس على الغروب وهذا هو الموعد ؟؟؟
ظل ينتظرنا لوقت طويل حتى رمى بالعصا التي كان ينحتها منذ وصوله وارتفع عن مكانه قصد المغادرة فسمع صوت انكسار الأعشاب اليابسة فسل خنجره من خصره ليعيده محله حين رمقها ، انطلق صوبها فتفحص وجنتيها ليدفع بوجهها لرأسه ويقبلها طويلا قبل أن يبعدها وهي تلهث بخوف من أن يرمقهما أحد وأيضا من جنون نزارها الهمام
سندس:- حبيبي اعذرني تأخرت لكن أمي منعتني من الخروج بصفة نهائية
نزار(جذبها بقلق وهو يراقب حولهما ليختفيا معا خلف شجرة ضخمة):- سندسي أنا مللت من هذا الحال برأيي أن نتزوج ونضعهم أمام الأمر الواقع
سندس(شهقت بفزع):- بحق السماء يا نزار ألا تعلم أنك ستختم بريشة ناعمة على موتنا
نزار(تحسس شعرها الأحمر):- آه يا جمرتي لا أستطيع عنكِ بعادا
سندس:- نزاااار لا أملك وقتا كثيرا سوف لن نلتقي بعد اليوم
نزار(ضرب بقبضته على الجذع):- ماذا يعني هذا ألا تعلمين أنني مجنون ويمكنني اقتحام عشيرتهم في وضح النهار لإخراجكِ من بين أيديهم عنوة
سندس(وضع يديها حول خصرها):- أهااا يمكنك ذلك حقا حتى أنه في اللحظة الموالية ستشن حربا بين العشيرتين بكل بساطة ، ها ويمكنك أن تصرخ فيهم أيضا أنك فعلت باسم الحب
نزار(دفعها نحوه ليلصقها بجذع الشجرة):- وقعت في غرامكِ يا ساحرة
سندس(طوقت عنقه بيديها):- عشقنا مُحرم يا ابن الشمس
نزار(زفر بيأس ووضع جبينه على جبينها):- سوف أحل الأمر لا أدري كيف لكن يوما ما ستصبحين لي
سندس(ابتسمت والدموع تنساب من وجنتيها):- أتعهد لك يا نزاري باسم حبنا وبدم الساحرات الذي يجري في عروقي بأنني لن أكون لرجل غيرك
نزار(أخرج خنجره ونقش حروف اسمهما على الجذع):- وباسم حبنا وبدم عشيرة الشمس الذي يسري بشراييني أعدكِ بأنكِ ستكونين امرأتي الوحيدة يا سندسي
سمعا صوت حركة من حولهما لذلك اختفت هي من هناك وهو ركض ليمتطي حصانه وتفرقا كل من طريق يختلف عن الآخر لكن في قلبهما يحملان بعضهما أكيد …
وصلت سندس إلى الجبل فقد حل الظلام أثناء الطريق لذلك تدثرت بقبعة السلهام وتسللت لتدخل دارهم فانفتحت الباب على مصراعيها قبل أن تخطو خطوة واحدة …
شامة:- أين كنتِ ؟
سندس:- أمي … لقد كنت أحضر بعض الحطب فقط
شامة(نظرت ليديها الخاليتين):- ومالي لا أرى حطبا بيديكِ ؟
سندس(تفتفت وهي تدك رأسها أرضا كي تدخل البيت):- أماه
شامة(رمشت بنفاذ صبر):- توقفي …..
سندس(يبس قلبها لحظتها):- …لارد
شامة(بعد دقيقة صمت ظلت فيها تتفحص ملامح سندس):- … اسمعيني جيدا لو علم أبوكِ بما تفعلينه سوف يحرقنا جميعا
سندس(ابتلعت ريقها بخوف):- ولكن ..
شامة:- آخر مرة ستخرجين فيها وحدكِ وإلا …. أقسم لأكوي قلبكِ الأهبل كية لا تشفى
سندس:- بأمركِ أماه ..أ.. أيجوز لو أرافق أبي المرة القادمة أريد رؤية أخواتي ؟
شامة:- أخواتك ؟؟؟ … هل تهذين ألا تعلمين أنهن يكرهنكِ إنهن بنات تمارااااا بالأخير
سندس(دلفت للبيت بتأفف):- ولكنهن أخواتي يا أمي
شامة:- وش يهمني لو كن يرحبن بكِ لكنت أوصلتكِ بنفسي ولكن تمارا تضمر لنا الشر فدعينا نقصه وبلا رعونتك
سندس(ألقت سلهامها جانبا):- كله من تلك الشمطاء تمااارا إنها لا تهمد
شامة(بكره):- ستهمد سيأتي يوم وتهمد …
في بيت تمارا
سلسبيل(دخلت ركضا للبيت):- العاهرة المسماة أختنا كانت مع ابن الشمس بجوار الغابة يتبادلان القبل واللمسات القذرة
تمارا(رفعت بصرها عن كرتها السحرية):- ويحها من ساقطة لكن علام العتب فهي ابنة أمها بالأخير
سلسبيل(ركضت لتجثو على ركبتيها وتجلس أمام أمها):- دعينا نخبر أبي دعيه يحرقها
تمارا(حركت يديها فوق الكرة):- ليس وقته
سلسبيل(بلهفة نظرت للكرة):- علميني السحر يا أماه لما لا أستطيع القيام بما تفعله أختي فخرية ، لما لست مثلهاااااااا ؟
تمارا(رفعت يدها لتشير بإصبعها على رأس سلسبيل):- التزمي الصمت أنتِ تشتتين انتباهي
سلسبيل(حاولت النطق لكن فمها ظل مطبقا وأخذت تحرك رأسها برفض):- امم اممممم
فخرية(خرجت من الغرفة ساخرة):- ههههه هل أبكمتكِ مجددا تستحقين يا مزعجة
سلسبيل(ببكاء ركضت نحوها لتحررها):- اممم امممم
فخرية(كتفت يديها):- والله لنرتاح من إزعاجكِ أيضا هذه الليلة فأبي على وصول
تمارا(وهي تحرك يديها وتهمس في سرها):- شامة اللعينة سأحرق قلبكِ على ابنتكِ قريبااااا
بعد مدة
طرقته على الباب كانت كفيلة لتجعلهن يقفن في سطر مرتب بغية استقباله لكن ليس قبل أن تفرقع إصبعها وتفك لعنة سلسبيل وتعيد لها النطق ، فقد كان رب البيت يمقت ممارسة السحر القذر في عقر داااااره ، فها هو قد وصل والوحيدة التي كان مسموحا لها بفتح الباب هي فخرية أقرب بناته لقلبه …
فخرية(بفرح):- أخيرا عدت يا أبي الغالي
هجرس(وضع سرجه وحزام خنجره على جنب وبسط يديه):- ابنتي الأبية
فخرية(ركضت صوبه):- أبتااااااه
هجرس(عانقها بمحبة):- لدينا الكثير لنتحادث فيه بنيتي دعيني ألقي السلام
سلسبيل(ركضت نحوه لتعانقه أيضا ولكنه ارتفع ليجمع يديه خلف ظهره):- أبيييي اشتقتك
هجرس(رمقها بطرف عين لينتقل صوب كهرمانة التي كانت تقف جوار أمها برهبة منه):-أهلا سلسبيل .؟؟؟؟ تماااارا
تمارا(بشرر يتطاير من عينيها الخبيثتين):- عزيزي أعددت لك وجبة عشاء تشبع جوعك بعد كل هذا الطريق الطويل الذي صرت تتكبده بشكل متكرر
هجرس(بتذمر):- ها هي ستبدأ النكد
تمارا(صفقت بيديها):- هيا يا بنات أعددن المائدة
سلسبيل(بدموع مكومة بعينيها ناظرت فخرية بحرقة):- لما لم يعانقني مثلكِ يعني لما لا يحبني مثلكِ ؟
فخرية:- لأنكِ غير طيبة مثلي
سلسبيل(أمسكت الأطباق الخشبية وشتمتها):- كاذبة أنتِ تسحرينه ليكرهني ويظل يحبكِ
فخرية(وضعت الوعاء):- ذلك غير صحيح أنا لا أمارس السحر على أهل بيتي
سلسبيل(بصراخ رمت بالأطباق على فخرية):- كاذبة كاذبة كااااااااذبة
هجرس(استقام بقنوط واقترب من فخرية ليتفحص سلامتها):- سلسبييييييييييييل ما الذي فعلته؟
سلسبيل(أخذت تلهث والدموع تنساب من مقلتيها):- إنها تلقي عليك سحرا لكي تكرهني
هجرس(تفحص جبين فخرية الذي سال منه بعض الدم):- أتعرفين ماذا أيضا أنني حقا أمقت تصرفاتكِ الصبيانية يا سلسبيل ، إلى غرفتكِ أنتِ معاقبة لا عشاء الليلة
فخرية:- أبي سامحها إنها صغيرة
هجرس(زفر عميقا):- هذه هي تربيتكِ التي تدعو للفخر يا تمااااارا
تمارا(هنا استشاطت غضبا):- أتعاير ابنتي بابنة تلك الساقطة شامة ؟
هجرس(برقت عيناه بالغضب):- كيف تجرئين ؟
تمارا:- أجرؤ ويحق لي ذلك …أقله ابنتي ليست عاهرة
هجرس(امتقع وجهه بالغيظ):-فخرية عالجي جرحكِ وأنتما معها هيا
كهرمانة(ركضت بهلع نحو سلسبيل وجذبتها من يدها بقوة):- اهئ أرجوكِ سلسبيل أختي
سلسبيل(ببؤس تحركت معها):- إنه يكرهنا يا كهرمانة يكرهنااااا
كهرمانة:- دعكِ من هذا فهو لا ينفع
سلسبيل:- اركضي للغرفة سوف أراقب الوضع ما ربما ضرب أمي
كهرمانة(باستجداء):- أرجوكِ أرجوووكِ رافقيني لو لمحكِ سيغضب
سلسبيل(دفعتها وهدرت فيها):- قلت إلى الغرفة …
كهرمانة(بخوف تحركت):- اهئئئئ
هجرس(أحكم قبضته على عنق تمارا):- ماذا كنتِ تقولين ؟
تمارا(تلوت بغنج وهي تلامس صدره):- كنت أقول بأنني اشتقت لملامستك يا رجل
هجرس(طالع صدرها الذي كان يبرز من شق الفستان):- تماااااااارااااااااا
تمارا(التصقت به حين أفلتها وفتحت رباط فستانها الذي سقط أرضا):- تمرتك اشتاقت لقوتك
مررت لسانها حول شفتيه بحركة مغرية لتجذبه نحوها ليلتهمها فهي ما تزال حتى هذا اليوم تسحره بطريقة مذهبة للعقل تجعله عاشقا لجسمها على الدواااام …. انهال فوقها ليسقطها على المنضدة الجانبية ويمتد معها لأقصى مكان جعلها ترمش وهي تستوعب ما تراه أمامها من خلف الجدااااار ، أمسكت على عنقها بحرارة وهي تتراجع هاربة ناحية الغرفة لم تنطق بحرف بل تدثرت بغطائها وأخذت تستذكر ذلك المشهد بين أمها وأبيها وهي تستشعر أحاسيس محفزة جعلتها تفكر في ذلك الصبي المتعجرف سليل الراجيين ….
هجرس(كان يعيد قفل أزرار قميصه):- أنتِ شيطانة
تمارا(بصوت كفحيح الأفاعي تدثرت بربع ثوبها لتستر عريها):- ولكنك تعشق شياطيني لا تنكر ذلك حبيبي
هجرس:- شامة أنقى منكِ وابنتها مثلها بعكسكِ أنتِ وبناتكِ باستثناء فخرية فتلك ابنة أبيها
تمارا(ارتفعت وهي تتمسك بالفستان):- سأثبت لك عفة ابنتك سندس تأكد من ذلك
هجرس(لم يسمع جملتها بل أمسك بندقيته وخرج من جديد):- الاصطياد سيكون أريح من مقاومة أفاعيكِ يا تماراااا
صغرت عينيها وارتدت الفستان الداكن بسرعة لتركض صوب كرتها السحرية وهي تدمدم بكلمات غير مفهومة تشاركها بها أصوات حشرات الليل المحيطة بهم في جبلهم الملعون ذاااااك …أطلقت ضحكة مجلجلة بعدها لتغطي كرتها وتتحرك بخيلاء صوب المنضدة لتغفو بأريحية ، فها قد وجدت خطة لتوقع بسندس في شبكتها بلا فكاك ..
ففي صبيحة اليوم التالي كانت تفتح لرفيقتها في الشر باب بيتها وهنا سنفهم سر العلاقة بينهما
أم لقمان:- زوجكِ غير موجود صح سمعت أنه عاد ليلة أمس ؟
تمارا:- عاد وخرج مباشرة للصيد
أم لقمان:- لذلك استدعيتني عبر كرتنا السحرية
تمارا:- لندخل في صلب الموضوع تعرفينني لا أحب كثرة الحديث التافه
أم لقمان(أزالت وشاحها):- نبدأ يا روحي …من الضحية ؟
تمارا:- ما يروقني فيكِ يا صديقتي أنكِ تفهمينني من نظرة عيوني
أم لقمان:- ووولو نحن عشرة يا صبية أخبريني ضرتكِ أم ابنتها ؟
تمارا:- لنضرب هذه بتلك ، أفكر بفضح سندس وابن عشيرة الشمس
أم لقمان(اختفت بسمتها):- كيف يعني … تعوذي من الشيطان يا تمارا يعني نحن نؤذي صحيح لكننا أبدا لا نقترب من جبل آل الشمس ، إلا هذا يا صديقتي
تمارا(بلؤم):- إن رفضتِ سأفعل ذلك بنفسي لكنني لن ألحق قد يعود هجرس الليلة إلى هناك ، وأنا أريده أن يعود على إثر فضيحة مجلجلة تقلب موازين الجميع
أم لقمان(بقلق وتوجس):- شوفي صديقتي أعرف أنكِ تمقتين شامة وابنتها لكن ..لكن ما تنوين فعله سيعود علينا نحن معشر السحرة بالسوء
تمارا(بتهديد):- إما معي ….أو وحدي ثم لا تنسي يا امرأة أننا صديقتين بالدم
أم لقمان(نظرت لندبة باطن يدها):- أعرف إما نحيا معا أو نموت معااااا
تمارا:- لذلك أنا لن أغامر بروحكِ يا توأمة روحي تمام ثقي بي
أم لقمان:- سأثق فأنا أفعل ذلك دوما يا أختي بالروح …
ابتسمت تمارا لأم لقمان وراحتا تدبران في خطة محكمة تنفذانها للإيقاع بسندس وابن الشمس ، هنا كانت سلسبيل تسجل كل شيء في مسمعها فلم تغفل عينها عن أمها قط بل كانت تهوى الاستماع إليها والتطبع بطبائعها غريزيا ودون تخطيط ، فقد كانت مفتونة بها تراها قدوة يجب الاقتداء بها والحذو على خطواتها لا محالة ….يا زين ما ورثتي خالتو سلسبيلو ^_^
ما هي إلا سويعات بسيطة حتى انبعثت الإشاعة وبلغت مسامع كل الأهالي ، وها هو ذا هجرس مقبل بفرسه نحو داره وإذ به يجد غفرا من معشرهم ينتظرونه قرب الباب ، لم يفهم شيئا بل شعر بالرهبة خوفا على بناته من أي مكروه قد أصابهم ، ولكن نظرات الغضب التي كانت تلف عيونهم جعلته يستشعر أمرا جليا بعيدا عما دار بعقله
هجرس(نزل من فرسه وأشار نحوهم):- خيرا يا جماعة ؟
إحدى الساحرات:- ما هكذاااا يليق ببيت كبير معشرنا
أحد السحرة:- لقد وضعت رأسنا بالطين وحادثة كهذه لن تنسسىىىى
الساحرة:- أحرقتنا جميعا يا هجرس أحرقتنا جميعا
الساحر:- يا ويل أيامنا يا ويل
كثرت الضوضاء
هجرس(هدر فيهم ليسكتهم):- مهلا مهلا يا جماعة لا تتحدثوا دفعة واحدة ،، لأطمئن على أهل بيتي أولا وبعدها نتحادث
الساحر:- أهل بيتك جلبوا لنا العااااار
الساحرة:- وضعوا رأسنا بالطين
ساحر آخر:- بل يريدون إشعال الفتيل بيننا وبين آل الشمس
الساحرة:- سحقا لهذه التربية سحقا لهذا العااااار
هدر فيهم ليصمتوا وتوجه بنظره صوب بيته ليصرخ باسمها عاليا بوعيد شر
هجرس(تقدم نحو باب بيته):-تمااااااااااااااررررررااا اااااااااااااا
دلف إليه والغضب يعمي عينيه اللتين تربصتا بها واقفة بالزاوية وترتجف من الخوف ، صفعة أسقطتها أرضا وجعلته يمسكها من شعرها ويسقط فيها ضربا مبرحاااا لا يعرف الرحمة ، دون أن يفهم حتى أنها ليست المقصودة
تمارا(همت لإنقاذها من بين يديه):- إليك عنهااااااااااااا
هجرس(ممسك بشعر سلسبيل):- لقد جلبت لي العار دعيني أقتلها دعيني أقتلهاااااااااا
سلسبيل(تبكي من الألم):- لما تضربني أبتاه أنا لم أفعل شيئااااااااا
هجرس(صفعها مرة ومرتين بقوة):- اصمتيييييييي يا فاجرة
فخرية(ركضت لتنقذها من بطشه):- أبتااااااه أرجووووك دعها أختي سلسبيل لم تفعل شيئا
كهرمانة(تحتضن نفسها في الجدار):- اهئئئئئئ إنه مخييييف إنه يخيييييييفني اهئئ
تمارا:- هجرررررررررررررس توقققققققف
هجرس(لهث وهو يرتفع ليمسك شعر تمارا ويدفعها على الأرض):- أنتِ السسسبب أنتِ التي جعلتهاااااا تفضحني بتربيتكِ الرخييييييصة
كهرمانة(بخوف عانقت أمها):- لا تضرب أماه لا تضربها
هجرس(فرقع رقبته وضرب كهرمانة بصفعة أردتها على الجدار مرتين):- اخرسسسسي
سلسبيل(ببكاء دام):- لطااااااالمااااا كرهتني والآن تظلمني لأخبرك أن ابنتك الشريفة هي التي وضعت رأسك بالأرض وليس نحن
تمارا(استقامت وهي تنفث شررا):- ابنة شااااااااااااامة قد أسقطت العار على عشيرتنا حين راحت تضاجع ابن آل الشمس وتدنس اسمك بأحضانه
هجرس(رمش مرتين قبل أن يرتد للخلف):- ممم ….ماذاااا قلتِ سندس ؟؟؟؟
فخرية(ببكاء):- أرجووووك يا أبي لا تتهور أكيد أكيد لذلك أبعاد أخرى ، أختي سندس لا تفعل أمرا مشينا كهذااااااا
سلسبيل(تمسح الدم عن فمها):- ولكنها فعلت وأنا نلت الجزااااااء اهئ
تمارا(عانقت سلسبيل أرضا ونظرت إليه):- اجمع هؤلاء من أمام بيتي فهذا ليس المكان الصحييييييح
فخرية(أحضرت كوب ماء بركض لأبيها):- أبي أبيييييي هل أنت بخير ؟
هجرس(بتشتت ضرب كوب الماء وهم بالخروج):- ….سندس
فخرية(نظرت خلفها لأمها التي كانت تعانق سلسبيل وكهرمانة التي انضمت لهما ولحقت بأبيها للخارج):- أبتااااااه
كان يسير وسط ذلك المجمع وهو يصغي لكلمات اللؤم والعار والكره من أفواههم كالصدى المرتد على مسامعه ، فلقد شوهت سُمعته ووضعت رأسه بالطين لذلك لم يكن يرى أمامه قط بل طأطأ رأسه وتحرك صوب فرسه ليمتطيه وينطلق في غياهب الطريق صوب بيته الثاني ….لحظتها التفتت إليهم وشعرت بالحرقة على أبيها وأختها فهي تعرف أن مكيدة ما دبرت لها مع الأسف
فخرية:- هياااااا ليتفرق هذا الجمع من هنااااا يكفينا ما نابنا منكم
تحركوا تباعا بعد أن رمقوها ورمقوا البيت بنظرات سيئة تفيد أن مكانتهم لم تعد كما كانت في السابق بعد ذلك اليوم …. حاولت إلقاء اللوم على تمارا التي ردت عليها برد بسيط ألا وهو ما علاقتي بالموضوع أو ليس بوسعكِ إثبات ذلك ، طبعا معها حق فهذه هي تمارا تلسع دون ترك أثر وتؤذي بغير حسااااااااب من أذنب ومن راح ضحية ذنب غيره …..
سندس(مرعوبة):- أيييييييين سأهرب يا أمي أين سأهرب ؟؟؟؟
شامة(ببكاء صفعتها وبعدها هزتها مرتين):- لا أدررررري لا أدري لكنكِ ستخرجين من هذاااااا البيت والآن ، أبوكِ لو عاد سيقتلكِ سيقتلكِ اهئئئ
سندس:- ولكنني
شامة(وضعت صرة مال بجب سندس):- اذهبي لابن الشمس هو سيجد حلا لهذه المصيبة التي أقحمنا فيهاااااا
سندس:- و ….أماااااه
شامة(دفعتها عنها وهي تكفكف دموعها):- إما الآن …..أو ستصبحين شهيدة حب بعد مقدم أبيكِ هجرس
تنهدت سندس عميقا وهي تهز رأسها بموافقة لتجد نفسها فوق الحصان تركض وخلفها رزمة ملابس تعلن عن مهربها في ذلك الجو الملبد في السماء ، استدعت نزار عبر وسيلتهم الخاصة والذي حضر مسرعا لمكانهما السري وهو خائف عليها من الأذى وعلى مآل أمرهما …
سندس(بانهيار سقطت على حضنه):- نزااااار تعال نهرب معا تعال نفعل ما كنا نحلم به منذ أن عشقنا بعضنا ، أرجووووك دعنا نترك كل شيء ونهرررررب
نزار(هز رأسه):- لا يسعني فعل ذلك يا سندس أنا بكر أبي والمرشح لترأس العشيرة ،، لا يمكنني التخلي بسهولة
سندس(دفعته عنها):- ولكنك تتخلى عني هااااا ؟
نزار:- سندس أنا لا أتخلى عنكِ سوف أحميكِ من كل ضرر أنتِ حبيبتي
سندس:- لا أرى ذلك يا نزااااار ، أقول لك أنني فضحت بين أهلي والعلم عند الله كم تبقى من وقت حتى تصل الأخبار لعشيرتك ، ووقتها سوف يطالبون برأسي ورأسك لذلك لذلك أتوسل إليك دعنا نهرب ونترك كل شيء اهئئ
نزار:- سنترك كل شيء لكن في الوقت المناسب ، حاليا سأواجه قدري
سندس:- أنت مستفيد من احتمالية عدم اكتشاف أمرك ، فمن سيشك بابن كبير عشيرة الشمس بعكسي أنا التي وضعت رأس كبير السحرة بالوحل
نزار(رمش وهو يقترب منها):- سوف آخذكِ لمكان آمن
سندس:- لن تفعل شيئا سأتصرف وحدي فلقد عرفت قيمتي لديك يا نزاااااار
نزار:- سندس سندس توقفيييييييي إلى أين ستذهبين ؟
سندس(امتطت حصانها بسرعة وهتفت بحرقة):- إلى بيتنااااا فأنا أيضا سأواجه مصيري
لم تترك له مجالا للتفكير سرعان ما امتطى حصانه وهمَّ بملاحقتها ليظهر أبوه وبعض الحراس من المنعطف بأحصنتهم ويوقفوا لحاقه بها حتما ، زفر بحزن وما كان بوسعه فعل شيء فمواجهة ذويه ستكون متعبة لا محالة
وُديقة:- لن يقترب منه أحد …
المعمعان(بغضب):- بل سأصلبه عند العمود كي يكون قدوة لبقية الشباب كي لا يقترفوا عبطا مثله
نزار(باحتدام):؛- أحبهاااا وأريد الزواج منهااااا
المعمعان(أخرج خنجره):- أتسمعين ما يقووووله هذا الولد العاق ؟؟؟؟؟
شمسية(بدموع):- أرجوك يا نعمان أرجوووك لا تقتل ابننا البكر
وُديقة:- صمتاااااااا … نعمان أخرج من خيمتي وتكتم عن هذا الأمر أنت وبقية رجالنا
المعمعان:- وهل سيتكتم عنه معشرهم ؟
وُديقة:- هم لا يعرفون بأنه حفيدي.. لذلك حين يلزم الأمر سنضطر لتلفيق الموضوع مع شاب من أقرانه لنحميه
نزار:- لن أعرض أحدا غيري لهذا العقاااااب ، أنا أنا نزار آل شمسي عشقت ساحرة
المعمعان(هم بضربه):- أيها الولد العاااااااصي اخرسسسس
وُديقة(ضربت بعصاها الأرض):- غادروووووووا خيمتي جميعاااااا
شمسية(جذبت يد المعمعان):- رافقني لطفا ….
المعمعان(رمق نزار بطرف عين):- أرجو أن تنفيك حيث لا ترمقك عيني ، قد خذلتني يا بني
نزار(طأطأ رأسه أرضا بعد خروجهم):- ….لارد
وُديقة(تأملته وبعض برهة نطقت):- ارفع رأسك فطالما كنت تصرخ أنك الفاعل لا تخجل من فعلتك يا ولد
نزار:- جدتي
وُديقة:- إنها لا تليق بك وأنت لا تليق بها ، ماذا سنفعل الآن سيقوم أهلها بأذيتها فكيف ستنقذها بعد هذا الانجراف الجنوني ؟
نزار:- هل جربتِ الحب جدتي ؟
وُديقة(رفعت حاجبها):- لست ولدا عاصيا فقط بل قليل أدب
نزار(فتح صدره ليبرز حرف اسمها منقوشا عليه):- أحبهاااااا
وُديقة(تنهدت بحسرة):- لا تحسب نفسك العاشق الوحيد على هذا الكوكب ، وأنا أيضا جربت لسعة الحب مع جدك البرق .. أو تعرف كيف وقعنا بعشق بعضنا حدث ذلك لمَّا فزت عليه بمبارزة بسيف النار
نزار:- أنتِ فزتِ عليه ؟
وُديقة:- لا تستخف بجدتك فقد كنت مبارزة تستحق التميز ، وربما هذا ما جعلني لا أحدث جرحا في ذراع جدك فقط بل في قلبه أيضا ، اكتشفت ذلك لما كنت أتسلل للاطمئنان عليه في خيمته لأجد نفسي داؤه ودوائه…
نزار:- إذن لما لا نكون مثلكما ؟
وُديقة:- لأنكما لستما من نفس الجذور يا حفيدي
نزار(بأسف نظر جانبيا):- سحقااااا
وُديقة:- للحب ضريبة وهذه الضريبة تعتبر جزية تُعطى للمواقف كي تحسم الأمور ، إما باستمرارية هذا الحب أو ببتره من جذوره
نزار(اهتزت حدقتي عينيه):- أتقصدين موت أحد فينا ؟
وُديقة:- هذا الاحتمال وارد فإن لم نفعل نحن هم سيفعلون
نزار(انتفض برفض):- يستحيل أن أقبل بهذا الخيار جدتي
وُديقة:- إذن … هذا يعني بتر قلبك يا حفيدي العزيز
نزار(بعدم فهم):- ماذا تقصدين جدتي ؟
وُديقة(استقامت بثقل متكئة على عصاها):- سندفع الجزية يا نزااااار آل شمسي
لم يستوعب حرفا من كلامها لكنه أيقن أن تلك الجزية سوف تودي بقلبه نحو الهلاك ، الهلاك الذي كانت تعلم علم اليقين أنها ستناله من يد أبيها لكنها لم تهرب ولن تفعل فعندما يخيب الظن بالحبيب يصبح كل شيء سواء …
شامة(تلطم):- لما عدتِ لما عدتِ هل جننتِ أتريدين المووووووت ؟
سندس:- لن أهرب يا أمي فليست ابنة هجرس كبير آل السحرة التي تهرب
شامة(ضربتها):- وأين كان هجرس كبير آل السحرة وأنتِ تعشقين ابن الشمس هااااااا ؟
سندس(تحملت ضرب أمها وهي تزم شفتيها بحرقة):- تخلى عني …
شامة(تركتها وضربت على فخذيها):- لأجل عشيرته أليس كذلك أرأيتِ أرأيتِ كم رخصتِ عشيرتنا يا ابنة بطني ، اسمعيني سوف تغادرين هذا البيت الآن وفورااااااا
سندس:- لم يعد ينفع ذلك يا أماااااه
شامة(سمعت صهيل فرسه وأغمضت عينيها لتفتحها برعب):- أبووووووووووكِ
لن تنكر ارتجافها ولا قلقها من ردة فعله لكنها كانت موقنة من غضبه وبطشه ، فما فعلته لا يغتفر ولو كانت عزيزة قلبه كفخرية حتى …. فتح الباب بضربة قدمه ليدلف والشرر يتطاير من عينيه المتفحصتين ، قبل أن تنطق شامة بحرف كان يصفعها ليطرحها أرضا مبعدا إياها عنه ، أما سندس فقد كانت تقف ثابتة محلها ، ترتجف نعم لكنها لم تهرب
هجرس(اهتز عرق برقبته):- ….سندس ألديكِ ما تقولينه لأبيكِ ؟
سندس(نظرت أرضا):- السماح منك أبتاه
هجرس(أخرج خنجره من خصره وهو يقترب منها):- سأسامحكِ يا ابنتي وأيضا سامحيني لأنني سأحرمكِ من رؤية ذلك
سندس(لم تتحرك قيد أنملة):- أنتظرك أبتااااه
هجرس(اهتزت عيونه برجفة):- لماذا فعلتِ ؟
سندس:- أحببته أبتاه قد كانت غلطة
شامة(زحفت أرضا لتمسكه من قدمه وتترجاه):- أرجووووك يا هجرس أتوسل إليك اغفر لها ، إنها مجرد مراهقة غبية أرجووووك لا تعاقبها بناء على رعونة الشباب
هجرس(دفعها بقدمه وأمسك سندس من شعرها):- سأغسل عاركِ الآن يا ابنتي
سندس(بدموع منهمرة من عينيها):- اغسله أبتاااااااه
كم كان يعز عليه قتل ابنته وذبحها من الوريد إلى الوريد لكنها أذلته ولن يكون هجرس إن بقي مكتوف الأيدي بدون عقاب ، سيبدأ بها وبعدها سيشن حربا على عشيرة آل الشمس حتى يتسلم ابنهم وبعدها يسقط الثأر الذي لن يولد خلفه سوى الخرااااااب ….
كانت تنظر للخنجر وهو يتقدم إلى رقبتها ، رمقت أمها المحترق قلبها عليها بأسف واعتذرت منها همسا لترفع عينيها لأبيها الذي أظلمت مقلتيه وهو يضعه على عنقها ..لحظة واحدة جعلت شريط حبها لنزار يمر أمامها وتساءلت جديا أكان يستحق كل تلك التضحية ؟؟؟؟؟؟؟ أين هو الآن لما لا ينقذها أين ذهبت عهوده ووعوده أييييين ؟
هجرس:- اتلي الشهادتين
سندس(بنبرة تمزق القلب):- أشهد أن لا إلى الله وأن محمدا رسول الله ،…سامحني أبي سامحيني أمي سامحني يا الله سامحني يا الله سامحني يا الله ..
شامة(بصراخ يفطر القلب):- لالالالالالالالالا تفعل أرجووووووووك يا هجرسسسسس إنها ابنتنا الوحيييييييدة وحيدتنا أرجووووووووووك لا تقتل ابنتي لا تذبح ابنتناااااااا لا تفعل حرااااااام يا هجرس حرااااااااااااااااااااااا اااام
صبي ما دخل عليهم :- أبونا هجرس عليك أن ترى ما الذي يحدث بالخارج حااااالا
هجرس(زمجر):- أغرب عن وجهي يا صبي
الصبي:- أبونا لا تفعل فستندم قبل أن ترى ما يحصل خاااارجااااااا
هجرس(أبعد الخنجر ودفع سندس خلفه):- سأعود إليكِ
الصبي(نظر لسندس ثم لشامة):- وأنتما ستهتمان برؤيته أيضاااااا
أعاد هجرس خنجره لغمده وخرج من داره ليشاهد ما لم يتوقع مشاهدته لا هو ولا معشر السحرة منذ زمن بعييييد …. كان عشيرة الشمس مقبلين عليهم بأعلام الشمس خاصتهم يحملون رايات حمراء التي كانت تعني السلام في عاداتهم ، تجمهر معشر السحرة حول هجرس ليمتثل في مقدمتهم بينما كان يتقدم كبيرهم نحوه …
المعمعان:- أنا المعمعان ابن وُديقة كبيرة آل عشيرة الشمس جئناكم بصفة ودية فهل نجد بأرضكم ترحيبا أم نغادر لحال سبيلنا ؟؟؟
هجرس(بغضب):- أو ربما نتقاتل
المعمعان:- نتقاتل … لكن هذا لن يصل بنا لنتيجة غير إراقة دماء الأبرياء من أبناء جلدتنا وجلدتكم ، لذلك أطالب بمجلس حديث بيننا ويمكنكم استدعاء من تريدون من كباريتكم أو من أهل البلدة
هجرس(نظر خلف لعشيرته ثم استدار نحو عشيرة الشمس):- نحن معشر السحرة لا نرد ضيوفنا على الإطلاق ، لكن بيننا وبينكم ماض لا يمكن تجاوزه وعليه أرشح أن نعقد المجلس في أرض محايدة
المعمعان:- البلدة
هجرس:- البلدة
المعمعان:- في جامع شيخ البلدة السيد عمران وهبي
هجرس:- سأكون هناك رفقة مجلس عشيرتي مغرب هذا المساء
المعمان(أشار لرجاله):- وهو كذلك …وشيء آخر لا ترق دم بيتك قبل أن تسمع ما في جعبتنا
هجرس(صغر عينيه وتمالك أعصابه بصعوبة):- لعله خير …
نائب هجرس(همس له):- كنت دعنا ننال منهم يا كبيرنا
هجرس:- الثأر ثأري والغدر ناب بيتي لذلك سوف أتولاه بشكل مغاير ، وطالما وطئوا بأقدامهم أرضنا براية السلام فليس من حقنا خرق الهدنة بيننا
النائب:- أظن أن ابنتك خرقتها يا كبيرناااا
هجرس(أغمض عينيه وتحرك صوب داره):- اللعنة عليكِ يا سندس
عاد لبيته وجلس ليسترد أنفاسه ، أما هما فظلتا تبحلقان فيه وكأنهما تنتظران حكم الإعدام الذي سينطق به وفعلا نطق بما جعلهما توقنان أنه لا مفر من الموت ذلك اليوم …فقد أمر شامة بأن تتيقن من عذرية سندس هي وداية البلدة والتي أفادت أنها ما تزال عذراء وأنه لم يمسسها رجل قط ، طمأنه ذلك قليلا لكنه لن يجعله يغفر لها فقد أمر شامة مجددا بأن تقوم بغسل ابنتها وأن تلبسها الأبيض وتتلو عليها بعضا من تعاويذ الوداع التي يتلونها بعد وفاة واحد منهم … طبعا لم يكن ذلك سهلا عليها أن ترافق ابنتها في آخر مراحل حياتها لكنها أملت أن كل شيء سيكون بخير ، مثلما آمنت سندس بأن نزار لن يدعهم يؤذونها فطالما جاء معشره إلا وسيشترون روحها من جديد ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:34 PM   #875

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


حل المساء والتقوا جميعا في جامع البلدة وكان على رأسهم الشخص عمران وهبي ، آل الشمس مسطرين في جانب وآل السحرة مقابلهم في الجانب الآخر … الصمت كان مخيما على الأجواء لذلك نطق الشيخ كطرف محايد سيحاول إنقاذ فتاة من مذبحها وأيضا سيوقف حرب دم على وشك الحدوث ..
الشيخ عمران:- بما أننا صلينا صلاة المغرب فليتقبلها من الله عز وجل
جميع الحضور:- آمييين
الشيخ عمران:- أفكر لو نكسر هذا الصمت ونبدأ في جلستنا بباسم الله …
الجميع:- بسم الله
الشيخ عمران(تأملهم ومسح على لحيته):- من منكم سيتفضل بالحديث ؟
هجرس(نظر صوبهم):- ضيوفنا
المعمعان:- نحن ضيوف الشيخ عمران والكلمة له
الشيخ عمران:- قد سمعت بما انتشر هنا وهناك ، لكن بما أن آل الشمس جاؤوا براية السلام فسنعطيهم فرصة
المعمعان:- طيش شباب مراهقين ، شباب لا يدركون قيمة جذورنا فسمحوا لمشاعرهم بالانجراف …لذلك نحمد الله أنه لم
هجرس(بانفعال):- لقد لطخ ابنكم اسم ابنتنااااا يا هذااا
المعمعان:- أقول أنه وقع سوء تفاهم ونحن مستعدين لدفع الجزية مقابل هذا
هجرس(أطلق ضحكة مجلجلة):- أي جزية ستجعلني أغفر ما فعله ابنكم بابنتي
المعمعان:- رقبته
هجرس(فتح حاجبيه بدهشة انطلت على جميع الحاضرين):- ماذا ؟
الشيخ عمران:- لنتعوذ من الشيطان يا جماعة أي رقبة وأي دماء ستغرقوننا بها ، أقول طالما قدموا رقبة ابنهم لنكن رحيمين يا ولدي هجرس ولنغفر
هجرس:- كفنه لن يرد لي شرفي
المعمعان(بثقة):- لكنه سيعيد لك قيمتك أمام معشرك يا كبير السحرة
هجرس(فرقع إصبعه وإذ بالنار تشتعل وسطهما):- ما ولدته نار الغدر ستحرقه نار غضبي
المعمعان(استقام واستل سيفه):- إذا تفصلنا ساحة المعركة يا هجرس
هجرس(استقام وأخرج خنجره):- ونحن لكم بالمرصاااااد
الشيخ عمران(نهض من مجلسه):- حبا بالله لنتعوذ من الشيطان
هما معا:- نعوذ بالله منه
الشيخ عمران(عاد برأسه للخلف):- حسنا تعاركا وهذه ساحة البلدة ، أمامكما ولنعد سلسلة الثأر من جديد ولنرمل النساء ولنيتم الأولاد ولنخرب البيوت هيا هيااااا تفضلالالالا
هجرس:- شيخنا لا تطلب مني أن أبقى مكتوف الأيدي إنه عاااارنا شرفناااا
المعمعان:- وأنا جئتكم بكفن ابن عشيرتنا وقدمتهم لكم برأس مطأطئ
هجرس(اهتز فكه):- هذاااا لا يكفيناااا
نائبه(همس له):- احظر عليهم المجيء للبلدة إلا في يوم واحد من الأسبوع وأنه لو لمحنا أحدهم بجوار جبلنا سيموت
الشيخ عمران:- فكر في مصلحة الأبرياء يا هجرس
هجرس(أعاد خنجره):- سأوافق لكن بشرووووط
الشيخ عمران(تنهد براحة):- هااا ونحن نستمع
المعمعان(أعاد سيفه):- أخبرنا
هجرس:- سيحظر عليكم التجول في البلدة إلا في ويوم واحد بالأسبوع ، يحظر عليكم المرور بجبلنا ولو بالخطأ فمن سيفعل منكم سيموت ، يحظر عليكم مخالطة بني جنسي ولو بكلمة فذلك سيعود عليكم بالموت …
المعمعان(نظر لمجلسه):- نوافق
هجرس(بعد صمت نطق):- وأريد كفن ابنكم
المعمعان:- هو لك
هجرس:- لا ليس لي بل لكم وأنتم من ستمرون به في موكب مخصص من مشرق الغد حتى مغربه على كل أهالي البلدة وأهالي السحرة بيتا بيتا ، ليعرف من لم يعرف أن عاري قد دفعت جزيته ونحن قبلنا
المعمعان(مد يده لمرافقه الذي مد له كفنا أبيضا ، جرح كفه وقطَّر بضع قطرات دماء فوقه):- باسم عشيرتنا عشيرة آل الشمس نعطي كفن ابننا كجزية تعويض على عار ابنة السحرة
هجرس(ابتسم براحة):- اعتذاركم مقبول
الشيخ عمران(أمسك على قلبه):- كادت تحدث مجزرة لطفك يا الله أحمدك وأشكرك
غضنفر:- عامر أنت تثقل كاهلي ألم تكف عن المراقبة ؟
عامر(نزل من ظهره):- أتصدق ما حصل ؟
غضنفر(وهو يدلك كتفيه):- لا أصدق لأنني لم أرى شيئا بمجلس الشيخ عمران
عامر:- غدا ستعرف فسنشهد فضيحة عار من مطلع الشمس حتى مغربها
غضنفر:- غدا ولكن لدينا حسابات أخرى يا غالي
عامر(حك جبينه):- صح غدا سنتبارز ضد مختار وسليم
غضنفر-:والعجب على من ورطنا بهذا
عامر:- غبي نحن لا نتهرب من مبارزة أولئك الأغبياء
غضنفر:- الجميل لو تشاهدنا فاتنة البلدة هبة رشوااااان آه سيكون الأمر أكثر تحفيزا
عامر(بتخمين):- ما ربما تحضر سوف أبعث لها برسالة ورقية
غضنفر(ببهجة أخفاها عنه):- جيد ….
مختار(تقدم من جانب):- الله الله كيف تتلصصون على مجلس الشيخ عمران هكذاااا ؟
سليم(أتى من الجانب الآخر):- آه يا أخي لو يعلم شيخنا عمران بذلك أتتوقع أنه سيقوم بفلق أقدامهم أمام أهالي البلدة ؟
مختار:- هههه ههههه أتوقع ما هو أسفل من ذلك
عامر(رمقهما بشراسة):- من أين أتيتما أنتماااا ؟
مختار(رفع يديه):- بُوووو من مخيلتك المريضة يا فااااشل
غضنفر(جذب ذراع عامر):- دعنا نذهب وغدا لنا حساب
سليم(رقص كتفيه):- ماشي يا دب نتحاسب
مختار:- بسسست ولد ما رأيك لو نسرق مجددا حديقة آل رشوان أعجبني العبث هناك ومضايقة السيد ضرغاااام ؟
سليم:- أشتاق لرؤية هبة لذلك سأدع لك التفاح بينما أتسلق لرؤية فاكهتي
مختار(ضربه لكتفه وعانقه):- وااااااطي مثل أخووووك
سليم(غمزه):- تربية صُح
انتهت على خير هذا ما يمكننا أن نقوله وطبعا آل الشمس قاموا بطأطأة رؤوسهم مقابل روح ابنهم وأيضا روح البنت المسكينة التي كانت ترتجف في بيتها تنتظر حتفها ، ليأتي خبر نجاتها كالعيد لها ولأمها التي راحت تزغرد حتى أخرسها هجرس بقراره وهو عدم خروج سندس من البيت حتى الموت …وهذا أمام موتها شخصيا أهون بآلاف المراااااات لذلك فرحتها لم تكن تسع أحدا بعكس تمارا التي كانت تراقب كل شيء من كرتها السحرية التي كادت تكسرها لما وجدت أن خطتها كلها باءت بالفشل وأن شرورها لم تظفر بشامة أو ابنتها من جديد …
تمارا:- اغربي عني في ساعة غضبي هاته
فخرية:- أمااااه ألم تفرحي بنجاة أختي سندس ؟
تمارا(استقامت غاضبة):- اللعنة عليكِ وعلى سندس تلك لم كنتِ ابنتي كان عليكِ أن تكوني ابنة شامة لا أنا ، لما لم ترثي من كرهي أو حقدي أي شييييييء ؟؟؟؟؟؟؟
فخرية(بدموع):- هل هذا عيب الآن أمااااه ؟
تمارا(أمسكت على أذنيها):- اغربي عن وجهييييييييي ، سلسبييييييييل تعالي إلي حاااالا
سلسبيل(تحركت بثقل جراء الضرب الذي أخذته):- نعم أماه
تمارا:- سأغيب الليلة عن البيت اهتمي بأختكِ كهرمانة
سلسبيل:- ماذا لو عاد أبتاه ؟
تمارا(تنفست بشرر وهي تضع غطاء سلهامها على رأسها وتعقده في الصدر):- لن يعوووود فلديه غدا احتفالية يجب أن يتحضر لهااااا مرفوع الرأس
فخرية(لم تتمالك نفسها):- يعني أنتِ كنتِ وراء ذلك أماااااه ؟
تمارا(بنظرة شرسة حركت إصبعها لتصيب فخرية بصداع أسقطها أرضا):- ستظلييييين بذلك الصدااااع حتى عودتي لعلكِ تتعلمين الأدب وأنتِ تكلمين أمك…. اللعنة زكمتم أنفااااااااسي آآآآآآخ فلتحترقي في الجحيم يا شامة سحقا لكي سحقااااااااااا …
خرجت مسرعة لحظيرتهم الخاصة وأخذت عربتهم لتضرب على حصانيها معا وتنطلق بها العربة إلى طريق مجهولة هي الوحيدة التي تدرك وجهتها …فقد استغرقها الوصول قرابة ساعات نزلت بعدها وهي تلهث بتعب لتدخل العربة لحظيرة ذلك البيت الكبير وتركض نحو بابه لتقي نفسها من الأمطار الغزيرة التي رافقتها طوال المسير
تمارا(رمت سلهامها أرضا وأزالت حذاءها العالي):- اللعنة لقد تبللت بالكامل
أطفأ سيجارته وهو يستقيم من محله مبتسما بابتسامة لعينة تدقق في مفاتنها بشكل وقح ، جعلها تستدير ناحيته لترمقه بذات النظرة ألا وهي الجوع والرغبة المحرمة
الشخص:- ولكنني أستحق العناء ؟؟؟؟
تمارا(ركضت صوبه لتلصق شفتيها بشفتيه):- اشتقتك أيهااااا الوغدددد الحقيررر
الشخص(وضع يديه على مؤخرتها ليرفعها إليه بتملك):- وها قد أتيت في زيارة قصيرة لأجلك
تمارا(بعد قبل متواصلة):- ألم تحضرها ؟؟
الشخص(فتح رباط فستانها بلهفة):- إنها تدرس فهي ليست مثل بناتكِ الأخريات
تمارا(بخداع):- أردت فقط رؤيتها يعني أتشبهني أم تشبهك؟
الشخص(سقط على صدرها):- دعينا الآن من هذاااا فلدينااا بضع ساعات لا غير ، هيااااااا لغرفتنا تمارااااا
تمارا(انجرفت معه):- آآآآآه يا روحي كم فراقك موووجع ، إلى متى سنظل هكذا ؟
الشخص(ألقاها على البلاط الأرضي):- لا حياة لنا غير هذه يا تماااارا ، دعينا ننصهر يا ساحرتي الخاصة
تمارا(أحاطت عنقه بقوة):- أنت حقا تستحق العناء قد وضعت تعويذة حجب كي لا يثقفوا أثري
الشخص(تأمل شعرها الطويل):- فاااااتنتي
تمارا(أغمضت عينيها لتنجرف إلى ما لا نهاية):- حبيبي
وبعد مدة
الشخص(كان يرتدي بنطلونه):- كيف لا تعرفين ومن سيعرف تماااارا ؟
تمارا(رفعت الغطاء على جسمها):- حبيبي أحاول جهدي أن أصل إلى موقعها ولكنهم لا يسمحون بذلك ، كما تعرف هم يحرسونها بأرواحهم
الشخص(بانفعال):- لا يهمني ذلك أريد قلادة الشمس يا تماااارا وستحصلين لأجلي عليها تعبيرا لولائكِ لي ، وإلالالالا سوف لن تري وجهي أو وجه ابنتكِ في حياتكِ مرة أخرى
تمارا(تنهدت بتعب):- ولكنك تصعبها علي هكذااا ، نحن معشر السحرة لا يمكننا الدخول لأرضهم إنهم يعرفووون ذلك من اللحظة الأولى
الشخص(أشعل سيجارة):- يعني العتب علي لأنني لم أولد ساحرا رغم أنني من أب وأم من نفس الملة اللعينة صح ؟
تمارا(لفت حول نفسها الغطاء لتنهض إليه):- عزيزي…حتى لو أخذنا القلادة فهي لن تنفعك بشيء
الشخص(بعصبية هدر فيها):- بل ستنفعنييييي ستحولني إلى ساحر مثلكم
تمارا:- لمااا تعذبني أنا ساحرتك أنا أفعل لأجلك أي شيء أي شيء
الشخص:- أريد أن يسري السحر فيني أنااااا وقلادة الشمس هي القوة التي ستمكنني من ذلك
تمارا(بتوجس):- لو تابعت ذلك ستأخذنا للهلاك لأنه لا نهاية له صدقني
الشخص:- لقد لففت العالم وسألت عشرات العرافات وأكدوا لي إمكانية ذلك ، ولأنكِ مترددة فأسحب طلبي تمااارا
تمارا(زمت شفتيها):- الآن صعب ، لقد حاولت إشعال الفتيل بيننا وبينهم لكي تنكسر الهدنة ولكنه لم ينفع فهجرس مثل كل مرة يفاجئني
الشخص:- ألم تقولي أنكِ ستجعلينه يمرض ويصبح طريح الفراش حتى يموووت ، أين ذهب كلامكِ تمارا أم أنكِ استهويتِ التلاعب برجلين في فراااااشك ؟
تمارا(التصقت بصدره العاري):- أحببتك أنت
الشخص:- ولكنكِ معه هو يا تماااارااا وهذه عن هذه تفرق
تمارا(وضعت رأسها على صدره):- قلبي معك
الشخص(رمى سيجارته بالصحن):- أثبتي ذلك وأحضري لي قلادة الشمس والباقي لي
تمارا(أغمضت عينيها):- لا يا روحي لن أفعل ذلك وخصوصا الآن ، سننتظر لحين يأتي الوقت المناسب وبعدها سوف أحضرها لك بنفسي
الشخص:- زيارتي القادمة ستكون آخر زيارة إما آخذها معي أو انسي أمرناااا
تمارا(بخوف التصقت به أكثر):- لا حرمت منك يا قلبي
الشخص:- تلك النبوءة مجرد إشاعة اختلقها آل الشمس ليبعدوا عنها العيون
تمارا:- دائما ما سمعنا أنها تحقق لمالكها أمنية كانت شرا أم خيراااا
الشخص:- سأحصل عليهاااا وأصبح ساحرا كما أتمنى وأنت ِستساعدينني حبيبتي
تمارا(قبلته في شفتيه مجددا):- سأفعل لأجلك يا روحي سأفعل …
ضمها إليه أكثر وغاص معها مجددا في بحر القبل ليودعها صباح اليوم التالي ، حيث عادت لبيتها مبتهجة الروح ولا كأنها خربت الدنيا فوق رأس زوجها وضرتها اللذين كانا ما يزالان يعيشان وجع ما حل على رؤوسهم ، ففعلا في مطلع ذلك الصباح كان آل الشمس يدورون بكفن ابنهم في كل نقطة ممكنة فأكيد سيوفون بدينهم لكن كيف سيوفيه هوووو فأكيد لذلك عقاب ؟
المعمعان:- إن عدت إلى هنا سوف تجد خنجري مغروسا في قلبك
شمسية(ببكاء):- إنه ابننا يا نعمااان ابننا
وُديقة:- نزاااار امتطي فرسك الآن
نزار(ابتلع ريقه بحسرة):- لقد تخليت عنها مثلما أمرتم ألا يكفي وجع روحي المنكسرة ؟
المعمعان(بغيظ):- ما يزال يكلمني عن رووووحه ، لقد جعلت سيرتنا في الحضيض أذللتنا ياااااابني أذللت شرفنا وسمعتنا ووضعتها تحت أقدام الحقراااااء
وُديقة(بأسف):- خيبت ظني يا نزار لكن … لكل داء دوااااء اذهب مع عمك المشع إلى جبل الكهنة هناك ستتعلم أصول وتقاليد عشيرتنا جيدا
نزار:- لا أريد الذهاب إلى هناااااااك أريد البقاء في أرضي ومع بني جلدتي
وُديقة:- الكهنة وإن كانوا من ملة غير ملتنا إلا أنهم يعرفون أصول الأسطورة جيداااا ، فاذهب ولا تثر حنقي أكثر …شمسية ودعي ابنكِ وموكبه الذي سيرافقه إلى هناك
شمسية(عانقته):- متى سأرى ولدي ؟
وُديقة:- عندما يستعيد رشده
المعمعان(أدار ظهره):- هذاااا إن استعاده
حزن عمنا نزار كثيرا ساعتها فلا يكفيه أنه حرم من حب عمره بل سيفارق أهله بعضا من الوقت الذي لا يدري قيمته بعد ،،،
آه يا عم نزار طلعت ما ساهلش شعلت النار فالقبيلة يا باشا وهربت هههههه
لكنه حتما لم يتخلى ولن يفعل فبعد مرور سنوات وبعد وفاة هجرس من شدة المرض الذي أزمنته به تمارا جراء السحر الذي كانت تضعه في أكله ،، اضطرت شامة لأن تعيل نفسها وابنتها من حر مجهودها لأنها كانت تتعرض لمضايقات تمارا على الدوام ، فقد كانت تطالب بميراثها في بيتهم وفي أراضيهم التي تركها هجرس لهم ولكن تشاء الأقدار أن ترحمها بعد موت تمارا أيضا لكن كيف حصل ذلك امممم سنراه الآن ..
تمارا:- سأحضرها سأحضرها أقسسم أنني سأفعل هذه المرة أرجوك صدقني ولا تهجرني
الشخص(ركلها في بطنها):- إن لم تأتيني بها الليلة قبل شروق الشمس فلا رجعة لي هنا
تمارا(تنهدت بخوف من أن يهجرها لذلك وعدته):- حاضر حااااضر ….
ملجئنا في المحن هو الصديق وقت الضيق لذلك أشركت أم لقمان صديقتها الوحيدة في خطتها وطلبت منها أن تقي ظهرها وتكون معها في كل خطوة طبعا بعد رفض فهي كانت تخشى الدخول لأرض آل الشمس
أم لقمان:- لست أدري كيف أطعتكِ يا تماااارا في هكذااا جنووون
تمارا(تنظر بتشتت صوب الجبل):- سأحضر القلادة سأفعل سأفعل
أم لقمان:- تمااااارا لنتراجع عن هذاااا يا صديقتي
تمارا:- هل أنتِ خائفة من موتي ؟
أم لقمان(ابتلعت ريقها):- إذا مُتِّ يا غبية سأموت معكِ أنسيتِ عهدنا ؟؟؟
تمارا:- لذلك سأحافظ على روحي كي تعيشي يا صديقتي
أم لقمان:- آه يا تماااارا أنتِ أكثر ساحرة شريرة رأيتها في حياااااتي
تمارا(صوبت نظرها صوب الجبل):- ادعي لي يا صديقتي
تسللت بين الأحجار بينما تحركت أم لقمان صوب الجبل وهي تتكئ على عصا خشبية وكأنها عجوز تائهة ، طبعا كانتا تعرفان أن أهل الشمس يكتشفون دخول الساحرات لأرضهم من لمح البصر وهذه كانت الخطة أن تشتت أم لقمان انتباههم بتواجدها بينما تتحرك تمارا . وهذا ما تم تلصصت حول الخيام لترمق الكهف المقدس الذي اكتشفت أمره بعض عناء طويل … لاحظت تواجد حراسة مشددة هناك لذلك التقطت بعض التراب وأخذت تتلو عليه بعد التعاويذ ورمت به في نفخة من فمها تجاههم ، هبت مثل الريح العاتية على وجوههم فحاولوا مقاومتها ولم يلحظوا اقترابها قط لذلك استطاعت الدخول من خلفهم وولوج الكهف ،…شعرت باقترابها من هدفها لذلك استمرت حتى وصلت للحجر المخصص لحراسة القلادة ، حاولت فتحه لكنها لم تفلح حاولت قراءة بعض التعاويذ لا أمل ، رمت بعض الطلاسم عليه ولكنه لم يفتح فجن جنونها لكن لم تأخذ وقتها الكافي فقد هجم الحراس عليها وحاولت مقاومتهم بسحرها أحد من هنا والآخر من هناك لغاية ما غرسوا فيها رمحا مسننا أرداها قتيلة ….
صرخت أم لقمان وطالبت بأخذ جثمان صديقتها ودخلت خيمة وُديقة مترجية السماح منها ، وأيضا مطالبة بكتمان الأمر كي لا تحل الفتنة مجددا بين العشيرتين خصوصا وأن آل الشمس أصبحوا مهددين بالخطر من طرف معشر السحرة الذي طغت قوتهم بعد فضيحة نزار وسندس التي أعطت لهم تلك السلطة …
وُديقة آثرت ألا تثير جلبة لذلك سمحت لها بأخذها وتكتمت عن الموضوع وهنا ، قامت أم لقمان بأخذ تمارا لبيتها وصرحت بوفاتها التي قلبت الموازين كلها … بعضهم ارتاحوا بعد موتها فقد كانت متهورة في آخر فترة خصوصا بعد موت هجرس لذلك ابتعدت ببناتها لأقصى بيت في الجبل خاصتهم ، أما شامة فارتاحت بعد موتها وجاءت لعزاها الذي شاهدت فيه سندس أخواتها لآخر مرة ، فبعد فترة توفيت شامة أيضا وكان على سندس الاختفاء فقد قامت ببيع بيتهم وأرضهم وبعثت نصيب أخواتها واختفت حيث لم يعثر عليها أحد قط إلا هو …

بعد مرور سنواااات طويلة
نزار:- بني وائل لا تبتعد عن مداري إن مدينة الملاهي مخيفة وبها مخارج ومداخل كثيرة ، لو ضعت لن أجدك
وائل(بعمر صغير):- ولكن شهاب اختفى فور مجيئنااااا
نزار:- بيني بينك لو يضيع ذلك الطائش خير وبركة هههه …هاااه ستبقى هناااا تمام ؟
وائل:- ههه حاضر عمو نزار سأبقى بالقرب
نزار:- ذلك الفاشل لا أدري أين اختفى ليحرسك ، هل مللت يا ولد أخبر عمك نزار هيا هيا ؟
وائل:- ههه أكيد لا عمو نزاااار هاااه أريد أخذ بعض المثلجات
نزار:- سأحضرها لك فابق هنا تلعب ريثما يعود ابن عمك ليرافقك
وائل(أمسك بندقية صغيرة وراح يسدد على لوح الطباشير المعلق):- أناااا هنا
نزار(رمق خيمة مرسوم عليها كرة سحرية وابتلع ريقه برهة ليتقدم هناك):- أيمكنني الدخول ؟
الساحرة:- بالدور يا عزيزي
نزار(ابتسم):- سندسي
سندس(استقامت وركضت نحوه ببطنها المنتفخ قليلا):- حبيبي
نزار:- لا تبذلي جهدااا حبيبتي
سندس:- ما زلت بأول الحمل ما بك يا رجل ؟
نزار:- مع ذلك لا تتهاوني في الأمر ، هاااا وليدة الشمس هنا سيحدث كما اتفقنا ؟
سندس:- سيحدث يا روحي فقط لما يصل بها أبوها سأتصرف وكأنني لا أدرك شيئا
نزار:- تمام سأكون بالجوار وأراقب الوضع ، عن إذنك يجب أن أحرس وائل تعرفين أهميته
سندس:- وأنا سأتابع قراءة الطالع للناس
نزار(لامس بطنها):- اهتمي بصغيرنا جيداااا
سندس(مسحت على كتفه):- في أيد أمينة
خرج من خيمتها ليبتلع ريقه بجزع حين لم يجد وائلا محله ، استدار من حوله ليبحث عنه ولم يجد له أثرا استنشق الهواء مرتين ليطلق تنهيدة رعب ارتسمت على ثغره لحظة أمسك على قلبه وراح يبحث عنه بين الزواااايا ،،، لكن أين سيبحث فتلك تسمى مدينة الملاهي ؟؟؟؟
سمر:- افف سوف أعتني بها يا أبي
سليم(توقف عن المسير):- كأنكِ تأففت ؟
سمر(بخوف نظرت إليه ثم دكت رأسها أرضا):- لا أبدااا بابا
ميرنا:- مثلجاااااااات
سليم:- لن تأخذيها الآن حبيبتي بعد قليل ، وأنتِ ستبقي هنا في الزاوية لغاية ما نعود
سمر(بتذمر):- دعني أرافقكما بابا لن أحدث جلبة
سليم(هدر فيها وهو ممسك بيدها بقوة):- قلت ابقي هنااااا وكفى
سمر(بتذمر):- حسنا
سليم(أمسك كف ميرنا):- تعالي صغيرتي
ميرنا:- اححح بابا ظهري يحكني هنا هنا
سليم(أسرع ودخل بها للخيمة):- السلام عليكم
سندس(نظرت مباشرة لميرنا):- عليكم السلام يحظر دخول الأطفال سيدي
سليم:- أعرف ذلك لكنني أريد منكِ معروفا ، أعلم أنكِ لست مجرد عرافة بل أنتِ ساحرة
سندس:- ومن أين عرفت ؟
سليم:- لقد دلوني على خيمتكِ بعض المعارف ،، أظن أنكِ الساحرة الوحيدة التي بقيت بعد موت الجميع غالبا
سندس(ابتلعت ريقها):- فيما يمكنني مساعدتك ؟
سليم:- ابنتي لديها ندبة في ظهرها تحكها دوما أريد تعويذة حجب
سندس:- ما اسمكِ صغيرتي ؟
ميرنا:- أدعى ميرنا
سندس:- اممم ميرنا اسمكِ جميل لدي طفلة أكبر منكِ بقليل تدعى أم…أمينة
سليم:- والظاهر أنكِ حامل بأخيها صحيح ؟
سندس(أخفت بطنها):- اقتربي بنيتي
ميرنا(نظرت لسليم):- بابا لديها كرة سحرية واوووو
سليم:- اقتربي منها ميرنا
سندس(عرَّت كتف ميرنا وفتحت عينيها بدهشة):- كيف سأخفي هذااا ؟
سليم(حاول اصطناع البلاهة):- ما هو ؟
سندس(تمالكت نفسها):- هذه الندبة تشبه كرة غريبة
سليم:- يعني أريدكِ أن تخفي الندبة لو أمكن وسأعطيكِ ما تشائين من الماااال
سندس(وضعت يديها على كتف ميرنا):- ستؤلمكِ قليلا لكنكِ شجاعة أكيد ؟
ميرنا(بخوف):- اهئ باباااااا
سليم:- اخرسي ميرنا وتحملي سوف ينتهي ذلك بسرعة ، وأنتِ أنجزي حالا
سندس:- سأفعل لأن ندبة كهذه قد تخلق لها مشكلة في المستقبل ، ويفترض لو توشم محلها شيئا عندما تكبر سيغطيها أكثر
سليم:- كيف يعني ألن تختفي من جسدها الآن ؟
سندس:- ولو درت بها على ساحرات الكوكب كله لن تمَّحي بشكل كلي ، سوف يبقى هنالك أثر
سليم:- المهم ألا يبقى على شاكلته تلك
زمت سندس شفتيها وهمت بعملها بينما كانت ميرنا تبكي من الألم ، أما سليم فقد كان مبتسما غير آبه بألم ابنته بقدر ما همه إنجازه ذاك …. استغرقوا وقتا طويلا لذلك شعرت بالضجر فنهضت لتستطلع المكان بالقرب من الخيمة ، انتبهت لفنانة استعراضية تغني فوق مسرح مخصص وحولها يتجمهر قليل من الناس … وجدت نفسها بينهم منبهرة بصوتها وتصفق بتلقائية رفقة ذلك النغم ، لغاية ما دفعها صدفة شاب ماااا
سمر(بغضب):- هيييه انتبه أيها الأعمى
شهاب(توقف ومسح شعره):- عفوااا من الأعمى الذي تقصدينه ؟
سمر:- أنت يا بعدي اسم الله عليك
شهاب:- أنا على عجلة من أمري وإلا لكنت صفعتكِ على وجهكِ صفعتين ونصف
سمر(وضعت يديها حول خصرها):- ولم النصف ؟
شهاب:- لأنكِ ستبكين من فوركِ يا غبية
سمر(استشاطت غضبا):- لا أسمح لك بأن تهيننيييي يا هذااااا
نزار(هدر في شهاب):- هل وجدتتتتته ؟
شهاب(تذكر وانتفض):- ليس بعد ليس بعد
نزار:- لقد خصصت جائزة نقدية لمن يعثر عليه تمام ؟
شهاب:- أكيد سندفع أي شيء المهم أن يعووود
نزار:- سأتفقد ذلك الاتجاااااه
سمر(بعدم فهم برقت عيناها بعد سماعهما):- عمن تبحثان ؟
شهاب(رمقها مطولا):- منذ متى وأنتِ بمدينة الملاهي ؟
سمر:- ساعة تقريبا
شهاب:- هل لمحتِ شابا أسود الشعر بهذا الطول ويرتدي قميصا رماديا وقبعة جلدية سوداء ؟
سمر(رمشت وهي تنظر حولها):- إطلاقا لقد كنت جالسة قرب خيمة العرافات
شهاب(تحرك):- إذن لن تفيدينني بشيء سوى الثرثرة عن إذنك
سمر(بغضب):- يا له من فظ معتوووه بففف
راح شهاب يبحث عن ابن عمه وكذلك نزار ، أما سمر فقد فكرت لو أنها تجده وتحصل على الجائزة النقدية ستتقاسمها مع أخيها طارق ومع حكيم أكييييد ، لكن أين ستجده وسط ذلك الازدحااااام لذلك عادت لجهتها حيث تركها سليم الذي خرج وترك ميرنا في عهدتها كي يعود للخيمة ويتفاهم مع سندس على كلام لا يجب أن تسمعه الصغيرة، لكنها وأثناء انتظاره هي وأختها لمحت من بعيد في الجانب الآخر من مدينة الملاهي صبيا يلبس نفس الملابس التي ذكر الشاب وقد كان يلحق بالبهلوانات ، حاولت البحث عن شهاب لكن ما وجدته ..تحركت خطوة لكن تراجعت خوفا من أبيها فقررت أن تحضر الولد وتأخذه للمغنية كي تصرح بالميكروفون عن ضياعه وتربح المااااال …هكذا فكرت لتمسك يد ميرنا وتركض بها نحو الصبي وسط ذلك الحشد الغفير لأجل إعادته دون مشاكل مع سليم ، لكن نظرا لصغر سنها فقد وجدت نفسها هي الأخرى ضائعة
ميرنا:- أين بابا ؟
سمر(تسير بها):- اخرسي اخرسيييي ولا توتريني
ميرنا:- أريد رؤية البهلوانااااات أنا
سمر(هزتها بعنف):- هل هذا وقت بهلوانااااات ؟
ميرنا:- أريد بالوووناااات أنظري ما أجملهااا
سمر(جذبتها لتجلسها بجوار السياج):- ستقفين هنا عاقلة لحظة وأعود إليكِ تمام ؟
ميرنا(جلست):- حاضر لا تتأخري أخاف وحدي
سمر(دفعت يد ميرنا بتقزز):- اففف طيب طيب
راقبت ميرنا البالونات لغاية ما شعرت بها تبتعد عنها فاستقامت بدون إدراك لتلحق ببائعها ، بينما سمر ذهبت من الطريق المعاكسة غير منتبهة للمصيبة المنتظرة إذا ما اكتشف أبوها ابتعادهما عن الخيمة …..
ميرنا:- أريد واحدة واحدة أرجوووك
البائع:- بدون مال لن تحصلي عليها يا صغيرة
ميرنا(نظرت حولها):- سمر سمر اهئئئ تعالي أختي ادفعي له ، أين هي سمر ؟
البائع:- هيه ابتعدي من هنا ولا تقفي في طابور الأطفال
ميرنا(ابتعدت وهي تمسح دموعها وتتأرجح بين الناس):- أين بابا أين سمر ؟
نزلت من السلالم الحجرية لتبحث عنهما ولكن تعثرت في قدم أحد الصبية الذي أسقطها عنوة
ميرنا(ببكاء):- اهئ لقد أسقطتني عمدااااا
الصبي:- وماذا في ذلك يا صغيرة
ميرنا:- سأخبر أبي سيضربكم اهئئئ
الصبي وأصحابه:- أنظر لبكاااائها ههههه إنها طفلة مدللة
أحد رفاقه:- امسحي مخاطكِ قبل أن تلطخي المكاااان
وائل:- لما تضايقووونها ؟
الصبي:- وما شأنك أنت ؟
وائل(وقف قبلها):- إنها أختي ولا أسمح لكم بأذيتها… أنتِ بخير ؟
ميرنا(هزت رأسها):- أهااا
وائل(بغضب):- حراسنا بالقرب لو ناديتهم ستعاقبون أشد عقااااب
الصبي(استقام):- ها هااااا ناديهم لنرى كيف هو شكل العقاب ؟
وائل(تراجع خطوة وهمس لميرنا):- أتستطيعين الركض ؟
ميرنا:- أجل
وائل: -أمسكي يدي وعند الرقم ثلاثة سنهرب
ميرنا(رمشت بخوف):- ولكن ولكن .
وائل:- 1….ثلاثة هياااااا اركضي اركضي
أمسكها من يدها وركضا بعيدا عن الصبية الذين هموا باللحاق بهم ، فراحوا يدخلون من جانب ويخرجون من جانب آخر لغاية ما استقرا خلف مقطورات تبديل البهلوانات ، رمق شق باب إحدى المقطورات مفتوحا بعض الشيء فركض بها نحوه ودخلا سوية ليغلق الباب دفعة واحدة
وائل:- خائفة ؟
ميرنا(تبكي):- خااااائفة أريد بابا أريد سمر
وائل:- وأنا أريد عمو نزار وشهاب أيضا ؟
ميرنا:- من شهاب ؟
وائل:- ابن عمي أكبر مني بقليل ، طائش لكنه طيب
ميرنا:- اممم سمر أختي وبابا أبي
وائل(رمقها وهي تمط شفتيها بحزن):- لقد ضعت عنهما لما ذهبت لألحق بالمهرجين
ميرنا:- وأنا وأنا ضعت لحقت بالبالونات
وائل:- صدفة
ميرنا(هتفت بعده):- صدفة
وائل(نظر حوله ورمق قبعات ملونة وشعر مستعار للبهلوانات):- أنظري أين نحن لما لا نلعب قليلا ريثما يعثرون علينا ؟
ميرنا(ابتسمت):- لكن هذا عيب ربما سيغضب أصحابها
وائل:- لنعتبرها سلفا … تعالي تعالي سنستمتع كثيرااااا
ميرنا(التقطت قبعة نسائية بها شعر مستعار زهري):- هههه كيف تلبس هذه ؟
وائل(أزال قبعته السوداء وأخذ أخرى بشعر مستعار أزرق):- أنظري بها خيط سنعقده بالخلف هكذااا أرأيتِ بسيطة جدا
ميرنا:- ما عرفت
وائل(اقترب منها):- أعطني سألبسكِ أنا لحظة
ميرنا(استكانت وهو يلبسها وبعد فراغه نظرت للمرآة):- أنا السيدة جلبهار
وائل(لمح ورق اللعب على الكرسي):- أووووه وأنا السيد مسرور ، هل لديكم وقت يا سيدة جلبهار للعب الورق ؟
ميرنا(انحنت بملوكية):- لدينا وقت سيد مسرور هههه لكننا لا نفقه فيها شيئا
وائل(أخفى ضحكته):- نعلمكِ سيدة جلبهار
ميرنا:- آه سأستفيد من ذلك جدا ، فلدي ابن عمي حكيم هو ضليع فيها وأريد هزيمته فيها
وائل:- وهذا يعني أنكِ ستكونين تلميذة نجيبة ، لنبسط الورق هنا على الطاولة
شرعا يلعبان سوية وهو يشرح لها أسلوب اللعب وأصوله ، بينما هي كانت تستفهم أكثر فأكثر غير مدركين للقيامة التي كانت في مدينة الملاهي فلقد عثر سليم على سمر وما إن علم بأن ميرنا ضائعة حتى صفعها بقوة أسقطتها على الأرض ليتجاوزها ويركض بلهفة للبحث عن أختها دون اكتراث لها
شهاب(رمقه وهو يضربها حين كان يركض من الجانب الآخر فمد يده لها):- آنسة
سمر(ابتلعت ريقها من الخجل ولم تمسك يده بل نهضت من نفسها):- لقد تعثرت على الأرض
شهاب(لمح آثار يد سليم على وجهها المحمر):- أنتِ بخير ؟
سمر:- تاهت أختي أيضا وأبي يحملني المسؤولية
شهاب(بقلق):- ما هذااا ياااا هل هو يوم ضياع الأطفال أم ماذاااا ؟
سمر:- تتحدث وكأنك بعمر العشرين ما زلت صبيا على فكرة
شهاب:- وأنتِ مجرد طفلة مزعجة
سمر(عقدت حاجبيها وهي تتألم من الصفعة):- إن لم تعد أختي سيقتلني بابا
شهاب:- لما هو عنيف معكِ ؟
سمر(بتهرب):- وما شأنك ، ابحث عن ابن عمك ودعني في همي ….
شهاب:- أقول يعني .. لو نكثف مجهودنا ونبحث سوية
سمر(رمشت ونظرت حولها):- ماذا تقترح ؟
شهاب:- إن كنت أعرف ابن عمي عن ظهر قلبي فهو سيبتعد لحاقا بالبهلوانات
سمر:- وأختي لحقت ببائع البالونات غالبا
شهاب(أشرقت أساريره):- أرأيتِ من هنا سنبدأ البحث تعالي
سمر(بأمل في لقاء ميرنا ليس حبا فيها بل رعبا من بطش سليم لو وقع لها مكروه):- هيا
راحا يبحثان عنها بينما أخبر نزار سندس التي قامت بتعويذة تحديد لموقعهما فحددتها أنها بعين المكان أي بمدينة الملاهي ، لكن في علبة مغلقة وهذا ما ضيق البحث فمدينة الملاهي كلها علب ضيقة فأيهما المقصودة …. كثفوا البحث كثيرا بحيث استعانوا بالأمن الذين بلغوا عن فقدان طفلين صغيرين في عين المكان
مدير الأمن:- لو سمحت يا سيد منك له بعض الهدوء
نزار:- ستبحث عن ابني أولا
سليم(بعناد):- بل عن ابنتي أيها الشرطي
المدير:- يا الله رجاء منكمااااا ، سنعيد من الأول ماذا كانت ترتدي ابنتك ؟
سليم:- فستانا أبيضا به رقع سوداء على شكل كرات ،، شعرها مفرود وتضع على مقدمته مشبكا أبيض اللون
مدير الأمن:- وأنت حضرتك ماذا كان يلبس ابنك ؟
نزار:- قبعة جلدية سوداء وقميص رمادي وبنطلون أسود
مدير الأمن(تحدث عبر اللاسلكي):- انتبااااه لجميع الوحدات المفقودين طفل وطفلة وإليكم الموااااصفات
ميرنا(بتعب):- أشعر بالجوع
وائل(جمع الورق ونظر حوله):- الطعام غير موجود هنا
ميرنا:- لو نخرج
وائل:- تمام
ميرنا:- لكن ماذا لو كان أولئك المزعجين بالجوار ؟
وائل:- اممم سننتظر قليلا بعد أيمكنكِ الانتظار ؟
ميرنا(أمسكت على بطنها):- أتحمل
وائل:- ههه غريب نحن نلعب يا سيدة جلبهار ولم نتعرف بعد
ميرنا(ابتسمت):- أدعى م…..
وائل(انتفض حين سمع حركة في الباب):- دعينا نختبئ هناك خلف تلك الصناديق
ميرنا(بخوف):- من يكوووون ؟
وائل:- لا أدري تعالي اركضي
المهرج:- آه تعبنااااا اليوم لكن الحصيلة كانت مميزة
المهرجة:- قد أسعدنا العديد من الأطفال
المهرج:- وجيبنا امتلأ
المهرجة:- تفكر في جيبك لا غير أيها الأناني
المهرج(استغرب جلبة المكان):- هل كان هنا أحد ما ؟
المهرجة(طافت بعينيها ولمحت طرف فستان ميرنا):- أظن أن لدينا رفقة هناااااا
المهرج(نظر حيث أشارت):- امممم أطفال متطفلين غالبااااا
وائل(نهض):- نحن مسالمان قد دخلنا هنا هربا من بعض الأولاد المزعجين
ميرنا(ببكاء):- هل ستضربوننا ؟؟
المهرجة:- يا لهما من لطيفين أنظر إليهما
المهرج(عقد حاجبيه وهو يتأمل ملابسهما):- يا بنت إنهما الولدين المفقودين
وائل وميرنا(في آن الوقت):- مفقودين ؟؟؟؟؟؟؟؟
سليم(صرخ بعلو صوته فرحا برؤيتها):- ميرناااااااااااااا صغيرتي اركضي إلي يا ابنتي
ميرنا(ركضت نحوه):- بابا بابااااااا
سليم(حملها):- ابنتيييي
سمر:- ميرنا ؟
ميرنا(أرادت النزول لمعانقتها):- سمر سمر
سليم(أبعد ميرنا عنها):- حسابكِ عسير لكن في المنزل
سمر(طأطأت رأسها):- أدرك ذلك جيدا
نزار(وهو يعانق وائل):- أين ذهبت يا ولد أين أين ؟؟؟
شهاب:- ويظل يقول عني مشاغب أنظر لما فعله مؤدبك سيد نزار
نزار:- هشش ولا حرف أصلا أنت قدوته السوء في هذه الحياااااة
شهاب(ضرب كفا بآخر):- أساسا إن لم تحشر أنفي في خراب الدنيا لن تكون بخير
نزار(أمسك كف وائل):- هيا يا عزيزي سنغادر
وائل(نظر لميرنا وهو يسير وسطهما قصد المغادرة):- تعرفت عليها اسمها جلبهار
نزار(عقد حاجبيه):- الله الله
شهاب(ضربه لياقته):- كم غبت يا ولد ؟؟؟؟؟
نزار:- اصمت اصمت ولا تفتح عيونه البريئة على قذارة أفكارك
وائل:- ماذا يقصد شهااااب ؟
شهاب(بسخرية):- ههههه أحسن لك ما تعرف
سمر(رمقته وهو ينظر إليها):- همم
شهاب(رفع كفه بتوديع حين مرَّ بسمر):- سلامو يا عمياء
سمر:- وداعا يا فظ
وائل(لوح لها):- جلبهار
ميرنا(هتفت من خلف عنق أبيها):- وداعا مسرووور
سليم:- هيا هيا إلى البيت قد انتهينا من هنااااا
سمر(دكت رأسها ومشت خلفهما):- حاضر
سليم:- صوتكِ العفن لا أرغب بسماعه قط
سمر(رمقته وهو يدلل ميرنا ويهدهدها):- حسنا
سليم:- وهل ابنتي الجميلة جائعة جدا جدااا ؟
ميرنا(ملتصقة به):- جدا بابا
سليم:- سأطعمك يا ابنتي كل ما تشتهيه نفسك
سمر(بانفعال وغيرة):- وأنا جاااائعة
سليم(زورها بطرف عين):- لا أكل لكِ اليوم احمدي الله أنني أحملها وإلا لكنت ركلتكِ كالكرة في عثرات قدمي حتى نصل
سمر(ابتلعت ريقها):- اهئئئئ …
ميرنا(رأتها وهي تبكي):- سمر
سمر(حدجتها بكره وهمست لنفسها):- كله بسببكِ أكرهك
أتممت طريقها بصمت لغاية ما وصلوا للمنزل فراحت تسرد لهم ميرنا ما حصل معهم ، وفي وسط تلك الحكاية كان سليم قد أغلق باب غرفة سمر عليهما وهمَّ بضربها لغاية ما سقطت مغشيا عليها على الأرض ،… حاولوا كسر الباب ولكنهم خافوا من بطشه لذلك صرخوا فيه لكن بدون فائدة فما كان عليهم سوى اللجوء لهما ، فما إن نادوهما من عند النجار حتى ركضا للبيت مفزوعين لضياع ميرنا ولعقاب سمر
حكيم(بغبن):- افتح الباب اللعييييييين افتحه افتحه الآن
طارق:- أبييييييييي يكفي قد قتلت البنت افتح البااااااااب وإلا كسرناه
سليم(فتحه وهو يلهث بتعب):- اكسراه لأكسر كل ضلع فيكما ، عموما قد فرغت منها
حكيم(بقلق تجاوزه ودخل):- سمر سمرررر
سمر(تئن)::- ح…حكيييمم
حكيم(جثا أرضا ليناظر منظرها المُبكي ثم مسح على شعرها):- ستتعافي يا سمر
سمر(ببكاء):- هل جراحي سيئة ؟
حكيم(عضعض شفتيه ثم نظر خلفه بقهر):- أكيد لا هي خدوش بسيطة سنعالجها وتذهب لحالها
سمر:- أشعر بالعطش
حكيم:- أتتحملين لو حملتكِ قليلا نحو السرير ؟
سمر(هزت رأسها بتعب ووجع):- أكيد ضربني حتى فقدت الإحساس بالألم ، فافعل ذلك
طارق(أحضر عدة الإسعافات الأولية):- أختي سمر يا مهجة قلبي عذرا لأننا تأخرنا
حكيم(حملها بقوة ووضعها على السرير برفق):- أخرج المرهم وأنت تكفل بالجراح
سمر(نظرت إليهما وللهفتهما):- أنتما أحبة قلبي
طارق(بحرقة):- سامحيني
سمر:- لا بأس تعودت
حكيم(وهو يضع المرهم على ذراعها):- كيف ضاعت منكِ ميرناااا ؟
سمر:- لا تذكر اسمها لأنها السبب فيما حصل لي اهئئئ
طارق(غمز له):- هشش نتحدث فيما بعد استريحي عزيزتي
نور(ببكاء):- كيف هي أختي ؟
حكيم:- نووور ستكون بخير أحضري كوب ماء هنااا تحركي
بعد أن ضمدوا جراحها تركوها تغفو قليلا لتبقى نور بجوارها ، أما هما فخرجا ليحادثانه أو الأصح أن يحاسبانه على ما فعله بها ..وجدوه يدخن سيجارته وقدميه بطُشت تقوم عواطف بتدليكهما بدموعها الحارقة ، اشمئز كل منهما من ذلك المنظر فلم يجدا صدى لاحتجاجهما ورفضهما لما فعله لذلك آثرا الانسحاب بخيبة أخرى …
حكيم(تحرك صوب غرفته):- سأبدل ملابسي
طارق(توجه نحو الدرج قصد النزول):- نامت سمر لذلك سأشرب بعض الشاي، أشعر بأن رأسي يدور
حكيم:- حسنا
دخل لغرفته وهو يزيل قميصه ليجدها جالسة على سريره تربع رجليها وتلعب بأوراق اللعب خاصته ولا كأنها جعلت القيامة تقوم في بيتهم …. آخخخ قالها وهو يُحنى رأسه يمينا وهو يتأمل تركيزها المضحك لذلك أغلق الباب ورمى بقميصه جانبا ليتقدم نحوها بابتسامة ارتياح تزوره كلما وجدها أمامه ببراءتها المعهودة
حكيم(اتكأ على جانب السرير ليطل عليها):- أخبروني أنكِ ضعتِ في مدينة الملاهي اليوم ؟
ميرنا(هزت رأسها بتركيز في الورق):- يعني قليلا فقط
حكيم(ابتسم):- وقليلا فقط هذه أين كنتِ فيها تختبئين ؟
ميرنا(ببراءة):- في مقطورة عمو البهلوان
حكيم(أخفى ضحكته):- أهاااا ، أراكِ تجيدين اللعب قليلا كيف تعلمته بهذه السرعة ؟
ميرنا:- علمني السيد مسرور
حكيم(رفع حاجبه):- نعم يختي ومن يكون هذاااا ؟
ميرنا(برقت عيناها وهي ترمقه ببراءة):- الصبي الذي اختبأت معه في مقطورة عمو البهلوان
حكيم(عدل جلسته):- وكم يبلغ طول هذا الصبي ؟
ميرنا(أشارت بيدها):- يعني أطول مني بقدر رأس آخر فوق رأسي
حكيم(ضحك من تشبيهها):- هههه الله يخرب جنونكِ يا صغيرة ، تابعي تابعي حبيبتي ماذا فعلتِ أنتِ والسيد مسرور ؟
ميرنا:- لعبنا أدوار المسرحية بملابس عمو البهلوان وخالتو البهلوانة وقد مثل هو دور السيد مسرور وأنا دور السيدة جلبهار
حكيم(رفع حاجبه):- وكيف تشاركين شخصا آخر باسمكِ المستعار الذي انتقيته لأجلكِ ميرنا ؟
ميرنا(رمت الورق وبحلقت فيه):- هل غضبت ؟
حكيم(ادعى الغضب وهو يدير ظهره لها):- كثيرااااا
ميرنا(تجاوزت الورق وهي تزحف لتلتصق بظهره):- والله غضبت ؟
حكيم(هز كتفه مبالغا):- أجل غضبت
ميرنا(قفزت من ظهره لتستقر في حضنه برعونة):- ولكنني ما شاركته باسمك ههههه
حكيم(أخذ يدغدغها):- كنت قتلتكِ دغدغة حتى الصباح
ميرنا(وهي تضحك بصخب):- هههه هههه بطني حكيم بطني
حكيم:- قولي اسمي مرة أخرى ؟
ميرنا:- اسمك حكيم أم المستعار صافيور ؟
حكيم:- هههه حكيم يا هبلة حكيييييم
ميرنا(عانقته بحب):- أحبك حكييييييييييييم
حكيم(تنهد وهو يضمها بحنان بعد أن توقفا عن الرعونة):- وأنا أحبكِ ميرنااااا
ميرنا(بطمأنينة تثاءبت):- نيمني
حكيم(مسح على شعرها):- تعالي يا قطعة من روحي
ميرنا(وهي تستقر على سريره وتضم يديها):- كيف ذلك البارحة كنت قطعة من قلبك ؟
حكيم:- ولكنكِ تأخذين ميراثا كثيرا فيني هل هذا يضايقكِ ؟
ميرنا(مسحت على لحيته وهي تغمض عينيها):- لاء فأنت كلك لي وحدي
حكيم(ابتسم بدفء):- وهل أنتِ أيضا كذلك ؟
ميرنا(غفت بسرعة):- هممم
حكيم(تأملها بحنان ورفع الغطاء عليها بمفردها):- آه منكِ يا شقية آه …
وقتها في قصر ضرغام
وائل:- فهمت يا عمو نزار والله فهمت
نزار:- أقطع ذراعي لو فهمت فيني حرف
شهاب(أخرج قنينة عصير):- يا لك من مبالغ يا رجل كف عن مضايقته
نزار:- أنت اصمت وش حشر أنفك وسطنا اغرب لغرفتك
شهاب:- ابن العم أنتظرك لتحكي لي عن السيدة جلبهااااار
وائل:- وعليك أن تخبرني عن الفتاة العمياء أيضا
شهاب(غمزه وهمّ خارجا):- من عيوني
نزار:- لتنفقع إن شاء الله ، وأنت كأنك بالغت بسيرة جلبهار هاته ؟
وائل:- أتغار يا عمو نزاااار ؟
نزار:- أكيد لاء احممم
رانيا(بلهفة وضعت هديل أرضا وركضت صوبه):- ابني وااااائل
وائل(قفز من الكرسي وركض نحوها):- أمييييي
رانيا(انحنت أرضا ببكاء):- آه يا صغيري كيف أنت هل تأذيت كيف تهت هناك ؟؟؟؟
وائل:- ما تقلقي ماما أنا بخير
رانيا(رمقت نزار بغضب):- ستكون آخر مرة يرافقك فيها على انفراد يا نزار
نزار(طأطأ رأسه):- غلطة يا ست رانيا
رانيا:- لطفا دعني مع ابني قليلا
نزار(رمق وائل بحزن):- آسف
وائل(بحزن عليه):- عمو نزار لا ذنب له أنا الذي لحقت بالبهلوانات ، أرجوكِ ماما لا تغضبي منه تمام ؟
رانيا(عانقته مجددا):- آه يا عزيزي آه الحمدلله أنك بخير الحمدلله
هديل(ركضت نحوه):- أخيييي
وائل(عانقها):- حبيبتي هديلي أنا بخير
رانيا(مسحت على وجهه واستقامت):- حسنا سأغير ملابس أختك وأعود لتسرد لي ما حصل معك بشكل مفصل ماشي ؟
وائل(نظر لباب المطبخ):- حاضر ماما
رانيا(أمسكت كف هديل):- تعالي هديل لنحمل أكياس التسوق
وائل(تحرك صوب الخارج):- عمووو نزاااار أين أنت عمو نزااار ؟
رستم:- بالحديقة يا وائل
وائل:- شكرا عمو رستم
وجده يجلس على كرسي الخشب المخصص لتأمل الحديقة فتقدم ناحيته ليطيب خاطره ، جلس جواره وأخذ يتأمل معه الأزهار والأشجار والعصافير المزقزقة لغاية ما قاطعه العم نزار لما أخرج من رقبته قلادة
وائل:- قلادتك عمو نزاااار
نزار(ألبسها لوائل):- أهديها لك وائل
وائل(بدهشة):- لماذا هل تنوي الرحيل ؟
نزار:- أجل أنوي الرحيل بعد أن أزوجك وأزوج أولادك هل يناسبك ذلك ؟
وائل(وهو يضحك):- ههههه لو كانت السيدة جلبهار سأفكر بعرضك
نزار(ضحك من سخرية القدر فقد كان يعلم أنهما إذا ما التقيا سوف تظهر صلتهما علنا):- يا سبحان الله
وائل:- أنت تحتفظ بها جيدا وأعرف أنها غالية عليك فلم تهديني إياها ؟
نزار:- كي أجدك إذا ما ضعت مني مجددا يا بني
وائل:- ما هذا الرسم المنقوش عليها ؟
نزار:- إنه فارس يحمل رمحا وتدل على الحارس
وائل:- حارس ماذاااا ؟
نزار:- حارس الأميرة
وائل:- أوووه أعجبني تلميحك
نزار:- احتفظ بها ولا تدع ذلك الطائش يعرف بوجودها كي لا يأخذها منك ليستعرض بها أمام الفتيات التافهات اللواتي يعرفهن
وائل:- هههه أنت تظلمه كثيرا عمو نزار
نزار(بجدية):- ستحتفظ بها وكأنما تحتفظ بسر دفين يا وائل الأمر جدي
وائل(بتنبه):- حاضر عمو نزار أعدك أن لا أحد سيعرف بأمرها
نزار(تنهد بأريحية):- ستكون سرناااا الخاص
وائل:- لكن أكيد لسرنا حكاية ألن ترويها لي ؟
نزار:- أنت طفل ذكي ونبيه يا وائل ما شاء الله عليك ، اممم تمام هي تعود لأخوية يطلقون على أنفسهم فرسان الشمس
وائل(باهتمام عدل جلسته):- واوووو تحمست ومن هم فرسان الشمس هؤلاء ؟
نزار:- عبارة عن متدربين تختارهم نقابة الكهنة ليكونوا فرسانا لحماية الشمس
وائل(بانبهار):- يعني أنت كنت فارسا أيضا في تلك المجموعة ؟؟؟؟
نزار(تنهد وهو يتذكر الماضي):- أجل لقد كنت ….
~ عمو نزار يتذكر ~
تحديدا فترة عقابه التي حكمت بها وُديقة لما أرسلته لجبل الكهنة حتى يتعلم أصول عشيرتهم من الألف إلى الياء ، وصل إلى هناك حانقا مع مجموعة من الشبان الذين سيرافقونه أثناء التدريب وأيضا لينصبوا كفرسان للشمس
كبير الكهنة:- نزار آل شمسي كونك من عشيرة الشمس لا يعطيك أي صلاحية ، سوف تكون هنا مثلك مثل جميع المتدربين رفقائك … هنا سننشئ أخويتنا أخوية فرسان الشمس وفيها فرد واحد من العشيرة الأصلية ألا وهو نزار والباقي من عامة الشعب ، لكنهم مقاتلون أذكياء ومؤهلين ليكونوا فرسانا وحراسا للشمس ، فهل أنتم مستعدوووون ؟
المجموعة في آن واحد:- على أهبة الاستعداد
كبير الكهنة:- نقابتنا مكونة من عدة أساتذة قادرين على تكوين مجموعة جديرة بالتقدير ، بعضنا من ملتكم والبعض الآخر من ملة أخرى … وهذا عن هذا لا يفرق طالما لدينا رسالة واحدة في هذه الحياة ألا وهي خلق السلام ، أنتم على دراية بقلادة الشمس وما جدوى حمايتها فكل منا يؤمن بالنبوءة ، وكل واحد فيكم مختار لكي يكون في منصبه الذي سيتعب ويكل لأجل الوصول إليه والحصول على علامة الفرسان وهي هذه القلائد المرصوصة على الحائط الحجري
نزار:- كيف هو شكل التدريب ؟
كبير الكهنة:- لا تستعجل يا ابن الشمس، أو لندعوك نزار فهذا اللقب سيرافقك إلى غاية ما تحصل على لقب فارس
نزار(حول عينيه):- ممكن
كبير الكهنة:- التدريبات ستكون مكثفة سوف نبلغ بها مبلغ السحر أيضا ، وهناك من سيعلمكم بعض الخدع لتفادي شرور الساحرات ومكرهن
نزار:- هذا غير ممكن فهن تلقين التعاويذ ؟
كبير الكهنة:- ونحن سنلقي بالطلاسم التي تفك تلك التعاويذ ، ثم لا تنطق بدون أن أسمح لك فكما يظهر لي أنك ستتعبنا
طبعا سيتعبهم فقد كان متذمرا من وجع فراقه لحبيبته وأيضا من قرار نفيه من عشيرته إلى ذلك المكان المقيت ، فالتدريبات كانت مكثفة ليل نهار ليل نهار لغاية ما جاء يوم فاض كأس صبره فامتطى حصانه وهم بالهرب من هناك ، لكن حصانه تعثر وأسقطه في أحد المستنقعات ليهرب ويتركه هناك بمفرده
نزار:- اللعنة حتى الحصان متواطئ معهم .
كبير الكهنة(مد له عصا خشبية):- أتدرك لماذا ؟
نزار(انتفض بفزع):- هل أنت شبح تظهر لي في مكااااان ؟
كبير الكهنة:- لا يا غبي أنا كنت أعرف بمخطط هربك لذلك انتظرتك هنا
نزار(تمسك بالعصا):- وغالبا أنت من أفزعت الحصان حتى رمى بي ها هنا ؟
كبير الكهنة:- لنقل أنني فعلت قليلا
نزار(بعصبية خرج من هناك متسخا):- أيرضيكِ منظري هذا الآن ؟
كبير الكهنة(رفع العصا وضربه بها لرأسه):- لأنك ذو رأس يابس ، أخبرني ما الذي تفعله ؟
نزار:- أريد العودة فما عدت أطيق صبرا هنا مللت وسئمت
كبير الكهنة:- مللت وسئمت كلمتين تدلان على تذمر وتدلل قائلهما
نزار:- لست مدللا أنا رجل
كبير الكهنة:- أثبت لي ذلك إذن
نزار:- لا أريد
كبير الكهنة:- جدتك وديقة كانت على حق لما قالت عنك عنيد ذو رأس محشو بالطين اليابس
نزار:- جدتييييييي كيف تقول عني شيئا كهذااا أنا وريثها
كبير الكهنة:- والله لا يظهر لي أنك وريث جدي فيا خسارة
نزار:- يا خساااارة ؟
كبير الكهنة(أدار ظهره):- أجل يا خسارة فهي تعتمد على حفيدها لكي يتمم بعدها الطريق ، ولكنها لو تعلم أن حفيدها ما هو إلا شاب عبوس مدلل فاشل ومستسلم سوف تنزعج
نزار(بامتعاض):- لست كذلك
كبير الكهنة:- اسمعني جيداااا ، أنت هنا منذ شهر واحد فقط لا غير وبدأت تتذمر وتتعب فماذا عن حمايتك لميراثكم سنينا مقبلة ؟
نزار:- ..لا رد
كبير الكهنة:- إن لم تكن على قدر المسؤولية فأخبرنا لنتمم الطريق مع رفاقك ، فهم على الأقل جادين أكثر منك ويتمنون لو كانوا مكانك وفي دمهم يسري عرق أعرق عائلة اختيرت لتكون حامية قلادة الشمس
نزار:- وأنا أقدر جذورنا ولكن ….
كبير الكهنة:- أعرف داءك ودواءك لو أحببت أن تسمعه
نزار:- ماذا تقصد ؟
كبير الكهنة:- أنت الآن مجرد شاب طائش عليه أن يتعلم الكثير حتى يتمكن من حماية نفسه وحماية عشيرته ، لذلك لو كنت محترقا من الشوق لمحبوبتك فاشتغل على ذلك وكن بقيمة وعزيمة للحصول عليها وأنت مرفوع الرأس
نزار:- هم لا يسمحون بذلك
كبير الكهنة(رفع يده للسماء):- الرب وحده من يسمح ولا أحد غيره
نزار(ارتسمت بسمة على شفاهه):- يعني أتظن بأننا سنجتمع يوما ما ؟
كبير الكهنة:- بالتأكيد فما جمع وفرق له مصير ليجتمع من جديد أو يفترق للأبد
نزار:- أشعر بالارتياح
كبير الكهنة:- وأنا أشعر بالخذلان فلا أدري إن كنت سأستمر في بذل مجهود مع شاب ينوي الهرب والاستسلام من بداية الطريق
نزار(بحماسة):- لن أخذلك مجددا ، سأتابع التدريب ولو استمر دهورا فأنا أريد أن أكون على قدر المسؤولية فلا أحد سيتمكن من حماية إرثنا غيري
كبير الكهنة:- امممم أثبت لي ذلك يا نزاااار
نزار:- سأثبته
وائل:- وهل أثبتَّه حقا عمو نزار ؟
نزار:- خمس سنوات مرت لكي أعود لبلدتي وأنا مرفوع الرأس مع أخويتنا التي اختيرت لتكون معنا في رحلة حماية إرثنا
وائل:- لكن ما فهمت عمو نزار ما هي قلادة الشمس ؟
نزار:- شتت لا تخبر أحدا بهذا السر
وائل:- هههه وكأنها قصة حقيقية أعرف أنك اختلقتها لأجلي
شهاب(ناداه من البلكون):- ويييييل لقد حمَّلت لعبة جديدة تعال تعال لنجربها يا ولد
وائل(انتفض وأخفى القلادة بصدره):- هههه قادم
نزار:- آه كم تمنيت لو كانت مجرد قصة خيالية يا صغيري ولكنها الحقيقة ….الحقيقة رحمكم الله يا رفاقي في الأخوية رحمك الله يا كبير الكهنة مع الأسف قتلوكم غدراااا وما عاد لكم وجوووود آآآآه …



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:37 PM   #876

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في الوقت الحالي
عمو نزار(بتحية احترام):- كبيرنا
كبير الكهنة(يجلس في كرسي متحرك وبيده عصا طويلة تزيده وقارا بلحيته البيضاء):- نزار اقترب يا بني اقترب لأراك
عمو نزار(قبل يده):- لا أصدق أنني أراك أمام عيني لقد لقد ظننت أن الجميع قد مااااات
كبير الكهنة:- لقد توفيت بعثتك يا بني ، واضطرت نقابتنا لإنشاء أخوية جديدة تستمر في رحلتنا التي اجتمعنا لأجلها
عمو نزار:- ماذا ستفعلون بوليدة الشمس ؟
كبير الكهنة:- سنقوم بما يتوجب
عمو نزار(بقلق):- كم سيأخذ ذلك من وقت ؟
كبير الكهنة(فرقع إصبعه):- لقد استغرقنا سنوات حتى نصل إلى هنا يا نزار ، يفترض أن تكون معلما في فنون الصبر ؟
عمو نزار:- ما قصدته أنه يعني ، لا يمكننا التأخر بإعادتها فالشباب لن يرتاحوا لغاية إيجادها
كبير الكهنة:- وهل سيجدونها ؟
عمو نزار(طأطأ رأسه باستسلام):- أنا معكم مهما تطلب الأمر
كبير الكهنة:- أكيد ستبقى فنحن بحاجة لدمك أيضا حتى نبدأ الطقوس
عمو نزار(نظر لميرنا بأسف):- تمام ، همم فلتسامحني يا بني وائل ولكن الواجب يجبرنا
كاظم(رمش وهو يستوعب):- عفوا عفوااااا عن أي قوة كهرومغناطيسية أو ديموغرافية تتحدث حضرتك ، أين هي ميرنااااااااااا ؟
وائل(يصرخ أيضا بجنون):- لسسسسست أدري لست أدري
داغر:- لقد عاد صافيوووور لكن وحده
وائل(مسح على فمه بإنهاك):- أنا الآن سأفقد صوااااابي ، لقد كنت أتبعهاااااا أتبعهاااا وفجأة اتخذ حصاني مسارا آخر وحين عدت لم أجد سوى الفرااااااااغ
كاظم(وضع يده على جنبه):- حقا !!!! وهل سرقها سمك القرش حتى يعرض عليها الزواج في قلعته البحرية ؟؟؟؟
وائل:- هل هذاااا وقته يا كااااظم ؟
كاظم(نتف شعره):- لأن كلامك لا يدخل للعقل أين ستذهب إلا للبحر
وائل(أخفى وجه معدته وصدره الذي كان يضيق عليه منذ اختفائها):- حالتها النفسية كانت متذبذبة لكن لا أظنها قد تُقدم على جنوووون ما صح ؟
داغر:- أقترح لو نخبر البقية
وائل(رفع هاتفه وهو يستند على الكنبة ليداري ألمه):- دع الرجال يمشطون الشاطئ من بدايته حتى نهايته داغر تحرك
داغر:- فورااااااا
وائل:- كلم طارق أنت تمام
كاظم(رمى نفسه على الكنبة وأخرج هاتفه):- يا للعجب ياااااا للعجب
وائل(طقطق برقم ميار):- رد رد افففف ، ألو
ميار:- وائل رشوان أجدك تتصل فيني كل حين هل بدأت تُكن لي مشاعر محرمة ؟
وائل(بانفعال):- ها هو سيبدأ …. ميااااااار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- عذرا إنه مسترخٍ بمسبحه الخاص
وائل:- آسف حبيبي لأنني أزعجك في لحظة استرخااااائك لكن حقا الأمر طارئ
ميار(متمدد بأريحية):- أقسم أنك والإزعاج عاشقااااان
وائل(بنفاذ صبر):- ميرنااااااااااااا مختفية
ميار(برتابة):- يا عمي ستظهر هنا أو هناك ابحثوا جيدا في الحمامات أو خلف الأشجار
وائل(بصوت أليم):- لا أثر لها يا ميار لقد اختفت من الشاطئ
ميار(أزال نظاراته الشمسية باهتمام):- أنوووو شاطئ حبيب قلبي ؟
وائل:- نحن في القصر البحري
ميار(فرقع إصبعه لخادمه الذي مد المنشفة):- لحظة لحظة أستوعب كيف اختفت ممكن تعيد ؟
كاظم:- والله لن أعيد حرفا ستحمل نفسك حيثما أنت وتأتي للقصر البحري
طارق(زم شفتيه):-ما هذا الإهمال يا كاظم ألا يتنفس الواحد معكم يعني
كاظم(حاول النطق لكن ما ترك له طارق أدنى فرصة):- يا طارق يا .. اسمعني بس يعني ألووووو
طارق:- ماذا أسمع كان عليكما حراستها لكن يظهر لي أنكما فقدتما حس المسؤولية
كاظم:- ها أنت ستخطئ في أمنا
طارق(بغضب):- اقطع أنا في الطريق
كاظم:- هاه ارتحتِ الآن ميرنا سنسمع موشحات أخوكِ وابن عمتكِ حتى نصاب بالتخمة ، آح بطني شبع حقا لا أشعر بالجوووع أتراني مريييييض ؟؟؟؟
وائل(رمق كاظم وهو يتحسس جبينه):- لا حول الله يا ربي لا حول الله
ميسون:- ميرنا نائمة أشعر بها
وائل(هرع نحوها حين نزلت من الدرج):- حبيبتي لما خرجتِ من غرفتك
ميسون:- أنا لست صغيرة حتى لا أفهم أن مكروها قد حصل ، أرجوكم هل ستغيب ميرنا مثل بابا صارحوني لن أبكي يعني قليلا اهئئئئئ
وائل(عانقها ورفعها في حضنه):- آه يا صغيرتي أعدكِ سأعيدها لكِ فلا تبكي
ميسون(دكت رأسها بكتفه):- أعد لي ماماااا عمو واااائل
وائل(بحرقة):- ستنامين الليلة بحضنها تمام امسحي هذه الدموع وكوني شجاعة ، سنبذل جهدناااا
كاظم(أومأ له بتفهم):- بنت بنت ما رأيكِ لو نلعب لعبة المحققين ؟
ميسون(رفعت رأسها وحركت يدها له بإشارة الاقتراب):- كيف؟
كاظم(أخذها من حضن وائل وحملها في ذراعه):- سنرسم سوية خطة بحث وأنتِ ستعلقين الدبابيس تمامو ؟
ميسون(مسحت دموعها):- اتضحت الصورة
كاظم(غمز لوائل كي يخرج ويستمر بالبحث بعيدا عن مسمعها):- اممم إذن اركضي وأحضري لنا بعض الأوراق والدبابيس والأقلام الملونة
ميسون:- عندي بغرفتي فوق لحظة لحظة سأعود
كاظم(فور ذهابها):- وااائل
وائل(أبعد هاتفه):- أكلم العم بشير ليحدد إشارة موقعها يا كاظم
كاظم:- ولكن هاتفها موجود هنا
وائل(رفع حاجبه):- ليس عليك معرفة كل شيء
كاظم(بتنبه):- أكيد أنت لست جاداااا هل وضعت أداة تعقب بثياب ميرنااااا ؟
وائل:- ماذا انتظرت مني يا كاظم أن أغامر بها بعد ما فعلته آخر مرة في الناااادي ؟
كاظم(مسح على فمه):- لا والله أنا اللي طلعت خروف بالأخير
عمو بشير(ع الهاتف):- ما به يبعبع هذا الكبش المعقوف ؟
وائل(تمالك وجعه الذي كان يذهب حينا ويعود حينا آخر):- عمو بشير نحتاج مساعدة عاجلة منك الأمر خطير
عمو بشير:- أسمعك
وائل(بعد لحظة صمت):- الجهاز الذي أعطيتني إياه أثناء زيارة لمنظمة الخرفان ، أيمكنك تفعليه من أجلي وتحديد موقعه ؟
عمو بشير:- حالا لكن مع تفسير
وائل:؛- إنها ميرنا مجددا
عمو بشير(نفث بعصبية):- افتح مكبر الصوت للحظة
وائل(حرك حاجبه وفتحه وهو ينظر لكاظم=):- تم
عمو بشير(بصراخ):- لووووووو أحضرت عشرة خرفان وجعلتهم يحرسووووون امرأة واحدة لأفلحواااااا ، أي فريق تحقيق ؟؟؟ هذا أنتم مجرد طائشين بالواحد أنت وذاك الخروف والأبله الآخر وذاك الغائب والعائد من السجن حتى هووووو ،… ولا واحد يتحمل المسؤولية صدقا عيب عليكم عييييييب أي والله
كاظم:- عمييييييي والله ميرنا التي تفعلها بنا دوماااا
عمو بشير:- أنت اخرس ففشلك قريبا سنجده يسير على أقدام
وائل:- أرجوك عمو بشير نحن متقبلين كل اللوم لكن هل يمكنك فعل ذلك لأجلنا ؟
عمو بشير:- أحتاج لوقت يعني فذلك يستغرق بضع ساعات
وائل(زفر بتعب):- خذ وقتك وسأنتظر منك خبرا ، لغاية ذلك سنبحث عنها بطريقتنا إذ أشك أن لاختفائها علاقة بالمساجين
عمو بشير:- الذين ساعدهم أحدهم على الهرب ؟
كاظم:- أجل وهذه مشكلة أخرى
عمو بشير:- الظاهر أنه علينا أن نتحدث مطولا ، المهم دعونا نجدها أولا وبعدها لكل حادث حديث انتهى
وائل(انتبه لعودة ميسون):- استمر هنا سوف أكون بالحديقة
كاظم(أبعد المزهرية عن الطاولة ليفسح المجال):- طيب ، هيا هيا ماستي سنبدأ التحقيق
اختفاؤها رسم ألف استفهام في عقولهم ، خصوصا وأنه زامن محاولة اختطاف لم تمر عليها سوى 48 ساعة ، فكيف بهذه السرعة تم التخطيط والتنفيذ والغريب كيف وصلوا لذلك الموقع بأريحية وبدون إثارة شبهاااااات …آلاف الأسئلة ولجت عقولهم وهم يبحثون عن أجوبة تعيدهم إلى نقطة الصفر ، خصوصا بعدما اجتمعوا كلهم ليجمعوا خيوط القضية ….
ميار(يشرب في الزاوية):- أقوول لكم هذه البنت لن تهمد حتى تقحمنا في بلية جديدة
ميسون(بتذمر رفعت رأسها عن الأوراق):- ولكنك تظلم ماما ميرنا كثيرا عمو ميار
ميار(تجرع ما بكأسه ووضعه على المنضدة):- ولكن عمك ميار قد ضاقت به السبل ، فمن أين سيلحق ليلحق يعنيييي
كاظم:- بسست أكملي الترتيب هنا ولا تصغي لما يدور بيننا بتركيز
ميسون:- ولكن كيف أغلق أذناي وأنتم تصيحون هنا وهناك
كاظم(التقط سماعات الأذن):- هكذا يختي هكذاااا
طارق(بتخمين):- أكيد لأولئك الأغبياء دور في اختطافها
ميار:- وهذا ذنب من ؟ أقول لكم دعوني أستجوبهم بطريقتي لكن محامي العيلة رفض
وائل(مسح ذقنه):- أقول لو تتقي شري الآن عزيزي ميار ستخدمنا كثيرا
ميار:- البنت ضاعت وكله بسبب إهمالكما معا أنت وذلك الباب
كاظم:- جدار برلين لو سمحت أتحسس من استبدال الألقاب هنا
طارق:- يا جماااااعة …لنفكر يعني فرضا قاموا باختطافها ما غايتهم منها ؟
كاظم(جلس على طرف الكنبة مقابله):- شوف طوال تعذيبي لهم عبر التجويع لم أسمع منهم سوى جمل مكررة ، حول أنهم سيحمونها وأنه من الضروري أخذها قليلا وإعادتها ، وأنهم موجودين لأجلها وليس ضدهاااا
ميار:- أتذكر شيئا من هذا القبيل في تلك المحادثة معهم
وائل:- حتى عندما استوقفونا بالأراضي الزراعية يومها ذكروا شيئا كهذا ، هم يعرفون من نكووون جيدا وأيضا هنالك شخص يكبرهم سلطة وهو الذي يسير هذا كله
طارق:- غضنفر لا علاقة له
ميار:- متأكد من ذلك ولا فاروق ولا أي واحد من العشيرة
كاظم:- ما يعني أنه عدو مجهوووول هذه المرة
وائل:- وهذا ما يخيفني كيف سنتعامل مع شيء لا ندرك ماهيته أصلا ؟؟؟؟
ميار(صغر عينيه بعد تفكير):- هنالك شخص يمكنه أن يساعد
وائل(باستفهام):- من ؟
ميار(وضع الكأس وفرقع رقبته):- شخص يشبه عمك نزار في المزاااج
كاظم:- يا أخي أخبرنا من يكوووون ؟
ميار(رفع حاجبه):- فيخو
طارق(عدل سترته):- الظاهر أنه ثمل لذلك دعونا نبحث عن ميرنا
وائل(فهم مقصده):- آهااااا قصدك فخرييييييية ؟
ميار(مر بجواره):- بدأت أحبك ، هيا دعونا ننطلق أنت كاظم سترافق ميسون
كاظم(نظر إليها):- في بؤبؤ عيني
ميار:- الرحمة فأنا أعرف ذلك البؤبؤ عن ظهر قلب بأمارة اهتمامك بميرنا ، هممم وائل ؟
وائل(انحنى أرضا وأمسك كفها الصغيرة):- سأعيد لكِ ميرنا وهذا وعد شرف حبيبتي
ميسون(هزت رأسها بحزن):- سأنتظر ماما
وائل(بإرهاق أسند رأسه على جبينها):- أعدكِ بذلك
ميسون:- تبدو شاحبا أنت مريض ؟
وائل(انتفض بابتسامة مصطنعة):- لالا فقط قلق لكنني بخير … هيا كوني عاقلة
طارق(خرج قبلهم):- مهدي جهزوا السياااارات
ميار:- سأركب معك ولول أريدك بكلمة
وائل(استغرب موقفه وهمَّ بالخروج):- مرحب …. اسمعوني ولا طير يخرج أو يدخل من تلك البوابة ما عدانا مفهوووم ؟
داغر:- لا تقلق سيد وائل
ميار(قفز بجواره وشغل الموسيقى):- أوووه أنظر للصدفة تعال أحبك حب خورافي تعال هههه
وائل(أقلع بهما بعد سيارة طارق):- أتحسب أننا ذاهبون في رحلة استجمام ؟
ميار(وضع رجلا على جيب السيارة والأخرى اتكأ عليها ولا كأنه على أرقاها كنبة):- يعني ليش القلق آخرتها سنجدها سالمة غانمة
وائل:- أتمنى الحصول على ربع طمأنينتك ميار
ميار(تنهد وهو يفتح النوافذ):- السجن يعلمك الكثير ومن أبرز الدروس هي عدم توقع شيء
وائل:- أبعرف كم لبثت لكل هذا هي بضعة أيام لا غير
ميار:- وائل …أريد رؤية جوزيت
وائل:- هاه قل هذا ما جعلك تركب معي
ميار(حرك فكه):- اعتبره طلبا ممكن ، يعني أنا بإمكاني إحضارها لو أردت لكن يعني هي سترفض وكونها تتواصل معك فستكون أنت الوسيط …
وائل:- متأسف منك لا أملك عنوانها صدقا
ميار:- كاااااذب
وائل(ضغط على الفرامل فجأة وبحنق ناظره):- أنا لا أكذذذذذب يا هذاااا فلا تنعتني بالكاذب مرة أخرى وإلا لن نكون بخير
ميار(وضع يده على فكه):- أوووبس مرحى لنا بالمافيوزي خاصتنا …. ههه لقد فسدت كليا إعدادات المحامي بداخله
وائل(انطلق مجددا وهو يزفر بغيظ):- حقا لا أعرف موقعها هي تتواصل معي هاتفيا لا غير
ميار:- فهمت
وائل(راقبه بطرف عين ثم أردف):- لما تريد لقاءها ؟
ميار(نظر للأشجار):- أشعر بالضياع ، يعني لا تستهزئ لطفا لأنني أفضفض لك فأنت آخر شخص يمكنني محادثته بأريحية هكذا
وائل(ابتسم فهذا ميار):- لن أدقق لكنني أسمعك
ميار(عدل جلسته):- فقط … أشعر بالعجز يعني في إمكاني القيام بشيء سيسعد الجميع لكنني غير قادر على فعله لأنه قد يعرض الجميع للخطر
وائل(كمش عينيه وهو يكابر وجعه):- وهذا يجعلك سجينا في بوتقة الجمود
ميار:- تمامااااا إنه يقارب من فقدان الصواب يا وائل يعني …
وائل(قاطعه بحدة):- لا تحاول
ميار(رمش وهو يناظره ببؤس):- ولكن …ولكنه أخي أنا هو موجود هناااااك وأنا هنا ، حبيبته ضائعة الآن وابنته مشتتة يعني أشعر بأنني في مسلسل درامي لا يتوقف
وائل(تلكأتِ الحروف بجوفه):- حبيبتي سنجدها فكن على ثقة من ذلك
ميار(كتف يديه من تدقيقه):- وحبيبتي أنا أيضا
وائل:- آه يا ربي آآآآآه
ميار:- ما هذه القيادة لما تثقل حالك يا روحي هل سنبقى هنا ، اضغط اضغط
هز رأسه بدون فائدة فتلك طريقة ميار للتهرب من المواضيع الجادة ، وفعلا لم يدقق فهم أصلا في موقف صعب لا يجدي فيه أي نقاش … بدون سابق إنذار هجموا على القصر القديم حيث فوجئت بهم سلسبيل ولورينا ما عدا فخرية فقد عرفت ذلك سلفا
لورينا:- أووووه البيت نوَّر والله
سلسبيل:- آححح على الأجساااااام يا مرحبا بالعضلات
طارق(عدل ياقته واتخذ مجلسه بالحديقة):- سأنتظر هنا
سلسبيل(بخفة):- وأنا أنتظر معك
لورينا(أخفت ابتسامتها بصعوبة):- خذي راحتك سوف أرافق الشباب فقد اشتاق لهم القلب كثيرا ، وااائل عاش من شافك ؟
وائل:- أين فخرية ؟
لورينا:- بحجرتها خير ؟
ميار(استوقفها بوقوفه الغير مرتقب):- هل اسمكِ فخرية ، لا إذن ابقي حيث أنتِ هنالك حديث خاص بيننا
وائل(فرقع إصبعه لها):- معذرة منكِ لوري
لورينا(توقفت ووضعت يدها على خصرها):- الله الله وما هو هذا الحديث الخاص أبعرف ؟
دخلا لغرفة فخرية حيث كانت تجلس أرضا وتمرر يديها بحركات شعوذة فوق الصحن الأسود ، عيناها كانتا مبيضتين وفمها كان يدمدم بكلام مبهم جعلها تحرك رأسها ويديها لبضعة دقائق كانت طويلة جدا بالنسبة لهما
وائل:- هل نقاطعها ؟
ميار:- إياك ...ستعاقبك بلعنة وسننشغل بك ويعني ليس وقته
وائل(بتأثر مازح):- دمَّعت عيناي من طيبتك يا رجل
ميار:- حممم
وائل:- ها نحن سننتظر
سلسبيل:- يعني قلت انتظر لم خلقك ضيق هكذاااا أخ طارق
طارق:- لأنني أمقت الحديث مع النساء اللعوبات
سلسبيل(رفعت حاجبها):- هذا بدلا من أن تشكرني لأنني كنت دافعا قويا ساهم في اتخاذك لقرار الخروج من السجن ، أنظر معي الآن ما أجملك وأجمل الحياة
طارق(ضحك وهو يضع رجلا على أخرى):- صدقا من جمالها كدت أكتب عنها شعرا
سلسبيل(رمشت وهي تتأمل ضحكته أول مرة):- بالأخير اتضح أنك لست جمادا كما تتصنع
طارق(عدل جلسته واقترب برأسه منها):- ست شاهيناز ، موقفي منكِ لن يتغير
سلسبيل(اللعنة على شاهي واللي جاب سيرة شاهي):- احم يعني ابن عمك سامحني ثم أنا الآن مع طلال قد طويت صفحة حكيم للأبد ، غير ذلك أختك ما شاء الله لم تترك مجالا لأي امرأة فافرح
طارق:- أفرح هه … لا تتمادي فيما لا تفقهين فيه
سلسبيل:- هو اختار فلم يلومه الجميع هل هو صغير حتى يستأذن من الكل يعني
طارق(بتأفف):- سأقوم بجولة
سلسبيل(تأملت قوامه الرجولي وتنهدت):- آه لو أحصل على فرصة مع هذا الكياااااان
طلال:- شاهي حبي
سلسبيل(بتأفف):- تف ينعن أبو الصوت واااااع
فخرية:- دم
ميار ووائل(نظرا لبعضهما بهلع):- نعممممم ؟
فخرية(مدت يدها في الفراغ):- اقترب أنت أسررررع
ميار:- روح روح والقلب يدعو لك
وائل(اقترب بعدم فهم ومد يده لها):- عفوا خالة فخرية يعني نحن قد جئنا لأجل أمر ضروري وعاجل و …..آه ماذا فعلتِ ؟
ميار:- يا إلهي ذبحتك المرأة
فخرية(قطرت دمه فوق الصحن):- شتتتتتتت صمتاااااااااااا
وائل(نظر لميار وهز رأسه بجنون):- الله يخرب …..
فخرية:- موجوووع هذا طبيعي
وائل(بعدم فهم):- ماذا تقصدين ؟
فخرية(هزت رأسها بنفي):- صمتاااا
وائل:- آخخخ
فخرية(حركت الدم مع الماء وأعادت وضعه لتغمس إصبعها وتنظر نحوهما):- من منكما يملك باخرة ؟
ميار:- والله باخرتي عند المصلح خالتو فخرية يمكننا الاستعانة بيخت منقذنا وائل
وائل:- ما الحاجة لذلك ؟
فخرية:- ميرنا …. ليست هنا بل في الطرف الآخر من المدينة
وائل(رمش وهو ينظر لميار):- يعني …. من يجررؤؤؤؤ على أخذها إلى هناااااك ؟
فخرية:- اهدأ … هي ليست في خطر هي ستعود والليلة لكن المشكلة تكمن في …
ميار:- تكمن في ماذااااااا أكملي ؟
فخرية(انتبهت لهمسات تتردد على مسمعها):- لحظة سكوووووووت
وائل(وضع قماشا على يده):- هل ستتركنا هكذاااا لتجيب على هاتف عفاريتها ؟؟؟
ميار(أخرج سيجارة وبدأ بالتدخين):- أنا ما الذي أفعله هناااااا أصلا هاااه ؟
فخرية(تلون وجهها وهي تسمع المتكلم فتحركت حنجرتها لتنظر نحوهما):- احم
وائل:- أكملي فخرية نحن على أعصابنا ، أين تكمن المشكلة من اختطف ميرنا أين موقعها بالتحدييييد ؟
فخرية(تفتفت لتفبرك الحقيقة):- هناك بالجزيرة ستجدونها لا يمكنني تحديد الموقع بدقة ، آسفة
ميار:- ما الذي جعلكِ تترددين ؟
فخرية(برباطة جأش):- مش شغلك
ميار(رمش بعينيه):- فخرية نحن بحاجة لمساعدتك قد تكون ميرنا في خطر
فخرية:- اطمئن
وائل(ضرب كفا بآخر):- ما سر الطمأنينة معكم اليوم ؟
فخرية:- اتبعوا الطريق المشجر وإذا ما وجدتم نبتة الصبار توقفوا
ميار(فرقع رقبته):- آه آآآآآآآآآآه بدأ وجع رقبتي من جديد ، فخرية نحن لا نلعب الغميضة
فخرية:- كلما تأخرتم كلما فات الأوان ، هذا ما يسعني تقديمه لأجلكم اذهبوا اذهبووووا
وائل:- امشي امشي لا جدوى من ذلك
ميار:- نبتة الصبار هل دخلت في غيبوبة وهي مستيقظة ؟
طارق(رمقهما وهما يغادران):- هل عثرتما على شيء ؟
ميار:- أجل سوف نقوم بجني الحصاد
لورينا(أطلقت ضحكة مجلجلة):- هههههه يا لك من ممتع يا ميار.. لكنني مستعجلة معلوم قد بدأت العمل حديثا سو وقتي ضيق
ميار(بضحكة مبتذلة):- ياااااي لو وضعوكِ مأمورة بسجن النساء لأفدتِ البشرية أكثر
لورينا(وضعت يدها على خصرها):- سأتقبلها منك بالأخير بيننا خبز وملح
سلسبيل:- آآآآي تمنيت لو اجتمعت معكم بروما أكيد حظيتِ بوقت ممتع لوري ؟
لورينا:- نعيدها لأجل عيونك بس يرجع حكيمو وترين ههه
طارق:- إلى أين الوجهة ؟
وائل:- جهز نفسك سوف نبحر
طارق(رفع حاجبه وتوقف عند باب السيارة):- أفندم ؟
ميار(هز يديه للسماء):- أينك يا ابن الخال أيييين ؟
زفروا جميعا بتعب ليتخذوا سياراتهم وينطلقوا صوب الميناء ، حيث أخذوا يخت وائل للإبحار ، أما رجالهم فقد لحقوا بهم في قوارب مطاطية … المسافة بين الشاطئين كانت لا بأس بها لذلك فور وصولهم علموا بأنهم سيبحثون عن إبرة في كومة قش ، لذلك كان من الضروري الاستعانة بالوسيلة المتبقية لهم ألا وهي أداة التعقب ، هنا أكد لهم العم بشير أنها في ذلك المكان وأنها قريبة منهم بقيمة عشر دقائق لكن أين تحديدا لم يتمكن من التدقيق فقد أعطته الإشارة الموقع كله ولم يفهم لا هو ولا هم ولا الطاقم أي شيء
ميار:- تمام تمام سنقوم بالتالي سوف نفترق
طارق:- المنازل متشابهة هنا كيف سنعثر على أختي بهذه السرعة ؟
وائل(تحرك وهو يحرك زناد مسدسه):- لن أنتظر لحظة سأبدأ البحث من تلك الناحية
طارق(أخرج مسدسه):- حسنا هيا بنا ودعوا مرافقيكم معكم ، مهدي رافق ميار
مهدي:- بأمرك ريس طارق
ميار(رفع حاجبه):- أتخشى علي ؟
طارق:- أخشى من الانشغال بك إذا حدث لك مكروووه …أنا وبقية الرجال من هناك هيا
ميار(تحرك بضجر):- همممم يلا مهدي فمعي ستستمع أكثر من صاحبك كتلة الجليد
تفرقوا كل في اتجاه والإشكال كان في أن كل البيوت السياحية هناك كانت مهجورة وكأن مسَّا ما ألمَّ بساكنيها فاختفوا دفعة واحدة ، حتى أنهم لم يلمحوا طيف أي شخص ما عداهم …انتقلوا من منزل لآخر لكن بدون فائدة فلم يكن هنالك وجود لميرنا
ميار(رمى بجثته أرضا):- ستغرب بعد قليل اففف تعبت
طارق(لمحه وهو يجلس على الرمل):- فليحفظكِ الله يا أختي … تت ما به ؟
ميار(استدار حيث ينظر طارق ووجد وائلا جاثيا على ركبتيه وهو يلمس الرمال بقبضة قوية):- محترق قلبه عليها
طارق(زفر عميقا):- يا الله …
وائل(في سره كان يكابد ألمه الذي تضخم فور وصولهم الجزيرة لكنه لم يبرز شيئا):- يا رب يا رب أعطني إشارة واحدة لأجدها يا الله ، أرجوك احفظها حيثما كااااانت إنها حبيبة قلبي يا رب دعني أنقذها دعني أفعل أعطني إشارة واحدة واحدةةةة
طارق(وضع يده على كتفه):- وائل أنت بخير ؟
وائل(رفع رأسه بنظرة شريدة):- سيحل الظلام بعد قليل ونحن نبحث منذ ساعات ولا أثر
طارق(امتص شفتيه ثم انحنى القرفصاء لمستواه):- غالبا الوجهة خاطئة
وائل(بغيظ):- كيف خاطئة لقد تم تحديدها عبر جهاز التعقب وهذا دقيق جدا ، عدا عن ذلك فخرية أخبرتنا أنها هنا وهي امرأة لا تكذب أي نعم لم أكن أصدق خرافاتها لكنني جربت البعض منها وأيقنت أنها واثقة من كلامها ….وإذا ما قالت أنها على هذه الجزيرة فهي موجودة هنااااا فقط علينا أن نجد نبتة الصبار أجل هذه …مهلا مهلا هل لمح أحدكم نبتة صبار أثناء البحث ؟
طارق(عقد حاجبيه وهو يستقيم رفقة وائل):- لم أشاهد شيئا كهذا ثم نحن لسنا في الصحاري هذا شااااطئ بحري يستحيل أن ينبت الصبار هناااا
ميار(حك جبينه وهو يتكئ على الرمل مضطجعا بأريحية):- إذن فخرية كذبت علينا
وائل(طاف بعينيه حول المكان):- انتظروا لحظة سأعود فورا
ميار:- هيييه إلى أين ؟؟؟؟
طارق(راقبه وهو يتسلق جدار أحد المنازل بحرفية مطلقة):- أنا مندهش متى تحول إلى الرجل العنكبوت ؟
ميار(نفض الرمل من ثيابه وهو يطالعه رفقة طارق):- خاصتنا متسلق جبال وحاصل على عديد من الجوائز
طارق(باندهاش):- ولم ليس لدي علم ؟
ميار(يشير لنفسه):- ها نحن ذا نتعرف فمحسوبك بيطري وابن عمك الغائب أستاذ فيزياء
طارق(غالبه الضحك):- ههه أستغفر الله
وائل:- ياااااا إلهي
ما إن وصل القمة حتى شاهد منظرا غريبا جدااا ، فتشكيلة المنازل السياحية كانت تشكل نبتة صبار محيطة بها الأشجار من كل الجانبين في شكل هندسي مغر للناظرين ، ابتسم حين أشرقت أساريره فقد أيقن أن قمة النبتة هو أكيد موقع ميرنا ، لكن سرعان ما اختفت بسمته فقد لاحظ أن نهايته عبارة عن جبببببببل
ميار:- تمام إلى هنا وسأعطيك مسدسي وآخذ قيلولة بالسيارة ريثما تحضرونها
طارق:- هل أنت متأكد يا وواااائل ؟
وائل(شعر بالاختناق):- متأكد ميرنا بذلك الجبل وإحساسي لا يخيب ، علينا أن نصعد وسوف أصعد لا أحتاج موافقة أي منكمااااا
طارق(مسح على فكه):- واااااائل … لا تتهور يعني لا نعلم من هناك
وائل(بحرقة قلب):- ولكن حبيبتي هناااااك هذا ما أعلمه ولا أحتاج ليقين آخرررر د
طارق(تحت أنفه):- سأقتل واحدا منهم غالبا قال حبيبتي قال هفف
ميار(تنهد عميقا):- يا رجاااااااااال تهيئوا سنصعد للجبل
بالفعل تحركوا مسرعين صوب الجبل الذي كان بالنسبة لوائل لا شيء ، أما بالنسبة لهما فقد نظرا لبعضهما بعضا لما رمقاه قد تجاوز نصف الجبل متجها صوب الكهف الذي برز ما إن وصلوا إليه …. مع ذلك لم يكونا من المستسلمين أزال طارق سترته وشمر على ذراعيه وبدأ الصعود شأنه شأن ميار الذي كان يسبقه بخطوة ، لحق بهم العديد من الرجال وبقي النصف الآخر يحرس الوضع بالأسفل وأيضا المراكب البحرية …
وائلتوقف عن التسلق ووضع رأسه على الحجر بإنهاك تضاعف كلما اقترب من الكهف):- تحملي حبيبتي أنا قااااادم لإنقاذكِ يا عمر قلبي ، انتظري قليلا قليلا بعد ياا الله
بالفعل إصراره جعله يصل للقمة حيث وجد نفسه أمام الكهف المظلم ، زفر عميقا وأخرج هاتفه ليشعل الإنارة بينما في يده الأخرى كان يحمل مسدسه ، لم ينتظر البقية بل دخل بعزم وهو يراقب زوايا الكهف الحجري منغمسا في أعماقه الباردة …لغاية ما لمح أعمدة نارية مرصوصة على الجوانب ، نظر خلفه حين شعر بحركة ما فاعتقد أنه أحدهما إما ميار أو طارق لذلك استمر لينعطف للحجرة الواسعة حيث فتح فمه وهو يراها نائمة على حجر عريض وعلى صدرها يوضع صولجان ينتهي برأس شمس لغاية بطنها ، وحولها عدة شموع وعدة رجال يرتدون جلابيب ويغطون رؤوسهم بقلنسواتهم ويرددون تراتيل مبهمة
وائل(شهق حين رأى دماء ميرنا وهي تتقاطر من معصمها في دلو):- إليكممممم عنهاااااااااا …ميرنااااااااااااااااااا� �
أحدهم(مال برأسه وبرزت عيونه الدموية حين فرقع يده):- تصرفوووووا
قبل أن يصوب مسدسه نحوهم وضع أحدهم يديه على رأس وائل وهمس بشيء أسقطه من فوره مغمى عليه ..أشار لهم برفعه ووضعوه بجانبها وأشعلوا الشموع ووزعوها حوله أيضا وجرحوا معصمه الأيسر ليتقاطر في نفس الدلو الذي تتقاطر فيه دماء ميرنا
أحدهم:- كبيرناااااااا قد اجتمعنا اليوم لنفعِّل أيقونة الطاقة والسحر واللعنات والخرافات في جسم وليدة الشمس التي سترسم خريطة توصلنا لقلادة الشمس وحاميها سيكون معها على الدرب ، قد اجتمعنا بعد سنوات لكي نصحح مسار العالم وننجز رسالتنا التي انتظرناها سنينااااا طويلة …اليوم وباسم أخوية الشمس سنضع حدا للانتظار وسيبدأ العد العكسي ..
كبير الكهنة:- أوقفوا النزيف من معصميهما واخلطا الدم ببعضه وصبوه عليهما ، وأسرعوا إذ يظهر أن لدينا رفقة ….نزاااار تصرف
نزار(أزال قلنسوته وحرك زناده متجها لبوابة الكهف):- سأقوم بدوري على أكمل وجه، (همس في داخله) ناريانااااا لا تغفلي عن الطقوس لحظة
ناريانا(تحرك يديها وهي وسط دائرة من الشموع في حمامها الخاص كي لا يراقبها أحد):- حاااضر ….سُوليم سُولييييم شمسنا استيقظي يا شمسنا ، تدفقي يا دماء الحاضر والماضي وانبعثي في جسمها الخامد فها قد حان وقت ردع الشرور قد حان وقت استعادة الشمس .. سُوليم سُووووولييييم
جوزيت(طرقت الباب عليها وهي تمسك على بطنها بوجع):- ريااااانا ريااانا افتحي ريانا أتسمعينني افف نائمة مجددا ريااااانااااا ؟؟؟
ناريانا(لم تفتح بل ظلت ترفع يديها مرددة بخفوت تلك الكلمات اللاتينية):- سُوووليم
جوزيت(اتكأت لتستند على الجدار وهي تتحسس بطنها):- آآآآآه يا ربي ما هذا الوجع الغريب ، افففف اففف ماذا أفعل آه خوانيتا خوانيتا ربما تعرف شيئا يهدأ هذا الألم ..ما بكم يا صغاري ما الذي يضايقكم ؟؟؟
نزلت الدرج بتثاقل وهي تشعر بتعرق جسمها وفرط حرارته ، خرجت بصعوبة من الباب وتأففت من المسافة بينها وبين بيت خوري لذلك كابرت لغاية ما وصلت جماعة رجاله
جوزيت(بنبرة خافتة):- جابر …جاااابر
جابر(كان يضحك رفقة الرجال لغاية ما لمحها):- هسس اقطع … بنت خالو خيرا أقصد ست جوزيت أتحتاجين شيئا ؟
جوزيت(شعرت بدوار):- خيري ….أقصد خوانيتا أ…
جابر(بسرعة أمسك يدها):- هيييه أنت اركض افتح البااااااب
هاجر(فتحت الباب قصد مناداة جابر):-أآن ما بها السيدة جوزيت ؟
جابر:- لا أعلم لا أعلم
جوزيت(أمسكت على بطنها بوجع):- أشعر أشعر بشيء يتمزق بداخلي اهئ أولادي أرجووووكم أولادي… اهئ خيري أين هوووو خيري ؟؟؟؟؟؟؟
خوري(نزل بسرعة):- جوزييييت
جوزيت(بخطوة متعبة):- خيرررري
خوري(عقد حاجبيه وتقدم نحوها):- ماذا هناك أتشعرين بالألم ؟
جوزيت(لم تنطق بحرف بل جذبت قميصه بقوة لترمي نفسها في حضنه):- خااااائفة
خوري(صدم من فعلها ونظر بتشتت صوب هاجر وجابر اللذين أشفقا عليها):- يعني …؟
جوزيت(حكت رأسها بصدره ودموعها تتدفق):- أنا لست بخير خذني للمشفى الآن
خوري(جمع قبضتيه فلم يعانقها ولم يلامسها حتى):- حسنا
جوزيت(ابتعدت وهي تغالب دوارها):- آسفة ولكنني ..اهئ احتجت لأن أشعر بأحد ماااا
خوانيتا(ركضت نحوها بكوب ينسون):- حضرته حضرت هذااا سيهدئكِ قليلا ريثما تصلون للمستشفى
خوري:- لن نذهب لمحل سوف تأتي المشفى إلى هنا
هاجر:-يفضل لو نذهب حضرتك يعني لكي ترتاح الست جوزيت
خوري(راقب جوزيت وهي تشرب الينسون بتعب):- حمممم
هاجر:- سينيور … عند سفرك تقاعس الطبيب في المجيء كل فترة ليراقبها في الغرفة التي خصصناها بمنزلها لذلك ….
خوري(رفع يده):- أريد هذا الطبيب أمامي… لكن ليس الآن بعد أن أطمئن
جوزيت(أمسكته وشربت القليل):- اهئئئ
خوري(صغر عينيه):- أين صديقتكِ ؟
جوزيت(جلست بتعب على الكنبة):- طرقت عليها الباب كثيرا ولكنها لا تفتح لا تفتح اهئ أولادي أرجوك خذني للطبيب لا أريد أن أنتظر هنا لحظة أخرى
خوري(أغمض عينيه وفتحهما وهو يطل على هاجر):- أين كنتِ ؟
هاجر(امتصت شفتيها برعب):- كنت أراقب أشياء أخرى
جابر(رمقه وهو يسأله بعينيه):- وأنا كنت …احم يعني أطمئن على الوضع خارجا
خوانيتا(انتفضت لما استدار نحوها):- وأنا والله ما إن سمعت بألم بطنها أنجزت ما باستطاعتي
خوري(أشار نحوهم):- ستحاسبون ، سأحاسبكم واحدا تلو الآخر والآن أريد حضور سيارة إسعاف على الفور ولتكن مجهزة بطبيب مختص أو ….. سأخرب أم الدنيا عليكم
هاجر(رفعت هاتفها بسرعة وجابر أيضا):- فورا فورا
جابر:- سأكلم الممرضات
خوانيتا(رفعت يديها باستسلام):- وأنا ماذا أفعل ؟
خوري(نفث شررا من عينيه):- اختفي خوانيتا … اختفي
خوانيتا(أمسكت على قلبها):- ح ..حاضر حاضر سينيوري ، أوووه ماماميااااااا
خوري(مسح فكه ونظر لجوزيت التي كانت تغمض عينيها وتفتحهما بصعوبة):- جوزييييت لا تفقدي وعيكِ سوف تصل سيارة الإسعاف قريبا
جوزيت(مدت يدها في الفراغ):- خيري اقترب لطفااااا
خوري(نظر حوله واقترب):- همم
جوزيت(أمسكت يده وجذبتها لحضنها):- أرجوك قل بأنه لن يحدث مكروه لأطفالي ؟
خوري(انحنى القرفصاء وجذب يديها لفمه لكنه توقف ومسح فقط بقبضته):- أجل
جوزيت(فتحت عينيها بصعوبة):- خيري
خوري(ابتلع ريقه):- جوزيت
جوزيت:- أريد ميااااار اهئئئئ
خوري:- ماذا تريدين بذلك اللعين الذي ….هو غير موجود حاليا يا جوزيت سوف تركزين معي سوف نذهب للمستشفى ونطمئن على الصغار
جوزيت(باحتياج):- ستبقى معي ؟
خوري(شعر بحاجة أخته الماسة له فتدفق بداخله دفء غريب جعله يمسح على شعرها):- أجل
جوزيت(فتحت فمها بثقل وهي تتكئ برأسها على الكنبة وتفقد وعيها):- ميااااااار لا تترك يدي
خوري(عرف بأنها تهذي لذلك وضع يده تحت قدميها والأخرى خلف ظهرها وحملها بخفة):- الكلب لا يستحق لفظ اسمه ، أنا هنا معكِ أختي سوف لن ننتظر
بسرعة وضعت خوانيتا القناع على وجهه ليخرج مسرعا بها ويركب بشاحنته المخصصة لمثل هذه المشاوير ، لذلك اصطحب أخته للمستشفى منطلقا رفقة طاقمه وآملا أنها لن تتعرض لأية أذية لا هي ولا الأطفال ….لكنه لم يغفل أجل لم يغفل على عبث ناريانا وقرر أن يحاسبها أيضا رفقتهم فأكيد لن تفلت من الحسااااااب …..
في آن الوقت
مراد(بألم):- لا أعرف يا نرجس لا أعرف إنه مغص غريب
لمى(تبكي وتمسك على بطنها):- اهئ بابي أختنق
جنى(وهي تزفر بضيق):- الآن ماذا يحصل لقد مللت من جو المستشفيات ع أساس انتهينا ؟
نرجس(مسحت على وجه جنى):- وأنتِ وجهكِ شاحب
جنان(تلعب على الهاتف):- أكيد أكلتم أنتم الثلاثة شيئا لم يناسبكما لم ينجو غيري ومامي
مراد:- لنذهب بسرعة ما عدت أتحمل فما بالكِ بلمى الصغيرة
لمى(تبكي بشدة):- اهئئئ بابا رأسي يدور يدور
نرجس(بقلق):- هيا هيا جنان أحضري ثياب أختكِ لمى سوف نذهب للمشفى
مراد(جلس بتعب):- اففف يا الله
في خان كهرمانة
أماني(تكتم صراخها من الوجع):- اهئئئ لا أتتتحممممل
نزار(ابتلع ريقه وهو يحادثها):- أمااااااني سوف تتحملين وإياكِ وأن تشعر بكِ كهرمااااانة
أماني(تعضعض على القماش):- سكاكين حادة تمزقني اهئئ
نزار(مسح على وجهه):- ماذا سنفعل يا أماني لذلك ضريبة إنها مسألة وقت ، كدنا ننتهي يا صغيرتي كدنا ننتهي
أماني:- اهئ تعدني ؟
نزار:- أعدكِ أعدكِ مسألة وقت لأجلي تحملي
أماني:- حااااااضر …
نزار:- علي أن أفصل الآن كوني شجااااعة
أماني:- وفقنا الله
نزار(وضع الهاتف بجيبه):- ما الوضع ؟
أحدهم:- قمت بإيقافهم
نزار:- جيد …لكن هل آذيتهم ؟
أحدهم:- عيب يا رجل فقط أسقطت بعض الأحجار
نزار(فتح عينيه بفزع):- يخررررب ….
أحدهم:- للضرورة أحكااااام
طارق:- أصمت يا ميار أصمت
ميار:- اللعنة على الملعون ابن اللعين حفيد اللعينة كلها الذي أحضرني من مسبحي الدافئ
طارق:- هل تأذيت كثيرا ؟
ميار(نظر ليده):- خدش بسيط
طارق:- طالما خدش بسيط لما تولول على رأسي ها هنااااا يا هذااا ؟
ميار:- وماذا سأفعل ذلك العبقري فوق وميرنا فوق ونحن هنا على الأرض ولا نعلم ما الذي يحدث بالأعلى يااااا طارق ، هل لديك أية أفكار ؟
طارق:- أجل أملك يدين وسوف أصعد بهما مجددا إن شاء الله أكررها حتى الغد ، لكنني لن أعود بدون أختي
ميار(رفع حاجبه):- أتقصد أننا سنتسلق هذا من جديييد ؟
طارق(هم بالصعود):- ابق لو أردت فأكيد أنت لن تتحمل الصعود مرة ثانية
ميار(بتفكير):- أتحمله لكن …لدي فكرة أفضل سوف لن نصعد بالطريقة البدائية
طارق(هز حاجبيه وهو يضع يده ع جنبه):- وهل سنحلق يا بعدي ؟
ميار(بابتسامة خبيثة):- تمامااااااا
طارق(تلاعب بلسانه داخل فمه وفطن لما يرغب قوله):- متى تكون هنا ؟
ميار(أخرج هاتفه):- 15 دقيقة غالبا
طارق:- اممم ماشي أساسا لن يهربوا يعني دون رؤيتنا لهم ، هيا هيا اتصل ماذا تنتظر ؟
ميار:- أوكي أتصل
طارق:- هاه وهذا كاظم يتصل أكيد يرغب بالسؤال اففف ماذا سنخبر ميسون هااا ؟
ميسون(كانت تشعر بتوعك):- يعني ؟
كاظم:- أخبرني أنهم ما زالوا يبحثون
ميسون(بتذمر نظرت للطاولة):- لم ينفعنا التحقيق بشيء كاظم
كاظم(وضع الهاتف بجيبه):- طبعا لا لقد قضينا وقتا ممتعا
ميسون:- هو ممتع لكنه بدون طعم في ظل غياب ميرنا
كاظم(أمسك ذقنها بحنو):- ماذا أفعل كي أزيل عنكِ هذا الوجع يا قزمة ؟
ميسون(ناظرته مليا ثم سقطت دمعتين حارقتين):- ضُمني إليك
كاظم(رق قلبه وهو يحملها لحضنه ويعتصرها بحنان):- شتت عملاقكِ هنا يا قزمتي
ميسون(دكت رأسها بحضنه وهي تتمسك بقميصه):- لا تتركني يوما تعدني ؟
كاظم(تنفس بقوة ثم حك رأسه بشعرها وهو يشم عطره الدافي):- سأعدكِ وعد خرفان
ميسون(رفعت رأسها كله لتطالع وجهه القريب):- هه وعد خرفان وكيف يكون ؟
كاظم(وضع جبينه بجبينها وراح يتحرك باحتكاك):- هكذا هكذا كأننا نملك قرونا ونتناطح هكذا هكذااااا
ميسون(نطحته أيضا):- ههه أعجبتني
كاظم(ابتسم لابتسامتها):- تسلملي الضحكة أنااااا
ميسون(بثقل):- كااااظم
كاظم:- ها يا عمري ؟
ميسون(بدوخة):- أشعر بالدوار الدنيا ظلام من حولي ،،، كأنه يغمى علي ؟
كاظم(رجها بقوة وهو يلمحها حقا تفقد الوعي):- ميسووووووووووون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يا إلهي دااااااااااااااااغر داااااغر
داغر(دخل مفزوعا):- نعم نعم ما الأمر يا الله ما بها الصغيرة ؟
كاظم(وهو يحاول إيقاظها):- افتحوا البوابة فوراااا سآخذها للطبيب إنها لا تستجيب
داغر(ركض قبله):- حسنا حسنا
كاظم(ركض بها للسيارة وانطلق نحو المستشفى):- يا الله أكيد ما تحملت ما تحملت تبا تبا يا رب احرسهااااا افففف …
لم شعر الجميع بتوعك ولم أغمي عليهم دفعة واحدة أو هنالك من أصيب بمغص لا غير ، هنا ازدادتِ الحيرة وتبين أن أمرا ما يحصل وأصله كان من منبعه … حيث كانت الطقوس مستمرة على قدم وساق فقد أخذ كل فرد من الأخوية يلف من حول أجسام ميرنا ووائل ويهللون بتراتيل مبهمة يقرؤونها باستمرار وهم يحركون رؤوسهم يمينا ويسارا….
ضوضااااااء ،
تراااااتييييييل ،
نيرااااااان ،
تمتماااااات ،
همسااااااااات
عيوووون دموية
ضجيج وجنون وغرابة استحوذت على نمط الكهف الذي تحول إلى مذبح تؤدى فيه طقوس استحضااااااار أيقونة الشمس الخامدة في جسم ميرنااااا المختار منذ الأزل ، حين ذكرت في نبوءة العرافات والأجداد القداااااامى …
طقوسهم هرطقتهم حركاتهم الغريبة تتابعت لتصل إلى نقطة جرحوا فيها كفوفهم ورفعوها بالسماء وكأنهم يستحضرون شيئا ماااااا ، شيئا جعلها تشهق مستيقظة وتنظر للفرااااااااغ
ميرنا(مرَّت بحدقتيها شرارة متوهجة لتنطق بشكل سليم):- ….. سُوليمي
نزار(دمعت عيناه):- شمس شمس أجل ههه أخيراااااا آه …. مرحبا بكِ يا وليدة الشمس في عالمنا أخيرااااااا أخيراااااا
ميرنا(استعادت رشدها للحظة قبل أن تغيب من جديد):- هئئ
فقدت وعيها مباشرة ليمسكها العم نزار برفق ويجعلها تعود لمحلها ، حين استدار إلى كبير الكهنة الذي كان يطالعهم من كرسيه المتحرك وهو يرتل معهم تلك التراتيل ، أخرج قلادة وائل ووضع يده عليها ومن ثم وقف على رأسهما بعد أن غمس إبهاميه بدلو دمهما المختلط وضعهما على جبينهما
نزار:- باسمي واسم عشيرتي عشيرة آل الشمس أوحد جسديكما في روح واحدة …….
باسمي واسم عشيرتي عشيرة آل الشمس أعطيكما بركة أجدادي ……..
باسمي واسم عشيرتي عشيرة آل الشمس أشعل نيران العشق الخامدة بينكما ……
باسمي واسم عشيرتي عشيرة آل الشمس أعلنكما وليدة للشمس وحامي وليدة الشمس فلتعثرا على القلادة ولتكونا ختام الرسالة …
باسمي واسم عشيرتي عشيرة آل الشمس أصرح أمام أخويتي وفرسان الشمس بأنني اليوم أحييت عروق السحر والأساطير في وريدكما ….
فلتحملا مهمة تحريرنا من الشرور وليبارككما الإله ….فبعد أول قبلة لكما بعد هذه الطقوس سنشهد ملحمة عشقية أيا كانت نهايتها ستؤرخ في كتب التاااااريخ …
والآن إخوتي …أخوية الشمس يا فرسان لنؤدي آخر طقس من طقوس التفعيل
كبير الكهنة:- نزااااار ؟؟؟؟؟؟؟؟
نزار(بعيون دامعة ابتلع ريقه):- لا تقلق يا كبيرنا وإن فقدت روحي لا يهم …. فكلنا نموت فداء لوليدة الشمس ، كلنا نمووووووت فداء لوليدة الشمس
التف الجميع حول العم نزار وهم يخرجون خناجرهم من جيوبهم الجلدية ليطعنوه بها في مختلف أجزاء جسمه ليسقط على ركبتيه وينظر لوائل وميرنا آخر مرة قبل أن يغمض عينيه ويعم السكون بعد تلك الفوضى الجنونية ……
ميار(نزل بالحبل وهو يصوب مسدسه صوب بوابة الكهف):- واااااااااائل ، ميرنااااااا لقد جئنا لإنقاذكم ، يعني أحضرت لأجلكم مروحيتي الخاصة وهذا شأن لا أعطيه لمن كان فاظهروا وكفاكم لهوا هناااااا
طارق(نزل بعده ودخل بخفة):- ما كل هذا الظلام ؟
ميار(شغل ضوء هاتفه):- اعذرهم حبيبي طارق ربما كانوا في وضع حميمي لا يستحب الأنوار
طارق(امتقع وجهه حتى توقف عن المسير):- هل أنت منحرف اللسان هكذا حتى في الأوقات الحرجة ؟
ميار(توقف واستدار إليه ليصوب الضوء في عيونه):- ميار نجيب تشرفت بك يا ابن خالي الذي لم أتشرف به هنننن
طارق(هز رأسه بقلة صبر وهو يصوب مسدسه في اتجاه آخر):- الله يصبرني معكم
ميار:- آميييين
طارق(استشعر حركة):- شتت اهدأ شيء ما يتحرك هنااااك
ميار(تبينه فكان محض خفاش):- أنظر هنالك نيران على الجدران
طارق(دفع الخفاش ليخرج وسارع مسيره):- ليس هذا فقط أشم رائحة دمااااااء
ميار:- ماذا الآن هل تحولت لمصاص دماء فجأة ، يا إلهي هل لعنك ذلك الخفاش الذي طردته للتو من بيته ؟
طارق(فتح فمه وهو يركض):- ميرناااااااااااااااا
ميار(هنا شعر بالقلق):- طاااارق طااااااارق
وصلا سوية للحجرة الدموية كما يجدر القول ، فحين رمقا وائل وميرنا وهما مليئين بالدماء في كل جزء من جسمهما شعرا بالخواااااء ، فقد ظنا أنهما ميتين للأسف
طارق(بعيون دامعة):- أ…أختي ؟؟؟؟؟
ميار(ابتلع ريقه وهو يهز رأسه بدون تصديق):- …..لارد
طارق(أمسك على رأسه):- يااااااااااااااا الله أختي أختيييييي
ميار(رمش مرتين وهو يشير نحوهما):- يعني … هه يعني ميرنا لا تموت ثم ثم لا يسعها ذلك أكيد فبما سأجيب حكيم عندما يعود هااااه يعني …اأنا أنا كيف سأنظر بعينيه وأخبره أنها ههه لا لا لم يحدث لها شيء يا ربي صحيح صحيح كنت أمزح ولم آخذ الأمر على محمل الجد ولكن …..حكييييييييممممم حكيم سوف سوف ينهاااار يعني ثم ثم ميسوووون تنتظر و
طارق(دقق في تنفسهما):- إنهما حيين أسرع أسرع ودعنا نبعد هذه الشموع
ميار(عقد حاجبيه وهو يتنفس الصعداء ممسكا على قلبه):- تبا لك قد أخرجتني من مود التأثر فجأة ، لكن حقا حقا لا توجد جرووووح بليغة فقد ذاك بالمعصمين اففف الحمد لله إنها مجرد دماااااء لكن بحق السماء ما الذي حدث هنا ؟
طارق(نظر للمكان الفارغ):- غالبا طقوس غريبة لطائفة ما
ميار(اقترب منهما):- الآن بدأت تتحدث بلغة لا يفهمها مسدسي الحبيب
طارق:- ما غايتهما بهمااااا يا ميار ؟
ميار(هز كتفيه وهو يضعه مسدسه خلف ظهره):- أيا كان ما فعلوه فقد فروا من بعده ودون أن يلمحه أحد من رجالنا
طارق:- هو كذلك حتما
ميار:- لا أريد أن أفكر بأن لهذا الكهف مخرج آخر كي لا أشعر بالاستغفال
طارق(حمل ميرنا بين ذراعيه):- أعاننا الله
ميار(رفع حاجبه):- أنا أحمل هذا الجثة أنظر لعضلاته أتريد لظهري أن يتشنج ؟
طارق(هز رأسه بدون فائدة):- سآخذها وأعود للمساعدة
ميار(رفع هاتفه):- وأنا سألتقط بعض الصور ربما فخرية تفهم شيئا
طارق(دفع ميرنا لصدره):- أختي الحبيبة أنتِ بأمان الآن …
خرج بها من الكهف ليلف حوله الحزام وحول خصرها أيضا بمساعدة أحد الرجال ، ضمها لصدره بقوة وهز الحبل مرتين ليرفعوهما للأعلى ، سرعان ما وضعها بالمروحية لينزل مجددا ويساعد ميار في حمل وائل وكذا ومثال قاموا برفعه للمروحية وانطلقوا عائدين بسلام للمدينة ، بعد ساعات من فقدان الأعصاااااااب ، لتتضاعف إلى سؤال يطرح نفسه ما الذي حصل في ذلك الكهف ؟؟؟؟؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:40 PM   #877

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


بالمستشفى
الغريب أن نقول أنها ساعة غريبة جدا والتوقيت أغرب ، رغم أنهم لم يلتقوا ببعضهم بعضا حتى اللحظة لكن في الوقت الذي وصلت فيه ميسون وكاظم وصل خوري بجوزيت ، ونرجس بزوجها وبناتها ، وأيضا نزلت مروحية ميار فوق مدرج المشفى ما يعني حضور وائل وميرنا …لتنضم هذه السيارة الفخمة للحساب
خوري(رمق حضور سيارات ودراجات للحراسة المشددة):- من أولئك ؟
جابر(بعد استفساره للأجواء):- يقولون أن حفيدة سياسي ما أصيبت بمغص معوي لذلك الأمن مشدد
خوري(زفر عميقا):- سوف أخرج من السيارة وأدخل من البوابة الخلفية كي لا نلفت الانتباه ، أحضروا نقالة لأجل أختي وسخروا المشفى كله لو استطعتم ويا ويل من يتقاعس في معالجتها
هاجر(بقلق):- هيا جابر هيااااا تحرك
خوري(خرج بقناعه رغم أن الدنيا قد أظلمت):- سألقاكم في الداخل
خرج من السيارة مسرعا وتوارى خلف الأنظار ليدخل من الباب الخلفي ويزيله ويضعه بجيب سترته ،…
لحظتها كان كاظم يركض بميسون بحثا عن طبيب فوجد أحدهم ودخلوا لغرفة الكشف ،.. وهنا دخلوا بنقالة عليها جوزيت وتوجهوا بها مباشرة صوب غرفة الفحص … ليمر ميار من الجانب الآخر دون أن ينتبه لها فقد كان ينظر لجرح يده وهو يتكلم مع طارق الذي كان يخبر رجالهم عبر الهاتف بالمستجدات ، …وأيضا جلس مراد فوق كرسي متحرك وبحجره ابنته لمى ودفعت بهما نرجس وهي تستنجد بأي طبيب ، بينما جنى كانت تعتصر بطنها من الوجع لغاية ما سقطت مغمى عليها هي الأخرى كأختها الصغيرة …. هنا مرت نقالتين واحدة بميرنا والثانية بوائل أيضا والتف حولهما فريق طبي ليستفهموا حالتهم المريبة … وفي زاوية أخرى كان السياسي يركض في الممر خلف النقالة التي كانت تحمل حفيدته الصغيرة التي كان مغمى عليها …لحظتها كان هذا يعدل سترته وهو يلعن الصدفة فقد حاول التواري عن الأنظار ليصطدم بالسياسي وحفيدته مقبلين في ذلك الممر ، عدل ياقته وحاول الانشغال بالطريق أمامه فعقله كان متوجسا حيال جوزيت ولكن عينه مالت فجأة صوب الصغيرة ذات الشعر الأحمر المتوهج ، توقف عن المسير وهو يشعر بخفقات قلبه ترتفع فجأة طالعها مرة أخرى وهو يرمش ليرفع عينيه وينظر لجدها فقد كان رجلا عاديا ثم عاد ببصره نحو الطفلة التي سارعوا بها نحو الغرفة للاطمئنان عليها … وعلى مسمعه تردد اسم غريب جعله يشعر بالدفء رغم أنه يمقت الأسماء المشرقة لكن اسم "وهج" جعله يهز كتفيه ويتابع طريقه بدون أن ينبس ببنت شفة….
شكري(بقلق):- آه يا دكتور يعني يعني ستكون بخير صحيح ؟
الطبيب:- عم شكري كن واثقا من ذلك ابنتك بخير ربما كانت تعاني من سوء انتظام في التغذية ، أو فقر الدم لذلك ستقومون بهذه التحاليل لأجل أخذ وصفة طبية ستساعدها إن شاء الله
شكري(نظر خلفه لناهد وهي نائمة على السرير الطبي):- الحمدلله مشكور يا دكتور
الطبيب:- بالشفاء العاجل ، أستأذنك فهنالك حالات أخرى علي معاينتها
شكري(هرع نحوها وأمسكها يدها ليقبلها):- ابنتي الحبيبة
في الغرفة المجاورة
كاظم(تنفس الصعداء):- يعني هي بخير أليس كذلك ؟؟؟؟
الطبيبة:- صدقني حضرتك ابنتك بخير لا تقلق
كاظم(حك جبينه):- ولو دكتورة ابنتك ماذا إنها شابة يافعة وأنا لست كبيرا لتلك الدرجة
الطبيبة(لم تفهم مقصده):- ما فهمت حضرتك ؟
كاظم:- ولا شيء أمزح شكرا لوقتك عزيزتي الدكتورة
الطبيبة(بابتسامة طيبة):- الحمدلله ع سلامتها
كاظم(تنفس بأريحية):- تسلمي ، آه يا ماستي أفزعتني يا بنت هاه عمكِ يتصل ألو
طارق:- لما لا تجيب على هاتفك ما بها ميسوووون أخبرني داغر بالموضوع ؟
كاظم:-هل وجدتم ميرناااا ؟
طارق:- وجدناها وجدناها لكن أخبرني ماذا حصل مع ميسون هيا ؟
كاظم:- لا أعرف فجأة أغمي عليها لكنها بخير أنا بالمشفى معها
طارق:- ونحن بالمشفى مع وائل وميرنا كلاهما مغمى عليهما
كاظم(رفع حاجبيه بعدم فهم):- كيف هل أصيبااااا ؟
طارق:- سأخبرك فور رؤيتك بأي مشفى أنتما ؟
كاظم:- أتيت بها للمشفى الغربي فهو بعيد عن المدينة وبعيد عن الأنظار
طارق:- ونحن هنا لنفس الشيء بأي غرفة ؟
كاظم:- دعني أرى هاه 312
طارق:- نحن بالجانب الآخر 213
كاظم:- حسنا نلتقي وطمئنني عنهما تمامو ؟
طارق(فصل الخط):- تمام ،/ هل ضمدوها جيدا ؟
ميار(رمقه وهو يخرج من غرفة أخرى بضمادة بيده):- هل تريد إعادة تضميدها يا أخي ؟
طارق:- للتأكد لا غير
ميار:- ألم يخرج أحد من غرفة المعاينة بعد ؟
طارق:- ليس بعد
ميار:- أشعر بالعطش سوف أذهب لشرب شيء ما ، ها هل اتصلت بكاظم ؟
طارق:- سأسألك شيئا غريبا لكن إياك أن تجيبني بالمنطق
ميار:- بعد الذي رأيناه بالكهف أنكح أمَّ المنطق لو تلفظت به بعد اليوم
طارق(رفع يديه):- بغض النظر عن أسلوبك السافل ..لكن ما مدى احتمالية فقدان الوعي لميسون في ظل فقدان ميرنا الوعي أيضا ؟
ميار(تلكأتِ الحروف بجوفه وهو يتهرب بعينيه ليطلق ضحكة):- هه ههه أكيد أنت لست جادا في جملتك هذه ثم ميسون يعني أكيد من التعب ..أين العفريتة بحق ؟
طارق:- بالجانب الآخر في الغرفة 312
ميار:- نصيحة لا تهذي حبيبي طارق كي لا يؤلمك رأسك إننا بحاجتك ، سوف أحضر قهوة لكلانا أنت راقب الوضع هنا
طارق(جلس على كراسي الانتظار):- أوكي
ميار(ابتلع ريقه وهو يلف للجانب الآخر):- كان على وشك أن يكتشف أنها ابنة ميرنا اففف لكنه على حق ما العلاقة في فقدان وعي الاثنتين في نفس الوقت ، أي نعم فهمنا حاسة الأم وابنتها والابنة وأمها والاستشعار الروحي وووو لكن لن نصل لفقدان الوعي فهذا سيتطلب منا إيجاد إجابة شافية وإلا ستكون أيامنا المقبلة صعبة جداااا ، تتت أفتقدك حكيم حقا أفتقدك الآن كثيراااا ..آآآه عذرا منك يا عم لم أرك ؟
شكري(اصطدم به في إثر مسيره):- آه بني إياااااد أراك هنا أيضا
ميار(ابتلع ريقه):- هاه عمو ….؟؟؟
شكري(أشار لنفسه وهو يراقب الخلف):- عمك شكري الذي يعمل مع الست عفاف بنفس المشفى يا ولدي
ميار:- هاااا تذكرتك أبو ناهد صح خيرا عم شكري ؟
شكري:- ابنتي ناهد متعبة قليلا لذلك لا تشغل بالك لكن ..أيمكنك أن تسديني صنيعا ؟
ميار:- تفضل
شكري:- علي الذهاب للعمل وليس لدي من يوصل ابنتي للبيت بعد استيقاظها ، أيمكنني الاتكال عليك في هذا المعروف ؟
ميار(حك جبينه):- بالتأكيد أنا سأقلها معي ولا يهمك
شكري:- حسنا هي بالغرفة رقم 313
ميار(بضحكة مصطنعة):- اممم حسناااا لا تقلق
شكري:- أشكرك بني
ميار(يشتم في سره وهو يتمم طريقه):- بففف وهل هذا وقته يعني تتت يلا معلش لنفعل الخير وننساه لذلك سأتفقدها بعد رؤية ميسون وبعدها أحضر القهوة
توجه صوب الجانب الآخر مباشرة وهنا كانت نرجس تطمئن على أسرتها فأخبرها الطبيب أنهم بخير وأنه مغص معوي لا غير ، لذلك ارتاحت هي وجنان على سلامتهم وظلوا ينتظرون استيقاظهم ….
امتص شفتيه وهو ينظر لضمادة يده ليرفع رأسه لما لمح هاجر وهي تتحدث عبر الهاتف وما إن رأته حتى فتحت عينيها على وسعهما لتنظر إلى الغرفة خلفها بطريقة عفوية ، هنا تنبَّه ميار لذلك واستغرب تصرف إنسانة غريبة لأول مرة يراها في حياته ،،ارتفعت خفقات قلبها وخطواته تزيدها رعبااااا فقد استصعب عليها أن تنطق من هول الصدمة
هاجر(بتلعثم):- جا جا جاااا…جابر جابر اِلحق ميار نجيب قادم من الممر
جابر(استدار نصف دورة وهو مصعوق مثلها):- هل أنتِ متأكدة ما الذي يفعله هناااا ؟
هاجر:- يا إلهي جوزيت هنا لو عرف بالحقيقة سيقتلنا السينيووووور ماذا نفعل إنه يقترب ؟
جابر:- هششش اصمتي أنتِ توترينني تمام تمام سنفعل الآتي ادخلي وأغلقي الباب خلفكِ أسرعي أسرعي
ميار:- ما بهما هذين الغريبين تتت ..عفوا منك أين يمكنني أن أجد الغرفة رقم 312 ؟
جابر(نظر لرقم الغرفة أعلاه):- هنا الغرفة رقم 231
ميار(نظر لرقم الغرفة ثم نزل لعيون جابر):- امممم
جابر(شعر بجسمه يتخدر وكله يتعرق):- قمممم
ميار(ناظره مليا ونظر للباب من خلفه ثم تنفس بعمق):- هل أنت في زيارة خاصة ؟
جابر:- زوجتي …زوجتي في الداخل
ميار(تحرك):- بالشفاء العاجل إذن لزوجتك
جابر:- مشكور أخي مشكووور
ميار(حك جبينه):- أين جانب هذه الناهد فبجوارها تماما غرفة ميسون اففف ؟
جابر(دخل مسرعا وأغلق الباب خلفه):- الحمدلله نجوناااا
هاجر(تنفست بعمق):- كنا على وشك أن نفضح يجب أن نخبر السينيور ونغادر حالا
جابر:- سأحاول إيجاده لا تبرحي محلكِ قط
هاجر:- طيب طيب
هنا كان السينيور خوري يقف بالممر أو بالأحرى يختبئ خلف درج العاملين وهو يراقب الغرفة ، لا يعلم لما فعل ذلك أو ما الشيء الذي جذب انتباهه لكنه وجد نفسه يراقب الغرفة عن كثب … لحظات وخرج الطبيب ليحادث الجد حول حالة الصغيرة
الطبيب:- لا أخفيك سرا الصغيرة بحاجة لأمها حين تستيقظ
سليمان :- لا يسعنا ذلك فبدورها ليست بخير
الطبيب:- أتفهم ذلك سيد سليمان وأعرف أن الطفلة متعلقة بأمها كثيرا ، لكن لا يسعني القيام بشيء فلم نشخص قط حالة كهذه
سليمان:- أيمكنك أن تخبرني ما حالتها لطفا ؟
الطبيب:- الغريب أن حالتها طبيعية جدا وكل مؤشراتها بخير ما عدا فقدانها للوعي ، وهذا لم نجد له تفسيرا سوى ابتعادها عن أمها أخبرتك أنه يؤثر يا سيد سليمان
سليمان:- وأنا أخبرك أن أمها بدورها ليست بخير افهمني أرجوك ، أريد أن تصبح حفيدتي بخير فافعل ما باستطاعتك وأنا سأكون بالخدمة
الطبيب:- المسألة لا تقاس بالمال لكن … بما أنك مصر سنحاول أكثر يجب عليك أن ترافقنا لغرفة التحليل سوف نقوم ببعض الفحوصات
سليمان(مسح على جبينه وهو يتصل):- سأتبعك بعد لحظات …/ ألو هل استيقظت ؟
الممرضة:- ليس بعد سيدي ما زال مغمى عليها
سليمان:- فهمت والوضع لدي ما زال على حاله ، أبقيني على تواصل سأكلمكِ لاحقا
خوري(صغر عينيه فور ذهاب سليمان):- غريب
نظر للممر مرتين قبل أن يخطو خطوتين صوب الغرفة ويفتح الباب ليجدها نائمة كالملاك فوق السرير ، اقترب بهدوء ليقف قبالة السرير ويلتقط تقرير حالتها فلم يجد أي اسم مدرج عليها غير اسم وهج … أعاده محله واقترب منها أكثر ليمد يديه ويلامس شعرها ، أحس بتلك الرغبة الغريبة التي اعترته فلامسه وهو يغمض عينيه وكأنما كان ينتشي به لتتسرب بداخله مشاعر غريبة تضخمت ليفتح عينيه وهو يرفع حاجبيه بدهشة
خوري:- هل هذه وحمة وردية ؟؟؟؟؟
الممرضة:- هيييه يا أستاذ ما الذي تفعله هناااا ؟
خوري(عقد حاجبيه باستغراب وتحرك صوب المغادرة):- أخطأت في الغرفة
الممرضة(بتوجس منه):- انتظر مهلا …. يا أخ يا سيد انتظررررررر هنا لقد نسيت هذاااا ؟
لم يصغي إليها بل فرَّ من هناك مسرعا فقد كان باله غائبا بعد الذي رآه ، لكن لم يترك له جابر فرصة التفكير فقد أخبره بما اكتشفه للتو أن المشفى يعج بآل الراجي بشكل لا يصدق … عقد حاجبيه ومن فوره فعَّل اتصالا لخوانيتا وطلب منها التوجه مع الرجال لمنزل جوزيت بحثا عن ناريانا ، فعلا أطاعته ووجدوها قد خرجت من الحمام ومغمى عليها على أرضية الغرفة …. خمن في أن للأمر علاقة ببعضه لكن استبعد تماما الصغيرة التي أقنع نفسه أنها لا شيء مجرد صدفة لا غير ….
طارق:- يعني ؟
الطبيب:- لا يمكننا أن نستفهم شيئا في هذه اللحظة ، كله في يد الوقت
طارق:- ما فهمت يعني ألن تستيقظ أختي ؟
الطبيب:- ستفعل لكن ذلك كامن في ذاتها الداخلية يعني …ربما يستغرق ذلك ساعات أو أياما من يدري
طارق(مسح على شعره):- هل لك أن تكلمني بلغة أفهمها ؟
الطبيب:- التشخيص الأولي يفيد أنها حالة غيبوبة مؤقتة ، كل المؤشرات تدل على ذلك
طارق:- الشخصين معا ؟
الطبيب:- أجل نفس المؤشرات تتمحور في المريض أيضا ، والغريب أن جراح صدغهما مشابه لبعضه وهذا سيفتح تحقيقا عليكم مواكبته
طارق((حرك فكه ونظر جانبيا لرامز وجهاز الشرطة من خلفه):- أراكم مسرعين ؟
نزار:- ما الذي حصل وأين أنا من كل هذا الأكشن أليس عيبا عليكم أن تغامروا بدوني ؟
طارق(هز رأسه):- كان ينقصني مجنون آخر في فريق التحقيق الغريب لتكتمل الصورة
الطبيب:- بالإذن والحمدلله على سلامتهما
رامز:- هل ستشرح لي ؟
طارق(هز كتفيه):- لأفهم أولا وبعدها سأشرح
دخل لغرفتهما وكتف يديه وهو يراهما في سريرين اثنين ، حرك رأسه وهو يتنهد بتعب فماذا عساه يكابد ليكابد … لحقه رامز ليجدهما نسخة منفصلة كلاهما على نفس الحالة فحك جبينه وهو يلكز طارق كي يخبره بالمستجدات ، لذلك أخرجه من الغرفة وطلب منه ترك حراسة هناك فلا ينقصهم مفاجآت ، وبالفعل أمرهم رامز بحراسة الغرفة وتوجها سوية لجانب ميسون وأثناء ذلك روى له طارق ما حصل معهم من البداية …
رامز:- له له وأين مسرح الجريمة يجب علينا معاينته على الفور
طارق:- أدلكم عليه بالتأكيد
رامز:- سأبلغ الجهاز ليتحركوا صوب الموقع وبعدها ألحق بهم
طارق(فتح باب غرفة ميسون):- كاظم
كاظم(كان يمسح على شعرها بحنان لينتفض):- ها تفضلا
طارق:- كيف حالها ؟
كاظم:- تبدو بخير
رامز(عقد حاجبيه):- هل أنا من يلاحظ هذا أم أنه مجرد حدس محقق أهبل ؟
طارق(فهم مقصده):- خمنت ذات الشيء في أن للأمر علاقة ببعضه لكن ميار أقنعني بأنه محض صدفة ، بالمناسبة ألم يأتي إلى هنا ؟
كاظم:- بلى لكنه قال بأنه سيحضر قهوة ويعود إليك
طارق:- أكيد تاه في أمر ما فهو غريب الأطوار أكثر من الجنون الذي عايشناه في الكهف
كاظم:- ماذا نفعل ألم يستيقظ أحد بعد ؟
طارق:- يقول الطبيب أنها حالة تشبه الغيبوبة والاستيقاظ مرهون بالوقت
كاظم(بصدمة نظر صوب ميسون):- ماذا يعني هذا …ماذا لو كانت حالة ميسون مرتبطة بحالتهما ؟
رامز(رفع يديه باستسلام):- أستسلم هل دخلنا في صفحة الشعوذة والسحر أم أنني أهذي ؟
طارق:- هذا هو الوضع ، هل هو ضرب من الجنون أم أنه يحدث فعلا لا نعرف
رامز:- ومن سيعرف نحن لا نفهم إلا بالمسدسات
كاظم:- أكيد يعني كيف سنفسر هذا العجب الذي يحصل ؟؟؟
طارق(رفع حاجبه):- هناك من سيفهم ويشرح لنا كل ما نريد معرفته ، لكنه بحاجة لدافع
كاظم:- فخرية ؟
طارق(هز كتفه):- ومن غيرها
كاظم:- سترفض الإفصاح أكيد وستدعي عدم فهم شيء ألا تعرفها يعني
طارق:- لكن هنالك أم ميسون وهي قادرة على إجبارها أليس كذلك ؟
كاظم(ليست أمها افف):- لورينا …حسنا لنجرب حظنا
رامز(اهتز هاتفه فنظر للمتصل وأبعد الهاتف وهو يجيب):- هالألوووو
عمو بشير:- أبفهم هل أنا مديركم أم مربيتكم ؟
رامز(شغل مكبر الصوت):- والله إن قلت أبونا سوف نكون محقين
عمو بشير:- وللللد لما لست على رأس عملك ؟
رامز:- أقسم أنني كنت متوجها نحوه بالقلب والضمير الحي
عمو بشير:- سأذهب أيضا
رامز(رفع حاجبه باندهاش):- وهذه عادة لم يسبق وأن كانت
عمو بشير:- أراك هناك ، وأنت يا خروف الهنا حتى ولو لم تنطق بحرف من أنفاسك أعرف أنك تبعبع بهمس
كاظم:- تظلمني يا عمي قسم بالله تظلمني
عمو بشير:- حسابك ثقل لكن ليأتي بوقته ، طارق ؟
طارق(كان يناظر ميسون):- أفندم ؟
عمو بشير:- سيكونون بخير
طارق:- أتمنى
عمو بشير:- هيا راااامز لا تطل هناك سنحتاجك بموقع الاختطاف
رامز:- الواجب يناديني يا جماعة بلغوا ميرنا سلامي
طارق(استقام):- هذا إن استيقظت …. همم سأبحث عن ميار لا تغفل عنها
كاظم:- أكيد
طارق(أغلق الباب خلفه وهم بالتوجه صوب مقهى المستشفى ليجده مغادرا غرفتها):- أنت هناااا ؟
ميار:- كنت أطمئن على ابنة شكري
طارق:- من ابنة شكري هاته ؟
ميار:- ناهد الموظفة الجديدة بالشركة ، بففف الفتاة التي راقصها حكيم ليلة ميلاد ميسون
طارق:- ها ها ذات الشعر الأسود ما بها
ميار:- فقدت وعيها جراء نقص في التغذية
طارق:- ومن أين أصبحت مشكلتك ؟
ميار:- يا أخي أبوها أوصاني بها معتقدا أنني إياد فماذا علي أن أفعل ، ما إن تستفيق نأخذها بطريقنا لبيتهم وانتهت القصة …هل هناك أخبار ؟
طارق(عاد أدراجه وميار رفقته):- يقول الطبيب أنها مسألة وقت شيء أشبه بالغيبوبة
ميار(رفع حاجبه):- ماذا فعلت تلك الطائفة بهما في نظرك ؟
طارق(توقف بجانب الممر الآخر ووضع يده على كتفه):- هذا ما أعتمد عليك لمعرفته
ميار(صغر عينيه):- وش المناسبة ؟
طارق:- لوريناااا هي الوحيدة القادرة على إجبار فخرية لكي تساعدنا يعني بحكم أن ميسون ابنتها فهمتني ؟
ميار(تنهد بتعب):- حممم لدي فكرة أفضل تجبرها على المساعدة
طارق:- ما هي ؟
ميار:- الابتزااااااااز
طارق(رفع حاجبه بعدم فهم):- عفواااا ؟؟؟؟
فخرية:- كيف تجرؤ أيها اللعين على تهديديييييي ؟؟؟؟؟؟
ميار(عبر الهاتف ينظر إليها في اتصال فيديو):- والله هذا ما أملكه يا فخرية
فخرية(صغرت عينيها فيه):- شوف يا أبله إن كنت تحسب أنني غير قادرة على أن ألعنك عبر هذا الويل فأنت مخطئ ، يعني قدراتي قد تصل لبؤبؤ عينيك وتعميه
ميار:- أوه يا عجوووز كم أنتِ حقودة يا امرأة أقول لكِ حفيدتكِ في حالة غير مفهومة هي وميرنا ووائل ألا يحرك فيكِ هذا ساكنا ؟
فخرية:- ولكي تحققه تهددني بلورينا اللعينة وكأنها تهمني
ميار:- لكنها تزعجكِ يا فخرية وتهديدي كان لطيفا يعني لو حفزتها قليلا لأزعجتكِ أكثر
فخرية:- لا لا وحياتك إزعاجها لا يطاق ، تمام سأجعل طلال يحضرني لكن لا تخبروا أحدا من العائلة ، يعني تكتموا على ذلك بقدر ما تستطيعون
طارق:- لكِ ذلك لكن أسرعي لو سمحتِ فالوضع لا يطاق
ميار(صغر عينيه وهو يصغي لهذا الحديث جانبا):- حقا حقا لا يطاااااق ، مهلا أليست تلك الفتاة ابنة الدكتور مراد ؟
طارق(عقد حاجبيه وهو يفصل الخط):- ننتظركِ فخرية …/ أجل تدعى اممم جنان جنااااان
جنان(سمعته حين ناداها وركضت صوبه بأكواب القهوة):- يااااي عمو طارق جيد أنني وجدتك هنا ، هل ميسون بالقصر أتصل بها أنا ودينا لكن لا تجيب ؟
طارق(نظر لميار):- هي مريضة قليلا لكن لا تخبري دينا بذلك كي لا تحدث جلبة
جنان(بتأسف):- يا الله ما هذه المصادفة العجيبة فأهلي أيضا هنا
ميار:- ما بهم ؟
جنان(هزت كتفيها):- لا ندري أختي لمى الصغرى صرخت بأنها تختنق ، بينما جنى الكبرى أصيبت بمغص في معدتها والحال نفسه عند بابا ….آوووه جيد أننا وصلنا هنا فقد أغمي عليهم فجأة وكأنهم في لعنة أو ما شابه ذلك ، يعني لا يجب أن أقول هذا فقد نبهتني ماما لكنه تفسير منطقي ههه
طارق(هز رأسه بدهشة ونظر لميار):- اكتملت أليس كذلك ؟
ميار(صفق بيديه):- شكلها هكذااااا
جنان:- أوووبس تأخرت ع ماما بالإذن وسلموا ع ميسون
ميار:- عزيزي طارق هل ستنكح المنطق أم أتفضلُ مشكورا ؟
طارق(ضرب كفا بكف وسارع خطاه):- دعنا نتفقد الأمر بشكل أقرب
ميار(فور انعطافهما رمق جابر وهاجر يتجادلان في الرواق):- اسبقني سآتي من بعدك
تحرك صوبهما مطبقا حاجبيه لا يدري لما غالبه الفضول حيالهما ، ربما من نظرات هاجر وارتباكها أول ما رأته … وها هو ذا يتبع حدس الفهد البري ليستفهم ما الأمر ؟
هاجر:- كيف تخبرني بذلك الآن هل أنت معتوه أليس بتلك الكرة عقل ؟
جابر(أشار لرأسي):- الآن رأسي أنا ترينه كرة ؟
هاجر(ضربت الأرض بكعبها):- جاااااابر لا تجعلني أبتلي فيك ها هناااااا ودبِّر أمر السينيور كي يخرج بأمان من الباب الخلفي
جابر:- أعيد وأكرر الباب الخلفي به شرطة حبيبتي
هاجر(برقت عيناها وهي تبحلق فيه):- نعممم ؟
ميار:- أوووه وكأن زوجتك سرعان ما استعادت صحتها يا سيد ….عفوا قلت اسمك ماذا ؟
جابر(ابتلع ريقه ونظر برعب صوب هاجر التي بادلته ذات النظرة):- قممم لم أقل
ميار(التفت لهاجر):- هل تقابلنا سابقا ؟
هاجر(التصقت بالحائط):- أبداااااا
ميار:- كأنكِ مرتبكة خيرا ؟
جابر(أغمض عينيه وفتحهما سريعا):- أكيد فأختها التي هي زوجتي في وضع حرج لذلك هل نستأذنك قليلا ؟
ميار:- هاااا أختها طيب تفضلا
جابر:- من هنا عزيزتي امشي معي قليلا لنشم بعض الهواء النقي
هاجر(مشت بجواره وهي ترتجف):- يا إلهي
ميار(دقق بصره فيهما ثم نظر لباب الغرفة مرة أخرى ليتراجع):- عالم غريبة أي والله
هاجر:- هل ذهب هل ذهب ؟
جابر(التفت سريعا):- أجل إنه يذهب
هاجر(وضعت يدها على بطنها):- والله لو كنت حاملا لكنت أجهضت من الجزع
جابر:- هل أنتِ حااااااامل ؟
هاجر(توقفت وناظرت غباءه لتستمر شاتمة):- أجل حامل بغباااااائك يا فهيم
جابر:- هيا ماذا قلناااا يا بنت توقفي الله الله …
خوري(أوقفهما بالممر):- ما الذي حصل هنا للتو ؟
هاجر(فتحت عينيها على وسعهما):- س …..سينيووور خوري
خوري(اقترب منها):- عفوا ؟
هاجر:- أقصد يعني والله هو الذي التصق بهذا الممر وعلق عليناااا
خوري:- لماذا يا ترى ؟
جابر:- لا نعلم
خوري:- أكيد قمتما بشيء لفت انتباهه ، ولكنني لن أطيل في الموضوع الآن فلدي مشاغل
هاجر(طأطأت رأسها):- مداخل ومخارج المستشفى بها حراسة
خوري(توقف خطوة ثم زفر عميقا وهو ينظر إليهما):- يعني سنبيت هنا الليلة ؟
جابر:- هكذا غالبا سينيور
خوري(حرك فكه):- أحضرا لي عشاء بغرفة أختي …. وإياكما وأن ألمح طيف ذلك اللعين في هذا الممر وإلا ….
هاجر(بفزع هرولت):- حاضر حاضر لن يحصل ذلك
جابر:- بالتأكيد لن يتكرر احم بالإذن حضرتك
خوري(عدل قميصه الأسود الطويل فوق صدره وتقدم صوب الغرفة):- ماذا في ذلك سنبقى هنا ، يعني لتكن لمَّة راجية فريدة من نوعها بهذا المستشفى الملعون …
دخل للغرفة ووجد جوزيت على حالها ما تزال نائمة ، اتكأ على الكرسي المخصص للزائرين ومد رجله ليعقد حاجبيه مفكرا في الصغيرة ذات الوحمة الوردية ، أرجح أنها مجرد صدفة عابرة وإلا فما الذي يجعلها تحمل نفس الوحمة التي تتمتع بها أذرع الراجيات كلهن ، سواء كن من طرف الأب أو الأم فهي مخصصة لهن كعلامة تدل على نسبهن وهذا أمر يرجع لجذورهم القديمة ولسحر دفين حظيت به أكبر جدة لعرق الراجي…
خوري(أمسك هاتفه وفعَّل اتصالا):- وصلتِ ؟
كلاريسا(تجلس في حوض حمامها الدافئ):- وآخذ حماما ساخنا الآن يعني لو أنك لم تطردني فجأة من منزلك لكنا نستمتع سوية…فأنا أشعر بالوحدة بداخله فلو كنت تشاركني إياه يعني ..آآآآه أفكر بشكل قذر وفي وقت كهذااا معذرة
خوري:- كلارا … أريدكِ في مهمة
كلاريسا:- عيوني لك حبيبي
خوري(أغمض عينيه):- إن تلفظتِ بكلمة كهذه مجددا بدون إذني سأنزعج
كلاريسا(بتوتر):- حسنا اعتبرها زلة لسان ولنعد من الأول ، بأمرك سينيور خوري
خوري:- أريد اللائحة
كلاريسا:- لائحة ماذا ؟
خوري:- لائحة بائعات الهوى اللواتي تدخلن لقصر ليندا
كلاريسا(صغرت عينيها):- أحضرها لك لكن أخبرني ما غايتك ؟
خوري:- قومي بما أمرتكِ به ولا تكثري أسئلة ، سأعيد الاتصال بكِ لاحقا انتبهي
كلاريسا(زفرت بتعب):- حاضر سينيور بأمرك بأمرك
خوري(لم يفصل بل ظل يسمع أنفاسها):- أكره التذمر كلارا
كلاريسا(ببكاء):- ماذا أفعل إن كنت أعشقك حد الجنون خووووري ؟
خوري:- سأقطع الاتصال نفذي المطلوب وبلا شيطنتك ..انتهى
كلاريسا(بتأفف):- تتتت ….أحبه أحبه آآآآآآه (فعَّلت اتصالا بعده) .. افتقدتكِ يا نعجتي سآتي لزيارتكِ بعد قليل أيمكنكِ استقبالي بسرية ، أهااه حاضر حبي سأكون على الطريق بعد نصف ساعة أراكِ …
اتفقت مع صديقتها على موعد خاص بعد مدة وأثناء ذلك كان جماعتنا في موقف صعب يجب وحتما الخروج منه وإلا سيتسرب الخبر للعائلة ولن ينتهوا منهم تلك الليلة
طارق:- سمر هل أنتِ طفلة ، أقول لكِ أنه لدينا عمل ثم القصر محصن يعني لن يؤذيكِ شيء
ميرا:- أليس غريبا أن يكون لديكم جميعا عمل في آن وااااحد ؟
طارق:- والله هكذا حصل ما مشكلتكِ الآن ؟
ميرا:- أشعر بالقلق وحدي مع ابني لو تعود يا أخي الحبيب هممم ؟
ميار(همس له):- اذهب أنا موجود
طارق(مسح على رأسه):- طيب يا سمر سآتي بعد قليل
ميرا:- وأحضر معك عشاء فهذه المسمومة بديعة أحرقتِ الأكل كله وبقينا بدون أكل
طارق:- كأنني صدقتكِ تمام سمر أنا قادم ../ هل ستكون بخير ؟
ميار:- أنا هنا يا رجل اهتم بأختك والباقي لي
طارق:- لولا الضرورة لما ذهبت.. لأنني قلق من تخبر أختي نور بشيء ونصبح في استجواب متنقل من الجدة لأصغر الأحفاد
ميار(مط شفتيه):- أقدر معاناتك لذلك خذ راحتك
طارق:- هل هذا دعم أم أنك تبعثني لغاية في نفسك ؟
ميار(ابتسم وهو يستقيم):- أشعر حقا أنني بدأت أضعك في موضع حساس يسار صدري
طارق(ربت ع كتفه):- لن أتأخر
ميار:- سأتصل برامز لأسأل عن الوضع فلعلهم عثروا على شيء مفيد ؟
طارق(تحرك للمسير):- أبقني على اطلاع بأي جديد …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:42 PM   #878

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في الكهف
عمو بشير(هز رأسه بعدم تصديق):- يعني …؟؟؟
رامز:- سيدي لم نعثر على أي أثر يدل على هؤلاء الأعضاء يعني ، لا يوجد غير بصمات ميار وطارق غيره لا شيء
عمو بشير:- طيب أين ذهب الدم المتدفق ها هنا ، كأن يدا خفية مسحته ونظفت المكان ؟
رامز:- صدقني هذا الموجود
عمو بشير:- ما تفسيرك لعدم وجود بصمات لوائل وميرنا ؟
رامز(هز كتفيه):- بالنظر لما عايشاه ها هنا حسب ما رواه ميار وطارق ،،- فأظن أن ذلك راجع للسحر
عمو بشير(صغر عينيه ليصرف نظره):- عن أي سحر تتحدث نحن بأي زمن ؟
رامز:- يعني هذا التفسير المنطقي لكل هذه الأحداث
الشرطي:- حضرة المحقق لقد وجدنا آثار أقدام تؤدي للجدار وتنتهي في آخره
رامز:- سأتفقده بنفسي أرني أين
عمو بشير(امتص شفتيه):- انتظر… تابع هنا سأتفقد ذلك شخصيا
رامز:- تمام، تعال يا بني ولنصور ذلك الجانب أيضا
توجه عمو بشير صوب الجدار وأرسل الشرطي بعيدا لينظر صوب الجدار مليا ويتنهد بحزن
عمو بشير:- كن بخير يا نزار ولا تجعل كل شيء يضيع في عتمة الصدف
فخرية:- أقول بأنها مجرد صدف ههه فلا تهذي يا عزيزي
ميار:- شوفي يا فخرية أحترم محبة أخي حكيم لكِ ، لكن إذا ما لمست تهاونا في إجاباتكِ سوف لن تكون الأمور جيدة بيننا
كاظم:- بالمختصر كوني أكثر حذرا يا فخرية واختاري ألفاظكِ جيدا كي لا نلومكِ
فخرية:- أخبرتكم أنها مجرد صدف عابرة لا غير
ميار:- فسري أكثر
فخرية(عقدت حاجبيها):- حسنا حسبما ذكرتم فقد تم اختطاف ميرنا من قبل طائفة ما ، فور وصول ميار وطارق وجدوا المكان مدجج بالدماء وعلى أجساد ميرنا ووائل كان موجودا أيضا ، ليتضح أنها ليست منهما وأن دماءهما نزفت من معصميهما فقط بنفس الجرح ونفس النصل أيضا
كاظم:- هو كذلك تابعي
فخرية:- حسبما فهمت فإن هذه الطقوس خاصة الدماء والشموع ووو ، يعود لطائفة أو أخوية قد تكون مؤمنة بالخرافات
ميار:- خرافات شبه ماذا خالتو ؟
فخرية:- كالعثور على الكنوز مثلا
كاظم(كتف يديه):- تمام الآن تحمست هه عن أي كنوز تتحدثين ؟
فخرية(شخصت فيه):- أقول مثلا مثلا
ميار(أشار نحوه):- لا تجعلني أبدأ بشتم بلاهتك كاظم ، وأنتِ فخرية تعالي إلينا بكل ما فهمته ودعي لنا مهمة التفسير
فخرية(صمتت برهة):- بعد أن رأيت أخبرتماني بحالتهما وحالة ميسون أستفهم أن الموضوع أكبر مما نعتقده ، ما يعني أنه شيء يصعب علي تفسيره
كاظم:- شكلها لن تفيدنا بشيء
ميار(صغر عينيه فيها بإمعان):- فخرية فخرية عزيزتي تعرفينني لا ألهو عندما أكون على أعصابي ، فلذلك كوني دقيقة في جوابك على سؤالي التالي وإلا سأخسر فيكِ أخي
كاظم:- أتنوي بيع كليتها هااااء ؟
ميار(بنفاذ صبر):- لو تنصرف وتراقب ميسون ألن يكون هذا خيرا لنا جميعا ؟
كاظم(أمسك ع صدره):- هذه إشارتي للرحيل .. فخرية أترك لكِ قلبي ودعائي مع باقة ورد حمراء
ميار(أمسك على رأسه من جنون كاظم):- الرحمة يا ربي الرحمة
فخرية:- …لارد
ميار(جلس جوارها):- فخرية ….لم تخفين الأمر ؟
فخرية(برباطة جأش):- أنت لن تجعلني حصان طروادة خاصتك
ميار:- ولكنكِ المخولة الوحيدة لتفسير هذا الجنون ، ولو كان هنا حكيم لما ترك الأمر معلقا لأن فيه مصير ميرنا ومصير ابنته
فخرية(بابتسامة):- ومصير أمة بأكملها ، أتظن أن الأمر يقف عند هذه النقطة إنه ممتد يا عزيزي وعقلك المشبع بخيوط المافيا وعالم الجريمة لن يستوعب حرفا من عالمنا
ميار:- والذي هو ؟
فخرية:- عالم السحر والخرافات
ميار:- ميسون وميرنا في خضم هذا ألا يعني لكِ ذلك أي شيء ؟
فخرية:- بدوري أخشى عليهما من الأذية ، ولكن لما تفكر فيهما وتنسى أمر امرأتك
ميار(عقد حاجبيه):- أفندم ؟
فخرية(هزت كتفها وهي تنهض لتعدل ثوبها الأسود الطويل):- خاصتك هنا فابحث عنها
ميار:- جوزيييييييت ؟
غادرته وهي مدركة أنها أعطته شيئا سيشغله عنها قليلا ، بينما زفر هو عميقا إذ عرف أنها لن تساعده بشيء فهي كتومة وقد أبرزت ذلك بمراوغتها لهم ، وأيضا شعر بثقل في قلبه في تواجد جوزيت هنا أيضا لأجل وائل فقد أيقن أنها علمت بأمر الاختطاف ولذلك هبَّت للاطمئنان …ضرب كفا بآخر وتحرك ليجد الحبيبة الهاربة لعله يفهم منها ما يريده وأصلا يشبع جوع عينه لرؤيتها فأصلا قد كانت تلك غايته من البداية ….
أما فخرية فتوجهت صوب غرفة ميرنا ووائل لتتفقد الأمر بشكل مقرب ،،، دخلت بشكل علني بعد أن أخبرت الحارسين بأنها مرسلة من قبل الشباب ، نظرا لعمرها سمحوا لها بالدخول إلى الغرفة وهذا ما جعلها تستمر لتجدهما أمامها على تلك الشاكلة .. وقفت وسطهما وأغمضت عينيها لتبسط يديها على وسعهما وتنظر للأعلى ، بدأت ترج رأسها مرات متعددة قبل أن تصبح عينيها مبيضتين على الأخير، وبعد عدة هدهدات أطلقت العنان لقوتها حين لامست كف ميرنا وشعرت بجسمها يشتعل حرارة
فخرية(نظرت للشرارة المنبثقة من يد ميرنا ليدها):- حتى لو احترقت لن أتوقف …"أيتُها الأرضُ جاءَ وقتُ تلاحُمِ الطبيعة مع السمَّاء ، دعي أنوارَ الشمسِ تُلامسُ جذوركِ كي تستفيقَ الأشياء الخامدة ، فما هُو مكتوب على جُدران الكهف المقدس سيُحقق …هيا ياااااا شعوذتي امتدِّي لتعبُري أقاصي العالم وتُبرزي الطريق لقلادةِ الشمس ، ارسمي طريقَ النور واحجبي أيَّ شرِّ يقف في طريقِ الوليدة فها نحنُ ذا سنُحققُ المُراد والمُرادُ اليوم قد صَار قابَ قوسًين أو أدنى مِن النَّصر …….يا نااااارَ المشرقِ والمغربِ خ
ماريا(دخلت مباشرة):- بحق السماء ما الذي تفعلينه هنا خالة فخرية ؟؟؟؟
فخرية(أنزلت رأسها وجمعت يديها لتضمهما لصدرها وتنهي آخر تمتمة):- ….لارد
ماريا(أغلقت الباب خلفها بتوجس وتقدمت صوبها):- خالة فخرية هل تسمعينني ؟
فخرية(استعادت لون عينيها الطبيعيتين لتنهرها):- أسمعكِ ولست بصماء حتى تصيحي هكذااا
ماريا(رفعت حاجبيها):- حسن ولكن أخبريني خالة ماذا كنتِ تفعلين ؟
فخرية(عدلت ياقة جلبابها الأسود):- ماذا سأفعل يا بنت كنت أدعو لهماااا الله
ماريا:- لكنني سمعتكِ تتكلمين بصوت مرتفع
فخرية:- وهل فهمتِ ما كنت أقوله ؟
ماريا:- إطلاقا
فخرية:- إذن لما تصرعين رأسي بهذاااا تنحي جانبا الله الله
ماريا(عادت برأسها للخلف):- طيب طيب فهمت
فخرية(هزت رأسها):- لو تخففي من ترددكِ ستكسبين وتفتحين بيتا ، لكن لو بقيتٍ برأس البطيخ هذا تترددين في كل حين فصدقيني ستشيخين مثلي وحيدة
ماريا(ضمت التقارير الصحية لصدرها):- هاااء يا ويلي
فخرية(ابتسمت شبه ابتسامة ونظرت خلفها صوبهما ثم خرجت):- اهتمي بهما جيدا
ماريا(تنفست الصعداء):- حقا إنها مرعبة يا إلهي ….هممم
فخرية(رمقته وهو يسأل الرجال):- ههه ما زال الغبي يبحث عنها آآآآآه سيظل الحب أكبر سلاح لا يمكنكم هزيمته يا أولادي
ميار(بتعب من البحث):- إذا لمحتم طيفها ستخبرونني تمام ؟
الرجال:- جاري البحث سيادتك
ميار:- هيا انصرفوا … سأجدكِ يا جوزيت وسنتحاسب

مرت عدة ساعات حتى انتصف الليل ولمح ضوء هاتفه فأجاب عنه برتابة ليرتفع بابتسامة وهو يشعر بأن المهمة المطلوبة قد تمت بنجاح ولذلك،،رفع هاتفه واتصل بها لتخبره أكثر بالتفاصيل
اللازمة ليبدأ في تفعيل الأمر الذي يدور بعقله
كلاريسا(أشارت نحوها بالصمت):- فهمت فهمت لكن ما الغاية من ذلك ؟
خوري:- منذ متى تتدخلين في قرارات عملي ؟
كلاريسا(بتلعثم):- أستسمح
خوري:- ستشرحين الأمر لصديقتكِ الآن وسيُنفذ كما أريده وإلا ستشهدان مني ما لا يعجبكما
كلاريسا:- كما تشاء لا تقلق سأسهر عليه شخصيا
خوري(مسح على ذقنه وفصل الخط):- أنتظر جوابا
كلاريسا(التفتت نحوها):- هل أنتِ واثقة من أنكِ ستتمكنين من إنجاز هذا ؟
صديقتها(بخبث):- يمكنني بالتأكيد أمهليني دقيقة لأجري اتصالي
كلاريسا:- لكِ دقيقتين المهم أن تنجزي فهو ينتظر جوابا الآن
صديقتها:- أرجو أن تعرفيني بسينيوركِ هذاااا فقد أثار فضولي بهيبته وبجنون العظمة خاصته
كلاريسا(بتخوف):- يفضل ألا تقتربي منه ولا خطوة فهو غير موثوق
صديقتها:- ههه أم تراكِ خائفة من أن أصبح شيئا في حياته ؟
كلاريسا:- ههه لا أشك فيني إطلاقا
صديقتها(فعلت اتصالا):- من نظراتكِ أخشى أنني أثرت في شيء ههه لكن ما تقلقي قلبي مقفل حاليا ومفتاحه ضائع ههه…// ألو حضرة السفيرة بْوُوناسِيرَا ؟
ليندا(عقدت حاجبيها):- أهذا وقت مناسب للاتصالات ؟
صديقتها:- الضرورة يا روحي
ليندا(نظرت للساعة):- اختصري لو أمكن
صديقتها:- ستصلني شحنة بنات يافعات في الفترة المقبلة ، فكرت لو أخصص لكِ القطع الجديدة هذا لو أحببتِ التفرد يعني لزيادة المتعة وإسقاط العذارى
ليندا(لعبت الفكرة بعقلها):- قلتِ عذارى ؟
صديقتها(أشارت بإبهامها لكلاريسا):- وعلى آخر طرااااز ها هل أحسب حسابكِ فيهن ؟
ليندا:- بالطبع لكنني أشك بأن لهذا ثمن مختلف ؟
صديقتها:- أكيد لن نختلف يا روحي فنحن نشتري زبونا هنا ، ثم أنتِ تُعدين من أهل المكان ولستِ بغريبة حتى أفاصل معكِ في الأثمنة
ليندا:- اتفقنا ، احسبي حسابي وسأنتظر خبرا منكِ في أقرب وقت
صديقتها:- وبالنسبة لهذه الأيام لاحظت بأنكِ أوقفتِ الطلب
ليندا:- مؤقتا حبيبتي ، سأنتظر الجديد منكِ لا محالة فقد تحمست
صديقتها:- نبقى على اتصال عمتِ مساء سيدتي…/يسسسس تم
كلاريسا(عانقتها بفرح):- يا عيني سيفرح سينيوري أكيد بهذا الخبر
ماتيلدا:- ليدي هنالك طلبات متضاعفة في صالة القمار نحتاجكِ هناك
صديقتها:- سأدعكِ لتكلمي خاطف قلبكِ وأهتم بعملي
كلاريسا(التقطت هاتفها بلهفة):- حسنا حسنااااا …./ ألو سينيوري تم الأمر بنجاح
خوري(تنفس بأريحية):- لكِ جائزة إذا سار كل شيء كما أخطط له
كلاريسا:- وأنا وصديقتي قيد أوامركِ ومخططاتك حبيبي ..أ.ألو ألوووو تت فصل الخط
خوري(وضع الهاتف بجيبه واستقام ليجلس بجوار جوزيت):- ما هذا النوم الغريب الآن ؟
تأملها وهي نائمة وامتدت عينه لتناظر بطنها المنتفخ ، عقد حاجبيه ووضع يده على بطنها بشكل خفيف جعله يطل برأسه وهو يرفع حاجبه وكأنه يصغي لكلام الصغيرين ليرتسم شبح ابتسامة على ثغره قبل أن يستقيم بعد الفكرة التي راودت عقله آنذاااااك …..
خرج متسللا من غرفة أخته ليتحرك صوب الجانب الآخر من المشفى ليجد نفسه قد وصل لممر غرفة ميسون ، عقد حاجبيه حين لمح خروج كاظم من الغرفة والذي توجه مسرعا لغير وجهة ، بينما تقدم هو برفق لغاية ما فتح الباب وأطل منه ليجد ميسون نائمة بهدوء … لم يقترب ولم يخطو أية خطوة بل ارتسمت على ملامحه تقاسيم الخبث التي جعلته يتراجع خطوة للخلف ، لكن عودة كاظم جعلته مضطرا للاختباء فلم يجد ملاذا سوى الغرفة المجاورة ليقتحمها بدون سابق إنذار
خوري:- تبا هؤلاء الأغبياء غير منضبطين ، تت سأمكث هنا برهة وبعدها أغادر و … ستيلا ؟
رمش مرتين وهو ينظر لناهد وهي نائمة بنفس الوضعية ، عقد حاجبيه وهو يتأكد منها ليفهم أنها شبيهتها لا غير لكن ما هذه الصدفة الغريبة التي جعلته يقتحم غرفتها ويكتشف وجودها ، والأهم من كل ذلك أيييييييين هم رجاله وأين مراقبتهم للأوضااااااع كلهااااا …لمس تقاعسا شديدا جعل الدم يغلي في عروقه متوعدا بحساب ما بعده حساب ، لكن لكل مقام مقال الآن سوف يتفحص ماهية ما يجري معهم في ذلك المكان ، إذ استغرب حتما فقدان الوعي لكل هؤلاء الناس بدون رابطة تجمعهم دفعة واحدة …
اقترب منها كثيرا لتصبح أنفاسه المتحشرجة تنفث شررا بقرب خدها الأيسر ، ناظر الخالة الموجودة فوق حاجبها وأغمض عينيه ليجمع قبضة يده بقوة ويضعها على رقبتها ، فتح عينيه وهو يشعر برغبة رهيبة في خنقها كأنما الغضب المكتوم قد برز لحظتهاااا ..شعر وكأنها ستيلا ورغبته في معاقبتها جاءت في الشخص الخطأ ….
~ خوري يتذكر ~
قبل ثلاث سنوات
كان يضع رأسه بين يديه وهو ينظر لتلك الرسالة المكتوبة بخطها على طاولة الصالون ، كان يغمض عينيه تارة وتارة يفتحها ليعيد قراءة تلك الأسطر الركيكة ، لم يبدي أي ردة فعل لغاية اللحظة يعني مذ دخوله واكتشافه للأمر جلس محله ولم يتزحزح عنه منذ ساعات …ربما هي صدمة لم تأتي بعواقبها بعد ، أو ربما كان هدوءا ما قبل العاااااصفة ؟؟؟؟
خوانيتا(اقتربت منه وهي تنظر للحبل المتدلي من الدرابزين ببكاء)؛:- يعني راااااحت يعني يعني مااااااتت ستيلا ؟
خوري(بعد صمت):- اخرسي
خوانيتا(لم تستطع التوقف من هول الفاجعة):- اهئ أين الجثة أين قبرهااااا ؟
خوري(أغمض عينيه):- ….لارد
خوانيتا:- آآآآآآآآه يا حرقتي عليكِ يا ستيلا أين رميتِ نفسكِ يا بنت ، أرأيت سينيوري لو أخذناها معنا لو لم نتخلى عنها لكانت حية حية اهئئئئئ
خوري(نظر للفوضى كلها بعدم اتزان):- اخرجي من المنزل أريد البقاء وحدي
خوانيتا(اقتربت من الحبل):- لأجمع هذا اهئئئ
خوري(بصوت جهوري هدر فيها):- إياكِ وأن تلمسي شيئاااااااا ، اخرجي
خوانيتا(انفجرت ببكاء وبخطى ثقيلة غادرت البيت):- اهئ الله يرحمك يا بنت اه
تنفس عميقا وأمسك الرسالة ليقرأها مرة أخرى بعدد لم يحصيه
ستيلا(صوتها):- "خوري حبيبي أجل حبيبي فأنت الرجل الذي خفق قلبي لأجله وتمنى لو أنك تحبه مثله، بكل جوارحي عشقتك حتى لو كنت سببا في عذابي لكنني عشقت ذلك العذاب واستطعمت روحك الخفية ، حين تبتسم بشرود فإن تلك الابتسامة تجعلني أتعلق بحبال هواك أكثر فأكثر ،أما عيناك الرمادية فهي سر هلاكي فما إن تنظر إلي بهما أعجز حتى عن النطق والبوح بمكنونات ذاتي ،لا أكذب عليك قد هويت فيك لغة الصمت وظلامك الغامض استهوى فيني الغرام ..أخلصت لك وجعلتك مركز حياتي بل كل حياتي والسبب الوحيد الذي يجعلني على قيد الحياة ، نعم أنا لقيطة ولا أعرف أهلي ولكنني فتحت عيني لحظة وظفتني عندك وقتها فقط ملكت عائلة فكيف تحرمني منها وبأي ذنب تعاقبني ،كيف تتخلى عني وأنا التي عشقتك في كل نوبات جنونك حتى وأنت تمزق لحمي وتدميه عشقتك وتلذذت بذلك الألم لأجل أن أسعدك فكيف تفرط فيني بهذه البساطة يا حبيبي ، على العموم فات أوان الكلام سأترك رسالتي هذه لتبوح لك وتعترف بمشاعري وأرجو ألا تنساني فأنا سْتِيلاَّ التي ستبقى مفضلتك دونا عن كل النساء وستعرف بقيمة كلامي عندما تفقدني ولا تجد من يحب شياطينك أكثر مني …
وداعا يا خوري"
أمسك بالوردة السوداء التي وضعتها على الرسالة وجذبها لبصره ، قام بلفها مرتين ورماها أرضا ثم نهض بعدها لينزل إلى القبو ويتفقد كاميرات المراقبة ، شغل أول واحدة بالصالون ورآها وهي تبكي في حالة يرثى لها ، كسرت كل شيء وسحبت جل الستائر التي استطاعت سحبها …لمحها وهي تجلس في مختلف الأمكنة أحيانا على الكنبة أحيانا أرضا أحيانا تعانق الطاولة ، كم بدت منهارة لدرجة آلمت قلبه ولم يستفهم لم شعر بالغيظ لتلك الدرجة ..مرر الفيديو ليتفقد خاصة الدور العلوي ففهم أنها خربت أيضا جناحه لأنه لا يضع به كاميرات …انتقل ثانية للأسفل ليسرع الفيديو ويشاهدها وهي تجر حبل الستائر بعد أن عقدته لتشكل به حبلا متينا ، صعدت الدرج وهي تبكي وترمي بنفسها على الجدران ، عقدته بين عمودي الدرابزين ونزلت مجددا لتضع كرسيا أسفله وتضع رأسها بعقدة الحبل ، فجأة نزلت واختفت في الرواق لتعود بورقة وقلم أرجح أنها نفسها الرسالة التي كتبتها ، رمقها وهي تبكي مجددا وتعضعض على يديها وتضرب على صدرها ، لتعود مرة أخرى فوق الكرسي وتلف الحبل …رمش وهو يشعر بالخواء يتسرب بجوفه وهتف لا تفعلي بشكل عفوي لم يخطط له ، هز رأسه برفض حين رآها وهي تعاني لحظتها من فكرة الانتحار ومن صراخها بأنه تخلى عنها ، لمحها قد وضعت يدها على بطنها وهي تربت مرات متتالية لتحني كتفيها وتشد من عقدة الحبل على عنقها وتسقط الكرسي وهي تتلوى باختناااااق …يديها تقاوم قوة المشنقة التي صنعتها بنفسها بينما فمها لا ينطق إلا باسمه خووووري خورررررري …وفجأة انقطع الفيديو عند تلك اللحظة …
حاول البحث مجددا عن تتمته ليفهم أين ذهبتِ الجثة وكيف اختفت لم يتمكن من إيجاد شيء ، طلب متخصصا في الكاميرات والذي أفاد بعد معاينته للمطلوب أنه لم يتم التلاعب بأي من الشرائط ، وبأنه لم يحذف منها ولا مشهد واعتقد أنه ربما انفصلت الكهرباء … عقد خوري حاجبيه حين استفهم أنه أثناء انقطاع الكهرباء تم إزالة الجثة وإبعادها عن الوسط ، ليعود كل شيء كما كان مخربا لكن بدون ستيلا …
خوري:- أنت متأكد ؟
المتخصص:- يمكنك إحضار متخصصين غيري سوف يؤكدون نفس ما قلته سيدي
خوري(أشار بيده):- انصرف
المتخصص:- بأمرك
خوري(وضع يديه على طاولة شاشات المراقبة):- لحظة ..
المتخصص:- نعم سيدي
خوري:- ماذا عن كاميرات الشارع المقابل للمنزل ؟
المتخصص:- أيضا لم يبرز فيها أي تلاعب ففي الوقت الذي انقطعت فيه الكهرباء عن المجمع السكني بأكمله .. تم الأمر
خوري(بغضب):- أيمكنك معرفة الوقت الذي انقطعت فيه ؟
المتخصص(فتح كمبيوتره الخاص):- أكيد أمهلني فقط لحظتين
خوري(صغر عينيه وهو ينظر لصالونه عبر الفيديو المصور):- من أخذكِ ستيلا ؟؟؟؟؟
أقر المتخصص أن مدة انقطاع الكهرباء كانت تقريبا 12 دقيقة ، فكيف تم إزالة الجثة وإخراجها من البيت في هذا الظرف الوجيز وفي الظلام الدامس أيضا …شعر بأنه في لغز فقد فيه شخصية كانت في حياته أكثر مما كان يعتقد ، فلحظتها شعر بالفراغ يحيط به فمنذ أن وصله اتصال صبيحة اليوم التالي بما حصل في منزله ، أخذ طائرته الخاصة وجلب معه خوانيتا وعاد ليبحث عنها ، فاكتشف ما كان يتمنى تكذيبه ما إن يصل ، يعني تمنى لو أن ستيلا تجرب قيمتها لديه تمنى لو أنها مزحة ثقيلة سيعاقبها عليها بقبلة طويلة تبرز خوفه من فقدانها …لكن للأسف كان كل شيء حقيقي لدرجة جعلته يفقد أعصابه أخيرا ويفتك بما تبقى في منزله ليجلس بعد ساعات من الهياج الأليم في طرف الجدار وهو يهز رأسه ، فقد أيقن أنه سيعاني من ذكرياتها أكثر مما كان خياله يتوقع …
خوري(بعد أن شرب ثلاث زجاجات خمر والرابعة في يده):- ستيلالالالا أين أنتِ يا غبية ، تقتلين نفسكِ تهجرينني تنتحرييييييين يا حمقااااء ، ودووون أخذ إذني أو موافقتي حتىىىى فعلا أذنبتِ كثيراااا وعقابكِ كان سيكون عسيراااااا ، فموتكِ وحياتكِ كانت بيدي وحدي أنا من يسمح بتنفسكِ ستيلا قد خذلتني خذلتني دون أن تفهمي أي شيء ….أجللل هجرتكِ لكن لمصلحتكِ فعلت فقد وجدت نفسي أفلت من ذااااتي ، ما كنت لأتركها تنسااااااب في تفاصيل وجودكِ أكثر ، اعتقدت أنه لو ابتعدناااا سأتغلب على ذلك ، لكنكِ يااااااا غبية ظننتِ أنني أتخلى عنكِ ،،،، أتعرفين لن أرثيكِ لن أتذكركِ لن أبحث عنك إطلاقاااااا ، طالما تخليتِ عني فأنااااااااا أيضا سأتخلى عن ذكريااااااتك … سأهجرك سأهجر كل تفااااااصيلكِ وسأعاقبكِ كيف ذلك يبقى لي أنااااااا لييييي …أأأأأووووووووووووه ستيلالالالالالالالالالالا لالالا ….ستييييييييييلا اففف لن أترجى عودتكِ لن أنتظركِ لن أفعلللللللللللل ، ليس خوري الراجي الذي يفعللللللل تبا لكِ تباااااااااااا لكي ستيلالالالالالالالالالالا لالالالالالا …..
الوجع الذي شعر به كان ترجمة للخذلان الذي جعلته ستيلا يعيشه ، فهو شخص لم يحب كثيرا في حياته هم أشخاص قلة يعتبرون ضيوف الشرف الذين حظوا بمحبته التي لم تكن تبرز إلا في أوقات متباينة …
مثل غوستافو عرابه الذي قام برعايته وتربيته ومرافقته في كل مسيرة حياته وقد كان هو الرجل الذي بعثت له كهرمانة خوري ليبقى تحت رعايته المهنية والنفسية ، فقد رافقه في كل حصص علاجه الذي لم يثمر نتيجة تذكر ..أيضا علمه أصول المهنة وأسرار اللعب بخيوط المافيا حتى صار ما صار عليه ، غوستافو كان الأب الروحي لخوري وهو الشخص الذي شعر تجاهه بالمحبة الصادقة …قد كان الأول لتلحقه خوانيتا قليلا فقد كانت أيضا مرافقته منذ عدة سنوات وهي عزيزة عليه ، حتى لو كان يوبخها كثيرا لكنه لا يفرط فيها لأنها تفهمه وتشعره بدفء أسري افتقد طعمه طوال حياته .. لتأتي ستيلا وتأخذ حيزا كبيرا من تفكيره ومشاعره وهذا ما اكتشفه بعد رحيلها ، قد كان يبعدها ويجرحها قصدا ليكذب مشاعره لكنه لم يفلح ،.. كان يعتقد بأن هنالك مشاعر خاصة تجاه كلاريسا التي حينما أجبرها على إجهاض طفله أبعدها عنه لتلملم جراحها ، آنذاك طلب مساعدة خاصة وعشيقة أيضا وأول ما رآها انبهر بشعرها النحاسي وعيونها الزمردية ، شيء ما جذبه كالمغناطيس جعله يضعها في خانة مختلفة عن بقية الخانات ، خانة هو نفسه لا يعرف لم فعل ذلك أو لأجل ماذاااا .. ولكن بفعلتها الشنيعة كسرت قاعدته وجعلت ثقته بالبشر تزداد سوءا ….
فمثلما توعد فعل ، لم يبحث عنها ولم يحاول ذكر موضوعها لفترة من الزمن فقد عاد إلى روما ليزاول عمله وينغمس في أمور انتقامه اللعينة … لكن هوسه بها لم يختفي فقد كان يطلب فتيات تشبهنها في القامة في الشعر وحتى في القوام ، إيجاد ذلك كان صعبا لكنه غير مستحيل فقد كان مساعديه يوفرون ذلك إذا أمكن ، طبعا لم يستلطف ولا مساعدة بعدها وطردهن كلهن ما عدا هاجر فقد كانت ذكية واستطاعت كسب رضاه لهذا أبقى عليها حتى يومنا هذاااا … وموضوع ستيلا دفنه في أعماقه وكلما تذكرها عاتبها على رحيلها ليتأجج غضبه منها أضعافا مضاعفة من المرات السابقة …
لكن سؤال يطرح نفسه أين ذهبت ستيلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سنعود إلى نفس اليوم وإلى نفس مشهد الانتحار
ستيلا(كانت تقاوم شدة الحبل الذي كان يخنقها):- اهئئئئ خوووووووووري خووووووووري اهئئئئئ خووووري ساااااعدني
كانت تتخبط بقدميها وهي تحاول رفع نفسها وفتح عقدة الحبل لكن بدون فائدة ، بدأت قواها تتلاشى وقدماها تستكين ويداها ترتخي فقد اقتربت لحظة موتها ، الدموع كانت تنزف نزفا من عينيها الدمويتين ونظراتها الضبابية كانت ترمق بحسرة حياتها اللعينة التي جعلتها تقع في غرام وحش مثله …..
لا رجعة عما أقدمت عليه لذلك بدأت تستسلم والدوار تملَّك منها ففقدت وعيها لتكون جثة على وشك قطع آخر وريد لها في الحياة ،لحظتها انقطعتِ الكهرباء فجأة ليكون للقدر رأي آخر فقد امتدت أنامل خفية وقامت برفعها بسرعة وسحب الكرسي تحت قدميها لتثبيتها ، فكت الأنامل عقدة عنقها لتسقط فوق حضنه ميتة ..وضعها على السجاد وقام بتنفس اصطناعي جعلها تستعيد وعيها بعد لحظتين من الجزع خوفا من أن يكون الأوان قد فات ، لكن الحمدلله ما زال لها عمر ، لم تلمح الشخص الذي أنقذها فالظلام كان كثيفا لذلك من تعبها سرعان ما غابت مجددا عن الوعي ، هنا رفعها وخرج بها من المنزل ووضعها بسيارته وتبخر من هنااااك …تاركا العدم من بعدها فستيلا قد ماتت بالنسبة لهم ….
فتحت عينيها لتجد نفسها بجناح عريق وحولها ممرضتين ، واحدة تكتب في التقرير وأخرى تراقب المغذي الوريدي ، وحين لمحنها تفتح عينيها نظرتا إليها بابتسامة ارتسمت على ثغرهما وكأنهما سعيدتين حقا بعودتها من الموت …
ستيلا-(رفعت رأسها بثقل ولمست بطنها ونظرت حولها):- أين أناااااا ؟ …خوووووري ؟؟؟
الممرضة:- لا تتعبي نفسكِ سيدتي الحمدلله على سلامتك
الممرضة 2 :- ولا تقلقي الطفل أيضا بخير لقد تم إنقاذكِ في آخر لحظة
الممرضة:- كتب لكِ عمر جديد لتعيشيه بخير وسلام ..بالإذن
انسحبتا لتتركاها في دهشة من كمية التآخي التي بادلنها بها ، لكنها ألغت كل شيء سمعته لتركز في طفلها الذي ما زال متشبثا مثلها بهذه الحياااااة ، بكت لحظتها لتلقي برأسها على الوسادة وتنعي اشتياقها له …حقا اشتاقت له لذلك رفعت الغطاء بهوان وحاولت النهوض وهي تهذي باسمه وتصرخ به ، خرجت من الجناح لتجد نفسها في قصر غريب ، أخذت تبحث عن أي شخص لتسأله عن هوية مكانها فحتى الممرضتين انسحبتا قبل أن تبدأ بطرح الأسئلة ، وكأنها رهينة هناك أو ما شابه وهذا بعث الذعر في صدرها …
ستيلا:- أيوووجد أحد هنااااا ؟ خوووووري أين أنت ….يااااا جماعة ليخبرني أحدكم أين أنااااا ، أريد الخروج من هنااااا ، أكلمكم من هنااااااا ؟؟؟؟
صوت شاب ما :- نووووو ما هذا الإزعاج كله آنسة ستيلا ؟
ستيلا(تابعت نزول الدرج المخملي وهي تبحث عن وجهة الصوت):- من يتحدث ؟
الشاب:- لو تخفضين صوتكِ قليلا ستجدينني أتناول فطوري بسلام في صالون المعيشة
ستيلا(مسحت دموعها وهي تبحث عن مصدر الصوت):- أين أنت ؟
الشاب:-آآآخ انعطفي يميناااا
ستيلا(انعطفت):- ولكن ….من أنت ؟؟؟
الشاب:- اجلسي لنفطر سوية فأكيد أنتِ جائعة إذ مضى على سباتكِ الشتوي ثلاثة أيام
ستيلا(شعرت بالدوار وجلست بالفعل):- كيف …هل نمت ثلاثة أيام ؟
الشاب(يقطع طعامه بأريحية):- أجل
ناظرته باستغراب فقد كان شابا يافعا جميل الطلعة ووسيم الملامح ، شكله ليس شكل مشاكل إذ كان أنيقا في حديثه وفي ثيابه ، مما جعلها تستغرب مساعدة شخص كهذاااا
ستيلا:- فهمت أنك من أنقذني لكن كيف دخلت للمنزل وكيف عرفت بأمري ؟
الشاب:- أنتِ تسألين كثيرا وأنا بصراحة جائع الآن
ستيلا(عقدت حاجبيها وضربت على الطاولة):- أريد العودة للمجمع السكني ؟
الشاب:- أخشى أن ذلك بات مستحيلا
ستيلا(بدموع):- لماذا ؟
الشاب(شرب من عصيره):- أنتِ بالنسبة لهم الآن ميتة
ستيلا(ابتلعت ريقها لتنهض بهستيرية):- أريييييد الذهاااااااااااااب من هنااااااااااااا
الشاب(ببرودة أعصاب):- لن ينفعكِ الصراخ بشيء فحتى لو كنت سأوافق على ذهابك ، هنالك من لن يوافق وعلاوة على ذلك لا تستعجلي معرفته فقد يكون لديه ردة فعل سيئة حيال جنينكِ الذي تحملينه بدون زواج
ستيلا(هزت رأسها بعصبية وأمسكت على جانبيها):- أشعر وكأنني في كااااابوووووس ، من أين تملكون الحق في احتجاااازي ، ثم من تكون أنت لتتدخل فيني كنت دعني أمووووووووت ، أخبرني فورااااا من أنت ومن يكون هذا الذي سيحاسبني على أخطاااااائي ؟
سليمان العنبري(دخل من الباب):- أنا
ستيلا(استدارت بسرعة لترمقه):- ……لارد
سليمان(اقترب منها وترك خطوتين بينهما):- هل لديكِ اعتراض ؟
ستيلا(رمشت وهي مشدوهة في ملامحه وفي إحساسها الدافئ الذي اعتراها لحظتها):- ومن تكوووون أنت من غير شر ؟
الشاب:- ههههه شكلها كوميدية صدقني لقد استلطفتها
سليمان(اقترب خطوة):- أنا سليمان العنبري
ستيلا(كتفت يديها بحركة دفاعية لطفلها):- نعم فهمنا لكن ما علاقتك بي ولما تحتجزني هنا من دون سبب ؟؟
سليمان:- أملك الحق في احتجازك يعني لدي أسبابي الخاصة
ستيلا(حاولت تمالك أعصابها):- والله أيمكنني معرفة أحد تلك الأسباب ؟
سليمان(أمسك يدها التي كانت تجمعها بقبضة قوية):- لا تخافي مني ولا منه نحن هنا لحمايتك ولا نرغب بأذيتك خصوصا وأنكِ أم عزباء الآن بنيتي
ستيلا(دمعت عيناها أكثر):- من تكوووووون …..أجبني ؟؟؟؟
سليمان(بدموع تكومت بعيونه):- هيا ستيلا أنتِ ذكية زيادة لتكتشفي ذلك
الشاب(مسح على فمه واستقام):- صدقاني برغم أن المشهد شاعري ويحفزني للمتابعة إلا أنني مستعجل ...سأصعد لأبدل ثيابي وأغادر ، أراكِ لاحقا آنسة إغماء
ستيلا(أبعدت رأسها حين قبَّل خدها):- هيييه ماذا تفعل ؟؟؟؟
سليمان:- لا تتأخر بالعودة إذ يلزمني مساعد مع الآنسة
ستيلا(ناظرته بعصبية):- أمهلك دقيقة واحدة لتخبرني من تكون وماذا أفعل هنا وكيف دخلتم منزلنا وقمتم بإنقاذي واحتجازي هنا بدون سابق إنذار و كذل
سليمان(بثقة):- أبوكِ … أناااا سليمان العنبري أبوكِ وأنتِ ستيلا العنبري ابنتي
جمدت الدنيا من حولها تلك اللحظة فكمية الأمور التي توالت تباعا على عقلها المتشبع بطيف خوري وصوت خوري وهيبة خوري جعلها أضعف من قبل ، وعليه باتت مقاومتها أقل معيارا فقد سقطت مغشيا عليها من هول الصدمة ، وهنا رفعها الشاب الذي نزل مسرعا بعد نداء سليمان له ، أخذها بين يديه بسرعة وأعادها لغرفتها لتستيقظ بعدها على صعقة لم تتوقعها فقد كانت تعتقد أن والديها متوفين ، وظهور أب بعد كل هذا الوقت أمر غريييييب صعب إدراكه ، لكن سليمان أعطاها الدلائل الكاملة التي أثبتت لها صحة قوله والتي جعلتها تبدأ التحقيق المنتظر
ستيلا:- كيف رميتني في الملجأ ؟
سليمان:- بداية لم أقم برميكِ بنيتي
ستيلا:- كف عن ذكر تلك الكلمة فأنا لم أتقبلك بعد ، من حقي أن أفهم وأعرف من أنا ومن هي أمي وكيف وصل بي الحال إلى هنااااااا ؟
سليمان:-بين طاقمكم هنالك حارس بصعوبة تمكنت من استدراجه ليساعدني في مراقبتكِ لا غير ، فقد حاولت أن أفهم منه أمورا أخرى ولكن لم أفلح ، هو الذي أخبرني أن حبيبكِ قد سافر وهجركِ وأنكِ فقدتِ أعصابكِ وخشي من أذيتكِ لنفسك ، لذلك كان علي التصرف ولم أترك ذلك للحظ والحمدلله وصلنا في الوقت المناسب
ستيلا:- كيف عرفت أنني سأقدم على الانتحار ؟
سليمان:- لقد رفعتِ كل الستائر وخربتِ بعضها وأشعلتِ كل الأنوار مما مكنهم من رؤية ما يدور في الداخل ، وهكذا عرفت أنكِ في مشكلة وحان دوري لإنقاذك
ستيلا:- أين أمي ؟
سليمان(بأسف):- ماتت منذ زمن بعيد يعني بعد ولادتكما بفترة بسيطة
ستيلا(ابتلعت ريقها):- ولادتنا ؟؟
سليمان:- أنتِ لديكِ أخت توأم يا ستيلا اسمها ناهد العنبري وهي تعيش في كنف أخي شكري العنبري ، معتقدة أنه وزوجته أبويها الحقيقيين
ستيلا(صعقت وهي تمسك على بطنها):- أما زال هنالك صواعق أخرى لم تذكرها بعد ؟
سليمان:- ستعرفين كل شيء يا ابنتي لكن ما يهم الآن أن تفهمي أنني ما تخليت عنكما إلا للشديد القوي ، قد كنت مهددا بالخطر وخفت عليكما لذلك …
ستيلا(هدرت فيه بجنون):- لذلك قمت برمي واحدة في الملجأ والأخرى رميتها في حجر أخيك
سليمان(بأسف):- لم أكن أريد ذلك ، لقد عهدت بالاثنتين لأخي لكنه ذو مبادئ غريبة رفض أن يأخذ مني قرشا واحدا وعزم على تربية إحداكما
ستيلا(أمسكت على قلبها):- وأنااااا ؟
سليمان(بحسرة):- قررنا أخذكِ لعائلة محترمة لتقوم برعايتك ، وفعلا قد استقبلوكِ بفرح وسافروا بكِ خارج البلاد واختاروا لكِ اسما أجنبيا وأنا وافقت على ذلك الأساس ، لكن ضرب زلزال منطقتهم وأعادتك الزوجة بعد وفاة الزوج وقامت بتربيتكِ بعدها فترة قصيرة لتموت في حادثة سير مع الأسف …ولأنه لم يكن لديها أي أقارب ولأن جيرانها لم يعرفوا أي سبيل قاموا بوضعكِ في الملجأ
ستيلا(بقهر):- جميل جميل هكذا انتهى بي الأمر ، لما لم تبحث عني وتنقذني إذن ؟
سليمان:- ما كنت أعرف صدقيني يا ابنتي والله لم أعرف كل هذه الأحداث إلا بعد سنوات مضت ، وكان قد فات الأوان ، فقد كبرتِ وصرت راشدة وبدراستكِ قررت السفر لذلك ساعدتكِ في أخذ منحة مكنتكِ من السفر وما لم أتوقعه هو أن تقعي بين براثن شخص متمكن لتلك الدرجة ، شخصيا حاولت معرفة هويته مرارا وتكرارا لكن بدون فائدة
ستيلا:- ولن تعرفه عن طريقييييي إنه أبو ابني
سليمان:- أرجو أن تغيري نظرة الحقد التي في عينيكِ يا ابنتي ، ها أنا ذا أمد لكِ يد العون وسأحميكِ وأحمي طفلكِ ولا أدع أي شخص يقوم بأذيتك
ستيلا(دفعت يده):- من بعد ماذااااا ، ولما الآن هل استيقظ إحساسك الأبوي بعد هذه السنين ؟
سليمان:- أنت لن تفهمي أسبابي الآن لذلك ارتاحي
ستيلا(حاولت النهوض):- لن أرتاح أريد الذهاب من هناااااااا
سليمان(بنفاذ صبر):- إلى أين إلى المجمع السكني ، لم يعد يسكنه أحد قد صار مهجورا وحبيبكِ لم يكلف نفسه حتى للبحث عنكِ ففي صبيحة اكتشافه لموتك غادر البلاد بطائرته الخاصة
ستيلا(ببكاء):- أكيد لا هو سيبحث عني
سليمان:- فرضا عدتِ إليه فرضا وجدكِ ماذا ستفعلين حينها ؟
ستيلا(بعدم تفكير):- لا أدري
سليمان:- هل تفاجئينه بعدم موتكِ أم بطفلكما الذي لا يريده ؟
ستيلا(برهبة):- ولكن …
سليمان:- أمنحكِ فرصة لتجدي نفسكِ ستيلا ، فرصة لتغادري براثن الظلام التي كنت تعيشينها أنا أمنح طفلكِ حياة سليمة في كنفي… لن يعثر عليكِ أي أحد ولن يعرف بكِ أي أحد ولا بصغيركِ أيضا ، ستنجبين في أمان وترعينه في أمان ودون مشاكل
ستيلا(هزت رأسها):- أتطلب مني أن أتخلى عنه ؟
سليمان:-لقد تخليتِ عنه فعلا لما قررتِ الانتحااااااار فيكفي إلى هنا ، إما أن تتقبلي الواقع أو سأجعلكِ تتقبلينه قسرا لأنكِ وخارج هذا القصر لن تخطي خطوة واحدةةة ستيلا تمام ؟
ستيلا(أحنت رأسها):- ….لطالما بحثت عنكم وعن هوية والدي لكن أخبروني في الملجأ أنني متبناة وأن العائلة التي تبنتني كانت عقيمة … وأن فترة مكوثي معهم بسيطة جدا لذلك كان الملجأ ملجئي الأخير لأعيش فيه سنواااااات عديدة جعلتني أحن لرؤية وجه أبي وأمي…. لأكتشف الآن أن أبي على قيد الحياة وأن لي أختا توأما أيضا تعيش في كنف عمي ، وأيضا ماذااااا من يكون ذلك الشاب الذي أنقذني ولا تقل أخي كي لا أصعق وأكرهك أكثر ؟
سليمان:- ستتعرفين عليه مع الوقت فأنتِ ستعيشين معه في هذا القصر
ستيلا:- كيف …وأنت ألن تكلف نفسك حتى بالبقاء ؟
سليمان:- عندما نتصالح ستفهمين من يكون أبوكِ وما الذي يعيشه من مطبااااات
ستيلا(صرخت من بعد خروجه):- ما يهمنيييييييييي أنا أكرهك وسأكرهك اهئئئئئئ أخرجوني من هناااااااااا ،،،،،خووووري سامحني أنا التي فعلت هذا بنا أنا أناااااااااا اهئئئئئئئئ لما تخليت عني لماذاااااااااااااااا كسرتني ؟
خوري(في روما):- كسرت ستيلا فيني شيئا لا أعرفه يا عرابي
غوستافو(مسح على كتفه):- هل وقعت في حبها ؟
خوري:- لست أدري تعرفني لا أؤمن بالحب ولكن معها شعرت بالدفء
غوستافو:- لا بأس إن أقررت أنها كانت مميزة عندك
خوري(شرد في البعيد):- حقا كانت مميزة ، كانت أكثر النساء تميزا عندي لذلك خسارتها تؤلمني يا عرابي
غوستافو:- لكن الحياة مليئة بالمفاجآت، دع همومك تتخذ منحاها ولكل قدر صفحة جزاء
خوري(بوجع):- آآآه يا ستيلا آه
~ في الوقت الحالي ~
الممرضة:- عفوا عفواااااا ما الذي تفعله حضرتك هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري(هز رأسه من الذكريات):- ماذا ؟
الممرضة(أشارت للمريضة):- ما الذي تقربه للمريضة سيادتك ؟
خوري(اقترب منها بطريقة مريبة):- قومي بعملكِ ولا تسألي كثيرا
الممرضة(التصقت بالجدار):- رجاء لا تدخل بدون إذن مرة أخرى
خوري(فتح الباب وزفر عميقا ليهمس):- لندعو الله حمدا أن شعركِ قاتم يا ممرضة
الممرضة(لامست شعرها بارتياب):- الله الله ما هذا الآن ؟؟؟
نفض رأسه من تلك الذكريات وقرر المضي فيما يتكبده الآن لذلك بدأ بأول خيط في يده ، وهو فهم ما يدور حوله ولما الأمور تسير بطيئة ومبهمة حتى مع حرصه ومراقبته الشديدة
خوري(عبر الهاتف):- أود أن أعرف منكِ شيئا واحدا كهرماني
كهرمانة(تعقد رأسها من الصداع):- ماذا يا خوري ؟
خوري(رفع حاجبه حين لمس تذمرا من جوابها):- مريضة ؟
كهرمانة(باحتياج):- وكأنما يهمك أن تعرف
خوري:- أكيد يهمني
كهرمانة(بلهفة دمعت عيناها):- صحيح يا بني هل أنت مهتم لمرضي ؟؟؟
خوري(بثقة):- بالتأكيد
كهرمانة:- آآآآآه كنت أعرف كنت أعرف أنك لا تفرط فيني هل ستزورني ؟
خوري:- طبعا وسآتي بإكليل ورد أيضا ، وربما قبل ذلك أعطيهم أمرا بتصميم نعش يخصكِ باللون الزهري إكراما لكِ عزيزتي
كهرمانة(بخيبة):- سخرت مني
خوري(ضحك بسخرية):- هههه يا لكِ من ساذجة كيف تعتقدين أنني سأهتم بمرضك من غيره ، أنا سأهتم بكِ في حالة واحدة أتعرفين ما هي ؟
كهرمانة(بحرقة):- ما هي ؟
خوري(همس بوعيد شر):- موتكِ
كهرمانة(تلكأتِ الحروف بجوفها وهي تتنفس بعنف):- لم اتصلت ؟
خوري:- ها نحن وصلنا للمفيد ، هو سؤال وستعطينني جوابه... ما مدى ثقتكِ بفخرية ؟
كهرمانة:- صفر في المئة
خوري:- توقعت ذلك
كهرمانة:- ما علاقتك بها اسمعني … ابتعد عنها فهي امرأة شؤم ، لقد لعنتني ومن يومها ما عدت بقادرة على النوم مثل البشرررر ، ولو لمحتها الآن أمامي لصببت فوقها عبوة بنزين نتنة وأوقدت النار لأراها تحترق أمامي وتطلب العفو مني ولا تجده
خوري:- تفعلينها في أحلامك،،، لأنكِ لو آذيتها بخدش واحد ستجدينني أمامك كهرماني
كهرمانة(تداركت جملته بوجع):- خيرا هل بدأت تستلطف خالتك بدلا عن أمك ؟
خوري:- وصلني الجواب الذي أردته انتهى
كهرمانة:- ألووو ألوو خووووري اففف ما الذي يريده من فخرية الآن ؟؟؟؟؟
عرندس:- كهرمانة … ست كهرمانة
كهرمانة:- ماذا يا عرندس ألا تراني مصدعة ها هنا لما تصرخ هكذا ؟
عرندس:- إنها أماني
كهرمانة(بخوف):- ماااااا بها أماااااني ؟
عرندس(هز كتفه):- تعالي وانظري بنفسك
كهرمانة(رمت غطاء فراشها وارتدت خفيها بثقل لتهرول خلفه صوب غرفتها):- أماااااني صغيرتي ما بكِ ؟
أماني(ترمش بعيون متعبة وجسمها كله نار):- …أمي
عرندس:- إنها تغرق عرقاااا علينا أن نأخذها للمستشفى كهرمانة
كهرمانة(مسحت على جبين أماني):- بنيتي ما الذي يؤلمكِ ؟
أماني(وهي تهذي من الحمى):- …سُوليمِي …سُوليمي
عرندس:- شكلها دخلت في مرحلة الهذيان ، الوضع مقلق فقرري الآن هل نأخذها أم نستدعي طبيبنا الخاص ؟
كهرمانة(بخوف):- غالبا لن يفيدنا الطبيب بشيء فحالتها تستلزم رعاية طبية شاملة ، دع سيف يأخذها للمستشفى ويبقى على رأس الأطباء حتى تشفى وتستعيد نفسها ويعيدها للخان
عرندس:- بأمرك …سيف سيييييف
سيف(بقلق عليها أطل من الباب):- حضرتك تأمر بشيء ؟
عرندس:- احمل أماني وخذها للمستشفى وإياك وأن يصيبها مكروه ، احرسها جيدا ودعهم يقومون باللازم لأجلها غالبا نزلة برد أو ما شابه ذلك
سيف(هب نحوها واستأذن بعينيه من كهرمانة التي أفسحت له المجال):- ستكون في أمانتي
كهرمانة(بتهديد):- لو أصيبت بأي أذى سوف أحاسبك يا سيف
سيف(زفر عميقا وهتف في سره):- كيف أؤذيها وهي تسكن وريدي ……
لهفة الحب يااااا حبيبي ^^ وهنا يتبين لنا عشق ممنوع آخر ينبض تحت زوايا الخان لكن هل هو متبادل أم ماذا هذا ما لن نعرفه حتى يحين وقته ، فالآن وبما أن جمعة المستشفى صارت تبارك الله ما شاء الله عائلية بامتياز فقد كان ولابد انضمام ناريانا أيضا ….
جابر:- سينيور لم تعد لوعيها منذ ساعات وهذا أمر غريب لذلك جعلت الرجال يحضرونها أيضا
خوري:- جيد ما فعلته لكنه لن يغفر لكما زلاتكما إطلاقا
هاجر(تفتفت بخوف):- عاينها الطبيب و يعني ..احم لم يفد بشيء فنفس الجواب على فاه كل طبيب ها هنا
جابر:- ما يعني الحالة تشبه الغيبوبة
خوري(مسح على وجهه):- الغيبوبة التي انتشرت كالعدوى لتصيب الكبير والصغير
هاجر(نظرت لجابر بتحذير):- بما تأمرنا سينيور ؟
خوري:- راقبا الوضع في كل زاوية أريد تغطية كل غرفة ، وقسما لو حدث أي شرخ في مراقبتكما هذه المرة صوب أعزلكما عن منصبكما ولن أرحمكما
جابر(بتردد):- حاضر سينيور
خوري(طالعهما مليا):- أهناك ما تريدان قوله ؟
جابر وهاجر(في آن الوقت):- أجل ..لا
هاجر:- أكيد هو يقصد عودة المحقق رامز من موقع التحقيق
خوري(عاد للغرفة):- اعرفا لي كل شيء عن ذلك الكهف
هاجر(جذبت ذراع جابر):- حاضر …امشي معي امشي
جابر(اندهش منها لما جذبته لدرج العاملين وألصقته بالجدار):- حسنا لو كنتِ متلهفة لقول شيء بشكل تطبيقي سوف يناسبني ذلك
هاجر(أغلقت فمه):- هُسسس هل جننت لتخبره بما أخبرنا به طبيب ناريانا ؟
جابر:- وهل تنتظرين مني أن أسكت ، يا هاجر لو عرف أننا أخفينا عنه أمرا مهولا كهذا سوف يذبحنا من الوريد إلى الوريد
هاجر(بقلق):- أعرف ذلك لكنه لو عرف الآن يعني …ربما سيتدخل ويطلب من الطبيب أن
جابر(ناظر الدموع في مقلتيها فاقترب منها):- أتبكين ؟
هاجر(أولته ظهرها):- لست أبكي لكنني متأثرة فقط
جابر(لفها إليه):- أنظري إلي وأخبريني ما يقلقكِ مثل البشر ؟
هاجر:- ظننت أنها تملك بعض الحق في الاختيار بعد تلك الليلة المشئومة في حياتها ، ما يُدريني أنا تخيلت نفسي في محلها أتتذكر تلك الليلة التي ظننا فيها بأنه سوف يؤذيني ؟
جابر(ابتلع ريقه بأسى):- أذكر وجعها جيدا وأقدر مشاعركِ هاجر ، ولكن هذا واجبنا والسينيور عليه أن يعرف
هاجر(بإصرار):- سيعرف صدقني سيعرف لكن على الأقل دعه يسمعه من صاحبة الشأن
جابر:- أخشى من كتمان ذلك فقد يجعل السماء تمطر بالمتاعب على رأسنا يا هاجر
هاجر(أمسكت يده بإلحاح):- لطفا يا جاااابر قم بهذه الخدمة لأجلي ؟
جابر(طالع عيونها الذابلة ومط شفتيه):- متأسف منكِ .. سوف يعرف السينيور ذلك الآن
هاجر(دفعته عنها وانفجرت ببكاء):- أنتم الرجال كلكم سواسية لا تفكرون إلا بأنفسكم وقواعدكم الغبية ، لما لا تقدرون مشاعر المرأة الكسيرة لما لا تشعرووووون بناااااا ؟
جابر(عاد بٍرأسه للخلف):- يا بنت يا اسمعيني أنا ….
هاجر(قاطعته بشراسة):- أنت ماذااااااا أنت مثلك مثله
جابر(امتقع وجهه بالحمرة وتسمر محله):- أفندم ماذا قلتِ ؟؟؟؟؟
هاجر(مسحت دموعها وتابعت باحتدام):- أجل بإخبارك له سوف تصبح مثله إذا ما حكم على ذلك بأحكامه الكاسرة كما العادة
جابر(اهتزت حنجرته بثقل):- يكفي قد قلتِ الكثير
هاجر(بتوسل):- جابر أرجووووك
جابر(فتح باب العاملين):- لن أخبره ليس لأنكِ طلبتِ … بل لأثبت لكِ أنني لا أشبهه بشيء
هاجر(ابتسمت بفرح):- شكراااااا
جابر(طأطئ رأسه):- دعينا نعود لموقعنا لا ينقصنا مشاكل …
هاجر(بلهفة ارتمت بحضنه وضمته بقوة):- أنا سعيدة الآن حتى لو مؤقتا لكنه على الأقل سيمهلنا بعض الوقت هه
جابر(خجل من حضنها):- احم أووووه هيا يا بنت خالو هيا لنقف على رأس عملنا وكفانا لهوا
هاجر(ابتعدت وهي تهرول قبله):- حسنا حسناااا
جابر(عدل ياقة قميصه وهو يشم عطرها):- اجري . ….
لحظتها دخل خوري للغرفة وجلس على الكرسي وهو يحاول استدراك أنفاسه ، فلقد داهمته ذكريات بشعة تخص ستيلا لم يتوقع استذكارها في ذلك الظرف المربك ، ففور رؤيته لناهد استعاد كل تلك الحرقة التي لم تنطفئ رغم مرور ثلاث سنوات عليها … وغالبا حتى لو مر عمر بأكمله ستبقى ندبتها في القلب ، لذلك هو يريد تحويل ناهد لنسخة اثنان من ستيلا وما زال عند رغبته التي راح يؤجلها كل مرة بسبب الظروف المستجدة …مثل هذه التي نظر إليها متأملا وارتفع من محله ليتفحصها عن قرب ، اكتشف أنه تحول لممرض يتفحص المريضات تباعا ابتداء بجوزيت ثم الفتاة الصغيرة ثم ميسون ثم ناهد والآن ناريانااااا .. صاحبة الشعر الذهبي الذي لامسه بيده وهو يستذكر كل لحظة من تلك الليلة ، لكن فجأة ابتعد عنها فقد وجد نفسه يشعر ببعض الضيق كلما افتكر فعلته بها ، لكنها تستحق جراء كذبها على أخته الوحيدة أخته التي سيطحن لأجلها أي شخص يحاول أذيتها ولو بحرف ، ومن بين أولئك ميار فهو لم ينسى بعد ما فعله بها ولم يشفع له تعبه النفسي بعد فقدانه لقلبه النابض ، فخالته ليندا قد خدمته في هذه ولن يسعه الإنكاااااار …
زفر عميقا وهو يغمض عينيه فقد شعر بتعب رهيب جعله يهز رأسه مستغربا ذلك الصداع المفاجئ الذي أخذ يتضاعف مرة بعد مرة ، حتى أنه أمسكه بقوة محاولا إيقافه بدون فائدة وكأنما كان هنالك من يسيطر عليه عن بعد ويسبب له الألم …وبما أن ناريانا غائبة عن الوعي فمن يكووووون ؟؟؟ …لم يتحمل فقد رمى ناريانا بنظرة مقيتة جعلته ينفر من الغرفة ويخرج منها بحثا عن راحة لصداع رأسه ذاك .. مشى بالممر لحظة وشعر بأن هنالك ما يعيده للغرفة وكأن قوتها تستدعيه ، عاد ساخطا وانقض عليها بقبضتيه ليخنقها من فرط نفاذ صبره
ناريانا(فتحت عينيها بابتسامة جعلته يبعد قبضتيه عنها):- أتظن أنك بمجمعك حتى تفلت مني ، عزيزي نحن بعيدين عن أرضك ما يعني أن طلسمك السحري لن يحميك مني
خوري(اشتد صداعه وابتعد عنها):- نارووو توقفي عما تفعلينه
ناريانا(نهضت من السرير والدموع تنساب من عيونها):- لم سأتوقف وقد وجدت فرصة الظفر بك يا خيري ، أو لنقل …. مختار الراجي ؟
خوري(فتح فمه):- عفواااا ؟
ناريانا(رفعت يدها):- حين لمست شعري رأيت كل ما تخفيه عنا يا خوري الراجي هههه ، هل توقعت أنك ستخفي هذا الأمر لسنوات مقبلة مثلا ؟
خوري(مصمص شفتيه):- كيف عرفتِ ؟
ناريانا(شعرت بطعم الانتصار):- هل نسيت أنني بصَّارة ؟؟؟؟؟
خوري(أمسكها بقوة ودفعها إليه):- إن تفوهتِ بحرف لجوزيت لأقسمن بأن أحرق قلبك على أخيكِ الذي سأقتله أمام عينيكِ يااااا غبية
ناريانا(تلوت باشمئزاز من لمسة يديه):- ألا يجدر أن تعرفه أولا قبل أن تطلق فوهة تهديداتك ، غير ذلك لا تلمسني يا مريضضضض إنني أشمئئئئئئئز منك ومن لمستك وعطرك وكل شيء فييييييك ابتعددددد عني
خوري(لم يبعدها بل رجها أكثر):- توقفي عما تفعليننننه
ناريانا(رمشت):- ولكنني توقفت
خوري(استغرب فصداعه لم يزل بعد)):- إذا ما كنتِ توقفتِ فلما ما زلت أشعر بالصداع ؟
ناريانا(عقدت حاجبيها وهي تدفعه عنها):- سنتحاسب يا خوري الراجي سوف لن أدع لك فرصة لهزيمتي بعد اللحظة ، كشفت حقيقتك وهذا يعني ورقة رابحة وقعت بيدي
خوري(تنفس عميقا وهو يشير ويمسح على جبينه):- اسمعي …. نارياناااا أخاطبك بشكل متعقل إذا ما أفصحتِ عن اسمي أمام أي أحد ، سأنفيكِ حيث لا يعثر عليكِ بشر
ناريانا(قاومت شعورها بالدوار):- أغرب عني يا مغفل ، تدَّعي النزاهة والأمانة وأنت أول الكاذبين والمخااااادعين
خوري(احمرت عيناه مشيرا إليها): انتبهي لألفاااااظكِ نارياناااااا
ناريانا(باحتدام):- لن أنتبه بعد ذلك اليوم الذي اغتصبتني فيه لم تعد سوى حثالة بالنسبة لي
خوري(أغمض عينيه ليتمالك أعصابه):- سأقدر الوضع فأنتِ مريضة
ناريانا(دفعته من صدره ووجدت أنها لم تحرك فيه شعرة):- لن تفزعني بعضلاتك أنا أناااا
خوري(لاحظ دوختها فاقترب متحسسا):- أنتِ لستِ بخير ارتاحي
ناريانا(بإرهاق شديد): لا أريييييد دعني
خوري:- لنؤجل عراكنا طيب ، أنتِ كذبتِ بشأن أخيكِ وأنا كذبت بشأن هويتي تعادلنا
ناريانا:- على الأقل أملك أسبابا مقنعة فماذا عنك ؟؟؟؟
خوري:- أمر لا يخصكِ ، ومثلما أبقيتِ فمكِ مطبقا ولم تفصحي عن هوية مغتصبك ستطبقين فمكِ ولن تخبري أحدا بما عرفته
ناريانا(سعلت وهي تغمض جفنيها وتفتحهما بصعوبة):- صدقني موتك سيكون على يدي ، سوف أنتقم منك شر انتقام ، وإن وإن كنت قد كرهتك سابقا فأنا الآن أحقد عليك بشكل سيضعك أول شخص في قائمة أعدائي
خوري(انتبه لدوارها فأمسكها من يدها):- أنتِ لست بخير
ناريانا(حاولت إبعاد نفسها فتهاوت بحضنه):- دعنيييي
خوري(أحاطها بذراعيه وهو يطل عليها متعبة):- كفي عن المقاومة ولو لحظة
ناريانا(رفعت رأسها نحوه بتعب):- أنا أكرهك سأنتقم منك
خوري:- طيب افعلي ذلك لكن وأنتِ معافاة فلا يسعكِ ذلك إن بقيت مريضة
ناريانا(أفلتت ضحكة):- ههه فكرة رائعة معك حق معك حق
خوري(نظر لشفتيها ثم لعينيها):- نارو
ناريانا(ابتلعت ريقها وهي تنجذب لشفتيه بطاقة رهيبة):- خوري الراجي يا سر المجمع السكني
خوري(اقترب أيضا بشفتيه):- نعم يا متمردة ؟
ناريانا(أغلقت عينيها):- ماذا تفعل بي الآن ؟
خوري(لامس شفتيها بشفتيه):- أوقظكِ
ناريانا(شعرت بملمس شفتيه ووجدت نفسها تندفع لتقبيله):- ابت…عد
خوري(قبَّلها قبلة واحدة وابتعد):- سوف لن تتمكني من تحقيق غاياتكِ الآن فقد طبعت قبلتي الخاصة على شفتيكِ نارو
ناريانا(فتحت عينيها بانهيار وشيك):- وغد أنت
خوري(بخفة حملها بين ذراعيه ووضعها بالسرير):- نامي
ناريانا(بنبرة خافتة):- اغتصبتني
خوري(رمش متأسفا):- كان عليكِ دفع الحساب
ناريانا(تركته يغطيها وهي تحاول شتمه أكثر):- س….سأنتقم منك
خوري(مسح على وجنتها):- ما حدث هنا سيبقى هناااا …نامي
ناريانا(تدثرت بالغطاء بانهزام):- هااا سأناااام أنا
خوري(حرك فكه وهو يناظرها تغفو): لست بآسف …
اكتشفت سره يا للمصيبة ، راودته عدة أفكار لحظتها حيال خطورة ذلك لكنه كان متأكدا من أنها لن تفشي السر خوفا منه وثانيا لأن صدمة كهذه قد تزعج جوزيت خصوصا وهي في وضع حرج بحملها ، عدا عن ذلك إذا ما تجاوزت جوزيت الصدمة فرضا فسوف تفكر بمغادرة المجمع السكني وسيصعب عليها إيجاد مكان آمن مثله لهذا أيقن أن فرصة إفشاء الأمر ضئيلة جدا ، ولن ينكر أنها ستبقى تهديدا فناريانا ستبتزه بذلك ولن تبقى عاقلة …لكنه قاهر النساء أكيد سيجد طريقة ليخرسها ، المشكلة أن ذلك اليوم برمته كان ضده فلم يحسب حسابا لأمر ناريانا ولا لموضوع الكهف ولا للوضع الذي انقلب رأسا على عقب ، وهذا كله أشعره بالإرهاق الشديد ما يعني الهرب لكنه غير قادر على مغادرة المستشفى إذن لا ملجأ سوى السطح ….
هناك كان يجلس ميار على إحدى الأقبية المخصصة لزراعة الأزهار ، كان يدخن سجائره بنهم وكأنه كان يهرب بأفكاره بعيدا عن بوتقة أحداث المستشفى برمتها … بقايا السجائر كانت تتساقط تباعا بين قدميه وهو شاخص عينيه في الفراغ ،ملامحه مليئة بالهموم ونظراته تبحث عن بوصلته الخاصة فلا تجدهااااا ….أجل إنه يفكر به هو يحتاجه الآن في هذا الوقت العصيب فكيف سيصل إليه ؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:43 PM   #879

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


وفي روما
دخلت عليه بخيلاء كما عادتها ، وجدته يستمع للراديو على نفس القناة ، حيث كان صوت أخته هو خيط الوصل الوحيد الذي يعيده إلى عائلته كلما حاولت ليندا محوها …. رمش حين استيقظ من شروده واكتشف جلوسها بجواره ، أطال التحديق فيها ثم أشار بسيجارته نحو السرير
ليندا(أطلقت ضحكة مجلجلة):- أوووه عزيزي حكيم أراك قد تعودت على اللهو والليالي الملاح
حكيم(عقد حاجبيه):- اعتقدت بأنكِ اكتفيتِ من مشاهدتي في تلك الفيديوهات التي تلتقطينها لي
ليندا(اتكأت بيديها خلف ظهرها على السرير):- بصراحة ما اكتفيت لكنني أردتك أن تأخذ أجازة هذه الأيام ، فربما بعد فترة أزودك بقطع نادرة وللعلم ما زلن عذارى يلا هذا لا يغلو عليك ، ها وسأكون مسالمة معك ولن أقوم بحقنك إذا ما أقنعتني أنك قادر على فعلها وأنت واع تماماااااا وبدون أخذ مادة مهلوسة ، فهذا سيحتسب لك روحي
حكيم(شعر بالتقزز):- ما غايتكِ ليندا ؟
ليندا:- سآخذ دور الزوجة العاقلة وأهديك شرف التمتع بالعذارى كل ليلة ما رأيك ؟
حكيم(أحنى كتفيه):- ماذا تريدين مني ؟
ليندا(نظرت إليه):- شحب وجهك كثيرا ألا تطعمك تلك الغبية اعتماد ؟
حكيم(نظر جانبيا):- سألتكِ بوضوح فكوني إيجابية ولو لمرة في حياتكِ وأجيبي
ليندا(هزت كتفها):- غايتي منك امممم حسن ، أريدك أن تكون لي
حكيم:- يستحيل
ليندا:- ولأنني أعرف أنه يستحيل فأنا أريد أن أمحو شخصيتك الحالية وأعيدك لمجدك السابق
حكيم(ارتسمت بسمة كره على شفتيه):- مجدي السابق ؟
ليندا:- أجل كدت تتخذ كرسيا بالعشيرة السوداء لولا انسحابك
حكيم:- أو لنقل لو لا أن ضميري قد استفاق
ليندا:- اممم اللعنة على ضميرك إذن
حكيم:- اسمعيني جيدااااااا…أنا لن أعود لحكيم السابق فكفي عن إتعاب نفسكِ بتلك الحركات الرخيصة
ليندا:- أنظر إلي ..أنظر هل سبق ووعدتك بشيء ولم أنفذه ؟
حكيم(بعدم فهم):- …لارد
ليندا:- وعدت بأن أخلق منك جذورا وأحضرت ميسون ، وعدت بأنك ستكون بقبضتي وها أنت أسيري وعدتك بالكثير ووفيت به ، وأيضا وعدتك بحرمانك منهما وفعلت و أآن …أنت لا تعرف بعد ما حصل بالوطن يا حراااااام
حكيم(اهتزت حدقتيه وعدل جلسته):- ماذااااا حصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليندا:- ولم سأخبرك إن كنت ترفض محاورتي ومشاركتي العشاء
حكيم(أمسكها من صدغها ووضع طرف السيجارة عليه):- تكلمي وإلا فعلت
ليندا(تلوت بإغراء): أوووه ويقول أنه لن يعود لحكيم السابق ، حبيبي أنت أصلا بدأت بالعودة هههه فمرحى لي لو فعلتها حقا
حكيم(شدد قبضته):- ردي علي مثل الخلق ماذا حصل هنااااااك ؟
ليندا(دفعت بصدرها نحوه وهمست):- عصفورتك وحبيبها
حكيم(تحركت حنجرته بثقل):- تابعي
ليندا:- اختطفت ميرنا من قصرك البحري ومن فوق حصانك صافيور أيضا
حكيم(فتح فمه بصدمة):- ماااذا قلتِ ؟
ليندا:- ليس هذا فقط ، اختطف معها وائل واحتجزا بكهف في الجبل ولدى إيجادهما كانا مغمى عليهما وكأنما دخلا في غيبوبة …أممم شكلك اندهشت حسن لو تعرف أن ابنتك ميسون فقدت الوعي أيضا بدون سابق إنذار وهي تعيش نفس الغيبوبة مع ميرنا ووائل ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(رمى السيجارة وانتفض ليمسكها من عنقها):- ما الذي تتفوهين به أنتِ ؟؟؟؟؟؟
ليندا:- والله أقول الصدق ، حتى أن جماعتكم معسكرين في ذلك المستشفى مثل الجراد خوفا عليهم ، وللعلم فقد قامت طائفة غريبة بتفعيل طقوس أغرب على عصفورتك ووائلها الحبيب
حكيم(شعر بالخواء في قدميه):- لينداااااااا ……أحتاج للعودة فورا إلى الوطن
ليندا(مسحت على رقبتها حين أفلتها): هل تهذي هنا ؟
حكيم(جثا على ركبتيه وأمسك يدها):- سأفعل أي شيء تريدينه فقط دعيني أعود للوطن ، يجب أن أكون بجوار ميرنا وابنتي أرجوكِ
ليندا(عضعضت شفتيها وهي تقترب من وجهه لتلامس لحيته):- أوبس حكيم الراجي يترجاااااني ألست أنت من وضعت مبادئك عند باب قصري ودخل ؟
حكيم(جذب يده ومسح على شعره بقوة):- لينداااااااااا أنا أرجوووووكِ
ليندا(هزت رأسها بتلاعب):- متأسفة لست موافقة
حكيم(بلهفة وجنون):- أقووووول لكِ سأفعل أي شيء تريدينه ، سوف أذهب لرؤيتهم وأعود فورا أحتاج لذلك هما بحاجتي أرجوكِ قومي بهذا المعروف لأجلييييي لينداااا
ليندا:- هل ستعود لحكيم السابق ؟
حكيم(هز رأسه برفض):- لن أفعلللللللللل
ليندا(مطت شفتيها بتذمر مصطنع):- إذا يعز علي أن أخيب طلبك لأنه مستحيل ولن يتحقق
حكيم(آلمه صدره وهو يتكئ على الجداااار):- لينداااا أنا أعاني هناااا أريد العودة للوطن
ليندا(وقفت وهي تعدل فستانها المتدلي بخلاعة):- صدقني حبيبي كان على عيني لكنك تطلب المحاااال ، أو تعرف ماذا أيضا أنا لم أخبرك لكي أبقيك على اطلاع بالمستجداااااات هناك هههه ، أخبرك لأحرق قلبك في عزلتك عليهمااااا أكثر وأكثر وأكثررررررررر هاهاهاااااا
حكيم(ضحك من شدة الألم):- هههه تفوقتِ
ليندا(لوحت له وهي تغادر):- ولا تنسى أنك بعييييييد عنهما في حين أن الآخرين بقربهمااااا وتعلم قصدي طبعا فأنت حبيبي الذكي …ههههههه مغدوووووووووري نبه على اعتماد كي تكثر الأكل في وجبة رهينتنا فأكيد سيحتاج للطاقة كي يستوعب أكثر أنه في سجن وليس في فندق خمس نجووووووووم هههه هنهاهاهاهااااااا
مغدور(كان عند الباب أغلقه وهو يردد):- بأمر مولاتي القديرة بأمرهااااااااااا ههه قلبي معك يا سجيييييين هههه
حكيم(سقط جالسا محله وهو ينظر بنظرة متلاشية نحو العدم):- ميرناااا ..ميسوووون ؟؟؟؟ كيف أصل إليكمااااا يا وجع قلبي المنكسر كييييييييف
ليندا(تحدثت عبر المكبر الصوتي الذي تضعه بغرفته):- أمامك الحل فعد ما كنت عليه لأعيدك إليهم ههههههه فكر فلن تخسر شيئااااا…….
حكيم(أمسك على رأسه بصداع):- اخرسسسسسسسسي أنا لن أعود لذلك الوحش لن أعود لن أسمح لكِ بأن تعيدينيييييييي ولو مت هناااااا لن أعووووووووود إليييييييييييه
~ حكيم يتذكر ~
قبل 15 سنة أي بعد خروجه من البيت بسنتين تقريبا ، آنذاك كان قد تعمق في أعمال العشيرة وتعرف على سيرورة العمل معهم ، استطاع أن يحقق نجاحات نظيرا لغضبه ورفضه لتلك المهام الموكلة إليه ، والتي كان يقوم بها على أكمل وجه حتى ينفذ ما هو مطلوب منه ويخلص من عشيرتهم القذرة …هكذا كان يظن لكنه كلما أنجز مهمة خلقت لأجله مهمة أخرى وهكذا دواليك إلى أن وجد نفسه متورطا فبدلا من أن ينقذ ميرا منهم أصبح هو غارقا وسط بركتهم الدموية ...قد جردوه من معنى الإنسانية بوعودهم الكاذبة في أنه كلما أنجز ما عليه عاد بسرعة لذويه ، لكن السنون توالت وهو لم يعد بل اكتشف أن عودته تهديد خطير على عائلته وأحبته الذين تركهم من خلفه خصوصا تلك الصغية التي ترثيه عند نافذته الشااااااردة ….
غضنفر:- سوف تتعرف عليه اليوم لم أنت مستعجل ؟
حكيم:- لأنني أريد مغادرة هذا العالم القميء ، لقد اكتفيت منكم، ودين ابنة عمي قد وفيته وأكثر
غضنفر:-هل أنت متأكد ؟؟؟؟
حكيم:- ما الذي تريدووووونه بعد ؟
غضنفر:-دفع الدين
حكيم:- سنوات وأنا كالعبد لديكم ألم تشبعوووااا ؟
غضنفر:- والله ذلك لا يكفينا ، لقد وجدنا فيك يدا عاملة تستحق الإشادة ، أنت لا تترك خلفك أي أثر يوقعنا في المتاعب ، عملك نظيف ودقيق وهذه هي صفات المافيا خاصتنا
حكيم(مسح على شعره بغضب):- لا أريد أن أبقى هنا لحظة سأعود لبيتنا
غضنفر:- عد لو أحببت … هذا إن وجدتهم أحياء
حكيم(برجفة):- أتهددني بقتلهم لو عدت إليهم ؟
غضنفر:- تقنيا ذلك ما سيتم
حكيم:- لما يؤذيكم ذهااااابي ما الذي سيعيقكم لو تركتموني أعووود ؟
غضنفر:- أولا …دين ابنة عمك لم ينتهي بعد فقد أدانت شخصا وما يزال في السجن ، ثانيا عودتك ستعيق عملنا ونحن غير مستعدين لخسارة كفاءتك ، ثالثا أنت مجبر على الاستمرار معنا لأنك لو عاندت أكثر سنرسل بإنجازاتك العظيمة بفيديو مصور لعائلتك …دعنا نتخيل حين يروا ابنهم الحبيب وهو يشتت شمل أسر بريئة ويحرق منازل اليتامى ويسرق وينهب وي…حسنا أنت لم تقتل وهذه تحتسب لك لكنك شهدت على موت الآخرين ولم تحرك ساكناااا ، ما يعني أن دمهم برقبتك أيضااااا وعليه أنت غارق في بركة من الدماء عزيزي حكيم …ونصيحة من خبير مثلي استمتع بذلك واقتنع به لأنك لن تظفر بما تريده
حكيم(كان يجمع قبضتيه بقوة وهو يصغي إليه):- يعني لا مفر منكم ؟
غضنفر(كتف يديه):- لا مفر مناااااا
ميار(دخل لحظتها):- ولا أمل يا قريبي ..مرحبا ميار نجيب
حكيم(استدار نحوه وتكهربت الأجواء بينهما):- أنت هو إذن ؟
ميار(لمس أيضا تلك الشرارة التي انبعثت بينهما):- أجدك أوسم من الصور ، حبي غضنفر عليكم تبديل تلك الكاميرات صدقا هي تنقص من مصداقية المرء
غضنفر:- سأدعكما تتعرفان وبمعيتك ميار قم بإعادة عقله لرأسه وإلا سيعاني كثيرااااا
ميار(أزال سترته وفرقع يديه):- ذلك عندي
حكيم(حرك فكه ورفع كمي ساعديه):- كنت بانتظارك
ميار(مسح على فمه بحركة مصارعين):- وأنااااا …
تعاركا أجل بل مزقا بعضهما بعضا من فرط الغضب والغيظ والحرقة والرفض ….تعاركا عراك موت جعل كل منهما يسقط متهالك القوى بجوار الآخر ، يلهثان بتعب وهما يحصيان الإصابات التي سددوها لبعضهما بعضا … تبادلا نظرة صامتة ورفعا بصرهما نحو السقف في لحظة استكانة شاردة تفيد هذا اللقاء الهستيري الذي جمع بينهما أول مرة …
ميار(تنهد ببؤس دفين):- كنت مثلك في أول الأمر ، رفضت كل ما عايشته وما أجبرتُ على مجاراته ،…لأكون صريحا أكثر حاولت الهرب مرات عديدة ووجدت أنني أعود مجددا إلى الكرسي الملعون الذي وصمني به أبي الله لا يرحمه في هذا اليوم ….
حكيم:- أنت تحاول استمالتي غالبا ؟
ميار:- نصيحة ….لقد أصبحت ما أنا عليه حين تقبلت الأمر ، لا فكاك من هذا المصير حكيم فلا داعي لأن نطيل هنا فمهما هربت ستجد نفسك محتجزا بين غياهب عالمنا اللعين
حكيم(شق قميصه بغضب):- ما عدت أطيييييييقه لقد اكتفيييييييت
ميار:- ولوووو …نحن بدأنا للتو
حكيم(عقد حاجبيه وهو يرتفع ليجلس بتعب من المعركة):- ماذا قلت ؟
ميار(تحرك بثقل وجلس أيضا وهو ينفض يديه من الغبار):- حكيم … هذه أول مرة نلتقي فيها وربما يكون لقاؤنا المقبل بعيد ، دعنا نكون أصدقاء لأننا لو بدأنا علاقتنا بعداوة فلن نتمكن من إحراز أي هدف
حكيم(استقام بعصبية):- أناااااا أبني مع الفهد البري علاقة صداقة ..هل أنت ثمل ؟
ميار(نهض أيضا وهو يهز رأسه):- شكلك ستصعبها علينا
حكيم:- سأفعل لأنني أكرهك وأكرهه وأكره اليوم الذي رأيت فيه عالمكم القذر
ميار:- علام تنوي يا حكيم الراجي ؟
حكيم(نفض ياقته وهو يمسح الدم من فمه):- لست غبيا حتى أسمح بموت أهلي على يد حثالة مثلكم ، لذلك أنا سأتابع معكم لكنني لن أكون صديقك ولا صديق أي واحد منكم فلا تتعبوا أنفسكم معي قد قررت وانتهى الأمر
ميار(حرك فكه): يمكننا أن نتعاون لو أحببت
حكيم(توقف عن المسير):- سيكون ذلك عن بعد لأنه لا يشرفني أن ألتقي بك
ميار:- حانة الفردوس نريدها أن تحترق ليلة الغد ، فقم بعملك وأنجز
حكيم(نظر للأرض ثم رفع رأسه ليستمر):- اعتبروه قد تم
ميار(رسم ابتسامة شقية على شفتيه وهو يراقبه بطرف عين):- شكلي أحببت ابن الخال هذاااا
حكيم(خرج وهو يشتمه تحت أنفه):- يا له من ثقيل دم افففف …ويده ثقيلة أيضاااا تتت
حرق … نهب …سرقة … استيلاء …ضرب …تهديد ..إلخ
كلها كانت من نصيب الأسد الثائر والذي كان حين يستعد لمهمة قذرة يلف على يده شريطا خاصا بالشعر ، هو شريط رافقه في كل مراحل حياته مذ خروجه من عتبة البيت ، شريطها كان الشعلة المتأججة التي تجرده من حقيقته ليتغذى بالغضب والحرقة وطعم الفراق ويفرغها في الضحايا الجدد الذين سيستهدفهم حسب أوامر العشيرة اللعينة ….
مثل الآن ها هو ذا قد ارتدى سترته الجلدية ، وأقفل أزرارها وأمسك بالشريط ولفه بإحكام على معصمه ليعقده في نهايته ويقبله بألم قبل أن تتلون عيونه بالدم ويحرك زناد مسدسه مشيرا برأسه لرجاله الذين اتخذوا السيارات تباعا …بينما اتخذ سيارته وانطلق وسط ذلك الظلام الدامس في اتجاه حانة الفردوس التي ستشمع بالشمع الأحمر الليلة ما يعني أنها ستصبح رماداااا ..
حكيم(دخل للحانة متقدما رجاله وفرقع إصبعه):- انتشرواااا يا حلوين واحظوا ببعض المرح قبل أن نبدأ العمل …. طلال اختر لنا أجمل طاولة فأريد الاستمتاع قليلا قبل رؤية اللهيب الأحمر
طلال(عدل ياقته بنشاط):- فورا صديقي …
ما إن لمحهم صاحب الحانة حتى عرف أن التنفيذ سيتم تلك الليلة ، لذلك عاد أدراجه بسرعة مهرولا نحو مكتب الحانة الجانبي …دخل بسرعة وفتح درجه ليمسك مسدسا تفقد خزانه ووجده ممتلئا ، أغلقه وركض مجددا لإحدى الغرف الخاصة بتبديل الراقصات بحث عنها بعينيه ووجدها بينهن تبتسم برقة فهب لأخذها كالقدر المستعجل ….
صاحب الحانة(جذبها بقوة من يده):- امشي سوف نغادر الحانة
ابنته:- لماذا بابا ما زالتِ الأجواء صاخبة
صاحب الحانة(بعنف):- اخرسي وتحركي أمامي
الراقصات(بتساؤل):- ما الذي يحدث ؟؟؟
ابنته(وهي تركض خلفه):- أبي أبي ما الذي يحصل هئئئ من هؤلاء ؟
صاحب الحانة(حوصر من قبل رجال حكيم):- …..يا إلهي ، اسمعيني جيدا سوف أشغلهم قليلا وأمهلكِ بعض الوقت اتخذي الباب الخلفي واهربي
ابنته(بخوف):- من يكونوووون باباااااااا ؟؟؟
صاحب الحانة(أشهر مسدسه في وجههم):- لو اقترب منا أحدكم سأفجر رأسه
الرجال(نظروا لبعضهم بعضا وأشهروا أسلحتهم في وجهه أيضا):- …لارد
صاحب الحانة(هدر فيها):- اركضييييييي ولا تنظري خلفكِ أبدااااا
ابنته(برجفة همت بالهرب وهي تنظر خلفها لأبيها حتى اصطدمت به أمامها):- هااااائئئئ أبييييييييي
استدار خلفه ليدرك ابنته فداهمه الرجال بأخذ سلاحه وتثبيته على الجدار ، هنا كان يطالعها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها وهو يحرك فكه بلؤم
حكيم:- قد كنا ننوي الاستمتاع قبل أن نبدأ الأكشن يا روحي ، لكن لا بأس خير البر عاجله
البنت(ترتجف):- أهئئئ
حكيم(ابتعد عن طريقها وأشار نحو الباب):- أمهلكِ دقيقتين لتهربي ، سألحق بك لو أمسكتكِ ستصبحين لي وإن فلتتِ فقد كتب لكِ عمر جديد حلوتي الجميلة
البنت(كانت ترتجف):- أ…. …أبييييييي ؟
حكيم(لامس شعرها):- يؤسفني القول بأنه لا يملك نفس فرصة الهرب …
صاحب الحانة(بقهر):- اهربييييييي اهربييييي بأقصى ما يمكنكِ يا ابنتي، سامحينييييييي
البنت(ببكاء):- اهءءءءء أبييييييي أبيييييييي
حكيم(فرقع يده ورفع أصابعه الثلاثة):- 1 ….2…….
ركضت قبل أن يتمم العد وخرجت من الباب الخلفي بدون أن تلتفت خلفها ، صراخ أبيها كان يؤلمها في الصميم وهي تمسك على صدرها وتراقب الأجواء حولها ، قد كان المكان مهجوووورا تماما وكأنهم قاموا بتشطيب الناس من المنطقة كلها …هذا زاد من رعبها ورفع نسبة الأدرينالين بداخلها بحيث راحت تتعثر خشية من ظهوره في طريقها ، أجل لقد أرعبها حتى راحت تبكي بصراخ …. وحين ظنت أنها أفلتت وحين راحت تشير لإحدى السيارات التي مرت من جانب الطريق وجدت نفسها مخطئة حين أطل برأسه عليها كي تصعد ، طبعا لم تفعل بل ركضت من الجانب المعاكس هربا منه ولحظتها خرج من سيارته وأقفلها بهدوء ، عدل سترته الجلدية ولحق بها مشيا ببطء وعلى شفتيه ابتسامة مكر خبيثة …. ظلت تركض في ذلك الزقاق الضيق وهي تبحث عن مفر وتطلب النجدة من الفراغ ، أخذت تطالع الأرجاء لعلها تجد ولو ملاذا لكن لا شيء لا شيء سينقذها منه ….. خصوصا حين وجدت نفسها أمام زقاق مغلق يا الله قالتها وهي تشهق بفزع وتحدق بذهووووول
حكيم(أشعل سيجارته واقترب وهو يدخنها ببرودة):- لو محلكِ أستسلم
البنت(التصقت بالجدار):- أرجوك لا تؤذيني أرجووووك
حكيم(دخن مرتين ورمى السيجارة أرضا ليسحقها بقدمه بغرور):- عذرا عزيزتي طلبكِ غير متاح حاليا
البنت(طافت بعينيها ورأت عصا ملقاة على الأرض):- هء
حكيم(ركض بخفة واعترض طريقها):- تؤ تؤ مكانكِ لا أغامر بهذه الحركة الغبية
البنت(ناظرته مليا):- أرجوووووك أتوسل إليك اهئ دعني أعود لبابا وأعدك أعدك سوف نسلمكم مفتاح الحانة ولن نعترض أبداااا على ذلك و
حكيم(رفع يده ووضع الأخرى على رأسها):- أنت تتحدثين كثيراااا لما لا تسخرين فمكِ الشهي فيما تجيدين فعله بحق ؟
البنت(اهتزت أدمعها من احتقاره لها):- أنا لست بعااااااهرة
حكيم(تأملها):- اممم كأنكِ تريدين القول أنكِ طاهرة بثوب عاهرة ؟
البنت(ترتجف من لمسة يده):- أرجوك أفلتني أرجووووك أطلق سراحي أنا وبابا و
حكيم(همس في أذنها قبل أن يمسكها من شعرها بعنف):- فات الأوااااان ..
جرها معه وهي تبكي وتتسوله النجاة لكنه لم يصغي إليها بتاتا ، بل أعادها للحانة وألقى بها عند قدمي أبيها الذي كان مقيدا على الكرسي والرجال يحيطونه من كل جانب ، بينما لم يبقى في الحانة أحد غيرهم …
حكيم(فتح أزرار سترته الجلدية وجلس على الطاولة لينظر إليهما):- طلال …هلاَّ التقطت صورة سريالية للأب وابنته ؟
طلال(بتذمر ساخر):- عذراااا نسيت الكاميرا في السيارة
حكيم:- لا بأس أكيد مخيلتنا النشطة سوف تتذكر هذه النظرااااات ، آآآآآه يا بابا الثخين لو كنت أصغيت لتهديدنا الأول لما وصلنا إلى هذا الحال
صاحب الحانة(بخوف على ابنته):- أسلمكم مفتاحها اللحظة فقط دعوا ابنتي تخرج آمنة
حكيم(اتكأ بيديه على حافتي الطاولة):- وما الذي سيجبرني على ذلك ؟
البنت:- أبيييي اهئئئ أريد العودة لبيتنااااا ، فكوووا قيوده ودعونا نرحل بسلام
حكيم(صفق بتحية):- ابنتك تملك روحا شجاعة أكثر منك يا خسيس
صاحب الحانة:- اصمتي يا هاجر اصمتيييييييي
حكيم(رفع حاجبيه):- هااااااااجر ، أووووه اسم لم يمر بحياتي أبدااااا اممممم لا أدري لما أحببته يا طلال أتراني استلطفت الجميلة ؟
هاجر(التصقت بقدمي أبيها):- ههئئ ليتك سلمتهم المفتاح ليشبعوا بالحانة وما فيهاااا
صاحب الحانة:- سامحيني يا ابنتي سامحيني
حكيم:- حسنا لنبدأ العمل بدأت أشعر بالضجر … حبيبي أبو هاجر أين المفتاح ؟
صاحب الحانة(يرتجف رعبا):- بالدرج العلوي في مكتبي وفيه ختمي
حكيم:- أحضره يا طلال فسنحتاجه كي نوقع على عقد البيع والشراء مع أبو هاجر ، أحببتك يا رجل صدقا ههه (جمع ضحكته ورمق طلال بحدة) طلالالالالال ؟؟؟؟؟
طلال(هرول):- في الحاااال
حكيم(ابتسم لهما):- هل نشرب شيئا في صحة اتفاقنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صاحب الحانة(نظر بأسف لابنته):- سامحيني يا صغيرتي
هاجر(قبلت رجله وعانقتها):- أبي ماذا سيفعلون بنا ؟
صاحب الحانة(بدموع مكومة في عينيه):- أيا كان فأنتِ ستنجين منه ، أريدكِ أن تكملي دراستكِ وتأخذي المنحة لتسافري خارج البلد ، حققي طموحكِ وشيدي حياتكِ بعيدا عن هذا الوبال ..أعتذر منكِ فلم أكن صالحا ولم أملك حياة نقية أعطيها لكي يا ابنتي فالديون قد أغرقتني حاولت أن أتمسك بآخر ما أملكه كي أخرجكم من حلق الضيق ، لكنهم أناس لا يرحمووووون
هاجر(ببكاء):- أحبك بابا أحبك مهما حصل وسوف ننجو سوية أعدك بذلك أعدك …
صاحب الحانة(رمقها وهي تستقيم):- هاجر هااااجر عودي إلى جانبي
هاجر(أمسكت قنينة مشروب من المشرب ومعها كأس وتقدمت نحوه):- أيمكنني أن أسقيكِ كأسا من هذا ؟
حكيم(طالعها برقة):- أووووه ذلك سيسعدني
هاجر(سكبت المشروب في الكأس وقدمته إليه):- تفضل …
حكيم(صغر عينيه):- ماذا سأستفيد ؟
هاجر:- أريد أن أعرض عليك عرضا
حكيم(تجرع من الكأس القليل وأشار به لتتابع):- أسمعكِ
هاجر(قربت فمها من أذنه):- أسلمك نفسي
حكيم(أغمض عينيه ونظر جانبيا):- ومن يسلم نفسه يعبس هكذا ، أخبريني هل أنتِ عذراء ؟
هاجر(بقهر وحرقة قلب):- أجل
حكيم(غمزها):- كم عمركِ ؟
هاجر(تلكأت الحروف بجوفها اختناقا):- 15 سنة ونصف
حكيم(مصمص شفتيه):- ما زلتِ قاصر ذلك لا يبدو على قامتكِ وجسمكِ المكتنز ، فما الذي تفعلينه في حانة رديئة كهذه ؟
هاجر:- أنا أدرس أجل وفي نفس الوقت أساعد أبي في عمل الحانة ، يعني كي نستطيع تسديد ديوننا لكم و احم ننفذ من عقابكم
حكيم(تأملها بزفرة عميقة):- تنحي جانبا فقد فات الأوان على الأخذ والرد ، قمنا بتنبيه أبيكِ لكنه اختار التلاعب معنا وعليه سوف ينفذ فيه الحكم
هاجر(ضربت القنينة أرضا وأمسكته من ياقته ببكاء هستيري):- أعرض عليك نفسسسي أرجوووووك اقبل وحررنااااااا
حكيم(أمسك يديها بقوة ودفعها عنه لتسقط أرضا):- يكفييييييييي
صاحب الحانة(بغمغمة حزن):- هاااااجر هااااجرررررر لا تفعليييييييي يكفيييي يا ابنتي يكفي
هاجر(مسحت دموعها وهدرت في حكيم):- أنت جباااااااان
حكيم(هنا حرك فكه ومط شفتيه):- مع الأسف أنتِ من أجبرني على فعل هذاااا ، طلال جيد أنك جئت خذ توقيعه وابدأ بصب البنزين حول المكان فور عودتي سأحرقه بنفسي
طلال(حك جبينه):- عودتك من ماذا لطفك ؟
حكيم(شدها من شعرها ورفعها إليه):- سنلهو مع الصغيرة قليلا
صاحب الحانة(يبكي دما):- دع ابنتييييييييييي اقتلوني مزقوني لكن لا تلمسووووووووهاااااااا ، هاااااااااااااااجر هاااااااااااااااجررررررر
هاجر(بموت ناظرته وهو يجرها لحتفها):- سامحني بابا أنا أحببببببببك
حكيم(لوح لأبيها وجذبها أمامه):- سنرى شجاعتكِ الآن
صاحب الحانة:- هاااااااجررررررررررر ابنتيييييييييييييي
دفعها لأحد الغرف ورمى بسترته الجلدية على جانب وفوقها مسدسه ، رآها وهي تراقب المسدس بحرص شديد فرسم ابتسامة شقية تلتها إشارته لها كي تبدأ بإزالة ثيابها ، طأطأت رأسها وفتحت سلسال الفستان وهي ترتجف برعب ،، أما هو فقد نظر لشريط يده بشرود وأخذ يلامسه وهو يعقد حاجبيه ، لم يستوعب كم مرت من دقيقة حتى سمعها تشهق باكية ومن بين نحيبها تبين جملة أنا جاهزة …استدار إليها ووجدها بملابسها الداخلية فقط
حكيم(تأملها بجرأة):- للأمانة أنتِ تخفين جسما جميلا تحت هذه الفساتين
هاجر(كانت تحاول إخفاء مفاتنها بيديها وهي محرجة):- عندما تنتهي يعني هل ستحررنا ؟
حكيم(اقترب منها):- سأفكر
هاجر(رفعت عينيها الدامعة إليه):- ما زلت شابا لكي تلطخ يديك بدمنا ، الحياة أمامك و
حكيم(قاطعها حين جذبها من خصرها ودفعها لصدره):- تابعي
هاجر(ارتعشت):- …لا شيء
حكيم(لامس شعرها ونزل لرقبتها مقبلا):- هل هذه المرة الأولى التي يلمسك فيها رجل ؟
هاجر:- أهااا
حكيم(حرك فكه ليقترب من شفتيها بقبلة):- هل قبَّلكِ أحدهم قبل الآن ؟
هاجر(أغمضت عينيها):- لا
حكيم(لم يقبلها بل راقبها وهي تغمض عينيها):- هل لديكِ إخوة ؟
هاجر:-فقط أنا وأبي
حكيم:- جميل …
أمسكها من خصرها وألقاها على السرير ليجثم فوقها بوحشية جعلتها توقن أن نهاية شرفها قد ضاااااااعت لا محالة ….لكن دقائق قصيرة وكان ينتفض من فوقها مزمجرا ارتدى سترته ووضع مسدسه خلف ظهره ، رفع الفستان من الأرض وألقاه عليها ثم مسح على شعره وبعدها ناظر شريط يده مطولا قبل أن يستدير إليها …
حكيم:- ستهربين أنتِ وأبوكِ إلى قرية بعيدة فهذه الحانة ستحترق الليلة
هاجر(وهي تكفكف دموعها بفرح):- شكراااااا شكرااااا
حكيم(بعصبية):- ثم لا تعرضي نفسكِ مجددا على أي رجل حتى لو كنتِ على حافة الموت
هاجر(ارتدت بخفة ملابسها الداخلية):- أعتذر
حكيم:- أنت صغيرة على هذاااا العالم ، ابدئي حياة جديدة مع أبيكِ مفهووووم ؟
هاجر(بفرحة عارمة):- أعدك سيدي ،،،شكرا لأنك لم تؤذيني
حكيم(دفع عظمة ذقنه):- طبعا لن تخبري أحدا أنكِ ما زلتِ عذراء
هاجر:- أبدااااا لن يعرفوا يعني سيعتقدون أنك انتهيت من أمري، لكن ….هل لي أن أسأل يعني قد كنت مصرا على فعلها فلماذا توقفت ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- أخشى من أن تدور الأيام وأجد أحدااا يخصني محلكِ
هاجر(لم تفهم):- كيف …
طلال(طرق الباب بقوة بعد أن انطلقت رصاصة مدوية):- حكيييييييييييم
حكيم(ناظرها بصدمة):- ابقي هنا
هاجر(عقدت فستانها وأمسكت على وجهها):- أبييييييي ؟؟؟
حكيم(فتح الباب):- ماذاااا ؟
طلال(بتأسف):- آسف لكن …. لقد فعلوها
حكيم(دفعه وخرج للحانة ليجد الأب مدججا في دمائه):- من تجرأأأأأأ على فعلها ؟؟؟؟
خضر(نفخ في مسدسه):- أنااااا …طبعا سيدي عرف أنك سترفض تلطيخ يديك لذلك بعثني إليك هيا ألم تحرقوا بعد هذه الحانة البائسة ؟؟؟
حكيم(فتح فمه حين تذكر أنها قادمة إلى هناك فنبه طلال بعينيه فقط):- أكييييد سنحرقها هيا ليغادر الجميع
خضر(سبقهم):- اشكرني لاحقا عزيزي
حكيم(ناظر طلال الذي كان يصوب مسدسه خلف ظهره في الممر على رأسها):- أكيييد سيتم
هاجر(تمسك على فمها بانهيار):- أبيييي اهئئئ
حكيم(تقدم ناحيتها):- طلال تأكد من مغادرته وخذوا الجثة
هاجر(هرعت لأبيها):- بابااااااا باباااااااااا افتح عينيك بابااااااااااا اهئئئ ئباباااااااا
صاحب الحانة(كان يلفظ أنفاسه الأخيرة):- سامم…سامحيينيني هااااجرررر
هاجر(باختناق):- أبي أبي لم يؤذيني أقسم لم يفعل شيئا ما زلت ابنتك الطاهرة أقسسسسم
صاحب الحانة(برجفة الموت):- ….ادرس سسييييي واخررجيي من هذهههه القذارررة هاجرررررر سامحيينن يييينييي ي …
هاجر(وهي تصرخ بقهر حين توفي):- بابااااااا باباااااااااااااا اهئ لالالالالالا تمت لا تتركني وحديييي اهئئئ
حكيم(رفعها بقوة):- لا وقت نملكه في الرثااااااء سأخرجكِ من هناااا
هاجر(وهي تنتفض بحرقة):- دعنيييييي دعنيييييي أنتِ مجرموووون مجرمووووون
حكيم(صفعها بعنف):- لو تابعتِ هكذا سيعودون لقتلك
طلال:- احملوه برفق وضعوه بجيب سيارتي وأنتم تابعوا صب البنزين سنغادر بعد دقائق
هاجر(تهز رأسها بجنون):- لقد قتلتم أبييييييي
حكيم(أمسكها من كتفيها):- انظري إليييييي … أبوكِ مااااات ، أنتِ الآن وحدكِ فاختاري إما أن تعيشي أو تموتي أمامكِ دقيقة واااااحدة لتقرري فيها مصير حياتك ؟
قرارها جعلها تصل إلى ما وصلت إليه اليوم فقد اختارت العيش ، وحكيم ترك لها مبلغا ماليا تستفيد منه بعد خروجها من الملجأ فلأنها قاصر تم إدخالها بعد تبليغه الشخصي عنها .. في نظره كان ذلك هو الصائب ومن وقتها نسي أمرها ولم تعرف أصلا هويته ولا من يكون …لذلك فور خروجها بعد 18 سنة استطاعت متابعة دراستها وأخذ المنحة التي كانت تأملها ، والتي خولتها لكي تتابع الدراسة خارج البلد …
أما حكيم فقد نسي أمرها تماما من وقتها فما قد صادفته من مصائب غيرها كان يفوق الذكر أو التفكير ، فقد تابع على نفس الوتيرة مع العديد من الأماكن التي كانوا يقومون بمحاسبة مالكيها أو نهبهم عنوة أو أخذ ضرائب من أصحاب الشركات الضخمة عبر التهديد ، وقد كان حكيم يفلح فيها بطريقته في تدبير الأمور وهذا ما لفت انتباههم له وجعلهم متمسكين به ولو حتى عن طريق تهديده بعائلته المسكينة …
سنة تلتها سنة وحلمه بالعودة لمنزلهم كانت ترافقه في مجمل أيامه ، وأيضا انغماسه في رذيلتهم كان يتعمق أكثر فأكثر ، حاول تغيير هذه الحقيقة المريرة فلم يجد صدى لمحاولاته فحتى ميار لم يكن معه على وفاق بل كان يستغله أيضا ،بدوره كان مجبرا ومضغوطا من الناس الكبار وكان عليه إثبات ذاته لإحكام زمام الأمور ، فلو تركها لقيادة غضنفر وحده كانت خربت منذ زمن طووويييييل ….. هذا كله كان يحدث والفكرة تكبر بعقل حكيم وكان ينتظر وقتها المناسب فحسب ، خصوصا لما عقد اتفاقية مع ميار كي يقوموا بتخريب أعمال العشيرة السوداء والتي نشهدها في الوقت الحالي ، يعني تلك التي تهدده الشمطاء ليندا بها ….
ميار(عبر الهاتف):- صدقني لو محلك لا أرفض العرض ، أنا بحاجتك لتغطية الأمر وأنت بحاجتي لأريح ضميرك قليلا وأيضا لأفتح طريق خروجك فاختر
حكيم:- مللت من مستنقع الدماءءءء أنا مصر على تركي لكل شيء والعودة لبيتنا وليحدث ما يحدث ما عادت تفرق معي ،فلقد مت مت منذ أن وافقت على هذه القذاااارة
ميار(مسح على أنفه):- أكرهك بدوري وأمقت حتى الحديث معك فلا تجعلني أشعر وكأنني أجبرك على شيء ، كما أنني أتمنى لو أني لا أرى خلقتك قط
حكيم:- والله الشعور متبااااادل وأضف عليه أنني أشعر بالغثيان من صوتك
ميار(بغيظ):- هل سنتفق أم أرحل ؟
حكيم(بعد صمت):- موافق
ميار:- كنت قلها من البداية بدلا من تعذيبي هكذاااا ياه كم تحب الاستعراض
حكيم:- وأنت مقيت مغرور
ميار:- عندما تعود من البلدة سيكون لنا لقاء لنتفق على كيفية العمل
حكيم:- سأجد العجوز وأجعلها تغادر فهمنا فهمنا
ميار(برفض):- اجعلها تختفي يا حكيم ، إن لم تفعلها أنت رجالك يفعلونها
حكيم:- لا والله أتنتظر مني قتل امرأة عجووووز ؟
ميار:- نفذ الأوامر حكيم ولا تجبرني على استعمال القوة معك
حكيم:- أنت لا تخيفني
ميار(بشرر):- قوتي ستخيفك وداعااااااا
حكيم(بصق جانبيا):- تبا لكم جميييييييييييعااااا أكرهكم أكرهكم …
طلال(حرك زناده وهو مقبل عليه):- من الضحية التالية ؟
حكيم(ناظر طلال بعمق ثم هز رأسه بجنون):- امرأة عجوز
طلال(عقد حاجبيه):- حسن لست أشجع الفكرة
حكيم:- سأتدبر الأمر هيا أمامنا طريق طويل للبلدة دعنا لا نضيع الوقت
طلال:- لكن أخبرني ما ذنب هذه المرأة العجوز ؟؟؟؟؟
حكيم:- لما أعرف سأخبر صديقي
فخرية(ابتسمت وهي تطوي مناديل المطبخ):- ضعا حذاءكما جانبا وأدخلا
حكيم(زفر بتأفف وهو ينظر لطلال):- عفوا خالة سنزعجكِ لكننا من جمعية مكافحة البيوت العشوائية ، ومعنا أمر بإخلائكِ للبيت
فخرية(هزت رأسها ساخرة):- ههه وهل يظهر لكم أن بيتي عشوائي ها هنا ؟
حكيم(تأمل البيت):- هو الوحيد الموجود بالجبل وهو يعني يؤثر على سياحة البلدة
فخرية(رفعت حاجبيها):- سياحة البلدة ، يا ولدي أتعتقد بأنني عجوز أصابها الخرف؟
طلال(رفع حاجبه):- شكلها تعرف من نحن
حكيم(زفر عميقا):- أخرج وانتظرني يا طلال
طلال(همس):- سأخرج لأن نظراتها مرعبة لا عجب أنهم يريدون تصفية ماما الغولة
فخرية(جلست على الكرسي باعتدال):- أتعرف لماذا يرغبون بتصفيتي أم أنك عبد مأمور ؟
حكيم(فتح فمه من جملتها):- احم …. عن أي تصفية تتحدثين خالة يعني …
فخرية(نظرت ليده وهي تمسح على الشريط):- حبيبتك ؟
حكيم(رمقها وهي تشير بعينيها ليديه):- …لارد
فخرية:- دعك من الأحلام فهي لن تملأ جيبك
حكيم(سحب كم سترته وشبك يديه):- بما أنكِ تعرفين ما غايتي لنتكلم بوضوح
فخرية:- وبما أنك غير قادر على القتل لم قبلت بهذه المهمة ؟
حكيم:- ومن قال لكِ بأنني لست بقاتل ؟؟
فخرية:- لست بقاتل يا حكيم الراجي
حكيم(هنا استقام بفزع):- هل أخبروكِ بهوية قاتلكِ يا هذه ؟
فخرية:- إلا إذا كانوا مجانين
حكيم(أشار بيده):- وكيف عرفتِ بهويتي تكلمييييي ؟
فخرية:- شتتت لا ترفع صوتك ببيتي يا ولد ، وثاني شيء مثلما جعلتك تزيل حذاءك قبل أن تخطو عتبته سأجعلك تشرب فنجان قهوة معي
حكيم:- لا والله لما لا نتعشى معا أيضا ؟
فخرية:- سيحصل لكن بعد أن أحزم رزمتي
حكيم(رفع حاجبه):- أي رزمة عفوا ؟
فخرية(بكل برودة):-أنا سوف آتي معك
حكيم(هز رأسه بعدم فهم):- إلى أين من غير مؤاخذة ؟
فخرية(نهضت):- إلى بيتك فأنا سأسكن معك
حكيم(شخص عينيه على وسعهما وغالبه الضحك):- ههههههه هل تحلمين وأنتِ يقظة ؟ يعني أنا هنا لقتلكِ وليس لاستضافتكِ خالتي الحاجة ؟؟؟؟
فخرية(تحركت صوب مطبخها):- أدعى فخرية … أتعرف من أمر بقتلي ؟
حكيم(كتف يديه بامتعاض وتأفف):- أنيري بصيرتي لطفا منكِ
فخرية:- أختي الغبية
حكيم(لحقها للمطبخ مندهشا):- ولما سترغب أختكِ بقتلك ؟
فخرية(وضعت الغلاية على النار):- يمكنك أن تسميها حسابات قديمة
حكيم:- لم تجيبيني بعد كيف عرفتِ هويتي ؟
فخرية:- أنا أعرف عنك كل شيء يا ابن الراجية ، حتى أنني أعرف أجدادك يا ولد
حكيم(استوعب للتو):- صحيح إنها بلدتنا ولكن هل كنتِ تعرفينهم حقا ؟
فخرية(وضعت القهوة وراحت تحركها):- أعرف جدتك نبيلة الراجي ، أبوك عبد النور وأعرف عمك الحقير يلا الميت لا تجوز عليه سوى الرحمة ، لكن هو ما ترك في قلوب الناس رحمة بعد أفعاله المشينة مع آل بيته ومع أهالي البلدة
حكيم(جلس على الكرسي وهو يحاول الاستيعاب):- تمام تمام بدأت أشعر بالبلاهة ، من أنتِ ؟
فخرية(وضعت الملعقة واستدارت إليه):- فخرية ….. البنت البكر لمعشر السحرة
حكيم:- يعني …
فخرية:- أستطيع التبصير والتنبؤ بالأحداث المستقبلية ، وقد رأيتك قبل دخولك لبيتي وعرفت غايتك وأيضا علمت أنك لم تكن على نية بفعلها فقد فكرت بأخذي بعيدا وإخفائي …ولكن أنا سأغير خطتك وسأذهب معك وأقطن معك وسيعرفون ذلك لأنك ستشترط عليهم هذا الأمر وإلا لن تتابع معهم بقية الأعمال
حكيم(صفق بجنون):- واوووو ، لكن هنالك محطة مفقودة أنا أنا أنااااااا ما الذي سيجبرني على القبول بأن تكون رفيقة سكني ساااااااحرة عجوز ذات لسان سليط مثلكِ ؟
فخرية(صبت القهوة وهي تقهقه):- هههه … أعرف همك وأنت بحاجتي في عملك سأفيدك كثيرا عدا عن ذلك … أنا قدرك يا حكيم وعيشنا معا رأيته في رؤاي
حكيم(وضع يده على فكه بحركة مضحكة):- وماذا رأيتِ أيضا في تلك الرؤى المريبة ؟
فخرية:- كم ملعقة سكر ؟
حكيم:- دعيها بدون فأنتِ حكاية يظهر لي أنها لن تمضي بسهولة
فخرية:- أعرف أن قلبك منفطر ولكن ما هو مكتوب على لوح القدر سنصل إليه
حكيم(اهتزت حدقتي عينيه):- أفصحي أكثر
فخرية:- هذا الدرب ليس دربك ، ولكنك مجبر على سلوكه وستستمر فيه حتى يأتي اليوم وسنسافر فيه خارج الوطن هربا منهم
حكيم(وضع الفنجان ومسح على رأسه):- صدمتني بكمية الرؤى خالة فخرية أحتاج للتفكير
فخرية:- خذ راحتك سوف أحضر أغراضي وأعود إليك ، لن أتأخر فقد جهزتها سلفا
ظل ينظر لطيفها الذي اختفى في الجانب وهو يرمش بذهول ، لحين وجد نفسه يضعها بجواره في المقعد الأمامي ويقود بها عائدين للمدينة ، طبعا طلال لم يستوعب شيئا مما يحصل لذلك لم يجد بدا سوى مجاراة الوضع ..لكن هل سيتقبلون ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- أعد ما قلته ؟
حكيم:- فخرية سأتكفل بها شخصيا وستكون تحت رعايتي حاليا ولاحقا
ميار(بدل مكان الهاتف): هل أنت معتوه لا تجعلني أصوب فهوة مسدسي لك مجددا في موعدنا التااااالي ؟
حكيم:- أخبر آمريك بأن حكيم الراجي لن يقتل امرأة عجوز بذنب أختها الجبانة التي ترغب بقتلها فقط تصفية لحسابات ماض لعين لا طائل منه
ميار:- اسمع ….
حكيم(قاطعه بحدة):- إن أردتم متابعتي لعملي معكم كما العادة ، فستبقى فخرية تحت ضمانتي وإن عدلتم عن هذا وقمتم بأذيتها سوف أحرقكم وأحترق معكم بشكل لن يعجبكم أبداااا
ميار(هز حاجبه):- تبا لك يا حكيم الراجي
حكيم(ابتسم بانتصار):- تركت لك الأمر لتقنعهم به طبيعي فأنت الفهد البري ذو الرأي المسموع
ميار(أقفل الخط ونظر لهاتفه):- هذاااااا قد فقد صوااااااابه حتما ؟؟
كهرمانة(دخلت بلهفة وجلست على الكرسي):- ها يا بني العزيز أعطني أخباري ؟
ميار:- أمي الحبيبة تغيرت الخطة فأختكِ ما زال لها عمر مديد
كهرمانة(انتفضت برفض):- كيف يعني هل عفوت عنها ؟
ميار:- أجل … وقعت على ذلك حتى
كهرمانة:- وعدتني بأن تنجز فلم تراجعت ؟؟؟
ميار:- أساسا لم أقتنع بفكرة قتل أختك ، عدا عن ذلك أمي لا تنسي نفسكِ ومقامكِ هنا انتهى
كهرمانة:- عفوا لم أقصد أن أتدخل في قراراتك ولكن يا بني …
ميار:- أريد البقاء بمفردي اخرجي
كهرمانة(حركت فكها بلؤم):- همممم
ميار:- ها شيء آخر ...إذا ما تعرضت المرأة لأي أذية سأعتبركِ المسئولة وستنالين جزاء لم يخطر ع بالك
كهرمانة(باشمئزاز):- حتى لو حاولت ذلك فتلك المرأة النحس لا تمووووووت
ميار(بعد خروجها):- ما حكاية هذه الفخرية ؟؟؟؟
فخرية(وهي تتبختر في المنزل):- إنه صغير وضيق أخبرني لما تسكن هنا طالما بإمكانك اتخاذ سرايا ؟
طلال(انفجر ضاحكا):- سرايااااا هههه الخالة ما زالت تعيش في زمن الماضي ، اسمه قصر أو ممكن فيلا لو أحببتِ
فخرية(تمتمت تحت أنفها من إزعاجه):- حمممم
حكيم:- لأنني لا أحب تلك المظاهر ، ثم أنتِ ضيفتي يعني اقبلي بالموجود ولا تتشرطي … هذه غرفتي تلك غرفة طلال والأخرى هناك من نصيبكِ
فخرية:- اسمعني جيدا ، غداااا ستتصل ببائع xxxxات وسيعرض عليك قصرا قديما خارج المدينة ، هو من النوع الذي يروق إعجابك وأنت سوف تشتريه لنا
حكيم:- "لنا" ما سرعة هذا الانتماااااء الخرافي
طلال:- هههههههههه أقسم أنني شعرت بأن أم طلال أمامي اللحظة
حكيم(نظر لطلال):- هل نفعلها ؟
طلال:- أخبرته مرارا وتكرارا بذلك يا خالتي فخرية ولكنه لم يحبذ فكرتي ، شكلي سأحبك فأنتِ ستغيرين بالأسد الكثير يا مرحبا بكِ وألف سهلا
فخرية(صغرت عينيها فيه):- من هذا الديك الذي يصيح بلا إذن ؟
حكيم(أخفى ضحكته ونظر لامتقاع وجه طلال):- شكلها أيضا أحبَّتك
في ذلك اليوم كان دخول فخرية رسميا وحتميا في حياة حكيم الراجي ، وفعلا قام بشراء القصر القديم ونال إعجابه كثيرا ليزداد فرحه لما رأى لأول مرة حصانه الأسود والذي أسماه باسمه القديم صافيور ذو السيدة جلبهار …
حزن لما تذكرها ولكن انضمام فخرية لحياتهم أعطاه نكهة خاصة ، فقد عاشوا أجواء مختلفة ما بين جديتها ومزاحها الحاد فهي لم تستلطف طلال بسهولة بل استغرقها ذلك زمنا طويلا ، في حين أن محبتها لحكيم كانت سابقة حتى قبل أن تلتقي به وجها لوجه …. توطدت العلاقة بينهما وعرفا أسرار بعضهما يعني نوعيا فخرية التي عرفت كل شيء عنه وعن حياته وعن المافيا وعن أسرته ،،،أما هو فعرف القليل من ماضيها لكن سر عداوتها مع كهرمانة كان هو حديث الساعة تلك الآونة ، وطبعا الموضوع بدأ لما تآمرت فخرية مع أهالي البلدة لنفي سلسبيل وسجنها في الكهف الجبلي …
هكذا توالت الأيام والذكريات بينهما تتجذر في صفحة يومياتهما سوية
فخرية(باعتراض):- هذا ظلم
حكيم(وهو يمسح أجزاء مسدسه):- أين الظلم ؟
فخرية:- ما ذنب تلك الأم لتتشرد مع أطفالها فقط لأن أبوهم حقير ؟
حكيم:- أبوهم لعب لعبة قذرة معنا وقام بخيانتنا ، والخائن عندنا يموت
فخرية:- وأنتما تخونان
حكيم(برقت عيناه بشراسة):- نحن نخون لنكفر القليل من هذا الذنب ، لكن إن لم أفعل أنا فسيبعثون أي شخص ويقوم بإبادة الأسرة كلهااااا
فخرية(ابتلعت ريقها):- أيؤلمك قلبك ؟
حكيم(وضع المسدس والمنديل ومسح على شعره):- ذلك يرهق ذاتي كل يوم ، والنوم يجافيني بسببه ولا يسعني الفكاك …يعني أنا في خضم هذا الوبال ثم بدأت أستمتع بذلك
فخرية(عضعضت شفتيها):- لا تدع قدمك تزل يا حكيم
حكيم(ابتسم بخبث):- سنستمتع يا فخرية فلا تكوني ذات فكر جاهلي وتخربين مزاجي
فخرية(لم تجد بما تجيبه فزفرت عميقا):- الله يهدي خاطرك يا بني …
الضغط على الزناد أول مرة تليه مرااااااات عديدة ، وإيقاف عيار العقل في موقف ما يليه انفلات متواصل يولد شراهة في الانتصار كل مرة ،،، وهذا ما حصل مع حكيم فقد انجرف في ذلك العالم وأصبح بارعا من مهمة لمهمة ، والعشيرة السوداء كانوا يختارون المهمات التي تجرد المرء من عفويته وإنسانيته ومبادئه وهذا ما تحول عليه مع الأسف ، فقد صار نسخة منهم بلا قلب بلا ضمير وبلا حياة وهذا ما جعلهم يضمنون بقاءه معهم لفترة طويلة جدا …..
بعد سنوات
حكيم:- سأذهب …لقد مضت سنوات وأنا تحت إمرتكم ألا يعني لكم هذا أي شيء ؟
غضنفر(زفر عميقا):- ميار دعه يفهم أننا هنا غير مستعدين لإحزان قلبه
ميار(كان يصغي فحسب):- …لارد
حكيم:- اليوم ستبلغ 18 أريد أن أكون بالقرب
ميار:- إذن هذا يعني بأنني سأرافقك
غضنفر (استدار بجدعه صوب ميار):- ههههه أنت تمزح صح ؟
ميار:- ولما سأمزح هو يريد الذهاب للاحتفال فلما لا يكون لي نصيب أيضا
حكيم:- سأكون متنكرا في زي شخصية كرتونية ولا أظن مقامك سينزل لتلك المكانة
ميار:- في صغري أحببت شخصية سكوبيدو كثيرا إذا لم تحدد بعد فتلك الشخصية من نصيبي
حكيم(هز كتفيه):- لكننا لن نثير المشاكل
ميار(غمز له):- لن نفعل
غضنفر(رمقهما سوية):- لست موافقا
ميار:- نحن لا نستشيرك عزيزي غضنفر فالتزم بمقامك
غضنفر:- ولا العشيرة ستوافق
حكيم:- أعتقد بأنني أستحق ذلك
ميار(رمق الألم في عيون حكيم):- يعني موافقتنا ستتم لكن بمقابل
حكيم(عقد حاجبيه):- ما المقابل ؟
غضنفر:- هههه آآآآآآه خطوة ذكية يا فهدنا البري
ميار:- سوف تقوم باختطاف ابن الوزير واحتجازه لغاية ما نصل لاتفاق مع أبيه وبعدها نحرر طفله
حكيم:- ولما تقولها وكأنني سأرفض ههه اعتبروه تم
ميار(نظر لغضنفر):- الولد مريض بالتوحد
حكيم(اهتزت حنجرته):- ونحن لسنا بمستشفى خاص لمرضى التوحد
ميار(ابتسم من إجابة حكيم):- أنت ستبلي بلاء جيدا في عالمنا إنه يناسبك كثيرا
غضنفر(بسعادة عارمة):- أكيد وهذا يعود على عشيرتنا بالخيرات ، ثم لا تنسوا شحنة الصبايا قادمة هذا الأسبوع سأحرص على تخصيص بعضها لكما
ميار:- لن أرفض
حكيم:- ولا أنااااا …ننتظر إبداعك غضنفر
غضنفر(استقام للمغادرة):- إذن اجتماعنا قد انتهى
ميار(اقترب من حكيم بعد ذهاب هذا الأخير):- أنت لا تعاشر النساء فلما توافق ؟
حكيم:- لدي رجال يفعلون وأنت ما شأنك بفراشي من أساسه ؟
ميار:- أتوق لرؤيتها أتعرف لماذا ؟
حكيم(رمش مرتين):- ….لارد
ميار(زعزع وقفته):- لكي أرى الفتاة التي جعلتك تكفر بكل النساء لأجلها
حكيم:- لدي عشيقتي شاهيناز
ميار:- آه آه حبيبة صديقك أعرف بقية القصة
حكيم(بتأفف):- الساعة 8 سألقاك بمتحف المدينة لا تتأخر
ميار:- لا تنسي زي سكوبيدو ، ها وأنت ماذا سترتدي ؟
حكيم(بكره ناظره):- الظلام الدامس إن شاء الله
ميار(بنفس الوتيرة همس من بعده):- هههههه يليق بك وربي
سكوبيدو وبينكبانتر حسنا النقيض تمامااااا عنهما وطبيعي أن يغالبهما الضحك من منظر بعضهما بعضا ، خصوصا ميار عاش الدور حتى الأخير حين راح يستعرض شكله في الشارع أمام الناس ، هنالك من طالبوه بالتقاط صور حصرية ولأنه غريب الأطوار لم يمانع ، ولذلك تطلب تدخلا منه حين سحبه معتذرا منه فلو بقي هناك لكانت الحفلة انتهت ….
ميار:- الفهد الوردي هااااا
حكيم:- سكوبيدو دعني لا أبدأ بشتم اللحظة
ميار(رقص بجنبه وهو يدخل):- شكلي سأستمتع فقد مر ردح من الزمن لم أتصرف فيه على سجيتي
حكيم:- وشكل هذه السجية تلائمك حتما ، لم لا تعتزل ونحصص لك مكانا خاصا وسط المدينة؟
ميار:- هههه سأفكر بعد أن أكمل 100 عام على قلبكم
حرك حكيم رأسه بقلة حيلة حين وصلا إلى موقع الحفل، والذي اختارته نور لأجل أختها يعني عيد ميلادها جاء في وقت مناسب ، فهي كانت قد خرجت من حالة نفسية بعد ولادتها لدينا التي كانت بعمر السنة آنذاك ، أما البيت فقد كانوا يكابرون في تربية البنات ومشاكلهن التي كانت تتضاعف يوما بعد يوم ، عدا عن جروحهم الدفينة كدخول طارق للسجن فها هي نهال تركض هنا وهناك وتلهو بالبالونات غير مدركة لما حصل لأبيها المسكين …. رؤيته لكل هذا جعله يذرف دمعا خفيا لم يستوعبه إلا هو بالرغم من أنهما كانا يرتديان رؤوس ضخمة الشكل لكن الإحساس لا يخيب
ميار(بشرود فيهم):- عائلتك جميلة
حكيم(بدفء):- هي كذلك حتما
ميار:- أين صاحبة العيد ميلاد ؟
حكيم(كان يبحث عنها بلهفة):- لم تظهر بعد
ميار:- امممم شغل الأميرات
حكيم(هز كتفيه):- يجب علينا القيام بوصلة هل فكرت في شيء ؟
ميار(حك جبين رأس سكوبيدو):- ولما لم تخبرني يا هذااااا ، امم لم أحسب حساب ذلك لكن أفكر لو نرتجل ما رأيك ؟
حكيم(انتبه لركض نهال ومرام وجلنار وشيماء نحوهما):- يفضل أن نبدأ فقد تجمهر الأطفال
ميار(بصوت مضخم مضحك):- هللووو يا صغاري ….
حكيم:- سأقوم بجولة
ميار(أخذ يرقص بطريقة مضحكة):- وأنا سأستمتع هيا هيا من يريد الرقص مع عمو سكوبيدو بيدو بيدوووووووووو يووووهووووو
حكيم(هز رأسه وهو يسخر):-ما شاء الله على الفهد البري ، تتت أين أنتِ يا عصفورتي ؟
ظل يبحث عنها وفي إثر ذلك رأى جدته نبيلة يااااه ما زالت كما هي عنيدة قوية ونظرتها حادة ، انعقاد حاجبيها لا ينفلت إلا في أوقات معينة وغالبا غالبا هي متذمرة من عواطف ومديحة أمه، فها هما بجوارها تتحدثان بشكل متواصل كأنهما تبرران شيئا ما … رأى أخته إخلاص وهي تربط حذاء عبد الجليل الذي كان يقف بجواره غازي .. انتبه لعفاف التي كانت تنظم طاولة الطعام بجوار نور ودعاء تقدم لهما يد المساعدة ، كم كبرت قالها وهو يبتسم بشوق لكل فرد منهم حتى رنيم كانت تساعدهم بابتسامة مشرقة ، لاحظ عربة أطفال بجوار جدته وعرف أنها دينا الصغيرة أطل عليها واستمر كي لا يشعر به أحد ، …وجد هنالك ضيوفا لم يعرفهم ربما كانوا أصدقاء لهم فحسب ، رأى كوثر ووصال وهما تتجادلان حول هدية ما وفهم أنهم صديقتي ميرنا ، وفتح عينيه لما أبصر إياد فاستدار خلفه مباشرة ليجد ميار يلهو مع الأطفال ، ثم عاد ليدقق النظر مستغربا الصدفة …وما كان عليه إلا أن يخبر ميار بذلك والذي توجس فور رؤيته ولم يعطي لحكيم فرصة السؤال بل تهرب منه بقدر المستطاع منشغلا بالصغار وبباله فكرة المغادرة بعد لحظات فقد خشي من لقاء أخيه وكشف هذا السر الأليم … طبعا حكيم عرف لاحقا أنه أخوه فهو لم يترك الحكاية عند هذا الحد ، وكان من الجميل مغادرة ميار فلو بقي أكثر لكان قد رأى ميرنا ولمس الشبه بينها وبين جوزيت ، والذي لم يكتشفه حتى ذهب للجامعة بغية رؤية أخيه إياد وهناك اكتشف أمر ميرنا الراجي وشبهها الكبير بجوزته الراحلة …
هنا عاد حكيم بتفكيره وهو ينظر لزوايا المكان أين يمكن أن تكون صاحبة العيد ميلاد ، تذكر أنها تحب الاختلاء بنفسها في هكذا أوقات وهذا يعني أنها ستختار موقعا بعيدا عن أنظارهم ، وعليه تقدم نحو الجانب الخلفي ليجدها جالسة بمفردها عند طرف البوابة الخلفية وهي تلعب بقدميها في الهواء بطريقة عفوية وتنظر للسماء ….شكلها كان يدل على أنها غير راضية على هذا الحفل أو أنها تنتظر شخصا آخر لتكتمل فرحتها ، وحتى لو خانه قلبه واعتقد أنه هو الشخص المنتظر إلا أنه استخسر ذلك على نفسه
حكيم(أفلتت منه شهقة لما اقترب زيادة منها):- أنتِ صاحبة الحفلة ؟
ميرنا(استدارت إليه بعيون متلألئة بالدموع الدفينة):- بينكبانتر هذا ما كان ينقصني
حكيم(ضخم صوته مثل ميار):- أجل في خدمتك آنستي
ميرنا(نفضت يديها وهي تستقيم):- لكنني لم أطلب هذا ، أكيد هذه فكرة إياد والشلة المجنونة
حكيم(مشدوه بشفتيها وعينيها وشعرها وحركاتها وتذمرها حتى):- ميرنا
ميرنا(رتبت فستانها الجميل):- أجل ميرنااا
حكيم(ابتلع ريقه بصعوبة من قربها الآسر):- عيد ميلاد سعيد
ميرنا(أولته ظهرها ونظرت مجددا للسماء):- عيد ميلاد بدون طعم
حكيم(اقترب منها بشغف):-ولماذا ، أنتِ قد بلغتِ 18 عشرة وسوف تكونين بالجامعة هذه السنة وتحققين طموحك وأحلامكِ ، ماذا تريدين أن تكوني ؟
ميرنا(وضعت يديها على قلبها):- صحفية
حكيم:- اممم فكرة جيدة تليق بكِ
ميرنا:- يعني
حكيم(أطل عليها):- ولكن لم أرى الحزن بعينيكِ ؟
ميرنا:- لأنني لم أرد الاحتفال بعيد ميلادي وهذا سيكون الأول والأخير ، لقد كنت أرفض كل سنة الاحتفال به وهذه السنة أجبرتني أختي نور ولأنها كانت حزينة وافقت
حكيم(تضخم صدره بالشوق):- ولما كل هذا ؟
ميرنا(ببكاء التفتت إليه):- كيف أحتفل وأنا ناقصة ؟
حكيم(أغمض عينيه وعدل رأس بينكبانتر بتركيز):- ما فهمت أيمكنك التوضيح لبينكبانتر تعلمين أنه صامت على الدوام ؟
ميرنا(مصمصت شفتيها):- حسنا أنت شخصية لا أعرفها ولا تعرفني ، لذلك الفضفضة لشخص غريب قد تفيد ثم أنت هدية عيد ميلادي يعني أنت مجبر على سماعي
حكيم(أشار للمحل حيث كانت تجلس):- إذا لنجلس هنا ما رأيكِ ؟
ميرنا(كفكفت دموعها وجلست جواره):- زيك ضخم جدا
حكيم(نظر لهيأته الضخمة مقارنة بها):- لزوم العمل، بعض المساعدة ؟
ميرنا(تنهدت عميقا وهي تمسك يده ليجلس جوارها):- …أها
حكيم(لكزها بكتفه المضخم بالزي):- ها أسمعك ؟؟؟
ميرنا(فركت يديها بحرج):- كيف أبدأ ؟
حكيم:- بالغبي الذي ترككِ وحيدة بعيد ميلادكِ وجعلكِ تعبسين هكذا ؟
ميرنا(امتلأت عيناها بالدموع):- لا تقل عنه غبي …ثم هم عدة أشخاص ليس واحد فقط
حكيم(بسط يده ذات الثلاث أصابع فقط):- يا إلهي لا يملك بينكبانتر سوى ثلاثة أصابع ، هل يكفون ؟
ميرنا(أشارت للأول):- هذا لأخي طارق … وهذا لأختي ميرا ، وهذا ….
حكيم(ابتلع ريقه وهو ينتظر إفصاحها):- لمن يا ميرنا ؟
ميرنا(انفجرت ببكاء):- لشخص أردت كرهه طوال حياتي وما استطعت ، لقد تخلى عني تركني هجرني وعدني بالعودة ولكنه لم يعد إلي ، قضيت كل هذه السنوات في انتظار السرااااااب لم يعد لم يعد بعد اهئئئئئئئ ..كبرتتتت وحديييي دافعت عن نفسي بمفرديييي وهو لا يعووود اهئ
حكيم(أخفى دموعه وشهقاته حين بسط يده لتتكئ على كتفه):- هذا سيفيدكِ
ميرنا(حكت رأسها بفرو البذلة وهي تشهق بشهقات متتالية):- لم لا يفي الرجال بوعودهم ؟
حكيم(ابتلع دموعه بصعوبة):- لأنهم أنذال
ميرنا(مسحت دموعها):- هااااء ؟
حكيم:- ههه حسنا ربما كان لديهم ظروف صعبة تمنعهم من ذلك ، مؤقتا فحسب فما إن تسمح الظروف سيعودون ركضا إليك
ميرنا:- مجرد هرااااااء …هو هو هجرني واستهوى حياته بعيدا عنااااا ، كذب علي وأنا كالغبية الساذجة صدقته ورحت أنتظره عند نافذة غرفته كل يوم منذ رحيييييييييله اهئئئ ما عدت أطيق ذلككككك مللت وسئئئئئئمتتتتت ، سوف لن أنتظره بعد اليوم لن أفعل لن أفعل
حكيم(تأوه بغمغمة حزن):- سامحيني
ميرنا:- وأنت ما ذنبك ؟
حكيم(تلافى نظراتها القاتلة لقلبه المسكين):- جئت لكي أرفه عنكِ فأبكيتكِ ، غالبا سأستقيل فأنا لا أصلح لهذا العمل
ميرنا(أشفقت عليه وكفكفت دموعها):- هممم إنها أغنية جميلة ما رأيك بتعويض ؟
حكيم(ناظرها بتيه):- ولكن …
ميرنا(قفزت لأرضية الفناء وأشارت له):- حسنا سنتعامل مع فارق الأجسام ونرقص رقصة
حكيم(شهق بفرح وقفز بعدها بزيه المضحك):- أحببت الفكرة
ميرنا(ابتسمت وهي ترفع رأسها لتصل إلى رأسه الضخم):- ما اسمك ؟
حكيم(ابتلع ريقه):- بينكبانتر
ميرنا:- ههه لا أقصد حقا ما اسمك الحقيقي ؟
حكيم:- أصول العمل تحتم علينا السرية ، ثم أنا شخصية كرتونية في خدمة صاحبة العيد ميلاد
ميرنا:- صاحبة عيد الميلاد ممتنة الآن
حكيم(حرك رأس الفهد الوردي بحركة مضحكة):- وهو سعيد
ميرنا:- شكرا للمجيء أكيد سيفرح الصغار بذلك
حكيم:- لقد تركتهم مع سكوبيدو يا إما يلتهمونه أو يلتهمهم
ميرنا:- أهااااه يعني أنتما معا هنا ؟
نور:- الله الله يعني نحن نبحث عنكِ هنا وهناك لتراقصي شخصية كرتونية في الفناء ؟
ميرنا(توقفت وأشارت نحوها):- أختي نور ، وهذااا اممم بينكبانتر صديقي
نور(قفزت أيضا):- تشرفنا أخويا بينكبانتر لكن هذه البنت لديها عيد ميلاد نستأذن
ميرنا:- عيب أختي ، تعال بينكي سوف نقطع الحلوى وأريدك في الصورة معي
حكيم(تأملهما بمحبة):- أكيد لن أفلت فرصة كهذه
نور(همست لميرنا):- سنتحاسب على هذه الأفعال ، أنا أتعب وأكد لكي يكون عيدكِ أحلى عيد وبالأخير تختلين بنفسكِ عيب أي والله عيب
ميرنا(هزت كتفيها برتابة وهم يعودون سوية):- حسنا نور بلا تذمر لطفااااا
حكيم(انتبه لعدم تواجد ميار):- لو سمحت صديقي هل هو بالجوار ؟
إياد:- لا قد غادر قبل قليل حتى أن الصغار تذمروا بعد رحيله ، أيمكنك المساعدة قليلا في ضبطهم لطفا منك ؟
حكيم(كان مشدوها فيه لذلك هتف في سره):- ماشي يا ميار تخفي عني أمرا كهذا اممم
إياد:- أتسمعني أخ بينكي ؟
كوثر(ركضت إليه):- بنت بنت وصااااال تعالي لنلتقط صورة مع الفهد الوردي
وصال(بامتعاض):- متى ستكبرين يا مراهقة ؟
كوثر:- بلييييز بينكي دعنا نلتقط بعض الصور
حكيم(كانت عيونه تهرب نحوها هي فحسب):- تفضلوا …..
رغم صخب الموسيقى رغم كل تلك الفوضى الممتعة ، إلا أنه كان يستشعر ذبذبات صوتها رعشات قلبها مشاعرها التي انشرحت بعد مجيئه ، حتى لو لم تعرفه إلا أنها شعرت بالاطمئنان شعرت بأن ذلك الاكتمال ولو أنه غير مفهوم إلا أنه غطى على الأجواء…مما جعلها تستعيد نفسها وتستمتع بعيد ميلادها رفقة الأحباب ، رقصت وضحكت ولعبت واستمتعت وكل ما تتمناه حتى أنها تلقت الهدايا وفتحتها بسعادة عارمة أمامهم …. إلا هدية واحدة ما استطاعت فهمها ولم تعرف مصدرها حتى
إياد(كان يقلب المجسم من كل الجهات):- ما هذا يا هذا من يقدم هدية غير مفهومة كهذه ؟
وصال:- غالبا هذه كبسولة نادين
كوثر(ضربتها لرأسها):- لا صحن فضائي أحسن
ميرنا:- ربما كانت تحفة نادرة
حكيم(بصوت مضخم):- احم احم أنا جولاتي عديدة في أنحاء العالم وقد شاهدت مثلها سابقا ، يمكنني شرح معناها لو تلطفتم ؟
ميرنا(بحماس):- صديقي بينكيييييي تفضل الكلمة لك
كوثر:- احرصي على أخذ رقمه أريده في عيد ميلادي وصالي
وصال(واضعة يديها بجيبها):- أستغفر الله
حكيم:- هي تحفة قديمة أصولها إغريقية وهي تعني النواة
ميرنا(بتركيز):- نواة ؟
حكيم(أمسك المجسم من يد إياد):- في داخل كل إنسان منا هنالك نواة خاصة به ، نصفها خير ونصفها الآخر شر وهذا يأخذنا لصراع أزلي حتى الفناء … هناك من يغلبه الخير وهناك من يغلبه الشر وهذه النواة شبيهة بالبوصلة أو الميزان الذي يضبط كينونة الإنسان ..يعني شكلها مكعبي ويمكن وضعها على أي جانب ، فالنقوش الموجودة فيها صحيح متشابهة إلا أنها تفرق في معادلات كتبها علماء الماضي لتضبط أنَّتنا أكثر ….
نور:- اممممم مجسم صغير يحمل كل هذا المعنى الكبير
وصال:- ما هذا الكلام الذي لا يصدق ؟؟؟؟؟
كوثر:- هششش وش فهمك أصلا يا صبي القهوة
حكيم:- عذرا هذا ما تقوله الأسطورة
إياد:- شخصيا أصدق
ميرنا:- وأنا أصدق
وصال(جذبت كوثر):- لنكمل توزيع قالب الحلوى يا بنت ثم لا تناديني صبي القهوة وإلا ..
كوثر:- أشتكيكِ لأبي بابا بابااااااااا
وصال:- مدللة همممم
ميرنا(أخذت منه المجسم ونظرت إليه وهي تقترب منه):- شكرا
حكيم((بارتباك خفي):- على ماذا ؟
ميرنا(همست بخفوت):- على الهدية سأحتفظ بها على سطح مكتبي
حكيم(تلعثم وهو يتراجع للخلف):- فسرت الأمر لا غير احم ..حان وقت رحيلي
ميرنا:- ليس قبل أن تأكل من قالب الحلوى هيا هيا دعني أحضره …انتظرني هناااا
حكيم(طأطأ رأسه ورفعه مجددا ليطالعهم بحسرة جميعا ويتراجع مغادرا):- عذرا يا عصفورتي الصغيرة ستنتظرينني أكثر …..
بكل أسف غادر منكسرا وهو ينظر إلى السماء بقهر ، يدعو رب العالمين في سره لعله يعود إليهم في أقرب وقت ….لكن للأسف ذلك الوقت طال وطال لسنوات أخرى شهد فيها مثل هذه المشاهد الموجعة بعدد شعر رأسه … لذلك كان عليه مجاراة الأحداث وما نسي أن يتذكر موقف ميار معه بعد عودته من العيد ميلاد …
حكيم(دخل بالزي لكراج العقاب خاصته ورأس بينكبانتر بجانبه):- أراك هنا ؟
ميار(كان يدحرج رأس سكوبيدو وهو ما يزال بشكله):- أنتظرك
حكيم:- أكيد لا تنتظرني كي تواسيني ؟
ميار:- لا لدينا زيارة خاصة
حكيم(رفع حاجبه):- أين ؟
ميار:- ستعرف عندما نصل
حكيم:- أنا متعب ومرهق ولا أريد أن أتعارك معك ، فدعني وشأني
ميار:- سترتاح بعد هذه الزيارة اسمع مني
حكيم(ناظر إصرار ميار):- لأبدل ثيابي
ميار:- بالعكس…أنت مطلوب بهذا اللباس التنكري
حكيم(رفع حاجبه):- مطلووووب ؟
أخذ وقتا طويلا وهو ينظر إلى المبنى ، فلم يصدق أن يأتي به إلى هناك يعني ما المناسبة فهذا ليس من عادة الوحش القاتل الذي يفتك بالأبرياء ، والذي جر قدمه أيضا وجعله يستلذ ذلك العالم المؤذي ….لكن ذلك المكان كان النقيض عن أعمالهم وعن هوياتهم كان نقيا وذلك النقاء كان النقطة البيضاء وسط صفحتهم السوداء …شعرا فعليا أنهما ينتميان إليه بشكل ما لذلك حملا الأكياس الثقيلة بهمة ودخلا للمبنى مرتديين زي بينكبانتر وسكوبيدو … السعادة التي ارتسمت على وجوه الأطبة والممرضات كانت عارمة ، فهم يعرفون أن الصغار بانتظارهم لذلك بدآ الجولة سوية بأول غرفة …. دخل ميار أولا وصرخ مرعبا الأطفال ..
ميار:- هلووووووو سكوبيدو بيدو بيدوووووه هنااااا من يريد أخذ هدية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(ناظر حماسة ميار واندهش بقلبه الكبير):- … يا الله
ميار(نبهه برأسه كي يوزع الهدايا):- هيا هيا يا أطفال ما رأيكم في بينكبانتر كأنه بخيل ؟؟؟؟
الأطفال(بصوت موحد):- هُو هو هو
حكيم(هز رأسه بضحك ووضع يده على عينيه ثم هدر بصوت مضخم كأصوات الأفلام الكرتونية):- أنا أحصي العدد فكل واحد فيكم يملك هدية في كيسي لكن من يبتسم أجمل ابتسامة سيحظى بهاااااا هاهاهاااا
ميار:- هههه عشت الدور يا صاح
حكيم(ضحك):- هههه شكلي هكذاااا
الابتسامة التي تزرع على وجه غريب وتكون سببها تغمرك بالفرح
وهذا ما حصل معهما لذلك ضحكا من قلبهما وعاشا لحظة فارقة ملؤها الطهارة التي افتقدوها في عالمهم الدموي ، لذلك طردا كليا ذلك العالم من تفكيرهما تلك اللحظة على الأقل ، استمتعوا مع الأطفال المساكين المرضى بالسرطان الله يشفيهم أينما كانووواا ….
فإدخال البهجة على هكذا أطفال يشتاقون لكلمة طيبة لها ثواب عظيم عند الله عز وجل ، ولذلك شعرا بالرضا على الأقل لحظتها حتى لو كانت عمليتهم المقبلة النقيض تماما عن فعل الخير الذي يقومان به الآن ……
ففي اليوم الموالي استيقظ كل منهما على حقيقته المحتمة فقد اهتم حكيم ورجاله باختطاف ابن الوزير ، بينما اهتم ميار بمحاسبة الوزير … لكن على ما يبدو شخصية بينكبانتر لم تفارق حكيم بعد فلم يشعر الطفل أبدا بأي شيء ، بل اصطحبه لقصره وقام بارتداء الزي واللهو معه في حديقته طوال الوقت ، أطعمه ولعب معه وجعله يغفو بحضنه الناعم لغاية ما جاءه الأمر بإعادة الولد وقام بذلك وهو يودع الصغير بكيس مليء بالهدايا لعله يتذكره بها وتفرق معه بشيء … أو بالأحرى كان يزرع تلك الذكريات بصدره قبل أن يجمع زي الفهد الوردي ويضعه بصندوق قديم ويخزنه بعيدااااا عن نظره ، لعله يظفر ببعد السلام إذ يكفيه غرفته السرية التي علق فيها صورتها بعيد الميلاد الصورة التي انضمت لعشرات الصور لعصفورته الصغيرة ..الغرفة التي كلما انجرف في درب اللارحمة عاد إليها منهزماااااا .
فكيف تطلب منه ليندا أن يعود لحكيم السابق ، كيف تريده أن يتجرد من إنسانيته لكي يتحول لشخص منشطر إلى نصفين يصارع خيره وشره لعله ينجو بنفسه وبعائلته وأحبة قلبه ::…الهدية التي اختارها لميرنا في عيد ميلادها لم تكن إلا رسالة مشفرة لها ، رسالة تعنيه وتترجم وضعه بكل تلك السنين الكئيبة … الخير والشر فيه شكلا جبهتين تلتهمان صبره كلما ضاقت به السبل ووجد الغلبة لجبهة واحدة فيهم ، وغالبا ما كان الشر الذي استوطن حياته وكينونته وقتا طويلا استغرقه ليستعيد هويته الحقيقية التي دفنها في أعمق سرداب وأخفاها عن براثنهم الشرهة … هويته التي استعادها بعد أن عانى الكثير فلم يكن بالسهل أن يخرج من مستنقع العالم الأسود ليعلن أنه يتنفس أوكسجينا وليس نيكوتين يحرق ذاته يوما بعد آخر .. لا لن يعود إلى ذلك الشخص فما رأيناه من شخصيته أعلاه لم يكن سوى نقط بسيطة من الماضي الدفين ، الماضي الذي دفنه في صندوق رديء وألقاه في دوامة البحر المنسي ….قد نعود لذلك الصندوق في لاحق الأيام فملفاته الساخنة تستفيق من جديد .


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-18, 10:45 PM   #880

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


~ في الوقت الحالي ~
اعتماد(دخلت عليه بعربة الأكل ووجدته جالسا على طرف الكنبة موليا ظهره):- أحضرت الأكل
حكيم(أشار بإصبعه لتتقدم إليه):- ضعيه هنا اقتربي
اعتماد(اقتربت بالعربة وراحت تضعه على الطاولة وهي مستغربة قبوله):- حاضر
حكيم(همس بخفوت):- لا ترفعي عينيكِ نحو الكاميرات واسمعي جيدا ما سأقوله …تحت مزهرية الطاولة هنالك ورقة كتبتها لأجلك اقرئيها في حمامكِ الخاص وألقي بها في دورة المياه وسأنتظر جوابكِ في رسالة مماثلة عندما تعودين لأخذ الأطباق تمام ؟
اعتماد(عانقت الصينية):- أي أوامر أخرى سيد حكيم ؟
حكيم:-لا أريد شيئا مشكورة
اعتماد:- سأحضر لك علب السجائر عندما أعود لأخذ الأطباق
حكيم(عرف أنها وافقت على ذلك):- طيب ..
بتوتر وضعت الرسالة التي التقطتها أثناء حديثه بجيبها الخلفي ، خرجت مسرعة وهي تجر العربة تحت أنظار الحارسين الشاخصة واللذين يقفان دوما خارج بابه ،، هرولت نحو المطبخ وضعت العربة جانبيا وتوجهت صوب غرفتها أغلقت بابها ودلفت للحمام لتغلقه بإحكام وتفتح الرسالة بسرعة
حكيم(صوته):- "اتصلي بهذا الرقم وأخبريه أن الأسد الجريح بحاجة للمئونة"
اعتماد(نظرت للرقم وحفظته وبعدها ألقت بالورقة في دورة المياه):- الآن يلزمني هاتف فهاتفي محتجز منذ ذلك اليوم يا رب ساعدني …
خرجت من غرفتها وتوجهت للحديقة حيث كانت تحمل صينية الطعام لبعض الرجال ، التقطوا منها الأطباق وبدئوا بتناول طعامهم في سكينة تامة ، أما هي فسارعت لتحضير الشاي ووزعته عليهم بالتتالي ، كوب بعد كوب وغايتها هي استحضار رغبتهم في دخول الحمام ، لذلك كان أول شخص هو الهدف والذي توجه للحمام وطلبت منه بعد خروجه تصليح صنبور المطبخ الذي بدأ بالتسريب …وقد كانت هي التي خربته قليلا كي لا ينكشف أمرها ، اضطر الرجل لنزع سترته للمساعدة فطلب منها إحضار عدة الصيانة بينما نزل هو أرضا ليفحص الأنبوب ،..هنا استغلت الفرصة وسحبت الهاتف وركضت صوب المستودع الخارجي لإحضار العدة ، وما إن دخلت حتى ركبت الرقم الذي حفظته عن ظهر قلب وراحت تنتظر الجواب بقلب مرعووووب …
ميار(زفر عميقا وهو ينتبه لرنين هاتفه):- من هذا الذي يزعجني الآن اففف رقم لا أعرفه ،،،…رقم …..هئئئ هذا رقم رقم إيطالي مهلا مهلا ..غيرر معقووووول …ألوووو حكيييييييم حكيييييييييييييييم أهذااااا أنت ؟؟؟؟؟
اعتماد(برجفة):- أنا من طرف السيد حكيم أرجوك لا أملك الكثير من الوقت هو يخبرك أن الأسد الجريح بحاجة للمئونة ؟
ميار(انتفض بلهفة وطاف بعينيه وفهمه):- أخبريه لطفا أن المئونة ستصله غدا ليلا إن شاء الله
اعتماد:- حسنا حسنا
ميار:- أهو بخير ؟؟؟
اعتماد(سمعت صوت أحدهم):- أعتذر منك يجب أن أقطع الخط …. تيييت تيييت
ميار(احتضن الهاتف وعيونه مغرورقة بالدموع المقهورة):- ححكييييم أخي افففففف اففف الحمدلله ياااااربي هههه ….
خوري(رفع حاجبه وهو يتحرك صوب السطح):- اممم والله هؤلاء يتواصلون حتى ولو كانوا في بطن الحوت ،، خالتي المسكينة يظهر أن ثقبا يسرب الأمطار في قصرها وهي لا تعلم ههه
ميار(انتبه لتقدم شخص ما):- احتكرت السطح يمكنك المتابعة
خوري(أولاه ظهر ليتخذ موقعا في الظلام كي لا يتفحص وجهه):- لا بأس
ميار(بفرح حك جبينه وهو غير مصدق):- يااااه
خوري(انتبه له بطرف عين):- جو المشفى يخنق جيد أنني صعدت لأتنفس قليلا
ميار(مسح على ذقنه):- فعلا لقد عاد علي بالنفع
خوري:- ألمس ذلك من سعادتك تلك
ميار:- أشكرك بالإذن
خوري(استوقفه):- هل لديك سيجارة ؟
ميار(فتش بجيبه):- رغم أنني لا أتقاسم سجائري مع الغرباء ، لكن بما أنني سعيد فلك نصيب تفضل وسأشعلها لك
خوري(حاول أن يبقى متخفيا في البقعة المظلمة):- ممتن
ميار:- ما سر زيارتك للمشفى ؟
خوري:- أختي موجودة هنا
ميار:- سلامتها ما بها ؟
خوري:- تعرفت على حمار جعلها حاملا وراح يخونها مع العاهرات
ميار(عقد حاجبيه وبصق جانبيا وهو يشعل سيجارة أيضا):- تف عليه يا له من حمار حقير
خوري:- حقير لا تكفيه فهو حثالة الرجال
ميار(يشير بغيظ غير مدرك أنه الحمار شخصيا ههه):- أنا لو مكانك كنت أمسكته وجعلت الحمار يتبول على رأسه لعله يعيد عقله
خوري(ارتسمت ضحكة على ثغره):- والله فكرة ، سأنفذها إذا سنحت الفرصة وأمسكت بالوغد
ميار:- لو أردت مساعدة أو ما شابه أنا بالخدمة
خوري:- يسلمو لدي طرقي الخاصة في جعل فاشل مثله يدفع الثمن
ميار(دخن أيضا من سيجارته):- ولك دعمي فهؤلاء الأغبياء يستحقون عقابا شديدا لا يغتفر
خوري:- أسعدتني مساندتك سأتذكرها في الوقت المناسب حتما ،
علك تتذكرها مثلي ههه
ميار(تراجع للخلف ولم يصغ لآخر شيء همس به):- بالشفاء لأختك
خوري:- تسلم / …هه آه عليكِ يا أختي أما وجدت غيره ؟؟؟
آنذاك عادت اعتماد بالجواب لحكيم الذي قام بتمزيق رسالتها ورميها في دورة مياهه أيضا بحمامه الخاص ، ابتسم لأنه شعر بالقوة من تواصل ميار معه والذي كان سعيدا رغم أن عدم عثوره على جوزيت أزعجه قليلا …زيادة على أن جماعتنا لم يستيقظوا بعد وهذا بحد ذاته رسم ألف علامة استفهام ، جعلت بعضهم يستدرك غياب أحد أفراد عائلتهم المهمة ….
فؤاد:- أقول يا بليد زمانك أن هنالك مكروها حدث لابن عمك ويل ، فاحمل نفسك أينما كنت ووافيني بالمستشفى الغربي
شهاب(تثاءب بكسل):- أين أين ، وأنا ما الذي سيوصلني إلى هنالك في منتصف هذا الليل لكي أتأكد من أن الأمر صحيح أم مجرد إشاعة ياااااا عمي ..
فؤاد:- هذا بدلا من أن تسأل ماذا حصل له ؟
شهاب(تثاءب):- ماذا حصل له ؟
فؤاد:- لا أعرف ولست متأكدا لكنني ذاهب للتأكد
شهاب:- طيب اعرف وأخبرني ، أرجوك دعني أنام والله شكلك ترى حلما بشعا سببه معروف ومكون من ثلاثة حروف نووووووووور
فؤاد:- شهااااااااب أنا لا أمزح إن لم تتحرك أتيت إلى بيتك وهدمته فوق رأسك
شهاب(بتثاقل):- لنتصل بميرا وهي ستخبرنا أنه نائم في العسل
فؤاد:- أنت الذي ينام في العسل فقد اتصلت بها قبلك وأخبرتني أنه لا يوجد أحد بالقصر ، ما عداها وعدا ابنك يا فهيم
شهاب(هنا رفع الغطاء):- كيف يتركون زوجتي وابني وحدهمااااا ، وأين أخوها بُعبُع زعيم البلطجية الذي كان يهدد ويندد بحماية أخته حبيبة قلبه ؟
فؤاد:- اضغط يا همام اضغط على البنزين فهذا سيجلطني
شهاب:- تمام تمام سأخرج حالا لأرى ما يحصل وأذهب لأسرتي لن أدعهما وحدهما الليلة
فؤاد:- فيك الخير ، لك الله يضرب جيناتك التي تجعل جيناتي عرضة للذل
شهاب(حك شعره):- سأعتبره تحفيزا لا إهانة
فؤاد:- اظهر أمامي بذلك المشفى وإلا نبذتك
شهاب:- يا الله على هذااااااااااا طيب طيبببببببب
همام:- سيدي بما تأمر ؟
فؤاد:- لا شيء سوف نتفقد الوضع أريد أن أعرف ما إذا كان تنبيه رجلنا حقيقي ، وبالفعل وائل يعاني من خطب ما أم مجرد مكيدة
همام:- ما قاله رجلنا غريب ما غاية تلك الطائفة ؟
فؤاد(بقلق):- كيف سأعرف يا همام هل رأيتني منتسب لأخوية العرافين ، دعنا نصل ونفهم
همام:- حالا حالا
مسافة الطريق وكانا هناك ، لم يدخل بل انتظر مجيء شهاب الذي نزل وهو يركض نحوه فقد تأخر عليه كثيرا مما جعله يرفع يديه ليدعو الله طلبا للصبر …غمز شهاب لهمام والتفت حوله ليجد المكان يعج بالرجال والسيارات السوداء ، اختفت ابتسامته ونظر لفؤاد بقلق والذي امتن أنه أحس على دمه أخيرا وشعر بالتوتر …
شهاب(يدخل معه للمستشفى):- وما يدريني أن الموضوع صح ، ثم أنت أيقظتني من أحلى نومة اعتقدت أنني أحلم
فؤاد:- تحلم بأفعى صفراء تلتف حولك وما تلدغك
شهاب(بتفكير):- وماذا ستفعل عجباااا إن لم تلدغني ؟
فؤاد(توقف ونظر إليه نظرة موت):- تعصرك إن شااااااء الله
شهاب(رجع برأسه للخلف):- حراااام يا عمي حراااام احم لنسأل الموظفة الجميلة هناك
فؤاد(وقف عند مكتب الاستعلامات):- وائل رشوان من فضلك بأي غرفة ؟
الموظفة:- 213 …لكن الزيارة غير متاحة الآن
فؤاد:- أيمكنني أن أرى الطبيب المعاين لحالته من فضلك ؟
الموظفة:- لحظة …هو موجود بمكتبه بالدور الخامس في الرواق الثاني على يمينك أول مكتب
شهاب(وهو يتذكر ما قالته):- أي طابق قالت ؟
فؤاد:-امشي لقد حفظته
كاظم(رمقهما وهو يخرج من آلة البيع بعض الكولا):- ها قد اكتملت ما سر الزيارة ؟
فؤاد:- أرأيت لا داعي لأن نبحث فهذا سيشرح لنا ما يحدث
كاظم(هز كتفيه):- أهلا وسهلا بآل رشوان يلا دعوا جمال خطوتكم يكمل روعة المكان …
شهاب(تبعاه للمصعد):- يروقني هذا الجدار
كاظم:- وزوجتك تحبني حتى ابنك بلل ثيابي شكله أحبني أكثر منكما
شهاب(أخفى بسمته بتذمر):- حممم
فؤاد(اطمئن على امتقاع وجه شهاب):- قصف جبهة وحياتك
شهاب:- تحرك يا عمي تحرك ولا تدعني أبدأ بالشتم الآن
صعد الثلاثة للطابق وفهما منه ما حدث بالتفصيل معهم في ذلك الكهف ، وكيف تمت عملية إنقاذهم وأيضا كيف افترض جميع الأطبة على أنها غيبوبة معدية قد أصابت الجميع … وهذا ما أثار استغرابه فكيف يغمى على ميسون بدون سابق إنذار وعلى وائل وميرنا كذلك …
طارق(رفع حاجبه حين رمقهما):- ماذا تفعلان هنا ؟
شهاب(هم بالرد لكن يد عمه استوقفته):- فففف
فؤاد:- ابن أخي في تلك الغرفة بجوار أختك ، أظن أنه من الصواب إبلاغنا بدلا من أن نعرف من الغرباء
طارق:- الآن هل علي التبرير لكما ؟
شهاب:- على الأقل أنت كان عليك التبليغ يا إياد ما حسبت أنك ستنساق خلفهم في ذلك
ميار(ربت على قدميه وهو يستقيم):-متأسفووووون
فؤاد:- شوف الولد …
ميار:- أستأذن سأكون بجوار ميسون
فؤاد(نظر صوب طارق):- أنتظر تبريرا
طارق(عدل ياقة قميصه وهو يجلس):- لم نقصد إخفاء الأمر ، المسألة وما فيها أننا لم نفهم بعد ما يحصل ولم نملك وقتا لإخطاركم بهذا
شهاب:- تعليل غير مقبول
طارق(رمقه بطرف عين):- كدمات وجهك ما زالت بحاجة لمعاينة
فؤاد:- أقترح أن تغادر يا شهاب وترافق زوجتك وطفلك بدلا من بقائهما لوحدهما الليلة
طارق(استقام برفض):- لا أسمح بذلك
فؤاد(تقدم خطوة صوب طارق وصغر عينيه):- إن لم تخنني ذاكرتي فنحن من نفس الجيل ، لذلك دع الشباب يقومون بما يلزم ثم من المنطقي ذهابه
طارق:- أرفض
كاظم(رمق احتدام الموقف):- أ….طروقة عزيزي أظنها فكرة صائبة يعني وضع مؤقت ، ثم حرام فنانتنا خائفة هناك مع طفل صغير هاااا
طارق(نظر ليد كاظم التي ربتت على كتفه فهمس بأذنه):- ليس معنى أننا نسكن في مكان واحد أنني أضعك موضع صداقة ، أزل يدك ودعني أتصرف لأن المرأة التي قام هذا الغبي بأذيتها هي أختيييييييي
كاظم(رفع يده):- حاولت الدفاع عنك أخ شهاب إكراما لابن عمك ولول لكن ….منك له سلاموز
فؤاد(زفر عميقا):- شهاب …؟؟؟
شهاب:- سيد طارق أخ طارق عموووو طارق ، أنا سأذهب في إثر زوجتي وابني وغدا صباحا سأغادر ، لأنني أعلم علم اليقين أن أختك المصونة متشبعة بنفس العرق العنيد ولن تجعلني أمكث أكثر من ذلك
طارق(ابتسم من هذا):- حقا هي ستفعل ذلك وهذا سيرضيني
فؤاد:- إذن ؟
طارق(حرك فكه ونظر لشهاب):-لا تخبرها بما يحصل هنا ، قلت لها أننا مشغولين في أعمال مختلفة …ولو سمعت أنك قمت بإزعاجها أو جعلت الدموع تنزل من مقلتيها سوف لن أغفر لك
شهاب(أمسك نفسه بصعوبة):- أستغفر الله العظيم
فؤاد(نبه شهاب بالذهاب):- لن يحصل إلا الخير
طارق(زوره بطرف عين وهو يغادر):- سنرى ذلك سيد فؤاد ، لأنني أشك بوعود الرشوانيين
فؤاد(جلس جواره):- عادي جدا فوعود الراجيين تماثلنا في عدم المصداقية
طارق(حول عينيه):- ممن سمعتم الخبر لقد حرصت على كتمه ؟
فؤاد:- لدي طرقي الخاصة
طارق:- نحن لا نعرف ما الذي يدور هنا فما حصل بالكهف وضعنا في وضعية جمود
فؤاد(زفر عميقا):- وكيف سنفهم يعني إن لم يشخص الأطباء ذلك فمن سيفعل ؟
طارق(نظر إليه):- لا أملك الجواب
فؤاد(بتأفف):- علينا أن نخبر أهلك
طارق:- إياك وأن تخبرهم أو تخبر نور ، لا نريد إرباك الوضع فبعد الجنازة لم يأخذوا قسط راحة بعد لذلك سنتدبر الأمر مع بعضنا
فؤاد:- هل رأيتهما ؟
طارق:- يعني دقيقة لا غير
فؤاد:- وما قصة ابنة حكيم هي الأخرى ؟
ماريا:- أنظر لجمالها تروقني في فتنتها الحلوة ، لو أنجبت فتاة أريدها أن تكون تشبهها
رامز:- إذن علينا أن نسرع بتزويجكِ لحكيم فما يزال أعزب
ماريا(اختفت بسمتها):- لما لا تستمتع بحس الإنسانية وتدعمني بدلا من السخرية مني
رامز:- ههه وماذا أفعل لكِ أنتِ هنا تهينين جينات عائلة البدري رغم أن دليل وسامتنا بادٍ علي وعلى ابن أختي الحبيب جاسر العلايلي
ماريا:- ههه معك الواحد يدخل في متاهة دعاباتك
رامز:- هشش قد أزعجتِ البنت بضحككِ الصاخب ، لكن حقا أود سؤالكِ هل تريدين الإنجاب بسرعة بعد الزواج ؟
ماريا(بحرج من سؤاله):- حتى أجد أبوهم أولا وبعدها أفكر
رامز(عدل ياقة قميصه بعنفوان):- احم احم سأتكرم وأقوم بهذا الدور لو تفضلتِ بالموافقة
ماريا:- عليك أن تطلبني رسميا من وائل رشوان وبعدها سأفكر
رامز(وضع يديه على جنبه):- ولم بالضبط حضرة المحامي خالتي العروس ؟
ماريا:- هو السبب في تعرفي عليك وعلى العائلة كلها
رامز(حك جبينه):- أي والله معكِ حق نسيت ذلك ، حسن ما إن يخرج بالسلامة من هنا ويعود حكيم من غيبته الطويلة سأجذبه من يده ونأتي لطلب يدكِ عروسنا الجميلة
ماريا:- حكيم ..ولماذا تجلبه يعني ؟
رامز:- لأنه العريس كخخخخخخخخخخخخخ ههههنننن
ماريا(ضربته لكتفه وهرب منها ليفتح الباب ويجده بوجهه):- أيها المجنون المعتوه العيب فيني التي أكلمك مثل الخلق و ….احم إيااااد أهلا بك
ميار(رمقهما بطرف عين):- ما هذه الفوضى في غرفة الصغيرة ، هيا سآخذ الدور في رعايتها
رامز:- آآآآآآآه يعني وقتي لشرب القهوة هيا اركضي يا ماريا واسبقيني للمطعم
ماريا:- سأتفقد المريضة بالغرفة المجاورة أولا …بالإذن
رامز:- ألن تغادر بعد ؟
ميار(دلف للغرفة وأشار إليه):- قل لإياد أنه غير ممكن ولا يسعني مبارحة المكان الليلة
رامز(بتأفف):- أخبره بنفسك لأنني ضقت درعا من مشاحناتكما
ميار:- لو انزعجت قم بطرده وأنا سأتكفل بأخي
رامز(رمقه وهو يتكئ بجدعه على الكرسي ويمد قدميه):- والله ما أحد واخذ راحة غيرك
ميار(فرقع رقبته):- والله هذا الموجود لطفا أغلق الباب من بعدك سأغفو قليلا
رامز(هز رأسه):- حسبنا الله
كاظم(دخل ع الجملة):- ونعم الوكيل …أحضرت كولا
ميار(التقط واحدة):- يسلمو أبو العضلات
رامز:- سأشربها بالمطعم حمممم
كاظم:- ماله ؟
ميار:- متضايق بسبب إياد ، لا يسعه المجيء أنا هنا وسأبقى هنا حتى يستيقظ هؤلاء النيام
كاظم(جلس مقابله على الكرسي وهو يتفقد ميسون):- حقك يا بعدي …لكن يا ميار أما طال هذا النوووووم ؟
ميار(نظر لميسون وتنفس بعمق):- لا أخفيك سرا لقد بدأت أقلق
كاظم(مط شفتيه):- وأنا أيضااااا
هو سؤال في محله ما سر كل هذا النوم …أو لندرك اسمه الحقيقي وهو استحضار العمق، وهذا في عرف الكهنة وعشرة الشمس له منطق آخر سنفهمه بعد لحظات لأنه قبل ذلك سنشاهد هذاااا أولا …
سيف:- عفوا أيمكنك التحدث بصيغة أكثر وضوحا دكتورة ؟
الطبيبة:- أخبرك أن مريضتك انتقلت لها العدوى الغريبة التي انتشرت بالمستشفى الليلة
سيف:- كيف يعني ؟
الطبيبة:- هنالك حالات مشابهة لحالتها وصلتنا الليلة وما زال فريقنا في اجتماع لتبين ذلك
سيف(حك رأسه):- يعني متى تستيقظ أبفهم ذلك لطفا ؟
الطبيبة:- ذلك في علم الغيب لكن مؤشراتها تدل على أنها على خير ما يرام
سيف(رمق الاتصال من عرندس):- فهمت فهمت دكتورة مشكورة …نعم سيد عرندس ؟
عرندس:- كيف هي أماني ؟
سيف:- والله يجب عليك أن تسألني سؤالا آخر … كيف هم الجماعة ؟
استغرب عرندس رد سيف الذي بدأ بالشرح والذي طالبه بإحضار الأسماء فور معرفته بالموضوع ، لذلك ما إن عرف حتى هب بالأخبار صوب كهرمانة التي استغربت بدورها وقامت بتفعيل اتصال سيجيب على هذه الأسئلة كلها
سلسبيل(فتحت فمها وهي تخرج للشرفة):- أعيدي ما قلته ؟
كهرمانة:- أقول بأن الجميع في غيبوبة بالمستشفى يا سلسبيل
سلسبيل(لم تستطع إخفاء ضحكتها):- واووووو أخيراااااا يا أختي أخيراااا
كهرمانة(بعدم فهم):- أخيرا ماذااااا اشرحي لي ماذا يحصل ؟
سلسبيل:- كهرمانة تعويذة الشمس سوف تتحقق أخيرا يعني …تلك الغبية ميرنا ستصبح حقا وليدة الشمس وتفعَّل طاقتها
كهرمانة(بعدم فهم):- نوريني الله يرضى عنك
سلسبيل:- حسب النبوءة فإن وليدة الشمس ستكون طاقتها الدفينة خامدة نوعا ما ، ولن تستيقظ إلا بعض استحضار عمقها الدفين ذاك وهذا يتم عبر طقوس تقوم بها عشيرة الشمس ….يا إلهي أكيد ناريانا ضمن ذلك المعشر فهي آخر من تبقى منهم وإلا لما كانت هاجمتني ببيت الراجييييين
كهرمانة:- شكلكِ دخلتِ في زمن سليم الراجي ، يا سلسبيل ركزي معي ما الذي يحصل ؟
سلسبيل:- أحتاج للذهاب إلى ذلك المستشفى فورااااا
كهرمانة:- والسبب؟
سلسبيل:- ثقي بي لن أؤذي أحدا لكنني بحاجة لأن أرى بأم عيني أن ذلك يتحقق
كهرمانة(بصداع):- أخبريني أولا ما هووووووو …آأي أي رأسييييييي
ما هو حقا …إنه استحضار عمق وليدة الشمس لكن ما علاقته بالبقية هذا سيوضح كل شيء فقد حان وقت التفسير غالباااااا ولن نجد أحسن منهم في الشرح … ففي حظيرة مزرعة قديمة بعيدة عن أنظار المدينة كانوا يجتمعون هناااااك …
كبير الكهنة:- ضعوه على المحراب برفق
قام أفراد الأخوية بوضع نزار على المحراب وهو مدجج في دمائه ، رتبوا يديه بعلامة إكس فوق صدره بينما رفعوا رأسه ووضعوا الصولجان وسط ذراعيه ليثبت فوقه … طافوا من حوله بشموعهم الطويلة وهم يرفعون قلائدهم خاصة الأخوية ويتمتمون بقراءات مبهمة …ارتفعت إزاءها أدخنة صاعدة من عدة زوايا ، أمضوا بضع دقائق في هذه القراءة لحين توقفوا واصطفوا بالدور ليغادروا المحراب الذي قام كبيرهم برمي وردة عباد الشمس فوقه ، لتلحقها أزهار أخرى مثلها من الأخوية
كبيرهم:- ابننا نزار أقدم على فعل مميز هذا اليوم …لقد ولد الطاقة المنتظرة وساهم في استحضار قوة العمق الخاصة بوليدة الشمس …عمله سيذكر في التاريخ حينما نحقق رسالتنا ويعم السلام فوق الأرض
أحدهم:- كبيرنا … وصلتنا الأخبار ما زالت وليدة الشمس في نوم عميق ، وأيضا حاميها وبقية المنتمين لآل الشمس
كبيرهم:- سليلة بطلتنا كيف أمورها ؟
أحدهم:- غافية بدورها
كبيرهم:- قم بإحصاء الأعداد والأسماء على مسمع كاهنتنا لتقوم باللازم
تقدمت الكاهنة للوسط وهي تغطي رأسها بغطاء الرأس لا يظهر وجهها قط ، تضم يديها اللتين كانت تتدلى منهما مسبحة سوداء تمر بين أصافعها الرقيقة بطريقة منتظمة ، شفتاها وذقنها الرفيع فقط ما كان يبرز منها تحت ذلك الرداء الأسود الطويل ..
أحدهم(نظر للكبير ثم رفع يديه):- …ميرنا الراجي …وائل رشوان … ميسون الراجي ..جوزيت الراجي …ناريانا آل شمسي ..ناهد العنبري …مراد اليزيدي …لمى وجنى اليزيدي …
كبيرهم:-يا لسخرية الطبيعة ، في الوقت الذي أبادت فيه قوى الشر عشيرة آل الشمس من على بكرة أبيها اتضح أنها ممتدة لأبعد مدى ، ما شاء الله أيتها الكاهنة ما قولكِ ؟
الكاهنة(بنبرة خافتة):- ينقصنا ثلاثة أفراد
كبيرهم:- أفصحي أكثر
الكاهنة:-ميرنا الراجي هي وليدة الشمس ووائل رشوان حاميها هما مرتبطين ببعضهما وأي شيء يتعلق بالأسطورة سيصير عليهما ….
كبيرهم:- تابعي …
الكاهنة:- ناريانا آل شمسي أخت نزار آل شمسي وهي من العشيرة وإغماؤها طبيعي لأنها مرتبطة بالأمر أيضا …ميسون الراجي سليلة وليدة الشمس وهجينة السحر الأسود وارتباطها بأمها طقس عادي …جوزيت الراجي الحلقة المفقودة التي لن أستطيع جمعها إلا بشبه العائلة ، لكن غالبا هرطقة مختار الراجي وسليم الراجي تعطينا علامة استفهام ستتطلب بعض البحث
كبيرهم:- يمكنكِ البدء في أقرب وقت
الكاهنة:- وجب …بالنسبة لناهد العنبري وتوأمها الخفي فهن حفيدات هجير آل شمسي توأم سراج آل شمسي التي راحت ضحية نكبة عشيرة الxxxxب ….
كبيرهم:- ما علاقتهم بمراد اليزيدي وبناته ؟
الكاهنة:-لأنهم أحفاد التوأم الذي نشب عن العشيرتين … ولأوضح أكثر فمراد اليزيدي ونسله معروف بأنهم من آل الxxxxب ولكن ما هو مجهول للكثيرين أنهم في نفس الوقت من آل الشمس وهم ينتسبون لسراج لذلك الهبة الشافية التي كانت تتمتع بها جدتهم ورثوها عنها ، وأكيد هم لا يعرفون بذلك أبدا ، أما بقية القصة فأنت تعرفها والخدعة التي تمت كبيرنا في ذلك العصر
كبيرهم:- أذكر ذلك كما لو حدث اليوم …. فحين قاموا بدفن جثة هجير ذهبت أختها سراج وبكت بجوار القبر كثيرا ، ولأنها توأمها لم تقوى على فراقها ففكرت بقتل نفسها أيضا لولا أن ساحرة غريبة ظهرت بالقرب وعرضت عليها مصلحة … قبل أن يبرد الدم في جثة هجير عرضت أن تعيدها بفضل الشعوذة والسحر لكن بمقابل
الكاهنة:- المقابل كان سقي الساحرة من دم بنات الشمس لأجل طقوس خاصة بهن
كبيرهم:- أجل ولأن سراج كانت تعشق أختها كثيرا وافقت وأعطتها من دمها ما تريده ، وقتها قامت الساحرة بإعادة أختها هجير حية ترزق وساعدتها سراج على الهرب لبلدة أخرى والعيش فيها
الكاهنة(تابعت عنه):- لكي تربي بناتها التوأم أيضا اللواتي زرعن بأحشائها ، فقد قامت بعلاقة غير شرعية بابن الxxxxب في وقت سابق قبل الزواج عكس ما ظن الآخروووون …
الكاهنة:- وهذا ما جعل الهجائن تتكاثر
كبيرهم:- أخبرينا من الثلاثة المتبقيين أيتها الكاهنة ؟
الكاهنة:- توأم ناهد العنبري الحفيدة الثانية لهجير آل شمسي ، وأماني ابنة نزارنا مع مرحومة معشر السحرة سندس … أما الشخص الثالث فهذا سيكون حتما صدمة لأنه هجين آل الشمس والxxxxب والسحرة في نفس الوقت
كبيرهم(بامتنان):- الخلطة التي ستضاف يوم الميلاد
الكاهنة(رفعت عيونها اللامعة):- هذا ما أملكه كبيرنا….
كبيرهم:- نسل العشائر تكاثر بشكل لم نحسب حسابه ، في الماضي اعتقدنا أن النسل تحدد لكن حسبما أرى فقد تمت علاقات غير متوقعة بين العشائر…ما بين آل الشمس وآل السحرة ، ما بين آل السحرة وآل الxxxxب، ما بين آل الxxxxب وآل الشمس … الارتباك الجيني الذي وقع أخلَّ بالموازين ، لكنه أمر مذكور بالنبوءة فسلاح الوليدة كامن في تلك الهجائن ..لذلك حمايتهم صارت واجبا على أخوية الشمس لذلك أيها الفرسان تجهزواااا أريدكم بالقرب منهم ، تبعثروا وخذوا مواقع بجوارهم تعمقوا في منازلهم مدارسهم أعمالهم ، فهذا صار عملكم بعد اليوم
أحدهم:- لأضيف شيئا من بعد إذنك كبيرنا ، فالجماعة قد رأوا وجوهنا يعني كيف سنظهر بمحيطهم ونبقى بالقرب بدون أن نتعرض للأذية
كبيرهم:- هذا دور كاهنتنا فهي ستقوم بإلقاء تعويذة مؤقتة تغير ملامحكم قليلا ، وما إن يأتي اليوم الموعود ستعودون لطبيعتكم الحالية
الكاهنة(أخذت تسبح بوتيرة مسرعة):- إن انتهى دوري أريد المغادرة أيها الكبير
كبيرهم(أشار نحوهم بيده):- قوموا باللازم مع أخوكم نزار ، وأنتِ يا كاهنتنا خذيني إلى الداخل
الكاهنة(توقفت عن التسبيح ورفعت رأسها بزاوية قليلة):- حسنا
كبيرهم(تنهد عميقا وهي تدفع بكرسيه خارج الحظيرة):- لمست امتعاضك أيتها الكاهنة
الكاهنة:- غير صحيح
كبيرهم:- ألديكِ أي مداخلة تريدين ذكرها ؟
الكاهنة:- أريد أن أبقى خارج الاتفاق
كبيرهم:- كيف ؟
الكاهنة:- لا أريد الاقتراب منهم ، سأساعد أخويتنا على ذلك لكنني سأبقى بعيدة
كبيرهم:- مما أنتِ قلقة ؟
الكاهنة:- هكذا سأكون مرتاحة البال
كبيرهم(أشار بيده لتتوقف وفعلا توقفت):- تعالي أمامي وانزلي أرضا على ركبتيكِ
الكاهنة(تقدمت بإباء وجثت على ركبها أمامه وبقيت محنية الرأس):- ها أنا ذا
كبيرهم(مد يده ليزيل عنها غطاء رأسها):- اكشفي عن وجهك
الكاهنة(أبت ذلك):- لا داعي
كبيرهم:- أنتِ جميلة فلما تخفين جمالكِ عن الناظرين أيتها الكاهنة ؟
الكاهنة(تنهدت وهي ترفع الغطاء مطأطئة):- لطفااااا
كبيرهم(فتح شعرها الطويل ورفع ذقنها):- لا تخجلي من شيء …أنتِ لستِ عارا ولا غلطة ، أنتِ ….
الكاهنة(أغمضت عينيها وكأنها تسرد حقيقة تتعبها في الصميم):- أنااااا كاهنة وساحرة وفرد من الxxxxب وبدمي تجري دماء السحرة والxxxxب وآل الشمس …أنا كل هذا أعرف جيدا ما دوري هنا
كبيرهم:- وتعرفين أنكِ صرتِ هكذا لأن الرب يريدك هكذا كي تؤدي رسالتكِ في هذه الحياة
الكاهنة(نظرت جانبيا وهي تغطي رأسها):- إذن لا تعرِّيني من حقيقتي يا كبيرنا ، لأنني لا أريد أن أتعرف على تلك الحياة كي لا أحبها ويقهر قلبي عليها … دعني في الخفاء حتى أموت في الخفاء
كبيرهم(زم شفتيه):- خذيني لمخدعي قد حان وقت نومي
الكاهنة:- ألن تنتظر استيقاظها ؟
كبيرهم:- ستسردين أحداثه صبيحة الغد
لم تنبس ببنت شفة بل دفعت به لتدخله للبيت المجاور للحظيرة حيث كانوا يختبئون ،،ساعدته على النوم وتوجهت للعلية حيث كانت غرفتها دخلت وأزالت الجلباب الأسود ووضعته جانبا لتتقدم نحو المرآة وهي تفرد شعرها الطويل وتلامس وجنتيها النديتين بعيون كسيرة مريرة
الكاهنة(ببؤس ذرفت دمعتين):- ستظلين مشوهة
هزت رأسها مرتين لتقترب من النافذة وتبسط المسبحة بين يديها وتردد بعض التراتيل كي تراقب ما يحدث بالمستشفى بواسطة قدراتها الخاصة … رأت ميار وهو يدور بالأروقة فلم يستطع إغماض جفنه لحظة واحدة عكس كاظم الذي راح في سابع نومة بغرفة ميسون … رأت طارق وهو يدخن سيجارته بحديقة المستشفى وهو ينظر لساعته والقلق باد على ملامحه ، رأت فؤاد وهو جالس بكراسي الانتظار المجاورة لممر ابن أخيه وبيده هاتف يطالع فيه صور البنات الصغيرات ، فقد انتبه لوجود مراد وبناته هناك لما كان يكلم نور التي راحت تستجوبه عن موقعه ومكانه وبالطبع كذب عليها كي لا تحقق معه أكثر وتعرف كل شيء .. رأت خوري وهو يتكئ بجذعه على كرسي غرفة أخته الغافية بينما في يده لوح إلكتروني يلعب لعبة البازل لتسلية الوقت الذي لا يمضي ، بينما كان جابر يجلس على كراسي الانتظار وهاجر متكئة على كتفه ونائمة بسلام ، كم شعر بالفرح لحظتها فهي لم تعي على نفسها عندما رمت برأسها ع كتفه الذي تنمل ولم يزحزحه قط رغم ذلك …رأت سيف وهو يجاور أماني التي كانت في عالم آخر مثلها مثل بقية النائمين ، فحتى وهج رمقتها وهي ما تزال على وضعها مثلها مثل جوزيت ميرنا ميسون ناهد وائل ناريانا أماني لمى جنى مراد …وستيلا أيضا
الشاب(وهو يزيل معيار الحرارة من فمها ويتكلم عبر الهاتف):- كيف حال وهج ؟
سليمان:- ما زالت تحت العناية
الشاب:- وستيلا لا تستيقظ
سليمان:- اف على هذا الوضع
الشاب:- سأخبرك بأي جديد
سليمان:- حسنا …
الشاب(مسح على شعرها وهو يستأنس بوجودها):- هيا آنسة إغماء كأنكِ تأخرتِ
بالاستيقاظ ؟؟
تأفف وهو يستقيم ناظرا للساعة التي كانت تبلغ 2 إلا دقيقتين ، اقترب من نافذة غرفتها وأخذ ينظر للسماء الصافية وهي تتكوم بالغيوم فجأة ، عقد حاجبيه مستغربا فقد كان الجو صحوا قبل لحظة ولكنه اكفهر بدون إخطار … شعر بهبة ريح بالستائر والتي أخذت تشتد حتى تحولت إلى ريح عاتية أجبرته على إغلاق الشرفة بإحكام ، هز رأسه من غرابة الأجواء واستدار ليجدها بهذا المنظر ….كانت ترتج على وضعها وهي ترفع يديها للأعلى كأن مسَّا أصابها أو شرارة كهربائية تسري بجسدها …سارع لفحصها ولكنه لم يستوعب أي شيء ، فمثل حالتها كانت بقية الحالات التي شكلت حركة مستعجلة في ممرات المستشفى ، ففي غرف مرضانا هب فريق من الأطبة لفهم ما يحصل ، وحتى غرفة وائل وميرنا لكن ليس لمعاينتها بل لمعاينته فحسب ، لأنها كانت نائمة بسكوووون تام غافية كما الأول بعكسهم جميعااااا …
خوري(بقلق):- جوزيت جووزيييت ماذا يحصل لكي ؟؟ جاااااابر هاجر أطلبوا النجدة فورااااا ؟
هاجر(فزعت وهي تنظر لجابر ولوضعية نومها):- هئئ
جابر(بابتسامة بلهاء):- إنه جرس الطواااااارئ بنت خالو ولا يهمك نامي نامي اخخخخ
سليمان(بنفس القلق):- وهج ما بها يا دكتوووور ؟
سيف:- أخبريني ماذا يحصل لأماني يا هذه ؟
كاظم:- يا إلهي ميسووووون ؟؟
طارق:- ميرناااااا أختي
فؤاد(بتوجس):- كبد عمك ماااااذا بك؟؟؟؟
ماريا:- يا إلهي ما بها هذه المريضة ؟؟ رامز يا راااامز أنظر لما يحصل ؟
رامز:- كأن هذا صوت كاظم وهو يطلب الأطبة يا الله ماذا هنااااك ؟
نرجس(ببكاء):- ما به زوجي وبناتي أخبروني حبا بالله ، ليشرح لي أحدكم ما يحصل ؟
جنان(تبكي في حضنها):- اهءء مامي هل سيموتوووون ؟؟
سلسبيل(مختبئة خلف أحد الأروقة):- ياااااي والله عشتِ يا سلسبيل لتشهدي هذه الأيااااام ، هيا هيااااااا افعليها ميرنا افعليهااااا ودعيني أحصل على قوتي التي أنتظرها منذ دهووووور هههههه هشششش سوف يكتشفون أمري هههن
ما هي إلا لحظات وكانوا يجتمعون بالرواق لاستنتاج ما يحصل ، بعدما أشعَرهم الأطباء بعدم استطاعتهم على فعل أي شيء فالأمر مرهون بالوقت الغريب …
ميار:- ما يدريني أنا مثلي مثلكم لست أفهم ما يحصل في أم هذا المستشفى الغريب
رامز:- أشعر وكأنني بفيلم رعب قديم الطراز
فؤاد:- يا إما هذا المشفى ملعون وبه خطب ما أو أننا فعلا في وضع طائفي مبهم
طارق:- تلك الشعائر التي قام بها أولئك الأوغاد أوصلتنا لهذا الحال
كاظم:- كيف سنخرج من هذه الحالة إذن ؟؟
رامز:-اللعنة لا الأطبة يفهمون ولا نحن قادرون على فهم الموضوع
ميار(بتخمين):- فخرية ذكرت شيئا عن طقوس مريبة ، فما غاية تلك الطقوس ؟
طارق:- لم تفصح تلك العجوز بشيء يذكر ، الظاهر أنها تعلم وترفض الاعتراف
ميار:- اففف هل سنبقى هكذاااا وكأننا نحل أحجية المليون ؟
كاظم:- بحثت عبر النت عن أعراض هذه الطقوس ، ووجدت أنها قرابين وأضاحي تقدم لقوى غريبة كي تؤتي مفعول قوى أخرى
رامز:- وهل نحن في مسلسل الشعوذة هنا ؟
ميار(طاف بعينيه):- مهلا …حالتهم تشبه الصرع فذلك الارتجاف مريب إذن ؟
طارق(نظر إليه نظرة واحدة):- يلزمنا مساعدة
ممرضة(تقدمت ووقفت وسطهم ورفعت يديها لتنطق بصوت مضخم غريب):- لا داعي للمساعدة فبعد قليل سيستيقظون ، ولن يتذكروا ما حصل معهم لن يعرفوا بأي زمن كانوا ولا ما علاقتهم بهذه الشعائر …لأن تلك الطقوس ستفتح أبواب السحر والشعوذة لتدخل إلى عالمكم ، فأحسنوا التصرف مع حالاتهم ولا تستخفوا بالأمر فما فعلناه راجع لنبوءة قديمة ستحارب لأجل استمرار أنفاسكم بهذا الوجود…. هاااءءءء
ابيضت عيناها فجأة لتعود للونها الطبيعي وتنظر إليهم نظرة ارتباك وتسقط مغشيا عليها
رامز(ابتلع ريقه):- أوكي ليخبرني أحدكم ما الذي حصل هنا للتو ؟
كاظم(شهق وهو يبحلق فيها):-يامَّا شعرت بالهلع !!
ميار(ركض نحوها وتفحصها):- شيء ما تلبَّسها ليخبرنا بهذه الرسالة ويجيبنا على استفساراتنا… لا والله فيهم الخير
طارق(ينظر حولهم):- غالبا هنالك من يراقبنا من بعيد
فؤاد:- وهذا الذي يراقب كان موجودا في ذلك الكهف اللعين
ميار:- ليتوجه كل منكما كاظم ورامز إلى غرفة ميسون حالا ..وأنت طارق ادخل مع فؤاد إلى غرفة ميرنا ووائل
طارق:- لماذا ؟
ميار(نظر حوله):- لسنا وحدنا هناااا …
فؤاد:- طارق انتبه هنا فيجب علي الاطمئنان على الدكتور مراد اليزيدي وبناته فهو على نفس الحالة أيضااااا
ميار:- وما علاقة هذا الدكتور بما يحصل ؟
ماريا(وقفت وهي تلهث من الركض):- ليس وحده بل هنالك ابنة العم شكري الآنسة ناهد ، وأيضا ناريانااااا
ميار(فتح عينيه على وسعهما):- ناريانا هنااااااااا ؟
نظروا لبعضهم بعدم فهم وانتشروا في تلك البقع من غير قوة ولا حيلة ، أما الممرضة التي فقدت وعيها فقد طلبوا لأجلها الدعم وفعلا لما استعادت وعيها لم تتذكر أي شيء حصل معها …أما سلسبيل فقد غادرت المكان فقد سمعت نفس ما سمعوه وعرفت أن هنالك أطراف أخرى تداخلت في بعضها لتسيطر على الوضع ، حاولت الاقتراب من غرفة ناريانا لكن ميار اعترض فرصتها لما دخل ليطمئن عليها ويبحث عن جوزيت ، فلم يجد أي شيء سوى السكون فناريانا استكانت عن ذلك الاهتزاز وظلت مغمضة عينيها حتى مغادرته
ناريانا:- اففف كيف سأصل لجوزيت الآن دون أن يلحظني أحدهم ؟
أطلت برأسها من الرواق ولمحت ممرضة مقبلة من ذلك الممر فنادتها وهي مدعية التوعك ، هبت نحوها الممرضة وحاولت مساعدتها حين استندت ناريانا على كتفها ووضعت يدها على رقبتها لتنفذ حركة تعلمتها من كاظم أيام مكوثهم بروما ..
ناريانا:- يااااي فقدت وعيها لقد أجدت نفعها ، هيا هاتي المريلة حضرة الممرضة
أخذت مريلتها وارتدتها بعد أن جمعت شعرها في تسريحة خلف رأسها ووضعت قبعة الممرضات لتخرج من هناك ، وتتجه صوب غرفتها فقد أبصرتها قبل استيقاظها بلحظات ..أطلت من خلف الجدار ولم تجد أثرا لهاجر أو جابر واعتقدت أن جوزيت وحدها لحظتها ، لذلك هرولت صوب الغرفة فتحتها ودخلت لتغلق الباب وهي تتكئ بسعادة لوصولها بأمان ..
ناريانا(بدموع ركضت إليها):- جوزي جوزي حبيبي استيقظي سوف نخرج من هناااا ، جوزي بيبي افتحي عينيكِ جوزي …هئ
انطفئ ضوء الغرفة فشهقت بفزع حين شعرت بأنفاسه تقترب منها ، تراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط وقلبها يخفق ألف خفقة في اللحظة
ناريانا:- كيف فعلتها ؟
خوري(اقترب من موقعها تحديدا وكأنه يراها):- أنرتِ عقلي وبما أن خاصتي سقطت مني في مكان لا أذكره ، قد طلبت ربطة يد أخرى من المنزل وأظنكِ هكذا غير قادرة على قراءة أفكاري أو معرفة ما يدور حولكِ
ناريانا(أمسكت على قلبها):- لا تتهور جوزيت قد تستيقظ في أيتها لحظة
خوري(وصل إليها ووضع يديه على خصرها ليتحسسه صعودا لظهرها بجرأة):- وتستيقظ
ناريانا(ذابت من ملمس يديه وحاولت مقاومته بيديها):- ابتعد عني ابتعدددددد
خوري(وضع رأسه بعنقها وهمس):- ولماذا سأبتعد وأنتِ تبحثين عني في كل فرصة ؟
ناريانا(أخذت تتنهد بعمق):- أرجووووك دعني دعنيييييي لا أريدك أن تلمسني لأنك مقزز
خوري(نفخ خلف أذنها):- إذن لا تبحثي عني لأنني قد أؤذيكِ مثلما فعلت أول مرة
ناريانا(تذكرت ذلك لتصيبها هستيرية بكاء):- اهئئئئئئئ يكفي يكفي لا أريد أن أسمع لا
جوزيت(تنازع بإجهاد):- ناريانا ن….ريانااااا
خوري(دفع ناريانا وتوجه صوب زر الإنارة ليضيئه):- جوزيييييييت
ناريانا(ركضت نحوها وأمسكت يدها):- جوزييييت حبيبتي جوزي
جوزيت(فتحت عينيها بصعوبة ورمقتهما):- نارياناااا ماذا حصل لي ؟
ناريانا(قبلت يديها بدموع حارقة):- لا شيء حبيبتي فقط تعبتِ قليلا
جوزيت(وضعت يدها على بطنها بفزع):- أولادي أولادييييي ؟؟؟؟؟؟؟
خوري:- بخير
جوزيت(تنهدت براحة):- أنت أيضا هنا خيري ؟
خوري:- ما كان يصح ترككِ هنا بمفردك
ناريانا(لوت شفتيها):- فيك الخير
جوزيت(أمسكت على رأسها):- أشعر بالصداااااااع ، ضجيج يتكرر في رأسي افففف أريد مسكناااا رياناااا لطفا ؟
ناريانا(نظرت لخوري):- مسكن ولكن في حالتكِ هذه لا ينفع حبيبتي ، لكن لكن خو …خيري سيحضر الطبيب وهو سينصحنا بما يفيد ….فهوينا سيد خيري وأكمل خيرك ؟
خوري(رمقها بحدة وهو يفرقع رقبته بقلة صبر):- أكيد
جوزيت:- عيب يا ريانا كيف تحدثينه بهذه الطريقة؟
ناريانا:- اسكتي اسكتي ودعكِ منه ، آه يا روحي عدتِ إلي
جوزيت(استقبلت عناقها بمحبة):- ماذا حصل بالضبط ؟
اضطرت ناريانا لإخبارها بكل شيء مما جعل جوزيت تعقد حاجبيها بعدم فهم لكل ما حصل معهم …حاولت النهوض ولكن ما استطاعت فقد حقنها الطبيب بجرعة مهدأ طفيفة تساعدها على الاسترخاء … واستعادة راحتها ففي تلك الأثناء استيقظت ناهد أيضا والتصقت بمحلها عندما رأته يقف عند رأسها
ناهد:- ماذا حدث معي ؟؟؟
ميار:- فقدتِ وعيكِ آنسة ناهد ويستحسن أن تبقي بغرفتكِ ما تبقى من هذه الليلة
ناهد:- أين أبي ؟
ميار:- غادر لأجل عمله ووعدته بأن أقلكِ للبيت ، يعني إن كنتِ تشعرين برغبة في الذهاب أخبر رامز بأخذك ؟
ناهد(شعرت بدوار):- لا يبدو لي أنني بخير ، سأبقى شكرا لك
ميار:- على الرحب والسعة ، بالغرفة المجاورة هنالك ميسون وكاظم وهي بدورها قد تعبت
ناهد:؛- آه لا يمكنني أن أراها ، هل عاد حكييييم ؟
ميار(توقف عن مسيره ونظر إليها بأسف):- لا
ناهد(تبددت بسمتها إذ ظنت أنه عاد):- شكرا
ميار(تنهد عميقا وخرج من غرفتها متضايقا):- الله يخرب …حسنا ماذا سأقول بيتك ما هو خربان خربان يا حكيم خربااااااان
كاظم(وهو يمسح على شعرها بحنان):- يعني غفوتِ بضع ساعات شيء أشبه بنوم الأميرات ما كنتِ تستيقظين أبدا
ميسون:- لكن الأميرات يحصلن على قبلة الحياة وبعدها يفتحن أعينهن
كاظم(فتح فمه):- كذب وعيب وغير ممكن ثم أنا سأكتب عريضة ضد تلك الروايات البالية قال قبل قال ، بنت هسس ما زلتِ صغيرة رغم أنني أؤيد أيضا الفكرة هههههه
ميسون:- أريد ميرنا
كاظم(أشفق عليها):- يا روحي غدا صباحا ترينها فهي أيضا هنا
ميسون:- ولم لا الآن ؟
كاظم:6- لأنها لأنهاااااا غافية أيضا وتنتظر قبلة الأمير كي تستيقظ هااااااع
ميسون:- قلت أنه عيب ومحظور
كاظم:- عيب على الصغيرااااات أما الكبيرااااات أححححح
ميسون(ضحكت):- ههه أنت مضحك يا عملاقي
كاظم(داعب أنفها):- وأنت مدللة العملاق يا قزمتي الشقية
ميار:- الله الله هل استيقظت صاحبة المتاعب
ميسون(بفرح):- عمووووو ميااااار
ميار(عانقها بمحبة):- روح عمكِ ميار ، كيف تشعرين ؟
ميسون:- رأسي يوجعني هنا
ميار(وضع يده على رأسها وقبل وجنتها):- حبيبتي ، هو صداع قصير وسوف يشفى بعد أن نستدعي عمو الطبيب للمعاينة
ميسون(مطت شفتيها):- وبعدها أرى ماما ؟
ميار(أغمض عينيه من وجع هذه الحقيقة):- ترينها
كاظم(نبهه بعينيه):؛:- كيف يعني …
ميار(قاطعه حين همس):- ستغفو بعد قليل وتنسى ذلك
كاظم(صغر عينيه فيه):- لأرى الطبيب
ميسون(بعد ذهاب كاظم فتحت عينيها):- متى يعود بابا حبيبي؟
ميار(أمسك أصابعها بوجع واضطجع بجوارها ليبدأ العد):- لنحسب واحد اثنان ثلاثة غالبا هكذااا لا أكثر
ميسون:- ثلاثة أشهر أم ثلاثة سنوات هاااء غير ممكن سأكون بالحادية عشر بدون بابا حبيبي
ميار:- إطلاقااااا يا أميرتي فبعد ثلاثة أشهر يعود يعني إن امتد عمله أكثر سوف تستمر ، لكننا لن نيأس أبدا وسننتظره فهو فهو ساكن فينا فمثلا أنا أتصرف بحسب ما يقوم به هو في أغلب الأحيان ، حسنا ليس كل شيء ففي أوقات الغضب أتحول لأنا
ميسون:- هههه
ميار(ضحك من ضحكتها):- آه كم تشبهينها
ميسون:- من هي عمو ميار ؟
ميار(شرد في البعيد):- الملائكة يا حبيبتي
أماني:- حبيببتي ؟
سيف:- آسف آنسة أماني ما قصدت أن أتطفل ولكنها كلمة ذكرتها من لهفتي لا غير
أماني(ناظرته مطولا وهي ترفع الغطاء):- أعدددني للخخخان
سيف:- ليتكِ بقيتِ أكثر فما زلتِ مريضة
أماني(رمقته بحدة):- أعدددني
سيف(هز كتفه):- ماشي ماشي سأخبر السيدة وهي تخبرنا ما نفعله ، سأغيب قليلا لأكلمها خارجا وأحضر طبيبا يعاينكِ
أماني(عدلت نومتها من جديد وأغمضت عينيها لتهمس في سرها):- اففف تعالي
ناريانا(راقبته حتى خرج ودخلت عليها):- سيكون كلامي سريعا أكيد تعرفين من أكون ؟
أماني(رمشت وهي تهز رأسها بإيجاب):- أنتِ عمتي ناريانا
ناريانا(دمعت عيناها):- أجل يا أماني …يؤسفني أن أخبركِ أن أباكِ .، أباكِ قد ضحى بنفسه ليقوم بما يتوجب على كبير عشيرتنا القيام به
أماني(اهتزت مكانها):- هل أصابه مكروووه ؟
ناريانا(هزت كتفيها بأسف ونظرت جانبيا):- سأتواصل معك عما قريب … لا تخافي أنا بظهرك أماني …وداعا
أماني(وضعت يديها على فمها باكية):- اهئئئ بااااااباااااا
سيف(التقى بها بالرواق):- ست ناريانا خيرا ؟
ناريانا:- أبحث عن غرفة ما لا تشغل بالك وقم بعملك كما يجب
سيف(ناظرها مطولا وأشار للطبيب):- من هنا لطفا
بغرفة أخرى
فؤاد:- لا تقلق يا مراد البنات بخير أنظر إليهن ؟
مراد(ما استطاع رفع رأسه والنهوض):- لا أعلم ما الذي حصل معنا هكذا فجأة ، أكيد تناولنا شيئا ما لاءمنا
فؤاد(أخفى عنهم الأمر):- غالبا هو كذلك …ست نرجس الحمدلله ع سلامتهم
نرجس:- شكرا سيد فؤاد
لمى:- عمو فؤاد
فؤاد(اقترب منها ومسح على وجنتها):- نعم صغيرتي
لمى:- أحبك
فؤاد(ابتسم لها):- وأنا أحبكِ يا دبدوبتي المحشوة بالقطن الزهري
لمى:- ههه أهاااا
فؤاد:- لما لا تغفين قليلا يا دمية وغدا أطمئن عليك ؟
لمى:- أتحضر خالتو نور ودينا ؟
فؤاد:- ننسق ذلك حسب رغبتكِ أميرتي
نرجس:- ممتنين لك صدقا سيد فؤاد
فؤاد(انتبه لرنين هاتفه):- لا شكر على واجب بالإذن … /ألو نعم ماذا بك ؟
شهاب:- أموت بردا يا عمي
فؤاد:- وينك يا ولد ؟
شهاب:- مرمي عند عتبة القصر فالست ميرا رفضت الاعتراف بي حين سألها الحارس الغبي عن هويتي ، أرأيت إذلالا كهذا من قبل يا عمي ؟
فؤاد:- ههههههههههه والله ما أحد يفقع مرارتك غيرها برافو عليها ، هيا تدبر حالك مثلما كنت تتدبره وأنت تقوم بضربها
شهاب:- سأشتم جدي الآن لأنه أحضرك ، كيف هو ويل ؟
فؤاد:- في طريقي للاطمئنان عليه ولا تقلق هو بخير أكلمك لاحقا
شهاب:- ماااااشي .. / يا أخ فياض أو عياض افتح لأن تلك السيدة تكون زوجتي
فياض:- طالما لم تأمر بإدخالك فلن أفعل عذرا سيد شهاب
شهاب:- طب كلمها كلمها ودعني أحادثها
فياض:- سأفعل لأنك أصبتني بالضجر هنا
شهاب(هز البوابة الحديدية المغلقة بوجهه):- فقط لأدخل وأكسر ضجرك بقبضة يدي.. الغبي
فياض:- زوجكِ يريد الدخول لقد مضت ساعات وهو على وضعه ؟
ميرا(تثاءبت):- وأنا مالي مالي دعوني أنام الله الله
فياض(بتأفف):- والمطلوووب ؟
ميرا:- افتح له ودعه يدخل وأخبره ألا يزعجني في غرفتي
فياض:- بأمرك …
شهاب(ولا كأنه سمع أي حرف مما قاله فياض بلسانها فقد صعد مباشرة ليبحث عنها بين الغرف لغاية ما وجدها):- كيف تفعلين بي هذا يا ….م …ميرااااااا ؟
ميرا(كانت تجلس على منضدة مرآتها بوضعية إغراء ، كتفها العاري بدا مغريا مما جعله يناظر رداء نومها اللعين ويشتمه في سره):- أكنت تقول شيئا ؟
شهاب(مسح على جبينه):- أمضيت ساعات وأنا أنتظر الدخول ما هذا ؟
ميرا:- ما هذاااا إنه أقل شيء يمكنني فعله لأجلكِ يا زوجي العزيز
شهاب:- إنها حركة لعيييييينة
ميرا(استقامت فسقط الرداء العلوي لتبقى بالسفلي القصير):- وأنا ما مشكلتي ثم …هشش ابننا نائم يا شهاب ولو استيقظ سوف تهتم به ولا أظنك جاهزا لذلك اللحظة
شهاب(ابتلع ريقه من حركاتها القاتلة):- طيب يمكنني أن أنام على الأريكة هنا ، يعني فكرت أن أرافقكم الليلة بما أن الجميع غائب
ميرا(اضطجعت بفراشها وهي تتلوى بغنج):- لطفا خفف الإنارة
شهاب(ابتلع ريقه وهو ينظر للسرير الفارغ بدونه):- طيب
ميرا(أولته ظهرها وغطت نفسها وهي تبتسم بانتصار خفي):- سأعلمك يا شهاب ، إن لم أكن ميراااا سوف يحدث العكس هههه
شهاب:- بففف إنها مهلكة الآن فقط أدركت مدى اشتياقي لاعتصارها بين ذراعي ،، تبااااا
طبعا يستحيل أن يفعلها فهنالك حدود لا يمكن تجاوزها،، عدا عن الحواجز التي حدَّت بينهما في الآونة الأخيرة ،لذلك كانتِ الأريكة من نصيب المحرووووم المسكين هههه .
وعودة للمستشفى تبقت لنا هذه الغرفة لمعاينة صاحبتها الصغيرة كي ننتقل لمركز كل شيء …
وهج(بصوت طفولي):- ماما مامممماااا
سليمان:- حفيدتي الجميلة سنذهب عند ماما الآن …
وهج(مدت يديها ليرفعها جدها):- مامااا دادا
سليمان:- شكرا يا دكتور على الرعاية التامة ، لكن يجدر بي أخذها فأمها بانتظارها
الطبيب:- عد بها غدا لنقيم وضعها وبالشفاء العاجل سيدي
سليمان:- شكرا …هل اشتقتِ لماما حتى ماما اشتاقت لكِ …
ستيلا(دفعته وهي تشعر بالدوار):- سأذهب عند ابنتي يكفي يكفييييي
الشاب:- سوف لن تتحركي خطوة أساسا أنتِ ترتجين محلكِ
ستيلا(بدوار):- أرجوووك افهمني ، لا يمكن لها أن تبتعد عني لحظة واحدة أريد ابنتي
الشاب:- أبوكِ قادم بها فيكفي وأعطي لنفسكِ بعض الراحة ، ثم لم أنتِ مرعوبة لهذه الدرجة؟
ستيلا:- لو لو …فرضا لو رآها أبوهاااا ماذا سيحصل ؟
الشاب:- وهل مكتوب بجبينها هي ابنة من ، حبا بالله لا تتحدثي بغباء
ستيلا(جلست بتعب على طرف السرير):- متى يصلان ؟
الشاب:- اففف الصبر يا ربي …سأكلمه وأسأله لحظة …/ ألو هل أنتما في الطريق ؟
سليمان:- سنغادر المشفى الآن ما الأمر ؟
الشاب:- لا شيء ابنتك استيقظت وعرق الجنون يضرب في مخها ، تريد وهج الآن
سليمان:- مسافة الطريق نكون هناك
وهج(راحت تحرك يديها في الهواء):- ماما ماماااا ماماااا
سليمان(استدار ليسكتها):- شتتت حبيبتي سنذهب إليها …وهج اهدئي أغلق أكلمك لاحقا …
الشاب:- أوكي
سليمان(أنزلها أرضا ليعدل حملها ففلتت منه وهي تركض في الممر بركضها المرتج):- وهج ووووهج توقفي …وه…ج
وهج(وهي تضحك وتنادي):- ماماااا مامماااا مامماااا ههننننن
التصقت بقدميها وهي تعانقهما بيديها الصغيرتين وتحك جبينها بحنان عارم ، هذا الموقف جعلها تتأثر وهي تنظر لتلك الكتلة الصغيرة وهي تكتنز قدميها بحب وتناديها بماما ، قالت في سرها أنها شبهتني بأمها لذلك نزلت أرضا واحتضنتها بعمق وهي تغمض عينيها وتشعر بمحبة فائضة تجاه تلك الصغيرة .. مسحت على شعرها بينما دفنت وهج رأسها بعنقها وهي تشم عطرها وتقفز بقدميها الصغيرتين
ناهد:- يا لروعتكِ ما اسمكِ ؟
وهج:- ماما ماماااا اهننن دادااااا ماماا دادا داداااا
سليمان(جمدت الدنيا حوله وهو ينظر إلى ذلك المشهد أمامه):- …ناهد؟؟؟
ناهد(لم تسمعه لكنها انتبهت له ورفعت وهج بحضنها):- عفوا ربما شبهتني بأمها ، يمكنك أخذها
سليمان(برجفة سرت بجسمه ودموع امتلأت بعيونه):- عذرا ذلك ما حصل ، وهج تعالي
ناهد:- اسمها رائع وهي فعلا فتاة متوهجة حفظها الله
سليمان(تلكأت الحروف بجوفه):- احم… هل أنتِ في زيارة لأحدهم ؟
ناهد(أمسكت على رأسها):- لا بل فقدت وعيي فجأة واستيقظت قبل قليل أحتاج للقهوة لذلك خرجت فالطبيب منعها عني الآن ، بالإذن منك
سليمان(رق قلبه لها):- تفضلي
وهج(وهي تحاول العودة لحضنها):- اهئ ماماااا ممماامااااا
سليمان(جذبها مسرعا وهو يبتسم لناهد):- يا إلهييييي … ابنتي نااااهد
وهج:- ماماااا
سليمان:- ليست ماماااا يا روحي بل خالتكِ …. آآآآآآه
فعلا موقف صعب مر عليه لذلك شعر بالألم منذ ركوبه بالسيارة وهو شارد الذهن ، لغاية ما وصل بها للقصر سلمها للشاب ودخل لغرفته بدون حتى أن يطمئن على ستيلا التي كانت تنتظر ابنتها بلهفة أم يحترق قلبها على فلذة كبدها التي أخرجتها من قمقم الظلام بصعوبة
ستيلا(ببكاء):- وهجييييي
وهج(بركضها المضحك):- مامممااا
ستيلا(أمسكتها وعانقتها بقوة):- يا روح ماما يا رووووح ماما آآآآآه أخيرااا عدتِ إلي
الشاب:-آخ يا ربي وكأنها سافرت إلى إيستر آيلاند
وهج(مدت يدها بالفراغ له):- بابابابابابابابا
الشاب:-شفتِ تناديني أنا أنا تعالي يا شقية
ستيلا(أعطته إياها):- قليلا فقط ، وهج هو ليس بابا افف متى ستفهم هذه الصغيرة ؟
الشاب:-هذا يسمى احتكارا ستيلا هانم ، ثم دعيها على سجيتها حرام عليكِ حتى فرضيا تمنعينها من مناداتي بابا ما كل هذا اللؤم ؟
ستيلا:- أخشى أن تتعود افهمني
الشاب:- ….اممم فهمناااا يا ستي ، وأنتِ هاتي قبلتين يا بسكوتة هكذا وهكذا هيا اركضي قد انتهت مهمتي ، سأذهب للنوم أهلكتِني أمكِ الليلة
ستيلا(بفرحة التقطتها منه):- طيب طيب …تعالي يا روحي لننام هيا لأزيل حذاءكِ وهذا البنطلون ، سأحممكِ صغيرتي بعدها تنامين في حضن ماما
وهج(تعلقت بعنقها وهي ترتفع لتقبل وجنتها):- ماما ههه
ستيلا(أخذتها للحمام وأجلستها على السجاد لتزيل ثيابها):- حسنا غيرت رأيي سندخل سوية بحوض الحمام ونحظى بوقت ممتع بين أم وابنتها الجميلة هه … روحي أنا لنزيل هذا هيا هيا أخرجي رأسكِ الكروي هكذاااا يس
وهج-تضحك من الحركة:- ههه هههه
ستيلا(أزالت بنطلونها وألقته جانبا):- وأزلنا البنطلون أيضا هيا إلى الحوض اركضي اركضي
ركضت وهج لتصعد إلى الحوض حيث وضعتها ستيلا بلطف وعيَّرت دفء المياه ، في حين انحنت لتجمع الأغراض وتضعها بسلة الغسيل وفعلا ألقتها بدون انتباه وأزالت ثوبها لترافق ابنتها في ذلك الحوض وتستمع معها بتلك الراحة المؤقتة …فقد غفت وهج بحضنها لذلك أخرجتها بمنشفتها القطنية ووضعتها بالسرير ، ثم عادت لكي تبحث عن ثياب نظيفة لأجلها وتذكرت أن تفرغ الحوض من المياه فتحركت صوبه ولكن قدمها ضربت شيئا عشوائيا لم تره ، أطلت برأسها بحثا عنه فلاحظت شيئا أسودا علق تحت المغسلة لذلك مدت يدها والتقطته
ستيلا:- ما هذا عجبااااا ،،، امممم إنه سوار أو ما اس…..هئئئئئئئ يا إلهي خوووووري خوووووووري سواااااره سوااااره هذا هذاااا سوارررررررررره يا إلهي وجدني وجدنييييييييييييي اهئئئئئ لالالالالالا لالالا غير ممكن وهج وهججججججج
ركضت للغرفة وحملت ابنتها الغافية وتوجهت بها صوب غرفته وضعتها بجواره وأخذت تهزه مرات متوالية ، بصعوبة فتح عينيه ودفن رأسه بالوسادة متذمرا من تصرفاتها
الشاب:- كابوس جديد ؟
ستيلا(جلست جواره وأخذت تلكزه):- ارتدي قميصك وخذني من هنا
الشاب(ارتفع بدهشة):- نعم نعم إلى أين يختي ؟
ستيلا:- ….لا أعرف إلى أي مكان المهم أنني لا أريد البقاء هنا …أرجوك علي الذهاب أنت لا تفهم لا تفهم
الشاب(رمقها وهي تبكي بحرقة فوضع يده على كتفها ودفعها لحضنه):- شتتت ستيلا …اسمعيني لن يؤذيكِ أحد هناااا ، لا أحد يعرف بأمرك وحتى أبوكِ لا يقطن معنا بل في قصره
ستيلا(هزت رأسها برفض):- أرجوووك أتوسل إليك لو لو عثر علينا سيأخذها مني
الشاب(مسح على شعرها ثم وجهها):- لا أحد سيؤذيكِ أنا أدافع عنكِ ستيلا
ستيلا(أمسكت يديه):- غير ممكن أنت لا تستطيع حمايتي منه ولا أحد يستطيع
الشاب(بغيظ):- طلبت منكِ مرارا وتكرارا أن تفصحي عن هويته لي أو لأبيكِ فرفضتِ ، الآن كيف سنحاسبه نحن أو نحميكِ منه ؟
ستيلا:- أنظر أنظر هذا سواااار يده وجدته بملابس وهج ، أخبرني كيف وصل إليهاااااا ؟
الشاب(حك جبينه بمحاولة فهم):- يعني …ربما صدفة ؟
ستيلا(هزت رأسها ببكاء):- ليس كذلك بل هي إشارة تدل على عثوره علينا ، إذا ما خسرت ابنتي سوف أقتل نفسي
الشاب:- أيوة ما حضرتكِ متعودة على ذلك
ستيلا(نظرت لوهج):- تلك الفتاة نور ظلامي إذا فقدتها انتهيت
الشاب(أمسك يدها وقبلها):- يا ستيلا لن يحدث أي شيء من ذلك ، لطفا لا تبتئسي هكذا وتفتحي على نفسك أفكارا مستحيلة
ستيلا:- لن أطمئن صدقني
الشاب:- تمام سنقوم بالآتي أنا سأذهب للمستشفى وأستفهم الموضوع هناك تمام ، وع أساس ما سأستنتجه سوف نتحرك
ستيلا(هدأت قليلا):- متى تذهب ؟
الشاب:- غدا صباحا يا ستيلا الله يهديكِ في هذه الليلة التي لا تنتهي
ستيلا(مطت شفتيها):- خائفة …
الشاب(تزحزح محله):- تنامان عندي ؟
ستيلا(رمقت وهج خلفه وغطتها وهزت رأسها بموافقة):- أجل
الشاب:- قلت لكِ لنتزوج ونجعل زيتنا في دقيقنا لكنكِ غبية تحب طيفا مجهولا
ستيلا(نامت بجواره على وسادته):- أحبه هو
الشاب:- الله يبعث لي غبية مثلكِ تحبني في حضوري وفي غيابي
ستيلا(نظرت للبعيد):- اشتقت إليه كثيرااااا ، اشتقت
الشاب(ربت على يدها ثم رفع الغطاء):- لنغفو فالساعة الرابعة الآن ولدي عمل
ستيلا(أغمضت عينيها):- لنتبادل الأمكنة أريد ابنتي جواري
الشاب:- وهل ستخطف الله على جنونك ، تمام تمام سأضعها وسطنا أيضا أريد أن أشم عطر النسيم النابع منها
ستيلا(ابتسمت بحرارة وهو يحمل وهج ويضعها بينهما):- سيأتي يوم وأنام هكذا معها ومع أبيهاااا الحبيب
الشاب:- يا رب عجل ذلك اليوم لأرتاح منها وأبحث لي عن عروس
ستيلا(باست وجنة وهج وشمت عطر شعرها لتعانقها وتغفو):- آآآآآآه يا وهجا انبثق من عمق الظلام ..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.