آخر 10 مشاركات
597. آثار على الرمال - قلوب عبير دار نحاس (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          1120 - النمر المخملى - إيما دارسى - د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          4 - ليل المرايا-روايات احلام قديمة (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree14Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-19, 08:38 PM   #1

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Mh04 لغط متمرد ج2 من س تمرد وحشي- قلوب أحلام زائرة- للكاتبة: Nor BLack{مكتملة&الروابط}




لغط هي نبض خارج عن دوره ومكانه الطبيعي هي فقط ضياع اطفالنا وبيعهم في اتون الغرب لغط هي كمان مشدود يعانقه ويرخى اوتاره اصابع بيانو وعود يطلق نغمات انسانية


تعديل الخطة لن نعد للسويد"

أجفلها فتمتمت "إلى أين اذاً؟!"

أزاح الغطاء اخيراً مبتعداً وهو يرد ببرود "إلى موطنكِ مصر؟!"

الثورة التي هبت بداخلها جعلتها تتغاضى عن رؤيتها جذعه العاري أمامها وهتفت بفرنسية غاضبة "أنا بلدي وموطني هنا فرنسا ...ذلك البلد لا أعترف به وأنت لن تجبرني!"

التقط آصف المئزر المرمي على أحد المقاعد...وقال بتصلب "اهتفي كما تريدين دجينة، اعترضي كما تهوى نفسكِ ولكن بالنهاية أنتِ ستنفذين ما أريده"!

المشاعر الانسانية المتفاوتة لشخص غير مستقر عاطفياً أو حتى نفسياً لم تكن ابداً عادلة للطرف الأخر وهذا ما كانت تعاني منه دجينة تحديداً عندما وجدت فرصتها لتلقي خطيئتها في التجاوب معه وفي اشتياقها له عليه وحده ...لذا هتفت من بين أسنانها بحرقه وكأن هذا التفسير المنطقي الوحيد لما حدث، مقنعة نفسها به ومخلصة روحها من تبعات ما كان "كما عُدت لإجباري على العلاقة معك وأنت تعلم بكرهي الشديد لك ونفوري من لمسك لي"؟!

تجمدت الدماء في عروق آصف وهو يستمع لما تتحفه به من تفسير لشيء كان سيتغاضى عنه متجنباً ذكره او إحراجها...استدار إلى ليها متخلياً عن ارتداء المئزر ولم يدرك أن صوته خرج متشنجاً "الأمر ليس لعب أطفال لتجابهيني به أو تستخدميه ورقه غبية لن تحرق أحد غيركِ...انصحكِ لمصلحتكِ لا تتلاعبي به"

وكأن عدم دفع التهمة عن نفسه منحها الشجاعة لتستمر في اتهامها اللاذع "تلك حقيقتك سيد آصف المنمق أنت همجي بفكر أحمق متخلف تعتقد أن المرأة مجرد لعبة تدفع فيها المال لتلبي كل رغباتك...غير مهتم بكرهها الشديد لأي نفس من أنفاسك؟!"

انحنى آصف نحو الفراش وأمسك بذراعيها بقسوة غارزاً أنامله في لحمها العاري وهو يقول من بين أسنانه "تفسير ذكي أخيراً...تلك هي الحقيقة أنتِ مجرد امرأة تزوجتها بمالٍ طائل ولم تجلب عليّ إلا الوبال فأنتِ مرض عضال أحاول باستماته الشفاء منه...وحتى يحدث هذا وتلدين طفلي ستنفذين كل رغباتي كزوج ...كل ما أريده منكِ سأحصل عليه دون موافقة أو حتى استئذان وفي أي وقت يعود لي وحدي تقديره...وضيفي على هذا أينما آمر أنا ستتواجدين؟!"

امتقع وجهها وحدقت به مصدومة ...لا لم تتوقع منه أن يقر بسهولة أن الأمر كان رغم إرادتها!! ألا يجادلها ويدافع عن نفسه!! أن يتنازل عما يفعله ليثبت لها حسن نيته أو. أو ماذا؟ ما الذي أرادته من آصف تحديداً؟!

ارتسم الغضب على وجهه مدركاً ما تحاول فعله حقيقةّ ...إن كانت تريد أن تثنيه بالتمرد والعصيان فلتحلم...وإن كانت تسعى لإقناع نفسها بدفاع تضارب أفعالها وتشوه روحها إليه...فهو سيمنحها المهرب المثالي بتحمل الذنب وحده "أريدكِ أن تفهمي أني مواطن سويدي كما أنتِ فرنسية...فلا تحاولي استخدام هذا الشيء ضدي ...أنتِ اضعف من أن تواجهي جبروت قد ذُقتِه سابقاً مني وعرفتِ وضعكِ الحقيقي كفتاة قليلة الحيلة وضيعة الأخلاق وسليطة اللسان ...نهايتكِ تعلمينها جيداً ملقاه في شوارع باريس ،متسولة ،جائعة وربما المرة القادمة مغتصبة أو أسوأ...!"

طرقع بلسانه وهو ينظر لقدها العاري بنظرات ذات مغزى!

توقف قلبها عن الخفقان وهي تحدق به ذاهلة مصفوعة بكلماته دون أن تجد قدرة على الرد.

عم الصمت الثقيل بينهما لدقائق حتى استطاعت دجينة أن تقول اخيراً برهبة "أنت تحاول إخافتي ...لن تستطع فعل هذا بي أنت. أنت تُحبُني؟!لقد أخبرتني بهذا!"

أفتر جانب فمه عن ابتسامة ساخرة قبل أن يقول بقسوة "أتعلمين دجينة ما يعجبني بكِ حقيقةّ؟ أنكِ بريئة بالفعل عزيزتي ... بريئة وحمقاء صغيرة لتدركي ببساطة أن الرجل يخبر أية أنثى بكلمات غزل وعشق واشتياق كاذب أثناء العلاقة الجسدية."

شحب وجهها وهي تهمس "أنت تكذب!"

تركها اخيراً متوجهاً لحمام الغرفة لم ترى ملامحه التي سمح لها بأن تتحرر لتعبر عن إحساسه بالغدر والتعب والمرارة ...عجز عن منع نفسه أن يكمل بصوت أجش "أنا لا أكذب ابداً...ولأكن عادلاً معكِ ...لديكِ خيار واحد تستطيعين به أن تتحرري مني وأن اسمح لكِ بإثبات تفردكِ واستقلاليتكِ الخادعة تلك...أن تعودي لوالدكِ؟!

"لا"

صرختها تقريباً بِجَذْع وكأن الفكرة بحد ذاتها حكم بالإعدام ...ألا يعرف ما عانته على يد ذاك الرجل هناك؟ لذا لم يتردد أن يضعه بديلاً مهدداً إياها به.

توقف مكانه للحظة واحده قبل ان يقول بثبات "إذاً لا بديل لكِ غيري"

أحست دجينة بالضعف بالهوان يتسلل تحت جلدها ينخر عظامها دون رحمة وهي تقول باستسلام باهت "لا بأس ...أنا سأعود معك لوطنك دون مقاومة!"


‏‫



الجزء الأول من سلسلة تمرد وحشي:

فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط*








تواقيع الأبطال:









كتابة: Nor BLack
تدقيق لغوي: رانيا حسنى ورفيدة مناصرة
تصميم الفواصل والداخلي: شيماء صلاح
تصميم الغلاف وتواقيع الأبطال: رفيدة مناصرة
تنزيل الفصول: الأسيرة بأفكارها
تعبئة الكتاب الإلكتروني: Just Faith




في المشاركة التالية....




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




لا تحرموا غاليتنا نورا من دعمكم فأنتم الوقود لاستمرار الكاتبة بالكتابة....
في رعاية الله وحفظه...
قراءة مليئة بالمتعة للجميع...








التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-11-19 الساعة 11:01 AM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 01:56 PM   #2

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الأولى

قبل ثلاثة أشهر وليلة؟!

السويد غوتنبرغ

ضاحية حاجه"

كانت تمشى بنوع من الخواء في الضاحية الطويلة المرصوفة بعناية تتأمل الممر التاريخي الذي أٌسـس منذ القرن السابع عشر..فتشعر أنه لا يحمل أية روح أو مرح فهي تمر عليه يومياً مرور الكرام فلا يلفت نظرها البيوت الخشبية التاريخية ولا المقاهي ولا المحلات التجارية والسياحية...بل هدفها محدد ومباشر شيئاً يجعل روحها تسعد مرة أخرى...وصلت أخيراً أمام أحد المعارض الفنية...أخفضت يديها لتعلق حقيبتها بشكل عكسي وارتسمت ابتسامة دافئة أخيراً على شفتيها قبل أن تدخل إلى جناح الآلات الموسيقية. توجهت مباشرة نحو طاولة زجاجية مرصعة بالماس المزيف...ترفع يدها لتمررها ببطء على المكان الذي يرقد في منتصفه كنز غالي ثمين تهفو روحها لامتلاكه بشدة..مؤكد سيساعدها هذا الكمان بإطلاق ألحانها الخاصة -- لحن التمرد والعصيان. لحن الحرية وامتلاك حق المصير والقرار.

"إذاً...هنا تختفين منى كل يوم يا قطيطة؟!"

التفت دجينة مجفلة وهي تعود للوراء خطوة واحدة فكادت أن تتعسر في الطاولة الزجاجية...فمد آصف ذراعه سريعاً يلتقط خَصرها جاذبها نحوه...وضعت يدها تلقائياً على صدره وعلت أنفاسها قليلاً لتعبر عن تلك المعاناة التي تعيشها في قربه...إن مظهره الأرستقراطي الدائم يضربها في مقتل...رفعت عينيها ببطء...فضرب صدرها بلا رحمة وجهه الوسيم...ابتسامته المحتوية وجذعه الممشوق الأنيق وملابسه المنسقة بعناية وبدون غلطة عكسها هي تماما "هل ما زلتِ تخشينني يا قطيطة؟ كدت أن تتسببي في كارثة"

لم ترد ما زالت تحدق به ، كما هو يحتوى كل جزء منها بعينه...ضحكة ساخرة من نفسه تملكته إذ لم يجذبه نوع دجينة يوماً...لم تروق له الفتيات اللواتي تأخذن طريق البوهيمية في التفكير والملبس ولكنها تعجبه...يريدها...إنها تجذبه حتى وهي تطلق العنان لشعرها الأسود ليثور حول وجهها وكأنها لم تمشطه منذ فترة...ترتدى قميصاً أخضر طويل تعتليه بقعه من الطعام الذي تناولته أثناء الغذاء وبنطال جينز ممزق عند الركبتين وبالطبع حقيبة من الجينز المخيط تضعها متشابكة على صدرها فتستفزه ليمزقها ويرميها بعيداً.

"هل أعجبتك الاستراحة على صدري قطتي؟"

راقبها وهي تستعيد توازنها ولسانها السليط سريعا

فاعتدلت فوق حذائها الرياضي وهي تخبره بانزعاج" هل تتبعني آصف؟ لم نتفق على هذا"

عيناه التقطت قلادتها الفضية الطويلة والتي تنتهي بدلاية على شكل قناع"فانديتا"الرمزي...ربما هو لم يعرف بعد دوافع دجينة لإرتدائه وما الذي تخفيه وراء تشبثها بذلك القناع كرمز يعبر عنها وأيضاً"وردة فانديتا"التي ترسمها على ساعدها الأيمن كوشم دائم !على أية حال هو يعلم جيدا مبادئ البوهميين و يبدو أن دجينة لم تصل لسموهم الحقيقي بعد...كما يعلم تماماً أن ما يعبر عنه هذا القناع ووردة الموت ما هو إلا رسالة للعالم أنها شخص غامض تفضل أن تبقي مخفية الهوية...أو ربما لا يعني إلا أنها تقاوم السلطة ،هويتها ،قيود ولادتها وإعلان لتمردها؟!!!!

مال بأناقة نحو وجهها وأمام عينيها التي توسعت بذهول ليخبرها" أنا أفعل ما يحلو لي منذ أن وافقتِ على ارتباط مصيرك بي دجينة"

وكأن مجرد إعلانه عن عقد امتلاك أخر جعل عيناها تشتعلان غضباً وثورة...تكلمت بصوت غوغائي لا يمثل أبداً تلك المهتزة المرتعبة التي وجدها في شقة جلاء وظن بها السوء يوماً"لم نتفق على هذا ابدأ...إياك أن تحاول امتلاكي يوماً أو فرض ما لا أريده...أنا لم اهرب من عوني الدمنهورى لأكون أسيرة لدى أخر"

أزعجته لهجتها ولكنه سيطر على نفسه جيداً لمعرفته الجيدة بها خلال الستة أشهر التي قضاهم معها منذ أن أخذها من باريس هاربة

"هشششش...لن نعود خطوات للوراء...لن أعيد عليك كيف تتحدثين بشكل جيد وتفرقين بين البشر!"

ابتلعت دجينة ريقها فهي تعلم جيداً ما وراء كلماته التي قد يظنها الكثير مجرد حروف واهية ولكنها وحدها تعلم أنها نغمة مسيطرة على لحن نشاز خرج من بين أوتار الموسيقي الهادرة فيعيده اصف بهدوء نحو السلم الموسيقي ليجعله غير قادر على الخروج مرة أخرى عن النص...عندما لم ترد ابتسم بلطف وهو يخبرها "ما الذي تفعليه هنا ولماذا لم تنتظري لأقلك للمنزل بنفسي؟"

استدارت دجينة دون أن تجيب لتتأمل الكمان الباهظ الثمن وتداعب أوتاره بعينيها كمن يداعب حبيب مٌحرم يحترق للمسه ولا يستطيع

"أيعجبك؟"سألها بصوت أجش

هزت رأسها بشعرها المشعث دون قدره لها على الإجابة...

"أريد إجابة دجينة"عاد يسألها بصرامة مسيطرة أنيقة

غرزت أصابعها في شعرها ترفعه بين يديها وكأنها تمنحنه مزيد من مظهره البوهيمي حولها...ضحكت بتوتر وهي تقول"نعم جداً...أنا أدخر من راتبي لأشتريه منذ أشهر"

نظر آصف للمبلغ الموضوع وبتقييم بسيط علم أن ثمنه يحتاج من دجينة العمل لمدة عامين كاملين لديه...ولكن الكمان يستحق وهي تستحق أكثر منه بكثير"

عادت تستدير نحوه وهي تمسك حزام حقيبتها"هيا لنغادر لقد اكتفيت وأريد الذهاب للمنزل"



......................................

ليلاً كانت تتقلب في مخدعها دون قدرة على النوم تتذكر كل ما حدث بينها وبين آصف...لقد تبدل كل شيء بينهما بعد شهرٍ واحد منذ تهورت وعادت معه إلى هنا هاربة من بطش والدها ومحاولته المستميتة في إيجادها هو والآخر!!

لقد اقترب منها آصف إلى حدٍ خطر جداً لم تستطع أن تقاومه...لقد اكتشفت فيه روحاً أخرى غير التي ظنتها ربما كانت طريقة تعارفهما خطأ فقد ظن بها أشياء بشعة من قبل ولكنه منذ أن أسكنها منزله ومنحها المأوى والحماية لم يحاول أن يطالبها بأي شيء بل أصبح يستمع إليها ويتفهما لا يمل من هياجها ومزاجها النزق ولا حتى عندما تلتزم الصمت لأيام وتعود لقوقعتها الداخلية غير سامحة لأحد بتخطيها همست"رباااه ما نهاية كل هذا وهل أنا من القوة أو الاستعداد حقاً لأسلم نفسي لرجل عربي أخر؟"

هو ليس أحدهم...ليس منهم ذكرت نفسها بقسوة واضطرب قلبها كالطبول داخل أضلعها وصورته الجذابة والشديدة الأناقة تتمثل أمام عينيها بصوته اللبق وحديثه المنمق يدوي في أذنيها..نظرته الرجولية القوية التي تثير فيها كل الغرائز الأنثوية والتي لم تكن تعرف أنها تتواجد بداخلها تحرقها؟!

رسالة نصية أتتها على هاتفها جعلتها تنتبه من تفكيرها المشتت به "هل أنتِ مستيقظة؟"

حاولت جاهدة أن تخمد توترها وقلقها وهي تكتب" نعم...هل هناك شيء؟"

بعد أقل من دقيقة كانت تصلها منه رسالة أخرى يأمرها"افتحي باب المنزل أنا هنا"

شحب وجهها وضربات قلبها تكاد تشبه معزوفة موسيقية لأوبريت مجنون وهي تكتب "هل تدرك كم الوقت آصف؟!أنصحك بالاستدارة والتوجه إلى سيارتك مرة أخرى لأنك تعلم جيداً أن هذا من المستحيل أن يحدث!"

ابتسم على الطرف الأخر بإعجاب لن ينكره فرغم كل شيء المتمردة العنيدة مازال يوجد في أوردتها دماء أنثى شرقية حرة" كُفي عن تفكيركِ المبتذل وافتحي الباب, أنت خطيبتي رسمياً وأم أطفالي مستقبلياً ومؤكد لن أفعل ما يضرك عزيزتي؟!"

لم يأتيه ردها ولكن بعد خمس دقائق كاملة فُتح الباب الخشبي للمنزل ببطء وتردد وكأنها تصارع ما بين استقباله وطرده!

أرجع رأسه للوراء ضاحكاً مما جعلها تضطرب خاصة عندما قال "ما الذي ترتديه بالله عليكِ هذا غير مشجع إطلاقاً لما أتيت من شأنه"

قالت على الفور عابسة" هل أتيت لتسخر منى في منتصف الليل آصف؟ سأغلق الباب"

تأملها وهي تقف خلف الباب بمنامه قطنية متداخلة الألوان والخطوط مع بنطال متسع بخصر هابط تعلوه كنزة واسعة مهدلة الأكمام وتلوي أطرافها حول كفيها.

أخذ نفساً عميقاً قبل أن يمد يده يختطفها من خلف الباب...ويجذبها لتصبح أمامه مباشرة ولم يهتم بشهقتها التي خرجت معترضة عندما سحب نفسه من معطفه ووضعه على كتفيها...كان يرتدى قميصاً أبيضاً ناصع مفتوح الأزرار وبنطال أسود من القماش...لوى معصمي القميص على ساعديه ورجع للوراء خطوة يضع قدمه على الحائط خلفه ثم قال بهدوء

"لقد منحتكِ خمسة أشهر كاملة منذ أن طلبت الزواج منكِ وأنتِ وافقتِ وأنا بصراحة عزيزتي لم أعد أستطيع الاحتمال"

عبست بالتناقض مع حمرة الخجل في وجنتيها وهي تقول من بين أسنانها "هل قطعت كل تلك المسافة من المدينة إلى هنا في ليلة عمل لكي تخبرني بأمر أعلمه؟"

لم يلف ويدور وهو يقول بثقة قاطعة باترة" بل لأخبركِ أني سأصطحبكِ غداً لإتمام زواجنا في السفارة المصرية وبعدها توثيقه هنا على مهل ما رأيكِ؟؟"

"ماذا؟ ماذا؟!هل قررت من نفسك يا آصف هذا يجعلني..."

قاطعها وهو يقول" كيف تحبين اكل التفاح؟"

فغرت فاها بذهول قبل أن تعود ملامحها للهشاشة بسرعة رهيبة فعادت بعينيه تلك القطيطة الرقيقة الهادئة الضعيفة ثم ما لبثت أن أجابته بصوت أجش "بالطريقة التي علمتني إياها!"

ابتسمت ملامحه الوسيمة بشكل جعل معدتها تتلوى داخل جسدها المسكين...راقبته وهو يقترب منها مرة أخرى يمسك طرفي معطفه يغلقهما حولها ثم قربها منه وهو يخبرها بهدوء:"إذاً تتبعي قلبكِ وهوى نفسكِ وتزوجيني ربما تجدين معي الكثير مما أمنحكِ إياه !"

قالت بعصبية وهي تشعر أنها مهددة بالخطر في حضوره القوي" أتزوجك لأني أحببت طريقتك في أكل التفاح؟!!هذا اغبي سبب للزواج"

قال بهدوء بينما يشدها اكثر من طرفي معطفه نحو صدره" الزواج أغبي منظومة خلقت...ولكنها الأعظم في تاريخ البشرية عزيزتي"

نحن متناقضين تماما"

وضع شفتيه مقابل أذنها وهو يهمس بصوت جعل فؤادها يضرب بلغط مجنون متسارع عن ضرباته الطبيعية" في الاختلاف حياة وفي التناقض اكتمال...احتواء وأمان كنت تنشديه ولن تجديه بين ذراعي رجل غيرى...أنتِ لي أنا دجينة"

تمتمت" أنا ما زلت أخافك"

ضحك وهو يكمل بذات الهمس" أنتِ تقارعيني بشراسة...تطلقين بريتك معي دون تحفظ وأنتِ تعلمين تماماً أن خوفكِ هذا ما هو إلا حماية تطلبيها منى وسأمنحكِ إياها راضياً مستمتعاً"

عضت على شفتيها متذكرة صورة واحدة لا غيرها تحت أضواء برج ايڤل منذ ستة أشهر!ثم عادت لتنظر لعيني اصف القوية الصلبة رغم ما يحمله من حنان بينهما فذكرت نفسها بقوة"أليس من الرائع أن تحظى بكل هذا الاهتمام منه والحب والحماية؟!!رجل على استعداد أن يمنحها العالم كله إن أرادت؟!

ولكن هي لم ترد العالم يوماً ولا حمايتهم...لم ترد إلا فنها...لم تعترف إلا بانها قادرة على الوصول لنغمة تمردها بفنها دون مساعدة أي قيد شرقي

"تزوجيني"

عاد همسه الحار يجعلها تضطرب، تتهور وتتمرد على نفسها على حلمها على قلبها الذي يداعبه آصف دون رحمة وهو يطلب ودها

مد يده يخرج من جيب بنطاله علبه صغيره باللون الأزرق المخملي وفتحها ببطء أمام عينيها التي توسعت دهشة عندما التقطت"سوار"بسيط من الفضة تتعلق به لعب صغيرة دائرية الشكل ويتقاطع مع حرف"v"

همست بصوت مختنق "كيف حصلت عليها؟"

مد يده يخطف يدها الرقيقة بين يديه ليضع السوار في معصمها بتلكؤ وقال بصوته المهيمن الأجش

"بتلة الورد لفانديتا...صنعت خصيصاً من أجلكِ"

اقتربت منه ورفعت وجهها تتأمل ملامحه الوسيمة بدمائه النبيلة التي تجذب فؤادها ليقرع مثل الطبول وهي تسأله"هل من المعقول أنك تؤمن بأيقونة من هم مثلنا؟"

رفع كفه بعد أن أغلق السوار حول معصمها...وأمسك وجنتها المخملية يمسدها بكلا إصبعيه وهو يقول برقة"ربما أتحفظ على طريقة أفكاركم ولكن بالنهاية أنا أكره الظلم دجينة وأفضل أن أري التمرد الذي يصل بكِ لهدف حقيقي"

عينيها تعلقت بعينيه في نظرة أمل أن يتفهم يوماً...ألا يجعلها تندم أو تهرب...أن تجد من يراها إنسانة حقيقة وليس مجرد صفقة ربحيه تعود بالمال ولا مجرد بوابة عبور لمن يريد أن يحصل على جنسية غربية!!

تركها آصف وهو يقرأ بوضوح صراعها المختفي من بين حدقتيها الخضراء التي تماثل تمرد قطيطة صغيرة حديثة الولادة تتخبط وهي تشذب مخالبها الناعمة دون قدرة لها على كسب مهارة الحماية أو الاصطياد ولكنها تصر على عدم الاعتراف؟!



راقبته يفتح باب سيارته ثم يعود نحوها يفتح صندوق مغلف بالورق الأخضر اللامع وهو يقول"تعلمين أني احب لون عيناكِ...قبلاً كنت أكره كل ما هو أخضر حولي لذا اخترت هذا المنزل وسط الزهور...الصفراء"

اغرورقت عينيها الجميلتين بالدموع حتى شوشت الرؤية أمامها وهي تنظر لما يخرجه آصف أمام عينيها وقال "أعلم أنكِ لن تلتفتي للمجوهرات أو المال ففكرت أن هذا الكمان سيكون مهرك المناسب"

اندفعت دجينة سريعاً تلف يديها حول عنقه تتعلق فيه بتشدد ودفنت رأسها على صدره...ابتسم متفاجئاً وهو يحاول أن يوازن نفسه...أسند الكمان على الصندوق الضخم دون أن يفلتها ثم عاد يلف ذراعيه حول خَصرها بقوة رافعها عن الأرض عدة سنتيمترات خرج من بين شفتيه نفس حار ملتهب وهو يقول "دجينة أنتِ تدفعيني للجنون والتهور سوياً..."

همست بتحشرج"فقط احتضني أقوى يا آصف وحاول أن تنحي عقلك الشرقي الغبي جانباً الآن"

عقله الشرقي الغبي !!حسناً إن نجح في السيطرة على جسده الذي يطالب بها هادراً بجنون صارخاً باسمها فقد يستطيع...ما الذي يحدث له وكيف لفتاة كدجينة لم تملك صفة واحدة مما خطط له في امرأته يوماً أن تسيطر عليه بهذا الشكل كي يفعل المستحيل ليصل إليها؟!

دفن وجهه في عنقها وشفتيه تلامس نعومة بشرتها بمشاعر جمة أخذ نفساً عميقاً وهو يقول"غداً ستصبحين زوجتي شرعاً بكل الطرق الصحيحة وبعدها أعدك ألا أكف عن احتضانكِ يوماً"

...............................

صوته كان جامداً لا حياة فيه وهو يخاطب التحري الخاص الذي كلفه أن يبحث معه عنها..لم يكابر آصف في الاعتراف أن حمل دجينة لجنسيتها الفرنسية والتي كانت سبب نكبتها ومعانتها مع والدها يسهل لها فتح جميع الأبواب للتنقل بين بلدان أوربا بسهوله ويسر...لقد حاول أن يتتبعها حسب بطاقات الائتمان البنكية والتي قامت بسرقتها منه؟!ولكن يبدو أن خضراء العينين تملك بعض الذكاء إذ أنها سحبت على الفور مبلغاً مالياً وقامت بالتخلص منهم...أخيراً قال"أريد عنوان المكان فوراً"

رد المخبر على الطرف الأخر وقال "ليس لها عنوان ثابت سيد آصف كما أخبرتك هي تعيش في...."

قاطعة اصف بحدة"أنت ،أنا لا أريد شرحاً مطولاً ،فقط عنوان أخر مكان تواجدت فيه"

أخذ الرجل نفس عميق قبل أن يعطيه ما أراد بدقة متذكراً جنون الرجل في مطالبته يومياً بأن يكثف البحث عنها ويقوم بتوظيف كل من يستطيع مقابل أي مبلغ مالي لقد كان يبحث معهم عنها بنفسه ثلاثة أشهر دون أن يمل يوماً ساعة واحدة !

ربما هو دائماً يؤدى عمله بحرفية ولا يعنيه ما قد يحدث للشخص المفقود إن وجد ولكنه بالتأكيد يشفق على تلك المسكينة مما قد تراه مع ذلك الرجل...فالغضب والوحشية التي تحتل عينيه وملامحه وهو ينطق حروف اسمها لا تبشر بالخير أبداً !!!

........................

مغمضة العينين كانت تتناول بعض الطعام السريع الذي قد حصلت عليه منذ قليل...لقد حاولت أن تقتصد على قدر الإمكان ولكن مطاردة آصف لها كلفتها الكثير مما استطاعت أن تحصل عليه منه بجانب مصيبتها الخاصة التي اكتشفتها بعد مغادرتها لآصف بوقت...ارتعش فك دجينة وهي تغص مرغمة فانسابت دموع الألم من تحت أهدابها المغلقة...لم تستطع أن تتخلص من ذلك الوشم...لم تقدر أبداً أو تجرؤ على التفريط به...لقد حاولت من أجله أن تستنجد بوالدها ليرسل لها بعض المال فرفض متهما إياها أنها جلبت له العار وإن أرادت أن تتخلص مما هي فيه يجب أن تعود إليه...وهذا لن يحدث حتى وإن دفعت حياتها ثمناً...أولم تفعل الأن؟!هبطت يديها تلقائياً تحاول أن تضم معطفها حول جسدها الضئيل في محاولة مضنية للإحساس بالدفء ولكن ملابسها التي أصبحت لا تصلح للاستخدام الأدمي لم تمنحها ما أرادت...ليتها استنجدت بجلاء ولكنها تعلم أن زوجته قد تسارع وتخبر آصف عنها...كم تكره الشرقيين...كم تكره تخلفهم وظلمهم للإناث...ووضعهن في خانة الاضطهاد والتخلف أو المتاجرة!!وكم تكره خيانة آصف لها...لقد كان نسخه منهم أرادها سلعة تباع وتشترى وحصل عليها بالخداع ملتفاً حولها وهي التي اعتقدت بغباء انه أحبها وأنها وجدت الملاذ والوطن أخيراً و الرجل الذي يفهم تمردها ونغمة روحها؟!كانت تضم بطنها بقوة هامسة "لن أسمح لهم أن يفعلوا بكِ ما فعلوه بي حتى وإن كانت حياتي الثمن"

..........

بعد ساعات من البحث بين أزقة باريس المظلمة استطاع آصف أن يلمح جسداً ضئيل منكمشاً حول نفسه فوق أحد الكراسي الخشبية العامة وبجانبها أحد الحقائب والأكياس البنية الخيشية ،رباااه زوجته هو تعيش متشردة بين أزقة باريس !!ما الأقسى على رجولته هجرها إياه أم اختيارها الشوارع بديلاً أفضل منه؟!ركن سيارته غير مهتم بمخالفة قد يتلقاها وهبط سريعاً متوجها نحوها

لم يكن آصف يرى في تلك اللحظة سوى غشاءاً أحمر يحجب عينيه عن رؤية شيء سوى والد امتلك من التعنت والغباء ما يكفى ليصل بابنته إلى الحضيض...لم يدرك أبداً أن غباء تصرفاته قد يوصل تلك الغبية لأن ترمى بنفسها للتهلكة قطعة لحم سهلة المضغ لمن يحاول.....

حاول آصف جاهداً الهرب من الشعور بالغضب...بالتوجه إليها وإنزال عقاب لم تتخيله يوماً بها كما توعد فور أن يراها...أخذ نفساً عميقاً وتقدم نحوها ثابت الخطى جامد الملامح ومغلق الشعور تماماً...أجفلت دجينة وعيناها تضيق بتكذيب واهي وهي ترى خياله الضخم بملابس سوداء أنيقة يعلوها معطف أسود طويل يتقدم نحوها...هزت رأسها بقوة وأنفاسها تتوقف داخل رئتيها...جسدها كله يرتعش رعباً وذعراً عندما تعلقت عينيها الجزعة بتلك الجمرتين الخاليتين من أي شعور!

مرتجفة مصدومة مشلولة الأطراف...جلس آصف بجانبها...لدقائق طويلة كانت تسمع أنفاسه تخرج هادئة منتظمة كانه لا يراها أو كأنها لا تعنيه كشيء مجهول مبهم لا يستحق أن يلتفت إليه

وجهها الشاحب الذي استحال لقطعة رخام ابيض لم يستطع أن يلتفت إليه وهو يقول بعد وقت بهيمنة رجولية مرعبة رغم سخريتها "عندما أمتع إحداهن في فراشي يجب أن تمنحني المقابل ،وأنتِ رغم إغراء تناولكِ كنتِ كوجبة مليئة بالدهون غير مشبعة لمتطلباتي ،لذا كان لابد أن تنتظري على مائدتي حتى أقرر أنا استبدالكِ"

الصمت كان مجيبه رغم الطعنه الحادة التي وصلت إلى وتين قلبها ،حاولت جاهده أن تنظم أنفاسها اللاهثة و أن تحافظ على معدل لغط قلبها المتسارع"

التفت لها آصف يقيم شعرها الأسود الذي شعث بسبب قلة الاهتمام ،وجهها الملطخ ببعض الأتربة وتلك الملابس المهترئة الخفيفة التي ترتديها في هذا الجو قارص البرودة...جز على أسنانه بغضب أعماه ولكن قبل أن يقدم على أية حركة ينفس بها عن غضبه كانت عينيها تلتقي بسواد عينيه برهبة وكتفيها تنحني بالتضامن مع ذراعيها تضم خَصرها بقوة تتمتم بصوت مرتجف وكأنها تدرك أنه على وشك قتلها "لو اقتربت من إحدانا سأبلغ عنك الشرطة"

عقد حاجبيه بتعبير مبهم يحاول أن يستوعب عمن تتحدث جامعة نفسها معه؟؟

فعلتها الغريزية جعلت عيناه تتوسع بصدمه وإدراك ودون تردد كان يمد يده وبحركة لا تذكر كان يسيطر على ذراعيها يلويها خلف ظهرها كاشفاً ما تحاول أن تحجبه عنه عندما فتح معطفها ظهر بطنها التي تكورت تحت ملابسها

الصدمة جعلته يتمتم مرتجفاً"يا إلهي ،هذا ابني"

كان يقر بها دون أدنى شك أو تفكير...طفله يعاني وهو مجرد نطفه مع أم تائهة مشردة تنام على الأرصفة"

الصدمة،المفاجئة والتوهان جعلها تهمس باندفاع غير محسوب العواقب "ربما ،لا أذكر"

رفع آصف وجهه مجفلاً والكلمة تخترق رأسه فتسيطر على عقله الذي تحول لقنبلة نارية جعلته دون تردد يرفع يده ويصفعها بقوة جعلتها تندفع للوراء قليلاً ولولاً يده الأخرى التي تكبلها جيداً لكانت طاحت عنه عدة مرات بينما صوته يهدر بصراخ حاد وغضب مستعر"زوجة آصف غانم لا تتحدث مثل العاهرات"

وضعت دجينة يدها على وجنتها مصعوقة ببهوت...عيناها تتخبط...لغط قلبها يتعالى بانفعال مجنون لم تستوعب دجينة حقا أنه قام بضربها...لم تستوعب حتى خيط الدماء الذي يسيل من فمها ولم تعي لعينيه التي رغم براكينها كانت تتوسع بذهول...قالت بصوتٍ مختنق متخبط "لم لا؟!لقد كنت توقن بالفعل أني كذلك"

نظراته كانت تحوم حول وجهها وأنفاسه تخرج لاهثة بينما قلبها يعلو بصخب صم أذنيه...راقب أخيراً الدموع التي تتدفق من عينيها وهي تهمس"لقد رفض مساعدتي رغم إخباري له عن طفلي ورغم علمه بأني أنام على الأرصفة"

فتح آصف فمه للحظات كأنه ينوي قول شيء..أن يستجدى جنونه أن يعود إليه... يجب أن تعاقب ويجب أن تدفع الثمن...يجب أن...أن ماذا؟!لكن همسها المتضرع ببؤس باسمه "آصف"

جعل كل شيء يخرس في عقله متذكراً كل شيء بينهما !وبدون تردد كان يسحبها إليه ليضمها إلى صدره ويحيط جسدها البارد بدفئه...دفع رأسها على المضخة الضخمة بين أضلعه فتعالت شهقات أنين من بين شفتيها وذراعيها تتشبث بصدره كأنه الحياة !بينما تخبره بوجع معاكس تماماً لفعلتها "كم أكرهك ،لم أكره مخلوق مثلك أبداً"

على الفور ضمها اكثر وأكثر محاولا منحها الدفء الذي تفتقده معنوياً وجسدياً وهو يقول محترقاً "وأنا يا قطيطة؟!لم أكره امرأة مثلما كرهت تحكمكِ في لغط قلبي"

.................................

بعد وقت

كانت دجينة تقف مرتجفة ضائعة لقد قاومته بكل ما تحمل من شراسة ولكنه قتلها في مهدها بسهولة...بغضبه المستعر الذي يحمل الجحيم بين طياته؟!

اقترب منها مره أخرى وهو يمسك مقص بين أصابعه ثم وبدون أدنى اهتمام بارتجافها كان يمسك طرف ملابسها باشمئزاز ومزقها من عليها كاملة"اتركني سأبلغ عنك الشرطة"

لم يهتم ولم يبالي وهو يعود بحشر جسدها على حائط الحمام البارد ثم انحنى نحو بنطالها ليلاقي نفس مصير ملابسها العلوية...تلوت دجينة بين يديه قبل أن يتعالى بكائها بحرقة وهي تتمسك بملابسها الداخلية الغير نظيفة على الإطلاق "أرجوك هذا يكفي آصف أنت تحاول إذلالي؟!"

لم يرفع وجهه نحوها لم يستطع وأنفاسه العنيفة تخرج ساخنه ملتهبة محترقة كبركان خامد يوشك على الانفجار مدمراً كل ما حوله ولكن عينيه التي التقطت تكور بطنها عادت تحمل الألم المخلوط بوجع رجولته فعصر كفيه بتوحش وكانه يقاوم نفسه لتحطيم شيء ما...فشل أن يسيطر على أعصابه وعينيه تلمح جرح طويل يشق ركبتها من الخلف عندما استدارت تمحنه ظهرها محاوله ستر نفسها عنه... صرخ فيها بكل أحاسيس الغضب والقهر "لماذا؟؟ أخبريني سبباً واحداً يجعلكِ تكسرين كل وعودكِ لي؟ أن تمسكي بشرفي على المحك وترمى نفسكِ لكلاب الطرق الضالة التي تمتلئ بها باريس؟"

لم ترد...فارتفع على عقبيه سريعاً يديرها لتواجهه يمسك بعضضها يهزها بعنف رغم تعالي بكائها العنيف قائلا من بين أسنانه بشراسة"إمنحيني سبباً واحداً الآن يجعلني لا أفصل رأسكِ عن جسدكِ لأريح نفسي من الورطة التي أوقعت نفسي فيها معكِ"

أغمضت عينيها بتشدد وهي تخبره من بين بكائها الحاد بصراخ مماثل "لأنك حقير أخر اشتريتني منه بالمال عبر صفقة...فرضت عليّ رجولتك رغم رفضي إياك...أنت كاذب مدعي أخر غبي متخلف"

فتحت عينيها ببطء عندما لم يرد فقط أنفاسه العنيفة تلفحها بنيران متوهجة خطرة...صفعتها تلك النظرة الذاهلة في عينيه والتي امتلأت بالكثير من الغضب والكثير من الألم...توقعت أن يجن جنونه نحوها أن يفعل ما يهددها به ولكنه تراجع عنها سريعاً جامد الملامح...عم السكون بينهما لوقت ليس بقليل وهي تراه يدور حول نفسه وكأنه اسد ضخم يقاوم نفسه أن لا ينقض على فريسة ألقوا بها داخل قفصه الآسر...التفت إليها أخيراً يشدها من ذراعيها وهو يقول بقسوة "لا أذكر أني فرضت نفسي عليكِ في أي جزء من علاقتنا الحميمة إلا في بادئ الأمر بيننا وظننته دلال أنثوي مقرف أمقته...أما عن شرائكِ صدقيني أنتِ لا تستحقين مني حتى التفسير"

ارتّدت دجينة للوراء في محاولة للهرب منه للفرار وقلبها يخفق بقوة وإحساسها بالذل والخزي يعري روحها أمامه...لم تستطع أن تفلت من قبضته عندما وضعها في حوض الاستحمام فصرخت من حرارة الماء الذي لم يعرفه جسدها منذ شهرٍ كامل! تمتمت بحرقة "أرجوك...أرجوك توقف آصف"

لم يكن يرى أمامه...مقهوراً من أفعالها فقال بجفاء "اخرسي وتقبلي ما أفعله أشعر بالقرف منكِ دجينة كيف تتحملين نفسكِ وكيف يتحمل ضميركِ ما تفعلينه بجنيني؟"

هزت رأسها وشعور من المرارة يجتاحها رفعت عينيها الجميلتين والتي أسرته يوماً لتخبره بتحشرج"لهذا كنت أخاف العودة إليك كرهتك جدا يا آصف أنت لا تفرق عنهم...لقد اشتريتني وكأني سلعه تجارية بينكم"

لم تلن ملامحه المتصلبة وهو يعود يرفعها بين يديه ثم يجبرها أن تتمدد في حوض الاستحمام وقال ببرود"اخلعي ملابسكِ المتبقية"

شهقت وهي تهز رأسها بعنف تخبره بهستيريا يأسة"لا لا لا"

وضع آصف يده على وجهه بينما يده الأخرى تستريح على خَصره حاول أن يهدئ نفسه وينظم أنفاسه وهو يراقب حالة الجنون التي دخلت فيها دجينة...هل حقاً لم يعرف المرأة التي قرر أن يربط مصيره بها؟!هل أخطأ في وضع يده حول العلة الحقيقية التي تحملها روح دجينة المشوهة؟!

زفر بضيق وهو يميل يخلع حذائه مُلحقه بجواربه ولم يهتم بخلع ملابسه الأنيقة والتي كانت قد خربت بالفعل بسبب متشردته !!توجه ناحية حوض الاستحمام ودون تردد كان يدخل معها يجلس خلفها ثم يفرد ساقيه حولها ويلف ساعديه حول خَصرها جاذبها نحوه...دوى صوته الحازم ولكنه لم يحمل اللين أبداً"اهدئي"

تعالى بكائها المرير المصاحب لأنفاسها اللاهثة فكرر بسيطرة"اهدئي دجينة من أجل الطفل"

لم تصدمه عندما رمت رأسها على صدره مطلقه أنينا طويلاً "أنا لا أعرف شيء عن ابني منذ شهر...لديّ جرح في ساقي يؤلمني وهناك أشياء تحدث لي لا استطيع تفسيرها...أنا أنا......"

صمتت وكأنها تبحث عن مبرر ما ولم تجد حُجة قوية لما فعلت...فلم تعرف ماذا تخبره؟؟ كانت تتخبط ضائعة كليا وهو لم يساعدها بأي شيء...فعل أوقول بل اكتفي بجموده وكأن كل شيء بينهما قد انطفئ...حتى وهو يمرر الإسفنجة بهدوء على جسدها ينظفه بإصرار عالماً كل خباياه ثم يتركها ليفرك شعرها بالصابون جيداً...استمر في فرك جسدها وشعرها متنقلاً بينهما بسلاسة مزيلاً أوساخها بصمت دون أن يتفوه بكلمة وداخله يصرخ محتجاً على نفسه...يصفعها بالسخرية المريرة...هو من تغاضى عن كل ما كان يراه من تناقضاتها... عن شخصية فتاة لا تناسبه...فأقل الأشياء لا تستطيع فعلها...ومنذ متى كانت تعنى حياة التحرر العفونة كما يتلمس في كل جزء منها حتى أصابته بالتعفف عنها؟!

نهض مره أخرى بصمت ورفعها معه من تحت كتفيها ثم فتح رشاش المياه ليخلص جسدها من الصابون "أنا"

"اخرسي "أمرها بهدوء ونبرة خاوية بعد أن تحرك هو أولاً يخرج من الحوض وجذب منشفة قطنية كبيرة لف بها جسدها

ثم ركع على ركبتيه ومد يده من تحتها نحو باقي ملابسها الداخلية محاولاً أن يخلصها منها...

كانت عاجزة عن النظر إليه...حتى وهي تشعر بقرب يده التي تستبيح أنوثتها وتهدر كرامتها...عادت للتمرد وهي تدفعه بعيداً فلم يستطع أن يقاوم نفسه وصوته يخرج عنيفا وهو يقف مره أخرى ليمسك بوجنتيها بين أصابعه وأجبرها على النظر إليه وقال ضاغط على حروفه "لا تحاولي استفزازي...لا أعتقد إنكِ تحملين كل هذا الخجل أو تخافين من استباحتكِ وإن كانت نفسي تعف عن الاقتراب منكِ من الأساس...كل ما أفعله الآن فقط من أجل طفلي هل تفهمين؟!"

راقب الأنفاس تتجاوز شفتيها بعنف بينما غشت عينيها غشاوة من المشاعر القاتلة الموجوعة والتي أعلمته أنها تتألم وأن كلامه مؤكد ذبحها للصميم لم يلتفت كثيراً لها...لم تشعر وهو يميل ليلقي باقي ملابسها في سلسة المهملات ثم يتوجه ليغسل يديه جيداً لم تحاول المقاومة مرة أخرى أو الاعتراض بل استسلمت بقهر وتعب خشية أن يخبرها بالمزيد ليجرحها....





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:06 PM   #3

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


الفصل الثاني

تمددت على الفراش منذ بضع دقائق بالفعل ودخلت في غيبوبة نوم فورية وسط الفراش الناعم والمريح الفاخر...الأغطية القطنية تحيط بها من كل مكان مشبعة أنفها برائحه عطرية ساعدتها على الاسترخاء بينما كان هو يتحدث في الهاتف بخفوت يطلب طبيب خاص ليأتي لغرفته و لم تترك عينيه جسدها الضئيل والمنهك من التعب والذي يبدو أنه وجد راحته أخيراً...تخلص من ملابسه المبتلة ثم بدلها ببنطال أنيق حريري يعلوه قميص رمادي اللون لينتظر الطبيب...التقط منامة تخصه ثم توجه لشنطة الإسعافات الأولية في خزانة الطوارئ عاد إليها وجلس بهدوء محاولاً تمالك نفسه وأعصابه قبل أن يكشف الغطاء عنها ويديرها لتنبطح على وجهها...لم تستيقظ ولم تشعر به حتى فأطلق نفساً مكتوماً قبل أن يتفحص جرحها الذي كان ملتهباً بالفعل ولكنه غير متقرح على ما يبدو أنه حديث ولكن كيف حصلت عليه؟!
شرع في تطهير الجرح بمادة مطهره جعلتها تطلق صرخة متألمة ثم عادت سريعاً لغفوتها دون اعتراض أو تألم أخر
دقائق وانتهي من تعقيم جرحها ثم وضع ضماده طبية عليه وشرع في إلباسها ملابسه لم يستطع مقاومة تمشيط جسدها بعينه متفحصاً جسدها بدقة حتى يستطيع أن يطمئن أنها لم تتعرض للإساءة الجسدية؟!سترها مرة أخرى ثم جلس بجوارها ممسكا رأسه بكلا كفيه وشعور قاتم مؤلم ينحر حلقه يعجز عن جعله يأخذ قراراً واحداً ضدها أو معها...
نظر إليها زائغ النظرات وهي تغرق في وسادته وكأنها لم تنم طول عمرها...كانت تبدو في قمة الهشاشة والضعف...تستفز كل رجولته لحمايتها ،كل عاطفته لتفهمها ،كل سعة في صدره لاحتوائها...همس بشعور مغلق "لماذا لم تمنحيني الفرصة للشرح أو لمواجهتي؟ كنت أنوى منحكِ العالم والقوة التي تبحثين عنها كما فعلت مع خيرك ! ...لم أكن أنوي ظلمكِ فلما ظلمتني أنتِ بتمردكِ"؟!
مد يده يلامس شعرها الرطب يبعده عن وجهها وهو يقول بصوت أجش"رباه كيف اغفر لكِ الآن؟ أخبريني من أين آتي بالقوة لمسامحتكِ ونسيان الحالة التي وجدتكِ عليها؟!
................

شتان ما بين إيمانك بقضية أو مذهب وفكر يشكل شخصك ويملأ ذاتك يجعلك تثمر وتنهض وتسمو ليصل بك لبر أمانك...وشتان ما بين أن تعش حراً طليقاً لا تلتزم بمبدأ ولا تنتمى لفكر محدد! أن تَخَلَّق كوناً واسعاً بمساحة تكفيك وحدك بقوانينك الخاصة لتعيش بداخله تتقوقع فيه دون المساس بمساحة غيرك أو التطاول وفرض نفسك عليها...وفرق أن تتطرف وتجذب من حولك لإعصارك وطريقك المتوحش الذي يقتل دون رحمة جارفاً كل من في طريقه مثلها!!
.....
كان نور الصباح قد بدأ في التسلل بخجل من النافذة الزجاجية العريضة والتي أخذت مساحة واسعة خلف فراشهم في الفندق المطل على برج ايڤل مباشرة!فصنع صورة مثالية مبهجة ومنعشه للروح...لكنه كان يشعر بأنه أبعد ما يكون عن الراحة رغم أنها عادت أخيراً بين ذراعيه وفي كنفه لم تذق عينيه طعم النوم ولم يشعر حتى جسده بالإرهاق...التفت من خلف كتفه نحو نومتها الغوغائية مثل كل ما فيها...تنام على بطنها رغم جنينها الذي يتكور هناك فوضع هو تحتها وسادة حتى تخفف ضغط جسدها على الطفل...وجهها كان مقابله فتعلقت عينيه على الجرح الخفيف أسفل فمها متذكر كلماتها السامة الوقحة وصفعته القاسية...أغمض عيناه بقوة ووجهه يعود للتصلب وهو يعتدل بعيداً عن مراقبتها...لم يندم رغم أنه تألم...رغم أنه يفهم أسبابها ولكنه لن يغفر...تذكر الطبيب الذي طلبه ليلاً لفحصها وقد أتى بالفعل وأخبره أنها ظاهرياً تبدو بخير حال ولكنه سينتظرهما قريباً لفحص الجنين بالأشعة وحتى يمنحها التطعيمات والحماية المناسبة...مؤكداً عليه أن يهتم بذلك الجرح والذي لم يعلم آصف حتى اللحظة كيف حصلت عليه الغبية؟'
عاد ينظر في ساعة معصمه...فأطلق زفرة تعب وهو يهمس "يجب أن نتحرك الآن فموعد الطائرة لم يتبقى عليه الكثير"
توجه إلى طاولة صغيرة ورفع طبق صغير عليه ثمرة تفاح واحدة وتوجه نحو الفراش وجلس وهو يضعه على الطاولة الجانبية للفراش...مد يده بهدوء نحو شعرها الذي يغطى وجهها وينتشر بفوضوية على الوسادة أبعده بلطف عن جبينها كاشفاً وجهها وهو يقول بصوت مشدود "دجينة حان وقت استيقاظكِ"
لم ترد وتوقع هذا من نومها العميق والذي عرف منه أنها لم تذق طعم الراحة منذ لجأت للشارع واختارته بديلاً عنه.
كان يقاوم نفسه بأعصاب من حديد وهو يلوى معصمي قميصه كاشفاً عن ساعديه ثم عاد يمسك بأنامله أطراف جبهتها ضاغط ما بين حاجبيها وهو يقول بصوت جاف آمر "أياً كان مبرركِ ليس من حقكِ أن تتهربي من المواجهة بالنوم"
صوته ورائحته...ملمس يديه ودفئه المنعكس عليها كان قريب جداً...جداً لجعلها تطفو فوق سطح غيمة من المشاعر المتناقضة أمان...حنان...خوف غريزي وثورة متمردة...يتعالى معها شريان القلب المتمرد وصخب الدماء الذي تتسارع بتدفق نحو شريانها المضطرب...رمشت بعينيها مرة واثنان إلى أن فتحتهما متوسعتين جميلتين عكستا ذلك الخضار الذي عشقه يوماً...لم تقل شيئاً ولم يعلق هو بشيء فقط نظراتهما لم تنقطع ما بين العتاب...اللوم...خيبة الأمل المتبادلة والضياع !!
قطعت الصمت أخيراً وقالت وعيناه لم تتنازل عن حصار عينيها "أنا جائعة"
الصمت التام هو ما قابلها للحظات ثم ما لبث أن قال بصوت خلا من التعبير "أعرف"
اعتدلت ببطء لتجلس على الفراش تواجهه فاعتدل هو الأخر ليجلس باستقامة بجسده الرياضي المشدود...لم تصدمه عندما سمعها تقول بصوت مختنق كاشف عذابها وتنازعها "أنا لا أريد الحديث ولا شرح نفسي ولا أريدك يا آصف...كما أني لم أعد أحتمل مواجهة هذا العالم القاسي وحدي...الأمر أكثر ألما مما أطيق!"
ظل آصف للحظات جالساً مكانه ينظر إليها بصمت...مدركاً حالة الضياع والتخبط التي تعانيها...كاشفاً أخيراً تشوهها الحقيقي والذي كانت تخفيه عن الأعين.. دجينة لم يكن علاجها في منزل مستقر ومأوى ولم يكن في زوج محب يمحنها كل ما تريد أو تهوى...ولا حتى مساعدتها لتجد مساحتها الخاصة بحريتها وهويتها؟؟ربما دجينة في الظاهر وجه أخر لجلاء العاشوري ولكنه يعلم الآن أنها النسخة الأكثر قتامة...الأكثر تهشماً والأكثر تشوه روحاً...قال أخيراً بصوت سوداوي مظلم"لماذا لم تتخلصي من الطفل؟"
شحب وجهها أكثر من شحوبه بالفعل حتى تحول لقطعة من الرخام...ارتعش فمها الرقيق بالترافق مع شهقة بكاء خرجت منها بينما كفيها تهتز وهي تحيط تُكوَّر بطنها الصغير وقالت "لأني لست مثلها...لن أفرط في صغيري حتى وإن كان أبوه قام بخداعي"
زاغت عينيها بعيداً عنه بينما همست بصوت يقطر وجعاً "أنا لست مثلها ولن أمنحك إياه حتى لو منحتني الدنيا بين يدي؟!"
أخفى آصف الألم الذي شعر به مجبراً من أجلها "تقصدين والدتك؟!"
نظرت إليه بتضارب لرد فعل عرفه فيها...كانت هدأت فجأة وقد بدت عيناها خاليتان من التعبير وكأنها عادت تحجب نفسها وتضع بينهما المسافات "نعم...أنا لست مثلها ولكن أنت مثله...برجوازي لعين...عربي يعتقد أن النساء مجرد سلعة للمتاجرة"
رغماً عنه شعر بالامتعاض لعودتها لتكرر تفكيرها الغبي مثلها بعقلها المحدود...دفعته ألا يتعاطف معها وألا يهتم بسماعها وهو يمد كفه يجذب الطبق المستدير ويضعه بينهما...دون أن يعلق بشيء راقبته وهو يقطع التفاحة ببرود لنصفين ثم إلى ربعين متساوياً تماماً ثم وضعهم ليرصهم في الطبق لشرائح مرتبة بجانب بعضها سخرت قائلة "هل أنت مهوس؟"
"اخرسي"نطقها بهدوء دون أن يكلف نفسه الالتفات نحوها مرة أخرى...أمسك بمحرمة صغيرة ينظف يديه قبل أن يعود يلتقط شريحة التفاح يتخلص من قشرتها ثم يعتدل نحوها رافعاً أنامله بها نحو فمها...
نقلت بصرها بينه وبين يده بعينين متوسعتين وما زالت أثار الدموع تتعلق بأهدابها...لم يعلم تحديداً ما الحالة التي تمر بها عندما أشاحت وجهها باعتراض وهي تقول بتزمت"لا أريد"
صك على أسنانه وهو يأمرها بخشونة مقتضبه"تناوليها"
همت بإزاحة الغطاء والقفز من السرير بعيد عن مرماه بينما تقول مكررة "لا أريد...أنت لن تفرض على حياتك النمطية ولا تحكماتك إن أردت التفاح سأكله كما جميع البشر بقشره كامل اقضم منه حتى أصل لبذوره"
أمسك بمعصمها يجذبها إلى الفراش لتعود مكانها السابق بتصلب دون أن يهتز أو حتى يكلف نفسه الوقوف مثلها وقال بنبرة خشنة باردة "أنتِ ورطتِ نفسكِ معي وإن ظننتِ أن شيئاً مما كان قبل أشهر قد يعود بيننا ستكونين واهمة. ..منذ اللحظة حتى تسلميني طفلي أنتِ ستنفذين ما أقرره أنا فقط؟!"
هبطت ببطء مكانها مرة أخرى وغريزياً لفت يده حول صغيرها وهي تقول بصوت باهت"ماذا تعنى؟!"
حشر قطعة التفاح بين شفتيها بغلظة ثم مال نحو وجهها وقال بنبرة خشنة مغتاظة قاصداً استفزازها ولا مانع من الانتقام منها "ما سمعتيه...أنتِ لست مثل أمكِ ولكن أنا شبيه والدكِ تماماً...لذا ابني سيكون لي"
ساد الصمت للحظات طويلة لم يتخلله سوى صوت أنفاسها اللاهثة...كان ينظر لها بعين قاتمة فسألته بتحشرج"وأنا"
أحست وكأن قلبها يكاد ينفجر بين أضلعها وكأن روحها تصارع وتكاد تقتل على يديه عندما قال بنبرة خاوية متسلطة "أنتِ لا تعنيني...تريدين الهجر والطلاق ستحصلين عليهما مع المال اللازم لتأمينكِ...أنا لن أُبقي امرأه تكرهني في عصمتي وعلى كل حال أنتِ لم تناسبيني يوماً دجينة وأنا كنت من الغرور أن أتحدى نفسى بتغيرك"
هتفت بحرقة "أنا لن أسمح لك بأخذ ابني"
ألمه كان لا يُطاق ولكنه أجبر نفسه على الاستمرار وهو يقول "الأمر لم يعد لديكِ فيه اختيار هناك طبيب فحصكِ بالأمس ولدي أدلة تثبت أنكِ أم غير مؤهلة لرعاية طفل لم تهتمي به أثناء حملكِ إياه"
كان يستغل جهلها وعالمها الخاص الذي حشرت نفسها به...ربما ضميره يؤنبه ولكنها لم تمحنه حلاً أخر ليستطع أن يسيطر على تمردها وحتى يستطيع أن يخرجها مما تحاول وضع نفسها به...استغل صدمتها وذهولها مما يقول ويبدو أنها لم تستوعبه فأمرها"امضغي طَعَامِك"
كانت عينيها اللامعتين غارقتين في الدموع وهي تنظر له بتيه مستعطف وفمها تلقائياً أخذ الأمر الذي اصدر له العقل إشارته فمضغت أخيراً الشريحة العالقة بين شفتيها..حتى انتهت منها مد أخرى نحوها بنفس الطريقة السابقة فهمست ضائعة "لا أريد. لا أريد"
أحس بسكين يشطر قلبه نصفين بينما حواسه ترغمه على التقاط رائحتها المميزة المخالطة للتفاح الذي تمضغه شفتيها..تلك الرائحة التي نهل منها حتى اختلطت حواسه عندما عرف معنى حبها في ليلته الوحيدة معها...تلك العاطفة التي جرفته كأنه لم يعرف امرأه قط قبلها!!
"بعض الألم يكون مريحاً عندما يمر الزمن يا قطيطة"!
كان يقف عند باب الغرفة بانضباط وثقة معهودة...ينتظرها حتى خرجت من باب الحمام لترتدي الملابس التي قام بشرائها لها ليلاً من شارع الشانزلزيه القريب...خرجت منتفخة العينين أنفاسها مفجوعة من اثر البكاء وكأنها وليدة قطة وجدت نفسها بين أنياب وحش لا يرحم بعد طول مطاردة"هل الملابس تناسبكِ؟"!
هزت رأسها موافقة دون أن تنطق...ماذا تخبره؟ إنه رغم رؤيته إياها مكشوفة مرتين لا أكثر ولكنه يعرف مقاسها تماما دون غلطة...
تحرك بخفه ملتقطاً حقيبة سفر صغيرة ثم أخبرها بجفاء وهو ينظر في ساعة معصمه"إذاً تحركي أمامي"
تحركت خطوتين ولكن نحو الفراش جلست على طرفه وهي ترفع وجهها المحتقن نحوه...رفع حاجبيه باستفهام؟!
شعرها كان مرفوع بعشوائية ويبدو أنها تغاضت عن تمشيطه كالعادة...وجهها كان أكثر نحولاً وشحوباً وقد أحاطت هالات سوداء عينيها الخضراوين...كانت ترتدى بنطالاً من الجينز الواسع ..وقد راعى أن يحصل عليه مخصصاً للحمل وقميص واسع اخضر اللون مماثل للون عينيها...لونها المفضل والذي يناقض روحها تماماً...
"أنا أتعذب وحدي"
التفت لها هذه المرة بكليته دون قدرة له على الإجابة فأكملت "لقد ظننت أني وجدت فيك المرسى...الفكرة المستقلة والوطن الخاص الذي سأرسو عليه وحدى ولكنك غدرت بي!"
اسند حقيبته مرة أخرى أرضا...وما تقوله وحده كان كافياً لحرق أحشائه وتمزقيها تمزيقاً"لقد سمعتك بعد أن تزوجنا في السفارة وأنت تحدثه لتخبره أن المال تم تحويله بعد أن تزوجتنى مباشرة!"
نظرة الكراهية الخالصة التي أطلت من عينيها المحملة بالمرارة جعلت موجه من السخط تقتله من الندم لما قاله منذ ساعات"سمعتِ؟"رددها مصعوقاً وقد علم أنه مهما حاول أن يوضح نفسه الآن أبداً لن تفهمه"
"أنا لا أريدك...ولكنى سآتي معك...لم أحبك ولكنى لن أتركك على الأقل حتى يولد هذا الطفل"
لم يقل شيئا...استمر في الاستماع إليها ووجهه الوسيم يبدو أكثر ضراوة...أكثر إصراراً وعزماً
همست أخيراً"لقد أملت فيك وكم كنت غبية لأني أعلم ألا أحد منكم قادر على مساعدتي يوماً...لا أحد قادر على منحي قلبه وحبه يوماً...حتى جلاء كان أول من عطف علىّ ولكنه أول من باعني عند أول منعطف طريق ولم ينظر خلفه ليرى ما وصل إليه حالي"
قال بحرقة وغضب اشتعل محملاً بالغيرة بينما يقترب منها يحاوط وجهها بكلا كفيه "لا تذكريه...إياكِ ومقارنته بي...هل تعيشين دور الضحية الآن؟ لا أحد هنا غدر إلاكِ...حتى وإن كنت اشتريتكِ كما تتبجحين أخبريني هل عاملتكِ بما يسيء لكِ؟"
انخفض ليجلس على ساقية موازيًاً لجلستها بينما يقول بتصلب"أنا كنت إلى جانبكِ أخبرتكِ أني مستعد لفعل أي شيء..أي شيء لتحصلي على سلامكِ واستقراركِ"
اهتزت عينيها وعدم الثقة يخبره بوضوح أنها لم تثق فيه من الأساس يوماً"أنت حققت أكثر مخاوفي"
صمت للحظات قبل أن يفاجئها بأنامله التي انغرست بين طيات شعرها المتشابك وقال دون أن تفارق عينيه عينيها"لم يكن لدي طريقة أخرى لأحصل عليك في الحلال"
همست بتعجب رافض وصوت متحشرج"بشرائي؟!"
"لم يكن الأمر بهذا الشكل"
"ماذا كان إذاً؟"سألته
ماذا عليه أن يجيبها؟ لن تفهم...ولن تستوعب أي شرح قد يخبرها إياه...ببطء رفع يده وبسطها فوق دقات قلبها الغير منتظمة وأخبرها وكأن شيء ما يقيده ليتواصل معها
"أنتِ خفقة مؤلمة تصيب شرايين القلب فتخرجه عن دقاته الطبيعية...تضخي الدماء بصخب مجنون غير متوازن متمردة على الطبيعة على دوركِ الحقيقي فتنشري الألم لكل من حولكِ. أنتِ لغط يا دجينة يصعب الشفاء منه...فتركته كما هو محاولاً التعايش معه ولكنى لم أدرك أنكِ تجاوزتِ كونه مجرد صوت صاخب بل أصبتِ القلب بعله !!"
الاتصال الجسدي بينهما بعد طول فراق كأنه مد جسر بين روحيهما...راقبها مبهوراً بكل تفصيل منها وهي تغمض عينيها وتميل تضع رأسها على كتفه دافنه وجهها في عنقه...تأوهت وهي تخبره "جيد...هذا أكثر من مرضي لي إذ أني لا أتعذب وحدى"
ما زالت إحدى يديه مغروسة هناك في شعرها ويده الأخرى هبطت تمسد ظهرها ببطء وهدوء إلى أن التفت حولها ليضمها إليه بتشدد ورغم تعفف نفسه الذي اجزم به كبرياء رجولته التي وعدتها بعدم النيل منها أو الاقتراب أبداً لكنه لم يستطع أن يقاوم ضمها...يده تحاوطها شيئاً فشيئاً لتدفعها أكثر وأكثر نحو صدره...رفعت ذراعيها ببطء مماثل ورغم ترددها كانت تلفها حول كتفيه تتمسك فيه...أحست باحتضانه هذا وكأن دمائهما امتزجت سوياً وكأنها عادت جزء منه...كلاهما نسي صراعهما...هروبها منه...توعده إياها ولم يتذكرا إلا شيئاً واحداً احتياج كل منهما للراحة أخيراً...
هذا جنون تعلم وتعرف كيف تكرهه وتهرب منه وكيف الآن تستجيب له عندما دفعها عنه ببطء يزيحها نحو الفراش شيئاً فشيئاً بتمهل..فتريح ظهرها منتظرة إياه وهو يعلوها رويداً رويداً حتى بات يشرف عليها كاملاً...لقد كان وكأنه استحال لرجلٍ أخر في تلك اللحظة التي مد فيها أصابعه ليرفع بلوزتها عن جسدها فرفعت هي ذراعيها تلقائياً دون اعتراض حتى باتت أمامه مكشوفه ضعيفة مستسلمة وضعت كفها الرقيق نحو قلبه وكأنها تدرس نبضاته عندما همست"هل يؤلمك؟!"
ابتلع ريقه عندما قال بصوت أجش يعكس حريقه الداخلي "كوتر كمان مشدود يصارع لإطلاق نغماته فيحكمه مايسترو أوبرا لم يُقَدِر صرخاته...فارضاً عليه نغمات بوق حاد متمرد لم يعرف معنى الإيقاع المتزامن يوماً"
عينيها الواسعتين كانتا تنظران إليه بنفس الانبهار والبراءة التي فرضت نفسها على قلبه وجسده ليلة زفافهما فلم يستطع منع نفسه أو المقاومة...ملامحه الوسيمة كانت تتلوى بألم شوق رجل أن يمتزج مرة أخرى مع امرأته...بتردد كانت ترفع يديها فوق رأسها في علامة على الاستسلام لقبول دعوته...كانت تعلم جيداً رغم هذا أنها ستندم ولكنها أرادته...رباااه هي تكرهه...تكرهه لقد هربت منه...سخطت عليه...ولكنه يبقي آصف غانم الذي دخل حياتها فلم تعد تعرف هل قلبها رأسا على عقب أم انتشلها من مصير أسوأ كان على وشك أن يتحقق ويغتالها؟!
شعرت بيديه التي تشتد بقسوة حول ركبتيها وأنفاسه التي تعالت بهدير مجنون وكأنه يصارع نفسه ما بين رفضها أو مواصلة ما يفعل...حاولت الاعتدال بضعف وبقايا تمرد تريد رفضه قبل أن يلفظها "ابتعد...آصف"
نظرة نارية محمله باشتياق أهوج كانت ما منحها إياها عندما انخفض موازناً نفسه على كفيه وقبلها ملتهما شفتيها ومفترسها بقسوة اجتاحتها دون رحمة...متذكراً استيقاظه خالي الذراعين وورقة جافة وقحة تخبره فيها امرأته أنه كان مجرد أداة لتعرف معنى عاطفته والفكرة في حد ذاتها بدلاً أن توقفه...كانت أكثر من كافية لتثير جنونه ورغبته وعواطفه التي توهجت فوق جسدها البض...رائحة التفاح المنبعثة من قدها وبين شفتيها لاذع حلو وقاسي جعلت كل جنونه ينطلق وحواسه تغزوها دون تمهل...مرر كفيه فوقها بشوق محرقاً بشرتها حتى ذابت فيه أخيراً تبادله العاطفة الحارة بمثلها...كان يعلم أنها أضعف من أن تقاومه أو تجاريه..أو تضاهيه غرام ولكنه لم يستطع منع نفسه من وضع شيء من روحه في قلبها علها تقحم في عقلها أنها عادت إليه وأنه لن يسمح أبداً بتركها...

حاول أن ينظم أنفاسه وهي ترقد على صدره لينفض مشاعره المحمومة التي تبادلها معها منذ وقت قصير...انتهي بها الحال نائمة لا يعرف كيف ومتى فقط عندما حاول أن يلتقط أنفاسه صُدم بانها أغلقت عينيها وعادت للثبات العميق...نظر آصف نحو برج أيڤل الظاهر من النافذة أمامه دون أن يجرؤ أن يعود لتحليل خيانة وعده لنفسه وما فعله معها...كان شارداً تماماً وهو يزيح شعرها المتهدل من فوق جبينها مرجعه للخلف محاولاً أن يشبك بعضه بشيء أشبه بضفيرة...ابتلع ريقة وهو يتأملها دون أن يصدر منه أي شيء...مانحاً نفسه وقتاً للتفكير حتى يستعيد شيء من وقاره واستقراره النفسي والذي يبدو أنه سيحتاجه كثيراً معها.
..........................................

قبل عدة أشهر:

يقف منذ وقت على إطار الباب...يراقب تخبطها المعتاد وعصبيتها وهي تطبع بعض الأوراق بتعجل ثم تلتفت سريعاً لتسجل بعض الاشياء على شاشة الحاسب الآلي قبل أن تتوقف لثانية واحدة تعقد حاجبيها بتعجب لرؤيتها شيئاً ما وهي تتمتم بسخط...

أجلى آصف صوته متنحنح بخشونة وهو يقول بتلاعب "يبدو أن رئيسكِ سيء جداً حتى يدفعكِ لكل هذا التوتر يومياً"...

رفعت دجينة وجهها سريعاً نحوه ناظرةً له بحقد لدقائق ثم هتفت باستنكار "وكأنك تتحدث عن شخصٍ غيرك...أنت غير عادل بالمرة سيد آصف تعامل الجميع برفق وتفهم ما عاداي"

هز آصف كتفيه بأناقة وهو يتقدم خطوة نحو مكتبها الصغير في الحجرة المنعزلة بجانب مكتبه فقد جهزها لها خِصيصاً قَبلاً حتى لا تختلط بالموظفين أو العمال الرجال وتكون تحت أنظاره دائماً وقال "ربما لأنكِ فاشلة تماماً دجينة فطوال الوقت أحتاج لتعديل عملكِ، لذا ربما بعض القسوة قد تفلح معكِ وتتعلمين شيئاً ما"

ارتبكت وهي تقول بخفوت "كما تعلم مجال دراستي بعيداً عن تلك الوظيفة تماماً...على كل حال هذا يعني أنك اخيراً نفضت يدك مني وقررت طردي؟"

ابتسم وهو يلتف حول مكتبها ويده تعمل سريعاً على بعض الأزرار يكمل العمل الذي طلب منها انجازه بسهولة ، مستخدماً خبرة اثنتا عشرة سنة أوصلته لما هو عليه الآن من استقلال مادي وسمعة طيبة لمنتجاته في أرجاء السويد بل وامتدت تجارته لتصل الى بعض البلدان الأوربية والعربية ...استغرق الأمر منه عشر دقائق كانت تتأمله فيها بخجل وترقب يرافقه الخوف...لقد وجدت مكاناً مستقراً اخيراً بعيداً عن بطش والدها ...وحماية متمثلة في هذا القابع أمامها ...فهو أصبح كل ما تأمله من أمان وسند بعد أن كانت ترهبه وتمقته يوماً...كما وعدها!! فلتكن صادقة مع نفسها هي ليست مستعدة ابداً لفقده.

"وها قد انتهينا" قالها آصف بنبرة معتدة متفاخرة ثم اعتدل وجذب معطفها من على المقعد ليضعه فوق كتفيها...توجه نحو الطابعة يلملم عملها الذي أكمله ليضعه في أحد الملفات ثم ما لبث أن قال وهو يغمز بعينه "المطلوب منكِ انتهي أوصليه لرئيسكِ المباشر وأرجو ألا تخبريه عن المساعدة الصغيرة التي تلقيتها لا نريد احقاداً هنا"

عضت على شفتيها بخجل وهي تتناوله منه ثم قالت "هل يعني هذا أنك لن تطردني؟"

تأملها للحظات وهي تبدو منكمشة على نفسها صغيرة، ضعيفة وناعمة بشكل يتناقض تماماً مع تلك الهاربة التي رفضت قيد متوحش صارم أهدر آدميتها...عن تلك الأنثى التي فرضت إرادتها على الجميع حتى وهي مازالت تتخبط...تنهد آصف مفكراً أنه يعلم جيداً أن تحت كل هذا الذعر والخوف امرأة قوية شرسة مقاتلة تخرج متى أرادت هي إظهارها...

"إن طردتكِ من هنا كيف أستطيع طردكِ من حياتي وقد بتِ جزء هام منها لا أستطيع استئصاله يوماً؟"

اضطربت دجينة وهي تبتعد عنه خطوة أخرى ...تهربت من النظر إلى عينيه وقالت بخفوت "سيد آصف أرجوك تفهم أن هذا لن يجدي نفعاً معي ...أعلم أن بدايتنا لم تكن جيدة وربما صورتي آنذاك مازالت محفورة في عقلك ولكني..."

لم يعلم أن صوته خرج صارماً مدوياً وهو يقول من بين أسنانه "أصمتي ...لا أريد الإشارة ابداً لذلك اللقاء... بل يجب أن تمحيه من عقلكِ تماماً"

تحرك فؤادها مستشعره الغيرة والندم من بين حديثه ثم سألته بخفوت "وأنت هل ستستطيع النسيان يوماً؟!"

زفر بقوة وهو يقول بخشونة "جواب هذا السؤال يتوقف عليك أنتِ...هل تريدين نسيان وضعكِ آنذاك دجينة؟"

رفعت عينيها تنظر له من بين رموشها الكثيفة وهي تقول بهدوء "لا آصف لا أريد؟!"

ارتفع حاجبي آصف باستنكار...فأكملت دجينة "إن أردتني في حياتك كما أدعيت فيجب أن تتقبلني كما أنا بتصرفاتي، بحياتي وبكل معتقداتي وإيماني ... يجب أن تفهم أني مختلفة عن كل فتيات بلدك!"

قال آصف بجمود وقد انقلبت كل ملامحه فجأة لتعود لتلك الواجهة الصارمة المخيفة التي رأتها أول مرة "ما زلتِ تحملين نفس الصفات يا دجينة...عربية الهوية مصرية الدماء ورغماً عن أنفكِ حرة؟!"

ارتبكت للحظات ولم يصلها تماماً معنى وصفه عندما قالت "أنا لم أرى عالمكم العربي هذا إلا لعامٍ واحد ...وما عانيته هناك لا يجعلني ابداً ارغب بهذا الشرف بل أُصر إني بدماء فرنسية خالصة."

تغير صوته المكتوم تماماً وهو يقول بلغته العربية السليمة "أنت مجرد طفلة منبهرة بشعارات حرية كاذبة...فتاة تتخبط بين هويتين أحداهما خادعة تماماً...لذا لن ألومكِ الآن يا دجينة بل كل عتبي على والد ترككِ للأفكار الدخيلة لتفرض نفسها على عقلكِ"

بلغتها العربية الركيكة أجابته بتهكم "والد عربي! هل تقصد هذا الرجل الذي أتى من صحراء البدو ليتزوج من فرنسية لينجب طفلة وعندما تكبر يحاول بيعها لينتفع من جنسيتها مبرراً هذا تحت شعارات واهية؟! "

جحظت عينا آصف بصدمة بينما كله يرتبك للحظات...حدق فيها بوجه شاحب وانتفض عرق بجانب فمه قبل أن يمد يده يقبض على يدها ساحبها خارج المكان وهو يقول بصوتٍ مكتوم "أعتقد أنه حان وقت التحدث عن هذا الأمر بشكل أكثر جدية...المناورة من بعيد لن تجدي نفعاً معكِ"

..........................................

عندما استيقظت دجينة مرة أخرى كانت مازالت قابعة بين ذراعيه ... يديها تستند على صدره مستشعره دفئه ،ساقيها محشورة بين وركيه ، رأسها مدفون في نحره ...كأن كل اطرافها قد فقدت حِسها الوظيفي ولدقائق طويلة كانت تجاهد للتعاطي مع ألم الخذلان من نفسها...لقد سلمت له للمرة الثانية ... لن تخدع نفسها بأنه أجبرها على شيء أو أنها لم تتفاعل مع تلك العاطفة المجنونة التي لفت كلاهما...لقد كانت مخدرة العقل ضائعة وهي تستعيد كل تفصيله مما حدث ... كلماته المقهورة التي كان يهمس بها ،صوته المختنق وهو يجاهد نفسه ليمتنع عن إخبارها بمدى خوفه في بُعدِها ،اشتياقه لها وحبه الذي ملئ به كيانها من قبل ...لقد كانت تضيع معه تسلم راية تتبعها همسة متحسرة بحبها له وبخيبة أملها فيه وبِكُره أصبح يتملك كل جزء منها نحوه ...لا لم يكن لقاء عاشقين بل كان أشبه بمكاشفة موجعة لكل منهما ولكن لم يستطع أحدهما أن يتوقف عن بث الأخر مشاعره ...انتهى الأمر به هامساً بأذنها بحبه وبها رامية في وجه كرهها الشديد له...رباااه ماذا فعلت ؟!!

لا تتذكر إلا وجهه المصدوم وجسده المتصلب فوقها وملامحه التي انقلبت بشكل مؤلم لا تُقرأ ولا تُفسر وهو يخبرها "على الأقل يجب عليّ شكركِ لعدم خداعي أو إيهامي بحبٍ قد أعتقده بعد ما حدث"

لم ترد...لم تستطع ولا تعرف تحديداً ماذا داهمها وهي تقاوم دمعها الذي كان ينساب...ثم أغلقت عينيها وبدلاً أن تدفعه عنها هاجمها النوم مطمئنة تماماً ومستريحة لرجوعها أخيراً في محيطه."

أنفاسها المتوترة مع دموع حارة عادت تغرق صدره نبهته من غفوته...فتح آصف عينيه وتوقف جسده تماماً عن إبداء أي فعل حيوي يدل عن استيقاظه لدقائق طويلة ظل على وضعه في احتضانها ينظر لسقف الغرفة بجمود وكأنه يحاول أن يعيد نفسه لأرض الواقع ليرتب خطواته معها سيأخذ هذه المرة مساراً أخيراً في محاولة إصلاحها قبل أن....

أجفل فجاءة وهو يقطع أفكاره بنفسه...وكأن الفكرة التي مرت بعقله تقهره، تكسره ...وكأن الإقرار بفشله معها يقتله، يحطمه ...هو الذي لم يذق معنى الفشل يوماً...دجينة هي معركته المصيرية الحقيقة والتي لن يقبل فيها أبداً بالانهزام.

أغمض عينيه بقوة وساعده يلتف حول خَصرها، أنامله تداعب طفله ...مذكراً نفسه بقسوة أنها هي من اختارها منذ البداية لتكمله، لتعرف خبايا روحه التي يُخبئها عن الجميع ...أنها رغماً عن أنفها امرأة حياته وأم أطفاله والتي لن يقبل بسواها لتحمل جزء منه.

اعتدل قليلاً ليواجهها ولم يمهل نفسه ليرى انفعال وجهها عندما مال يسند جبينه على جبينها وللحظات طويلة. طويلة جداً ظل ممسكا بها وكأنه يُشبع روحه من اقترابها بهذا الشكل الحميمي!

لملم آصف نفسه بحسم ثم فتح عينيه اخيراً وأبعدها عنه بجفاء معاكس للضعف الذي انتابه، ملاحظاً كل خلجه تخرج مضطربة منها واعتدل اخيراً ليجلس على طرف الفراش مانحها ظهره وهو يقول بصوت جاف

"تم تعديل الخطة لن نعد للسويد"

أجفلها فتمتمت "إلى أين اذاً؟!"

أزاح الغطاء اخيراً مبتعداً وهو يرد ببرود "إلى موطنكِ مصر؟!"

الثورة التي هبت بداخلها جعلتها تتغاضى عن رؤيتها جذعه العاري أمامها وهتفت بفرنسية غاضبة "أنا بلدي وموطني هنا فرنسا ...ذلك البلد لا أعترف به وأنت لن تجبرني!"

التقط آصف المئزر المرمي على أحد المقاعد...وقال بتصلب "اهتفي كما تريدين دجينة، اعترضي كما تهوى نفسكِ ولكن بالنهاية أنتِ ستنفذين ما أريده"!

المشاعر الانسانية المتفاوتة لشخص غير مستقر عاطفياً أو حتى نفسياً لم تكن ابداً عادلة للطرف الأخر وهذا ما كانت تعاني منه دجينة تحديداً عندما وجدت فرصتها لتلقي خطيئتها في التجاوب معه وفي اشتياقها له عليه وحده ...لذا هتفت من بين أسنانها بحرقه وكأن هذا التفسير المنطقي الوحيد لما حدث، مقنعة نفسها به ومخلصة روحها من تبعات ما كان "كما عُدت لإجباري على العلاقة معك وأنت تعلم بكرهي الشديد لك ونفوري من لمسك لي"؟!

تجمدت الدماء في عروق آصف وهو يستمع لما تتحفه به من تفسير لشيء كان سيتغاضى عنه متجنباً ذكره او إحراجها...استدار إلى ليها متخلياً عن ارتداء المئزر ولم يدرك أن صوته خرج متشنجاً "الأمر ليس لعب أطفال لتجابهيني به أو تستخدميه ورقه غبية لن تحرق أحد غيركِ...انصحكِ لمصلحتكِ لا تتلاعبي به"

وكأن عدم دفع التهمة عن نفسه منحها الشجاعة لتستمر في اتهامها اللاذع "تلك حقيقتك سيد آصف المنمق أنت همجي بفكر أحمق متخلف تعتقد أن المرأة مجرد لعبة تدفع فيها المال لتلبي كل رغباتك...غير مهتم بكرهها الشديد لأي نفس من أنفاسك؟!"

انحنى آصف نحو الفراش وأمسك بذراعيها بقسوة غارزاً أنامله في لحمها العاري وهو يقول من بين أسنانه "تفسير ذكي أخيراً...تلك هي الحقيقة أنتِ مجرد امرأة تزوجتها بمالٍ طائل ولم تجلب عليّ إلا الوبال فأنتِ مرض عضال أحاول باستماته الشفاء منه...وحتى يحدث هذا وتلدين طفلي ستنفذين كل رغباتي كزوج ...كل ما أريده منكِ سأحصل عليه دون موافقة أو حتى استئذان وفي أي وقت يعود لي وحدي تقديره...وضيفي على هذا أينما آمر أنا ستتواجدين؟!"

امتقع وجهها وحدقت به مصدومة ...لا لم تتوقع منه أن يقر بسهولة أن الأمر كان رغم إرادتها!! ألا يجادلها ويدافع عن نفسه!! أن يتنازل عما يفعله ليثبت لها حسن نيته أو. أو ماذا؟ ما الذي أرادته من آصف تحديداً؟!

ارتسم الغضب على وجهه مدركاً ما تحاول فعله حقيقةّ ...إن كانت تريد أن تثنيه بالتمرد والعصيان فلتحلم...وإن كانت تسعى لإقناع نفسها بدفاع تضارب أفعالها وتشوه روحها إليه...فهو سيمنحها المهرب المثالي بتحمل الذنب وحده "أريدكِ أن تفهمي أني مواطن سويدي كما أنتِ فرنسية...فلا تحاولي استخدام هذا الشيء ضدي ...أنتِ اضعف من أن تواجهي جبروت قد ذُقتِه سابقاً مني وعرفتِ وضعكِ الحقيقي كفتاة قليلة الحيلة وضيعة الأخلاق وسليطة اللسان ...نهايتكِ تعلمينها جيداً ملقاه في شوارع باريس ،متسولة ،جائعة وربما المرة القادمة مغتصبة أو أسوأ...!"

طرقع بلسانه وهو ينظر لقدها العاري بنظرات ذات مغزى!

توقف قلبها عن الخفقان وهي تحدق به ذاهلة مصفوعة بكلماته دون أن تجد قدرة على الرد.

عم الصمت الثقيل بينهما لدقائق حتى استطاعت دجينة أن تقول اخيراً برهبة "أنت تحاول إخافتي ...لن تستطع فعل هذا بي أنت. أنت تُحبُني؟!لقد أخبرتني بهذا!"

أفتر جانب فمه عن ابتسامة ساخرة قبل أن يقول بقسوة "أتعلمين دجينة ما يعجبني بكِ حقيقةّ؟ أنكِ بريئة بالفعل عزيزتي ... بريئة وحمقاء صغيرة لتدركي ببساطة أن الرجل يخبر أية أنثى بكلمات غزل وعشق واشتياق كاذب أثناء العلاقة الجسدية."

شحب وجهها وهي تهمس "أنت تكذب!"

تركها اخيراً متوجهاً لحمام الغرفة لم ترى ملامحه التي سمح لها بأن تتحرر لتعبر عن إحساسه بالغدر والتعب والمرارة ...عجز عن منع نفسه أن يكمل بصوت أجش "أنا لا أكذب ابداً...ولأكن عادلاً معكِ ...لديكِ خيار واحد تستطيعين به أن تتحرري مني وأن اسمح لكِ بإثبات تفردكِ واستقلاليتكِ الخادعة تلك...أن تعودي لوالدكِ؟!

"لا"

صرختها تقريباً بِجَذْع وكأن الفكرة بحد ذاتها حكم بالإعدام ...ألا يعرف ما عانته على يد ذاك الرجل هناك؟ لذا لم يتردد أن يضعه بديلاً مهدداً إياها به.

توقف مكانه للحظة واحده قبل ان يقول بثبات "إذاً لا بديل لكِ غيري"

أحست دجينة بالضعف بالهوان يتسلل تحت جلدها ينخر عظامها دون رحمة وهي تقول باستسلام باهت "لا بأس ...أنا سأعود معك لوطنك دون مقاومة!"





الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:08 PM   #4

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:11 PM   #5

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:14 PM   #6

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:19 PM   #7

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:21 PM   #8

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 02:27 PM   #9

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

تمت بحمد الله .

قراءة شيقة للجميع..

إلى اللقاء في الجزء الثالث والأخير من سلسلة "تمرد وحشي"

بداية الاقتباسات من النوفيلا كانت بتاريخ ٢٨/٧/٢٠١٨

بداية الكتابة يوم ٣٠ /١٠/٢٠١٨

الانتهاء يوم ٧/٣/٢٠١٩

بداية التنزيل الإلكتروني ١٢/٣/٢٠١٩

تاريخ انتهاء النشر يوم ٢/٤/٢٠١٩


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-19, 01:12 AM   #10

خجوله الملامح

? العضوٌ??? » 266516
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 402
?  نُقآطِيْ » خجوله الملامح is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااااااا

خجوله الملامح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.