آخر 10 مشاركات
وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-17, 09:09 AM   #1

ghaddahh
 
الصورة الرمزية ghaddahh

? العضوٌ??? » 399383
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » ghaddahh is on a distinguished road
Icon26 مسافر -كتاب ( من بساتين الحياة )


1
( مسافر )


المطر منهمر .. إنه يتساقط بغزارة كأنه لم يسقط من قبل .. صوت الرعد يزيد خوفي ويهزّ قلبي .. نظرت إلى السماء الملبدة بالغيوم من خلال النافذة .. والبرق يضيء وجهي الحزين .. وينطفئ .. ليضيء مرة أخرى ..

تقدمت نحو النافذة ومددت يداي المرتعشتان لفتحها .. كان الهواء باردٌ جداً .. ورغم هذا البرد وتلك الأمطار إلا أنها لم تستطيع إطفاء وإخماد النار المشتعلة في صدري ..

نظرت خلفي بنظرة شاحبة لأراه جالساً ينتظر توقف المطر .. كان يبدو عليه الضجر من تثاقل الزمن .. إنه يمل الانتظار كعادته دائماً .. لا يعرف من الصبر سوى اسمه فقط .. كنت أسترق النظر إليه خلسةً وأحترق مثل "سيجارته" التي بين أصابعه .. كان يتفنن في تعذيبي كما يتفنن في إخراج "الدخان" من فمه ..

حاولت التحدث إليه .. لكنني لم أعرف للكلمات مخرجاً .. ولفني الصمت حتى هدني السكوت .. أما هو فقد كان غير مبالٍ .. لا شك أنه كره سقوط الأمطار هذا العام .. بعكس فرحته
به في العام الماضي ..

جلست مغلوبة على أمري .. أنتظر معه ساعة الرحيل .. نتبادل فيها النظرات الصامتة .. والحديث الأخرس .. والنقاش العقيم ..

عم الهدوء المكان .. لم أعد أسمع صوت الرعد .. أو فحيح الرياح كأن المطر قد توقف .. وشمس الفجر بدأت في معانقة السحاب .. وطيور الصباح بدأت تنتشر مغردة بعد حبسٍ طويل ..
سرت نحو النافذة لأتأكد من صحة شعوري .. نعم لم أخطأ يوماً قط في إحساسي .. هاهي السماء تحاول مسح دموعها لتعود إلى صفاءها وتبتسم كأنها لم تبكي بالأمس .. وهذه الشمس تشق طريقها لتملئ الأرض نوراً .. ودفئاً لتنسيها ليلها البارد .. وتحميها من قسوته .. فما زاد قلبي إلا حرارة ولهيب ..

إذن .. حان وقت الرحيل .. لم يعد هناك عائقاً أمامه فكل شيءٍ مهيأ له كي يرحل .. يرحل ..!! يا لها من كلمةٍ قاسية لا تعرف دفئ الشمس ولا تعرف كيف تمسح دموع القهر ..
ألتفتُ إليه وإذا بالنعاس قد طرح عينيه وطول الانتظار أخمد جسده ليستسلم إلى نومٍ عميق .. حاولت الاقتراب منه لإيقاظه .. ولكنني ترددت قليلاً وسألت نفسي " ماذا لو تركته ينام ربما يبدل قرار سفره بعد أن يستيقظ ويجدني أمامه ونظرة اللهفة تكاد تنطق من عيناي ..؟ قد يشفق على حالي ويحكّم عقله هذه المرة ..

لا .. لا ربما يغضب مني .. ويظن أنني أهمله ولا أهتم به ولا بمواعيده .. واقتربت منه أكثر .. ومددت يدي لأوقظه .. وقبل أن ألمسه فتح عيناه بهدوء ونظر إليّ فقلت له قبل أن يسألني :
- أنهض .. يمكنك السفر الآن .. فقد توقف المطر ..
نهض كالملسوع قبل أن أكمل عبارتي واتجه نحو حقائبه ثم توقف قليلاً والتفت إليه .. أظنه أراد أن يقول شيئاً ولكنه تراجع .. وعاد إلى حقائبه يحمل الواحدة ويجر الأخرى ..
تبعته بخطىً ثقيلة وأنا بين المصدق والمكذب .. وحين وصل إلى سيارته كنت أتابعه بدهشة وهو
يرمي بحقائبه داخل السيارة .. وقبل أن يفتح باب السيارة وقف ينظر إلى السماء والبسمة تعلو وجهه .. ويفرك يداه بعضها ببعض طالباً الدفء .. كأنه تذكر أن الجو بارد هذا الصباح وأغلق " أزرار " معطفه الأسود ثم تناول منديلاً من جيبه الأيمن ليمسح زجاج سيارته الأمامي وقبل أن يصعد داخل السيارة نظر إليّ نظرةً شاحبة خالية من أي إحساس وسار واضعاً يداه في جيبه متجهاً نحوي وقال وهو يحاول تثبيت يداه داخل جيب معطفه وكأنه يعلن لي صراحةً عدم رغبته في مصافحتي .. لم أهتم كثيراً لتصرفه الغريب هذا وجعلت همي أن أشبع عيناي من رؤيته وأغلقها على صورته التي أحببتها وما زلت أحبها ..

انتظرت ماذا عساه أن يقول لي .. هل سيفاجئني بكلماته الحنونة الرقيقة ..؟ أم سيطلب مني الدعاء له كعادته ..؟ ولكنه قال بكل برودة مشاعر:
- أنا مسافر .. ولا أفكـــر بالرجـــوع إلى هذا البيت القديم حتى أحقق كل
أحلامي ..
كم كانت قاسية كلماته .. والأقسى من ذلك كله هو شعوره بالنفور مني ومن البيت الذي ضم حبنا سنين طويلة رغم تشقق جدرانه وتآكل أسقفه .. إلا أنني لم أنسى جميله حين جمعني بزوجي ..
زوجي الذي أعطيته كل شيء يسعده حين أحاطني بذراعيه وهو يعدني بحياةً رغدة بين جدران هذا البيت وهاهو الآن يحتقره ويكره أيامه فيه .. أخفيت دمعةً كان لابد أن أخفيها وسافر وغاب عن عيني .. كما غاب آخر أملٍ في نفسي .. لم يتبقى معي بعده سوى جرح .. وفراغ .. ووحدة موحشة توقظ في داخلي كل إحساس الغربة والخوف حتى صوته الحنون بدأ يتلاشى مني ويأخذ معه حتى صداه .. تركني وحيدة لا أسمع في وحدتي سوى صوت الماء المتساقط من سقفٍ متشقق على آنية من نحاسٍ قديم .. تركني رفيق عمري راحلاً إلى عالم لا يليق به ولم يعيشه من قبل .. واهماً أنه سيعيش حياةً هانئة مختلفة يسعد بها أكثر ..
مضى العام تلو العام وأنا مازلت أنتظر عودته .. لم أيأس من رجوعه رغم انقطاع أخباره عني .. وربما نسيانه وجودي .. كنت دائماً أصطنع الأعـــذار له وأقول لنفسي " اصبري فسوف
يعود " نعم سيعود وسيذكرني ..

وحدث ما كنت أتوقعه .. وانتظره .. لقد عاد في ذلك اليوم ويا له من يوم .. كان أجمل ما فيه أنه لم يكن ممطراً كيوم رحيله .. في ذلك اليوم سمعت طرقات خفيفة على الباب ..ظننت أنها جارتي تسأل عني مثل كل يوم .. وقمت لأفتح الباب وكانت المفاجأة ..
رأيته أمامي وكأنه حلم تحجبه الشمس .. حينها امتزج الفرح بالبكاء .. ولم أعد أعرف إن كنت أرغب في البكاء أم في الضحك .. كانت دموعي تسبق ابتسامتي وأنا أمدّ له يداي لتمسك به .. كم تمنيت أن أحتضنه وأضمه إلى صدري لأقول له حمداً لله على سلامتك ..
أدهشني مظهره الذي كان عليه .. ملابسه القديمة وجواربه المتسخة وشعره المتناثر وذقنه الطويلة .. كل هذه الأشياء التي ظهرت عليه جعلتني في حيرةٍ من أمري .. وعقد لساني عن الكلام ..

ألقى بجسده على الكرسي وكأنه يلقي بشيءٍ مهمل لا قيمة له .. كان يبدو عليه التعب والإرهاق .. يبدو أنه لم يجلس ويذق طعم الراحة أبداً كهذه اللحظة .. رفع رأسه نحوي ونظر بعينين تملأهما الدموع والحسرة .. أحسست حين ذاك أن هناك شيءٌ ما في صدره يعذبه ويزيد عذابه كلما نظر إلى عيناي ..

اقتربت منه وجلست أمامه وأنا أضم ركبتيه إلى صدري ثم أخذ وجهي بين يديه .. ومسح بإصبعه دمعةً سقطت على خدي .. وكأنه يمسح على كل جراحي .. ويربت على أوجاعي .. قبّلت يده بحرارة ثم وضعت يدي على شفتيه حين حاول الكلام .. طلبت منه السكوت .. لم يكن لدي رغبةٌ في سماع أي شيء حتى لو كان هذا الشيء هو اعتذاره وطلب السماح مني فعودته تكفيني وتكفي لإحياء حبي له من جديد ..
" لا تخف يا حبيبي .. فأنت ما زلت في قلبي تسكن .. ولن يطردك منه خطاٌ ارتكبته يوماً .. فالقلب الذي يحب لا يعرف أن يكره ولا يرفض نسيان جرح .. لأن رحيلك عني علمني أن أحبك أكثر " ..
حينها قال لي بهمسٍ أيقظ مشاعري :
- " لن أرحل عنك أبداً .. سأكون معك حتى آخر أيام عمري .."
كم كانت رقيقة كلماته .. كم كان رائعاً في حنانه .. أغمضت عيناي وألقيت برأسي على كتفه وهدأ كل شيء في داخلي ولم يبقى سوى قلبي وقلبه يتهامسان ويبدآن هدنةً بينهما .. فوداعاً للانتظار .. ووداعاً للخوف والأحزان ..
** ** ** ** ** ** **[/color][/b]


ghaddahh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-17, 02:43 PM   #2

فاطمة الزهراء مترجي

نجم روايتي ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء مترجي

? العضوٌ??? » 382827
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 691
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء مترجي has a reputation beyond repute
افتراضي

salam okhti
hal l9issa min wa7yik? Ida kanat kadalik fa macha2 lah 9issatok motamayiza min na7iyat al fikra wa l2asalib wa l3ibarat almosta3mala fiha , 9alamoki motamakin mima yaktob
domti mota2ali9a wa mowafa9a bi idni lah


ta9abali orouri wa o3dorini 3ala lkitaba ladaya mochkil fi law7at mafatihi...


فاطمة الزهراء مترجي غير متواجد حالياً  
التوقيع
" يا ليل كم أنت أناني
قصير أنت على من ينام
وطويل على من يعاني"


"وكم نسيت أن التمادي في الحلم، غالبا ما نستيقظ منه مجفلين"
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.