19-01-24, 02:06 PM | #122 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله الله أكبر لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
23-02-24, 12:35 PM | #124 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
15-04-24, 10:02 AM | #125 | |||||
| اسعد الله صباحكم بالخير والمسرات عيدكم مُبارك. . . كل عام وانتم بخير اعتذر عن التأخير الطويل جدا واعتذر عن الاعتذارات التي اصبحت اكثر من فصول الرواية اليوم بإذن الله موعدنا مع الفصل الاخير. . . كونو بالقرب | |||||
15-04-24, 11:36 PM | #126 | |||||
| اللهم صل وسلم على سيدنا محمد اليكم (57) مضت خمسة ايام صعبة عصفت بكل شيء وغيرته هاهي مها تدخل منزلها بروح مذبوحة وقلبا مثقل بالآسى والوجع تستند على ابنها بتال وتخطو خطى ثقيلة جدا وكأن قدميها مكبلتان. . . اشاحت نظرها عن الصالة لتقول بوجع عندما توقف ابنها/ طلعني لغرفتي. استجاب لها وهو يتجه بها الى المصعد فهي متعبة وغير قادرة على صعود السلم وصلا جناحها ليدخل معها بتال وقفت في منتصف الصالة حاولت ان تتحدث ولكن اختنقت ببكاءها لتقول اخيرا بعد شهقات عديدة/ شفت يوسف. . .؟ هز رأسه بلا/ ماشفته للحين بالتحقيق. . . مو مطول ان شاء الله عمي تركي تنازل عن حق ولده. شهقت ووضعت يدها على فمها لتبدأ موجة بكاء جديدة احتضنها بتال/ تعوذي من الشيطان يمه. . . صلي على النبي. وضعت رأسها على صدر ابنها وشهقاتها تتعالى فاللذي مات خليل الروح والذي قتله فلذة كبدها كيف لها ان تهدأ وتطمئن وقلبها مفجوعا على اثنين السجين والقتيل قلبها وروحها. . . احتضنت ابنها بشدة لتقول بين شهقاتها/ انا ضيعت ولدي يا بتال انا السبب باللي صار له. اجلسها على الاريكة ليجلس بجوارها ويقبل رأسها ثم اخذ يمسح دموعها وهو يقول بحزن بالغ/ اللي صار قضاء وقدر انتي مالك ذنب. . . الحمدلله عدت على خير وما مات مشعل. توقفت الدموع. . ازدادت ضربات القلب بين ان تصدق ما سمعت وان تظن انه وهم سرت الرعشة في جسدها لتقول بإستفسار/ ما مات. . .! هز بتال رأسه بالنفي/ بس الله اعلم بحاله اصابته خطيرة وهو بغيبوبة. وضعت يدها على صدرها وكأنها تمسك بقلبها كي لا يطير فرحا فهي منذ دقائق تبكي ابنها القاتل وقتيله الذي لم يكن الا لُب فؤادها بحركة مفاجأة تعبير عن مدى فرحتها بهذا الخبر وضعت كفيها على وجهها لتبكي هذه المرة بفرحة فإبنها لم يعد قاتلا. . . وهاهو مشعل مصاب ولكن سيستعيد عافيته قريبا "اللهم لك الحمد. . . اللهم لك الحمد" بعد دقائق استدركت وهي تعقد حاجبيها بتساؤول/ وشلون تقول تركي تنازل ومشعل ما مات اصلا. . .! اجابها بتال وهو ينهض/ يوسف بنظر القانون مجرم شَرَعَ بالقتل ولازم ياخذ جزاه فتنازل عمي تركي. - منذ خمسة ايام وهي لا تكاد تغادر غرفة مشعل في العناية المركزة ينظر لها يزيد وهي تنكب على صدر اخيها وتبدأ رحلة نواحها الطويلة التي لا تنتهي الا عندما تخور قدميها وتنتهي طاقتها فتعود للمنزل لتكمل لوحة بكاءها على صدر ابيها اصبحت الهالات تحيط عينيها الذابلة وجسدها هزل بشكل لا يُتصور فمن يراها يقسم انها قادمة من مجاعة فهي اصبحت جلدٌ على عظم كما يقال تقدم لها يزيد ووضع يده على كتفها/ نور حبيبتي لا تسوين بنفسك كذا. لم يتلقى اي رد منها لذا اكمل/ والله حرام اللي تسوينه. . . مشعل بيقوم بالسلامة ان شاء الله نور. . . نور. لم تجيبه الا بشهقات متتالية وهي ترفع رأسها عن صدر اخيها ثم قالت بعد محاولات عدة/ اتركوني بحالي. احتضنها رغما عنها وهو يقول/ نور خافي الله بنفسك وباللي في بطنك. . . بيجي لك اسبوع على هالحالة. اسندت برأسها على صدره وهي تبكي/ تعبت وانا اشوفه بهالحالة والله تعبت. قبل رأسها وشد من احتضانه لها/ اذكري الله وادعي له اللي قاعدة تسوينه ما يفيدك ولا يفيده. بعد عدة دقائق صامتة لا يقطعها الا شهقات نور هتف لها يزيد وهو يحررها من احضانه ويمسح دموعها برفق/ بنروح الحين للبيت ترتاحين. امسك بكفها وخرج وهي بجواره. . . قبل خروجهم من البوابة همست/ بنروح لأبوي. هاهم يصلون منزل تركي المانع دخلو معا وكفها بكف يزيد ودموعها لا زالت تغرق خديها منهكة ومتعبة وما حدث لمشعل قتلها من الوريد للوريد اول ما وقعت عينها على والدها الذي يجلس على الكنبة ويضع كفه على جبينه ويبدو انه غارقا في همومه تماما ذهبت له تركض وجلست على ركبتيها امامه لتضع رأسها بحجره وتبكي بكل ما اوتيت من قوة انفجع والدها وامسك برأسها ليرفعه ليقول بتوجس/ نور مشعل. . .! مشعل. غير قادر على نطقها انقذه يزيد الذي قبل رأسه ثم قال/ ما فيه الا العافية ان شاء الله بس تعرف نور. انتزعها والدها من الارض ليضعها بجواره ويحتضنها/ بس يا بنتي قطعتي قلبي. . . مشعل طيّب وعدا مرحلة الخطر الحمدلله ولا تبكين اخوك وتتفاولين عليه. وضعت رأسها على صدر والدها وهي تحاول السيطرة على بكائها ولكن سيل الدموع الجارف كان اقوى منها ومن جلدها الذي انهار وهي تضع يدها خلف رقبة والدها وتبكي بوجع صوت بكائها ادمى قلبه وفطر روحه قبل رأسها ثم اخذ يمسح عليه بلطف ليقول بعد دقيقتين عندما رأها هدأت قليلا/ نور بابا قولي لا اله الا الله. اخذت تقول "لا اله الا الله" بين شهقاتها امسك بكفها النحيلة ليقول بهدوء/ يا بنيتي من عرفتك وانتي قوية وترضين بحكم ربك ولا تعترضين اخوك بيقوم بالسلامة والحمدلله اصابته ماوصلت للقلب. . . يرضيك يقوم مشعل ويشوف حالك كذا. . .! وبعدين انتي محاسبة على اللي في بطنك حرام يا يبه اللي تسوينه بنفسك. . . تعوذي من الشيطان وقومي صلي لك ركعتين وتعالي بنفطر انا قلت للطباخ يسوي لك باغيت. رغم الدموع والهم الذي يجثم على صدرها وخوفها المميت على اخيها الا انها ابتسمت لأول مرة منذ ان حدث ما حدث ان يهتم بها والدها ويطلب لها افطارها الخاص جعلها تشعر بشيء من السعادة نهضت وذهبت لتصلي وعادت بتعابير صامتة لا سعيدة ولا باكية جلسو على طاولة الطعام وتناولو الافطار رغم ان نور لم تأكل كما ينبغي ولكن افضل من الايام السابقة فهي اليوم اكلت رغيفها كاملا وبالعادة تشرب قليلا من الحليب وتعبر الغصة حلقها فتكون غير قادرة على فعل شيء غير البكاء بعدما انتهو من تناول الافطار وجلسو في الجلسة الجانبية ورأت يزيد يجلس بجوار والدها ويتحدثان همست/ يبه. اجابها بحب/ لبيه. نظرت الى يزيد ثم نقلت نظرها الى والدها/ تعرف من اللي سوا بمشعل كذا. . .؟ عقد والدها حاجبيه بإستغراب ليقول/ ايه. نهضت بغضب/ تعرف وجالس مع يزيد ولا كأنه صار شي. . . يبه انا بغيت افقد اخوي بسببهم. يبدو ان ابنته جنت مما حدث لأخيها ما شأن يزيد بما حدث. . .؟ لماذا تعمم على عائلة الضاوي جميعهم انهم سببا في ما حدث لمشعل هو يحمل ابنه ما حدث فكيف يختلي بإمرأة في منزلها ويرجو الامان. . .؟ ما حدث من يوسف متوقع جدا. . . رغم انفطار قلبه وتمزق روحه على ابنه ولكن شعر بالخزي عندما اُخبر ان مشعل تعرض لإطلاق النار في منزل محمد الضاوي خجل من ان يتحدث مع ابناء محمد في هذا الموضوع فإبنه انتهك حرمة بيتهم حتى وان دعته مها كان يجب عليه ان لا يذهب هو يعلم مدى حُب ابنه لمها واخبره انه راغبٌ في الزواج منها فمن المتوقع ان لا يكون لقاءه معها لقاء اصدقاء كما يقال فما جعل يوسف يطلق الرصاصة بصدره الا انه تمادى هو ومها كثيرا هذا ما جعله يتنازل فورا عن حق ابنه فلا قبل له ان يكون خصمه ابناء صديقه الذي يعتبره اخيه ولا قبل له بأن تفتح ملفات هذه القضية ويكون ابنه بنظر القانون مجرما ايضا نهض ونظر الى ابنته الغاضبة/ نور يزيد واخوانه مالهم شغل باللي صار. همس له يزيد الذي يقف خلفه/ عمي الله يهديك نور اعصابها تعبانة وهي ما تقصد اللي تقوله من حرقة قلبها على اخوها. . . خلها لين تهدا. - مضت الايام ثقيلة جدا على الجميع يزيد المشتت بين زوجته التي رغم استعادتها لعافيتها وتقبلها لمصير اخيها الا انها لا زالت تمر بلحظات مريرة تكاد تجن وهي تبكي كلما عادت من زيارة اخيها واخيه السجين الذي ينتظر صدور الحكم فمحاكمته في الايام القليلة القادمة واخويه التائهين بين امٌ مريضة اعتلّت بالفقد والحرمان وشقيقهم الاصغر الذي كسر ظهورهم بجريمته هاهو يعود من عمله الى المنزل فالساعة تجاوزت الثالثة وصل المنزل ودخل وتفاجى بالصراخ الصادر من الصالة العلوية قفز درجات السلم بسرعة وهاله المنظر نور تمسك بشعر مها وتصرخ بها/ لا تبكينه وانتي السبب باللي صار له. . . الله يحرق قلبك مثل ما حرقتي قلبي جعلك تجربين فقد اعز عيالك. . . ياارب تعيشين نفس الشعور اللي انا عايشته. امسك بنور وحاولت افلات شعر مها منها ولكن يبدو انها فقدت شعورها فهي منهارة تماما وتصرخ بمها التي هي الاخرى لم تصمت وهي تهيل على نور السباب والشتم صرخ يزيد بنور وتوقفت عن الصراخ وافلتت شعر مها من يدها لتقول بإنكسار وهي تنتحب/ ما ابي اشوف وجهها هي السبب باللي صار لأخوي الله يحرق قلبها الله ينتقم منها. احتضنها يزيد وهو يسمي عليها ويقرأ عليها هدأت وسكنت وهي تضع رأسها على صدره هتف لها/ نور حبيبتي اللي صار لأخوك قضاء وقدر وهو ان شاء الله بيقوم بالسلامة اللي يسمعك يقول مات بعيد الشر. تحررت من حضنه ووقفت امامه وهي تقول بغصة/ من قالك انه مو ميت. . . شهر ونص وهو بغيبوبة والدكتور يقول مافيه اي تحسن بحالته. . . صدقني الموت ارحم له من اللي صار له. نهضت مها غاضبة وكأن كلمات نور طعنات في قلبها امسكت بعضد نور بعنف لتديرها اليها/ لا تتفاولين على مشعل. لم تحتمل نور اكثر من ذلك اخذت تضرب مها بشكل جنوني عشوائي وهي منهارة تماما لتصرخ بين دموع الفقد والقهر/ انتي اللي وصلتيه لهالحالة. . . الله لا يسامحك حرمتيني من اخووي. امسك بها يزيد بقوة واحتضنها لتنهار بين يديه وتقول بضعف/ ما ابي اشوف وجهها. نظر يزيد الى مها التي تعدل شعرها الفوضوي بغضب وهي عاقدة حاجبيها/ اظن سمعتي وش قالت نور ما تبي تشوفك. تجازوتهما ذاهبة الى جناجها/ ولا انا ابي اشوفها. - خرجت من المشفى تاركه ورائها مشعل الذي طال نومه اصبحت هذه عادتها منذ ثلاثة اشهر وكأنها لا تعرف من الدنيا أماكن غير المشفى والسجن وبيتها قسمت وقتها للزيارات فهي كل اثنين تزور يوسف في سجنه الذي حُكم عليه خمسة سنوات اصغر ابنائها ضاع مستقبله بسببها فهي ادركت متأخرا ان علاقتها بمشعل لم تكن الا مراهقة متأخرة فكرت كثيرا واسترجعت نصائح اختها دلال التي كانت تقول لها "الله يستر من نهاية سالفتك معاه. . . اخاف ما تصحين على تصرفاتك الا متأخر" كما قالت دلال بالحرف هي انتبهت وادركت ما فعلت متأخرة جدا بعد ماذا. . .؟ بعد ما سجن ابنها وانتهى مستقبله واصبح لا يطيق النظر اليها حتى فهي تهيم شوقا لرؤيته وتدعو الله ان يحنن قلبه عليها وتبقى ملتهفة لرؤيته مشتاقة للنظر الى عينيه ويطعنها بصدوده واشاحته لوجهه عنها وصمته في حضورها رأت بعينها كيف كان لقاءه ببتال مفعما بالمشاعر مليئا بالحب والشوق. . . تحدث لبتال طوال الساعتين ولم يتحدث معها بحرفا واحد لا تلومه بل تلوم نفسها. . . هي من اوصلته الى هذه المرحلة كثيرا من المواقف كان بإمكانها خسارة حبها -الذي اكتشفت انه لا قيمة له امام مصيبة ابنها- وكسب ابنائها ولكن كانت تخوض حربا ترى فيها مشعل جيشها وسلاحها فإذا بها تخرج من هذه الحرب خاسرة كل شي في اول زيارة لها لمشعل ظلت تبكي على صدره لساعات طوال بكت صديقها الاوحد وحبها الاصدق وخليل روحها ثم بدأت مشاعرها تجاهه تنطفي شيئا فشيئا وكأن قلبها بدأ بالسبات العميق كسبات مشعل اصبحت مشاعرها تجاهه لا شيء امام مصيبتها ماحدث ليوسف جعلها تدرك انها أمٌ فقط. . . تعترف ان حياة مشعل لا توازي بعينها حرية ابنها واطلاق سراحه حياة مشعل وسلامته لا توازي بعينها حضن ابنها ولو لثوانٍ قليلة لا تعرف كيف تبدلت مشاعرها ومتى ولكن كل ما تعرفه ان مشعل لا يساوي ابنها عندما كان ابنها آمنا بجوارها هانئا بقربها كانت ترى مشعل كل حياتها حتى انه اعز من ابنائها واذا بها تراه مسكين جنت عليه كما جنت على ابنها تأتيه لواجب الصداقة وضئيل الحب تشعر بالذنب العظيم تجاهه تدرك جيدا انه ضحيتها هاهي تتحاشى رؤية تركي المانع. . . بأي وجهٍ تقابله وهي من احرمته من قرة عينه وريحانة فؤاده ركبت السيارة ودون ان تتحدث للسائق الذي ذهب بها الى منزلها فهو يحفظ جدولها الذي لا يتجاوز ثلاثة اماكن دخلت ووجدت بتال وزوجته في الصالة السفلية امامهم القهوة ابتسم لها بتال/ ياهلا والله حياك. ابتسمت له بمودة وقلبها يعتصر الما ووجعا/ هلا بك حبيبي والله تعبانة بطلع ارتاح. ما ان اختفت عن الانظار حتى هتفت عريب لبتال/ ما يصير نتركها كذا جوها كله كآبة وحزن. هز رأسه بقلة حيلة/ امي من شهرين تعالج عند دكتور نفسي اللي مرت فيه مو سهل شوفي كيف طلعها يزيد من البيت ما عارضت ولا تكلمت صار لها ثلاث شهور ما طلعت ولا شافت احد. . . حتى خالتي دلال حاولت تقابلها ترفض انا عجزت معاها ما اتحمل اشوفها بهالضعف والانكسار. نهضت عريب/ انا بروح اتكلم معاها ان شاء الله تسمع لي واقدر اخفف عنها ولو شي بسيط. امسك بكف عريب ليقول برجاء/ اخاف تضايقك. ابتسمت له/ مارح تضايقني. صعدت السلم وطرقت الباب لتفتح لها الخادمة وقفت عريب بنصف الصالة متوترة خائفة من ردة فعل مها ولكن تشجعت ورفعت صوتها لتقول/ خالتي. اتاها صوت مها من دارها/ هلا عريب تعالي. دخلت غرفة خالتها والرعشة الخفيفة تسري بكفيها حاولت ان ترتب كلاما ولكن لم تستطع لتقول بتلعثم/ خالتي. . . الله يخليك. . . تعالي اجلسي معانا. مدت لها مها كفها وما ان وضعت عريب كفها بكف مها سحبتها لتقول/ تعالي انتي اجلسي معاي. جلست عريب على طرف السرير والرعشة لا تزال واضحة على كفيها التي ضمتهما لبعض حاولت ان تتحدث وتواسي مها ولكن غير قادرة ترى دموع مها تملأ عينيها. . . هتفت بعدما ابتعلت ريقها/ خالتي انتي لازم تغيرين جو وترفهين عن روحك والله مو زينة قعدتك هنا الشيطان بيملأ قلبك حزن وييأسك من الدنيا. تعلم ان كلامها غير مرتب ولكن تريد ان تخبر مها الباكية دوما انها حتى هي لا ترضى عليها هذا الحزن نهضت وقبلت رأس مها ثم ابتسمت/ خالتي دلال بتجي الحين انا عازمتها ثم اكملت وقلبها يكاد يخرج من قفصها الصدري من خوفها من ردة فعل مها/ عازمتها هنا اليوم بنسهر عندك. ابتسمت مها وانحدرت دموعها التي ما عادت تشعر بوجودها فهي طوال وقتها باكية/ حياكم الله. . . لأول مرة منذ حدث ما حدث تلتقي مها بأختها ولأول مرة تبتسم حتى ولو كانت ابتسامتها مليئة بالدموع هاهي تحتضن اختها وتودعها وهي ممتنة جدا لعريب التي ارغمتها على النزول للصالة والجلوس معهم بعدما خرجت دلال التي اقسمت على مها أن تزورها غدا. . . ابتسمت مها لعريب لتقول/ تعبتك معي اليوم. ابتسمت لها عريب التي تبدو مذهولة من مها وتغيرها الجذري معها ولكن هي خير من يعلم ما مرت به مها. . . يبدو ان ما حدث محى كل شيء في حياتها/ ولو يا خالتي والله ما تتخيلين وش كثر سعيدة وانا اشوفك معانا. - هاهي نور تعود لعملها بعد غياب اربعة اشهر نزلت من السيارة وهي تمسك بهاتفها على اذنها وسمعها منصب لتوصيات يزيد/ لا ترهقين نفسك ولا تتعبين اول ما تحسين انك تعبتي ارجعي للبيت. . . لازم ترجعين بدري عمي تركي بيتغدا معانا اول ما تطلعين ارجعي للبيت لا تروحين المستشفى بعد الغداء بنروح سوا. ابتسمت وهي تدخل شركتها بعد غياب طويل/ اووف ما تتخيل وش قد اشتقت لمكتبي واشتقت للشغل والبنات. اجابها بمرح/ تشتاقين لكل شي الا يزيد المسكين. ضحكت نور/ يا العيار اصلا اشتاق لك وانا معاك. انهت المكالمة ودخلت مكتبها وسط ترحيب هتاف/ يا هلا والله واخيرا يا نور. انطفت ابتسامة نور لتقول بحزن شديد/ تعرفين اللي صار. قالت هتاف بندم/ والله مو قصدي وآآ. . . . قاطعتها نور بإبتسامة/ يلا الحمدلله الدكتور يقول حالته مستقرة كلها كم يوم ويقوم لي بالسلامة يارب. هتفت هتاف بـ يارب ثم قالت بحذر/ بسألك سؤال مو من حقي اسأله لك. ضحكت نور/ دايم ما عندك ذوق عادي متعودة. . . وكأني عرفت سؤالك اصلا حالة مشعل غريبة اصابته مع انها كانت خطيرة الا انه الحمدلله استخرجوا الرصاصة وعدا مرحلة الخطر وتشافى تماما من العملية بس ما صحى. . . كل علماته الحيوية ممتازة وكأنه نايم حتى الدكتور يقول حالته حالة واحد نايم كل شي عنده تمام. . . وبأي لحظة ان شاء الله بيصحى. . . بتقدير الدكتور كان يتوقع انه بيصحى بعد العملية بيوم او يومين واليوم حبيبي كمل اربع شهور وهو ما صحى. اخفضت رأسها لتداري دموعها عن هتاف سحبت منديلا ومسحت عينيها لترفع رأسها وتبتسم لهتاف/ املنا بربي كبير وان شاء الله ان مشعل بيصحى قريب. ربتت هتاف على كتف نور/ الله يقومه بالسلامة. . . الحمدلله اللي شفتك بهالحال قوية ومؤمنة وصابرة. - في مكتب يزيد. . . منذ ان اخرج مها من منزله وبتال يتحاشاه ولا يتحدث معه الا برسمية تامة جرحه كبير فهذه والدته. . . نهض يزيد وذهبت لمكتب بتال طرق الباب لينهض بتال/ هلا بو محمد. صافحه يزيد ثم قبل رأسه/ ادري انك زعلان مني. ابتسم بتال ليقول بصراحة وهو يعاود الجلوس بعد ان جلس يزيد/ مجروح منك مو زعلان. اجابه يزيد بإبتسامة/ حقك علي. . . وش يرضيك. . . انت تدري اقرب شخص لي وصدك مكدرني ومضايقني والله. تنهد بتال/ يزيد اللي صار لأمي مو شوي. . . ولدها قاتل والمقتول تعرف مكانته عندها امي مصيبتها عظيمة بدال ما توقف معها تطلعها من بيتها. . .! ما انكر ان موقفك صدمني وجرحني امي الحمدلله عندي وببيتي ومو قاصرها شي ولا يفرق معاها هنا ولا هناك بس هذا مبدأ وموقفك جرحنا كلنا ما توقعت ولا بأسوأ الاحوال انك تسويها. . . ادري بينكم كره وحقد يغطي الدنيا بس ولو هذا بيت الوالد الله يرحمه. يعلم انه مخطئ بحق اخوته ولكن تلك الشيطانة المسماه مها تستحق منه اكثر فهي من حاولت اختطافه واخفاءه عن العالم وكأن الله يقتص له منها ومن مشعل يشعر ان الاعتذار لبتال لن يغير شيء فجرحه عميق/ والله يا اخوي اللي صار ذبحنا كلنا مو بس جرحنا انا من بعد اللي صار مو قادر اشوف مها. . . جنت على نفسها وعلى اخوي وفوق هذا كل ما شافت نور صارت بينهم مشكلة. . . وخالتي اصلا ما تبي البيت ولا تبي تدخله بعد اللي صار بكل احترام وتقدير قلت لها تطلع من البيت ولا انا اطلع لبيتي فإختارت انها تطلع وقالت لي بعظمة لسانها وبوجود سعود انها مو طايقة تشوف اي زاوية بهالبيت. . . وانا اعتذر لك على اللي صار وحقك علي. لم يكن بتال موجودا حين خرجت والدته من المنزل الرئيسي الى منزله ولم يخبره احد ان يزيد خيرها بين ان تخرج او يخرج هو اتضحت له الرؤية بعدما كان يرى ان اخيه طرد والدته ابتسم ليزيد ليقول ورغم ان قلبه مجروح/ ما صار الا كل خير وما قصرت يا اخوي انا ما كنت ادري امي شلون طلعت من البيت اصلا كل اللي وصلني "يزيد طردها" لا تلومني يا اخوي. ابتسم يزيد وقال وهو ينهض/ ما تتخيل والله وش كثر كنت متضايق من زعلك علي الله لا يجيب الزعل. . . بتال لا تخلي اي شي يغيرك علي. - مضت الشهور تلو الشهور وسنة تتبعها الاخرى مضى على تلك الفاجعة ثلاثة سنوات. . . مها يحيط بها الحزن وكأنها لم تعش شعورا غيره دوما باكية دوما حزينة دوما وحيدة جميعهم اكملو حياتهم الا هي توقفت بها الساعة الى تلك اللحظة التي سقط بحجرها مشعل ملطخا بدمائه هاهي في طريقها لزيارة مشعل الشبه يومية فتذهب اليه وتتحدث معه وكأنه يسمعها. . . تفضفض له وتخبره كم يؤلمها غيابه وفقده تخبره ان الجميع لاهٍ في حياته الا هي. . . دخلت المستشفى وذهبت فورا الى غرفة مشعل قبل دخولها خرج من كانت طوال الثلاث سنوات الماضية تتحاشى رؤيته هاهي وجها لوجه امام تركي المانع ردت على سلامه لتقول/ الله يقوم مشعل بالسلامة ويقر عينك بشوفته سالم معافى. هز رأسه ايجابا ليقول/ الله كريم. . . مشعل له ثلاث سنين هذي حالته والله اعلم كم بيقعد كذا. اختنقت بكلماتها وقالت بغصة/ بيقوم ان شاء الله قريب ونفرح بسلامته. رغم كل محاولاته ان يكون طبيعيا امام عائلة الضاوي وكأن ما حدث لأبنه لا يتعلق بهم الا انه لم يسيطر على نفسه وهو يرى مها امامه/ مشكورة ام سعود على زيارة مشعل ما قصرتي اديتي واجبك واكثر. فهمت قصده ووصلها كلامه المبطن ولكن ردت بلباقة/ ولو يا بو مشعل هذا واحد من عيالي. عندما شعرت انها ستبكي تجاوزته الى حيث يرقد مشعل وهي تقول/ عن اذنك. دخلت والدمع متحجر في عينيها. . . لا تلوم تركي حتى لو قالها صراحة بوجهها ولكن لا احد يمنعها من زيارة مشعل تعلم انها الوحيدة التي تزوره بشكل شبه يومي فحتى والده لا يأتيه الا مرتين في الاسبوع ونور خصصت يوم الجمعة لزيارة مشعل هي من تزوره كل يوم وكأنه يشعر بوجودها ويفتقدها عندما مرضت قبل سنتين وغابت عن زيارته اسبوع عادت تعتذر له وتخبره انها كانت مريضة هاهي تتوجه اليه قبلت جبينه ثم امسكت بكفه واخذت تتأمله تسأله كيف حاله وماهي اخباره وكأنه يسمعها ابتسمت وهي تقول/ لا ماشاء الله اليوم وجهك منوّر. . . يلا مشعل متى تصحى حييل طولت والله اشتقت لك خلاص بسك نوم. شعرت بكفه تشد على كفها اضطربت نبضات قلبها. . . وشعرت ان الاكسجين دُفع لصدرها دفعة واحدة نظرت الى كفه وسط كفها وشدت عليها وهي تقول/ مشعل حبيبي اذا حاس فيني اضغط على يدي مرة ثانية. كانت كفه ساكنة وسط كفها كالعادة مسحت على شعره ودموعها تنسكب على خديها/ والله عندي امل انك بتصحى وعمرك ما خيبت املي يلا ياروحي قوم والله تعبت تعبت حيل بدونك. تركت يده واستقامت في وقفتها وهي ترى الدكتور يدخل فورا قالت/ دكتور مشعل تو شد على يدي. ابتسم الدكتور/ الحمدلله. . . مشعل اموره كلها تمام بس باقي يصحى ودامه حس فيك وتفاعل معاك بيقوم ان شاء الله. سعادتها لا توصف نظرت الى مشعل وهي تخاطب الدكتور/ متى بيصحى. . .؟ اجابها وهو يمسك بكف مشعل/ هذا علمه عند الله بس متفائلين خير ان شاء الله. تشعر أنها سعيدة وتحلق في أعالي السماء لا تتذكر يوما كانت به اسعد منها الان رغم قطعت علاقتها نهائيا بيزيد ونور إلا انها اتصلت على يزيد ليجيبها برسمية/ هلا. لم تهتم لنبرة صوته الجافة بعض الشيء/ ابشرك مشعل بيصحى. . . حس فيني. . . مسك يدي مسحت دموعها واكملت والكلمات قد بعثرتها الفرحة/ بشر نور مشعل بيصحى قريب ان شاء الله. وقع الخبر لم يكن مفرحا له ابدا. . . رغم انه يحاول تنحية مشاعره جانبا وتجاهلها الا انه يكن لمشعل كرها يتجاوز كرهه لمها اجابها ببرود مناقض تماما لفرحتها/ زين الله يقومه لأهله بالسلامة. ثم اغلق الخط لم تهتم ابدا لردة فعله بل التفتت للدكتور الذي يهم بالخروج/ دكتور ممكن تبلغوني اول ما يصحى. ابتسم لها الدكتور بلطف/ ان شاء الله. نظرت لمشعل النائم ومسحت على شعره لتقول بإبتسامة وسعادة لم تشعر بها منذ حدث ما حدث/ ياكثر فرحتي فيك والله يلا حبيبي قوم وبنهج عن هالعالم نعيش وحيدين مثل ما كنت تبي. في لحظة واحدة انتقلت مها من قاع الحزن الى قمم السعادة ولكن لم تعلم ان تلك الفرحة غادرتها سريعا سريعا جدا فهي امضت اسبوعين تترقب صحوة مشعل التي طالت كثيرا اخبرها الدكتور ان حالة مشعل لم تتغير ابدا وربما كانت واهمة مشعل لم يشد على كفها مضت سنتين على شدة مشعل لكفها وهو لم يصحو بعد يئست من حالته كما يئس والده الذي تردا حاله ومرض وهرم وهاهو مقعدا ترعاه نور في منزلها اصابها اليأس وعلمت ان مشعل لن يعود لها ثانية جرح اصاب قلبها وادماه وسلب منها كل سعادة وفرحة هاهي ترا الجميع سعيدون بخروج يوسف غدا اما هي فمشاعرها متجمدة وكأنها توقفت منذ خمسة سنوات بل يشوبها بعض الخوف من مقابلة يوسف فهو امضى خمسة سنوات لم يكلمها بكلمة واحدة - يوم الجمعة. . . مضى على تلك الحادثة خمسة سنوات خرج يوسف من السجن بعد انتهى محكوميته هاهو في المقعد الامامي على يمين يزيد الذي يقول بفرحة/ تو ما نورت الرياض والله. . . الحمدلله على سلامتك. ابتسم يوسف الذي ينظر الى الشارع والسيارات والحياة والحرية امامه/ الله يسلمك. شد يزيد على كف يوسف/ اييه ابتسم يا عسى الفرحة ما تفارقك. اختفت ابتسامته. . .! اي فرحٍ تحكي به يا أخــي بل فارقني الفرح منذ ان علمت ان ما يدور بين امي وشريكها علاقة غرامية فارقتني الحياة برمتها عندما وجدته تحت سقف منزلنا يجالسها يالهم من شياطين دمروني وانهوا حياتي كيف للحظة غضب مجنونة ترمي بك في غياهب السجون خمسة سنوات كيف تكون عاقبة ثارك لشرفك وكرامتك السجن...! كم تغيرت الحياة في هذه السنوات الخمس كيف كبر اخوتي واصبحوا اباء وانا متوقف عند تلك اللحظة التي رأيت بها امي ومشعل لم اجني من ثورتي تلك سوى السجن ودمار السمعة هاهو مشعل قِطٌ بسبعة اروح لم يمت. نعم هو مات وقتلته ولكن بقي قلبه فقط ينبض حتى يدمر حياتي اكثر كم احزنني خبر نجاته. . . وربي لو قُتل لتبعت كلام يزيد واخبرت الجميع ان هذا الكلب المسمى مشعل اعتديت عليه لأنه اختلى بأمي في منزلنا لعنك الله وانزل عليك سخطه وغضبه. . . والله لن يهدأ لي بال حتى اقتص منه واقتله بيدي هذه المرة لن اتركه حتى اتأكد ان روحه النتنه سبقته الى جهنم انتبه ليزيد الذي يقول/ وصلنا البيت. . . ما ادري وش تفكر فيه من اليوم ما انت بحولي لكن تأكد ان يوسف الضاوي سمعته مثل البياض وبترجع حياتك مثل ما كانت واحسن لا تفكر بشي. نظر اليه يوسف وابتسم بإزدراء/ ومن اللي بترضى فيني. . .! ربت يزيد على كتفه وهو يقف بجواره امام منزلهم/ شيخة الشيوخ ترضى فيك ولا يهمك يا اخوي. نزلا من السيارة وكانا بتال وسعود يقفان على المدخل تقدما الاثنان والابتسامة تجمل محيا كلا منهما يوسف بدوره تقدم لهم والفرحة تجمل ملامحه الجميلة قبل ان يصلون لبعضهم اخترقت مها المسافة بينهم وهي تأتي ملهوفة تركض لتضم يوسف وتشفي كمد روحها بقربه احتضنته وهي تبكي بصوت مسموع/ الحمدلله على سلامتك حبيبي. . . طالع من الشر يا روحي. تصلب جسده وحاول ان يزيحها عنه ولكن هي متشبثة به غام وجهه وغادرته الابتسامة ليقول بقسوة/ خلاص بعدي عني. لم تهتم لقسوته ورفضه لحضنها بل احتضنته اكثر واخذت تبكي وضعت رأسها على صدره ليبتعد ويخلص نفسه منها رأها تنحني ثم تسقط على ركبتيها وهي تبكي بكاء جنائزي. . . تجازوها الى اخويه احتضنه بتال بشدة رغم ان مها لوثت الفرحة وبكائها بهذه الطريقة ادمى قلب بتال ولكن اراد ان يسلم على اخيه اولا فالشوق اضناه وانهكه وكم انتظر هذه اللحظة منذ سنوات انتهى من سلامه على يوسف وذهب لوالدته تاركا المجال لسعود يسلم على اخيه مد يده لأمه ليقول/ لا اله الا الله تعوذي من الشيطان. مها وضعت يديها على وجهها وعويلها يزداد جلس بتال امامها واخذها بحضنه/ يمه خلاص هذا بدال ما تفرحين بطلعة يوسف وتقومين معانا نحتفل وننبسط. هتفت بين شهقاتها/ وشلون افرح وهو ما يبيني. . .؟ كيف ارجع ولدي لحضني كيف يرجع لي ولدي قولي. . . خمس سنوات ما سمعت منه كلمة وحدة واليوم يقولي بعدي عني بموت من شوقي على ضمته ويقابلني بهالقسوة. . . انا امه اللي محترقة على شوفته يسوي فيني كذا. . .! نواحها وبكائها وكلماتها كانت تصب بمسمع يزيد الذي يقف بالقرب منهم هتف بحرقة/ وانتي وش سويتي فيه. . .؟ دمرتي مستقبله ورميتيه بالسجن وحرمتيه من زوجته وتشوفين ردة فعله الطبيعية جريمة بحقك. . .؟ يوم كان يترجاك تتركين الكلب مشعل ما كنتي مهتمة لأمره تبينه الحين يدور رضاك ويداريك بعد اللي شافه. . .! ام سعود لا تخربين فرحتنا بأخونا. . . روحي لبيتك وبعدين نحلها مع يوسف. تفاجئ بتال من حديث يزيد وكان على وشك ان يرد لولا ان نطقت مها بضعف وهي توجه حديثها ليزيد/ والله كان بيدك تمنعني وكان بيدك تنهي كل شي بيني انا ومشعل بس انت تركتني عشان تنتقم مني. . . حسبي الله عليك ليش تركتني معااه. تعجب يزيد من ردها رفع حاجبيه بإستنكار/ الحين انا السبب. . . !!! بعدين وش دخلني فيك ما يربطني فيك الا اخواني. . . وترا من بعد السالفة حتى عيالك من طايقينك. ازداد بكائها ليقول بتال بحزم/ يزيد اللي فيها مكفيها. هتف يزيد بقليلا من الصبر/ خلها تروح بيتها ترتاح وتعال مانبي نكسر فرحة يوسف وفرحتنا فيه. - نفذ بتال ما قاله يزيد هاهو يغلق الاضواء بعدما تناولت والدته حبوبها المهدئة ثم المنومة ونامت ودموعها عالقة برموشها لا يلوم يوسف بما فعله بها ولا يلوم يزيد الذي كان يستطيع تجاهل ما حدث ولا ان يجرحها بهذه الطريقة يرى قسوة يوسف مع والدته ويرى صدود سعود عنها وهو لا ينكر ان هناك عتاب كبير لوالدته في قلبه فهي من اوصلتهم لهذه المرحلة ولكن تبقى امه. . . عندما حاول نصح شقيقيه ان يتلطفا معها كل الاثنين جاوباه على حدا ذات الجواب وكأنهما متفقان "احنا ما عندنا ام بالمعنى الحقيقي. . . من يد مربية لمربية لين كبرنا وشلنا انفسنا" نعم هذا ما حدث بالفعل ولكن تبقى الأم أم يدعو الله دائما ان يعينه على برها. . . ان يعينه على تحمل رؤيته لأمه تُهان وهو صامت يزيد اثقل عليها ونور ايضا لا تُقصر. . . سعود وزوجته يتجاهلانها تماما ويعلم ان هذا الامر يمزقها ولكن تصمت ما جعلها تنفجر بالبكاء والحزن هو معاقبة صغيرها لها. . . مجروحة وتعلم ان الجميع غير راغبٌ بها عدا بتال هو الوحيد الذي ظل مساندا لها حتى زوجته في بداية الامر وقفت مع مها وحاولت مرارا وتكرارا اخراجها من عزلتها ولكن وجدها مع الايام تبتعد قليلا حتى اصبحت رسمية جدا مع مها لا تظهر لها الا كل احترام وتقدير ولكن لا تتناول معها اي حديث وكأنها فجأة تذكرت ما كانت مها تعمل بها وكيف كانت تقسم لها ان لا تبقى مع بتال نزل للأسفل ووجد عريب تهم بالخروج وخلفها المربية تحمل طفلتها/ وين ولدك. . .؟ انتبهت عريب لهالة الحزن في وجهه لتقترب منه/ حبيبي وش فيك. . .؟ تنهد ليقول/ أمي. عقدت حاجبيها لتقول/ الله يهديك خلنا نفرح بيوسف وننبسط وخالتي ما عليك يوم بعد يوم وترجع مثل ما كانت. امسك بيد زوجته وخرج بجوارها الى المنزل الكبير الذي يجتمع به جميع افراد عائلتهم/ يا خوفي ان الهم استحكمها شوفي وشلون متغيرة صايرة جلد على عظم. . . لها خمس سنين ما طلعت من الرياض. جال في نفس عريب" لين يقوم حبيب القلب وقتها تفك امك عن الحزن لا تتوقع ان مها عندها قلب غير اللي حبت فيه مشعل"/ ما عليه هونها وتهون. . . احنا الحين بشي اهم ثم قالت بإبتسامة واسعة/ ياربي لو تشوف فرحة يوسف من سمع ان عمه وصل راح لهم رفض ينتظرني. ابتسم بتال/ يا فرحتك يا يوسف بالزيارة يا الله نفكهم من بعض. دخلا بجوار بعض وتقدمت عريب لتصافح يوسف/ طالع من الشر والحمدلله على سلامتك. ابتسم ليقول بإحترام/ الله يسلمك يا ام يوسف. تبادل هو ويزيد وبتال وعريب بعض الاحاديث الودية ليدخل سعود يحمل ابنه الرضيع معاذ وامامه التوأمان محمد ومها سلم عليهم يوسف بحفاوة وحب فهو يعيش اليوم اجمل لحظاته. . . محاط بعائلته نظر يزيد الى ساعته ثم نهض/ عن اذنكم. ذهب الى الاعلى ليفتح باب جناحه وجد نور تتمدد على الكنبة وابنيها يلعبان بالارض/ نور انتي للحين ما تجهزتي ولا جهزتي العيال. . . ؟ جلست لتقول بعدم اهتمام/ ليش نتجهز تونا بدري. . . غداء ابوي ع الساعة 1 غضب منها وهو يعلم انها تعلم ان اخيه في الاسفل/ ما تبين تسلمين على يوسف وتتحمدين له بالسلامة. . .؟ نهضت وهي تهز برأسها/ لا . . . ولا ابي عيالي يسلمون عليه. زفر يزيد ثم قال "لا اله الا الله"/ نور يا قلبي اقصري الشر وانزلي سلمي على اخوي كلهم مجتمعين تحت الا انتي وعيالك. شددت على الاحرف وعينيها تلتمعان بالدموع/ هذا قاتل اخوي. عشرة السنوات جعلته يعلم كيف يتعامل معها احتضنها وقبل رأسها ليقول بهمس/ اخوك ما انقتل. . . والسبب باللي صار له مها مها هي سبب اللي حنا فيه يوسف ماله ذنب. . . اي رجال ممكن يتصرف تصرفه تبينه يشوفه واحد جالس مع امه ويسكت. . .! نور يا روحي عشان خاطري انزلي معاي الحين تحمدي ليوسف بالسلامة واجلسي معانا لو 5 دقايق لا تكسرين فرحتنا. هتفت وهي بين احضانه/ اتحمد له بالسلامة لا شفت اخوي قايم بالسلامة لا تلومني يزيد انا اشوف يوسف مثل ما تشوفون مشعل. . . خذ عيالك يسلمون على عمهم بس انا ما ابي اشوفه حتى. ثم اولته ظهرها وذهبت الى غرفتها هتف لإبنيه الملتهيان تماما باللعب/ محمد. . . تركي يلا بابا عمو يوسف جاء وبيسلم عليكم. نهض تركي ابن الخامسة والنص بحماس وفرح/ عمي يوسف هنا. . .! امسك بيد اخيه الذي لم يتجاوز عمره السنتين/ يلا توتي تعال شوف عمو. ابتسم يزيد وحمل تركي بينما محمد يركض امامه نزلا الى الاسفل وذهب محمد يجري الى عمه ارتمى بحضنه وهو يخبره انه انتصر فعلا فهو كان يقنع يوسف بالمجيء الى المنزل افضل من ذلك المكان سعيد يوسف جدا بهذه اللمة. . . محاط بابناء اخوته الصغار ويوسف ابن بتال ذو الاربعة اعوام بحجره هتف بإبتسامة/ الله يحفظهم ويصلحهم بس والله ما جاب راسي غير السمي. احتضن يوسف وقبل خده نهضت عريب التي رأت وجودها بينهم لا داعي له فهي توقعت على الاقل وجود نور حملت ابنتها ذات الاربعة اشهر لتقول/ تكبر ديم وتاخذ الغلا كله. . . يلا عن اذنكم انا بروح لخالتي. خرجت. . . وبقي الاخوة وابنائهم بأجواء عائلية سعيدة - بعد الغداء وبعد ذهاب الاطفال لإمهاتهم عدا يوسف الذي ظل بجوار عمه رافضا الذهاب دارت احاديث اخوية ودية عدة لينفصل يوسف عن عالمهم ويعود لقوقعته فهو اعتاد الصمت واعتاد ان يعيش مع خياله وحيدان وهاهو وسط اخوته ولكن ما قاساه في خمسة سنوات لن يتغير في خمسة ساعات اطلق العنان لأفكاره التي كان صوتها اقوى من صوت اخوته لذا انفصل تماما وهو يمسك بكفه كف يوسف الصغير وينظر الى اللاشيء. . . " سامح الله والدتي. . . كيف لو لم يحدث ما حدث كنت الان محاطا بأطفالي سعيدا بهم كحال اخوتي علمت منذ اربعة سنوات ان خولة تزوجت لا انكر انني غضبت واختنقت روحي من وقع الخبر لم يكن حبا بها ولا رغبة بها ولكن ان ترى ان مستقبلك كان يمكن ان يكون بهذه الصورة لولا قسوة الزمان فكرة تقتل. . .! ما ضر والدتي لو ابتعدت عن مشعل واكملت انا دراستي وتزوجت خولة وعشنا سعيدين بقرب امي ولكن افسدت كل شي حطمتني ونحرتني. . . ها أنا اقسم اني مشمئز منها لا استطيع ان اتحدث معها او احتضنها. . . صورتها وهي تلاصق مشعل بجلستها تجعلني اكرهها حتى وان كانت امي كم كانت صورتها بعيني جميلة وكم كنت احبها واعلم اني مدللها ولكن الشيطان المسمى مشعل افسد كل شي ها نحن متفرقين. . . لن تجمعنا جلسة واحدة جميعنا والسبب امي وحبيبها. . .! لا سامحك الله يا مشعل. . . لو عاد بي الزمن لــ. . . . قطع تلاطم الحديث برأسه صوت يزيد/ يوسف وش فيك ما أنت معنا نهائيا. ابتسم يوسف ليعتدل بجلسته وينتبه ان ابن بتال ذهب/ لا معاكم بس سرحت شوي. نهض يزيد وجلس بجوار يوسف/ لا تفكر بشي ولا تشيل هم شي واللي خلقك بترجع حياتك احسن مما كانت عليه. تمضي الايام تلو الايام ومها تزداد كل يوم حسرة وبؤسا يزيد اصبح امام ناظريها اصبح متربعا على عرش السلطان اما هي لم تنال سوى الخيبة والخذلان حتى من ابنائها الجميع سعيد بحياته ملتهيا بها وهي وحيدة تعيش مع ذكرياتها وماضيها وحزنها وشتاتها مضى على خروج يوسف من السجن سنة وبضعة اشهر هاهو اليوم يُزف الى عروسه ابنة احد اصدقاء والده لم تحضر مراسم الخطوبة ولا الزفاف كانت مبعدة تماما ورفض يوسف ان تبارك له حتى لا تعرف عن زوجته سوى اسمها (سارة بنت عادل الفايز) كم حسدت هذه السارة التي ستعيش مع يوسف وتهنى بقربه وتشبع عينيها برؤيته بينما هي محرومة من كل هذا ادركت متأخرا جدا انها كانت بنعيم لا يعوض كانت محاطة بأبنائها تعيش بينهم ملكة حتى ابن ضرتها كان يكن لها احتراما حتى لو كان صوريا اما الان هاهي وحيدة تماما. . . من يزورها يأتيها من باب الشفقة ليس الا اخر لقاء لها بابنها بتال القريب منها الاحن عليها الذي لم يسمعها كلمة جارحة قط كان قبل اسبوعين رغم انها تعيش في منزله الا انه اعتذر منها انه مشغول جدا في ترتيبات زفاف اخيه وهي على كل حال ذرفت دموعها واخبرته بكل ضعف انه معذور لم تقل له استرق دقيقتين من الساعات الطوال التي تقضيها بجوار زوجتك وابنائك وطل عليّ تعلم ان لا مكانة لها وبدأت تصبح عبءٌ عليه هو وزوجته "ليت الزمن يعود اقسم لكم يا ابنائي ان اسلم يزيد كل شيء بعد وفاة ابيكم وابقى فقط أمٌ لكم لا اريد املاكي واموالي. . . فقط اريد ان اجالسكم وانا اعلم انني الاغلى على قلوبكم اقسم لكم ان بعدكم عني لا يعوضه مال الدنيا كله" . . . . . . الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات تمت روايتي بعد ثمان سنوات شكرا لكل من انتظر رغم هذا الغياب المتكرر شكرا لكم من القلب دمتم بحفظ الله ورعايته. | |||||
18-04-24, 10:34 PM | #127 | ||||
| سبحان الله نهاية الحرام نهاية وخيمة دائما مها كنت انتظر منها تقطع علاقتها بمشعل وتتوب لكن لا حياة لمن تنادي حتى بعد ما طاح بغيبوبة وعرفت انها خسرت يوسف بمشعل... ما قالت اتوب لربي.. لإن هذي عاقبة الحرام مع الأسف لازالت مستمرة تزورة وتسلم عليه وتلمسه حتى وهو مايحل لها... عيالها ماينلامون سعود ويوسف.. وهذا عقاب الدنيا، كيف عقاب الآخرة. | ||||
09-05-24, 05:50 PM | #128 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
11-07-24, 02:42 PM | #130 | ||||
| اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|