آخر 10 مشاركات
159 _ النهاية السعيدة _ ألحان (الكاتـب : SHELL - )           »          158 _ زواج واحد يكفى _ ألحـان (الكاتـب : SHELL - )           »          156 - الهروب من ليلة الزفاف - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          155 - الحقيقة المرة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          153 - الصفقة الرابحة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          152-الصراخ والعذاب -ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          147 - سجينة حبى - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          146 - الساحرة الصغيرة - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree1536Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-16, 10:07 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ما وراء الغيوم...." للكاتبة / رشا الخيالية "مميزة" (مكتملة )





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
ما وراء الغيوم...."
للكاتبة / رشا الخيالية





قراءة ممتعة لكم جميعاً.....




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-03-19 الساعة 09:48 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 10:08 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t400087.html




.
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طابت اوقاتكم جميعاً بطاعة الرحمن..

عدت من جديد للادمان الذي لا اريد منه خلاصاً..
للكتابه، بل للغوص في الخيال.. سأترك الواقع للذين يريدونه وسأُحلّق في مخيلتي قليلاً بطائرة حروفي فمن أراد ان يرافقني من دواعي سروري ومن لم تعجبه الطائره فليبحث عن غيرها، الطائرات كثيره والفضاء واسع..

اما أنا سأمضي حتى أصل اقصى نقطة إرتفاع قد تصلها طائرة حروفي المتواضعه في فضاء الكلمه الشاسع..


بقلم/رشآ الخياليه:
Bbm: 75ea0fdd
....
...
..
.



















التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-03-19 الساعة 09:06 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 10:09 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


1))ما وراء الغيوم..!
.

دائماً عندما تتلبد سماء حياتنا بالغيوم وتزداد قوة العواصف التي تقتلع منا كل ما نحبه نتطلع الى ما وراء تلك الغيوم.. نريد ان نرى شمس سعادتنا تشرق من جديد وان نستعيد توازننا بأقل الخسائر وان نتجاوز عثراتنا.. لكن متى سنرى "ما وراء الغيوم" التي تخبئ لنا الكثير و يا ترى ما تخبئه لنا تلك الغيوم خلفها.. ؟!

..الاقدار يكتبها الله ونحن نجري خلفها.. لكن تعقيدات حياتنا هي ماجنته ايدينا،هي حصاد مانرتكبه من حماقات...

ان يولد المرء في بيئه بسيطه ليس عيباً ..العيب ان لا يتقبل بيئته وظروفه وان لا يعمل لتغييرها للافضل..فالرزق لا يأتي لأعشاش الطيور بل هي من تحلّق عالياً للحصول عليه.

خُلقنا طبقات مختلفه الفكر والاهداف والاسلوب،
الحياه نفسها ليست على وتيره واحده..نبكي احياناً ونضحك احياناً أخرى..
..
مشاعرنا التي نكبتها و التي لم نبوح بها.. نحتاج من يسمعها نحتاج من يشاركنا ما نعيشه، فالوحده هاجس مخيف ،فقد يعيش قلبك في عزله وان كنت بين ملايين البشر !
جرب كل شيء شارك الحياه مع الاخرين،اعط فرصةً لقلبك ان ينبض من جديد ان يحقق ذاته ان يتعايش ان يغامر.. لا تجعل احزانك تأخذ من سنوات عمرك اجملها،
تحرك وعوّض ما فاتك.. لا تكن فريسه لظروفك بل تغلّب عليها وانطلق للحياه..

وان غطت سماء قلبك الغيوم القاتمه.. اشعل مشكات الامل بداخلك.. ستشرق شمس احلامك ذات يوم وستنجلي تلك الغيوم .. وستكون انت كما ينبغي ان تكون.. فقط احترف الأمل واعمل به..
.

..
البدايه..

كان يوماً قاتماً والغيوم السوداء تحجب النور..
وكأنها تعلن الحداد على ايامي القادمه …!

في احد احياء مدينة الخرج بالتحديد ..
عند باب المقبره؛
يقف ذلك الطفل ذو التسعة اعوام باكياً بصمت كمن اخرسته الصدمه أو لم يستوعبها بعد! ، كيف فقد ذلك الحضن الدافئ بهذه السرعه؟ كيف انتزع المرض منه أمانه؟.. هل حقاً بات بدون أم؟ هل ما يحدث له الآن حقيقه؟ام كابوس!
خفقان قلبه المتوتر يُخبره بأنه فقد الأمان.بأنه لن يراها ثانيه.. لم يعد له حضن ولا ملجأ،

يقف بجانبه خاله وهو يرى جموع الناس تأتي تعزي في وفاة والدته والكل يمسح على رأسه قبل ان يذهب..
سمع همساتهم وكلماتهم التي تصفه بالضعف(مسكين تيتم صح لا ام ولا اب)..(الله يعينه على هالدنيا) (لاعته الدنيا وهو توه صغير!)
من تلك الكلمات التي لم تكن مواسيه له ابداً، سحقاً لقلوبهم هل ظنوه أصماً ليقولوا ذلك أمامه بلا مبالاه..

صرخ حتى باح صوته بقدر ما بكى ونادى بأسمها ولكن هذه المره لم تجيبه كالعاده..هذه المره نامت للأبد.تلك الحنونه ذهبت بلا عوده.. طفلٌ لم يذق سوى حضن الأم وهاهو يفقده..لم يعرف والده الذي توفي قبل ولادته بأشهر..!!


،
انتهى المعزون واخذه خاله معه وهو يواسيه بكلماته الحانيه/خلاص يا عزز يا ولدي ترى بكاك يوجع قلبي،

وقف عزام بإنهيار امام باب المقبره الذي يغلقونه دون أمه وهو يتشبث بالباب خوفاً ان يغلق دونها/لا يقفلون على امي يا خالي اامي دااخل يا خاالي.

حاول خاله إبعاده بصعوبه حتى نجح ليجلس عزام باكياً و جلس خاله مقابلاً له ثم احتضنه وبكى في مشهد ابكى الموجودين الذين حاولوا مواساته. قد كانت الفقيده الاخت الوحيده لأخيها والمقربه له، هي صاحبة الافضال والوقفات التي لن ينساها لها اخيها خالد...قد باعت ذهبها الذي يساوي 100الف لتساعده في بناء منزله و باعت عماره كانت باسمها ورثتها من زوجها المتوفي لتخرجه من ازمته الماليه، لم تكن يوماً عالة على اخيها بل السند الذي انتشله من ازماته، وعد نفسه ان لا يتخلى عن عزام وان يكون معه خطوه بخطوه حتى يكبر و يعتمد على نفسه..

ركب السياره وهو باكي.. رقبته تلتفت للخلف وعينيه على تلك المقبره.. ذلك الثرى يضم اجمل وأحن وجه.. رآى طيفها يقف بعيداً ومودعاً له بابتسامه شاحبه.. تنهد و غرق وجهه وسط دموعه.. لماذا رحلت باكراً وتركته؟ وهي التي كانت تقول له دائماً أنها تحبه.. وهي التي لا تغمض اجفانها الا وهو بجانبها..!!
في حضن من سينام الليله؟ وهي من سيؤنس وحدتها؟ كيف دفنها خاله وهو الذي يقول بأنه يحبها و بكى حُزناً لوفاتها؟ اسئله كثيره لم يحتملها قلبه ولم يستوعبها عقله بعد..!!
غصّة ألم غصّة وجع ..غصّة فقد لم يحتملها قلبه الذي غلّفه الحزن باكراً..لا شيء اكثر وجعاً من الوداع الاخير.. بين طفل وأمه..
.
،
.
،
.
،

لم يستطيع الدخول للمنزل وهو يعرف أنها ليست هنا.. كيف سينام وهو شاهدهم يدفنونها امام عينيه؟!!
وقف في باحة المنزل وهو يرفض الدخول مع خاله ويرى ابناء خاله امامه.. ساره و قاسي ومدى الصغيره التي اتجهت اليه وهو يجلس لتمسح دموعه وتبكي لبكائه ..كانت تحاول ان ترى وجهه الذي يغطيه بيديه وتنادي بعبث/عذاام لا تبكي خللاث...

ليأتي قاسي ويجلس حزيناً بجانبه،..

تحدث خالد بعد تنهيده/يلا يا عزام ابوي روح داخل..اسمع كلامي يا ولدي

حاولت ساره وهي اكبرهم سناً ان تمسك بيده وتوقفه وهي تشده/عزام انا وقاسي ومدى ماتعشينا.. ننتظرك تعال نتعشا.

نفض يده منها وهو يتركهم ويتجه لغرفة والدته ويغلقها علئ نفسه..

شعر بالعجز وهو يرى هذا الطفل يواجه صدمته مبكراً، دعى الله كثيراً ان يتجاوز ازمته..

مرت ايام العزاء حزينه على خالد وابن اخته..ومرت الايام هادئه ينقصها صوت عزام الذي انطفئ في بدايته..!
.
،
.
،
.
،
.
،
.بعد تلك الاحداث بفتره…
في الليل نام الاطفال ودخل هو غرفته يريد النوم والراحه لم يهنئ بنومه منذ زمن،.سمع صوتها تدخل وهي تتحدث بغضب/اخيرا جييت..

تنهد وهو يضع رأسه على الوساده/قصري صوتك بناام

وقفت عند رأسه وهي تتكتف بيديها/انت ماتعلمني متى عاد بفتك من ولد اختك هذا..

استغرب بل استنكر ما نطقت به وجلس متسائلاً/علامه عزام

زمت شفتيها بغضب/ياخي ملييت عااد متى بأخذ راحتي ببيتي.. شف لك صرفه وابعد هالولد عني، بالاول يالله تحملت امه المريضه وهاللحين هو..كلّم عمه راكان فالرياض قله ترى لك ولد اخو هايت عندنا تعال اخذه

عقد حاجبيه وهو يرد عليها بغضب،بعدما ذكرت عم عزام، يستحيل ان يرسل ابن اخته لأهله ولو قبلوا السماء ولن يرضي هذه الحمقاء بإهمال ابن اخته اليتيم/بتنقلعين انتي مع السلامه..ترى عزام هو الداخل وانتي الطالعه، فهمتي؟ يلا انقلعي

خرجت من الغرفه وهي تتوعده، ان تتخلص من هذا الولد الذي نغص صفاء منزلها هو وأمه..!!
..
،
.
،
.
،
.

مرت الأيام رتيبه وباهته في عينيه.. اين ذلك القلب الحاني الذي كان يطوّقه بحب وبدعوات صادقه؟
اين تلك التي لا تنام وهو يشعر بوجع..!
اين تلك التي لم يعرف طعم الجوع إلا بعد فراقها؟!
اين التي كانت ترتب هندامه و تعطره كل يوم..
اين التي كان يغفي على صوتها وهي تغني له سبحونتها..!!
آه غداً أول يوم في رمضان يا أمي؟ اين انتي؟!

..
ودعت زوجها عند الباب فهو ذاهب في مهمة عمل كعادته يخرج كل شهر ويمضي اسبوعين .. ثم دخلت تسابق الريح.. اتجهت لغرفة أبنها "قاسي" ذو الثمان سنوات وجدت اللحاف بعيداً عنه لتتجه اليه وتغطيه جيداً..ثم اتجهت لسرير "عزام" وهي تنزع اللحاف عنه وتحاول إقاظه بهمس لألا يسمعها طفلها/عزاام قوووم يمال الوجع.. قوووم

استيقظ مفزوعاً من طريقتها العدائيه/خالتي حصه!!

سحبته من سريره وهي تخرجه من الغرفه وتعطيه لحاف ووساده/يلا انقلع للمجلس برا لا تشوفك عيني نايم بأقصى البيت مره ثانيه.. ساامع؟

تقوست شفتيه وهو يحاول ان لا يبكي.. مازال طفلاً لم يكمل عامه التاسع، خرج وهو يلتفت خوفاً..لينصدم بإغلاقها الباب خلفه بعد خروجه مباشرة..!
وقف قليلاً غير مصدقاً لما تفعله به، لماذا تطرده؟!!

اتجه للمجلس بسرعه وهو خائف من اصوات القطط التي تملأ الحاره.. وجد الباب مغلقاً ليحاول ان يفتحه.. ولكن دون جدوى،
حاول العوده ولكنها قد اغلقت الباب دونه بالمفتاح!!
ليذهب ويجلس ويلتحف بلحافه وهو يراقب الظلام ويفزع مع كل صوت خلف استار الظلام.. الذي تتخلله إضاءة الشارع البعيده من خلف النخلات ..

ظل يبكي.. وهو يتسائل بداخله لماذا رمته زوجة خاله خارجاً؟ مالذي اقترفه بحقها..راجع مافعله اليوم، ولكنه لم يفعل ما يغضبها!!

ترقرقت دموعه وهو يشعر بخفقان قلبه من شدة الخوف..
امضى ليله كانت من اصعب لياليه التي عرف فيها معنى فقد أمه.. بكى وهو يتمتم بأيات القرآن بصوت خافتاً طوال الليل، كما كانت تفعل والدته له حين يطول سهره..

كانت فقط البدايه لمسلسل عذاباتها لذلك اليتيم..!
،
.
،
.
،
.
اشرق الصباح.. همت بصنع الفطور وايقاظ اطفالها لمدارسهم كعادتها..
مشطت شعر ابنتها الصغرى/يلا حبيبتي "مدى" خلصي كاسة الحليب كلها… بروح اجيب شنطتك. وانادي اخوانك

دخل قاسي وهو خائف كانت المره الأولى التي يستفيق من نومه ولا يراه بالسرير المجاور له/يممه وين عزام مالقيته

تذكرت انها اخرجت عزام للمجلس/ماعليك منه روح انت جهز نفسك للمدرسه وانا بروح اقومه

قاسي ببرائه/يمه وين نام عزام؟

ام قاسي/نام فالمجلس.. يلا قاسي ابوي خلص لبسك ألبس ثوبك اللي طلعته لك..

استغرب ما قالته عاد قاسي لغرفته وبدأ يلبس..لن يدع هذه لعزام كيف ينام في مكان بدونه؟!!



قررت الخروج والذهاب لإقاظه لتتفاجئ به ينام في باحة المنزل امام المجلس،زمت شفتيها بغضب.. ماذا لو عاد خاله فجأه ورآه بهذا المكان.. لربما طلقها و انهار بيتها،..
رفسته بقدمها من دون رحمه وهي تنادي/عزززيّم ووجع.. عزاام.. عززيم

ضل يتألم من رفستها وكأنها تسببت في كدمه في ساقه/ررجلي يا خااله رجلي

مسكته وهي توقفه وتنفضه بغضب/وعساها الكسر ان شااء الله ..انت ماتقوولي ليه نايم هنا!! ليه مانمت فالمجلس؟ هاااه تبي تجلطني ؟!!

بكى وهي تصرخ في وجهه بلا مبرر/المجلس مقفل يا خاله..

تركته وهي تتجه لباب المجلس لتراه فعلاً مغلق، لتلتفت اليه واثار الأرضيه قد ارتسمت على خده، لتتحدث ببرود وكأن شيئاً لم يكن/ايه ماعليه نسيت افتحه لك.. امش قدامي افطر وروح مدرستك عساك ماتنجح

حاول المشي وهو يرفض/انا صاايم ..باخذ شنطتي وبروح

استغربت/عمرك تسع سنين وبتصوم..!..يلا شعلي منك لو تلحق أمك.. طقااق، المهم اخذ كتبتك وحطها فالمخزن.. يا وويلك ان دخلت البيت مره ثانيه

ابتلع غصته وهو يرى كراهيتها و يسمع ما يجرح قلبه الغض.. دخل وهو يرى "مدى"تتجه اليه وتحتضنه بعدما رآته يعرج، تقوست شفتيها/عذاام رجلك توجعك!! من ضربك؟

كاد ان يبكي مره اخرى فألتفت و رآها تحرقه بنظراتها وكأنها تهدده بأن لا يُخبر احداً بما تفعله به.. تجاهل "مدى"ليدخل غرفته ووجد "قاسي" يلبس ثوبه النظيف.. ويبتسم له/ليه معاد تبي تنام بالغرفه يا عزام!!

حاول ان يبتسم وهو يأخذ حقيبته التي جهزها البارحه/انا صرت رجال بنام فالمجلس

انتهى قاسي من لبسه ليخرج.. اتجه عزام للخزانه باحثاً عن ثوب نظيف!! لكن لم يجد!! ماذا سيفعل؟!

دخلت في هذه الاثناء ابنة خاله الكبرى ساره ذات الخمسة عشر عاماً وهي تبتسم له/تبي ثوبك عزامي؟اساعدك؟

هز رأسه بحزن/محد غسل ثيابي

اوجعها قلبها وهي ترى تلك العينين الناعستين ذات اللون العسلي الفاتح تذبل اكثر، اتجهت اليه وهي تجلّسه وترفع بنطلون بيجامته عن ساقه/خلني اشوف ليه انت تعرج.. لا تستحي يا عزام قول لي وين طحت؟

تقوست شفتيه ليمنع نفسه عن البكاء مرّة ثانيه وهي تضغط على مكان الألم..صمت وكأنه يفتقد ابجدية اللغه، بالكاد يفهم مايتعرض له من كراهيه، لم يصدق ضربها له، مازال يظن انها مخطئه او انها لم تقصد إيذائه....

اشفقت عليه، لابد أن والدتها تقسو عليه، يجب ان لا تتركه/اليوم لا تداوم.ارتاح هنا علشان ساقك وبقول لبوي اذا جاء يمر مدرستك. و اوعدك اني بغسل ملابسك كل يوم..

دخلت ام قاسي في هذه الاثناء وهي تتخصر/انت للحين هنا!! ليه ما انقلعت لمدرستك هااه؟

خافت ساره وهي تسمع صراخ والدتها، اتجهت اليها وهي تحاول تهدأتها/يمّه حرام عزام رجله توجعه ،وانتي نسيتي تغسلين ثيابه!

قاطعتها بغضب وصرامه/انتي تنكتمين وتنقلعين لمدرستك بسرعه ..وهو بعد يداوم بثوبه اللي امس وهو ابن تبن بعد.. يلاااا

وقف وضغط على ساقه وهو مرعوب من نبرتها، غيّر بيجامته ولبس ثوبه الذي بالأمس و اخذ حقيبته وحذاءه و مشى وهو يعرج من ضربها له.. اتجه للباب وخرج ..ابتعد عنها وعن صوتها الذي يلاحقه كالوحش الكاسر.. ضل عند الباب حتى خرج له قاسي بعدما انتهى من افطاره..
حمداً لله ان المدرسه قريبه من المنزل، والا لن يستطيع الاستمرار في المشي..
خجل من لبس ثوبه المتسخ ونظرات الطلاب ، بحلقه غصّه، وبصدره قهر..كم يكره تلك النظرات المليئه بالشفقه!


بدأ طابور المدرسه.. باذاعه مدرسيه انتهت لينتبه له احد المعلمين وهو يعرج. اتجه اليه وهو يهمس له/عزام.. فيك شي يابوي؟

هز رأسه بالنفي/لا يا استاذ سعد مافي

عرف انه ليس بخير/افطرت؟

ألتفت اليه غاضباً فهذا سؤال يستفزه،لطالما قالت والدته انه يجب ان يبدا صيامه من رمضان القادم وهاهو اتى رمضان و سيصومه كما أمرته والدته/انا صايم

رفع الاستاذ رأسه وهو يبتسم من ثباته/هذا الولد الشاطر ما شاء الله عليك يا عزام..

انتهى الطابور الذي لا يتعدا دقيقتين في شهر رمضان.. ليبدأ الطلاب بالدخول لفصولهم… وهو يسمع بعض المعلمين يتحدث به وهو يعرج بعبارات يكرهها ويمقتها(مسيكين هاليتيم.... انتبهوا له يا شباب تراه ضعيّف)

شعر بقوته تزداد و القسوه تغلف قلبه وهو يسمع تلك العبارات التي تستضعفه ..يجب ان يثبت للكل انه ليس ضعيفاً وليس مكسوراً ..كره معاملته كناقص…فهو ليس اليتيم الوحيد في هذا العالم ..ولماذا يُشعرونه بأن اليتم إعاقه ..آه كم يكره نظرات الشفقه بأعينهم..

سأم من احتقارهم له.. نعم هم بهذا الشكل يحتقرونه.. يظنون انه لن ينجح بدون والديه… يتذكر جيداً حديث والدته، في أيامها الأخيره(خلاص يا عزام انت صرت رجال بتدرس لحالك وبتنجح وتصير الأول على المدرسه.. وبتكبر بتخرج من الجامعه و بتشتغل زي الكبار و بتصير احسن واحد فالدنيا)
ابتسم وهو يتذكر كلماتها وهي تصف مراحل نموه وكأنها تراقبه.. رفع رأسه للسماء بابتسامته الدامعه، فهنالك والدته تسكن الجنه كما سكن فيها قبله والده ، هي مع أبيه خلف احدى الغيمات، ينظرون إليه من بعيد،
*رسم له أملاً وابتسم ثم مضى*

مرت ايامه كباقي الايام.. فصول من المعاناه والتهميش في منزل خاله حينما يغيب اسبوعاً في عمله الذي يكون خارج المدينه ممايزيد معاناته.. بعكس حينما يكون موجوداً..!
.
،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-16, 10:10 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



.
،

جلست تلف سمبوسة الافطار وهي تفكر لماذا لم تعد إحدى الجارات يزرنها كالسابق.. هي تعرف تماماً ان لولا أم عزام وكرمها و احترام الناس لها لما وطئ أحد منزلها.. لم تنسى زيارات الجارات الدائمه لها.. حتى قهوة الصباح يحتسينها معها..!
تتذكر كم كانت كريمة معها وهي تسبغ عليها الهدايا و تنصح اخيها بأن يرفق بها.. كرهت تسلطها عليها.. كرهت لطفها لها الذي يشعرها اقل منها ..

رن هاتفها لترد هذه اختها الكبرى/هلا ام صالح

على الطرف الآخر/هلابك حصه.. شلونك وشلون العيال.. شلون عزام الله يصلحهم كلهم

ميلت شفتيها/ابخير ماعليه الا العافيه.. وينك يا بنت من بدا رمضان ما شفتك!!

ام صالح/والله انشغلت ياخيتي و اخت زوجي كانت نفاس عندي مسيكينه اخذها زوجها قبل تكمل ..رحمتها مع هالصغير البكاي

ردت بغيض/وانتي شعليك فيها ، احمدي ربك افتكيتي منها

شهقت مستنكره حديثها/لا يام قاسي ماهي من عوايدنا.. عيب من فعل خير لقاه وانا اختك،ترى كل دين مردود يا حصه.

ببرودها/والله ماتوسع خاطري لين فارقتني سويره.. عقبال يلحقها ولدها

لم تستوعب ان اختها بهذه القسوه/حصه تكفين استغفري.. واحسني لهالضعيف والله ان عندك بالبيت بركه.. تذكري كلام رب العالمين (واما اليتيم فلا تقهر) بكرا يكون لتس مثل عيالك واحسن ..ماتدرين والايام دواره

بلا مبالاه/المهم اتركك من هالسالفه.. نبي نحدد يوم نروح لأمي فيه.. شرايك هالسبوع…
.
،
.
،
.
،
،
.
،
.

قبيل الآذان بدقائق، جلس يدعو ربه كما اخبرته ساره انه وقت استجابه،
ابتسمت له ساره وهي تراه يدعو بهمس وبرجاء/وش دعيت يا عزام؟

بادلها الابتسامه/دعيت ربي اشوف أمي بالحلم، انا ماحلم بها يا ساره اشتقت لها..

ذبلت عينيها وهي تلمع، حاولت منع نفسها ان لا تبكي.. فسكتت ..

خرجت من المطبخ و نادته بعدما شاهدته يجلس بجانب ساره على السفره..
تُرى مالذي تريده!

ام قاسي وهي تحمل حافظة طعام/اخذ هذي وودها لأختي ام صالح

ساره/بس يمه بيت خالتي ام صالح بعيد فالحاره الثانيه مابقى وقت ع الاذان خليه يفطر بالاول

ام قاسي بغضب/انكتمي انتي محد كلمك، يلا عزام اخذ الحافظه وروح

نظر إليها بتساؤل صامت، هو مرهق من اوامرها طوال اليوم وطلباتها من محل البقاله التي لا تنتهي، و مع ذلك صائم ،
لا يستطيع الاعتراض وإلا ستعاقبه، اخذ الحافظه وخرج وهو يغرق في تساؤلاته مالذي تريده منه؟!..لماذا دائماً تصرخ في وجهه وتأمره هو فقط لماذا لا تأمر إبنها..أتظنه طفل لا يشعر ولا يحس أو انه عديم الذاكره.. أتظنه سيظل طفلاً مدى الحياه..سيكبر ذات يومٍ و سترى ذلك.

صدح صوت المؤذن وهو مازال يمشي، لم يصل بعد.. رفع رأسه للسماء يعجز لسانه عن وصف امنياته لكن خالقه يعرف ما تكنّه نفسه و ما يعانيه..

بعد لحظات وصل منزل ام صالح التي بالجانب الاخر من الحي الاخر .. رن الجرس ليخرج اليه صالح وهو يبتسم/عزاام يالله حيه.. وش جابك هالوقت..

قدّم اليه حافظة الطعام وهو يبتسم بذبول من العطش والجوع والارهاق معاً/هالحافظه من عند خالتي ام قاسي ..

امسك به صالح وأصر عليه/ادخل افطر معنا والله ماتروح..

لم يجد بداً من الدخول..
بدأ بالافطار على استحياء.. لم يعتاد عليهم..

شعرت ام صالح بالخجل من فعلة أختها، كيف لها ان ترسله في وقت الافطار.. لكم نصحتها ان تُحسن لهذا اليتيم لكنها لا تستمع لنصحها.. مالذي كانت ستخسره لو عاملته بلطف.. يبدو هزيلاً في هذا الشهر.. حقاً اتضح عليه اليتم/اكل لبى قلبك.. كل يوم تعال ألعب مع حسون وماجد تراهم كبرك

ابتسم بصمت وهو يرى الجميع يتعاطف معه..لم يعرف بعد معاني المشاعر ولا تصنيفاتها.. كل ما يشعر به هو الوجع و حِدّة الفقد ومرارة الحرمان..
.
،
.
،
.

عاد الى المنزل هذه المرّه بشكل مفاجئ لم يتصل ليخبر أحداً بوصوله.. دخل ينادي ليجد في استقباله ساره ومدى..
حمل مدى ليجلس وهي في حجره/شلون مدى اليوم

ابتسمت وهي تعانقه/بخيييير..

ألتفت الى ساره متسائلاً/وين اخوانك قاسي وعزام

ترددت في الاجابه/قاسي نايم.. و عزام.. أ

قاطعتها تلك وهي تدخل/عزام عند اختي افطر عندها.. عزموه صالح و حسون

استغربت ساره إجابة والدتها وكذبتها، لماذا تغيرت والدتها فجأه وباتت تظهر كراهيه لعزام!!

عبس ابو قاسي/وليييه يرووح بدون أذني.. الله يصلحه

ام قاسي وهي تجلس/عاد وش اسوي ..انا منعته بس هو مايسمع الكلام، الله يعيننا عليه لا كبر بيشيب روسنا

ألتفت اليها وهو يعقد حاجبيه، يعرف تلميحاتها جيداً/حصه.. قومي طلعي لي ملابس ابي اتسبح واغير.. وانتي يا ساره جهزي لي القهوه

ذهبت حصه ..و دخل في هذه الاثناء عزام وهو يحمل حافظات الاكل الفارغه وضعها على الارض واتجه إلى خاله يكاد يطير من شدة سعادته برؤيته ليحتضنه/خااالي

ابتسم وهو يجلس ليكون بمستوى طوله/يا مرحبا بولد الغاليه.. يا ولد انت ماتعلمني ليه ناحف وراك ماتاكل، انت من وين جاي؟

اجابه ببرائه/خالتي حصه عطتني حافظة جريش وحافظة فطاير وقالت اوديها لخاله ام صالح

صغّر عينيه وهو يستفسر/متى، قبل اذان المغرب والا بعده؟

ابتسم ببراءه/أذن في الطريق وخالتي ام صالح وصالح خلوني افطر عندهم

هز رأسه بغضب وهو يفهم ما يدور خلف ظهره/اجل الدعوه كذا يا حصيصه… يلا وانا خالك روح و ذاكر دروسك ثم تعال ابيك تجلس معي نتقهوى ونجلس مع بعض شوي

ابتسم بسعاده،ثم ذهب فرؤية خاله كفيله بإزالة جزء من وجعه بمعاملته و رائحته وحنانه الذي يذكره بصدق محبة أمه.. هو من أكد مقولت أن "الخال والد"
،
.
،
.
،
.
،
.
دخل الغرفه كالعاصفه.. أغلقها بالمفتاح وهو يراها تقف امام الخزانه المفتوحه وتُخرج له ملابس، إتجه إليها وهو يتوعدها بعينيه.. حتى وقف أمامها.. وصفعها بأقصى قوته

ارتعبت وهي تُسقط المنشفه من يديها، وتسقط معها دمعتها/بو قاسي علامك… انا وش سويت

امسك بها من ذراعها وهو يسألها/انتي ماتقولين لي متى بتعقلين؟ هاااه؟..ليه حاطه دوبك ودوب طفل يتيم؟!!!

حاولت ان تدافع عن نفسها ولكنه يصرخ بوجهها وألقاها أرضاً…

أشار بإصبعه السبابه وهو يهددها/ان تعرضتي لعزام مره ثاانيه والله يا حصه ان تسبقك ورقة طلاقك على بيت اهلك، وبزارين ماعندي لك بزارين .. فاااهمه؟!

هزت رأسها بالموافقه و هي تشعر بجديّته و لهيب نظراته الناريه.. ليتركها بشده.. ويأخذ منشفته ويدخل الحمام يستحم.. لن يدعها تسخر منه وتستغفله في ابن اخته الوحيده.. لن يسمح لها مادام حياً.. تمنى ان يطيل الله بقائه حتى يوفي بوعده الذي قطعه لأخته ان يحمي طفلها حتى يكبر ويشتد عوده.. عرف الآن ان اليتم هو يتم الأم..
نزلت دموعه وهو يتذكر مواقف أخته معه.. كانت أماً حقيقيه لم تُشعره بفقدان أمه.. و لم تتزوج الا متأخره لترعاه..
،
.
وقفت وهي ترتب نفسها بعدما ضربها زوجها.. وهي تتوعده بداخلها ان تنتقم..ولو بعد حين!!
مازالت تشعر بمرارة الاستصغار.. كان منزلها عامراً بالجارات والزيارات.. بسبب احترام الجميع لأم عزام كانت تحظى بمكانه عاليه عند اهل الحي جميعهم..
وهذا ما تأكدت منه بعد وفاتها لم يعد يزورها أحد.. فقد ماتت من كانت تشعل المنزل بوقود الحياه..لتعرف حقيقة انها لا شيء وان كل ما كانت تحظى به من تقدير هو بسبب انها زوجة أخو ساره فقط!!
.
،
.
،



هي ايام قليله لينقضي الاسبوع.. ثم ذهب ابو قاسي لعمله كالعاده.. أنهى جميع الاطفال طعام عشاؤهم،فرحت بذهاب زوجها.. لترمقه بحده وهي تراه يأكل ببطئ/انت يا ولد ساره اذا خلصت اكل تنقلع للمجلس برا فااهم؟!

ابتلع ريقه بصعوبه.. لم يستطيع إكمال عشاءه حتى وقف وهو يهم بالذهاب.. لتلحق به و توقفه مجدداً خارج الغرفه بعيداً عن مسامع اطفالها/اسسمعني ززين يا عزيّم..ان فتحت فمك و علمت خاالك يا وويلك ترى بذبحك وبقطك للكلاب فالشارع تاكلك. مفهووم؟

اتسعت حدقتي عينيه الناعستين بهلع ليبتلع ريقه بصعوبه اكثر من اي وقت مضى، نظراتها مخيفه نبرتها تكاد تقتله رعباً..هز رأسه وهي تكرر تهديدها/و..و..والله ماقوله والله

ابعدته عن طريقها/يلا انقلع عن وجهي جعلك الماحي..

ذهب مهرولاً و كأنه يهرب اخذ وسادته ولحافه وخرج..
جلس في المجلس و ترك الإناره مضاءه حوله.. عاد اليه خوفه وهو لوحده.. لماذا لا تريده زوجة خاله.. لماذا تهدده بالقتل؟!..متى سيشعر بالأمان؟ .. متى سيحظى بالسكينه التي افتقدها مع فقدان والدته..؟
كل يوم يفتقدها اكثر من سابقه..
لن ينساها.. كل شعور مؤلم يذكره بها..
هكذا مضت به أيامه ما بين كبت وقهر و حرمان..
اي فقد يمر به هذا الطفل..

سمع صوت خطوات خارج المجلس ليقف خائفاً ويتجه للباب بعدما رأى ظلاً تحت الباب/من؟

همست بصوتها الطفولي/عزااام افتح لي البسه بتاكلني

فتح الباب وهو يستغرب وجودها هنا/مدى!!

دخلت وهي تجلس وتضع صحناً صغيراً به خبز وجبن وعلبتين عصير/تعال اكل معي

استغرب تصرفها/مدوش ارجعي ترى اذا عرفت أمك بتضربك

هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم/لا تخاف امي نايمه ..تعال بس اكل معي..

ابتسم وهو يذهب ويجلس بجانبها، الجميع يتعاطف معه حتى مدى التي اصغر منه/مدى انا مابي اكل ليش تجيبينه؟ يلا روحي

ألتفتت اليه/انت كذاب،اختي ساره قالت انك ماتعشيت معنا زين، و امي تخليك تطلع برا، بس ماعليك انا بجيك كل يوم و اجيب لك جبن وخبز.. وعصير يلا اكل قبل اروح

بدأ بالاكل معها، هي محقه، فهو لا يأخذ كفايته من الاكل تحت نظرات زوجة خاله.. تناسى الحزن والبؤس لطالما ساره تقف بجانبه فهو بخير ..
ابتسم وهو ينظر لوجه مدى المملوء برائه وغمازتها المميزه.. شعر اليوم انها تفهم ما يدور حولها.. هي ليست مجرد طفله في السابعه من العمر..!


.

.
،
.
،
.
أيتها الغيوم الرماديه اجيبي،
متى ستمطرين أو متى ستهب العاصفه؟
غيبي ايتها الغيوم فقد مللت الظلام..
اريد العيش بسلام..
اريد رؤية شموس الدفئ تشرق كل يوم
..اتوق للشعور بالامان..


مرت سنوات العمر و "طفل الوجع" يكبر عاماً تلو عام.. وهاهو اليوم يتخرج من الثانويه بتقدير امتياز..
عاد الى المنزل بصحبة قاسي الذي يرافقه كالأخ وان كان يحب الخروج مع اصحابه في رحلات قنص لا تستهوي عزام كثيراً..
وجد خاله يستقبلهم عند الباب بترقب/هاه يا شباب بشرووني

قاسي بابتسامه/ابشررك عزام تخرج بتقدير ممتاز بنسبة (98%) انا نجحت بس النسبه مااش90%

ألتفت لعزام بابتسامه دامعه وهو يحتضنه/الف مبروك يا ولدي ااالف مبروك..

ابتسم عزام وشعر بتأثر خاله/الله يبارك فيك يا خالي

شعر بالضعف في جسده ..كالذي كان يقف طوال سنين يريد ان يسند نفسه ويرتاح، كاد ان يسقط لولا ان قاسي وعزام تسابقا للإمساك به..

خاف قاسي/يبه شفيك؟

ابتسم لهما/من فرحتي بكم.. ماصدقت انكم كبرتوا وصرتوا اطول مني

قبل رأس خاله و هو يشد على يده/تربيتك يا خالي..

هز رأسه/يلا ادخلوا خلونا نتقهوى..

دخل وهو يرى تلك الشقيه تنزل من الاعلى تسابق الريح وبعينيها سعاده، وكأنها واثقه بالبشرى الساره/هاااه كم النسبه يا عزام

سبقه قاسي/98% وانا 90%

عانقت قاسي بعد هذه البشرى وعينيها بعيني عزام/الف مبرووك حبيبي

ابتسم لنظراتها وهو يشاكسها ويذهب ليجلس بجانب خاله/هاللحين انا اجيب نسبه اعلى وتسلمين علئ قاسي وانا ل!!ا

عبست وهي تجلس وتسكب لهم القهوه/هو اللي بشرني..الظاهر انت تفوقت وشفت نفسك

ضحك ابو قاسي/عاد انتي متى شهادتك يا بنت

انفجرت ضاحكه/يباااه انا مبشرتك من يومين.. خلف الله علي ..الدلع لعزووم و قويسي.. اما مدووش محد دري عنها

ضرب عزام صدره بيده بخفه/ابشررري اجل بالدلع.. بس انتظري شوي.. هاللحين مفلس ههههه

ضحك قاسي/اجل اقعد يـ… لين يجيك الربيع هههه

كان ينتظر اجتماعهم ليخرج بوكه ويوزع عليهم مكافأة تخرجهم.. كل منهم خمس مائه أما عزام ألف ريال وقلمه الفضّي/ تستاهلون

مدت شفتيها وهي تمثل الامتعاض/شمعنى عزام الف وقلمك الفضي وانا خمسميه لحاالهااا. هاااه.. بابا اعدل

ابتسم لدلال صغيرته/انتي عاد بنتنا الصغيره

قاسي الذي يعتبر عزام كروحه الاخرى/والله عزام متخرج من الثانويه وانتي المتوسط

عزام وهو يرمقها بابتسامه جانبيه/بديينا بالحسد يا مدى!!

ابو قاسي بابتسامه/تستاهل يا عزام

دخلت وهي تراه يقسّم الهدايا.. وتراه يفضل عزام على ابنائها..لكن لن تعلق الآن والا سيقتلها.. مرت سنوات وهو يمنعها من فعل ماتريده.. ولكنها كانت تستغل فترات غيابه لتنكل بأبن اخته.. وساعدها في ذلك صمت عزام فهو لا يبوح بماتفعله به/مبروك يا شباب

قاسي وعزام/الله يبارك فيك

وقفت مدى وهي تتجه الى عزام وتجلس بجانبه بمشاكسه وتضع يديها على كتفه/مادري حسيت اني حبيتك فجأه.. شرايك تصير صديقي و نسوي قطيه ونسافر الشرقيه

لم يلتفت اليها/سووقيييهااا

استدرجته و اخذت منه القلم لتهرب ويقفز هو بدوره ويلحق بها/مدددى.. وقفي والله ما اخليك..

ألتفتت ام قاسي الى زوجها/ماتظن ان عزام صار رجال والمفروض معاد يدخل اقصى البيت!! <<لم يكن حيائاً ولكن لتطرده فقط.

التفت إليها/الولد معتبرهم اخوانه ومدى صغيره.. مابي اضيق صدره واعزلهم بعد كل هالعمر..
..
،
.

،
.

لحق بها وهي تخرج من باب المطبخ الخلفي وهو ينادي ابن خاله/يا قاااسي تعاال افزع لي

رد عليه قاسي من بعيد/رووح ياشيخ انت وهالبزر بقيل شوي وبطلع مع العيال وتراك بتروح معنا هالمره

صعدت اعلى الأرجوحه القديمه الموجوده في ساحة البيت الخلفيه.. وهي تمد لسانها تجاهه بحركه طفوليه/اتحداك تمسكني

وقف وهو يتأمل تصرفاتها كيف تحب العبث كالاطفال، حاول استفزازها فهو يعشق ردود فعلها الطفوليه/مدى انتي ماتشوفين طولك يالخبله.. طالعه فوق المرجوحه كأنك قرد يالقرده. حتى البزارين ما يسوون سواتك

ارمشت بعينيها بدلع/و احلى قرده .. هههه

زم شفتيه وهو يحاول ان يحاورها/شووفي ان مانزلتي هاللحين.. ماراح اوديك السووق.. ولا فيه كفيهات ولا طلعات بعد المدرسه من اللي انتي خااابره.. <<غمز لها ليذكرها

رفعت حاجبها/اهااا بدددينا يا عزززيييم ماراح انزل و قلم ابوي الفضي انزررف منك خلاااص.

تركها وهو يعطيها ظهره يعلم انها لا تستغني عنه ولا تحبذ صدوده عنها،هي مدللته ويعرفها ، ذهب وهو متأكد من لحاقها به..

رأته يبتعد ..يبدو انه صادق ولم يكن يمزح.. نزلت مسرعه وهي تناديه/عزاامي.. عزاامي

تظاهر بالغضب ولم يلتفت اليها كاد ان يدخل المنزل، ولكنها اوقفته وهي تقف امامه بطوله الفارع، وتمد شفتيها بتساؤل/امماا عااد عزامي، صدق زعلت مني؟

تصنع اللامبالاه/ابعدي عني بس.. دوري غيري يمشيك ويقضي مشاويرك.. ترى قاسي مامعه سياره.. مالك غيري

مدت يديها لتقرص خديّه وتحركها كعادتها حينما تريد منه شيئاً،ثم وضعت القلم في جيبه العلوي، وابتسمت وهي ترسل له قبله في الهواء وهي تراه يبتسم/وديينوو العسل.. هاااه بتوديني يا قلبي؟

ضحك وهو يراها تستخدم كيدها/عادتك يالمصلحجيه… مولله

عبست وهي تتكتف امامه ببرائه/عزااام والله اني احبك ماتمصلح.. اصلاً انت بعد تحبني و ماتقدر ترفض لي طلب، وبتطلعني اليوم معك انت وقاسي زززين <<رقصت حاجبها الايسر بابتسامه وهي تعض طرف شفتها السفليه..

ظل يتأمل حركاتها وهي تتدلل/انتي كبرتي وللحين تدلعين؟!

ابتسمت بدلالها وهي تمد يدها لخده وذقنه/وانت كبرت وصار لك لحيه مثل الرجال!! حلّقها فاااهم صايره تزعجني والا لعاد تجي تسلم علي.

اعجبه حديثها عن لحيته وعن بلوغه سن الرجال ،رآها تنسحب من امامه وتدخل… وتغيب عن ناظريه، لامس ذقنه بفخر و ابتسم حتى رأى عمه يراه من هناك.. وقد عقد حاجبيه وهو يناديه.. اتجه اليه.. بعدما شاهده يصد عنه ويذهب.. لحق به هنالك وهو يتسائل ماذا ازعج عمه..؟


دخل ذلك المجلس الخارجي وهو يعقد حاجبه بإمتعاظ ما شاهده قبل قليل ليس أمراً عادياً..هو لم يرى "مدى" تفعل مع قاسي ماتفعله مع عزام.. "الأمر لم يعد أخوياً"..لن يضل صامتاً حتى يقع المحظور..
شاهد ابن اخته يدخل وهو متردد.. أشار إليه وسمح له بالجلوس.. فكر فيما سيقوله له.. يجب ان يكون حازماً في هكذا أمر..

تباطئ حديث خاله فاستنطقه/خاالي علامك ..قوول اللي داخلك

تنهد/اسمع يا ولدي ..ابيك تبدأ تزين اوراقك و تقدم في الجامعه.. لازم تكمل دراستك

ابتسم عزام بعدما ارتاح لما قاله/تطمن يا خالي.. نسبتي زينه الحمدلله بسافر للرياض و بدخل القسم اللي ابيه،

فرح بذهابه عن مدى ولكن خاف عليه، كيف يتركه/يا ولدي بتروح لحالك؟ لا لا ما اخليك

ضحك وهو يقترب منه ويقبل رأسه/يا خالي انا كبرت خلاص.. صرت رجال واقدر اعتمد على نفسي.. ولا تخاف انا كلمت واحد من خوياي بنسكن عند اخوه اللي يدرس بنفس الجامعه.. المكافأه مع العمل خارج دوام الجامعه.. خير وبركه الامور ماهي بهذاك التعقيد.

سكت قليلاً،حقاً مضت السنين سريعاً..كان هذا الشاب اليافع طفلاً صغير البنيه والآن هاهو يفوقه طولاً وبنية جسمانيه.. تماماً مثل والده عبدالله.رحمه الله..لا يعرف لماذا يشعر بوهن وضعف في جسمه.. لماذا قلبه لم يعد يقوى على نبضاته..ضيق يسري في عروقه، اراد ان يرتبط عزام في هذا المنزل وان يعود اليه مرةً اخرى.. لا يريد مفارقته.. عزام يجب ان يكون له سند و قاسي موجود هما مكملان لبعضهما هما سيقفان بجانب بعضيهما وسيحميان هذه الاسره.. تردد فيما يود مصارحة ابن اخته به..!!

لاحظ جبين خاله يندا عرقاً خاف عليه وسأله بلهفه/خالي علامك؟ يوجعك شي؟

ابتسم وهو يجفف حبات العرق بطرف شماغه/لا يا ولدي.. تخبر القولون لاعب في حسبتي.. بس ماعليك.. انا يا ولدي بغيت اقولك شي

استغرب/قول يا خالي

ابتسم له/فيه واحد من خوياي في العمل من زمان.. طلبني ازوج مدى لولده...

صمت قليلاً وهو مصدوم، لماذا بهذه السرعه، لا يستطيع ان يتخيل مدى مع رجل اخر/خالي ..ترى مدى صغيره بالحيل.. لا توافق عليهم.. خلها تدرس

حاول استنطاقه/بس خالتك أم قاسي.. موافقه اننا نزوج مدى.. لو كان مغير خطبه هالسنه وتتزوج بعدين

لم يستطيع تقبل الموضوع برمته.. كيف تتزوج صغيرته؟ كيف تذهب لمنزل اخر و ان يحرم من رؤيتها وليس له حق في زيارتها!!.. نعم سيحرم منها. هي ليس اخته.. للتو فهم انها ليس اخته ويوماً ما ستحتجب عنه كما فعلت ساره قبلها.. آه حديث خاله احدث زلزالاً بداخله..
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
اتجهت الئ غرفة مدى وهي غاضبه منها ومن تصرفاتها وهي تمازح عزام كأخيها، يجب ان لا تجعله يتعلق بها.. إن تعلّق بها وخطبها لن يتردد ابيها في الموافقه وبدون مقابل أيضاً لن تسمح بحدوث ذلك…هي تعرف نوايا ابو قاسي وان لم يصرّح بها.. لكن لن يكون عزام زوجاً لإبنتها وان انطبقت السماء على الأرض.. لن تزوجها الا برجل مقتدر مالياً و يليق بها..

وجدتها تجلس بعدما انتهت مكياجها وتضع على يدها طلاء اظافرها الأحمر.. لتصرخ بها/اخييراا يا بنت خالد تركتي المراكض وراء عزييم

ابتسمت لها وهي ترى حنقة والدتها/ماامااتي ياكثر ماتغارين مني والكل مدلعني خليني استاانس

امسكت بإذنها وهي تشدها وتهمس/ان قمتي تطلعين و تنقزين مع قاسي وعزام يا ويلتس.. عييب ..البنت تصير مؤدبه.. تبينه لا تزوج بعدين يقول بنت خالي كانت خبله

ضحكت وهي تتملص وتفرك أذنها بعد قرصة والدتها/تطمني يمه، عزام يحبني ما راح يسبني..

فااض كيلها وهي تقولها ببساطه/بتجلطيني اكييد.. قوومي خلصي لبس علشان نروح حفلة تخرج بنت خالتك ام صالح بسررعه…والبسي فستانك الجديد اللي تو شريتيه.. تسنعي بيجون خالاتك كلهم.

ابتسمت بسخريه وهي تتجه الى خزانتها/تطمني يمه حتى لو رحت بقميص الروز وبدون امشط شعري تراني انا ازين منهم كلهم هههه

تريد حقاً ان تمنع اي ارتباط قد يكون بين عزام وابنتها لن تتحمله ابداً، يجب ان تتزوج رجلاً بمزاجها هي ليس كزواج ساره الذي لم ترتضيه/المهم تسنعي انا بروح ألبس.. اجهزي بدري

.
،
.
،
.
،

صراخهم قد ملأ المجلس وهما يتابعان المباراه.. يشجعان نفس الفريق ولكن قاسي اكثر تعصباً وعصبيه وهاهو يقف على "المتكئ" بلا وعي منه وهو مشدود الاعصاب..
هذه هجمه مرتده ليقف عزام وهو يصرخ/قووووووووول البلوووزز

قاسي لم يقفز فقط بل طار.. احتفلا وكأنهما في مدرج الاستاد..

انتبه للتي دخلت في هذه اللحظات بفستانها الازرق الذي يصل لنصف ساقيها وبحمالتين بدون اكمام.. و كعبها الاسود الناعم وذلك الخلخال الرقيق الذي تضعه في قدمها اليسرى،لماذا بدت له انثى ناضجه.. لابد وان حديث خاله عن خطبتها لابن رفيقه جعلها تكبر وتتغير عليه فجأه، لماذا تأنقت الليله كالنساء؟!! اغضبه منظرها الذي لا ينكر سحر جماله..

ابتسمت وهي ترئ قاسي مشدود مع المباراه/كم كم شباب؟

اشار قاسي بيده بدون ان يلتفت/واحد_صفر لتشيلسي

لاحظت نظرات عزام لها فابتسمت/شرايك فيني عزام؟ اول مره احط ايلاينر و روچ احمر.. حلو صح؟

عبس وهو يعطيها رأيه، لا يعرف ماهو الإيلاينر/ماهو بحلو ، و امسحي هالحمره لا تروحين كذا انتي بنت صغيره ليه تسوين كذا؟!

ارمشت بأهدابها بدلعها المعهود/لا ماني صغيره..

خرجت وهي تأمره، فهو صاحب السياره/يلا عزاام مشينا تعال وصلنا

غضب من ردها ولحق بها لخارج المجلس ليوقفها/منتي صغيره؟!!

إلتفتت إليه وهي تحرك اهدابها بدلع/لا يا قلبي ما عدت صغيره

زم شفتيه، هو يتحدث بجديّه وهو جاد/يعني اذا خطبك احد بتوافقين عليه؟

استغربت حديثه عن الخطبه، فضحكت لم يجول بتفكيرها البريء ما يتحدث به/خطبة ايييشش؟!! انهبلت انت.. لحد يسمعك، ترى بيذبحك ابوي ههههه

رد بجديّه/بس خالي قال ان فيه واحد خطبك وبيزوجك له، عادي تتزوجين؟

ببرائة تفكيرها الذي لم يبحر بها بعيداً اجابته بلامبالاه، وهي مازحه كعادتها، ظنت انه فقط يسخر منها ويستفزها بسبب الكحل و احمر الشفاه/اذا كان حلو بوافق.

اخرج من جيبه منديلاً و ثبت فكها وهو يثبتها ليمسح احمر الشفاه من شفتيها/هذا لعاد اشوفه عليك.. امسحي الماكياج مفهووم؟!!

استغربت تصرفاته هذه الليله، فغضبت جدياً/لا شكلك انجنيت.. وجع خربت شكلي اووف

خرجت في هذه الاثناء ام قاسي وهي تراه يقف عندها فصرخت بها/ألبسي عباااتك وتغطي يمااال الوجع.. ماتفهمين انتي.. ؟!

لبست عبائتها وهي ترمقه بحده وتخرج/يلا مشينا..

أقتربت ام عزام وهي تنهره/وانت علامك واقف معها.. عييب استح.. ترى هذي ماهي من محارمك..وحط في بالك من بكرا بتغطى منك واياني وياك تلقف وتسولف معها، فهمت يا ولد سويره؟

صمت وهو يفكر بحديثها، الى ماذا ترمي يا ترى؟!..لم يقصد شيئاً وهو يوبخ "مدى"
ابتسم لنفسه.. هاهو الان بات كبيراً ولا يخاف من نظرات ام قاسي.. ركب السياره وهو يراها تفتح عينيها فنهرها/غطي عيوونك يا بنت

صرخت به ام قاسي/انت مالك دخل في بنتي، يلا سوق السياره وانت سااكت، قلتلك اياني وياك تتكلم معها

غضبت من رد والدتها عليه بهذه القسوه.. لم تستطيع الحديث.. لتغطي عينيها إنصياعاً لأمره.. يعز عليها ان يُهان أمامها، هو له مكانته الخاصه في روحها،ليس مثل قاسي، فقاسي يضربها احياناً و يُغضبها.. لكن عزام لا.. عزام كنسمة عليله لا تستطيع التنفس يومياً بدونها..،
اللعنه ماهذه الاحاديث التي تدور في رأسي؟!
.

فهم الآن ان حديث خاله كان جدياً بشأن رغبة ام قاسي في تزويج "مدى"..هل يا ترئ ستتزوج وتترك المنزل مبكراً هي الاخرى..لماذا يغادره كل من يحبهم..
،
.
،
.
،
.

يتبع..



*اخبروني إن راقت لكم*





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 12:06 PM   #5

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك الروايه الجديده سعدت انك لم تطيلي الغيبه واضح من البدايه جمال الروايه موفقه وشكرا لامارا على الاختيار

عبيركك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-16, 09:30 PM   #6

قلب الاحزان

? العضوٌ??? » 250900
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 501
?  نُقآطِيْ » قلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond reputeقلب الاحزان has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك الرواية الجديدة لقد كنت أبحث كل يوم لاري أن بدأت برواية جديدة والحمدلله أنك لم تغيبي علينا بها وقبل أن أقرأ أعلم جيدا أنها ستكون بروعة عشق بلا قيود ان لم تكن أروع ألف شكر لك رشا علي امتاعنابحروفك واتمنى أن تكوني في مصاف كتابنا لأنك تستحق ذلك وشكرا

قلب الاحزان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-16, 12:17 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي








إهداااااااااااااااء للغالية رشا ـ الخياليه








مرحبـا وأهلين مـن بعـد الغيابي
رجـعـتـك للـمـنتدى أحــلى خبــر

رجـعـتك همـال من فوقه سحابي
مــاتقـول إلا عـلى جــوفي عـبـر

يارشا والحرف من قبلك مصابي
ومـن بعدك أقفت جروحـه وإنجبر

لالمحت اسمك على راس الخطابي
أعـرف إن بعـده محـــارات ودرر

كـاتـبـه تـكـتـب بفكــر مـايـعـابي
وكـم خـذينــا من كتابتهـــا عبــــر


وسلامتكم

لي عوده للتعليق على البارت إن شاء الله






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 12-04-16, 01:59 AM   #8

nz111

? العضوٌ??? » 150192
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,211
?  نُقآطِيْ » nz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond reputenz111 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف مبرووووك على الرواية بداية جميلة ومميزة شكراااااااا بانتظارك

nz111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-16, 06:46 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



2))ما وراء الغيوم..


أيتها الغيوم الرماديه ارحلي..
غيبي وخذي معك الخيبات واوجاع السنين والأيام
لا تعودي.. كوني وفيه للغياب..

.
،

غرس أنامله في تربة قبرها وهو يبللها بدمعه.. كعادته يزورها كل جمعه يقبل تربة قبرها ويحكي قصصه ويبوح لها بما في صدره.. زفر تنهيدته وهو يتكئ بجانب قبرها ويكفكف دموعه كتلك اللحظه التي وضعوها هنا/شلونك يمه؟..عسى ما ضاق صدرك بغيابي؟..تأخرت عليك يالغاليه صح؟.. ابشرك يمه تخرجت من الثانويه.. انا الاول على المدرسه..


ابتلع غصة الألم وهو يغمض عينيه وتفيض دموعه/يمه انا اليوم جاي ابشرك بنجاحي و اودعك بروح للرياض اكمل دراستي الجامعيه هناك ويمكن غيبتي تطول عليك يالغاليه.. تكفين لا تزعلين ولا تحاتين انا بجيك بس مادري متى..

تنهد ثم اجهش بالبكاء وهو يغطي وجهه بشماغه، لا يبكي الا هنا منذ تجاوز سن طفولته الصعبه.. هنا حيث ترقد الحنونه.. هنا حيث الركن الأرحب من هذا العالم..

صدح آذان صلاة المغرب وطالبه حارس المقبره بالرحيل.. انحنى لتربة قبرها قبّلها بعدما بللها بماء عينيه..ثم خرج منهكاً من بكائه يريد راحة قبل ان يسافر.. لم يعد يريد البقاء اكثر في منزل خاله.. لن يكون عالة عليه بعد اليوم..يجب ان يستقل بنفسه.. هذا ما يفكر به.

عاد متأخراً للمنزل ..ليتجه لمجلسه وينام فيه كعادته.. ولكنه تفاجأ بها تجلس وتشاهد التلفزيون لوحدها، فعقد حاجبيه بدون ان يُلقي التحيه/وش جابك هنا هالوقت؟!!

ابتسمت وهي تأكل من صحن المكسرات الذي بيدها/امي وقاسي جاء خالي سعود و اخذهم معه للدلم.. جدتي تعبانه وراحوا يزورونها

جلس بعيداً في الجهه الاخرى وهو ينظر إليها بتعب/وليه انتي ما رحتي معهم؟

إلتفتت إليه/من يقعد مع ابوي ويحوفه غيري..ومن يونسك انت؟

سكت وهو يرفع رأسه ويسترخي في جلسته.. ويسرح بعيداً كعادته حينما يعود من زيارة قبر والدته.

لاحظت صمته يطول ليس من عادته،دائماً ما يحب مشاغبتها.. تركت مابيدها واتجهت إليه وهي تجلس بالقرب منه/عزام شفيك.. ؟!

سؤالها هذا يبعثره، ماذا به حقاً و مما يعاني.. وماذا يؤلمه ويدمي قلبه، لماذا ينتابه شعورٌ بالضياع وعدم الاستقرار.. وكأنه مغترب سُلب وطنه.. آه ما اقبح هذا الشعور المترنح الذي يزداد بداخله كل يوم..

لاحظت شروده لتلمس يده بأناملها و تحتضن كفه بكفها/عزاامي.. ليه ساكت؟

ضغط على اناملها بخوف.. ثم تذكر حديث ام قاسي ومنعها لـ مدى بعدم التكشف أمامه ولكن مدئ الليله تعصيها وتأتي لتسامره/أمك تقولك تغطي مني.. ليه ماتسمعين كلامها؟

شدت على يده وهي تضع يدها الأخرى/محد بيمنعني منك، بضايقك قد مافيني يا عزام.. ههههه

تعجبه ضحكتها ولكنها يجب ان تفهم/بس انتي مب اختي فاهمه يعني إيش مب اختي؟

ضحكت بدلع/من جد والله؟ توي دريت!

يجب ان تقتنع انه لم يعد يعتبرها أخته و انها يجب ان تحتجب، هذا هو المفروض، جذبها إليه وهو يثبتها/اسمعيني ..انا ماني اخوك مثل قاسي.. انا بس ولد عمتك.. يعني حرام تكشفين قدامي.. مايصلح، يمكن بكرا خطيبك يدري انك تتكشفين قدامي ثم يطلقك

صُدمت من حديثه الجدّي، لماذا يتحدث بهذه الأمور وبهذه الطريقه الجديده/عزام شفيك تتكلم بهالموضوع انا صغيييره ماني متزوجه احد

تحدث بجديه/واذا غصبوك؟!!

لاحظت توتره/ماعلي منه، طز فيه...هههه عزاام ليش محسسني اني بتزوج هاللحين..؟!تطمن

صمت وهو يقف يريد الخروج ،..

حاولت إيقافه ولكنه رفض الآلتفات إليها.. لا يعرف مالذي يربكه.. لماذا يشعر بأن شيء ما سيسلب منه؟ شيء واحد يعرفه وهو انه لا يستطيع ان يعيش بلا "مدى" فهي الجزء الألطف والاجمل في حياته البائسه..





.
،
.

مضت ايام الاجازه و هاهو يلملم اشيائه.. سيرحل اخيراً عن هذا المنزل بكل مافيه من وجع ودموع طفوله.. كل ركن فيه يشهد له انه بكى فيه ..كل يوم كان مليء بالحرمان والاهانه التي كانت تخفى على خاله.. لا يلوم خاله كان يحاول حمايته وتعويضه قدر الامكان..
بات كبيراً الآن، وسيحقق رغبة والدته بأن يكون رجلاً صالحاً…

دخل قاسي بهذه اللحظات وهو يراه يجمع اشيائه، وقف وهو يسند ظهره على الحائط و ملامحه يدثرها الحزن.. فلأول مره سيفترقان.. لطالما كانا كالتوأمين..

انتبه اليه عزام،وهو يستغرب صمته، ولكنه يعرف مكنون قلبه/علامك ساكت على غير العاده!!

تحدث بضيق/ليه تروح للرياض.. وش ناقصها الخرج؟!

ابتسم وهو يكمل ترتيب حقيبته/ما ناقصها شي،.. بس ودي انتقل للرياض.. رتبت وضعي هناك مع وليد تدري انه مع ناصر مستاجرين شقه ويبون ثالث يقط معهم ، بعدين يا ولد ترى قريبه الرياض.. انا ماهاجرت ههههه

بضيق/نسبتك 98% و بتدرس ادارة اعمال!! ليه ياخي؟

ابتسم وبعينيه حلم المستقبل/والله مادري كذا يعني قريت عنه وعن كذا تخصص حسيت انه ودي ادرسها وبإذن الله اكمل واوصل للي ببالي.. عاد انت لا تخرجت السنه الجايه تجيني الجامعه ونسكن سوا

ابتسم وهو يخفي دمعته/لا انا باذن الله رايح كلية الملك خالد العسكريه او الكليه الحربيه.. قررت

حدثه بجديه،فهو اخوه ويهمه امره/حلوو.. بس اخاف ما يقبلونك.. لازم تحط لك خطه بديله.. انت عارف ان الكليات العسكريه لها رقم محدد ومواصفات محدده طول ووزن. وقدامك وليد ماقبلوه

بنفس الجديه/انا شفت الشروط.. والحمدلله طولي هاللحين 172 يعني على بال ماتقدم لهم بيزيد اكثر والنسبه لا تخااف بالمخبى

ربت على كتفيه و بابتسامته/كفوو يا قاسي.. ارفع راسي.. وتكفى طلبتك تقلل من المقانيص والشله هذيك.. خلك بدراستك.. وبالاجازات تعال عندي بالرياض.. فااهم؟

ضحك/واترك ابوي واهلي؟ صعبه ياخي.. لكن بنشوف كيف الظروف

تركه وهو يأخذ حقيبته الرياضيه وحقيبته الاخرى وجهاز اللابتوب…

تدخل قاسي واخذ منه بعض حقائبه ولحق به..
.
،
.
،
بقلب شغوف و يكبت مشاعره قسرياً..
نظرت اليه من النافذه وهو يخرج بصحبة أخيها قاسي.. بعدما منعتها والدتها من وداعه.. تم شهر ونص وهي تقابله سراً بعدما ينام الجميع.. لم تتقبل فكرة ان تحتجب عنه، وان ارغموها ستقابله سراً، كيف يمنعونها الآن بعد كل ذلك التعلّق؟!
بكت وهي تراه يغيب عن ناظريها، سيذهب ليعيش في مدينة أخرى سيستقل بعيداً عنهم.. ترعبها فكرة انه قد ينساها في معمعة هذه الحياه..!
،
.
،
.
،
.
الرياض..
وصل تلك المدينه الكبيره.. يالتلك المباني العاليه وتلك الصناديق الاسمنتيه.. اعداد البشر المتزايده الذين يسكنون هذه المدينه. سمع ان سكانها يفوقون السبعه مليون نسمه، تُرى كيف سيعيش هنا؟ كيف سيجد له موطئ قدم بين ملايين الاقدام.. كيف سيجد نفسه ويصنع ذاته هنا..
الناس في هذه المدينه في سباق مع الزمن التطور سريع وعجلة التنميه لا تتوقف.. من يريد اثبات نفسه عليه ان يكون صابراً وان يستغل الفرص جيداً فهو ليس الوحيد الباحث عن فرصه.. الجميع هنا ينتظرون انصاف الفرص لبداية حياتهم..

بعد مشوار مُرهق وصل العماره المنشوده.. ثم اتجه للمصعد ليجده معطل ..ليتركه ويتجه للسُلَّم ليصعد حتى وصل الدور الرابع وهو المطلوب.. اخرج المفتاح من جيبه ثم فتح الباب و دخل شقة العزاب التي قرر السكن بها مع ابناء حارته ناصر الذي يكبرهم فالعمر ووليد النصف سعودي فهو من أم سعوديه وأب ذو جنسيه عربيه،.

..اصابته صدمه ولف شماغه ليغطي به انفه بسبب الرائحه الكريهه، تباً ماهذه المزبله التي يعيشان بها.. يبدو ان المكان لم يتم ترتيبه وتنظيفه منذ سكناه..
كل شيء في هذه الشقه البائسه يبعث للإكتئاب..
تباً لا يستطيع العيش بهكذا مكان.. لكن لابد له من ان يصبر..
سيفعل ما بوسعه لجعل هدا المكان قابلاً للحياه فيه..
وضع حقائبه جانباً..ثم شَمَّر عن ساعديه لتنظيفها، يجب ان يكون المكان قابلاً للسكن.. لن يعيش على اسلوب غيره فهو يدفع الإيجار كما يدفعون وعليهم الإلتزام..
بحث عن ادوات تنظيف ولم يجد!! سحقاً اي الكائنات تعيش هنا.. ؟!
قرر الذهاب للمتجر الذي يقع اسفل العماره واخذ ما يلزمه في عملية التنظيف..
عاد ووجد وليد أمامه متكأً/زيين اللي جيت يلا قووم

استغرب وليد وضحك/شفيك متلطم ..فيه ريحه؟

مازال عاقداً لحاجبه/لا سلامتك مافيه الا مسك وعنبر يا اخ وليد..نعنبوكم وش ذالمزبله اللي انتم فيها.. قووم خلنا ننظف الشقه يالمخنز

اشار بيده بالنفي/اعذرني مانظفت ببيت اهلي علشان انظف…

قاطعه عزام بصرامه ورمى عليه كيس المهملات الفارغ/ببيت اهلك امك وخواتك ينطفون ماهم محتاجينك يالمخنز.. يلا قووم خلنا ننظف هالمزبله.

وقف وليد مستغرباً ما يأمره به/انت من جدك تبيني انظف؟!! لا تأمر علي تراني اكبر منك

رفع حاجبه بغضب/اكبر مني والا اصغر بتكد العافيه وبتنظف.. والا قسم بالله لا توطى في بطنك علشان تعرف من الاكبر

ابتسم وليد انصاع لأوامره فهو صاحب الطفوله وابن الحاره و من ثم ناصر صاحب الشقه الذي استأجرها أولاً..واجبره عزام على التنظيف/من وين تبيني ابدأ؟

ابتسم بسخريه/ايه خلك سنع.. ابدأ بتنظيف الغرف والحمام واترك غرفة ناصر له اذا جاء يرتبها.. وانا علي المطبخ والصاله

ذهب وليد وهو يتمتم بغضب.. لم ينظف في حياته/اخر عمري انظف واكنس وانا طالب طب! هزلت

رد وهو يضحك/طالب طب وشايف نفسك اجل لو تصير طبيب رسمي شبتسوي؟ نظف نظف بس

اخذ مكنسته بيد وادوات التنظيف بيده الآخرى واتجه هو للمطبخ. وبدأ بالتنظيف ..

.
.

،

في جلسة العائله مابعد صلاة المغرب..
تسائلت بفضول وهي تسكب فنجان قهوه لأبيها/يبه صدق عزام انتقل للرياض نهائياً..معاد راح يرجع يسكن هنا

ابتسم للهفتها/هذا بيته طال الزمان والا قصر.. عزام من هالبيت متى ما خلص دراسته بخليه يرجع هنا ان شاء الله

ابتسمت وهي تشعر بنشوة الأمل/ان شاء الله..

لم تعلّق على هذا الموضوع فهو يستفزها. وهي تخاف ان تكون مطلقه بعد كل تلك السنوات.. ماذا سيُقال بحقها وهي مطلقه في هذا السن؟!!
لكنها تتوعد ان تكون حجر عثره لعودته هنا وهي تتمتم (باللي ما يحفظه) ..
.
،
.
،
.
،
.
الساعه التاسعه ..
دخل فراشه المُلقى على الأرض بعد تعب يوم كامل قضاه في تنظف الشقه..اطال النظر في سقف الغرفه المظلمه والتي تتخللها إضاءة الشارع التي تتسلل من النافذه، سحقاً لا توجد ستائر أيضاً..!!

ظن انه سينام بعد اجهاد السفر والتنظيف.. غداً سيذهب للجامعه..يجب ان يعتمد على نفسه ويستقل مادياً لن يعتمد بعد ذلك على خاله..مكافأ الدراسه مع عمله بعد الدوام الجامعي سيجعله مرتاحاً مادياً.. رحلت به الاحلام وخطط المستقبل..
شيئاً فشيئاً تسلل النعاس اليه فاستسلم للنوم..
،
.
،
،
.


عاد ناصر صباحاً وهو غاضب.. دخل الشقه ثم تفاجأ بروائح ادوات التنظيف من صابون و غيره.. تجاهل مفاجأته وهو يدخل ويتجه لغرفة وليد.. تمنى انه لم يخرج لدوامه بعد/ولييد ..!!

خرج وليد من الحمام وهو يجفف وجهه/خير ياخي وش صاير و وشفيها ملابسك رايحه فيها

رد ناصر وهو غاضب/السياره انعطبت، البارح شبت حريقه علي.. رااحت علي سيارتي

استضاق لخسارة صديقه فهو يعرف مدى شقائه/ماعليه تتعوض بالاحسن منها يا رجل اهم شي سلامة راسك

جلس ناصر وهو يشعر بالضيق/لحظتها تمنيت اني مت.. استغفر الله، انت عارف الوضع كيف

شعر بوجعه، لكن ماذا بيده/وش صار طيب؟ ليه تأخرت لهالوقت

رمى بشماغه أرضاً وهو يجلس بضيق وكأن حزن العالم يصب على رأسه/انت عارف وضعي.. لا جنسيه ولا اوراق.. تبهذلت وانذل ابوي عند واحد من جيراننا في الخرج لين تكرم وارسل احد من معارفه يكفلني علشان اموري تمشي وافتك من الحبس وانا ماسويت شي اصلاً!!

دخل مصدوم لسماعه حديث ناصر، لم يعرف ابداً ان ناصر "بدون"، لطالما ظن انه مواطن سعودي مثله، كل مايعرفه ان ناصر واهله في حارتهم منذ ولد علئ هذه الدنيا ، لم يعرف ابداً سوا انهم سعوديون، فعمه كان جندي في الحرس الوطني/انت بدون؟!!

طأطأ برأسه/ايه..

تسائل بعفويه/شلوون و عمك الله يرحمه كان من شهداء تحرير الكويت مع الحرس الوطني السعودي!! والا انا غلطان؟!!

تحدث بمراره/صحيح.. استشهد وهو بدون لكن عايلته للحين بدون جنسيه بعد اخذوا وسام الحرب و تعويض مجزي لكن ماعطوهم الجنسيه.. والظاهر بموت انا ماخذيتها لكن ماراح يكون وراي عيال.. لان ماني مستعد اتحمل ذنب عذابهم..

ازداد خوف وليد وضعفت أمآله في الحصول على الجنسيه الكامله/انتم المفروض تُمنحون الجنسيه بدون تطالبون فيها!.. ماني مصدق

خرج ناصر وترك لهم الغرفه، شعر وانه فضفض بما فيه الكفايه، الى متى سيعاني من هذه المعضله الحقيقيه التي تنغص عليه حياته، هو من السعوديه ولا يعرف أرضاً غيرها ولكنه يُعامل كالغريب كما فُعل بوالده!!

،

عاد الى غرفته وهو يشعر سعادته تنتقص.. غريب هذا الشعور كم هو معدي.. لقد تلقى أولى صدماته هنا من حالة ناصر ابن حارتهم.. هل لشيء بسيط كأوراق ثبوتيه ان يسبب المعاناه لشخص وتجعل من حياته بائسه؟!.. ماهذه الحياه التي تنتظره هنا؟!!

انتهى من إرتداء ثيابه ثم خرج بصحبة وليد الذي يدرس بمنحه دراسيه قدمتها الشركه التي يعمل بها والده نظير تفوقه في الثانويه.. لنقل بأنه يُعتبر شخص من المحظوظين في هذه المدينه الكبيره..
.
،
،
.
،
.
،
.


مضت سنوات الدراسه.. وهو يعمل بجانب دراسته.. لم يدع وظيفه لم يعمل بها اكتسب عدة خبرات.. كان محاسباً وبائع و احيان اخرى يعمل على سيارته في توصيل الماره..
خرج ذات يوم سيزور خاله بعد مكالمته الاخيره لم يرتاح لصوته.. بالتأكيد ان المرض اشتد عليه..
سيوصل الراكب الذي معه للمطار ثم سيذهب للخرج حيث منزل خاله "خالد"..

وصل المطار ثم انزل الراكب و قرر الذهاب للخرج مباشره.. يدور في رأسه الكثير من الامور سيتخرج وسيبدأ بالعمل بماله الخاص.. قد جمع مبلغاً لا بأس به.. سيؤسس مكتباً صغيراً للاستشارات القانونيه.. ويكمل دراسته في نفس الوقت حلما وطموح ليس لهما حدود..
هكذا سيشغل نفسه بنسيان الماضي وبناء مستقبل يليق بتلك الحبيبه التي يحلم ان يقترن بها.. "مدى" عشق الصبا.. الذي ازداد بعد احتجابها عنه.. رغبة الارتباط بها تدفعه للإصرار على تكوين نفسه واثبات نجاحه..

لفت نظره سيارة سوداء ذات ماركه ألمانيه فخمه تقف بجانب طريق المطار ويبدو ان احد الإطارات الخلفيه قد انفجر.. توقف وهو يتجه الئ السائق ثم الى الرجل الذي يبدو رجلاً وقوراً في اواخر الخمسينات ولربما الستين لم يتأكد/السلام عليكم.. عسئ ماشر يا عم..

التفت اليه الرجل وهو يشير الئ الإطارات بذهول/وعليكم السلام.. ماني مصدق ان كفرات سيارتي تعطلني عن شغلي.. تووني واصل ..الظاهر هالسايق يبي له طرده على اهماله

حاول عزام تهدأته/روق يا عم تحصل في احسن السيارات، السايق ماله ذنب، شوارعنا اعطبت سيارتنا .. ان كان وراك شغل، اركب معي طال عمرك انا بوصلك المكان اللي تبيه

فكر قليلاً، يجب ان يُسرع فلديه عمل مهم.. اتجه الى سيارته واخذ حقيبته ..ثم إتجه لسيارة عزام ليوصله، لم يستطيع الحديث معه لم يتعود ان يحتاج لأحد/ماقلت لي كم توصل؟

ابتسم له عزام/هذي فزعه ياعم خلها علينا هالمره

ابتسم الرجل وهو ينظر لشكل السياره من الداخل تبدو عتيقه جداً..وكأنها سيارة اجره قديمه/انت يا ولدي وش تشتغل

تحدث بابتسامه فكثيراً ما يسألونه الركاب السعوديين عن عمله وكأنهم لا يعتبرون سائق الاجره عملاً يليق بهم!! فيشعرونه انه يفعل شيئاً غريباً مع ان ما يفعله امراً عادياً، لربما لم يستوعب البعض معنى التعب من اجل لقمة العيش/انا يا عم طالب جامعي واشتغل محاسب في شركه.. وفي اوقات فراغي منها اكد على سيارتي، يعني نركض وراء الرزق، ماهو قلة حاجه او لظروفي الصعبه ولكن انا ابي اعتمد على نفسي بعد الله واكون لي عملي الخاص بشهادتي باذن الله

ابتسم لحماسه وحديثه عن الطموح والهمه/ما شاء الله، الله يوفقك

ابتسم وهو يلتفت اليه/ماقلت لي وين المكان اللي تبيه؟

تحدث بجديه/تعرف مقر مجموعة الشموس التجاريه؟

هز رأسه بالموافقه/ما في احد ما يعرفها ما شاء الله مبناها المميز اشوفه رايح جاي بس والله ماعرف فيها احد ولا قد سمعت وش يسوون .. انت تشتغل فيها؟

ابتسم لسؤاله الطريف في نظره/انا رئيس المجموعه.

ابتلع ريقه بصعوبه، ولكنه تذكر فخامة السياره التي قبل قليل فصدقه/ونععم،الله يزيدك

توقف امام مبنى المجموعه الضخم وهو يلتفت الى الرجل بجانبه/تفضل يا عمي هذي شركتك

استغرب انه لم يطلبه شيء ولا حتى ان يوظفه،ابتسم بفضول/انت وش اسمك يا ولدي؟ ماتعرفنا

ابتسم له وهو ينزل/معك عزام عبدالله

بادله الابتسامه/الله يوفقك يا عزام..

فتح باب السياره و قرر الذهاب ولكن شيئ ما جعله يسأله بفضول/عزام عبدالله.. ايش؟ ابي الكنيه علشان احفظك

استغرب نبرة سؤاله/عزام عبدالله المناع ..وانت يا عم وش اسمك؟

اختفت ابتسامته وهو يجيبه على عجاله/ابو ناايف.. عن اذنك يا ولدي مشغول

شاهده يذهب بسرعه ليستقبلونه الموظفين ...تركه وهو يمشي متجهاً للمنزل ليستحم و يبدل ملابسه قبل الذهاب للخرج.. ظل يفكر به، وبنظراته الاخيره قبل الذهاب..لعله شبه عليه احد يعرفه..

،




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-16, 06:54 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي







صعد الى سيارته يريد الانطلاق الى "الخرج" في زياره لخاله.. ولكنه تفاجأ بحقيبة جلديه تبدو غالية الثمن ومن ماركه معروفه، فتحها ليعرف لمن.. هو قد أقل صاحبه ..لربما كانت له.. ليتفاجئ بمبلغ مالي لم يعده ولكن يتضح انه مبلغ كبير..اغلق الحقيبه بدون ان يفتح بقية الاوراق.. عرف أنها للمدعو ابو نايف..فهو لا يعرف احداً يمتلك كل هذه الاموال. انطلق مستعجلاً الى مقر شركته ليسلمها له..

وقف عند الاستقبال وطلب رؤية ابو نايف رئيس المجموعه..

الموظف/اسف اخوي اذا ماعندك موعد ماظن بتقدر تشوفه

عزام بإصرار/قوله واحد اسمه عزام عبدالله وبيدخلني

انصاع لطلبه ليطلب السكرتير ثم تفاجئ بالموافقه من ابو نايف، ليلتفت لعزام/تفضل.. المكتب الدور الثالث على يمينك…

ابتسم عزام وهو يذهب الى المصعد ويتجه الى مكتبه.. جذبته الفخامه في الاثاث والديكورات العصريه والممرات الواسعه.. ما يراه يوحي بذوق رفيع جداً..



في مكتبه الكبير والمطل على المدينه من ثلاث اطلالات زجاجيه.. اشعل سيجارته وهو في ترقب ممن سيدخل عليه الآن.. تُرى ماذا يريد، يشعر بفضول حول اصراره لرؤيته بهذه السرعه وهو قد اوصله اول النهار ولم يطلب منه شيء، هل عرف شيئاً..؟!!
في معمعة افكاره سمع صوت طرقات الباب ليأذن له بالدخول/تفضل يا عزام..

دخل عزام بابتسامته/السلام عليكم

لاحظ ابتسامته واستغرب وهو يشير للكرسي/وعليكم السلام.. حياك يا عزام استريح

عزام وهو يضع الحقيبه على المكتب/عدوك الريح.. انا مستعجل و وراي شغل مهم.. بس لقيت هالشنطه معي بسيارتي ..و من شكلها شكيت انها لك.فتحتها وشفت الفلوس وسكرتها وتأكدت انها لك..

حاول ان يستفسر اكثر/شلون عرفت انها لي وانت تقول مافتحت الاوراق؟!

اتسعت ابتسامته/محد ركب معي اليوم غيرك وغير صديقي اللي وصلته مشواره.. وصديقي مطفر لو ايش ما يشيل مثل هالمبلغ ولا هالشنطه، فأكيد هي لك..

اعجبته أمانته ولكن حاول ان يختبره/اخذها هي لك يا عزام

رفع يديه باعتراض واختفت ابتسامته/لولا انه مبلغ كبير وخفت يوخذ ومايوصلك وهو امانه.. كان ارسلتها لك بدون اجيك علشان ماتفهمني غلط..الامانه وصلت عن اذنك ..

شاهده يخرج غاضب من حديثه، لايخفي اعجابه بشخصيته، وبنضجه المبكر يتضح عليه الاتزان والنضج رغم انه في مقتبل العمر، تمنى لو ان له ابن بمواصفات عزام لكان قد ارتاح.. و حمل نصف الحمل على الاقل..
تفتحت ملفات الماضي.. امام عينيه وهو يحاول ان يغمض عينيه.. رفع هاتفه وهو يتصل باخته الكبرى اسم عزام يثير فضوله "عزام عبدالله المناع" هل يُعقل… ؟!!


.
،
.
،
،


،
.
ارجوحه قديمه حبالها ذابله..و ألوانها باهته!!
وجع مخفي وروح تختنق.. وكأنها تنظر للعالم من ثقب أبره!!
والدها بدت عليه علامات الضعف واضحه.. حتى أنه لم يعد يقوى على الذهاب للصلاه في المسجد.. لم يعد قادراً على الوقوف كثيراً..لمحت عينيه تلمع وتكاد دمعته تسقط فاقتربت منه مسرعه ومسحتها وقد سقطت، احتضنت كفه بيدها/يبه لا توجع قلبي خلنا نوديك المستشفى

مضى وقت طويل على مرضه لكنه بات واهناً، قد ارهقه الوجع ومنعه من الحراك/وين عزام..

تنهدت فهو لم يأتي بعد اخر زياره قبل 6شهور حينما طلب ان يخطبها وأمها رفضت فحدث الطلاق بينها وبين ابيها بعد كل تلك السنين، اجابته بعدما كرر سؤاله/عزام فالرياض يبه.. ماظنتي انه بيجي مره ثانيه

هز رأسه بالنفي/هو متصل بي اليوم وقايل انه بيجي، عزام ما يكذب..

ذبلت ابتسامتها وخرجت لتفقد ماتبقى من عمل لها ،
مضت اعوام ثلاثه كانت زياراته متقطعه، معه حق فالعيش مع أمها صعب جداً، كبر جداً، تغير واصبح رجلاً بحق لتلك الدرجه التي خجلت ان تخرج امامه غير متحجبه..
تحجبت عنه، وذلك ما اشعل فتيل قلبه فطلبها وصرّح بخطبتها، غيّر مفهومها ذلك الرجل المندفع.. جعلها تعيش مشاعراً مختلفه.. يعجبها إصراره عليها ذلك جعلها متيمه به حد الثماله، سيكون لها مهما طالت المده.. والدها بقربها وسيزوجها به، سيكون كل شيء كما حلمت به..
تمنت على الله ان تنتهي هذه الفتره بمرارتها… فهي تعيش وحيده مع والدها المريض بعد طلاق والدتها.. و إلتحاق اخيها قاسي بالكليه العسكريه.. غيرتها الظروف وجعلتها اكثر نضجاً وتعقلاً..

سمعت صوت جرس الباب يرن كثيراً..تركت ملابس بيدها كانت ترتبها في الخزانه تركتها من يدها و اتجهت لغطاء رأسها ونقابها لعله احد رجال الجيران يريد زيارة والدها.. اعتادت ان تلبس رداء الصلاه الكبير لتغطي به نفسها وتذهب لتسأل قبل ان تفتح/من عند الباب؟

اتاها صوته الممتلئ برجوله تعشقها/انا عزام يا مدى

ابتسمت وهي تلبس نقابها وتضيق فتحته وتتستر جيداً،ثم فتحت الباب/حياك.. تفضل


دخل بطلّته التي تغيرت كثيراً، لم تراه بهذا الاقتراب منذ احتجبت عنه، ما باله اصبح اكثر وسامه وجاذبيه من عرض منكبيه وطوله وذقنه المرتب، وثوبه الشتوي ذو اللون الكحلي وغترته الشتويه البيضاء ذات التطريز الازرق الغامق في اطرافها اصابتها رؤيته بخرس مؤقت..!

ابتلع ريق الشوق في لقاءها، هل يعقل ان حبيبته باتت تحتجب عنه حدثها بنبرة اقل وعينه تنظر للأرض/كيف حالك يا مدى؟

حاولت استيعاب وقوفه أمامها وهي تشد على ردائها/بخير عساك بخير..

رفع طرف شماغه للأعلى/عسى منتم محتاجين شي، قولي لي يا بنت خالي.. لا تخبين عني

غصت ببكائها، فهو مهتم اكثر ، وان كان في الرياض/ماتقصر يا عزام.. انت كل جمعه ترسل مونة البيت بس لعاد ترسل شي عسى خيرك يكثر معاد بقى بهالبيت غيري انا وابوي..

استغرب/لييه عسى ماشر وينها أمك؟

تنهدت/ابوي طلق أمي قبل ستة شهور.. وراحت لبيت خالي . تفضل يا عزام لا تطول واقف عند الباب، ابوي بالمقلط،

شاهدها تذهب ونبرة الحزن لا تفارق صوتها، حدث طلاق أمها منذ ستة شهور.. هذا يعني انها نائماً.. هنا لوحدها منذ زيارته تلك، هل كان طلاقها مرتبطاً برفضها لي كزوج لأبنتها؟!!
دخل "المقلط" ووجد خاله
جلس على طرف السرير الطبي وهو يمسك باطراف انامله بعيون لامعه، هذا الرجل له الفضل بعد الله بكون عزام مازال عائشاً، انه من رائحة الحنونه، ندم ان قطعه ستة اشهر ولكنه كان مشحوناً من أم قاسي التي لم تتغير معاملتها له بل ازدادت كرهاً له،

شعر بوجود احدهم بالقرب منه، ليفتح عينيه ببطئ شديد وهو يبتسم/عزام ابووي، هلا بولد ساره

ألتفت اليه وعينيه تلمع خوفا وشوقاً/لبيه يا خالي لبيه..

حاول ان يرفع رأسه ولكن عجز عن ذلك، ليساعده عزام ويرفع طرف السرير فهو طبي ومجهز للمرضى/ابطيت عني يا عزام.. ليه يابوك؟

شعر بالذنب وهو يرى دمعته، ما بال خاله بات ضعيفاً هكذا/سامحني يا خالي اخطيت ومنك السماح.. ماني بعايدها بتلقاني كل اسبوع عندك، انت تامرني

تنهد وهو يرى "مدى" تدخل بالقهوه والضيافه/ايييه يا عزام معاد بقى فالعمر كثر ما راح،

بدأت "مدى" في تقديم القهوه العربيه لعزام لتهم بالخروج. ولكن ناداها أبيها/اجلسي معنا يا بنتي.. ماهنا غريب.. عزام بيكون زوجك ان شاء الله عن قريب

صدمها والدها بالخبر رغم معرفتها به لكن ليس هكذا امام عزام لم تستطيع الجلوس اكثر، لتخرج وهي خجله مما قاله والدها ومن ردة فعل عزام الذي ابتسم..استغربت من نفسها كيف كانت جريئه امامه في صغرها ؟!!

ألتفت اليه عزام بعدما شاهدها تخرج/احرجتها يا خالي.. ما كأنك استعجلت

لم يقوى التنفس ولا علئ الضحك فدخل نوبة سعال.. حتى هدأ/تكلم عن العجله وانت قد طلبتها مني !ههههه انا قررت يا ولدي ازوجك اياها على حياة عيني مدري لا مت وش بيصير، مابي غيرك لبنتي انت رجال كفو

مازال محتفظاً بابتسامته/يا خاالي انا بغيتها ملكه وبس، تووني ادرس وشغلي على قد حالي،ويني ووين الزواج، اذا تخرجت وزان وضعي بنسوي الزواج ان شاء الله

هز رأسه بالنفي وهو يشعر بالضيق/الملكه هالسبوع ان شاء الله..انا قررت هالشي وانتهينا..

شاهده يرتجف/بس يا خالي..

قاطعه/روح لزوجتك تلقاها بالمطبخ والا فالصاله.. نادها لي..

وقف وكأنه ينتظر هذا الأذن منذ زمن، رتب شماغه ودخل، كلمات خاله عن الارتباط بها جعلته اكثر نشوه وسعاده واكثر أمل و ثقه ، هي له لم يتوقع أن تكون امور زواجه بها ستكون سالكه بوجود والدتها ولكنها الان مطلقه وليس لها سلطه.. حمد الله كثيراً فهاهو"الحلم يصبح واقعاً" . ستعود مدى لأحضانه كما كانت .

تجول في المنزل الذي تحول من منزل مزدحم باصواتهم صغاراً وصراخ زوجة خاله.. الى منزل فارغ و هادئ كهدوء الاموات..
وجدها تجهز دواء والدها.. مازالت مرتديه رداءها ولكنها ترفع نقابها وتعطيه ظهرها.. تحنحن ليخبرها انه وصل..

ارتجفت خوفاً وهي تسدل النقاب على وجهها/عزام!!

ابتسم وهو يراها تلتفت إليه، باتت هادئه، وكأنها شمعة و هموم الأيام أطفأتها/ليه هربتي من الجلسه؟!..

لم تجيبه ماذا عساها ان تقول؟.شدة ردائها وهي تزيح نظرها عنه بصمت..

أردف وهو يراقب اناملها التي تشد من ردائها/لا يكون معاد تبيني يا مدى.. اذا معاد تبيني لا تضايقين وتهربين.. قولي مابيك وبمشي

ألتفتت اليه لتنفي باسلوبها/و من قال مابيك..!!

ابتسم وهو يستنشق هواءاً من هذا المكان الذي يعج بانفاسها/الحمدلله يا مدى.. قرب العوض من الله..خالي حدد الملكه هالاسبوع.. بكرا اخذك انتي وخالي علشان تحليلك وموعده..

كادت تسقط باكيه من شدة فرحتها، لم تستطيع ان ترد بكلمه، تريد عناقه فقد ملّت المكوث وحيده… ملت المشاعر المكبوته والجلوس بين جدران هذا المنزل الذي خلا من ساكنيه..تركته و هي تمر بجانبه تريد الخروج/عن اذنك..

ابتسم وهو يراها تذهب يدثرها الخجل.. تغيرت وتبدو ناضجه، اين تلك التي كانت تلاحقه وتلعب معه كرة القدم و تخرج معه للتسوق وللعب بصحبة قاسي.. كيف تعلق بها.. حمد الله انها من نصيبه.. هي اجمل ذكرى من طفولته، هي من كانت تعانقه حينما كان طفلاً يبكي..
لم ينسى وهو هنا يبكي بالقرب من باب المجلس ليلاً.. فتخرج اليه متسلله بعدما نام الجميع بيديها عصير وفطائر جاهزه.. كانت صغيره حينذاك و سعيده لأنها لاول مره تضع الجبن في الساندويتش بنفسها دون مساعدة ساره.. لم تنساه ليلياً حتى كره الجبن.. ضحك من هذه الذكرى وان كانت ذكريات النوم هنا مرعبه..
،
.
،

استيقظت كعادتها باكراً لتعد إفطار والدها ودواءه..
انتهت من الطبخ لتخرج باتجاه والدها.. دخلت وهي ترى عزام باكياً عنده و قد غطى وجهه بالبطانيه.. لتفهم ما يحدث/عزام ..ليش مغطي ابوي؟

عجز ان يلتفت إليها وان يخبرها.. ما حدث اعاد ذاكرته للوراء.. لوفاة والدته وفاجعة فراقها الأبدي..

.
،
.
،
.
،
خرج من الميدان.. بعد استدعاء رقيب الكليه له.. اتجه اليه مسرعاً بعدما عرف ان هنالك اتصالاً من اهله.. تسائل مالذي حدث ..لا يستطيع التفكير بشيء كلما في الأمر انه خائف، امتثل لأمر ضابط الكليه وهو يؤدي التحيه العسكريه/امرك؟

الضابط ذو رتبه عاليه ويبدو على وشك التقاعد، وقف واتجه اليه بنبره حانيه/الطالب قاسي خالد؟

خاف من اسلوبه،ففي العاده يحدثه وهو في مكانه/نعم طال عمرك

حاول ان لا يصدمه/وانا ابوك انت انسان مؤمن بالله.. و المؤمن يرضا بقضاء ربه سواءاً خيو او شر.. كلنا نمشي باقدار الله

عرف ان هنالك ما يخشى سماعه، لا يريد سماع ما يفجعه في احبته لطالما كان يغيب عنهم فترات طويله ويشتاق اليهم، دار شريط ذكرياته بوجوه من يحبهم والده ووالدته واخواته وعزام هؤلاء اعز ما يملك..

استغرب صمته وعدم سؤاله بدأ وجهه الذي كوته الشمس بسمارها يتعرق، عيناه تمتلء بالدموع/الوالد يا قاسي يطلبك الحل..

اغمض عينيه و وضع يديه على رأسه الاصلع وهو يصد عن الضابط الذي أمامه..وجلس منهاراً، لم يحاول منع دموعه، قد كان يحلم ان يعلّق له والده النجوم بنفسه في يوم تخرجه و يحقق حلمه،لكنه ذهب فجأه دون وداع ولا عناق اخير..

اتجه اليه الضابط وهو يحاول مواساته/احسن الله عزاك، ادعو له بالرحمه والمغفره يا قاسي.. واطلع يا ولدي لك اسبوع.. روح عزاء ابوك بيوديك واحد من العسكر بنفسه..

.
.
،
.
،
.
،
.
،
.
،
.
انتهت ايام العزاء وانقض المعزون.. مر اسبوعين كانا من اكثر الاسابيع وجعاً على ذلك المنزل..
عادت ام قاسي الى المنزل لمواساة بناتها ..لن تتركهم بعد وفاة طليقها .. حزنت فهي لا تنكر ان خالد كان نعم الزوج،

جالسه في منتصف الأريكه في الصاله وتنظر للفراغ، امتلأ المنزل بعد وفاة والدها هاهي ساره بأطفالها وهذه أمها تعود وتقرر البقاء هنا وهاهو عزام لا يفارقهم وبالأخص وان قاسي ملتحق بكلية الملك خالد العسكريه..!
لماذا تشعر بضيق يكتم انفاسها.. لماذا تلك الغيوم الرماديه تحجب عنها نعمة النسيان والتنعم فيه..!!

نزلت ساره من الأعلى وهي تنادي طفلتها/ليااان وينك يمه دوري جزمات اخوك سعد ونادي طلال ،بنروح البيت بعد شوي

ليان التي تجلس وبين يديها جهازها اللوحي/ماما جزمات سعودي حطيتها في شنطته.. وطلال راح البقاله مع خالي عزام

استضاقت من أسمه، مازال ذلك الولد يطاردها.. هو من تسبب بطلاقها هو من دمر علاقتها بزوجها وجعله يطردها من منزلها.. لن تدعه يمكث هنا اكثر.. الآن وقد توفي خاله ستطرده شر طرده وستقتص من تلك السنين الضائعه من عمرها..!

لحظات ليدخل طلال محملاً باكياس كثيره من السوبر ماركت ومن مؤنة المنزل.. ثم خرج وجلب العشاء الذي احضر عزام ..

استوقفته ام قاسي وهي تأمره/تعااال يا طلال. وين عزام

طلال/راح ينزل باقي الاغراض من السياره يا جده

اتجهت لنقابها و رداءها وهي تهم بالخروج لتتفاجئ بيد مدى تمنعها/يمه تعوذي من ابليس واقعدي..

ام قاسي وهي تزم شفتيها/ما يقعد عندي هنا ثانيه وحده زياده ولد ساره

شعرت بأن كل شي سينهار/يمه عزام خطيبي وابوي الله يرحمه، عطاه كلمه خلاص

ابتسمت بخبث/يخسي ويعقب هالمنتف ياخذك، ام منيف تبيك لولدها وولدها ما شاء الله يشتغل بأرامكو وراتبه ثلاثين بالشهر.. وش لك بهاللي ماله لا وظيفه ولا مستقبل يفتح النفس

تحدثت بضيق/يمه هذا ماهو وقت هالكلام.. ابوي توه متوفي وانتي تتكلمين عن زواجي.. راعي قلبي يمه انا ماني جدار ترى"المتوفي حبيبي"

لاحظت اصرارها،تبدو متمسكه بعزام لكن لن تسمح لها/شووفي يابنت بطني.. يا انك تتركين عزام او اني غاضبه عليك ليوم الدين..

تجمدت مكانها، اي مساومه وقعت فيها،اي حظ عاثر يلازمها، لم تستطيع الحديث ولا الرد..!!
هذا مالم تحسب حسابه..

لحظات ليسمعون صوت عزام ينادي/يا ولد.. يا طلال..قولهم يفسحون لي مجال ادخل الاغراض اللي معي

خرجت له و الشر في عينيها/معاد لك مجال تدخل هالبيت يا ولد ساره.

استعاذ من رؤيتها التي تقبض روحه للحظه، لماذا أتت الآن ماذا تريد؟!/يا خاله انا معي اغراض مايقدر طلال يشيلها بدخلها المطبخ و بطلع

أمرته/حط الاغراض عندك والا خذها معك و اطلع من حياتنا الله يستر عليك معاد لك عندنا طلابه.. خلاص خالك ومات

وقفت هي خلف الباب عاجزه عن اي شيء سوا البكاء واختها ساره تواسيها وتربت على كتفها..

قرر ان يكون قوياً هذه المره ولن يخضع لصراخها عليه/انا ماني في بيتك علشان تطرديني يا حصه، هذا بيت خالي وعيال خالي.. انتي مطلقه و مالك حق فيه، وبنت خالي تراني باخذها رضيتي والا مارضيتي..

صُدمت من رده وذهلت من نبرته الواثقه لكنها تحدثت بثقه تفوقه/بنت خالك واقفه وراي و ماتبيك.. فلا تفشل عمرك وتطلبها مره ثانيه

فتح شماغه واعاد ترتيبها بتوتر ليرفع صوته وينادي/مدى.. يا مدى. انتي موجوده ردي علي..

لم ترد ففي حلقها غصه تمنع بكائها..وحديثها أيضاً..

كرر سؤاله، فهذه السيده تثير اعصابه وتستفزه، ان لم يجد اجابة تسّر قلبه منها الآن لن يعود.. وان مات شوقاً/مدى ردي علي ان كنتي تسمعيني..

ردت ساره/هي هنا وراء الباب و تسمعك يا عزام.. قول اللي عندك

تحدث بلهفه/مدى، خالي وافق على زواجنا ،وكان المفروض اليوم ..بس.. "شعر بالغصه".. .مدى جاوبيني ..صدق الكلام اللي قالته أمك؟

استجمعت قواها الزائفه و ردت بصوت واثق، تريد ان لا تجعله يفكر بها بعد رفضها يجب ان ينساها وان لا يحرق نفسه بالتحسر عليها/ايه صدق يا عزام…انا اصلاً كنت بتزوجك علشان ابوي وبس لا ابيك ولاهم يحزنون.. الله يوفقك مع وحده غيري..

لحظة صمت..

انسحب و خرج بعد اخر كلمه… لم يقول كلمه اخرى.. اليوم فقط فقد كل شي قد يربطه بوالدته.. بقي فقط أن يلحق بها..
ركب سيارته متجهاً الئ تلك المقبره..
هنالك موطنه الذي يشتاق ان يسكنه ..!!
لماذا ذلك الحرمان يلاحقه في كل شيء يحبه؟..
لماذا نجاحه في دراسته وعمله لا ينعكسان على حظه وحياته الخاصه..؟!
كانت "مدى" الحلم الناصع البياض الذي انتظرها طوال سنواته..وهاهو يذهب ادراج الرياح..

.
،
.
،

اغلقت باب غرفتها وهي تدخلها بثورة احزانها.. جلست منهاره، اليوم مات قلبها مرة اخرى وهي من قتلته بتحريض من والدتها.. لم يعد لها..
تباً، كم يحتاج هذا القلب من صدمه ليموت ويرتاح؟!
اليوم فقط كبرت عشرين عاماً وهي مازالت في اول العشرين!
كل كلمات المواساه و الأمل تقتلها..
كل الاحلام باتت سراب لا يروي الضامي..!

اليوم انتهت..
انتهت..ولم يعد لها في الحياة مدى!!
.
،
.
،
.
،



يتبع..


""للذين اضاءوا المتصفح بردودهم.. لي معكم عوده بإذن الله.

كونوا بخير






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.