11-05-16, 02:44 AM | #1 | ||||
| في بيتنا مسرحية الفصل الأول: ضحكتْ و هي ترتدي ثوب الحداد حتى طفرتْ من عينيها دمعات، و اكتفى هو بأن رفع حاجبه الأيسر استغراباً دون أن ينطق بكلمة. دارتْ حول نفسها برشاقة غزال و التفّتْ معها تنورتها السوداء الفضفاضة، و حين كادتْ أن تتعثّر ضجّت الغرفة بضحكاتها مرة أخرى. ضربَ كفاً بكف و نَهَرَها دون أن يشعر بابتسامته: "يا مجنونة! نحن في جنازة! تمالكي نفسكِ قبل أن يسمعكِ أحد”. عضّت الشابة السمراء الفاتنة على شفتها السفلى و لمعتْ عينيها الكبيرتين الحالكتي السواد ببريقٍ لذيذ يعرفه كما يعرف اسمه. "أوه، هل غضبت؟ اصفعني ان شئت، فعندها فقط قد أصدق أنني لستُ في حلم!”. "اطمئني، لستِ في حلم. بل أنا و أنتِ في منزل والدكِ، رحمة الله عليه، و لا يزال هنالك عشرات الضيوف بالأسفل، لذا.." تقدّم خطوتين نحوها و قبض على ذراعها بقوة، و تابع كلامه مبتسماً دون أن ترقّ نظراته أو تتغيّر نبرة صوته الحادة: "أخفضي صوتكِ لو سمحتِ”. تقوّست شفتيها المتورّدتين بإبتسامة ودّ لا تخلو من سخرية لطيفة، ثم تركت أصابعها تعبث بخصلات شعره الأشقر الأشعت، و قرّبت وجهها إليه لتلصق خدها بخده ليشعر بحرارة أنفاسها و هي تهمس في اذنه كالهرّة: “حاضر يا بعلي العزيز..”. انسلّت من قبضته بخفة، و رمتْ بنفسها في أقرب مقعد مُطلقة تنهيدة سرور حارة و هي تحدّق بالسقف بدهشة شبه طفولية: “خمسة ملايين جنيه.. هل تصدق يا (بيلي)؟ أنا لا أكاد أصدق! أصبحتُ مليونيرة”. أعادتْ نطق آخر كلمة بتلذّذ و كأنها تتذوقها حرفاً حرفاً: “مليونيرة.. مليونيرة..". نظرتْ إلى زوجها و خاطبته هذه المرة مباشرة بنبرة حالمة: "لا تزال هذه الكلمة غريبة على مسمعي، و لا أدري ان كنتُ سأعتاد على تكرارها". مال زوجها نحوها و قرص خدّيها المكتنزين مُداعباً: "هذه هي صدمة الثراء المفاجىء. ستتجاوزينها يا حلوتي”. صفعتْ يديه بعيداً عن وجهها و هي بالكاد تكتم ضحكتها، ثم مالتْ بظهرها على المقعد للوراء واضعةً ساقاُ فوق ساق بكبرياء ملكة حسناء لا يكاد يشبع المرء من النظر اليها. جلس (بيلي) على أريكة مريحة قرب المدفأة ليعيد ترتيب ياقة عنقه، بينما ظلّت زوجته تتأمل بشرود منظر تراقص لهيب النار على كرات الفحم داخل المدفأة، و بدا و كأنها تذكرت نكتة ظريفة حين وضعت يدها على ذقنها قبل أن تقول بنشوة عارمة كادت تطمس ملامح وجهها: "هل رأيت وجه زوجة أبي و وجوه شياطينها الصغار حين قرأ المحامي الوصية؟ لو كان بحوزتي كاميرا لصوّرتهم و لعلّقت الصورة في اطار فخم حتى أنظر اليها كلما احتجتُ للضحك. و (جورج)! هل رأيت كيف رمقني (جورج) على الفور بنظرة حادة كشفرة خنجر؟ آه، لو كان بمقدور النظرات أن تقتل.." "هاه! و ما شأن (جورج)؟ هل كان له نصيب من الميراث انْتَزَعْتِهِ منه لا سمح الله؟ هو طبيب العائلة لا أكثر. و بمناسبة الحديث عن القتل.. متى ستبدأ اجراءات التحقيق برأيك؟". رسمتْ شفتيها أعذب ابتسامة استطاعت تصنّعها. "ربما بعد انتهاء مراسيم الجنازة مباشرة، أو لعلّهم سيراعون مشاعر الأسرة الكريمة و يأجّلونه لفترة قصيرة، من يدري؟ ليس هذا ما يهمني الآن". "ليس هذا ما يهمكِ؟” رفع حاجبه الأيمن هذه المرة باستغراب، و سألها بطريقة شبه مسرحية: “و متى سيهمكِ اكتشاف هوية قاتل والدكِ يا حبيبتي؟ أم أنكِ تظنين حقاً أن العجوز مات منتحراً كما تجزم صحف الفضائح؟" نظرتْ إلى عينيه بثبات ثاقب قائلة: “لهذا لا يقرأ تلك الصحف إلا الحمقى. أنت تعلم لكن هؤلاء لا يعلمون كيف كان أبي يخشى الموت و يصارع مرضه حتى آخر رمق. لاشك أنه أدرك متأخراً أن وراءه حسابٌ عسير". أطرق (بيلي) برأسه متظاهراً بالشفقة على رجلٍ لم يشفق أحد على موته، و حين رفع رأسه غمره اعجاب مفاجىء بزوجته التي لم تكلّف نفسها يوماً بتصنّع الشفقة على من هم أضعف منها. "أؤكد لك يا بعلي العزيز أنني لن أتقلّب في فراشي ليلاً لو خطرتْ فكرة هوية القاتل في بالي. لكن دعني أبح لكً بسرّ..”. عاد ذلك البريق اللّذيذ المألوف يلمع في عينيها، و وجد نفسه يحبس أنفاسه دون أن يعرف السبب. غمزتْ له و أطراف أصابعها تعبث بخصلات شعرها القصير الأجعد الفاحم السواد، و قالت بمنتهى البساطة: “أنا أعرفه”. جحظت عينا (بيلي) و هتف قبل أن يتمالك نفسه: "القاتل؟!”. “طبعاً”. صمتْ لأقل من دقيقة تاركاً الذهول يسري كموجة كهربائية في كل عصبٍ من أعصابه، و ما أن تلاشى الذهول حتى سأل زوجته بنبرة باردة امتزجتْ فيها الريبة بالملل: “(سارة).. هل هذه احدى مزحاتكِ السخيفة؟” . هزّتْ (سارة) كتفيها بلا مبالاة، ثم قامت عن المقعد بكسل منوجهة إلى المرآة المقابلة للمدفأة لتعيد تصفيف شعرها. "لا تصدقني ان شئت. لا يهمني ان لم يصدقني أحد. يكفيني أنني أعرف من فعلها و كيف، رغم أني لست متأكدة من السبب حتى الآن". صَمَتَتْ لثانية ثم لوّحتْ بيدها بعدم اكتراث كما لو كانت تطرد ذبابة طائشة عن وجهها. "لا يهمني السبب، فأبي كان بارعاً في اعطاء الناس أسباباً ليتمنوا موته. المهم أن تعرف أنني أنوي الاحتفاظ بهذه المعلومات لنفسي… حالياً على الأقل..." بلعَ ريقه و لعقَ شفتيه قبل أن يسألها دون أن يقدر على اخفاء استمتاعه: "هممم، فلنفترض أنكِ صادقة. أشك بأن بحوزتكِ دليلٌ كافٍ لتصدقكِ الشرطة". "القاتل وحده سيصدقني". التفتتْ نحوه ببطء، لكنه - لسببٍ لم يفهمه - ظلّ ينظر لانعكاس صورتها في المرآة، و لوهلةٍ كاد يقسم أنه لمح لهيب كرات الفحم المتراقص منعكساً في عينيها، حى بدا و كأن ناراً اندلعت فجأة في بؤبؤيها، فخطر له في تلك اللّحظة وحدها أنها أجمل و أخطر مخلوقة انعكست صورتها في عينيه. "ما رأيكَ لو نزيد من ثروتنا قليلاً يا حبيبي؟”. روابط الفصول التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 02-07-16 الساعة 09:47 AM | ||||
11-05-16, 10:08 AM | #4 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بك عزيزتي في وحي الاعضاء اتمنى ان تجدي المتابعة القيمة والنجاح الذي تتمنينه ارجو منك المرور على هذا الموضوع فيه قوانين القسم ومواضيع اخرى تفيد https://www.rewity.com/forum/t285382.html | ||||||||
11-05-16, 03:29 PM | #7 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| مساء الورد و مبروك الرواية واضح ان الاب كان صعب و اغلب الناس بتكرهه مش بعيد انه كان بيكرهه نفسه اصلا بنته رد فعلها غريب مهما كانت بتككرهه علي الاقل تحاول تمثل عشان المنزر العام حاليا هي عارلة قاتل ابوها و كل فكرها انها تبتبز منه حبه فلوس زاضح ان البنت ورثت طباع ابوها الزباله ههههههههه هنشوف ايه اللي مستنيها و مين القاتل بالتوفيق ان شاء الله | ||||||||
12-05-16, 01:22 AM | #8 | |||||||||
نجم روايتي
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عزيزتى كريستل .. أهلا وسهلا بك فى منتدى روايتى و أرجو أن تعثرى على كل ما يطيب لك قراءته فيه و أكثر و أكثر .. قرأت مقدمتك و بالفعل استثارنى اسم الرواية بأسرها "فى بيتنا مسرحية " ، فكرة مختلفة حقيقة .. سارة و بيلى ، زوجان تطل من حديثهما الكراهية الشديدة و الحقد البيِّن لهذا المتوفى .. فكما هو واضح أن الأب كان رجلا جلفا يكرهه الناس بدليل قول سارة أن أباها قد جعل هناك أسبابا كثيرةً لأن يكرهه الجميع .. ترى من قتله حقًّا ؟؟ هل هى زوجته ؟ هل هو جورج طبيب العائلة ؟؟ الله أعلم ثم سارة إن كانت صادقة .. شىء خطير من هذه الفاتنة السمراء أنها على استعداد لابتزاز قاتل أبيها بغية زيادة ميراثها .. إن الأب قد أشحذ علاقة مؤلمة بينه و بين ابنته لدرجة مستفحلة و محزنة للأسف .. لدرجة ألا تهتم بتقديم قاتله إلى العدالة و لكن أن تكتفى بمص دمائه و استنزافه !! رواية مختلفة على ما أظن و أرجو أن تظل على قوة مقدمتها ، و أن تنكشف الأحداث تدريجيا على مدار الفصول .. أتمنى هذا حقًّا كما تمتد أمنيتى أن أتمكن من متابعتك فصلا بفصل ، فقد شوقتنى لغتك للغاية .. فرغم وجود بعض الأخطاء الإملائية كنصب الفاعل مثلا ، لكن مع ذلك ، أنت تمتلكين مادة جيدة جدااا لأن تحترفى الكتابة و تصقلى مفرداتك و نحوك .. بالتوفيق عزيزتى كريستل .. تحياااتى | |||||||||
23-05-16, 09:06 PM | #10 | ||||||||
| أعتذر بشدة على تأخري في الرد على مشاركاتكم! ظروف العمل منعتني من متابعة كتابة القصة، لكني سأتفرّغ لها اليوم و أعرض الفصل الجديد سريعاً بإذن الله. اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
| ||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|