آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          سيدة القصر- سلسلة زواج لأجل الإرث -نوفيلا غربية زائرة-بقلم الجميلة روما-(مكتملة) (الكاتـب : ريهام ماجد جادالله - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-16, 03:13 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الحب الملتهب -كاتي وليامز-دار نحاس(كتابة/كاملة)**





من روايات قلوب عبير (دار النحاس)
اسم الرواية:الحب الملتهب
الكاتبة :كاتي وليامز
الحب الملتهب
الملخص
***************
كانت ماري شابة وساذجة عندما التقت للمرة الاولى رئيسها هولدن ستون.......
الذي اغرمت به بجنون , ولكن الحب الرومانسي المتقد تحول بسرعة الى مرارة واتهامات متبادلة , تخلت ماري عن حبها وقد عاهدت نفسها على انها لن تعود اليه ابدا.
ومع ذلك ,وبعد مرور ثلاث سنوات ,وجدت نفسها في وضع بائس , ولامنقذ لها سوى هولدن, وهكذا تخلت عن عهدها .....متاكدة انها ستندم على ذلك....ولكن ماهو خيارها طالما حياة ابنتهما على المحك؟؟؟
*****************






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-02-17 الساعة 03:25 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 04:08 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المقدمة
***********
_اشعر وكان لامعنى لحياتي .
قال هولدن هذا بخشونة فشعرت برجفة من الشوق المتزايد في بحة صوته.
قالت ماري بصراحة :
_وانا ايضا .
قال :
_املك هذه الباخرة ولدي الكثير لاجعلك تتوقفين عن العمل,وهكذا تستطيعين قضاء كل وقتك معي.
اجابته وهي تضحك :
_انها فكرة سيئة جدا.
اذ جال في فكرها ماالذي سيحل بها بعد رحيله.
**********************


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:19 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
انها الثانية بعد الظهر الان ,وهنا بالذات ,ماكانت ماري لتتخيل انها قد تتواجد في مكان افضل ,فكان وكانه الحلم.
هاقد مضى بضعة ايام على وجودها على متن الباخرة ,ومع ذلك فقد انسابت لتدخل نعمة راحة البال التي كانت نتيجة لوفرة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء والطعام الشهي وبالطبع البحر الاخاذ.
كانت تقف على متن المركب,بثوبها المعد للعمل,برمودا اصفر اللون وقميص رمادي مع علامة صغيرة على الجيب (غ.ه)اغمضت عينيها عن اشعة الشمس المنعكسة على صفحة البحر لقد كانت دائما تحب البحر.
المنطقة الساحلية التي امضت فيها طفولتها ماتزال ذكراها حية في داخلها حتى بعد وفاة والديها.
والان اصبحت تفهم كيف تتاثر الناس بتغير الاجواء,ولذلك فهي ترغب بان ترمي كل احزانها جانبا وتعيش ساعتها الحاضرة في مركب متوجه الى اللامكان.
لقد كانت ضربة من الحظ الرائع ان توفق بالعمل على متن سفينة هولدن غراي ستون,فلقد سئمت العيش في لندن وكانت اشد ساما في العيش مع عمتها التي لم تشعرها يوما انها سعيدة بوجودها في شقتها الصغيرة اذلك لم تتخل عن اول فرصة ملائمة للهرب قبل دخولها معترك العمل الجدي.
*****
عندما تفكر باالامر تعجب لنفسها كيف استطاعت اقناع الوكالة بانها الفتاة المناسبة للعمل على متن الباخرة اذ لم يكن لديها اي خبرة بالعمل كنادلة ,عملها الحالي مع العلم ان العمل هنا مختلف عن العمل العادي في اي مطعم وهي لا تملك الخبرة بالعمل على متن السفن ,مع انها كانت محاطة بمياه البحار طوال 14عاما هي الان في 21من عمرها من دون اي تجارب مفيدة في حياتها ولذلك ذهلت عندما وافقوا على طلبها.
قالت عمتها بلهجتها القاسية :
_كان عليك الحصول على عمل افضل هنا وذات اجر احسن ,فما هي الغاية من ضياع الوقت قبل البحث عن عمل جدي ؟فالسنوات الاربع في الجامعة كافية لتضييع الوقت,ام انك تعتقدين اننا لسنا بحاجة للل ؟هذا العمل نوع من التهرب من مسؤولياتك اليس كذلك؟ كنت اعتقد انك ستجدين طريقة لتخفيف الاعباء المالية عن كاهلي اعتبارا عما صرفته عليك في السنوات الاريع الماضية على طلات لاتنتهي .
حاولت ماري الا تبدو مضطربة فالنقاش ليس ماتهواه عمتها ولقد علمت منذ عهدها بها ,فيجب عليها ان تبقى صامتة ومهذبة عبى اي كلام تقوله لها,فقد اخبرتها تماما انها لاتقبل اي اعتراض.
قالت ماري بصدق:
_باستطاعتك الحصول على كل ما اتقاضاه من هذا العمل.
فعلى الرغم من كل اخطائها لقد فتحت لها بيتها بعد وفاة والديها وسمحت لها بمتابعة
تحصيلها الدراسي مع انها تعتقد ان الشهادات لن تحقق لها فائدة ما فهناك الكثير من المتخرجين بدون عمل,وما تحتاجه ليس الا مهارة بعمل ما عوضا عن شهادة عالية في اللغة لاتفيدها بشيء في حقل العمل.
قالت عمتها باحتقار:
_لم اكن افكر بالامر البتة ولن اريد ان اقول احتفظي به جانبا للايام السوداء وليس لي ان اذكرك بان الحياة مليئة بالايام العصيبة.
وهكذا لم يكن الوداع قاسيا, فلقد افترقا موقتا ,مع شعور بالراحة لكيهما وهما تتعانقان,وهاهي الان,بعيدا مع المدى الازرق وشعرها يتطاير معالنسيم على كتفيها ,وحرارة الشمس حولت خديها الى لون ذهبي رائع ,ففي هذا الجزء من المكان كل شيء رائع ,وليس عليها الا تقديم الشاي في قاعة الطعام عند الثالثة والنصف والمساعدة في قاعة الاحتفال في المساء وبالطبع تقديم اي عون في المطبخ عند الحاجة.
امضت نصف ساعة على متن السفينة ,تتحدث مع بعض الضيوف الذين باتوا يعرفونها الان ثم عادت الى قاعة الطعام.
كانت الباخرة بعيدة عن مظاهر الرخاء ولقد انقذت من وضع مزري من الشركة المفلسة التي كانت تديرها بواسطة المنافس الثري الذي اهتم بها واعاد اصلاحها من جديد,ففي خلال عدة اشهر عادت الى مكانة مناسبة وقد علمت ماري بكل هذا من اشخاص عدة من افراد طاقمها كانوا يعملون عليها في ذلك الوضع المزري كما انهم يشعرون بالامتنان لذلك الرجل الذي خلصهم من الوقوف في صفوفطلبا للمساعدة او العمل وبطبيعة الحل لقد منحها فرصة للابعاد عن عمتها واعطاها اجازة حلم من السعادة قبل الغوص في معترك العمل ,وكم كان يسعدها ان تبدي هذا الاحساس المفعم بالامتنان لذلك المالك المجهول وكانه على وشك القيام بصفقة فخمة ولايملك المال الكافي لتحقيقها كما سمعت عنه .
يقدم الشاي في قاعة الطعام مع بسكويت محلى بالكريما الشهية مما يدعوك الى اخذ اكث من قطعة قبل تذوقها وكل انواع الشاي ,البعض لم تسمع به قبل انضمامها الى هذه الباخرة ,شاي بطعم الفواكه ,شاي من الشرق الاقصى ,كما كل الشاي المعروف في بريطانية وكل هذه الانواع كانت معروضة للعيان.
ترعرت ماري على طر ق قاسية وصارمة فيما يتعلق بالطعام وتابعت عمتها هذا النمط من الكميات القليلة من الطعام على مبدا الكمية القليلة تكفي اما الكبيرة فتذهب هدرا,واعتادت على التهام كل مايقدم لها وان انت لاترغب به!
غير ان الحياة الجامعية اعطتها فرصة لتتخلص من هذه القيود الصارمة ولكنها كانت تعيش مع عمتها لاسباب مادية ,وكانت واضحة معها كل الوضوح بان كل ماتعطيه الجامعة من فرصة للتحرر ينتهي امام بيتها الاحمر الصغير .
هنا في باخرة (ه_غرستون)كانت متعجبة من الافراط في الطعام.
فبعد تقديم الطعام لكل المسافرين,واخذ الطاقم حصة من الاكل كان يبقى الكثير منه للرمي ولو قدر لها ان تتعرف على هذا الممول الثري بما ان لااسم له في الطاقم,لربما استطاعت تخليصه من كل هذا الاسراف.
اخذت الاعمال تتوالى في المطبخ فالطهاة قد حضروا طعام العشاء ,ووضعت الحلوى على الاطباق تحت الطلب .
نظرت جيسكا احدى الفتيات من عمر ماري والتي تعمل مثلها نادلة اليها وهي تشير باصبعها الى معدتها وسالتها:
_بما تشبهين هذا؟.
قالت بصوت واضح:
_حسنا لم اكن مجتهدة في مادة العلوم الطبيعية,ولكن اعتقد ان هذه هي معدتك.
اجابت وهي تضحك:
_انها ليست فقط معدتي بل معدتي الجشعة,فهي لاتستطيع مقاومة كل هذه الاطعمة.
ناولتها صينية من الحلوى لتضعها على المائدة.
_كيف ساتمكن من العمل اذا كنت التهم كل هذا الطعام .
قالت ماري وهي تضحك:
_تستطيعين تدبر الامر ستبدين اسمن طبعا ولكن ستبقين رشيقة الحركة .
كانتا تضحكان معا وتتبادلان الصواني ,كانت جيسكا تمزح وماري تصغيي اليها مبتهجة ي بطبعها متحفظة خجولة ربما بسبب تربيتها وهنا على الباخرة, لاوجود للخجل,فالطاقم اعتبرها صديقة قديمة بسبب وجودهم معا اربع وعشرين ساعة في اليوم,فالشعور بالمشاركة امر لم تختبره من قبل كونها الطفلة الوحيدة للعائلة لقد كانت سعيدة ولكنها وحيدة.
دائما بمفردها وعندما انتقلت الى العيش مع عمتها لم يتغير شعورها بالوحدة ,بالطبع كان لها اصدقاء في المدرسة وفي الجامعة ايضا ولكن طفولتها كانت تفتقر الى الصداقة ولقد اصبح الاعتماد على النفس جزء من شخصيتها وبينما كان رفاقها يتبادلون النكات والمزاح كانت تنتحي جانبا تراقبهم ولاتفكر مطلقا في مشاركتهم كل هذا الطيش .
ولكن كان ينتابها شعور غامض وغريب بسبب الجمال الذي تملكه,وشعرها الاشقر الطويل وعيناها الواسعتان البنيتان وملامحها الدقيقة حاول الكثير من الشبان التودد اليها,لكنها لم تكن في عجلة من امرها للبحث عن فارس احلامها .
في الحقيقة ان هناك امر لم تعترف به حتى ولالنفسها بان جميع من التقتهم في الجامعة لم يجعلوها تشعر باي احساس بالحب فهي تعلم ان الحب سيكون رائعا وعلى الرغم من اراء عمتها المتحفظة ,فهي لن تغير رايها.
امتلات طاولة الطعام بالاواني واباريق من عصير الفاكهة وقوالب الحلوى والاكواب واخذت قاعة الطعام تضج بالمسافرين الذين كانوا يتوافدون على طلب مايرغبون من الماكولات الشهية,ومما لاشك فيه انهم بعد ثلاثة اسابيع من التجوال على متن السفينة سيزداد وزنهم قبل العودة الى ديارهم ولكن كان هذا اخر مايفكرون به,على اعتبار ان شعارهم تمتع الان وعاني لاحقا.
اخذت ماري تهتم بالاطاولات الممتدة امامها تتحدث مع الضيوف وتلبي طلباتهم من الشاي او القهوة.
سمعت صوتا وراءها يقول:
_من الممكن ان اطلب كوبا من المياه المعدنية.
كان صوتا رقيقا متكاملا جعلها تتورد خجلا ,استدارت بسرعة وفتحت فمها لتتكلم ,بكل تهذيب طبعا ,ولكن التصقت الكلمات بحنجرتها.
كانت تحدق بتاثر برجل ذات وسامة لم ترى مثلها في حياتها,كان يملك عينان رماديتان ممتزجتان باللون الازرق كلون البحر في الشتاء,واهداب طويلة كثيفة سوداء وشعر اسود داكن ,اما ملامحه فقد كانت قاسية اكثر مما هي جميلة كل شيء فيه ينم عن السلطة.
شعرت ماري بانها مازالت تحدق به بدهشة فانتبهت وقالت:
_اننا نقدم عدة انواع من الشاي اللذيذ وايضا قهوة وعصير اذا اردت.
_انتم تقدمون كل ذلك ,حقا ؟.
لقد شعرت بالاستياء والحرج,واخذت تستعيد ماتعلمته في حال ان احد المسافرين حاول ازعاجها.
_اذا اردت اعلامي اين طاولتك يسعدني ان احضر لك قائمة الطعام مع كل انواع العصير الموجودة هنا.
_كم انت كثيرة الاهتمام .
وشعرت بارتباك تجاه ابتسامة جعلت قلبها يخفق بعنف.
تحرك باتجاه احدى الطاولات كانت تراقب خطواته المختالة ثم جلس واشار باصبعه باتجاهها فاقتربت منه بحذر .
قال :
_اريد ابريقا من الشاي لاثنين
_اه ,طبعا.
اخفضت راسها وشعرت بخيبة امل كبيرة اذا انه مع احد وهذه حقيقة فلا يبدو انه من النوع الذي يسافر بمفرده ,كما انه ليس بحاجة لمطاردة النساء ليحظى بصداقتهن.
قال وهو يحدق بها:
_لديك الوجه الاكثر شفافية ارى الافكار تطفو عليه بوضوح ,كم تبلغين من العمر ؟17 اما 18 ؟.
_انني في 21ولااعتقد انني استطيع المضي في التكلم معك.
_في 21؟امر غريب؟.
_ماهو الامر الغريب؟.
_معظم النساء في هذا العمر يصبحن متخمات بالتجارب ولكن تبدين كورقة بيضاء لم يكتب عليها شيء ,هل انا مخطئ؟.
مرة ثانية شعرت بالارتباك والحيرة فهذا النوع من الكلام لم تسمع به من قبل .
قالت بانزعاج ظاهر:
_لم افكر بالامر البتة ,والان استميحك عذرا.
استدارت واتجهت ناحية المطبخ شاعرة بعينيه يتبعانها .
امسكتها جيسكا قائلة :
_من هو ؟ومن اين اتى ؟ لم يكن هنا الليلة الماضية انا متاكدة من ذلك.
_لااعلم من يكون .
_الم يقل لك اسمه ؟فقد تكلمتما معا وقتا طويلا ,لاشك انه اخبرك باسمه.
_اطلاقا .
_الشخص الغامض امر جميل.
قالت ماري وكانها تذكرها :
_انه ضيف ولديه صديقة.
هذا الرجل اثر بها من غير ان يحاول ذلك,ولقد شعرت بالارتياح لانه ليس بمفرده وان علاقتهما يجب الا تتعدى انه ضيف على هذه الباخرة وهي نادلة.
عندما عادت الى قاعة الطعام,فوجئت ان صديقته لم تكن شقراء وفارعة الطول كما كانت تتوقعها بل امراة ناضجة في الخمسين من عمرها ذات مظهر ارستقراطي.
التقت عيناه بها وابتسم تظاهرت كانها لم تره.
عندما اخذت ابريق الشاي لهما ,لم تستطيع النظر الى وجهه .
قال بنعومة وهي تضع الابريق على الطاولة:
_الاعتقد انني اعرف اسمك؟.
_ماري ستيفنز ياسيدي.
قال باهتمام :
_ماي ستيفينز اسم غير عادي .
نظرت اليه منزعجة ان تكون هدفا لتسليته اما المراة الجالسة الى جانبه فكانت تحدق بها ببرودة.
امسكت السيدة بذراعه وهي تقول:
_عزيزي دع الفتاة وشانها ,اشك انها تستطيع تحمل مزاحك.
نظرت اليها نظرت غير محببة ,لقد كانت جذابة ولاشك انها في شبابها كانت رائعة الجمال.
اجابت ماري :
_بالطبع استطيع فانا اتقاضى راتبي من اجل الاهتمام بكل الامور على الباخرة بما فيها روح السخرة التي لااجدها مسلية بالفعل.
اجابت السيدة بصوت لايخلو من العجرفة:
_لااهتم البتة بمعالجتك للامور ياصغيرتي.
واحست ماري بان عليها الاعتذار فهذا ماتعلمته ايضا قبل البدء بالعمل ,فالزبائن دائما على حق حتى عندما يخطئون .
_اني اسفة حقا.
اشارت السيدة بيدها بطريقة ان هذا الامر لن يحدث ثانية وتنهدت ماري براحة,فعملها مهم بالنسبة لها ولاتريد خسارته لانها لم ترق لاحد الضيوف.
نظرت السيدة الى الرجل بجانبها وقالت :
_هولدن هل تريد شيئا اخر ؟.
هولدن اسم غير عادي كان جالسا على الكرسي باسترخاء ويداه متشابكتان اصابع طويلة وذراعين قويتين يكسوهما شعر اسود يظهر على ساعته الذهبية.
قال :
_في هذه الحالة عليهم التعامل معي اذا لم يعجبهم الامر.
لم يكن من النوع الذي يقبل الرفض لاوامره ,علمت ذلك بسهولته ومن طريقة اصداره للامر.
ترددت ماري بعض الشيء ثم جلست
_لاتقلقي لن يحدث شيء اذا جلست وتحدثنا قليلا,ولكن اخبريني هل انت دائما بهذهالعصبية ؟.
_وهل انت دائما بهذا التسلط؟.
ضحك وقال:
_كل الوقت.
_في هذه الحالة اشعر بالاسى على الذين يعملون عندك.
قال ببرود:
_انه لامر مريح ان مرافقتي ليست هنا ,لانها كانت ستستاء من هذا الكلام كثيرا.
_واعتقد انك تستمتع الى كل كلمة تقولها؟.قالت ماري ذلك وهي تشعر بالخوف ,فان لم تنتبه لكلامها فهذا يعني انها ستخصر وظيفتها ماعلاقتي بهذا الرجل؟.
تمتم قائلا وهو ينظر اليها:
_احاول ذلك,هنالك قلة من الناس اصغي اليهم وهي واحدة منهم.
ارادت ماري ان تساله الا انها هي من تدفع المصاريف ؟هل انت حارسها ؟شعرت بالاشمئزاز ثم قالت عوضا عن ذلك:
_هكذا اذن.
قال بنعومة :
_انت تظنين انني مرافقها وترين الفكرة مزعجة لماذا ؟فالعالم ملئ بالنساء اللواتي يعشن على كاهل ازواجهن بدون اي عمل يقمن به وكل العالم يقبل بذلك فلما يجب ان يكون الامر مختلفا عندما تنقلب الادوار؟.
نظرت الى عينيه الغريبتين المتوهجتين وشعرت وكانها تغرق وقالت :
_الامر مختلف........
قال :
_ماهذا المنطق الغريب.
نهضت وهي تقول :
_ارى انك ستمضي النهار تناديني ولكن لن ابقى هنا واتحمل المزيد اعلم انك زبون على متن هذه الباخرة ولكن هذا لايعطيك الحق باهانتي.
_اه ,اجلسي ,لا احد يهينك .كان يبدو سعيدا جدا بعصبيتها.
قالت :
_علي الذهاب والمساعدة في اعمال المطبخ على كل حال.
قال وكانه نفد صبره:
_لن تعاقبي لانك تتكلمين معي ,ثقي بي.
قالت بنعومة وهي تعاودالجلوس:
_ولا حتى من مرافقتك؟.
قال بجدية :
_اه نعم ,ربما منها ,اعتقد ذلك ,فوالدتي عديمة الشفقة بالنسبة الى النساء اللواتي ترى انهن غير مناسبات لي.
_والدتك.؟
رفع حاجبيه وكانه دهش من تفكيرها ثم اجاب بنوع من السخرية:
_بالطبع ومن كنت تعتقدينها؟ اه , عفوا,لقد نسيت انك اعتقدت انني مرافقها.
شعرت ماري بالاختناق فهي مرتبكة وتشعر بانها منقادة لهذا الرجل .
_لم افكر بذلك مطلقا.
_والان ,ماذا لديك من عمل هذا المساء ؟.
_ماذا !استميحك عذرا ؟.
قال :
_الليلة اتوقع انك ستساعدين في بعض الاعمال بعد العشاء ولكن بعد ذلك ماذا ستفعلين ؟.
_بعد ذلك ؟لاشيء ,ساراقب عرضا في قاعة الاحتفالات من المقاعد الخلفية لان هناك كوميدي مشهور الليلة.
_لنلتقي على ظهر السفينة.
_لااعتقد انني استطيع .
هذا الرجل ليس من طبقتها كما انه اخبرها انها ليست من النوع الذي يرضى والدته ومع كل هذا كانت تشعر باندفاع تجاهه.
سالها بوضوح:
_لم لا ؟.
_حقيقة لااستطيع ,قد اخسر عملي اذا......
_انني اتكلم عن التحدث قليلا على متن السفينة وليس اكثر من ذلك .
_اعلم ذلك ولكن في الحقيقة لااستطيع .
نظر اليها بامعان وقال:
_حسنا ,اذا كنت تفضلين اعتبري ذلك امرا من رئيسك.
رفعت نظرها باستغراب وقالت:
_ماالذي تتحدث عنه؟.
قال بهدوء:
_انا هو رئيسك,انا هولدن غراي ستون,واملك هذه الباخرة.
سالته :
_بالطبع لا ؟هل انت حقا ؟ولكن ان كنت حقا فلا بد.....ان الجميع هنا يعرفك.
_لم عليهم معرفتي ؟انها المرة الاولى التي يرونني فيها ولقد طلبت من القبطان ان يبقي الامر سرا,فانا اريد ان ارى الامور على حقيقتها بدون تكليف .
اعترضت قائلة:
_هذا ليس منصفا.
نظر ليها بامعان وقال:
_عندما تتعلق الامور بالاعمال كل شيء منصف فالعمال من طبيعتهم ان يغيروا تصرفاتهم امام رؤسائهم,ولذلك لااريدك ان تخبري احدا بما قلت لك لقد وصلت مع والدتي الليلة الماضية بواسطة طوافة,وكما يعتقد المسؤولون انني تاخرت عن الرحل بسبب مرض احد افراد عائلتي,وهكذا اتاكد بنفسي من مهارة الطاقم.
_اذن لماذا تخبرني كل هذه الامور؟.
_بسبب......صوته كان خفيفا وهامسا:
_انك تعجبينني وارغب بالتعرف اليك اكثر,واذا اردت ذلك ,عليك الكف عن التصور انك ستتعرضين للمشاكل كلما نظرت ناحيتك او كلمتك .
_ولكن والدتك ...
_امي تعتقد انها تستطيع التحكم بحياتي ولكن في الحقيقة لا.
كان يبتسم ونبرة صوته صارمة,ان من الصعب معارضته.
كانت تقف على ظهر السفينة المهجورة لان الجميع كانوا يتابعون العرض المسلي,اما هي فما زالت تسبح في عالم خاص بها,وكانت تعلم انها ان لم تكن يقظة ستجد نفسها تغرق بدون اي امل بقارب النجاة.
فهولدن غراي شاب رائع ذكي وكامل الثقة بنفسه.
نظرت اليه خلسة,تحت ستار الليل,كان وجهه ضائعا في المدى البعيد في تلك اللحظة ادار بوجهه والتقت عيناهما شعرت ماري بان قلبها يترنح ,ترى بماذا يفكر؟ماذا يدور في راسه ؟شعرت انها لاتستطيع التوقف عن التحديق به.
لاتتذكر بماذا تحدثا خلال الساعة الماضية ,ولكن تعلم انها تكلمت كثيرا فلديه طريقة لرائعة لحثها على الكلام تجعلها تشعر بالسعادة وبالقلق في ذات الوقت.
كانت تسمع صوت الموج يضرب بقوة جوانب السفينةوكان الهواء ناعما ومنعشا يتلاعب بشعرها وكان يصعب عليها التفكير في ان هنالك اكثر من مئتي شخص في هذه السفينة فقد كانت تشعر انها هي وهولدن هما الوحيدان في العالم اجمع .
لم تكن تشعر بان للحب كل هذه القوة في المشاعر ,كانت سعيدة ان تكتشف هذه المشاعر للمرة الاولى ومعه بالذات.
قال وهو يبتسم:
_انت جميلة , وبالتحديدلم اقابل احدا مثلك في حياتي كلها.
سارا الى داخل السفينة بصمت كانت تشعر انها على شفير اكتشاف شيء جديد ربما ذاتها .
قال :
_سترسو الباخرة غدا في غرينادا ,سنخرج للغداء في احد المطاعم وسنتحدث.
ضحك وهو يقول بنعومة :
_انك تشبهين غزالا شاردا ولا اريد ان افقدك .
تركها وغادر اما هي فبقيت واقفة مكانها تتامل النجوم القمر والبحر الرائع.
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:23 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
اعتادت ماري منذ وفاة والديها على نوع من الكوابيس اثناء نومها,وكانها تقع من مكان عال وكانت تستيقظ دائما قبل الوصول الى الارض ,وهي ترتجف وتسعى جاهدة للسيطرة على هذا الكابوس ونسيانه.
والان ,برفقة هولدن فهي تعيش هذا الشعور ولكن من غير احلام.
رست الباخرة بغرينادا ليومين,وتوافد المسافرين على اعتمار قبعاتهم الكبيرة والاهتمام بالكريم الواقي لشمس وتوجهوا الى الاسواق لتنشق الهواء الطبيعي البعيد عن الهواء المكيف في الباخرة .
كان عملا اخرق منها ان تتخلص من الذهاب مع جيسكا الى السوق لشراء بعض الهدايا للذكرى ولكنها تدبرت امر خروجها مع هولدن الى احد الشواطئ البعيدة.
هاهي الان في المطبخ تعمل وهي تبتسم عندما تعاودها الذكرى كم تحدثا تذكر نظراته وتامله فيها عندما اخذت تمشي على الشاطئ وترسم بقدميها دوائر علىالرمال اخذ يراقبها وهو يضحك.
النخيل والبحر امر مالوف بالنسبة اليه فلقد اخبرها انه قدم الى الجزر الكاريبيه مرات عدة ,بعكسها تماما فهذه الاماكن الرائعة الجمال لم يكن بمقدور اهلها تامين هذه الرفاهية لها,فالراحلات الوحيدة التي كانت تذهب اليها ,فقط استئجار كوخ ما في البراري في لايك دستركيت.
غرينادا كانت لها كالحلم فهي ترغب بالسير على هذا الشاطئ .
لم تصدق كيف كانت تتصرف كما يحلو لها بدون حسيب او رقيب فقد شعرت وكانها عادت طفلة تلهو على الشاطئ.
اعادتها جيسكا الى الارض بسرعة وهي تقول:
_مهما كان نوع الكوكب الذي تهمين حوله عليك العودة حالا الى مركب غراي ستون والا هنري سيجعلك تخدمين مطولا بعد العشاء لكن مابك؟ اتحلمين في النهار؟.
لم اكن احلم البتة .
_لا ؟ وما هذا اذا نوع من التخاطر تتعلمينه ؟.
ضحكت عاليا من مها مما جعل ماري تضحك هي ايضا ,وقالت بفرح:
_نعم هو ماتقولينه ,انه امر مريح.
لم يكن هولدن في قاعة الطعام,كان يتباحث بامر ما مع القبطان والدته كانت تجلس الى طاولتها المعتادة كانت ماري تلا حظها بقلق,لم يكن هناك ود بينهما منذ اللحظة الاولى.
امضت ساعتين من الوقت وهي تخدم بين الطاولات والمطبخ باهتمام اما فكرها كان يجول باهتمام عما حدث معها في الايام القليلة الماضية كانت الاتزالتشعر بالمتعة بالعمل على ظهر السفينة.
قدمت القهوة بعد الغداء والاستعراض الفني في المسرح كان على وشك الابتداء وهذا امتع الاوقات لها,الوقت الذي تستطيع فيه ان تحلم براحتها وبعد العاشرة والنصف تستطيع التوجه الى متن السفينة.
ابتسمت للفكرة لمجرد رؤية هولدن الذي وعدها بان يلتقيا بعد ساعة ,فنظرت حولها ولمحت عينا السيدة غراي ستون ,كانت السيدة ترتدي ثياب تدل على اناقتها وثرائها.
اجبرت ماري نفسها على الابتام وقالت:
_مساء الخير هل هناك شيء استطيع تقديمه لك ؟قليلا من القهوة ربما؟.
_لقد اخذت حصتي من القهوة واذا تناولت اكثر اعاني من مشاكل في النوم .
_نقدم نوعا من القهوة خال من المنبهات.
_لاياعزيزتي لااعتقد ذلك ,انا امقت هذا النوع من القهوة فلا طعم له.
وتابعت السيدة قائلة :
_اعتقد انك تقابلين ابني ,اليس كذلك.
هذا هو الامر فمن غير المعقول ان السيدة غراي ستستدعيها من اجل امر تافه كفنجان قهوة.
_احيانا .
قالت بصوت جاف :
_لااعتقد ذلك ,انك تمضين وقتا كافيا معه وبالتحديد كلما ترين فرصة مناسبة لذلك ,ولاارى ذلك امرا مفيد لك.
_ماذا تعنين بذلك ؟.
_انك تعلمين تماما مااعني ,ياعزيزتي واذا كنت تعلمين فانت وابني لستما من ذات المستوى ,وكلانا يعلم ان الامر على متن السفينة لايبدو ذات قيمة اما في الواقع وفي الحياة العملية الاعتقد ان الامر سيستمر على هذا النحو وانت تفهمين ذلك جيدا.
نظرت ماري بعيدا ,كانت ترغب ان تقول ان هذا الامر يقرره هولدن بنفسه ولكن قد تسبب لنفسها المشاكل فلذلك بقيت صامتة.
تابعت السيدة :
_لااستطيع ان امنع ابني من مقابلتك ولكن احب ان تعتبري الامر مجرد عطلة وان لاتاخذي الامر بجدية اكثر مما يستحق.
كانت تتكلم وكانه تحذير واضح فالسيدة تريد الافضل لابنها وهي لاتليق باي شكل من الاشكال للصورة التي تريدها له.
قالت ماري بتهذيب :
_الاستعراض على وشك البدء هل حقا لاترغبين بشيء ؟شاي ؟ او اي شيء اخر؟.
نهضت السيدة وسارت بتثاقل وكانت تبدو اكبر سنا وكانها مريضة ثم التفتت نحو ماري وقالت:
_اتمنى ان تفكري بما قلته جيدا ,ياعزيزتي نحن لانرغب ان نتصر بحماقة ,اليس كذلك؟.
راقبتها ماري وهي تبتعد بعصبية ظاهرة وحزن مكتوم فلقد كانت تشعر بالضيق لانها اهينت بسبب مستواها المتواضع ,اما حزنها فكان خرفا من تهرب منها السعادة التي عاشتها في الايام القليلة الماضية
عندما حان موعد لقائها به ,خرجت من غرفتها بعدما بدلت ثيابها.
_رائعة جدا.
سمعت صوته قبل رؤيته استدارت ناحيته بسرعة وابتسمت ,فلقد كانت ليلة جميلة القمر ساطع كالبدر والوانه الفضية تزين وجهه بالوان محيرة.
(نحن لانرغب ان نتصرف بحماقة اليس كذلك ؟.)
دارت كلمات امه براسها.
اقتربت منه وهي تقول:
_اشعر وكانني اعيش في الارياف اقطع الحطب واربي الماشية.
ضحك وهو يراقبها وقال:
_ماهذه الفكرة لااستطيع ان اتصور انك تفعلين ذلك ,كما لاتملكين صحة قوية لهذا العمل .
_لااتصور انك تعيش كحياة رعاة البقر ايضا.
تمتم قائلا:
_لم اتعامل مع الماشية ولكن في الحقيقة لقد عملت بقطع الاخشاب لفترة .
قالت بدهشة :
هل حقا فعلت ؟.
ضحك واجاب :
_بالطبع فقد تنقلت بكل دروب الحياة.
_لم اقل مرة العكس.
_ليس عليك القول فكما اقول لك ,وجههك يعبر عن كل ما تفكرين .
قالت بغضب:
_لااحب ذلك .
_انه نوع من المدح .
_اخبرني اين تعلمت قطع الخشب؟.
لم تكن تريد ان تعلم اي نوع من النساء يفكر بها,هل النوع الذي ترضى عنه امه عادت بفكرها الى تلك المحادثة القاسية ولكن تخلت عنها بسرعة .
قال :
_كندا,امضيت هناك فصلا من ابرد واقسى فصول الشتاء في كوخ في احدى بحيرات الشمال ,فالجليد يغطي كل شيء ولو لم اتعلم بسرعة قطع الاخشاب لكنت قضيت نحبي من البرد والصقيع.
_ماذا كنت تفعل هناك.؟
_اضع اللمسات الاخيرة للاطروحة التي كنت اعمل عليها.
_مغامر كبير.
_كانت فكرة جيدة في ذلك الوقت فقد سئمت العيش في لندن ,وكنت ارغب بالرحيل وكانت هذه الفكرة رائعة ,فالكوخ كان لصديق يستعمله فقط في فصل الصيف وظن ان ذلك يفرحني.
قالت وكانها تحلم:
_لابد انها كانت مغامرة رائعة,وحدك في وسط المجهول وليس من صديق لك سوى الطبيعة.
_والدببة القطبية ,كنت ادافع عن نفسي بيدي فقط.
قالت :
لاشك انها تجربة مروعة مع الدببة.
_بدون شك .
_هل عدت الى ذلك المكان ثانية ؟.
هز براسه قائلا:
_لم يتسن لي الوقت فقد شغلتني المباني الحجرية ,وقبل ان اعي ذلك اصبحت في الثالثة والثلاثين واصبحت تلك الايام كالحلم .
_يااللاسف .
ضحك وقال:
_انت تشفقين علي !اليس كذلك ؟.
_نوعا ما فامدن المكتظة تشبه السجون الاتشعر كانك سجين ؟.
نظر اليها باستغراب :
_بالطبع لا ,ولم اشعر هكذا ؟فما غاية التحرك اذا لم يكن الى الامام باستمرار ؟الطموح هو الدافع الذي يجعل عجلة العجلة تدور.
_بالطبع لا ,فالمال ليس بهذه الاهمية ؟لااعتقد انه كذلك .
_انت المراة الوحيدة التي تقول مثل هذا الكلام.
ضحكت وهي تفكر هل هذا نوع من المدح وقالت:
_وانا ايضا لم اقابل انسان مثلك ياسيدي !ولكي اقول الحق الجامعة ليست المكان المناسب لمقابلة الرجال الطموحين الشجعان,اصدقائي كانوا منكفئين عن هذا الاحساس طموحهم ان ينجحوا في دراساتهم صدقني معظم الناس يعيشون حياة متواضعة وسعيدة ليؤمنوا بعض الرفاهية المطلوبة .
قال بصوت بارد:
_لااعتراض لي على هذا الحديث.
كان صوته يوحي انه يتكلم عن امر يراه بعينيه ولكن لايشعر بصدقه.
قالت بجدية :
_لااعتقد انك تعرف العيش مع الملايين من الناس في الجانب المظلم من الحياة .
اجاب وهو يضحك من حزنها :
_لو كنت اعلم انك هناك لقفزت باحثا عنك .
ابتسمت متمتمة:
_يجب ان يكون لديك ساقان طويلتان ولكن اشك انك تستطيع ان تغطي المسافة بين العالمين .
اجاب متكاسلا :
_اه ,طبعا , نحن من عالمين مختلفين ولكن هذا مايجعلك منعشة كالنسيم .
_ايها الثري المسكين . تمتمت وهي تنظر اليه كانت تشعر بحيوية لم تعهدها من قبل كيف امضت حياتها من دون هذا الاحساس ؟
_لم ينادني احد هكذا ام لم يجرؤ احد على ذلك .
وشعرت انه محق بالطبع ,فهولدن غراي ستون ليس من النوع العادي بل يرهب من حوله .
قال بصوت اجش :
_اشعر وكانني عديم الجدوى .
قالت بصراحة :
_وانا ايضا .
_اسمعي لدي فكرة رائعة,بما ان الباخرة ملكي مارايك ان تتوقفي عن العمل ليتسنى لنا قضاء اكبر وقت معا.؟
قالت وهي تضحك :
_ستكون هذه اسوء فكرة.
_في هذه الحال غدا سترسو السفينة في مارتينك وانا وانت سنختفي النهار كله هذا امر.
_ومن انا لاارفض ؟.
كان يسعدها ان تبقى معه تحت السماء الدكناء والقمر الساطع لم تكن تفكر ماذا ستقول عمتها عن هذا التصرف الطائش فالحب من الاحاديث المحظورة معها ,لان تجربتها في الحب كانت حزينة وقاسية ولكن ليس هذا هو احساسها .
قال :
_الان علي ان ادعك تذهبين الى غرفتك ,لقد وعدت امي ان اقابلها في قاعة الاحتفالات قبل نهاية العرض .
_بالطبع ,اجل .
_لاتتكلمي بهذه الطريقة ,فانت لاتدرين كم من الاعمال علي انجازها هذه الليلة .
تمتم مضيفا :
_سانتظرك غدا عند العاشرة والنصف .
سارا معا الى باب السفينة وانصرفا هي الى غرفتها وهو الى قاعة المسرح.
نامت مضطربة وقلقة ,وسارعت بالنهوض باكرا لتراقب بزوغ الشمس من وراء الافق عبر نافذتها الصغيرة ,اسرعت بالذهاب الى المطبخ لتحضير الفطور ,معظم الذين تعمل معهم يعلمون بعلاقتها بهولدن.
ولكن معرفتها السطحية بهم تمنعهم من التدخل بشؤونها خاصة انها لاتهمل عملها ,ولكن هذا لم يمنعهم من تحذيرها بطريقة مبطنة بان عليها الا تتورط مع المسافرين بطريقة جدية.
جسيكا الوحيدة التي كلمتها بوضوح طالبة منها ان تعي تماما ماذا تفعل فالامور الطائشة لاتجلب سوى الحزن والعذاب.
لم يكن الصباح زاخر بالاحداث واخذ المسافرين يتكلمون باللغة الفرنسية من خلال القواميس التي كانت بين ايديهم واخذت تضحك من الجمل التي يتعلموها وهي تقدم لهم الفطائر الفرنسية والتوست.
اسرعت نحو غرفتها لتغير ثيابها,ارتدت ثوبا قطنيا ناعما ,وحملت حقيبتها على كتفيها .
اتفقا ان ينتظرها هولدن خارجا وقفت على متن السفينة تحدق به,كان واقفا ويديه في جيبي بنطاله ولن قميصه الاصفر الباهت يعكس على لونه البرونزي جمال اخاذ وتناسق كامل ,لااحد بامكانه ان يتوقع ان هذا الرجل صاحب ثروة تقدر بالملايين كل شيء فيه ينم على القوة والذكاء والموهبة .
اقتربت من سلم الباخرة ,لمحها والتقت عيناهما عبر الناس المحتشدة والتي تهم بالنزول من الباخرة .
كان يوما حارا ممتعا والسماء صافية زرقاء والمسافرون يغمرهم الشوق للتجول في العاصمة ,للتفرج على الذوق الفرنسي المميز .
لقد عرضت افلام السفينة لمدة يومين بترغيب وحماس كل من يرغب بمشاهدته ,من امطار الغابات ,الى الغنى والترف الى طبيعة المناخ كما هناك الشواطئ وفن العمارة المختلف كليا عن اي مكان اخر.
فكرت ماري انها لو كانت في حالة عادية لكانت اسرعت للاستفادة من هذه المعلومات والمناظر ,اما الان فالظروف العادية ,لم تعد موجودة وكل ماتسطيع فعله هو التوجه الى هولدن وقضاء اليوم بكامله معه.
_هل تنتظر احد ما؟.
قال بصوت رزين :
_لااحد معين بالتحديد ولكن الان بما انك هنا ربما بامكانك مرافقتي ؟.
_لااعتراض لدي .
كان هناك تجاذب خفي بينهما وشوق متبادل .
تبعته الى السيارة التي استاجرها ليوم واحد بيجو زرقاء انيقة وحديثة.
سالته :
_الى اين سنذهب ؟.
وجلست الى جانبه وهي تبتسم .
_سنتجه جنوبا ,لقد قمت بجولة صباحا هناك شاطئ جميل سنذهب اليه.
سالته باستغراب :
_قمت بجولة ؟هل تعني انك لم تات من قبل الى جزر المارتينيك؟.
_اطلاقا .
_وتقول انك جوال كبير.
ضحك وقال :
_امر مريب ,اليس كذلك ؟.
وافقت :
_مريب اسندت ظهرها على المقعد واخذت تمتع بصرها في المناظر البديعة من خلال النافذة ,الالوان الاخاذة للمزروعات وزهور الفلورا.
سالت بصوت ناعم:
_اين ستمضي امك النهار؟.
_ماهذا السؤال الغريب ,هل ازعجتك؟.
_قليلا ,انها تعتقد .......
_اعلم ماتعتقد ,صدقيني فهي لديها تحفظ من جهتك وتعاني كرها شديدا من اي امراة تقترب مني ظنا منها انها تفعل هذا من اجل مالي ,هل تلقين اللوم عليها؟فانا غني جدا والرجل الغني هو دائما فرصة جيدة لمن تبحث عن الثراء.
كان يتكلم ببرودة وقسوة جعلتها ترتجف .
للمال سيطرة قوية على مااعتقد. قالت ببساطة ذلك.
نظر اليها متجهما وقال :
_بالطبع ولكنني لااهتم بالباحثة عن الذهب وكل من تظنني جواز سفر سريع للحياة السهلة ستقع في شر اعمالها ولكن انت لست منهن ,اليس كذكل ياعزيزتي ؟.
كان سؤالا يحمل في طياته تحذيرا.
نظرت اليه محدقة وقالت:
_بالطبع لا.
_هذا جيد .ابسم وتابع :
_اكره كثيرا ان اخدع .
ركز عينيه على الطريق امامه وعندما تكلمت حاولت ان يكون صوتها خفيضا مع ان ماقاله هزها بقوة.
_سالت عن والدتك لانني اشعر بالذنب اذ ابعدتك عنها.
نظر اليها قائلا :
في الحقيقة لقد امضيت وقتا مع امي اكثر مما كانت تتوقع كنت انوي المرور فقط للتاكد من حسن العمل والمغادرة فورا.
_ولم بقيت هنا الى الان؟.
قال بصوت مثير :
_ولم ترتجفين؟.
_ولم ترتجفين؟.
فشعرت بالارتباك .
وصلا الى الشاطئ وكان جميلا كما قال لها ,في ذلك اليوم المشمس الرائع لم يكن هناك احد غيرهما في كل ذلك الهدوء.
ترجلت من السيارة تتنفس الهواء المشبع حاملة حقيبتها على كتفيها,تبعها بعد قليل وسارا حتى وصلا الى ظل شجرة جوز الهند.
قالت:
_مارايك في الجلوس قليلا.
_كما تريدين .
جلسا عند ظل الشجرة فقالت :
_المكان رائع اليس كذلك؟.
تمتم وهو يرمقها :
_الرائع انها المرة الاولى التي نكون فيها بمفردنا ,ليس هناك من ينظر الينا.
_اجل هنالك من ينظر باستفهام في الباخرة ومنهم من اعمل معهم.
_هل يزعجك الامر ؟.
_ربما لو ان علاقتنا تجعلني اتساهل في عملي .
رمقها بنظرة غريبة فتابعت:
_اعلم انك لاتفهم هذا الامر.
_بالطبع افهم اي نوع من مديري الاعمال اكون اذا لم اقدر قيمة العمل الجيد ؟ولكن ان اجعل راي الناس يقيدني فهذا النوع من الحديث لاوجود له في حياتي.
_اي مدير متفهم وحنون انت.
_هل تعلمين ان لديك مكانا خاصا في نفسي يجعلك تتكلمين بهذه الطريقة؟.
ضحكت وهي تقول :
_ماعليك الا ان تلوم حرارة الشمس.
قال بهدوء:
_لااستطيع تحليل كل مايجري معنا ولكن مهما كان فانه رائع ,والتحدث عن المستقبل الان سيزيل جمال هذه اللحظات.
فكرت ان هذا الاحساس الجميل عليها ان تعيشه ,لاان تناقشه فهي مغرمة به,وتعلم ان الامر سينجح في النهاية.
ابتسمت له بسعادة متعجبة من هذا الواقع الغريب,كيف استطاع السيطرة على احساسها وجعلها تشعر بنفسها كامراة ناضجة ,لم تفكر في المستقبل فهي تعلم ان كل هذه العقبات التي تدور في راسها ممكن القضاء عليها ,هما حقا مختلفان كما اخبرتها امه ولكن الصعاب هي جزء من الحب
نهاية الفصل الثاني


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:24 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
وجدت ماري نفسها تسير على رؤوس اصابعها,فهي تعمل على هذه السفينة تشعر الان وكانها دخيلة عليها ,فهي تزحف بهدوء في الممر ولساعة تشير نحو الحادية عشر .
وبالطبع الجميع في قاعة الاحتفالات حيث هناك عملها لتقديم الضيافة او التحدث مع المسافرين .
يوم بكامله من دون رؤية هولدن ,كدهر بالنسبة لها .
فمنذ العاشرة وهي تعاني من شوق له فهي تريد رؤيته ,التحدث اليه عندما راته يجلس مع امه في المقاعد الخلفية ينظر بكسل الى العرض وامه تحدثه,قررت اللحاق به عندما يغادر ومفاجاته.
وهذا خرق واضح لتعليمات القبطان ,لكن لن تتاخر اكثر من بضع دقائق,كان يلاحقها بنظراته طوال السهرة ولم يتسن لها الوقت للاقتراب من طاولته.
كانت تستطيع الوصول اليه ولكن وجود والدته واعلانها الصريح عن رفضها لها ,منعاها من ذلك فلم عليها الدخول في خصومة معها طالما تستطيع رؤية ابنها لاحقا؟.
لمعت الحيرة في عينيها في ممر الغرف ,فهي لم تدخل هذا القسم من قبل فهو قسم الدرجة الاولى,ويقيم هولدن في جناح بينت هاول ومنذ ايام سالته عنه واخبرها بالتفصيل عن المفروشات والديكور وكان يضحك من استغرابها.
_يبدو وكانه قصر من يستطيع العيش طوال عمره في كل هذا الترف؟.
قال وهو يضحك :
_قد تفاجئين ولكن هناك غنى اكثر مما قد تتخيلين .
سالته :
_امن اجل هذا امك خائفة على ثروتك ؟ هل تريد التاكد من صلاحية من ستصرف كل هذه المدخرات؟.
كانت ملامح وجهه جادة عندما اجاب:
_ترغب في حمايتي ,اليس كذلك؟فانا اعلم ان العالم مليء بالمتطفلات .
اقتربت من نهاية الممر وهي خائفة ,هذا هو جناحه والباب يبدو وكانه غير مغلق ,نظرت حولها لتتاكد من خلو الممر وهمت ان تمسك بمقبض الباب وتفتحه جيدا لتدخل ولكنها اجفلت عن ذلك.
كانت تسمع اصواتا,انه يتكلم مع امه , فهي تعلم ذلك الصوت المتعالي جيدا.
ولالول مرة في حياتها تتنصت على الابواب ,لم تتخيل نفسها انها تستطيع فعل ذلك ,ولكن خيل اليها انها تسمع اسمها,كانت متوترة وتعاني من امرين اما الذهاب فورا او البقاء حيث هي .
وقبل ان تصل الى قرار ما سمعت امه تقول :
_انت احمق ,الفتاة تستغلك انه امر واضح يا هولدن الا ترى ذلك ؟
صوتها كان حادا وكانها تساله ولكن ماري لم تسمع ردا من هولدن فتابعت :
_لقد رايتها الليلة كيف تنظر اليك ,وكانت تبعد نظرها عنك عندما انظر اليها,ولكنني لست حمقاء.
_اماه انت تبالغين .
كان صوته كسولا وكانه يرغب في انهاء الحديث
_انا لاابالغ الفتاة مجرد عاملة في طاقم السفينة الا ترى ذلك ؟.
_وماذا تقترحين ان افعل .؟
علي الرحيل قالت ماري لنفسها ولكن خانتها قدماها وكانهما سمرتا في مكانهما.
_انت تعلم ما اقترح عليك ياهولدن.
سالها ببرودة:
_حقا اعلم؟لم لاتقولينه لي.
_سافعل ,هذه الفتاة ليست نوعك المفضل.
_انت لاتدرين اي نوع من الفتيات يعجبني .
_انها مجرد باحثة عن الثراء ,فهي تعلم من انت وتعلم انك كنز حقيقي ,فهي ترغب في الحصول عليك.
ضحك هولدن وقال:
_حقا ؟ الا ترين ان ليس لي اي قيمة او جاذبية لاجتذاب النساء الا بواسطة اموالي.
_انني لاامزح ياهولدن تذكر والدك!.
قال بحدة :
_لاارغب بذلك اطلاقا.
_حسنا ولكن مااقوله انها ليست اكثر من تسلية في رحلة على متن سفينة.
قال وكانه نفذ صبره:
_انا لم اتقدم لخطبتها يااماه!ارجوك.
_حسنا طالما ان الامر لم يصل الى هنا ,لن اتدخل في حياتم الخاصة ولكن..........
كان صوته اقرب الان:
_اماه..انا لاابدي اي اهتمام ......
كان قد وصل الى الباب فاسرعت ماري بالهروب .
كانت تشعر وكانها تحترق وصلت الى نهاية الممر عندما اغلق هولدن الباب فتنفست بحرية.
ماذا كان يرغب ان يقول ؟ اجابها عقلها بالجواب المذل المخزي انا لاابدي اي اهتمام بالزواج منها انها مجرد علاقة عابرة قصيرة الاجل!
اسرعت بالعودة الى غرفتها الافكار السوداء تجول في خاطرها .
ماكان عليها التنصت الى كلامهما ,ولكن اليس معرفة الحقيقة افضل من العيش في وهم كاذب.
هولدن وجدها جذابة ولكنه لم يفكر لحظة ان يعتبرها شريكة حياته,كانت ترتجف وتشعر وكانها مريضة وذليلة.
كل شيء كان رائعا,كانت علاقتهما مميزة على الاقل بالنسبة لها ولكن ليس بالنسبة له,فهي مجرد عاملة في طاقم السفينة ,فهو يفكر تماما كوالدته ولو انكر ذلك(انا لا ابدي اي اهتمام ....)اعادت هذه الكلمات الى خاطرها حتى شعرت وكانه سينفجر.
كان لديها ثقة كبيرة بحبها ,والان تشعر بالياس والمرض فلقد استغلت تلك الثقة ,واستعملت فهولدن غراي ستون رجل ذو خبرة ولقد مارس هذه الخبرة عليها .
فمنذ اللحظة الاولى التي راه بها قرر التقرب منها ,ولم يكن عليه بذل مجهود كبير ليفعل فلا شك انها واحدة من اسهل الفتيات اللواتي استطاع التاثير عليهن.
وكلما ازداد تفكيرها بالامر ازداد ضيقها وشعرت بالاحتقار لنفسها,عليها ان تضع حدا لهذه العلاقة.
ارتمت على سريرها وخبات راسها تحت الوسادة.
الحياة لم تعلمها الكثير فقد توفيت امها قبل ان تلقنها حكمة الحياة وعمتها كانت تصاب بالرعب كلما ذكر اسم رجل امامها .
فكرت بامتعاض لقد عاشت حياة بريئة وكانت ضحية سهلة لشخص كهولدن.
في صباح اليوم التالي كانت عيناها تؤلمانها نهضت باكرا في الخامسة والنصف,نظرت الى الخارج ورات ان النور بدء يبزغ ,كانت السماء زرقاء .
ارتدت ثيابها بسرعة ووضعت قليلا من المساحيق على وجهها لتخفي اثار ارقها قليلا
كان عليها ان تبتسم حتى ولو ضايقها الامر,عندما وصلت الى المطبخ لم تشعر بالاحراج,فالكل منهمك بعمله باحضار الفطور ورئيس الطهاة يصرخ بسبب الفوضى والتشوش في العمل الذي يريده في غاية الابداع والذي كان يقابله ضحك ساخر في العمل.
لم تكن تتوقع وجود هولدن في القاعة ,فلقد اتفقا ان يتقابلا في مكان اخر بعد الفطور,وفكرت كم كانت سعيدة بانتظار ذلك اللقاء ,فقد كان سهلا الوقوع في الحب.
فهي بريئة وسهلة لشخص ناضج مثله,حاولت اقناع نفسها بان علاقتهما ستقضي على كل الفوارق بينهما ,مع العلم انه لم يتحدث بذلك مطلقا,كانت ترغب قدومه وهي متوترة ,وعندما قرع الباب ارتاحت عندما رات جيسكا ,كانت تحمل الشاي وعلى وجهها تجهم واضح .
_لقد بدوت منزعجة هذه الصباح فلذلك اتيت للمساعدة.
قالت ماري وهي تبتسم بفتور:
_الحقيقة لاشيء معم.
_انه ذلك الرجل ,اليس كذلك ؟.
اومات ماري براسها بالايجاب فما الفائدة من الانكار ,تابعت جيسكا:
_كان علي معرفة ذلك ,فلقد احسست بالخطر منذ اللحظة الاولى التي رايته فيها ,من طريقة كلامه من حركاته ,كان علي تنبيهك للامر ,نحن حقا بذات العمر ولكن تشعريني وكانني اكبر منك.
تمتمت ماري بمرارة :
_اه ,كان علي ان استعمل عقلي,ولكن لحسن الحظ انه الان جاهز للعمل.
_ولكن من هو بكل حال.
وتابعت :
_اذا فكرنا بالامر مليا فلا بد ان نعرف انه انسان ولهذا لم يكن هناك مجرد تلميح عما يجري.
قالت ماري بفتور:
_انسان مهم.
_هيا افرحي فالرجل يعني ورطة كبيرة ,كان علي معرفة ذلك,لقد وقعت بذات الخطا منذ عدة اشهر ,وهذا ما يجعلني اشعر بالراحة كوني هنا.
ابتسمت بندم وتابعت:
رجلي المهم كان رئيسي في العمل ,وكان متزوجا كما ان زوجته لم تعرف انه معتاد على السفر الدائم وهذا مالم افهمه واوقعني في ورطة.
ابتسمت وامسكت بيد ماري وتابعت:
_هيا واجهي الامر البحر مليء بالسمك دائما.
_انت على حق.
قالت جيسكا بصوت امر عميق :
_وبعض السمك غني جدا,وهذه السفينة لوحدها تثبت نظرتي.
ضحكت ماري ضحكة جوفاء وقالت :
_هل تحققت من لائحة المسافرين؟.
اجابت جيسكا :
_تحقيق روتيني.
وكانت تشعر بالراحة انها على الاقل اقنعت ماري بالكلام وتابعت:
_اقترح عليك البحث حولك عن شخص مناسب اكثر.
احست ماري بقلبها ينقبض ولكن ابتسمت بفتوروقالت :
_الديك اقتراحات ؟.
وتابعت :
_سابقى عيناي مفتوحتين ,انا .........
_هل حقا ستفعلين ؟.
كان صوته بارداكنظرة عينيه وهو يقف امام الباب الذي كان مفتوحا على مصراعيه.
غادر اللون وجه جيسكا,فقد بدت كسمكة اخرجت من الماء ,توجهت نحو الباب منحنية الراس ومتجمدة الاطراف .
نظرت ماري اليه بتحد فماذا اذا سمع نهاية حديث يبدو وكانه تامر مشين ؟انهما الان متساويان ,اليس كذلك .
دخل الى الغرفة واغلق الباب وراءه وحدق بها بعينين باردتين كالثلج.
_لم اكن اعلم اني ساقاطع حديثا بهذه الاهمية .
لهجته جعلتها ترتجف.
بهدوء كانت تفكر بمرارة وحاولي الا تدعي لقوة شخصيته ان تؤثر عليك ليتلاعب بك مجددا .
نظرت اليه بكل جراة وقالت :
_ماكان عليك التنصت وراء الابواب.
_ولكن الانسان يكتشف امورا مهمة بهذه الطريقة .
اقترب منها اكثر فتنهدت بمرارة وقالت:
_نعم ,معك حق.
كانت تشعر بالخوف والارتباك ,فهي حتى الان لم ترمنه الا الوجه الباسم,الدافئ الوجه الذي اتخذه اقرب وسيلة للوصول اليها.
رغم العذاب المدمر الذي تشعر به كانت تعلم انه مازال يستطيع السيطرة عليها.
سالها :
_امر طائش التحدث عن فرص البحث عن الثراء والباب مفتوح اليس كذلك؟.
كان صوته لاذعا ومسيطرا.
كانت قد كررت ماذا ستقول له مرات عدة لقطع العلاقة بينهما ولكن الان بما انه هنا ولقد خلص الى هذه الاستنتاجات الخاطئة ,فقد ادركت ان ليس عليها القيام بالمزيد ,وعليها ان تتركه ببساطة لتفكيره ,بانها كانت تسعى وراء ماله,فهذا امر يسهل عليه قبوله,فالشك طبيعة ثانية لشخص مثله.
قال بحدة :
_اجيبي عندما اتكلم معك !.
همست بياس :
_قد يسمعك احدا ما .
_لااعير اي اهتمام لذلك ,فانا املك هذه السفينة .
كانت يداه في جيبي بنطاله ,هل يفكر في ضربها ؟كان يبدو عليه انه سيخنقها ولكنه لن يفعل,فهو ليس من النوع الذي يتصرف بعنف ,وقد اخبرها ذلك مرة ,لم يكن عليها الخوف منه ولكنها ترتعب خوفا من تلك النظرة الحادة الباردة.
_ماذا تريدني ان اقول؟اتريد ان اقول انني كنت الاحقك من اجل مالك ,حسنا انه كذلك رضيت الان؟.
كان يبدو وكانه سينفجر من الغضب ,سار باتجاه الباب ولكنه عاد الى مواجهتها
_والان اخبريني منذ متى تتامرين علي؟ولاشك انك اعتقدت انك حظيت بالدجاجة التي تبيض ذهبا عندما ابديت اهتماما بك.
قالت :
_فكر فيما يحلو لك.
سالها :
_متى قررت ان تعتبريني وسيلة ؟.
قالت وعيناها تلمعان بالغضب:
_لااعتقد انك ستصدق ان اخبرتك ان كل اموالك لاتعني لي شيئا ,هل تفعل؟.
_بعد كل ماسمعته؟.
قال باصرار:
_لاشك انك تعتبرينني مغفلا ,لقد فات الاوان لم يعد باستطاعتك تغيير الامر ولكن فقط اريد ان اعلم متى بدات بتلك الخطة ,لانني اريد الابتعاد عن كل النساء اللواتي هن مثلك في حياتي .
المها كلامه ولكن لم تظهر ذلك,قالت لنفسها لن تهتم له.
لم عليها الاهتمام بشخص لم تكن غايته الا استغلالها ورميها جانبا كثوب رديء عندما يمل منها ؟شعرت بالمراة المؤلمة تنهكها من جديد .
اقترب منها ,وبطريقة لاشعورية ابتعدت الى الوارء مع انه لم يكن هناك فرصة للهرب منه.
قالت :
_ارحل ودعني وشاني .....
_ليس بعد ياعزيزتي ,لم يوجد بعد من يعتبرني احمق.
قالت باسى:
_كم كنت اتمنى لو لم اتعرف عليك قط ,كان عليك البقاء مع نساء من نوعك ,نساء ترضي عليهن امك وبذلك لم تتعرف على فتاة مثلي ؟فتاة غير معروفة من مكان غير معروف لتدخل في عالمك المحظوظ.
كان وجهه قاسيا ,والاسوء من كل ذلك كان ينظر اليها كانه يراها للمرة الاولى.
الغضب المدمر المؤلم اندفع كلاما كالسيل على لسانها .
_لم لاتواجه الحقيقة ,المراة في حياتك مجرد لعبة تتسلى بها وترميها جانبا عندما تريد,فالمال اعطاك الحق لتتصرف هكذا ,فاذا كنت تريد التفكير انني اكلمك من اجل مالك فهذا يعنيك ,ولكن اذا لم تفكر بذلك ,اخبرني الى متى كنت ستستمر بهذه العلاقة ,حتى اتوقف عن تسليتك ؟حتى سذاجتي وبراءتي لن تفرحك عندها ماذا ستفعل ؟سترحل من دون التفكير بان عملك هذا كان نوعا من الاستغلال الحقير.
اغمض عينيه قليلا وقال وكانه يضحك:
_ماري ستيفنز الصغيرة هل كنت تحلمين بامر اكبر ؟الزواج ربما ؟هل كانت صدمة لك انني لم اخبرك قصص الغرام والحياة السعيدة طوال العمر.؟
انكرت ذلك وقالت:
_لا .
هل حقا كانت تتوقع الزواج منه ؟ربما ولكن لم تفكر بالامر بعد ,فهي بدات بعاطفة جديدة غمرتها .
قالت :
_ماكنت ارغب بالزواج منك ولو انك الرجل الوحيد في هذه الدنيا ,انا اعلم انه يسهل عليك الاقتناع بقدرتك على السيطرة على النساء ,ولكن اعتقد انك مجنون ان اعتقدت انني ارغب بالزواج منك.
_هل تقولين انني لو تقدمت لك لرفضتني ؟وان فتاة وضيعة مثلك ستكتفي ببعض الهدايا التافهة.؟
وضحكك ببرودة وقساوة .
قالت بامتعاض :
_لم افكر لحظة بمالك,كما وانك اخر من افكر بالزواج منه لقد امضينا معا وقتا ممتعا ,كما انك اسديت لي خدمة بطريقة ما ,لانني قبل ان اتعرف عليك كنت مجرد طفلة ساذجة ,وكنت ارغب في انهاء هذه العلاقة على كل حال وكان لابد من يوم لذلك.
سالها بصوت مليء بالازدراء :
_لقد اسديت لك خدمة ؟.
ابقت ماري نظرها على الحائط وراءه كانت ترى السماء صافية وزرقاء كيف تمر بكل هذه الصعاب في يوم يوم ممتع كهذا.
فهي لم تشعر في حياتها انها كانت بائسة كما اليوم,عندما كانت في الرابعة عشر كانت تتخيل انها لن تعاني المرارة كما عانتها بفقدانها والديها ,والان بعد سبع سنوات ,علمت ان هناك نوع اخر من الالم وكل الالام موجعة وصعبة.
_لاشك انك ضجرت .
لم تكن تهتم لما تقول فالامر لن يسوء اكثر مما هو عليه فتابعت :
_واذا كنت اسعى وراء مالك ام لافعليك ان تفكر انني ضجرت ايضا.
قال بهدوء تام:
_هل هذا حقيقة ؟ولكن طالما تقولين اننا كنا تستغل بعضنا فلم نتوقف الان؟.
ابتعد عنها وهو يحدق بها بكره واضح.
كانت تشعر بالاذى في ان تجعله يشعر بالعذاب والالم لانه حول حياتها الى دمار.
قالت :
_لاشك انني كنت مجنونة عندما رضيت ان اتعرف عليك ولكن لما كنت فعلت ذلك اطلاقا لولا جيسكا.
_عن ماذا تتكلمين ؟.
كان قد ابتعد ولم تجرؤ على النظر في عينيه ,كانت ترغب بالهروب من هذا الوضع.
_لقد اتفقنا على ذلك ,اجل لقد اتفقنا ان كنت ...
_الان ارى الحقيقة تظهر لوحدها.
_اسمع ماكان عل .......
قاطعها بصوت هادئ:
_ارجوك لاتبداي بالشرح لقد وصفت القصة بكل تفاصيلها ,كيف قررتما الاتفاق ؟هل لعبتما بقطعة نقدية ؟لها جانب ولك جانب الاخر؟ لقد رايتك اولا ولكن اتعتقدين انه كان لها نفس الفرصة معي لو ربحت هي الشرط.
_لا .....
_وهل وجدتني على قدر الشرط عزيزتي ؟هل كنت على مقدار توقعاتك ؟انك تثيرين اشمئزازي.
حدقت ماري به من غير ان تدري بما تجيب ,كانت تعلم انها لاتهتم بما تقوله لانه بعد اليوم لن يبقى له وجود في حياتها ,لقد اتهمها بالسعي وراء ماله ولم ترغب برؤية شيء جائز في الحب والحرب اليس كذلك؟.
كان ينظر اليها بامعان ثم قال بتهذيب:
_لااعتقد ان هناك شيئا ممكن ان يضاف.
قالت بصعوبة :"لا ".
التقت عيناه بعينيها وشعرت بالدوارقال:
_لا , لااعتقد ذلك كان علي طردك انت وصديقتك حالا,ولكن بصراحة عندما اخرج من هذه الغرفة لاارغب بذكر اسمك مرة ثانية في حياتي ,وهكذا سترتاحين,انك تستطيعين تكرار شرطك مع من ترغبين.
لم تصدق انها لم تعود الى رؤيته ثانية فعندما تمادت في المناقشة لم تكن تعلم الى اين ستصل , ولكن النتيجة واحدة لقد انتهت علاقتهما.
هكذا افضل فهي لم ترغب بالعيش بالحزن والالم ,لقد ذاقت منهما مايكفيها عندما توفيا والديها ترك الحزن بصماته على حياتها وتركها وحيدة وخائفة والان عاد الالم يواجهها مجددا وهي وحيدة وضعيفة .
كانت دائما تبحث عن حبها عن مغامرة رائعة لقد ذاقت حلاوة الحب ولكنها ذاقت ايضا مرارو الندم.
لقد نظر اليها نظرة ساخرة ورحل .
جلست في سريرها مشوشة الافكار وكانها تعرضت الى صدمة كبرى وذكرتها حالها الان بذلك اليوم الذي علمت فيه بوفاة والديها.
منذ عشر دقائق كان راسها يضج بمئات الافكار اما الان فهي مستلقية على سريرها تحدق بالفراغ.
حين سمعت قرعا على بابها حبست انفاسها راغبة في رحيل الطارق ولحسن الحظ هذا ماحصل .
استمرت تقول لنفسها مرددة انه مؤلم الان ولكن بعد عدة اشهر الوقت كفيل بازالته ,فالالم على هذا النحو امر مستحيل.
فهي لن ترى هولدن غراي ستون ثانية وهذا هو المهم .
نهاية الفصل الثالث


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:24 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
كانت مؤسسة غراي ستون بناية ضخمة في وسط لندن .
وقفت ماري تحدق بها من الخارج وقلبها يغوص بين اضلاعها.
من الصعب عليها القيام بهذه الخطوة ولكن لربما شعرت بشجاعة اكثر لو ان المبنى اقل ضخامة والموقع اقل اهمية .
صعدت درج المبنى ببطء منحنية الراس واضعة يديها في جيبي فستانها تاركة حقيبتها معلقة على كتفيها .
لقد فكرت كثيرا بما ترتدي في الصباح لم يكن لديها ثوب عمل ولم تكن تملك المال للحصول عليه فثوبها هذا بسيط التفصيل كما انها زينت وجهها ببعض المساحيق الخفيفة التي ابدتها حساسة وعملية .
قالت عمتها :
_تبدين كمعلمة مدرسة عملية وشجاعة .
_حسنا تمني لي حظا جيدا .
اجابتها وهي تبتسم :
_لن تحتاجي اليه ستكونين بخير.
عادت ماري بتفكيرها الى حديث الصباح ,فلو اخبرها احد ,عندما كانت في الرابعة عشر وتعيش في ذلك البيت في شمال لندن ان صاحبته ستصبح الساعد الايمن لها لم تكن ستصدق ,لذا تبين لها انها كانت مخطئة فالناس تتغير اليس كذلك ؟فهي تغيرت لقد اصبحت ناضجة بعد معرفتها بهولدن غراي ستون امر لايصدق انها كانت بكل تلك السذاجة والحماقة.
ولكن ثلاث سنوات فترة طويلة دخلت غرفة زجاجية لترى نفسها في قاعة استقبال ضخمة .
نظرت ماري حولها وتنهدت بعمق لم تشعر بالارتياح ابدا بالطبع ربما كان في اجتماع اوخارج البلاد كانت موظفة الاستقبال صغيرة السن ذات عينين بنيتن واسعتين وشعر بني قصير.
فكرت ماري وهي تقترب منها العقبة الاولى سالت وهي تبتسم عن السيد غراي ستون اذا كان موجودا.
ابتسمت موظفة الاستقبال لها ولكن لم تسالها اي سؤال نظرت الى الدفتر امامها وقالت:
_انه هنا طوال النهار ولكن لااعلم مواعيده هل لديك موعد معه ؟.
_في الحقيقة لا لقد وجدت نفسي في هذه المنطقة اليوم وفكرت انني استطيع مقابلته انا صديقة قديمة .
مر ببالها انه ربما نسيها مع انه بالنسبةاليها الرجل الوحيد الذي لن تنساه ابدا.
نظرت الموظفة اليها بتردد فاسرعت ماري بالقول :
_لم اقابله منذ ثلاث سنوات واتمنى ان اراه من كل قلبي اذا استطعت.
_ثلاث سنوات ؟هل كنت خارج البلاد ؟اني اسفة فهذا امر لايعنيني.
اجابت ببطء :
_خارج البلاد لا فقط مشغولة .....الوقت يمر بسرعة وعندما نظرت الى مفكرتي تبين لي انه مر ثلاث سنوات.
_مكتبه في الطابق العاشر واعتقد ان السيدةهافن لن تمانع ان صعدت.
_السيدة هافن؟.
_مساعدته الشخصية وهي التي يمكنها اخبارك ان كنت تستطيعين مقابلته ام لا.
ابتسمت ماري براحة فلقد تخلصت من العقبة الاولى وتساءلت ماذا سيحدث لاحقا.
لم يكن هناك احد في المصعد عندما فتح الباب وجدت نفسها امام ممر مغطى بسجادة زرقاء ويتفرع منه عدة ابواب,لاشك انه طابق رؤساء الاقسام امام كل قسم غرفة زجاجية للسكرتيرات الخصوصيات وداخله غرف المسؤولين.
كان مكتبه في اخر الممر تذكرت ماقالته عمتها صباحا:
_لاتخافي انه مجرد انسان لن يلتهمك.
نظرت السيدة هافن اليها عندما دخلت المكتب كانت سيدة متوسة العمر ممتلئة الجسم ذات شعر اسود .
_هل لديك موعد ؟انسة...
اقتربت ماري من مكتبها وهي تبتسم بحذر وحاولت ان تبدو طبيعية وهي تجيب:
_في الحقيقة لا.
قالت السيدة وهي تنظر اليها بامعان :
_السيد غراي ستون هنا ولديه موعد بعد دقائق في قاعة الاجتماعات ولكن ربما يستطيع ان يراك اذا اعطيتني اسمك.
ابتسمت بحرارة وقالت:
_هل استطيع ان افاجئه ؟.
نجح الامر ووجدت نفسها تقف امام باب مكتبه اغمضت عينيها لتستعيد قوتها وطرقت على الباب بخفة كلاصدقاء القدامى لكنها بالطبع لم تكن منهم .
_نعم .
الصوت نفسه الصوت العميق الذي اطار النوم من عينيها لشهور عدة بعد مغادرتها السفينة حسنا وحاولت السيطرة على نفسها .
فتحت الباب كان يتكلم بالهاتف ولم ينظر اليها عندما دخلت كان يعتقد انها السيدة هافن بالطبع اخذت فرصة لمراقبته ,لتعلم انه مازال كما عهدته .
في كل الفترة التي عرفته لم تره يوما يرتدي بذلة رسمية ,كان يرتدي قميصا بيضاء ذات خطوط حمراء وربطة عنق رمادية اللون ورافعا كمي قميصه .
تصورت الحاضر والماضي معاعندما رفع راسه اليها,بدا وكانه مس بتيار كهربائي لم تتوقع ان يتغير في خلال ثلاث سنوات,ذات الوجه القاسي المتكبر يحدق بها بعينين تتخللهما الدهشة او الصدمة .
كان يتحدث في موضوع ما قال بعض الكلمات لينهي الحديث بسرعة ووضع السماعة جلس على مقعده ويداه ممدودتان اامامه ,كانت الصدمة قد فارقت وجهه يبدو انه غير سعيد اطلاقا بلقائها.
_حسنا ,حسنا ,انظروا ماذا جلبت لنا الايام.... ماذا تفعلين هنا؟ وكيف تجاوزت سكرتيرتي؟.
كان الكلام يخرج من فمه كالرصاص.
اخيرا استعادت شجاعتها لتقول:
_قلت لها انني صديقة قديمة وحدث انني مررت بالمنطقة.
نظر اليها مباشرة ولاحظت كم تغير كان هناك قسوة واضحة في ملامحه قساوة صارمة وقلب لايعرف الرحمة .
_اجلسي.
اقتربت من الكرسي امامه جلست دون ان تبعد نظرها عنه كانت تقارن بين الوجه الذي تراه وبين ذاك الشاب الذي اغرمت به منذ ثلاثة سنوات سمعت طرقا خفيفا على الباب ثم دخلت السيدة هافن وهي تنقل نظرها بينهما.
_السيد باندل من قسم التخطيط قد وصل وهو ينتظرك في قاعة الاجتماعات هل اخبره انك قادم بعد لحظات ؟.
_الغي الموعد .
_ولكن ....الحيقيقة....
_لقد سمعتني الغي الموعد.
خرجت السيدة وهي تشعر بالاضطراب فعاد اهتمامه لماري.
ابتسمت وقالت بمرح:
_لم تتغير البتة اخبرني كيف حالك ؟.
_لماذا اتيت الى هنا ؟.
وقف وكانه لم يعد يحتمل الجلوس على الكرسي تحرك باتجاه النافذة محدقا بالخارج.
قال صارخا :
_سالتك لما لاتجيبي ؟.
قالت بحرارة :
_انك تثير اعصابي تقف بعيدا وتنظر الي كانني مجرمة قاتلة.
_وكيف ترغبين ان انظر اليك؟.
_تستطيع ببعض اللياقة الاجتماعية المعروفة .
_لااعتقد انني من دعاك الى مكتبي كمالااعتقد انني رغبت في اقامة اي اتصال بك منذ ثلاث سنوات فلماذا تريدينني ان اعاملك بلياقة ؟.
كان يتكلم بغضب وتحرك باتجاهها جالسا امامها.
سالها بازدراء :
_هل اتيت الى هنا من اجل شرط جديد ؟ام انك وصديقتك ترغبان بالقهقهة مجددا على حسابي ؟اذا كان الامر كذلك فاني احذرك ستكون غلطة ستعيشين طوال عمرك تندمين عليها.
لقد نسيت كيف يبدو عندما يغضب فانكمشت على نفسها مرتعبة .
وقالت :
_لاتحاول تهديدي فانا لست هنا من اجل شرط ما.
ثم تابعت بهدوء :
_اسمع لقد مضى ثلاث سنوات واعلم اننا لسنا متفقين ....او بالكاد صديقين ولكن لما لانحاول ان ندع الماضي وراءنا؟.
رن الهاتف بجانبه فالتقطته اخذ يتكلم وهو يحدق بها ,الكره واضحا في نظرة عينيه لقد خدعت احساسه وهذا ما لن يسامحها عليه .
اعاد سماعة الهاتف بتصرف لائق نظر اليها باتسامة الفائز:
_اذا تريدين ان نتصرف كراشدين ,اليس كذلك ؟لما لا ؟ فبعد كل الذي حدث ,فنحن صديقان قديمان ,ربما لم نكن صديقين ,ولكن كنا على علاقة ,هذا مايجمعنا في ميزة ما ,اهذا
ماتفكرين ؟.
تقدم نحو كرسيه رافعا سترته ووضعها على كتفه بهدوء وقال:
_تفضلي.
نظرت اليه باستغراب:
_الى اين ؟.
_هناك مقهى قريب في اخر الشارع ,مكانجميل نستطيع ان نتناول الغداء او شراب ما.
ابتسم بعذوبة وتابع :
_المكتب ليس المكان المناسب للتحدث بين الاصدقاء القدامى الست محقا ؟.
نهضت على مضض فالمكتب هو المكان المناسب لاذي ترغب بالتحدث فيه ,فهي هنا من اجل هدف معين ولايريد ان تتخلى عن ذلك الهدف في جو حميم , فمن الصعب عليها مواجهته هنا,فكيف في صالة مترفة والموسيقى تنساب من زواياها.
فتح الباب وسارت تتقدمه وهي مرتبكة نظرت السيدة هافن لهما باضطراب ملفت.
سالت:
_متى ستعود ياسيد غراي ستون؟.
قال بلا مبالاة :
_لاادري عليك ان تلغي كل مواعيدي لليوم .
نظر الى ماري وتابع:
_لدي الكثير للتحدث عنه مع صديقتي القديمة تلقي كل مخابراتي من فضلك كما ان هناك رسائل على مكتبي ,عليك بطباعتها والتاكد من ايصالها الى السيد جفري فالامر مهم.
كانت السيدة هافن تنظر اليه باحترام كلي ,مع ان تصرفه كان يبدو خاليا من المنطق .ولكنها احنت راسها بالمواقف وبقيت تنظر اليهما حتى غادرا.
_لم يكن هناك حاجة لترك عملك من اجلي .
قال:
_اه ,اعتقد بان علي ذلك اليس كذلك؟انت هنا لاجل سبب معين ومهما كان هذا السبب ,عليك ان تاخذي كل الوقت لاخباري به الست محقا ؟
وعندما لم تجبه تابع ببرودة:
_اعترف ,بانني صدمت عندما رايتك للوهلةالاولى ولكنني الان على اتم مايرام لمتابعة خطتك بالتصرف كبالغين لديهما بعض اللياقة الاجتماعية حتى تقرري سبب زيارتك المفاجاة مع العلم يمكنك القول اني اعرف تماما ماهو السبب.
شعرت بقلبها يخفق بعنف,فمن غير المعقول ان يعلم سبب زيارتها وقالت:
_تستطيع ان تعرف السبب ؟.
فتح باب المصعد ودخلا, نظر اليها بتفهم ظاهر فقد شعر بما يجول في خاطرها وهذا ماانذرها بالخطر فهي تفضل عدواته على تفاهم وصداقة غير مطلوبة منه.
وقف المصعد في الطابق الارضي وبدات تتكلم معهبسرعة تساله عن الشركة محاولة قدر الامكان ابقاء مسافة بينهما.
بدا بالسير على الرصيف المكتظ بالناس ,فالوقت قارب الظهر كان بعض النساء يرمقن هولدن باعجاب ,وفجاة لمح ببالها خاطر فربما كان قد تزوج ,لم يكن يضع خاتم الزواج في اصبعه ولكن معظم الرجال المتزوجين لايفعلون .
_لقد وصلنا.
قال قاطعا حبل افكارها ,نظرت لترى انها تقف امام اجمل المقاهي ذات الطرازالبريطانية القديم ,كان المقهي مليء بالزبائن ولكنهما تمكنا من الحصول على طاولة بسرعة.
نظرت الى لائحة الطعام وعلمت لماذا استطاعا الحصول على مكان فالاسعار باهظة ولاشك ان الموظف سيفكر كثيرا قبل الدخول الى هنا.
سالها بعدما جلست:
_ماذا ترغبين من شراب؟قهوة ام شيئا باردا؟ واذا مازلت اتذكر فانت لم تحبي العصير قط ولكن ربما تغيرت ؟.
_كوبا من المياه المعدنية وشكرا.
دعى الخادم المقهى لياخذ الطلب.
_اترغبين بشيء للاكل؟.
قال ذلك وكانه يتمنى ان توافق ,فنظرت الى لائحة الطعام وطلبت سندويش من القريدس والسلطة مع انها كانت تشعر انها لاتستطيع ان تاكل شيئا .
_كيف حالك ؟ارى ان امورك تسير بشكل جيد .
نظر اليها ببرودة وقال:
_هل هناك نهاية لاضاعة الوقت والبحث بالامور الجدية ؟ماري اذا كان هذا ماتريدين فاني استطيع توفير الوقت باعطائك خلاصة عن حياتي في ثلاث سنوات الماضية وانقذك من الانزعاج باسئلة سخيفة منمقة.
اتقدت حرارة من غضبه فقالت:
_اذا لم يكن ترغب بالمجئ او لاترغب
برؤيتي ماكان عليك الا ان تطلب مني الرحيل.
نظر اليها بازدراء:
_اه ,ولكن ماكنت رحلت اليس كذلك؟.
_لما تتصرف وكان الذي حدث بيننا حدث البارحة عوضا عن ثلاث سنوات مرت ؟كنت اعتقد ...
قاطعها قائلا:
_لانني لم انس فالامر بالنسبة لي كانه حدث البارحة.
تراجعت ماري الى الوراء وقلبها يخفق بقوة:
_بالطبع انت لاتعني ذلك.
قال وقد بدا الكره في عينيه :
_بالتاكيد اعني ذلك ,لقد استغليتني وجعلت مني احمقا ,لم انس ذلك قط ولاكلمة منه فانا لم اخدع بحياتي بوجه جميل هكذا فمثل كل الاخطاء تعيش معك حتى تصيبك بالجنون عندما غادرت غرفتك كنت افكر بقتلك والان, لاادري ماالذي اعادك ولكن شعوري هو ذاته فانت تبدين بريئة ولكني بت اعرفك بشكل افضل.
هجومه ارعبها فهي بالطبع لم تكن تتوقع ان يفرح بلقائها ولكن كل هذا العداء...
قالت بصوت خفيض :
_لماذا اذا نحن هنا ؟لما لم تطردني خارجا من مكتبك؟.
_لانني اعرف تماما لماذا انت هنا واريد ان اشبع غروري بسماعك تترجين ماتطلبين.
اقترب الخادم منهما واضعا الطلبات على الطاولة وشعرت بانها تتنهد بارتياح لحضوره .
حرك فمه بسخربة وقال:
_الا يعجبك مااقوله ياماري ؟اذا لما لاتنهضين وتخرجين حالا؟ الباب امامك فانا لاامسك بك .
للحظة هذا ماقررت ان تفعله.
قالت بصعوبة :
_لااصدق انك كل تحمل هذا الكره طوال هذا الوقت .
ضرب بقبضته الطاولة بقوة فرات الناس يلتفتون اليهما وكانهم ينتظرون احداثا اقوى ستحدث.
قال صارخا:
_لاتصدقين ؟.
_الحية تستمر بالدوران.
_وفري علي ملاحظاتك .
تابع وهو يجلس براحة :
_هيا ,اخبريني لماذا انت هنا دعيني اسمع ماستقولينه.
رمت الكره اليه ثانية:
_لما لاتخبرني انت ؟طالما تقول انك تعرف السبب .
قال ببرودة :
_المال ,وماذا يكون السبب غير ذلك ؟لا تقولي انك اكتشفت امرا جديدا لمصلحتي ,اوانك كنت تمرين بالمنطقة هذه قصة مضحكة خولتك الوصول الى مكتبي بسرعة قصوى.
اتسعت عيناها من الدهشة وبدا هذا الاندهاش مرافقتها على استناجاته.
_اذا انا على حق اليس كذلك؟ لقد وقعت في ديون ,وفجاة تذكرت هولدن غراي ستون الثري الذي تعرفت عليه مرة ,الفرصة الذهبية التي اضطررت للتخلي عنها بسبب انك كنت حمقاء وبحثت بمخططاتك لصديقتك ناسية باب غرفتك مفتوحا .
انهى شرابه واخذ السندويش وبدا يلتهمه,وتذكرت انها لم تذق شيئا منذ جلست الى الطاولة.
_ماهي مخططاتك للحصول على بعض اموالي ياعزيزتي ؟الم يجدر بك ان ترتديشيئا افضل للمناسبة ؟ام انك اعتقدت ان اي مبالغة في المظهر قد يقلل من نتيجة خطتك؟.
استمرت تحدق به بدون اي كلمة وابتسم لها ببرودة.
قال:ل
_ولكن رغم هذا تبدين جميلة جدا بهذا الثوب على كل حال اريد برهانا عن مقاصدك قبل ان اوافق على اي شيء.
كانت الطاولة التي تفصلهما ضيقة وقبل ان تعترض اقترب منها ممسكا شعرها باصابعه الطويلة شدها اليه ولامس خدها.
حاولت الابتعاد فالعاطفة كالصاعقة بالنسبة اليها ,قد تقضي عليها ان استسلمت لها.
عندما ابتعد عنها شعرت بالدوار وكانها حست بتيار كهربائي.
نظر اليها ببرودة وقال:
_لاباس كبداية ,والان ما هي حالتك وكم تطلبين؟كما انني اريد ان اعلم لما تريدين المال بالطبع.
اخيرا قالت:
_كيف تجرؤ!.
ضحك وقال :
_كيف اجرؤ ؟اهي خطوة مسبقة ام ماذا ؟ماالمانع على كل حال؟لقد قيمنا لماذا انت هنا فلماذا نستمر بهذه الاالاعيب ؟.
قالت بتاثر:
_نحن لم نقيم شيئا من هذا القبيل !فكل ماقلته هو من نسج افكارك ولكن يمكن ان تكون دائما على حق ,ياهولدن!.
قالت بهدوء:
_لست هنا من اجل مالك.
نظر اليها بسخرية واجاب:
_حقا ؟اذا لما لاتخبريني لما انت هنا ,لم اعد استطيع الانتظار ولكن عليك ان تعلم انني اعرفك جيدا.
قالت بصوت بالكاد يسمع مما جعله يقترب:
_لديك طفل ياهولدن .....انها ابنة.
وللمرة الاولى رات نظرات الرعب في عينيه وقبل ان تتحول الصدمة الى اي شيء اخر تابعت بصوت خفيف ولكن بسرعة:
_وهي مصابة بمرض اللوكيميا وتحتاج الى عملية نقل انسجة عظمية ,وانت املها الوحيد ,هذا هو سبب مجيئي اليك.
نهاية الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:25 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
طالت فترة الصمت بينهما ولم تشعر ماري بالقدرة لرفع نظرها لرؤية وجهه مجددا .
سال بهدوء:
_هل هذا نوع جديد من المزاح؟.
قالت قالت بذات الصوت الهامس :
_لامزاح اطلاقا فبعدما غادرت السفينة بعد ذلك الخلاف استمريت بالعمل لمدة شهرين ,ثم بدات اشعر بالدوار والتعب.
اخذت رشفة كوبهاوتابعت:
_اعتقدت بادئ الامر انه ربما دوار البحر ,ثم بعد ذلك ذهبت الى طبيبة الباخرة وقالت لي انه ربما تغير الاجواء بين لندن وجزر الكاريبي ,او ربما بسبب الارهاق في العمل ,كما انه قد يكون تصرف خاطئ.
نظرت اليه من تحت رموشها لترى ان الصدمة لم تفارقه كان يبدو وكانه ضرب بشيء قوي جدا وغير متوقع وهذا ماجعلها ترتبك اكثر.
تلاشت مع الوقت فكرة اخباره عن فترة الحمل التي مرت بها ,كانت تفكر في تلك الفترة انها لو اخبرته لاعتبر انه نوع من الاستغلا للحصول على امواله.
وبالاسوء سيحاول ان ياخذ الطفل منها فهي شابة ولاعمل لديها فبكل المال الذي يملكه سيقنع المحاكم ان بقاء الطفل معه سيكون افضل حل.
ولكن فكرة ابقاء ابنتها عنه سرا كانت دائما مقلقة لها,وطالما حاولت اقناع نفسها انه خيارها الوحيد لذا عاشت تحت رحمة عمتها وحاولت الاستمرار بالحياة على قدر ماتستطيع.
قالت :
_كنت اعلم ان هذا الخير سيصيبك بنوع من الصدمة .
نظرت اليه ثم اشاحت بوجهها عندما شاهدت الغضب المدمر على وجهه.
صرخ قائلا بحدة :
_نوع من الصدمة ؟لا ,لما عليها ان تكون نوعا من الصدمة ؟لا تدخل كل يوم الى مكتبك امراة وتخبرك ان لديك ولد .
نهض من مكانه وراقبته بقلق .
كان هناك رعب في صوتها :
_الى اين انت ذاهب ؟وماذا تنوي ان تفعل؟.
لن يرحل الان هل سيفعل ذلك ؟ليس بعد ان علم كل الوضع ؟ليس بعد ان علم ان حياة ابنته بخطر وهي بحاجة الى مساعدته ؟
قال متوترا:
_لااستطيع الكلام هنا ,لدي شة في شارع نايت بريدج.
حاولت الاعتراض:
_لكن .........
اسرعت بالنهوض والجري وراءهوضع المال على الطاولة قبل خروجه .
وعندما جلسا في السيارة نظرت اليه بقلق وقالت :
_انني اسفة .
اعتذارها قابله جواب سريع ملئ بالغضب.
_اسفك واعتذاراتك بعيدة عن الموضع الان .
سالته وهي تتقد غضا:
_ماذا تريدني ان افعل غير ذلك ؟.
كان وجهه كئيبا مرر اصابعه خلال شعره وقال :
_لنتوقف عن تبادل الصراخ اخبريني عنها .
_اسمها هاريت وندعوها هاتي ,عيناها زرقاوان وشعرها اسود و......
كيف تستطيع ان تختصر ثلاث سنوات بجملة ؟فكرت بالم مفاجئ كم فاته من الامور وتابعت :
_وهي ذكية جدا.
لمحته بسرعة اذا كان قد كرهها منذ ثلاث سنوات بعد ذلك النقاش المخيف الذي قضى على احلامها ,الان سيكرهها اكثر بعد ان ابقت ابنته بعيدة عنه.
نظر اليها بقساوة :
_كيف استطعت ابقاء الامر سرا عني ؟هل كنت اخبرتني يوما ان لدي طفلة لو لم تكوني بحاجة الي؟.
وتابع :
_مما تشكو؟.
اصبح صوته هادئا ولكنه بعيد عن الطف واللياقة :
_هل هي ........؟
اجابت ماري وهي ترتجف :
_انها ليست بصحة جيدة وهي بحاجة لعملية نقل انسجة ونحن نامل انك ستكون مناسبا لهذه العملية .
كان هناك ياس كامل في صوتها فكيف تشرح له انها تعيش هذا الكابوس بينما هو لم يشاركها به الا الان ؟.
_متى استطيع مقابلة الطبيب المختص ؟.
_في اسرع وقت ممكن انا اسفة .....
قاطعها :
_اذا اعتذرت مرة ثانية ساخنقك .
تراجع الى الوراء واغمض عينيه.
_اعلم انني اقلقت حياتك ,حتى انني لم اسالك ان كنت متزوجا او لديك عائلة الان .
قال وهو ينظر اليها:
_ماكان الامر سيتغير البتة ولكنني لست متزوجا ولاارغب بذلك لكنها ابنتي,هل تعتقدين ان وجود زوجة واولاد سيجعلون الامر مختلفا عما اذا كنت ساوافق على العملية ام لا.
صححت له :
_ابنتنا .
رماها بنظرة وحشية وقال:
_اين تعيشين الان ؟وماذا تفعلين في الحياة ؟.
_بعد عودتي الى لندن التحقت بالعمل في شركة عامة قسم الحسابات لم تكن هذه رغبتي ,ولكن كنت بحاجة الى العمل بشهادتي الجامعية ,ولم يكن لي الخيار فقد كنت بحاجة ماسة الى المال, كما انهم عاملوني برفق خاصة بعد ولادة هاتي,فانا لم اكن مؤهلة للحصول على اجازة امومة كنت محظوظة بذلك .
_محظوظة ؟ كان عليك القدوم الي ! فانا من هو مسؤول عن رفاهية ابنتنا !وليس احدى الشركات العامة.
سالته بقلق:
_حسنا ماهو سبب الخلاف الان ؟.
كانت تشعر بانها ضائعة ,توقفت السيارة امام مبنى ضخم امامه حراس وتقدمة لتصعد الى شقته في الطابق الثالث .
فتح الباب ودخل تبعته واغلقت الباب ,نظرة واحدة الى شقته اعلمتها انه غير متزوج فكل مافيها ينم عن ذوق رجل اعزب الاثاث اسود وضخم ,والتصميم غير منسق .
قال وهو يخلع جاكتته ويرميها جانبا :
_لم تخبريني اين تسكنين ؟.
قالت :
_لم اخبرك لانني لااستطيع مواجهة محاضرة جديدة عن كيف كان يجب ان اهرع اليك عندما علمت انني حامل.
_اجلسي .
_توقف عن اعطائي الاوامر !اجلسي !انهضي! تعالي الى هنا ...
_اجلسي .
صوته كان قاسيا وعاليا ,فجلست على احدى المقاعد الجلدية وحدقت به ,الى متى سيستمر بهذه العدواة الضارية ؟سالت نفسها .
تحرك ليجلس قبالتها ,تنهد بتعب واضح ثم قال:
_اخبريني اين تسكنين .
_اسكن مع عمتي .
قال ببطء:
_اذكر انك كنت تذكرين عمتك .
سالته بلطف :
_تتذكر ؟لم اعتقد انك تفعل .
اغمض عينيه وقال:
_لقد اخبرتك اني اتذكر كل شيء عنك ,ولماذا تعيشين مع عمتك مع انك لم تكوني على وفاق معها البتة؟.
اجابت على مضض :
_لم نكن على وفاق ....
كانت تعلم انه يرغب بمعرفة المزيد عنها وعن ظروفها .
قال وقد نفد صبره:
_اسمعي ,انا لاارغب في التدخل بحياتك الخاصة ولكن اريد ان اعرف اي نوع من الحياة تعيشه ابنتي!.
_ابنتنا .
ظهرت العصبية على وجهه ثانية لكنها تابعت بتردد:
_كنت خائفة عندما رجعت الى لندن ,لم يكن لدي فكرة عما ستقوله عمتي ولكن لم يكن لدي الخيار,كان يجب ان تعلم ,فليس لدي مكان اخر اذهب اليه وحياتي مدمرة.
اظلمت عيناه ,كانت تعلم بما يفكر حياتها مدمرة وهي حامل وليس هناك مكان تلجا اليه ,اي مكان واي شخص افضل منالانسان الذي كان سبب في تدمير حياتها.
الان هي لاتعيش حياة مدمرة لديها عملها وثقتها بنفسها وعائلتها الصغيرة ولم تعد يائسة ووحيدة ومنهارة.
قالت:
_كنت متوقعة ان ترمي بي خارجا ولكنها لم تفعل ولم تغضب من الامر,كانت سعيدة ان يكون لدينا طفل ,حتى كل تصرفاتها تغيرت وماكنت استطعت الاستمرار لولا معاملتها واهتمامها .وعندما حصلت على وظيفة بعد ثلاث اسابيع من عودتي الى لندن كانت ترعاني كما ترعى الام اطفالها.
_لاشك ان الامر كان عليك صعبا بكل الاحوال ,اريد ان اقول لك انه كان عليك الاتصال بي , كنت خففت من معظم المشاكل التي تثقل على كاهلك .
_المال ليس كل شيء.
اجاب بغضب:
_ولكنه يساعد.
التقت عينياهما وشعرت ثانية بالانذار الخطر ,فهي لم تستطع التخلص من شعورها نحوه نهائيا,فتجاهله امرصعب ,كانت تعلم ذلك عندما قررت الاتصال به ثانية ولكنها لم تتوقع ان تشعر بكل هذا الشوق مع انه لايبدي لها الا الكره .
قالت لتدافع عن نفسها:
_لقد سارت الامور بطريقة جيدة ولكن بالحقيقة لم يكن هناك مالا كافيا للانفاق.
كانت لهجته اكثر لطفا زاقل عداوة الان :
_اذا كيف او بالاحرى لماذا تغيرت عمتك التنين ؟.
العمة التنين انها تذكر انها استعملت ذلك التعبير يوما وهي تصف له عمتها بسخرية .
قالت وكانها تتخيل الماضي :
_في البداية لم استدرك الامر, ولكن بعد فترة وضحت الامور وفعمتي تزوجت قبل فترة قصيرة من ولادتي وزواجها لم يدم ,كانت عاقر ولم يتقبل زوجها الوضع فرحل,كنت في سن المراهقة وهذا ما كان يذكرها بنفسها ,اما الطفل ,الطفل في بيتها كان امرا جديدا,وكانها اعطيت فرصة للحب والعطاء من جديد,وهذا ماجعلنا صديقتين .
سالته السؤال الذي كان يجول في خاطرها منذ وضعت قدميها في مكتبه :
_والدتك .......كيف حالها؟.
اجاب باقتضاب :
_لقد اصيبت بمرض الفالج منذ حوالي سنتين ولم تشف تماما الى الان ,وبالكاد تستطيع الكلام .
_يؤسفني حالها .
قال وهو ينهض :
_اعتقد ان علينا الرحيل حالا.
نظرت اليه برعب مفاجئ:
_علينا؟.
سار امامها فركضت وراءه ووقفت امام باب غرفته متوترة وقالت:
_علينا ؟ماذا تعني بعلينا؟.
سالته بصوت غريب:
_لن تعود معي الى البيت الي كذلك ؟.
ادار وجهه اليها غاضبا.
_بالطبع ساعود معك وماذا كنت تتوقعين؟.
قالت وهي تتلعثم :
_كنت افكر ان الطبيب المختص سيتصل بك .
قال بشراسة:
_اريد ان اتعرف الى ابنتي رغبت بذلك ام لا ,وعليك ان تفهمي انك لن تستطيعي ازالتي من حياتك عندما تنتهي حاجتك لي.
_لم افكر حاجتك لي .
_لم افكر بذلك البتة.
سالها ببرودة :
_اذا بماذا تفكرين ؟هل اخبرت هاريت عني ؟.
قالت :
_ليس تماما .
بدا كانه سينفجر وقال:
_ماذا ؟.
_لقد رغبت بذلك !ولكن لم اجد الوقت المناسب لذلك انها لاتزال طفلة.
اخبرها بصوت اجش:
_حسنا ,عليك ان تطوري خطتك قليلا ,وفي هذه الحالة ستدخليني فيها ,الخطوة الاولى اعود معك الى البيت ,الخطوة الثانية اقابل عمتك اما الخطوة الثالثة فهي ساقابل ابنتي كوالدها باطبع.
_ليس هناك من حاجة لقدومك فنحن نعيش في ذات المدينة ارجوك .
_انني قادم معك وعليك ان تتقبلي الفكرة تماما كما اني ارغب في امضاء الليل هناك ,وهكذا سنقرر ماسنفعل معا.
قالت معترضة:
_لايمكنك فعل ذلك .
_اذا راقبيني ,ثم لما تقفين عند الباب هكذا لاتنسي اننا كنا على علاقة .
نظرت اليه بغضب فوجدته ينظر اليها ضاحكا فشعرت بالارتباك والخجل .
_لايوجد غرفة للضيوف في بيت عمتي ,ليس هناك غير ثلاث غرف نوم واحدة لها والثانية لي والثالثة لهاتي ,اين تعتقد ستنام ؟.
قال ببرودة:
_انه لمن الغباء ان تزعج عمتي لامر غير مهم .
_ابنتي امر مهم كفاية.
_بالطبع ستراها فانا لاانوي ان ابعدها عنك.
_كما فعلت طوال الفترة الماضية ؟انه امر رائع ان يكون لديك هذا القلب الحنون الان ,ياماري , الحقيقة انني لااثق بك ,ولااثق بما ستقولينه لها عني وماالذي يضمن انك لن تخبريها تنقلب ضدي.؟
قالت بصوت اجش :
_ثق بي :.
_اثق بك ؟لاتجعليني اضحك لقد جعلت مني احمقا مرة ثم ابقيت ابنتي سرا ,وتريدينني ان اثق بك ؟.
ضحك بمرارة وتابع :
_من الافضل ان اثق بنفسي فقط .
رمى ببعض الملابس في حقيبة جلدية وكانت تراقبه بحيرة راغبة ان تجد وسيلة مالاقناعه بعدم الحضور الى بيتها ففكرة البقاء ترعبها.
هل حقا كانت تتخيل انها تستطيع تحديد علاقتهما بزيارة لابنته ؟.
مر من امامها عائدا الى غرفة الجلوس متوقعا منها ان تلحق به وهذا مافعلته .
قالت :
_ماذا بشان عملك ؟ لدي عمل يجب ان اذهب اليه .
_هذا افضل فذلك سيمنحني الوقت الكافي لاتعرف الى ابنتي قبل اجراء العملية.
شدت على اسنانها باحباط كلي اليس هذا هو ؟كانت تفكر لاشك انها فقدت عقلها ان كانت نسيت كم هو مسيطر ومتسلط.
قال :
_هل انت قادمة ؟.
توجهت نحوه وكانها عاصفة .
قال بهدوء مثير :
_اذا غضبت اكثر انا متاكد انك ستنفجرين.
_وبكل فرح ستعم الفوضى كل هذه المفروشات الباهظة
الثمن .
ومرت من امامه متخطية الباب الرئيسي للشقة.
ضحك بجفاف :
_عندما يظهر عليك هذا الطبع ,تعودين الى تلك الفتاة المرحةالتي تعرفت اليها .
_الفتاة المرحة تلك اختفت عندما وجدت نفسي مرمية في القعر المظلم من الحياة.
قالت ذلك وهي تسبقه باتجاه المصعد وقد سئمت من اللحقاق
به .
قال :
_اذا كنت ترغبين بلعب دور الشهيد فهذا كان خيارك .
وضع اصبعه على لوح المصعد والتفت متابعا :
_كنت مددت لك يد المساعدة.
_لم ارغب قط بمساعدتك .
_اذا لاتتذمري من وجودك في القعر المظلم من الحياة.
قالت وهي تصرخ :
_لاتكلمني بهذه اللهجة.
وصل المصعد الى الطابق الارضي ,وسارا معا بصمت ,كانت تجول في خاطرها افكارا متشابكة ,ماالذي ستقوله عمتها ؟ماالذي ستخبر هاتي ؟عزيزتي هذا هو والدك ؟كان عليه ان يعطيها الوقت الكافي.
فالايام التي مرت بها كانت صعبة للغاية ,كانت تعمل بجهد تهتم بطفلتها ولاتتذمر ابدا عندما لاتجد المال الكافي للامور الضرورية.
_سيارتي في الموقف تحت المبنى.
سيارته فراري سوداء فتحت ابوابها من خلال ضغط على مفتاح السيارة في يده ,وبسرعة جلست على مقعد واغلقت الباب ,كانت متوترة عندما جلس بجانبها ووضع المفتاح في المحرك ادار بوجهه وقال بصوت قاس وثابت:
_اسمعي ,واسمعي جيدا لانني لاارغب في اعادة مااقوله ,انك تتصرفين وكانك طفلة .
ادارت راسها بغضب :
_انا ؟اتصرف كطفلة ؟لقد اتيت اليك اطلب خدمة ....
قال باقتضاب :
_وهي ان اكون متفهما وتحت الطلب .
ردت باذعان :
_حسنا مهما يكن ,لم اكن اتوقع ان اتغير مجرى حياتي .
قال بشراسة :
_لاتجعليني اضحك!حياتي هي التي انقلبت راسا على عقب.
اجابت بسخرية لاذعة:
_اعتذر للمرة الالف ,ولكن عما تتكلم عن حياتك العملية ام حياتك الخاصة.
كانت فعلا تتصرف كالطفلة ولكنها لم تستطع ان تكبح نفسها ولا ان تسيطر على الغضب الذي اعتراها عندما فكرت انه ربما يقابل امراة اخرى .
تمتم :" الاثنان معا "
ادار المحرك وانطلق بسرعة مجنونة .
سالت بعذوبة :
_وكيف هي ؟مخلوقة متفهمة على ما اعتقد متفهمة لدرجة انها ستفهم ان لديك طفلة اهي من النوع الذي يرضي امك .
نظر اليها وقال ببساطة :
_امي لم تقابلها قط وكونها متفهمة حسنا اعتقد انها ستفاجا قليلا ,لنقل بسبب تغير وضعي العادي.
كانت سيرته تسير ببطء ,فهذا هو اسوء امر بلندن الازدحام ,وكانت قد قررت هي وعمتها الانتقال للعيش في مكان افضل حيث الهواء النقي والبراري الخضراء تنتشر في كل مكان عوضا عن منتزهات مكتظة بالناس كل هذا قبل مرض هاريت واضطرارهم للبقاء هنا قريبا نت المستشفى .
لم تكن متاكدة كيف ستصل الى بيت عمتها من هنا ,ولكن بعد وصولهما الى مفترق طرق ,سالها عن النوان وقام بمناورة في السيارة فشعرت وكانه قدم الى بيتها مئات المرات .
قال :
_لقد قضيت معظم ايام عمري في لندن .
قالت بتعجب :
_وانا ايضا .
قال بمرح وهو ينظر اليها :
_ليس لديك عمر كبير ياماري .
اجابت وكانها تعترف :
_ولكني اشعر وكان عمري مئة سنة .
ابتسم بفرح وفجاة تذكرت بقلق تلك الابتسامات التي كانت كلها لها والجو بينهما ملئ بالعاطفة والشوق .
قال :
_لاشك وجود طفل بحياتك جعلك تشعرين بالبكر.
وتابع :
_هل كان ذلك يشعرك بالاستياء ؟.
قالت بصدق :
_اطلاقا مع انني كنت اعيش بقلق دائم ,منذ مرض هاتي اتعلم ,لااحد يصدق ان ولده بحالة سيئة ,فقط هذا يحدث للاولاد الذين تقرا عنهم بالجرائد او تسمع عنهم بالاخبار.
كانت الارصفة مكتظة بالناس ,اخذت تراقبهم من النافذة وتفكر الى اين يتجه كل منهم ؟الى اي مصير وترى الى اين كان هولدن سيذهب لو لم تقتحم حياته ؟ سيخرج مع فتاته ؟ نظرت اليه محاولة ان تتخيل تلك المراة هل علاقته بها جدية ؟تفضل الموت على ان تساله لانها لاتريده ان يعتقد انها تهتم لامره.
في النهاية كان عليها دفع كل الذكريات بعيدا وخاصة بعد ولادة هاتي لقد اعتقدت انها تخلصت من الاحساس به .
البيت اصبح قريبا ,ستكون هاتي في البيت مع عمتها ,تتناول الشاي ,ولا شك انهما تمرحان وتتحدثان وتحاول عمتها كل الطرق لتطعمها المزيد .
لقد كانت عمتها حنونة ومتفهمة ولكنها تريد ابا لابنتها ,هذه الافكار لم تكن واضحة لديها بل تمر كالخيال ,ولكن هاهي الان تجلس بجانبه وتعلم كم هو رائع وجوده اقلقها احساسها بهذه الطريقة ,لقد انتهت منه ؟اليس كذلك؟.
قال قاطعا عليها افكارها :
_اي بيت ؟
واشارت الى بيتها ذات باب ابيض وامامه حديقة صغيرة بجانبها باب بحاجة الى دهان.
لم يستطع ان يجد مكانا لسيارته امام البيت فتقدم قليلا ثم اوقف سيارته ونظر اليها.
قالت :
_اعلم بما تفكر وماذا يدور في راسك ؟.
_هل اصبحت قارئة افكار الان ؟.
_اعلم من طريقة نظرك الى الشارع ومن تفكيرك انه ليس بالمكان المناسب فانا لست غبية .
لقد كانت متوترة من مجرد التفكير بمقابلته لابنتهما وعمتها .
قال :
_حسنا لديك قدرة جيدة بقراءة الافكار.
نظرت اليه متوقعة ان تراه غاضبا ولكن وجهه كان هادئا وهذا ماجعلها تزداد غضبا.
_لااريدك ان تختال في بيت عمتي كما لاتفكر في ابداء ازدارئك .
كلامها جعله يتقد غضبا وهذا مااراحها كانت تفكر ,فعندما يكون غاضبا تستطيع السيطرة على نفسها اكثر ,لان كلامه وابتساماته ونظراته تضعف مقاومتها وتجعل ثلاث سنوات من العذاب قابلة للنسيان.
سال بصوت اجش:
_اي نوع من الناس تعتقدينني ؟.
_انت ! ابن امك !.
_ومامعنى هذا الجواب ؟.
_لاشيء .
قال ببرودة :
_خذلتك ؟.
_يسعدني ان ترى الامر كله تسلية او كانه نكتة !.
قال بشراسة :
_الامر ليس تسلية ولامجرد نكتة .
والتقت عيناهما بصمت .
تابع بصوت قاس:
_اعلم انك متوترة ,ولكن الا تعتقدين انني متوتر ايضا ؟غير ان الشجار معي لن يجعل الامر افضل !.
قالت على مضض :
_اعتقد انك محق .
كانت تعلم انها تتصرف كطفلة مشاكسة ولكن ماذا تفعل فحضوره يجعلها متوترة وعصبية .
قالت وهي تتنهد :
_تعال , تعال وقابل ابنتك .
نهاية الفصل الخامس


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:27 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
فتحت الباب لتشعر بالارتياح الذي يؤمنه لها هذا الوقت فترة تناول الشاي ,فعمتها تحدث كل الاصوات الممكنة مقلدة الطائر او القطار او اي شيء يجعل هاتي تفتح فمها لتتمكن من وضع كمية قليلة من الطعام فيه ,ان مجرد اطعامها عمل بحد ذاته.
ابتسمت وهي تقترب من ابنتها ,عينان زرقاوان ووجه كاللعبة يحيط بع شعر اسود قصير.
نسيت للحظة وجود هولدن ,ثم تماسكت ونظرت اليه ,كان قد وضع حقيبة امام الباب ووضع يديه في جيبه.
نظر اليها وقال:
_كنت اعتقد انها في السرير الم تقولي انها مريضة.
اجابت بالم :
_انها كذلك ,ولكنها تتحمل الامر بطريقة غريبة مثل كل الاطفال كذلك .
كان باب المطبخ مفتوحا ,دخلت ماري اولا ,وهي تضحك لابنتها التي وقفت لمواجهتها وهي تضحك .
قالت عمتها بفرح :
_لقد اكلت نصف الطعام ,ولكن ليس بدون كل الاساليب المعهودة .
كان هناك حشرية واضحة في عينيها فهي ترغب ان تعرف ماذا حصل معها , ولكن هاتي هنا ولابد لها ان تنتظر حتى تصبحا لوحدهما.
قالت هاتي :
_لست جائعة اماه هل احضرت لي هدية ؟.
اقتربت منها من وراء طاولة حمراء كانت ماري قد اشترتها منذ فترة قريبة .
قالت ماري:
نوعا ما .
ونظرت باتجاه عمتها التي رفعت راسها لترى هولدن فاعترت الدهشة وجهها .
تقدم هولدن ولم يظهر عليه التوتر ولكن هناك تاثر واضح على ملامح وجهه .
قالت عمتها :
_ماري انت لم ......
قاطعها هولدن بصوته العميق ونظراته الساحرة التي سيطرت على ماري من النظرة الاولى :
_لم تكن تعرف سيدة .......؟.
_بالين ,اديت بالين .
وقفت وهي تحدق به وتمتمت :
_ساحضر الشاي اترغبان بذلك .
سالت هاريت وهي تنقل نظرها بين هولدن وبين امها:
_من هو هذا الرجل ؟.
قالت ماري وهي تتنهد :
_عزيزتي .انه ......
قال هولدن :
_صديق اسمي هولدن غراي ستون .
ومد يده ليسلم فنظرت اليه بتردد وهي تقول :
_لايسمح لي بالتحدث الى الغرباء.
نظر اليها باهتمام وهو يبتسم لذلك الوجه البرئ :
_راي صحيح .
اخذت اديت تشغل نفسها بالمطبخ وحاولت ماري الا تضحك فتعابير الفضول على وجه عمتها ظاهرة .
قالت لهاريت :
_لنذهب الى غرفة الجلوس .
واستدارت نحو عمتها وتابعت :
_تحتاجين لمساعدة ,ياعمتي اديت ؟.
قالت عمتها :
_لا.
وهي تجهز صنية الشاي .
ودخلوا معا الى غرفة الجلوس فكرت ماري علينا ان نكون عائلة .
امسكت هاريت بامها وبقيت تحدق بهولدن ,اما هولدن فقد كانت تعابير وجهه غامضة ,جلس على الكنبة ونظر حوله ولكنه لم يشعر بالشجاعة للاقتراب من ابنته ,شعرت ماري بذلك من كثرة تحديقه بهاريت وكانه يريد ان يتاكد من انها ابنته .
قالت هاريت :
_ساصبح في الثالثة بعد فترة وستهديني امي الحصان الصغير في ذكرى مولدي هل لديك حصان صغير ؟.
ابتسم هولدن ونظر اليها بلطف :
_لا , لايوجد عندي هل يجب؟.
سؤاله جعلها تنظر اليه بدهشة وهي ممسكة بيد امها .
قالت ماري وهي تحملها لتضعها في حضنها :
_هولدن هنا لمساعدتك لانك مريضة .
قالت هاريت له :
_سيجري لي عملية وامي تقول انني بعد العملية ساصبح في صحة جيدة.
قالت ماري لابنتها :
_عزيزتي نتمنى ان هولدن سيساعدك على الشفاء.
قالت هاريت وكانها سئمت من التحدث عن صحتها :
_تصاب امي بالجنون عندما اضع اللصق على لعبتي .
دخلت اديت وهي تحمل الصنية وسكبت الشاي وفكرت ماري كانهم يلعبون دورا في مسرحية من غير ان يعرفوا النص جيدا.
قالت اديت :
_هيا هاريت , حان وقت الاستحمام .
امسكت بيدها وتابعت:
_قولي وداعا للسيد غراي ستون الان.
_اريد ان تقرا امي لي قصة.
قالت ماري وهي تضحك:
_سافعل بعد الانتهاء من استحمامك .
هذه كانت عادتهم فترة الحمام التي تلعب بها هاريت مع لعب البلاستيك واخيرا قصة المساء في السرير وكانت دائما اما الدجلجة الحمراء او الدببة الثلاثة نظرت الى هولدن الذي وقف حالما خرجت هاريت مع عمتها وبدا يمشي بخطى واسعة في الغرفة.
قالت بهدوء:
_اشكرك لانك لم تخبر هاريت من انت ساشرح لها الامر في مناسبة اخرى ,عندما اجد الوقت المناسب.
لم يجب فتابعت :
_هل لك ان تجلس انك تثير اعصابي .
قال وهو يغلق باب غرفة الجلوس :
_اه حقا ,هل اثير اعصابك ؟ لم ارغب بذلك اتعتقدين ؟.
مرر اصابعه بشعره وكانت عيناه تلمعان من الغضب .
_لاادري لما انت غاضب .....
اقترب منها واضعا يديه علىجانبي كرسيها ,فانكمشت علىنفسها بتوتر.
_لديك معرفة تامة لما انا غاضب ,فانا اشعر وكانني دخيل هنا غريب امام ابنتي التي هي من لحمي ودمي .
قالت بصوت ناعم :
_بالطبع ستشعر هكذا .
تابعت :
_فانت لاتعرفها .
قال ببرودة :
_هذا مااتكلم عنه بالتحديد .
تنهدت بصمت :
_لا لن تعود لذلك ثانية ,الم نناقش هذا الموضوع بما فيه الكفاية .
قال بحدة :
_لا ,فهذا الوضع كله شيء من الجنون .
قالت غاضبة من اتهاماته .
_لم اطلب منك المجئ الى هنا انت من رغب ان يكون ضيفا بدون دعوة .
لم يعجبه الامر فامسك بيدها وهذا ماجعلها تضطرب فالاقتراب منه يربكها.
قال:
_كم هو شعور رائع ,ان اكون ضيفا بجانب ابنتي .
قالت بغضب :
_ليس هناك من فائدة في اعادة الموضوع مرارا وتكرار لن اسمح لك ...
_ماما .
وصل صوت هاريت من الطابق العلوي وكانه امر فنظرا معا نحو الباب بدهشة .
قالت ماري :
_تريدني ان اقرا لها قصة فاذا سمحت دع يدي.
ترك يدها ونظر اليها بتحد وقال:
_ساصعد معك .
هزت كتفيها بلا مبالاة ولكنها كانت منزعجة من دخوله حياتها ونوعا ما كانت متفهمة للامر وليس اكثر,وقفت ولكنه امسكها من كتفيها فاستدارات لمواجهته .
سالها :
_ماذا اخبرتها عني ؟.
_عما تتحدث ؟لم تسنح لي الفرصة للتحدث معها منذ دخلنا .
قال بانزعاج :
_لاتظهري ذكاءك الان ,اقصد ماذا اخبرتها عن ابيها؟.
_انها لم تسال في الحقيقة فلم تزل صغيرة لتسال لماذا هي بدون اب !.
هذه لم تكن الحقيقة ولكن لم تستطع اخباره فمؤخرا سالتها هاريت عن والدها لان كل اصدقائها الصغار لديهم اباء,ولكن ماري تجاهلت الامر وانتهت المناقشة.
_كم هو امر مريح لك.
_توقف عن التصرف معي هكذا ,انت هنا الان رغبت بذلك ام لا ,فلما لانجعل الامر افضل لها ؟.
سمعا كلمة ماما ثانية ولكن هذه المرةوكانها حالة طارئة تبعتها :
_هل انت قادمة ؟.
فترك يدها بسرعة واتجهت ناحية السلم وهي مضطربة من كونه يسير وراءها.
بيت عمتها كان حقيرا وكل ركن منه محشو بالاثاث بشكل تام وطالما حاولت تغيير ترتيبه لتجد امكنة اوسع تذكرت شقة هولدن الفخمة الواسعة فشعرت بالضيق.
قالت لعمتها وهي تحاول الابتسام:
_شكرا ياعمتي اديت ساتولى الامر عنك من هنا.
ابتسمت عمتها ومرت امام هولدن ثم خرجت وهي تغلق الباب وراءها .
كما في المطبخ كذلك في غرفة هاتي فلقد ملئ الغرفة بحضوره وكانت هاريت تحدق اليه وهي مشتتة .
قالت ماري وهي تجلس ببجانبها على السرير:
_سنقرا لك قصة معا .
استدار هولدن وجلس على الطرف الاخر من السرير.
_ماذا ترغبين ان اخبرك ؟الدببة الثلاثة ام الدجاجة الحمراء.؟
قال ببساطة :
_اعرف قصة اخرى .
ومن خلال الضوء الباهت لمحت ابنتها تحدق به باعجاب فشعرت بالم غريب .
سالته هاريت بصوت ناعم :
_حقا ؟.
اوما براسه وقال:
_الوالدان والخياط .
صححت ماري بطريقة عفوية :
_والاسكافي .
رفع حاجبيه ونظر اليها قائلا:
انها قصة مختلفة.
_بالطبع .
بدا :"انها قصة اخ الاسكافي " بعد خمس دقائق كانت هاريت سعيدة ومقتنعة ,كانت تصغي باهتمام حتى نهاية القصة .
بدا النعاس يدب في اجفانها فنامت بينما كانت ماري تشعر بعداء غريب نحو هولدن الذي يتسلل كاللص في حياتها ويهتم بابنتها ولكنها لم تنكر ان تعرفه الى ابنته لم يكن مقلقا كما توقعته .
قبلت ابنتها قبل ان تغادر الغرفة وسمعته يتمتم :
عمت مساء.
قبل ان يلحق بها.
قال بصوت خفيض :
_انها مذهلة .
ابتسمت وقالت :
_هل اسمع ملاحظة من الكبرياء الابوي ؟.
قال بصوت مقنع :
_بالطبع فهي تشبهني تماما .
_بالطبع كما انها جميلة ايضا .
_انها ابنتي .
كانت اديت في المطبخ تغسل فناجين الشاي نظرت الى هولدن وهي تنشف يديها .
_هل ستبقى الى العشاء ياسيد غراي ستون؟.
نظر باتجاه ماري ثم قال :
_اجل اعتقد ولكن هل استطيع ان استحم اذا كان ذلك ممكنا ؟.
اومات ماري بموافقة .
عندما خرج من المطبخ نظرت عمتها صوبها ولكن ماري قالت بمرارة :
_ماذا كنت استطيع ان افعل ؟ فما ان اخبرته عن هاتي حتى جن جنونه .
_صدمت هذا ماتوقعته هل سيبقى هنا ؟.
رفعت ماري نظرها بخوف :
_بالطبع لا ,لقد اصر على القدوم الليلة ليتعرف الى ابنته ,ولكن غدا سيرحل سازور الطبيب غدا وسيتصل به عندما يرى الوقت مناسبا .
صرحت عمتها :
_لايبدو من النوع الذي يرحل بسهولة خاصة اذا كان لايرغب بذلك .
قالت بصعوبة :
_بالطبع سيرحل فلديه بيته الواسع ولن يبقى هنا اطلاقا ,لديه شقة فخمة وشركة كبيرة .
كانت تحرك يديها بتوتر ظاهر مما جعل عمتها تمسك بهما بعطف وتقول :
عليك التفكير بهاتي .
فتحت ماري فمها لتعترض وقبل ان تتفوه بكلمة تابعت عمتها بصوت لطيف :
_انك تدبرت الامر جيدا في السنوات الماضية ,لقد قمنا بذلك معا ,ولكنه الان هنا ,ولن تستطيعي ازالته من حياتك عندما ترغبين بذلك ,فلا شك انه يريد ان يرى ابنته وله الحق في ذلك .
قالت بعدواة ظاهرة :
_لماذا له الحق ؟.
_لانه والدها .
قالت بحدة :
_هناك فرق واضح ,فهو لم يرغب بي ابدا اكثر من علاقة عابرة وامه كانت ترى انني غير مناسبة له وهو ايضا لم يشك لحظة انه مخطئ باتهامي انني كنت معه من اجل ماله ,فمن الذي يعطيه الحق اذن ؟.
قالت عمتها بمنطق :
_هذه هي الدنيا .
وقفت عمتها وقالت بسرعة :
_ماذا سنطبخ ؟لدينا لحم ولكن فقط شريحتين ماذا تقترحين ؟.
_اعتقد علينا طبخ اللحم الذي عندنا وبامكانه الاكل في اي مطعم يرغب به , كما ان لديه صديقة ,فلما لايخرج معها .
نظرت عمتها اليها باصرار:
_لاتشعرين بالغيرة اليس كذلك ياماري ؟.
ضحكت ماري :
_الغيرة ؟ماهذه الفكرة !لما علي ذلك ؟.
تابعت بوضوح :
_فالذي جرى هو من الماضي ,وبالحقيقة انه يشعرني كم كنت مخطئة ,اذا كنت تريدين ان تعلمي .
_هل هذه هي الحقيقة ؟.
قالت بتحد :
الحقيقة ,انها اكثر من حقيقة .
_ماهي ؟.
صوته اجفلهما ظهر عند الباب , وشعره ما زال رطبا ويرتدي قميصا زرقاء باهتة اللون وبنطال من الجينز لم تره من قبل يرتدي جينزا ,كان يبدو رشيقا وجذابا ,قالت بتهذيب :
_لايوجد لدينا سوى شريحتين من اللحم ,وبمعنى اخر ,لايوجد طعام كافي لاطعامنا نحن الثلاثة .
قالت عمتها باندهاش :
_ماري !.
تابعت ماري :
_لقد ذكرت ان لديك صديقة ,فلذلك ارجوك لاتشعر انه يجب عليك البقاء هنا وتناول العشاء معنا .
كانت تكره احساسه بالرغبة في جرحه مجددا بعد كل ذلك الوقت فما عليها سوى الا تشعر باي فرق بحضوره ,فما زال يشعر انها اقل من مستواه واتهاماته مازالت تجول في خاطرها.
تجهم وجهه ولكنه لم يقل اي كلمة ,بدات عمتها بتجهيز الطاولة واقترب منها ليساعدها .
ليس هناك افضل من الاحساس وكانك في بيتك ,اليس كذلك ؟فكرت بمرارة تصرفه ادهش عمتها ولكنها لم تقل شيئا ايضا بل بكل سرور ناولته غطاء الطاولة ,ثم الصحون واخذا يتحدثان بينما جلست ماري صامتة.
قال :
_لما لانتناول طعاما جاهزا .
فوافقت عمتها على الفور وهذا مااشعل غضبها.
قالت عمتها :
_لدي قائمة باسماء المطاعم في مكان ما ,ساذهب لابحث عنها فانا وماري لانتناول طعاما جاهزا دائما.
قالت ماري :
_لا,لانستطيع تامين كل هذه الرفاهية .
فتحت عمتها لتتكلم ثم غيرت رايها وغادرت المطبخ لتبحث عن القائمة ,سمعت ماري وقع خطواتها على السلم لم تنظر ناحية هولدن فقد كانت تتصرف بغباء بدلا من ان تتصرف كراشدة ولكن وجوده هو سبب توترها وغضبها.
سالها ببرودة :
_وماذا يعني كل هذا ؟.
هزت كتفيها بلا مبالاة قالت بصوت هادئ:
_انه لايعني شيئا ,فقط مجرد حقيقة واضحة انا واديت ليس لدينا المال الكافي ,وليس من المستحسن ان تجعل حضورك الى هنا محببا بالنسبة لهاتي او اديت بتبذيرك المال هنا وهناك .
دار حول الطاولة بسرعة ,امسك بكتفيها وسمرها على حائط المطبخ .
اندفع قائلا:
_والان اسمعي جيدا لاانوي ابدا جعل حضوري هنا محببا ,لم يكن هناك طعاما كافيا فاقترحت بديلا لذلك .
_لدي اقتراح اخر ويدعى المغادرة تفتح الباب الامامي تخرج منه, وتغلق الباب خلفك ,وتتناول عشاءك في المكان الذي تريده.
قال بضيق :
_انا هنا ,ولن اجبر على الرحيل من اجلك وانظري الي عندما اتكلم معك .
رفعت عينيها وعلى وجهها تعابير من الغضب والتجهم .
_اه , حسنا ,لن ابدا بحرب عالمية ثالثة هنا من اجل ان تاكل طعاما جاهزا ام لا .
كانت تامل ان يخدع بهذه الحيلة ويتركها ولكنه لم يفعل ,بل بقي يحدق بها ,وشعرت انها لن تستطيع ابعاد نظرها عنه .
وتغير الاحساس بينهما ,وهي لم تعرف كيف ولماذا ,كان ينظر اليها بحدة ولكنها شعرت بحرارة في داخلها مما جعلها تحاول التملص من قبضته غير انه دفعها بقوة اكبر نحو الحائط .
سالها :
_هل كنت حقا تسعين وراء مالي ؟.
وشعرت ان عليها تجميع افكارها لتفهم عما يتكلم كانت تتظاهر انها لاتفهم عما يتكلم مما جعله يتابع بحدة .
_لاتخبريني انني كنت مجرد رهان كنت ترغبين بالفوز به ,لقد امضيت وقتا طويلا ,طويلا جدا افكر بذلك ولم اصدق انني ممكن اناخدع بك ,انا اعلم ماذا سمعت وهذا الكلام بقي يدور في راسي مرارا ومرارا ,ولكني لم اقتنع انك من الفتيات اللواتي يقمن بهذه الاالاعيب .
_دعني وشاني .
_ليس قبل ان تجيبي!.
_لماذا ؟وماهي الغاية في ذلك ؟فالذي انتهينا عليه لن يغير واقع ان لدي طفلة منك ,وانها مريضة ,وانك هنا الان.
_اجبيبي !.
_لم علي ذلك ؟ماكنت شعرت بشيء تجاهي بطريقة او باخرى عندما وجدت من السهل عليك ان تصل الى كل استنتاجاتك الخاطئة عني .
_ماذا كنت تريدين ان اشعر تجاهك ؟.
سالها بقلق ولكن لا ليس هناك من طريقة لجعلها عرضة للسقوط ثانية .
قالت :
_لاشيء لقد كان لقاء غير موفق ,انها غلطة .
قال بالم :
_وانظري ماذا نتج عن تلك الغلطة .
تمتمت :
_هذا ليس عدلا ,ابنتي هي حياتي كلها ,احلامي وعالمي كله ,وماانت هنا الا لاجلها .
نظرت اليه بتحد ولكنها كانت تشعر بالارتباك لانها تشعر بحضوره بشكل غريب وهذا ملايرغب به .
قالت بضيق :
_هل اكتفيت ؟.
تمتم بصوت اجش :
_ليس بعد .
وقبل ان تتحرك لتتجنبه كان قد هم بتقبيلها ,قالت بصوت هادئ وقد غمرها الغضب وهي تبتعد عنه :
_لااريدك ان تلمسني ثانية .
قال بسخرية :
_لماذا ؟لاننا من عالمين مختلفين ؟ام لانك لاتتحملي ان اكون بقربك ؟.
_انها الحقيقة !.
_اذا عليك اخبار نفسك بذلك لانني مما رايته فشعورك
مختلف .
ضحك ولم تستطيع تمالك نفسها ولكنها تنهدت باسى وقالت :
_انك تثير اشمئزازي .
تقدم باتجاهها وجهه قاسيا كل تعبير فيه ينم عن تهديد
مخيف .
قالت وهي تحاول التمسك باي شيء لتمنعه من الاقتراب
اكثر :
_لديك صديقة اليس كذلك ؟.
وافق بنعومة وهو يقترب منها مجددا :
_نعم لدي ولكن خلال اربع وعشرين ساعة تغيرت كل حياتي ,ولااعتقد ان تلك العلاقة ستثمر في الوضع الراهن.
فكرت ماري بتلك المراة التي لاتعرف اسمها ولاوجهها وشعرت بالم مفاجئ حيالها , هل كانت تعيش حلم ان هولدن غراي ستون هو حبها الوحيد ؟وشعرت بالمرارة تخنقها.
قال وكانه قرا افكارها :
_لم يكن الامر جدي بيننا فلن تشعر بالاسى ,ومن يعرف ربما تشعر بالراحة .
_وماذا تعني بذلك ؟.
_علمت رابيكا انني قضية خاسرة ,وهي ذكية جدا لتتمسك بقضية خسارة ,فهي تريد الزواج ,وهذا مالن تحصل عليه معي ,اننا نتقابل منذ اسابيع وعندما ساخبرها بالامر .......
تردد ونظر اليها نظرة غربية وتابع :
_سترحل مع قليل من الندم .
فكرت بمرارة ,مازال يرفض الزواج ,لن يتغير ابدا اليس كذلك؟.
سمعا وقع خطوات تقترب وملامح من الراحة ظهرت على وجهها راى ذلك بوضوح وهذا ماازعجه .
تمتم قائلا:
_لم ننته من معالجة الامر بعد .
وشعرت من خلال صوته برعشة من الخوف ,دخلت عمتها المطبخ وهي تحمل قائمة طعام في يدها.
قالت بفرح :
_واخيرا وجدتها ,في صندوق اللعب ,كانت هاتي تستعملها كلوح للرسم ,ولكن اعتقد اننا نستطيع ان نتبين عدة انواع من الطعام عليها.
كانت ماري ماتزال ترتجف مما حدث معها ,وحاولت قدر الامكان الابتسام لعمتها وشعرت بالراحة عندما نظرت عمتها نحو هولدن الذي اقترب منها ليقرا القائمة ,صوته كان عاديا ,ناعما عندما بدا يقرا انواع الطعام ويتساءل عما سياكلون ؟وكم يبعد المكان ؟ وماهي الطريقة الاسهل للوصول اليه ,كل احساس بالتوتر زال من الغرفة مما جعلها تشعر وكانها تتصور الامور وتضخمها .
ماذا كان يعني عندما قال انه لم ينته من معالجة الامر بعد ؟الافكار كانت تضج في راسها غادر المكان ليحضر الطعام فجلست براحة.سالتها عمتها باهتمام :
_مهما كان الامر ,مابك ؟.
وحاولت ماري ان تضع يديها على وجهها لتخفف من توترها وقالت :
_لاشيء مهم.
_انه امر مؤلم اليس كذلك ؟لقد عاد الى حياتك بعدما اقنعت نفسك انك تخلصت من الاحساس به ؟.
اومات ماري وتابعت عمتها :
_اعلم هذا ,فعندما رحل طوم ترك فراغا كبيرا في حياتي ,ولم اكن اعلم كيف كنت تصرفت لو عاد بعد سنين .
توفقت عن الكلام لتستعيد الماضي الحزين لكنها عاودت الكلام بسرعة :
_اعتقد وجوده هنا يعني الموافقة على اجراء فحوص طبية له لمساعدة هاتي؟.
ردت ماري بثبات:
_بالطبع ,لم يكن هناك لحظة تردد علي الاتصال بالدكتور هيلبورن غدا لتسوية الامر.
زال توترها شيئا فشئا ,وما ان عاد حاملا معه الطعام حتى كانت قد اعادت السيطرة على نفسها تماما ,فعودته هي الامل الوحيد لهاتي ...وبعد ان تشفى ابنتها سوف تتدبر امر غيابها كلما اراد ان يزور ابنته فهي تعلم انه ليس عليها التعامل معه باكثر من ذلك فهي ستستمر بحياتها ,وبالطبع ستقابل انسانا متفهما لطيفا ومحبا وستتزوجه واضعة كل خيالات الماضي وراءها .
كانت ماري تعلم ان الطعام الصيني الشهي يجعلها تستفيق صباحا مع بعض الصداع ,دار الحديث بين هولدن واديت وبالكاد كان ينظر الى ماري وعندما فعل كانت نظراته مبهمة .
وقد علمت من خلال الحديث ان لديه باخرتان اضافيتان غير تلك التي عملت عليها ,وهو مشروع استثماري ضخم ولكنه ايضا يعتبره كهواية مفضلة لديه ,وبمناسبة الحديث فقد دعاهما مع هاتي الى استعمال اي باخرة وفي اي وقت والى اي مكان يرغبان بالسفر اليه وكل ذلك بالطبع على نفقته .
اهتمت عمتها بالموضوع ولكن ماري تمتمت ببرودة وتهذيب:
_لانفكر بالامر البتة .
وهذا ماجعله ينظر اليها بضيق .
قال وهو ينظر اليها :
_لما لا ؟ فقد كنت مولعة تماما بالتجوال عبر البحار في الايام الماضية .
شعرت بكلامه المبطن حتى ولو قاله بطريقة ناعمة .
ابتسمت وقالت :
_تلك الايام قد انتهت ولدي طفلة الان وذوقي تغير, وبصراحة لانية لدي لاعادة الماضي.
وبطريقة عاجلة غيرت الموضوع ,وبدات تتحدث عن خطتها لليوم المقبل فهي ستتصل بالطبيب المختص وتمنت ان يجري فحص الدم لهولدن باسرع وقت ممكن .
قالت :
_ساذهب معك .
ووافق كان يفهم حاجتها ان تكون في كل خطوة يقرر فيها مصير ابنتها.
تعاونوا على تنظيف الطاولة ,ولاول مرة شعرت بالراحة معه وهي تتحدث عن هاتي ودار الحديث عن مرضها وعن العملية ,لقد شرح لها اطباء عدة مرض ابنتها ,كما انها لم تفوت اي فرصة للاطلاع عن مرضها ,جلسوا في غرفة الجلوس يتناولون القهوة بينما تولت هي الحديث وكان هولدن وعمتها يستمعان اليها.
ثم استاذنت عمتها تعتذر بانها تريد القراءة قبل النوم في غرفتها.
قالت :
_يجب ان تشفى تماما .
ونظرت الى وجهه المتجهم .
_لنامل انتشفى تماما .
_هل حقا تعتقد ذلك ؟.
_بالطبع اعتقد ذلك ,انت خائفة ,اعلم هذا ولكن الامور ستسير على افضل مايرام .
نظرت اليه نظرة خائف من امل كاذب وشعرت براحة غريبة بانها تتشارك معه بمشاكلها فدم هاتي هو دمه ايضا,ولااحد يستطيع ان يشعر بقلقها مثله .
همست قائلة :
_الخوف امر مريع انه يعيش معك وياكل من اعصابك حتى انك تبني حياتك عليه فيقودك الى الجنون ,صحة هاتي كانت دائما ضعيفة ثم تطور الامر الى مرض واصبح فجاة مرضا خطيرا .......لذا اخذتها الى المستشفى .
ونظرت اليه باسى وحزن .
قال بجدية :
_لا ليس عليك فالامل هو شعور قوي كالخوف تماما وهذا مايجب ان يقودنا الان معا .
كان قد انتصف الليل قبل ان يدخل كل منهما الى غرفته وقد اعترفت انه كان مستمعا رائعا لطالما كانت بحاجة الى شخص تفرغ له كل ماسي قلبها.
لقد عاد الى حياتها وعمتها لم تكن مخطئة عندما قالت ان له كل الحق ليكون شخصا مفيدا لابنته وحتى ولو كان غائبا مدة ثلاث سنوات .
وهذا ماكان يخيفها تماما.
نهاية الفصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:27 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
كانت الايام التالية امتحان عسير لضبط الاعصاب فحوصات الدم اجريت وبدات عملية الانتظار للنتائج .
وكانت ماري تعلم ان هذه هي اسوء الايام من خلال تجاربها السابقة ,كانت تتارجح بين الامل والياس,سالها هولدن بينما كانا يغادران المستشفى بعد اجراء الفحوصات :
_تشعرين بالرعب اليس كذلك ؟.
نظرت اليه بغضب مدمر من التعب والخوف .
_ماذا تعتقد ؟لقد هجرتني كثيرا لانني لم اخبرك بانني حامل ,ولكن الان انت تشارك في مرض هاتي !العلاج والياس الواقع بنا ,ولاتنسى انني الاحظ تراجع صحتها تحت ذلك الوجه الطفولي الرائع ,كما ان اجراء الفحوصات وانتظار الوقت لنكتشف ان كان هناك امل ام لا ,بالطبع كل هذا يشعرني بالرعب.
نظر اليها بشراسة ,لانها تقلب الوقائع ثم هز راسه بقلق وقال :
_اسمعي ليس هناك من حاجة الى هذا التوتر ,فهو ليس بالامر الجيد بالنسبة الى هاتي اليس كذلك ؟
_ولا ان نبتهج متظاهرين بان الامور تسير على خير ما يرام ,ثم لاتخبرني ماهو جيد بالنسبة لهاتي وماهو سيء لها فلدي خبرة ثلاث سنوات اكثر منك .
قال بغضب ظاهر:
_وهذا امر لايدعوك الى الافتخار به.
امسك بمعصمها بقوة وتابع:
_اسمعي جيدا ياماري على الرحيل لبضعة ايام ,وبالتحديد حتى تظهر النتائج عندها سيتصل بي الطبيب ولان تمتعي بحياتك كما تشائين ,لانني عندما اعود ستتغير الامور.
من الصعب عليها الاعتراف انها كانت ملاحظة مفرحة في لحظة الوداع ولكنها لم تتوقع الفرح من خلال علاقتهما وبطريقة ماكانت تخاف من ذلك .
لم تستطع اخباره ان التمتع بحياتها الان امر مستحيل ,توقف الباص في زاوية الشارع ونزلت بسرعة متجهمة وغارقة في افكارها.
فكل الباص في زاوية الشارع ,ونزلت بسرعة متجهمة وغارقة في افكارها .
فكل هذه السنوات كانت تدفع ذكراه الى اعماقها معتبرة ان ذلك افضل حل لها .
كانت ماتزال تفكر عندما رات عمتها تلوح لها من بعيد تلوح بجنون وتضحك ايضا,عندها بدات ماري تركض لاشك ان النتائج ظهرت .
لم تتوقع اتصال الطبيب قبل المساء ,عمتها فرحة جعلها تشعر بالدوار وكانها مريضة فالامل امر خطير هذا ماقالته لنفسها لكنها لم تستطع ابعاده عن افكارها,فالامل قوي كالخوف هذا ما قاله لها هولدن.
قالت اديت :
_اخبار جيدة .
_يعني دم هولدن .........
_اتصل الطبيب منذ ربع ساعة ,هيا ادخلي هاتي تلعب عند اميلي ,فبامكانا التحدث من دون ان تقاطعنا عزيزتي...
دخلت ماري وهي تلاحظ يدي عمتها ترتجفان تابعت:
_لقد تحدث معي الدكتور هيلبورن بنفسه وقال ان النتيجة ممتازة .
_انه ليس بالحلم اليس كذلك ؟.
_لاعزيزتي ,انه ليس بالحلم ,الطبيب لايرغب ان نامل كثيرا ولكن قررت العملية نهار بعد غد وفرص النجاح جيدة ,هذه كانت كلماته بالتحديد وانت تعلمين ان كلمة جيدة تعني رائعة .
قالت ماري:
_اريد الجلوس.
قادتها عمتها الى طاولة المطبخ وسكبت لها فنجانا من الشاي ونظرا الى بعضهما بصمت .
همست ماري والدموع في عينيها :
_اشعر وكانني لا اجرؤ على التصديق .
_لاشك ان هولدن عرف الان.
_وكانه حلم .
قالت عمتها بصوت هش :
_لن تنهاري الان اليس كذلك .
ومسحت دمعة عن خديها.
ابتسمت ماري لها وقالت:
_ساحاول الا افعل .
رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس ,ونهضت ماري لترد عليه واول مافكرت به ,لابد انه الطبيب يتصل ليخبرها انه اخطئ فلقد اعطاها نتائج فحوصات اخرى .
ولكن لم يكن الطبيب بل هولدن ,صوته العميق جعلها ترتجف عاجزة عن الكلام للحظات ,ثم سيطرت على نفسها وقالت بسرعة:
_هل اخبرت بالنتائج؟.
_اجل اسمعي لااستطيع التكلم معك على الهاتف ,انني في البيت تعالي.
شعرت بالغضب من خلال صوته الامر,سالت :
_لماذا ؟لااستطيع القدوم .
_انت تعرفين العنوان ,انتظر قدومك خلال ساعة .
وسمعت اقفال الخط عندها غضبت بجنون وهي تحدق بسماعة الهاتف كيف يجرؤ على معاملتها هكذا!
قالت لعمتها وهي تسير باتجاه المطبخ :
_انه هولدن .
وتابعت :
_يريدني ان القاه في بيته .
قالت عمتها بهدوء:
_اعتقد انه يريد ان يتحدث عن الامر معك هاتي لن تعود الى البيت قبل ساعتين فهي ستشرب الشاي عند اميلي.
فكرت بانها ستذهب وستحاول اخفاء عداوتها له فقط لبعد اجراء العملية عندها اذا كان سيعتقد انه يستطيع السيطرة على حياتها ,سيصاب بصدمة كبيرة.
بدلت ثيابها بسرعة وخرجت وصلت الى بيته وهي تشتعل غضبا .
رفع حاجبيه وقال:
_انت اسرع مما تخيلت .
تبعته وهي تشعر بالارتباك,اقترب من الطاولة وسكب لها كوبا من العصير وقدمه لها.
قال وهو يبتسم ابتسامة خفيفة :
_اخبار جيدة اليس كذلك ؟.
_هل هذا سيبعد الخوف عنك في الوقت الحاضر.
قال :
_انتظريني لحظة سابدل ملابسي .
سار باتجاه غرفته وجلست هي على حافة احدى المقاعد ويديها على ركبتيها.
قررت لن تمكث هنا اكثر من نصف ساعة لتعلم الامور التي يرغب بحثها,ثم عليها العودة الى البيت فهناك كثير من العمل ,تحضير حقيبة هاتي والامر الاكثر اهمية هي انها ستخبر ابنتها عن العملية بطريقة ما.
عاد هولدن انيقا جذابا كعادته مرتديا بنظال رمادي اللون وقميص ابيض ,كان يبدو مرتاحا وفكرت لاشك انه انسان صعب جدا, فهويستطيع ان يكون حاقدا ومؤذيا ولكن عندما يريد يصبح ساحرا وحنونا وسندا قويا تستطيع الاعتماد عليه.
قال وهو يجلس على الكنبة امامها:
_هل تكلمت مع هاتي عن العملية ؟.
_لا ليس بعد ,انها عند صديقة لها الان ,وساخبرها بذلك غدا صباحا لقد اخذت يومين اجازة وقد كانوا متعاونين ومتفهمين معي.
_كيف تتوقعين شعور هاتي للعملية ؟هل ستخاف ؟.
قالت ببطء:
_لا ,لااعتقد ربما ستتوتر قليلا ,ولكنها تعرف مسبقا انها ستتعرض لعملية جراحية ولقد رات فيلم فيديو عن المرض الذي اصابها ......
ابتسمت وتابعت:
_وتلك الصور شجعتها كثيرا.
_فكرت لو ناخذها الى مكان ما قبل العملية.
_ماذا ؟.
لسبب ما الفكرة ارعبتها وتابعت:
_ولماذا؟.
_لماذا تعتقدين؟.
_لااعتقد انها فكرة جيدة .
_اريدها ان تعاد علي ولااريد ان تستمري في الصراع معي كل الوقت .
اعترفت :
_انا لاافعل ذلك ,بالطبع انت تريد ان تتعرف عليها اكثر افهم ذلك .
كانت قد امضت اسبوعين وهي تحلل فكرة وجوده في حياة هاتي وقد تدبرت الامر بان تكون علاقتهما رسمية جدا ,لاتتعدى السلام عندما ياتي لياخذ ابنته عند الباب الخارجي وجملة منمقة كقول:
_هل امضيتما وقتا سعيدا؟.
عندما يعيدها فمن الصعب عليها التفكير حتى بهذه اللياقة الاجتماعية.
_اعلم انها جزء من حياتك الان ,ولاادري ان كان عملا جيدا ابقائها سرا عنك طوال تلك الترة .
شعرت بوجهه يكفهر ولكنها تابعت بسرعة :
_وفي الحقيقة انا اعلم انك تريد الاتصال بها بعد العملية الجراحية وهذا امر جيد ومعقول .
قال باستهزاء :
_كم انت رقيقة الشعور .
_حسنا هذا ماافكر به ,ولكن ربما افضل ان تدع الامور لبعد اجراء العملية ,عندها باستطاعتك اخذها الى اي مكان تريده.
_لا .
قالت وعيناها تنظران اليه بعداوة ظاهرة:
_ماذا تعني بلا ؟.
_اعني اريد ان ارها قبل اجراء العملية باستطاعتنا الذهاب الى اي منتزه نتمشى قليلا ,ننظر الى الاشجار نطعم البط .
_انت تطعم البط ؟.
ضحكت بصوت عال:
_لاشك انها كانت طارت بعيدا من الخوف .
نظر اليها وقال:
_شكرا على تعبيرك في هذه الحال سابقى بعيدا عنهم واترك لك ولهاتي امر اطعامهم .
فاومات ايجابا بالطبع كانت هاتي متشوقة للامر,وحاولت ماري ان تتظاهر انها لاتلاحظ ردة فعل عمتها.
همست في اليوم التالي :
_لقد اصر كثيرا على هذه النزهة .
بينما كن يقفن امام الباب بانتظار سيارة اجرة :
_وبذلك يمكنك ازالة ملامح الشك هذه عن وجهك.
ضحكت اديت وقالت:
_عزيزتي ,لم اسالك عن اي تفسير!.
_ليس عليك ذلك فالامر واضح على وجهك .
_حسنا لم تستطع امراة العجوز من التعجب كيف ثلاث سنوات من المرارة ستزول في نزهة بحديقة عامة ,ولا اعتقد ان هذه فكرة جيدة.
قالت ماري:
_لن اعود اليه.
وتابعت بطريقة مبهمة لان الاطفال يفهمون كل حديث حتى ولو بدوا انهم لايتابعونك :
_كل مامضى هو جزء من الماضي .
_بالطبع هو كذلك .
_لن اعود اليه ثانية ولو كان والد ابنتي .
_بالطبع لن تعودي اليه .
_التفاهم معك امر مستحيل.
ونظرت تجاه ابنتها التي كانت تشدها بيدها باتجاه السيارة وهي تلوح لعمتها.
كان هولدن ينتظرهما امام المنتزه نظرت اليه وتنهدت بعمق ,كانت هاتي تتقدم وهي خجلة تحدق به بصمت وهي ممسكة بيد امها انحنى صوبها وقال وهو يبتسم:
_اتتذكرينني ؟
اومات براسها بتحد وتابع :
_لقد احضرت لك هدية .
ونظر الى ماري بتحد اقتربت هاتي منه قليلا.
سالت بخوف :
_هدية ؟.
وتطلعت الى امها بقلق .
قالت ماري:
_هيا ,حبيبتي لاتخافي .
كانت تعلم ان ابنتها وضعت في حالة صعبة وحرجة.
اخرج الهدية من وراء ظهره وقدمها لها تحول الخجل الىابتسامة مشرقة.
_حصاني الصغير.
حملته عاليا لتراه امها "وفرشاته ايضا "
تركت يد ماري وقالت لهولدن الذي مازال منحنيا :
_شكرا لك .
وقف بجانب ماري بينما راحت هاتي تسير امامهما وهي تمشط شعر الحصان الازرق.
تمتم :
_لااريد محاضرة منك بذلك اريد الحصول على اهتمامها .
قالت بهدوء :
_لم اكن ارغب بالقيام بذلك .
اخبرها وكانه يدافع عن نفسه بينما كانوا يتنزهون :
_لدي ثلاث سنوات من العطاء لاتمكن من التعويض عليها ولقد اضطررت ان اكبح نفسي كي لااشتري لها كل الالعاب في المتجر ,كما انني لم اتوقع ان يكون هناك كل هذه الكمية من الالعاب فقد لاحظت اكثر من اثني عشر لعبة من كل نوع.
كانت هاتي تسير باتجاه الحوض وهي تمسك بالحصان.
قالت :
_سنطعم البط .
نظرت الى هولدن وتابعت :
_البارحة اخذتني امي الى مزرعة حيث هناك اطعمت الدجاج .
سال بلهجة مازحة:
_البارحة؟.
ضحكت ماري وقالت:
_في الحقيقة منذ ثلاث اشهر ولكن الاطفال لايعنيهم البتة امر الوقت وتقسيم الزمن
تابعت هاتي بدون خجل :
_ياتي االبيض من الدجاج ,والصوف ياتي من الغنم ,اما الريش فياتي من الوسادة.
ضحك هولدن وهذا مالم ترحب به هاتي ابدا.
قال لماري :
_تعبير رائع للغة انها رائعة.
قالت بفرح :
_عالم الاطفال ,ليس اكثر.
كان يوما جميلا ,جميلا جدا,فكرت بتكاسل لن تفسده بسبب المرارة التي تعانيها ,وعلى كل حال ,لن تفسد فرح هاتي بسبب وجوده وبسبب ماتشعر به حياله .
كانت قد احضرت بعض الخبز معها ....وجلسوا في ظل شجرة ,وانتظرت هاتي بصبر بينما كانت امها تقطع الخبز الى اجزاء صغيرة ,امسكت بيدها الفتاة واتجهت الى مسافة معينة ورمت الخبز في الماء واخذت تنظر الى البط بفرح وهي تلتهم قطع الخبز عندما عادت وضعت الحصان على الارض وقالت باهتمام :
_انه متعب ,ويريد ان ينام .
قال هولدن بذات الاهتمام :
_بالطبع فالتعب باد عليه بوضوح .
قالت بقلق :
_واذا اتى غريب ما لاشك سياخذه .
ضحكت ماري :
_ساراقبه كي لايلمسه احد .
شعرت هاتي بالارتياح وعادت لتطعم البط .
كان هولدن ينظر الى ابنته بانذهال وشعرت ماري بخفقان قلبها.
تمتمت قائلة:
_لاشك انه احساس غريب عليك .
_بالطبع انه كذلك لم ادخل الى منتزه منذ سنوات فكيف مع طفلة تطعم البط ,في الحقيقة لم اكن اعلم ماذا كنت افتقد .
نظرت ماري اليه بدهشة .
قال بصوت منخفض :
_لن اسامحك ابدا ,كان عليك اخباري عندما علمت انك
حامل .
قالت غاضبة :
_لاتبدا من جديد .
قالت هاتي وهي تقترب منهما وتجلس امام والدتها :
_لقد تعبت.
قالت ماري وهي تنظر باتجاه هولدن بنظرة قلقة :
_اعلم ذلك .
قالت :
_لقد اخبرتني البط انها شبعت تماما.
وتابعت وهي تنظر الى هولدن :
_وانها تعيش في مزرعة الجد ماكدونالد ,ولقد تناولت طعامها هناك .
سالها باهتمام :
_وماذا اكلت ؟.
فكرت قليلا:
_بان كيك ,وحبوب مطبوخة .
نهض برشاقة ومد يديه لها:
_مارايك بنزهة على كتفي باستطاعتك النظر الى كل تلك الاشجار واخبرك عن اسمائهم .
نظرت هاتي برغبة الى ذلك الاقتراح وشجعتها ماري قليلا,تقدم ورفعها على كتفيه وكانها ريشة وابتعدا معا وسمعت هولدن يقول:
_اعرف اغنية عن الشجر هل انشدها لك ؟.
راقبتهما ماري واحساس من الخوف غمرها لم تكن تريد هذا الشعور ,لم تكن تريد ان تشعر ماذا خسرت في كل تلك الفترة ,فالشعور بالراحة والامان بوجود هذا الجو العائلي يخيفها فهولدن حنونا عندما يكون بجانب هاتي ولكنه مازال يكرهها ,فلن تسقط ابدا دفاعها ,ولن تنسى ابدا ماذا جرى بينهما ,لان الكلام الذي تفوها به بغضب اوجد كل هذا الشك.
عندما عادا نهضت وحاولت استعادة رباط جاشها ,نظرت اليه وهو ينزل هاتي عن كتفيه وهي تنظر اليه بعاطفة فشعرت بضيق في صدرها.
عادوا بسيارته الى البيت بصمت تام بينما نامت هاتي على المقعد الخلفي ,وعندما وصلوا فتحت اديت الباب ,تقدمت ماري لتقول بتهذيب :
_شكرا لك على هذا النهار الممتع .
حملت هاتي واتجهت نحو عمتها اديت,عندها امسك يدها وقال:
_ليس بهذه السرعة .
وابتسم لاديت وهو يلاعب شعر ابنته .
تمتم :
_سنذهب معا في نزهة قصيرة ,هنالك مسالة صغيرة اريد بحثها معك.
_الا يمكن تاجيلها ؟.
_هل تستطيعين الاستغناء عن ماري لمدة ساعتين؟.
احنت راسها موافقة مبعدة عن عينيها اي احساس بالفضول.
سالت ماري عندما جلست داخل السيارة :
_الى اين الطعام .
_لكني لست بجائعة .
تجاهل جوابها :
_حيث نستطيع ان نتكلم ونتصرف كبالغين متحضرين بدلا من رمي الاتهامات على بعضنا .
لم تجب كان يظن انها تصرفت كطفلة منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه في مكتبه ولكن هذه ليست الحقيقة .
كان المقهى في احد ضواحي لندن وكان هولدن معروفا تماما هناك .
قال بعدما انتهيا من طلب الطعام :
_لقد مضى علي اسبوعان افكر بالامر ,فانا لم اجد نفسي مرة اقوم بدور الاب ,ولايمكنني القول ان الامر غير قابل للتكيف معه,ولكن....
قاطعته ماري بسرعة:
_نعم ,بالطبع هاتي ,انني جاهزة للقيام باتفاق معك من اجل حقك بالزيارة كل اسبوعين ,نهار السبت.
تلعثمت قليلا,لم تتوقع اجابة جذلة من خلال اقتراحها ولكن من ناحية اخرى بعض الاجابات كانت مقبولة .
وضع الخادم الطلبات على الطاولة وانتظرا حتى اصبحا بمفردهما مجددا وقال ببرودة :
_لااعتقد ان هذا الوضع كاف.
اخذ رشفة من شرابه وتابع التحديق بها.
قالت ماري :
_اعتقد انني منصفة تماما ,فالامر سيكون مقلقا ان ترها خلال الاسبوع ,فانا ارغب ان تنام باكرا ولا اعلم لاي وقت تبقى انت في مكتبك ,ولاارى انه من المناسب لك القدوم لترى ابنتك مرتين في الاسبوع عند الساعة الرابعة.
نظر اليها وقال :
_لنجعل الامر واضحا تماما ,لاانوي البتة القدوم نهار السبت لاخذ ابنتي لنزهة في حين تبقين في البيت تنظرين الى ساعتك حتى اعود ,عندما قررت الاتصال بي,لاشك انك خدعت نفسك بالتفكير انني قداوافق على اي خطة تضعينها لي ,ولكن اذا فعلت فستتخليين عن اهدافك ,هذه الطفلة جزء من حياتي وهي تحتاج الى حضور ابد دائم ,وليس الى اب تلمحه من فترة الى فترة.
رمته بنظرة مرتبكة وقالت:
_ماذا تعني بذلك .
_اعني ان هاتي ستعيش معي .
انحنت باتجاهه وهي ترتجف :
_اطلاقا ,لن تاخذ ابنتي مني ! انت تعتقد انك بالمال تستطيع شراء كل شيء ولكن لا شك انك فقدت عقلك اذا كنت تعتقد ان هذا يتضمن الناس ايضا.
قال وقد فقد صبره:
_انا لاارغب البتة في ابعادها عنك ,انني اتحدث عن شيء يجمعنا معا بشكل دائم,لقد فكرت بالامر كثيرا وانتهيت الى نتيجة واحدة وهي يجب ان نتزوج.
حدقت به بدهشة من غير ان تتكلم ثم اخيرا قالت:
_لاشك انك اصبت بالجنون .
_لماذا ؟الا ترين ان الامر معقولا ؟.
_ربما حبا بعمل طائش .
كانت متوترة الاعصاب فمنذ ثلاث سنوات كانت مستعدة للتخلي عن كل شيء لتسمع هذه الكلمات ولكن ليس بهذه الطريقة .
كان يتارجح على شفير الانفجار ولكن عندما تكلم قال باتزان كلي:
_تحتاج هاتي الىالعائلة انظري كم تمتعت بخروجها معنا الى المتنزه.
_كانت هاتي ستتمتع بالخروج الى المتنزه ولو اخذتها مع مخلوقين من العالم الخارجي .
صوته مازال هادئا اما نظراته فكانت متقدة :
_لما لاتكف عن التفكير بنفسك وتفكري قليلا بابنتنا ؟.
همست :
_كيف تجرؤ على هذا الكلام .؟
منتبهة الى الخادم الذي احضر المقبلات فانتظرا ,معا بصمت واخذا يحدقا ببعضهما بغضب.
انفجرت به قائلة :
_لقد اتيت والان تريد تولي زمام الامور.
_انا لاارغب بتولي اي شيء.
_لا ؟.
وامسكت قطعة من قريدس واكلتها لم تشعر بطعمها فلقد كانت منزعجة تماما تابعت:
_لقد فاجاتني كيف تقدم عرضا للزواج على باحثة عن الذهب .
وتابعت بمرارة :
_وهذا ماكان يجعلك تحتقرها كثيرا.
ازداد توتره عند سماعه كلامها .
قال اخيرا:
_اسمعي ,ليس هناك من حاجة الى اعادة الماضي.....
_الماضي جزء من الحاضر.
_هاتي هي الحاضر ,وهي تحتاج الى عائلة ,خاصة بعد خروجها من المستشفى وبماذا تعتقدين ان ابنتك ستشعر عندما تكب وتعرف انك رفضت ان تتزوجي اباها؟وعندما تعلم انك رفضت ان تعطيها الاحساس بالعائلة مع كل الامكانيات التي كان سيوفرها لها المال وكل ذلك بسبب كبريائك؟.
_الكبرياء ليس له اي دور هنا! ولكن ماذا عن الحب ؟.
سالته ماري :
_وماذا ستقول امك عن طلبك هذا ؟.
تراجع الى الوراء محدقا بها وقال :
_ستتقبل امي الوضع لن يكون لها الخيار ,في الحقيقة اننا لانتقابل كثيرا هذه الايام فعلاقتنا متوترة .
وادار وجهه بمرارة .
_فكري جيدا بالامر.
قالت :"سافعل ".
_وفكري ايضا بهاتي .
لم تقل شيئا ولكن بقيت كلماته تدور في بالها وانتهى لقاؤهما بارتباك وغضب مدفون.
عادت الى البيت بعد ثلاث ساعات وبعدما نامت ابنتها بامان اخبرت عمتها عن اقتراح هولدن للزواج .
قالت ماري بياس :
_انه يحاول السيطرة علي ,راغبا بالزواج من اجل مصلحة هاتي وهو يعلم انني لست في موقع منيع للرفض.
قالت اديت بتعجب:
_وهذا مايدهشني لماذا يفعل ذلك ؟لااعتقد ان حبه لابنته يجبره على الزواج منك .
_انت لاتعرفينه انه يريد ابنته بجانبه ,واذا كانت هذه هي الطريقة المثلى فلتكن.
_اذا متى سيتم الزواج؟.
_عندما ننتهي من مشاكل العملية لقد قال لي ,السرعة هي الافضل ,لانه يعتقد انني ساحاول الهرب ان كنت اقدر ,فلذلك يريد ان يقطع علي كل امل بالمحاولة .
قالت عمتها ببطء:
_لاشك ان الامور ستسير على مايرام ,وتحظى هاتي بوالديها معا للاعتناء بها.
فكرت ماري سيبدو الامر وكانني انانية ,ولكن اين انا في كل هذا الوضع؟ فهولدن غراي ستون لايهتم البتة بامرها لم يفعل ذلك قط ,لقد استغلها في الماضي والان يستغلها ثانية للدخول الى حياة ابنته .
تساءلت هل فكرة التنزه معا ليثبت قناعته ؟هل كان يريد التاكد كم هو مريح لهاتي وجودهم معا ,هم الثلاثة ؟.
اذا فعل ذلك فلقد نجح تماما ,لانه قبل ان ينتهي النهار كانت تعلم ماذا سيكون جوابها.
نهاية الفصل السابع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 10:29 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
كان القلق قدرة كافية لابعاد كل الافكار الاخرى عنها ففكرة الزواج من هولدن بقيت بعيدة عن مخيلتها .
قال لها هولدن البارحة قبل ان تغادر عندما كان يوصلها الى البيت:
_انك مضطربة انه شعور لاجدوى منه عندما لا ينتج عنه اي نتيجة .
سالته بانتقاد مبطن :
_هل هذا مااشار به دماغك الالكتروني في معالجتك لهذا الامر.؟
رد بضيق :
_لايمكنك ان تتركي هاتي تشعر بقلقك فهذا سيعكس على نفسيتها انها مازالت طفلة ولكنها تشعر تماما بك وستتصرف من خلال احساسها .
حملقت ماري به شاعرة بالكره نحوه لانه يتحدث عن امر واضح وجلي وهذا مايجب ان تفكر فيه بنفسها.
قالت بحدة :
_لاتعلميني كيف ادير حياتي .
تجاهل قولها وقال:
_ولاتنسي انني اتوقع اجابة لسؤالي غدا صباحا.
نامت باكرا وبسرعة ولم تشعر الا بالتعب ,شعرت بالخوف صباحا عندما كانت تتوجه الى المستشفى مع اديت وهاتي تجلس بينهما في السيارة .
كان هولدن بانتظارهن ,كان قد تحقق من كل الامور ويبدو هادئا ومسيطرا ,نظر الى هاتي وانحنى صوبها ممسكا يديها باصابعه الطويلة .
_هذا هو اليوم الكبير ,ياصغيرتي .
نظرت اليه هاتي بفرح كما كانت تفعل البارحة وهذا ماجعل ماري تشعر بفيض من العواطف.
قالت بصوت طفولي:
_انني لست بخائفة ,اخاف فقط من الحشرات والعنكبوت البارحة كان هناك عنكبوت في الحمام .
تمتم هولدن بصوت ناعم :
_حسنا لايوجد هنا ابدا حشرات وبذلك عليك الا تخافي ابدا.
التفت الى ماري والتقت عيناهما بحنان غريب جعلها تبعد نظرها عنه ,اتت الممرضة وبدات التحضيرات لتجهيز الامور.
دخلوا جميعا غرفة هاتي التي كانت مزينة بالعاب للاطفال وعلى الجدران صور من كتب الاطفال.
قالت الممرضة:
_هذه الاشياء نساعد ,لان الاطفال يصابون بالرعب من المستشفيات والثوب الابيض,فكل هذا ...يجعلهم يشعرون بالارحة ولايخافون مما سينتظرهم .
كانت هاتي تنظر بضعف فامسكت ماري بيدها وضغطت عليها برفق قالت الممرضة مبدية تفهمها للوضع:
_غرفة السيد غراي ستون في نهاية الممر .
بعد ترة قالت لها عمتها ان عليها الذهاب لرؤية هولدن وكيف تسير الامور معه ,شعرت بخيبة امل كيف ان حياتها تغيرت بسبب وجوده قالت عمتها :
_سابقى مع هاتي ,وعليك الا تنسي انه يجهز ايضا للعملية ,اعلم انك ترغبين في البقاء هنا ,ولكن رضيت ام لا هو والد هاتي وعما قريب سيصبح زوجك.
قالت بهمس :
_زواج بالاكراه .
وكانت ترغب ان تضيف ولمصلحته الشخصية فقط .
ادركت ماري ان هولدن قد اعجب عمتها ولم تنتقد مبادرته السريعة للزواج ,قالت لها انه امر منطقي التفكير هكذا ,فليس الحب هو الشرط الاساسي لنجاح الزواج.
تنقلت في غرفة هاتي رافضة الخروج ممسكة بيد ابنتها محاولة ان تبدو سعيدة عوضا عن ان تنهمر الدموع من عينيها ,بينما الممرضات منهمكات بعملهن الروتيني من التاكد من الحرارة ,ضغط الدم لمحت عمتها تنظر اليها بتانيب فقالت وهي تتنهد :
_حسنا ,حسنا ساذهب لاطمئن عليه .
قبلت ابنتها وخرجت من الغرفة لتذهب اليه ,لم تجد اي صعوبة في ايجاد غرفته كان يجلس متكاسلا على كرسي بجانب السرير,مبتسما بينما ممرضة جميلة حمراء الشعر تحيطه بعنايتها .
وقفت الممرضة عندما دخلت ماري وتحولت ضحكتها الخجولة الى ابتسامة خفيفة وهذا مااثلج صدر هولدن.
قالت ماري بعدما غادت الممرضة الغرفة:
_لاشك انك متوتر .
اقتربت من السرير ونظرت اليه وهو يرتدي الروب الابيض.
قال وهو يسير باتجاه النافذة :
_كانت بيكي تحاول مساعدتي .
قالت بهدوء :
_بالطبع كذلك ,لقد لاحظت الامر,في الحقيقة .
_ولم يعجبك ذلك ؟لماذا ؟ اتغارين ؟.
قالت بسخرية :
_اه , طبعا يريحك الامر.
ولكن فكرت كالمصدومة نعم لقد كانت تغار فما ان راته مع تلك الممرضة حتى اصيبت بغيرة عمياء ,وهذه الحقيقة ازعجتها كثيرا.
_كيف هاتي ,ساذهب لرؤيتها ولو لدقيقة قبل اعطائها حقنة المخدر.
_تبدو بخير .
وسمعا طرقا خفيفا على الباب ,دخلت الممرضة وهي تبتسم .
تمتم هولدن وهو يبتسم لها :
_لقد عدت ثانية .
وقدم يده لتقيس له الضغط تابع بصوته العميق :
_عليك القدوم الي كل ربع ساعة اتعلمين .
قالت بلهجة سكوتلندية :
_ولماذا ياسيد غراي ستون؟.
كانت تدير ظهرها لماري ولكنها شعرت بابتسامتها فعقدت يديها ولعقت شفتيها .
_لرفع معنوياتي بالطبع ,فانا مجرد مريض مسكين ,يرتعد من مجرد التفكير انه بعد قليل سيكون تحت مشرط الجراح .
_ليس هناك من داع للخوف فالطبيب كرياكي متمرن جدا بهذه العمليات ,ستكون عند افضل جراح.
تمتم :
_هذا مااشعر به الان.
ضحكت وهي تبتعد عنه لتسجل النتيجة على دفتر الملاحظات في اخر السرير.
قالت ماري حالما خرجت الممرضة :
_انك مجرد مريض مسكين اليس كذلك ؟ ترتعد من التفكير انك ستكون تحت مشرط الجراح ؟.
اجاب واكانه يرد على سؤالها:
_انها جميلة الاترين ذلك ؟كل ذلك الشعر الاحمر والوجه المنمش ,لقد كانت لدي صديقة تشبهها عندما كنت في الجامعة .
قالت :
_امر رائع.
ادركت انه ذات مزاج مثير ربما هذه طريقته في معالجته للامور ,فلكل شخص ردة فعل معينة بالنسبة الى الامور التي يتعرض لها .
ضحك وقال :
_اعتقدت انك ستقولين هذا .
واقترب منها فشعرت بالتوتر لما لديه كل هذا التاثير عليها ؟فما ان يقتر منها حتى تشعر بموجة من الشوق والعاطفة تغمرانها .
همس بها صوت من داخلها بسبب انك مازالت تحبينه فغادر الدم وجهها ونظرت اليه بخوف.
مازالت تحبه ؟كل تلك السنوات حاولت اقناع نفسها انها تاثرت به وانجذبت اليه ولكن الان تعلم بوضوح انها لم تتوقف ابدا عن حبه .
الحقيقة ارعبتها فهو لم يحبها ابدا ولن يفعل ,وهاهي الان عادت الى نقطة البداية ,انها مغرمة برجل ,شعوره المختلف عنها سيكون كالسيف مسلطا عليها حتى يقضي عليها ولاسوء من ذلك ,انها لاتستطيع الهرب الان كما فعلت في المرة الماضية ,بسبب تورط ابنتها بالامر ,من غير ان تفكر بالامور القادمة كالزواج .
قال وهو يقف امامها مباشرة :
_هكذا لما لانتابع حديثنا الماضي ؟هل تقبلين بالزواج مني .
تمتمت :
-لم اكن بحالة استطيع التفكير بها بشيء.
قطب حاجبيه بغضب وكانت تود لو تستمر على هذه الفكرة ولكنها فكرت بهاتي والسعادة التي ستخص بها بين والدين يحبانها كثيرا وتابعت بتردد :
_قررت ان اقبل عرضك .
ونظرت اليه بعناد :
_لم تعطني اي مجال للرفض اليس كذلك ؟.
قال بثقة :
_لو اعطيتك ماترغبين لكنت خرجت من حياتي لحظة ماتنتهي هذه العملية واخذت معك ابنتي .
_هل تلومني على ذلك ؟.
_بالطبع فتوقعك من الزواج من اغنى العازبين في المنطقة لم تكن فكرة متوقعة .
وتابع بسخرية :
_واذا مازلت اتذكر رهانك على البحث عن احد ما لقد نجحت في ربح الشرط مع ان انتصارك تاخر قليلا.
قالت باندفاع :
_اكرهك !
تمتم :
_الكره عاطفة جياشة ايضا .
ابتعد باتجاه النافذة وبقيت مكانها ترتجف ,غير قادرة على
الحركة .
قالت بضيق :
_انت لاتفهم مايجري .
دار ببطء لمواجهتها وعيناه شبه مغمضتان .
_ماالذي لاافهمه ؟
_انت غني ,اجل ,مؤهل ومناسب ,اجل ولكنك حطمت كل
حياتي .
قال باهمال :
_فقط في مخيلتك المحمومة , ويبدو انك نسيت تماما ان حياتي ايضا قلبت راسا على عقب.
قالت وكانها تتمسك باخر خيط من الامل لديها:
_اذا لما كل هذا !نستطيع الوصول الى حل سلمي من غير ان نقوم باي عمل متطرف.
هز راسه رافضا :
_لا ,لا حقوق للزيارة ,ولانزهات سريعة في نهاية الاسبوع ,كما لن اسمح لرجل ماان ياخذ مكاني في حياتي ابنتي .
كانت ترغب بالصراخ لكنها قالت بهوء كاتمة غضبها :
_في هذه الحالة ,لدي انا ايضا شروط ,اولا الا تتمادى كما كنت تفعل منذ لحظات .
_عما تتكلمين ؟.
_اتكلم عنك ,وعن مزاحك مع الممرضة ,اه طبعا , انا لا اهتم لك ,ولكن ااذ كنا سنعيش معا وانت تتصرف على هواك بينما لاتنفك تحدثني عن حياة السعيدة ,كيف تعتقد ساشعر حيال ذلك ؟ لقد كنت سعيدة حتى دخلت حياتي .
صوته كان لامعا كالبرق :
_انا لم ادخل حياتك انت من وقف على باب مكتبي وبيديك قنبلة جاهزة للتفجير ,لاشك انك كنت مجنونة اذا كنت اعتقدت انني سارضى بكل ما تفكرين به ,وساجعل مصيري بين يديك لتقرري متى وكيف واين سارى ابنتي ,من غير ان تنزعج حياتك طبعا ,افتحي عينيك ياماري وفكري بمنطق.
سمعا طرقا خفيفا على الباب قال بصوت قاس وسريع :
_قبليني .
_ماذا ؟.
شدها باتجاهه وشعرت بان قلبها يخفق بصدرها كعصفور سجين في القفص.
_قبليني ,انت الان خطيبتي وعليك اظهار ذلك للجميع .
_كنت اعتقد انك لاتهتم بما يفكر به الناس .
فتح الباب ورفع راسه ونظر من فوق كتفيه وقال وهو
يضحك :
_انني اقول لخطيبتي ان لاتقلق ,لن يحدث لي مكروه من خلال العملية وساعود اليها افضل من الان .
قال الصوت السكوتلندي من وراءها :
_اه ,طبعا انسة ستيفنز الامور ستسير على مايرام ولكن يجب ان تغادري ,علينا ان نجهز المريض للعملية .
قال بصوت اجش :
_تمني لي التوفيق ياعزيزتي .
نظرت اليه فرات الصدق في عينيه اخفضت عينيها وقالت:
_حظا موفقا .
تمتم وهو يمسك بيدها:
_كم هو امر رائع ان يحظى المرء بخطيبة تهتم به لهذه الدرجة.
نظرت اليه بحدة وتمتمت :
_الا ترى ذلك ؟.
قال كمن يقول امرا واقعا :
_ستكونين هنا عندما استفيق .
ولكن كان في لهجته تمني ايضا ولاول مرة شعرت انه متوتر فعلا ولو انه يحاول ان يبدو مرتاحا ,قالت وهي تبتسم له:
_سافعل ,وحظا موفقا ,ياهولدن من كل اعماق قلبي.
قالت الممرضة بلطف:
_علي ان اسالك الرحيل الان ياانسة ستيفنز.
وقفت ماري وهمت بالمغادرة كان قلبها يخفق بقوة في صدرها كانت تعلم ان هذا هو شعورها بقربه خاصة عندما تسقط تحفظاتها ,كانت عيناه الرماديتان تتبعانها ,شعرت بذلك وهي تخرج من الغرفة وتغلق الباب وراءها.
قررت مسبقا انها ستبقى بالمستشفى خلال اجراء العملية على الرغم من تاكيد الاطباء انه افضل لها لو تذهب الى التسوق او احتساء فنجان قهوة في مكان ما ,ذهبت هي وعمتها الى مقهى المستشفى ,مع امكانية مساندة بعضهما البعض .
سالت اديت لتضيع الوقت :
_هل حددتما مرعد الزفاف ؟.
استجمعت ماري افكارها لتعلم عما تتحدث عمتها .
قالت وهي تحدق بعيدا :
_لا ليس بعد ,فلم يقل لي شيئا بهذا الشان ونظرا لطبعه سيخبرني عندما لااتوقع ذلك .
_سافتقدك كثيرا عندما تذهبين وبالطبع هاتي عندما تخرج من المستشفى .
والان اتى دور عمتها لتحدق بعيدا ونوعا من الضباب الكثيف ظهر في عينيها وقالت:
_لم اقل هذا ولامرة ولكن كنت كصمام الامان في حياتي ,لقد عشت حياة مرة ,وانت من انهى تلك الحياة .
قالت بصوت مؤثر:
_سناتي لزيارتك عندما تطلبين ذلك !
قالت اديت :
_ستكونين معه بخير ,انه انسان جيد ,انه مختلف تماما عما اخبرتني به ,اتعلمين انه لطيف.
_لطيف ؟.
_انك تتكلمين عن شخص اخر,ياعمتي اديت.
ضحكت اديت وبدا كانها ستضيف شيئا على حديثها ولكنها اثرت تغير الموضوع ,كان من الصعب عليها ان تصدق ان الوقت يمر بهذا البطء.
عندما وصل الجراح الى الممر شعرت بالاغماء وبعدم قدرتها على الكلام ,اخذت تنظر اليه لتتبين الوضع من ملامحه هو ومساعده واكتشفت انها لم تفهم شيئا عن الوضع.
_اه ,انسة ستيفنز .
بينما كان مساعده ينتظره بوقار,سالت اديت:
_كيف جرت الامور؟.
حدقت ماري به بياس غير قادرة على النطق ,استمرت تحدق به لتقرا تعابير وجهه هل لديه اخبار جيدة ام سيئة ؟لقد اكد لها ان الامور ستسير على احسن مايرام ,ولكن ليس هناك نتيجة
مسبقة .
قال بصوته الهادئ المقنع :
_اني راض جدا عما جرى.
قالت ماري بصوت خفيض اجش:
_هل ستشفى ابنتي تماما.
ابتسم وقال :
_الاثنان معا ,كانت عملية ناجحة جدا ,لم اواجه اي مشكلة على الاطلاق.
_متى نستطيع ان نراهما ؟.
نظر الى ساعتهواخبرها انه سيمر ثانية بعد ساعتين عندها تستطيع ان تساله بكل ماترغب.
لقد حملت ماري مرض ابنتها لمدة طويلة وشعرت انه لمن المستحيل ان يزول كليا مع كل تاكيدات الطبيب دخلت الى غرفة هاتي التي تبدو ضعيفة وهشة ,امسكت بيدها محاولة ان تزل كل قلقها ,وبالتدريج شعرت ان قلقها يزول وان ابنتها ستصبح بخير فالاطباء لايذكرون كلمة نجاح الا اذا كانوا متاكدين من الامر.
اخبرت عمتها :
_ساذهب لرؤية هولدن .
وعلمت انها مع كل القلق التي كانت تعانيه لهاتي كان هناك قلق واهتمام خاص بهولدن نفسه.
فتحت باب غرفته وشعرت بصدمة من رؤيته ممدد على السرير مغمض العينين ووجهه بلا لون .
اقتربت من سريره وامسكت بيده وهمست بعد فترة .
_شكرا لك اعلم انك لاتستطيع ان تسمعني ولكن قال الطبيب ان الامور تسير على احسن مايرام .
توقفت وتمتمت بضعف متاكدة ان لامجال له ليسمعها :
_تبدو مخيفا لالون فيك البتة.
فتح عينيه وحدق بها وعلى شفتيه ابتسامة وقال :
_شكرا لك.
احمرت خجلا:
_انت يجب ان تكون نائما لان .
ابتسم بضعف وقال:
_لقد كنت كذلك حتى دخلت الغرفة ,كنت ارغب في الكلام ولكني لم استطع مقاومة اهتمامك وشفقتك علي انه امر غير عادي.
حاولت ان تسحب يدها ولكنه امسك بها وفي النهاية تخلت عن المحاولة فحرارة يده تجعلها تشعر بالقلق وعدم الثبات .
قال :
_كيف حال هاتي ؟.
_نائمة تبدو ضعيفة وهشة ولكن ستصبح بالف خير.
اوما براسه وسالته بارتباك :
_وانت كيف تشعر؟.
_تماما كما ابدو .
واغمض عينيه بنعاس وتابع :
_في هذه الحالة اعتقد انك ستقولين انني ابدو رائعا .
_انت تبدو رائعا.
تمتم وهو يضحك :
_ايتها الكاذبة الصغيرة .
كان هناك دفء في صوته جعلها تتذكر الايام الماضية عندما كانت حمقاء لدرجة انها صدقت انه يهتم بها فعلا.
قالت بسرعة :
_حسنا اذا تبدو شاحبا بشكل مروع ولااعتقد ان الممرضة السكوتلندية ستعجب بك الان .
تمتم بضعف :
_اه لاادري فكثيرات من النساء يجدن الرجل المريض شخصا لايقاوم.
_انني متاكدة انك تستطيع اخباري بكل هذه الامور ,ولكن انت فعلا بحاجة لراحة ,سيندهش الطبيب عندما يعلم انك صاحيا وتتكلم .
_شكرا لاهتمامك ,ولكن في الحقيقة هذه العملية هي سهلة جدا بالنسبة لي ولاهم بالنسبة لهاتي ففي خلال ايام ساعود الى حالتي الطبيعية.
_وهل هذه امر جيد.؟
تمتم :
_عندما تنسين كم تكرهين ,تعودين كتلك الفتاة التي ا....اعرفها ولهذا لااعتقد ان زواجنا سيفشل كما تقولين فكل ماعليك هو اسقاط تحفظاتك من ناحيتي .
تساءلت واعود لاصاب بالاذى منك من جديد ؟اطبقت فمها بضيق وسمعته يتنهد بصبر.
تذمر قائلا:
_هاانت الان تغلقين على نفسك كالجدار ,انا من عليه ان يبقى في حالة من العداوة ,الا تفكرين بذلك ؟ولااشعر انني استطيع ان اشن حربا في حالتي الحاضرة .
وبارتباك شعرت ان مايقوله صحيح,ولكن لم تكن ترغب بالاعتراف بذلك ,لن تسمح باسقاط تحفظاتها لن تدعه يرى كم هي مازالت تهتم له ,وخفق قلبها بسرعة فهي الان تعترف انها لن تستعيد قدرتها لمقاومته.
وافقته :
_لا .
وتابعت :
_ولكن لايبدو عليك انك حققت نصرا ما بذلك .
نظر اليها وقال :
_امل الا يعني ذلك انك ترغبين بالاستفادة من وضعي الراهن.
سالته من غير عدواة :
_انك لاتتخلي عن الصراع ابدا اليس كذلك ؟.
اجاب عن نحو غامض :
_ليس عندما تتعلق الامور باشياء معينة .
ابتسم ولمعت عيناه وتابع :
_على كل حال ,باستطاعتك الاستفادة مني في وضعي الراهن .
_هل استطيع ؟.
وتجاهلت كلامه الواضح وقالت :
_ولكنني لااجد مااستطيع الاستفادة به منك.
_هل تعنين ذلك ؟.
_بالطبع اعنب ذلك .
كان يحدق بها بقوة فوقفت بسرعة منتبهة ان عليها المغادرة فورا .
سحبت يدها بسرعة وقالت :
_انك بحاجة الى الراحة الان.
_تقصدين انك بذلك تتمكنين من الهرب ؟.
قالت بحدة :لا .
ثم تابعت بلطف وهدوء:
_لقد انتهيت من العملية الان وليس هناك من داع ان تضايق نفسك بامور لا قيمة لها.
سارت باتجاه الباب فقال لها:
_سانتظر زيارتك غدا ,هل افعل.؟
_اذا كان يريحك الامر.
_تعنين اذا كان يريحك انت.
لم تجب بل اسرعت بالمغادرة قبل ان تضعف مقاومتها نهائيا وتجد نفسها تتصرف تصرفا احمق.
غادرت المستشفى هي وعمتها بعد فترة ,فلقد تحدثت مع الطبيب عن كل مايشغل بالها حول صحة ابنتها ,فلقد كانت نشيطة واول ماطلبت بوظة على كل الانواع .
ماان وصلت الى البيت حتى شعرت بالارهاق ,اعدت هي وعمتها العشاء سريعا وتناولتا الطعام من غير كلام يذكرثم دخلت الى غرفتها لتنام سريعا.
استمرت في اليومين التالين هي وعمتها على نفس الوتيرة والذهاب والاياب الى المستشفى ,وكم كانت تكره ان تعترف ان رؤيته كانت دائما تشغل بالها.
زاره معظم العاملين لديه,والكثير من اصدقائه ,وكانت الغرفة ملئ بالزهور والفواكه ,ولكن لم يكن هناك اي اتصال او زيارة من امه ,وعندما سالته اجاب بانزعاج انه لم يخبرها عن
العملية .
قالت برعب :
_تعني انها لاتعرف شيئا عنا ؟اي شيء؟.
هز كتفيه بارتباك من غير ان ينظر اليها .
قالت :
_علي ان اتصل بها هاتفيا واخبرها .
قال بخشونة :
_لننهي ماعزمنا عليه قبل ان تفعلي شيئا من هذا القبيل.
كان يرتدي روبا حريريا ويجلس بجانب النافذة والنور المشع يضفي على وجهه ملامح من القوة والجمال المسيطر المربك وهذا ماكانت تخاف ان تشعر به .
قال :
_ساغادر المستشفى غدا.
_نعم لقد اخبرتني الممرضة بذلك ,بينما هاتي ستبقى لمدة اطول ,عليهم اجراء فحوصات دائمة لها مع انه تتقدم باستمرار.
ابتسمت وتابعت :
_لااقدر ان اصدق ان كل شيء انتهى فانا دائما افكر ان علي ان اقلق وان ثمة امور مؤلمة ستحدث بعد.
_هذا لانك امضيت فترة طويلة من الخوف ,وكان القلق شريكك الدائم.
توقف عن الكلام وابعد نظراته عنها وتابع :
_اعتقد انك ترغبين في مرافقتي الى بيتي .
كان هناك نوع من البطء في كلامه جعله يبدو مرهقا.
قالت متاملة :
_اعتقد علي ذلك ,كما اعتقد ان علي ان احضر لك وجبة غداء كتعبير عن كلمة شكر.
قال :"طبعا ".
ونظر اليها نظرته المتعجرفة المعهودة .
_ولكني لست خبيرة في اعداد الطعام .
اجاب بسرعة :
_انني مولع بالسجق البطاطا المهروسة ولحبوب بالشوربة .
_وهل انت فعلا كذلك؟.
قال بصوت يعبر فيه عن الشك :
_يالها من مفاجاة .
كان هناك شيء يحدث بينهما وهذا مالم تعترف به حتى ولالنفسها ,فهو مازال يشعر بالمرارة حيالها ,وترى ذلك بوضوح في وجهه فليس هناك من مجال لتخدع نفسها .
فوجود هاتي كان كالجسر بينهما ,ولكن اي تفاهم حقيقي بينهما يجب ان يتم من خلالهما ,وهذا مالم يحدث فكل ما يحدث بينهما الان ليس الا هدنة مؤقتة.
راقبها وهي تخرج وتغلق الباب ,ولكن بالحقيقة لم تغادر بل اسندت نفسها الى الباب وهي تفكر بالمستقبل وقررت انها لن تسمح له ان يستغلها ويعذبها من جديد.
نهاية الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.