آخر 10 مشاركات
فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          120- أتيت من بعيد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          أميرها الفاتن (20) للكاتبة: Julia James *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-16, 08:09 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 من كتاب :"رحلة البحث عن معنى :حكاية طبيبة تصاب بالسرطان وهي حامل"






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
من كتاب :رحلة البحث عن معنى :
"حكاية طبيبة تصاب بالسرطان وهي حامل"
للدكتورة / نور محمد علي البار



قراءة ممتعة للجميع......




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-05-16 الساعة 08:31 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-16, 04:58 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Icon26

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرّف الطبيبة نور البار عن نفسها على «تويتر» بأنها طبيبة وأم لطفلين وزوجة طبيب، ومعيدة في جامعة الملك عبد العزيز، ومبتعثة في الولايات المتحدة لإكمال تخصصها في الطب النفسي... لكنها تقول أيضا: «منّ الله عليّ بسرطان الثدي، فزادني تعاطفاً وإحساساً بألم الإنسان».
وعند سؤالنا لها لماذا كتبت ذلك، أجابت: «لأنني شعرت بأن السرطان كان نعمة منحتني الكثير، فكما منحتني كلية الطب أموراً جعلتني من خلالها طبيبة، منحني سرطان الثدي القوة والعمق والقدرة على مواجهة التحديات، وإحساسا كبيراً بالناس وآلامهم، لذلك شعرت بأنه جزء مهم من تكويني حالياً، ولا بد من أن يكون ضمن التعريف عن نفسي».
«لها» تحدثت مع الطبيبة نور البار عن تشخيص إصابتها بمرض سرطان الثدي أواخر شباط/ فبراير 2013، وأثر ذلك على جنينها، والتحديات التي واجهتها وما زالت تواجهها في رحلة علاجها.






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-05-16 الساعة 08:36 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 06:16 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (١)

خاطرة

وقبل البدء في الكتاب هذه خاطرة بقلم أب الدكتوره نور وهو الأستاذ الدكتور محمد علي البار وهو من أشهر الأساتذة في العالم الاسلامي في عالم الأخلاقيات الطبية وله عدة مؤلفات وإسهامات كبيرة في هذا المجال.

"نور هي آخر العنقود سبقتها ثلاث أخوات وأخ ... بفضل الله تعالى حفظت جميع البنات القرآن الكريم ، وحفظ علي أجزاء طيبة منه . وكانوا جميعا متفوقين في دراستهم ومتمسكين بدينهم وما يدعو اليه .
كانت نور منذ طفولتها الباكرة عقلانية بفضل الله وكرمه ، وأذكر ثلاث حوادث عندما كانت في الخامسة – السادسة من عمرها :
الأولى : كنا جلوسا في بلكونة المنزل وبدأت السماء تمطر وكانت أختي الكبرى معنا فقالت :
صبَّي صبَّي لبن لبن
العيد روس دخل عدن
وهي تشير الى حكاية كانت رائجة في الأجيال السابقة ، وهي أن ( الامام أبو بكر بن عبد الله العيد روس عندما دخل عدن عام 889هـ وتوطنّها أمطرت السماء لبنا . ( وهي حكاية تدلّ على فرح أهل عدن بمقدم العيد روس العالم الجليل والرجل الكريم بلا حدود )
فإلتفتت نور لعمتها وقالت : لبن لبن !!؟
فقالت : العمة : نعم هذه كرامة . اسألي أبوك ؟
فإلتفتت إليّ نور متسائلة : فقلت لها : ما رأيك أنت ؟
ففكرّت قليلا ، وقالت : خرافة . فضحكت واحتضنتها .
وفي الروضة المتقدمة سألت المدرسة التلميذات : كل واحدة تخبرني عن أي عضو مزدوج في جسمها وبادرت التلميذات : العينين .. الأذنين .. اليدين .. الرجلين .. الشفتين ، وجاء الدور على نور ، ولم تجد أمامها الأعضاء المزدوجة فقالت : القلب . فقالت المدرسة : القلب واحد يا نور ، فقالت نور : لا يا أبلة هناك بطين أيمن وبطين أيسر .. وصكت الأبله رأسها تعجبا . من أخبرك بهذا يا نور ؟ أبوك طبعا . قالت : لا ولكني سمعت أخواتي ( وهن يكبرنها ببضع سنوات ) وعرفت ذلك منهن .
وفي أحدى المرات كنت أسوق السيارة ومعي نور في الكرسي الخلفي ، وجاءت إشارة صفراء فعبرت دون توقف ، وبعد مروري بثوان تحولت الى حمراء ، فصاحت نور : يا بابا أنت قطعت الاشارة .
وكانت نور على حق فالاشارة صفراء وفعلا تحولت الى حمراء بمجرد مروري بها . وضحكت معها ، وقلت لها : انت شرطي مرور ممتازة .
ما ان وصلت نور إلى أواخر المرحلة الابتدائية الا وكانت قد التهمت كتب أحمد باكثير ... وقرأتها في المرحلة المتوسطة مرارا ، وخاصة ملحمة عمر ثم انطلقت منها الى الآداب العالمية : تشيخوف ، دستوفسكي ... الخ ومعها كتب مصطفى محمود وخالد محمد خالد وعمرو خالد ... الخ . كانت مثل أبيها وأمها وأخواتها مولعة بالقراءة وزادت عليهم شغفا بها .
وكانت خطتنا أنا وأمهم أن لا نستخدم الدروس الخصوصية . ونكتفي بالمدارس الحكومية مع مساعدتنا لهم ، وخاصة في المراحل الأولى من الدراسة . وبفضل الله سبحانه وتعالى كانوا دائما متفوقين في جميع مراحل الدراسة .
وكنا نترك لهم اختيار الكلية التي يريدون الالتحاق بها بعد جلسة مشاورات ... ولم نكن نفضل الابن الوحيد على أخواته ، وبطبيعته كولد كان يريد أن يفرض نفسه عليهم ، ولكنه وجد حزما في أن ذلك ليس له.
وفي الجامعة كانوا جميعا متفوقين في الدراسة ، بل ونالت ثلاث من البنات لقب الطالبة المثالية في الجامعة ومنهن نور ، التي كانت مثل اخواتها ، الأولى في دفعتها ، والشكر والحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى . اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين .
وبفضل الله سبحانه وتعالى تربى الجميع على الصدق والأمانة وحب الله وخشيته ، وساعدنا في ذلك مجموعة من الاخوات السوريات الفاضلات فجزاهم الله عنا خير الجزاء . فكانت دروس القرآن والسيرة والقدوة خير حافز للجميع .
وتزوجها زميل لها في كلية الطب . وسافرا في بعثة الى كندا ، وجاءت ظروف حمل وولادة فاضطرا للعودة إلى جدة .. ثم بعد فترة عادا الى الولايات المتحدة التي تفرض امتحانات قاسية متعددة قبل الالتحاق بالدراسات العليا . ونجحا في ذلك بفضل الله . ثم حدث حمل وورم في الثدي كما تقصه علينا نور باسلوبها النوراني البديع ....
وتكلمت معها ثم سألتها عما تنوي أن تصنع بالحمل وخطورة العلاج الكيماوي عليها ، فأخبرتني بأن هناك بعض الأدوية التي لا تؤثر في الحمل ، ويمكن استخدامها وكنت قد قرأت مقالات علميا في هذا الموضوع الشائك . بل وكانت لدينا حالة في المركز الطبي الدولي وكان استشاري الأورام يرى الاجهاض ، واستشارية النساء والولادة ترى أن يتم الحمل طالما كانت الحامل راغبة في مواصلة الحمل . وبعد اطلاعي على الابحاث وافقتُ الاستشارية رغم ان الحمل كان قبل المائة وعشرين يوما التي حددّها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن ابن مسعود عن نفخ الروح في الجنين وسار عليه علماء الاسلام .
وهناك فتاوى واضحة بجواز الاجهاض حتى بعد المائة وعشرين يوما ، إذا لم تكن هناك وسيلة أخرى لانقاذ الأم سوى باجراء الاجهاض وتناول المواد المشعة والمواد الكيماوية الخطيرة . وشرحت لها تلك الأحكام .
قلت لنور : صلي الاستخارة . ثم سألتها بعد ذلك فوجدتها قد مالت الى مواصلة الحمل وأخبرتني أنها فتحت المصحف فوجدت أمامها قوله تعالى ( أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس )
فقلت لها فورا : انتهى الأمر ، وتوكلي على الله وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا .
وجاءت مريم سليمة بفضل الله تعالى وقرة عين لنا جميعا مع أخيها أحمد .
بارك الله في نور واخوتها وحفظها لنا وشفاها ببركة المئات ممن دعا لها بالشفاء التام . وهو سبحانه القائل : ( ادعوني استجب لكم )"

ملاحظة: هذه الخاطرة كتبت قبل وفاة الدكتوره نور رحمها الله وغفر لها فسيح جناته.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 06:18 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٢)

من تمام الصحة.. للسرطان

طبيبة أنا... وأم لطفل ذي ثلاث سنوات... وحامل في الشهر الثالث..
وقبل أسابيع...كان يوم ميلادي الثلاثين...
بدأت القصة بكتلة صغيرة.. لاحظتها مع بداية حملي ولم أعرها بالاً في البداية.. ثم قررت أن أسأل عنها طبيبة الولادة فأحالتني لجراحة الثدي وهي ضاحكة تقول: "بالنظر لعمرك ولكونك حاملاً...فأنا متفائلة.. لكن....فقط...لنتأكد"
وعند جراحة الثدي لم تقل الطبيبة كلمة واحدة على عادة الجراحين.. كل ما قالته: "لنعمل أشعة صوتية"
كانت المخاوف تتزايد كل يوم وأنا أستعيذ بالله من الشيطان... لكن المخاوف ذات يوم أخذت منحىً آخر... تحولت من مجرد مخاوف إلى خيالات أليمة...
الرحيل عن زوجي وابني....من سأعهد للعناية بهما؟... كنت أفكر من من بين صديقاتي يمكن أن أزوجها لزوجي... لتعتني بابني بعد رحيلي.. من هذه التي أثق بها هذه الثقة؟... كان تفكيراً مؤلماً صاحبته الكثير من الدموع.. ولم أستطع أن أشارك به أحداً لأنه بدا لي سخيفاً وغير منطقي... ولكنني عشت ذلك الجو لفترة..
ذهبت لموعد الأشعة في يوم من أيام العمل وفي نفس المستشفى التي أعمل بها... ذهبت وتلقيت الخبر من طبيبة الأشعة: " هذه ليست مجرد حويصلة. هناك كتلة في أحد جوانب الحويصلة.. أنا لا أستطيع التكهن بما يمكن أن تكون. يجب أن نأخذ عينة ويحب أن نتعجل.. تعالي بعد غد لأخذ العينة"
في تلك اللحظة التي نزل علي فيها الخبر ثقيلاً ثقل الجبل...دق البيجر يخبرني أن حالةً في الطوارىء تنتظرني لأقيمها..
حبست دمعي .. وكبتت مخاوفي ..وأسرعت للطوارىء لمعاينة الحالة..
كان المريض يتكلم.. وأنا.. في عالم آخر..
لم أكن أفكر تحديداً في ما قاله الطبيب.. كنت فقط أتحسس ثقل الهم في قلبي وأتمتم: " إن شاءالله.. خير"..
سريعاً جاء موعد العينة... ومن يومها.. ولأني أعمل في نفس المستشفى كنت أبحث عن النتيجة في نظام المعلومات كل عدة ساعات.. مع العلم أن موعدي مع جراحة الثدي لمناقشة النتيجة بعد 5 أيام..
كان ينتابني إحساس غريب وأنا أترقب النتيجة..
كنت أشعر بعمق أن هذا سرطان...شكله في الأشعة...إحساسي به....الرسائل التي كانت تأتيني من غير مبرر.. كأن أفتح التويتر بعد انقطاع أشهر فلا أجد إلا رسائل الدكتورة سامية العمودي لمريض سرطان الثدي.. وكيف واجهت السرطان.. وكيف أخبرت عنه أولادها..
لكني كنت أكذب نفسي... وأحاول أن ألزم التفاؤل وأذكر قول الإمام علي" إني لأحسن الظن في الله فإن كان خيراً فبفضل الله وإن كان غير ذلك فقد عشت بالتفاؤل زمناً"
ثم جاء يوم الجمعة.. يوم موعدي مع طبيبة الجراحة.. بعد مرور الصباح على المرضى... والذي استمتعت به فعلاً مع حالات جديدة ومميزة..
ذهبت لغرفة المناوبة.. لأنظر للنتيجة.. و لوهلة قلت: " يارب.. تخرج".. ورأيتها..
من فرط الخوف.. تشابكت الأسطر أمامي.. لم أعرف من أين أبدأ قراءة التقرير.. قرأت في المنتصف.. لم أفهم شيئاً...فطرت بعيني للأسفل.. ورأيت ما فاق توقعي
" Invasive ductal carcinoma Stage 3/3"
سرطان متعدي.. من الدرجة الثالثة (أسوأ درجة واسرعها انتشارا)
تزغللت الكلمات أمام عيني... وسمعت صوتاً.. تبين لي أنه صوتي...
كنت أقول بصوت عالٍ " شكراً يارب.. الحمد لله.. الحمد لله ...الحمد لله"...
بعد دقائق من الترديد بلا تفكير.. وأنفاسي تتسارع.. وقلبي ينبض بجنون.. بدأت عيناي تذرفان.. لماذا؟ لست أعرف.. فيم كنت أفكر؟ لا أعرف..
كل ما أتذكره من تلك اللحظة هو صوتي يردد: "الحمد لله".. ممتزجة بشهقات بكاء ٍ عالية.. ونفسي المتسارع...
بدأت أفكر.. هذه نهاية زمن "نور" الصحيحة السليمة القوية.. هذه بداية حقبة أخرى... لا أعرف كم ستستمر ولا متى ستنتهي...
اتصلت بزوجي.. فلما رد قلت بهدوء: "كيف حالك حبيبي؟"... "النتيجة طلعت".. "أحتاجك"..
لم أقل أكثر... ولم يطلب هو مني أن أقول أكثر... قال لي :"سآتي الآن" وأغلق الخط.. وأشكر له ذلك.. فلم أكن لأقدر أن أنطق بالتشخيص...
كانت الساعة عندها 12 ظهراً... ومن فضل الله ومن غير المعتاد أن تكون غرفة المناوبة فارغة ً في مثل هذا الوقت... وقد استغللتها أحسن استغلال... استمريت في الحمد.. ثم تذكرت الدعاء: " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها" ... وعدت للبكاء والحمد..
أذكر تلك اللحظة الآن وأشكر الله عليها بعمق.. أشكره أن أنطق لساني بالحمد بغير إحساس مني.. فأنا لم أفعل.. بل هو الذي فعل... أشكره أن أعطاني هذه الفرصة لأتلقى الخبر وحيدة.. في غرفة مغلقة.. حيث أستطيع البكاء و"النحيب" بغير أن يراني أحد.. ولو تأخرت النتيجة ساعة واحدة لاضطررت أن أتلقاها في عيادة الطبيبة.. في وجود الطبيبة أمامي تقول لي "أي كلام".. لتخفيف الموقف..
جاء زوجي.. فتلقيته من باب المستشفى.. ابتسمت وقلت الحمدلله وسرنا بضع خطوات.. وبعد ثوانٍ سمع نحيباً واحتضنني.. وبقيت أنتحب وأنتحب..
من تلك اللحظة وحتى جاء الموعد.. أفرغت خزانة دموعي.. فذهبت للموعد وليس لدي المزيد من الدموع..
دخلت الطبيبة مبتسمة: "كيفك؟".. "كيف الحمل؟"..."كيف الغثيان؟"..."كيف كان استئصال العينة؟".. مقدمات تلطيفية..
"حسناً.. لدينا الآن جواب واضح"...فبادرت بالرد: "أعرف.. قرأت التقرير"
فأجابت مندهشة: "تعرفين؟" فرددت مبتسمة:" وفرت عليك عملية نقل الخبر السيء" (breaking the bad news)
فقالت: " أوه كم أرحتني.. كنت قلقة ولم أدر كيف سأخبرك!" .. "حسناً يجب أن نتحرك بسرعة.. لدينا الآن هدف عاجل أن نقضي على هذا الورم.. ولدينا الكثير من القرارات لنعمل عليها"
وبدأت بإخباري كل التفاصيل والعلاجات وكل الخيارات المريرة.. التي سقطت علي كقذائف متتالية..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 06:55 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٣)

قنابل من الأخبار

"بعد أن أخبرتني الطبيبة بأن التشخيص هو سرطان الثدي...والذي كنت بفضل الله قد عرفته قبل ساعة...فأفرغت دموعي واستجمعت شيئاً من قواي...بدأت تنهال علي بوابل من القنابل..
"حسناً" لدينا قرارات كثيرة يجب أن نتخذها بسرعة..
أولاً: الحمل.. إن كنت تريدين الاستمرار فيه أم إنهاءه..
الجراحة.. بالنسبة لسرعة انقسام الورم وحجمه...ستحتاجين لاستئصال الثدي كاملاً...لن نستطيع استئصال الورم فحسب..
الكيماوي.. ليس كل النساء تحتاج للكيماوي بعد إزالة السرطان لكن بالنظر لعمرك الصغير...ولشراسة النوع الذي لديك.. يجب أن نعطيه الكيماوي كذلك.. وهنا تأتي مشكلة الحمل.. لا أعتقد أن بإمكاننا تأخيره حتى تضعي مولودك.. فبالتالي...يجب أن تأخذيه خلال الحمل.. أو.. أن تجهضي...ولو أجهضت ِ.. لا أعلم إمكانية أن تحملي ثانيةً بعد كل العلاج الكيماوي والإشعاع..
مع كل ما قالت.. رأيت زوجي انتفض عندما تحدثت عن احتمال عدم قدرتي على الحمل ثانية...لكنه تماسك...أما أنا فمع كل خبر من أخبارها كنت أشعر بوزن ثقيل يسقط على قلبي أكثر وأكثر وأكثر...وبداخلي ابتسامة ساخرة..."أبهذه السرعة...يحدث كل هذا.. بهذه السرعة..".. كنت أدرك أكثر فأكثر أن حياتي القديمة قد انتهت.. وأن هذه حياة جديدة و "نور جديدة".. غذاً يزال ثديها.. ويسقط شعرها مع العلاج...وربما تفقد جنينها...وربما...لا تحمل ثانية...وربما...لا تعيش طويلاً..
وكأن ما قالته لم يكن كافياً فأضافت.. "وبالنظر لعمرك الصغير علينا أن نفكر في إجراء فحص للجينات...فإن كان لديك الجين المسبب لسرطان الثدي فربما.. يجب أن نفكر في استئصال الثدي الثاني وربما المبايض كذلك.. من باب الاحتياط.. ( قبل أن تصاب بالورم)...
ومع احترامي الشديد للطبيبة...فالمعلومة الأخيرة لم يكن لها أي داع في هذا التوقيت...فأنا الآن عندي ورم متوحش.. وقد تلقيت الخبر لتوي.. ولدي الكثير لأتعامل معه في اللحظة الراهنة...فليس هذا هو الوقت المناسب أبداً للحديث عن الخطر المحتمل الذي ربما يصيب الثدي الآخر أو المبايض خلال الخمس- العشر سنوات القادمة...فليس كل ما يعرف...يقال في التو..
كنت طوال حديثها متماسكة جداً...أسأل أسئلة كثيرة وأناقش الخيارات المتاحة.. فرأت طبيبة الجراحة أنه ليست لديها كل المعلومات لإجابة أسئلتي...فأخبرتني أنها ستدعو طبيب الأورام (المسؤول عن الكيماوي) ليعطيني إجابات أدق فهذا هو مجال تخصصه.. وخرجت لتناديه...وما أن أغلقت الباب...حتى انفجر سد كان يحبس شلالاً من الدموع...وقام زوجي ليحتضنني...وبقيت أبكي لدقائق...لم أفكر في شيء.. كان الأمر أكبر من أن أفكر فيه.. كنت فقط أحاول تفريغ شيء من الثقل في قلبي...وبعد لحظات.. نظرت إلى زوجي.. كان ثابتاً.. مبتسماً.. "أنت تحتاج أن تبكي كذلك...لا تكبت دموعك.. من حقك أن تبكي"...فابتسم وعيناه تغرغران.. "فإن بكينا نحن الاثنين...من سيسكتنا"..
ثم دق الباب.. فمسحت دموعي بسرعة...وقفز هو وعاد لكرسيه...وكأن شيئاً لم يكن..
ودخل طبيب الأورام..
دخل خافضاً رأسه محنياً ظهره مظهراً حزناً شديداً..
فكرت.. هل يضطر لأخذ هذه السحنة الحزينة أمام كل مرضاه.. وابتسمت له.. فكأنما شعر أنه ليس بحاجة للتظاهر بالحزن.. فابتسم...وقال بالعربية المكسرة "كيفك؟"
- الحمد لله..
- أجدادي كانوا من لبنان.. لكني لا أعرف من العربية إلا كلمات..
بدأ طبيب الأورام يناقش كل الحلول وكل الاقتراحات ويطرح كل التساؤلات وكل المعلومات التي تنقصنا لاتخاذ القرار...وكنت أنا وكأنما أتحدث عن شخص آخر...أناقش الخيارات بكل عقلانية...وأطرح الأسئلة العلمية حتى أنهى حديثه وخرج...فأعطاني فسحةً أخرى للبكاء..
ودخلت الممرضة..
أعطتني كتاباً ضخماَ بعنوان "سرطان الثدي"...وأخبرتني أنه مرجع ممتاز لي...نظرت للكتاب وقرأت العنوان...وكأني أدرك لأول مرة...أن هذا العنوان...أصبح يخصني.. ويمثلني..
"لدينا مجموعات دعم لمرضى سرطان الثدي حيث يمكنك التعرف على مريضات أخريات...وكذلك لدينا أخصائية اجتماعية مختصة إن أردت التحدث ومشاركة إحساسك"..
كانت بادرة لطيفة منها.. لكنها لم تزد إلا أن أشعرتني أكثر فأكثر أن هويتي.. حياتي واحتياجاتي...تغيرت منذ اليوم..
قال صلى الله عليه وسلم: اغتنم خمسا قبل خمس.... صحتك قبل مرضك.."

وللكتاب بقية فصول.
#دمتم بخير


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 07:06 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٤) من كتاب :

يومان من القلق

"تقرر موعد العملية.. ولازلنا مع الأطباء في مناقشات مستمرة.. إن كان العلاج بهذه الطريقة واللحظة هو الصواب أم لا.
ولازالت الأسئلة التفصيلية تتفتق كل لحظة..
هل نحتاج لبعض الإشعاعات قبل العملية لنرى أين انتشر الورم..أم أن علينا تجنبها لنجنب الجنين خطر الإشعاع..
هل نحتاج لحقن صبغة خلال العملية داخل الورم لنرى أي الغدد اللمفاوية ستلتقطه ونقوم باستئصال هذه الغدة وتحليلها أم أن الأفضل أن نتجنب الصبغة التي قد تضر بالجنين وفي المقابل نقوم بتحليل كل الغدد اللمفاوية التي تواجهنا مما يعرض لخطر مضاعفات كثيرة كقطع في الأعصاب الموصلة لليد والذراع وحصول انتفاخ شديد في الذراع اليد لا يمكن علاجه بعد ذلك.. هل وهل وهل.. الكثير من الخيارات.. وموعد العملية يقترب.. وأنا لا أدري ما الخيار الصحيح ولا الأطباء يدرون.. وكلنا نتخبط..
والقلق في داخلي يزداد ويزداد.. حتى بدأت أقلق على كل شيء.. ماذا لو حدثت مشكلة في التخدير.. ماذا لو حدثت كارثة في العملية..ولو..ولو..
ثم قررت التوقف عن التفكير تماماً وأن أستعين فقط مع من يهمه أمري ويريد مساعدتي حقاً.. يعرف كل شيء.. ويعرف تماماً ما العلاج الأصلح والطريق الأءمن ويقدر على كل شيء.. فلا يعجزه أن يقوم بأي شيء كيف شاء.. وهكذا عدت وجلست بين يديه..
وقلت يارب.. ما هؤلاء الأطباء إلا صور.. أنت خلقتهم.. أنت أعطيتهم قليل العلم الذي عندهم.. وأنت الذي تسيرهم وتسخرهم.. ولولا أنك أمرتنا أن نأخذ بالأسباب ما ذهبت لطبيب ولا سألت دواء.. ولكنك شئت أن تضع شفاءك في هذه الأسباب التي بين أيدينا..
يارب.. أنا أوكلتك أمري.. وأنا أثق فيك وحدك.. لا في الجراح ولا طبيب الأورام.. ألقيت أمري كله بين يديك وأنت أعلم بي مني وأعلم بما يصلحني ويصلح الذي بداخلي منهم..
يارب هم في علمهم يتخبطون.. وأنت القادر على كل شيء..
يارب هم في النهاية عاجزون.. وأنت القادر على كل شيء..
يارب.. أسألك أن تدبر لي أمر هذه العملية بما يصلحني ويصلح جنيني من حيث لا نحتسب ولا ندري..
ما طبيبة الجراحة إلا أداة في يدك.. فألهمها ما تقطع وما تدع.. حتى تزيل كل شيء يجب إزالته وتبقي كل شيء يجب إبقاءه.. حتى لا أجد شيئاً من كل المضاعفات التي يثقلون بها كاهلي ويحدثونني عنها ويخوفونني منها...
يارب.. أنا أسألك أنت وحدك.. ولا أسأل سواك.. فليس أحد سواك يقدر ..وليس أحد سواك يعرف..
أنت وحدك الله..
أنت وحدك الله..
أنت وحدك الله.."

ومازالت فصول الكتاب تحمل الكثير من المعاني والعبر.
ألى ذالك الحين كونو بخير أحبتي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 07:07 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٥)
الحكمة

"الآن.. يأتي الكلام.. عن الموضوع الأصعب.. والأهم.. الحكمة.. ترى أين الحكمة في كل هذا.. في أن تتبدل حياتي بهذه السرعة.. فلا تعود كالسابق أبداً.. ما الحكمة..
لم أحتج إلى وقت طيل لأدرك أول سبب...فقد كان بالنسبة لي أوضح من الشمس...كانت حياتي قبل المرض.. دوامة.. أسير فيها معصوبة العينين...كنت في السنة الأولى من الاختصاص في الطب النفسي...وكان ضغط العمل كبيراً...كان كل ما أعمله خلال أسابيع وأسابيع.. هو الذهاب للعمل.. في خضم هذا الركض السريع.. نسيت من أنا...ماذا أريد.. ما الهدف من وراء هذا الركض...لماذا تركت أهلي ووطني وجئت لأتغرب أنا وزوجي وابني...ونحن لا نجد حتى بعض الوقت لنرى بعضنا.. وابني يتنقل بي الحضانة ( لـ 9 ساعات يومياً) إلى جليسة الأطفال الوقت الباقي حتى أعود من العمل..
كان كل شيء في حياتي سريعاً.. ولا طعم له ..كانت الصلوات تؤدى خطفاً.. حتى أعود للعمل.. وكنت أرى زوجي خطفاً كل أسبوع أو أسبوعين.. بحسب ما تسمح المناوبات.. ولم أكن أرى ولدي إلا لنلبس ثياب النوم وننام..
وكان بداخلي شيء يصرخ.. ليست هذه الحياة التي أريدها.. أين المعنى.. أين الهدف.. أين العطاء.. أين العلاقات.. أين القراءة والتأمل والعبادة والكتابة.. أين ذهب كل ما يعطي لحياتي معنى.. وكنت أصبر نفسي أنها.. فترة محدودة.. لسنتين من الركض..ثم يقل عبء العمل .. ويكون لدي وقت أكثر.. ربما لأتذكر حينها من كنت وماذا كنت أريد أن أكون..
كنت أحتاج بعمق.. لوقفة.. أقف فيها مع الله.. وأخلو به.. وأتذكر.. لماذا كل هذا..أتذكر الهدف.. والنية وأعيد إصلاح الدفة..
كنت أحتاج لوقفة.. أقيم فيها وضعي الحالي.. وهل هو في الاتجاه الصحيح الذي كنت أريده.. هل أتعلم العلم الذي جئت لأجله أم أني أبذل كل هذا لاسم "شهادة البورد الأمريكي" بينما لم أتلق من العلم الذي كنت أحلم به إلا الشيء اليسير.. لأني مستهلكة في أعمال روتينية أخرى تخدم العمل ولا تخدم هدفي من العمل..
لم أكن لأمنح نفسي هذه الوقفة.. فقد كنت أرى الوقوف انهزاماً.. لم أكن لأعطي نفسي الفرصة لالتقاط أنفاسي وترميم داخلي.. فقد كنت أظن القوة هي أن أستمر في الركض مهما حدث..
فأراد الله أن يعطيني هذه الفرصة...وقد علم سبحانه أن الحدث يجب أن يكون جللاً.. حتى أقف.. وأعيد تقييم الأولويات بصدق وأنا أرى حياتي كلها.. مهددة بالزوال قريباً.. مالم تحدث معجزة من السماء.. حينما يكون الموت قريباً هكذا.. تتبدل الأولويات.. تصغر أمور.. وتكبر أمور..
تصغر الوظيفة.. والشهادة.. والسمعة.. و"البورد الأمريكي".. بعد أن كانت في حياتي.. كل شيء.. ويعاد النظر في الأولويات.. في "الغايات" و"الوسائل للغايات".. فأتذكر أن الشهادة والبورد الأمريكي.. لم تكن في البداية إلا وسيلة.. وسيلة للعطاء.. لنفع الناس وللقرب من الله.. فكيف ضاعت الغاية وبهتت حتى تلاشت أمام الوسيلة...
بالأمس.. جلست "أحدث الله" وحدي.. تحدثت طويلاً وبكيت كثيراً.. وشعرت بفيضٍ من الرحمة والحب يغمر قلبي.. فلم أملك ابتسامة واسعة تبللها الدموع.. سجدت عندها شاكرة وأنا أفكر.. لأجل هذا خلقت.. لأجل هذا القرب.. لأجل هذه السعادة.."

# ومازالت فصول الكتاب حُبلى بالكثير من الحكم
دمتم في سعادة.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 07:08 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٦)

قبل يوم من العملية

"في ذلك اليوم اتصل طبيب الأورام وترك رسائل عدة على الايميل، المحمول والهاتف يقول أنه يريد ان يراني "فورا".. دب الرعب في قلبي وقلب زوجي...وكنا بعيدا جدا عن المستشفى فتركنا كل ما في أيدينا وأسرعنا لمقابلته. في الطريق كان قلبانا يخفقان.. وكل ما يدور ببالي هو.. لا شك أن كارثة حصلت ليطلبنا بهذا الشكل.. هل اكتشف انتشار الورم من خلال التحاليل فرأى أنه لا داع من العملية وأنه علينا ان نفقد الأمل ونكتفي بالعلاج التلطيفي لتخفيف الأعراض حتى تحين الوفاة.. حاصرتني المخاوف من كل جانب.. ثم ذكرت قول الله.. "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم!!..فزادهم ايمانا.. وقالوا حسبنا الله ..ونعم الوكيل..
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم"..
ماذا يملك الطبيب ليقول.. أيملك أن يقول لن تعيشي أكثر من شهر.. ليس هناك أمل.. لا داعي للعلاج..
وهل هذا بيده.. من هو لأخشى كلامه.. ما علمه أمام علم الله وما قدرته أمام قدرة الله.. ما قيمة كلامه أمام إرادة الله..
حسبي الله ونعم الوكيل.. بقيت أرددها حتى دخلت عليه,,
فلم يكن في جعبته سوى بعض النتائج لبعض التحاليل التي كما وصفها "ليست سيئة وليست جيدة.. ولكن من المهم أن تعرفيها"
تنفست الصعداء وأنا ابتسم لزوجي وهو يقول "طبيبك هذا كان سيقتلنا بالجلطة من شدة القلق"..
وعدت للبيت...منقلبة بنعمة من الله وفضل ..لم يمسني سوء... لأستعد لعملية الغد.."

#دمتم في عناية الله وأسبغ عليكم من نعمه وواسع فضله.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 07:09 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٧)

ليلة العيد

"غدا أتعرض للتخدير لأول مرة في حياتي..
غدا.. لا أعرف كم من المضاعفات سأواجه..
غدا.. يتبين لي مع تحليل العينات كم حجم الورم وان كان قد وصل للغدد اللمفاوية أم لا..
ومع كل هذه المخاوف.. جاءني احساس غريب.. يصعب وصفه.. احساس ليلة العيد..
ليلة العيد ونحن صغار.. نستعد بكل حماس للغد الجميل.. الذي سيجلب كل الهدايا والعيديات والملابس الجديدة..
بلا مبرر كانت تلك الفرحة الخفية تغمر قلبي..
نمت مبكرا.. لم أحلم بالعملية ولم أقلق خلال النوم.. (أنا التي كنت أقلق طوال الليل ولا أستطيع النوم ان كنت مقبلة على عمل بمستشفى جديد أو زملاء جدد..)
ذهبت للمستشفى وأنا أتمتم ما دمت معي.. لن يضرني شيء.. أنت حسبي...أنت حسبي..
وكان سبحانه حسبي في كل شيء..
دبر وسهل ويسر من حيث لا أحتسب كل صغيرة وكبيرة...
أحد الزملاء في قسم التخدير كان يعمل في غرفة ما قبل العمليات في ذلك الشهر بالصدفة وأوصى بدون أن أطلب منه أن يكون طاقم الجراحة والتخدير كله من النساء وهو ما حدث .. (كم كنت سأستاء إن كنت في غرفة مليئة بالرجال...)
طبيبات الولادة المقيمات الاتي أتين لمتابعة وضع الجنين قبل وبعد الجراحة كن في غاية التعاطف واللطف باعتباري زميلة في نفس المستشفى أصابها هذا المصاب..
الممرضات المساعدات في الجراحة والافاقة كن جميعا من طائفة الأمهات وعاملنني كابنتهن ..امسكن بيدي جلبن زوجي ليكون معي حتى دخولي للعملية وطلبن (بدون أن اطلب منهن) غرفة خاصة لي بعد العملية.. وعاملنني كابنتهن المدللة..
لكوني حامل لم أتمكن من أخذ دواء ما قبل التخدير وهو الذي ينيم المريض قبل الوصول لغرفة العمليات حتى لا يقلق ولا يشعر بالتخدير وبالتالي بقيت مستيقظة حتى دخلت غرفة العمليات ونظرت لكل ما فيها من مشارط ومقصات وتم اعدادي للمعملية وانا في كامل الإفاقة فسبحان من أنزل علي السكينة حينها...وبقيت أتمتم.. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء.. وهو السميع العليم..
وكان آخر ما أذكره قبل التخدير هو قول أحدى الممرضات.. لا تخافي.. سنعتني بك جيدا..
فابتسمت وأنا أفكر.. العناية أرجو لكن ليس منكم.. بل من رب السموات والأرض.."

#دمتم في عناية الله وحفظه


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-16, 07:15 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل (٨)
المتهم الأول.. العين

"اتصلت بي احدى الصديقات العزيزات.. "نور.. عندي سؤال مهم.. هل فكرت في العين كسبب لما أصابك؟"..
بالطبع لم تكن الاولى.. فقبلها بفترة لفتت صديقة أخرى نظري أني في حين حصلت على القبول للزمالة الطبية بجامعة مجيل بكندا.. أصبت بأعراض ولادة مبكرة في حملي الأول منذ الشهر السادس واضطررت لترك البرنامج.. والآن حين قبلت وزوجي للزمالة في أمريكا (وهي من أصعب الزمالات حول العالم في الاعداد والقبول)..أصابني المرض بعد أشهر من بدء العمل.. والكل كان يتحدث أن قبولي وزوجي في نفس المدينة "معجزة"..
حسنا.. لنبدأ الموضوع من البداية.. هل هناك ما يسمى بالعين؟.. نعم.. العين حق.. وردت في الحديث ولا أستطيع انكارها..
لكن ما الفائدة التي تعود علي من نسب مرضى لحسد الحاسدين.. كل ما سأجنيه هو أني سأشعر بالظلم.. وأن الظلم وقع علي من "نفوس شريرة" حولي لا أعرفها.. سأنعزل...سأجتهد لأخفي نعم الله علي.. سأعيش الشك والكراهية لمن حولي باعتبارهم سببا "محتملا" لم أنا فيه..
فهل هذا ما أريد الوصول إليه؟.. هل هذه الأحاسيس تعين على الشفاء؟.. القوة؟.. والعطاء؟!!..
وانظر حولي في مجتمعنا فأجد الكثيرين والكثيرين ممن عاشوا ولا يزالون يعيشون ضحية لهذه الاحاسيس ولأكبر حد..
العنوسة.. الطلاق.. فقدان الوظيفة.. ضياع فرص استثمارية.. المرض، كلها مصائب تحدث للجميع.. ولكن في مجتمعنا وحده نرى الناس فورا يشيرون بأصابع الاتهام لأنفس شريرة حولهم جلبت لهم هذا المصاب أو ذاك وأوقعتهم في المهالك.. ويعيشون بعدها أسرى لعقدة الظلم واحساس الضحية.. أسرى للشك في كل أحد حتى أقرب الناس منهم..
ويضيعون على أنفسهم أكبر متعة حقيقية تكمن داخل كل ابتلاء.. متعة البحث عن الحكمة الالهية والرسالة الربانية من وراء البلاء.. فلعلها كانت رسالة حب وقرب.. أو نضج ورقي.. أو تصحيح مسار.. أضاعها المسكين على نفسه وهو يبحث عن "الجاني" الذي حسده.
.و لعل المولى فتح بالابتلاء بابا من الزرق والعطاء لم يكن يخطر له ببال.. لكنه لم بنتبه له ولم يعره اهتماما وسط دموعه وقهره من فلان الذي حسده وفلانة التي سحرته..
ألا ترون معي أننا كمجتمع نعطي "القوى الخفية الشريرة" أكبر من حجمها بكثير.. ونسمح لها "إن وجدت" أن تكون سببا لتعاستنا وقلقنا وعدم استمتاعنا بالحياة.. حتى أن منا من يظن أن عين الحاسد وسحر الساحر أقوى من القرآن والتحصين مما يفتح الباب للمشعوذين و "الشيوخ المفتعلين" ليسترزقوا ويبنوا ثرواتهم على حساب قلة ثقتنا بالله وقدرته..
قال صلى الله عليه وسلم" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف!"

#إجازة سعيدة


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.