آخر 10 مشاركات
نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          119 - شمعة تحت المطر - روبين دونالد (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          استسلام رايدر (31) للكاتبة: Marin Thomas ..كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-16, 02:10 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي 402- متاعب ممثل-تامي هوبر -مركز دولي (كتابة /كاملة)**






شبكة روايتي الثقافية
402- متاعب ممثل- تامي هوبر- المركز الدولي



الملخص

ماذا بإستطاعتها أن تفعل سوى أن تصحب الرجل للبيت؟
بالتأكيد عندما يناور شاب وسيم وغريب كى تصطحبه فى سيارتها
ثم يغمى عليه بسرعة من الحمى فى المقعد الأمامى بجوارها فى
سيارتها فأن تعبير أختطاف رجل لا ينطبق على هذه الحاله.أن
"بولى"لم تعرف إلى أى مكان ينتمى ذلك الغريب فصحبته ببساطة إلى
بيتها.
كان ما يسمى بيتها مزرعة"ونترفلودز"على بعد حوالى ثلاثمائة كيلومتر
بعيداًعن لندن حيث التقت بالرجل أمام بهو الفندق.ولكن ضيف
"بولى" الأجبارى سرعان ما تأقلم على الوضع دون سؤال.
فى الحقيقة بدأ"جيمس لنكلتر"متأقلماً ومستريحاً للغاية
وتساءلت "بولى" فى الحال:كيف ستتمكن من أن تتماسك أمام سحره الجبار؟







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:17 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
فتح الرجل عينيه ببطء وهو يطرف بسرعة الى أن تعودتا على أشعة
الشمس الساطعة التى غزت الحجرة من خلال النوافذ
ظل مستلقياً لحظة دون حركة وعيناه تتجولان فوق الواح الخشب
القاتمة اللون التى تكسو الجدران من الارضية حتى السقف
ومدفاة الفحم الضخمه الحجريه
وقد علا رفها أصيص مملوء بالأزهار الزرقاء والوردية و
البيضاء والمائدة التى غطتها الكتب
حسنا....ان هذا الفندق يبدو بالتأكيد أفضل درجة من
الحجرات المتشابهة والمشتركة التى تقدمها إدارات الفنادق
عبر العالم الى عملائها أنه مستلقى وسط سرير ذى أربعة أعمدة
يا إلهى أن "مارتى جولد مان"قد فعل فيه معروفاًهذه المره و
بالتأكيد هذا الفندق يختلف عن الفندق الحقير فى أفريقيا الذى
تكدس فيه هو وبقية الفريق فى الشهر الماضى ومع ذلك
فأنه لا يستطيع أن يستلقى هنا بقية اليوم
والله وحده يعلم كم هو الوقت الذى قضاه . وإنما بدا وكأنه
استغرق فى النوم أكثر من اللازم .قال لنفسه أن تلك الطائرة
اللعينة كانت قاتلة حقيقية قطب وهو يحاول أن يرفع ذراعه
لينظر فى ساعة يده زادت تقطيبته عندما حملق الى ذراعه
العارية لا توجد ساعه ! ثم لماذا تتطلب حركة
رفع ذراعه ببساطه كل هذا الجهد الرهيب؟
أخد يهمهم أن هذا الامر مثير للسخريه وحاول ان يعتدل فى جلسته
لكنه سقط على ظهره فوق الوسائد وهو منهك تنفس نفساً عميقاً قبل
أن يحاول أن يطوح بساقيه خارج السرير وتشتت ذهنه أمام صوت
البقرة العالى فى مكان خارج الحجرة وتسأل: بقرات فى لندن ؟
يا إلهى هذا حقاً أمر أخر !رفع راسه لينظر خلال نافذة صغيرة أمام
السرير وأتسعت عيناه من الصدمة عندما رأى مراعى خضراء فسيحة
ممتدة حتى التلال
أنه ليس فى لندن اذن أين هو بحق السماء؟
ذهل عندما إكتشف انه ليس فى حجرة نومه فى فندق لندن فعاد للنوم
فوق حاشية لينة محشوة بالريش الله وحده يعلم ماذا يجرى.
وأحس بضعف شديد وبدا جسده كله يؤلمه وكأنه وضع داخل أله فرم
اللحوم ان الأمر لا يبشر بخير ومهما حاول كل جهده فانه لم يستطع
ان يصل الى أجابات عن أسئلة مقلقه أخذت تمطر عقله كالمطرقة
وأطلق زفره إجهاد بعد أن أستسلم فى صراعه غير المتكأفى
ثم سقط فى نوم عميق خالى من الأحلام.
-حسنا ... لقد ذهبتى حقاً هذه المرة واديتى المهمة بلا خطا
يا أنسه"بولى"
-اوه .. هيا يا "الزى"
ردت المرأه الأكبر سنا على"بولى"وهى تضع طبقاً من البيض المقلى
واللحم فوق المائدة أمامها
-لا تحاولى أن تتملقينى يا فتاتى ... ليس مجرد أنك كنت فى لندن
وظهرتى فى التليفزيون يدعوك لأن تستخدمى كل وسائل
أهل لندن الكريهة
أبتسمت "بولى" :بحق السماء ! ان الأستماع اليك يجعل المرء يعتقد
أنه فى غاية السوء وبقدر علمى فأنه مايحدث بها يعد مملاً
اذا ما قورن بما يحدث
فى هذه القرية وليس عليكى الا أن تنصتى للأنسة "جنكنز" فى المحل
على الناصية لتدركى أن قرية "ايستديل" ملئية بالرذائل والظلم
ردت عليها "الزى" فى تجهم:أنها كلمات تثير الغثيان وعليك أن تغسلى
فمك منها بالماء والصابون ثم لا تغيرى الموضوع
ولا تغامرى باحضار رجل غريب الى البيت مثلما فعلت ...
-حسنا أنى لا أجد الكلمات يا "الزى"....
وهذه حقيقة أن اليوم الذى تفقدين فيه الكلمات يا "الزى" سيكون اليوم
الذى يتحول فيه القمر الى قطعة من الجبن.
أبتسمت للمرأه التى كانت أكبر منها سناً والتى أعتنت بزوجة
والد بولى "اليسيا" عندما كانت طفلة وأستمرت بعد ذلك فى مزرعة
"ونترفلودز" مديره للمنزل بعد زواج زوجة أبيها من خمس سنوات
من السيد "جيل راتكليف" من السكان المحليين المحترمين الذى كان
يعيش على بعد نصف كيلو متر تقريباً من "أيسستديل هول"
بقيت "الزى" فى المزرعة لتعتنى بـ"بولى" وأهتمت بشئون الفتاة
أهتمام الأم وكان هذا الأهتمام أكثر من اللأزم احياناً وفكرت
"بولى"فى أن هذا اليوم بالتأكيد واحد من تلك الأيام التى لا تحتاج
فيه الى رعاية "الزى" و أهتمامها
زامت "الزى" وهى ترمى الطاسة فى الحوض
-لاتكونى ضعيفة وأنت محظوظة فعلاً لأن زوجة أبيك و زوجها
بعيدين الأن فى استراليا يا فتاة
لقد كان من المستحيل عليها أن توافق على وجود غريب يقيم فى هذا المنزل.
ثم ماذا كان من الممكن أن يقوله الخدم ..لست فى حاجه لأن أقول
لك ماذا كان سيقوله السيد"راتكليف" من كلمات خشنة
أستدارت لترمق بولى بنظرة معرفة
-أوهـ بحق السماء أنا الأن فى السادسة والعشرون من عمرى
وقادرة تماماًعلى العناية بنفسى
-صه
حاولت"بولى"أن تتجاهل اعترافات مدبرة المنزل الحادة وحملقت الى
البيض المقلى فى صحنها فى البداية الدكتور"مارتن"والأن"الزى"..
لقد ملت كثرة تنبيهها بأنها ساذجة خصوصاً عندما كانت مدركة تماماً
من أن فعلتها الليلة الماضية قد تحولت الى فعلة سخيفة بصفة خاصة
وأن من السهل أن ترى ذلك الأن .أخذت تفكر بأكتئاب فى برودة النهار
لقد كان الأمر مختلفاً الليلة الماضية عندما كانت قد تعبت من لندن
وبلغ بها الضيق مبلغه وذلك الرجل الغبى الذى خلق لها مشكلة وكان
من الواضح ان ذلك هو الأمر الوحيد الذى تستطيعه .
زفرت ومررت يدها بعنف خلال شعرها المجعد الأحمرقالت معترفة
-حسنا يا"الزى"اننى أوافقك أنه لم يكن من الواجب أن أسحب ذلك
الرجل الى هنا وعلى أى حال فهو موجود هنا وعلينا ان نستغل ذلك
أحسن أستغلال .اليس كذلك؟
-حسنا.. لا داعى لأن تأوى كل الفنانين والمشردين الذين تلتقين بهم فأمامك
الكثير لتفعلية فى هذه المزرعة
أنى أتذكر جيداً عندما أحضرتك زوجة أبيك لأول مرة هنا من ست سنوات
وكنت فتاة حسناء الوجه والأن أنظرى الى نفسك ! أن الله وحده يعلم أننى
أحاول أن أربيك وأغذيك ولكن يبدو أن ذلك مضيعة للوقت.
أن فتاة فى عمرك لا يمكن أن تكون بهذه النحافة
-شكراً لك
-حسنا....أن هذه ليس سوى الحقيقة
ردت "بولى" بحده:
-لا...لا... أنها ليست كذلك...وبعيداً عن الوجه الحسن كما تقولين فأن
وجهى سمين لدرجة مقززة
تجهمت عندما تذكرت نفسها كفتاة مملة سمينة فى السادسة والعشرين
من عمرها
لقد ولدت وتربت فى لندن وبعد وفاة والدها رجل الصناعة والمال
السير "والتر بريستون"صحبت زوجة أبيها الأرملة الشابة الى مزرعة
عائلتها فى الجنوب الغربى من أنجلترا .وعندما وقعت زوجة ابيها
"اليسيا" بسرعة فى حب"جيل راتكليف"وتزوجته وهو رجل محترم
يمتلك معظم أراضى القريه كانت"بولى" نفسها قد وقعت فى حب
مزرعة "ونترفلودز"نفسها وعندما أدركت أنها لا تعرف شيئاً عن
علوم الزراعة وأدارة المزارع التحقت بدراسة أكاديمية مدة ثلاث سنين
فى كلية الزراعة وبعدها أستطاعت بفضل الثروة الطائلة التى خلفها لها
والدها أن تقنع "جيل" أن يبيع لها المزرعة وكان قراراً لم تندم عليه أبداً
ووجدت سروراً بالغاً عندما عرفت أنها خلال السنوات القليلة الماضية
قد حققت نجاحاً باهراً وأنها تدير مشروعاً مالياً ناجحاً
أضافت "بولى" بحزم:
-لو كنت أنحف الأن عما كنت من قبل فأن ذلك يرجع الى المران العملى
الذى بذلته فى المزرعة وخلصنى من الوزن الزائد غير المرغوب فيه
مطت "الزى" شفتيها وعقدت ذراعيها فوق صدرها الضخم
-قولى ما شئت يا فتاة ولكن هناك فى الحياة ما هو أهم من الزراعة .
أن ما تحتاجين اليه هو رجل ينظم حياتك .
كان من الواجب أن تكونى متزوجة ولديكى حفنة من الأطفال تعتنين بهم
بدلاً من ضياع أيامك تتسكعين حول تلك الأبقار وصناعة الجبن
أنى لا أقول أنك غير ناجحة لانى أعرف أنك كذلك
ولكن هناك اموراً أكثر أهميه من جبن "مشروير"الذى أبتكرته
وهذا ما أعرفه تماماً
أن ذلك الطبيب الشاب"مارتن" يهواك وأنك على أستعداد للوقوع
فى أسوأ منه فلماذا التردد أذن ؟وما الخطأ فيه؟أنه رجل بارز مرموق
-لا يوجد خطأ فيه ولكن كل ما هناك أننى لا أريد أن أتزوجه.
لذا أرجو أن تشطبيه من قائمة المرشحين للزواج والتى تظلين
تلوحين بها أمام أنفى
-أذن أرجو ألا تغامرى بفرصتك مع ذلك الرجل الموجود بالطابق
العلوى يا فتاتى .لقد القيت عليه نظرة سريعة هذا الصباح
أنه بعيد عن الوسامة لمصلحتك ومصلحته الخاصة.
و أتطلع الى أنك ستسحبينه فى الحال الى دار رعاية أو ما شبة
ذلك بأسرع ما يمكنك
ضحكت"بولى" وهى تصب لنفسها قدحاً من القهوة
-لا تكونى بلهاء ...من الواضح أنه يشعر بالمرض الشديد
حتى لا يفكر فى أغتصابى أو يفعل أى فكره كريهة التصقت بعقلك
العتيق المخرف
أبتسمت نحو مدبرة المنزل القصيرة البدينة التى كانت تفحص "بولى"
بعينين غاضبتين أحمر خدا "الزى" من الشعور بالمهانة
-أنى لم أفكر فى مثل ذلك أبداً ولاأعترف بذلك .
أذا كان يهمك حتى لو كنت أفكر فى ذلك فعلا هل سيتحسن الرجل؟
ثم بعدها ماذا سيحدث؟ أود أن أعرف
قالت "بولى" بضجر وهى تنهض من أمام المائدة
-وقتها سيعود من حيث جاء .لقد قدم الدكنور"مارتن"عوناً كبيراً
الليلة الماضية وقد زارنا أيضا فى الصباح المبكر وهو فى طريقة
الى عيادته
من الواضح أن زائرنا الغريب قد التقط بعض حشرات البق
التى أمتصت دمه فى سفره .وقال الدكتور أنه يحتاج الى المحافظة
على دفئه فى الفراش وتناول الكثير من السوائل
أستدارت "الزى" كى تذهب الى الحوض حيث بدأت غسل
بعض الأوانى فى وحشيه وهى تهمهم
زفرت"بولى" وذهبت اليها حيث وضعت ذراعها حول كتف
مدبرة المنزل
-هيا يا"الزى" لا تكونى عجوزاً بائسة
أننى لا أعرف أى شئ عن الرجل ماعدا أنه أمريكى
وأنه أخبر الطبيب أن أسمه هو السيد "لنكلتر"
ولكن يجب عليكى أن تفهمى هذا حيث من الواضح أنه غريب عن البلاد
وليس أمامنا سوى الأهتمام به الى أن يتحسن
-حسنا
قالت "بولى" بسرعة:
-أعلم أنك ستفهمين ,بالمناسبة لقد أهتممت بأن أسال عن أبنة
السيدة"رينشو"..كيف حالها ؟أنها تتوقع وصول مولودها فى أى
لحظة
-أوه الم أخبرك بالأنباء؟ ان"ليلى" تتوقع ولادة توءم
-يا ألهى....أن هذا سيجعلها مشغولة
-نعم أعتقد ذلك
كانت المرأه سعيدة بالنبأ لأنها وهى أرملة ليس لديها أبناء كانت
دائماً واحة أمان بالنسبه لأبنة أختها الوحيدة التى تعمل
مدبرة منزل فى "أيستديل هول" وكانت "بولى" تعرف ذلك عنها
عندما غيرت الموضوع عن قصد أستمرت "الزى"
-أن أختى فى حالة قلق شديد وهى تريد أن تذهب لرعاية "ليلى"
والطفلين عندما يأتيان للوجود ولكنها لم تستطيع أن تترك المزرعة خالية
ليس فى أثناء وجود زوجة أبيك والسيد"أيستديل" فى أستراليا
وهى مرعوبة أن يقتحم اللصوص البيت
-حسنا أذا كانت السيدة"رينشو" لاتسطتيع ترك "الهول"
فلماذا لا تحصلى على بضعة أسابيع أجازة لتساعدى"ليلى"؟
نظرت "بولى" فى ساعة يدها وصاحت
-أوه يا ألهى ! لقد مر الوقت ويجب أن أذهب لمقابلة"جيم"بشأن درجة
حرارة حجرة الجبن
كان "جيم موكسون"صانع الأجبان لديها عبارة عن رجل دقيق
لدرجة قاتلة وعلى الرغم من أن التعامل معه أحيانا مضجراً
فأنها كانت تعلم أنها محظوظة بأستخدام رجل له مثل خبرته قالت:
-والى جانب ذلك فأن الطبيب البيطرى سيكون هنا بين لحظة
وأخرى لفحص أحدى البقرات لذا أرجو أن تكونى لطيفةومحبوبة
وأن تعتنى بالسيد "لنكلتر"وتتأكدى من حصوله على كفايته
من المشروبات هل هذا ممكن؟
-نعم بالتأكيد. سأفعل...ولكن مازلت أقول أن هذه ليست
بالترتيبات الصحيحة خصوصاً بالنسبه لفتاة شابة تعيش وحدها
هربت "بولى" فى أثناء صياح المرأه عبر الباب الذى يؤدى الى
فناء المزرعة
أنشغلت"بولى"أولاً مع الطبيب البيطرى ثم فحصت بعد ذلك اللبن
ومزارع الجبن ألى أن ركبت سيارتها اللأندروفر وبدأت تقودها
الى نهاية المراعى كى ترى كيف يعمل عمال المزرعة فى أزالة
الأعشاب الضارة وطوال ذلك الوقت لم تجد وقتاً تفكر فى أحداث
الليلة الماضية
أه لو أنها فقط لم تخضع لأغراء الذهاب ألى العشاء فى لندن الليلة
الماضية بصراحة بدأ الأمر لها الأن أنها أرتكبت غلطة شنيعة.
فى فبراير الماضى عندما تبعت رجال التليفزيون فى مكان
ما بالقرب من المزرعة
كيف كان يتسنى لها أن تعرف النتيجة كما سجلتها فى
كتاب ذكرياتها الذى أسمته "وسط الشتاء الكئيب"
عن حياتها على حدود المنطقة الجليدية فى مزرعة بعيدة فى"شروبشاير"
فى أثناء أيام الشباب .يمكن أن تصبح خبطة صاعقة أمام الجمهور؟
ببساطة لم يخطر ببالها ان الفليم يمكن أن يرشح لجائزة
الأنتاج وأنها مرشحة لحضور حفل تسليم الجائزة شخصياً
قالت لنفسها وهى متجهمة أنه لو حدث وعلمت كل المشاكل
التى وقعت الليلة الماضية لما سمحت للفليم ان يخرج
من بوابات المزرعة. اما وقد وقع ما وقع فأن كل وسائل الأعلام
تركتها فى حالة باردة تماماً .
لم تكن تمتلك "بولى" تلفزيون فأنها لم تتعرف على أى من نجوم
التلفزيون المشهورين سواء على المسرح أو السنيما
كانت تشك فى وجود أى شى مشترك بينها وبين مجموعة
الأشخاص الجالسين معها ألى المائدة .وبعد دقائق من محدثات متفرقة
مع مشاركيها فى العشاء الذى كانت تسجله كاميرات التلفزيون
وأكتشفت أنهم أكثر أهتماماً بألأبتسام أمام العديد من الكاميرات
عن الحديث معها قد أكدت لها أسوأ مخاوفها
كانت أحاديث الأعلان عن الجوائز والتهانى لا نهاية لها
وبدت مستمرة الى ما لانهاية وظل الأمر كذلك الى أن
صعد منتج فيلمها الى المنصه كى يتسلم جائزته عن الفيلم
"أحسن فيلم وثائقى " وأضئ ركن العشاء الذى كانت تجلس
وسطه بالكاشافات الساطعة وعندما أنتبهت ألى الرجل الجالس
على المنضدة المجاورة
أخذت "بولى" تحملق ألى الجسد القوى عريض المنكبين
وانتبهت الى نتيجة أنه دون شك أكثر الناس وسامة رأته فى حياتها
.وكان من الواضح أنها ليست الوحيدة التى تظن ذلك
تكورت شفتاها فى أبتسامة عندما رأت الفتاتين الشقراوتين الجميلتين
الملفوفتى القوام الجالستين الى جانبيه وكانت كل منهما تنافس الأخرى
فى جذب أنتباهه .وبدأ أنهما لم تحققا نجاحاً اذا أن الرجل أسترخى
فى مقعده وقد بدأ عليه التبرم الشديد وقد بلغ به الضيق حداً لا يطاق
تماماً مثلها
مرت لحظات قبل أن تدرك "بولى" أن الرجل أدارا وجهه البرونزى
الذى لوحته الشمس و عينيه الناعستين فى أتجاها وضبطها وهى
تبتسم للمنظر الغريب وأستجاب لها بسرور جاف قبل أن يرفع أحد
حاجبيه فيما يمكن أن يوصف بأنه غمزة تأمرية.
أحمر وجهها من الضيق لأنه ضبطها وهى لا تعتنى
بشؤونها الخاصة وأستدارت بوجها سريعاً كى تشترك مع الباقين
فى التصفيق للمنتج عندما عاد الى مائدتة
أدركت بصوره باهتة أن دورها فى أجراءات الجائزة
قد انتهى وأن بأستطاعتها أخيراً أن تنسل بعيداً بضمير مرتاح .
فشلت "بولى" فى أن تلاحظ أن الرجل الوسيم بالمائدة كان يتبعها
خارج الحجرة.
وظلت هكذا الى أن وصلت الباب الأمامى للفندق
وفتحت باب سيارتها "الفيرارى" وعندما أحست بأن ذراعها قبض عليها
بيد عريضه وسمعت صوتاً أمريكياً عميقاً يقول:
-أذا قررت أن تقطعى الحفل أيضاً أيتها الفتاة الأنيقة...
ما رأيك أن تقلينى الى فندقى؟
عندما فكرت "بولى" فى الأمر بعد ذلك قررت أنها لابد قد
فوجئت بظهور الغريب الغير متوقع وفقدت توازنها.
بالتأكيد لايمكن أن تفكر فى أى شرح أخر يفسر سبب قبولها
دون تردد أن تفعل ما طلبه منها
وعندما حان الوقت الذى تمالكت فيه نفسها وتعيد التفكير
فى حكمة ما فعلته كان الوقت فات.
همس وهو يجلس باسترخاء فى المقعد المجاور لعجلة القيادة
وهو يضبطه ليناسب حجمه الطويل:
-انها سيارةعظيمة ولدى واحدة مثلها فى بلدى بالولايات المتحدة
الأمريكية.. أنا أسف ان أختطفك بهذه الطريقة يا منية القلب
ولكنى أحس بدوار وتعب حتى الموت.
فكونى طيبة ودعينا نتخلص من هذا الضجيج بالابتعاد فى الطريق
كانت سرعة توالى الأحداث قد سيطرت على مشاعر"بولى"
يا لصداغة هذا الرجل وصفاقته!
يبرز من أى مكان ويتوقع منها أن تتصرف وكأنها سائق سيارة أجرة
أنها تشعر بالمهانة ومع ذلك فليس من الصالح أن تحاول
أن تطردة الأن .ولذلك زفرت زفرة حارة من جنونها
وأدارت محرك السيارة وأندفعت بها فى الشارع
على الرغم من أنها عاشت يوماً مافى لندن إلا أنها لم تكن متأكدة
من طريقها حول "ماى فير" وأستغرق الأمر منها بعض الوقت
لتستعيد ذاكرتها وهى تقود السياره خلال الشوارع الصغيرة
وعندما وجدت نفسها تقود السياره الى نهاية "بارك لين"
خطر ببالها أنها لم تسأل الرجل الغريب عن المكان
الذى يرغب فى الذهاب اليه
ودعت الله ألا يكون بعيداً فى مكان منعزل
وسألته وهى ترفع قدمها عن بدال السرعة وتبطئ لتأخذ
جانب الطريق:
-ما أسم فندقك؟
عندما لم يرد ضغطت على أسنانها فى ضيق ليست فكرتها
عن المزاح.. لكزته بكوعها
وكانت النتيجة الوحيدة التى حصلت عليها هى صوت كالخنزير
من الرجل الجالس بجوارها وأحست بدفعة من الغضب
تسرى فى جسدها وأذا ظن هذا الرجل أنها ستستسلم
مع هذا الهراء فأنها بالتأكيد ستفكر فى حل أخر
دارت بالسيارة نصف دورة سريعة وغير قانونية ووقفت بجوار
بعض السيارات التى تنتظر خارج فندق"دورستر"
وصاحت فيه وهى تستدير لتواجهه:
-هنا يجب أن تنزل الأن ..لا يهمنى أذا لم يكن هذا فندقك
ولكنه يصلح لأيوائك .لان كل ما يهمنى.....
وأنقطع صوتها عندما حملقت الى وجهه ووجدته مغلق العينين
ورأسه ملقى للخلف على المسند .أخذت تولول وهى تهزه بوحشية
-أوه..لا..أننى لن أسمح لك بأن تنام عندى
هاى ..هيا أستيقظ أيها الرجل الأبله ...أستيقظ فى الحال !
بعد لحظات عادت بولى لتجلس فى سيارتها وهى تلتقط نفساً
عميقاً وتحاول أن تهدئ نفسها وتفكر فى الوضع الذى وجدت
نفسها فيه الأن
قبل كل شئ ليس هناك ما يمكن أن يوقظ ذلك الراكب الغريب الغامض
حتى بعدأن لجأت الى صفع وجهه بقسوة
فكرت فى أنه جميل الطلعة لدرجة مذهلة عندما
يسقط شعاع أنوار الشارع فأضاء وجهه وشعره الأسود
الذى نزل على حاجبيه.
وكان وجهه مربعاً بعظام قويه فى الفكين وبشرته لوحتها الشمس
بقوة لم يسبق لها
ان رات رجلاً له تقاطيعه الكلاسكية الوسيمة.
كزت على أسنانها فى ضيق من نفسها لأنها سمحت لنفسها أن
تخدع وكأنها مراهقة فأبعدت عينيها بقوة عن الغريب جميل الطلعة
وأخذت تنظر من خلال الزجاج الأمامى للسيارة
ماذا بحق السماء ستفعل معه؟ على أية حال على الرغم من أنه
لم يقل الكثير ألا أنه كان مرهقاً لدرجة الموت
ولكن ربما كان متعباًمما تناوله من شراب.
لماذا لم تسأله عن أسم فندقه قبل أن يموت؟
يا الهى كيف يمكن أن تصبح
غبية أحياناً؟ أخذت تسب وتلعن من تحت أسنانها
عندما أدركت أنه لابد أن
يحمل وكذلك أسم فندقه وذلك فى حافظة نقوده
أستدارت وأخذت تتحسس داخل
بطانة سترته الرمادية .لا يوجد حافظة نقود!
ولكن لابد أن يكون هناك حافظة.
لايمكن أن يسير الشخص دون ما يثبت شخصيته
ودون نقود فى هذه الأيام
وفى هذا السن .وأخذت تفتش بطريقة محمومة
داخل الجيوب الداخلية
والخارجية وجيوب البنطلون ولم تجد أى شئ
فقط ولاعة سجائر ذهبية
.ولم تجد أيضا أى شئ فى جيوب بنطلونه الخلفية
تنفست بولى بعمق وهى تحاول أن تمنع نفسها من الصياح
بسبب ما شعرت به من يأس
ها هى الأن سجينة سيارتها مع رجل غريب
مستغرق فى نوم عميق غائب
تماماً عن العالم وفى الحقيقه لاتسطيع أن توقظه
لم يكن يحمل أى أثر
يدل على هويته وليس لديها أية فكره فى أى فندق
من مئات الفنادق فى لندن
يمكن أن يكون نازلاً فيه ولا أى طريقة لمعرفت ذلك
ثم الى جانب المشاكل الناجمة عن ذلك الأمريكى الغامض
هناك شؤونها الخاصه التى يجب عليها أن تهتم بها
فهى لم تعد أية ترتيبات لتبقى الليلة فى لندن
ثم أن الطبيب البيطرى سيزورها فى الصباح لعلاج البقرة المريضة
أخذت تحملق وهى مقطبة الى الرجل الذى لايزال ملقى فى
عناد وفى نوم عميق فى المقعد المجاور لها.
وأخيراً أستقرت على قرار فقالت لجسده الغائب
عن الوعى وهى توجه سيارتها "الفيرارى" الحمراء الى
الطريق السريع:
-أنا أسفة لهذا ربما لا ترغب فى قضاء الليلة فى"شروبشاير"
ولكن ليس لدى أية وسيلة أخرى .
ثم أخذت تواسى نفسها بفكرة أن بأستطاعتها أن تضعه بعد ذلك
فى القطار المتجة الى لندن فى الصباح المبكر
وكانت ستفعل ذلك لولا أن الرجل اللعين سقط مريضاً
غائباً عن الوعى عندما وصلا الى"ونترفلودز"
وقد أكتشفت بولى ذلك عندما حاولت أن توقظه
ثم وضعت يدها على جبهته وأكتشفت أنه يعانى أرتفاعاً فى الحراره
ومن همهمته كان واضح أنه بدأ يخرف.
أندفعت الى البيت نحو الهاتف وأحست بأرتياح عندما عثرت
على الدكتور"راى مارتن"
ولا يزال فى الخدمة وزاد حمدها عندما وافق على
الحضورلفحص الرجل ونظراً لأن الطبيب الشاب
أستدعى فى هذا الوقت من الليل فقد كانت تعليقاته متوترة:
-أنت ساذجة تماماً بولى!ومن الأفضل لكى أن تتضرعى الى
الله أنه عندما يستسقظ هذا الرجل
الا يقاضيكى بتهمة الخطف
كانت قد أخبرتة متى وكيف أحضرت ذلك الغريب
الى مزرعتها وهم يحملان للأمريكى الطويل الضخم
عبر البهو ثم صعدا الدرج الى حجرة النوم الأضافية
أسرعت الى الدور الأرضى لتعد قدحاً من القهوة للطبيب
ولم يمضى وقت طويلاً حتى أنضم "راى"اليها فى المطبخ الدافئ
وأخذ يحتسى القهوة الساده فى تلذذ
ويلتهم قطعة ضخمة من كعكات "الزى" بالشوكولاته
-أوهـ أنها رائعة لاشك أن "الزى" جوهرة بلا ثمن وكعكاتها
رائعة ولذيذة كم أود لو أنك غيرت فكرك وتقررين الزواج بى
وبذلك أحصل عليكى وعلى"الزى" أيضاً ضحكت "بولى":
-بأمانه يا"راى"لقد أخذت أسوا الأوقات كى تطلب منى الزواج
علينا أن نركز على المشكلة الخاصة بذلك الرجل المسكين الملقى
هناك فى الدور العلوى كيف حاله؟ وماذا أفعل؟هل أستطعت أن تعثر
على أى شئ يدل على هويته؟
قال"راى"فى حركة تمثيلية وهو يمد يده بالقدح طالباً للمزيد من القهوة
ويتقمص شخصيتة المهنية:
-أن المرأة يسمونها القسوة ! لقد أفاق الرجل وأنا أفحصه
وعندما سالته عن أسمه أعلن أنه"جيمس أونيل لينكلترالثالث"
يا له من أمريكى !
ثم أفصح عن شئ ما يفيد أنه وصل حالاًمن أفريقيا ثم أستغرق فى
فى حالة شبه غياب من الوعى والأسم لم يثر أى أنتباه لدى كما ترين
على الرغم من أنه يبدو مألوفاً بطريقه غامضه والأغرب من ذلك أنه
لا يحمل أى شئ فى جيبه وأننى أتساءل كيف حضر حفل العشاء.
ربما كان له عشيقة هناك ووضع كل شئ فى حقيبة يدها
صاحت "بولى"
-ومن يهتم بطريقة حضوره الحفل العشاء؟ أريد أن أعرف ماذا به؟
وهل سيصبح بخير؟
-الأخبار السارة هى أن غريبك السيد"لينكلتر" سيعيش....
وأنه نوعيه من الرجال الأقوياء الأصحاء لدرجة مذهلة
فى الحقيقة سأتى غداً صباحاً أو الأصح هذا الصباح ومن الأفضل أن
أخذ عينه من دمه لمجرد الأحتياط.وعلى أية حال فأنه على الرغم من
أرتفاع حرارته فأنه فى الحقيقة بدأ يتحسن قليلاً وأميل أكثر للأعتقاد
بأن حشرة غريبة قد لدغته ربما أحضرها من أفريقيا.
بالأضافة الى حاجته للنوم
ومن المحتمل أنه شرب الكثير فى الحفل ولذلك أستطيع أن أقول
أنه يحتاج الى الكثير من الراحة. وعندما يستيقظ عليكى أعطاءه
أكبر قدرممكن من السوائل وبصفة مستمرة .
أشتهر "راى مارتن" واحداً من أحسن الأطباء المحلين وكانت
"بولى" تثق بأحكامه.رغم أنها لم تنم جيدا الليلة الماضية لقلقها
من أحتمال أستيقاظ الغريب ويجد نفسه فى مكان غريب.
على أى حال فأن مخاوفها لم تتحقق وعندما أطلت عليه فى
الصباح كان لايزال مستغرقاً فى النوم.
جاء"راى مارتن" كما وعد فى الصباح فى الساعة التاسعة
كى يحصل على عينة الدم.ألمت أبرة سحب الدم الرجل المريض
الذى بدا يتملل فى عدم أرتياح فوق السرير.أمر الطبيب"بولى"
أن تثبت الرجل فى حزم فوق الوسائد وأستمر فى عمله بأقصى
سرعة ممكنه بينما ضغطت هى يدها فوق كتفى الغريب بأقصى
قوتها نجحت "بولى" فى تثبيته ولكن عندما سحب "راى"الأبرة
وتركت ذراع الرجل وجدت "بولى" نفسها أسيرة بين ذراعى
الغريب القويتين كالصلب شهقت وقد أحمر وجها من الحرج:
-لا تقف هكذا ثابتاً خلصنى مما أنا فيه
أخترق عبير صدره خياشيمها وأحست لحظات بالدوار وقد
قطعت أنفاسها . ساعدها "راى" فى تخليص نفسها وقال بجفاء
-حسنا..يمكننى أن أقول أنه قد تحسن ...أليس كذلك؟ويبدو أن
ما فعله هو رد فعل طبيعى لاى رجل لديه دماء حاره.ولست
وأثقاً بماذا سيكون رد فعله عندما يفيق أذا كان هذا رد فعله
وهو شبه غائب عن الوعى؟
همهمت فى عصبية وهى تسوى قميصها القطنى :
-كف عن هذا الهراء!
-هراء فى قول بأنك امرأه جذابة جداً .ولكن أرجو أن تبعدى عينيك عن
ذلك المريض حتى يشفى أيتها الفتاة
سار نحو الباب سارت "بولى" غاضبه من سخرية"راى"التى لا
لزوم لها ومن مسلكه التملكى نحوها .أخرجت لسانها فى وجهه
وأن لم يشعرها ذلك بالأرتياح الا لحظات قصيرة.جلست فى الخارج
تشاهد عملية قطع الأخشاب وهى لا تزال تتميز غيظاً من شعورها
بالمهانه ..أن "راى مارتن" صفيق حقاً..حسنا لقد كان ذا نفع كبير
عندما حضر فى منتصف الليل لفحص الأمريكى المريض ولكن هذا
لا يعطيه حق فى ان يلمح الى أنها امرأة مثيرة للرجال وكيف يقول
لها:أبعدى عينيك عن الرجل المريض؟
وكانت "الزى"أسوأ منه ..ذكرت"بولى"نفسها بذلك وهى تسيربالسيارة
اللاندروفر للخلف عبر البوابة ثم قادتها عائدة الى بيت المزرعة.
كل ما يهم المرأة العجوز هو الوجه الأخر من العملة وأن أى شاب
يقترب من المزرعة يبدو وكأنه أتى مدفوعاً بنيات قذرة.. لقد حان
الوقت أن يعرف الجميع أنها كبرت وتستطيع العناية بنفسها .
أعلنت "الزى" عندما دخلت"بولى"الى المطبخ:
-لقد أستيقظ الرجل فى الدور العلوى أخيراً .وهو لا يرتدى سوى
القليل من الملابس.
-يا إله السموات !أننى لم أخلع عنه ملابسه ..لابد أن الدكتور"مارتن"
فعل ذلك وهو يفحصه . زامت المرأة العجوز
-أوه ..حسنا.. أننى أعرف كل شئ عن هؤلاء الحيتان الأمريكية وقد
أخبرته بذلك وحذرته
-يا إلهى !ماذا تقولين؟
ردت عليها مديرة البيت بحدة
-لم أقل سوى الحقيقة..أنى أتذكر تماماً كلمات أمى خلال الحرب العالمية
الأخيرة هؤلاء الجنود الأمريكين أنها فعلاً كانت على حق فقد دفعت هى
وبعض فتيات القرية الثمن
زامت "بولى"
-أوهـ....أوهـ...لا!
-أوهـ...نعم!أنه لأمر رهيب ما تفعله الفتيات مقابل زوج من الجوارب
الحريرية أنك لن تتحملى سماع ما أقوله عما حدث .
-لاأريد أن أسمع أى شئ من هذا الهراء لا أنا ولا ذلك الرجل المسكين
الراقد فى الدور العلوى.
سارت"بولى"خارجة من المطبخ نحو القاعة . ترددت عند حجرة
الضيوف وتريثت كى تجمع شتات أفكارها . الله وحده يعلم كيف
ستشرح كل ما حدث؟ وهى تعلم أنه سيتضايق كثيراً عندما يجد
نفسه بعيد عدة كيلومترات عن لندن ولكن الأن بفضل "الزى"فأن
ذلك الأمريكى الغريب لابد أن يكون حانقاً فعلاً.
تنفست بعمق وطرقت الباب ثم دخلت الحجرة همست وهى تنظر
نحو الوجه الملقى على السرير العريض
-صباح الخير يا سيد"لنكلتر"
همهم الغريب وهو يرفع رأسه ببطء:
-بقدرعلمى أعرف أن هذا أسمى ولكن مادمت قدأنتهيت الى معرفة
أنه يبدو أننى فى مكان غريب مجهول فلربما تفضلت وأخبرتينى
من أنت وماذا بحق السماء أفعل هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:19 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
تريثت "بولى"لحظات على عتبة الباب ورفعت كتفيها وسارت فوق
الأرضية نحو الرجل الملقى فوق السرير ذى الأعمدة الأربعة.حملق
اليها بعينين زرقاوين فاتحتين لم تر مثلهما من قبل وكان الغريب
الوسيم على الرغم من ضعفه الشديد وحالته المتدهوره يشع قوة
جسدية رجولية
وقد زاد من عزمه وتصميمه قوة فكيه المشدودين .قالت أخيراً:
-أسمى "بولى بريستون"وأنت موجود فى مزرعة"ونترفلودز"فى
مقاطعة "شوبشاير".
عندما أستمر يحملق اليها بتعبير باهت أضافة:
-أذا نظرت الى الخريطة فسترى أننا فى حوالى منتصف الطريق
فى الجانب الغربى من أنجلترا وعلى بعد حوالى ثلاثمائة كيلو متر
من لندن....اذا كان هذا يساعدك؟
هز رأسه وأطلق ضحكة تشبه النباح الغريب لابد أنه ظن أن
الأنجليز مخلوقات مجنونة ولابد أنه الأن متأكد من ذلك على
المرء أن يتصور محاولة أخبار شخص من الولايات المتحدة بهذه
المعلومات المجنونة
مثل (استدر لليمن نحو واشنطون ثم سر لليسارالى سانستاتى!)
لابد أن رجال مستشفى المجانين سيهرعون بمعاطفهم البيضاء
لحملها للمستشفى.ومع ذلك عندما دقق الرجل النظر الى الفتاة
أعترف بأنها تبدو طبيعية بدرجة كافية ولابد أنها دون شك
الأنسة"بولى"التى أشار اليها ذلك الطبيب الرهيب الذى كان
بحجرته من قبل.
عندما مالت على السرير بطريقة عارضة وهى مرتدية جينزاً
ضيقاً وتى شيرت يبرز أستدارت جسدها تساءل :من يمكن أن
يعتنى بمثل هذه الفتاة المتملكة لأعصابها؟ورغم خصلات شعرها
الحمراءفوق عينين خضراوين لامعتين وأنفها المرفوع والمغطى
بالنمش فأن هذه الفتاة لاتشبه أطلاقاً أية فتاة جيران؛وأنما سيدة
ناضجة تماماً.
أبتسم لها أبتسامة ساخرة
-أود أن أقول المعلومات التى قدمتها لى حالاً ساعدتنى كثيراً
فى معرفة أين أنا . ولكن لكى أكون صريحاً لابد أن أعترف
أنها غير واضحة وضوح الطين.لذا ما رايك فى أن تبدئى
من البداية وتخبرينى ماذا أصنع هنا بحق السماء؟
ترددت "بولى"لحظه:
-أوهـ.. نعم.. أعتقد أنى أختطفتك وأعلم أنه لم يكن من
الواجب على أن أفعل ذلك ولكن وقتها لم أكن أستطيع التفكير
فى أى شئ أخر.
يا الهى! لابد أنه يعرف أنه معرض دائماً للأختطاف ولكن
دون شك لم يخطر بباله أن يحدث ذلك فعلاً.وأذا فكر
بالأمر فلا غرور أنه يشعر بالضعف والأرهاق..لابد أنه يظن
أنهم أعطوه جرعة كبيرة من المخدر ليبقوه ساكناً.
بذل جهداً جباراً كى يجبر نفسه على الهدوء ولم تكن
لديه القوة كى يفعل أى شئ للخروج من المكان. ليس على
الأقل فى هذه اللحظة ولذلك كان أفضل ما يمكن ان يفعله
هو أن يجعل تلك الفتاة تواصل الكلام وبهذه الطريقة فقط
قد يتمكن من فهم ما يجرى حوله.
-حسنا !كم من المال تطلبين؟
-كم؟!!
تجهمت "بولى" دهشه وأستغراباً.لابد من أن شيئاً رهيباً
يجرى وسط هذه المحادثة .كانت تتوقع منه أن يغضب
بسبب وجوده على بعد مئات الكيلومترات من فندقه فى لندن
ولتعرضه فى نفس الوقت لوجهات نظر"الزى" المجنونة
عن الأمريكيين .ولكن لم يخطر فى بالها أبدا أن يكون رد
فعله بهذا الغضب العارم
كانت عيناه الزرقاوان تحملقان اليها ببرودة الثلج بينما توتر
الجسد الأبيض تحت الأغطيه وأصبح مشدوداً وكأنه سوسته
قال:
-الفدية بالتأكيد؟ كم تطلبين؟
أتسعت عينا "بولى"
-الفدية ؟هل أنت مجنون ..أعلم أنك كنت مريضاً ولكنى أستطيع
ان أؤكد لك أننى لا أفهم ما تقول
-لقد قلت حالاً أنك قد أختطفتنى....
ضحكت "بولى"
-أوهـ بحق السماء لقد كان هذا ...حسناً ...مجرد صورة بلاغية
بالتأكيدلم أختطفك..يا لها من فكرة غير عادية!
بدأ الأحساس بالتوتر يزول ببطء ويحل محله الأرتياح
-ألا يوجد أختطاف؟
-بالتأكيد لا!لماذا بحق السماء يرغب أحد فى أن يختطفك على
أية حال؟
نظرت اليه فى فضول فهز كتفيه بلا أكتراث:
-أنه يحدث كثيراً فى البلاد التى جئت منها.
-حقاً ؟! أننى أستطيع أن أعدك بأنك حالما تسترد عافيتك يمكنك
العودة الى لندن أو أى مكان . أخر أتفقنا؟
قال بأبتسامة مقطبة قبل أن يسترخى فوق الوسائد:
-سالزمك بهذا الوعد ..أذا ما رأيك فى أن تقصى على فصلاً
من الرواية عن كيفية وصولى الى هنا فى منتصف الطريق
فى الجانب الغربى من أنجلترا؟
قهقهت "بولى" :
-انه نوع من الوصف المجنون..اليس كذلك؟
-يمكنك أن تقولى ذلك مرة أخرى ...توقفى لحظة!
قبل لأن تستمرى ما رأيك فى أن تجلسى على طرف السرير؟
أننى أحس ألام شديدة فى رقبتى وأنا أحملق اليك بهذه الطريقة
ترددت لحظه ثم أحست بأغرب أحساس فجأة وهى تنظر فى
عينيه الزرقاوين من أعلى هزت رأسها ثم تحركت لتجلس
على طرف السريربجواره وهى سعيدة لأنها أرحت ساقيها
الضعيفتين المهتزتين
-حسنا ...من أين أبدا؟
قال بحزم :
-من البداية والى النهاية
-حسنا لقد كنا نحن الأثنان نحضر عشاء فى لندن هل تذكر
هذه الواقعة؟
هز رأسه:
- ببطء نعم ..رغم أنى أساسا لاأذكر أى شئ على الأطلاق وأذكر
فقط أننى طرت من أفريقيا قبل أن يبدأ المهرجان بساعات قليلة.
ماذا حدث بعد ذلك أذن؟
بينما أستمرت فى ربط الأحداث التى أدت الى وجوده فى
المزرعة بهتت أبتسامته وأخذ يغمغم ويشكو بصوت أجش
وهى تشرح أن عدم وجود ما يثبت شخصيته هو الذى أدى
الى كل هذه التعقيدات.
-بدون هوية وعدم وجود أية فكرة عن أسم الفندق الذى تقيم
فيه لم أستطيع أن أقرر أى شئ أخر أفعله سوى أحضارك
معى الى هنا ويجب أن أعترف بأنه لم يكن قراراً عاقلاً على
الأطلاق.وعلى أية حال ربما كان حسنا ما فعلت لأن الطبيب
يقول أن حشرة ما لدغتك وزاد من وطاة الأصابة سفرك
بالطائرة النفاثة
قال وهو يمسك بأحدى يديها :
-أنا أسف يا "بولى"أن ما حدث هوأننى خرجت من الطائرة
متعباً ومرهقاً لدرجة الغباء ..وقابلنى "مارتى"
-"مارتى"؟
تردد:
-"مارتى جولدمان"..حسنا دعينا نقل فقط أحد شركائى فى
الأعمال .على أية حال قابلنى ومعه سيارة مستأجرة ثم القى
بى فى فندق "ريتز"حيث نمت هناك بضع ساعات ثم عرض
على أيضاً أن يحول كل نقودى السائله الى عملة أنجلترا .
لذلك أعطيته حافظة نقودى التى تحتوى أيضاً على جواز
سفرى لقد قال أنه لديه بعض الأمور ليرتبها فلابد أنه كلف
سيارة بأن تنقلنى للحفل على أن يلتقى بى فيما بعد فى الفندق
مع النقود المستبدله ..أنا أسف جداً لأنه أغمى على ولم أعد
قادراً على أخبارك بمكان أقامتى..أعتقد أنى كنت مشكلة لك
-لا...لاعلى الأطلاق
أدركت فجأة أنه لا يزال ممسكاً بيدها بقوة.كان من المثيرللسخريه
ما تحس به الأن..حسنا ذلك الأحساس الغريب من لمسة أصابعه
الدافئة وحركة راحة يده وهى تدلك رسغها وفى كل مرة يسلط
عينيه الزرقاوين عليها تحس بقشعريرة تسرى فى رقبتها ورجفة
عصبية فى عمودها الفقارى ..يا إلهى العزيز ربما أصيبت هى
الأخرى من لدغة الحشرة
-أذن أخبرينى بهذا المكان مزرعة"ونترفلودز" لقد سمعت بعض
البقرات تخور فى هذا الصباح الباكر لذلك استطيع ان أقول أنك
وأسرتك فلاحون حقيقيون؟
-حسنا أنا فلاحة وأنا أمتلك هذه المزرعة وأديرها بنفسى ..
بمساعدة بعض عمال المزارع بالتأكيد وأنا أركز أساساً على
الحاصلات الزراعية ومنتجات الألبان ومع ذلك من سنتين بنيت
مزرعة البان حديثة وبذلك تنتج المزرعة أيضاً البان عالية الجودة
تشبه جبنة أنجلترا الشهيره "تسلتون"أن أطلقنا عليها أسم
"وبشاير الزرقاء"
رفع أحد حاجبيه دهشاً
-اننى أعرف كل شئ عن النساء المتحررات ولكن اليس غريباً
بعض الشئ أن تدير فتاة بمفردها وحدة مجمعة مثل هذه.أبتسمت:
-لا..ليس فى الحقيقة هذه الأيام وأن كانت هذه المزرعة التى تبلغ
مساحتها أربعمائة وخمسين هكتار وهو الحجم المثالى فى أنجلترا
ألا أنها لاتعتبر سوى جزء صغير جداًن برارى أمريكا
-يمكننى القول أن هذا عمل شاق لفتاة بمفردها .ولذلك اتعجب
كيف أمكنك حضور حفل العشاء فى لندن؟
-هل أنت مشتركة فى صناعة الترفيه؟
ضحكت "بولى":
-أوهـ ..لا أنه أمر ليس بالمهم
كانت لا تريد حقاً أن تستمر فى مناقشة هذا الموضوع حول
الفيلم التلفزيونى قالت له متهربة :
-اتود ان أصب لك بعض عصير البرتقال؟
همس وهو يدع يدها وهى تصارع كى تنهض:
-نعم بالتأكيد
همهمت بعد لحظات عندما عادت تنهض ومعها كوب عصير
البرتقال وقد أحمر وجهها من الجهد الذى بذلته لتساعده على
النهوض والجلوس مستقيماً معتدلاً فوق الوسائد وهى تحس
بالحرج وشعور غريب جداً وهى تضع يدها على صدره العارى:
-هيا أنهض ودعنى أساعدك .قالت فى نفسها فى وحشية أن تكف
عن التصرف بهذه الحماقة يبدو أننى لا أصلح ممرضة .
أنها تتصرف وكأنها لم تقابل العدد الكافى من الرجال وصدورهم
عارية. أن معظم رجال المزرعة عملياً يعملون وصدروهم عارية
فى الحقول أو فى أكوام القش وقت الحصاد.
ولكن لا يوجد ولا وأحد منهم مثله قوى العضلات والبنية .
ثم أنها لم تكن تحس بالرغبة المجنونة التى تحس بها الأن فى أن
تمررأصابعها على بشرته الملوحة الداكنة
-بالنسبة للممرضات فأنك تعتبرين تحسيناً لنوعيتهن خصوصاً بالنسبة
الى تلك المرأة العجوز المجنونة التى كانت هنا من قبل
بالتأكيد لم تحب فكرة وجودى هنا وهذا أمر مؤكد
ضحك ضحكة تشبه النباح . أبتاعت "بولى" ريقها بصعوبة
وقدأحمر خدها وهى تنزع عينها بعيداًعن جسده الذى لوحته
الشمس :
-أوهـ ..لا داعى للقلق بالنسبة لـ"الزى" انها كالطبل الأجوف.
لابد أن تتمالك .أستدارت نحو المائده التى بجوار السرير ورفعت
أبريق عصير البرتقال .لم يكن مرتدياً شيئاً سوى ملابسه التى
كان يرتديها فى حفل العشاء .الرجل المسكين ليس لديه أى شئ
أخر يبدل به ملابسه .أنه لأمر غريب ومثير للسخريه .
ولكن عليها أن تجد وسيلة تلبى حاجته الى ملابس نظيفة
سالها:
-أذن من هى "الزى"؟هل تعيش هنا فى الزرعة معك؟
-لا أنها تمتلك كوخاً خاصاً بها عند نهاية الطريق غيرأنها ظلت
الطاهية ومديرة البيت هنا فى"ونترفلولدز"منذ وعيت على الحياة
وهى تعتبر البيت بطريقة أو بأخرى بيتها الخاص.
كزت "بولى" على أسنانها غاضبة عندما أكتشفت أن
الكوب طفح بالشراب وسقط بعض العصير على المائدة
لقد بدت وكأنها ستنهار وتساءلت ماذا حدث لها؟
قــــالـــــت:
بالمناسبة أنا أسفة لأن أقول :أننى وسط كل الضجة التى صحبت
وصولك للمزرعة لم أفكر فى ملابسك . ما أعنيه حقيقة البيجاما
وما شأبه ذلك ..لقد كان على أن أحاول أن أبحث لك عن شئ تحلق
به ذقنك أيضاً على ماأظن
قال بلهجة ماكرة وهو يرفع يده ليمررها على ذقنه:
-أعتقد ذلك .على أية حال لا داعى للقلق بشأن البيجاما لأنى
لا أرتديها أبداً.
-أوهـ... حقاً؟
-هــاللو..كيف حال المريض؟
أستدارت وقد أضاء وجهها عندما رات الطبيب واقفاً فى مدخل
الباب وذهبت لتحيته بحماس حتى أنه نظر اليها فى دهشه
-"راى" أن السيد "لنكلتر" يبدو فى تحسن كبير حقاً وهكذا أظن
حسنا....فقط سأترككما بمفردكما
غمزت "بولى" بعينها وهى تثرثر وتتلعثم ثم أبتسمت للرجلين
قبل أن تهرب ببرأعه من الحجرة
عندما دخلت "بولى" مطبخ البيت الريفى بعد دقائق وجدت"الزى"
تستعد للعوده الى كوخها وقالت:
-لابد أن أرحل مبكرة اليوم حتى أبحث عن رجل لأصلاح ماكينة
الغسيل .على أية حال لقد تحدثت مع الدكتور"مارتن"وقد أخبرنى
بأن الرجل فى الدور العلوى ليس بصحه جيدة تمكنه من مضايقتك
ولذلك أعددت له صحناً من الحساء وما عليكى الا أن تتصلى بى
هاتفياً وسأعود لأطهو له بعض العشاء
-شكراً "الزى" لقد كنت أتساءل ماذا أقدم له للغداء!
-حسناً....ربما قلت اننى لم أحبذ فكرة وجود ذلك الأمريكى هنا
ولكن عندما رأيت كم هو مريض فأننى أعرف واجباتى كمتدينة
نحو المرضى
أبتسمت "بولى" عندما أغلقت المرأة العجوز الباب خلفها وهى
راحلة عندما أدركت فجأة أن"مارتن"ربما يحتاج الى قدح من
القهوة المعتاد لم تعرف لماذا عاد بسرعة الى المزرعة .
وضعت الأبريق فوق الموقد .ونظرت الى داخل خزانة
الفضيات العتيقه المغطأة بمفرش رقيق وسمعت صوصوة
الكتاكيت التى أتت حالاً للحياة فى صندوق وقالت للقط الأسود
الضخم المكوم فوق مقعد هزاز عتيق :
-أرجو ان تتأكد من أن تبعد مخالبك الحادة عنها
نظر اليها القط نظرة كلها براءة قبل أن يخفض عينيه وأخذ يلعق
مخالبه
كانت على وشك أخراج قدح ومعلقة عندما دخل "راى"
-حسنا..لا أظن أنه لا داعى لأن تقلقى كثيرعلى ضيفك غير
المتوقع.أنه سيحتاج الى أيام قليلة من الراحة بالتأكيد .ولكن يبدو
أنه على وشك الشفاء من لدغة الحشرة أيا كانت .. وكم أتمنى
لو أننى فى مثل حالته الصحية .
ربما كان على أن أقوم ببعض ألعاب الأسكواش كل أسبوع لأنى
أبدو بديناً مترهلاً بالمقارنة به
سألته :
-وماذا يفعل للحصول على لقمة العيش؟
هز "راى" كتفيه بلا أكتراث :
-لست أدرى حقاً .أنى لم أساله ولكنه أخذ يهمهم شيئا حول
الأعمال والأسهم وعندما رأيت أنه ليس على مايرام لم
أضغط عليه فى هذه النقطة.
-أذا كان قوى البنيه كما تصفه فلابد أنه بطل رياضى؟
-لا ..أعتقد أنه أكبر فى السن من ذلك على ما أظن لابد أن يكون فى
الخامسة والثلاثين من عمره وهو ما جعلنى أتاثر من حالته وهو
جميل المنظر أيضاً .أليس كذلك؟
حاول أن يكون سؤاله عارضاً وأن بدت نظرته الغامضة واضحة
والتى وجهها سراً الى "بولى"
أحضرت"بولى" زجاجة لبن من الثلاجة وهزت كتفيها بلا أهتمام
-لا أستطيع أن أقول أنى أوليت شكله أهتماماً
ركزت على صب السائل فى القدح الصغير وسالته:
أتود قدحاً من القهوة ؟أو ربما شراباً بارداًفى هذا اليوم الحار؟
-لا..شكراً..أخشى أننى متعجل ولم أزر فى طريقى الى القرية
سوى مريض واحد
سألته وهو يلتقط حقيبته ويتحرك نحو الباب :
-وماذا عن السيد"لينكلتر"؟
-لقد بدأ متعباً بعض الشئ عندما تركته . لذا عليكى فقط أن تتركيه
ليستريح يوماً أو يومين حتى يتخلص من أثار لدغة الحشرة من دمه
وبعدها تستطعين شحنه الى حيث جاء من قبل .ولا أعتقد أننى فى
حاجة الى عيادته مرة أخرى ألا أذا أظهرت عينة الدم ما يستوجب
علاجه .أنا أسف يا"بولى" ولكنى لابد أن أرحل وأتصلى بى هاتفياً
أذا حدث حدث تحسن فى حالته خلال الأربع وعشرون ساعة .موافقه؟
وداعاً
بعد فترة صعدت "بولى" للطابق العلوى وطرقت باب حجرة الضيافة
ثم دخلت ووضعت صينية على المائدة وقالت:
-لقد أعدت لك"الزى"حساء طازجاً هل تعتقد أنك تستطيع أن تتناوله
بنفسك؟
قال الأمريكى وهو يعدل جلسته فوق الوسائد بينما وضعت
"بولى"الصنية على حجره
-أنى لا أشعر بالجوع ولكنى سأحاول وبالمناسبة فأنى أذكر أننى
لم أشكرك لعنايتك بى لقد أخبرنى طبيبك بأنى لم أكن فى حالة
صحية جيدة الليلة الماضية وأنا ممنون جداً لك يا "بولى"
-لا باس وأنا أسفة لأضطرارى لجرك كل هذه المسافة بعيداً عن
لندن ولكن"راى"يقول أنك ستسترد صحتك خلال يوم أو أثنين
وتعود طبيعياً وفى نفس الوقت هل هناك ما أستطيع أن أفعله لك
يا سيد "لنكلتر"؟
قال مطمئناً:
أننى أشعر بتحسن كبير بالفعل ومع ذلك هناك أمر أو أثنان على
سبيل المثال أشعر أننى بعيد عن العالم فهل يمكننى الحصول على
بعض الصحف؟ثم هل من الممكن أن ننسى هذه الرسميات مثل سيد
"لنكلتر"؟
وأصدقائى غالبآ ما ينادونى بـ"جيمس"فهل تظنين أن بأستطاعتك
أن تفعلى مثلهم؟
أبتسمت:
أظن انى سأنجح فى ذلك يا "جيمس"ومع ذلك هناك مشكلة
صغيرة بالنسبة لطلبك الصحف أخشى أنه ليس لدى هناك أى
صحيفة .فى الحقيقة أنى لم أحصل الأنباء فى النسخه
الأسبوعيةمن مجلة "الفلاح ومربو الماشية" ولا أظن أنك ستجد
المقالات حول تربية القطعان وأكوام التبن مثيرة لأهتمامك
-فعلاً لا أستطيع ان أقول ذلك فأنا لا أعرف كثيرعن أنجلترا ولكنى
لم أكن أعرف أنك معزولة عن المدينة هنا فى "شروبشاير"اليس لديك هاتف؟
ضحكت "بولى"
-بالتأكيدعندى وأعتقدأنك أسأت الظن هناك العديد من الصحف
اليومية متاحة وكل ما هناك أنى لا أختارها للقراءة وكذلك فضلت عدم
شراء جهاز تليفزيون فلدى الكثير لأفعله فى الأمسيات دون الحاجة
الى الجلوس ساعات أمام ذلك الصندوق
وأذا أردت أن أعرف ماذا يجرى فى العالم الخارجى الفسيح فكل ما
أفعله هو أن أدير الراديو حيث أستمع الى نشرات الأخبار كل نصف
ساعةوكل ما يهمنى هو أن العالم أسير وسائل الأعلام وأننا فى حاجة
الى السلام والسكينة فى حياة الناس ساد صمت طويل و"جيمس"
يحملق الى سلطنية الحساء ثم قال أخيراً:
-أن هذه دون شك وجهة نظر مهمة وربما غريبة بعض الشئ ولكن
دون شك مثيرة للأهتمام
خبرينى !هل هذا شعورك أيضاً نحو المسرح أو السنيما مثلاً؟
-السنيما ؟ أم الأفلام السينمائيه؟ لا ..أنى لم أشاهد أفلاماً من
وقت طويل
همهم وهو يتطلع الى الناموسية فوق رأسه
_حسنا.........حسنا
-لا أظن أنى شاذة على الأطلاق وبالتأكيد لا أعيش فى صحراء
ثقافية وأذا أردت أن أشاهد مسرحية أو زيارة معرض فنى فكل ما
على هو أن أركب سيارتى وأقودها الى"برمنجهام"أو حتى الى لندن
قال بسرعة
-لا تفهمينى خطأ..أننى معك فى حب حياة الهدوء والسكينة
وبقدر ما أحسه فأن هذا المكان يبدو عظيماً وأذا لم تمانعى
وجودى هنا بضعة أيام فأن ذلك سيكون رائع بالنسبة الى
-نعم..حسناً وأعتقد أذا كنت ستمكث فترة فلابد ان أعمل على
توفير ملابس لك
نظر عبر الحجرة وقال:
- ملابس؟ أعتقد أن لدى قميصاً وبنطلوناً فلا داعى لأن تزعجى
نفسك بهذا الأمر
أحمر وجه "بولى"
-حسناً لقد كنت أفكر فى البيجاما وروب النوم فى الحقيقة وأذا
كنت ستبقى فى السرير أياماً قليلة فأنها فكرة طيبة أن يتوفرلك
ذلك
رفع حاجبيه متسائلاً:
-كى تتخلصى من شعور"الزى"بالخجل؟
ردت عليه بحدة ثم لوت شفتيها فى رد فعل ساخر:
-بالتأكيد !حسناً..أعترف أن ذلك يسبب لى حساسية أيضاً ومن
المحتمل أنى امرأة غير متحررة على الأطلاق وأنى غير معتادة
دخول الرجال منزلى وهم شبه عارين.
همهم:
وحتى ذلك الطبيب الرائع؟
نظرت اليه فى دهشه :
-"راى" يا الهى ..لا.. أعنى أنه طبيبى بحق السماء أنى لاأعرف
شيئاً عن أمريكا ولكن هنا فى أنجلترا لو فعل شيئاً كما تقول لمسح
أسمه من سجل المهنة
-يبدو هذا أمراً قاسياً على المسكين خصوصاً وقد أنتابنى شعور
واضح أنكما صديقان حميمان.
قالت بصوت بارد ممطوط:
-أوهـ ..أحقاً ؟
لمعت عيناه من الأنبساط:
-أوهـ أراهن أن ذلك هو السبب فى أنه متحمساً بأن يخبرنى
بألا أطيل أقامتى.
-يا ألهى ..أنك فعلاً تعطى نفسك قيمة عالية .أخذت "بولى" تحملق
وهى تشعر بالمهانة الى وجهة الوسيم
-يبدو لى أن "راى مارتن" ليس هو الوحيد الذى له تصورات وأنما
أنت أيضاً يا سيد"لنكلتر" تشكو تشابك أفكارك فى رأسك
-اوهـ هيا !أنى لم أقصد.....
-أنك تبدو متعباً ومادمت قد أنتهيت من حسائك فقد حان الوقت
كى تعود للنوم
كانت لهجتها حانقة وهى تلتقط الصينية وتجاهلت أحتجاجاته
وغادرت الحجرة بسرعة .أخذ يناديها وهو يحملق الى الباب الذى
أغلقته بقوة ثم زفر وقد لوى شفتيه فى تقطيبة ساخرة وغرق بين
وسائده المريحة الناعمة..لا..أنها لن تعود بسرعة الى غرفته ولن
يستطيع أن يقول أنه دهش لذلك .لابد أن يعرف أنه يجب ألا يخطئ
الظن بهذه السيدة الراقية .قد يكون الخليط من عينيه اللامعتين
الخضرواتين وخصلات شعره النحاسية خليطاً جذاباً ولكنها ناضجة
بدرجة كافيه تجعلها تدرك أن أى رجل لديه ذرة من العقل يجب
عليه أن يعامل النساء ذوات الشعر الأحمر بحذر شديد.
أن معظم النساءاللاتى التقى بهن كن قنابل من مزيج من
العواطف المختلطة أخطرمن قنابل الـ"تى أن تى".
-يا ألهى !ولكنه متعب للغايه وهو لا يستطيع حتىأن يتذكر متى
أحس بمثل هذا التعب من قبل.ومع ذلك لابد أن يتصل بـ"مارتى"
ليس لأنه من المحتمل أن يقلق "مارتى"عليه لعدم عودته للفندق
ولكنه أذا لم يظهر فى أسرع وقت كان الأمر سيبدو غريبا".
ثم بعيداً عن أى شئ أخر فأنه ليس من اللأئق أنه يحاول أزعاج
الأنسه"بولى" التى بدت فتاة جذابة ...ثم أنه حاول أن يعرف
مدى العلاقة بينها وبين الطبيب الشاب.أغلق عينيه وقد ألقت
ظلالاًطويلة سوداء على خديه وهو ينام ببطء
وقفت "بولى" تحملق الى الصينية فوق مائدة المطبخ التى
وضعتها بعنف وهى تشعر بالغيظ ..لقد بالغت فى رد فعلها
أمام تعليق الأمريكى وهو أمر مثير للحزن والشفقة ثم أن
تتضايق لمجرد أن "راى" أظهر بعض التملك غير الخطير
فهو أمر مثير حقاً للسخرية .أنها كانت تعلم تماماً أن الأمرلن
يأخذ منها سوى صرخة تأنيب صغيرة وسريعة فى وجه
الطبيب لتعيده بسرعة الى ركنه المعتاد .ثم فى جميع الأحوال
ماذا يهمها ما يظنه السيد"لنكلتر"عن علاقتها بـ"راى".
عندما أنتهت من تناول غدائها المكون من السلطه قامت
بغسل الصحون بعد أن أستعادت حالتها الطبيعيه . انها نادراً
ما تمرض ولكن فى المرات القليلة التى لزمت فيها الفراش
كانت تحس بالملل الشديد كان من الواضح أن الأمريكى
يحسب نفس الأحاسيس دون حاجة الى السؤال.
على أية حال فقد أحضرت الرجل الى المزرعة وكان
من الواضح أن الأمر يرجع اليها لتتأكد من أنها فى الحقيقة
أثبتت أنها مضيفة سيئة كان أقل ما يجب عليها هو أن تزوده
ببعض الكتب ليقرأها على سبيل المثال
أحست بالخجل من نفسها وذهبت الى حجرة الجلوس وأختارت
بعض الكتب من فوق رف الكتب وبعض المجلات من خزانة
الكتب لم يكن لديها أية فكرة عن أهتمامات "جيمس" بالتأكيد
ولكنها لو زودته بمجموعة واسعة ومختلفة قدر الأمكان
لأستطاعت أن تقدم ما يمكنه من تحمل مرور الوقت .أخذت تجر
قدميها وهى تصعد الدرج وذراعاها مليئتان بالكتب ثم طرقت
الباب برقة وعندما لم تتلقى رداً وارتبت الباب وتلصصت
من خلفه
أخذت تتأمل النائم وهى تغرى نفسها بأن نياتها طيبة وأبتسمت
أبتسامة ماكرة.
أنسحبت بهدوء قدر أستطاعتها ثم عادت الى حجرتها والقت كومه
الكتب على سريرها قبل أن تذهب لتفتح دولاب ملابسها .لقد كان
بأستطاعتها أن تشترى له بعض البيجامات وأى شئ يحتاج اليه
للغد بالتأكيد ولكنه فى نفس الوقت يحتاج الى ما يغطيه على الأقل
عندما يرغب فى الذهاب للحمام .على أية حال وبعد بحث طويل
وجدت روب صوف طويلاً.
دخلت الحمام وأخذت دش ثم جفتت نفسها بالمنشفة ثم عادت الى
حجرة نومها وهى تتأمل الروب الذى أشترته من عدة سنوات
مضت عندما كانت أكثر بدانة منها الأن تسألت هل من الممكن
أن يغطى هذا الروب كتفى الأمريكى العريضتين .وعندما أستيقظ
"جيمس"بعد ساعات وجدت "بولى"أنها كانت على حق فى
تساؤلها حيث صاح :
-يا الهى!أتتوقعين منى أن أرتدى هذا الروب؟
كانت عيناه متسعتين من الرعب من لون الروب الفوشيا
-أعرف أنه ليس الثوب المثالى ولكن....
-مثالى ؟ أننى أؤكد أنه غيرمثالى على الأطلاق....
ربما أكون شاعراً بالتحسن ولكن يؤسفنى أن أخبرك لن أرغب
فى أن أرى نفسى حتى وأنا ميت فى هذا الرداء...على الأطلاق
زفرت "بولى" :
-لقد فكرت فى أنك ربما قلت ذلك . ولكن ماذا سترتدى أذا أردت
أن تذهب الى الحمام مثلاً؟
ضحك :
-لست أدرى يا حبيبة القلب .على أية حال أذا كان هذا أفضل ما
يمكن أن تقدميه فأننى بالقطع أستطيع أن أفكر فى حل ما.
أرجوالمعذرة لأننى أحب أن أكون سخصياً فى ملابسى .ولكن
كيف يمكن بحق السماء أن تختار فتاة حمراء الشعر ذكية ثوباً
بهذا اللون؟
قالت له من خلف كتفها وهى تغادرالحجرة :
ولم لا؟
عادت بعد دقائق كى تضع كومة الكتب على المائدة بجوار
سريره وقالت له:
-أنتظر حتى ترى لونه فى ضوء الغسق القرمزى...أنه ساحق
همهم "جيمس"
-أراهن أنه ساحق ....
فى الحقيقة أنت كلك على بعضك ساحقة يا"بولى"
قالها بنظرة تقدير وهو يمسح بأنظاره جسدها الملفوف
ويستقرعلى وسطها النحيف الذى أظهر جماله ثوبها الضيق
بلون الليمون
شغلت نفسها بصب كوب من الماء من أبريق فوق المائدة ومرت
لحظات قبل أن تلاحظ لهجته الدافئه أدارت رأسها ورأته وقد
رفع جسده فوق الوسائد وهو يراقبها بعينين مليئتين بلمعان
مزعج أحست "بولى" فجأة بأن أنفاسها أنقطعت وقلبها يزداد
خفقاته وأن العالم يدور حولها قبل أن تستعيد رابطة جاشها
ببطء.كانت تحس بأندفاع الدماء الحارة الى خديها تعكس
الحرارة التى سرت فى كل جسدها وقد بذلت جهداً جباراً
كى تنزع عينيها بعيداًعن نظراته العميقة.
أخذت تصارع للسيطرة على نفسها وحاولت أن تركز على
السيطرة على يديها المرتجفتين وهى تضع الأطباق بحرص
فوق المائدة قبل أن تبتعد عن السرير
-هل هناك شئ أخر تريده؟أى شئ يمكننى أن أفعله لتشعر بالراحة
دهشت من نبرة صوتها المترددة المتقطعة أنها لا تكاد تعرف ذلك
الرجل بحق السماء !مع ذلك يبدو أنه أثر عليها تاثيراً رهيباً
خصوصاً على توازنها .
أطلق "جيمس" زفرة ثقيلة:
-حسناً الأن ...لست أدرى لماذا أشعر فجأة بالتعب والضعف
لدرجة غير عادية
-لكنى ظننت أنك تشعر بتحسن الأن
-لقد كنت كذلك الى لحظات مضت..أنى حقاً فى حاجة لبعض
الحنان والعطف فلم لا تقتربين وتمنحينى الراحة بيدك الرطبة
فوق جبهتى؟
مرت لحظات صمت طويلة و"بولى"تنظر اليه بأستغراب
وقد تأكدت ظنونها عندما لمحت نظرة الراحة فى عينيه.
قالت له بحده ورزانه:
-بعيداً عن أغراء أن القى بقربة الثلج فوق جبهتك التى تدعى
أنها محمومة فان لدى شعوراًغريزياً أنك تحاول خداغى
هز رأسه نفياً :
-أنسى الفكرة..أنك ترين أمامك رجلاً مسكيناً رجلاً يحس
أنه أنتزع من وسطه وحملته أنثى غريبة من كل أرتباطاته
وصلاته الغالية
-أوهـ يا "جيمس"أنت تعلم لماذا فعلت ذلك ثم أننى قلت بالفعل
أننى أسفة
أكمل حديثه:
-....ووجد نفسه وحيداً بين غرباء وهو مريض بدرحة خطيرة
فى عقله وبدنه ويتطلع الى من ينقذه وكل ما يحتاج اليه هو
بعض الحنان الذى يريحه ويطمئنه فى ساعة الحاجه.بعض الدفء
الأنسانى قبل أن ينتقل أخيراً الى الرفيق الأعلى ويدفن فى قبر
بارد مظلم وماذا تقدم له هذه المرأة قاسية القلب؟..لاشئ سوى
الثلج!
قهقهت "بولى":
-حسناً..لقد وصلتنى الرسالةأذا ماذا تريد حقاً؟فى حدود المعقول
دون شك
قال بصوت مغرد قبل أن يفسد تمثيله بالأبتسام:
-بالتأكيد كله فى حدود المعقول خصوصاً عندما يدق قلبان
وكأنهما قلب واحد
ضحكت وهى تحس فجأة بشعور من الأرتياح والسعادة:
-أنت لست مريض وأنما مجنون حالم بالمناسبة أرجو
ألاتفكر جدياً فى أمتهان التمثيل لأنى أستطيع أن أعدك بأنك
ستقدم أسوأ عرض يمكن رؤيته
مر على وجهه تعبير غريب لحظات وقال:
-أوهـ !هل أنا سيئ فى التمثيل الى هذا الحد؟
ردت عليه بأبتسامة :
-فى منتهى السوء وهذا يذكرنى..ماذا تودأن تاكل فى العشاء
لوى شفتيه فى سرور :
-"بولى"أننى لاأحب أن أشكو ولكنى أظن أن لدينا مشكلة خفيفة
فى هذا السيناريو..ليس من المفترض أن تتحدثى عن الطعام
وأنا أغازلك
أتسعت عيناها الخضراوان فى سخرية:
-أوهـ أيها العزيز "جيمس" أهـ..أهـ لو كنت فقط أعرف
ولكنى ظننت أنك تعانى الألم فى معدتك!
ضحك وهو يرفع يديه مستسلماً
-حسنا..لقد فزتى فى المباراة
-حسنا لست أعرف شيئاً عن الفوز ولكنى مازلت فى أنتظار
أن أسمع ماذاتريد أن تأكل أذا منت تستطيع أن تركز فى هذا
الموضوع الدنيوى كالطعام
أنفجر ضاحكاً وأستلقى على ظهره وهو يفكر فى الأمر
-بمنتهى الصراحة يا "بولى" أننى أشعر بالجوع ومع ذلك
فانى أود الأتصال هاتفياً كى أخبر أحد أصدقائى أين أنا
كما أنى أقدر لك أن تحضرى لى شراباً من عصير الفاكهة
-أعتقد أنك لست مستعداً صحياً للشراب
-أنى على أستعداد للمغامرة
ظلت تنظر اليه فى شك لحظات ثم هزت كتفيها
-حسنأ على رأسك تدور الدوائر .اما بالنسبه للهاتف فهناك
وصلة فى حجرة نومى وأذا لم ترتدى روبى القديم فانى سأنزل
الى الطابق السفلى لأحضر لك الشراب بينما تسيرعارياً بمفردك
فى الدهليز وحجرتى توجد عند الباب الثانى المجاور على اليمين
وأذا رغبت فى حلق ذقنك فستجد موسى فى الدولاب فوق البانيو
فى حمامى .. هل أنت واثق بأنك تستطيع المشى بمفردك؟
قال لها معترفاً:
-لا يا حلوتى
قررت "بولى" أن تمنح "جيمس" الوقت الكافى كى يحلق ذقنه
وأستغرقت وقتاً طويلاً فى أعداد الشراب وخلطه قبل أن تبدأ
الصعود الى الدور العلوى.عندما وصلت عتبة الدرج وجدت
"جيمس" جالساً على مقعد خارج غرفتها وقد لف نصف جسده
الأسفل بالبشكير سألته وهى تضع الكوب فى يده الممدودة:
-هل أنت بخير؟ هل تمكنت من أجراء مكالمتك؟
-نعم لقد تمكنت من ذلك بلا متاعب وكما ترين فقد قررت أن أرتدى
التوجا بطريقة اليابانين بدلاً من ردائك الملون... أن هذا الشراب رائع
-لم أكن أظن أنه كان عليك أن....
-يا حلوتى أن سبب جلوسى هنا مثل "يوليوس قيصر" فى يوم سيئ
هو أن قدمى لا تزالان شبه مشلولتين وأننى فى حاجة الى من
يسلعدنى للعودة لحجرة نومى
أنبته "بولى" وهى تنظر اليه بأهتمام وقلق:
-كان من الواجب عليك أن تدعنى أقوم عنك بالمكالمة
بدا شاحب الوجه رغم لونه الداكن.ولم تكن قد لاحظت تلك الخطوط
المتوترة أسفل فمه وحوله من قبل
قال بمراره:
-أننى أكرهـ أن أبدو عاجزاً وأشعر بأننى أبله
قالت برقة:
-ستشعر أنك أفضل غداً .هيا ساساعدك عندما عاونته ليقف على
قدميه أدركت كم هو طويل القامه ووجدنفسها تحملق الى عينيه
الزرقاوين اللتين أحست بأنهما ترتفعان عنها بثلاثين سنتيمتر
ورغم تعب جيمس الواضح الا أن ابتسامة بدت عند ركن فمه .
سالها وهو يضع ذراعه فوق كتفها
-ها أنت واثقة بان بأستطاعتك تحمل ثقلى؟
-بالتأكيد أستطيع .وبحق السماء كف عن التأوه وركز على أن
تستقيم فى مشيتك
أحست فجأة بالأرتباك والتشتت من أقترابهما وبدت وكأنها ستفقد
سيطرتها على نفسها عندما وضع ذراعه حول وسطها واخذ قلبها
يدق بعنف عندما لامس وجهها صدره العارى أنها لم تتعود تلك
الألفه والخصوصية والأحساس بدفء بشرته فوق جلدها مما
جعلها تشعر شعورآ غريبآ لم تشعره من قبل..شعور دفين
غير معروف لاتستطيع التأقلم عليه ضحك "جيمس" ضحكة قصيرة
وجافة وساخرة وهى تساعده على الأتجاة نحو غرفته :
-خبرينى يا"بولى"...هل أنت دائماً زعيمة هكذا أم أنى
أضطررتك لأن تظهرى أسوأ ما فيكى؟
أندفعت الدماء الحارة الى وجهها بسبب كلماته القاسية
الساخرة وهما يتقدمان نحو حجرة النوم جر طرف البشكير
خلفه فوق الأرض فى أثناء سيرهما قالت متلعثمة :
-أننى لم أقصد .أعنى أن أكون مسيطرة وزعيمة كل ما
هناك أننى قلقة من أن تسقط ولا أستطيع أن أعيدك الى قدميك ثانية
زفر وهو يرفع يده ليمررها بين خصلات شعرها:
-أنا أسف يا حلوتى ..أعتقد أنى مريض شنيعاً
-حسنا دعنا نحاول ان ننتهى من هذا المشهد
سارا حتى نهاية الدهليز ومنه الى حجرة نومه وقد أزدازت
صعوبة تقدمهما وجدا من الصعوبة أن يفعلا شيئاً حتى لايتعثرا
ويقعا فوق أغطية السريروقد تشابكت أيديهما وأرجلهما .
ضحك "جيمس" :
-لقد مررت ببعض المواقف المجنونة أحيانا فى حياتى
ولكن لم يحدث مثل هذا لى من قبل
وجدت بولى نفسها تقهقه بلا حول ولا قوة عندما أوقعا المائدة
الصغيرة بعد أن اصطدما بها .ومنها سقطا فوق السرير ذى
الأعمده الأربعة
-أنى لم أفكر كثيراً فى البشكير الذى أرتديته بطريقة"التوجا"
اليابانية . لقد كان من الواجب أن تبتلع كبريائك وترتدى
روبى ..أحذر
أرتعدت عندما رأته يتعثر ويسقط فوق الأرضية الصلبة
وحاولت أن تمسك به فى جنون ولكنها سقطت فوقه


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:21 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
-هاى !هل أنت بخير يا "بولى"
مرت لحظات قبل أن ينقشع الغمام عن عقلها كى يكشف عن
وجه "جيمس"
وملامحه القوية السمراء على بعد سنتمترات من وجهها حاولت
أن تتبين الصورة وأخذت تحملق اليه بعينين مخدرتين وهى تدرك
ببطء شديد ثقل جسده الذى لصق جسدها بالأرض من تأثير السقطة
تساءلت ماذا بحق السماء تفعل فى ذلك المكان على الأرضية؟
جاهدت كى تلملم شتاتها وأدركت أنها ملقأة على الأرضيه بجوار
السرير ذى الأعمدة الأربعة وفوقها جسد "جيمس"الذى سمرها فى
الأرضية فوق السجادة العجمى ساد وجهها لون أحمر قانى
وأخذت تصيح :
-أنى لست أفهم ماذا حدث ؟ أنى لاأستطيع الحركة
كافحت بقوة وهى تحاول تخليص نفسها قال لها بحسم:
-أسترخى وأهدائى أنى لست واثقاً بما حدثولكن يبدو أننامقيدان
بهذا البشكير اللعين مما يجعل من المستحيل على أى منا الحركة
لقد لففتى نفسك به وانت تقعين ...هل أصبت رأسك؟
شهقت وهى تحاول أخذ نفس
-لا لا أظن .لا يمكن أن نظل محبوسين هكذا من المؤكد أنك تستطيع
أن تفك نفسك
تجهم وقال:
-لا لا أستطيع أستخدام أحدى يدى
-أن هذا مثير للسخرية
-فعلاً.. ولكن هذا لا يغير من حقيقة أننا محبوسين ما لم نحاول
أن نجد طريقة نخلص بها نفسينا من هذه الورطة
-والى متى سيستمر هذا الوضع ؟أنت و رداؤك اليابانى اللعين
لوأنك أرتديت روبى لما حدث ما نحن فيه
-حسنا عظيم لو أنك أعتقدتى أنى سأختال فى ذلك الرداء الشيطانى
فدعينى أقول أنك مخطئة
-لا تكن مثيراً للضحك من يهتم بمنظرك ؟بالتأكيد أنى لم أكن أهتم
على الأطلاق
كانت تتكلم بحده وهى تحاول تخليص نفسها من أسفل جسده الثقيل
رد عليها بحده
-حسنا أنا أهتم بذلك
كزت "بولى" على أسنانها فى تبرم
-أننى لم أقابل من قبل فى حياتى مثل هذا الرجل فارغ العقل ها
نحن الأن فى هذا الوضع الخرافى وكل ما تهتم به هو كيف يمكن
أن تبدو فى الروب لابد أنك فقدت عقلك
-فقدت عقلى؟ يا له من أمر مضحك !وماذا يمكن أن تسمى أنثى
ذات شعر بلون الجزر مجنونة لدرجة أن تشترى روب بلون وردى
فوشيا غريب هكذا ؟
قالت بحدة وثورة وهى تحملق الى عينيه:
-سأمطرك باللكمات وحاول ان تبعد جثتك اليائسه عنى فى الحال
أنفجر:
-ليحمنى الله من النساء الغبيات-ماذا بحق السماء تظنين انى
فاعل؟ لست ملقى هنا بمزاجى أو من لأجل صحتى
أوشكت "بولى"أن تختنق من الغصه فى حلقها .أنها لا
تستطيع أن تتذكرأنها غضبت الى هذه الدرجة من قبل من ذلك
الرجل الرهيب الذى أبقاها منسحقة تحت جسده الصلب ومن
الضيق الشديد من عدم قدرتها على فعل أى شئ أمام هذه الورطة
صاحت وهى تضرب كعبيها فى الأرض فى ضيق ويأس :
-أنى لا أهتم على الأطلاق بصحتك
ضحك "جيمس" ضحكة خشنة:
-شكراً جزيلاً يا حلوتى لقد تأثرت جداً من أهتمامك الرقيق
الحانى بسعادتى ورفاهيتى
وأخذت تولول وهى تبذل جهداًجبارا ًلتتخلص من أسرها.
ومن الرباط الذى جعلها أسيرة تحته
-لقد كنت مهتمة وأنظر الى أين قادنى أهتمامى بصحتك !
أهـ يا الهى كم أتمنى لو أننى لم أذهب الى ذلك العشاء الرهيب
فى لندن
رد عليها بحدة:
-هذا ينطبق على يا عزيزتى أيضاً صدقينى بحق السماء أرقدى
ساكنه لأنك لا تزيدين الأمور سوءاً فحسب وأنما أيضاً تسببين
لى ألماً شديداً واثاره ليس مسؤولاً عن نتائجها
ساد خدى"بولى"لون أحمر قانى من تأثير السخريه فى صوته
كيف يجرؤ أن يبرح بهذه التلحمات القذرة؟ لا بد أن يعرف أن
الأثارة هى أخر ما يخطر ببالها أهـ فقط لو أستطاعت أن تحرك
ذراعيها لأسعدها أيما سعادة أن تصفعه لتمحو تلك الأبتسامة الوقحة
من وجهه المتعجرف الوسيم
صاحت فى مرارة:
-أسوأ ؟ ماذا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك؟
وطالما يبدو انك تظن انك تعرف كل الأجوبة فلم لا تفعل شيئاً
الله وحده يعلم أنك لم تكن سوى أزعاج لعين وألم فى الرقبة منذ
أن وقعت عليك عيناى أول مرة
حملق اليها بعينين باردتين مثلجتين وقال وهو يزوم:
-أوهـ ! هكذا؟
ردت عليه بنفس طريقته وقد أفلت عيارها:
-نعم هكذا !ليس فقط بالأمساك بى خارج الفندق
-أننى لم أفعل مثل هذا
-وقتها أخذت تنبح وأغتصبت طريقك الى داخل السيارة وطلبت
منى أن أصحبك الى فندقك المجهول ..أنى لم أقبل فى حياتى مثل
هذا السلوك المقزز ؟
صرخ راعداً:
-أخلاق مقززة ؟ يا الهى الأن سمعت كل شئ ذكرينى أنا ذلك المغفل
المسكين الذى أختطف ووجد نفسه أسيراً فى هذا المكان الخفى على
بعد كيلو مترات من أى مكان مأهول .أنا ذلك الفتى المريض المهان
من أمرأة عجوز مخبولة كالساحرات ماكبث.والأن لديك الجراة أن
تتحدثى عن أخلاقى المقززة؟ أوهـ أيتها الـ... ليس لديك أية فكرة عن
مدى سوء أخلاقى!
أطلقت ضحكة ساخرة
-أها يا سيد"لنكلتر" أن أى شئ يصدر عنك لن يدهشنى .....
لا شئ على الأطلاق!
-أوهـ ...لا؟
كان يسخر بلهجة رقيقة وخطيرة وتذكرت "بولى"فجأة بعد
فواتالوقت وهى مشلولة تماماًمع "جيمس" أن بأستطاعته
أنيستخدم أحدى ذراعيه.
وحتى قبل أن تتوقع نيته كان قد رفع يده فوق الأرضية ليدفنها
فى شعرها الأحمر بقوة ثم خفض رأسه ليقبلها عن قصد.
لم يكن بأستطاعتها أن توقفه فقد كانت بلا حول ولا قوةوتحت
رحمته تماماً ومرت لحظة كالدهر قبل أن يرفع رأسه بعيداً عن
وجهها بينما أخذت ترتعد أسفله .كانت مذهولة تماماً وعاجزة
عن الكلام وخفضت عينيها بسرعة ولكن ملامحه وقوة تاثير
عينيه الزرقاوين بدت وكأنهاحفرت ذاكرتها .وعلى الرغم من
صدمتها ويأسها كانت تحس به وهو يسلبها وهو يرفع خصلات
شعرها عن عينيه .أطلقت أنة أحتجاج يمسح دموعها من خدها
-أصمتى يا حبيبتى فأنا أسف يا"بولى"
أحست بالدفء يسرى فى جسدها والدوار فى رأسها ولم تعد
تستطيع المقاومة.ثم فجأة أحست أن شيئا ما من شخصيتها
ينسحب منها.فتحت عينيها ببطء وهى تحملق اليه دون أن
ترأه وأحست أن همسها مثل صدى الصوت الراعد فى الحجرة
رددت أسمه وبعد لحظات أحست بأن وجهها يحترق من
الأحراج يا الهى ماذا حدث لها؟
أولاً فقدت سيطرتها على أخلاقها معه ثم...أبعدت رأسها عنه
بسرعة وأغلقت عينيها بقوة وهى تحاول أن تفكر فيما تفعله..
أن أى شئ ستقوله سيزيد سوء الموقف عشر مرات .أن أفكارها
المشوشة قد قوطعت بوحشية عندما القى بنفسه بعيداً ووجدت نفسها
تتدحجر فوق الأرض وقد التف البشكير حول جسدها وبعد ذلك
وجدت نفسها بين ذراعين قويتين رفعتاها وكأنها بلا وزن ووضعها
فوق السرير ظلت مستلقيه وهى تشعر بالدوار لحظات ثم أدارت
رأسها لترى "جيمس"يجلس بجوارها .أخذت تبتلع ريقها بصعوبة
وأشتعل خداها من الخجل قالت له:
-أرجوك يا "جيمس" أن تمنحنى فرصة لأشرح لك.وأعتذر عن
سوء سلوكى.
عندما ترددت بعض الشئ خفف من قبضته وأخذ يمشط شعره
بقوة بأصابعه
-أننى حقاً لم ..أننى ابدأً لم ..يا ألهى أننى أسف جداً ..بل أنى لاأستطيع
أن أفكر فيما حدث لى بالتأكيد لقد ثاربعضنا على بعض ولكن ليس هذا
لما حدث
هز رأسه غير مصدق لأفعاله وأستند وهو مهتز على الوسائد وهو
يحملق ساهماً الى أعلى السرير ذى الأعمدة الأربعة .همهمت وعقلها
فى دوامة وهى تحاول ترتيب ملابسها.
-أن الأمر ليس خطاك ..حسنا ليس كله ..أخشى أننى ..حسنا
أننى فقدت أعصابى وقلت أشياء كثيرة لا أعنيها حقاً
قال "جيمس" بصوت متعب :
-لست فى حاجة على الأطلاق للأعتذار ..سأعمل على الرحيل
غداً صباحاً.وأنا أسف لأنى أسأت أستغلال ضيافتك بهذه الطريقة
-لا أعنى بالتأكيد ليس هناك حجة لأن ترحل أنك لا تزال مريضاً
فى الحقيقة ربما أن الشراب القوى مع معدة خاوية هما السبب فى
أن جعلاك مشتتاً بعض الشئ
كانت "بولى" تبتلع ريقها بصعوبة وعصبية .أنها أفسدة كل شئ
ولابد أن"جيمس" يظن بها أنها حمقاء.ولكن بدا لها فجأة أنه من
المهم تماماً ألا يغادر "ونترفلودز" الأن الأن قالت لنفسها أنه على
أية حال لم يسترد صحته تماماً من لدغة الحشرة الأفريقية.
طوحت ساقيها من فوق السرير وسارت لتنظر من النافذة وأخذت
تهمهم وهى تحاول السيطرة على يديها المرتجفتين وتسوى من
كسرات ثوبها :
-أعتقد أن على كلينا أن يحتفظ بقدر معقول من التفكير الرشيد
اليس كذلك؟ أن ماحدث الأن هو نتيجة فقد كل منا طباعه الحسنة
ولا أجد سببا يمنع من الا يحدث ذلك ثانية .أن الأمر المهم حقاً
هو أننى بأمانة أعتقد أنك لست فى صحة جيدة تسمح لك بالسفر
عائداً الى لندن .
قال بهدوء:
-أننى حقاً لا أشعر بالتحسن ولكن لو أن وجودى هنا يمكن
أن يجعلك تشعرين بعدم الأرتياح بأى صورة فأننى مستعد
تماماً للرحيل
ترددت
-أنه حقاً يبدو شاحباً لدرجة رهيبة ثم يا الهى أنها لا تعرف
السبب فى تلك الرغبة العارمة التى تجعلها تريده أن يبقى فى
المزرعة بالتأكيد ليس لديها نيه تركع على ركبتها وتتوسل اليه
ليبقى فى"ونترفلودز" فى الحقيقة أنها بدأت تجعل نفسها بلهاء
دائمة ولا شك فى أن أنتزاع نفسها من هذا الموقف ومن الحجرة
هو الحل الأمثل .قالت ببروده:
-أننا وكأننا ندور فى دوائر مغلقة ..اليس كذلك ؟ أعتقد أننى
سأترك القرار لك..أذا أردت البقاء فلا بأس. ومع ذلك أذا
رغبت فى العودة الى لندن فما عليك ألا أن تقول ذلك وسأرتب
عملية نقلك أتوافق؟ والأن لابد أن أذهب لرعاية أمور المزرعة
المختلفة سأتركك لتفكر فى الأمر ويمكنك أن تخبرنى بقرارك
فيما بعد
غادرت الغرفة بسرعة وهربت الى غرفة نومها وغرقت فى
مقعدها أمام التسريحة .أخذت تهمهم فى غضب
-ما الذى حدث من خطأ معها؟ ولماذا ثارت كل هذه الثورة
على الرجل؟ أنه وسيم جداً...بدرجة غير عادية فى الحقيقة..
أذن ماذا ؟ هناك العديد من الرجال جميلى الطلعه والمظهر
فى العالم وليس هناك ما يدعوها لان تجلس فى مكانها وهى
ترتجف مثل ورقة فى مهب الريح ربما كانت "الزى"على حق
كانت تفكر فى كأبة وهى تمشط شعرها بوحشية بالفرشاة .
ربما معيشتها فى هذا الجزء المعزول من البلاد جعلتها تبتعد
عن الحياة بالتأكيد لا يوجد رجال متميزون بالوسامة غير
الطبيعية فى مجموعة الرجال فى هذه المنطقة.
فى الحقيقة فأن "راى مارتن" هو الرجل الوحيد الوسيم لدرجة
معقولة ويمتاز بالجاذبية ربما أصيبت بحالة عطش الى الجاذبية
بعد لحظات لاحظت تقاطيعها المتجهمة ثم أغتصبت ضحكة مهتزه
لقد نالت نصيبها من الحب فى الماضى وأكتفت وأن لم تعثر على الرجل
الذى يجعل الأرض تهتز تحت قدميها كما يحدث فى الروايات العاطفية
حتى قبلات "راى" لم ترفع سرعة نبضها وأنما كانت مجرد تجربة لطيفة
قررت أنها لابد قد فقدت عقلها وعندما أخبرها "جيمس" بعد ذلك وهما
يتناولان العجة بالجبن أنه يود أن يبقى بالمزرعة أياماً قليلة فقط حتى
يشعر بالقوة أستقبلت قراره بهدوء بارد . مالت "بولى" على البوابة
الخشبية المكونة من خمسة أعمدة وهى تزفر بسرور وهى تنظر الى
المساحة الخضراء الواسعة حيث يخترق النهر طريقة عميقاً وبطيئاً
وسطها بشاطئيه المغطين بالورد الأحمروأشجار السرو العالية .
كان وقت الغسق قد حان والهواء ساكن بينما أخذت الأبقار تمضغ
القش والعشب الطويل متجاهلة زقزقة العصافير وهى تعشش فوق
الأشجار أستعداداً لليل بينما سمتع من بعد أصوات أجراس الكنيسة
تقطع هدوء المنظر الساكن كان هذا الوقت بلا شك وقتها المفضل
من النهار فقد كف العمل كله فى المزرعة وكانت حرة لتتمتع
بهدوء المشى خلال الحظائر والأفنية أمامها
أبتسمت فى رضا ونظرت الى الرجل بجوارها .كانت خصلة من
الشعر قد سقطت على وجه "جيمس" فأخفت جزءاً كبيراً منه وهو
ينظر الى المراعى ساهماً ويلوك قشة طويلة .كان قميصة القطنى
الطويل مفتوحاَعند العنق بينما رفع كميه فوق ذراعيه السمراوين
المفتولتين وساقاه داخل الجينز الضيق قال بهدوء:
-من السهل معرفة لماذا أنت مغرمة بهذا المكان . أنه يذكرنى
بطفولتى ليس لأن المزرعة تشبه مكان أسرتى القديم فى فرجينيا
بالتأكيد ولكنها تبدو أنها تمتلك نفس الأحساس بالسكينة والأمان
اللذين أتذكرهما ولم أجد مثلهما فى أى مكان أخر
-فعلاً..أن المكان هنا رائع
كان يهمهم وهى يحملق الى شعرها الذى تحول الى لمعان وبريق
خرافى من أشعة الشمس الهابطة مد يده ليلمس أحدى الخصلات
بأصابعه قبل أن يسقط يده بسرعة ويستدير لينظر الى بقرة عابرة
تجهمت "بولى"والقت نظرة خلال رموشها الطويلة الى جسده
الفارع القوى .كان الأسبوعان اللذان مرا منذ قرر"جيمس"البقاء
فى المزرعة من أسعد أيام حياتها. لقد أصبحا صديقين حميمين
وأسعد"بولى" أن تجد نفسها تشعر بأنها على سجيتها ومنسجمة
مع شخص أخر وقد أوفى "جيمس" بعهده ولم يحاول أن يكرر
أو يشير الى تلك الحادثة العاطفية المقتضبة عندما سقطا فوق
أرضية غرفة النوم
وفى أحد الأيام الصيفية الحارة أستطاعت أن تقنع نفسها أن الحكاية
لم تحدث من أصلها ولكن من خلال الأيام القليلة الماضية حدثت لحظات
توتر غريبة بينهما وفى أحيان أخرى وجدت مزاجه معكر دون سبب
مفهوم مع رغبة فى الأنسحاب على نفسه . والحقيقة أن"جيمس"ليس
الوحيد الذى كان يشعر بالتوتر أحيانا وأنما لأسباب غير مفهومة كانت
"بولى" تجد أنه من الصعوبة المتزايدة أن تحصل على الراحة فى الليل
وعلى الرغم من العمل الشاق فى المزرعة الأ أنها كانت تجد نفسها تململ
وتتقلب فى فراشها خلال الليل الطويل الذى لا نهاية له قبل بزوغ الفجر كى
ينتهى بؤسها . وكان نقص نومها هو السبب الرئيسى لما تشعر به أحيانا
من توتر وعصبية ولكن ذلك لم يكن السبب فى تقلب مزاج "جيمس" ولا
أيضاً بسب حبسه فى المزرعة .كان يعلم تمام العلم أنه حر فى أن يترك
"ونترفلودز" فى أى وقت وقد دهشت أنه بقى أطول من ما توقعت
بالتأكيد كان بقاؤه فى البداية بسبب لدغة الحشرة الأفريقية وعلى الرغم
من أنه شفى بسرعة من مرضه ألا أنه أحتاج الى وقت طويل ليسترد
قوته ومع ذلك كان رد فعله عنيفاً فى كل مرة تطلب منه أن يفحصه
"راى مارتن" اذ كان يصر على قوله :
- أنا بخير يبدو أن الأمر يحتاج الى وقت أطول كى أتخلص
من الفيروسات فى جسدى ثم أنه مرت سنوات طويلة لم تتح لى
فيها الفرصة للأسترخاء التام والراحه وأنا أتمتع بكل لحظة من ذلك
وكان باديا دون شك أنه يتمتع أنه يتمتع بوقته حيث يستيقظ متاخراً
كل صباح ويشق طريقه الى الدور الأرضى ومنه الى الحديقة ذات
الصخور الرمادية مستفيدا من نهار الصيف الطويل الدافئ ليستلقى
فى كسل أو يقرأ واحد من بين الكومة التى وضعتها بجوار سريره.
كان مكتفيا بأمتاع نفسه خلال النهار ويجد كوب من الشراب معدا
له ليشربه أماهى -عندما تعود للبيت فى الليل- فهى متعبة وعطشى
من العمل فى المزرعة كانت الأمسيات الطويلة بالنسبة لها ليالى
ساحرة تسير معه حول عند الغسق أو تلعب معه الورق أو الطولة
أو الأكتفاء بالتمتع الهدوء وهما يقرأن معا فى الخارج بالحديقة
حيث يدخن "جيمس" احدى سجائره الطويلة الرفيعة الى أن يضطرا
الى الدخول للمنزل بسبب هبوط الليل بعدها تتكوم فوق الأريكة وتغرية
بأن يقص عليها بعض القصص عن بداية حياته مع والديه فى مزرعة تربية
الماشية بالقرب من "ريتشموند" بولاية "فرجينيا" حيث يقومون بتربية
الخيول الأصلية أو تنصت الى قصص مغامرات شبابه بعد وفاة والديه
فى حادث سيارة عندما كان "جيمس" فى السادسة عشرة من عمره
فقط ويبدوأنه فعل كل شئ من العمل قبطانا ليخت أحد المليونرات
على شاطئ فلوريدا أو العمل راعى أبقار فى برارى "كنساس"
وعلى الرغم من أنه كان من الواضح أن ماضيه ملون بهيج ألا
أنه كان متحفظا بالنسبة لعمله الحالى وعندما سالته عما كان يفعله
فى أفريقيا على سبيل المثال تجاهل الموضوع بأستخفاف
-أوهـ لا شئ مثير للأهتمام مجرد أعمال
لم يكن هناك سبب يدعوه لأن يصرح لها أويعترف ومع ذلك عندما
تنظر الى وجه "جميس"الجاف القوى وهو يحملق ساهما أمامه
وجدت نفسها تتمنى أن تعرف المزيد عن الرجل الذى دخل حياتها
فجأة من أسبايع قليلة مضت والذى كان لديها شعور قوى بأنها
تعرفه من وقت طويل . الأمر المثير للحيرة
فى الحقيقة كان"جيمس" من أسهل وأحسن من قابلتهم من
ضيوف وبدا وكأنه لا يرغب فى ترك "ونترفلودز" وأنه
راض بأنفاق أيامه أما فى المنزل أو فى الحديقة ولا رغبة
له فى مقابلة أى فرد من العاملين بالمزرعة أو أصدقائها
الذين يعيشون بجوارها أو أى زائر عارض للمنزل.
ظنت أنه ربما يرغب فى تغير مناظر فأقترحت عليه أن يخرجا
فى احدى الليالى الى مطعم محلى ولكنها أكتشفت أنه غير مبالى
بأستكشاف الأمكنة المحلية ولكن ربما بدا يحس بالملل على أية
حال .وربما كان ذلك هو السبب فى أنه أصبح أكثر صمتاً
ومتباعداً أحياناً سالته:
-أتحب أن نتمشى حتى نهاية النهر؟
استدار "جيمس" ونظر اليها بلا تعبير قبل أن ينظر حوله وهو
يبتسم والغسق قد بداأ يظهر:
-أعتقد أن الظلام يزداد اليس كذلك؟ ثم أننى أريد أن أنهى
قراءة قصة "الحرب والسلام"
-لقد قرأتها وأنا فى المدرسة وأتذكر أننى وقعت مجنونة
فى حب الأمير "اندريا"
-أن ذلك الفتى كان فوضى كبرى وحية رقطاء
أحتجت وهى تتقدمه الى المطبخ:
-أنه ليس كذلك ولا تحاول أن تلقى ظلال الشك على بطلى
وأنا مراهقة وألا لن أطهو لك العشاء الليلة
حاول "جيمس" أن يغيظها:
-هل هذا تهديد أم وعد؟
أوهـ هيا! أن طهوى ليس سيئ الى هذا الحد
-أنى لا أمزح من تظنين أنك تخدعين أنه رهيب ولولا
أنى أنقذت فى هذه الأيام الأخيرة لمت من سوء التغذية
-ربما كنت على حق أن هذا المكان لا شئ بدون "الزى"
أدركت كم أشتقت للمرأة العجوز .
كانت "الزى" قد غادرت المزرعة من أيام لتساعد أبنة
أختها والتؤمتين اللتين ولدتهما قبل موعدهما
أبتسم "جيمس":
-لقد أغرمت بالمرأة العجوز قبل رحيلها خصوصاً بعد ان
تناولت بعض وجباتك بعدها أصبت بحالة:عودى للمنزل
فقد سأمحناك
-شكراً لك
ضحكت "بولى" ومر وقت طويل قبل أن تدرك أنه بدلا
من المواجهة الغاضبة التى كانت تخشاها فقد أصبح
"جيمس" و"الزى" على علاقة طيبة لدرجة أدهشتها
كان قد مر حوالى يومين كى تقبل المرأة وجوده
ولكن بمرور الوقت أضطرت للرحيل للعناية بأبنة أختها
بعد أن أستقرت "الزى" على قبول وجوده فى حجرة
الضيوف كانت قد قالت قبل أن ترحل للعناية بأبنة
أختها والتوءمتين:
-أنى مازلت أعارض وجود غرباء بالمنزل ولكنى تحدثت
معه وأكتشفت أموراً أرضتنى فقد وعدنى أن يتصرف
كرجل مهذب
أطلقت "بولى" زفرة عميقة وقد أشتعل وجهها حرجاً
-أوهـ لا لماذا لا تهتمى بأمورك الخاصة؟
ردت عليها المرأة العجوز بحدة:
-أنت أمورى الخاصة بشحمك ولحمك ودون أى خطا
فى الفهم ودعينى أخبرك بأن لدى "جيمس" سحراًفى
أصبعة الأصغر أكثر من السحرالموجود فى كل جسدى
ومن الخطر على الفتيات الصغيرات مثلك أن يوجد رجل
وسيم مثله بجوارك هذا ما أعرفه
-حسنا ؟ماذا؟
طرفت بعينيها وهى تنظر الى "جيمس"الذى قال:
-أستيقظى من الأحلام يا "بولى" أنى مازلت فى أنتظار
طهو العشاء أم هل تنوين أن تقدمى لنا وجبة من الأسفلت
المسموم؟
-أيها الوضيع!على أية حال لا مانع فى أن تحل محلى
وأود أن أراك وأنت مرتدى مريول المطبخ.
-خذى حذرك ربما كان طعامى غير رفيع المستوى ولكنى
أتمتع بمزاج رائع ...أتفهمين؟
قهقهت :
-لقد فهمت أن طهوك أفضل من طريقة حديثك عن الطعام
بلهجه فرنسية حسنا حسنا أنى لا أرغب فى الجدال مع كبير
الطهاه تقدمها مهدداً الى دأخل المطبخ وهو يقول:
-هذا ما أريده ولا تبتسمى شامته بسرعة هكذا يا حبيبة
القلب .لقد سمعت كل شئ عن اللحم المشوى الأنجليزى
الشيطانى وحساء يوركشاير ولذلك سأعد لك كل الأدوات
وأسمح لك بالتمتع بأعداد وجبة غداء يوم الأحد
هزت "بولى" رأسها وهى تبتعد عن جسده الفارع:
-أوهـ أتمنى لو كنت أستطيع ذلك ولكن لسوء الحظ
أنى قررت بالفعل القيام بنزهة الى حافة "وتلوك"
-هكذا ؟!ومتى بالضبط أتخذت هذا القرار؟
أخذ يتقدم نحوها عن عمد ضحكت
-من خمس ثوان
أحست بظهرها يصطدم بالجدارفخبت الأبتسامة عن
وجهها وهى تنظر الى الرجل الذى يعلوها بمسافة طويلة
بينما بدأ الوقت وكأنه توقف بينهما والعالم يضيق حولها
وعيناه تحملقان الى عينيها وقفت ساكنة وكان كل جسدها
تصلب من قوة نظراته ولم تحاول الحركة عندما رفع يده
ومرر أصابعة برقة على وجهها ثم رفع الخصلة التى نزلت
على جبهتها .أحست بقلبها ينبض بشدة
فجأة جاء رنين جرس الهاتف المعلق على جدار المطبخ
فقطع كل الكلمات والنظرات وقفزت "بولى"فجأة كى
تخرج نفسها من حالة الجنون التى سقطت فيها وعادت
الى الواقع القاسى همس "جيمس"
-تجاهليه
لكنها كانت قد أمسكت بالسماعة وسمعت:
-هاللو؟هل هذا أنت ياأنسة"بولى"؟
-هاللو!....يا الهى لقد كانت"الزى" تنفست "بولى"بصعوبة:
-أوهـ نعم أنا
حاولت فى عصبيه ، تهز رأسها وتفهم ما تقوله المرأة
العجوز وهى تتجاهل الرجل الواقف أمامها صاح:
-من المتكلم؟
وضعت يدها المرتجفة على السماعة وهمست:
-أنها "الزى"
همس فى تبرم:
-قولى للعجوز الشمطاء أن تذهب الى الشيطان
ولولت "بولى" :
-لاأستطيع أنى حتى لاأستطيع مقاطعتها لأنها مستمرة
فى ثرثرتها دون توقف
أعادت السماعة الى أذنها ثانية عندما أمسك بها"جيمس"
وقال لها:
-أنا أستطيع التعامل معها...هالو"الزى"ما المشكلة؟
أبتعد عن جسد "بولى"المرتجف وأدار ظهره لها وهو
يستند الى الجدار.
أصيبت "بولى"بشلل وقتى ومرت لحظات قبل أن تجمع
شتاتها وعندما وجدت أن "جيمس" لا يزال فى المحادثة
التليفونية دارت بسرعة على عاقبيها وهربت من المطبخ
وأندفعت الى أعلى الى حجرة نومها بأقصى ما أستطاعته
ساقاها المرتجفتان وبعد أن أغلقت الباب بسرعة بالرتاج
القت بنفسها فوق مقعد فوق مقعد أسفل النافذة أخذت تستنشق
بصورة متقطعة وهى تحاول السيطرة على رئتيها ودقات
قلبها الشديدة فى قفصها الصدرى.
كم كانت بلهاء ولماذا كانت عمياء لم تستطع أن تدرك
بالضبط لماذا كانت متوترة موخراً وقد أهلكها توترها
العصبى خلال النهار وأحست بعدم الأرتياح وبالأزعاج
حتى أنها لم تستطيع أن تنام فى الحال ماذا بها من خطا
لقد بدا ... سألت نفسها بقسوة هيا... ماذا تظنين نفسك
تخدعين ؟أخذت تمرر أصابعها فى خصلات شعرها
وهى تحملق خارج النافذة الى الغسق لا يوجد أى شروط
فى الأمر أو أحتمال أن الحقيقة الواضحة والدامغة كانت
ظاهرة تماماً لقد سقطت فى شباك حب "جيمس لينكلتر"
بالتأكيد قد تكون أسيرة بعض الأفتتان المجنون الذى يمكن
بعد وقت أن تنتهى ولكن ينتابها شعور رهيب بأنها لن تكون
محظوظة الى هذا الحد ومع ذلك فأنها متأكدة تماماً من انها
خلال عمرها الذى يربو الى ستة وعشرون عام لم تحس بأى
شعورولا قريب من الشعور الذى تعانيه مع "جيمس" وحتى
مجرد التفكير فى ذلك الأن يذكرها بما جاشت به جوانها
من عواطف رهيبة هزتها هزاً وكان هذا لسوء الحظ هوقلب
المشكلة.كان عليها أن تفكر فى الطرق والوسائل الكفيلة
لأنتزاعها من هذا الموقف الغريب ولكن بدا أنها فقدت
بصفة مؤقتة سيطرتها على عقلها .وكانت فقط تحس
بالشعورالوحشى الذى أثارته قبلة"جيمس" ورغبة عارمه فى
أن يضمها بين ذراعيه مرة أخرى .قفزت من فوق مقعدها
وبدأت تذرع الحجرة فى ثورة قبل أن تجلس مرة ثانية على
المقعد أمام التسريحة
قالت لنفسها فى صمت :أن عليها أن تتمالك نفسها وهى
ترى صورتها منعكسة على المرآة ولسوء حظها بدا
الوجه الذى طالعها فى المرأة وكأنه لم يتسلم الرسالة أو
يفهمها فقد أخذت شفتاها ترتجفان بين خدها المشتعلين
والتمعت عيناها بلون الزمرد الأخضر وكل ذلك دليل
على ظهور عواطفها واضحة على وجهها وأنها
لا تستطيع السيطرة عليها .
التهب خدا"بولى" يجب أن تخجل من نفسها لتشوقها
الى هذا الرجل بهذه الدرجة وهى بالفعل كذلك ولكن
تأنيبها لنفسها على جنونها بدا وكأنه لا أثر له على
دوامة العواطف التى تعتمل داخلها وفى عقلها .
بينما تقلصت معدتها فى ألم من الموقف الملتهب
الذى تواجهه . فكرت بالجزء الباقى من عقلها أنه
من الجنون التام أن تفكر فى "جيمس" على أساس
قيام قيام علاقة صداقة بريئة فقط بينهما.من أسبوعين
فقط كان غريباً تماماً عنها وأنه فى أى يوم من الأن
يمكن أن يعود الى عالمها وحياتها فى مزرعة"شروبشاير"
حسنا لقد قلبها مرة أو مرتين أذن ماذا بعد؟ قالت لنفسها
بحسم ألا... أن الأمر ليس بمشكلة كبرى أنه على أية حال
رجل وسيم لدرجة لا تصدق وبقدر علمها وتفكيرها لابد
أنه تعود على تقبيل الفتيات فى كل وقت..ولاشك أنها ساذجة لو
بنت أحلاماً عاطفية وردية على مجرد قبلتين مر وقت
طويل قبل أن تحقق بعض الهدوء . ولما لم يظهر "جيمس"
أية نية أن يتبعها وهو ما يدل على أنة كان غير جاد
ومهذاراً ... قررت ان تأخذ حماماً طويلاً دافئاً
فى البانيو وهى تفكر فيما ستفعله .
بعد ساعة لم تجد حلاً لمشكلتها فأينما نظرت وجدت الحل
الذى لا مفر منه هو أن تطلب من"جيمس" أن يغادر
المزرعة بأسرع ما يمكن أنها لن تستطيع أن تستمر فى
صداقتها المشوبة بالحذر خصوصاً وقد أدركت الأن
أنها وقعت فى حبه وعليها اللعنة أنها تسبح فى القمر
مع رجل لا يهتم بها .
ان الأمر سيكون قاسياً بالتأكيد ولكنه الحل الوحيد
والطريقة الوحيدة لحفظ ذاتها
خرجت من البانيو وأرتدت ملابسها وقد امتلأت
بالثقة بأنها أتخذت القرار الصحيح على الرغم من أنها
بدأت تنسحب فور تفكيرها فيما ستقوله.لقد فكرت فى أن
تقول له :لقد سعدت بمعرفتك وودعاًًَ ولكنها وجدت فى ذلك
قسوة وفجائية .ولكنها ما أن بدأت تفكرفى بعض التفسيرات
الطويلة عن السبب فى أن تطلب منه الرحيل تأكدت أنها
ستزيد الطين بله خصوصاً وهى تشعر بالمرض والتعاسة
حتى أنها لاتستطيع أن تفكر فى عذر مقبول أو حتى نصف
مقبول لما تفعله.
عندما أجبرت نفسها -لامحالة-على أن تهبط للدورالأرضى
وهى عصبية ومتوترة مثل ياى مضغوط وصل بها
الأضطراب مداه عندما لم تعثر على "جيمس" فى أى
مكان لم تستطيع أن تواجه أى موقف أو أحتمال فعادت
تجر ساقيها صاعدة الدرج المتسع الى الدور العلوى
ببطء ألا أنها لمحت حزمة من الضوء تخرج من الباب
المؤدى الى غرفة الضيوف قالت لنفسها وهى واجمة
أنه الأن الوقت المناسب لأنهاء كل المشكلة.عقدت
ذراعيها على صدرها وأخذت نفساً عميقاً ...أجبرت
"بولى" نفسها على صعود الدرجات القليلة الباقية وسارت
بسرعة نحو غرفة نوم "جيمس"قبل أن تفقد عزمها وتنهار كلياً


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:22 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
ذكرت "بولى" نفسها بأن حالتها العاطفية متوقفة وهى تشعر
بالتحطم أمام ذلك الدافع الغامر أن تنتهى المواجهةعندما فتحت
الباب ودخلت غرفة نومه تلعثمت مذهولة وقد علا وجهها الأرتباك
عندما وجدت نفسها تحملق الى جسد "جيمس" شبه العارى
-أوهـ يا ألهى أنا أسفه كان من الواجب على أن أطرق الباب
ولكن لم لأظن مطلقاً....
-لا باس "بولى" ماذا يمكننى أن أفعل لك؟
كان واضح أنه لم ينزعج من ظهورها المفاجئ غير المتوقع
بالحجرة وقام بلف بشكير أبيض حول جسده
-نعم.. حسنا من الواضح أن هذا ليس بالوقت المناسب أعنى
أننى فقط...
أخذت "بولى" تفكر فى يأس فى القرارات الحاسمة التى سبق
أن أتخذتها من دقائق والتى ذهبت الأن أدراج الرياح أبتلعت
ريقاها بصعوبة وأبتسمت :
-أعتقد أن على أن أتركك الأن لترتدى ملابسك.
على الرغم من أتساع الغرفة بدت ضيقة جداً عندما أستدارت
"بولى" وهى تسير ببطء وتردد نحو الباب وهى تحس بثقل
قدميها وعندما وضعت أحدى يديها على مقبض الباب أحست
بأن"جيمس" يتحرك فى سكون نحوها ثم توقفت هى وهو مدة
ثانية قبل أن يضع يديه فوق كتفيها برقة ويديرها لتواجهه أخذ
"جيمس" يحملق الى عينيها الخضراوين المحاطتين بخصلتين
من الشعر الذهبى بينما ظهرت ذراعاها وساقاها بلون برونزى
بسبب تعرضهما للهواء والشمس طوال الصيف.
كانت"بولى" بهجه للناظرين حقاً بينما رفضت مشاعرها
أن تخضع للسيطرة التى حاولت أن تفرضها عليها.
مر وقت بدأ كالدهر وهى تنظر الى وجهه العابس المشدود
بينما القى ضوء المصباح ظلالاًً حادة على تقاطيع وجهه
الحادة. لم تستطيع أن تقرأ شيئا فى تعبيرات عينه المركزتين
عليها ولا فى حاجبيه المقوسين بشدة فى تقطيبة خفيفة.يبدو أن
أصابعه المشدوده بقوة فوق كتفيها كشفت عن مدى توتره
بينما ذابت مقاومتها أمام جاذبيته الساحقة وهو ينظر اليها بعمق
وتركيز أحست فجأة بجفاف حلقها وقد سرى الحذر فى جسدها.
قال اخيراً بصوت أجش بدرجة غريبة وهويرفع أحدى خصلات
شعرها عن وجهها
-بولى أتدركين ....
رددت كلماته فى ضعف وهى لا تحس بأى شئ فى العالم سوى
لمس يده فوق جلدها والأثارة العصبية التى أحدثتها تلك اللمسة
همهم جيمس بأنفاس متقطعة وقد أنزلقت يداه من فوق ذراعيها
أخذت أنفاسه تنقطع وهو ينظر فى خديها الشاحبين وقد بدت واهنة
تحت تأثير الرغبة الشديدة التى أغرقتها .قال بصوت أبح:
-"بولى"...لابد أن نتحدث
قالت بصوت هامس:
-هل لأبد أن نتحدث ؟
أغلق "جيمس"عينيه وأخذ نفساً عميقاً متقطعاً:
-الله وحده يعلم أنك تفعلين بى أشياء لم أحلم بها...ولكن نعم
لابد أن نتحدث...أن الوقت يجرى بسرعة يا"بولى" وأمامنا
أمور كثيرة لابد من مناقشتها لابد أن تعرفى كيف أشعر نحوك
همست:
-لا....حقاً لا أعرف
قال وهو يقبض على كتفيها بعنف وهو يفحص وجهها:
هيا ...لا يمكن أن تكونى عمياء الى هذه الدرجة .
لماذا فى رأيك بقيت كل هذا الوقت هنا فى المزرعة؟
أجلسها على مقعد وهو يهزها عندما ظلت صامته خفضت
"بولى"نظرها لأسفل وأخذت تحملق الى يديها وهى تحاول
يائسة أن تسيطر على الأثارة المتزايده التى سرت فى جسدها
لقد كانت مستغرقة تماماً بمشاعرها الخاصة ووجدت صعوبة
الأن فى فهم معنى ما يقوله ...هل يعنى حقاً...؟أخذ يسب بعنف
وقفز من فوق السرير ليذهب الى النافذة ويحملق دون أن يرى
شيئا خلالها أخذ يزوم فى وحشية :
-اللعنة ..أ لا ترين أنى واقع فى حبك؟
نظرت (بولى) الى ظهر (جيمس) المشدود وأعجبت
بمدى رجولته وعرفت أنها لم تحس بمثل هذه النشوة والبهجة
فى حياتها .صاحت وهى تبتسم له أبتسامة وضاءة من السعادة
والقت بذراعيها حول عنقه عندما أستدار ليواجهها
-وأنا أيضاً أحبك ...أوهـ (جيمس) لماذا بحق السماء لم تقل
شيئا من قبل؟
هز كتفيه فى يأس:
-لسبب واحد وهو أنى ضيفك هنا ولأنى لم أعرف تماما ماهو
شعورك نحوى...وهناك سبب أخر ...لقد أعطيت كلمة شرف
لتلك المرأة العجوز (الزى) ألا أدع الأمور تفلت من بين أيدينا
بالتأكيد ..لقد وقعت فى حبك من أول نظرة
-أحقا؟!
أبتسم وهو يقول لها:
- أوهـ أنى لم أعرف فى حياتى أنى أخذت هذا العدد من ادشاش
الحمام مثلما فعلت هذه الأيام لأطفئ نار العاطفة المعتملة داخلى
ولكن لابد أنك تعلمين أن هناك فرقاً ما بين الجاذبية والحب أننى
لست أعرف بالضبط شروط هذه اللعبة يا حبيبتى ولكنى أعرف
بالتاكيد أننى لم أشعر بمثل هذا الشعور نحو أحد من قبل
قالت معترفة :
-ولا أنا كذلك
-أذن أمامنا الكثير من الأمور لابد أن نناقشها ! الله وحده يعلم
ماذا تفعلين يا حبيبة القلب
شهقت "بولى" وهى بلا حول ولا قوة وقالت:
-"جيمس" لقد قلت أنك تريد أن تتكلم
-ليس الأن حبيبتى فقد فقدت القدرة على التفكير.
أخذت "بولى" تقود الجرار ببطءفوق العشب عائدة من أحد
المراعى البعيدة وتحولت بسرعة لتتجنب كتلة من الخشب
ملقاة فى طريقها .ذكرت نفسها أن تكف عن أحلام اليقظة
وقالت لنفسها:أن ذلك لابد بسبب الحب وهى تشك فى ان
الأبتسامة الدائمة على شفتيها لابد أنها قد أثارة أرتياب بعض
الفلاحين وفضولهم ولما كانت تعرف القرية وأهلها لم يعد لديها
أى شك فى أن العجوز اللئيمة السيدة"جانكنز"
صاحبة البقالة الصغيرة قامت بزيارة ميدانية تستقصى ما
تعتبره أحداثا فاضحة تجرى فى"ونترفلودز" فكرت"بولى"
فى تمرد أن ذلك أمر بالغ السوء ..ربما كان مجرد عاصفة
حب ولكنها لا تتذكر متى كانت فى مثل هذه السعادة من قبل
ثم أنها لم تهتم على الأطلاق بما يحدث أو يقال فى القرية
أو المزرعة لقد أخذت حياتها كلها أبعاداً جديدة منذوالأحد
الماضى ولا يهمها من يعرف ذلك
لقد عاشا هى و "جيمس" خلال الأيام الستة الماضية وكان
الزمن قد سقط من حسابهما حيث حيث تتابع الأيام بنهارها
الدافئ ولياليها المليئه بالحب كعقد من السعادة صنع من البلور
النقى لقد أدهشها أن هذا الرجل الذى كان مجرد شخص
غريب بالنسبة لها من أسابيع قليلة مضت أصبح الأن مألوفاً
جداً حتى أصبح من الصعب عليها أن تتخيل حياتها الماضيه
بدونه أو بدون حبه لقد أصبح من المتعذر عليهما أن ينفصلا
وقد أوشك شهر يونيو على الأنتهاء وأخذ العمل فى المزرعة
يقل ويبطئ وأصبح فى مقدورها هى و"جيمس" أن يقضيا مزيداً
من الوقت معا وهما يتمشيا يدا فى يد عبر البرارى أو الجلوس فى
الشرفة المطلة على الفناء وقد ثقل الهواء برائحة الورود المتفتحة
كانا يتحدثان قليلاً وفى أمور غالباً غير مهمه مكتفين بوجودهما فى
بعد زمنى أختلط به الأمس واليوم والغد دون بداية وحتى الجو بدا
متامراً حتى يزدهر حبهما حيث كانت الشمس تسطع من السماء
بلا سحب بحرارة دافئة
قادت "بولى" الجرار نحو المزرعة وهى تبتسم فى سعادة وجرت
الى الداخل ومنه الى الحديقة دهشت لعدم عثورها على "جيمس"
وظنت أنه ربما ذهب ليتمشى فأخذت تعد العشاء ثم صعدت للدور
العلوى لتبدل ملابسها .عندما أنتهت من حمامها وأرتداء ملابسها
الجميلة بدأت "بولى" تشعر بالقلق والعصبية فقد حان وقت الغسق
ومن المؤكد أن "جيمس" قد عاد حاولت أن تكتم خوفها وأخذت تتجول
بل هدف داخل المنزل .لم تعرف ما الذى دعاها لأن تفتح غرفة
"جيمس" ولكنها ما أن شاهدت الجينز والقمصان التى أشترتها له
موضوعة فوق كومة من الملابس النظيفة فوق المقعد وفوقها
ظرف حتى بدأ قلبها يدق فى خوف ورعب.خمنت"بولى"
محتوى الرسالة من قبل أن تفتحها بأصابعها المرتجفة غاصت
ببطء فوق السرير وكأن الهواء يضغط عليها ويخنقها وهى تقرأ
كلمات وداع "جيمس" النهائية .شحب وجهها من الصدمة وظلت
مذهولة لحظات الى أن بدا الألم الرهيب يغزو جسدها المرتجف
ملأت دموع الحزن عينيها وسالت على خديها الشاحبين بينما أهتزت
ورقة الرسالة بين يديها المرتجفتين وسقطت على الأرض وهى تلقى
بنفسها على السرير وشهقات نحيبها الذى يقطع نياط القلوب تترد فى
الحجرة المهجورة
أخذت "بولى" تشق طريقها ببطء عبر الفناء الذى أصبح هادئاً
ومهجوراً بعد أن ذهب العمال لمنازلهم لتناول العشاءوعلى الرغم
من أن المساء المبكر كان أفضل أوقاتها أصبح الأن أسوأ أوقاتها
وأشنعها.
كانت تحب دائماً منزل المزرعة على الطراز الأليزابثى الا أن
دفء قاعاته لم يعد يعجبها مؤخراً وظلت غرفه الواسعة الخاوية
تردد صدى ضحكات سعادتها فى الأيام الماضية التى قضتها مع
"جيمس" مرت عشر أيام منذو غادر "جيمس" "ونترفلودز" ولم تمر
دقيقة واحدة منها دون أن تشعر بالتعاسة والألم وكم من مرات عدة
سقطت من التعب نائمة فى ساعات الصباح المبكرة كى تنهض فى
الفجر لتجد خديها مبللين بالدموع.
كانت تأمل فى أن أنهماكها فى العمل يمكن أن يبرأها من العذاب
والشوق الحارق اليه ولكن الأمر لم يفلح على الأطلاق وأصبحت
ذات مزاج متفجر مع عمال مزرعتها حتى أنها أصبحت مهددة بأن
تفقد أحترامهم لها والعلاقة الطيبة بينها وبينهم التى بنتها خلال ثلاث
سنوات.وكل هذا من أجل ماذا؟ لمجرد أسابيع من الجنون المطبق
جعلت من نفسها حمقاء بلا شخصية تماماً.
أنها لا يمكن أن تصبح أكثر الشقراوات من معارفها أثارة وحمقاً
ولو أن أياًمن صديقاتها أعترفت لها بمثل حكايتها المجنونة لاعترفت
بأنها قمة الحماقة . على أى حال كيف يمكن أن يوصف شخص
يتصرف بطريقتها؟هى من وقعت فى الحب تماماً مع رجلاً لا تعرف
عنه شيئاً تقريباً؟
زفرت بثقل وسارت ببطء الى داخل المنزل ودخلت المطبخ.
فتحت الثلاجة ونظرت الى محتوياتها دون تركيز. لم يكن هناك
أى فائدة أن تنظر الى الطعام الأن وحتى مجرد التفكير فى
الطعام كان يشعرها بالغثيان .ربما تحس بالتحسن بعد أن تغمس
نفسها فى البانيو مدة طويلة ولكن بالتأكيد لن تشعر بأى تحسن
أعدت لنفسها شراباً وحملته للطابق العلوى معها الى حجرة الحمام
أن تشرب بمفردها فى الأمسية بالقطع لم تكن فكرة جيدة
أخذت تفكر فى"الزى" وهى وسط المياه الحارة وكيف أنها
ستؤنبها لو رأتها تشرب بدون طعام يل إلهى شهقت "بولى"
وأنتصبت وسط البانيو وأخذ الكوب ينزلق من بين أصابعها
وهى تتذكر فجأة مدبرة منزلها العجوز من المتوقع أن تعود
غدا ووقتها سيشتعل الحريق ويتأجج أنها لا تستطيع أبداً
أن تخفى شيئاً عن "الزى" وأنها أن لم تكن حريصة فلن
يستغرق الأمر من المرأة العجوز سوى دقائق لتكتشف
بالضبط ما حدث فى أثناء غيابها
خرجت "بولى" من البانيو وأرتدت ثوباً حريرياً رقيقاً
وهى تحاول السيطرة على الخوف الذى سيطر على عقلها
ماذا بحق السماء ستفعل؟أو ماذا ستقول؟لقد كان من السيئ
أن تتأقلم مع ذلك الشعور العميق بالمهانة والعار المؤلم
والشعورالقاتل بأعترافها بأنها جعلت من نفسها محل سخريه
مع "جيمس" ولكن لم يكن هناك أى فائدة وأنها لن تتحمل أن
تضع "الزى" الزيت على النارعندما تقول:
(-لقد أخبرتك بذلك) وستردد ذلك صباحاً و مساءاً
همهمت تهدئ روعها وهى تذرع الغرفة ذهاباً وأياباً.
-أن كل ما عليها أن تفعله هو أن تفكر فى سيناريو جديد للأحداث
سيناريوتستطيع أن تصدقه "الزى" والا يبتعد كثيراً عن الحقيقة
لأن هذه نقطة جوهرية لأن الله وحده يعلم أنها كانت دائماًلاتعرف
الكذب .قطعت أفكارها المحمومة عندما سمعت صوت محرك سيارة
يتوقف خارج الباب الأمامى تمنت الا يكون "راى مارتن" الذى رفضت
أن تخرج معه للعشاء هذا الأسبوع ولم يتقبل ذلك تقبلاً حسنا. توجهت
"بولى" لتتطلع خارج النافذة . بعد لحظات أطلقت صيحة عندما خانتها
ساقاها وأندفعت لتستند الى حافة النافذة السفلى كان قلبها يدق كالمطرقة
الألية وأغلقت عينيها عندما أحست بالغرفة تدورحولها هل هو
"جيمس"؟بالتأكيد لايمكن أن يكون هو...أوهـ يا ألهى؟ لأبد أنها
أصيبت بالهلوسه وفقدت عقلها كلياً ومع ذلك كان القادم يشبه
"جيمس"تلصصت من النافذة بحذر شديد مرة أخرى وقد
أنسحبت الدماء من وجهها
عندما أبتعدت السيارة المستاجرة وجدت أنه حقاً "جيمس" هو
الواقف وقد أرتدى حلة سوداء أنيقة ..يا له من صفيق لقد أحضر
معه أمتعته ولابد من أنه ينوى الأقامة فى"ونترفلودز" فترة!
أستعادة نفسها بسرعة من الصدمة وأوشكت أن تختنق من الغضب
وقفزة عائدة الى غرفتها
بعد هذه الأيام العشرة البائسة التى قاضتها وهى تزحف فى المنزل
والمزرعة وتشعر بالأسى على نفسها وكيف كانت صعبة لهذه
الدرجة حتى أنها أخذت تئن على ذلك الرجل اللعين الموجود
الأن بالخارج بذلت جهدا رهيباً كى تمنع نفسها من الصراخ
ولم تكن تدرى مدى ما تشعر به سعادة عندما تخبر ذلك السيد
الصفيق "لينكلتر"من هو بالضبط
-هاى "بولى" هل أنت موجودة؟
كزت على أسنانها عندما سمعت صوت "جيمس" أوهـ بالتأكيد
هى موجودة كورت شفتيها فى أبتسامة مقطبة وهى تفكر فى بعض
الأفكار الشريرة الممتعة بالنسبة لها مثل دفعة وسط كومة القش العالية
فى مخزن التبن ولكن هذا الأمر يمكن أن ينتظر بعض الوقت
لابد أن تتأكد أولاً من أن تلك الحية الرقطاء لن تشق طريقها
الى داخل المنزل وطالما كان "جيمس" أطول وأقوى منها ولاتستطيع
مواجهته بنفسها فأن عليها أن تفكر فى الطريقة الوحيدة لتنفيذ
عزمها على ألا تدعه يدخل المنزل. أنها طريقة غير قانونية
تماما ولكن أحيانا ما تستدعى حالة اليأس حلول يائسة
كانت ترتجف من الغضب وقد تجاهلت صوت العقل الرقيق
الذى أخذ يتردد داخلها ألا تكون حمقاء شددت حزام ثوبها وجرت
بسرعة وسكون عبر العتبة العليا ثم هبطت الدرج للدور الأرضى
نحو حجرة صغيرة فى مؤخرة المنزل ما أن دخلتها حتى فتحت
"بولى" الأبواب المصنوعة من خشب البلوط الخاصة بالدولاب
المرتفع وترددت لحظة قبل أن تختار الأداة المناسبة لفرحتها
سارت على أطراف أصابعها الى نهاية الدهليز حيث أدركت
من صوت خطوات أقدامه القوية الى المطبخ أن خطتها قد
بدأت تفشل لابد أنه دخل من الباب الخلفى قال "جيمس"
عندما فتح باب المطبخ ورأها واقفة بالبهو :
-أهـ ها هو أنت يا حبيبتى!
-أوهـ حقاً؟
لم يلق "جيمس" أنتباهاً الى لهجة البرودة القاسية فى صوتها
ووقف ثابتاً على الأرض وهو يحملق الى جسد "بولى"النحيل
وهى مستندة الى الجدار البعيد عنه المكسو بالخشب
أبتلع ريقه بصعوبة وهو لا يستطيع أن ينتزع نظراته عنها فى
وقفتها المتحدية
-ما الذى عاد بك الى "ونترفلودز" ؟
نظر اليها لحظات دون أى تعبير فأحست فجأة بالضعف
والتوتر العصبى وقد أكتسحتها رغبة عارمة فى أن تلقى بنفسها
بين ذراعيه .أخذت نفساً عميقاً وهى تحملق الى الرجل الذى
أشتاقت اليه .
أن تلأمر ظلم بين!ليس من حقه أن يكون وسيماً لهذه الدرجة
التى تؤدى للجنون حاولت يائسة أن تتجاهل التقلصات العاطفية
فى معدتها .سألته بأنفاس متقطعة :
-ماذا تفعل هنا؟ماذا تريد؟
هز كتفيه العريضتين فى سرور:
-يا حلوتى "بولى" يا له من سؤال يثير السخرية!أنا أريدك بالتأكيد
ردت عليه بحدة وهى ترتعد عندما أدركت أنها أن لم تسيطر
على نفسها بسرعة فأنها ستقع فى المتاعب
-لسوء الحظ أنى لست على قائمة طعامك الليلة
مهما حاولت فأنها لن تستطيع أن تتخلص من الأثارة الحارة التى
سرت فى جسدها الخائن وغرائزها التى تستجيب لأبتسامته
الدافئة الودود
ضحك "جيمس" ضحكة خافتة زادت أثارتها
-أوهـ يا حبيبة القلب ...هذه روح الدعابة الرائعة عندك دائماً
ما تقتلنى!
ردت عليه بغيظ وهى تخرج ما ودت الأفصاح عنه:
-هذه فكرتك العامة يا حبيب القلب!والأن هيا أخرج من بيتى!
أخذ "جيمس" يحملق الى مأسورتى البندقية التى وجتها اليه
يا إله السموات...ماذا تظن تلك المرأة المجنونة أنها فاعلة
لقد بدت يداها ثابتنين كالصخر ولكن....
-أتعشم أن تعرفى كيف تتعاملين مع هذه الأداة
-أوهـ نعم لقد فزت فى مباراة الحمام المحلية العام الماضى
-حسنا..هذا من رحمة الله
قالها وقد سرى الأرتياح على وجهه بينما أخذ يفكر فى
الحركة التالية تذكر ما كان يقال فى هذه المواقف وهو أن تدع
المعتدى يتكلم حتى تستطيع الأمساك بالسلاح ولكن أحدا لم يخبره
ماذا يفعل هو أمام فوهة سلاح فى يدى أمرأة لا يعرف نيتها؟
سألها برقة :
-هل أعتبر أن هذا السلاح معبأ؟
زامت:
-وماذا تظن؟
نظر اليها نظرة متكاسلة :
-أوهـ!...أظن أنها معبأة وهذا ما أحبه فيك،لأنك لابالتأكيد
لا تقومين بالأمور ألا كاملة
حملقت اليه بغضب شديد.كيف تجرأ أن يقف فى مكانه
مستنداً- بلا أكتراث - الى الباب وكأنه لا يهمه أى شئ
فى العالم صاحت من خلال أسنانها :
-أخرج من بيتى الأن وفوراً
رفع "جيمس" يديه فى حركة أستسلام تهكمية
-هونى عليكى لحظة! أننا لانقوم بتمثيل هذا المشهد بالطريقة
الصحيحة أنها ليست غلطتك لكن لوأنك تذهبين للسنيما
بأنتظام لعرفتى على الأقل الشكل الصحيح ..أعنى...كيف تلعبين
دوراً فى فيلم "انى أوكلاى" دون أن تقرأى النص
على الرغم من أنها تعرف ما يقول ويعنيه ألا أنها
-وهى ممسكة بالبندقية-يكون معها كل الأوراق الرابحة ومع
ذلك بدات تدرك أن "جيمس" لا يأخذ الأمر مأخذ الجد
قال أمراً وهى ترفع البندقية نحوه
-هيا أهدئى ! أنى أحاول أن أخبرك كيف لايمكن أداء
الدور ببراعة فى أفلام الغرب الأمريكى .أذن ما عليكى
سوى أن تصمتى وتصغى
صمتت وظلت صامتة وهى تحاول جامدة أن تتغلب على
غضبها فأستمر فى الحديثفى تبرم:
-حسنا..الأن قبل أن يقتل البطل الشخص الشرير فأنه
يدخل فى حديث طويل عن السبب الذى يدفع الرجل
لأن يقتل أحداً رغماً عنه
-أوهـ أرجوك بحق السماء
...وغالباً ما يقول :بضع جمل مثل: لم يكن من الواجب عليك
أن تسرق جوادى أيها الوضيع ..أو..لقد فعلتها يا "جاك" أنت
أيها الجرذ القذر الذى أحرقت منزلى ...وهكذابالتأكيد شخص
ماهر مثل "كلينت أستوود" يستطيع أن يؤدى الدور دون أن
يقول شيئا يذكر ولكنى أعتقد أنك فهمتى ما أقصده
صاحت فى غضب :
-أفهم ماذا؟لم أمع فى حياتى مثل هذا الهراء!
لوى شفتيه فى أبتسامة خطيرة ورغم موقفة المتراخى وملابسه
جيدة التفصيل التى أظهرت قوة بدنه ألا أنها أحست فجأة برجفة
من الخوف تعتريها
قال بصوت ممطوط مشوب بالتهديد
-الفكرة هى أنك مجنونة يا فتاة وأننى أنتظر تفسيراً لكل هذه
الدراما
-أنت تعرف كل شئ تماما
زفر فى تبرم
-أنى أفقد صبرى بسرعة يا "بولى" لماذا أسال سؤالاً أعرف
أجابته؟
أنفجرت فى غضب:
-حسنا لابد أنك تعرف ...أن ترحل هكذا دون كلمة وأن تترك
مذكرة تافهة .أن الأمور الجيدة لابد لها نهاية وأنك مرتبط تماماً
بعقد...حسنا...كان على أن أخمن أنك رجل متزوج ولكن لماذا
لم تجد الجرأة لتخبرنى بذلك فى وجهى؟
نظر اليها فى دهشة ثم...أنفجر فى الضحك:
-أوهـ "بولى" أنك لا مثيل لكى !أن معنى أننى مرتبط بعقد
لايعنى أننى مرتبط بعقد زواج وأنما بعقد عمل وأستطيع أن
أعطيكى كلمة شرف أنى لست متزوجاً بأحد ولم لأتزوج أبداً
....حسنا؟
لا ليس حسنا..لماذا هربت دون حتى كلمة وداع؟أنك لم تلق
أى أهتمام بمشاعرى أيها القاتل البارد ولديك من الصفاقة
التامة لتعود مرة أخرى
-بحق السماء كفى عن التلويح بتلك البندقية نحوى
صاحت وهى ترتجف من الثورة والغضب:
-أنا أفعل ما أشاء فى منزلى لا تظن أن بأمكانك أن تتسلل
عائداً للبيت ولى أيها الفأر القذر وعندما أنتهى منك فأننى...
لا أذهب أخذت تشهق عندما بدأ ييسير نحوها.قال بحزم وهو
يمسك بالسلاح من يديها المرتجفتين ويضعه بعناية قبل أن يمسك
بوجهها الباكى بين يديه:
أن أمامنا حديث طويلاً نتبادله
صاحت وقد دفنت وجهها فى صدره العريض:
أنى أكرهك
همهم وهو يقودها عائدين الى المطبخ:
-لا أنك لا تكرهينى والأن ىسأعد لك قدحاً من الشاى الساخن
ثم سأخبرك بكل شئ موافقة؟
كانت لا تزالة تهتز من شهقاتها ولم تستطيع سوى أن تهز رأسها
بنعم وهى تقبل منديله الأبيض العريض كى تمسح سيل دموعها
عن خديها
عندما خفت عاصفة بكائها وأحست بالدفء بعد تناول قدحين
من الشاى الساخن أحست"بولى"أن بأستطاعتها أن تتواءم مع
الحياة قالت وهى تشهق:
-أننى مازلت لا أفهم ماذا تصنع هنا...لقد ظننت أن المذكرة
التى تركتها هنا كانت تخبرنى بالوداع.
تنهد "جيمس"وهو يمرر يده خلال شعره الكثيف:
-أن الأمربسيط حقاً ولكن يبدو أن هناك عطلاً خطير فى
وسائل الأتصال بيننا
فى الحقيقة يا حبيبتى أننى عندما وصلت أنجلترا كنت قد
رتبت بالفعل مع شريكى فى الأعمال "مارتى " أن أحصل
على بضعة أسابيع أجازة من العمل لذلك فأن حضورى للمزرعة
هنا لم يشكل أى مشكلة ثم أكتشفت أننى وقعت فى الحب بجنون
لامرأة حمراء الشعر
أبتسمت له أبتسامة مرطبة وقالت:
-أوهـ يا "جيمس"
-كان كل شئ يسير على خير ما يرام الى قبل عشرة أيام عندما
تلقيت مكالمة من "مارتى" يخبرنى بأننى مطلوب بألحاح فى
روما وأنه أرسل بالفعل سيارة مستأجرة لتقلنى للندن
فى الحقيقة ما أن وضعت سماعة الهاتف حتى وصلت السيارة
ولم أعرف ماذا أفعل لقد كنتى فى أحد المراعى البعيدة ولم أجد
أحداً فى المنزل أسلمه الرسالة ولذلك أضطررت لتسطير هذه
المذكرة المقتضبة قبل أن أركب السيارة التى أقلتنى الى لندن
أنى حقا ًأسف يا حبيبة القلب لأنى لم أشرح نفسى بوضوح
-نعم أننى ...أعتقد أننى فهمت ما حدث
تريثت لحظات قبل أن ترفع رأسها لتنظر اليه
-ماذا كنت نفعل فى روما؟لقد سمعت كل شئ عن الحياة
الحلوة الماجنة هناك كما تعلم
ضحك ضحكة جافة وماكرة
-ربما تعرفين كل شئ عنها ولكنى بالتأكيد لا أعرف!لقد
كنت أعمل ليل نهار حتى أستطيع العودة الى هنا فى أسرع
وقت
-لكن لماذا لم تتصل بى هاتفياً؟
-لقد فعلت وبأستمرار ولكن كنت غير قادر على الحديث
بالأيطالية مما تعذرمعه الأتصال بك.وصدقينى أنك لو
حاولت اجراء مكالمة دولية من أيطاليا فان أحسن نصيحة
هى ألا تحاولى لقد أستسلمت أمام الكفاح الذى لا طائل من
وراءه وقررت الأنهماك فى العمل والطيران عائداً الى أنجلترا
بأسرع مايمكن .هل لديك أسئلة أخرى حبيبتى؟
هزت رأسها نفياً وهى تدفن وجهها فى كتفه
-أذن أظن ألا تظنين أن بأمكانك تغير وتقررين أنك لم تعودى
حقاً تكرهينى بعد كل ذلك؟
همهمت وهى تحس فجأة بالخجل لدرجة غير طبيعية وعدم
قدرتها على النظر فى عينيه.فقال:
-حسنا دعينا نأخذ راحة
سالها بصوت أبح
ألازلت تحبينى؟
همست وهى تلف ذراعيها حول عنقه
-أوهـ نعم
رفع رأسه ونظر فى عينيها وهمس بصوت أجش وهو ينهض:
-لقد كانت أطول عشرة أيام مرت فى حياتى وبالنسبة الى فقد
كانت كالدهر صحبها الى غرفته وعندما جلست قال لها :
-الأن لاتتحركى من مكانك وسأعود اليك ثانية سارع الى
الدور الأرضى ليعود بعد لحظة وليس معه أمتعته كما توقعت
وأنما يحمل حقيبة أوراق سوداء جلديةأخرج منها وضعها على
المائدة المستديرة وفتحها ثم أخرج منها ورقة مقواة.قال وهو
يناولها الورقة المطوية:
-هاك ربما تحبين أن تقرئيها بينما أبدل ملابسى على الرغم
من أن توجيهك البندقية لى خفض حماسى
طرفت بعينها:
-أوهـ أرجو ألا تذكرنى لست أدرى ماذا حدث لى وأقسم بذلك
أنى لم يسبق ...
-صه لقد أنتهى الأمر الأن ...هيا أسرعى الى قراءة المستند
لأنى مشتاق لمعرفة النتيجة
قهقهت وهى ترى نظراته النهمة:
-نعم أستطيع أن أرى ذلك
بعد لحظات ركزت نظرها على المستند من الورق المقوى بلون
الكريم وقد أمتلأ بحروف لاتينيه
سالها وهو يجلس بجوارها
-حسنا؟
-لست متأكدة من الصعب قراءته هناك شئ ما عن أسقفية
"كانتربرى"ما هذا بحق السماء "جيمس"؟
همهم وهو يلف ذراعه حول وسطها
-استمرى فى القراءة
أخذت تتأوه وهى تدفع ذراعه بعيد عنها:
-أننى حقاًلا أستطيع القراءة وأنت تفعل هذا
قال بصوت أبح :
-بل تستطعين هيا أسرعى
زفرت وهى تحاول التركيز على المستند
-لا أستطيع أن أفكر لماذا...أوهـ ..أين كنت ؟حيث أن
"جيمس أونيل لنكلتر"و"باتروبيلا اليزبيث بريستون سبنسر"
نظرت اليه فى دهشه:
-كيف أستطعت أن تعرف أسمى كاملاً؟
أخذ يتأوه:
-بحق الرحمة أرجوك أستمرى فى القراءة
-حسنا حسنا..لا تتضايق حيث تقدم بطلب أجراءات
متلمساً بأسرع وقت أوهـ "جيمس" أنه..أنه
قال وهو يميل ليقبلها على فمها المدهوش:
-...أنه عقد زواج خاص.أعلم أن هذه طريقة غريبة لطلب
الزواج يا حلوتى"بولى" ولكن أتمنى من الله أن تقولى نعم
لأن الأمر تطلب جهداً جهنمياً للحصول على قطعة الورق
هذه.
زفرت فى سعادة:
-أوهـ يا عزيزى"جيمس" يا لها من طريقة رومانسية ساحرة
أمسك بيديها وأخذ يحملق الى عينيها:
-أعلم أن علينا أن نستقر معا بعض الوقت ولكنى واثق تماما
بحقيقة واحدة وهى أنى أحبك من صميم قلبى أذن هل تقبلين
الزواج منى "بولى" ؟هل لديك الشجاعة لتقبلينى على ما أنا عليه؟
كان صوته ثقيلاً متباطئاً مفعماً بالعاطفة
قالت وقد القت رأسها للخلف وهى تضحك من السعادة التى
ملأت كل خلية من جسدها:
بالتأكيد أتزوجك
أن هذه اللحظة كانت أغلى وأبعد مما كانت تتصوره أو تحلم
بحدوثه ورفعت يديها المرتفجة وهى تتلمس وجهه.
قالت برقة:
-أنا أحبك"جيمس" ولا أعتقد أن أمامى خياراً سوى
أن أحبك منذو اللحظة الأولى التى رأيتك فيها
-أوهـ يا"بولى" الغالية يا حبيبة القلب
-أوهـ
هل كنت حقاً ستطلقين عليا النار؟
أخذ تتثأءب وقد سيطر عليها النعاس وهى تبتسم:
-ربما فعلت ولكن لسبب أجهله نسيت أن أحشو البندقية
بالطلقات.
قال محتجاً وقد أمسك بها بين ذراعيه:
-أيتها الساحرة اللعينة أتدرين أنك تقريباً أوشكت أن
تصبينى بأزمة قلبية أنى أعلم أنك سيدة جرئية جداً
وقاسية ولكن لا تحاولى أبدا أن تفعلى هذا الأمر مرة ثانية
-بالتأكيد لن أفعل وأياك أن تجرؤ وتهرب دون أن تودعنى
أنك لم تخبرنى أبدا بمهنتك ..ما الذى تفعله لكسب عيشك؟
قال لها بحزم:
-سأخبرك بهذا غدا.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:42 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
صاحت "بولى وهى تنظر الى "جيمس" بعينين وأسعتين
من الدهشه وعدم التصديق
-لابد أنك تمزح
أبتسم لها وهو يرفع قدح من الشاى الى فمه
-لا لست أمزح
-هل تعنى حقا ..؟ هل أنت جاد بان تخبرنى بأنك..بأنك
نجم سينمائى؟
-أوهـ أخشى أن ذلك صحيح
يا ألهى
أخذت عيناه تلمعان فى سرور وهى مستمرة فى الحملقة
اليه فى ذهول
قال:
-هيا أنها مجرد مهنة ولست نهاية العالم عل أية حال كان
من الممكن أن أكون حانوتى أو بيطريا
أخذت تفرك يديها
-ولكنك تبدو عاديا
-حسنا شكرا لك!
هزت كتفيها فى يأس
-أنت تعرف ماذا أقصد أن فكرة كونك نجم سينمائى
فكرة غير عادية وغير معقولة حتى انى لا أستطيع
أن أصدقها عل الرغم من أنك فعلا جميل الطلعة بدرجة
غير عادية بالتأكيد
همهم بجفاء:
شكراً مرة أخرى
-أوهـ أحترس
ضحك "جيمس":
-لقد تساءلت كم سيستغرق من حلوتى الرقيقة
"بترونيلا بريستون"كى تعود مرة ثانية الى طبيعتها المتشددة
أى الى تلك الأنسة "بولى" القاسية الزعيمة
أتدرين أننا سعداء بخطبتنا منذو حوالى أثنتى عشرة ساعة
فقط دون أن تحدث كلمة خلاف واحدة بيننا يا ألهى أنه رقم
قياسى
-فقط عليك ان تحذر وألا قامت خطيبتك الجديدة بضربك
على أم رأسك فى الحقيقة الشئ الوحيد الذى أنقذك هوتلك
الصفات المتملقة التى أضفتها على...أتظن حقا أنى فعلا حلوة
ورقيقة؟
نظر اليها وهو يهز رأسه فى أسف ويكز على أسنانه:
-يا ألهى!كم أتمنى لوأنك لم تسألى هذا السؤال يا"بولى"
ولكن حسنا أعتقد أنك من نوع الفتيات التى تحب أن تسمع
الحقيقة دون زينة أليس كذلك؟الحقيقة أن الليلة الماضية
مررت بوقت رهيب صدقينى لقد أحسست أن حبنا عذاب حقيقى
-أيها اللعين
-أسترخى يا حبيبتى أنت تعلمين أنى أمزح لا أستطيع
أن أفكر فى السبب فى عدم ثقتك بجاذبيتك ولكنى مستعد
لأن أقدم لك مستند معتمد ما رأيك فى
(أن"بولى بريستون"هى أكثر النساء جاذبية فى العالم)
قهقهت
-كما فى اعلانات بطاقات الأئتمان هذا يكفى على أى حال
أفضل ان أحذركأن أيامك معدودة أذا ناديتنى"بترونيلا"
مرة أخرى ولا تظن سأتركك فى حالك ما لم أعرف كيف
حصلت تلك المعلومات على أى حال أريد أن أنتهى من
مسألة النجم السينمائى وأنا سليمة الفكير
قضمت قطعة من التوست والمربى وهى تحملق بأمعان
فى"جيمس" الذى كان مستند الى مقعده يدخن أحدى سجائره
ويراقبها بنظرة غريبة وتعبير ساهم على وجهه
قالت ببطء وهى تحاول أن تقتنع بمهنة "جيمس"
-يا الهى أتك تقول الحقيقةاليس كذلك؟هل أنت مشهور جدا؟
-معروف جدا هو التعبير الأدق لقد تعودت التمتع بوقت
لطيف حقا وهادئ هنا فى لندن ولكن بدءوا يعرضون
بعض أفلامى فى التليفزيون هز كتفيه بلا أهتمام فقطبت
-أنى لا أملك جهاز تليفزيون ولكن بالتأكيد لو كنت مشهور
كما تقول ألم يكن على الأقل من المعقول أن أسمع عنك؟
-حسنا يا حبيبتى الحقيقة أنى لا أمثل بأسمى الحقيقى
وأنما معروف بأسم "لنك جيمسون" وهو أسم أطلقه على
وكيل أعمالى فقد أحس أن أسمى الأول ليس رنان بما يكفى
وعليه أقترن أسم "لنك"من"لتكلتر" وأخذ حرفين من "أونيل"
وأضافهما الى "جيمس"
-أن كل هذا يبدو معقدا لدرجة رهيبه ومحيرة وعلى الرغم
من أنى واثقة بأنى لم أرك أبدا فى السينما الا أن أسمك يبدو
مألوفا بطريقة ما
كانت تهمس وتعض على شفتها محاولة أن تفكر أين سمعت
هذا الأسم ومتى ؟
ضحك "جيمس":
-أعرف الرد على سؤالك من "الزى" يا ألهى لقد أوشكت أن
أموت عندما طلبتك هاتفياهنا بعد أن شاهدت أحد أفلامى فى
التليفزيون ولحسن الحظ أن المرأة العجوز كانت دهشة للغاية
لدرجة لا معنى لها عندما أنتزعت السماعة منك ولكن يبدو أنى
نجحت فى الوصول اليها قبل أن تخبرك
تنمرت "بولى" فى وجهه وسألته بغضب:
-أتحاول أن تخبرنى بأن "الزى"كانت تعرف كل شئ عنك؟
عنا؟!...عن كل....
قال بحزم:
-توقفى يا حبيبتى ما أن تكتشف "الزى" حقيقتى فأنها لن
تقف ساكنة...أليس كذلك؟لذلك لم أجد بديلا سوى أن اشرح
لها نيتى الجادة نحوك
-ولكنى لم أكن أعرف شيئا عما تسميه نيتك الجادة
-حسنا أنى لم أكن حتى واثقة بمشاعرى نحوك
-وهذا بالضبط ما قلته لـ"الزى" وتوسلت اليها ألا تقول
أى شئ حتى أصلح الأمور بيننا كنت أعلم أن جدول
مواعيدى ضيق وأرتعدت خوفا من أن ينهار الأمر كله
أمام وجهى وكان على أن أعرف هل تحسين نحوى بما كنت
أمله وأحسه نحوك ثم أرتب الأمر بحيث نتزوج بأسرع وقت
حيث أن على أن أبدا تصوير فيلم جديد خلال أسابيع قليلة
صدقينى لقد أجبرت على هذة الرحلة الى روما كى أجرى
مراجعة أخيرة للموضوع
-ولكن لماذا لم تخبرنى من أنت مباشرة؟
مال "جيمس"الى الخلف على مسند مقعده:
-فقط أنظرى الى الطريقة االتى كان بها رد فعلك عندما
أخبرتك بهويتى الحقيقية لقد كانت حالتك حالة صدمة تامة
مقرونة بالرعب والرفض ورغم أن العدل يدفعنى بأن
أعترف بأن رد الفعل هذا كان غيرعادى على الأطلاق
وغير متوقع مفاده عندما يعرفنى النساء يصبحن صداعا
حقيقيا من التأوهات وأن أعظم فتيات الشارع ينظرن الى
على أنى شخص عادى يؤدى فقط مهنة ليست مبهرة كما
هو المتوقع منه أنى لا أنقد مهنة التمثيل فقد حصلت على حياة
رائعة وكما هائلا من المال ولكن معظم الوقت كان العمل كئيبا
وشاقا و أننى أظل محبوبا طالما فيلمى الأخير ناجحا ولا يمكن
أن تصدقى كيف يمكن أن يصبح نجم السينما الناجح بالأمس
فاشلاً اليوم ولا ينخدع أحد منا فى أننا نظير نجوميتنا وحصولنا
على الجوائز محرمون من الخصوصية فى حياتنا
نظرت "بولى" اليه بأهتمام وقلق
-أنى لم أفكر فى الأمر من قبل أبداً لابد أنك تكره هذه الفوضى
لانى بالفعل أكرهها
-أخبرك بالحقيقه يا حلوتى وأصدقك القول لقد تعودت الأمر
حتى أنه لم يعد يقلقنى أو يزعجنى ولكنى لست أعرف لماذا
تدهشين أمام ضريبة الشهره بالتأكيد لابد أنك تعتادين تلك الضريب
بعد نجاح فيلمك الأخير عن المزرعة
-ولكن كيف بحق السماء أكتشفت الموضوع؟!
ضحك أمام دهشتها الحقيقية التى بدت على وجهها
-لقد أعجبت زوجة"مارتى" ببعض البرامج التى رأتها وظلت
تلح عليه أن يراها عن طرق الفيديو.ولذلك عندما طلبت منه
أن يحضر شهادتى ميلادى وميلادك وكل الأوراق الضرورية
لوثيقة زواجنا تعرف على أسمك وربط الأمور بعضها ببعض
حملقت "بولى" الى المائدة وهى غائبة عن الفكر وتحرك المعلقة
فى قدح القهوة
-هل فعلت لا لا أعتقد ذلك؟
-هل رأيته؟ بالتأكيد رأيته فقد أعطانى "مارتى" نسخة من الفليم
بالفيديو أخذتها معى الى روما .أنى أظن أنه فيلم عظيم يا حبيبتى
ولست أدرى لماذا لم تقولى لى أبدا عنه ولكن أعتقد أنك تقدرين
الشهرة مثلما أقدرها اليس كذلك؟
-كى أكون صريحة معك يا "جيمس" أنى بأمانة لا أعتقد أنى أصلح
للثروة ولا للشهرة أنى حقا أكره كل الدعاية وعندما ينسى الجميع كل
شئ عن هذا الفيلم اللعين سأصبح وقتها فى سعادة
تجهم وجهه :
-هل الأمر سيئ لهذه الدرجة؟
-نعم أنى أكره كل لحظة فيها ضجة ودعاية
ظل "جيمس" ينظر اليها ساهماً وكأنما يعتمل داخل رأسه
عشرات الأفكار قال أخيراً:
-لم أكن أدرك أنك تشعرين بهذه الدرجة من الكراهيه الى
هذا النوع من الأعلام
لقد كان من الممكن أن نواجه متاعب حقيقية هناك يا حبيبتى
بالتأكيد كنت سأحاول أن أحميك بقدر أمكانى ولكن لم يكن
ذلك هيناً
-أوهـ أنى لا أرى أية مشكلة أن الصحافة مهتمة بك أنت وليس
أناعلى الرغم من أنه بفضل خبرتى أفهم كم هو رهيب أن تصبح
معروفا فى كل مكان تذهب اليه
أبتسم وهز كتفيه :
-أعتقد أننا متفقان على أن الأمر ليس نزهة ولهذا كانت تلك
الأسابيع التى قضيتها هنا فى المزرعة دون أن يتعرف أحد
على هويتى من أفضل أوقات حياتى
أبتسم لها أبتسامة مهتزة
-أننى سعيدة أن أسمع ذلك لأنى كنت قد بدأت أتسال عما أذا
كنت قد بدأت تحس بالملل أم لا؟
قال مؤكداً:
-على الأطلاق ! وبعيداً عن علاقتنا معا فأن "ونترفلودز"
أصبحت جزءاً مهما فى حياتى لا أنت ولا أحد هنا يعرف
أى شئ عنى وتقبلتينى على ما أنا عليه وفيما يتعلق بى فأن
هذا المكان هوجنة الهدوء والسكينة وهو أمر لم أتعود عليه
لسوء الحظ
-هل أنت واثق بأنك لن تهتم أذا أنا...حسنا أنه يبدو على أننى
تعرفت على نجم شهير عندما رأيتك؟
قالت فى نفسها أنه لو كان فعلاً مشهورا كما يقول وانها لم
تتعرف عليه لأول وهلة فلا شك فى أنه ظن أنها بلهاء تماما
نهض ودار حول المائدة نحوها:
-أعرف ما تفكرين فيه ويمكنك أن تكفى عن ذلك الأن وفورا
أريدك أن تفهمى وأن تتذكرى دائما أنه من المهم بالنسبة لى أنك
لم تتعرفى على .لقد أخذتينى يا عزيزتى"بولى" منزلك والى داخل
قلبك بسهولةلأنك أردت ذلك ليس لأى غرض أخر أنك لم تهتمى
بشهرتى ولا مالى ولا بأى سبب من عشرات الأسباب التى تدفع
الناس للأهتمام بتلك الوجوه المشهورة أنك لم تهتمى أبدا بمن أكون
ولهذا أحببتك
-هل هذا هو السبب ؟هل بسبب أنى لم أعرفك أنك تريد أن تتزوجنى؟
أخذ "جيمس" يسب من بين أسنانه
-أحيانا يا حبيبة القلب ما تكونين حمقاء بلهاء!وأتمنى لو أعرف
لماذا فتاة قوية الأعصاب باردة الطباع متحكمة فى نفسها ليست
واثقة بنفسها عاطفيا هناك مئات الأسباب تجعلنى أحبك وقد
يستغرق الأمر النهار بطواة كى أعددها لك سأذكر لك بعضها
مثل أنك فكاهيه للغاية تجعلينى أضحك.أنك تبدين خشنة على
السطح ولكنك حلوة ورقيقة بالداخل وأنا مجنون بذوات الشعر
وأحس بأنك جذابة للغاية حتى أنه من الصعب على أن أبعد
يداى عنك...هل يكفيك هذا؟
-أوهـ..أعتقد أنى نسيت واحدا من أهم الأسباب أنى أحتاج منك
أن تحبينى مثلما أحبك...بدونك...وبدون دفء حبك وحنانك
أعرف أن حياتى ستكون هباء وخواء و موحشة
فهمست وهى تضغط شفتيها على خده
-اوهـ يا حبيبى
أحست بالرعدة تسرى فى جسدها وطرقات كالمطرقة فى رأسها
فقدت الأحساس بالوقت والمكان وأحست بغمامة تحيط بتفكيرها
بعد مدة وسط النهار أخذا يتجولان يدا بيد فوق الأرض المغطاة
بالحشائش والطريق المؤدى الى النهر أدركت "بولى" أن لديها
عدة أسئلة تود أن تعرف أجابتها وأن لم تعرف حقا من أين تبدا
أحمرا خداها عندما ضحك فى مكر وسألته
-نحن نعرف القليل عن بعضنا البعض ماعدا ذلك المظهر الخاص
بعلاقتنا فأنى لا أعرف أبسط الأمور عنك مثل مقاس حذائك
ونوع الموسيقا التى تحبها أو تاريخ ميلادك
لف ذراعيه حول كتفيها وعيناه تطرفان فى تكاسل
-مقاس حذائى عشرة وتاريخ ميلادى فى السابع عشر من سبتمبر
-أوهـ أنت من برج العقرب ومواليده من المفترض أنهم ....
أبتسم :
-من الصعب الحياة معهم لا يهمك يا عزيزتى أننى واثق بأن
بأستطاعتك التغلب على وأحدى يديك مربوطة وراء ظهرك
همهمت "بولى" وهى غير واثقة بأن بأستطاعتهاأن تفعل ما قاله
كانت توشك أن تقول شيئاما وحمدت الله أنها لم تقوله مثل
عاطفى وشهوانى
أحست بتقلص معدتها عندما أحست بأن تلك الصفات تنطبق
عليه فعلا عندما تذكرت كل ما دار بينهما منذ عاد الى وعيه
سالته بأنفاس متقطعة عندما وصلا النهر وجلسا على جزء
الشجرة الملقى على الشاطئ
-خبرنى بالمزيد عن نفسك
-حسنا دعينى أتذكر ..أنى أحب رائحة الأرض بعد المطر
وقيادة السيارة بسرعة والسيارات الرياضية الغالية والنساء
ذوات الشعر الأحمر بالتأكيد كما أنى مهوس بالجياد أما بالنسبة
لما أكرهه فأنا لا أحب الكاستارد الأنجليزى وموسيقى الجاز
ودفع الكثير من ضريبة الدخل وأكثر ما أكرهه المخرجون الذين
لا يؤمنون بأن الممثلين يستطيعون التمثيل ويصرون على أخبارهم
فى كل ثانية بما يجب عليهم أن يفعلوه
-ما الذى جعلك تقرر العمل فى الأفلام؟
أبتسم:
-بالتأكيد لم يكن قرارا وانا فى كامل وعيى
فى الحقيقة كن تقد تعلمت مع والدى اللذين كانا يعملان فى
تربية خيول السباق تعلمت ركوب الخيل قبل أن أتعلم المشى
وتمنيت أن أعمل جوكى ولسوء الحظ كان طولى أكبر من
مترين عندما بلغت السادسة عشر ومهما تحملت من جوع كان
من المستحيل ان أخفض وزنى الى القدر المطلوب
لم أكن قررت بعد ما أريد أن أفعله بحياتى عندما قتل والداى
فى حادثة طريق ولم يتركا سوى كومة من الديون وأعتقد أنهما
لو ظلا على قيد الحياة لربما ذهبت للكلية ولكن لما لم يعد هناك
نقود بعد أن سةيت كل الديون البارزة والملحة قررت أن أجوب
البلد لأبنى ثروتى
-لقد كنت أذن صغيرا لدرجة موخيفة كى تتجول حول أمريكا
بمفردك أليس كذلك؟ ألم يكن لك أى أقارب يمكنك الذهاب اليهم
والبقاء معهم؟
هز "جيمس" رأسه نفيا
-لا لقد كنت وحيد والداى اللذين كانا بدورهما وحيدى والديهما
ولا أتذكر أننى سمعت أشارة الى جدتى أو جدى.على أية حال
لقد تسكعت فى الولايات المتحدة وقمت تقريبا بكل المهن الممكنة
تحت الشمس ثم التقيت مصادفة بأحد أصدقائى بالمدرسة كانا
والداه قد أنتقلا الى "كاليفورنيا"كنا نحن الأثنين مفلسين تماما
وقتها وأقترح على أنه بأمكاننا ربح بعض الدولارات عن
طريق الغناء فى أحد الأفلام الخاصة بالغرب الأمريكى
كان يجرى تصويره فى الموقع وكانت هذه بحق خبطة
الحظ وهذا كل ما هناك قالت محتجة
-هيا أكمل أنك وصلت الى النقطة المهمة والمثيرة
-أنك حقاً تريدين أن تسمعى...
قالت بحسم :
-بالتأكيد أريد أن أسمع
أطلق زفرة
-حسنا ولكنى أحذرك بأن القصة مملة للغاية أساس ما
حدث هو أن المخرج لمحنى ولاحظ قدرتى مع الخيل
وظن أنى أبدو صالحا لأداء جزء بسيط أضافة الكاتب
لدور السيدة الأولى فى الفيلم لم أكن أعرف كثيرا عن
التمثيل وقتها بالتأكيد ولكنى أديت دورا ممتازا فى هذا
الفيلم حتى أنهم أختارونى لفيلم أخر مع دور أكبر قليلاً
ودارت العجلة بعدها
-لقد لاحظت قليلا عن السيدة الأولى ...هل أنت دائماً
ضحك "جيمس" ساخرا وقال:
-أعلم أنى سأندم على هذا الحديث
جلس بجوارها وهو يحيطها بذراعيه وقال :
-يا عزيزتى لقد كنت فقط فى الثانية وعشرون من
عمرى عندما نلت أول فرصتى فى السينما وأنا الأن فى
الرابعة والثلاثين وأكون كاذبا لو قلت أنه لم يكن لى العديد
من الحبيبات فى أثناء السنوات الأثنتى عشرة الماضية
بعضهن أقمت علاقات صحيحة معهن ولابد أن تكونى
صادقة وتعترفى بأنك لا يمكن أن تحبى فتى لم يدخل
ملعب النساء ثم كيف كان بأمكانى أن أعرف أنك الفتاة التى
أختارها قلبى بصفة مؤكدة؟
همهمت "بولى"
-أتا أسفة لأن أظن أن بأمكانى القلق على أمور حدثت فى الماضى
قال بحسم:
-نعم الأمر كذلك وأنى لا أريد بكل حزم أن أعرف أى شئ عن
أحبائك السابقين وأذا تحدثنا بصفة مهنية فقدأتخذت قاعدة لا أحيد
عنها وهى ألا أتورط عاطفيا مع أى بطلات أفلامى لأن تلك
القصص العاطفية من الممكن أن تسبب الفوضى والأرتباك على
سير العمل فى الفيلم
رفع يده وأدار وجهها نحوه وقد حملقت عيناه اللامعتان بأمعان
الى عينيها:
-أنى أحبك يا حبيبة القلب "بولى" ويمكننى أن أعدك ألا أسبب
لك أى شك فى حبى لا الأن ولا فى المستقبل
عندما رفع رأسها أخيراً كانت تتنفس بصعوبة وقد تخدرت
حواسها من سحر عينيه كما بدأ أن "جيمس" يعانى التنفس
بعض ابشئ أيضاً ومر وقت طويل قبل أن يستطيع الكلام
أخيراً قال:
-حسنا علينا أن نتوقف عن تلك النظرات الولهانة عند هذا
الحدلأن أمامنا أمور ضخمة وترتيبات كبرى علينا القيام
بها والوقت قصير جداً للأنتهاء منها
سالته فى همس:
-أهى أمور مثل الحصول على وثيقة الزواج الخاصة؟
-أوهـ لقد صارعت الشياطين لأحصل على قطعة الورق
هذه رغم أن "مارتى" قام بمعظم المهمة فى أثناء وجودى
فى روما ولكنها تساوى كل المتاعب لأن ذلك يمكننا من
الزواج خلال ثلاثة أيام
صاحت وهى تضحك غير مصدقة:
-"جيمس" أنى لا أستطيع النجاح فى ذلك
-بالتأكيد تستطيعين فقد أتصلت بالفعل بالقس المحلى التابعة
له لأنى أحتجت الى خطاب منه للحصول على الوثيقة وقد
تم تحديد المراسم فى الحاديه عشر من صباح الجمعة
-أوهـ حقـــــــاً...؟
كانت تتكلم بصوت ممطوط وقد تصلب ظهرها عندما
جلست منتصبة وهى تبتعد عن ذراعيهالتى وضعها حول
وسطها بطريقة عارضة أذا كان هناك ما تكرهه فهو أن
يصدر اليها الأوامر وأن يقال لها ما تفعله أو لا تفعله
وعلى رأس كل هذا الطريقة التى يتولى بها السيطرة على
حياتها:
-أنا أسفة لأنك لم تستشرنى قبل تنفيذ خططك ولسوء الحظ
أن لدى أمراً أخر فى ذلك اليوم
قال بصوت بلا تعبير وهو يمسك بيدها ويديرها نحوه:
-لا ليس لديك شئ أعلم أننا سنصل لمثل هذا الصدام أن
عاجلاً أو أجلاً لذلك أعتقد أن الوقت قد حان الأن لنضع
النقط فوق الحروف يا "بولى" ففى الوقت الذى لا أنوى
فيه التدخل بأى طريقة فى أدارتك مزرعتك وهى عملك
وأنت تقومين به بأمتياز ألا أنى أريد منك أن تدركى أن لدى
كل النيه فى أن أصبح سيد بيتى
شهقت:
-ماذا تعنى ببيتك؟أنه بيتى ومزرعتى فلا تنسى ذلك
رد عليها بصوت قاسى:
- ولما لا تهدئين وتستخدمين عقلك...دعينا نبدا من البداية
أترغبين فى ترك "ونترفلودز"؟
-لا بالتأكيد لا أرغب
-هذا بالضبط ما توقعته لذلك أذا كنا سنتزوج فأنه يتبع ذلك
أن أحضر وأعيش معك هنا فى المزرعة ....أتفقنا؟
فتحت "بولى" فمها ثم أغلقته ثانية وحاولت أن تفكر فى وضوح
وتركز على ما يقوله.لقد توالت الأحداث بسرعة مذهله حتى أنه
لم يتح لها الفرصة ولا الوقت للتفكير فى عقبات زواجهما وهل
تهتم؟ أن يأتى ويعيش هنا فى المزرعة؟لاأعتقد أن هذه الطريقة
العادية لسير الأمور
قال بحزم
-أسترخى وأهدئى لا أعتراض لدى على الأنتقال والمعيشة هنا
فى الحقيقة لقد كنت أبحث عن زوجة ثرية من وقت طويل وها
أنا أصبح رجل يعنى به
-أنك حقاًلا تعنى ذلك أم هل تعنى ذلك فعلا؟
أبتسم ومال عليها وهو يقول:
-لا لقد كنت أمزح أعرف أنك فتاة ثرية ولكنى أتفوق عليكى
بالثروة بعدة ملايين وعلى أية حال أخشى أننا نحيد عن الموضوع
-ياإلهى هل أنت جاد فيما يتعلق بالرجل السيد؟
أنى جاد جداً
-ولكن هذا أمرمثيرللسخرية أننا نعيش فى القرن العشرين الم تسمع
عن المساواة بين الجنسين؟
أبتسم بفتور:
-بالتأكيد سمعت وأنا موافق عليها كلية ولكن سيكون لى الكلمة
الأخيرة والحاسمة فى شؤوننا الشخصية ويمكنك أن تديرى عملك
الخاص وبقية حياتك بالطريقة التى تريدنها ما رأيك فى هذه المساواة؟
-أنك لست خنزير ديكتاتوراً متعصباً فحسب وأنما أنت سافل قاسى القلب
قال بصوت ممطوط وقد لوى شفتيه فى سرور وهو ينظر بقوة فى
عينيها :
-أوهـ أنظروا من تتكلم!أنت أمرأة قاسية جداً وصعبة المراس
يا "بولى" ولو أتاحت لك نصف الفرصة لمشيتى على جسدك بقدميك
العاريتين يا حبيبتى أن أحب أستقلاليتك وقوة شخصيتك واكن ليس
معنى هذا أنى مستعد لأن أجعلك يدفعين بى الى الظل ومن الأفضل
أن تواجهى الحقيقة أنى سأصبح السيد..هل فهمتى الرسالة؟
-بوضوح شديد
أحست بالمرارة وعيناها تتفحصان ملامحه الجادة والقاسية بحثاً عن
نقطة ضعف .يا لهذا الرجل اللعين..من يظن نفسه..ليصدراليها
الأوامر بهذه الطريقة؟أنه يقول أنه سيصبح السيد.
أن عليها أن تقول له أن يذهب الى الجحيم
مرت لحظات والفوضى تسود تفكيرها عندما أدركت أنها لو طلبت
منه أن يذهب الى الجحيم أنما تعرض كل سعادتها المستقبل للخطر
لقد وضع شروطه سواء بطريقة صحيحة أوخطا ةالتى على أساسها
سيقوم زواجهما وأذا لم تقبل الشروط ماذا سيحدث أذن؟
أنها تعلم بصفة مؤكدة تماما أنه حبها الأول والأخير وأنه حتى
لو لم تنال سوى هذه الأسلبيع القصيرة فأنها ستظل غير راغبة
فى أحد سواه
تقلصت معدتها وأحست بالمرض أمام مجرد فكرة فقدها "جيمس"
ثم مقابل ماذا؟ أن ما تطلبه أمر تافه أن أى أمرأة عاقلة عليها أن
تشق طريقها بنفسها
أخذت تراقب أفكارها المختلفة وهى تطارد كل منها الأخرى وتظهر
صراعها على وجهها وكان "جيمس" مدركا تماما الصراع الداخلى
المتوحش داخلها
همست:
-حسنا أنت تكسب
حاولت أن تتجنب نظراته الثاقبة وهو يرفع وجهها ثم ضحك
ضحكة ماكرة وخافتة:
-أنى لا أريد أن أكسب أنما أريد المساواة وأستطيع أن أرى أن
على أن أكافح فى تلك المهمة التى سأقوم بها ولا يهمك يا عزيزتى
وأنما فقط فكرى فى البهجة التى ستحصلين عليها خلال الخامسة
وعشرون عاما القادمة تحاولين خلالها أن تتأمرى كى تتبوئى
مركز الزعامة
-لقد كنت فعلا أفكر فى ذلك
أبتسمت فى خجل من خلال رموش عينيها الى الوجه الوسيم
الذى لوحته الشمس على بعد سنتيمترات قليلة من وجهها همس
فى أذنها:
-أعلم وأعلم أيضا أنى أحبك كثيراً
تلاشت كل الأفكارها عن المستقبل وأصبحت الحقيقة الواقعة
فى تلك اللحظة هى أن العالم لا يضم سواهما وأن كلاً منهما
فى حاجة ماسة الى الأخر
مرت الثلاثة الأيام التالية التالية بسرعة البرق ولم لـ"بولى"
أن أنهمكت فى أتخاذ قرارات حيوية مثلما فعلت فى تلك الأيام
والتى حدثت فيها تعقيدات عدة
أما بالنسبة الى المزرعة فقد أثبت صانع الجبن "جيم موكسون"
أنه ىفى قمة النشاط و القوة وكان قد قال لها وهو يفحص سجلات
البقرات
-بالتأكيد أستطع أن يدير المكان وأنت بعيدة تقضين شهر العسل
ما المدة التى تتوقعين أن تقضيها فى الخارج؟
-حوالى أسبوعين على ما أظن وربما كانت أطول
-فيما يخصنى يمكنك أن تبقى بعيداً حتى شهرين ما دمنا
قد حصناً البقرات ولا يوجد لبن لصنع الجبن فسيتاح لى
وقت كبير للأشراف على الرجال وهم يحصدون حقلى الشوفان
وسيستمر النظام حتى تبدأ البقرات فى الولادة وحتى ياتى ذلك
الوقت فلن تحدث أى مشكلة أن السيد"لنكلتر" يبدو أنسانا لطيفا
وأتعشم أن تكونوا سعيدين
فكرت "بولى" فى أنها أيضاً تتمنى ذلك أخذت تذكر كلمات"جيم"
وهى عائدة الى المزرعة بعد أن قامت بمشترياتها العاجلة فى
"شروبرى" لم يبقى أمامها سوى يوم واحد على زواجها بالرجل
الذى تحبه والذى ملأ أحلامها وأحست بأنها على قمة العالم ولسوء
الحظ بعد جدالها الغاضب مع "جيمس" فى الليلة الماضية فقد أحست
بأنها مشوشة وغير متمالكة نفسها
لم يكن معقولاً على الأطلاق وكررت ذلك لنفسها للمرة المائة لم يكن
من العدل منه أن يتوقع منها أن ترحل معه فى ظرف أيام قليلة ليقضيا
شهر العسل قصيراً ثم تعود بمفردها الى"ونترفلودز"بينما يقوم بيصوير
فيلمه الجديد فى مواقع بغابة ماليزيا وأسمه "لا أحد سوى الشجعان"
ولما لم يلق "جيمس" بالاً الى أحتجاجتها الطويلة أضطرت مؤقتاً لأن
تقبل فكرة هجره لها بعد زواجهما مباشرة وأن ذلك مخطئاً
كيف بالضبط ستتمكن من أغراء "جيمس" وأقناعه أن تذهب معه
الى مواقع التصوير؟ هو أمر لم تصل اليه بعد وكانت لا تزال
تصارع مع المشكلة وهى واقفة تحملق الى حقيبة ملابسها المفتوحة
فى نهاية ما بعد الظهر ما عدا قوله لها أن تأخذ بعض أثواب الأستحمام
فأنه لم يقل لها أى شئ عن المكان الذى سيذهبان اليه ولكن ربما خلال
الأسبوعين التالين من الجو الحار الصيفى والليالى الدافئة وأثواب
أستحمامها التى ستبرز مفاتن جسدها ربما أستطاعت أن تقنعه لتغير فكره
كان رد فعل "الزى" أمام أثواب أستحمامها الفاضحة مشجعاً لدرجة
تثير الدهشة
-يا أنسة "بولى" أنك لن تقومى بأرتداء هذه الثياب الفاضحة الخليعة
أبدا أنها مثيرة للأشميزاز ومع ذلك فأن "جيمس"هذا أخبرنى بأنكن
أيتها الفتيات الصغيرات ترتدين البيكينى الأن ثم ما دام الأمر يخص
شهر العسل فلا أعتراض لى على ذلك
ضحكت "بولى" بوقاحة ثم سعلت وأبتعدت لتخفى أبتسامتها الله
وحده يعلم أن "جيمس"مفعم بالسحر والجاذبية ولكنها تساءلت
كيف أستطاع أن يستحوذ على "الزى" بهذه الطريقة؟ فكرت "بولى"
وهى تتألم فى أنها ستتعب من التفكير المستمر فى أن الجميع سيحسدها
ويعتبرها فتاة محظوظة وأنها ستسمع محاسنخاطبها ومزاياه من الجميع
من الأن فصاعداً قطع صوت "الزى"حبل أفكارها
-هل فكرتى فيما سترتدينه فى زفافك هنا؟وهل أستطعت الأتصال
بزوجة أبيك؟أن كونها هى و المحترم زوجها فى أستراليا سيجعلهما
يشعران بالضيق أذا لم يسمعا منك الخبر قبل أن تحلقى فى سماء
السعادة و أنت تخطين نحو المذبح
-إنى أواصل محاولة الأتصال بهما وترك رسائل لهما ولكنهما لم
يردا على
كانت "بولى" تصيح بغضب ثم تراجعت وأحست بالضيق لأنها
صبت جمام غضبها على المرأة الجوز
-أنا أسفة يا"الزى" لست أدرى ماذا حدث لى من خطب؟
ولكن يبدو أنى أشعر بالتوتر كل الوقت
-لا تقلقى يا بطتى أنها عصبية الزواج وستصبحين على مايرام
غدا وسترين أنى على حق
-أتعشم ذلك
زفرت "بولى" والتقطت صندوقا من الكرتون وأخرجت منه ثوباً
حريريا بلون الكريم من تصميم "جاسبار كونتران"كانت قد أشترته
من "شروبرى"وسألت "الزى" :
-ما رأيك؟خل يصلح؟
قالت "الزى" وهى تومئ موافقة:
-أنك ستصبحين رائعة فيه أن حبيبك "جيمس" يريد أن يعرف
أى نوع من الزهور تريدين وأعتقد أن اللون الكريمى مع الورد
الأحمر هما اللونان المناسبان
همهمت "بولى" وهى تتمنى من صميم قلبها أن تزيح الأربع
وعشرون ساعة التالية من طريقها
كانت خلال الأيام الثلاثة الماضية تندفع فى عملها محاولة
الأنتهاء من كل متطلبات الزواج وترتيباته خلال المدة التى
منحها لها"جيمس" وهى تفاصيل كان من الممكن أن تستغرق
منها ثلاثة أسابيع فى الأحوال العادية .لم يكن الأمر سيئاً لو
أنها فى نهاية كل يوم تستطيع الراحة فى سريرها وعلى أية
حال فأن عودة "الزى" الى المزرعة جعلته يصرعلى مرأعاة
الشكليات ولا يريد أن يغضب المرأة العجوز لأن جيلها كان
متمسكاً بالتقاليد الأخلاقية عن الجيل الجديد
عندما تركها "جيمس" بمفردها وسط الليل الموحش تملك جسدها
توتر متزايد ومستمرحتى أنها وجدت من الصعب أن تسترخى ولم
تستطيع أن تبعد ذهنها عن بعض الشكوك والريب .أنهاو"جيمس"
يحب كل منهما الأخر ولكن هل هذا كافى لمواجهة المشاكل التى
أمامهما؟
ليس لأنهما مختلفان فحسب من حيث المنشأ والبلد ولكن أيضاً
فإن نمط حياتهما معارض كل للأخر بطريقة رهيبه
فى الحقيقة أن زواجها من رجل تعرف عنه القليل هل يمكن
أن يعرضها لخطر غلطة سخيفة؟؟؟؟؟؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:44 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كان وقت تناول الفطور المعتاد قد مرعندما سارت "بولى" ببطء
الى قاعة النخيل بفندق "رافلز"
كانت هذه إحدى الأستراتجيات التى أتبعتها مؤخراً وكأنما النهوض
من النوم متأخرة والأنسحاب الى النوم مبكرة يمكن أن يقنعها بأن
الأيام تمضى أسرع من المعتاد ولكن بالتأكيد لم يكن هناك أى فرق
لقد كانت فى الحقيقة محاصرة فى هذا المكان مثل الطيورالمغردة
فى أقفاصها الذهبية المعلقة فى الشرفات عند حافة الحدائق الأستوائية
المحيطة بالفندق الشهير فى سنغافورة
أعطت الساقى الذى كان يحوم حولها الأوامر الخاصة بطلباتها
وأسندت ظهرها الى مقعدها وهى تحملق بمزاج عكر الى الفضاء
ولا تكاد تلاحظ الطيور الكبيرة التى تتبختر فى خيلاء فوق
العشب ولا الزهور العبقة ذات الألوان البهيجة ولا أشجار النخيل
الباسقة التى تحيط بالنجيلة التى أحسن تشذهيبها .
تسألت ماذا تفعل؟ منذو الأمس بعد المكالمة الهاتفية مع زوجة
أبيها "اليسيا" وأدراكها المبهم لأحساسها بالتعب مؤخراً وشعورها
بالغثيان فعرفت أن عليها أن تتخذ قراراً بطريقة أو أخرى.
لقد مرت ستة أسابيع منذو زواجها بـ"جيمس" وخلال الأسابيع
الثلاثة لم تسمع أى شئ عن زوجها . كان قد أخبرها بأن
الأتصالات الهاتفية ستكون صعبة ولكن عليها أن تحاول
جهدها وقضت طوال الأمس وهى تحاول مع الهاتف
لم تستطيع الوصول الى الغابة البعيدة حيث يوجد "جيمس"
وبقية العاملين بالفيلم حيث يقومون بتصوير المناظر من
أجل الفيلم الجديد فى الحقيقة كان عليها أن تعودالى"ونترفلودز"
ولم يساعدها أن تعرف حتى بعد أن أستطاعت الأتصال بـ"جيمس"
أنه لم يبد لها أى نوع من التعاطف.أخذت تفكر فى كأبة أنه دون شك
سيقول لها أننى سبق أن حذرتك وهو فى ذلك على حق
ولكنها ببساطة لم تكن مستعدة للأنصات لنصحه وصممت على ألا
تسمح لأى شئ أن يتدخل فى حياتهما أو يقتحم عالم سعادتهم الخاص
منذو اللحظة الأولى من يوم زفافهما عندما أستيقظت لتجد خاتما
الماس الضخم وخطابا دافئا حنونا رائعا من "جيمس" علىالمائدة
بجوار سريرها فقد أختفت كل شكوكها وعدم يقينها مثل ضباب
الصباح.تحدت التقاليد وصرامة أمامر "الزى" فقد ذهبا هى
و"جيمس" بالسيارة الى كنيسة القرية وسارا ببطء الى نهاية
الدهليز تحت البواكى الحجرية لكنيسة "نورمان" العتيقة كانت
تشع سروراوبهجة وسعادة وكانت المراسم نفسها سهلة للغاية
بوجود"الزى"ووكيل أعمال "جيمس" فقط وكان "مارتى" هو
شاهدهما على العقد وقد تأثر كثيراً.
وعندما غادروا الكنيسة كانت"بولى" لاتزال فى نشوة وسمو
روحى وفرحة حتى أنها لم تنتبه الى ما يقواه رهط المراسلين
الصحفين اللذين أحاطوا بهما
أخذت تضحك من تأنيب"جيمس" الغاضب لـ"مارتى"
-أنى أحتاج الى الى هذا النوع من الدعاية المحمومة مثل
الكلب الذى يحاول التخلص من البراغيث .
ربما كانت زجاجة الشراب التى تناولاهافى أثناء رحلة
السيارة المستأجرة التى أقلتهما الى المطار هى السبب
فى ذلك الشعور بالدوار والسباحة فى الخيال وهجوم الصحفين
والمصورين وهواة التوقيعات لم تستطع أن تخرجها من
حالة الهيام والأحلام التى سيطرت عليها
لقد كان أختيار "جيمس" مكان قضاء شهر العسل أختيارا
ملهما حيث كان يقع على مكان غير معروف بساحل ماليزيا
يطل على أمتداد طويل من شاطئ الذى يحد بحرشمال الصين
وكان الفندق الصغير الفاخر يضم عددا صغيرا من النزلاء
معظمهم من الصين والملايو وكان كجنة سرية كلها هدوء
كان الوقت لا معنى له خلال تلك الأيام المشمسة الحارة التى
قضياها يسبحان فى مياة البحر الدافئة أوالسير يدا بيد فوق رمال
الشاطئ البيضاء أو المناجاة تحت السماء التى تضيئها النجوم بشكل
يأخذ بالألباب وكأن المكان تحول ألى فردوس
كانت "بولى" تعلم دائما أن كل شئ لابد أن ينتهى ولكن وصول
رسالة تلكس من "مارتى"فى نهاية الأسبوع الثانى من شهر العسل
كان بمثابة الحية التى دخلت جنة عدن وهى بالرغم من ذلك
لم تعتبروكيل "جيمس" هادماً للذات فى الحقيقة كانت قد أحبت
الرجل القصير البدين الذى أكد لها "جيمس"أنه واحد من أفضل
الوكلاء فى هذا المجال من العمل كان من الواضح أن لديه مهمة
لابد من أنجازها ويبدو أنه يؤديها بكفاءة ومع ذلك عندما وجدت
"بولى" نفسها مجبرة لأن تقضى المز من الوقت بمفردها جالسة
على الشاطئ بينما يقوم "جيمس"و"مارتى" بمكالماتهم الهاتفية غير
المفهومة فقد وجدت نفسها وهى محمومة أن يخرج ذلك العميل من
حياتها .
قال"جيمس" وهو يضع الهاتف وهما يدخلان حجرتهما فى صباح
أحد الأيام :
-حسنا شكراً يا"مارتى" سأتصل بك من سنغافورة
سألته وهى تشعر بعدم الأرتياح
-سنغافورة؟!
-يبدو أن منتجى الفيلم والممولين فى نيويورك يحاولون التهام
جزء من عقدى وأنا متأكد من أننى لن أخضع لهذا الهراء
أذن عليكى أن تبدئى بحزم أمتعتك...ليس أمامنا سوى ساعة
للحاق بالطائرة
-ولكن أذا كانت هناك مشكلة فلم لا تمكث هنا؟ ولماذا نضطر
للذهاب الى سنغافورة؟
كانت تولول وهى تغرق فى الحزن عندما بدأ يلقى بملابسة
فى حقيبة الملابس قال لها بغيظ:
-لأن هناك تقع أحداث الفيلم وبحق السماء أسرعى فليس لدينا
وقت كافى .
بعد الهدوء والسكينة فى شرق ماليزيا كانت سنغافورة مختلفة
جداًً.أذا كان"جيمس" يبحث عن الأثارة والحركة فأن تلك المدينة
الحديثة هى المكان المناسب هى المكان المناسب أخذت"بولى"
تسرح بخيالها وهما فى طريقهما من مطار"شانحى"الفاخر نحو
الشوارع المزدحمة بنطاحات السحاب التى تشبه مثيلتها فى منهاتن
والساحات المفتوحة حيث يطهى الطعام فى الهواء الطلق ويباع
للمارة .
عندما وصلا أخيرا الى فندق "رافلز" أستاءت "بولى" للنهاية
المفاجئة لشهر العسل إلا أن الأستقبال الحار الذى أستقبلا به
خفف ذلك الشعور وشعرت بالسعادة من الجو الذى ساد بناء
الفندق الذى يعيد ذكرى المستعمر البريطانى للبلد
عندما أستقرا فى الجناح الملحق به مكتب سجل عليه أسماء
المشهورين من الكتاب والنجومالذين نزلوا به من أمثال
"رود بارد كيلنج" و"سومرست موم"و"نويل كوارد"أخذت
هى و"جيمس" يستكشفان الفندق وعندما جلسا أخيراللعشاء
فى قاعة النخيل وجدت "بولى" صعوبة فى أن تحتفظ بهدوء
وجهها وصاحت فى أثارة وأبتسامة عريضة:
-بصراحة هذا المكان يشبة الجنة أنى أشعر أن الزمن قد عاد
بنا للوراء خمسين سنة
-بالتأكيد هذا هو التغير....
قطعت كلمات "جيمس" مجموعة من ثلاثة عازفين صينين
على الكمان فى الركن البعيد وهم يعزفون مقطوعة"عندما أناديك"
عندها أنفجرت "بولى" فى الضحك
عندما فكرت "بولى" تلك الحادثة بعد ذلك أدركت أنها كانت
عملياً أخر فترة تتاح لها فرصة للضحكأو حتى تجد السرور
فى أى شئ خلال الأسابيع الثلاثة التالية ولما لم تكن تعرف
ما يخبئه لها القدر فقد رفعت عينيها لأعلى نحو رجل طويل
يقترب منهما صاح الرجل وهو يضرب"جيمس"على ظهره
ويسحب مقعدا ليجلس عليه:
-"جيمس" أيه اللعين لقد كنا جميعن نتسأل متى ستظهر؟أن
"شاك"و"بن"والأخرين موجودون بالخارج يحاولون التمتع
بجمال الفتيات فى ملهى "تروبيكانا"ولكنى لا ألومك بأن تتمتع
بصبحة هذه السيدة الجميلة
غمز بعينه نحو "بولى" ولكز"جيمس"فى جانبه
أبتسم"جيمس"أبتسامة ماكرة لـ"بولى"وقال لها:
-هذا زميل ممثل ويخجلنى أن أقدمة لك هو"رود ستيفانر"
وللعلم أود أن أخبرك مباشرة بأن السيدة الجميلة هى زوجتى
ضحك الرجل الضخم بصوت عالى :
-واو!هل تمزح أن هذا الأمر يدعو دون شك الى الأحتفال
لوح بيده الى أحد السقاة الذين يحومون حولهم
-أحضر شرابا أيها الرجل...أنى مجنون بهذا المكان وأحب
فعلاً هذا النظام البريطانى
-أوافقك على أن الجو هنا شديد الجمال
-أوهـ أستطيع أن أقول من لهجتك أنك بريطانية يا له من أمر
رائع وخرافى أستمر"رود" فى الحديث حول قاعة النخيل
-حسنا حسنا من كان يظن أن العجوز"لنك جيمسون" الساحر
العاطفى سارق قلوب ملايين النساء يغرق أخيرا فى الزواج
وقيوده الرهيبة.
هل عرفت"ميلودى" أنك تزوجت
كانت عيناه تدوران وهو يضحك بصوت عالى بينما توترت
شفتا "جيمس" فى شكل قاسى ورد عليه ببرود:
-إن زواجى لايهم أحدا سوى "بولى" وأنا
رفع "رود" يديه فى حركة أستسلام :
-حسنا حسنا لقد فهمت الرسالة أذن أخبرنى ماذا جرى؟
أننا هنا جميعاً بالأضافة الى طاقم التصوير ولكنى لم أسمع
ألا أن التأخير فى التصوير بسبب مشاكل مالية فى نيويورك
هل تعرف شيئا؟
هز "جيمس" رأسه نفياً:
-لقد طرنا الى هنا فقط اليوم وأنت أول شخص أتحدث اليه
عن زواجى
كانت "بولى" توشك أن تفتح فمها لتذكره بمكالمته مع"مارتى"
عندما لمحت التحذير فى عينى "جيمس" الزرقاوين فأغلقت
فمها ثانية.
تسألت ماذا وراءه؟وماذا يسعى اليه؟ أنه لم يكذب فى الحقيقة
على ذلك المدعو"رود" ولكنه لم يقل الحقيقة أيضاً ومع ذلك
فأنها لم تتح لها الفرصة لسؤال"جيمس" وهما بمفردهما حول
تهربه من الأجابة الذى بدأ بالنسبة لها غريبا لأن الساقى وصل
ومعه الشراب وتبعه مجموعة من الرجال يشكون بصوت عال
نقص ةالبهجة فى الملهى الليلى الذى زاروه.
كان يوماً طويلاً متعباً وعندما حان وقت تقديم زوجة"جيمس"
الجديدة الذى أحدث المزيد من التهانى وطلبات الشراب وجدت
"بولى" نفسها تحس بأنها تنكمش على نفسها .لم تحس بالتشويش
بسبب الجمهور الغفير الذى كان يتكلم بصوت عالى ولكن ما
أزعجهاهو أنهم بدأوا يتحدثون بلغة غريبة .رأت رجلاً طويلاً
ضخماً يلوح بيديه فى وحشيه ويقول:
-ولذلك قلت له أن الأضاءة أصبحت صفراء أكثر من اللازم
ولن تناسب المنظر أبدا
بينما أنهمك "رود"مع رجل كان يناديه"شاك"فى مناقشة فنية
طويلة حول اللقطات الرئيسية وما شابهها من تعبيرات فنية
خاصة بالسينما كانت توشك أن تشير لـ"جيمس" أنها متعبة
وتود العودة الى جناحهما عندما أدركت فجأة أن الضجة
خفتت وأنتهت.
أدارت رأسها ببطء ورأت فتاة من أجمل الفتيات تسير ببطء
نحو مائدتهم لم يسبق لها أن رأت أجمل من تلك الفتاة ربما
كانت "بولى" تحس بأنها مرهقة ووسط ذلك الصمت المفاجئ
لكنها لم تكن مخدرة بالدرجة التى تمنعها من ملاحظة سحر
المرأة وجمالها ذات القوام الملفوف.
قالت المرأة بصوت منخفض متحشرج:
-يا عزيزى"جيمس" ...أين كنت ؟
وقفت فترة لتدع الجمهور يتمتع بشعرها الطويل الأسود
وبشرتها التى لوحتها الشمس والداء الضيق الذى أبرز كل
مفاتنها ثم وضعت ذراعها على كتفه وأنحنت وقبلته قبلة
عاطفية قبل أن تجلس ملاصقه له
لم تصدق "بولى" عينيها كانت قد سمعت عما يجرى بين
نجوم هوليود ولكن ما حدث كان مثيراً للسخرية..أن أكثر
ما تكرهه هو النساء الرقيقات ذوات الوجوه التى تشبه إلهة
الجمال"فينوس" اللاتى لا يعرفن متى يكن غير مرغوبات
أحست بخديها يشتعلان وصدرها يكاد ينفجر وهى تناضل
حتى لا تصرخ وتقول لتلك المرأة الملتصقة بـ"جيمس"
وتدفن يدها فى شعره الكثيف
(-أبعدى يدك عن زوجى)
أنقذت "بولى" من تعرضها لأن تصبح موضع الأنتباه عندما
لاحظت أن كل الأنظار تلتفت اليها والوجوه نهمة لأن تعرف
ماسيحدث من أنفجار متوقع قالت لنفسها :
أنها لن تمنحهم تلك السعادة وأخذت تضم يديها بقدر أمكانها
حتى تظل ساكنة حرر "جيمس" نفسه ببرود وحسم من
ذراعى المرأة وقد بدأ أنه أكثر من"بولى" حرجا ودفع المرأة
كى تنهض على قدميها قبل أن ينهض هو أيضاًوقال بهدوء
قبل أن يدور حول المائدة الى جوار "بولى"التى كانت تجلس
متخشبة وتغلى من المهانة :
-هيا أذهبى وألعبى لعبتك مع شخص أخر
أمسك بيد "بولى" ورفعها الى شفتيه وقال :
-لقد تزوجت أنا وزوجتى منذو أقل من أسبوعين لذا فأنا
متأكد أنك ستفهمين وتقدرين لو قلنا لك تصبحين عل خير
ثم نأوى للفراش .
كسرت كلماته حدة التوتر وأنطلقت عاصفة من الضحك بين
المجموعة وهو يضع ذراعه حول كتفى "بولى" ويصحبها
بعيداً عن المائدة عندما سارا عبرالحديقة نحو مجموعة الأجنحة
التى من بينها جناحهما كانت"بولى"تحس بعينين الفتاة الساخنتين
السوداوين وهما تتبعانهما .سألته عندما وصلا الى حجرة نومهما:
-من بحق السماء تكون هذه الفتاة الغير طبيعية؟
-أنها "ميلودى جرانت" وهى تلعب الدور النسائى الأول فى
الفيلم .ياإلهى أنا متعب
تثاءب "جيمس"وهو يخلع سترته
قالت "بولى"معلقة فى مرارة
-أتعشم أن تفهمها بوضوح أنه ليس لها دور نجومى فى
زواجنا
ضحك :
-أسترخى يا حبيبتى لست فى حاجة أن تعيريها أى أنتباه
أنها لا تستحق الأنتباه
زامت "بولى" فى تأفف لأنها ظنت أن "ميلودى" لا يمكن
أن تكون تافهه أوغير مثيرة للأنتباه
أن تلك الأفعى الخطيرة تعرف تماماً ما تريده ويبدو أن
"جيمس" على قائمة ما تريد
همس وأبتسامة ساخرة على شفتيه:
-لا داعى أن تشعرى بالغيرة
-لست غيرى
همس وهو ينظر بتمعن فى عينيها حتى أن أنفاسها تقطعت
-أنى لا أريد سواك.أنتى فقط يا حبيبتى
طرفت عينا"بولى" وأحست بتقلص فى معدتها عندما وضع
الساقى طبقاً من البيض المقلى واللحم أمامها ياإلهى! ما الذى
دفعها لأن تطلب هذاى الفطور الدسم؟ أنتظرت فى حرص
الى أن ذهب الساقى ليخدم طاولة أخرى فدفعت الطبق بعيداً
وغطته بفوطة وهى تقول فى نفسها إنها أذا ابعدت الطعام عن
نظرها أبعدته عن ذهنها وهو قول مأثور تذكرته عن"الزى"
وفجأة أحست بموجة عارمة من الأشتياق والحنين للوطن والى
"ونتر فلودز" شوق يائس فى أن تسند رأسها على كتف"الزى"
وتنساب دموعها من عينيها
كم كانت غبية لدرجة غير معقولة لم تدرك مدى شعورها
بالمرض إلا بعد أن تلقت المكالمة من "اليسيا" بالأمس رغم
أنه من الرائع أن تسمع من زوجة أبيها بعد طول أنتظار وأن
تعلم أنها و"جيل" سيعودان للوطن
-نحن أسفان لأننا لم نستطيع الأتصال بك قبل الأن ولم نعرف
أين أنت ألا بعد أن تلقت "الزى" منك بطاقة البريد المرسلة من
سنغافورة شرحت لها"اليسيا"أنها مرضت وهى مقيمة مع أحدى
صديقاتها فى أستراليا وقرر زوجها "جيل"العودة للوطن أجابتها
"بولى"وهى تحاول أن تبدو متحمسة قبل أن تغير الموضوع:
هذا أمر خرافى ولكن ماذا عن كونك مريضة؟
تلاددت "اليسيا" ثم أطلقت ضحكة تدل على الثقة:
-حسنا لم يكن مرض بالضبط ولكن الأمر يبدو مثير للضحك
فى سنى هذه وبعد أن يئست تماماً يبدو أنى أتوقع أن الد طفل
قالت"بولى"بحماس وهى تتذكر أن زوجة أبيها تقريباً تجاوزت
الثلاثين وأنها أكبر منها فقط بأربع سنوات
-هذه أخبار رائعة لابد أن "جيل" يسبح مع القمر الأن
أستمعت "بولى" الى تفاصيل الأعراض الخاصة بالحمل التى
ظنتها "اليسيا"فى البداية خطا مجرد تقلصات فى المعدة
وضعت"بولى"السماعة فى نهاية المكالمة وهى تحس بخوف
تحول الى يقين عندما فكرت فى بعض اللأعراض التى
أنتابتها لقد قضت ليلة بائسة تماما ولاتزال تحس بأنها
مشتتة هذا الصباح لقد ذكرت "اليسيا"كلمة"مثير للسخرية"
ولكن ماذا يمكن أن يكون أكثرسخرية من الوضع الحالى؟
من سمع عن زوجة أب وأبنة زوج تتوقعان طفلاً فى أن
واحد؟
مسحت بسرعة الدموع التى ملأت عينيها وأخرجت منديل
من حقيبة يدها وتمخضت بعنف قبل أن تصب قدح شاى
ليس فى صالحها أن تغضب أو تتضايق أو أن تنغلق على
نفسها بسبب حبها الذى جعلها تندفع الى الكنيسة مع"جيمس"
دون أن تتخذ أحتياطات منع الحمل الواجبة كان من الواضح
أن الوقت مضى على التفكير فى أتخاذ أحتياطات منع الحمل
أحست بالكأبة
تسألت كم سيمر من الوقت قبل أن يبدأ وزنها فى الزيادة
وضعت يدها المرتجفة على بطنها التى كانت ما تزال مسطحة
كالعادة لابد أن تذهب لأستشارة الطبيب بالتأكيد ولكن فكرة أن
ترزق بطفل كانت مخيفة بطريقة غير عادية حتى أنها لم تسطتع
أن تصل الى فهم كامل لما تنطوى عليه الأمومة من مشاعر و
أحاسيس أنه موضوع لا تعرف عنه شيئاً ولست لديها أية فكرة
عن رد فعل"جيمس" أمام الخبر هل سيظل يحبها عندما يتقدم
حملها وهى تتهادى كالباخرة الكبيرة ورغم أن لأسبوع الغريب
الذى قضياه معاً فى فندق "رافلز" الذى أنتهى بتلك المعركة
الرهيبة والسكون الذى ساد بينهما من وقتها إلا أنها لم تكن
واثقة بماذا سيكون شعوره عندما يكتشف أنها تحمل طفله
لقد أخبرها أن تتجاهل"ميلودى"والله وحده يعلم أنها حاولت
أن تبتعد تماماً عن المرأة الرهيبه ولكن النيات تختلف عن
الأفعال ربما لو أثبت"جيمس" حسن نيته لأصبح من السهل
عليها أن تتجنب تلك المرأة التى كانت تنتهز كل فرصة لتظهر
"لبولى"أنهاو"جيمس"كانا عاشقين فى الماضى وكانت "ميلودى"
تشير لذلك بعلاقتهما العنيفة وهى تؤكد بثقة أن "جيمس" سرعان
ما سيمل زوجته الجديدة ويعود الى حبه القديم الملتهب ومع ذلك
أربعة أيام من وصولهما الى الفندق لم يعد"جيمس"موجوداً بالمعنى
الصحيح فقد كان يستيقظ وهى لاتزال نائمة ولا يعود إلا فى ساعة
متأخرة من الليل وكان يصر فى عناد على ألا يخبرها بمكانه حاولت
فى يأس أن تتجاهل الشك القاتم والغيرة الحارقة هل كان "جيمس"مع
"ميلودى"يطارحها الغرام ؟وأين؟أحست بأنها حمقاء تماماً وهى
مهجورة بمفردها بالفندق وتبرمت تماماً من كثرة سؤال الأخرين لها
عن مكان زوجها وردها بأنه مع بقية طاقم الفيلم
كان"دونالد باكلى"بوجه خاص يتحرق شوقاً لمعرفة كل الأمور
التى تتعلق بـ"جيمس"ثم أنها بعدالمحادثة التى جرت بينها وبين
الممثل الذى سبق أن ألتقت به "رود ستيفنز"بدأت تشعر بالقلق
حول ما يسعى أليه"جيمس"لقد أبتسم"رود"وهو يقول:
-يا للمسكين"دونالد باكلى"أن مخرجنا المحترم بدأ يشد شعره
سألته وهى غير مهتمه حقاً بالأجابة بطريقة أو بأخرى
-ولماذا يفعل ذلك؟
أن العصفورة أخبرتنى بأن الأستوديو وقع مع "لنك"نسبة
من الإنتاج!
-وماذا؟
أنفجر "رود"ضاحكاً
-لقد سمعت أن عقد"لنك"يقول أنه سيحصل على نسبة خمسة
بالمائة من المبلغ الأجمالى لأنهم يتوقعون أن الفيلم سيكون
ضربة ساحقة وأن هذا الإهمال الصغيرفى العقد سيكلفهم ثروة
طائلة....ياإلهى!
كم أتتوق لأن أرى هؤلاء الحيتان وهم عرضة للهجوم
انفجر فى عاصفة من الضحك ونظرت اليه "بولى" فى
أستغراب -أنى بأمانه لا أفهم أى شئ عما تتحدثون عنه أنتم رجال
السينما وماذا تقصد بقضمة كبيرةأو أياً ما كان ما تقوله؟
ثم أذا كان هناك مشاكل مع "جيمس"أقصد مع عقد "لنك"فلماذا
يغضب المخرج؟
-أها!أنى أعجب لماذا يخفى"جيمس"عنك الأمور كما فعل مع
بقيتنا بالتأكيد أنه يحتفظ بالورقة الرابحة اليس كذلك؟لا تهتمى
يا عزيزتى
كان قد لاحظ أحمرار خديها من الرعب عندماى أكيشفت أنها
رغم زواجها من"جيمس"إلا أنه لم يثق بها كما يفعل مع زملائه
قال لها"رود" :
-ما عليكى إلا أن تهدئى وعمك العجوز "رود"سيشرح لكى تلك
كل متاهات الأفلام المالية أتفقنا؟
قالت وهى تشعر بالتعاسة:
-حسنا
-دعينا نبدأ بالحقيقة الأساسية وهى أننا نحن الممثلين نحصل
على قدر من النقود كما هو محدد فى عقودنا عن كل فيلم نمثله
وعندما نصبح أكثر نجاحاً فإن وكلاءنا يبدءون المفاوضة حول
جزء من صافى الدخل من عائدات الشباك ومع ذلك فإن رجال
المال فى نيويورك لهم طريقة غريبة جداً فى إعداد دفاترحسابتهم
ولذلك فإنه من الأفضل لمهنتك ومكانتك أن تحصلى على مال من
تلك الحصة
-أذن لماذا الأهتمام بالأتفاق أساساً؟
أبتسم:
-لأن الخطوة التالية من الناحية المهنية والمالية هى الحصول
على حصة من أجمالى الأرباح وهو ما يعرف بقضمة من
الأجمالى ومع ذلك فإن هذه الأمور المالية الرفيعة لا توثر
على من مثلى لأن كل ما يهمنى هو الحصول على دور كبير
فى الفيلم.نحمد الله على كل ما يقدمه لنا الوكلاء أما النجوم
الذين يطلبون القضمة من الأجمالى فهم قليلون ولكن ما أن
ينضم المرء اليهم...ياإلهى! فالحديث هنا يكون عن كميات
مهوله من المال أذا نجح الفيلم بالتأكيد
تجهمت"بولى"
-وكيف تعلم أذا كان هذا الفيلم سينجح؟
هز كتفيه بأستخفاف:
-لا يمكن أن تعرفى وهو سر الفكاهة فى هذا العمل أن
السؤال الوحيد هو معرفة كيف حقق فيلما"صائد الغزلان"
و"الحقول القاتلة"نجاحاً دون أن نذكر ما حققه"ستالونى"
العجوز فى مجموعة أفلام"رامبو"
على أى حال لابد أن ينجح فيلمه لأن القصة رائعة وقيام
"لنك" بدور البطولة سيحقق خبطة ساحقة
-وهل هو...أعنى هل زوجى ممثل جيد؟
نظر اليها"رود"فى دهشه:
-أين كنت تعيشين مؤخراً يا سيدتى؟!!
بالتأكيد هو ممثل جيد فى الحقيقة مع مخرج عبقرى وسيناريو
نصف جيد فأنها يستطيع أن فيلماً لامعاً أنه لم يحصل على
جائزة الأوسكارعن دوره فى فيلم"صيف هندى"للا شئ
حملقت اليه "بولى" لحظات أن المشكلة أنها لا تعرف
زوجها لقد بدأت تشك فى أنها تعرف شئ عن"جيمس"
الذى بالتأكيد لم يذكر شئ عن ترشيحه لجائزة الأوسكار
على أية حال مادام"رود"مستعداً للثرثرة عن صناعة السينما
ربما أمكنها أن تحاول أن تعرف شيئاً
-شكراً لشرحك تلك الأعمال المالية ولكن مازلت لا أفهم
لناذا تفاصيل عقد زوجى تهم الذى يقوم بأخراج الفيلم؟
قال"رود"وهو يبتسم:
-أن الأمر سهل للغاية أن كان ما سمعته صحيحاً فيبدو أن
الأستوديو يمول الفيلم ثم بفضل عقد"لينك" الحديدى فأنه
سيضع يده على شريحة كبيرة من الأرباح وهم لم يستطيعون
التخلص من عقدهم لذا فأنهم قد يحسون أنه من الأرخص أن
ينتزعوا منه الفيلم ويحاولوا الحصول على ممثل أخر
باتأكيد قد يقاضيهم ولكنهم سيكونون على المدى الطويل
أفضل من الناحية المالية
-نعم يبدو الأمر بالنسبة الى أنهم عصابة من الأشرار
ضحك :
-أنت على حق على أية حال فقد بدأت الأمورتسوء عندما
تعذر الحصول على نجم أخر وهو ما أدى الى بطء العمل
وزاد تكلفة تكلفة الأنتاج وهى أنباء سيئة لأصحاب الأستوديو
وعلى قمة هذه الأنباء ما يقوم به المخرج"دونالد بكلى"من
ضغط عليهم .لقد كان دائماً حريصاً على وجود"لنك"فى
فيلمه ورؤيته لك دائماً فى الفندق دون العثور على زوجك
يدفعه الى حافة الجنون
سأليه :
-أذن ماذا يحدث؟
هز كتفيه بلا مباللاة
-أن ما تعرفينه نفس ما أعرفه ووفقاً لقول"ميلودى"فإن
"لنك"أرسل أنذار أما أن يقرر الأستوديو أحترام العقد
خلال الثامنى واربعين ساعة القادمة وفى هذه الحالة
سيبدأ تصوير الفيلم أو سيرفع قضية أمام المحكمة لفسخ
العقد ومهما حدث فقد حاصرهم "لنك"أنى أحس أن رجلك
ثعلب مكار.
أخذت تفكر وهى تتجول فى أحد المتاجر الكبرى فى نهاية
النهار فقد كانت هناك عدة نقاط مزعجة أثارها فى عقلها
حديث"رود"وأحست بعدم الأرتياح لدرجة لا تستطيع معها
البقاء بمفردها فى الفندق على سبيل المثال لم يكن من
الصعب أن تدرك ما الذى يسعى اليه"جيمس"؟ومن الواضح
أنه كان يستغل وجودها فى الفندق لكى يضغط على كل من
المخرج والأستوديو ولم يفتها التلميح بمعرفة"ميلودى"بالضبط
لما يخطط له"جيمس".أن "رود"يظن أنها غبية مادام "جيمس"
تركها لا تعلم شئ عن خططه...لماذا بحق السماء لم يثق بها؟
كانت "بولى"غاضبة ومشدودة من "جيمس" حتى أنها لما
رأت صورته ضمن أعلان السينما معلنا بحروف كبيرة
"لنك جيمسون"و"ميلودى جرنت"
فى
"صيف هندى"
مغامرة مثيرة وقصة عاطفية عارمة
كانت شبه حالمة وهى تعبر الشارع الواسع المزدحم
وتقترب من مبنى السينما المكيفة الهواء .يبدوأن الجميع
يعرفون كل شئ عن زوجها ولذلك لابد أن تحاول أن تعرف
هى الأخرةأكبر قدر عنه.
أشترت تذكرة ودخلت القاعة المظلمة .
عندما غادرت السينما بعد ساعتين كانت تحس بالدوار حتى
أنها تناولت عدة أقداح من القهوة فى مقهى قريب قبل أن
تشعر بأنها قادرة على نداء سيارة أجرة والعودة للفندق
أستلقت بمفردها فوق سريرهما المزدوج الفسيح فى ساعة
متأخرة من الليل وهى لاتزال تحاول ترتيب الفوضى التى
سادت عقلها بدأ لها الأمر وكانها تزوجت بشخصين مختلفين
الرجل العامالشهير"لنك جيمسون"والرجل الخاص"جيمس لنكلتر"
وكل منهما شخصية مستقلة لقد رأت فى الفيلم مجرد"لنك"الذى
لعب دور جندى من أقصى الجنوب تبنته إحدى القبائل من
هنود الشمال ويقع فى حب فتاة هندية جميلة"ميلودى"ويقود القبيلة
بحثاً عن أرض ومراعى جديدة قبل أن يقتل فى دفاعاً عن العدل
والحق والحرية .
لم تكن القصة مثيرة ولكن "لنك"أو"جيمس"قد أدى دوره ببراعة
على قدر معرفتها.لقد ظلت بعض الأحيان منهمكة فى أحداث
الفيلم حتى أنها نسيت أن زوجها هو المعروض أمامها على
الشاشة الفضية ثم بعدها وبحركة عفوية تتذكر أنه ليس مجرد
ممثل يؤدى دوراً عاطفياً حاراً مع"ميلودى"وأنما هو الرجل
الذى تزوجته من أسبوعين فقط.أستغرقت فى النوم قبل أن
يصل "جيمس"حجريتهما فى تلك الليلة وأستيقظت فى الصباح
التالى لتجده يتحدث فى التليفون الى وكيله قال بعد أن وضع
السماعة :
-لقد سارت الأمور السير المطلوب وقد خضع الأستوديو
أخيراً وسنطيرجميعاً الى الموقع بعد ظهراليوم وقد نظم
"مارتى"رحلة عودتك الى أنجلترا ردت عليه بحدة وغضب
-يمكن لـ"مارتى"أن يقفز من النافذة وكذلك أنا...أنا زوجتك
فى حالة ما كنت نسيت ذلك ومع ذلك فقد عوملت كأننى
عمياء وخرساء وصماء أو كأننى بلهاء تماماً لماذا لم تخبرنى
بما يجرى؟لماذا لم تثق بى؟
قال لها محاولاً تهدئتها:
-أهدئى يا حبيبتى فلا داعى لأن تثورى لهذه الدرجة .
ربما كان من وأجبى أن أخبرك ولكن الأمر كان لعبة دقيقة
للغاية ولم أستطيع أن أخاطر بأن يهدم أى شخص كل ما رتبته
أخذت تلوح بيديها فى يأس:
-ولكن ألا تستطع أن تفهم أنى لست أى شخص أنا زوجتك
همس وهو مشغول بوضع الخطابات والأوراق فى حقيبة
أوراقه ودون أن يهتم حقيقة بما تقوله:
-بالتأكيد أنت على حق
صاحت بأقصى صوتها وعندما أستطاعت أن تثيرأهتمامه
ودهشته حاولت أن تشرح له التشويش العميق الذى سادها
بعد حضورها الفيلم بالأمس والشعور الكامل بالمهانة الذى
أحسته عندما أستسلمت للتعليقات الشخصية التى أطلقتها بطلة
أفلامه والتى بدأ أنها كانت عشيقته السابقة وأنها أحست بالخيانة
مما رأته منه من عدم وضعه ثقته بها
قالت أخيراً:
-وأنا لست عائدة الى"ونترفلودز"لأنى متزوجة بك ومكانى
بجوارك
رد عليها بحدة وغيظ:
-ليس فى الموقع...لست أفهم ببساطة أى كلمة من الهراء
الذى ظللت ترددينه حول شخصيتى العامة وشخصيتى الخاصة
عندما فتحت فمها لتحتج قال لها:
-ولا أريد أيضاًأى سخافات أخرى حول"ميلودى"لقد أخبرتك
ونحن فى المزرعة بأننى لا أتطورة مع بطلات أفلامى
-هـا!ربما قال لها بعضهم هذه الأنباء المهمة؟
من الواضح أن الوقت قد حان لتعودا الى بعضكما البعض
وتتعلما من جديد كيف تغنيان نفس الأغنية
-أوهـ بحق السماء!
صاحت وهى ترتجف من الغضب الجامح:
-وما رأيك فى فيلم"مازال اللحن يتردد"؟
أخذ "جيمس"يحملق أليها وهو شاحب الوجه ومتوتر ثم بدأ
يهز كتفته ضحك ضحكة غريبة وهو يرفع وجهها نحوه:
-أوهـ يا حبيبتى يالك من فتاة مجنونة قد يكون هناك أسباب
قوية لأن يحدث بيننا شجار على الطريقة التقليدية القديمة
ولكنى أرفض أن أتعارك معك بسبب ساحرة شريرة مثل
"ميلودى جرانت" لذا أرجو أن تهدئى ....أتفقنا؟
-ولكنها قالت....
-اللعنه على ما قالته أننا فقط الذين نهتم بإرساء قواعد
الثقة بزواجنا فما رأيك أن تثقى فى على سبيل التغير؟وفيما
يتعلق بى فقد قلت لك الحقيقة وأذا لم تصدقينى فإن هذاأمر
سيئ فعلا
أصبحت "بولى"مشتتة وحائرة من أول معركة حقيقية بعد
زواجهما وأخذت تحملق الى عينيه لقد كان على حق.لا فائدة
من الجدال حول علاقته ببطلة أفلامه وقد أرادت وأحتاجت أن
تصدقه همست أخيراً:
-أنا أسفة
قضيل بقية الصباح يعانيان الأثار الجانبية لمعركتهما
وحاول كل منهماأن يكون حريصاًفى كل ما يقوله للأخر
وكأنهما يسيران على قشر بيض وبدأ أنه لا توجد وسيلة
لإزالةأسباب الخلاف الأساسية بينهم قال لها بحزم:
-لن أصحبك معى الى موقع التصوير وهذا قرار نهائى
ولو قرات السيناريو لعرفت أنى سأكون مشغولاً حتى
رقبتى وساقضى وقتى ونصفى الأسفل فى الطين وسيكون
الأمر رهيب فى رحلة السيارات والعربات بسبب الحشرات
والبعوض وغيرها ويعلم الله كم سأكون مرهقاً فى نهاية
اليوم حيى لاأستطيع أن أحييكى لذلك أرجو أن تعودى
الى"ونترفلودز"وسألحق بك بأسرع ما يمكن
ردت عليه فى عناد:
-أننى لن أرحل وأذا لم تدعنى فسأمكث هنا فى سنغافورة
الى أن تنتهى من التصوير ثم أنى سمعت بعض أفراد الطاقم
يقولون أنهم يحصلون على أجازات أيام الأحاد ويمكنك دائماً
أن تطير الى هنا لقضاء تلك الأيام ألاتستطيع ذلك؟
-أوهـ يا إلهى!أننى لم أعرف فى حياتى امرأة عنيدة مثلك
حسنا..أنى أستسلم ولكنى أحذرك بأنه نظراً لأننا تأخرنا
عن المواعيد المحددة فقد لا تتاح لى حتى فرصة قضاء
يوم معك
كان على حق تماماً فيما قاله وأخذت "بولى"تفكر فى ذلك وهى
مصممة على موقفها وأن أحست بالكابة
لم تسمع عنه ولم تراه منذو ثلاث أسابيع رهيبة
ربما كانت تعانى نوعاً من المرض العقلى ولكنها لم تستطيع
أن تقاوم الرغبة والشوق لـ"جيمس"فى الأسبوع الرابع
خصوصاً وأن أفلامه كانت تعرض فى مختلف دور السينما
بالبلد وقد نتج عن ذلك أن شعرت بالتعاسة أكثر كيف يمكنها
أن تشرح لأى شخص وبالذات"جيمس"كيف تشعر وهى ترى
زوجها يعرض حبه العارم لمجموعة من النساء الجميلات ؟
ولأنه ممثل جيد ومقنع جداً فى أدواره المختلفة فإن ذلك يجعل
الأمر أكثر صعوبة وسوءاً أن الفكرة الأساسية أن زوجها نجم
سينمائى وبالتالى ملكية عامة.
عندما فتحت صحيفة "التايمز"نظرت وهى فى شبه أحتضار
فى صفحة المرأة وقرات خطاباً مرسلاً من ربة منزل كتبت
تقول:
-أنها كانت سعيدة فى حياتها الزوجية ولكنها بدأت تحس بالملل
القاتل من رتابة حياتها العاطفية.
أتسعت عينا "بولى"عندما قرأت الرد على المشكلة
أذن لماذا لا تتخيلين أنك تتبادلين الحب مع "لنك جيمسون"؟
كزت عل أسنانها ومزقت الصحيفة وأحست بعدم الأرتياح
بعد أن زاد شعورها الأمان
أن كبرياءها فقط هى التى أبقتها فى فندق"رافلز"فى مواجهة
صمت"جيمس"المستمر والأن وقد أكتشفت أنها حامل تحتاج
فى يأس الى تأكيد حبه ودفئه لم يعد امامها ألا أن تعود الى
منزلها فى"ونترفلودز"وه تجر أذيال الخيبة
ذهلت "بولى"عندما سمعت
-هاللو هل السيدة"لنك جيمسون"موجودة ؟
رفعت رأسها لترى رجلاً طويلاً ونحيفاً يقف بجوار المائدة
كان مرتدياً جينزاً قديماً وجاكتاً من الجلد الطبيعى وبدأ أنه
لا يناسب نزلاء الفندق سألته:
-نعم؟
قال وهو يناولها خطاب
لدىٌ خطاب من زوجك
أبتسمت للرجل
-أوهـ شكراً كيف حصلت عليه أعنى كيف حال زوجى؟
هل هو بخير؟
أوهـ بالتأكيد نعم أنهم جميعاً متعبون بعض الشئ ولكنهم
فى حالة طيبة ولما كنت أطير يومياً الى سنغافورة فقد
طلب منى زوجك أن أعطيك هذا الخطاب أعتقد أن على
أن أرحل
أستدار ليرحل عندما صاحت "بولى"وهى جالسة
-لحظة من فضلك أتقول أنك تسافر ذهاباً وأياباً ما بين
الموقع وسنغافورة؟
-نعم هل تريدين إرسال خطاب رداً على زوجك؟
أخذت نفساً عميقاً وأبتسمت له إبتسامة عريضة
-لا ليس بالضبط لماذا لا تنضم الى لتناول قدح قهوة
يا سيد...؟
-"ماك جريجور"..."ستيفان ماك جريجور"
قالت "بولى"وهى تسترخى وتعطى طلبها للساقى:
-حسنا...يا سيد"جريجور"سأعرض عليك عرضاً لا يمكن
أن ترفضه.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:45 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
لم تقضى "بولى"الثلاث السنوات الأخيرة كمزارعة للأشئ
وعلى الرغم من كل مشاكلها فأنها تمتعت كلياً بالنصف ساعة
التى قضتها فى المساومة المحمومة مع"ستيفان"الذى قال لها وهو
يبتسم ويتصافحان متفقان:
-أقول لك يا سيدة أن طريقة مساومتك لو تمت فى صفقة لجعلت
أقوى الرجال ينهزمون أننى أتوقع منك أن تسرقى الطعام من رجل
جائع وهذه حقيقة فعلاً
-هيا يا "ستيفان"أنت لست لين العريكة أيضاً بإنكانك التقاعد والعيش
بما حصلت عليه منى
ضحكت بينما خبت الأبتسامة من على وجهه
-نعم حسنا من المحتمل أن أفقد وظيفتى كما تعلمين
أبتسمت له مطمئنة:
-أنا متأكدة أنك لست فى حاجة للقلق وأذا حدثت مشاكل
فسأعمل جاهدة على أن يعرف الجميع أنى طلبت منك
أن تصحبنى الى موقع التصويرلذا فعليك أن تبتهج وتتناول
قدحاً أخر من القهوة بينما أحرر لك الشيك وأضع بعض
الملابس فى الحقيبة
حذرها قائلاً :
-تذكرى أن لدى مكان لحقيبة صغيرة فقط
-لم أنس ذلك
نهضت من أمام المائدة ونظرت الى ساعتها
-أمامى وقت كافى لترتيب الأمور وعليه سالتقى بك فى
مدخل الفندق بعد ما يقرب الساعة
كانت نتيجة معرفتها أن بأستطاعتها أن تقوم بعمل إيجابى
كنتيجة مذهلة ووجدت نفسها تردد لحنا وهى تعود الى جناحها
وتلقى بعض الملابس فى حقيبة صغيرة رأت أن تاخذها معها
فى رحلة طيرانها الى المعسكرالذى تقوم به مجموعة العمل
كانت تعلم أنها تخاطر بعض الشئ بأن تصحب "ستيفان"
فى طائرته ولن يسعد"جيمس"لوصولها المفاجئ .على أية
حال لقد كان تصرفه غير مشوب مؤخراً بالرقة والكيلسة
فى الحقيقة بعد أن تكلمت مع"ستيفان"كان واضحاً أن"جيمس"
لابد أن عرف بعد وصوله مباشرة الى الموقع وربما قبل ذلك
أن هناك رحلة مكوكية يومية الى معامل الأفلام بسنغافورة
وعليه تعمد الا يخبرها عن تلك الرحلات أو ربما لم يتح لنفسه
الفرصة للحضور اليها لرؤيتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية
التى حبست فيها بالفندق أنها لم تستطع أن تفكر لماذا يعامله
"جيمس"بهذا الأهمال والتجاهل وأذا عارض حضورها الغيرمتوقع
فإنها لن تتردد لحظة فى أن توضح عيب مسلكه على أية حال فأن
أخرما تريده هو شجار أخر معه وأذا كانت مستعدة للعفو عن إهماله
لها وهى عروس فإنها وأثقة بالطفل فسيفهم فى الحال كم كان من
المهم بالنسبة إليها أن تراه
لم تكن فقط تريد أن تخبره بحملها قبل أن تعود الى"ونترفلودز"
بالتأكيد.أذا كانت حقاً تريد أن تكون صادقة فعليها أن تعترف
أنها أشتاقت اليه وأحتاجت اليه لدرجة أنها مستعدة للذهاب الى
أقصى مدى لتكون معه ثم هناك تلك الحاجة اليائسة اليه التى
تتضاءل أمامها أية احتاجات أخرى
كانت رحلة الطيران طويلة ومزعجة فى الطائرة الخفيفة بعدأن
ذهب "ستيفان"الى المطار الصغير فى"كوانتان"كى ينهى
الإجراءات مع الجمارك هبطا بعد ذلك عل ممرالطائرات
فى منطقة خالية من الأشجار وسط الغابة وعرفت بعدها
أن أمامها رحلة فى النهر تشبثت بالقارب الطويل الأسطوانى
الذى كان مربوطاً فى النهر بجوار الممر وحمدت الله لأنها
تبعت نصيحة "ستيفان"بأن ترتدى ملابس عملية لقدأحست
بالملل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حتى أنها بالرغم من
عدم أهتمامها بالموضة فإنها مضت وقت طويل فى شراء
ملابس جديدة تملأ صوان
لقد إكتشفت أن معظم كبار مصممى الأزياء لديهم محلات
فى سنغافورة وعلى الرغم من أنها حصلت على أحسن
الماركات إلا إنها وجدت جونلة وقميصاً أخضر مناسبان
لهذه الأرض جلست وسط القارب وهى تراقب"ستيفان"
يشغل المحركوأخذت تمرر يديها فى الماءدون أكتراث وهم
يتقدمان ببطء عبر النهر .كانت أشجار الغابة كثيفة على جانبى
النهر وقد وصلت أغصانها الكثيفة حتى حافة الشاطئ وقد مالت
بعض الأشجار بشكل واضح فوق الماء وأخذت أغصانها تحتك
بجانبى القارب أخبرها"ستيفان"أن الغابات الماليزية هى أقدم
الغابات على كوكب الأرضوهى من القدم بحيث تبدوغابات
أفريقيا أوغابات الأمازون شابة بالنسبة اليها أسندت ظهرها
الى مقعدها وأخذت تتطلع الى خضرة أشجار الغابة التى
تقوست مثل قباب الكاتدرائية الضخمة على أرتفاع مائة متر
منها كانت الأغصان كثيفة ومتشابكة بدرجة رهيبة حتى أنها
كونت أساساً لحياة برية .رأت "بولى"بينها طيوراً وحيات
وأرانب .أبتسمت وأبرزت بهجتها وهى تشير لـ "ستيفان"
موضحة كم هى سعيدة برحلتها .ولكن عندما أشار نحو ثلاث
حيات رقطاوات وقد تمددت وهى ماتفة حول نفسها فوق بعض
النباتات أعلى رأسها حتى بدأت تفقد حماسها .
أخيراً بعد دوران حول منحنى رأيا أمتداداً أمامهما عبارة عن
سطح البحيرة الفسيح أبطل "ستيفان"المحرك حتى يزحف ببطء خلال
كتلة زهورالليلاك المائى التى قطعت الطريق المؤدى الى البحيرة
كانت"بولى"دهشه ومذهوله من جمال الزهور الوردية
قالت بحماس:
-ألست رائعة ؟وتلك الأوراق الضخمة وأكبر من أى أوراق
رأيتها فى حياتى أنى لم أدرك أنها أكثر من مجرد بحيرة شاسعة
-نعم أن بحيرة "كينى" نوع خاص لقد كنت أتحدث مع فتى فى
يوم ما وأخبرنى بإنه من المعقد أن هناك مدينة مفقودة فى مكان
ما تحت الماء ومن الواضح أنهتا ذكرت فى بعض الكتب الصينية
ويعتقد أنها فى حجم مدينة"أنخور"الكمبودية ويعتقدون أيضاً أن
هناك تماسيح بيضاء ووحوش من نوع"لوخ نيس"فى مكان ما
بالبحيرة ولكنى لم أشاهدها
ضحكت "بولى" ومالت الى الخلف عندما أدارا "ستيفان" المحرك
-لا أعتقد أنى أحب أن أشاهد أى نوع من التماسيحلقد فهمت لماذا
كان الموقع رائع للتصوير السينمائى ولكنها فى نفسها أحست أن
البحيرة مخيفة بعض الشئ وكان الماء نفسه كثيف الطين ومن
أعماقه برزت أغصان بعض الأشجار المائية بعضها جف وبرز
بشكل مخيف فوق سطح الماء فى شكل نحت سيريالى غريب
أوصل "ستيفان"القارب الى مرسى خشبى صغير
-حسنا هنا ستخرجين
مد يده اليها ليساعدها على الخروج من القارب وناولها حقيبة
ملابسها وأضاف وهو يشيرالى الثلاجة الخشبية التى تحتوى
الأفلام الخام
-لابد أن أخذ هذه الى مسافة أبعد فى نهاية النهر وأرجو أن
تعذرينى لأنى مضطر للذهاب الى الأن
قالت "بولى"وهو يشيرالى طريق واسع بدأ كانه يؤدى الى أعماق
الغابة:
-أنى شاكرة لك يا"ستيفان"كل معونتك
سمعت أول ما سمعت أصوات مولدات الكهرباء والطريق يمر
بها ويؤدى الى نصف دائرة من الكارافانات الخاصة بالأقامة
فى الأحراش مجمعة تحت الأشجار وخلف المقطورات كانت
هناك عدة خيام ومبان سابقة التجهيز وبدت جميعها مهجورة.
بحثت حتى وجدت أحدى المقطورات وعليها أسم"لنك جيمسون"
ففتحت الباب بحذر وتلصتت على الداخل .بدأ الداخل أوسع
مما
توقعت به سرير مزدوج فى أحد أطرفه ومنطقة جلوس بها
موائد منخفضة ومقاعد وأريكة فى الطرف الأخر
لما تجد أحداً فى الجور قررت "بولى" أن توسع دائرة تحرياتها
وسعدت عندما وجدت حجرة دش صغيرة بجوار حجرة النوم
أرادت أن تبدو فى أجمل صورة فى عينى "جيمس"وأن جلدها
الرقيق لا يتحمل الحرارة والجو الرطب فأنتهزت الفرصة و
أغتسلت بسرعة لم يكن فى وسعها أن تفعل شئ بالنسبة الى
ردائها المكرمش من الرحلة ولكنها أستخدمت بعض طلاء
الشفاه مما جعلها تشعر بإنها فى حالة أحسن يمكن بها أن تواجه
زوجها
تركت حقيبتها فى المقطورة وبدأت تستكشف المعسكر لم تكن
تعرف أين ذهب الجميع ولكن الطريق الواسع استمر الى
داخل الغابة ولابد أنه يقود الى نكان ما وربما نحو"جيمس"
وبقية فريق التصوير
بعد نصف ساعة أحست بالتعب وقد لدغها البعوض فى كل
جزء من جسدها الى أن وجدت نفسها تقترب من منطقة خلاء
وأسعة.كم تمنت لو أنها أصغت لنصائح"جيمس"ولم تأت إلى
هذا المكان الموحش.رأت أثارعجلات حديثة وتساءلت لماذا
لم يخطر ببالها أنهم يملكون عربات من نوع ما؟
ولابد أن تلك العربات تعمل بمحركات مما يسارع بهم الى
مواقع التصوير ربما قطعوا مسافة طويلة داخل الغابة
أخذت تلهث من الحرارة والرطوبة وأفاقت على نفسها على
صوت مألوف لهاكانت تعرف أنه صوت قطيع من الماشية
فى مكان ما قريب وكان واضحاً أن هناك صوت بقرة وبدأ
من الصوت أن البقرة فى حالة يأس شدت خطواتها المتعبة
وجرت نحو الخلاء وتبعت الصوت حيث وصلت الى كوخ
صغير حيث ربطت البقرة بالقرب منه .ربتت بيدها على
رقبة الحيوان الهزيل ذى اللون البنى الشاحب كانت من نوع
"البراهما"المهجن من الشق الأقصى ولم تخطئ فى معرفة
سبب المشكلة التى تعانيها
كان ضرعها مملوءاً باللبن بدرجة مؤلمة وفى حاجة الى
الحلب
همهمت "بولى"
-سننتهى من هذه المشكلة فى الحال
بحثت داخل الحظيرة الى أن وجدت دلواًمتسخة ولم تكن
هناك وسيلة لتنظيفة ولكن لم يكن الوقت مناسباًللقلق على
الأمور الصحية عادت وركعت بجوار البقرة وبدأت
أصابعها المدربة تضغط الحلمات بمهارة وتخلص البقرة من
الألم الذى تشعر به.كانت سعيدة لأنها لم تنس مهارتها فى
حلب الأبقارعندما وصلت مركبة الى الخلاء لم تستطع أن
تدير رأسها المرفوع أسفل بطن البقرة وأنما أستطاعت فقط
أن تسمع صوت باب السيرة وهو يغلق بعنف وخطوات ثقيلة
تقترب وصوتاً أمريكياً خشناً يصيح :
-هاى أيتها الفتاة ماذا تظنين أنك تفعلين؟
-أنا لست فتاة وماذا تظن أنى فاعلة؟
-ليس من المفترض أن تحلبى هذه البقرة!!!
قالت"بولى"بحدة:
-حسنا أن الأمر سيئ للغاية أن هذا الحيوان....
صاحت عندما أمسك الرجل بذراعها ونزعها بعيدا عن
البقرة
-أنظر ماذا فعلت!!!
كان دلو اللبن قد سقط على جانبه وسال اللبن فوق التراب
مما أثار أشمئزازها
صاح الرجل الضخم وهو يسبها عندما ركلته وأضطرته
الى أن يترك ذراعها
-أن هذا لايعد شيئاً بالنسبة لما فعلتيه.ولماذا فعلت ذلك؟
أنى لا أحب أن يلمسنى الغرباءوسأكررذلك أذا وضعت
أصبعك على لذا عليك أن تحذر
-أنه أنت التى يجب أن تحذر .أن "دونالد"سيصاب بالجنون
عندما يكتشف ما فعلته ؟نعم أنت فى مازق حقيقى يا سيدتى
والأن أركبى السيارة الجيب وأبدئى فى تلاوة صلواتك
أشار الى السيارة الواقفة بالقرب منها فكرت"بولى" بسرعة
أن "دونالد بكلى"هو المخرج وبذهابها اليه مع هذا الرجل الذى
يشبه الثور ربما أستطاعت أن تعثر على"جيمس"نظرت للرجل
الأمريكى نظرة فاحصة وسارت الهوينا نحو السيارةالجيب
وصعدت الى داخلها
سألها الرجل وهو يقود السيارة خارج الخلاء:
-من أنت بحق السماء على أى حال؟
-أنا زوجة"لنك جيمسون"
نظر أليها الرجل فى دهشه:
-يا إلهى!المسكين العجوز"لنك"لابدأن حياته جحيم معك
ردت عليه بغيظ وقد زاد توترهاعندما لم يعتذرعن فظاظته
وخاصة انه أخذ يردد يا للمسكين"لنك":
-عندما أريد رأيك سأطلبه منك!
أخترقت السيارة الغابة ووقفت فى النهاية عند خليج ضيق
فى نهاية البحيرة حيث تجمع العديد من الناس حول خيمة
وهم يأكلون السندوتشات ويشربون الشاى فى أكواب
بلاستيك قال لها الرجل الضخم وهو يقودها نحو الخيمة:
-هيا تعالى أنى لن أفقد هذا المشهد بأى ثمن
كان المخرج "دونالد بكلى"يبدو دهشاً عندما دفعها الرجل
جواره وقص عليه حكاية البقرة لم تلاحظ"بولى"بدورها
أنها كانت مشغولة جداًبفحص الوجوه بحثاً عن "جيمس"
ولما لم تراه ذهبت نحو الفتاة التى تمسك لوحة التعليمات
فى يدها وساعة ميقاتية كبيرة وسألتها:
-هل رأيت "جيمس"أعنى"لنك جيمسون"فى أى مكان؟
-لا!
أستدارت الفتاة بسرعة وصاحت فى مجموعة من الرجال
هيا يا أولاد دعونا نبدأ البروفة أتخذوا أماكنكم من أخر
منظر
سألت "بولى"فى قلق:
-اليس لديك أى فكرة أين يوجد"لنك"؟
بالتأكيد أعرف لقد ذهب لنهاية النهر مع الوحدة الثانية
لألتقاط بعد المناظر والأن لو سمحت أمامى عمل لابد
من أنجازه...لما لا...
قطع كلام الفتاة صوت"دونالد"الغاضب وأستدارت"بولى"
لتواجهه وهو يقول:
-ما هذا الذى سمعته عن البقرة؟
ردت عليه بلا أكتراث
-لاأدرى لماذا كل هذه الضجة لقد كانت البقرة فى حاجة الى
أن تحلب وهذا كل ما فى الحكاية
صاح "دونالد"وهو يصرفالفتاة ذات اللوح:
-أعلم أن البقرة كانت فى حاجة الى الحلب وهذا هو الأساس
لقد كنا فى حاجة لأن تخور البقرة من أجل اللقطة التالية .
والأن بفضل تدخلك سنضطر الى تأجيل المشهد للغد
ردت عليه فى غضب:
-أن أنقاذ حيوان يتألم ليس تدخلاً أنه من القسوة أن تعامل
البقرة بهذه الطريقة يجب ةأن تخجل من نفسك وليس من
أجل رتابة البشر أن يعانى الحيوان
قال المخرج فى غضب:
-هذه ماليزيا يا سيدة "جيمسون" وليس وسط نيويورك
ثم أنى لا أريد لسيدات شديدات الرحمة مثلك أن يفسدن على
جدول أعمالى
كانت"بولى"على وشك أن تقول للسيد"بكلى"رأيها الصريح
عن مخرجى الأفلاماللذين يعذبون الحيوانات التى لا حول لها
ولا قوة عندما شتت فكرها صوت طلق بندقية.دارت حول
نفسهاووجدت أن مجموعة من الرجال قد تفرقوا تاركين
رجلاً واحداً يطلق النار على الماء.
نظرت عبر الخليج ورأت فتاة صغيرة فى حوالى الثانية عشر
من عمرهاوهى تصيح وتصرخ وتحرك ذراعيها فى الماء
وتشير نحو تمساح رمادى اللون ضخم وطويل بينما أخذ
رجل أخر يسبح نحوها بطريقة محمومة وأن بدأ أنه لن يتمكن
من الوصول أليها فى الوقت المناسب
ألمت بالمنظر كله فى لحظة و لاحظت رجل حامل بندقية غير
قادر على أصابة أى شئ لأن طلقاته كانت تسقط بعيدا عن الوحش
فقفزت للأمام وأمسكت السلاح من يده وبحركة بارعة رفعت
البندقية وأطلقت رصاصتين على رأس التمساح الرهيب
كان رد الفعل العارم والضجة نتيجة مهارتها فى التصويب
أثر مما توقعت
كان الرجل الذى أخذت منه البندقية ينظرألها بمزيج من
الأعجاب والدهشه بينما الرجل والفتاة فى الماء يصيحان
فى بعضهما فى وحشية وكذلك فعل كل أعضاء الفريق
اللذين أندفعوا نحوها من كل جهة
ظلت لا تعرف الحقيقة إلا بعد أن جاء"دونالد"وهو يرغى
ويزبد وصاح بصوت راعد وهو يشير الى الماء حيث كان
أحدهم يرفع التمساح
-أيتها المرأة اللعينة الغبية
عندما نظرت"بولى"الى التمساح وجدت ثقباً كبيراًفى رأسه
يخرج منه الهواء وقد بدأ جسده الصلب يتدلى.أن ماظنته
تمساح لم يكن سوى نسخة بلاستيك تقليدية للتمساح الأصلى
همهمت وهى تحاول أن لا تقهقه من المنظر المثير للضحك
-أنا أسفة
-أنت أسفة؟أن هذا النموذج يكلف ثروة فى أمريكا وأين فى
رأيك يمكننى أن أجد بديلاً له من أجل تلك اللقطات الأخيرة؟
أغربى عن وجهى بسرعة أخرجوها قبل أن تتسب فى المزيد
من الخسائر
أخذ يشد شعره من الغيظ وهو يأمر أحد السائقين أن يعود بـ
"بولى"الى المعسكر وألا يدعها بأى حال من الأحوال أن
تقترب من الموقع
قالت "بولى"لنفسها فى نهاية الليل أنها غير قادرة على أن
تصنع شيئاً صحيحاً أستلقت وهى مكومة فوق الأريكة
منتظرة عودة "جيمس"الى المعسكر وأخذت تفكر فى
كأبة أن دخولها الى عالم السينما لأول مرة جاء بمثابة
كارثة لم تشعر بالندم على أنقاذها البقرة من ألامها
أنها تعتبر أستغلال الحيوان بهذه الطريقة أنما هو أمر
يتسم بالغلظة وتلك الألاعيب المصطنعة فى الحقيقة أنما
هى أيضاً كانت تغيظها ويف لها أن تعرف أن التمساح
مصطنع؟
لقد أحست أنها بعيدة عن مكانها الطبيعى وسط عالم
زوجها الجديد وكانت تخشى كثيراً أنها لن تفهم ذلك
العالم جيداً
قطعت افكارها القاتمة عندما فتح الباب ودلف"جيمس"
للداخل بجسده الفارع فى أسمال بالية مدت رأسها من فوق
الأريكة ثم ذهبت اليه كى تضع ذراعيها حوله
-يا عزيزى.....
قال بسرعة وهو يهرب من يديها:
-لا تلمسينى أنى مغطى بالطين والماء القذر
-أوهـ يا"جيمس"أتعشم ألا تظن ...ألا تفكر...
قال وهوشبه مخدر:
-يا عزيزتى أنى متعب لدرحة لا تسمح لى بالتفكير
بصراحة لقد كان يوم لعيناً وأنا مرهق للغايةوأريد
حمام ساخن ونوم عميق
أبتسم لها أبتسامه متعبة وهو يتخذ طريقه ببطءالى
الطرف الأخر من المقطورة
أخذت "بولى"تفكر بعد ذلك وهى فى يأس مما ينطوى
عليه لقاؤهما من عاطفة وهى تحملق الى وجه "جيمس"
الجامد كان قد عاد من الدش ولوح لها بيده بإقتضاب قبل
أن يلقى بنفسه فوق السرير ويستغرق فى النوم قبل أن
تصل رأسه الى الوسادة
كان عزاؤها الوحيد أنه لم يؤنبهاعلى ما أحدثته من كوارث
هذا النهار ولكنه دون شك سيفعل ذلك عندما يستيقظ وأدركت
ذلك عندما ذهبت لتستلقى بجواره
إن التفكير فيما سيقوله لها أو يفعله فى الغد أبقاهامستيقظة
وقتاَ طويلاَ ولم يستغرق فى النوم إلا فى الساعات الأولى
من النهاروكان نومها غير مريح
عندما أستيقظت وجدت الشمس تصب أشعتها عبر النافذة
وأن المقطورة مهجورة أوهـ يا إلهى لقد نامت أكثر من اللأزم
وفاتتها فرصة الحديث الطويلة مع"جيمس"أرتدت ملابسها
بسرعة وتركت المقطورة وجرت عبر الطريق المؤدى الى
الخليج تذكرت كلمات المخرج عن منعها من أن تضع قدمها
فى الموقع فقررت أن تتوارى عن الأنظار إلى أن تعثر على
"جيمس"وأخيراً لفت حول منحنى شديد وأدركت أنها وصلت
إلى الموقع المقام داخل الخليج حيث يضيق مجرى الماء
إلى قناة ضيقة بين شاطئين مرتفعين وبدأ الأمر لها اليوم
مخالفاً للأمس إذ كانوا يصورون تصويراً حقيقياً وليس
بروفة
بعد ضوء الغابة المعتم المشوب باللون الأخضر أستغرق
منها الأمرلحظات حتى تعود عينيها ضوء لمبات الصديوم
المبهرةالمستخدمة لزيادة قوة ضوء النهار.كان كل ما ترأه هو
ظهور الممثلين والطاقم الجالسين أو الواقفين تحت مظلات
ضخمة قاتمة اللون مقامة فوق الشاطى ومن الواضح أنها
أستخدمت لحماية الكاميرات والألات الأخرى.وقف تحت
خيمة ضخمة خضراء ممثلان وقد وقد تناثر الطين بطريقة
مصطنعة فوق جسديهما .أختفت للخلف بسرعة عندما رأت
"دونالد"على بعد أقدام قليلة منها واختفت خلف شجرة تطل
على الشاطئ وأخذت تتلص بحذر حول جذع الشجرة وتحملق
إلى الشطائى الملى الواسع على جانب الماء المخلوط بالطين
كان المنظر بالنسبة اليها وهى غير معتادة على التصوير
السينمائى منظراً مثيراًللحيرة والعجب بدأ العديد من أعضاء
طاقم الفليم يتحركون ببطء ودون هدف رغم أنها وهى تشاهد
أصبح من الواضح أن أضاءة المشهد هى السبب فى المشكلة
وكان لابد أن يعمل الجميع بطريقة محمومة ويزيلون الرمال
الناعمة لإزالة اثار أقدامهم عندما طلب "دونالد"الصمت .
قال خلال ميكروفون وقد تردد صوته فى الهواء الساكن:
-حسنا أستعدوا للمنظر532 اللقطة السابعة وبحق السماء
نرجو أن يتم هذا المشهد بسلام
أندفع شابان يحملان لوحات عاكسة للتصويروأكتشفت "بولى"
أن هناك مصورين يعملان معاً على جانبى الخليج ويصوران
فى نفس الوقت ولكن لم تعرف ماذا يصوران.بدأ المنظر فى
أسفل الخليج مهجورا تماما فأنحنت للأمام وعندها فقط رأت
رجلاً وأمرأة يشقان طريقهما بصعوبة وسط الماء نحوها .
كان الرجل قذراً مهلهل الثياب بأسمال بالية وقد أرتفع وسطة
فوق الماء وهو يصارع محاولاً الإمساك بالمرأة التى كان من
الواضح أنها تحاول الهرب منه.حررت نفسها وهى تصرخ
صرخة عالية وأندفعت نحو الشاطئ الرملى الذى كانت
"بولى"تختفى عنده أوشكت المرأة أن تصل الأرض الجافة
عندما قفز الرجل قفزة أخيرة وألقى بنفسه فوقها حيث سقط
الأثنان فى الماء. سادت فترة صمت طويلة وهما يحملقان
كل منهما فى الأخر فى سكون قبل أن يطلق الرجل صوتاً
كالحشرجة قبل أن ينزع عنها السارى القطنى المبلل
ذهلت "بولى"تماماًأمام هذا المنظرقبل ىأن تفهم الحقيقة
الرهيبة لم تشاهد أمامها ممثل سينمائى وأنما رأت"جيمس"
زوجها ولم تكن المرأة التى تمثل أمامه مجرد فتاة وطنية
أنما"ميلودى جرانت"
شلتها المفاجأة ولم تستطع أن تنزع عينيها عن العاشقين وقد
إنهمكا فى مشهد عاطفى رهيب أوشك عقلها أن ينفجر .
صرخت صرخة غضب عالية وأندفعت للأمام ناسية
تماما أين هى؟وهى تتعثر رأساً على عقب فوق الشاطئ
الرملى أسفلها بحوالى مترين
-كفاك....أنك تتصرفين بحمق ونجحت فى مهمتك تماماً
ويمكننى أن أضيف أنك أستطعت أنتكسرى كاحل المسكينة
"ميلودى" لقد نجحت يا"بولى"
كان جيمس يصرخ من بين أسنانه عندما عاد الى المقطورة
جلست"بولى"مكومة فى ركن وجسدها يرتعد وهى ملفوفة
فى بطانية قديمة أغلقت عينيها بينما أخذ"جيمس"يذرع الحجرة
ذهاباً وأياباً.كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عندما ظهرت
بطريقة غير متوقعة فى المشهد 532 اللقطة السابعة من فيلم
"ليس سوى شجاع"ولسوء الحظ لم تتذكر شئ عن سقوطها
السريع من فوق حافة الجرف العالية عندما عادت الى كامل
وعيها بعد أن حملت الى المقطورة أدركت ماذاحدث.
كان قد ترك المقطورة من دقائق ليعرف حالة"ميلودى"
بينما قضى معظم الوقت يخبرها رأيه فيما فعلت اليوم
وأمس ولم تستطع تحمل كلماته ولا حدة طباعه
-أذا تركنا جانبا الحقيقة أن"ميلودى"قد تقاضيك وتطالبك
بمليون دولار كتعويض ولن ألومها لو فعلت ذلك .
هل لديك فكرة عن مدى الخسائر التى تسببت فيها للفيلم؟
ياإلهى !لست أدرى متى سنتمكن من العودة الى جدول
أعمالنا مرة أخرى أن كنا فعلا سنتمكن من ذلك
وعندما يعرف أصحاب الأستديو أن الخطأ كله من
زوجتى فإن أى تعويض سيطلبه كل من"دونالد"و"ميلودى"
من أى محكمة سيستجاب الطلب مضاعفاً وسأكون
محظوظ لو خرجت من هذه الكارثة وملابسى لا تزال
على جسدى همست:
-أنى ...أسفة ....جداً
-أعرف تماماً أنك أسفة ثم أنى لم أذكر مهنتى بعد اليس
كذلك؟أنه أمر تافه بالمقارنة بالمصيبة التى أحدثتها بالتأكيد
ولكن لا هناك الأن بفضلك يا زوجتى العزيزة أنى سأصبح
أضحكوة السينما السنوات القادمة ..شكراً جزيلاً يا حلوتى
-لم أقصد أبداً...لم أظن إطلاقا
ضحك "جيمس" ضحكة خشنة عالية :
-بالتأكيد لم تفعلى فى الحقيقة لقد دهشت وفكرت فى أنك
لم تفكرى فى حياة أحد سوى نفسك ولم تفكرى أبداً فى
شخصى
-أن هذا ظلم بين
-أوهـ نعم؟ منذو لحظة وصولنا الى سنغافورة فأن علاقتنا
قد أنحرفت أنحرافاً حاداًوأخذت تنحدر أنحداراً شديداً
أولاًهناك كل هذا الهراء حول علاقة وهمية بينى وبين "ميلودى"
وسبق وان أخبرتك بأنها لا تهمنى من قريب ولا بعيد ولكن من
الواضح انك لا تصدقى كلمة مما قلته
مرر يده بعنف خلال شعره الداكن:
ثانياًشعورك بالأضطهاد وتملكك فكرة ضرورة الحضور الى
هنا ولماذا تنصتين لنصيحتى؟لقد كنت مقتنعة تماماً بأنى أريد
أن اكون صعب المراس ولم يخطر ببالك أبداً أنه طالما كنت
أعمل فى السينما سنوات عديدة أنى أعرف تماما ما أتحدث عنه
لقد كنت مصممة للحضور الى هنا بطريقة أو بأخرى ولا شك
أنك نجحت فى تصميمك...يا إلهى!
لقد أوشكت أن أصاب بنوبة قلبية عندما شاهدتك تسقطين
نحوى مثل القنبلة من السماء ولسوء حظ"ميلودى"أنه لم تتح
لها الفرصة لتجنب جزء من الشجرة الذى أحضرته معك
فى سقطتك...أليس كذلك؟
ثم ماذا عنك؟لاشك أن الله رحيم يحمى الحمقى والاغبياء
لأنك لم تصابى بأى خدش
لفت "بولى"ذراعيها حول ساقيها ودفنت وجهها بين ركبتيها
المرتجفتين وهمس بائسة
-لقد أخبرتك بأنى أسفة لدرجة اليأس لما سببته من متاعب
وسأعتذرلـ"ميلودى"عندما أستطيع ذلك وبالتأكيد سأدفع
مصاريف الطبيب وجميع خسائر مهنتها
رد عليها بحدة:
-كل هذا يبدو شعورا نبيلا على أية حال لا أظن أن لديك
أية فكرة عن حجم المبالغ الخرافية التى تحكم بها المحاكم
فى أمريكا تعويضا وهناك أكثر من أحتمال أن تضطرى
لبيع مزرعتك الغالية لسداد ذلك .وأعتقد أن نقودك لن تكفى
لتعويض "ستيفان ماك جريجور"والتى أعطيتها له رشوة
لأنه لن يستمر بعد ذلك فى العمل أو عمل فى شركة أفلام
تاوهت
-أوهـ لا
قال بصوت ممطوط
أوهـ نعم! أخشى ذلك وبحق السماء كفى عن الأرتعاد
زكأنى سأضربك بين لحظة وأخرى .أنى لم أضرب امرأة
أطلاقاً فى حياتى رغم أن الله وحده يعلم أنى أجد إغراء
شديداً أن أنزع الحياة من جسدك الأن وفوراً
-لا أستطيع أنه بسبب تكيف الهواء أنى أشعر بالبرد الشديد
كانت ترتعد وأسنانها تصطك بصوت عالى ذهب "جيمس"
ليطفئ جهاز التكيف قبل أن يلقى بجسدة فوق مقعد من
الخيرزان ويطلق زفرة حارة
-لا فائدة من الأستمرار هل هناك فائدة؟من المحتمل أن الأمر
كله كان غلطتى على أية حال لم يكن من الواجب على أن
أرتكب خطأ أحضارك الى هنا والزواج بك
أخذت تتأوهـ وتئن وتشهق متألمة وكأنه طعنها فى قلبها:
- أرجوك لا تفعل...لا تقل ذلك...أنى أحبك.......
-هل تفعلين ذلك حقاً يا "بولى"...اتحبينى؟
بللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها وأحست بالمرض
من الخوف المتصاعد وهى تحملق إلى الإبتسامة القاسية
التى علت وجهه والتى لك تستطع أن تسبر غورها
-أنت تعلم أنى أحبك..إنك تعلم ذلك جيداً يا"جيمس"
رد بحدة:
-أعلم أن علاقتنا بالتأكيد ممتازة جسدياً ولكن خارج
غرفة النوم يبدو أنه بالنسبة لزواجنا أنى الطرف الذى
يقوم بكل التنازلات سنعيش فى بيتك وفى مزرعتك
أليس كذلك؟وستستمرين فى فعل ما تريدين دون أن تهتمى
أقل أهتمام بى أليس هذا صحيح؟أن الشئ الوحيد الذى طلبته
هو أن يكون لى بعض السلطة فى بيتنا وقدر أثار ذلك تقريباً
الحرب العالمية الثالثة.
وحتى رغبتى فى أن أبعدك عن فيلمى المزعج وعالمه الممل
لم تهتمى إطلاقاً....اليس هذا صحيحاً؟فى الحقيقة أنه طوال
حياتنا الزوجية القصيرة كان الأمر المه هو ما تريدينه والى
الجحيم ما يحسه الأخرين
-لا لا هذا ليس صحيحاً
كانت كلماته القاسية تطرق رأسها كالمطرقة ثم أدركت
فجأة أنها لم تخبره عن الطفل
-أنك لا تفهم أن السبب فى وجودى هنا...
سمعته يرد عليها بكلمات قاسية:
-حسنا...لقد قابلتينى...واتمنى أن تشعرى أن رؤيتك لى
تساوى ما فعلتيه ولأوضح لك أمراً دون مواربة.قد تكونين
رائعة فى غرفت النوم يا حلوتى ولكن الوجه الأخر للزواج!
لقد أظهرتى أنك غير قادرة على حب أحد غيرك
ولولت:
-لكن يجب أن تنصت إلى؟
قال لها بفتور وهو يسير نحو باب المقطورة:
-لست مضطراً لأن أفعل أى شئ عدا أن أرتب عملية نقلك
من هنا بأسرع وقت ممكن ويبدو أنه كلما أسرعنا بعودتك الى
المزرعة وعودتك الى حياتك السابقة كان ذلك أفضل
صاحت وهى تصارع كى تهرب من طيات البطانية الثقيلة:
-"جيمس" لا تذهب
ولكن توسلاتها ذهبت أدراج الرياح عندما صفق الباب بعنف
خلفه بعد أن رحل
كانت "بولى"فى مخزن الحبوب الكبير تراجع مخزون
العلف الشتوى والدريس عندما رأت من خلال الباب
الواسع المفتوح سيارة جيب بيضاء تدخل الفناء .كانت
تتوقع ذلك بالتأكيد منذو هبطت عليها "الزى"أمس بصورة
غير متوقعة وضبطتها وسط نوبة من المرض الشديد و
عرفت أنها لن تصبح قادرة على إخفاء حملها أكثر من ذلك
على الرغم من أنها جعلت ربة البيت العجوز تقسم على إبقاء
الأمر سراًأدركت أنها تضيع وقتها .ومهما حاولت فأن"الزى"
لن تستطيع أن تخفى هذا النوع من المعلومات وأن أول شخص
ستخبره بذلك لابد أن أختها السيدة"رينشو"مدبرة منزل ضيعة
"إيستديل هول". أطلقت "بولى"زفرة حارة ووضعت دفتر
مذكراتها فى جيب فستانها الفضفاض وسارت الى الفناء
كى تحيى زوجة والدها الراحل أبتسمت"اليسيا"فى سعادة
وهى تخرج من سيارتها الجيب مرتديه أخر صيحة من
الموضة وسارت نحو"بولى"لتضع يدها فوق جسد "بولى"
-يا عزيزتى!لماذا لم تخبرينى؟لقد كنت مثارة وفرحة عندما
سمعت الخبر من"الزى"حتى أنى بسرور وجدت من
الضرورى أن أحضر الى هنا مباشرة اليس الأمر رائعاً؟
أن تحصل كلانا على طفل فى نفس الوقت؟
-أنه رائع فعلاً
كانت تردد كلام زوجة ابيها كصدى صوت وهى تحملق
فى المرأة ببلاهة والتى كانت أكبر منها بأربع سنوات فقط
كانت "اليسيا"محبة وقد بدا البريق بشكل واضح فى عينيها
الزرقاوين وبشرتها بلون الكريم المحاطة بسحابة من الشعر
الأشقر الممشط على شكل ضفيرة فوق عنقها
كانت "بولى" تحب زوجة أبيها كثيراً وكانت تعلم أن تقطيعها
الرقيقة التى تشع جمالاًتظهر ضخامة تقطيعها هى الضخمة
زفرت وقالت:
-أتحبين قدحاً منة الشاى؟
همهمت "اليسيا" وهما تدخلان المنزل:
-رائع ...ولكن لماذا بحق السماء لم تخبرينى؟لقد عدت الى
"ونترفلودز"من ثلاثة أسابيع ومع ذلك لم تقولى كلمة واحدة
ما رأى"جيمس"؟لابد أنه فى منتهى الفرحة.بالتأكيد لم أتوقع أنه
يريد ولدا .أن "جيل" تسيطر هليع الفرحة فكرة أن يكون له ولد
يرثه لقد أستسلمت ولم أعد أوضح له أن لدى فرصة أيضاً فى
الحصول على بنت
-أتحبين تناول لبن وسكر مع الشاى؟
نظرت"اليسيا" إلى بطنها وقالت :
-لا أريد سكر لأنى أحافظ على وزنى وبصراحة أنى فى
الشهر الخامس ومع ذلك لم يبدو على الأنتفاخ لذا خبرينى
متى يحين موعد ولادتك؟
جلست على مقعد فى المطبخ تحتسى الشاى قالت "بولى":
-لست أدرى أنى لم أقابل الطبيب بعد
-ولكن يا عزيزتى لابد أن تذهبى الى أحدهم فى الحال
وفى أسرع وقت ممكن .من المهم جداً الحصول على رعاية
قبل الولادة
أخذت تنظر اليها فى قلق بينما بدت"بولى"غير مهتمة
بحقيقة أنها حامل
قالت لها:
-أنى لا أريد أن أضايقك ولكنى واثقة بأنه لو كان
"جيمس"هنا لأتفق معى
ساد صمت طويل و"بولى"تنظر الى أسفل فى قدحها
ثم قالت أخيراً:
-إن...إن الأمر كله معقد بعض الشئ أن الحقيقة الواقعة
أن"جيمس"لا يعرف أننى حامل ولا أعرفأن كنت مازلت
متزوجة به أم لا ؟
شهقت"اليسيا":
-ماذا؟!لا تقصدين...أنك تقولى أن هناك خطأ ما فى مراسم
الزفاف؟ حسنا...إنى لايمكن أن أصدق أن القس يمكن أن ...
ضحكت"بولى" ضحكة خشنة وقالت متجهمة:
-لقد فهمت الأمر خطأ ...لا يوجد خطأ مراسم الزواج
ليس سوى أنى أظن أن زوجى هجرنى أو هجرته وهو
أمر لايهمنى بقدر ما يهمنى الطلاق
نظرت اليها "اليسيا"غير مصدقة
-لا لا بالتأكيد لا لقد أخبرتنى"الزى"أنكما كنتما فى حالة
حب شديد على ما أظن. وعندما عدت من ماليزيا ظننت
أن"جيمس" سيلحق بك عندما ينتهى من تصوير فيلمه
مباشرة
هزت "بولى" كتفيها فى تعاسة
-لقد كنت مضطرة لأن أقول أشياء وأن لم أكن فخورة
بذلك.إننى ببساطة لم أستطع أن أواجه أعترافى بالحقيقة
لأى شخص
كان صوتها متحشرجاً وهى تنهض من مقعدها وتذهب
لتحملق
-أعتقد أنى مازلت أأمل وأصلى أن يكون لا يزال....
أنقطع صوتها بسبب الغصة فى حلقها
صاحت"اليسيا"وهى تقفز واقفة وتذهب اليها وتضع
ذراعيها حول جسد الفتاة المرتجف
-أوهـ يا"بولى"! سيصبح الأمر على مايرام يا عزيزتى
أنا هنا الأن معك وسأعتنى بك
كان صوتها دافئاً بينما أسندت"بولى"إلى كتفها وأخذت
"اليسيا"تربت بحنان على أبنة زوجها.أخيراً همست
"بولى"عندما خفت عاصفة البكاء:
-أنا أسفة أنى أكره الناس الذين يولولون
أخذت تتأوه وهى تبحث عن منديل
قالت لها "اليسيا" متعاطفة :
-أظن أن البكاء الطويل هو خير علاج لكى .
والأن دعينا نجلس ونتناول قدحاً أخر من الشاى وبعدها
تستطيعن أن تقصى عليا الأمر .أنا وأثقة أن مشكلتك
نصف ما تظنين لقد أخبرونى بأن الحمل يجعل بعض
النساء يشعرون بالأثارة الزائدة فى بعض المواقف التى
غالباً لا تثيرهن
-أتمنى فقط لو أنى أشعر بالأثارة الزائدة
جلست وحكت لزوجة والدها بالتفصيل عن زواجها
-....وبعد أن صفق"جيمس"الباب وراءه رتب نقلى الى
بيت أكثر بدائية من المقطورة أستأجرته شركة السينما
فى "كولاتاهان"ولم أر أو أسمع شئ عنه مدة ثلاثة أيام
متتأليه...فى الحقيقة إن الشخص الوحيد الذى كان يتحدث
معى بطريقة شبة مهذبة هو المدير المقيم وذلك فقط لأنى
أصبت بنزلة برد وحمى وترددوا فى مسألة صلاحيتى
للسفرعائدة لأنجلترا .وكانت أخر مرة رأيت فيها"جيمس"
هى خلال رحلتى بالسيارة الى المطار المحلى
-بالتأكيد أتاح لك ذلك فرصة لتخبيره عن الطفل ؟
هزت "بولى" رأسها نفياً :
-لا إننا تقريباً لم نتبادل الكلام
صاحت"اليسيا" وخداها أحمران من المهانة:
-ولكن هذا أمر رهيب ! أنى لم أسمع فى حياتى عن شئ
مثير للأشمئزاز مثل هذا التصرف.كيف يمكن لزوجك
أن يعاملك بهذه الطريقة؟ أنه يبدو قاسياً بلا قلب على
الأطلاق!
دعكت"بولى" عينيها الحمراوين المتورمتين:
-لا...أنه ليس كذلك على الأطلاق وهذه هى المشكلة
حملقت"اليسيا" اليها وهى مقطبة فى حيرة
-أنا أسفة يا عزيزتى ولكنى حقيقة لا أفهم ...أعنى بالتأكيد
أن لديك العديد من المشاكل ولكنها لست بسببك
صاحت"بولى":
-نعم....أنها الحقيقة كذلك لقد كنت....حسنا لقد صدمت
وجرحت وغضبت حقيقة عندما قال كل تلك الأمور الرهيبة
وـاهامه لى بأننى أنانية كلياً ولكن منذو عودتى الى المزرعة
وأمامى كل تلك الأيام والليالى لا أفعل شئ سوى التفكير وأن
الشئ المقزز والرهيب حقاً هو أنى أدركت أنه كان على حق
تماماً
أخذت تولول وهى تدفن وجهها بين يديها وجسده يرتجف
فى شهقات عصبية همهمت"اليسيا"وه تضع ذراعيها حول
كتفى الفتاة النحيفتين:
-أوهـ يا عزيزتى يجب إلا تبكى بهذه الطريقة
نهنهت "بولى" وهى تمسك بالمزيد من المناديل الورقية:
-أترين أنى حقاً أحب "جيمس" من كل قلبى ولكننا....
حسنا إدرك الأن أنه على حق عندما قال أنى امرأة قاسية
شديدة وإننى دائماً لا أفعل شيئاً سوى تحقيق ماأريد بالقوة
فى كل شئ....إنى حقاً لا أفكر فى غيرى على الأطلاق
لقد كسرت كاحل تلك الممثلة الرهيبه.وذلك الطيار
المسكين"ستيفان ماك جريجور"طرد من وظيفته.
كل ذلك بسبب أننى صممت على تحقيق رغباتى الأنانية
والحقيقة أن"جيمس"أعتذر لأنه كان حاد الطباع معى وحاول
أن يكون لطيفاً ونحن فى الطريق للمطار ولكنى كنت مريضة
جداً ولذلك كنت غاضبة بجنون منه حتى أنى قلت له إنى لاأريد
أن أراه أبداً وأنه كلما أسرعنا بالطلاق كان أفضل


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 02:48 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن والأخير
أخذت "بولى" تفكر فى بؤس وهى تردد لحناً حزيناً فى غرفتها
يقول الحب يؤلم ...الحب يجرح ....أطلقت زفرة ومالت للأمام
وتجهمت فى صورتها فى المرآة لابد أن تفعل شئ بالنسبة للدوائر
السوداء حول عينيها لقد كانت"اليسيا" حازمة وهى تحدثها هاتفياً
هذا الصباح
-أنك تبدين قبيحة جداً هذه الأيام يا"بولى" لابد أن تعتنى بنفسك
دعتها الى العشاء هذه الليلة .لم تستطع "بولى" أن ترفض دعوة
"اليسيا" التى كانت بمثابة أمراً إمبراطورى
-لا تحاولى أن تخبرينى أنك مضطرة للعناية بالأبقار لقد أخبرنى
"جيل" أن أمامك أسبوعاً قبل أن تبدأ ولادتها لذلك سنراك فى
الثامنة .وبحق السماء حاولى أن ترتدى ثوباً أنيقاً مرة واحدة
وضعت"اليسيا" سماعة التليفون قبل أن تجادلها "بولى"
بالتأكيد كانت "اليسيا" تعنى خيراًولكن يبدو أن أعتراف
"بولى" بكا أخطاءها لزوجة أبيها كان غلطة فادحة لم تكن
"اليسيا" مصممة على سحبها خارج حزنها فحسب وإنما
أيضاً كان من الواضح أنها تحدثت فى الأمر مع "جيل"
و"الزى".كانت"بولى"قادرة على مواجهة تعاطف"الزى"
الثقيل الدافئ أكثر من قلق"جيل"الذى سيدخل فى حديث
عاطفى معها
قالت له"بولى" بعد أن ردد بعض الأقوال المتفائلة
-أسترخ يا"جيل" لاخطأ معى و لا صعوبة فى أن أترك
بمفردى لأحل مشاكلى الخاصة بنفسى وأذا أردت أن تسدى
لى نصيحة فأكون شاكرة لو أتيت وألقيت نظرة على أحدى
بقراتى الصغيرات لأنها تبدو مريضة وأريد أن أسمع رأيك
فيها
بعد أن فحص الحيوان وأوشك "جيل" على الرحيل عاد مرة
أخرى إلى الموضوع وقال بهدوء وهو يسند جسده فى تراخى
على باب السيارة المفتوح
-لا ترتكبى نفس خطئى أنا و"اليسيا" لقد كنا متشددين بالنسبة
للكرامة وقد صمم كل منا على ألا يكون أول من يعترف بمدى
حبه للأخر لقد أضعنا عدد كبير من السنوات الغالية التى ذهبت
هباء فلا تقلدينا يا"بولى" لايوجد أى كبرياء أو حفظ ماء الوجه
يساوى هذا العناد السخيف
زفرت بولى ونهضت كى تطفئ جهاز الأستريو لابد أن تكف
عن الولولة فى بؤس بهذه الطريقة وأن تجلس هكذا وهى تنصت
الى أغانى الحب دون أن تنجز شيئاً وبالتأكيد لن تعيد"جيمس"إليها
بعد أن أستمعت إلى نصيحة"جيل"الجيدة أتتها الشجاعة وكتبت
خطاب الى "جيمس"والمشكلة كانت فى المكان الذى ترسله إليه
فى النهاية أرسلته الى مركز الرئيسى لشركة الأفلام فى هوليود
ولكن حتى لو سلم إلى المكان الصحيح فإنه سينظرإليه بإعتباره
خطاب من إحدى المعجبات العاديات.
كانت"بولى"تحس بثقل حمل اليأس القاتم الملقى على عاتقها
عندما أدركت أنه على الرغم من الساعات الطويلة التى قضتها
لتتمالك نفسها فإن الفرصة المتاحة حقاً ليقرأ "جيمس" رسالتها
كانت ضئيلة للغاية ولكن على الأقل هزمت كبرياءها وأجبرت
نفسها على أن تنضم لعشاء الليلة.
أستدارت "بولى" كى تغادر الحجرة والقت نظرة فاحصة أخيرة
على صورتها فى المرآة .تمنت لوأن"اليسيا"التى كانت تضايقها
بإستمرار حول عدم إهتمامها بالموضة والأناقة .ربما تتأثر
بطريقة لائقة من الرداء الحريرى الغالى الثمن الذى أشترته من
سنغافورة نظرت الى الرداء اللامع الذى أظهر أستدارت جسدها
الملفوف ووجدت أنه من الصعب أن تصدق فعلا أنها حامل رغم
إن أختبارات الطبيب أكدت بما لا يدع مجال لشك أنها كذلك لقد
كان محرجاً بعض الشئ أن تذهب لمقابلة "راى مارتن"بشأن
الطفل ولكنه كان لطيفاً للغاية وطمأنها كثيراً أنه لم يعلم
بزواجها فحسب وإنما شعر بالأرتياح عندما أخبرها بإنه حالياً
يواعد أحدى الممرضات بقسم الجراحة.
فكرت "بولى" فى أنه ربما يحضر هو و حبيبته الجديدة إلى
العشاء .ركنت سيارتها الفيرارى الحمراء خارج مدخل"إيستديل
هول" ولكنها بعد أن حيت كبير الخدم وتبعته وهو يقودها إلى
حجرة الجلوس حيث أعلن حضورها ووجدت أن كل الضيوف
غرباء
أحتست كأسها من الشراب المنعش وأخذت تثرثر حديثاً تافهاً
مع رجل صناعة من ميدلاند وأخذت تفكر فى نفسها كيف أن
"اليسيا"تحب حياتها المفعمة بالرسميات بإعتبارها أحدى زوجات
أحد الرجال المحترمين المحلين .
ظهر كبير الخدم مرة ثانية وسعل بخفة كى يثير إنتباه سيدته
فتقدمت "اليسيا" وهى تبتسم فى أدب وهو يعلن
-السيد "جيمس لينكلتر"
لقد كانت "بولى"تسمع عن التعبيرالذى يقول:التحول من الحرارة
للبرودة الشديدة.وكان هذا الوصف القيق للأضطراب الذى حدث
لها فقد أحست فجأة بالسخونة الشديدة ثم البرودة المثلجة التى سرت
فى كل جسدها المرتجف.
"جيمس" هنا فى "أيستديل هول"!!!أغلقت عينيها لحظة وصارعت
كى تبقى واقفة حيث تحولت ساقها الى جيلى نعم أنه حقاً"جيمس"
يدخل الغرفة ويبدو وسيماً وأنيقاً بدرحة لا تصدق فى قميصه
الحريرى الأبيض وحلة العشاء الرسمية وقد برز لون بشرته
الداكن وتقاطيعه الرائعة .تسألت كيف يمكن لها أن تصبح هادئة؟
إن الرجل اللعين يبدو على راحته تماماً وفى حالة إسترخاء تام
وكأن الأمر لايعنيه على الأطلاق.وكان على عكس مضيفته التى
بدت وكأنها مذهولة بطريقة أضحكت "بولى" وهى تبتسم له
مرحبة وثبتت تقاطيع وجهها على هذا الوضع وكانها شلت
بينما سجلت عيناها الزرقاوان الواسعتان حرجاً مرغباً
لسوء الحظ لم يكن هناك ما تفعله "بولى" لتساعد"اليسيا"
لأنها كانت مشغولة جداً فى محاولة أن تبقى مستقيمة فى
وقفتها ولم تجرؤ على مغادرة المقعد الذى أستندت أليه
فى الحقيقة وبفضل"جيل"أستطاعوا أن يمروا بسلام من
اللحظات الحرجة الأولى الذى تصرف بنبل وأرستقراطيه
ورثها من قرون وأجيال من أجداده .لقد كانت"بولى"فخورة
جداًبـ"جيل"وطريقته فى الفورية للأمساك بزمام الأمور والسيطرة
على الموقف الذى يهدد بالأنفجار.قال بصوت ممطوم وهو يمد يده
لـ"جيمس":
- يا زميلى العزيز كم هو لطيف أن نرأك هنا والأن دعنا نرى
من لم تقابله؟أهـ ...نعم لابد أن تجرى محادثة مع عضو البرلمان
المحلى أنه على وشك القيام برحلة لتقصى الحقائق الى
"لوس أنجلوس"وأنا وأثق بإنك تستطيع أن تزوده بمعلومات
قيمة .
كان يتكلم بمهارة وهو يوجه "جيمس"خارج الباب بينما
ذهلت "بولى"وهى ترتعد
همست لها "اليسيا":
-ما الذى يفعله هنا ؟
تأوهت "بولى" فى عجز وهى غير قادرة على أن تنزع عينيها
عن الشاب الطويل الوسيم الذى هو زوجها
-كيف لى أن أعرف ؟
على أى حال بفضل"جيل"وتدخله السريع حصلت على بضع
دقائق كى تجمع شتات نفسها قبل أن ينتهى"جيمس"من الحديث
مع المبجل عضو البرلمان ويأخذ طريقة الى حيث وقفت "بولى"
وهى تمسك بيد"اليسيا" لتدعمها
قال وهو يبتسم لـ"بولى" إبتسامة باهتة قبل أن يستدير نحو
مضيفته بعينيه الزرقاوين اللأمعتين:
-أنا أسف لتأخرى يا حبيبتى
بصراجة كان هذا الرجل هو أخر ما تتوقعه من مخلفات حية
كانت لا تزال تشعر بالتمزق وأنها محاصرة ومجبرة على أن
تقف بلا حول ولا قوة أمام ما ينشره"جيمس"دون قصد من سحر
حول"اليسيا".لقد كان الأمر غير مصدق ولكن بدأ من لمحة عين
واحدة أنه نجح فى أن يحول عداوة "اليسيا"الى ما يمكن أن
يوصف بشبه العبادة والتقديس همست "اليسيا" عندما ذهب
"جيمس"ليحضر كأس من العصير:
-أنه ساحر جداً وجميل لدرجة خرافية
فاحت"بولى"بصوتها وخرجت الكلمات من بين أسنانها:
-لا تنخدعى...أنه فقط يمثل وأذا جرؤتى وأخبرتيه أنت
أو"جيل" بالطفل سأقتلك خصوصاً أذا أستمريت فى مغازلة
"جيمس" بهذه الطريقة
لكن "جيل" الذى هو عادةً غيور جداً بدا بطريقة غريبة غير
مهتم بمغازلة زوجته الواضحة لـ"جيمس" وبعد أن أنتقلوا لغرفة
الطعام أستطاع"جيل"أن ينتزع بمهارة من"جيمس"بعض الحكايات
عن حياته السينمائية
أخذت "بولى" تفكر وهى مقطبة أن زوجها كان محور السهرة
وقد سعد الجميع بل أبتهجوا لوجود نجم حقيقى موهوب وسطهم
كانت زوجته هى الوحيدة التى لم توجه إليها إلا كلمات مقتضبة
جلست بجواره فى أثناء ما بدأ لها أطول عشاء لا نهاية له
لقد ضايقها فى البداية وغضبت من الطريقة التى كان يتجاهل
بها وجودها أذا كان غير مهتم بها فلماذا حضر؟ماذا يصنع فى
هذه البقعة من العالم؟وأذا كان قطع وكل هذه المسافة كى يرأها
فقد أظهر ذلك بطريقة لعينة
-حسنا يا لها من أمسية!أسندت "بولى"ظهرها إلى مسند المقعد
وأغلقت عينيها وأطلقت زفرة حارة تدل على الأستغراب
أخيراً إقتربت حفلة العشاء من الأنتهاء وأخذت تسرح فى
الخيالات مثل أن تندفع الى الدور العلوى وتغلق الباب على
نفسها فى أحدى غرف"إيستديل هول"ولكن"جيمس"لم يمنحها
الفرصة للهرب حيث نهض وأنهضها معه وإعتذر نيابة عنه
وعنها وشكر "جيل"و"اليسيا"على عشائهما اللذيذ ولف ذراعه
حول وسطها وقادها فى صمت وهما يهبطان الدرجات الحجرية
إلى حيث سيارة "بولى"ثم جعلها تجلس فى المقعد المجاور للقيادة
فى صمت تام .أغلقت عينيها .أنها حقاً لا تستطيع أن تتذكر متى
كانت أجر مرة ممزقة بهذه الطريقة من قبل؟
منذو اللحظة التى ظهر فيها"جيمس"كالشيطان فإن ظهوره
المفاجئ حتى هذه اللحظة مجرد خيال ووهم بالنسبة اليها
لقد كانت الأمسية تجربة مريرة ومتعبة بالنسبة لها
-أستيقظى يا"بولى"!
أدارت عينيها دهشه نحو الرجل الجالس بجوارها :
-ماذا؟!
-لا تستغرقى فى النوم قبل أن تعطينى المفاتيح أنى لا أستطيع أن
أصحبك الى منزلنا بدونها
همهمت ويداها ترتجفان وهما تخرجان مجموعة المفاتيح من
حقيبة يدها بعد عدة ثوان :
-اوهـ أنا أسفة
كانت لمسة يده الدافئة وهو يأخذ المفاتيح من يدها المرتجفة
قد زادت أضطرابها
تسألت هل قال (منزلنا)؟ هل كان يعنى ذلك حقاًأم أن هذه مجرد
تورية أمريكية؟إن ذلك الرجل الوحش لم يقل شيئا فى أثناء العشاء
وطريقته التى إتبعها فى إغراءو سحر"اليسيا"قد اصابتها بالغثيان
عندما أدخل "جيمس"السيارة الى الفناء كانت "بولى"عصبية متوترة
حتى أنها بصعوبة أستطاعت أن تتكلم .وبدأ الأمر يتطلب منها جهداً
جباراً حتى تستطيع أن تقول هذه الكلمات البسيطة:
-هل ترغب فى قدح من القهوة؟
أجاب برقة وهو يخرج من السيارة ويدورحولها ليفتح لها الباب
-أن هذا سيكون لطيفاً للغاية.
نظرت إلى وجهه الذى أضاءه نور الباب الأمامى وأوشكت أن
تقسم أنه كان يضحك منها ولكن وجهه كان خالياً من أى تعبير
وأحتاجت الى كل تركيزها كى تخرج نفسها من السيارة وتدخل
المنزل.لقد كان توترها العصبى وكل ماأحتسته من شراب وأكلته
من طعام السبب فى أنها تشعربأن ساقيها صنعتا من صوف قطنى
أخذت "بولى" كل وقتها كى تملأ الإبريق وتضعه على الموقد
وتخرج الأقداح والملاعق من دولاب المطبخ.كان واضح أن
"جيمس" كان راضياً ومستريحاً وهو جالس فوق أحد مقاعد
المطبخ يدخن فى هدوء .ولكنها أحست بأن الصمت السائد أصبح
شديد الوطاة وأن ذلك الصمت المستمر أقسى من أن تتحمله .
لم يكن لديها مدخل لما تقول ولكنها إذا لم تفكر بسرعة فى شئ
معقول فإنها ستنفجر فى عاصفة من البكاء والدموع وتتوسل له
أن يبقى معها الى الأبد وستكون تلك أكبر وأفدح غلطة ترتكبها
فى حياتها لأنها كما تظن ربما جاء فقط كى يأخذ بعض ملابسه
التى كانت لا تزال فى الطابق العلوى أو كومة الكتب فى حجرة
الجلوس
قالت أخيراً
-لقد كانت وجبة لذيذة....اليس كذلك؟
وافقة فى رقة
-نعم لذيذة جداً
أنتظرت منه أن يقول شيئا ولكنه عندما ظل صامتاً فى
عناد أستدارت وأخذت تصب جام غضبها على الإبريق
الذى لم يغلى بعد
همهمت وهى تلقى عليه نظرة جانبيه:
-أنى أتساءل.....ماذا تفعل هنا؟!!!!
رفع حاجبه فى دهشه
-يا له من سؤال غير عادى!لماذا لا أتى إلى هنا؟
اليس هذا بيتى؟
-حسنا لقد ظننت
-ماذا؟
-حسنا...لقد ظننت أنك ربما لا تريد أن ترأنى ثانية
كتمت أنفاسها وهى تدعوا الله فى سرها
-يا إلهى لقد لكمت الرجل الرهيب...أنه لا يساعدها
على الأطلاق ولابد أن الأمر واضح حتى للرجل الأعمى
ما تريد أن تقوله بالضبط لابد أن "جيمس"يظنها بلهاء
أذا لم تكن تعرف تماما ماذا يسعى إليه؟
لقد كان من الواضح أنه مصمم على الحفاظ على
كبريائه وحفظ ماء وجهه وليس أمامها أى شئ تفعله
إزاء ذلك مادامت تحبه وتحتاج اليه.ثم نعم إنها تحبه
بطريقة بائسة
قالت له أخيراً وهى تبتسم إبتسامة مبللة بالدموع
-أنظر يا"جيمس"!يجب أن تكف عن ألاعيبك أنت
تعرفنى ومن المحتمل أن أركلك فى بطنك فيما بعد
ولكن الأن...أعتقد أنه من الأفضل أن أبدا بالقول
إنك كنت على حق بأتهمى بأننى أنانية جداً لقد كنت
منهمكة فى تحقيق ما أريد أن أفعله ولم يخطر ببساطة
فى بالى أن أخذ فى الأعتبار رغبات الأخرين وأمنياتهم
وحتى لو حدث وأهتممت برغباتهم فقد كان ذلك فى إطار
تحقيق رغباتى الخاصة فى أن أشق طريقى ولكنى رأيت
الضوء الأن وأحاول أن أصلح طريقى ولكن لو أردت أن
أصبح صادقة فإن أمامى طريقاً طويلاً لذلك وأخشى أن
أعترف بأنى لست متواضعة
ضحك"جيمس"ضحكة ساخرة ماكرة منخفضة:
-هذا من رحمة الله لا أظن أن بإمكانى أن أتحملك فى
دور المرأة المتسلطة الماكرة على أية حال
ردت عليه بغضب:
-حسنا لاداعى لزيادة ألام الجرح
حذرها:
-أحذرى لقد كنتى فى غاية الروعة حتى الأن فلا تفسدى الأمر
تأوهت "بولى"
-أوهـ"جيمس"! أرجوك لا تكن قاسياً...هل حقاً لابد
أن أستمر فى الكلام ؟
همس
-أنهم يقولون:إن الإعتراف مفيد للروح
قالت له بتجهم
-أنهم يكذبون .......حسنا أنى أعترف بمحض إرادتى
أنه كان من الواجب على أن أنصت لنصيحتك.
أنت تعرف ما تقول وكنت ساذجة لأن أظن أنه بالنسبة
لعالم السينما أعرف الكثير ثم ماذا؟
قطبت وقد أحمر وجهها عندما تذكرت سلوكها نحوه
فى المرة الأخيرة وقالت:
-إنى..إنى لا أريد الطلاق ولم أرغب فى ذلك أبدا ً
ولست أعرف ماذا الم بى ودفعنى لهذا التصرف
الشنيع فى أثناء القيام بتلك الرحلة الى المطار كى
أطير الى كوالالمبور لقد كنت رهيبة فى الحقيقة
لقد كنت سيئة تماماً مثل"ميلودى"بل أسوأ حقاً لأنها
لاتستطيع ألا تصبح حمقاء أما أنا...........
أنقطع صوتها عندما ألقى رأسه للخلف وأنفجر فى
عاصفة من الضحك وهمهم وهو ينهض على قدميه
ويأخذها بين ذراعيه:
-"بولى"أنك لايمكن أن تقدرى بمال...أنى أحبك وقد أشتقت
اليك كالجحيم يا حبيبتى.لم يكن الأمر كله خطأك لأنى لم أفقد
أعصابى فحسب وهو أمر لم أفعله من قبل وأنما أيضا كنت
قاسياً بلا مبرر معك لم يكن من الواجب أن أسحبك الى هذا
العالم المجنون السيئ دون تمهيد لذا أعتقد أنه حان دورى
كى أبدى أسفى الشديد وأن أحاول أن أكون زوجاً أحسن
فى المستقبل هذا إذا كنت لا تزالين ترغبين أن تظلى زوجتى؟
ضحكت"بولى"وقهقهت بصوت مشوب بالبكاء
-الأن من هو المتواضع؟
ضحكا معا وغرقا فى قبلات محمومة وكان أول من تحدث بعد
صمت طويل:
-يا عزيزتى الرائعة لم تمر لحظة من الأسابيع الماضيةولم أشتاق إلى أن
أضمك بين ذراعى
-أوهـ لقد أشتقت إليك بدرجة رهيبة أنا أيضا وعندما
ظهرت فجأة هذا المساء فى حفل العشاء لم أستطع
ببساطة أن أصدق عينى كيف عرفت أنى موجودة فى
هذه الضيعة؟
-هذا أمر بسيط لم تكنى هنا فى المنزل عندما عدت
فأعتقدت أنك لابد أن تكونى هناك.
-ولكنك كنت ترتدى سترة عشاء ...كيف؟
قال بصوت درامى تمثياى:
-أنى ملك التخفى ولا يقارن بى سوبرمان
همهمت فى ضعف :
-سأنسى هذا أوهـ ياعزيزى أنى أحبك كثيراًجداً أنى سأموت
صغيرة شابة وسعيدة عند هذا الحد كيف أستطعتى أن تحصل
بحق السماء على كل هذا الحب؟
-أن حالتى ليس بأفضل منك!لأن حبك سحرنى لم أستطع أن
أركز على بقية مشاهد الفيلم فى الموقع لذلك تركته وأتيت
إلى هنا مباشرة بأسرع ما أستطيع وأعتقد أنى أستطيع أن
أخرجك من حالة البؤس التى تعانيها وأخبرك أنه تم توظيف
"ستيفان ماك جريجور"مرة أخرى لأن الجميع شهدوا له
بالكفاءة بعد أن هدأ الجميع وعاد سعيداً إلى العمل وحتى أنه
أخبرنى بأنه يرسل لك تحية حب وأعزاز
قالت بصوت خفيض :
-هذا لطف منه
ولدى خبران أخران سعيدان...
أولاً:الشركة لن تقاضينى على ضياع الوقت فى موقع
التصوير يبدو أن "دونالد باكلى"المخرج قرر الأحتفاظ
باللقطة التى قمنا بها ذلك اليوم فى النهر ولا توجد
صعوبة فى قطع مشهد ظهورك غير المتوقع فى نهاية
المشهد
ثانياً:فقد تبين أن كاحل"ميلودى"قد التوى قليلاً وقررت
عدم مقاضاتك لأنها ....أنتظرى حتى تسمعى بقية الخبر
أنها ستتزوج بـ"دونالد"
سألته "بولى"وهى تنتقى كلماتها بعناية:
-وهل هذه فكرة حسنة؟
-حسنا...أنها عظيمة بالنسبة لـ"ميلودى"لانها تضمن
ظهورها فى كل أفلام زوجها القادمة ولكن فى ما يخص
"دونالد"فإنى أظن أن المسكين لايعرف ماذا أصابه
رغم أنى أحس أنه سيندم على ذلك
قالت "بولى"ببطء:
-لقد فكرت فى الأمر كثيراً ولا أعتقد أنك تفهم حقاً
لماذا أنا أحس بالغيرة من هذه المرأة الرهيبة لقد تعودت
العمل مع أجمل الفتيات فى العالم ولاشك فى أنك أحسست
بالفخر لكونك محاطاً بهؤلاء النساء الرائعات الجمال ولكن
بالنسبة لى وأنا لا أعرف شيئا عن السينما لا أستطيع حقاً
أن أفهم كيف تستطيع أن تبعد يدك عن "ميلودى"!أعنى
أنها ربما تكون شخصاً مزعجاً ولكن لم أر فى حياتى
امرأة فى منتهى الأغراء مثلها.
همهم"جيمس":
بل الأدق أن تقولى أكثر أثارة للملل أو الضجر
زفرت "بولى"بأسف وهمهمت قبل أن تبعد "ميلودى جرانت"
عن بالها نهائياً:
-أتمنى لو كنت مملة مثلها ....فى الحقيقة أفلامك هى التى
أزعجتنى وسببت لى المتاعب ...لقد تحدثت مع "اليسيا"....
قاطعها "جيمس"بحماس:
-الأن ها هى امرأة جميلة فعلاً وأبتسم ليغيظها ومحبوبة جداً
ردت عليه"بولى"بحدة قبل أن تغلق فمها ندماً:
-وهى أيضا امرأة سعيدة فى زواجها وزوجها له عينان
حادتان أنى أرفض أن أغار من من كانت زوجة أبى
ثم أنى أستحوذت عليك تماماً...أليس كذلك؟
أبتسم "جيمس":
-نعم أكيد يا حبيبتى
قالت برزانة:
-يمكنك أن تكف الأن لأن لدى ما يكفى من متاعب
فى محاولة تعود على الشاشة الفضية ثم إنى لا أستطيع
أن أشرح المشكلة التى أواجهها ولكنى سألت "اليسيا"ماذا
تحس لو ذهبت إلى السينما ووجدت زوجها على الشاشة
الكبيرة وأنها أضطرت لمشاهدته فى مشاهد الحب الساخنة
مع تلك المرأة الخرافية؟ولم أكن الوحيدة فى رد فعلى لأن
"اليسيا"شحب وجهها شحوباً واضحاً لمجرد الفكرة لذا
أرجوك أن تحاول أن تفهمنى إذا ما وجدتنى متوترة بعض
الشئ أمام هذا الموقف...أليس كذلك؟
همس وهو يضمها بقوة الى صدره ويسمع دقات قلبها العالية:
-بالتأكيد سأفعل يا حبيبة القلب ...ما الذى تتحدثين عنه أم أن
أساس المشكلة يقع بيننا بالنسبة لى فأن العمل فى السينما هو
مجرد عمل وأنظر اليه كوظيفة لا أكثر ولا أقل أنى أحصل
على مبالغ طائلة ولكن هذا كل ما فى الأمر ولابد أن أتحمل
الدعاية ومشاكلها لإنها بقدر ما تعطينا تأخذ منا ولكن ما
أريده حقيقة هو بيت ثابت فى بيئة مستقرة إنى أحس بالرعب
مما يسمى بالوجود المبهر الذى يعيشه بعض أصدقائى
وأطفالهم يبدون مدللين فاسدين وفيما يمنى أنى لا أستطيع
أن أتصور أن هناك ماهو أكثر إرضاء لى من أن أعيش
حياة فى الريف بسيطة مع زوجتى وأطفالى.لقد تزوجنا
بسرعة كبيرة ربما لأنى كنت أود التأكد منك كلما أتيحت
لى الفرصة.ولم تتح لى فى الحقيقة الفرصة لأشرح لكى
كيف أتصور حياتنا الزوجية كما أتمناها معاً.أترين إنى أريد
أن أعيش معك هنا فى"ونترفلودز"وأنت تدرين المزرعة
كما تعودت أن تفعلى وأنا أذهب من وقت لأخر للعمل ثم
أعود كل مرة إلى بيتى الهادئ الملئ بالسلام كالجنة .
إنى أود أن أحفظ حبى وحياتى بعيداً عن عالم السينما
المضطرب المتأجج وأعدك بذلك فى المستقبل وأنى لن
أغيب أكثر من شهرأو ستة أسابيع على أقصى حد....
ما رأيك فى ذلك؟
تنهدت "بولى" فى سعادة
-أفضل ألا تزيد مدة عن شهر ولكن لا بأس
-والأن أعرف أن لديك شئ تودين أن تخبرينى به وأعتقد
أنى كنت صبوراً لدرجة ملحوظة نظراً للظروف..أذن
ألا تظنين أن الوقت قد حان لتخبيرنى شئ عن الطفل
صاحت وهى تنزع نفسها من بين ذراعيه وتنظراليه فى
رزانة:
-بالتأكيد كنت سأقول لك ولكن نظراً للأثارة....ثم أنتظر
كيف عرفت بأمر الطفل؟
قال بحزم :
-أهدائى!لقد كنت قد رتبت أمر رحيلى عائداً لأنجلترا بالفعل
وحجزت التذكرة من أسابيع وعندما قابلت طبيب الشركة
فى المشرب المحلى فى الليلة السابقة لسفرى عائداً لمالزيا
عرفت وقتها بأمر الطفل .أتذكرين كل تلك الفحوص التى
أجريت لكى لمعرفة أن كنت صالحة للطيران أم لا؟خسنا
لقد كانت الأختبارات قد ذهبت مع أختبارات أخرى لمختلف
الممثلين إلى المعامل فى سنغافورة لأن سياسة الشركة هى
مراقبة الممثلات لأن الحمل يمكن أن يسبب متاعب فى جدول
التصوير وحيث أنك امرأة فقد تم أختبارك مع الأخريات وهو
أمر عادل لأن الطبيب أعلن الأنباء السارة وأنك لن تحصلى
على دور البطلة فى الفيلم
تأوهت:
لا تذكرينى !
ضحك"جيمس":
-يا عزيزتى المسكينة أنى أشعر بالخجل الشديدلأنى كنت
كريهاً وقاسياً معك بعد التجربة القاسية التى مررت بها
قالت وهى تحاول أن تبعد نظرها عنه وأن لم تنجح:
-يجب أن تشعر بالخجل...هل سررت بالطفل؟
-أن السرور كلمة غير كافية لتصف الشئ الرائع الذى
حدث لى بخلاف وقوعى فى حبك بالتأكيد .فى الحقيقة
ظننت أنى سأشترى له مهراً وأعلمه ركوب الخيل فى الحال
ضحكت"بولى"وسألته:
-وماذا لوكانت بنت؟
أبتسم وهز كتفيه بلا أهتمام:
-لا يهم طالما كان الطفل متمتعاً بالصحة .أنى حقاً لا أهتم
بالجنس وكل ما هناك أنى فى عنان السماء أمام فكرة أنى
سأصبح أب ومن يدرى فقد يكونا توءمين عندئذ سيكون
الأمر رائع
-أنى لست واثقة بذلك وماذا سيكون شعورى عندما يصبح
الحمل ثقيلاً وأتخبط مثل البالونه على وشك الأنفجار
ضحك :
-يالها من فكرة حمقاء بالتأكيد أتمنى أن يكون لدينا عدد
كبير من الأطفال...ولكن هذا لن يقلل من مقدار حبى لك
رفت عيناه الزرقاوان بحنان دافئ وهو يحملق إلى زوجته
الحبيبة عندما أستغرقت فى النوم لم يكن قرر بعد إن كان
سيخبرها بمكالمته الهاتفية مع "جيل راتكليف"هذا الصباح
عندما قال له "جيمس":
-أنى أريد أستعادة زوجتى
كان يود أن يسأله عن أفضل طريقة للمصالحة وبعد أن
شرح"جيل"بوضوح أنه سيشنقه لو تسبب فى أغضاب
"بولى"مرة ثانية ونصحة بما يلى
-ربما من الأفضل أن تلتقى بأشخاص من الشركة.ولكن
نظراً لأنى أعرف"بولى"جيدا فأنها إما ستلكمك على وجهك
أوستركلك فى بطنك ومن المحتمل أن تفعل الأثنين
لذا أقترح أن أفضل فكرة هى أن تنضم إلى حفل عشاء
الليلة وبالمناسبة لن أخبر زوجتى وأقترح ألا تخبرها بهذا
الترتيب لأن"اليسيا"و"بولى"لا تستطيع إحداهما أخفاء سرعن
الأخرى .وأعتقد أكثر أنه لاداعى لأخراج الجن من القمقم الأن
لقد كان"جيل راتكليف"حقاً فتى رائع كان "جيمس"يفكر فى ذلك
وهو يمرر أصابعه برقة فوق حاجبى زوجته النائمة.ثم إن
زوجته "اليسيا"هى الأخرى بدا أنها امرأة عطوفة وجميلة
الوجه جداًوأن لم تكن فى جمال حبيبته "بولى"بالتأكيد
أبتسم "جيمس"إبتسامة رضا لا تصدر إلا عن رجل غارق
لأذنية فى حب زوجته ثم أستغرق فى نعاس طويل
النهاية


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-06-16, 03:42 PM   #10

روازن

? العضوٌ??? » 82105
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » روازن is on a distinguished road
افتراضي

��������������������������������������������

روازن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.