آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-16, 06:37 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:thanks: 435- بنت من المدينة المركز الدولى (كتابة ،كاملة)**


(435) بنت من المدينة
المركز الدولى للطباعة والنشر
الملخص
××××××
إجتمع الإبن غير الشرعى كريك ومديرة المنزل السيدة هيلى والأرملة ليز وابناها ريان وجاسون الذين ورثوا عن المرحوم اميروز كان الثلاثة يكره كل منهما الأخر فالسيدة هيلى تدعى أنها المستحقة الوحيدة للمزرعة لأنها عملت طوال حياتها مديرة للمنزل كالعبيد دون أجر والشاب كيرك يدعى أنه الوريث الشرعى له بأعتباره أبنه الوحيد أما ليز فكانت مضطرة للحياة بالريف البارد البعيد عن حياتها فى المدينة لقد أضطر الثلاثة لمهادنة كل منهما الآخر كى يعيش
فما هى نتيجة؟؟؟؟
المقدمة
******
شبكة روايتي الثقافية
يتوفى أحد الأثرياء تاركاً مزرعة ليرثها ثلاثة أفراد:
- أبن غير شرعى له
-مديرة منزله
-أبنة أخت زوجته وهى أرملة ولديها طفلان
يشترط المورث أن تنتقل الأرملة الشابة من المدينة إلى المزرعة حتى تستطيع أن تحصل على معاش ثابت من ريعها وهو يهدف من وراء ذلك أن تنشأ علاقة بين أبنه غير الشرعى والأرملة ليتزوجها ويديرا المزرعة. يجتمع الثلاثة وتسود بينهما عداوة شديدة إلا أن الشاب القوى الذى كان يدير المزرعة قبل وفاة والده بوقت طويل أستطاع أن يوفر للجميع لقمة العيش
تنشأعلاقة حب بين الشاب والشابة تقاومها الشابة لخوفها منه لتعدد علاقاته النسائية ولخوفها على ولديها كما أن هناك أختلاف ثقافات بينها كفنانة عاشت وتعلمت وعملت بالمدينة وهو كريفى جلف ويجرى صراع رهيب ما بين العاطفة التى تحسها البطلة نحوه وخوفها من المستقبل وخوفها على ولديها ويزيدمن صعوبة الحياة بالنسبة لها أن المزرعة تقع فى مكان موحش يسقط فيه الثلج أثناء الشتاء علاوة على العواصف وخطر فقد الماشية التى تخصصت المزرعة فى تربيتها
نتيجة هذا الصراع وما سينتهى إليه العلاقة بين الشاب والشابة سنعرفها أثناء متابعتنا لأحداث القصة التى أرجو أن تنال أعجابكم




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 09-06-16 الساعة 09:05 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:39 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
************
أستيقظ ريان ماكول من غفوته القصيرة ونظر من النافذة الخلفية لسيارة أمه ثم صاح :
-أنظرى أمى! الثلج!
شاهدت ليز تريماين أبنها البالغ العمر أربع سنوات وقد أحمر خداه من الإثارة قالت:
-نعم....نعم...لا توقظ جاسون
فكرت الأمر يهون لو أقتصر على الثلج! كان هناك أيضا تلك الريح اللعينة المحملة بالأتربة والتى ثارت من حوالى ثلاثة أرباع الساعة أختفى جانبا الطريق تحت رقائق الجليد وأصبحت سيارتها الصغيرة مهددة بإن تنحرف وتسقط فى الخندق المجاور للطريق أحست ليز بالعصبية فى البداية ثم تملكها الخوف ولكنها لم تكن تسمح أى ظرف أن يلمح ريان علامات الخوف على وجهها كزت على أسنانها ولكن السيارة كانت تنزلق بسرعة مع هبات الرياح هبت عاصفة من الثلوج حجبت عنها الرؤية عدة ثوانى يا ألهى! فى أه حفرة جهنمية ستسقط ؟أدخلت شريطا جهاز التسجيل يرسل ألحانا موسيقية هادئة هل كانت -كما ادعى حماها وحماتها-مجنونة كلية عندما تركت المدينة الهادئة التى عاشت فيها على الدوام كى تقرر فى نهاية شهر نوفمبر أن تأخذ ولديها إلى مكان غير معروف؟أو بالتحديد إلى مزرعة تربية ماشية لا يرغب أحد فى العمل فيها حيث تشارك هى وطفلاها رجلا لا تعرفه وسيدة عجوز لا تكف عن الشكوى أبدا ؟ قد يكون جنونا ولكن عمها أميروز منحها فرصة أن تقدم لولديها مكانا للإقامة أكثر ترحيبا من ذلك الموجود فى فانكوفر ولم تكن هناك فرصة أن تفلتها شبكة روايتي الثقافية
ومع ذلك كان عليها ألا تتجاهل لامشاكل التى ستواجهها لقد كان الأمر واضحا وضوح لاشمس عندما بدا لها كيرك ألبريت أكثر لطفا فى أول مرة رأته فيها فى بداية الشهر وكانت أبتسامته البطئية قد أزعجتها وعندما أزاح القبعة العريضة إلى خلف رأسه وأنزل خصلة من شعره الأشقر على جبهته أحست بضعف شديد فى ركبتها وبعد أقل من نصف ساعة كانا قد تحالفا معا ضد السيدة هيلى كانت امرأة عجوز شمطاء سليطة اللسان كان العم أميروز قد أحتفظ بها مدة طويلة كامرأة مسؤولة عن كل شئ ولم تفعل شيئا سوى الشكوى المستمرة منذ اللحظة التى أجتمع فيها الثلاثة أمام كاتب العدل الذى سد فم المرأة العجوز عندما أعلن أنها هى وكذلك ليز وكيرك قد ورث كل منهما ثلث مزرعة ويتيه وبشرط أن يعيشوا فيها وهكذا عرفت ليز أن كيرك ألبريت هو أبن غير شرعى للعم أميروز وأنه كان ينتظر أن يكون الوريث الوحيد
أصبحت عيناه اللامعتان الرماديتان باردتين ولم يتحرك فمه بأى كلمة بينما أخذ يتاملها بتعبير أتهام وكأنها دبرت كل شئ ضغطت ليز يدها فوق عجلة القيادة كى تتجنب أنحدار السيارة للجانب مرة أخرى ثم تذكرت أن عليها أن تزيد السرعة كى تستطيع استعادة سيطرتها على السيارة أخذت تهمم يا له من طريق قذر! ويا لها من ليلة ليلاء !
كم تمنت أنها لم تتوقف عدة مرات فى الطريق لتلتقط مئات الصور للمناظر الطبيعية كانت الشمس وقتها زرقاء وملبدة بالغيوم فى نفس الوقت وتلك الأمتدادات إلى ما نهاية وسط سلسة الجبال وتلك الأنهار التى تنحدر مياهها وتنتهى إلى شلالات كان من المستحيل بالنسبة لها بأعتبارها مصورة محترفة أن تقاوم الغبة فى أن تسجل على الأفلام تلك الناظر الطبيعية الفريدة كانت قد توقفت فى مدينة ميريت لترسل الأفلام إى معمل التحميض الذى تتعامل معه وأن يرسل الصور مباشرة إلى وكيلها جراهام جيمس والآن تفكر مع ذلك أن صورها ستكلفها غالبا بدلا من أن تجلب لها المبلغ الذى حلمت به .
سألها ريانبصوت منخفض:
-هل ممكن أن نصنع تمثال الإنسان الثلجى عندما نصل؟
كانت ليز ما تزال متشبثة بعجلة القيادة التى كانت على استعداد لان تفلت منها فى أى لحظة ونظرت إلى ستارة الثلج قبل أن ترد وهى ترتجف :
-سيكون الوقت متأخراً والوقت شديد البرودة يا عزيزى
مرة أخرى أحست بالسرور لأن كاتب العدل ليستر براون نصحها بتلك السيارة التى تصلح لجميع الطرق وقدم لها بعض نصيبها من الإيراد مقدما حتى تتمكن من شراء الملابس الشتوية لكل الأسرة روايتي قال ريان مقترحا وكله أمل:
-يمكننا أن نصنع واحد تحت عمود النور
أبتسمت ليز لقد تحمل رجل الثلج لاشهير كل شئ رغم الأمطار التى هددت بالهطول كما توقعن الأرصاد الجوية شبكة روايتي الثقافية
قالت تطمئنه :
-سيكون لديك الوقت الكافى لعمل رجل الثلج فى المزرعة والثلج لن يذوب هذه الليلة أعدك بذلك
عامود أنارة الشارع! لقد أجتازو مئات الأميال دون أن يشاهدوا واحدا ولا نافذة مضاءة ولا سيارة أخرى ثم بالنسبة للعشب الأخضر فأنها لم تره منذ شهر يونيو وعندما أعلنت عزمها على الرحيل قص عليها الجميع قصصا مرعبة عن سقوط الجليد فى وادى روايتي روبنسون وانهيار الصخور فى جبال روايتي روكى والحرارة التى تهبط عشرين درجة تحت الصفر والنهاية المحزنة للناس الذين اصيبوا بنزلات البرد فى تلك المناطق طردت فى تصميم تلك النصائح الطيبة التى خفضت من روحها المعنوية وركزت على القيادة وأنها وطفليها لهم مكان فى المزرعة ولن يمنعها من ذلك لا الثلج ولا عدوانية السيدة هيلى ولا حتى مسلك كيرك ألبريت العدوانى لا لن يستطيع شخص أو شئ أن يمنعها من الأستقرار هناك كان كلب ضخما ويسد مدخل البيت وقد أطلق نباحه المزعج المرعب وكان الثلج الذى ينزل بكثافة حول السيارة قد زاد ثورته أمام تطفل هؤلاء الغرباء وحاولت ليز أن تفتح باب السيارة ولكن الملعون أخذ يشد سلسلته مما يهدد بأن يهب فى وجهها عندما تنزل من باب السيارة مما جعلها تغلق الباب فى الحال
سأل ريان :
-ماذا سنفعل؟
-نبقى هنا ونطلق النفير حتى يستدعى السيد ألبرت كلبه
قال جاسون:
-ربما لا يكون فى البيت
مال هو وشقيقه إلى الأمام وأسندا وجهيهما على كوعهما فوق مسند المقعد وهما ينظران للأمام كانت أنفاسهما تدفئ عنق أمهما ومال الجميع إلى الأمام يراقبون كلب الحراسة الهيب
تساءلت ليز أين يمكن أن يكون كيرك ألبريت ؟لقد مرت عشر دقائق وهى لاتزال تضغطة على الكلاكس الحاد دون نتيجة أن يغيب يوم الجمعة الأمر مثير للقلق لاشك أنه وجد شخصا ما فى تلك الليلة الباردة وأنه لن يعود قبل يوم الأثنين صباحا ماذا تفعل ؟هل تموت من البرد فى سيارتها مع أبنيها ؟كيف يتثنى لها أن ترحل دون هدف محدد فى وسط هذا الثلج المزعج؟وبيتها هنا...هى وأبناها!
أخيرا قررت أن تجازف مادام هذا الحيوان العجوز الرهيب يمنعها من الدخول من الباب الرئيسى فإنها ستدخل من باب الخدم لماذا لمتفكر فى ذلك من قبل ؟أدارت محرك السيارة ودارت حول المنزل لم تشاهد أى أثر للحياة وأنما ضوء خافت أصفر يضوى من عقب الباب أجتاحها شعور عارم بالإرتياح
كان الباب مغلقا فقط بالأكرة وكان ينفتح على حجرة بدأ أنها تستخدم مكتبا ومغسلة كانت الحجرة فسيحة مساحتها مثل مساحة البيت الذى كانت تسكنه فى فانكوفر وكان المطبخ الملحق بها ضعف مساحتها شبكة روايتي الثقافية
فى عشر دقائق نجحت ليز فى تفريغ السيارة بينما ولكن عندما وضعت كل الربطات فى المطبخ كانت قد أستنفدت كل جهدها من التعب والرطوبة والبرد وأخذت تزيل الثلج بعناية فائقة عن كاميرتها الثمينة ووضعتها على ركن من مائدة المطبخ كان لديها من الكاميرات أثنتان وهما مهمتان بالنسبة لها وكانت تخشى على الكاميرا التى معها من الجو المحيط بها من تراب وقذارة أنتشرت فى المطبخ .كان التراب والقذارة وأشياء كثيرة قد كونت كومة فوق الأرض ركع جاسون على ساقيه ليفحص صندوق ضمن الأشياء عن قرب مع ريان الذى صاح :
-أوه أمى! إنها قطيطات وقطة أم كبيرة وأبناءها
كانت عيناه السوداوان تبرقان فى إعجاب بينما نزلت خصلات شعره المجعد فوق جبهته
ابتسمت ليز لقد أصبح طفلاها فى مأمن الآن وهما معا ومعها لا شئ بعد ذلك يهم .رفع ريان إحدى القطيطات كى يريها لأمه تحفزت القطة الأم وضربته بمخلبها أرتعب وترك القطيطة تسقط فى الصندوق الذى يجمعها مع أخواتها وأمها وتراجه بسرعة وهو يصرخ روايتي :
-لقد خربشتنى
بينما أخذ جاسون يبكى مما لم يتح لأمهما فرصة للراحة جلست ليز على كعبيها وأخذت الطفلين بين ذراعيها وهى تهدهدهما وتعدهما بعشاء جيد بعد دقائق قدمت لهما بيضا مقليا على خبز التوست
وفى أثناء تناولهما الطعام أخذت تدور حول المطبخ وهى تمضغ قطعة من الخبز وغامرت بإستطلاع الغرفة الآخرى كانت أحداهما دون شك تخص كريك وأخرى فى طرف المنزل فى أحد الأجنحة ومفروشة مثل نفس الغرفة حيث تشغلها شخصية أرتفع صوت شخيرها فى الجو عاليا كانت دون شك السيدة هيلى والتى بدأ أنها لا تتأثر بحالة المكان المزرية أغلقت ليز الباب عليها وهى ترتجف أختارت حجرة من أجل الولدين والحجرة المجاورة لها وعندما أنتهوا من وجبتهم حملت جاسون بين ذراعيها وأمسكت ريان الذى أهكه التعب من يده وقادتهما إى حجرتهما الجديدة أما هى فقد ذهبت إلى حجرتها
أنتهت من ترتيب سريرها ثم أنزلقت داخل الفراش وبدأت تنام ثم نهضت وهبضت الدرج كانت الحقائب فوق أرض المطبخ كانت متأكدة من أنها نصف مفتوحة لأنها سبق أن أخرجت منها بيجامات النوم لولديها حل عليها التعب فجأة عندما فكرت إن عليها تنقلها كلها إلى الدور الأول لا......مستحيل ! لقد كانت متعبة للغاية والتهمت بيضتين ثم أنسلت ثانية إلى سريرها غدا سترتب كل شئ وتنظم الأمور لانها لن تستطيع أن تعيش فى مقلب القمامة هذا
أثناء إنضاج البيضتين فتحت إحدى الحقائب وأخرجت منها قميص نوم وروب دى شامبر كانت تمسكهما بيديها عندما فتح الباب وهبت عاصفة من البرد والثلج ثم رات شبحين من الثلج ينحنيان ثم يدخلان المطبخ فى خطوات متعثرة
لم يتح لها وقت حتى للتفكير تعرفت على الشبح الأول بإعتباره عدوها المميت وهو كلب الحراسة المرعب فالقت عليه محتويات حقيبة ملابسها وهى تطلق صرخات مرعبة :
-أرجع...!أرجع...! أجلس...!أذهب للنوم فى الخارج شبكة روايتي الثقافية
أمسكت بمقعد وأستخدمته كى تصرعه وأثناء دورانها حول المائدة جمعت كل الأشياء المتاحة أمامها والتى تبدو صلبة وقوية والقتها عليه كما القت حمالة صدر على فكه وبنطلونا داخليا على ذيله
ظل كريك ألبريت فاغرا فمه أما المرأة التى أحتلت مطبخه بحقائبها وربطاتها ثم خلع قفازه الجلدى وفك أزرار سترته المصنوعة من فراء الخراف ثم رفع بعد ذلك برقة البنطلون الداخلى منت فوق ذيل الكلب وأمسك به على طرف أصبعه أما ليز تريماين فكان وجهها شاحبا كالثلج ورفعت مقعدها وكأنها على استعداد أن تلقيه بعد حقيبتها شبكة روايتي الثقافية أخذت تتراجع خطوة خطوة وهى تصدر أوامر متناقضة لهذا الكلب الذى أصبح فجأة أقل تهديدا
كانت ترتدى جينز وسويتر أحمر وشعرها شبه الأسود يسقط على كتفيها وعيناها اللتان فتحتهما على اتساعهما وقد غشاهما الرعب وعندما أصطدم ظهرها بجدار المطبخ وهى تتقهقر أدارت عينيها إلى كيرك وكأنها أحست فجأة بوجوده أخذت تتوسل إليه فى صوت مراعش :
-أجعله يخرج من فضلك يا إلهى ! أنه يقوم بالتهام حمالة صدرى
نزع كريك الحمالة من بين أنياب كلبه ووضعها بين أصبعه بجوار البنطلون الداخى وقال لكلبه:
-أجلس يا مارس ولا تتحرك أبدا
أطاعه الكلب الذى كان خليطا من نوع كلاب الإسكيمو وكلب الرعى الألمانى حيث جلس وهو ينصب أذنيه لأعلى أنحنى كريك ليجمع محتويات الحقيبة من الأرض حيث كوم كل شئ فوق المائدة ثم أقترب من ليز وأخذ المقعد وأخذ المعقد من يدها ووضعه على الأرض وقال لها وهو يمد لها يده :
-مرحبا ليز
كان يزمجر داخليا لقد تعرف عن قرب على ذلك العطر الذى يزعجه ليل نهار منذ أن قابلها عليه أن ينتبه لنفسه ولا ينساق وراء تلك المشاعر الخطرة كانت لكلمات الترحيب تأثير الرعد على ليز دفعت يده وهى تنظر له فى غضب صامت:
-مرحبا؟! هل هذا كل ما تستطيع أن تقوله بعد أن تركت هذا الحيوان السافل يمنعنى من الدخول إلى بيتى فى حين أنك كنت تعرف أننى أتية أى نوع من الوحوش أنت كى تغيب عندما تواجه أم وأبناها البريئان كلب الحراسة مرعبا ولا يستطيعون الدخول لعدم وجود شخص يهدئ من هذا الحيوان المتوحش؟والآن تهبط إلى هنا بعد ليلة لذيذة من أحدى صديقاتك الصغيرات فى الةقت الذى كنت أقود سيارتى على طريق خادع وسط الظلام والثلوج دون أن أرى سيارة واحدة طوال مسافة مئات الكيلومترات وعندما أصل إلى هنا وأجد فى أنتظارى زريبة الخنازير وتتجرأ بعد ذلك لتقول لى مرحبا !
التقطت أنفاسها بعد هذه الخطبة غير المترابطة وأشارت بحركة قوية من ذراعها إى داخل المطبخ أمتعض كيرك كان حقا المطبخ يشبه زريبة الخنازير وعليه أن يعترف بذلك ولكنه قضى أسبوعا من الجحيم مع الماشية ولم يكن ينام سوى ثلاث أو أربع ساعات فى الليل وكان عليه أن يفعل ذلك أو يف قطيعة من الماشية أستانفت حديثها العاصف : شبكة روايتي الثقافية
-هل تركت كل هذه القاذورات تتراكم وأنت تتخيل دون شك أننى سأتولى عملية التنظيف؟ولكنى ليست خادمة يا كيرك ألبريت!كما أننى لن أسمح لولدى أن يلتهمهما هذا الكلب المتوحش وحتى قطتك القذرة هاجمت ريان وقد جننت عندما فكرت أننى أستطيع أن أربى ولدىّ بطريقة محترمة ومناسبة فى هذه المزرعة ولكن لا تتعشم أن ثلوجك أو حتى حيوانك المتوحش أو أخلاقك القذرة سيدفعونى للرحيل.....لا.......على الأطلاق
دفعته بيدها بعنف وبنفس الوقت تحشرج صوتها ولمعت الدموع فى عينيها:
-أخرج من هنا.... أريد أن أنام
كان منظر الدموع فى عينيها قد جعل هدوها يفقد سيطرته على نفسه اللعنة!
أنه هو أيضا متعب وجائع ومثلج ولم يكن ينقصه امرأة تصرخ فى وجهه فور عودته من نهار طويل ومرهق والآن هذا المشهد!
أنه أنهيار عصبيى وأتهامات مجنونة!كانت هذه هى المحنة التى يخشى أن يواجهها عندما يضطر للسكن مع امرأة وطفليها بالإضافة إلى العجوز المخرفة كانت السيدة هيلى قد حطت على المزرعة من أسبوع مضى وأنتهى الأمر به بصعوبة شديدة إلى أن يتعود عليها ولكن هذه السيدة تريماين ستعيد عليه لاكرة مرة أخرى وقد فاض به الكيل.قطع عليها طريق الخروج :
-أنتظرى دقيقة ! كيف كان بأمكانى أن أتوقع وصولك اليوم إذا كنت لم تخبرينى؟
مسحت دموعها:
-لقد كتبت لك لأخبرك عن وصولى اليوم
-أهـ حسنا متى كتبت لى؟
-كان على ليز أن تفكر لقد كان الأسبوع الماضى عبارة عن دوامة عاصفة من النشاط حيث شراء الملابس الشتوية ووداع الأصدقاء :
-أيه! يوم الأثنين على ما أظن ولكن ربما رحل الخطاب من البريد يوم الثلاثاء
أخذ كيرك يتأمل ذقنها الصغير المرتجف وتسأل -هل مرنت نفسها أمام المرآة كى تجعله يرتجف هكذا ؟ أنها حركة تثير الشفقة- صاح :
-ولكن أية فكرة عندك عن هذه البلاد ؟إن تصرفاتك هذه لا تصدر إلا عن فتاة من المدينة وإلا لعرفت أن الخطابات لا تصل صبيحة اليوم التالى من إرسالها إن الخطاب المرسل بالبريد من فانكوفر يوم الأثنين لن يصل إلى هنا إلا قبل ثلاثة أو أربعة أيام وأخر مرة ذهبت فيها إلى المدينة لأحضر البريد كان يوم الثلاثاء ثم لأبد أنك مجنونة لتقودى سيارتك وسط هذا الجو!كان عليك أن تتوقفى فى متويل عند أول أنذار بالعاصفة
وضعت يديها فى وسطها وواجهت تأنيبه :
-أى إنذار تقصد؟
-إنذار فى الإذعة عن الأرصاد الجوية بالتأكيد وذلك الملعون ليستر براون ألم ينصحك أن تشترى ضمن مشترواتك جهاز راديو تركبينه فى سيارتك؟ شبكة روايتي الثقافية
كان الصوت الآمر لكريك قد قلب كيان ليز:
-ألا تعجبك سيارتى؟لقد أخبرنى ليستر أنك الذى أوصيت بهذا النوع من السيارات وقبل كل شئ إنها ليست سيارتى كما أنها ليست سيارتك أنها ملك المزرعة إذن أين هى مشكلتك؟
-مشكلتى كما تقولين أنك عرضت حياة طفليك للخطر لقلة تفكيرك. لقد أعلنت الأرصاد الجوية من ثلاثة أيام نوبة برد مع تقلبات جوية عنيفة والآن أحب أن أسألك ماذا تسمعين فى الراديو الخاص بك؟
ثبتت عينيها على عينيه الرماديتين الغاضبتين وتسألت كيف يمكن أن تجدهما ساحرتين ؟كيف تعتقد أنها أثناء قيادتها لسيارتها مدة نصف ساعة كى تذهب لكاتب العدل وقبل أن تعرف أنهما سيعيشان معا أستطاع أن يقطع أنفاسها عندما نظر إليها فقط وهو يبتسم؟ولكن الآن عندما قرأ كاتب العدل الوصية نظر إليها وكأن كل شئ بسبب غلطتها هى.قالت:
-إننى أضع شرائط تسجيل وليس لدى وقت كى أسمعها من سنوات فلم لا أسمعها بدلا من سماع نشرة الأخبار أو الأرصاد الجوية؟
رفع رأسه للسماء وهزها بيأس :
-لأن هذه الأخبار تخبرنا أنه كان عليكى أن تتوقفى عند أقرب موتيل حتى لا تعرضى للأخطار.أثناء الشتاء فى هذه الأنحاء لابد أن تستمتعى إلى الراديو باستمرار وإلا عليكى أن تفتحى عينيك بأستمرار وتترقبى تغيرات الجو وعلامات العاصفة حولك فى اللحظة التى يبدأ فيها الثلج فى السقوط عليك أن تلوذى إلى أى مكان أمن قريب منك
-أهـ حسنا ألجا إلى موتيل من أجل بعض شرائح الثلج ؟!كم أنت مسلى
قال فى ثورة :
-نعم هذا هو ما كنت فى الحال إذا كنت أقود سيارتى فى منطقة مجهولة لا أعرف عن أحوالها الجوية
-وكيف يتسنى لى أن أعرف أن الجو سنقلب؟ لقد كانت السماء صافية زرقاء وفجأة أختفى الطريق ماذا كنت أفعل غير ما فعلت ؟لا توجد أى مدينة ولا ضوء وكل ما كان على أن أفعله أن أستمر فى القيادة حتى رأيت أخيرا المزرعة وعندما وصلت إلى وجهتى ماذا وجدت؟ كلب مسعورا يقفز فى وجهى
أدارت رأسها لتخفى ما يعتمل بداخلها من مشاعر ثم أنهت كلامها هامسة:
-لقد كنت لأتعشم أن أجدك هنا عند وصولى
كتم كيرك رغبته فى الزمجرة إن دموع المرأة هى أسوا ما يمكنه أن يتحمله.قال:
-كان على أن أدير مزرعتى ولم أكن أستطيع أن أظل جالسا فى أنتظار وصولك كى أرحب بك وأن كنت ليس موضع ترحيب
تأملته فى وجهه بعد ان أختفت دموعها ولا ذقن مرتجف ولا نظرة حزينة يائسة
-أعرف أنى ليس ممن سيرحب بوجودهم هنا ولكن كان على أن أحضر....أتفهم؟أنه بسبب الطفلين
دون أنتظار الرد أخذت حقيبتها التى كانت القتها على فك الكلب وخرجت من المطبخ دون أن تنظر خلفها شبكة روايتي الثقافية
يا له من قول مرعب! لماذا ألقى فى وجهها أنها ليست موضع ترحيب؟وظل يكرر هذا السؤال وهو واقف أسفل الدرج وقد أساخ سمعه نحو خطوات عدوته أنها ليست سوى عبارة سمجة ! أن السيدة تريماين لها من الحقوق فى المزرعة مثله ويجب أن يضع فى حسبانه ذلك الطريق الخطر الذى اجتازته ! إنها تعبة مثله تماما وجائعة أيضا مثله دون شك عندما تذكر الجوع أستدار نحو المطبخ وشاهد ما كان يتتصاعد منه الدخان فوق الموقد أنه شئ محروق ربما كان بيضا مقليا أنتهى به الأمر للتفحم زفر كيرك فى ضيق والقى البيض فى سلة المهملات ثم جلس على الأرض وخلع حذاءه ذا الرقبة الطويلة وقد بلغ به التعب أقصاه
أخذت ليز وهى مستلقية على ظهرها فى فراشها تتململ وهى تنعى حظها وبالأخص حظ ذلك المسكين العم أميروز كان موت زوجته الشابة قد أشعره بالمرض وحوله إلى رجل قاسى وبارد وهذا على الأقل ما قصه عليها والدها الذى كان شقيقا للمتوفاة فكرت فى مدى حزنه لا غرابة إذن فى أن يكون كيرك أيضا قاسيا باردا مثل أميروز ولكن كيرك ليس له عذر إلا إذا كان هناك من يشاركه الأرث ربما .فى هذه اللحظة بالذات طرق الوريث الفاسد الباب بينما تمسح دمعة صرخة فيه:
-أذهب إلى غير رجعة !
ولكنه لم يذهب بل فتح الباب وظهر ببنطلونه الجينز المبتل ولكن دون حذائه ذى الرقبة الطويلة ولا سترته كانت لحيته التى لم يحلقها من ثلاثة أيام أعطته مظهرا وحشيا ولكن نظراته الرقيقة يمكن أن تقلب حال أية امرأة ! نهضت ليز بسرعة وأتجهت مباشرة نحو النافذة وهى تدير ظهرها للزائر وهى تقول وتكرر:
-من فضلك أذهب
كان يعرف جيدا أن عليه أن يرحل ولكن شيئا ما فى هذا الجسد الرفيع وحركة الكتفين جعله يقف فى مكانه إذا رحل فإنه كمن يترك طفلا يبكى سار دون ضجة فوق السجادة وأقترب منها وأحس برجفتها ثم تصلب عضلاتها
قال بلهجة مشجعة :
-هيا أستديرى
ضغطت ليز فكيها وقد صممت على ألا تنخدع برقة صوته لابد أن تقاوم ولكن وضع يده فوق كتفها فى حزم ودفء أجبرتها على أن تستديرلم ترد ليز أن ترفع عينيها إلى وجهه وثبتتهما فوق قميصه القماش ذى المربعات السوداء والبيضاء والمصنوع من القطن جعلتها ضخامة جسده تدرك فجأة رائحة الجلد المختلط بالعرق والعشب الجاف.....أنها رائحة ليست منفرة ولكنها رائحة رجل قوى
قال برقة:
-تعالى ليز أنا أسف على ما قلته لك مرحبا بك كل الترحيب وصدقينى أكثر ترحيبا من الشريكة الثالثة فى هذه المغامرة صدقينى أننى كنت أحاول أن أدافع عن نفسى ضد أتهاماتك ولكنى أخطأت أعرف أنك تعرضت لخوف شديد ومن الطبيعى أنك بكيت وأنا أسف حقا لأنى آلمتك
أحس بأنها تصارع كى تتحرر من قبضته على كتفيها ولكنه أمسكها بقوة أدهشه ما أحس به من نعومة صوف السويتر الذى ترتديه وجعله يحس فجأة بأنوثتها وبرجولته وهو بالضبط ما لم يكن يود أم يحس به لقد أتى فقط روايتي ليقدم لها بعض الأعتذار نعم مرحبا روايتي بها فى المزرعة ولكنه يحتاج إلى وقت ليتعود على وجود امرأة مثلها رقيقة وحلوة فى هذه البرارى امرأة تجعله يحس بالسعادة امرأة تبكى توسل إليها:
-لا تبكى! شبكة روايتي الثقافية
ردت عليه بصوت مضطرب
-أنا لا أبكى
-لا؟
مسح بإصبع السبابه دمعة صغيرة كانت تنزل ببطء على خدها الناعم كالحرير كم هى رقيقة وهشه!
-وهذه.....ما هى؟
أراها طرف أصبعه المبلل وهز رأسه
-حسنا لقد بكيت ولكن لأنى كنت خائفة أو لأنك جرحتنى إننى أبكى دائما عندما أفقد شعورى ومع هذا الكلب اللعين وهذا المطبخ الذى يسوده الفوضى وتلك المرأة العجوز التى لا تكف عن الشخير فى حجرتها ولقد.... شعرت بالخوف الشديد يا كيرك لقد خفت أن يموت طفلاى من الجليد
أحاطها بذراعيه دون إرادته وقدم لها الملجأ الأمين فى كتفيه العريضتين وشم عبير شعرها الأسود وهمس:
أعرف....أعرف....ولكنك فى أمان الآن أن كلبى يسمى مارس إنه يصدر ضجة ولكنه لم يعقر أى أنسان من قبل وليست أنا الذى أشتراه وأقسم لك على ذلك كل شئ سيكون على ما يرام وأعتمدى على
لماذا تعتمد عليه ؟إنها لا تعرف عنه شيئا وضعت ليز رأ سها على كتفه ربت بيد حانية مطمئنة على شعرها بالخارج كان هناك برد وثلج يهز النافذة ويا إلهى ! كم هو إحساس لذيذ أن تحس هكذا بالدفء والحماية
فكر كيرك إنها حقا امرأة رقيقة وهشة دون دفاع أحس بتعبه يتوارى ويختفى وأن الحرارة تسرى فى جسده مسح بيده خديها ثم رفع رأسها بإصبعه تأملته بعينين وأسعتين سوداوين اجتاحتها الرغبة بسرعة ولم يتح لها وقتا للتفكير عندما قبلها فردت على قبلته بحرارة


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:40 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
***********
تصلب جسده وتساءل ماذا يفعل ؟ومع من؟!أبتعد عن المرأة بسرعة ...لا...لا مجال للأستسلام لآلية العاطفة التى تخيلها أميروز الراقد فى قبره:
-أن يأتى بامرأة إلى المزرعة....امرأة من أجله هو كيرك ولكنه ليس من الغباء بحيث يمكن التلاعب به وخداعه
قال موجها كلامه للمتوفى :لا أميروز النساء اللاتى أرغبهن أنا الذى أختارهن بعدها يذهبن لأنى لا أريد أحداهن أن تستقر
كانت همهمته تشبه الزمجرة والتى أفلتت من حلق ليز عندما أبعدها كيرك حك لحيته النابتة حديثا بينما أرتجفت شريكته لقد تقبلت برضاء خشونة ذقنه
قال لها :
أنا أسف! شبكة روايتي الثقافية
بدا على التفكير البعيد والنظرة المتهربة وإحاطة دائرة بشفتيه عندما تذكر أنه ليس الوريث الوحيد تراجعت للخلف خطوة ورفعت يدها إلى فمها وكأنها تحاول أن تمحو الذكرى عن شفتيها ثم قالت ببرود وكأنها تقرر واقعا :
-أرجو المعذرة
بدأ مذهولا وكأنه لم يتعود على أشخاص يعتذرون :
-لم تفعلى شيئا تندمين عليه...أنا...أنا جئت لكى أخبرك أنى أعددت بيضا مقليا هل تريدين بعضه؟أن البيض أحترق
فكرت ان الخسائر أكثر من مجرد بيض محروق...تألم جسدها كله بعد تلك القبلة.عادت فوضى العاصفة تزأر خلف النوافذ وصلت إليها فالاتعدت أن الدببة لها حق أن تبيت بياتا شتويا أثنا هذا الفصل البارد أما هى فلا تستطيع بعد ساعات عليها أن تنشغل بطفليها وبالإضافة إلى تنظيف البيت الذى أصبح ضروريا ويحتاج لمجهود شخصين على الأقل مدة شهر ولكنها ليس لديها القوة رغم أنها محتاجة إليها بشدة إنها إذا لم تتناول طعاما وتتغذى فإن الأمر سيزداد سوءا أعلنت وهى ترفع ذقنها عاليا فى كبرياء :
-حسنا....سأقوم بتحضير بعض المأكولات
أخذت ترنو إلى الكلب بنظرات جانبية بعد أن التهم فطيرته وضع رأسه بين قدميه الأماميتين وأخذت عيناه تتابعان حركات الشخصين اللذين يعدان وجبة الطعام كان كيرك الذى احس بتأنيب الضمير قد نظم المطبخ بعض الشئ سألته :
-ما يسمى؟
وضع كيرك شرائح التوست الساخنة فوق المائدة وصب فى سلطانية كبيرة شوكولاتة ساخنة لرجة الغليان أعدتها ليز دس إصبعه فى السائل وأخذ يمصه بتلذذ مما جعل ليز تبتسم فى مرح أن طفليها يفعلان نفس الحركة.أجاب كيرك:
-مارس وهى صفة المارشال لأنه منذ كان جروا صغيرا كان يحب القيادة أنه نوع ممتاز من كلاب الحراسة وهو يسهر على العمال وعلىّ ولا تندهشى إذا حرس طفليك ولا تخافى شيئا أبدا فإن أنيابه مشكوك فيها وهو لن يسبب لهم أى ضرر على الإطلاق
جلست وهى تختلس نظرة متشككة نحو الحيوان وهى تفكر(
هذا وأضح! لم تكن مستعدة أن تهبه ثقتها ثم أنها سبق أن عقرها كلب عندما كانت صغيرة ولازالت تحتفظ بآثار الجرح):
نعم.....وكم عدد العمال بالمزرعة؟
صحح لها:
-قولى كم كان عندنا من قبل؟لا تنسى أننا معا فى المزرعة وهذه الفترة من السنة أقوم بإدارة المزرعة بمفردى ولكن فى شهر مارس عندما تبدأ الأبقار فى الضعف والهزال نستأجر رجلا لعمل دائم ونحتفظ بهم حتى يتم جمع الماشية عندما يأتى فى عمل مؤقت شبكة روايتي الثقافية
صمتت فترة وقد رفعت بيضة إلى فمها وقالت :
-جمع الماشية؟هل هذا مثل ما يحدث فى الأفلام ؟
-تماما..جياد تجمع بحبل وأنشوطة وطبع علامات على الأبقار عن طريق الحديد المحمى.....إلخ.هل تركبين الخيل؟
ارتجفت عندما تخيلت حبلا فى نهاية أنشوطة يلتف حول جواد...إن كل شئ يثير أمتعاضها وقد لاحظ هو ذلك:
-ألا تحبين الخيل؟
أجابت بين قضمتين من الطعام :
-المسألة ليست أننى أحبهم أم لا ولكنى أجدهم ضخام الجسد والمرة الوحيدة التى وجدت نفسى على ظهر أحدهم وقد مال برأسه ورقبته لأسفل كى يشرب ماء فأنزلقت من فوق السرج حتى الأرض
ضحك ضحكة مقبولة وحارة وهو يصيح:
-كم كنت أود أن أرى المنظر!
قالت معترفة هى بدورها :
-أبى أيضا اعتبرالأمر مسليا ولكنى لم أعتبره كذلك لقد أعتقدت أن الجواد سيرسل لى ركلة فأنطلقت من أمامه كالسم إلى خيمتنا لقد كنت فى السادسة من عمرى
ثبتت عليه عينين مغلقتين :
-أنى لن أكون مضطرة لأن أتعلم ركوب الخيل أليس كذلك؟
هز رأسه :
-لا ما لم يكن الأمر يسرك ولكن فى الربيع عندما تحصلين على جوادين صغيرين من نوع السيسى من أجل الولدين قد تغيرين فكرك وتذكرى أنه وفقا لوصية أميروز فإنك ستتولين فقط بالبيت وليس على أن أطلب معونتك فى عملية تربية الماشية
أوهـ! ليس أمامها سوى الطبخ والتنظيف والطفلين
-ومن كان يتولى أمور البيت بعد رحيل السيدة هيلى؟
-أميروز معظم الوقت
أحست بالحزن قالت فى نفسها إنه من الطبيعى أن تشتاق إلى أبيها ووفقا لما عرفته من مكتب كاتب العدل فإن كيرك لم ير والده أبدا قبل أن يبلغ العشرين من عمره ثم خلال السبع أو الثمانى سنوات التى عاشاها معا كانت عاطفة حقيقية تربطهما ودت لو أنها لم تطرح هذا السؤال وحاولت أن تجد موضوعا أخر للحديث لقد تحدث ليستر براون بغموض عن الأعمال التى ستقوم بها وقالت لنفسها إن كل هذا البيض لأبد أن يمون وراءه العديد من الدجاجات سألته:
-هل كان أميروز يعتنى بتربية الدواجن ؟
-نعم....هل يمكنك تولى هذه المهمة؟
-ليست أدرى!لقد قلت ذلك لليستر وأننى لا أعرف شيئا
-أوهـ.... لقد تذكرت ذلك لقد شحب وجهك عندما تكلم ليستر عن ذلك...أتخافين من الدجاج؟
أجابت على تهكمه وهى تضع شوكتها على المائدة بضجة:
-بالتأكيد لا ولكن الدجاج لم أره حيا قط وأنما مقطعا فى محلات السوبر ماركة.ماذا تأكل؟ومتى؟وهل تستلزم عناية ورعاية.ليست لدى أدنى فكرة
قال لها وهو يقدم لها الشوكولاته الحارة :
-أطمئنى..إن الدجاج يأكل الحبوب ونوعا من العجينة ويجب إطعامها مرتين فى اليوم وصب الماء فى أوعية شرابها فى نفس الوقت ويجب أيضا جمع البيض وذبح دجاجتين عجوزتين أو ثلاثة لطهيهما
-ذبحها؟ شبكة روايتي الثقافية
-نعم إننا نقطع رقبتها ألم تسمعى أبدا بالمثل الذى يقول:أنه يجرى مترنحا وكأنه دجاجة مذبوحة
وضع قطعة كبيرة من البيض فوق التوست والتهمها بتلذذ أغلقت ليز عينيها ثم فتحتهما على صوت ضحك صاخب وقال:
-لا تحاولى أن تبعدى نظرك...إننى أمزح فقط لا أعتقد أن ذلك أثر فيك إلى هذه الدرجة
أمسك بيدها التى وضعتها على المائدة فى إهمال ولكنها سحبتها بقوة قال لها:
-لسنا مضطرين لأن تربى الدواجن هنا أن هذا البيض يأتى من المزرعة التى على الجانب الأخر من الطريق والنهر وكذلك كل الدجاج الموجود فى الثلاجة
كانت ليز لا تزال ممتعضة من مزاحه ولكنها طرقت موضوعا أخر :
-ماهى مواعيدك؟أعنى بالنسبة للوجبات من المهم أن أعرف ذلك طالما سأتولاها
-حسنا...ولكن إذا كان ذلك لا يوافقك فقولى لى...من الأثنين إلى الجمعة الإفطار فى السادسة صباحا والغداء حوالى منتصف النهار عندما أنتهى من عمل الفترة الصباحية والعشاء ما بين السادسة والنصف والسابعة ونصف أما بالنسبة لعطلات نهاية الأسبوع على الأقل خلال هذه الفترة من السنة فأن هذا الجدول ليس بهذه الدقة كررت فى نفسها بصمت:
-الأفطار فى السادسة إنه عمل لا أنسانى إذ لابد فى هذه الحالة أن تنهض على الأقل فى الخامسة والنصف ولكن فى أى ساعة ينهض هو كى ينتهى من الأغتسال والأعمال الصباحية المصاحبة لحلب الماشية قبل أن يتناول طعامه؟
-كم عدد الماشية عندك؟
-حوالى الفين
-هل عليك أن تحلب الفى رأس من الماشية قبل أن تتناول الإفطار؟
جاء عليه الدور ليهاجمها :
-لا !هذه حظيرة تربية الماشية وليست مزرعة إننى فقط أنظف بقرة واحدة لكى أحلبها من أجل أستخدامنا الشخصى أن الماشية الناتجة من تزاوج الثيران من نوع "سيجنتال"مع الأبقار هى من النوع الذى ينتج اللحم....أتعرفين معنى كلمة اللحم مشوى مقلى ستيك وهامبورجر؟ذلك اللحم الذى تجدينه فى السوبر ماركت وهو ناتج من اللحم الذى يسير على أربع أرجل
-أعرف.....أعرف!
-أرجو المعذرة أنى أمزح
-يضايقنى أن أجهل هذه الأشياء عن المزارع لأنع لم يعلمونى شيئا عن الأبقار فى كلية الفنون
سألها بأهتمام:
-كلية الفنون ! هل أنت فنانة؟
-نعم وقد نجحت حتى فى أختبارات فن النقش وأرسم قليلا ولكن مجال فنى المنتظم هو التصوير الضوئى ربتت فى حنان على الكاميرا الموضوعة على المقعد بجوارها
قال:
فهمت!
-ولكن من وقت طويل لم يكن لدى الوقت الكافى
تذكر عشرات الأطفال المستغرقين عندما أوقف سيارته عندهم وأخذها لكاتب العدل وسألها:
-لماذا تعملين جليسة أطفال وأنت مصورة موهوبة؟ شبكة روايتي الثقافية
قالت وقد شأب صوتها بعض المرارة :
-إن الحصول على لقمة العيش يكلف كثيرا
كان عذرا تافها ولكن الحقيقة كانت واضحة على تعبيرات وجهها أستمرت فى الحديث فى هدوء :
-منذو وفاة زوجى قمت بتصوير عدة لقطات كثيرة للمناظر الطبيعية والحيوانات كالأكليشيهات التى يطلبونها من المصورين عادة وكان لى وكيل يتولى صورى وكانت تباع من أجل صنع النتائج والتقاويم السنوية والكتب عن لاطبيعة وبطاقات أعياد الميلاد والمجلات السياحية ولكن فى السنة الأخيرة تعطلت غسالتى الكهربائية وأضطررت لبيع أفضل كاميراتى وبدون صور أبيعها لم أستطيع أن أشترى الأفلام ولبا دفع أثمان التحميض فى المعامل الفوتوغرافية
أرسلت له أبتسامة صريحة حتى إنه لم يعد يعرف ماذا حدث له لقد أصيب فى أعماق فلبه وبعمق أكثر مما حدث له معها من أشهر مضت قال بلهجة مشجعة:
-أفهم! نحن أيضا مررنا بفترة رهيبة من عدة سنوات وفقدنا العديد من الحيوانات ولم يعد لدينا ماشية كافية للبيع فأصبنا بعجز فى السيولة النقدية اللازمة لتجديد الحظيرة
-نفس المشكلة ولكن بدلا من الماشية فإن العجز عندى كان فى الأفلام
ضحك ضحكة من النوع الذى يشعر ليز بالضعف بسبب غير مفهوم لم تتوان عن الإنصات إليه ولا عن تأمل لمعان عينيه الرماديتين أخذت بطريقة آلية ترتب الصحاف بعد أن أتمت شرب الشوكولاته الساخنة ونهضتت وهى لا تعرف أين تضع تلك الأطباق ؟وأى عمل يشغلها عن أن تنظر إلى عينيه!
نهض كيرك بدوره وأدار الغسالة الكهربائية للأطباق وبدأ فى ملئها ولما كان واقفا بجوار ليز التى أخذت تناوله الأطباق كان معجبا بجسدها النحيف ومنظر وجهها الجانبى الرقيق وشعرها الأسود الخفيف.عنتدما رأها فة فانكوفر فهم فى الحال أنها لم تخلق لهذا الجو الرهيب والبئية المزعجة المحزنة القبيحة
سألها :
-إن الحياة لم تكن سهلة بالنسبة لك
-أوهـ....حسنا لم يكن الأمر قاسيا لهذه الدرجة فلى ولدان كبيران ونحن سعداء وهذا هو المهم
أنتهت من ملء غسالة الصحون وناولها كيرك علبة مسحوق التنظيف رفعت شعرها للخلف وشغلت الغسالة أخذ كيرك يراقبها ويردد فى نفسه كيف تقول إنك لم تكن قاسيا جدا عليها ؟هل تظن أن بأستطاعتها خداعه؟إنه يعرف أكثر من غيره المصاعب التى تلاقيها الأم الوحيدة فى تربية أولادها يتساءل هل ترك لها زوجها شيئا بعد موته؟تذكر فى الحال حركة ذقنها فى كبرياء عندما صححت لليستر عندما دعاها السيدة ماكول حيث قالت له بلهجة حادة وقاطعة :
-أننى لا أحمل أسم زوجى من فضلك نادينى ليز تريماين شرحت له ليز أيضا أن أسم ليز كناية عن فيليز وكانت الطريقة الباردة التى تحدثت بها قد ضايقته بعض الشئ ولكن فى نفس الوقت كان معجبا بروح التصميم لديها هاهى امرأة تفكر مرتين قبل أن تقبل مساعدة من أحد مع أنها لا تمشى على بساط من ذهب . شبكة روايتي الثقافية
غسل كيرك فى الحوض الصحون وأدوات المائدة القذرة ثم ناولها لها وقد دهشت ليز من تعبيره الساهم الحالم لابد أن الأمر لم يكن سهلا عليه أن يشاركه منزله غرباء ! ومع ذلك بعد نظرته الأولى العدائية والمذعورة بعد قراءة الوصية لم يبد أى حدة أو عداء قالت له:
-أنى لم أعرف العم أميروز ولكن بفضله سيعرف ولداى وأنا حياة أفضل وأكرم هل يمكن أن تحدثنى عنه قليلا؟
ألقى عليها نظرة ذكية ثم أستدار نحو الحوض :
-لا يوجد الكثير مما يمكن أن يقال لقد كان رجلا ضخما وقويا رجلا طيبا على ما أظن وحتى اليوم الذى مات فيه أحتفظ بشعره وتقريبا كل أسنانه وسوء ظن عن كل الناس الذين قابلهم ولا أعتقد أنك كنت ستتقبلينه
-هل تشبهه؟
-نعم قليلا ولكنى ورثت عن أمى شعرها وبشرتها الشقراء وحسب أمى فإن شخصيته لم تكن ساحرة مثل جسده وقد دفعت الثمن غاليا
كانت ليز تتساءل لماذا لم يتزوج العم أميروز أم كيرك ونظرا لسن كيرك يمكن ملاحظة أنه ولد قبل أن يتزوج العم أميروز عمة ليز
-أين تعيش إذن أمك؟
-فى ايدمونتون
تجهم وجهه ففهمت ليز أن عليها ألا تلح عليه.قال:
-ووالداك؟هل هما......
-أحياء؟أوهـ....!نعم....لقد أنفصلا عن بعضهما عندما كنت فى الرابعة عشر من عمرى وكون كل منهما أسرة جديدة لذا لدى العديد من الإخوة والأخوات غير الأشيقاء
-فى أى أسرة عشت؟
-كنت أتنقل ما بين الأسرتين حسب مزاجهما
فكر ان الذكرى لابد أن تزعجها ومع ذلك هاجمها :
-ما سن ولديك؟
-سيبلغ ريان خمس سنوات فى الشتاء وجاسون بلغ الرابعة من شهر مضى.هل لك أخوة وأخوات؟
هز رأسه نافيا وأنهيا عملها فى صمت ثم صب بقية الشوكولاته فى قدحيهما.أشارت إلى المطبخ بحركة من ذقنها :
شكرا لك من أجل المطبخ لقد كنت مخنوقة كلما فكرت فى تنظيفه غدا
رأت عبر النافذة قطع من الثلج ففكرت بقلق فى الغد سألته:
هل سينزل الثلج أيضا غدا؟
-لا أستطيع أن أخبرك عن ذلك وأعتقد أن علينا أن ننتظر قليلا حتى تهبط العاصفة لقد أدخلت سيارتك فى الجراج وهاك مفاتيحها حتى فى هذه المنطقة الموحشة من غير المستحسن أن تتركى المفاتيح فى السيارة عندما يتوقف هطول الثلج سأشق طريق وسطه إلى الطريق العام أن رجال الطرق سيعملون طوال الليل كى يظل الطريق مفتوحا لا تخشى شيئا فأنها لن تظل تسقط الثلج للأبد والطرق فى العادة صالحة لعبور السيارات
-أعرف
-لقد أعتقدت أن هذه هى أول مرة تواجهين هطول الثلوج شبكة روايتي الثقافية
-فى الحقيقة لقد تعودت على الثلوج ولكن ليس على العواصف الثلجية
أنهت قدحها وهى تتحدث ثم أتجهت نحو الباب ظل كيرك بلا حركة قالت ليز بخجل:
-حسنا.....أتمنى لك ليلة سعيدة
-ليز!
أقترب منها فتسمرت ليز فى مكانها
-هل يمكننى أن أفعله هذه المرة بطريقة صحيحة؟
تجهمت وهى فى شدة الإرهاق لا تستطيع التفكير:
-ماهو إذن؟
-هذا!
أمسك بذقنها وطبع قبلة على فمها برقة ثم أنتصب واقفا وهو يقول لها:
-مرحبا بك فى مزرعة هويتيه
-أوهـ...شكرا وليلة سعيدة
تمددت ليز فوق سريرها وهى تسمع صوت هبوب الريح خلف النوافذ ورغم أستقبال كيرك لها فإنها أحست أنها وحيدة لدرجة مؤلمة وبالقلق على أسرتها .نامت قليلا فى تلك الليلة وعندما أستيقظت فى الفجر كانت العاصفة لاتزال تزأر وصلت إليها مناقشة حادة بين كيرك والسيدة هيلى حول الكلب عندما أندفع ولدها إلى الحجرة وصعدا إلى السرير وأدفأها بأقدامهما الصغيرة أتى من الدور الأرضى صوت كيرك الثائر يؤنب السيدة هيلى لأنها ربطت الكلب فى الخارج وسط الثلوج وكأن عصابة ستهاجم البيت سمعت صوت باب يغلق بعنف ثم صوت محرك سيارة يتردد فى فضاء البيت .خرج كيرك إلى عمله بعد أن حلب البقرة
ظلت العاصفة تهب طوال النهار بينما كانت ليز ترتب الأثاث وتنظف الحجرات وضعت فيها الأشياء المعتادة أما الأثاث الخاص بها فلن يصل إلا بعد أيام.قابلت السيدة هيلى مرتين لكن السيدة العجوز ظلت معظم الوقت فى حجرتها أو حجرة الصالون عارضت السيدة هيلى وجود الطفلين فى الصالون حيث كانت تشاهد التليفزيون ووجدت ليز حالا آخر كان بالدور الأرضى حجرة فسيحة غير مشغولة بدت لها ممتازة كغرفة لعب للطفلين ما أن أخرجت الأثاث القليل الذى كان بها حتى نظفتها ثم نقلت إليها كتبهم ولعبهم وكذلك جهاز تليفزيون قديم الذى كان عندها فى فانكوفر فكرت لحظات أن تشعل النار فى المدفأة ثم قررت أنه من الأفضل أن تتأكد من عدم وجود خطر منها فى أثناء لهو ريان وجاسون ومرحهما فى صالة لعبهما الجديدة .هاجمت الدور العلوى ونظفت ورتبت كل شئ ثم أعدت الوجبات ثم هبط الليل ساعدت الطفلين على النوم ثم أندست فى سريرها وهى متعبة ولكنها راضية عن عمل الذى أنجزنه طوال النهار أنها لم تر كيرك وغدا ستعتنى بالدور الأرضى
أيقظها شعاع الشمس وفى الحال أستعدت وذهبت لإحضار طفليها ولكنها لم تجدهما فهبطت إلى المطبخ لا يوجد أحد ولكن معطفيهما أختفيا من فوق الشماعة .أسرعت ليز إلى الباب وفتحته على مصراعيه أفلتت منها صيحة ذهول وإعجاب رغم البرد إلا أنها وقفت طويلا تتأمل السماء الرحبة ذات اللون الأزرق الصافى وظهرت مجموعتان صغيرتان من الأشجار الخالية من الورق وسط بساط من الثلج وفى الأفق ظهرت الجبال شامخة على جانبى الوادى حيث ظهرت مياه النهر الصافية كالكرستال ورغم الثلج لاذى غطى الأرض رأت هنا وهناك بعض المراعى وعلى اليمين بين جذوع أشجار الأرز البيضاء من الثلج ,لاحظت مبانى زراعية أمامها حصان عجوز يتمشى وهو يهز ذيله.أخذت تتصور فى ذهنها دون كاميرا البانوراما التى أمامها .رأت على الثلج أثار لأقدام تتجه إلى أخر مخازن الغلال الذى أنبعثت منه أصوات ضحك الأطفال مختلطة بصوت نباح مارس الأمر الذى أصابها بالهلع.أرتدت حذاءها الطويل وزحافتها وأتجهت إلى المخزن رأت فى الحال جاسون وهو يحتضن مارس ويتدحرج معه وسط التبن .رفعته فى الحال وحملته أخذ الكلب ينظر إليها وقد تتدلى لسانه فى ذهول أحتج الطفل: شبكة روايتي الثقافية
-ولكن يا أمى...أنه كلب لطيف ويحبنى ونحن نرتع ونلعب
أقترب مارس ولعق يد ليز وأحست بأن خوفها يختفى وضعت جاسون على الأرض وهى لا تزال ترتجف لا يجب بوجه خاص أن تنقل إلى ولديها ذلك الخوف الذى تحسه نحو الكلاب .قالت:
-حسنا لا باس ولكنى ليست خائفة أين أخوك؟
أشار بإصبعه :
-هناك
أدارت ليز رأسها ورأت رأس أبنها يظهر من فوق جدار صغير تساءلت ماذا يمكن أن يفعل هناك؟عرفت الرد فى الحال كان ريان يشاهد تحت ضوء مصباح معلق يتطوح فى الهواء كيرك جالسا على مقعد صغير بلا ظهر ويقوم بحلب بقرة وهو مرتد سويتر أخضر من صوف التويد وبنطلون جينز مغسول عدة مرات أصيبت بصدمة عند رؤيتها له وكأنها تلقت ريحا غير متوقعة فى وجهها ظلت مسمرة فى مكانها.قال لها وهو ينظر من إليها نظرة من فوق كتفه:
-صباح الخير يا ليز
ذكرتها أبتسامته بالقبلة التى تبادلها ليلة أول أمس سعدت لأنها كانت واقفة عكس الشمس فى مدخل الباب لأنه لا يستطيع أن يقرأ على وجهها أى شئ يعبر عما تحسه بداخلها
كان مخزن الحبوب والدريس دافئا وأخذت تحس بالعرق داخل السويتر السميك الذى ترتديه قال ريان بإنفعال :
-إنها الحظيرة أمى وأستطيع أن أحلب البقرة أتحبين أن تعرفى كيف أفعل ذلك؟
-لا....أنها لن تتحمل ذلك
أن مجرد التفكير فى أن أبنها يوجد قريبا من ذلك الحيوان الضخم أيقظ كل مخاوفها السابقة أرادت أن تمسك بريان ولكن خوفها من أن حركتها قد تفزع البقرة فتركله ركلة قد تصيب أحدا هى أمور من الممكن أن تحدث قالت برقة:
-يا عزيزى لم يسبق لك أن حلبت بقرة يمكن أن تصاب بجرح
كتم كيرك ضحكته كان يعلم تماما أنها تخاف على أبنها وليس على البقرة ونظر إليها بطرف عينه لقد كان وجهها بلون العاج وفى هذه اللحظة قال لها بصوت هادئ :
-كل شئ يسير على ما يرام يا ليز...أقدم لك كوكو وهى لطيفة جدا وأؤكد لك أن ريان لن يتعرض لأى خطر معها
-ربما ولكن كوكو ليست متعودة عليه كيف يمكن أن نتأكد من أنها ستسمح لغريب أن يلمسها ؟أقصد يلمس ضرعها...ليست أعرف الكلمة الصحيحة....
مرة ثانية حاول أن يكتم ضحكته :
-لا تخافى شبكة روايتي الثقافية
-تعال يا عزيزى ريان ستتعلم حلب الأبقار عندما تكبر...ماذا قلت تعال فى الحال!!!
أطاعها فى تردد أحست بالأرتياح ولم تفكر إلا فى الهروب من هذا المخزن الحار جدا والذى كانت رائحته قوية نفاذة ولكنها عندما أستدارت وجدت جسدا ضخما يسد عليها باب الخروج
أمسك ريان بيدها وهى تصرخ وقفز نحو جاسون حيث أخذته بين ذراعيها ثم طارت نحو كيرك بحثا عن ملجأ أمن


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:42 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
×××××××××
بعد ساعتين أخذت ليز توبخ نفسها وهى تنظف أرضية البهو على مسلكها عدة مرات :
-أنى حقا غبية.....لم أكن خائفة وأنما مصدومة لم أكن فى حاجة إلى كيرك وأبتسامته التى جعلتنى مجنونة ولكن لم تكن غلطة كيرك وصديقته الصغيرة كريستى تشاندلر التى أمتطت ظهر فرستها وإذا كانت قد جعلت منم نفسها موضع سخرية فإن الغلطة غلطتها إن قرارها المجنون نحو منقذها المدعو كيرك كان عملا أخرق غير مدروس.إنها لن تنسى أبدا لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه وصدره يرتفع وينخفض فى حركة مستمرة من الضحك وهى ملتصقة به هى وطفلاها كل هذا لأن حصان وفارسته أفزعاها
أوشكت على الأنتهاء من النظافة وهى تتذكر اللمعان الراقص فى عينى كيرك وكريستى تشاندلر خاصة الأخيرة بشعرها الأشقر ورنين صوتها الضاحك عندما وبخها كيرك لأنها أفزعت الحيوا المسكين كما أنب كريستى لأنها فى نفس الوقت أفزعت الشابة المسكينة الآتية من المدينة وكأنه يود أن يقول الفتاة الطيبة الساذجة همست فى نفسها :
-حسنا إذن البقرة لم تجرح ريان والكلب تبين أنه حيوان طيب يعشق الأطفال وأخيرا الجياد لا تأكل الناس....ولكنى لم أنشأ وأتربى فى مزرعة بين كل هذه الحيوانات ولم تقض عطلاتها الأسبوعية مع كيرك ألبريت فوق تلك المزرعة اللعينة التى عاشت عليها كريستى تشاندلر ذات الخدين الورديين
تساءلت بعد ذلك لماذا لا تقضى كريستى عطلاتها الأسبوعية مع كيرك ثم تذكرت إمتعاضه عندما قال لها :إنه لا يستطيع التمشية فوق ظهر الجواد معها لأن عليه أن يساعد ليز فى نظافة البيت
عندما نظرت من فوق كتفها رأت كيرك يعمل فى الصالون وسط شمس ساطعة جعلت الأثاث يضوى لمعانا كان الأثاث عتيقا ولكنه مريح رأت كتبا ومجلات وجرائد مرصوصة بعناية على أرفف كانت تغطى الجدران بينما نار جميلة مشتعلة فى المدفأة كان الطفلان راكعين على ركبهما أمام مائدتهما الصغيرة يلونان بنشاط كتب الصور الخاصة بهما
كان كيرك قد أعلن أن الحجرة التى أختارتها كصالة ألعاب لهما باردة جدا ويجب أن يفرش فيها سجادة وحتى ينتم ذلك كان على السيدة هيلى أن تشارك الطفلين حجرة الصالون ولا داعى للالتفات إلى شكواها الدائمة شبكة روايتي الثقافية
رفع عينيه ورآها فأبتسم تلك الأبتسامة البطئية التى تضغط طرفى شفتيه وتصل إلى أسفل عينيه تلك الأبتسامة التى لم تستطيع أن تتعود عليها فى كل مرة كانت ركبتاها ترتخيان تساءلت هل يشك فى تأثير تلك الأبتسامة عليها؟أحاطت عيناها فى نظرة سريعة متفيه العريضتين وأعلى ساقيه القويتين ووسطه الرفيع وساقيه الطويلتين أحمر وجهها عندما تذكرت نفسها وهى بين ذراعيه لقد كان صدره صلبا قويا لاشك أنه مدرك لتأثيره على النساء وما عليها إلا أن تتذكر إعتراضه عندما علم أن عليه أن يقيم من الآن مع السيدة هيلى وعائلة ليز تريماين وكررت ليز لنفسها عبارته حينها :‘‘إننى أعرف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان أيام الأحد لدى صديقات يأتين إلى المزرعة ويبقين فيها‘‘
قال لها عن بعد :
-بماذا تهمهمين؟هل هناك شئ يسير بالمقلوب؟
-لا....كل شئ على ما يرام ولكن عليك أن تهتم بماشيتك بدلا من تلميع البيت .إنه عملى لو عرف ليستر براون ما تزاوله الآن من عمل لخفض من راتبى الشهرى
-إن طفليك يساعدانى فى حلب البقرة كما أننى مدين لك بشئ
-إن وعائين صغيرين من اللبن يحلبانهما لا يمثلان مساعدة أرجو أن تدعنى أكمل النظافة اليوم هو يوم الأحد وهو أحد الأيام التى تخصصها للنساء على ما أظن
نظر إليها وهو لا يعلم إن كان يضحك أو يدهش :
-مخصص لمن؟
-للنساء...هذا ما قلته لى فى مكتب كاتب العدل السيد ليستر براون أنا أسفة لان وجودى غير من نظام حياتك
فكر كيرك الرحمة يا ربى!كيف أثق بامرأة تتذكر كلمة بكلمة كلاما مرسلا فى الهواء ورد عليها بحدة:
-لا تشغلى بالك بنمط حياتى فأنا لا أشكو من شئ؟
ثم أضاف :
-أسمعى يا ليز ! من اللحظة التى فرض علينا أن نعيش سويا يجب أن نعيش فى أنسجام وهذا يتطلب تنازلات من كل منا ولمن كل شئ سيسير على خير وجه
أستنتجت ليز جيدا التنازلات المطلوبة منها إنه رجل مهذب جدا وبوجد طفلين وسيدتين بالغتين فى بيته فإنه لن يحضر نساء إلى المنزل
فى هذه اللحظة هبطت السيدة هيلى الدرج وهى ترتدى ثوب أخضر يلفها وكأنه عباءة وقالت بصوت حاد :
-هل يمكن أن أغامر بالدخول إلى المكان الذى نظفتيه يا أنسة؟
أجابت ليز بحرارة:
-من فضلك أفعلى!
دخلت المرأة العجوز إلى الصالون دون أن تعير الطفلين أى أنتباه وفتحت التليفزيون على برنامج دينى ذهبت ليز إلى حجرة الغسيل لتحضر أسفنجة وذهب كيرك لينضم إليها سألها فى صوت هامس:
-ماذا تعنى هذه الكوميديا؟
كتمت ليز ضحكتها :شبكة روايتي الثقافية
-لقد بدأ الأمر مبكرا هذا الصباح هبطت من غرفتها أثناء قيامى بتنظيف المطبخ وأرضيته وأمرتنى أن أصعد لترتيب سريرها فى الحال حتى تستطيع أن تعود إل حجرتها بسرعة بعد ذلك كان على أن أحمل لها صنية عليها أربع قطع توست وزبدة وست شرائح من اللحم المحفوظ وأبريق قهوة
-أهـ ! وماذا فعلت ؟
-ماذا فعلت؟لقد ضحكت وقلت لها إننى ليست خادمتها وإذا أرادت أن تأكل عليها أن تنزل فى ساعات الوجبات وتأخذ ما أضعه فى طبقها دون كلام وإلا عليها أن تطبخ لنفسها وجباتها وتغسل فى الحال الصحون وأدوات المطبخ وكان عليها أن تصبر حتى تتناول إفطارها لأن أرضية المطبخ لازالت مبتلة ولا أريد منها أن تترك أثار أقدامها القذرة إذا سارت عليها
أعلن كيرك وهو يضحك:
-حسنا جدا .وماذا قررت؟
-أرادت أن تطلب ليستر بالتليفون كى تشتكى له ولكن ذلك لم يكن ممكناً لأن اليوم هو الأحد ومن ساعتها ظلت فى حجرتها ولم تأكل شيئا
قال لها وهو يفتح زجاجة سائل المنظف:
-لن يضرها أن تفوتها وجبة او أثنتين....يا إلهى
-يا لها من مخلوقة! ماذا سنفعل معها؟
-فقط علينا أن نتعود عليها
وضع زجاجة المنظف فى الدولاب وقال :
-إننى أتساءل ألا نستطيع أن ندفع بها إلى الثلج فى الخارج كما يفعل أهالى الأسكيمو بالمسنين منهم ؟
-أنه أمر مرعب وشنيع!
ولكن منظر السيدة هيلى وهى متلفحة بثوبها الأخضر وتزرع أرضية المزرعة المغطأة بالثلج هو منظر شنيع حقا لكنه ممتع
قالت له مقترحة :
-ألم تفكر فى الهنود الحمر آلات التعذيب وكيف يجعلون النمل يلتهم أعداءهم؟
قال:
-هناك أيضا ما هو اسوأ ليس عندنا نمل ولكن ما رأيك أن نربطها فى لوح خشبى ونتركها على الجليد حتى يسحبها تيار الماء
بدأت ليز تضحك من صميم قلبها وأنتهز كيرك الفرصة ليقترب منها ويحصرها ما بين الغسالة الكهربائية والثلاجة وقال بصوت رقيق :
-إننى أحب رنين ضحكاتك إنه يجعلنى أفكر فى ليالى الصيف الحارة
لم تنطق بكلمة وأنما أخذت تنظر إليه وقد تقطعت أنفاسها وقلبها يدق بعنف داخل صدرها لمس خدها بطرف أصبعه إلى أن وصل إلى أثر جرح وسألها:
-ماذا حدث هنا ؟
-لقد عقرنى كلب عندما كنت فى السادسة من عمرى
-أهـ هذا يفسر خوفك من مارس كيف حدث ذلك؟
أبتسمت وقالت:شبكة روايتي الثقافية
-كنت أجرى على الشاطئ وكنت فى غاية النشوى من الريح التى كانت تهب والأمواج المتلاطمة ومن سرعتى فى الجرى لم أنتبه إلى كلب الجيران الذى كان يعدو بجوارى وعندما أردت أن أدور حول نفسى وقعت عليه وأعتقد أننى أهاجمه فتصرف بالغريزة على ما أتعتقد ولكنى....لكنى من وقتها لا أثق بالكلاب
-نعم أنه أمر طبيعى ولكن إذا كان مارس ينبح بهذا العنف فى ليلة وصولكم فإنه لم يفعل ذلك ليهاجمك وإنما لانه كان ثائرا على ربطه بالسلسلة وسط البرد والثلج أول مرة رأيت فيها أثر الجرح هذا أردت أن ألمسه فى حنان.هل لمسه أحد عندما حدث لك ما حدث؟
-لا.لقد كنت مغطأة بالدماء وأضطروا إلى عمل عدة غرز خياطة وأعطونى حقنة ضد التيتانوس
تساءل إن كان قد بدأ يهتم بها؟بالتأكيد كان مهتما بها.على مرور الأيام عرف ذوقها المرح وروحها الحية إنها امرأة لا يشكو منها المرء لقد اضطرت لمواجهة مصاعب جمة والتغلب عليها منذو وفاة زوجهاولكن ليس هذا سببا أن يتمناها وينجذب إليها عليه أن ينتبه ولا يجب أن يسقط فى الفخ الذى نصبه له أميروزاللعنة لقد قضى سبع سنوات يصارع الرجل العجوز حول كل الموضوعات وفى معظم الأحيان كان ينتصر وليس الآن بعد ذلك يترك نفسه مستسلما لحكم رجل ميت إنه يعلم جيدا ماذا دبر أميروز كى يجبره على طاعته وهو الأزواج ! خلع حذاءه ذا الرقبة الطويلة وخرج من الباب الخلفى .سرعان ما وضحت أفكاره أمام البرد بعد حرارة المنزل وعطر تلك المرأة على أية حال إنها ليست من طرازه المفضل ومن الأفضل أن ينساها ويختار امرأة تناسبه تماما ثم أن الحياة الزوجية ليست أساس حلمه لقد كان أعزب روحيا تماما مثل أميروز فى الجزء الأكبر من حياته
ركل إطار الجرار بقوة وبدأ ينظف الثلج الذى يغطى المحرك ولكن صورة ليز لم تفارقه
كان قد نظف جراره جيدا ثم بدل ملابسه وأنضم إلى ليز فى المطبخ كانت تحضر طعام الغداء قال:
-إنى ذاهب إلى المدينة....هل أستطيع أن أحضر لك شيئا ؟
ألقت عليه نظرة من فوق كتفها كان كيرك رائعا فى بنطلون جينز جديد وقميص أزرق أنعكس لونه الحى على عينيه الرماديتين كان جميلا بدرجة كبيرة وملئيا بالحيوية أضطرت أن تركز على سؤاله وردت:
-نعم من فضلك أريد فواكه طازجة وتفاحا وموزا وبرتقالا وجزرا وبصلا
قال ريان متسائلا وهو يجلس القرفصاء أمام صندوق القطيطات الصغيرة:
-هل ممكن أن تحضر الشوكولا أيضا ؟
نبهته أمه بعنف :
-ليست أنت من يصدر أوامر يا ريان
-ولكن جدى كان دائما يحضر لنا الشوكولا
-كيرك ليس جدك
-هل سيصبح والدنا ؟وإذا كان والدنا هل يستطيع أن يحضر لنا شوكولا حتى لوقلت أنت لا؟إن الأباء هم السادة هذا ما قاله جدى
أحمر وجه ليز وأرادت أن تسكت هذا الولد اللعين
قال كيرك موافقا على كلامه فى جدية :
-إن جدك عنده حق
قال جاسون بصوت ممطوط :
-نعم...غير أنه هو وجدتنا ما يسمحا لنا بركوب الدراجة بالمنزل فهل يمكننا أن نفعل ذلك معك؟
صاحت أمه:شبكة روايتي الثقافية
-جاسون!لقد قلت لك من قبل أنك عاقل جدا وربما أحضر لك سانتا كلوز دراجة لكل منكما فى عيد الميلاد المجيد كن عاقلا ومعنى ذلك ألا تلقى أسئلة
-حقيقى يل ليز ليست جريمة أن يطلب شوكولا
أعلنت فى حزم لكل منهما :
-عندما أقول لا شوكولا فمعنى ذلك لا شوكولا ولا رجعة فى ذلك
-من فضلك لقد كنت أعشق الشوكولا وأنا طفل وأنا أعشقها دائما...باكوان من الشوكولا للأطفال موافقة؟
-لا من فضلك لا تعارضنى عندما أوجه لهما الحديث لأبد أن أعلمهما دون المساعدة من أحد وأعلمهما ألا يتوسلا ويلحا
-بالتأكيد عندك حق تنهدت من الواضح أنها بدت متسلطة بعض الشئ ولكن كيف لها أن تتجنب ذلك ؟ أن حماها وحماتها كان يستسلمان كثيرا للطفلين كثيرا وهو ما كانت ترفضه دائما وقالت حتى تلطف من حدتها :
-ولماذا لا يكون زبادى مثلجا ؟
قبل الطفلان وتلقى كيرك طلب الزبادى المثلج بالفواكه لم يصر بعد ذلك على الشوكولا وأتجه فى برود نحو الباب لاحظت ليز برودوه وحزنت قالت له:
-سنتناول غداء خفيف خلال خمس دقائق عل تريد أن تأكل شئ قبل أن ترحل؟
نزعت أبتسامتها مقاومته
وعاد إلى مكانه وود لو أخذها بين ذراعيه وهى ترتدى مريلتها البيضاء وقد أحمر وجها من حرارة الفرن
قال بعد أن أسترد سيطرته على نفسه :
-لا لأن ذلك سيوخرنى
ثم أضاف دون أن يدرى السبب فيما قاله:
-لا تنتظرنى على العشاء
كان عليه أن يهرب ولم يكن هناك سبب أخر لهذا القرار المفاجئ قال لنفسه مزمجرا وهو يصعد الشاحنة الصغيرة ليذهب أميروز للجحيم! فى أى بركة موحلة أغرقنى ! قرر أيضا ألا يعود الليلة إلى هذه المزرعة اللعينة
قالت السيدة هيلى بجفاء وهى تضرب كتف ليز:
--إن مكانى هنا ! كان أميروز يجلس على رأس المائدة وأنا هنا
قفزة ليز كانت السيدة هيلى يمكن أن تفوز بجائزة البدانة دون منازع خاصة عندما تصر على طرق الأرضية بعصايتها من دقائق نادتها ليز لتخبرها أن الغداء جاهز.ولكنها لم تتلق منها أى رد والأن وقد أستقرت مع طفليها أمام المائدة هاهى تلك التنين العجوز جاءت لكى تشيع الأضطراب أثناء الطعام أجابت ليز برقة مفتعلة وأدب جم :
-أعذرينى وسامحينى لم أكن أعرف أن لك الحق فى مقعد محدد حتى اليوم كانت السيدة هيلى قد أكتفت بالدخول ومعها صنية تخدم نفسها بنفسها ثم تختفى بحجرتها من الواضح أنها قررت الأختلاط من الآن فى العائلة وتابعت ليز الحديث :
-كم كان يسعدنى أن أترك لك مكانى للغداءولكن عليك حالا أن تجلسى من فضلك على الطرف الأخر من المائدة وأحترمى نفسك إلا إذا كنت تفضلين أن تنتظرى حتى ننتهى جميعا من الغداء وهذا يتيح لك احتلال مكانك المفضل
زمجرت المرأة العجوز وهى تهز رأسها فى أمتعاض ثم ذهبت لتجلس فى المكان الذى حدتته ليز لها شبكة روايتي الثقافية
سأل ريان:
-هل يمكننا الخروج بعد المائدة يا أمى لقد قلت لنا إن باستطاعتنا صناعة رجل الثلج بعد الغداء ؟
-موافقة أنهض وساعد أخاك فى أرتداء حذائه البوت
أختفى الصبيان فى المكتب وأخذا يثرثران فى ضجة وهما يرتديان حذاءيهما البوت بعد لحظات رن صوت امرأة فى البهو
مرحبا يا كيرك يا عزيزى....أين أنت ؟
جعل هذا النداء كلا من ليز والسيدة هيلى تتسمران فى مكانهما وأستدارا بحركة واحدة حيث رايا فتاة شابة ذات شعر أحمر تدخل الحجرة وقد بدأ عليها الذهول أيضا أختفت أبتسامتها الواسعة وكذلك عيناها بزرقة البحر وأن كانتا باردتين أستقرتا على ليز :
-أين كيرك ؟ومن أنت ؟
-كيرك خرج ولن يعود إلا متأخرا أما أنا ليز تريماين
نهضت وتذكرت أنها فى بيتها فى المزرعة وليست تلك المجهولة التى لم تحاول أن تمسح حذاءها الطويل قبل الدخول قطع وصول جايسون حبل الصمت والذى جاء يطلب أن تلبسه قفازه قالت بأدب :
-هذان والداى ريان وجاسون وهذه.....
قالت الفتاة الحمراء وهى تمد يدها إلى السيدة هيلى :
-أعرف هذه السيدة
ثم بحركة مسرحية قبلت خدى السيدة العجوز
-هل أنت أم كيرك ؟لقد عرفت ذلك فى الحال لقد أخبرنى أنك ستقمين مؤقتا هنا إننى سعيدة جدا بمعرفتك أخيرا أنا جينا
قالت أسمها المجرد وكأنها ليشرح كل شئ أستمرت الحمراء فى حديثها :
-لقد حدثك كيرك عنى...أليس كذلك؟
أخذت مممقعدا وجلست بالقرب من السيدة هيلى التى لم تكن قد نطقت كلمة واحدة وفمها فاغر تابعت جينا حديثها بلهجة فيها مودة:
-أعتقد أيضا أنه حكى لك عن خلافنا البسيط ولكنى اتيت كى أصالحه قولى لى يا سيدة ألبريت أتعتقدين أنه سيرجع إلى منطق العقل؟
نجحت السيدة هيلى فى أغلاق فمها وفتحته لتقول :
-أنا السيدة هيلى وليست أم كيرك أنا شريكته فى الميراث
أزعج هذا الخبر الشابة الحمراء لدرجة كبيرة :
-أتقصدين أن تقولى أنه ليس الوريث الوحيد للمزرعة؟ولكن...ما صلتك بالأب أميروز؟
تمنعت كل من السيدة هيلى وليز بقسوة أعلنت السيدة هيلى بجفاء:
-هذا لا يخصك ومن لحظة وجودى هنا فهذا بيتى تماما مثل كيرك ألبريت وإننى أمنعك أن تدخلى هنا دون أن تطرقى الباب
-أنا...بالتأكيد....أرجو المعذرة....
أصبح صوت جينا مجرد همس رقيق :
-لقد ظننت أننى قريبل سأصبح فى بيتى فى المزرعة ولكن عندما رقد العجوز أميروز مريضا....فإن كيرك تغير...شبكة روايتي الثقافية
وضعت يدا بأظافرها شديدة الحمرة على ذراع السيدة هيلى وقالت:
-من فضلك ساعدينى أنا أحبه حقا ولكنه مثل كل الرجال يتصرف أحيانا بعناد أريد فقط أن يستمع إلى وهذا كل ما أطلبه
حررت السيدة هيلى ذراعها وظل وجهها متجهما :
-ليس لدى أى نفوذ على هذا الولد يا أنسه إنه قاسى وسوقى ولا إحساس عنده كما كان أبوه وأنت ليز أنصحك ألا تنساقى وراءه فى المغسلة .أن هذا الولد صورة مشوهة لوالده الذى كان يستخدم سحره ووعوده اللانهائية كى يحتفظ بمديرة لمنزله دون أن يدفع لها أجرها
سارعت ليز بإخراج الطفلين وتساءلت عما رأته السيدة العجوز أو سمعته حقا.أستقرت عينا جينا الباردتين على ليز :
-هل كنت أنت وكيرك تتآمران فى المغسلة ؟أريد أن أقول لك شيئا عندما نتزوج أنا وكيرك لن يكون هناك مكان لمديرة بيت أو لأى امرأة أخرى
ضغطت ليز على شفتيها وقررت ألا تظهر تأثرها بكلماتها الجارحة قالت:
-أرجو أن تعذرانى أنتما الأثنتان لأننى سانضم إلى ولداى...إلى اللقاء جينا لقد سعدت بمعرفتك
خرجت ليز دون أن تضيف شيئا وعندما عادت فيما بعد لم تدهش عندما رات المائدة لم ترفع بعد وأن المطبخ كان فى فوضى كبيرة وصلا إلى سمعها من الصالون محادثة ساخنة أدهشتها كانت جينا هولاند والسيدة هيلى متعاطفتين شئ غريب!!
-نادت على ولديها وأرسلتهما إلى حجرتهما ليناما بعض الوقت وعندما هبطت الدرج رأت باب المدخل يفتح ويدخل كيرك يصاحبه مارس كان متجهماً وبدأ عليه العناد قالت ليز بمرح لاداعى له:
-هاللو...لقد أعتقدت أنك لن تعود هذا المساء
أزال الثلج من فوق حذائه ونظر إليها فى تحد :
-لقد غيرت رأيى...إنه بيتى قبل كل شئ ولن يضطرنى أحد أن أبقى خارجه
أصبحت عينا ليز شبه معتمتين :
-لكن...من أجبرك على البقاء فى الخارج؟ليست أنا على أية حال قال متأسفا :
-لا لست أنت
فى خطوات سريعة وصل أمامها ووضع يديه المثلجتين على عنقها العارى وأخترقت عيناه عينيها ثم قال معترفا :
-ولكن هذا.نعم
-ماذا؟
شدت ليز رقبتها حتى تستطيع أن تتلقى قبلته الطويلة الحارقة


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:43 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
***********
شبكة روايتي الثقافية
قال كيرك فى نفسه إنه مغفل تماما لقد حلم مدة طويلة بهذه اللحظة مع ليز بالضبط منذو أن تعرف على ليز تريمان ولكنه لم يكن يجرؤ على لمسها قال لها فى رقة:
-أهـ...يا ليز كم هو رائع أن أكون معك
كانت جالسة فوق المائدة حتى تكون على مستواه وعيناها تخترقان عينيه كان قلباهما ينبضان وكأن كلا منهما مطرقة وأصبح كل منهما يتنفس بصعوبة أرتعدت شفتاها وحولت رأسها ولكنه أمسكها بيديه :
-دعينى أتمتع بالنظر إلى أعماق عينيك
تصلب جسدها فى الحال وظهر لمعان غاضب فى عينيها دفعتها بعيدا وهى تصيح :
-إنك تفسد كل شئ...دعنى أرحل ولكن ماذا قلت أو فعلت جعلك كجنية ثائرة ؟
قلات ليز فى نفسها إننى مجنونة تماما أن أصبح عشيقة هذا الرجل هذا الصباح وعشيقة أخرى تنتظر فى الصالون وتتآمر مع السيدة هيلى وأنا أتعرض للمؤامرة كما تقول تلك العجوز الشمطاء بواسطة رجل جلف غير متحضر...يا إلهى ! فى أى بركة عفنة دفنت نفسى.قالت له:
-لابد أن نعيش سويا وإذا تصرفت كريفى فظ فإن تحقيق المعايشة يصبح مستحيلا أحتفظ بعواطفك لنساء غيرى لأنى لا أريدها
-أسمعى يا ليز .أنا رجل وأنت امرأة ونعرف ماذا نفعل وأنا لم أجبرك على تقبيلى
دافعن عن نفسها :
-لقد أخذتنى على غرة دون أن أنتبه وكذلك لدى مفاجأة من أجلك أيضا إحدى صديقاتك الشابات تنتظرك فى الصالون
سألها وهو متجهم :
-من؟
أخذت ليز تضحك وأخذت حقيبة ورقية ضخمة تحتوى على التموين الذى أحضره وأعلنت من فوق كتفها وهى تتجه نحو المطبخ :
-وهل هذا يهمنى فى شئ؟
أعلن فى غضب:
-بالتأكيد
جلس على المقعد وخلع نعله .يتساءل من تكون تلك المرأة ؟.منذ وفاة أميروز لم يقم أى علاقة مستمرة مع اى فتاة ببساطة لم يكن لديه الوقت جاءه صوت جينا فى هذه اللحظة فتجهم وجهه
قالت:
-أعتقد أنى سمعت صوتك يا عزيزى
نهض عندما رآها تقترب:
-اللعنة إذا كنت...
لم يستطع أن يكمل جملته لأن جينا أغلقت فمه ظل بلا حركة مذهولا وقد أتسعت عيناه على أخرهما وركزهما وجه ليز الواقفة عند باب المطبخ أخذت تتآمل منظر القبلة الأستعراضية دون أن تحاول الأختفاء تمكن كيرك أخيرا من أن يتحرر أخذ يبحث عن الكلمات التى يمكن أن تقنع جينا بطريقة حاسمة أن كل شئ بينهما قد أنتهى من وقت طويل ولكنه قبل أن يجد الصيغة المناسبة وجهت جينا كلامها إلى ليز :
-هل تتكرمين وتتركينا بمفردنا ؟إننى أنا والسيد ألبريت نحب بعض الخصوصية أليس عندك ما تفعلينه مثلا أن تنظفى الحمام
-جينا؟!! شبكة روايتي الثقافية
قفزت المرأتان أمام صوت كيرك الرهيب
-من تظنين نفسك؟أتعرفين لمن توجهين الحديث؟
-أوهـ..حسنا يا عزيزى كيرك لقد شرحت لى السيدة هيلى كل شئ أعرف إلى أى درجة أنت غارق فى الأعمال المنزلية وكذلك...أسمع يا عزيزى الأمر فى منتهى البساطة أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك وأعرف فى أعماق نفسى أنك ترغب فى أن أتى لأستقر هنا كذلك...
-أن تقيمى هنا ؟!كل ما أرجوه يا جينا أن ترحلى للجحيم
-ولكن
-ولكن لا شئ
أمسكها من ذراعها وقادها حتى باب المدخل راتهما ليز يعبران الدهليز والبهو لا فرق أن جينا دخلت من باب المطبخ مثلها هى والطفلان وكيرك يعرف ذلك أن تلك الحمراء ليست من النوع الذى يدخل فى سرية
صاح كيرك فى ثورة:
-بالنسبة لما تسمينه أعمالا منزلية فإننى دون شك لست ماهرا ولا كفئا ولكنى أعرف جيدا أن أقول لك بقوة لا تضعى قدمك هنا مرة ثانية وقد كررت عليك ذلك عدة مرات
خرجت السيدة هيلى فى اللحظة التى أنتهى من عبارته تدخلت لتغطى على أحتجاجات جينا وقالت:
-ماذا يعنى هذا المشهد أيها الشاب؟لماذا تطرد هذه الشابة المسكينة؟أتركها فى الحال
دون أن يجيب عليها أمسك كيرك بالمعطف الخاص بجينا والذى علقته على الشماعة وناوله لها
-يا سيدة هيلى إننى سعيد بالتخلص من السيدة وهى غير مدعوة ومن فضلك لا تتدخلى فيما لا يعنيك
-ردت العجوز:
- كيف تقول إنها غير مدعوةأنا التى أستقبلتها وأنا التى أدعوها فى الحقيقة أنها ستتناول العشاء معنا...أليس كذلك يا بنيتى الصغيرة ؟
قالت جينا فى أنتصار :
-شكرا لك يا عزيزتى أولجا
ثم أستدارت نحو كيرك :
-أترى يا عزيزى أننى سأبقى
كان كعبا حذاءها طويلين حتى جعلاها أطول من كيرك تقريبا لاحظت ليز ذلك ودهشت لأنها تظهر ضعيفة ورقيقة لهذه لادرجة
قالت جينا متوسلة:
-من فضلك يا عزيزى لا تغضب منى لأننى لم أرد أن أجرح مشاعرك ومشاعر مديرة أعمالك الصغيرة سأكون لطيفة مع كل الناس أعدك بذلك كيركى
كيركى حاولت ليز أن تكتم ضحكتها من هذا اللقب المضحك قالت فى تهكم:
-نعم..دعها تتعشى هنا يا كيركى فلدينا لحم مشوى
أستدار نحوها وعيناه مشعتان غضبا:
-لا تتدخلى فى الأمر
ثم واجه جينا:
-لا يهمنى من دعاك ليست موضع ترحيبا هنا و....
تدخلت السيدة هيلى وهى تضع يدها على كتف الضحية :
-بلى إنها موضع الترحيب وأنا التى دعوتها أتبعينى إلى حجرتى يا أبنتى العزيزة لن ندعهما يهاجمان صدقاتنا
ولكن قبل أن تبتعد المرأتان أنفتح الباب الخلفى فى ضجة صاحت ليز :
-ماذا يحدث هل تعود الناس هنا على عدم طرق الباب ؟ شبكة روايتي الثقافية
كانت القادمة كريستى تشاندلر وكان معطفها وحذاؤها الطويل مغطيين بالثلج هزت شعرخا الأشقر وصاحت:
-يا إلهى!كم هذه الرائحة لذيذة؟.ما هى؟
قالت ليز:
-لحم مشوى
عندما رأت كريستى جينا كتمت بصعوبة إمتعاضها كان المشهد مليئا بما أسعد ليز وجلست على الدرجة الأولى من السلم كى تشاهد تتابع الأحداث .قالت مقترحة:
-لماذا لا تبقى لتتناولى معنا العشاء؟
أفلتت من كيرك زمجرة تبعها تجهم وجهه ولكن ليز لم تعره أنتباها وأجهت كريستى جينا بشراسة :
-ماذا تفعلين هنا ؟أظن أنك أصبحت جزءا من الماضى
أجابت غريمتها وهى تزمجر :
خطأ...وأنت ؟ماذا تفعلين هنا؟
-أهـ...حسنا ! أننى مدعوة للعشاء
كانت ابتسامتها مليئة بالمكر وقررت ليز أن تلك الحسناء تعجبها كان الموقف فكاهيا ويصبح أكثر فكاهة لو تعاركت المرأتان.تابعت كريستى:
-شكرا ليز إننى أقبل دعوتك ولكنى أتيت فقط كى أدعو طفليك إلى بيتى يوم السبت القادم سأعطيهما دروس فى الفروسية
وضعت جينا يدها على ذراع كيرك :
-هل يمكن يا عزيزى أن نذهب للمدينة للعشاء سويا؟أحب جدا أن أراك فى خصوصية وسأريك إلى أى حد أنت مخدوع وإنك...
فى هذه اللحظة تكلف أحدهم مشقة أن يطرق على الباب تخلص كيرك من جينا وفتح الباب. كانت فتاة أخرى ذات أخرى ذات شعر أحمر التى دخلت عندما رأها كيرك رفع يديه إلى عينيه فى حركة تدل على يأسه وأراد أن يختفى ولكن القادمة الجديدة أمسكت به ورفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها وقبلته على خده وقالت بصوت عال دون أن تخجل من الموجودين :
-كم رائحتك طيبة...أمسك هذه...ألا تريدها؟
وضعت فى يده حلة ملئية بشئ ما لم تره ليز رفع عينيه إلى السماء فى تقطيب ممتد
صاحت الشابة القادمة وهى تخلع نظارتها :
-هاللو! جينا !لم أكن أتوقع أن أراك هنا يا أبنة العم العزيزة...لقد أعتقدت أنك أصبحت جزء من الماضى
-أوهـ !حتى أنت ! لقد أصبح الأمر مملا !
لم تنتظر القادمة الجديدة الرد وأنما وجهت الحديث إلى كريستى :
-أوهـ حسنا..أن المرء يظن أنه فى ناد للنساء هنا
ثم توجهت للسيدة هيلى:
-هل تتذكرينى؟أنا باتى فونتين أبنة أليس و مرانك لم أكن تجاوزت الثالثة عشر من عمرى فى أخر مرة رأيتنى فيها وتغيرت دون شك ولكنك لم تتغيرى لقد أتيت لأن أمى طلبت منى أم أحضر هذا الطبق الذى لا يحتاج إلا التسخين كهدية ترحيب أنها تصر على أن تقول لك إلى أى مدى هى سعيدة لأنك عدت بيننا فى الوادى إنها تدعى أن نادى الثلاثاء لم يعد كما كان منذ رحيلك وأنا أتعشم أن تعودى إليه فى المرة القادمة ثم تشممت فى إعجاب وأستغراب الرائحة الشهية الصادرة من المطبخ ثم قالت :
-يا إلهى العظيم !لقد نسيت روعة طهيك يا سيدة هيلى...يا للرائحة اللذيذة !
تدخلت ليزوهى تنهض : شبكة روايتي الثقافية
-أنه لحم مشوى...أنا ليز تريماين ويسعدنى أن تبقى لتتناولى معنا العشاء
قبل أن تجد باتى الوقت لترد طرق أحدهما على باب المطبخ تبادلت ليز نظرة متسائلة مع كيرك ثم ذهبت لتفتح الباب قالت سيدة ذات شعر خطه الشيب وارتدت نظارة طبية سميكة :
-هاللو! أنا ديزى كراندال مرتلة أناشيد فى الكنيسة سان جون هل أنت أولجا هيلى؟
-لا...ولكنها موجودة هنا...من فضلك أدخلى إذن
قادت السيدة نحو البهو حيث اجتمع حشد صغير لا يكف عن الزيادة والتضخم أعلنت ليز:
-يا سيدة هيلى أقدم لك المنشدة ديزى كراندال
صاحت المنشدة وهى تسارع نحو يد كريستى وتصافخها بشدة :
-أوهـ يا عزيزتى أولجا إننى سعيدة جدا بلقائك
وجهت كريستى المنشدة إلى الأتجاه الصحيح
-أنا منشدة تراتيل فى الكنيسة التى كان يحضر إليها أميروز فى أيامه الأخيرة وعلمت إنك ستصلين وأتيت كى أتمنى لك إقامة سعيدة وأدعوك إلى سهرة الصلوات والدعوات يوم الأربعاء القادم...أوهـ...ما الذى ينشر تلك الرائحة اللذيذة هنا ؟من دعوت على العشاء؟
رد كيرك فى ضيق:
-كل المجتمع حولنا
قالت ليز وهى تبتسم فى مكر :
-إنه لحم مشوى ويسعدنا أن تنضمى إلينا
صاح كيرك فى صوت منخفض :
-يا إلهى الرحيم!أظن أننى سأضطر لذبح الثور الضخم إذا أستمر الحال على هذا المنوال
فكر ليز إنه يستحق ذلك وسيعلمه أن يكف عن توزيع قبلاته على اليمين والشمال
قالت ليز تطمئنه :
-لا تخف أن اللحم الموشى كثير
فى هذه اللحظة دخل جاسون وهو يفرك عينيه :
-ماما ! لقد حلمت حلما !
علق كيرك وهو يضع الحلة بين يدى ليز :
-وأنا كذلك لقد حلمت بحياة هادئة ورائعة وسط الوحدة فى الشتاء ولكن ماذا حدث لى إذن ؟
أدار نظرات منكسرة حوله .صاح ريان وهو ينهب السلم نهبا بدوره:
-ماما !ما هذه الرائحة اللذيذة ؟
ردت فرقة كورال السيدات :
-اللحم المشوى
-وحلوى الشوكولا كما وعدتنا أمنا
أحس كيرك بالدوار وأمسك درابزين الدرج وهمهم فى نفسه حلوى الشوكولا ؟أننى لا أفهم شيئا !لا...أن هذا أكثر مما أحتمل!
فتح باب الخروج ثم أغلقه خلفه فى ضجة شديدة جلس الجميع حول المائدة....كان جمعاً غريباً ومسلياً وفكرت ليز فى حالة يأس عندما عاد كيرك ووقف بالباب وهو يراقب كل الرؤوس ثم ركز عينيه أخيرا على ليز التى رفعت حاجبيها متسائلة:
-لقد أعتقد أنك رحلت؟
زمجر:
-لقد رحلت وعدت
كان من يسمعه يعرف أنه هو نفسه فى دهشة من عودته
تدخلت جينا وهى تنهض وتذهب إليه :
-يا عزيزى أنا سعيدة للغاية لأنك عدت عندما ينتهى العشاء سنتبادل الحديث أنا وأنت فى هدوء
وبهدوء وحزم أمسك رسغها وأعادها إلى مقعدها ثم خلع سترته بينما أبعدت ليز ما بين مقعدى طفليها لتفسح له مكانا بينهما .قال عندما وضعت أمامه طبقه: شبكة روايتي الثقافية
شكرا ليز
أخذ نصيباً كبيراً من اللحم المشوى الباقى وغطاه بكمية كبيرة من الصلصة ثم أضاف بطاطس مقلية ثم أنتقل لطبق باتى المكون من الكوسة بالطماطم وأعلن فى رضا تام:
-همم ! لقد عدت من أجل هذا و...
أدار نظره بطريقة مطولة نحو ليز:
-هذا....وطعم الشوكولا
بدأت ليز ترتجف داخلياً ثم تملكها الغضب :
-ماذا يتصور؟أن أضيف ذلك إلى قائمة الطعام؟أم هل يريد أن يستغلنى كى يبعد عن الأخريات ؟
عغندما التهم كيرك أخر قطعة من فطيرة الشوكولا تمطى على مقعده فى سعادة وقال:
-لذيذة...شكرا يا ليز
سألت ليز:
-هل يريد أحد قهوة؟
أعلنت جينا وهى تنهض :
-نعم...أنا وكيرك سنتناول القهوة يمكنك أن تحضريها إلينا فى الصالون
تدخل كيرك:
-لا...لامجال للمناقشة إذا كنت تريدين قهوة فعليك أولا أن ترفعى ما على المائدة وتنظفيها
نهضت جينا وأنفها فى السماء :
-يجب على...ماذا؟
قال ببرود تام :
-لقد فهمت جيدا ما قلته
كانت النظرة التى القتها جينا على ليز كلها غضب وثورة لكنها وجهت الكلام إلى كيرك:
-وهذه...ماذا ستفعل فى هذا لاوقت؟
هذه....سترتاح لأنها تستحق الراحة.من فى رأيك أعد هذه الوجبة اللذيذة لكم جميعاً ؟
بدأ على باتى السعادة والمرح وقالت :
-لقد شبعت وتمتعت بهذا الطعام شكرا لك يا ليز رغم أن كيرك لم يدعنا وحتى دون أن يطلب منى فإننى كنت أنوى رفع المائدة وإذا أحببت فإننى سأجمع الأوانى وأنت يا كريستى تضعينها فى الغسالة أما أنت يا أبنة العم العزيزة جينا أتفكرين فى أن تعرضى أظافرك الجميلة للأتساخ لو نظفت المائدة ؟لا تنسى أنك فى يوم ما أعتبرت نفسك زوجة مزارع
-ولكنى....كيرك أين ذهبت؟
أعلن وهو يخلع سترته :
-سأذهب لأحلب القرة
-سأتى معك
قال ريان :
-هل أستطيع أن أتى أنا أيضا ؟
-موافق
ثم أنتبه إلى نفسه وبحث بنظره عن ليز ثم أستدرك :
-بشرط أن توافق أمك
أستسلمت ليز وهى تتنهد:
-موافقة ولكن عليك أن تعود فى الحال يا ريان عند أنتهاء عملية الحلب وتذهب مباشرة إلى البانيو
رحلت كل من جينا وكريستى عندما أنتهت ليز من حمام جاسون وأتت لتبحث عن ريان أنتهت باتى من تنظيف المطبخ وظنت ليز أنها قامت بكل العمل
قالت لها بأمتنان : شبكة روايتي الثقافية
-شكرا لك...أن المطبخ أصبح رائعا
-لقد أسعدنى ذلك...ولكن أن أرحل بسرعة فقد عاد الثلج يهطل أخذت أخذت الحلة التى أحضرت فيها الكوسة والطماطم اللذيذة التى وزعتها على الضيوف
-وإن ولديك ساحران يا ليز ما رأيك فى إلحاقهما بمدرسة القرية ؟
إننى أعطى فيها دروسا وهناك حضانة للصغار من سن جاسون وهذا سيخلق أصدقاء لولديك خاصة ولا يوجد الكثير منهم فى هذه الناحية .
صحبت ليز الشابة حتى باب الخروج فكرت فى كلمة الناحية وتساءلت هل هناك جيران قريبون منها؟لا دون شك قالت لها بدقة:
-شكرا سأفكر فى الأمر
هبط الثلج ثقيلا بعد رحيل باتى وعندما أغلقت ليز الباب نظرت إلى ساعتها من وقت طويل لابد أن ريان فى سريره لبست حذاءها الطويل ومعطفها وقررت أن تبحث عنه فى الأسطبل
قال كيرك شارحا لريان :
-أن تمسكه هكذا
كان هو وريان مقرفصين أمام شئ ما وكانا جالسين فوق مقاعد منخفضة صغيرة بدون ظهر فى الحجرة الصغيرة الملحقة بالأسطبل وقد أعطيا ظهرهما للباب
-ثم...لا تتصلب....تبعده عنك ولا تجعله يقترب منه والآن أدر الذراع ببطء....حسنا هذا طيب جدا !
-هل يمكننى أن أفعل هذه الأشياء مثلك فيما بعد؟
-بالتأكيد تستطيع
-هل ستعلمنى حيلا أخرى؟هل يمكننى أن أدير المزرعة عندما أكبر؟
-كانت ابتسامة كيرك حانية وهو يمرر يده الكبيرة على شعر ريان أحست ليز بأنقباضة فى قلبها وتساءلت أن دورها صغير فى هذا المشهد إنه حديث بين الرجال ولا تستطيع أن تكون سوى شاهدة له
سألت ليز وهى تخطو خطوات قليلة نحوهما :
-ماذا تريد أن تعلمه؟
أستدار ريان كان ممسكا بمطواة مفتوحة السلاح فى يده وقطعة من الخشب فى اليد الأخرى :
-أنظرى يا أمى...لقد سمح لى كيرك !
أغلقت ليز عينيها لحظات فى رعب هذا هو ما يتسلى به الرجال عندما يكونون معا ! الرحمة يا ربى! لقد وصلت فى الوقت المناسب
-أرى....أرى يا ريان أعد المطواة فى الحال إلى كيرك وخذ بالك جيدا
أطاعها دون اعتراض كان صوت أمه حاد
-والآن ضع طاقيتك الصوف على رأسك وأغلق معطفك وعد إلى المنزل وسألحق بك فى الحال ولكن أولا لدى كلمتان أقولهما لكيرك
كان ريان على أستعداد للتمرد وقد تقلصت شفته السفلى ثم أرتجفت.سألها:
-هل أنت ثائرة لأننى أمسكت بالمطواة ؟
-لا.ولكنى لا أريدك أن تلمسها بعد ذلك أذهب بسرعة إلى البيت وأدخل الفراش وأنتظرنى
قام وسار وهو يجر ساقيه قام كيرك ببطء وأغلق المطواة ووضعها فى جيبه : شبكة روايتي الثقافية
-لا توبخى هذا الصبى يا ليز إنها غلطتى أنا لقد سألنى عن صنع هذا (وأشار بأصبعه إلى رف مرصوص عليه تماثيل رؤوس غريبة من الخشب معظمها بالطريقة السريالية)لقد أجبته بأننى صنعتها وطلب منى أن أعلمه كف يصنع مثلها فأبى الذى علمنى الحفر على الخشب
التوت شفتاه فى مرارة ثم أستانف الحديث:
-أخبرنى ريان أنه بلا أب وان على أن أعلمه
دفع كيرك شعره الأشقر إلى الوراء وبدا ساهما :
-إن هذا يذكرنى بطفولتى...لم يكن لى أب وأقنعونى أن ذلك لا أهمية له
خبت كل ثورة ليز الغاضبة ومع ذلك فإنها لن تدع هذه الحادثة تمر بسلام أن حياة ولديها فى خطر.قالت:
-ولكن يا كيرك فى الحقيقة فإننا لا نعطى سكينا حادا كهذه لطفل فى الرابعة كى يلعب بها
-إنه لا يلعب بالسكين لقد علمته كيف يتعامل مع الخشب ولم أرفع عينى عنه لحظة ثم أنه سيبلغ الخامسة من عمره قريبا
أطلقت زفرة ضجر :
-هل قال لك أنه لاحق له فى لمس السكاكين؟
-أوهـ...حسنا...لقد حددت له المهمة وهى ألا يلمس السكاكين للعب بها وإنما فى النحت بكل أمان
-من فضلك يا كيرك ! حتى فى النحت لقد منعته كلية أن يعود إلى تلك التجربة
-أسمعى يا ليز أنا....
صاحت وهى تخطو خطوة للأمام :
-لا أنهما طفلاى وأنا التى أعطيتهما التصريح وأتولى المسؤولية وليس أنت لقد فاض بى لاكيل من الصراع من أجل حمايتهما ولا أسمح بأى تدخل من جانبك هل هذا واضح؟
لم يقل شئ بل نظر إليها من أعلى وبعد فترة استدارت وخرجت فى خطوات منتظمة من الأسطبل وتركته خلفها أحست ببرودة وهو ينظر إليها وكأنه يخترق جسدها وكان أحساسها حقيقا مثل ندف الثلج التى كانت تصفع وجهها
لابد أن تذهب ! لماذا تظل فى هذه المزرعة مع رجل مثل كيرك الذى يتدخل فى تعليم ولديها وفى وجود كل تلك النساء وقبلاته
دخلت من الباب الخلفى وظلت بلا حركة فى المطبخ فى الدفء وبعيدا عن الريح والثلج مع الثلاجة الكهربائية الملئية بالتموين...الرحمة...الرحمة!ه� � يجب أن تترك كل هذا؟مستحيل لقد قررت أن تمنع كيرك منعا باتا من تولى تعليم لاصغيرين وعليه أيضا أن يحتفظ بقبلايه له .
بعد أن وضعت ريان فى سريره تذكرت تلك النظرة الوالهة التى ركزها أبنها على كيرك والطريقة التى كان يستمع بها إليه بإعجاب وشغف.أن الطفلين فى حاجة إلى أب وهذا أمر واضح ثم قبل كل شئ فإن كيرك يعتنى بهما بكل أنتباه كلما زاد تفكيرها فى الأمر رأت أنها ربما كانت مخطئة بالنسبة لتلك المشاكل مع الكلب وعملية حلب البقرة والجواد....لقد كانت موضع سخرية فى كل مرة.دست رأسها على الوسادة ثم أنهمكت فى قراءة رواية وهى غاضبة ولكن من الأفضل أن تغلق الكتاب .لانه لا يوجد شئ يمكن أن يشتت ذهنها بعيدا عن كيرك فى سحره وقوة ذراعيه إن طفليها ليسا فى حاجة إلى أب فقط وإنما هى أيضا فى حاجة إلى...كيرك هددت صائحة وهى تدس فمها فى الوسادة :
-لا....لاعلى الأطلاق شبكة روايتي الثقافية
جلست ليز وهى تتأوه على حافة لاسرير وتتطوح للأمام والخلف وعقدت ذراعيها على صدرها:
-أوهـ ياإله العالمين!!
أخذت الريح محملة بندف الثلج تصدم زجاج النافذة لا يمكن أن يكون الصباح قد أشرق خلف النافذة وسط هذه العتمة التى تسود الجو عندما نظرت إلى المنبه أخبرها إنها الخامسة ونصف إنه وقت إعداد الإفطار من أجل ذلك المزراع الشره سيطلب دون شك أطعمة تثير الأشمئزاز فى الصباح الباكر مثل قطعة من لحم الأستيك أو البطاطس المقلية وكمية هائلة من مواد الطعام التى تزيد نسبة الكوليسترول لدهشتها أستقبلتها رائحة القهوة الطازجة عندما دخلت المطبخ صبت لنفسها قدحا وجلست ووضعت ذراعها على المائدة وهى لا تزال تصارع النعاس ثم وضعت عليها رأسها لا يزال أمامهما بضع دقائق قبل أن تبدأ العمل.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:44 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
************
ايقظت رائحة اللحم المحفوظ اللذيذة ليز وهو يقلى أنتصبت فى جلستها ورأت كيرك فى نشاط يعمل أمام الموقد صاحت وهى تقفز فوق قدميها :
-اوهـ...أنا أسفة جدا...دعنى أقوم بها أنه صميم عملى
أمسكت ذراعه فى اللحظة التى كان يقلب قيها شريحة من البيكون على الوجه الأخر قال وهو يضحك:
-أجلسى أنت متعبة لدرجة انك تجدين صعوبة فى فتح عينيك أنها ليست الساعة المناسبة لاستيقاظك
-ولكن....لو...
تجاهل احتجاجاتها ووضع ذراعه على كتفها واجبرها على الجلوس .أخذت تراقبه وهو يصب القهوة فى براد القهوة الكهربائى حتى امتلأ ثم جلس قابلتها كان الإغراء كبير أن يمسك بيدها المسترحية على المائدة ولكنه تذكر نتائج ما سبق أن فعله وأمرها له ألا يلمسها .كانت مغرية بشعرها الذى عقدته على شكل ضفيرة ألقتها على كتفها وبرائحة الصابون التى تشبه عسل النحل
-بصراحة يا كيرك لقد استيقظت لأنه عملى أن أعد الأفطار وإذا نمت مرة أخرى فإننى كنت فى الحقيقة انتظرك...
تثاءبت مما قطع حبل كلامها .جلس كيرك أمامها وقام بكسر ثلاثة بيضات وأخذ يخفقها بشوكة .أستأنفت حديثها :
-أتدرى!لقد وافقت على شروط وصية أميروز إن على أن أقوم بأعمال المطبخ ...لا...لا تناقشنى
اكتفى بالأبتسام :
-حسنا...ولكنك لن تبدئى إلا من بعد الغد
ألقى العجة فى الطاسة وراقب نضجها بينما كانت هى تسخن التوست وتضع عليه الذبدة
قال معلنا وهو يعاود الجلوس :
-ها أنا قد أنتهيت.تذوقى هذه شبكة روايتي الثقافية
-ولكنى لا أكل شيئا فى هذا الوقت المبكر من الصباح إننى أنتظر طفلى وهذا يمنحنى ساعتين من الراحة
مالت عليه كى تعلق فى لهجة سرية:
-إنه عمل بربرى أن تذهب لحلب البقرة فى مثل هذه الساعة.لماذا لا تعودها على تغير عادتها
قال وهو يهجم على إفطاره:
-إن الأبقار حيوانات تستيقظ مبكرا وأنا مسرور من طريقة حياتها والأمر ليس صعبا فى الشتاء ولكن فى الصيف عندما تبدأ فى التوالد يحدث أن أعمل أثنتى عشرة ساعة فى اليوم وغالبا أكثر من ذلك
وضعت قدح قهوتها على المائدة
-أوهـ إذن فهمت لماذا تريد من ريان أن يتعلم حلب اللبن
ضحك أمام دهشتها :
-بالتأكيد نعم واتعشم أنه عندما يبلغ السادسة أو السابعة من عمره يستطيع أن يقود جرارا وفى الثامنة يمسك ثور عن طريق الأنشوطة أتدرين!أنا أسف بالنسبة لموضوع المطواة لقد كنت على حق تماما عندما أكدت أنه لايزال صغيرا جدا سأعمل على عدم اغضابك بالنسبة لموضوع تعليم ولديك
وافقته بخشونة:
-موافقة وحان الوقت أن أعتذر بدورى لقد كنت خشنة بعض الشئ وكان على أن أثق بك
-شكرا يا ليز
تقابلت نظراتهما وأمتدت إلى اللحظة التى لم تعد فيها ليز تملك نفسها
قالت:
-أوهـ ! يا كيرك هل يمكن أن أطلب منك شيئا ؟نصيحة لا يمكن أن يقدمها لى سوى رجل
-بالتأكيد!
-هل تعتبرنى أحميهما أكثر من اللازم ؟
انتظرت إجابته فى قلق وهى تكز على شفتها السفلى ظل صامتا أخيرا قالت هى:
-أهـ! كان من الأفضل أن أصمت من الواضح أنك تظن أننى أحتضنهما وان حماى كان من نفس رأيك ويقول كيف تخلصت من أم ترنى ولدا بمفردها
وضع كوعيه على المائدة وأسند ذقنه فوق يديه
:
-أولا أمى لم يكن لديها شخص لتفرض عليها سلطتها وكذلك كان الأمر الأسها الوضع بالنسبة لك ثم يمكنك أن تحكمى على النتيجة حسب المنتج النهائى الذى هو أنا أمامك ما رأيك هل أنا محطم ؟وأحب أن أخبرك أنها لم تكن بنفردها طوال حياتها فى تربيتى. حدثينى عن والد زوجك وحماتك حسب كلام ليستر براون كانا يريدان أن ينتزعا منك ولديك . أليس كذلك؟
هزت كتفيها :
-أن آل ماكول لم يتبنيانى فى الحقيقة أتعرف أن بى بعض الدماء اليابانية ولم يكونا يستسيغان ذلك أما أنا فكنت على أستعداد أن أشاركهما فى الولدين لأنهما كل ما تبقى لهما من ولدهما ولكن أن أعيش تحت تهديد أنتزاعهما منى وألا أتولى رعايتهما وحراستهما فلا وألف لا
-هنا لن تقامرى بشئ ولن تواجهى أى خطر يا ليز شبكة روايتي الثقافية
-أعرف ذلك ومن ناحية أخرى فإن حمواى لم يكفا عن أفساد وتدليل ولدى بطريقة مبالغ فيها لقد عشت طويلا عندهما عندما مات زوجى لم ريان وقد تجاوز ستة أشهر من عمره وكنت حاملا فى جاسون وكان أعقل شئ أفعله هو أن أقبل ضيافتهما
ولكنه سألها وهو يرفع حاجبيه :
-ولكن ماذا؟
-ولكن الأمر لم يفلح بيننا وهكذا تركتهما من حوالى سنة ومنذ رحيلى لم يكفا عن مضايقتى لاستعادة الولدين
ألقى كيرك بأخر قطعة من لحم البيكون إلى مارس الذى أمسك بها وهى فى الهواء دون أن ينهض من مكانه المعتاد بالقرب من الباب
كيف مات زوجك يا ليز؟
تساءل فيما بعد لماذا لم تجبه على هذا لاسؤال ولكن دون شك السبب فى عدم الرد أنه لم يبد عليه الاهتمام بالإجابة وقالت:
-لقد أنتحر
حاولت أن تزيل المرارة التى سادت عبارتها فاستمرت فى الحديث برقة:
-بطرقة ما أظن أن الأمر كان غلطتى...غلطتى وغلطة والديه .غلطتى لأنى حملت من جديد وغلطة والديه لأنهما أفسداه جدا لقد كان رجلا يخاف من الواقع لأن والديه أعطياه دائما كل ما يريد -كل شئ- ماعدا النجاح
أضافت فى نفسها : "والنجاح والموهبة"
قالت :
-لقد كان هو الآخر فنانا وتقابلنا فى كلية الفنون وعشنا معا حياة متواضعة كان يقوم بالرسم بالزيت
لقد كانت ليز هى التى تكسب ما يواجهان به المعيشة عن طريق صورها الفوتوغرافيه
أخذ كيرك يحتسى قهوته وهو يسمع قصتها أخذ يحثها دون أن يحاول أن يبدو ملحا :
-ثم ماذا ؟
-ثم قاما والداه بتمويل معرض ضخم لأعماله ولكنه نال الفشل الذريع فأطلق رصاصة على رأسه
مرت دقائق طويلة صامته
-لابد أنك مررت بفترة عصيبة يا ليز؟
قالت ببساطة:
-نعم...خاصة عندما صار الولدين كبيران نوعا ما لقد فهمت أن حماى كان يجاهدان كى يجعلا منهما نسخة طبق الأصل من والدهما ولم يكن عندى سوى فكرة واحدة وهى الرحيل
حملت الطبق الفارغ إلى حوض المطبخ . قال كيرك لها :
-والآن أنت تخشين أن أتدخل أنا...أفهم ذلك يا ليز ولكنى وعدتك بألا أعود إلى ذلك مرة أخرى أبدا على الأقل حاولت وعذرى الوحيد هو أننى أردت أن أنقل إلى والديك كل ما علمنى أبى
صبت ليز لنفسها قدحا آخر من القهوة ثم أقتربت من كيرك وقالت: شبكة روايتي الثقافية
-أعتقد أنك لم تعرف والدك إلا مؤخرا
-إننى لم أتحدث عن أميروز لقد كان أبى مارتن ألبريت وتزوج من أمى عندما كنت فى الحادية عشر من عمرى لقد مات من إحدى عشر سنة ووقتها أعترفت لى أمى بعلاقتها مع أميروز والمكان الذى يعيش فيه إننى لا أعرف جيدا حتى الآن لأى سبب أتيت إلى هنا وأتساءل هل أتيت لكى أعثر على أب بديل
-وهل وجدته؟
ضحك وأنتهى من قدح القهوة وهز رأسه :
-لا لقد كان أميروز رجلا قاسيا ومتقلبا ولكنى كنت فى حاجة إلى العمل وهو يدفع أجرا مرتفعا .كنا وسط فترة الكساد ولم يكن لدى حرية الأختيار وأردت أن أدخل فى شركة بترول ولم يكن هناك مكان كذلك كنت أسير أميروز وخلال عامين قال لى إنه سيترك لى المزرعة وهو ما لايزال يدهشنى
-لقد كنت أبنه يا كيرك وحتى لو لم يكن لديه الحنان الأبوى فإن ذلك يكفى أن تكون من صلبه
-أنا أيضا أبن بيتى ألبريت وهو ما كان يجعله كارها لى لقد هربت من المزرعة دون أن تخبره أنها حامل ولم تخبره أبدا أن له أبن أنه لم يعرف بوجودى إلا عندما حضرت إليه .
ساد السكون بينهما وقطعته ليز بصوت خافت:
-فى الخطاب الذى تركه لى قال إن روحه ماتت عندما أختفت خالتى وأنه لم يعد يعثر عليها أقصد روحه إلا عندما وجهه القس ديزى إلى لاطريق القديم
قال معترفا :
-إن القس ديزى أخرج الشيطان الذى لبسه لقد قابله بعد أن عرف أنه مصاب بالسرطان بقليل . أى رجل حتى أميروز عندما يواجه لاموت يراجع نفسه
-وهكذا بسبب القس المحترم ديزى قاسمت أنا والسيدة هيلى الميراث معك .أن العم أميروز أراد أن يظهر توبته عن مسلكه السيئ نحو الأخرين
-لقد عملت السيدة هيلى كالعبدة عنده وعمتك لو عاشت لطلبت منك دون شك أن تأتى لتستقرى بالمزرعة بعد أن ترملت...على أية حال أقر بأن وجودك هنا بمثابة مكافأة لى
كانت القطة الأم تلعق صغارها والمطبخ حار وتسوده رائحة اللحم اللذيذ والقهوة وجو من الأمان مما جعل من الصعب على ليز أن تظل متعقلة
قال لها:
-فى كل مرة أنظر إليك تجتاحنى رغبة عارمة أن أضمك بين ذراعى
-من فضلك كيرك
كانت تعلم أن شجاعتها بدأت تخونها قلات له بأنفاس لأهثة:
-لا من فضلك
أبتعدت عنه وعقدت ذراعيها على صدرها واجبرت نفسعا على أن تتمالك تستعيد سيطرتها على نفسها
قالت بحزم :
-لا تعد الكرة من فضلك
نظر إليها وهو يحنى رأسه وأستسلم :
-كما تريدين ولكن....لكنى أحتفظ بذلك للمستقبل
تراجعت خطوة أخرى وهى ثائرة لأنه وضعها فى هذه الحالة خليط من الرغبة الخوف حتى تسارعت أنفاسها وجعلها تقول أى شئ بلا معنى
قالت: شبكة روايتي الثقافية
-أنى أقدر لك لو أننا بقينا مجرد صديقين
-حسنا يا ليز لقد سعدت بأن تكونى صديقتى
رأت الضحكة فى عينيه وتحرقت شوقا لأنى ترتمى بين ذراعيه وأن تدس راسها فى كتفه.مرت ثوان من القلق والصمت الذى قطعه كيرك:
-سأذهب لإطعام الحيوانات
أرتدى سترته الضخمة وقفازه وثبت قبعة رعاة البقر على رأسهوعندام فتح الباب الذى يودئ للخارج رأت أن السماء لازالت سوداء تماما .خرج دون أن يلقى نظرة خلفه وجلست ليز أمام المائدة ووضعت رأسها على يديها المتشابكتين وتساءلت هل سيستعيد عالمها طبيعته فى يوم ما .إنها إن استقرت فى مزرعة هويتيه حتى فقدت عقلها وافصحت عن اسرارها لرجل شبه مجهول بالنسبة لها لقد أحرجها إن طريقة مسلكه تصيبها بالجنون أحس كيرك بالارتياح التام عندما أدخل رأسه من فتحة الباب فيما بعد ليعلمها أن عليهم أن ينتظروه على العشاء وهو ما سيتيح له الوقت الكافى كى يأخذ نفسه.كان الثلج قد كف عن السقوط والسماء ساطعة بكل قوة بينما كان الطفلان ينهيان إفطارهما أخذت ليز أحسن كاميرا لديها وقررت أن ترحل فى مغامرة حول المزرعة
ولكنها ما أن خرجت مع طفليها حتى رأت كيرك مشغول جدا فى وضع اللمسات النهائية على تمثال رجل الثلج وكان قد نحت له ذراعا ومكنسة فى يده وفوق رأسه وضع قبعة قديمة سارع الطفلان نحوه وهما يطلقان صيحات الفرح . قال كيرك وهو يرفع ريان :
-ما رأيك أيها العجوز؟
أستقرت عيناه على ليز التى وقفت على عتبة الباب التصق جاسون بساق كيرك لم تعد ليز تعرف ماذا تفعل ولم تجرؤ على الأقتراب وهى تشعر بالسعادة والمهانة أمام حماس ولديها نحو رجل لا تعرفه إلا من وقت قريب أخيرا قررت خلغ قفازها وأن تلتقط بعض الصور بالكاميرا التى علقتها برقبتها
صاح كيرك :
-أخيرا عدت للعمل والتقاط صور الثلج ؟
-نعم ولكنى ليست معتادة على الثلج ولا أعرف أى تأثير سأحصل عليه إن الظلال والتضاد مختلفان تماما عن المناظر الطبيعية العادية لقد دفعنى كيلى نحو المناظر الطبيعية الشتوية وهأنذا أتدرب
سألها
-وكيلك؟
شرحت له أنها أرسلت له عدة أفلام أثناء الرحلة :
-لقد أتصلت به هذا الصباح بعد الإفطار ووجدت أنه متحمس جدا أمام فكرة إمكانية أخذ لقطات توضح أنعكاس الشمس فوق الجليد ولكن لأنه صديق حميم لى أخشى مجاملته وأننى لن أعرف قيمتها الحقيقية إلا بعد بيعها
أنتبه كيرك عندما ذكرت عبارة صديق حميم وتساءل حميم لأى درجة ؟!أيقظ هذا الخبر لديه غريزة قديمة وحية جدا وهى حب التملك وفهمت ليز نظرته الحادة فهما خطئا
-لا تقلق لن أهمل عملى كسيدة البيت بسبب التصوير وسيتم تغذيتك تغذية كاملة ولن أعمل فى التصوير سوى ساعة أو ساعتين أختلسهما من وقت فراغى شبكة روايتي الثقافية
-ليس هذا ما أغضبنى
نزع من ريان عصاة المكنسة التى أخذها من التمثال وجرى مع ليز وراء جاسون الذى توجه مباشرة نحو الحظيرة فهم الكلب مارس النادرة وسارع نحو الطفل يمنع مغادرته
كانت لعبة مسلية بالنسبة لها أن ترفع جاسون وتجره على مقعدته فى الجليد بينما استقر ريان فوق كتف كيرك الذى قال لها:
-يجب أن نتفق حتى نعرف ما هو أكثر خطرا بالنسبة للولدين وما ليس خطرا ولم أنس ما تقررينه...والأن ما رأيك أن نقوم بجولة فى أملاكنا ؟أستطيع أن أحدد لك الأراضى التى تضمها المزرعة ويستطيع الولدان أن يمرحا دون خطر
وضع كل منهما حمولته على الأرض وراقبهما وهما يتقافزان فى الطريق
ترددت:
-اليس لديك عمل أخر تقوم به ؟إننى لا أريد أن أعوقك عن أداء اعمالك المعتادة
كتم دهشته فى العادة تشعر النساء بالسعادة عند خروجهن مع الرجال وإبعادهم عن أعمالهم لأن العمل ليس سوى منافس لهن ويرحبن بكل ما يمنعه . قال معترفا:
-أشعر بالخجل من الأعتراف بذلك ولكن هذه الفترة من العام ليس هناك الكثير من العمل فى هذه المزرعة ما عدا إطعام الماشية وأعمال البناء ثم ماذا يكون أكثر أهمية من أن أبين لشريكتى المملكة التى تملكها ؟
شريكته! رنت الكلمة بطريقة ممتعة فى أذنى ليز إنها كلمة مطمئنة لقد مر وقت طويل لم تكن فيه شريكة لأحد ووقت أطول لم تسر فيه بجوار رجل يمسك بيدها
عندما لاحظ كيرك أن جاسون يجد صعوبة فى السير وسط الثلج أمسكه من كتفه وأنتهزت ليز فرصة تحررها من يد كيرك لتصور كل ما حولها كان قلبها ممتلئا بالسعادة وهى ترى مرح أبنيها ! أحدهما فوق كتف كيرك والأخر يجرى بجواره وهو يطلق صيحات مرحة إنها سعادة غير متوقعة بعد عدة أيام فى المزرعة كذلك كان من المستحيل تجاهل أنها وجدت نفسها فى منطقة خطرة بالقرب من رجل مثل كيرك
قالت لنفسها :"إن عليها أن تنتبه ويجب عليها ألا تستسلم لأهوائها بسهولة"وجدت حصانا يدور حول نفسه فى الحظبرة مما أتاح لها أن تلتقط عدة صور من مختلف الزوايا وهى تضحك .
سألها كيرك:
-ما الذى جعلك تضحكين ؟
أنها تضحك ببساطة من السعادة والحياة.دون أن تدرى كان بالقرب منها وأستطاعت أن ترى ذقنه وقد أصبح لونه أزرق نتيجة نمو لحيه جديدة وذلك اللمعان الذى يضوى فى عينيه كانت ذراع جاسون تخفى جبهته مما أعطى ظلا لجانب وجهه لم تستطيع ليز أن تمنع نفسها من التقاط صورة لهما
قالت: شبكة روايتي الثقافية
-أن حصانك يقوم بجزء من الأستعراض
أدار وجهه وأستطاعت أن تدرس صورته الجانبية الجميلة والصالحة للتصوير مما جعلها تضبط عدستها عليه وتلتقط عدة صور.تابعتها عين كيرك أخذت تضاعف اللقطات حتى أنتهى الفيلم بدلته بفيلم جديد وبدأت تصويرها هذه المرة لجاسون الجالس فوق كتف كيرك وريان الذى كان يلاعب مارس
وضع كيرك جاسون على الأرض وتدحرج الطفلان فوق الثلج وهما يصدران أصوات المرح الهادرة ودهشت ليز عندما أكتشفت أن مرحهما أنتقل إليها وهى تشاهد منظرهما سألها كيرك وهو يمسك بيدها:
-ما الذى لا يسير سيرا حسنا؟
هزت رأسها ولم تستطيع إلا أن تهمس:
-ليس...ليست...أدرى أنظر أليهما...أنهما فى منتهى السعادة
ترك يدها وأبتسم لها وسألها:
-وماذا عن أمهما؟
-حسنا...أنا كذلك سعيدة وأعتقد أن الريف نجح بالنسبة لنا نحن الثلاثة
ألعن فى رضاء تام:
-رائع يا أهل المدينة لقد كنت واثقا بأنكم ستعجبون بهذا المكان
-حقا؟وبأى نوع من التسلية...حتى ولا صحيفة؟
-حسنا...هناك ما يعوض ذلك
قالت فى أنفاس متلاحقة:
-ربما
كى تظهر أى معنى أعطته لتلميحاته وجهت عدستها نحو الجبال المغطأة بالثلج التى يلمع وسط الشمس إن التعويضات هى تلك اللقطات التى يستطيع أن تلتقطها وقت فراغها ومرح أبنيها وهما ينطلقان فى حرية.ولكن كل ذلك لم يظهر فى ابتسامة كيرك...لا...لا شئ
أعلن كيرك هكذا أقوم بإطعام الماشية رفع جاسون وريان اللذين أعتليا الجرار ثم وضعهما على الأرض أصبح الطريق أكثر ملاءمة للسير على الأقدام تبع كيرك وليزوالولدان الخط العميق من الطريق والذى يحيط به الثلج
قال
-يمكنك أن ترى طاحونة دريس من هنا
وأشار بيده إى أشجار صغيرة منتشرة على المراعى عن بعد وقال وهو يبتسم لليز:
-ينمو عشب تحتها وتزداد فى لاصباح أحيانا عندما يسوء الجو وأتتى إلى هنا كى أجرها بالجرار وأكومها على شكل بالات من الدريس وأنشرها بالقرب من باب المخزن ثم أضعها بعد ذلك فى عنابر صاج
-لقد كنت غارق لأذنى فى هذه المهمة يوم وصولك وكنت أتى إلى هنا لأن العمل لا يحتمل التأخير
أنطلقت فى الضحك وقالت:
-وأنا كنت ثائرة لأنك لم تكن فى المزرعة عند وصولى لا غرابة فى ذلك أن أستقبالك لى بعد ذلك كان حارا
تتبعت بعينيها الطفلين اللذين أنطلقا جريا أمامهما مباشرة .لمس كيرك خدها ودهشت لكل تلك الحرارة التى أنبعثت من أصبعه رغم أن جو الجبال كان باردا جدا حتى أنها أضطرت لأن تضع قفازيها بين كل لقطتين فوتوغرافيتين
قال: شبكة روايتي الثقافية
-لم أتأخر فى تغيير رأيى يكفينى أن أتذوق فطيرتك بالشوكولا حتى أصبح هالكا
كانت عيناه تدلان على أنه يقصد شيئا أخر غير فطيرة الشوكولا وتهربت ليز من تلميحه ثم ربما رغم كل شئ يكون ممن يتمتعون بطعم الشوكولا وأن ما تخيلته من أفكار هى مجرد خيال يجب عليها ألا تخلط بين الأمور وتفهم المعنى مباشرة
كانت تعلم أنه غير محروم ممن الأكل وهو سعيد بذلك وبأنه ترك لها إدارة المنزل أما بالنسبة للحب فمن الواضح أنه غير محروم منه ويكفى تذكر استعراض النساء .ثم لماذا تتابع مجرى هذه الأفكار الخطرة ؟
أرادت أن تفلت من هذا الموقف فأبتعدت عنه وبدأت تتزحلق على كمية من الثلوج تجمعت عند المدخل صوبت عدستها نحو الأرض المنبسطة أمامها وحول الماشية التى تجمعت حول العلف الذى أحضره كيرك كان مارس فى حالة مرح شديد وكان يتقافز حول الطفلين اللذين حصراه فى ركن وكأنه قطيع صغير من الماشية أتجه كيرك نحوهما أحتاجت ليز إلى مكان عالى كى تستطيع أن تلتقط المزيد من الصور فصعدت فوق كومة من الثلج وأرادت أن تندس بين شجرتين شوكيتين وكانت مبادرة حزينة منها .جاء مارس يرمح بأقصى سرعته وأندفع نحو حذائها وعقر مقدمته بدأت فى الصراخ والولوله وكان عليها أن تهرب إلى المخزن ولكنها أكتفت بالصراخ بجنون وسط الثلوج الذى غطست فيه أندفع كيرك نحوها وهو يقول :
-ماذا حدث لك يا امرأة؟
-لقد أراد كلبك أن يلتهم قدمى
قلا وهو يساعدها على الوقوف :
-ولكن...لا مارس يقوم بواجبه كان عليك أن تشكريه لولاه لسقطت فى الزريبة وسط الثيران
-ثيران؟!ولكنى أظن أن ما لديك بقر وجاموس!
-أنظرى قليلا يا فتاة المدينة.هناك ثيران عدوانية يمكنها أن تدهمك بسرعة وكأنها قطار يسير بأقصى سرعته
قالت فى تردد:
-ولكن...كيف بأمكانى أن أتوقع ذلك؟
ضحك كيرك من أعماق قلبه وهو يضع ذراعه حول كتفيها:
-ألا تستطيعين التفريق بين الثور والبقرة ولا تعرفين الفرق بين الذكر والأنثى؟يبدو أن على أن أعطيك دروس فى التشريح المقارن
غزت وجهها حمرة قانية وأبتعدت عنه
-أعرف الفرق بالتأكيد...ولكن على هذا البعد لا أستطيع التمييز جيدا
-ادرسى الأبعاد والخطوط والزوايا أن الثيران مثل الرجال يمكن التعرف عليهم عن بعد
أقترب منها قليلا ليستأنف حديثه :
-أنهم عرضو الأكتاف والسيقان أن الثيران والرجال من الأنواع القوية القاسية أما النساء فهم الرقيقات
قالت وهى تشعر بالمهانة :
-حسنا...ليست فى حاجة إلى دروس فى علم التشريح خاصة وأننى أستطيع التعرف على الذكور من الأناث شبكة روايتي الثقافية
سألها بابتسامة ماكرة :
-وما بين الرجال والنساء أتريدين أن أوضح لك ؟
-لا...
-ما رأيك فى بعض الأكتشافات ؟
-وما رأيك أن نكتشف المزرعة بدلا من ذلك يا شريكى؟
-موافق يا شريكتى
عادا الولدان يجريان وصعدا الجميع فوق الجرار وسألته ليز:
-أنت تعشق مزرعتك...أليس كذلك؟
-نعم...هناك شئ ما فى الأرض والحيوانات والنباتات النامية وحتى تلك الأشياء التى يجب التخلص منها أو مقاومتها كل ذلك لا أستطيع مقاومته إطلاقا.لن يحدث رغم ضألة عائد المزرعة أن أستطيع الأفتراق عنها
-أتقول أن هناك مصاعب؟
-نعم...المرض الذى يصيب الماشية والماكينات التى تتعطل والجليد الذى يهاجم النباتات وسعر الحيوانات المنحدر...كل ذلك ممكن أن يضر وقد يقتل
أضافت بعد تفكير :
-وكذلك وصول أربعة أفراد إضافين؟
فكرت ليز فى المعاش الذى يجب عليه أن يدفعه لها وفقا للوصية كل شهر من عائد المزرعة بشرط أن تقيم فيها
صاح وهو يبتسم :
-لا...لا تصدعى رأسك بهذا الموضوع إن المزرعة يمكن أن تعول أربعة أفراد غيركم دون أى مشكلة
ولكن ليز لم تكن مقتنعة كلية وتساءلت أن كان الغم الذى أظهره كيرك بعد قراءة الوصية هو السبب فى أنه لن يتمتع بكل العائد سواء كان متواضعا أم لا للمزرعة
فى الحقيقة لا غرابة إذن فى أنه جرح.أنه لم يكن عملا لطيفا من أميروز أن يحرر مثل تلك الوصية


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:45 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
*************
فى نهاية ما بعد ظهر يوم قضته ليز فى الممتلكات أدركت أنه رغم المسافة الضخمة التى قطعتها فإنها لم تتعرف على كل المزرعة وامتدادها وفى طريق العودة قدم لها كيرك جواده وهو حيوان أسود أسمه شيفتاين الذى يقضى كل وقته أثناء الجو السيئ فى الإسطبل .
قال لها:
-يمكنك أن تتعلمى ركوب الخيل إن لك رشاقة طبيعية يمكن أن تسمح لك بالأستقرار جيدا فوق السرج
قالت:
-أظن ذلك أنا أيضا أعنى أننى أستطيع ان أتعلم ركوب الخيل والطفلان متحمسان جدا أمام فكرة ركوب السيسى فى الربيع ولكن يجب مراعاة ألا يذهبا إلى منطقة الثيران شبكة روايتي الثقافية
-أن الأمر أصبح سهلا بعد أن تعلمت التميز بينها
-ولكن يوجد خطر...أليس كذلك؟
وافقها برأسه ولكنها فكرت فى الأخطار الآخرى غير المزرعة التى يمثلها كيرك ولكن لن تعرض نفسها للخطر .أخذ ريان يشكو:
-ألن نعود للبيت يا أمى ؟أننى أشعر بألم فى ساقى بسبب الجرى
-حسنا
وضعت الكاميرا فى جرابها وهى تشعر بالأسف على أية حال فإن الشمس بدأت تغيب خلف الأفق وهى توزع أشعة وردية على قمم التلال اللامعة من الثلج الذى يكسوها
قالت:
-نعم سنعود للبيت وستشاهد الرسوم المتحركة فى التليفزيون بينما أعد العشاء
رغم تعب سيقانهما فإن الطفلين جريا بكل سرعة نحو البيت تردد صوت إغلاق الباب خلفهما فى الهواء الساكن البارد استسلمت ليز وتنازلت عن إغراء التقاط بعض الصور للنهر وسطحه الفضى
قال كيرك معلقا :
-بالنسبة لأول مرة تخشين الأحراش والمناطق البرية يبدو أنك تخلصت من هذا الخوف
أخذ الكاميرا ووضعها فوق كتفه وعادا سويا للبيت
-إنه يبدو ظهرا رائعا إن منطقتك جمالها غير عادى
-هذا حقيقى وستجدين هنا كل ما يساعدك على ممارسة التصوير والتدريب عليه إن الشتاء يستمر وقتا طويلا هنا فى الجبال وأتعشم أن تنجزى....
كان يضغط على يدها بقوة حتى أحست بالألم وقفا فى ركن من الجراج ثم رفع ذقنها ولمس الجرح الذى على خدها نجحت فى التخلص منه دون أن تقول كلمة وتابعت طريقها إلى البيت سألها وهو يتبعها:
-من فضلك أنتظرى قليلا حتى غروب الشمس إنه منظر رائع
استدارت نحو الغرب حيث حجب سقف الجراج ثم نظرت الرؤية عنها ثم نظرت بحدة إلى كيرك وقالت:
-ليس غروب الشمس ما يهمك
قال لها مؤكدا :
-أننى أريد غروب الشمس منعكسا فى عينيك إنهما رائعتان بلونهما المتغير أحيانا سوداوان واحيانا بنيتان لامعتان وهما تدلان على تقلب مزاجك
-أرجوك يا كيرك لا تحاول...
-أحاول ماذا؟
-أن تبث عواطفك
-ولما لا؟
-لأنه فى حياتك العديد من النساء وليست فى حاجة لى
-عن أى نساء تتحدثين؟
ردت بعنف وقد استردت شجاعتها
-جينا على سبيل المثال
-جينا ؟ أنها الماضى
-حقا؟
تنهد لأنه من الواضح أنها لم تصدقه ولكنه استجمع قوته ولم يعد يستطيع أن يكبح جماح عواطفه...اللعنة ! ما الذى يفعله ؟هل يفسد مستقبلها ؟أم مستقبله؟أن هذه المرأة ليست أى شئ ولا يجب أن يخدعها إنه لن يرتبط بسيداتن آخريات بعد الآن فما هى المشكلة ؟
سألته: شبكة روايتي الثقافية
-وكريستى ؟
ينهد وقد اجتاحته رغبة فى أن يقترب منها أو يبتعد عنها باسرع ما يمكنه إنه يريد أن يطرد من راسها الصغير كل فكرة مضحكة ملأتها من مطاردة النساء له
قال لها :
-لقد قابلت كريستى من سنتين عندما انجزع كاحلى كانت تعمل فى المستشفى فى خدمة الإذعة الداخلية وقد تقابلنا عدة مرات ثم انقطعت علاقتنا نحن صديقان والآن هى تواعد سائق شاحنة
سألته:
-وباتى؟
-باتى؟!
كان فى شدة الدهشة حتى إنه إبتعد عنها
-باتى؟ماذا تردين أن تعرفى عنها؟
أليست واحدة من صديقاتك الشابات؟
ضحك بصوت عال وأستمر فى الضحك حتى أنتقلت لها عدوى الضحك دون أن تفهم شيئا وأخيرا شرح:
-من أى ناحية ؟عندما كنت فى السابعة عشر من عمرها تعلقت بى وخلال ثلاثة أشهر كانت تتبعنى كظلى فى كل مكان ولكنها كبرت وعبرت فترة الخيال حمد لله والآن أنها تصيبنى بالجنون ولكن بطريقة آخرى....أنها تحاول أن تلعب دور الحبيبة المفضلة كى تبعد جينا عنى....إن جينا هى الماضى ويجب إدخال ذلك فى عقلها الصغير إنها كاللزقة لا تريد أن تكتفى بالصداقة
نجح ما بذله من مشقة فى إزالة مخاوفها عن طريق الأعتراف....ولكن ليس هناك وعود
قالت ليز وهى تبتعد عنه :
-الصداقة شئ ثمين وأوصيك بها بحرارة
نظرت إليه من فوق كتفيها نظرة متهكمة ثم انسلت عائدة إلى البيت
سألها كيرك :
-هل أنت مشغولة ؟
كان قد دخل المطبخ ومارس فى أعقابه بعد أن أزال الثلج الذى يغطى حذاءه الطويل قدم زجاجتى لبن إلى ليز
وضعت الكلمات المتقاطعة التى كانت تحلها ورفعت عينيها نحو كيرك يا إله الرحمات !أنها لا يمكن أن تظل رزينة أمام العينين ذات اللون الخليط ما بين الرمادى والأزرق يا له من رجل فاخر بقامته الممدوة وكتفيه العريضتين وشعره الملبد وكأنها خارج من معركة قفزت واقفة على قدميها :
-لقد أرسلت الطفلين إلى الحضانة اليوم
كانت قد أنتهت من إعداد الغداء لأنه عندما يعود من الحلب يكون جائعا ويطلب جبالا من الطعام
-إنه أول يوم لهما وكل ما على فعله هو أن أصحبهما فى الذهاب والعودة .لماذا سؤالك هذا ؟هل هناك شئ ما تريد منى أن أفعله ؟
كانت وهى تتكلم تتحرك بنشاط ما بين الثلاجة والموقد والمائدة لتضع كل ما يلزم لإطعامه
-لقد أخبرتينى أن أثاثك سيصل غدا وكما وعدتك بإن أحضر سجادة أو أثنتين أو موكيت لصالة لعب الطفلين فمن الحكمة أن نركبه اليوم وأقترح أن أصحبك عندما تذهبين لتسليم الطفلين فى فترة ما بعد الظهر وأثناء تلقيهما دروسهما أن نقوم بشراء واحدة ما رأيك؟
-أتظن أنه يمكننا تسلم السجادة وسط النهار؟
-يا فتاتى الصغيرة أنا الحمال الذى سيقوم بنقلها وتسليمها وسط النهار.هنا نقوم بالأعمال بأنفسنا
-من الصعب تركيب الموكيت...هل سبق لك أن قمت بذلك؟
-هز كتتفيه بل أكتراث : شبكة روايتي الثقافية
-لا....ليس بعد ولكنى قرأت موضوعا فى مجلة كتخصصة فى أعمال الديكور الداخلى
لم يذكر لها أنه قضى ليلتين كاملتين لم يزر فيهما النوم عينيه يحاول أن يتعلم تركيب الموكيت ليجذب أنتباهها عن طريق عرضه عليها تركيب الموكيت
أعلنت وهى تضحك:
-إن الشرح التى تقدمه هذه المجلات لا يساوى شيئا من الناحية العملية أريد أن أراك وأنت فى العمل الفعلى !
قال جاسون متسائلا:
-فيما يستخدم هذا؟
كان يحاول بأصابعه الصغيرة أن يحل عقدة خيط يلف ربطة طويلة وثقيلة وضعها كيرك عل الأرض تدخل كيرك صائحا:
-لا تلمسها أن هذا الخيط من المعدن وهو يجرح بشدة ويمكن أن يجرح المرء إذا لم ينتبه إليه سأنقل لفة الموكيت هذه كما هى إلى صالة اللعب ثم نفرده على سطح الأرضية ولكن يجب إطاعتى
كان قد تكلم طويلا لينبه الطفلين الصغيرين . صعد جايسون على الموكيت وكأنه يركب حصانا وهو يصيح:
-هو!كوكوت!
وكان فى سعادة عارمة بينما ركع ريان بالقرب منكيرك وهو يتوسل إليه:
أنى أستطيع ان أساعدك...أليس كذلك؟
أمسك دون أنتظار المقياس المعدنى الخاص بكيرك وضغط على الزر وأنطلق فى الضحك عندما شاهد الشمبر المدرج الخاص بالمقياس يندفع إلى الخارج من علبته حيث مر طرفه تحت أنف كيرك الذى نهض فجأة وهو يقلب علبة المسامير .أنتشرت المسامير فوق الأرضية أعلنت ليز:
-أسفة ! يا أولاد حان وقت النوم
احتجا قليلا ولكن اليوم الأول فى الحضانة وأنهمكا تعبا ويكفيهما بضع دقائق فى لاسرير حتى يغلقا عيونهما .أحست ليز بالحنان وهى تتذكر تعبير جاسون فى لاصباح عندما أدرك أنها ستتركه خلفها كانت وكأنها ستتركه وحيدا فى زورق فوق بحر متلاطم الأمواج ولكنها عندما عادت مع كيرك أضطرت للإلحاح عليهما حتى تصحبهما.عادت إلى صالة اللعب وهى تشمر عن أكمامها:
والآن عرفنى كيف يمكننى أن أساعدك ؟
فكرت بين نفسها أن هذا حل جيد عندما يجدان ما يشغلهما هى وكيرك لن تخشى أن يحدث شئ أزال كيرك أخر خيط ورفع عينيه نحوها :
-حسنا....لقد ساعدتنى بالفعل فأحيانا النيات الحسنة لا تؤدى عملا جيدا خاصة إذا كانت تلك النوايا آتيه من طفلين صغيرين
-لمن تقول هذا!ماذا تظن السبب الذى جعل الأمهات يخترعن فترة الراحة بعد الظهر؟
-أعترف بإنه أختراع عبقرى
وضع الموكيت على طول أحد الجدران فى الصالة وطلب مساعدتها:
-أبقى هنا لتثبيت الموكيت هل يمكنك ذلك؟وذلك أثناء فردى الأخر شبكة روايتي الثقافية
أطاعته ولكن حتى يتم فرد الموكيت أستطاعت ليز أن تضغط على الطرف الذى من جهتها ولكن فجأة أفلت الطرف منها والتف حول نفسه إلى أن أنضم إلى الطرف الأخر بعد أن صدم ركبتيها ثم أعلى ساقيها ووصل إلى كتفيها فى الوقت الذى ابتعد فيه كيرك إلى الطرف الآخر من الحجرة.صاحت وهى مذعورة:
-آهـ! بم ينصح كتيبك فى هذه الحالة؟
استدار كيرك ورآها -فىحيص بيص-ولكنه لم يستطيع أن يترك الطرف الذى يمسك به.قال معترفا :
-حسنا...إنه لم يذكر شيئا محددا حاولى أن تضعى الموكيت فى مكانه قدر الأمكان
صارعت ليز وحاولت أن تبعد مسافتها وأنحنت ونجحت فى الإمساك بجزء من الموكيت ولكنه كان ثقيلا جدا فأفلت منها.استطاعت أخيرا أن تتحرر وذهبت تبحث عن مطرقة عادت إلى الصالة وركعت على ركبتيها قدر استطاعتها فوق الموكيت وحاولت أن تبقيها على الأرض أنطلقت ضحكة مجنونة من كيرك مما جعلها تتوقف عن مهمتها أخذت تنظر من بين ساقيها وهى لاتزال ممسكة بالمطرقة.سألها كيرك:
-ماذا تفعلين...هل تلعبين نطة الأنجليز؟
-أننى أثبت الموكيت
استطاعت بصعوبة أن تصل إلى أحد أطراف الموكيت ووضعت عليه المطرقة الثقيلة وهى لاتزال تحبو على ركبتيها ثم مدت ذرلعها فوق رأسها حتى أمسكت يداها بطرف الموكيت وهكذا أصبح الطرف كله فى موضع ممتاز تحت جسدها الممد فوقه وصاحت بأنتصار:
-إيه...حسنا ما رأيك؟
-رأيى أن كاتب كتيب الأرشادات لم يشرح كل شئ وهذا يدهشنى إنها فكرة جيدة اختيار أحسن أنواع الموكيت هذا النوع مريح حقا والآن وصلت إلى التحكم فيه جيدا
فكر كيرك إنها حقا محظوظة لأنه وجد صعوبة فى التحكم فى الطرف الذى معه خاصة عندما رآها ممده على طرف الموكيت بطولها لم يكن أمامه إلا أن يفكر فى شئ آخر ولكنه قول من السهل أن ينطقه ومن الصعب أن ينفذه .أجبر نفسه على العودة إلى عمله وصاح:
-الرحمة يا إله السماوات!
عندما وصل الطرف الأخر من الصالة وجد أن عليه أن يواجه نفس مشكلة ليز كان طرف الموكيت يلتف حول نفسه عندما يكف عن الإمساك بطرفه .إذا حاول إحضار شئ ثقيل يثبت به أحد الأركان فإنه سيضطر إلى ترك الموكيت حان محاصرا ضد الجدار.هذا ما صار إليه حاله بعد أن قرأعدة مرات المقال حول وضع الموكيت وتثبيته
كانت المعركة التى اشتبك فيها والتى تتركز فى الجرى ما بين ركن وآخر ويداه فوق الأرضية لم تحل مشكلته جلس فى المنتصف وهو ينظر إلى ليز وقال وهو يسند رأسه على كفه :
-فى النهاية أنت على حق لو ظللنا جالسين على الموكيت مدة أسبوعين فإن الموكيت سيتطبع على الأرضية دون أى مساعدة وليس علينا سوى الأنتظار شبكة روايتي الثقافية
تأرجحت ليز فوق الموكيت وتساءلت ماذا يمكن أن تظن بهما السيدة هيلى لو رأتهما على هذا الوضع الغريب فوق الموكيت ؟قالت مقترحة:
-أعتقد أن علينا أن نثبته بالمسامير
-من المستحيل أن يتحرك أى منا من مكانه لانه لو أبتعد أحدنا فإن الموكيت سيلتف حول نفسه
-لا...أعتقد أنه محكوكا علينا أن نظل فى مكاننا الوقت اللازم حتى تنفرد والمضايقة الوحيدة فى هذا الوضع هو أننا سنظل متباعدين مسافة طويلة إن أحد أركانك مثبت جيدا بالمطرقة فما رأيك فى أن تقتربى منى؟
فى الحال أستنتجت العواقب الوخيمة التى ستنتج من اقتراحه قال لها بابتسامة مشجعة:
-هيا...تعالى!
آه...ولكننا أتفقنا على أن نظل مجرد صديقين
-ثم؟وهل ما أقترحته عليك لا يعد صداقة؟
-لا.لأنى أخشى أن نصبح صديقين أكثر من اللازم وأحس أكثر أمانا فى مكانى بعيدة عنك
-وهذا الأمان....هل هو ضرورى؟
-نعم
-وماذا لو أثبت لك العكس؟
صحكت وهى سعيدة من وضعها وكل منهما على بعد أمتار من الآخر
-كما تقولين أننا عندما نبقى ثابتين فإنه محكوم علينا أن نظل فى مكاننا
-لا تكونى واثقة لهذه الدرجة
مط جسده ثم تدحرج مرة ومرتين وثلاث مرات وأختفى داخل الموكيت المنطوى معه لم تستطيع ليز أن تكف عن الضحك وعندما وصل إلى نصف المسافة استطاع أن يخرج راسه ويصيح :
-النجدة!النجدة!إن هذا الموكيت اللعين سيلتهمنى
نصحته ما بين ضحكاتها:
-لا تتحرك سأذهب لإحضار أشياء ثقيلة وأعود
ما أن نهضت حتى أخذت تتبعها السجادة وتلتف حول السجين المسكين الذى أصبح بلا حركة تماما أستغرق الأمر دقيقة من ليز حتى تحضر معلبات طعام .
كان المنظر فى الصالة قد تغير حرر كيرك نفسه وجلس وسط الصالة وقد فرد ذراعيه كى يبعد طرفى السجادة عنه .قالت:
-رائع...فى الوقت الذى ذهبت كى أحضر أثقالا أخرى تعود إلى جدارك وأنا ساثبت الموكيت بالمسامير
بدلا من أن يطيعها أمسك بكاحلها وقال :
-هل نسيت مناورتى...ستستقرين بالقرب منى
وقفت ثابتة وأرتفعت يده التى تمسك بكعبها ونظراته لا تفارق عينيها يحاول أستنتاج رد فعلها :
-عليكى أن تجلسى بجوارى وعلينا أن ندفن أنفسنا داخل الموكيت ولن يعرف أحد أننا هنا وأراهن أننا لن نشعر بالحرج داخل السجادة
قالت فى مرح:
-لقد كسبت أنت!
جلس وهو يحاول أن يجذبها نحوه عندما أمسك بيدها أرادت ليز أن تحرر نفسها ولكنها تعثرت ووقعت فوقه وأخذا يتصارعان كالأطفال تركزت نظراته على نظراتها وتشابكت .قال لها:
-لقد جذبتينى من اللحظات الأولى التى رأيتك فيها وأنت واقفة أمام بيتك وقد تبعثر شعرك بفعل الرياح والجيب تلتف حول ساقيك وحذاءوك الغريب ذو الكعب العالى الذى جعل ساقيك تساويان مليون دولار ثم أتيت إلى هنا فزاد الأمر سوءا لقد كان عندك حق أن طالبت بالصداقة وأنا أحب هذا النوع من الصداقة الحميمة
-وأنا كذلك شبكة روايتي الثقافية
فجأة تحول الهزل إلى جد وتسارعت ضربات قلب ليز ولم يعد بأستطاعتها أن تخفى حبها العميق له.لقد أصبحا فى عالم ليس به سواهما وقد تركزت عينا كل منهما على الأخر.قالت لاهثة :
-بماذا ينصح كتيب إرشاداتك فى هذا الوضع ؟
-حسنا...ليست هناك تعليمات محددة...لقد فقدت سيطرتى على العملية كلها
-إذن علينا أن نظل صديقين وكف عن هذه اللعبة الخطرة فإننى لم أتمرن عليها من وقت طويل ولم أعد أعرف قواعد اللعبة
-إن القواعد لم تتغير منذ الخليقة يا ليز وأنت تعرفينها جيدا مثلى تماما.إن ما يحسه كل منا نحو الأخر ليس مجرد انجذاب عادى يمكن السيطرة عليه وإنما هو رغبة عارمة فى امتلاكك كلية يا ليز
صدمها اعترافه بالحب المفاجئ وتصلبت:
-لا!
-لا...ماذا أنى لم أطلب شئ بعد
حاولت ليز استجماع أفكارها إنها تريد أن تسلك مسلكا وعقولا لا يؤدى إلى تعثرها فى طريق حياتها ولا يحدد مستقبلها مسلك تستطيع أن تتمسك به. قال لها بإلحاح :
-ما الذى يمنعنا من أن نظل صديقين حميمين؟
-لا تحاول إغرائى يا كيرك لأنك تضيع وقتك سدى
-أعرف ذلك ولا أتعشم شيئا على الأطلاق ولكن الأمر حدث وأبت بحبك لا فائدة من إنكاره
تساءلت ماذا يريد بالضبط ؟ وفضلت ألا تسأله ولكن كيف تنكر أن أضطرابها مما تشعر به نحوه قد تزايد باستمرار.أن ما تشعر به نحوه لم يستطع أى رجل من قبل حتى زوجها أن يثيره داخلها هل يلمح إلى أنها تريده كما يريدها ؟ من الأفضل ألا تتعمق فى البحث قالت له:
-بصراحة...الأصدقاء لا يتصرفون هذه التصرفات
-صدقينى يا ليز إننا نعقد الأمور ولكننا لا نملك التصرف فى مشاعرنا فى كل مرة أراك فيها تطير كل القرارات العاقلة التى أتخذها ويعود كل شئ إلى سيرته الأولى .أن هذا لن يختفى بسهولة ما لم نحل المشكلة بهدوء
أخذت تدفعه بكلتا يديها فى يأس وهى تصيح :
-أننا مضطران لأن نتقاسم هذا البيت وهذا يعنى أن يحترم كل منا الأخر فى كل شئ
-يا إلهى!أعتقد أننا حللنا هذه المشكلة لقد أعلنت ببساطة أننى أريدك أنت كلية لقد عرفت ذلك من البداية...من اللحظة التى دخلت فيهامكتب كاتب العدل وعرفت ماذا سافعل وماذا ستفعلين وسينتهى بنا الأمر أن نعيش معا كروح واحدة.لم أكن أعرف أن أميروزقد تأمر ليجمعنا معا وعرفت أنك مادمت تعيشين فى المدينة وأنا فى الريف فى مزرعة فإن مؤامرته لن يكتب لها النجاح ولكنى أحسست أنه ما أن تأتى إلى هنا يا ليز فإننا سنشترك فى نفس العواطف
تذكرت كلماته أمام غروب الشمس من أنه لم تعد فى حياته نساء أخريات . ولكن هل تستطيع أن تتخلص من الشك الذى يطاردها؟
-ماذا لو أكتفينا بالصداقة البسيطة؟
-نعم نستطيع ذلك بشرط أن أنال بعض التعويض
شبكة روايتي الثقافية


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:46 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
************
ظل كيرك وليز لا يعرفان من أين تأتى ضجة الحشرجة التى سمعاها من مكان قريب وعندما تكررت توقفا فى الحال عن الحديث فى الحال زفرت فى أسف وهى تبتعد عن كيرك وحاولت الجلوس أخذت فى رعب تنظر للسيدة هيلى التى كانت واقفة فى مدخل الباب ووضعت أحدى يديها الكبيرتين فى وسطا والأخرى كانت تمسك بها عكازها قالت فى تهكم:
-إن العمل شاق كما أرى !
بينما نهض كيرك بحثت ليز عن عذر :
-أن الموكيت لا يريد أن ينفرد
ثم قدمت على محاولتها .لأنها على أية حال لن تفلح فى شئ .تنسمت السيدة هولى الهواء ثم تهكمت ثانية :
-ولكنك تفعلين أى شئ مع أى رجل قادم .ألا تخجلين أيتها الشابة وأنت أرملة ولديك طفلان تتصرفين هذه التصرفات غير المسؤولة .اليس لديك أى أحترام لذكرى زوجك؟وللطفلين المسكنين.
بدأ الغضب الشديد على ليز:
-أسمعى أيتها الحيزبون...لا دخل لولدى فى هذا
لم يكن من السهل خداع السيدة هيلى وقالت فى غضب شديد:
أنتبها أنتما الأثنان إننى أنذركما بأننى لن أتسامح مع مثل هذا المسلك هنا لقد أراد أميروز أن أعيش هنا لسبب واحد وهو أن أكون وصيفة وطالما عشت بين هذه الجدران لن يحدث أى مسلك غير أخلاقى بينكما ولا مع أحد أخر
أقتربت خطوة ووجهت طرف عكازها نحو المذنبين :
-إذا لم تتصرفا بكرامة فأننى....
قال كيرك بعنف وهو يقاطعها:
-قوليهاإذن!من الذى يتحدث عن السلوك غير الأخلاقى ؟.أنت؟بعد الطريقة التى عشت بها مع أميروز وتتجرئين بطلب حسن الأخلاق من الأخرين؟أسمعى أيتها الساحرة الشيطانة ....
-عفوا عندما كنت أعيش هنا لم يكن هناك أطفال
-حسنا...أن طفلى ليز لا يهتمان بمسلكنا...أنهما فى المرحلة الأولى وينامان نوما عميقا كله سعادة ثم عليكى أن تهتمى بشؤونك الخاصة وعندما رأيتنا مشغولين كان من الواجب عليك أن يكون لديك ذوق وتختفى فى أسرع وقت.نحن ليس فى حاجة إلى وصيفة ولن أسمح بأى ملحوظة منك
خفضت لاسيدة هيلى من نغمة صوتها قليلا:
-يمكن أن يصلا الطفان إلى هنا دون أن تلحظا وصولهما هل سمعتمانى وأنا قادمة؟
قالت ليز: شبكة روايتي الثقافية
-إن طفلى يحدثان ضجة كبيرة أكثر منك عندما تكفين عن طرق عكازك بالأرض ثم أنهما لا يتلصصان
-على الأمهات أن يعتنين كثيرا بمسلكهن خاصة اللأتى يخشين أن ينتزع منهن أطفالهن ويسلموا لجدودهم بحكم المحكمة
بعد هذا السهم المسموم ذهبت لاسيدة هيلى وهى تطرق الأرض بعكازها وقال كيرك:
-يا له من مشهد هزلى!
أدارت ليز ظهرها وأخذت كتفاها تهتزان من الرجفة ولأنها كتمت نشيجها فى حلقها
-لا تبكى يا عزيزتى ليز كل هذا كان غلطتى ولكنى لن أترك هذه الحيزبون تنكد عليك وعلى الطفلين ثقى بى ومن فضلك أنظرى إلى .
أمسك بوجهها وأجبرها على أن تستدير نحوه وفتحت عينيها ولكنها لم تستطيع أن تتحكم فى الحركات التى تملكت جسدها :
-أوهـ كيرك !يا لتلك النظرة التى فى عينيها !لم يسبق لى أن رأيت مثلها
صاح:
-أنت تمزحين...ولكن ليس بالأمر الغريب
-أوهـ بلى
-لا تعاملى هذه الحادثة على أنها مأساة يا ليز لا يمكن أن يحدث لك شئ وهذه ليست غلطتك فلا تقلقى
-كيف هذا؟بل يجب أن أقلق بلا شك ولكن تلك المرأة اللعينة تتدخل كى تزعجنى
قال كيرك:
-حسنا لا تهتمى ولنعد إلى عملنا
رغم ما بذلت من جهد فأن ليز لم تكف عن لاضحك :
-كيرك لا أعتقد أن كتيب الإرشادات واجه مثل هذه المتاعب فى تثبيت الموكيت
بعد عدة محاولات غير مثمرة أنتهى الأمر بأن أنفرد الموكيت فوق أرضية صالة لعب الطفلين بطريقة مرضية أسعدت كيرك وأغلق المقياس المعدنى وقال معترفا:
-كان من الواجب على ان ألفه حول عنق تلك الحيزبون
عندما نظر إلى ليز وهى تحبو فوق الموكيت قال :
-أنك توقظين فى عواطفى البدائية يا ليز تريماين
سادت القتامة وجه ليز لقد كان كيرك على حق فى قوله أن المشهد الذى حدث مع السيدة العجوز ليس هزليا لابد أن نوبة الضحك المجنونة التى أنتابتها وقتئذ هى دون شك نوبة هستيرية لقد كانت السيدة هيلى على حق إنها حقا عقرب سام يجب عدم الثقة بها ولابد أن كيرك يعرفها جيدا وهو لاذى كان أبنا غير شرعى لأمرأة عانت طوال حياتها من غلطتها لقد وجدت عذرا مقبولا لتغير الموضوع
-إيه...لابد أن أمك واجهت حياة صعبة ؟
-نعم...امرأة ومعها أبن غير شرعى لا يمكن أن نلقى لها أحتراما فى أيامنا كل الناس ظنوا أنها أبنة حرام لذلك لم يتزوجها أميروز ولكن العكس هو الصحيح
-ماذا؟
-إنها لم ترغب فى الزواج منه حتى عندما علمت أنها حامل .فى الحقيقة لم تخبره بذلك أبدا لأنها لم تكن تطيق أن تقضى حياتها مع أميروز قالت ليز فى حزن: شبكة روايتي الثقافية
-إيه حسنا! لابد أنه كان قرارا صعبا أتخاذه
-أوهـ ولكن أمى ليست أى شخص وأن أحترمها تماما وأعوضها عن الأحترام الذى لم يقدمه الأخرون بما فيهم أميروز لقد كانت أمى امرأة عنيدة وأستطيع أن أقول إن يدها من حديد فى قفاز من قطيفة مثل شخص أخر أعرفه
تظاهرت ليز بأناه لم تفهم التلميح رغم نظرة الشرح التى صحبت كلامه . وضعا أثاث الصالة فى أثناء حديثهما وسألته:
-ولكن ماذا كنت أمك تعيب على أميروز؟
-اوهـ لقد كانت تحبه ولكنها لم تقبل أن يسحبها من نفسها لقد كان شديد السطوة ويريد أن يتخذ كل القرارات بمفرده .كانت تعلم أنه من الأفضل أن يعيش الطفل فى بيت مترابط ولكن....ولكنها وجدت نفسها فى نفس الوضع الذى كنت أنت فيه مع حمويك
ردت ليز فى قلق :
-هذه لامقارنة ليست مضبوطة
كان كيرك الذى تعجبها العريضتان وهو يحمل كومودينو مخدوعا فى هذا لاموضوع إنها لم تكن امرأة قوية لقد كانت دائما خائفة من المستقبل ومن ألا تستطيع أن تربى طفلها بطريقة لائقة وتخاف أن يتدخل غريب فى فى حياتها
قلا بألحاح :
-بل هذه مقارنة صحيحة لم يرغب أميروز أن يواجه زواجا فى الكنيسة بينما هى كانت متمسكة بذلك لقد كانت فكرة أميروز عن الكنيسة سيئة وأيضا عن القسس ولسوء الحظ أن القس ديزى المحترم لم يظهر مبكرا
-إذن لم تعرف والدك الحقيقى فى طفولتك وأنما عرفت فقط مارتن ألبرت
-لا...ولم تتح لى الفرصة أن أعرفك أيضا .لقد تركت يا ليز بيتا مريحا عند حميك لأنك لم تفكرى إلا فى مصلحة ولديك لقد أردت أن تنالى استقلالك وأندفعت فى ممارسة فن التصوير لاضوئى أنت قوية ولا تسمحى لأحد أن يتخذ لك قراراتك نعم أنت مثل أمى امرأة من حديد فى غلاف من قطيفة
قالت له ضاحكة:
-إذن لماذا تتخذ لى قرارى فى هذه اللحظة ؟
-أنتبهى أنت الآن أكثر رغبة فيما أقترح
-أننى لا أتفق معك إن إقامة علاقة معك غلطة كبيرة لأن لدى ولدين يهمنى سعادتهما قبل كل شئ ولا أريد من أولجا هيلى أن تتدخل فى هذه السعادة أنها ممكن أن تحملنى الخطأ وأن أفكر فى ذلك من الصباح حتى المساء
-ليس هناك خطأ فى علاقة حب بين رجل وامرأة يتمتعان بالحرية هما الأثنان وليست أدرى كيف يمكن أن تصبح هذه العلاقة مهمة لأنها فى البداية ويجب علينا أن يعرف كل من الأخر جيدا
-لا يا كيرك إننى لن أخاطر بسعادة ولدى من أجل سعادتى
-قد تستطيعين الإفلات منى الآن ولكنك لن تستطيعى ذلك للأبد أننى اقرأ ذلك فى عينيك
-لا تدع خيالك يشطح لبعيد أن عينى لا تعدانك بشئ لسبب بسيط ومعقول وهو أننى أريد أكثر ما يستطيع رجل أن يقدمه لى
جاء دور كيرك ليظهر بعض التحفظ أن تعليق ليز الأخير جعله يحس بالخوف لقد توقع هذا النوع من الأقتراحات التى تحب النساء دائما أن تسمعها ولكن....الرحمة يا إله السموات أنه يحب حياته الحالية وليست لديه أى رغبة فى أن يغيرها حتى من أجل امرأة مثلها شبكة روايتي الثقافية
-هيا يا ليز أفيقى...أليس ما تطلبينه منى كثير ؟ كثير جدا؟
-بالتأكيد لا...أنا لا أطلب شيئا سوى أن تحترم واجباتى كام وإذا كان هناك من يطلب الكثير فهو أنت
ظل فاغرا فمه وفهم أنها على حق .عندما سمع الولدين اللذين استيقظا فوق رأسه عرف أن ليس أمامه سوى دقائق أقترب منها فتراجعت إلى أن حاصرها ضد الجدار قال لها:
-إننى لن أطلب منك شيئا لا تريدينه لقد أظهرت لك عواطفى وأنت أستجبت فلماذا المقاومة؟
كان قادرا على أن يكون مقنعا ولكنها أردت أن تكون هى الأقوى ألم يقل بنفسه أنها الأقوى؟هزت رأسها بقوة تخلصت من حصاره ثم صعدت إلى حجرتها ما أن أغلقت الباب حتى تملكتها الرعشة لو تأخرت دقائق لحدث ما كانت تخشاه حمدا لله أنها أفلتت منه سالمة .قالت بصوت عال وسط غرفتها الخالية:
-لا...لن أكون جزء من مجموعته النسائية ساعتنى بواجباته أما بالنسبة لغير ذلك فعليه أن يبحث عنه بعيدا عنى
بدت صالة اللعب وبها مائدة كومودينو ضخمة وأرائك ومقاعد وأرفف رصت عليها الكتب ومائدتان صغيرتان والنار فى المدفأة بدت مريحة ومرحة
صاح كيرك وهو يمد رأسه من فتحة الباب :
-أوهـ إنها رائعة
كانت ليز قد أنتهت لتوها من وضع الستائر رأته فى منتهى الأناقة وهو مرتدى سويتر لونه كريمى وبنطلون أسود وحمل سترة على كتفه ولأول مرة منذ عرفته أستبدل حذائه ذو الرقبة الطويلة بحذاء جلد أنيق كان حقا فاخرا ومليحا جدا لابد أن المرأة التى سيقابلها أنيقة هى الأخرى مثله وعبر خيالها صورة جينا بحذائها العالى
سببت نظرة كيرك الملحة نوعا من القلق والضيق جعلتها تندم رغما عنها لأنها منذ مشهد الموكيت أحترم رغبتها فى أن تعيش بلا رجل ولحسن حظها كان الولدين فى الصالة مشغولان بالتلوين فى كراسات الرسم مما أبعد عنها شبح الأستسلام .قال فجأة :
-هيا يا ليز أخرجى معى
كان هو أول من دهش من هذا الأقتراح المباغت دفع ضلفة الباب بعد اقتراحه هذا ثم أقترب منها وفكر أن تذهب إلى الجحيم حاجته إلى احترام كلمته وقراره أن يحترم رغبتها من حق الرجل أن يحاول ! قال شارحا: شبكة روايتي الثقافية
-سأقابل أصدقاء فى المدينة ولكنى أحب لو ذهبت إلى مكان أخر معك مثلا سينما أو مسرح أو ملهى .ما رأيك؟
تخيلت نفسها جالسة بجواره فى السينما أو المسرح وقد تشابكت ايديهما وربما وضع ذراعه على كتفها أو تراقصه ! قالت :
-أسفة لدى خطط أخرى
أمتعض كيرك تذكر أنه لم يحدث أن تهربت امرأة من دعوته لمصاحبتها وبادعاء كاذب .سألها بجفاء :
-أية خطط؟هل ستغسلين شعرك؟
-لا لقد فعلت ذلك لقد عدت من المكتبة العامة ولدى نية القراءة
-طوال السهرة؟يا لها من فكرة!
صاحت فى مرح:
-فى أى شئ فكرت يا كيرك ؟أننى أقضى كل أمسياتى فى حجرتى للقراءة ماذا يمكننى ان أفعل غير ذلك ؟لا أعتقد أن فى أمكانك تحمل أجر جليسة أطفال تحرس ولدى
-ولكن السيدة هيلى ؟
-لا هذا مستحيل
-حسنا....
ألقى بسترته على الأريكة وخلع حذاءه ثم وضع إحدى ساقيه فوق المائدة وأخذ كتابا من صف الكتب التى أحضرتها ليز فى الصباح ثم أعلن:
-سنبقى فى البيت لنقرأ معا
تساءل أمام بريق عينيها السوداوين عما إذا كان عليه أن يحترم إرادتها ولكن ما دامت قررت شيئا فله الحق فى أن يقرر شيئا آخر
قالت ليز ببطء :
-لا يجب أن تجلس هنا بالقرب منى
أمسك برسغها وأجبرها على الجلوس بجواره :
-أعرف ذلك ولكن هذه رغبتى
فتح الكتاب كان عبارة عن رواية بوليسية وبدأ يقلب صفحاتها وكانت لديه رغبة أن يقرأها كلها .حررت يدها ولكنها لم تتحرك من مكانها وأخذت تراقب ولديها وهما منكبان على التلوين أستمعت إلى النيران وهى تزأر فى المدفأة وصوت تليفزيون السيدة هيلى غير الواضح عن بعد فى الغرفة المجاورة واحيانا كانت تلقى نظرة على جانب وجهه .فكرت إنه رائع لو ظل هادئا يقرأ أو يشاهد التليفزيون فإنها لن تستطيع أن تمنعه ولكن فى اللحظة التى حاول التقرب منها فرت هاربة .ظلت ليز فى سريرها إلى وقت متأخر من تلك الليلة فاتحة عينيها وسط الظلام لم يقرأ كيرك طوال الأمسية ولم يشاهد حتى التليفزيون وفى أثناء وضعها لطفليها فى الفراش أعد شوكولاته ساخنة وفشارا وخلال الساعتين التاليتن لعبا الورق لقد تحدثا طويلا وضحكا كثيرا وتمازحا ولكن هذا كل ما حدث لم يخاطر أبدا بالإعراب عن رغباته بل لم ينظر إليها بإلحاح كما كان متعودا ولم يبتسم تلك الأبتسامة المغوية التى تجعلها شبه مجنونة إذن لماذ لا تنام ؟
استيقظت متأخرة فى الصباح حتى أن كيرك اصطحب الولدين إلى درس فروسية مع كريستى كما سبق الأتفاق على ذلك كان قد ترك مذكرة لليز حتى تنضم إليهم .خرجت إذن بحثا عنهم وذهلت عندما وجدت نفسها تمتطى جوادا عمره ستة أعوام وتتفاهم معه بمعجزة لقد كانت عطلة أسبوع مشغولة تماما فى ركوب الخيل يوم السبت والكنيسة يوم الأحد والعشاء بعد ذلك فى مطعم لافونتين شبكة روايتي الثقافية
يوم الأثنين صحبت ليز الولدين إلى المدرسة وسمحت لهما أن يقضيا النهار كله فيها وان تحضر لأخذهما إلا فى نهاية اليوم .فى الأيام التالية تعودت على إعطاءهما غداءهما فى علبة فى الصباح ثم تعود لأخذهما فى لامساء وقد فرح الطفلان بهذا القرار
قالر ريان مقترحا يوما:
-يمكننا أن نعود للبيت فى أتوبيس المدرسة
-ليست هذه السنة يا عزيزى وإذا كنت تقضى كل اليوم هنا فإن السبب هو أننى مشغولة بإعداد زينة عيد الكريسماس ولا أكف عن إعداد الرسوم ولم يبق إلا تلوينها
علق كيرك وهو يدخل المطبخ:
-أنها فكرة جيدة يا ليز
وضعت يديها فى جيبى الجينز الخلفيين :
-وأنا كذلك أعتبرها فكرة جيدة ثم قل لى أنى أتساءل....من هو الشخص الذى أدعى أننى لا أستطيع أن أمسك بالفرشاة؟
-أوهـ! أنا أيضا أتساءل من تجرأ؟!!
وبدأت عليه البراءة المزيفةولم تستطيع إلا أن تضحك
-على أية حال إننى أتساءل إن كنت قد بحت بكلمة عابرة حول هذا الموضوع إلى باتى لقد أخبرتها إنك أجتزت بكالوريوس الفنون الجميلة ولكنى لم أشاهدك أبدا ترسمين
-فى الحقيقة لا...ولحسن الحظ لأننى إن كنت رسامة حديثة فإن أطفالى الأعزاء المساكين كانوا سيتحملون رؤية صور بابا نويل بعين واحدة وقدماه تخرجان من أذنيه .هكذا يرسمونه الآن حسب المذهب الحديث
وضع سترته على مسند المقعد وألقى بقبعته طائرة لتستقر فوق الثلاجة :
-أننى لا أعرف شطحات الرسامين المحدثين ولكن هيا أنهمكى لأننى أريد أن أرى نتيجة مجهودك
ضاقت عيناها من الضحك ولم تغادرها عيناه مر قلب ليز بلحظات مؤلمة عندما أضطرت للأعتراف بإنها تحترق شوقا بإن تلقى بنفسها بين ذراعيه يكفى أن تنظر إليه وتتأمله حتى تصاب بالجنون أو أن تتلاعب تلك الأبتسامة القاتلة على شفتيه
أعاد صوت طرقات عكاز السيدة هيلى ليز إلى صوابه.همس كيرك بصوت رقيق:
-ليز
أكتشفت أن يده ترتجف وهى تمسك بيدها كانت الرغبة تلمع فى عينيه وتسارعت أنفاسه نسيت للحظات تهديدات السيدة هيلى وكذلك كلام كيرك "ألا تطلبين الكثير والكثير جدا"لم تعد تتذكر سوى السحر الذى يسبحان فيه رفت خطوات جاسون خلف الباب مما أتاح لهما ثوانى فقط للأبتعاد عن بعضهما ودخل الولد الصغير وقد وضع ذراعا واحدة فى كم معطفه وجاء يطلب المعونة لأرتداء المعطف .طارت لحظات السعادة من ليز
قال كيرك عندما أنتهى من قهوته :
-أنا الذى سأقود السيارة
أخذ معطفه وقبعة رعاة البقر وتبع ليز إلى الخارج.قال شارحا:
-لابد أن أمر على مصنع الآثاث
أعتطته ليز مفتاح السيارة البليزر الصحراوية :
-حسنا قد أنت السيارة وعليك الأتصال بالعمل007 فى حالة هطول الثلج
أنطلقت السيارة وسألت ليز كيرك لماذا عليه أن يشترى من مصنعه ؟
قال شارحا : شبكة روايتي الثقافية
-لقد ساءلت نفسى مادامت ليز تريد أن تدهن نوافذ الصالة فعلى الأقل يجب أن أصنع ديكورات حفل الكريسماس للطفلين
-وبالتأكيد ستطلب منى أن أطلى الديكور أليس كذلك؟
-حسنا...تتعشم باتى أمك مادمت ستطلين النوافذ فبالتأكيد لن تتوقفى عن دهان الديكور
أدار وجهه نحوها وأبتسم ثم وضع سبابته على خدها
-سأساعدك بقدر أستطاعتى يا ليز وسأجهز لك ورشة فى الحظيرة مزودة بالمصابيح ومائدة تضعين عليها أدواتك وهذا سيكون مشروعا مشتركا بينى وبينك
نظر مرة أخرى إلى الطريق ولما لم تقل شئ أكمل:
-أنه من أجل الطفلين بالتأكيد أقوم بكل هذا
وبعد لحظات طويلة من التفكير استسلمت :
-إذا كان الأمر من أجل الطفلين فليست هناك مشكلة
أمسك بيدها بحركة سريعة وقال:
-شكرا يا ليز ولكن هل يضايقك أن أعمل معك؟
-لا....لا على الأطلاق
قال برتياح ورضا:
-حسنا....على أية حال فإن العمل المشترك أمر طبيعى ما بين الشركاء
وافقته بصوت حاولت أن تجعله مرحا قدر الإمكان :
-تماما ...بين الشركاء الذين هم فى نفس الوقت أصدقاء وليسوا سوى أصدقاء


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-16, 06:47 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
***********
قالت ليز مقترحة:
-ماذا لو رسمت منظر العمران من ناحية وزلاجة بابا نزيل من الناحية الأخرى فإن هذا سيسمح بتغيير الديمور تماما ...ما رأيك؟
كانا فى الحظيرة حيث أخذ يقرأ برنامج الأحتفال الذى ستقدمه المدرسة .قال بصوت ممطوط :
-أفعلى ما يحلو لك يا إيتها الأم الفنانة إن شريكك سيلتزم بتعليماتك إنه مجرد ميكانيكى
-أوهـ لم أفكر فى أن أعطيك أوامر وأنما ظننت فقط...
-ليس عليك أن تفكرى يا ليز خاصة إذا بدأت تفكرين فى أنك لست حاجة إلى أنت هنا لتبدعى
صاحت وهى تضحك:
-أوهـ! من السهل أن أنطلق فى الإبداع عن طريق وضع اللون بالفرشاة كيفما أتفق
ناولها كيرك فرشاة مغموسة فى اللون الأبيض الموجود فى دلو. كانا يعدان ديكورات أعياد الكريسماس وكل منهما يطلى لوح من الخشب المضغوط أحضره من المدينة.لم يستطيع كيرك أن يمنع نفسه من المزاح خاصة وهو يناول شريكته الفرشاة كان يمسك بها عاليا جدا حتى لا تستطيع ليز أن تمسك بها إلا بعد أن تقبض عليه.صاحت: شبكة روايتي الثقافية
-ليس لطيفا منك أن تستغل قصر قامتى لتمنعنى من العمل .إذا أستمريت على هذا سأرحل
-ولكن كل أفعالك وأنت ترسمين أو تحتسين القهوة أو تاكلين الفشار تدفعنى للجنون أنت تفعلين كل ما يدفعنى للجنون يا ليز تريماين وتقولين عكس ذلك
دار حول لوح الخشب المقوى كى يغمس الفرشاة فى الدلو وقد تراقصت السعادة والمرح فى عينيه.فردت ليز عليه :
-إذا كان كل هذا يضايقك فلماذا تصر على الحضور لمقابلتى فى المطبخ أو الصالون لنلعب الورق أولنشاهد التليفزيون كل مساء؟
-أنا لم أدع أن هذا لا يسعدنى سعادة رهيبة
ابتسمت ابتسامة بطيئة وأجابت بإخلاص:
-وأنا كذلك
-حسنا
مسح أنفها بطرف قميصه ثم عاد إلى لوح الخشب وبعد نصف ساعة من العمل الجاد قالت ليز :
-رائع!هذا المساء سأقوم بطلاء وجه أخر وعندما أصطحب الطفلين إلى كريستى صباح غدا سيكون الطلاء جف وبعدها أهجم على العمل الإبداعى الحقيقى
قلا لها :
-أن لك موهبة مجنونة
أخذ يفحص الأسكتشات المنثورة فوق المائدة .قالت له:
-شكرا
مالت كى تمسك بإحدى القطيطات التى غامرت بالخروج من الصندوق .منذو أن تعثرت السيدة هيلى فى إحدى القطيطات تم نقل الصندوق بمحتوياته إلى الورشة الفنية بالحظيرة وأكد كيرك للولدين أن القطيطات ستكون فى أمان هكذا.بعد دقيقة عادت بدون القطة ولكن بواحد من تماثيل كيرك الخشبية وصاحت:
-أن لك موهبة عظيمة....أن هذا التمثال ساحر
كان التمثال يوضح مدى عذاب صاحبه وكأنه يعبر عن آلم عميق داخل كيرك وحزن لا يستطيع أن يستخرجه إلا بسكين النحات لم يرفع عينيه عن رسومات ليز وسألها:
-وماذا لدى من صفات أخرى؟
--لماذا تخفى تماثيلك يا كيرك؟
-رفع ا{سه وعندما رأى ما كانت تمسكه فى يدها أقترب مكنها بحدة ثم وقف فى الحال لم ينطق بكلمة وأنما أخذ يتطلع إليها فى غموض وأدركت أن تماثيله عزيزة جدا على قلبه وخشى أن تتهكم عليه
-إن تماثيلك رائعة فلماذا تخفيها هنا بدلا من أت تعرضها فى البيت؟
تبعها إلى الورشة .رأت عددع من إبداعاته الغريبة والعاطفية مرصوصة على الرفوف وسألها:
-هل تحبينها إلى هذا الحد؟
-نعم يا كيرك إننى أعتبرها جديرة بالإعجاب
تنحنح ليسلك حلقه وهو يمرر يده فى حنان على أحد الأشكال الغريبة التى أبدعها .همس:
-لقد كان أميروز يكرهها ويعتبرها تشبه الشياطين
أخذت تتفحص المزيد منها بإمعان تحت الضوء
-إنها فعلا غامضة وكأنها تنتمى إلى عالم أخر هذه على سبيل المثال يبدو عليها المكر ومن يرأها يظن أنها ستنفجر ضاحكة أو ستتهكم على شخص ما ...إننى أعشقها
قرأت على سحنة كيرك نوعا من الفهم وكأنه لم يكن واثقا أو كأنه يخشى تحطم عمله .
سألته: شبكة روايتي الثقافية
-هل يمكن أن تبعها لى؟
-أنت تتكلمين مجرد هراء وكلام بلا معنى...إذا أردتها خذيها
هزت رأسها نفيا :
-أوهـ...لا...إنها شئ...لا يوجد قبل أن تبتكره إننى أرى الكثير من العمل والوقت و التفكير....وكثير منك يا كيرك ! وهذا ما يعطيها قيمة خاصة
بدأت تضحك وهى تسخر منه وليس من نفسها
-قد تكون ذات قيمة خاصة بالنسبة لى وليس للآخرين
-ما دامت ذات قيمة عندك فهى بالتالى لها قيمة عند الآخرين ...فى مجتمعنا لا يوجد شئ بلا مقابل وسأشتريها منك إلا إذا كنت تود أن تحتفظ بها لقيمتها الخاصة عندك
-يمكن الدفع بطريقة آخرى غير المال
خمنت فى عينيه ماذا كان يقصد ولكنها سألته :
-ماذا تقدره ثمنا بدلا من النقود؟
وأضع اصبعه على الجرح فى خدها وبدأت فى الحال ترتجف أهـ لو عرف فقط إلى أى حد تريده فإنه لن يتردد لحظة
قال لها:
قبلة....بالضبط قبلة
أبتسمت رغما عنها:
-أن تماثيلك تساوى أكثر من ذلك
-إن أحدى قبلاتك بالنسبة لى لا تقدر بثمن يا ليز
كانت تتوقع الخطر فى عينيه وفمه وذراعيه كان خطر مغريا فأستسلمت له
ضحكا بلا مواربة وأخذا يتبادلا النظرات المفعمة بالعاطفة والرغبة وأخذت تردد أسمه فى حب
قال لها:
-ماذا أفعل بك....إنك تقودينى للجنون ؟فى الحال تخشب جسمها وعادت إليها كل الدماء البادرة التى سبق وهربت أمام نظراته الوالهة أفاقت إلى نفسها فى عنف وآلم لقد جرحتها عبارته
تخلصت منه بعنف ونهضت وهى تقول:
-دعنى أذهب!
-لا يا ليز لا تزيدينى جنونا...لا ترحلى!
حاول أن يمنعها ولكنه لم يفلح كان بداخ عقل ليز الآف الأسئلة تتصارع دون إجابة أو بالأحرى شكوك أكثر منها أسئلة.هل تحبه؟لا دون شك أنها لم تعد تحبه ...إن أى علاقة قائمة علىالأنجذاب الشكلى فقط يمكن أن تجلب عليهما المشاكل وتأنيب الضمير قال :
-يا عزيزتى ليز أعرف ما تفكرين فيه ولكن أسمعى لا يوجد أحد من حقه أن يلومك على أى شئ من فضلك ليز
أعلنت فى برود وهى تعتدل:
-نعم...أعلم...إنك تريد أن تقطف زهرة من كل بستان
صاح فى ضيق
-ماذا؟!!يا لها من طريقة كريهة فى عرض الأمور ليس هذا على الإطلاق ما أريده .ليست أعرف بالضبط ما أريده...ولكن....عندما عادت إلى المزرعة كان كيرك قد رحل ولم يعد قبل أن تذهب هى للنوم
تساءلت هل سيعود الليلة؟
شبكة روايتي الثقافية
*****
عندما هبطت إلى المطبخ بعد نوم متقطع ومقلق فى صباح اليوم التالى وكان يوم سبت كان موجودا هناك .كان قد أعد الإفطار للطفلين اللذين كانا متحمسين جدا نحو دروسهما القادمة فى الفروسية .أعلن كيرك:
-أريد أن أصطحبهما لأنى أعرف أن عليك أن تنتهى من اللوحات
-شكرا جزيلا
إنهما يستطيعان أن يعاملا بعضهما بجفاء إذا أرادا جفلت أما صوت كيرك وهو يقول وهى فى عملها الفنى فى الحظيرة :
-أيضايقك لو شاهدتك؟
-لقد أعتقدت أنك مع الطفلين
-أنهما بين يدى كريستى ولما كانت ستذهب إلى المدينة بعد درس الفروسية لهما فإنها ستحضرهما وهى مارة فى الطريق لقد عدت كى أرى أن كنت فى حاجة إلى المساعدة وكى أقول لك إلى أى مدى أنا أسف من مسلكى أمس بعد الظهر .هل تسامحينى ؟
ودت لو أن تقول لا من باب الحيطة والحذر ولكن الشجاعة لم تواتيها قالت:
-نعم ولكنى شجعتك على هذا لامسلك
تأملها مدة دقيقة كاملة بأنتباه وهو يحاول أن يكتشف إن كانت كاذبة أم صادقة قال آخيرا :
-حسنا جدا قولى لى إذن كيف يمكن أن أساعدك؟
-أنت لا تستطيع أن تساعدنى
-إذن هل أستطيع أن أشاهدك أم أن هذا يزعجك؟
يا إله الرحمات!إنه من الأمس حتى المساء كانت مشتاقة إليه بدرجة رهيبة والآن وقد عاد إليها فإنها تخشى منها السوء
وقالت وهى تبتسم :
-حسنا....إذا ظللت ساكنا ولم تزعجنى.عندما كنت أرسم فى المنتزه العام عندما كنت طالبة لم يكن يضايقنى أن يلتف حولى الفوضولين بشرط أن أتجاهلهم ولذلك يمكنك أن تبقى هنا إذا أردت ولكن لا تحدثنى
-حسنا جدا...أقبل ذلك
فكرت يا إلهى من وضع غريب أن يكون بجوارها رجل لا ينافسها فى موهبتها ولا يدخل فى منافسة فنية معها لأن منهجهما الفنى يختلف تماما ونجت نفسها قائلة إلى العمل !لا تفكرى فيه!أخذت الفرشة وبدأت فى وضع الخطوط الرئيسية للمنظر الطبيعى الذى أنتشر على سطحه أشجار النخيل.وأكواخ أوشكت أن تنجح فى نسيان رفيقها عندما لاحظت صوت كعب حذائه المنتظم على الأرضية الخشبية .كزت على أسنانها وتابعت رسم الخطوط الطويلة لعملها كمهندسة ديكور فنانة .تمدد كيرك على ظهره وأخذ يتثاءب ولما لم تتحرك أخذ يترنم بالغناء .رسمت أشخاصا صغيرة كى تعطى اللوحة مزيدا من الحيوية.قال صوت من خلف ظهرها :
-هذه الشخصية الكبيرة هناك أتعرفين من تشبه؟إنها تشبه السيدة فلانة
-حقا؟ شبكة روايتي الثقافية
ترجعت للخلف خطوة لتقيم اللوحة فأصطدمت بجسد كيرك الضخم فأنتهز الفرصة وأمسك بها .حاولت أن تتخلص منه ولكنه أمسكها بقوة وسألها :
-هل نسيت وجودى؟
-بالتأكيد ولكن كان من الواجب عليك أن تنبهنى
أدارها بحيث يواجه كل منهما الآخر وجها لوجه:
-أننى لا أصدق ذلك!
-على أية حال لقد حاولت
قال وهو يزفر :
-أعرف..إنى أعرف هذا النوع من الفشل ولا أستطيع أن أفعل شيئا...فى كل مرة أراك فيها لا أتحكم فى نفسى وعندما أنام لا أكف عن التفكير فيك وأنت فى حجرة على بعد ثلاثة خطوات من حجرتى
توسلت إليه :
-أرجوك أن تكف
سمعا سويا صوت إطارات سيارة تسحق الجليد فى الحال أطلق كيرك سراح سجينته:
-أنها كريستى لقد أحضرت الطفلين
دست ليز يديها لامرتجفتين فى جيبيها ثم عادت لإستكمال المنظر لاطبيعى .قالت:
-إن الأمر مثير للحنق حقا...إننى لم أنته من نصفها
قال كيرك مقترحا:
-سأعتنى بالولدين حتى المساء وهكذا تستطيعين أن تنتهى فى هدوء
نظرت إلى الديكور الذى بدأ لها ناجحا تماما :-لا تزعجى نفسك فأنا سأرتب كل شئ كى ينتهى فى مساء الأثنين
أنهى رسم لوحة الخشب الكونتر(المقوى) فى صباح الأثنين جلست ليز فى المقاعد المخصصة للجمهور وأخذت تتأمل عملها بعين ناقدة بدأ وكان أحد الجمال الثلاثة يترنح من السكر ولكن كيرك الذى كان يجلس بجوارها أكد لها إنه لم ير فى حياته حيوانات فى مثل جمالها
أما هو بإعتباره ميكانيكى فقد أستعرض موهبته وساعده فى ذلك أحد التلاميذ وحكمت ليز على أن أستعراضه كان رائعا.كانت تبتسم بلا إنقطاع وهى سعيدة فى أعماقها أن ترى ولديها يحتفيان بهما كل يوم أكثر فأكثر كان المجتمع الريفى قد أظهر ترحيبا أكثر من اهل المدينة وهو ما يشكل ميزة إضافية بالنسبة لها
بدأ العرض فى المدرسة يسير بطريقة رائعة دون أى أضطراب وتصاعدت أناشيد الكريسماس فى الجو المحبب والجميل حتى إنها شعرت بالعاطفة تخنقها .كان كيرك كلما أنتهى من تحريك الديكور المسرحى يعود إلى جوارها ويمسك بيدها:
-أوه يا ليز أنظرى لهؤلاء الأولاد إننى فخور جدا بريان وجاسون إنهما مذهلان
لقد كان فخورا بإبنيها أظهر أحد الجالسين خلفهما ضيقه من ارتفاع صوتهما عن طريق قوله "صه"ولكن ذلك لم يهمهما فجأة شاهدت ليز أن كيرك كان متحمسا مثلها وعلمت إنه يحبها .لا فائدة من الإنكار فى أقل من شهر أخذت تحبه كان تأكدها من أنها فريسة عاطفة لم يسبق لها أن أحست بها من قبل حتى نحو زوجها جعلتها تشعر بقلق مفزع سألها كيرك:
-أتحسين بآلم؟ شبكة روايتي الثقافية
-قالت تطمئنه:
-بل أنا على خير ما يرام
رفع إحدى خصلات شعرها التى سقطت على جبينها :
-ولكن وجهك شاحب جدا
-لايا كيرك أنا فى صحة جيدة
×××××××××
-أمى...أمى..أنظرى!
أقلقت صيحات الولدين ليز التى كانت تقوم بقلى الدجاج دخلا وراء كيرك .كان الثلاثة قد اختفوا من ثلاث ساعات بحجة القيام بمهمة عاجلة وعادوا يضحكون ويصيحون ويساعدون كيرك فى حمل شجرة كريسماس ضخمة وجدوا صعوبة فى إدخالها المطبخ
-ألست جميلة يا أمى !
استطاع كيرك أن يرفعها ويثبتها وهو يستند عل جدار .حافظ على توازنها بيد وباليد الآخرى خلع حذاءه وسترته .صاح جاسون وهو يدس رأسه فى الأفرع المنخفضة :
-أن رائحتها جميلة يا أمى ! إنها من أجل الكريسماس لقد سحبنها وراء السيارة وأردت ىأن أركب فوقها ولكن كيرك رفض
قالت ليز معترفة وهى منزعجة من الفوضى التى سادت المطبخ :
-إنها شجرة مذهلة
خرج الطفلين ليعلقا معطفيهما فى الحجرة الداخلية .سألها كيرك :
-هل أعجبتك حقا؟
-ولكن أين ستثبتها ؟فى الحظيرة؟
لم يكن كيرك يستمع إليها كان يراقبها بتلك النظرات التى تجردها من أسلحتها فى اللحظة التى أوشكت ليز أن تستسلم لرغبة التى تدفعها نحوه سمعت أصواتا خلف ظهرها ودخلت السيدة هيلى فى خطوات ملكية المطبخ وقالت:
-ماذا تفعل هذه الشجرة هنا؟إن أميروز لم يكن يسمح بدخول أى أشجار إلى البيت
رد كيرك بحدة :
-يا للخسارة ولكنى أنا وليز نسمح بدخولها وسنضعها فى الصالون
رفع شجرة الأرز على كتفه وتبعته ليز وكذلك ريان وجاسون اللذان بدلا ومرا أمام أنف السيدة هيلى
قال كيرك بعد أن ثبتها فى وسط الحجرة :
-سنقوم بتزينها بعد العشاء
قالت ليز :
-هل يمكن أن تساعدينا يا سيدة هيلى فى تعليق البالونات والكرات اللأمعة هذا المساء؟
-أنا؟!!
ظلت المرأة العجوز فاقدة النطق صاح.كيرك فجأة :
-أوهـ لقد نسيت أن أعطيك البريد
ناول لليز ربطة صغيرة من الخطابات ألقت عليها نظرة ثم فجأة أمسكت خطابا وفتحته فى لهفة ثم أطلقت صيحة
سألها كيرك:
-ماذا...ماذا جرى؟
صاحت وهى تلوح بالخطاب:
-لقد فزت...لقد فزت...أوهـ يا كيرك لقد باع وكيل أعمالى الصور....أنها معجزة ! لقد أستعدت إستقلالى وحريتى...كل شئ ممكن الآن
أعلن كيرك : شبكة روايتي الثقافية
-أنا سعيد من أجلك
ظل بلا حراك وهو يحيط شجرة الأرز بذراعيه وفشل فى أن يدخل الحماس فى صوته ولا حتى ابتسامة على شفتيه
الفصل التاسع & الأخير
********************
لمعت شجرة الكريسماس بالآف الأضواء وسط الصالون ,جلست ليز فوق الأريكة وهى تعجب بعمل كل الأسرة لقد كان الأمر حقا فاخرا قالت:
-إنك رجل كامل الأداء يا كيرك
كان الطفلان قد ذهبا للنوم وأنسحبت السيدة هيلى إلى غرفتها بعد أن ساعدت قليلا فى إعداد الحلوى
قال موافقا وهو يجلس بجوارها:
-هذا أجمل ما رأيت فى حياتى والطفلان ساعدانى مساعدة قيمة
-هل كنت طفلا وحيدا يا كيرك ؟
كانا وهما يثرثران يراقبان عملهما وقد سادت بينهما فترة صمت قبل أن يضعا اللمسات الأخيرة على شجرة الأرز
-حسنا حتى رأيت ولديك يلعبان سويا لم أكن أحس بالوحدة لقد كان لى أصدقاء كثيرون ولكن أحيانا كنت أجد نفسى وحيدا ولذلك أحسست بالمتعة بهذه الأمسية لعيد الميلاد المجيد
كانت قد حلت الشريط الذى تجمع به شعرها وسقط شعرها على كتفيها فى ضفيرة حريرية أعجب به كيرك ثم دس يديه بين هذه الكتلة الخفيفة المعطرة يا لها من متعة
سكنا فترة سادها السحر والمتعة ثم أستانف كيرك الحديث فى يسر:
-كان على أن أنبهك قبل هذا يا ليز لكنى خشيت أن يضايقك...حسنا ستحضر أمى فى عيد الميلاد
قفزت من مكانها :
-أنا؟أتضايق؟إنه بيتك يا كيرك وإذا كان هناك من سيجعل من الحبة قبة فهى السيدة هيلى المأسوفى على شبابها .بالعكس فإننى مسرورة لأنها ستحضر وأؤكد لك ذلك
-أنا واثق إنها ستحبك من أول نظرة
-وسأكون سعيدة بمعرفتها
رفعت رأسها لأعلى ,لأن الطفلين بدلا ما أن ينام أخذا يثيران ضجة وسألته فى خوف:
-هل تحب الأطفال؟
-أنها ستحب طفليك تماما كما أحبهما
-أتدرى يا كيرك أنه لم يسبق أن تأثرت مثلما فعلت عندما أعلنت أنك فخور بأبنى ولم ألاحظ أبدا أن فى وجهك بقعا وردية شبكة روايتي الثقافية
بقى أمامهما أن يتما العمل فى شجرة عيد الميلاد وكأنهما أتفقا مسبقا وقررأن تصعد ليز فوق السلم الخشبى المتنقل لأنها خفيفة الوزن كى تعلق النجمة الكبرى وقد أكدت له أنه سيكسر السلم بوزنه الثقيل
أمسك الشريك السلم دون أن يكف عن إبداء إعجابه بجسدها النحيف علقت فى البداية الكبرى منخفضة كثيرا بالقرب من المصابيح الكروية لذلك اضطرت أن تصعد درجة آخرى من السلم كى تثبت النجمة فى المكان الصحيح وأنحنت كى تعجب بعملها فأوشكت أن تفقد توازنها .صرخت تنادى أسمه
-كــيــــرك!!!!
ثم مالت للخلف تمكن كيرك فى اللحظة الأخيرة أن يمسك فى اللحظة التى تمدت فيها على الموكيت الجديد...نهضا معا وهى ما بين الضحك والرعب .صاح:
-أوهـ يا عزيزتى....حمدا لله لم يصبك شئ أصبح وجهه شاحبا من الأنفعال وجلس على الأريكة واجبر ليز على الجلوس بجواره حتى يستعيد سيطرته على أعصابه .كررت عليه كى يطمئن:
-لم يصبنى شئ حمداً لله أنك أمسكت بى لكن...أوهـ...ماذا هناك؟أنك شاحب يا كيرك !
كان من الممكن أن يفقدها كان من الممكن أن تتهشم رأسها على حافة الصندوق الذى يثبت فيه شجرة الأرز أو فوق الأدوات التى أستخدمت لتثبيت النقوش.لم يكن قد شفى تماما من العب الذى تملكه صاح فجأة :
-لا أريد أن ترحلى يا ليز ! أريد منك أن تبقى هنا إلى الأبد يجب أن تتزوجينى يا ليز تريماين إذا كانت هذه هى الطريقة التى تجبرك على البقاء هنا
-ماذا تقول؟
كرركلامه فى رقة وهو يزن كل كلمة:
-تزوجينى يا ليز تريماين
لقد أصبح الأمر بالنسبة إليه واضحا كالكريستال حتى أنه دهش لأنه لم يفكر فى الأمر قبل الآن إن الزواج سينظم كل شئ ويحل كل المشاكل ولن يكون أميروز مخطئا عندما دبر هذه الوحدة إنه يحب ليز وهى تحبه أيضا ويحب طفليها وكعكة الشوكولا التى تعصنعها وحتى ذلك العجوز أميروز الذى لعب دوره بمهارة حاول أن يحس بالخلاص فأخذ يضحك من قلبه :
-لقد كسب هذا اللعين أميروز إننى فى حاجة إليك يا ليز أرجوك أن تعدينى بالزواج منى
لم يترك لها الوقت الكافى للإجابة وأخذ يلح عليها حتى تقطعت أنفاسه :
-يا عزيزتى...هل تشكين فى المكانة التى تحتلينها فى حياتى؟
-أيه...حسنا
لم تعد تعرف ما جرى له أو أن كانت هى ماتزال عاقلة ثم هل سمعت ما قاله بطريقة صحيحة أم إنها واهمة؟هل طلب منها حقا الزواج؟إنها لم تعد تستطيع أن تسأل نفسها بسبب الإعصار الذى صبه عليها .قال لها بصوت مخنوق :
-أريدك كلك لى الآن وحالا يا حبيبتى
ثم أفاق لنفسه ولما يطلبه فتدفق فى الحال وقال :
-لا....يا عزيزتى ليس فى الحال .لقد نسينا شئ نسينا شحصا ...لا أريد أن أخاطر بسبب الطفلين يا ليز علينا أن ننتظر حتى يتم زواجنا
جلست ليز وهى مصدومة ولا تستطيع التركيز :
-زواجنا ؟ شبكة روايتي الثقافية
-نعم دون شك ألم تفهمى أننى أطلبك للزواج ؟
قالت ببطء :
-بلى أعتقد أنى فهمت ذلك
ساد صمت وأنتظر كيرك بنفاد صبر ثم قال:
-إذن ما هو رأيك يا عزيزتى؟
-أنا لم أعطه لك
-إذن أسرعى وقولى نعم
كان واثقا بردها . سألته بتردد:
-حسنا يا كيرك لماذا ؟
-لماذا؟! ولكن هذا فى النهاية الحل عندما يحب الرجل المرأة وتحبه وهما حران
-ربما ولكن كم مرة تخيلت أنك تحب امرأة ؟وكم مرة فكرة فى الزواج؟
-إيه...حسنا...من الواضح أن هناك بعض النساء فى حياتى الماضية ولا أستطيع أن أدعى عكس ذلك ولكن إلى إلى أن ألتقيت بك لم أفكر أبدا قبل ذلك فى الزواج وحتى الأمس لم أفكر فى الزواج
كانت ليز تحب أن تعرف لماذا قرر هكذا فجأة الزواج؟هل لأنه يريد المزيد من كعكة الشوكولا ؟كان من المتوقع منها أن تبدى فرحة عارمة أمام طلبه وإعلانه ولكنها أحست بقلق ثقيل وعدم ثقة من الهل عليها أن تجد مبرر لقد سبق أن أخبرها كيرك كثيرا أنه يتمتع بروح العزوبية وأن النساء بالنسبة له لسن سوى وسيلة للتمتع الوقتى إذن لماذا يريد الزواج؟منطقيا من الواجب عليها أن ترفض وأن كانت عاطفيا تتحرق شوقا للقبول .سألته بحدة:
-ولماذا فكرت فى الزواج الليلة؟
قال فى دهشة:
-لست أدرى إننى أعرف فقط أننى اريدك زوجة لى وأننى لم أرغب فى أى امرأة أخرى كزوجة
أخذ يفحص وجهها ويبحث عن أسباب ترددها إنها تحبه...اللعنة ! لماذا إذن تقف موقف المدافع ؟أنه لا يفهم شيئا!!!!
قالت:
-نعم أحبك ولكن....ولكن أنا محتاجة لبعض الوقت لكى أقرر
إذن الأمر طبيعى أن تطلب منه ذلك فهما لم يتعارفا إلا من وقت قصير .قالت:
-أنت تفهم يا كيرك أننى لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفكير فى زوجى السابق لقد عرفته وقتا طويلا وكنت واثقة بالمستقبل مع ذلك خدعت .لقد أصيب زواجى بالفشل الذريع ولا أريد أن أعيد هذا النوع من التجربة وأخشى أن يجنى طفلاى ثمارها المرة
فكر كيرك طويلا ولكن كل شئ بالنسبة له بسيط .إنه لا يفهم تردد ليز ولكنه احترمها .
-أنا أحبك يا ليز وسأبذل قصارى جهدى كى أجعلك سعيدة سأنتظر وأنتظر كل الوقت الذى ترغبينه ولكن بشرط ألا تكفى عن حبى يا عزيزتى .عيدينى بذلك
-هذا ما أعدك به
ساد صمت ثقيل من التفكير بينهما ثم قال :
-تصبحين على خير يا حبيبتى...أراك غدا
-إلى اللقاء غدا يا كيرك
**********
شبكة روايتي الثقافية
وصلت أم كيرك وسط عاصفة من الثلج الذى غطاها وبين الضحك والأمتعة أخذت أبنها بين ذراعيها وقبلته بحرارة ثم استدارت نحو سكان الضيعة الذين التفوا حولها وهى تبتسم لهم . أعلنت ليز وهى تتقدم للأمام :
-أتعشم أن تكون رحلتك طيبة
كانت الأم قد فرضت أسمها المجرد على الجميع وهو بيتى وقد ورث عنها أبنها كيرك عينيها الرماديتين الرائعتين كانت مثال للرقة والمرح كان الجميع يتحدثون فى حيوية وتبعت ليز حتى حجرتها .سعد كيرك عندما رأى المرأتين فى انسجام معا فى الحال وعندما أرادت ليز أن تختفى بحجة أن الأم والأبن يرغبان فى الإنفراد ببعضهما فإن كيرك عارض وهو يقول لها :
-هاى!من فضلك دقيقة واحدة! لاداعى للاختفاء
-ولكنى...
-أبقى يا عزيزتى ولاداعى لأن يبدو عليك لاذعر إن أمى تحبك فعلا...أليس هذا حقيقيا يا أمى؟
-نعم هذا صحيح حقا
نظرت غلى أبنها ورفعت الذراع التى وضعها كيرك على كتف ليز ثم أعلنت:
-أنتبه أنت تحرج ليز أذهب إذن لرعاية جوادك ودعنا نتعارف سويا بطريقة سهلة
نظرت إلى أبنها نظرة حازمة لمحتها ليز وفى الحال أطاع ما أن أصبحت المرأتان بمفردهما حتى أعترفت بيتى دون مواربة أو تحفظ:
-أننى حقا سعيدة جدا بمعرفتك .سعيدة أن أبنى غارق فى سحرك لا...لا يحمر وجهك أنا واثقة بأن هناك دستة على الأقل من النساء من سكان الناحية يردن أن يعرفن سر سحرك عليه
لم تعرف ليز أى مسلك تتخذه ولكن المرأة أعجبتها بلا حدود...
أكملت بيتى:
-ألا تريدين أن تصحبينى فى جولة حول المزرعة؟لقد أشترى أميروز هذه الضيعة بعد أن أختفيت مباشرة من حياته وكم كنت أود أن أعرف تلك التى حلت محلى .إذا كنت على حق فى ظنى فأعتقد أنها خالتك؟
أثناء تجولهما فى المزرعة استمرت بيتى:
-أتعشم أن يكون قد أسعدها ولكن زواجهما لم يستمر وقتا طويلا على ما أظن
-نعم على الأكثر سنة واحدة ولم أكن سوى طفلة وقت وفاة خالتى ولم يحافظ أميروزعلى أية صلة بأسرة زوجته
-أتعرفين...أن أميروز لم يكن يحب أحدا ولا يثق بأى شخص
جلست على أريكة فى الصالون وأبدت إعجابها بشجرة عيد الميلاد التى أعدت لليلة الكريسماس بمصابيحها اللأمعة والكرات الزجاجية البراقة ولفات الهدايا المعلقة على أفرعها ثم نظرت إلى لأيز وهى تفكر:
-لقد ندمت دائما على أننى لم أرزق بفتاة وكان من الممكن أن أسعد لو رزقت بفتاة مثلك يا ليز
كانت بيتى ألبريت لذيذة الحديث وقبل أن ينتهى النهار كانت قد سحرت الطفلين عندما أرتهما هداياهما الضخمة الملفوفة فى ربطتين كبيرتين بالتأكيد غير مسموح لهما بفتحها قبل العيد
فى اليوم التالى أرسلت بيتى كيرك وليز للخارج ليتمشيا وطلبت من السيدة هيلى أن تعلق الهدايا الشهيرة التى أحضرتها لجميع سكان القرية .سمعتهما ليز وهى مذهولة يضحكان كامرأتين عجوزتين
جرى أحتفال العيد فى جو من الفرح العام حتى السيدة هيلى ساهمت فى تبادل الهدايا بأن قدمت زوجا من الخف بلون وردى فاقع إلى ليز وخف ضخم بلون أزرق لكيرك ونفس عبارات التهنئة كتبت على كلا الخفين "من أجل النزهات الخفية فى الصالة بالليل" تملك الضحك المجنون كلا المهدى إليهما عندما قرأ تلك العبارة ولكنهما رفضا فى عناد أن يشرحا السبب فى مرحهما رغم أن بيتى رفضت أن تحرمهما من الأوزة التقليدية أما السيدة هيلى التى شهدت مرحهما حاولت أن ترسم على شفتيها ما يمكن أن تسميه شبه ابتسامة
*******
سأل كيرك ليز بعد عدة أيام:
-ماذا تفعلين فى الصالون بمفردك ؟
كانت ليز على غير عادتها خاملة وقد ثبتت عينيها فى تفكير عميق وحزين على النار التى تشتعل فى المدفأة وقالت:
-أنت تعرف السبب...إن حمواى سيحضران اليوم لأخذ ولدى وسيحتفظان بهما لمدة أسبوعين أنها مدة طويلة حقا ثم ان طفلى مسروران لأنهما سيصبحان موضع التدليل لدرجة الإفساد ثم أنهما سيوحشانى جدا
جلس كيرك بجوارها ووضع ذراعه على كتفها ولف أحدى خصلات شعرها بسبابته
-وإذا وعدتك أنهما لن يشعرا بوحشة
قالت له متسائلة فى استغراب :
-ماذا تعنى؟
عرفت ذلك فى الحال عندما دس رأسها على كتفه وأخذ يداعبها ويقول هامسا:
-أعرف أنك تحاولين الأبتعاد عنى أثناء وجود أمى ولكنها خرجت لتتنزه مع التنين الحيزبون والطفلان يتمتعان بغفوة ونحن بمفردنا يا عزيزتى.هل تحبيننى؟
-أوهـ نعم....نعم
أستسلما لعواطفهما وتبادلا النظرات الوالهة فلم يسمعا الطرقات على الباب كانا يعتقدان أنهما بمفردهما إلا عندما سمعا الصوت الحاد يطرق أذنهما :
-وأين إذن أطفالك وأنتما هكذا مشغولان؟
فى لحظات قفز كل منهما واقفا على قدميه فى حالة ذهول ورعب لينظرا إلى القتدم كان وجه كريستى ممتقعا وقد أحمر بلون أرجوانى وهى تقدم سيدة بدينة قصيرة وقفت على الباب وسيدا أصلع كان صامتا .شرحت كريستى أنها قابلت لاسي والسيدة ماكول اللذين تأها فى الطريق وأنها أرتهما الطريق وأنها لما لم تتلق ردا على طرقاتها أخذت على عاتقها مسؤولية إدخالهما . قال كيرك:
-أغلقى الباب من فضلك كريستى
ثم قال لليز :
-أنها للمرة الثانية غلطتى يا ليز لقد وعدتك أكثر من مرة ألا أنساق وراء عواطفى
-أوهـ كيرك الحقيقة هى أن....
أختفت شجاعتها أمام تعبير حماتها الذى يدل على المهانة وختمت قولها:
-السيد والسيدة ماكول أنا سعيدة بأ شبكة روايتي الثقافية ن أقدم لكما السيد كيرك ألبريت شريكى فى مزرعة هويتيه و....
كان عليها أن تسترجع أنفاسها حتى يمكنها أن تكمل حديثها بصوت هامس:
وزوجى فى المستقبل
أنزلقت يد\ كيرك من فوق كتفها لتستقر على يدها وتمسك بها ثم مدها بعد ذلك للقادمين دون أن ينطق بكلمة واحدة .زمجرت السيدة ماكول:
-حسنا....هذا ما توقعته
همهم كيرك:
-وأنا كذلك
شرحت ليز بسرعة :
-أن الولدين فى السرير...أننا لم نتوقع حضوركما هكذا بسرعة
أعلن السيد ماكول :
-هذا واضح من فضلك أيقظيهما يا ليز لأبد أن نرحل قبل هبوط الليل لأن الأرصاد أعلنمت أن الجو سيكون سيئا
أرادت ليز أن تختصر إلى أقصى حد فترة الوداع فأسرعت بإلباس الطفلين ملابسهما وأعطتهما حقيبتى الرحلات السابق إعدادهما وقبلتهما ثم راقبت فى حزن العربة وهى تبتعد
كانت لاتزال مشوشة وفى حالة يرثى لها عندما جاء كيرك لينضم إليها ثم طلب منها دون أى شرح أن تتبعه إلى الورشة عندما وصلا إلى الحجرة الصغيرة أجلسها على المقعد الهزاز وحاصرها وهو يضع ذراعيه على مسندى المقعد ثم أعلن فى صوت بارد :
والآن يا ليز تريماين لى الحق فى بعض التفسير
-ما الذى حدث يا كيرك؟هل جننت؟
-عندك حق فإننى مجنون ومجروح وغاضب وثائر ومهان والعديد من الصفات التى لا أجرؤ على قولها...أولا أنت ترفضين فى البداية أن تتزوجينى لأنك طلبت مهلة لتفكرى فى الأمر وفى اللحظة التى وجدت نفسك أمام حمويك أصابك الرعب حتى أنك لم تعتبرى الأمر غير أخلاقى أن تقدمينى لهما كزوج المستقبل وهكذا فى خبطة واحدة أصبحت برئية ناصعة البياض...يا للسخرية!لست غرا يا ليز فلى كرامتى حتى تنطلى على هذه المسرحية الهزلية إذا تزوجتك فإن ذلك سيكون لأسباب أخرى غير هذا الخوف الأبلة مما يمكن أن يظنه بك حمواك
نهضت ليز لاأنها لن تظل جالسة مثل الطفل الذى يوبخه رجل غاضب وصاحت:
-كفى!هل أنت خجلان من تقديمى لك كخطيبى؟
صرخ فى صوت هادر :
-لا لقد فهمتينى خطأ والذى لا أسمح به هو أن تقررى الموافقة بهذه الحجة التافهة
أعلنت فى رزانة :
-أفهم ذلك تماما...أنت لا تريد أن تتزوجنى ولم ترغب أبدا فى ذلك لقد كان طلبك الزواج منى مجرد حجة لأستسلم لك وقد شككت فى ذلك دائما ولهذا السبب لم أقبل والآن كل شئ واضح أمامى الآن يا كيرك....لابد أن تبحث من الآن عن شخص أخر يدير لك بيتك...وكل شئ أخر
-ولكن عن أى شئ تتحدثين؟!!
-أعتقد أنك تبحث عن عذر...وأنك تنوى إستدعاء جينا التى ستكون سعيدة بأن ترضيك فى كل الميادين شبكة روايتي الثقافية
صرخ هادرا أكثر:
-ولكنى لا أريد جينا ولم أرغب أبدا فى الزواج منها
-وأنا لا أريد الزواج منك إن هذا واضح جدا وقد لاحظت جيدا أنك لم تطلب منى الزواج إلا فى اليوم الذى تلقيت فيه الشيك بأتعابى عن الصور.إن فكرة أن أصبح مستقلة جعلتك تخاف .أليس كذلك؟
لم ينكر أتهامها وأنما أكتفى بأن ينظر إليها فى ثورة
-لابد أن تفهم شيئا يا كيرك إن فتاة المدينة لست بالضرورة ساذجة وإنها تستطيع التخلص من أزماتها بمفردها حتى وهى معها طفلان.أطمئن فلست بحاجة إليك
خرجت ليز دون أن تسرع وهى ترفض الأعتراف بسوء ظنها .كانت منتصبت الجسم ولكن دموعها ملأت عينيها
**********
صاح السيد ليستر براون وهو يتقدم ليز إلى داخل مكتبه :
-السيدة تريماين....كل عام وانت بخير....أتعشم أن تكونى راضية عن أول كريسماس فى ضيعة هويتيه....كيف حال ولديك؟
-أنهما مقيمان عند جديهما وأنا كما أعلمتك فى التليفون أبحث عن شقة للإيجار
قطب جبينه متجهما وثبت عينيه عليها . قالت :
-لقد غادرت الضيعة ولم تحدث أية مشكلة لأننى أردت أن أحترم رغبة زوج خالتى ولكن كان على أن أتحلل من هذا الوعد ولما كنت قد نجحت فى بيع صورى الفنية مؤخرا فإن هذا يمنحنى إمكانية أن أرد لك الراتب الشهرى الذى دفعته لى والآن أنا فى حاجة للبحث عن مقر
ظل ليستر براون لحظات بلا كلام ثم أبتسم:
-يا أبنتى الغالية أنا أسف لأنك تخليت عن الحياة فى الضيعة ولكنك لست مجبرة على رد شئ لقد ترك لك زوج خالتك راسمالا يسمح لك أن تعيشى فى رحابة وكان على أن أنتظر عاما حتى أعلن لك ذلك ولكنى مضطر لأن أخبرك بذلك مبكرا مادمت تخليت عن العيش فى الضيعة لقد ترك لك مائة الف دولار
مائة الف دولار!؟أخذ قلبها يدق بعنف فى صدرها تساءلت من أين سيدبر كيرك كل هذا المبلغ ؟هل سيبيع أبقاره؟ وربما تخلى أيضا عن المزرعة .صاحت:
-لا...لا أريد هذا المبلغ
-أن الوصية رسمية يا ليز
-لا يهمنى...لا يمكن لكيرك أن يستطيع أن يدبر كل هذا المبلغ من مشروعه لا...أن المزرعة لا تعطى عائدا كافيا أنها ستكون كارثة
قامت ى-فى تصميم-مستعدة للرحيل لقد أنتهت المقابلة وليس عندها ما تضيفه ستنطلق بحثا عن شقة فى الحال وهى تقول:
-أرجو المعذرة يا سيد براون فإننى لن أتراجع عن قرارى وسأعيد لك الدفعات السابقة ولا أريد نقودا من مزرعة هويتيه
أنطلقت بعد أن صافحته تجرى
-ولكن يا ليز أن المال لا يأتى من المزرعة ولكن... شبكة روايتي الثقافية
كانت ليز قد أختفت بسرعة حتى أن كاتب العدل لم يلحق بها .
ألتهمت الدرجات وهى تمسح دموعها التى سالت على خديها لقد كانت المقابلة مشحونة بالآلام ولكن من الآن أصبح الموقف محددا إنها لن تعود أبدا للضيعة لا على الأطلاق أنها لن ترى كيرك أبدا مرة أخرى ولن ترى عينيه الرماديتين إنها تحب الآن أن تختفى وتجد ملجأ أمنا
فى اللحظة التى فتحت فيها باب المدخل اصطدمت به كان ظهوره السبب فى تسارع سقوط دموعها التى حاولت منعها تعثرت أمامه وهى ترتجف لف ذراعيه حولها ليحميها من الآف الأخطار
-أوهـ كيرك لقد قال كاتب العدل أن أميروز ترك لى مائة الف دولار ولكنى لا أريدها ...أننى لن أخذها أبدا أننى أفضل الآن العودة إلى الضيعة وأن تحبنى من أجل كعكة الشوكولا أو أى شئ أخر أننى لا أريد أن أعيش بعيدا عنك
سألها :
-كعكة الشوكولا؟وأمور أخرى؟حسنا أننى أقبل لأننى فى حاجة إليك يا ليز
هدأت بصعوبة شديدة مادام كيرك بجوارها ولكنها تساءلت أى معجزة جعلت كيرك أمامها الآن؟هل هذا فخ من ليستر ؟لابد أنه أتصل به تلفونيا عندما علم أن ليز تريد مقابلته
أعلن كيرك وهويرفع ذقنها لأعلى :
-أننى أحبك يا ليز يا حبيبتى وأن امحتاج إلى كعكة الشوكولا التى تعدينها وأريدك فى بيتى وإذا رغبت فى مواصلة عملك كمصورة فسأنشئ لك مرسما فى بيتى ولكن عودى يا ليز أنه أنت التى أريدها فى البيت وفى قلبى وروحى لأننى أحبك حتى وأنت تغرقيننى بالألوان وأنت ترسمين
أغرقت ليز فى الضحك بين دموعها :
-وأنا أيضا أحبك يا كيرك كذلك
شبكة روايتي الثقافية
تــــمـــــتـــــ
بــــحــــمــــد الــــــلّــــــــه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 07:31 PM   #10

sunmoon1

? العضوٌ??? » 133698
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 845
?  نُقآطِيْ » sunmoon1 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sunmoon1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.