آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-16, 03:27 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
اخترات تشارلى ارتداء قميص خفيف دون اكمام, فوق سروال قصير فى ذلك اليوم احار من ايام شهرحزيران_ يونيو _ الذى سطعت فيه الشمس فى
سماء الغيوم, والذى جعلها تترك سترتها الخفيفه خلفها فى السياره.
وقالت لبول لاهثه وهى تجر قدميها صاعده ذلك المنحدر وراءه:
" كان نزولنا من هذا المنحدر, جملا, بعكس الصعود اليه"
اجاب:
" جميل انك لم تعيشى فى العصر الفيكتورى, والا كان تخطليك هذا التل مختلفا تمام"
تنهدت تشارلى وهى تقول موافقه على كلامه:
" هذا الصحيح, تصور اننى ارتدى تنوره منتفخه تصل الى كاحلى فى مثل هذا الجو الحار, وليس بمستغرب ان النساء, فى ذلك العهد, كن كثيرات
الاغماء, واننى مسروره لوجودى فى هذا الزمن"
فقال وهو يلقى نظره رضا على ساقيها الطويلتين النحفيتين المسمرتان قليلا من تعرضهما لاشعه الشمس والبارزتين من السروال القصير الذى ترتديه:
" وانا ايضا مسرور"
وسرت هى لاطرائه, ومنحته ابتسامه سريعه لا يبدو فيها اثر من ذلك الارتباك الذى ازعجها امس. وبدا هذا التغيير الذى ساد علاقتهما فى مدى نصف يوم
فقط. ذلك ان بول, عندما دعاها الى الخروج معه فى تلك الجوله الاستكشافيه, كانت ما تزال تتوقع منه ان يتجه رأسا نحو المدن, على الاقل مدينه يورك,
وذهلا, تحيرت وهى تراه يدخل بها اعماق الريف فى البرارى حيت المراعى الخضراء, كان قصدهما الوصول الى هاوورت بلده الاخوات برونتى, وبعد
ان زارا المنزل الذى تحول الان الى متحف. تابعا صعودهما فى طريق شديد الانحدار يفتشان عن مكان يتناولان فيه القهوه والفطائر المصنوعه فى البيت
والتى اعترف بول بولعه بها.
وقالت تشارلى:
" اتعلم؟ اننى اظن ان اميلى برونتى ما كانت لتحب كل هذه الاشياء"
كانت تشير الى الجماهير النشطيه والحوانيت التى تبيع التذكارات المتنوعه والتى تحمل لافتاتها اسماء مستمده من روايات الاخوات برونتى, وتابعت:
" اذ من المعروف انها كانت شخصيه انطوائيه, حتى انها كانت تخفى كتاباتها عن شقيقتها. اننى لا اصدق انها كانت تقبل بان يتحول منزلها الى مقصد
للسياح"
قال بول موافقا على كلامها:
" نعم, من الصعب تصور العالم الذى كتبت عنه. ازاء كل هذا, اذ كنت تحبين المشى, يمكننا ان نصعد الى تلك المراعى حيث نكمل سيرا على الاقدام
الى قمه ويذينس التى هى الامسم الذى يفترض انه اسم مرتفعات ويذيرينغ الذى اطلقته اميلى على رواياتها.
لم تكن تشارلى فى حاجه الى كثير من الاقناع لكى تهرب معه من هذا المكان الذى يكثر فيه التدافع والتزاحم.
وقالت بحماس:
" هيا. فلنذهب. فانا سأصرخ اذا داس على اصابع قدى شخص ما مره اخرى"
بعد ذلك بمده قصيرره لو يتوقفا اثناءها. الا لشراء بعض السندوتشات والعصير, وجدا نفسيهما فى الرقيه التى تاتى بعد هاوورث ليتجها منها نحو المراعى
والشلال حيث يقال ان الاخوات برونتى كن دوما يتنزهن.
وتنفست تشارلى بعمق وهى تتنهد بارتياح قائله:
" هذا احسن. اننى استطيع هنا ان اتنشق الهواء النقى مره اخرى"
ورد بول عليها بنفس الابتسامه العفويه الهادئه التى كانت على شفتيه طيله النهار. مما جعلها تفكر بالدرجه التى تغير فيها منذ بدء رحلتهما هذه. فمنذ نزل فى
غرفته ليتناول الفطور هذا الصباح, اختفت تلك الظلال من تحت عينيه والتى كانت تسبغ الشحوب على وجهه الليله الشحوب على وجهه الليله الماضيه, ظهر
بوضوح ان مزاجه قد تغير مره اخرى, فقد تبدل الرجل الصعب المتجهم الذى كانه ليحل محله مرافق سهل القايد حسن المعشر لم تجد صعوبه فى تبادل
الافكار معه دون ان تجد حاجه للتفكير فى كل مره قبل ان تقول شيئا.
وقالت له:
" اتعمل ان امى سمتنى شارلوت تيمنا بشارلوت برونتى لاتى كانت معجبه جدا بروايتها" جين اير"؟
فقال:
" وكنت اظن تفضين كتابات اميلى؟"
فأومأت تشارلى برأسها فتألق شعرها الكستنائى الفاتح تحت اشعه الشمس بلمعات برونزيه وذهبيه. وهى تقول:
" لقد كانت شخصيه متفرده متحرره حتى بالنسبه لعصرها ذاك. واظن ان تشارلوت كانت اكثر تمسكا بالتقاليد من اميلى التى كانت ذات روح متحرره طليقه.
وقال بول يتلو ببطء:
" ان روحى ليست بالجبانه"
فسألته:
" ما هذا الذى تقوله؟"
اجاب:
" انه بيت من قصيده لاميلى برونتى, لقد كنت دوما اشعر بان هذا البيت يلخص شخصيتها"
قالت:
"ان بين الشعر هذا يلخص شخصيتها بالتاكيد, كما قلت انت, ان التفكير هو اكثر سهوله فى هذا المكان.... اننى اتصورها هنا, مع كلبها الضخم ذاك, ماذا
كان اسمه؟ ذلك الكلب الذى رأينا صورته فى المتحف"
اجاب :
" اسمه كيبر"
فقالت:
" نعم كيبر"
وكان الفضول هنا قج استبد تشارلى وهى تسألأ :
" كيف تعلم كل هذه الاشياء عن الاخوات برونتى؟ اننى لا لظن انهن النوع المفضل من الكتاب الذى تحب ان تقرأ لهم"
وتابعت مسرعه خشيه ان يشعر بالاستياء:
" اعنى ان كتابات الاخوات برونتى تفضلها, عاده النساء"
ولكن بول ابتسم واجابها دون تردد:
" لقد كانت كتابات اميلى هى المفضله عند عمتى, خاصه لانها تحمل اسمها, وهى مثلك تفضلها على كتابه اختها شارلوت, وعندما كنت اسكن معها, كنا نقرأ
هذه الكتب بالتناوب بصوت عال فى امسيات الشتاء"
وحاولت تشارى تصور هذا المشهد لبول ساريزن وهو يقرأ بصوت عال لامرأه سمنه.. كانت صوره اكثر الفه مما تعرفها عن صحافيا يجوب البلاد دون ان
يستوطن واحدا منها.
وعاد هو يقل:
" اثناء عطله من المدرسه الداخليه, رفت خالتى وزوجها استقبالى فى منزلهما"
واضاف بحسره لم تتوقعها منه:
" وانا لا الومهما. وهكذا اخذتنى عمتى اميلى الى منزلها"
فقالت تشارلى :
" لم اكن اعلم انك كنت تسكن فى المنزل النهرى, وانما كنت اظنك تزوره من وقت لاخر"
قال:
" كلا, لقد كنت امضى كل اجازاتى هناك منذ كنت فى الرابعه عشره حتى دخلت الجامعه واقمت فى لندن. كان المنزل النهرى هو المنزل الوحيد الذى
اعرف"
وعلمت تشارلى. من هذا سبب عشقه لذلك المنزل, ولماذا احب عمته الى هذا الحد, كان حبه لها واضحا من الساعات الطويله التى امضاها قرب سريرها
فى المستشفى منذ عودته منذ اكثر من ثلاثه اسابيع الى بارفورد.
والقى عليها نظره من عينيه الرماديتين اللامعتين كالفضه وهو يقول:
" انظرى الى الشلال هناك"
وكانما فهم شيئا مما يجول فى ذهنها وتعكسه مللامحها, فقال باسما:
" يبدو ان شيئا من خيبه الامل, يراودك, اليس كذلك؟"
تمتمت هى بما يعنى الموافقه, محاوله ان تعيد نفسها الى الواقع لكى تنسى السهوله التى خدعت بها تصرفات برايان.
وقال بول وهو يرمقها, مره اخرى, بنظره متفحصه:
" كل شئ هنا منظم ومصطنع, ونرجو ان تكون قمه ويذينس طبيعيه اكثر من هنا. اتريدين ان نمكث هنا فتره؟"
فأجابت وهى تهز رأسها لكى تتخلص من افكارها:
" كلا. ثمه اناس كثيرون هنا, والافضل ان نذهب الى مكان اكثر هدوءا"
قال:
"اذن حاذرى, لان الطريف هنا وعر"
وفعلا. غابت معالم الطريق المسلوكه مما صار من الطبيعى ان يمد بول يد المساعده اليها كى يجنبها التعثر وهى تتسلق التل تشابكت اصابعها. مما ارسل فى
جسدها موجه من الحراره ليست لها علاقه بالشمس المحرقه فوقهما.
وهكذا. عند وصولها الى القمه. كانت تلهث ليس فقط مما بذلته من جهد فى التسلق. وانما ايضا من التفاعلات التى تعتمل فى اعماقها.
وقال بول وهو يراها تلهث بهذا الشكل:
" هل تحبين ان تستريحى لحظه؟"
حسنا. انه يظن سبب لهاثها هذا هو التعب الجسدى . وربما لو سمع خفقات قلبها العاليه. كان ارجع ذلك الى مرض قلبى... وكادت تنفجر بضحكه هستيريه.
وعاد هو يقول:
" او ربما تحبين ان تشربى شيئا؟"
ودمت يدها تتناول منه بلهفه زجاجه المياه المعدنيه التى مد بها يده اليها وقد احست فجأه . بجفاف شديد فى فمها. تبعا لاحاسيسها الملتهبه. كان لمنظر
شعره الاشعس المبلل بالعرق والذى نزل على جبينه. مما اخفى بعض خشونه ملامحه. من الجاذبيه بحيث كادت تغص بالماء الذى كانت تشربه. ثم اعادت
الرجاجه الى بول الذى اخذها شاكرا ببساطه وهو يرفعها الى شفتيه.
واخذت هى تراقبه وهو يشرب , وقال هو فجأه وهو ينزل الزجاجه:
"ان الجو شديد الحراره فعلا. لقد كان الظن انه اكثر بروده على القمه هنا. ولكن ليس ثمه نسمه هواء هنا. كما ترين"
قالت له:
" لماذا لا تخلع قميصك؟"
لم تصدق تشارلى نفسها وهى تقول ذلك. واضطرب ذهنها لهذا الكلمات العشوائيه التى تلفظت بها. هل تراها فقدت سيطرتها على عقلها لتتصرف بهذا
الشكل الذى لم تعهده فى نفسها من قبل؟ واذا كان هذا الشعور نحو يتملكها الان. فماذا سيكون امرها لو انه خلع قميصه فعلا؟
وهبط قلبها وهى تتصور ما هو محتمل ان يحدث عند ذاك . واجابها هو:
" كلا. هكذا افضل"
وشعرت تشارل. فى البدايه. بالراحه وهى تشعر من هدوء لهجه بول انه لم ياخذ لكلامها هذا معنى اخر. ولكنها, فى اللحظه التاليه شعرت بالجفاء يحتل
عينيه. ونظراته كذلك. وهو يقول:
" هل انت جاهزه لمتابعه السير؟"
استدار مبيتعدا عنها وهو يقول ذلك. وانتهت هى الى انه يبذل جهدا فى ان يظهر بمظهر طبيعى وهو يتابع قائلا متعمدا عدم ملاحظه قصدها:
" اننى متاكد من ان فى استطاعت تصور اميلى برونتى فوق تلك القمه هنا"
وادركت تشارلى انه يريد ان يصرف اهتمها عن موضوع لا يريدها ان تسترسل فى التفكير فيه. ولهذا حاولت جهدها. ان تجعل جوابها له يبدو طبيعيا وكذلك
بقيه الحديث الذى دار بينهما وهما يستمران فى السير. ومضت حوالى النصف الساعه قبل ان يصلا الى قمه ويذينس نفسها. حيث كان منزل"اليزابيث"
المتاعى يقف منعزلا مشرفا على تلك المراعى, وقد تداعى سقفه فى الداخل كما ان بعض جدرانهه ساقطت احجاا متكومه فوق العشب. ولقد جلس فى
داخله بعض الاغنام القويه. وعندما توقفا عن السير. جذبت تشارلى نفسا عميقا وهى تقول بغبطه:
" هذا المكان بعطى فكره اكثر صحه عن حياتها"
قا هو مبتسما:
" اهو المكان الملائم الذى فى امكانه ان يتغير مجرى الافكار؟"
ولكنها احست ان وراء محاولته اغاظتها. يكمن تفهم عميق لما تعنيه هذهاللحظه بالنيه اليها. وذلك من الطريقه التى تركها فيها تجول حيثما تشاء. دون ان
يزعجها بايه اسئله او تعليقات.
كان هذا هو المكان, بالضبط, الذى يمكنها فيه ان تتصور هيثكليف بطل روايه اميلى برونتى وتذكرت تشارلى كيف وقعت فى غرام ذلك البطل ذى الافكار
السوداويه التى لا تنقطع. وذلك منذ اول مره قرات فيها روايه "مرتفعات ويذرينغ" عندما كانت فى الثالثه عشره من عمرها وكانت تقيس به كل اصدقاء عهد
مراهقتها من الفتيان.. زطبعا لم يكن ليشبه واحدا منهم.. ولاحت على شفتيها ابتسامه خيبه امل وهى تتذكر ذلك.
ربما لم يكن يوجد له شبيه... ذلك ان هيثكليف كان مجدر شخصيه خياليه... وهنا, انتقلت انظارها نحو بول وهو يقف بقامته الطويله ولونه الاسمر بجانب
حجاره ذلك المنزل القديم التى غيرها الزمن, لتشعر بقلبها يقفز فى جوفها, وقد تملكتها الاثاره. وهو يحدثها بأنها, ربما اقتربت من ان تجد بطلها هيثكليف.
ذاك, ممثلا فى شخص بول
بعد ذلك بمده قصيره, جلست وقد تملكها الضى, على حجر عريض شكل مقعدا طبيعيا, واخذت تسرح النظر فى تلك المراعى وفى الوادى اسفل, عند
ذلك فقط, جلس بول بجانبها على العشب, مادا ساقيه امامه ومتكئا على مرفقه. وسألها:
" اتريدين ان تأكلى الان؟"
اجابت باسمه:
" يسرنى ذلك, فانا اكاد اموت جوعا"
وشكرته ابتسامتها على صبره وحساسيته الى جعلته يعطيها الفرصه للاستيعاب والتفكير كما تشاء دون ايه مقاطعه من جانبه.
وقال يجيبها:
" لا يدهشنى هذا والساعه تجاوزت الثانيه وقد مضى على تناولنا القهوه والكعك اكثر من ثلاث ساعات"
وقالت تشارلى ببساطه:
" اشعر وكأننا امضينا وقتا اطول"
وفى الحقيقه بدالها الوقت الذى امضياه فى القريه هاوورث. وقبل ذلك فى بارفورد وكأنه كان فى حياه اخرى, وعالم اخر. فهنا, فى هذه المراعى, بدا
وكأن العداوه بينهما قد تبخرت فى شمس الصيف الدافئه, وكأنها لم تكن قط.
وهتفت:
" اه, انظر ال الاغنام, انها اليفه تماما... ما احلاها!"
وصرخت بعد لحظه, عندما فتحت كيس السندوتشات لترى انف واحده منها تنس فى يدها واخذت قطعه صغيره منها تناولتها بلذه كبيره
وقال بول بجفاء وهو يشير الى بقيه القطيع التى رفعت رؤوسها بهتمام:
" ما الذى فعلت؟انظرى اليها جميعا تتجه نحوك"
وسرعان ما كنت نزهتها الهادئه قد غزتها مجموعه متراصه من الاجسام الصوفيه تتدافع نحوها كل يريد ان يفوز بالطعام
وصرخت اذ نطحها واحد قوى منها:
" ها... انها ليست اغنام. هذه..."
وسمعت صوات خلفها, فالتفتت لترى بول يحاول جاهدا ان يكبت نوبه قويه من الضحك.
وقالت ساخطه:
"هذا ليس مضحكت. الا ترى كيف تحيط بى؟ اه..."
اندفعت منها هذا الصرخه فجأه بعد ان تلقت نطحه اخرى قويه فى فخدها.
فقال وهو يمد يده يوقفها على قدميها ياخذ منها كيس السندوتشات:
" تعالى"
والقت هى ببقيه السندوتش بين مجموعه الاغنام تلهيها بها, ثم ركضت معه نحو المنحدر وثغاء الاغنام تلاحقها محتجه ع انقطاع الطعام.
وزاد فى سرعتها فى الركض, حيويتها المتدفقه وانحدار الطريق, فجعلا يركضان عده دقائق الى ان تعثرا وتهالكا معا على العشب وهما يلهثان.
عندما استطاعت تشارلى الكلام قالت:
" ما اسوأ ما مر بنا"
فأجابها وصته يهتز بالضحك:
" لقد احاطت بك القتله"
فقالت وهى تدفه بكوعها:
" انك مسرور لهذا. انها لم تهتم بك"
فقال:
" حسنا, انك انت من اطعمها." وقلد قولها السابق يغيظها( ما احلاها)"
فأمسكت بذراعه بعنف مازحه وهى تقول:
" ايها الوحش كان فى امكانك ان تساعدنى"
وزاد فى سخطها استماراه فى الضحك, فاخذت تضربه بقبضتها على كتفه.
" بت تشبه هيثكليف. كانت الاغنام ستأكلنى حيه"
وخمد صوتها وجف حلقها اذ استدار اليها بول فجأه يمسك بمعصميها فى يده فيمنعها من الرحكه. ووجدت نفسها تحدق فى عينيه المتألقتين المتسعتين وهو
يقول:
" اهذا ما تظنينه بى, يا شارلوت؟ هل انا عيثكليف؟ واذا كنت انا هو, فهل انت حبيبتى كاتى"؟
كان صوته خشنا منخفضا بعث الرعده فى اوصالها وبدا عليها وكأنها فقدت القدره ع الكلام. وفحت فاها مرتين لتجيبه, ولكن الكلمات كانت تموت بين
شفتيها الجافتين بلسانها . ورات نظراته تنصب على حركاتها يستكشف نتعا مشاعرها, ثم ترتفع مره اخرى لتغوص فى عينيها اللتين شلتا عن الحركه. كانت
عيناه الان قاتمتين تشع منهما قوه مغناطيسيه سمرتها فى مكانها. مالبث ان امسك بمعصميها بيد واحده ثم اخذ يلامس بيده الاخر وجنتها برهه. رفعها بعدها
يتخلل باصابعه شعرها, لتجد نفسها, بعد لحظه, فى احضانه وهو يهمس:
"شارلوت"
انه اذا يريدها... يريدها هى, تشارلى, وحدها انها ليست بديله لامرأه اخرى, هذه المره, ان بول يرغب فيها هى. وهى....
انها تريده... كان هذا الجواب سهل نمشوبا بخوف فطرى. هل هى تريد هذا حقا؟ ان تظل معه الى الابد؟
كانت كلمه:
" الى الابد" هذه. هى جمدتها فى موضعها وقد توقف عندها كل احساس وشعور. لكى تكون له الى الابد. يجب ان يكون التزاما دائما بقيه حياتها. انها
تريد ان تمضى بقيه ايامها مع هذا الرجل, فهى تحب بول بكل عواطفها ومشاعرها, ولكنها لا تريد ان تكون خليلته, بل زوجته.
وهمس هو وقد احس بالتغير الذى اصابها بين ذراعيه, ففتح عينيه المليئتين بالعاطفه الجياشه يلقى عليها نظره متفحصه وهو يقول:
" ما هذا؟ اننى لم اقصد اخافتك"
احست بالتعاسه اذ اساء تفسير رده فعلها هذه, بينما اعتدل هو فى جلسته يريح رأسه على صدرها, محاولا ان يكبح جماح عواطفه. ومره اخرى, اخذ
يلامس وجنتها ملاطفا وهو يقول:
" اننى اسف..." ولكن تشارلى هزت رأسها بعنف رافضه الاستماع اليه. انها لا تريده ان يشعر بالاسف. لا تريده ان يشعر باى شئ سوى شئ واحد كان هى
نعلم باستحالته.
كانت تريده ان يحبها كما تحبه... ولكن ذلك لن يحدث ابدا. ان بول لن يتلكه هذا الشعور نحوها ابدا. وكيف يحبها وهى تعلم انه رغم ما يظهر منه. احيانا.
من رغبه فيهت فى اعماقه يكن لها الاحتقار وعدم الثقه. ولا يرى فيها سوى فتاه تحاول ان تستغل عمته الحبيبه التى احبته وقدمت له المأوى, بالغرم من
سنها المتقدمه. وذلك حين مات والداه ورفضته خالته وزوجها؟
وقالت له محوله نظراتها عنه, بصوت منخفض جعل بول يدنى رأسه نحوها ليسمعها جيدا:
" انك لم تخفنى, وانما فقط..."
انما ماذا؟ الحقيقه هى ان قوه عواطفها اخافتها... لقد افزعتها فكره انها احبته الان والى اخر حياتها.
وقال بول يستحثها برفق:
" فقط ماذا؟"
ولكنها لم تستطع الا ان تهز رأسها غير قادره على مواجهه تلك العينين الفاحصتين.
تابع هو قائلا:
" مازال الوقت مبكرا لذلك"
كان فى صوته. وهو يقول ذلك, من التفهم وتوبيخ النفس ما احدث فى قلبها مثل طعنه السكين, وتابع قائلا:
" اننى استعجلت الامور فى انك غير متقبله ذلك نفسيا"
وفكرت فى انه لم يستعجل شيئا, وليس الامر هو انها غير متقبله ذلك نفسيا, ولكنها كانت تريده ان يخبرها انه يحبها هو ايضا, وهذا ما لن يحدث ابدا ولكن
بينما ابتعد بول عنها يسوى من شعره المشعث تصاعد الام فى قلبها متحولا الى شعور مؤلم بالفراغ والوحشه, وهتفت بتعاسه ووهى تتقدم نحوه مره اخرى
تبغى احضانه, وهى تمتم:
" كلا, ليس الوقت مبكرا... ابدا, ارجوك يا بول"
قال هو برفق انما بحزم وهو يبعدها عنه بطول ذراعه:
" كلا"
وعادت تهمس وهى تمد ذراعيها نحوه:
" ارجوك"
فصرخ:
" كلا"
جمدت هى فى مكانها وهى ترفع اليه عينين متسعتين حائرتين لترى تغير ملامح وجهه من الرقه الى الشده وبدت فى عينيه نظره عنيفه ثم, وبحركه بسيطه
تخلص من امساكها به, ليميل عنها مبتعدا ثم يقف مشرفا عليها وقد حجبت كتفاه العريضان الشمس عنها, وهو يقول بلهجخ غير وديه ارسلت فى اوصالها
قشعريره لا صله لها بالظل المنبعث من جسده والذى حجب عنها دفء الشمس , يقول:
" ثمه الكثير لا يعرفه الواحد منا عن الاخر, لهذا, مازال الوقت مبكرا يا شارلوت"
وفكرت تشارلى بتعاسه ان لم يذكر شيئا عن برايان والخطبه المزعوه... انه ليس فى حاجه لذلك لانهما يعرفان, هى وهو , ان هذا الامر يقف بينهما حاجزا
منيعا, فلو لم تتصرف هى بذلك الشكل, فتبتعد عنه, لتعطيه بذلك فرصه التكفير, فربما ما كان ليتذكر هذا الا بعد حين.
ولكن, قوه ادراكها بحبها له, سلب منها كل تفكير عقلانى ولم تعد تستطيع التصرف بغير غريزتها, ولكن, رغم ان ذلك كان لبرهه وجيزه لا تتجاوز الثوانى,
فانها كانت كافيه لكر يتذكر علاقتها تلك بابن خالته, مهما كانت شدة رغبته فيها.. وحدثت نفسها بمراره. انه, على الاقل, شعر برغبه قويه فيها... ولكن
الاحتقار والاشمئزاز اللذين يكنهما نحوها قد قتلا تلك الرغبه اثناء الثوانى القليله التى جددت تلك المشاعر.
واذا كانت تريد برهانا اخر بذلك, فها ذا يتصرف مثل تصرفه الليله السابقه عندما تخلص بسهوله من الرغبه المحمومه التى تملكته, ليستقر على العشب مره
اخرى, جاعلا بينهما مسافه كافيه, ثم يتناول كيس الطعام وهو يقول:
" صار لزاما علينا ان نأكل شيئا, ثم نهم بالعوده اذ ان على ان ازور عمتى اميلى "
وبدا صوته هادئا متماسكا بشكل اثار فى نفسها الكراهيه.
وعاد الان ذلك الحب العامر منه لعمته ليظهر زيف تباهى برايان بباقات الزهور تلك التى كان يرسلها والتى بدت باهته بمقارنتها بما يبدو من بول.
كيف سيكونحبه. اذا, عندما يصادف المرأه التى تسلبه قلبه؟ واحست بطعنه الم وحشى وهى تفكر بذلك, ان حبه, عند ذاك, سيكون حب العمر كله, سيكون
كحب هيثكليف وكاتى, بطلى قصه اميلى برونتى, ولكن عندما يلقى المرأه الى تجعله يشعر بهذا, فستصبح كل الاخريات عنده تافهات حقيرات. وقد يبقى
عنده شور الصداقه, فهو من ذلك النوع النادر من الرجال الذين فى امكانهم ان يكونوا اصدقاء مخلصين لعدد من الجنس الاخر, او ربما يشعرون بالغربه
فقط. وتلى الما وهى تتذكر قوه الرغبه التى جمعتهم معا منذ دقائق فقط. ولكن, كل هذه المشاعر ستكون تافهه زائله امام قدرته الهائله على الحب الاصيل
كما تحدثها نفسها, وكانت هى حمقاء حقا اذ تسلم قلبها لاانسان مثله يعتبرها, دون شك, احدى تلك العلاقات التافهه الزائله
ولم تعرف تشارلى كيف مضغت نصيبها من الساندوتشات وفى الحقيقه. , بقد فتتت قسما كبيرا منها بين الاعشاب لكى تأكلها الطيور او ربما الاغنام. فيما بعد,
لتكمل بعد ذلك طريقها, غارقه فى افكارها المؤلمه, الى قريه هاوورث. ولكن, لم يبد على بول انه اهتم بصمتها ذاك, اذ انه لم يعلق عليه, بل بدا عليه
الاستغراق فى التفكير. كان من الواضح ان عقله فى مكان اخر.
استمرت بينهما مسافه تبعدهما عن بعضهما البعض, بشكل ضايقها, طوال الطريق نحو البيت, وخلال زيارتها للعمه اميلى حيث لم يظهر بينها وبينه حس
بالمشاركه رغم انهما كانا يتحدثان معا الى السيده العجوز. لقدد كانا يتحدثان عما صادفاه معا وليس عما اشتركا فيه.
واخيرا, عند صولهما الى المنزل, وجدت تشارلى عذرا بالارهاق والعرق السابح فيه جسمها , لتصعد للاغتسال فى الحمام, تختفى , بذلك, عن ناظريه,
وبقيت تحت الدوش قدر امكانها. راجيه ان تستطيع المياه تخفيف توترها وضيقها ومشاعرها الخائبه بنفس السهوله التى ازال بها العرق من فوق جسدها.
وخرجت اخيرا الى غرفتها لترتدى سروالا نظيفا وقمصيا ازرق باهتا, ومن الصوت الذى سمعته فى الحمام. ادركت ان بول قد دخل هو ايضا ليغتسل.
وشعرت بشئ من الارتياح وهى تفكر فى انها اراحت اعصابها من الحديث معه, على الاقل, ثم نزلت الى المطبخ لتحضر لنفسها شرابا ساخنا هى فى اشد
الحاجه اليه.
وفى المطبخ, كانت مخلفات النزهة, قد اخليت من المكان, لتبقى لفافه واحده, مازالت فى كيس ورقى اسمر, قد وقعت على الطاوله. وتناولتها تشارلى
بفضلول, لتزداد حيرتها وهى ترى اسمها مكتوبا على الكيس. وسألت الهر تشيكوو الذى كان يدور حول قدميها متمسحا يطلب طعاما, سألته:
" ما هذه؟"
لابد انها من بول, ولكن ما الذى اراد ان يعطيها اياه؟
وبيدين غير ثابتتين, فكت الخيط الذى يربط الكيس, لتنساب من بين شفتيها صرخه سرور وهى ترى بين يديها نسخه رائعه لاشعار اميلى برونتى.
ولكن كيف, ومتى اشتراه دون ان تلحظ هى ذلك؟
واغرورقت عيناها بالدمع وهى تتذكر كيف انه, اثناء رجوعهما الى قريه هارورث قد دخل كشك يبيع التذكارات عن قمه ويذنغس قائلا:
انه يريد ان يشترى واحدا لعمته. لا بد انه اشترى, عند ذلك, هذا الكتاب. ولمحت تشارلى كلمات مكتوبه فى الصفحه الداخليه بعد الغلاف.
وكانت عيناها غائمتين بالدموع فمسحتها لكى تستطيع قراءه تلك الكلمات التى تقول:
" الى شارلوت... اشكرك لمشاركتك لى هذا النهار غي العادى"
وبعد لحظه, وقبل ان تدرك ما هى بسبيله, قفزت صاعده السلم والكتاب فى يدها. ودون تفكير, دفعت باب غرفه بول وقد دفعها سرورها العظيم الى الدخول
دون انتظار الاذن بالدخول, وهى تهتف:
" اشكرك يا بول... اشكرك كثيرا لهذه الهديه الرائعه... اننى..."
وماتت الكلمات على شفتيها ورفعت يدها الى فمها وقد هرب الدم من وجهها عندما استدار بول يواجهها.
كان واضحا انه قد خرج لتوه من المام وكان شعره مازال مبللا وملتصقا بجمجمته البديعه التكوين. وكان قد ارتدى سروال جينز لا غير, وكان على صدره
العارى, والذى تركزت عليه انظار تشارلى بذهول, وقد اتسعت عيناها العسليتان برعب. اثار جراح حديثه حمراء من الجلى انها شفيت حديثا جدا. وكانت
تشوه منظر صدره البرونزى الجميل.
همست بصوت مرتجف:
" بول... ما هذا؟"
اجاب يمطئنها بسرعه:
" لا بأس بذلك. انه يبدو اسوأ من الشعور به"
فقالت:
" لوكن. كيف حدث ذلك؟ ومتى؟"
قال بأيجاز:
" فى غواتيمالا. فى تحطم طائره مروحيه. لقد كنت فى طريقه الى احدى القرى النائيه, عندما صادفتنا عاصفه رهيبه"
والتوى فمه بمراره وهو يتابع.
" لقد كنت احد المحظوظين الذين نجوا. لقد مات الطيار. وحدث..."
ولم تشأ تشارلى ان تسمع البقيه بعد ان وجدت جواب جزء من سؤالها, وتذكرت غضبها وكيف احتقرته وازدرته لعدم اجابته على رسائلها, ولعدم اسراعه الى
جانب سرير عمته المريضه كما فعل برايان, وذلك لعدم اهتمامه. كما ظنت هى, وسألته وقد غمرها شعور بالعار والحرج:
" هل كان ذلك حوالى الوقت الذى سقطت فيه الانسه ماكنزى صريعه المرض؟"
اوما بول رأسه ببطء وقد تعلقت عيناه الرماديتان بعينيها العسليتين المنزعجتين.
وقال:
"لقد سقطت بنا الطائره فى مكانا مما اخذ العثور علينا وقتا طويلا كنت اثناءه مريضا جدا"
وسرت فى بدنها رجفه وهى تفكر فى ما يكمن خلف هذا الكلام الموجز عن حالته فى تلك الاثناء"
وتابع قائلا:
" لم ادرك اين انا لمده عده اسابيع, ثم بعد ذلك. مضى بعض الوقت حتى استطعت القيام باى شئ. وكان المصور الذى كتن معه. واشاركه نفس الشقه, قد
اصيب معنا فى نفس الطائره. وهكذا لم يذهب احد الى شقتنا تلك لاحضار البريد لنا الى ان خرج هو من المستشفى فأحضر لى الرسائل. وما ان قرأتها,
حتى خرجت من المستشفى على مسؤوليتى الخاصه, ثم جئت بالطائره"
لقد جاء مباشره من المستشفى دون ايه نقاهة, وهى لامته لانه لم يحضر قبل ذلك. وعضت على شفتها بأسى عميق, وهى تعود بذهنها الى الاسابيع
الماضيه, فتتذكر الظلال تحت عينيه, وتلك الليالى التى كان يأوى فيها الى فراشه مبكرا, كم كان يبدو متعبا.
همست قائله:
" اننى اسفه"
اجاب :
" ولكنك لم تكونى تعلمين"
ولكنها لم تفكر فى السؤال. لقد استرسلت فى الغضب الاعمى دون تفكير... ولم تفكر سوى فى اظهار ازدرائها نحوه وتعيير بأفضليه برايان عليه وقد اعماها
اهتمام ابن خالته الاستعارضى.... كما ابتدأت ترى برايان الان. انها لم تحاول ان تبحث فى امر برايان كما يجب لتعلم السبب فى عدم قدومه لرؤيه عمته.
وقالت متسرعه:
" بول ... بالنسبه الى برايان..."
وعرفت من تجهم وجهه وتلك النظره الجافه فى عينيه انه ما كان لها ان تاتى على ذكر ابن خالته.
وردد هو كلمتها:
" برايان؟"
وحملت هى نفسها على متابعه كلامها قائله: بالنسبه الى وصيه عمتك عن المنزل النهرى, يجب ان تصدقنى... اننى لم اكن اعلم"
فقال:
" اعرف ذلك"
وكان هذا اخر شئ تتوقعه, وبقيت لحظه تحدق فيه مشوشه الذهن, وتابع هو :
" لقد رأيتك مع عمتى اميلى, وكان واضحا لمن له عينان انك شديده الاهتمام بها... وكذلك بالنسبه الى الهرره... والازهار... والطريقه التى تعتنين بها
بالبيت.. وهذه الليله, اثناء وجودك فى غرفه الانتظار, اخبرتنى بقصه لقائها بك لاول مره, كامله, وكيف انها هى التى طلبت منك العمل عندها لانها كانت
ف حاجه الى مرافقه. ولكنك رفضت اخذ راتب على عمل كنت تريدين ان تقومى به لاجلها مجانا, ومن نا, لم اعد فى حاجه الى ان تخبرينى شيئا اخر
عنك"
وهز رأسه ببطء وقد بان فى نظراته نو من لااسف وكأنه يلوم نفسه وهو يتابع:
" ولقد اخطأت انا فى تقييم الوضع بشكل هائل"
وابتسم وقد بدا عليه الخجل والاشمئزاز من نفسه وهو يتابع:
" اننى لا احسن عاده كتبه الرسائل, ولكن العمه اميلى اسوأ منى فى هذا, اذ انها اخبرتنى فقط بنصف , بل ربع القصه. كنت هناك فى غواتيمالا على بعد
الاف الاميال. وبدا وكأن هنا من تدبرت اجتماعا مع عمتى لتدخل حياتها لمجرد ان تبتز منها ما تستطيع من نقود"
وفكرت تشارلى فى ان هذا ما بدا من الامر فى الحقيقه. الم تجادل هى نفسها الانسه اميلى بنفس الشئ, عندما قدمت لها هذه الوظيفتها تلك, قائله لها ان
الناس سيظنون بها الظنون؟ فلماذا تلو بول, اذا, اذا هو ظن نفس ما حسبت هى حسابه وفجأه.اهتزت وهى تفكر فى ان هذا ما قد يكون فكر فيه برايانعو
ايضا. اليس من المحتمل انه, حين فكر فى ان يلجأ اليها لخداع عمته, شجعه لطلب معونتها فى ذلك معتقدا انها هى ايضا تستعمل مذل هذا الخداع
للتحايل على عمته لاسباب مديه. وشعرت, وهى تفكر فى هذا بالغثيان.
وتابع هو:
" لقد كنت قادما الى هنا على ايه حال ,لارى ما يحدث واقيم الوضع عندما وقع لى حادث الطائره تلك . وعندما رجعت , وجدت مكانك المتين فى نفس
عمتى لا يحاتج الى ايضاح, هذا الى اخذك راتيا كبيرا من عمتى دون ان تقومى بعمل يستحقه, ثم فوق هذا, تتهميننى باهمال..."
وقاطعته:
" ولماذا لم تخبرنى عن حادث الطائره, وعن اصابتك؟"
رغم ان تشارلى وجهت اليه هذا السؤال , فقد كانت تعرف الجواب وهو ان بول, لايمانه العميق بانها فتاه ماديه قاسيه القلب, لم يشأ ان يطلعها على مواطن
ضعف فيه فى القوت الذى اراد ان شظهر فيه بمظهر قوة. والتقت عيناه الباردتان بعينيها برهة:
" ثم قال:
" اكثر ما اخبرتنى به, كان صحيحا. فأنا لم اكن هنا عندما كانت عمتى فعلا فى حاجه الى , لقد جئت متأخرا, اشهر عديده ثم عرفت بأمر الخطبه المزعومه
, تلك"
ورأت تشارلى فى عينيه نظره غاضبه هى انعكاس لما كان قد شعر به فى ذلك الحين, مما احدث رعشه فى اوصالها رغم علمها بأنها لم تعد مثارا لغضبه.
ووجهت اليه سؤالا لم تكن متاكده من جوابه, قالت:
" بول. هل كسرت حقا انف ابن خالتك؟"
لم تكن فى حاجه الى ان يومئ برأسه ايجابا, فقد قرأت الجواب من ملامحه. فسألته:
" لماذا؟"
ورأت من ملامحه ان هذا السؤال لم يفكر والدا برايان نفسهما بالقائه عليه. واجاب:
" ان برايان, كما تعلمين, يكبرنى بثلاث سنوات. وفى السابعه عشرة من عمره كان قد ابتدأ يهتم بالعمل الذى يقوم به الان من شراء التحف وبيعها. كان قد
ابتدأ يحصل على البضاعه بطريقته الخاصه. فيذهب الى منازل كبار السن طالبا شراء ما عندهم من مقتنيات قديمه عديمه القيمه. وطبعا كانت هناك دائما
اشياء قديمه لا يعرفون قيمتها"
قاطعته:
" مثل لوحه السيد (هادج)!"
فأوما برأسه متجهما وهو يقول:
" تمام مثل لوحه السيد (هادج) . لقد وجدت فى ذلك الحين, انه احتال على سيده مسنه ليسلبها شيئا ثمينا, وهنا... فقدت اعصابى"
وهكذا فقد اعصابه فى المنزل الى يأويه, اذ ان خالته وزوجها رفضا ان يسمحا له بالعيش معهما بعد ذلك, لهذا السبب.
وسألته:
" ولكن الانسه اميلى, طبعا, فهمت السبب"
فأجابها:
" اظنها ارتابت فى ما يقصد. فقد كانت احد الناس الذى لم يؤخذوا بنعومه ابن خالى العزيز الساحره"
فقالت بندم:
" كما كنت انا"
وفكرت لحظه, فى السهوله التى خدعت بها, بتصرفات برايان الحسنه, فلا عجب اذا, وهو يعلم من هو ابن خالته, فى ان يتهمها, وهو يراها تدافع عنه بكل
تلك الحماسه, يتهمها بانها شريكه فى خطته التى كان يريد بها ان يجعل عمته تترك له البيت لكى ينشئ فيه اسره. وذلك فى الوقت الذى كان هو يفاوض
على بيعه الى مجموعه التنقيب تلك.
وبدت على شفتى بول ابتسامه ملتويه وهو يقول:
" انك لست الاولى التى خدعت به, ولن تكونى الاخيره. واذا كان ثمه ما يبعث على التعزيه, فهو اننى استعدت مته تلك اللحوه للسيد هادج العجوز"
وانعكست ابتسامه تشارلى المسروره فى عينيه . ولكنه لم يلبث ان عاد الى تجهمه وهو يتابع قوله:
" ان ما يؤسفنى هو اعتقادى انك كنت مشتركه معه, كان يجب ان اكون اكثر حذقا بالنسبه الى برايان... وايضا اكثر ايمانا بعمتى اذ لا يمكن لها ان تخدع
بفتاه محتاله كما بدت"
كان غضبه الان قد تلاشى تمام من وجهه. وشجعها هذا لان تتقدم منه برغبه لا تقهر, بعد ان القت بكتاب الشعر الذى فى يدها . على كرسى بجانبها ثم مدت
يدها ملامس, بكل رقه, الاثار الحمراء للجروح على صدره, وعدنا سمعت لهاثه المكتومه من بين اسنانه, وهى تفعل ذلك. سألته بهتمام:
" هل تتألم؟"
اجاب:
" كلا"
كان صوته خشنا غير منتظم, صدقينى, اننى فى حاجه فقط, الى بعض الوقت, لكى اعود الى سابق قوتى, اننى اتعب احيانا بسهوله, وهذا كل شئ"
ومره اخرى, تذكرت تشارلى تلك الليالى التى كان يذهب فيها باكرا الى الفراش. كان واضحا ان ثمه شيئا غير طبيعى. لماذا لم تلاحظ ذلك؟ كان يجب ان
تدرك ان رجلا مثل بول لم يكن ليتأخر عن القدو الى عمته المريضه دون سبب وجيه, ولكنها, فى ذلك الوقت, لم تشأ ان تصدق ان فعله ذاك قد يكون له ما
يبرره, لقد كرهته يومذاك... ولكن شعورها الان اصبح مختلفا جدا. وقطبت حاجبيها وهى تعود فتمرر اصابعها على صدره وهى تعض على شفتيها لدى
احساسها بنتوء اثار التئام الجراح. والتفكير فى تلك الاسابيع التى امضاها فى المستشفى.
وقال لها بخشونه بصوت نبه احاسيسها:
" تشارلى لا اظن انك ينبغى ان تفعلى ذلك"
فقالت:
" ولكنك قلت ان هذا لا يؤلمك"
قال:
" انه لا يؤلمنى , ولكن..."
القت اعينهما لترى فى عينه نظره غريبه. وانتابها احساس بانوثتها جعل الدم يسرى حارا فى عروقها وبقيت تلامس صدره وقد بدت على شفتيها ابتسامه تغيظه
بها.
وقال هو:
" اذا انت لم تتوقفى عن هذا العمل, فانك تعرفين ما الذى سيحدث."
قالت:
" كلا لا اعرف..."
زنظرت اليه وقد اتسعت عيناها متصنعه البراءه. وهى تتابع بخبث:
" لماذا لا ترينى ماذا سيحدث؟ ونظر اليها برهة مذهولا, ثم ما لبث ان مد ذراعيه اليها يجذبها الى احضانه , وهو يقول:
" هذا ما انذرتك انه سيحدث"
وابتسمت وهى قد تدفقت المشاعر من نظراتها وهى تقول:
" وهذا ما رجوت انا ان يحدث"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:29 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادى عشر
تجاوب رنين الهاتف فى مسامع تشارلى وكأنه ات من مكان سحيق , كانت اذناها وكأنما حشيتا بالقطن فهى لا تكاد تسمع. وتقلبت فى فراشها وهى تتافف
دافنه وجهها فى وسادتها. واستمر رنين الهاتف ملحاحا ليعلو معه تأففها.
وجاءها صوت من مكان ما يقول:" سأجيب انا عليه"
وفيما كانت تحاول استجماع افكارها, سمعت وقع اقدام بول ينزل السلم الى القاعه حيث الهاتف. وتناهى اليها صوت السماعه ترفع من مكانها, ثم صوته
وهو يجيب:
" الو. من؟ رون؟ مرحبا"
كان رون اسم رئيسه فى الصحيفه, كما تذكرت تشارلى. وتمطت تحت الاغطيه.
وتحركت رافعه رأيها قليلا تستمع الى ما يقوله بول:
" طبعا سأكون هناك. اننى لا اريد ان يفوتنى هذا... على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا"
وارهق تشارلى بذل هذا الجهد للاستماع . ولم تستطع المتابعه, وسرعان ما عادت تحلم باحداث الليله الماضيه.
"شارلوت..."
وايقظها من احلامها صوت بول الرقيق بهمس باسمها فى اذنها.
وحاولت هى ان تفتح عينيها عبثا, واذخت تهمهم, وسمعت ضحكته الدافئه, من محاولاتها هذه, ثم قال:
" لا تهتمى, يا حبيبتى, اسمعينى لحظه فقط ثم عودى الى النوم, على ان اخرج الان .. هذا ضرورى"
كان تأكيده هذا وهو يراها تعبس وهى مغمضه عينيها, ثم تهمهم محتجه.
لم تكن تريده ان يذهب الى اى مكان. كانت تريده ان يبقى بقربها. وتحركت, ومازالت عيناها مغمضتين, تمسك بيده تمنعه من الخروج.
وعاد هو يضحك منها قائلا:
" لا بد لى ان اذهب. ان عندى مقابله"
وفتح اصابعها المنقبضه على رسغه. برفق, حتى تحرر منها. ثم قبلها على شعرها وهو يتحول نحو الباب.
وفجأه, وشعرت تشارلى بالخوف يسيطر عليها, ليجعلها فى اتم يقظه, وفتحت عينيها لتلمح ظهر بول متواريا وهو يغلق الباب خلفه. ولكن هذا كان كافيا لكى
تشعر بطعنه فى قلبها وهى تراه مرتديا تلك البذله الرماديه الانقيه التى كان يرتديها عندما خرجت معه الى العشاء فى مطعم تشالمورث هاوس.
هنالك شئ ما ... وشعرت بكلابات مؤلمه تعتصر فؤادها. وقفزت من السرير بدون تفكير. وسمعت الباب الخارجى يصفق. وهرعت الى السلم تهبطه راكضه الى
الباب فى الوقت الذى كانت فيه سياره بول تتوارى فى الشارع.
وعادت تشارلى الى المطبخ. ووضعت ابريق الشاى على النار. ثم جلست تحاول لملمه افكارها المشتته, فى محاوله لفهم السبب فى هذا الحدس الذى
انتابها, وعلت تقتنع بان شيئا مفزعا قد حدث.
ان ذلك لا يعود لشئ فعله بول, ليس بالنسبه اليها,على الاقل. وحملت فنجان القهوه عائده الى غرفتها, حيث دخلت الحمام. وتحت الماء تصلب جسدها
وهى تفكر فى ان الامر هو ما سمعته فى تلك المحادثه الهاتفيه من كلمات متفرقه فى اثناء نومها المتقطع.( طبعا سألكون هناك ....... اننى لا اريد ان يفوتنى
هذا..... على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا...) كان يتكلم الى رئيسه رون, ثم, بعد ان جاء يودعها بقبله على راأسها, قال شيئا عن مقابله ما.
وهزت الصدمه فؤادها. ووقفت دون حراك, غير شاعره بتدفق الماء على جسدها وقد امتزج فى نفسها الالم بالحقيقه المره لتكون لما حدث , صورة جعلت
فى نفسها تتلوى الما , لقد تلقى بول مخابره هاتفيه من رئيسه فى العمل الذى كما يبدو من رده الفعل عند بول, قد عرض عليه مشروعا جديدا لابد انه
عظيم الاهميه مما جعل بول, كما هو معروف عنه, لا يتردد فى القبول. كما بدا من جوابه ذاك فى الهاتف,(لا اريد ان يفوتنى هذا) الى اين سيذهب هذه
المره؟ هل الى غواتيمالا مره اخرى؟ ام الى بلاد اخرى فى اميريكا الجنوبيه لو ربما سيسافر الى طرف اخر من العالم؟
وخرجت من الحمام حيث اخذت تجفف جشدها بشكل الى عنيف ليس ذلك الرجل الذى يستقر فى مكان واحد. فهو فى ذلك, مثل بول وهى لم تتوقع
منه قط ان يمكث فى بارفورد كل هذا الوقت الذى امضاه فعلا, كانت تعلم انه سيتابع طريقه فى اقرب وقت , سعيا وراء قصه جديده للصحافه.
ولكن ذلك كان قبل ان تقع فى غرامه. وهذا الذى اصبح يعنى لها كل شئ. والذى اصبح كل العالم بالنسبه اليها كل شئ. والذى اصبح كل العالم بالنسبه
اليها. الا يعنى له هو. شيئا؟ وكانت ترتدى الجينز وفوقه قميص مشجر مقفلو, عندما عادت الى ذهنها بقيه مقوله بول بول فى الهاتف(على فقط ان اسوى
بعض الامور البسيطه هنا)
وغامت عيناها العسليتان, واثقلهما الالم وهى تشعر بطعنه نجلاء فى فؤادها ,(اسوى بعض الامور؟) انه يريد ان ينظم الامور قبل ان يذهب فى طريقه, وربما
لن يلقى عليها نظره اخرى.
وتصاعدت دقات ساعه الحائط من القاعه لتعلم منها, ذاهله ان النهار قد انتصف , لقد نامت اكثر كثيرا مما كانت تظن. ولكن ماذا قد انتصف. لقد نامت اكثر
مما كانت تظن. ولكن,ماذا يهمها الوقت؟
ان امامها بقيه النهار قاحله موحشه قد خلت من كل معنى للحياه. وكان التفكير ف رؤيه بول مره اخرى هذا المساء والذى اعتاد ان يجعل قلبها يخفق
سرورا, متمنيه لو تمضى الساعات سراعا. هذا التفكير جعلها الان توشك على البكاء بصوت عال. وهى مثله هوو, ترى فى ما حدث الليله الماضيه. مجرد متعه
زالت وانتهت دون ان تترك خلفها اى شعور.
كانت دقات الساعه تذكرها كذكلك, بوعدها لمخدومتها بان تزورها هذا النهار. ولكنها لم تستطع التفكير فى انها ستواجه بول هناك مره اخرى , ربما
لافضل ان تذهب مبكرا حيث يكون بول مازال فى المقابله التى تحدث عنها, لقد صممت على القيام بشئ , شئ كان يجب ان تقوم به قبل الان بوقت
طويل.
وهتفت الانسه اميلى حال رؤيتها لتشارلى تدخل عليها:
" تشارلى , عندى خبرا رائعا. انهم سيسمحون لى بالخروج من المستشفى فى الاسبوع القادم"
هتفت تشارلى بدورها:
" احقا؟ ما اجمل هذا"
كانت استجابه تشارلى لهذا الخبر من كل قلبها, ولكن, لتجفل بعد لحظه وهى تتذكر ما سبق وصممت على القيام به. فان للانسه اميلى الحق فى ان تعرف
الحقيقه. وليذهب برايان الى جهنم. انها تعرف الان ان تأجيله مكاشفه عمته بالحقيقه, وتظاهره بانه يخاف عليها من نكسه اذا هو اخبرها, تعرف ان ذلك
ليس الا حجه من ورائها اطاله امد الخطبه المزعومه قد الاستطاعه بامل ان تعيد عمته كتابه الوصيه فى صالحه.
وسألت تشارلى:
" امازلت تريديينى ان اشتغل عندك عندما تعودين الى البيت؟"
فاجابت الانسه ماكنزى:
" طبعا اريد ذلك يا عزيزتى, فانت تعرفين كم تسرنى صحبتك"
وتساءلت تشارلى عما اذا كانت السيده العجوز ستبقى على شعورها هذا عندما تعلم الحقيقه.
قالت:
" يا انسه اميلى, عندى شئ احب ان اطلعك عليه"
وقالت مخدومتها:
" لمذا يبدو عليك القلق. شارلوت؟ هل ذلك بسبب تلك الخطبه الحمقاء؟"
وشعرت تشارلى بالارتياح وهى تسألها:
" هل اخبرك برايان بالامر؟"
فاجابت:
" كلا . انه لم يفعل, لانه هذا لا يناسب خطته ابدا. ولكن هل ظننت حقا اننى لم ارتاب فى الامر؟ كنت فى البدايه. غير صافيه الذهن, ولم اكن لاستوعب
شيئاو ولكن اخيرا , عندما ابتدأت افكر فى الامر, ادركت ما الذى كان يجرى ثم انكما لم يظهر عليكما ابدا مظهر المخطوبين"
ولم تستطع تشارلى ان تصدق هذا الطريقه الهادئه التى تقبلت الانسه ماكنزى بها الاشياء.
وقالت:
"انك اذن غير مستاءه منى؟ اعنى... اننى فعلت ذلك"
فقاطعتها:
" اننى اعرف لماذا فعلات ذلك. لقد ظننت ان هذا يسعدنى. اذ لا يمكن ان تكونى فعلت هذا لاى سبب اخر.
وبالنسبه الى برايان . فصرت اعرف طريقه تفكيره. اننى متاكده من انه قد سبق وتعاقد مع مشتر للمنزل النهرى . فهو لم يرغب قد فى العيش فيه"
وعندما رأت الحقيقه فى وجه تشارلى. اومأت براسها بحزن وهى تتابع:
" ربما كان اكثر هذا نتيجه خطأ منى انا. ما كان يجب ابدا ان اقول ان المنزل هو لمن يتزوج اولا. لم يكن وضعا صحيحا ابدا . ولم يكن لى الحق فى فعل
شئ كهذا. فهذان الشابان يركه الواحد منهما الاخر منذ اليوم الذى التقيا فيه. وجئت انا لاقدم اليهما شيئا اخر يتقاتلان من اجله"
فقالت تشارلى :
" اظننى اعلم السبب"
فتنهدت السيده العجوز قائله:
" حسنا, يجب ان يكون المنزل النهارى منزلا لاسره. لقد اردت ان اراه مليئا بالاولاد مره اخرى"
وشبكت يديها الواحده بالاخره. وقالت قد تالق وجهها:
" ولكننى حسمت الامر. لقد قررت ان ابيعه"
لم تصدق تشارلى اذنيها, وهتفت:
" ماذا؟ اتبيعين المنزل النهرى؟ ولكنه بيتك الذى تعيشين فيه!"
فبدا على الانسه ماكنزى نفاذ الصبر وهى تقول:
" ولكنه كبير بالنسبه لسيده عجوز, يا عزيزتى, ينبغى ان تعلمى انت ذلك قبل الجميل"
فقالت تشارلى:
" ولكن... ولكن ما هو رأى بول فى هذا؟" ماذا سيقول بول اذا هور اآ عمته تبيع المنزل النهرى؟ المكان الوحيد الذى يعتبره بيته؟ وم تستطع تشارلى ان
تتصور رده فعله لهذا. وعلى المستوى الشخصى, فكرت تشارلى فى ان بول. اذ بيع المنزل, فلن يعود هناك سبب يعيده الى بارفورد فى المستقبل.
وصعقت تشارلى عندما اجابتها الانسه ماكنزى:
" انه موافق تمام, ثم انه هو الذى اقترح بيع المنزل"
وهنا, شعرت تشارلى برأسها يكاد ينفجر من جراء هذه الصدمات التى تتقلاها . وهتفت بذعر:
" بول... هل اقترح بول ان تبيعى المنزل؟"واومأت الانسه اميلى برأسها وعلى وجهها ابتسامه اعتداد بالنفس.
فعادت تشارلى تقول:
" ولكن, كيف امكنه ذلك؟"
فاجابت:
" ولماذا لا تسأليه هو هذا السؤال؟ اننى متاكده من انه سيشرح لك اسباب ذلك, بعد, فانت لم تعودى مخطوبه لبرايان لكى تهتمى بالمنزل. اليس
كذكل؟"
وانتبهت تشارلى الى التغير الذى بدا فى صوت مخدومتها, والى نظره ذات معنى فى عينيها الصغيرتين اللامعتين. هل من الممكن ان يكون هدف السيده
العجوز من وراء ذلك, هو ان توقف التنافس المخيف على المنزل بين ابنى الخاله؟
وقالت بكأبه :
" ان بول لن يخبرنى بشئ "
ولماذا يشرح لها الامر فى حين انها لا تعنى له شيئا؟ ثم اليس فى اقتراحه لعمته بأن تبيع المنزل, برهان واضح فى انه لا ينوى العيش فى هذه المنطقه؟ او
حتى العوده يةما ما . فى المستقبل؟
وسألتها الانسه ماكنزى بحده ادهشتها:
" وهل سألته؟ هل سبق وسألته مره عن خططه بالنسبه للمستقبل؟"
اجابت:
" لا اظنه كان سيخبرنى, فان الصله بيننا ليست قويه الى هذا الحد"
كانت تجاهد لكى تبقى لهجتها هادئه طبيعيه. ولكن, على كل حال, كان ما قالته صحيحا تمام, فان الصله بينها وبين بول لم تكن قويه وبسرعه اخذت
تشارلى تتصنع السعال لتغيير مجرى افكاره هذه. وتقبلت شاكره, كوبا من الماء من مخدومتها لتكسب من الوقت ما تستعيد به صفاء ذهنها مما يمكنها من ان
تدير الموضوع الى النواحى العاديه الى ان يحين موعد خروجها.
وعندما عادت تارلى الى البيت. كان اول ما لمحته هى سياره بول امام البيت. وانقبض قلبها حالا لذلك. لقد حانت اللحظه التى كانت تتوقعها بخوف. طيله
النهار, ولم يعد لها مناص من مواجهتها.
لقد حاولت جهدها. وتأخير لحظه المواجهه تلك, وذلك بالذهاب الى متجر الاغذيه لتشترى كل الاشياء غير الضروريه. ثم ذهبت الى المنزل النهرى فى
الوقت الذى كانت تعرف انه سيكون فيه فى المستشفى, حيث امضت الساعات تعمل, لتجد فى ما بعد, عندما انتبهت الى نفسها, ان اكثر اوقاتها قد امضتها
ساهمه تحدق فى الجدار بعينين لا تريان شيئا. ولكن المساء قد حل الان , وعليها ان تعود الى منزلها, حتى ولو لاجل تجهيز العشاء, كما يتطلب واجبها
كمؤجره.
وشعرت بقدميها ثقيلتين كالرصاص , وهى تسلك طريق البيت لتدخل المنزل. امله فى ان تتمكن من التسلل خفيه الى المطبخ على الاقل. ولكن, ما ان
دخلت القاعه, حتى ناداها بول الذى كان قد سمع خطوتها .
سائلا:
" اين كنت طيله النهار؟"
اجابت:
" هنا وهناك... وشعرت بالراحه وهى تجد صوتها طبيعيا.. فقط كان تنفسها المتسارع قليلا يشى بالتوتر الذى تعانيه. ربما بأمكانها ان تواجهه بشكل عادى فى
كل حال. وتذكرت ما اعتادت امها ان تردد على الدوام. من انها اذا كان عليها ان تقوم بشئ غير سار, فالافضل ان تنتهى منه حالا. فجذبت نفسا عميقا, ثم
اندفعت صاعده السلم.
كان بول فى غرفته, وترنحت تشارلى برهه. ولكنها ما لبثت ان تابعت صعودها. وقد نصبت قامتها. ان عليها ان واجهه على كل حال. وسألته:
" ماذا تريد ان تاكل؟"
كاتت الكلمات على شفتيها وهى تحدق قى المشهد البادى امامها. كانت حقيبه ثيابها مفتوحه على السرير تكاد تمتلئ بثيابه . وكانت حقيبه اخرى اصغر قد
سبق وملئت, ثم اوقفت بجانب الجدار.
وقالت بصوت مبحوح وقد شعرت بقواها تفارقها فجأه:
" ما الذى تفعله؟"
فقال وقد بدت لمحه من التفكه فى عينيه:
" وما الذى يبدو لك؟ اننى احزم امتعتى طبعا"
لم تكن تتوقع قط انه سيرحل بهذه السرعه. او انه سيكون من القسوه بحيث يسخر منها اثناء ذلك.
وسألته:
" لماذا؟"
ورأا سؤالها ذا سخيفا... ولم ان ستطع ان تنطق بغير هذه الكلمه.
اجاب بشئ من نفاد الصبر:
" ظننت الامر واضحا اننى راحل فأنا لن استطيع البقاء بعد, لان ذلك يجلب الحظ السيئ"
حظ سيئ؟ وسرت هذه الكلمه فى اعماق تشارلى مسببه الما مبرحا فى كل خليه من جسدها. (حظ سيئ) واخذ عقلها يردد هذه الكلمه. ومالبثت ان قذفته
بها قائله وقلبها يقطر الما:
" حظ سيئ؟"
لم يعد يهمها ان تخفى مشاعرها. لقد كان حظها هو السيئ يول وصل هو الى بارفورد. حظها السيئ الذى اوقعها فى غرامه ... ولكن خروجه من حياتها,
هاجرا اياها بمثل هذه السرعه, لم يكن له ايه علاقه بالحظ.
وتابعت:
" كيف تجرؤ على القول فى وجهى( حظ سيئ...) كان يمكن ان يدوم هذا مده اطول لولا ان شيئا افضل قد حدث ليس خظا سيئا بل هى انانيه مجرمه
منك... فلمااذا لا تعترف بالحقيقه , وهى ان ما حدث لم يعن لك شيئا ابدا وان كل ما يهمك هو الحريل باسرع وقت ممكن؟"
وصرخ بها:
" ما الذى تتحدثين عنه؟"
وادهشها ان تراه ينظر اليها باضطراب وعدم فهم. وليس كما توقعته من الغضب واللامبالاة... وعاد يهتفبها.
" تشارلى..."
ولكن اسمها المتخصر هذا التى تلفظ به. والذى سمعته منه لاول مره ليله امس اثناء المشاعر المحمومه التى اظهرها نحوها. اسمها هذا ينطلق من بين
شفتيه. كان اكثر مما تستطيع احتماله. فصرخت به:
" لا تلفظ اسمى بهذا الشكل, ليس لك الحق بذلك"
فقال:
" اظنك اعطيتنى الحق فى ..."
قاطعته:
" ابدا, ما حدث بيننا ليله امس لا يعنى شيئا, هل تسمع؟ لا شئ على الاطلا"
وكان صوتها قد اصبح عاليا ينم عن اشيئا كثيره. ولكنها لم تهتم.
قال:
" حسنا"وشقت هذه الكلمه البارده القاسيه, الجو كحد الحسام لتطعن قلب تشارلى. وفكرت, وقد تملكتها التعاسه, انه كان عليها ان تتوقع هذا بعد ان رأت,
اثناء وجودهما فى تلك المراعى, وقبل ذلك فى موقف السيارات عند المطعم شالمورث هاوس بعد ان رأت ميف استطاع ان يتخلص من كل مشاعره ,
كما يفعل الان.
وقال:
" فى هذه الحاله, ربما فى امكانك ان تشرحى لى من فضلك السبب الذى احدث هذا التغير فى قلبك"
التغير فى قلبها؟ وغمرت الكابه نفس تشارلى. انها اللحظه التى اعلن هو بها انه سيرحب.
وقال بول وهى يتخلل شعره بيده:
" ليله امس... تشارلى ... شارلوت..."
واخذ يغير من لفظ اسمها بتمهل. وهو يتابع:
" ما الذى تظنين كنا نفعل ليله امس؟"
وهتفت به, فى نفسها, كنت بين ذراعيك... وكان واضحا انما كنت ترضى شهوتك فقط, كا الالم الذى كانت تشعر به. والجهد التى كانت تبذله لكى لا تدعه
يشعر بذلك, كان ذلك جعلها ترفع رأسها بتحد, وتجيب بصوت عال حوى كل ما امكنها تكلفه من الرود والتعالى:
" لقد اخبرتك ان لا شئ من هذاعنى لى شيئا. اننا... انك..."
واهتزت الكلمات على شفتيها عندما القت عيناها بعينيه ورأت ما ارتسم فيهما من تعبير.
لقد بدا فى عينيه من الام والشعور بالمهانه. ما جعلها تترنح شاعره بان ساقيها لم تعودا تقويام على حملها. ولكن, كلا... لا يمكن ان يشعر بول لاى الم. اليس
هو الذى يحزم امتعته الان لكى يرحل دون اى اهتمام بشعورها؟
وفجأه, وجدت نفسها تقول مردده كلمات سبق ان سمعتها منه فى تلك المحادثه الهاتفيه:
" على فقط ان اسوى بعض الامور البسيطه هنا..."
قالتها بصوت عال تسوده المراراه.
فنظر اليها لتلحظ فى عينيه ذلك الاضطراب قد ازداد عمقا. بينما كان يقول:
" نعم... لقد اخبرتك..."
فقطعته وهى تقذف الكلمات فى وجهه بعد ان لم تعد تستطيع التحمل:
" اننى انا اذا, بعض الامور البسيطه التى يجب ان تسوى قبل ان تتابع حياتك"
قال:
" ولكن هذا ليس ما كنت اعنيه!"
قالت:
" كلا,؟ لماذا تحزم امتعتك اذا؟ لماذا تبدو عليك مثل هذه السرعه للعوده الى لندن؟ انك لم تستطع حتى ان تنتظر الى..."
صرخ فيها مقاطعا بحده اخرستها:
" كفى... من هو الذى تحدث عن لندن؟"
اذا, فقد كان ظنها صحيحا ... اذ انه لم يكن ينوى حتى مجرد البقاء فى انكلترا, بقد قرر السفر الى الخارج مباشره.
وقالت:
" حسنا, اظنك ستذهب الى مكتب الصحيفه؟"
اجاب ببطء وحذر غريبين, وكأنما يخشى ان يوقع نفسه كما بدا لها:
" نعم... ثم بعد ذلك"
فقطاعته:
" ثم بعد ذلك, تنطلق الى اى بلد اجنبى اخترته هذه المره, لكى تشرفه بوجودك فيه"
لاول مره , يرفع بول صوته فيها قائلا:
" كلا"
فقالت:
" كلا؟"
فاجاب:
" اننى غير مسافر الى الخارج... حتى الى لندن وفى ماعدا بعض الزيارات المختصره"
وجالت انظار تشارلى فى انحاء الحجره, محدقه فى الحقيبتين اللتين كانتا البرهان على رحيله وهى تقول:
" ولكنك قلت انك راحل؟"
ولم تستطع ان تتمالك نفسها من ان يحتوى صوتها شيئا من الامل وهى تقول ذلك.
واجاب هو:
" نعم, اننى سأنتقل من هنا الى المنزل النهرى. ان عمتى ستخرج من السمتشفى فى الاسبوع القادم. وانا اريد ان...."
قاطعته:
" اعلم ذلك... ولكنها لن... هل قلت انك ستنتقل الى المنزل النهرى؟"
تمتم هو جيبا وهو يومئ برأسه:
" لقد ابتدأت. على الاقل تستمعين الى"
قالت:
" ولكن الانسه اميلى ستبيع البيت؟"
قال:
" اعرف ذلك..."
وهذه المره, رفع يديه الاثنتين يدسهما بخشونه وهو يقول:
" حديثنت هذا كله غير مفهوم, اتانعين فى ان تبدأ من جديد؟
وفتحت هى فمها لتعلن ان كل هذا الحديث كان واضحا تماما لها... فقد تصرف بغير مراعاه لشعورها. ثم ها هو ذا راحل الان....
ولكن شيئا فى وجه بول منعها من ذلك. ولم تستطع سوى ان تشير اليه بصمت ان يستمر فى الكلام.
وقال:
" اولا, اننى راحل من هنا, ولكن الى المنزل النهرى فقط, ثم نعم..."
ورع يده يسكت تشارلى بعد ان راها تهم بالكلام. وهو يتابع:
" اننى اعلم ان عمتى اميلى ستبيع المنزل... فانا من سيتريه منها"
وهتفت:
" انت الذى...؟"
ولم تستطع اكمال سؤالها.
قال:
" انها لم تخبرك بذلك, ام تراها فعلات؟"
لم تصدق وهى ترى الضحك يمتزج بصوته وهو يتابع:
" اظن ان من الافضل ان نبدأ من البدايه.. اذ يبدو اننا لم نعد نعرف كيف نتفاهم"
وجذب نفسا عميقا, ثم تابع قوله:
" ذهبت الى المستشفى هذا الصباح بعد ان تركتك مباشره اذ ان الزياره اصبحت حره الان بعد ان تحسنت حاله عمتى, وبعد الظهر كنت مشغولا"
حدثت هى نفسها, بمراراه, انه كان مشغول بمقابله, ولم تتمالك نفسها من التساؤل عن نوع هذه القصه الجديده التى سيتابعها الان.
عاد هو يقول:
" على كل حال, عندما تحدثت مع عمتى اميلى كانت مهتمه جدا, والقلق يتملكها وهى تتحدث عن ان ما سمته برغبتها الحمقاء فى ان ترى اسره تسكن
فى المنزل النهرى, قد تسبب فى مشكلات اخرى بينى وبين برايان"
قالت تشارلى وهى ترتجف:
" لقد اخبرتنى انها خائفه من ان الشرط الذى وضعته فى وصيتها هو المعلوم" قال بول:
" نعم, حسنا, اننا, انا وبرايان, لن نرى بعضنا البعض مره اخرى, ولكننى لا اريد ان تلوم عمتى نفسها, على اى شئ وهكذا اقتحرت ان حلا لذلك, فالحقيقه
ان برايان لم يكن يريد المنزل النهرى ليسكن فيه, بل يريد ثمنه"
عندما راها تقطب جبينها غير فاهمه. قال يشرح لها الامر:
" لقد كان ينظر اليه كطريقه يزيد فيها نصيبه من الميراث... وهذا هو السبب فى طلبه منك الادعاء بانكما خطيبان, عندما كان يظن ان عمتى اميلى
ستموت"
بان غضبه هذا لم يكن موجها نحوها.
عاد هو يقول:
" كما نعلم, نحن الاثنين, كان يخطط لبيع البيت حالما يضع يده عليه , وقد وضع خبرا بذلك عند مجموعه التنقيب تلك, وهذا يظهر بجلاء ان ليس للمنزل
ايه قيمه عاطفيه عنده. وهكذا, اقترحت انا على عمتى ان اشترى المنزل منها على ان تبقى هى فيه ساكنه بقيه حياتها"
سألته تشارلى وهى مازلت لا تستطيع تصديق ذلك:
"احقا ستشترى المنزل؟"
اوما برأسه بحزم وهو يجيب:
" ولقد وافقت عمتى على هذا الحل"
وارتسمت على شفتيه ابتسامه جافه, هو يتابع:
" ولقد فرضت شرطا صعبا, وهو ان ادفع فيه سعر السوق بكامله اى تخفيض بصفتى من اقاربها, وليكن هذا بعلمك"
ادركت هى من اهجته. انه لم يكن, هو ايضا ليريد البيع بغير هذه الطريقه, وكان هذا ما توقعته هى, اذ ان حبه الشديد لعمته جعله حريصا على ان يكون
معها فى منتهى الامانه على مصلحتها.
عاد هو يقول:
" انه مالها هى ولها ان تفعل به ما تريد من استثمار او انفاق بالطريقه التى تحب. ولكن, فى النهايه, سيحصل برايان على كل ما كان يحلم بان يؤول اليه...
ولو اننى اتمنى ان يطول امد انتظاره هذا"
فكرت تشارلى فى ان بول سيحصل على المنزل الذى يحب. كان هذا حلا يثير الاعجاب, حلا يخدم الجميع... ولكن, بقى هنالك مشكله واحده, فقد كان
مجرد صحافى, وسيكلفه المنزل النهرى مبلغ غير قليل, وسألته:
" اننى لا افهم, كيف يمكنك ان تدفع ثمن..."
قاطعها:
" شارلوت. ان الاختلاف الرئيسى بينى وبين برايان, هو انه يريد مالا, لقد كان دوما يملك المال, وباستطاعته ان يفعل اى شئ لىك يحصل عليه, وربما
كان هو يظن ان فى امكانى الاستغناء عن البيت, فهو يرى الدهشه الشديده تتجلى على وجهها, والتى كانت من القوه بحيث لم تستطع اخفاءها , وتابع
قائلا:
" اننى صحافى لاننى احب هذا العمل... فانا لست بحاجه الى ان اعمل لاعيش, ولم اكن بحاجه الى ذلك قط. وكذلك كان ابى الذى كان ادب
الرحلات عنده مجرد هوايه رغم نجاحه بصوره مدهشه فقد زاد ريع كتبه من ثروته التى ورثها عن والديه, ولما كنت لا اكاد امس شيئا من تلك الثروه التى
خلفها لى, منذ ابتدأت اعمل محصلا معيشتى بنفسى, فقد كانت تتزايد باستمرار بالاستثمار. منذ ذلك الحين حتى الان , وهذا ما كنت اخطط له دوما, وهو
ان اعيش بما احصله نفسى دون ان امس راس المال حتى اتاكد مما احب فعلا ان افعله به"
تمتمت قائله:
" وهو شراء المنزل النهرى"
اومأ موافقا وهو يقول بصوت عميق اجش:
" المنزل النهرى, وشئ اخر"
تردد فى ذهنها كلمات الانسه ماكنزى,( اسأليه, فانا متاكده من انه سيشرح لك كل شئ) فقالت له:
" ولكننى لا افهم لماذا تريد منزلا كبيرا مذل هذا؟"
ارتسمت على فمه ابتسامه غامضه حذره وهو يقول:
" اننى وعمتى اميلى متشابهان من بعض الوجوه. ولكن, قبل ان اخبرك, اريد ان اسألك شيئا"
فتصلبت تشارلى فى جلستها وهى تقول :
" ماذا؟"
قال:
" اريد ان اعلم ما الذى جعلك تظنين اننى عائد الى لندن؟"
شعرت هى بالارتياح, فهذا, على الاقل, سؤال من السهل الاجابه عليه. واجابت:
" لانك تلقيت مخابره هاتفيه هذا الصباح من رئيسك, واجبته انت بانك ستكون هناك..."
واهتز صوتها من الالم.
قال:
" واستنتجت انت من هنا اننى سأبدأ العمل مره اخرى؟ واقلقك هذا؟"
والقى عليها نظره فاحصه مخترقا بعينيه عينيها وكأنه يريد ان يستل الحقيقه منهما, وهو يتابع:
" لماذا يا شارلوت؟ لماذا ساءت ذلك الى هذا الحد؟ لماذا كنت تبدين كئيبه الى هذا الحد عندما دخلت غرفه؟ هل ظننت اننى كنت سأتركك؟"
اجابت:
" اننى..."
وادارت رأسها فجأه بانفعال ومد هو يده يدير وجهها اليه باصابع قويه ثابته, وهو يقول:
" تشارلى, ارجوك"
ورأت تلك المشاعر التى سبق ورأتها فى عينيه من قبل , تعود اليهما على اقوى ما يكوون, وتابع هو:
" هل يسرك ان اخبرك اننى لا اريد ان اتركك ابدا؟"
هتفت:
" انت..."
كانت الصدمه من القوه بحيث شعرت عها بالدوار, وترنحت فى وقفتها. وفى لحظه واحده كان بول بجانبها يلفها بذراعيه القويتين... ولكنها لن تشأ ان
تستسلم الى عناقه هذا.... ليس بعد ... انها ما زالت غير متاكده تماما.
عاد هو يقول:
" اننى لا استطيع تركك, يا تشارلى, ولم افكر قط فى الانفصال عندك. ووكنت اعلم ان هذا ما ترتدينه انت ايضا"
لم تصدق تشارلى ما تسمع. يبدو ان كل احلامها تحقق الان. ولكن هل هذا هو كل شئ؟ مجرد احلام سرعان ما ستتيقظ منها؟
قالت وهى ترتجف :
" بول..."
ولكنها لم تستطع ان تكمل كلامها. قال:
" اننى احبك يا تشارلى"
وبدا وكأن هذه الكلمات انفجرت فى اعماقها كالاف النجوم. بينما كان هو يتابع:
" اننى لست عائد الى لندن او الى اى مكان اخر. الا اذا..."
وتغير التعبير الذى يكسو ملامحه, فجأه وفارقته الثقه التى كانت تكسوها تماما وهو يقول:
" الا اذا انت طردتنى من حياتك"
هتفت تشارلى دون وعى منها:
" اوه, كلا.... ابدا"
وحلا, زال التوتر من وجهه وهو يسألها:
" وماذا قلت اذاعن الليله الماضيه حين..."
ولم تستطع ان تدعه يكمل كلامه,فقالت:
" اظن اننى اقول ما ترتيده انت, بينما كان شعورى مخالفا تماما لكلامى ذلك"
اغمض بول عينيه لخظه وهو يهمس:
" لو كنت انت قصدت حقا ما قلته حينذاك. لكان ما قمت به اليوم, من تغيير حياتى وشراء ذلك المنزل, غطله كبرى"
وسألته . كما اوصتها الانسه اميلى ان تفعل:
" ولماذا اشتريت المنزل النهرى؟"
اجاب:
" لاننى, مثل عمتى اميلى, اريد ان اراه موئلا لاره مره اخرى, ثم اننى كنت دوما اريد ان اعيش فيه"
قالت:
" ولكننى عندما سألتك مره عما اذا كنت تريد ان تعود الى هنا للاستقرار, اجبتنى بان هناك شيئا مفقودا"
ادارها بول لتواجهه, وذراعاه حول خصرها وهو ينظر فى عينيها قائلا:
" لقد قلت ان شيئا مفقودا كان دوما هناك فى ما مضى من حياتى, ولكنه لم يعد مفقودا لانك انت هنا الان. انك انت ما كنت انا دوما اتطلع اليه"
هتفت باسمه مطلقه اهة طويله:
" اه, يا بول, اننى احبك"
قال وهو يشد ذراعيه حولها:
" ظننت انك لن تتلفظى بهذه الكلمه ابدا"
نظرت اليه متسائله لتقول:
" لكن, مهنتك يا بول, ورئيسك رون..."
قاطعها:
" لم يعد رئيسى, كذلك مهنتى لم تعد مهنتى"
ارتسمت على شفتيه ابتسامه عريضع وهو يراها تعبس غير فاهمه. وشابت ابتسامته لمحه من الارباك وهو يقول:
" اسف اننى لم اخبرك الحقيقه كامله بالنسبه لهذا الامر, ان احد اسباب رغبتى فى البقاء هنا , هذا الى رغبتى بان اكون الى جانب عمتى . هو ان افكر فى
الامر مليا, كنت قد سبق ومللت من وظشفتى تلك باسفارها التى لا تنتهى دون ان يكون ثمه مكان يمكننى ان اسميه موطنا. وعندما جرى حادث الطائره
ذاك. كان لدى من الوقت. وانا فى سريرى فى المستشفى. ما امكننى معه من التفكير مليا. ووجدت اننى اصبحت مثل ابى جوالا على الدوام دون ان يستقر
فى مكان واحد. ولم احب هذه الحياه لاى من اولادى"
ابتسم بول مره اخرى فى عينى تشارلى العسليتين المتسعتين. وهو يتابع:
" ترين من هذا. ان حلمى الدائم كان ان اعيش فى المنزل النهرى مه زوجه واطفال. ولكننى لم اصادف المرأه التى تشارلى كنى هذا الحلم. لقد افادنى
حقا حادث الطائره ذاك. فى الاستقرار على رأآ. اذ ادركت اننى واجهت الموت دون ان احقق حلمى ذاك. وهكذا حتى قبل ان اعلم بمرض عمتى واترك
غواتيمالا, كنت قد صممت على الاستقاله منعملى. ولكننى لم انفذ تلك الاستقاله لانه كان عندى اجازات كثيره ممتراكمه اردت ان امضيها هنا الى جانب
عمتى. ولم اضع فى حساى اننى سألقاك لاقع فى الغرام رأسا على عقب"
قالت تغيظه:
" ليس هذا حبا من اول نظره , ذلك لانك لم تكن لتطيق رؤيتى فى البدايه"
هز رأسه بعنف قائلا:
" هذا ليس صحيحا. لقد تعلقت بك منذ الزياره الاولى لمنزلكم لكى اسألأ عن مكان لاقامتى.. ولكننى, عند ذاك, اكتشفت انك شارلوت هارينغتون التى
سبق وكتب لى عمتى عنها.وهكذا ضربت رأسى بالخائط وزاد غضبى شعورى بانجذابى اليك وهذا لم اشأ ان يحدث"
قالت تشارلى:
" اننى اتفهم شعورك ذاك, لاننى انا نفسى كنت فى ذلك الوضع"
ضحك بول وهو يهزر رأسه قائلا:
" يا لنا من شخصين ولكننى نسيت شيئا هاما جدا. انه عن تلك المخابره الهاتفيه الى تلقيتها من رون.. لقد كان يقيم لى حفله وداع فى مكاتبهم. وكان من
الطبيعى..."قاطعته:
" وقلت انت انك(لاتريد ان تخسر هذه الفرصه) وماذا عن(تسويه بعض الامور)"
تالقت عينا بول بالسرور وهو يجيب:
"ذلك هو المكان الذى كنت فيه بعد الظهر. انه المقابله"
واتسعت الان ابتسامته وقد بان فيها الانتصار وهو يقول:
" لقد اشتريت صحيفه خاصه بى. انك تنظرين الان الى المالك الجديد لصحيفه(ميركورى) ... اننى..."
مهما كان الذى سيقوله , فقد تلاشى ازاء احتضان شارلوت العنيف له تعبر عن سعادتها البالغه. وهى تقول:
"لا استطيع ان اصدق انك ستبقى هنا. ولنك لن ترحل بعد الان"
قال بصوت شبه مختنق:
" طبعا انا باق هنا , هذا اذا لم تخنقينى بعناقك هذا, قبل ذلك"
وعندما تركته هى بسرعه, تابع يقول:
"اتعلمين؟ اننى اتساءل عنا اذا كانت عمتى اميلى قد خططت لهذا الامر فعلا عندما اشارت على بأخذ غرفه فى منزلكم؟ لقد كانت شديده التاكيد على فى
ان هذا المكان سيناسبنى جدا. وانا لا اصدق انها لم تكن تعلم من ايه ناحيه سيناسبنى"
قالت تشارلى وهى تفكر فى بعض التلميحات التى كانت مخدومتها تلقيها اليها احيانا اثناء زيارتها لها فى المستشفى. قالت:
" ربما معك حق,ثم اننا نعرف مبلغ رغبتها فى ان ترى اسره فى المنزل النهرى"
قال وقد بدت فى عينيه نظره عميقه:
"اه ,نعم بالنسبه لهذا الامر . ما رأيك فى ان نحقق لها هذه الامنيه فنتزوج؟ ويمكننا, بذلك ان نعيش فى ذلك المنزل معا, ونمنحها اولئك الاطفال الذين
تحلم هى برؤيتهم"
اجابت:
"خشيت ان لا تذكر هذا الشئ ابدا, اذ ليس احب الى من ذلك"
وخطر ببالها, فكره مفاجئه فقالت تسأله:
" وعندما قلت منذ فتره (حظ سيئ)...؟"
اجاب:
" قصدت ما قالته لى عمتى من ان سكن العريس فى منزل عروسه التى كانت تعيش فيه قبل الزواج يجلب الحظ السيئ قالت لى ذلك عندما اخبرتها اننى
سأعرض عليك الزواج"
وسكت برهة. ثم قال:
" اظن ان العمه اميلى اخترعت هذا الشئ لكى نبقى عاقلين الى ان يجمعنا الزواج برباطه الشرعى"
قالت:
" اذا كانت العمله اميلى تريد ان ترى اولادنا اثناء حياتها, فمن الافضل ان لا نضيع الفرصه"
قال وهو يزيد من احتضانها:
" هذا صحيح. لا بد ان يتم زواجنا باسرع ما يمكن"
تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 08-06-16, 04:35 AM   #13

روازن

? العضوٌ??? » 82105
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » روازن is on a distinguished road
افتراضي

👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿👏🏿

روازن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-16, 05:12 AM   #14

بقايا طفله

? العضوٌ??? » 193494
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 399
?  نُقآطِيْ » بقايا طفله is on a distinguished road
افتراضي

يعططططططططططيك العافيه

بقايا طفله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-16, 07:24 AM   #15

Jood34
 
الصورة الرمزية Jood34

? العضوٌ??? » 370955
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » Jood34 is on a distinguished road
افتراضي

لكم مني اجمل تحيه

Jood34 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-16, 09:11 PM   #16

Libra Sky

? العضوٌ??? » 367540
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,509
?  نُقآطِيْ » Libra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Libra Sky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-16, 12:08 AM   #17

دعدوشة

? العضوٌ??? » 326942
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 491
?  نُقآطِيْ » دعدوشة is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

دعدوشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-16, 01:21 AM   #18

dinora

? العضوٌ??? » 372906
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » dinora is on a distinguished road
افتراضي

مشكور مشكور مشكور

dinora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-16, 02:38 AM   #19

اسيرته8

? العضوٌ??? » 320178
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » اسيرته8 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Just Faith مشاهدة المشاركة
الفصل الثالت
" تشارلى"
وكرر بول ساريزن الاسم بابتسامه راضيه. وتابع:
"ش. هارينغون, شارلوت, حبيبه عمتى... تشارلى"
واجفلت تشارلى للهجته الجديده. والمختلفه جدا التى بدت فى صوته. والتى جعلت من اسمها تهمه وايذانا بتصميمه على انه لن يتهاون مع هذا الامر.
وتقبضت يداها على ذراعى المقعد وهى تجيب امها بارتباك:
" اننى هنا.. وثمه زائر عندنا"
انه طبعا, لن يقول شيئا فى حضور امها, ولو ان لمعان عينيه المخيف كان ينبئ انه قد لا يكون الى هذا الحد من التهذيب. اطلت فال هارينغتون من الباب
وهى تقول:
"مربحا يا عزيزتى.. اهو مرحبا"
شعرت تشارلى بالارتياح وهى ترى خطأ ظنها السابق بعدما رأت بول يهب واقفا بمنتهى الكياسه. مبتلعا غضبه ليحل مكانه ابتسامه دافئه بسرعه يستحق عليها
جائزه الاوسكار. ابتسامه ما كانت لتشك فى مبلغ صدقها لو لم تكن قد رأت, قبل لحظه, ملامحه الغاضبه القاسيه.
قال بول:
" مساء الخير سيده هارينغتون"
دهشت تشارلى للسهوله التى تلاشى فيها الغضب من صوته, ليحل محله الدفء. وتاب هو:
" اسمى بول ساريزن. وقد لتصلت بك هاتفيا من قبل"
فكرت تشارلى بدهشه, متى, يا ترى, اتصل بامها, ولماذا؟ قالت امها وهى تحاول التذكر:
" ساريزن؟"
وفكرت تشارلى فى طبيعه امها هذه, وهى تدخل الغرفه عاقده جبينها ويدها تسوى خصله من شعرها نزلت على جبيهتها. لقد عاشت فاليرى هارنغتون حياتها
بشكل فوضوى على الدوام الى حد جعل اعصاب ابنتها على شفا الانهيار.
اخيرا, تذكرت, فقالت:
" اه, نعم, لقد طلبت اليك الانسه اميلى ماكنزى الاتصال بى"
وهنا, لم تستطع تشارلى مقاومه فضولها فسالته:
" الانسه ماكنزى؟ وهل رأيت عمتك؟"
وعندما التفت بول ساريون ناحيتها, وقد لمع الخطر فى عينيه. اعترفت تشارلى لنفسها بانها اخطأت فى تضمين سؤالها معنى الارتياب وعدم التصديق. مكذبه
نفسها لمحاولتها السابقه انكار عدائها واتهامها له.
اجابها بصوت كالفولاذ:
" نعم. يا انسه هارينغتون, لقد رأيت عمتى امس.....فهى السبب الرئيسى لحضورى الى هنا"
كان فى كلمته( الرئيسى) نوع من الوعيد لم تجد تشارلى له تفسيرا . ولعلها لمتشأ ان تكتشف ما يكمن وراءه.
قالت الام محاوله تهدئه الوضع المتوتر الذى لاحظته بين ابنتها وهذا الزائر, والذى لاحظته بين ابنتها وهذا الزائر, والذى, لا شك , قد اثار حيرتها:
" اظنك تفكر فى قضاء بعض الوقت هنا"
استدار وهو يجيبها وقد عادت الابتسامه الى شفتيه مما لطف من قلقها:
" هذا صحيح. لقد طلبت منى عمتى البقاء فتره"
قالت الام:
" ولانك اكتفيت من تعريض نفسك للشمس الاستوائيه. فانك تريد الترفيه عن نفسك هنا الان"
شعرت تشارلى بالضيق والاشمئزاز. ولم تشأ, ولو هذه المره فقط. ان تكبت انفعالاتها. اذ لا فائده من ذلك على كل حال بعد ان عرفت ام بول اكتشف. منذ
البدايه. انها انما تتصنع التهذيب, فقالت:
" لقد جاء تصرف ابن الاخ الوفى. متأخر بعض الشئ"
هتفت الام باستياء:
" تشارلى! ليست هذه الطريقه سليمه للتحدث مع ضيف مستأجر"
انفجرت تشارلى تقاطعها اذ فوجئت بقول امها هذا:
"ماذا؟ هل قلت ضيف مستأخر؟"
يمكن ان يكون هذا صحيحا. وتمنت فى سرها ان ى يكون. ذلك ان امها كانت قد اعتادت. خصوصا ايام الصيف. ان تؤجر غرفه فى بيتها للمستأجرين .
وذلك لزياده دخل الاسره القليل. ولكنهك كانوا. عاده, من السياح المتفرجين على المنطفه. او العابرين الى امكنه اخرى, فيمضون الليله ويتناولون الافطا,
ثم يتابعون طريقهم. فهم لا يمضون ابدا وقتا طويلا فى ذلك الكوخ. وتنقلت انظار تشارلى بين بول وامها وقد بان فيها الذهول وهى ترى على شفتيه من
امارات السخريه والظفر ما جعل قلبها يهوى بين ضلوعها.
قالت الام وقد عزز صوتها اسوأ مخاوف تشارلى:
" ان السيد ساريزن سيمكث عدنا لفتره. لقد سبق واتصل بنا هاتفيا عندما كنت فى الخارج ليسأل هما اذا كان عندى غرفه خاليه فطلبت منه ان يزورنا بعد
ظهر اليوم. واننى اسفه اذ لم اكن هنا عند وصوله"
ومضت فى حديثها له بينما كانت تشارلى تحاول. مذهوله غير مصدقه.ان تستوعب هذا لحدث الجديد, وكانت امها تقول:
" ولكن الهر " تشكو" هرب بينما كنت انشر الغسيل. فخفت ان لا يعود, وهكذا خرجت ابحث عنهو وبقيت الاحقه حول القريه لمده ساعه او اكثر حتى
كدت اموت من الحر والعطش. لم لا احضر الشاى فنجلس جميعا ونتحدث؟"
ما ان اغلق الباب خلف امها. حتى كانت تشارلى قد تجاوزت نقطه الاحتراس فى كلامها. فتحولت تنظر اليه والشر يقدح من عينيها العسليتين وهى تقول
ثائره:
" لمذا نحن بالذات؟ لمذا تريد ان تفرض نفسك علينا؟"قال بوك وقد تمالك جأشه:
" لقد كنت فى حاجله الى مكان فى هذه المنطقه امكث فيه"
كان يتحدث بشكل نطقى جعل تشارلى تصر اسنانها غيظا تمنع بذلك الشعور بالغثيان الذى انتابها. وتابع هو قائلا:
" وقد ارشدتنى عمتى اميلى اليكم امله ان تؤجرونى غرفه. وبدا هذا حلا سليما. وعلى كل, فانا لم اكن اعمل انك تسكنين هنا"
لم تعلق هى على جملته الاخيره. بل قالت:
" هناك ثمه فنادق يمكنك النزول فيها"
اجاب:
" انها جميعها بعيده عن المستشفى"
وكان لهذا الجواب المقنع فقعل الملح فى الجرح الحى, فردت عليه قائله:
" لو كنت مكانك لمكثت فى منزل العمه"
كانت بذلك تذكره بكلمته المتعاليه.امل الاول, حين قال ان البيت والارض هى ملك له. فهو اذا. كان المفروض فيه ان يراها فرضه سانحه لكى ينصب
نفسه سيد المنطقه.
احتل الحنق فى عينيها مكان السخريه ليفهمها انه يعرف تمام قصدها. وقال:
" ان منزل عمتى مقفل لمده ثلاثه اشهر"
قالت:
" اعلم ذلك"
كانت هى الوحيده التى تعلم كم مضى على المنزل من الوقت خاليا من السكان. فقد كانت هى المسؤوله عنه منذ نقلت الانسه ماكنزى الى المستشفى.
وهى التى كانت تذهب يوميا الى المنزل للتاكد من ان كل شئ فيه على ما يرام. تنظف حوله. وتطلع على البريد. لقد كان عليها ان تفعل شيئا لكى تشعر
بانها تستحق الراتب الذى تدفعه لها الانسه ماكنزى رغم انها لم تكن تقبضه كاملا اثناء مرض مخدومتها هذه.
والتفكير فى رحلتها الطويله يوميا الى هذا البيت. ذكرها بالامل لذى كان يراودها. على الدوام, بان تجد رساله او برقيه تهدئ من لهفه مخدومتها الى تلقيها.
وكم من المرات تمنت ان تتمكن ن ان تخبرها ان ابن بنت اخيها الحبيب هو فى طريقه اليها وانها ستراه اخيرا.. وكان استيائها وغضبها من سكوت بول
ساريزن يتفاقمان يوما بعد يوم وهى ترى انه لم يكلف نفسه حتى عناء الكتابه الى عمته. وزاد فى ذلك الالم الذى كان يبدو على ملامح مخدومتها كلما
كان عليها ان تخبرها بما كان يخيب املها. والان, بعد ثلاثه اشهر طويله.جاء اخيرا لتجد ان شخصيته المتعجرفه التى لا تقر بالندم, هى نفشها التى تصورته
بها اثناء تلك الاسابيع. الى حد شعرت معه. تقريبا, بان مجرد الحديث معه, كفيل بان يسبب لها صدمه.
قال:
" لقد فكرت العمه اميلى ان من الافضل ان لا اكون حيدا"
وبدا ان تغيرا غامضا فى لهجه بول اخفى رنه السخريه التى سبق وكرهتها هى منه. ولكن, لتعود بعد لحظه. مره اخرى وهو يتابع:
" لقد اثنت على امك الى درجه كبيره قائله انها طباخه ممتزه"
فهمت الان تشارلى كل شئ, فقالت:
" اه, لقد فهمت, انك اجد اولئك الرجال الميئوس منهم يعتقدون ان فى تجهيز الطعام لانفسهم ما ينافى الرجوله, يلا للصبى المدلل"
ونطقت بجملتها الاخيره بتهكم. وهى تتابع:
" انه لا يستطيع صنع شئ بنسفه.. انه فى حاجه الى امرأه لتعتنى به"
لقه زادت شخريتها عن الحد هذه المره. انزرتها بذلك عيناه اللامعتنان اللتان احالهما الغضب الى فضه ذائبه. ولكنه مالبث ان تمالك نفسه مره اخرى وان
يكن بصعوبه اكبر. هذه المره., انزرتها بذلكولكنه مالبث ان تمالك نفسه مره اخرى وان يكن بصعوبه اكبر. هذه المره.
قال:
" ظننت انك ستسرين اذا انا لم امكث فى بيت عمتى اذ يبدو انك تطالبين به لاجل ابن خالتى العزيز الغالى عليك برايان"
كان صوته المتوتر كملامحه. وهو بقول ذلك. يظهر عنف الغضب الكامن فى نفسه مما جعل اعصاب تشارلى تتوتر.هى ايضا, الى حد يقرب من التشنج.
واهتزت وهى تسمعه يذكر اسم ابن خالته. ما اكثر ما اخبرته به اميلى ماكنزى ابن بنت اخيها فى هذه الفتره القصره التى امضايها معا. كانت الانسه ماكنزى
لا تزال مريضه جدا وقد منع الزوار من قضاء وقت طويل معها. ولكن, ربما تخطت الممرضات هذه القاعده لمعرفتهن بأت هذا الزائر هو غير عادى وان
المريضه كانت دوما تامل فى رؤيته. وكانت تشعر بخيبه بالمره يوميا على مدى ثلاثه اشهر. لعد رؤيته. وتضايقت تشارلى لفكره ان مخدومتها ربما تكون قد
اخبرته بعلاقتها بابن خالته برايان مورتن. لماشعرها الخصه.
وقال لها:
" هذا هو السبب اذن فى قوله لى, امس الاول, ان ابن خالتى هو احق بالبيت منى انا"
وتابع بصوت منخفض ينذر بالشر:
" اريد ان اعرف ما الذى تأخذنيهض ضدى"
اجابت:
" اظن الجواب عن ذلك واضح حتى ممكن هو بنصف عقل. هل عندك فكره عن مقدار شوق عمتك اليك؟ وكم كانت تتلهف الى رساله منك جوابا
لرسائلى على الاقل؟ انها تحبك الى حد لا تتصوره"
انها لا تسطيع ان تفهم لماذا تحب مخدومتها هذا الرجل الى هذا الحد. ذلك ان سلوكه يدل على انه لا يستطيع ان يفهم معنى كلمه محبه. فكيف له ان
يبادل هو حبا بحب؟
عادت تقول وقد ارتفع صوتها بالغضب والاشمئزاز:
" وكانت تظن انها لن تشفى وانها ستمموت دون ان تراك. هل تعرف ماذا فعل هذا الشعور بها وهى مستلقيه وحيده فى سرير المستشفى. وفكر فى انك لم
تحمل نفسك عناء الكتابه اليها. دع جانيا ارسال الزهور, او محادثتها هاتفيا"
قال:
" اننى اعمل ان تصرفى هذا لابد ان يبدو بهذا الشكل
وتملك تشارلى الزعر وهى ترى مبلغ االنزعاج والكرب اللذين ظهرا على وجه بول وهى يقول هذا. هل من الممكن ان يكون ضميره قد تحرك. اخيراو
فبدأ يعذبه؟
وتبع كلامه:
" ولكننى شرحت الامر لعمتى عما حدث فى غواتيمالا واذا هى كانت تقبل..." ولم تحاول هى ان تخفى رأيها فقالت:
" انك تعرف جيدا ان عمتك تقبل اى كلام فارغ تعلق بك"
لم تتمالك تشارلى اعصابها وهى تعلم ان تصرفه ذاك قد سبب ثلاثه اشهر من الالم لسيده عجوز كان الجيع يعرفون انها فى طريقها الى الموت. وهو الام
يعتقد ان فى امكانه العوده الى مكانه الاول فى حياتهه عمته بمجرد ان يوضح لها الامر حتى الاعتذار لم يذكره. وتابعت تقول
" انك تحرك عمتك باصبعك الصغير. واذا شئت الحقيقه. فاننى اشتغرب اذ ارى كل العطاء من جانبها لك. بينما لا تقدم لها انت شيئا بامقابل"
اذا كان الذى بدا منه. كما رأت تشارلى, نوعا من الندم. او تانيب الضمير. فقد تلاشى كل ذلك ليبدو عليه الغضب البارد وهو يقول:
" واظنك الخبيره بكل طبيعه تصرفاتى؟"
شعرت تشارلى باعصابها تجارى غضبه ذاك بنفس الحده. لتقول:
" لقد اشتغلت عند عمتك مده تسعه اشهر"
قاطعها قائلا:
" ومازلت تشتغلين كما علمت"
كان فى لهجته وهو بقو ذلكو نبره مقيته حولت معنى جملته البسيط الى معنى اخر مزعج ويحمل نهديدا ما
قال له:
" ماذا تعنى بقولك هذا؟"
قال:
" ماذا اعنى؟"
كان يتصنع البراءه بكل حذر, وتقابلت عيناه الرماديتان اللامعتان بعينيها العسليتين الساخطتين. وهو يتابع قائلا:
"ولمذا على ان اعنى شيئا.با انسه هاريينغتون.الا اذا كان الامر كما يقول المثل,الغطاء يناسب القدر"
قالت:
" اذا كنت تعنى واقعى فى اننى مازلت اعمل..."
قاطعها:
" تعلمين!"
كان تدخلخ الساخؤ مصحوبا بضحكه تكم لاذع وتابع:
" حسنا اذا كنت تسميه كذلك. فانا اكره ان ازيل الغشاوه عن عينيك ولكننى, شخصيا, لو كنت مكانك لما طاوعنى ضميرى ان اخذ هذا الراتب الضخم من
يده عجوز فى كقابل عمل تافه"
قالت:
" اننى اعتنى بالبيت"
قال هازئا:
" ما اضخم هذا العمل فى منزل لا يسكن فيه احد. الا تظنين ان راتبك كبير بالنسبه الى وظيفه هى دون مستوى مدبره المنزل؟"
ادركت تشارلى عندئذ ان ما جعله غاضبا بهذا الشكل منها ليس فقط مقابله التى حدثت بينهما امس الاول.وشعرت بذهول ان هذا ايضا يضاف الى العداء
الذى يشعر به نحوها. ان عملها عند عمته يغيظه.لقد وصل الى هنا.فى الواقع. وه يضمر لها الكراهيه بصفتها سكرتيره الانسه ماكنزى ومرافقتها. حسنا انها
تعترف بانها حين كتبت اليه الرساله الخامسه طالبه منه الاتصال بعمته. كانت اللباقه تنقص تلك الرساله. ولكن ثمه شيئا اكثر من ذلك يبدو انه اعتراض على
المبلغ الذى يدفع لها. هل تراه يظن ان راتبها سيجعل حصته فى الميراث اقل؟
قالت:
" اننى اكتب لها رسائلها ايضا؟"
لم تكن تشارلى تريد ان تبدو وكأنها تدافع عن نفسها, ولكن يبدو انه اصاب من نفسها وترا حساسا. لقد سبق وحاولت اقناع مخدومتها بان ليس لها ان تستلم
راتبا كاملا لما هو الان, فى الواقع, عمل جزئى ولكن هذا ليس من شأنه. وشخصيا وجدت من الدناءه من جانبه. فى اول زياره لعمته بعد اكثر من عام. ان
يستوجب عمته تلك عن المبلغ الذى تدفعه لمدبره المنزل. لقد كان الحق مع برايان حين قال ان بول ساريزن هو مادى طماع لا يتورع عن شئ. اجابها
هو بصوت ناعم لطيف ينضج شخريه كرهتها هى فى الحال:
" اه, نعم الرسائل"
علمت من دون ان يخبرها احد, انه كان يتذكر الرسالتين جافتين منها. وتابع قائلا:
" لا بد انها كانت تأخذ كثير من وقتك. اخبرينى, هل تحتاجك عمتى الى ان تكتبى الى اناس كثيرين غيرى؟"
اجابت:
" كلا"
كان علينا ان تعترف بذلك.
فقد كان يعرف الجواب على كل جال. ولما شعرت بانها تحشر فى الزاويه دون اى مبرر. استدار اليه ثائره. وقد اشتعل غضبها لان كل ما يقوم به. انها يتعلق
بمناقشتها هى نفسها منذ اسابيع مع عمته عندما احتجت لديها على استمرارها فى دفع راتبها كاملا لقاء عملها السابق كمدبره منزل وسكرتيره ومرافقه. فى
حين انها لم تعد تقوم بكل هذه الامال.
قالت:
" ولكن الانسه ماكنزى قالت ان فى استطاعتها دفع المبلغ"
قال:
" اه, اننى متأكد من انها قالت ذلك... ولكن, ليس هذا هو الموضوع, اليس كذلك؟"
قالت بحده وقد حدست بغريزتها. بما يريد ان يقول, ولكنها لم تكن, فى الحقيقه, تصدق انه يعتقد فعلا بشئ كهذا. قالت:
" ما هو الموضوع اذا؟"
اجاب:
" لو ان لدين اى نوع من النزهه, لما سألت هذا السؤال. انك تسلبين همتى بالتحايل, يا انسه هارينغتون, محاوله ان تبتزى منها قدر استطاعتك باقل مقابل
تقدمينه من ناحيتك"
تملك تشارلى الغضب ولم تعد تدرى ما تقول, فاخذت تقول لاهثا:
" لماذا انت.... انت..."
واعوزتها الكلمات المناسبه فى مثل هذا الموقف, ثم انفجرت متابعه قولها:
" كيف تجرؤ على ان تهيننى فى منزلى؟ اريدك ان تخرج الان وتتركنى وحدى"
ومالبثت, وقد فقت اعصابها تمام,ان امسكت بذراعيه واخذت تدفعه نحو الباب.
قا هو بهدوء دون ان تسطيع زحزحته:
" اه. ولكن هذا غير ممكن كما ترين. انك نسيت ان هذا المكان قد اصبح بيتى. مؤقتا على الاقل"
واذا وصل الامر الى التحدى. فان فى استطاعه تشارلى ان تدعى نفس الشئ. ولما كانت قد نسيت انه ضيف مستأجر. فقد صدمها التذكير بهذه الحقيقه.
فتجمدت فى مكانها. ثم ارخت قبضتيها عم ذراعيه كما لو كانتا قد احرقتاها. ولكن الحقيقه كانت اكثر تعقيدا من لك, لامر ما لم تشأ ان تواجهها.
ان ما صدمها. وسبب الاضطراب لها.هو ان تجد ان كلمه " الاحتراق" كانت اقرب وصف لما شعرت به. اذ انه فى اللحظه التى غرزت فيها اصابعها فى
عضلات ذراعى بول القويتين. وشعرت بالدفء المنبعث منهما من خلال قمصيه القطنى. احست بما يشبه الصدمه الكهربائيه تشع من اطراف اصابعها الى
كل عصب فى جسمها. ليصل الى قلبها فينفص هذا بعنف مما جعلها تخشى ان يتوقف عن الخفقان , لقد ابعدت يديها عنه بسرعه لانها, مهما حاولت الانكار
بينها وبين نفسها. اذا هى اطالت بقاءهما لحظه واحده لوجدت نفسها ضغط عليهما ولما استطاعت مقاومه التصرف ابعد من ذلك. ودفعها هذا الشعور نحو
هذا الرجل الذى تكن له كل تلك المشاعر المقيته. دفعها الى الشك بسلامه عقلها.
انها لا تستطيع ان ترى ايه جاذبيه فى هذا الرجل. وعندما حدثها برايان عن ابن خالته هذا. نفرت من الصوره التى اظهره بها رجلا انانيا قاسى القلب.
وشعرت انها ى يمكن ان تحب اىشئ يتعلق ببول ساريزن. ومنذ ان قابلته لاول مره. بدل ان شكوكها هذه كانت صحيحه. اذ ام تجد ما يغير من نظرتها
السيئه اليه. اما ما احدث ذلك الاندفاع العنيف نحوه.. وهزها داخليا. فقد ارغمت تشارلى نفسها على ان تواجه كلمه" الرغبه" اذ انها اكلمه الوحيده التى
تفسر ما انتابها من احاسيس غامضه.
قالت:
" اننى لا اريدك هنا"
ولم تهتم لتصرفها الصبيانى ولا للهجتها. وفى اعماقها تغلى المشاعر وخوف قوى مما يمكن ان يحدث لو ان هذا الرجل بقى فى بيتها ينام. ويستريح فى غرفه
الجلوس ويتناول الطعام معهم على نفس لمائده..ز ولم تستطع ان تتمالك نفسها من ان تنابها رجفه شملت جسمها راجمعه. لقد كانت الغرفه الى اعتادت امها
ان تؤجرها هى بقرب غرفه تشارلى تمام.
عادت تقول:
" يمكنك ان تجد مكانا اخر"
اجاب بجمود واقضاب:
" ام لجد مكانا اخر"
وشعرت هى وكأن هذا الجواب دفعها بعنف الى جدار حجرى. واستدار تواجهه لتذهل وهى تراه يبتسم. ولكنها, بعد احظه, فكرت فى ان( الابتسام) ليش
بالشئ المناسب فى هذه الظرف, ذلك ان الابتسام يعنى الدفء ويبعث على الراحه. ولكن ابتسامه هذه بعثت بمشارع البروده فى اعماقها. وتصورتها
ابتسامه الافعى قب ان تلدغ ضحيتها.
قال:
" فى الحقيقه. اظن ان العمع اميلى معها كل الحق حين قالت ان الاقمه فى هذا البيت ستناسبنى تمام. وجعلتنى افهم ان امك ستكون مسروره يوجودى
هنا, لاشياء تتعلق بالاسك الكهربائيه"
حدثت تشارلى نفسها بانها قد ابتدأت تفهم الان كيف بنى لنفسه تلك السمعه الاسطوريه كونه باحثا محققا لا يقف فى امها هذه المعلومات ولكن, تبا له, فقد
كان على حق, لم تكن الاسلاك الكهربائيه فى الكوخ قديمه جدا, ولكن كان يخشى منها من انلاع حريق, فيجب, لهذا, استبدال السخان المركزى قبل
حلول الشتاء. وكان اليأس يجتاح امها من العثور على النقود اللازمه للانفاق على ذلك. وكان الايجار الذى سيدفعه بول لغارفته. لا يكاد يفى التكاليف ولكنه
يمكن ان يساعد على ذلك, فالان, ثمه حاجه قصوى لاى مبلغ مهما كان تافها.
ثم خطر فى بالها انه, بالنسبه الى شخص يسيئ الظن فيها دون اى مسوغ, اذا هو اكتشف حاجه اهلا الماديه. فسيكون فى هذا البرهان الكافى على صحه
شكوكه فى انها تحاول ان تسلب عمته ماتستطيع من نقوذ وانتابها شعور حيوان وقع في الشرك ، فإن أية محاولة منها للنضال او الشرح لا تفعل اكثر من اثبات
الشكوك فيها.
قال:
- انني متأكد الآن من أنك قد ادركت ان من الأفضل بقائي هنا.
كان صوته رقيقاً ولو كان في ظروف غير هذه لاعتبرته تشارلي مغرياً ولكنها في هذا الظرف لم تجد في نفسها اية استجابة له, بل بالعكس شعرت بأنه يعمل
من اعصابها ، نفس عمل ورق الزجاج ولكن بعد لحظة واحدة تبخر من ذهنها كل أثر للتعصب ضده عندما شعرت بيده كبيرة دافئة تحتضن ذقنها ليرتاح
خدها على راحته الواسعة، وببطء ورقة ادار وجهها اليه يرغم عينيها العسليتين المضطربتين على مقابلة عينيه الرماديتين المتألقتين.
وتمتم برقة:
- لا تدعي القلق يستولي عليك ياشارلوت ، من الممكن ان تتحسن الامور اذا شئت انت ذلك .
وبينما جمدت هي وقد سمرتها القوة المغناطسية المنبعثة من عينيه ، حرك هو ابهام يده فوق وجنتها ليلامس فمها محاولاً ان يخطط به شكل شفتيها ، ثم
يضغط شفتها السفلى وشعرت شارلي فجأة بالنار تلتهب في جسدها وبالأرض تضطرب تحت قدميها ، وزاغت الرؤية امام عينيها ، ولو كان بول قد حاول ان
يقبلها لربما صفعته على وجهه مبتعدة عنه ولكن حركات ابهامه هذه جمدتها في موقفها مستسلمة لدفء اصابعه على وجنتها وذقنها.
همس هو بابتسامة عريضة :
- أرأيت ؟ يمكننا ان نكون اصدقاء.
كان هذا كثيراً ، إذ افزعتها الفكرة الى درجة اخرجتها من تلك الغيبوبة التي اسرتها وجعلتها تنزع نفسها من يده بعنف لا ضرورة له مما افقدها توزانها
فكادت تسقط لولا انه امسك بها ، وكانت قبضته قوية دافئة وجف فمها فجأة وتصاعدت دقات قلبها حتى شعرت بانه لابد قد سمعها.
قالت له بحدة :
- لايمكن لنا ، أنا و أنت ان نكون اصدقاء فقط!.
وادركت بعد فوات الاوان ماقد تعنيه كلمة (فقط) هذه ، فتصاعد الدم الى وجهها ، وهي ترى كيف ارتفع حاجباه الاسودان بشكل ساخر وعرفت انه لاحظ
ماقالت هو ايضاً.
تمتم هو :
- ماأصدق هذا.
وفي الوقت الذي كانت تشارلي فيه مازالت مصعوقة لماقالت، انحنى رأسه ذو الشعر الاسود نحوها قائلاً:
- عليّ ان اوافق على اننا لن نكون اصدقاء فقط.
ثم اخذها بين احضانه.
ارتفعت خفقات قلبها وانقسمت نفسها الى جزئين الاول عقلاني يطلب منها ان تدفعه عنها بعيداً، بينما الآخر وهو الأعمق ، ارادها ان تبقى بين ذراعيه وان
هذا بالضبط ماتريده ، ولكن منذ دقائق فقط كانت على استعداد لأن تصفع وجهه هذا لو انه قام بهذا العمل ، فما الذي جعلها الآن هادئة مستكينة الى هذا
الشعور البهيج باحتضانه لها؟ لابد انها جنت، و لاشيء غير هذا ، من المستحيل ان تبتهج بهذا العمل.
وتناهى الى سمعها صوت باب المطبخ يفتح ، ثم وقع خطوات امها في الممر، وساور تشارلي الاضطراب مع ان ذهنها لم يستطع ان يركز على واقعها وعما
يمكن لأمها ان تفعله لو انها رأتها بين ذراعي بول بهذا الشكل ، ولكن بول لم يتملكه مثل اضطرابها هذا إذ سرعان ماكان يبتعد عنها الى مسافة عادية، ولما
دخلت امها ، حاملة صينية الشاي ، كانا يجلسان كأي شخصين محترمين.
-----------------------------
واندفع هو واقفاً وهو يقول:
- دعيني اساعدك.
ونظرت اليه تشارلي وهو يتناول الصينية من امها ليضعها على الطاولة ، وشعرت بالحيرة ... كيف يمكنه ان يتمالك اعصابه هكذا ويبدو طبيعياً وكأنما لم يحدث
شيء ، بينما تشعر هي وكأن شخصاً قد ضربها على رأسها بحجر؟ وعدا عن ابتسامة ظفر على جانبي فمه ، كان يبدو باراً هادئاً كما بدا تماماً حين وصوله ..
فكيف في امكانه ذلك؟
هذا سهل تماماً ، كان هذا هو الجواب الذي جاءها بسرعة هائلة وبعنف جعلها على وشك ان تطلق شهقة عالية ، لقد بعث احتضانه لها ذاك التشوش في
ذهنها وترك في نفسها تأثيراً اكبر كثيراً مما اعترفت به لنفسها ، ولكن يظهر ان بول لم يشعر بشيء واحتضانه ذاك لها لم يكن يشير الى أي شعور آخر عدا الرغبة
في الهيمنة والسيطرة عليها نابعة عن الانانية وعدم الاهتمام ، لقد سبق وانذرها برايان عن مبلغ قسوة ابن خالته هذا، وها هي ذي قد جربت بنفسها الآن
مناوراته الباردة مما يثبت نظريته تلك.
وهي في الواقع قد استجابت له وهزت تشارلي رأسها وهي تشعر بالحيرة من حماقتها هذه وايضاً لكي تبعد عن ذهنها شعورها ذاك بالابتهاج وآسفها لانتهائه
، إذا هي ارادت برهاناً آخر عدا عن كيفية معاملته يثبت ان بول ساريزن هو نوع من الرجال يجب عليها ان تبتعد الى آخر الدنيا لكي تتجنبه ، فقد حصلت
على هذا البرهان الآن وقد كانت هي معتوهة اذ اقتربت منه مستسلمة الى هجومه القاسي على مشاعرها.
حسناً لن يحدث هذا مرة اخرى, لقد قررت هذا وهي تمد يدها لتتناول كوب الشاي بعد ان افلحت في تمالك مشاعرها، شاكرة امها التي مدت يدها به
اليها ، إنها لن تكون ساذجة بعد الآن.
وسمعت بول يقول:
- وهذا ايضاً كعك صنع البيت ، انني اعرف الآن كم سأتدلل في هذا البيت معكم؟
وسألته الأم:
- كم قررت ان تمكث عندنا ياسيد ساريزن؟ لقد قلت في الهاتف حوالي اسبوع او عشرة ايام.
تمنت تشارلي في سرها ان يجعل مدة اقامته اقصر ، فأسبوع تحتمل فيه بول في منزلها ، يكفي ، فكيف بثلاثة ايام اخرى؟.
واتكأ بظهره الى الكرسي وهو يرشف الشاي قائلاً:
- نعم, هذا ماكنت قررته في البداية .
كان يبدو مسترخياً تماماً بعكس تشارلي التي كانت تجلس متوترة على ذراع الأريكة .
كان في صوته وفي لمحة صغيرة نحوها ، عندما توقف عن الكلام ماجعلها تشعر ان ماسينطق به الآن قد لا يعجبها ابداً، قال:
- ولكن, منذ تحدثت الى عمتي، غيرت رأيي في اشياء كثيرة.
مرة اخرى استدارت عيناه الردماديتان الفولاذيتان نحو تشارلي لتستقرا متعمدتين على وجهها المتوتر فترة ثم تابع يقول:
- ولما كان لي الحق في إجازة عدة في عملي قد تراكمت، فقد فكرت في أن آخذها جميعاً دفعة واحدة ليمكنني البقاء هنا مدة اطول ، اتظنين انكم
تستطيعون احتمالي مدة شهر؟.
----------------------------------
وارادت تشارلي ان تهتف كلا! ابداً لا يمكن هذا ، ولكنها لم تستطع ان تنطق بكلمة، لقد كانت تعلم انها لايمكن ان توضح لأمها سبب انفجارها ذاك ،
وهكذا جلست صامتة تحدق في السجادة عند قدميها، تستمتع الى امها وهي توافق بسرور على طلب بول ، وأسوأ مافي الأمر انها كانت تشعر غريزياً بتلك
العيني الباردتين مسمرتين عليها ، تدرس تعبير ملامحها ، مدركة نوع شعورها بالنسبة للوضع.
رأت امامها توقعات الشهر القادم كامتحان مفزع لقدرتها على الاحتمال مالئاً إياها باليأس إذ انها إذا كان الآن هذا هو شعورها ، فكيف سيكون بعد اربعة
اسابيع من وجود بول ساريزن معهم يوماً بعد يوم؟ عليها ان تجد طريقة تحتمل بها هذا ، اما إذا لم تجد .. وفزعت من تصور ماسيحدث في هذه
الحالة.
رووعنننتاغقببلااوزىبةزز


اسيرته8 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-16, 04:08 PM   #20

S-rose

? العضوٌ??? » 346180
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » S-rose is on a distinguished road
افتراضي

Btjnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnn

S-rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.