آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          7 - فتاة الأمس - فيوليت وينسير - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-16, 05:57 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 16- زواج في المزاد- ديانا هاميلتون-روايات عبير الجديدة (كتابة /كاملة)**






16- زواج في المزاد- روايات عبير الجديدة

**ملخص الغلاف **
** صفقة مثيرة ** :-

وقف جون مسكال أمام نافدة مكتبه التي تطل على أجمل المواقع في لندن . وفجأة استدار المدير الشاب ليرى مساعدته ترمقه بلطف :

- لقد أتيت في وقت مبكر جداً يا كليو "

- أردت أن أتحدث إليك سرا يا سيد مسكال " ؛؛ فهناك شيء أود أن أخبرك به ...

• نظر إليها المدير الشاب : ثم قال :

• فنظرت إليه " كليو" بريبة وقالت بصوت واضح :

- هل تقبل الزواج مني يا سيد " مسكال "؟






تقديم :-

تضطر مساعدة المدير الى ان تطلب من رئيسها في يوم ما الزواج منه لحل مشكلة في حياتها وذلك مقابل التنازل له عن بعض الأسهم الخاصة بها في بنك

العائلة .

ويقبل المدير هذا العرض بصدر رحب ويتم الزواج في هدوء ؛ ويبدأ الزوجان معا حياة مشتركة سعيدة الى ان يأتي ما يعكر صفو هذه الحياة بطريقة بشعة...

ولكن هل قبل الزوج هذه الصفقة بسبب المال حقا ؟

وهل اختارت الزوجة هذا الرجل بالذات لحل مشكلتها فقط ؟









محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 30-03-19 الساعة 11:53 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:07 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول :-
عبر " جود مسكال " الحجرة بخطي سريعة وهو يقول ببرود :
- صباح الخير ... من فضلك يا آنسة سلاد الغي جميع مواعيد اليوم واجليها الى الأسبوع القادم في نفس اليوم ونفس الساعة " وأنت يا آنسة " جودال " لا تصليني بأية مكالمة تلفونية .فانا اليوم لسست في حاجة الى إي مضايقة أو إزعاج ... كما إنني لا أريد ان يقترب إي شخص من عتبة بابي .
ثم دخل غرفة مكتبه على الفور . وأغلق الباب وراءه بشدة . وعندئذ ألقت دوريس جودال نظرة رعب نحو كليو تنم عن فزعها الرهيب لرؤية مدير شركة مسكال – سلاد كمباني .
والحق ان الفتاة الهادئة "دوريس" ببدانتها وملابسها البرتقالية اللون أو ذات الألوان الغريبة . كانت لا ترى " جود مسكال " إلا وتشعر بتقلصات شديدة في معدتها . وهو نفس الإحساس الذي كان يشعر به جميع من يعملون في هذه الشركة الشهيرة .
وعندما لاحظت " كليو " نظرات الخوف في عيني زميلاتها طمأنتها قائلة :
- هيا يا دوريس لا تخافي بهذه الدرجة فأنت تعرفين ان السيد " مسكال ... جاف الطبع بعض الشيء .فلا تنزعجي لذلك .
يا لها من فتاة مسكينة " دوريس " هذه فهي لم تخلق من اجل العمل مع رجل قاس مثل " جود مسكال " فهي بحاجة الى العمل في جو مرح حيث يقوم الموظفون بتناول الفطائر والحلوى مع فنجان القهوة حوالي الساعة العاشرة أو تناول الشاي بعد الظهيرة ... وليس العمل في جو مثرثر وجاف مثل الذي يحيطه بهم مدير الشركة
أما كليو سلاد فلم تكن تنزعج من مزاج " جود " المتوتر فقد تعلمت بسرعة إلا تهتم بصراخه . وان تقوم بعملها على أكمل وجه – والحق ان عملها – كمساعدة للمدير – يعرضها كثير لهجومه عليها .. ولكنها كانت تتحمله دائما بلا مبالاة ... فما شانها ان كان جود مسكال هادئا أم غاضبا كما انه من اكبر رجال الأعمال في " لندن "وذلك يضاهي بالتأكيد جميع الكوارث المفاجئة ...
أمسكت مساعدة المدير بالتليفون وبدأت تلغي المواعيد الثلاثة التي كانت محددة في نفس اليوم . وكانت تصيب الهدف دائما بلطفها . وحسن حديثها حتى أنها كانت تجرد محدثها من جميع أسلحته . فلا اعتراض أو احتجاج ومن يفعل ذلك أمام " كليو " الجميلة ؟
كانت الفتاة في حوالي الرابعة والعشرين من عمرها وكانت تتمتع بجمال منقطع النظير : شعر أشقر طويل وعينين رماديتان تجعلان من يراهما لا ينساهما أبدا وكانت نظرتها تذكر بجمال عصر النهضة الايطالي وجمال الفتيات والسيدات اللائي خلدهن يوتشيللي وتلاميذه .
والى هذا اليوم كانت كليو يرتدي تايير رمادي اللون يروقها كثيرا وفي هذه اللحظة فتح " جود مسكال " مزلاج باب مكتبه ... وقال لها بجفاء :
- انسه سلاد . أريد الدوسيهات الخاصة بمجموعة الفنادق " بهر "
ثم أغلق الباب ثانية وعندئذ ابتسمت " دوريس " في يأس وقالت :
- اعتقد أنني سأطلب نقلي الى قسم أخر ... ولتذهب الترقية الى الجحيم . فصرخت " كليو " قائلة :
- كلا بالتأكيد . لن اسمح لسكرتيرة ممتازة مثلك بان ترحل من هنا ... لا تقلقلي يا " دوريس " حقا يتصرف السيد " مسكال " بشدة أحيانا ولكنك ستعتادين ذلك قريبا .
جلست " دوريس" البدينة وراء مكتبها وهي ترمي " كليو " بنظرة استغراب . وتتساءل كيف لفتاة مثلها احتمال كل هذا لمدة عام كامل فان كليو " هي الوحيدة التي تنجح دائما في امتصاص غضب " جود مسكال "...
تابعت السكرتيرة مساعدة المدير ذات الجسم النحيف بعينيها وهي تمسك بالدوسيه الأخضر . وتتوجه نحو غرفة المدير . والحق أنها لم تكن تحسدها أبدا على منصبها هذا .
طرقت " كليو" الباب بهدوء قبل ان تدخل وكان " جود مسكال " واقفا أمام نافدة مكتبه يتابع من خلالها رذاذ المطر الذي يتساقط ببطء .وكان يرتدي سترة ذات لون ازرق وقميصا ابيض وكان مظهره يبدو رائعا من خلال الزى الذي يبرز كتفيه العريضين وقامته الطويلة . بينما كانت خصلات سعره البني تحيط بوجهه فتعطيه مظهرا متحضرا ومؤثرا بجانب بريق عينيه الزرقاوين .
كان " جود مسكال " برغم أناقته الشديدة مغامرا رهيبا يحارب دائما في سوق المال في قلب لندن حيث الغابة الحقيقية التي يرتدي ساكنوها ملابس متحضرة ...
نظرت الفتاة الى " جود مسكال " وأعجبت كثيرا بهيئته الرائعة وتساءلت – لأي سبب يبقى هذا الرجل دون زواج على الرغم من بلوغه السادسة والثلاثين من عمره ؟ كانت " كليو " كثيرا ما تفكر في هذا السؤال – ولكنها لم تجد له إجابة مقنعة أبدا ومن المعروف ان " جود مسكال "يظهر كثيرا بمصاحبة فتيات رائعات الجمال مما يؤكد نجاحه في هذا المجال . ولكن المسئول عن شركة " مسكال" سلاد كمباني "الشهيرة لم يفكر في الزواج أبدا ...
وكان البعض يروج الشائعات التي تقول ان " جود " يكن احتقارا رهيبا للجنس اللطيف . كما سمعه البعض يقول ان جشع السيدات لا حد له .والحق ان الثروة الطائلة للوريث الوحيد والمدير لهذه الشركة قد جذبت نحوه عددا لا باس به من السيدات أكثر من شخصه نفسه ...
استدار " جود مسكال" نحو الفتاة وبهدوء طلب منها الجلوس ...
فألقت المساعدة نظرة نحوه حيث بدا هادئا ... وكثيرا ما كان يتنازل عن صراخه ويبدو هادئا ... ولكن ما أهمية ذلك ؟
فهي لم تحضر الى هنا من اجل دراسته من الناحية النفسية .
وهي التي التحقت بهذا العمل بعد انتهائها من دراسة الاقتصاد بعام واحد ...
والحق أنها محظوظة لعملها تحت رئاسة مدير موهوب مثله فــ " جود مسكال" يتفق الجميع على انه من اكبر رجال الأعمال في لندن وانه يتمتع بموهبة فذة وفريدة في هذا المجال . وعندئذ قال "جود " :
- أريد ان ندرس معا هذا الدوسيه قبل اجتماع الغد . فانا لا اعرف ما ينويه مايكل بهر ولكنني واثق ان نواياه غير طيبه ؟
قالت " كليو " بخبث :
- هل أرسل بتهديد ما لشركة مسكال – سلاد كمباني ؟
أجاب " جود" ببرود :
- كلا بالتأكيد . فشركتنا غير قابلة للهجوم عليها .
ثم امسك المدير بالدوسيه وتناول بعض الوثائق منه ومدها الى "كليو" قائلا :
- خذي ما يهمك من هذه الوثائق ...
مرت ساعتان يعملان معا ويدرسان عملية هذه المجموعة التي تثير قلق الجميع بتقدمها الملحوظ . وعندئذ دخلت " دوريس " بخجل ووضعت أمامهما صينية فوقها قدحان من القهوة وبعد فترة من الصمت سال " جود " الفتاة قائلا :
- ماذا تظنين يا "كليو " ؟
فأجابت الفتاة دون تردد :
- ان الطفل المدلل لسوق المال ليس بهذه القوة ... ووثائقهم تؤكد ذلك ...
استراح المدير في مقعده . وابتسم سعيدا بتحليلها .
- رائع يا " كليو "
ثم لتغلا معا وقت الراحة لتناول القهوة . وعندئذ سألها " جود " بقلق :
- كيف حال عمك ؟
أجابت الفتاة بحزن :
- ليس على ما يرام لقد أتعبته كثيرا هذه الأزمة القلبية وأزمة شديدة أخرى قد تعرض حياته للخطر ان زوجته تتمنى ألا يتعذب أبدا ... ولكن ذلك ليس بالأمر اليسير فعمي " جون " من النوع المتوتر دائما .
- وماذا بشان ابن عمك " لوك "؟
تنهدت " كليو " وأجابت وهي ساهمة :
- للأسف كل شيء بالنسبة له سيان .
فمنذ أعوام طويلة " ولوك سلاد " السبب الرئيسي في حزن عائلته والسبب
الرئيسي في سعادة الصحافيين الذين يتخذون منه مادة لمقالتهم فحياته المضطربة كانت ولا تزال هدفا رائعا لصحف الفضائح ومن المؤكد ان " جون سلاد" يعاني هذه الأزمات القلبية الحادة بسبب ابنه .
ابتسمت " كليو" لمحدثها برقة عندما لاحظت اهتمامه بها والحق ان عائلتي " سلاد "و مسكال " لم تكونا على علاقة طيبة ومن المعروف ان جدود العائلتين هم الأساس في تأسيس هذه الشركة ولكن الأمور اختلفت عندما اختار والد " كليو " وعمها ترك شركة مسكال – سلاد كمباني " المزدهرة في تائسيس بنك سلاد ومنذ هذه اللحظة والبنك يتعامل مع الجمهور العريض وليس مجرد سوق لندن المحدود .
وبعد وفاة " جورج سلاد " والد " كليو " تولى عمها "جون" مسئولية البنك وحده وقد وافقت عائلة " مسكال " على الانفصال ببرود . ومنذ ذلك اليوم انقطعت العلاقة بين العائلتين تماما .
ولم يكسر البرود والحقد اللذين سيطرا على العائلتين منذ أكثر من عشرين عاما إلا التحاق "كليو " للعمل في " مسكال " – سلاد كمباني "
وضع "جود مسكال " فنجان القهوة بضيق كأنه يندم على الوقت الثمين الذي أضاعه في الراحة .
- استعدي لاجتماع الغد مع السيد ألن ... يجب ان يكون كل شيء على أكمل وجه ولا تنسي ان تجعلي " دوريس" تقوم بحجز منضدة لــ "اولز ... كما أريد منك ان تحضري لي كل الوثائق الممكنة التي تخص مجموعة " بهر " فانا بحاجة الى معلومات دقيقة وغير قابلة للنقاش من اجل هذا الاجتماع ويمكنك ان تبحثي ذلك مع الآنسة "بارنت ."
نهضت الفتاة من مكانها – وجمعت حاجاتها عندما أضاف "جود" بهدوء .:
- كليو" .. أتمنى ان نتناول غداءنا معا اليوم .
ابتسمت الفتاة آسفة وأجابت :
- اعتذر عن ذلك يا سيد " مسكال " ولكنني لدي موعد لا يمكن تأجيله ...
لماذا اختار " روبرت فنتون " هذا اليوم بالذات ليدعوها لتناول الغداء معه لقد اتصل بها مساء أمس بطريقة مقتضبة وقاسية ...
والحق ان الفتاة لا تنتظر خيرا من وراء هذا الغداء . فهي لم تر روبرت منذ سنوات طويلة كما أنها لا تستمتع بصحبته وذلك مقابل قضاء ساعة او اثنتين بصحبة " جود مسكال "
كم كانت الفتاة تتمنى رؤية المدير خارج الإطار الصارم والجو القاسي للعمل فقد دعاها " جود "
كثيرا لتناول الغداء معه في مطاعم المدينة وأحيانا لتناول العشاء لديه في "بلجرافيا سكوير "
وفي كل مرة تكتشف فيه " كليو " شخصية مختلفة وهادئة ومثقفة وبدا من الواضح انه وراء هذه الوجهة العبقرية يختفي رجل ذو جاذبية ملحوظة ومن اجل كل ذلك لم تكن "كليو " ترى الاعتذار لــ " جود " عن الخروج معه في سبيل لقاء " روبرت فنتون " بالشيء الطيب .
توجهت " كليو " للقاء " روبرت " في الموعد المحدد فجلست إمامه وهي تنظر إليه في ضيق . ما الذي اتى بها الى هذا المكان بصحبة هذا المغامر الذي لا يعني لها إي شيء ؟
مطعم فخم ... مع دون جوان متكلف ... كيف رأت ان هذا الــ " روبرت فنتون " شخصا جذابا في يوم ما ؟ بالتأكيد وجهه ينم عن بعض الجاذبية فقد كان يرتدي سروالا كاكي من الجلد و بلوفر من الكشمير الأزرق ويمشط شعره على احدث موضة حتى بدا كأنه صورة على غلاف مجلة فخمة .
لقد عرفها به ابن عمها " لوك " منذ عامين عندما كانت على وشك الانتهاء من دراسة الدكتوراه في الاقتصاد فجدبها بخفته لأنها كانت حقا في حاجة الى شخص مثله يخفف عنها عناء التوتر الذي تعانيه خلال هذه ألسنه الأخيرة من الدراسة ولكن بعد ان حصلت على شهادتها لم تعد " كليو : ترى هذا الفاتن غير المبالي . وألقت بنفسها في خضم الحياة العملية ... أذن ترى لأي سبب اتصل بها ؟
لقد قال لها انه يريد منها مساعدة ما فمادا يريد ؟ يبدو كل شيء غامضا حتى هذه اللحظة .
قال روبرت :
- انك تزدادين جمالا يا " كليو " يبدو انك ناجحة في عملك ربما أفكر أنا أيضا في ذلك ...
رمته "كليو" بنظرة باردة انه لم يتغير بعد فمن أين يعيش أذن ليس من عمله بالتأكيد فهو لم يفكر في العمل قط . سألته " كليو " :
- ما السبب في دعوتك لتناول الغداء معا اليوم ؟ أريد ان اعرف السبب الحقيقي لهذه الدعوة .
انزعج روبرت لأسلوبها في الحديث فقال لها مترفقا :
- يا لك من فتاة جافة وأنا الذي كنت اعتقد انك ستسعدين بهذا اللقاء ...
ثم صمت قليلا وقال بعد ذلك :
- يجب ان تساعديني يا كليو "
سألته مرتابة :
- كيف ذلك ؟
- - أنني بحاجة الى المال وبسرعة .
انفجرت الفتاة ضاحكة وقالت :
- وهل تعتقد أنني سأعطيك مالا اسمع يا روبرت لقد طالت هذه المزحة ولا داعي لمواصلة الحديث أكثر من ذلك .
ثم نهضت من مكانها وأمسكت بحقيبة يدها عندما وضع روبرت يده على يدها فقالت له :
- اتركني ... فأنت لا تريد ان يرى الناس مثل هذا المشهد
أجابها بهدوء :
- نعم بالتأكيد – ولكنك ستسمعينني حتى النهاية فانا املك الأدلة التي قد تدفعك لتغيير رأيك .
شعرت الفتاة بتهديد ما في حديثه . مما جعلها تجلس ثانية فسألها بلهجة معسولة :
- كيف حال عمك ؟
إجابته " كليو " بجفاف :
- شيء ى يخصك .
- كيف ذلك فانا أحب عمك كثيرا ... سمعت ان الجلطة التي إصابته مؤخرا أضعفته كثيرا وان أي أزمة أخرى قد تودي بحياته لذلك يجب ان يتجنب عمك المسكين أي إزعاج أو ضيق ... وهذا ما تحاوله زوجته " جريس " ... ولكن هل ستتمكن من منع الصحافة من التدخل في شؤون العائلة فعائلة "سلاد " وأملاكها في سوسكس وثروتها الطائلة تهم عالم الصحافة كثيرا واعتقد ان " لوك " يعلم ذلك ...
- -ما الذي يقصده روبرت لقد بدأت الفتاة تشعر بالقلق وتضيق بالتهديد الذي يملا صوته فقالت بضيق :
- - والخلاصة ؟
- حسن جدا ... تخيلي الأثر الذي يتركه خبر مقال عن علاقتنا على عمك " جون "
سيطر الغضب على كليو " فقالت :
- وما الشيء الغريب في أننا نتقابل بين الحين والأخر ؟
- أوه "كليو " .. يا له من خيال عقيم دعيني احكي لك الأمر بطريقتي :
- يقع شاب في حب طالبة رائعة الجمال تقابل معها لدي بعض الأصدقاء أما الفتاة فقد تأثرت بجاذبيته وبدا معا قصة حب جميلة ولكن ... الفتاة تنحدر من عائلة غنية جدا وبالتالي لم تقنع بإمكانات هذا الشاب المتواضعة لذلك لجا الشاب الى اقتراض مبالغ كبيرة من المال من اجل أنفاقها على نزهاتهما معا من وجبات فخمة وهدايا قيمة فما الذي يمكن ان يفعله غير ذلك من اجل إرضائها ولكن الفتاة لم تتردد في هجره بعد ان وجدت شخصا أكثر ثروة منه ... وذلك على الرغم مما فعله الشاب لها ... وينتهي المقال بهذا التساؤل . هل سيظل المال والسعادة عدوين رائعين ؟
وأخيرا ابتسم روبرت وهو ينظر الى الفتاة ثم قال :
- ما رأيك في القصة . أكثر روعة من قصتك أنت . أليس كذلك ؟
كادت "كليو " تختنق من شدة غضبها . ثم قالت :
- ولكنك لا تملك الأدلة على ذلك . وسأقدمك فورا للمحاكمة
وضع روبرت يده في جيبه مبتسما ولخرج منه ورقة وأعطاها للفتاة قائلا :
- أنها مجرد صورة أما الأصل فهو في مكان أمين ...
كانت الورقة عبارة عن إيصال من فندق ما باسم السيد والسيدة فنتون بتاريخ شهر يونيو حزيران للعام الماضي .
- أنت تتذكرين صاحبة الفندق تلك السيدة التي تتعرف بسهولة على عملائها حتى بعد مرور أعوام طويلة هل تتذكرين كم كانت هذه السيدة تتفاخر بذاكرتها الممتازة ... فهل أنت بحاجة إليها كي تتذكري ؟
نعم أنها تلك الليلة الكئيبة التي قضياها معا عندما تعطلت سيارة روبرت في منتصف الطريق في أحدى القرى ... أنها تتذكر جيدا أنها قضت هذه الليلة على الكرسي لتبتعد تماما عن مرافقها ولكنه للأسف لم يتوان عن تأجير حجرة باسميهما معا ... يا له من إنسان قذر .
ولكن كيف لها ان تتخلص من تهديداته هذه لا يوجد أي حل إذن سوى الاستماع الى هذا الوغد فسألته بجفاء :
- ماذا تريد مني ؟
فأجابها مبتهجا :
- هانتدي متعقلة أخيرا قد نقول ان مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك يساعدك في عدم سماع هذه القصة ثانية .
نظرت أليه الفتاة مذهولة ... ثلاثمائة ألف فرنك انه جنون مؤكد .
- هل جننت يا روبرت من أين لي بهذا المبلغ من المال
احتفظ بإيصال الفندق وافعل ما شئت ...
- حسن جدا ولكن دعيني أسمعك مقدمة المقال الذي سينشر غدا في جميع الصحف . لقد فكرت في عنوان ما ولكنني أريد ان اعرف رأيك أولا ... في انتظار رأي عمك أيضا لنقل مثلا :
ابنة أخ " جون سلاد " تحطم حبيبها قبل هجره لقد انتهى روبرت فنتون " تماما "
ظلت "كليو " دهشة كما هي فمن المؤكد ان مثل هذا المقال سيؤثر كثيرا على عمها ... هذا بجانب الألم الذي سيسببه المقال لها شخصيا وبالتأكيد لن تقدر السوق المالية مثل هذه الفضائح .
- أذن ما قيمة مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك بالنسبة لوريثة عائلة "سلاد " انه مجرد قطرة مياه .
- ولكنني لن ارث أي شيء قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين لذلك يجب ان تنتظر حتى العام القادم .
- ولكنك قد تتزوجين لحل هذه المشكلة ...لقد درست القضية جيدا .
أجابت "كليو" ساحرة :
- وماذا تنتظر حتى تعرض علي الزواج منك ؟ فبهذه الطريقة تصبح ثروتي تحت أمرك ..
لقد فكرت في ذلك ولكنني لا اعتقد ان الأوصياء عليك سيقبلون هذا الاختيار . فمباركتهم
للزواج شيء مهم جدا وفقا لوصية والدك ... كم هو رائع مشروع الزواج هذا لدرجة إنني أتمنى الهرب معك والزواج منك سرا ... ولكن فنتون " الجذاب لا يتصرف مثل هذا التصرف ومبلغ ثلاثمائة ألف فرنك قد يساعدني على النسيان .
ثم انفجر ضاحكا بينما ظلت " كليو " ساهمة تفكر في الكارثة التي تهددها وعندئذ نهض " روبرت " تاركا لها فاتورة الحساب .
- نظرا لوضعي المالي السيئ ونظرا لإمكاناتك الضخمة ستبدئين في مساعدتي اعتبارا من ألان .. وها هي إذن فاتورة الحساب الى اللقاء يا كليو " وأشكرك كثيرا على هذه الدعوة . ساترك لك فرصة شهر لتدبير الأمر . وبعد ذلك سأتسلم منك المبلغ سائلا ... الى اللقاء .
ثم غادر المكان تاركا الفتاة في غاية الضيق والانزعاج ... فكيف لها تدبير هذا المبلغ الضخم ؟
ذهبت " كليو " الى عملها في اليوم التالي وهي حزينة جدا ولم تتمكن شمس شهر ابريل نيسان من إذابة أحزانها فصعدت السلالم الرخام بهدوء عندا قال لها البواب :
- صباح الخير يا آنسة "سلاد " ... ان الجو رائع . أليس كذلك ان الربيع على الأبواب .
أجابته الفتاة بابتسامة فاترة ثم دخلت المصعد فرات وجهها في المرآة مرهقا بينما ترتسم تحت عينيها ظلال باهتة يا لها من ليلة ليلاء قضتها "كليو " محاطة بكلمات روبرت ما العمل إذن ؟
ان رفضها عرض فنتون قد يتسبب في نتائج مدمرة خاصة بالنسبة لعمها ... ولكن هناك حلا واحدا أمامها وهو ما قاله لها روبرت ... انه الزواج الذي يجعل كل أموالها تحت تصرفها . لان الأوصياء عليها لن يتركوها تتصرف في هذا المبلغ دون ان يطلبوا كشف حساب وذلك حتى تبلغ سن الخامسة والعشرين ...
لقد اعد "جورج سلاد" كل شيء من اجل الحفاظ على ارثه فمنذ وفاة والدها وهي تحصل على مبلغ من المال من اجل مواصلة دراستها تحت ظروف ممتازة فقد طلبت تخصيص مبلغ من المال لها من اجل شراء استديو في لندن ووافق الأوصياء على هذا الطلب ولكنهم لن يوافقوا بالتأكيد على دفع هذا المبلغ من المال لهذا الرجل المبتز .
نعم ان روبرت على حق لابد لها من الزواج فهي لا تستطيع ان تعرض عمها لهذه الفضيحة كما ان صحته لا يمكنها ان تتحمل هذه الصدمة ... دخلت "كليو" المكتب الخالي من الموظفين في هذا الوقت المبكر . ولكنها لاحظت معطف " جود " موضوعا على الكرسي الجلدي مما يؤكد وجوده .
إذن سرت الرعشة في جسد "كليو " لقد حان وقت المواجهة ثم تقدمت بخطي ثابتة وطرقت باب حجرة مكتب المدير قبل ان تدخل بخجل في الغرفة المضاءة بأشعة شمس الربيع . وكان المدير يقف أمام نافدة المكتب يراقب مباني لندن وكاتدرائية " سان بول بأجراسها ومبانيها الفخمة ...
ان الحركة في شارع فليت ستريت تكون عادة بطيئة في الصباح بينما تقل الأتوبيسات ذات اللون الأحمر أفواجا من العاملين الذين يسرعون نحو مكاتبهم ...
ونفس الشيء بالنسبة للقطار الذي يقل عددا لا باس به من الناس الذين يرتدون ملابس داكنة ويسيرون بخطي ثابتة ونشيطة فمن المعروف ان بورصة نيويورك تحتل المكانة الأولى وتأتي بعدها بورصة لندن كمنافسة لبورصة طوكيو لاحتلال المكانة الثانية لذلك تصبح الحركة كبيرة في هذه المنطقة من لندن .
استدار "جود مسكال " نحو الفتاة التي لاحظت شدة أناقته ولاحظت وجهه البرونزي اللون وعينيه الزرقاوين فرقبته بهدوء وهي تفكر ... ترى كيف يكون تصرفه أمام عرضها وماذا يكون تفكيره أمام كلماتها المجنونة هذه ؟
لقد فكرت الفتاة في الوضع كثيرا في إثناء الليل ولم تجد سوى " جود " كحل وملجأ لها لتتخلص من تهديدات روبرت ولكن هل سيقبل مساعدتها ؟ وما الذي يمكنها عمله لو رفض ؟
اقترب " جود " من الفتاة وقال بلطف :
- لقد أتيت في وقت مبكر جدا يا " كليو "؟
- أردت ان أتحدث إليك يا سيد " مسكال " ... فهناك شيء أود ان أخبرك به ...
نظر إليها المدير الشاب بقلق . ثم قال :
- إنني استمع إليك .
فنظرت إليه "كليو" بريبة وقالت بصوت واضح :
- هل تقبل الزواج مني يا سيد " مسكال "؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:08 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني :-
ساد المكان صمت مطبق وطويل للغاية . وظل "جود مسكال" يراقب الفتاة كما لو كان يستعين بعينيه كشاهد على حقيقة ما يسمعه.
ماذا ينتظر حتى يجيب ؟ الم يلاحظ ان الفتاة تنتظر أجابته بفارغ الصبر ؟
هل من الأفضل ان تعيد على سمعه السؤال ثانية ؟ بدت يدا الفتاة مبللتين بالعرق وشفتاها جافتين تماما .لقد كانت "كليو " تتمني ان تكون المقابلة سريعة . والإجابة فورية لكن من الواضح ان "جود " يتلذذ بتعذيبها . ظل "جود " يراقب جسد الفتاة النحيل بالــ " جيبه " الزرقاء والــ " بلوفر" الكشمير ذي اللون الأصفر . وشعرها الأشقر المعقود خلف رقبتها بينما كانت عينا الفتاة الرماديتان تنتظران الإجابة بهدوء واضح . ولكن قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان في انتظار الحكم الأخير .ربما لم يرق له مظهرها ؟ولكن الفتاة فكرت في انه لا دخل للعواطف في هذه المشكلة فهي تطلب منه سوى المساعدة وليس الحب . وأخيرا قال "جود"
- لماذا ؟
تمتمت " كليو " قائلة :
- معذرة ؟
- أريد ان اعرف – على الأقل – سبب هذا العرض – فنحن نعمل معا منذ عام تقريبا . لم ألاحظ خلاله انك تكنين لي أيه عاطفة . كما أنني لم ألاحظ انك تتعجلين الزواج بهذه الصورة .
تنفست " كليو " الصعدا فـــ " جود " لم يرفض العرض بعد ولكنه لم يوافق في نفس الوقت أيضا .. فهو يريد معرفة المزيد . ولكن كيف تجيبه دون ان تخدعه . أنها لا تتذكر أي شيء من الحديث الذي كانت قد أعدته في رأسها بالأمس .
ولكن لماذا لم تفكر في أي شخص أخر غير هذا المدير الشاب ؟
أي سبب جعله الشخص الوحيد الملائم للزواج منها .ومن المؤكد أنها ستبحث عن شخص لو رفض "جود" هذا العرض .
ولكنها تتمنى أقناعه . شعرت فجأة بالهدوء يعتريها .فلابد لها من توضيح الأمر له .فتلك مهنتها الأساسية على أيه حال قالت الفتاة بصوت مطمئن .
- السبب في تعجلي الزواج بسيط جدا . فوفقا لوصية أبي لن استطيع التصرف في ثروتي ألا بعد بلوغ سن الخامسة والعشرين – ولكن الوضع سيتغير تماما إذا ما تزوجت من شخص يقبله الأوصياء علي والمشكلة أنني بحاجة شديدة الى مبلغ كبير من المال خلال شهر واحد .
نظر " جود" الى الفتاة مبتسما وسألها :
- ولكن الم تفكري في التحدث مع الأوصياء عليك في هذا الأمر ؟ لأنني اعتقد ان فكرة زواجك من اجل هذا السبب تبدو غير منطقية . كما يمكنك اقتراض المبلغ ... كم تحتاجين من المال ؟ وماذا تنوين عمله بهذا المبلغ ؟
هزت الفتاة رأسها وقالت بحزم :
-كلا ارفض اقتراض هذا المبلغ .
نعم أنها محقة في ذلك . فأي شخص يفكر في إعطائها هذا المبلغ سيطرح بالتأكيد نفس الأسئلة عليها .
قال " جود " :
- هل هناك مشاكل يا "كليو "؟
كانت رقة صوته تجعلها تخبره بالحقيقة ولكن من المستحيل ان تزيح الستار عن هذه الفضيحة التي سيسببها لها روبرت فقد يكذبها " جود " وتفقد احترامه لها هذا مالا ترضاه ابدأ ...
فجأة بدا لها الموقف صعبا للغاية فبجانب تحملها لتهديدات روبرت عليها ألان ان تقاسي من فضول " جود "
والحق ان "جود" يغتنم الفرصة . ويتفحصها بعينيه القاسيتين ... ولكن لا داعي للاسترسال في هذا الموقف ؟ استدارت "كليو " فجأة وجرت نحو الباب وهي في غاية الضيق .
- إذن أنت تفضلين الزواج ... ولم لا ؟ ولكن ما الذي استفيد هانا من هذا الزواج ؟
يا لها من وقاحة . ان " جود" يستغل الموقف أبشع استغلال . استدارت الفتاة نحوه . وقالت في ضيق :
- على الأقل ستتزوج فتاة لا تطمع في مالك : فانا املك الثروة الكافية التي تبعد عني مثل هذه الشكوك ... وثروتي تحتوي على عدد كبير من الأسهم في بنك "سلاد" ويمكنني وضعها كلها تحت تصرفك . وإذا لم تكتف بهذا ...
قاطعها "جود" قائلا :
- ان هذه الصفقة عادله .
من المؤكد ان أسهم بنك "سلاد "قادرة على شراء موافقته . تنهدت "كليو" بمرارة ومن الواضح أنها تضحية ثمينة من قبل هذا المدير العازب ..
سألها " جود" بسخرية :
- ولكن هل يمكنك منحي مهلة فانا أريد التفكير في العرض جيدا .
هزت "كليو " رأسها موافقة فهي لم تعد تقوى على النطق بأية كلمة . ولكن أين ذهب هدوءها وقدرتها على السيطرة على نفسها ؟
شعرت الفتاة أنها على وشك الصراخ بأعلى صوت لتعبر عما بها من الم بينما كان محدثها يتصفح مفكرته بسرعة قبل ان يقول لها .
- لن أكون موجود خلال عطلة نهاية الأسبوع القادمة ... ويوم الاثنين لدي موعد مع عملاء في بروكسل ... لنقل يوم الاثنين مساء ؟ سيأتي السائق الخاص بي إليك في هذا الموعد لاصطحابك لتناول العشاء معي .
أوقفت " كليو " سيارتها إمام منزل "جون سلاد "وألقت نظرة نحو هذه الواجهة المهيبة . فعلى الرغم من الخلافات الدائمة بين عمها وزوجته إلا ان الفتاة تعتبر منزلهما كأنه منزلها . وتشعر دائما بسعادة مشوبة بالحزن عندما تأتي الى هذا المكان . أمسكت بحقيبة يدها الجلدية وأغلقت باب السيارة .
لم تكن "كليو" تداوم على زيارتهما . ولكنها بحاجة ألان الى بقائها وسط جو عائلي قبل اتخاذ قرارها الأخير فقد تكون مقبلة ألان على ارتكاب الخطأ الذي سيحطم حياتها تماما ؟ ومن الأفضل لها ان تفكر جيدا قبل خوض هذه المغامرة المجنونة .
صعدت الفتاة السلم بسرعة ودخلت بهو المنزل بعد ان قالت للخادم الذي فتح للها الباب :
- صباح الخير يا سيمونز هل عمتي موجودة؟
اجاب الرجل العجوز :
- نعم يا انسة ان السيدة "سلاد " في حجرة استقبال الضيوف ويمكنك اعطائي حاجاتك . لاضعها في حجرتك .
ابتسمت الفتاة وناولته حقيبتها قائلة :
- اشكرك يا سيمونز "
عبرت الفتاة البهو وتوجهت نحو حجرة استقبال الضيوف ... ان هذا المنزل يبعث في نفسها السعادة والحزن في ان واحد واليوم تشعر "كليو " انها ممزقة بين الاحساسين .
لقد اتت الفتاة للاقامة في المنزل وهي في سن الرابعة عشرة عقب غرق والديها في اليخت الخاص بهما في عرض البحر اثر عاصفة رهيبة .
وحاولت الفتاة البحث عبثا عن الراحة في هذا المنزل ولكن زوجة عمها لم تعرف أو بالأحرى لم ترد منح "كليو" الحنان الذي كانت في حاجة شديدة إليه لتنسى ماساتها لذلك كبرت الفتاة وهي تحاول دائما خنق مشاعرها ... ولكن ذلك لم يمنعها من تلقي تربية ممتازة ومن مواصلة دراستها في أفضل "مدارس لندن " وكانت تعامل دائما كأنها ابنة حقيقية لسكان هذا البيت ...
وان لم تكن تجد الاهتمام الكافي من أي شخص .
وحاول عمها كثيرا تخليصها من عزلتها. والحق ان "كليو" تكن له محبة كبيرة . ولكن منصبه في "بنك سلاد" لم يكن يترك له الوقت الكافي للاهتمام بالفتاة الصغيرة اليتيمة وعندما بدأت الفتاة دراسة الاقتصاد فضلت الابتعاد عن عائلتها بالتبني لتكرس حياتها لعملها .
دخلت " كليو" الى حجرة استقبال الضيوف حيث تجلس "جريس سلاد " تتناول الشاي وهي تقرأ فلا زالت السيدة تتمتع بجمال ملحوظ على الرغم من بلوغها سن الخمسين .ولم تؤثر السن قط على جمالها وان كان شعرها الأشقر بدا يستقبل بعض الشعيرات البيضاء بين خصلاته .
ابتسمت السيدة في هدوء وقالت :
- "كليو " يا لها من مفاجأة . لم نكن نتوقع مجيئك .
كانت "كليو " تعلم انه من الأفضل أخبارهما بمجيئها مقدما فزوجة عمها لا تحب المفاجآت ... ابتسمت الفتاة وقالت :
- معذرة يا عمتي جريس كنت أريد أعلامكما بحضوري ... ولكنني كنت غارقة في العمل وأردت قضاء إجازة نهاية الأسبوع معكما .
- بالتاكيد ... هل تريدين قليلا من الشاي ؟
تماسكت جريس " رغم ضيقها وقابلت "كليو" بهدوء – ولكن لماذا لا تحاول "كليو " معاملة زوجة عمها بنفس الاسلوب الذي تريده منها ؟
والحق ان الفتاة كانت معجبة جدا بطريقة جريس سلاد" في الحياة.
ولكنها لم تتمكن من محاكاتها قط ... فكيف لها ان تتحمل العيش
بهذا البرود فالسيدة تعيش بأسلوب منظم جدا ولا تترك المفاجآت – مهما كانت سعيدة أم حزينة – تتملك منها ولم يستطع أي شخص ان يخل بنظام حياتها خلال هذه الأعوام الطويلة ... ولو كانت "كليو " تستطيع العيش مثلها لما كانت تعرضت لهذه الفضيحة الرهيبة .
أجابت الفتاة بهدوء :
- كلا أشكرك لا أريد ... كيف حال عمي " جون" ؟
- انه قلق جدا لقد قلت له مرارا ان لوك يملك زمام أموره بيده .. ولكنه لا يستمع إلي .
وبعد دقائق من هذا الحديث السطحي انسحبت "كليو " لتلحق بعمها في حجرة مكتبه فوجدته جالسا يتفحص ألبوما قديما وعندما لاحظ الرجل وجود ابنة أخيه في الحجرة تهلل وجهه وقال بفرح :
- "كليو" ...لم يخبرني احد بحضورك .
- لم يكن احد يعلم بحضوري يا عمي حتى أنا نفسي ...لقد شعرت فجأة أنني أريد قضاء العطلة معكما .
نظر إليها عمها مرتابا ثم ابتسم قائلا :
- أحسنت العمل يا "كليو" فانا سعيد جدا لرؤيتك .
سألته الفتاة بقلق :
- ولكن كيف حالك ؟
والحق ان الرجل كان يبدو مرهقا للغاية وكانت يداه ترتعشان بعض الشيء وعيناه محاطتين بلون داكن . وعندئذ سألته قائلة :
- هل سمعت أخبارا جديدة عن لوك ؟
لم يكن لوك و " كليو " يحترمان بعضهما قط بل ان لوك كان يعتبر مجرد حضورها الى المنزل تطفلا منها ولم يرض – أبدا – من هذه الفتاة احتلال جزء ولو صغيرا من قلب والده .
أما "كليو" فلم تكن تفكر في مصادقة لوك قط وهكذا تدهور الوضع كثيرا بينهما لدرجة جعلت الفتاة تفضل العمل بعيدا عن محيط الأسرة حتى لا تحتك به .
وهنا أجابها "جون سلاد " :
- انه مشغول بعمله تماما ... انظري الى صورة والدك معي .
وكان الرجل العجوز يشير الى صورة قديمة تجمع بينهما وهما في الملابس الرياضية ثم ابتسم قائلا :
- كلما تقدمت في العمر فضلت الانغماس في الماضي ... ان عمر هذه الصورة يرجع الى خمسين عامل عندما كنا نلعب مبارة كروكيت معا لقد كان والدك في الثامنة عشرة من عمره وأنا في السادسة عشرة .
تأملت الفتاة الصورة وتعرفت عليهما في ملابسهما البيضاء . وكم كانت ملامح "جورج سلاد " تنم عن جدية وعناء واضحين . مما يؤكد انه حقا السبب في بيع شركة "مسكال – سلاد كمباني " وفي خلق " بنك سلاد " رماها عمها بنظرة واهنة ثم قال بصوت ضعيف:
- لا تستهيني بذلك فقد كان والدك يعشق هذه اللعبة وأنا نفس الشيء وكنا نكون فريقا رائعا .
وضعت "كليو " يدها على ذراع عمها بحنان وقالت :
- أنت تفتقده أيضا .
كم تكون مشاركة أي شخص نفس الإحساس شعورا رائعا ... وان كان الوقت قد نجح في تضميد جراحها ألا أنها تتذكر كل شيء عند اقل حركة وضع عمها يده على يد ابنه أخيه وبقى الاثنان في صمت أمام هذه الصورة والذكريات التي تسببت فيها .
نعم . ان الفتاة محقة في قرارها . فلا يمكن ان تتسبب في أي الم أو حزن لعمها ستوافق فنتون مهما كانت طلباته غالية .
وفي صباح يوم الاثنين توجهت الى مقر مسكال – سلاد كمباني " وهي مطمئنه بعض الشيء لغياب مدير الشركة فكيف لها ان تتقابل معه وهي تعلم أنها ستحصل على رده في نفس اليوم .
وعلى الرغم من ذلك ظل الشك يراودها طوال اليوم ... مما جعلها تفكر كثيرا في نتائج هذا العرض .
والحق ان "جود مسكال" يشكل لها الزوج المثالي ... ذكي فطن يفكر في الاستفادة من كل شيء حتى ارتباطهما معا فـــ "كليو" بالنسبة له نموذج الزوجة الجميلة و الغنية وهكدا قد يكون ارتباطهما ارتباط مصلحة الم يتزوج الناس قديما بهدف المصالح فقط ؟
ولكن هل يصلح مثل هذا ارتباط في القرن العشرين ؟
اغمضت "كليو " عينيها فلم تكن تريد التفكير في أي شيء ... بالاضافة الى انها بهذه الطريقة لن تستطيع ان تطلب منه الاخلاص لها بما انه لا يحبها ...
فجاة وجدت الفتاة نفسها فريسة الشك فقررت مغادرة المكتب فورا حيث انها لايمكنها العمل بهذه الصورة بالاضافة الى ان حديث " دوريس " يسبب لها ضيقا شديدا .
وقالت لها كاذبة :
- لذي موعد مع مدير العلاقات العامة ولم اعود الى المكتب بعد ذلك فلى اللقاء يا " دوريس "
- الى اللقاء يا انسة "سلاد " الا ترين معي ان اليوم الذي يغيب فيه السيد "مسكال" عن المكتب يمر سريعا ؟
اكتفت " كليو " بابتسام وان كانت تريد ان تنفجر ضاحكة امام هذه الكلمات التي تنطق بها " دوريس " ... فاليوم يبدو لها بطيئا للغاية
غادرت "كليو" المكتب وقررت العودة الى منزلها سيرا على الاقدام لتستمتع بجو الربيع الرائع ولتقتل الوقت الذي يفصل بينها وبين اللقاء المحتوم . عبرت الفتاة الشارع ومشت طويلا لقد مضى
وقت طويل عليها دون ان تتنزه في شوارع العاصمة .
كانت "كليو "تحب بلدها كثيرا وتعشق مشاهدة الكباري الكثيرة وبرج لندن العالي قضت حوالي ساعتين وهي تتجول في المدينة كانها غريبة عنها ثم توجهت بعد ذلك نحو منزلها في اعياء .
وعندما دخلت بهو منزلها القت بنفسها على الاريكة المصنوعة من الجلد الابيض منهكة واخدت تتامل كل شيء يحيط بها وكل ما ورثته عن والدها في هذا المنزل ...
وفعلا هدات الفتاة كثيرا وان كان تفكيرها لا يزال مشغولا لذلك قررت الاستحمام فورا لتستعيد نضارتها من جديد .
وبعد دقائق معدودة كانت "كليو" تغرق جسدها في المياه الدافئة ذات الرائحة العطرة . مما جعلها تشعر بالراحة . فالقت براسها الى الوراء قليلا كما كانت عمتها "جريس " تقول لها .
وفي تمام الساعة الثامنة والنصف حضر اليها السائق "تورتود" فنزلت اليه الفتاة واستقلت السيارة الــ " رولزرويس" بخطي ثابتة لقد حان وقت المواجهة الاخيرة بعد طول انتظار .
عبرت السيارة الفخمة شوارع المدينة لتقودها الى " جود" في منزله الكائن بشارع "بلجرافيا سكوير"
ومن جديد . اخدت الفتاة تتامل الشوارع والمباني المقامة على الطراز الفيكتوري " لتجد راحتها في هذا التامل .
ومن يراها لا يشك لحظة في انها تجاهد في السيطرة على نفسها فقد استغلت "كليو" الفرصة بعد الاستحمام واهتمت بمظهرها كثيرا وتجملت باسلوب رقيق جدا وضعت على خديها لونا ورديا طبيعيا يروقها كثيرا كما تركت شعرها يتهدل على كتفيها بحرية وارتدت معطفا يميل الى اللون الذهبي مما ابرز جمال ثوبها الحريري الاسود .
ولانها كانت تعرف ذوق "جود" بالتحديد فقد اختارت ثوبا يروقه كثيرا ويبرز جمال صدرها وكتفيها ان " كليو " تقوم بما في وسعها من اجل الزواج من " جود مسكال " حتى لو احتاج الامر الى مغازلته ...
وقفت السيارة امام المنزل الفخم ونزل السائق منها ليفتح الباب للفتاة التي نزلت من السيارة في هدوء شديد قبل الخوض في المعركة المصيرية التي تنتظرها .
رمت " كليو" المنزل بنظرة سريعة قبل ان تصعد السلم بخطي ثابتة وما ان وصلت الى الباب حتى فتحت لها "ميج "مديرة المنزل وزوجة السائق تورتود " واستقبلتها بحفاوة شديدة ... فهل هذا الاستقبال يعد مقدمة طيبة ؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:09 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث :-
استدار "جود" عندما دخلت "كليو" حجرة استقبال الضيوف حيث كان يبدو تائها أثناء تأمله للوحة – تعكس منظرا بحريا – موضوعه على الحائط وراء المدفأة الرخامية الرمادية اللون .
عبرت الفتاة الحجرة بخطي سريعة . وقالت بصوت لطيف :
- مساء الخير يا " جود " كيف قضيت يومك في بروكسل ؟
- حسن جدا . لقد كان الاجتماع صعبا ولكننا احتفظنا بحقوقنا ... لا اعتقد انك أتيت لنتحدث بشان العمل .
رمقته "كليو " بنظرة قلقة ... لماذا يرفض "جود" الخوض في موضوع عادي ؟هل سيبدوان فورا الكلام لب الموضوع ؟
فالفتاة على الرغم من نفاد صبرها . ألا أنها تفضل ان تهدأ قليلا قبل بدء المناقشة .
نظرت "كليو " الى وجه محدثها الجامد ... انه حقا يجذبها كثيرا.
فلأول مرة تنظر إليه بعيني امرأة وليس مجرد موظفة لديه ... وكان "جود" يقف أمامها طويل القامة برونزي اللون ويرتدي حلة سموكنج لو رأتها العمة "جريس " لا عجبت بها كثيرا .
توجه " جود " نحو المنضدة الموضوع فوقها بعض أكواب الكريستال وسألها :
- هل تريدين قليلا من العصير ؟ ربما يلاءم ذلك هذه المناسبة ...
هل يسخر منها اكتسي وجه الفتاة بحمرة الخجل ووافقته ان "جود" يريد ان تبدأ هي بنفسها ... ولكن كيف ذلك ؟ أنها حقا في شدة الارتباك لدرجة تمنعها من تناول هذا الحديث الصعب . بينما ينظر إليها وحدثها بإصرار وهو يعي تماما اضطراب ضيفته .
وأخيرا سالت الفتاة بصوت مرتبك :
- هل اتخذت قرارك ؟
نظر اليها " جود" بذهول ... لابد انه لم يكن يتوقع هذا السؤال المباشر ...
مما جعل "كليو" تندم على ما قالته . لقد سجلت اذن نقطة ليست لصالحها بما انها كشفت نواياها هكدا بصورة سريعة . وعندئذ اكتفى " جود " بان يجيبها بغموض :
- نعم ... سنتحدث عن ذلك إثناء تناول الطعام إذا أردت .
ثم توجه "جود" نحو المدفأة التي تستعر النار بداخلها واخذ يحرك الجمرات كأنه يريد اختيار قوة تحكم الفتاة في نفسها .ولكن " كليو" لم تكن تجيد هذه الألعاب . فلم يحدث لها من قبل ان حاولت أثبات قدراتها في مجال العاطفة . مرت دقائق طويلة . بحثت خلالها "كليو" عن إي حديث عادي للخوض فيه ولكن هيهات ... وأخيرا حضرت "ميج" وهي تحمل بين يديها صينية عليها الطعام ووضعتها على منضدة موجودة في احد أركان الحجرة مصفوف عليها طاقم من الصيني الخاص بعائلة " مسكال "منذ سنوات طويلة مما أضاف على الديكور رونقا جميلا .
جلس الاثنان عندما بدا "جود" الحديث أثناء تقديم " ميج " لهما الطعام الرائع الذي أعدته بنفسها فذكر الأحداث الخيرة التي وقعت في الشهر الماضي وكانت الفتاة تجيب عليه مبتسمة وهي تتناول طعامها ولكن ضربات قلبها كانت تزداد سرعة واضطرابا فمتى يدخل "جود" في لب الموضوع الرئيسي بدلا من تضييع الوقت في هذا الحديث .
وأخيرا ابتعدت " ميج " عن الحجرة تماما بعد ان أحضرت صينية القهوة ... لقد ان الأوان إذن ؟
صب " جود" القهوة في الفنجان وقدمه لـــ "كليو" ... ان الدقائق تمر طويلة وكئيبة .. وعلى الرغم من ذلك بقى "جود" جامدا ...
متى ينتهي هذا المسلسل الهزلي فقد بدات "كليو " تشعر بالغضب يستولي عليها . وعندئذ سالته قائلة :
- لقد اتخدت قرارك اليس كذلك ؟ ... فهل لي ان اعرفه ؟
- بالتاكيد .
ثم اخد وقتا طويلا في انتقاء سيجارة من العلبة الخشبية ووقتا اطول في فض غلافها ويشعلها ويستنشق دخانها بتلدد . ثم اخد يحملق في نار المدفاة طويلا قبل ان يقول :
- لقد قررت قبول عرضك وبما انني لا احب زواج المنفعة ... فقد قررت شيئا اخر ...
وصمت ثانية واخد يتامل سيجارته المشتعلة ... لم تصدق الفتاة اذنيها . لقد وافق اخيرا وبذلك ستتخلص من تهديديات فنتون وتدفع له ما يريد وعندئذ ارتسمت على وجهها ابتسامة مشرقة . فقال لها "جود" ببرود :
- انتظري قليلا قبل ان تفرحي بهذا النبا ... فانت لم تعرفي شروطي بعد .
ولكن لا يهم أي شيء مقابل التخلص من هذه الفضيحة ... ومع ذلك تماسكت "كليو " قليلا وقالت له باذب شديد :
- ما شروطك ؟
- انا لا اريد زواجا على الورق ... فانا اتمنى انجاب الاطفال .
اطفال ؟ انه زواج حقيقي اذن ... وهي التي اعتبرت هذا الزواج مجرد ارتباط لتبادل المصالح ... كيف اعتقدت ذلك يغبائها ؟
فلزواج حقوق كثيرة . فراش الزوجية ... وجود رجل ... الخ
شعرت فجاة بان تفكيرها يعترض على هذه الفكرة تماما ولكن كيف يمكنها تفادي هذه الحقوق ؟ فــ "جود" ليس من طراز الرجال الذين يتقبلون زواجا على الورق ...
لم تكن "كليو " تنتظر هذا الحديث ابدا ولكنها مضطرة الى قبول أي شرط ...
فهل لها الحق في اختيار اخر ؟
قالت الفتاة بهدوء :
- حسن جدا . انا اعلم انك تريد ذرية ... ولكن لي شرط . اريد منك ان تمنحني مهلة خمسة عشر يوما بعد الزواج ينام كل منا خلالها في حجرة منفصلة .
اكتسى وجه "كليو" بحمرة الخجل فاضافت امام نظرته المصرة :
- انني بحاجة الى قليل من الوقت لاتعرف عليك ... افهمني انني بحاجة الى وقت كاف قبل ...
توقفت الكلمات على شفتيها مرتبكة فنظر اليها "جود" في ابتسامة مقتضبة وقال :
- قبل ان تشاركيني الفراش .
ثم ركز نظره عليها طويلا وكانه يتلدد بتعديبها .
- اتفقنا يا " كليو " خمسة عشر يوما بعد الزواج .
***
تزوج "جود " من "كليو " بعد خمسة عشر يوما من هذا الاتفاق .
ولم يحضر حفل الزواج سوى العمة "جريس" و "لوك " بالاضافة الى " فيونا " شقيقة "جود "
والحق ان زوجة عمها سعدت كثيرا بهذا النبا وعبرت عن فرحتها بحماس شديد على الرغم من تعلقعا واعتدالها دائما في كل شيء فقالت بفرحة وسعادة :- كم كان ذلك رائعا ان " جود مسكال " زوج ممتاز ويالها من سعادة ان يقترن اسم عائلة " مسكال " بعائلة "سلاد" من جديد .
اما بالنسبة للعم "جون" فقد بدا مسريحا للفكرة وقال لها :
- انني سعيد جدا فالشاب "مسكال " يحظر بسمعة ممتازة في محيط السوق المالية . وهو بنفس مستوى عمه الذي توفي قريبا
ويسعدني ان يجتمع شمل العائلتين من جديد وعلى الرغم من انني لم اندم لحظة واحدة عن المغامرة التي قمت بها انا ووالدك بانفصالنا عن شركة " مسكال – سلاد كمباني " وذلك لان بنك سلاد كان جديرا بهذه المغامرة حقا الا انني
سعيد جدا لدخولك في هذه العائلة من جديد كما ان "جريس" ستسعد بذلك كثيرا لانها ندمت جدا على انفصالنا عنهم فقد كانت الشركة في نظرها اكثر قيمة من البنك الذي يتعامل مع الجمهور العريض .
ابتسمت "كليو " لسماع هذا الحديث والحق ان الايام التي سبقت عقد الزواج مرت بسرعة جدا وكان "جود " يتصرف خلالها كخطيب رائع وحنون كلما سنح له عمله بمقابلتها على الرغم من انه اضطر الى السفر اكثر من مرة للاجتماعات المتعقدة في جميع انحاء اوروبا ...
والان ثم اتخاذ الخطوة الحاسمة ولم تعد الفتاة تفكر في أي شيء اخر . وكان اليوم باردا بعض الشيء والجو لا ينذر بالخير فاحاط "جود" كتفي الفتاة التي ترتجف وقال لها :
- هل تشعرين بالبرد يا عزيزتي ؟
- قليلا .
فقد كانت ترتدي ثوبا حريريا لونه بيج ولكن السبب الحقيقي في شعورها بالبرد كان مختلفا تماما فبعد اتمام هذا الززواج بدات الفتاة تعي صعوبة ما يتبقى لعا بعد ذلك خلال اعوام واعوام ... فكيف يعيشان معا وعندئذ قال "جود" برقة :
- هيا بنا .
واحاط خصر الفتاة بذراعه وجذبها نحو السيارة الــ "رولزرويس "التي تقف اسفل السلم فتماسكت الفتاة قليلا لشعورها بنظرة "جود" المركزة عليها والمشوبه ببعض السخرية وقال لها :
- هل تعرفين ان هذا الثوب يروقك تماما ؟ يبدو كانك تاتين من عصر قديم ...حتى ملابسك في المكتب كانت كلاسيكية جدا .
والحق ان ثوبها كان يذكر من يراه بالعصر الماضي بخصره المنخفض والشريط الحريري الذي تضعه على جبينها .
جلست الفتاة في النقعد الخلفي للسيارة الفاخرة وشعرت بالراحة كثيرا في داخلها وسارت بهما السيارة عبر شوراع لندن متجهة بهما الى منزل "سلاد" حيث دعتها العمة "جريس" لتناول الغداء لديها قبل ان ياتي الوقت المنتظر ويبقى الاثنان منفردين .
وكان المرور يسيرا في هذا الوقت فوصلا بسرعة الى منزل "سلاد" وعندئذ قال لها "جود"
- انت لم تنطقي بكلمة واحدة يا "كليو " ماذا حدث ؟ هل تشعرين بالندم ؟
فقالت الفتاة كاذبة :
- كلا على الاطلاق اؤكد لك ذلك .
والحق ان "كليو " لم تكف لحظة واحدة عن التفكير في مزايا ومساوي هذه الامسية ولكنها لن تخبر "جود " بذلك ابدا مهما حدث .
وهو فيما يفكر اذن ؟ هل يندم على أي شيء ؟ لا يبدو ذلك ..فهو يبدو هادئا ومستريحا ويقود السيارة بهدوء عبر شوارع لندن .
- اتمنى الا يكون لديك أي مشروعات في الاسبوع المقبل ...
- كلا . ولكن لماذا ؟
- لقد اعددت شيئا لشهر العسل – فانا لم اتمكن ان اكون خاليا من العمل الا لاسبوع واحد فقط ويبدو لي ان الامور ستمر على ما يرام لو اصبحنا منفردين بعيدا عن الجميع ... وذلك لنتعرف على بعض اكثر من ذلك .
فهمت "كليو" مغزى كلماته ... فاكتسى وجهها بالحمرة قبل ان تجيب :
- حسن جدا ؟ والى اين سنذهب
- الى الجزر اليونانية لقد عرض على احد اصدقائي الاقامة في الفيلا
الخاصة به هناك فترددت في البداية لبعد المسافة ولكني اعتقد انها فكرة طيبة فنحن بحاجة الى الراحة والى الاسترخاء تحت اشعة الشمس .
الجزر اليونانية ؟ ياله من مكان ظلت "كليو" صامتة بينما استطرد "جود" قائلا :
- سنرحل خلال ثلاثة ايام – ومن المؤكد ان لديك اعمالا كثيرة تودين الانتهاء منها قبل السفر .
ان "جود" فكر واعد كل شيء دون استشارتها فهل ستخضع حياتهما معا لقراراته وحده ؟ ان "كليو " لا تحبد هذه الفكرة بداخلها ...
قال "جود"
- ان الجميع يرى سفرنا هذا لهو رومانسي جدا ولكن اعتبري هذه الرحلة مجرد راحة واسترخاء ليس اكثر ...
وفي هذه اللحظة – وصلت شقيقة "جود" الى منزل العمة "جريس" واستقبلتهما بحفاوة شديدة قائلة :
- هذان انتما معا اخيرا تهنئتي يا " كليو " ومرحبا بك في عائلة مسكال كم انني سعيدة لكونك قد اصبحت زوجة شقيقي حاولي ان تسعديه فهو حقا يستحق ذلك .
كان استقبالها حارا فعلا مما جعل "كليو" تحبها وتشعر بالراحة نحوها . وفيونا هذه كانت فتاة سمرا ذات عينين زرقاوين مثل اخيها تماما وكانت الانسانة الوحيدة التي يرتبط بها " جود " بصلة قرابة في انجلترا فعائلتهما تقيم منذ اعوام طويلة في نيوزيلندة ولا تاتي لزيارة انجلترا الا مرة واحدة في عيد الميلاد لرؤية ابنيها وعلى الرغم من بلوغ فيونا سن الثانية والثلاثين الا انها لم تتزوج بعد عن اقتناع كما انها تكرس حياتها كلها لرشاقتها وحسن انتقاء ملابسها لقد عملت لمدة عشر سنوات كعارضة ازياء . وبعد ذلك بدات تعمل مع احدى صديقاتها في كتابة المقالات المتعلقة بهذا الموضوع وترسل بها الى محال لندن وبلجيكا " وفرنسا فازدهر .
هذا المشروع كثيرا منذ اربعة اعوام تقريبا والحق ان "جود" كان يتحدث عن ذلك بفخر شديد وعلق اخيرا مازحا :
- ان افراد عائلة "مسكال" لا يتزوجون دون تفكير وذلك وفقا لتجربتنا نحن الاثنين .
كانت الرسالة التي يقصدها "جود" واضحة جدا ومفهومة لـ"كليو" فهو يقصد بالتاكيد ان اسهم "سلاد" كانت السبب الرئيسي في قبوله هذا الزواج ولكن الفتاة لم تستطع ان تفهم ان كان هذا هو السبب الحقيقي في موافقته بالتاكيد ... فبهذه الاسهم اعد لنفسه مكانة لا باس بها في ادارة بنك سلاد ولكن لماذا يهتم "جود" بهذه الاسهم كثيرا ؟ فالجمهور العريض لم يعن ابدا شركة مسكال – سلاد كمبالي في شيء ... ولم اهتم بذلك الان ؟
لابد ان هناك شيئا ما لا تعرفه . فالجميع يعترف لمدير شركة مسكال –سلاد كمبالي بانه رجل مال واعمال من الدرجة الاولى وبالتاكيد لن يتحرك "جود" هكذا بسهولة ودون تفكير وخلال اشهر قليلة ستفهم "كليو" وسيفهم الجميع ما الذي يريده "جود" من وراء هذه الاسهم ...
جلس الجميع حول مائدة الطعام التي اعدتها العمة جريس بنفسها وبهذه المناسبة كانت قد استخدمت في اعداد المائدة الطاقم الكريستال الخاص بعائلة سلاد وجلست العروس امام زوجها وكانت الرعشة تسري في جسدها بمجرد رؤيته فهي تعرف انه طيب وسيء في نفس الوقت فكيف ستكون حياتها بجانب هذا المجهول الجذاب ؟ وكيف تعامله ؟ وهل سيصبح مجرد رفيق غامض ومبتعد كما فعل معها خلال فترة الخطوببة القصيرة .
قدم الخادم الطعام بهدوء واضعا السلمون الرائع في طبق ضخم من الفضة وبدا الحديث بين الجميع ... العم جون ولوك وفيونا والعمة جريس والحق ان هذه الاخيرة بدت متفهمة ورائعة مما يؤكد سعادتها بارتباطهم بعائلة مسكال وان كانت تتصرف ببرود اكثر من المعتاد نحو "كليو " وهو شيء غير متوقع في هذا اليوم بالذات وكانها تلومها على بعد عائلة سلاد عن عائلة مسكال كا هذا الوقت وكانها المسؤولة عن قرار والدها بالانفصال عنهم لقد بدا الامر مضحكا حقا ... وفجاة وضع "جود" يده على يد زوجته وامسك بها وقال لها :
- هيا يا "كليو" لا تجلسي هادئة هكذا لماذا لا نتحدث معا ؟
ارتعدت الفتاة فجاة فلاحظ "جود" ذلك واضاف قائلا :
- لا تنزعجي امامك اسبوعان قبل ان تعتادي على اقترابي منك ... ولكن حاولي ان تبتسمي اذا امكن ...
وعندئذ لاحظت " كليو" ان نظرات الجميع مركزة عليها ابتسمت ابتسامة مشرقة كما قال لها "جود" ... بينما كان "جود" لا يزال ينظر اليها بعينيه الزرقاوين بصرامة ... الى متى يظل كلاهما يؤدي هذه الثمتيلية ؟
وفي اليوم التالي اتصلت "كليو" بالسمسار ليؤجر لها شقتها ثم وضعت السماعة في حزن وكانها تندم على حياتها السابقة عندما دخلت ميج " قائلة :
- هناك شخص ما يريدك يا سيدتي .
سالت "كليو" في ذهول :
- من ؟
- السيد روبرت فنتون .. هل اخبره انك غير مستعدة للقائه ام اطلب منه ان يترك لك رسالة ؟
لم تجبد "كليو " هذه الزيارة كما انها كانت بحاجة الى وقت لتسوية اشياء كثيرة قبل سفرها في اليوم التالي ... ولكن كيف تتخلص من روبرت الان ؟
لابد لها من مقابلته . ولكن ماذا ستظن بها ميج"؟
- ساذهب لمقابلته على الفور ادخليه في حجرة استقبال الضيوف وسانزل اليه حالا .
لابد ان هذا الوغد لا يريد ان يضيع دقيقة واحدة قبل استلام هذا المبلغ من المال جلست "كليو" دقائق لتهدا قليلا ثم خرجت من الحجرة انه حظ رائع ان يخرج "جود" في هذا الوقت بالتحديد لشراء تذاكر الطائرة كما انه ايضا حظ طيب ان قرر السفر بعد الزواج بثلاثة ايام فقط ... ف ... روبرت لم يكن ليتوانى عن اللحاق بها في الجزر اليونانية ليضع يديه على الاموال وفجاة شعرت "كليو" بالوحدة وبدات تفتقد وجود "جود" بقامته الطويلة وصوته الدافي ونظرته التي يتحسسها بها ... فلقد اصبح جود رقيقا جدا معها منذ وصولها الى منزله الكائن ب بلجرافيا سكوير وبدات علاقتهما في التحسن مع الوقت ومع وجود فنتون الان كم تشعر كليو " بحاجتها الى قوة "جود" بجانبها .
نزلت "كليو" السلم ببطء وهي تمسك بالدرابزبن كانها تستند عليه نظرا لارتعاش ركبتيها . وقبل ان تدخل الحجرة ترددت قليلا ثم ادارت المقبض ودخلت وكان وجهها جامدا الى درجة كبيرة فلم يعكس عذابها بل عبر عن احتقار كامل لهذا الرجل الذي وقف امامها لتحيتها فقال روبرت باذب شديد مبالغ فيه :
- صباح الخير يا سيدة مسكال هل تسمحين لي بتقديم تهنئتي .
شعرت نحوه بكره وحقد دفينين على الرغم من مظهره الجذاب وشعره الممشط كاحدث ما يكون التمشيط وسترته المصنوعة من الجلد الاسود فباي حق حضر هذا الانسان الوقح لمقابلتها ولتعكير صفو حياتها ولماذا لم يحدثها تليفونيا لم كان الامر عاجلا ؟
وكيف لها ان اعجبت بهذا الشخص منع عامين ماضيين وسعدت بصحبته ؟
ان الخطا في الحكم على الاشخاص يكلف الانسان كثيرا جدا ...
وفجاة قالت له بجفاء :
-لا تات الى هنا مرة ثانية يا روبرت مهما كانت الظروف او الاسباب .
ابتسم روبرت بخضوع وقال :
- ولكن ذلك يتوقف عليك .
ودون أي استئدان استدار نحو المنضدة وقدم لنفسه قليلا من العصير وعلى الرغم من شدة غضب كليو الا انها لم تنبس ببنت شفه فلا يضنها ان تفعل أي شيء ما دامت تهديدات روبرت لا تزال قائمة .
ثم سالته :
- لماذا حضرت الى هنا كان بامكانك الاتصال بي تليفونيا .
استدار روبرت نحوها ونظر اليها ساخرا
- اعرف ان وسائل الاتصالات اللسلكية تتقدم يوما بعد يوم ... ولكنني لم اسمع عن وسيلة غير هذه تسمح لي بتسلم مبلغ من المال ... وخاصة عندما يكون المبلغ ثلاثمائة الف فرنك
تماسكت الفتاة ولكنها قالت ببرود :
- لم احصل على المبلغ بعد ... انسيت انني تزوجت منذ يومين فقط لابد من منحي مهلة كافية واطمئن انا عند وعدي وما ان اتسلم اموالي حتى اسلمك انت ايضا اموالك .
فقال روبرت بوحشية :
- متى فانا بحاجة شديدة الى هذا المبلغ ... الاسبوع القادم ؟
- وكانت عيناه تلمعان ببريق غريب ... وينتظر اجابتها بفارغ الصبر فلما سكتت كليو كثيرا حتى لا تتراجع الى الوراء ثم قالت :
- كلا ليس معقولا فسنرحل لقضاء شهر العسل ...اترك لي رقم التليفون الخاص بك لاتصل بك فور عودتي .
امسك روبرت بقصاصة ورق من جيبه وكتب عليها رقم التليفون متضرا ثم اعطاها الورقة قائلا :
- لا تنسي ان تتصلي بي والا ندمت ... فليس امامي الا عمك جون ليعاني هذه الفضيحة ثم فكري في زوجك العزيز ... فلا اظن انه سيسعد بما سيسمعه عن تورط زوجته في قصة كهذه .
ثم انفجر ضاحكا عندما لاحظ شحوب وجهها وقال :
- انني ارى امام عيني عناوين الجرائد . زوجة جود مسكال التي دمرت عشيقها السابق ما رايك في هذا اليس فعالا ؟
لم تستطع كليو ان تنبس ببنت شفه فهذا الوغد يملك جميع الوسائل التي من شانها تدمير حياتها واضطرارها بالتالي الى قبول جميع رغباته ... الم تتزوج من اجل الخضوع لاوامره فقط ولكن ها هو ذا الان يهدد حياتها الزوجية ايضا .
- لابد لك من حماية زوجك من هذه الفضيحة ايضا اليس كذلك يا كليو سيكون من المؤسف جدا تدمير رجل مشهور مثله ... تهنيئتي لك يا عزيزتي لقد نجحت في اختيار ضحيتك ان الزواج من رجل ثري ومشهور مثله شيء رائع . فهل ساعدتك العمة جريس في هذا الاختيار ام انك قمت به وحدك على كل حال . انه اختيار موفق جدا
فجاة فتح الباب ودخل "جود" بوجه جامد وظل ينظر اليهما لحظات ثم قال ببرود :
- افضل ان اتعرف على صديقك يا عزيزتي .
تملك الرعب الفتاة ترى هل سمع جود كلمات فنتون الاخيرة ؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:10 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع :-
قامت "كليو " بتقديمهما لبعضهما على الرغم من نظرة جود المتشككة وعندئذ انتهى روبرت من تناول شرابه بسرعة شديدة ثم قال :
- سأترككما ألان . فانا لم احضر الى هنا ألا لتهنئة العروس . وأخيرا تهنئتي الحارة "جود مسكال"
- أشكرك سأرافقك حتى الباب .
وخرج الاثنان معا تاركين "كليو" جالسة على الأريكة في اضطراب شديد ... ترى ماذا كان روبرت يقول عندما دخل "جود"؟
نعم لقد كان يقول أنها وجدت الوسيلة التي تساعدها في العثور على زوج ثري ومشهور مثله ... ترى هل سمع زوجها هذه الكلمات ؟
سمعت صوت باب المنزل يغلق . ثم صوت خطوات أقدام يأتي عبر الممر .
حاولت الفتاة ان تهدي من روعها وابتسمت لــ " جود" وأخيرا قال لها وهو ينظر إليها متسائلا :
- هل تعرفين هدا فنتون منذ وقت طويل ؟
- منذ عامين تقريبا .
بينما ظلت عيناه متعلقتين بعينيها كأنه يريد اكتشاف الحقيقة من خلالهما .
- لقد حضر لتهنئتك ...
- نعم ...
ثم استدار ت "كليو" على الفور لتتجنب نظرته الفاحصة وأخذت تضع الأزهار في الفازة وعندما استدارت ثانية لم تجد "جود" ورآها ... ماذا تعني هذه التصرفات ؟ هل فوجئ زوجها بحديثها مع هذا الرجل ترى هل ينتظر منها اعترافا بما حدث ؟
أرهقت "كليو" كثيرا من كثرة التفكير . وقررت نسيان الأمر تماما . وما ان يتسلم فنتون أمواله فلن تتركه يعكر صفو حياتها أبدا.
وبعد أيام قليلة ذهب العروسان الى أجمل موقع في العلم وكانت "كليو" تجلس ممددة على الشاطئ الذهبي . وتتأمل بإعجاب منازل الصيادين البيضاء تحت أشعة الشمس اللامعة .
وفجأة شعرت بوجود شخص بجانبها فرفعت عينيها ووجدت "جود" أمامها ... وتسالت ما السبب الذي جعله يعود مبكرا من رحلته فقد خرج منذ الفجر في رحله صيد ولم تكن تنتظر عودته ألان ... وهي التي كانت تتمنى قضاء بضع ساعات بعيدا عن التوتر والشك الذي يحيط بوجوده بجانبها ولكن هيهات ... فلن تنعم بهذه الراحة أبدا .
- يجب ان تستديري في مكانك وألا أصبت بضربة شمس .
كان "جود " محقا ذلك فقد ظلت كليو على هذا الوضع منذ الصباح الباكر . ولكنها لا تريد النظر الى وجهه . والحق ان المايوه البكيني الأسود الذي ترتديه كان يشعرها بالارتباك الشديد فلم تكن ترتدي في وجوده إلا المايوه ذا القطعة الواحدة ... لذلك فوجئت بعودته ...
- غيري جلستك كما قلت لك . وإلا تعرضت لضربة شمس شديدة ... قررت كليو سماع نصيحته . ولكنها خبأت نظرات عينيها المضطربة وراء نظارة الشمس . وكانت نظرات جود بعينيه الزرقاوين كأنها تتحسسها فحاولت الفتاة كسر هذا الصمت قائلة :
- لم أكن أتوقع قدومك مبكرا .
ورفعت عينيها نحوه لتلاحظ جسده الرياضي . حيث كان يرتدي شوورت قصيرا من الجينز يعكس لون جسده البرونزي والحق ان كليو كانت تشعر بالارتباك بمجرد النظر الى جسد زوجها ووجهه.
- لم أكن أريد ان يتهمني احد بهجران زوجتي.
لماذا هذا اللوم المقنع ؟ أنها ... منذ حضورهما الى هذا المكان منذ أربعة أيام – وهما يتعاملان باحترام وأدب شديدين . وان كان جود
يهتم بها كثيرا ليجعلها دائما مستريحة . كما انه ينام في حجرة منفصلة مما يدهش السيدة التي تأتي لتنظيف المنزل كثيرا ... ولكن ما أهمية ذلك ؟
وعلى الرغم من تحفظ جود إلا ان كليو لم تستطع الحفاظ على توازنها وظلت تنتظر في حيرة الأيام القلية المتبقية لها قبل تنفيذ حقوق الزوجية لدرجة ان الأمر وصل بها الى أنها تخاف مجرد وجود جود بجانبها . وتخاف ذلك الإحساس الغريب الذي يجذبها نحوه فتسري الرعشة في جسدها بمجرد اقترابه منها وملامسته إياها وعندئذ يشحب وجهها وتتلعثم ببعض الكلمات وتحاول الفرار من أمامه في أسرع وقت ممكن وبأي سبب .
ولكن هل يضايق تصرفها هذا جود ؟ وهل يعاملها بحدة لهذا السبب أم انه يلعن نفسه سرا لأنه قبل شروطها قبل عقد الزواج؟
وفجأة قفزت "كليو" من مكانها بعد ان شعرت بيد جود تقترب من جسدها ليدلكه بالكريم الواقي من الشمس فصرخت قائلة :
- كف عن ذلك سأقوم به بنفسي ...
وتلاقت نظراتهما عندما لاحظ جود رد فعلها فابتسم ضاحكا وهو يقول :
- كلا سأفعل ذلك بنفسي . فاهدئي قليلا .
- ظل جود يدلك لها جسدها ببطء وهدوء شديدين .
- ببطء أكثر حتى شعرت الفتاة بالرغبة تشتعل بداخلها وفجأة اقتربت منه والتصقت به .. لقد كان يكفيه اقل حركة ليجعلها تضطرب لهده الدرجة فمنذ أول يوم من زواجهما وهي تتحرق شوقا نحوه . ولكنها تحاول استبعاد هذه الحقيقة المؤلمة وألان لم تعد كليو " تريد إلا شيئا واحدا . هو الالتصاق بجسده وتحقيق اعلى متعه بينهما ولكن جود قرر غير ذلك وابتعد عنها وهو يقول بسخرية .
- اعتقد انك أصبحت على ما يرام بعد ان حميت جسدك من أشعة الشمس المحرقة ...
ثن نهض وتوجه نحو مياه البحر ليغرق جسده فيها . بينما كانت كليو تلعن هذه الرغبة المكبوتة التي اشتعلت بداخلها ... ولكن هيهات :
ظل جود يسبح طويلا حتى استطاعت الفتاة السيطرة على نفسها لقد فعل ذلك عمدا . ليجعلها تشعر بقيمة الحياة الزوجية ثم يتركها ثانية ان الرسالة واضحة جدا فقد ترك لها الخيار . أما ان تقبل أو لا ...
ولكنه عاملها بطريقة جعلتها تشعر بالخوف منه ولن تغفر له أبدا ما حدث وفجأة نهضت كليو من مكانها واعدت حاجاتها لتعود الى المنزل .
كان الطريق الى المنزل محفوفا بالأشجار العالية التي تطرح في هذا الموسم الأزهار الملونة ذات الرائحة العطرة والجمال الاخاد لدرجة ان رائحتها كانت تسترعي انتباه الفتاة أثناء سيرها . أما المنزل فقد كان مقاما على ربوة عالية وسط هذه الأشجار وكان لونه ابيض شبيها بواحة الهدوء والسلام .
دخلت كليو المنزل وتركت نفسها تجلس على الأريكة وكان ديكور المنزل من الداخل عاديا جدا وقد أعجبت به الفتاة فور وصولها وكان الأثاث عبارة عن منضدة وعدد من المقاعد الخشبية وأريكة وسجادة ضخمة مصنوعة من الصوف الخام .
أما الحائط فقد علق عليه عدد من الابسطة ذات الألوان الصارخة التي تشكل تناقضا رائعا مع لون الجدران البيضاء .
ويوجد في الحجرات أيضا سرير منخفض وصوان بدائي ومرآة مصنوعة على الطريقة اليونانية القديمة .
وكان هذا الديكور العادي قادر على إزالة التوتر من النفس والحياة على الطريقة القديمة . حتى وجبات العمة "جريس" لم يكن الجو يسمح بها
فلا داعي لأي تكلف في أي شيء .
توجهت الفتاة بخطي متعبة نحو المطبخ وفتحت الثلاجة لتتناول منها كوبا من عصير البرتقال البارد وفعلا نجح العصير في ان يعيد إليها هدوئها ويجعلها مسيطرة على الموقف بعض الشيء . فتلاشى اضطرابها ولكنها بدأت تشعر بإرهاق شديد ... لقد حاول جود إخضاعها له كما لو كانت حيوانا شرسا يلاطفه في البداية ثم يفقده سيطرته على نفسه وأخيرا ينتهي به الأمر بان يحتقره ويذله .
انه لم يعد يشبه ذلك الرجل الذي وافقت على الزواج منه ... فقد تحول الرجل الايجابي الذكي الى زوج كثوم وغامض بل وقاس أيضا ... كيف يتمكنان إذن من الخروج من هذا المأزق ؟
صعدت الفتاة السلالام ودخلت الحمام التابع لحجرتها ثم تركت المياه تغرق جسدها ورأسها لتتخلص من هذه الأفكار التي تعذبها .
لم يعد "جود" الى المنزل خلال فترة الظهيرة وفي وقت متأخر حضرت السيدة المسؤولة عن أعمال المنزل لتعد لهما طعامهما . وكانت "كليو " قد أمضت يومها كله في القراءة وهي في الشرفة ولكنها بدأت تشعر بالقلق لغياب زوجها فارتدت ملابسها استعدادا لتناول العشاء كما هو المعتاد . واختارت ثوبا من القطن اخضر بلائمها كثيرا .
هل تفكر بهذه الطريقة ان تجعله يشعر بعدم مبالاتها ؟
ثم اخدت كتابا في يدها وتوجهت لتجلس على كرسي شيزلونج وقررت ان تجلس هادئة حتى لا يلاحظ جود قلقها عليه بعد وصوله .
وبعد عشر دقائق وصل جود ولحق بها مبتسما وهو يسألها بسخرية :
- هل قضيت يوما طيبا يا عزيزتي ؟
وضعت كليو الكتاب بطريقة جافة وقالت ببرود :
- كان يوما ممتعا .
فقد عرفت ان " جود " وصل منذ فترة قبل ان يفكر في اللحاق بها . وانه لم يكلف نفسه شيئا حتى عناء أخبارها بوجوده وهي التي كانت تموت من القلق ... بل ويبدو من شعره المبلل انه ذهب أيضا للاستحمام قبل ان يحضر أليها ثم أخد وقته في ارتداء ملابسه بعناية كما هو واضح .
توجه جود" الى المنضدة المنخفضة واخذ كوبا من العصير ليناوله للفتاة بابتسامة غامضة اخدت كليو الكوب واستدارت على درابزين الشرفة تراقب حركة الأمواج التي بدأت تهدا حتى بدا البحر كأنه بحيرة ساكنة ... وظلت تائهة وسط أفكارها وهي تتأمل هذا المنظر رافضة كل شيء حتى مجرد الاقتراب من هذا الزوج الذي يحاول السيطرة عليها ... ولكنها ستضطر الى الجلوس معه أثناء تناول الطعام .
قال "جود " :
- كليو ؟ أريد ان أتحدث معك ...
شددت الفتاة قبضتها على الكوب حتى كاد ينكسر في يدها ثم أجابت بهدوء :
- ألان ؟ هل يمكن تأجيل ذلك أثناء تناول طعام العشاء فانا بحاجة الى الذهاب لكي استعد ...
- كلا ابقي هنا فأنت تبدين رائعة .. وهل من الضروري ان أرجو زوجي لكي يمنحني خمس دقائق من وقتها الثمين ؟
اكتسى وجهها بالحمرة وجلست .بماذا تجيب ان جود يلعب بها كأنها طفلة في يديه .
- أريد التحدث معك بشان فكرة ما طرأت على بالي .. ما رأيك في شراء منزل في الريف في ضواحي لندن وذلك لنتمكن من قضاء إجازات نهاية الأسبوع هناك مع الأطفال .
الأطفال من جديد ؟ على الرغم من ان كليو كانت تتوق بداخلها الى فكرة الأمومة إلا أنها تنزعج كثيرا لهذه الفكرة فذلك يذكرها بشروط زواجها كما ان الفتاة لم تفكر أبدا في ان تصبح مجرد امرأة لإنتاج الأطفال .
و "جود" يريد أنجاب طفل ألان ثم أطفال كثيرين بعد ذلك وربما يريد طفل كل سنة ؟
إجابته كليو بصوت جاف :
- أمامنا الوقت طويل .. كما أنني انوي العودة الى العمل بعد الانتهاء من هذه الرحلة .
ابتسم "جود" بطريقة غامضة وقال :
- ولكن قد تاخد الأمور مجرى أخر ...
ماذا يقصد بقوله هذا لم تفكر في فك رموز رسالته ونهضت من مكانها .
وعذرا سأتركك دقائق معدودة . وعلى كل حال . لا داعي للتفكير في اقتناء هذا المنزل سريعا ...
كان طعام العشاء رائعا كما راعى جود " عدم ذكر هذا الحديث الخاص بالأطفال من جديد .
هبط الليل اليوناني بهدوء وغلف السماء بغطاء من النجوم الساطعة جلست كليو على الشرفة المضاءة بمصباحين ينبعث منهما ضوء خافت جعل المكان كأنه جنة منعزلة وكانت الفتاة تراقب البحر بهدوء وتستنشق عبير الأزهار الذي يعبق الجو من حولها كانت الأمسية دافئة وهادئة ويالها من خسارة كبيرة أنها لا تستطيع مشاركة " جود " جمال هذه الليلة الرائعة .
فكم كانت كليو تتمنى ان تترك نفسها بين يدي " جود " القويتين ... ولكن فطرتها أكدت لها خطورته فــ " جود " من النوع الذي يحترم الزوجات الخجولات لذلك لن تترك كليو هذا القناع يسقط عن وجهها لتظهر شخصيتها الحقيقية من الضروري ان تسيطر على ضعفها وشكوكها وإحزانها ... كما أنها لن تترك له الفرصة أبدا
ان يلاحظ شدة حاجتها إليه .
ما السبب الذي جعلها تختار "جود مسكال " زوجا لها ؟ فقد نجح في فرض شخصيته عليها الى ألان ... ولكن المشكلة التي يبدو جلية ألان ان كليو تشعر في قرارة نفسها باحسيس غريبة ...
فهل هذا الرفيق الغريب يجذب الفتاة . ولكنها ترفض الاعتراف بذلك ؟
اقترب "جود " من الفتاة وأحاط كتفيها بذراعيه فسرت الرعشة في جسدها ... هل قرأ أفكارها ؟ هل شعر الى أي درجة تعاني "كليو : الوحدة والضعف ؟
فسألها :
- هل تشعرين بالبرد ؟
- - كلا ...
فلم تكن تريد أبدا ان يشعر "جود" بالأحاسيس المتناقضة التي تختلج بداخلها .
ظلت كليو تتقلب في فراشها ساعات طويلة فقد انتهت من قراءة القصة التي كانت معها وحاولت عبثا ان تخلد الى النوم حتى تتخلص من الأفكار التي تسيطر على رأسها .
ما الذي جعلها تلقي بنفسها في هذه التجربة وهل الخوف من الفضيحة يضاهي هذه التضحية ؟
وقد كانت أربعة أيام من مشاركة "جود" في نفس المنزل كفيلة بإقناعها أنها ألقت بنفسها في هذه المحنة بدون تفكير في أي شيء ... ولكن ذلك لا يعني أنها تجد زوجها شخصا كريها . على العكس من ذلك فهو يملك جميع الصفات التي تتمناها كليو في زوجها ... الذكاء ... الجاذبية . طريقة التفكير ... ولكن كيف تتمكن من العيش مع هذا الغريب؟
وكيف تنجح في مصادقة رجل تشعر انه زوجها وله حقوق عليها ؟
ان الفتاة لم تعد نفسها لهذا التغيير المفاجئ .
والحق ان "كليو "تعيش في حرمان عاطفي منذ وفاة والديها ولم تنجح العمة "جريس" في ان تحل محلهما ونفس الشيء بالنسبة لعمها أما لوك فقد شعر بالكره نحوها لذلك لجأت الفتاة الى عالم الكتب كما نجحت في دراستها وكان نجاحها هو الحافز الوحيد لها في هذا العالم البارد الخالي من المشاعر الطيبة وشيئا فشيئا ملا عليها حياتها الجديدة ...
وعندما فكرت في الارتباط العاطفي في سن الثانية والعشرين باءت محاولتها بالفشل مما جعلها تقرر عدم المخاطرة ثانية فقد لعب روبرت فنتون بمشاعرها ولم يفكر إلا فيما يريده منها . وفعلا نجح في ذلك ووقعت "كليو" في الفخ ... وفرض هذا الزواج على الفتاة الرقيقة المجروحة وها هو ذا "جود " أيضا يحاول فرض سيطرته عليها ويفقدها توازنها .
فيبدو تارة حنونا ورقيقا وتارة غير مبال بها فهل ستنجح في ان تحتفظ بصداقته وأسلوبه الرقيق في التعامل كما ينوي ؟
ان المهمة تبدو صعبة للغاية .
حاولت "كليو " طرد هذه الأفكار من رأسها ونهضت من فراشها فلا داعي لان تستسلم لهذا العذاب .كما أنها لن تتمكن من النوم أبدا بهذه الطريقة ...
ثم قررت التوجه الى الشاطئ فلفت جسدها بمنشفة البحر . ربما تجد الهدوء في هذا الجو الرائع ... نزلت الفتاة السلالم عارية القدمين . ولاحظت وهي في طريقها ان نور حجرة "جود" لا يزال مضاء . فهل يجد هو أيضا صعوبة في الاستسلام الى النوم ؟
كانت الرمال الناعمة تداعب قدميها ويلفها جو الرياح الرائع بإحساس من الهدوء الذي نجح في تهدئة أعصابها ثم وصلت الى البحر و اخدت تتأمله بينما كانت مياهه تبلل قدميها فرجعت قليلا الى الوراء عندما اصطدمت بشي ما وراءها .
استدارت الفتاة بينما كانت دقات قلبها تزداد سرعة فتعرفت على " جود " بقامته الطويلة وشعره الذي يلمع تحت ضوء القمر وكان يرتدي لباس البحر فسرت الرعشة في جسد الفتاة عندما لاحظت جسده العاري وقالت مترددة " جود"
كانت عيناه تتحسسانها برقة ثم ركز نظراته في عينيها الرماديتين وعندئذ شعرت الفتاة بالرغبة تملا عينيه .
اقترب منها "جود" وامسك بكتفيها قائلا بصوت أجش :
- لم استطع النوم .
ثم أضاف قائلا بعد ان تركها بحركة عصبية :
- سأصبحك الى المنزل .
وكان من الواضح جدا في نبرات صوته المرتعشة انه يرغب فيها بشدة فحاول ان يبعد نظراته عنها كما لو كان يقاوم الجاذبية التي سيطرت عليه بسببها . والحق ان " كليو" كانت تعاني نفس الاضطراب وتشعر بنفس الرغبة بداخلها وفجأة تراءت الحقيقة التي حاولت إخفاءها كثيرا واضحة وجلية أمام عينيها أنها تكن محبة عظيمة لـــ "جود مسكال" .
وقد عجزت عن معرفة ذلك بسبب خوفها منه . واعتباره مجرد رئيس لها في العمل وربما كان هذا هو السبب الحقيقي في عرضها الزواج عليه بهذه الصورة المجنونة وما كانت هذه الأسباب الأستار لحبها إياه ...
لقد نجح جسدها في كشف الحقيقة لها ونجحت يداها اللتان ترتعشان أثناء ملامستهما له في تعريفها بكل شيء ... ان "كليو" تحب زوجها بشدة سبقها "جود" الى المنزل وعندئذ نادته الفتاة
بهدوء :
- "جود" ...
فاستدار نحوها بينما عيناه تلمعان ببريق غريب فاقتربت منه "كليو" ووضعت يديها على صدره العاري وهمست قائلة :
- أريد مشاركتك الفراش ألان .
أحاطها "جود" بذراعيه وهمس قائلا :
- هل تريدين ذلك حقا ؟
هزت الفتاة رأسها عاجزة عن النطق بكلمة واحدة وفجأة اقترب منها "جود" والتصق بجسدها وهكذا قضيا أول ليلة حقيقية لزواجهما على الشاطئ البعيد وسعدت "كليو " بهذا اللقاء كثيرا لدرجة جعلت عينيها تمثلي بالدموع فلا شك ألان في أنها تحبه ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:12 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس :-
استيقظت "كليو" في فراش منزلهما بــ " بلجرافيا سكوير" وأسرعت تتوجه خارج حجرتها لتلتحق بــ " جود " في حجرة استقبال الضيوف عندما كان جالسا يتناول طعام فطوره . فقالت له متصنعة الضيق :
- ستذهب دون ان تقول لي الى إلقاء .
وكانت ترتدي ثوبا حريريا لونه رمادي يعطي لجسدها جمالا أخاذا وبالتأكيد كان مظهرها يوحي بنجاح زواجها فقد كان خداها يكتسيان بحمرة رائعة وعيناها تلمعان ببريق يخلب اللب وقد لاحظ "جود " هذه التغييرات الواضحة عليها وسعد بها كثيرا وعندما رآها ترك الجريدة التي كان يمسكها بين يديه ووضع الفنجان الصيني قائلا :
- كلا بالتأكيد كنت سأحضر إليك لتقبيلك قبل ذهابي ... هل تريدين طعام فطورك ألان يا عزيزتي هل اطلب من " ميج " أعداده لك ؟
- كلا أشكرك .
لقد كانت تريد زوجها لها وحدها ... فلم تكن ترغب حتى في وجود " ميج " على الرغم من ان السيدة كانت تفضل البقاء بعيدا عنهما دائما حتى لا تعكر صفو أحلى لحظات حياتهما . ولكن "كليو" كانت تفضل قضاء هذه الأوقات النادرة بصحبة زوجها وحدها قبل انغماسه في عمله فهي تحبه كثيرا ولكن ما السبب الذي يجعلها لا تخبره بحقيقة مشاعرها الى ألان ؟
ان "كليو" مازالت غير واثقة من رد فعله آنذاك فقد تزوجها "جود" لأسباب عديدة لم يكن الحب احدها ولكنهما متفهمان ويعيشان معا في سعادة وهدوء ولكن كيف سيكون شعوره عندما تخبره زوجته فجأة بمشاعرها نحوه قد يملا قلبه الحزن أكثر من الفرح ...
وفي كل مرة ترى "كليو" زوجها كانت تشعر بالرغبة في الإلقاء بنفسها بين ذراعيه فـــ "جود" يجذبها يوما بعد يوم بشعره البني وعينيه الزرقاوين ولونه البرونزي ولكن السترة التي يرتديها ألان تذكرها بحقيقة الموقف . فهو متوجه الى عمله ألان . ولأول مرة منذ أول ليلة قضياها معا في "اليونان " تستيقظ "كليو" وحدها ولا تجده بجانبها .
"اليونان ... أنها خسارة كبيرة إنهما تركا هذه البلدة بأيامها السعيدة ...
وهل ستعود هذه الأيام من جديد في خضم الحياة المشحونة في لندن ؟
لقد قضيا هناك اسعد أيام حياتهما معا وشعرا لأول مرة بقربهما الى بعضهما . فهل ستعود حياتهما وعلاقتهما على الجديد في لندن ؟
أمسكت "كليو" بفنجان القهوة الخاص بزوجها ورشفت قليلا من السائل المر فنظر إليها "جود" مبتسما وسألها :
- ما الذي تنوين عمله اليوم ؟
انفجرت "كليو " ضاحكة ثم قالت :
- لا اعرف . فمنذ عودتنا وأنا اشعر بأنني متغيرة الأطوار ...
ولكنني ربما اذهب للتسوق قليلا ...
أصر "جود" على ان تنعم زوجته بأسبوع إضافي من الراحة والحق ان "كليو" لم تكن تريد إلا شيئا واحدا وهو البقاء بجانب زوجها أينما كان .
في المكتب ... في البيت .. ولكنها وافقته على رأيه عن طيب خاطر فلا داعي لان يناقشا معا شيئا تافها كهذا .
- نعم . سأذهب لشراء ثوب جديد فنحن بصدد استقبال عائلة "بلير"مساء يوم الخميس وليس لذي ما ارتديه في هذه المناسبة.
عائلة "بلير" ان جوفري بلير "من الأشخاص الذين يأتون دائما على رأس قائمة رجال الأعمال والبنوك وكم كان "جود" يتمنى لقاء هذا الرجل الشهير ..
كما ان هذا إلقاء يعد في الحقيقة لقاء عما أكثر منه لقاء صداقة .
أمسكت الفتاة بالفنجان ساهمة ورشفت قليلا من القهوة فقال لها زوجها مازحا :
- أنت تنوين إذن تناول فنجان القهوة الخاص بي .
فناولته "كليو" الفنجان ليصب فيه مزيدا من القهوة ثم قدمه لها قائلا :
- خدي ... بما انك مصرة على الاستيلاء عليه ...
ابتسمت له "كليو" والحق ان رحلتهما معا الى اليونان قد جعلتهما قريبين جدا من بعضهما لينعما معا بحياة زوجية سعيدة ... آه لو كانت هذه السعادة تدوم دون ان يعكر صفوها إي شيء ...
وهل سيدمر عملهما معا هذا التوازن في الحياة ؟
وبينما كانت "كليو " تفكر في ذلك كان "جود" ينظر إليها بإعجاب شديد ويحملق في كل جزء من جسدها .
- هل تعرفين أم هذا الثوب يروقك كثيرا وانأ الذي اعتدت على الفتاة المتوحشة معي في اليونان ولكن هانت إمامي الزوجة الأنيقة ... ولكنني أحب ذلك أيضا .
ثم اقترب منها واخذ يتحسس جسدها فتركت "كليو" نفسها بين ذراعيه وسعدت بيديه التي تداعب خصلات شعرها .
- أنت جميلة . جميلة لدرجة أفكر في ترك شركة –سلاد كمبالي تصرف أمورها وحدها ...
ثم قبلها برقة في البداية وبعنف بعد ذلك .
- ولكن هل هذا منطقي ؟ هيا سأتركك ألان ... ولكن ليس عن طيب خاطر .
ابتعد عنها حزينا بينما كانت "كليو "تنظر إليه بحزن
هل ستشغل دائما المكانة الثانية في حياته ولكن هل ستصبح سعيدة عندما تجده يهمل عمله من اجلها ؟ذلك غير معقول فــ"جود مسكال" كان ولا يزال رجل أعمال والحب يعني له التحدي والنجاح ... إلا إذا وقع في حبها يوما ما ... وقد تستطيع بحبها له كسر هذه ألامبالاة لديه وغزو قلبه...
ولم لا . ان زواجهما يبدو حتى هذه اللحظة موفقا جدا . ومن ناحية أخرى من الواضح ان "جود" يقدر زوجته ويحترمها كما أنهما يقضيان معا اسعد أيام عمرهما .ومن الممكن ان يكون ذلك بداية قصة حب قوية بينهما ...
ابتعد "جود" عنها واحكم رباط عنقه وكالعادة أعجبت "كليو" بذوق زوجها في انتقاء ملابسه . وهي إحدى ميزات "جود مسكال" فهو متمسك جدا بارتداء أفخم الحلل التي يفرضها العالم المالي على أصحابه . والحق ان رجال فليت ستريت معروفون جدا بملابسهم الداكنة الأنيقة مثلهم مثل العسكريين بزيهم المشهور .
تماسكت الفتاة كثيرا حتى لا تلقي بنفسها نحوه ثانية .فقد يعتبر "جود" هذا التصرف غير لائق من جهتها واكتفت بلمس ذراعه برقة شديدة مما جعله ينظر إليها في تساءل صامت .ثم تحمس فجأة وجهها وهمس قائلا:
- سأفتقدك كثيرا .
ولم تستطع "كليو" الإجابة عليه لشدة تأثرها .فقال لها :
- تعالي لتناول الغداء معي .. فلدي موعد حوالي ساعة لدى "جليدز"
كانت الفتاة قد انتهت من ارتداء ملابسها عندما طرقت "ميج" باب حجرتها قائلة :
- هناك تليفون لك يا سيدتي ..انه ابن عمك "لوك سلاد"
- حسن يا "ميج" أوصليه بتليفون حجرة المكتب من فضلك .
- هل احضر لك طعام الفطور يا سيدتي ؟فهناك بيض طازج كما يمكنني أعداد الشاي لك ...
ابتسمت "كليو" لمديرة المنزل التي سرعان ما اعتادت وجودها في البيت وتعاملها باحترام وعطف إلام وحنانها مما اثر في الفتاة كثيرا
- أنت لطيفة جدا يا : ميج " ولكنني تناولت قليلا من الطعام الذي أعددته لــ "جود" ولا اشعر بالجوع ألان ...
بدت "ميج" منزعجة قليلا .لان "كليو" كانت تكتفي بكمية قليلة جدا من الطعام والحق ان "جود" قال لــ" كليو"لدي عودتهما من اليونان لقد تولت "ميج " تربيتي منذ الصغر وتعاملني دائما كطفل لها ... ومن المؤكد أنها ستعاملك بنفس الطريقة .
ابتسمت "كليو" في اطمئنان وهبطت السلالم متوجهة نحو حجرة المكتب حيث يرن جرس التليفون.. ترى ماذا يريد لوك منها في هذه الساعة المبكرة ان هذا الاتصال لا ينذر بالخير ... أمسكت "كليو: بالسماعة في قلق .
- "كليو " هانت أخيرا . كنت اعتقد انك لن تعودي أبدا من اليونان كم من الوقت يكفيك للحاق بي ؟
- إلحاق بك ؟ ماذا حدث ؟ هل عمي "جون" على ما يرام ؟
- كلا لا اقصد ذلك ... الأمر ان فنتون يتصل بي يوميا ويحدثني بشان مساومة ما تمت بينكما... تعالي فورا . فلا أريد ان أتحدث عن ذلك في التليفون .
شعرت "كليو"بانقباض في قلبها ... كيف نسيت هذا التهديد الرهيب من قبل روبرت فنتون ؟ لقد جعلتها سعادتها تنسى كل ما يتعلق بحياتها في لندن بما فيها الابتزاز البشع ...
لدرجة أنها وافقت "جود" على فكرة البقاء لأسبوع أخر في اليونان آه ان فنتون لم يستطع الانتظار لأسبوع أخر . لذلك اتجه الى لوك واخبره بكل شيء ....
طلبت "كليو" تورنود " بصوت مرتعش مرافقتها بالسيارة الى مقر بنك سلاد "وعندها توقفت الــ " الرولزرويس" أمام المبنى الضخم بالطوب الأحمر .شعرت الفتاة بالرعشة تسري في جسدها
من المؤكد ان "لوك" سيستغل الوضع ليعبر عن كرهه الدفين لابنة عمه .
حاولت " كليو " تهدئة نفسها أثناء صعودها في المصعد فهي لا تريد ان يراها "لوك" بهدا الاضطراب .
ورافقتها السكرتيرة حتى حجرة المكتب الفخمة التي تطل على المدينة وفي الداخل وجدت "لوك سلاد" يجلس وراء مكتب حديث رائع وينظر إليها بانزعاج شديد وما ان أغلقت باب الحجرة ورائها حتى هاجمها بقوله :
- ماذا حدث ؟ هل يمكنك تفسير هذا المأزق الذي وقعنا فيه ؟
لقد جاء فنتون الى هنا يوم الخميس الماضي وكان في قمة الغضب ويوميا يتصل بي في التليفون .
صب "لوك" لنفسه كوبا من العصير .ثم استطرد قائلا :
- لقد وعدته بمبلغ ثلاثمائة ألف فرنك مقابل أخفاء نبأ ما . وانتهت المهلة التي حددتها له يوم الخميس ... وقد كلفني ذلك كثيرا حتى يخفي النبأ الغامض عن الجميع .
جاهدت "كليو" كثيرا لتحتفظ بهدوء أعصابها . ثم قالت :
- اعتذر عن إشراكك في هذه القصة فلم نعد من الخارج إلا مساء أمس واعترف بأنني كدت أنسى كل شيء في اليونان .
- تنسين . كيف يمكنك نسيان مثل هذا التهديد ؟ كما انك تقعين تحت طائلة عملية ابتزاز ... ولكن ذلك لا يدهشني كثيرا ... فأنت دائما لا تهتمين بأي شيء ...
تماسكت الفتاة كثيرا حتى لا تصفعه على وجهه . ولكنها ليست في مركز قوة فقالت بجفاء :
- لقد حاول فنتون ابتزازك ليس أكثر ... اعتقد انك لم تعطه شيئا ...
- كلا بالتأكيد ؟ من تظنينني؟ أنها أمورك الخاصة بك ولا شان لي بها.
ولكنه كان يحوم حول المكان . وكان ذلك يثير التساؤلات... ولكنني لا اكتفي بما لدي من مشاكل هل تعتقدين ان حضور هذا الشخص الكريه الى مكاتبنا بصورة متكررة ولقاءاته المتعددة مع المدير لا تعني شيئا ؟ فقد يصل بنا ذلك الى ...
ثم رفع يده في حركة يائسة وأضاف قائلا :
- لقد هددني بالذهاب الى أبي غدا لو لم يستلم هذا المبلغ ... وفي حالة رفضنا لما يريد سيخبر الجميع بكل شيء . واعترف لك أنني كدت اكسر رقبته ... ولكنني فكرت انك من المؤكد قبلت هذه المساومة تحت تأثير قوي وبسبب وجيه .
جلست الفتاة ترتعش ثم قالت :
- ماذا قال لك :
نظر إليها ابن عمها ساخرا ... لقد انهارت "كليو" الرائعة .
- لقد اقترض مبالغ كبيرة من الأموال ليوفر لك الحياة التي تتمنينها ... وذلك أملا في الزواج منك . وبالتأكيد كنت قد وعدته بذلك . ثم هجرته فجأة وتركته في حالة مالية يرثى لها ومعه إيصال من فندق يؤكد علاقتكما .
قالت "كليو"بصوت متعب :
- ان ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة فنحن لم نتقابل إلا عدة مرات قليلة ولكنني لم أكن ابد عشيقته كما امتنعت عن رويته تماما عندما تأكدت ان ثروتي هي السبب في بقائه بجانبي.
فسألها "لوك" بسخرية واضحة :
-ولماذا قبلت دفع المبلغ له ؟ ربما ان علاقتك به كما تزعمين فمم تخافين ؟.. ان الأمر ليس بهذه السهولة التي تؤكدينها ... بالإضافة الى انه يملك إيصالا من الفندق الذي قضيتما فيه ليلة معا .
ثم سكت قليلا واستطرد بعد ذلك قائلا :
- على كل حال أنا لا يهمني إذا كنت عشيقة فنتون أم لا إما ما أفكر فيه فهو عدم ذكر اسمي في الجرائد مقترنا بمثل هذه الفضيحة .
تنهدت "كليو " وقالت بصوت حزين :
- لن يفعل ذلك ...فسأقوم باللازم على الرغم من ان هذه القصة كلها من اختراعه وهذا ما حدث بالضبط لقد ذهبنا في احد الأيام لتناول الغداء في منطقة قريبة من لندن وبعد ذلك طلب روبرت مني الفرار معه والزواج منه سرا فرفضت وعلى الرغم من سذاجتي آنذاك فقد فهمت ان فنتون لا يريد مني إلا ثروتي لذلك قررت قطع علاقتي به نهائيا وفي طريق العودة وقعت لنا حادثة وقضينا اليوم كله في أصلاح السيارة وكان من الضروري بعد ذلك ان نقضي الليل في القرية فحجز روبرت حجرة في احد الفنادق باسم السيد والسيدة فنتون وذلك بدون علمي وقال لي انه حجز حجرة مشتركة لنا نحن الاثنين لعدم وجود حجرات خالية في الفندق وقضي الليل نائما على السرير بينما قضيته أنا على الكرسي.
نظر إليها "لوك " غير مصدق ما يقال ثم سألها بسخرية :
- ولكنك ستدفعين له ما يريد ؟
قالت الفتاة بحزن شديد :
- ان الظواهر كلها ضدي فمن يصدق أننا لم نكن أبدا حبيبين ؟
وأنت لا تجهل بالتأكيد مقدرة الصحفيين على تهويل أي موضوع بأسلوبهم الخاص ...
فهم "لوك" تلميحات "كليو" فقد شغلت إخباره الصفحة ألاولى في معظم الجرائد مؤخرا مما أصاب والديه بإحباط شديد.
- ان المسالة تخصني أنا شخصيا للأسف .ولكن لأنني مرتبطة بعائلة سلاد كما قلت ... فوالدك قد يعاني هذه الفضيحة . والأزمة التي تعرض لها وضعته تحت رحمة اي شيء بعد ذلك . وفضيحة من هذا النوع قد تودي
بحياته ولو كنت قد وافقت على دفع المبلغ له فذلك من اجل عمي ومن اجل الحنان والعناية الذين منحهما لي بعد وفاة والدي ... وأنت تعلم جيدا انك لم تفكر أنت ووالدتك .
في مساعدتي أبدا ولكنني أرد الجميل لعمي "جون" واحمي سمعته من هذا النوع من الفضائح ولو كان الأمر يخصني وحدي ما كنت شغلت نفسي بأي شيء .
انزعج "لوك" من حديث "كليو " ثم قال :
- لهذا السبب تزوجت أذن فقد تزوجت من "جود " لتضعي يدك على الإرث .نعم لقد تخيلت دائما ان هذا القرار سريع جدا ...
رمته "كليو" بنظرة باردة وقالت له بجفاء :
- أنني أحب "جود" ولهذا السبب تزوجته ولن اترك لأي شخص الفرصة ليخمن غير ذلك .
ثن نهضت وتوجهت نحو الباب وهي تفكر في ان تلميحات "لوك" لا تقل بشاعة عن تهديدات روبرت فمن منهما أكثر خسة من الأخر؟
وعندئذ سمعت الفتاة صوت ابن عمها يقول :
-لا تنسي ان تتصلي ب فنتون ومن جهتي اعترف أنني لو استطيع لدفعت له من اجل نشر فضائحك والتشهير بك ولحسن حظك أنني أحاول دائما المحافظة على سمعة "بنك سلاد"
تمتمت "كليو " قائلة :
- كيف ذلك ؟
فقال لها بصوت حقود :
- لقد سمعت جيدا ما قلته .
- ولكن لماذا ؟
- لماذا سمعت والدي يمتدحك ويذكر فضائلك . ومن يسمعه يظن انك إنسانه رائعة وكم أتمنى ان اسمع الناس يتحدثون عما تفعلينه ولو لمرة واحدة ...
- وعندما أتذكر الفضيحة التي تورطت فيها مؤخرا أتذكر ان الجميع
يؤكد أنني السبب في الأزمة القلبية التي أصابته و لك ان تتخيلي رد فعله عندما يقرا فضائحك على صفحات الجرائد .
شحب وجه "كليو" أمام كلمات "لوك" اللاذعة أخيرا سقط القناع عن حقده وكرهه لها .
- أنت تتمنى ذلك أليس كذلك حتى لو كانت الضربة ستقضي على والدك يا لك من وحش أناني يا لوك .
خرجت وهي تغلق الباب بشدة وراءها مما أثار الدهشة في نظرات السكرتيرة .
سارت "كليو " طويلا حتى تسيطر على نفسها وتتمالك أعصابها ...ما السبب الذي يجعل "لوك " يكرهها الى هذا الحد . هل لأنها حصلت دائما على حنان عمها وحبه ؟ وما السبب الذي يجعل زوجة عمها وابنه يرفضانها دائما ؟ ظلت هذه الأسئلة دون إجابة ...وأخيرا وصلت الى مكتب بريد وقررت حل مشكلة فنتون الى الأبد . وتوجهت نحو كابينة التليفون واتصلت أولا بالبنك للتأكد من وجود المبلغ تحت تصرفها ثم اتصلت ب روبرت
وصلت "كليو" الى المطعم لتلتحق بــ "جود" بعد يوم حافل بالمشاكل فوجدته جالسا الى إحدى المناضد .
سألها زوجها :
- يبدو انك متعبة هل هناك مشاكل ؟ الم تجدي ثوبا ملائما لك أم ان "لوك" هو السبب في انزعاجك ؟
وضع يده على يدها واخذ يتحسس أصابعها الرقيقة فابتسمت "كليو" وقالت ساهمة:
- الاثنان بالتأكيد ... كيف عرفت إنني ذهبت للقاء ابن عمي ؟
- لقد اتصلت بالمنزل وعرفت من " ميج" ان "تورنود "سيرافقك حتى أيبست شيب .. فخمنت انك ذهبت الى" بنك سلاد "
ثم تحسس وجه زوجته وهمس قائلا :
- كم أنت جميلة .
ولمس خدها ثم فمها بأصابعه و "كليو " تقبل يده في كل حركة ثم اكتسى وجهها بحمرة الخجل . وشعرت فجأة بالرغبة في الالتصاق بجسده وفي لمس يديه لكتفيها آه لو لم تكن هذه المنضدة تفصل بينهما ولو لم يكن كل هولاء الناس يحيطون بهما ؟
ثم حاولت ان تتماسك بتغيير مجرى الحديث :
- لماذا حاولت إلحاق بي ؟
- بدون سبب أردت فقط ان أسمعك .
كم كانت كلماته رائعة ازدادت دقات قلبها سرعة بينما كان زوجها يلتهمها بعينيه وأخيرا عادا الى الحقيقة عندما حضر النادل إليهما ليأتي لهما بالطلبات . وعندما احضر لهما النادل السلمون المطلوب واتت "كليو " أخيرا الجرأة لتطرح عليه السؤال الذي طالما فكرت في إجابة عنه .
- لماذا تزوجتني يا " جود "
نظر إليها زوجها متعجبا ثم ابتسم بحنان قائلا :
- من اجل إعادة الشركة بين عائلتي " مسكال "و "سلاد "يا عزيزتي فيبدو ان عائلتينا خلقا من اجل ان تتفاهما . أليس كذلك ؟
يا لها من إجابة غامضة ... ولكن ها كانت تنتظر غير ذلك ؟
من الصعب ان يقع " جود " في حبها فهذا الزواج بالنسبة له مجرد ارتباط على أساس العقل ...
وعلى كل حال فقد سعدت "كليو " بعدم ذكر أسهم "سلاد " كسبب لقبول الزواج على الرغم من ان هذه الأسهم لعبت دور في موافقته ولكن المعجزات لم تعد موجودة ألان . ولابد من الانتظار طويلا حتى يبدأ "جود " في الشعور بأي عاطفة نحوها ... على الأقل مع محاولة لجذبه نحوها ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:13 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس :-

قال "جود " في سخرية حانية :
- يمكنك الذهاب للسطو على جميع المحال ألان .
وخرج الاثنان من المطعم ملتصقين ببعضهما . وأجابت "كليو " قائلة :
- كلا لست بحاجة إلا الى ثوب واحد فقط .
والحق أنها لا تريد إي شيء . وكيف تشعر بالرغبة في الشراء في حين أنها ترى هذا التهديد بالابتزاز يتأرجح أمام عينيها ؟
- اتصلي بــ " تورنود "ليأتي إليك فور انتهائك من التسوق ... فانا لا أريد هذا المساء زوجة منهكة من السير ساعات طويلة .
ثم ابتسم وتوجه لاستقلال سيارة أجرة بعد ان قبلها قبلة سريعة واخذ طريقه نحو مكتبه وظلت دقائق تنظر الى السيارة الأجرة بحزن وهي تبتعد .ثم بدأت تسير في شوارع "بوند ستريت" متفقدة المحال المختلفة .
ومع ذلك ظل تفكيرها مشغولا بما حدث هذا الصباح لقد عبر "لوك " عن كرهه الشديد لها بصراحة – أذن فلا يوجد غير عمها الذي يكن لها الحب والتقدير . عمها ... و "جود" نعم ان كليو تحبه من كل قلبها وستفعل ما في وسعها لتجعله يشعر بالحب نحوها.
وبدأت "كليو " على الفور تنفد خطتها وقررت شراء ثوب يخلب لب "جود" ولا داعي إذن لشراء الملابس الكلاسيكية ما دام زوجها يرى ذلك صارما ...لابد ان يراها "جود" بعينين جديدتين .فهي لم تعد مساعدته كما كانت ولكن زوجته التي يجب عليها استمالته نحوها.
ودخلت "كليو" بخطي ثابتة احد المحال الفخمة التي تملا شوارع بوند ستريت "وبعد حوالي ساعة إلا ربع خرجت منه وهي تحمل مجموعة من الأثواب الرائعة .
وكانت "كليو" قد أعجبت بثوب من الكتان الأسود يروقها كثيرا وعلى الرغم من انه قصيرا إلا انه يبدو رائعا عليها وكان عاري الظهر يكشف عن لونها البرونزي الذي اكتسبته خلال رحلتها واشترت بعض الحلي التي تلائم الملابس الجديدة ... سيترك هذا الثوب انطباعا مختلفا عند "جود" وفجأة عادت الى الواقع عندما سمعت صوتا من ورائها يقول :
- ماذا اشتريت يا "كليو "
استدارت الفتاة الى الوراء وتعرفت على الفور على "بولي ما سترز " الفتاة التي بدأت عملها منذ ستة أشهر لدى شركة "مسكال –سلاد كمبالي " فسألتها "كليو " :
- بولي " ماذا تفعلين في هذه الساعة ؟ هل أنت في إجازة لعدة أيام ؟
- نعم إنني ابحث عن ثوب ارتديه في حفل زواج أخي يوم السبت القادم . ولكنني أراك في أحسن حال لقد أفادك الزواج كثيرا ان الشائعات تملا "مسكال –سلاد كمبالي " والحق ان زواجكما كان مفاجأة للجميع .
سكتت الفتاة ذات الشعر الأحمر قليلا ثم نظرت الى "كليو "ساهمة:
- من كان يتخيل كل ذلك ؟ هل ستعودين الى العمل من جديد ؟
يقول البعض انك تنوين الاستقالة لو وافقت على تناول القهوة معي ؟ ويمكنك ان تسردي لي ما تنوين عمله مستقبلا .
وافقت "كليو " على الدعوة على الرغم من قلقها من فضول "بولي " وأسئلتها الكثيرة ولكن من الطبيعي ان تشغل قصة " كليو سلاد " و " جود مسكال " أذهان الجميع ولكن "كليو " لا تنوي الاستقالة أنها تعشق العمل بجانب "جود" كما أنها تتمنى قضاء
معظم وقتها بجانبه .
دخلت الاثنتان احد المطاعم الصغيرة فرمت "بولي " بنفسها على الأريكة لشدة تعبها .
- أوه أكاد أموت جوعا ... هل تناولت غداءك ؟
فأخبرتها "كليو " أنها تناولت طعامها وعندئذ طلبت "بولي " سندوتش هامبرجر وقدحين من الشاي .
- لقد جمعنا مبلغا من المال من اجل زواجك . وذهبت "دوريس" لشراء هدية لكما بهدا المبلغ وقد قال لنا السيد "مسكال " انه سيخبرنا بموعد مجيئك للمكتب في الأسبوع القادم حتى نعد احتفالا صغيرا ... فمثل هذا الزواج في "مسكال –سلاد كمبالي " لا يتكرر كل يوم .
ولكن متى يكون ذلك ؟ لقد قررت "كليو " حقا العودة للعمل في الأسبوع القادم ولكن ما السبب الذي جعل "جود " يقول لهم هذا ؟
- أشكركم كما ان إعداد هذا الحفل شيء لطيف جدا .
وعلى العموم أنت تعرفين يا "بولي " أنني انوي العودة الى العمل في الأسبوع القادم وما عليك إلا اختيار يوم عودتي .
هزت "بولي " شعرها الأحمر وقالت سعيدة :
- أنت لا تنوين الاستقالة أذن هذا ما قلته ل " انتو نيا " ان الفتاة مثلك لا تقبل ان تصبح مجرد ربة بيت .. كان ذلك واضحا على الرغم من الشائعات التي تملا المكتب ... وشيلا بيتز تستعد لتحل محلك ألان أنت تعرفينها مساعدة لاسيتر .. حقا أنها موظفة كفء ولكن كاترين كوفعان التي تعمل معها صورتها لي شخصية جافة ومسيطرة ...
قاطعتها "كليو " على الفور قائلة :
- لن أقدم استقالتي ولا داعي إذن لذكر من يحل محلي .
تنفست "بولي " الصعداء وقالت :
- هذا أفضل . ان ذلك سيجعل الجميع يلتزم الصمت .
بالمناسبة هل تعلمين من تكون الفتاة التي ينوي شقيقي الزواج منها يوم السبت القادم . أنها تكبره بحوالي عامين وليست جميلة على الإطلاق كما يقول زوجي ولكنها تعلم كيف تجعل الجميع يتعلق بها واعتقد ان أخي لم تعد "كليو " تسمع كلمة واحدة من حديث "بولي " وظلت تفكر في كلمات "جود " ...ماذا يدبر "جود" ؟.
لقد اخبرها بضرورة بقائها في المنزل لفترة لكي تعتاد عليه .كما انه تركها تسوي كل ما يتعلق بحياتها القديمة من تأجير منزلها وإعادة أثاثها الى منزل عمها في انتظار نقل هذا الأثاث الى منزل جديد في الريف ... كل ذلك يعني انه يريد ان يمسك كل شيء بيديه في "مسكال –سلاد كمبالي "قبل عودتها تناولت "بولي " طعامها بنهم شديد ثم استطردت قائلة :
- لقد اتصلت بي "مود " صديقة لي تعمل لدي عمك وعلمت منها احتمال شراء شركة "مسكال –سلاد كمبالي " بنك سلاد .
هل تعلمين ذلك ؟
لقد سمعت "كليو " من قبل ان ينك عائلة سلاد يعاني بعض المصاعب ولكن الى هذه الدرجة ولماذا تأتي الضربة القاضية من قبل شركة "مسكال –سلاد كمبالي "
ان الخلاف بين العائلتين يرجع الى زمن بعيد جدا .
وما الدور الذي يلعبه "جود" شعرت "كليو " فجأة بوجود زوجها وسط هذه الشائعات لابد لها ان تعرف المزيد بهذا الصدد ولذلك ستسأله عن كل هذا خلال فترة المساء . لقد ذكرتها "بولي " بحديثها الطويل بكل ما كادت "كليو " ان تنساه ان زوجها لا يزال رغم كل شيء من أكثر المغامرين خطورة في هذا المجال ...
عاتبتها "بولي " فجأة قائلة :
- "كليو " .. أنت لا تسمعينني.
جاهدت الفتاة كثيرا لكي تبتسم لصديقتها التي تنظر الى ملابسها المكونة من تايير احمر داكن وبلوزة من الحرير الأبيض .
- ان هذا التايير يلائمك كثيرا أليس لديك ما تنصحيني به من اجل هذا الزواج فانا لا اعرف ما ارتديه حقا .
ولكن "كليو " لم تكن تريد ألا شيئا واحدا ألان و هو العودة الى "جود " بأسرع ما يمكن لتعرف الحقيقة ومع ذلك ابتسمت وقالت بلطف :
- أكون سعيد ة جدا بمساعدتك ولكنني لا املك الوقت الطافي اليوم .. كما أنني واثقة من حسن تصرفك بدوني فأنت دائما رائعة .
- -وما ان افترقت الصديقتان حتى استقلت "كليو " بسرعة شديدة أحدى سيارات الأجرة لتعود الى منزلها بأسرع ما يمكن .
ثم أسرعت نحو التليفون واتصلت بالرقم الخاص ب "جود" وبعد فترة سمعت صوت "دوريس " يجيب عليها .
- معذرة يا "كليو " ان زوجك مشغول بموعد خلال فترة ما بعد الظهيرة ... بالمناسبة أريد تهنئتك بالزواج ..
لقد فهمت أخيرا السبب الذي يجعلك ترين المدير أنسانا جذابا ..
- أشكرك يا " دوريس " ولكن اخبريني كيف تتصرفين وحدك ؟
- حسن جدا اطمئني . هل تعلمين ان السيد : مسكال " ابتسم لي هذا الصباح مرتين ... أنني حقا لم اصدق عيني.
استمرت "كليو " في حديثها مع " دوريس " على الرغم من انزعاجها .
- لقد قلت لك انك بعد عدة أسابيع ستعتادين العمل .
- هذا حقيقي يا "كليو " ان زوجك طلب مني ان اتصل بك لا أخبرك انه لن يعود على العشاء الليلة فهو على موعد مع المسئول عن مجموعة "بهر" ...ان القصة على وشك الانتهاء .كما يقولون .
- حسن جدا يا دوريس " أشكرك ولكنني مضطرة لان أتركك ألان .
الى اللقاء
- الى اللقاء يا "كليو "
وضعت "كليو " السماعة وهي تشعر بإحساس غريب يسيطر عليها ويجعلها في غاية الضيق حتى أنها تمنت لو ألقت بالتليفون على الأرض أو لو كسرت إي شيء إمامها.
لماذا تبقى "كليو " تعاني الضجر والملل بينما كان عليها أعداد هذا العشاء والمشاركة في الحديث ومعرفة ما يجري لماذا يحاول "جود " أبعادها عن منصبها وهل هذا قرار نهائي ؟
ان كلمات "بولي " كانت شديدة جدا بالنسبة لها ولكنها المرة الأولى فقط فكل شيء يثبت ان نوايا "جود " تعاكس تماما أمنيات "كليو " لدرجة أنها أصبحت مهددة في شغل منصبها بجانب الشائعات التي تؤكد بيع بنك العائلة . وفي النهاية هذا التصرف الذي قام به عندما طلب من سكرتيرته الاتصال بزوجته كما لو كان لا يستطيع الاتصال بها بنفسه .
ما العمل إذن . ان فكرة انذرا العم "جون " بدون أدلة مؤكدة قد تسبب له الإزعاج من لا شيء ... لا لابد ل "كليو " من مقابلة زوجها أولا لتعلم منه الحقيقة قبل أخبار العائلة وهي تنتظره هذا المساء لتحصل منه على التفسير المطلوب .
كانت "كليو " قد استسلمت لنوم على أريكة حجرة استقبال الضيوف عندما سمعت صوت الباب يفتح فهبت من مكانها ودخل "جود" الحجرة مرهقا للغاية وقام بنزع رباط عنقه بحركة تلقائية ولما لاحظ زوجته انفرجت أسارير وجهه وابتسم فقالت له " كليو "
- مساء الخير ... هل قضيت أمسية طيبة ؟
- نعم ولكن لم يكن هناك داع لان تنتظريني
ثم اقترب منها وجذبها نحوه يعانقها بشغف واخذ فم "جود " يقبل وجهها ورقبتها حتى اشتعلت الرغبة بداخلها .. لماذا بمجرد ان يقترب منها "جود " تنسى كل شيء إلا وجودها بين ذراعيه ؟
ابتعد عنها "جود " بهدوء وقال لها بصوت مرتعش :
- هل تريدين تناول إي شيء ؟
- كلا – أنا لا أريد سواك .
فجذبها نحوه ثانية وركز نظراته في عينيها فجاهدت "كليو " كثيرا حتى تقاوم هذه الدعوة الصامتة وهمست في اضطراب :
- انتظر ... هناك شيء أريد ان أتحدث بشأنه معك .
ابتعد عنها "جود " قليلا ونظر إليها وعندئذ لاحظت "كليو " الإرهاق واضحا على ملامح وجهه .
- ماذا هناك ؟
- لقد سمعت عن احتمال شراء شركة مسكال – سلاد كمبالي " بنك سلاد .. فما الأمر بالضبط ؟
تراجع الزوج الى الوراء قليلا ثم اتجه نحو المنضدة ليتنازل قليلا من العصير وقال :
- اعتقد أني أريد ان أتناول إي شيء .
ثم وضع لنفسه قليلا من العصير وجلس على الكرسي كأنه يتخذ وضع الدفاع عن نفسه ...
أذن الشائعات في محلها . انقبض قلب "كليو "
لماذا لم يخبرها بما حدث ؟ ولماذا يحاول أبعادها دائما ؟
شعرت الفتاة بأنها مخدوعة أولا لفكرة شراء البنك وثانيا ..لمعاملة زوجها لها لأنه تعمد ذلك عندما طلب منها الراحة لمدة أسبوع أضافي في البيت بعيدا عن المكتب ويتعلل بأنه يتمنى لها الراحة والهدوء ...
نظر إليها "جود " بوجه جامد ... ولكن أليست هذه هي الحقيقة زواجهما . مجرد ارتباط مصلحة معرض لمفاجآت غير الطيبة .
وهي التي اعتقدت انه قد يقع في حبها يوما ما ...
- ان الأخبار تأتي سريعة جدا .. ان مثل هذه العمليات تتم دائما في السر
- ولماذا لم تخبرني بذلك ؟
ابتسم "جود " ببرود ثم أجاب بهدوء :
- لم تكن هذه هي العادة أبدا أنت تعرفين ذلك ففي هذه العمليات لا نخبر الإطراف المعنية ...
- بالتأكيد .
- كيف أخفى عنها هذا النبأ ؟ لن تغفر له "كليو " هذا التصرف أبدا لقد استطاع "جود " الاستفادة من زواجه بها الى أقصى حد في داخل شركته في الفراش وفي الخارج مجرد زوجة كديكور لا تشكل له أهمية أكثر من موظفات الشركة .
تماسكت الفتاة كثيرا وصبت لنفسها قليلا من العصير لتهدئة أعصابها فلا داعي لان تفقد أعصابها ... خاصة أمام "جود"
استطرد "جود" قائلا :
- بما أننا تحدثنا في هذا الأمر . هناك نبا أخر أريدك ان تعرفيه :
- أنا لا أفضل عودتك الى العمل ثانية وفعلا بدأت في البحث عن مساعدة أخرى .
كانت هذه الضربة القاضية اغرورقت عينا الفتاة بالدموع وعجزت عن الرد تماما . وكيف لها ان تنبس ببنت شفه وهي تشعر ان الكلمات لا تخرج من حلقها ؟
رمت "كليو " نفسها فوق المقعد ... ان "بولي " و "دوريس " كانتا على حق ... ومن حق شيلابيتز أيضا الاستعداد لتول منصب "كليو "
ولكن "كليو " تحب عملها ولا تنوي الابتعاد عنه أبدا ... فلماذا يفكر "جود" في إبعادها بهذه الصورة وهل يفضل ان تبقى زوجته في المنزل لتتفرغ لتربية أطفاله ولكن "كليو " لا تشاركه هذا الرأي.
ولو كان مدير شركة " مسكال –سلاد كمبالي " قد استغنى عنها كمساعدة له فهناك بنوك كثيرة ترحب بعمل سيدة مثقفه مثلها في هذا المجال .
لاحظ "جود " الصمت الكئيب الذي ساد المكان وانتظر رد فعل زوجته بفارغ الصبر ولكن "كليو " ظلت على صمتها على الرغم من ان وجهها كان يعبر عن ضيق شديد .
وقال لها فجأة بهدوء :
- قد افتقدتك كثيرا .. فلا يمكن ان يحل احد محلك عندي .. لاحظ "جود" ابتسامة "كليو " الشاحبة لماذا يفكر في التخلص منها ما دام يقدر وجودها بجانبه ان ذلك تصرف لا معنى له .
- لقد اخدت هذا القرار لسببين أولا لأنني اعتقد ان عمل الزوجين معا شيء غير محبب .ثانيا لأنني أظن ان بنك سلاد سيكون بحاجة الى مساعدتك في الأسابيع التالية .
ان "جود" يتعامل معها كأنها دمية في يده لا يحتاج الى رأيها .. والحق انه حتى إذا كان لا يقصد ذلك فمن المؤكد ان هذه التصرفات تزعجها ولكن ما الموقف في "بنك سلاد "لقد سمعت "جريس"تتحدث بشان مشاكل هناك تؤرق عمها . ولكن "كليو "اعتبرت ان ذلك مجرد اهتمام من قبل عمها ليس أكثر ولم تفكر أبدا في ان البنك يتعرض لأية مشاكل ... ولكن يبدو ان ... سالت "كليو " على مضض :
- هل البنك يعاني أية مشاكل ؟
- نعم . فمند ان ابتعد عمك عن العمل هناك ولوك يتولى مسؤولية كل شيء فاختار التوسع وبدا يتعامل مع عملاء جدد منحهم
قروضا ضخمة دون ان يطلب ضمانات كافية ... والبنك ألان في وضع حرج وبدا البعض يتطلع أليه بنهم ولهدا السبب بدأت شركتنا تهتم به لتبعد عنه هولاء الذين يفكرون في الفتك به ... أنني أحاول ان اجعل البنك بين يدي عائلتك دائما يا "كليو "
بالتأكيد ... ان شركة مسكال –سلاد كمبالي "تحمي البنك من المغرضين عندما تعلن على الملا نيتها في السيطرة عليه .
نعم انه بموجب الأسهم التي وضعتها "كليو " باسم زوجها تصبح الشركة مساهمة في البنك بنصيب كبير وبذلك يكون تصرف "جود" في صالح البنك ومن غيرها يستطيع تحقيق هذا الغرض ؟
لقد نجح " جود " في تحليل الموقف ووضع الأمور ... نعم ان هذا التصرف رائع كل شيء أصبح على ما يرام فيما عدا الجزء الذي يخص مشاعر زوجته .
- لو استطعت أخد زمام الأمور بيدك لأمكنك ان تصلحي من الأوضاع خلال أسابيع قليلة.. وبذلك تنقدين البنك من ورطته .
وهل لها خيار؟ هل يمكنها ان ترفض مد يد العون الى مشروع العائلة ؟كلا بالتأكيد.
ولكن رغم كل ذلك فان "كليو " تكره ان تكون مجرد أداة ... وعلى كل حال لابد لها ان تحسن التصرف ولا داعي لان يشك "جود " في مشاعر زوجته.
ابتسمت "كليو " وقالت :
- من هذا المنطق أوافق على المبدأ .لقد خشيت ان تكون من طراز الرجال الذين لا يفضلون المرأة العاملة ... ولم أكن أبدا أتخيل نفسي مجرد ربة بيت ؟
- ولكن ذلك سيكون أفضل وضع عندما نرزق بأطفال .
سكتت "كليو " ونظرت إليه بدهشة . وهنا انفجر "جود" ضاحكا وقال مؤكدا :
- يمكننا وضع كمبيوتر في المنزل تستطيعين من خلاله التعامل مع البنك مع تحديد إقامتك في مكان واحد . وبالتأكيد سنفكر في شخص أخر يهتم بالطفل . ولكن يمكنك رؤيته إذا أردت . ويمكنك أيضا الذهاب الى المنزل الريفي لتعملي بنفس الطريقة ... وفي هذه الحالة سيستفيد الطفل من الإقامة هناك باللعب في الحديقة . هل أعجبتك الفكرة ؟
وافقت "كليو " على الفكرة في صمت ولكنها كانت تشعر بالخوف أمام مشروعات "جود " خلال الأعوام التالية .. ولكن ذلك كان رائعا الى درجة كبيرة.
- أتمنى ان تروق هذه الفكرة عمي "جون " و " لوك "
- لقد تحدث فعلا معهما بهذا الشأن والحق ان عمك أعجب كثيرا بالفكرة و"لوك" أيضا فهو لا يعرف كيف يتخلص من المأزق الذي وضع نفسه فيه ...
لقد تم أذن الاتفاق على كل شيء بدون موافقتها. ولكن ليس أمامها ألان إلا الموافقة...
- حسن جدا لقد تم أعداد كل شيء بصورة جيدة .
- لماذا لم تفكري في العمل في بنك سلاد بعد حصولك على شهادتك الدراسية ؟
قالت "كليو " بصوت متعب :
- بسبب ابن عمي بالتأكيد لم يكن ليمنحني منصبا له مسؤولية ... ولوك يعتقد ان الرجل فقط القادر على تولي المناصب المهمة في مجال الأعمال . وبالتالي لم أكن لأوافق على مجرد العمل كتابعة بعد كل الدراسة التي أجهدت نفسي فيها .
ولكن لا تقلق أنت تملك ألان نصيبا من الأسهم يعادل نفس نصيب والده .. ومن حقك أذن ان تضعني على رأس المشروع .
ابتسم "جود " قائلا :
- ولكنك أكفأ منه ان "لوك " سيخضع للأمر ويترك لك حق الإدارة .
نهضت "كليو " من مكانها عاجزة عن الاسترسال في هذا الموضوع الذي ينعش أمالها بهذه الصورة . ومن الواضح ألان ان "جود " يكن احتراما عظيما لقدراتها العقلية مما يجعلها قادرة على إدارة مصالحها . ولكن الحب ...
- سأتركك ألان يا "جود" فانا مرهقة جدا وسأذهب الى الفراش . تصبح على خير .
تقدم "جود" نحوها قائلا :
- لم اعرف رأيك بعد يا "كليو " .. هل أعجبتك الفكرة فانا لا أريد ان افرض عليك قرارا لا تريدينه.
قالت "كليو " بهدوء :
- ان كل شيء رائع .لقد اتخذت القرار المناسب.
لم تحاول "كليو " أبدا ان تشعره بالألم الذي يسببه لها أي شيء من قبله .ثم غادرت الحجرة وصعدت السلالم وذهبت الى فراشها الواسع الذي بدا لها خاليا وعندما لحق بها "جود " أغمضت عينيها واستسلمت للنوم ..


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:14 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع :-
ألقت "كليو " نظرة يائسة على الأكوام المطروحة أرضا فقد ظلت لمدة ساعتين تعد هذه الحاجات في شقتيها القديمة لتتخلص منها بإرسالها الى مؤسسة خيرية ومع ذلك فقد احتفظت بالأثاث الذي تتعلق به من اجل وضعه موخرا – في منزلهما الريفي.
تركت "كليو " هذه الفوضى مؤقتا وتوجهت الى المطبخ لتعد لنفسها قليلا من الشاي يساعدها على مواصلة عملها فهي على موعد – أيضا – مع روبرت فنتون هنا في نفس اليوم لأنها لم ترد مقابلة روبرت في بلجرافيا سكوير .. فها هي الأموال في الظرف الكبير الداكن اللون ولم يعد يتبقى لها سوى الموعد المحتوم للقائه.
نظرت "كليو " الى ساعة يدها نظرة خاطفة .. المتبقي على موعد فنتون ساعتان فقط . وقت كاف لأعداد حاجاتها في المنزل.
ضبطت "كليو" بلوزتها وتناولت بعض الأدوات الموجودة أمامها في المطبخ ولكن ذلك لم يبعد عن تفكيرها تلك الذكريات التي تريد التخلص منها.
فمازال حديث الأمس يدور في رأسها وفي كل مرة كانت تشعر بالانقباض في قلبها ... هل سيأتي اليوم الذي يعتبرها فيه "جود" زوجته وليست مجرد شريكة في العمل ؟ هل سيحبها ؟ ستفعل "كليو "كل ما في وسعها لتنال حبه..
ولكن المهمة ليست بهذه السهولة.
لقد أوقعها شهر العسل – الذي قضياه معا – في خطا كبير . عندما اعتقدت ان تفاهمها المفاجئ ما هو إلا دليل حب خفي يا له من خطا .
كل ما في الأمر ان جود قد سعد بصحبتها نفسيا وجسديا . ليس أكثر . وفي هذا الصباح عندما كانت تتناول فطورها مع زوجها – قال لها :
- هل ستلقين اليوم نظرة على حسابات "بنك سلاد " وكانت "كليو" قد أعدت نفسها لقاء روبرت لإعطائه المبلغ فاكتفت بقولها :
- لا اعتقد أنني سأتوجه للقاء لوك على الفور ولكنني سأطلب منه أعداد الوثائق اللازمة وتسليمها ل " تورنود " ليأتي بها إلي سأكون هنا أفضل لان لوك دائما ما يضايقني هناك.
- فكرة طيبة ولا تتأثري أبدا بابن عمك يا "كليو " ولا تنسي أنني وعمك نثق بك ثقة عمياء. كما يمكنك الاتصال بي فورا إذا احتجت الى نصيحة ما .
وقبل ان يرحل . قال لها :
لماذا لا تأتين إلي لنتناول الغداء معا ؟ ان الوقت الذي اقضيه بدونك يبدو لي طويلا جدا .
يا له من تناقض . على الرغم من انه يرى ان زواجهما مجرد ارتباط مصلحة . فهو يؤكد انه يفتقدها ...
وأجابت "كليو "
- كلا – لا استطيع فيجب ان اخلي شقتي كي أسلمها الى أصحابها الجدد في الأسبوع المقبل.
- ولا أهمية – ألان – لكرامة "جود" ان كان قد شعر بإهانة وبعد حوالي ساعتين دق جرس باب شقتها فازدادت دقات قلبها وشحب وجهها وأسرعت بفتح الباب لتجد روبرت إمامها وبدا شابا مدمرا كعادته يرتدي حلة جلدية سوداء ... وقميصا ابيض.
وبدون ان تنطق كلمة واحدة تركته يدخل ثم توجهت لتفتح الخزانة الموجودة أمامها فأدارت بعض الأرقام وفتحت الخزانة لتلتقط منها ظرفا كبيرا . واستدارت نحو روبرت الذي كان ينظر إليها بنهم شديد ثم قالت بجفاء :
أعطني إيصال الفندق.
فتش في جيبه ثم أعطاها قصاصة من الورق وقال ساخرا :
- ربما أكون قد صورتها ...
- لا اشك في ذلك ولكن لا يوجد أي شيء بإمكانه ان يعادل النسخة الأصلية وألان نصيحة أخيرة لا تأت الى هنا ثانية ولترحل فورا . تجهم وجه روبرت وقال :
- لا أراك متعجلة لان ارحل ...
- اعترف انك استغليتني بعض الوقت .ولكنني فهمت مع من أتعامل بعد ذلك .
كم كان مؤلما ان تتذكر ذلك ثانية فهي تعلقت – حقا ب" روبرت في يوم ما وكأنه يقرا أفكارها استطرد قائلا :
- ولكنك لم تعطيني المقابل أبدا وتعاملت معك دائما كفتاة برئيه وقضينا أمسيات طويلة لا حديث لنا إلا عن اختياراتك ودراساتك ... ولم أحاول قط ان اقترب من عذريتك .
انفجر روبرت ضاحكا وتماسكت "كليو " – كثيرا حتى لا تفتك به ولكنه عاد الى الجدية ثانية وفتح الظرف .
- أتمنى إلا تنزعجي إذا تأكدت من وجود المبلغ فقد اعتدت ألا أثق في أي شخص .
جلس روبرت يتأكد من صحة المبلغ بينما كانت "كليو "تنظر إليه في ضيق شديد وأخيرا اطمأن وقال :
- كان يمكنني ان اطلب الضعف.
- ارحل ألان .
نهض روبرت من مكانه واخذ ينظر الى "كليو " ثم اقترب منها فرجعت الى الوراء بتلقائية وهي تشعر بالخوف الشديد أمام بريق عينيه الذي لا يطمئن أبدا ثم همس قائلا:
- وألان بما انك تزوجت لم تصبحي الفتاة البريئة كما كنت فيما مضى . رجعت "كليو " الى الوراء حتى التصقت بالحائط وصرخت قائلة :
- دعني وشاني .
- كلا بالتأكيد . ولابد لك ان تعرفي قيمة الليلة التي ذهبت هباء في جولديتجستن .
مد روبرت يديه نحوها وأحاطها بذراعيه وعندما حاولت "كليو " التخلص من قبضته وقبل ان تنجح في ضبط نفسها كان روبرت قد نجح في طرحها أرضا والانقضاض عليها .
اخدت "كليو " تصارع طويلا لتتخلص من قبضته ... ولكن هيهات.
ولشدة خوفها اخدت في الصراخ ولكن روبرت أسكتها بقبلة وحشية . وفجأة فتح الباب ودوى صوت "جود" البارد في الحجرة قائلا :
- ما الذي يحدث هنا ؟
بتعد روبرت عندما امسك به "جود" بقوة شديدة والقي به بعيدا عنها .. تنفست "كليو " الصعداء عندما لاحظت نظرة "جود" الغاضبة مركزة على بلوزتها الممزقة ؟
ماذا يظن إذن ؟ بالتأكيد كان المشهد يوحي بأنها مجرد قبضة قوية من روبرت وليس اغتصابا ... ولكنها لن تتركه يعتقد أنها كانت راضية عن هذا المشهد الرهيب وقبل ان تفسر "كليو " إي شيء استدار "جود" نحو فنتون وقال له بقوة :
- اغرب عن وجهي وإلا قطعتك أربا أربا .
نهض روبرت من مكانه – وضبط ملابسه ثم ابتسم قائلا :
- سأرحل ولكن يجب ان أخد هديتي قبل كل شيء فلن تسعد صديقتي لو نسيتها هنا ...
نظر "جود" الى الظرف الذي تناوله روبرت ثم رمى زوجته بنظرة حارقة وقال ببرود :
- هل أعطيته هذا ؟
عجزت "كليو " عن الرد واكتفت بهز رأسها بالموافقة ...
كيف ستفسر له الأمر وتشرح له سبب هذه المساومة البشعة ؟
القي روبرت نظرة الى هيئة "جود" ونظراته الشرسة وفضل الانسحاب . دون مناقشة . بينما ظلت "كليو " صامتة ومرتعشة وعاجزة عن النطق بكلمة واحدة ومع ذلك فيجب ان يعرف "جود كل شيء عن هذا الابتزاز الذي طالما حاولت الاحتفاظ به سرا وقالت :
- "جود" – دعني أفسر ما حدث.
- خدي هذه الأموال واصمتي تماما .
- لكن ...
فصرخ فيها قائلا :
- اصمتي تماما .
كان وجه "جود " شاحبا وعيناه تلمعان بغضب شديد ... ولكنه لن يسمعها ... على الأقل ألان وظل يتحرك في الحجرة جيئة وذهابا . حتى يسيطر على غضبه ثم امسك بإيصال الفندق وقراه بسرعة وقال بسخرية شديدة :
- انك تستعيدين الذكريات على ما أري ... لماذا لم تتزوجيه ؟
كان يمكنك العيش معه – على ما يرام – اعتمادا على أموالك آه لقد نسيت الأوصياء عليك ... لم يكونوا ليمنحوك موافقتهم على الزواج من هذا الوغد . لذلك فكرت في تدبيرا أمر زواجك مني حتى تضعي يديك على أرثك ...
كانت عيناه تلمعان ببريق غريب مما جعل "كليو " تخفض رأسها .
- أذن فنتون لم يكتف بما أخده منك لقد أراد المزيد ... وهذا لا يدهشني فبمجرد النظر إليه يستطيع الفرد إدراك انه يفضل ان ينعم بحياة رغدة ولهذا يحتاج الى مبالغ كبيرة من الأموال لقد هددك بان يبتعد عنك أليس كذلك ؟
ولذلك فكرت في الزواج مني بأقصى سرعة ... ليجمع بين ثروتي وثروتك كما قال لك خلال زيارته لنا بعد يومين من إتمام زواجنا .. ولكن من تظنينني ؟هل تعتقدين أنني سأتركك تنفقين ثروتك ثم ثروتي على هذا الوغد ؟
كانت "كليو " تسمع هذه الكلمات في خوف شديد .. ما الذي يمكنها عمله لتفسير الموقف؟ وكيف جعلت نفسها
تصل الى هذه الدرجة من الاحتقار والكره من قبل زوجها الذي أحبته أكثر من إي شيء في حياتها؟
فقالت وهي تمد له الظرف حيث وضعت الأموال :
- ليس كما تعتقد .
قاطعها "جود " بحدة :
- ابعدي عني هذه الأدلة .. ان الأمر واضح جدا ولا يحتاج الى إي تفسير ..
وهذه الإيصال من الفندق يؤكد ان علاقتك به ترجع الى عامين ماضيين على الأقل يبدو ان فنتون عشيق لا يمكن الاستغناء عنه فهمت السبب الذي جعل إقامتنا في اليونان تبدو طويلة بالنسبة لك . ولهذا تركت نفسك بين ذراعي ... مجرد شخص يمكنه ان يملا الفراغ الذي تركه لديك ... أليس كذلك ؟
اكتسى وجه "كليو " بحمرة الغضب .ثم صرخت قائلة :
- كلا ليس لك الحق ان ...
قاطعها "جود "
- ليس لي الحق ؟ ماذا تعتقدين إذن ؟ هيا أعطيني هذه الأموال سأضعها في حسابك .. ولا تفكري في رؤية هذا الشخص ثانية وأحب ان أذكرك بأنك زوجتي وان لي الحق عليك في كل شيء وألان هيا نعود الى المنزل . لم تتحرك "كليو " قيد أنمله ثم انفجرت قائلة :
- من تظنني حتى تخاطبني بهذه الطريقة ؟
لم ينطق "جود " بكلمة واحدة وانتظر حتى تنتهي زوجته من صراخها وفعلا سكتت نهائيا فلا داعي لمواصلة ذلك .. ان زوجها لا يريد الاستماع إليها ولن يترك لها مجرد الفرصة لتفسير ما حدث .. لقد حكم وأدان ولن يستطيع أي شخص ان يغير قراره .. ولن تركع "كليو " على ركبتيها أمامه ليستمع الى رأيها وتعليلها .
أمسكت الزوجة بحقيبة يدها وتوجهت نحو الباب ونزلت السلالم متقدمة "جود" وكانت السيارة إل" رولزرويس " في انتظارهما أمام المبنى فاستقلتها " كليو " ولاحظت وجود صندوق كبير في المقعد الخلفي وزجاجة نبيد فخمة .
لقد فكر "جود" إذن في اللحاق بزوجته لتناول الغداء معها في نزهة غير متوقعة ... ولو لم يحدث ما حدث لكانت "كليو " ألان اسعد زوجة في العالم ..
ولكن للأسف لن تعود الأمور بينهما – أبدا – على ما كانت عليه كما ان كل أمل لها في ان يصحبا زوجين سعيدين تلاشى تماما ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:15 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن :-
رفعت "كليو " سماعة التليفون لتسمع صوت "دوريس " الدافئ يقول :
- "كليو " كيف حالك ؟ إنني أتحدث إليك من قبل زوجك الذي كلفني ان اطلب منك إرسال تورنود " إليه في المطار حوالي الخامسة والنصف كما أنني مكلفة بان أذكرك بان عائلة بلير ستتناول العشاء لديكما الليلة ...
- حسن جدا يا :دوريس " سأخبر تورنود " فورا .
- ما رأيك في وظيفتك الجديدة يا "كليو " ؟كل شيء على ما يرام على ما اعتقد ولكنني افتقدك كثيرا واعترف أيضا إنني اخشي وصول شيلا بيتز يبدو أنها شخصية جافة جدا ...
لا تزال "دوريس" شخصية ثرثارة جدا وأخيرا قطعت "كليو " المكالمة بمنتهى الذوق قائلة :
- لا تقلقي يا " دوريس" أنا واثقة من ان شيلا ستشغل منصبها بكفاءة ...
"دوريس " أنا مضطرة الى ان أتركك ألان فعائلة بلير كما تعرفين مدعوة على العشاء لدينا الليلة ولدي أشياء كثيرة أود أعدادها ان "جود" يريد نجاح هذه الليلة بأي طريقة .
أنهت "كليو " المكالمة مع "دوريس" ثم اخدت تنظر الى أكوام الأوراق المكدسة على المكتب أمامها ... كيف يمكنها ان تعمل في حين ان حياتها تتحطم هكذا أمام عينيها ؟
فتحت "كليو " درج المكتب ووضعت فيه الملفات والوثائق الخاصة ب "بنك سلاد " ان مشروع العم "جون" في وضع حرج ويحتاج الى ذهن صاف ونشاط كاف ليتخلص من هذا المأزق .
وعلى عكس ما قالت "كليو " ل " دوريس" فإنها لم تهتم بإعداد العشاء وقامت ميج بكل شيء كالعادة .
أما "كليو " فقد كان دورها يقتصر على أعداد نفسها واستقبال الضيوف ولكن قبل كل شيء كان لها حديث جاد مع "جود "
ومنذ هذا المشهد البشع لم تر "كليو" زوجها وما ان عادا الى المنزل حتى رحل "جود " الى "زيورخ " بدون أي تفسير .
ومر اليومان كأنهما كابوس ... و اخدت "كليو " تتذكر بشاعة ما حدث وتتذكر نظرة "جود" أليها أثناء وجودها مع فنتون ولا زالت الكلمات اللاذعة التي تبادلها الرجلان تطن في أذنيها .. ولكن لا يمكن ان يظل الوضع على ما هو عليه .
لابد ل "جود" ان يسمع تفسيرها وان يكفء عن اعتبارها مجرد زوجة خائنة ان كل ما حدث كان بسبب فنتون ويمكنه ان يجعل الوضع أسوا من ذلك ما دام لم يحصل على أمواله بعد كما يمكنه تنفيذ تهديده أيضا وظلت "كليو " يوميا تتابع الجرائد بحثا عن تفاصيل الفضيحة التي يهددها بها روبرت فنتون .
انتهت "كليو " من أعداد نفسها لدعوة العشاء عندما سمعت صوت "جود" وراءها فقفزت من مكانها لتجد زوجها دخل الحجرة بهدوء وظل ينظر أليها باحتقار شديد لم تعهده من قبل ثم قال بمرارة :
- لقد علمك فنتون كيف ترتدين ملابسك ان هذا الثوب دعوة حقيقية للاغتصاب ...
استدارت "كليو " نحوه ونظرت أليه ... كان يبدو مرهقا للغاية وملامح وجهه متجهمة نتيجة للتعب مما اثر في زوجته . فوضعت زجاجة العطر على المنضدة وقالت :
- يجب ان أتحدث إليك يا "جود"
- حقا ؟
حول "جود" نظره عنها ليحل رباط عنقه وعلى الرغم من لامبالاته أصرت "كليو " قائلة :
- نعم ذلك شيء ضروري.
ظل "جود" ينزع ملابسه بدون ان يمنح كلماتها ادني اهتمام وعلى الرغم من كل ذلك تأملت "كليو " جسد زوجها القوي معجبة به وتمنت لو تلقي بنفسها بين ذراعيه وأخيرا استدار نحوها بصدره العاري وقال بعنف :
- ماذا تفعلين هنا ؟ ان عائلة بلير ستصل بعد نصف ساعة ... اذهبي لتتا كذي من ان كل شيء معد .
جمدت "كليو في مكانها .فان أي شيء لا يعطي لزوجها الحق بان يخاطبها بهذه الطريقة . ومهما كان الحب الذي تشعر به نحوه فلن تسمح له بمثل هذه المعاملة .
- لن أخد من وقتك كثيرا أنت لا تكلف نفسك مجرد سماع تفسيري على ما حدث واعتقدت أكثر من مرة انك ستطلب مني ذلك .
تجهم وجه "جود" ولمعت عيناه ببريق مخيف مما أثار الفزع في قلب "كليو " كيف تتحمل كل هذه الاهانات ؟
ثم أضاف "جود " قائلا :
- لست بحاجة الى تفسيرك . من السهل على أكثر الأشخاص غباء ان يفهم ما حدث ..لقد هددك فنتون بان يهجرك لو لم تعطيه هذه الهدية الصغيرة وبما انك لا تستطيعين الزواج من فنتون ولا تستطيعين الحصول على أرثك فكرت في الزواج مني... ولكنك زوجتي يا "كليو" ولن اسمح لك بتمريغ اسمي في الوحل .
ثم اقترب منها وامسك كفيها بقسوة حتى كاد يدميها بينما كان يركز نظراته القاسية في عيبيها واستطرد قائلا : لن تري فنتون هذا ثانية . ولكن اطمئني أنا استطيع ان احل محله جيدا .أنت تستمتعين بمشاركة الرجال فراشهم وسيكون لك ذلك حتى تنسي كل شيء حتى روبرت العزيز .
كان يقول هذه الكلمات الأخيرة بصوت عال يشبه الصراخ وكادت "كليو" تصاب بإغماءة لشدة خوفها منه ومن قبضته القاسية ثم تركها فجأة وقال بصوت متعب :
- اذهبي ألان .. قد تكون ميج بحاجة إليك .
كانت فترة تناول العشاء مع عائلة بلير أشبه بفترة تعذيب حيث لم يتركها "جود " بعينيه أبدا وظل ينظر إليها بقسوة شديدة وما كان منها إلا ان تحاول الفرار بعينيها بعيدا عنه منتظرة انتهاء هذه الدعوة بفارغ الصبر .
كان السيد "جوفري" رجلا قصيرا وبدينا وثرثارا جدا وقد عبر عن إعجابه الشديد بطعام "ميج " وكذلك زوجته هيلدا بلير التي عبرت ل "جود " عن إعجابها بهذا الطعام الرائع وطلبت منه طريقة الطبخ فقال "جود"
- يمكن لزوجتي ان تعطيك إياها فورا أليس كذلك ؟ ان زوجتي طباخة ماهرة – وقادرة على عمل أي شيء من اجل إسعاد حياتنا الزوجية
اكتسى وجه "كليو " بالحمرة واكتفت بالابتسام . وما الذي يمكنها عمله غير ذلك وقالت بصوت رقيق .
- أنت تبالغ يا عزيزي هيا يا هيلدا نتناول القهوة في حجرة استقبال الضيوف اعتقد أنهما يريدان التحدث بشان العمل ...
توجهت "كليو " مع هيلدا الى الحجرة الأخرى لتناول القهوة وظلت طوال الوقت تستمع الى حديثها الطويل والمسترسل .
وأخيرا لحق بهما السيد جوفري و جود وأحست "كليو " بمجرد ان نظرت الى وجه زوجها انه نجح في اجتماعه .
بقى الزوجان بلير معهما لمدة دقائق بعد ذلك ثم قررا الانصراف مما أصاب "كليو " بالحزن واليائس ... ترى ماذا سيحدث بعد ذلك؟
هل سيقوم جود بتنفيذ تهديده ؟ فكرت في ان تطلب من الزوجين بلير البقاء معهما ولكن ما معنى ذلك ؟
قام "جود" بتوصيل الضيفين حتى باب المنزل ثم لحق بزوجته في حجرة استقبال الضيوف وهو ينزع رباط عنقه وكانت ملتصقة بمقعدها وتنظر إليه بخوف شديد فقال لها بصوت متعب :
- هل درست وضع "بنك سلاد " ؟
فوجئت "كليو " بهدا الحديث فأجابت بهدوء :
- نعم انه ليس على ما يرام .
- وماذا بعد ذلك ؟ ما النتائج التي توصلت إليها ؟
هزت "كليو " رأسها في حركة تدل على عجزها ثم قالت :
- لا اعرف بعد ... لم يكن لدي الوقت الكافي للتفكير .
تحولت نظرات "جود" الى القسوة وضحك بطريقة شيطانية .
- وكيف قضيت وقتك أذن في التفكير في فنتون ".
شحب وجه "كليو "... انه لن يتوقف عن كرهه لها أذن .
- كلا ليس في فنتون .
- أنا لا أصدقك لدقيقة واحدة ولكن من الأفضل ان تنسيه وان تركزي تفكيرك في عملك فانا مساهم في البنك وأريد ان تصبح الأمور على ما يرام . فليس في هذه الزيجة من فائدة ألا ذلك ... ولتبدئي عملك إذن لتعطيني النتائج اللازمة .
ثم أخد رباط عنقه في يده وأضاف قائلا :
- سأذهب الى الفراش وانتظرك ...
ثم خرج من الحجرة تاركا زوجته في حزن شديد ... كيف يتحول هذا الشخص الذكي اللماح الى هذا الفظ ؟ انه يرفض مجرد الاستماع إليها ويكتفي بتوجيه الكلمات اللاذعة والساخرة إليها .
فكرت "كليو " لشدة يأسها في ان ترحل وتترك هذا الزوج الكريه ...فما الذي يضطرها الى البقاء لسماع هذه الملاحظات المرة من قبله ؟
ولكن إذا رحلت فسيتأكد "جود" أنها مذنبه ... وقد يظن أنها تركته من اجل فنتون " ... كلا ستبقى "كليو " هنا وستصارع من اجل إثبات الحقيقة وعاجلا أم أجلا ستتمكن من تفسير كل شيء ومن تأكيد براءتها ولكن حتى يتم ذلك ستتعامل معه بمنتهى التحفظ .
فلن تجيب على سبابه لها وستتجنب صحبته تماما وخاصة فراش الزوجية . والحق ان "كليو " كانت تخشى تهديداته والقسوة التي تظهر في عينيه .
نهضت "كليو " وغادرت الحجرة وصعدت السلالم ولحسن الحظ تهتم "ميج " دائما بإعداد الحجرة الخاصة باستقبال أي ضيف يأتي فجأة .
ارتاحت "كليو " لهذه الفكرة وتسللت الى هذه الحجرة وأغلقت الباب وراءها ثم بدأت تنزع ملابسها لتستعد للنوم بملابسها الداخلية وقبل ان تصل الى الفراش كان "جود" يفتح الباب ويدخل قائلا في هدوء وهو يحملها بين ذراعيه .
- أفضل فراشنا .
وفجأة وجدت "كليو " نفسها في طريقها الى حجرتها مرفوعة بين ذراعيه فحاولت التخلص من قبضته قائلة بصوت مرتعش :
- ماذا تفعل ؟ اتركني فورا .
ولكن "جود " لم يتأثر بكلامها وفتح باب حجرتهما بقدمه .
- لقد جئت إليك لأتي بك وليس هناك إي سبب يجعلك ترفضين مشاركتي الفراش ... اصرخي كما تريدين فلن يسمعك " تورنود "أو زوجته إنهما ينامان في الطرف الأخر من المنزل ويغلقان باب حجرتهما عليهما .
دخل "جود " الحجرة ووضع "كليو "على الفراش ثم تمدد بجانبها عندما ازدادت دقات قلبها سرعة وهمست في اضطراب :
- اتركني ... هل ستغتصبني ؟
ركز نظراته في عينيها وقال هامسا :
- بالتأكيد ...
ثم انحنى نحوها واخذ يقبلها بعنف وحاولت "كليو" ان تبتعد عنه ولكن هيهات ... وفجأة شعرت بالرغبة تشتعل داخلها .
استجابت له تماما وتمنت لو تظل طوال عمرها أسيرة ذراعيه الجسدان ببعضهما وفجأة ابتعد عنها "جود " ففتحت "كليو " عينيها دهشة ترى ماذا حدث ؟ هل سيتركها هكذا ؟
ولكن "جود ظل ينظر إليها بقوة وقال لها :
- انظري إلي يجب ان تتأكدي من يشاركك فراشك ومن الذي يمنحك السعادة ليس فنتون العزيز ولكنه أنا "جود" زوجك ؟
ثم غابا في قبلة طويلة وشعرا معا بسعادة حقيقية لا حد لها ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-16, 06:16 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع :-
توجهت "كليو " نحو السلالم الإلية وهي في غاية التعب وكان الرخام يحيط بها من كل جانب في الممرات الطويلة الكئيبة ففي هذه الساعة من النهار يكون المترو عادة مزدحما بالناس وبالمسافرين الذين يسرعون نحو باب الخروج .
لقد قضت "كليو " فترة ما بعد الظهيرة في مقر "بنك سلاد " مع ابن عمها لوك وأرهقت كثيرا نتيحه المواجهة المرتقبة فعندما وصلت لديه رمت بنفسها على الكرسي بينما كان لوك ينظر إليها وهو يتناول كوبا من العصير كان في أحدى يديه.
- ها هي ذي "كليو " أخيرا لنجدة بنك سلاد من الإفلاس .
ودون ان تجيبه "كليو " على تهكماته . ناولته تقريرا يضم اقتراحاتها المختلفة بشان أصلاح وضع بنك سلاد "
قرأ لوك التقرير بسرعة شديدة ثم أعاده أليها ورفع كتفيه قائلا :
- لقد راجعه "جود" ووافق عليه أليس كذلك ؟ اعتقد ان هذا التقرير من عمله ؟
لم تحاول "كليو " ان تؤكد له خطا نظريته وما فائدة ذلك ألان ؟ ف لوك لم ولن يصدق أبدا ان هناك امرأة قادرة على إدارة مشروع بنفسها وبالتأكيد لن تنجح "كليو " في تغيير راية .. كما أنها لا تهتم بذلك ألان ؟
والحق ان التقرير لم يكن من عمل "جود بل ان "كليو " لم تتحدث معه حتى بشان أعداد هذا التقرير على الرغم من انه عرض عليها مساعدته . ولكنها لم تكن تريد الخضوع لأوامره كما أنها لا تنوي إخباره بأي شيء ..
بدأت المعركة وحدها وتنوي مساعدة بنك سلاد في استعادة وضعه ثانية لأنها تفعل ذلك من اجل عمها وليس من اجل زوجها .
أنها تنوي مساعدة "جون سلاد" في عبور هذا المأزق تماما كما استقبلها هو في منزله عندما فقدت والديها .. انه حقه عليها وستثبت أنها على مستوى المسؤولية وأنها جديرة بالثقة التي منحها إياها أما بالنسبة ل لوك وجود ... فلا أهمية لمعتقداتهما .
فجأة شعرت "كليو " بيد حنون تربت على كتفها فقفزت من مكانها واستدارت بسرعة وعندما تعرفت على "دوريس " تنفست الصعداء وقالت لها صديقتها بدهشة :
- "كليو " ؟كدت لا أعرفك ... كيف حالك ؟ يبدو الإرهاق واضحا على وجهك كما انك أصبحت نحيفة عما مضى أليس كذلك ؟
يا لها من صديقة عزيزة "دوريس " لقد فهمت على الفور ان الأمور ليست على ما يرام ولكن لا داعي لان يعرف احد بأي شيء . خاصة وان الشائعات في شركة مسكال – سلاد كمبالي " تؤكد وجود خلافات بين "جود مسكال" و زوجته الجديدة لقد نجح روبرت في سرد هذه الشائعات عنهما ... فأجابت "كليو "
- حقا إنني أبدل مجهودا عنيفا في عملي الجديد ... حتى في فترة راحة الغداء كما انك لست معي لتمنحيني فطائرك اللذيذة ...
ثم ابتسمت وقالت :
- اخبريني كيف اعتادت شيلا مسؤولياتها الجديدة وهل تتفاهمان معا؟
مطت "دوريس" شفتيها وقالت :
- اعترف أنني في البداية كنت في غاية الضيق ...ولكنها حقا شخصية قادرة وتعمل بجدية .. كما أنها لا تمزح أبدا ولكنها انهارت بمجرد الدخول مع زوجك في مناقشة جادة ... وخرجت من مكتبه والدموع في عينيها فحاولت تهدئتها على قدر المستطاع ... ومنذ ذلك الحين أصبحت لطيفة جدا معي تجهم وجه "دوريس" وأضافت قائلة :
- لقد أصبح السيد " مسكال " قاسيا جدا . انه يوجه لنا تحية الصباح بصعوبة ثم يدخل مكتبه ويغلق الباب بغضب ولا يتحمل اقل معارضة ... ان الجو في المكتب لم يعد مرحا كما تتخيلين .. وعلى كل حال إذا استمر الوضع على ما هو عليه . فساترك العمل .
ارتسم الغضب واضحا على ملامح وجه "دوريس" لابد ان "جود" أصبح مزعجا للغاية حتى يسبب لهذه الفتاة الهادئة كل هذا الضيق .
توجهت الصديقتان الى محطة المترو وسط الجمع المحتشد من الناس وعندئذ قالت "دوريس" بهدوء :
- ما كان يجب ان أتحدث إليك بهذه الصورة ولكنني لم استطع السيطرة على نفسي... هل يمكنك التحدث الى زوجك لتقترحي عليه ان يصبح أكثر لطفا مع موظفيه ؟
فإجابتها "كليو" كاذبة .
- سأفعل ما في وسعي .
لكم تتمنى "كليو " مساعدة صديقتها ولكن "جود" لن يستمع إليها انه يفضل الموت على سماع إنذارات زوجته على الرغم من انه كان يحب العمل معها فيما مضى ويقبل حكمها مهما كان ...
- يجب ان ارحل ألان يا " دوريس" ..لقد تأخرت كثيرا .. ولا تتأثري بمزاح "جود" العكر .وكل ما عليك هو أداء عملك على أفضل وجه ولا تهتمي بملاحظته .
ابتسمت لها "دوريس" في استسلام ولكنها كانت غير مقتنعة وما الذي يمكن ل "كليو" ان تقوله غير ذلك لصديقتها المخلصة حتى تحتفظ بمنصبها وكيف لا تفهم رغبة السكرتيرة في الفرار من هذا المدير الشرس والمسيطر ؟ ان زوجته على الرغم من حبها له تفكر في تركه ..
خرجت "كليو " من محطة المترو وهي في غاية الإرهاق ... وكانت الأمطار قد بدأت تهطل وتبلل تايير ها الكاكي . فتوجهت "كليو" بخطوات حزينة الى منزلها في "بلجرافيا سكوير"
حيث ينتظرها الجحيم اليومي الذي تعيش فيه ... هل تنجح في مواجهة زوجها هذا المساء فمند عشرة أيام وهي تواجهه دون هدنة .. والنتيجة واحدة يجذبها زوجها رغم انفها لتشاركه فراش الزوجية بطريقة جنونية ومخزية زكم كانت "كليو" تكره هذه السعادة التي ثبت الرعب والكره في قلبها ... وكيف ستظل تؤدي دور الزوجة الخاضعة الى مالا نهاية ؟
وفجأة مرت بجانبها سيارة بسرعة شديدة مما جعل ثوبها يتسخ بمياه الأمطار التي تملا الأرض فنظرت "كليو " الى ملابسها المتسخة و اغرورقت عيناها بالدموع ... حتى ملابسها اتسخت بجانب الانحطاط الذي تشعر به بداخلها ...
بدا الغضب يسيطر عليها بشدة مما جعلها ترتعش بطريقة عصبية .. يكفيها هذا لن تدعه يحتقرها دقيقة واحدة بعد اليوم ان "لوك" يكرهها و "جود" يحتقرها ... ولكنها ستقاوم وستدافع عن نفسها تماسكت "كليو" فجأة وشعرت بالإرادة تملؤها .
حقا "كليو" تحب زوجها ولكنها لن تتركه يحتقرها بهده الصورة ولن يلمسها بعد اليوم ولن يخضعها لرغباته ولن تترك نفسها ثانية حبيسة ذراعيه ومن ألان فصاعدا ستنام في حجرة الضيوف او ترحل عن المنزل قبل ان تصاب بالجنون أو انهيار عصبي ... وهذا مصيرها بالتأكيد لو استسلمت لهذا الجحيم .
صعدت "كليو" السلالم بسرعة وما ان دخلت المنزل حتى قال لها "جود" غاضبا :
- هاأنت أخيرا أين كنت طوال الوقت ؟
دخلت "كليو" مسرعة ثم استدارت نحوه و قالت له بثبات :
- لقد كنت عند "لوك" وكنا نتحدث بشان وضع "بنك سلاد " ثم توجهت نحو السلالم وهي تضيف قائلة :
- ان ملابسي مبتلة وسأذهب لتغييرها.
ولكنه جرى وراءها ولحق بها ثم امسك بذراعها وقال مهددا :
- الم تكوني مع فنتون ؟
تخلصت "كليو " من قبضته بشدة وركزت نظرات عينيها في عينيه الثين تلمعان ببريق الغضب .
- لقد قلت إنني كنت مع "لوك" ... ولو كنت لا تصدقني ...قاطعها "جود" بجفاء :
- وكيف أصدقك وأنت تكذبين علي منذ أول يوم عرفتك فيه وإذا كنت مع لوك " فلماذا لم تطلبي من تورنود الحضور إليك ؟... ولكنك فضلت العودة وحدك حتى لا يعرف احد أين كنت ... يا لها من شجاعة حتى الأمطار لم تمنعك من لقائه ربما كنت تنوين العودة قبل موعدي لتتمكني من تغيير ملابسك قبل وصولي كان ذلك سيجنبك عناء هذه الأسئلة المزعجة ... قالت "كليو " بغضب :
- دعني وشاني ... أنت مجنون .
ثم أمسكت بالتقارير الموجودة معها وقالت بعصبية :
- ها هي ذي التقارير التي أعددتها بشان وضع البنك ... لقد وافق عليها "لوك" معتقدا انك المسئول عنها .
وبدون ان تنتظر إجابته صعدت "كليو" السلالم ودخلت حجرتهما وأسرعت بنزع ملابسها لتاخد حمامها ورمت بنفسها تحت شلال المياه الدافئة كما لو كانت تريد إزالة الأهانات التي تلتصق بها.
ان "جود " يعاني غيرة مرضية مما يجعله شخصا شكاكا وشرسا بدرجة لا تحتملها "كليو" ... انه غير مستعد نهائيا لسماع الحقيقة ... ولكن هل ينوي الاستماع إليها يوما ما ؟
جففت "كليو " جسدها برقة ثم وقفت أمام صوان ملابسها لتنتقي أفضل رداء لديها ووقع اختيارها على الرداء الذي يعكس ثقتها بنفسها ويسمح لها بقضاء هذه الأمسية معه.
وكانت قد اختارت تنوره لونها ازرق وقميصا من الحرير لونه فوشيا مما أضفى على وجهها نضارة واضحة ثم رفعت شعرها في جديلة ملساء وجملت وجهها برقة شديدة وعندما نظرت الى نفسها في المرآة ابتسمت لأول مرة منذ زمن طويل لن يستطيع "جود " مقاومتها الليلة .
نزلت "كليو السلالم في الوقت الذي كانت "ميج " تعد خلاله طعام العشاء على المنضدة الموجودة في احد أركان حجرة استقبال الضيوف بجانب الشمعدان المصنوع من الفضة ... يا له من إطار رائع يمكن للمحبين ان يقضيا وقتهما فيه .
وجهت "كليو " حديثها الى "ميج " قائلة :
- ان رائحة طعامك رائعة .
ابتسمت السيدة وأجابت :
- انه طبق من الجمبري ... من أفضل الوجبات التي أحسن أعدادها يا سيدتي وأتمنى ان يحوز إعجابك ... هل يمكنني ان أترككما الليلة؟ ... لقد دعاني زوجي لحضور عرض فيلم في السينما معه .
- بالتأكيد يا "ميج " سأهتم بكل شيء وحدي هيا أسرعي وإلا فأتتك المقدمة اختفت "ميج " مسرعة سعيدة بفرارها من هذا الجو الكئيب الذي يخيم على المكان.
وقال "جود" بجفاء :
- هل تنوين الخروج الليلة ؟ لقد قضيت وقتا طويلا في إعداد نفسك ... إلا إذا كنت تتخذين ذلك فرصة للفرار مني .
جلس الاثنان حول المائدة وبدأت "كليو " تملا الإطباق عندما استطرد "جود" قائلا :
- لقد ألقيت نظرة على التقرير الذي أعددته لماذا لم تريني إياه قبل ان تتحدثي بشأنه مع " لوك " انه أنا الذي أوصيتك بأعداد هذا التقرير.
بدأت الفتاة في تناول طعامها ثم قالت له بهدوء :
- حقا ؟
فانفجر "جود " قائلا :
- أنت تعلمين ذلك جيدا .
رمته "كليو " بنظرة باردة ثم قالت :
- اعتقد إنني لا اعمل من أجلك لقد فصلتني من شركتك ونصحتني بالعمل ف "بنك سلاد " وأنا وافقتك... فلا تلمني عما يحدث بعد ذلك أما بشان عودتي إليك في كل قرار اتخذه بخصوص البنك فلا داعي لذلك أبدا .
قال زوجها بهدوء :
- يجب ان نعمل معا من اجل أصلاح الوضع في بنك سلاد
استراحت "كليو " في الكرسي وأجابت :
- كانت فكرتك وليست فكرتي ولنقل إنني مسئوله عن هذا العمل الذي كلفتني به أنت ... أما فيما يختص بعلاقتنا فلا دخل لها بعملنا معا في البنك أما ان اعمل به ...وأما لا ...
شعرت "كليو " بتفوقها عليه في الحديث فاستطردت قائلة :
- من ناحية أخرى أفضل ان يستقل كل منا بحجرته الخاصة ولا أريد ان يكون بيننا إي لقاء جسدي بعد ذلك .
انفجر "جود " في الضحك وقال :
- لماذا .لماذا تحرمين نفسك من هذه المتعة عزيزتي ؟ أنت تعرفين جيدا انك تعشقين فكرة مشاركتي لك الفراش وتعرفين إنني ما ان اقترب منك حتى تشتعل الرغبة المجنونة داخلك ..
اكتسى وجه الفتاة بحمرة الخجل ولم ترد عليه ان "جود " على حق فيما قاله ولن تستطيع ان تتهمه بالكذب .
- إلا أذا كنت قد بدأت في لقاء فنتون ؟ هذا يوضح السبب في رفضك لي بما انك وجدت البديل ؟
سيطر على "كليو" غضب شديد ولكن كيف تدافع عن نفسها؟
كيف تجعله يستمع أليها لماذا لا تزال تشعر بالحب تجاه هذا الوغد وتحتمل هذه المأساة اليومية لابد من وضع حد لهذا الجحيم.
صرخت "كليو " غاضبة :
- أنت شخص كريه ... لا يمكن ان احتمله أكثر من هذا ... أريد الانفصال عنك .
لمعت عينا "جود" ببريق غريب وقال بهدوء كئيب :
- ها نحن وصلنا أخيرا ... كنت أتساءل متى تطلبين ذلك ؟
ماذا يقصد إذن ؟ هل معنى هذا انه يتمنى الانفصال عنها ؟
شعرت "كليو " فجأة بالراحة واليأس يمتزجان بداخلها بينما امتلأت عيناها بالدموع ... هل هذه هي النهاية المحتومة لقصتهما القصيرة الحزينة ؟ هل سينهيان فشلهما في حياتهما الزوجية بهذه الصورة ؟ وأخيرا وضع "جود" حدا لترددها :
- أذن أنت تريدين الانفصال .. نهاية طبيعية . ألان بعد ان وضعت يدك على أموالك .لم تصبحي في حاجة إلي .. ويمكنك التخلص من هذا الزواج المزعج لتبدئي حياة جديدة مع هذا العشيق فنتون ولكن هل تظنين إنني سأوافقك على هذا ؟
ثم انهال بقبضه يده على المنضدة مما جعل الإطباق تهتز بشدة وصرخ بأعلى صوته قائلا :
- مطلقا .. أتسمعينني.. مطلقا ستدفعين ثمن هفواتك غاليا .. أنني لا اخدع بهذه السهولة ...لقد أردت ان تصبحي زوجتي .. وستظلين زوجتي أردت أم لم تريدي .. زوجتي حتى في فراشي .
شحب وجه "كليو" لسماع هذه الاهانه وقالت بوهن :
- هل تعتقد إنني أريد الابتعاد عنك من اجل اللحاق بعشيقي ؟ ولو كنت أريد ذلك من البداية ما الذي منعني إذن ؟
عجز "جود" عن الإجابة وظل صامتا لبضع دقائق قبل ان يجيب بهدوء ثانية :
- لا تفعلي ذلك يا "كليو " أنها لعبة خطرة جدا بالنسبة لك وله .. ومهما تذهبي معه بعيدا فسأجدكما ...
حتى لو قضيت حياتي كلها في البحث عنكما. كانت "كليو" تعرف جيدا انه يعني حقا ما يقوله ان "جود مسكال" بسمعته الجبارة لن يعجز أبدا عن قتلها إزاء هذه القصة التي لا دخل لها فيها ...


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.