آخر 10 مشاركات
كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-16, 03:11 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 بات من يهواه من فرط الجوى خفق الاحشاءموهون القوى بقلم/لولوه بنت عبدالله(مميزة،مكتملة)






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين بمناسبةعيد الفطر

يسعدني أن أنقل لكم رواية مميزه لكاتبة راااائعة

(( بات من يهواه من فرط الجوى، خفق الاحشاء موهون القوى ))

بقلم المبدعة/لولوهـ بنت عبدالله



قراءة ممتعة للجميع ...



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 01-07-16 الساعة 09:52 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 03:27 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعضاء روايتي الغالين زوارنا الكرام

تنبيه :

الرواية حصريه وتم نقلها بعد أخذ إذن الكاتبة لهذا ممنوع نقلها

من منتدانا إلا بعد أخذ إذن الكاتبة وسماحها لمن أراد نقلها


sira sira and Maha bint saad like this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-06-16 الساعة 09:20 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 03:39 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركــاته ..

.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

{دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
"يونس:10"

.
.

اللهم ارزقني وارزق كل من يدخل هذه الصفحة جنةً عرضها السماوات والأرض بغير حساب ولا سابق عذاب ..

اللهم آمين ..
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين

.
.


آل ل.........اعزائي وكل من له غلا في قلبي
اقدم لكم اليوم روايتي .. بنتي الأولى
اتمنى تنال على اعجابكم ورضاكم على قد ما نالت على حيز كبير من حياتي وفكري ..

،

(بـــاتَ مــن يهـْــواه مــن فرْط الجـوَى، خفْــق الاحشَــــاء مــوهُـــون القـــوّى)

.
.

الرواية حصرية على منتديات ...... .. لا ابيح ولا احلل اي احد ينقلها لمنتدى آخر أو ينسخها بدون حفظ الحقوق ..




رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t352581.html#post11377829

المقـــــدمـــــة



في زمن أقرب من البعيد .. وأبعد من القريب .. زمن غارق بوحل الحسرة/المرارة ..

قبــل ثــلاث سنــوات ..




بزمجرة قاسية غاضبة لـ رجل ليس بيده فعل شيئ:
حسبي الله عليكم .. حسبي الله عليكم
أنتو شو تبون منا شو تبووون ..!!
ما سدكم اللي سويتوه إلين الحينه
خليتوا ابويه يتعاطى السم اللي اتاجرون به
عقب تبليتوا عليه وشوهتوا سمعتـــــه
وودر شغله بسبتكمممم

أكمل بصراخ مبحوح .. محترق بالوجع الملتهب .. القاسي .. وبعينان حمراوتان تبرقان غضباً/مرارةً علقمية:
خليتوه يا جلاااااب يذبح امممممممي .. ذبح امممممي بـ سبتكم يا الـ.... يا عياال الـ... ياللي ماتخافون الله
شو تبووووون زووود شو تبووووون ..!!!!

ضحك أحدهم بعد أن لمح بطرف عينيه منظر ذاك الرجل الهرم بملابسه المتشققة وعقله/ناظره غائمان من أثر المخدر الذي حقن به قبل قليل .. وبخبث كريه قال: والله ابوك اللي سوى بعمره جيه .. يينا معاه بكل الطرق ما فاد .. باللول يينا معاه باللين والسياسة .. ويوم سوى فيها الرجل الشريف الأمين اللي يغار على وطنه قلنا ها ما بيخضعلنا الا بطريقتنا الخاصة
هههههههههههههه وسمحليه أبوك طلع غبي وطاح في الفخ

زمجر بذات غضبه الناري الكاسح المبطن بآسى بالغ: أبويه يسووووواك ويسوووى كل زبالة يفكررر إنه يتعدى على بلادناا ويهدد أمنهااا .. نحن عيااااال زايد .. عيااال زاااايد يا عبيد الفلسسس
تعرف شو يعني عياال زاااايد ..!!!!
نحن شعب أصغررررنا شبببببل يا إمععععععه ..
وأكمل بوعيد صارخ فاق كل حدود القهر/الغضب: اقسم بالله العلي العظيم انكم بتندمووووون .. والله لأنفيكم واحد واحد يا عيااااال الـ...

رد عليه ذات الرجل السابق بضحكة خبيثة مقرفة لامبالية : هههههههههههههه خف علينا يا ريال روعتنا .. شوفنا نتراقل من الروعه ..
(نتراقل = نرتجف)
ضحك معه كل الموجودين في المكان .. وقهقه معهم الرجل الهرم ذو العقل الغائب بشكل أوجع تلابيب فؤاد ابنه
موجع لدرجة الخزي والعار وقلة الحيلة ..

لكن ما ذنب أبيه ..!
مـــا ذنبـــــــــه ..!


وأكمل الرجل بجدية عصبية: اتكلم على قدك يا بابا مب انت يالياهل اللي بتهددنا وتروعنا
بتتعاون ويانا وتنفذ اللي نباه ولا أخلي أبوك يحترق جدامك ويتفحم ؟

فقد حاسية التفكير للحظة .. ماذا يفعل .. أبوه فاقداً وعيه بلا حول له ولا قوة .. لا يريد أن يرضخ لهم
تبــــاً .. ليس حارب من يرضخ لمجموعة حثالة سفلة ..!

في ذات الوقت يريد أن يحمي أبيه
يالله رحمتك .. ماذا أفعـــل ..!!
ماذا أفعـــــــــــــل ..!

وفجأة تلقى لكمة قوية على فكه جعلت الدم يسيل من فمه

: يا غبي قاعد تحل مشكلة الشرق الأوسط ولا شووه ؟
خبرني يلا بتنفذ اللي بنقولك عليه ولا لا ؟

غمغم حارب بألم جسدي وروحي مغلف بغضب ساحق: شو يضمني إنك بتخلي ابويه في حاله عقب ما اسوي اللي تبونه ؟

اجابه الرجل بنظرة خبيثة: أبوك خلاص ما منه فايدة النا .. يوم بتسوي اللي نباه بنودره في حاله .. هو ما يقدر يهددنا في شي عقب ما الكل الحينه يشوفه مجرم مدمن مخدرات عربيد ما يسوى بيزة ..

شعر حارب بوخز بقلبه ينتهك كبريائه وفخره بأبيه الشامخ .. الشامخ المهيب ..!!!!

أخفض رأسه وأغمض عينيه بأسى وهو يعلم أن هذا الحقير صادق في ما قاله
فالناس لا يعلمون عن أبيه إلا انه مجرم قتل زوجته وهو سكران وارهابي باع وطنه وأرضه للأعداء .. حتى لو كانت عائلته على معرفة تامة ان الذي طال سمعة والده ماهي الا شائعات .. "عدا حقيقة قتله والدته المأساوية" .. الا ان غيرهم من الناس يجهلون ما خلف هذه الاشاعات المقيتة ..!!!!

وبعزة نفس محطمة هتف بغلظة مبحوحة: حسبي الله ونعم الوكيل .. لكم اللي تبونه
وأردف بعينين حادتين تشعان غضب: لكن والله ماسوي شي قبل ماشوف ابويه في بيته صاحي وماعليه شر
فاهميييييييين ..!!

رد الرجل بنظرة تلمع خبثاً ينم عن مخطط حقير وعميق: إن شااااااء الله كم حااااارب عندنا نحن ..!!
أبوك بنوصله البيت معزز مكرم .. لا وقبلها بنوديه المستشفى جان تبا عشان تطمن على صحته
هذا الغالي بو الغااااااالي ..
لكن حروبي حبيبي ابا خدمة ثانية صغيرونة ئد كده هو "وأشار بيده بوضع السبابة على الإبهام"

اعطاه حارب نظرة حادة متوجسة غاضبة تشع بالقرف: ما يسدكم انيه بتعاون معاكم يا حثااااالة
وأردف باحتقار: إخلص عليه شو تبا ؟
(يسدكم = يكفيكم)

هتف الرجل بعد أن جلس مقابل حارب ونظر إليه وجهاً لوجه وقال بدهاء شيطاني:
أباك تتصل الحينه بـ ولد ظاعن الـ.. وتقوله اييك هنيه
وخل الباجي علينا

اتسعت محاجر بـ صدمة/استنكار .. وصرخ بصوت مشتعل: نعممممممممم ..!
ليش اتصل بـ سلطان الـ... شتبووووبه ..!
(شتبوبه = شو تبون به)
ضميرك المنحط الين وين ناوي يووووووصل !!! لأي درجة من السفــــــــــاله أنت تبا توصــــــل ..!
مايسد اللي سويتوه في أبويه وفينـــــــــا ..!! هـااااا ..!!

حارب من شدة انفعاله وصراخه انقطع نفسه وأخذ يسعل بشدة ..

قال الرجل بنبرة شيطانية لامبالية وغير قابلة للتفاوض: بتتصل بـ سلطان بن ظاعن ولا أخلي أبوك يتعفن هنيه ..!

اخذ يتوسل الرحمن بقرارة نفسه بعينان غائمتان بسحائب آسى وحرقة قلب انبثقت من وجهه الشاحب

يــــــالله ارحمني .. ارحمني يــــارب
هو ليس بـ حقير ولا قليل أصل لـ يورط سلطان في المصيبة التي هم فيها ..
ماذا يريدون منه ..!
لا يستطيع ..
سلطان عزيز وغالي عليه .. لا يستطيع الكذب عليه واستدراجه إلى هنا ..!
لا يستطيع اذ انه لا يعلم ما الذي يريدون منه ..!!
الله وحده يعلم ما الذي يخططون له هؤلاء الخونة الاوغاد ..!!
يــــــــارب ..

أخذ يفكر بطريقة تخرجه من المأزق الذي وقع فيه ..
حسنا
ليس عليه إلا أن يعتمد على فطنة وذكاء سلطان المعروف بهما
هذا هو الحل الوحيد

يـالله أعنــي ..

رد حارب مكرهاً بنبرة حاقدة ملؤها الكره/الغل: انزين

ضحك الرجل ضحكة صفراء منتصرة: حلوو حلووو انت جيه تعيبني يا ولد محمد
وأكمل وهو يعطيه الهاتف:
اندوك .. اتصلبه وقوله موترك بنجر على خط الغربية وتبا فزعته ..
(اندوك = امسك)
حارب بابتسامة استهزاء: بس سلطان بيستغرب لو اتصلتبه عشان هالشي .. بيقول وين أخوه وين ربعه !!
ابتسم الرجل ابتسامة خبيثة .. وقال: لا تخاف ما بيسأل .. سلطان لو حد طلب معونته ما بيقعد يتنشد ويسأل .. بيفزع على طوول ..
حارب بنظرة احتقار: ما شاء الله تعرفون خصومكم وطبايعهم بعد
أجاب بنظرة شيطانية مليئة بالدهاء: ونعرف كل شي عنك يا حبيبي .. خصوصا أختك الطرما اللي قاعده روحها في البيت الحينه ههههههههههههههه
(الطرما = الخرساء)
هبّ واقفاً من مقعده بسرعة الفهد وصرخ بصوت مرعب متفجر بالغضب/الثوران: والله ثم والله ثم والله ان فكرتوا ادقووون شعرة من ختيه لجلب حياتكم جهنمممممم .. وإنت تعرف ززززين حارررررب يا مووووينع ..

كانت عينا حارب تشعان بحمار أسود تنبأ بالشر الشيطاني الصرف
يقسم ذلك الرجل المدعو مانع أنه لو سنح لحارب الفرصة الآن فلن يتوانى عن حرقه لمجرد ذكر أخته
يعرف مانع مع من يتعامل الآن !!
ولأنه يعرف سيخفف من ضغطه على حارب

رد بتهديد مبطن بتوتر حذر: أعرف زين إنت منو .. ولازم تعرف إن اللعب معانا مب سهل
رمّس سلطان الحينه وخله ايي .. ضيعت وقتنا وايد

صرخ حارب بنظرة احتقار تنضح حقداً اسوداً: يا غبي انت ناسي إنكم مربطين عيني من ظهرت من بوظبي وماعرف أنا وين الحيييين ..!!!

شعر مانع بالغضب من الإهانة التي وُجهت له ولكن عليه أن يمسك أعصابه حتى تنتهي هذه المهمة .. فإن لم تتم بسلام وبأقل خسائر ممكنة .. فهو لن يفلت من عقاب الزعيم ..
قال بعصبية مكتومة: قوله يعدي الطريف ويوقف في الشارع اللي يودي على .....

وأخد يلقنه عنوان المكان بالضبط ..

هتف حارب في قرارة نفسه
" حسبي الله عليكم عقيتونا وسط الصحرا .. شو اتريا من هالاشكال الا انها تنخش في برور وبقع ما يعلم ابها الا الله "

،

كان الهاتف يرن .. ومع كل رنة يدعو حارب برجاء يائس في قلبه أن لا يرد سلطان

لا ترد ..
أرجوك يا سلطان لا ترد على الهاتف
أرجـــــــــــوك ..

أتاه في ثواني هتافاً حازماً قوياً: ألـــــو
أغمض حارب عيناه من شدة القهر/قلة الحيلة .. وبصوت خشن مرهق مغلف بـ حزم قوي لا ينثني:
السلام عليك بومييد
(اسم سلطان عند المحليين يُلقب بـ بومايد، او بومييد تصغيراً لإسم مايد)
رد سلطان بود رجولي دافئ: وعليييك السلام بن محمد .. مرحبا ملايين ولا يسدن في ذمتيه

قرر حارب أن يتلاعب بنبرة صوته وحديثه علَ سلطان يفهم بفطنته أن هناك مصيبة حلت به ..
وبذلك لن يأتي خالي اليدين من غير سلاح يحميه ..!!

تكلم حارب بنبرة مرهقة مرتجفة "بتصنع": مرحبابك زود يا سلطان .. اشحالك ..؟!!

سلطان بحزم أخوي مليئ بالود: طيب طاب حالك .. ومن جداااااك ؟
(جداااك = ومن عندك)

حارب بذات النبرة المتصنعة المليئة بالأرتجاف والارهاق الظاهر:
الحمدلله رب العالمين يسرك الحال

سلطان بطبيعته المتحفزة المتيقظة أحس أن هناك أمر يحدث الآن عند حارب .. قال بحزم متوجس:
حارب بلاك ؟ صوتك هب عايبني .. فيك شي يا خويه ؟

حارب بصوت مرتجف متقطع وتمثيل متقن: أ أأ أأأ أ أ شسمه .. ابا فزعتك يا سلطان
دخيلك .. متورط أنا وماعرف شقى أطلع منها ..

انتفض سلطان بحمية متفجرة مبطنة بقلق/حذر: ابشر بعزك يا بومحمد
الروح ترخصلك والله .. خبرني وينك ؟ وين داااااارك ؟
شو صاير عليييك ؟

رفع حارب عيناه .. ورآى مانع مكتف الأيدي وينظر له بنظرات فاحصة وكأنه يريد سبر أغواره وتحليل حديثه .. ومن جهة أخرى رآى كل افراد العصابة موزعين بطريقة منتظمة بحيث كل رجلين يحرسان المخارج المتعددة في المكان الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لا يظن أن لها نهاية ..

حارب بذات الصوت المرتجف "بتصنع" ويكرر كلمته لكي يفهم سلطان إنه في ورطة حقيقية:
سـ سـ سـ سلطااان .. بنجر موتريه وانا مويّه صوب الغربية .. وما عندي حد يفزعلي غيرك

شعر سلطان بغرابة .. واجاب بنبرة كمن لم يصدق أن هذا الأمر يجعل من صوت حارب "مرتجفاً"
فـ هو يعرف حارب ..!! ويعرف كم هو فولاذي القلب ولو إنه ضاع في صحراء الربع الخالي ما كان ليتكلم بهذا الضعف ..!
: بس السالفة جيه حارب ؟

حارب بذات النبرة المتصنعة وأخفض صوته هذه المرة لكي يصل احساس الخطر لسلطان:
دخيلك إلحق عليه يا بومييد .. دخيلك يا خويه

نبضت فجأة فكرة في عقل سلطان .. وهتف بسرعة بنبرة متسائلة واثقة: إنت تحت تهديد سلاح .. صح ؟

ابتسم حارب ابتسامة داخلية لم تظهر على وجهه واجتاحته رغبة شديدة في تقبيل رأس سلطان على دهائه وفطنته .. ثم أردف بنبرة خافتة أظهرها كارتجافات متقطعة: يلا يا سلطان تعال .. اترياك انا


علم سلطان أن حدسه قد أصاب فـ حارب لم ينكر أو يعترض على ما قاله للتو .. والذي أكد على هذا صوت رجل هرم يصرخ بألم ..

كان ذلك الصوت هو صوت أبو حارب بعد أن رفسه أحد أفراد العصابة نكايةً في حارب

أخذ سلطان يمشي بسرعة وسيطرة كاملة كمن يتأهب لاصطياد فريسة وبصوت حازم قوي جبار كـ "هو" هتف: تمممم يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟

تنفس حارب الصعداء براحة وهو يحمد الله على نجاح لعبته .. فهو بهذا قد ضمن أن سلطان سيتسلح ولن يأتي خالي اليدين ..
ومن جهة ثانية يؤمن أن سلطان سيساعده بالخروج من هنا أو خروج أبيه على الاقل ..
ومن جهة ثالثة حجته بأن سيارته قد توقفت قد ساعدته ..
فلو لم يقترح مانع الغبي تلك الحجة لما استطاع أن يمثل باتقان ويتلاعب بنبرة صوته وحديثه


.
.
.


فـي نفـس الزمـان
باختـلاف المكـــان

أبـوظبـــي


كانا يدرسان بجد .. كل واحد منهما منهمك في حل المسألة المعقدة التي قررا حلها ..
بعد أن أحس بتعب وصداع في رأسه نتيجة التركيز التام .. مدد ساقاه أمامه وهتف بسأم:
ها عبود عرفت تحل المسألة ولا لا ؟
أجاب عبيد بتأفف متجهم: لا ماعرفت أحلها .. قسم بالله تعبت ياخي لين متى بنتم على هالمسألة
خلاص بنخلي الدكتور يحلها حقنا قبل ما ندخل قاعة الامتحان ..
قال الأول بتثائب مرهق وعيناه دامعتان من قلة النوم: ابا اررررررقد .. سهران طول الليل على هالماده الزفتة ..
انا اذا خلصت هالامتحان بحس انيه خلااااص خلصت كل الامتحانات اللي عليه .. هم يا ريااااال هم على القلب
تبسط عبيد أرض المجلس بكامل جسده وتثائب بإرهاق كـ صديقه .. وقال:
الذيب .. فديتك سِر هاتلي قلاص ماي بااااارد ولا عصيير .. عطشان قسم بالله .. من الصبح مابليت ريجيه بشي
(سِر = روح)

لم يسمع رد بتاتاً وكأنه يحادث الجدار ..

ضرب رأس صديقه بقلم حبر .. وصاح بحنق: ذيااااااااااب
نش هاتلي شي اشربه .. لعنبووه هالمذهب اللي لك .. جاني من الصبح متفيزر عندك ولا يبتلي شي آكله ولا اشربه
تأوه ذياب بكسل ونعاس شديد: اووه يا عمي حسستني انك واحد توني مرابعنه .. مب جني الا مجابل ويهك 24 ساعه من 15 سنة
نش انت وهاتلك هاذوه المطبخ جريب .. ولا ازقر كوسينوه " الخادمة" وهي بتييبلك ..
(ازقر = نادي)

وقف عبيد بتأفف متهكم من هذا الكسول: خس الله العدو .. ما منك فود موليه
(موليه = ابداً)


.
.
.


بينما عبيد يخرج من المجلس .. سمع صوت أحدهم وهو يتحدث على الهاتف .. لم يقصد التنصت
ولكن استوقفه اسم يعرفه على لسان هذا الرجل ..!!

: ابششششر يا حارب فهمت اللي تبا توصلي اياه .. قولي وين مكانك بالضبط ؟

حـــارب ..!!
ماذا يريد حارب من سلطان !!
امممممم من الممكن إنه شخص آخر

لا
عليه التأكد
فـ هو ذاته غير مطمئن من الذي يجري
فأبيه وأخيه مختفيان منذ ساعات طويلة
ولا يجيبان على هواتفهما ..!!
ما الذي يجري بالضبط ..!! .. الارتياب العاتي يهاجمه بلا هوادة .. يشعر منذ مدة بأن هناك امر جلل سيحدث ..
"او انه يحدث الآن" ..!!

وبدون أن يشعر تحرك باتجاه سلطان: سلطااااان
إلتفت سلطان بتحفز صارم للذي يناديه وبعد أن رأى عبيد ابتسم بود: أوووه عبيد عندنا ما شاء الله ..!
ابتسم عبيد بنظرات لم تخلو من التوجس/الحذر .. وقال وهو يسلم عليه بأنفه: هيه من الصبح هنيه .. ييت عسب أراجع مع ذياب امتحان اليوم ..
هز سلطان رأسه وبحزم: اهااااااا .. زين عيل من رخصتك .. اسمحليه عاده مستعيل شوي ورايه شغله مهمة

وبعد أن إستدار ليخرج من الممر المؤدي لموقف السيارات .. استوقفه عبيد بحزم مغلف بأدب جم: بومييد
سلطان بحزم متحفز كما هو دوما: يا لبيييه
رد عبيد بنظرات فاحصة متوجسة : لبيت حاااي ياربي .. إنت ساير عند حارب اخويه ..؟

رمقه سلطان بنظرات سوداء هادية .. نظرات رجل لا يعرف التلاعب أو الكذب
فـ هو صادق .. صريح .. لا يعرف المواربة .. ولا يهاب أحد الا ربه:
هيه نعم .. اتصلبيه أخوك وقال إن موتره بنجرت وعالق في الخط ..

تفاجأ عبيد بشدة .. ليس لأن شقيقه الاكبر اتصل بـ سلطان بالرغم أن الأثنين نادراً ما يلتقيان
لا يلتقيان الا في الأعياد والمناسبات ..
بل لأن حارب لم يتصل به هو ..!!

سأل عبيد بنظرات متوجسة قلقة: وشحقه ما دق عليه أنا ؟؟

هز سلطان كتفيه هاتفاً بحزم هادئ: مادريبه والله .. يمكن لأن وراك مذاكره وامتحان .. فـ ما يباك تحاتي وتتعبل

لم يصدق عبيد ما قاله سلطان .. هو في الحقيقة لا يصدق الآن الا دقات قلبه العنيفة غير المريحة/المرتعدة ..
هناك أمر يحدث الآن .. قلبه لا يكذب ..!!!

هتف عبيد بحزم وقد اتخذ قراره: بخاويك
عقد سلطان حاجبيه باستنكار خفيف: شو تخاوينيه !! وراك انت امتحان عقب شوي ..
غير انه أخوك عالق في بقعه بعيده ما بتلحق تروح وترد ويانا ..!!
ثم اضاف بصرامة: يلا سر كمل مذاكرة ويا ذياب .. نحن ما بنبطي ان شاء الله .. بنرد على الغدا اذا الله راد

هتف عبيد بنبرة حازمة قاطعة غير قابلة للنقاش: يا بومييد في خاطريه اخاويك .. الامتحان الساعه 4 العصر .. ونحن الحينه 11 .. بلحق اروح وارد ان شاء الله
رد سلطان بنظرة حازمة مبطنة بـ توجس/قلق: يا عبيد الله يهداك شحقه يباسة الراس ..!!
ترى السالفة هينة .. انا الا رايح اييب اخوك وراد ان شاء الله
دراستك أولى الحينه ..

هتف عبيد بقرارة نفسه بقلق متفجر " لا والله أخويه وأبويه أولى .. احساسي ما يخيب .. في شي مستوي الحين ولازم اعرفه بنفسي"
ثم قال بعزم بالغ: قلتلك يا بومييد امتحاني العصر .. بيواحيلي ارد قبل اذا الله كتب ..
(بيواحيلي = اي لديه وقت كافي)
وأكمل بابتسامة: ولا طويل العمر ما يبا مخاواتي ؟؟

ابتسم سلطان ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه: حد يعوف مخاواتك يا ولد محمد ..!!
ثم اكمل بحزم: يلا انزين امش .. تحيرنا على أخوك حليله
(تحيرنا = تأخرنا)

وسارا باتجاه السيارة .. وبعد أن ركبا وتحركا اتصل عبيد بـ ذياب ليخبره بما حصل وإنه سيذهب مع سلطان لجلب حارب

قال عبيد بنبرة متفجرة بحب أخوي: الذيب

شعر ذياب كما لو أن نبرة صديقه قد جرحت عرق في قلبه من شدة عاطفتها المؤلمة: لبييييه

عبيد بنبرة عميقة صادقة كـ " صدق ايمانه بالقدر خيره وشره" : يالله عساك تلبي حاي قول آمين

ذياب بذات النبرة العميقة المبطنة باضطراب لا يعرف مصدره: آمييين وانت وياايه ان شاااء الله

ابتسم عبيد بدفئ متفجر وعيناه غائمتان بـ حب/مشاعر غريبة مجهولة تجتاحه لأول مرة في حياته: ان شاء الله يارب ..
أكمل بنبرة رجولية أخوية متفكهة مبطنة بـ "حزن غامض": يالذيب .. أحبك ياخي هههههههههههههههه
حط بالك على روحك .. ادريبك بتتوله عليه هههههههههههههه

وأردف بحزن ظاهره حزم وصرامة:
اسمعني الذيب .. ان بطيت عليك قدم الامتحان .. لا تترياني .. اعرفك خبل عليك حركات ماعرف شقايل
(شقايل = كيف)

هب ذياب واقفاً .. وهتف بعصبية: إنت ما قلت على الغدا بتردوون !!! ليش تقول الحين بتتأخروون !!
لا تستهبل عبيدان رد و لا احلم اقدم الامتحان بليااااك
(بلياك = من غيرك)

عبيد بذات النبرة الموجعة التي لا يستطيع تفسيرها ولكن أظهرها بحزم: ان شاء الله .. يلا مع السلامة

اجابه ذياب بنبرة متوجسة قلقة وقلبه يكاد يسقط من شدة الارتجاف: عبيدان رد بسرعة دخيلك
هز عبيد رأسه بـ " نعم " كما لو أن صديقه يراه
ذياب بقلب قلق متوجس: الله يحفظكم بحفظه .. مع السلامة

أغلق ذياب الهاتف عن رفيق دربه وجليس ضحكته وحزنه ..
الأخ .. الرفيق .. الخليل .. العضيييد ..
كان عبيد كل تلك الألقاب .. كل تلك المسميات العبقة الحنونة ..
لم يكن يعرف ذياب إنها المرة الأخيرة التي سيسمع بها صوت " سبايب ضحكته "
المرة الأخيرة التي سيستمتع بعزف نبرات صوت صديق الطفولة
فـ لو كان يعرف .. لما تركه يذهب لحتفه ..!!

،

لم تستغرق الرحلة سوى 45 دقيقة أو أقل بقليل .. فالمنطقة المنشودة تقع تقريباً في أول المنطقة الغربية من البلاد .. والمسافة إليها لا تستغرق الكثير وهذا من حسن حظ سلطان ..

سلطان الذي كان طول الرحلة يفكر ويحلل ما قاله حارب ..
حسنا ..
هو أيضا يشعر بأن دقات قلبه تنبأ بحدوث أمر جلل
لكن عليه الحذر .. !
وأول خطوة يفعلها هي أن يضمن عدم خروج عبيد من السيارة
هو في الحقيقة لا يعرف ما الذي سيحدث وما نوع الخطر المحاط بهم ..

بعد أن وصل للإشارة التي تحدث عنها حارب .. اتصل به


.
.
.


بعد مرور ثواني على الرنين

رد حارب بصوت مترقب مُرتبك ظاهره حزم صارم: هلا سلطان .. وصلت ..؟!!
سلطان بنبرة حازمة متوجسة حذرة: هيه وصلت للإشارة اللي قلتليه عنها
وين مكانك بالضبط ..؟

وأخذ حارب يرشده إلى مكان المزرعة بالضبط كما لقنه المدعو مانع

قاطعه سلطان بنبرة متشككة تخللها حزم من التربص: إنت في مزرعة ؟؟؟

استخدم حارب تلك النبرة المرتجفة التي تثير فطنة سلطان والتي تجعله متأكداً أكثر ان حارب تحت سيطرة أحدهم ..
هتف بكذب لم ينطلي على صاحب العينين السوداوتين: هيه .. في واحد يزاه الله خير وقفلي وحلف عليه اروح وياه مزرعته عسب اتغسل وارتاح شويه يلين ما اتوون ..

فهم سلطان ما يقصده حارب وبنبرة حازمة واثقة لا يريد بها اثارة قلق عبيد هتف: انزين حارب فهمت عليك .. دقايق ونحن واصلين

لم ينتبه حارب لكلمة "نحن" فهو كان مشغول البال ويحاول المحافظة على توازن عقله لكي يخرج من المأزق الذي هو فيه ..


وصل سلطان وعبيد للمزرعة المقصودة .. ولكنه اوقف سيارته تحت ظل اشجار كبيرة كثيرة بمحاذاة منزل ضخم مقابل تلك المزرعة ..
ف بذلك لن يستطيع أحد رؤية سيارته ورؤية من فيها ..!!
ويضمن أن عبيد في مأمن من الخطر
وفي حالة حدوث أمر سيأمره بالذهاب والاتصال بالشرطة ..

إلتفت سلطان ليواجه عبيد واخذ يلقنه ما يجب أن يفعله وبحزم صارم اردف: عبيد انا بنزل وانت خلك هنيه
عبيد باستنكار: ليش مانزل وياااك ؟ شو مستوي يا سلطان ؟ انا قلبي حاس ان حارب فيه شي
قولي سلطان لا تخش عليه شي
لم يكن يعلم سلطان بحاسة عبيد السابعة .. ولكنه قال بحزم وبنبرة غير قابلة للنقاش: عبيد خلاص قلتلك تم هنيه
بروح اييب اخوك وبرد .. ما ببطي .. اسمعني .. خل التلفون في ايدك وانا بخلي سويج الموتر معاك ..
(سويج الموتر = مفتاح السيارة)
لو اتصلتبك وبندت عقب رنة وحده اعرف إنك لازم تحرك وتظهر من هالبقعه .. واتصل بأقرب مركز شرطة وعطهم هالعنوان

كان سلطان يتكلم بسرعة وحزم قوي صارم كأن الذي يكلمه أحد عناصره الذين يعملون تحت أمرته: فهمت اللي قلته ولااا ؟؟
عبيد لم تعجبه نبرة التوجس التي غلفت صوت سلطان ولا الغموض الذي يكتنف نظراته ..
مع ذلك قال: فهمت اللي قلته .. لكن يا سلطان حلفتك بالله تخبرني
شو مستوي .. خبرني واوعدك ماسوي شي انت ماتباه

رمقه سلطان بنظرة سوداء مغلفة بالغموض والترقب: صدقني لو قلتلك إنيه انا نفسي ماعرف شو اللي بوايهه داخل ..
يلا نازل انا .. ولا تنسى اللي قلتلك عنه
هز عبيد رأسه بطاعة ونظرته غدت كغيمة سوداء من فرط القلق/الخوف/الحيرة/التوتر العارم ..


.
.


كان يمشي برشاقة كرشاقة الصقر المحلق في السماء .. وعيناه الحادتان الحذرتان تمسحان المنطقة حوله كلها .. يريد التأكد أن لا أحد يراقبه او يتربصه به حول المزرعة ..
وقبل أن يقترب من البوابة الرئيسية .. ذهب ليتفقد الأحوال وراء المزرعة
في الحقيقة هو يريد التأكد من وجود أي بوابات جانبية أو منافذ تمكنه من الهروب هو وحارب عبرها في حال ساءت الأمور وخرجت عن سيطرته

رآى بوابة خشبية منخفضة الطول تفصل مابين المزرعة الداخلية وحديقة صغيرة خارج المزرعة لا يوجد فيها سوى مجموعة جراء حديثي الولادة يرضعون من أمهم ..

حسنا .. الى الآن يبدو ان حظه حليفه اليوم ولله الحمد ..

بعد أن تأكد من خلو المكان في الأمام والخلف .. رجع للبوابة الرئيسية وقرر أن يرن الجرس


.
.
.


في المزرعة
وبعد أن سمعوا رنين الجرس



قهقه مانع بشر خبيث ملؤه الانتصار: هههههههه والله وطحت في ايدنا يا ولد ظاعن
ثم أشار بعينيه لأحد الرجال المفتولين بالعضلات بأن يذهب ليفتح البوابة ..

بابتسامة صفراء موجهة لـ حارب اردف: ماله داعي اقولك إن أي تصرف منيه ولا مناك خارج عن خطتنا .. أبوك بيكون في الـ باي باي .. سمعتني ؟؟

حرك حارب جانب شفتيه باحتقار وقرف .. وغمغم: والله يا موينع طلع لك لسان وقمت تطاول على شيوخك ..!!
أكمل بشموخ وكبرياء لا يليقان الا "به": اعرف زين ما زين إنك مهما سويت .. رووسنا بتم فوووق .. في العلالي وما بنوطيها لا لك ولا لكل خوان معتدي .. ووصل رمستيه لمعزبينك ..

اسودّت عينا مانع بقسوة/حقد دفين .. وصرخ بما فيه من غضب متفجر: مانع الـ... طوول عمره فوووق .. فوووق يا حروب

ولم يتمالك نفسه فوجه ضربة ضارية على بطن حارب

كتم حارب صرخة ألم بقوة يُحسد عليها .. وابتسم بشراسة حادة خبيثة: الصدق دومه يزعل يا منوع .. هااه ..!!

تصلب جسد مانع وهو يحارب غضبه كي يهدأ ويحافظ على تجلده .. من غير تجلد النفس لن يتمكن من الامساك بـ سلطان .. اولاً سلطان .. ثم بعد ذلك سيعرف كيف يتعامل مع لسان هذا الحارب المستفز:
جــــب ... خلك مؤدب وحلو إلين مانزخ ولد ظاعن ..

اشاح حارب وجهه بنظرة مظلمة متوجسة ويدعو من كل قلبه أن تمر هذه المحنة على خير .. وجّه نظراته لأبيه المتوسد الأرض بكل قلة حيلة ووهن ضعيف للغاية ووجهه المريع بهالاته السوداء وتجاعيده التي ازدادت بشكل أليم اعطى هيئته عمراً يفوق عمره الخمسين بعشرين سنة واكثر ..!!!!

لم يستطع رؤيته وهو بهذه الحالة المذلة المخزية .. لم يستطع ..!!!
آآآآآآآآآآآآآآآه يا محمد .. ماذا فعلوا بـ صاحب عينا كتلة الكبرياء المغلفة بمعدن صنديد لا ينكسر ..!!
ماذا فعلوا بصاحب الأنف الطويل المنبثق من نار عزة وكرامة ..!
ماذا فعلوا بك يا أبا حــــــــارب ..!!!
ماذا فعلــــوا بــــك ..!!


.
.
.


في الخارج



بعد أن فُتحت له البوابة .. بدأ توجسه يزداد وهو يرى رجل ضخم ذو عضلات مفتولة بشكل مبالغ فيه ومنفر .. يعلو ثغره ابتسامة مقرفة ماكرة ..!!!

الرجل بصوت ثقيل جدا وخبث: هلا والله هلا
سلطان بنظرة حازمة متيقظة: هلا ومرحبا اخويه .. بغيت حارب ما عليك أماره
(ماعليك اماره = ما عليك امر)
الرجل الضخم بنظرات شيطانية: حارب داخل .. حيااك حيااااك قرررب
(قرب = تفضل/ادخل)
رد سلطان بذات النظرات المتيقظة الحازمة: يحييك ويبجيييك اخويه .. بس مستعيل وبغيت حارب يظهر اليه الحينه

الرجل الضخم وهو يمسك كتفي سلطان ويدخله بقساوة/عدم صبر .. وأظهر حركته على إنها ترحيب ودود:
يا ريااااااال دش .. ربيعك منسدح داخل .. حليله ضربته الشمس من الوقفة في الحر وتعب شويتين ..
(دش = ادخل)

لم يستلطف سلطان الأجواء المحيطة بالمكان .. يجزم بأن هذا الرجل من عصابة لا يستهان بها

ولكنه مشى إلى حيث يمشي الرجل الضخم إلى أن دخل لمجلس خارجي تابع للفيلا الموجودة في المزرعة
لم يرى أحد بالمكان وقال بنظرات سوداء حادة: حارب وين ؟؟

الرجل الضخم بضحكة خبيثة مكتومة وهو يخرج من المجلس: حارب بييك الحين لا تحاتي

وبرشاقة سريعة أخرج سلطان مسدسه الصغير المختبئ تحت لفة إزاره
وقرر أن يخبئه في مكان قريب من باب المجلس
فـ هو عند لحظة الصفر لن يستطيع اخراج مسدسه بسهولة ومرونة

يعترف إنه اخطئ عندما لم يستبدل ثوبه بالتي شيرت والبنطلون
ولكن الوقت لم يسعفه اذ كان مستعجلاً عندها ولم يتنسى له التفكير بهذا الأمر

رآى نافذة قريبة من الباب بستارة ثقيلة مربوطة في زاوية الحائط .. وقرر وضع سلاحه داخل كومة الستارة المجمعة بشكل يخفيه بالكامل عن الأعين ويمكّنه بسهولة وخفة أن يتناوله ..

وبعد مرور دقائق كانت طويلة بالنسبة لـ سلطان

دخل عليه رجل اسمر طويل عريض المنكبين بـ ملامح رجولية وسيمة رغم قسوتها تعلوها نظرات فاحمة حادة تشع بالغموض ..
اقترب سلطان من الرجل هاتفاً بنبرة حازمة حذرة: حـــــارب ..!!

كان حارب قد فك وثاقه قبل أن يدخل المجلس .. ولكن وجهه المغبر المتسخ وفكه المنتفخ بإحمرار طفيف كان يوحي للناظر أنه لابد وأنه تلقى بعض الضربات .. وهذا تماما مافكر به سلطان عندما رآه

تنهد حـارب بحرقة آسفة وغضب مكتوم كمن يلوم نفسه على هذا الوضع كله: بومييـد .. آســف
آســـف .. ما كان بيديه حيلـــة والله

وقبل أن يرد سلطان .. دخل ذاك مانع الخبيث بضحكة رنانة شيطانية: هههههههههههه شحقه حارب ..!! شحقه تتأسف ؟
ها يزاتنا الحينه نبا نتشرف بزيارة الشيخ سلطان بن ظاعن عندنا .. لا لا لا عيب عليك حروب ما يستوي جيه ..!!

قطب سلطان حاجباه وعيناه تنضحان حدة جلمودية تخللها غضب مكتوم .. فهو علم منذ أن رآى وجه حارب وبعد أن ظهر مانع .. أن كل الذي يحدث الآن مخطط للإيقاع به هو .. ولا يلوم حارب فهو ضحية منذ البداية ولا يشك بذلك ..!!
ليس حارب من يتعاون مع مجموعة حثالة ضده وضد وطنه ..!!

وجّه نظراته لـ حارب .. وياللهول .. لم يكن ليصدق أن نظرة عينا الاخير تعرف معنى كلمة "انكسار" ..!
ما الذي حصل لكي تخرج تلك النظرات منك يا فهد بني قومك ..!!!

حارب في هذا الوقت كان كل تفكيره وعقله منصبان على ابيه .. وعلى سلطان الذي يشعر بالضآلة نحوه
يقسم أن الذي يشعر به الآن كثيرا على نفسه العزيزة الأبية ..
يالشـدة تراكم الذل في روحه العصية على الإنكسار
يالشدتهااااا ..!!!

وجع سلطان حديثه لـ حارب بزمجرة قاسية صارمة: حااااااارب
اصلب طووولك يا ولد محمد .. تخلي شوية كلاب يسوون بك جيه ..!!!!

وأردف بذات صوته الصارم القاسي: هب إنت اللي بتخلي كمن واحد خمام يكسرون عيييينك .. هب إنت يا حااااااارب

رفع حارب رأسه ووجه نظرات حادة قوية ذات عزم شديد بدأ ينولد في روحه بعد كلام سلطان .. شعر بأن حان الوقت لكي يسيطر على الأمور التي انفلتت من تحت سيطرته ..
يجب عليه التصرف بتعقل وذكاااء ..!!

هتف حارب لـ مانع "الواقف بغضب لتجاهل سلطان له" بقسوة واحتقار: مانع .. خل اوراقنا مكشوفة ..
شو تبغي من سلطان ؟ .. قلتلك كل اللي تباه مني بيصير بشرط أبويه يظهر من هنيه
بس سلطان شو تبغي منه ..!!!
خله في حاله هو أصلا ماله خص في شي

جلس مانع ووضع رجل على رجل قبل ان يرد ببسمة خبيثة صفراء: أصلا الدنيا كلها في جفة .. وسلطان في جفة ثانية

(جفة اي كفة .. الحرف يُنطق كـ حرف الإتش الانجليزية)

عقد سلطان ساعداه امام صدره بوقفةٍ متحفزة شامخة كالصقر هاتفاً بنبرة لا تخلو من قوة انبعثت من عينيه الحادتين:
حارب .. هاييل الكلاب مسويين كل هالتمثيلية لأنهم يبونيه أنا بالذات .. لأنيه سلطااااان ..

واستمر بتجاهله لـ مانع الذي اشتعل غضبا وحقدا .. وأردف بحزم صارم: منو بعد معاك هنيه ؟
غمغم حارب بقهر ناري مغلف بالقسوة: حابسين ابويه هنيه من البارحة ..
وما خلوه ياكل ولا يشرب .. وفوق ها عطوه جرعة زايده من السم اللي يتاجرون به

سلطان بذات النبرة المغلفة بالثقة الغاضبة: شل أبوك واظهروا من هالمكان
يلا بسرعه جدامي
هتف حارب باستنكار مشتعل ساخط: واخليييك رووحك عند هاييل ..!!!
ماااااااااشي ..
(ماشي هنا تعني مستحيل)
سلطان بنظرة حادة اخفى خلفه رجااء شديد: حارب طالعني ..
نظر حارب لعيني سلطان ورآى الرجاء المغلف بحدة ناظريه
صاح حارب بقلة حيلة/انفعال: مارووم اخليك هنيه روحك مااروووم ..
قاطعه سلطان بغضب متفجر هذه المرة: حارب افهمني
ابوك اكيد الحينه تعبان ولازم يروح المستشفى .. في شي ابدى عن شي
اسمع كلامي دخيل كل من يعز عليك ..
وأكمل بثقة متفجرة: لا تخاف على سلطااااان .. اعرف زين كيف اظهر عمريه من هالبقعه
اغمض حارب عيناه بفك يرتجف من القهر العاتي المكتوم: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
كرر سلطان بحزم اشد: يلا حارب روح عند أبوك وظهروووا ..

كان يريد أن يخبر حارب بأن هناك سيارة بانتظارهما في الخارج ولكن لم يستطيع أن يتكلم بحضور كل هؤلاء المتربصين

فجأة سمع تصفيق قوي .. التفت ليرى مانع يصفق بقوة وعيناه تنضحان غيظ: برافوو برافوو والله .. اشوف تخطيطات جدامي وانا وجودي والعدم واحد
وأردف بابتسامة خبيثة: بس ممكن تخبروني منو اللي بيسمحلكم تطلعون من هنيه بليا شوري أنا ..؟!
وأخيرا وجّه سلطان نظرته للمدعو مانع وهتف بحزم قاسي واحتقار شديد: يا أنت .. اعتقد إنت وهالخمه تبونيه انا ما تبون حارب وأبوه .. مالكم مصلحة معاهم ..
خلهم يروحون بحال سبيلهم احسن لكم
ضحك مانع بنشوة شيطانية: ههههههههههههه والله في هاي صدقت وخصوصا بوحارب اللي طايح الحين مثل الجلب داخل بس حارب لا .. ماظنتي ماعندي مصلحة ويااااه .. "واكمل بسخرية مقيتة ثقيلة دم" ده أنا محتاجلوو أووووي ..
ثم نظر لـ حارب ورآى بعينيه جحيم من الغضب والاحتقار ..
قال سلطان بحزم صنديدي مغلف بالاشمئزاز: خطتك معروفة موينع .. وانصحك ماتفكر تنفذها .. خل حارب في حاله هو وأبوه
مصلحتك معااااايه وبس

مانع بسخرية: انا اللي احدد مع منو مصلحتي مب انت
وحك لحيته بتفكير هاتفاً بعدها بمكر: امممممم بس اوكي ماشي خلاف ..
تقدر يا حارب تطلع مع أبوك .. ههههههههههه ووقت ما اباك بحصلك
وين بتختفي يعني ..!!!
نظر سلطان لـ حارب ورآى التردد بعيناه .. وهتف بصرامة: حاااارب .. يلا روووح شو تتريااا

في هذا الوقت سمعوا صوت صراخ آتٍ من الداخل
تبا لهم ..
إنهم يعذبون والده ..!!!

غمغم حارب من بين اسنانه وقد تمكن منه فجأة صداااااع شديد عنيف: الله يلعـ......
وأكمل وهو يلتفت لـ سلطان: يا بومييد اوعدني تطلع من هالزرييبة
اوعددددني
اجابه سلطان بنظرة صقرية واثقة وايمان قوي: بإذن الله بطلع من هنيه ..
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. لا تحاتي يا خويه .. لا تحاتي
رمقه حارب نظرة اخيرة .. نظرة أليمة خاصة لرجل لا يمتلك الا ان يتمسك بحبائل الدعاء/رحمة الله .. ثم خرج من باب المجلس الكبير المفتوح على مصراعيه .. وذهب إلى حيث يوجد والده ..
عندما دخل رآه متوسد الأرض ووجهه مورم من اللكمات .. حمله بغضب وكبرياء مؤلم متفجران ومر أمام المجلس
وقال بنبرة نضحت رجاءاً/قهراً/غضباً مريراً: استودعتك الله يا سلطان


.
.
.


في تلك اللحظة
في المجلس



مانع بضحكة انتصار خبيث: ههههههههههههه مرحباااا السااااع بـ ولد ظااااعن الغاااالي
تو ما انور المكااااان والله
ثم أردف بنبرة ضبع قد حاصر ضحيته بعد دهر من الانتظار: تعرف إنك غالي حتى على الراس العود وبيستاااانس وااااايد يوم يعرف إنك ضيفنا ..

اخذ سلطان يمشي بخطوات واثقة ثابتة .. وعيناه تمسحان كل شبر من المجلس بتيقظ/تحفز صقري
وقال بقسوة ثلجية محتقرة: ومعزبك شو يبا فيه ..!!
انتو تتحرونيه طمة هب عارف باللي سويتوه في محمد بن حارب وكيف لبستوه قضايا هو بري منها وخليتوه يدمن بليا علمه ..!!
تتحرونيه ماعرف شو اللي تبونه من حارب ..!!


في هذه الأثناء كان قد وصل للستارة التي خبئ فيها مسدسه .. وأكمل من غير أن يلاحظه أحد تحركه غير المفهوم:
حبيبي اصحى .. واعرف زين مع منو انت تتعامل .. هب نحن اللي يلوون ذراعنا ..

تقدم مانع خطوتين بقهر غاضب من هذا المتعجرف الواثق من نفسه .. يرغب بـ كسر أنفه الطويل الشامخ

تباً لهذا السلطان
كم يكرهه كما لم يكره أحدا من قبل ..!!!
وسيحرق قلبه مثلما حرق قلبه هو على والده ..
ويقسم على هذا ..!!!!

ولكنه اخفى هيجانه/افكاره المتصارعة المليئة بالغل بأن قال بعدم اكتراث: مب مهم شو اللي تحريته وشو اللي عرفته
المهم إنك الحينه عندي وجريب بتكون عند ريل الراس العوود


.
.
.


في الخارج


كان يحمل أبيه ويعبر الساحة الطويلة ليخرج من البوابة الرئيسية

تبا لهم
كيف سيستدل على مكان الشارع العام لكي يعود إلى العاصمة ..!!
كيف يفعل وهو بلا مال .. ولا هاتف .. ولا حتى سيارة ..
وقبل كل هذا وذلك .. هو في وسط صحراء واسعة لا يبدو ان لها نهاية سوى السراب ..!!!


وقبل أن يقترب من نصف المسافة
رآه أحد افراد العصابة الذي لا يعرف بما جرى داخل المجلس الخارجي
وما اتفقوا عليه ..!!

فأخذ يركض بغضب يريد الإمساك بـ حارب وأبيه
وقبل أن يمسكه
قام أحدهم بالقفز على الرجل وامساك زمام رقبته بيده اليمنى القاسية وبيده اليسرى وضع المسدس على رأسه
بصوت جبار زمجر: فكر بس تأذي اخويه وأبويه .. راسك ها بجلعه من مكانه يا حقير ..

إلتفت حارب لصوت يعرفه تماما
كيف لا يعرف صوت شقيقه الغالي ..!!

ولكنه مصدوم
مصدوم للغاية

مالذي جاء بـ عبيد لهذا المكااااان ..!!!!!

وبصوت مصدوم غاضب: عبيييد
انت شو يايبنك هنييييه ؟؟
كيف أصلا عرفت نحن وييييين ؟؟

عبيد بجسده القوي الرياضي كان ممسكاً برقبة الرجل الذي كان كـ الريشة عكس باقي أفراد العصابة الضخام .. اخذ الرجل يتلعثم بصدمة ورعب من هذا المجهول الذي يخنقه وبصوت مرتجف مليئ بالاختناق: أ أ أ ل ل ل لا لا ما بسوي فيهم شي دخيلك اعتقني
صاح عبيد بصرامة ووحشية تنافت تماماً مع وداعة شخصيته الطبيعية: تخسي أصلا تسويبهم شي ..
وإلتفت لـ حارب وهاله منظر أبيه وحاله المخيفة المزرية

يا إلهي .. أهذا أبــــــاه ..!!
أيـــن محمـــــد ..!!
هــو لا يعــرف هــذا الرجـــــل .. لا يعرفــــــه ..!!

لم يتمالك نفسه وهو يصرخ بغضب ناري وحشي: منوو اللي سوابه جييييه ..!!!
خبرني عشان أنسيه حلييب أمه الـ....
منوووه ...!!!!
هز حارب رأسه بتفكير مشوش/معدوم التركيز من الصداع القاتل .. وهمس بخشونة: الحينه هب وقت الأسئلة .. خل عنك هالجلب واظهر من هالبقعه بسرعه
وعندما لم يتحرك عبيد من مكانه .. صرخ بـ صوت جلمودي ملتهب: يلااااااااااا


.
.
.


في المجلس



بلمح البصر وكالصقر الجارح إلتقط سلاحه المخبئ داخل الستارة وبصوت جبار متفجر بالقساوة: بدون أي حركة انت وهو ..

ووجه سلاحه لـ مانع وبتمكن وصرامة خُلقا في شخصيته اكمل بنبرة آمرة قاطعة: مانع قول حق زبالتك ايعقون كل اسلحتهم
(ايعقون = يرمون)
تسمر مانع بصدمة بمكانه وانربط لسانه وكأن على رأسه الطير ..!!!

هتف سلطان بصراخ اشد قسوة وجبروتاً: يلااااااا

غضب مانع والصدمة تلبست مقلتاه بقوة من الذي يحدث ولكنه لا يستغرب .. فهذا سلطان الـ..

سلطان الذي لم يتمكن أحد للآن من رؤية ذبذبات تغافل في ناظره والاحساس بـ جزيئات الهوان والخنوع في تصرفاته الواثقة على دوام ..!!
وبصوت جامد مبطن بالحقد الدفين أمر رجاله بإلقاء جميع اسلحتهم .. واعطى سلطان نظرة نارية ممتلئة بالبغض ثم غمغم: بتندم يا سليطين .. صدقني بتندم ..

رد سلطان بابتسامة شيطانية قاسية لم تتجاوز عيناه بتاتاً: خلينا الندم لك ولأشكالك ..
وأكمل بحزم قاسي بعد أن استطاع أن يمسك مانع من رقبته وتوجيه المسدس على رأسه .. وهتف بفولاذية صرفة لرجال مانع:
بظهر الحينه .. واللي يفكر بس يقرب بفجر راسه تسمعوون !!



واستطاع الخروج بسهولة من المجلس

ولكـــــــن ..

سمع الجميع صوت صراخ قادم من جهة البوابة الرئيسية
لم يكترث سلطان فهو في وضع غير قابل لأن يركز في شي آخر ..!!

يجب عليه الخروج من هنا في أسرع وقت ..!!

وعندما اقترب من الصوت وهو ممسك بخناق مانع .. رآى مالم يتمنى ابداً رؤيته في حياته ..!!

صرخ بصدمة متفجرة بالغضب/القهر: انت شو مطلعنك من الموووتر ..
ما قلتلك تم فيهاا يلين مادق انااااا ...!!!

زم عبيد شفتيه وقال بحزم صارم: بطيت عليه وايد خفت شي استوابك داخل .. والحمدلله اني ييت في الوقت المناسب وقدرت احمي اخويه وابويه اللي الله اعلم شو حالته الحينه ..

كان الموقف كأنه من أحد مشاهد فلم أكشن لا يمكن لـ عبيد تخيله ولا تصديقه .. هو لأول مرة يرى رجال كـ هؤلاء ..!!!

تبـــاً .. هو لأول مرة في حياته يمسك سلاح و لا يعرف كيف يصوب به .. هو فقط يضع الآن فوهته على رأس هذا الحقير
ولكن في الحقيقة لا يعرف كيف سيستخدمه وقت الضرورة ..!!

عقل حارب يرتعد بتفكير غاضب مشوش مرتبك ..!!!
لا يستطيع التحرك بسهولة فهو يحمل والده الغائب عن الوعي .. ولا يستطيع أن يحمي ظهر عبيد ولا سلطان ..!!!

يالله ما أقبح هذا الشعور ..!!
شعور قلة الحيلة .. الخنوع .. الضعف .. الذل الكريه على النفس الأبية ..!!
و .. وشعور خذلان يذيق صاحبه العلقم ..!!

اتسعت عيناه حارب فجأة .. وصرخ بقوة: عبييييييد انتبه

ولكن عبيد قد تأخر .. فقبل أن يلتفت ويرى من خلفه .. أحس بفوهة مسدس تلامس فروة رأسه
يلا يا حبيبي يلا .. اسمع الكلام وعق السلاح .. ما تعرف أن اليهال لازم ما يزخون هالأشيا الخطرة ..!
" كان هذا أحد رجال مانع والذي ابتسم بخبث شيطاني"

مانع بضحكة شيطانة مختنقة بسبب ذراعي سلطان الفولاذية اللتان تقبضان على عنقه بشراسة: انصحك يا سلطان تستسلم لنا ولا بينفد هالولد ..

صرخ بغضب ناري بسبب انفلات الامور من بين يديه: جــــــــــــب ..

قال الرجل الذي يمسك برقبة عبيد بنبرة تهديد صارخة: عق سلاحك سلطان بسرعه ..

صاح عبيد بنبرة مبحوحة "صارمة" لا يعرف كيف أخرجها في هذا الوقت العصيب بالذات: حاااااارب شل ابووويه واظهروووا ..

ولكن حارب قد تيبست جميع حواسه وتسمر بذهول ..

ليس لديه سلاح حتى ..!!
وكيف يا هذا أخرج من غيرك وسلطااااان ..!!
أجننت وانتهى عمر عقلك ..!!

هتف حارب بصراخ جنوني وهو يتمسك بأبيه الذي ينافسه بالطول تماماً .. ولكن جسده قد فقد وبكل آسى رونق قوته/جبروت طلته: ما بظهر من هنيه بلياااااك وبلياااا سلطااااان ..

عبيد يشعر بالعجز .. وسلطان يفكر بسرعة بطريقة للخروج من هذا المأزق ..!!

ويالصدفة .. لمح عبيد بطرف عينيه مقص كبير خاص بقص الأشجار فوق صخرة موجوده في زاوية قريبة منه .. واخذ يتحرك ببطئ بشكل مبهم ومن غير أن يدرك الرجل الذي يشهر عليه السلاح أنه يتحرك أصلاً فهو أيضا منعدم التركيز ويصرخ بغضب في تلك اللحظة من التوتر وهول الموقف ..
واستغل عدم انتباه الرجل للوضع ككل واستطاع بسرعة خاطفة إلتقاط المقص وطعن الرجل ببطنه بكل ما أوتيَ من قوة وشجاعة ..!!!
فـ هو في الاخير ، ابن محمد بن حارب ..!!

صرخ الرجل بألم غير طبيعي وعم الصراخ وأصوات الأسلحة كل المكان وبدا المكان كله كساحة معركة طاحنة مجنونة ..!!

وبلمح البصر ..

وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة

والمكان أصبح كصورة مشوشة من مسلسل عربي قديم ..

والقلوب توقفت دقاتها واعلنت انسحابها

في ثانية واحدة فقط ..!!!

اطلق الرجل المصاب خمسة طلقات موجهة على رأس وجسد عبيد ..




حــارب

كأن حاضره قد اصبح ماضي
وماضيه أصبح مستقبله
ومستقبله أصبح أسود كـ سواد افكاره المبهمة المقبورة ..
كأن الحياة قد تلونت بألوان شاذة .. مبهمة .. عتماء .. ميتة

ما هذا ..!!
هل هذا أخاه عبيد الذي اُطلق عليه النار الآن ..!!
هل هذا الغالي عبيد الغارق بدمائه على الأرض ..!!

هز حارب رأسه بـ لا وبدأ يهذي بنبرة عدم تصديق ويحاكي نفسه بخفوت "يقتل" واحساس "تصلّب":
عبيد هـ هـ هـ هذا دمك انت ..؟؟

عبيد لا
لا
لا
لا لا لا لا
ارتفع صراخه بـ غضب دامي أليم .. وانزل بعنف والده وبدأ يركض باتجاه اخيه:
لااااااااااااااااا .. عبييييييد
وضع رأس أخيه في حضنه وبذات صراخه القاسي المتفجر بالحرقة الصرفة: عبييييد قوووم قوووم يا عبييييييد .. دخيلك يالغاااالي قووووم
عبييييييييييييييييييددددد ..
يا جلااااااااااااااااااااب ذبحتوا أخوووويه .... ذبحتوووووووه يا جلااااااااااااااااااااااا ااب
عبييييد قوووووم ... يا خووويه لا تقهرني علييييك
قووووووم
وبجنون غاضب زمجر بكل ما اتاه ربه الآن من قوة عاصفة: ذبحتوووه يا عياااااال الجلب ذبحتوووووا اخووووويه

امسك سلاح الرجل المصاب بعينان اظلمتا بسواد صدمة الفقد/الجنون الكاسح وبدأ يطلق النار بعشوائية على الرجل ذاته وجميع الرجال وفي المقابل كانو هم يطلقون النار أيضاً .. ولكن سلطان استطاع قتل ثلاثة منهم بطلقات ثلاث محترفة من رجل محترف كل منها أتت على أدمغتهم ..

أصيب حارب في رجله الأيمن .. ولكنه لم يصرخ .. ولم ترف عيناه الحمراوتان حتى .. بل كان ثباته يشتعل .. وغضبه يلتهب .. وأطلق رصاصته على رجل آخر .. وكان سيلحق رجلاً آخر به لولا انه لم يهرب ويحتمي بأبا حارب ..!!!

صرخ الرجل وهو يمسك برقبة أبا حارب ويهدد بتوتر: اللي يتحرك يا ووويله ..
تسمر حارب بمكانه والشياطين تتقافز فوق رأسه بينما اخذ الرجل يسير باتجاه البوابة الرئيسية بتوتر/خوف/حذر إلى أن وصل .. وقبل أن يخرج دفع بعنف أبا حارب للداخل مراد أن يتركه ليهرب قبل ان يُقتل هو الآخر ..!!

وسقط الأخير على الأرض .. وصُدم رأسه بقوة شديدة بـ صخرة ذو زاوية حادة قاسية ..

وانبثق الدم من رأسه كالسيل الجارف ..
ولم يتوقع أو يصدق أحد بتاتاً أن هذا الرجل سيحيى بعد هذا ..!!!



"يتبــــع"




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-06-16 الساعة 09:26 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 03:41 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجـــــزء الأول


.
.


في وقتنــــا الحــــــاضـــــر




سجد للذي فطر السماوات والأرض، هنــــاك، في أطهر بقعة على وجه الخليقة ...


بكى كما لم يبكي من قبل
هل حدث وبكى بهذه الحرقة/المترمدة الممتلئة بالشفافية؟
لا ..لا يظن هو ذلك ..!!
مؤكداً ليس بعد ان تعدى عامه الثالث من عمره
بكى ودعا للحي القيوم بكل رجاء وتضرع مثقلان بالآسى الأسود:

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك.. اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته احدا من خلقك أو انزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي
يارب.. يالله.. ارحمني يارب.. الحزن قد نهش عظااامي.. القهر في روحي يحرقني بضراوة ويحولني لكائن لا أعرفه .. الحقد في قلبي استعمرني وحول قلبي لساحة معركة أرضها دم وحيطانها براويز لوجوه ارتجي موتها على يدي.. يارب أنت الرحمن انت الرحيم أنت ناصر المستضعفين .. يا رب اغثني بغيث رحمتك .. اغثني يارب وأخرجني من ظلمة الحزن والظلم المكتسية بناااار القهر .. أناا تعبت ..تعبت يالله .. استنزفت طاقة تحملي ... تحمل فاق كل معايير العقل ..
لم يبق لي أحد يجبر كسر وتين قلبي .. ليس لي غير وجهك الكريم .. ليس لي غيرك يا أرحم الراحمين

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


تنهد الشاب بحرقة تقطر دماً واستمر بالسجود ومناجات ربه حتى اُغرقت لحيته بالدموع .. دموع أبت إلا ان تسقط وهو بين يدي خالقه ..

أليس هو بعلام الغيوب ويعرف ما تخفي الأنفس اليتيمة من وجع وقهر ..؟
أليس هو الله .. المعين .. المنجي من الكرب والهموم ؟؟
أليس وحده ربي الأحق برؤية ما سببه حثالة البشر بقلوب لم تعرف الغدر والخيانة يوما ؟
بأرواح تشربت الفضيلة، الصلاح، والتضحية من أجل الغير ..؟


عندما أحس بالسكون والراحة قام من سجوده وسلم من صلاته وذهب ليستمع لإحدى الحلقات التعليمية الموجودة في الحرم المكي الشريف .. عله ينسى بعض من همومه المتكدسة في صدره ..

.
.
.
.
.
.
.

دبــــي
في إحدى قاعات لجنة الشؤون الداخلية والدفاع للمجلس الوطني الاتحادي




قام من مقعده بعد أن استأذن من الحاضرين بكل حزم وأدب .. فهذه المكالمة ما كان ينتظرها من الصباح بكل صبر

سلام عليك طويل العمر :
أكمل بانفاس متقطعة أثر تدريبات شاقة كان منغمسا بها :
اسمحلي سيدي ادري اني متصل بوقت غلط وكنت باجتماع .. لكن إنت
وصيتني اتصلبك لو جد اي شي على موضوعنا


وعليك السلام يا سعيد : رد بحزم
لا ماعليه انت تدري انيه مجرد مشرف عام على اللجنة .. ولو ما الشيخ طوليه بعمره شخصيا دق عليه ووكللي هالمهمة ماكنت بمسكها .. على راسيه ألف شغلة ومشاكل الشغل كل مالها في زود ..

سعيد: يعطيكم العافية سيدي .. والشيخ طول عمره عنده بعد نظر .. ولو ما يعرف انك افضل من ينظم امور اللجنة عقب التسيبات اللي صارت مؤخراً والتخريب الاداري فيه ما كان وكلك هالمهمة

هز رأسه ببال شارد تماماً: ان شاء الله اكون قدها .. ان شاء الله
خبرني انت .. لقيت هالمينون ولا ؟!

قال بصوت رجولي حزين لحال من سمع صوته قبل قليل: هيه نعم لقيته .. طلع مسافر السعودية يعتمر ..

زفر الرجل القلِق أنفاسه بكل قوة وغضب كأن الهواء قد فارقه في الأيام الماضية ..

يا لاستهتار ذلك الشاب .. إنه يهوى اللعب بقلب/عقل كل من يهتمون لأمره ..!!!
كيف يسافر من غير أن يعلمه بالأمر ..!!!
أليس هو من علمه ابجديات الحياة بعد المصائب التي حلت به ..!!!
أليس هو من وقف بجانبه بعد أن كاد اليأس يتلف أخر معاقل
التعقل في رأسه ؟
ياللــه ..
أليس هو بمقام أخيه الأكبر وعضيده قبل أن يكون .....

قطع الرجل الآخر أفكاره الغاضبة المتفجرة بالعاطفة نحو ذاك الشاب العنيد

سعيد: طويل العمر أنت معايه ..!!

معاك يا سعيد :

سعيد برجاء واحترام: سيدي .. أبا أقولك شي
صح أنه غلط يوم أنه سافر من غير شورك بس دخيلك ماباك تعصب عليه
صوته وهو يرمسني مساعه يهز ايبال من قو حزنه وهمه .. لا تزيد عليه ارتجاك سيدي
(مساعه = قبل قليل) (ايبال = جبال)

كان الرجل ذو الأربعين عاماً يمشي ذهابا وايابا باضطراب وانفعال شديد لم يظهرهما على سطح ملامح وجهه الجليدية ..
كان يمشي كأسد يريد امساك زمام الأمور التي انفلتت من بين يديه، بفكه الشرس ..!!

بالرغم من ذلك ..!!
هتف بحزم صارم مبطن بأسى شفاف لم يظهره: أعرف هالشي وادريبه ما يزداد .. خلاص يا سعيد خبره ان سلطان بن ظاعن يقولك ايلس هناك يلين ما ترتاح وتحس عمرك زاهب ترد للشغل .. هو لو يرد على تلفوناتي الله يهداه ماكنت بحاتي وأعصب
(ما يزداد اي الذي فيه يكفيه)
.
.
.
.
.
.
.

العيــــــــن
يـــوم الجمعــــــــــة




تـــرننن تــــرنن
تــــرنن تــــرنن
تـــــرنننن

.
.

خرجت من المطبخ وهي تنادي:
ميووووووووووود حمووووووووووووود
ردوا على التلفووون

لم تسمع إجابة من أحد .. خرجت من المطبخ وهي تتذمر من أولادها الذين يفقدون حواسهم السمعية والبصرية ما أن يمسكون الهواتف والألعاب الالكترونية ..

صرخت حتى بح صوتها الغاضب: ماااااااااااايد التلفووووون احتتتتتترق

خرج مايد من غرفته وهو خائف: زين زين امايه يلا ساير



رد وهو يضخم صوته كأبيه: ألــو
: السلام عليكم
رد الصغير برجولة مبكرة كثيراً عليه: وعليكم السلام ورحمة الله

: منو ويايه ؟ .. مايد ؟

رد بذات الصوت المضخم :
هيه نعم وياك مايد بن سيف بن عبدالله بن خويدم الـ..

وأكمل: إنت منوووه ؟

رد الآخر بصوت ضاحك رجولي: والنعععععم وسبعة انعااااام
أنا عاده بطي بن خويدم الـ.. جانك تعرفه ولا قد سمعت به

رد الفتى بذات النبرة الثقيلة: والنعم بحاااااالك راعي سمحه ..
مرحبابك ملايين ولا يسدن بذمتيه
اسمحلنا عميه والله كنا مشغولين شويه وما ردينا بسرعه

(راعي سمحه = من المقولات القديمة المتوارثة وتُقال عند التفاخر/المدح أو الشعور بالاستهجان لقول ما، وسمحه هي إحدى النوق الأصيلة)

رد بطي بمزاح محبوب وود لهذا الفتى "الرجل": هلااا بك زووود
مشغولين ف شو بعد .. !! ما وراكم الا أكل ورقاد ولعبان ..

ثم أردف بتساؤل:

أبوك وامك وينهم ؟
حرقت تلفوناتهم محد يرد عليه

مايد : ابويه راقد وقال ما نوعيه الا يوم يأذن اليمعة وأمايه في المطبخ

بطي : هيييييه .. زين اسمع
يوم ينش أبوك قوله عميه بطي يباك ضروري
خل يتصلبي
(ينش = ينهض)
مايد : إن شاء الله عميه فالك طيب
وأضاف بسرعة : عميه وين خدوم وسلطون ؟

بطي : خويدم وسلطان محد .. بايتين في بيت خالهم عيسى
مايد : هييييه زين
بطي : يلا مع السلامة ولا تنسى تخبر أبوووك
مايد بتلك النبرة الثقيلة المحبوبة: لا لا ابد ما بنسى .. مع السلامة

.
.
.
.
.
.
.

في نفـــس المدينــة
والحــــي ذاتـــــه ..
لكــن في منزل مجـــاور ..




أغلق الهاتف وهو يبتسم بـ حب أبوي من طريقة مايد في الحديث

أتت وهي تمسك بيد ابنتها الصغيرة
كانت تمشي ورائحة عطرها الفاتنة كـ "هي" تسبقها .. وجسمها الريان بخصرها المنحوت الرقيق باغراء تجذب دقات قلبه

بابتسامة ناعمة خبيثة قالت: يعله مديم هالابتسامة الحلوه
بمنووو تفكر يا بوخويدم ..؟!

وازدادت ابتسامته بمجرد أن شم رائحة حبيبته وخليلة قلبه: فيييييج يالحب منو شاغلن فكري وقلبي غيرج ..!!

اسبلت اهدابها بحياء فطري وقلب نابض بحروف اسمه هو .. "حبيبها" ..
ما زالت تخجل منه ومن كلماته الغزلية ونظراته الجريئة حتى بعد مرور اكثر من 8 سنوات على زواجهم ..
تحبه ..
تجزم أن لا أحد يستطيع السيطرة على نبضات قلبها غير همساته ..
لا أحد يستطيع اختلال توازن تفكيرها غير نظراته العاشقة ..
لا أحد بامكانه التحكم بمجرى سيلان الهوى في عروقها غيره هو ..
رجلها الأول، والوحيد ..
صديق طفولتها
حبيب مراهقتها
رجل صباها
لا أحد غيره غاص في أعماق فؤادي كما فعل هو
صديقي .. حبيبي ..
كم أحبك يا هذا ..!

ردت بغنج فطري: حبيبي عااااد .. صدق ارمس .. منو مخلنك جي ما شاء الله اتبوسم ؟!

رد بضحكة رجولية مبحوحة لا تليق الا "به" :
هههههههههههههه ها مايد ولد سيف .. تعرفينه مايوز عن سوالفه الا يجلب حسه
(مايوز = لا يدَع/ لا يترك) (يجلب حسه = يغير صوته)

بضحكة رقيقة حسناء كـ "هي": هههههههه فديت هالولد محلااااات رمسته

حمل بطي ابنته لطيفة وأخذ يلاعبها ويعضها بخفة وهي تضحك: علني افدا دلوعة بابا انا ..
وأردف: اووه اليوم آمنة وبنتها مطقمات مع بعض .. ياووويل حالي شو هالزززين "واعطى آمنة نظرة اعجاب فاحصة شملتها كلها جعلت الدماء تصعد لوجهها"

آمنة بابتسامة خجلة: هيه فديتني انا وبنتيه كشيخات .. هاي من المخاوير اللي يبتهن انت أول البارحة من الخياط

اخذ بطي يتأمل جسدها بعينان جريئتان تلمعان بإعجاب: هييييه ، ما شاء الله تبارك الرحمن لايق عليج حبيبي
وأكمل وهو يقبل ابنته التي افسدت لباسها بالحلوى: وعلى لطوف العذول
آمنة بضحكة ناعمة: هههههههه حرام عليك بطي بسك عاد ذليتها .. قلتلك ماروم اخليها تروح مع خويدم وسلطان بيت خالهم .. ما تصبر عنيه هي

أجلس ابنته في عربتها الصغيرة .. وبسرعة البرق جذب آمنة وأمسك بخصرها بقوة
وقال بهمس ثقيل ونظرة تنضح جرأة خبيثة متلاعبة:
عيل أنا اللي اروم اصبر عنج ..!؟

واقترب
ثم اقترب

حتى باتت تستنشق انفاسه العودية .. وقلبها بكل دقاته العنيفة باتت مسموعة له
وقبل أن يتمكن من ارتشاف منبع العسل الخاصة "به"

بكت الصغيرة واعترضت بطريقتها الخاصة

تراجع قليلاً متأففاً بغيظ: استغفر الله العظيم .. يوم اقول انها عذوول ما تصدقووني

ضحكت آمنة بحياء ووجه ذائب من الحرارة وأفلتت نفسها من حصار ذراعي المتيم وذهبت لابنتها
.
.
.
.
.
.
.

أبـوظبـــي


بصوت مبحوح مليئ بدفئ وحكمة سنوات طويلة :
يا خويه لا تستهم
هي رايحة مع هيئة التدريس وادارة المدرسة .. واللي يشرفون عليهم مجلس بوظبي التعليمي
وانت تعرف اني مرمس الخييلي مدير المجلس بنفسي ووصيته عليهم ..
وبعدين انت ناسي ان ذياب معاها ..!!!

رد بحزم ودود دافئ كـ"صوته" : يا بوذياب ماختلفنا
كل السالفة انيه ولهان عليها
هب ظاريين نيلس العصرونيه ونتفاول بليا حسها
(ظاريين = معتادين .. فلان ظاري اي معتاد على أمر معين)

رد الرجل الكبير بحنان كبير تخلله شوق شاسع: انا شو اقول عيل .. علنيه هب بلاهااا حبيبة ابوهااا ..
خلها يا سلطان
هي من متى في خاطرها تروح اسبانيا
شفت بنفسك جيف تخبلت من الفرحة يوم استلموا مدرستها موافقة المجلس على طلبهم للسفر لاسبانيا
الليل ما رقدته هههههههههههههههه

ابتسمت عينا سلطان لتلك الذكرى .. أجل فـ مدللته لم تنم ليلتها من فرط سرورها وحماسها ..
وسهرت الليل كله وهي تحكي عن مدى عشقها لاسبانيا .. وطبيعة اسبانيا .. وتراث اسبانيا ب، فنونها العريقة .. وأمجادها السحيقة .. وجامعاتها الشهيرة .. والخ ..

كانت سعيدة للغاية
لم تصمت ثانية واحدة ..!!!

كيف لم أرَ يا ابن امي وهي لم تدعني أذهب الى بيتي .. وأصرت على أن أجلس معها في الصالة بالرغم من أني كنت منهك كثيراً من العمل ..!!

سلطان بحزم ودود: الله ايردها بالسلامة هي وذياب
.
.
.
.
.
.
.

مكـــــــة المكــــرمة


خرج من الحمام "اعزكم الله" بعد أن نام بعد صلاة الجمعة وأخذ حماماً ساخناً يزيل عنه إرهاقه الجسدي ..
لف على خصره منشفة صغيرة ووقف على الشرفة ليتأمل منظر الحرم المكي الشريف ..!!!

منظر تجلى بجمال رباني معتق بمشهد الطيور المغردة مع صوت الآذان ..
وضيوف الرحمن يطوفون حول الكعبة سبع ..
ويسعون بين الصفا والمره سب ..
ومنهم من يسجد بين يدي الرحمن يطلب مغفرته ورحمته ..
ومنهم من يزاحم الناس ليقبل الحجر الأسود ..

يالطهارة الصورة .. لبيت الله منظراً نقياً طاهراً يجذب قلوب البشر باختلاف أصولهم، ألوانهم، وأجناسهم

التفت وهو ينظر للجناح الكبير الناطق بالأناقة والرقي .. وتحرك وهو يفكر بكل الأمور التي حدثت له مؤخراً

حسناً .. كان في حالة نفسية شديدة اليأس/البأس لا يعلم بها سوى الله ..!!
كان ضعيفاً ولم يفكر ملياً بنتائج تمرده وتصرفه الأرعن ..!!

لا .. كان يائساً
يائساً للغاية ..!!

ولن يرضى بسماع أي تهكمات ولا تقريعات من أي أحد ..!!
هو لا يُلام .. لا يُلام ابداً ..!!!

وغاب بالزمن مع ذكرياته المضّرجة بالوجع الصرف .. لذلك اليوم المتشح بسواد الآسى والفقد ..
فقد الأب .. وفقد الشقيق .. في ذات المكان .. وذات الزمان ..

وكأن حياته كان تنقصها فقداً آخراً بعد رحيل جنته/بسمة عمره/ضحكة سنينه ..!!
أمــــــــه ..

آآآآآخ أيتها النجلاء .. يـــا جرحــاً عجــزت يومــاً عــن تطهيـــره ..!!!
يــا ألمــاً جلمــودي لم أرد زوالــه ولا نسيـــانه ..!!


يالعظــــم وجعـــــه .. !!
حرقـــة فـــؤاده مضـــرمةً الـــى الآن في روحــــه ..!!


مضـــــرمةً تاركـــــةً لــ قلبــــه بنبضــــــاته كلهـــــا التــــــرمد التــــــام ..!!!
وصــورة بشعـــة ضبــابية لـ حيــاة لـم ترســـم قبـــلاً/لـن تُرســـم مثلهـــا أبـــداً ..!!!




بدأ حارب باسترداد وعيه الذي سُلب للحظات لا يعرف كم دامت !!
واخذ مسح وجهه بيديه واستغفر 100 مرة
ثم نظر الى ساعته الرجولية كـ "هو" .. وهمس بغلظة مليئة ببحات اختنقت من أثر غبار ذكرياته المريعة:
أوووه عوذ بالله منك يا بليييس .. تحيرت على الصلااااه

وبسرعة شديدة لبس ثوبه الناصع بالبياض وتعصم بغترته الحمراء ونزل الى الحرم ..

.
.
.
.
.
.
.

اسبــانيـــــا
مــدريــد


ضحكت بكل ما أوتيت من فرح وسعادة وهي تمشي وتدور حول نفسها ..

هي تجزم الآن أن لا أحد يمتلك الجزء القليل من سعادتها
هي سعيدة .. سعيدة للغاية

وأخيراً هي في

اسبـــــــــــانيــــــــ ــــــا

وأخيرا يا حضارة الجمــــال
وأخيرا يا بــــلاد الأنـــــــدلس

تنفست الهواء بعمق وبضحكة ناعمة كإسمها همست:
هههههههههههه يالله هب مصدقه .. والله هب مصدقه يا ناس
حشى مابغيت اشوف هالبلاد
من وأنا ياهل احلم بها واترقب شووفتها
والله لو ما ذياب علنيه افدا خشمه ما هان عليه يكسر بخاطريه جان ماييت هنيه

وفجأة صرخت: آآآآآآآآآآآآآآيييييييي

: يالمستلغثثثة ياللي هب شايفة خير صكي ثمج فضحتيييينا ..
الحينه الناس بتقول هاي عمرها ما سافرت ..

تأوهت الفتاة الأولى بألم: اييييه ليش تقرصيني حرام علييج .. الحين بيعلم ولا بيخوز افففف

ثم أردفت بحدة رقيقة:
وبعدين تعالي .. شعليه انا من الناس .. كييفي أسوي اللي اباه في الوقت اللي اباه .. والله ..

هزت الفتاة الثانية رأسها يميناً ويساراً وغنت بطريقة مضحكة:
شعلي أنا من الناس وشعلى الناس مني
ههههههههههههه واي واي فديتني دمي شربااااات

لم تضحك الفتاة الأولى على ما فعلته صديقتها إنما اعطتها نظرة متهكمة من تحت رموشها المعقوفة الطويلة

قالت الفتاة الثانية بضحكة مكتومة: وابوووويه خلاص خلاص .. اسفة والله بسكت
انتي عاده صكي ثمج فشلتينا الصراحة
عرفنا انج في بلاد الأحلام وهاجس الطفولة ..

ظلت الفتاة الأولى صامتة ولكن هذه المرة ابتسمت بهيام لآخر جملة قالتها صديقتها حتى بانت غمازتها اليتيمة التي على خدها الأيسر .. وأخذت تجول بناظريها على الأرض الخضراء التي تحيط بهم من كل جانب ..

هتفت في سرهـا بحالميــة ..
"أجل والله إنه هاجس الطفولة" ..!!!


جاءت فتاة بعمر السابعة عشر تركض وتنادي: مس نـــــاعمة مس روضــــــة .. الأخصائية مريـم تقولكن يلا تعالن
الدكتورة حصة العتيبه دقت عليها يوم عرفت إن نحن وصلنا مدريد .. ومسويه عزيمة على شرفنا

روضة بسعادة عميقة: فديت بنت عبدالله مبونها راعية معنى وتعرف المواييب ..

تلألئت عينا ناعمة بفخر وهتفت: هيه والله .. غير ها رافعة راسنا واسمنا فوق ..
الله يحفظها للبلاد ..
يسد انها أول سيدة تعينت كسفيرة في الفاتيكان .. وهالشي ماصار في تاريخ الفاتيكان من قبل
غير ها حصة اعتمدت كسفيرة فوق العادة في اسبانيا
لازم نفتخر في بنت بلادنا ..
اللي تسويه للوطن هب شويه

تدخلت الفتاة بضجر طفولي : يلاااااا عااااد من متى اترياكن اتين .. ريولي عوووورتني من الوقفة
(اتين = تأتين)

رمقتها ناعمة بنصف عين: يلا انزين امشي جدامنا .. بنات آخر زززمن

.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن




كانت تجلس كعادتها اليومية منذ الصباح الباكر في الصالة وأمامها دلال القهوة، الشاي، والحليب بالزنجبيل
و "طاسة التمر"
كانت في عالم آخر، عالم كان فيه ذكريات جميلة، بيضاء، طاهرة كالطفلة الصغيرة

ذكريات لحياة كانت كاملة بالنسبة لناظريها البريئة .. كاملة لتحمد رب العزة على نعمها التي لا تحصى
كان ذهنها في مكان هناك .. بعيد .. عند زوجها الحبيب

الصديق
الوالد
الأخ
الأبن


أسودت عيناها وهي تسرح بتوهان تام أمام دلال القهوة .. وتمردت عليها ذكرياتها الموجعة
وتذكرت أخاها الغالي .. محمد


آآآآآآآآآآآآه .. أهذا ما كتبه لها رب العالمين ..؟
أن تفقد زوجاً .. وأخاً ..؟


اغمضت عينيها بقسوة وحرقة قلب لأنثى تتألم


يـــــــــارب ..
اعطني القوة لأتحمل مصابي بإيمان وتقوى
الدموع لا تليق بغاليان شامخان "كبيران"
ليست الدموع من ستواسيني بهما ..!!!

قلبي وحده من يعرف كيف يواسيني

فأنين القلب
وصراخ الشوق الجبار ..
هما من يستحقان شرف مواساتي ..!!


رفعت رأسها ورأت صورة في برواز معلق على الحائط لشابين اُلتقطت أيام السبعينيات

ومن غير وعي قامت كالمسحورة لمكان البرواز ونزعته من الحائط
ثم فتحت الاطار وأخرجت الصورة
كان تنظر للصورة وهي تبتسم ابتسامة مليئة بحنين مصفى بالألم
وعينيها الصغيرتين اللتي شهدتا مصائب كبيرة تلمعان بعاطفة شوق مدمرة


قلبت الصورة وقرأت ما كُتب ورائه "للمرة الألف"


محمد بن حارب و سعيد بن خويدم في الأقصر "مدينة الشمس"
مصـــــــــر
5/4/1976


وبنبرة أليمة مرتجفة كألم رجفة قلبها الآن: الله يرحمكم ويجعل مثواكم الجنة ..
يا عسانا نلتقي في الفردوس يا أغلى من رحل ..


شعرت بذبذبات صوتية تأتيها من مكان بعيد لا تمت لعالمها الوردي هنا بصلة
: أمــــــــــــايه
ام عنوووده
عووووويش
وبصراخ قلق: أماااااااااااااااايه

انتفضت من مكانها بجزع وهي تصيح: انا بنتك يا بويه ..
حسبي الله على بليسج عنودووه
زيغتينييييه
(زيغتيني = أرعبتيني)
ماتعرفين تزقرين شرا النااااس يالطفسة ..

قطبت العنود حاجباها بقلق: امايه حرام عليج انتي اللي زيغتيني .. من متى ازقرج وانتي ما تتوايبيليه
فيج شي ؟ يعورج شي ؟
(ما تتوايبيليه = لا تردين علي، فلان يتوايب اي فلان يرد على النداء)
أم العنود بتنهيدة عميقة: لا لا مافيه شي لا تتروعين ..
وأكملت بتساؤل دافئ: مايد ومحمد وينهم ؟
العنود بتهكم من أولادها الأشقياء: راقدين بعد وين
طلعوا عييييييني إلين مارقدوا
تخيلي رقدوا عقب صلاة الفير ..!!!
ضحكت أم العنود وبنبرة دافئة: هههههههههههه فديتهم ياربي
هاي الاجازة تلعب فيهم جيه .. الله يهديهم بس
أعطت العنود أمها كوب الحليب بالزنجبيل وقالت: عشان جيه انا ماحب الاجازااااات
في كل اجازة انا اتلعوز متى يرقدون ومتى ينشون
نظرت لساعتها وأكملت: فديتج امايه ذكريني أوعي سيف الساعه تسع
أم العنود بتساؤل: شعنه متأخر ..؟؟
(شعنه = ليش)
العنود: اونه يبا يشبع رقاد .. مارقد البارحة عدل
ام العنود بنظرة ضحوكة: وتتهندقين من عيالج بعد ..!!
(تتهندقين = تتذمرين)
اذا ابوهم يخم الرقاد كله ما شاء الله عليه ههههههههههههه
هذا ويهي لو نش تسع على قولتج
العنود بضحكة رقيقه: ههههههههههه هيه والله ما شاء الله عليه
أردفت وهي تلتفت بتساؤل: الا موزانه وين ماشوفها ..!!


إلتمعت عينا م العنود ألماً وحسرةً على حال ابنة اخيها اليتيمة

فقدت الأم
قبل أن تفقد الأب .. والشقيق ..

يالشدة قساوة هذه الكلمة
"يتيمة" ..!!!

تنهدت بعمق مبطن بحزن شفاف: فديتها موزانه ناشة من غبشه بس مساعه سارت تتسبح


.
.
.
.
.
.
.

هـي
تحت رشاش المــــاء
واقفة
كالصنم الجامد ..
رافعة رأسها
والماء يضرب وجهها كالسهام
سهام تشابه سهام تضرب قلبها
منذ سنين ..!!!

سنين مضت .. وعمر يمضي
وما زال آسى شديد العتمة/الشناعة يتصارع بضراوة مع رِباعها العشرون ..!!

سنين لا تعرف كيف عاشتها
وعمر مظلم ..
لا تعرف كيف تعيشه ..!!

هي في ظلام تام .. مع كمال سلامة عينيها ..!!

تشعر بأنها تعيش كجسد يأكل .. يتحرك .. ينام
ولكن كروح ..!!

لا

هي فقدت روحها منذ أن فجعت بفقد والدتها ..
منذ أن رأتها تنتفض .. وتصارع روحها كشاة تُذبح

فقدت في ذلك اليوم ألواناً كانت سبباً في جمال
صورة الدنيا بعيناها العسليتان الناعمتان ..


وانقطع وتين الحياة فيها بعد أن سمع ذبذبات صوت شقيقها الأكبر وهو يخبرها بـ وفاة والدهم .. وشقيقهم ..



آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
يالحرقة الدنيا بعيناها ..!!
ويالتفحم الشوق بقلبها ..!!


نزلت دمعة حارة يتيمة شقت مرمرية خديها وسط مجرى لمياه في وجهها .. وتأوه قلبها حزناً لا يضاهيه حزن


اشتقــــــت لكــــــــم يـــــا وجــــــع عمــــــــري ..!!


تنهدت تنهيدة ألم حادة "صامتة" لم تتجاوز قطرات الماء المنصبة على وجهها .. تنهيدة فقدت الرغبة بالتحاور معها ..

وفتحت عينيها بعد حوار شفاف مع روحها "المفقودة" .. ثم أغلقت رشاش الماء بوجه شاحب ميت قبل ان تخرج وهي تلف حول جسمها الغض روب الحمام وتضع على رأسها المنشفة ..


جلست على السرير وشخص واحد يداهم تفكيرها .. شخص ابتعد عنها في الآونة الأخيرة روحاً/جسداً ..!!

لقد اشتاقت له .. أين هو ذلك القاسي ..!!!

لا تعرف كيف يحمل بين جنباته قلب قاسي جبار بهذا الشكل ..!!
قسوة تخرج بغير وعي منه منذ ذاك اليوم المشؤوم ..!!!


وفجأة سمعت صوت ينبأ بقدوم رسالة من هاتفها

فتحت الرسالة واُضيئ الجزء الأسود الجميل بعينيها وابتسمت وهي تقرأ:
قوليلي على الاقل يالبخيلة ولهت عليك الحربي

وبابتسامة متسعة كتبت: ما ولهت عليك الحربي

وبعد ثواني جاء رده: افااااا يا ذا العلم
جييييه ؟!!

بدأت تكتب بشوق متألم وتغلي: بس جيه
انت لو متذكر ان لك اخت في البلاد .. ما رحت وخليتها

تنهد حارب وأحس بضميره يأنبه ورد بكلمات كانت صادقة "كإحساسه":
والله يا موزانه كنت محتاي اتم روحيه شوي .. كنت مضغوط نفسياً من الشغل والدوام .. دخيلج لا تزعلين عليه يالغاليه

ردت موزه بتسامح أخوي عميق لا يعرف الغضب أبدا:
مازعل منك انا فديت قلبك .. بس انت اختفيت مرة وحده الله يهديك .. رد حارب والله ولهت عليك

حارب بحزم ودود دافئ: باجر ان شاء الله راد على طيارة الساعة 12 الظهر توقيت الإمارات

موزه بفرح تلألئ في عينيها وابتسامة جميلة: احللللللف ...!!!!
صدق حرووووب ..!!!

حارب بابتسامة حنونة: صدق يا عيون حروب

ردت موزة بذات الفرحة والشوق:
الله يردك لنا بالسلامة يا قلبي

رد حارب بعينان تتفجران شوقاً لشقيقته الصغيرة: الله يسلمج فديتج ..


.
.
.
.
.
.
.


في نفس المنطقة
بيت الجد خويدم بن زايد الكبير


كان بيت الجد الكبير بمحاذاة بيت أبنه البكر المرحوم سعيد وإبنه الآخر بطي، وبيت حفيده سيف ابن ابنه الثاني عبدالله كان ملاصقاً لبيت عمه سعيد وبناه هناك ليسهل على زوجته العنود الخروج والدخول بسهولة وبراحة ..
أما أبو سيف عبدالله وابنه الصغير أحمد فهما في البيت الكبير نفسه




كن نساء العائلة مجتمعات يشربن القهوة الصباحية بعد أن تناولن وجبة الإفطار، فهنا ترى التي تمشط شعر ابنتها ولسان حالها يهتف بكل انواع الكلمات الموبخة/المتهكمة/المتجهمة، وهنا التي تطعم طفلها ذو الأربع سنوات، وهناك التي تمسك هاتفها النقال وتدردش مع صديقاتها خلاله،
وهنـــــاك .. في كرسي بزاوية الحائط، تجلس هي، بوداعة تامة كظبي وديع


تقرأ كتاب أسعد إمرأة في العالم للدكتور عائض القرني
"في كل مكان تجدين ظلاماً في حياتك ..ماعليك إلا أن تنيري المصباح في نفسك"
وصلت لهذه الجملة وتوقفت ..


تمتمت بكلمات روحية لم تتعدى لسانها وبحديث شفاف مع ذاتها:
صدقت يا عائض، لا يُخرج المسلمة من كربتها ولا من ظلمة حياتها إلا نفسها، كثير من النساء يعتقدن أن أمورهن اليومية، مشاكلهن العاطفية وهمومهن متعلقة بدخول رجال أو بشر آخرين لحياتهن وهم من سيأتون بالنور وستنقشع الظلمة على ايديهم ..
لدى البشر عامة وليس النساء فقط مفهوم خطأ في كيفية تنوير حياتهم بأنفسهم
فوحده رب العزة من يزيح الكرب والمصائب والهموم بدعاء صادق في سجدة صادقة من عبد صادق ..!!

وهذا الدعاء الخارج من لسان صادق ماهو إلا رسالة سماوية مغلفة بظرف ايماني خاشع تذهب للرحمن في الحال

ويرد الرحمن على عبده بكل رحمة وحب بأن ينعم عليه براحة البال، والقدرة على التأمل بالحياة
ومشاهدة ماهو يستحق رؤيته "بالنور"، والاحساس بماهو يستحق الإحساس "بكل حواس الإدراك"
فيولد في نفس العبد إحساساً يزداد بقوته الروحية والنفسية، ويبدأ بأن يرتب أولياته في الحياة
بخطوة مهمة، ألا وهي ابتسامة صادقة ثم الحمدلله على ما كان والحمدلله على ما سيكون
ثم نسيان ما يجب نسيانه والمضي قدماً، لأن العمر يمضي والحياة تستمر والماضي قد أصبح ماضي
فلا عمر يرجع، ولا حياة تتوقف على شيئ ..!!!!!

بهذا سيتفاجئ العبد من غير ادراك منه، أن حياته بالفعل قد أُنيرت وبفضل الله وبفضل إيمانه ..


ابتسم ثغرها برقة متفجرة ببراءة عذبة وقالت في نفسها
"الحمدلله يارب كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"


أحست براحة نفسية كبيرة بعد أن ادركت أن ما تمر به "تافه ولا يساوي شيء" مقارنة بمصائب البشر وهمومهم

فالحمدلله رب العالمين .. فهي لا تشتكي إلا من قلبها العاصي .. الذي لا ينفك أن يردد حروف إسمه المتكبرة
ذلك القاسي الوسيم .. ذو عينا الصقر ..
مالك قلبها لآخر يوم من عمرها


آآآآآآآآآآآآآآآه
أمازلتِ أيتها الساذجة تتذكرين عيناه ..!!!!
حتى بعد جرحه الذي لا يبرأ ..!!
انها ضعيفة أمامه يا قلب .. ضعيفة حد البؤس المذل ..!!!!

يارب
أنسني اياه
ولتمحِ من ذاكرتي كل تفاصيل رجوليته الموجعة ..
يارب ..!!


أفاقت من حديث النفس وهي تسمع صراخ زوجة أخيها على ابنتها: خس الله هالكششششششة .. ألف مرة قلتلج كل يوم ادهنيه وسحيه .. كم بتم أعلم فيج يا ميروووه ..!!!
(سحيه = مشطيه)

صاحت ميره الجالسة على الأرض متوجعةً من تمشيط أمها الشديد لشعرها: اماااااايه حرام عليج شوي شوي .. هئ هئ ياربيييييه ..
انا الحمارة اللي نزلت .. لو تميت فوق احسلي عن هالعذاااااااب ..
الأم بعصبية: قري بقعتج لا تتحيسين اليه ..
ميره بصياح طفولي: امااااايه ماباج تعقصينه مابا مابااااااا ..
ضربتها امها على كتفها واسكتتها بحنق: جب .. هب يالسة انا على هواج ..
وأضافت بتهكم: عنبوووو دارج بنية عوده في ثانوية عاااامة وبعدج ما تعرفين تسحين شعرج ..!!
اممممممف عليييييييييج
زمت ميرة شفتيها بقهر/تجهم: اسحيه كل يوم انا الا البارحة بس ما زخيته ..
ماكان اليه بارظ
(زخيته = مسكته) (بارظ = رغبة او مزاج)

الأم بتذمر لم ينتهي و"لن ينتهي": ها طاعي شعر شما ما شاء الله عليه
تف تف تف اللهم صل على سيدنا محمد .. مغواااااااه .. كل يوم فديتها ادهنه وتسحيه يلين غدا طايح عند ركبتها
(طاعي = انظري لـ) (غدا = أصبح)

التفتت ميرة الى عمتها .. ثم قالت بعبوس: عموه شما لأنها قاعده في البيت وما وراها شي .. لا وراها مدرسة ولا كراف
(كراف = عمل أعمال شاقة)

ردت شما بنبرة رقيقة كرقة الورد وعيناها تبرقان بلمعان الضحك: شو مدرسته ويه ويهج .. نحن في اجازة الحينه
وأكملت بخبث باسم: أم سيف عليج ابها هاي ماتيوز عن الخرط ..
(الخرط = الكذب)

هزت أم سيف رأسها فاقدةً الأمل بأن تعقل ابنتها الصغيرة: استغفر الله بس .. نشي نشي كسرتي رويلاتيه
حشى بركتي بركه عليهن ..
قامت ميره من الأرض وهي تتذمر بقوة وبصوت عالي .. ثم ذهبت لتجلس بجانب أختها الكبرى
هاتفةً بنبرة دلع ورموشها تتحرك بشكل كرتوني: حصحوووصتي
حصتي ختيه الغالية الثمينة ..
حصة وهي تطقطق على هاتفها النقال: هااا شو تبين ؟؟
زمت ميره شفتيها بحزن وهمست: حصوه اقنعي ابويه عسب يسويلي حفلة تخرجيه في قااااعة ..
هتفت حصة باستخفاف وعينيها لم تفارقا شاشة الهاتف: هيه ان شاء الله بن عروه ..

(بن عروة هو رجل ضرب فيه المثل قديما .. وعروة هو بعير .. ويقال بن عروة اي راعي عروة مثله مثل راعي سمحة .. راعي فرحة .. راعي رقيه .. وهذه الثلاثة كلها نوق اشتهرت مع شهرة اصحابها .. وبن عروه تقال عند الطلب او السخرية من احد .. على سبيل المثال: اذا رفضت لأحد طلباً تقول "ماعليه بن عروة" اي بمعنى لن ألبي طلبك او انتظر بن عروه ليأتي ويلبي طلبك هذا .. وكما نقول بأسلوبنا الشعبي "يوم يبيض الديج" ^^ .. وفي حالة أخرى ممكن ان تُقال بن عروة عند السخرية والاستخفاف ومثالاً على ذلك جملة حصة لأختها .. اي تقصد ان من المستحيل والدها يرضى بطلب ميرة)


هتفت ميرة بضيق: بليز حصيصي بليز رمسيييه ..
حصة: خلصي اول وانجحي خلاص فكري بالحفلة ..
ميره بتهكم رقيق غاضب: حصوه حرام عليج كل ربيعاتي يالسات يتزهبن من الحينه حق حفلات تخرجهن .. لا وحفلات في قاعات وفنادق خمس نجوم .. انا في شو اقل عنهن ..!!!!
اعطتها حصة نظرة بنصف عين .. وردت بتقريع ناعم: مب قاصرنج شي يا بنت عبدالله بس تعرفين انتي ابويه .. لازم تراوينه قبل شهادتج ونسبتج ..
قامت ميره وهي تتأفف بصوت عالي: اففففف شو هااااا حرام عليكم .. ابا استانس بنجاااااااحي
ضحكت حصة ضحكةً ساخرة لم تستطع كتمها: ههههههههههههههههه واثقة الأخت إنها بتنجح
ميره بعصبية طفولية: استغفر الله .. أقصد ابا استانس إن شاء الله إذا نجححححت
استدارت حصة لـ والدتها وقالت: أم سيف شلي بنتج عنيه لعووزتنيه ..
أم سيف بتوبيخ: امبونها ميروه وذى .. قومي قومي اتصلي بـ محي الدين "السائق"
(امبونها/امبونك : اي هذا من طبعه فان او هذا الشي من عادته وليس بغريب عنه)
(وذى = مزعجة)

قوليله سِر الجمعية هاتلنا روب وخضرا
ميره بعبوس: محي الدين وده يديه ويدوه العزبة
أم سيف بتذكر: هييييه صح نسيت والله


.
.
.


بزاوية آخرى من الصالة


قالت وهي تطعم ابنها الصغير سعيد: إلا بتخبرج شموه .. أمون ما قالتلج متى بتيي ..!!
(بتخبرج = اريد ان اسألك)

ابتسمت شمـا بحنان متفجر لمنظر سعيد ذو القم الممتلئ .. واجابت: يوم بيرد بطي بوظبي ..
قالت تلك بنظرة خبث مبطنة بكراهية وحقد: اهااا .. انزين ما قلتيلي .. شو رايج بالخاطب الايديد ..!!
هتفت شما بلا مبالاة وهي تمسح فم سعيد باصابعها القمحية: قلت رايي حق ابويه .. ماباه
تلك وهي تنظر مباشرة لعيني شما وبتساؤل مقصود: شعنه ..!!
هالمعرس رقم خمسين اللي تردينه .. إنتي ما تبين تعرسين شو ..!!!
تنهدت شما وقالت بنبرة كمن لا يريد أن يخوض حديثاً كهذا النوع الآن: ولازم اعرس يا عوشة ..؟؟
الحمدلله قاعدة في بيت ابويه معززة مكرمة شو ابا في الريل والعيال..!!!
قطبت عوشة حاجباها وهتفت بنبرة اخفت ما فيها من غيرة وحقد مثقلان بالكره: البنية مصيرها العرس
ما جد سمعنا ببنات ما يبن يعرسن ..!!
شما برأس مرفوع شامخ ذو كبرياء ينضح ونظرة لا تهتز كـ"شخصيتها": شما هب شرات باجي البنيات يا عوشة .. وان بغت تعرس ما بتظوي الا شييييخ ..
أردفت عوشة بغل دفين ونظرة ساخرة: ترى حتى الشيوخ خطبوج وانتي ما طعتي ..!!
وكم من ودية افتضح أبوج جدام العربان وطاح ويهه ..
(ودية = مرة) (طاح ويهه = انحرج)


هتفت شما في قرارة نفسها بعشق أليم حد الموت ..
لم أوافق لأنهم ببساطة ليسم "هــــــو" ..!!

لكنها هتفت بنظرة لامبالية .. نظرة تنضح شموخ: ها عرس هب لعبة
وانا مابا اخذ حي الله ريال ..
ثم اردفت بنظرة ساخرة مبطنة بكبرياء مكسور: يسدنيه غلطت مرة ووافقت على واحد
وفي الأخير طلع هب ريال
مايسوى حتى دوسة نعاليه ..
(يسدنيه = يكفيني)

رمقتها عوشة بنظرة شامتة ولكن اظهرتها بتعاطف وحب ممتلئان بالنفاق: لأن عمَي مايشووووف
ولا حد عنده هاللولو الثمين ويدور على أرخص ما خلق ربي ..!!!!
شما بنظرة حب وطيبة ولا تعرف ما تخفي قلوب البشر من ضغينة: فديت قلبج يا ام زايد
وأكملت لتغير مجرى الموضوع: إلا إنتي ما خبرتيني
بوزايد متى بيرد من السفر بالسلامة ..!!
هتفت عوشة بداخلها
"الله لا يرده إن شاء الله .. ماصدقت أصلا إنه سافر وذلف عن ويهي"
لكنها ابتسمت هاتفةً بصوت زوجة مُحبة:
فديت الطاري .. قال بيرد بالأربعا إن شاء الله ..
هتفت شما بنظرة حنونة تتدفق حب أخوي: فديت أحمداني ولهت عليه والله
حملت عوشة ابنها لتغسل فمه ويديه .. وقالت في نفسها الحقودة المتشحة بسواد معتم ..
"الله ياخذكم انتو الأثنينه .. محد مكرهني في عيشتيه غيركم"



نهـــاية الجــــزء الأول



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:04 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)


.
.


الجــزء الثانــي



قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حـيـناً فـعاد يحضنُ دمعه
راعـه أنَّ عــمـره يـتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ
وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه
قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا
فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ
قل لها .. إنه يهيم .. وأخشى
أن تواريه رحلة دون رجعهْ

لـ غازي القصيبي ،.




،




اسبــانيـــــــا
مــدريـــد
فنــدق ويــستن بــالاس تحديــداً





بعد يوم طويل مليئ بالمغامرات الشيقة حول مدريد الفاتنة
أو مجريط "أي مجرى الماء كما سماها المسلمين قديماً"



عادت المجموعة السياحية إلى الفندق القاطنين فيه ..
فـ هم منذ الصباح الباكر قد قرروا بأن هذا الأسبوع مخصص للسياحة داخل مدريد والأماكن التي حولها مثل توليدو (طليطلة)
وفي الأسبوع الثاني سيخرجون للخارج .. إلى أقصى جنوب اسبانيا بالتحديد

كان يوما ممتعاً للمجموعة كلها بلا استثناء
و المكونة اساساً من عشرة طالبات من السنة الثانية من الثانوية ..
الهيئة التدريسية والإدارة وتضم معلمتان التاريخ والجغرافيا وهن ناعمة وروضة
والإخصائية المشرفة مريم


وكانت الجولة السياحية بإشراف شركة سياحية ذات خدمة عالية المستوى كما أوصى مدير مجلس أبوظبي للتعليم .. واضافة إلى هؤلاء .. ذياب أخو ناعمة الذي لولاه لما رضي والدها بأن تسافر لمكان بعيد ..


بدؤوا رحلتهم من قلعة مجريط .. المبصومة ببقايا الإرث الإسلامي العتيد .. والتي تعتبر أول قلعة تبنى للمسلمين في مدريد أو مجريط التي كانت جزء لا يتجزأ من شبه الجزيرة الأندلسية ..

ثم ذهبت المجموعة بعد ذلك إلى متحف برادو الذي يعتبر من أكبر متاحف العالم وأشهرها .. والذي يضم أشهر الأعمال وأكثر جاذبية مثل أعمال الفنانين آل غريكو .. بيكاسو .. ريبيرا .. ودييجو فيلاكسيز صاحب لوحة وصيفات الشرف الشهيرة ..

ثم بعد المتحف .. قرروا السير في شارع قران فيا أشهر وأهم شارع في العاصمة مدريد .. وساحة اسبانيا الخضراء .. ثم إديفيسيو دي اسبانا وتورو دي مدريد وهما إثنان من أقدم وأطول ناطحات سحاب في العالم ..
وبعدها إلتقطوا بعض الصور الذكارية عند بوابة القلعة التي بنيت لتكون البوابة الشرقية لمدريد قديماً ..

كانت الجولة السياحية مبهرة بكل المقاييس للمجموعة كلها وخاصة لذات المحاجر السوداء الشقية التي ما ان تلمح معلماً تاريخياً من بعيد حتى تهرع إليه وتلتقط عشرات الصور بآلتها ذو الحجم المتوسط ..

كان من يرى طفوليتها في القهقهة وخطواتها المتلهفة السريعة بحجابها السكري وجاكيتها البني الطويل الممتد لكاحليها ..

لا يظنها قط معلمة في مدرسة ثانوية ..!!
كانت كفراشة متمردة نشيطة لا تعرف معنى للصمت

كانت ناعمة إسم على مسمى .. فحتى ثرثرتها كانت ناعمة درجة الوجع
لدرجة الذوبـــــــــــان ..!!!


قفزت على الأريكة بقوة وبنبرة ألم متأوهة من كثرة المشي: آآآآآآآآآآخ يا رويلاااااااتي تكسرن من المشي اليوووووم
آخخخ آآآخخ آآخخخخخ
وأردفت بشقاوة لذيذة: الذيب هاتلي سطل ماي حار عليه ملح بسسسسرعه
رفع حاجبيه ذياب باستنكار مزمجراً بتهكم: انا راعيهاااا ..
اكمل وهو يرمي ناعمة بوسادة صغيرة بقربه: مسودة الويه تطلبين منيه انا سطل ماي وملح..!!
ناعمة بضحكة رقيقة مبحوحة: هههههههههه ذياااااب والله تعبانة أنااااااا
من الصبح بس الا أمششششي
ذياب: انتي السبة .. قلنالج خلينا نسير قلعة مدريد ثم نتغدا .. ونرد الفندق نريح شويه وخلاف نظهر ودية ثانية .. انتي اللي ما طعتي .. الا تبين تلفين البلاد كلها في يوم واحد ؟؟
ناعمة بتهكم أنثوي "طفولي": عيل تبانيه اتم في الفندق طول ما انا في اسبانيا ..!!
لا حبيبي مستحيييييييل
لازم اشوف كل شبر هنيه .. عقب اروح المدن اللي برع مدريييد
ذياب: اسبانيا فيها ألف مكان سياحي لا تتحرين بتشوفين كل البقع في يوم واحد ..!!
ناعمة بتفكير: لا ماعليك انا مسوية جدول خااااااص
ذياب بنظرة مبتسمة حنونة: زين يا مس ناعمة
وبضحكة رجولية صرفة: هههههههههههه والله اللي يشوفج إنتي وبناتج اليوم ما يقول هاي أبلة تاريخ مع طالباتها
كل ما توقفين في مكان .. تبدين درس تاريخ ايديد وتتكلمين بالتفصيل عن تاريخ المعلَم
لا والمشكلة تتعمقين بشكل غريب تخلين اللي يسمعج يتخربط ومايفهم بسرعه
ناعمة بتهكم ناعم: لااااا والله .. ها مدح ولا ذم أخ ذيااااااب ..!!

ذياب بضحكة لا يستطيع مقاومتها: ههههههههههههههه مب سالفة مدح ولا ذم بس والله انتي كنتي تحفة اليوم
احلى شي يوم كنا عند القلعة .. انتي قاعده ترمسين عن تاريخ هالقلعة وتقولين أن الأمير محمد الأول هو اللي بناه
عقب تدخلين بلا حاسية في تاريخ الأمير محمد وحياته وانجازاته وتنسين تكملين رمستج عن القلعة هههههههههههه

قطبت ناعمة حاجبيها برقة وهتفت بتهكم: يا دب إنت ليش ما تنبهني انيه افوت في الرمسة ؟؟
ذياب بنظرة حب أخوية: كان عايبني شكلج وانتي تشرحين لبناتج ف ما حبيت اقاطعج .. وكنت ادري إنج جيه من الحماس الزايد ههههههههههههههههه
ضربته ناعمة بكتفه بإحراج تام: دب دب دب دب
ذياب بضحكة رجولية صرفة: ههههههههههههههه يلا انا ساير
ناعمة بدهشة: على ويييين ..؟!!
ذياب وهو يحك رأسه ويبتسم: بروح احجز حق مباراة مدريد وبرشلونة .. آخر هالأسبوع المباراه ..
ناعمة بذهول: يالشيطاااان عسب جييه طعت تيي وياااااااااااايه ..!!!
ذياب بضحكة عالية رنانة: هههههههههههههههه عيل ييت وياج لجل سواد عينج
تبينيه افوت عليه هالمباراة !! لا يا حبيييبي ..
ناعمة بقهر رقيق: ثرك ما تخيل يا ذيااااااب ..
وانا تحريت ماتبا تكسر بخااااااطريه وييت عشاااااانيه ..!!
(تحريت = ظنيت)
ذياب بنظرة رجولية مازحة: اسولف وياج بنت هامل
السالفه كلها صدفة في صدفة والله
وأكمل بتذكر: على طاري هامل .. رمستي ابويه اليوم ولا بعدج ؟

اعطته ناعمة ابتسامة مشعة ظهرت لمجرد سماع إسم أبيها الغالي: هيه عقب ما تغدينا رمسته هو وفطيم وحمدان وعموه سلامة ..
وأردفت بحب مُشع: وقبل شويه عميه سلطان اتصلبيه بعد .. يتنشد عنك يقول تلفونك مبند ..
ضرب ذياب رأسه كمن تذكر شيئ: اووووه نسيييت .. التلفون مفضي لازم اجرجه
وأكمل بقهر: اففففف كيف بطلع احجزلي تذكرة وها مفضي ..!!!
ناعمة بضحكة رقيقة شامتة: ههههههههههههههاي تستااااااااااااااهل ..


.
.
.
.
.
.
.


في مكان بعيد
بعيدا جداً


لا يمت لعالم البشر الحقيقيون بصلة .. وانما هو فقط لبشر تربوا على تحطيم مبادئ ترسخت في الوطن ..
مبادئ كانت ولازالت هي جوهر نهضتنا كعقليات مستقلة وتنميتنا كأفراد في مجتمع اسلامي عربي "حر"



بعد أن اخذ نفساً عميقاً من سيجارته .. صمت قليلاً قبل ان يهتف بنظرة حمراء مخيفة: اسمعني يا مانع
أنا قدرت اهربك من السجن بأساليبي الخاصة
لكن والله لو مرة ثانية سويت شي غبي من ورايه
محد بيحميك مني
فاهم ..!!!!!

أخفض مانع رأسه بضعف مُذل/ارتباك: يا طويل العمر انا بغيت افرحك يوم اييبلك سلطان وهو منذل تحت ريولك،
ما كنت ادري إن الأمور ما بتمشي مثل ما كنت مخطط له

بغضب شديد صرخ: لا تتفلسف على حسابي يا موينع .. انا طول هالسنين احاول اخفي كل أثر من ورايه .. مب إنت اللي بتيي تخرب اللي ابنيه من سنين بغباااائك ..

مانع باضطراب مليئ بالخزي: السموحة منك .. اوعدك إنها بتكون آخر مرة

وضع الرجل رجلاً على رجل .. وقال باحتقار: لا تطلع من هالمكان إلين ما اقولك .. لو سلطان ولا حد من جماعته عرفوا إنك شردت بنفتح على رواحنا بيبان ما بنقدر نصكهاا ..

وأردف بتفكير شيطاني نمرودي: وتبا الصدق انا داخل على اتفاق مهم مع جماعتنا في اوروبا ومابا شي يوقف بدربي
مانع بتساؤل: ما بكون معاك في وقت الاجتماع ..؟؟

رمقه الرجل بنظرة قوية تهكمية: لا طبعا يا ذكي، يبالنا فترة مب قصيرة لين ما نطلعلك جواز ايديد بإسم ايديد مزور
واردف بتفكير عميق وهو يحك لحيته: ابا واحد معايه يكون كفو وقدها .. ويقدر يتفاهم مع الجماعة لو كنت محد أو يحمي ظهري لو حد فكر يأذيني .. افففففففف .. كلكم ما منكم فايده والله
لو ما انت يالغبي سويت اللي سويته جان الحينه حارب يشتغل معاي ومخلنه ايدي اليمين ..
هالحارب كنز وانت ضيعته ..
مستحيل يفكر مجرد تفكير إنه يشتغل معانا عقب ما انجتل ابوه واخوه جدامه وعلى ايدنا ..

هتف مانع في نفسه بنبرة تنضح حقداً/كرهاً
"الله يلعـ... هو وسلطاااان متى بس باخذ بثاري واذلكممم شرات ما ذليتووووني .. متى بسسسسسس ....!!!!"


.
.
.
.
.
.
.


بوظبــــــي
يـــــوم جديــــــــد



كان يشع هيبة .. وفخامة رجولية فذة "تتفجر نفوذاً" وهو يسير بثوبه الأبيض وغترته المنسوفة تحت العقال ...
ثوب لم يتمكن ابداً من اخفاء عضلات صدره العامر "المصقول من أثر تدريبات يومية على مدى سنين" بعرضٍ كتفاه القويان وطولٍ لا يقل عن المتر وخمسة وتسعين من السنتيمترات ..!!!

كان الذي يراه يظنه أحد لاعبي رياضة الملاكمة
وله صولات وجولات في هذا المجال ..

وكان كثيراً ما يضحك على تعليقات الرجال والشباب والمراهقين
ويغضب عندما يرى النساء والفتيات يرسلن له نظرات الإعجاب والابتسامات
هو هكذا ..!!!
يخاف الله ويخشى الوقوع في الرذيلة ..

خاصة وهو يعرف جيداً تأثيره الواضح على القلوب الأنثوية حوله اذ كان لا يجهل البتة وسامته الرجولية الشديدة ..!!!!



كان يمشي بخطوات واثقة ثابتة ويفشي السلام على كل من يرى بحزم واثق وسيطرة رجولية يراها البعض
"غـــرور" ..!!!!


دلف الى مكتبه وسلم على سكرتيره بصوت حازم جهوري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قام السكرتير من مقعده بكل احترام و مودة: وعليكم السلااام و رحمة الله و بركاااته
تو ما انور المكتب والمكااااان كله والله

رد بنظرة ودودة: تسلم يا حميد تسلم .. النور نوركم
وأكمل يتساءل: ها جهزت الملفات اللي قلتلك عنهن البارحة ؟

السكرتير حميد: هيه نعم جهزت كل الملفات اللي طلبتها

إلتمع المزاح بنظرة عينا سلطان وقال: اوووه والله زيين .. الملفات هاي بالذات على ما اطلعهن من الارشيف يبالك يومين على الاقل ..
ثم اعطاه نظرة جانبية .. وبابتسامة كسولة اضاف: الظاهر تعبت هااه ؟!

ابتسم حميد ابتسامة خالية من التحفظ ورد: افا عليييك يا بومييد لجلك نسير البحر ونرد عطشانين مب الا نطلع لنا كمن ملف جديييم ..

ضحك سلطان ببحة رجولية صرفة : ههههههههههههههههه والله انت سوااااالف .. يلا هاتليه الملفات المكتب ..


دخل سلطان مكتبه الرئيسي الذي كان تصميمه فخم وعصري خليط بين اللونين البني العودي والأبيض السكري
لطالما كانت هذه الألوان تجذبه

هو لا يعرف هل هو من ينال اعجابهاا ؟
أم هي تنجذب لا اراديـاً لطبيعتـه الفــذة
القــــوية .. ؟


جلس على مكتبه وقرر أن يتصل بـ حـــارب
للمرة الألف
عله يجيب ..!!


مرت عدة ثواني وهو مع كل رنة كان يدق بسبابته سطح المكتب بحزم صارم وحاجبان معقودان على الدوام .. كأنه في اعتياد دائم على تعرج طياتهما منذ "زمن بعيد"
بعيداً جداً


.
.


بصوت مثقل بالتباعد والفتور رد: السلام عليكم
هتف سلطان بحزم شديد مبطن بشوق لسماع صوت هذا العنيد: وعليكم السلام ورحمة الله
صبحك الله بالخير حارب
حارب بذات النبرة المتباعدة: صبحك الله بالنور والسرور
وأردف ببرود تام: اشحالك سلطان ..؟؟
ابتسم سلطان ابتسامة لم تتجاوز حدود عيناه وهتف بنبرة مقصودة:
لو حاليه يهمك يا بومحمد ما اختفيت مرة وحدة بهالشكل .!!!
اغمض حارب عيناه متنهداً بعمق مثقل بالهموم: انتو خليتوني اطلع عن طوري
ثلاث سنين وانا متحمل الضغط النفسي اللي فيه ..
في الأخير استخسرت يا سلطان تخبرني أي حايه توصلني للي هدم حياتي وفقدني أعز ما أملك ..!!!
استخسرت تقولي عن اي شي يخفف حرقة فواديه وانا اللي اترجاك صارلي دهررررر ..

ألان سلطان صوته الحازم ليستميل عاطفة حارب "المغلفة بحديد": لولا الغلا والمعزة ما قسيت عليك في هالثلاث سنين وانت تعرف هالشي ..
بغيت اجهزك عشان تكون رجل المهمات الصعبة على أعلى مستوى .. ولا تنكر إنك الحينه بفضل الشغل المتواصل والتعب صرت أكفئ رجل نقدر نعتمد عليه هالفترة ..!!!

وأضاف بحزم رجل واثق: واذا على سالفة انيه ما قلتلك عن اللي كان ورا سالفة أبوك الله يرحمه ويغفرله فهذا لأنك ما كنت متهيأ نفسياً .. ولأن من الأساس السالفة أكبر بوايد من اللي انت متخيلنه يا حارب ..!!
حط بعين الإعتبار إنك لازم تعرف كل شي لأنك ما بتنتقم لأبوك بس .. بتنتقم لناس ثانيين راحوا ضحايا لهالجماعة الضالة ..
ومن ناحية ثانية بتخدمنا وتخدم وطنك اللي خيره مغرقك ومغرقنا
غمغم حارب بتساؤل مليئ ببحة قوية .. بحة مختنقة: ومتى بتقولي اللي صار ..؟؟

تمايل ثغر سلطان بابتسامة منتصرة ماكرة فهو قد علم الآن أن حارب بدا يزيح عنه الغضب والعناد .. والحمدلله على ذلك فحارب رجل لا يسهل التعامل معه وقت الغضب ابداً
ابــــــــداً

وأردف بصوت قوي رنان: بإذن الله جريب ياخويه جريب
إنت وين دارك الحينه ؟؟

كتم حارب زفرة انفعال حارقة .. ورد بحزم: الحينه ساير المطار .. طيارتي بطير على الـ12 إن شاء الله

سلطان بصوت ثقيل متفجر بالرجولة: وماغير بومييد اللي بيستقبلك إن شاء الله
خل اللي مواعدنّه يستريح في بيته

لانت ملامح حارب القاسية .. واجاب بنبرة لينة هذه المرة وبرجولة أخوية صرفة: واللي يقول عليه بومييد تم


.
.
.
.
.
.
.



كانت سيارته المرسيدس كوبيه ذات نوعية الإس إل إس تشق شوارع العاصمة بانفرادية تامة ذات ألق فخم وخصوصية جذابة لا تليق الا بهيبة صاحبها ...
ومن عادته لا يتجاوز بسيارته السرعة المتوسطة .. وإن صدف وفعلها فهو حتماً في عجلة من أمره أو في مهمة عاجلة لا تتحمل التأخير ..
هو هكذا ..!!
لا يتعجل في شيئ .. ولا يتعجل لشيئ ..
صبور لأبعد حدود حتى في تعامله مع البشر واصطياده للمجرمين

كان يتعامل مع المجرمين بأسلوب الضغط النفسي الذي يعمل على اضعافهم نفسياً ومعنوياً مما يفقدهم تماسكهم واختلال توازنهم الذهني والنفسي
وما أن يرى المجرم أنه أصبح أكثر استجابة له .. حتى يصبح هو أكثر تجمدأ من ذي قبل

كان ولازال الرجل الأمهر والأدهى في مجاله .. ولذلك وثقت به المؤسسة وأعطته منصباً لا يُستهان به في مدة قصيرة لا تتجاوز الأربع سنوات.

هتف بنبرة حازمة مغلفة بدفئ وعيناه على الشارع: ها يالخوي ما خبرتنا .. شو كانت عمرتك ..؟؟
تلألئت عينا حارب بشكل دافئ جميل وقال: والله الحمدلله ما كان شي زحمة وايد
واضاف بحبور: أهم شي قدرت أحب الحجر الأسود .. زين ما ادعسوني الناس يا ريال
سلطان بضحكة مبحوحة جذابة: هههههههههههه زين الحمدلله
واردف بدعابة رجولية خرجت من نظرة حانبية سريعة منه: دعيتلنا عاااده ..!!!
رفع حارب جانب شفتيه بابتسامة خفيفة خبيثة: لا .. دعيت عليكم ..

قهقه سلطان هههبقوة هذه المرة: ههههههههههههههههه افااااا لو يهود مادعيت علينااا

حارب بذات الابتسامة ولكن دافئة صادقة: مادعي عليكم انا .. اعرف إن كل اللي سويتوه لي كان لصالحي ..
وأكمل بألم حارق وذكرياته تؤلمه: دعيت لكم .. ودعيت من الخاطر أن الله يرحم والديني وعبيد ويغفرلهم ..
وبغصة حارقة جعلت من نبرته تهتز: دعيت ربي يا سلطان إنه يغفر لأبويه ويرحمه ..
ابويه يا سلطان اللي مات موتة ما تليق به ..
أبويه اللي فنى عمره في خدمة بلاده مات موتة ما كان يتمناها كاااافر
أبويه ما كان له ذنب .. مات مظلوووم
أغمض عينيه قبل أن تنزل دمعته الخائنة: مظلوووم يا سلطان
كل ليلة اييني في الحلم ويقولي يا حارب انا مظلوووووم
كلوا لحمي يا ولديه .. انهشوا عظامي
مظلوم انا يا حارب
مظلـــــــوم ..!!!

وأردف بغصة قلب اخنقت تنفسه واثقلت روحه الأبية: ما كان يعرف إنه يتعاطى .. لو يعرف جان عالج نفسه من البداية ولا وصل لهالمرحلة ..!!!
وبيدين مقبوضتين من القهر المكتوم يستمر بالتحدث بصوت عالي مختنق متهدج: الكلاااااب كانو يحطون المخدر في قهوته كل صبح في الدوام ..
وهو يشرب وما يعرف .. يلين ما صار مدمن ..
لو ما ياني العامل الهندي قبل لا يتوفى ابويه واعترفلي إنهم ابتزوه عسب يحط المخدر
جان الحينه أنا بعد ظان فيه ظن السو ..!!

كان حارب يتكلم ويتكلم ويتكلم وسلطان يستمع بهدوء .. كان يريده أن يتكلم ويظهر ما يكن في قلبه من قهر وحزن عجز أن يتحملهما ..!!!

ثم مسح وجهه وغمغم بقلب ينبض حسرة: حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل
امسك سلطان بكتف حارب وقال بصرامة قاسية: بإذن الله سبحانه دم أبوك ما بيضيع ..
ولا دم عبيد وأمك اللي نفدت بلا ذنب .. عهدن على هالرقبة يا حارب إن كل اللي تسبب بحرقة قلبك
بيااااخذ يزااااااه وزوووووود ..


ما زالت مشاعر الذنب تغزو روح سلطان بضراوة .. لا ينكر تحمله جزء من مسؤولية مقتل أبوحارب وأبنه
لا ينكر ذلك أبداً .. ولن يسامح نفسه على هذا أبداً ..!!!

بالرغم من أن حارب وضّح له في مرات عديدة إن هذا قضاء وقدر .. وإنه كان مقدر لأبيه أخيه الموت في ذلك اليوم
ولولا رحمة الله كان هو بالذات سينال نفس المصير بسبب استدراج حارب له ..!!

حارب لا يلومه .. فهو علم فيما بعد ما الذي اجبر سلطان على جلب عبيد
ولأنه يعرف حجم عناد عبيد .. فمن المؤكد أن سلطان لم يكن ليملك حل آخر ...!!!

إلتفت حارب بشكل جانبي لسلطان وهتف فجأة بنظرة حازمة مليئة بالعزم: بومييد، متى بتقولي السالفة كلها ..؟؟
هز سلطان بحزم: بقولك إن شاء الله .. لا تنسى تيي باجر المقر
لازم تستأنف التدريب، ورانا شغل وايد الفترة الياية ..

هز حارب رأسه بالموافقة وصمت ..

سلطان بنظرة رجولية مبتسمة: ها يا وحش شو في خاطرك تتغدا
لبناني .. مصري .. هندي .. ايطالي .. صيني آمر انت بس ..!!

رد حارب بضحكة صادقة دافئة: ههههههههههههههه على هواك يا بن ظاعن
(على هواك = اي كما ترغب)


سلطان بفكاهة نادره: عيل أحلى صينية عيش شيلاني وسمج مشواي ودهن لعيون الشيخ حارب
(عيش شيلاني = الرز الأبيض)


حارب بذات ضحكته الدافئة: ههههههههههههههه يالبييييييييه


.
.
.
.
.
.
.



العيــــــــن




كانت حصة منبطحة على بطنها فوق السرير وتتحدث بكل استمتاع ومزاج رائق مع صديقتها المقربة ..

بنبرة حزن وتأفف هتفت: يا حظظظظظظكن إنتي وروضوه الطفسة شعنه ما شليتوني وياكن يااخي ..
ضحكت صديقتها وقالت بسخرية محبوبة: ههههههههههه هيه تبين عبدالله بن خويدم يعلقنا من علبانا ولا شو بالضبط ..!!
(علبانا = رقبتنا من الخلف)


حصة بقهر/حنق: حرام عليج نعوم لو كنتي مرمستنه ما كان بيردج
ناعمة بدهشة تخللتها حياء فطري: شو ارمسه ويا راسج ها .. ودرنا الحيا شوو ..؟؟
زمت حصة شفتيها وقالت بذات حنقها: شو فيهاااا ..!!! شرات بنته انتي ومن الأهل
(شرات = نفس)


ناعمة بضحكة رقيقة وحياء: هههههههههههه لا استريحي ماكلم رياييل انا
وبعدين وين من الأهل .. لا يكون من جدا عوشوه الكريهة ..!!!!
وأردفت باشمئزاز: هي الا بنت عم عميه سلطاااان لا راحت ولا ردت


حصة بضحكة رنانة: يعني من الأهل وخلااااااااص
ضحكت ناعمة وقالت: انزين هذا ما يغير من موضوع إنج ماييتي معانا ههههههههههههههههههه
حصة بصراخ مقهور: يا حمااااااااااااارة اكرهج اكرهج ما صدقت انسسسسسسى
ناعمة بضحكة تحاول كتمها ولم تستطع: هههههههههههه فديت قلبج حصحووصة والله انيه ولهت عليج
وعلى خباااالج ..
حصة بنبرة مستاءة: والله انا بعد ولهت عليج إنتي ورويييض
وأردفت بتذكر: إلا وينها هي .. اتصلبها بس ما ترد عليه ..
قالت ناعمة بحب أخوي عميق: فديتها عيزت من الحواطة الصبح وأول ماردينا سيده حطت راسها وارقدت
(سيده = مباشرةً)


قالت حصة بذات نبرة صديقتها: فديتها ياربي .. عيل خليها تتصلبيه أول ما تنش انزين ..؟؟
ناعمة بنبرة دافئة: إن شاااااااء الله على هالخشم
ادارت حصة رأسها ما ان سمعت أصوات أطفال آتية من الأسفل: اقولج نعوم بخليج الحينه
قوم عميه بطي تحت
(قُوم = أهل أو جماعة)


ناعمة: اووكي حبيبتي سلمي سلمي
حصة بنبرة دافئة: يبلغ فديتج .. يلا فـ امان الله ..
ناعمة بذات نبرة صديقتها: فـ وداعة الرحمن



.
.



في الأسفل




كانا يركضان بسرعة وكل منهما يريد سبق الآخر لأحضان عمتهما
وما كان من شما إلا ان تلقفت الإثنان بضحكة متفجرة بالفرح والسعادة
خويدم وسلطان مع بعض: أنا وصلت قبل
سلطان بتهكم طفولي: أنا أنا وصلت قبل
خويدم وهو يدفعه قليلا بغضب: لا يالجذاب أنا قبل حتى اسأل عمووه
وأكمل: صح عموه شوشو ..؟
شما بنظرة حنان و"أمومة مفقودة" لكلا الولدين العزيزين على قلبها وهي تحضنهما: إنتو الاثنينه وصلتوا أول ناس
وفجأة احست بأنامل صغيرة تمسك بطرف ثيابها وتجره بخفة
وعندما اخفضت رأسها رأت لطيفة الصغير بعينيها المستديرتين الكبيرتين تنظران إليها
لطيفة بنبرة طفولية تنضح بالبراءة اللذيذة: أموه ثوثو انا بئد (عموه شوشو انا بعد)
شما بصوت عالي وبسعادة متفجرة وهي تنزل الأرض لحمل لطيفة:
ويعلني أفدااااا هالبووووز يا رررربيه ..
تعالي اشوف عند عموه شوشو يا قلب شوشو انتتتتتي

وأخذت تقبلها بشدة ولطيفة تضحك بصوت عالي ..

شما بضحكة عالية منتشية: ههههههههههههههههه يختي انا على الضريساااات
وفجأة شعرت بضربة قوية على ظهرها
: يا مسوووودة الويه .. هالدببة لهم السلام والأحظاااان وانا ربيعتج الروح بالرووح مافكرتي حتى تلفين تسلمين عليه
شما بنبرة ضاحكة تقطر نعومة: هههههههههه مرحبا مرحبا بآمنة شيخة الحريم كلهن والله

وسلمت عليها بحب عميق وأخوية لا تليق إلا بقلوب أحبت بصدق ووفاااء

جلست آمنة وقالت: المرحب باااجي فديت قلبج
وبتساؤل أردفت: إلا وين هل البيت شعنه جيه صخه عندج ...؟؟
شما: الحينه كلهم بينزلون ماعليج .. خبريني انتي شحالج شخبارج ..؟؟
آمنة بنبرة مبتسمة دافئة: والله انا بخير يسرح الحال .. وانتي شو آخر اخبارج
حشى مختفية عن الواتس هاليومين شو سالفتج ..؟؟؟
اعطتها شما ابتسامة متسعة: ههههههههه اريح عويناتيه شوي
رمقتها آمنة بنصف عين وهتفت بخبث: علييينا يا شموووه ..!!
أونه اريح عوينااااتيه .. قولي قولي شو سالفتج ..؟؟
شما بضحكة رنانة: هههههههههههههه تبين الصدق خدمتيه انتهت وماليه بارظ ايددها
آمنة بذهول ناعم: طاااعوو .. صدق ما تستحين على ويهج يالعيووووز ...
وبنصف عين اضافت: قولي ما تبين ترمسينا يا بنت خويدم وخلاااااص
شما بابتسامة جميلة كـ"عيناها": لا والله صدق ارمس ما كان اليه بارظ اسوي شي هاليومين ..
وأردفت بحب عميق: اصلا كنت ناوية اليوم اطرش محي الدين اييبلي بطاقة عشان ايدد بس لهيت مع البشاكير شوي
آمنة بتهكم رقيق محبب: اوكي نترياج تنورين الواتس عيل .. تعرفيني ما دانيه لو كنتي هب فيه
(ما دانيه = لا أحبه)


شما بنبرة حب لا ينتهي لهذه المخلوقة العذبة: فدييييييت أمونتي ياربي .. لا خليت من قلبها اناااا
(لا خليت = لا يحرمني)


آمنة ضحكت بحب ثم أردفت بتساؤل: إلا أم الخصف والليف وين ..؟؟؟


رفعت حاجباً واحداً شما بغضب .. وقالت بحدة/تقريع: عيب عليج امون كم مرة اقولج عوشة طيبة وايد ما تستاهل اللي تقولينه عنها
حرك آمنة شفتيها باحتقار لمجرد سماع اسمها المزعج لأذنيها: طيبة اووونه .. هاي عقرب حبيبتي انتي اللي طيبة وعلى نياتج
وأكملت بذكريات ترجعها وراء إلى 12 سنة: نسيتي إنها السبب في هدم زواجج منننـ ....

اسكتتها شما بيدها وقالت بألم اخفته بمهارة تامة: لو سمحتي آمنة لا تتكلمين في امور راحت وما بترد
عوشة مالها ذنب .. وكانت حالها حالنا .. وهو اللي قص عليها بكمن كلمة مثل ماقص عليه قبل
وبتنهيدة عميقة كعمق سواد عينيها اكملت: اصلا نحن ليش نتكلم في هالسالفة الحينه ..!!!
خلاص غيري الموضوع دخيلج ..

شعرت آمنة بغصة تحرق صدرها لحال صديقتها المؤلم .. هي متأكدة بكل ايمان أن خافق شما ما زالت ينبض بشراسة بإسم طيف ذاك الذي لم يعرف قيمتها ..!!!!
ذاك المغرور المتكبر البارد ..!!!
كم تمنت في الماضي أن تقطع عنقه من شدة قهرها وحزنها على شما ..
هو لا يستحقها .. لا يستحقها على الإطلاااااق ..!!!
يجب على شما أن تتزوج وتعيش حياتها كما ينبغي من غير أن يجتاحها طيفه المؤذي لشرايين قلبها
يجب أن تتزوج وتكون أسرة لطالما حلمت بها ..
يجب أن تنسى ذاك وتمحوه من دفتر ذكرياتها وللأبد ....



نزلت حصة وهي تدندن بأنشودة للأطفال وتطرقع أصابعها بابتهاج ..
صرخت بسعادة عندما رأت لطيفة الصغيرة وهي تلعب بالألعاب مع أخوتها
: لطووفتي حبيييبتي هنيييه .. هلا بالحب كللللله .. هلا بالقلب كلللله

وأخذ تقبلها باستمتاع تام وهي تضحك .. وتصورها لوضع صورتها كصورة شخصية في جهازها البلاك بيري ...!!!

آمنة بصوت عالي جاء من المجلس لكي تسمعها حصة: حصيييص يالسبااااله خلي بنتيه في حالها

ذهبت حصة للمجلس وهي تضحك على خالتها وزوجة عمها في ذات الوقت ..
:هلاااا وغلاااااا بالشيخة آمنة حرمة الشيخ بطي، تو مانورتي بيتناا في ذمتيه ..

آمنة وهي تسلم عليها وتضحك: هههههههههه هلا ومرحباااا فديت ويهج .. مابقول النور نورج لأنه نوريه انااا

اجابت حصة بضحكة مستمتعة: ههههههههههههه مشكلة والله الثقة ..
رفعت آمنة أنفها بغرور مصطنع: هيه نعم واثقة من عمريه شو تتحرييين ..!!
وأكملت بتذكر: تعالي .. بنت هامل علوومها ..!!!
سمعت إنها سافرت اسبانيا مع مدرستها
(علومها = ما اخبارها)


لانت نظرة حصة شوقاً لتلك الناعمة: فديت نعوم ياربيه .. لها وحشه الحمارة
هي ورويض بخير يسرج حالهن .. توني مسكرة عنها الخط ..

آمنة بابتسامة ناعمة: شعليهاااا نعوم اسبانيا مرة وحده


كانت شما تستمع لحوارهن بصمت هادئ كـ "شخصيتها"
وعندما ذُكر إسم ناعمة ابتسمت لا ارادياً

ناعمة، تلك الفتاة الشقية الفاتنة
لم ترها منذ فترة طويلة ..
ما زالت تذكرها بشعرها الأسود الغجري المجنون .. وسمــارها البــدوي المشبـع بالفتنـة كقطعــة سكــر بنــي

كانت مثار فتنة منذ أن بلغت واصبحت صبية ..
جميلة تلك الفتاة بروحها البريئة الطيبة وفتنتها

السمراء الغجرية
فلتحفظها يارب من كل سوء وعين حاسدة ..!!!


: عموووه
إلتفتت شما لإبنة أخيها وقالت برقة: يا عيووونها
حصة وهي تبتسم بحب عميق: فديت عيووونها انا
وأردفت بعدما جلست بقربها: عموه شرايج تقنعين أبويه إنه يسوي حفلة تخرج ميروه في قاعة ..
كلت فواديه هالبنية كل يوم تحن على راسيه

شما بتساؤل: عبدالله هب طايع يعني ..؟؟

حصة وهي تهز كتفيها: مادري والله بس هي تقول إنها يوم رمسته قال حقها كل اخوانج ذبحنالهم وعزمنا العرب في البيت يوم انجحوا .. انتي شو فيج من زود عنهم ..
وهي تضايجت .. ويتني تبانيه اقنعه ..

هزت شما رأسها بخفوت وهتفت بحزم رقيق: خلاص ماعليج حبيبتي انا برمسه إن شاء الله .. إلا ميراني عاده ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـــوظبــــي



كانت شقته واسعة كفاية لرجل واحد لا يجلس فيها أغلب الوقت .. فهو لا يرجع من عمله إلا قبل صلاة العصر بساعتين وفي إجازة الإسبوع يرجع للعين حيث أهله وعائلته ..


تقبع الشقة في منطقة سكنية فاخرة على البحر خارج مدينة أبوظبي ذاتها .. وهي مؤلفة من ثلاث غرف وأربعة حمامات ذو إطلالة راقية وفخمة تنم عن ذوق أنثوي راقي ..
كانت زوجته آمنة من أصرت أن تفرش جميع الشقة على ذوقها الخاص ..
ولم يندم على هذا .. فزوجته الشقية لها ذوق كلاسيكي ذو طابع أوروبي جميل خليط بلمسات تراثية شعبية ..

بعد أن نهض بطي من قيلولته القصيرة وصلى العصر .. قرر أن يتصل بصديقه المقرب المختفي منذ أيام


بعد ثواني من الرنين


جاءه صوت صديقه الحازم على الدوام ولكن بدفىء خاص: مرحبا ملاايين ولا يسدن في ذمتيه ..
هلا بـ بوخويدم هلا ..
بطي بنبرة رجولية تنم عن حب متفجر بالأخوية: يا مرحبا بك مليار يا بومييد
اشحاااالك علوووومك ؟
سلطان بذات النبرة الدافئة الثقيلة: والله علوميه علوم الخير طوليه بعمرك يا غير مشتاقين إلكم ..
بطي بنبرة عتب مازح: هيه هيه واضح مشتاقلنااااا .. والدليل لك كمن يوم غاط لا تتصل ولا تتنشد
(غاط = مختفي/لا تُرى)


سلطان بضحكة رجولية رنانة: هههههههههههههه علني افدا خشمك يا بطوي .. والله أدري مقصر لكن صدق كنت مشغول في سالفة صارت فجأة وما انحلت إلا اليوم

بطي بابتسامة أخوية متفهمة: ما منك قصور يا سلطان لكن متولهين عليك نبا نشوفك
سلطان وهو يفكر: اشرايك نتشاوف الحينه في مقهى الـ...
بطي بتساؤل: هاللي مجابل الكورنيش
سلطان بنبرة رجولية جذابة: هييه نعم اللي في الكورنيش
بطي: خلاص تم .. عطني نص ساعه بالكثير الين ماييك
سلطان بذات النبرة: حلووو .. نتشاوف هناك عيل ان شاء الله ..



.
.



وبعــــد مرور نص ساعة
فـي المقهــى


بعد أن تلاقى الرجلان و"تخاشمـــا"



هتف بطي بعينان تلمعان دفئ أخوي: ما بغينا نشوفك يا ريااااال
ابتسمت عينا سلطان بـ حبور بالغ:
والله شنسوي بعد يا بوخويدم الشغل ماخذ كل وقتيه
حتى أهليه ماشوفهم إلا من وين لوين ..
قطب بطي حاجباه بجدية تامة وهو يتقدم بجسده فوق الطاولة قليلاً .. وقال بحزم شديد: بس غلط هاللي تسويه يا سلطان .. ماختلفنا الشغل شغل ..
لكن لنفسك عليك حق بارك الله فيك ..
شوف عمرك دخلت الأربعين وإنت بعدك بلا حرمة ولا عيال ..
مايستوي جيه يا خويه ..!!

سلطان بنظرة سوداء ذات معنى ولكن اخفاها بلامبالاة ماهرة: يا عمي شو ابا في صدعة الراس
خلنيه جيه عزابي لا وراي حرمة تنكد عليه ولا عيال يظهرون شيب شعريه
أردف بضحك ليغير مجرى الموضوع: مثل ما عيالك مظهرين شيب شعرك الحينه

بطي بنظرة متفجرة بالحب لذكر أبنائه وابتسامة ودودة: صدقني على انهم مخبليبي بحشرتهم وطفاستهم ..
لجني اتوله عليهم يوم اخليهم وايي بوظبي ..
(حشرتهم = ازعاجهم)


ثم أضاف بنبرة أكثر حزماً وتعقلاً: يا سلطان المال والبنون زينة الحياة الدنيا ..

سلطان بابتسامة خبيثة جذابة: والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا
يعني آخذ ثواب الأخْيَر أحسن لي

رمق بطي صديقه بنظرة عتب والحزن على حاله تخلل نبرات صوته:
تعرف متى بتحس بجيمة العيال ..؟؟
يوم تكبر وتشيب وما تلقى حد حولك
العيال هم سندك في هالدنيا وهم عصاك اللي لا بغيت تتجي، تتجي عليه ..
وأكمل بصرامة محاولاً إقناع صديقه ذو الرأس العنيد .. صديقه الذي يحبه ويريد له الخير والعيش بسعادة:
عرّس يا بومييد وخلنا نشوف فريخاتك ..

هتف سلطان "محاولاً إغلاق حديث يُشعل حرائق من ذكريات تنتشر في روحه" بابتسامة جافة لم تتجاوز عيناه:
إن شاء الله خير .. إن شاء الله خير


.
.
.
.
.
.
.



هنـــــاك
فـي مكــــان بعيـــــد




بلغة عربية متكسرة وصوت منخفض: اسمئني جيداً .. إني لا استطيع التهدث بهرية الآن
لقد اجرينا كبل كليل اجتمائا تارئاً .. واتفكنا ئلى أن الصفكة ستمم في اسبين وليس في تركي
(اسمعني جيدا، إني لا استطيع التحدث بحرية الآن
لقد اجرينا قبل قليل اجتماعا طارئا، واتفقنا على أن الصفقة ستُتم في اسبانيا وليس في تركيا)

تسائل الذي امامه بنبرة شك: ليش اسبانيا بالذات ..؟؟

الأعجمي بذات النبرة المتكسرة: لأنها ذو موكئ استراتيجي مهم ومناسب للخطة التي وضئناها
أنت لا تشغل بالك بهذه الأسئلة، وكن على اتم الاستئداد
فنهن ما أن نقرر متى سيكون الاجتماء سأئلمك
(لأنها ذو موقع استراتيجي مهم ومناسب للخطة التي وضعناها
أنت لا تشغل بالك بهذه الأسئلة، وكن على اتم الاستعداد
فنحن ما أن نقرر متى سيكون الاجتماع سأعلمك)


هو يكره أن يجهل أموراً خارجة عن سيطرته .. ولم يستطع كبح توتر صوته وهو يقول: أنت واثق من الناس اللي بنتعامل معاهم في اسبانيا ..!!!

الأعجمي بنبرة خبيثة تبعث الاضطراب: أجل أثك بهم كثكتي بك وبإخلاسك لنا
أليس كذلك..!!!
(أجل أثق بهم كثقتي بك وبإخلاصك لنا
أليس كذلك..!!!)


بلع الرجل ريقه ببطئ وقال بنبرة مهتزة مضطربة: أ أ أ أ صح صح
بسسسس يااا ..........





نهــاية الجـــزء الثانـــي




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:11 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجـــزء الثالــــث




# لمْ أَزَلْ أمشي
وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .
الدُّجـى داجٍ
وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !
والمَهالِكْ
تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :
" أنتَ هالِكْ
أنتَ هالِكْ " .
غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي
وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،
ودمعـي
مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !#

لـ أحمد مطر،.




،







وصل مدينة العين بعد أن اعاد ترتيب أعماله وحل بعض الأمور الشائكة فيها .. وقبل أن يصل لمنزل عمته
مر على محل باسكن روبنز وطلب لشقيقته ايسكريم الفستق الذي تحب ..
كان يريد رسم البسمة على شفتيها .. فهو حقاً مقصر في حقها
كان لابد أن يعطي قليلاً من وقته لها .. فهي ليس لها الآن إلا هو ..
شقيقها وسندها في الحياة ؟؟!!!
حتى مع وجود عمتهم العزيزة وجديهما .. وعائلة والدتهم ..
الا انهما في الأخير أشقاء وليس لهما سوى بعض ..!!


دخل باحة منزل عمته بسيارته المرسيدس جي ففتي فايف .. وأوقفها في المواقف المظللة


.
.
.


في الداخل



كانت أم العنود تبخر البيت بالبخور ذو الرائحة المعتقة الفخمة .. وترتب أطباق "الفواله" ودلال القهوة والشاي ..
(الفواله هي سفرة او صينية توضع في المجلس او الصالة، وتكون مع القهوة وفيها التمر او الرطب، الفاكهة، والاكلات الشعبية من هريس وثريد ولقيمات، وأيضا الكيك والحلويات الأخرى)


هتفت بنبرة اشتياق بالغ: موزانة وينه أخوج تحير ..
(تحير = تأخر)


وضعت موزة سلة الفواكه قبل تأشر بيدها على قرب قدومه
ما أن انتهت موزة من الإشارة حتى سمعوا صوته: هوووود هوووود
أم العنود: هدا هدااااا فديتك .. تعال ما من غريب هنييه ..
(كلمة محلية تُستخدم كـ تنبيه عند دخول المنزل ويستخدمها خاصة الرجال لتنبيه النساء ليتسترن .. ويُرد على الكلمة بـ "هدا" أي تفضل فالمكان مفسوح لك)


دخل بطوله الفارع وطلته الجذابة المشبعة بالرجولة .. وقال بابتسامة دافئة تقطر شوقاً:
سلام عليكم يا هل البيت ..

ولم يشعر إلا بفتاة تركض نحوه وترتمي بأحضانه بقوة

قهقه حارب بـ حب أخوي: هههههههههههههههه موزااااانه يالدبة كسرتيني
تشبثت موزه بأخيها وهي تبكي بصمت


كانت تبكي شوقاً
كانت تبكي وجعاً
كانت تبكي فقداً


هذا ما عرفه حارب عندما شعر بارتجافة جسدها الصغير بين يديه

رفع رأسها وقال بعينان تنضحان حنان متفجر: حبيبي موزانة شحقه تصيحييين ..؟!!
وأردف مداعباً وهو يحتضنها بقوة رقيقة: كل ها شووووق ..!!!

هزت موزة رأسها "بـ نعم" وهي تمسح دموعها بظاهر كفها الأيمن ..

ضحك حارب وهو يقبل رأسها .. واستدار لينظر لتلك الغالية التي اعتنت بهم بعد أن فقدوا شمعة حياتهم
"والدتهم"

لمح أم العنود وهي تمسح دموع سقطت لحال موزة المثقل بالآسى ثم تقول بنبرة مبحوحة أليمة: علني ماذوق حزنك يا ولديه .. تعال يالغالي .. ولهت عليييييك

اقترب حارب من عمته مقبلاً رأسها وكفها .. ثم احتضن كتفيها هامساً ببسمة كانت رغماً عنه "ذابلة": ولا ذووق حزنج عموه .. وانا والله ولهت عليكم كلكم .. اشحالكم شعلوومكم ؟!!

مسدت أم العنود شعر موزة التي ما زالت متشبثة بأخيها وردت: والله طيبين ما نشكي باس يا قلبي
ثم ضربت وجنتها بتذكر متأخر: اووه صح تقبل الله طاعتك
ضحك حارب ورد بحبور: ههههههههههههه منا ومنكم صالح الأعمال

جلست أم العنود ليجلس معها حارب وموزه .. وتحدثت بشوق جارف: خبرني شو سويت ؟
كيف كانت عمرتك ؟
متى رديت ؟
عنبووه ساير وما تخبرناااا ؟
انت ما تخيل ..!!! .. يعني بالصدفة اعرف ومن موزه هب منك
عيب عليك والله

حارب: ههههههههههههه عموه كلتيني شوي شوي عليه
الحمدلله العمرة كانت خفيفة وما تعبت .. تمنيتكم ويايه والله
رمقته عمته نظرة عتب: لو تبانا وياك جان قلتلنا هب تختفي جيه مرة وحدة ..!!!
تنهد حارب بعمق وابتسم: المرة اليايه إن شاء الله بوديكم ويايه ولا يهمج
أم العنود: إن شاء الله
ونظرت لموزة وأضافت بابتسامة: ها موزانه ارتحتي الحينه ..!!! .. هاذوه حارب رد بالسلامة
وأردفت وهي تنظر لحارب: كانت مستهمة عليك حتى أكل ما تاكل شرا الخلق والناس
ومن سرت انت ما سارت هي مواعيد الدختر ..
(الدختر = مستشفى)


حارب وهو يعطي موزة نظرة عتب: ليش موزوووه ..؟ يعني تبيني ازعل عليييج ..!!!
على شو متفجين نحن ..!!!
عدلت موزة جلستها ثم امسكت قلم حبر وكتبت في كف حارب بيد مرتعشة: يوم تروح عني تضيج الدنيا عليه ألف مرة فوق ماهي ضيجة
إلتمعت عينا حارب بعاطفة جياشة متأثراً بتلك الكلمات وهمس بخشونة: ما بسير عنج مكان ان شاء الله
خلاص انا هنيه عندج ..
ثم أضاف بعد ان قبل رأسها: سامحيني فديتج ادري مقصر وياج وايد ..

هزت موزة رأسها بـ لا لتنفي ما قاله عن نفسه ورجعت تتشبث به كطفل وجد أمه بعد غياب طويل

أجل فـ حارب هو كل عائلتها بالنسبة إليها الآن

ابتسم حارب بنظرة تنبض شقاوة: منو يبا اسكرييييم ..؟؟؟
تهللت اسارير موزة وألتمعت عيناها وهي تهب من مكانها بسرورٍ جم ..

ضحك حارب وأعطى شقيقته كيس الايسكريم
فأخذته بحماس منه وشرعت بأكل نصيبها ..

كان حارب ينظر لها بنظرة حنان جارف مبطنة بأسى/ألم على حالها ..
على حال شقيقته التي فقدت حاسية النطق منذ أن رأت أباها يقتل أمها في ذلك اليوم المشؤوم
شقيقته التي عجز الأطباء منذ سنين عن معالجتها .!!!

كانت موزة تعاني البكم المدرج تحت الحالات النفسية لا العضوية
أزمتها النفسية لم تتحسن بالرغم من مرور أربعة عوام وأكثر على الحادث
ولم يستطع أحد إخراجها من أزمتها حتى اليوم ..!!!

موزة
يا زهرة تفتّحت في ظلمات روحٍ مفقودة ..!!!

كم يشتاق للسانها الطويل ..!!
وصوتها الحاد الشقي
وصراخها المزعج المحبب للقلوب ..!!

آهٍ يا مدللة أبا حارب .. كيف وصل بكِ الحال هكذا ..!!!!



جاءه صوت عمته الدافئ: حارب فديتك
ما قلتلي متى بتروح راس الخيمة عسب تسلم على يدك ويدتك ؟!!
تنحنح حارب بغلظة .. وقال: بروح إن شاء الله في الويكند
تخاوينيه موزانة ..؟؟

هزت موزة رأسها بإيجابية وبسمة جذلة تطفو فوق ثغرها ..
حارب بنظرة دافئة: خلاص بخطف عليج إن شاء الله عصر الخميس
بشلج وبنروّح ..
أردف وهو ينظر لعمته: عموه ما بتخاوينا ..؟!
وبالمرة أوديج سوق اليمعة في مسافي ..
تحبين تتمشين هناك انتي
فكرت أم العنود ثم قالت: تصدق يبتها والله
طفرت من يلسة البيت ابا اشم هوا ..

وقف حارب ثم وضع يده داخل جيبه .. وقال: خلاص تزهبن وبالخميس ان شاء الله بخطف عليكن ..
أم العنود بدهشة: وين وين ..!!!
حارب بحزم ودود: هنيه جريب .. بخطف شويه صوب ميلس بوسعيد .. بسلم عليه وعلى عربانه قبل لا يأذن المغرب

رمقته موزة بحزن وامسكت بيده وكأنها تقول "لا تذهب"

مسح حارب خد أخته بحنان وقال مطمئناً اياها: حبيبتي ما ببطي بس بسلم عليه وبردلكن ان شاء الله ..
ولا ما تبغني اتعشى وياكن ..!!

أم العنود بـ دهشة باسمة: صددق ..!!
ابتسم حارب ابتسامته الرجولية الجذابة لحسناوتيه: هيه صدق ..
يلا بخليكن ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــا
حديقـة الـريتيرو




كان جالسا أمام البحيرة ويطعم البط بابتسامة خافتة تنم عن تفكير شارد
وعقل ضائع في غياهب ذكريات جميلة


.
.



في إحدى مراكز أبوظبي التجارية

كان غاضباً من صديقه المستهتر المنفلت وراء الفتيات: ذيابوووه يالهرررم ..
عن قلة الحيا والمصاخه .. خل بنات خلق الله ف حالهن ..
عيب اللي تسويييه ..
أعطاه ذياب ابتسامة متسعة ماكرة وعيناه تلتقطان أية "عباءة سوداء": يا ريااااال فج شوي وفرفش
حشى يابوك ما تخلي الواحد يسترزق ..
عبيد بذات نبرته الغاضبة المستنكرة: ذياب يعلك الدحق نزل عيونك لا افقعهن لك

فجأة أحس برائحة أنثوية تنتشر حوله .. وسمع ضحكة ناعمة مغرية تتبعها همس فاتن:
يخرب بيتك مغواك .. عطني رقمك يا حلو دخلت مزاجي ..

إلتفت بعينان تتسعان استنكاراً/احتقاراً للفتاة الوقحة .. وما إن لمح طرف عبائتها الضيقة المفتوحة حتى ادار وجهه للجهة الأخرى هاتفاً بصوت عالي قاسي محتقر: غربلات مذهبج يا الهايتة .. سيري سيري الله يستر عليج
سيري قبل لا امردغج الحينه ..
اطبقت الفتاة شفتيها بغضب مكتوم من تكبر/وقاحة هذا الوسيم: مالت عليك وعلى ويهك
وذهبت بعيداً عنهم بخطوات غاضبة شاعرةً بالإهانة/الذل ..
بعدها انفجر ذياب ضحكاً: ههههههههههههههههههههههههه هههه حلوووووة يا عبيد حلووووووووة
يا ريال قصفت أم أم يبتهاااااا ههههههههههههههههههههه

غمغم عبيد بعصبية شديدة: يالسخيف جب .. هالاشكال ماتيي إلا جيه أصلاً ..
اكمل ذياب ضحكته قائلاً بـ هيام متسلي: هههههههههههههههه اسميها غزااااااال .. يالخبل جيف خليتها تفلت من ايدك ..!!
جره عبيد بذات عصبيتهه مجيباً باستنكار مغتاظ: غزال في عينك يالطفس .. امش امش جدامي خل نلحق على الفلم قبل لا يبدا ..


.
.



ابتسم لتلك الذكرى بشوق موجع لصديقه العزيز


عبيـــد


يا عزيزاً فجعت الناظر/الخافق بظلمة غيابه ..!!!!
أمن العدل أن تذهب هكذا من غير أن أودع وهج عيناك ..!!
أمن العدل أن أكون بعيداً عنك وأنت تتلفظ أنفاسك الأخيرة في هذه الدنيا ..!!!
أمن العدل يا بشر أن لا أكون انا من يلقنه الشهادتين قبل أن تصعد روحه لبارئه ..!!!!


تعـــال يا عبيد
تعــال يا عضيد الروح ..!!
تعال لترى كيف اصبح حالي من بعدك .. لأقول لك انني لا أفعل الآن إلا كل ما كان يسرك ..!!!!


تعــــال
فقـــــــــــط تعــــــــــــال ..!!!


وضح كفيه على وجهه المحتقن بسبب الانفعال .. واخذ يردد الإستغفار مئة مرة علّ دقات قلبه تهدأ وتترفق بروحه المتألمة ..


قهمس بنبرة شبه مسموعة: استغفر الله العظيم وأتوب إليه .. قدر الله وماشاء فعل
الله يرحمك يالغالي ويجعل مثواك الجنة ..

أمسك هاتفه المحمول واتصل بـ شقيقته ..
أتاه صوتها الرنان الذي يوحي باستمتاعها التام بوقتها:
هلااا ذيااااب، وييينك ندور عليييك ..؟؟؟

رد ذياب بصوت مبحوح يحاول إخراجه بحزم: هنيه أنا هب بعيد عنكم
سرت اتمشى صوب البحيرة اللي فيها نصب الملك ألفونسو ..
ناعمة: خلاص بشتري غدا حقي وحقك وبيي اتغدا معاك
ذياب بحزم ودود: لا فديتج خلج مع بناتج وربيعاتج
ناعمة بنبرة غضب رقيق: اقول استريح بس وقولي شو في خاطرك تاكل
ابتسم ذياب بخفوت قبل ان يجيب وهو يخرج آلة التصوير ويصور نصب الملك الفونسو وهو على جواده: زين خبريني شو عندهم من أكل ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


هنـــــاك
فـي مكــــان بعيـــــد




هو يكره أن يجهل أموراً خارجة عن سيطرته .. ولم يستطع كبح توتر صوته وهو يقول: أنت واثق من الناس اللي بنتعامل معاهم في اسبانيا ..!!!
الأعجمي بنبرة خبيثة غير مريحة: أجل أثك بهم كثكتي بك وبإخلاصك لنا
أليس كذلك..!!!
(أجل أثق بهم كثقتي بك وبإخلاصك لنا أليس كذلك ..!!!)

بلع الرجل ريقه ببطئ وقال بنبرة مهتزة مضطربة: أ أ أ أ صح صح
بسسسس يااا آندي
قاطعه آندي بخبث صرف: هل أنت خائف ؟؟
رد الآخر بنبرة أخرجها بثقة مزيفة: أ أ أ لا لا بس انا من عادتي أفكر وايد
دونت ووري آندي .. واذا حددتوا موعد الاجتماع كلمني
آندي بنبرة الخبث ذاتها: هسنا هسنا سي يو (حسنا حسنا سي يو)
الآخر بتوتر واضح: سي يو


قال في نفسه بعد أن اقفل الخط: ياربي أنا شو خلاني اتورط مع هذا .. اخاف عقب يحط السالفة كلها عليه وانا اللي آكلها بروحي
اففففففففففففف
أشعل مدواخه وأخذ يفكر بقلق مضطرب عميق كيف يتمم الصفقة من غير خسائر ممكنة ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



مجلس خويدم بن زايد الجد




بصوت رجولي رنان: هوود هووود ياهل البيييت
أتاه صوت الرجل المسن ذو الخامسة والسبعين سنة بوقار وثبات:
جرب جرب يا ولد محمد حيااااك ..

دخل وهو يهتف بصوت رجولي رنان: السلام عليكم ورحمة الله ..
رد الجد خويدم وابنه عبدالله (أبا سيف) وأحفاده الصغار وبعض من أصدقاء العائلة: وعليييكم السلام ورحمة الله

سمع حارب السلامات والترحيبات من كل جهة وهو يمر على كل رجل ويسلم عليه

حتى وصل للرجل المُسن ..

ما أن رآه حتى ابتسم ابتسامة صافية ودودة .. وهبط قليلاً بقامته لـ يقبل رأسه وكتفه اليمنى هاتفاً بنبرة دافئة: علني افدا ثراك يا بوسعيد ..
اشرقت تقاطيع وجه الجد ابوسعيد بـ حب خاص لهذا الشاب وهتف بصوت عالي مبحوح: حي ذا الشووووف حياه
تو ما انورت الدار فـ ذمتيه ..
حارب بذات النبرة الدافئة: امنوره بك طوليه بعمرك ..
اشحالك الغالي شو صحتك ..؟!!
ربك إلا بخييير ..!!

أبوسعيد ببحة تعمقت بجذورها مع تعمق سنين عمره: بخييير وعافية الحمدلله رب العالمين
ما نشاجي باس
اشحالك انت وشحال هلك وعربانك ..؟؟
حارب بود دافئ: كلهم بخير وسهالة يا عميه بوسعيد ما يشاجون باس ..
لكز أبو سعيد حفيده خويدم بعصاته آمراً اياه بحزم صارم: يا ولد قم صب الاقهوه حق عمك حارب ..
وقبل أن ينهض خويدم
أوقفه حارب بنبرة حازم ودودة: لا والله محد يقهوي بوسعيد غيري
اقعد يا خويدم ..
صب لأبا سعيد فنجاناً من القهوة وصب لجميع الحاظرين كذلك ..

ما أن اكتفوا بهز الفناجين حتى عاد للجلوس بقرب الرجل الكبير العزيز على قلبه

لكن هذه المرة دار الحوار بينه وبين أبا سيف الذي أردف بالحديث عن أحوال حارب وأعماله وحياته العملية ..

اعترف حارب لنفسه إنه افتقد هذا الجو الحميمي الذي انبعث من حديث الجد وابنه عبدالله

وتذكر مع تدفق طيبتهم .. والده الطيب ..!!!!

بالفعـــل هـــو مفتقـــد لكــل هــذه المشـــاعر ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــي




بعد أن صلى المغرب جماعة في المسجد مع سلطان وافترقا .. تذكر بأن هناك ملفات ضرورية يجب أن يأخذها من شركته ..

أجــــل ..

فـ بطي كان يملك إحدى أكبر الشركات للمقاولات والاستثمار الxxxxي في الدولة ..
فهو بعد أن تخرج بعد تقدير امتياز في إدارة الأعمال .. قرر أن ينفرد بعمله وأن يكوّن له مشروعه الخاص ..

ولأنه صاحب عقلية فذة تبهر من يقف أمامه .. استطاع بعد فترة ليس بالطويلة أن يقود شركته لأعلى مستويات الرقي والإحترافية ..



دخل مكتبه باستعجال بعد أن أناره .. وشرع بالبحث عن الملفات المطلوبة ..

قطع عمق بحثه نغمة رسالة من هاتفه المحمول .. لم يعره اهتمام وهمّ باكمال بحثه
إلى أن وجد ما يريده ..


خرج من مكتبه بعد أن أقفل الأدراج والأضواء ..
وما أن دخل سيارته حتى أتاه مرة أخرى نغمة رسالة من هاتفه

فتح الرسالة .. وسرعان ما قطب حاجبيه باستنكار غاضب وهو يقرأ الأبيات الشعرية الجريئة وكلمات الشوق الملتاع تتراقص امام عيناه .. اطبق على شفتيه بحدة شاعراً ان صبره بحق بدأ ينفذ من هذه الفتاة المعتوهة التي ترسل في اليوم عشرات الرسائل إليه ..!!!


فتح الرسالة الأولى
وللمرة الثانية شعر بالغضب يستعر بروحه ..


رسائلها تزداد وقاحةً .. وجرأة مستفزة ..!!!

تأفف بضجر غاضب .. وقام بمسح الرسالتين العابثتين كـ صاحبتها

إلى متى ستستمر في هذه اللعبة السخيفة ..!!
ألأنها فتاة ستظن بأنه لن يوقف أفعالها عند حدها ..!!!!

يالها من عابثة وقحة ..

كيف ترضى على نفسها ودينها وأهلها أن تنتهك محرمات الله تعالى ..!!!!!

وردد بصوت مسموع غاضب محتقر: الله يستر عليج بس ..

أتاه هذه المرة رنين الهاتف .. ابتسم ابتسامته الرجولية العاشقة ورد: هلاااااا امووونتي هلااااا
آمنة بذات ابتسامته العاشقة ولكن الدافئة كـ"دفئ عينيها": هلا فيييك حبيبي ..

واستمر الزوجان العاشقان بالحديث لفترة طويلة حتى نسى بطي إنه مازال في سيارته ولم يتحرك بعد

هكذا هم العشاق ..
تتوقف xxxxب الساعة .. والمسافات .. والمواعيد في لحظات الهوى ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي
في أحدى منازل الإمارة الراقية




حول النار المشتعلة .. ونسائم الليل تتحرك تارةً وتستكين تارةً تحت بدر مكتمل هيئته ..

جلس رجل كبير في السن مع ابنه وحفيديه الشابان بعد أن وجدوا أن هواء الليلة بارد ونسيمه منعش ولابد من التنفس قليلاً به ..


هتف الجد ببحة ثقيلة عالية صقلتها السنين: فلاااااح ..
قوّم فلاح ظهره وشد من جسده مجيباً بحزم مليئ بالاحترام: لبيييه يديه
الجد وهو يعدل جلسته ويضرب بعصاه الرمل الناعم: سمعنا شلة من شلاتك الزينه
اشر فلاح على أنفه .. وأجاب بـ ود: على هالخشم يابو عبيد إنت تامر أمر

اعتدل فلاح بجلسته بحيث وضع رجله اليمنى تحت أسفل جسده واثنى رجله اليسرى للأعلى (أي جلسة الرجال العربية المعروفة) ..

ثم أمسك طربوشه الذي كان ملقى وراء ظهره ..

وبصوت رجولي جذاب وبحة مميزة بدأ "يشل شلته" المفضلة:


يــــا ذا النسيم الرايح سلم على المحبوب
سلم ســـلاما فـــــايح فيه العطر مسكوب

قل له تراني رايــح مـــــالي عليه ادروب
حــــــالي دونه برايــح فيه الهبوب اتلوب

لو با يفيد الصايح صحت ومزعت الثوب
خلا جسمي شرايح مثل الرصاص ايذوب

مــا فادتني النصايح اصبر وعنه اتـــــوب
شوفه كــل الفرايح لــي غــايت المطلوب

يــــا ذا النسيم الرايح سلم على المحبوب


وسـوالــم



الجد أبا عبيد: هالله هالله عليك يا بن عبيد صح لساااانك
صاح أخيه بنبرة رجولية مستمتعة: اويلي عليييك يالعضيد لي غاية المطلوووبي
يبتها على اليرح والله .. يعلك تسلم في ذمتيه

ابتسم ابتسامته الجذابة الواثقة دوماً .. وبصوت رجولي اجابهم: صح الله ابدنكم ويسلمكم من الشر يميع ..

لكزه أباه بيده بخفة رامقاً بنصف عين: هب هاي الشلة اللي شليتها عند بوخالد وعيبته وطلبك تعيدها ..!!!
(بوخالد = الشيخ محمد بن زايد حفظه الله)


فلاح بذات ابتسامته الواثقة: هيه نعم هاي هي ..

إلتفت أبا عبيد بوجهه بخفة وهتف لإبنه ببحة عميقة: عبيد بتنشدك .. ولدك نهيان وين ..!!
(بتنشدك = اريد ان اسألك)


وباستنكار مبحوح أضاف: يا عرب الله خاطريه اشوف هالرغيد في البيت ..!!
(الرغيد = فلان يلهو كثيراً ولا يجلس بالبيت، ويقال أيضاً مسترغد)
يوم في البلاد وعشر لا
وين يروح هذا ما تخبروونيه ..!!!!

هز أبا نهيان رأسه بقلة حيلة وقال: والله يا بويه ماعرف وين يغط .. امسات داق حق فلاح ورمسته من تلفونه .. وقال إنه ساير ويه ربعه سيشل وبيرد عقب كمن يوم .. عاده متى الله اعلم ..!!

لكز أبا عبيد بعصاه فلاح وأخيه الثاني حمد: فليّح حميّد تعرفون متى بيرد هالهرم ..!!!
(هرم = الوغد/النذل)


قال فلاح وهو ينظر لـ حمد: لا علني افدا خشمك ماعرف .. ما قالي هو متى بيرد
حمد: ولا قالي انا
اخذ الجد يرمقهما بنظرات متفحصة قائلاً ببحة متهكمة: سود الله رقاعه من ولد .. أنا اراويه صنع الله يوم يرد
وين ذالف قلتوولي ..!!!!
ويضغط على اسنانه لتخرج الحروف الصحيحة: شييييشللل ..!!!
ضحك حمد وقال مصححاً لجده: ههههههههههههههههههه سيشل يديه سيشل


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




كانت أم العنود تحادث خالتها أم زوجها على الهاتف ..
فـ أم سعيد "لطيفة" زوجة الجد أبوسعيد تكون أخت أم محمد "موزه" والدة أبا حارب وأم العنود ..
أي أن أم العنود تكون ابنة خالة زوجها سعيد وأشقائه الأربعة عبدالله وبطي وأحمد وشما ..


أم العنود وهي تشرب القهوة: خالوه شرايج ترابعينا لين راس الخيمة الخميس ..؟؟
منها تسلمين على امايه ومنها تتونسين في سوق اليمعة ..

أم سعيد بنبرة مبحوحة مليئة بحنان متدفق: والله ماعرف يا بنتيه .. آنس ركبي تعورني وماروم على الخطوط ..
(ماروم = لا استطيع)


أم العنود محاولةً اقناع خالتها: الله يهديج خالوه هكيه راس الخيمة حذفة حصى ..
أم سعيد بذات النبرة: بشوف انا وبرد عليج ..

صاحت فجأة أم العنود على سعيد حفيدها المشاغب: سعوووووود يا ولد هد القطوة في حالهاااا
حرام عليك لا تضربهاااااا

ضحكت أم سعيد ببحة تتفجر حباً: هههههههههههههههه يعلك حرمة يا سعيد بعده هذا يرابع ورا القطاوة ..!!!
أم العنود بتهكم غاضب: هيه والله ما خلى قطو في الفريج الا وفلعه وضربه ..
هالولد طالع على منو شري ماعرف

ردت أم سعيد بابتسامة ملأت وجهها المفعم بالطيبة: ههههههههههه على منو بعد
أبوه سيف وهو ياهل ما خلى قطاوة ولا هنود ولا سيلانيات الا وفلعهم ..
حتى الهوش في العزبة ما خلاهن في حالهن .. عفد عليهن كلهن ..

أم العنود: ههههههههههههههههههههههه هيه أحيده سيفان ..
كان شيطااااااان ..
تنهدت أم سعيد بنظرة تلوح فوقها ذكريات جميلة من زمن جميل: وكل ما يسوي شي غلط كان ما ينخش الا عند عمه العود سعيد ..
يعرف اللوتي إنه عزيز وغالي عند عمه وما بيرضى حد يضربه ..
انطفأت ضحكة أم العنود ببطئ لتحل محلها ابتسامة ذبلة مليئة بالوجع: ويحلف سعيد اللي بيزخ سيف ما بيخليه يبات الا في الخلا ..


ساد صمت مظلم لثواني قليلة تخلله انفاس تخترق جدران القلوب من فظاعة ما تحمله من آسى/وجع ..!!

مسحت أم سعيد دمعة يتيمة خانتها في لحظة ضعف .. وغمغمت بنبرة مرتجفة:
يا قطعة من فواديه واحترقت يا سعيد ..

اسبلت أم العنود اهدابها المرتعشة ..
لا تريد أن تفكر مجرد تفكير أن تضعف وتبكي

ليس لنا الحق بأن نعذب أحبابنا في قبورهم
ليس لنا الحق ابداً ..!!!!

يالله يا ام سعيد .. أنت فقدت الإبن فقط
أما أنا فقدت الزوج والأخ معاً ..!!!

يالله ..
تشعر بقلبها يحمل اطناناً من حزن أمهات ثكالى
وألم نساء أرامل
وضياع فتيات تيتمن وهن صغار ..!!!!

لقد نبشتي قبر الحزن بأكمله يا خالتي
نبشتيه حتى اصبح غير قابل للإندثار مجدداً ..!!!!


تنفست بعمق شجاع .. وقالت بنبرة اظهرتها بقوة بالغة: الله يرحمه ويغفرله
ادعيله خالوه .. هب محتاي منا الحينه غير الدعا ..

تعوذت أم سعيد من ابليس ودعت لأبنها البكر بالرحمة والمغفرة من الله ..


.
.
.
.
.
.
.


قبل أن تشرق شمس يوم جديد
3 ونصف الفجر



مرت دقيقة
دقيقتان
ثلاثة دقائق
أربعة دقائق
خمسة دقائق



رآى حاجز كبير أمامه ..

حسنا يجب أن يسرع بدأ يفقد الاكسجين الباقي في رئتيه ..

أين أنتَ يا شبيه الظل ..!!!

أزاح الحاجز ورآى صخرة كبيرة ذات شكل جسر ومن أسفله شق كبير يمكن للإنسان المرور عبره بسهولة

وما أن اجتاز الفتحة الكبيرة

حتى أحس بذراعان كالفولاذ تمسكان برقبته وتحاولان خنقه بقوة لتكسر آخر فرص تحمله تحت الماء ..

ولكن بمهاراته العالية التي اكتسبها في آخر ثلاثة سنين أثر تدريبات بدنية عنيفة
وتكتيك دفاعي صرف ..

استطاع برشاقة أن يخلل بتوازن خصمه بعد أن أخفض جسمه ولف قدمه اليسرى على قدم خصمه اليسرى وبسرعة فائقة تمكن بشراسة قلب الأدوار وأصبح هو من يمسك بخناق الآخر ..

كان الرجل الآخر يحاول الانفلات من قبضة يده بقوة ماهرة .. قوة امتاز بها بكل هيمنة ..
ولكنه كان ممسكاً بخناقه جيداً مع تشبث رجله بزاوية الصخرة
لأنه إن لم يتمسك بالصخرة لاستطاع ذاك ذو الجسد الأضخم منه هزيمته ..!!

خفف من ثقل جسده بعد أن لاحظ خفة ثقل الآخر ..
ثم بعدها خرجا من الماء بشهقة عالية منه وشهقة مسيطرة متمكنة من خصمه ..!!


هتف حارب بعد ثواني من التنفس الحاد والعميق: اففففففف لا إله الا الله محمد رسول الله ..
للحظة حسيت إني بموت خلاص ..

هتف سلطان بدوره بحزم صارم وصدره يعلو ويهبط من التنفس الشديد: أحسنت يا حارب
قدرت اتم خمس دقايق وزود
المرة الياية بتم أكثر
سامعني ..؟؟

رد حارب بحزم ولا يزال يتنفس بقوة: إن شاء الله سيدي

وخرجا من المسبح الضخم المبني أساسا لأغراض التدريب السباحي العسكري
والتدريب الهجومي والدفاعي في المناطق المائية والساحلية

ما أن شرع حارب برفع خصلات شعره الكثيفة عن عينيه حتى أحس بذبذبات خطر سيلحق به
وقبل أن تأتيه ضربة بكعب رجل سلطان .. تمكن من تحريك جسده الذي بالكاد كان يتحمل وقتها الوقوف باتزان


سلطان بضحكة خبيثة: هههههههههههههههههه برافووووو برافووووو قدرت تتفاداها يا ووولد ..

ابتسم حارب بتهكم: إنت داهية ياخي .. خلني ألقط أنفاسي بالأول عقب شوتني بريولك على كيفك ..
تحولت نبرة سلطان للجدية التامة وهتف بحزم: الإعداء اللي يتربصونك ما بيتريونك يا حارب ترتاح ولا بيخلونك تلقط أنفاسك ..
بيستغلون الثانية عسب يطيحونك ..
وأردف بحدة عيناه اللتان تشعان بالقوة:
خل هالقاعدة في بالك .. في الثانية اللي بترف فيها عينك توقع رصاصة تدخل مخك
ولا سجين ينغرس في صدرك ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــي
مكتب القاضي مصبح بن نهيان الحر
قاضي في محكمة الاتحادية العليا



دخل السكرتير بعد أذن له بصوت فخم حازم رنان: إدخل يا عتيج
عتيج وهو يضع الملفات المطلوبة أمامه: تامرنا على شي ثاني يا بو ظاعن ..!!
رد أبا ظاعن ظاعن وهو يلبس نظارته الطبية بذات نبرته الحازمة: لا عتيج تسلم
روح كمل شغلك ..

ذهب عتيج السكرتير وهمّ الرجل ذو العقلية الفذة بتحليل القضية الشائكة أمامه .. أتاه رنين هاتفه النقال ليقاطع تركيزه الشديد في القضية ..

لمح إسم المتصل .. ورد بنبرة حازمة مثقلة باحترام وود شديدان: مرحباااا السااااع
هلا والله بوعبدالله هلا
..
أنا بخييير ربي يعافيك ويسلمك .. ومن صوبك طوليه بعمرك ..!!
..
يعله مدييييم ياربي
..
تامر إنت على الرقبة افا عليك
خبرني شسالفه ..!!!
..
أممممممم ولا يهمك يا بوعبدالله اعتبر قضايا بوحارب وسعيد بن خويدم عندك
..
بحزم مبطن بحزن شفاف: الله يرحمهم ويغفرلهم أجمعين
..
لا طويل العمر لا عباله ولا شياته
..
الله يسلمك يا بوعبدالله ما طلبت شي
..
فـ وداعة الرحمن





قطب حاجبيه باستغراب ..
لماذا يود الوزير رؤية قضايا محمد وسعيد بعد تلك السنين ..!!!
أهناك خلل ما حدث في تلك القضايا ..!!
أم هناك طلب للاستئناف من أحد المعتقلين ..!!!

يالذكائي الفظيع .. لم أرى ما نوع تلك القضايا من الأساس لأحلل واستنتج ماقد يريده الوزير منهم ..!!!


أتاه رنين الهاتف مرة أخرى .. وأجاب ببال مشغول: هلااا ..

تخلل مسامع صوتها الناعم ذو الفتنة الفائققة: يا هلا وغلاااااا
ابتسم أبا ظاعن بـ حب دافئة وهتف: هلا بهالصوووت والله
هلا بالغلا كله .. هلا بسلامة بنت ظاعن ..

اتسعت عينا سلامة بدهشة وهي ترى السماعة لتتأكد من المتحدث .. ثم هتفت: بسم الله الرحمن الرحيم
إنت مصبح ما غير ولا قرينه ..!!!

مصبح بنبرة رجولية مبتسمة: يخسى قرينه يتغزل في حرمتيه .. والله لا اصلخ يلده صلاخ

قهقهت سلامة برقة/حياء .. وهتفت بتغنج عذب: ههههههههههههههههههه حبيبي إنت جيه بتخليني اشك بعقلك
جانك من غبشة الله معصب ومودك ناقع ومحد يروم يرمسك
والحين اشوفك مكيف ورايق .. شساااااااالفه ..!!!

أجاب مصبح بضحكة رنانة: ههههههههههههههههههه ما تبينيه اكيّف واضحك يعني !!
خلاص ها برد أجلب ..

سلامة: لا لا لا دخيلك كيّف على كيف كيفك
المهم نسمع ضحكتك فديتك ههههههههههههههههه

تذكر مصبح سبب غضبه في الصباح وقال بتهكم: شسوي سلامي ها الدريول طلع عيني
ما يمر يوم إلا يعصبي ويطلع زيارينيه .. انا اقول اسفره أخيرلي .. يابليه العله ..

سلامة بنبرة هادئة دافئة: حبيبي طبه عنك ها لو قعدت تفهمه من اليوم يلين باجر ما بيفتهم
زين منه يعرف كمن كلمة انجليزي ..

هتف مصبح وهو يحك لحيته: ما علينا .. خبريني شحقه داقه ..!!

زمت سلامة فمها هاتفةً باستنكار: صدق هب ويه رومنسية
داقتلك ابا اسمعك كمن كلمة حلوة تهديك عقب اللي صار .. بس اشوف خلاص ما يحتاي دام أمورك عال العال

ابتسم بخبث وقال:
ماعليه نأجل شوي الرومنسية إلين مارد البيت
اللايف دومه أحلى وألذذذذذ ..

شهقت سلامة بنعومة .. واسرعت تهتف بحياء فطري:
اييييه مصبح اصطلب
ولا ما بسويلك غدا ..

مصبح: ههههههههههههههههه حشى تحرميني من الغدا عسبة كمن كلمة غاوية شراتج
(غاوية = جميلة)


صاحت سلامة بدلال ووجها أصبح كالطماطة الحمراء: مصبح ايييييييه خلااااص عااااااااااااد

مصبح: هههههههههههههههههههههه زين زين خلاص سكتنا
حشى يابوج ..

وأردف بابتسامة: خبريني .. أم ظاعن شو بتسويلنا على الغدا اليوم ..!!!

ردت سلامة بحياء ما زالت تشعر به: اممممم ام ظاعن بتسويلكم ان شاء الله مجبوس لحم

مصبح بحماس تمثيلي محبب: اووووويلاااااااااااااااه اليوم ناوية علينا سلااااامي

سلامة بضحكة ناعمة: ههههههههههههه هيه ناوية عليكم .. ما قلتلك ترى عزمت أخويه سلطان على الغدا
لا تتحير عاده ..
(لا تتحير = لا تتأخر)


مصبح بابتسامة دافئة: حياااه الله .. اسميه البيت بينور بـ بومييد

سلامة بابتسامة حب خاصة لـ توأمها الغالي: فديت قلبه بومييد من كم يوم ما ريت زوله
(ريت = رأيت)

مصبح بغيرة: افففففف عاد شو بيفججني من أم ظاعن وتوأمها
الا فديت قلبه .. الا فديت عينه .. الا فديت ثراه

غرقت سلامة بالخجل وهمست: هههههههههههههههه وانت بعدك تغار من سلطان ..!!

مصبح بذات غيرته التي لا يواجه ابداً مشكلة في اظهارها لمحبوبته الأزلية:
بتم أغار عليج من أي حد تحبينه حتى لو كملنا مع بعض 100 سنة هب بس الا 17 سنة

عضت سلامة شفتيها بنشوة انثوية بالغة وهمست بخجل عبق: وااااايه لا خليت منك يا ربيه


.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن




كانت تحمل صينية الإفطار الكبيرة وتأمر الخادمات بنبرة حازمة لا تتعدى حدود اللباقة كـ"عادتها"

الخادمة بصدمة: ماما شما هاتي هادا صينية انا يشلي
واجد تقيل
شما بنصف عين: عنبوه وين ثجيل .!!!
هاتي هاتي دلال الاقهوه والجاهي ..
وأردفت بتذكر: شانتي الغسول اباه في الطاسة الذهبية هب البيضا .. زييين ..!!!
شانتي وهي تهز رأسها: جين ماما


خرجت للحديقة بعد أن تأكدت من ثبات غطاء رأسها ..
والداها العزيزان قررا الإفطار والاستمتاع بنسيم الصباح المنعش ..


وضعت الصينية وهي ترى من بعيد ابنة خالتها أم العنود آتية وهي تحمل فاطمة الصغيرة التي بالكاد دخلت عامها الأول من عمرها ..

شما بصوت عالي عذب ومرحب: هلاااا والله ف ذمتيه بـ بنت محمد وبنت بنتهااااا فطاااامي ..

اقتربت أم العنود بابتسامة مشرقة يعلو رأسها وجسدها غطاءاً الكبيراً يغطيها بالكامل واضعةً على وجهها برقعها الذي يلمع كلمعان بؤبؤة عينيها ..

: السلاااام عليكم ورحمة الله، هلا بج زوود يالغرشوب


أبا سعيد وأم سعيد: وعليييكم السلااام ورحمة الله

اخذ أبا سعيد فاطمة الصغيرة وقبّل كفها الصغير بحنان متدفق وقال: فدددديتج انااااااا .. انتي ما تاكليييين ..!!
وأكمل وهو يقطب حاجبيه: عويش عنبوه بنتكم يابسة .. ما توكلووونهاا ..!!!

أم العنود وهي تبتسم لـ عمها العزيز: لا والله يالغالي نوكلها لجنه هي الطفسه ماداني الأكل وتشرد عنه
فتحت أم سعيد ذراعيها للطفلة وقالت لزوجها: عطني عطني اياها محد بيوكلها غيري

أتاهم صوته الثقيل المحبب على قلوبهم جميعاً: صبحكم الله بالخير يا عرب

رد الجميع بحماس منتعش: صبحك الله بالنووور والسروور بوسيف

جلس بعد أن قبّل رأس والده ووالدته
وقال بابتسامة متسعة: اوووه فطامي هنيييه .. تعالي عند يديه يا فواااده ..

وأخذ يقبلها ويلاعبها وهي تضحك ضحكة طفولية لذيذة .. وإلتفت وهو يتسائل ببسمة خافتة: إلا شريفة وين ..؟؟

اجابته شما وهي تصب له فنجاناً من القهوة: أم سيف في المطبخ تسوي جامي .. الحينه بتيي

أبا سيف بنبرة رجولية ممتلئة التقدير: أم العنود اشحاااالج .. عساج بصحة وعافية ..!!

عدلت أم العنود برقعها لترد بعدها بحزم انثوي مغلف بالحياء: يسرك الحااال يا بوسيف .. نحن بنعمة الحمدلله
ومن جدااك ..؟؟
أبا سيف بذات النبرة: عساه مديم ياربيه .. طيبييين نحن طاب حالج يام العنود ..
ثم أردف وهو يهز فنجانه الثالث ويعطيه لـ شما: إلا شميمي ما قلتيلي .. شو كنت تبين منيه البارحة ..؟!

شما بنبرة حياء شديد: اسمحليه بوسيف والله ماكنت ادري انك عند الرياييل ولا مادقيتلك والله

هتف ابا سيف وهو يقرص خدها الناعم بحنية بالغة: فديتج ماعليج ما صار شي ..
خبريني شو بغيتي ..!!
عدلت شما من جلستها وهمست بنبرة دلع فطري فيها: بوسيف طلبتك وما بتردني ان شاء الله ..

قطب أبا سيف حاجبيه باستغراب وقال: آمري شو بغيتي بويه ..؟!

شما بنبرة حاسمة تغلفها حياء: بغيتك ماترد ميراني بنتك وتسويلها حفلة تخرجها في قاعة مثل ما تبا

هز أبا سيف رأسه متهكماً من ابنته الصغيرة المزعجة وقال: حتى انتي ما سلمتي من حشرتها ..
سود الله ويه هالبنية ..

اعطته شما احدى ابتساماتها الفاتنة تستغل بها بخبث كي تقنع شقيقها الكبير وقالت برقة:
يلا عاد يا بوسيف لا تخليها في خاطر البنية ..
فديتها بتتخرج ان شاء الله .. وتبا تفرح شرات ربيعاتها ..
يلا عااااد ..

صمت أبا سيف بتفكير ثم قال بعدها بابتسامة صافية: والله لجل عينج بس يا بنت خويدم ولا انا ماحب هالمناجر
(مناجر أي مناكر = الحركات التافهة السخيفة التي ليست لها قيمة)

ثم أضاف بتذمر مستنكر لرجل لا يؤمن بتفكير ولا عادات شباب اليوم: شو قاعه ما قاعه ..!!!


بسعادة فائقة .. قامت شما لتقبل رأس أخيها هاتفةً له بنظرة جذلة "منتصرة": فدييييييت بوسيف يا ربيه لا خليت من قلبه عسسسسى ..

تأملها أبا سيف بنظرة غريبة ذات معنى .. وقال بحزم: وبوسيف ساكت يلين الحينه وما تخبرج شعنه رديتي ولد شاهين ..!!!

اهتزت يد شما الحاملة لـ جار العسل بصدمة مرتبكة ..
لم تتوقع أن أخيها سيناقشها بأسباب رفضها للرجل الأخير ..!!!
هي منذ سنين والرجال يحومون حول المنزل لينالوا شرف خطبتها .. وفي كل مرة ترفض ..
ولكن أشقائها الكبار لا يتكلمون ولا يعارضون لأن والدها هو من يقف لهم بالمرصاد ويمنعهم ..!!!
فـ مدللته شما إن رفضت من يخطبها .. فـ هذا أمر غير قابل للنقاش ولا الحوار ..!!


هتف أبا سعيد هذه المرة بنبرة حازمة صارمة يتخللها بحة عميقة: عبدالله
هز أبا سيف رأسه بسخط بسبب تدليل أبيه لأختهم الصغرى ..

حال أخته شما لا يعجبه ولا يجب السكوت عنه بنظره .. لذا عاد يهتف بحزم شديد ملؤه التهذيب:
يا بويه طوليه بعمرك
هالريال ما ينعاب ولا ينرد .. ما تخبرني سعنه ردته بنتك ..!!!

قال والده بنبرة صارمة قاطعة مُرادها إنهاء النقاش حالاً:
خلاص يا عبدالله البنية ما تباه .. السالفة هب بالغصب ..

اخفضت شما رأسها بحزن شفاف تفجر في سواد عينيها لأنها تعرف جيداً كم أن أمر رفضها للخاطبين يغضب أشقائها ويشعرهم بالسخط ناحيتها بشأن هذا الموضوع ..

أم العنود كانت صامتة وهي ترى تبدل ملامح شما من الفرح للحزن .. لكنها لم تعلق احتراماً لأبا سعيد وأبا سيف


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــا




في الحافلة السياحية .. كانت تتناقش مع طالباتها أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في طليطلة التي سيقفون عندها بعد قليل ..


إحدى الطالبات كانت واقفة وتسأل معلمتها ناعمة فضول حماسي: أبلة المسلمين كيف دخلوا طليطلة ؟!
ضربت ناعمة خدها بخفة هاتفةً بعيناي متسعتان:
زينب ما وحالج تنسين .. عطيتكم هالدرس قبل الإجازة وامتحنتكم فيه ..!!

هتفت طالبة أخرى بضحكة ساخرة: ههههههههههههههه أبلة زنوب أصلا نست شو تريقت اليوم تبينها تتذكر شو درست الفصل اللي طاف ..!!

زينب وهي تضرب الأرض بتهكم طفولي: أبلة شوفي حمدوه خليها تسكت .. كله تتمصخر عليه

رمقت ناعمة الطالبة حمدة نظرة من تحت رموشها وقالت بتوبيخ رقيق:
حمده عيب عليج .. خلاص بقولج زينب حبيبتي ولا يهمج
وبقولج القصة من البداية بعد ..
وأردفت وهي تعدل جلستها وحجابها المزخرف بالدانتيل الناعم:
تعرفون يا حبيباتي إن طارق بن زياد قائد الجيش وقائده الأعلى موسى بن نصير قرروا يفتحون الأندلس سنة 92 هجرية
وبالفعل قدر جيش طارق بن زياد يدخل الأندلس أواخر شهر شعبان عن طريق ميناء شبه جزيرة سبتة ..

قاطعتها زينب بحماس: هيه هيه تذكرت هالجزيرة .. هاي اللي قدر طارق بن زياد يسيطر عليها بمساعدة واحد من القوط اسمه يوليان ..

هزت ناعمة رأسها بموافقة وسألت حمده: وليش يا حمده يوليان ساعد طارق بن زياد وخلاه يدخل سبتة ..؟؟

حمده بتفكير وبنبرة متشككة: اممممممم ماتذكر أبلة بس يمكن لأن هو ما كان يحب ملكهم
وبنبرة طفولية اضافت: هذا شسمه ياربي .. نسييييت اسمه ..

تدخلت طالبة أخرى بنبرة متشوقة: لوذريق ملك القوط

طرقعت حمده سبابتها بإبهامها وقالت بتذكر: ايوووووا لوذريق
والتفتت لمعلمتها ناعمة مردفةً: هذا لوذريق كان ظالم ويسرق فلوس شعبه عسب جيه يوليان قرر يساعد طارق بن زياد صح ؟؟
ناعمة بعينان تلمعان بسمة: صححح حمده ..
بمساعدة يوليان قدر طارق بن زياد يدخل أرض الأندلس بأسلوب التخفي والمباغتة
استخدم المراكب التجارية في الدخول وما جازف بمراكبه العسكرية ..
كان يبا يتأكد إن الأرض اللي بيدخلونها آمنة
ومادخل مرة وحده بكل جنوده
لا ..!!!
طارق بن زياد كان قائد محنك، دخل على دفعات لهدف الإستطلاع وتأمين الأرض لباقي الرجال
وتم موسى بن نصير في جزيرة سبتة لتأمين ظهر الجيش
بعد ما عدى المضيق اللي عقب بيتسمى بمضيق جبل طارق على اسم الفاتح نفسه
بنى قاعدة في المناطق الجبلية اللي تقع في أول الأندلس وهالقاعدة كانت جدا حصينة وقوية
لكن طارق ماستقر في القعدة مدة طويلة لأن قرر يكمل دربه لين 45 كيلو جدام ووصل لمنطقة اسمها برباط


أردفت زينب بحماس وهي تصفق بخفة: وبرباط بتكون أرض المعركة بين المسلمين والقوط

هزت ناعمة رأسها بإيجابية: صح زينب .. وطبعا اختار هالمكان لأن جغرافيته بتساعده وايد في هزيمة جيش لوذريق اللي كان كما يقال عدده 100 ألف بينما جيش المسلمين كانوا لا يتعدون 12 ألف

أشرت بيدها وهي ترسم خطة طارق بشرح ذكي محنك: اختار منطقة مستوية للمعركة بحيث الجبل العالي بيكون على يمينه والبحيرة على يساره ..

وبـ عينان تنبعثان منها فخر وعزة بحذاقة المسلمين قديماً: وطارق بن زياد ما كان قائد عادي .. استخدم اسلوب الاستنزاف مع جيش لوذريق .. أولا اختار موقع بعيد عن عاصمة القوط طليطلة لأن يبا يهلك رجال جيشه ويثبط من عزيمتهم وحماسهم
وثانيا استقر في برباط قبل المعركة بيومين يعني في ليلة 27 من رمضان عشان رجال جيشه يرتاحون ويستطلعون كل المنطقة ويحفظون كل تضاريسها
ثالثا قرر أن المعركة اتم لأيام هب في يوم بس .. لأن مثل ما قلت كان يبا يستنزف جيش لوذريق وما يخلي فيهم قوة لمواجهة جيش المسلمين .. وطبعا المسلمين في أمان لأنهم هم اللي يسيطرون على مصادر الزاد والماي في المنطقة

ولكن صار شي غريب يوم جيش لوذريق دخل برباط ..
لاحظ طارق بن زياد إن رجاله بدوا يتوترون ويخافون وهم يشوفون ضخامة جيش القوط .. وارتباكهم كان واضح له
فأمر بمنادين ينادون في الجيش بآية قرآنية بتكون السبب في ارتفاع مستوى الحماس والعزيمة بينهم ..
الآية هي:
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

وبسرعة كبيرة صار الجيش بكبره ينادي بهاي الآية بعزيمة قوية ويكررها ويكررها لين ما دشوا المعركة
وطبعا نتايج معركة برباط أو معركة البحيرة مثل ما يسمونها هي انتصار حاسم للمسلمين واغتنامهم كمية كبيرة من الخيول وغنايم ثانية من ذهب وفضة
لكن بالمقابل استشهد 3000 مسلم

وأردفت بنظرة عين مُشعة: بس شفتن يا بنات قوة الإيمان وصدق النية كيف تخلي الإنسان ينتصر على المصاعب اللي تواجهه ..!!!

هتفت طالبة أخرى وهي تضع يدها على خدها: صح أبلة ناعمة معاج حق
وأكملت الفتاة ذاتها بتساؤل: انزين أبلة شو صار في لوذريييق ..!!!

حركت ناعمة كتفيها بعدم تأكيد لتعدد الروايات في هذا الموضوع: لوذريق هرب يا مريم .. لكن في ناس قالوا إنه مات غرقان في البحر وفي ناس قالوا إنه طاح من على الجبل ومات .. محد يعرف الصراحة شو استوابه بالضبط ..!!

زينب وهي تتسائل: انزين أبلة وعقب شو صااااار ..!!!

ناعمة وهي تلتفت لـ زينب وتكمل: وعقب يا زنوبة الحبوبة ..
طارق بن زياد ماوقف وكمل دربه إلين طليطلة اللي نحن سايرين إلها الحين .. والأمر ماكان محتاج انتظار وتروي بنظر طارق بن زياد ..
لكن مدينة طليطلة على مدى التاريخ محد قدر يقتحمها، فـ كيف برايكم طارق بن زياد بيقدر يقتحمها ويفتحها ..؟؟؟

حمدة بتفكير عميق وهي تتخيل موقف طارق وجيشه: اممممممم دخل طليطلة بالمباغتة والمفاجأة مثل ما قلتي أبلة لأن أكيد خبر انتصار المسلمين في المعركة وهروب لوذريق ما وصل بهالسرعة لشعب القوط في المدينة ..

ناعمة بابتسامة لـ ذكاء الفتاة: صح عليج حمدة .. طارق اقتحم المدينة بغفلة من القوط .. واللي ساعده هو عدم وجود أي رجال من جيش لوذريق فيها لأن لوذريق يمّع كل رجاله في الجيش للمعركة وخلى طليطلة مفتوحة من غير تحصين وتأمين من أي أي جندي ..
وفتح طارق وجيش المسلمين المدينة الحصينة بذكاء منقطع النظير بـ 9000 جندي بس ..!!

أضافت ناعمة بابتسامة جميلة أظهرت بياض صف اسنانها:
وهذا الشي بحد ذاته عبقرية .. لأن طليطلة كـ مدينة، كانت ولازالت مدينة غير عادية حصينة بشكل ما تتصورونه،
هالمدينة محاطة بنهر أسمه نهر التاجو من ثلاثة جهات وهذا النهر صعب حد يدخله لأنه محاط بـ جبال
شاهقة صعبة التضاريس .. والجهة الرابعة من المدينة مقابلها جبال وقلاع وحصون ..
بس عزيمة المسلمين وصدق نيتهم ما خلتهم يستسلمون .. وقدروا في الاخير انهم يفتحون طليطة بقدرة الله سبحانه ومشيئته ..


عندما انتهت ناعمة من القصة إلتفتت لترى وجوه الطالبات تنضح بإعجاب وانبهار واحساس بقوة وعزة المسلمين
لم تتمالك ضحكتها .. فـ ضحكت بقوة لمنظر وجوههن المذهولة وكأنهن للتو ظهرن من فلم تاريخي أكشن

زينب وهي تستفيق من ذهولها: انزيييين وبعدييييين ..!!! شوووو صااااار ..!!!

ناعمة بابتسامة رقيقة: لا لا لا خلاص هاذوه وصلنا المدينة .. عقب بكمل لكن القصة ..

إلتفتت بعدها بحيرة وهي تسأل الفتيات: بنات وين أبلة روضة ما شوفها ..؟؟
حمدة وهي تأشر لآخر مقعد: أبلة روضة هناك ترمس في التلفون





كانت روضة جالسة في المقعد الخلفي وتتكلم في الهاتف مع أمها وأختها الصغرى

روضة بابتهاج وهي تنظر لطبيعة الخلابة من النافذة: يطوفج يا شيخوه هالطبيعة اللي تخبل
جنة جنة والله .. سبحان الخالق فيما خلق وابدع ..

شيخة بغبطة باسمة: صوريلنا كل شي رواااااضي نبا نشوف معااااج ..

روضة بابتسامة: اكيد فديتج بصورلكم كل شي ان شاء الله وبطرش الصور في الواتس
وأكملت بتساؤل: بتخبرج قوم أم حمودي يوكم اليوم ..؟؟؟

شيخة بغيظ طفيف مصدره شوق جارف لأبناء أختها الكبرى المشاغبين: لااااا ماعرفتي
ساروا صلالة البارحة ..

روضة بدهشة: اوووونه .. وشحقه ماترمس وتقول ..!!!

شيخة: لا مخبرتنا هي يوم يتنا اليمعة بس الظاهر نست تخبرج يوم رمستيها آخر مرة

روضة: اهااااا .. زين عيل بدقلها عقب


رفعت رأسها لترى أن الحافلة قد اقتربت من المدينة .. وقالن بنبرة سريعة لتنهي محادثتها مع اختها:
يلا شيخوه بخليج .. وصلنا المكان
سلمي على الكل زين ؟!!
شيخة: ان شاء الله يبلغ .. وانتي لا تقطعين عاده وطمنينا عنج
روضة بنبرة حب دافئة: ان شاء الله يا قلبي اكيد بطمنكم
يلا مع السلامة
شيخة: مع السلامة وربي يحفظج ..


روضة كانت خجلة من أن تذهب لـ ناعمة لأن ناعمة كانت تحادث أخاها ذياب
فـ سألت الطالبة حمدة: حمدة وصلنا ولا ؟!!
حمدة: هيه أبلة .. الإخصائية مريم قالت إن دقايق وبنوصل الفندق إن شاء الله
روضة: اهااا زين عيل الحمدلله ..



بعد خمس دقائق وصلت المجموعة للفندق الذي حجزوا به ..

خرج جميع الركاب بعد أن أخرجوا حقائبهم وأغراضهم وشرعوا بالدخول للفندق ..
وما إن اصبحوا في الداخل حتى تذكرت روضة بجزع أنها نسيت جهازها الآيباد في الحافلة ..

صاحت روضة بقلق: نعوم نعوم إلحقي
قطبت ناعمة حاجبيها: بلاج بسم الله
روضة بذات قلقها: نسيت آيبادي في الباااص ..


استدارت ناعمة لترى أن الحافلة لازالت في الخارج ولم تتحرك:
الباص بعده ما تحرك بسرعة اربعي سيري هاتيه ..
أعطت روضة هاتفها وحقيبتها وقالت بـ عجلة: زين دقيقة ..

وأسرعت تهرول لـ تلحق الحافلة ببال مرتبك مشوش غير منتبهة بتاتاً لما حولها ..

لم تكد تخرج من البوابة الرئيسية للفندق حتى اصطدمت بشي صلب أفقدها التوازن وكادت تسقط على وجهها ..!!

لكنها أحست بيد قوية للغاية تمسكها من ذراعها اليسرى لتمنعها من السقوط ..


احست روضة للحظة بأن الدنيا توقفت .. وقلبها فقد دقة من دقاته المتسارعة ..
وكانت على ثقة بأنها لا مُحالة ستفقد أنفها الجميل التي تعتد به وهي تترنح وتسقط ..!!

يا إلهي ماذا حصل ..!!!!
هل فقدت حقاً أنفي الجميل ..!!!

ما إن شعرت بأنها رجعت لوضعية الوقوف بشكل متخدر/مصدوم حتى استوعبت بأن هناك يد قد ساعدتها ..!!!!


رفعت رأسها ببطئ شديد إلى أن لمحت عينا رجل يبتسم لها ابتسامة أقل ما يقال عنها بأنها مدمرة لكيان أنثى عذراء !!

وبنبرة رجولية ظهرت كـ تموجات قوية مزقت آخر حصون توازنها قال الرجل: سلمتي ختيه


كان الرجل قد ازاح يديه عنها ما إن وقفت .. ولكن روضة لا تدري لمَ ابتعدت فجأة كأنه لازال يحكم قبضتيه عليها..!!

ردت بتلعثم واضح متفجر بحياء وارتباك شديدان: آ آ آ آ آ الله يسلمك
وهرعت للحافلة بعقل مشتت ليس في وعيه أبداً ..
كانت تمشي بتعثر واحست بـ ساقاها ترتعشان ولا تستطيعان الاستمرار بالحركة ..


ما إن دخلت الحافلة حتى جلست لتأخذ نفس قوي مرتجف عميق ..
ثم وضعت يديها على وجهها واخذت تستغفر وتذكر الله ..

فـ حقا أصابها هذا الموقف بتوتر وخجل جعل من قلبها قنبلة ذرية توشك على الانفجار ..!!!!


وبنبرة مرتجفة تخللها غضب من نفسها غمغمت: يالله ما اغباااااني .. انا كيف جيه ما شفت الرياااااال ..!!!
الحينه شو بيقول عني ..!! استغفر الله يا رررربي والله ما شفته والله ..
اففففففففف


وأستوعبت بعد ثواني سبب وجودها هنا .. وباشرت بالبحث عن جهازها الآيباد بتوتر ما زالت يتملكها حتى وجدته ..

وعندما خرجت من الحافلة دعت الله أن لا تلتقي بالرجل نفسه مرة أخرى

ويالحظها الجيد لم تره ..!!!




.
.




هــــو ..

بعد أن اصطدم بالفتاة بالخطأ ..
سرح ونسى للحظات الذي يحادثه على الهاتف ..!!!

: يا ريااااال وينك ..!!
ابتسم بسرحان متذكراً منظر الفتاة الخجلة: معاك معاك شو كنت تقول ؟!

: كنت اقولك شو صار على اللي اتفجنا عليه ..!!

تنحنح بخشونة محاولاً التركيز مع الذي معه .. ورد بحزم بالغ: احمممم شسمه .. هيه لا تحاتي كل الامور تحت السيطرة
وعرفت متى ووين بيسوون اجتماعهم ..

رد الآخر: اهااا اوكي حلوو .. خلاص عيل لو عرفت شي ايديد دق عليه
وأكمل بتساؤل: إنت ما قلتلي بأي فندق في توليدو حجزت ؟؟

اتسع ثغره بابتسامة رجولية ماكرة/متلاعبة وهو ينظر لبوابة الفندق الرئيسية ويسترجع ما حدث قبل قليل:
في فندق سانتا ايزابيل ..





نهـــاية الجــــزء الثالـــث




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:33 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)




الجـــزء الـــرابع



أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك.. عنواني


لـ فاروق جويدة



،



العيـــــــــن




تقف كالمهرة بالقرب من النافذة، وأشعة شمس التي توشك على الإنطواء بعد ساعتين تعكس نورها على خصلات شعرها السوداء ..
بـ اتقان تدريجي وحرفنة فنان بدأت ترسم الخطوط الرئيسية للرسمة التي تختال في بالها ..

هي مؤمنة تماماً بأنها ستستطيع رسمه كما ينبغي لرقي فنها الفاتن ..

هي هكذا ..!!!
تحب إذ عملت عملاً أن تتقنه، حتى وإن كان عملاً لا ترى نفسها به أو لا تفضله

فما بالكم بالرسم ..!!!!

الرسم الذي تعتبره تعبيراً روحياً لعواطفها .. مشاعرها .. فرحهـــا .. حزنهـــا .. كآبتهـــا .. يأسهـــا .. حماسها .. ابداعهـا

و حتى
"هــواهـــا"


كان لكل رسمة ترسمها طابعها الخاص المسجى بـ لمساتها الشماء
لمسات ذات عز وكبرياء عالي كـ إسم صاحبتها تماماً ..!!!


وانغمست في الرسمة شيئا فـ شيئاً حتى بدأت تتراقص بخيلاء في عالم لا يوجد به إلا هي وفرسها الذي ترسمه

سمعت طرق باب غرفتها، وضعت أقلامها وبنبرة رقيقة: تفضل

رأت عينا إبنة شقيقها الشقية تتقافز أمامها بابتسامة جميلة: هااااااااي

رمقتها شما بنظرة من تحت رموشها الكثيفة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ميره

أخرجت ميره لسانها من جانب شفتيها هاتفةً بشقاوة تخللها حرج طفيف:
على فكرة ما احرجتيني عموه ههههههههههههه

ابتسم عينا شما وقالت: كم مرة اقولج ودري عنج مذهب عيال الحمر وسلمي شرات العرب والناس ..!!
ميرة بذات ابتسامتها المُحرجة: السموحة عمووووه خلاص ما بعيدها ان شاء الله
وأكملت بتردد خجل: اممممم عمووووه

ابتسمت شما بخبث وهي تشرع في اكمال رسمتها:
خل أوفر عليج المقدمات اللي مالها داعي واقولج تراني رمست ابوج ووافق انه يسوي حفلتج في قاعة مثل ما تبين

ميرة فتحت فمها بدهشة مصدومة ..

إلتفت شما لها وضحكت بقوة من وجه ميرة المصدوم: ههههههههههههههههه بلاااااج بسم الله .!!!

ميرة بعينان متسعتان مفعمتان بالذهول: حلفي عموووه حلفي

شما بذات الضحكة القوية .. فـ وجه ميرة كان بالفعل مضحك: والله يا الهبلة بلاااج، بجذب عليج مثلاً ..!!!

صاحت ميرة بحدة وهي تقفز على سرير شما بفرحة لا تُصدق وحماس وصل اقصاه: ياهووووووووو يا ووولد يا وووولد وراااا وراااااا عاشششوووو عاششششو ..

استمرت ميرة بالرقص والقفز كالمجنونة وشما تضحك بشدة من فرط جنون ابنة شقيقها الشقية ..

وفجأة قفزت ميرة من السرير وذهبت لتقبل عمتها بقوة على وجنتيها ..

ميرة بفرحة مجنونة: احبج احبج عموووه والله احببببببج .. لا خليييييت منج ياربي
يا احلى شوشوووو في الدنيااااااا
ياربي والله مستاااااانسة
شكرا عمووه شكرا وايد وايد وايد ..

شما بابتسامة جذلة واسعة وقد ابهجتها سعادة ابنة شقيقها: فديت قلبج انا

استدارت ميرة باستعجال وهي تخرج: بسير اقول حق ربيعاتي وببدا اخطط لكل شي حق الحفلة
تشااااااااااااااوووو ..
وإلتفتت ثم هتفت بنبرة مشاكسة: اووووبسسسس اقصد مع السلااااااامة ..
وأرسلت قبلة قوية في الهواء لعمتها: اموووووواح احبج شوشو احبج وااااااااايد

شما بضحكة رقيقة: هههههههههههه خبلة ميرووه سيري سيري ..

ثم استدارت مرة أخرى للوحتها وفرشها وأقلامها المبعثرة بذات ابتسامتها،
وتنفست بعمق لتملأ رئتيها بأكسجين منتعش يعيدها لعالم ليس فيه إلا هي وفرسها و....


ومن يا شما ..!!
ألم تتُب بعد يا أيها القلب المتمرد
بمن تفكر الآن ..!!!
بفارسك الذي تركك على عتبات طريق العمر ..!!
وجعلك تشحذ الأنفاس بكل ما اوتيت من كبرياء/عزة نفس .!!!

بفارسك الذي لم يكن فارساً مؤهلا لعشق كان ولا زال لم يُخلق لغيره ..!!!

بمن تفكرين يا شما !!
بمن !!!!
إنسيه
فهو لابد ومن غير شك نسى أياماً ما زالت كالوشم في باطن روحك
انسيه، فالنسيان هو العلاج الكفيل لتنقية ما تبقى من مشاعرك ..!!

انسيه فقط يا شما
ولتذهب ذكراه مع رياح السنين الضائعة ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي



سمعت نغمة رنين هاتفها المحمول التي كانت قصيدة لإحدى شعرائها المفضلين
أجابت وهي تحرك قطع السكر في قهوتها المسائية: مرحبا مليووون بالقلب ..

سمعت صوت صديقتها العالي المجنون وهي تقول بسعادة منتعشة: مهااااااااااري
اخيرااااااا ابويه طاع اني اسوي حفلتيه في قااااعة
(طاع = رضيَ/وافق)


أبعدت مهرة الهاتف عن أذنها مجيبةً بتهكم: حشى حشى حشى صميتي أذووووني
شبلاج تراعجييين انتي ..!!!

فتحت ميرة علبة البيبسي وهتفت بعدما شربت ما فيه بنهم/استمتاع: مهروه فرحانه والله فرحانه
إنتي ما تتصورين شقد ابويه عنيد ومحد قدر يقنعه غير شميمي عنيه افدا خشمها

مهرة: اخييييييراً بوسيف وااااافق .. ماااااا بغى ..!!

ميرة ببهجة شاسعة: هيه والله ما بغى
وأردفت بتساؤل: ما خبرتيني هالويكند بتروحين دبي مول ولا ..؟!

مهرة بحيرة: والله ماعرف يختي، قلت حق فلاح ودني وقال لو ما عنده شغل عادي بيوديني
وأكملت باستجداء: تعالي معاي ميمي تعرفيني ما أحب اسوي شوبنغ بليااااااج ..

ميرة بتفكير: يا ريت والله في خاطريه انا بعد، سمعي انا بخبر امايه وبشوف شو الترتيب
اوكي..؟؟؟

مهرة بنبرة مسرورة مُتأملةً: يااااااااااارب اطيع يارب يارب


سمعت صوت أمها وهي تناديها من الأسفل: مهاااااااااااااري

مهرة ترد بصوت عالٍ: هلا امااااااااايه

أم مهرة بذات الصوت العالي لتسمعها مهرة: تعالي مهاري زهبي الفوالة حق ميلس الرياييل ..

مهرة وهي تضع غطائها على رأسها وتقول بعجل: ميمي ميمي بخليج الحين بسير ازهب الفوالة
وأردفت: سمعي، لو هلج طاعوا تيينا دبي اتصليبي اوكي ؟؟

ميرة: إن شاء الله حبي بتصلبج اكيد، يلا مع السلامة وسلمي على أمج
مهرة: إن شاء الله يبلغ فديتج، مع السلامة


أغلقت الخط عن صديقتها التي هي بمثابة أكثر من أخت للروح وونيسة للقلب
ميرة هي صديقتها الوحيدة وأختها التي لم تحظى بها يوماً ..!!

فـ مهرة كان الفتاة الوحيدة وآخر العنقود بعد ثلاث شباب هم نهيان .. فلاح .. وحمد

لطالما تمنت منذ طفولتها شقيقة تشاركها غرفتها
ألعابهــا
حكاياتها
أفراحها
أحزانها
شقاوتها
ومقالبها
حتى أحلامهــا ..!!


لطالما تمنت مهرة شقيقة تؤنس عليها وحدتها وتشعر معها بروعة مشاعر الأخوة ..!!

وميرة أصبحت بالنسبة لها هي الأخت والشقيقة والصديقة التي تمنت

قالت في نفسها وهي تشرع بالخروج من غرفتها: "لا خلاني الرب منج يا توأم روحي"


.
.
.
.
.
.
.



منطقة مســــافي
يـوم الجمعــــة




كانت سيارة حارب تشق الطريق المعبد بين جبال الإمارات الشمالية الشاهقة
جبال موسومة بطابع أبيْ قديم يعود لأزمنة تفوح برائحة عود معتق

كان الجو بديعاً بـ حق ..!!

فالسماء تلبدت بغيوم كثيفة، والشمس توارت بخجل وراء سحب تنذر بأمطار خير من رب رحيم

هي كانت تضع يدها على خديها وتنظر بتأمل شديد للطبيعة الجبلية الخلابة ..
وفجأة لمحت ثعلب صغير جميل المنظر يخرج من جحره بخجل متردد ..
ما إن رأته حتى اتسعت ابتسامتها واستقامت لتضرب نافذتها بحماس طفولي بريئ

إلتفت الجميع إليها ومن ضمنهم حارب الذي قال بنبرة دافئة: شفيج موزانه ؟؟
إلتمعت مقلتا موزانة بابتهاج مُشع وهي تضرب النافذة بخفة وتأشر بأصبعها ..

لم يفهم عليها أحد ..
كانت لا تزال تأشر بابتسامة حماسية حتى استوعبت أن لا أحد فهم ماذا تقصد ..!!

انطفأت ابتسامتها كما تنطفئ الشمعة المضيئة بذبول ..

ثم أخرجت دفترها الصغير المزخرف بورود وردية وبنفسجية وكتبت فيه:
"شفت ثعلب صغيروني حلو توني"

وأعطت الدفتر لـ حارب الذي يجلس خلق المقود .. وقرأه

ابتسم حارب ابتسامة لم تتجاوز عينيه لفرط ألمه على حال شقيقته ..
شقيقته التي ولابد إنها مجروحة الآن لـ عدم مقدرتها على توصيل مشاعرها وسعادتها للغير ..!!

ولكنه مع هذا قرر أن لا يشعرها بالعجز أبداً ..!!

وقال بنبرة رجولية عالية باسمة: هيييه حبيبي موزانه هنيه عادي تشوفين ثعالب ذيابة ثعابين

وإلتفت إليها فجأة واضعاً السيارة على سرعة ثابتة اتوماتيكياً وبصراخ مازح انقض عليها ودغدغها بخفة:
وعقاااااااااااااارب

ضحكت موزة بقوة شديدة "صامتة" ظهرت مع صف اسنانها البيضاء المصفوفة بشكل مثقل بالجاذبية،
إلى أن أدمعت عيناها اللوزيتان ..

أم العنود وام سعيد بصراخ حاد: حااااااااااارب انتبه

قهقه حارب بمكر رنان وهو يعود لمقعده ويرجع السرعة للوضع اليدوي:
هههههههههههههههههه بلاكن زغتن ..!!
(زغتن = خفتن)

عادي مثبت سرعتي والشارع فاضي يعني ما علينا شر ان شاء الله


مازالت شقيقته تضحك وهو سعيد بذلك

ولكن ما الذي سيخرجه الآن من دوامة التذمر النسائي من عمته وخالته (أخت جدته) أم سعيد ..!!!

أم العنود تقطب حاجبيها بتهكم: يا ولد يوز عن هالحركات وودر الاستهتار .. انت تسوق ما تلعب ..
وأكملت بغضب: إنت ما بترتاح إلا اذا استوابك شي ..


حارب بذات النبرة التي تخللتها ضحكة خفيفة:
هههههههههههههه عنبوه عموه لحيتي مازره ويهي وتقوليلي يا ولد ..!!!

أم سعيد وهي تقرا المعوذات من الخوف الذي أصابها وبتهكم عجوز قالت: يعل عدوك النفاد يا حويرب
طيرت حمامة افاديه يالهرم
شوف الدرب وخل عنك المنااااجر
(النفاد = الموت) (طيرت حمامة افاديه دلالة على الخوف والفزع)


إلتفت حارب إلى موزة وبتفكه رجولي لا يخرج منه إلا لأجل عينا شقيقته الجميلة:
موزوه ودية ثانية ما بنشلهن ويانا .. مسوياتلنا أزمة نفسية في الموتر ..

ابتسمت موزة بسمة واسعة يعلوها لمعان الضحك بعيناها ..

رمقت أم العنود الاثنان بنصف عين متهكمة ولكن اعترفت بقرارة نفسها أنها ابتهجت لرؤية البسمة على وجوه أبناء شقيقها الغاليان على قلبها ..

كانا ينقصهما ضحكة عبيد فقط ..!!

آآآآآه يا عبيد .. عمتك لم تنساك يا قلبها ..
لم تنساك ...!!!
رحمة الله عليك يا صغيري ..

وبنبرة أخرجتها بتهكم خفيف لتخمد حزن صحى على حين غفلة منها:
اقول خل عنك بس وشوف الدرب

وبابتسامة جذابة قال حارب: إن شاء الله هاذوه قاعد اشوف الدرب



وصلوا لسوق الجمعة قبل أذان الجمعة بساعتين

إلتفتت أم سعيد وهي وتلكز ظهر حارب بخفة: حارب فديتك وقف عند راعي الفندال

اشر حارب وقال: عند ها بو لحية حمرا ..!!

أم سعيد بتأكيد: هيه هيه عند ها

وأمضت العائلة بالمشي والشراء بحماس ومعنوية ممتازة تسمح لهم بـ "المكاسر"

امسكت موزة ذراع اخيها برقة وهي تأشر على رجل يبيع الذرة المشوية

حارب: تبين ذرة ؟؟

موزة وهي تومئ برأسها بـ"نعم"

حارب بحزم دافئ ودود: إن شاء الله من عيوني


مشى للمكان الذي يُباع فيه الذرة ونظرات عيناه الحادة بدأت بالتحفز اللاإرادي


هو يشعر بالخطر..!!!
يجب أن يرجع مع عائلته لبيت جده قبل الآذان ..!!!


إلتفت بناظريه بطريقة غير ملفتة للسيارة التي كانت تتبعهم من بيت جدهم في وسط رأس الخيمة إلى مسافي ..

استطاع بسهولة تمييز تتبع السيارة بفراسته المعهودة ..

تباً لهم، مالذي يجري في عقولهم الدنيئة الآن ..!!!

لثلاثة سنوات وهو مبتعد عن مدار أعينهم الشيطانية الخبيثة ..

بماذا يخططون الآن ..!!!



اشترى الذرة لشقيقته ورجع حيث نسائه واقفات

أم العنود وهي تمسك حبة البطاطا الحلوة وتهتف بتهكم: الحينه كيلو الفندال بـ 10 ..!!
غربلات بليسك ..
أبويه نزّل نزّل باخذ عنك صندوقين انا

عقد البائع حاجباه بغيظ من أم العنود وأم سعيد اللاتي أظهرن شيب شعر لحيته الحمراء: ماما هادا مال ئُمان لاه
توه جيب، واجد فرش هادا ..

حركت أم سعيد عصاتها بتهكم هي الأخرى وقالت بحدة: ماشي مال عمان ولا هب مال عمان
يلا خلصنا عطنا الكيلو بـ 6 وخلنا نتوكل ..

واستمر "مكاسر النساء" إلى أن جاء حارب وهو كاتم لضحكته من منظرهن الغاضب

أعطى الذرة لشقيقته .. وبنبرة مازحة قال لهن: ها بشرن، منو اللي قدر على الثاني ..!!

أم العنود بنظرة متهكمة: تفاهم وياه حارب لوع بجبدي هذا

ابتسم حارب بسخرية محبوبة: افااا ما رمتن عليه ..!!

وتحول سخريته لجدية بانت معه حدة عيناه الشبيهة بعينا الفهد: محمد بتنزّل ولا نسير عنك ..!!!

توتر البائع ذو اللحية الحمرا ولكن هو لا يريد إنزال السعر .. وبتردد قال:
بابا هرام والله هادا فرش توه ايجي من ئمان

ولاه حارب ظهره .. وبحزم غير قابل للتفاهم قال: خلاص بناخذ من عند ربيعك الثاني ولا من منتك

وقبل أن يمشي صاح البائع بتهكم غاضب من عناد حارب: زين زين بابا خلاص ..

إلتفت حارب إليه وقال بنبرة صارمة باردة: يلا بناخذ الكرتونين بـ 48
غمغم البائع بتذمر بلغته الأفغانية .. ثم قال بغيظ: زين زين ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـوظبـــي




نزل من جناحه المخصص في منزل أخاه الكبير أبا ذياب ..

كان لدى سلطان في الحقيقة منزله الخاص، لكنه كان يأتي لمنزل أخاه "غير الشقيق"
في نهاية كل أسبوع للمبيت مع والدته الغالية

كانت والدته ولازالت الشخص الوحيد الذي يجعل من صرامة سلطان وحزمه الشديد كالتراب المنثور عند حضرتها ..!!

هي فقط من تستطيع تغيير قرارته ولو كانت حاسمة ..!!
إلا قرار واحد لم تتمكن للآن من تغييره
ألا وهو قراره من موضوع الزواج ..!!


لفح وجهه دخان العود المتصاعد من المبخرة بكل غنج وإغراء ..

يالخبث العود ..!!
يدرك جيداً كم هو مغري لأنف السلطان ومرضي لروحه المعتدة بنفسها ..!!!

إن العود هكذا ..!!
لا يخضع ولا يُنفث رائحته المعتقة إلا لأصحاب النفوس الشامخة، المهيبة، والمسيطرة ..!!


نظرت أم هامل لإبنها وتدعي في قلبها بكل ضراعة أن يحفظه لها ويرزقه بالزوجة الصالحة التي تحفظه وتصونه


بابتسامة جذابة أظهرت صف اسنانه اللؤلؤية هتف: لا خليت من أم هامل يا ربيه

ونزل بجسده الفارع ليقبل رأس والدته التي كان طولها لا يتعدى حدود كوع ذراعه

ردت أم هامل بابتسامة حنونة متفجرة بعاطفة الأم: ولا خليت منك يا عين أم هامل
تعال تعال خل ادخنك أول واحد ..


هتف سلطان بدعابة لا تليق إلا بوالدته: اوووه أنا أول واحد يدّخّن، بالعادة العضيد بوذياب هو الأولاني ..

اتاهما صوت أبا ذياب المازح وهو يخرج من غرفته: هيهاااااااااااء .. نسوووك اليووم يا هامل ..
معلوم ابوويه ..
دام أم هامل شافت حبيبها أكيد بتنساني

أخرجت أم هامل المبخرة من تحت ثوب سلطان ونفخت بخفة على الجمر
وقالت بنبرة لا تقل حب/حنان لإبنها البكر .. إبنها الوحيد من زوجها السابق الذي توفي وهي في الحادي عشر من عمرها فقط ...!!
: غلاة بوذياب في فواديه ماله وصيف لو تدرون بس ..

صفّر سلطان باستمتاع لكلام والدته المصفى بالعسل: يا وووويل حالك يا بوذياب كم بتتحمل هالمنطوق الغااااوي ..

ضحك بوذياب بحب صافي لوالدته وأخيه الصغير .. وشرع بتقبيل رأس والدته وكفوفها: يعل بوذياب ما يذوق حزنج قولي آمين يالغالية ..

أم هامل بحب أمومي لا مثيل له: آميييين ولا يذوقني حزنك ولا حزن أخوانك ..

وأكملت وهي تضع المبخرة تحت ثوب أبا ذياب: بتخبرك هامل عيالك ما دقوا اليوم ؟؟

استقام أبا ذياب أبوذياب بوقفته ليخرج دخان العود من كل جوانب ثوبه: هيه اماية دقوا واتنشدت عنج ناعمة لجنج كنتي خاري صوب التنور ..

أم هامل: طاعووو .. انزين شعنه ما زقرتني عسب ارمسها هي وذياب
(طاعو هنا تعني اسلوب تعجب/استنكار أي "انظروا فلان ماذا فعل")


أبا ذياب: كنت مستعيل امايه السموحة ..
عقب الصلاة بتصلبهم انا وبخليهم يرمسونج ..


وقف سلطان قريباً من الدرج وصاح بنبرة عالية حازمة:
حمداااااان
يا حمداااااااااان
يلا بطينا على الصلاااااه ..

أتاه صوت ابن أخيه ذو الثلاثة عشر عاماً:
يلا يلا عميه يااااااي ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



كانت تغير لأبنها الصغير سعيد ملابسه بعصبية/تهكم غاضب: إنت غبي ..!!!
قلتلك لا تشرب بيبسي روحك، انا اللي بشربك
ما تفهم ...!!!!

أخذ الولد بالبكاء لخوفه من صراخ والدته، دخل بسرعة إبنها البكر زايد وهو يصرخ:
مااامااااا سعوووود يلا حطوا الغدااااا ..

تأففت عوشة بتهكم حاقد: اففففففففف زين زين شل أخوك وروحوا تغدواا ..
دفعت إبنها سعيد ليذهب مع أخيه ..

خرج الصبيان ووقفت لتعدل من غطاء رأسها بغضب مليئ بالغل: وع .. الحينه بجابل الكريهة شموه
الله يصبرني بس .. متى بظهر من هالبيت وافتك من هالناس ..!!!



عـوشة ..!!!

هي إمرأة غريبة .. غريبة حد الاستفزاز ..!!!
من يقف امام مصالحها تخرمش وجهه وتدميه بلا انتظار ..!!!!

ومنذ أن كانت طفلة وهي تمشي على منهج واحد فقط
"اللعبة التي لا تستطيع امتلاكها .. اكسرها"

لكن روحها الشريرة ما زالت تغلي كماء يفور على نار تصلاها

لعبة واحدة لم تستطع امتلاكها ..!!!
ولا كسرها ...!!!

والسبب تلك الشماء صاحبة العينان اللتان لا يستطيع أحد مقاومتهما ..!!!

اكرهـــــكِ
اكرهــــكِ يا أنتــــي ..!!!



.
.



في الأسفل




اجتمعت العائلة كلها على سفرة الغداء العامرة بالاحساس الدافئ/الحميمية ..

عائلة الجد خويدم، عائلة عبدالله وابنه سيف، عائلة بطي، وعائلة أحمد


هتفت ميرة وهي ترمش بكل غنج لأخيها سيف: سيف شرايك اظهرنا اليوووم ..؟؟

وافقتها حصة الرأي: هيه بومايد فديتك ظهرنا والله طفرنا من البيييت

قال سيف بنصف عين لشقيقاته: ماسمع الرمسة الحلوة الا وقت المصلحة

صبت العنود لزوجها الحساء في صحنه .. وقالت برقة:
بومايد صدقهن والله ملل
من زمان ما حوطتنا ..

نظر سيف لأعمامه بطي واحمد لينقذوه من الورطة: مخاوين شمااا فزعتكم ..

بطي وهو يضحك بشماته: هههههههههههههههههههه دوااااك
تحيد هاك الاسبوع يوم خليتني اوديهن روحيه الشارجة وما خاويتنيه اونك ميهود ..!!!
يلا دورك الحينه ..

أحمد بنفس ضحكة شقيقه الأكبر: ههههههههههههههه بومايد تحمل شويه اللي نحن نتحمله
ودهن حليلهن من زمان ما شمن هوا ..

سيف بتهكم لخيانة أعمامه له: استغفر الله .. مامنكم فايدة قسم بالله
وإلتفت للفتيات: وين تبن ..؟؟؟

ميرة بابتهاج/حماس: نبا دبي موووول

صفقت حصة وقالت بذات ابتهاج شقيقتها الصغرى: هيه هيه دبي موول ..

نظر سيف لزوجته ليسمع رأيها هي الأخرى وقالت بنظرة دلع لا يميزها إلا "رجولته":
هيه بومايد نبا دبي مووول ..

بمغناطيسية صرفة .. اخذ يتأمل سيف عينا زوجته بهيام ..

تباً .. تعرف ان الكحل بعيناها فتنة ... فـ لمَ تهوى تعذيبه ..!!!!

لكنه تدارك الوضع بسرعة ... وتنحنح بثقل كي يخرج من دائرة حُسنها: ا ا احم ..
زين إن شاء الله ..

ضحكت العنود بخفة غير مسموعة لأنها عرفت تماماً ما حل بزوجها المتيم بها ..!!!

أردف سيف بنبرة خشنة: خلاص عقب صلاة العصر بنظهر، تزهبن عاده هب تنقعنّي سنة ..!!

وإلتفت لـ شما وآمنة الصامتتان واضاف بنبرة حب وود: ها عموه وخالوه ما تبن تظهرن وياهن ..!!

أجابت شما بابتسامة جميلة وتهز رأسها بـ "لا": لا فديتك انا وأم بطي ورانا كمن مشوار العصر للخياييط

سيف: اهااا زين عيل


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليـــدو (طليطلة)




كانت واقفة أمام شرفة غرفتها المطلة على أجمل طبيعة خضراء من الممكن تخيلها ..


همست بنبرة شوق مليئ بحنين لصوت جدتها الغالية: سديت عووقج يدوه .. متولهة عليج وايد وايد وايد ..
(سديت عوقج = دعاء بأن يحمل الاول عن الآخر مرضه وما يضيق صدره)



أم هامل بعتب محبب مبحوح: وينج يا نصخ يدوتج شعنه ما تتنشدين عنيه ..؟؟

ناعمة بنبرة رقيقة معتذرة: فديتج يدوه والله كل يوم ادق على ابويه وعميه سلطان واتنشدهم عنج .. يه يقولولي في المطبخ
يه عند الخياط .. يه في العزبة ..
وأردفت بخبث جميل: الله يهداج ما تقرين في البيت يا بنت عبدالرحمن ..

أم هامل بضحكة مغلفة ببحة عميقة: هههههههههههه غربلات ابليسج يا نعوم
شسوي يا بنتيه لازم اوقف على راس البيدار ما يفطن شي موليه
ورحت عند الخياط اييب كناديريه وكناديرج إنتي وفطيم ..

إلتمع الحنين العذب بعيناها .. حنين ظهر كـ آه صامتة مشتاقة .. هي حقاً اشتاقت لـ بلادها..!!

لـ رمالها الزعفران ..
لـ هوائها المنعش للأفئدة رغم حرورتها ..!!!
لـ دروبه .. وشوارعه .. الحديثة منها والقديمة ..!!!

مشتاقــــة لأبوظبــــي
دارهــا
ومرتع طفولتها
وشقاوتهـــا


ابتسمت بذات حنينها واستمرت بالحديث مع جدتها إلى أن دخل ذياب
وأعطته الهاتف لكي يحادث جدته ..


لبست ناعمة غطاء رأسها وخرجت من غرفتها، كانت تريد أن تطمئن على صديقتها روضة

فـ روضة منذ يومين قد أصابها زكام شديد وحرارة مرتفعة

يالصديقتها المسكينة، لم تتمكن الى الآن من الاعتياد على تغير الجو ..!!!


ذهبت لغرفتها ودقت الباب بخفة، فتحت روضة بعد أن رأت ناعمة من العين الساحرة ..

اطلت قليلاً برأسها .. وقالت بنبرة ثقيلة من أثر المرض: حياج نعومة ..

قبلت ناعمة خدي صديقتها هاتفةً بأسف/حزن على حالها: عنيه افداج روااااضي .. ظويتي اليهد اشوووفج ..!!
(ظويتي اليهد = اتاك المرض)


هتف روضة بأنفها الأحمر وعيناها المزغللتين: هيه يختي

وعطست بقوة وهي تغطي أنفها بالمحرمة

ناعمة: ما تشوفين شر غلاااايه .. خذتي دواج ولا ؟؟

روضة بنبرة ارهاق: الشر ماييج .. لا بعدني .. توني كنت باخذه

ساعدتها ناعمة في الجلوس .. وهمست بـ حب/حنان: ايلسي يا قلبي
ثم ذهبت للمطبخ الصغير واكملت بحماس: بسويلج شوربة خفيفة .. وخلاف بتاخذين دواج ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــي



كان تجلس في الوسط بين والدها ووالدتها بلباسها القرمزي الراقي الملائم لبشرتها البيضاء الصافية

حمد وهو يعطيها هاتفها: اندوج نزلتلج برنامج تحرير الصور اللي تبينه

مهرة ببسمة حب أخوية: مشكور بوشهاب لا خليت

دخل فلاح بعد أن كان يحادث صديقه على الهاتف: مهاري خلاص شغلي تكنسل
وين تبيني اوديج ..؟؟

قفزت مهره بسعادة خصوصاً بعد أن عرفت من ميرة إنهم سيأتون الى دبي عصر اليوم:
دبي مول دبي مول

عقد فلاح حاجباه بتعجب: غريبة احيدج ما تحبين تحوطين فيه روحج لأنه عود ..!!

مهرة بابتسامة رقيقة مليئة بالحماس: لا توها ميراني اتصلتبي وقالتلي بيروحون دبي مول
فـ عادي بحوط وياها هي والبنات ..

أم نهيان: فديت ميراني من زمان ما شفتها ولا شفت امها والبنيات ..

انتفض قلب ذاك الجالس من أول مرة سمع بأسمها القاسي على دقات قلبه

" مـيــــرهـ"

ظن للحظات أن دقات قلبه مسموعة لكل من جالس بقربه ..!!

إلهي .. ماذا فعلت به تلك الصبية ..!!!
كيف تمكنت من السيطرة على عاطفته بهذه السهولة ..!!!
كيف تمكنت من نظرة واحدة جعله يبصر عيناه من عيناها الفاتنتان ..!!!
وجعل كبريئه يسقط راكعاً أمام هالة حسنها ..!!

يكاد يقسم أن خالد الفيصل وصف ما حل به تماماً عندما قال:

اخلفتني نظرة عيون الهنوفه
خلفة الصقار لا شاف الحباري
واقت النظره على قلبي تشوفه
واشعل بقلبي كما البرّاق ساري


كان شارد الفكر لمكان لا يمت لواقعه بصلة، مكان فيه حبيبته الذي ما إن لمحها صدفةً وهي في غرفة أخته حتى وقع أسير عينيها العذبتين ..




كان ذلك قبل سنة




كانت الغرفة بأكملها مظلمة بعد أن اطفأن الفتيات النور ليتمكّن من دخول جو فلم الرعب الذي تشاهدانه

ميرة وهي تأكل "ناتشوز مغمس بالجبن" بنهم: مهاري حبيبي هاتيلي ماي
الجبن عطشني

رفضت مهرة بعينين متسعتين من الخوف/الاندماج التام: اووه روحي انتي هاتيلج، محد في البيت لا تخافين

ميرة بتهكم رقيق: يلا عاد مهاري عن العيازة
استحي انزل تعرفيني

مهرة ومازالت بذات الاندماج: ميروه عن السخافة محد في البييييت

ميرة وهي تدفع صديقتها لتنهض: يلا مهاري عااااد
نشي والله ما فيّه أنااااا

مهرة بتهكم /غضب خفيف: ياربي منج يالعيوز
وقفي الفلم لين مارد ..

أوقفت ميرة الفلم وذهبت للحمام لتغسل يديها وتتوضأ لتكون على طهارة مسبقة عندما يدخل موعد الصلاة


في ذلك الوقت ..

دخل حمد المنزل بعد أن تذكر بأنه نسي جهازه الآيباد في غرفة شقيقته في الصباح عندما كان جالساً عندها ..


دخل الغرفة ورآها مظلمة بالكامل ولكن استوقفه صوت الماء الأتي من الحمام ..

أشعل المصابيح وأخذ بالبحث عن جهازه بعجلة تامة لأن صديقه ينتظره في السيارة خارجاً

وجده أخيراً ..

وقبل أن يخرج، سمع باب الحمام ينفتح بسرعة

وخرجت منه فتاة

ارتفع حاجباه الاثنان الى الأعلى وهمّ بأن يقذف احدى تعليقاته الساخرة المحببة على شقيقته .. ظاناً انها حقاً هي ..!!!



لكن لا ..!!!
هذه ليست مهرة
سحقاً ..!!!



مهرة لا تمتلك شامة تحت شفتيها ..!!!

لا لا

بل مهرة لا تمتلك شفتين مكتنزتين "تحملان في جعبتهما مضغة الاغراء" كـ هاتين ..!!!

يا إلهي لا
هذه ليست مهرة يا حمد


هذه فتاة لا يعرفها ..!!!
فتاة تمتلك عينان مدمرتات جعلت قلبه فجأة ساحة جاهزة لضربات صواريخ أرض-أرض ..!!!

ويحك يا حمد أغضض بصرك
مالذي حلّ بك ..!!!!


جفلت ميرة جزعةً .. وصرخت بحدة/رعب/احراج تام:
مسسسسسود الوووووويهه ..


وهرعت تدخل الحمام بسرعة قبل ان تقفل الباب بقوة ..


كان حمد واقف كتمثال الحرية لم يستوعب بعد مالذي حدث ..!!!

ودقات قلبه بدأت بالتراقص لمرآى تلك الصغيرة الحسناء ..


وقبل أن يستمر بتذكر جمال الفتاة، أتاه صوت شقيقته العالي المستنكر وهي تقول:
حمد شو تسووووي هنيييه

تلعثم حمد وهو يلتفت بذات التصنم لشقيقته: هاااا !! شوووو !!

وضعت مهرة يدها على وجنتها ... وقالت بربكة/خوف: شو تسوووي هنييييه ؟
ووين مييييره ؟؟

ازدادت وتيرة رقصة دقاته ..
أهي ميرة ذاتها صديقة مهرة وأخت سيف بن عبدالله ..!!!

تدارك الوضع وقال بارتباك: أ أ أ أ ماعرف انا ييت اخذ آيبادي بس

وخرج قبل أن تكمل مهرة تساؤلاتها ..!!!



،



رجع لواقعه وهو يبتسم ابتسامة زينت كل معالم وجهه، وقال بشوق أصر على اخفائه بحزم صوته:
فلاح خلك إنت انا بودي مهاري المول

أبا نهيان بحزم صارم: لا لا خل فلاح يودي اختك، اباك توديني الوكالة اييب الجمس من التجييك

أخفض حمد عيناه بخيبة أمل ..!!!
كان لديه أمل طفيف أن يلمحها ولو من بعيد


استغفر الله العظيم
بماذا تفكر أيها المعتوه .!!


لست أنت من يفكر بالفتيات ويتبع أثرهن بدناءة هكذا..!!!

بمجرد أنك تفكر بها وتتبع هوى قلبك بهذا الشكل .. فـ أنت تصد عن الحق وتتعدى على حدود الله ..!!

فإذا كانت النظرة الأولى لك .. فالثانية عليك ..!!


وأجاب والده بنبرة خافتة مثقلة بخجل عميق من الله عز وجل ومن نفسه: إن شاء الله أبويه ..


.
.
.
.
.
.
.


في منزلٍ يقع في إحدى ضواحي العاصمة ابوظبي




نزلت بكامل بهائها/جمالها المبهر بـ تفاصيل تكوينات جسدها الرشيق الذي يركض ورائه الرجال بكل نهم ومكر ذئاب ..

كانت غير مكترثة للأسف لقول نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن مأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليومجد من مسيرة كذا وكذا [ رواه مسلم ]


أهــــانـت عليـــك يــا أنتــــي الجنــــة ..!!
ونعيــــم الجنــــــة ..!!
ونســـائم ريــح الجنــــــة ..!!


اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض اللهم استرنا بسترك الذي لا ينكشف
اللهم آمين ..


بعجرفة لا تفارقها وتهذيب نسته تماماً قالت: امايه بطلع
مب تيين تقولين عقب يا يزوي ما قلتيلي ..!!!
هاذوه قلتلج ..


هزت والدتها رأسها بقلة حيلة لتصرفات/أخلاق ابنتها: ووين بتروح الشيخة اليازية ..!!


ردت أليازية ببرود لا مبالي وهي تعطر كل جسدها: افففففف كم مرة اقولج ..!!!
قلتلج على الغدا بروح الصالون

والدتها بغضب بدا يظهر: لا ما قلتيلي ورمسيني عدل ولا اقسم بالله بخلي موينع يعلمج الأدب والمذهب

هتفت أليازية بنبرة ساخرة وبذات المبالاة المعدومة: يالله بالستر روعتيني عاد بـ موينع اللي وجوده في البيت والعدم واحد

وأكملت بقرف وهي تمشي لباب البيت: خليه يتعلم هو الأدب والمذهب .. فاضحنا .. كل يوم في السجون
جنه الا عاقين سره هناك
يلا بااااااااااااي


واقفلت الباب بقوة جعلت قلب أم مانع ينفطر بألم لحال أبنائها الذي تدهور بعد وفاة زوجها ورفيق دربها ..


أغمضت عينيها ولم تستطع إلا أن تدعي لهم بالهداية والصلاح والستر
هي في النهاية أم ..
والأم لا تعرف إلا الحب والعطاء والعاطفة الجياشة المتفجرة بالحنان


.
.
.
.
.
.
.



في دبــي مــول




كانت تمشي وفي يديها الهاتف تكلم ميرة لتعرف منها أين ستلتقيان ..


مهرة وهي تتلفت: ميراني وين والله ما عرفت

ميرة هي الأخرى تتلفت لتبحث عن صديقتها: مهاري جدام سيفورا انا

مهرة بتهكم رقيق: اوووه بعيد عنااا انتوو، انا قريب السوق اللي تحت

ميرة: انزين تعالي يلا اترياج اناا

مهرة بتساؤل: منو معاج بعد من البنات ؟؟

ميرة: انا وحصوص واخويه بومايد وحرمته وعياله

مهرة بخجل وتردد: استحي ميراني تعالي انتي جدايه

ردت ميرة بتذمر من خجل صديقتها الدائم: يا ربيه يا مهور هب وقت حياج الحينه
متولهة عليج يلا تعاااااااااالي ..

مهرة بذات الخجل: زين زين

أقفلت الخط .. وقالت لأخيها: فديتك فلاح قوم بن خويدم صوب سيفورا

فلاح بنبرة رجولية متسائلة: منو يايبنهم ؟؟ بطي ولا احمد ؟؟

مهرة: لا لا سيف أخو ميره اللي يايبنهم

هز فلاح رأسه وقال: اهاااا زين عيل
وأكمل وهو يمشي: بخليج وياهن وبيلس اتمشى مع بومايد


وصلوا للمكان ولمحوا سيف مع ابنائه خارج المحل والنساء في الداخل

دخلت مهرة المحل وذهب فلاح ليسلم على سيف


فلاح: السلام عليكم ورحمة الله
استدار سيف ورد وبنبرة رجولية مرحبة: اوووووه فلاح بن عبيد الحر هنيييه
وعليكم السلام ورحمة الله
مرحبا مرحبا الساااااااع ..


و"تخاشمـا" بكل رجولة تلفح اجواء كلاهما ..


رد فلاح بابتسامة ثقة واعتداد ذاتي لا يفارقانه ابداً: مرحب لا هاااان في ذمتيه يا بومايد

وأخذ الرجلان بالسؤال عن حال وأحوال كل منهما الآخر



،



في داخل المحل



هتفت مهرة بشقاوة بعد أن سلمت على الفتيات: ازيكوووووو ..؟؟؟

وضعت ميرة ذراعها على كتفي صديقتها بصبيانية محبوبة: نحن تماااااام والله
حمارة مهاري والله ولهت عليج وايد
من متى مااا ريتج ..

ضحكت العنود لمنظر الصديقتان الجميل: هههههههههههههه اونه من متى ما ريتج ..
ترى يتنا العين قبل أسبوعين ..

قالت حصة وهي تحمل فاطمة الصغيرة: ههههههههههههههه ماتعرفين عنوده إن الاسبوعين جنهن سنتين عند ميرة ومهرة ..!!!


امسكت ميرة وجه صديقتها وقبلتها قبلة قوية على خدها محملةً معها شقاوتها وشوقها الكبير: اممممموووووووواححح
فديت ويهج ياخي ..

مهرة وهي تضحك بحب: ههههههههههه يعلج يا ميراني بس خلاص فضحتينااا
شوفي الناس كيف اطالعناااا هههههههههههههههه

حصة بابتسامة رقيقة: بتمون في سيفورا ؟!

العنود: جيه وين تبين تروحين ؟!

حصة وهي تعدل غطاء رأسها وغشوتها: في خاطري اودي اليهال كيدزانيا

مايد ومحمد وسعيد "أبناء سيف" بصراخ طفولي مبتهج: هييييه هييييه عموووه

ضحكت فاطمة وهي ترى ابتسامات كبيرة ترتسم على وجوه أشقاءها

العنود: حصوصة لا دخيلج بيلعوزونج اعرفهم

حصة بابتسامة اطمئنان: لا لا عادي فديتهم ما بيلعوزوني

سألت الأطفال: صح حبايبي ..؟؟؟

مايد ومحمد وسعيد بذات صراخهم الطفولي: صححححح عموه صوصة صحححححح

هتفت العنود محذرةً إياهم بسبابتها: خلاص انزين بس لا اطولون

وإلتفتت لحصة: حصة لا تعطينهم ويه وايد يسدهم نص ساعة بس ..

مشت حصة مع الأطفال والخادمة معهم .. وقالت بنعومة: ماعليج .. ما بنطول إن شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــــــي
في مجلس هامل بن ذياب



كان حمدان أصغر أبناء أبا ذياب يصب القهوه ل، الرجال الحاضرين بكل رجولة متفتحة تنبأ بمستقبل شخصية هذا الفتى اليافع ..!!!

حمدان بصوت ثقيل وهو يناول سلطان الفنجان: سم بومييد

سلطان بحزم ودود: سم الله عدوك يا حمدان

قرّب الفنجان من فمه وهو يسمع نغمة رسالة آتية من هاتفه السري الذي لا يعرف أحد رقمه إلا رجاله المقربين ..!!

وقف وهو يقول بحزم تخلله اعتذار للرجال الذين كانوا يتحدثون عن أحوال البلاد: السموحة شباب .. رادلكم ..


خرج ليتصل بصاحب الرسالة
وبعد رنة واحد أجاب الطرف الآخر
: مرحبا بومييد، اسمحليه عاده حشرتك في وقت غلط

هتف سلطان بحزم كعادته: لا يا خلفان عادي، خبرني شو عندك ..؟!

خلفان بنبرة خافتة/حذرة: يقولك بوراشد يبا يوكل حارب للعملية الياية اللي متفجين عليها

عقد سلطان حاجباه باستغراب: حارب !!!
شعنه حارب بالذات ..!!

خلفان بذات النبرة الخافتة: ماعرف والله يا بومييد
تحيد تسجيل الفيديو اللي صوروه جماعتك يوم كنت تشرف على تدريب حارب في ناميبيا ..؟؟

سلطان بتذكر: هيه احيده، كان قبل كمن شهر

خلفان: هيه نعم، من اللي عرفته من بوراشد إنه هو عيبه حارب كشخص يقدر يتحمل هالمهمة وينجح فيها بالشكل اللي نباه ..

سلطان بحزم/ثقة: على العموم بما اني انا المشرف على حارب، احتاي اقعد مع بوراشد واعرف منه بالضبط الخطة كيف بتكون ..

وأكمل بحكمة تأسست بصرامة منذ سنين: حارب ريال والنعم به .. نقدر نعتمد عليه خصوصا إن انا نفسي اشرفت على تدريبه
بس هو عنيد وراسه يابس ما بيدخل في عملية قبل لا يعرف كل خطوة صغيرة فيها

خلفان: هيه انا قلت هالرمسه بعد حق بوراشد .. اممممممم على العموم أنا وصلتلك كلامه .. وتقدر ترمسه خلاف وتشوف كيف بترتبون الوضع كامل ..
(خلاف = فيما بعد)


سلطان بحزم: إن شاء الله، تسلم يا خلفان

خلفان: ما يحتاي بومييد واجبنا ..
يلا فـ وداعة الله

سلطان: ربيه يحفظك ويسلمك من الشر ..


.
.
.
.
.
.
.



في دبـــي مــــول



كانا جالسان في ارماني كافيه ويتسامران في أمور الدين والدنيا ..


سيف بتساؤل: يوم إنه عق عليك رمسة شحقه ما سرت تشتكي عليه عند المسؤول ؟!

أجاب فلاح بنبرة واثقة وهو يشرب قهوته السوداء: لا يا بومايد خله جيه يحترق روحه
أنا لو ابا اوقفه عند حده جان عطيته كلام يخليه يلم ثمه
لكني حاشم شيبته والله ..

غمغم سيف وهو يهز رأسه بأسف: استغفر الله بس شو هالناس

وقبل أن يكمل حديثه أتصلت به زوجته العنود .. أجاب وهو يؤشر بأصابعه لـ فلاح بأدب جم يستأذنه بصمت لأن يجيب على الهاتف ..


العنود بنبرة رقيقة: سيف فديتك وينك ؟!

سيف بنبرة رجولية جذابة: انتو وين ؟!

إلتفتت العنود لتعرف أين هي بالضبط: نحن جريب من قسم الماركات

سيف بذات النبرة: انزين خلصتوا ولا بعدكم ؟!

العنود بنبرة خافتة: لا بعدنا
وأكملت بخجل: حبيبي تعال اسحبلي بيزات
ما لقيت أي تي إم هنيه ..

سيف بحزم دافئ: زين خلكم هناك وبييكم الحينه ..

أقفل الخط وبنبرة ُرجولية مُعتذرة قال لـ فلاح: اسمحليه فلاح بخليك الأهل يبوني

ووقف وهو يخرج محفظته ليدفع الا ان فلاح امسك يده وقال بتهكم خفيف:
افا يا بومايد خل عنك خل عنك
عليّه انا هالمره ..

سيف بتهكم مشابه: يا ريال انت خل عنك .. شو انا وشو انت ..

وقبل أن يخرج العملات الورقية

اوقفه فلاح بإصرار حاد: والله ما تدفع يا بومايد
سر انت توكل عند هلك انا اللي عازمنك ..

سيف بغيظ طفيف: ليش تحلف يا ريال عيب عليك والله ..

فلاح بابتسامة جذابة: علنيه افدا خشمك
يلا يلا توكل .. الرب لك حافظ ..

وضع سيف محفظته داخل جيبه: دومه راسك يابس يا ولد عبيد ..

فلاح بذات الابتسامة: سلم على شيبتكم وقوله ترى نهيان الحر بيي ميلسكم جريب ..

سيف بترحيب رجولي: يا مرحبا مليون بـ بوعبيد، اسميها العين بتنور لي لفاها

فلاح بنبرة رجولية ودودة: تسلم يالغالي .. النور نوركم ..

قال سيف وهو يأشر بيده اليمنى: يلا في امان الله

فلاح: في أمان الكريم .. ربيه يحفظك ..


بعد أن ذهب سيف، اتصل فلاح بمهرة ليعلمها بأن موعد رجوعهم قد حان


مهرة بحزن: ليش عاد فلاح والله ما شبعت

هتف بحزم وهو ينظر لساعته: كم يبالج بعد ؟!

صمتت قليلاً لتفكر .. ثم قالت: اممممممم يعني جيه نص ساعة ..

رد فلاح وهو يمشي لاتجاه غير محدود: اوكي عيل بنصلي المغرب وبنرد ..

مهرة بابتسامة متسعة: اووووكي



ميرة بفضول: ها شو قال ؟؟

مهرة بـ بهجة: قال عقب الصلاة

صفقت ميرة بسرور وقالت: ياااااااااي يعني بنلحق نشتري حق عهوده الهدية

العنود بتردد وحيرة: بنات شرايكم في هالفستااان ؟!

ميرة ومهرة بعينين متسعتين من جمال الفستان: وواووووووو

مهرة بنبرة ناعمة مسلوبة اللب: عنودة بيطلع طرررررر عليج
خبال خبال ..
(طرر = تعبير محلي يعبر عن جمال الشيئ وروعته)


ميرة بذات نبرة صديقتها: هيه عنوده خصوصاً إن انتي طويلة وهالموديل بيبرز طولج الحلو

وضعت العنود اصبعها على ثغرها بحيرة/بدلع رقيق: عن جددد ؟!!

ضحكت مهرة ومعها ميرة وهتفتا بصوت واحد وعالي: عن جدددددد

العنود بضحكة ناعمة: هههههههههههههههه ميغسي تؤبروني

رن هاتفها لتلتقطه بخفة: ألو هلا حصوصة
وينكم بطيتوووا ..

ردت حصة وهي تنظف أيادي الأطفال بالمطهر: خلصنا بس بشتري حق العيال ايسكريم

العنود: انزين استعيلوا بليز ..

حصة: إن شاء الله



،



اخذ يسير في المركز التجاري إلى أن وقف قريباً من السينما ..
ـسند ظهره على الحائط وطوله الفارع الجذاب بوقفته المفعمة بالاعتداد والثقة بالنفس على الدوام قد جذبت أعين المارين خصوصاً الفتيات والمراهقات ..


كان يعبث بهاتفه بضجر إلى أن رفع عينيه ورأى فتاة بطول شقيقته مهرة وذات مشيتها الخجولة/المترددة

فـ ظنّ بأنها حقاً شقيقته ..!!


لم يتحرك من مكانه وظل على وقفته الثابتة وعندما مرت بجانبه أمسك بسرعة سير حقيبتها وجذبها نحوه:
هههههههه تعالي تعالي يا حلوة ..


صرخت الفتاة بصدمة شديدة/جزع تخلله غضب شاسع:
يالحيـ..... يالكلـ.... ياللي ما تخيييل ولا تحشششم

تراجع فلاح بذهول خرج مع اتساع عيناه الشديد ..
فـ صوت هذه الفتاة لم يكن صوت شقيقته مهرة !!!


استمرت الفتاة بقذف كل أنواع الشتائم على فلاح المتسمراً بمكانه من أثر الصدمة والإحراج ..

تنحنح بإحراج .. وقال معتذراً:
يا ختيه اسمحيلي والله تحريتج وحدة من الأهل ..

الفتاة بذات صراخها الغاضب: جب يالصايع يالمغازلجي ..
إنتو ما تستحوون ؟؟؟
ما تخافون الله ..!!!
حسبي الله عليكم
إنت إنت
ترضى حد يسوي جيه في أختك ولا أمك ..!!!

وأخذت تصرخ بغضب أعمى: سكيووووريتي ابا السكيووريتي الحييييين
هاتولي السكيورييييتي ..

اُصيب فلاح بـ نوبة غضب/ارتباك/احراج تام مما تفعله الفتاة ..!!!



وبحزم فيه رنات من الغضب المتفجر بالحرج: يا بنت الناس قلنالج غلطانين .. اسمحيلنا عااااده


لكن الفتاة لم تصمت إلى أن أتوا رجال الأمن




في تلك الأثناء



رأت حصة الموقف بالكامل عندما مرت من جانب السينما .. ورأت الشاب وهو يمسك بحقيبة الفتاة مع جهلها التام لـ هويته الحقيقية ..!!


وضعت كفها الأيمن على جانب وجهها بذهول غاضب مستنكر وهمست: حسبي الله عليك يالخايس يالهرررم ..
صدق ما تستحي على ويهك .. زين يوم تسويبك البنية جيه ..

وبنظرة احتقار صرفة غمغمت: تستاهل زود يا حمار





نهـــاية الجــــزء الـرابــــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:35 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



.
.



الجـــزء الخـــامس



البَغيُ وَالحِرصُ وَالهَوى فِتَنٌ ... لَم يَنجُ مِنها عُجمٌ وَلا عَرَبُ

مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعاً ... لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ

مَن أَمكَنَ الشَكَّ مِن عَزيمَتِهِ ... لَم يَزَلِ الرَأيُ مِنهُ يَضطَرِبُ

مَن عَرَفَ الدَهرَ لَم يَزَل حَذِراً ... يَحذَرُ شِدّاتِهِ وَيَرتَقِبُ

إِيّاكَ أَن تَأمَنَ الزَمانَ فَما ... زالَ عَلَينا الزَمانُ يَنقَلِبُ



لـ أبو العتاهيــة



،



رأس الخيـــــــمة



يا جميلة كنتي ولازلتِ بنظر دقات قلبي ..!!

أيشع جمال حسنك من رمالك الناعمة
أو يشع من جبالك الشاهقة ..!!!

أم يشع من أرضك الرملية امنبسطة البسيطة في تمدن معالمها ..؟!
البعيدة كل البعد عن التعقد الحضاري/زحمة العولمة ..!!!

رائعة أنتي يا مدينة تشربت عتق زمن قديم
ببيوتها الشعبية المتراصة "الباعثة للأمان" ..!!

بأشجارك الغاف والغويف والسدر ..

بنخيلك المتراقص داخل المنازل .. وبين الأحياء .. وعلى طرقات الشوارع ..!!!



تنفس هواء مدينته ومسقط رأسه بعمق .. ثم اوقف سيارته داخل باحة منزل جده وجدته ..

نظر لساعة السيارة شاعراً بالحرج لجعل جداه ينتظرانهم على الغدا .. وفي النهاية لم يأتوا

لأن أم سعيد كانت قد تلقت اتصال من صديقتها المقربة في الفجيرة .. وحلفت المرأة على أم سعيد والجميع أن يأتوا عندها ويتناولون الغداء معها ..

واضطروا للموافقة بعد اصرار شديد منها ..

والسبب الآخر هو أن العجوز وحيدة ليس لها زوج ولا أبناء .. فـ وجدوا صعوبة بـ كسر خاطرها ورفض طلبها الذي ينم عن طيبها وأصلها ..

قال حارب وهو يلتفت لعمته بنبرة حازمة دافئة: عموه ما عليج أماره خلي البشاكير يظهرن إلين مانزل السامان
(السامان = الأغراض)


اجابته أم العنود وهي تهز رأسها: إن شاء الله فديتك

قام حارب بإنزال جميع الأغراض من السيارة وقبل أن يقفلها
أحس بيد صغيرة تمسك وجهه برقة عذبة وتُخفضه قليلاً لتأتيه قبلة ناعمة على خده الأيسر ..

إلتمعت عينا حارب بـ بسمة رجولية "عبقة" لا تُخرج بهذا الشكل الا لحبيبة قلبه موزة .. ولمح ابتسامتها التي تجاوزت كل معاني السعادة ..

أخرجت دفترها لتكتب له ولكنه اوقفها وقال بنظرة أُظلمت من التأثر/الحنان البالغ:
لا لا تكتبين .. أشريلي وانا بفهم

اغرورقت عيناها اللوزيتان بدموع خفيفة لم تسقط .. وأخذت تتحدث بالإشارة:
"مشكور حارب على الطلعة الحلوة من زمان ما طلعت واستانست جيه .. ربي لا يخليني منك"


قبّل رأس شقيقته الغالية ببسمة دافئة وقال: فديت هالعيون ياربي، كم يسوى عندي شوفتج وانتي مستانسة ومرتاحة يالموز .. مالي غيرج في هالدنيا يا روح حارب ..

وحضنها بخفة ليرجع ويكمل بذات نبرته الدافئة: انزين يا عسل ما خبرتيني ..!!
اردج باجر العين مع عموه ولا بتمين مع يديه ويدوه هنيه ..!!!

اشرت موزة بأنها ستبقى هنا لأنها مشتاقة لجديها العزيزين ..

هز حارب رأسه بـ إيجابية وقال: خلاص تمااام ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــــــي




:هههههههههههههههههههههههه� �ههههه
لا لا لا مش معقووووول ههههههههههههههههههههههههه ه
وعقب شو صااااااااااار ؟!!!!


رمى فلاح غترته على الكرسي بغضب متفجر بالاحراج وغمغم: خس الله ويهها من بنت
أقولك مافجت يا رياااااال
إلا تييبلي السكيوريتي
ومانحلت السالفة إلا يوم رمست بوحسن
ولا هاييج ما كانت بتفج عنيه
ما يسوى عليه خربطت بينها وبين مهروه ..


لم يستطع حمد إيقاف ضحكه ليس وهو يتخيل منظر شقيقه المغرور المعتد بنفسه وهو في وضع محرج كهذا: هههههههههههههههههههههه
وانت يالأشلق ما تركز ..!!!!
شحقه تير البنية قبل لا تتأكد اذا هي اختك ولا لا !!
(تير = تجر)


فلاح بنبرة خشنة ظهرت مع تهكمه الغاضب الحانق بشدة: اشدراني ياخي ..
تشبه مهره كوبي بيست ..
ماكنت ادري انها هب هي


دخلت مهرة بملامح مستاءة وضميرها يأنبها بشدة لما حصل مع شقيقها:
اندوك فديتك اشرب عصير وبرد على قلبك ..

وأكملت بفم مزموم عابس: آسفة فلاح والله ..

فلاح بذات نبرته الخشنة والتي تخللتها حنق/احراج: وانتي شو خصج مهاري ..!!
هاي غلطتي انا ..

قالت مهرة بذات تأنيب الضمير وهي تمسد كتفيه بحب/حنان/أسف: فديت ويهك ياربي

تكلم حمد محاولاً تهدئة انفعال شقيقه بابتسامة جميلة: ماعليه ماعليه حصل خير ..
تستوي وايد انت هب اول واحد

وأردف بتساؤل بعد تناوله حبة تمرة: بتخبرك نهيان اتصلبك ؟!!

فلاح: هيه رمسته قبل لا نظهر من البيت

حمد بتساؤل: قلتله يرمس يديه !!
تراه محَرِج عليه وايد، وانا عيزت من كثر ما ارقع من وراه ..
(ارقع من وراه = أغطي على افعاله)


تنهد فلاح بخفوت .. وقال: هيه قلتله يديه محَرِج عليك ويبا يرمسك ..
وقال بيتصلبه ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــــــا
توليـــدو
بهو فندق سانتا ايزابيل




كان ذياب واقفاً ويتناقش مع المسؤول عن جوالاتهم السياحية في اسبانيا والأماكن التي سيزورونها اليوم ..
فاليوم وغداً هي آخر ايامهم في طليطلة ويوم الأحد سينتقلون لجنوب أسبانيا ..

بإنجليزية سلسة متقنة: جيد جداً، وهكذا سنرى جميع معالم توليدو وبشكل أفضل ..

ابتسم المسؤول بموافقة: أجل أجل وصدقني ستستمتعون كثيراً بالرحلة
وخاصة أختك الجميلة ..

قطب ذياب حاجباه بغضب أظهر غلظة صوته: ماذااااا !!!!!!!

تلعثم المسؤول بارتباك وهو يتراجع للخلف ويأشر بيديه: لا لا لا تفهمني خطأ
اني آسف حقاً يا صديقي ..
ولكن نحن الأسبان لا نستطيع أن تنجاهل الجمال ولا أن نمتنع عن تقديره بـ صدق ..

وأضاف بابتسامة متوترة وهو يراقب معالم وجه ذياب الذي ما زال ينضح بالغضب
: آ آ آ آ أنا آسف حقاً .. نسيت إنكم أيها العرب لا ترضون هذا على نساؤكم ..

رفع ذياب حاجباً واحداً بحدة .. وقال بصرامة مخيفة مشبعة بالغضب/التهكم وهو يولي المسؤول ظهره:
هيا فلنستعجل ..

وإلتفت للمسؤول مضيفاً بنبرة لاذعة: وهذه آخر مرة اقبل منك هذا النوع من الحديث
أسمعت ..!!!

وبعد ان ذهب ذياب .. تنفس المسؤول الصعداء بتوتر شديد ..

اقترب ذياب من ناعمة، وما أن لمحها واقفة مع روضة حتى تنحنح بخشونة رنانة وأدار ظهره


قالت ناعمة وهي تلتفت لذياب: رواضي دقيقة فديتج بردلج

عطست روضة بقوة ورأسها بدأ يدق كالطبول من أثر المرض والصداع المصاحب له .. وهمست بنبرة مبحوحة:
زين اترياج ..

ذهبت ناعمة وأخذت روضة تعطس بشكل قوي ومتواصل إلى أن أحست بالدوار يجتاحها ..

أمسكت بالطاولة القريبة منها حتى لا تسقط



كان هو في ذلك الوقت جالس في إحدى كراسي الموجودة في بهو الفندق ويقرأ صحيفةً انجليزية وهو يشرب قهوته ..

ما إن سمع صوت العطاس القريب منه حتى أنزله صحيفته ونظر من تحت نظارته ذات الاطار الأسود ..

تفاجئ ..!!!
فـ هو منذ أن رآها ذاك اليوم لم يصدف أن ألتقيا بعدها ..!!!

عطست بشكل أقوى وبشكل متتالي أربك نظرة عينيه لتتحول لحنان جارف/أسف أليم على حالها ..!!!

سمعها وهي تقول بعصبية تخللتها تذمر شديد من حالها: لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما بنخلص اليوم لو تميت اعوطس جيه


وعطست مرة أخرى بصوت عالي جذب مسامع المتواجدين في البهو بشكل ملحوظ .. وقالت وهي تمسك جبهتها الحارة بإرهاق شديد:
استغفر الله العظييييم ،، ياااربي صبرررك


ابتسم وصوتها ذات الترانيم الموسيقية تدخل بـ رقة متراقصة لـ وجدانه ..


سمع صوت امرأة تناديها: رووووووضة
استدارت روضة للأخصائية مريم وبنبرة مبحوحة كلياً قالت: هلا مريم

الأخصائية مريم: تعالي يلا الباص وصل
حملت روضة حقيبة يدها وهي تتلفت يميناً ويساراً لترى أين هي ناعمة ..

ثم إلتفتت للخلف قاطبةً حاجبيها وعيناها تمسحان المكان .. ثم لمحت ذاك الرجل الجالس بشكل رجولي عبثي انما "مهيب" بـ قميصه ذو الأزرار العلوية المفتوحة يبرز معالم صدره الصلب العريض ..

وتعثرت خفقات قلبها ما ان رأت ابتسامته اللعوبة بسكسوكته السوداء التي بدأت بالاتساع بطريقة "تُحرق" .. وعيناه اللتان تمشطان كامل هيئتها من تحت نظارته تلمعان ببريق غريب ..!!!!


بدأ طنين يُسمع آت من أذنيها من أثر الحياء/الإرتباك/التوتر

يا إلهي ..!!


إنه هو
ذاك الرجل الذي اصطدمت به في أول يوم لهم في توليدو ..!!

مالذي أتى به إلى هنا ..!!


استغفر الله العظيم
أهذا رجل أم فتنة تمشي على قدمين ..!!

لأول مرة في حياتها ترى رجل أصلع يمتلك وسامة يوسفية كهذا الرجل ..!!

تبا لـ عيناه ..!!
لا يتوانى بإرسال ذبذبات "لا ترحم" عبرهما ..!!!!

مالذي ينوي فعله بها هذا الغريب اليوسفي ..!!!!



إلتفتت لجهة أخرى .. ومشت بسرعة ودقات قلبها تزداد ... وتزداد بشراسة ضارية ..!!!

بينما هو ما زال على جلسته الواثقة .. واتسعت ابتسامته الجذابة ليقول بهمس مثير خافت .. "لعوب":
حلو حلو .. عيل أسمج روضة يالغزال ..


.
.
.
.
.
.
.


دبــــــــــــي




انتصف الليل ومازال أبا نهيان "عبيد" يتقلب والأرق يجتاح مقلتيه بضراوة ..

هكذا أصبح حاله بعد أن فارق دنياه أعز صديقين على قلبه
وبعد أن فارقته شقيقته الوحيدة ذات القلب الكبير المتسع للجميع ..
شقيقته التي فارقت الحياة بلا ذنب وبفعلةٍ غير مقصودة بسبب رجل كان ولا زال بعد كل الذي حصل
خليله وصديقه ورفيق دربه ..!!!!

التفت ليرى زوجته في سبات عميق، نهض من السرير وهو يستعيذ من الشيطان وقرر أن يقرأ القليل من القرآن عل وعسى تهدأ روحه ويتمكن من النوم براحة ..!!!!


بعد أن شعر بأن قلبه وصل أعلى درجات السكينة، طوى سجادته ووقف أمام النافذة لتذهب ذكرياته لزمن جميل لن يرجع ..!!



،



قبل 33 سنة




مصــــــر
القـــــاهــــرة
جامعة عين شمس العريقة




كانوا الثلاثة مفترشين الأرض الخضراء بحشائشها ذات رائحة الطبيعة والأتربة الرطبة المنتعشة ..

كان أكبرهم سناً "بشهور قليلة" منزوي تحت شجرة ويكتب كعادته اليومية يومياته في حياته الدراسية والعادية ..

وأوسطهم كان يضع طاولة الشطرنج أمامه وينافس نفسه لاعتقاده الراسخ بأن لا أحد يمكن هزيمته إلا نفسه ..!!!

وأصغرهم الذي كان عبيد، يأكل الكشري المصري الذي لا يضاهي بلذته أي أكلة أخرى في مصر

كان يأكل بنهم ويدرس بنهم أكبر وكأن الحروف والكلمات ستتطاير بعيداً عن عيناه لو رفت جفونه للحظة ..


هتف عبيد وعيناه على كتابه: أنتو شعنه ما تذاكرون ..؟؟
ناسين إن ورانا امتحان عقب نص ساعة ..!!

رد صاحب الأوسط عمراً بابتسامة خبيثة/واثقة وهو على يقين بأنه سيهزم "نفسه" الآن: ماوصيك ذاكر عنيه وعنك

رد عبيد بتهكم محاولاً حفظ المصطلح المعقد الذي امامه: عن الهيازة حمود والله ماشي وقت

ازدادت ابتسامة محمد عندما اقترب من اطاحة الملك الخاص بـ"منافسه" الآن: جان بوعسكور زخ الكتاب أنا بفكر ازخه

رفع سعيد قلمه عن الدفتر هاتفاً بنصف عين: أنا الحمدلله من يومين اذاكر يلين ما صميت الأسئلة كلها
وأكمل وهو يرجع للكتابة: إنت اللي بارج محلك جنك الا ضامن الامتحان ..

محمد بصراخ منتشي بالفرح: كشششش ملكككك فززززت فززززززززت
كفوووو يا بوحااااااااارب كفووووو ..

رمقه عبيد نظرة من تحت رموشه ثم قال بضجر: ما بغينااا .. يلا نشووا .. إلين ما نوصل قاعة الامتحان يبالنا سنة

نهض الأصدقاء الثلاثة أو بالأحرى التوائم الثلاثة من الأرض وتحركوا ليصلوا للقاعة في الوقت المناسب

وبعفوية من محمد .. قام بوضع ذراعه الأيمن على رقبة سعيد وذراعه الأيسر على رقبة عبيد
وقربهما منه ..

وبنبرة مبتسمة خبيثة: علني افدا هالويوه السمحة الطيبة ..

نظر سعيد وعبيد لبعضهما .. ثم انتقلت نظراتهم لـ محمد الخبيث .. وهتفا في الوقت نفسه: ماااااا بنغششك ..

وافلت كل منهما نفسه منه .. وتحركا بسرعة مبتعدان عنه ..

اتسعت عينا محمد بذهول .. وقال بحرج مغتاظ: افااااا يالرررربع ..



،



تنهد بعد أن أخذ نفساً عميقاً ومسح وجهه بكلتا يديه .. وقال بنبرة خافتة تتقطر وجع/حنين/شوق:

سـلام عــلى الـدنيـا إذا لـم يكـن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

واللي خاوى أثنينه ما يتثجلون بالذهب ولا بكنوز الدنيا وفارجوه
شو بحيلته يسوي يالشافعي ..؟؟!!

رفع عينيه للسما واكمل بذات نبرته الموجعة:
أشهد أن دنيايه فقدَت الغالي والثمين عقب فرقاكم يا الغوالي ..



.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــــي



قبل أن تشرق شمس الصباح، وكعادته اليومية ..
نهض ليتمرن في باحة المنزل كل تمارينه الصباحية التي تدوم تقريباً من ساعة ونصف إلى ساعتين ..

وعندما يسمع آذان الفجر، يدخل ليستحم ثم يبدل ويذهب للصلاة في المسجد

هذا هو روتينه منذ اكثر من 10 سنوات ..!!


ابتسم عندما تذكر بأنه أورث هذه العادة لـ حارب منذ أن بدأ بتدريبه قبل ثلاث سنوات ..


اندمج مع تمارينه وهو يضع سماعات هاتفه ويستمع لسورة الأنبياء بقراءة الشيخ علي الحذيفي ..

فهو من طبعه عندما يريد استذكار سورة معينة يستمع إليها وهو يتمرن عدة مرات إلى أن يتأكد من رسوخ السورة كلها في عقله ..


توقف ما أن سمع أذان الفجر يهز اركان المنطقة بقدسية ندائه الجاذب لقلوب الطاهرين

نظر لساعته وقال بخفوت: ما شاء الله خطف الوقت وما حسيتبه ..


مسح عرقه المتصبب بغزارة بطرف قميصه القطني الأبيض الخفيف البارز لعضلات صدره .. وما أن هم بدخول البيت حتى سمع صوت قطط تتشاجر وأصواتهم عالية بشكل ملفت للانتباه ..

عقد حاجباه وهو يسمع هديل حمام تخلله ذبذبات خوف/فزع

لم يكن هديلاً موسيقياً كعادته انما كان اقرب لصياح يستنجد ..!!!


تراجع للخلف وذهب للباحة الخلفية ليرى بأن هناك قطط تريد الهجوم على حمامة عالقة اجنحتها في زاوية
في القفص الكبير المخصص لها ولغيرها من الحمام


لا يعرف لم دق قلبه وهو يرى منظر الحمامة البيضاء المسكينة ..!!
لا يعرف لم تذكر شخص كان آخر ما كان يتمنى تذكره الآن ..!!

لا يعرف هو حقاً لم في هذا الوقت بالذات شعر بأن هناك روحاً تحوم حوله وهو يرى تلك الحمامة..!!

وقبل أن يسترسل مع حديث النفس مشى بحزم للقفص ولا ارادياً فزعت القطط وهربت ..

وبشكل عفوي منه فتح القفص وحرر الحمامة من أسرها

أمسك بها بقوة حانية .. وأخذ يمسح على ريشها وعيناه بدأت بالتلألئ بذكريات سحقها منذ سنين طويلة ..!!!



،



في ذاك اليوم
في ذاك الزمن

قبل 12 سنة




أخرج الأغراض التي أرسلتها والدته لـ ام صديقه بطي من سيارته .. ونادى بصوت عالي السائق عز الدين الذي يعرفه حق المعرفة: عز الديييييييييييييين
عز الدييييييييييين ..

لم يسمع اجابة من السائق .. وتأفف وهو يضع يديه على جبهته ليحمي عيناه من أشعة الشمس الحارقة ..

واستمر بمناداة السائق والخدم ولكن لا حياة لمن تنادي ..

وبنبرة خافتة تذمر: ما منكم فايده .. بدخل السامان روحي ابركلي ..


رفع ثوبه الأبيض وربطه على خاصرته وشمر عن ساعداه السمراوان القويان .. ورأسه كان ملفوفاً بالغترة بشكل جانبي رجولي عبث ..

ثم حمل الأكياس وذهب لخلف المنزل إلى حيث يوجد المطبخ الخارجي ..

وضع الأكياس ورجع لسيارته لينقل الصناديق والكراتين .. واستمر بنقل الأغراض حتى انتهى منها جميعاً .. وقبل أن يرجع لسيارته ..

جذب مسامعه أصوات هديل حمام وخرير مياه قريب منه ..

لا يعرف لم الفضول قد غزا انتباهه ..!!

خرج من المكان الذي فيه المطبخ ولكن من الجانب الآخر الى حيث يكمن في اعتقاده الهديل والخرير ..!!!


ورآى ما لم يكن في حسبانه أن يرى ..!!!


رآى حديقة متوسطة الحجم لا هي كبيرة ولا صغيرة .. مليئة بأشجار متنوعة الأشكال والأحجام
ونخيل مصفف على حوافه بطريقة تبهر الناظرين
والمياه تُرش على الأشجار والنباتات بأجهزة متخصصة بذلك
وزهور وورود من كل صنف بهيج ..

لكن
لم يكن ذلك ما ابهره في الحقيقة ..!!


إنما تلك الحورية التي تحمل حمامة بيضاء بيديها بمنتهى الحب/العاطفة ..
وتغني بطفولية عذبة مميلةً رأسها وشعرها الأسود الفاحم يتراقص خلف ظهرها بخيلاء لا يليق إلا "بها":

صفصوف الله لا حلك تاكل زرع الأيتام
حلفــت أنا ما كلته هذا شــور الحمــام
حمامتــي يا الصمــه ما تسمع الكــلام
تسمــع نخل بوعوشــه يداقلــن هنتين
وحده منهن كبيره تمـرق حياي وعين
لـو يـوهـا يخطبـوهـا قـالـت أبـا ألفيـن
والمـوره والذبيحــه والرمسـه ليلتيـن
أبا أمداس منقش من صوغة البحرين



أحس مع رؤية هذه الصبية وسماع صوتها بتوسع أوردة قلبه بكمية هائلة من اكسجين لا يقدر على تحمله

يا إلهي
من هذه ..!!

يالصوتها الذي ينافس الكناري برقته ونغمته الملائكية ..!!!!


لم تلتفت له مطلقاً فهي لم تكن مدركة بالشخص الذي يبحلق بها بطريقة تربك الوجدان ..!!

كان يتمنى بقرارة نفسه أن يرى وجهها
أن يلمح طرفه فقط ..!!

رجا الرحمن ان تلتفت .. ان يُريَه عيناها ..!!!
أن يتلمس صفاء نغمات صوتها بأصابعه المرتعشة ..!!!


أحس بأوردة قلبه تتوسع
وتتوسع ..!!!!!

وبعفوية منه أنزل عينيه بخجل من نفسه على افكاره المشينة

"استغفرك ربي وأتوب إليك"


أحس بشخص آتٍ .. وبإدراكه وسيطرته اللذان لا يخونانه حتى في أحرج المواقف .. تراجع للخلف بسرعة كبيرة وعاد لسيارته من الطريق الآخر الذي أتى منه من البداية

دخل سيارته وهو يلهث كما لو كان يركض

لا يعرف أهو لهاث خرج نتيجة لهيب جو الصيف الحارق ..!!

أو من الحرج الذي كان سيلحق به لو أن أحد مسكه بوضعيته تلك ..!!
أم من شيءٍ آخر بدأ يسيطر على قلبه البكر ..!!!


استطاع الصحو من غيبوبة لذيذة أدخلته بها تلك الأنثى، وتحرك بسيارته ليخرج من منزل أبا سعيد وهو يعترف في قرارة نفسه
أن تلك الصبية لن تفارق مخيلته "بسهولة" ..!!!



،



بدأت الحمامة تناغج خد سلطان بدلع

ابتسم لها ابتسامة حزينة وهو يرى في عينيها
عينا تلك القاسية ..!!!


تلك التي أحطّت من قدره العالي بصورة كانت بشعة لـ شخصه ..!!!!
والتي جعلت من قلبه مداساً لرجليها الناعمتين ..!!!!


هو سلطان بن ظاعن
لم يشعر بالانكسار أبداً في حياته .. ولم يكسره أعتى الرجال في أحلك الظروف ..!!!

كيف تمكنت تلك ببساطة من إشعاره بهذا الإحساس المقيت من الذل ..!!
ذل قاسي على روحه المعتدة بنفسها ..!!
وهو الذي احبها بكل ما في الحب من طهارة/ايمان/براءة/صدق ..!!!

بلا شعور منه .. كان يقوي بقهر شديد قبضته على الحمامة شيئا فشيئاً

إلى أن سمع صوتها الذي تغير ..!!!

هتف سلطان وهو يقطب حاجباه بأسف رقيق: اوووه سوري سوري والله ماقصد

قبّل رأسها الصغير بـ رقة محاولاً إرضائها ..
وما إن شعرت بقبلته حتى أنغمست تلك المتغنجة مرة أخرى في احضان يديه الدافئتين ..!!


حتى أنتن يا معشر الحمام ..!!!
تمتلكن مثل بنات حواء تلك الهالة الأنثوية الجذابة القاسية على قلب رجل ..

هالة لعوب تسحر "الأرواح الذكورية" ..!!

.
.
.
.
.
.
.


رأس الخيمــة




دخلت الخادمة وهي تعطي موزة أكياساً لأغراض طلبتها من البقالة، وذهبت لتنادي أخاها ليتناول الإفطار

لكن استوقفتها أصوات عالية آتية من غرفة جديها

أبا محمد بعصبية وبحة ساحقة العمق: يا حرمة يا حرمة
اذيتينيييه الله يهداش ..
كم مرة افهمش وَلَدش مات موتة ربه ..
افهمي وصخي عنيه دخيل اللي خلفتش
(أهل رأس الخيمة والمناطق الشمالية من دولتنا الحبيبة ينطقون الـ ش بدل الـ ج)


قالت أم محمد من بين دموعها الحارقة الغزيرة وهي تمسك يد زوجها: ورفجة
ورفجة يابومحمد تقولي الصدق
ولديه ما مات جذه من ربه .. ولديه مقهور في قبره
(جذه = هكذا)

وببكاء ملتاع مبحوح اردفت: مقهور في قبره يا بومحمد
مقهور
ريح افواديه وخبرني شو اللي صار .. شقى مات ؟؟؟
(شقى = كيف)
دخيلك خبرني ..

بلع أبا محمد غصته التي جرحت أحباله الصوتي .. وقال بوجه ينضح ضيقاً عارماً شاعراً بقلبه ينتفخ بأسى صرف:
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا موزه احب راسش اعتقيني لويه الله ..
قلتلش وَلَدش مات جذه من ربه الله يرحمه ويغفرله ..

وضعت أم محمد يديها على وجهها وبلوعة أم صاحت:
تجذب يا حارب تجذب ..

انزلت يديها وبعصبية حارقة مجروحة اضافت: انزين ولدك مات بليا سبب ..
وولد ولدك بتقول مات شرااااته ...!!!!!
وبصراخ مبحوح: ارمس .. عبيد مات جذه بليا سبب يا حارب ..!!!

وضع أبا محمد يديه على جبهته وهو يشعر بصداع فتاك يجتاحه من هذا الحوار ..!!!

وبقسوة مراد أن يسيطر به على أحبال صوته التي اهتزت قال:
خلاص يا موزه دخيلش فكينا من هالسالفة
خل نطلع عند العرب منقود نخليهم رواحهم

مسحت أم محمد دموعها الغزيرة وجسمها الهزيل الضعيف يرتجف وأنفاسها تضيق ..!!

وقبل أن يخرج زوجها .. قالت بوجع/بقلب يتصبب ألم:
ماعرف شو استوى هاك الزمان .. ماعرف شقى ماتوا عياليه ..!!
لكن محمد هب مرتاح في قبره ..
ولــدك هــب مرتــاح يــا حــارب



.
.



في الخارح كانت تضع يديها على فمها بصدمة أليم حد اللامعقول ..!!!

لماذا جدتها تقول هذا الكلام ..!!
هل تقصد بأن هناك أمراً لا نعرفه حدث لوالدها وشقيقها في ذلك اليوم المقيت ..!!!

بدأت عيناها تلتمع بالدموع وهي تسترجع كلمات جدتها

والدها ليس مرتاح الفؤاد في قبره
والدها مقهور ..!!!
ممَ يالله ..!!

ألأنه قتل والدتها ..!!!
ألأنه قتل النجلاء ..!!!


ولكنه لم يكن قاصداً ..!!


ازداد جريان دموعها واشباح الماضي المؤلم تلاحقها برعب ..!!!!

على من تكذبين يا موزه
لقد كان ثمل ..!!!

أباك قتل أمك وهو ثمل لا يدرك ما يفعله

كـــان ثـ ـ ـمـ ـ ـل ..!!!

ياللـــــــه .. مـــــا أقبحهـــــا مــــن كلمــــــة ..!!!!

أي عذاب يا رب العزة قد كتبته لـ عبدك جراء ما اقترفته يداه ..!!

ألهذا تشعر جدتها بأن ابنها غير مستكين الروح في قبره ..!!
أهذا الذي يسمونه عذاب القبر ..!!!

اقشعر بدنها بألم/ خوف/ جزع/ رعب ..

يالله ارحمه واعفُ عنه ..

ما كان والدها رجل سيء، ولا سكير عربيد تحركه غرائزه الشيطانية

يا رب ..


وببكاء متضرع أخذت تدعو في قلبها

اللهم ياحنان يامنان يابديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم ..
اللهم ارحم والدي رحمة واسعه وتغمده برحمتك، اللهم أرحمه فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم قه عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم أنزل نوراً من نورك عليه، اللهم نور له قبره ووسع مدخله وأنس وحشته، اللهم وأرحم غربته وشيبته، اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفره من حفر النار، اللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وأكرم نزله


كانت هذه المرة الأولى التي تدعو لأبيها بصدق موجع هكذا

لطالما دعت كثيراً لأمها وشقيقها الغالي عبيد .. وتصدقت واعتمرت عنهم ..
لكن ما أن تتذكر والدها حتى ينقبض قلبها ويتقلص بجرح لا علاج منه ..!!!
ويرفض عقلها التلفظ بأي كلمة طيبة عنه ..!!


هي تعترف بداخلها إنها لم تتمكن طوال أربع سنوات من تصفية ما بقلبها على ما فعله واقترفه
حتى بعد وفاته ..!!
حاول حارب مراراً وتكراراً افهامها ما حصل ..

لكن روحها أبت إلا أن ترفض حقيقة أن أبيها لم يكن قاتلاً ومجرماً ..!!!
ولكن ذلك من فرط صدمتها به وهو الذي كان رمزاً للشموخ/العطاء/الطيبة


حتى بعد أن توفيَ وعبيد ..!!

حمّلته في قلبها مسؤولية موت الأخير أيضاً .. فـ هو أصبح بنظرها المسبب لكل أنواع الآلام والأوجاع في حياتها ..!!!

فـ لماذا تشعر الآن بأن كلمات جدتها اخترقت قلبها كسهام تغتالها بوحشية ..!!!

أأنت فقيرة كفاية يا موزة بالوجع ..!!!


سمعت باب غرفة جديها يُفتح ويخرج منه جدها وهو يمسح بخفاء بطرف غترته دمعة خانته في لحظة ضعف

اخفت جسدها وراء الحائط لكي لا يلمحها خاصة وهي غارقة بدموعها هكذا ..!!!

ذهبت للمغاسل التي بجانب الحمام وغسلت وجهها عدة مرات لتخفف احمرار عينيها/وجهها ..!!!

تنفست الصعداء بـ "لا إله إلا الله" ورسمت ابتسامة لم تتجاوز عينيها وخرجت ..


.
.
.
.
.
.
.



العيـــــــــن




لماذا تمقته بهذا الشكل ..؟؟!

لطالما شعر في قرارة نفسه أن عوشة لم تقبل به زوجاً بطوع قلبها ..!!
شعر من أول نظرة منها إنها تبغضه كزوج وكشريك لحياتها
ولكنه كانت تغتصب الابتسامة الباردة من فترة لأخرى

لماذا ..!!!
لماذا قبلت به زوجاً إن لم تكن راغبة بذلك من البداية ؟!

آآه يا عوشة

لكن القلب يهوى كل تفاصيلك الصغيرة منها والكبيرة ..
تعلق بك هذا القلب من أول يوم من زواجنا يا أم زايد ..

زايد الذي أعشقه لمجرد إنه يأخذ من ملامحك
ومن حسن عيناك ..!!!

يشعر بسكاكين تمزق أوردته كلما اصطنعت أمامه الضحك والرضى والسعادة ..!!

كثيراً ما وسوس له الشيطان وظنّ انها تزوجته وهي واقعة بحب رجل غيره ..!!!
أحقاً تهوى غيره ..!!!!
أم أنه هو لا يمتلك بنظرها معاييرها الخاصة في الزوج والحبيب ..!!!!

صدقاً لا يعرف ...!!!
الذي يعرفه انه لا يحتمل نظرات الاحتقار .. البغض .. والبرود التي ترميها عليه كلما أشعرها بحبه اللامتناهي اتجاهها ..!!!

هو لا يحتمل يا عوشة .. فـ رفقاً بقلبه أرجوك ..!!


قالت عوشة بنبرة ابرد من الثلج وهي تقطع تفاحة لها: بلاك اطالعني جيه ..!!!

ظل احمد صامتاً يتأملها .. ثم قال بنظرة ثاقبة راغباً بسبر أغوار عيناها الصقيعيتان: تحبيني ..؟!

توقفت يدي عوشة قبل أن تدخل التفاحة لفمها بصدمة/بتوتر

ماذا يقول هذا المعتوه ..!!!!

أدخلت قطعة التفاح داخل فمها .. ومضغتها بصعوبة بسبب توترها .. وقالت وهي تنظر لكل شيء عدا وجهه:
شو تقول انت
شو هالسؤال ..!!

كرر أحمد بذات نظرته الثاقبة .. الحازمة: عوشة ردي عليه ..
تحبيني أنتي ..؟؟

ابتلعت عوشة لقمتها بصعوبة كادت تُخنقها .. وبابتسامة باردة تخللتها توتر اجابت: أكيد أحبك واعزك يا بوزايد
إنت ريلي و بوعيالي كيف ماحبك !!

عدل أحمد جلسته قبل ان يقترب من عوشة ويضع عيناه بعيناها:
لا عوشة .. أقصد تحبينيه ؟!
قلبج يهتوينيه ؟!
يشتاقليه كل وقت وكل لحظة ؟!

تراجعت عوشة بعصبية مبطنة بارتباك/بغض .. وقالت وهي تقوم من جلستها: شو هالرمسة بوزايد
قلتلك أحبك وأعزك ..

ذبلت نظرته خيبةً/انزعاجاً .. وقال بخشونة: على وين ..؟!

ردت عوشة بذات العصبية غير المفهومة: بروح أشوف العيال
ساروا يلعبون في الحوي بس ماسمع حسهم
اخاف ظهروا يلعبون في السكة ..

خرجت من الغرفة بسرعة كبيرة وأغلقت الباب بقوة

تنفس أحمد بعمق متفجر بالحزن/الألم/خيبة الأمل

العيال ..!!!
ومنذ متى تهتمين بأطفالك يا ابنة زايد ..!!!

هه
إنها لا تحبك يا أحمد
لا تحبك ..
فلتفهم ذلك يا رجل .. وارضى بالأمر الواقع ..!!


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبـــــي



بروية وحذر بدأت بعمل تمرين البطن
واحد
أثنان
ثلاثة
أربعة
خمسة
ستة
سبعة
ثمانية
تسعة
عشرة

: أخخخخخخخ واي واي واي تكسرت
فقدت عدوج يا نعوم كله منج
إلا تبينيه أسوي هالتمارين الزفتة ..


وبتهكم حانق قامت من الأرض، وأمسكت بهاتفها وكتبت لأختها في الواتس أب
"نعوووووووم، بس خلاص سويت عشر مرات تمرين البطن"

دقائق وجاءها رد شقيقتها الذي كان يوحي بالحنق/التهكم ..
"فطييييييم، قلتلج يا الطفسة اباج تسوين 30 مرة *وجه محتقن الوجه*"

فطيم بضجر متذمر:
"اوهووووو قسم بالله تكسرت نعوم يسدني اليوم عشر، باجر إن شاء الله بزيد"

ناعمة:
"من سنين هاي رمستج وماشوفج زدتي !! *وجه متهكم*"

فطيم:
"لا اوعدج باجر بزيد *وجه مبتسم ابتسامة كبيرة*"

ناعمة:
"بنشووووووووووف *وجه متهكم*"

فطيم:
"إنزين وبعد، علومج يالحب ..؟؟"

ناعمة:
"ما من علوم يختي، الحين رايحين مطعم نتغدا فيه عقب ما زرنا كاتدرائية توليدو، وشفنا المتاحف اللي حولها"

فطيم بتشوق جم:
"وااااااااااااااااااااووو� �وو، نعوم استحي على ويهج وطرشيلي كل الصور اللي صورتيها"

ناعمة:
"أكيييييييد فطفط ما يبالها رمسه"

فطيم:
"الذيب وين ؟؟"

ردت ناعمة بضحكة خافتة:
"هههههههههههههههه اسكتي فطيييم طافج اللي صار"

فطيم بفضول:
"شو صااااااااااار ..!!!"

ناعمة بذات ضحكتها:
"هههههههههههههههههه البارحة على العشا، دخلنا مطعم هندي،
ذياب طلب من ضمن الوجبات سمبوسة، الجرسون قال ترى هاي السمبوسة حارة وفلفل وايد وايد،
قاله ذياب كيف يعني حار ؟؟ ... الجرسون قال نحن محطين فيه صلصة هندية خاصة بالمطعم ووايد هالصلصة حارة
طبعا أخوج الخقاق كبريائه ما سمحله يهون ويبدل الطلب جان يقول عادي انا آكل أي شي هاتلي هالسمبوسة"

فطيم بذهول:
"اوووووووووويه وخلاااااااف ..!!!"

ضحكت ناعمة بقوة وهي تتذكر ما حل بأخيها:
"ههههههههههههه واي يا بطني واااااي اسمينيه ضحكت ضحكككك عليييييه
تخيلي .. ما كمل لقمته إلا يقوملج من الكرسي ويربع ربيع صوب الحماااااام وهو محرج ويسب سب العالمين
ههههههههههههههههههههههههه ه"

فطيم:
"ياووووويلي عليك يا ذيااااااب ماتحمل حلييييييله
حسبي الله عليهم شو محطين في السمبوسة هاييل ..
ماحيد ذياب ما يقهر الأكل الحاااار ..!!!"

ردت ناعمة وهي تحاول كتم ضحكتها التي ارتفعت من غير إحساس منها:
"أخخخخخخ يا فطيم مت من الضحك، عنلاتهم احرقوا بطن الريال ..
إلين الحين ضاربنه اسهال يختي، كل ما يطلع من الحمام عزج الله يرد يدخل عقب دقيقتين ههههههههههههههههه"

فطيم بقهقهة رقيقة:
"دواااااه محد قاله ايرب شي ما يعرفه"

ناعمة بابتسامة:
"هههههههههههههه مسكين الذيب والله عور قلبيه"


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن



أمسكت بقطعة البخور بابتسامة أنثوية ناعمة ووضعته على الفحم المشتعل وأخذت تبخر أثواب زوجها وغتره وملابسه الداخلية ..


دخل وهو يحمل على ظهره ابنه سلطان المشاغب ذو العينان الواسعتان كعيناه

:ههههههههههههههههههه ها بتستسلم ولا افرك ..!!!

ضحك سلطان بصوت عالي طفولي مليئ بالاستمتاع: لا لا ما بستسلم

أخذ يتمايل والده في وقفته ليخيف الولد ويظن إنه سيسقط

الولد بضحك تخلله جزع: ههههههههههههه ماما شوفي بابا بيفرني وعقب راسي بينكسر وعقب بمشي بدون راااااس

آمنة بخوف: وابويه عليك بدون راس عاااد، بطي هد الولد عن يطيييح

بطي بتهديد مازح: قول استسلم ولا بفرك
يلا ... واحد ..... اثنين ..... ثلاثة .... أربع ......

قاطعه سلطان بجزع ضاحك: هههههههههه مابا بابا مااااااابااااااا

وفجأة شقلب بطي أبنه ليسقط على السرير ذو الفراش الناعم ..

صرخت آمنة بجزع: وااااااااي ولديه تكسر تكسر ..

بطي بضحك رجولي: هههههههههههههه شو تكسر بعد انتي
هاذوه حي يُرزق
ودفع أبنه بخشونة وقال: قوم يا وحش وراو أمك عضلاتك

نهض سلطان من الفراش وذهب لأمه .. ثم شمر عن ساعديه ليريها عضلات ذراعيه مقلداً صوت أبيه الخشن:
ها ماما شوفي عضلاتي مثل عضلات بابا

وضرب عضلاته بقوته الضئيلة وبذات الصوت الخشن:
رياال انا رياال

دفعت ابنها بخفة لتُبعده عن المبخرة وغمغمت بتهكم خفيف: وايه عليك، شفت العضلات والله
ممكن الحينه تخوز شوي عن المدخن ..

خرج سلطان من الغرفة بعد أن تذكر بأن أباه قاطع لعبه مع أشقائه وأولاد عمومته ..

إلتفت بطي إلى زوجته وهتف بتساؤل: إلا حبيبي بتخبرج
قوم أخوج ردوا من ألمانيا ولا بعدهم ..؟؟

آمنة: لا بعدهم ورا باجر طيارتهم

هز بطي رأسه وهتف: ايوووووا
وبابتسامة جذابة اردف: انزين شرايج باللي يوديج اوروبا اسبوع ولا 10 أيام ..؟!

شهقت آمنة سعادةً من المفاجأة: بطوووووووووي
احلف احلف احلف ..

بطي بضحكة رجولية: ههههههههههههههه ماجذب عليج انا غناتي ..

تعلقت آمنة برقبته وقربت وجهها من وجهه بضحكة ناعمة منتشية تسبقها:
ههههههههههههههه حبييييبي فديتك اناااااااااا
متى متى بنسافر ؟؟

عض بطي شفته السفلى بخبث .. واخذ يتلمس خصر محبوبته النحيل بسكرة حب تامة:
عقب ما نرقد
ابعدت آمنة وجهها قليلاً لتقول بحياء بريء: شحقه ..؟!
تونا ناشين من الرقاد حبيبي ..

اتسعت ابتسامته اللعوبة وهو ينزل رأسه ليقبل غمازة ذقنها الذي لطالما اثار جنون دقات قلبه العاشقة وجعلته مهووساً بها:
نرد نرقد مرة ثانية شو المشكلة ..!!!

.
.
.
.
.
.
.



اتصل بجده وهو يدعو ربه أن يكون في مزاج جيد وهادئ

رد جده ببحة عميقة وعيناه شبه مغلقتين من كبر سنه:
ألووووو ..

: علني أفدا هالألوووو وراعيهاااا في ذمتيه ..

زمجر الجد بعصبية مصدرها "الشوق النقي" لهذا الغائب على الدوام: يالجلب يالرغيد يالهوام
ياللي ما ينعرفلك دار ولا بلاد ..

بضحكة رجولية متفجرة بحب/شوق جارف قال:
هههههههههههههههه افا يا ذا العلم كل هاييل أنا يا بوعبيد ..؟!

أبا عبيد بذات عصبيته "المشتاقة": جب ولا كلمه
لا ترمس يا ولد عبيد ابد ..
عنبو دارك لا ادق عليه ولا تتنشد، ما تقولي يديه حي ميت شحفه موتر ولا سكسويل
هذا مذهبك يا نهيانوووه ..!!
هيهااااااااااااااااء ..

ضحك نهيان ضحكة عالية رنانة لم يقاومها من مبالغة جده الدائمة: هههههههههههههههههه عنيه افدا منطوووقك يا بوعبيد ..
بسم الله عليك يارب من كل شر وسو ..
ليش تفاول على روحك جذه ..!!!

قاطعه أبا عبيد بذات تهكمه المغتاظ: صخ صخ بس ..
خبرني وينك ؟!

نهيان بابتسامة خفيفة: ما قالولك انيه في سيشل ..!!

أبا عبيد بعصبية: ادريبك في شيشششل
متى راااااد ؟؟

نهيان: ههههههههههههههههه راد هاليومين ان شاء الله

أبا عبيد بتهكم مليئ بالبحة: مع منوه ساير ؟؟

حك نهيان عيناه والنعاس بدأ يغزوه: مع بوخلفان الشامسي وحمود الفلاحي ..

.
.
.
.
.
.
.


شــارع الإمـــارات
(والذي يسمى بشارع محمد بن زايد الآن)



كان حارب في طريقه الى لعاصمة بعد أن ودّع شقيقته في رأس الخيمة وأوصل عمته وخالته أم سعيد العين

تنهد بعمق وهو يسند ذراعه الأيسر على النافذة واضعاً إياها على جبهته

وراح تفكيره يموج يمنةً ويسرة لكل الأمور الحالية التي تحصل في حياته ..

حياته التي يعيشها الآن لأخته فقط ..!!
شقيقته الوحيدة ..

لمس من غير شعور منه الندبة التي بين حاجبيه
ندبة نتج عن جرح روحي قبل أن يكون جرح جسدي ..!!

لطالما كانت هذه الندبة فارقا زمنياً بالنسبة إليه ..

ورمزاً لوجع أسود/شتات مظلم في روحه ..!!!


تساءل الجميع عن سر هذه الندبة
لكنه لم يخبر أحد ..!!!

لا يعرف في الحقيقة بسرها إلا هو .. وسلطان ..

كانت ندبته المائلة ولا زالت تحمر وتتهيج بشكل غريب ما أن ينفعل بـ غضب شديد/يشتعل روحه قهراً ..!!

تتلون بشكل غريب مع تلون ملامحه ..

مثل الآن تماماً ..!!!


زاد من برودة جهاز تكييف السيارة ووجّهها للندبة بشكل كامل بسبب شعوره المفاجئ بالألم/الحرقان
وبدأ الصداع يجتاحه ..!!!


سمع الآذان الذي يعلن عن أن صلاة المغرب قد حانت ..

لذا اوقف سيارته بجانب الطريق المعبد .. وتمضمض .. ثم ترجل واخذ سجادته من خلف السيارة ..

وبدأ بالصلاة بعد أن حدد جهة القبلة عن طريق جهة غروب الشمس ..!!!


سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة ..

بعد ان انتهى .. لفحه نسيماً بارداً عليلاً حرّك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته بتغنج /رقة ..

تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة ..

كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة لروحه جداً لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي:

لـيـالـي بـيــن طــــي الـجـانـحـات، لـكـن ابـهـا ســوام النـمـل دابــي
وقـلــب كــــن فــيــه الـلاضـيــات، شــوات مـثـل محـمـي المـطـابـي
وعـدتـنـي الـهـمـوم لـذيــذ نــــوم، أراعــي للنـجـوم إمـتـى الغيـابـي
أرى الـدنـيـا مـمــر إبــــلا مــقــر، وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي
وتـالـيــت الـحـيــاه الا الـمــمــات، وتالـيـت الـمـمـات إلا الحـسـابـي
ثــلاث مــا أرى عـنـهـن مـطــاف، مـــؤرخـــة بـــآيـــات الـكـتــابــي




سرح بعيداً ويداه تتحركان على جملة " وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي"


توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطراً يقترب منه ..!!!



وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق الشخص المتربص خلفه ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيــــــــن




كانت تغطي أطباق الحلويات بالقصدير وتضعها في الأكياس وهي تدندن كعادتها بأهازيج شعبية تتذكرها من أيام الطفولة

تأكدت من احكامها لحجاب رأسها ووجهها .. وخرجت من المطبخ وهي تنادي السائق:
عز الدييييييييييييييين .... عز الدييييييييييين وييييينك ؟؟!


أتى عز الدين مهرولاً وهو يلهث: ها ها ماما شما
انا يجي ..

شما بحنق ناعم: عزالدين الله يهداك وين تشرد انت ..!!
تعالي اباك تودي هالفواله بيت بابا سعيد وبابا سيف ..


أخذ عزالدين الاكياس التي تحتويه على الأطباق وهو يهز رأسه كعادة الهنود: جين ماما

هتفت شما بعد ان تذكرت امراً جعلت عيناها تبتسمان: عزالدين اتريه

ذهبت للحديقة الخلفية والتي كانت كالجنة الغناء
والتي تعتبره عالمها الخاص الحميمي ..!!!

فهي كلما شعرت بالضيق أو الملل تتوجه إليها .. وتقضي وقتها مع ورودها وأشجارها وحماماتها العزيزات ..!!!


قطفت فُلتان باهرتا الجمال/فواحتا الرائحة بشكل يعجز الإنسان عن وصف روعتهما .. ووضعت في كل كيس فُلة قبل ان تقول بنظرة لامعة:
يلا توكل ..





نهـــاية الجــــزء الخامــــس




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:42 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)





الجـــزء الســـادس



يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
فكما شئتَ لي فكُنْ


لـ إبن زيدون



،



العيـــــــــن



كانت العنود تكوي ثوب زوجها وهي تشاهد برنامجها التلفزيوني المفضل باندماج تام
وطفلاها الصغيران منصور وفاطمة يلعبان تحت رجليها

منصور بغضب طفولي: ماما توفي فوفو ما تخليني ألئب

العنود بتوبيخ رقيق: منصور عيب حبيبي هاي ألعاب بنات
إنت ولد ..

هتف منصور بتهكم ظهر بفمه الجميل المزموم وهو ينتزع الدمية من يد فاطمة: مابا ابا ألئب

صرخت فاطمة ببكاء شديد وهي تمسك منصور لتأخذ عروستها منه

احتد صوت العنود بالغضب: يا ولد عط أختك عروستها

لم يسمع منصور كلام والدته وابتعد بالدمية عن فاطمة بينما أخذت فاطمة بالحبو باتجاهه ببكاء غاضب

كانت تحبو ثم تستند على طاولة جانبية وتخطو خطوة وتسقط ثم تحبو ..
وهكذا ..

ضحك منصور بمتعة وهو يرى كم ترغب فاطمة بالإمساك به .. وأخذ بالابتعاد أكثر فأكثر

هزت العنود رأسها بتهكم/بضجر من صراخ أطفالها:
يا عيال صخوا خلونيه أسمع الدكتورة شو تقوووول ..

وفجأة سمعت صراخ منصور: ماماااااااااا تووووووووفي فوفووووو

إلتفت بجزع تحول لدهشة .. ثم لابتسامة .. ثم لضحكة ..!!!

: ههههههههههههههههه فدييييييييييت اللي مشوووا انا ياااااربي

كانت فاطمة من فرط غضبها على أخيها تمكنت من الوقوف بتوازن والمشي 6 خطوات كاملة إليه ..!!!

حملتها أمها بحب فياض/فرحة عارمة وهي تقبلها: فوفو الشطووورة مشت وأخيييييراً ..

وقبلتها بحنان شديد الدفئ لا يليق إلا "بمعشر النساء"

قفز منصور بفرحة مشابهة .. وذهب ليطرق باب الحمام على والده الذي كان يستحم
: بابااااااااااا باباااااااااااااااا

اتاه صوت والده سيف من تحت رشاش الماء: هاااااا شو تبااااا ..!!!

منصور بصراخ مبتهج: بابااااااااااا تئال تووووف فوفووووو

اقفل سيف صنبور المياه ليهتف بقلق شديد على صغيرته: بلاهااا أختتتتك ..؟!!

منصور بذات صراخه: تئاااااااااال توووفها
اكمل سيف استحمامة بسرعة .. ولف على خصره المنشفة وخرج ..

عقد حاجباه وتساءل بحدة تخللها قلق: شو بسم الله ..!! بلاها فطووووم ..!!!

ما إن أكمل جملته حتى رآى كائناً بحجم علقة الأصبع يمشي نحوه بخطوات صغيرة متعثرة
إلى أن اقتربت منه وأحتضنت رجله الأيمن ..

رفع رأسه وهتف لـ زوجته العنود ببسمة تتسع سعادةً: هالفارة متى مشت ..!!!

العنود: ههههههههههههههههههه فديتها ياربي توها مشت .. هالدقيقة بسسس

قهقه بخشونة صوته الرجولي وحمل ابنته: رجولية متفجرة بالسعادة وهو يحمل ابنته: هههههههه فديت فوفووو حبيبة باباااا ..
امسكت فاطمة ذقنه المُشذب .. وضحكت بضحكة الأطفال اللذيذة التي "لا تُقاوم" .. وأخذ يقبلها ويلاعبها ويعلمها المشي ناسياً تماماً منظره العاري ..!!!

رمقته العنود نظرة حب صافية وهي تعطيه ملابسه وتطفئ جهاز التكييف: حبيبي سر إلبس أخاف تزجم ..

ابتسم لها وهو مازال ممسكاً بيد ابنته ويمشي معها بتأني لتتمكن من المشي باتزان اكثر: هالفارة نستني حتى عقلي

ضحكت العنود لتقول بحماس بالغ: شو رايك الويكند الياي نسوي عزيمة وننثر على فوفووو ..؟؟

رد سيف برجولية جذابة: نسوي حق الشيخة فاطمة عزيمة ونثور وشحقه ما نسوي ..!!
فالها طيب بنت سيف ..
(فالها طيب اي تبشر بالذي تريده)
(النثور هي عادة شعبية تُقام للطفل عندما يخطو خطواته الأولى، وفيه تُنثر الحلويات والأموال عليه)


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــي



وصل بطي الى شقته عند آذان المغرب تماماً، استحم سريعاً ليزيل عنه ارهاق الطريق الطويل ثم توضأ وصلى

كان من عادته اليومية أن يطبخ عشاءه بنفسه لأنه أولاً لا يحب أكل المطاعم
هو في الحقيقة لا يستلذ بالطعام إلا أذا كان من يد والدته أو زوجته آمنة او شقيقته شما ..!!!

ثانيا ليقتل الملل الذي ينقض عليه ما إن ينفرد لوحده في هذه الشقة الباردة ..

والسبب الثالث هو لكي ينعم قليلاُ براحة/سكون وهو يستمع لذبذبات صوت زوجته المثير ..!!!
فهو معتاد أن يأخذ الوصفات منها ويحادثها على الهاتف وهو يطبخ ..


أخرج الدجاج من الفريزر وهمّ بالاتصال بزوجته .. لكن رنين الهاتف باغته فجأة ليعلن قدوم اتصال من رقم مجهول

قطب حاجبيه الكثيفين المرسومين بطريقة إلهية تجذب أعين البشر لا إرادياً ..

رد وهو يتساءل في أعماقه عن هوية الشخص: ألووووو ..

ارتجفت دقات قلبها ما إن سمعت صوته الخشن الهادئ .. وبنبرة دلع أنثوي مغري همست: يعني لازم نتصل من رقم ثاني عسب تردون علينا !!!

احتدت نظرة عيناه بـ صدمة .. وسرعان ما استوعب الصوت الأنثوي الذي اثار غضبه هاتفاً بتهكم قاسي:
تحريتج فهمتي انيه من الأساس ما ارد على اتصالات من موظفين خارج حدود الشغل ..!!

هي بصوت أنعم وأكثر إغراءاً: بس أنا اشتاق لحسك بطي
وبتلعثم "مصطنع" تابعت: أ أ أقصد استاذ بطي ..

رفع بطي حاجباً واحداً بامتعاض .. ثم هتف بغلظة قاسية: بوخويدم لو سمحتي ..

اغمضت عينها بغيظ شديد/حقد وقالت: أقصد بوخويدم
اسمحليه ..

هتف بنبرة نزقة راغباً بـ اقفال الخط متجاهلاً حميمية ما قالته للتو: في شي مهم عن الشغل تبين ترمسينيه عنه ؟!

هتفت بغيظ شديد وصوتها بدأ يخرج بهيئته الحقيقية لا "الرقيقة":
إنت انسان ما تحس ابد .. حس فيّه دخيلك
أنا احبك
احبك وايد بطي .. احبك بـ ينون
ما يهمني معرس وعندك عيال .. انا احبك
افهمني الله يخليك
احبك
عط لـ هالحب فرصة يكبر ..


قاطعها بغلظة صارمة/غاضبة/محتقرة:
البنية اللي تتعدى على حدود رب العالمين وتنزل راس هلها بسفاهتها القاع وتتصل على ريال معرس وتقوله هالرمسه
ما تستاهل الحب ولا الإحترام ولا الحشيمة ..

وأردف بنبرة اغلظ واقسى: آخر مرة أسمح لج تتعدين حدودج معاي ..
تسمعيييين ..!!!
وهالرقم انسيه لو تبين اتمين موظفة عنديه ..

وأقفل الخط في وجهها ونظرة عيناه ممتلئةً بالاشمئزاز

تنفس بحدة شاعراً أن تلك الحمقاء قد عكرت مزاجه الجميل باتصالها الوقح/حديثها المقيت ..!!!!


.
.
.
.
.
.
.



سلم من صلاته وتمتم بالأدعية المأثورة ما بعد الصلاة

بعد ان انتهى .. لفحه نسيماً بارداً عليلاً حرّك شعره الكثيف الظاهر من تحت غترته بتغنج /رقة

تربع بجلسته وظل يتأمل الصحراء الواسعة من حوله ويتشمم رائحة الرمال المنعشة ..

كسر غصن صغير من إحدى النباتات التي بقربه .. وكتب على الرمال أبيات قريبة لروحه جداً لشاعره المفضل ابن ظاهر الماجدي:

لـيـالـي بـيــن طــــي الـجـانـحـات، لـكـن ابـهـا ســوام النـمـل دابــي
وقـلــب كــــن فــيــه الـلاضـيــات، شــوات مـثـل محـمـي المـطـابـي
وعـدتـنـي الـهـمـوم لـذيــذ نــــوم، أراعــي للنـجـوم إمـتـى الغيـابـي
أرى الـدنـيـا مـمــر إبــــلا مــقــر، وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي
وتـالـيــت الـحـيــاه الا الـمــمــات، وتالـيـت الـمـمـات إلا الحـسـابـي
ثــلاث مــا أرى عـنـهـن مـطــاف، مـــؤرخـــة بـــآيـــات الـكـتــابــي




سرح بعيداً ويداه تتحركان على جملة "وارى الأرواح آخـرهـا الذهـابـي"


توقف فجأة بحذر متيقظ وأنفه يشتم بدهاء خطراً يقترب منه ..!!!



وبسرعة مهيبة كالفهد أمسك بقلمه الذي تحول لسكين ذات ميلان حاد كالتي تُستخدم في الحروب والتدريبات العسكرية .. ومن غير أن يلتفت غرس سكينه في ساق الشخص المتربص خلفه ...!!!!

صرخ الرجل بزئير متألم/صدمة غاضبة من سرعة بديهة حارب وحركته السريعة ..!!!

لم ينزع حارب السكين إنما لفه دورة كاملة داخل رجل الرجل الذي صاح بقوة أشد ..

هذه الحركة تضمن لحارب استحالة تحرك الرجل برجله تلك .. لأن الطعنة بسكين ملفوف لا تبرأ بسهولة ولن يتحمل الرجل الألم من الأساس ..!!!

التفت حينها بوقفة متحفزة كالفهد وعيناه ترسلان صواعق من الخطر الأسود للذي حوله ..!!!
نظر الى الرجل الذي كان أسود البشرة ضخم الجثة بعيناي حمراوان ثائران من الغضب/الألم .. وبصراخ غليظ قاسي:
الأخشاب: يا ابن الـ ..... والله ما اخلييييك ..

وانقض عليه برجل واحدة .. ولكن حارب بدهاء أخذ حفنة من تراب ونثره على عيناه ..

صرخ الرجل بألم اشتد بجسده .. والتراب يحرق عيناه بشدة جعلته لا يبصر شيئاً

ارتفع جانب ثغر حارب بابتسامة جانبية ماكرة وهو ينفض التراب عن يدهه وثوبه:
خبّر اللي طرشوك ..
ما استوى بعده اللي يلعب على حساب حارب بن محمد ..


وتركه بعد أن أعطاه ركلة قوية وجّهها مباشرة لعنقه .. وما هي الا ثانية حتى سقط صريعاً مغمى عليه ..


استدار حارب وهو يلمح من بعيد سيارة الرجل واقفةً تحت عامود انارة في الشارع المقابل .. قطع الشارع برشاقة بنيته الرياضية ..
ولم يقترب من السيارة حتى تأكد من خلوها من أي شخص

كان يريد تفتيشها ليمسك أي دليل يستفيد منه ضد الجماعة الفاسدة ولكنه للأسف لم يجد شيئ يمكن الانتفاع منه ..!!!

كانت السيارة خالية من أي شيء عدا مفتاحها
عاده الى سيارته وهو يسمع ونين الرجل الجريح ..!!!

غمغم بكره عاتي وهو يشغل محرك سيارته: بعدكم ما شفتوا شي منيه يا عيال الجلب ..

وأردف بهيجان غاضب/حارق/مجروح متفجر بالوعيد .. والندبة بين عيناه بدأت تتوهج باحمرار قاتم مخيف:
لأشربكم حميم جهنم في دنياكم قبل آخرتكم ..


.
.
.
.
.
.
.



أبوظبــــي



دخل هو الآخر لمنزله بعد حرب نسائية ضروس اُقيمت ضده باتحاد من والدته وأخته التوأم سلامة

تأفف بانزعاج وهو يتذكر ما حدث بمزاج تعكر تماماً ..



قبل ساعات قليلة




صاحت أم هامل بانفعال غاضب وقلبها يحترق على حال إبنها الغالي: عطني سبب يخليك ما تبا العرس ..
سبب واحد بس يا سلطان ..

رد سلطان بنبرة حازمة هادئة: يا امايه علني افداج ما قلت مابا أعرس بس هب الحينه
في راسي مليون شغلة افكر ابها .. ماروم أعرس قبل لا اخلص منهن ..

تحدثت سلامة هذه المرة بتعقل: انزين يا سلطان يا حبيبي ولنفسك عليك حق
يلين متى بتم غارق في شغلك وناسي عمرك ..!!
ترى الشغل ما يخلص .. شوف نفسك يا خويه .. ترى العمر يخطف واللي يروح ما يرد
ربعك أكبر عيالهم رياييل الحينه ما شاء الله ..

صمت سلطان وهو موقن تماماً بأن شقيقته لا تقول إلا الحق

ولكن ماذا عليه ان يفعل ..!!

هو حقاً في معمعة معقدة في عمله ويتطلب منه التركيز التام/الكامل

ليس من ضمن اولياته الآن أن يتزوج ويأسس عائلة

والسبب الآخر مركون في أقاصي قلبه المجروح ..!!


هـــــي
هـي من تمنعه من الاقتراب من جنس حواء أجمع
بتسلطها الطاغي الجبار على روحه ..

تلك ..!!!! من سلبت فؤاده بدعجاء عيناها ..!!



تنهد سلطان بعمق وقال: دخيلكن صكن هالسالفة
وصدقونيه يوم أحس عمري اروم أأسس بيت وعايلة بخبركن على طول

هتفت أم هامل بنبرة لاذعة من تحت رموشها: ترى اللي شاغلة فكرك وقلبك اخطبوها ..


كان يسحب قطعة كعكة ليأكلها لكن يداه توقفتا بصدمة كاسحة لم تظهر على ملامح وجهه
وببرود قاتل قال: ومنو اللي شاغل فكريه وقلبيه يا ام هامل ..!!

رفعت والدته حاجباً واحداُ وقالت بنظرة كمن يريد سبر اغوار تفكير الذي امامه:
انت عارف عن منو أنا ارمس يا سلطان ..

قطبت سلامة حاجبيها بتساؤل: عن منو ترمسين أمايه ..!!!

حولت أم هامل نظرتها عن وجه سلطان مضيفةً بنبرة مقصودة: أخوج يعرف خل يخبرج هو ..

وضع سلطان الكعكة التي لم يأكلها .. ونهض: انا بترخص عنكن اسمحوليه ..

رمقته والدته بعتب .. وحزناً أليماً يجتاحها على ابنها الذي لا يزال عاشقاً لتلك الفتاة:
فديتك سلطان شوف حياتك وانسى البنية .. شعنه انت هب طايع تفهم إن اللي راح راح
والزواج قسمة ونصيب .!!!

اتسعت عينا سلامة بصدمة بالغة وقالت: بعدها بنت خويدم في خاطرك يا سلطاااااااان ..!!!!

تجمدت نظرة عيناه كالصقيع .. صقيعاً اخفى تحته قلب يحترق ببطئ كـ عود يحترق فوق جمرة:
ماعرف عن شو ترمسن انتن ..
وأكمل وهو يلتقط هاتفه ومفتاح سيارته: يلا في امان الله ..

خرج وأقفل الباب بهدوء عكس ما يجول في خاطره من عواصف وأعاصير ..


التفتت سلامة بذات صدمتها الشديدة لوالدتها وقالت: في ذمتج صدق سلطان بعده يبا شما ..!!!

اجابتها والدتها بنبرة مبحوحة/خائبة/معدومة الحيلة: ولا يبا غيرها يا ام ظاعن
ولا يبا غيرها ..


أما سلطان فكان في الخارج يمسك مقبض الباب بكل قوة خرجت من جسده وضباب غزا ناظريه من هول صدمته الموجعة


أتتزوجين وقلبي ما زال ينتفض ألماً تحت قدميكِ يا مُقلة العين ..!!!



،



استفاق من شروده وعيناه تبحثان عن هاتفه الذي يرن ..

أتاه صوت حارب بحزم تخلله غضب/تهكم: تخيل إن عيال الجلب بعدهم ما اشبعوا ولا سدهم اللي سووه ..
قطب سلطان حاجباه وهتف بحزم متسائل: جيه شو استوى ..!!

تحركت شفتاه باحتقار/غضب وهو يسير في طرقات الحي الذي فيه منزله: كانوا يلحقوني في راس الخيمة .. والحقوني إلين ما ظهرت منها ..
وعلى شارع الامارات ادافنت ويه واحد منهم
(ادافنت = تعاركت)

اخبر حارب سلطان تفاصيل ما حدث بينما الأخير ظل صامتاً ويفكر ..!!!

مالذي يريدونه من حارب ..!!!
اعتقدت أن بموت ابا حارب سيزيحون انظارهم عن ابنه لأن التعمق في المسألة سيعقد أعمالهم ويشربكها
وليس من صالحهم بعد كل الذي جرى أن ينبشوا عن آثارهم بأنفسهم ..!!!

هتف سلطان بحزم صارم كعادته: خبرني إنت استوابك شي ..؟!

حارب باستنكار حازم: يبطي هاللوث يسويبي شي
وأردف وهو يحاول السيطرة على أعصابه: الحمدلله انا بصحة وعافية

سلطان: الحمدلله رب العالمين
وأكمل بحزم: باجر تعال عنديه اباك في سالفة مهمة

وصل حارب لمنزله ولكنه ظل جالساً في سيارته: اممممم الصبح عندي اجتماع مهم في الطاقة النووية
(يقصد حارب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية)

سلطان بتساؤل: متى اجتماعك يخلص ..!!

نزع حارب غترته عن رأسه قبل ان يخلل اصابع يده اليسرى في شعره الكثيف: يعني على حدود الساعة وحدة ان شاء الله ..

سلطان: خلاص تمام تعالي البيت عقب الاجتماع واتغدى عنديه وبالمرة نتناقش في شغلنا ..

ابتسم حارب بإرهاق: انزين بس قول حق شفوي خل يسويلي الجكن بتر اللي احبه
(شافي = الطباخ الهندي)

قهقه سلطان بخفة وقال بـ ود عارم: ههههههههههههه إن شاء الله فالك طيب ..

اجابه حارب بذات ابتسامته: فالك ما يخيب ولد ظاعن ..


.
.


من جانب آخر



بعد أن أنهى محادثته مع سلطان .. دخل منزله وهو يشعر بانقباضات معوية واعتصار شديد في اوردة قلبه ..!!!


آآآآآآه يالذكرياته البشعة في هذا المنزل ..

لا يعلم لمَ يرفض تركه أو بيعه بعد كل الذي حدث فيه ..!!

أتراك يا حارب تهوى تعذيب روحك المثقلة بالوجع بوجع أكبر ..!!!

كان يمشي بحاسية تهيم مع ضباب ماضٍ جميل
ماضٍ "عـــذب" ..!!!!


هنا في هذه الزاوية كانت موزه تجلس بالساعات وهي تشتغل على الكروشيه خاصتها ..
يستطيع أن يقول أن موزة كانت من أمهر من عمل بالكروشيه .. كل مفرش وغطاء في داخل المنزل والمطبخ كان من صنع يديها هي ..

ابتسم بحنين جارف وهو يتذكر الجاكيتات والأحذية التي كانت تصنعها له ولشقيقه عبيد كلما سافرا للخارج

مازال يحتفظ بكل شيء حتى بعد أن كبر وأعرضّ جسده وأصبحت قامته أكثر طولاً ..


استمر بالسير بـ عينان غائمتان بالحنين السرمدي ..

هنا في هذا الكرسي كان يحلو لعبيد الجلوس أمام حاسوبه المحمول واللعب مع أصدقائه ألعاب العالم الافتراضي ..


توقف فجأة عن المشي وغصة تكورت في حلقه بشكل كاد يخنقه ..!!!

هنــــا ..

كانت والدته الغالية تحب الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة كل برنامج وثائقي يُعرض، خاصة فن الديكور والتصاميم الداخلية ..

كانت تعشق هذا المجال .. وهذا ما جعلها تمضي اغلب وقتها برسم تصاميم داخلية متنوعة وترتيب منزلها على الشكل الذي طالما حلمت به ..

آآه يا نيــــلا ..
نيلا هو إسمكِ والنجلاء هو عيناكِ ..!!

يالجمالهما المنبثقان من جوف نور الشمس ..!!

اشتقــت إليــك يا ريــح الجنــة ..!!



تحركت رجلاه هذه المرة لمكان كان يتناساه منذ زمن بعيد ..
مكان كان يعج بصخب هيبة رجل ...!!


ما إن فتح الباب حتى ضرب وجهه هواء بارد لا يعرف مصدره جعل من جسده يرتجف رجفةً خالية من الإحساس

استمر بالمشي الى الداخل حتى وقف أمام مكتب والده ..

مسح الغبار القابع بركود بارد على الطاولة هامساً بحسرة "آلمت أوردته" وعيناه تظلمان بشوق مغلف ببسمة لم تتجاوز عيناه .. بسمة ملتاعة بجميع المقاييس:

"سقى الله ضحكتك يا بوحارب"



احس باختناق شديد يغزو رئتيه من برودة المكان الموحش .. لم يحتمل المكوث أكثر هنا

التفت ليخرج لكنه توقف عندما رأى طاولة الشطرنج الخاصة بأبيه ..


تشوشت الرؤية للحظة أمام عينيه وصورة أبيه تتجسد أمامه جالساً على الكرسي بفخامة .. ويلعب باندماج/سكون تام
كعادته ومنذ سنين طويلة ..

اقترب من طاولة الشطرنج كالمغناطيس وهو يبتسم بشجن معتقداً أن والده حقا أمامه ..!!

تبخرت صورة والده لتتحول نظرة عيناه لصفاء أفاقه من تخيل نتج عن "لحظة شوق مدمر" ..

جلس في المكان الذي كان يجلس فيه أبيه .. وبسحر الذكريات بدأ ينافس نفسه

كـ "والــــده" تماماً ..

فإن كان هناك شيئاً قد ورثه حارب عن والده فهو "الدهـــــاء والشطـــرنج " ..!!

هذا ما قاله له خاله ابا نهيان في يوم ..!!!!


مر الوقت بدقائقه الطويلة ..
ولم يشعر حارب بأي شيء سوى هو وذاته "منافســه" وقطع الشطرنج


فجأة .. أحس بهواء بارد شديد يلفح وجهه

قطب حاجبيه بتساؤل .. فهو منذ أن بدأ باللعب وهو يشعر بالبرودة تجتاحه بالرغم من اقفاله جميع أجهزة التكييف والنوافذ في المنزل ..!!

نهض من مقعده راغباً بـ اكتشاف مصدر البرودة ..!!

عقد حاجباه بذهول عندما رأى نافذة مكتب أبيه مفتوحة ..!!!!!


متا هـذا ..!!!
هو متيقن كل اليقين انه اقفل جميع نوافذ المنزل وجميع الأبواب بإحكام ..!!!

كيف فُتحت هذه النافذة ..!!

وبعد صمت متوتر .. ضرب بقبضة يديه طاولة والده وهو يشتم بقهر:
الله يلعـ..... محد غيرهم .. هم اللي حدروا المكتب
بس متى ..!!
وشقايل ..!!
شو الشي اللي يبونه من مكتب أبويه ..!!!

.
.
.
.
.
.
.


صباح يوم جديد على وطننا الغالي

العيـــــــــن
في شركة بن خويدم للمقاولات (فرع العين)




كان أحمد يوقع على كل الأوراق التي تجمعت فوق مكتبه بعد أن سافر ليحضر مؤتمر مهم في لندن عن أحدث التقنيات المستكشفة والحلول لحل الأزمات المالية في عالم الأعمال ..

فهو قبل أن يصبح مدير عام فرع شركة بن خويدم التي أسسها شقيقه بطي بكل جهد صارم/عناء شديد
هو حائز على ماجستير الهندسة المالية من جامعة بيركلي في كاليفورنيا

دخل سكرتيره عبد اللطيف بعد أن استأذنه أحمد بالدخول .. أخذ عن مديره الأوراق الموقعة وخرج بهدوء لينغمس أحمد مرة أخرى بالعمل ..

رن هاتف مكتبه قاطعاً اندماجه في العمل .. ليلتقطه سريعاً
وبنبرة واثقة رنانة هتف: ألووو

الآخر بنبرة حازمة دافئة: السلام عليكم ..

أحمد بابتسامة اخوية ودودة: وعلييكم السلااام ورحمة الله .. هلا والله بالعضيد بوخويدم

هتف بطي مداعباً شقيقه: هلا بك زووود بوزايد
شصبحت يا الشقيق ..؟!!

أحمد بابتسامة متسعة: والله أصبحنا بخير وصحة وعافية طوليه بعمرك
ومن جداك يا الشقيق ؟!

تثائب بطي بخفة واضعاً يده على فمه: والله اصبحنا على كسل ورقاد يا بوزايد
البارحه امرررره مارقدت شرات الناس ..
(امره أي ابداً)

أحمد: افاااااا شعنه ..!!

حك عيناه الحمراوان وهتف بنبرة ناعسة: سهرت وانا ادرس اوراق مناقصة الوحدات السكنية اللي ضيعها علينا ممدوح

رد احمد وهو يكتب على كيبورد جهازه: وشو ظهر معاك ..؟؟

زم بطي شفتيه بتفكير .. وعقله يحلل المشكلة التي حلت عليهم بسبب ممدوح الموظف في شركتهم الرئيسية في أبوظبي .. وقال بصرامة:
ما بحط في ذمتيه يا بوزايد .. يه إن ممدوح صدق ما كان يقصد إن يضيع المناقصة علينا أو إنه يشتغل ضدنا لصالح شركة بن شرف ..

قطب أحمد حاجباه: واذا صدق كان يلعب من ورانا ..!!

أجاب بطي بحزم تخلله حكمة رجل مُحنك: ما بنفترض شي الحينه .. أنا عينت اثنينه يراقبون شغله ويراجعون كل ورقة تمشي تحت ايده ..
لو اكتشفنا انه صدق يلعب من ورانا .. ساعتها لكل حادث حديث ..

وأردف بعد أن تذكر أمراً: قلت حق سيف عن سالفة اليوم الارشادي للعمال المستجدين ..!!

رشف أحمد قهوته السوداء ورد: هيه نعم قلتله .. وقال بيرتب يوم معين عسب يعطي محاظرة للعمال عن ضبط قواعد الأمن والسلامة في مواقع الإنشاء ..


سيف "ابن شقيق بطي وأحمد" مهندس مدني ويعمل كمدير للعمليات والمشاريع الإنشائية في الشركة ومشرف عام على جميع العاملين في مواقع البناء ..


.
.
.
.
.
.
.



في منزل سعيد بن خويدم




جميع نسوة عائلة بن خويدم كن في بيت أبوالعنود الذي كان يتألق بالفرحة والانتعاش لعزيمة الغداء التي ستقام على شرف فاطمة الصغيرة يوم الجمعة ..

أتت ميرة تركض وهي تأكل "سنكرز" المفضل لها ..
: امايه امايه بنعزم قوم مهاري شرايج ؟؟

أم سيف بنظرة حنان/حب: هيه بنعزمهم ان شاء الله .. عاده انا من زمان ما شفت ام نهيان ولا قعدت وياها ..

هتفت أم العنود وهي تشرب الشاي: فديتها عذبة مادري شو صار عليها .. أحيدها تتشكى من ظهرها وركبها

أم سيف: ما من شر عليها إن شاء الله الدكتورة قالتلها من قلة الحركة هاي .. ووصتها تمشي كل يوم لو 20 دقيقة

أم العنود: الحمدلله والله كنت مستهمة عليها
وأردفت: بتصلبها انا وبعزمها .. ومنها آخذ علومها

ميرة برجاء: خالوه ورفجه قوليلها تييب وياها مهاري

هزت أم العنود رأسها بلطف: إن شاء الله بقولها

هتفت أم سعيد وهي تدهن شعر فاطمة بالزيت وتمشطه بعد أن مشطت شعر الصغيرة الأخرى لطيفة:
زهبي روحج وفجي كشتج اليابسة

ميرة وهي على وشك البكاء: لاااااااا لااااااااا لاااااااااااا

وذهبت للاختباء وراء ظهر العنود .. وهي تصيح برجاء طفولي "مُضحك": الفزعه الفزعه .. ثيبني يا نسل الايواااادي ..
(الفزعة = المساعدة) (ثيبني = قدم لي العون)

العنود بضحكة ناعمة: وابوووويه شـ بلااااااج ..!!!

ميرة هاتفةً بصوت عالٍ مرتعب كي تسمعها جدتها: أنا تسحّي امايه ما تحمله ويعورلي راسي
هالساع بتحمل تسحّي يدوووه ..!!!
(تسحّي = تمشيط)

شما بابتسامة رقيقة: حرام عليج ميروه تبالغين الصراحة .. ماشي أحن وأرق عن ايد ماماتي فديتها

ميرة بفم مزموم: مابا مابا روحي انتي بدالي

أم سعيد بصوت عالي مبحوح متهكم: يالهرمة ام كشة يابسة بتيين ولا أقطع ظهرج بهالعصا ..!!

ضربت ميره الأرض برجليها: مابا مابا يدوه .. هكيه عندج عموه شما سوي فيها اللي تبين

وهربت لغرفتها الأخيرة بسرعة البرق ..

أم سعيد بتوعد غاضب: غربلااات بليييسج يا ميروووه انا اراويج صنع الله
ماعليه وين بتشردين عنيه

نزعت بنظرة ضحوكة ربطة شعرها الطويل الكثيف وجلست أمام والدتها: أمايه سحي شعريه

هتفت أم سعيد وهي تقبل شعر شما: ووووايه عنيه أفدا هالشعيرات يا ربيه ..

دنت آمنة من العنود "زوجة ابن شقيق زوجها" وهي تهمس لها: من اصبحنا وانتي تغمزيليه شو عندج ..؟؟!!

العنود: خفت ارمس بصوت عالي وشميمي تتحسس من الموضوع

آمنة بتساؤل: شو السالفة انزين ؟!

نظرت العنود لشما نظرة سريعة لـ تتأكد من عدم سماعها لحوارهن: شسمه بغيت اتخبرج لو عادي
نعزم مخلفة ظاعن الـ... وبناتها ناعمة وفطيم
(مخلفة ظاعن = أرملة ظاعن) (بناتها أي بمعنى حفيداتها)


قطبت آمنة حاجبيها باستغراب: بس اللي اعرفه ناعمة مسافرة اسبانيا مع اخوها

العنود بتفاجئ: اوووه اونه ..!!
متى سافرت ..؟؟

آمنة بتفكير: امممممم ماعرف والله جنه كملت الحينه اسبوع وشوي هناك

العنود: فديتها نعوم عاد انا خاطريه اشوفها وايلس وياهاااا

آمنة: تبين الشور ..!!
العنود بتساؤل: شو ؟؟

آمنة: يوم بتظوي بنت هامل البلاد بنعزمها هي وامها العوده واختها في يوم ثاني ان شاء الله

العنود بتفكير: اممممممممم انزين ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.
.


في مكان بعيد




بزمجرة هزت أركان المكان ووجه يدل على غضب ناري: يعني كيييف ماقدرت عليييه يالجححححش..!!!
ما قدرت على حويرب يا عمووور
انت اللي بدزه وحدة اطيحلك عشر رياييل قدر عليك حويرب يالغبي ..!!!!!

غمغم عمر وهو مُستلقي على الأريكة ويتلقى علاج سريع من أحد أفراد الجماعة الماهر بعلاج الإصابات والجراحات: هو غلبني على غفلة مني .. الله يلعـ...ـه داهية وسريع في حركاته

هتف الذي يعالجه بتهكم: حووه انت قر مكانك شوي ولا تتحرك خلني اخيط جرحك

صرح عمر بألم فتك بأعصاب دماغه: مرزوقوووه شوووووي شووووي يا حيوااااااان

مرزوق بنظرة احتقار: محد قالك تخلي واحد ما ايي ربع جسمك الجحش يسويبك جيه ..

والتفت لكبيرهم وقال بادراك تام لما يفعله: بومرشد ودوه المستشفى .. الطعنة قوية ما تنبرا بسهولة

قطب كبيرهم حاجباه هاتفاً بغضب قاسي: افففففف شحقه بعد مستشفى ..!!!

قال مرزوق وهو يرى عمر يتصبب عرقاً ووجهه يوحي بشعوره الفظيع بالألم: لأن يا بومرشد ربيعكم اللي كنتوا تبون تزخونه طعنه ولف السجين داخل ريله .. وصعب اليرح يتسكر ويخف الدم بسرعة

هتف أبا مرشد بتهكم ينبع احتقاراً: خسك الله من خديه
(خِدْيَه = الذي لا يفطن شيئ ولا يعرف كيفية التصرف بذكاء)

وقام بمناداة رجاله المدججين بالأسلحة وأمرهم بنقله لأقرب مستشفى خاص
مع تحذيرهم من أخذ الحيطة والحذر من أسئلة الأطباء واستفساراتهم التي لا تنتهي ..!!!

حملوا عمر الذي أغمى عليه من فرط فقده كمية كبيرة من الدم .. ومن التعب والإرهاق البالغان بعد مبيت ليلة كاملة في الصحراء الباردة بجراحه ودمائه ..!!!

ولولا تمكنه من النهوض بصعوبة .. ومهاتفة جماعته بعد أن وجد لحسن حظه شبكة تمكنه من الاتصال .. لكان ما زال تائهاً هناك يستجدي المساعدة ..!!!!

قال أبا مرشد بعد زفر زفرة غيظ وبعد أن خرج الجميع عدا مرزوق: الغبي خرب خطتي .. لو عرف يشغل مخه هالتبن جان الحينه حارب عندي وعرفت آخذ منه اللي اباه ..

سأل مرزوق وهو ينظف يديه بالماء والصابون: إنت متأكد ان حارب عنده اللي تقول عنه ..!!!

أبا مرشد بذات النبرة الممتلئة بالغيظ/الخيبة: هيييييه عنده هووو ..

مرزوق بتفكير يحاول تحليل الأمور بسلاسة: ولو افترضنا عنده .. مب الاولى انه يسلمه لجماعة سلطان بن ظاعن ويودينا في ستين داهية ..!!

رد أبا مرشد وهو يجلس بقوة ويشعل سيجارته ذات العلامة الكوبية الراقية: فكرت فيها قبلك .. بس لو مب عند حارب بيكون عند منو عيل ..!!!

حك مرزوق ذقنه: ليش ما فكرت بـ خاله عبيد الحر ..!!
مب هو كان مخاوي ابوه وسعيد بن خويدم من سنين ...!!

زفر أبا مرشد دخان السيجارة بحركة شيطانية وقال: لا لأن عبيد من الأساس ما كان يعرف شي عن شغل سعيد وبوحارب .. ومع هذا طرشت الرياييل ينبشون بيته شبر شبر يوم سافر هو وهله قبل شهرين أوروبا ..
وماحصلوا شي ..

قال مرزوق بابتسامة جانبية ساخرة: ونبشت بعد مكتب بوحارب وما حصلت شي ..!!
وأردف مولعاً سيجارته هو الآخر: صدقني حارب ما عنده اللي ندور عليه

صمت الآخر وهو يكمل نفث دخان سيجارته بهدوء خبيث يبعث القشعريرة في الأجواء الكئيبة ..


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــــا
توليدو (طليطلة)




كانت واقفة على الأرض الخصبة وتشاهد خلقة الخالق فيما خلق
نهر جارف صافي كصفاء سماء يوم ربيعي مُبهر ..!!
وكأن النهر نفسه لم يمر بأزمنة غابرة وشهد معارك سحيقة على مر العصور ..

فليس لنهر في العالم أجمع هذا الامتزاج العجيب من خرافات الإغريق .. وحصون الرومان .. وبيوت الله المقدسة التي بينها كنائس وكاتدرائيات ذوات جمال فني بديع ونقوش اسلامية باهرة ..!!!

تنفست النسيم المنعش الآتي من النهر بنشوة/سعادة وهي تسبح الرحمن الرحيم ..

إلتفتت فيما بعد لصديقتها الجالسة جلسة القرفصاء بقربها .. وترمي الحجارة الصغيرة بذهن شارد ..


قطبت ناعمة حاجبيها وبنعومة: رواضي حبيبي بلاج ؟!
مصدعة ؟! بعده راسج يعورج ؟!

جفلت روضة بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم
روعتييييني نعوووم ..

ناعمة بنصف عين: طاعو اونه روعتيني
اسألج انا بعدج تعبانة ولا .؟؟

رد روضة وهي تتنهد بعمق وترجع تنظر الى النهر: لا الحمدلله خف الصداع والزجام

ناعمة: الحمدلله
وأردفت بنظرة خبيثة: عيل الحلو سرحان في منووو ..؟!!

لا ارادياً .. غزا الاحمرار وجنتا روضة .. وهمست بارتباك: آ آ آ لا لا
مب سرحانة ..

ناعمة بابتسامة أخبث: علينا يا روضوووه .. قولي قولي شبلاج ..!!
أصلا من يينا توليدو وانتي حالج متغير وكله تسرحين ..

جلست كجلسة صديقتها وتابعت بإصرار: شبلاج خبريني يلا ..

تلعثمت روضة بخجل/ارتباك اشد: اممممم مافي شي نعوم هو بس يعني ..
ماعرف .. هو يعني شسمه اممممممم يمكن هذا .. ماعرف ماعرف ..

ناعمة بضحكة: هههههههههههههه بلاه لسانج علق ..
ارمسي حبيبتي عادي .. انا ما اعضضضض

مازالت روضة تتلون بكل ألوان الطيف من أثر الإحراج/التوتر: اوهوووو نعوم ماشي ماشي ..
ما فيّه شي أصلاااا


هتفت ناعمة بابتسامة هادئة وبأسلوب ممتاز بالإقناع: خلاص بسكت وما برمس .. لانيه اعرف ان الكلام ما يطلع من ثمج بسهولة ..


بعد صمت دام دقيقتان

عضت روضة شفتها السفلى .. وهمست بحياء متفجر متردد:
شو اسم الشعور اللي اييج يوم تشوفين واحد .....
يعني جيه ..... قلبج يدق يدق يدق يدق
تحسين كل جسمج يرتجف .. وتعرقين مع ان الجو بااااارد .. وتحسين ريلج ما تشلج ..
و و و ووتحسين معدتج تنقبض ..
حتى بلاعيمج تحسينها تنبض وترتجف ..
و ووالهوا في المكان كله يختفي ..
تحسين بخنقة لكن هالخنقة ..... آ آ آ خنقة حلوة ..

وبعينان غائمتان بعاطفة لم يسبق أن شعرت بها اردفت: شو يعني هالاشياء نعوم ؟!

فتحت ناعمة فاهها بـ ذهول شاسع .. وقالت بعينان تتسعان: روااااضي
عشقاااانه من وراااايه ..!!!!!

هبّت روضة واقفةً بـ جزع/صدمة .. وهتفت باعتراض شديد الربكة: لا لا لا شو تقولين انتيييي ..!!!
شو عشقانه ما عشقااااانه ..

وقفت معها ناعمة وهي تضحك بخفة: ههههههههههه خبريني عيل شو تسمين انتي حالتج هاي ..!!!

روضة بذات الارتباك العاتي: شـ شـ شدراني انا !! .. عسب جيه سألتج لأني ماعرف ..

رفعت ناعمة كلتا حاجبيها وردت بنظرة نصف عين باسمة: قالولج عنديه خبرة ولا عاشقتلي ألف ريال ..!!!

ضربتها روضة بخفة على كتفها .. وقالت بحنق: يا الطفسة سكتي عيب .. خلاص شكراً انسي اللي قلته

جرتها ناعمة ليتمشيا قليلاً وتابعت ما تقوله ببسمة اكثر تعقلاً هذه المرة: منو هو انزين ..؟؟

اسبلت روضة اهدابها .. وهمست بـ ربكة مغلفة بـ حيرة حزينة:
بتصدقيني لو قلتلج ماعرفه ..!!

ابتسمت ناعمة بتفهم وقالت: اصدقج طبعاً
امممممممم خل اقولج اللي أحس به ..
يمكن كل السالفة إعجاب، او رغبة بأنج تعيشين هالشعور الحلوو، أو فضول لا أكثر تبين تكتشفين كيف يكون الحب

روضة بخبث ناعم: الظاهر عندج خبرة وخبرتج سنين بعد ههههههههههههه

قرصتها ناعمة على ذراعها برقة وقالت ببسمة واسعة:
سباااله

صمتت فيما بعد وهي تتأمل الطبيعة الخضراء حولها .. ثم همست: احس انا والحب خطين متوازيين ما نلتقي ..

روضة بدهشة ظهرت مع اتساع عيناها من حديث ناعمة المفاجئ: ليييش !!!

ناعمة بابتسامة أظهرت غمازتها العذبة: ماعرف يختي .. أنا انسانة هب راعية حب وخرابيط .. اغلب الوقت افكر بعقلي هب بقلبي ..
ومن وانا ياهل احب ألعب ويه الأولاد وماقرب صوب البنات وايد ..
كنت اشوف إن البنات وألعابهن وايد ماصخة ما تجذبني ولا تستهويني ههههههههههههههه
يمكن هالشي خلى تصرفاتي مرات دفشة مافيها رقة ..

هتفت روضة في قرارة نفسها كي لا تقاطع ناعمة التي نادراً ما تتحدث عن نفسها بهذه الشفافية

"كل هالنعومة وتقولين دفشة ..!!!"


أكملت ناعمة حديثها: وكبرت وأكتشفت عشقي للتاريخ
تاريخ الأمم، تاريخ الحضارات، تاريخ العصور، تاريخ الشخصيات
كل شي متعلق بالتاريخ أدمنته ..
وما ترددت لحظة وحدة اني اختص فيه في الجامعة وادخل مهنة التدريس عشانه ..
وهاي انا ..
يعني ماعرف .. أحس يميع هالاسباب كان تسد فـ انيه ماكون منجذبة وايد لأمور الحب والعاطفة اللي تحلم فيها كل بنت غيري ..

روضة بعقلانية: بس هالشي ما يخليج تقولين إنج انتي والحب خطين ما تلتقون ..!!!

ردت ناعمة بابتسامة واثقة: لأني انا شخصياً ما انجذب لأي ريال في الكون
ما يجذبني من الرياييل إلا أبويه وعميه سلطان وذياب لا خلت عينيه منهم ..
الباجيين لاااااا ..

روضة: اممممم يمكن ما يه الوقت أصلاً اللي تلتقين فيه بالريال اللي يجذب قلبج واهتمامج ..!!!
ناعمة بضحكة رقيقة: ههههههههههههههه ماظنتي بحصل شرات الثلاثة اللي قلتلج عنهم ..
لكن لو صدف وتلاقيت بـ هالشخص .. اكيد ومليون بالمية ما بتضربني حالة هستيرية نفس اللي ضربتج يا آنسة روضة هههههههههههههههههههههه

روضة بغضب/تهكم: حماره نعوووم حمااااااارة .. ما ينقالج شي ابد
خوزي عني اشوووف ..

ابتعدت روضة وهي تتذمر بارتباك/خجل تاركةً صديقتها تضحك عليها


ولا تدرك ناعمة بأن الهوى "لا يرحم"
وأن مصيرها هو الوقوع في غياهبه المُحيرة المجنونة ..!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




خرجت من الحمام بعد أن أخرجت كل مافي جوفها الخالي، شعرت بدوار طفيف وصداع يفتك بخلايا دماغها

وقالت في نفسها بجزع: ياربي لا، إن شاء الله ما يكون اللي في بالي ..

جلست على السرير وهي تحسب متى آخر مرة أتتها عادتها الشهرية

وأدركت بأن هذا الشهر تأخرت كثيراً ..!!!

وبتذمر مغتاظ بشدة غمغمت:
اففففففففف ياربي إن شاء الله هب حامل
ياربي مابا ..

ضربت بطنها بكره/حقد: مابا شي يربطني بهالريال أكثر
يسد يبتله اثنين .. يحمد ربه ويشكره
افففففففففففف ..


أخذت تفكر وتخطط كيف تتخلص من المشكلة التي وقعت بها ناسيةً تماماً بأن تلك المشكلة ماهي إلا نعمة ربانية تتمناها كل أنثى في هذا الوجود ..!!!


وتحت سيطرة افكارها الشيطانية، اتصلت لتأخذ موعد عند طبيبة نسائية خاصة لـ تتأكد من صحة حملها
ولو كانت بحق حامل .. فـ يجب عليها ان تتخلص منه حالاً ومن غير أن يعلم أحد ..!!

: لو سمحتي بغيت أقرب موعد مع الدكتورة ديانا
..
: اممممم الأربعا !! .... ماشي موعد أقرب ؟!
..
: اوكي خليها الأربعا
..
: عوشة زايد الـ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــــي
منزل سلطان بن ظاعن




دخل مجلس الرجال بعد أن تنحنح بقوة: السلاااااام عليييييكم

وقف سلطان الذي كان يعمل على حاسوبه المحمول .. وقال مرحباً برجوليةٍ بحتة:
وعليكم السلاااااام ورحمة الله بركاته
مرحبا مرحباااا بـ ولد محمد ..

حارب بعينان باسمتان: المرحب باااجي يا بومييد


وسلما على بعضهما وجلسا ..


سلطان: ها العلوووم ؟؟

وضع حارب ذراعه الأيمن على طول الأريكة الطويلة بجلسةٍ اكثر استرخاءاً .. وقال: والله يا بومييد ما من علوم
اجتمعنا مع الخبراء الهنود واليابانيين عشان نطور نظام أمني مستحدث ونجربه في كذا مؤسسة في بوظبي ..

سلطان بابتسامة خفيفة: طبعاً كالعاده ما شاء الله .. انعرضت عليك وظايف خيالية في الاجتماع ..

أجاب حارب بضحكة خفيفة تنم عن تواضع جم: ههههههههههه هيه نعم انعرض عليّه اوفرز لكني رفضت

ابتسم سلطان بـ ود هاتفاً بثقة: ادريبك رفضت .. ما تحب تلتزم في وظيفة معينة ..


حارب وبكل تواضع منه نابغة في هندسة الكمبيوتر وتقنية المعلومات ..
وعمل قبل أن تعصف بحياته المصائب في عدة شركات خاصة وشركات تابعة للجيش ليطور مهاراته العلمية والمهنية لأنه كشخص لا يحبذ استقراره في عمل واحد وإنما يفضل الانتقال بين مختلف البيئات العملية واكتساب مهارات من كل مكان ..

وبعد ان اخذ شهادة الدكتوراه عمل في السنة التي توفيت فيه والدته استاذاً في احدى ارقى الجامعات في العاصمة .. ولكن بعدها قرر ترك عمله بعد ان اجتذبه سلطان لمحيط عمله وبدأ يتدرب على يديه ليعمل معه ..

ولكنه و الى الآن ما زال يعمل كـ خبير واستشاري لبعض الشركات الالكترونية وبعض هيئات التدريس في قسم الهندسة وتقنية المعلومات في الجامعات ..


استمر الاثنان بالحديث عن عالم الأعمال والتقنيات العلمية والأمور التي تجري في الوطن والمشاكل الخارجية التي يعاني منها وطننا العربي ..

إلى أن وُضع الغداء وجلسا على الأرض

هتف حارب بعد ان شرب كوباً من الماء: ما قلتلي سلطان شو الشي اللي بترمسني عنه ..؟؟

بلع سلطان لقمته بروية وهدوء .. ثم قال: بومرشد بيجتمع في اسبانيا مع قوم ديرفس عسب صفقة الاسلحة ..

حارب وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: هب على اساس الاجتماع كان في تركيا ..!!
شحقه غيروا ..!!

سلطان بصرامة: ما يهم شحقه غيروا .. المهم كيف ندخل هالاجتماع ونعرف المخطط كله ..

حارب بذات تساؤله: وكيف بنعرف ..؟؟

قال سلطان بنظرة صقرية خبيثة: انا بقولك كيف بنعرف ..


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــي
مكتب القاضي مصبح بن نهيان الحر



ببال شارد ملؤها التفكير العميق .. غمغم وشعوراً بالاستغراب يداهمه وهو يقرأ الملفات التي بين بيديه:
هب فاهم شي موليه
في هالملف مكتوب ان الحكم في الطعن رقم 249 كان بتاريخ 15/3/2007 م
وكانت ضد وزير الـ.... السابق
وانا متذكر زين هالوزير وسمعته اللي وصلت الحضيض عقب ما فضحه واحد من موظفين وزارته ..
وسالفة اختلاسه لميزانية الوزارة انتشرت في البلاد كلها ومحد كان يتوقع انه يطلع منها بسهولة ..!!

أخذت يقرأ بتمعن تام: اممممم اللي مسك القضية هو سعيد خويدم .. والغريبة انه حكم بالبراءة للوزير ..

وضع قلمه على الطاولة وهتف بخفوت مُتعجب: معقولة سعيد طاح في غلطة ولا أصلا ما توفرت له الدلايل الكافية ..!!
واذا افترضنا هو غلط ..!!
القضاه الثانيين بيغلطون بعد ..!!
(من المعروف ان في محاكمة أي وزير تكون المحاكمة تخضع تحت إمرة أكثر من قاضي)


قطب حاجباه وهو يقلب الأوراق .. وهمس بغرابة:
في هالملف مكتوب قضية الوزير انفتحت مرة ثانية لوجود أدلة ثانية عليه ..
امممممممممم اللي رأس الجلسة هالمرة ولد خالته بوحارب تاريخ 1/11/2007، ومع ذلك طلع الوزير للمرة الثانية براءة ..!!
لو ما خاب ظني .. سعيد توفى في ليلة اليوم الوطني
تاريخ 1/12/2007

اسودّت عيناه وهو يتذكر بـ وجع روحي/غصة كادت تخنقه: في نفس ليلة وفاة نيلا ختيه الله يرحمها

صمت قليلاً .. ثم حك جبهته وهو يجلي أي مشاعر وعواطف تلهيه عن عمله الآن ..

وبذات الخفوت أردف: يعني تقريباً 9 شهور سعيد ما مسك أي قضية ثانية ..!!
غريبــــــــــة ..!!

وبنبرة أخرجها بعد زفرة قوية: انا احس اني افكر باشيا ما منها فايدة
خل اعطي هالملفات حق بوعبدالله ابركلي ..

اغلق الملفات من أمامه وهو يشعر حقاً بأن هناك أمور غريبة قد حدثت في تلك القضية ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


كورنيش أبوظبي
في إحدى المقاهي الشعبية




كان يدخن الشيشة بشراهة وتفكيره يجول في اتجاهات غير محدودة في دماغه

رجع رفيقه إليه بعد أن ذهب لدورة المياه هاتفاً وبنبرة مستهزئة: خف شوي على روحك، بتحترق من الحقد اللي بياكل قلبك

مانع بعينان تترمدان من الحقد: الحينه ما ينفعكم مانع يا مرزوق ..!!
الحين استويت ورقة خسرانة بالنسبة لكم ..!!

مرزوق وهو ينظر لأمواج البحر: منو قالك هالشي يالأهبل ..!!!
بس إنت شارد من السجن ومب من مصلحتنا ولا مصلحة بومرشد إنك تتحرك على راحتك

وأردف وهو يأشر بيديه: شوف نفسك، بدلت شكلك وهيئتك 180 درجة عشان محد يعرف منو انت مع ها بعدك تحس انك مب في امان من عيونهم .. ولا نحن حاسين بعد .. كيف بتسافر ويه بومرشد وبتنضم لاجتماعات الجماعة قبل لا نأمن ظهورنا ..!!

زفر مانع زفرة غيظ وغمغم بتهكم شديد: افففففف لا ابركتن في الساعه اللي شفت فيها سلطان
هو السبب في كل شي يستويبي ,,
حتى طموحي يبا يهدملي اياها ..!!

ارتشف مرزوق قهوته باسترخاء وقال بـ لامبالاة: ماعليه ماعليه بس فترة صغيرة وعقب تروم تتحرك على راحتك

ساد الصمت للحظات ثم انقطع برنين هاتف مانع، إلتقط هاتفه ثم أجاب بضجر تخلله عصبية وهو يقوم من مقعده ويبتعد:
ألوووو
..
ها شو تبين !!
..
الحينه انتي داقتلي وحاشرتني عسب اييب خبز حقكم ..!!
..
يا عمي فكوني من صدعتكم، انا انسان اللي فيني مكفيني
..
قولي حق البقرة اللي معاج تييب خبز
..
انا مب في بوظبي
..
مب في بوظبي يا امايه رحت دبي
..
اوهووو صدق انكم حشْره
(حشره = ازعاج)
..
يلا يلا باي



وأقفل الخط في وجه والدته ولسانه يتفوه بـ أبغض الكلمات، وقلبه الأعمى مغطى بغشاء شيطاني أنساه بأن من يغضب والدته عليه غضب الله وسخطه في الدنيا قبل الآخرة ...!!!!

.
.
.
.
.
.
.


رأس الخيمة




قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..

كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!

لم توليه اهتماماً .. وأكملت السير إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت

ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)




مسح بناظريه المنبهرتين جمال عمارة المسجد العريق، مسجد باب المردوم الذي تحول فيما بعد لكنيسة سُميت بكنيسة نور المسيح ..

كان المسجد ذو أُلق فني رائع بنقوشه الإسلامية وزخرفاته العربية الكوفية على الجدران، الأعمدة، الأسقف والقبب

لم يترك منظر خلاب إلا ووثّقه بتصويره المستمر ..

لم يكن في الحقيقة يدرك بأنه سيكون لـ جمال الأندلس تأثيره الكبير المجنون على حواسه/قلبه هكذا ..!!

لا عجب بأن أخته قد ذاقت هذا الجنون قبله ..!!

ضحكت ناعمة على وجه ذياب المنبهر: هههههههههههههههههه طاع شكلك بس

هتف ذياب ببسمة متهكمة ومازال يلتقط الصور: سكتي سكتي لا تخليني أعلق على شكلج أول ما دخلنا المسيد

رفعت ناعمة أنفها باستنكار متفكه: شكلي ما كان فيه شي عن الخرط

ذياب باستهزاء باسم: هيه واضح واضح

أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..

حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!


خرجت المجموعة السياحية واتجهوا الى الحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة

وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..

وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية

فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!




نهـــاية الجــــزء الســـــادس




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 04:45 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)





الجـــزء الســـابــــع



بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ

قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ .. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا

حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ

وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقاً .. وَحِرْمَانَا

خَانُوا عُهُودًا لَنَا .. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا

فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا ؟

إِنِّى لأَعْجَبُ .. عَيْنِى كَيْفَ تَجْهَلُنِى

ويَقْطَعُ القَلْبُ فى جَنْبَىَّ شِرْيَانَا ؟

كَمْ عَرْبَدَ الشَّوْقُ عُمْرًا في جَوَانِحِنَا

وَقَدْ شَقِينَا بِهِ فَرْحًا وأشْجَانًا

مَا سَافرَ الحُبُّ .. مَا غَابَتْ هَوَاجِسُهُ

ولا الزَّمَانُ بِطولِ البُعدِ أَنْسَانَا

إِنْ حلَّقَتْ في سَمَاءِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ

عَادَتْ لَيَالِيه تُشْجِى القَلْبَ أَلْحَانَا

لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا

وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا

قَدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا..

لا خُنْتُ عَهْدًا .. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ .. وَأَحْلامِي تُضَلِّلُنِي

وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِي يُحَاصِرُني

وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا .. زِدْتُ إِيمَانَا

أَسْرَفْتُ في الحُبِّ .. في الأَحْلامِ .. في غَضَبِى

كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنا هَانَا ؟

هَلْ هَانَ حُلْمِي .. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا ؟

أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ .. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا ؟

شَاخَ الزَّمَانُ .. وَحُلْمِي جَامِحٌ أَبَدًا

وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى .. زَادَ عِصْيَانَا

وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا

مَا لا يَجِىءُ .. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا


لـ فـاروق جـويـدة



،



رأس الخيمــــة



قررت بعد صلاة العصر أن تذهب للسوبر ماركت المجاور سيراً مع الخادمة، فهي معتادة منذ أن كانت صغيرة أن تتمشى بالقرب من منزل جديها وتتنسم الهواء المنعش المنبعث من أشجار السدر والغاف .. وتستمتع بجمع الحجارة الصماء الملساء لكي تزين بها حديقة منزلهم، ولم تخن هذه العادة حتى بعد ما كبرت وأصبحت صبية ..

كانت تمشي بروية على جانب الشارع ومن خلفها الخادمة، في هذا الوقت لمحت شاباً لم يتبين لها ملامحه كثيراً خارجاً من منزل إحدى أقاربهم البعيدين ..!!!

لم توليه اهتماماً .. وأكملت سيرها إلى أن وصلت لتقاطع يجب أن تسلكه لتصل للسوبر ماركت

ما إن قطعت التقاطع حتى سمعت صراخ خادمتها الذي أنبأها بخطر محدق لا شك فيه:
ماما موزاااااااااا بي كيرفوووووووووووووول ..



لا تعرف مالذي جرى ..
ولا تعرف كم من الوقت استغرقت لتستوعب صراخ الخادمة ..!!!

لكن قبل أن تخفض ناظريها لتنظر للمكان الذي تأشر إليه بأصبعها الذي يرتعش برعب

أحست بارتطام صخرة متوسطة الحجم بقرب قدميها وهي تشعر أن دقات قلبها تجاوزت كل المقاييس

مالذي حدث بالضبط ..!!
أذلك كان عقرباً حقيقياً كاد أن يلدغها ...!!!

اتسعت عيناها برعب ودموع الجزع تدغدغ صفائهما

رفعت عيناها للشخص الذي انقذها من موت محتم ...... وتفاجأت ..!!

هو ذات الشخص الذي خرج من بيت اقاربهم منذ دقائق قليلة ..!!

هتف الرجل باهتمام وهو يتأكد من موت العقرب: سلمتي ختيه من الشر .. تعورتي ..؟!

لم يسمع اجابةً منها مما جعله برفع عيناه بحيرة من صمتها

وتساءل ما اذ كانت لا تزال تحت تأثير الصدمة/الرعب ..!!

ما إن رأى عيناها حتى شعر بنقصان شديد في أكسجين جوه ..!!


أتلك عينان أم بركة عسل مصفى من الجنة ..!!


دق قلبه دقة لم يستطع تفسيرها ..!!!

اخفض عيناه وكرر تساءله عليها بعد أن تنحنح بثقل: ختيه فيش شي ..؟؟

عدلت موزة غطاء وجهها الذي انكشف بسبب ارتعاشة يديها .. وتراجعت للخلف لتعود للمنزل برعب/خوف/توتر وخلفها الخادمة ..


ولم تعلم بأنها علقت للتو قلباً على أعتاب عيناها العسليتان ..


.
.
.
.
.
.
.



اسبانيـــا
توليدو (طليطلة)



أتى المشرف السياحي ليقول لذياب بأن وقتهم في المسجد قد شارف على الانتهاء، فـ لديهم أماكن أخرى ليزوروها قبل أن يسافروا للغد إلى جنوب اسبانيا ..

حيث ذروة حضارة الأندلس ..!!!!


خرجت المجموعة السياحية واتجهوا للحافلة .. بينما كان آخر من يهم بالخروج هو ذياب وشقيقته ناعمة

وقبل أن يخرجا من المكان
سمعت ناعمة جدال وصل لمسامعها جعل من أعصابها الدماغية تفور ..

وعندما تفور أعصاب ناعمة الدماغية

فإن الحديث هنا ينتهي
ولا نمتلك سوى المشاهدة والاستماع ..!!!


احتد صوت أحدهم بإنجليزية متكسرة تخللتها لكنة الأسبان: أنتم أيها العرب متغطرسون وذوي ضمير خالٍ من الإحساس
أتأتون الآن وتتباهون بماضيكم وعراقتكم وفنونكم وكنتم من احتل أرضنا في السابق ..!!
ياللعجب، أتتباهون بماضيكم المجيد في أرضٍ ليست بأرضكم بالأصل ..!!

وبنظرة حقودة من رجل أحمق غمغم: لصوص أغبياء ..


قطبت المرأة التي امامه "والتي لم تكن سوى معلمة مصرية مقيمة في اسبانيا" حاجبيها غاضبةً من تهجم الرجل عليها ووقاحة كلماته ..!!!

هي لم تفعل شيء يستحق هذه الجلبة كلها ..!!!
كانت فقط تخبر طلابها الصغار بفخر واعتزاز عن عراقة الفن الاندلسي الذي ازدهر بسبب دخول نور الإسلام إلى الاندلس ..!!!

فلمَ التعصب والغضب والإحتقار ..!!


آتى لمسامع الرجل الأسباني والمعلمة المصرية صوت ناعمة التي قالت بإنجليزية محترفة واثقة أشد الثقة:
بل أنت الغبي الجاهل الذي لا يفقه بتاريخ الأندلس شيئاً ..!!!
فلتتثقف يا هذا ولتعرف بأن الأندلس من الأساس لم تكن ملكاً لأحد وإننا نحن كمسلمين لم ندخلها ونسلبها ظُلماً..!!
لطالما أرض الأندلس كانت مملوكة لشعوب ليست شعوبها، أمتلكها الأغريق ثم الرومان ثم القوط ثم نحن المسلمين الذين حررناها من كل أشكال الجهل والظلم والعبودية ..!!
لا تأتي أنت وتحرف التاريخ كما يحلو لك ..!!


اصاب الرجل ذهولاً باغته بقوة من ثقة الفتاة المتحجبة وقوتها في الحديث .. وكان سيقاطعها ويكسر تلك الثقة لولا انها أسكتته عندما أردفت وهي ترفع حاجباً واحدة بثبات باسم ساخر:
حقدك وغضبك انساك بأن نحن المسلمين من بنى الأسس الصارمة لحضارة هي للآن منارة ثقافية علمية وفنية تجتذب ملايين الناس من كل بقاع الأرض ..
حضارة ازدهرت لأكثر من 800 سنة ومازال آثار ازدهارها تفوح من حنايا بلادك ..!!!
حضارة تكونت من ثلاث حضارات، بثلاث ثقافات، بثلاثة اديان سماوية،
الإسلام والمسيحية واليهودية، ولولا التعايش الذي استطاع المسلمين بعقليتهم الفذة إدراك معانيها
لكنت أنت ومن معك في غياهب الجهل والظلم للآن ..!!

ودعني اقل لك أمراُ مهماً غاب عن فهمك المحدود، لولا الأندلس التي تأسست على أيدي المسلمين
لم يكن ليدخل العلم والفن والثقافة إلى اوروبا نفسها التي كانت تقبع في وحل نتن من الهوان .. الفقر .. الجهل .. الظلم والعبودية ..!!!
ولكانت للآن تحت سيطرة الكنيسة البابوية المشهورة بظلمها الجائر على الناس ..!!!

تراجع الرجل بإحراج شديد بعد أن تسلطت نظرات الناس المحتقرة/المستهزئة .. وقرر ان يخرج من المكان لولا ان ناعمة بأن قالت بنظرة خبيثة واثقة:
أتستطيع أن تنكر بأنك الآن تخرج من إحدى آثار المسلمين العريقة التي لم يتمكن اجدادك من بناء أقل من أقل جزء منها ..!!


وابتسمت ابتسامة ساخرة وتابعت: الغريب إنهم حولوا المساجد لكنائس ولم يدركوا أنهم خالفوا الفكرة الجوهرية التي ازدهرت عن طريقها الأندلس..!!!
يالغرابة عقلياتهم ..!!


ضحك الحاضرين بزهو واعجاب لحديث الفتاة الواثقة من نفسها وخرج الرجل الاسباني بغضب واحراج تام ..

أما ذياب فتسمر كلياً فارغاً فاهه بصدمة/اعجاب/فخر ..

وقال في نفسه وهو يضحك: "ههههههههههههه يلعن بليسج يا نعوم كلتي الريال أكل بلسانج"

أتت المعلمة المصرية لناعمة وهي تكاد تقفز سعادةً: يسلم فممممممك يا بت، دنتي عسسسسل
ايه الجمال كلو ده يا خواااتي، قبتي الكلام القميل ده منيييين !!!
ده الراقل الغلس خِرس خالص بعد اللي ئولتيه ..

ابتسمت ناعمة بإحراج/خجل فهي لم تستوعب بأن حديثها اجتذب مسامع المتواجدين في المسجد إلا بعد أن انتهت:
هههههههههههههههه فديت قلبج ما قلت الا الحق ..

المعلمة المصرية بابتسامة طيبة: إنت اماراتية ..؟؟

ناعمة بابتسامة ناعمة خجولة: هيه نعم إماراتية ..

التفتت عندما أتاها صوت شقيقها الباسم بإعجاب/فخر: والله انج شنب يا نعوم .. عطيتيه من جرعاتج الصعبة هههههههههههههههه

ناعمة بابتسامة واثقة: عيل اخليه يشعن ويلعن ويهذرب على كيفه ..!!!
(يهذرب = يتحدث بكلام غير مفهوم أو بلا معنى واضح)


.
.
.
.
.
.
.


بعد عدة أيام
يــوم الخميـــس
العيـــــــــن



بكت برعب شديد وهي تبتعد عن والدتها الذي امتلأ وجهها بالبياض فجأة .. ثم اختبأت في حضن عمتها ..

حصة وهي تضحك: ههههههههههههههه حبييبي فوفووو زاغت من صبغ التشقير اللي على ويه أمهاااا

هتفت آمنة وهي تحاول امساك ضحكتها لتتمكن العاملة من حف وجهها بهدوء وتأني: انا عسب جيه ما شقرت ويهي ..
لطوف تزيغ منه وتتيبس هههههههههههههههه

العنود وهي تلتفت لابنتها الخائفة: وابووويه بنتيه ما عرفتنييي
تعالي ماما انا امج والله ههههههههههههههه

قالت شما التي كانت تحتضن فاطمة وتنتظر دورها بعد العنود ابنة شقيقها الراحل: ههههههههههههههه حبيبي اللي يخاف والله
عنوده انا عقبج ترى .. غسلي اللي في ويهج وشلي بنتج واظهري ..
مافينا على حشرتها ..

ثم نظرت الى العاملات الهنديات وهمست لها ببسمة خافتة: طاعي كيف محرجات ويخزْنّا بعيونهن ..
(غلامتين = الفتاتين)

اجابت العنود وهي تنظر للساعة: هيه ان شاء الله .. أصلا بسير أطبخ قبل لا ايعطن ولد اخوج ويحدث مالا يُحمد عقباه
(ايعطن = يعود من الخارج عند الظهر)

ضحكت ميرة وهي تختار الألوان التي تريد وضعها على اظافرها: ههههههههههه أهم شي مالا يُحمد عقباه

شما بنصف عين: ميراني لو عليج صلاه لا تحطين مناكير مايوز
(مايوز هنا تعني لا يجوز)

قالت ميره وهي تنظر لعمتها: لا عموه ما عليّه صلاه ..


دخلت أم العنود على الفتيات وهن يتزين للعزيمة المقامة غداً على شرف فاطمة الصغيرة .. وبنبرة حنونة قالت: ها عدكن ما خلصتن ..!!

حملت حصة الصغيرة فاطمة من عمتها شما وهي تقول: كلنا تقريبا خلصنا باجي عموه شما بس

هتفت شما بتساؤل لـ ابنة خالتها ام العنود: ام عنوده رمستي خالوه وقلتيلها تيي هي وموزانه ..؟!!

ارتسم على ثغر ام العنود بسمة حنونة لـ شما التي لا تنسى أحد وتسأل عن الجميع بلا استثناء .. شما التي يهمها راحة/سعادة الجميع في المقام الأول:
هيه فديتج رمستها وقلتلها

شما بارتياح: زين الحمدلله

ميره: خالوه خالووووه .. وقوم مهااااري ..!!!

ام العنود بذات بسمتها: ومهاري وامها بعد .. البارحة اتصلت بـ ام نهيان وعزمتها

حركت ميرة يديها وخصرها بسعادة وقالت: عاشووووووو .. يعيشووون يعيشوووون

فرغت العنود فاهها بدهشة: واحسرتيه على بنت العم استوت طقاقه ..

ضحك أم العنود بخفة .. ثم تسائلت بتعجب: الا عوشة وينها .. شحقه هب وياكن ..!!!

حركت آمنة شفتيها بـ بغض .. وغمغمت بخفوت لم يسمعه سوى شما: يا شين الطاري .. منو قال نباها أصلا ويانااا

رمقتها شما بنظرة لوم حادة .. ثم اجابت ام العنود باهتمام: ام زايد حليلها ميهوده من يومين وقالت خلاف بتروح الصالون


.
.



في ذات المنزل
لكن في جناح آخر ..



كانت تستفرغ ما في جوفها وعيناه تدمع بإرهاق تخلله بغض/حقد: الله يلعـ.. الساعة اللي عرست فيها وحملت .. كنت في بيت هليه مرتاحة لا ورايه هم عيال ولا هم حمال
اففففففففففففف لازم افتك من هاللي فيّه .. مابا اتحمله زود ..


خرجت من الحمام وهي تنشف وجهها بالمنشفة

اتاها ابنها زايد ممسكاً بالهاتف ويقول باستعجال: ماما ماما يدوه تباج

أخذت الهاتف .. وهتفت بنبرة مُرهقة: ألووو هلا امايه

أم عوشة بخوف/قلق امومي: هلا عوشه ..
بلاج ..؟! ..... يقولون تعبانه ..؟؟

ردت عوشة بارهاق تخلله مزاج متعكر: لا ما فيّه شي ضاربني زجام من يومين
وتعرفين عاد يوم ازجم اتلعوز وايد وامرره ماقهر شي
(ماقهر = لا اتحمل)

ام عوشة بذات قلقها الحاني: فديتج غناتي .. بييج الحينه وبوديج العيادة

عوشة بارتباك/جزع: لا لا ما يحتاي امايه .. ما فيّه الا العافية الحمدلله
خذت دوا قبل شوي وبيخف ان شاء الله

ام عوشة: ان شاء الله

هتفت محاولةً تغيير مجرى الموضوع: خبريني شحالكم شعلومكم ..؟؟

أخذت الأم بالتوغل بالأحاديث والأخبار مع ابنتها .. وقالت من بين ثرثراتها المحببة: ما خبرتج شو صااااار ..!!!!

عوشة بضجر: وشو صار يا ام حميد ..؟!

ام حميد: حرمة عمج تبا تيوز ولدها



وكأن طنينا قوياً قد دوى بشراسة على مسامعها

مـــــــاذا ...!!

أيتزوج ذلك المتكبر ويعيش براحة وهناء وأنا اترمد من القهر/الغل في حياتي ..!!

لماذا يتزوج الآن ..!!!

ألم يوحي لنا وللجميع إنه مقلع عن الزواج الى اجل غير مسمى ..!!

لا ..

لا تحرق قلبي يا هذا أكثر مما أحرقته في الماضي ..!!

لا تحــرقه لكــي لا يكتويــك بشــراره ..!!!


تمالكت نفسها المُحطمة .. واخرجت صوتها بصورة كأنها طبيعية وبسخرية تامة:
من سنين هاي رمسة ام هامل
وهاذوه ولدها عده ماعرّس ..

ام حميد بثقة: لا يختي الظاهر هالمرة خلاص معزمة صدق
وسلطان تراه كبر ولازم يعرس .. كم بيتم بليا حرمة ..!!

اشتدت قبضتها على الهاتف بحقد دفين/غيظ شديد .. وقالت بنبرة أظهرتها هادئة غير مكترثة: اهااا
الله يهنيه شو نسويله يعني ..!!

.
.
.
.
.
.
.


أبوظبـــــي



دخلت منزل توأمها الغالي لتبدأ مهمتها التي لابد وأن تفعلها كل أسبوع، فهي لا تستطيع ترك منزله الضخم من غير تنظيف ولا ترتيب لأنه ما يزال منزلاً "لرجل أعزب" ..

حتى بوجود الخدم، هي لا ترتاح حتى ترى بنفسها البيت يلمع نظافةً أمامها ..!!!


وهي في وسط معمعة التنظيف، دخل فجأة سلطان بـ بنطاله البني وقمصيه الخفيف الأبيض الذي اظهر قامته الضخمة بشكل اكثر عبثيةً .. ورجوليةً ...!!!!

صاحت سلامة وهي تحذره بصوت عالي: سلطان سلطااااان انتبه تحتك صابوووون ..

ابتسم بسخرية .. وقال بتفك اخوي لا يظهره الا امام "توأمه" فقط: استغفر الله العظيم .. يت سلامي مع صوابينها وفوطها ومخمتها .. منو مسلطنّج عليّه أبا اعرف ..!!!

وضعت سلامة يدها على خصرها وقالت بتهكم: هيه يت سلامي .. عيل أسير دبي وانا مخليه بيتك مزبلة ..!!!

قفز سلطان بخفة/برشاقة ليتجاوز الكراسي والطاولات المبعثرة في صالة المنزل ..

صاحت سلامة بخوف: سلطااااااااااان شوي شوي بتزلق ..

وصل إليها وهو يهتف بضحكة رجولية: ههععععههههههه بلاج يالخبلة لابس جوتي انا وين بزلق ..

وانحنى بجسده الطويل وقبّل رأسها مازحاً: حبة على الراس تسدج توأميه الغالية، مافينا على ريحة الكلوركس

زمت سلامة فمها وردت بتهكم: يالدب .. هب منك من اللي مودره بيتها وعيالها وياية تنظف بيتك ..

سلطان بنظرة باسمة: نحن مالنا غنى عن ام ظاعن، لكن طوليه بعمرج البشاكير شو شغلتهن خبريني ..!!
هن ترى ينظفن ويخمن ويرتبن ..

هتفت سلامة بانفعال/بعصبية عندما تذكرت الأتربة التي كانت تملأ أرجاء المنزل ما ان دخلت: امححححححق تنظيف بس امححححححق ..
انت لو شفت اللي شفته جان ما قلت هالرمسة .. لكن انت 24 ساعة خاري وما تظوي الا نص الليل ..
(خاري = خارج) (تظوي = تعود ليلاً)

والبشاكير يسرحن ويمرحن وانت لاهي في شغلك ماتدري عن حايه ..

وأردفت وهي تمسح الأرض بذات عصبيتها: ماعرف متى بتعقل وتعرس وتخلي حرمتك ترعاك وترعى بيتك ..!!!


انطفئ بريق البسمة في عيناه وهو يرى شقيقته تنفث عليه نيران تهكمها المستمر عليه بشأن منزله ...... وعروس منزله التي لم تأتِ بعد ..
وقال وهو يرفع حاجباُ واحداً ببرود: ام ظاعن متريقة فلفل اليوم ..؟؟!!

أكملت سلامة تهكمها وهي تعصر المنشفة من الماء: هذا انت كل ما نرمس في سالفة عرسك تطّنّز وتغير السالفة ..
(تطنز = تستهزأ/تسخر)

هتف سلطان بابتسامة وهو يمر من جانبها ليذهب ويبدل ملابسه: الغالية تراني مستعيل ولازم ارد الدوام الحينه

التفتت سلامة إليه .. وقالت بنبرة مقصودة ومن تحت رموشها: ترى بنت خويدم ردت الريال اللي خاطبنها ..


تسمر فجأة بمكانه ..!!!!

لا يعرف مالذي انتابه عندما سمع ما قالته شقيقته ..!!

أيفرح لأنها ما تزال حرة طليقة ..... ولم يسلبوا منه حلمه الأبيض ..!!

أم يحزن على روحه التي احترقت وتحولت لفتات رماد وهو يوهمها

بأن "تلك" له
ملكه هو فقط ..!!

وهي .... ويالخيبة وجعه .... بعيدة
بعيدة ويأبى كبريائه اللعين امساكها وتقريبها لـ يحتضن شرارات طيفها العذب ..!!

: سلطاااااااااااان سمعتني شو قلت ..!!!

زفر كبريائه المجروح بعنف وبشكل جعل سلامة تدرك ذبذبات الارتباك/الألم فيه .... وكان هذه المرة الأولى التي ترى فيها سلطان بهذا الضعف ..!!!!!

رغم انه توأمها .. الا ان الأخير كان يتفنن دوماً بإخفاء كل خلجة من خلجات روحه بمهارة ...!!!!

أحقاً ما زالت تلك الشماء لم تفارق قلبه ...!!!!
إلهي ... أهو يعشقها ذلك العشق الذي يجعله يكره الاقتران بأي حواء سواها ..!!!!


وهو .. ورغم انفعالات روحه .... الا انه قال بنبرة صقيعية خالية من الإحساس: وشو المطلوب اقول ولا اسوي ..!!

امعنت سلامة النظر في عيناه الفارغتان .. وهتفت باندفاع: لو بعدها في خاطرك بنرد نخطبها لك ..

تحول لون عيناه تدريجياً للون السواد الحالك .. ونظرته أصبحت قاتلة شرسة متفجرة بغضب أسود/بكبرياء مخدوش .. وهتف من بين اسنانه:
وظنج سلطااااان بن ظاعن بتحق نفسه يرد يخطب بنية ردته قبللللل ..!!!!!

تراجعت سلامة للخلف وهي ترى شقيقها .. ولأول مرة منذ سنوات بهذا الغضب الشديد "الشفاف"

يالله . شقيقها يتعذب .. يتعذب وللتو فقط رأيت عذابه ..
كانت تعرف بأنه كان يكن لـ شما العاطفة .. وان الأخيرة قد خسرت بحق هذه العاطفة بعد رفضها له ....!!!
رفضٌ سبب الصدمة للجميع بعد ان كانوا متيقنين ان الفتاة قد وافقت عليه حقاً ..!!!

تمنت ان ينساها .. او يتناساها ويسير قدماً بحياته ... لكنه وكما ترى الآن .. لم يستطع فعل هذا ....!!!
لم يستطع فعلها حتى بعد اثنا عشرة سنة ..!!!!

ماذا أفعل ليرتاح فؤادك أيها الحبيب الغالي ..!!!


هتفت بحزم وهو تصر على أن تعرف ما يجول في قلبه: قدر سلطان وحشيمته فوق راس الكبير والصغير
لكن يالغالي إنت تباها ..
شحقه تعذب روحك جيه ..!!!

شخر سلطان بسخرية مريرة ظهرت مع اشتعال عيناه بـ جرح متهيج: شو يضمن إنها ما بتردنيه مرة ثانية !!
هااااه ..!!!

سلامة بثقة: ما بنخطبها لك الا يوم نجس النبض ونتأكد هالمره ..

زفر سلطان غضباً بدأ يتحول لبرود فاتر .. وهتف بجمود وهو يصعد لغرفته: انا اقول طبي هالسالفة عنج أحسن .. انا ما بوطي خشميه مرتين .. لا أبا بنت خويدم ولا غيرهااا ..

ذهب تاركاً اخته واقفة وتفكر بطريقة تمكنها من معرفة السبب الذي جعل شما ترفض شقيقها
الذي "لا يُرفض" ..!!


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــا
قرطبــة



أمضت ناعمة ومعها روضة والطالبات في أول أيامهن في قرطبة بحضور برنامج مدته أربعة أيام في جامعة قرطبة ..

والبرنامج كان السبب الحقيقي لسفر الطلاب إلى اسبانيا، فـ ناعمة عندما سمعت بالبرنامج المقام في اجازة نصف السنة الدراسية ..
لم تتردد ثانية واحدة في تقديم طلب لحضورها مع المدرسة الثانوية ..

فهذا كان حلمها ..!!!

ومن جانب آخر لتتذوق القليل من روعة/جمال السياحة الأندلسية العبقة ..

بشكل عام كان البرنامج يعرض أهم الأحداث التاريخية والفاصلة التي حلت بالقرطبة وبالحضارة الأندلسية قديماً ..

بدأت بـ محاضرة تقديمية وترحيبية على الطلاب، وجولة على جميع أقسام قسم التاريخ وفروعها، ثم فلم وثائقي عن المعالم الرومانية، الاسلامية، المسيحية، واليهودية في قرطبة ..

وفي اليوم الأخير أي هذا اليوم، عُقدت مناظرة كانت والحق يُقال حماسية وناجحة نجاح منقطع النظير بين دكتور اختصاصي أدب وعلوم انسانية من جامعة القيروان وأثنان آخران من ماليزيا واسبانيا نفسها ..

بعد المناظرة، خرجوا من الجامعة عائدين الى الفندق


روضة بسعادة: اففففففف واخييييييراً خلص هالبرناااااااامج
ما بغيييينا ..

ناعمة بابتسامة رقيقة: لا بالعكس كان ممتع وحلو .. عن نفسي حبيته واستفدت منه وايد ..

روضة بنصف عين: على فكرة ما كنت اتوقع منج غير هالتعليق

ناعمة بضحكة خفيفة: ههههههههههههه اجذب عليج يعني واقولج عكس اللي فيّه ..!!!

أتتها طالبتها زينب وهي تهتف بتساؤل: أبلة ناعمة، متى بنروح نشوف مدينة الزهراء اللي رمستي عنها قبل ..؟؟

ناعمة بتفكير: امممممم والله ماعرف فديتج متى .. يه العصر أو باجر ان شاء الله
وأردفت وهي تستدير لـ أخيها الذي كان يمشي ويتحدث مع القنصل الاماراتي في قرطبة: بتخبر أخويه خلاف لأنه هو اللي يتفاهم مع مسؤول الجولات ..



.
.



هتف ذياب وهو يصافح القنصل الإماراتي بابتسامة رجولية: عيل سلملي على بوهناد ما كنت ادري انه يصيرلك ..

القنصل بذات ابتسامة ذياب: يبلغ يا بن هامل ان شاء الله
وأردف بتساؤل: في أي قسم تشتغل في وزارة الخارجية ؟!
ذياب: في الشؤون الاقتصادية ..

القنصل بابتسامة: اووه عند بومحمد

ذياب: هيه نعم
القنصل: سلم عليه عيل

رد ذياب بابتسامة خفيفة: يبلغ ان شاء الله ..


.
.
.
.
.
.


أبــوظبـــــي



دخلت المنزل وعلى ثغرها ابتسامة خبيثة وعيناها لا تفارقان شاشة الهاتف ..

وهتفت في نفسها بمكر انثوي بالغ: هههههههههههه مصيري اييب راسك يا حلوو ..

فجــأة ..
اتاها صوت خشن متهكم: ما شاء الله تبارك الرحمن اخيراً شرفتي ختيه العزيزة ..!!!

استدارت وعيناها الباسمتان تتحولان بشيءٍ من السخرية واللامبالاة: اوووه الشيخ مانع هنيييه ..!!!
مب بالعاااااااااده ..

رد مانع بحدة ساخطة: ييت اشوف المصخرة اللي تستوي من وراايه ..
شو اللي مأخرنج الشيخة اليازية ..!!
احيد دوامج يخلص 2 مب 5 ..!!!

أتت أم مانع وهي تحمل صينية الفواكه وتضعها على الطاولة .. ثم قالت بتوتر/خوف: اماية يزوي وينج ...!!
تحيرتي وااااايد ..

خلعت اليازية عباءتها بنظرة ثلجية .. وتحركت باتجاه الحمام وهي تقول بنبرة تشبه نظرتها: كان عندنا اجتماع في الشركة وتأخرنا ..
فيهااا شي ..!!!!


لحقها مانع وامسك كتفيها بقوة مؤلمة .. وهتف بغضب شديد: عندكم اجتماااااع و لا تسترغدييين من وراااااااناااا ..!!!

صرخت أليازية بغضب ناري وهي تحاول فك يد شقيقها من عليها: يالغبي شل ايدك عني شو هالهمجية هااااي ..!!!

دفعها باحتقار تام وهو يوجه حديثه لوالدته بصوت عالي حاد: جابلي بنتج هالهايتة، وان تأخرت مرة ثانية خبريييني تسمعييين ...!!

وخرج من المنزل بعد أن أغلق الباب بقوة ارتعدت على أثرها جسد ام مانع الضعيف ..

وضعت الأم يدها على جبهتها وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، صبرك ياربي كم بتحمل انااا ..

أتت اليازية الغاضبة وهي تتهكم بحدة: ولدج الهمجي شو يبا مني بالضببببط ؟؟
اربع وعشرين ساعة برع البيت وما يدري عن هوا دارنا
ويوم يرد يعصب علينا ويزاعج ويتفلسف ويروووح ..
قوليله ماله خصصصصص فيييه
ماله خصصصصصصص ..

حملت حقيبتها وعباءتها وهرولت باتجاه غرفتها وهي تشتم شقيقها باحتقار/بغض ...

زظلت أم مانع جالسة لوحدها في الصالة بحزن ولوعة على حال هذا البيت الذي فقد معاني الارتباط والاحترام واواصر المحبة ..!!!


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــن



كانت آمنة جالسة على الأريكة الطويلة وتتلمس بغنج انثوي مشتاق شعر زوجها الوسيم الذي وضع رأسه على فخذها ليغفى قليلاً بعد أن قطع طريقاً متعباً من العاصمة إلى العين ..

همست بدلال ينضح رقةً في أذنيه: حبيبي

كان بطي غارقا في قيلولة لذيذة بين جنبات رائحة زوجته المسكرة .. الا انه سمعها وهي تردف بذات الدلال بصوتها:
بطي حبيبي بيأذن المغرب

حرك بطي رأسه حتى اصبح وجهه امامها .. وغمغم بنعاس: همممممممم

اتسعت ابتسامتها وهمست بـ غنج وهي تقبل أنفه الطويل: نش حبيبي يلا ..

فتح عينه اليمنى فقط .. وظل يتأمل وجهها البدري بنظرة طويلة هاتفاً بعدها بنبرة ناعسة خشنة "ثمل": لعنبو هالمبسم كيف انه يتل القلب من اقصاه ..

تجمدت يد آمنة التي تلاعب شعر بطي واحمرار غزا وجهها من كلماته العذبة ..

امسك بطي يد محبوبته وقبّل باطنها بهيام واكمل بابتسامة رجولية كسولة:
تولهت على دفاج ..

ارتفع صدرها وأنفاسها أصبحت ثقيلة من شدة الخجل ومن قوة عاطفة "هذا المجرم" .. وهمست بخفوت غارق بالعشق:
وانا تولهت على عيونك حبيبي ..


استمرت موجة العشق الخافتة بين العاشقان مدة من الزمن ..

إلى أن قام بطي من احضان زوجته ليتوضأ ..

بعد أن دخل الحمام .. سمعت آمنة نغمة هاتفه الذي ينبأ عن قدوم اتصال قادم

لم تعره اهتمام في المرة الأولى .. لكن زوجها أخرج رأسه من باب الحمام وقال: حبيبي طاعي منو داق ..
اخاف ها المقاول يباني في شغل مهم ..

التفتت آمنة لتلتقط هاتف زوجها: إن شاء الله حبيبي ..

فتحت قائمة المكالمات الفائتة ورأت بأن المتصل هو المقاول بعينه من الإسم المخزن، لكنها قطبت حاجبيها بتساؤل وهي تنظر لكثرة عدد الاتصالات المستقبلة من رقم واحد مميز ..!!!

أخذت تفكر وتتذكر ما اذ تعرف صاحب الرقم المميز أم لا ..!!

لكنها لم تعرفه

وفجأة باغتتها رسالة قادمة، وبعفوية شديدة فتحتها:

"تـــرى الشــــوق غــــلاب يـــا ظـــــالم"


اتسعت عيناها ونظرتهما ترتجفان بتساؤل/حيرة وأخذت تفكر بارتباك:
شوق وظالم ..!!!
منو اللي بيطرش لـ بطي هالكلام ..!!!


تمعنت النظر في الرقم المرسل ورأت بأنه هو ذات الرقم المتكرر بشكل ملاحظ في قائمة الاتصالات ..!!

بدأت دقات قلبها تدق دقات شك وتساؤل عن هوية الشخص ..!!


هي من المحال أن تفكر بأن بطي يخونها، أو يتلاعب من ورائها ..

ليس بسبب ثقتها العالية بـ حبه لها .. بل لأنه يخاف الله ويحرص على الابتعاد عن حرماته ..!!!!

خرج بطي من الحمام وابتسامة تنور ملامح وجهه: ها منو طلع ..؟؟

وضعت آمنة الهاتف على المنضدة وملامحها لا تُفسّر من شدة غرقها في بحر الشك/الحيرة: المقاول ..


.
.
.
.
.
.
.


أبـــوظبـــي



أتاه اتصال وهو في قمة انغماسه بأكل تلك الفاكهة الجديدة التي بين يديه، لم يعر الاتصال أدنى اهتمام فهو ما إن يرى جنس بنات حواء حتى يفقد حواسه الخمس عن كل أمر كبير وصغير ..!!


وفي وسط الاندماج توقف وصلح للفتاة بعصبية تخللتها احتقار شديد: وانا ماخذنج مسيار يا الـ..... عشان تتيمدين عندي
إلتعني عن ويهي لا بركتن فيج من بنية ..

وكرر بزمجرة شديدة الغضب/القسوة: إلتعنننننننننني اقووووولج ..


قامت الفتاة المرتعبة التي ما كانت إلا إحدى ضحايا الفقر والحاجة اللذان اضطراها لبيع حياتها وجسدها سبيل حفنة من المال .. ثم دخلت الحمام وهي ترتجف خوفاً/ألماً/ذلاً ..


زمجر الرجل باستياء عصبي وهو يشتم الفتاة التي لم تتجاوب مع رغباته الحيوانية ..


أمسك هاتفه ليرى المكالمات المهمة التي فاتته ..

قطب حاجبيه بتفكير وهو يتصل على رقم فاته قبل قليل ..
وبصوت حازم خشن قال: ألووووو

الآخر رد عليه بعربية متكسرة/خبيثة: أهلا أهلا بالسيد ئبدالوهاب

أبا مرشد بنبرة متعالية غاضبة: بومرشد يا وووولد ..

الآخر بخبث باسم: اوووه اني اسف أبومرشد فلتئزرني ئلى ئفويتي (فلتعذرني على عفويتي)

أبا مرشد بذات الغضب المستاء الذي يريد اخراجه بعد الذي حصل قبل قليل: خلصني انت منوو ..!!!

الآخر بذات اللسان المتكسر وذات الخبث: اووووه ألم تئرفنييي يا سديكي..؟؟؟ (ألم تعرفني يا صديقي !!)
انا آندي ..

رفع حاجبه الأيسر بتساؤل خشن: آندددي ..!!!

صمت وهو يشعل سيجارته، وبعد أن نفث الدخان قال بذات خشونة صوته:
وين غاط انت .. !! امره مالك حس ..
(غاط = مختفي)


رد آندي بنبرة متلاعبة ظهرت مع عربيته التي إرتكّت داخل لسانه الفرنسي:

كنت استجم كليلا كبل أن يبدأ اللئب الهكيكي (كنت استجم قليلا قبل أن يبدأ اللعب الحقيقي)

أبا مرشد بنبرة صارمة حذرة: ومتى بيبدا اللعب الحقيقي على قولتك ..!!

آندي بابتسامة خبيثة: هذا السبت يا سديكي (يا صديقي)

نهض أبا مرشد بصدمة: هالسبببببببت ..!!!!
بغضب كاسح اردف: ليش ما تقولووولي من قبل ..!!!!

رد آندي بضحكة باردة: هههههههههه اهدأ يا سديكي اهدأ .. انا شخصياً لم أئرف إلا منذ كليل
فجمائتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمئ فيه ..
(اهدأ يا صديقي اهدأ .. انا شخصياً لم اعرف الا منذ قليل فجماعتنا لم تتأكد الا اليوم من المكان الذي سنجتمع فيه)

أبا مرشد بتهكم حاد: خبرني يلا وين بيكون الاجتماع ..!!!

آندي: سيكون إن سبين (في اسبانيا)
تهديداً في ........


.
.
.
.
.
.
.


اليــــوم التــــالي
الجمعــــــــــة




كان بيت خويدم الكبير كخلية نحل كبيرة، فتلك تنظف المجلس وترتب طاولاته بتناسق، وتلك تغسل الصحون والأكواب والملاعق، وتلك مع شقيقتها يصنعان الحلوى والأطايب والسلطات
وتلك تبخر المنزل وتعطر أجوائه بروائح عودية تُسكر الحواس ..

ما إن انتهين النساء والفتيات من التنظيف والترتيب حتى دخلت كل واحدة منهن حمامها الخاص واستحمت لتخرج وتتزين بعدها ..


خرجت شما من الحمام وهي تنشف شعرها الطويل بأنفاس منهكة ووجه محمَر من أثر بخار المياه الحارة

وقفت أمام المنظرة لتتأمل ملامحها الناضجة بالفتنة .. وهمست لنفسها بعد أن زفرت زفرة موجعة عميقة:
يلين متى يا شما بتمين جيه ..!!!!
يلين متى بتمين تضيعين شبابج على انسان ما يفكر بج ولا حفلبج من الأساس ..!!!
(حفلبج = اكترث لك)

وابتسمت بخفة ساخرةً من حالها البائس: والمشكلة جرحج ..؟!
كيف تفكرين انتي يا شما ؟!
كيف ؟؟

تنهدت وأخذت تضع مرطب الوجه ومرطب العين بذهن شارد تماماً

ذهن رفرف مع ذكريات "كانت" مفرطة بالجمال ..!!!


.
.



قبــل 13 سنــة



كانت جالسة كعادتها اليومية في حديقتها الغناء التي تقبع خلف البيت بجانب المطبخ الخارجي
وتقطف زهور الفل والياسمين لتنسق باقة تهديها لمعلمتها التي تعزها كثيراً في الغد ..

قالت وهي تفكر بطفولية عذبة: اممممممم وينه مرشيه مال الماي ..!!

التفتت وهي تحاول تذكر أين وضعته ..!!

مشت لحيث النخيل المتواجد في باحة المنزل الأمامية ورأت بخاخ الماء الصغير ذات اللون الأنثوي على التراب الخصب

حملت البخاخ وهمت بالرجوع إلى حديقتها .. ولكنها تراجعت برعب وهي ترى سيارة أخيها بطي تدخل البيت فجأة ..

ما إن لاحظت وجود رجل غريب بجانبه حتى اختبأت بين الحائط والنخيل الذي اخفاها عن الأنظار ..

وقفت مكانها وساقيها ترتجفان .. وأخذت تدعو ربها أن لا يراها أحد ..

كان قلبها يدق بشدة والعرق بدأ يتصبب من وجهها الصافي .. وحر الشمس بدأ يسبب دوار طفيف في رأسها ..

خرج الشابان من السيارة ..
ورأت أخاها بطي يجلس فوق مقدمة سيارته بجلسة مسترخية كسولة .. والآخر واقف بوقفة مسيطرة متفجرة بسمو النفس عاقداً ساعديه أمام صدره الرحِب ..


بدأت دقات قلبها تصدح أرجاء دماغها المرتعب

يا إلهي ماذا سـ تفعل ..!!

تقسم بأنها سـ ترى رأسها معلقاً امام عيناها لو "فقط" اشتم بطي رائحتها قريبةً منهم ..!!!!

يا إلهي ..!!

أكان يجب عليها أن تخرج الآن وتنسق الباقة ..!!

لمَ لمْ تنتظر قليلاً ..!!

يالغبائها ..
افففففففففففففف



اختبأت إلى أن لاحظت بأن أصوات شقيقها والرجل الذي معه اختفت تماماً، أخرجت رأسها قليلاً لتتفاجأ بأن الرجل الغريب ذو القامة الضخمة الطويلة مازال موجوداً وكأنه ينتظر أحداً ما ..


استغلت الفرصة لتتأمله وتمسح بناظريها ملامحه التي فتنت مقلتيها بصورة غريبة ........ مؤلمة ..

توردت خدودها .. وشعرت بضربة قوية على قلبها ... وانقلبت نغمات خفقاتها بلحن شديد الثوران .. والهيجان ...!!!!

خفقات اصطدمت بـ خجلها .. روحها العذرية .. وزلزلت كيان براءتها ...!!!


ظلت على وقفتها المتأملة وعيناها تغرقان في بحر هيبته المفرطة ..

إلى أن لمحت من بعيد قدوم شقيقها بطي ويداه تحملان أكياس عدة ..

أخذ الرجل الغريب الأكياس وسلم على بطي .. ثم دخل السيارة وخرج من باحة المنزل ..


خرج الرجل الغريب كما دخل جاهلاً أمر الصبية المختبئة ... وما حلّ بقلبها الذي تشبث بمعالم رجوليته الصرفة بجنون ..!!

وبعد سنة واحدة، كانت صدمتها أقل ما يقال عنها بالشديدة ... عندما علمت بأن الرجل ذاته الذي أحبته وتعلقت بخياله العـذب هو نفسه يطلبها للزواج ..!!

كيف ولماذا ومالذي حصل ..... هي لا تعرف ابداً ..؟؟

الذي تعرفه أن في تلك الليلة لم تنم من فرط سعادتها ... من شدة ارتباكها الذي تفجر مع حيائها الفطري ..... وبسبب اشتعال احلامها الوردية بـ حياتها القادمة معه .....


ولكــــــــن


ذلك كله طار بخفة كما تطير الأوراق المحترقة السوداء بـ ترمد باهت فاقداً للحياة ..!!!!

طار عندما عرفت بأن الرجل الذي احبته وتعلقت به لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق الحب والاحترام ...... لم يكن ليفكر بها كأنثى تستحق عزة نفس بعد ان مارس اجرامه عليها بشكل بشع/وحشي ...!!


.
.


رجعت لأرض الواقع وهي تقبض بيديها زاوية طاولة الزينة بشدة ... ووجهها تحول لجمود قاسي

وهمست بخفوت مرتجف/بقوة عاطفة مجروحة:
خلاص لازم اعدي هالمرحلة من حياتي .. عمري بيضيع على أوهام رسمتها انا بغباء في خيالي ..
وإنت يا سلطان
صدقني إنك فقدت أغلى قلب حبك ودسته
صدقني ..!!!!


تنفست بعمق لتبث في روحها طاقة ايجابية تخولها لرسم بسمة شفافة على ملامحها ..

وضعت اللمسات الأخير من مكياجها الناعم ورتبت شعرها الذي لم ينقصه سوى تجفيف خفيف بمجفف الشعر ويصبح في أروع حلة ..


نزلت فيما بعد لتشرف على الأوضاع بشكل كامل قبل أن يأتوا الضيوف ويجتمع الجميع على الغداء ..


.
.
.
.
.
.
.


اسبانيـــــا
قرطبـــة



كان الهواء العليل يهب بنسائمه المنتعشة أجواء المكان الذي حام حوله عبق أطلال ماضٍ مجيد، وأبداع فن كان ولازال من أهم الفنون التي شهدها العالم أجمع ..

هتفت الأخصائية مريم بانبهار وهي تصور الأعمدة نصف المحطمة والتي كانت من بقايا مدينة الزهراء الفاتنة: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، منو يصدق إن المسلمين في العصور الجديمة كانوا بهالإبداع الفني والعمراني ...!!!
أنا عن نفسي ما اكتشفت هالشي الا الحينه ..

أردفت ناعمة بنظرة لامعة تنتعش بالفخر: كانوا أقل من مبدعين وفنانين، وعبدالرحمن الناصر يوم قرر يبني هالمدينة كان هدفه إنه يحولها لمدينة عالمية تنافس كل المدن اللي كانت مزدهرة في ذاك العصر وقدر يحقق هدفه وخلى مدينته تحفة معمارية اييها القاصي والداني من كل مكان، سواء للتعليم أو العلاج أو التجارة أو السياحة ..

الطالبة حمدة وهي تتسائل: أبلة أبلة، عبدالرحمن الناصر هو صقر قريش صح ..؟!

اجابتها ناعمة وهي تهز رأسها بـ "لا": لا لا صقر قريش هو عبدالرحمن الداخل الأموي، ومؤسس مدينة الزهراء عبدالرحمن الثالث أو الناصر اللي انا ارمس عنه يكون حفيد الأمير عبدالله واحد من أحفاد عبدالرحمن الداخل وسابع أمراء الأندلس ..

حمدة: يعني عبدالرحمن الداخل يده العود

ناعمة بضحكة خفيفة: هيه يده العود على قولتج

أتتهم زينب مهرولةً بسعادة .. وبيدها حبات من الزيتون الأسود الطازج: أبلة ناعمة شوفي شو لقييييييييت ...

اتسعت عينا ناعمة وهي تتساءل ببسمة حلوة: من وين يبتي هالزيتووون ..!!!

لفت زينب رأسها وهي تأشر على شجرة زيتون كبيرة قريبة منهم: من هاييج الشيرة ..

ثم أشرت لعلى رجل طويل القامة يصور المناظر الطبيعية من بعيد: هذاك الريال الهندي قطفلي الزيتون يوم شافني اناقز تحت الشيرة وما رمت اقطفهم ..

حمدة: ههههههههههههههههه مشكلة ياخي السيدة ملعقة ..

مدت زينب لسانها وقالت بتهكم: ها ها ها ما يضحك ..

ناعمة بنصف عين: قلتلكن ألف مرة خلكن عداليه ولا ترمسن أي واحد غريب
(عداليه = بقربي)

زينب بفم مزموم: أبلة هو ياني ورمسني مارحتله أنا

ناعمة بذات النظرة: زين يلا امشن جدامي

وأخذت تبحث عن روضة بعيناها: بنات شفتن أبلة روضة ..؟؟

: بخخخخخخخخخخخخخخ ..

صرخت ناعمة بجزع: وابوووووووويييييي .. يعععلج يا رويضضض ريل يععلمج المذذذذهب ..

ضحكت روضة بصوت عالي .. ثم هتفت بخبث متلاعب: آمييييييييين وانتي معايه في نفس الليلة ..

ناعمة بغضب طفيف: وين تختفين انتي ..؟؟؟

روضة: هههههههههههه ام حمودي ردت من صلالة ودقت عليه تسلم فديتها ..
توني مسكره عنها ..

اختفى الغضب من ملامحها لترتسم بدلاً عنها ابتسامة دافئة .. وقالت:
فديت أم حمودي ياربي ولهت عليها والله

روضة: شو سويتن من ورااايه اعترفن يلاااا ..

هتفت ناعمة وهي تضع جهاز الكاميرا الخاص بها في حقيبتها: ماشي قعدنا نصور ونتكلم شويه عن مدينة الزهراء

روضة: ايووووووا .. انزين نعوم حبيبتي لا تنسين تسويلي كوبي من صورج .. تصويرج احلى عن تصويري ..

ناعمة بخبث باسم: ما نعطي شي ببلاش نحن

روضة بتهكم رقيق: نعوووم عاااااد عن السخااااافه ..

ضحكت ناعمة: ههههههههههههه زين زين افففف حشرتيني ..

ومشت مع روضة والفتيات إلى أن وجدن انفسهن بقرب الرجل الهندي الذي قطف لزينب حبات الزيتون ..

وبطفولية لعوبة من حمدة: كيسااااااهيييييي ؟؟؟

التفت إليهم الرجل ذو الطوق الأسود الموضوع فوق رأسه ليرفع شعره إلى الوراء كما حال الشباب هذه الأيام ..

عدل نظارته ذو الإطار الأخضر الفسفوري فوق انفه وهز يهز رأسه بابتسامة كبيرة بلهاء: تيك هييييي (انا بخير)

وبانجليزية تخللتها لكنة الهنود المعروفة: وات أباوت يوووو ؟!

هزت حمدة رأسها ببلاهة مضحكة: آم فيري قوووود شكرياااا ..

فرغت روضة فاهها بـ دهشة .. وهتفت بصوت عالٍ غير مبالية للهندي الذي لا يفقه العربية: يخرب بيتج يا حمدووه ماخذه راحتج في السوالف مع الرياااال ..

ضحكت زينب لتقول: هههههههههههههه أبلة روضة، حمدوه مدمنة أفلام هندية وتحب الهنود وايد ..

جرت ناعمة يد حمدة التي مازالت تهز رأسها بشكل مضحك .. وقالت وهي تكتم ضحكتها بقوة: حسبي الله على عدوج يا حمدوه بسج هز هززتينا وياااج ..


ابتعدوا قليلاً عن الرجل ومازالت ابتسامته الكبيرة ترسو فوق ثغره ..

هتفت روضة بحالمية مضحكة ناسيةً أن طالباتها معها وان الرجل مازال قريباً منهم وسمع احاديثهم:
اف اف اف يا نعوم يلعن شكل ابليسه مزيوووووون ..

وأردفت بعينان تملأهما القلوب بشكل كرتوني: متأكدين ها هندي يا جمااااااعة ..

حمدة بذات الحالمية: آآآآه والله صدقتي يا رويض اسميه صارووووووووخ ..

ضربت روضة مؤخرة رأس حمدة وقالت بتهكم: رويض أونه .. وين راحت هيبتي يا مسودة الويه..!!!

حمدة بفم مزموم متهكم: يوم نرد المدرسة بنردلج هيبتج، خلينا الحين ناخذ راحتنا بشوفة هالويوه السمحة


ناعمة بضحكة لم تستطع كتم رناتها: ههههههههههههههههه امفففففففف عليكن من بنيااااااات تتغزلن بالريال وهو عدالكن .. لو هو يعرف عربي وفهمكن شو بتسون ..!!!!
(امف = تعبير شعبي يخرج عند التهكم والاستنكار)

روضة بضحكة خفيفة: ههههههههههه لا لا ماظنتي يعرف عربي شكله هذا مودرن هب شرات هنود بلادنا ..

التفتت ناعمة للرجل الذي مازال مبتسماً لتقول بنبرة أنثوية لعوبة: يا جماعة من حيث إنه مزيون فهو تعدى مرحلة الزين والله هههههههههههههههههههههه

صفرت زينب وهي تصفق بشقاوة مرحة: اوووووووووه أبلة نعوم انحرفت بعدددددد

قرصتها ناعمة برقة وهي تضحك بنعومة: هههههههههههههههه نعوم في عينج خلي هيبتيه في حالها ولا تقربين صوبها

وأردفت وهي تدفع الفتيات من أكتافهن بعجلة: يلا يلا امشن جدامي بطينااا على الباجيين ..


.
.
.
.
.
.
.


دبـــــــــي



كان الرجل المُسن جالساً لوحده في الجلسة العربية أمام باب صالة المنزل ..
واشعل مدواخه وهو يهز عصاه امامه ..

كان شارد الفكر لمكان بعيد، بعيد جداً ..!!

آآآآه .. إن السنون قد تراكمت بحزنها ووجعها على قلبي المُسن ..

أكُتب علي أن أشهد بعيني فراق زوجة حبيبة، وابنة مدللة ..!!

أكُنت من الرجال الذين كُتب عليهم أن يبكون فقد إناث كنّ فراشات تطير في سماء قلوبهم
وفضاء ارواحهم ..!!




نيلا
يــا نيـــــلا ..
يـــا خفقـــات عمــــر أبــــيكِ



كيف ذهبتِ هكذا من غير أن أشم رائحة قبلتك على كفوفي المجعدة ..؟؟

أخبريني كيـــــف ؟؟

قاسية أنتِ يا مدللة ...... قاسية ..

رحلتِ وأخذتِ معك جمال دنيا ناصعة البياض
وضحكات كانت من إرث روحك الطاهرة ..!!

آآه يا ابنة الروح ..



مسح جانب وجهه وشيب لحيته الرمادية بيده اليمنى "التي ارتعشت من عظم حزنه".. وقال بنبرة مبحوحة خافتة:
ربي يرحمج ويغفرلج يا بنتيه .. ويرحم ريلج وولدج الغالي عبيد ..


وبشوق كبير داهمه على حين غفلة .. صاح بأحدٍ يجلب له الهاتف: عبيييييييييد .. بو نهياااااااااااان
حمممممممممممد ..

حد فيكم اييبلي التلفون ابا ارمس ولديه حاااارب ...


كان حمد ينزل من الدرج صدفةً عندما سمع نداء جده: لبيه يديه آمرني ..

الجد بصوت مبحوح عميق: فديتك حمد هاتلي التلفون ابا ارمس حارب

حمد وهو يخرج هاتفه: تامر يا بوعبيد الحينه بتصلبه

أتصل بـ حارب ووجد أن هاتفه مغلق ..

قطب حاجبيه باستغراب: يديه تلفونه مبند

هتف أبا عبيد وتنفسه بدأ يثقل وبحة صوته تكاد تخنقه: وينه حارب ..!!
تولهت عليه وعلى اخته موزانه ..

حمد بابتسامة مطمئنة: ماعليك الغالي .. برد اتصلبه إلين ما يرد عليه وبخليه يرمسك ..


.
.
.
.
.
.
.


العيـــــــــن




كان مجلس النساء يعج بصخب لعب الأطفال وأحاديث النساء والفتيات وضحكاتهن الممتلئة بالبهجة والاستمتاع ..


ام مهرة بابتسامة حنونة: يلا ميراني شدي حيلج هالسنة انتي ومهاري ..
نباكن تييبن نسب ترفع الرااااااس ..

ميرة بخجل طبيعي: ان شاء الله خالوووه ادعيلنا انتي بس

مهرة بنصف عين ماكرة: امايه ميروه ما تذاكر أصلاً وين بتييب نسبة حلوة ..!!

قرصتها ميرة بحنق .. وقالت: اشششش انتي .. لا تخربين سمعتيه عند خالوه فديتها
ادرس انا ادرس .. حتى سألن حصوه هي مجابلتني 24 ساعة ..

حصة وتأشر بيديها بسخرية: انتي كتبج ما تعرفين وينهن اصلاً

ضحكن الأمهات والفتيات على تعليق حصة الذي اثار غضب ميرة وقالت بفم مزموم:
والله ادرس، حصوووه تخرط عليكن ..

شما بمكر باسم: هذا الميدان يا حميدان
الفصل الثالث بيبدا هالأحد والامتحانات بتهل عليج وبنشوف شطارتج عاده ..

ميرة بتهكم طفولي: ماعليه بتشوفون كلكم ميرة بنت عبدالله كم بتييب ..

العنود بابتسامة ناعمة: عنيه افدا ميرة عمة العيال والله ..
محد غيرها اللي بتييب أعلى نسبة ان شاء الله ..

ميرة بابتسامة كبيرة وهي تقبل خد ابنة عمها وزوجة شقيقها: اممممموووووواححححح
ويلوموووني بحبج يالقلب .. انتي اللي تعرفين وتقدرين مواهبي يا ام مااااااايد ..

هتفت عوشة بنبرة نزقة ساخرة: الله يستر بس اخاف عقب تيبيلنا في ال 60 ويبتلش ابوج فيج وما يحصل جامعة تقبلج ..

آمنة بغضب حاولت اخماده تحت نظراتها الباردة المستهزئة: تييب في ال 60 وتنجح أحسن من ما تعيد السنة 3 مرات ..


صمت فجأة كل من في المجلس بتوتر الا حصة وميرة اللتان كانتا تكتمان ضحكاتهما بأصابعهما ..

عضت أم سيف شفتها السفلى وهي تسب في قرارة نفسها لسان شقيقتها آمنة الذي لا ينفك يخرج سليطاً على عوشة دوماً .. وبنبرة خافتة همست لوالدتها ام معضد: بنتج أمون متى بتيوز عن سوالفها ..!!!

هزت ام معضد والدة شريفة وآمنة رأسها بقلة حيلة ثم اجابت بحدة خافتة: ماعرف شو اسوي في هالبنية .. غدت حرمة وام عيال وبعدها ما ودرت شطانتها ..




من جانب آخر ...


قبضت عوشة يديها بقوة وهي تشتم آمنة في داخلها والغضب يكاد يعمي عيناها ..!!!

لكنها قالت ببرود ولامبالاة أظهرتهما بقوة شديدة: والله على ايامنا المناهج كانت صعبة وايد هب شرات الحينه

كانت سترد عليها آمنة بسخرية لكن شقيقتها أم سيف اسكتتها بأن قالت: هيه والله صدقتي يا ام زايد لوّل المناهج كانت صعبة محد يروم عليها ..

اقتربت ميرة من خالتها آمنة لتهمس لها بشقاوة مُستمتعة: يسلم يمين من رباج يا بنت عيسى ..

آمنة بفم مزموم مغتاظ: ما خلتنيه امج اكمل ولا كنت راويتها جيمتها بنت ابوووها ..

التفتت لترى شما ترمقها بنظرات غاضبة: وابويه طاعي شميم شقايل تخزني بعيونها هههههههههههههههه
(شقايل = كيف)

انضمت حصة لهن وهي تهمس: ايه خلاص اسكتوا طاعو يدوه محَرجه واطالعنااا
(محَرجه = معصبة)

قالت أم نهيان وهي تلتفت لموزه الصامتة: اشحالج موزه امايه ؟!

موزة وهي تأشر: انا بخير الحمدلله انتو اشحالكم واشحال يديه ..؟!

فهمت أم نهيان اشاراتها البسيطة وابتسمت: طيبين ما نشكي باااااس ويدج تراه يباااااج تيينه انت وحارب يقول متوله عليكم وايد ..

ابتسمت موزة ابتسامة ناعمة كنعومة ذرات الثلج: فديت يديه يا ربي .. بييكم ان شاء الله جريب ..



أمضين النسوة في احاديثهن ومواضيعهن اليومية التي لا تنتهي حتى نهضت أم نهيان وقالت باعتذار:
اسمحولنا عاده بنترخص عنكم ..

أم سعيد: افااااا يا ام نهيان وييين .. تقيسون الدرب وتروحون ..!!

أم نهيان: ماعليه فديتج السموحة منكم .. قوم بوظاعن عم العيال يايينا من بوظبي وما نبا نبطي عليهم ..

ميرة باستياء: ما شبعت من مهااااااري

مهرة بذات استياء صديقتها: ولا انا والله ..

أم نهيان: اقربوا صوبنا يا جماعة ونوروا دبي ..

ام العنود: ان شاء الله يا ام نهيان لازم نردها لكم فديت قلبج ..

سلمن النساء والفتيات على بعضهن أمام الباب ثم خرجت أم نهيان مع ابنتها ..




أم سيف بصدمة وهي تضع يدها على خدها: طاعوووووو أم نهيان نست صواني العيش والهريس ..

والتفتت الى حصة باستعجال وقالت: حصووه حصووه سيري إلحقي عليهم قبل لا يتحركوووون ..

لبست حصة غطاء رأسها بسرعة وهي تبحث عن حذائها لتلبسه ..


خرجت للخارج وهي تركض لتوقف السيارة ..

لم تكد تمسك مقبض باب باحة المنزل حتى فُتح الباب بقوة شديدة أدى لارتطام زاويته برأسها ..


صرخت بألم شديد وهي تتراجع للخلف: آآآآآآآآآي ..

مسحت على رأسها وهي تشعر بدوار والرؤية تشوشت امام عيناها .. وزمجرت بتهكم غاضب: علكم الدحق ماتشوفون انتوو ..!!! عمياااااان ..!!


اتاها صوت خشن ذو بحة متغطرسة متعالية لكنها لم تتجاوز حدود اللباقة: السموحة ختيه ..


ثم أكمل سيره للباحة حيث توجد أطباق الطعام الكبيرة من غير أن يلتفت إليها ابداً ..!!!


حمل الأطباق الثقيلة بخفة وهو غير مبالٍ ابداً بتلك التي تتوجع من رأسها ...


وبغضب قالت حصة في نفسها: الحماااااااااار الخقاااااااااااق ماعرف على شو رافع خششششمه
لكن هالويه انا وين شفته ..!!!!!!
وين شفته يااااااربي وووووين ...!!!


اتسعت عيناها بصدمة عندما تجاوزها ليخرج للخارج ...


وبلا احساس منها قالت بنبرة حادة خافتة وصلت مسامع الرجل: اوووويه انت المغازلجي اللي تحرشت في البنية في دبي مووووول ..


توقف.. واستدار ببطئ قاطباً حاجباه بذهول خرج مع صوته الخشن "البارد": نعم ختيه شو قلتي ..!!!

حركت حصة شفتيها باحتقار شديد .. ورصت على غطاء وجهها وهي تهتف بصوت حاد مزدري:
امفففففف عليييك ..
خسارة والله هالشنب فيك يالهرررم ..


وبسرعة كالصاروخ استدارت ودخلت المنزل ....... تاركةً فلاح في حالة أقل ما يقال عنها

بــالغضــــب الكــاســـح/المصـــــــدوم..!!



.
.



فـي الداخـل



حملت الأطباق وهي تضحك مع شما التي أصبحت قريبة من روحها بعد أن فقدت والدتها الغالية ..

وتعتبرها من الأناس القلائل التي تقبلت وجودهم بحياتها بعد الصدمة النفسية التي واجهتها وذلك لحرص شما دوماً على اشعارها بقيمة الحياة وقيمة الانسان اذ كان محملاً بالقيم التي تؤهله لخلق مستقبل مليء بالإنجازات والإبداعات ..!!!

ولأن شما كإنسانة مُلمة بالتبعات النفسية التي تنشأ في نفس الإنسان بعد أي صدمة عاطفية أو مشكلة كبيرة عاشها في الماضي ... وذلك لأنها درست علم النفس وتعرف كل الأمور المتعلقة به .... جعلتها تشعر بالاطمئنان أكثر لتتحدث بين الفينة والفينة معها ..!!!



شما بمزاح رقيق: هههههههههه اسكتي يا موزوه، اسميني استحيت يوم الهندي تحراني وحده من بشاكير بيتهم،
لهالدرجة انا اشبه الهنووود ...!!!

ضحكت موزة بصمت وهي تضع الأطباق في المطبخ وأشرت:
هيه فيج شوي من جمال الهنديات ما شاء الله ..
لكن عاد يبين انج بنت عرب وناس هههههههههههههه ..

فهمت شما ما قالته موزة وضحكت بخجل: اشدراني يختي شككني في أصلي هذا ههههههههههههههههه

أتت ميرة راكضة ووضعت ذراعها بخشونة خلف رقبة موزة وبصوت عالٍ صبياني قالت: موزانه مس يوووو يالدددبة ..
مرة ثانية ما بنخليج تروحين راس الخيييمة ..

ابتسمت موزة برقة وأشرت: وانا بعد والله ولهت عليكم ..

دخلت حصة ووجهها المحتقن يوحي بعصبية ستنفجر بعد لحظات .. وجبهتها منتفخة ولون ازرق بدأ يغزوها بشكل مرعب ..!!!

شما بجزع: حصيييص بلاااااااه ويهج ..؟؟!!

انفجرت حصة بغضب وهي تصب لنفسها ماء بارد في كأس زجاجي: وااااحد حمااااار ضررربني بحافة الدروااازه ..
(الدروازه في الأصل كلمة فارسية تعني "الباب الكبير"، وانتشرت هذه الكلمة في الامارات كغيرها من الكلمات الدخيلة المجلوبة من الفرس والعجم)


امسكت ميرة وجه اختها بقلق متفجر: منووو هاااا ..؟؟؟

حصة بذات غضبها المشتعل: ماعرف منووو بس جنه حد من قوم مهاري وامها لأن نزل عسب يشل صواني العيش والهريس ..

ميرة: اووووووويه هذا فلاااااااح ..
وأردفت وهي تأخذ قطع الثلج من شما لتضعه على جبهة شقيقتها: مهاري قالتلي ان اللي يابهم اخوها فلاح ..


قالت حصة في نفسها بانفعال: عيل الريال المغازلجي هو فلاح اخو مهاري ماغييييير ...!!!
امف علييييه مسود الويه .. ورافعليه خشمه ماعرف على شووو ..!!

موزه وهي تأشر لحصة بخوف/قلق: تحسين بدووووخة ..؟؟

هزت حصة رأسها بـ "لا" بابتسامة مطمئنة: لا تخافون علي الحمدلله احس العوار خف ..

قطبت ميرة حاجبيها بقلق: شو ما نخاف طاعي يبهتج كيف وارمة ..

شما: لو حسيتي بشي خبرينا عسب نوديج المستشفى
لا تستهينين بضربات الراس تراها خطرة وايد ..

حصة ببال شارد: إن شاء الله ..

شما وهي تستعجل الفتيات: يلا خل انظف بسرعة .. ابويه والرياييل بيحدرون الحينه عسب انثّر على فطامي فديتها


.
.
.
.
.
.
.


أبوظبــــــي
منزل زايد بن سلطان (أبا حميد)



دخل مجلس عمه وهو يضع الهاتف في جيبه بعد أن انتهى من مكالمة مهمة كان بانتظارها

بعد أن جلس بجانب عمه قال بحزم تخلله احترام شديد: عميه طوليه بعمرك بغيتك في سالفة

رد أبا حميد وهو يقطب حاجبيه بتساؤل: خير يا سلطان خبرني

استدار سلطان بجلسته بحيث اصبح وجه مقابلاً لـ وجه عمه: جماعة بومرشد يبون يزخون حارب وماعرف شو السبب ..!!
يعني ماعرف الصراحة هل هم يبونه يتعاون معاهم شرات ماكانوا مخططين قبل ..
ولا يبون منه شي ثاني نحن ما نعرفه ..!!

أبا حميد بحزم بالغ: شحقه يبون حارب ..!!!
هم يعرفون إنه مستحيل يتعاون وياهم عقب اللي سووه في هله ..!!

حك سلطان ذقنه بخفة وهتف من بين نظراته المظلمة: وهاللي ابا اعرفه ..
انا متأكد انهم يبون شي من حارب لكن ما اعرف شو هو ..

وأردف وهو ينظر مباشرةً لـ عمه: بما إنك كنت المسؤول عن سعيد بن خويدم قبل .. قلت يمكن تعرف شي انا اجهله منيه مناك ..
غير ان بوحارب ولد خالة سعيد وربيعه .. فاحتمال كبير يكون يعرف شي يخص سعيد نحن ما نعرفه .. وظني ان ما خاب ايقول ان هالشي هو اللي يباه بومرشد من حارب ويتحراه عنده ..!!!

تغيمت عينا أبا حميد بنظرة عميقة شديدة الحزن/الخيبة المريرة:
لا تذكرني باللي صار دخيل من يعز عليك يا سلطان .. يلين الحينه وانا متلوم ومتحسر من اللي صار في سعيد بـ سبتيه ..
وماظنتي في يوم بسامح عمريه على اللي سويته ..


هتف سلطان بحزم شديد مستنكر: افا يا عميه افا .. انت برمستك هاذي تعترض على حكمة رب العالمين واللي كاتبنه
استغفر ربك بس استغفر ..

تنهد أبا حميد تنهيدةً حارقة وهمس: استغفر الله العظيم واتوب إليه

سلطان بذات نبرته الحازمة: قدر الله وما شاء فعل
ولو انت كنت وياه وقتها .. كان بيموت بيموت لو إن ربك سبحان كتبله الموت ..
هاي مشيئة رب العالمين .. لا تحمل نفسك سبب موته يالغالي .. ما ايوز ..






نهـــاية الجــــزء الســـــابـــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.