شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   90- حبيب الأمس كارا سومرز در الكتاب العربى(كتابة /كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t352480.html)

Just Faith 24-06-16 07:06 PM

90- حبيب الأمس كارا سومرز در الكتاب العربى(كتابة /كاملة)**
 
https://upload.rewity.com/upfiles/udP21067.png


90- حبيب الأمس
كارا سومرز
در الكتاب العربى
الملخص
ظلتجيليان سوبارو طوال فترة المراهقة تري في بيل ماننج لاعب الجولف الشهيرفارس احلامها ...حيث كانت تعلق صوره في كل مكان في غرفتها ....
وكثيرا ما تحدثت مع صديقاتها عنه وتمنت لو قابلته وراته وجها لوجه .... بلانها ارسلت له صورتها ووقعتها باسمها ... لعله يعرفها ....
وبعد سنين قابلته لكنها لم تقابل بيل لاعب الجولف الشهير ....لكنها قابلتانسانا محطما بسبب حادث مرير .... حادث الم به ولم ينساه ابدا .....

تري .. ماذا فعلت جيليان وكيف تصرفت ؟؟؟

https://upload.rewity.com/upfiles/SYi12889.png

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Just Faith 24-06-16 07:07 PM

1 – حـــبــيـــب الأمــس
ــ اذن هل استطيع الاعتماد عليك يا انسة سوبارو في هذا العمل ؟

افاقت جيليان سوبارو من شرودها علي ذلك الصوت العذب الذي تشوب نبراته شيئمن الحزن والمرارة كان صوت بيل ماننج لاعب الجولف الشهير الذي كان يومايحتل قمة التصنيف وينافس جريج نورمان وتايجر وودز وغيرهما من كباراللاعبين والذي طالما عشقته جيليان ايام مراهقتها والي درجة الجنون

انحنت جيليان تلملم اوراقها المبعثرة علي المكتب
غمغمت في ارتباك
-
طبعا طبعا .. هل تريد الانتهاء منه بحلول نهاية الصيف ؟
كانت مجنونة بالفعل ببيل ايام في ال 14 من عمرها فكانت تحتفظ بالبوم خاصجمعت فيه كل الصور و المقالات التي تمكنت من قصا من المجلات والجرائدعندما كان بيل ماننج في اوج مجده وشهرته في بطولة هولدن نيوزيلاندةالمفتوحة وبطولة انجلترا المفتوحة ..بل انها علقت علي باب خزانتها خلفالملابس صورة كبيرة له
-
لا بل بحلول الكريسماس
تاملها لحظات ثم اضاف بهدوء :
-
انت تبدين شاردة الذهن يا انسو سوبارو
ايقظها بيل ماننج مرة اخري من شرودها
غمغمت في توتر
-
ارجو المعذرة فلدي مشروعان اقوم بتنفيذهما في الوقت الحاضر وكنت اتساءلبيني وبين نفسي اذا كنت استطيع تنفيذ الثالث كذلك ...هل تستطيع اعطائيفكرة عن...........؟
نهض بيل من مكانه ففهمت جيليانانه يريد انهاء المحادثة
راحت تجمعا وراقها في شرود مرة اخري
بعد كل ما كان يتمتع به بيل ماننج من شهرة ونجاح تخلي الحظ عنه فجاة بعدحادث مروع ذهب ضحيته والده ورافقته فضيحة كبيرة جعلت كل المعجبينوالمعجبات به يتخلون عنه ...كلهم الا جيليان ...
-
لن يمكنيي ابدا التاقلم مع جدول مواعيد الاخرين
قالها بيل في توتر وبنبرة خشنة
كانت خطوة جريئة بالطبع اقدمت عليها جيليان بدون تفكير تجاه الرجل الذيكانت تهواه في جنون ...لقد ارسلت له صورة كبيرة له وكتبت عليها " احبك يابيل "ثم مهرتها بتوقيعها وزينتها بقلوب صغيرة احاطت بوجهه المتالق فيالصورة
كانت تريد ان تثبت له ان هناك علي الاقل شخصا يفكر به ويتالم لاجله في هذهالمحنة العصيبة ..شخصا لم يتخل عنه بعد ولا يمكن ان يتخلي عنه ابدا
مهما حدث
-
يمكنني ان اعدك انني سوف .....
قالتها جيليان مهندسة الديكوردا علي بيل الذي بدا مضطربا ومتوترا
قاطعها في برود
-
لدي اشغال اخري الان يا انسة سوبارو يمكنك الاتصال بي فيما بعد
ساءها كثيرا لهجته الباردة لكنه بيل الذي كبرت علي حبه ..اضف الي ذلك فقدصارت الان مهندسة ولها مكتب ترعي مصالحه وكما يقول المثل فالزبون دائماعلي حق .......
لم تتلق جيليان ابدا ردا علي الصورة التي ارسلتها الي بيل ماننج لاعبالجولف العالمي ... ومع انها قد حزنت لذلك كثيرا في البداية فقد واصلتمراسلته والاعجاب به
ثم كبرت جيليان ومضت بها السنون وظلت الصورة الكبيرة خلف ملابسها فيالخزانة لكنها لم تعد وحدها فقد علقت الي جواها صورا اخري لبراد بيتوويللي كلاوس ومجموعة من الفنانين
ثم بلغت جيليان عامه ال20 وتركت منزل ابويها لتقيم في شقتها الخاصة بها .. وحينها تخلصت من كل الصور ..عدا صورة بيل ماننج الذي احتفظت كذلك بالبومصوره ومرت السنوات تتري وهاهي الان في ال25 من عمرها ولم يعد الرجال فيحياتها مجرد اشباح تسكن صورا تعلقها علي الحيطان وتتاملها باعين حالمةوقلب مضطرب
لقد صاروا بشرا من لحم ودم يحاولون التقرب اليها لكن بيل مانج ظل الرجلالاول في حياتها ...الرجل الذي ايقظ في نفس الفتاة المراهقة تلك العاطفةالجميلة التي تجعل قلوبنا تنبض بالامل وتخيل مر حياتنا شهدا لا نشبع منهابدا ...
انها عاطفة الحب.........
-
سيسعدني ان تاتي الي جونتراس وقضاء بعض الوقت هناكلتطلعي بنفسك علي اعمال الديكور الاخريالتي اريد منك تنفيذها
اضاف بيل وهو يستعد لمغادرة المكتبثم تابع في تهكم:
-
لقد اعجبني جدا اسلوبك في العملولا يمكنني بالطبع ان اطلب منكالغاء اعمالك الاخري
يبدو ان بيل ماننج الان زبونا يصعب جدا التعاملمعه
تمنت جيلين لو ان تستطيع رفض طلبه علي الفور لتجنب نفسها المتاعب معه لكنبوب شريكها في المكتب سيغضب جدا اذا رفضت لاسيما وهو يعلق علي هذا المشروعاهمية كبري اذ يمثل بيل ماننج بشهرته الطاغية زبونا له وزنه الكبير ومنالمستحيل ان يفوت بوب فرصة العمل عنده ولو علي سبيل الدعاية للمكتب
-
سيقبل مكتبنا بكل سرورالاهتمام بمنزلك عندما تريدساتصل غدا بك لنحددموعدا لزيارة المنزل
-
حسنا الي اللقاء يا انسة سوبارو
كان يحدق فيها في تركيز هذه المرة
ودعته في خفوت
-
الي اللقاء سيد ماننج
هذا الزبونالجديد ليس الا بيل ماننج لاعب الجولف الذي كانت تحبه في فترة المراهقةكانت لاول مرة تراه وجها لوجه انه لم يعد يشبة ذلك الشاب المتحمس الذياحبته لقد اصبح الان اشبة برجل اعمال لقد انقطع عن اللعب منذ الحادث وماتبعه من فضائح علي صفجات المجلات والجرائد لقد اتخفت ابتسامته المرحة معالجميع وخاصة الصحافة ان جيليان تفهم سبب هذه المرارةالتي تضح بها نظراتهلقد آذته الصحافة ايما إيذاء
لكن........ قد مضي علي ذلك 10 اعوام فلماذا لازالت هذه المرارة عليملامحه لقد كان بطل مراهقتها ومع ذلك عاملها اليوم دون اهتمام اواحتراميبدو انه سيكون زبونا صعبا ويبدو انها يجب عليها ان تنسي ذلك الشابالمثالي الذي كان يحتل احلامها في الماضي
سالها شريكها بوب ممازحا
-
اذا كيف وجدت حبيب الطفولة
تنهدت في اسي واجابته
-
ستجعلني اندم لانني اخبرتك بهذه الحكاية...آ
رمت حقيبة يدها علي مكتبها
رديتصنع الاسي
-
يا خسارة اشعر ان الامور ليست علي ما يرام بينكما
-
اجابته في ضيق
-
لو لم يكن بيل صاحب اجمل منزل قديم لو كان بامكاننا ان نتخلي عن عقدكهذا ودعاية كهذه لكنت قلت له ان يتصل بغيرنا انه لم ينظر الي حتي ...اقصدانه لم يظر الي كانسانة هل تفهم ما اعنيه كيف سيمكنني الاهتمام بمنزله فيظل هذه الظروف انه يريدني ان اقيم في منزله اثناء العمل اتدرك ذلك رغمتعجرفه وسخريته
-
اجابها بوب في تعجب" اهدئي يا جيليان .. لم ارك علي هذه الحالة من قبل
-
ردت في ضيق
-
لانه لم يسبق لاحد ان عاملني بهذه الطريقة من قبل
اجابها في بساطة
-
اعلم ذلك لكن كما يقولون الزبون دائما علي حق وبيل زبون مهم ولابد اننحرص علي ارضاءه ...لو انك نظرة اليه نظرة من نظراتك الرائعة
بالمناسبة لماذا تصرين دائما علي لبس هذه النظارة لست بحاجة اليها الا اثناء العمل
اجابته في حيرة
-
اجل ..لكنني لست ادري ربما لان النظارة والشعر المعقوديوحيان بالثقة لدي الزبون
-
رد في مكر
-
بل انت تختبئين خلف هذه النظارة لكيلاتقولي لرجل نعم مرة
ردت في حدة
-
اسمع يا بوبنحن شريكان في العمل فقط لذا لا ..
قاطعها في سرعة
-
لكن يمكننا الاتفاق علي امور اخري ..اتمني لو نعمل علي توسيع شراكتنا
تطلعت اليه جيليان في صمت ...
لقد كانت تحبه كزميل وشريك لكنها لا تفكر ابدا في اقامة علاقة حميمة معهربما يعتبرها البعض فتاة رجعية اذ ان بعض صديقاتها لم يكن ليترددن لحظةواحدة امام شاب مثل بوب اما هي فلا لقد تخصصت في الديكور الداخلي وبداتاعمالها تلفت الانظار ..
حتي الان لم يظهر الرجل الذييمكن ان يحتل مكان بيل ماننج في قلبها

Just Faith 24-06-16 07:28 PM

2 – وكـــــــر الـــشـــيــــطــــان
في اليوم التلي اتصلت جيليان بزبونها الجديد بيل
-
صباح الخير انا جيليان واتصل بك من اجل.....
اتفقا علي اللقاء معها في المساء وكان كلامه معها جافا
عادت الي المكتب لتخبر بوب
-
ولا يستطيع السيد بيل استقباليقبل اسبوع من الانولقد اقترح ان نلتقي مساء اليوم فما رايك
سالها وهو يتفحص ملامحها في اهتمام
-
هل تخشين ان تضعفي امام حبك الاول
لوت شفتيها في تذمر واجابته
-
انا اتكلم عن العمل يا بوب كيف ساتمكن من الاتفاق معه بينما هو يحدثنيبطريقة عسكرية جامدة لا استطيع ان اهتم بمنزله اذا لم يكن بيني وبينه بعضالتفاهم اكره ان اوافق علي اي عمل من اجل المال فقط
رد في سرعة
-
لكنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا يا جيليانومن الافضل ان تهتمي بهذا العملانت لانه مجال اختصاصك
علقت في ضيق
-
اذن فعليك ان تتوقع انني ساستنجد بك علي الفور
-
رد ضاحكا
-
لا تتاخري في طلب النجدةمني اذا تخطي السيد ماننج حدوده
كان لقاؤهما فيواحد من افخر مطاعم المدينة لكن كانت تكاليف تناول الطعام في مطعم كهذاتفوق كثيرا قدرة المكتب المالية اذ كان من عادتها هي وبوب ان يدفعا الحساباثناء اللقاءات الخاصة بالعمل
وصلت الي المطعم فوجدت ان بيل قد سبقها تقدمت نحو الطاولة التي يجلس عليهافراته يحمل كوبا من العصير في يده وقد انهمك في مطالعة بعض الوثائق
رفع نظره نحوها فشعرت انها كسبت نقطة خاصة بعد ان اهتمت كثيرا بنفسها فقدارتدت ثوبا اخضر من الحرير الناعم وحملت حقيبة اوراقها الجلدية السوداء

نهض من مكانه ومد يده اليها قائلا
-
مساء الخير انسة سوبارو
كان يتاملها بامعان بعينيه الزرقاوين ..
لقد تذكر اسمها هذه المرة
لكن ..لماذا لم ينظر اليها في المرة السابقةيبدو هذا المساء كانه يعتبرهاشخصا يستحق الاحترام
ها هي قد حظيت باهتمامه اخيراويجب ان حافظ عليه
اجابت في رقة
-
انا اسفة يا سيد ماننجلانني كنت غير دقيقة في لقاءنا الاوللقد كنت مشغولة البال باعمالي الاخيرة واتمني ان تعذر شرودي انذاك
لملم اوراقه واجابها في هدوء
-
لكنك اليوم مختلفة تماما .. هل اطلب لك شرابا
هزت راسها واجابته بابتسامة رقيقة
-
كوبا من الليمون البارد من فضلك
طلب من الخادم ان يحضر لهما الشراب ثموضع اوراقه في حقيبته
كانت كل حركة يتحركها تكشف عن بنيته الرياضيةلكنه ازداد وسامة عما كان عليه في الماضيرغم الحزن الذي تخفيه عيناه الزرقاوان
كم كان يحيرها بيل ماننج
خشيت ان يكشف افكارها فسوت نظاراتها
ان بيل ماننج مجرد زبون ليس اكثر ويجب ان تحصر تفكيرها معه علي العمل فقط
سالته
-
هل سبق لكان اتصلت بمهندس ديكور اخر سيد ماننج
-
رد في اقتضاب " لا"
-
قالتاذن دعني اشرح لك طريقة عملنا
-
سالها
-
عملنا
-
اجابته في سرعة " اقصد انا وشريكي بوب
حسنا نحن نحب في البداية ان نتعرف علي اذواق زبائننا زاهتماماتهم الخاصةواسلوب حياتهم ..اما بالنسبة لك انت فنعتقد اننا نعرف مسبقا ما تفضله "
كانت هذه اشارة واضحة الي ماضيه كلاعب تنسلكنه لم يظهر اي ردة فعل
تابعت في جدية
-
وطبعا الهدف من لقاءنا الانالاتفاق حول تفاصيل العمل و . ..
صمتت واحست بالارتباك ..
لماذا يصعب عليها الحديث مع هذا الرجل
انه لا يفعل شيئا سوي التطلع اليها في صمت وتركيز ويبدو انه يستمع اليها في اهتمام
فضلت ان توجه اليه سؤالا مباشرا يصعب عليه التهرب منه والصمت امامه
-
كم غرفة تنوي اعادة ديكورها
-
رد قائلا
سبق وان قلت بوضوحكل الغرف انسة سوبارو
-
كل الغرف تقصد ان تقولبان المنزل سيكون فارغاواننا سنقوم باعادة تنسيقه من الاساس
-
قال ليس تمامااريد ان نري كل شيئ بتفاصيلههل ادهشك هذااتعتقدين ان هذا العمل يفوق قدراتك
-
اجابت متجاهلة سخريته
-
بالتاكيد لالكنني اعترف انني لم اقم من قبل بتنفيذ مشروع بهذه الاهمية
يا الهي ماذا قلت ماذا لو الغي كل شيئ
رد في برود
-
يدهشتي صدقك
-
اجابته في سرعة
-
انا دائمة صادقةمع زبائني حتي لو كان هذا الامر شاق علي ..هذا المساء مثلا اري انني عوملتبطريقة غير جيدة
بدت الدهشة في نظراته فتابعت
-
سيد ماننج عندما يتصل بي احد الزبائن من اجل مشروع ما افضل اولا ان يتمعادة بجو من الثقة المتبادلة اعلم انني لا العب دور تاجر يسعي فقط لبيعسلعة

لم يترك كلامها اي اثر علي وجه بيل ماننج فتوترت وتطاير الشرر من عينيها
نزعت نظاترتها بحركة مفاجئة وانحنتنحوهقائلة
-
اذا اصررت علي عدم الكلام هكذا سيد ماننج فاعتقد انه من الافضل ان نبقيحيث نحن لا يمكنني العمل في الفراغ انا ارفض ان افعل كبقية مهندسي الديكورالذين يشترون كل شيئ ثم يقدمون اخيرا كشف حساب ضخم للزبون
كانت جيليان متاكدة من ان بوب
سيغضب كثيرا اذا علم انها خسرت هذا العقدفاغمضت عينيها للحظة لتستعيد هدوءها
عندما فتحتهما من جديدلاحظت ان بيل ينظر اليها مبتسما
كم هي ساحرة هذه الابتسامة
لكنها زادت من توتر جيليان
في هذه اللحظة جاء رئيس الخدموقدم لهما لائحة الطعاماختارت جيليان صنفا من الطعاممع انهالم تعد قادرة علي تحمل صمته
سالها فجاة
-
هل من الضروري ان ترتدي هذه النظارة دائما
-
ردت في اضطراب
-
انا ..ايه.. اجل.. لكن
-
قاطعها قائلا فجاة
-
حسنا اسمعي يا انسة سوبارواعتقد انني ادين لك بالاعتذارلانني كنت فظا معك
-
تمتمت في دهشة " انا لم اقل هذا ابدا "
-
رد باسما : اعلم انكلا تتهمين احد زبائنك بالفظاظةفانت دبلوماسية
-
غمغمت في تعجب " هذا اطراء غريب "
-
اجابها في هدوء : اعذري جفائي معك بالامس وهذا المساء ايضا يا انسةسوبارو كان هناك ما يشغلني كنت اخشي ان امراة موهوبة مثلك قد يغريها الطمعفي الربح الان اشعر براحة كبيرة لانك لست ممن يعلقون اهمية كبيرة علي المال
-
هزت راسها وسالته
-
الهذا السبب كنت جافا معي
-
اجاب وهو يحدق في عينيها
-
ليس تماما. ...انا عادة اترك محدثي يتكلم وحدهحتي افهم طريقة تفكيرهمن هذه الناحية كان انفعالك مطمئنا
-
ردت وقد تلون وجهها
-
حقا اذن فانا اسفة عما تلفظت به اثناء انفعالي هذا
-
غمغم في دهشة " ماذا "
-
تابعت في خفة
-
علي اي حال مهما حصل ساقدم لك كشف حساب ضخم
ضحك بيل واشرقت عيناهفاعتصرت قلبها قبضة باردةلانه ذدرها بذلك الشابالذي كان عليه منذ 10 اعوام
سالته
-
قل لي يا سيد ماننج هل تفضل لونا بعينه
تاملها لحظات في صمت قبل ان يجيب
-
لونا معينا ؟ اه.. الاخضر ليس الزمردي لكن الاخضر ال.......
واخذ يبحث حولهثم نظر نحوها من جديدوقبل ان تفهم حركتهمد يده الي نظاراتهاوجعلها تنزلق علي انفها
تابع مشيراالي عينيها
-
اجل هذا هو الاخضر الذهبي المتموج كالبحر
التقت نظراتهما فارتبكت واعادت نظاراتها الي مكانها بسرعة
ردت في اضطراب
-
فه..فهمت ما تعنيه ..اخضر وذهبي اجل .. انه امتزاج الوان نستعمله دائماللحصول علي لمحة الرخام في المنازل الواقعة بين ناشميي و جونتراس
كانت تحاول جاهدة السيطرة علي تلك الرعشةالاتي بدات تسري في اوصالها
هذا الرجل هو مجرد زبون لا اكثرفلتتماسك وللتصرف كامراة عاقلة
لكن تبدل موقفه منهايزعجها ويربكها
سالها في تفكير
-
يبدو انك تعرفين جونتراس جيدا يا انسة سوبارو
-
اجابته في سرعة " اجل رايتها من بعيد ورايت صورا لها لكني ولدت في تلكالمنطقة واهلي لا يزالون هناك عندما كنت طفلة كنا نتنزة قرب النهرفاذهبلرؤية ذلك المنزل الكبير المهجور ولاري ...
صمتت في شود وخجلفاكمل في مرارة
- "
ومالكه ايضا "
-
ردت في سرعة " لا... لاانا لا اصنفك هكذا "
-
قال مبتسما " حسنا ساخذ كلامكعلي محمل الاطراء
-
سالته اتنوي اعادة ترميمه من الخارج
-
سالها وهو يتامل ملامحها " مارايك انت "
-
اجابت في ارتباك : اعتقد انه من الافضل الحفاظ علي نمطه القديموخاصة مدخله
-
رد في بساطة اشاركك الرايلكن مدخله بحاجة للتغيير خاصة بعد الحريقالذي حدث له
-
سالته في دهشة : الحريق متي كان ذلك ؟
-
رد في اقتضاب " من يومينلحسن الحظ كنت هناكوتمكنت من ايقافه قبل ان يمتد الي بقية المنزل
-
سالته باهتمام "وكيف نشب الحريق "
-
رد في تجهم مفاجئ " لا فكرة لدي "
-
سالته في سرعة " لكنك قلتانك كنت هناك
-
تمتم في اقتضاب " اجل "
يبدو انه لا يرغب في الحديث عن هذا الموضوع
سالته تغير مجري الحديث
-
لم تذكر لي شيئا عن مشروعكماذا تريد ان يكون هذا المنزل للراحةللعمل ام لل.....
قطعت سؤالها فلم تستطع اكماله وهو يحدق فيها علي هذاالنحو العجيب
سالها فجاة
-
هل انت دوما جادة هكذاولا تفكرين الا في العمل
لم تجبه وسالته في لطف
-
لماذا اخترت مكتب كارسون وسوباروللديكور
-
رد باسما " واحدة من معارفيهي التي اوحت لي بهذه الفكرةلقد نفذت انت ديكورات شقتهاوقد اعجبني عملك
ثم استطرد يحدثها عن تفاصيل الديكورات ولم تستطع جيليان تحمل نظراتهالثاقبة النافذة التي تداعب وجهها وهو يحدثها عن تلك التفاصيل
قال فجاة
-
انا لا اعرف شريكك
-
ردت في سرعة " بوب انه بارع جداخاصة في مجال الديكور العصري
-
سالها في مكر " وانت يا انسة سوباروفي اي مجال متخصصة
-
ردت في بطء "انا... متخصصة في ...."
-
قاطعها يسال مرة اخري
-
في اي شيئ
ابتسامته الماكرة جعلتها تفهمانه سبق واستعلم عن تخصصهافهي قد نشرت اعلانا منذ مدةفي احدي المجلات المعروفة
-
في الديكورات الخشبية
-
تمتم في رقة " يا للحظ"
-
سالته في دهشة لماذا تقول هذا
-
اجابها في تفكير لاننب اعشق الديكورات الخشبية
-
اجاب يبدو انني محظوظبالعثور علي متخصصة مثلكفي الهواية التي اعشقهاويبدو انني ساتعلم منك الكثير
-
اجابته في ابتسام
-
انت تجاملني كثيرا يا سيد ماننجقل لي هل خصصت غرفة لكوؤسك الرياضيةونصبك التذكارية
-
رد في سرعة " بل ناديني بيل ارجوك "
-
ردت ضاحكة " كما تشاء ونادني انت باسمي جيليان "
-
همس في رقة "جيليان ..."
كانت الموسيقي الحالمة واضواء الشموع الخافتةتضفي علي المكان جوا اسطوريا
قال في رقة
-
اشعر ان غرفي ستهمك انت ايضا يا جيليان ...
-
ردت ضاحكة
-
ممكن جدا يا بيللكن كي تجذبني الي غرفة كوؤسكيجب ان تكون شيطانا
-
رد في مرارة " هكذا كانت تسميني الصحافة ... عندما تاتين الي جونتراس يا جيليانستدخلين وكر الشيطان
-
سالته في توتر " وهل انت حقا شيطان "
-
اجاب بالتاكيدوهل يمكن للصحافة ان تكذب
صمت لحظة وتلفت حولهكان بعض رواد المطعم قد جلسواالي طاولة قريبة وقد اخذةا يتهامسون في ود ويتضاحكون في سعادة
تابع
-
عندما تزورين جونتراس سترين ما انجزه المهندس من تعديلات علي المنزل نصفالغرف مفروشة بالاثاث لكنني اود اجراء التعديل عليها ...هناك ايضا امي وهيتشغل جناحا يتالف من شقة مستقلة عن بقية المنزل
-
قالت في دهشة " لم اكن اتخيل انك تعيش مع امك
-
رد ضاحكا " اجل تصوري بامكانك ان تقيمي في جونتراس بكل امانسيكون لديك حارس .. او علي الاصح حارسة ...
-
اجابته ضاحكة لا اعتقد ان وجود امك هناك سيجعلني في مامن
-
رد في دهشة
-
كم انت صريحة يا جيليان لم اكن اتوقع ان تكوني صادقة هكذافي اول موعد لنا
-
ردت في سرعة
-
هذا ليس موعدا بالمعني الذي تقصده يا بيل ولكنه لقاء عمل
ثم رفعت يديها تشير الي الخادم
اقبل الخادم نحوهما وانحني في ادب فبادرته
-
الحساب من فضلك
انصرف النادل وعاد في سرعة ومعه الفاتورةاسرع بيل يلتقطها منهوهو يخرج بيده اليسري حافظة نقوده
اسرعت جيليان تقول
-
ارجوك يا بيل هذا يدخل ضمن النفقات المهنية
-
رد في عذوبة " ليس الليلة "
عندما خرجا فتح بيل باب سيارته الريجانافمدت يدها نحوه تودعه
-
الي اللقاء يا بيل متي سازور جونتراس
-
رد في هدوء
-
ساتصل بك لاحدد الموعدرقم هاتفك الشخصي موجود علي بطاقتكهل هناك ما يمنعني من الاتصال بك
-
سالته في ابتسام
-
تهذه طريقةلتسالني بها ما اذا كنت اعيش مع احد
-
سالها " حسنا هل تعيشين مع احد "
-
اجابته في هدوء
-
اجلومع ذلك يمكنك ان تتصل بي وقتما تحب
-
سالها فجاة " ما اسمها "
-
سالته في دهشة " ما الذي جعلك تظنانني اعيش مع امراة وليس مع رجل
-
رد في مكر
-
لقد اتصلت بك قبل مجيئي الي هنا لاتفق معك علي مكان اخر للقاءنا لكنككنت قد خرجت ولقد اجابتني فتاة اين تركت سيارتك سارافقك اليها
-
اجابته ضاحكة
-
علي كل حالهذا لا يثبت شيئافهذه الفتاة قد تكون قد جاءت للزيارة فقط
وصلا الي سيارتها فاخذت تبحث عن مفاتيحها
سالها في اهتمام
-
هل جاءت للزيارة فقط حقا
اجابت في تردد
-
لا انها شريكتي في الشقة ...حسنا .. تصبح علي خير يا بيل .. لقد كانت سهرة جميلة

Just Faith 24-06-16 07:32 PM

3 – ســـاعـــة بـــقـــربـــه
- اذن فقد حصلت علي زبون شهير
سالتها صديقتها كيم عند عودتها
تابعت
-
بدا صوته علي الهاتف جذابا
اجابتها جيليان في بساطة :
كان مجرد لقاء عمل من اجل ديكور منزله الفيكتوري النمط اذا شئت الحق فهذاافضل عقد حصلنا عليه حتي الان لكن ما يقلقني حقا هو انه يريد ان ننتهي منالعمل فيه بحلول نهاية الصيف مع انه لدينا عدة ارتباطات اخري في هذه المدةوكلها مهمة ولاسيما ديكورات شقة السيدة ماكجواير
علقت كيم في سخرية
-
دعي شريكك الجذاب يهتم بعملها ..علي كل حال يبدو بارعا مع النساء
-
ردت جيليان في دهشة " لا ادري لماذا لا تطيقينه "
مع ان كيم تقيم مع جيليان منذ 6 اشهر فلم تستطع جيليان ان تدري السبب وراءموقفهاا لعدائي تجاه شريكها بوب وان كانت جيليان تشك احيانا ان كيم صادقةفي تظاهرها بكراهية بوب
في اليوم التالي اخيرت جيليان شريكها بوببامر منزل جونتراس
بادرها باسما في مكر
-
هل المنزل ام صاحبه هو السبب بالله عليكفي تالق وجههك علي هذا النحو
-
ردت في امتعاض
-
كم انت سيئ النية يا بوب تماما مثل كيمالتي راحت تغمز وتلمز في حديثهامعي عندما علمت انني تناولت العشاء معه
-
سالها بوب وهل تعلم كيم بحبك القديم له
-
اجابته في تذمر " لا وانا حقا نادمة لانني اخبرتك بالامر الا تفهم لقدكنت في حينها في ال14 كنت مراهقة اما الان فقد اصبحت ناضجة
-
رد ضاحكا
-
حسنا طالما انك اصبحت ناضجة الانفما رايك لو نقضي السهرة معا
احست جيليان بالارتباكفهي لا تريد ان تتعدي علاقتهما الصداقة والعمل
ردت في اضطراب
-
لا لا استطيعلقد اعدت كيم شيئا مميزا للعشاء الليلة لا اريد ان يفوتني
-
اجاب في استياء
-
لا ادريكيف يمكنك العيش مع هذه الفتاة البلهاء
-
ردت في سرعة
-
بل هي اذكي مما تظن ..ولطيفة جدا كذلك
-
اشاح بيديه دون اكتراث قائلا
-
علي كل حال فهي ليست من النوع الذي يروق لي
-
تطلعت اليه جيليان بنظرة ذات مغزيوقالت
-
انا ا عرفكما جيداويمكنني ان اوؤكد ان لديكما اشياء مشتركة كثيرة
وبعد قليل كانت وحدها في المكتبعندما اتصل بها بيل ماننجما ان سمعت صوته حتي انتزعت نظاراتها وابتسمت
بادرها عبر الهاتف في رقة
-
انت تبتسمين لا تقولي لا
-
اعادة النظارة بسرعة الي وجهها واجابته
-
اعتقد انك تتصل لتحدد موعد زيارتي لجونتراس
-
سالها هامسا جيليان لماذا اعدت النظارة الي وجهك
-
ردت في ذهول واضطراب
-
لكن كيف.....؟ فانا لم انزعها
-
رد ضاحكا في ثقة
-
انت تكذبين ...حتي صوتك يتغير عندما تنتزعينهما
-
غمغمت في اضطراب
-
بيل ...
-
قاطعها في سرعة
-
اعلم اعلملدينا اشياء نتناقش بشانهالكنني اليوم لا احب سماع شيئ عن العملاتحبين البطاطس المقلية
-
تمتمت في سعادة
-
اجل جدا
-
اجابها في رقة
-
اذن يمكننا ان ناكلالبطاطس المقلية معا هذا المساءما رايك
ترددت جيليان في تفكير ليس من عاداتها الانخراطمع زبائنها في علاقاتتخرج عن اطار العمل
لكن بيل واصل في الحاح
-
تذكري انت مدينة لي بعشاءهذا المساء ستدفعين انت الحساب
-
ردت ضاحكة
-
وهل تريدني ان اقدم البطاطس المقلية لزبون مهم جدا مثلك
رد في عذوبة
-
هذا المساءلن اكون مجرد زبون انسي هذاالامرارجوك سامر لاصطحابك اين تسكنين
لم تخبره بعنوان منزلهاواتفقا علي اللقاء علي رصيف الميناءالرئيسي في الساعة السابعة
عادت جيليان تمارس عملها في المكتب وهي تحاول التركيز دون جدوي في عملها ...لقد كانت تتحرق شوقا للقاءه
استقلت سيارة اجرة الي الميناء بعد ان مرت علي المنزل وبدلت ملابسها كانتتشعر بالخفة لانها تركت شعرها مسترسلا علي ظهرها وانتعلت حذاء رياضيا
كان بيل في انتظارها مرتديا ايضا ملابسا رياضيةكان يبدو اصغر سنا
ما ان راها حتي اشرق وجهه
بادرته باسمة
-
انا اسفة لقد تاخرت بسبب ازدحام المرور
رد في خفة
-
المهم انك هنا انا معتاد علي الانتظار
-
سالته في رقة وهل اعتدت علي الانتظار طويلا
غمز بطرف عينيه وهو يجيبها في خفة
-
ل10 دقائق فقط وبعدها.......
-
سالته في دهشة
-
راتقصد انني لو تاخرت 3 دقائق اخري لكنت رحلت
-
رد في عذوبة
-
معك الامر مختلف
ثم قادها نحو الرصيف
ردت في مكر
-
اراهنانك تقول هذا لكل النساء
-
ثم سالته الي اين سنذهب
قادها حتي وصلا الي مقعد حجري فدعاها الي الجلوس ثم فتح حقيبة واخرج علبتين من الكولا المثلجة
-
هذا مكان مثالي لنشرب كولاقبل تناول العشاء ...هل اعجبك المكان
قال وهو يناولها علبةثم مال بظهرهيستند علي المقعدوجلسا في استرخاءيتاملان مركبا شراعيامتوقفا في المرفا
غمغم في استرخاء
-
عندما كنت صغيرا كنت احب التنزه بالمركبواول صديقة لي تعرفت عليهاعلي الشاطئ
-
ردت جيليان في هدوء
-
ولكنك كنت تعيش ايامها في جالتون
ثم عضت شفتيها ندمافهذا الامر كانت قد عرفته من المجلات التي تكتب عنه ....لكن بيل لم يلاحظ ذلك
اجاب في هدوء
-
لانني كنت اقيماحيانا عند عمتي قرب الشاطئ
-
سالته " ومع ذلك كنت مشغولابالجولف
-
اجابها " اجل كان الجولف يشغل كل وقتيمنذ ان وضع والدي بيديالكرة والمضرب لدرجة انه كان يشغلني عن المدرسة
-
سالته في اهتمام وحذر " هل عشت طفولة مملة "
-
رد في بساطة " ابدا ...بل كنت اتنزه علي الشاطئ والعب مع الرفاق وآكلالمثلجات ..بالاضافة للجولف الذي كان يجري في دمي لدرجة انني لا اذكر شيئامن حياتي بدونه
-
صمتت جيليان لحظاتتفكر في كلامه في شرود
اذا كان حقا مولعا لهذه الدرجة بالجولفكيف تمكنت فضيحة صحافيةمن ايقافه عن اللعب
كان السؤال يغالبها ليخرجمن بين شفتيها لكنهالك تجرؤ علي طرحه
سالها
-
وانت يا جيليانهل كنت تدركين انك ستصبحينمصممة ديكور
-
اجابته في هدوء
-
في البدايةكنت اغير ترتيب اثاث غرفتيكل بضعة ايامولم اكن ادع احداغيري ينسق الحديقة
ضحك في جذل وخفةوتامل ملامحها العذبةتحت اضواء الشفق المتراقصةوهي تحدثه عن طفولتها المبكرة
تنهدت قائلة
-
الجو لطيف جدا هذا المساء ...ما الافضل حقا من تناولالبطاطس المقليةفي امسية هادئة كهذه
وجدا ما يشبه الملجاعند جانب الشاطئ الجنوبي حيث تناولا وجبتهما
كانت الامواج تنكسر علي الرمالوالنسيم العليل ينعشهمابقيا مدة جالسين امام البحرفي الظلام يتحدثانفي كل شيئ
تنهدت جيليان مرة اخريوقالت في شيئ من الاسي
-
لطالما كنت احلم بان يكونلدي شقق او شقيقة
-
سالها في رقة " ولما "
اجابت في تفكير
-
كنت اتمني ان اجد من يشاركني حماقاتي تصور اني كنت تشبة الصبيان واتسلقالاشجار واشعل النيران في عشة الدجاج ..لدرجة ان والدي يئسا من انوثتي ..اذكر انني يوم رايتك علي شاشة التليفزيون تذكرت انني فتاة ..
-
رد في خفة
-
لدي اخ يكبرني ب6 اعواموكنت دائما اسير خلفه وخلف رفاقه
سارا بطول الشاطئ وقد عقدااربطة احذيتهماليحملاها حول اعناقهمافقد كانا يسيران متشابكي الايدي
اوصلها الي المنزل اوقف السيارةاما المبني واخذ ينظر اليهافي صمت
تمتمت في رقة
-
كانت سهرة لطيفة يا بيل
اربكتها نظراته وصمته
خرج من السيارة وفتح لها البابثم رافقها حتي البناية قائلا في عذوبة
-
تصبحين علي خير يا جيليان
في اليوم التالي تذكرت جيليانانها لم تسال بيل عن موعدزيارتها لجونتراس ...لقد نسيت بسهولة انه زبون لديها
لم يكن بوب في المكتب في فترة ما قبل الظهر فقد كان يتابع سير العمل فيديكورات النادي البحري وعند عودته حدثته عن اتصال السيدة ماكجواير
سالها بوب في انزعاج
-
وما الذي تريده ايضا هذه السيدة ذات الذوق الزهري
-
اجابته ضاحكة
-
لقد نجحت في اقناعها بادخال اللون الرمادي في ديكورات الشقة لكنهامترددة وفي حاجة الي شاب مثلك لمساعدتها في اتخاذ القرار الصحيح
-
رد في استياء بل قوليانك تريدين التخلص منها
-
اجابته في ضيق لا يا بوب ليس الامر ابدا كذلك اذا كانت هذه هي رغبتكفساترك لك ملفها لانني اعتقد انك قادر علي التفاهم معها اكثر مني ثم ......
-
قاطعها في حدة " بل تريدين التخلص منها كي تتمكني من التفرغ لحبيب القلب بيل ماننج
-
صاحت به في غضب " بوبلماذا تتكلم هكذا
بدا الندم علي وجهه وهو يعتذر قائلا
-
انا اسف يا جيليان لم اقصدالاساءة اليك
اجابته وقد خف غضبها قليلا
-
يجب ان نتكلم في هدوء يا بوب هيا قدم لي عصيرا طازجا
صعد ليعاين بعض عينات القماشفي الطابق العلوي الذي خصصهلسكنه الخاص
جلسا في الصالون الصغيرالمصمم علي النمط الشرقي وكل واحد منهما يحمل كوبامن الليمون البارد في يده
اعتذر لها بوب مرة اخري قائلا
-
انا حقا اسف يا جيليان ..... يبدو انني امر بمرحلة حرجة من حياتي ...تعلمين انني شارفت علي الثلاثين
قاطعته في خفة
-
كونك قد شارفت الثلاثين من العمر ليس امرا مخيفا الي هذه الدرجة يا بوب ... انه سن الشباب فانت لديك شقة لطيفة وسيارة جميلة واعمالك تسير علي مايرام فما الذي ينقصك
-
رد في اسي من الممكن ان تكتمل سعادتيفقط لو ....
قاطعته مرة اخري
-
اعلم ما ينقصك يا بوب لكنني لست الفتاة الوحيدة علي ظهرر هذه ا لارض ..وصدقني ستفسد الامور بيننا اذا تجاوزنا علاقة الزمالة فلماذا تفسدعلاقتنا العملية
-
سالها في حزن \ هل حصل معك مرة ان تخليت عن الحذروعشت وضعا معينا بدون تفكير
تلاشت ابتسامة جيليان
كانت طوال النهار تنتظر بشوق كبيراتصال منبيل تماما مثلاي فتاة تعيش حبها الاول
واذا كان بيل يعرف دون ان يراهامتي تبتسم ومتي تنزع نظاراتهافهو قادر علي قراءة افكارها
فليذهب اذن الي الجحيم كل الحذر ........
اليس هذا ما تستعد له ؟اليست تعلم انها عند دخولهاالي جونتراس ستدخل وكر الذئبعلي قدميها
ردت في شرود
-
بالتاكيد حصل معي هذا يا بوب
عادا الي الطلبق السفلي فسالها بوباذا كانت سيارتها لا تزال عند الميكانيكي
اجابته في اقتضاب
-
اجل
-
رد في رقة اذن ساصطحبك الي منزلكشرط ان تقدمي لي انت ايضا كوبا من القهوةلا اريد البقاء وحيدا هذا المساء
-
اجابته في خفة
-
حسنا ستكونسهرة مشتركة مع كيم مفهوم
لاحظت امتعاضه عند ذكر اسم كيمفحاولت ان تتخيل ما الذييجعل هذين الشخصين يكرهان بعضهما
دخلا شقتها وهالها حجم الفوضي التي بثتها كيم في الصالون لم يستطع بوبالجلوس الا بعد ان ازاحت جيليان القماش والدبابيس عن الاريكة
في هذه اللحظة خرجت كيم قائلة في دهشة
-
مساء الخير ... هل ستخرجان معا هذا المساء
-
اجابت جيليان " لا لن نخرج ...لقد اوصلني بوب بسيارته
ثم القت نظرة علي الثوب الذي حملته كيم بيديهاوتابعت قائلة
-
يبدوان هذا الثوب سيكون جميلا عندما تنتهين منه
لاحظت جيليان نظرات الاعجابفي عيني بوب وهو ينظر الي كيم
رن جرس الباب فذهبت جيليانلتفتح لتجد بيل امام الباب
بادر في لضطراب وتردد
-
كنت مارا من هنا ... اعتقد انه كان من الافضل ان اتصل بك قبل مجيئي
-
قققاطعته في فرح " ابدا يا بيل .. بل انا سعيدة برؤيتك تفضلهذه فرصة لتتعرف علي شريكي


كان بيل قد لاحظ وجود بوبالذي كان يجلس علي الكنبة ويحمل كوبا منالليمون في يده
اما كيم فكانت قد اختفتفي غرفة النوم تاركة اغراضهامبعثرة في كل ارجاء الصالون
نهض بوبمن مكانه في بطءبعدما تعرف علي بيل تولت جيليانمهمة تقديم احدهما للاخروتصافحا في برود وتحفظ
بادرت جيليان تقول
-
لقد جاء بيل ليحدد لي موعدالزيارة جونتراس
-
سالها بيل " ما رايك في الغد
ترددت جيليان لان لديها مواعيد اخري غدا
شجعها بوب قائلا
-
ولما لا يا جيليان ساقومبما عليك من اعمال غدا
كان يخاطبها بلهجة تحمل قدرا كبيرا من الالفةوكانه خطيبها 0... بدا الضيق علي وجه جيليان ..ان بوب يحاول اظهار سيطرته عليها
سالها بيل
-
هل اتفقنا اذن يا جيليان ؟ موعدنا غدا ؟
-
اجابته في تردد "لكن سيارتي لا تزال في المراب و...
-
قاطعها في سرعة " سامر لاصطحابك من المكتب في الساعة 2 من الافضل انتحضري معك ملابس اضافية قد يؤخرنا عملنا حتي المساء وتضطرين للعودة صباحاليوم التالي هل يناسبك هذا ؟
-
ردت في اقتضاب " اجل "
رافقته حتي البابفجذبها الي الخارجعلي حين فجاة واغلق الباب وراءهما
سالها في حدة
-
هل يقيم هنا هو ايضا
-
ردت في دهشة " من بوب لاان شقته فوق مكتبنا .. لكن لماذا تسال
-
اجابها في ضيق " لانني اتسائلاذا ما كنت تشاركينه شيئا اخر غير المكتب
-
ردت في حدة " لقد قلت لك كيم صديقتي وفي الوقت نفسه شريكتي في الشقة امابوب فهو شريكي في العمل وليس اكثر علي كل حال هذا امر يتعلق بحياتي الخاصة
-
غمغم في ضيق " وانا لم اردالتطفل علي خصوصياتكفقط اردت شيئا من التوضيح
-
سالته في دهشة " لماذا "
-
اجابها بنظرة ذات مغزي " لانني افضل الجولات البسيطة "
-
ردت في تذمر انا لست جزءامن احدي مبارياتك يا بيل
-
رد ساخرا " اذا كنت قد اعطيتكهذا الانطباع فانا اخر اشهر الاغبياء في العالم
-
اجابته في تردد " بيل اعتقد انه من باب التعقل الا ارتبط بهذا العمل معكومن الافضل ان يهتم بوب بمسالة الذهاب لزيارة جونتراس غدا
-
رد في حزم اذا كان مكتب كارسونونيل يريدان هذا العقدفانت من سيشرف علي سير العملهذا شرطي الاول والاخير
ثم تركها واستقل المصعدوغاب عن ناظريها
وقفت بعده مترددة حائرة ....
لماذا عجزت عن الاجابةلماذا تبدل فجاة ولم يعد يشبهذلك الشاب المرح الذيقضي معها امسية ظريفة جميلةعلي شاطئ البحر
عندماجاء لاصطحابها في اليوم التالي كان عابس الوجه حاولت عدة مرات دون جدوي انتفتح معه حوار ..الان تدرك انها كانت واهمة فيما دار بعقلها الحالم عن اوللقاء لهما كانت تحلم وهي تعد حقيبتها باشياء جنونية
ابتسمت في مرارة وخيبة
مرت ربع ساعة قبل ان يقرر بيل الكلام قائلا
-
لقد شعرت بالخيبة عندما دخلت شقتك بالامس
-
سالته في دهشة " لماذا "
-
رد في استياء
-
كنت اتوقع رؤية شيئمميزتابلوهات .. اشياء نادرة
-
اجابته في هدوء " كنتاملك شقة من ذلك النوع في الماضي
-
رد في سخرية " يبدو ان صديقتك فوضوية جدا "
-
لجابته وهي تهز راسها " اجل "
-
سالها في سرعة
-
اذن لماذا تشاركينها السكنانا متاكد ان عملك يسمح لك بالسكن المستقل
مطت شفتيها ثم اجابته
-
اجل ولكنني احب العيش مع كيم انها تعمل سكيرتيرة قد نكون انا وهي مختلفتانلكننا نتشارك حب الموسيقي والجولف طبعا من وقت لاخر
-
علق في تعجب " لا افهم سبب اقامتها معك
-
اجابته في خفة " لا احب السكن وحدي كيم صديقة مرحة لا يهمني اذا كانطبعها مختلفا عن طبعي امن الضروري اذا كنت انا مصممة ديكور ان تكون صديقتيمثلي
-
غمغم في تفكير انت غريبة حقا يا جيليان
لم تدر بماذا تجيبه فلاذت بالصمت
عندما وصلا الي جوننتراس كانت السماء قد تلبدت قليلا لاحظت جيليان انالمنزل الكبير فقد شيئا من سحره وخاصة الحديقة التي اجتاحتها الاعشابالبرية
لطالما كنت جيليان معجبة بهذا المنزل القديموشرفاته الواسعة وسقفه الهرميالمغطي بالقرميد
تاملت المنزل قليلا من الخارج
ها هذا هو المنزل الذي جعلها تحب مهنة الديكور وبيل ؟ بيل الذي طالما حلمت بهووقفت امام صوره
نظرت اليه خلسة ثم قالت لنفسها
"
اه يا جيليان ...تماسكي لن تقعي في حبهكما كنت في سن المراهقة
سالها بيل وهو يفتح لها باب السيارة لتنزل
-
هل يحتاج المنزل لبعض الترميم برايك
اعتقدت جيليان انها رات ستارة تتحرك خلف احدي النوافذ العليا
اجابته وهي تحدق في النافذة
-
غريب منزلك لقد جعلني اعتقدانني رايت اشباحا خلفخلف النافذة في الاعلي
التفت بيل الي حيث اومات ورد في تقطيب
-
لابد انها امي
ثم سبقها بخطوات سريعة نحو الباب وتابع
-
هيا انبعيني جيليان
تبعته جيلان الي المدخل الكبيرالذي احترق نصفهفاحست برعدة خفيفة تسري فياوصالها
ثمدخلا الي غرفة تتوسطها مدفاة كبيرة ورافقها بيل في جولة علي غرف الطابقالسفلي عرض عليها شرب القهوة فرفضت واخرجت دفتر ملاحظتها واخذت تسجلالملاحظات المبدئية ثم صعداالسلم الدائري المؤدي الي الطابق العلوي وهيتستمر بتسجيل افكارها وبيل يراقبها مبتسما فجاة لاحظت عودة ابتسامته وهوينقل حقيبتها الي احدي الغرف الواسعة
بادرها قائلا
-
هذه غرفتك
اخيرا دخلا الي غرفة اكبرلكنها الي حاجة الي اعادة ديكور
قاللها وهو يشير بيديه
-
انها الغرفة الرئيسيةهذا يعني انها غرفتي وانا انتظر اقتراحك بشانها
تاملت جيليان اثاث الغرفة دون ان تدخلها
شجعها في مكر قائلا
-
هيا بامكانك الدخول ..... لاخوف عليك اريد ان اسمع اقتراحك بشانها
اجابته في تردد
-
يجب ان افكر في الامر اولا يا بيلفهذا يتوقف علي ما تريده انت
اشاح بيديه بحركة استعراضية قائلا
-
ما اريده هذا بسيط جدا
بدا يقترب منها فاوقفته قائلة
-
وانت قلت انه لاخوف علي
رد في هدوء
-
اجل لا خوف عليك
ثم اقترب اكثر فصاخت به في اضطراب
-
لا يا بيل ...انا بالكاد اعرفك و........
توقف مكانه فجاةوتغبرت ملامحه ثم قال في رقة
-
اشعر وكانني اعرفك منذ زمن طويلجيليان اتساءل كيف لماعرفك منذ لقائنا الاول
-
كيف لم تعرفني
تساءلت بخوف وقد تذكرت فجاةتلك الصورة التي ارسلتها لهعندما كانت في 14 من عمرهاواعترفت له بحبها من خلالها
-
اجل .......ان اتعرف عليك كامراةقادرة علي شغل كياني كله
شعرت بالراحة فضحكت
-
هيا يا بيل انا متاكدة ان كثيرات غيريسبقنني الي هذا الشرف
رد وقد عقد حاجبيه
-
انت مخطئة يا جيليان لقد حدث هذا مرة واحدة فقط منذ فترة طويلة كانتتجربة عابرة لم تترك في قلبي اثرا اما انت يا جيليان فانت محفورة في ذاتيوكانني التقيت بك منذ سنوات بعيدة وكانني غير قادر علي نسيانك ........
ردت بضحكة مرتبكةتحاول بها اخفاء اضطرابها
-
لكنك الان لست عجوزا
-
رد في ضيق
-
لا تسخري مني يا جيليانانت تشعرين بنفس شعوري اليس كذلكلقد رايت ذلك علي وجهك ذلك المساءعندما تعشينا معا
اجابته في سرعة
-
لكنك عندما رايتنيلاول مرة لم تتكلم الي تقريباهل تذكر
اجابها في تفكير
-
كنت اريد ان اعرف الي اين ساسيربكل بساطة فانا اكره ان تسير الاموربسرعة اكبر من اللازم
ردت في تنهد
-
لقد كنت متعقلاانذاك لكن في تلك السهرةوجدت نفسي مضطربة ....لدرجة انني احسست بالذنب
سالها في دهشة
-
بالذنب لماذا
اجابته في تردد
-
لانني اتقرب من زبونوهذا ما لم اعتده
-
رد في رقة لكنني اريد ان اتقرب منك يا جيليان بعد تلك السهرة علي الشاطئحاولت ان اتعقل وان اقنع نفسي بانني واهم لكنني ادركت انك ستجعلينني اقضيالكثير من الليالي ساهرا افكر فيك .....
سالته في تردد
-
ماذا تقصد يا بيل
-
اجابها بصوت حالم
-
اقصد اني اريدكبفضلك انت اعتقد انني اعيش من جديدتلك الايام الجميلة التي كنت اعرف فيها الحب
سمعا خطوات في الممر انها الخادمةجاءت تسالهما عن موعد العشاء
سالها بيل عن صحة امه فاخبرتهانها بخير لكنها لن تنزل لتناول العشاء
التفت بيل نحو جيليان قائلا
-
بالنسبة لجناح امي لا تدخليه الان واذا اردت اجراء بعض التعديلات عليهفسنقوم بها فيما بعد وبستثناء ذلك الجناح يمكنك التجول في المنزل كلهستجدين التصميمات في غرفة المكتب بالطابق السفلي
رافقتها الخادمة الي غرفتها ثم تركتها وحدها تفكر فيما قاله بيل انتابتهافرحة عارمة ..ان ما تعيشه الان مع بيل حبيب مراهقتها اكبر من ان يكونحقيقة بل
هو حلماجل احلي حلم تعيشه او عاشته
تطلعت من النافذة فرات منزلا صغيرا مجاورا للمنزل الكبير ومحاطا باللاشجاربعد قليل لمحت يخرج مرتديا ملابس الجولف ثم انضم اليه رجلا متوسط السنواخذا يمارسان قليلا من الجولف
احست جيليان بانقباض في قلبهالا زال بيل محاظا علي لياقتهورشاقته
ابتعدت عن النافذة ونزلت لتقوم بجولة في المنزل سجلت خلالها بعض الملاحظاتثم عادت الي غرفتها وارتدت ثوبا جديدا لكنها ترددت قبل ان تضع نظاراتهالكنها قررت انها لن تحتاج اليها هذا المساء
عندما نزلت نهض بيل علي الفور وكان قد بدل ملابسه لكن التمارين الرياضيةتبدو انها عكرت مزاجه
-
قال لها في برود
-
تعالي يا جيليانوتعرفي علي توني باوز مدربي و صديقيمنذ مدة طويلة
اذن فهذا هوالرجل الذي كان يلعب معه الجولف
ان الرجل وسيماوذا بنية رياضيةلم تضعفه اسنوات عمرهالتي اقتربت من ال50
صافحها وهو يتطلع اليها في اعجاب وقال مخاطبا بيل
-
كم انت محظوظيا بيل
رد بيل بابتسامة متكلفة
-
هذا حقا ما كانوا يقولونه
قاطعته جيليان قائلة في سرعة
-
اذا كنت تلمح الي ...........
لكن طوني قاطعها قائلا
-
انسة سوبارو .. لننسي تلك القصة القديمة المكررة ...اتريدين شرب شيئا ما
تساءلت جيليان في نفسها عن تلك القصة القديمة التيقد تثير في نفس بيل الاسي لمجرد الاشارة اليها
تابعتوني يسالها
-
اعتقد ان مهنتك يا انسة سوباروتسمح لك بالتعرف علي المشاهيراليس كذلك
اجابته في اقتضاب
-
ليس دائما
علق ضاحكا بصوت اجش
-
لكنك تطمحين الي المجد والدعايةلانك ستهتمين بمنزل بيل ماننج
ردت في برود
-
هذا ليس اسلوبي
لكنه اصر
-
هيه انت تعلمينان الصحافة تلاحقة واي امراةلا تقاوم اامام الكشفعن بعض التفاصيل عن حياة بيل الخاصة
ردت في استياء
-
لست من هذا النوع يا سيد باورزثم ان بيل لم يطلب منيابقاء عملي في ديكورات منز له سرا
نهض بيل من مكانه وتدخل قائلا
-
انا اسف يا جيليان .. ان تونييعتقد بانه مضطر دائمالتامين الحماية لي
سالهما توني
-
هل وقعتما العقد

اجابه بيل
-
لا لكننا سنوقعه عندماتقدم جيليان لي اقتراحاتها
علقت جيليان في برود
-
الا اذا لم تعجبه افكاري بالطبع
علق توني في مكر
-
اعتقد ان افكارك ستعجبه حتما
بدا الضيق علي وجه بيل الذي رد قائلا
-
توني اريد ان اكلمك علي انفراد
وخرجا معا ليعود بيل بعدها وحده قائلا
-
ارجو ان تقبلي اعتذاري يا جيليانان توني يعرفني منذ صغري ولا يريد الا حمايتيويحرص علي مصلحتي لكنه يتخطي حدوده احيانا
سالته جيليان في اهتمام
-
وهل تفكر بنفس طريقته يا بيل
رد باسما في رقة
-
صحيح انني معجب بك جدا يا جيليانلكن بالنسبة لهذا العقد فستحصلين عليهفقط من ااجل كفاءتك المهنية
تطلعت اليه في امتنان فاردف في خفة
-
هيا بقد حان موعد العشاء
بعد العشاء تناولا القهوة في الصالونوهما يستمعان الي الموسيقي
سالته جيليان في اهتمام
-
هل ستشترك ذات يوم فياحدي المباريات يا بيل
قبض علي مسن المقعدبقوة ورد قائلا في توتر
-
ايه لقد كبرت علي المباريات
-
ردت في سرعة لما تقول ذلككثير من الرياضيين فازوا ببطولات كبيرة بعد سن 30
زفر في تنهد واجابها في وجوم
-
لكنهم لم يعتزلوا لمدة 10 اعوام
سالته في اصرار
-
وما الذي دفعكلاعتزال اللعب كل هذه المدة
رد في حدة فاجاتها
-
اسمعي يا جيليان .. حسنا .. اقل انني لم استطع تحمل حينهاخبر وفاة والدي اعتقدانك تعرفين ما حدث ايامها اليس كذلك
-
اجابته في تردد
-
القليل فقط
زفر في ضيق ثم قال
-
لكن الظواهر مخطئة ..و انا ....
قطع جملته واشاح بيديه في ضيق ثم تابع
-
علي كل حالكنت اريد الاعتزال
-
ردت في استنكار
-
انا لا اصدقك
-
رد وقد ازدات ملامحه حدة
-
لا يمكنك الحكم يا جيليان في امر كهذاكنت اريد ان اكون الافضلونجحت في ذلك لمدة معينةوهذا هو كل ما في الامر
واصلت عدم تصديقها لما يقول
-
اكنك كنت ايضا تحب اللعب
رد في صعوبة
-
حسنا انا العب كل يوم ... لكن ان العب امام جمهورامر صعب ..يجب ان تكون المسالة مسالة حياة او موتلكي افعل ذلك
كانت جيليان علي يقين من انه يعيش نصف حي ونصف ميت اذ حرم من المهنة التييعشقها بكل جوارحه ولذا فلم تشا ان تسكب المزيد من الملح علي جراحهالنازفة ففضلت السكوت
ثم ساد الصمت بينهما للحظاتبدت لجيليان دهورا
ثم عاد بيل الي هدوءهواخذا يتحدثان كاصدقاء قداميالي ان اقترح عليها انيقوما بنزهة قصيرة في الخارج
خرجا الي الحديقة حيث سارا في صمتالي ان وصلا الي شجرة وارفة
غمغم في خفوت ورقة
-
جيليان هناك اشياء كثيرةاود ان اقولها لك ..........
احست بانفاسه الدافئة تلامس وجهها
تابع بصوت حالم
-
واريد ان اعرف كل شيئ عنك

Just Faith 24-06-16 07:34 PM

4 – صـــدامـــ
تململت جيليان في فراشها تفكرفيما حدث بينها وبين بيل منذاول لقاء لهما معا ........
ياه لم يكن يوما تتخيل ان ذلك الحبيب الذي كان يوما صورة معلقة عليدولابها وهي في 14 من عمرها سيصبح يوما انسانا من لحم ودم تراه وتنعمبقربه والاحلي انه صارحها بحبه
اجل بيل ماننج لاعب الجلف الشهير يحبها هي ويقول انه يريدان يعرف عنها كل شيئ
لابد ان هذا الذي تعيشه الان مجرد حلم لذيذ

هزت نفسها لتتاكد من انها لا تحلم ...انها مستيقظة وفي كامل وعيها
غير معقول
قاطعتها طرقاتعلي باب غرفتها
-
من
صاحت بالطارق
دخلت امراة ترتدي ملابس بيضاء ....
خطت نحو جيليان قائلة بابتسامة رقيقة
-
اسفة لازعاجك انا ...ميسا ماننج
غمغمت جيليان في ارتباك
-
اجل ..صحيح وانا مهندسة الديكورجيليان سوبارومن مكتب كارسون وتيلللديكور الداخلي سمعت بانك مريضة هل اصبحت بخير الان
كانت السيدة ميسا ماننج امراة جميلة رغم نحافتها
ردت في رقة
-
انا بخير شكرا لككنت اريد ان احدثك عن ديكور شقتيولكني اعتقد ان هناك شيئا اهم 0.....ومن واجبي ان احذرك
سالتها جيليان في توتر
-
تحذرينني من اي شيئ
بدات تحس بالخوف من هذا المنزل وهذه المراة ..
اجابتها السيدة
-
اجل يجب ان احذرك من بيل فهو معروف بمطارته للنساء
-
تنهدت جيليان بارتياح وغمغمت قائلة " اعلم ذلك "
واصلت المراة في هدوء ولطف
-
قد يبدو هذا غريبا ان ياتي التحذير مني انا بالذات ولكنني اعتبر نفسيمسئولة بعض الشيئ فانت صغيرة وجميلة يا انسة سوبارو تذكري فقط ان بيل قادرعلي جذب الفتيات اذ يصور لكل فتاة انها المراة الوحيدة في حياته ...
الوحيدة تساءلت جيليان في نفسها
انها تعلم انها ليست الوحيدة في حياتهلكنها بالقطع مختلفة عن الاخريات
اردفت المراة
-
اعتقد انك فهمتما اقصده يا انسة سوبارو
تمنت جيليان لو ان هذه المراة تصمتوتذكرت كلمات بيل الجميلة الحارة
سالتها جيليان في هدوء
-
سيدة ماننج امن الضروري حقا ان تقوليلي كل هذا
اجابتها السيدة في تنهد
-
ربما لا تكون هناك فرصة لتحذيرك فانت تبدين فتاة عاقلة راشدة اما بيلفهو الذي يقليقني حقا فما ان يبدا في التعرف علي فتاة الا ويتصرف بطريقةشيطانية مريبة .......
صمتت السيدة ماننج لحظة في وجومثم لانت ملامحها وابتسمت مستطردة
-
انا اسفة علي ازعاجك يا بنيتي لكنني اعتقد انه من واجبي ان احذرك ليسالا وبدون مصلحة في ذلك سوي نصيحتك ... قد اراك غدا وقت الفطور اتمني لكنوما هادئا
وهل سيجئ النوم بعد كل ما سمعته
توترت جيليان كثيرا واخذت تورح وتجئ في غرفةبيل الجميلة تتصارع في عقلهامع تحذيرات امه
وقفت امام المراة تردد عبارته في عقلها ...
"
لو كنت قادر علي الكلام عن الحب لكلمتك عنه "
ربما تعود بيل علي ترديدمثل هذه الكلماتكثيرا مع غيرها لو كانت امهمحقة فهذا يعنيانه كان يمثل عليها ليحصل علي ما يريده منها
هل جيليان تتجاهل تحذيرات هذه المراةايمكن لام ان تكذب بشان ابنها
سمعت طرقة خفيفة علي بابها فانتفضت مذعورة وجلة قبل ان تتوجه باضطراب نحوالباب لتفتحه ما ان رات بيل والوعود التي تملا عينيه حتي احست بانقباض فيقلبها كانت عيناه تفيضان بالشوق والحب
مستحيل
مستحيل ان تكون امه علي حق في اتهامها له ....ومستحيل ان تكذب الام علي ابنها
تامل بيل وجهها متفحصاولاحظ ان هناك شيئا خفيا لا يسير علي ما يرام
سالها في اهتمام
-
ما الامر يا جيليانتبدين قلقة متوترة
دخل واغلق الباب وراءه \
اجابته في توتر
-
اسمع يا بيللقد غيرت راي
رد في حدة
-
غيرت رايكلا افهم ما تعنين من ربع ساعةقلت لي شيئا اخر ماذا جري
رد في تردد
-
انت لطيفجدا يا بيل وانا معجبة بك كثيراوانت تعلم ذلك جيدا ولكن ...
قاطعها في غضب
-
ولكن ماذاهل اكتشفت اخيرا انني لا اصلح حبيبا لكام ان هناك امرا اخرهل تحبين رجلا اخر اجيبيني
اجابته في دهشة
-
رجل اخرلماذا تقول ذلك يا بيل انت تعلمانه لا يوجد رجل اخر في حياتي
هزها في عنف قائلا
nانا لم اخدعكلقد اعترفت لك من البدايةانني اريدك وانتي شجعتينني
ردت في حدة
-
ولكنني اقول لك انني لن اكون لك يوما انتصارا جديدامن انتصاراتك
الان بعد ان عرفت الكثير والكثير من والدة بيللاي مكنها ان تقبل بما يريد
لكن ماذا لو استمرت بتجاهل الحقيقة
سالها في سخرية
-
لماذا يا جيليانلماذا يا حبيبتي هذا التغير ......الا يزال الوقت مبكرا
ردت وهي تتشبث بالهدوء
-
بيل ..ارجوك اسمعني من فضلك ........لقد فكرت كثيرا في امر علاقتنا و......ولا يمكنني ان..........
قاطعها في حنق
-
فكرت ؟يبدو اتنك تذكرت فجاة شيئا ما عن ماضيوعن تلك الفضائح القديمة
اتعتقدين انت ايضا انني قتلت والدي اتعتقدين انك لا تستطيعين ان تحبي رجلامن نوعيتي من المؤسف حقا انك لم تفكري في الامر من قبل يا جيليان لكنتجنبتيني الاعتقاد بانك ......

ثم خرج بدون ان ينهي جملته

Just Faith 24-06-16 07:34 PM

5 – رجـــل بـــلا أخـــــلاق
ــ إذا أى مزيج من الألوان اقترحت عليه حتى يتبدل مزاجه بهذا الشكل؟
سألها تونى باورز فى صباح اليوم التالى و هو يوصلها إلى المدينة
أجابته فى دهشة:"لست أفهم ما تعنيه!"
رد فى ضيق :"مساء أمس عنفتنى فى حدة لأننى ألمحت إلى أنك تساعدينه على السير. بينما هذا الصباح تبدل مزاجه و طلب منى أن أوصلك بنفسى بدل أن يرافقك هو"
ظلت جيليان صامتة و لم تجب.
تابع :"حسناً, ماذا جرى ؟ هل أقفلت بابك بوجهه؟"
توردت وجنتاها و واصلت صمته ....
أضاف:"هذا ما كنت أخشاه , أسمعى يا آنسة سوبارو أنا رجل صريح و أ...."
قاطعته :"لقد لاحظت ذلك"
رد بلطف:"صدقينى لم أكن أنوى إزعاجك على الإطلاق , أنا أعتبر بيل ابنى حتى قبل وفاة والده و إذا كان قد جرحك بالأمس فأنا اعتذر لك بالنيابة عنه"
ردت بابتسامة مفتعلة:"دعنا من هذا الموضوع يا سيد باورز"
لكنه أصر:"لقد تعرف بيل على فتيات كثيرات....لكن أنت.....معك أنت الأمر مختلف"
سألته باهتمام :"حقاً؟ بم يختلف؟"
أشاح بيديه مجيباً:"لنقل أنه...حسناً , أنه....أنه يحترمك....أجل يحترمك فوق الوصف . عادة ما يتحدث عن النساء باستخفاف لكن عندما كلمنى عنك أدهشنى"
سألته بوجوم:"بالنسبة لسؤالك الأول , ماذا تظن أننى فعلت له هذه الليلة؟"
زفر فى تنهد و قال :"هناك نوع من النساء يملكن القدرة على تدمير بيل.... صديقى لقد سبق لى أن جمعت حطامه ذات مرة و لا أريد أن اضطر لذلك مرة أخرى"
بيل حطمته امرأة ....!
لا تكاد جيليان تصدق !
أجابته :"لا تقلق من أجلى سيد باورز"
تنهد مرة أخرى قائلاً :"لكنك ستقمين هنا لبعض الوقت طالما أنه لم يطلب منك نسيان موضوع ديكور منزله؟"
تمتمت فى اقتضاب :"أجل"
شرد تفكيرها بعيداً للحظات ....عندما التقت مع بيل هذا الصباح و كانت تتوقع أن يعلن لها عن نسيان موضوع المنزل لكنه دعاها لتناول الفطور و شرح لها ماذا يريد بالنسبة للديكور قائلاً:"اهتمى أولاً بغرف الاستقبال و الضيوف....حاولى الانتهاء من العمل فى أسرع وقت ممكن. أتمنى أن ينتهى هذا الجزء من المنزل قبل شهر سبتمبر .لأن شقيقى سيعود من انجلترا فى هذا الموعد مع زوجته"
كانت معجزة حقيقية أن يحتفظ مكتبها بعميل مثل بيل بعد كل ما جرى!
تحدث باورز قليلاً عن بيل لكن جيليان لم تفهم الكثير مما قاله لها....المهم أنها تأكدت أن تونى باورز رجل لطيف و حريص على مصلحة بيل.
لقد تعرفت على شخصين يحبان بيل كثيراً, أمه و تونى باورز . أمه لأنها تخشى على الفتاة من أن تصبح ضحية جديدة لأبنها و تونى لأنه يخشى عليه من الصدمة.
لحسن الحظ لم يسنح الوقت لـ بوب باستجوابها حول زيارتها لـ جونتراس , مع أنها لم تكن قد توقفت عن التفكير لحظة واحدة بتلك الزيارة فى حزن وانقباض لكن فى الساعة الرابعة تفرغ بوب لهذا الاستجواب.
قال لها :"ما رأيك لو نتناول العشاء معاً , جيليان هناك ملاحظات حول شقة السيدة ماكجواير و حول مشروع السيد ماننج....سيكون غداء متواضعاً"
قالت بلا تردد:"حسناً, سأخبر كيم بأننى سأتأخر بالعودة, لكن أعلم بوب بان هذا العشاء سيكون عشاء عمل فقط"
أخبرتها كيم أنها على موعد هذا المساء أيضاً مع صديقها دونالد قال بوب :"عندما تنتهين من هذا العمل الذى بين يديك اتبعينى إلى الشقة"
و تركها وحدها فى المكتب.
بعد نصف ساعة كانت قد أنهت التصميم الذى كانت تعمل عليه و بينما كانت تستعد لإقفال باب المكتب و الصعود إلى شقة بوب العليا , جاء بيل مرتدياً بذلة رسمية و يبدو حازماً أكثر من العادة.
قال لها :"لقد أتصلت بمنزلك فأجابتنى صديقتك بأنك ستتأخرين فى المكتب"
قال ثم دخل و هى يتلفت حوله واضعاً يديه فى جيبيه ثم التفت نحوها.
كان يلتهمها بنظراته من رأسها حتى أخمص قدميها
تابع:"ليلة أمس ,جيليان....."
قاطعته بصوت مرتجف:"لننس هذه الليلة يا بيل"
رد فى حدة:"لكننى لا أريد نسيانها! أريد أن أفهم لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟"
"لقد قلت لك بكل بساطة عدة إلى عقلى بعد لحظات من الضياع"
" لا أصدق"
قالت :"بالنسبة لسمعتك , لن تتمكن من الفهم . على كل حال , قد أكون فتاة رجعية التفكير لكنى لست مستعدة لأهبك نفسى من أجل بضعة كلمات جميلة...."
نظر إليها بعينيه الزرقاوين بعمق....
تذكرت نزهتهما على الشاطئ....
قال بصوت خافت :"جيليان....أتعتقدين أننى لا أعلم؟"
يبدو أنه صادق و أنها المرأة المختلفة.....!
أضاف :"هيا بنا نتناول العشاء معاً , يجب أن نتحدث....لن أحاول الضغط عليك لتغيرى رأيك , أعدك بذلك...."
فى هذه اللحظة ارتفع صوت بوب ...
كان يكلمها و هو ينزل السلم:"هل أصبحت شريكتى جاهزة أخيراً؟ بسرعة جيليان لدى فكرة رائعة , سأنتقل إلى غرفتى و...أوه مساء الخير سيد ماننج"
كانت جيليان قد ابتعدت بسرعة عن بيل و كانت قد نسيت تماماً بوب
تقدم بوب ووضع يده على كتفها فى تحدٍ صريح لـ بيل.
اضطربت جيليان .
تابع بوب:" لقد أعدت جيليان خطة جيدة للعمل فى جونتراس . لن نخفى عليك يا سيد ماننج كنا سنتناول العشاء فى شقتى فى الطابق العلوى ....تعال ألق نظرة على الرسومات"
كانت لهجة بوب تدل على أنه يعتقد بأنها ملك له.
أزعجها ذلك كثيراً....
انحنى بيل فوق الرسومات بوجهه الحازم قائلاً :"حسناً , أتصلى بى عندما تختارى الألوان , أحب أن أراها
اعتذر بوب و صعد إلى شقته أعلى المكتب .
سألها بيل بلهجة جافة:"لماذا لم تقولى بأن لديك صديقاً؟ ألهذا السبب كنت تشعرين بالذنب؟"
ردت فى جزع:"لا يا بيل! الأمر ليس كما....."
قاطعها فى سخرية :"كنت أظن أنك مختلفة"
ضحك فى مرارة ثم خرج .
بادرها بوب فى سخرية عندما صعدت إلى شقته:"لقد كان مشهداً حميمياً جميلاً!"
تمتمت فى جزن:"أجل لكنك قطعته"
علق ساخراً:"يبدوأن بطلك لا يضيع وقته...!"
صاحت به فى ضيق:"كفى يا بوب!"
أرادت الخروج لكنه اعتذر لها و أقنعها بتناول شئ من الطعام إلى أن هدأت.
سألها فى لطف:"متى ستستعيدين سيارتك؟"
أجابته فى هدوء :"غداً صباحاً"
سألها يغير الموضوع :"مع من تخرج كيم حالياً؟"
ردت فى بساطة :"مع صديق لها اسمه دونالد لكننى لا أعرف عنه الكثير"
ـــ
ــ هل تشرفين على ديكور منزل بيل ماننج؟"
سألتها أمها فى دهشة عندما ذهبت زارت أبويها فى نهاية الأسبوع .
طوال ثلاث أيام لم تفكر إلا فى بيل . راودتها نفسها عدة مرات أن تتصل به لكنها كانت كل مرة تغير رأيها .
قال والدها بمرحه المعتاد :"أعتقد ان المنزل و صاحبه كانا يجعلان قلبك يدق بسرعة فى الماضى"
بعد العشاء صعدت إلى غرفتها القديمة و أخذت تتأمل صورة بيل و هو يلعب الجولف ثم تناولت الألبوم الذى جمعت فيه كل ما كتبته الصحف قديماً عنه.
كانت المقالات كثيرة و حماسية من كل العالم و الصور كانت تظهره وهو ذلك الشاب المتفائل المرح المبتسم دوماً.
فى آخر الألبوم وجدت مقالاً بعنوان:"البطل المتهم"
أخذت تطالعه فى وجوم....
"ربما يكون بطل الجولف الشهير بيل ماننج متهماً بالإهمال الجنائى فى الظروف التى أحاطت بموت والده جيرارد لوكاس ماننج فالسيارة التى كانت يقودها صدمت والده الذى كان يقود دراجته على طريق منزلهم مما أدى إلى وفاة الوالد على الفور...
هذا الحادث وضع حدا لشائعات كثيرة عن مسألة الطلاق بين جيرارد ماننج وزوجته ميسا التى تعرضت لصدمة عصبية . كما كان شقيق بيل موجوداً فى المنزل لكنه لم يشهد الحادث...."
كان المقال مرفقاً بصورة للبطل شقيقه ...كانا مختلفين فى الملامح: الكبير اقصر و أنحف لكنه أكثر أناقة.
بدا بيل فى بقية الصور التى التقطت بعد ذلك الحادث وقد ضاقت عيناه و ظهرت القسوة فيهما. هناك صورة أخرى للعائلة مجتمعة أثناء مراسم الدفن و صورة أخرى مع جيرارد الشقيق و امرأة شابة وسيمة . ثم بدت تظهر أول إشارات الحرب بين بيل و الصحافة...
رفض السيد ماننج إبداء أى تعليق عن موت والده حتى أنه أنفعل فى حدة عندما سأله أحد الصحفيين عمن سيحل مكان والده كمدرب له, ووصل به الغضب لدرجة أنه حطم الميكروفون الذى يحمله ذلك الصحافى.
و لحسن الحظ تدخل تونى باورز ذلك الذى سيصبح على ما يبدو (مدربه الجديد)
نحت جليان الورقة جانباً و زفرت فى تنهد.....
من الواضح أن بيل مر بظروف صعبة جداً لا تزال مؤثرة عليه.
أغلقت الملف و وضعته فى سيارتها لتقرأه مرة ثانية فيما بعد.
اقترح عليها أبواها أن ترافقهما لحضور سباق الخيل مع بعض أصدقاء العائلة
أجابته بابتسامة لطيفة:"لا.....شكراً.....لكن هل أستطيع الإقامة معكم لبضعة أيام آخر الشهر عندما أشرف على العمل فى جونتراس"
اعتذرت أمها لأنها مرتبطة مع بعض الأصدقاء الذين سيقيمون عندهم فى نفس الفترة فتمنت جيليان أن لا تضطر للمبيت فى جونتراس أثناء عملها"
مرت ثلاث أيام قبل أن تصبح جيليان مستعدة نفسياً لمواجهة بيل فاتصلت به هاتفياً.
قال لها :"سأبقى فى المدينة يومان , بإمكانك أن تأتى إلى الفندق حيث أقيم حالياً و ترينى مشروعك هذا المساء , إذا أردت"
كان يستفزها و لكنها قاومت قليلاً:"ألا يمكن أن نلتقى غداً فى مكتبك؟"
رد باقتضاب :"لا"
سألته :"فى هذه الحالة...هل ستكون فى جونتراس فى نهاية الأسبوع؟"
رد فى سخرية:"هذا ممكن, فيم تفكرين؟"
أجابته فى صبر:"سأزور عائلتى التى تقيم قريباً من جونتراس , إذا أردت هل يمكننى الاتصال بك مساء الجمعة أو السبت؟"
رد فى برود:"السبت إذن فى الثانية , فأنا مرتبط يوم الجمعة"
يوم السبت قدمت لها أمها الصحيفة اليومية حيث تظهر صورة لـ بيل مع امرأة مع امرأة فى الثلاثينات لكنها فائقة الجمال.
تأملت التعليق:"السيد بيل ماننج بطل الجولف القديم مع السيدة ليزلى أثناء حفل العشاء الذى أقيم فى الفندق الكبير"
أنه نفس الفندق الذى يقيم فيه أثناء وجوده فى المدينة. لهذا السبب أجل موعدهما ليوم السبت"
بعد الظهر وصلت إلى جونتراس و كان بيل فى انتظارها وأبدى إعجابه بمخططها.
تنهدت جيليان بسعادة لأنها كانت تخشى أن يرمى بيل مشروعها انتقاماً لكرامته الجريحة.
بادرها فى سخرية و مرارة:"تبدين متوترة إلى حد كبير يا جيليان, يمكنك إن تسترخى فلن ألعب دور الحبيب المصدوم , لكن هناك نقطة يجب أن تعودى إليها , فالمصمم الذى يرمم المنزل أكتشف شيئاً يغير مخططاتك , اتبعينى من فضلك"
دخلا أحدى الغرف فوجدت أن المهندس قد ألغى المدفأة الكبيرة مما سيضطرها للقيام ببعض التعديلات . أسرعت تمسك أوراقها و ترسم عليها بعض الخطوط بينما ظل بيل يراقبها فى صمت .
سألها بعد قليل:"أتحبين أن نوقع العقد قبل أن تبدى العمل؟"
أجابته فى هدوء:"أجل , أتريد أن أتصل بك فى المكتب لحدد اليوم؟"
عندما اقترب منها تراجعت إلى الوراء فوجدت نفسها على الشرفة
قال فى سخرية :" يبدو انى أخيفك.....! هل تخشين أن تفقدى عقلك مرة أخرى و تخونى شريكك؟"
زفرت فى تنهد:"بيل ألا نستطيع نسيان هذا الأمر؟"
رد فى حدة و هو يمسك ذراعيها فى قوة:"بالتأكيد لا....! لقد قلت لى يوماً أنكما مجرد صديقين , لكننى اكتشفت أنك تكذبين. ما هى حقيقة علاقتك مع كارسون؟"
هزت رأسها دون ان تجيب
تابع باحتقار و هو يهزها فى عنف:"حسناً , سأطرح السؤال بطريقة أخرى جليان , إلى أين ستصلين إلى أن تحصلى على هذا العقد؟"
ردت فى غضب:"ل كنت على حق!!أنت فعلاً رجل بلا أخلاق إما أن تعتذر حالاً و إما سأمزق هذه الرسومات حتى لو اضطر مكتبنا للإفلاس لن أتمسك بهذا العقد بهذه الطريقة...دعنى و أبحث عن آخر يهتم بديكور منزلك!"
سألها و الشرر يتطاير من نظراته:"من قال لك أننى بدون أخلاق؟"
صاحت فى تأوهـ:"دعنى.....أنت تؤلمنى...!"
سألها مرة أخرى:"من الذى قال لك ذلك؟"أجابته أخيراً:"حسناً...إذا كنت مصراً فأعلم أنها أمك"
ردد فى دهشة و إحباط:"أمــــــــى؟"
أجابته فى احتقار:"أجل...لماذا تتهم امرأة أبنها إذا لم يكن الاتهام صحيحاً؟"
جذبها إليه بقوة و غضب قائلاً :"و لِمَ لا؟ ألم أتحمل كل الاتهامات التى وجهتها إلىّ؟ لماذا إذن لا أتحمل هذه التهمة أيضاً؟ إذا كنت بلا أخلاق كما تقولين فيجب ألا أخيب ظنون جمهورى , أليس كذلك؟"
ثم لانت لهجته و ذاب الثلج بينهما.
فجأة هب نسيم داعب شعرها لتصحو على واقعها المؤلم
فتحت عينيها و رفعت رأسها . كان بيل ينظر إليها و اقترب منها . فى هذه اللحظة ندت عنها آهة مكتومة....لقد لمحت على الشرفة السيدة ميسا ماننج التى كانت تنظر إليهما.
ابتعدت جيليان عنه بسرعة و عندما نظرت مجدداً كانت السيدة ماننج قد اختفت.
رباه!! هل كان ما رأته مجرد خيال؟
صرخ بيل يسألها فى ذهول:"ماذا حدث؟ هل تذكرتِ بوب المسكين مجدداً؟"
لم تجرؤ على أخباره بما رأت
أجابته بسرعة:"لا.....ليس الأمر كذلك"
صمتت لحظة تستجمع شجاعتها قبل أن تضيف متجاهلة ما قاله :"أعتقد أنه من الأفضل أن يقوم بوب نفسه بهذا العمل , هذا إذا كنت لا تزال مصراً على أن يقوم مكتبنا بتنفيذه"
دس يديه فى جيبيه وضحك قائلاً :"لا أريد إلا نصف المكتب!"
صمت لحظة ثم تابع فى جدية :"بل أريدك أنت أن تتابعى هذا العمل جيليان, لقد أعجبنى ما رأيته من أعمالك و سنوقع العقد نهار الثلاثاء فى مكتبى"
رافقها حتى سيارتها ثم سألها :"هل حدثت صديقك عن إعجابى بك؟"
أجابته باقتضاب:"لا"
تابع:"إذن انتبهى جيليان فهذا واضح على وجهك"

Just Faith 24-06-16 07:35 PM

6 – الـــعــــقــــد
"تفضلى دقائق و يكون هنا "
بادرها تونى باورز و هو يفتح لها باب غرفة بيل فى الفندق الذى يقيم به
كانت سكرتيرة بيل قد أخبرتها يوم الثلاثاء أنه يريد رؤيتها فى الخامسة فى فندقه . سجلت جليان رقم غرفته و الغضب يلتهمها . إلا يمكنه تنفيذ أعماله فى مكتبه كما يفعل كل الزبائن ؟ كما و أنه لا يمكن لمكتب كارسون و نيل رفض هذا العمل.
لو كان الأمر يعود لـ جيليان وحدها فهى لن تتردد برفضه لكن هناك بوب على كل حال, من الان و صاعداً ستحصر علاقتها بـ بيل بالعمل فقط .
كبداية لقرارها هذا طلبت من بوب أن يحل مكانها فى هذا الموعد لتوقع العقد مع بيل....لكن بوب اعتذر لأنه على موعد هام مع أحد الزبائن و لن يعود قبل الليل و وعدها أن يرافقها إلى جونتراس فى زيارتها المقبلة.
ردت فى ارتياح:"نحن تحت أمر الزبون . قال بيل بأنه سيوقع العقد فى الساعة الخامسة و ها أنا فى الميعاد بالضبط"
تأملها فى اهتمام ثم قال :"يبدو عملك يؤثر تأثير كبير على حياتك الخاصة يا آنسة سوبارو. و قلت لك أننى اعتبر بيل أبنا لى و ذا أريد أن أعرف المزيد عن الفتاة التى عكرت مزاجه مؤخراً"
أجابته فى خفة :"أعلم يا سيد باورز أننى عاقلة جداً و لا أحدث أحد زبائنى عن حياتى الخاصة و لا حتى المدربين"
كانا يضحكان عندما خرج بيل من الحمام
بادرهما فى خفة موجها حديثه إلى تونى :"أرى أنكما تمزحان؟ ألن تكف عن انتهاز الفرص لاستعراض آرائك أيها العجوز؟"
نهض تونى قائلاً:"حسناً, سأترككما إلى اللقاء"
أحست جيليان بشئ من الاضطراب جلست إلى الطاولة حيث وضعت ملفاتها .تناول بيل الملفات وراح يطالعها فى عناية لفترة ثم أغلق الملفات و وضعها فى هدوء على الطاولة ثم أسند ظهره و أخذ ينظر إليها فى اهتمام و صمت.
زاد صمته من قلق جيليان و اضطرابها .
بعد قليل سألها فى اهتمام :"متى كلمتك أمى عنى؟"
ردت فى توتر :"وما علاقة هذا بعملنا ؟"
تابع دون أن يلتفت لكلامها :"فى أول أمسية قضيتها أنت فى جونتراس , أليس كذلك؟"
أجابته فى قلق :"لا...بل فى الزيارة الثانية"
كانت تكذب بالطبع
رد فى هدوء :"لا أعتقد ذلك"
أجابته فى توتر :"على كل حال هى لم تقل شيئاً لم أكن اعرفه"
سألها فى قسوة :"ماذا سيقول شريكك إذا عدت بدون توقيع العقد؟ هل ستقولين له أنك فقدت العقد لأنك خيبت أمل الزبون؟"
ردت فى اضطراب:"بيل هذه ليست الحقيقة"
تابع وهو يلتهمها بنظراته:"أنا أعلم جيداً ما تخفينه خلف هذا القناع البارد..."
اجتاحتها موجة من الشوق الجارف لكنها تماسكت. قالت تراوغ:"ستلاحظ أننى وقعت الوثائق , الآن جاء دورك . المشروع يخص جزءاً واحداً فقط من المنزل و بمجرد الانتهاء من العمل به على ما يرام سأعد لك مشروعاً جديداً لبقية المنزل"
أمسك بيل بقلمه بينما كانت جليان لا تفكر سوى فى الخروج من هذه الغرفة.
عندما وقع الأوراق حملتها و همت بالنهوض قائلة:"سنبدأ الأعمال يوم الخميس بيل. إذا كان لديك أسئلة أخرى أتصل بى سنكون أنا و بوب تحت تصرفك"
رد فى سخرية :"أنت لطيفة جداً آنسة سوبارو . اعذرينى من فضلك لأننى غيرت موعد لقائنا"
زادت نبراته الساخرة من توترها . كانت تعلم لماذا غير ساعة و مكان الموعد. دون أن تجيبه تقدمت نحو الباب لكنه سبقها و وضع يده على مقبض الباب .
تمتمت بصوت متحشرج:"أنت قلت أنه موعد عمل"
رد فى بطء :"أنا ؟ أنا قلت هذا؟ حسناً....يجب ألا تصدقى أبداً رجلاً بلا أخلاق ....مثلى"
ــ
سر بوب كثيراً عندما علم أنه تم توقيع العقد و رافقها إلى جونتراس يوم الاثنين حيث استقبلهما بيل بترحيب.
بعد جولتهما فى المنزل قال له بوب :"يسعدنا أن نتعامل معك يا سيد ماننج و استطيع أن أؤكد لك أننى و جيليان نشكل ثنائياً ناجحاً لن يخيب أملك أبداً...أليس كذلك يا آنسة جيليان؟"
ثم احاط كتفيها بذراعيه و ابتسم فى تحدٍ.
نقل بيل نظراته بينهما و قد عقد حاجبيه فى مرارة و لكنه لم يعلق .
"قت لك ألف مرة يا بوب أننا شركاء فى العمل ليس أكثر!! أل تفهم؟"
صاحت جيليان فى غضب تخاطب بوب لأنه جعل بيل يفهم أن علاقتهما تتجاوز العمل بكثير.
انكبت جيليان على عملها فى حماس لتنفيذ برنامج العمل الأول فى جونتراس و هى تفكر بالبرنامج الخاص بالقسم المتبقى منه. و فى الوقت نفسه لم تكن تهمل بقية الزبائن. و ظلت طوال الشهر تتردد على المنزل و كل مرة ترفض دعوة بيل لقضاء بعض الوقت فى مطعم هادئ . فكانت تفضل أن تعود مساءً إلى ملبورن أو تقضى الليل عند أبويها طالما ان ضيوفهما لم يأتوا بعد.
سألتها صديقتها كيم ذات مرة:"أيوجد شئ بينك و بين بيل ماننج؟"
أجابتها فى دهشة:"لا. لِمَ هذا السؤال؟"
ردت كيم فى بساطة:"ربما لأنك ترينه كثيراً و لا تتكلمين عنه.ألا تلاحظين أن الناس يتكلمون كثيراً عن علاقاتهم السطحية بينما يصمتون عن الموضوع الذى يهمهم أكثر؟
تمتمت جيليان فى تهكم:"يا للحكمة!"
ردت كيم:"إذاً ضعى هذه الرسومات جانباً فأنت تجهدين نفسك كثيراً. أخشى عليك الوقوع فريسة المرض"
صمتت لحظة ثم سألتها فى جدية :"ما رأيك فى الذهاب سوياً إلى المسرح؟"
ردت جيليان فى حماس مفتعل:"فكرة رائعة! هل تمانعين إذا نظمت هنا حفلة صغيرة بمناسبة عيد ميلاد بوب ؟ عيد ميلاده بعد أيام و هو متوتر نفسياً ,هذه الحفلة قد تسعده"
أجابتها كيم فى ابتسام :"لا, لا مانع لدى بإمكانى أن أبقى لمساعدك إذا أردت"
ردت جيليان فى سعادة:"حقاً ؟سيكون سعيداً جداً لأنه منهار و يعتقد أن السنين تهرب منه و تتركه وحيداً"
علقت كيم فى خفوت :"لم أكن أعتقد أنه حساس و شاعرى لهذه الدرجة.لكن يبدو لى متبلد المشاعر"
ردت جيليان :"المظاهر تغش فى كثير من الأحيان"
ابتسمت كيم ابتسامة ذات مغزى و علقت فى مكر:"وكنت أعتقد أيضاً أنكما تخططان لمستقبل مشترك"
ردت جيليان فى حسم:"بالقطع أنت مخطئة فى هذا أيضاً"
كان القلق يأكل جليان من ناحية بيل......
ففى علاقتها مع بيل الذى كانت تراه عدة مرات أسبوعياً , كان من الصعب عليها الحفاظ على علاقة مهنية بحتة بينما كان يحاول دائماً التقرب منها و يبدى كثيراً من الملاحظات حول العمل. حتى أنه كان يبالغ فى الطلب منها أحياناً الحضور على الفور إلى المنزل ولأتفه الأسباب لدرجة أنها بدأت تشعر بالإرهاق و التوتر.
"أريدك أن تبقى هنا فى هذه الأيام الثلاثة القادمة حتى وصول شقيقى"
قال لها فى حدة بعد ظهر أحد الأيام .
"هذا لن يكون ضرورياً بيل, فالعمل سينتهى فى الموعد المحدد . سأعود نهار الجمعة لأتحقق من التفاصيل الأخيرة"
رد فى تصميم :"مستحيل....لقد طلبت منك منذ البداية أتتابعى سير العمل بنفسك حتى النهاية ,حتى تحولى دون حدوث أية أخطاء قد تشوه العمل"
كان هناك بعض التأخير فى العمل فى الأيام الأخيرة لكنه تأخير من جانب عمال الدهان و لم يكن وجود جيليان فى موقع العمل ليحل المشكلة.
قالت له محاولة الحفاظ على هدوئها :"أنت لست محقاً يا بيل"
أجابها بلهجة جافة :"يبدو انك تتهربين من مسؤلياتك"
ردت فى حسم :"ستكون غرفتك جاهزة فى نهاية الأسبوع, أعدك بذلك, حتى و لو اضطررت لمد السجاد و نقل الأثاث بنفسى...على كل حال كان بإمكاننا أن نتجنب إضاعة الوقت الذى خسرناه لولا هفواتك المستمرة كالطفل المدلل..."
رد فى حدة :"أنتبهى لما تقولينه يا صغيرتى"
بدون وعى منها خلعت نظاراتها و تملكها الغضب الذى كانت تكبته طوال هذا الشهر الصعب.
ردت فى غضب:"لماذا؟ أتعتقد أننى معتادة على العمل فى مثل هذه الظروف؟ أتعتقد أننى لم أتحمل بما فيه الكفاية طباعك الصعبة و مبالغاتك الفجة؟ إذا كان يجب علىّ أن استمر بعملى فى هذه الظروف فبإمكانك تسليم باقى العمل لمكتب آخر"
ثم أعادت نظاراتها وابتعدت دون ان تنتظر جواباً منه , لكن بيل أمسك بها قبل أن تصل إلى سيارتها .
قال لها فى برود:"اسمعينى جيداً جيليان.أنصحك بأن تكونى هنا ليس لثلاثة أيام فقط بل ثلاثة أيام من كل أسبوع إلى أن تنتهى من كل الأعمال و إلا..."
قاطعته فى غضب :"و إلا ماذا؟"
رد و هو يفرك كفيه :"و إلا سأجد نفسى مضطراً لملاحقة مكتبكم قضائياً لإخلاله بشروط العقد"
أجابته فى حدة:"لن يجدى ذلك يا بيل و أنت تعرف ذلك جيداً....فالتأخير ليس كبيراً و لا يمكن لى محكمة أن تحمل دعواك على محمل الجد و تتهمنا بالتقصير"
صمتت لحظة تفكر فى كلامه.....
بإمكان بيل ان يدمرها هى و بوب و يدمر كل ما بنياه كل هذه السنوات و سيصعب عليهما تسديد قرضهما من البنك و ستطالبهم مصلحة الضرائب . أما إذا ظلت علاقتهما به جيدة فسيكون المستقبل زاهراً بالنسبة لمكتبهما فكل ما يهمها حالياً هو سمعة عملهما.
تمتمت فى تفكير:"لا يمكننى أن أصدق أنك ستذهب إلى هذا الحد"
رد فى برود:"صدقينى .أنت و شريكك حصلتما منى على عقد مثمر ولكننى أريد حقى مقابل ما دفعته من المال."
تملكها الغضب لأقصى درجة و بدأت الدموع تترقرق من عينيها ...
بدا الحزن فجأة على ملامح بيل الذى تمتم فى خفوت :"لن تواجهى أية متاعب إذا سار العمل على ما يرام"
ردت بصوت أقرب إلى البكاء:"إنه يسير على ما يرام لكن اعتراضاتك ليست موضعية !! لدى فكرة, فأنا أيضاً لدى بعض الأصدقاء فى عالم الصحافة...."
ثم قطعت كلامها و سرعان ما ندمت على ما تلفظت به . من الغباء توجيه تهديدات له .
ضمت قبضتيه بقوة و صرخ فيها قائلاً:"إياك أن تتجرأى...."
ردت فى ارتباك :"أنا آسفة....لقد استولى علىّ الغضب....سأكون هنا صباح الغد و اسرعت تصعد إلى سيارتها.
لكنه تبعها و انحنى أمام الباب هامساً :"جيليان...."
كان صوته مختلفاً لكنها لم تعره أية نظر و أنطلقت مسرعة.
كيف تعلن لـ بوب أنها عرضت عملهما لموقف محرج كهذا لمجرد أنها استسلمت لقلبها؟
هما الآن مرتبطان بكل شروط هذا العمل و يجب أن ينفذاه
ـــ
عادت إلى منزلها مرهقة تتساءل كيف ستنظم حفلة بوب طالما أنها مضطرة للتغيب ثلاثة أيام . لحسن الحظ اكدت لها كيم أنها ستساعدها فى كل شئ.
لم تخبر جيليان بوب بتهديدات بيل و اكتفت فقط بأن قالت له بأنها ستبقى فى جونتراس حتى نها رالجمعةلإنجاز العمل و أنها ستنام عند أبويها.
سألها فى حزن :"ستتركيننى لوحدى؟"
ردت فى لطف:"سأعود لتناول العشاء معاً يوم السبت....موافق؟"
فى اليوم التالى اصطدمت بـ بيل فى الطابق السفلى من منزله بادرته:"كنت أبحث عنك"
سألها بلهجة جافة:" ماذا هناك؟"
اجابت فى ارتباك:"أنا بحاجة لمكان هادئ حيث أدرس ملفاتى و....."
قاطعها مشيحاً بيديه:"بإمكانك أستعمال مكتبى ليست بحاجة إليه الليلة هل أحضرت حقيبة ملابسك معك؟"
ردت على الفور :"طبعاً لكننى سأبيت على بعد بضعة كيلو مترات من هنا, عند والدىّ اللذين سيسران برؤيتى حتما. و بالتأكيد سأكون هنا باكراً فى صباح الغد ...إذا رغبت"
تجمدت الابتسامة الساخرة على وجهه ثم قال بعد صمت قصير :"سأراك بعد الظهر"
ثم تركها و خرج.
غاب بيل وقتاً طويلاً و قرب الخامسة سمعت جيليان صوته فانقبض قلبها . كانت قد انهت قسماً كبيراً من الأعمال و تستعد للذهاب.
بينما كانت تجمع أوراقها دخلت السيدة ماننج قائلة:"كيف حالك يا آنسة سوبارو؟ أرى أنك قمت بعمل رائع فى صالة الطعام و غرفة الضيوف يبدوانها ستكون رائعة أيضاً . أنت موهوبة حقاً!"
ردت فى اضطراب :"شكراً لك سيدتى...أين بيل؟ يجب أن أراه قبل انصرافى..."
أجابتها فى بساطة:"أعتقد أنه فى الملعب , ما مشاريعك بالنسبة لهذه الغرفة؟"
أخبرتها جيليان بخطتها ودهشت لأن بيل لم يطلع امه على الأمر.
سألتها السيدة ماننج :"متى يمكننا أن نتحدث عن ديكور شقتى؟"
ردت فى ببساطة:"وقتما تشائين"
كان تونى باورز يخرج من المنزل الذى يشغله عند مدخل الملاعب و بيل يمارس التمرينات اليومية المعتادة.
صاح تونى فى حماس عندما رأها "برافو يا آنسة سوبارو!! لقد رأيت ما قمت به من أعمال فى المنزل وكنت معجباً جداً بالنتائج!"
ردت ضاحكة:"بعد أن أنتهى من المنزل هذا سأبدأ بالعمل على ديكور منزل لك أيها المدرب"
سألها :"هل تحبين إلقاء نظرة على منزلى؟"
رافقته بكل سرور.
كان المنزل يتكون من ثلاث غرف لكنه بحاجة لإعادة الديكور من الصفر...!
تمتم فى ضيق لم يكن المنزل بهذه الفوضى عندما كانت زوجتى على قيد الحياة"
سألته و هى تشير إلى صورة على المدفأة:"أهذه صورتها؟"
تمتم فى آسى:"أجـــــــــــل"
سألته و هى تشير إلى صورة أخرى:"هل هذا والدك؟ أنه يشبههك كثيراً"
أجاب :"فى الشكل الخارجى فقط"
سألته :"أتعيش هنا طوال الوقت يا تونى؟"
قال:" لا لدى منزل فى ملبورن"
خرجا من منزله فوجدا بيل لا يزال يتمرن.
سألت جيليان تونى فى اهتمام:"مم تعانى والدة بيل؟"
أجابها بعد تردد:"من أعصابها"
أردفت :"هل تعرضت للإنهيار؟"
قال :"أحيانا تتعرض لأزمات حادة"
علقت يبدو أنها فخورة جداً بأبنها البكر, جيرارد"
تمت تونى فى حزن مفاجئ:"أجل, جيرارد شاباً لامع,الحظ يبتسم له . امه تفضله على شقيقه, غريب هو أمر أولئك الناس الذين يحبون من لا يدينون لهم و يعضون اليد التى تغذيهم...."
كان بيل يلعب ببراعة
قال لها تونى:"لن يتأخر....على كل حال لو لم يعتزل اللعب لكان عليك أن تدفعى لتشاهديه يلعب"
ظلت تتأمله للحظات ثم فضلت أن تنتظره فى الداخل. إن رؤيته فى الملعب تتعبها كثيراً.

Just Faith 24-06-16 07:36 PM


7 – الأصــــل و الـــصـــورة
نهار الخميس...
تسارعت حركة العمل و كان العمال ينتشرون فى كل أرجاء المنزل.
كان بيليستغل أقل فرصة لإظهار غضبه بينما كانت جيليان تراقبه فى تعجب لتفهم سبب هذا التوتر البالغ.
بينما كانت جيليان منكبة على عملها فى غرفة المكتب , رن جرس الهاتف فرفعت السماعة:"أهلاً... هنا منزل بيل ماننج"
كانت ليزلى هيرل التى حملتها رسالة شفوية لـ بيل:"قولى له أن يتصل بى هذا المساء فى المنزل , لو سمحت هو يعرف رقم هاتفى"
تذكرت صورة المرأة التى ظهرت فى الصورة فى الجريدة بجانب بيل.
هل يمكن لهذه المرأة أن تعيد لـ بيل ابتسامته؟
تساءلت جليان فى مرارة لأنه هذه الأيام لا يبتسم لأحد.
بعد ساعة وجدته مع تونى باورز يتبادلان الكلام فتقدمت نحوهما لتنقل له رسالة ليزلى.
ما أن رأها بيل حتى انسحب فسألت تونى عن سبب تعكر مزاجه فأجابها بأنه يعتقد أن السبب هو مجئ دونا زوجة جيرارد معه.لقد كانت خطيبة بيل قبل أن تتزوج من جيرارد.
تفاجأت جيليان كثيراً عندما علمت أن دونا تخلت عن بيل بعد ذلك الحادث و فضلت أخاه.
كم تعذب بيل بعد وفاة والده و هجر خطيبته له.
سألت تونى فى تردد:"ألا يزال بيل يحب دونا؟"
رد فى سرعة :"بالتأكيد لا, بيل رجل شريف لا يمكنه أن يحمل مشاعر مماثلة تجاه زوجة اخيه"
تطلعت إليه جيليان فى تفكير ربما لا يزال يحبها و لهذا السبب يبدو متوتراً هذه الأيام.
بعد قليل وجدته فى الصالون فأخبرته بأن السيدة ليزلى تريد أن يتصل به هذا المساء .
قال فى مرارة:"أخيراً وجدت رفقة مسلية"
فى اليوم التالى بينما كانت تعيد المرآة الكبيرة إلى مكانها كادت تقع من بين يديها لو لم يتدخل بيل فى الوقت المناسب.
قال لها فى حدة :"لقد تأخرت فى عملك جيليان ! كان يجب أن تنتهى من هذه الأمور!"
ردت فى سخرية :"يبدو أن السيدة ليزيى هيرل لم تتمكن من مواساتك!"
أجابها فى سخرية مماثلة:"بل نجحت فى ذلك تماماً لكن سير العمل يرهقنى"
سألته بتهكم عندما رفع رأسه:"هل نسيت السيدة هيرل بهذه السرعة؟"
أجاب فى سرعة :"و أنت , هل نسيت بوب المسكين؟ أنا متأكد أنك لا تزالين تريدينى جيليان"
ردت فى تردد ملحوظ :"لا"
قال فى حدة :"أنت كاذبة"
ــــ
يوم السبت طلب منها بيل أن تتأخر لإنهاء بعض الأعمال .
قالت محتدة :"ألا يمكننا أن نتوقف عند هذا الحد اليوم؟ أنا مضطرة للذهاب باكراً! لدى سهرة اليوم و لا أريد أن أتأخر"
نظر إليها فى دهشة و غضب و حزن ثم تأمل غرفة الضيوف فوجد أن كل شئ على ما يرام.
نظر إليها ثم قال بامتنان :" أنه عمل جيد جيليان برافو"
أخيراً أثنى على عمها.....!!
قالت :"يسعدنى أن عملى أعجبك....أتعتقد أن ضيوفك سيكونون من رأيك؟"
أجاب :"أعتقد ذلك , أنا أعرف ذوق دونا جيداً"
كم كانت ساذجة عندما ظنت أن بيل يكن لها مشاعر خاصة !!
كل ما يهمه هو دونا و راحة دونا!
لقد تعبت أسابيع طويلة فقط من أجل المرأة التى يحبها بيل و لا يزال...!
عندما وصلت إلى شقتها كانت كيم أعدت كل شئ لعيد ميلاد بوب و لقد كانت الحفلة لطيفة و مفاجأة كبيرة لـ بوب الذى رقص طويلاً مع كيم.
نهار الثلاثاء وصل شقيق بيل و زوجته وكانوا يبدون وكأنهم أصدقاء قدامى سعداء باللقاء من جديد.
كان جيرارد يكبر بيل بستة أعوام و لا يقل وسامة عنه لكنه يمتاز عنه بمرحه ولطفه. لاحظت جيليان ان بيل يبتسم ابتسامة شاحبة و عيناه لا تفارقان دونا المرأة التى كان يحبها فتخلت عنه من أجل شقيقه , أنها امرأة جميلة تخطت الثلاثين عاماً.
قالت لها دونا بصدق :"جهودك ناجحة جداً آنسة سوبارو!"
كان بيل ينظر إليها.
"أنا لم أفعل شيئاً مميزاً سيدة دونا كان كل اهتمامى على تنفيذ أفكار بيل"
تبادلت معهم بعض العبارات ثم استأذنت و دخلت المكتب لمتابعة عملها.
فيما بعد دخل جيرارد غرفة المكتب ليتناول أحد الكتب وكانت فرصة للحديث معه . حدثها خلالها عن ذكريات طفولته مع شقيقه, و أطلق بعض النكات فضحكت جليان من كل قلبها.
بينما كانت تضحك دخل بيل و وقف أمامهما عابساً فاعتذر جيرارد و خرج من الغرفة.
جمعت جليان أوراقها و نهضت.
سألها بلهجة جافة :"هل ستذهبين الآن؟"
لم تشأ إخباره بإن أمامها مسافة طويلة لتقطعها حتى سيدنى لن تستطيع المبيت عند أبويها الذين يستقبلان أصدقاء لهما هذا الأسبوع.
"أتريد منى شئ آخر بيل؟"
قال فى سخرية :"يبدو أن رفقة جيرارد أعجبتك أنا أحذرك فهو رجل...."
قاطعته فى هدوء :"لطيف جداً على عكس الكثيرين"
ثم صعدت إلى سيارتها و أضافت :"تصبح على خير بيل"
ارتدت نظارتها و أدارت محرك السيارة لكن المحرك رفض أن يعمل.
قال لها بيل :"افتحى غطاء المحرك....سألقى نظرة عليه"
سألها بعد لحظات :"ألهذا السبب كانت فى المرآب؟"
أجابت :"أجل"
قال فى جدية :"يجب أن يرأها ميكانيكى"
سألته :"أيمكننى استعمال هاتفك؟"
أجابها :"سنتصل بالميكانيكى صباح الغد. تعالى سأوصلك إلى منزل والدك"
عضت جيليان على شفتيها كان يجب أن تعترف له بأنها يجب أن تعود إلى سيدنى.
لاحظ بيل توترها لكنها لم تشأ إخباره بأنها تفضل أن تقطع كل المسافة حتى سيدنى على ان تقضى الليل فى جونتراس.
قالت :"يجب أن اعود إلى سيدنى لأن والدىّ يستقبلان ضيوفاً. بإختصار...."
قال مبتسماً فى مكر:"بإختصار ليس لديك مكان للمبيت هذه الليلة إلا إذا أوصلتك بنفسى إلى سيدنى أو إذا دعوتك للمبيت هنا "
سألته:"هل ستدعونى للمبيت هنا بيل؟"
"لا"
قالت:"حسناً....إذن سأطلب سيارة أجرة على الهاتف"
هز رأسه مبتسماً:"هذا سيعلمك ألا تكذبى على مرة أخرى"
خرجت من السيارة و حملت حقيبة يدها :"فى هذه الحالة ليس أمامى سوى البحث عن وسيلة أخرى سأذهب سيراً على الأقدام"
قال فى تهكم :"و أنت ترتدين هذا الحذاء ذى الكعب العالى؟"
أجابته بتحد:"أجل....تصبح على خير"
تقدمت نحو الباب الخارجى.
"جــيـــلــيـــان"
ناداها فى حدة و قد فقد مرحه فجاة.
أسرعت جيليان أكثر و لم تلتفت خلفها متجاهلة نداءاته و الغضب يملأ قلبها.
كانت قد قطعت مسافة غير قصيرة عندما تعثرت فنهضت غاضبة و لعنت بيل ثم خلعت حذاءها و سارت عارية القدمين.
فى هذه اللحظة وصلت سيارة بيل الجاجوار إلى جانبها و فتح لها الباب.
تجاهلت و تابعت طريقها بالرغم من الحجارة التى كانت تنغرس فى قدميها.
لا زال أمامها كيلو متر واحد حتى تبلغ الطريق العام.
"جـــيـــلــيــــان ؟"
سمعت نداءه....
لم تلتفت فسمعت صفقة باب السيارة التى سبقتها مسرعة ثم توقفت على بعد مئة متر تقريباً لينزل منها السائق و ينتظرها .
توقفت جيليان حائرة متعبة و أحست بنفسها بائسة بحاجة للشفقة أليس من سوء حظها ان تقع فى حب بيل ؟
حــب يـشـقـى و حــب يـسـعــد !
تابعت سيرها إلى ان وصلت إليه لكنها عندما وصلت إلى السيارة تابعت سيرها ثم توقفت .
صرخ بيل فى حدة:"جيليان ! لا تكونى غبية !"
أخذت تركض وهى تسمع خطواته وراءها و الدموع تنهمر على وجهها . كانت تفضل الموت على ان يرى بيل هذه الدموع. خلعت نظاراتها التى أعمتها الدموعو بينما كانت تمسحها تعثرت قدماها و تدحرجت إلى جانب الطريق.
صرخ بيل و هو يركض وراءها:"أيتها الحمقاء....!"
ثم انحنى فوقها فأدارت وجهها كى لا يرى دموعها .
صرخت فى وهن :"دعنى....أنا بخير لا تؤلمنى"
قال معقباً:"لا أؤلمك؟ كيف يمكنك تصور أننى...؟"
قالت :"مكانك ليس هنا سيد ماننج عد إلى ضيوفك أستطيع التصرف لوحدى"
سألها :"اترين بأى حالة أنت؟"
ردت فى ثقة :"إذا كنت تتخيل أننى سأتوسل إليك كى تؤوينى فى منزلك فأنت واهم. أنت تظن أننى سأستسلم لك قبل أن أجتاز باب حديقتك , اليس هذا حقيقياً؟"
أجابها:"فى الواقع....هذا ما كنت أظنه....لكن...."
قالت متحدية:"بإمكانك أن ترهقنى بكل الوسائل الممكنة و تهددنا بالملاحقة القانونية أنا و بوب و بإمكانك القيام بأى خطوة دنيئة لكن لا تتصور أننى سأتوصل إليك بل أفضل المبيت تحت اية شجرة فى العراء على...."
تقطع صوتها فرفعت يده عنها فى حدة و حاولت النهوض لكن كاحل قدمها آلمها فصرخت من الألم و كادت تقع لو لم يمسك بيل بها .
كانت شاحبة جداً و عادت الدموع تنهمر على وجهها .
هتف بها :"جيليان....جيليان....لا تبكى...."
حملها إلى السيارة ثم انحنى دون أن يتركها و أجلسها على المقعد ليجلس بجانبها.
للحظات ظلت تجهش بالبكاء سحب منديل من جيبه و مسح دموعها بلطف و لم يقل شيئاً....
أخيراص تجرأت و نظرت إليه.
سألها بحنان :"جيليان....ماذا يحصل لنا؟"
همست فى ضعف:"بيل....أحبك يا بيل"
فى هذه اللحظة مرت سيارة بالقرب منهم فابعد بيل رأسه عنها فعادت جيليان إلى الواقع.
خرج بيل من السيارة ليحضر حقيبة يدها. عندما عاد جلس خلف المقود و أمسك بيدها و اخذ يحدق فى عينيها .
كانت نظراته ثملة و قد اختفت كل مرارة فيها و لم يبقى إلا الحب.
قال فى حنان :" لنعد إلى المنزل جيليان"
" من الأفضل أن أعود إلى سيدنى...ليس لدى هنا ملابس غير هذه"
هل سنعود إلى نفس القصة؟"
"أنا آسفة بيل لم يكن يجب على أن....لم اكن بحالة طبيعية لننسى هذا المر لو سمحت"
"إذا كان هذا سهلاً عليك فإنه ليس سهلاً على....."
ثم أدار محرك سيارته :"ألديك ملابس عند أهلك؟"
"أجل و لكن...."
"سنذهب لإحضارها , سأقدم لك سريراً لهذه الليلة و مفتاحاً لغرفتك."
"فى هذه الحالة أقبل ضيافتك"
ـــ
قلت لى أنك فى طفولتك كنت تقرأين متسلقة إحدى الأشجار أى شجرة هى؟"
سألها بيل و هما يتجولان داخل الحديقة.
ردت بصوت مرتجف :"تلك الشجرة هناك"
كانت تلك الشجرة هى التى كانت تقف تحتها عندما التقطت لها صديقتها تلك الصورة التى أرسلتها له فى مراهقتها.
قال فى شرود :"هذه الشجرة لها شكل مميز"
تركت رسالة صغيرة لوالدتها على الطاولة ثم عادت مع بيل إلى جونتراس
فى المساء ارتدت ثوباً أنيقاً للعشاء و حاولت جاهدة أن تخفى الألم الذى يعتصر قلبها .... الرج الذى تحبه لا يزال يحب زوجة شقيقه و مع ذلك لا يتردد فى قضاء السهرة مع ليزلى هيرل عندما تدعوه!
كم تتمنى لوكانت المرأة الوحيدةفى حياته ...!
بينما كانت تسرح شعرها تذكرت أنها فقدت نظاراتها لابد أنها وقعت منها على الأعشاب بينما كان يتبعها بيل.
أحست بالندم لأنها أنضمت إليهم على العشاء لأن بيل لم يبعد نظره عن دونا طوال الوقت.
قال لها بيل بعد العشاء :"أنت لا ترتدين نظاراتك هذا المساء؟"
أجابته بلهجة جافة :"يبدو انى أضعتها "
أحست السيدة ميسا بالصداع فرافقها بيل إلى غرفتها ثم تبعتهما دونا بعد دقائق.
قال جيرارد الذى بقى وهده فى الصاون مع جيليان:"لم تعد أمى نفسها بعد الحادث"
"أنت على علم بذلك الحادث, أليس كذلك ؟ للحقيقة لم يسلم منه احد."
حثته جيليان على متابعة الكلام فتابع:"وقع الحادث كان الأصعب على بيل لم يكن يجب علىّ أن أتركه.....أعذرينى لندع الماضى"
أنتقل ليسألها عن مهنتها فحدثته عن عملها و عن مشاريعها لكن عقلها كان فى مكان آخر بين بيل و دونا اللذين عادا بعد قليل يبتسمان
سألتها دونا و هى تجلى:"أتقيمين دائماً فى ورشة العمل؟"
"ليس دائماً أحياناً يتطلب منى العمل ذلك . احاول ان اتجنب الأمر قدر المستطاع لأن شريكى يرفض ذلك لأسباب مهنية و شخصية"
قال جيرارد ملتفاً نحو بيل:"أفهم ذلك"
قال بيل بحدة :"كنت اعتقد أنك تقيمين مع صديقتك كيم ؟"
حتى الآن اجل لكن أقمنا احتفالاً منذ يومين بمناسبةرحيلى"
لاحظت أن ملمحه أنقبضت
عليه أن يعلم أنه لن يكسب كل الجولات.
قال لها جيرارد و هو يقدم لها كوب من العصير:"تعالى معى جيليان لترينى ماذا ستفعلين فى الصالة الكبيرة"
كان بيل يتحدث مع دونا.
دخلا إلى الصالة الكبيرة فأدار جيرارد المسجل و عاها لسماع أحدث الأغنيات.
فجاة دخل بيل عابساً و قال بحدة :"جيرارد....دونا تبحث عنك"
"حسناً...تصبحين على خير جيليان"
ظلت جيليان مسمرة مكانها و قلبها يدق بسرعة.
قال بيل بسخرية :"أية ساحرة أنت؟ هل قررت أن تجربى سحرك على كل رجل ترينه؟"
هتفت به :"لا أفهم ما تعنيه..بعد إذنك أريد أن أنام تصبح على خير"
أتجهت نحو الباب لكن بيل أسرع و أمسك بذراعها بقوة:"أيتها الخائنة, لابد ان جيرارد يفكر الآن بوسيلة ليقرع بابك ليلاً . هل ستعلنين له أيضاً أنك غيرت رأيك؟"
قالت فى ذهول :"ماذا تعنى ؟ أنا بالكاد أعرف شقيقك!"
قالت فى عصبية .
"كان يجب عليك أن تحترفى التمثيل ي ا عزيزتى . فأنت تلعبين دور الشريفة العفيفة بمهارة. أنا ايضاً كنت بالكاد تعرفيننى . لن أذكر بوب الذى نسيته هذه المرة من جديد"
"لا أريد سماع المزيد يا بيل"
حاولت الأبتعاد لكنه منعها.
"ستسمعيننى رغماً عنك لا تنسى أن جيرارد رجل متزوج"
قالت لاحتقار :"أجل....أفهم لماذا هو متزوج و ليس أنت!"
سألها فى غضب:"ماذا تعنين؟"
ردت فى تهكم :"اعنى أن دونا قد أحسنت الأختيار!"
شد قبضتيه على كتفيها بشكل مؤلم :"أجل فضلته على. هل أخبرك كيف أستغل الوضع بينما كنت أنا مشغولاً بـ.... بشئ آخر؟ أنت أيضاً تفضلينه أليس كذلك جيليان؟"
"أجل فهو لطيف و مرح"
"هذا لأنك تفضلين التعرف كل يوم على رجل جديد"
"دعنى...لا....يحق لك أن تعطينى دروس فى الأخلاق...!"
"بيل....بيل....أنت هنا؟" كان صوت مديرة المنزل.
"أجل سيدة سيمون , ماذا تريدين؟"
"أمك تريدك..."
"حسناً, سأراها بعد دقائق قليلة أصعدى و أبقى بجانبها"
ابتعدت خطوات السيدة سيمون....
تمتم بيل فى سخرية :"يا لـ بوب المسكين"

Just Faith 24-06-16 07:37 PM

8 – رجــل مــن الـــمــاضـــى
فى الصباح أحست بحزن هائل.
ماذا سيحل بالعقد الثانى؟ ماذا لو تخلى بيل عنه؟
ارتدت ملابسها رغماً عنها و وضعت مسحة من الماكياج على وجهها لتزيل أثار الأرق عنه. يجب عليها ان تتصل بالميكانيكى لإصلاح سيارتها كى ترحل بأسرع وقت ممكن . عليها أيضاً أن تتصل بصديقتها كيم و تطمئنها و عليها أن تكلم بيل لتعرف نواياه بما يخص العمل.
كانت جيليان قد نهضت باكراً و الجميع لا يزالون نياماً, شربت فنجان من القهوة فى المطبخ بينما كانت السيدة سيمون تنظر إليها بريبة يبدو أنها تشك بأن بيل لم يكن وحده فى الصالة الكبيرة ليلة أمس.
دخلت غرفة المكتب و اتصلن بـ كيم و الميكانيكى.
بعد دقائق فتح الباب .
كان بيل قد استيقظ لكن شيئاً فى ملامحه تغير,شيئاً لا تعرفه
سألها فى حدة و فى تقطيب:"هل أتصلت به و طمأنته؟"
قالت دون أن تفكر بما كان يقصده :"أجل"
رد ساخراً :"فى المرة القادمة حاولى ان لا تنسيه"
رفعت وجهها نحوه بحزم و نظرت إلى عينيه مباشرة و قالت :"بيل ماذا قررت بالنسبة لبقية العمل؟"
وضع يديه فى جيبيه و لم يجبها على الفور .
"لِمَ هذا السؤال ؟ ستتابعين عملك كالمعتاد"
سألته :"بعد الذى حصل....."
أجابها مؤكداً :"لِمَ لا؟ لقد أثبت أنك مصممة ديكور ممتازة بالرغم من عيوبك الأخرى"
ارتعشت تحت وطأة الإهانة.
و اردف:"لكننى سأترك لك حريتك طالما أن ضيوفى هنا. سيرحلون فى الأسبوع القادم . عودى فى ذلك الوقت فأنا سأكون فى مزرعتى"
عادت و سألته:"حسناً أترغب بأن أترككم ما أن تصبح سيارتى جاهزة؟"
قال بلا تفكير:"كما تشائين المهم أن تتركى جيرارد يحيا بسلام فزوجته حساسة جداً"
راقب برضا شحوب وجهها و هى ترد قائلة :"أود ان أبحث مرة ثانية عن اللوحات المفقودة قبل رحيلى"
وافق بيل فخرجت مندهشة من قدرتها على السير رغم أن جسدها يرتجف بكامله.
لم ينجح بحثها عن اللوحات التى ضاعت.
التقت جيرارد و تبادلت معه بعض الكلمات لم تلتق بـ دونا لكنها رأت السيدة سيمون مديرة المنزل تصعد حاملة صينية طعام يبدو أنها تحملها لـ دونا.
حضر الميكانيكى و بدا يفحص سيارتها و أعلن لها أنها ستكون جاهزة بعد ساعتين ,لكن القطعة التى يجب تبديلها فيها ستكلفها مبلغاً كبيراً , لا بأس المهم أن تبتعد عن جونتراس.
ـــ
توجهت إلى حيث العمال فوجدت رجلين كانا يعملان فى الصالون الثانى. كان أحدهما شاباً ذا قوام رياضى بينما كانالآخر أكبر سناً و يهوى التلاعب بالكلام.
و عندما حاول هذا الأخير إعلان إعجابه بها فقدت أعصابها وابتعدت عنهما.
كانت تستعد للرحيل عندما فتح لها العامل الشاب الباب و اعتذر لها بالنيابة عن زميله فى لطف فابتسمت له جيليان
فى هذه اللحظة اصطدمت بـ بيل الذى كان يهم بالدخول.
رمق العامل فى حدة و سألها:"أما زالت هنا؟"
"أنا آسفة لكن الميكانيكى لم ينتهى بعد من إصلاح السيارة"
أخيراً وجدت اللوحات التى كانت تعتقد أنها مفقودة فى إحدى الغرفتين الفارغتين فى الطابق الأول كان العمال قد وضعوها هناك و اتزال سليمة. أخذت جيليان تمسح عنها الغبار فلمحت ما هو موجود خلفها.
أنها صورة لعائلة....بيل مراهق يلعب الجولف و كانت أمه شابة جميلة . كانت هناك أيضاً صورة اخرى للشقيقين معاً. صورتان يبدو أنهما تعرضا للحريق . وجدت صورة أخرى لـ بيل كان زجاج إطارها محطماً . لا أنها ليست لـ بيل بل لوالده.
"آنسة سوبارو...."
انتفضت جيليان عندما سمعت صوت السيدة ميسا من خلفها
"أتبحثين عن شئ يا آنسة؟"
شرحت لها جيليان الموقف فاقتربت السيدة ميسا و رأت اللوحة التى كانت بين يدى جيليان.
"هل تحطمت هذه الصورةن أثناء الحريق يا سيدة ماننج؟"
"للأسف أجل"
"أنها صورة جميلة"
"أجل فهو وسيم جداً , أهذه ما كنت أبحث عنها أعتقد أن دونا ستكون سعيدة جداً يرؤيتها"
ثم حملت صورة لـ جيرارد و هو لا يزال صبياً
ظلت جيليان حائرة تنظر إلى صورة السيد ماننج الأب لماذالا قالت ميسا بأنه وسيم بدل أن تقول كان وسيماً؟ يبدو أنها مجرد هفوة
احتاج إلى إصلاح السيارة لوقت أطول من المتوقع لهذا السبب كانت جيليان لا تزال فى جونتراس عندما وصلت سيارة رياضية نزلت منها امرأة شابة ترتدى ملابس حمراء أسرعت على الفور إلى الملعب حيث التقت بـ بيل الذى ركض نحوها فأدارت جيليان وجهها و الألم يعصر قلبها.
فى هذه اللحظة ظهر تونى باورز
"أوهـ, هذا أنت تونى كنت متجهة إلى منزلك لأودعك . لقد أصبحت سيارتى شبه جاهزة , أريد الرحيل الآن و لن أعود قبل أسبوع. أعتقد انك فى هذا الوقت ستكون مع بيل فى مزرعته؟"
"أجل هذا صحيح , لكن لماذا هذه السرعة؟ كنت اعتقد انك ستبقين هنا إلى الغد"
قالت بارتباك و هى تراقب بيل و ضيفته فى الملعب :"آهـ...أنا....شريكى يطلبنى"
"افهم, أنها ليزلى هيرلـ...."
"أعلم , أنها السيدة هيرل , هذا سبب يدفعنى للرحيل أيضاً فأنا لا أحب النساء"
"آهـ, لا تخطئى يا صغيرتى لا تخلطى بينه وبين بيل الآخر,الآخر هو الذى يهوى تجميع النساء"
"بيل الآخر؟ هل تقصد أن والده كان....؟"
"لست أدرى من أين لك هذه الفكرة , بيل ليس قديساً لكنه يملك قلباً, هو ليس كوالده الذى لم يكن يعرف نفسه ما أن يلتقى بامرأة . كان يحصل عليهن ثم يتخلى عنهن كان الشيطان بنفسه المسكينة ميسا تعذبت كثيراً ليس من المدهش إذا...."
قطع الشك حنجرة جيليان .
كان كلام تونى يرن فى رأسها:"لا تخلطى بينه و بين بيل الآخر..."
ألم تقل ميسا ماننج تلك الليلة ....ما أن يرى امرأة حتى يصبح شيطانياً؟
"كان مشهوراً فى عالم الجولف و رفيقاً للجميع لم يخطى أمام الجمهور , و لا يزال يغطى والده بمعنى أو بآخر "
تذكرت جيليان كلام ميسا ماننج ....أنه وسيم جداً......
"فى سن الخامسة عشر كان الأولاد أكثر نضجاً من والدهم"
سألته ممكة بذراعه :"هل كان يمينياً؟"
" مـــــــــــن ؟ "
"والد بيل ؟"
"أجل, لكنى لا أرى......"
جف حلقها و أشتعلت عيناها
"ما بك جيليان؟"
"المكتب....هو مكتب والده؟ لقد قلت لـ بولا أننا سنستبدله بمكتب قديم مخصص ليسارى فصرخت :"بيل ليس يسارياً"
"كانت تفكر فى زوجها"
"الآن ؟"
"كهذا الصباح عندما رأت صورته؟ و ذلك اليوم عندما رأتها بين ذراعىبيل ؟ لم تكن جيليان قد ميزت ملامحها لكنها لم تكن ملامح امرأة مستهجمة .
"لماذا لا تعامل بيل كأبن لها؟ عندما عاملته كأبن لها ذلك المساء أصيبت على الفور بالصداع....تونى ما هو مرضها؟"
" لم تعد نفسها منذ ذلك الحادث . الإحساس بالذنب يقضى عليها , كنا نخشى على عقلها , تتعرض أحياناً للحظات من اللبس و الغموض ولكن...."
قطع كلامه لأن بيل أتجه نحوهما مع ليزلى هيرل و هما يضحكان.... تلك الليلة عندما زارت جونتراس للمرة الأولى كانت تشعر بغريزتها أن بيل كان صادقاً.
ثم جاءت امه و زرعت الشك فى قلبها ...
كانت ميسا تريد تحذيرها مما كان حقيقياً و نصحتها بأن لا تثق بغريزتها .
لماذا انصت لكلامها ؟ صرخت جيليان فى صمت.
لماذا؟
إن ميسا إنما كانت تتحدث تلك الليلة عن (بيل الآخر) عن بيل الأب و ليس الأبن...كانت تتحدث و هى تحت تأثير الصدمة!
اقترب بيل و ضيفته منهما.
قالت له ليزلى فى رقة و دلال :"شكراً يا بيل أنت رائع! هل ستأتى للعب ذات يوم؟ جون يصمم على التغلب عليك "
ثم لوحت بيدها و ركبت سيارتها لتنطلق بها بسرعة..
التفت جيليان نحو بيل فالتقت نظرتهما .
تنقل نظر بيل بينها و بين تونى.
قال تونى ثم ابتعد:"اعتقد أن لديكما ما تقولانه"
لكن لم يتسع لهما الوقت للكلام لأن دونا خخرجت من المنزل فى هذه اللحظة و نادت على بيل . تقدم بيل نحو دونا فوضعت يدها تحت ذراعه مبتسمة .
تمتمت جيليان لنفسها :"لا....ليس لدينا ما نقوله....!"
ــ
كانت السيدة ماكجواير سعيدة بالعمل و قد غيرت رأيها بما يخص اللون الزهرى . لقد أدخلت على ديكورها اللون البرتقالى و سرت كثيراً عندما قال لها بوب فى حماس:"قدمى لى التهنئة جيليان"
"برافو بوب"
"اتمنى أن تفكر بتغيير لون شعرها أيضاً"
"ستجد بالتأكيد وسيلة لإقناعها بذلك بوب"
"جيليان...أرى انك اشتريت نظارات جديدة كما أنك لست على طبيعتك"
تجاهلت جيليان ملاحظاته الأخيرة لقد كانت حزينة جداً و تشعر بأنها بائسة :"لم أشتر هذه النظارة أنها قديمة لكننى لم أكن أضعها"
"هل كسرت نظارتك القديمة؟"
"لا..... لكنى أضعتها"
"هذا غريب.....!"
آهـ لو يدرى كيف أضاعتها! لو يدرى كم هى تعيسة!
أثناء عودتها إلى سيدنى كانت جيليان قد توقفت على الطريق بحثاً عن نظاراتها فى ذلك المكان لكنها لم تجدها. هذا لم يعد مهماً الآن بعد ان ضاع أملها.
لا تعرف أن كان بيل منالممكن أن يحبها .إن عودة دونا جعلت الأمر مستحيلاً الآن وجد من جديد المرأة التى كان يحبها منذ سنوات .
"جيليان....ما بك ؟ ألا تسمعينى؟"
انتفضت جيليان و رفعت نظرها نحو بوب
"جيليان ! يا إلهى! هل أنت متأكدة انك لم تفقد شيئاً آخر غير نظاراتك؟"
أكدت له مجدداً أنها بخير لكنها كانت تعمل أكثر و تضحك أقل و لا تأكل جيداً.
صرخت كيم بعد أسبوع:"جيليان ! تكادين تختفين من عدم الأكل!"
"لا تقلقى كيم , ليس لدى شهية للطعام . هذا كل ما فى الأمر .كيف حال دونالد؟ ألا ترينه؟"
"لا"
"أراهن ان لديك صديق جديد"
أحمر وجه كيم و صمتت
"حسناً, ستكلميننى عنه عندما ترغبين"
كانت جيليان فى النهار تنكب على عملها فتنسى هموم قلبها لكن ما إن تخلو من بنفسها لا تفكر إلا بقلبها و بحبها اليائس. فقط لو كانت متأكدة أنها لن تراه مجدداً ربما هانت عليها الأمور و تمكنت من نسيانه.
كانت المرحلة الثانية من عملها فى جونتراس تشكل تحدياً كبيراص بالنسبة لها , يمكنها من خلاله أن تحدد قدرتها وكفاءتها .
قال لها بوب و هو يطلع على ملف رسوماتها الجديدة :"دراسة رائعة جيليان , أنا فخور جداً بك"
تأخرت نظراته عند شحوب وجهها و تعب عينيها.
"إنه الحب الذى يمنحك الإلهام ؟ حب ذلك المنزل الكبير الذى كان يغذى أحلام مراهقتك؟"
أجابته بشرود :"شكراً بوب"
"شكراً على الإطراء ؟ أنت تستحقينه فعلاً"
كان جونتراس يعج بالعمال لكنه يبدو فارغاً تماماً . بيل لم يكن هناك و لا امه أيضاً. رافقتها السيدة سيمون إلى شقة السيدة ميسا ماننج
أجابتها عندما سألتها عنها:"لقد رحلت مع السيد ماننج"
أخذت جيليان مقاسات الشقة و خطت على أوراقها بعض الخطوط وهى تفكر بهذه المرأة الجميلة الحساسة
ماذا كانت ىتكن لذلك الرجل الذى ربطت حياتها به و لم يعرف كيف يسعدها ؟ الحب أم الكره؟ لقد تكلم تونى باورز عن الإحساس بالذنب, لماذا؟
قبل خروجها سألت جيليان السيدة سيمون بشئ من التردد :"هل السيارة الفيات الموجودة فى المرآب هى للسيدة ماننج؟"
أجابتها بعد أن زفرت فى تنهد:"لا , لم يعد لديها سيارة الآن . لم تقد سيارة منذ سنوات. أما الفيات فهى للسيد باورز. لكنه يستعمل الآن الرينج روفر"
لم يعد لديها سيارة الآن....!
ردت جيليان كلام سيدة سيمون فى عقلها فى شرود و دهشة ....
هل هذا ممكن ؟ هل كانت هى من كان يقود السيارة ذلك اليوم المشئوم؟"
صدمتها هذه الفكرة فالتفتت نحو السيدة سيمون و سألتها :"هل السيدة ماننج رحلت مع بيل أم مع جيرارد؟
"مع بيل"
ظلت هذه الفكرة تشغلها طوال النهار.
على كل حال تونى باورز معهما فل مجال لوقوع أى إلتباس
أغمضت جيليان عينيها و هى تدعو كى لا يقع أى حادث . بعد الظهر رأت الرينج روفر تص فأسرعت نحو تونى باورز و كادت تصطدم به :"تونى كنت أعتقد أنك فى المزرعة لماذا عدت؟"
"أهدأى جيليان لن ابقى هنا إلا ليلة واحدة فقط"
"لكن تونى....بيل, أمه...."
ثم سكتت تلتقط أنفاسها قبل أن تتابع :"تونى أنها هى التى كانت تقود السيارة ذلك اليوم؟ و الحريق هى التى....؟"
أجابها تونى فى أسى:"أجـــل"
و أضاف :"هى التى كانت تقود السيارة ذلك اليوم . لكنها لم تكن تريد ذلك . كان مجرد حادث . لكن بيل ـ الوالد ـ كان قد عذبها و اهانها لدرجة أنها رددت كثيراً (أريد أن يموت) هذا يحصل عادة لكثير من الناس و لكن فى حالة ميسا أصبح الأمر مأساوياً . كانت تقود السيارة التى قتلت زوجها.... مجرد حادث لم يكن متوقعاً و مع ذلك فلا زالت تشعر بالذنب و كأنها دبرت الحادث عمداً . أيمكنك أن تفهمى ذلك؟"
"أجــــل"
"كنت انا موجوداً كان ذلك فى منزلهما القديم قرب كامبيلتون , كان بيل و والده يتسابقان على دراجتيهما كنوع من التدريب و أنا كنت فى الملع مع جيرارد سمعت صوت الفرامل ثم الصراخ...فأسرعنا أنا و جيرارد....فوجدنا بيل يحاول إبعاد أمه عن جثة والده. لم تتوقف حينها عن ترداد أنها قتلته فى البداية صدقت أنا....."
"أعتقدت أنها قتلته عمداً"
"هلى كل حال لم اكن لألومها لقد كانت حساسة جداً و كانت الشرطة سترهقها بالاستجوابات و تتهمها بالقتل . فكرت و أردت أن أتحمل أنا مسؤولية الحادث لكن بيل رفض و أصر على أن يتحمل هو المسؤولية . قال بإن سمعته بإمكانها أن تتحمل فى ذلك الوقت كان الجمهور يحبه كثيراً و كذلك الصحافة...حاول جيرارد أن يتحمل المسؤولية لكن الصحافة أثارت فضيحة بشكل آخر و اتهمته بإدمان المخدرات و الكحول الخ..."
"لكنك قلت أنه كان هناك دراجتان...."
"سحبنا دراجة بيل و زعمنا أمام الشرطة أن السيدة ميسا كانت فى الملعب معى و مع جيرارد كى نبقيها خارج المسألة . قلنا فيما بعد أنها تعرضت لصدمة عصبية و هذا صحيح"
روى لها كيف تم الدفن و التحقيق وقرار بيل بالاعتزال.....
مسكين بيل ! لقد فقد كل شئ....سمعته و مكانته فى قلوب الجماهير و مهنته....
الجميع انقلبوا ضده . دونا تزوجت من شقيقه بعدبضعة شهور حتى أمه اخذت تعامله بكل قسوة و جفاف كان الأمر فظيعاً بالنسبة له!"
تنهد تونى و كانت عيناه تفيضان حزناً:"أنت تعلمين أنها كانت لديها أعذارها...لست طبيباً نفسياً و لكننى أتخيل أنها لم تتمكن من تحمل فكرة أنه فقد كل شئ بسبب غلطة منها فحملت نفسها الذنب , لقد هزلت كثيراً و فقدت ابتسامتها الرائعة...حاولت أن أكلمها لكنها لم تكن تفكر إلا بذلك الرجل الذى جعلها تعيسة و لا تفكر أيضاً إلا بـ جيرارد أبنها البكر الذى لميفعل شيئاً من أجلها . ظلت عاماً بكامله تدير ظهرها لـ بيل و تجافيه مع انه فعل كل شئ من أجلها ...!"
قالت جيليان فى هدوء :"و تدير ظهرها لك أنت ايضاً يا تونى"
"هل قرأت ما فى قلبى؟"
"فهمت الآن سبب بقائك وفياً لهذه العائلة"
"هذا صحيح . بسببها هى لكننى ايضاً أحب بيل كأبن لى...لقد تحسنت حالتها هذه الأيام . رافقتها إلى المزرعة و راقبت ميسا عن كثب. لقد خف صداعها و بدأت تتكلم مع أبنها بشكل طبيعى حتى أنها لمحت عدة مرات عن بيل الآخر"
"كما فعلت أثناء العشاء ذلك المساء عندما تحدث جيرارد عن أول سيارة لـ بيل..."
"ربما يجب ان نستعيد الأمل....على كل حال كنت مخطئ عندما كرهت إقامتها هنا"
عندما رات ولديها مجتمعان هنا استعادت شئ من شخصيتها لكن للأسف لا يمكنهما البقاء معاً"
بسبب دونا بالتأكيد التى تقف عائقاً بين الشقيقين.
"أما بالنسبة للحريق فإنه حادث أيضاً للحظة أرتبنا فى الأمر...جيليان أنا...."
"لا تقلق تونى لن أخبر أحداً بأنك حدثتنى....على كل حال شكراً لثقتك بى"
"ربما ليساعدك هذا كى تفهمى بيل أكثر"
" ربما ما أن أنتهى من العمل هنا حتى يتخلص من تعكر مزاجه"
تطلع تونى إليها فى حزن:"أعتقد أننى سأجد نفسى مضطراً لجمع حطامه مرة أخرى"
سألها تونى بينما يرافقها إلى سيارتها:"سمعت أنك انتقلت للإقامة مع شريك؟"
سألته بصوت مرتجف :"هل بيل أخبرك بذلك؟"
"أجل....و لكننى أريد أن أتاكد"
ــــ
وصلت جيليان إلى سيدنى دون أن تنتبه
كانت الأفكار تضطرم فى رأسها و ما أن وصلت إلى المنزل حتى أسرعت تفتح الألبوم الذى تحتفظ به منذ 10 أعوام عندما وضعت فيه هذه الصور و المقالات.
هل كانت تتوقع ان مصيرها سيرتبط به يوماً ما ؟
قفزت الصورة الوحيدة التى أرسلتها إلى بيل فى مخيلتها
كانت تعتبر أن هذه المبادرة مواساة له ز لم تكن حينها تعرف حقيقة مأساته إلا نفسه . كل شئ أصبح واضحاً الآن...توتره عند ذكر بعض المواضيع... برودته أحياناً....أبتسامته الحزينة دائمً.
لكن كيف لها أن تستطيع نسيان إشراق ابتسامته القديمة و لطفه الطبيعى؟
يوم الاثنين وصلت إلى مكتبها باكراً وبينما كانت تقرأ البريد رن جرس الباب فالتفتت فى دهشة لترى بيل يدخل فى هدوء.
قال و هو يناولها نظاراتها :"لقد أحضت لك هذه"
"شكراً لك بيل لم اكن أعتقد أنك ستيقظ باكراً ....أنا...."
"نزلت باكراً أيضاً"
يبدوأنه يعتقد حقاً أنها تقيم فى الشقة العليا مع بوب
"جيليان . لقد جئت باكراً لأننى أريد أن أكلمك على انفراد....أما زال شريكك نائماً؟"
"هذا أمر لا يعنيك.....عل كل حال بوب خرج باكراً . إذا لم يكن لديك ما تكلمنى عنه بخصوص العمل فأرجوك أنصرف فلدى عمل كثير"
اقترب منها و أجبرها على النهوض و جرها نحو السلم:"سنتحدث فى الأعلى"
عندما صعدا كانت دهشتهما كبيرة أمام الفوضى التى تعم المكان و قبل أن يعبرا العتبة سنعا صوت ضحكة حادة تبعتها ضحكة رجولية .
يبدو أن بوب يمزح....!
عندما نزل بيل إليها فى حدة:"أنت لا تقمين هنا! أنت كاذبة ! لقد جئت اليوم لأتأكد بنفسى إذا كان الأمر جدياً بينكما . و كنت مستعداً لأقدم لك خاتماً إذا كانت هذه هى الوسيلة الوحيدة كى تتبعينى و...."
شحب وجه جيليان لشدة غضبها :"أتعتقد أن خاتماً هدية سيكون كافياً لإغوائى؟"
"جيليان....أنا آسف, لقد أسأت التعبير....."
"بل عبرت بشكل صريح!قل لى أهو خاتم من الماس ذلك الخاتم الذى سأتخلى من أجله عن رجل آخر؟"
أخرج بيل من جيبه علبة حمراء فتحها فرأت بداخلها خاتماً رائعاً من الماس.
تمتمت فى غضب :"عندما تريد أن تكسب لا تعدم وسيلة ,أليس كذلك بيل؟"
"قلت لك انه ليس لعبة جيليان . أنت ترغبين بى و تحبيننى على ما أعتقد , لماذا ترفضين الزواج منى؟"
أدارت وجهها فى ارتباك :"لا أريد الزواج منك لأنى أريد رجلاً يعيش فى الحاضر لا رجل يعيش فى الماضى!"
نظر إليها فى حدة:"قال لى تونى بأنك على علم....أتعتقدين أن نسيان ما حصل أمر سهل؟"
"لقد مرت عشر أعوام بيل"
"عشرة أعوام بدت لى كثلاثين!"
"هذا سبب آخر يدعوك للخروج من هذه الحالة"
حاولت حبس دموعها :"أنت لا تفتقد للجرأة بيل كنت مقتنعاً أننى أعيش مع رجل آخر و أعتقدت أن عرضك على الزواج سيجعلنى أتركه و اتبعك , تعتقد أننى سأرتبط برجل غير مستقر متبدل المزاج و معقد تجاه أخيه و أمه؟"
"كل هذا لن يهمك عندما تكونين فى حوزتى"
"قل لى بأنك تحبنى و لن يعود هناك أهمية لشئ آخر"
فكرت فى مرارة و أغمضت عينيها....
فجأة سمعت الباب يغلق كان بيل قد رحل....
الآن انهمرت دموعها غزيرة

Just Faith 24-06-16 07:38 PM

9 – مـــن الـــمـــهـــــــــزوم؟
شهر يناير
كانت جيليان قد ذهبت عدة مرات إلى جونتراس لكن بيل لم يكن هناك. ازداد ضغط العمل فى المكتب لأن كل الزبائن يريدون أن تنتهى أعمالهم قبل أعياد الميلاد.
قرر بوب و كيم أن يتزوجا فأقاما حفلة صغيرة لإعلان خطوبتهما .
قالت لها كيم و هى تحزم أمتعتها :"سأفتقدك كثيراً جيليان"
"هل شقة بوب ستتسع لكل أغراضك كيم؟ سأشتاق إليك و ستكون هذه الشقة فارغة بدونك"
أجابتها كيم ضاحكة:"لكن شقة بيل ستمتلئ"
أتصل به جيرارد ذات يوم فى المكتب . كان صوته مرحاً ضاحكاً كعادته . لقد قرر أن يعمل فى سيدنى و اشترى منزلاً فى إحدى الضواحى و ستعيش أمه معه.
"بعد عيد الميلاد جيليان نتمنى أن تشرفى على ديكور منزلنا الجديد لقد أعجبت دونا كثيراً بما قمت به فى جونتراس"
رفرف قلب جيليان كالذبيح بين ضلوعها
كانت تتمنى لو تبقى بعيدة عن عائلة ماننج
"هل سبق لك أن عملت غرفة طفل؟"
سألته فى دهشة:"مـــاذا؟"
قال ضاحكاً:"أوه لسنا على عجلة من أمرنا جيليان فالطفل سيولد فى شهر سبتمبر المقبل"
تمتمت فى ابتسام :"مبروك جيرارد"
بالتأكيد تأخرنا على إتخاذ هذا القرار أنا و دونا لكن لا يخفى عليك أنه كان لدينا بعض....المتاعب . لكن كل شئ أصبح على ما يرام بيننا"
قالت بصوت مرتجف :"هذا....هذا رائع! أعتقد ان أمك سعيدة بهذا النبأ"
"جداً, و كذلك بيل سعيد جداً . يسعده جداً أن يصبح عماً"
"حقاً؟"
تحدثا بأمور أخرى ثم قال جيرارد فجأة:"أعتقد أننى سأراك أثناء المبارة؟"
سألته فى دهشة وقد تسارعت دقات قلبها :"أى مباراة؟"
"الا تعلمين ؟ بيل سيلعب فى نصف نهائى بطولة انجلترا كنت مقتنعاً بأنه لن يشترك فى أى مباراة لكننى حتى الان لا أعلم ما الذى جعله يغير رأيه...على كل حال أنا سعيد بذلك"
أما جيليان فكانت تعلمالسبب الذى جعله يتخذ هذا القرار .
ليس من باب الصدفة أن يتصادف هذا القرار المهم مع إعلان نبأ حمل دونا.
فى اليوم التالى ظهر الخبر فى الصحف....ظهرت الإعلانات الكبيرة مع التساؤل عن سبب قرار بيل بالعودة عن اعتزاله.
تذكرت جيليان كلام بيل :"كى ألعب أمام الجمهور يجب أن تكون مسألة حياة أو موت"
كانت تعلم أن قراره بالعودة يعود لفشله مع دونا التى أنهت كل علاقة معه عندما قررت أن تتزوج من شقيقه.
بعد الظهر وصلت رسالة بداخلها ثلاث بطاقات لحضور نصف النهائى و ورقة صغيرة مكتوب عليها أسم بيل و توقيعه . قلبت جيليان الورقة بين يديها عدة مرات محاولة فهم الرسالة التى لا تحمل سوى أسمه.
صاح بوب فى دهشة و حماس "ثلاث بطاقات فى المدرج الرسمى؟"
كان بيل قد أرسل هذه البطاقات الثلاث لـ كيم وبوب و لها. كان يعلم أنها لا تعيش مع بوب و يعلم أنه لا يوجد رجل فى حياتها. لكنها لا تعتقد أنها قادرة على مشاهدة بيل يلعب بجهد كبير و هى تجلس بين المتفرجين , كيف ستتمكن من إخفاء انفعالاتها و مشاعرها و هى تجلس وسط عائلته؟
ثم أن بيل سيراها....و هذا ما لا تريده.
أجابت بوب :"أذهب أنت مع كيم و شقيقها يا بوب على كل حال لن اكون حرة وقت المباراة"
لم يعلق بوب احتراماً لمشاعرها .
اشترت جيليان بطاقة و اختارت آخر مدرج حيث يمكنها رؤية بيل و هو يلعب و رؤية كيم و شقيقها و بوب و عائلة ماننج. مهما كانت النتيجة فوجود أمه بين الجمهور يعتبر نجاحاً بالنسبة له.
ـــ
كان قلب جيليان يدق بسرعة طوال المباراة فقد كانت تدرك جيداً أن بيل يلملم أشلاء حياته , لاحظت جيليان نظرات تونى و هو يبحث بين الجمهور فأخفت نفسها جيداً كى لا يرأها.
كان منافس بيل لا يقل عنه كفاءة و شجاعة و شهرة و قد استقبله الجمهور بتصفيق قوى. لاحظت جيليان أن بيل التفت عدة مراتنحو مدرج الشرف . لابد أنه كان يأمل برؤيتها.
الجولة الأولى كانت أشبه بالكارثة بالنسبة لـ بيل حيث صاد الصمت و صعب الانتظار.
تمتمت جيليان فى تضرع:"ساعده يا رب....لا تصدمه من جديد يا رب"
كانت الجولة الثانية كالأولى أيضاً.
شدت جيليان على قبضتها ....
كيف يمكن مساعدته؟ لو يمكنها ان تهمس له بالكلمات التى تشعره بأنه ليس وحده!
لو يمكنها ان تقول له أنها تحبه....!
اغمضت جيليان عينيها و من اعماق قلبها صرخت فى صمت :"أحبك بيل"
الآن تعرف قوة هذه الكلمات . همستها بعمق فإذا بها ترى بيل يرفع نظره نحو الجمهور ثم يعود و يرمى الكرة.
لاحظت جيليان كما لاحظ الجمهور تبدل موقفه فجاة .
بكل حزم و إصرار تحسنت ظروف اللعبة أمام دهشة منافسه و الجمهور.
كسب بيل المباراة و أدرك الجمهور أنت البطل عاد ليحتل مكانه الأصيل . لاحظت جيليان الدموع تسيل على وجهها فصفقت مع الجمهور بكل قوتها عندما رأت بيل يتجه نحومنافسه و يمد له يده ليسلم عليه.
لقد فاز بالمباراة.
مسحت جيليان دموعها و نهضت لتتسلل بين الجمهور كى ترى بيل مرة أخيرة قبل أن يغادر الملعب مع مدربه . رفع تونى نظره فجأة فأحست و كأنه رآها .
كانت جيليان تقرأ صحف نهاية الأسبوع و تقرأ أخبار بيل و عودته عن إعتزاله . قطعت الصور و المقالات و أضافتها على ألبومها القديم و أدركت أنها لم تتغير خلال هذه الأعوام العشرة.
لا تزال تجمع الصور!
بقى أسبوع قبل عيد الميلاد و ها هى تقوم بزيارتها الأخيرة لـ جونتراس . كانت قد بذلت جهدها لينتهى العمل قبل بداية العام الجديد. لأن هذا المنزل و بيل نفسه لن يعودا نفسيهما مع العام الجديد.
فكرة كثيراً بطلب جيرارد و قررت أن يشرف بوب على ديكور منزله. فهى ترغب الآن بقطع كل علاقة لها مع عائلة ماننج.
ما أن نزلت من سيارتها أمام المنزل حتى رأت السيارة الجاجوار بجانب منزل تونى. بيل هنا!
لم تكن تتوقع ذلك . لقد كان غائباً عن جونتراس منذ ذلك اليوم الذى عرض عليها الزواج , الزواج بدون حب....فكرت للحظات بأن تعود أدراجها كى لا ترى الحزن على وجهه.
ربما تستطع عودته للجولف أن تنسيه دونا و خيبة آمله فى حبها.
رآها بيل و ناداها. كيف تتجنب لقاءه الآن؟"
كان مع ليزلى هيرل و معهما رجل لا تعرفه جيليان.
قام بيل بمهمة التعريف:"ليزلى و جون ستيورت"
المدهش أكثر هو تلك الابتسامة المشرقة على وجه بيل و نظرات الثقة فى عينيه
قالت لها ليزلى:"آنسة سوبارو...أنت متاكدة أن الطلبات ستنهال عليك عندما يرى الناس منزل بيل . أرجو أن تحجزى لى اول طلب لديكور منزلى"
شكرتها جيليان مبتسمة لكنها كانت تعلم أن الوقت ليس مناسباً لترميم ما تهدم بينها و بين بيل عن طريق قبول طلبات أصدقاءه و عائلته
التفتت نحوه فلاحظت أنه سعيد...كانه عاد عشرة أعوام إلى الوراء , هل فوزه بمبارة اليوم هو السبب؟
قالت ليزلى:"الآن و بما أن جون سيستقر هنا و لن يقضى وقته متنقلاً من طائرة إلى أخرى يجب أن نهتم بإعادة ديكور منزلنا"
سألها بيل مبتسماً :"تقصدين انك لم تعودى فى حاجة لى لمرافقتك إلى حفلاتك الخيرية؟"
تدخل زوجها جون :"لا يا صديقى . من الآن فصاعداً سأحظى أنا بهذا الشرف...و مع ذلك يسعدنا مجيئك ساعة تشاء إلى الفندق الكبير"
قفز قلب جيليان إذاً أن تلك الصورة كانت لأصدقاء و ليس لعشاق!!
لقد جعلها بيل تعتقد أن ليزلى عشيقة له . تماماً كما صورت علاقتها مع بوب له!
قال بيل و هو ينظر إلى جيليان:"حسناً.أما بالنسبة للفندق لكبير المجاور للمرفأ فأنا أفضله من الخارج أكثر من الداخل . أنا رجل يحب البساطة"
أدارت جيليان وجهها فى آسى...
تذكرت يوم تنزها أمام المرفأ و أكلا البطاطس المقلية بالقرب من الفندق الكبير....
سألته ليزلى:"هل ستعود للمباريات الدولية يا بيل؟"
نظر بيل بطرف عينيه إلى جيليان قبل أن يجيب:"هذا يتطلب الكثير من السفر. كما انه يتوقف على........"
على ماذا ؟ تساءلت جيليان لاهثة.
يبدو ان بيل كان يريد ان يقول شيئاً لكنه سكت.
بعد لحظات انسحبت جيليان إلى الداخل و تركتهم معاً.
قال لها بيل قبل أن تبتعد :"لا تنصرفى يا جيليان قبل أن أراك"
ظلت جيليان مع العمال لبعض الوقت إلى أن ناداها بيل:"جيليان...."
التفتت نحوه .... لم يكن يبتسم لكن نظرته كانت دافئة.
"أريد أن أكلمكيا جيليان"
دق قلبها بسرعة واقتربت منه فاتجها نحو غرفة المكتب . لكن قبل أن يدخلا المكتب دخل جيرارد متأبطاً ذراع زوجته و يبدوان سعيدين جداً . تصافح الشقيقان بحراة . يبدو أن كل خلاف قد زال بينهما.
تحدث جيرارد عن الطفل المنتظر و أخبرتها دونا أنهما جاءا ليحضرا سرير العائلة الخاص بالأطفال ثم انسحبا بعد أن رجوا جيليان أن تشرف على ديكور منزلهما الجديد.
بعد ان خرجا أمسك بيل يد جيليان و اصطحبها إلى غرفة المكتب :"والان جيليان أنا....."
سمعا طرقات على الباب فصرخ بيل غاضباً :"مـــــن؟"
دخل تونى و بدا سعيداً جداً برؤية جيليان....قال وهو يمد يده نحوها :"تبدين نحيفة جداً جيليان"
قال له بيل فى نفاد صبر :"أعتقد أنك لم تأت الآن فقط لتقول لـ جيليان بأنها أصبحت نحيفة؟"
"لا , لكن للأسف لدى خبر سئ لقد وقع بيتر و جرح ساقه يجب أن تلقى نظرةعليه"
"الآن؟"
"أجل بيل لقد أتصلت بالطبيب . لا تنسى أن الصبيان سيلعبان غداً"
"حسناً, حسناً سأتى"
ثم التفت نحو جيليان مضيفاً فى آسف :"أيمكنك البقاء حتى بعد الظهر جيليان؟ حاولت ان أراك عدة مرات...."
تدخل تونى :"بيل , لديك موع بعد الظهر مع السيد بلاكتر"
صرخ بيل :"يا إلهى....! إذاً بعد ظهر يوم الجمعة جيليان ما رأيك؟"
تأملها للحظة وكأنه يخشى رفضها ثم خرج دون ان ينتظر جوابها .
10 – لا تــــهـــــجــــريـــنـــ ـى
يوم الجمعة....
كان الطقس جميلاً و أرادت جيليان ان تكون جميلة فى آخر زيارة لها إلى جونتراس.
ارتدت ثوباً أخضر بنفس لون عينيها . سرحت شعرها و تركته مسترسلاً على ظهرها.
ماذا لو كرر بيل عرضه للزواج منها؟
تساءلت فجاة و تمنت لو يمكنها ان تعود للوراء و تقول له أجل حتى و لو لم يكن يحبها , لكنها لا تستطيع .
لا...! لا يمكنها أن تتقاسمه مع امرأة أخرى!
الحب لا يقبل القسمة على اكثر من اثنين!
ما أن ترجلت من سيارتها حتى استقبلها تونى بمرحه المعتاد :"كم انت جميلة يا جيليان"
"شكراً تونى"
"كنت موجودة اثناء المباراة"
"هل رأيتنى؟"
"أجل , و انا متأكد انك يومها قد ذرفت الكثير من الدموع"
"ما الذى يجعلك تعتقد ذلك؟"
قال ضاحكاً و هو ينظر إليها فى مكر:"لأنى أنا نفسى ذرفت دمعتين"
"كيف حال والدة بيل؟"
"إنها تتحسن , بدأت تشبه ميسا التى كنت أعرفها , أن خبر ولادةحفيد لها قد غيرها تماماً ! أنها تعيش حالياً مع جيرارد و دونا ,ألا تعلمين؟"
"أجل"
ثم وضعت يدها على ذراعه :"أنها مسألة وقت يا تونى.من يدرى؟ ربما تعود ذات يوم و تعيش هنا"
"أتمنى ذلك فأنا رجل صبور"
تركته و أتجهت نحو المنزل:"سأعود لأودعك قبل رحيلى تونى"
"أتعتقدين ذلك؟" وحرك يده ضاحكاً.
لم تنتبه جيليان لرده الغريب لأن تفكيرها كان فى مكان آخر.
ـــ
عندما دقت الباب كان بيل هو الذى يفتح بنفسه و نظر إليها مبتسماً , تمتمت ببعض الكلمات البسيطة لكنها عجزت عن التحكم فى ضربات قلبها وهى تقول :"يسعدنى أن أعلم أن امك بصحة أفضل بيل"
بعد قليل أضافت فى هدوء تام:"سمعت أنها تعيش مع جيرارد"
"تماما"
دعاها لدخول غرفة المكتب :"اتريدين عصيراص طازجاً؟"
"لا, شكراً لك"
أصر قائلاً :"لابد أن نحتفل بإتمام العقد"
"حسناً"
صب بيل كوبين من العصير ...
:"أجل أمى ستعيش مع جيرارد , كان يجب على أن أخبرك قصتها قبلاً. إذا كنت تذكرين فقد قلت لك مرة أن هناك أموراً أود أن أحدثك عنها , ثم"
أجل, قال لها ذلك تحت الشجرة فى أول زيارة لها إلى هذا المنزل
"أمى حساسة جداً لتتمكن من تحمل رجل مثله .كانت شخصيته قوية جداً لكنه ضعيف أمام النساء . لم يكن بإمكانه أن يتجنب المغامرات النسائية كما أن أمى لم تعرف كيف تساعده على التخلص من هذا الضعف...حاولت و لم تستطيع فأنتهى بها الأمر إلى ان كرهته....قررت أن تهجره عندما صدمته سيارتها و قُتل"
"قال لى تونى بأنها تشع ر بالذنب و كأنها قتلته عمداً"
"ظلت لمدة طويلة تعتقد أنها حقاً فعلت ذلك , ثم غرقت فى القلق و التوتر"
"كانت تخلط بينك و بين والدك..."
"أجل, كل هذا كان فظيعاً يا جليان!"
صمت للحظات و هو يتأملها مفكراً...:"يوم المباراة كنت أعلم أنك هناك, لم أراك لكننى كنت أعلم بأنك موجودة"
لم تستطيع إبعاد نظرها عنه . كان ينبعث منه هدوء دافئ وثقة بالتفس تأسرها .
قال فجاة:"تعالى جيليان سنصعد إلى غرفتى"
"ماذا؟"
"إنه السبب الذى طلبت من أجله طلبت منك المجئ . هناك شئ كنت قد نسيته .كنت أريد أن أدعوك لإلقاء نظرة عليه من قبل و لكن ما أن عدت إلى عالمالجولف حتى وجدت نفسى أمام واجبات كثيرة."
"آهـ , حسناً....ما هى المشكلة؟"
أمسك يدها وصعدا السلم
:"المنزل كله لنا أمى غائبة و السيدة سيمون لن تأتى قبل يوم الاثنين"
وقفت جيليان عند أعلى الدرج مندهشة :"ما معنى كلامك هذا؟"
"هذا يعنى جيليان حبيبتى أننا وحدنا"
كانت نظراته حنونة حارة و محبة جداً, أجل....عندما ينظر إليها بهذه الطريقة تشعر برغبة قوية بأن تلمسه . أمسك يدها مجدداً و قادها فى الممر.
عند عتبة غرفته توقفت جيليان :"بيل , أعلم جيداً أنه لا يمكننى..."
ابتسم ابتسامته الساحرة وفتح الباب ثم أمسك بيدها و أدخلها إلى منتصف الغرفة:"ما الذى لا تستطيعينه يا حبيبتى؟"
" لا تعتقد أننى جئت من أجل..."
قاطعها فى رقة:"سؤال جيليان: أتريدين الزواج منى؟"
ارتعشت و عضت على شفتها
فقط لو يقولها : أحـــبـــــكــ!
أغمضت عينيها و هى فريسة للشك القاتل :"بيل أعلم انك لا...."
فتحت عينيها فوجدت أمامها على الحائط صورة كبيرة بالأسود و الأبيض . كانت صورة مكبرة لـ بيل يقف تحت شجرة فى الحديقة و بين يديه لوحة كتب عليها كلمتان: أحـــبــك....جــيــلـيــان
شوشت الدموع التى انهمرت فجاة من عينيها..
"هذا ما كنت نسيته يا جيليان . نسيت أن أقول لك أحبك يا جيليان"
سألته هامسة:"ياه! أخيراً قلتها ! لماذا انتظرت كل هذه المدة؟"
رد بصوت حالم:"حبيبتى...كنت غبياً جداً, أحبك و لهذا السبب كنت افقد عقلى و أعصابى عندما تتهربين منى...كنت اعتقد أنك فهمت. حتى اليوم عند وصولك إلى هنا لشدة انفعالى نسيت أيضاً ما هو أهم..."
"بيل حبيبى...أمك هى التى أقنعتنى فى أول ليلة لىّ هنا أننى كأى فتاة بالنسبة لك ...لم أستطيع احتمال ذلك..."
انهمرت دموعها من جديد...
مسحها بأطراف أصابعه:"جيليان... لا تبكى يا حبيبتى"
"بكيت أيضاً عندما رأيتك تلعب"
"ألم ألعب جيداً؟"
"بل كنت رائعاً"
"كنت يائساً...و لكن ذلك كان مسألة حياة او موت . فىاللحظة التى ساد فيها صمت عميق عندما كان الجميع يترقبون تذكرتالمباراة التى تخليت عنها فى الماضى . عندئذٍ فقط عادت إلى ذاكرتى رسالة وفاء وصلتنى من معجبة حينها حملت تلك الصورة إلى قلبى بعضاً من الراحة وسط كل أحزانى"
احمر وجهها فضحك فى لطف:"كنت على وشك تذكر تلك الصورة يوم تجولنا فى حديقة منزل والديك"
"ألا تزال تحتفظ بها؟"
"بعد المباراة مباشرة جئت للبحث عنها..."
ثم سحب من جيبه صورة قديمة ...
القت جيليان نظرة خجولة عليها لم تكن تعتقد فى الماضى أن الصورة ستبقى مع بيل كل هذه السنوات
"هل بيل الحقيقى خيب أملك؟"
"جداً, فى المرة الأولى . لكننى سرعان ما وقعت بحبه"
سألها مخفياً دهشة:"لماذا؟ لماذا لم تبقى على حبه؟"
"عندما لم يصلنى رد منه على رسالتى بدلت اهتماماتى و علقت بجناب صورته صورت براد بيت و ويللى كلاوس"
رد فى خفة :"ماذا؟ صورتى معلقة على الحائط بجانب صورة براد بيت و جيمس بوند؟"
أجابته برقة :"لم أقل جيمس بوند , بل قلت ويللى كلاوس ! أنت تختبئ فى خزانتى خلف ملابسى لىّ وحدى"
رد ضاحكاً فى مكر :"خلف ملابسك....هذا يعجبنى جداً"
"بيل حب مراهقتى لم يكن له أية صلة مع الواقع . ذلك اليوم صرخت أمامك بأمور فظيعة عندما زرتنى فى المكتب ....ساعتها كنت أريد بيل الحقيقى . كما كنت أعتقد أنك لا تزال تحب دونا"
"حقاً؟"
"نهخارالثلاثاء الماضى أثناء زيارتى ....ألم تكن مبتسماً و فرحاً حتى اللحظة التى جاءت فيها دونا؟"
"ذلك لأنى فقدت أعصابى لأنى لم أكن قادراً على الكلام معك وحدى . كانت تلك أول مرة منذ أن استعدت حياتى الطبيعية و لكنهم لم يتركونا بدون إزعاج ألم تلاحظى ذلك؟"
اعترفت ضاحكة :"بلى"
"كما ترين فقدت عقلى و أعصابى مرة أخرى لأن حبيبتى تهربت منى, أنت جيليان"
"لكن تونى قال لى...."
"تونى ذاكرته سيئة, كنت أحب دونا لكنها لم تكن لى . قبل الحادث ببضعة شهور بدأت بالخروج مع جيرارد ثم....حصل ما حصل و لأنها كانت رقيقة لم تشأ زيادة مشاكلى أكثر بالاعتراف لى بأنهما حبيبان . لكن عندما لم يعد بإمكانها تحمل حدة مزاجى رحلت مع جيرارد و مع ذلك لم يكن جيرارد متأكداً من أنها لا تكن لى بعض المشاعر"
"لقد رأيتكما يوم وصولهاتتبادلان أنت و دونا نظرات حارة..."
"هذه مجرد تخيلات فى رأس حبيبة غيورة , لم يكن هناك رومانسية حقة فى نظراتنا لم يكن بقى شئ من ذكرياتنا . لكنى على العكس أذكر أننى كنت الاحقك أنت أيتها النمرة الشرسة"
"أنا نمرة شرسة؟"
"أجل أنت"
"هذا ليس صحيحاً....."
و أضافت :"انتبه بيل ماننج بإمكانى أنا أيضاً محاولة القيام بهذه اللعبة معك"
"أتعديننى"
"مستحيل"
قال ضاحكاً :"أنت ليست بسيطة لقد سحرتينى جيليان و جعلتينى أعتقد انك تعيشين مع بوب . لقد أقلقتنى و جمدتنى....لحسن الحظ أنك ليست دائماً كذلك"
أجابته فى رقة :"بيل....لي بينى و بين بوب سوى العمل و الصداقة . أننى أعتبره أخاً لى"
"أفضل هذا. كم تمنيت لو انى خنقته بيدى يوم رافقكى إلى هنا و وضع ذراعه حول كتفيك ....اعتقدت أننى أصبحت مجنوناً ....أحبك يا جيليان و أريد ان نتزوج و ننجب أطفالاً"
"أجل سيمون لنا أطفالنا يا بيل"
قال فى قلق:"لكننى....قررت العودة إلى الجولف يا جيلان"
"يجب عليك ذلك بيل , لماذا انتظرت كل هذه المدة؟"
"لست أدرى كيف أعبر بالضبط. عندما أعلنت عن اعتزالى كان ذلك تحت وطاة الضغط و الحزن و كنت مقتنعاً بأنى سأعود يوماً لكن الأمور كانت تزداد صعوبة عاماً بعد عاماً حتى فقدت الثقة بنفسى"
"مع ذلك نجحت فى مجالات أخرى"
"تشكيلات الشبان و إدارة الأعمال . لماذا فقدت ثقتك بنفسك؟"
"هذه قصة يعرفها جيداً من سقط عن جواده و لم يعد يستطيع امتطاءه ثانية. عندما كنت صغيراً كان الجمهور يخيفنى . كان على أن أنتظر حتى أتمكن من الدخول إلى المباراة دون أن أرتجف كريشة فى مهبالريح....ثم حصل ما حصل و كرهنى الجمهور و لاحقتنى الصحافة باتهامتها فلم أعرف كيف سأعود إلى الساحة"
" المهم أنك عدت و أثبت جدارتك سأكون إلى جانبك بيل كى لا يتغلب اليأس عليك مرة ثانية"
سألها فى رقة:"و ماذا ستفعلين مع بوب يا جيليان؟"
"لا أنوى التخلى عنه. لكننى لن أستلم الكثير من العقود كى أتفرغ لك و لأولادنا"
حببتى:"أنت امرأة رائعة. عندما التقيت بك لأول مرة أحسست بنفسى غبياً أحمقاً كشاب صغير يعر فالحب لأول مرة كما لم أكن صبوراً....كدت أفقد عقلى حقاً لرجة أنى دُهشت من نفسى...."
""كنت قاسياً جداً معى و أحياناً لم يكن بإمكانى تحملك"
"اعترف بذلك. لكن كنت أنت أيضاً مسئولة فى هذه القصة, كنت أريد رغم كل شئ أن أحتفظ بك بجانبى أطول وقت ممكن كى أتمكن من الفوز بحبك لكننى أخجل أن اعترف لك بأنه بالنسبة لتهديدى لك بالملاحقة القانونية.... لست أدرى إذا كنت سأفعل..."
"أنت وغد لئيم...."
وضع يده على فمها ليمنعها من الكلام .
"جيليان.....نسيت أن أقوللك بأن أمكتهديك السلام و كذلك والدك"
سألته فى دهشة :"حقاً؟ أين رأيتهما؟"
"فى منزلهما يوم أمس"
"ماذا كنت تفعل هناك؟"
"ذهبت لأحدثهما عن بطولة انجلترا المفتوحة و شربت الشاى معهما"
قالت فى حدة أمام ابتسامته العريضة:"بيل أنا لست صغيرة كى تذهب و تطلب يدى من والدى قبل موافقتى الشخصية"
"لكننى شاب رجعى"
"هل أخبرتهما أنى رفضت طلبك الأول؟"
"أجل .أبديا دهشة كبيرة و أدركت أنك تستحقين المحاولة مرة ثانية"
تمت بحمد الله


الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.