آخر 10 مشاركات
سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-16, 11:59 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile19 208- عروس الصحراء-مارغريت روم- ع.ج(كتابة /كاملة)**





روايات عبير الجديدة
الرواية كتابة الجميلة Rihana

208- عروس الصحراء
للكاتبة مارغريت روم
الملخص
كانت حياة سارة متنقلة دائماً، فقد جابت العالم برفقة جدها بعد ان فقدت والديها
معا اثر حادث سيارة اودت بهما معاً، فبقيت بعهدة جدها الذى كان يحصل على رزقه
بواسطة الابحار الدائم وفجاة ظهر دون فليب دي بانزا ليقلب حياتها راساً على عقب
وخاصة بعد ان تأكد انها لن تكون لابن عمة الفارو....وقبل ان تعرف اين هي
وجدت نفسها بسرعة خاطفة فى جبال المغرب مع فليب الذى يريدها زوجة له رغم
ارادتها ولكن هل بالفعل ستتزوج رغم ارادتها .....سارة نفسها لا تعرف........!
----------------------------



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 09-03-17 الساعة 01:24 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:05 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
كانت سفينة المملكة الافريقية تجوب مياة البحر الابيض المتوسط .وكان سطحها
متوهجاً بالاضواء ، والاصوات الضاحكة ، والموسيقى الصاخبة . فقد كان الوقت
المخصص للمسافرين ليمرحوا وكان موعد جميع الاطفال بالذهاب الى النوم مما اتاح
للاهل ان يتمتعوا برحلتهم على اكمل وجة .
بالمقارنة مع الجو في الخارج فقد كان الجو داخل السفينة يسوده الصمت ولا يعكره
سوى صوت مياه البحر.
وفى مكان صغير داخل السفينة جلس اربعة اشخاص يلعبون الورق . كانت سارة
باثل وحدها يلعبان مع بعض واثنان اخران مع بعض احداهما شاب جميل ومهندم فى
حين جلس المتفرجون حولهم من كل جانب.
كان الخصم الشاب ينظر الى سارة متحدياً وهو يقول :
-سنرى الان .
لم يكن هناك اى اثر لوجود القطع النقدية مما يدل على انهما يلعبان على المال بعد
لحظات كشف خصمهما عن اوراقة وهو يقول للكولونيل جد سارة:
- (ثلاث اس وملكتان! )
-------------------------------
ثم اضاف وهو يبتسم :
(لقد غلبتنى طوال ايام الاسبوع ولكن جاء الان دورى !).
صدمت سارة وارتجت الاوراق فى يدها مما اثر على قنينة الشراب الموضوعة على
الطاولة وكادت ان تنسكب ولكن سارة همت بامساكها بسرعة ولكنها احدثت
ضجة وشعرت بأنها متوترة للغاية ولكن بعد للحظات اكملا اللعب وكان يبدو ان
الكولونيل هو الذى يتحكم باللعب فصرح لخصمة بعد قليل .
-اعتقد انك لن تربح حتى هذة المرة يا دون الفارو غداً ربما ولكن الان لا اعتقد
ذلك ...؟
قام المتفرجون وهنؤوا الكولونيل باثل ولكن سارة لاحظت وجود رجل فى الزاوية
كان يراقب اللعب الا انة لم يقدم اية تهنئة وحين نظرت اليه تلاقت عيناهما فارتجفت
سارة وحين تابعا اللعب لم تستطع ان تركز وكانت ترتبك وهى تعد مما جعل جدها
يغضب ويلفت نظرها لذلك وحين انتهى اللعب دخلا الى غرفة الجلوس فبدأ جدها
يؤنبها .
-اتمنى ان تنتبهى للعب يا سارة، لأنك اذا لم تستطيعين ذلك فاعتقد انه من الافضل
ان العب لوحدى وتخرجى انت من اللعب لأنني لا اريد ان اكون شريكاً مع من لا
يركز على اللعب ما هى علتك ايتها الفتاة هل انت مريضة ؟.
كانت سارة تعرف بأنها لا تستطيع ان تتعارك مع جدها، فقد حاولت مرات عديدة
وفشلت ، كانت تريد ان تجعلة يعرف ما يكدرها ولكن الان لم يعد هناك مجال
للتظاهر لذلك ردت سارة بعصبية:
- نعم انا مريضة! من السفر الدائم حول العالم ،مريضة لاننى غير مستقرة وليس لدى
منزل دائم والاكثر من ذلك اننى مريضة من لعب الورق وخاصة عندما اعرف بانة
الوسيلة الوحيدة لنكسب رزقنا!.ريحانة
نظر اليها جدها باستغراب ولكنها شعرت انة قلق وبعد لحظات قال جدها بعصبية:
- انت متهورة الآن اللعنة وانا لا اطيق المتهورين!.
نظر اليها وهما جالسان وكأنه ينتظر جوابها ولكن سارة لم تضف اى شىء جديد فقد
كان جدها غاضباً للغاية وقبل ان يقول اي شيء.
قامت سارة بهدوء وتركت الغرفة الى الخارج ومرت بجانب المسافرين الذين كانوا
يتناولون العشاء وتوجهت بسرعة الى غرفتها .
حين جلست ساره في غرفتها بدأت تفكر وتساءلت فلأول مرة ترى نفسها دخيلة او
غريبة على هذه المهنة، فمنذ خمس سنوات حين كان عمرها خمسة عشر عاماً وهي
ترافق جدها في جولاته البحرية.
في البداية شعرت وكأنها تحلم فمنذ ان اصبحت يتيمة اثر موت والديها بحادث سيارة
اودى بحياتهما معاً، وضعت في ميتم ولم يقبل احد الأقارب ان يأخذها ويربيها وشعرت
انها وحيدة في العالم الى ان كان اليوم الرائع وطلبت الى مكتب المشرفة على الميتم،
وحين دخلت عرفتها المشرفة بأن الرجل الواقف امامها هو جدها، وقف يتأملها بدقة
وبعد لحظات احتضنها وكانت ساره مرتبكة ولكنه حين قبلها على خدها لم تخفي ساره
دموع الفرح ، واجرى كافة المعاملات واخذها من الميتم.
-----------------------------------
كانت ساره مسرورة للغاية في جولاتها مع جدها وهي تجوب العالم وكانت ممتنة له لأنه
حولها من فتاة الميتم الى سندريلا جميلة ولذلك لم تحاول ان تعترض على نمط حياته
وقبلت بكل ظروفه .ريحانة
في بدء حياته كان يخدم في الجيش ولكن حين احيل على التقاعد قرر ان يترك الهند
البلد التي احبها من كل قلبه وخاصة انها لن تستطيع ان تقدم له اي شيء بعد خدمته
وزاد من معاناته ان ولده الوحيد لم يرسل له الا القليل من الرسائل وبعد فترة انقطعت
اخباره ولم يعد يسمع عنه اي شيء ولهذا كانت ساره دائماً تقتنع بما يقوله جدها،
ولكنها الآن لم تعد تعرف لماذا يدفعها الحنين الى الاستقرار والعيش في منزل هادئ.
كانت في غرفتها حين سمعت طرقات خفيفة على بابها وجاءها صوت جدها وهو
يقول:
- ساره افتحي الباب، اريد ان اتحدث اليك!.
قامت ساره وفتحت الباب وقالت بتجهم:
- ادخل ياجدي.
كانت ساره تحاول دائماً ان لا تكدر جدها وتجعله يغضب ويشعر بالحزن ولذلك
حاولت جاهدة ان تبتسم واحتضنها قبل ان يعتذر:
- انني آسف لأنني فقدت اعصابي ، سامحيني ياطفلتي الحبيبة...
اجابته ساره بابتسامة مشرقة ، عندما تركها ووضع يديه في جيوبه وتناول غليونه وبدأ
يدخن ثم بدأ يعترف لها بصراحة:
- انت على حق في كل ماقلته ، ساره لقد حرمتك من نوع الحياة التي تحبين طوال
هذه السنوات.
حاولت ساره ان توقفه ولكنه اسكتها :
- انني ودون ان اشعر بالوقت شعرت انني اصبحت مقامر محترف، وكما ترين فهي
الشي الوحيد الذي برعت فيه، وخاصة بعد الخدمة العسكرية ، لقد كنت فخوراً
بنفسي وبالخدمة ولكن...
سكت لبرهة وتابع:
- ولكن كما تعرفين فالجيش لا يؤهلنا للحياة المدنية، كيف سنشتغل، وكيف نحصل
على المال ، فالجندي الذي يداوم في الجيش يصبح الجيش منزله عائلته، مهنته ولذلك
فالذين يتخرجون او يتقاعدون من الجيش لا يجيدون العمل بسهولة خارجه.
اقتربت ساره منه وهي تقول:
- توقف ياجدي، هل تسمعني، لا اريدك ان تلوم نفسك ، لقد كنت رائعاً معي
وسأحبك دائماً لهذا!.
انهت ساره كلماتها ووضعت رأسها على صدر جدها لتخبئ الدموع التي بدأت
تنهمر:
- لا تحاولي ان تغطي افعالي!.
كان يقول ذلك وهو يعترف بذنبه:
- انا لم اعاملك كما يجب وانت تعرفين ذلك فمنذ سن السادسة عشر المهنة الوحيدة
التي علمتك اياها هي لعب الورق وقد حفظت المهنة بسرعة واتحدى اي رجل يلعب
معك ولا تغلبينه، ولكني اعرف بأنك تخجلين من ذلك لأنها ليست المهنة التي يجب
لفتاة جميلة ان تتقنها وتبرع فيها ، لك الحق ان تتوقعي الأحسن وفي المستقبل سأعمل
على ذلك، لقد كنت شريكتي لمدة من الزمن ، ساره ومن الآن فصاعداً سألعب
لوحدي!.
-----------------------------------
ارتجفت ساره عند سماعها هذه الكلمات ونظرت الى جدها فوجدت وجهه متجهم
للغاية ولكنه كان يبدو شاباً في ثيابه المرتبة ، لوحصل اي شيء فستجد ساره نفسها
مسؤولة عن ذلك ولن تسامح نفسها ابداً ولهذا صرخت بعصبية.
- توقف ياجدي عن التحدث كالغبي، انت تعرف بأنك لا تستتطيع العيش في أي
مكان سوى البحر وركوب السفن ولن نحصل على رزقك الا بلعب الورق وان يجب
ان اقبل بكل ما تقوله واحاول مساعدتك في ذلك!الى جانب ذلك فأنا احب لعب
الورق.ريحانة
نظر اليها جدها بحنان وقال:
- ياصغيرتي انت تعرفين انك لا تريدين ذلك!.
حاولت ان تقاطعه ولكنه منعها وتابع قائلاً:
- انا اعني ذلك ساره.
تنهد بارتياح:
- في المستقبل سألعب لوحدي اعدك بذلك، واعدك ايضاً بأنه حالما يصبح معنا
رصيداً كافياً سنترك هذه الحياة ونعيش حياتنا كما تريدين مستقرين الا يسعدك هذا
ياطفلتي؟.
كانت ساره تضحك و تبكي في نفس الوقت ركضت اليه واحتضنته:
- اوه ... جدي.ريحانة
بقيت ساره للحظات صامتة ثم قالت:
- لن تندم ابداً على هذا القرار ياجدي اعدك بذلك.
- سنجد بيتاً في مكان ماقرب البحر ونمارس الصيد او اية هواية تريدها وانا سأهتم
بالطبخ وتنظيف المنزل واعتني بك حتى تتساءل لماذا ضيعنا كل هذا الوقت من عمرنا
اوه... فكر فقط كم هو جميل ان لا تتظاهر بأننا لسنا اغنياء كما تفعل الآن لنجذب
السواح للعب الورق، لوتعرف ياجدي كم اكره التظاهر والكذب على الناس حتى
نستطيع ان نخسرهم اموالهم وان الخوف دائماً يطاردني خاصة حين يعرف الكابتن بأننا
نلاعب السواح على مال...
شعرت بأنها يجب ان تتوقف لأن كلماتها جرحت جدها وربما جعلته يواجه الحقيقة ،
ولكنه بدا من كلماتها وكأنه لا يفعل اي شيء في حياته سوى الكذب على الناس من
اجل المال.كم هي غبية لتقول كل هذا دون ان تراعي شعور جدها .ريحانة
اقتربت ساره من جدها لتعتذر:
- جدي لقد آذيتك!.. انا لم اقصد ذلك...
ولكنه لم يسمعها فقد كان شارداً ثم وقف وتركها وسار الى الباب ثم اغلقه خلفه...
شعرت سارة بانها ستختنق وانها تريد هواءاً نقياً فلم يكن امامها الا ان تخرج الى سطح
السفينة ،وقفت ساره في مكان خال من اى راكب .
كانت تنظر الى البحر وهي تفكر في الكلمات التي قالتها لجدها ، ربما وجد انها على
حق ولكنه لم يستطع ان يواجه الحقيقة ، ولكنها الآن قلقة.. قلقة للغاية فقد منعها
جدها من ممارسة لعبة الورق ولذلك لن يعود لديها أي خيار سوى الجلوس ومراقبة
اللعب فقد قطع جدها هذا الوعد على نفسه وهذا ماارادته ، ولكن هل هذا بالفعل
ماارادته ساره! رغم كل شيء فهي تريد مساعدة جدها , فهما منذ البداية مع بعض
ولايستطيع احدهما الاستغناء عن الآخر ولأول مرة حين جلسا يلعبان مع دون الفارو
شرب جدها قبل اللعب ولم تكن عادته فقد كان متوتراً منها لأنها شاردة .
-----------------------------------------
شعرت لوناً بالبرد وهي واقفة وخاصة ان عقلها كان مليئاً بالأفكار التي تعذبها حين
سمعت صوت بارد خلفها يقول لها.
- تبدين وكأنك تريدين الانتحار وانت تقفين هناك سنيوريتا، كنت اخاف ان اتكلم
حتى لا تختفي حين تسمعين صوتى، لماذا تقفين على هذة الحافة ؟هل يمكن ان يكون
تأنيب الضمير ؟.
لم تكن ساره قد التفت اليه بعد وحين نظرت في وجهه صرخت :
-انت!.
- نعم ،انه انا سنيوريتا .
اجاب وهو يومئ برأسه:
-دون فيليب دى سانزا ابن عم الشاب الاحمق دون الفارو الذي كنت تحاولين سرقتة
هذا المساء!.
حدقت ساره في الرجل، كان ممشوق القامة وكان ينظراليها بعينان ساخرتان.
هل هي فى كابوس.تساءلت ساره، لا فالرجل امامها الآن وهو يتكلم معها وكان
صوته ينذر بالغضب ، ثم قال بعصبية :
- حسناً، هل تستطعين انكار اتهامى؟ ام انك تبحثين عن اعذار لتقنعينى بها واعتقد
انك ماهرة بذلك.
- ارجوك.
بلعت ساره ريقها بصعوبة واجابت :
- انا لا افهم هل تتهمنى بالغش ؟.
- كشريكة فى عمل غير قانونى فستكونين بالطبع متهمة ،فشريكك هو الذى قام
بتبديل الاوراق وارجوك لا تطلبي مني ان اصدق بان حظك السيء هو الذى اوقع
بالقنينة على الطاولة فهي مقصودة، ففي حين ان الجميع كانت انظارهم متوجهة اليك
قام شريكك بتبديل الاوراق بدقة وبمنتهى الخفة!.
فوجئت ساره بكلماتة وشعرت بالارتجاف فاجابت بعصبية وهى تنظر اليه:
- كيف تجرؤ على ذلك!.
-------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:06 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
حاولت ساره ان تسيطر على اعصابها ولكنها لم تستطع التماسك فوقفت صامتة لا
تعرف ماذا تفعل .ريحانة
اقترب منها وامسكها بذراعها وهزها بقسوة ثم قال :
- انت كالشيطان .
ثم اضاف:
-لو كنت رجل لكنت قتلتك على ذلك!.
- ولو كنت رجل.ريحانة
قالت ساره وصمتت لبرهة ثم تابعت :
-لن يهدىء لي بال حتى اجعلك تبتلع كل الاكاذيب التى قلتها الآن.
- كذب . هل هذا كذب ؟.
كان قلبها يدق بسرعة ثم امسكها وادار وجهها لتواجة:
- اذا كان ما تفوهت به اكاذيب فلماذا ينتظرك الكابتن فى غرفته الآن حتى يحقق
معك بالنسبة الى عملية الغش التى اخبرته عنها وتستطعين ان تتأكدي بنفسك.
- لا !.
صرخت ساره بعصبية حين سمعت كلماته وحاولت ان تعيد في ذهنها ماقاله ولكنها لم
تستطع فأفلتت من يديه بعنف وحاولت ان تكبت الدموع التي كانت تتتساقط غزيرة
على وجهها وقبل ان تهرب قالت له:
- اذا كان ماتقوله حقيقي، اذا كنت قد فعلت ذلك بالفعل سأكرهك حتى آخر لحظة
من حياتي .ريحانة
ركضت ساره الى غرفة الكابتن وهى تتمنى ان يكون ما قالة فليب دى بانزا كذب
وكانت خائفة للغاية وحين وصلت الى الغرفة نسيت ان تطرق الباب ولكنها تأكدت
مما قاله فيليب حين سمعت الكابتن يقول وهو ينظر الى جدها:
-لم تكتف فقط بلعب الورق مع المسافرين عن المال ولكن الاسوأ من ذلك كله بدأت
تسرق الناس الذين لا يفهمون لعبتك !.
ثم ادار وجهه الى ساره دون ان يعطيها اية فرصة لتدافع وتابع .
- لو لم تكن أبنة ابنك هنا لكنت وضعتك قرب الميناء وتركتك تدبر امرك بنفسك
ولكن من اجلها هى فقط من اجلها سأكون متساهلاً، تستطيعان البقاء على متن
السفينة حتى نصل ولكن لن يسمح لكما بالاختلاط مع المسافرين وسيعمل البحارة
على تنفيذ اوامري حرفياً، ارجو ان لا تخالف اوامري والا فساعمل كما قلت على
طردكما خارج السفينة! .
عند سماع هذه الكلمات لم تعد ساره تستطيع التحمل اكثر من ذلك فصرخت
بعصبية:
-كيف تجرؤ على اتهام جدي بالغش ؟ ربما قد خالف قواعدك ولكن الغش ؟ ابداً.
نظر الكابتن اليها بغضب ثم قال:
- انا اسف آنسة باثل ولكن جدك قد شوهد من قبل احد الركاب وهو يبدل الورق
كان يبدو أن هذا الراكب يشك بجدك لذلك جلس يراقبه حتى تأكد من ذلك ونقل
اليّ كافة التفاصيل وعندما ارسلت احد البحارة ليفتش جدك وجدت الورقة في كم
معطفه .
---------------------------------
لم تستطع ساره ان تكتم احتجاجها فقالت:
- ولكن وجود ورقة منفردة فى معطفه لا يبرهن اي شيء، انها كلمات السنيور بانزا
ضد جدى...
لم يتعود الكابتن ان تناقش قراراته فرد بلهجة جافة:
- دون فيليب هو رجل مشهور ومحترم ومن عائلة مغربية عريقة وانا لي الشرف
بالتعامل معه منذ سنين عديدة، وهو رجل نزيه للغاية، ولن يتقدم بشكوى ضد جدك
لو لم يكن متأكداً من ذلك، وانا لا شك عندي ابداً باقوال الدون فيليب ولهذا فانا لا
انوي مناقشة هذا الموضوع بعد الآن وسأكون شاكراً لو تخرجين انت وجدك الى
غرفتكما لانه لدي عمل.
لقد تكلم الكابتن معهما بطريقة جازمة لا تقبل اي دل، ولكنه اشعرها بأنه لم يعد يطيق
وجودهما ، وظهر الاحتقار في تصرفاته حين جلس يقلب في الأوراق التي امانة
متجاهلاً وجودهما ، وشعر جدها بأن الغضب قد أعمى بصيرته إزاء هذا التصرف ،
وقبل ان يترك الغرفة وقف وقال للكابتن:
- انت ياسيدي تجاسرت على اتهامي وتعتقد انك في محكمة تحاكم وتنفذ الحكم، وهذا
لا يعطيك الحق من خلال سماع بعض الكلمات من دون فيليب الذي تقول بأنه
صديقك !.
تنهد الجد ثم تابع:
-لا اعتقد ان القضية ستنتهى هنا غداً سأرسل الى الرئيس واخبره تفصيلياً عن المعاملة
التى اتلقاها على هذة السفينة! وبالنسبة الى القرار الذى اصدرته بأن لا نختلط
بالمسافرين فانا ارفضه! ما رايك بذلك سيدى ؟.
اغمضت ساره عيناها ودعت ان يكون الكابتن متساهلاً مع جدها بالاضافة الى انها
موافقة على كل كلمة قالها جدها، ولكنها وقفت تحدق بالكابتن وهى تنظر ردة فعله
امام ما قاله جدها.
- أنا اقول هذا ايها الكولونيل!. غداً سترسو السفينة في الميناء ارجو ان تحضر جميع
اغراضك وتحزمها ستخرج من السفينة لانة لم يعد مرحب بك عليها.
في الصباح التالي شعرت ساره بالمرض بعد المعاملة التى تلقتها هي وجدها وكانت
عيون المسافرين تتوجه اليها هي وجدها وتشير بالاتهام.
احضر الفطور الى غرفتها وكان عليها ان تتناول الطعام لانهما سيرحلان فور ان
يطلب الكابتن ذلك، وكان عليها ان تجهز نفسها لذلك، الحياة التى تعيشها هي
وجدها لم تكن تتحمل الكثير من الثياب لانهما كانا فى تنقل مستمر، جلست ساره
تفكر ماذا سيفعل جدها فهو لا يتحمل العيش بعيداً عن السفينة.ريحانة
اعطيت غرفة لها وغرفة لجدها بعيداً عن الركاب ، العديد من الأسئلة كانت تدور في
رأسها ولم تجد لها جواباً ولن يستطيع ان يجيب على هذه الاسئلة سوى جدها.
----------------------------------------
قامت ساره وتوجهت الى غرفة جدها، طرقت على الباب ثم دخلت ودون اية
مقدمات بدأت هجومها بسرعة قائلة :
-لدي بعض الاسئلة التى تستطيع الاجابة عليها ... يا جدى.ريحانة
ثم جلست على الكرسي، كان جدها دائماً هو الذي يعطي الأوامر وهي تنفذ ولكن
نظراتها المحذرة جعلته صامت يستمع اليها ، بعد لحظات قليلة تبسم ، ثم جلس بجانبها
ولاحظت ساره ان يداه ترتجفان.
- انت على حق يا عزيزتى فساعة النحس قد دنت، استطيع ان اعطيك شرحاً
مفصلاً لكل ماحدث ولكن لا اظن بأنك ستسعدين بما ستسمعينه.
ارتجفت ساره حين سمعت كلمات جدها فقالت لتساعدة :
-لا حاجة بك لان تنكر الاتهام الموجه ضدك يا جدي، فأنت بالطبع بريء من الغش
وانا اعرف ذلك ما اريدك ان تخبرنى اياه هو كيف حصل سؤ التفاهم هذا، وماذا
ستفعل لتحافظ على اسمك، فالسنيور بانزا لن ينجو بالكلمات التى قالها ويجب ان
يعتذر بتشويه اسمك بالاكاذيب التى لفقها!.
توقفت ساره للحظات وهى تحدق فى جدها ولكنه لم يقل اي شيء، راح ينظر اليها
متأملاً ثم قال بسرعة ودون اية مقدمات:
- سنيور بانزا لم يكذب ساره انا تصرفت خطأ، ليساعدنى الله ولكننى فعلت ذلك
بدافع قوي ولسوء الحظ لقد اكتشفت فعلتي.
صرخت ساره بذهول:
- جدي! ليس وقت المزاح ارجوك لا تمازحنى....
توقفت ساره حين رأت وجه جدها المتجهم ويداه المرتجفتان وحتى يزيل نظرات
التساؤل عن وجه ساره تابع قائلاً:
- لقد فعلت ذلك لأجلنا ساره حتى نستطيع تحقيق حلمنا. الفارو هو مقامر لا يحتاج
الى المال، هذه اللعبة تعتبر تافهة بالنسبة له سواء خسر ام ربح ولكن بالنسبة لنا فهي
تقدم بيتاً في البلدة تعطينا فرصة لنستقر ونعيش حياة طبيعية مع الناس! حاولي ان لا
تلومينى كثيراً ساره، اقسم انني لم اعمد ذلك! الفارو يملك حظاً سعيداً بلعب الورق
وهذا ما لمسته، لذلك حين وقعت قنينة الشراب على الطاولة وجدت فى ذلك خير
ملاذ فقمت بتبديل الاوراق بدون ان افكر، انها المرة الاولى التي اغش فيها خصمي ،
هل تصدقين ذلك ساره ؟.
ثم كرر بعطف:
- هل تصدقين حين اقول بأنها المرة الاولى في حياتي التى اغش فيها؟.
حين رأت ساره عينا جدها التي تغالبان الدموع ركعت بجانبه وهي تبكي وتحضنه
بذراعيها:
- بالطبع اصدقك يا جدي! فهى ليست الا غلطتي لانني حاولت ان اغير طريقة
عيشك لأروي هذة الرغبة التى راودتني! لقد اخذتني من الميتم وعرفتني الى حياة
الرفاهية التى لم اكن اجرؤ ان احلم بها ،السفر ،الطعام الجيد ،الثياب الجميلة ،لقد
اعطيتنى كل هذا مع الفيض من المحبة وانا حاولت ان ارد على ذلك بطريقة كريهة
ومتذمرة ،لا تحاول ان تلوم نفسك بعد الآن يا جدي، انا التى يجب ان الام ولن الوم
الا نفسي!.
كانت ساره تكلم جدها وهى تشهق فحاول ان يهدىء من روعها وحين هدأت
حاول ان يجيب على الاسئلة التى كانت تراودها.
------------------------------------
- بالنسبة الى المال يا ساره ....
-اجل يا جدي ؟ سالته ساره.
بلع ريقه ثم بدأ:
- لدينا القليل من الرأسمال، كافى لأن ندفع اجرة فندق لمدة اسبوع تقريباً.
همت ساره ان تتكلم وتعبر عن شعورها.. قاطعها جدها:
- اعرف ما الذي تريدين قوله ولا اوافق عليه تريديننا ان ننتقل الى فندق صغير
وكلفته بسيطة دون ان نأكل طعام جيد ودون مكيف للهواء ولكن بالنسبة لي افضل
ان اعيش في فندق لمدة اسبوع واشعر بالرفاهية بدل ان اعيش لمدة شهر فى فندق
رخيص.
- ولكن ماذا سيحصل حين ينفذ المال؟. سالت ساره بهدوء.
- لدى خطة.ريحانة
اجاب جدها وتابع:
- انها مجازفة كبيرة اعترف بذلك ولكنني ليس امامي غيرها في هذة الظروف، نادي
ازيس كان دائماً يجلب لي الحظ السعيد دائما وقد قررت ان ازوره الليلة فور نزولنا
نأخذ المال الذى بحوزتنا وسأعود بالمال الكثير يمكننا العودة الى انكلترا وهذا سيوفر
الكثير!.
حدقت ساره بجدها بنظرات خائفة، تساءلت هل ما تسمعه حقيقي، ان مجرد الدخول
الى مكان كهذا كان كافياً ليجعلها متوترة ،وكيف بالمخاطرة بالمال القليل الذى
بحوزتهم عندها عرفت كم ان القمار اصبح جزءاً لا يتجزا من حياة جدها بصوت فقد
السيطرة على النفس صرخت ساره بوجه جدها :
- لن تفعل شيئاً كهذا ،هل سمعتنى؟.
ثم مدت يدها واضافت:
- من اجلنا معاً، انني مصرة على ان يكون المال معي في الحال!.
للحظة فكرت ساره بانه سيرفض طلبها ولكنة رمى بكيس المال على الطاولة:
- خذيه.
ثم قال بغضب:
-لم افكر ابداً في اليوم الذي يستسلم فيه آل باثل للجبن! انت تعرفين انني اكره ان
اخبىء او اخصص كمية من المال لاوقات مجهولة عش يومك هو شعاري الذى اسير
عليه دائماً، فكري في ذلك يا سارة، لديك وقت كافٍ قبل ان يفتح النادي ابوابه
وربما تغيرين رأيك! .
وقفت ساره تتساءل بين نفسها عن الكلمات التى قالها جدها، ربما لو قال هذا الكلام
قبل الآن لوافقته على طلبه ولكن تحت هذة الظروف فهي لن توافق على طلبه
وخاصة بعد قرار الكابتن الذى قضى بخروجهم من السفينة واصبحا بعد الآن بلا
مأوى،والمال الذي بحوزتهم لا يكفيهم سوى لمدة قصيرة في الفندق الذي استأجر فيه
جدها غرفتان بعد هذه المناقشة بينهما.
قررت ساره أن تنسى التفكير بكل هذه الامور الآن ونزلت الى الرصيف في المنطقة
التى نزلا فيها .لم تكن الرحلة خارج السفينة في جدول مراحل السفر ولكن ذلك
فرض عليهما الآن وكما قال جدها ربما الناس خارج السفينة أفضل من الداخل !
شعرت بالفرح وهى تراقب الناس في البلدة من مختلف الجنسيات منهم الأوروبيين
ومنهم العرب وكل يرتدي على هواه . تعبت ساره من المشي وهي تراقب المحلات ،
وكل ما يلفت نظرها . وقررت أن تفتش عن مكان ترتاح فيه ، فجلست على مقعد
في حديقة البلدة وخلعت صندالها لتشعر بالراحة . وبعد لحظات راودها التفكير
بالسنيور فيليب دي بانزا . وتذكرت نظرات الاحتقار في عينيه عندما أتهمها .
وتجاهلت هي الحقيقة ووقفت تواجهه وتدافع عنها وعن سمعة جدها . وعرفت أن
السنيور المغرور لن يسامحها على فعلتها هذه...
------------------------------------
على الاقل القرار بخروجهم من السفينة قد ساعدها على ان لا ترى السنيور بانزا مرة
ثانية، كانت اقرب مدينة لهم هي طنجة ،رجعت ساره الى الفندق وعند العشاء كان
الكولونيل سيء المزاج للغاية وحاولت ساره ان ترطب الجو ولكنه لم يتغير ولم يرفع
نظره عن الطعام الذى امامه واخيراً فقدت ساره صبرها، فصرخت بعصبية:
- هل ستبقى نكداً طول المساء جدي؟ لأنك ان كنت ستبقى كذلك فأنا افضل
الذهاب الى غرفتي.ريحانة
فأجاب بتجهم:
- ربما سأفعل مثلك لأنني لا اهتم اذا ما بقيت هنا وأنا اعرف انني لن اجرؤ على
الاختلاط مع الناس لقد عانيت الكثير في حياتي ولكن ليس لدرجة الجلوس دون ان
استطيع تقديم اي شراب لأحد معارفي!
شعرت ساره بتأنيب الضمير لأنها اخذت منه المال واصبحت جيوبه خالية ولا يستطيع
التصرف بعد حرمانه من المال فقالت له بهدوء:
- حسناً ياجدي سأعيد لك المال ، ولكن اريدك ان تعدني ان لا تبذره لأن هذا المال
هو الوحيد المتبقي لنا في هذه الدنيا.
نظر اليها بحنان وهي تعطيه المال من حقيبتها فأجاب بهدوء:
- بالطبع ، انا اعرف ذلك ياطفلتي ولا داعي لأن تقلقي فأنا اريد ان يزيد هذا المال
لا ان ينفذ.
تركته ساره ودخلت الى غرفتها ، وحاولت ان تقرأ في احد الكتب ولكنها لم تستطيع
التركيز فقدكانت افكارها مشتتة فقامت واخذت حماماً اراح اعصابها وهدأها ثم
خرجت بعد لحظات لتذهب الى غرفة جدها لأنها لم تعد تطيق الجلوس لوحدها،
طرقت على الباب عدة مرات ولكنها لم تتلق أية اجابة وفجأة تذكرت كلمات جدها
الأخيرة حين قال بأنني اريد ان يزيد هذا المال لا ان ينفذ وفقط في هذه اللحظة عرفت
معنى كلماته بأنه سيصرف كل قرش على لعبة حظ!
رجعت الى غرفتها وسألت الاستعلامات عن جدها كولونيل باثل ارجوك؟:
- كولونيل باثل ترك الغرفة منذ ساعتين ، لقد جلبت له التاكسي بنفسي ليذهب الى
نادي ازيس.
ذهلت ساره ووقفت مدهوشة دون ان تقول أية كلمة حتى جاءها صوت رجل
الاستعلامات غاضباً وهو يسألها للمرة الثانية اذا كانت على مايرام، فأجابت متوترة:
- ارجوك هل تجلب لي تاكسي؟ يجب ان اذهب ورائه.
- ولكن، آنسة باثل.
سألها بتعجب ثم اضاف:
- نادي ازيس ليس المكان الذي تستطعين الذهاب اليه دون مرافق، ماذا اذا لم تجدي
جدك هناك...؟
ثم ضحك بسخرية مما ضايق ساره كثيراً فردت بعصبية :
- سيكون هناك ارجوك اجلب لي التاكسي في الحال!
--------------------------------
حتى سائق التاكسي تردد في تركها لوحدها في هذا المكان الذي يحيط به الخطر من
كل جانب.
كانت الشوراع ضيقة للغاية ولكنها رفضت ان تغير رأيها وقررت الدخول الى
النادي ولم يكن معها المزيد من المال لذلك تركها السائق وعاد ادراجه، اقتربت من
المكان وسمعت اصوات رجال ونساء وموسيقى صاخبة، دخلت وهي ترتجف،
وفوجئت حين شعرت بيدان على اكتافها ورجل يسألها بالفرنسية:
- آسف مدموزيل لكنك لا تستطعين الدخول دون ان يكون لديك بطاقة عضوية.
- ارجوك.ريحانة
تمتمت ساره خائفة:
- يجب ان اجد جدي قيل لي انه جاء الى هنا.
توقف الرجل عن الابتسام وهو يلاحظ توتر ساره وخوفها وقال بجدية:
- اذا يجب ان افعل اي شيء لأساعدك مدوزيل ، ولكن اولاً دعيني اعرفك على
نفسي ، انا مارك مساعد مدير هذا النادي، سأكون مسروراً بالبحث عن جدك لو
قلت لي اسمه؟.
- شكراً لك لو تستطيع مساعدتي! جدي هو الكونويل باثل.ريحانة
- اعتقد ان بحثنا انتهى قبل ان يبدأ.
فوجئت ساره وهي ترى الابتسامة على فمه فتابع:
- هناك لعبة ورق تدور في غرفة خاصة من غرفنا وقبل دقائق سمعت احد الرجال
يعرف عن نفسه بهذا الاسم ، تعالي.
قال وهو يمد يده لمساعدتها:
- دعيني ارشدك الى الطريق.
قادها الرجل الى الغرفة التي يلعب فيها الورق وحين دخلت وجدت مجموعة من
الرجال متجمعين حول الطاولة ، عندها رأها جدها بسرعة ورأت وجهه يتجهم وهو
يصرخ بعصبية:
- ساره.
لم تعرف ساره ماذا تفعل ولكنها وقفت مذهولة دون ان تقول اية كلمة قام جدها من
مكانه وسار باتجاهها ولكن قبل ان يضيف أية كلمة تهاوى على الاريكة التي في الغرفة
فركض الرجل وساعده على الجلوس بارتياح وذهب احد الرجال الجالسين ليطلب له
الطبيب.
حين رأت ساره جدها على هذه الحال ركعت بجانبه وهي تقول:
- جدي..اوه .. جدي ياعزيزي ، هل أنت بخير؟ كيف تشعر؟
رفع يده ليشير لها بأنه يسمعها ولكن اشار اليها ان تتوقف حتى لا تدفع جدها على
الكلام لأن انفاسه كانت متقطعة وطلب منها ان تنتظر وصول الطبيب، وعندما وصل
اخذها مارك واعطاها بعض الشراب حتى تشعر بالراحة، ولكنها كانت تائهة، وحين
شاهدت الطبيب يخرج من الغرفة ركضت اليه وسألته :
- كيف هو؟ ارجوك اخبرني بسرعة...
امسكها مارك مجدداً ليساعدها على التماسك حين قال الطبيب:
- لقد اصيب بنوبة قلبية شديدة اعطيته حقنة ستخفف الألم ولكنه ضعيف للغاية ،
وهو يصر على رؤيتك آنسة باثل الآن ولذلك وافقت على طلبه حتى لا يتوتر اكثر.
وبعد لحظات يجب اضاف الطبيب:
- يجب نقله الى اقرب مستشفى حالاً وحتى ذلك الحين تستطعين البقاء معه.
- شكراً لك يادكتور.ريحانة
قالت ساره بسرعة وركضت الى جدها حين سمع خطواتها فتح عيناه ببطئ وقال لها
عندما اقتربت منه بعطف:
- آسف لما فعلته ياطفلتي ارجوك سامحيني؟
-----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:07 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
احتضنت ساره يداه بحنان وبدأت دموعها تنهمر بغزارة ولكنه تابع ولم تستطع ساره
ايقافه وقال:
- انت تشبهين امك كثيراً ساره ، فأنت محبة... مثلها ولكنها لو عرفت انك تمضين
بقية حياتك خارج الميتم برفقتي لا اعرف ماذا كانت ستقول؟ انني اناني.
حاولت ساره ان توقفه مجدداً ولكنه لم يستمع فتابع :
- اناني للغاية ومجرم بحقكك، ولا استحق ان تسامحيني... يجب ان نصارع لنعيش انت
وأنا.
ثم اضاف وهو يتنفس بضيق:
- فنحن باثل بالاسم بالطبيعة آه....
حاول ان يمازحها بذلك:
- ولكن على الاقل لديك روح قوية ورثتها مني ستساعدك على مواجهة الحياة
بشجاعة، وانا تفكيري مرتاح انك مهما واجهن من مشاكل لن تجدي صعوبة بحلها.
--------------------------------------
ابتسمت له ساره واشعرته بأنها لا تستطيع ان تتخلى عنه ، وكانت تريد ان تقول له
بعض الكلمات المشجعة، الا ان الطبيب وصل بعد لحظات مع اثنان من معاونيه حملا
جدها الى الاسعاف سمح لها بالذهاب مع جدها في سيارة الاسعاف واصر مارك على
الذهاب معها، وبقيت جالسة طوال الليل وهي متوترة منتظرة سماع اخبار عن جدها.
وكانت ممتنة لمارك لأنه ساعدها كثيراً وسهر معها ، وحين خرج الطبيب امسكها
بيدها وهي تركض مسرعة باتجاهه، كان وجه الطبيب متكدراًَ للغاية مما يدل على
حدوث شيء ما، عيناه ملئية بالشفقة وكأنه يبحث عن الكلمات ليخبرها، ولكنها
سألت بخوف وهي متأكدة من الاجابة:
- لقد مات اليس كذلك...مات؟
- نعم.
اجاب الطبيب:
- لقد فعلنا كل مابوسعنا ، لقد فارق الحياة فور دخوله الى الغرفة ولم يكن ...
قالت ساره بشجاعة:
- لقد كان يؤمن بالعيش كل يوم ليومه وانا مسرورة انه عاش هذا اليوم كما اراد
والى نهايته!.
ثم ادارت وجهها الى مارك الذي احتضنها بذراعيه.
كانت ساره تكرر الكلمات في رأسها عدة مرات ، ولن تستوعب فكرة البقاء وحيدة
في هذا العالم، ولكن هذا هو قدرها الآن ، وهاهي في المغرب وفي منطقة طنجة
بالذات، بعد قرار الكابتن وبعد موت جدها وجدت ساره نفسها حائرة لا تعرف ماذا
تفعل في بلاد غريبة، ولولا وجود مارك بجانبها في هذا اللحظات لكانت حالتها اسوأ
من ذلك.
كانا يتناولان الغداء في الفندق الذي تنزل فيه ساره ، ولاحظ مارك انها لم تلمس
طعامها ، فقال بعطف:
- ارجوك حاولي ان تأكلي بعض الطعام، ساره فأنت لم تلمسي الطعام منذ يومين،
حاولي ارجوك سأكون مسروراً بذلك.
كانت سارة تحدق في صحنها شاردة فلم تسمع ماقاله مارك فسألته مجدداً:
- ماذا .. ماذا قلت انا آسفة ، مارك فلم امن اصغي انني اتساءل فقد وجدتك في
الوقت الذي كنت بحاجة فيه لصديق.
- انني قلق عليك ساره.
قال مارك ثم اضاف:
- سامحيني اذا كنت تدخلت ولكنني يجب ان اسأل ، هل معك مال كافي؟.
تنهدت ساره ثم اجابت :
- لدي المال الذي تركه جدي من لعب الورق. وتذكرت ساره اللعبة الأخيرة
ودمعت عيناها :
- استطيع ان ادفع اجرة الفندق ولكن هناك مصاريف الجنازة ربما اذا بعت بعض
ملابسي .. ويجب ان اجد وظيفة ، ولكن قبل اي شيء يجب ان انتقل من هذا الفندق
الى واحد اقل كلفة، ربما تعرف فندق رخيص مارك! كل مااحتاجه هو غرفة واحدة.
اجاب مارك بهدوء:
- استطيع ان اسأل في الفندق الذي انزل فيه، ولكنك ستجدين فرق كبير بالنسبة لما
تعودت عليه.
ونظر الى غرفتها الفخمة وفكر كيف انها ستتفاجأ حين ترى الغرفة الجديدة وكأن
ساره قرأت افكاره فقالت:
----------------------------------
- انا متأكدة ان افندقك سيكون افضل من الميتم الذي قضيت فيه خمسة عشر سنة
من حياتي، فأنا لم اتعود على الرفاهية جديد الا مع جدي.
نظر اليها مارك باستغراب حين سمع كلماتها وكأنه لم يصدق انها كانت في ميتم وراح
يتأمل ثيابها الجميلة التي تبدو باهظة الثمن ثم قال لها:
- هناك وظيفة شاغرة في النادي اعمل فيه اذا كنت مهتمة؟.
فوجئت ساره بطلبه وتذكرت كيف بدا لها النادي ، وكرهته منذ اللحظة الاولى، حين
رأى مارك ترددها قال:
- اعرف ان نادي ارنيس ليس بالمكان المثالي، ولكنني سأكون بجانبك لأحميك من أي
شيء يعترضك ولكني اشك بأنه سيكون هناك مضايقات، لا استطيع ان انفي بأن
زبائننا يقامرون ولكنهم في جميع الأحوال يتصرفون باحترام، وعندما تتعودين عليهم
ستجدينهم لطفاء ، مثلما وجدتهم أنا، أنا لن احبذ فكرة عملك لوحدك هناك ولكنك
ستكونين آمنة تحت نظري، والمال الذي يعطونه افضل من أي مكان آخر في طنجة.
ترددت ساره في الاجابة، ولكنها فكرت بأنها لا تجيد أية مهنة فلعب الورق كل ما
تجيده ، وقررت ان تحاول فقالت :
- حسناً مارك سأفعل ذلك.
- جيد!.
قال مارك وتقدم يصافحها دلالة على اتفاقهما ثم اضاف:
- انني سعيد لأسمعك تقولين هذا، وذلك يعني بأنني سأراك اكثر مما لو عملت في
مكان آخر، سأستأجر مركباً وسنسبح معاً وسأعرفك على اماكن كثيرة في المغرب لا
يعرفها السواح، لن تندمي على هذا القرار، ساره اعدك بأننا سنقضي وقتاً رائعاً!.
حافظ مارك على وعده مع ساره ، فحاول ان ينسيها جميع آلامها وتركت ساره
فندقها ونزلت في مكان آخر تملكه مدام بلاس سيدة يعرفها مارك ، ووجدتها لطيفة
للغاية، وشعرت خلال هذه الايام ان عذابها بدأ يخف تدريجياً واصبحت تنظر الى
الحياة بتفاؤل.
كانت ساره ترتدي ثيابها باتقان حين تأتي الى العمل، وبعد فترة تأقلمت وتعوّد الزبائن
عليها ، فشعرت بانهم اصبحوا اكثر هدوءاً واتزاناً، وكان مارك مسروراً بنجاحها
وعلق على ذلك في احدى المرات وهما في طريقهما الى النادي.
- انا لست مندهشاً من التغير الذي يحصل في النادي، فظهورك لم يجعل الزبائن هادئين
فقط، بل اصبحوا يهتمون بمظهرهم باتقان لينالوا على اعجابك.
- لا اعرف مارك، انا اصبحت اكره لعب القمار للغاية، واشعر انني احثهم على
اللعب بنشاط اكثر وهذا لا يفرحني.
ادار مارك وجهها ليرى تعابيره ثم قال لها:
- يبدو من صوتك وكأنك تكرهين هذا العمل، ساره؟ انا لم اعرف ذلك لقد
اعتقدت.. بأنك كنت سعيدة خلال الأسابيع الماضية....
-----------------------------
صرخت ساره بعصبية:
- انا بالفعل اكره ذلك، ولكن ليس النادي ولا الناس الذين التقيهم ولكنني اكره ان
اكون انا من يشجع الرجال على لعب القمار ، انه وباء يامارك من يبدأ بلعب القمار
لا يستطيع التوقف ابداً عنه.
- لقد كنت اراقب جدي طول الوقت وهو يلعب الورق، لقد كان يسيطر على
تفكيره وروحه، وحين يربح يشعر وكأنه ملك العالم بيديه ، في حين ترى الخصم
الآخروكأنه يتمزق من الحزن، وهذا ماأشعر به الآن ، لم اعد استطيع لعب الورق دون
ان اتضايق وأتوتر.
قاطعها مارك قبل ان تضيف أي شيء آخر وقال:
- ساره، ارجوك لا تفكري بهذه الطريق فالنادي هو لتمضية بعض الوقت والشعور
بالراحة ولهذا الزبائن يرتادون اليه.
نزر اليها مارك فوجدها وكأنها غير مقتنعة فأضاف:
- حسناً ، اذا كنت تشعرين بأنك تفعلين شيء لايرضيك استطيع ان اقنعك بالعكس
، في هذه الحال يجب ان تتوقفي عن العمل.
حاولت ساره ان تحتج ولكنه اوقفها:
- لا تقلقي بالنسبة للوظيفة ، لدي العديد من الاصدقاء الذين بإمكانهم مساعدتك.
- تعرف اني لا استطيع ترك العمل الآن.
قالت ساره ثم اضافت:
- لازلت بحاجة للمال للعودة الى انكلترا، ولن اكسب ذلك في مكان آخر ، كما
اكسبه هنا.
- هل يجب ان تعودي الى انجلترا؟ ألا تستطعين العودة معي الى فرنسا .. كزوجتي؟.
- مارك لم افكر ابداً ..انا اجدك لطيفاً للغاية ولكن...
- انا افهم ذلك، ارجوك لا تكدري نفسك بسبب مايحدث، لقد احببتك منذ اللحظة
الأولى التي رأيتك فيها، وتمنيت ان تحبينني مع الوقت ولكنني اقر الآن بأني غبي، لم
اكن اريد ان اخبرك ذلك الآن لأنني عرفت بأن هذا سيكون جوابك ، اعرفت بذلك
الآن لأن والدي بعث لي ويريدني ان استلم الأعمال لأنه مرهق وطلب منه الطبيب ان
يرتاح ، سأذهب ولكني اجلت ذلك الآن حتى استطيع البقاء معك اكثر.
مسح دمعة انهمرت من عينا ساره وهي تستمع اليه ثم تابع:
- اعرف انك لن تحبينني كما احبك ولكن اريد ان اطلب منك شيء وارجو ان لا
ترفضي ، هل تسمحين لي بأن ادفع لك المال لتعودي الى انكلترا؟.
- اذا لن توافقي فأنا كذلك سأرسل لأبي بأني لن أتي قبل ان اطمئن عليك ولن
اتركك لوحدك في طنجة.
تأملته ساره وللحظة شعرت انها ستقبل طلبه للزواج منها كان كل ماتتمناه فتاة من
شاب لطيف وذكي ويحبها ولكنها لا تستطيع ذلك لأن مشاعرها قد ماتت،وشعرت
بأن قلبها الآن لا يستطيع ان يكن مشاعر الحب لأحد.
-------------------------------------
وفكرت ساره بأنها لا تستطيع ان تأخر مارك عن والده وخاصة انه مريض كما يقول
مارك اجابت وهي تبتسم:
- شكراً لك ، مارك سأقبل عرضك بكل سرور ..انت لطيف للغاية مارك، وقد
كنت اقرب الناس الي ، انت صديق رائع، وأنا نفسي اكره البقاء في طنجة دون
رؤيتك.
- ساره .
رفع مارك ذقنها وطبع قبلة على خدها ، وشعرت ساره بالدموع تترقرق في عيناها
ولكنه منعها من البكاء.
- لا دموع ياصغيرتي، لدينا زبائن يجب ان نفكر بهم، تذكري ذلك! لقد تعودوا
عليك متألقة دائماً ، ويجب ان تبقي كذلك حتى تتركي النادي.
ثم قادها الى النادي لتؤدي عملها، وكان اليوم حافل فلم تستطع ساره ان ترتاح
دقيقة واحدة وعندما انتهى لعب الورق كان الوقت قد اصبح منتصف الليل، وقبل
ان تذهب الى الفندق عرجت على مكتب مارك وبعد لحظات سمعت صوت مألوف
يناديها ، تجمد الدم في عروقها حين رأت الرجل الذي يردد اسمها.
- ساره! ساره باثل يالهذه المفاجأة ، لم يكن لدي اية فكرة انك يمكن ان تكوني في
طنجة!.
- سنيور دي ليون! انا فوجئت كذلك ، اعتقدت انك مازلت على متن السفينة
الافريقية ، ماالذي اتى بك الى هنا؟
نظر اليها متأملاً ثم علق:
- الفارو، ارجوك عندما اسمعك تنادين دي ليون اشعر انني لم اعد صديقك ! لم يكن
لي بد بالذي حصل لك ولجدك وتسبب بطردكما من السفينة، ارجوك ان تصدقي
ذلك؟ اين الكولونيل بالمناسبة؟ احب ان العب الورق معه مجدداً.
كانت الاصوات تضج في المكان فدعته ساره الى فنجان قهوة:
-نستطيع الذهاب الى المكتب دون ان يقاطعنا احد.
عندما جلسا في غرفة المكتب كرر الفارو سؤاله عن جدها:
- هل الكولونيل هنا؟ احب ان التقيه مجدداً.
- كلا ليس هنا.
اجابته ساره وشعرت بأنها لن تستطيع الحديث عن جدها دون ان تتأثر ويغلفها
الحزن، فالجرح مازال رطباً وحين اخبرته ساره ترقرقت الدموع في عيناها.
- اوه ، انا آسف لسماع هذا.
قال الفارو بصوت متعاطف :
- لم العب الورق مع خصم اقوى منه، لن انسى ابداً لعبتنا الأخيرة انها بلاشك كانت
الأكثر اثارة، وخسرت فيها، ولكنني مع ذلك كنت متفوقاً لأنني لعبت امام اقوى
خصم عرفته.
- انت لم تخسر.
تمتمت ساره:
- اخبرني جدي انه غشك ، تعرف ذلك.
فوجئ بسماع كلامتها:
- ماذا تقولين؟
ولكنه تابع وهو يبتسم:
- لقد كنت فعلت مثله في هكذا ظروف ، لم يكن لدي أي شك بأنه يحتاج المال
ولولا المال ولولا هذا لما فعل ذلك!
صمت برهة ثم تابع:
- لن اقبل ابداً بمافعله ابن عمي ، وتأكيده على ان جدك كان محترف في الغش،
فالكولونيل كان رجل محترم للغاية ، وأنا نفسي لا اجرؤ على مقاضاته، فقط رجل
مثل ابن عمي دون فيليب يحكم على الناس من خلاله هو!.
-----------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:09 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
كانت ساره مصغية وهو يتحدث فسألته:
- وأين هو ابن عمك الآن؟ هل هو معك في طنجة ام انه اكمل الرحلة لوحده؟
- فيليب في السفينة؟
ضحك بدون سخرية وأضاف :
- اؤكد لك سنيوريتا بأن ابن عمي لا يضيع وقته الثمين في رحلة الطيش بدون فائدة
، وجوده على السفينة كان مقصوداً فقد اراد ان يتابع مراقبته لي ، ليبذل جهده
كسيد العائلة ويأمرني بالعودة الى المنزل، ويرى انني أشارك في المسؤوليات، عائلتنا من
اغنى العائلات في المغرب وهو يعتقد بأنه يستطيع اجباري على العمل في كرم العنب،
مثل باقي العمال ، ويقول بأنني يجب ان اتعلم الأعمال ولكنني لن اسمح له بذلك!.
شرب فنجان القهوة ثم تابع حديثه:
- ولكنني خدعته ، جعلته يعتقد بأنني نائم ، لا اعرف كيف سيشعر حين يراني الآن.
- اين يقع منزلك الفارو، هل هو بالقرب من طنجة؟ سألته ساره.
----------------------------------
- لدينا العديد من المنازل ابن عمي وامي الاثنان ارامل وهما يديران كافة الممتلكات،
ونحن نملك كذلك كروماً بالقرب من طنجة، ولكن ابن عمي الآن مشغول بتزويجي!.
هل تفاجئين اذا قلت لك بأني قررت ان اختار العروس التي لا تلائمني حتى القن عمي
درساً لا ينساه، فأنا لا اريده ان يحدد لي من وكيف سأتزوج.
تساءلت ساره عن سنيور فيليب وقالت انه بلاشك قاس للغاية حتى يسيطر على
الآخرين ، ربما الفارو مشهور وطائش لحد ما ولكنه على الاقل يستطيع ان يعيش مع
زوجة باختياره سكبت له ساره المزيد من القهوة، وشعر بالسرور وهو يجلس برفقتها
.
وبعد لحظات تركها على أمل ان يلتقيا مجدداً ، كانت ساره جالسة وهي تفكر بالدون
فيليب الرجل القاسي القلب ، الذي ساهم بموت جدها بمعاملته السيئة ، لن تغفر له
ساره ذلك ابداً .
بعد يومين حزم مارك حقائبه وسائر اغراضه وسافر الى باريس، بعد ان استلم برقية
تخبره بأن حالة والده الصحية قد تدهورت كثيراً ، وهو يطلب ان يراه، رافقته ساره
الى المطار وانتظرت معه حتى يحين موعد طائرته.
- هل أنت متأكدة من انك لا تمانعين بالبقاء وحدك ساره؟.
سألها مارك باهتمام فأجابته سارة:
- بالطبع لا.
وابتسمت ثم تابعت:
- مدام بلاس ستهتم بي فكما تعرف أنا وأنت لن نسافر في نفس الوقت، سأبقى في
النادي لبضعة اسابيع ، ليحصلوا على مساعدة غيري ، ارجوك مارك توقف عن القلق
بسببي سأكون بخير، أؤكد لك ذلك.
التفت مارك حين سمع اسمه ، فقد حان موعد طائرته وقال لها:
- الشيك الذي اعطيتك اياه، هل هو كاف؟.
- اوه مارك!
عرفت ساره بأنه لن يسافر حتى يتأكد بأنها بأمان وفتحت حقيبتها لترى الشيك
ويتأكد انه بحوزتها.
فبدأت هي ومارك تلملم اغراضها ، وفوجئت حين رأت احدهم يحمل لها الشيك بيده
ويقدمه لها وهو يقول:
- آنسة باثل، اعتقد انه لك.
جاء صوت تعرفه ، نظرت لتواجه دون فيليب وهو ينظر بسخرية ، شعرت ساره
بالارتجاف وفكرت بأنها لا ترى هذا الرجل الا وهي في موقف حرج حتى تظهر وكأنها
متهمة، كانت عيناه تتساءل عن الشيك وكيف حصلت على المال ، في تلك
اللخظات قررت ساره ان تتجاهله وقالت بعصبية:
- شكراً سنيور.
تناولت الشيك ووضعته في حقيبتها ثم وضعت يدها في ذراع مارك :
- ارجو ان تعذرنا يجب ان نذهب وإلا فستفوت الطائرة صديقي.
انحنى فيليب والسخرية بادية على وجهه ليفسح لهما المجال في الإنصراف، لقد افتقدت
مارك كثيراً ، ولكن ليس كما المرة الأولى حين عملت وحيدة ذاك المساء في النادي،
ان عملها برفقة مارك كان كالسلاح الواقي من الزبائن الفضوليين كلمة او ملاحظة
منه كانت كافية لصدهم وكفهن عن مضايقتها.
-------------------------------------
لقد اثر غيابه كثيراً إذ بدأت تلحظ تحرشات الزبائن المتكررة، في تلك الليلة كان
عليها ان تكون موجودة لتساعد في إدارة لعبة بوكر يلعبها ثلاثة من زبائن النادي.
وقد لاحظت ساره بين الرجال الثلاثة واحداً ينظر اليها نظرة قاسية تذكرته ساره
كثيراً ، لطالما حاول التحرش بها كلما سنحت له الفرصة، وبدا الليلة كمن اصبح
على قاب قوسين من هدفه إذ علم بغياب مارك الذي كان حارسها في النادي.
اقترب من ساره ووضع يده على كتفها ثم سألها:
- هل لي ان احظى بشرف صحبتك الليلة.
تجمدت ساره من الخوف، وحاولت ان تبتسم ثم قالت:
- شكراً لك ، فأنت رجل لطيف جداً ولكنني مرتبطة الليلة.
- هكذا اذن.
اجابها بنبرة جافة وأضاف:
- هل يمكن ان اعرف مع من؟
حاولت ساره ان تتمالك قدر الامكان ولا تلفت نظر الزبائن لأنها كانت ماتزال بحاجة
للمال، ولا تريد ان تسبب بطردها فأجابته بهدوء :
- مع صديق.
- ولكن صديقك مارك قد تركك لتوه .
كان كأنه يتمتع بإرباكها ثم أضاف:
- والجميع يعرف بأنه ليس لديك أي صديق في طنجة.
- إذاً الجميع على خطأ ايها الرجل!
جاء الصوت من وراء ساره فأدارت وجهها لترى دون الفارو ينظراليها مبتسماً ثم
قال للرجل:
- يبدو ان السنيوريتا لا تحبذ رفقتك، فأعتقد انه من الأفضل لك ان تبحث عن
التسلية في مكان آخر.
كانت ساره مسرورة للغاية وهي تصافح الفارو ثم قالت له:
- اشكرك ، لأنك جئت في الوقت المناسب، فقد كان الرجل وقحاً ، ولم اعرف كيف
اتصرف.
- اذاً لما تجبرين نفسك على احتمال هذه المضايقات وتجبرين اعصابك على
الاستمرار في هذا العمل؟
سأل الفارو ثم اضاف:
- انني ببساطة لا افهم سنيوريتا ، ماذا تفعلين في هذا المكان، انه ليس لك،
فالسيدات لا يرتادون مكان كنادي ازيس ! الفتاة في بلادنا اذا دخلت أي مكان
مشوه ستكون نظرة العائلات اليها نظرة مريبة، ويعتبر عملها مشين ولا يقبل به
وسيتردد طالبوها بالزواج منها.
اختفت الابتسامة عن وجه ساره امام شرح دون الفارو فأجابته ساره:
- ولكني، ربما الأ مر لا يهمني لأنني لست مطلوبة للزواج، فقط تخيل كيف ستكون
ردة فعل عمك حين يعرف بأنك تدافع عن فتاة تعمل في نادي ازيس، اشهر مكان
معروف بسمعة سيئة في طنجة.
عرفت ساره في مغبة هذا الحديث الضحك ولكن لدهشتها لم يشاركها دون الفارو
الضحك وراح يتأملها.
------------------------------------
- هل هناك شيئاً ما الفارو؟لما تحدق بي بهذه الطريقة؟
سألته ساره ولكنه تابع التحديق بوجهها ثم قال لها:
-ساره، دعينا نخرج من هنا، ونجلس في مكان حيث نستطيع التحدث.
- ولكن هذا مستحيل، فلدي عمل ولا استطيع تركه ، وأنت تعرف ذلك!
أشار بيده الى مكان مظهراً احتقاره لعملها ثم قال بلهجة آمرة:
- ارجوك اذهبي واجلبي دثارك ، واذا اصريت فاستطيع ان آخذ لك الأذن لتتفرغي
هذه الليلة، ولكن لا داعي لذلك اسرعي سأنتظرك خمس دقائق.
بدون أي احتجاج ركضت ساره الى غرفتها وجهزت نفسها ثم خرجت مسرعة .
كان دون الفارو ينتظرها ، وحين وصلت فتح لها باب السيارة لتجلس ، سرحت في
المناظر التي حولها ، وأخذت تراقب الناس وهم يسيرون ، لم يتحدث الفارو طوال
الطريق مما دفع بساره ان تسأله:
- انني انتظر تفسيراً ، الفارو لما اتيت بي الى هنا ، وما هو الشيء المهم الذي جعلتني
اترك عملي من اجل سماعه؟.
- وظيفة؟ اجاب الفارو بهدوء.
- حسناً ، هل أنت جاد! اذا كنت لا تمزح فأن يهمني ذلك...
- هل تشتغلين معي؟ سألها الفارة.
- اشتغل ماذا؟. سألته ساره وهي مندهشة.
جاء صوته متحمساً للغاية وهو يقول:
- عمل ملائم لك وأقل جهد من عملك في نادي ازيس.
لقد قال لها هذا وهو ينظر اليها بتمعن ثم اضاف:
- لقد افترضتها علي بنفسك حين كنا نتحدث في النادي، وكلما فكرت بها كلما
اصبحت اكثر اقتناعاً بأنه الحل الذي ابحث عنه، ولكن ارجو ان لا تعتبريه اهانة مني
لأنه ليس كذلك، ساره اسمعي نحن الاثنان نعرف ان ابن عمي فيليب اخذ فكرة سئية
عنك، وأنا لدي فكرة تجعله يدفع الثمن استنتاجه الخاطئ ، اريدك ان تقبلي الادعاء
بأنك خطيبتي لفترة قصيرة وبعد اسابيع سيقتنع بأنني جدي ولن ادعه يتدخل بحياتي ،
وسأتزوج بارادتي بعد ذلك، وإذا استطعت ان اقدمك الى ابن عمي فيليب كعروسة
المستقبل ، سيتوقف عن قراره بتزويجي الى فتاة سيأتي بها واختارها لي!.
فوجئت ساره بكلماته وشعرت بالتوتر ثم سألته :
- هل تعني بأنك لم تقابل هذه الفتاة التي يريد ان يزوجها لك، فتاة غريبة لا تعرف
حتى اسمها؟.
اجاب الفارو :
- اسمها ايزابيل سافيدرا ، لقد كنا نلعب مع بعض ونحن ضغار، ولكن بعد ذلك
اصبحت غريبة بالنسبة لي، امي وابن عمي فيليب يجدانها الفتاة المناسبة لي الآن وقد
فشلت بقناعهما بأني لا اريد ان اتزوجها ولكن ابن عمي فيليب لا يقتنع إلا بأرائه
ويفرضها على الاخرين.
-----------------------------------
ثم اضاف :
- قولي بأنك ستساعدينني لنحارب فيليب ! ارجوك ساره ، فأنت املي الوحيد ، لا
تخيبين املي! .
صمتت ساره برهة وهي تفكر بأنها لا تستطيع ان توافقه على قراره هذا رغم انها
تكره دون فيليب للغاية بسبب مافعله مع جدها ولكن مع ذلك فهي تقبل بمجاراته :
- لا، الفارو لا استطيع ان افعل ذلك!
فوجئ بقرارها فرد عليها بعصبية:
- ولكن لما لا، فهو عاملك بقساوة وعرض الكولونيل للاهانة مع انه كان يعرف بأنه
جدك.
- لا اعرف ماذا اقول ، لقد اتهمني في البداية بأنني لصة، وكلما نظر الي رأيت
الاحتقار في عينيه وكأنه يشك يفضيلتي كذلك! اوه... الفارو.
راحت ساره تضحك بصوت عال وهي تقول:
- كم هذا مضحك.. مضحك للغاية!.
وبعد لحظات اخذت تبكي بشدة واحتضنها الفارو بذراعيه حتى هدأت ، وعندما
هدأت نظرت اليه وقالت:
- لقد غيرت رأيي، الفارو انني اقبل بقرارك.
نظر اليها بذهول ولكنها تابعت:
- ولكن لدي شرط...
- نعم؟ أي شيء.. اجاب الفارو.
- جدي قد مات، قبل ان انفذ قرارك وأريدك ان تعدني ان لا تذكر امامه مات امام
ابن عمك ، هل توافق على ذلك.
- انني آسف ساره، بالطبع لن اقول أي شيء وخاصة بالنسبة لفيليب ، اعدك
بذلك.
كانت الفيلا بأرضيتها الرخامية اللامعة، والتراسات وبركة السياحة اشبه بقصر
اندلسي فخم، زاده انعكاس الشمس عظمة وفخامة وكانت الغرفة الصيفية بشبابيكها
الواسعة ومقاعدها المريحة هي التي لفتت ساره ، كانت رائحة الياسمين تعيق في المكان
فشعرت بنفسها كفراشة وسط حديقة.
خرجت قليلاً فسرح نظرها في لون الماء الازوردي، الى ان حضر الفارو وأخذها الى
غرفة لها طابع جدي حيث يفترض بها ان تقابل الاخرين ، وتقدم كخطيبة لابنهم .
اخذت تتأمل اللوحات الرائعة المعلقة على الحائط ، ولكنها في الحقيقة لم تكن لترى
شيئاً.
لقد سيطر عليها رعب اعمى وازداد تدريجياً مع غياب الفارو وبدأت تصور المواجهة
التي ستحصل مع فيليب.
مررت اصابع عصبية على غطاء المقعد المخملي الجميل، وسرعان مارفعت يدها بعد
ان بقيت آثار اصابعها على القماش الشمسي.
جالت بنظرها في الغرفة تدقق في اثاثها الرائع ، كان كل شيء يدل على الثراء
والذوق من السجاد الى الشمعدان وغيرها من الاثاث.
ومع عظمة المكان شعرت ساره بالخوف، إذا افتقدت غياب الفارو.
كانت رائحة الليمون تعبق في الغرفة وفي هذه اللحظة شعرت ساره بأنها على وشك
ان تنهار احست بأنها ضعيفة.
كانت تضع يدها على معدتها عندما فتح الباب فجأة وبدت عيناها الخضراوان
واسعتان جداً في وجهها الشاحب، وعلى الفور اصطدمت نظراتها بنظرات فيليب دي
بانزا وشعرت للحال بخوف ورعب شديدين.
------------------------------------
كانت ترتدي فستاناً اخضراً أنيق في حين انسدل شعرها الداكن كشلال يلمع كما
النجوم فوق كتفها حدق فيها بتعابير قاسية، لقد ظهر من شعره المبتل بأنه كان يسبح
ومن ملامح وجهه استنتجت بأنه تكلم مع الفارو، كانت مواجهاتها السابقة مع فيليب
قليلة جداً ولكنها كانت تشعر في كل مرة بأنها في معركة وعليها الدفاع عن نفسها.
لقد علمها جدها بأن الهجوم هو أفضل طريقة للدفاع عن نفسها ، ولذا بنبرة
استغربتها ساره نفسها قالت بعد ان وجهت ابتسامة باردة:
- اذن لقد اخبرك الفارو بقراراتنا الجديدة، وأظن بأنك قد حضرت لتقدم تهانيك
أليس كذلك؟
وقبل ان ينبس بأي كلمة سمعت صوتاً ناعماً:
- اوه فيليب، انت هنا كنا نتساءل عن وجودك لتحضر الفارو هل تعلم ذلك؟
نظرت ساره جهة الصوت ، فرأت قداً نحيفاً لفتاة تضع روب البحر فوق ثوب سباحة
وعرفت ساره بغريزيتها انها ليست امام الا ايزابيل سافيدرا.
وجدت ساره نفسها امام فتاة جميلة ذات عينان لامعتان وشعر براق وما ان احست
الفتاة بوجود ساره حتى احمرت خجلاً وتراجعت بضع خطوات.
- ارجو المعذرة فيليب.
تمتمت الفتاة بصوت يكاد لا يسمع ثم اضافت:
- لم اكن اعلم... بأنه لديك ضيوف.
دهشت ساره لهدوء فيليب وسيطرته على اعصابه ، ونبرة اختفت منها علامات
الغضب ، امسك يد ايزابيل وقال لها:
- دعيني اعرفك على الآنسة باثل ..ساره.
وقال مشدداً على كلماته ، حدق بها كأنه ينفي تصريحه السابق محاولاً افهامها بأنها
غريبة ودخيلة، ولكم كرهت ان تراه محققاً اي انتصار.
تفاجأت بنفسها تبتسم للفتاة وتمد يدها لتصافحها ، سلمت الفتاة بلطف ثم اضافت :
- اهلاً سارة كيف حالك. لما لا تنضمي الينا حول المسبح؟.
اقنعتها ايزابيل بلطف وتودد، وبنظرة الى فيليب علمت بأنه غير مسرور لما يجري،
لكنه اجاب مرغماً وبطريقة مهذبة:
- اجل، لما لا تنضمي الينا؟.
ثم اضاف :
- بالطبع فأنت متشوقة لتري والدة الفارو وهي على كل حال لن تسامحني اذا ذهبت
دون ان تراك.
ارتباك عيناها ، افهمه بأن مقابلة الوالدة لم يكن ضمن مخططهم فشعر بلذة الانتصار،
واستنتج ان الفارو لم يأت على ذكر والدته امامها.
كان دون فيليب هو الوحيد الذي تتوقع ساره مقابلته ، في تلك اللحظة شعرت ساره
بالإنزعاج ولكنها صممت على مساعدة الفارو ليتخلص من سيطرة عائلته وقد
استمدت قوتها من عطف الفارو ومحبته لها فطردت الخوف من قلبها وسارت برأس
مرفوع تتبع خطوات ايزابيل التي سارت امامها.
-----------------------------------
- لحظة، سنيورا.
قال فيليب ثم اضاف:
- قبل ان يحصل أي شيء علي ان احذرك كما حذرت الفارو ، لن تعرف عمتي شيئاً
عن خطبتكما قبل ان احضرها نفسياً لذلك فصحتها لا تحتمل أية صدمات ، وقلبها
ضعيف جداً، فقد اقنعت بأن ابنها سيتعقل قريباً ويتزوج من ايزابيل وأنا لست الآن
بوارد ان اضايقها او حتى ان اسمح لأحد بمضايقتها فهنالك المزيد من الوقت لإعلامها
بالمتغيرات الجديدة.
تضايقت ساره تحت تهديده فسألته بعصبية:
- وكيف ستفعل ذلك؟.
- ليس الوقت المناسب الآن لنتحدث بالتفاصيل .
اجابها بسرعة حين سمع صوت ايزابيل وهي تناديها فأضاف :
- فقط تذكري انك اذا لم تفعلي كما قلت لك وكما قلت لألفارو فأنك ستندمين
على ذلك ، ستندمين !.
شعرت ساره بأن خداها تلتهبان من الاحمرار ثم تركته وسارت باتجاه ايزابيلا ووالدة
الفارو جالساً ، كانا يجلسان قرب البركة، ولحسن حظها وجدت الفارو جالساً بينهم
مما أراح اعصابها المتوترة وفوجئت عندما ابتسمت والدة الفارو لها بمودة.
- عزيزتي.
قالت الوالدة ثم اضافت:
- لقد اخبرتني ايزابيل ان الفارو ليس لديه وقت سوى لايزابيل ولكنني حذرت
بنفسي بأنك شخص عزيز بالنسبة لفيليب.
نظرت اليهم فوجدت الدهشة على وجوههم فتابعت:
- لماذا تعاملوني وكأني بلهاء مع انكم تعرفون ان هذا مستحيل معي! يبدو انني اغش
دون ان اعرف ! ساره عزيزتي ، هل استطيع ان اناديك هكذا؟ ارجوك ان تقفي
بجانبي وتقولي لهم ان يكفوا عن معاملتي وكأنني مريضة ، اعرف ان قلبي ضعيف ولا
يحتمل الصدمات ، لذلك انا انتظر هذه المنشطات بفارغ الصبر.
- تعالي وقبليني ياعزيزيتي.
تقدمت ساره وقبلتها بهدوء فأضافت والدة الفارو قائلة:
- واجلسي بجانبي حتى نتحدث ، يجب ان اكون على استعداد لكافة الأجوبة عندما
تأتي والدة فيليب او اقوم برزيارتها أنا.
تأملت ساره الجميع ، فوجدت الفارو مرتبكاً للغاية ، بينما كان فيليب يدير ظهره لها
، فلم تسطع ان ترى تعابير وجهه، وضع الفارو الكرسي لساره بجانب والدته، في
حين جلست ايزابيل بجانبه ، لمست ساره من كلمات والدة الفارو بأنها بالفعل مريضة
كما قال فيليب، ولكن كما اعلمتها ايزابيل بأن دونا ماريا سيدة مدللة ، وربما تسمح
ببعض النزوات العابرة... فما الآن هي مصرة!.
شعر فيليب بتوتر ساره ،وقبل ان تفتح فمها لترد على استنتاج دونا ماريا الخاطئ ،
قفز فيليب بسرعة ووقف بجانبها وهو يقول:
- هل تريدين السباحة؟
ثم امسكها من كتفها ولكن دونا ماريا تململت قائلة:
- اوه .. ولكن فيليب ..!
---------------------------------
وقبل ان تكمل اعترضها فيليب قائلاً:
- لديك الوقت الكافي لتتعرفي الى ساره ياعمتي.
وابتسم مضيفاً:
- عندما تغرب الشمس سيكون لديك الوقت الكافي للتمتع برفقتها، اما الآن فدعيها
لي، وحاولي ان تنامي قليلاً.
ثم مال الى ساره وهو يقول بتودد:
- الا توافقينني ياعزيزتي.
لم تستطيع الاجابة واحست بالألم فعضت شفتها السفلى محاولة السيطرة على نفسها
وردت بايجاز:
- بالطبع.
- حسناً، بامكانك مرافقتي الى حيث تستطيعين تبديل ثيابك فإيزابيل تملك الكثير من
بزات السباحة وبإمكانها ان تعيرك احداها.
غطست ساره في الماء ، فشعرت ببرودتها وماهي الا لحظات حتى احست بالاسترخاء،
فكرت في الفارو وشعرت بانه قد يكون بحاجة الى حماية من نفسه، اكثر من حاجته
للحماية من فيليب.
حاولت ان تعثر على خطة حتى تنقذ نفسها وتنقذ الفارو الذي اصبح كأداة طيعة بيد
ابن عمه المتسلط تمددت على حافة البركة واغمضت عينيها بوجه الشمس ، شعرت
بالنشوة تغمرها، واحست انها بعيدة عن المكان وسرعان ما اعادها صوت فيليب الى
الواقع قائلاً:
- هيا نسبح حتى نهاية البركة، فهناك لن يشعر بنا احد لأني اريد ان اتحدث معك.
أطاعت ساره ولحقت به، وصلا الى نهاية البركة فمد لها يده ليرفعها الى حيث
الكراسي لم تعترض على تصرفه ، اخذ لنفسه كرسياً طويلاً وتمدد عليه لفت نظرها
جسمه العاري ذو الون البرونزي، كانت قوته الجسدية ظاهرة جلياً، مما أشعر ساره
بالخوف واحست بضعفها امامه.
- حسناً، سنيورا باثل.خاطبها بحدة.
- كم سأدفع لأتخلص منك؟.
- كم ... كم ستدفع!.ردت كطفل صغير يلفظ كلمة جديدة.
استشاط غيظاً وقال:
- أنا لا احب كل هذه الالاعيب ، ولست في وارد ان اسبب أي حرج لعائلتي، كم
يكلفني رحيلك!.
- كيف تجرؤ على ذلك؟.
ردت ساره بعصبية وقد اختفى اللون من وجهها.
- انا اجرؤ على ذلك، لأني اعلم بكل الاعيبك السابقة وخاصة بالنسبة لشريكك في
السفينة، والذي كنت تدعين بأنه قريبك، وماذا عن صديقك الشاب في المطار ، لقد
امسك الدليل بيدي، وأظن بأنه دفع لك بدل خدماتك كاملة.
وتحت تأثير الصدمة والشعور بهول مانطق به شعرت ساره بأنها موجودة في ساحة
حرب تواجه وهي مجردة من أي سلاح خصماً شرساً.
- لم تجيبي على سؤالي؟
صرخ بها ثم قال:
- ليكن بعلمك ان مايهمني هو شعور عمتي وصحتها المتدهورة ومايردعني عن القيام
بأي عمل هو سمعة العائلة، وهذا ما يدفعني لأتواني عن ترك هذا الشاب الأحمق لعله
يتلقن درساً قاسياً بدل الاعتماد على الاخرين .
ثم اضاف بسخرية:
- لعله يظن بأن الوجه الجميل انعكاساً للروح الجميلة ، انه مخطئ ، بلا شك.
----------------------------------
وأضاف قبل ان يفسح لها المجال:
- حسناً، كم تريدين؟
نظر اليها بسخرية ثم عاد ليضيف:
- هل تفضلين المبلغ نقداً ام شيك؟.
علمت ساره بمنحنى تفكيره، فقد كان همه ان يتخلص منها بأسرع وقت حتى لا تقيم
علاقات مع العائلة ويصبح عرضة للأسئلة والاحراج .
حاولت جاهدة ان تبتسم لتشعره بقوتها وقالت:
- لم اقبل عرض الفارو بعد ، لكنك ساعدتني كثيراً بالتوصل الى قرار، أنا لست
واقعة في غرام الفارو، الا ان كرهي لك هو الذي يدفعني بالزواج منه ولذا بامكانك
ان تحتفظ بمالك، اذ عما قريب سأملك الكثير بلا شك.
ظهر التعبير على وجهه وعرفت مدى استياءه ، فلم تجد بداً من الفرار فرمت بنفسها
في الماء وسبحت بأقص سرعتها.
حدة الشمس دفعت الجميع للدخول، دونا ماريا دخلت الى غرفتها لترتاح، في حين
ذهبت ايزابيل الى المطبخ لتعلن خبر الخدم عن وصول ضيفين على العشاء.
كان الفارو على وشك الرحيل عندما خاطبته ساره بحدة:
- الفارو، لا تذهب فعلينا ان نتحدث!.
هز كتفيه بلا مبالاة ثم قال:
- أليس بامكانك الانتظار لبعد العشاء إذ علي الرجوع الى طنجة في أسرع وقت.
- تستطيع اعمالك ان تنتظر .
ردت بحدة ثم نظرت اليه باشمئزاز لتجاهله مايحدث منذ وصولهما.
- سأغير ثيابي ثم احضر معك.
رد بانزعاج قائلاً:
- ولكنهم يتوقعونا ان نبيت الليلة هنا، وماذا بشأن والدتي فقد وعدها فيليب بأن
نقضي بعض الوقت معها.
- لا تخاف فلن يصدم فيليب سوف يجد وسيلة لتبرير غيابي، فقد عرض علي ان اترك
المنزل مقابل مبلغ من المال.
- هو قال لك هذا؟.
سألها الفارو باستغراب ثم اضاف:
- لقد اخبرني بأنه لن يقف مكتوف الأيدي حيال قرارنا ولكني ماكنت اعلم بأنه
سيصل الى هذا الحد.
نظرت اليه ساره ثم سألته:
- هل تمانع باخباري ماذا قال ايضاً عندما اخبرته عن ارتباطنا.
جلس الفارو على الكرسي ومدد رجليه ثم اجابها:
- في البدء، هددني بأنه سيرميني خارج اعمال العائلة ، ثم ذكرني بمسؤولياتي بأن
العائلة كلها تتوقع زواجي من ايزابيل واذا رفضت ذلك فسيتحطم قلبها وقلب
والدتي، وبعد ذلك راح يحدثني عنك، منذ وصولك الى السفينة حتى عملك في نادي
ازيس، حتى انه اخبرني عن صديق لك يدعى مارك، وهذا بالنسبة له يعطيه سبب حتى
يمنعني من مقابلتك.
نظر اليها الفارو وحين لم تعلق تابع حديثه:
- اخيراً عندما لم يفلح معي ، راح يذكرني بأن صحة والدتي ستتدهور بأية صدمة ،
مثل قراري بالزواج منك.
-------------------------------
صمت ثم تابع وكأنه خجل من كلماته:
- ساره ، اقسم لك حتى ذلك لم اكن مقتنع بما قاله، ولكن حين اراني فيليب تقرير
الطبيب قررت ان اتوقف عن متابعة الخطة ، اعرف ان والدتي تعاملني كالطفل الذي
يجب ان يؤنب دائماً على تصرفاته، ولكنني رغم ذلك فأنا احبها ، ولا استطيع ان
افعل اي شيء يؤذيها او يعرض حياتها للخطر ، لهذا قررت ان افعل كما يطلبون ، ان
اتزوج ايزابيل ، فأنا لا اسامح نفسي ابداً لو حدث شيء لأمي.
كانت كلماته حقيقية فلم تستطع ساره ان تلومه ،ولكن الحقيقة تجرح ، وهذا ما
سيسر فيليب وهي لم تكن تريده مسروراً....
- الفارو، فيليب لن يعرف بأنك غيرت رأيك وهو لن يستطيع اجباري على ذلك ؟
سيعرف بعد فترة ، فقط لتعلمه درساً قاسياً الا نستطيع ان تخفي ذلك الوقت ؟.
لم يخفي الفارو استياءه فسأل .
- ولكن لماذا ساره؟ انت لا تعرفين فيليب حين ينوي على شيء، لقد اقسم بأنه لن
يتركنا مع بعض ، وهو يعني كل كلمة يقولها ، انا اؤكد لك ذلك واذا اردت ان
تنتصري عليه فلن تستطيعي ذلك ابداً، انك تحاربين الشيطان.
- ارجو ان تقدم لي هذه الخدمة ، الفارو، ارجوك لن يعرف احد بذلك لا ايزابيل
ولا والدتك سيبقى هذا سرنا لوحدنا.
ارتجفت ساره وهي تنظر الى الفارو وخافت ان لا يقبل ، فهي تريد ان تنتقم من
فيليب بسبب افكاره السيئة عنها ، وقفت صامتة منتظرة جواب الفارو ثم اجابها:
- حسناً ، لقد ربحت.
قال لفارو ثم اضاف ثانية:
- لن اقول اي شيء لفيليب عن تغيير الخطة، ولكني احذرك ساره ستكونين بخطر
وخاصة بعد استنتاج امي بأنكما اكثر من صديقين ، واذا اردت ان تضعي فيليب في
الزواية فلا يجب ان تلومي احد اذا انقلبت الخطة عليك.
خرجت ساره مع الفارو لبعض الوقت ثم اعادها الى الفيلا لأنها كانت تريد ان تبدل
ثيابها لتناول طعام الغداء، راحت تقلب فساتينها الواحد تلو الآخر بعد لحظات وقع
نظرها على فستان اخضر يليق بها تماماً ووقفت تتأمل نفسها في المرآة وهي تحمل
الفستان بيدها وتقربه من جسمها وراحت تحدث نفسها في المرآة:
- وسيلتي ربما لن تكون واضحة مثلك ولكن لنأمل ان تكفي بالغرض وتسهل خطتي
التي رسمتها .
خافت ساره من نفسها ومن الانتقام الذي تريده، ولكنها كانت واثقة من نفسها
وخاصة بالنسبة للرجال منهم يجدونها جذابة للغاية ، وفيليب رجل كغيره من الرجال
ولذلك يجب ان تستعمل معه الأسلوب الذي يناسبها دون ان تؤدي نفسها ، ويجب
ان تحتال عليه حتى يقع في شركها وبعد ذلك ستضحك من قلبها وهي تتفرج عليه!
مجرد التفكير بخطتها جعلها ترتجف ولكنها بدأت و لامجال للتراجع الآن ، كخطيبة
الفارو فهي سترى فيليب وتتكلم معه، والفارو نفسه وعدها انه لن يتكلم امامه عن
خطبتهما.
-----------------------------
ارتدت ساره ثيابها وقررت ان تقوم بنزهة قصيرة في الحديقة قبل ان يحين موعد الغداء.
كانت تتأمل اشجار الليمون التي تمتد على مد النظر بجانب الحديقة ، فقد خصصت
مساحة لجميع انواع الفاكهة بالإضافة الى كروم العنب التي كانت تعتبر عملاً اساسياً
بالنسبة لعائلة دي بانوا وعائلة دي ليون ، شردت ساره ولم تسمع خطوات تسير
خلفها الا عندما فاجأها الصوت.
التفتت لترى فيليب يحدق بها بعينان غاضبتان وتساءلت بما يريده منها الآن!
-مساء الخير، سنيوريتا!
قال ذلك وقبضت يداه بسرعة على معصمها وكأنها ستهرب وحاول ان لا يدعها
تهرب.
- دعني اذهب!.
حاولت ساره جاهدة التخلص منه ولكنه كان يمسكها بقسوة.
- ليس قبل ان ننهي حديثنا الذي بدأناه عند الظهر، لقد كنت سريعة جداً بالتهرب،
ولكن الآن لو بقيت تحاولين طوال الوقت فلن تستطيعي التخلص هذه المرة، هل
ستتعاونين معي، ام تريدينني ان اتابع القوة معك ؟.
- وأي طريقة تستطيع استعمالها غير ذلك؟.
صرخت ساره بعنف فضحك بسخرية وهو يحدق بوجهها:
- هل استنتج من ذلك انك تعتبرينني وحش؟
لم ترد ساره على سؤاله فتناول السيكار وراح يدخن ثم سألها :
- هل مازلت ماضية بارتباطك بالنسبة لألفارو حتى بعد ان عرفت كم سيسبب ذلك
من أذى لايزابيل ولوالدته.
شعرت ساره بالارتجاف وهي تسمع كلماته وكأنه يعتبرها فتاة لا مشاعر لديها
فنظرت اليه وردت بعصبية:
- لقد.. لقد قررنا انا والفارو ان نبقى على خطوبتنا سراً بما اننا لسنا على عجلة من
امرنا للزواج، في هذا الوقت اريد ان اتقرب من دونا ماريا وربما اجعلها تحبني
وتعتبرني كابنتها .
- ياللسماء!. صرخ فيليب بعصبية.
- اليس لديك خجل؟.
- لا استطيع ان اتخيل ان بامكانك ان تكذبي على سيدة كبيرة في السن ، وبالنسبة
لألفارو اعتقد انه احمق لدرجة انه يوافق على أي شيء تقولينه!.
نظر اليها متأملاً ثم تابع:
- هل تعرفين ، انه بأمكاني ان احرم الفارو من المدخول الوفير الذي يتمتع به؟ مما
يبدو انه غير راشد ليستطيع الاهتمام بأي عمل، كلمة واحدة مني وستجدين نفسك
مرتبطة بشخص هو نفسه يحتاج الى المال!.
- ولكن هل ستعجبك هذه النهاية.
سألت ساره ، وشعرت ؟لأول مرة وهي تتحدث مع فيليب بأنها قوبة:
- اذا واصلت تهديدك لألفارو ، اتمنى ان لا تنعكس الصدمة على عمتك، اكثر من أية
صدمة ستتلقاها مني؟
ضحكت ساره وهي تحدق بوجهه الغاضب ثم قالت:
- انت رجل محترم سنيور ، فلما لا تبقى كذلك وتهزم غيرك بطريقة شريفة؟.
خلال الغداء حاولت ساره جاهدة ان تتجاهل نظرات فيليب المحدقة ، لم تنهي حديثها
معه، ولذلك شعرت انها تريد بعض الراحة كي تستعيد انفاسها وفوجئت حين سألتها
دونا ماريا.
------------------------------------
-منذ متى وأنت تعرفين فيليب ياعزيزتي؟.
احست ساره بنظرات فيليب دون إن تنظر اليها ، توقف عن الحديث مع ايزابيل
ونظر اليها ليسمع جوابها، كانت هذه فرصتها حتى تبين امام دونا ماريا انها متعلقة
بفيليب ، فأجابت وكأنها فتاة مغرمة.
- اشعر انني عرفته طوال حياتي.
ابتسمت ساره ، ثم تابعت:
- في الحقيقة لقد تعرفنا على بعض على متن السفينة الافريقية منذ مدة اسابيع فقط.
- وكان حب من اول نظرة اليس كذلك!.
علقت دونا ماريا بفرح، نظرت ساره باتجاه فيليب فرأته متجهم الوجه وفكرت في
انتقامه.
وزدات ثقتها بنفسها حين رأته يتلوى من الألم فقد كان هذا جل ماتبتغيه ساره.
- فيليب هل اجرؤ بالسؤال ، ام انني استبق الأوان .
سألت دونا ماريا وشعرت بالاحمرار يعلو وجههات .
- متى سيكون الزفاف؟.
ارتجفت ساره لهذا السؤال الغير متوقع ، وفكرت بأن الأحداث بدأت تتسارع ،
كانت تنوي ان تضايق فيليب لا ان تجعله يقع في فخها ، فهي لا تعرف ماذا تفعل ازاء
ذلك الآن!.
يبدو ان الفارو هو الوحيد الذي قرأ تعابير فيليب.
نظر الى ساره محذراً وحاول ان يلطف الجو بتأنيبه لوالدته:
- الا تخجلين من هذا الفضول يا امي؟
ثم اضاف:
- لا اعرف بماذا ستفكر ساره الآن.
كان وجه والدته يبدو في هذه اللحظة وكأنه طفل صغير ولم تحاول ان تضيف اية كلمة
بعد ذلك فجلست صامتة ، تدخل فيليب ليقطع الصمت الذي ساد على الغرفة.
- لما هذه الضجة؟.
- انت ياعمتي ستحصلين على جوابك عندما اعرفه انا ، وانت الفارو ، تستطيع ان
تترك مشاعر ساره لي انا.
شعرت ساره بأن كلماته ساخرة تماماً ، وكأنه يذكر الفارو بأنه لا داعي لهذه الغيرة
الكاذبة، بعد لحظات لمس فيليب كتف ساره وهو يقول دون ان يفسح لها المجال
للاحتجاج.
- انني متأكد بأنك لن تمانعي ياعمتي اذا لم نشرب انا وساره القهوة معك، لدي
الكثير اريد ان اقوله لساره واعتقد ان الكلمات ستكون سهلة اكثر في الحديقة ألا
توافقنني على ذلك يا عزيزتي؟ .
تمتم في اذن ساره.
ابتسمت دونا ماريا حين رأت وجه ساره بشع من الخجل واجابت بدورها:
- بالطبع ، بالطبع!.
كان الفارو ينظر بغضب ولكنه لم يستطع ان يقول اية كلمة وتساءلت ساره وهي
تسير بجانب فيليب عن الحديث الذي يريد ان يقوله وحين وصلا الى الحديقة ادار
فيليب وجهها وقال بعصبية:
- الآن اخبريني ماالذي تريدين ان تبرهينه؟
--------------------------------
نظرت ساره بعيداً عن عينيه كي لا تواجه نظراته المحدقة ، لقد كان قوياً غاضباً
وحاول ان يهزها وكأنه يريد ان يخرج الكلمات من فمها ولكنها ظلت صامتة فراح
ينهرها بقسوة حتى سقط غصن من شجرة الليمون وكان سيسقط على رأسها لو انه لم
يبعدها بسرعة وهو يحضنها بيديه.
- ربما كنت احمق!.
وأضاف ثانية:
- أهذا ما تنتظرينه؟.
ثم قبلها بعنف على شفاهها ورأت الاحتقار في عينه اكثر من أي وقت مضى وكأنه
يريد معاقبتها بطريقته هو نظر اليها بغضب، وكان يبدو وكأنه غاضب من نفسه اكثر
من غضبه عليها .
خافت ساره من مشاعر لم تعرف كيف تفسرها، فلأول مرة يروادها احساس كهذا،
ابعدها فيليب عنه بعصبية ثم تركها تتخبط في افكارها لوحدها.
جلست تفكر في الخطة التي رسمتها ، الآن لم تعد متأكدة من اي شيء ، فقبلتها من
فيليب كعقاب لها ، جعلتها تتوتر وخافت مما يحمله المستقبل لها ولم تعد تفكر في شيء.
-------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:12 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
كانت خطة ساره تسير على احسن مايرام خلال الايام المقبلة، فقد بدأت دونا ماريا
ترتاح لها وترحب لوجودها بينهم.
امضت ايامها في الجلوس مع دونا ماريا ، والسباحة برفقة ايزابيل ، اما الفارو فقد
عاد للعمل في الزراعة، بينما لم تكن ساره ترى فيليب سوى على العشاء وكان يحاول
ان يتجنبها دائماً وفوجئت ساره بذلك ولكنها كذلك فضلت عدم مواجهته وراحت
تتجنبه ايضاً.
جاء صوت ايزابيل ليقطع عليها جبل افكارها وهي جالسة على الشرفة المطلة على
البركة، فجلبت كرسياً وجلست بجانب ساره ثم جاءت دونا ماريا وانضمت اليهما
فبادرت ايزابيل بالقول:
- مازلت لا افهم لماذا يرسل فيليب الفارو بعيداً, رغم ان الموظفين يستطيعون القيام
بكافة الاعمال دون مراقبة، مازلت لا اعرف لما يفعل فيليب ذلك!.
- على احد ما ان يعطي الأوامر.
-------------------------------
قالت دونا ماريا مقاطعة ثم اضافت:
- ممتتلكاتنا كبيرة ومتفرقة ، ولا يجب ان نتوقع من فيليب ان يتحمل العبء لوحده،
لقد كان صغيراً حين تحمل المسؤولية ، اصغر من الفارو الآن ولكنه لم يتردد بتحمل
العبئ حين توفي والده وزوجي في نفس السن وقد كان لوحده طوال السنين وآن له
ان يرتاح الآن بعد ان وافق الفارو على مشاركته الاعمال واتمنى ان يعوض فيليب
ايامه الضائعة.
ابتسمت دوما ماريا ونظرت الى ساره وهي تقول:
- وبمساعدتك ياعزيزتي ، اعتقد انه سيفعل ، فيليب كان وما يزال رجل حيوي للغاية
، انني حسدك على رفقته حين يسترجع روحه المرحة.
همست دونا ماريا ، فقالت ايزابيل بعصبية وهي تنظر الى ساره:
- اعتقد انه من غير اللائق ان تتجاهلي ظروفي ، ساره انت الوحيدة المحظوظة لأن
خطيبك بجانبك ، على الاقل فأنت ترينه لبعض الوقت.
قالت ساره وهي تعتذر لايزابيل:
- انني آسفة ايزابيل ارجوك لا تعتقدي انني غير مهتمة، انا متضايقة من انفصالك عن
الفارو وافعل أي شيء لأساعدك وانت تعرفين ذلك، اليس كذلك؟.
اجابت ايزابيل بعصبية:
- لك الحق ان تشعري بالسعادة ، انا التي يجب ان تشعر بالخجل بسب غيرتي منك
لأنك تتمتعين بالسعادة التي حرم منها انا، انني افتقد الفارو كثيراً!
- هل سيقطع الوغد عليكما الحديث ام ان حضوري سيشعركما بالراحة؟.
فاجأ فيليب الجميع بسؤاله ثم نظر الى ساره وكأنها غير موجودة وعاد لينظر اليها
بتجهم وكأنه يحذرها بأنه سمع بعض الحديث ، فشعرت بالأحمرار يعلو خدها ، ولكن
الارتياح عاودها حين تكلمت ايزابيل لتقطع الصمت الذي ساد .
- على الاقل سترحب احدانا بك ، فيليب ، فأنا كذلك اتوقع ان تحمر خداي حين
يحضر فجأة من يسلب عقلي.
ضحكت ايزابيل ثم تابعت:
- انت بدون قلب ربما ، ولكن وغد لا اظن ذلك ابداً، تعال واجلس حتى ازعجك
لتحدثني عن اخبار الفارو!.
تقدم فيليب من عمته وقبلها وتجاهل رغبة ايزابيل بالجلوس.
- ليس لدي سوى دقائق قليلة، واريد ان احدث ساره في شيء هام ، فأرجو ان
تعذرونا بالذهاب الى غرفة المكتب؟.
ارتجفت ساره حين فكرت بأنها ستنفرد معه لوحدها فقال معترضة:
- الا نستطيع ان نتكلم هنا؟.
- كلا، ساره .
ابتسم فيليب لايزابيل وعمته ولكن عيناه كانت تحدق بها بقسوة وكأنه يحذرها من
جديد.
- الفتاة خجولة فيليب.
قالت دونا ماريا حتى تساعد ساره ثم اضافت:
- لا تدعي هذا الرجل يغشك بقسوته فحين تعرفينه جيداً ستعرفين ان هذا المظهر
الخارجي ليس الا قناع يخبئ خلفه قلب كالطفل الصغير.
----------------------
لم تستطع ساره ان تلوم عمة فيليب على شرحها لصفات فيليب وتحليلها لشخصيته ،
فقد كان يبدو احياناً لطيفاً واحياناً اخرى كالشيطان، حين وصلا الى غرفة المكتب
ظلت واقفة فلم يقدم لها كرسي لتجلس عليه ثم علق بسخرية:
- يبدو ان خطتك تسير على مايرام ، يجب ان اهئنك على ذلك.
فوجئت ساره بكلماته فهي لم تقل لأحد سوى الفارو عن خطتها فكيف عرف
بذلك...؟
- لم ترتاح اليك عمتي فقط فهي اصبحت دائماً تمدح بك .
صمت لبرهة ثم تابع:
- بدون شك ستصطدم عمتي حين تعرف انك انت وليست ايزابيل ستكون عروس
ابنها، ولكن الصدمة ستكون اخف الآن خاصة بعد ان اصبحت تحبك وتعتبرك
كأبنتها.
اعترف بذلك ثم اضاف:
- اعترف ان خطتك جيدة للغاية فقد جعلتنا جميعاً نبدو كالأغبياء.
احست برفضها للفكرة التي كونها عنها وسرحت بعيداً الى ان جاءها صوته عالياً .
- لقد كنت محقاً عندما عارضت خطوبتك لألفارو ، لقد اتضح لي الآن انه كان من
الصواب ان اتركه ليقرر مصيره ، ولذا فأنا انوي ان اصلح الوضع ، هل بإمكانك
المجيء معي غداً الى المزراع ؟ وبحضورك سيقنع الفارو، انه لم يعد لي دخل في
الموضوع.
سرت ساره بموقفه الجديد ، وفكرت انها عمة قريب ستتخلص من هذا المأزق
والفارو ايضاً سيصبح حراً ، فصرخت:
- هذه اخبار رائعة سينور!
تأملتها عيناه بنظرات حادة ثم قال:
- من دواعي سروري ان اصطحبك غداً.
ثم اضاف واتمنى ان لا تعلم ايزابيل عن هذا الموضوع شيئاً ، وبخصوص الرحلة فمن
الأحسن ان ترتدي ثياباً ملائمة للرحلة ،فالطرقات وعرة وقد نحتاج ان نبيت ليلة
هناك، وكماذكرت فأرجو ان لا تعلم عمتي او ايزابيل بأمر الرحلة ، عندما يعود
الفارو سيخبرهم بكل مخططاته.
عندما انبلج الفجر كان فيليب ينتظرها في الجيب ، ارتدت ساره ثياباً مناسبة لهذه
الرحلة ومعطف سميك ، صعدت وجلست بجانبه ودون ان يقول اية كلمة ، قاد
الجيب بسرعة عرفت ساره ان المسافة بعيدة جداً ولن يصلا الا خلال ساعات.
كانت تنظر من الجيب متأملة المناظرالخلابة التي يمرون بها للوصول الى المنظقة
المقصودة بدأت الطرقات تصبح وعرة اكثر وهما يسيران باتجاه الجبال المغربية، مما
جعل القيادة عسيرة لكن ساره لم تتذمر من نظرتها الى فيليب وجدت تعابير وجهه
متجهمة ولذلك قررت ان تبقى صامتة، ولكن ماهي الا لحظات حتى رأت انه يقودها
لى جهة مجهولة ولا تعرف جهاتها، فالطرقات اصبحت خالية من اثر للناس ، هدوء
يبعث الى الخوف عندها صرخت بغضب.
---------------------------
- لا اصدق انك تأخذني الى الفارو ، لقد خدعتني قلت لي بعض الاكاذيب حتى
تأخذني خارج الفيلا.
تأكدت شكوك ساره حين نظر اليها وراح يضحك بسخرية ثم قال:
- كم انت مدركة سنيوريتا وكم ان افتراضك صحيح ، لقد فعلت هذه المناورة لأن
خطتك بدت ناجحة تماماً ، وبالنسبة الى الفارو اعتقد انه في هذه اللحظة سيكون
برفقة ايزابيل ، لقد استلمت رسالة البارحة بأنه ترك المزرعة وهو في طريقه الى المنزل،
ولذلك في هذه اللحظة سيعرف من ايزابيل او من عمتي انك برفقتي في عطلة طويلة ،
كيف ستكون ردة فعله تجاه ذلك؟.
ثم اضاف :
-ربما سيكون مسروراً حين يعرف ان الفتاة التي تختفي مع رجل آخرفهي بالطبع لن
تكون مغرمة به!.
نظر اليها ليرى ردة فعلها ، كانت ساره تشعر بالغضب لأبعد حد فصرخت بوجهه
بعصبية:
- انت .. انت شيطان! ماذا تعتقد نفسك تسير الناس كما تريد ،وتعتقد انك
تستطيع ان تتعدى القوانين وتحطم كل من يقف بطريقك.
شعرت ساره ان كلماتها قد اثرت فيه فتابعت بانفعال وفقدت السيطرة على نفسها
فرفعت يدها لتصفعه على وجهه ولكنه تلقاها وانزل يدها بعيداً بقسوة.
- اوه.. كلا سنيوريتا ، ليس مجدداً، في البداية عانيت من التلاعب بكرامتي على
يديك ، ولكن لو حاولت مجدداً اعدك ان عقابك سيكون لائقاً بك للغاية!
ثم اضاف :
- ربما تقتنعين لو قلت لك بأنه تجري في عروقي دماء القبائل التي كانت قد غزت
المغرب في يوم من الايام هل اقتنعت الآن بجدية كلامي وانني استطيع ان انفذ تهديدي
فأنا اكرر لك انني نصف عربي.
ارتجفت ساره عند سماع كلماته القاسية فصرخت بعصبية:
- ماذا تنوي ان تفعل بي؟.
بقي صامتاً للحظات دون ان يعيطها اي جواب على سؤالها ربما يفكر في خطة ما،
تساءلت ساره في نفسها عن سر صمته .
- انني اريد ان اتزوجك سنيوريتا! ولكن على التقاليد الغجرية ، الاحتفال الحقيقي
سيجري في وقته وبوجود الفارو.
ضحك فيليب بسخرية ففوجئت ساره بجوابه الذي لم تكن لتتوقعه فلم تستطع ان
تفتح فمها لتعلق على ذلك طوال الرحلة .
كانت ساره تلتزم الصمت وقد اقتنعت انها برفقة رجل مجنون، وكم كرهت نفسها
الآن لأنها لم تسمع تحذير الفارو ، فهاهي الآن مع رجل همجي لا تعرف ماذا ينوي ان
يفعل بها والى اين يأخذها.
وصلا الى قرية ملئية بالأكواخ ، مبنية من الحجارة وبعضها مبني من القصب وحين
قاد فيليب الجيب الى منتصف القرية شوهد العديد من الاولاد يركضون باتجاههم
وهم يحيون فيليب بحرارة، فتركهم يتمسكون به وكأنهم لا يريدون تركه.
وحين تناول الحقيبة من الجيب ركضوا باتجاهها وهو يشيرون بيدهم ليعرفوا
مابداخلها،كانت ساره تراقب كل ذلك وهي متعجبة ، كيف ان فيليب يتعامل مع
الاطفال، عندها نظر اليها فيليب واعطاها الحقيبة وهو يقول:
- اعطي كل واحد منهم كمية من الحلويات مثل الاخر، فيجب ان نعاملهم بالتساوي
، ولكن انتبهي لا تفرطي في ذلك لأنهم لن يتركوك وشأنك.
--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:14 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
نظرت ساره الى الاطفال فلقت ولد صغير اعرج كان يسير على عكازه وشعرت
بالتعاطف معه اكثر من غيره نزلت ساره من الجيب وهي تسأل فيليب:
- مااسمه؟.
ولكن الولد سمعها فأجاب بسرعة :
- كاهاري.
تركها فيليب لتوزع الحلويات على الاولاد الذين تحلقوا حولها بشكل دائرة ، عندها
تقدم منها كاهاري ليعرفها على القرية، فلم تعرف ساره مااذا كان عليها ان تبقى
واقفة بانتظار السنيور الذي لا تعرف اين ذهب وفضلت ان تذهب برفقة كاهاري
فقالت وهي تبتسم:
- شكراً ، كاهاري سأكون مسرورة بوجود رفيق يتحدث الانكليزية، انت ولد ذكي
من علمك ذلك؟.
صمت كاهاري برهة وهو ينظر باتجاه الاولاد الاخرين وكأنه متضايق منهم.
------------------------------------
- والدتي ،وهي تعلمت من قبل والدي الذي قتل في معركة قبل ولادتي، كان ابن
كايد رجل حكيم وعظيم ، ولكن بعد مقتل والدي رجعت والدتي الى اهلها الاصليين
ولكني عندما اصبح رجلاً ساعود انا وامي للعيش مع جدي.
- انا متأكدة من ذلك كاهاري.
قالت ساره بعطف واضافت:
- والدتك امرأة محظوظة لأنها حظيت بابن مثلك.
نظر اليها كاهاري وكأنه غير متأكد بأنها لا تضحك عليه، ولكن حين رأى نظرات
ساره التي اشعرته بالاهتمام ابتسم ثم مد يده اليها وكأنهما اصدقاء:
- تعالي معي سنيوريتا ساخذك لتتعرفي على امي ، ستكون تعبة من الاحاديث مع
الفلاحين وستجد يومها مختلفاً بالتعرف عليك.
تبعته ساره الى احد الاكواخ كانت على وشك الرحيل حين خرج كاهاري وهو
يمسك بيد اجمل امرأة رأتها ساره في حياتها ، كانت طويلة القامة ، يزينها شعر اسود
ينسدل كالشلال عل ظهرها ولكن عيناها كانت مليئة بالغموض وكأنها تخفي حزناً
كبيراً.
-انا زولا والدة كاهاري.
قالت وهي تصافح ساره واضافت:
- لو تشرفينا بالزيارة لنحتفل بك كما يجب.
دخلت ساره الى الكوخ الذي يحتوي على غرفة واحدة قسمت بستار فوجئت ساره
وهي تتأمل الكوخ، فكل شيء فيه كان يدل على الفقر ، اقتربت زولا واضاءت
قنديلاً ثم دخلت الى المطبخ لتصنع الشاي وفرحت ساره بذلك ووجدت طعم الشاي
لذيذ للغاية ولذلك رحبت بفنجان آخر حين عرضته عليها والدة كاهاري.
- السنيرويتا جاءت برفقة السنيور ياامي.
قال كاهاري ثم اضاف:
- وزيارته هذه المرة ربما ستمتد الى حوالي اسبوع.
- هذه اخبار جيدة.
قالت زولا بصوت هادئ ثم تابعت:
-نحن نسرحين يأتي الدون فيليب لزيارتنا ، لقد فعل الكثير لجميع الناس الموجودين
هنا.
فوجئت ساره بكلمات زولا، ولكنها لا شعورياً راحت تتأمل الكوخ عندها قالت
زولا بتواضع.
- ارجوك لا تلومي السنيور على الفقر الذي يحيط بنا فالقرية هي عنصر متنقل
باستمرار ولكنها تحاول ان تتأقلم وتمشى مع التغيير والاستقرار الدائم، فأهل القرية
يفضلون طريقتهم الخاصة بالعيش ومع ذلك فهم متحضرين،والسنيور لا يتركنا ابداً،
فهو يعمل دائماً على تأمين الاطباء للمعالجة والمستوصف هنا يساعد كثيراً في علاج
اطفالنا كما انه يساعدنا في تعلم الفلاحة في الارض، والاطباء يأتون لزيارتنا باستمرار
للاطمئنان على صحتنا بالاضافة الى الاطباء المختصين بمعالجة الاسنان وهذا لم يحصل
عندنا منذ سنوات.
ثم اضافت زولا :
- وانا ساجري عملية لكاهاري بواسطة هؤلاء الاطباء الذين سمحوا بنقله الى
المستشفى .
قال كاهاي واضاف:
- حين اصبح شاباً قوياً استطيع التحمل، سيأخذني الستيور الى العمل معه، ربما
سأصبح رجلاً قوياً اليس كذلك يا أمي؟.
-----------------------------------------
نظرت ساره ناحية زولا فوجدت ان وجهها اصبح متجهماً . ولاحظت انه كلما ذكر
اسم الدون فيليب امامها فانها تحمر وتتوتر ويثير فيها مشاعر تظهر على وجهها بشكل
فاضح .
بعد لحظات سمعت خطوات خارج الكوخ ودخل ولد عربي فعرفت ساره انه جاء
يعلمها بأن السنيور ينتظرها فصافحت ساره كاهاري ووالدته وشكرتهما على هذه
الضيافة، وسارت مع المرشد الذي بدا وكأنه يفقد صبره .
كان الظلام يخيم على المكان فارتجفت ساره وهي تسير خلف المرشد الذي بدأ يسرع
خطاء عندما صرخت بعصبية انتظر ! ارجوك انتظر...
ولكنها لم تتلق اية اجابة او كانه لم يسمعها بسبب سرعته في المشي، شعرت ساره
بالخجل من الخوف الذي يعتريها ،وتذكرت انها في الميتم كانت تمر عليها ايام تخاف
اكثر من الآن بكثير ولكن لما هذه المشاعر.
بعد لحظات حين سمعت خطوات خلفها شعرت وكانها ستصاب بالجنون وجاء صوت
رجل عربي ليهدئها وهو يقول:
- انت بأمان، لا تخافي.
فتعلقت به ساره لتتأكد انها بأمان فساعدهافي السيطرة على اعصابها وسار بجانبها
وهو يمسك يدها بحنان كي يطرد الخوف عنها .
- انني آسفة ، لا اعرف لما اعتراني الخوف ولكنني حين سمعت الخطوات لا....
توقفت ساره وهي ترى ثيابه الغربية ، فقد كان يرتدي جلابية تابع الرجل العربي
كلامها.
-اعرف ان الظلام مخيف ولكن في هذه القرية انت بأمان ولا تخافي من أي شيء ،
اخبريني ماذا تخيلت حين سمعت خطواتي ، هل اعتقدت انني شبح ، ام حيوان
مفترس؟.
لم تغضب ساره من كلامه بل على العكس فقد كان صوته يشعرها بالامان ،وعرفت
انها تستطيع ان تثق به ، وفكرت ان سبب الخوف الذي يعتريها دائماً في طفولتها
الحزينة، فقد كانت وهي طفلة في الميتم تشعر بالجنون حين ينقطع التيار الكهربائي .
اعيد اليها الأمان وهي برفقة جدها ولكنها الآن وحيدة ومع الدون فيليب لم تعد
تعرف ماهو مصيرها ،وماذا يريد منها ، وخاصة بعدان اوضح رغبته بالزواج منها ،
بعد لحظات تذكرت الرجل الذي يسير بجانبها فقالت وهي تبتسم بلطف:
- هل ازعجتك؟.
ان الرجل لم يجب ولكنه وضع يديه حول كتفيها بعطف وجعل رأسها يرتاح على
صدره ، بدأت ساره ترتاح وتتماسك .
- ياصغيرتي كوني شجاعة .
ثم احتضنها بين ذراعيه وقبلها على خدها ، لم تستطع ساره ان تتحرك فقد جاهدت
ان تخبره عن مشاعرها في هذه اللحظة ولكنها عجزت عن الكلام ، وجاء صوت
الولد المرشد ليعيدها الى رشدها وفكرت ساره بأنه ربما عاد ليبحث عنها بعد ان
اسرع الخطى وتركها في الظلام الدامس.. فصرخت حتى يسمعها الولد.
- حسناً ، انني آتية.
وادارت وجهها لتتكلم مع رفيقها المجهول ، ولكنه اختفى دون اية كلمة فقد رحل
كما جاء.
-------------------------------------
رحل وتركها لوحدها ، ولكنه لم يرحل كلياً فقد ترك لها الشجاعة،وفكرت انها اخيراً
تعرفت على رجل محترم وقوي، رجل اعتقدت ساره انه لم يعد يوجد مثله.
لقد ساعدها على استرجاع ثقتها وقدرتها على مواجهة الآخرين وهي حتى الآن لم
تكن تريد اكثر من ذلك .
نظرت الى الولد ثم رافقته الى المكان الذي يريد اخذها اليه، وكما توقعت فقد كان
فيليب الذي ارسل في طلبها .
دخلت الى خيمة كبيرة وراحت تتأمل السجاد المفروش باتقان ، كانت خيمته كبيرة
ومجهزة بكافة وسائل الراحة، ارتجفت ساره حين سمعت صوت فيليب وهو يقول:
- انا متأكد انك قضيت وقتاً ممتعاً في غيابي اليس كذلك؟.
نظرت ساره الى ثيابه فوجدت انه مختلف عن الدون فيليب الذي تعرفه، كان يرتدي
جلابية طويلة كثياب العرب، وكأنه يريد ان يطبق عاداتهم وتقاليدهم بحذافيرها،
حدقت في عيناه فوجدت الشرر يتطاير منهما ولم تعرف كيف تجيب على سؤاله
بسبب توترها الشديد.
- نعم، شكراً لك ، لقد قضيت وقتاً بالفعل.
نظر اليها وكأنه يتأملها ثم قال :
- لم اخبر الفلاحين بأن المرح هو من خصائصك العديدة.
كان يتهمها بسخرية.
- ماذا تعرف عن خصائلي ، انت لا تعرف ابداً كما تتخيل ، واعتقد انك بالطبع لا
تحب ان تعرف صفاتي ومااحب وما اكره.
تقدم منها ثم قال بغضب :
- هل كنت اتخيل حين رأيتك وشريكك تغشان ابن عمي على متن الباخرة.
توقف لبرهة ثم تابع وكأنه يتحداها :
- هل خدعتني عيناي عندما التقطت الشيك الذي اخذته من رجل لم تعرفيه سوى
لأسابيع قليلة ؟ الم اسمع من شفتاك عن الخطة التي رسمتها لتخدعي بها عمتي وايزابيل
والفارو كذلك! كلا، سنيورا ، سأكون احمقاً لو سمحت لنفسي ان اصدق فتاة ماهرة
بالغش وهي لا تستحق رحمتي!.
قام ومشى بعيداً عنها وقبل ان يذهب قال كلمته الأخيرة :
- نامي جيداً سنيورا ، فقد يكون الغد موعد للقيام بالمهرجانات ، الذي تتطلب منا
العادات والتقاليد ان نكون على اتم الاستعداد لها فهي تسبق مراسيم الزواج ولذلك
ارجو ان تنامي جيداً.
كرر كلامه بسخرية فشعرت ساره بالدموع تترقرق في عيناها كم هو همجي وكم
اكرهه قالت في نفسها.
رددت ساره في نفسها هذه الكلمات طوال الليل وهي ممددة، ولم تستطع النوم
بسهولة الا ان جسمها كان مرهقاً وعقلها اتعبها من كثرة التفكير ، اكرهه... اكرهه،
رددت هذه الكلمات مجدداً ولكنها تضايقت من النداء الداخلي الذي بدأت تسمعه،
ومالبثت ان غرقت بسبات عميق.
طوال الأيام القادمة كانت القرية تقيم الاحتفالات بمناسبة وجود الدون فيليب وساره
برفقته تمهيداً لزفاف كبير ، وتساءلت ساره مرات عديدة عما اذا كان آخر يوم في
الاحتفال يأتي بعده يوم الزفاف، ولكنها تفاجأ حين تتوالى الأيام بالمهرجانات دون ان
تعرف متى سيكون اليوم العظيم بالنسبة للدون فيليب.
-------------------------
جاءت زولا لزيارتها ،وفوجئت حين رأت ساره فاقدة اعصابها ومتوترة، قررت ساره
ان تطلب مساعدتها على الهرب، لكن زولا اندهشت حين سمعتها تقول ذلك.
- الهرب؟.
نظرت زولا اليها بطريقة متعجبة فعرفت ساره ان اهل القرية جميعاً يحبون السنيور
كثيراً ولن يساعدها احد على الهرب وجاء جواب زولا رداً على تساؤلاتها.
- أنا آسفة، ولكنني لن استطيع انا فعل شيئاً كهذا بالسنيور.
- ولكني اكرهه!.
صرخت ساره بعصبية واضافت:
-ولن اجبر على الزواج من رجل اكرهه، مهمااجريت الاحتفالات من اجل ذلك فلن
ارضخ ابداً.
- ان رأي الفتاة لا يهم كثيراً.
قالت زولا ثم اضافت:
- في الحقيقة فموافقتها لا تقدم ولا تؤخر.
- أوه....
صرخت بعصبية ووضعت يداها لتخفي الألم في عينيها،طوال الوقت حاولت ان
تستبعد ذلك اليوم الذي سيحتفل فيه اهل القرية بزواجها من فيليب ، ولكن الآن لم
يعد هناك وقت حتى للتفكير ، فبعد غد سيقام الزفاف! كلما اقترب الموعد كلما
كرهت فيليب الذي كان يتمتع بإخبار زعيم القرية عن عروسه.
-ياله من رجل همجي.
كانت وجوه اهل القرية تبدو وكأنها خائفة حين خرجت ساره وتجمعوا حولها على
شكل دائرة وعيونهم تحدق بها، وكأنهم يقيمونها، في حين وقف فيليب يضحك بصوت
عال وهو يقول:
- انهم يبحثون عن الاشياء القيمة التي يجب ان تتحلى بها الفتاة سنيورا ، الأولى
الشباب وهي الاساس والثانية وهي الصحة الجيدة اي الجسم الممتلئ وأنا اؤيدهم في
هذا الرأي فلو نال المرض من الزوجة فانها لن تستطيع الانجاب حتى ، لذلك يفضل ان
تتمتع بصحة جيدة حتى تستطيع الصمود..!
ضحك بسخرية.
فصمت ساره اذنيها بيديها وأشارت اليه ان يتوقف فلم يستجيب فركضت بسرعة
الى الخيمة حيث كانت تجلس زولا وعلامات التجهم على وجهها فشعرت ساره انها
مخطئة لأنها غضبت من زولا ويجب ان تعتذر لها.
- لا تخافي زولا.
قال ساره بهدوء وأضافت.
-يجب ان تتعلمي على ان لا تأخذي كل كلامي على محمل الجد، فأنا لم اقصد ايلامك
، اعرف انك ستساعديني لو باستطاعاتك ذلك، واعرف ان ولاءك للسنيور سيأتي في
الدرجة الأولى قبل الواجبات تجاهي ، فكفي عن التجهم وابتسمي ، ارجوك زولا.
اطاعت زولا ساره وشعرت انها يجب ان تساعد ساره على التماسك فسألتها ساره.
- اخبريني ماذا يحصل قبل موعد اليوم المخيف.
بدأت زولا تعد لساره الامور التي سيقوم بها اهل القرية بالنسبة لهذا اليوم.
- في البداية يجب ان ننظف السطح وتوضع اربعة اعلام على منزل السنيور ،
وحبوب الشعير والذرة والقمح تجمع وتوضع في عهدة الفتيات اللواتي لم يتزوجن
وهن يقمن بتخيلها ، فهذه كلها من التقاليد العربية التي يحافظ عليها اهل القرية.
------------------------------
صمتت زولا لفترة قصيرة ثم عادت لتتابع:
- ثم يأتي زعيم القرية ليرش الماء على كومة الحبوب المكدسة ويغمد خنجره في داخلها
، وبعد ذلك يجلب طاسة من مزيج البيض والملح ويسكبها داخل الكومة، فالخبز
والملح يوضعان من اجل طرد الارواح الشريرة، والبيض ليتمنى السعادة الزوجية ..
بعد ذلك الطاسة ومحتوياتها تدفن خارج الخيمة التي سيدخلها السينيور لأول مرة
كزوج برفقة زوجته.
- لا داعي لأن تذكريني بالرقم اثنين؟.
قاطعتها ساره بعصبية واضافت :
- قليلة كهذه الليلة تسبقها احتفالات ومرح صاخب سيجعلنا ساهرين حتى الصباح
.
- ولكن كل عروس يجب ان تتمتع بليلة عرسها .
احتجت زولا:
- وإلا لن يعتبر رجلاً اذا لم يحصل ذلك!
- ارجوك لا تضيفي اكثر من ذلك في هذا الموضوع فأنا اريد ان اعرف ماذا
سيحصل قبل الدخول الى الخيمة .
نظرت زولا الى ساره بتجهم وهي تقول:
- حسناً ...غداً ستسحمين بمساعدة امرأة من القبيلة قبل ان تدهني بالحنة....
-ماذا! .
وقفت ساره على رجليها وهي ترتجف من الخوف.
- انت لست جدية ، وبالطبع لن تصدقي انني سأسمح....
- ولكن هذا ضروري .
قاطعتها زولا بعصبية ثم تابعت:
- العادات يجب ان تطبق بحذافيرها ، والا فإن ابليس وهو الشيطان سيجعل
الزوجات في عراك مستمر ، فهو يكره الذين يتزوجون.
- حسناً في هذا انا اوافق.
قالت ساره من جديد:
- انا افهم لماذا ابليس هذا يكره ان يرى نفسه يخسر اشياء تعتبر ملكاً بالنسبة له
فلماذا...؟
- انت لا تعنين السنيور بالطبع؟.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:15 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

----------------------------
الفصل السابع
احتجت زولا غاضبة:
- انه الطف رجل ، رجل تتمنى أية امرأة ان تكون زوجته.
- حسناً ، انا اقترح ان تأخذي مكاني!.
قالت ساره بسرعة ولكنها شعرت انها اخطأت بارتباكها هذه الحماقة حين رأت وجه
زولا الحزين، بسرعة تقدمت ووضعت ذراعها على كتف زولا، المرأة العربية،
واعتذرت منها.
- انا آسفة زولا، ارجوك حاولي ان تنسي ماقلته انا غبية وبدون احساس وإذا لم
تسامحيني فأنالن اغفر لنفسي ابداً.
رفعت زولا وجهها فرأت ساره الدموع تنهمر بغزارة.
-انت تعرفين .
قالت زولا وهي تحاول ان تتماسك ثم كررت مجدداً.
- انت تعرفين ، مع ذلك تطلبين مني ان اسامحك ؟.
- اجل، لقد عرفت منذ بعض الوقت بأنك مغرمة بالسنيور وأنا اشعر بالحزن من
اجلك ولست غاضبة ، فهو لا يستحق ان يحب من قبل امرأة رائعة مثلك.
ظلت زولا صامتة لبرهة وتجرأت ساره على سؤالها.
- لماذا تبقين هنا حين ان وجوده يعذبك؟ لماذا لا تعودين الى عائلة زوجك حيث
يستطيع كاهاري ان يعيش الحياة التي يتمناها.
-لا استطيع سيقتلون كاهاري اذا رجعت.قالت زولا.
- يقتلون كاهاري؟.سألت ساره بتعجب.
اجابت زولا:
- لهذا هربت منهم فور ولادتي لكاهاري كما ترين ، زوجي يعتبر انه تزوج من غير
قبيلته ، وهذه بحد ذاتها جريمة بالنسبة للقبيلة التي ينتمى اليها ، ولذلك حين قتل
زوجي اعتبرت عائلته ان هذا انتقام من الآلهة بسبب زواجنا ، وهم يعتقدزن بأن
طفلنا الذي ولد هو كذلك يحمل اللعنة ولذلك يجب التخلص منه، ولهذا فضلت ان
هرب بكاهاري الى اهلي وابقى بينهم وخاصة انهم يعتبرونه معاق.
- ولكن هذا غير معقول!.
صرخت ساره مذهولة تابعت زولا شرحها لساره:
- السنيور فيليب هو على علاقة مع والد زوجي كايد ، رجل كهل ووحيد ، وأكد
انه اذا اعيد اليه كاهاري في صحة تامة فانه سيرحب به كوريث ، طبيب صديق
للسنيور فحص كاهاري وقال بأن هناك امل باجراء عملية ستؤدي الى نجاح مضمون
، وربما بعد ذلك بامكانك ان تتساءلي لماذا احب السنيور ، بالنسبة لي هو اروع
الرجال ، انه الأمل الذي يضيء لي الطريق ضمن هذا العذاب.
---------------------------------
تعاطفت ساره مع زولا وشعرت انها تحب هذه المرأة التي تتحمل الكثير ، ولم تعد تفهم
شعورها هي بالذات نحو فيليب فقد اصبحت منجذبة اليه بشكل يخيفها رغم انها
تكرهه،لم تعد تعرف كيف تحدد مشاعرها ، فأحست انها بحاجة للبقاء لوحدها فقالت
لزولا بصوت هادئ:
- انني ذاهبة الى الخارج لا تنشق الهواء زولا.
قامت زولا لتذهب معها الا ان ساره منعتها.
- كلا، لا تزعجي نفسك بمرافقتي.
ابتسمت لها زولا مما اشعرها انها تحب مرافقتها.
- اريد ان ابقى لوحدي فأنا بحاجة للتفكير، تستطعين البقاء هنا لأنني سأكون رفيقة
مزعجة في هذا الوقت .
ابتسمت ساره لزولا وقبل ان تحتج خرجت وتركت زولا في الخيمة.
كانت القرية تعج بالسكان ، وفي كل مكان تجلس النساء ، منهم من تحضر الطعام ،
تحركه ، تذوقه ، والجميع في جو مفعم بالهرج والمرج ، غداً يعتبر يوم عظيم بالنسبة
لهم ،كلما اقتربت ساره اكثر من النساء شاهدت العجين ، والدجاج والحمام وغيره
من اشهى الطعام ، كانت تنظر اليهم مسرورة وهم يدعونها الى تذوق بعض الطعام،
ولكنها عندما فكرت بأنها غداً ستكون زوجة الدون فيليب ويكون قد نفذ خطته
بحذافيرها وانتقم منها ، تساءلت ساره كيف ستكون زوجة لرجل تبغضه وتكرهه.
تركتهم وركضت بسرعة لا تعرف الى اين، كان همها الوحيد هو ان تبتعد عن هذه
الضحكات التي تذكرها باليوم المشؤوم .
كانت تركض وهي تسمع اصوات حوافر الاحصنة خلفها ولكنها لم تلتفت وبدأت
تتعثر حتى كادت انفاسها تتقطع وتساءلت انها ربما لو وقع لها حادث معين فإنه سيمنع
الزواج ولكن حتى ذلك لن يفيدها.
بعد قليل سمعت اصوات خلفها ثم شعرت بيد تقبض على كتفها ثم جاءها الصوت
القاسي.
- لو تعلقت بقميص سنيورا فانني استطيع ان احملك للجلوس خلفي على ظهر
الحصان!
نظرت ساره الى الوجه وهي تجلس خلفه فدهشت حين رأت من لم تتوقعه:
- آسفة سنيور ، لم اعرف انه يمكن ان تكون انت من على الحصان.
- بالطبع انا.
قال بنبرة ساخرة ثم اضاف:
- ومن غيري يملك المتعة بالاحتفاظ بك حية ، فأنا دائماً احمي ممتلكاتي.
- انا لست ممتلكاتك.
صرخت ساره بعصبية وكرهت الدموع التي ترقرقت في عيناها، فقد كان هذا آخر
ماتريده ، ان تشعره بأنها ضعيفة ، فحاولت جاهدة ان تتماسك الا انها لم تستطيع
التحمل فصرخت:
- اتمنى لو تتركني اموت !.
كان صوتها يعبر عن التعاسة التي تشعر بها والألم الذي يبدو واضحاً من خلال وجهها
الحزين.
---------------------------------
- هكذا اذن ، اعتقد ان خطتي تلاقي نجاحاً باهراً؟ انه لخبر عظيم انك انت التي لم
تترد لحظة واحدة في استعمال الناس من اجل مصلحتها ، تعاني وتشعر بالألم.
ثم اضاف :
- لقد تساءلت انك ربما تكونين حمقاء، ولكن اعتقد ان الحمقى لا يعانون من تأنيب
الضمير والشعور بالألم ،وبالتالي لم اعرف اذا كان سيؤثر عليك العقاب.، ولكن الآن
يبدو انني اصبحت الهدف.
شعرت ساره بالارتجاف من كلماته القاسية والتي لا ترحم ، ومن نظراته الغاضبة التي
كان يرهبها بها بين لحظة واخرى.
توقف فنزلت ساره بسرعة عن الحصان دون حاجة الى مساعدته ، ولكنها تعثرت
بالسرج فأمسكها حتى لا تسقط على الأرض ، فتمتمت معتذرة بصوت خافت ،
ورغم كل ماقاله فقد شعرت بحرارة يداه على جسمها وكرهت هذه المشاعر التي
اصبحت تراودها كلما لمسها ، ودون ان تنظر اليه فرت هاربة الى الخيمة.
جلست ساره في وسط دائرة من نساء القرية، شعرت بالتمرد والعصبية عليها في تلك
القرية ، وذلك بعد ان اخضعت لحمام قامت به امرأة خاصة كان عملها تحضير
العروس لليلة الزفاف .
كانت العروس تحضر وتنظف بحيث تطرد منها الأرواح الشريرة، كانت تغمربالماء
دلواً تلو الآخر فتشعربالحماس والانشراح.
طردت كل تفكير من عقلها ولم يبق لديها الا الغضب ، لقد تملكها هذا الشعور
عندما جلست النساء تلبسها ثوب الزفاف المزركش بكل الشعائر التي تجلب الحظ
السعيد للعروسين باستثناء زولا، كانت كل نساء القرية هناك ، وقد جلسن يعملن
وكأن الموجودة امامهن مجرد دمية جميلة يقمن بتجميلها ، ومع قساوتهن وعدم
احساسهن بما يختلج في داخلها افتقدت ساره زولا كثيراً وتمنت وجودها معها.
لقد اعطيت الأوامر للنساء التقليدية لتلك البلاد، من السروال المزركش وغطاء
الرأس الحريري والحلى والمجواهرت كلها بدت ساره كإحدى الجواري اللواتي كن
يرقصن في قصور الملوك في العصور الغابرة.
اصوات الرجال خارج الخيمة وصلت الى آذان النساء في الداخل فتراكضن نحو
الباب، لقد نسوا وجود ساره كلياً ومع حشريتهن وفضولهن نسين تيقظهن
وحذرهن، فاستغلت ساره انشغالهن وركضت متناسية لباسها المقيد، لم تتوقف حتى
لتبين وجهتها.
سارت على غير هدى حتى وصلت الى مفترق طرق وهناك علمت بأنها ضلت
طريقها فهرعت نحو التلال المجاورة ، شعرت بأنفاسها تنقطع، لقد كادت رئتاها ان
تنفجرا فلم تجد بدأ من التمدد في ظل شجرة وراقة.
ومع تأكدها بأن احداً لم يتبعها استكانت وهدأت دقات قلبها المتضاربة.
وبعد الانفعالات الحزينة التي اعترتها علمت بأن نصرها لم يتحقق ، لقد وجدت نفسها
عالقة في تلال الريف بدون طعام او شراب او حتى مكان تأوي اليه ، لقد اعدمت اي
وسيلة توصلها الى طريق الخلاص.
----------------------------
ومع حزنها العميق فضلت الجوع حتى الموت على ان ترجع ثانية الى الخيمة حيث
ينتظرها مصيرها المشؤوم.
ورغم تعثرها مراراً تابعت ساره فرارها لتبعد قدر الامكان عن فيليب ، كانت
صدمتها كبيرة عندما استردت وعيها ووجدت نفسها محاصرة بعددكبير من الرجال ،
كانت موجودة داخل املاك فيليب.
كان يجلس بعيداً ، في حين ان جلابيته البيضاء وعمامة رأسه كانتا معاديتان لملامحه
- ماذا هنالك بعد ؟.
جاءها صوته وهو يتفحص شكلها المزري وشعرها المشعث.
حدقت به ثم قالت :
- كيف وجدتني ؟
وادارت وجهها صوب التلال الصامتة كأنها تتهمها بالخيانة لأنها كشفت امرها.
- لقد كنت تحت نظري منذ اللحظة الأولى التي تركت بها الخيمة؟.
قال بحنق شديد ثم اضاف:
- لقد تركتك تتابعين هربك ليتبين سخافة ماقمت به ، هل أنت مقتنعة الآن ام مازلت
تنوين المحاولة؟ سأبقى بانتظار توسلك ياسنيورا.
- توسلي ابداً.
صرخت ساره ودموعها على وشك ان تنهمر ثم اضافت بعد ان سيطرت على
اعصابها.
- افضل الف مرة ان اضل طريقي واموت في الجبال على ان اسألك الرحمة، حضرة
السنيور، ماعدت اهتم لما تقول لقد عملت على الاقل القرية بأكملها موقفي وشعوري
تجاهك وهربي في يوم كهذا هو شاهد على مااقول على ماأظن ، ماعدت تجرؤ ان
تكمل هذه الاحتفالات المهزلة.
عندما ارجع رأسه الى الوراء وقهقه ضاحكاً علمت خطأ ماتقول:
- على العكس ياسنيورا فعملك هذا هدئ من تخوفهم وهروبك من عريسك نهار
العرس بالذات برهن لهم عن طبعك المحتشم، وهذه الصفة عند الفتاة تقدر كثيراً.
نهض واقفاً ثم نظر الى رأسها المضمد وعرف بأنها تعرضت للضرب، تكلم برقة قائلاً:
- في موقفك فإن أي انسان عاقل يعلم ان سبيله الوحيد هو الاستسلام، وقد جربت
العكس.
كانت على وشك ان تعترف بخطأ ما تحاول تلمس العذر الا انها تذكرت كلام جدها
لها:
- عزيزتي ساره مهما كانت الازمات التي ستعترضك فأنا اعلم بأنك ستواجهينا
بإرادة قوية وعزيمة صلبه!
عندما رفعت رأسها بفخر واعتزاز برقت عيناها الخضراوان في وجهها فنظر نحوها
فيليب بإعجاب لا إرادي.
- حسناً سينور انا جاهز للعودة.
كانت اسنانها مطبقة على بعضها بقوة ثم قالت:
- ارجو ان لا تعتد بنفسك كثيراً.
مع عودتهم الى المخيم ، كان الجميع بانتظارهم لاكتمال المشهد الأخير من الاحتفال.
-------------------------------
تركها فيليب بعهدة الكثيرات ليعدن تزيينها وترتيب شعرها وبعد الاجراءات السريعة
ذهبوا هم ايضاً وتركوها وحيدة في الخيمة .
كانت متوترة وقلبها يخفق بشدة وشعرت بجفاف حلقها ، احست بأنها على وشك
الاغماء .
طال انتظارها لزولا وللحظة فكرت بأنها حضرت لتجيب على اسئلة ساره الكثيرة
ولتساعدها في محنتها، لخيبتها لم يكن الداخل الا الفتى خيري، وقف بباب الخيمة وقد
ارتدى بتأنق حسب تقاليد القرية ومن مظهره علمت بأن عمله ذو دلالة مهمة
ويتوجب عليه ان يقوم به على اكمل وجه.
- هل أنت جاهزة سنيورا؟. تحدث بحماس ظاهر.
- اجل شكراً لك خيري ولكن الن تخبرني قبل الى اين ستأخذني؟
انفتح صدره بفخر واعتزاز ثم قال:
- مهمتي ان اسير امام عربتك سنيورا، فكما تقضي التقاليد يختار صبي ليسير امام
موكب العروس ليكون فأل خير عليها فتنجب ذكوراً.
شعرت ساره بالخجل وهي تدخل عربة العروس التي كانت تعرف بالهودج ،وكان
هذا موضوعاً على ظهر جمل.
كان الجمل قد زين بالأجراس والسجاجيد الملونة وقد جلست العروس في خيمة
سميكة بحيث تحجب عن اعين الباقين لم تذكر الكثير من الطقوس الدينية التي اقيمت،
وكان هنالك تضارب واضح في الكثير منها ، فقد الصقت قطعة نقدية من الذهب
على جبهتها دلالة على نجاح الاحتفال، ثم دهنت بيد فيليب بعجينة بنية اللون
وملبثت ان دهنت يداها.
لم تفقه شيئاً مما يحصل، وتجنبت النظرنحو الرجل المتحرض على القيام بكل هذا
الطقوس.
عندما حضرت طفلتان تحمل كل واحدة منهما سلة وقد وضع بداخلها الحناء والجوز
نظرت نحو الرجل المخطط لكل هذا وتذكرت زولا، فقد عرفت في هذا الوقت بأنها
اصبحت الزوجة الشرعية وان مراسم الزفاف قد بلغت اوجها.
لم تستطع ان تميز ما إذا كان تفكيرها هذا دفع الدماء لتتدفق في شرايينها ام ان بريق
عيناه هو الذي سبب ذلك.
لقد كانت زهرة الامتلاك واضحة في عينا هذا الرجل الذي لم ينس لحظة حرارة الدم
الذي يمشي في عروقه وأثر فيما بعد على افعاله.
الصخب والاحتفال كانا في ذروتهما عندما سمعت اصوات دقاعات الطبل والتي
غطت فيما بعد على ماعداها، لقد اعلن الصوت عن وصول مجموعة من الصبيان
الصغار الذين تحلقوا في وسط الحلقة الواسعة من المكان.
خفت اصوات الطبول وعلا صوت اهالي القرية بترنيمة تقليدية بدا انها تنشد في
الاعراس، ووسط هذا الجو لاحظ السكان وصول جمل مزين يعتليه راكب ملثم وما
ان اقترب الجمل من الحشد حتى عرفت ساره الراكب فوراً اذ لم يكن الا زولا وهي
ترتدي ثياب عروس.
وصل الجمل الى وسط الدائرة فتحلق الصبيان حوله وكذلك فعل الأهالي، لقد تأثر
الجميع بحرارة الجو فأخذتهم النشوة واتطربوا جميعاً في حين ان زولا نزلت من الجمل
وتوسطت الحلقة وهي تقوم بحركات راقصة غريبة ومتألقة في نفس الوقت مع
الموسيقى التي كانت تصدح بصوت عال، وبمشاركة اهالي القرية عبرت زولا برقصتها
عن افراح واحزان الحياة الزوجية.
---------------------------
تأثرت ساره كثيراً بمظاهرالعرس فشعرت بغصة في حلقها .
كانت كلمات فيليب المدخل لنقاش دار بينهما ، بعدها لمس تأثرها الواضح وانعكاس
ذلك على ملامح وجهها.
إذ قال :
- وكماترين ، فإن عادات وتقاليد الريف لا تخدم الرجال فقط ، وعلى مااظن فإن
زولا عبرت عن ذلك حين صورت نشوة الفرح والحزن في آن، كما وصورت
الخضوع والطاعة وهذا موجود لدى أي عروس سواء كانت متمدنة او قروية ، قد
يكون الريفيون بدائيين في عواطفهم ولكن اي إمرأة ستجد الاحترام والولاء من قبل
زوجها.
رفعت ساره رأسها بتحد ظاهر ثم قالت:
- وهذا مقابل ماذا؟.
- مقابل الطاعة الكاملة ، والولاء الكلي لرجل قد لا تعرفه من قبل او زوجت له من
غير ارادتها؟هذه هي عدالة الريف ؟ اذا كانت كذلك ، سنيور ، فأنا ارفضها وافضل
عليها الف مرة نظرة الغرب التحررية!
كانوا محاصرين بجموع الأهالي والمحتفلة، في حين جلس رئيس القبيلة بمحاذاتهم فغذا
من المستحيل اكمال المناقشة مع اخفاء هذا العداء الواضح..
- إن الرحمة وكرم الريف البدائيين هم اكثر مما قد تنالين من احد في العالم وبالطبع في
العالم فإن معارفك واصحابك القدامى سيفرحون كثيراً إذ علموا بأنك الآن على نفس
الموجة من كنت تنبذين تقاليدهم من قبل!.
كانت نزعتها العدائية واضحة وجلية للعيان مما لفت الانظار اليهما معاً ، وخلافاً
للتوقعات رفع فيليب قطعة طعام من صحنه وعرض عليها ان تأكل ، هدأ الجميع
بانتظار ردة فعلها ، وعندما اشارت بحركات وجهها علامة الرفض صرخ بها صوت
خافت ( لا تجرؤي!).
كانت ملامحه قاسية وانفاسه متقطعة فخافت كثيراً ولم تشعر إلا واللقمة في فمها،
وتجاوبها هذا كان كافياً يفرض حالة من السرور في جموع المحتفلين.
الجميع عرفها بأنها امرأة بحاجة للترويض ، انهم بالطبع لن يقبلوا بهكذا زوجة ولكن
على مايبدو فإن السنيور راض تماماً فهو على مايبدو فإن مختلف عنهم الا ان احد
عجائز القبيلة برر ذلك قائلاً:
- قد يكون عند هذه المرأة اكثر مما تراه العيون.
ادخلت امرأة المشاعل الى داخل الخيمة المخصصة للعريس والعروس ، وبعد لحظات
حمل فيليب ساره كالريشة الى داخل الخيمة ، فشعرت بالخجل وتوردت وجنتاها
باللون الاحمر، تعلقت ساره بعنقه لا شعورياً وفوجئت بالارتياح الذي اشعره جسمه
الدافىء ، والمشاعر وأجلسها على الأريكة.
-------------------------
- آسفة لأنني سببت لك هذا التعب الجسدي .
قالت ساره بخجل وحاولت ان تبتعد عنه الا انه منعها من الابتعاد ثم جلس قربها
واخذها بين ذراعيه .
وحين احتجت اسكتها ولف جلابيته حولها وكأنه يحاول تدفئتها وبالفعل انتقل
الدفء الى جسم ساره انها بحاجة للنوم وبدأت عيناها تغمضان، فحملها الى حيث
حضر فراشها ومددها فارتاحت ساره، وحاولت ان تغفو وهي ماتزال تسمع اصوات
الفرح في الخارج وبعد لحظات نامت وكان ذلك يخلصها من الحديث مع فيليب ومن
يومها الذي لا تعرف نهايته إلى اين ستؤدي بها؟ تململت ساره فشعرت بذراع حولها
عندها جاءها صوت فيليب :
- هل أنت صاحية؟
ولكن ساره لم تجب وظلت صامتة وفكرت في نفسها انها لو بقيت كذلك فيمكن ان
لا تتكرر معها الأخطاء التي حدثت منذ لحظات ، ولكنها سمعته يتابع كلماته.
--------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:16 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
بدأت ادموع تنهمر على وجنتاها بغزار وهي تضيف:
- انه انت!.
كانت ترتجف من شدة التوتر :
- لقد فكرت في ذلك ، لأن هذا جزء من العقاب، لقد كنت تريد ان تلعب بمشاعري
وفكرت ...
- فكرت في ماذا؟ .
سألها فيليب وهو يتأمل وجهها ولكنه لم ينتظر جوابها فتابع:
- عندما اعتقدتني رجل غريب شعرت بالانجذاب الي، وحتى يمكن ان يكون الحب؟
- احبك أنت؟
صرخت ساره وكانت عيناها تعبران عن احتقارها الشديد.
- انت رجل طاغية، مستبد تسلب حياة الناس، فكيف تتوقع ان تعرف الحب؟
امسكها وهزها بعصبية ثم صرخ بغضب:
- اذا كنت لا اعرف شيء عن الحب ، اذن علميني!.
-------------------------------
اخذها بين ذراعيه ، فشعرت ساره بالخطر يحدق بها مع هذا الرجل، وراح يقبلها
بعنف مما اثار لديها المشاعر التي لم تعرفها من قبل.
- انت كالمرض الذي يمشي في عروقي ولا اعرف السبب، اعرف انك غشاشة
وكاذبة ، ساره باثل ولكن في هذه اللحظة لا يهمني كل ذلك...!
احتضنها مجدداً بين ذراعيه ، فشعرت ساره انها هي كذلك ولدهشتها لا يهمها شيء
الآن، وربما تعرف انها لاحقاً ستندم على ماتفعله الا ان ذلك لا يهمها الآن.
عرفت انها ستكره كل لحظة ، بسبب ضعفها امام رجل كرهته من اللحظة الأولى.
قرر فيليب مغادرة القرية في الصباح الباكر عائدين الى طنجه ، هذا ماعرفته ساره من
زولا حين اتتها بالفطور، ولكن السنيور لم يكن في الخيمة مع ان طعامه كذلك كان
مجهز ، جلست زولا بجانب ساره وهي تقدم لها الطعام ، عندها قالت:
- آسفة ، زولا لا استطيع ان آكل المزيد .
دفعت ساره صحنها بعيداً عنها مع انها لم تلمس الا القليل من الطعام استاءت زولا
من ذلك،ولكنها احتجت قائلة:
- ستغادرين سنيورا ، ويجب ان تأكلي ، ارجوك حاولي ولو قليلاً.
رفعت ساره خصلات شعرها التي نزلت على وجهها ثم سألت زولا متعجبة :
- اغادر!.
- اجل، حتى ان السنيور يحضر نفسه ليتركنا، وسيغضب اذا لم تأكلي خاصة ان
رحلتكما خلال ساعات قليلة ، لقد ذكر طنجه، ولكنه لم يكن بمزاج هادئ، حتى
يتجرأ احدنا ويسأله ، يبدو انه مستاء للغاية.. سنيورا ، ولكن ربما تستطيعين انت
التكلم معه؟.
ضحكت ساره بصوت عالٍ،بدت وكأنها مجنونة، مما فاجأ زولا، وشعرت بالدموع
تترقرق في عيناها عندها سألتها زولا:
- هل هناك أي شيء استطيع..
ولكنها كانت تريد ان تعرف ماالذي يغضب ساره فأجابتها ساره بعصبية :
- أجل، توقفي عن مناداتي سنيورا،وتستطيعين ان تتركيني وشأني ،ارجوك بحق
السماء، اتركيني لوحدي!.
شعرت ساره بالعطف مع زولا بعد ماقالته ولكنها كانت تريد البقاء لوحدها، لقد
كانت طوال الوقت تحاول ان تبرر مشاعرها نحو فيليب وترقرقت الدموع في عيناها
وهي تعترف لنفسهابأنها مغرمة بفيليب، تحبه! هذه هي الحقيقة التي حاولت التهرب
منها طوال الوقت ولكن لم يعد هناك اي شك بالنسبة لمشاعرها نحوه وهاهي تعترف
لنفسها بذلك! بعد ان كان فيليب عدوها اللدود، اصبح الآن الرجل الذي تحبه ويملأ
حياتها، ولكن كيف ستتعامل مع هذه الحقيقة من الآن فصاعداً.
ركض كاهاري الى الخيمة وهو يصرخ :
- سنيورا.. سنيورا أمي تقول انك سترحلين ! لا اريدك ان ترحلي ، فأنا احبك وأمي
تحبك كذلك .. ارجوك.. ارجوك أن تبقي.
اقترب منها كاهاري والدموع تترقرق في عيناه فشعرت ساره بالحزن وهي تحبه:
- انا احبك ايضاً كاهاري ، واعتبر والدتك صديقتي المفضلة ولكن لاخيار امامي، أذا
قرر السنيور ان يرحل فيجب ان ارحل معه.
--------------------------------------
تتحدثين وكأنك عروس عربية بالفعل، جاءها الصوت من خلفها فالتفتت هي
وكاهاري ليواجهها فيليب ،كان يتأملها ولم تعرف ساره معنى النظرات الغريبة التي
رأتها في عيناه، ركض كاهاري نحو فيليب ، ولكن السنيور لأول مرة لم ينتبه للولد..
كان يحدق بساره ، كان يحدق بساره،وارتجفت وهي تحت تأثير نظراته ثم تكلم فيليب
:
- يجب ان نعود الى طنجه في الحال، لا اعرف رأيك ، ولكن كلما اسرعنا بالذهاب
كان ذلك افضل فهمتي ، قد أنجزت مهمتي ولم يعد هناك هناك أي داعي للبقاء!.
( مهمتي قد انجزت!)
طوال الرحلة كانت هذه الكلمات تتردد في عقلها ، لقد خطفها الى هنا حتى يكون
الفارو قد تزوج من ايزابيل، ولن يجرؤ الفارو بعد ذلك ان يوجه اليها نظرة واحدة
ولكن كل ذلك لا يهمها الآن بإلاضافة الى أن فيليب لا يصدقها ولا تعرف ماذا
سيحدث...
اوقف فيليب الجيب بعد ساعات من القيادة فطوال الطريق لم يأخذ أية راحة، ، لذلك
شعر انه بحاجة للانتعاش ، كان فيليب قد جلب بعض الفاكهة ، وقنينة من الشراب
المنعش جلست ساره في الجيب وكأنها فأرة صغيرة، كانت يداها في حجرهاولم تعرف
ماذا تفعل حتى جاءها صوت فيليب :
- تعالي.
مد لها يده حتى يساعدها على النزول .
- هناك بعض الأشياء التي يجب ان نناقشها قبل الوصول الى الفيلا، والآن هو الوقت
المناسب.
دون أية كلمة نزلت ساره من الجيب متجاهلة يداه مما أشعره بالغضب ، اكلا الطعام
بهدوء، ورفضت ساره ان تشرب معه، عندها قال وهو يشرب وعيناه تحدقان بها
بطريقة غريبة اشعرتها بالخوف.
- أنت امرأة جميلة ، ساره، تبدين مثل كليوباترا، جمال لا يقاوم.
حاولت ساره ان تبعده عن متابعة هذا الكلام ، فقالت:
- هل هناك أي شيء لا تعرفه عني سنيور؟ هل اعتبرت وظيفتك الوحيدة هي جمع
الأقاويل عني؟.
تقدم فيليب منها وهو يقول:
- من اللحظة الأولى التي رأيتك فيها وجدتك رائعة، امرأة مثلك نادرة الوجود، انا لا
الومك لأنك تريدين ان تكوني زوجة الفارو، وأرجو في المقابل ان تفهمي دوافعي لأنني
امنع وقوع هذه الحادثة ، المعركة انتهت الآن ، ويجب ان اعترف أنني ادين لك
بشيء و لا اعرف لماذا اشعر بهذه الطريقة ، استطيع ان اقول بأن الاحتفال الذي
جرى في القرية كانت تشوبه السخرية ، ولكن مع ذلك فقد تأثرت كثيراً وهذا
مادفعني الآن ان اطلب منك الزواج امام عائلتي واصدقائي جميعاً وتجري كافة المراسيم
اللائقة ، مارأيك بذلك ، ساره ؟، كسنيورة ستكونين اغنى بكثير مما لوا صبحت
سنيورة دي ليون.
شعرت ساره بالاحمرار يعلو خداها ولم تعرف بماذا تجيبه ، ولم تستطع القول بأن هذا
الحل هو الذي اصبحت سارة تريده وتتمناه ، ولكنها لا يمكن ان تقول له ذلك
وخاصة بعد ان اظهر لها ان له كل الحق بلمسها بعدما اصبحت زوجته امام جميع اهل
القرية.
---------------------------
كان هذا مايدفعها الى عدم الاعتراف بأنها تحبه لأنها لا تعرف مشاعره الحقيقية تجاهها،
وعادت بها الذاكرة الى تلك الليلة في الخيمة حين اظهر فيليب انه يريدها ولا يهمه ان
كانت كاذبة ام غشاشة.
نظرت اليه ساره فوجودته يحدق بها وهو ينتظر جوابها هل تقبل ان تكون زوجته امام
عائلته واصدقائه ، ام ترفض وتتركه وبذلك لن يكون امامها اية فرصة لرؤيته مجدداً.
كان هذا اصعب قرار بالنسبة لساره فهل تتخلى عن حياتها ، ام تعيش مع فيليب في
منزله ومع الوقت سيشعر بحبها.
هذا هو الحل ربما سيكون افضل من ان تعيش بعيدة عنه .
- حسناً،ماذا قررت؟.
سألها فيليب بصوت هادئ، فأجابت ساره:
- هل تريدني ان اصدق بأنك تريد الزواج من شخص تبغضه، شخص انت مقتنع بأنه
غشك امرأة مغامرة ترفع الرجال في حبالها؟.
راح فيليب ينظر اليها بأعجاب وبعد لحظات اعترف لها:
- ربما انا آمل ان زواجنا سيكون هدنة تعوض عن ماحصل بيننا.
صمت فيليب لبرهة ثم صرخ بعصبية تدل على نفاذ صبره :
- هل تريدي ان تكوني السنيورة دي بانزا؟.
لم تستطع ساره سوى ان تجيب بكلمات مختصرة.
- نعم, اريد ان اكون .
وكأن جوابها اشعره بالراحة فتنهد بصوت عال، ولكن ساره لم تستطع ان ترفع
وجهها لتلتقي عيناه، بعد لحظات تقدم فيليب منها وهويقول:
- حسناً اذاً نستطيع العودة الآن.
سارت ساره بجانبه فساعدها على الصعود الى الجيب.
في منتصف الطريق غير فيليب مساره واخذ طريقاً جديدة لم يسلكها في الرحلة الأولى
، عبرا التلال المجاورة.
كان منظر الجبال آخاذاً ورائع الجمال حبست ساره انفاسها لروعة ماترى ، وبعد
لحظات بانت المآذن العالية التي دلت على وصولهم الى إحدى البلدات.
قاد فيليب سيارته بهدوء ثم توقف في ساحة البلدة حيث قرأ لافتة تعلن عن وجود
فندق ، علمت ساره ان محطتهم الثانية ستكون هنا.
- اظن انك ترحبين بنزولنا هنا حيث نرتاح قليلاً ونأخذ حماماً قبل وصولنا الى الفيلا.
شرح لها فيليب كأنما يأخذ رأيها ثم اضاف :
-انتظري قليلاً لادخل واسألهم اذا كان بإمكاننا ذلك؟.
تركها ودخل ، كانت ساره مشدوهة بروعة المكان، كانت البلدة قد بنيت على جبل
عال في حين توزعت الحدائق الغناء في كل الارجاء وتنشر اريج الازهار العطر في كل
مكان باعثاً هواءً منعشاً في كل مكان.
وصلها العبير فانتفخت رئتاهاوشعرت بالانتعاش.
------------------------------
- إننا محظوظين.
ابلغها فيليب بذلك عندما خرج من الفندق ليساعدها بالنزول من الجيب ، ولينزل
حقائبهم.
-لحسن الحظ فأنت لست كعمتي وايزابيل، فهكذا رحلة ماكانتا لتكتفيان بهذه
الحقيبة الصغيرة كما أنت.
إندفع الدم الى وجنتاها ، احست بالخجل من ملاحظته ، ابتسم لها ليزيل توترها
فردت الابتسامة بمثلها.
دخلت ساره الغرفة ، وعلى غير توقعها كانت مرتبة ومريحة جداً.
خلعت الجاكيت وتمددت على السرير بحرية ، سرح خيالها بعيداً وفكرت بغرابة هذا
العالم فابتسامة واحدة كافية لضميد كل الجروح.
قرع الباب، كانت ساره تنهي تسريح شعرها ،واحست بأنها لن تستطيع الوصول
الى الباب ، كانت غير متأكدة ما اذا كان طبعه لا يزال هادئ.
دخل الغرفة وتأملها ، ارتدت ساره ثوبها الاصفرالمتناسق مع انسدال شعرها الاسود،
ومن نظرات الرضا في عينيه علمت بأن مظهرها حاز على قبوله، وصرخ بانفعال.
- تبدين فاتنة ، واي غذاء لن يستحوذ على لذة رفقتي لك.
مد يده ليتأبط ذراعها بعد أن سألها .
- هل أنت جاهزة ؟.
ومن دون ان تجيب تقدمت منه لينصرفا، تناولا طعاماً حاراً من مأكولات المغرب
الشهية، ثم اتبع بطبق من الحمام المحمر بالزبدة، كانت الحلوى لذيذة جداً ، وبالطبع لم
تخلو الوجبة من تناول الشاي كما هي العادة في البلاد.
- بما اننا لسنا في عجلة من امرنا فبإمكاننا التجول في السوق ،وأنا واثق انك
ستمضين وقتاً رائعاً، هل تحبين ذلك؟.
---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-16, 12:18 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
فكرة مشاهدة اجمل مافي الشرق جعلت ساره ترتاح والابتسامة على ثغر فيليب دفعها
لتسأله .
- هل سيكون هناك سحره وبهلوان والرجل الذي يلاعب الافعى؟.
جاء سؤال ساره وكأنها طفلة صغيرة، فقد كانت اول مرة ذهبت فيها الى السيرك
وهي في الميتم واعتبر عملها هذا في منتهى الخطورة بالنسبة للميتم، لم تكن طفولتها
كما تتمنى وشعرت انها تفقد الآن كل شيء الاشياء التي حرمت منها وهي صغيرة.
نظر اليها فيليب وهو يبتسم فأحست انها حمقاء لأنها ذكرت ذلك، ولكنه ضحك
بصوت عال ، دون وجود اي اثر للسخرية.
- اذا لم يكن هناك بهلوان فسأطلب منهم ان يحضروا واحداً، لقد حرمت من
طفولتك وسأحاول ان اعيد اليك بعضاً منها من خلال التفرج على ماتريدين.
تقدم منها فيليب واخذها بين ذراعيه ، فشعرت بالسرور ، وتساءلت انه كان دائماً
يعتبر عدوها ، والآن هو الرجل الذي تحبه، وفكرت في نصحية جدها ( عيشي كل
يوم بيومه ).
قررت ان تأخذ بها وخاصة في هذا اليوم.
السير في السوق اشعرها بالاثارة ولم تجد الكلمات المناسبة لتعبر عن امتنانها لفيليب
فقد كان دليل خبير، وكان هادئ للغاية مما ساعدها على التحدث معه بحرية وحين
وصلا الى احدى محلات المجوهرات قال فيليب.
-يجب ان تأخذي معك تذكار لأنها اول مرة تزورين السوق.
ثم نظر اليها فرأها تنظر الى سوار، لمسته بيدها ثم وضعته مكانه وهي تقول.
- لا، في الحقيقة لا داعي لذلك فقط اريد ان اتفرج.
ولكن فيليب تجاهل ردها وطلب من الصائغ ان يريها بعض المجوهرات وسألها فيليب
حين وضع الصائغ امامها مجموعة جميلة من الحلى.
- ماذا تختارين؟.
فأجابت ساره بخجل:
- كلها رائعة.
واضافت:
- وباهظة الثمن...
-لا تهتمي!.
ضحك فيليب وتابع :
- انهم ليسوا باهظين بالقدر الذي تتصورينه ولكن هذا الرجل سيحاول ان يخدعنا
بذلك فأنا اعرف الاحجار الكريمة معرفة تامة، واميز بين الثمين والذي لا يستحق
قيمة كبيرة.
-------------------------------
- هل تعتقدين انني اشتري لك تذكار زهيد الثمن وليس ذو قيمة وأنا اعرف انك
ستكونين زوجتي ، انت ستلبسين الاحجار الكريمة الاصلية اللائقة بك وخاصة
الزمرد.
- يبدو انك تعرف الكثير عن الحلى؟.
سألته ساره بهدوء ، ابتسم فيليب وهو يجيب:
- لقد جمعت المعلومات حول هذا الموضوع كهواية، وكذلك بالنسبة الى علاقته بحياة
الناس ومعرفة كل شخص والحجر الكريم الذي يناسبه... في اي شهر ولدت؟.
سأل فيليب، فأجابته ساره:
- في السابع من نيسان .
- اذا حجرك المفضل هو الالماس الذي يدل على النصاعة والبراءة !.قال فيليب.
شعرت ساره بكلماته فترقرت الدموع في عيناها فقد بدى انه يسخر منها مما سببت
لها الالم ،لن تجعل من نفسها بعد الآن اضحوكة وتصدق كلماته وانه يملك اي شعور
باللطف.
حين نظر اليها اخفت ساره عيناها وتجاهلته، فأشار للصانع حين يعطيها سوار وهو في
معصمها.
ارتجفت ساره تحت لمسة يده ، كم كانت راغبة في انتقاء احدى الحلى،والآن كرهت
السوار وهو في معصمها.
عندما خرجا من المحل قررت ساره ان تعود ادراجها الى الفندق ، ولكن فيليب لم
يتحرك من مكانه ولم تبدوعليه الرغبة بالعودة، وفجأة امتلأت الساحة بكل انواع
الترفيه الموسيقى ، السحرة، البهلونات ، الرجل الذي يلاعب الافاعي ، الراقصين،
جميع مايحتاجه السيرك.
ابتسم فيليب وهو ينظر الى ساره وامسكها بيدها وهما يسيران بجانب المارة وكان
فيليب يرمي بالقطع النقدية للمشاركين في السيرك ،ويضحك هو وساره وكأنهما
طفلان صغيران.
راح فيليب ينظر الى الراقصين وفجأة خرجت افعى الكوبرامن صندوقها دون ان ينتبه
مروضها وراحت تزحف باتجاه ساره التي تجمدت في مكانها وحاولت ان تصرخ
ولكنها لم تستطع.
حين دار فيليب وجهه باتجاهها رآها متجمدة في مكانها عندئذ رأى الافعى فدفع ساره
بعيداً عنه بسرعة وامسك الافعى وادخلها الى صندوقهاواغلق عليها وهو يلعن
الرجل على اهماله وراح يهزه بعنف ، ثم رماه على الارض وركض الى ساره والقلق
باد على وجهها.
اخذهابين ذراعيه بسرعة وهو يقول:
- انسي ذلك ياعزيزتي فقد زال الخطر ، لاداعي للخوف بعد الآن.
تكلمت ساره بصعوبة :
- أنني آسفة ، ولكن كان منظرها مخيف، لا اعرف لقد فكرت انها يمكن...
- لاتخافي لقد انتهى ذلك الآن.
احتضنها فيليب بحنان وراح يقبلها ، كان جموع الناس قد تفرقت وابتعدت عنهما
فشعرت ساره بالطمأنينة وهي بين ذراعيه وتمنت لو انه لا يتركها.
بعد لحظات رفع فيليب وجهها وهو يقول.
- لم تكن لتلسعك فالافاعي التي يجذبونها الى السيرك تكون مروضة.
------------------------------------
- اعرف ذلك لكن عندما رأيتها....
اجابت ساره ولم تتابع كلماتها لانها شعرت بالدموع ترقرق في عينيها فراح فيليب
يهدئها وهو يقول:
- كليوباترا لاتخافي ، انا احب ان اناديك بهذا الاسم.
وفجأة تحول فيليب الى رجل غاضب وابعدها عنه بقسوة، ذهلت ساره من تصرفاته
ولكنها لم تقل اية كلمة ثم تكلم فيليب وكأنه يتهمها.
- اذن انت تفضلين ثروتي على الفارو الرجل الجذاب!.
لم ترد ساره على كلماته فتابع.
- يجب ان نعود الى طنجه في الحال حتى نصل قبل هبوط الظلام، فغداً سيكون يوماً
حافلاً بالنسبة لنا، فور وصلنا سنعلن خطوبتناوسيكون على امور كثيرة بالنسبة
الاقامة الزفاف.
شعرت ساره بالدموع تترقرق في عيناهاولم تعرف لماذا هذا الشعور.
عندما وصلا الى الفيلا، كانت الشمس تشرف على المغيب فشعرت ساره بالبرد
فأطاعت فيليب حين طلب منها الدخول حتى يوقف الجيب في المرآب.
سمعت اصوات آتية من الصالون وقررت ان تخبرهم بمجيئها هي وفيليب قبل دخولها
الى المطبخ، وما ان دخلت الغرفة حتى رأت الفارو وايزابيل يتحدثان الى رجل غريب
، ادار الرجل وجهه عندما سمع خطوات قادمة.
- ساره!لقد كنت قلقاً عليك لماذا بحق السماء لم تجيبي على رسائلي؟. صرخ هاتفاً.
- مارك!.
كانت ساره تبكى وتضحك في نفس الوقت وهي تركض نحو مارك الذي اخذها بين
ذراعيه.
- لقد كنت اريد مراسلتك مارك، كنت فعلاً انوي ذلك ولكن الامور حدثت
بسرعة.
ابتعدت ساره ثم سألته :
- آسفة لأنك قلقت علي... كيف حال والدك؟ هل ستبقى في طنجه لبعض...؟
قبل ان تتابع ساره كلماتها اسكتها مارك بقبلة من فمه، فلم تتابع اسئلتها العديدة ،
فقد كانت مشتاقة الى مارك كثيراً.
- واضح ساره انك وهذا الرجل اصدقاء.. منذ زمن.
جاءها صوت فيليب غاضباً فشعرت وكأنها اقترفت ذنباً وهي بين ذراعي مارك الذي
تركها بدوره واستطاع ان يقول.
- لا اعتقد اني تشرفت بمعرفتك؟.
نظرت ساره الى فيليب فوجدته وكأنه سيفقد صبره وبدا ان الجو متوتر بينهما ،
عندها تكلم فيليب وكأنه يسخر.
- يبدو ان ذاكرتك ضعيفة للغاية سيد رتشفورث، لقائنا الاول كان قصيراً وكنت
مسرعاً حتى لاتفوتك الطائرة، عندها تذكر مارك فقال:
- انت الرجل الذي التقط الشيك!.
- هذه هي المسألة التي اريد ان اناقشها معك.
تساءلت ساره عن ماذا يريد ان يتحدث مع مارك.
-------------------------------
- اعتقد اننا نحن الاثنان لأن نتكلم مع بعض ولكن ساره وانا متعبان من رحلتنافلو
عذرتنا الآن...؟
كان الاشمئزاز واضحاً من صوت فيليب، رأت ساره وجه مارك يتجهم ولكنه تجاهل
كلمات فيليب وحول نظره الى ساره قائلاً.
- يجب ان اتحدث معك على انفراد ، هل استطيع ان اراك غداً؟ ربما تستطيع ان
نتناول الغذاء معاً؟.
احمرت وجنتا ساره وهي تقول لمارك.
- بالطبع ، مارك استطيع ان انضم اليك على الغذاء ، لا تزعج نفسك بالاتصال بي،
سألتقيك خارج الفندق عند الساعة الواحدة اذا كان هذا يناسبك؟.
امسك مارك يد ساره وقبلها بتهذيب وهو يقول .
- يناسبني تماماً سأعد الساعات حتى وصولك!.
- على كل حال انا في الفندق لو اردت ان تتصلي بي انا في انتظارك غداً.
- ارجو ان لا اكون خبيت ظنك ايها السيد، ولكن هذا غير ممكن!.
فوجئ مارك حين قال له فيليب ذلك ونظر الى ساره يطلب تفسيراً الا ان فيليب تابع.
- هل نسيت ياعزيزتي انناسنكون غداً منهمكين بالاعداد للزفاف؟ويجب ان تشتري
الخاتم.
وراح يضحك بصوت عال وهو يقول لمارك .
- هل رأيت فتاة تنسى امراً مهماً كهذا؟ اعتقد ان حضورك انساها ايها السيد انسى
خطيبتي كل شيء.
تقدمت ايزابيل من ساره وهي تقول:
- لقد حددتما يوم الزفاف؟ اوه..يالهذه الاخبار السارة، اين سيكون الزفاف ، هنا ام
في مكان آخر ، هل استطيع ان اكون الاشبينة ساره؟ احب ان اكون اشبينتك قبل ان
اتزوج!.
لم تستطع ساره ان تقول اية كلمة ووقفت متجمدة وهي تحدق في مارك الذي كان
مذهولاً بسماع اخبار كهذه ، في هذه اللحظة شعرت ساره بالكره لفيليب لأنه تحدث
في كل ذلك الآن واشعر مارك انه رجل دخيل عليهم جميعنا ، لكنها اصبحت ملكه
ولن يسمح لاحد ان ينظر اليها حتى.
تحدث مارك قائلاً:
- اهذا ما اردته ياصغيرتي؟.
ثم حول نظره الى فيليب.
- هل هو حقاً الرجل الذي يملأ قلبك؟.
كانت ساره تريد ان تخبره بكل شيء ولكنها بذلك ستعيد اليه الامل من جديد وهي
لا تريد ان تجرح مارك فأجابت بهدوء:
- اجل، مارك فيليب هو الرجل الذي اريد ان اتزوجه.
تقدم مارك من فيليب والالم ظاهر في عيناه وقال:
- تهانينا سنيور، انت في نظري رجل محظوظ للغاية ولكني احذرك.
ضحك مارك عندآخر كلمة واضاف :
- اذا كنت لا تهتم بحظك هذا، هناك من لا يتردد ابداً ليأخذها ويهتم بها.
فهم فيليب معنى تهديد مارك وكلماته ولكنه تجاهل ذلك قائلاً:
- شكراً لك ايها السيد، ولكني مازلت اصر على ان نلتقى لاحقاً ، وكما قلت لك
فأنا وساره متعبان الآن....
وقبل ان يتركهما نظرمارك الى ساره فشعرت وكأنها خانت صداقتهما العميقة...
------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.