شبكة روايتي الثقافية - 301- لعبة الحب - مارجري لوتي

الفصل العاشر: وابتسمت الحياة

مضت ساعات الحفل على كورتني ثقيلة بطيئة قضتها تنتقل بين الضيوف مبتسمة مرحبة بينما كان قلبها يذرف الدموع , احمد الله على ان اهتمام الموجودين منصب اليوم على مايك و مادلين بينما جوناس مصر على اتقان التمثيل حتى اللحظة الاخيرة يلازمني كالعاشق لكنه في الحقيقة فقد الثقة بي ويدير مراقبة حركاتي وسكناتي , ما اتعسني بفقدان ثقته, كلمها مرة واحدة.

--------------------

" فستانك جميل ومناسب لعقد اللؤلؤ حول عنقك "حاول ان يسخر منها.

" سألبسه تنفيذاً لأوامرك "

" انك فتاة تعرف معنى الطاعة دون شك"

" لا تخف سأعيد العقد سالماً مع الخاتم "

" انا واثق من ذلك, لكن ألا تريدين الاحتفاظ بالعقد ذكرى لأيامنا معاً؟ "

رسمت ابتسامة كاذبة على شفتيها قبل ان تقول " اكرهك بكل ما اتيت من قوة يا جوناس"

استدارت لتحية احد اصدقائه , بينما اختفى هو دقائق على الشرفة مع كارول اوليفر.

حين ملأت الموسيقى ارجاء المكان فرحت كورتني لأن جوناس لم يطلبها للرقص , وجودي بين ذراعيه يضعفني وانا بحاجة الى كل قوتي هذا المساء .

شارفت الأمسية على نهايتها, ووقفت كورتني تودع الموجودين بكل لباقة , محاولة تناس عذابها بالتفكير بساعات نوم مريحة قادمة.

بعد ان ودعت الجميع ذهبت الى غرفة المكتبة بحثاً عن شيء ينقذها من الألم الذي بدأ صداه يمزق كيانها , انتهت المرحلة الاخيرة وانطوت اخر صفحة من صفحات اللعبة , اريد ان انام ... اريد ان انام , فجأة تسرب صوت جوناس الى دنيا عذابها ليزيد لهيب قلبها اشتعالاً بقوله " سأعود بعائلة اوليفر الى منزلهم , لأن جون متعب ولا يستطيع القيادة"

" اريد فقط ان اخبرك انني قررت الذهاب الى لندن غداً مع مايك و مادلين والسيد لندس"

استطاعت السيطرة على مشاعرها الجريحة وهي تقول " سابدأ الليلة بحزم حقائبي , وعندما تصل صديقتي الآنسة بيت في الغد سأساعدها في الاستقرار في منزلها الجديد ثم ارحل"

" يجب ان اشكرك على مافعلتيه طوال هذه الفترة وانتهز هذه الفرصة لأودعك لأنني بعد عودتي من لندن سأسافر الى الشمال وقد لا يتسنى لي رؤيتك بعد الآن "

-----------------------

" معك حق ربما ..."

دخلت كارول الغرفة قائلة " اين انت يا عزيزي؟ ابي و امي في الانتظار , واذا كنت مستعد للذهاب "

تأملتها كورتني وهما يبتعدان نحو السيارة وما ان وصلا قريبا منها حتى احاطت كارول جوناس بيديها واراحت رأسها على صدره دقائق مرت على كورتني وكأنها ساعات قبل ان تعود الى غرفتها بقلب ادمته الجراح , بمتاعب الوحدة ورغبة في النسيان وفي الصباح عاشت كورتني مع جوناس الدقائق الاخيرة من التمثلية تتمنى للمسافرين سفراً موفقاً وتسمع منهم كلمات الشكر والعرفان , لوحت لهم بيدها مودعة , ودخلت الى المنزل وصدى فكرة واحدة يتردد في عقلها , اسدل الستار على المشهد الأخير من احدى تمثيليات الحب, يارب .. انت الباقي ولكل شيء نهاية .

عادت من جديد الى غرفتها لتكمل جمع الأغراض التي جاءت بها ودخلت غرفة جوناس لتضع على المنضدة العقد و الخاتم اللذين اسماها يوماً مقومات اللعبة حين نزلت الى المطبخ اعطتها السيدة جريسون ملفاً مغلقاً قائلة " لقد تركه السيد جوناس معي هذا الصباح , على ان اسلمه لك بعد سفره "

قالت كورتني " شكراً لك "

واتجهت الى غرفة المكتبة وفتحت الملف لتجد في داخله شيكاً بمبلغ خمسمائة جنيه استرليني, موقعاً باسم جاك جوناس فمزقته في الحال وتركت البيت باتجاه الكوخ وهي تؤكد لنفسها , غداً سأترك هذا البيت الى الأبد .

وصلت المربية بسيارة السيد فورجاتي الذي رحل بعد وصولها مباشرة بسبب اشغاله المتلاحقة , اما عربة الأغراض فقد وصلت بعدهما بقليل .قضت الاثنتان النهار في ترتيب الأغراض وتنظيمها في البيت , كانت الساعة تقارب التاسعة مساء عندما ودعت كورتني مربيتها واعدة إياها بأن تمر عليها غداً صباحاً قبل ذهابها للمحطة , تركت كورتني الكوخ , واستسلمت لظلمة الليل التي احاطتها من كل جانب وهي في طريقها الى البيت .

سمعت حركة بالقرب منها قبل ان تعترض طريقها قامة بدينة, شل الذعر حركتها , ومنعها حتى من الصراخ .

------------------------

لكن صوتاً مألوفاً خاطبها مواسياً" لا تخافي يا كورتني انا جوناس"

حملقت كورتني في الظلام , انه جوناس , جوناس فعلاً .

خفف عنها تأثير المفاجأة " اعرف ان وجودي مفاجأة غير منتظرة لكني انتظرتك طويلاً"

" انتظرتني أنا؟"

قال " نعم "

قالت " لماذا عدت ؟"

قال " لأنني اريد سماع جوابك على سؤال "

قالت كورتني " ما السؤال الذي تريد اجابة عليه يا جوناس؟"

قال " لماذا تريدين العودة الى لندن ؟"

قالت " لماذا اريد العودة الى لندن ؟ اعذرني , لن اجيبك على مثل هذا السؤال الغريب"

قال " بل يجب ان تجيبي عليه "

قالت " حسناً , سأعود الى لندن لأعيد عجلة حياتي التي توقفت عن الدوران , عملي وصديقاتي , هل انت راضي عن هذا الجواب , و لماذا ابقى هنا مادمت غير راضي عن تصرفاتي ؟"

قال جوناس" ومتى قلت شيئاً كهذا ؟"

قالت " هناك مناسبة لا اعتقد انك نسيتها بهذه السرعة "

قال " كورتني بلايك ألا تعرفين معني الاحساس بالغيرة ؟"

" ما الذي تعنيه ؟"

قال " بصراحة اكثر اسألك هل كنت ذاهبة الى لندن للحاق بالدكتور ريتموتي تيرنز؟"

قالت " طبعاً لا .. والف لا ..."

قال " ألا تحبينه؟ "

قالت " وكيف احب رجلاً لا اكاد اعرفه ؟"

قال " عظيم , ارجو ان تقبلي أذن هذا الخاتم رمزاً لخطوبة حقيقية هذه المرة , اطلب منك القبول مع انني اعرف عدم حبك للمال واصحابها لكني اعدك بأن اساعدك على تغيير مشاعرك.

--------------------------

واعترف انني لن استطيع العيش بدونك , اتصدقين ان لندن بدت لي قاحلة لأنك بعيدة عنها ؟ لذلك عدت بطائرة مروحية وانتظرت منذ وصولي خروجك من الكوخ حتى اكلمك عن احاسيسي و اشرح لك مشاعري , اتقبلينني زوجاً يا كورتني؟"

لم تصدق كورتني ما سمعته أذناها بعدما ضمها جوناس بين ذراعيه برفق وكأنها شيء ثمين يود المحافظة عليه وقال لها " هل صدق كلام السيد وينستون في انني إنسان لطيف , كل ما يهمني الآن اني عرفتك بكل سلبياتك وايجابياتك , لقد تركت في نفسي اثراً عميقاً عندما التقينا اول مرة "

" لماذا لم تصارحني بذلك حتى الآن؟"

قال " لأنني لم اكن واثقاً من عواطفك نحوي , لذلك فضلت الصبر "

قالت " صحيح في البداية لم اكن احبك , لكنك ملكت عقلي وعواطفي فيما بعد "

احتضنها بكل الحب بين ذراعيه وقال " سنسافر غداً الى اسكنلندا وستكونين معي لنتزوج هناك, ونقضي اول ايام رحلة العمر في فندق رائع مارأيك؟"

" فكرة ممتازة يا حبيبي"

تكاتفت ايديهما واتخذا طريقهما نحو البيت قبل ان تسأله كيت " لماذا تصورت انني سأذهب الى لندن سعياً وراء الدكتور تيموني تيرنر؟"

" كارول اوليفر هي اساس ماحدث بيننا من سوء تفاهم , فقد افهمتني انك تخرجين سراً مع الدكتور تيرنر كلما سنحت لك الفرصة منذ تعارفكما في الحفل الذي اقامته , لم اصدقها في البداية طبعاً لكني رأيتكما صدفة في ذلك المقهى في ترورا تشربان المرطبات وتضحكان ثم ركبت معه سيارته فأيقنت ان ماتقوله كارول حقيقة واضحة , انا المخطئ لأنني لم اسألك تفسيراً للوضع منذ البداية , وتركت نفسي لقمة سائغة في فم الشك والظنون فأنا أسف لماحدث"

--------------------------

قالت كورتني " كل ماحدث البارحة ابتلعه الماضي وما يهمني الآن هو ان تضمني الى صدرك لأشعر بالأمان والحنان "

ضمها جوناس الى صدره وطبع على شفتيها قبلة ذهبت معها كورتني في متعة ورغبة تمنت ان تبقى في دفء صدره طوال العمر .

تمت