آخر 10 مشاركات
رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          34- الهوى يقرع مرة -عبير قديمة (كتابة/كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          لعبــ الشيطان ــة (1) "الجزء الأول من سلسلة الصديقات" للكاتبة: فرح *كاملة & مميزة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          جميلة انتِ كجمال يوسف و كاذب انا كإخوته (الكاتـب : هدوئي يرهقني - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree655Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-24, 11:34 AM   #1111

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع و الثلاثون



لقد أتيت إليَّ لتتعلم السرور في الحياة والسرور في الفن. ولكن من يدري، فربما كان قد وقع عليَّ الاختيار لأعلمك شيئًا أكثر عجبًا: معنى الحزن، وما فيه من جمال!

اوسكار وايلد


في ظلام الغرفة الحالك، لم تكن تعلم كم مضى من الوقت منذ استيقاظها، ولكنها بدأت تعد الثواني منذ أن شعرت بثقل جسده بجوارها. دقائق مرت قبل أن تستقر أنفاسه المنتظمة في سكون، لكن رائحة نفاذة قوية اجتاحت أنفها. رائحة غريبة، مثل المطهرات أو ربما مزيل طلاء الأظافر، كانت شديدة لدرجة أنها شعرت بوخز خفيف في رأسها.

سألت نفسها بصمت: ما الذي أتى به إلى سريرها؟ ألم يقل لها قبل يومين: "خلينا نتعامل كأصدقاء، وأنا راح أثبت لك أن الصداقة بين الجنسين شيء طبيعي وما راح يتطور لشيء ثاني"؟ لكن الآن، ومع كل ما يجري، لم تعد تميز بين جديته وهزله. هل كان حقًا يعني ما قاله؟ أم أن هناك شيء آخر يختبئ خلف تلك الكلمات؟ هل تصرفاته اللطيفة تنبع من دوافعه الجسدية وحسب ؟ وما مفهوم الصداقة بالنسبة اليه ؟

تحركت لا شعوريًا مبتعدة عنه. جسدها الهزيل ينكمش مثل ورقة جافة، بينما تقلب هو في الفراش، يهذي بكلمات غير مفهومة. أفكارها انطلقت إلى مكان آخر، إلى تلك الليلة الأولى التي كانت تستعد لها مع سلطان. كيف استعدت؟
الجلسات، الكريمات، العطور، اقمصة النوم المثيرة التي ابتاعت الكثير منها وكل تلك التفاصيل التي أخبرتها بها ليلى. "لا تخافي ولا تتوتري، هذا أحلى شيء في الزواج"، كانت تقول ليلى ذلك بجرأة غير مألوفة.

لكنها، ورغم كل النصائح، لم تشعر يومًا أنها مستعدة. لم تكن تعرف سلطان جيدًا، فكيف لها أن تستسلم لهذه العلاقة؟

ثم تذكرت نور، أختها. كانت نور دائمًا تتحفظ على مثل هذه الأحاديث، تخجل من الخوض في التفاصيل الجريئة. ومع ذلك، لم تكن والدتهما تتردد في توبيخ نور بشدة عندما كانت تتخاصم مع زوجها وتتركه ينام وحده. "يا بنتي، اللي تسوينه حرام! تتركين زوجك ينام لحاله؟ تبين تلعنك الملائكة؟ حتى لو زعلانة منه ما يصير تتركين بيتك وزوجك ما يصير " قالتها الأم يومًا بغضب وهي تلوم نور بعد ان تركت بيتها بسبب خصام ما حدث مع زوجها.

فهل ستلعنها الملائكة هي أيضًا لأنها تشعر بالنفور من وليد؟ وأن رائحته مزعجة ، مزعجة لدرجة الصداع !


فجأة، استيقظ وليد بشكل مفاجئ، حدق في السقف بذهول. كان وجهه مشوشًا، وعيناه ثقيلتان كأنهما تقاومان النوم. استغرق الأمر دقائق قبل أن يستوعب أنه في سريرها. نظر نحوها، وجدها متكورة على نفسها مثل قطة صغيرة، تحتضن وسادتها وتحدق به بتوتر. عندما التقت نظراتهما، أشاح بوجهه سريعًا ورفع جسده ببطء. "آسف... ما كان قصدي أجي هنا وأقلقك. ما حسيت على نفسي."

ضغط على رأسه بقوة، وقد اجتاحه الصداع. كان قد بالغ في شرب الكحول الليلة الماضية، لدرجة أنه لا يتذكر كيف وصل إلى غرفتها.

نظرت إليه بقلق. لم تكن تنكر فضله، فقد كان دائمًا يطمئن على صحتها ، يذكرها بأدويتها ويحاول التخفيف من نوبات الهلع التي تراودها في الليل. همست بتردد: "وش فيك؟ مريض؟"

"ممكن... تسوي لي قهوة؟ و... إذا عندك بندول."

نهض ببطء وتبعته هالة إلى المطبخ. هو استلقى على الأريكة، يراقبها وهي تتحرك بسرعة وكأنها تحاول الهروب من شيء ما. عندما عادت، كانت تحمل صينية صغيرة عليها كوب من القهوة وحبة دواء بيضاء بجانب كأس من الماء.

شكرها بابتسامة باهتة. ارتشف رشفة من القهوة، ثم نظر إلى الحبة بشك. هل هذه فعلاً بندول؟ لماذا لم تحضر العلبة كاملة؟ لم يستطع أن يثق بها بالكامل، فهو يشك أحيانًا في قدرتها على التمييز بين الأدوية، مع كل العقاقير التي تتناولها.

مدت يدها المرتبكة نحوه، تحمل شطيرة بسيطة: "القهوة... بتتعبك لو شربتها على معدة فاضية. سويت لك ساندويتش."

نظر إليها بعينين مثقلتين بالشعور المتناقض بين الشفقة والدهشة. كانت تقف أمامه بملابسها الفضفاضة الطويلة وشعرها المهمل. شاحبة، كأن الحياة قد تآكلت من جسدها ،وتلك الحمرة التي أضاءت وجنتيها عندما لمس يديها وهو يأخذ منها الشطيرة لم تغب عن نظره.

"خلاص، روحي نامي. واضح إني أزعجتك ، آسف. ما راح يتكرر."

هزت رأسها بسرعة، عيناها ممتلئتان بالإصرار: "لا، لا... ما أزعجتني."

احمر وجهها أكثر وهي تدرك أن إصرارها قد يوحي بشيء لم تقصده. وضعت يدها على فمها بخجل، وارتسمت ابتسامة عابثة على وجه وليد. نظر إليها بنظرة مليئة بالثقة والجرأة التي جعلتها تتراجع خطوة للوراء، قبل أن تهرب إلى الحمام، حيث أغلق الباب خلفها وكأنها تحاول عزل نفسها عن الشعور الذي اجتاحها.

أمام المرآة، وجدت نفسها تتفحص ملامحها التي كانت تهرب من مواجهتها. لقد خفت الكدمات، وبدأت ملامحها السمراء تستعيد بعض الحياة. لكنها لا تزال تشعر بأنها مجرد جسد هزيل وروح منهكة، تعيش على هامش الحياة. هل حقاً يمكن أن تكون مثيرة في نظره؟ هل يرى الجمال في عينيها ؟

في المقابل، وليد، وراء ملامح ودودة وقناع من الاهتمام، كان ينظر إليها بنظرة تشوبها لذة خفية، لم يكن يرى هالة سوى تحدٍ جديد يثيره؛ لعبة تسلية يبحث من خلالها عن إثارة مؤقتة.




***



بدأ يتسلل ببطء إلى عالم هالة الحزين، يقترب أكثر من تفاصيل حزنها التي بدت له كمحيط لا قاع له. كانت هالة فتاة مغلقة على نفسها، تعيش في عالم داخلي مليء بالمشاعر العميقة التي يصعب عليه رؤيتها بوضوح، لكنه يشعر بها بشدة... وكأنها مغناطيس يجذبه نحوها.

لاحظ أنها تستيقظ دائمًا في نفس الوقت، عند الفجر. كان يراقبها وهي تقوم من سريرها يوميًا قبل أن يرن المنبه، وكأن عقلها مبرمج على الرابعة صباحًا. بينما يكون عائداً للتو من سهرة ما ، كانت تتوضأ بهدوء، ثم ترتدي محرمتها وتؤدي صلاتها بخشوع تام. اختارت أن تفرش مصلاتها قرب النافذة المطلة على البحر، وكأنها تبحث عن السكينة في امتداد الأفق.

بعد أن تنتهي من صلاتها، تمضي وقتًا طويلاً في الدعاء، ودموعها تتلألأ في عينيها. لم يفهم تمامًا سبب تلك الدموع. هل كانت دموع إنابة إلى الله؟ أم دموع حزن عميق؟ هل كانت تجد في وحدتها عزاءً أم أنها تتألم منها في صمت؟

ثم تجلس أمام النافذة، تتأمل الخط الفاصل بين السماء والبحر مع بزوغ الشروق ، حيث يلتقي الماء بالسماء .
هالة تتأمل الشروق، وهو يتأملها. الطابع الشجي يغلب عليها ،ان الشيء الوحيد الذي يُلون هذه المخلوقة الشاحبة هو شجنها ، وذلك الشجن تسلل إليه، وأيقظ بداخله أحاسيس عميقة ، احاسيس لم يكن يعلم بوجودها من قبل!


**

جذبه فضوله إلى أن يدخل إلى غرفتها، ويتربص بأغراضها، علَّه يكتشف أمراً جديداً، علَّه يغوص في عالمها المجهول أكثر.

فتح حقيبة السفر التي جاءت بها؛ لازالت تُبقي الكثير من ملابسها في الحقيبة، ولم تُرتبهم بعد في خزانة الملابس. فسَّر ذلك على أنها رُبما لا تشعر بالاستقرار معه، وأنها تعتقد أنها سترحل من هُنا قريباً.

أخذ يعبث في ملابسها ويتفحصها: ملابس قطنية، وملابس ثقيلة، وفساتين زاهية، وأقمصة، وملابس داخلية.

وقعت يده على ظرف أبيض متوسط الحجم. أخذه وفتحه، ووجد صوراً: صورة سوداء وكأنها صورة لأشعة ما، لم يفهمها، وصورة أخرى لثلاث فتيات صغيرات؛ خمَّن أن الصغرى منهن هي هالة، وصورة لحامد وهو يحمل طفلاً صغيراً، وصورة خمَّن أنها لوالدها فهو لم يلتقِ به من قبل. شعر بالصور تُسحب من يديه بحركة سريعة، فاستدار ليجد هالة تقف، وجهها أحمر، تتنفس بسرعة، وتُحدق به بنظرات غاضبة:

"انت كيف عادي عندك تحوس في أغراضي؟!!"

قال لها بأريحية: "طيب، عادي، أنا زوجك أو صديقك، وش فيها؟"

هالة بنبرة مُرتفعة: "لا والله!! حتى لو كنت زوجي أو صديقي، ما يصير تحوس في أغراضي كذا!! وبعدين، هذي صور أهلي وخواتي، كيف تشوفهم؟!"

شعرت هالة بالإحراج أكثر وهي ترى ملابسها الداخلية مُبعثرة على الأرض، إذ إنه من الواضح أنه عبث بها وعبث بكل شيء!

اعتدل في جلسته ثم وقف على رجليه، ربت على كتفها وهو يقول بهدوء: "آسف، أنا ما قصدت... لا تزعلي، أنا بس استغربت ليه ثيابك لسا في الشنطة، كنت بساعدك ترتبيهم في الدولاب."

وابتسم لها ابتسامة بلهاء؛ ابتسامته جعلت هالة تغضب أكثر. قالت باستنكار: "تساعدني أرتبهم!!! انت رتب أغراضك أول اللي مرمية في كل مكان!!"

وليد ببرود: "طيب، خلاص، لا تعصبي... خليك هادية، وأنا ما شفت خواتك، الصورة كانت لبنات صغار... عادي يعني."

هالة، وهي تشعر أنها لا تستطيع التحكم بأعصابها بسبب بروده: "حتى لو!! يمكن لو تركتك أكثر، كنت شفت صورهم أو صور وأغراض ثانية مو من حقك تشوفهم!!"

حاول وليد تغيير الموضوع: "طيب، آخر مرة، لا تزعلين... اممم وشربتي حبوبك اليوم، انتِ صح؟"

احمر وجه هالة أكثر؛ هل يقصد أنها انفعلت عليه بسبب أنها نسيت أن تشرب دواءها مثلاً؟!!

اشتعل الغضب في ملامحها ونظرت إليه بحدة، تشعر بإهانة دفينة تتغلغل إلى أعماقها. كيف يتجرأ على أن يلمّح بهذا الشكل، وكأنما حالتها النفسية مجرد نوبة غضب سببها حبة دواء نسيَتها؟! رفعت صوتها قليلًا، تحاول كتم ارتجافه:

"تقصد إني إذا ما شربت حبوب يعني أبصير عصبية بهالشكل؟! كل شي عندك له علاقة بحبوب والا وش؟ ترى أنا مو آلة تتحرك بـدواء!"

حاول وليد التظاهر بالهدوء، مدركًا أن مزاحه لم يمر بسلام، فقال بنبرة دفاعية: "أنا كنت بس أذكرك فيهم ."

لكن هالة لم تستطع كبح استيائها، حدّقت فيه لثوانٍ وكأنها تزن كل كلمة قالها، قبل أن ترد بحزم، وجرح خفي يكاد يظهر في عينيها:

"ما أحتاج أحد يذكرني بالحبوب وكأني ما أقدر أعيش بدونها ، إذا أنت تشوف حالتي مجرد نوبات ممكن تروح بحبة، يمكن ما تفهمني أبدًا."

ساد الصمت بينهما للحظات، ونظرات وليد ثابتة عليها، ممتلئة بدهشة غامضة وفضول لم يستطع إخفاءه. لم يتوقع أن يجد هذا القدر من الحدة والألم المختبئ خلف كلماتها. كانت تلك الحدة تنبض في عينيها، تتحدى بروده وتفضح كم كان بعيدًا عن فهم عالمها الداخلي.

ظلت نظراته عالقة بها، وقد شعر بضعف يتسرب إلى داخله، وكأنها ألقت أمامه جانبًا لم يكن مستعدًا لرؤيته.


***


كانت الليلة الماضية طويلة على نور، تتقلب بين أحضان ذكرياتها وكوابيسها. لم تستطع أن تهرب من وجه الجنّية التي كانت تسمع صراخها في طفولتها، ذلك الصراخ الذي كان يتردد في أذنيها كأنه نداء عتيق غامض قادم من بطن الأرض. بدلاً من أن تزورها صور ابنتها سارة أو أختها هالة في أحلامها، وجدت نفسها محاصرة بذلك الصوت مرة أخرى، الصوت الذي اعتقدت أنه حلم طائش، لكن قلبها كان يعلم أن فيه شيئًا من الحقيقة المخفية.

كانت يومها في التاسعة او العاشرة من العمر، لا تتذكر، و لكن وجه أمها كان محفورًا في ذاكرتها، ملامحها الطيبة وصوتها المليء بالحنان الذي يحاول أن يطفئ خوفها. تلك الليلة، كانت أمها تحاول تهدئتها، وتتذكر بطنها المنتفخ اذ كانت حاملاً بأختها هالة، وهمست لها بنبرة مطمئنة:

"أنا أبغى أنام معكم! ما بنام لحالي ما أقدر! يمه تكفين، خلينا نرجع."

ابتسمت والدتها بتعاطف وقالت، "كيف تنامين معنا ما يصير.. خلاص، انتِ كبيرة، اقري المعوذات قبل لا تنامين وما فيه شي.. جدتك تمزح معكم، ما فيه جن ولا شي يا يمه."

لكن نور أصرت برعب، وعيناها الواسعتان تلمعان بالدموع، "صوت الجنية.. جنية تصرخ بقوة وتصيح، سمعتها بإذني والله، مثل ما قالت جدتي.. إذا ما بنرجع أنا بنام معكم."

دفنت نور رأسها في حضن والدتها التي بدأت تُسمي عليها وتحاول أن تُهدئ من روعها. ومرت الليالي التالية بصوت الجنية يطارد نور في كوابيسها، ويتردد في أذنيها كأنما ذلك الصوت حفر مكانه في ذاكرتها إلى الأبد.

مع الوقت، بدأت تجد تبريرًا لتلك الأحاسيس العتيقة؛ لماذا كانت تكره القرية في طفولتها؟ لأنها ربطت ذلك الصوت المرعب بالجن. لكنها اليوم تؤمن أن ذلك الصوت لم يكن خيالًا محضًا، بل شيئًا دفينًا، شيئًا مملوءًا بالأسرار والقصص التي لم تُحكَ.

في صباح اليوم التالي، سحبت نور الستائر لتسمح لأشعة الشمس الخفيفة بدخول الغرفة. الجو كان مشمسًا على غير العادة، وكأن الشمس نفسها كانت تحاول تخفيف وطأة الذكريات عليها. رتبت السرير بحنان، ثم رفعت ظهر والدها ليستند على الوسائد.

"مرتاح، يبه؟ والا أجيب لك مخدة ثانية ورا ظهرك؟"

همهم بصوت خافت، وعيناه تراقبانها بشفقة وحنان مختلطين بألم عميق. صارت تعرف نظراته جيدًا، حتى باتت تدرك ما يريد قوله من دون كلمات، لكنها شعرت بغصة في قلبها كلما رمقها بتلك النظرات الحزينة.

بدأت تلقيمه الطعام برفق، قطع صغيرة مهروسة بالكاد تمر من شفتيه. كانت تمسح طرف فمه بعد كل لقمة بعناية فائقة، وكأنها تريد أن تخفف عنه ولو قليلًا من
عجزه.

فجأة، قاطع أفكارها طرقٌ خفيف على الباب. قامت من مكانها بهدوء، ثم استترت بمحرمة الصلاة قبل أن تفتح الباب.

كان عمها صالح يدخل إلى الغرفة، نظراته الثقيلة تقرأ كل شيء فيها دون أن ينبس بكلمة. لم تكن تلك اللحظة لتتسع لأي حديث بينهما؛ فقد كان التوتر بينهما أعمق من أي كلمات قد تُقال.

في الممر خارج الغرفة، وبينما كانت تنظر باتجاه الباب، التقت عيناها بعينين رماديتين، تراقبانها من بعيد بنظرة غامضة، انها المرأة ذات الشعر الاحمر ، لماذا تراها دائماً حولها ؟

ترددت نور للحظة وهي تلمح عيني خيال تراقبانها في الممر، لكن سرعان ما حسمت أمرها وارتدت معطفها وحجابها، ثم التفتت إلى عمها صالح، الذي كان ينظر إليها بنظرة ملؤها الريبة واللوم، وقالت له ببرود:

"بطلع شوي يا عمّي، محتاجة أغير جو."

همهم صالح بتفهم ، من دون أن يحاول منعها، فتجاوزته بخطوات حذرة وخرجت إلى الممر حيث وقفت خيال ، تنتظرها بنظرة فضولية.


"عذرًا... إنتِ من السعودية، صح؟"

عندما رفعت نور عينيها، نظرت الى تفاصيل وجه خيال عن قرب ، كان شعرها الأحمر يتناثر من تحت قبعة سوداء أنيقة، فيما بدت آثار البوتوكس واضحة على شفتيها وعظمتي وجنتيها. حاجباها مرسومان بعناية بتقنية التاتو ، مما أضاف ملامح جريئة لوجهها. كانت ترتدي معطفاً أسود طويلاً يوحي بالأناقة، متناسقاً مع أسلوبها المختلف.

شعرت نور بشيء من التوتر، إذ لم تكن تنوي الدخول في محادثة، لكنها لم تستطع تجاهل نظرات خيال الهادئة والواثقة، فتبادلت معها النظرات بفضول لم يكن في نيتها أن تعبر عنه بصراحة.

"إي... صحيح، كيف عرفتي؟" قالت نور بتردد.

ابتسمت خيال مجددًا وقالت، "أنا سماهر... جايّة مع بنتي هنا للعلاج، وأول ما شفتك حسيتك من ديارنا. سبحان الله، تعرفين كيف الواحد يقدر يميز الناس من بلدنا."

نظرت نور إلى خيال بتعجب، تحاول تفسير هذه الشخصية المثيرة للفضول التي تتحدث بلهجة شبه بدوية، بلكنة ممزوجة ببرود أوروبي. "أنتِ سعودية؟"

ضحكت حياة ضحكة خفيفة وأجابت، "إيه، أمي أجنبية لكن أبوي سعودي. عايشة بين الاثنين، لا غربية تمام ولا شرقية بالكامل."

ابتسمت نور ابتسامة صغيرة، وبدأت تشعر ببعض الارتياح. بدأت تحدث نفسها، تتساءل عن هذا المزيج العجيب في شخصية حياة، وعن تلك النبرة التي تحمل دفء العرب وأسرار الغربة.

***


"ندف من السحاب تغطي السماء بلون الفانيلا والورد، تجعلني أدرك أن الحزن ليس عبئًا، بل جزء من جمال الحياة. في كل لحظة أواجه فيها ألمي، أجد فيه مساحة للتأمل وللتواصل مع أعماق روحي. أتعلم أن في هذا الحزن تكمن جماليات لم أكن لأراها لولا تلك اللحظات المؤلمة، فهو يضيء لي الطريق، ويعلمني كيف أحتضن نفسي بعمق، وكيف أستقبل الهدوء بعد العواصف."

كتبت هالة هذه العبارات على الصفحة الأولى من دفترها. وعندما نظر وليد إلى النافذة نحو السماء، وجد السحاب بالفعل كما وصفته هالة. كان ذلك التشبيه لذيذًا ولطيفًا، يشبه روحها المتأملة. فهي تتأمل كثيرًا وتكتب كثيرًا، لأن مشاعرها وأحاسيسها لا تستطيع كتمانها، لذا فهي تطفو على ملامحها و على كلماتها وكل شيء فيها.

أغلق الدفتر ووضعه جانبًا. بينما كانت هالة تنظر اليه بغضب مكتوم ، لأنها تشعر أنها بدأت تتعرض للغزو في عالمها الخاص .

"صراحة، طريقتك في الكتابة تجذبني. وصفك للأشياء، التفاصيل اللي تلتقطينها... عندك قدرة غريبة إنك تحولين أي مشهد بسيط لشيء مليان إحساس. أحس لو استمريتي، ممكن تصيري أديبة ناجحة."



نظرت هالة إليه بتشكك وهي تحاول فهم نبرة صوته. شعرت أن كلماته مجاملة عابرة، شيء يقوله فقط ليجعلها تشعر بالرضا، دون أن يكون جادًا. لم ترد عليه فورًا، بل اكتفت بالتحديق في دفاترها المبعثرة أمامها.

تأمل وليد ملامحها، ووجد فيها جمالًا خاصًا يتجاوز المظهر. كانت عينيها الواسعتين تبرز فيهما ملامح البراءة، لكن وراء ذلك كان هناك حزن عميق ينعكس من خلال نظراتها. كانت تفاصيل وجهها الرقيق، مع خصلات شعرها المبعثرة، تروي قصة معقدة من الألم والضعف، مما جعلها تبدو ككائن هش يحتاج إلى الحماية.

لم يعد يفكر في إخراجها من هذا المنزل القريب من البحر؛ فالجو هنا يناسبها، كما يناسبه عندما يشعر بالهموم. كان البحر دائمًا مصدرًا للسكينة، وقد شعر أنه من الأفضل أن تبقى هنا، حيث يمكن لأمواجه أن تلامس جراحها وتخفف من وحدتها. أما كتبها المبعثرة، فقد أخذ على عاتقه ترتيبها في أرفف خشبية أنيقة قرب النافذة، معتقدًا أن منظره وهو ينظم لها كتبها في المكتبة سيبهجها. لكنها حين رأته ، لم تبتسم، بل بدى له انها تكتم انفعالاتها ولا تريده ان يسلمس دفاترها وكتبها ، وشعر ان انه شخص غير مرحب به في عالمها الخاص ، قالت له بهدوء: "ما كان فيه داعي تتعب نفسك."
اصابته خيبة امل من ردة فعلها الباردة ولكنه لم يستسلم ، اصر عليها ان يأخذها الى المكتبة لتشتري كتباً جديدة تملأ بها الأرفف الفارغة.
وفي اليوم التالي، اصطحبها إلى المكتبة لتشتري ما تشاء من الكتب ،لكنها كانت مترددة وغير مرتاحة، وابتاعت كتابًا واحدًا فقط بعنوان "مرحبًا أيها الحزن."
أصابه ذلك بالحزن أيضًا، حزن على حالها وحزن على حاله، وهو يحاول أن يكتشف الشيء الذي يجعلها تبتسم!
**

لذلك خرج معها لأول مرة للتسوق ، وكان وليد يحمل نوايا غير معلنة. أراد أن يجعل هالة تسقط في شباكه، لتفتح له قلبها. كان يتخيل أن هذه التجربة ستكون ممتعة، إذ يفترض أن الفتيات يحببن التسوق، ويجدن فيه متعة لا تُقاوم. لكن ما حدث كان بعيدًا عن توقعاته.

بينما كانا يتجولان في المول الكبير، لاحظ وليد أن هالة لا تبدي أي اهتمام بالمحلات. كانت تمر بجانب واجهاتها وكأنها غير موجودة، دون أن تلقي نظرة على المعروضات. كانت هادئة، عازفة عن كل شيء، مما جعله يتساءل ان كانت تشعر بالخجل منه لذلك هي لا تريد أن تطلب شيئًا.

عندما دخلوا أحد المتاجر، قرر ان يأخذ زمام المبادرة. قال لها بحماس: "اختاري اللي يعجبك، لا تستحي. كل اللي تبغينه لك." لكن هالة، بصوت هادئ، ردت: "ما أحتاج شي ." كان هذا الرفض المتكرر يثير حيرة وليد، فبدلاً من أن تسعده تلك اللحظات، بدأت تُشعره بالإحباط.

تجول بين الرفوف حتى وقع نظره على ثوب أحمر قصير، يبدو رائعًا ومناسبًا لها. حاول إقناعها به، قائلاً: "هذا حلو عليك، جربيه!" لكن هالة رفضت بشدة، وكأن مجرد التفكير فيه يُحرجها. أحس وليد بخيبة أمل، فقد كان يرى في هذا الثوب رمزًا لجمالها الذي يمكن أن يخرج للعلن.

مع مرور الوقت، شعر باليأس. قرر أخيرًا أن يتجاوز عدم اهتمامها ويختار لها ما يراه مناسبًا. بدأ يتجول في المتاجر، يلتقط الفساتين الأنيقة والملابس التي رآها تعكس ذوقه. شعر أنها طريقة لإظهار اهتمامه، حتى وإن لم تكن قد طلبت شيئًا.

بعد أن قضيا فترة طويلة في التسوق، جلسا في السيارة، وأخرج الأكياس التي حملها. قدمها لها قائلاً: "دام انك ما تبين تختارين، خليتني أختار لك بنفسي." لكن هالة نظرت إلى الأكياس بلا حماسة، ولم تُظهر أي نوع من أنواع البهجة، أحس وليد بخيبة أمل مرة اخرى ، وبدأت هذه الخيبة تتضاعف داخله وهو يفكر بالشيء الذي قد يجعلها تفرح حقاً ؟!


***

في غرفة المستشفى التي امتلأت برائحة الأدوية والهدوء الثقيل، كانت الهنوف تجلس على السرير بملابس المستشفى الفضفاضة، ملامحها شاحبة ومتعبة بعد الولادة، شعرها منسدل بعشوائية على كتفيها، وعيناها مثقلتان بالإرهاق والإحباط.
نظرت إلى الطفلة الصغيرة في سريرها المتحرك ثُم نظرت الى حامد الذي كان يقف بجانب النافذة، عينيه تحدقان في الفراغ وكأنه غارق في أفكاره البعيدة. تمنت أن ترى منه ردة فعل، أي تعبير عن الفرح بقدوم طفلتهما الجديدة.

بصوت هادئ، سألت الهنوف، " حامد ودك نسميها سارة؟ عشان على اسم أمك."

توقف حامد عن التحديق للحظة، لكنه لم يلتفت نحوها، واكتفى بقول بارد، "سمّيها اللي تبين... سميها انتي."

شعرت الهنوف بالحيرة. كانت تعرف أن مشاعر حامد متناقضة منذ فترة طويلة، خصوصاً بعد فضيحة هالة، وأن الطفلة لم تكن أبداً ما كان يتمناه. في داخل حامد، كانت هناك عاصفة من الأفكار. نظر إلى ابنته الصغيرة التي لم يمسها بعد، وتساءل في نفسه: هل هذا شعور الندم؟ أم خوف من المستقبل؟ هل خذل أمه سارة، التي كانت قد أوصته قبل وفاتها بأن يعتني بهالة جيداً؟ لكنه لم يفعل، ترك الأمور تتدهور حتى وصلت إلى ما هي عليه.

"أبغى أسميها أرجوان،" قالت الهنوف بنبرة خفيفة، كأنها تقيس ردة فعله. لم يعترض، ولم يعلق. فقط هز رأسه بإيماءة صغيرة.

ثم أضافت، "يلا، شيلها... وأذّن في أذنها."

تردد للحظة، وكأنه يخشى أن يلمسها. ولكن تحت ضغط نظرات الهنوف وتوقعاتها، اقترب ببطء من الطفلة. حملها بين يديه وشيء ما في قلبه اهتز.

الطفلة الصغيرة ملفوفة بقماط وردي، جسدها الصغير بدا هشاً بين ذراعي حامد. بشرتها ناعمة، ووجنتاها ممتلئتان، ورديتان كبتلتين في بداية التفتح. رموشها خفيفة ومتداخلة، تتمايل برفق مع أنفاسها الهادئة، وشفتيها الصغيرتين مضمومتين كأنها غارقة في حلم بريء. أغمضت عينيها بهدوء، وكأنها غير مدركة للاضطرابات التي تدور من حولها.

رفع الطفلة إلى قرب وجهه وأذّن في أذنها بصوت منخفض، محاولاً أن يخفي ارتجافه، لم تكن الكلمات تخرج بسلاسة، كانت تتعثر في صدره.

كان محمود، ابنهم ذو السبع سنوات، يقف في الزاوية، يراقب كل شيء بعينين مليئتين بالفضول. اقترب بحذر نحو والده ووالدته، لكنه شعر بالجفاء الصامت الذي كان يحيط بالمشهد. نظر إلى الطفلة الصغيرة في حضن والده، ثم إلى والدته التي بدت متعبة، لكنه يعلم أنها سعيدة. كان يتساءل في داخله لماذا يبدو والده بارداً ؟ولماذا هذا الفتور يسيطر على الجو.

الهنوف، التي كانت تراقب حامد بصمت، تمنت أن يرى في هذه الطفلة بداية جديدة لهما، بداية تبعد عنهم شبح هالة والآلام القديمة. لكن عندما نظرت في عينيه، رأت الصراع المستمر، الصراع الذي لم ينتهِ بعد.


***




في الغروب، قرب الممشى القريب من البحر، حيث كان النسيم العليل يهب من اتجاه الأمواج المتلاطمة. كان البحر أمامهما يتلألأ بلون أزرق عميق، تتراقص عليه أشعة الشمس الذهبية، وكأنها ريشات تتناثر على صفحة الماء. كان الكورنيش مليئاً بالحياة؛ الأطفال يلعبون في الألعاب، وضحكاتهم تملأ المكان، مما أضفى جوًا من البهجة والسرور على الأجواء.

وليد وهو يتناول المثلجات، نظر إلى هالة التي كانت شاردة الذهن، تراقب الأفق دون أن تراه.والمثلجات التي في يديها تذوب ببطء .
قرر أن يكسر حاجز الصمت فقال " عندي اختبار بكرة في الجامعة... لما تصلي ادعي لي، أحسك خاشعة في صلاتك وتدعين من قلب "

نظرت إليه هالة باستغراب، متجاهلة طلبه. رفعت حاجبها وكأنها تفكر بصوت عالٍ:

"أنت تدرس في الجامعة؟! كنت أفكر أنك تشتغل."

وليد، بابتسامة مرتبكة: "ليه يعني؟"

هالة، بلامبالاة: "بس، حسيت أنك أكبر."

وليد، ضاحكاً: "كم تعطيني عمر ؟"

هالة، ببرود: "في نهاية العشرين يمكن."

ضحك وليد قليلاً، ثم قال:

"عمري خمسة وعشرين... أبين أكبر من عمري يعني؟"

هالة، بلا مبالاة : "مدري، بس مو المفروض تكون متخرج؟"

تغيرت نبرة وليد قليلاً، وكأن شيئًا في حديثها بدأ يزعجه.

"لا... ليه تقولين كذا! لسا أنا في سنة ثالثة... ما أحس أني متأخر، عادي."

نظرت إليه هالة بتمعن، ثم أجابت ببرود قد يخفي نوعاً من الفضول:

"أنت أكبر من زوج أختي، وهو متخرج من الجامعة ويشتغل من زمان، وقايم في أهله حتى قبل لا يتخرج كان يشتغل، والحين هو واختي ينتظرون طفل... أنت مو صغير، أنت يمكن تحس نفسك صغير، بس أنت لا."

شعر وليد بتوتر طفيف يتسلل إلى داخله، وكأن كلامها كان يجرده من كل محاولاته لإثبات نفسه. نظر نحو البحر بنوع من الاستياء، محاولاً إخفاء مشاعره خلف سحابة من اللامبالاة الظاهرية. كان يريد أن يغير الصورة التي رسمتها هي عنه، تلك الصورة التي كانت تقلقه.

وليد، بنبرة دفاعية تحاول تفسير نفسه: "أنا تأخرت في الجامعة لأني غيرت التخصص أكثر من مرة. أبوي كان حلمه يطلع ولده دكتور، فدخلت كلية الطب أول سنة بس ما قدرت أكمل."

نظرت إليه هالة بعينيها الواسعتين، وكأنها بدأت تفهم شيئاً جديداً عنه.

هالة، بتفهم: "إيه، دراسة الطب صعبة... مو أي أحد يقدر يصير طبيب."

لم يكن في كلامها ما يريح وليد، بل شعر بأنه يقلل منه مرة أخرى. تلك النظرة التي باتت تخنقه، وكأنها ترى فيه شخصاً غير قادر على الوصول إلى شيء. قرر أن يوضح أكثر، محاولاً تغيير تلك النظرة التي شعر أنها تسجنه.

وليد، محاولاً تحسين صورته: "لا، مو كذا... أنا كنت ماشي في الدراسة، بس لما دخلت غرفة التشريح وشفت الأموات والجثث ما حسيت لنفسي إلا وأنا طايح على الأرض. بعدها قال لي دكتور المادة إن أنا ما ينفع أكمل. وبس عشان كذا ما كملت."

هالة لم ترد سريعاً، بل تأملت في كلامه للحظات. كانت تلك اللحظة التي بدأت فيها ترى شيئاً مختلفاً في وليد .

وليد كان قد تذوق طعم الحماس في حديثه معها، وبدأ يشعر بالراحة وهو يحكي لها عن نفسه. ابتسامته لم تفارقه وهو يتابع: "وبعدها صرت أدرس في الجامعة الإلكترونية، عشان أبوي كان وده أشتغل معه وأدرس في نفس الوقت. بس بعد ما كملت."

هالة رفعت حاجبها باستغراب حقيقي هذه المرة: "وليه ما كملت هالمرة بعد؟"

وليد، بتنهيدة خفيفة: "كان أبوي كل مرة يسألني عن الدراسة وعن تخصصي أقول له تمام ودراسة المالية تناسبني، وأنا ممشي فيها وعاجبتني، أحسن من الطب. وكل مرة أي أحد يسألني عن تخصصي، أتكلّم له عن المالية وأنا متحمس ومبسوط."

هالة، بعدم فهم: "طيب حلو... ليه ما كملت؟"

وليد، بابتسامة محرجة: "لأني في نهاية السنة اكتشفت أن تخصصي أصلاً ما هو مالية، كان محاسبة وأنا ولا داري عن شي."

اتسعت عيني هالة دهشة، تكاد لا تصدق ما تسمعه: "يعني كنت تدرس تخصص وانت مو عارف حتى اسمه!! ليه وين عقلك؟"

وليد، محاولاً التبرير بشكل محرج: "الدراسة كانت أغلبها أون لاين... وما أدري."

هالة بقليل من الاستنكار: "حتى لو!!!"

وليد، مصححاً وهو يشعر ان هذا الحديث بدأ يثقل صدره " على العموم، أبوي لما عرف طلعني من الجامعة وقال لي: أنت ما ينفع لك تدرس وتشتغل... أنت بدون شي ما تدري وين الله قاطك، انت لو تمسك المستشفى ، بنصحى الصبح نلاقيه صار بقالة "

ضحكت هالة ضحكة خفيفة، رغم محاولتها كتم صوتها،كانت ضحكتها مثل نسمة عابرة، قصيرة، ووليد لم يكن متأكدًا إن كان ما سمعه ضحكة حقيقية أم مجرد همس.

لذلك التفت اليها ، متفحصًا هيأتها بالنقاب والعباءة السوداء التي تنسدل برقة حول جسدها، مما يضفي عليها هالة من الغموض والجدية. عيونها، رغم عدم ظهور ملامح وجهها، كانت تلمع ، تعبر عن ضحكة مكتومة ، وفي يدها، كانت تمسك بقمع مثلجات مغطاة بطبقة من الشوكولاتة الذائبة، مما أضفى على لحظتها مزيجًا من البراءة والشغف. كانت الأصوات من حولهما تتلاشى، وكأن تلك اللحظة صارت خاصة بهما فقط.

لم يكن يهمه ما إذا كانت ضحكتها ساخرة منه أم لا، المهم أنه استطاع إضحاكها.

قرر أن يتصرف بجرأة، فمد يده بفظاظة نحو وجهها لينزع النقاب. يريد ان يتأكد من ضحكتها ولأنه لم يعد يتحمل الحديث مع فتاة لا يعرف تعابير وجهها، وكأنه يتحدث إلى جدار. "شيليه خلاص، حتى إنك مو عارفة تاكلي مثل الناس بسبته. أصلاً، أنا من أشوفه عليك أحس بالكتمة."

لكن عندما نزعه عن وجهها، تجهمت ملامحها واحمرت، وصرخت في وجهه، "كم مرة قلت لك لا تدخل فيني وفي نقابي؟!"

ارتدته بسرعة، ليسقط قمع المثلجات وينسكب ما تبقى منه من خليط ذائب على عباءتها. بدأت تتنفس بسرعة بمشاعر مفرطة من الغضب والخجل والرفض، بينما أشاح وليد وجهه عنها باستياء. أخرج علبة السجائر من جيبه، ليشعل سيجارة وينفث دخانها بضيق.

شعر أن هذه السمراء الحزينة لا يليق لها إلا الحزن، مهما فعل. كان وجهها كحبة طماطم، يحمر بسبب وبدون سبب، وبدلاً من أن يخرجها من عالمها، وجد نفسه قد دخل هو أيضًا إلى هذا العالم الكئيب بمحض إرادته.


**

بينما كانت ليلى ترتدي عباءتها استعدادًا للذهاب إلى جلسة تصوير جديدة مع ابنة خالها شعيع، وقعت عيناها على العلبة الصغيرة المرمية على الطاولة. توقفت للحظة، وعادت بذاكرتها إلى الليلة الماضية عندما قدم لها يوسف الخاتم المرصع باللؤلؤ. كانت العلبة مفتوحة قليلاً، تلمع منها لمحة من الخاتم، كأنه بريق باهت وسط ظلام ذكريات ثقيلة.

جلست على الأريكة وأخذت تتأمل ، مدت يدها ببطء، والتقطت الخاتم، تشعر ببرودة المعدن وكأن الزمن قد جمد فيه. حدقت فيه مطولًا، شعرت بغصة وهي تسترجع لحظات كانت تأمل فيها أن ينصلح كل شيء، أن تكون علاقتها بيوسف قادرة على الصمود. لكن، أين الحب الآن؟ مجرد بريق خافت وسط خواء كبير. تمنت أن تبكي، أن تنفس عن وجعها، لكنها تماسكت وهمست لنفسها بصوت واثق: "انا ما ببكي خلاص .. وش تفيد فيه الدموع ؟ "

أغلقت العلبة بحركة حازمة، وكأنها تغلق فصلًا من حياتها، ثم فجأة استشعرت شيئًا جديدًا. لم تعد ترى في الخاتم رمزًا للحب الذي انطفأ، بل فكرة جديدة بدأت تتشكل. ماذا لو حولته إلى شيء ينفعها في مسيرتها؟

فتحت العلبة مرة أخرى، وهذه المرة بعينين تتقدان بإصرار. همست: "أبيع الخاتم..." كانت هذه الفكرة بمثابة باب نحو حرية أعمق مما توقعت، قرار لامتلاك شيء جديد يخصها وحدها. تذكرت جلسة التصوير المقبلة في حفل زفاف، وكيف أنها تحتاج لمعدات جديدة طالما حلمت باقتنائها، حلم كانت تؤجله بسبب قيود علاقتها المتهالكة مع يوسف.

بدأت تضع في بالها ما ستفعله بعد بيع الخاتم: كاميرا، عدسات، إضاءة. كانت تلك الأدوات رمزًا للقوة التي تحتاج إليها لتبني حياتها من جديد، لتعيد ترتيب أولوياتها وتؤسس لحياة حرة خالية من العوائق القديمة.

وضعت العلبة في حقيبتها وكأنها تضع الماضي بعيدًا عن نظرها، استعدادًا لبداية جديدة. حدقت في المرآة للحظة، ولم تبتسم، لكن الهدوء الذي ارتسم على وجهها كان يكفي ليقول كل شيء. عرفت الآن أنها تستحق أكثر، وأن الحرية باتت أقرب من أي وقت مضى، وكل ما عليها فعله هو مد يدها واقتناصها.
اختارت أن تتجاهل وجود يوسف تمامًا. لن تسمح له بأن يكون جزءًا من حياتها اليومية بعد الآن، سواء بوجوده أو بظله. إنها الآن تعيش لنفسها، ولعملها، ولطفلها القادم.



**

كان يوسف مستلقيًا على سريره في غرفته القديمة، الغرفة التي اعتاد أن يقضي فيها أيام شبابه، قبل أن يتزوج. الجو كان هادئًا، لكن في داخله كان هناك توتر عميق. السرير لم يكن مريحًا كما تذكره، والمكان بدا ضيقًا رغم المساحة الفعلية.
دخلت والدته الغرفة فجأة، وجهها عابس، لم تطرق الباب، كما كانت تفعل دائمًا.
قالت بنبرة حادة وهي تنظر إليه مستلقياً: "وإلى متى إن شاء الله؟ كل ليلة نايم هنا؟ وزوجتك وش الفايدة منها أبغى أعرف؟!"

رد بهدوء، محاولًا تهدئة التوتر في صوته: "يمه، ليلى حامل وتتوحم. تعرفين الوحام يمه، يخليها ما تتحمل حتى تشوفني. عشان كذا، أنا بنام هنا... كلها فترة بسيطة وبيرجع كل شي مثل ما كان."


رفعت والدته حاجبها بسخرية، ضحكة خفيفة لكنها ملؤها الازدراء خرجت من بين شفتيها.

"دلع بنات ماصخ!" قالت وهي تهز رأسها بعدم تصديق. "أنا جبت خمسة وعمري ما سويت هالحركات مع أبوك. كنت أتحمل، كنت أعرف كيف أتعامل مع الحمل. مو كل شي وحام وخرابيط. يرضيك هالحال؟!"

تنهد وقال بنبرة تحمل قلقًا أكثر مما تظهر: "يمه، ليلى مختلفة، وكل وحده وحملها يختلف. بس صدقيني، الأمور بتتحسن قريب."

نظرت إليه والدته بملامح يكسوها الضيق والاشمئزاز، ورفعت حاجبها بحدة، ثم قالت بصوتٍ حاد: "إنت من جدك تشوف هالزواج له فايدة؟ بالله، وش استفدت منها؟ على بالك هي كفو لك؟" رمقته بنظرة احتقار ثم أضافت: "لو انا منك... أفتكيت منها من زمان." استدارت وخرجت من الغرفة دون أن تنتظر ردًا، تاركةً يوسف غارقًا في أفكاره الثقيلة، عاجزًا عن الرد.


**

عادت إلى غرفتها في الشاليه، وجلست على سريرها، تنظر إلى أكياس المشتريات التي أحضرها وليد. مدّت يدها بخفة إلى إحدى الأكياس وأخذت تتفحص ما بداخلها بشعور مربك، لا تدري ما هو؛ هل هو خجل من عنايته الزائدة أم شعور دفين بالنقص يعاودها مجدداً؟ أو ربما شيء آخر لم تفهمه بعد.

كانت المشتريات تضم قمصانًا وفساتين وبيجامات؛ أشياء بسيطة، لكنها تعكس ذوقه. لفت انتباهها ذوقه الهادئ، وفي نفس الوقت شعرت أنه اختار كل قطعة بعناية، وكأنها تعبر عن رغبته في إراحتها وإحاطتها بالاهتمام. وبين هذه الملابس، رأت ذلك الفستان الأحمر القصير. قد أخبرته بأنها لا تريده، فلماذا أصرّ على شرائه؟ تنهدت، وصارعت أفكارها، تتساءل لماذا هو متمسك بمراعاة احتياجاتها بهذا الشكل، رغم برودها معه. تذكرت آخر نوبة هلع أصابتها ليلاً وكيف كان يهدئها بلا تذمر، رغم أنها لم ترد له الجميل، وبدت كأنها تدفعه بعيداً.

ببطء، اختلست نظرة خارج الغرفة، نحو المكتبة الخشبية الصغيرة التي جمع كتبه فيها. لقد خصص لها مكاناً مريحاً، يطلّ على البحر، ومع ذلك، لا تزال غير قادرة على فهم دوافعه. لماذا يبذل كل هذا الجهد لأجلها؟ ماذا يريد منها حقاً؟

تسللت بهدوء إلى الصالة وأطلت برأسها لترى أين يجلس. كان في زاوية معتمة، على الأريكة، يدخن سيجارته بصمت. بدت ملامحه غارقة في الظل، متضايقة ومستاءة، وشعرت للحظة بالخوف، لكن جمعت شجاعتها وتقدمت نحوه. توقفت أمامه، وقالت بصوت منخفض ومرتبك: "أنا آسفة."

أدار وليد رأسه قليلاً ونفث دخان سيجارته بعيداً عنها، ثم سأل بلا مبالاة: "آسفة على إيش؟"

ابتلعت ريقها وتابعت بتلعثم: "لأني صرخت عليك في الكرنيش قدام الناس."

ابتسم وليد ببرود، وقال بهدوء: "عادي، ما حطيت في بالي."

وبقيت كلماته تتردد في أذنيها، مثل جدار يصعب تجاوزه، تُدرك فيه المسافة التي لا تزال بينهما، رغم كل شيء.

جلست بجانبه على الأريكة، محاطة بالظلام، عدا ضوء الغرفة البعيد الذي تسلل بخفوت، كاشفًا القليل من ملامحها المترددة. كان شعرها القصير والناعم يحيط بوجهها بلطف ،يكشف عن ملامح رقيقة وعيون تعكس تردداً خفيفاً . كانت تحاول أن تنتزع من بين شتات أفكارها كلمات لتشرح له كل ما يعتريها، لتشكره بطريقة تليق بما قدّمه لها، ولتقول له إنها لا تقصد هذا الجفاء، لكنّ الكلمات كانت تتلاشى قبل أن تصل شفتيها.

لم يبدُ وليد مستعجلاً لسماع شيء؛ كان ينظر إليها بصمت، مشوشًا بين حاجته لفهم ما يدور في رأسها وبين استسلامه لظلال المكان. تساءل أخيرًا، وهو يشعر بغرابة الموقف: "إيش اللي صاير؟ تحسي بشي؟"

ابتلعت هالة ريقها، وتشكلت غصة في حلقها كأنها حجر يصعب تجاوزه. قالت بصوت منخفض متردد: "أنا... أنا أحيانًا أحس بألم عميق، صدري ضايق، و... وما أبغى أكون كذا... ما أبغى أكون ثقيلة عليك، ولا أبغى هذه الحبوب النفسية، كرهتها." ثم تلتفت نحوه بعيون متعبة، وتتابع بصعوبة: "الألم هذا... كأنه يغطي كل شي. حتى النوم ما يريحني. و... بعض الأحيان أفكر... لو أتخلص من هذا الشعور، حتى لو... حتى ساعات اتمنى اموت عشان ما ابغى احس كذا"

تجمد وليد للحظات، وأجفل شيء داخله، لكنه حاول أن يحتفظ ببرود ملامحه. لم يكن متأكدًا إن كان كلامها قد أثر فيه بقدر ما جعله يشعر بضعفها بطريقة لم يألفها. وضع يده على كتفها بهدوء، وقال بصوت هادئ لكنه قوي: "هذا شي مؤقت، وكل الحزن بيعدي. أنا هنا معك، مب لازم تواجهين كل شي لحالك."

لكن هالة لم تكن تبحث عن كلمات مؤقتة، كانت تعيش الألم كما لو أنه حقيقة تلامس كل خلية في جسدها، وقالت بصوت يزداد ضعفاً: "بس... بس وليد، حتى الكلام البسيط صاير يتعبني... كل ما أحاول أكون طبيعية، أتعب أكثر. أحس بأني... أختنق."

تعلقت عينيه بها بتعاطف وبدون تردد، قرر أن يكسر حاجز الجفاء الذي صنعته المسافات الباردة بينهما. مد ذراعيه ليحتضنها؛ لم يكن يريد أن يقسو عليها أو ينصحها، فقط أراد أن يحتضن الحزن الكامن في أعماقها كما هو، ويصالح نفسه معه. أغلق عينيه وهو يضمها برفق، لا يهدف لتخفيف الألم بقدر ما أراد مشاركته، أن يحمل ولو جزءًا من هذا الحمل، في صمت، وفي ظلام تلك اللحظة المتصالحة مع الحزن.

في تلك اللحظة، حينما احتضنها ، شعرت هالة بشيء يشبه السلام يزحف إلى أعماقها المتعبة. حضنه كان دافئًا على نحوٍ لم تألفه؛ وكأنّ كل طبقات الحزن والكآبة التي تراكمت داخلها قد وجدت متنفسًا للحظة قصيرة جداً، لحظة امتزجت فيها الراحة بالخوف. شعرت وكأنها عادت طفلة، تنسى للحظة كل الألم.
تأرجحت عواطفها، فبينما كانت ترغب للاستسلام لتلك اللحظة الجميلة ، كانت مخاوفها تضغط عليها كعاصفة لذلك فجأة، وضعت كفيها على صدره لتدفعه قليلاً عنها وتتحرر من ذراعيه ، تحركت بسرعة لتندفع الى زاوية الاريكة ، تجمعت حول نفسها ، عيناها مفتوحتان على اتساعهما ، وكأنهما تلتقطان شيئاً غريباً غير متوقع ، نظرت إليه بارتباك شديد، وصوتها يخرج مرتجفًا: "أنت قلت... احنا بس أصدقاء."

أجابها وليد بهدوء وبنبرة مطمئنة: "ما أقصد شي... لا تفهميني غلط، أنا بس كنت أحاول أخفف عنك."

هالة بهدوء حاسم : "بس أنا ما ابغى ."

كان دفء حضنه قد اثار فيها مشاعر قديمة،مشاعر كانت تعتقد انها انتهت، لم تكن تريد ان تتعلق من جديد، لا تريد ان تفتح قلبها ، لا لرجل ولا لأحد .
لقد خذلها الرجال جميعاً؛ والدها الذي تركها تواجه العالم وحدها، شقيقها الذي خانها في اكثر اللحظات حساسية، يوسف الذي خطب اختها بدلاً منها، وسلطان الذي تركها عند اول اختبار للحب.
كل هؤلاء علموها درساً قاسياً: الرجال لا يعول عليهم ،وفي هذه اللحظة شعرت ان وليد رغم كل شيء ، لا يعتبرها سوى اداة يملأ بها وقته ، نظرت الى عينيه وكأنها تعرف ، تعرف تماماً انه لا يراها سوى كشيء مؤقت، تسلية، مجرد لعبة مسلية.
فابتعدت عنه ،وكأنها تحمي نفسها من الوقوع في نفس الفخ مجدداً ، وان هذا الدفء الذي شعرت به مجرد وهم ، وهم آخر في سلسلة الأوهام الطويلة التي تعلمت الا تصدقها.



انتهى

احب اشوف تعليقاتكم عشان اتحمس اكمل
واتمنى تدعموني على الوات باد
https://www.wattpad.com/story/375043...name=Nahaaaaar


خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم 28-10-24, 11:39 AM   #1112

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 4 والزوار 3)
‏خد العروس &, ‏Layla884, ‏فاتن مصيلحى, ‏اميرة ياسمين


خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم 28-10-24, 11:40 AM   #1113

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 4 والزوار 3)
‏خد العروس &, ‏Layla884, ‏فاتن مصيلحى, ‏اميرة ياسمين

اتمنى اي احد يقرأ يترك تعليق والا الرواية ما تستاهل ؟


خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم 28-10-24, 10:39 PM   #1114

اميرة ياسمين

? العضوٌ??? » 498402
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » اميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية معبرة حقا ،من الصعب ان يفقد الشخص عائلته في رمشة عين وتنقلب حياته الى متاهات وآلام وحسرة وخوف ،والا يجد من يتفهمه ،لكن من يتمسك بحبل الله اكيد سيجد المخرج لكل همومه ومشاكله اشكر الكاتبة على مقاسمتها لنا ببنات افكارها اتمنى ان تكمل حتى النهاية بالتوفيق خد العروس

اميرة ياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-24, 01:23 AM   #1115

الضوءالناعم

? العضوٌ??? » 396986
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 449
?  نُقآطِيْ » الضوءالناعم is on a distinguished road
افتراضي

كلمات ووصف لحالة هاله كان يجعلني اتخيل حالتها النفسيه ووضعها، الظلم والخذلان والتخلي والاستغلال كلها جعلتها تغرق قهراًروايه جميله سلمت يداك

الضوءالناعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-24, 03:47 PM   #1116

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة ياسمين مشاهدة المشاركة
رواية معبرة حقا ،من الصعب ان يفقد الشخص عائلته في رمشة عين وتنقلب حياته الى متاهات وآلام وحسرة وخوف ،والا يجد من يتفهمه ،لكن من يتمسك بحبل الله اكيد سيجد المخرج لكل همومه ومشاكله اشكر الكاتبة على مقاسمتها لنا ببنات افكارها اتمنى ان تكمل حتى النهاية بالتوفيق خد العروس
سعيدة بتواجدك


خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم 02-11-24, 03:47 PM   #1117

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضوءالناعم مشاهدة المشاركة
كلمات ووصف لحالة هاله كان يجعلني اتخيل حالتها النفسيه ووضعها، الظلم والخذلان والتخلي والاستغلال كلها جعلتها تغرق قهراًروايه جميله سلمت يداك
الله بسلمك حبيبتي


خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم 02-11-24, 03:48 PM   #1118

خد العروس &
 
الصورة الرمزية خد العروس &

? العضوٌ??? » 376734
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » خد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond reputeخد العروس & has a reputation beyond repute
افتراضي

هالمرة افتقدت همس الرواد .. اتمنى تكون بخير

خد العروس & غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 02:42 PM   #1119

ناصر مسن

? العضوٌ??? » 520838
?  التسِجيلٌ » Sep 2024
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ناصر مسن is on a distinguished road
افتراضي

خد العروس متى راح تنزلين البارت يالله ترينا منتضرينك أحداث الروايه صراحه موجعة هاله احس تدمرت حياتة وراحت ضحية انتقام
نور حرام الي يصير لها من عمها واخوها
والهنوف اتمنى تعترف في الوقت المناسب


ناصر مسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.